المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 أيلول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.september16.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/نداء لرهباننا: أين انتم

الياس بجاني/رسالة عتب إلى الأب جورج حبيقة: اللهجة اللبنانيّة لا تصنع عظة مار بولسيّة...

الياس بجاني/الياس بجاني/هم ودموعهم التمساحية إلى جهم ونارها ودودها وعذابها الأبدي

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في ذكرى ارتفاع الصليب المقدس

الياس بجاني/بالصوت والنص: عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/فيديو للياس بجاني: قراءة في هرطقة وخطأ وخطيئة تشكيل حكومة ميقاتي الملالوية.... حكومة الدمى ووجوه البربارة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الى فخامة رئيس الجمهورية الراحل الحبيب الشيخ بشير الجميل/الأب سيمون عساف

8 حالات وفاة بكورونا في لبنان... ما جديد الاصابات؟

بكركي حيادية حيال الحكومة.. وعينها على الانتخابات النيابية

ريفي: ‏إعادة الودائع أولوية الأولويات في أي بيان وزاري

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 15/9/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 15 أيلول 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

دياب أول السبحة في تحقيقات المرفأ

دياب من اسطنبول إلى أميركا... وبيطار يلاحقه من السراي إلى "تلّة الخيّاط"/حكومة "الثلث المستهبل"!

البيان الوزاري نحو محطة الاقرار غدا والى البرلمان مطلع الاسبوع

استئناف التفاوض مع صندوق النقد والدائنين لاعادة هيكلة الدين

نقطة انفراج في بحر ازمة البنزين...تفريغ باخرة والطوابير حتى نهاية الجاري

مدير عام منظمة الصحة الدولية في "الخارجية" غدا.. وهذا جدول زيارته للبنان

 لبنان غائب عن لقاء قمة ماكرون_آل نهيان..مزيد من العزلة الخليجية؟

حكومة ميقاتي تقرُّ بيانها الوزاري بما فيه بند المقاومة و”حزب الله”

عون إلى عُمّال لبنان: أنا في هذا القصر... أعاني مثلكم

اعلام الاحرار ردا على كلام لبقرادوني عن مجزرة الصفرا : كلام مقيت وباهت يراد منه الفتنة

علوش: الحكومة ديكور ولبنان الواحد نحو الذوبان

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

ثلاثة قتلى من “الحشد” بقصف في البوكمال و”التحالف” ينفي شن ضربات

موسكو: الولايات المتحدة لديها سيناريو لتقسيم سورية

واشنطن و”الأوروبي” يطالبان طهران بالعودة إلى فيينا وتجنُّب التصعيد

إعفاء كبير المفاوضين في فيينا عباس عراقجي من منصبه... والمتشدد علي باقري كني يتولى المهمة

مصادر العربية: محادثات إيران النووية قد تستأنف بعد 3 أسابيع

مندوب إيران في فيينا يقول في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا تتوقعوا ضبط النفس" ما دام الحظر مستمرا

كيف سيتعامل الغرب مع فريق الخارجية الإيراني "المتشدد"؟

تهديد باستدعاء وزير الدفاع الأميركي إلى مجلس الشيوخ حول أفغانستان

أوستن رفض حضور جلسة استماع بشأن انسحاب إدارة الرئيس جو بايدن من أفغانستان

مصر ترحب ببيان مجلس الأمن الداعي لاستئناف مفاوضات سد النهضة

القاهرة: البيان الرئاسي لمجلس الأمن وعلى ضوء طبيعته الإلزامية، يمثل دفعة هامة للجهود المبذولة من أجل إنجاح المسار الأفريقي التفاوضي

واشنطن: ندرك استمرار تعنت الحوثي ودور إيران التخريبي في المنطقة

شددا على أهمية التحرك الأممي والدولي الجاد والفاعل للضغط على ميليشيا الحوثي وداعميها في إيران في هذا الجانب

شراكة أمنية بين أميركا وبريطانيا وأستراليا.. غضب صيني وفرنسي

المعاهدة الأمنية الجديدة المسمّاة "أوكوس" ستتيح لأستراليا الاستحواذ على غواصات تعمل بالدفع النووي

كوريا الشمالية تطلق "مقذوفاً غير محدد" باتجاه البحر.. مجلس الأمن ينعقد

اجتماع مجلس الأمن حول كوريا الشمالية مغلق وغير رسمي وجاء بطلب من فرنسا وأستونيا

مشرعون بالكونغرس يدعون لتصنيف طالبان "منظمة إرهابية"

السيناتور غراهام في بيان: "تصنيف طالبان كمنظمة إرهابية أجنبية سيجعل من الصعب على الدول أن تقدم لها المساعدة والاعتراف"

الرئيس المصري شدد خلال استقبال الحلبوسي على ضرورة الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل لسيادة الدول والامتناع غير المشروط عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق

هل تكشف المعدات المتروكة بأفغانستان أسرار التفوق الأميركي؟

مسؤولة سابقة بالجيش: العتاد الذي تم "تجريده من السلاح" أو "أصبح غير صالح للعمل" لا يزال بإمكانه الكشف عن الأسرار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة كشكش والبلد المتهاوي/شارل الياس شرتوني

بعد تشكيل الحكومة.. الإنتخابات النيابية و«التغيير من الداخل»/توفيق هندي/جنوبية

ولا يزال الحلم يُرهقنا/بيار ريحان/فايسبوك

إحباط يصيب "حلفاءها": أميركا بلا خطة لإنقاذ لبنان/سامي خليفة/المدن

إيران و"دولة" حزب الله: تصديع لبنان إلى دويلات/منير الربيع/المدن

ما هو الموقف السوري من الحكومة اللبنانيّة الجديدة؟/صفاء درويش/أم تي في

هاجس جنبلاط الدرزي/علي الحسيني/ليبانون ديبايت

الحريري يُهاجر سياسياً/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

دمشق في مواجهة الضاحية؟/ميشال نصر/ليبانون ديبايت

"أمثّل فرنجية في الحكومة"... قرداحي: لم ابدّل مواقفي من الاسد ونصرالله/ جويل بو يونس/الديار

النفط الإيراني "يُسَوّد" الاقتصاد "الأبيض" ويضرب آخر معاقل الشرعية/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

زحف" الدعائيين من مقلبين/نبيل بومنصف/النهار

إستحداث "مكتب النفط" والقافلة الأولى ستضمّ أكثر من سبعين صهريجاً/"حزب الله" يستعدّ لاستقبال النفط الإيراني في البقاع/عيسى يحيى/نداء الوطن

حكومة الشوك والعوسج/د. ميشال الشماعي/نداء الوطن

مسألة عادية أم رسالة في أكثر من اتجاه؟ عن مناورة "الرعب الصامت" لـ"أمل" في منطقة النبطية/رمال جوني/نداء الوطن

حكومة ميقاتي أمام محرقة قاتلة... هذه "وقودها"/كلير شكر/نداء الوطن

رهان ميقاتي وسلوك نصرالله/وليد شقير/نداء الوطن

"كازية" المحور/سناء الجاك/نداء الوطن

تسوية تطيح الأخضر واليابس/بسام ضو/الجمهورية

الحريري بعد حكومة ميقاتي/راكيل عتيِّق/الجمهورية

هل سيتمّ الإفراج عن الدولارات؟/طوني عيسى/الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى وفد الاتحاد العمالي العام ورئيس جمعية المصارف: بعد تشكيل الحكومة نحن امام ورشة اقتصادية هي بالنسبة الينا الهم الأول

اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري انهت عملها وجلسة لمجلس الوزراءالرابعة بعد ظهر غد لمناقشة مسودة البيان

بري عرض مع الفرزلي والمشنوق وكلاس الاوضاع العامة وتلقى برقيتي تهنئة بتشكيل الحكومة من الرئيس الفلسطيني واسماعيل هنية

الكتائب حذر من استغلال استجرار الغاز لتعويم النظام السوري: الحكومة استمرار لسابقاتها تحت قبضة حزب الله

باسيل: حكومة ميقاتي أنصفت الدستور اللبناني والتوازنات... والنظام السياسي المبني على قاعدة التوافق بين الأفرقاء أوصلنا إلى الانهيار ولست مرشحا الآن إلى الرئاسة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من21حتى27/:”قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم. لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم». فَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء. لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم». ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

 نداء لرهباننا: أين انتم

الياس بجاني/15 أيلول/2021

نفتقد لدور فاعل لرهباننا. هم ملح لبنان وضميره وملهميه، ودون دور مقاوم وقيادي لهم بمواجهة احتلال إيران سيكون وجود لبنان بخطر حقيقي

 

رسالة عتب إلى الأب جورج حبيقة: اللهجة اللبنانيّة لا تصنع عظة مار بولسيّة...

إننا نفتقد لدور فاعل لرهباننا. هم ملح لبنان وضميره وملهميه ودون دور مقاوم  وقيادي لهم بمواجهة احتلال إيران وجود لبنان سيكون بخطر حقيقي.

الياس بجاني/15 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102433/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d8%aa%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%ad%d8%a8%d9%8a/

تابعنا باهتمام ما سيقوله الأب جورج حبيقة في عظته خلال جنازة الرئيس الشهيد بشير الجميل، فكانت النتيجة غير ما توقّعناه. كنّا انتظرنا عظة ترفع المعنويّات وتشدّ عزيمة اللبنانيين السياديين الذين يتعرّضون لحملة تضليليّة ممنهجة لإحباط عزائمهم ولإضعافهم تمهيدًا لتغيير وجه لبنان الحضاري الذي استشهد بشير في سبيل إحقاقه.

أراد الأب حبيقة العظة باللهجة اللبنانيّة التي كان يحب بشير أن يقدّم خطبه بها، لكنّ مضمونها كان خاليًا من قوّة بشير في المواجهة، ومن إرادته في الصمود، ومن عزمه على تحرير لبنان من كلّ احتلال، واكتفت بكلام فضفاض إنشائي، واستشهادات بأقوال أدباء وفلاسفة، تعبّر عن ميزات رجل الدولة التي تمتّع بها بشير، مع العلم أنّ أهمّ ما يجب أن يتمتّع به رجل الدولة هو ترجمة أقواله بالأفعال، وهو الأمر الذ لم يُعطَ لبشير تحقيقه. 

كم كنّا بحاجة لأن يُقدّم لنا الأب حبيقة، وهو الفيلسوف، قراءة إبداعيّة مختلفة عن مسيرة بشير البطوليّة، تُعطينا جرعات إصرار وإقدام على مواجهة المحتل من الداخل، كما وعلى مواجهة التآمر الدولي على استقلالنا، وهما الأمران اللذان ثابر بشير والجبهة اللبنانيّة على دحرهما، بينما كان العالم أجمع متواطِئًا على لبنان.

وأسأل هنا، ما الذي يجعل راهبًا مقدامًا مثل الأب جورج حبيقة يُهادن في وقت نحن في أشدّ الحاجة إلى المواجهة والصمود، أهو سياسة رهبنته اللبنانيّة المارونيّة التي وبحسب علمنا تُحظّر على رهبانها التدخّل في الشؤون العامة وفي السياسة حفاظًا على مصلحتها مع السلطة الحاكمة، وذلك بإيعاز من الفاتيكان، وبموافقة ضمنيّة من بكركي؟ أم هو طلب شخصي من آل الجميّل الذين يتحضّرون ويعدون أنفسهم باستعادة أمجادهم الغابرة في الانتخابات النيابيّة المقبلة؟ وإنّ أخشى ما أخشاه هو أن تكون هذه العظة الوضيعة داخلة في الحسابات الانتخابية الرهبانيّة المقرّرة بعد سنة من اليوم.

فيا عزيزي الأب حبيقة،

عظتك جاءت محبطة وفارغة كالفراغ الذي خلقته رهبانيتك بتقوقعها داخل أديرتها ومؤسساتها، بينما شعبها هو بأمسّ الحاجة إلى تلاحمها به. وضع الاحتلال الإيراني اليوم أشدّ خطورة من "الستاتوكو" الذي كان قائمًا بين اتفاقيّة القاهرة 1969 وحرب الـ75، أَفلَم يحِن الوقت بعد للعودة إلى مقولة الأباتي شربل القسيس: "شعبنا يعتب علينا إذا تركناه وحيدًا في الساحة، ويُطالبنا بالنزول معه إلى الساحة"؟ الملح فاسد يا ابتي جورج، ولا شيء يملّحه إلّا رهبان مرتبطين عضويَّا بمجتمعهم، فلا تخرجوا على شعبكم، في هذه الأيّام الجحاف، بأقلّ من عظات بولسيّة فيها من الإصرار والروحانيّة ما لا تقوى عليه أبواب الجحيم.

يبقى إننا نفتقد لدور فاعل لرهباننا. هم ملح لبنان وضميره وملهميه ودون دور مقاوم  وقيادي لهم بمواجهة احتلال إيران وجود لبنان سيكون بخطر حقيقي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

هم ودموعهم التمساحية إلى جهم ونارها ودودها وعذابها الأبدي

الياس بجاني/الثلاثاء 14 أيلول 2021

تماسيح الكرة الأرضية تحتج على مسرحيات نفاق بكاء أوباش واسخريوتيين في لبنان وبعهر يسرقون دموعها. دموعهم هي دموع أبالسة وطرواديين

 

بالصوت والنص: تأملات إيمانية في ذكرى ارتفاع الصليب المقدس

الياس بجاني/من أرشيف الكاتب

https://www.youtube.com/watch?v=mKvLy0ZYpI4&t=17s

في كل سنة بتاريخ 14 أيلول تتذكر الكنيسة ظهور الصليب للملك قسطنطين الكبير، في حربه ضدّ مكسنسيوس، وذلك انه لمّا قَرُبَ من روما استعان بالمسيحيين، واستغاث بإلههم يسوع المسيح، وإله والدته هيلانه لينصره على أعدائه. وبينما هو في المعركة ظهر له الصليب في الجو الصافي، محاطًا بهذه الكتابة بأحرف بارزة من النّور:  “بهذه العلامة تظفر”، واتّكل على إله الصليب، فانتصر على مكسنسيوس، وآمن هو بالمسيح وجنوده. وجعل راية الصليب تخفق في راياته وبنوده وبعث الكنيسة من ظلمة الدياميس وامر بهدم معابد الأصنام وشيّد مكانها الكنائس، ومنذ ذلك الحين، أي منذ عام 330، عمّ الاحتفال بعيد الصليب الشرق والغرب.

“من أراد ان يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني

من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25(:”إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: “سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ  بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس”

 

بالصوت والنص: عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/من أرشف الكاتب

 https://www.youtube.com/watch?v=ybRYxi8l9Y8

القادة العمالقة تكون وجهتم دائماً كالنسور إلى أعلى حيث الكرامة والغزة والإستبسال والعطاء والفداء والرجولة. أما القادة الأقزام فوجهتم دائماً إلى أسفل حيث المذلة والمهانة والرُخص في كل شيء . الله يرحم نفس البشير النسر

 بفخر وعنفوان نؤكد على خلفية إيمانية راسخة وصلبة أن حلم البشير حي ولن يموت لأنه متجسد بقوة في همم شباب لبنان السياديين والشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم حمل مشعل الحريات والكرامة والتحرر والسيادة والاستقلال بنمط سلمي وحضاري سوف يتوج بإذن الله بانقاذ وطن الأرز من براثن الاحتلال الإيراني واستعادة استقلاله وحريته. في ذكرى انتخاب بشير يتأكد لكل لبناني حر وسيادي أن بشير القضية حي ولن يموت ومن كان الله نصيره الله فلا غالب له.

صحيح إن قوى الشر والظلامية قد نجحت في اغتيال بشير الجسد، إلا أنها لم تتمكن من قتل هذا البشير الذي لا يزال يسكن قلوب ووجدان وضمير كل لبناني حر… البشير القضية، وبشير الحلم، وبشير التعايش، وبشير التعلق بالدولة وبالقانون وبالدستور وبالحريات وبالديمقراطية وبالتعايش… هذا البشير يسكن في عقول وثقافة كل لبناني سيد وحر. هذا البشير ولن يموت في وجدان وضمائر الأحرار

إن البشير الذي تم قتل جسده في 14 أيلول/عام 1982 لا يزال في ذكراه وفي نموذج ومثال الوطنية والصدق حياً في القلوب والوجدان والضمير والثقافة والحلم والرجاء..

في حين أن غالبية القياديين والسياسيين الأحياء بأجسادهم هم عملياً واحتراماً وثقة أموات في إيمانهم وعقولهم وجشعهم والإسخريوتية. فهؤلاء حضورهم غياب وغيابهم راحة ونعمة.

في العودة إلى ذكرى يوم الاغتيال في عيد الصليب المقدس في 14 أيلول من سنة 1982 امتدت يد الغدر الحاقدة وقتلت بشير الجسد، إلا أنها فشلت في قتل بشير القضية والطموح والوطنية والطموح والفكر وروح المقاومة.

في ذلك اليوم ارتفع صليب لبنان إلى السماء وعليه شهيد لبنان الرئيس الشيخ بشير الجميل محاطاً برفاق دبه البررة الثلاثة والعشرين الذين رافقوه في رحلة حياته الأرضية التي وهبها للبنان ولقضيته المقدسة، وكان لهم أن يرافقوه أيضاً في رحلة العودة إلى جنة الخلد حيث البررة والقديسين.

ارتفع البشير على صليب لبنان بعد أن روى ورفاقه بدمائهم الذكية والطاهرة تربة وطن الأرز المباركة.

ارتفع شهيد ال 10452 كيلو متر مربعاً وهو محاطاً برفاق دربه الشهداء ليواجه معهم وجه ربه بضمير مرتاح وزوادة إيمانية كبيرة وطهارة مقدسة.

ارتفع إلى السماء بعد أن أدى رسالته الأرضية، وبعد أن صاغ أطر واضحة للقضية اللبنانية، وزرع في نفوس اللبنانيين روح المقاومة والفداء، وغرس في وجدانهم الإيمان بحتمية انتصار وطن الرسالة الذي أجرى فيه السيد المسيح أول عجائبه، والذي باركته السيدة العذراء وجعلت منه محجة للمؤمنين.

لقد أراد الله سبحانه تعالى أن يميز البشير في مماته كما ميزه فيما وهبه من وزنات وإيمان فرفعه إلى جنة خلده في يوم عيد ارتفاع الصليب الذي ارتضى أن يسمر عليه ابنه الحبيب فداءً للإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله، ومن أجل أن يعتقه من عبودية الخطيئة الأصلية.

قال الرسول بولس الرسول” :إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن معشر المؤمنين فهي قوة الله”.

البشير احتضن الصليب وجعله نبراساً وطريقاً ونهجاً وشعاراً في نشر رسالته اللبنانية، رسالة التعايش والمحبة والأخوة والوفاء والحضارة والثقافة والعزة والكرامة.

ارتفع البشير إلى السماء تاركاً قيمه وتعاليمه وروحه وحبه للوطن في نفوس وضمائر شعبه الذي أحب وقدم نفسه قرباناً من أجل خلاصه وحريته، ومن كان الصليب حاميه لن تغلبه الأبالسة ولن تدنس قداسته حقارة وهرطقات الفريسيين والكتبة ومن هم على شاكلتهم ومثالهم.

وكما أن السيد المسيح قهر الموت وكسر شوكته وقام من القبر في اليوم الثالث، فإن رسالة البشير الوطنية والإيمانية باقية حتى يوم القيامة والحساب وهي التي ستقيم لبنان عاجلاً أو أجلاً من قبر التبعية والارتهان والخنوع والأنانية والاحتلال.

لبنان البشير لن يموت لأنه حيّ في نضال ومقاومة وعنفوان كل لبناني يؤمن قولاً وفعلاً بحلم البشير، حلم القضية، ويريد أن يعيش مرفوع الرأس بكرامة وعنفوان في وطن حر وسيد ومستقل وديموقراطي، وطن تظلله العدالة والمساواة والعيش الكريم. وطن محرر من الجيوش الغريبة ومن المرتزقة والطرواديين والملجميين، وطن يحكمه أهله وتُحترم فيه حقوق إنسانه ويصون كرامته. لقد ناضل البشير ليعيد إلى الأرض اللبنانية وحدتها، وإلى وطن الأرز سيادته، وإلى اللبناني حريته وكرامته، وإلى الدولة هيبتها، وإلى المؤسسات فاعليتها، وهو القائل بصوت عال: “نريد أن نعيش مرفوعي الرأس، وما يجب تغييره هو الذهنية وتجديد الإنسان لتجديد لبنان”، وكما قال النبي ملاخي في الكتاب المقدس فالبشير، “كانت شريعة الحق دائماً في فمه”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو للياس بجاني: قراءة في هرطقة وخطأ وخطيئة تشكيل حكومة ميقاتي الملالوية.... حكومة الدمى ووجوه البربارة

13 أيلول/2021

https://www.youtube.com/watch?v=A_-wXJD2Ne0&t=1056s

حكومة ينطيق عليها قول القديس بطرس. (02-22) فيصدق فيهم المثل القائل: عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل.

مختصر التعليق/بظل الإحتلال لا حكومة ولا نواب ولا رؤساء، بل عبيد وأدوات ودمى.

آيات انجيلية ذكرت في التعليق

لهم عيون مملوءة بالفسق، لا تشبع من الخطيئة، يخدعون النفوس الضعيفة، وقلوبهم تدربت على الطمع. هم أبناء اللعنة بطرس 02/17)

هؤلاء الناس ينابيع بلا ماء وغيوم تسوقها الريح العاصفة، ولهم أعد الله أعمق الظلمات. (بطرس 02/17)

أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم/ (رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى12)

دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة (إنجيل القدّيس متّى15/من10حتى20)

http://eliasbejjaninews.com/archives/102367/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a9-%d9%88%d8%ae%d8%b7%d8%a3-%d9%88/

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الى فخامة رئيس الجمهورية الراحل الحبيب الشيخ بشير الجميل

الأب سيمون عساف/15 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102472/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%81%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1/

في ليلة عيد الصليب نُفِّذت عملية الاغتيال بعد ما حملت صليب قضيتنا ووصلت بها الى القمم.

أدَّيت شوطك وغادرت بعدما غدرك الأَبالسة، ويا حرقة القلب افتقدناك إِذ لم يُطل أَحد من بعدك.

يا باش الى اين ذهبت؟ أَتذكر ما سأَلتك يوم التقينا في اذاعة لبنان الحر وقد صرت رئيساً للجمهورية؟

لا سمح الله اغتالوك يا فخامة الرئيس لمن تترك الدفَّة؟ وتجيب فورا ما حرفيته:" عمر الموارنة ما يكونوا اذا ما طلع  حدا"!

بادرتك قائلا بكرا بيحطوا أَ م. ي. ن.. فردَّيت علَّي بهزَّة رأس وقلت ما غاب عن البال....

صدق التوقُّع وأنت رحلت وجلس الوريث وبدأت صخرة سيزيف تتدحرج!!!

قم إِنهض وانظر ما بقي وراءك!!

هزائم خيانات صفقات اغتيالات بَيع صلاحيات وتاريخ عِزٍّ وشموخ يتوارى ثم ويلات ونكبات وتهجير وهجران حدِّث ولا حرج.

باعوا كل ما كان واعدا، حتى ذكرك باعوه إِلا حين يحتاجون تعويم انفسهم او تلميع صورهم.

نعم اشتقنا الى الكرامة والعنفوان اللذان زيَّنا إِطلالة شخصك جاذب الحضور،

اشتقنا الى صياحك الهادر وتبكيتك للعملاء والمرتزقة وأَهل البيع والشراء ووو...

نخجل ان نتطلع ما عندنا بسببهم، لم نعُد نحن، أجيالنا القادمة لم يعُد لها ما تعجب به وتفخر.

قتلوا شبابا ماردا اعتقلوهم حتى الاستشهاد، دمَّروا ما بنيت وبأبخس الأثمان تمَّت البَيعه!

خرَّبوا كل شيء لم يسمعوا خطاباتك الناهية عن المنكر، الداعية الى حفظ الهوية والانتماء.

أَطاحوا بكل ما بنيت حتى أنهم نسوك أَيها القائد العظيم على صغر سنك.

ليتك تعود لترى ما حل بقواتك وبمجتمعك وبوطنك لبنان الذي دافعت عنه وحاربت من اجله فكان الصمود وكانت المقاومة.

إِنها الخيانة اليوم والاندحار! وعلينا تصفِّق كفُّ الحرام بسبب إِذلال كانوا هم فيه  السبب.

صرنا هُزُؤاً للأُمم والجيران بعدما كنا اسيادا شرفاء.

أخجل أن أُخبرك أن لا هَمَّ عندهم إلا المصالح  الرخيصة ويستكملون الحفر في أَخشاب السفينة حتى الغرق.

لا تعنيهم الفضائل والشمائل، بساعات روليكس وشكات بالدولار تبدأ القضية وتنتهي.

نهبوا أَموال المودعين في المصارف فأَفلست، والدولة تلفظ الأَنفاس وتتلاشى، والأحلام غدت اشباحا مرعبة.

لم يبقَ إٍلا اطلالا ينعق عليها البوم وفيها تنعب الغربان.

عاثوا بأقداس البيت فسادا وعبثوا بالقيم والشيم فتراكم الفسق وسطت السفالة على المفارق والدروب.

أَتحدث إِليك واللوعة تنهش الأحشاء والأسى يفترس الأكباد بشراسة وحشية. إِننا مكسوروا الخاطر نتلوَّى من طعنات الخناجر!!

أَستحي أَن أَقصَّ عليك بالتفاصيل أَخبارنا السيّئة المسيئة. أُولئك البقايا الباقون من عهدك يتحسَّرون ويأكلهم غول الأسف.

من يعلم اولادنا عن أَسلافك يوسف بك كرم ويوسف الشنتيري وابي سمرا غانم وطانيوس شاهين والآن عنك يا باشنا الحبيب.

يوم نعرف أَن نلقّن أَجيالنا القادمة عن مواقفكم والبطولات يمكن لنا أَن نستمر ويحق لنا أن نحيا، أَما إِذا ظللنا كما نحن فالسلام علينا والخيبات ترثينا.

الى حديث آخر أَستودعك اشتياقي وإِخلاصي.

 

8 حالات وفاة بكورونا في لبنان... ما جديد الاصابات؟

وزارة الصحة/15 أيلول/2021

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي، تسجيل 844 إصابة جديدة بفيروس كورونا في لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية، بالاضافة الى 8 حالات وفاة.

 

بكركي حيادية حيال الحكومة.. وعينها على الانتخابات النيابية

المدن//16 أيلول/2021

غابت في الصرح البطريركي عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لأحدين متتاليين. فالراعي الذي سافر ليشارك في مؤتمر "القربان العالمي" الـ52، في العاصمة المجرية بودابست، تابع من هناك المستجدات اللبنانية. وهو لطالما دعا إلى تشكيل حكومة بعد أشهر طوال من العجز، مشاركاً في مبادرات قام بها لتقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف آنذاك سعد الحريري. وبعد تشكيل الحكومة الجديدة، حرص الراعي على أن تصدر البطريركية بياناً ترحّب فيه بتشكيلها، ومهنئاً الرئيسين عون ونجيب ميقاتي.

أولويات بكركي

"ليس الوقت المناسب للدخول في تشنجات حول حيثيات التشكيل، فقد سمعنا أصواتاً تدين الحكومة على أنها إيرانيةـ فرنسية وأن قرارها إيراني". بالنسبة إلى بكركي، الأولوية اليوم في مكان آخر. و"الأولوية في حث هذه الحكومة على وقف الانهيار ومعالجة الأزمة الراهنة". هكذا تشرح مصادر بكركي موقف البطريرك، الذي يرأس قداساً إلهياً يوم السبت المقبل في الصرح، مستقبلاً وفداً من "أكاديمية بشير الجميل" في ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل. وفي عظة قداس السبت يتحدث الراعي عن مقاربة بكركي للحكومة الجديدة، على أن تتضمن العظة ترحيباً بالتشكيل ودعوة إلى العمل لإنجاز الإصلاحات المطلوبة ومعالجة أزمة اللبنانيين المعيشية وقيام الدولة اللبنانية بتفعيل مؤسساتها. وبناء على مسار العمل الحكومي، يمكن لبكركي أن تحدد موقفها لاحقاً، مرحّباً كان أو منتقداً.

الانتخابات في موعدها

بكركي كما المجتمع الدولي، كما اللبنانيين، ينتظرون البيان الوزاري وما يتضمنه من بنود تحاكي الأزمة. ولعلّ أهم ما تنتظره بكركي من البيان، إضافة إلى النهوض المؤسساتي والإصلاح المالي والنقدي والاقتصادي والاجتماعي، هو بند إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. هنا، تتخوف مصادر بكركي من الإطاحة بالانتخابات النيابية تحت أكثر من عنوان. أولى العناوين التي يمكن أن تطيحها، هو القانون الانتخابي والدخول في نقاش حول تعديله أو تطويره أو تغييره. والكلام عن إعادة النظر بالقانون يقلق بكركي التي تتمسك به، للتأكيد على دعوة الهيئات الناخبة في المواعيد الدستورية. ولا تقارب بكركي الانتخابات النيابية على الساحة المسيحية تحديداً من باب نصرة فريق على آخر. "بكير بعد على هيدا الحكي. المهم إجراء الانتخابات. وعناوين بكركي معروفة". هكذا تعلّق مصادر الصرح على المشهد الانتخابي المقبل. وتدرك أن المعركة ستكون طاحنة، ولكنها تصرّ على البقاء على الحياد حتى الساعة، مع الاحتفاظ بعناوينها المعروفة، من التمسك بحياد لبنان ووحدة أراضيه ووحدة قواه المسلحة المتمثلة بالجيش اللبناني.

الصوت المسيحي

في الواقع تبدو القوات اللبنانية أقرب إلى طروحات بكركي من التيار الوطني الحر. إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود عتب بطريركي على القوى المسيحية القريبة منها. وتقول مصادر مقرّبة من بكركي إن الصرح لا يملك جيشاً ولا نواباً، وبالتالي تبدو عناوين بكركي غير مكتملة التطبيق لأن القوى السياسية، حتى تلك القريبة من الصرح، لا تتبنّى هذه العناوين في المؤسسات الدستورية. شائك جداً المشهد الانتخابي على الساحة المسيحية. الأحزاب التقليدية بدأت تتحضر للمعركة، وكذلك تفعل مجموعات المجتمع المدني، ولذلك تتروّى بكركي جداً في مقارباتها حتى الساعة. منذ حوالي الشهر، اجتمعت اللجان النيابية المشتركة لمناقشة قانون الانتخاب، فاصطفت الأحزاب المسيحية حول موقف واحد متمسكة بالقانون الحالي، رافضة الحديث عن الطرح بجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس نسبي، لأن في ذلك قضاء على الصوت المسيحي، كما يقولون. وعلى الرغم من حجم خلافاتها، تتّحد القوى المسيحية، كما فعلت في المرة الماضية، حول قانون الانتخاب، إلى حين التسليم بالقانون الحالي أو تعديله بشكل يرضي التمثيل المسيحي، وبعدها تشرع أبواب المعركة على مصراعيها.

 

ريفي: ‏إعادة الودائع أولوية الأولويات في أي بيان وزاري

المركزية/15 أيلول/2021

أكد اللواء أشرف ريفي أن "‏إعادة الودائع في المصارف أولوية الأولويات في أي بيان وزاري، فهي أمانة يجب أن تُسترد من ضمن إعادة هيكلة شاملة للقطاع المصرفي، وهي أيضاً مهمة تُوازي إستعادة الأموال المنهوبة أهمية.وتابع عبر "تويتر": "أي تحايل في استرداد الودائع هو سرقة موصوفة وسطو على جنى عمر اللبنانيين".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 15/9/2021

وطنية/الأربعاء 15 أيلول 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

اليوم إنجاز لمسودة البيان الوزاري ، وغدا مناقشة لها في مجلس الوزراء والاثنين ثقة نيابية للحكومة ، وما لفت المراقبين زيارة وفد من تكتل لبنان القوي للرئيس نجيب ميقاتي قبيل هذا المساء..

أهم ما جاء في مسودة البيان الوزاري العمل على ترتيب الوضع المالي والنقدي ، واستئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي وحل الازمات الضاغطة على اللبنانيين..

وفيما وصف وزير الاعلام جورج قرداحي الحكومة بحكومة العمل ، لوحظ تراجع سعر الدولار بصورة لافتة الى اكثر من خمسة عشر ألفا ، لكن ذلك لم ينسحب على اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية التي حافظت على تحليقها من دون أي رادع ولا حسيب ولا رقيب.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "nbn"

بعزم على الإنجاز وأمل بالنهوض...وفي سابقة لم تحصل من قبل ‏وتستأهل إدخالها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، أنهت اللجنة الوزارية مشروع البيان الوزاري الذي تنشر الNBN مضمونه في سياق النشرة خلال إجتماعات ثلاثة ، على أن تعقد جلسة لمجلس الوزراء غدا في بعبدا لاقراره ، في جو من التفاهم بين جميع القوى تمهيدا لنيل الثقة من مجلس النواب في وقت قريب.

ما قبل جلستي الإقرار والثقةحصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على بركة دار الفتوى بعد زيارة للدار ، إستمع خلالها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والعلماء الى رؤيته لإيقاف الأزمات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية المتعددة التي يعانيها الشعب اللبناني ، حيث أكد ان حكومته لن تكون إلا في خدمة المواطن اللبناني وتطلعاته المستقبلية ليعود لبنان كما كان وافضل .

ومن البركة إلى الصلاة التي رفعها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي لكي يأخذ الله بيد الحكومة ورئيسها ووزرائها لأن العالم بأكمله ينظر إليهم و الشعب اللبناني بحاجة لهم .

ما بعد الثقة ستكون حكومة العزم والأمل ، وفق ما تم الإتفاق على تسميتها أمام ورشة اقتصادية إصلاحية شاملة يفترض أن تضع بند حاجات الناس على رأس جدول أعمالها.

إلى ذلك رأت وكالة "موديز" الدولية للتصنيف الائتماني ، وبتأخير قارب الثلاثة أعوام عما كان دعا اليه وزير المال الأسبق علي حسن خليل ، رأت أن الحكومة الجديدة في لبنان هي خطوة أولى نحو إصلاحات طال تأجيلها وإعادة هيكلة الدين العام.

وفي شأن ليس ببعيد عن المسار الإصلاحي كانت دعوات لأن تكون عملية الإنفاق من حساب الأموال المحولة من صندوق النقد الدولي والبالغة مليار ومئة وخمسة وثلاثون مليون دولار بموجب قوانين صادرة عن المجلس النيابي ، مع أولوية أن تصرف هذه الأموال على بناء معامل إنتاج الكهرباء وقطاع النقل العام ، لكون هذين الأمرين ضاغطين على يوميات المواطن.

مالياسجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء إنخفاضا ملحوظا إلى ما دون 15000 ليرة لبنانية للدولار الواحد .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

حكومة العزم والعمل في سباق مع الوقت. ففي ثلاثة ايام لا أكثر انجزت بيانها الوزراي المؤلف من سبع صفحات. لكن السرعة في انجاز البيانات الوزارية في لبنان ليست معيارا ولا تعني شيئا .

فالبيانات عندنا مستنسخة عن بعضها بعضا منذ الاعوام الاولى للاستقلال ، طبعا باستثناء بعض الاضافات التي تفرضها التطورات. وما كان ساريا على البيانات السابقة ظل ساريا اليوم.

ففي بند المقاومة مثلا ، تم استنساخ الوارد في بياني حكومة حسان دياب وسعد الحريري، ما يؤشر الى ان الغموض الخلاق سيبقى سيد الموقف في ما يتعلق بالقضايا الاستراتجيية.

اما اقتصاديا فثمة مقاربة جديدة ، اذ تدعو مسودة البيان الوزراي الى استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي والى معاودة المفاوضات مع الدائنين للاتفاق على الية لاعادة هيكلة الدين العام. فهل تتمكن حكومة العزم والعمل من اخراج لبنان من حال العجز والاحباط واليأس؟ فلننتظر الى ما بعد نيل الحكومة الثقة، لأن الكلام كثير اما الفعل فقليل، ولأننا شبعنا كلاما ونظريات معسولة. فعسى ان ترفق الحكومة الميقاتية الامل بالعمل، حتى لا يقع المحظور ويطول مكوثنا في جهنم.

توازيا، لفت موقف لرئيس الجمهورية أعلنه امام الاتحاد العمالي العام قال فيه انه يعاني مما يعاني منه عمال لبنان ولو كان يعيش في قصر بعبدا، وانه معهم في صرختهم المطالبة بحقوقهم. فكيف يريدنا الرئيس عون ان نصدق هذا الكلام؟ فمنذ سنتين تقريبا واللبناني يعاني ويذل في المصارف و الافران والصيد ليات، وامام المحطات والمستشفيات .

فهل عاش رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء والنواب الذل الذي عاشه اللبنانيون؟ هل وقفوا يوما امام محطة بنزين، او في الصف بانتظار لقمة خبز؟ هل رفضت احدى المستشفيات استقبال احد افراد اسرتهم في يوم من الايام لانهم لا يملكون cash money ؟

فكفى بكاء على حال الناس واستدرارا لعطفهم. المسؤولون من اكبرهم الى اصغرهم يتحملون مسؤولية الحالة التي وصلنا اليها، وهم لم يعيشوا يوما معاناة الناس لانهم لو عاشوها لما قبلوا مثلا ان يعرقلوا تشكيل حكومة حوالى ثلاثة عشر شهرا.

لذلك ايها اللبنانيون تنبهوا الى الاعيب المنظومة قبل فوات الاوان، الانتخابات على الابواب، فاوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

بتسع صفحات مقتضبة، كتب البيان الوزاري لحكومة العزم والعمل قبل ان يعرض على مجلس الوزراء في بعبدا غدا، وينطلق بمسار طبيعي لنيل ثقة المجلس النيابي الاسبوع المقبل.

لم يترك البيان نقطة تهم اللبنانيين ومشاكلهم الطارئة الا وتطرق اليها وكأن الرئيس نجيب ميقاتي ومعه الوزراء استعرضوا الملفات الصعبة للقول: نحن راغبون بحلها وقد نكون قادرين .

البيان شهد ثلاث جلسات للجنة الوزارية، نوقش خلالها اكثر من بند.

البنود الاستراتيجية ولعل اهمها, التمسك باتفاق الهدنة مع اسرائيل والسعي لاستكمال تحرير الاراضي المحتلة مع تأكيد حق المواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، اضافة الى تعزيز العلاقات مع الدول العربية, اتفق عليها سريعا .

وتركز النقاش بعدها على تفاصيل البنود الاخرى لا سيما الاقتصادية منها.

ادخل على المسودات اكثر من تعديل طفيف، لتنتهي بصيغتها اليوم وتدرس من قبل الوزراء غدا لا سيما ان معلومات للـ LBCI تحدثت عن وجود نقاط لا تتعدى الاربع , ابرزها بعض البنود الاصلاحية، وخطة تصحيح القطاع المصرفي او اصلاحه قد تحتاج لمزيد من النقاش ، من دون ان يعني ذلك ان على هذه النقاط خلافات جوهرية .

على اساس البحث عن النقاط المشتركة والحلول سيقر البيان حكوميا ,وتنال الحكومة الثقة نيابيا , ليبدأ العمل بعد الثقة

فهل ستطبق بنود البيان وعلى رأسها استعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي و مع الدائنين للتوصل إلى اتفاق على "آلية لإعادة هيكلة الدين العام بما يخدم مصلحة لبنان ام ستدخل في البازارات والعراقيل السياسية كما سبق وحصل؟

وهل من يتجرأ مجددا على التلاعب بمصير اللبنانيين بعدما بلغوا القعر و أسوأ حالات الكساد الاقتصادي في التاريخ الحديث ؟

وهل ستتمكن الحكومة من تأمين شيء من الاستقرار المالي للبنانيين، لا سيما وان الرئيس ميقاتي اعلن منذ قليل ان الهم عنده اليوم استقرار الدولار ، وهو ما يعمل عليه من ضمن خطة شاملة مع حاكم مصرف لبنان .

ميقاتي اضاف: استقرار الدولار اهم عندي من هبوط سعره وينتظر ان يكون سعره ما بين 14 او 15 الفا .

والاهم ، كيف سنعيد بناء الدولة , بعدما برهن الانهيار المالي والاقتصادي انها تقسمت دويلات دويلات وزعامات وزعامات واصبح لكل حزب ولكل مناصر لكل شارع وجماعة ومجموعة ,وكل صيدلية وكل محطة بنزين زعماؤها ، يتحكمون بالمواطنين المتمسكين بالبقاء في لبنان ، على امل انتصار الدولة على الدويلة .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

اصطفت ايام اللبنانيين المتعبة منتظرة ساعات الغد لتغسل بعض وجعها بالنفط القادم مع عبق النصر، هو ثالث اعياد التحرير بحسب من عايش ايام انتصار المقاومة على العدو الصهيوني وهزيمتها للعدو التكفيري، ويعيش كسرها للحصار الاميركي الجائر الذي اراد ان يذل اللبنانيين، فاعزهم الله بنصره وبقائد فتح الله له ابوابا لا تذهب اليها الاوهام، فكان قائد الانتصارات - الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله.

وعلى اسم الله ستدخل قوافل النفط الايراني الى البقاع اللبناني، مذخرة بالآمال التي ينتظرها اللبنانيون كل اللبنانيين، حتى بعض المحكومين بالاعتراض على تلك القوافل - محرجين كانوا او مأمورين. فيما آخرون يتقلبون على منصات اوجاعهم السياسية يحترقون مع الاميركي بالمحروقات الايرانية التي ستتدفق عشرات الصهاريج الى من يستحقها من اللبنانيين وفق الاولويات التي حددها سيد المقاومين..

ستدخل بعيدا عن الاحتفالات والتجمعات الشعبية كما تمنى سماحة السيد حسن نصرالله، حفاظا على سلامة الجميع وراحتهم وتسهيلا لعملية النقل في افضل الظروف الممكنة، مع شكره الجزيل لاهالي المنطقة على تفاعلهم واحتضانهم المتواصل منذ عشرات السنين.

هي بشائر النصر القادم على اكتاف صبر أهل البصيرة، الذين تحملوا ولا يزالون، فجعل الله لهم مخرجا، ورزقهم من حيث احتسبوا، فكانت يد العون الايرانية بمساهمة يد الاخوة السورية كخطوة اولى في مسيرة انقاذ اللبنانيين من حصار الاميركي واتباعه وادواته..

سياسيا، الى مجلس الوزراء وصل سريعا البيان الوزاري الذي انهته لجنة صياغته باتفاق الجميع مع معرفة الاولويات التي لا يمكن ان يختلف عليها اثنان: رفع المعاناة عن كاهل اللبنانيين. فغدا موعد جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا لاقرار البيان الوزاري ورفعه الى مجلس النواب حيث ينتظرهم رئيس مجلس النواب نبيه بري لتحديد جلسة لمناقشة البيان، ونيل الثقة على اساسه.

والامل بان تكون سرعة انجاز البيان الوزاري فألا جيدا للحكومة المعنية بمسابقة الوقت لعلها تتمكن من شد مكابح الانهيار، والاقلاع بالبلد من جديد..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

ثبت بمراسم التسليم والتسلم الرسمية أن وزراءنا الجدد نسخة متحورة عن ابن المقفع وأن الحكومة وقبل أن تصدر بطاقة هويتها تحت اسم العزم والأمل اكتسبت شهرتها من " مفاعل " كليلة ودمنة ليتضح أننا ابتلينا بما هو أفظع والرحمة لأرواح الذين صاروا في عداد السابقين. رئيسها تسلم مهامه باكيا ووزير شؤونها الاجتماعية سجل براءة اختراع الملكية الفكرية في نظرية الحفاضات وزير اقتصادها استعان بالضفادع الغرقى ليطفو على وجه الانتقاد ونسي أن الضفادع من فصيلة البرمائيات

ولما نزل الوزير بسلام الى البئر فإنه استقدم ضفدعته الأولى الى مقر الوزارة لتسلم المهام معه ..وبالرفاء والبنين .

ولم تكن خاتمة الحدوتة اللبنانية مع وزير العمل مصطفى بيرم الذي قدم أداء مزدوجا عن عصفور النار وطفل الصندوق لكن القصة لن تنتهي هنا ما دام وزراء حكومة الميقاتي بقدمون دراما وزارية عن " حكومة الحكواتي " لمخاطبتنا ربما على " قد عقلنا"

وزراء مستخرجون من مشارب الجنسيات الأجنبية ومغاربها ليرووا لنا قصص الأطفال قبل النوم لكونهم لا يملكون أدنى فكرة عن الجحيم التي نعيش فيها وفهموا نصيحة أقلوا من الكلام وأكثروا من الفعل ..بالمقلوب

والحكومة المولودة من رحم إيراني فرنسي بالاتصال الهاتفي الشهير بين رئيسي وماكرون سرعان ما تلقت السهام بأنها حكومة إيرانية وحزب الله هو مرشدها الروحي ، لكن ثبت بيقين الشخصيات المستوزرة أنها تشكيلة متعددة الجنسية فيها الأميركي والبريطاني ويغلب عليها الهوى الفرنسي وإن كانت باريس ترعد وتزبد وتهدد بالعقوبات الا أنها عدلت عن الفكرة بحق السياسيين المتهمين بالفساد لتصبح الكلمة الفصل للولايات المتحدة التي تلوح بعصا صندوق النقد الدولي وتستخدمها مع الجزرة الشهيرة في بلد صنف دولة مفلسة ومتعثرة وسجل على لائحة الدول السوداء.

ومن هنا أدت لجنة صوغ البيان الوزاري واجبها بمسودة ستطرح غدا على بساط النقاش في قصر بعبدا قبل أن تتوجه الحكومة إلى ساحة النجمة لنيل الثقة ومما جاء في المسودة استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي للوصول إلى اتفاق على خطة دعم من الصندوق تعتمد برنامجا إنقاذيا قصيرا ومتوسط الأمد" و "معاودة المفاوضات مع الدائنين للاتفاق على آلية لإعادة هيكلة الدين العام بما يخدم مصلحة لبنان فهل باستطاعة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إعادة وصل ما انقطع مع الدائنين لإعادة لبنان إلى المحفل الدولي؟

قد تكون هذه المهمة صعبة لكن المهمة المستحيلة بالنسبة لميقاتي هو اللعب على التيار الكهربائي ومعامله فقد لحظت مسودة البيان بند استكمال تنفيذ خطة قطاع الكهرباء والإصلاحات المتعلقة به مع تحديثها وإنشاء ما تحتاج اليه البلاد من معامل لتوليد الطاقة الكهربائية .

والحاجة إلى معامل توليد أمر مفتوح على كل احتمال ومنها دس معمل سلعاتا بين دير عمار والزهراني وقد يصبح شرط إعطاء الثقة رهنا بالموافقة على بناء معمل سلعاتا ولقاء تكتل لبنان القوي الرئيس نجيب ميقاتي يقرأ من عنوانه.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

لحظة بلحظة، يترقب اللبنانيون أفعال الوزراء الجدد أكثر من أقوالهم، وإنجازات الحكومة الملموسة أكثر من بيانها الوزاري.

وإذا كانت طريق ثقة النواب مفتوحة، فطريق ثقة الشعب بالسلطة التنفيذية الجديدة تبقى مزروعة بالشك، في انتظار تبديده بالحلول المطلوبة للأزمات اليومية، وبالإصلاحات المعروفة التي مل الناس تعدادها، على امل التطبيق.

ولولا مشاهد الطوابير التي تلف المناطق حول محطات المحروقات، وفي انتظار الحلحلة المتوقعة في الساعات المقبلة، وبغض النظر عن بعض الانتقادات غير المسؤولة لعدد من الوزراء قبل أن يباشروا عملهم، عدا عن التغريدات المفبركة، لأمكن القول بأن الشعور الغالب هو أن لبنان قد يكون فعلا أمام فرصة جدية للخروج من الأزمة.

فالهدنة السياسية واضحة، بدليل الإنجاز السريع للبيان الوزاري في لجنة الصياغة، على ان يقر غدا في مجلس الوزراء، في موازاة زيارة مسائية قام بها وفد من تكتل لبنان القوي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبيل تحديد موعد جلسة الثقة.

وعلى وقع المواقف الدولية المشجعة للاستقرار السياسي، واصل سعر صرف الدولار انخفاضه وصولا إلى حدود الخمسة عشر الف ليرة، في وقت ابدت جمعية المصارف ارتياحها لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث أكد رئيسها سليم صفير من بعبدا أن المصارف على استعداد للمشاركة في الخطوات التي من شأنها النهوض بالاقتصاد من جديد، بعد الازمة التي شهدها لبنان.

واليوم، ذكر رئيس الجمهورية بأنه كان دائما يشدد على وجوب احداث تغيير في طبيعة الاقتصاد اللبناني من ريعي الى انتاجي، الى ان وصلنا الى الازمة الحالية التي كان أول من حذر منها في مقابلة تلفزيونية عام 1998، حين نبه إلى اننا سنصل الى مرحلة صعبة سيدفع ثمنها المودعون.

وأضاف رئيس الجمهورية: اليوم وصلنا الى هذا الوضع، والتذكير بما سبق وحذرنا منه لم يعد ينفع، ولذلك فالتدقيق الجنائي مهم، وهو سيحدد الأسباب التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم، إضافة الى المسؤوليات.

وأكد رئيس الجمهورية أن من الواجب معالجة كافة نقاط الضعف بالتتابع لرفع المستوى، مشددا على ان الوضع الاقتصادي سيكون الاولوية الأساسية في هذه المرحلة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 15 أيلول 2021

وطنية/الأربعاء 15 أيلول 2021

النهار

رأى أحد السياسيين المخضرمين أنّ إدراج بعض اللبنانيين في خانة الإرهابيين في دول خليجية هو رسالة واضحة بعد تشكيل الحكومة ولمن كان خلفها.

عُلم أن الإحراج الذي أصاب الوزير وئام وهاب من جراء حديثه عن الدعارة لم يقتصر على سفارتي روسيا وأوكرانيا إنما بلغ عمق المجتمع الدرزي الذي يرتبط عدد كبير من شبابه بسيدات روسيات واوكرانيات شعرت عائلاتهم بالاهانة المباشرة.

لوحظ مع بدء موسم الصيد كثرة الصيادين الفتية والقاصرين من دون رادع من الجهات الأمنية.

على رغم توصية الرئيس عون والرئيس ميقاتي بالإقلال من الكلام إلا أن يوم أمس شهد تصريحات كثيرة لزوم ما لا يلزم.

الجمهورية

أحد أعضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين لم يكن ممتناً للطريقة التي تمّت فيها معالجة موضوع تشكيل الحكومة.

توقّع مسؤول كبير أن تتوتر العلاقات قريباً بين وزير بارز وبعض أركان السلطة ما لم يُترك ليقوم بعمله وفق قناعاته.

أكّدت مصادر على علاقة بإدارة دولة غربية أنّها ستدعم لبنان ما أن تلوح أولى المبادرات الإصلاحية.

اللواء

ترددت معلومات عن مسارعة مسؤول سابق بمغادرة لبنان إلى الخارج، في زيارة وصفت بالعائلية!

مرَّر أحد الوزراء المحسوبين على تيّار حاكم عدّة قرارات، قبل حزم حقائبه، ومغادرة الوزارة التي كان على رأسها..

فوجى لبنانيون عادوا من عاصمة ناهضة بالتذكير بالوضع الذي آل إليه الوضع في لبنان لجهة تسميته بـ"بنغلادش العرب"!

نداء الوطن

انتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة بيع قسائم البنزين من قبل عناصر مختلف الأجهزة الأمنية حيث بلغ سعر قسيمة 20 ليتراً من البنزين مبلغ خمسمائة الف ليرة لبنانية.

اعتبر مصدر ديبلوماسي ان ظاهرة ايلاء رؤساء محاكم الجنايات المناصب الوزارية والإدارية العليا تؤكد وجود خلل في النظام القضائي اللبناني يفضي الى اعتبار المواقع القضائية الجزائية بمثابة مواقع سياسية لا قضائية.

استعجلت دوائر وزارة الطاقة والمياه استصدار جدول تسعير المحروقات على اساس سعر السوق الا انها تريثت بذلك بعد قرار حاكم مصرف لبنان بفتح الاعتمادات للبواخر الراسية قبالة الشواطئ اللبنانية على اساس سعر 8000 ليرة لبنانية.

الأنباء

تطورات غريبة على خط ملف وطني جامع لا توحي بنوايا سليمة وتمهّد للفلفة الموضوع.

مواقف مقربة من عاصمة مركزية لا توحي بانفتاح وتنقل رسائل واضحة.

البناء

تقول الجهات التنفيذية لخطة توزيع المازوت الآتي بالسفن الإيرانية أنها باتت تملك معادلة لتسعير بدلات اشتراكات الكهرباء من المولدات التي ستحصل على حصص من هذه المادة، وتوقعت ان تقدّم عبر اتحاد بلديات الضاحية مثالاً يلمسه كل لبنان.

تبلغت جهات قيادية في التشكيلات العسكرية الكردية العاملة في شمال سورية تحت الرعاية الأميركية أنّ عليها الاستعداد لملاقاة العام المقبل دون وجود أميركي عسكري، وانّ حواراً عسكرياً أميركياً روسياً يجري لترتيبات نقل المسؤولية العسكرية في المنطقة للقوات الروسية…

تفاصيل المتفرقات اللبنانية  

دياب أول السبحة في تحقيقات المرفأ

بيروت ـ”السياسة” /15 أيلول/2021

 في موازاة الاستياء الذي يعم قيادات الطائفة السنية السياسية والروحية، على خلفية إصدار المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، بحق رئيس الحكومة السابق حسان دياب الذي سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية، فإن ثمة معطيات استند اليها القاضي طارق بيطار في تحقيقاته المتعلقة بانفجار المرفأ دفعته إلى إصدار مذكرة جديدة بحق الرئيس حسان دياب لتوقيفه. وبحسب الأجواء المحيطة بالقاضي بيطار فان الرئيس دياب قد يكون اول السبحة التي ستكر تباعاً بحق مسؤولين في الدولة، بانتظار ما سيحصل مع بقية المدعى عليهم من الشخصيات السياسية، سيما وأن المعلومات تقول إن القاضي بيطار لن يتوقف عند أي اعتراض.

 

دياب من اسطنبول إلى أميركا... وبيطار يلاحقه من السراي إلى "تلّة الخيّاط"/حكومة "الثلث المستهبل"!

نداء الوطن/15 أيلول/2021

كأبطال مسلسلات الكرتون أو أفلام "الكوميديا السوداء"، يستمر الفريق الوزاري بـ"إضحاك" الناس في عزّ مآسيهم مع كل تصريح "أبله" من الآخر يطلقه الوزراء، ليتسابق المواطنون على صفحات التواصل الاجتماعي في ابتكار المسميات للحكومة الوليدة، بدءاً من حكومة "الحفاضات" العونية وصولاً بالأمس إلى حكومة "الضفادع" الميقاتية، وليتضح تالياً أنّ الاستقتال الذي كان محتدماً قبيل تشكيلها لنيل "الثلث المعطل" فيها، تمخض بصورة سريالية عن ولادة تشكيلة حكومية فيها "ثلث مستهبل" قياساً على منسوب "الهبل" المرتفع في صفوف أعضائها.

وإذ من المفيد أن يعيد رعاتها التشديد على وجوب اعتصام الوزراء بحبل الصمت تحاشياً لمزيد من التصريحات الفضائحية، ينكب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على إنجاز مسودة البيان الوزاري بسرعة قياسية تمهيداً لدعوة مجلس الوزراء للانعقاد نهاية الأسبوع في سبيل إقرارها وإحالتها إلى المجلس النيابي، إيذاناً بتحديد رئيس المجلس نبيه بري جلسة لمناقشتها ومنح الثقة على أساسها في الهيئة العامة الأسبوع المقبل، على وقع إبداء وكالة "موديز" مساءً تعويلها على الحكومة الجديدة في لبنان باعتبارها "خطوة أولى نحو إصلاحات طال تأجيلها وإعادة هكيلة الدين العام".

وفي الغضون، استرعت الانتباه أمس إعادة المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار تفعيل مذكرة الإحضار بحق رئيس الحكومة السابق حسان دياب، بالتزامن من إحالة المحامي العام التمييزي القاضي صبوح سليمان ثلاثة موظفين الى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، للإدعاء عليهم بجرمي "الإثراء غير المشروع وتبييض الاموال" في ملف متفرع عن قضية انفجار المرفأ .

وفي ما يتصل بمذكرة إحضار دياب، تسلمت النيابة العامة التمييزية من المحقق العدلي مذكرة جديدة بحقه لتنفيذها "وإحضاره قبل 24 ساعة من موعد جلسة استجوابه كمدعى عليه في 20 أيلول الجاري"، وأوضحت مصادر مواكبة للملف أنّ المذكرة الجديدة ترتكز إلى "مضمون المذكرة السابقة نفسه، لكن مع تبديل صفة دياب إلى رئيس حكومة سابق وتعديل مكان إقامته من السراي الحكومي إلى منزله في محلة "تلة الخياط" بعد مغادرته السراي إثر تشكيل الحكومة الجديدة".

وفي وقت تناقلت وسائل إعلامية خبراً مفاده أنّ المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري أحال المذكرة الجديدة بحق دياب على المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي للتنفيذ، كشفت المصادر أن الخوري "لم يُحل المذكرة إلى قوى الأمن الداخلي بعد، إنما لا يزال الموضوع قيد الدرس لناحية تحديد الجهة الأمنية التي ستكلف بمهمة تنفيذ مذكرة إحضار دياب"، لافتةً إلى أنّ "الأمر دقيق وحساس للغاية، سيما وأن لدى دياب فريقاً أمنياً رسمياً مكلفاً حمايته بصفته رئيساً سابقاً للحكومة، وعملية التبليغ لا بد أن تتم بشكل يضمن عدم إمكانية حصول أي توترات بين فريق حماية دياب وأي جهاز أمني آخر".

في المقابل، وإثر شيوع خبر مغادرته إلى الولايات المتحدة الأميركية عبر الأراضي التركية تهرباً من إحضاره واستجوابه في جلسة 20 الجاري أمام المحقق العدلي، أكد دياب في تصريح صجافي ليلاً أنه توجه فعلاً الى الولايات المتحدة "لرؤية ولديه هناك حيث ‏يتابعان دراسة الطب في جامعتين أميركيتين، وهو في شوق إليهما"، موضحاً من داخل الطائرة التي تقله أنه سيغادر مطار ‏إسطنبول "متوجهاً إلى الولايات المتحدة، على أن يبقى خارج ‏البلاد لحوالى أربعة أسابيع كي يتمكن من رؤية ولديه المتواجدين في ‏ولايتين مختلفتين"، واعداً بالعودة بعدها إلى لبنان.‏

وفي سياق متصل، أفادت مصادر واسعة الاطلاع أنّ "الجسم القضائي ينتظر النيابة العامة التمييزية لتعطي جوابها على الدفوع الشكلية المقدمة من قبل المدعى عليه الوزير السابق يوسف فنيانوس"، مشيرةً إلى أنه "في حال تأخرت التمييزية في إعطاء الجواب أو تمنّعت عن الإجابة، تكون عندها قد ساهمت في "تطيير" جلسة الاستماع إليه والتحقيق معه". كما كشفت المصادر نفسها أنّ المحقق العدلي سيستكمل استجواباته مع ضباط الجيش اللبناني المدعى عليهم في ملف انفجار المرفأ في 27 و28 الجاري، لتحديد نسب المسؤولية على مستوى أركان قيادة الجيش في حينه لناحية عدم القيام بواجباتها لدرء الخطر الناجم عن شحنة نيترات الأمونيوم.

 

البيان الوزاري نحو محطة الاقرار غدا والى البرلمان مطلع الاسبوع

استئناف التفاوض مع صندوق النقد والدائنين لاعادة هيكلة الدين

نقطة انفراج في بحر ازمة البنزين...تفريغ باخرة والطوابير حتى نهاية الجاري

المركزية/15 أيلول/2021

 "بتعاون وتضامن ومحبة وروح ايجابية" وبسرعة قياسية يُشهد لها ويؤمل ان تنسحب على نمط عمل الحكومة الميقاتية الثالثة، انتقل مشروع البيان الوزاري من قاطرة لجنة صياغته الى محطة مجلس الوزراء الذي ينعقد غدا في القصر الجمهوري لدرسه واقراره. قد يكون الحدث بشرى سارة للبنانيين لو كانوا في ايام العز والبحبوحة التي تنعموا بها قبل سنوات، بعدما كان صوغ البيان الوزاري يستلزم اسابيع واحيانا اشهر نسبة لكمّ الخلافات الذي لطالما تحكم ببنوده، لا سيما حينما كانت قوى المعارضة تشارك في الحكومة، غير ان كمّ الهموم والضغط الذي يقبعون في ظله اليوم لم يترك من مكان للسرور في ايامهم السوداء المثقلة بكل انواع الذّل بدءا من اصطفافهم في طوابير ذل المحطات وصولا الى عجزهم عن ارسال اولادهم الى مدارس فتحت ابوابها من دون تأمين مستلزمات العودة. انجاز البيان يستحق الثناء، بيد ان العبرة تبقى في التنفيذ وفي بقاء مناخات المحبة والتضامن مخيمة في ارجائها لتتمكن، ان صدقت النيات، من الشروع في فرملة الانهيار وبدء مسار الانقاذ، خلال عمرها القصير المحدد بثمانية اشهر او اقل في ضوء اتجاه كشفت عنه مصادر مطلعة لـ"المركزية" لتقريب موعد الانتخابات النيابية من ايار الى اذار لمصادفة الموعد المحدد للانتخابات خلال شهر رمضان، علما ان الاتجاه هذا يبقى غير محسوم في انتظار اقلاع الحكومة وشروعها في العمل الفعلي.

إنجاز البيان: في اجتماع هو الثالث، اي في سرعة قياسية تُسجّل لها، أنجزت اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري التي يرأسها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مشروع البيان على ان تُعقد جلسة لمجلس الوزراء غداً في بعبدا لإقراره.

نيتنا طيّبة: وبعد اجتماعها في السراي، قال وزير الاعلام جورج قرداحي: "نيتنا طيبة" ولا خلافات بيننا بل هناك تعاون وتضامن ومحبة وروح ايجابية تخيّم على الاجتماعات ونريد ان نعمل معا لان البلد لا يحتمل. وتابع: مسودة البيان الوزاري ستُناقش غداً وسيتمّ إقراره على امل ان تمثل الحكومة الجديدة امام مجلس النواب بداية الاسبوع المقبل. واضاف "سيتمّ إطلاع الإعلام على مضمون البيان الوزاري بعد أن يُقرّ في مجلس الوزراء"، مردفا: نريد أوّلاً تأمين الكهرباء والمازوت والبنزين للناس ولسنا مع الشعارات وإنّما مع الأفعال".

البيان: وفي السياق اشارت رويترز الى ان " مسودة البيان الوزاري تدعو إلى استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي للوصول إلى اتفاق على خطة دعم من الصندوق تعتمد برنامجا انقاذياً قصيرا ومتوسط الأمد" وعلى "معاودة المفاوضات مع الدائنين للاتفاق على آلية لإعادة هيكلة الدين العام بما يخدم مصلحة لبنان". وافادت ان الحكومة اللبنانية تلتزم في مسودة البيان بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وتثمن المبادرة الفرنسية والالتزام ببنودها كافة وتقول إنه سيتم وضع خطة لتصحيح وضع القطاع المصرفي".

معركة الخروج من الهاوية: في الموازاة، مواقف مطمئنة سُجلت من بعبدا اليوم. فقد اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "اننا لسنا خائفين من الانهيار، بل نحن نخوض الآن معركة الخروج من الهاوية التي نحن فيها، ونأمل التوفيق. وسنبذل كل جهدنا لتحقيق هذه الغاية، وليس لنا الا هذا الهم الكبير الذي يفوق كل حالة طبيعية". أضاف "نأمل قريبا جدا، وبعد تشكيل الحكومة، ان ننطلق بالمحادثات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من اجل التمويل، حيث هناك ارادة دولية لمساعدتنا". وقال: "على كل مواطن ان يساعد الدولة في هذا الظرف الدقيق. وانا اعاني كل ما يعاني منه عمال لبنان. فأنا مثلكم في صرختكم المطالبة بحقوقكم من المصارف وبمختلف الحاجات، ولو كنت في هذا القصر الأ انني اعاني مثلكم". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من الاتحاد العمالي العام برئاسة رئيسه الدكتور بشارة الأسمر، جاء لتهنئته بتشكيل الحكومة الجديدة والبحث معه في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان وسبل الخروج منها.

البطاقة: من جانبه، تطرق الاسمر الى البطاقة التمويلية، فطالب بألا يكون تمويلها على حساب خطة النقل المشترك، "فنحن نصر على تطبيق هذه الخطة التي توفر نحو 40% من مداخيل الفرد، كما نتمنى ان يكون علاج مشكلة الدواء سريعا، وحل مشكلة الكهرباء، ووضع حد لنزيف الهجرة... كل ذلك نتيجة سياسات مالية واقتصادية خاطئة اتبعت منذ عشرات السنين. ونحن كاتحاد عمالي عام نصر على دولة القانون والقضاء، ومكافحة الفساد والتدقيق الجنائي الذي يجب ان يشمل كل شيء من المصرف المركزي وصولا الى المصارف والبلديات، لمحاسبة المسؤولين عن هذه الحالة. ونتمنى على الحكومة ان تتعاون مع الاتحاد العمالي العام فنحن معنيون بكل وزارة من الوزارات".

المصارف والنهوض: الى ذلك، استقبل الرئيس عون رئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور سليم صفير. وتم في اللقاء عرض الواقع المصرفي في لبنان ودور المصارف في مرحلة إعادة بناء الاقتصاد اللبناني. واكد صفير بعد اللقاء "ان الجمعية أبدت ارتياحها لتشكيل الحكومة الجديدة، والمصارف على استعداد للمشاركة في الخطوات التي من شأنها النهوض باقتصاد لبنان من جديد، بعد الازمة التي شهدها لبنان".

المحروقات: في الاثناء، بقيت الاوضاع المعيشية ضاغطة على الارض، سيما في ملف المحروقات. وفيما تصل طلائع المازوت الايراني الى لبنان وسط احتفالات، وفي انتظار الحلول التي سيخرج بها وزير الطاقة الجديد بالتعاون مع الأفرقاء المعنيين، للأزمة، لا يزال التهافت على شراء البنزين والمازوت على أشدّه، إن من المحطات أو من السوق السوداء في موازاة التهريب اليومي... وسط معلومات صحافية تفيد بأن "دوائر وزارة الطاقة والمياه استعجلت استصدار جدول تركيب أسعار المحروقات على أساس سعر السوق، إلا أنها تريّثت بعد قرار حاكم مصرف لبنان فتح الاعتمادات للبواخر الراسية قبالة الشواطئ اللبنانية على أساس سعر 8000 ليرة لبنانية". عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس بشّر "بقليلٍ من الانفراج" لأن "باخرة محمَّلة بالبنزين بدأت بتفريغ حمولتها منذ أمس". ولفت عبر "صوت لبنان"، إلى أن "هناك بواخر مقبلة لا تحمل كلها بنزيناً...".لكنه أشار إلى أن "طوابير السيارات أمام المحطات لن تنتهي، والمشهد باقٍ حتى نهاية الشهر الجاري، لأن خزانات الشركات كانت فارغة". وقال: يجب أن يُطلعونا على الآلية التي سيتم اتباعها لاستيراد المحروقات بعد رفع الدعم .. وما إذا كان سيتم دفع سعر المحروقات بالدولار... حينها سندخل في أزمة جديدة".

لبنان عربي: على صعيد آخر، وفي وقت لا مواقف خليجية او سعودية بعد من الحكومة الوليدة، وعشية وصول النفط الايراني الى لبنان عبر سوريا، غدا بواسطة حزب الله،  اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان "ان خيار لبنان كان وسيبقى خيارا وطنيا عربيا بعيدا عن المحاور التي تتناقض مع مصالحه الوطنية". موقف المفتي جاء اثر استقباله قبل الظهر  في دار الفتوى، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي حيث عقد معه خلوة في مكتبه الخاص... وبعد اللقاء، قال الرئيس ميقاتي: "الزيارة بروتوكولية، جددنا خلالها تأكيد العلاقة الوثيقة التي تربط رئاسة مجلس الوزراء مع دار الفتوى الكريمة". من جهته، بارك المفتي دريان الجهود التي بذلها الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة بالتعاون مع المخلصين الحريصين على لبنان وشعبه، مشددا على تعزيز الوحدة الإسلامية والوطنية. وأكد ان خيار لبنان كان وسيبقى خيارا وطنيا عربيا بعيدا من المحاور التي تتناقض مع مصالحه الوطنية، وحث المفتي دريان الرئيس ميقاتي على الإسراع في إيجاد الحلول للأزمات التي يعانيها الناس والبدء بالخطوات العملية للنهوض بالدولة ومؤسساتها لاحتضان قضايا الشعب ومتطلباته الحياتية و كل ما له علاقة بتوطيد مكانة الدولة وهيبتها ودورها الراعي لشؤون أبنائها بدون تفريق بين منطقة وأخرى ليسود العدل بين اللبنانيين جميعا".

الراعي: في الموازاة، وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تحية إلى رئيس الحكومة وإلى كل الوزراء، مشيراً إلى أن "الشعب اللبناني بحاجة إليكم ونصلّي ان يأخذ الله بيدكم لأنّ العالم بأكمله ينظر إليكم"، لافتاً خلال رعايته المؤتمر السنوي السابع والعشرين للجنة الاسقفية والامانة العامة للمدارس الكاثوليكية، إلى أن "لبنان أضحى بأمس الحاجة إلى تربية جديدة على محبة الوطن والولاء له وحياده عن الحروب الاقليمية".  ودعا في افتتاح مؤتمر المدارس الكاثوليكية السنوي السابع والعشرين في مدرسة سيدة اللويزة الى "التنسيق بين المدارس الكاثوليكية وتعزيز التعليم الديني المسيحي في كافة المدارس والقداديس وتقديم سر الإعتراف لتحضير التلاميذ للإندماج في رعاياهم"، مضيفاً أن "مدارسنا مفتوحة لكل الطلاب وفي مختلف المناطق وهذا ما تنصّ عليه الشمولية".

 

مدير عام منظمة الصحة الدولية في "الخارجية" غدا.. وهذا جدول زيارته للبنان

المركزية/15 أيلول/2021

في اول نشاط  رسمي له، يستقبل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله ابو حبيب قبل ظهر غد الخميس، مدير عام منظمة الصحة الدولية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الي يزور لبنان الخميس والجمعة  في زيارة رسمية هي أولى من نوعها منذ 2017، يلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة، بهدف "الاطّلاع عن كثب على الوضع الصحّي في لبنان ومعاينة المؤسسات الصحية والمستشفيات ومعرفة ما تحتاجه والإعراب عن وقوف منظمة الصحة العالمية الى جانب الشعب اللبناني". والى لقائه بوزير الخارجية غدا، افادت معلومات بأن غيبريسوس سيجتمع ايضا وزير الصحة الدكتور فراس أبيض وسيجول على مستشفيات عديدة للاطمئنان إلى الطاقم الطبي وسير العمل، وينهي جولته بمؤتمر صحافي يوم الجمعة في المركز الصحّي قرب مستشفى الكرنتينا الذي أعيد تأهيله بعد انفجار مرفأ بيروت.

 

 لبنان غائب عن لقاء قمة ماكرون_آل نهيان..مزيد من العزلة الخليجية؟

المركزية/15 أيلول/2021

 في ختام زيارة الى باريس قبل توجهه الى بريطانيا، اصدر  ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بيانا مشتركا تناولا فيه الى العلاقات الثنائية مجمل ملفات منطقة الشرق الاوسط من افغانستان الى العراق واكدا عزمهما "القوي" على التغلب على التحديات الإقليمية. الا انهما لم يتطرقا الى الملف اللبناني ولا اتيا على ذكره حتى على رغم تشكيل الحكومة ، الامر الذي يقرأ منه غياب الرغبة الخليجية في اصدار اي موقف في شأن لبنان، او الترحيب بتشكيل حكومته. زار الشيخ محمد بن زايد، اليوم فرنسا، بدعوة من رئيسها إيمانويل ماكرون، حيث رحب الزعيمان بالعلاقة الثنائية القوية والطويلة الأمد التي وحدت بلديهما منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، بالإضافة إلى شراكتهما الاستراتيجية التي تتيح لهما التعاون في جميع المجالات من أجل حل المشكلات الدولية بشكل مشترك والمجتمعات الإقليمية واستكشاف طرق جديدة لتعزيز السلام والازدهار. وأكد الجانبان، في بيان مشترك، عزمهما القوي على التغلب على التحديات الإقليمية، مشيرين إلى أنهما عازمان على محاربة التطرف والإرهاب وتعزيز تعاونهما في مجالي الأمن والدفاع. وفيما يتعلق بأفغانستان، شكر رئيس الجمهورية الفرنسية مرة أخرى دولة الإمارات العربية المتحدة على دعمها في عمليات الإجلاء والمساعدات الإنسانية المقدمة. كما أصر الجانبان على ضرورة احترام حقوق النساء والفتيات وكذلك الأقليات، لضمان استئناف المدرسة بأمان والبدء في التحصين ضد "كوفيد-19" مرة أخرى. وشدد البلدان على أهمية الاتفاقات الإبراهيمية، بعد عام واحد من اليوم التالي لتوقيعها في 15 سبتمبر 2020، حيث يدافعان عن نهج التسامح والتعايش في المنطقة. وأكد الطرفان دعمهما لعملية الإصلاح الجارية في العراق، وكذلك عزمهما على متابعة مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي تكلل بالنجاح. وأعرب ماكرون والشيخ محمد بن زايد عن رغبتهما المشتركة في تعميق وتوسيع الشراكة بين بلديهما، وتعزيز البعد المتعدد الأطراف وزيادة التبادلات بين شعبيهما. وأكدا في هذا الصدد ارتباطهما الدائم بمتحف اللوفر أبوظبي. وعلى الصعيد الاقتصادي، رحبا بتعزيز التعاون بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة.

 

حكومة ميقاتي تقرُّ بيانها الوزاري بما فيه بند المقاومة و”حزب الله”

عون إلى عُمّال لبنان: أنا في هذا القصر... أعاني مثلكم

بيروت ـ”السياسة” /15 أيلول/2021

تعقد الحكومة اللبنانية جلسة، اليوم، في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، لإقرار بيانها الوزاري الذي أنجزته، أمس، لجنة الصياغة. وترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الاجتماع الثالث والأخير للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري، أمس، في مكتبه في السراي الكبير في حضور أعضاء اللجنة. ولدى انتهاء الاجتماع قال وزير الإعلام جورج قرداحي: “أنهت لجنة صياغة البيان الوزاري إقرار مسودة البيان وسوف تناقش في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد اليوم، في قصر بعبدا، ليتم إقرارها، على أمل أن تمثل الحكومة الجديدة أمام مجلس النواب في بداية الأسبوع المقبل، لطلب نيل الثقة من النواب على أساس هذا البيان الوزاري”. وعن البند المتعلق بالمقاومة و”حزب الله”، قال: “كل الأمور منصوص عنها في مسودة البيان، وسيتم إقراره، وهناك تفاهم بين جميع الوزراء خلافا لما قيل عن وجود خلافات، وأطمئن الجميع أنه ليس هناك أي خلاف بل هناك تضامن ومحبة بين جميع الوزراء، كما أن هناك روح إيجابية تسود، وهذه حكومة العزم والأمل، وهناك عزم على معالجة كل مشاكل البلد بأقصى سرعة، ونحن لدينا كل النوايا الطيبة للعمل لأن البلد لم يعد يحتمل”. وفي السياق، كشفت رويترز أن “مسودة البيان الوزاري تدعو إلى “استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي للوصول إلى اتفاق على خطة دعم من الصندوق تعتمد برنامجا انقاذياً قصيرا ومتوسط الأمد”. وأشارت إلى أنَّ “المسودة تنصُّ على معاودة المفاوضات مع الدائنين للاتفاق على آلية لإعادة هيكلة الدين العام بما يخدم مصلحة لبنان”. وتابعت: “إن الحكومة اللبنانية تلتزم في مسودة البيان الوزاري بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وتثمن المبادرة الفرنسية والالتزام ببنودها كافة، وتشدد على إنه سيتم وضع خطة لتصحيح وضع القطاع المصرفي”. إلى ذلك، زار الرئيس ميقاتي، دار الفتوى، حيث عَقد خلوة مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. وبعد اللقاء، قال ميقاتي: “زيارة بروتوكولية جددنا خلالها تأكيد العلاقة الوثيقة التي تربط رئاسة مجلس الوزراء مع دار الفتوى”. من جهته، شدّد المفتي دريان على “تعزيز الوحدة الإسلامية والوطنية”، مؤكداً أنَّ “خيار لبنان كان وسيبقى خيارا وطنيا عربيا بعيدا عن المحاور”. ومن جانبه، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال لقائه وفداً من الاتحاد العمالي العام، “أننا لسنا خائفين من الانهيار، بل نحن نخوض الآن معركة الخروج من الهاوية التي نحن فيها، ونأمل التوفيق، وسنبذل كل جهدنا لتحقيق هذه الغاية، وليس لنا الّا هذا الهمّ الكبير الذي يفوق كل حالة طبيعية”. وأضاف: “نأمل قريباً جداً، وبعد تشكيل الحكومة، ان ننطلق بالمحادثات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من اجل التمويل، حيث هناك ارادة دولية لمساعدتنا”. وتابع: “على كل مواطن ان يساعد الدولة في هذا الظرف الدقيق، وانا اعاني كل ما يعاني منه عمّال لبنان، فأنا مثلكم في صرختكم المطالبة بحقوقكم من المصارف وبمختلف الحاجات، ولو كنت في هذا القصر إلا انني اعاني مثلكم”. وتوجّه الرئيس عون للوفد بالقول: “بعد تشكيل الحكومة نحن أمام ورشة اقتصادية هي بالنسبة الينا الهمّ الأول لأننا نريد لأبنائنا ان يبقوا في ارضنا”. في المقابل، لم تتلقَّ المعارضة ترؤس ميقاتي للحكومة بارتياح، متوعدة بالتصعيد ضد هذه الحكومة، على ما أشار إليه العميد المتقاعد جورج نادر الذي قال: “نرفض شخصية فاسدة مثل الرئيس نجيب ميقاتي متورط بعمليات فساد وقروض وغيرها، كنا نطالب بحكومة اختصاصيين فأين هم هؤلاء الاختصاصيين؟”. وعلى صعيد متصل، أكد البطريرك بشارة الراعي، في كلمة ألقاها في المؤتمر السنوي السابع والعشرين للجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، أنّ “لبنان أضحى بأمس الحاجة الى تربية جديدة على محبة الوطن”. وتوجه إلى الحكومة بالقول: “الشعب اللبناني بحاجة إليكم ونصلي أن يأخذ الله بيدكم لأن العالم بأكمله ينظر إليكم”. في الأثناء، دعت 145 جهة من منظمات حقوقية لبنانية ودولية وناجين وعائلات الضحايا في انفجار مرفأ بيروت مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أمس، إلى إنشاء بعثة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة، وسط مخاوف من ضغوط سياسية متزايدة على التحقيق المحلي.

 

اعلام الاحرار ردا على كلام لبقرادوني عن مجزرة الصفرا : كلام مقيت وباهت يراد منه الفتنة

الأربعاء 15 أيلول 2021

وطنية - استهجنت أمانة الاعلام في حزب الوطنيين الاحرار في بيان "الكلام الصادر عن وزير الوصاية السورية كريم بقرادوني بخصوص مجزرة الصفرا على احدى شاشات التلفزة ليل امس"، موضحة "ان مجزرة الصفرا أليمة ومؤلمة قد طويت بقرار من فخامة الملك الرئيس كميل شمعون حقنا للدماء وصونا للوحدة وحفاظا على القضية العليا". أضاف البيان:"اما الكلام الذي صدر عن الوزير المذكور بأنه بعد عملية الصفرا ساد الأمن والهدوء وأن (المسيحيين كانوا ينامون ويتركون ابوابهم مفتوحة) وقد صور للرأي العام بأن نمور الأحرار والأحزاب الأخرى مجرد ميليشيات خارجة عن القانون. ان هذا الكلام هو كلام مقيت وباهت وأصفر ويراد منه الفتنة ومن يوقظ الفتنة فهو ملعون ملعون ملعون. ان تضحيات ودماء شهداء نمور الأحرار وقائدهم الشهيد داني شمعون يشهد لهم الخلق والخالق وساحات الوغى من صنين الى تل الزعتر الى سوديكو الى الاشرفية الى زحلة بالبطولات والانضباط". وتابع البيان:"عندما تصدح اصوات الحق وتعلو الحقيقة تختفي اصوات الباطل، تختبىء في اقبية الدسائس والفتن، حبذا يا وزير الصدفة بدل ان تنصب نفسك شاعرا للبلاط وتشغل الرأي العام بقلب الحقائق والحقيقة ان تخبر الرأي العام عن توزيرك خلال فترة الوصاية السورية ودورك الملتبس امام اسيادك السوريين وغيرهم والخدمات التي كنت تقدمها لمنظومة الفساد في ذلك الزمن الرديء". وختم البيان:" نقولها كفى تطاولا على الكبار الكبار وحفظ لبنان والمسيحيين من شر امثالك".

 

علوش: الحكومة ديكور ولبنان الواحد نحو الذوبان

المركزية/15 أيلول/2021

لا شك في ان مسيرة النهوض بلبنان لا تقف عند تشكيل الحكومة وحسب أنما تتعداها الى قدرتها على العمل وفق مندرجات المبادرة الفرنسية وبندها الاول وقف الهدر وتنفيذ الاصلاحات في الدوائر الرسمية كشرط  لمد يد المساعدة لوطن الارز الغارق في أزمة مالية تفوق قدرته على مواجهتها وتجاوزها وحيدا. ومع الترحيب الدولي بالحكومة الجديدة والاجواء الايجابية التي رافقت ولادتها الا أن ذلك في رأي الاوساط المراقبة يبقى شيكا من دون رصيد غير قابل للصرف والافادة منه ما لم تباشر بوضع الاصلاحات موضع التنفيذ في خطوة هي الاصعب ان لم تكن مستحيلة كون المهمة تتطلب نهجا جديدا من القيادة والعمل وليس سلطة اعادت أنتاج نفسها في تركيبة محاصصة وزارية تقاسمت ما تبقى من دولة مصابة بالتشلع والهريان ومن الصعوبة بمكان أن تبدأ بمسيرة التغيير المطلوبة عالميا.  نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش يرسم عبر "المركزية" صورة سوداوية للمرحلة المقبلة معتبرا ان لبنان فشل في بناء المواطنية ما أدى الى أستمرار النزاعات المذهبيىة والطائفية وتحولها الى حروب طاحنة كل فترة من الزمن. وأبدى علوش ردا على سؤال تخوفه من الذهاب الى أبعد من اللامركزية والصيغ الفيدرالية مشيرا الى أن  أمكانية التغيير السياسي والديموغرافي تكبر مع أنقضاء كل يوم وقد نصل الى تشلع لبنان الواحد ونشهد انفصال مناطق عن بعضها البعض وهذا ما لا نتمنى حصوله ولكن التمني غير كاف للاسف والمطلوب وحدة حال للمواجهة نفتقدها راهنا. وعن الحكومة قال: تبقى أفضل من عدمها ولكن من أين ستأتي بالاموال لوقف الانهيار والنهوض وهي غير قادرة على احداث التغيير المطلوب وتنفيذ الاصلاحات التي يشترط العالم تطبيقها لمد يد المساعدة لنا. لذا وفي رأيي انها مجرد ديكور لتمرير الوقت في أنتظار أوان ذوبان لبنان الواحد.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

ثلاثة قتلى من “الحشد” بقصف في البوكمال و”التحالف” ينفي شن ضربات

دمشق، عواصم – وكالات/15 أيلول/2021

 أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بمقتل ثلاثة من عناصر “الحشد الشعبي” العراقي نتيجة استهداف جوي لآليات وشاحنات لهم عند الحدود السورية العراقية أول من أمس، بينما نفى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية شنه أي ضربات هناك. وقال المرصد: إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، بينما لا تزال هوية الطائرات المسيّرة التي استهدفت آليات وشاحنات للحشد الشعبي بريف البوكمال مجهولة. وفي وقت سابق، قال المرصد إن طائرات مجهولة استهدفت بوابة عسكرية تتبع مجموعات إيرانية مسلحة في ريف البوكمال على الحدود السورية العراقية، فيما نفى الأميركيون أي علاقة لهم بالقصف على الحدود السورية العراقية. وأشار المرصد إلى أن القصف “دمر سيارات عدة تابعة للميليشيات الإيرانية بعد دخولها من العراق إلى سورية، عبر الممرات غير الشرعية، وأن أربعة صواريخ أطلقت من الطائرات المسيرة”. وأشار المرصد إلى دخول دفعة جديدة من الصهاريج المحملة بالمحروقات إلى الأراضي السورية قادمة من العراق، بواقع نحو 39 صهريجا عبر المعابر الخاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة لإيران في الميادين والبوكمال بريف دير الزور الشرقي. ولم ترد أي معلومات عن هوية الطائرات المهاجمة، لكن المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” وين ماروتو، نفى أن يكون التحالف قد شن أي ضربات جوية في البوكمال. من جانبه، ذكر تلفزيون “كردستان 24” أن القصف الجوي مجهول المصدر، ووقع قرب بلدة القائم المتاخمة لمنطقة البوكمال على الجانب الآخر من سورةا، موضحا أنه استهدف “الحشد الشعبي”. في سياق متصل، أفادت قناة “السومرية” العراقية بأن قصفا جويا استهدفا مركبتين على الحدود العراقية السورية، دون تقديم مزيد من التفاصيل، بينما ذكرت شبكة “رووداو” الإعلامية الكردية أن مواقع تابعة للحشد الشعبي قرب مدينة القائم الواقعة على الشريط الحدودي بين العراق وسورية تعرضت لقصف جويّ. وتحدثت مصادر مقربة من الميليشيات الإيرانية عن قصف جوي أميركي بطائرات “إف 15، وأفادت وكالة “بغداد اليوم” عن أربعة ضربات جوية استهدفت سيارتين للحشد الشعبي، بينما نقلت وكالة “يونيوز” للأخبار الموالية لإيران عن مصادر أن طائرات مسيّرة قصفت هدفا في محيط معبر البوكمال جنوب شرق دير الزور.

 

موسكو: الولايات المتحدة لديها سيناريو لتقسيم سورية

دمشق، موسكو- وكالات/15 أيلول/2021

 صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، بأن لدى الولايات المتحدة سيناريو لتقسيم سورية، مؤكدا أن روسيا تعارض ذلك. وقال ريابكوف: “أود التذكير بأن أحد الأسباب الرئيسية لعدم الاستقرار واستمرار النزاع في سورية هو التواجد غير الشرعي للولايات المتحدة في البلاد”. وتابع: “أعتقد أن لديها سيناريو لتقسيم سورية، ونحن نعارض ذلك ونعمل بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الشأن، التي تؤكد على وحدة أراضي سورية”. إلى ذلك، حذر التقرير الرابع والعشرون للجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في سورية، من خطورة عودة اللاجئين إلى سورية بسبب تصاعد القتال والعودة إلى العنف. كما حذر التقرير الجديد، من تردي الأوضاع في درعا البلد، حيث فرضت القوات الموالية للحكومة السورية حصاراً اتسم بقصف مدفعي كثيف. وأشار التقرير الأممي إلى أن الأوضاع المزرية في مخيم الهول الذي يستضيف أعدادا هائلة من اللاجئين، وبعد سنوات من الهزيمة الإقليمية لداعش، لا يزال الآلاف من النساء والأطفال محتجزين بشكل غير قانوني في مخيمات عبر شمال شرق سورية.

 

واشنطن و”الأوروبي” يطالبان طهران بالعودة إلى فيينا وتجنُّب التصعيد

إعفاء كبير المفاوضين في فيينا عباس عراقجي من منصبه... والمتشدد علي باقري كني يتولى المهمة

واشنطن، فيينا، طهران، عواصم – وكالات/15 أيلول/2021

 طالبت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي إيران أمس، بالعودة السريعة إلى مفاوضات فيينا دون تأخير والامتناع عن المزيد من التصعيد. وأكد المندوب الأميركي لويس بونو أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه يجب على إيران ان تتحرك باتجاه العودة الى الاتفاق النووي وليس الابتعاد عنه، معتبرا ان الادارة الاميركية اعلنت نواياها الطيبة واستعدادها لرفع العقوبات على إيران. وأوضح أن فرصة العودة إلى الالتزام الكامل المتبادل بخطة العمل الشاملة المشتركة لن تستمر إلى الابد، موضحا ان واشنطن بالتنسيق الوثيق مع حلفائها تعمل لتحقيق عودة متبادلة الى الاتفاق، وهو انجاز رئيسي للديبلوماسية المتعددة الاطراف وأداة حيوية في معالجة مخاوف المجتمع الدولي الطويلة الامد من البرنامج النووي الايراني. وأقر المندوب الأميركي في بيانه بصعوبة العودة للاتفاق النووي، خصوصا اذا كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير قادرة على استعادة البيانات والمعلومات المتعلقة بالالتزامات الرئيسية لخطة العمل، وحض إيران على السماح للوكالة الدولية بتركيب كاميرات بديلة لمراقبة تصنيع مكونات أجهزة الطرد المركزي في احد المجمعات الايرانية، وأن توضح حالة تخزين البيانات المفقودة ووحدة التسجيل، معتبرا تحقق الوكالة الدولية الاساس لأي عودة متبادلة. وشدد على القول ليس لدى ايران حاجة سلمية موثوقة للقيام بالانشطة التي لها صلة مباشرة بتطوير الاسلحة النووية، معتبرا خطواتها تصعيدية وتثير مخاوف كبيرة بشأن الانتشار النووي. من جانبه، أعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه ازاء ما وصفه بتلكؤ ايران في الالتزام بتعهداتها، وحضها على الاسراع في العودة الى مفاوضات فيينا النووية من دون تأخير. واكد مندوب الاتحاد الاوروبي أن العودة الاميركية للاتفاق تفرض على طهران الالتزام بالتنفيذ الكامل للاتفاق النووي في اقرب الآجال، حاضا الحكومة الايرانية الجديدة على عدم اطالة الوقت، وإعادة النظر في موقفها بمنع مفتشي الوكالة الذرية من صيانة معدات وأجهزة الرقابة، والتعاون في أسرع وقت مع الوكالة وبكل شفافية. بدوره، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل اوليانوف، إن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لطهران ساهمت بشكل كبير في تخفيف التوتر، معربا عن الاعتقاد أن الزيارة هيأت السبل للعودة الى مفاوضات فيينا، لافتا للحاجة لوقت كاف للتحضير للجولة الجديدة. في المقابل، أصدر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ثلاثة قرارات، عين بموجبها ثلاثة مساعدين له هم علي باقري كني للشؤون السياسية، خلفا لكبير المفاوضين في محادثات فيينا عباس عراقجي، ومهدي صفري مساعدا لشؤون الديبلوماسية الاقتصادية خلفا لرسول مهاجر، ومحمد فتحعلي مساعدا للشؤون الإدارية والمالية خلفا لعلي أبو الحسني. واعتبرت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أن خلفية علي باقري كني يمكن أن تشير إلى تحول محتمل، لأنه كان أحد كبار المفاوضين النوويين قبل عقد من الزمان خلال رئاسة الرئيس الأسبق المتشدد محمود أحمدي نجاد، الذي اتسمت المحادثات بين حكومته والغرب بشأن برنامج إيران النووي بالتعثر.

 

مصادر العربية: محادثات إيران النووية قد تستأنف بعد 3 أسابيع

مندوب إيران في فيينا يقول في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا تتوقعوا ضبط النفس" ما دام الحظر مستمرا

عربية/15 أيلول/2021

أفادت مصادر "العربية" و"الحدث" أن المحادثات النووية قد تُستأنف في فيينا بعد 3 أسابيع، وأنَّ ما يؤخرُ تحديد الفريق المفاوض هي الخلافات الإيرانية الداخلية. فقد تم استبدال عباس عراقجي بمسؤول آخر قد يؤخر العودة للمفاوضات أكثر. وفقاً لمصادر "العربية" و"الحدث"، ستُستكمل المفاوضات من حيث توقفت، ولن يكون هناك تفاوض على ما تم تدوينه. أما بالنسبة للدور الروسي، فإن موسكو تلعب دوراً فعالا جداً وإيجابيا في إقناع إيران بالعودة للتفاوض، بعد أن توقفت في الـ20 من يونيو الماضي عند الجولة السادسة بسبب انتهاء ولاية حكومة حسن روحاني. وتزامنا، نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، اليوم الأربعاء، عن مندوب إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا، كاظم غريب آبادي، قوله في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية ألا يتوقعوا من بلاده "ضبط النفس" مع استمرار الحظر. وأضاف المندوب الإيراني في كلمة أمام اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا تتوقعوا أن تمارس إيران ضبط النفس وتتخذ إجراءات بناءة ما دام الحظر مستمرا". وأشار إلى أن الولايات المتحدة انتهكت قرار مجلس الأمن رقم 2231 بالانسحاب من الاتفاق النووي واتباع سياسة "الضغوط القصوى"، واستئناف الحظر، وقال إن هذا أثر "بشكل مباشر ومدمر" على العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران. وكان الاتحاد الأوروبي قال، الثلاثاء، إن إيران قوضت بشكل كبير من عمليات مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معرباً عن قلقه من تصرفات إيران التي لا تتماشى مع الاتفاق النووي. وأضاف الاتحاد الأوروبي أن إيران لم تقدم تبريراً مقبولاً يثبت سلمية برنامجها النووي، كما دعاها للعودة للتفاوض على برنامجها النووي دون تأخير. وكشف خبراء يدرسون البيانات الجديدة الواردة في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخيرة، أن إيران تملك القدرة على إنتاج وقود لصنع رأس نووي في غضون شهر واحد، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

 

كيف سيتعامل الغرب مع فريق الخارجية الإيراني "المتشدد"؟

عربية/15 أيلول/2021

شكل وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين أمير عبداللهيان، فريقا جديدا للسياسة الخارجية يوصف بـ"المتشدد" حيث عين علي باقري كَني، نائبا له عقب إقالته لكبير المفاوضين النوويين عباس عراقجي وكذلك قام بتعيين مهدي صفري كمعاون دبلوماسي لوزير الخارجية. وكل الشخصيات الآنفة الذكر مقربة من الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي ولهم مواقف "راديكالية" حيث يعد باقري كني من أشد معارضي الاتفاق النووي وقال في تصريحات سابقة إن أزمة النووي ليست العقوبات ولكنها بسبب " التنازلات" حسب تعبيره. وكان باقري كني عضوًا في فريق التفاوض الإيراني عندما ترأس سعيد جليلي المفاوضات النووية بصفته أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي إبان حقبة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. كما كان يشغل منصب نائب رئيس السلطة القضائية السابق حتى الشهر الماضي أي معاون إبراهيم رئيسي السابق، بالإضافة إلى ترؤسه ما تسمى بـ "لجنة حقوق الإنسان" في هذه السلطة والمدرجة على قائمة العقوبات الأميركية بسبب دورها في التستر على الانتهاكات وتبريرها. ودرس علي باقري كني، الاقتصاد في جامعة "الإمام صادق" وهو ابن شقيق محمد رضا مهدوي كني مؤسس هذه الجامعة والذي كان بدوره الرئيس السابق لمجلس خبراء القيادة الإيرانية ومحسوب على التيار المتشدد. أما مهدي صفري، سفير إيران السابق في النمسا وروسيا والصين، فقد كان مبعوث إيران إلى مفاوضات بحر قزوين، كما شغل منصب نائب وزير الخارجية في الحكومات السابقة. هذا وتم تعيين محمد فتح علي، السفير الإيراني السابق لدى لبنان وأوزبكستان، من قبل عبد اللهيان مساعدا لوزير الخارجية للشؤون الإدارية والمالية. الجدير بالذكر أن أعضاء الحكومة الإيرانية الجديدة هم في الغالب مديرون سابقون تم تعيينهم بإشراف المؤسسات الأمنية والعسكرية، التي تخضع مباشرة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وينفذون سياساته. ويصرح أغلب هولاء المسؤولين دوما بأنه لا خط أحمر لديهم للحفاظ على النظام والكثير منهم مدرجون في قوائم العقوبات سواء بالنسبة لدورهم بانتهاكات حقوق الإنسان أو التورط في العمليات الإرهابية داخل وخارج الحدود أو مشاركتهم في البرنامجين النووي والتسليحي للنظام.

التصعيد والمواقف المتصلبة

ويتزامن الإعلان عن هذا الفريق مع اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يحضرها ممثل إيران في المنظمات الدولية كاظم غريب آبادي، والذي يبدو أنه الوحيد الذي سيحتفظ بمنصبه نظرا لمواقفه المتشددة وقربه من أعضاء حكومة إبراهيم رئيسي. وقال غريب آبادي خلال اجتماعات مجلس المحافظين الأربعاء، إنه"طالما استمرت العقوبات ضدنا، فلا تتوقعوا أن تمارس إيران ضبط النفس وتتخذ إجراءات بناءة"، ما يدل على تكليفه بالاستمرار بالمواقف المتشددة وعدم تقديم أي تنازلات. وانتقد غريب آبادي بشدة في خطابه الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث الحاضرة في المحادثات النووية، قائلا: "كما صرح رئيسنا ووزير خارجيتنا، إيران تريد مفاوضات هادفة ومن المهم أن تضمن نتيجة هذه الجهود رفع جميع العقوبات بشكل فعال وبشكل يمكن التحقق منها، وأن لا نشهد مرة أخرى كوارث مثل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، أو إساءة استخدام الآليات المنصوص عليها في الاتفاق وتنتهك جميع التزاماتها".

خطر التسلح النووي

وبينما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أحدث تقرير ربع سنوي لها إن النظام الإيراني لم يقدم إجابات عن ذرات اليورانيوم المخصب في مواقع مشبوهة ولا يتعاون بشكل كامل في عمليات التفتيش، حذر المعهد الدولي للعلوم والأمن (ISIS) في واشنطن أن إيران سيكون لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع سلاح نووي في غضون شهر. وبحسب التقرير المذكور، ستنتج طهران أيضا ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلتها النووية الثانية والثالثة خلال خمسة أشهر. وكانت إيران قد رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم لديها إلى 20% ثم إلى 60% منذ أبريل من هذا العام، وهي على بعد خطوة واحدة فقط من مستوى التخصيب البالغ 90% المطلوب لصنع سلاح نووي. ووفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، زادت إيران بالفعل احتياطياتها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى 10 كيلوغرامات وأنتجت ما لا يقل عن 200 غرام من معدن اليورانيوم المخصب، وهو عنصر أساسي في إنتاج الأسلحة النووية.

وبالرغم من كل هذا التصعيد، قررت القوى الغربية يوم الاثنين عدم إصدار قرار ضد إيران خلال اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الثلاثة (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) في البداية أنهم لن يمرروا قرارًا ضد إيران. وعلى هذا الأساس أظهرت الدول الغربية الأربع أنها ما زالت تأمل في مواصلة المفاوضات النووية في ظل حكومة إبراهيم رئيسي وإحياء الاتفاق النووي الذي يصفه المتشددون في إيران بأنه "في حالة موت سريري".

تفاهم إيران الجديد مع الوكالة

وبالرغم من تفاهم مدير الوكالة، رافاييل غروسي، مع إيران حول استئناف عمليات المراقبة الضرورية، لم يتم الاتفاق على وصول المفتشين لبطاقات الذاكرة المتعلقة بخمسة أو ستة أشهر الماضية بل كان هناك تفاهم أولي حول قدوم المفتشين لتبديل بطاقات الذاكرة فقط وهو إجراء روتيني بحسب الطرفين.

من جهتها احتفظت طهران ببطاقات الذاكرة لكاميرات المراقبة منذ تعليق الاتفاق المؤقت مع الوكالة ولا تريد تسلميها إلى أن تحصل على امتيازات وتستعمل ذلك كورقة ضغط جديدة. ولا تزال إيران تقاوم الضغوط التي تدفع باتجاه إحالة ملفها النووي مجددا إلى مجلس الأمن وهذا من المحتمل أن يطرح خلال اجتماع الدول الأعضاء بين 20 و24 سبتمبر الجاري الذي سيحضره محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الطاقة الذرية الإيرانية.

سياسة رئيسي الخارجية

وتدل التركيبة الجديدة في وزارة الخارجية على أن سياسة حكومة إبراهيم رئيسي الراديكالية تريد ربط الملف النووي بالملفات الخلافية الأخرى مع الولايات المتحدة والتفاوض حولها كحزمة واحدة على عكس الحكومة السابقة التي كانت تعتمد فصل المسارات. لكن مع كل هذا يعرف المتابعون للشأن الإيراني أن القرارات العليا يتم اتخاذها من قبل مكتب المرشد الأعلى والمجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني ولا دور للحكومة سوى تنفيذها وفق تعليمات المرشد. ومع ذلك، لا تزال الحكومة الجديدة في طهران في مرحلة اختبار مواقف واشنطن والأروبيين، وتعول على الدعم الروسي – الصيني لكسب امتيازات كرفع العقوبات جزئيا وفك الحظر المالي والسماح بتصدير النفط مقابل العودة للالتزامات النووية ولذا ستستمر بـ"سياسة الابتزاز" إلى أن تحصل على امتيازات أو أن ترضخ في حال أحيل ملفها إلى مجلس الأمن. وترى حكومة رئيسي الموقف الأميركي – الأوروبي المتساهل بأنه "موقف ضعف" وهذا ما يفسر عودة مهاجمة السفن التجارية في مياه المنطقة وتصعيد الهجمات الصاروخية والمسيرات المفخخة سواء ضد القوات الأميركية في العراق أو ضد المملكة العربية السعودية من قبل ميليشيات الحوثي في اليمن، فضلا عن تحريك أذرعها في سوريا ولبنان ومحاولة لعب دور مخرب في أفغانستان.

 

تهديد باستدعاء وزير الدفاع الأميركي إلى مجلس الشيوخ حول أفغانستان

أوستن رفض حضور جلسة استماع بشأن انسحاب إدارة الرئيس جو بايدن من أفغانستان

واشنطن - بندر الدوشي/عربية/15 أيلول/2021

هدد رئيس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الديموقراطي بوب مينينديز، الثلاثاء، باستدعاء وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بعد أن رفض الأخير حضور جلسة استماع بشأن انسحاب إدارة الرئيس جو بايدن من أفغانستان. وذكر السيناتور الديموقراطي أنه قد يعارض حضور مرشحي البنتاغون بناءً على تغيب أوستن عن جلسة الثلاثاء، والتي تضمنت شهادة من وزير الخارجية أنتوني بلينكين. وقال مينينديز: "الحساب الكامل للرد الأميركي على هذه الأزمة لا يكتمل بدون وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، خاصة عندما يتعلق الأمر بفهم الانهيار الكامل للجيش الأفغاني الذي تم تدريبه وتمويله من قبل الولايات المتحدة". وأضاف: "أتوقع أن ينتفع الوزير باللجنة في المستقبل القريب. إذا لم يفعل، فقد أفكر في استخدام سلطة استدعاء اللجنة لإجباره والآخرين على الشهادة". ومن المقرر أن يدلي أوستن بشهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 28 سبتمبر. وهذه اللجنة، إلى جانب نظيرتها في مجلس النواب، ذات الاختصاص الأساسي بشؤون البنتاغون في الكابيتول هيل، في حين تشرف لجان العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب على وزارة الخارجية. ويعكس التهديد باستخدام سلطة الاستدعاء من جانب مينينديز إحباطه من خروج الولايات المتحدة الفوضوي والمميت من أفغانستان، والذي وصفه يوم الثلاثاء بأنه "معيب بشكل قاتل" في تنفيذه ما يتطلب المساءلة. وأضاف: "لقد أيدت قرار سحب جيشنا في نهاية المطاف من أفغانستان. ومع ذلك، فقد ركزت منذ فترة طويلة على كيفية مغادرة الولايات المتحدة مهمة، فعل الشيء الصحيح بالطريقة الخاطئة يمكن أن ينتهي إلى خطأ". ولطالما كان مينينديز متشددًا في السياسة الخارجية، وغالبًا ما كان في خلاف مع أولئك في حزبه ، بما في ذلك الرئيس بايدن. وعلى سبيل المثال، اشتبك مينينديز وبلينكين خلال رئاسة باراك أوباما عندما كان بلينكن يعمل في صياغة الاتفاق النووي الإيراني والوفاق مع كوبا، وكلاهما عارضه مينينديز. وسعى العضو الديمقراطي إلى استخدام جلسة الثلاثاء كوسيلة لفحص، ليس فقط أخطاء وزارة الخارجية، ولكن أيضًا القرارات الحاسمة التي اتخذها البنتاغون في الأسابيع والأشهر التي سبقت الانهيار السريع للحكومة الأفغانية على يد طالبان.

وعلق: "كشف هذا الانهيار السريع عن حقيقة أساسية، وهي أن الإدارات المتعاقبة كذبت على الكونغرس على مر السنين بشأن ديمومة المؤسسات العسكرية والحكومية الأفغانية وعلينا أن نفهم السبب".

 

مصر ترحب ببيان مجلس الأمن الداعي لاستئناف مفاوضات سد النهضة

القاهرة: البيان الرئاسي لمجلس الأمن وعلى ضوء طبيعته الإلزامية، يمثل دفعة هامة للجهود المبذولة من أجل إنجاح المسار الأفريقي التفاوضي

القاهرة -أشرف عبد الحميد/عربية/15 أيلول/2021

رحبت مصر بالبيان الرئاسي لمجلس الأمن الداعي لاستئناف مفاوضات سد النهضة. وأعلنت الخارجية المصرية مساء الأربعاء أنها ترحب بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن، في إطار مسئولياته عن حفظ السلم والأمن الدوليين، والذي شجع مصر وإثيوبيا والسودان على استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة في إطار المسار التفاوضي الذي يقوده رئيس الاتحاد الأفريقي، مضيفة أن ذلك بغرض الانتهاء سريعاً من صياغة نص اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك في إطار زمني معقول. وقالت خارجية مصر إن البيان الرئاسي شجع المراقبين الذين سبقت مشاركتهم في الاجتماعات التفاوضية التي عُقِدَت تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وأي مراقبين آخرين تتوافق عليهم الدول الثلاث، على مواصلة دعم مسار المفاوضات بشكل نشط بغرض تيسير تسوية المسائل الفنية والقانونية أو أية مسائل أخرى عالقة. وذكرت أن صدور هذا البيان الرئاسي عن مجلس الأمن يأتي تأكيداً للأهمية الخاصة التي يوليها أعضاء مجلس الأمن لقضية سد النهضة، وإدراكاً لأهمية احتواء تداعياتها السلبية على الأمن والسلم الدوليين، ولمسؤوليتهم عن تدارك أي تدهور في الأوضاع ناجم عن عدم إيلاء العناية اللازمة لها. وأكدت خارجية مصر على أن البيان الرئاسي لمجلس الأمن وعلى ضوء طبيعته الإلزامية، يمثل دفعة هامة للجهود المبذولة من أجل إنجاح المسار الأفريقي التفاوضي، وهو ما يفرض على أثيوبيا الانخراط بجدية وبإرادة سياسية صادقة بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزِم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة على النحو الوارد في البيان الرئاسي لمجلس الأمن. وكان سامح شكري وزير خارجية مصر قد أكد سابقا أن التوصل لاتفاق ملزم حول سد النهضة سيجنب المنطقة مشهدا معقدا لا نرغب به ولا يحمد عقباه . وقال في كلمه له أمام الدورة العادية 156 لمجلس جامعة الدول العربية الخميس الماضي إنه يعيد التأكيد على ثوابت الموقف التفاوضي لمصر والسودان بشأن سد النهضة، مشددا على أن الحلَ يكمُن في اتفاق مُلزم وعادل يصون حق أثيوبيا في التنمية الذي نحترمه ونقدره ولكن لا يأتي بـأي شكل من الأشكال خصماً من حقوق مصر والسودان المائية في نهر النيل. وأوضح أن اعتماد قواعد ملء وتشغيل السد عبر اتفاق الأطراف المعنية اتفاقاً قانونياً ملزماً سيجنب انزلاق المنطقة إلى مشهد أكثر تعقيداً لا يحمد عقباه ولا نرغب في الذهاب إليه. وتعقدت المفاوضات بشأن سد النهضة رغم الجولات المتعددة بعد قيام إثيوبيا منفردة بالملء الثاني للسد يوليو الماضي ودون اتفاق مسبق مع دولتي المصب مصر والسودان .وطالبت مصر والسودان مجلس الأمن بالتدخل لاجبار اثيوبيا على العودة لطاولة المفاوضات والزامها بوقف ملء سد النهضة والتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول قواعد الملء والتشغيل .

 

واشنطن: ندرك استمرار تعنت الحوثي ودور إيران التخريبي في المنطقة

شددا على أهمية التحرك الأممي والدولي الجاد والفاعل للضغط على ميليشيا الحوثي وداعميها في إيران في هذا الجانب

عربية/15 أيلول/2021

أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، اليوم الأربعاء أن بلاده تدرك استمرار تعنت الحوثي ودور إيران التخريبي في المنطقة. يأتي ذلك فيما أكد رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، والمبعوث الأميركي الخاص على ضرورة الوقف الفوري للتصعيد العسكري وتأجيج الصراع من قبل ميليشيا الحوثي في مختلف الجبهات، ووقف جرائمها ضد المدنيين والنازحين، واستهداف الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية. واعتبرا ذلك، خطوة أساسية نحو الحل السياسي. كما شددا على أهمية التحرك الأممي والدولي الجاد والفاعل للضغط على ميليشيا الحوثي وداعميها في إيران في هذا الجانب. جاء ذلك خلال لقاء جمع رئيس الحكومة اليمنية والمبعوث الأميركي، في الرياض، لاستعراض تطورات التحركات الأممية والدولية لإحلال السلام في اليمن، وما تواجهه من تعنت من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، المستمرة في تصعيدها واستهدافها البنى التحتية وآخرها ميناء المخا، والمدنيين والنازحين في مأرب والأعيان المدنية في السعودية. كما جرى مناقشة الوضع الإنساني والاقتصادي الراهن في اليمن، والإجراءات الحوثية التي ساهمت في مضاعفة الكارثة الإنسانية، وما يتطلبه ذلك من مواقف دولية حازمة تجاه الميليشيا الحوثية، إضافة إلى الجهود المستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض بجميع جوانبه، ودعم الحكومة لمعالجة التحديات القائمة وتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. وجدد رئيس الحكومة اليمنية، تعامل حكومته بإيجابية مع الجهود والتحركات الأممية والدولية لإحلال السلام، وفق المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليا والمؤيدة دوليا .. مؤكدا دعم الحكومة للمبعوث الأممي الجديد وانفتاحها على العمل معه من أجل إحلال السلام. وشدد على أهمية استمرار الموقف الدولي الموحد تجاه مواجهة التدخل الإيراني في اليمن. بدوره أكد المبعوث الأميركي إلى اليمن، ثقته أن تحقيق السلام ممكن في اليمن، واستمرار بذل الجهود المكثفة في هذا الإطار، والعمل مع جميع الأطراف من أجل ذلك.. مشيرا إلى إدراك استمرار تعنت جماعة الحوثي ودور إيران التخريبي في المنطقة.. لافتا إلى أنه سيتم العمل مع شركاء اليمن في المنطقة والعالم، لوضع الاقتصاد ضمن أولويات العمل مع الحكومة اليمنية.

 

شراكة أمنية بين أميركا وبريطانيا وأستراليا.. غضب صيني وفرنسي

المعاهدة الأمنية الجديدة المسمّاة "أوكوس" ستتيح لأستراليا الاستحواذ على غواصات تعمل بالدفع النووي

واشنطن - فرانس برس، رويترز/عربية/15 أيلول/2021

أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة وبريطانيا وأستراليا أطلقت، الأربعاء، شراكة أمنية جديدة في منطقة المحيطين الهادئ والهندي. وقال المسؤول إنّ المعاهدة الأمنية الجديدة المسمّاة "أوكوس" ستتيح لأستراليا الاستحواذ على غواصات تعمل بالدفع النووي، في خطوة من شأنها أن تقود كانبيرا إلى إلغاء طلبية ضخمة أبرمتها مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع. وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أنّ الولايات المتّحدة "تتطلّع للعمل بشكل وثيق مع فرنسا وشركاء رئيسيين آخرين" في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، في رسالة طمأنة إلى باريس بعد انخراط واشنطن ولندن وكانبيرا في شراكة ضخمة، موجهة بشكل ضمني وأساسي ضد الصين. وقال بايدن إنّ "فرنسا بالخصوص لديها وجود مهمّ في منطقة الأطلسي-الهندي وهي شريك وحليف أساسي". وبموجب الشراكة الأمنية الجدجيدة، تستحوذ كانبيرا على أسطول غواصات تعمل بالدفع النووي، في خطوة من شأنها أن تطيح بصفقة ضخمة تناهز قيمتها 31 مليار دولار أبرمتها كانبيرا مع باريس لشراء غواصات فرنسية تقليدية. وأكد رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، الأربعاء، أنّ بلاده ستستحوذ في إطار الشراكة الأمنية الجديدة على غواصات تعمل بالدفع النووي. وقال موريسون خلال مؤتمر عبر الفيديو جمعه مع كل من نظيره البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأميركي بايدن وتابعه الصحافيون في البيت الأبيض إنّ "أول مبادرة كبيرة في إطار (هذه المعاهدة الأمنية التي أطلق عليها اسم) "أوكوس"، ستكون حصول أستراليا على أسطول غواصات تعمل بالدفع النووي".  ومن جانبها، أبدت مجموعة "نافال غروب" الفرنسية للصناعات الدفاعية "خيبة أمل كبرى" إثر إعلان أستراليا، الأربعاء، أنّها ستلغي صفقة ضخمة بقيمة 31 مليار يورو لشراء غواصات فرنسية تقليدية. وقالت المجموعة في بيان إنّ "الكومنولث الأسترالي لم يرغب في الانخراط في المرحلة التالية من البرنامج، وهو أمر يمثّل خيبة أمل كبرى لنافال غروب التي قدّمت لأستراليا غواصة تقليدية ذات تفوّق إقليمي وأداء استثنائي".

الصين: الاتفاق الأمني يعكس "عقلية الحرب الباردة" وفي رد فعل صيني، قالت السفارة الصينية في واشنطن إن على الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا "التخلص من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي"، وذلك في معرض ردها على اتفاق أمني جديد بين الدول الثلاث. وطُلب من المتحدث باسم السفارة الصينية ليو بينجيو التعليق، فقال إن الدول الثلاث "يجب ألا تشكل تكتلات إقصائية تستهدف مصالح أطراف ثالثة أو تضر بها. وأهم ما ينبغي لها فعله هو التخلص من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي".

 

كوريا الشمالية تطلق "مقذوفاً غير محدد" باتجاه البحر.. مجلس الأمن ينعقد

اجتماع مجلس الأمن حول كوريا الشمالية مغلق وغير رسمي وجاء بطلب من فرنسا وأستونيا

عربية/15 أيلول/2021

يعقد مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء اجتماعاً طارئاً حول التطوّرات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية حيث أجرت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية تجارب على صواريخ بالستية، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية. وقال أحد المصادر لوكالة فرانس برس إن "فرنسا واستونيا طلبتا" عقد الاجتماع. وأوضحت المصادر أن الاجتماع سيكون مغلقا وغير رسمي.هذا وأعلن الجيش الكوري الجنوبي أنّ كوريا الشمالية أطلقت الأربعاء باتجاه البحر مقذوفاً غير محدّد، في تجربة نارية، تأتي بعد أيام من إعلان بيونغ يانغ أنّها اختبرت بنجاح صواريخ كروز بعيدة المدى جديدة. وقالت رئاسة الأركان الكورية الجنوبية "إنّ الشمال "أطلق مقذوفاً غير محدّد نحو بحر الشرق". ولم ترد على الفور أي تفاصيل أخرى مثل نوع المقذوف والمسافة التي قطعها، وما إن كان أكثر من مقذوف واحد. ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن بيونغ يانغ أجرت بنجاح تجارب إطلاق صاروخ جديد طويل المدى من طراز "كروز" خلال نهاية الأسبوع الماضي متحدثة عن "أسلحة استراتيجية ذات أهمية كبرى". وأظهرت صور نشرتها صحيفة رودونغ سينمون الاثنين صاروخا يخرج من أحد الأنابيب الخمسة في مركبة إطلاق مثل كرة نار، وصاروخا ينطلق في مسار أفقي. وقال محللون إنّه إذا ما تأكّد إطلاق صواريخ كروز البعيدة المدى هذه، فإنّ ذلك سيمثّل تقدّماً تكنولوجيّاً لكوريا الشمالية، ويمنحها قدرة أفضل لتجنب أنظمة دفاع. والصواريخ التي أطلقت في نهاية الأسبوع الماضي عبرت مسارا طوله 1500 كلم، فوق كوريا الشمالية ومياهها الإقليمية قبل أن تصل هدفها، وفق الوكالة الكورية الشمالية. أجرت كوريا الشمالية اختباراً بنجاح لصاروخ جديد من طراز "كروز طويل المدى" في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حسبما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية الأحد. وأجريت تجارب الإطلاق يومي السبت والأحد بحضور كبار المسؤولين الكوريين الشماليين، بحسب الوكالة التي أكدت أن التجارب كانت ناجحة. وتبنى مجلس الأمن الدولي قرارات عدة تحظر على كوريا الشمالية مواصلة برامج أسلحتها النووية وصواريخها الباليستية، والتي تقول إنها بحاجة لها للدفاع عن نفسها أمام غزو أميركي. لكن القرارات لم تحظرها من تطوير صواريخ كروز، والتي أجرت عليها تجارب سابقة.

 

مشرعون بالكونغرس يدعون لتصنيف طالبان "منظمة إرهابية"

السيناتور غراهام في بيان: "تصنيف طالبان كمنظمة إرهابية أجنبية سيجعل من الصعب على الدول أن تقدم لها المساعدة والاعتراف"

عربية/15 أيلول/2021

قدم أعضاء في الكونغرس الأميركي قرارين في مجلسي النواب والشيوخ، الثلاثاء، من قبل السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام والنائب الجمهوري مايك والتز، يدعوان وزارة الخارجية إلى تصنيف حركة طالبان الأفغانية كمنظمة إرهابية أجنبية. وقال غراهام في بيان: "تصنيف طالبان كمنظمة إرهابية أجنبية سيجعل من الصعب على الدول أن تقدم لها المساعدة والاعتراف." وأضاف: "سنرسل إشارة قوية مفادها أن أميركا لا تتعامل مع الجماعات الإرهابية والمتعاطفين معها". وأضاف أن "عناصر طالبان متطرفون بكل معنى الكلمة ويستخدمون الإرهاب كتكتيك". وفي عهد جورج دبليو بوش، تم تصنيف طالبان كمنظمة إرهابية في 23 سبتمبر 2001 لإتاحتها ملاذا آمنا لأسامة بن لادن والقاعدة. ولكن بحلول 2 يوليو 2002، ألغى بوش التصنيف بسبب الوضع "المتغير بشكل كبير" في أفغانستان بعد "نجاح الحملة العسكرية" هناك. ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على مشاريع الكونغرس المقدمة يوم الثلاثاء. وقالت إدارة بايدن إنها ستستمر في مراقبة كيف تحكم طالبان أفغانستان، وحذرتهم من السماح بأن تصبح أفغانستان أرضًا خصبة أخرى للنشاط الإرهابي. وتم تصنيف طالبان باكستان (TTP)، المعروفة أيضًا باسم طالبان الباكستانية، على أنها منظمة إرهابية أجنبية من قبل وزارة الخارجية في عام 2010 لجهودهم في استهداف قوات الأمن الباكستانية. وأشار المشرعون إلى أعضاء عُينوا في حكومة طالبان المؤقتة الأسبوع الماضي، ومن بينهم أعضاء مصنفون إرهابيا مثل سراج الدين حقاني. وتم تسمية سراج الدين حقاني من قبل الجماعة المتمردة كوزير للداخلية بالإنابة، ويعرف باسم زعيم شبكة حقاني - وهي مجموعة صنفتها الولايات المتحدة أيضًا كمنظمة إرهابية. بالإضافة إلى ذلك، فإن حقاني رجل مطلوب أميركيا وعلى رأسه مكافأة قدرها 10 ملايين دولار وهو "إرهابي عالمي على وجه التحديد"، وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي. كما تم تعيين أعضاء آخرين في حكومة طالبان كانوا معتقلين في خليج غوانتانامو لفترة طويلة. وقال والتز في بيان: "يجب أن نكون واضحين فيما يتعلق بالتهديد الذي نواجهه في أفغانستان وهذا يبدأ بالاعتراف بالواقع على الأرض "طالبان إرهابيون.. لقد ضللت إدارة بايدن الرأي العام الأميركي بمحاولة تطبيع حركة طالبان كحكومة انتقالية، لكن طالبان تواصل الانخراط في النشاط الإرهابي، وإيواء الجماعات الإرهابية الأخرى، وارتكاب فظائع إنسانية، وحرمان النساء من الحريات المدنية الأساسية، واطاحتهم بالحكومة المنتخبة ديمقراطيًا". كما دعا المشرعون وزير الخارجية إلى إعلان سيطرة طالبان على أفغانستان على أنه انقلاب، وحرمان نظام طالبان من أي تمويل أميركي.

 

السيسي: مصر ترفض التدخلات الخارجية في شؤون العراق

الرئيس المصري شدد خلال استقبال الحلبوسي على ضرورة الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل لسيادة الدول والامتناع غير المشروط عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق

القاهرة - ريم الششتاوي/عربية/15 أيلول/2021

استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب العراقي، حيث أكد على استعداد مصر الكامل لدعم العراق في كافة المجالات من أجل بلوغ الهدف الاستراتيجي باستعادة مكانته التاريخية ودوره العربي والإقليمي، مع رفض مصر كافة التدخلات الخارجية في شؤون العراق، والالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد على حرص مصر على مواصلة تطوير التعاون مع العراق في جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة الرسمية، استثماراً لقوة الدفع الحالية التي تشهدها العلاقات المشتركة وتبادل الزيارات لكبار المسؤولين بالبلدين، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي مع مملكة الأردن الشقيقة. كما أكد السيسي على استعداد مصر الكامل لنقل خبرة تجربتها التنموية إلى العراق الشقيق لمساندة ودعم الحكومة العراقية في جميع جهودها، من أجل بلوغ الهدف الاستراتيجي لاستقرار العراق واستعادة مكانته التاريخية ودوره العربي والإقليمي الفاعل وترسيخ موقعه في العالم العربي. كما شدد الرئيس السيسي على الأهمية البالغة للانتخابات البرلمانية القادمة في رسم ملامح الفترة المستقبلية في العراق وتقوية مؤسساته الوطنية، فضلاً عن رفض مصر كافة التدخلات الخارجية في شؤون العراق، مع الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل لسيادة الدول والامتناع غير المشروط عن التدخل في شؤونها الداخلية. عمق العلاقات الثنائية بين البلدين من جانبه، نقل محمد الحلبوسي إلى الرئيس السيسي تحيات شقيقيه الرئيس برهم صالح ومصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، مؤكدًا اعتزاز بلاده بالزيارات المتعاقبة للرئيس للعراق الأمر الذي رسخ من عمق العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، مثمنًا دور مصر الداعم في استعادة الاستقرار بالعراق، ومساهماتها في تنميته وترسيخ أمنه، وذلك في إطار نهج مصر الثابت تجاه الأمة العربية، وكذلك على الصعيد الإقليمي، مع الإعراب عن التطلع لتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، خاصةً على المستوى البرلماني، والاستفادة من الخبرات المصرية في مجال التنمية وبناء مؤسسات الدولة.

 

هل تكشف المعدات المتروكة بأفغانستان أسرار التفوق الأميركي؟

مسؤولة سابقة بالجيش: العتاد الذي تم "تجريده من السلاح" أو "أصبح غير صالح للعمل" لا يزال بإمكانه الكشف عن الأسرار

واشنطن - بندر الدوشي/عربية/15 أيلول/2021

من المرجح أن تكون الصين هي الفائز النهائي في حرب استمرت عقدين من الزمن في أفغانستان، خصوصاً من ناحية الطائرات والمركبات المدرعة التي تُركت عند انسحاب القوات الأميركية والتي ستمنح الصين من خلال شركائها المتحمسين (طالبان) نافذة واسعة على كيفية بناء الجيش الأميركي واستخدامه لبعض أهم أدواته الحربية. وبحسب تقرير "ديفينس ون" الأميركي، يتوقع أن يستخدم الجيش الصيني هذه الأرباح المفاجئة لإنشاء وتصدير إلى الدول العميلة جيلا جديدا من الأسلحة والتكتيكات المصممة خصيصًا لكشف نقاط الضعف الأميركية، كما قال العديد من الخبراء الذين أمضوا سنوات في بناء واكتساب واختبار بعض المعدات التي تسيطر عليها طالبان الآن. ويقول التقرير: ولفهم حجم الخسارة المحتملة للولايات المتحدة، يجب النظر إلى ما وراء العناوين الرئيسية. انظر بدلاً من ذلك إلى الأجزاء البدائية نسبيًا من القيادة والتحكم ومعدات الاتصال الموجودة في المركبات التي تركتها الولايات المتحدة على الطرق المعبدة والمطارات.. هذه العناصر المصممة لهذا الغرض ليست تقريبًا غير قابلة للاختراق مثل هاتفك. ويشير جوش لوسبينوسو الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني Shift5 إلى أن "السبب الوحيد الذي يجعلنا لا نشهد المزيد من الهجمات هو وجود حجاب من السرية حول هذه الأنظمة وبمجرد اختراق حجاب السرية هذا... فإنه يسرع بشكل كبير الجدول الزمني للقدرة على بناء أسلحة إلكترونية" لمهاجمتها. وقضى جوش عشر سنوات في الجيش لإجراء اختبارات اختراق ضد أجهزة الراديو وأجهزة الكمبيوتر الصغيرة وغيرها من معدات تكنولوجيا المعلومات المنتشرة بشكل شائع في أفغانستان.

وقالت جورجيانا شيا التي أمضت خمس سنوات في "MITER" لمساعدة البنتاغون في البحث واختبار التقنيات الجديدة، إن فقدان المعدات الرئيسية لطالبان "يكشف كل ما نقوم به في الولايات المتحدة، خصوصا خطط عملنا كيف نهيئ الأشياء كيف نقوم بحماية الأشياء. فهي تتيح لهم وقتًا غير محدود والوصول إلى نقاط الضعف التي قد لا نكون على علم بها والعثور عليها وتابعت إنها ليست مجرد سيارة همفي". ومما يثير القلق بشكل خاص معدات التدابير الإلكترونية المضادة، أو ECMs المستخدمة للكشف عن الأجهزة المتفجرة وفقا للتقرير. وقال بيتر كريستنسن المدير السابق للمجموعة الوطنية الإلكترونية للجيش الأميركي: "تخيل جهود البحث والتطوير التي بذلت في تطوير أجهزة ECM التي تم تصميمها لمواجهة العبوات الناسفة. الآن، أعداؤنا حصلوا عليها، سيكون لديهم البرامج والأجهزة التي تتوافق مع هذا النظام. ولكن أيضًا تطوير القدرات للتغلب على فعالية هذه الأجهزة في المؤسسة أو التخفيف من حدتها". وقالت شيا إن العتاد الذي تم "تجريده من السلاح" أو "أصبح غير صالح للعمل"، كما وصف المسؤولون الأميركيون مثل الطائرات والمركبات التي تركت وراءهم لا يزال بإمكانه الكشف عن الأسرار. وفي بعض الحالات، تم إرسال هذه المعدات بافتراض أنه سيكون لدينا بوابات وحراس لحمايتها. وعندما تم تطويرها، لم يعتقد أحد أن الصينيين سيحصلون عليها في مختبرهم الإلكتروني، ويقومون بتشريحها وتفكيكها". وسلطت حركة طالبان الضوء على شراكتها الوليدة مع الصين باعتبارها ربما أهم جهد دبلوماسي خارجي لهم، في غضون ذلك بدأت الصين بالفعل في تقديم ملايين المساعدات للنظام الجديد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة       

حكومة كشكش والبلد المتهاوي  

شارل الياس شرتوني/15 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102420/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%83%d8%b4%d9%83%d8%b4-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d8%af-%d8%a7%d9%84/

إن مجرد التنصت لتصريحات الوزراء المعينين في هذه الحكومة، ينبئنا عن ثبات النهج الذي اعتمدته الفاشيات الشيعية من خلال الحكومتين المتعاقبتين، والفراغات المديدة، ونوعية الاشخاص التي أتي بها، لجهة تدمير الوجود الفعلي للدولة اللبنانية وإحالتها الى دور صوري، لحساب السياسات الانقلابية التي تعتمد النموذج البلشڤي الذي يقضى بانشاء إزدواجية بين المؤسسات الدولتية التابعة والسلطة الفعلية التي تعود للاوليغارشية الشيوعية الحاكمة، وما يوازيها على مستوى  إيديولوجية ومؤسسات الولي الفقيه. إن القصور العقلي والنفسي وانعدام الرشد والاستقلالية المعنوية للعديد من الوزراء السابقين واللاحقين، هو أبلغ تعبير عن  الطابع الصوري للمؤسسات الدستورية وتحولها الى رديف هزلي لما يجب أن تكون عليها دولة القانون والمؤسسات في الأنظمة الديموقراطية.

إن مندرجات التأليف الحكومي قد أصبحت من الهزال والقدر المنتقص، الذي يجعلنا نتساءل حول مستقبلنا في ظل هذا الانحطاط الإرادي وأهدافه التي أصبحت أكثر من بينة، لجهة تدمير حيثيات الوجود الوطني اللبناني، وتفكيك أوصال الدولة اللبنانية، وتعميق حالة الألينة (الاغتراب) التي تخيم على حياة اللبنانيين اليومية وتدفع بهم الى الهجرة. إن حفاضات هكتور حجار (وزير الشؤون الاجتماعية) وضفدعتي أمين سلام (وزير الاقتصاد)، ورشاشات العيار الثقيل التي استقبلت علي حمية (وزير الزراعة)…، ما هي إلا توريات تحيلنا الى واقع التفكك المنهجي لمؤسسات الدولة، وتحول البلاد الى ساحة مقايضات إقليمية جعلت من لبنان واللبنانيين رهائن لسياسات النفوذ الشيعية والايرانية والسورية، وما سوف تستحثه من سياسات مضادة على تخوم النزاعات الشيعية والسنية المفتوحة من افغانستان حتى لبنان.

علينا التنبه لطبيعة هذا النهج ومؤدياته وملاحقة المسار الحكومي بشكل حثيث لتظهير المفارقات، والوعود الكلامية الفارغة، والعناوين الفضفاضة، والاعلانات والممارسات الفئوية التي تظهر سياسة السيطرة الشيعية (جيش، شعب، مقاومة) والقضم اليومي لموارد الدولة، والسياسات النزاعية التي تسعى لتفعيل الجبهات العسكرية في جنوب لبنان، وإقامة التواصل بين صراعات الداخل السوري وسياسة التآكل الانسيابي للسيادة اللبنانية. إن الخطوط العريضة للبيان الوزاري المزمع كافية لتظهير هذه المفارقات، ومؤالفة اللبنانيين مع سياسات السيادة المعطلة والاستنسابية والمحدودة  التي  طبعت نهج الطائف منذ ثلاثين سنة. لا فترة سماح تعطى لهذه الحكومة ولا تهاون في تقييم بنود البيان الوزاري، ولا تهاون في فرض المهل التي يجب ان ترتبط ببرامج الاصلاح المالي والاداري العام، وإعادة احياء الديناميكية الاستثمارية على مختلف مستويات الحياة الاقتصادية وربطها   بالاصلاحات التربوية والبيئية الملازمة للسياسات الاقتصادية المعاصرة.

تقضي أولوية الأولويات استعادة الدولة اللبنانية لاستقلاليتها المعنوية والكيانية والقانونية ومهنيتها، على حساب السياسات الريعية والزبائنية والحيازية التي جعلت منها نموذجا للدولة القاضمة (Predatory State)، وأحالت الحياة السياسية والعامة في لبنان الى ناد خاص تحكمه الاقفالات الاوليغارشية على تنوع مسارحها وموضوعاتها، واملاءات سياسات النفوذ الاقليمية التي ترتبط بها. لم  يعد لنا متسعا من الوقت اذا ما قيضت الحياة غير المحتملة لهذه البلاد التي دمرتها سياسات النفوذ على خطوط تقاطع الخارج والداخل منذ ستة عقود ونيف، وإلا فالانهيارات الداخلية المتسارعة سوف تستحث مداخلات الخارج في وقت تتزامن فيه تداعيات الداخل مع تهاويات الخارج وفراغاته المتقادمة.

 

بعد تشكيل الحكومة.. الإنتخابات النيابية و«التغيير من الداخل»

توفيق هندي/جنوبية/15 أيلول/2021

بعد مقاله تحت عنوان "بعد تشكيل الحكومة.. الإنتخابات النيابية بين الحقائق والأوهام!"، يتطرق الكاتب توفيق الهندي في الجزء الثاني، الى ضرورة منع إعادة إنتاج طبقة سياسية مارقة في الانتخابات النيابية القادمة وكيفية التغيير من الداخل.

بالموازاة، يلاقي حزب الله هذا الإصرار الغربي بالقول، أنه هو أيضاً مع إجراء الإنتخابات في موعدها. غير أنه أكثر من المرجح، أن يكون هذا الموقف مناورة، يهدف من خلالها الى إلهاء المجتمع السياسي والمدني، ودفعه إلى تركيز جهوده على الإنتخابات بدلاً عن مواجهته.

لمعرفة كيف يمكن مواجهة الإحتلال الإيراني والمتعاونين معه، لا بد من أخذ العبرة من مرحلة مواجهة الإحتلال السوري والسلطة الأمنية السورية-اللبنانية الناتجة عنه. بإختصار، شكل نداء بكركي في أيلول 2000 صفارة الإنطلاق للمرحلة الحاسمة لتحرير لبنان، بالرغم من عدم إنقشاع الأجواء الدولية لتحقيق هذا الهدف. حدث 11 أيلول الجلل أحدث تغييراً جذرياً، في التوجه الغربي بشكل خاص والدولي بشكل عام وأنتج القرار 1559 عام 2004، بالتناغم مع الحركة السيادية اللبنانية المتصاعدة. ولا بد من الإشارة إلى الدور الرئيسي، الذي لعبه لقاء قرنة شهوان، الذي تأسس بتاريخ 30 نيسان 2001، وضم قوى سياسية راديكالية، إلى جانب شخصيات سياسية، باتت مقتنعة بعد التجربة بعدم الجدوى من “التغيير من الداخل” في ظل الإحتلال. وتضافرت المكونات السيادية تباعاً بحيث تصاعدت الحركة السيادية السلمية، فكان لقاء البريستول والمظاهرات المليونية بعد إغتيال الشهيد رفيق الحريري وصولا” إلى تكوين 14 آذار.

والعبرة هنا، هي اليوم بالإنطلاق بتوحيد الرؤية حول ماهية المشكلة،  وتحديد الأهداف بوضوح وخريطة طريق واضحة لتحقيقها، والإنطلاق بشكل من أشكال لقاء قرنة شهوان متعددة الطوائف، والسعي إلى توحيد متدرج لروافد الحركة الخلاصية السيادية الثورية.   أما حزب الله، فلن يخاطر، برأيي، ولو بواحد بالمئة بإجراء أي إنتخابات مبكرة أو غير مبكرة، يمكن أن تفقده الأغلبية النيابية الصلبة، التي يتمتع بها والتي تسمح له بالتحكم بسهولة، بالمسارات والآليات الدستورية وبالمؤسسات الدستورية الثلاث؟! وإستطراداً، في حال فقدانه لها،  لن تتأثر كثيراً سطوته على الطبقة السياسية، إنما إنتخاب باسيل يتطلب حينها ضغوطا أكبر عليها. والبديل عن الإنتخابات عنده هو تمديد ولاية البرلمان. وما أسهل إختلاق المبررات (أحداث أمنية، خلاف حول قانون الإنتخاب،…)! أما إذا إفترضنا أن المستحيل حدث، وهو أن يقبل حزب الله بإجراء إنتخابات نيابية وكان إجراؤها تحت ضغط الخارج ورقابته، فلن يكون التغيير ذات شأن من حيث تمثيل الثورة، ولو حصّلت هذه الأخيرة بعض النجاحات المحدودة.

فلا يزال حزب الله والطبقة السياسية المارقة بمكوناتها كافة، تمتلك عناصر القوة التالية: غطاء السلاح الذي يؤمنه حزب الله لنفسه ولها، المال الوفير المتراكم منذ سنين، من خلال نهب المال العام والخاص، ومن خلال “المساعدات” الدسمة من الخارج، التنظيم الحزبي، إمتلاكها الخبرة الإنتخابية، إمتلاكها الماكينات الإنتخابية المجربة، الإمساك بإدارة العملية الإنتخابية، المساعدة الهامة التي توفرها لها الدولة العميقة، وأخيراً غباء بعض الحالات الشعبية الغنمية التي تؤلّه “زعيمها” الفاسد الذي “بياكل وبتطعمي”. فخطأ منطق التغيير، من خلال إجراء الإنتخابات خاصة، أو من خلال الآليات الدستورية عامة، يكمن في تناقضه مع منطق خريطة الطريق، التي توصل إلى خلاص لبنان.

خارطة الطريق لخلاص لبنان التي عرضتها مراراً والوحيدة المجدية برأيي:  لبنان في خضم “الصوملة” الكاملة النهائية، و”الحبل عالجرار”، مما سوف يحوله إلى قنبلة موقوتة، تهدد الأمن والإستقرار والسلام الدولي والإقليمي، ويحوله بالتالي تهديداً للمصالح الدولية والإقليمية.  كيف؟ الطرف الوحيد في لبنان الذي سيزداد “قوة وفعالية وقدرة” على التدخل في المنطقة، ولا سيما مع رفع العقوبات عن إيران، هو حزب الله في بحر من الفوضى الأمنية، في المناطق اللبنانية الخارجة عن نفوذه المباشر، بالإضافة إلى إمكانية كبيرة لتطور دراماتيكي خطير، لوضع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وبعض اللبنانيين خاصة في شمال البلاد، من حيث سهولة إختراق بيئتهم من داعش وأخواتها، بالإضافة أيضاً، إلى إمكانية كبيرة لحدوث هجرة غير شرعية إلى أوروبا.

لكل هذه الأسباب، تراني مقتنعاً، بأن مصلحة أميركا وروسيا وحتى الصين، والدول الغربية والدول العربية والإقليمية الوازنة، يمكنها أن تتلاقى في مرحلة ليست ببعيدة، على معالجة جدية للوضع في لبنان.  وهنا يبرز دور بكركي المحوري، في مسيرة التدويل الإنقاذية لملء الخواء الوطني، الذي أحدثته الطبقة السياسية المارقة. فبكركي تدعم ثورة الشعب اللبناني، وتطالب بتحقيق الحياد الناشط والإيجابي وبمؤتمر دولي، إستنادا” على المرجعيات التالية: المرجعيات اللبنانية: وهي الدستور، ووثيقة الوفاق الوطني (إتفاق الطائف 1989)، وإعلان بعبدا (2012)، المعتمد كوثيقة رسمية من قبل الأمم المتحدة.  المرجعيات العربية: ينتمي لبنان إلى العالم العربي ،وهو عضو مؤسس لجامعة الدول العربية ويلتزم ميثاقها ومقررات قممها. المرجعيات الدولية: وهي شرعة الأمم المتحدة، والشرعة العالمية لحقوق الإنسان، وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بلبنان لا سيما القرارات 1559 و 1680 و 1701، وإتفاقية الهدنة مع إسرائيل الموقعة في آذار 1949. ولكن، ما هي خريطة الطريق التنفيذية من أجل تحقيق هذا التدويل ؟ إن مفتاح الحل يكمن بالعمل الديبلوماسي الجاد، لإقناع أصحاب القرار الدولي بأن مصلحتهم هم، هي بخلاص لبنان وليس بإندثاره، وأن تقدم لهم خارطة طريق قابلة التحقيق، مرتكزة على تدويل الوضع اللبناني، بمعنى إتخاذ مجلس الأمن قراراً، يضع قرارات مجلس الأمن 1559 و 1680 و 1701 تحت الفصل السابع، ويوسع مهام القوات الدولية (unifil) ويتخذ قرارا بوضع لبنان تحت الإنتداب الدولي، وفقاً للفصل 12 و 13 من شرعة الأمم المتحدة، وذلك لأن لبنان بلد مخطوف،  ليس بمقدوره أن يحرر نفسه، ولأن اللبنانيين باتوا غير قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم، ولأن لبنان محتل، ولأن الدولة اللبنانية باتت في خبر كان، وبالتالي فقدت عضويتها حكماً في الأمم المتحدة، ولأن لبنان أسير قضية إنسانية غير قابلة للمعالجة لبنانياً، في ظل سلطة مجرمة، والأهم أن لبنان بات قنبلة موقوتة، للأمن والإستقرار والسلام في المنطقة.

في إطار الوصاية الدولية الآنفة الذكر، يجب تشكيل سلطة مؤقتة عسكرية-مدنية، على شاكلة ما حدث في السودان، مشكلة من نخبة عسكرية ونخبة مدنية، تعلق الدستور وتعمل تحت الرقابة الدولية، على تنظيف مؤسسات الدولة كافة من آثار المحاصصات والفساد، بهدف العودة في مرحلة لاحقة إلى تنفيذ الدستور. فتجرى حينذاك إنتخابات نيابية وفق قانون جديد، ثم إنتخابات رئاسية وتشكيل حكومة، مما يشكل تمهيداً، لرفع الوصاية الدولية وتعافي لبنان السريع في كل المجالات، ولا سيما في المجالين الإقتصادي والمالي، على قاعدة إعادة ثقة الشعب وثقة المجتمع الدولي والعربي، والإنتشار اللبناني بالدولة اللبنانية. عندها، تصبح الطريق معبدة داخلياً وخارجياً، لإستحصال لبنان على حياده الناشط والإيجابي، صوناً لكيانه ودولته وشعبه على المدى الإستراتيجي.  ويبقى كل الأمل في أن شبيبة الثورة، سوف تعرف كيف تحافظ على لبنان، وتمنع إعادة إنتاج طبقة سياسية مارقة، بعد قيام السلطة المؤقت، بإقتلاع آثارها في مؤسسات الدولة كافة.

 

ولا يزال الحلم يُرهقنا…

عاينت بصعوبة جثة بشير، الراس ملفوف بالشاش الطبّي الأبيض، الرضوض والغبار واضحة على الجسد، وفي هذه اللحظة… شعرت أنّ صليب الحلم عاد ليقع على كواهلنا، وهو لا يزال يرهقنا.

بيار ريحان/فايسبوك/15 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102426/%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%8a%d8%ad%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%85-%d9%8a%d9%8f%d8%b1%d9%87%d9%82%d9%86%d8%a7/

يوم انتُخب القائد بشير رئيسًا للجمهوريّة اللبنانيّة، سقط عن جباهنا عرق النضال والمقاومة، وخفّت الأحمال عن أكتافنا، ويوم اُغتيل بشير سقط صليب الحلم على كواهلنا ولا يزال يُرهقنا حتّى اليوم.

سأروي في هذه السطور ما عشته في مثل هذه الليلة قبل تسعٍ وثلاثين سنة، وها إنّي أستذكره وأوثّقه، للمرة الأولى، في الساعات نفسها التي كُلّفت بعدها بالتوجّه إلى مستشفى أوتيل ديو للتعرّف على جثة بشير.

عشية انتخاب بشير رئيسًا، كنت مولجًا من قبل جهاز الأمن في القوات اللبنانيّة بتنظيم المجموعات الأمنيّة لتسهيل مرور النوّاب وحفظ أمنهم على الطرقات المؤديّة إلى المدرسة الحربيّة في الفياضيّة، حيث ستجري عمليّة الانتخاب. تعمّدت أثناء انعقاد الجلسة أن أتواجد في أقرب نقطة من قاعة الانتخاب لأكون أوّل مَن يعرف النتيجة. وبالفعل كنتُ من بين الأوائل الذين خرج إليهم خبر انتخاب بشير بالتوازي مع المؤسسات الإعلاميّة التي تنقل الحدث مباشرة عبر الأثير. سعادتي لم تكن توصف، حتّى أنّي كنت أشعر بنبضات قلبي تنخطف بين الفينة والأخرى من البهجة.

تأكّدنا من خروج النوّاب سالمين من منطقة الفياضية، ثم انضممنا، أنا وبعض رفاقي، إلى المحتفلين في ساحة ساسين بالأشرفية حيث كانت "الزلاغيط" والزمامير والرصاص ابتهاجًا تعمّ المكان، وفي هذه اللحظات شعرت بأنّ كلّ ما قاومنا من أجله لبس حلّة الانتصار، وبأنّ تعب المتاريس ودخان الجبهات تحوّلا إلى سماء صافية زرقاء، وشعرت نفسي مجرّدًا من موبقات الحرب ومندفعًا بحريّة وخفّة نحو السحاب.

واحد وعشرون يومًا والشعور هذا يسكن كلّ جارحة في جسمي، حتّى جاءت الساعة التي سمعت فيها دويّ الانفجار من منطقة بسوس المواجهة من الشرق لمنطقة الأشرفية. توجّهت بسرعة إلى مركزي في مبنى جهاز الأمن حيث كانت الصورة لا تزال ضبابيّة. روايات غير دقيقة وغير مؤكّدة كانت تصلنا من هنا وهناك. "بشير بخير". "حَمَلَته من مكان الانفجار طائرة هليكوبتر وكان يلوّح من على متنها للجماهير". عمّال الإنقاذ اتّصلوا بالـ HK (إيلي حبيقة) الذي كان مكتبه مواجهًا لمكتب بول عريس الذي تواجدت أنا فيه تلك الليلة، وقالوا له "أنّ بشير تحت الأنقاض، لكنّهم تأكّدوا من أنّه حيّ"...الخ. 

حضر الشيخ أمين الجميّل. دخل إلى مكتب الـ HK، اختلى به لفترة وجيزة، ثمّ لدى خروجه سلّم علينا وقد بدا مرتاحًا غير قلق، وهو الأمر الذي أشعرنا أنا ورفاقي بأنّ الأمور جيّدة، وما هي إلّا دقائق على مغادرة الشيخ أمين حتّى حضر "مندي" (مناحيم نافوت)، الرجل الثاني في الموساد الإسرائيلي، ودخل مباشرة إلى مكتب الـ HK. "مندي" لم يحضر بسبب الانفجار، لكن صودف وجوده في بيروت للاستفسار عن سبب منع دخول فريق المرافقين النخبويين الإسرائيلي المكلّف بحماية بشير إلى لبنان، وكان بشير قد استشاط غضبًا في وجه زاهي بستاني الذي رتّب إحضار هذا الفريق، وأمر جهاز الأمن بمنع الفريق من تجاوز مطار بيروت، رافضًا بشراسة أن يضمّ فريق حمايته إسرائيليين.

تجاوزت الساعة الثامنة مساءً والأمور كانت لا تزال ضبابيّة. خرج الـ HK من مكتبه مرافقًا "مندي"، رأيته ينظر إليّ من بعيد ووجهه متجهّم، وما أن غادر الزائر حتّى طلب منّي الـ HK التوجّه إلى مستشفى أوتيل ديو للتعرّف على جثّة بشير. تجمّد الدم في عروقي، الشباب انحبست أنفاسهم، سألت رفيقي جان شمعون الواقف بقربي مرافقتي، فلبّى.

وصلنا إلى المُستشفى وكان الرفيق جورج مِلكو ومجموعته يمنعون أيًّا كان من الدخول، وما أن وصلت وأبلغته بمهمّتي حتى فتح لي الحاجز ودخلنا أنا وجان بعد ان دلّنا مِلكو إلى المبنى الموضوعة فيه جثامين الشهداء الذين سقطوا بالانفجار.

المبنى مظلم وخالٍ من أيّ حركة كمدينة أشباح. الممر طويل لا ينتهي. جثث الشهداء متروكة على الأرض فوق بعضها البعض. لم نكن نعرف إذا كنّا سنبحث بينها على بشير. تراجع جان وسند ظهره على الحائط قائلًا لي: "أنا ما بقدر". تابعت وحدي حتّى التقيت بشاب لم أستطع أن أميّز ما إذا كان من مظليّي القوّات. سألته إذا كان لديه أي علم عن مكان الجثّة المُشتبه بأنّها لبشير، فأدخلني غرفة البراد وسحب جارورًا. عاينت بصعوبة الجثة، الراس ملفوف بالشاش الطبّي الأبيض، الرضوض والغبار واضحة على الجسد، وفي هذه اللحظة... شعرت أنّ صليب الحلم عاد ليقع على كواهلنا، وهو لا يزال يرهقنا.

(الصورة لي في ساحة ساسين نشرتها جريدة "النهار" غداة انتخاب بشير، وحصلت عليها من أرشيف الراحل لقمان سليم)

 

إحباط يصيب "حلفاءها": أميركا بلا خطة لإنقاذ لبنان

سامي خليفة/المدن/16 أيلول/2021

يمرّ لبنان بأزمةٍ كيانية، لم يسبق أن مرّ بها من قبل. ووسط ذلك، يشعر كثيرون ممن يؤمنون بقدرة الولايات المتحدة على ترتيب شريان الحياة الاقتصادية، مع فرض التغييرات السياسية التي يحتاجها لبنان، بإحباطٍ كبير من سياسة واشنطن. فرغم أن إدارة بايدن لم تغيّر التزامها في دعم الجيش اللبناني، لا يشكل بلدنا الصغير أولوية لها في السياسة الخارجية. إذ يأتي أمن إسرائيل وإحياء الاتفاق النووي مع إيران على رأس جدول أعمال هذه الإدارة الجديدة.

خيبة أمل

هذا الإحباط اللبناني (أو لشطر من اللبنانيين)، تحدثت عنه مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، التي رأت أن الولايات المتحدة ليس لديها خطة نشطة لإنقاذ البلاد، ولا يوجد أي مؤشر على أن هناك خطة قيد التنفيذ. فلقد اكتفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بتلزيم الملف اللبناني إلى فرنسا التي فشلت فشلاً ذريعاً، واعتمدت بسذاجة على النخبة السياسية نفسها.  وأكملت المجلة الأميركية بالقول إن الشعور السائد في لبنان هو أن الولايات المتحدة تتفاعل مع الأحداث وحسب، بدلاً من تبني سياسة استباقية لانتزاع البلاد من أزمتها الشديدة. وبينما يتمتع العديد من اللبنانيين بعلاقات عميقة مع الولايات المتحدة ويتطلعون إلى أسلوب الحياة الأميركي، ويتبنون أفكارها السياسية، فهم يريدون في الوقت عينه أن تتوقف الولايات المتحدة عن رؤية لبنان من منظور إسرائيلي أو إيراني، ويأملون بدلاً من ذلك أن تصوغ سياسة أكثر شمولاً تركز على تنمية ديموقراطية طموحة. كما يرجون استخدامها قوتها المالية لمعاقبة الفاسدين وتجميد أصولهم غير المشروعة في الخارج.

لا سياسة واضحة

ونقلت المجلة عن محللين لبنانيين قولهم أن الولايات المتحدة أعربت عن تعاطفها العام مع المحتجين، ولم توضح ما الذي ستفعله لدعمهم وحمايتهم. يأتي ذلك مع تركيز إدارة بايدن على إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وطرح اللبنانيين علامات استفهام بشأن ما سيعنيه ذلك بالنسبة لقوة حزب الله في الحكومة اللبنانية. وفي هذا الإطار، قالت لوري هايتيان، الخبيرة اللبنانية في مجال النفط والغاز والمعلقة السياسية: "لا أعتقد أن لدى الولايات المتحدة سياسة واضحة تجاه لبنان. إنهم يقومون بأعمالهم كالمعتاد من خلال المنح المقدمة إلى المنظمات غير الحكومية، ودعم الجيش، وهذا ما اعتادوا القيام به. لستُ أرى أي شيء آخر على المستوى السياسي، فلا يوجد أي تحولات أو أي استراتيجية. الولايات المتحدة تتفاعل مع الأزمات الإنسانية وحسب".

دور أميركا المطلوب

أما بخصوص إعطاء الولايات المتحدة الضوء الأخضر لتزويد لبنان بالغاز المصري عبر الأردن وسوريا، والكهرباء الأردنية عبر الشبكة السورية. فاعتبرت المجلة الأميركية أن الحلفاء العرب لواشنطن مسرورون بهذه الخطط. وكثيرٌ منهم يدفع باتجاه استئناف العلاقات مع سوريا لموازنة النفوذ الإيراني في لبنان. غير أن بسام بربندي، الدبلوماسي السوري السابق المقيم في الولايات المتحدة، يقول أن أميركا ترتكب خطأ بالاعتماد على بشار الأسد لمواجهة إيران في لبنان. وتابع موضحاً "الميليشيات الإيرانية تسيطر فعلياً على مناطق في سوريا يمر عبرها الغاز المصري. وبذلك يساعد الأميركيون إيران ولا يحتوونها".  واستفاضت المجلة الأميركية بشرح تحفاظاتها من الموقف الأميركي، معتبرةً أن الولايات المتحدة قدمت ما تعتبره كافياً من المساعدة لمنع لبنان من الانهيار. ولكن إذا كان من المتوقع أن تقف الدولة على قدميها، فستحتاج إلى الدفع الكامل للقوة الدبلوماسية والمالية الأميركية من أجل إصلاح سياسي واسع النطاق، وربما ضخ واشنطن المزيد من الأموال. في غضون ذلك، يحتاج لبنان إلى ضمانات أميركية لنشطاء المجتمع المدني بأنها ستقوم برد فعل قاسي إذا اغتيل أي منهم، وإلى قدرتها على إيجاد ومعاقبة النخبة الفاسدة التي هربّت أموال الناس إلى البنوك الأجنبية، وتهديدها باستخدام سوط العقوبات وإصرارها على جعل نزع سلاح حزب الله جزءاً من المفاوضات النووية مع إيران في فيينا. مرجحةً أنه في غياب كل ذلك، قد لا يتعافى لبنان على الإطلاق.

المصلحة السياسية أولاً

وفي السياق ذاته، انتقدت صحيفة "إسرائيل هيوم"، سياسة الإدارة الأميركية تجاه لبنان، فوجدت أنه بدلاً من إظهار العزم والقيادة لوقف حيلة إيران، اختار الأميركيون طريقاً متعرجاً قادهم مباشرة إلى أيدي الأسد. واقترحوا أن تقوم الأردن ومصر بنقل الغاز إلى لبنان وكذلك ربط البلاد بشبكات الكهرباء الخاصة بهما. وهذا من شأنه أن يخفف من معاناة اللبنانيين ويسمح بشكل أساسي للحكومة اللبنانية برفض العرض الإيراني لتوفير المحروقات. وبما أن إبرام هذه الصفقة، يتطلب مباركة الرئيس السوري بشار الأسد. أُعطيت هذه المباركة مقابل وعود أميركية بأن واشنطن لن تستمر في الاعتراض على حكمه وإعتزامها سحب قواتها من سوريا في أسرع وقت ممكن. ووفق الصحيفة، يعني هذا المسار أن الأميركيين سيتخلون عن حلفائهم الأكراد في شمال سوريا، الذين ساعدوهم في محاربة تنظيم "داعش" لصالح نظام دمشق. وبالتالي، يبدو أن الأميركيين مصممون على إثبات أنهم لا يؤمنون بالصداقات، بل بالمصالح وحسب، وعندما تتفوق الأخيرة على الأولى، تنتهي الصداقة.

حكومة دمية!

وعلى صعيدٍ متصل بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة والموقف الإسرائيلي منها، وصف جنرال الاحتياط عساف أوريون، القائد السابق للفرقة الإستراتيجية في الجيش الإسرائيلي، و"الزميل في معهد واشنطن للدراسات"، الحكومة الجديدة بأنها دمية تسمح لحزب الله بإحكام قبضته على البلاد. مضيفاً "لبنان ليس دولة فاشلة، بل دولة مزيفة". وقال أوريون لشبكة "سي بي إن نيوز" الأميركية، أن الغرب بحاجة إلى التعلم من أفغانستان، حين دعمت الولايات المتحدة على مدى عقود الحكومة المحلية التي عادت لتسيطر عليها حركة طالبان قبل أن يغادر الأميركيون. مردفاً "نحن بحاجة إلى تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وفرض عقوبات عليه، ومحاربته في جميع أنحاء الحكومة، والتعامل مالياً، وقانونياً، وسياسياً، وعسكرياً إذا لزم الأمر، والاعتراف بالواقع على حقيقته". كما شدد أوريون على أن "حزب الله ليس مشكلة عميقة للبنان وعامة الناس وحسب، بل يمثل أيضاً أخطر تهديد عسكري لإسرائيل على حدودها". وختّم محذراً  "علينا أن نأخذ في الحسبان احتمال نشوب حرب أشد في المنطقة بين إسرائيل وحزب الله، وذلك لأن إيران تواصل دفع نفسها إلى حدود إسرائيل في كلٍ من لبنان وسوريا".

 

إيران و"دولة" حزب الله: تصديع لبنان إلى دويلات

منير الربيع/المدن/16 أيلول/2021

على الرغم من تشكيل الحكومة، وترحيب حزب الله بها، والمفترض أن تكون مثابة اتفاق لإعادة تكوين السلطة في لبنان، هناك حسابات تحول دون ذلك، من بينها توجهات استراتيجية يفرضها الحزب إياه، ويستفيد منها حليفه رئيس الجمهورية وتياره.

حزب فوق الدولة

فحلفاء حزب الله يستندون إلى قوته لتعزيز سيطرتهم على الحكومة ونفوذهم في الدولة. هذا يؤدي إلى متغيرات كبيرة في لبنان لاحقاً. وغالباً ما يضع حزب الله نفسه في موقع متمايز عن الدولة وعن الآخرين، أمنياً وعسكرياً، وحتى على الصعيد الاقتصادي والمالي، وصولاً إلى ملف النفط. يتمتع الحزب إياه باستقلالية تامة عن الدولة، ويتجاوزها. وكان أكثر من مسؤول إيراني، منهم وزير الخارجية، أعلنوا عن استعداد بلادهم إلى تقديم مساعدات مباشرة للدولة اللبنانية في حال طلبها ذلك. ولكن هذا لم يحصل. صحيح أن حزب الله يقول إنه يرحب بذلك وإنه طالب الدولة أكثر من مرة بالإقدام على هذه الخطوات، ولكن الدولة ترفض خوفاً من العقوبات الأميركية. وهو دعا الدولة سابقاً إلى ضرورة التوجه شرقاً.

ودولة عظمى

وحزب الله يحافظ على تمايزه بالممارسة، أما في الكلام والخطب فيقول إنه حريص على أن يكون جزءاً من الدولة. ولكنه يتصرف على أساس أن الدولة خاضعة لرؤيته وإملاءاته، متقدماً عليها في المسارات التي يسلكها. وهذا ما عززه البيان الذي أصدرته الرئاسة الإيرانية بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون، والإيراني إبراهيم رئيسي. وقد قال البيان إنه يجب التكاتف بين إيران وفرنسا وحزب الله لتشكيل حكومة قوية في لبنان. وهذا وضع الحزب عينه في موضع المساواة مع دولتي إيران وفرنسا. وينطوي مثل هذا الأمر على خطورة: استكمال تصدع الدولة اللبنانية ومرتكزاتها، وسط سكوت فرنسي مريب، على اعتبار حزب الله متعاوناً مع فرنسا في عملية تشكيل الحكومة.

إيران وحزبها

وليس صحيحاً أن لبنان لا يريد التعاون مع الدولة الإيرانية. وأول من فتح العلاقات الرسمية مع إيران جدياً هو رفيق الحريري خلال زيارته طهران، وزيارة محمد خاتمي لبنان في العام 1998. وفي ما بعد ذهب سعد الحريري إلى إيران، وكذلك فعل الرئيس السابق ميشال سليمان. وتم الحديث عن ضرورة عقد اتفاقيات تعاون، ولكن لا شيء من هذه الاتفاقيات وصل إلى التطبيق. فإيران هي من يكرس مبدأ تقديم المساعدات لحزب الله ولبيئته الاجتماعية حصراً. وإذا أرادت تقديم مساعدات لآخرين تقدمها عبر حزب الله. وهذا ينطبق على المشروع الأوسع: تسليح الحزب وتمويله. وبهذا التخصيص الذي يصنعه حزب الله لنفسه برعاية إيرانية، يريد خلق مجتمع عاطل عن العمل وبلا مؤسسات. وهو يفضل المركزية ويحصرها بنفسه ومؤسساته، من خلال الخدمات الصحية والاجتماعية التي يقدمها، وإدخال مواليه إلى وظائف رسمية في الدولة اللبنانية. والآلية هذه تعتمدها الأطراف السياسية كافة. أما بالمعنى الاستراتيجي فيبقي حزب الله لبنانَ معلّقاً بين خطين متوازيين: خط الدولة وخطه هو. على أن يبقى خطه هو متقدماً على خطّ الدولة. وهذا يبعث المزيد من التشظي. فاستيراد النفط الإيراني، يحمل الآخرين إلى الإقدام على الخطوات نفسها. وقد يؤدي هذا إلى دويلات متعددة. هو مشروع لا يقتصر على لبنان، بل حصل في العراق وسوريا بشكل أوضح طوال السنوات الماضية.

 

ما هو الموقف السوري من الحكومة اللبنانيّة الجديدة؟

صفاء درويش/أم تي في/الاربعاء 15 أيلول 2021

ترك تشكيل الحكومة اللبنانية أصداء ايجابية في دمشق. الحكومة التي تشترك فيها غالبيّة من الأحزاب التي لم تجاهر بعدائها للدولة السورية وقيادتها منذ خروجها من لبنان، قد تساهم التطوّرات الإقليمية في دفع وزرائها، وربّما رئيسها، لتفعيل تطبيع العلاقات الحكومية بين البلدين في الفترة المقبلة.

الأجواء في دمشق تشير بوضوح الى أن زيارة الوفد الوزاري اللبناني كانت فاتحة اعادة تطبيع العلاقات، وأنّ مرحلة ما بعد استجرار الكهرباء عبر الأردن ليست كما قبلها.

تشير المعلومات الى أن العاصمة السورية ستشهد أكثر من زيارة رسمية لبنانية في الفترة المقبلة، لعدد من الوزراء الذين سيطرحون تعاونًا أكبر فيما يخص مواضيع تصريف الإنتاج الزراعي اللبناني، وكذلك تأمين مواد اولية للصناعات اللبنانية بأسعار مقبولة، اضافةً لبحث مواضيع مشتركة تمسّ الحالة المعيشية في البلدين. وتؤكد المعلومات أن سوريا ستبادر، خلال الأسابيع المقبلة، للاعلان عن خطوة تسهّل عملية التبادل التجاري بين لبنان ومحيطه امتدادًا إلى الخليج عبر اراضيها، على الرغم من أن هذا الأمر كان ميسّرًا في الفترة الماضية ولكنه يجري بوتيرة محدودة.

في هذا الإطار يكشف مصدر سوري أن بلاده لا تمانع التعاون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بصفته الرسمية، موضحًا أنّ خلافات عدّة كانت تشوب العلاقة غير السياسية بين ميقاتي وسوريا، يُعمل على تذليلها منذ ما قبل تكليفه تشكيل الحكومة في لبنان عبر أحد أقربائه.

لا يجزم المصدر أن هذا الأمر سيتم سريعًا، كون الامر بحاجة لترتيب أطول بقليل من الوقت الضيق المُعطى لحكومة ميقاتي للإنجاز، ولكن الأمر متوقف على رغبة اللبنانيين أنفسهم في السير قدمًا نحو اعادة العلاقات كما كانت في السابق.

هذا وينفي المصدر نفيًا قاطعًا المعلومات التي تحدّثت عن طلب الرئيس السوري بشار الأسد توزير احدى الشخصيات في الحكومة بعدما فقدت عملها في الخليج نتيجة دفاعها عنه، مؤكدًا أن القيادة السورية لم تتدخل بتاتًا بتشكيل الحكومة في لبنان، بل على العكس تمامًا.

فبين استعداد سوريا للمساعدة نوعًا ما، وبين بوادر تشير إلى نيّة جهاتٍ حكومية اعادة تطبيع العلاقات، هل يبادر اللبنانيون نحو سوريا من جديد؟

 

هاجس جنبلاط الدرزي..

علي الحسيني/ليبانون ديبايت/الاربعاء 15 أيلول 2021

تسرّب القلق مُجدداً إلى داخل طائفة الموحدين الدروز على رأسهم رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، الذي أزعجته صورة اللقاء الذي جمع وفداً دُرزيّاً مُعارضاً لسياسته مع الرئيس السوري بشار الأسد. ويبدو أن القلق الجنبلاطي هذه المرّة على "البيت الدرزي"، ارتفع منسوبه مع الأحداث الجارية في مدينة السويداء السورية التي تعيش بدورها حالةً غير مسبوقة من الفلتان الأمني تحت أعين النظام السوري، الذي يُدير عبر مجموعات مُسلحة في المدينة، عمليات خطف وقتل بين أبناء الطائفة الواحدة. يبدو أن الوضع الدرزي في لبنان، مُرشّح في الفترة المُقبلة إلى مزيد من التوتر وتحديداً مع بروز ملامح تحديد موعد الإنتخابات النيابية بعدما أصبحت تعجّ الساحة الدرزية بطالبي الزعامة، وهذا ما ألمح اليه الوزير السابق وئام وهاّب خلال إطلالته الأخيرة من خلال تعويله على المتغيّرات أو التسويات القادمة إلى المنطقة. من هنا، يصف البعض ما يحصل درزيّاً بـ"الحفر" بالإبرة تسعى إليه جهات معروفة ومعلومة، للإنقلاب على الواقع الحالي وتحديداً بما يتعلّق بانتخاب الشيخ سامي أبو المُنى، شيخ عقل للموحدين الدروز خصوصاً بعدما ظهر الخلاف بين جنبلاط والنائب طلال أرسلان حول آلية الإنتخابات وكيفية طرح أسماء المُرشحين لمنصب شيخ العقل.

في ما يتعلّق بالتدخل السوري بتركيبة "البيت الدرزي" من سوريا إلى لبنان، تُشير مصادر واسعة الإطلاع ، إلى وجود تخوّف فعلي من عودة "استثمار" النظام السوري لبعض الإختلاف في وجهات النظر بين القيادات الدرزية للتسلّل عبرها ومن ثم زرع بذور الفتنة في الجبل، تماماً كما هو حاصل اليوم في مدينة السويداء حيث لا يمرّ يوم من دون ارتكاب جريمة أو أكثر فيها، بالإضافة إلى عمليات الخطف مقابل الحصول على الفدية.

أمّا لبنانياً، فترى المصادر أن "النائب أرسلان، هو من انقلب على الإتفاق بما يتعلّق بانتخاب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز بعدما كان سلّم جنبلاط مجموعة أسماء عن طريق أحد المشايخ الكبار، لكي يختار من بينها إسماً ينضمّ إلى لائحة المُرشحين لمنصب شيخ العقل. لكن هذه الأسماء لم تكن على قدر عال من المستوى المطلوب لتبوؤ منصب شيخ العقل، مما جعل جنبلاط يترّدد في طرحها خصوصاً أن هناك شروطاً علمية ودينية وسياسية يجب أن تتوفّر في أي مرشح لهذا المنصب، وهذا ما افتقدته الأسماء التي طرحها أرسلان." وبحسب المصادر نفسها، "يبدو أن جنبلاط قد تنبّه لنوايا أرسلان الساعي إلى السيطرة على موقع شيخ العقل وعلى المجلس المذهبي الدرزي خصوصاً وأن جنبلاط يستحوذ على نسبة تصل إلى حدود التسعين في المئة من المؤيدين لخطه السياسي داخل المجلس المذهبي، ومن الواضح أن زعيم المختارة أكثر من مُتنبّه لمحاولات أرسلان السيطرة على المؤسسات الدرزية الرسمية، بدعم من النظام السوري، وهذا ما بدأ يتلمّسه العديد من دروز لبنان من خلال محاولات أرسلان سحب يده من مجموعة إتفاقات، كان جرى الإتفاق حولها خلال لقاء خلدة الأخير." وتعود المصادر إلى ما يجري في السويداء، حيث تعتبر أن "الإنقسام الدرزي في لبنان بمعنى وقوع حرب، هو أمر غير وارد على الإطلاق خصوصاً في ظل وجود الزعامة الجنبلاطية التي تقوم على تفضيل مصلحة "البيت الدرزي" على أي اعتبار وليس كما هو الحال عند البعض، حيث أن المصالح السياسية لديهم، تطغى على ما عداها من أمور وملفات تصبّ في مصلحة الدروز العامة والخاصة، وتحديداً بما يتعلّق بعلاقة الدروز مع جيرانهم في المنطقة وتحديداً المُسلمين والتي تطوّرت في السنوات الأخيرة، بفعل العلاقات السياسية التي بناها جنبلاط محلياً، وعربياً."

الحريري يُهاجر سياسياً!

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الاربعاء 15 أيلول 2021

منذ أن اغتيل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وموقع الرئاسة الثالثة يواجه أزمةً عميقة، يصفها البعض بـ"الأزمة الهيكلية ذات الطابع الوجودي". عملياً، الموقع الدستوري الذاهب عرفاً إلى حصة الطائفة السُنية والذي استمد من إتفاقية الطائف حصةً وافية من الصلاحيات المأخوذة من الرئاسة الأولى، رُكّبت على وزن رفيق الحريري دون سواه بدليل حالة التخبّط التي تسود الموقع منذ ذلك الوقت، وإلى حينه لم ينجح أحد بملء ذلك الفراغ ومنهم نجله الذي دخل الموقع 3 مرات وخرج في الثلاثة مستقيلاً!

5 رؤساء حكومات توالوا على موقع الرئاسة الثالثة منذ اغتيال الرئيس الحريري، عام 2005، إثنان منهم شغلا المركز 3 مرات على الأقل، هذا عداك عن الأشخاص الذين تمّت تسميتهم أو الذين طرحوا لشغول المنصب دون أن ينالوه. الـ5 وباعتراف الجميع، لم يشغلوا 10% من قدرات "أبو بهاء" في الموقع، وأكثرهم ضاع في كتلة الصلاحيات الواسعة و زواريب السراي إلى حد أن أطاحت به، كحال سعد الحريري وحسان دياب وسيبقى الأمر على النحو ذاته طالما أن الشخص المختار الذي رسم الموقع وفق شكله الهندسي و على مزاجه لم يعد موجوداً.

ثمة من يقول أن المشكلة الراهنة التي تعصف في الموقع الثالث منذ أعوام تمثّل عملياً مشكلةً سُنية صرف. فحالة الفراغ التي أحدثها الحريري على أثر اغتياله لم تجد من يغطي مساحتها، وهنا عودة إلى التوصيف الأول ذات الصلة بصلاحيات الموقع السنّي الأول في الدولة. فزعامة الطائفة ببعدها الذي تجلّى بعيد الحرب، كانت على وزن الحريري الأب دون سواه، وبالتالي فقد الآخرون القدرة على "ضبط الطائفة" سياسياً بعده، إلى حد تحولت الآن إلى "مرتع" لزعامات سياسية متقلّبة ومتقابلة متعددة وملونة وعلى غير وفاق بغالبية الأحيان، إنما تحولت حالها إلى "إقطاعات" موزعة بين المحافظات، ولكل "مقاطعة" زعيم، وكل مقاطعة تتقاسم الخصومة السياسية مع الأخرى، وأحياناً تجد في "المقاطعة الواحدة السياسية السنية" أكثر من زعيم لا يجمعهم شيء سوى التناحر، كحال سعد الحريري ونهاد المشنوق في بيروت على سبيل المثال لا الحصر.

قبل مدة، أي حين قَبل سعد الحريري التكليف الثالث له خلال عهد الرئيس ميشال عون ولم ينجح في التأليف لألف علّة وعلّة، ركن رئيس تيّار "المستقبل" إلى مشروع مقابل للتكليف ولاّه الأهمية القصوى وربطه قبيل الإنتخابات بعنوان "جمع أوصال الطائفة السنية"، وهو لأجل هذا الغرض اجتمع مع أكثر من خصم سياسي في بيت الوسط ، سيّما من أعضاء "اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين" سابقاً، ومنهم نائب عكار "اللدود" جهاد الصمد. لم يخفِ الحريري آنذاك رغبته في "تجسير" الخلافات ضمن الطائفة السنية ومحاولة إنشاء "توليفة سياسية" تصلح للإعتماد خلال الجولة المقبلة من الإنتخابات، وقد شاء البعض ربط حركة الحريري تلك بخشيته من خسارة ثقيلة ومحتملة قد تؤدي به إلى غياهب المجهول، فحاول تصفير الخلافات مع سنّة 8 آذار مثلاً طالما أنهم الأقل عدائية تجاهه، والتعامل معهم أو "استخدام" حضورهم الإنتخابي لاحقاً في وأد حالة الخروج عن طاعة بيت الوسط من قبل بعض رجالاتها الأغرار، وليس آخرهم النائب والوزير السابق جمال الجرّاح الذي بات عبئاً ثقيلاً على تيار "المستقبل" وسعد الحريري شخصياً.

مع ذلك، فإن جهود إبرام هكذا حلف قد سُوّيت بالأرض عملياً أو أنها دخلت في مرحلة جمود قاتل تبعاً لعدم وجود سعد الحريري في بيت الوسط منذ أن أعلن اعتذاره عن تأليف الحكومة وغادر صوب الخارج. مشكلة سعد الحريري هنا أنه وعند كل "حردة سياسية" يترك تياره وطائفته خلفه ويمضي إلى حيث لا يعلمه إلا الله، دون أن ينجز استعدادات سياسية مثلاً تكفل عودته السياسية كما يجدر أن يحصل. وعن حال ناسه وتياره فليس الأمر أقلّ سوءاً، فإنه وهب حاجات الناس في عكار إلى حزب الله وقيادة التيار إلى "القريب" كحال رئاسة الحكومة المتروكة إلى المقرّبين من عناصر "رؤساء الحكومات السابقين" ومضى ظناً منه أنه هزم خصومه الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل حين أسر التأليف في جيبه طيلة 9 أشهر، متجاهلاً أن الوقائع الحالية أثبتت عكس ذلك. فالرئيس وصهره حظيا بما لذّ وطاب من حقائب في حكومة ميقاتي الثالثة الحالية أي الكتلة نفسها التي عجزوا عن تأمينها خلال وجود الحريري، فمن يكون المنتصر هنا ومن يكون المهزوم؟ عملياً، أعلن سعد الحريري هزيمته السياسية باكراً ولو أراد أن لا يعترف، ذلك حين هاجر إلى بلاد الله الواسعة. حتى الإمارات التي عوّل عليها كثيراً لم تنصره، وها هي عائلته ما استقرّت في ربوع أبو ظبي كما أمل مراراً، والسعودية بدورها لم تمنحه بركاتها بعد إنما تمضي في سياسة سلبه أملاكه عبر المزادات العلنية وكأنه شطب كلياً من معادلتها. يحدث ذلك وسط أحاديث يوزعها خصومها والمحسوبون عليها من أن "سعد الحريري قد انتهى".

عملياً، هل قررت السعودية تخطي آل الحريري في زعامة الطائفة السنية مقابل خلق تعددية سياسية زعماتية على مبدأ القضاء والمحافظة؟ ممكن ذلك، كما يمكن أن الحريري المتفرّغ حالياً لمشاكله الداخلية الإقتصادية والعائلية، لم يعد يقو على الصمود أكثر. هنا، ما حاله عند حلول الإنتخابات النيابية التي طالما عوّل على خوضها بنفس جديد؟ ما يُسرّب يدّعي أن الحريري راجع، وعودته تلك ستدهش الخصم والقريب، وإن لا مؤشرات توحي بذلك بعد، سوى أنه ترك تياره السياسي إلى قيادة فرقة لا تهوى غير الصدام والتصادم!

 

دمشق في مواجهة الضاحية؟

ميشال نصر/ليبانون ديبايت/الاربعاء 15 أيلول 2021

نفاق الأزمات اللبنانية هو هو، وبصيص الأمل الحكومي بتشكيلة مكتملة المواصفات كما تعمّد البعض الإشاعة، انتقل من مرحلة الإيجابية الحذرة إلى الرمادية المسودّة، مع كبح جماح "فرحة البعض التي ما وصلت للقرعة" بعد اكتشافهم "لمساطر وزارية" غريبة عجيبة، في انتظار ما ستسفر عنه الإشاعات و"الخبريات" عن دولارات قادمة، مصدرها دبلوماسيين عرب وغربيين، ليتبيّن متى دقّت ساعة الحقيقة، أن الرهان هو على المليار دولار من حقوق لبنان المتوجّبة لدى صندوق النقد. ووسط تخبّط وضياع واضحين، لدى وكلاء التفليسة في الداخل، تُطرح جملة من التساؤلات، كيف لنا أن نقتنع أن لا أسباب إيرانية وراء ما وصلنا إليه، وأن عملية الولادة فعل محض لبناني، بعدما تبيّن أن اتصالاً واحداً بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وابراهيم رئيسي، كان كفيلاً بتحريك الأمور، في وقت كان ينفي فيه سلفه روحاني أي دور لطهران. فما الذي استجدّ؟ وكيف لنا أن نفهم وظيفة المحور الجديد الذي يبدأ في باريس، ويمرّ في طهران، لينتهي في حارة حريك؟ وماذا عن موقف الدول المعنية بلبنان غير فرنسا وإيران؟ هل تغيّرت فعلاً استراتيجية واشنطن على الساحة اللبنانية، كما ترى حارة حريك ومن يدور في فلكها؟تخبّط وضياع لا يقتصران على الوضع الحكومي، بل يمتدان إلى الملف اللبناني – السوري، وما استجدّ من انفتاح، أثار الكثير من التساؤلات ، وفتح شهية المحلّلين والمنظّرين، من جماعة "المقاومة" والممانعة، معتبرين ما حصل انتصاراً لمحورهم وهزيمة لواشنطن "ومن يشدّ على مشدّها"، في قراءة سطحية للحدث، على ما درجت عادتهم عليه.

إذ بعيداً عما يوصّف به البعض ما حصل "بالتطبيع"، وعن الجدل الذي أثارته الزيارة الوزارية لجهة الغطاء السياسي الداخلي الذي حصلت عليه، وبينهما عاصفة "تغييب" العلم اللبناني في صالة التشريفات على الحدود، نتيجة منطق الذمّية اللبنانية الرسمية في التعامل مع دمشق، تماماً كما كان يحصل زمن الإحتلال، إذ أُوكل إلى الأمن العام والمجلس الأعلى التحضير والإعداد للزيارة، وسط تجاهل كامل لدور السفارة اللبنانية، وما تمثّله من رمز سيادي للدولة، تُطرح أسئلة مشروعة حول المستجدّات التي لمّت "الشمل الأميركي عالمغربي السوري"، مسرّعة عملية التقارب بينهما، إذا ما صحّت فرضاً نظريات الممانعة، وأهمها كيف تمّ "الإتفاق" الأميركي - السوري على ترييح لبنان؟

تبدأ القصة من زيارة قامت بها السفيرة الأميركية مع وفد من السفارة إلى منطقة الشمال، منتصف الربيع الماضي، حيث جالت على عدة مناطق واستمعت إلى مجموعة من المطالب والهواجس، كان أبرزها موضوع الكهرباء، حيث رفعت تقريراً مفصّلاً بمشاهداتها وملاحظاتها إلى خارجية بلادها، قبل أن تعود وتقوم بزيارة ثانية إلى المنطقة، لتكتشف دراماتيكية تطور الأمور وسوء الأحوال. عندها وبناءً على الإتصالات التي جرت، وبتنسيق مصري - أميركي وترحيب روسي، تقرّر إعداد دراسة حول إمكانية إعادة تشغيل خط الغاز الذي يسمح بتشغيل معمل دير عمار بطاقته القصوى، لتزويد منطقة الشمال بالطاقة كمرحلة أولى، على أن يتمّ في مرحلة ثانية تأمين استجرار الطاقة الكهربائية عبر الأردن وسوريا إلى منطقة كسارة لدمجها بالشبكة اللبنانية. وتقول المصادر، أن الإهتمام الأميركي بمسألة الشمال، يعود إلى سببين رئيسيين، الأول، المخاوف من تحرّك خلايا إرهابية تستفيد من الأوضاع الإقتصادية والمعيشية السيئة، لبث الفوضى، والثاني الرغبة الأميركية في الحفاظ على منطقة الخزان البشري للجيش اللبناني وعموده الفقري بعد "اللاإستقرار" الذي ظهر على الأرض، لذلك كان تفعيل دور "يو إس إيد" من جهة، والعمل على تأمين الكهرباء لتلك المناطق من جهة ثانية.

وتتابع المصادر، بأن مجموعة أمور وعوامل وشروط رافقت هذه العملية أهمها:

- التأكيد الأميركي على أن يستخدم الأنبوب لضخّ الغاز المصري حصراً إلى لبنان، دون السماح بسحب أي كميات منه.

- عملية التمويل سيتولاّها البنك الدولي سواء لجهة تسوية المستحقات المالية السابقة للقاهرة، ودفع المستحقات التي ستتوجب، فيما يرفض الأميركيون دفع أية أموال لدمشق أياً كان مصدرها، ما يعني عملياً أن عقوبات "قيصر" لم تسقط، لا بقرار تنفيذي صادر عن الرئيس الأميركي، ولا بقانون جديد في الكونغرس.

- كشفت المصادر، أن إحدى الجهات الرسمية اللبنانية، قامت بتمرير معلومات حول الإتصالات الأميركية إلى "حزب الله"، الذي عمد أمينه العام، بعدما تأكد من جدية المباحثات وتقدّمها إلى إعلانه رغبته في استيراد المحروقات من إيران.

وحول أسباب التعاون السوري، فقد أرجعته المصادر إلى مجموعة عوامل أبرزها: الضغط الروسي الذي فعل فعله، رغبة دمشق بمغازلة الولايات المتحدة الأميركية، أملاً في الحصول على مزيد من الإستثناءات لقانون "قيصر"، وبالتالي، حصولها على العملة الصعبة، وعدم مواجهة التفاهم الروسي – الأميركي - المصري حيث لعب الرئيس عبد الفتاح السيسي دوراً أساسياً في "التسوية الغازية"، وعدم رغبة نظام الأسد في تحويل أية كميات من النفط الإيراني المصدّر لسوريا إلى لبنان في ظل الأزمة المستمرة وحاجة دمشق لكل ليتر من المازوت والبنزين، والحدّ من مفعول خطوة السيد حسن نصرالله الإستعراضية، ومواجهة ضمنية للمصالح السياسية والنفطية الإيرانية، إذ من الواضح أن الخطوة السورية تصبّ لغير مصلحة طهران وتحتوي تحرّكها على الساحة اللبنانية.

وتشير المصادر، إلى أن المشروع الأميركي ـ العربي يحتاج إلى أربعة اشهر ليصبح نافذاً، بعد سلسلة خطوات، تبدأ بإعادة تفعيل الإتفاقية الموقّعة بين دول خط الغاز العربي، والتأكد من صلاحية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز في كل من الدول الأربع، والمتطلبات الفنيّة المطلوبة، وتقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز إلى لبنان، وتأمين كافة المتطلبات اللوجستيّة والتقنيّة والإدارية والفنية والمالية اللازمة.

وتختم المصادر، بالتأكيد أن الجانب الأميركي كان واضحاً في إبلاغه المعنيين في لبنان حول حدود التواصل "المسموح به"، وعليه، فإن ما حصل في سوريا، لا يمتّ إلى التطبيع بصلة، إذ لم يتخطَّ الوفد الوزاري اللبناني حدود النقاش في "التقنيات" البحتة، ومن دون التطرّق إلى أي موضوع سياسي لا من قريب ولا من بعيد، جازمة بأن السياسة الأميركية لم تتغير، وأن الإستثناء في مسألة تطبيق قانون "قيصر" لم يعطِ للدولة اللبنانية، إنما للجهة الدولية التي ستقوم بتمويل المشروع. بالنسبة للبعض "الجار قبل الدار"، و"الدم ما بيصير ماي" بين الشقيق وشقيقته... أمّا بالنسبة للبعض الآخر "الله يلعن هالزمان اللي خلط القمح بالزوان"، فالغاز من سوريا أرحم من النفط من إيران... "عينن عليه وتفوه عليه" هي باختصار حالة اللبناني، الذي بكل حالاته لا مع السوري سيكون ولا مع الإيراني، بحسب رأي الشاطر حسن.

 

"أمثّل فرنجية في الحكومة"... قرداحي: لم ابدّل مواقفي من الاسد ونصرالله

 جويل بو يونس/الديار/الاربعاء 15 أيلول 2021

ما كادت حكومة «العمل والامل « تأخذ الصورة التذكارية على درج حديقة قصر بعبدا حتى انكب رئيسها نجيب ميقاتي ومعه الوزراء الـ 24 على العمل السريع، باعتبار ان الوقت داهم وضاغط، ولا ترف في هدر المزيد من الوقت ، فكانت اولى الخطوات الايجابية انعقاد جلسة لتشكيل لجنة لصياغة البيان الوزاري مباشرة بعد الصورة التذكارية انتقلت بعدها اللجنة المشكلة الى السراي حيث عقدت اولى جلساتها لصياغة البيان الوزاري واستكملتها باجتماع ثان عقد امس. كل المعلومات تؤكد بان مسودة البيان الذي كان قد صاغها فريق عمل ميقاتي اللصيق به، واتفق على ابرز بنودها مع رئيس الجمهورية منجزة، وما الاجتماعات التي تعقد، ولو انها لا تزال محصورة باثنين وثالث يعقد اليوم، الا اجتماعات شكلية ، «فالبيان خالص مخلص» على حد تعبير مصادر متابعة، علما ان اجتماع اللجنة المقرر اليوم سيكون مبدئيا الاخير لصياغة المسودة النهائية تمهيدا لجلسة حكومية تناقشها فتقرها، وبالتالي تكون حكومة ميقاتي انجزت البيان بجلسة «تالتة ثابتة» وبسرعة قياسية.وهنا لفت تأكيد بعض الاوساط التي تتواصل مع ميقاتي بان الاخير عازم على الانجاز واختصار الوقت وهو لن يقبل ان يسجّل انه ترأس حكومة في اصعب ظرف وفشل في تحقيق المطلوب!

وبالعودة الى البيان الوزاري، بات معلوما انه سيكون مقتضبا وموجّها بالدرجلة الاولى للمواطنين يحاكي وجعهم اليومي ، فيما الاستراتيجيات الكبرى متفق مسبقا عليها. فسلاح المقاومة الذي كان يشكل نقطة خلاف استراتيجية بين مختلف مكونات الحكومة، ومعه عبارة الجيش والشعب والمقاومة سيتم مقاربته من باب ان يتم استخدام العبارة نفسها التي استخدمت في السابق، اي في حكومات الحريري وحسان دياب، كما ان البيان سيتضمن بحسب المعلومات بندا حول اهمية استعادة الثقة في العلاقات مع مختلف الدول لاسيما العربية.

وفيما يتوقع ان تنتهي اللجنة من صياغة البيان اليوم، فيتوقع ايضا ان تعقد الحكومة اجتماعا الخميس او الجمعة لاقراره كما اكدت مصادر وزارية.

وفي هذا السياق، كان لـ «الديار» حديث خاص مع الوزير الذي اشعل مواقع التواصل الاجتماعي بين من رحّب بتوزيره، وكان غالبية اعتبرت انه الرجل المناسب في المكان المناسب، وآخر منتقدا لمواقفه السياسية السابقة ولما قاله من مطار بيروت فور عودته بعيد تسميته وزيرا للاعلام،عندما تمنى على وسائل الاعلام الا تستضيف من يتعمّد اظهار البلاد وكأنها ذاهبة الى الخراب، باعتبار ان المطلوب هو نفحة أمل. هو الوزير الذي اثبت قوته الاعلامية النابعة عن تجربة طويلة في الحقل الاعلامي لم تقتصر على لبنان، بل بلغت اهم الدول العربية والاوروبية، فبات اسمه يصنع الحدث ، اينما حلّ، لا العكس، على غرار كثر، اعلامي مخضرم، ليس بعيدا عن السياسة ، هو المتمرس فن اتقان اللعبة الاعلامية ومعها السياسية، وبدا واضحا انه «مالك القصة والشغلة ملعبو» ، «واثق الخطوة يمشي ويتحدث ملكا» منذ ان تلا اول بيان صادر عن اولى جلسات مجلس الوزراء في بعبدا، انه باختصار جورج قرداحي ، وزير الاعلام الجديد، الذي ابدى في حديثه الخاص مع «الديار» تفاؤله بامكان ان تنجز هذه الحكومة شيئا ما للبنانيين، موضحا ان هذا ما استشفه من مناقشات مجلس الوزراء والجو بين مختلف اعضاء الحكومة الجدد، كما ان ما لمسه من عزيمة واضحة وتخطيط لدى كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يظهر «اننا على الطريق الصحيح انشاء الله». اضاف: «انشالله هالحكومة برضى الله تحقق آمال اللبنانيين على الاقل بالمدى المنظور»!

هل تكون اليوم الجلسة الاخيرة للجنة صياغة البيان الوزاري؟ يجيب قرداحي: «نعم مبدئيا اجتماعات اللجنة تنتهي اليوم ، ويتوقع ان تجتمع الحكومة لمناقشة واقرار البيان الوزاري الخميس ، على ان تكون جلسة الثقة النيابية مطلع الاسبوع بين الاثنين او الثلاثاء».

ماذا عن سلاح المقاومة وعبارة الجيش والشعب والمقاومة؟ يرد قرداحي بالقول: «ما في مشكلة ، تبقى العبارات القديمة نفسها».

اما عن استعادة ثقة الدول العربية بلبنان ، والحرص على افضل العلاقات مع مختلف الدول ولاسيما الشقيقة ، فيشير قرداحي الى «ان البيان سيتضمن بندا حول الحرص على هذه العلاقات»، مذكرا بما قاله ميقاتي منذ اليوم الاول باننا «سنعمل على إعادة التواصل مع محيطنا العربي».

واكد قرداحي «وجوب العمل للوصول الى هذا الهدف»، متطرقا للانتقادات التي طالته فور تصريحه من مطار بيروت الى حد اتهامه بقمع الحرية الاعلامية، فاوضح مجددا انه كان يناشد الاعلام كي يرحم «العالم التعبانة» ، ولم يفرض شيئا على اي احد. اضاف : «انا لا الوم الاعلام ابدا بل من يسعى عبر الاعلام لاظهار صورة غير مشجعة عن لبنان، وهذا قد يؤثر بصورة لبنان عند العرب». انتُقدت كثيرا فور الاعلان عن اسمك لوزارة الاعلام على موافقك السابقة المؤيدة علنا والتي تمدح الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لحزب الله السيد نصر الله، حتى ان البعض بلغ حد القول انها حكومة ايران وسوريا في لبنان، فكيف تعلق؟يجيب قرداحي سريعا وبكل ثقة: « لم ابدل مواقفي وهي معروفة ، ولا مجال اصلا للرد، فقد ثبت انني كنت على حق بكل المواقف التي اعلنتها سابقا ولا ازال عندها، حتى انه ثبت ذلك لمن كانوا يعارضونها»!

وعن التمثيل السياسي الحكومي لجورج قرداحي، وهل يمثل رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية على الطاولة الحكومية؟ بصريح العبارة وبثقة مطلقة قالها قرداحي: «انا امثل سليمان فرنجية وهو من رشّحني وفخور بذلك، وانا اكن له كل محبة واشكره على الثقة التي اولاني اياها، وانا معه!

ولكن فور توزيرك قال بعض الجمهور العوني وبعض المسؤولين ان جورج قرداحي ليس ضدنا، وكان سابقا يميل لرئيس الجمهورية ، هنا رد قرداحي بالقول: «لا ازال احترم رئيس الجمهورية ونضاله الطويل، لكن من رشحني هو سليمان فرنجية».

وعن المشاريع التي يفكر بها للوزارة وعن تلفزيون لبنان، تريّث الوزير «الممسك بفن اللعبة الاعلامية» قبل اعطاء اي تفاصيل، واشار الى انه بدأ بدرس كل الملفات، وانه اجتمع مع الوزيرة منال عبد الصمد التي اطلعته على الملفات التي بين يديها، مؤكدا «ان هناك ملفات تحتاج لاعادة درس ومعالجة بالعمق ، سنرى ما الحلول الانسب والطريقة الافضل لتطبيقها لوزارة الاعلام وللبنان! وعن الموقع النيابي بعد الحكومي، هل سينتقل جورج قرداحي مستقبلا من الوزارة الى النيابة فيترشح في كسروان؟ رفض «الاعلامي المخضرم» ان يرد ، وقال بحنكته المعهودة «هذا البحث بغير اوانه ، بعد ما استلمنا الوزارة لنحكي بالنيابة، خلينا نبلش بالوزارة وبعدها لكل حادث حديث، فادعوا لنا بالتوفيق»!

 

المازوت "النظيف" يدخل لبنان بالصهاريج... ووعدٌ ببيعه بأقلّ من سعر الكلفة

النفط الإيراني "يُسَوّد" الاقتصاد "الأبيض" ويضرب آخر معاقل الشرعية

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/15 أيلول/2021

النفط الإيراني وصل إلى سوريا وسينقل إلى لبنان بالصهاريج

انتقل ملف استقدام النفط الإيراني، وتهريبه من سوريا أو البقاع، من تعويض النقص في الأسواق إلى احتمال المضاربة. فمع قرب رفع الدعم عن المحروقات وتوفّرها في الأسواق بالسعر العالمي، أعلن أمين عام "حزب الله" أنه سيبيع المشتقات النفطية بأقل من سعر الكلفة. فهل قصد بذلك البيع بسعر السوق وتحمل الحزب الفرق؟ أم البيع بأقل من سعر السوق؟

إذا لم يعلق الاقتصاد اللبناني بـ"شباك" العقوبات الأميركية، سيغرق بالمنافسة غير المشروعة وتشريع الاقتصاد الأسود، وضرب هيبة الدولة وما تبقى للشركات من قدرة على الصمود. حيث أن بيع أي سلعة بأقل من كلفتها يُعرف في علم الاقتصاد بـ ا"لإغراق" أو "التسعير الضار". وهو يهدف إلى كسب حصة في السوق والقضاء على المنافسين. وهذا ما لم ينفِه السيد حسن نصرالله عندما قال إن "نسبة معينة من سعر الكلفة سنتحمله نحن ونعتبره هدية وهبة ومساندة للشعب اللبناني من قبل الجمهورية الاسلامية في إيران وحزب الله". وذلك بهدف "كسر السوق السوداء وجشع المحتكرين". فهل يكون النفط الايراني الرخيص المقدمة للسيطرة على السوق اللبناني من باب المساعدة في المرحلة الأولى، والتحكم به بعد إخراج اللاعبين الأساسيين كما يريد في المرحلة اللاحقة؟ أسئلة وهواجس تطرحها مواقف "حزب الله" وإيران الجيوستراتيجية في المنطقة، ونية الأخيرة بسط نفوذها واخضاع المزيد من البلدان لسيطرتها المباشرة. والثمن الذي يبدو في الشكل كبيراً، ما هو في الحقيقة إلا "فراطة" في الحسابات الدولية.

تشريع كل ما هو غير قانوني

بغض النظر عن الكميات "غير التجارية" التي ستصل الى "حزب الله" من إيران، فان التجارة والاقتصاد لا يُبنيان على النوايا، إنما على الأفعال. ولا يكفي القول أن الهدف "ليس البيع أو التجارة بل المساعدة في تخفيف المعاناة عن الناس"، لاعطاء هذه الممارسة "شيكاً على بياض". فالكميات التي ستصل الى لبنان ليست قليلة. حيث تقدر الدفعة الأولى بنحو 29 مليون ليتر. وستتبعها بحسب ما ينقل عن "حزب الله" وصول باخرتين حمولة الواحدة منها 33 ألف طن. كما أن الجهة المستقدمة ليست تاجراً. وهي لا تملك رخصاً للمتاجرة بالمشتقات النفطية، ولا تدفع الضرائب والرسوم وضريبة القيمة المضافة... وكل ما يتطلبه العمل التجاري.

فـ"استيراد النفط يخضع لاجراءات وأصول تبدأ بأخذ موافقة المنشآت النفطية وتسديد الضرائب والرسوم وفحص المواد ومقارنة مدى مطابقتها للمواصفات"، يقول المحامي مجد حرب. و"هذا ما لم يفعله "حزب الله" جرياً على عادته في مخالفة القوانين. فتحول اقتصاده غير الشرعي إلى أمر طبيعي يمارسه بالعلن، بعدما كانت تتم مختلف العمليات في الخفاء. وهذا ما يظهر جلياً في ما يتعلق باستيراد المحروقات حديثاً، وببنائه منظومة مصرفيه غير مرخصة قبل فترة، واللائحة تطول من تجاوزات لكل ما هو قانوني".

مع العلم أن ما يؤخذ على "حزب الله" في موضوع استيراد المحروقات تحديداً "لا يتعلق بالمنافسة غير المشروعة مع كارتلات النفط الشرعية، لان الأخيرة لا تستحق حماية أحد أو الدفاع عنها. ومصلحة المواطن تطغى على مصالح هذه القلة المحتكرة التي أذاقت المواطنين المر خصوصاً في الفترة الأخيرة". من وجهة نظر حرب. "لكن اذا كان لا بد لهذا الفريق أن يقوم بعمل مطلوب أو مرغوب تجاه الاقتصاد والمؤسسات والمواطنين، فليعُطَ رخصة استثنائية بمرسوم يجيز له استيراد المشتقات النفطية بسبب الضرورات القصوى. فمن غير المنطقي أن يسمح لفريق من اللبنانيين بمخالفة القوانين من دون محاسبة فيما يقع الويل والثبور وعظائم الأمور على كل من يتجرأ على إدخال "قشة" على البلد من دون إذن وبعد دفع كل الرسوم والضرائب والعمولات، مع ما يتطلبه ذلك من وجود شركة حاصلة على براءة ذمة وخلافه من المتطلبات". فلتحافظ الدولة على ماء وجهها أقله، و"لتصدر مراسيم تسمح لـ"حزب الله" بممارسة هذا العمل التجاري" يقول حرب. و"تفتح المجال من جهة اخرى لانتقادها والاعتراض على تصرفاتها بالقنوات القانونية والشرعية. وعندها كل فريق يأخذ حقة بشكل طبيعي كما في كل الدول المتحضرة. ويضيف حرب "المهم أن تكون هناك قاعدة للتعاطي مع الدولة من الداخل والخارج. ولو أننا نعرف انها محتله وقرارها ليس بيدها. إذ لا يجوز أن تستمر هذه الإزدواجية التي لم تأتِ على البلد إلا بالمشاكل والأزمات".

إشكالية دخول المواد

الاشكالية الأخرى التي ستواجه عملية استيراد النفط الايراني تتعلق بكيفيه إدخال المواد. فان "عبرت الصهاريج من المعابر الشرعية عندها قد تتعرض الدولة اللبنانية إلى العقوبات الأميركية على غرار سوريا وإيران"، برأي حرب. أما إذا دخلت تهريباً من المعابر غير الشرعية فهي تثبت مرة جديدة ضلوع الحزب بالتهريب وإمساكه بكل المعابر غير الشرعية. فما يستخدم لإدخال المواد يستخدم أيضا لإخراجها".

بيع المخزّن؟

في الوقت الذي تعج فيه مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بصور الصهاريج التي ستنقل المواد إلى لبنان من البقاع، لم تظهر أي صورة للباخرة الإيرانية وهي تفرغ حمولتها في مرفأ بانياس. الأمر الذي دفع بالباحثة الاقتصادية د. ليال منصور للسؤال عن إمكانية أن تكون المواد التي ستباع اليوم أو جزء منها، بسعر قريب من سعر السوق الحالي مخزنة منذ أن بدأ الدعم نهاية العام 2019. وبذلك لا يكون البيع بأقل من سعر الكلفة بمثابة هدية يتحملها الحزب، إنما عنصر ربح وفير". وبالأرقام فان سعر مبيع طن المازوت في لبنان خلال العام 2020 كان يقدر بـ 750 ألف ليرة، إذا اعتبرنا أن متوسط سعر الصفيحة 15 ألف ليرة. ومنذ مطلع العام 2021 ولغاية نهاية حزيران، أي قبل ترشيد الدعم على أساس 3900 ليرة بلغ متوسط سعر طن المازوت مليون و250 ألف ليرة. في حين أن السعر اليوم في ظل تخفيض الدعم إلى 8000 ليرة يبلغ 4 ملايين و900 ألف ليرة. ما يعني أنه حتى لو باع الحزب الطن بنفس سعر السوق اليوم، فسيبقى رابحاً اذا كان مصدر المواد أو جزء منها هو من التخزين وليس من إيران. وما يؤكد الاحتمال المرتفع لهذه النظرية هو الكميات المهربة منذ العام 2020 والتي بلغت بحسب الاحصاءات 1.2 مليار ليتر من المازوت أي ما يعادل 1.2 مليون طن. في حين أن كل حجم الدفعة الأولى التي ستصل إلى لبنان تقدر بـ 33 ألف طن كحد أقصى.

مدفوع ثمنه سلفاً بأضعاف مضاعفة

التسليم جدلاً بان "الحزب" استقدم المشتقات النفطية من إيران، وسيبيعها بالليرة اللبنانية بسعر الكلفة أو حتى أقل يمثل "ربحاً للاقتصاد اللبناني وخسارة للإيراني"، بحسب الاقتصادي د. روي بدارو. فـ"بناء على المعروض، من مصلحة لبنان شراء كل الفيول من إيران ونقل العملات النادرة من اقتصادها إلى اقتصادنا. فاذا باعت إيران أو ذراعها في لبنان طن المازوت بالسعر المحدد قبل رفع الدعم فسيتحملان خسارة تقدر بـ 8 ملايين دولار في الشحنة الأولى زنة 33 ألف طن. وهذه الخسارة ستكون ربحاً للاقتصاد اللبناني. ومن هنا كان أمين عام "حزب الله" واضحاً لجهة قدرته المحدودة على المضي قدماً بهذه العملية. وبان الهدف الأساسي ليس المتاجرة إنما مساعدة الجهات التي تقوم باعمال انسانية كالمستشفيات، والمدارس، ودور العجزة، والصليب الأحمر... وغيرها.

وبالتالي حصرها بالأعمال الخيرية لأسباب فقط تجميلية". هذا من الناحية الاقتصادية الكلية الصرف، أما عملياً فان "الأزمة التي وصلها لبنان كانت النتيجة المباشرة للوجود الفارسي في لبنان، واستعمال لبنان كمنصة لمحاربة وتدريب عناصر يفتعلون المشاكل ويقومون باعمال الشغب بحق الدول العربية"، من وجهة نظر بدارو. و"للغاية، تم تشريع الحدود بين لبنان وسوريا أمام عمليات التهريب، والقبض "بيد مرخية" على المرافئ البحرية والجوية من أجل تسيير التهريب إلى الدول الأفريقية دخولاً وخروجاً. هذه الاستراتيجية التي تعود أقله للعام 2003 منذ حرب العراق، تعززت أكثر بعد العام 2010. وقد كلفت لبنان أضعافاً مضاعفة سعر كلفة المازوت والنفط الايراني المدعوم حالياً". ولو قدّر للبنان بحسب بدارو "الاستغناء عن هذه السياسة من خلال الاستراتيجية الدفاعية البديلة عن المقاومة الاسلامية، لكنا وفرنا على أنفسنا الكثير". فالواقع الحالي يدفع بالأسواق المالية التجارية والمالية والعالمية الى تصنيف لبنان على أنه بلد غير حر أو ديمقراطي ومحكوم من مجموعات وليس من دولة قادرة، وهي لا تستستيغ لذلك العلاقة معه. وفي ما خص التطور الاخير المتمثل بتشكيل حكومة جديدة فلم ينعكس برأي بدارو "ايجاباً في وسائل الاعلام الغربية التي حافظت على موقفها من اعتبار الحكومة تابعة لـ"حزب الله". ولعل استقدام المازوت الايراني "النظيف" على مرمى من نظرها خير دليل على هذا الافتراض. التطلع بنظرة نقدية واسعة الى التطورات الأخيرة يظهر بوضوح أن "حزب الله" يحكم قبضته على كافة المفاصل بالتدرّج. وهو ينال دعم ومساندة شركائه لمحاولة إقصاء بقية اللاعبين في المجالات المالية والتجارية والخدماتية لـ"تفرغ الساحة له" بعد اضطلاعه وحيداً بقرار السلم الحرب. ‏

 

زحف" الدعائيين من مقلبين!

نبيل بومنصف/النهار/15 أيلول/2021

في كل مرة تحل عندنا استحقاقات دستورية وسياسية مفصلية نستشعر الحاجة الى ما يشبه الآليات الطبية لفحص مكونات البشر ومدى تجدد الخلايا او تقادمها او ما يتماثل وآلات قياس منسوب الأمطار ، فيغدو تشكيل الحكومات مثلا مناسبة مماثلة تماما للكشف الصحي والطبي السنوي او نصف السنوي ،كما كان سائدا قبل ان ينسى اللبنانيون هذا "الترف" بعدما سوى الفقر احوالهم بما دون الأرض .  ترتفع منذ ولادة الحكومة الميقاتية الثالثة أهازيج غرائب سياسية حتى في عز التعتير الذي يلاحقنا لجهة تركيز الجوانب الدعائية على ارتفاع منسوب النفوذ الإيراني في الحكومة الجديدة واعتباره من علامات الهيمنة الزاحفة على لبنان للمحور "الممانع" ذي السطوة الإيرانية الساحقة . لا جدل اطلاقا في ان ثمة فارقا كبيرا بين النمط الدعائي للقوى المرتبطة بايران وفي مقدمها طبعا "حزب الله " كما بعض القوى والساسة والأحزاب والوزراء الجدد المعروفين بارتباطهم الوثيق بنظام بشار الأسد ، وبين القوى والاتجاهات المناهضة لهذه الهيمنة والتي كانت تندرج جميعها ضمن معسكر 14 آذار ومن يحالفه من ذوي اتجاهات مستقلة او يسارية قديما . ومع ذلك تكاد الدعاية الصاعدة بقوة منذ أيام تنجح سلفا في معركة ايهام اللبنانيين بان فصلا جديدا او حقبة جديدة طارئة حلت على البلد حاملة معها فائض النفوذ الممانع الإيراني الدمشقي خلافا لما كان عليه المشهد السياسي قبل يوم واحد فقط !  حتى ان الذين انساقوا وراء موجات الغطرسة الدعائية هذه ، التي تشبه عراضات السخافة التي قدمها بعض حديثي النعمة الوزارية ، ذهبوا في انسياقهم الى نسيان ان حكومة حسان دياب التي لم تجد من يودعها بكلمة شكر وعرفان سوى السيد حسن نصرالله ، كانت حكومة حزب الله وقوى 8 آذار الصافية ، بما يعني ان منسوب الممانعة الإيرانية الأسدية فيها كان الأعلى اطلاقا بلا منازع .

واذا كان من الغباء القاتل تجاهل دلالات خارجية سلبية من مثل التقارب الفرنسي الإيراني عند مفترق المصالح الفرنسية الممالئة لطهران خصوصا مع انطلاق المعركة الرئاسية الفرنسية المبكرة وحاجة الرئيس المرشح ايمانويل ماكرون الى اختراقات خارجية ، فان ذلك لا يعني تبرير التسليم الاستباقي على نحو ولا اخطر امام دعاية داخلية تقول ان البلاد صارت في قبضة ذراع ايران . بل لعلنا نتساءل اذا صحت نظرية قياس النفوذات من خلال تفحص أحوال البلاد وكوارثها هل مناطق اهل "الممانعة الصافية" باتت أعصى على الكوارث والأزمات الضاربة في طول البلاد وعرضها من مناطق "الخصوم"  او مناطق "الاختلاط" ؟ الا تستدعي الإطلالة الأخيرة للسيد حسن نصرالله تفحص التبديل في "منسوب" اين كان وأين صار خطابه الممانع الذي كان قبل اكثر من عقد يحرك ما يسمى "الأمة" عربية كانت ام إسلامية ثم بلغ به الامر حد القبول بل التطوع لاعلان آلية توزيع المازوت الإيراني متباهياً بهذا النصر الزاحف ؟

"خذونا بحلمكم" كممانعين تعيشون اضخاث أحلام الهيمنة بعد أسوأ إخفاقات حكومة كانت بالكامل لكم ووسط اقتراب العهد الحليف من سنته الأخيرة متوجا أسوأ ما سيلتصق به تاريخيا على انه العهد الذي انهار لبنان في عهده . أما من كانوا في المعسكر السيادي الآفل فحان لهم ان يوقفوا التباري بالمناحات وتبرير الاستسلام والاختباء وراء التحولات الإقليمية الدولية فيما علائم فشلهم المدوي في إقامة الحد الأدنى من تصويب الميزان المختل لا تتصل سوى بالأسباب الداخلية لهوانهم .

 

إستحداث "مكتب النفط" والقافلة الأولى ستضمّ أكثر من سبعين صهريجاً/"حزب الله" يستعدّ لاستقبال النفط الإيراني في البقاع

عيسى يحيى/نداء الوطن/15 أيلول/2021

قاب قوسين أو أدنى، بات وصول النفط الإيراني إلى لبنان عبر سوريا الذي وعد به "حزب الله" وطال انتظاره، واكتملت إستعدادات الحزب في البقاع الشمالي من الهرمل حتى دورس لإستقباله وتخزينه، وفي الداخل السوري من بانياس حيث يتم تفريغه مروراً بالطريق التي ستسلكها الصهاريج والمعابر التي ستدخل منها.

تستعدّ جماهير "حزب الله" في بعلبك الهرمل، التي شكّلت دائماً خزّان المقاومة وأصبحت اليوم خزّان النفط الإيراني الموعود، لإستقبال الصهاريج التي بدأت طلائعها ومسار طريقها تظهر ضمن الأراضي السورية، على أن تصل تدريجياً إلى بعلبك يوم الخميس، حيث يقيم الحزب إحتفالين لإستقبال المازوت، الأول بين بلدتي العين والنبي عثمان طريق عبور الصهاريج، والثاني عند مدخل بلدة دورس – دوار الجبلي، بعدما أنهى تركيب الصوتيات ورفع الأعلام والرايات على طول الطرقات وحيث ستمرّ الشاحنات، في مشهدٍ لا يختلف عن مشاهد إحتفالات الحزب في ذكرى الإنتصار أو عاشوراء. أكمل "حزب الله" استعداداته الإدارية واللوجستية والميدانية تحضيراً لإستقبال أول قافلة تنقل المازوت الإيراني من مرفأ بانياس في سوريا إلى بعلبك، ومنها إلى كافة الأراضي اللبنانية. وفي المعلومات وفق مصدر مطلع لـ "نداء الوطن" أن القافلة ستضمّ أكثر من سبعين صهريجاً، ستفرغ حمولتها في خزّانات تابعة لمحطات الأمانة المرخصة والحاصلة على العلم والخبر، وهي تابعة لـ"حزب الله" وكانت سابقاً تتبع لـ"مؤسسة الشهيد"، والمحطة هي من سيقوم بالتوزيع وفق اللوائح والأولويات التي وضعها السيد نصرالله في خطابه أمس الأول، وتضم المستشفيات الحكومية، دور العجزة والمسنين، دور الأيتام، مؤسسات المياه الرسمية في المحافظات، البلديات التي تتولى استخراج وضخ مياه الشفة من الآبار ضمن نطاقها، أفواج الإطفاء في الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني".

وأضاف المصدر "أن الحزب إستحدث مكتباً مختصاً تحت إسم مكتب النفط مهمّته تلقّي المراجعات من المؤسسات والأفراد والهيئات وكل من يرغب بالحصول على النفط الإيراني، حيث وضع المكتب أرقام هواتف خليوية لسهولة التواصل، وهو الجهة الوحيدة المخولة تأمين المازوت ضمن العناوين وخريطة الطريق التي وضعها السيّد وهي المرحلة الأولى. أما المرحلة الثانية فيُحضّر لها بعد الإنتهاء من الأولى والتي ستكون كـ"بروفا" لمعالجة الثغرات التي قد تظهر"، مضيفاً بـ"أن إستقدام النفط هو حلقة متواصلة بغية راحة المواطنين وخدمتهم على أبواب الشتاء ومعالجة الأزمات والتداعيات التي نشأت عن أزمة البنزين والمازوت قدر المستطاع، وأن ما ذكره السيد نصرالله من قطاعات حيوية وهيئات ملتزمون بها، وستكون المراحل المقبلة لكافة القطاعات الأخرى والمواطنين"، خاتماً بأنه "حيث وجب أن نكون في العسكر كنا وسنكون حيث يجب أن نكون".

 

حكومة الشوك والعوسج

د. ميشال الشماعي/نداء الوطن/15 أيلول/2021

ورد في الكتاب المقدّس، في العهد الجديد منه، وفي إنجيل القديس متّى الرسول بالتحديد، وفي الفصل السابع في الآيتين 16 و 17 الآتي: "من ثمارهم تعرفونهم، هل يُجنى من الشوكِ عنب، أو من العوسجِ تين؟ لا تقدر شجرة صالحة أن تثمِرَ ثماراً رديئةً، ولا شجرة فاسدة أن تُثمِرَ ثماراً جيّدة". من هذا المنطلق نجري مقاربة سياسيّة للحكومة الميقاتيّة. - أوّلاً السؤال البديهي الذي يتوارد إلى ذهن أي مراقب سياسيّ: مَن هو رئيس الحكومة المكلّف؟ وفي البحث عن سجلّه السياسي يتبيّن أنّ الرئيس ميقاتي باعتبار الكثيرين هو جزء لا يتجزّأ من المنظومة التي استفادت من الفساد المستشري في هيكل الدّولة. وتم ربط اسمه بشبهات كثيرة لا سيّما في ملفّ موضوع القروض الاسكانيّة. وهو قد نفى هذه الإتهامات.

- السؤال الثاني الذي يُطرَح: ما هي المعايير التي تمّ اختيار الوزراء على أساسها؟

وفي بحث بسيط نجد أنّ المعايير السياسيّة هي التي طغت على غيرها من المعايير، إذ لسنا بصدد الحكم على السجلّ المهني لأحد، مهما تمّ تسريب معلومات عن بعضهم. يبقى أن نترقّب طريقة مقاربتهم للملفات.

- السؤال الثالث: هل مِن مرجعيّة للوزراء المختارين؟ أم أنّهم مستقلّون بالمطلق؟

والبحث هنا لا يطول ليكتشف أيّ مستفهمٍ عن هذا السؤال أنّ لكلّ واحد من الوزراء المختارين مرجعيّة سياسيّة لا يبدو أنّه سيكون متحرّراً منها. والمرجعيّات السياسيّة كلّها هي أسياد هذه المجموعة التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم.

هذا في التوصيف، أمّا في الاستنتاج فهذه الشجرة الفاسدة التي أثمرت فثمرها حتماً لن يكون صالحاً، بل سيعكس الحقيقة التي انبثق منها. هذا ما يدفع أيّ مراقب إلى عدم انتظار أيّ شيء من هذه الحكومة. لكن بالنّظر إلى الأحداث والتطوّرات التي رافقت تشكيلها، فضلاً عن طريقة إخراج هذا التشكيل تنبئ بأنّها أتت مشروطة بشروط دوليّة قاسية. لعلّ أبرزها الالتزام بمقرّرات صندوق النّقد الدّولي. وهذا ما قد ينعكس بتدابير اقتصاديّة قاسية جدّاً سيعاني منها اللبنانيّون مجتمعين، وأوّل غيثها هو رفع الدعم الذي يؤمل منه أن يساهم في إيقاف التهريب عبر الحدود. لكنّ النّظام السوري عمل على رفع سعر تنكة البنزين أكثر من سعرها في لبنان بعد رفع الدّعم، هذا ما لن يوقف التهريب بل قد يحدّه جزئيّاً ويحصره في كبار المهرّبين، إذ قد يتوقّف عمل المهرّبين الصغار لعدم قدرتهم على تحمّل فارق الأسعار بين البلدين بعد رفع الدّعم. لذلك كلّه، سيستمرّ التهريب ولكن بوتيرة أخفّ، على ما نأمله، إلا إذا عاد النّظام السوري ورفع أكثر سعر تنكة البنزين عنده. فنعود إلى ذي بدء في ملفّ التهريب. ولا شيء مستبعد.

أمّا دوليّاً فمن المؤكّد أنّ هذه الحكومة لن تبدّل أيّ شيء في تموضع لبنان الديبلوماسي لأنّ مرجعيّتها السياسيّة هي نفسها تمتدّ من طهران إلى الشام فحارة حريك. ما يعني أنّ العزلة العربيّة مستمرّة. ويبقى الأمل في الديبلوماسيّة الفرنسيّة على تليين التعاطي الديبلوماسي الأميركي مع لبنان. وهذا مستبعد أيضاً نظراً لرعونة الديبلوماسيّة الفرنسيّة التي يبدو أنّها رضخت للإبتزاز الإيراني لأنّ الرئيس الفرنسي يستميت ليحقّق انتصارات ديبلوماسيّة على أبواب الانتخابات الفرنسيّة الرئاسيّة في نيسان المقبِل، والتشريعيّة في حزيران القادم. ولا يبدو من طريقة مقاربة ملفّ الكهرباء من الراعي الأميركي بأنّه سيسمح لليد الفاسدة بالامتداد إلى خطوط الغاز المرتقب وصولها إلى معامل لبنان، أو حتّى للصفقات بأن تطال استجرار الطاقة الأردنيّة أو السوريّة.

وفي قراءة أشمل، ذلك يدلّ على أنّ لبنان قد صار رسميّاً تحت المجهر الدّولي الذي يقارب الوصاية، بمعناها الايجابي طبعاً. وهذا ما سيشير إلى بدء مواجهة جديدة في لبنان بين وصايتين: الايرانيّة المتمثّلة بمنظّمة "حزب الله"، والدّوليّة التي ستكون بإشراف صندوق النقد الدّولي وبعض الشركات الضخمة التي ستبدأ بتنفيذ بعض الاستثمارات في مجال الطاقة أوّلاً والاتّصالات والبيئة. لذلك كلّه، ستكون الحكومة الميقاتيّة أداة تنفيذيّة للوصاية الجديدة، ولن تكون أداة إنتاجيّة لأنّها وليدة الشوك والعوسج. ولا يمنع ذلك مثلاً من أن تسجّل اختراقات إنجازيّة في بعض الملفّات استناداً إلى قدرة وحماسة وديناميّة بعض وزرائها. فهذه كلّها حلول مسكِّنَة، ويبقى الحلّ الاستئصالي هو الحلّ الأنجع الذي يجب تحقيقه بثورة انتخابيّة تشريعيّة في القريب العاجل لنزرع بعدها شجراً مثمراً في حقل الوطن فنحصد ثماراً وطنيّة تدوم لأجيال وأجيال من بعدنا.

 

مسألة عادية أم رسالة في أكثر من اتجاه؟ عن مناورة "الرعب الصامت" لـ"أمل" في منطقة النبطية

رمال جوني/نداء الوطن/15 أيلول/2021

على مدى الأيام الماضية، انشغل لبنان عموماً ومنطقة النبطية خصوصاً بمناورة "الرعب الصامت" التي نفذتها حركة "امل" على مدى ايام، واثارت الكثير من الجدل حولها والغاية منها، سيما وان المناورة جاءت في توقيت حساس في الداخل اللبناني، والبعض وضعها في خانة التخوف من اي فتنة داخلية، فيما رأى البعض الآخر فيها رسالة ارادت حركة "امل" من خلالها القول انها ما زالت في قلب اللعبة العسكرية ولم تخرج منها. سرقت المناورة الليلية عبر فيديوات جرى تداولها على مواقع التواصل الانظار حول الغاية منها وهل هي موجّهة للداخل وضدّ منْ؟ ام للخارج؟ ولماذا جرت في هذا التوقيت بالذات؟

"لا رسائل داخلية للمناورة، لا تعدو كونها مناورة روتينية ولا يحاولنّ البعض شيطنتها واعطاءها أكثر من حجمها"، هذا ما تقوله مصادر مطلعة، مستغربة "الضجة التي أثيرت حول مناورة روتينية". ما الغاية منها؟ وفق المعلومات "فإن المناورة المزعومة لا تعدو كونها مناورة عادية تقام بشكل دوري"، وتؤكد المصادر "أن الضجة التي أثيرت حولها مبالغ فيها، وان حركة "امل" كانت وما زالت لاعباً اساسياً في مواجهة العدو، ولم تخرج يوماً من اللعبة خلافاً لما يتصور البعض"، بل تجزم المصادر نفسها "أن حركة "امل" تعمل ضمن اجندة واضحة محاربة العدو وبناء الدولة وتفعيل لغة الحوار، وهذه القواعد راسخة بل متجذّرة في قلوب الحركيين أنفسهم". قبل ايام، اجرت حركة "امل" مناورة بعيد منتصف الليل، شارك فيها عدد لا بأس به من الآليات والمسلحين، لم تكن مناورة عسكرية ولم يتم استخدام الاسلحة. وتدحض المصادر "كل المزاعم التي تحدثت عن استخدام انواع مختلفة من الاسلحة الرشاشة والصاروخية في العرض الروتيني"، بل تؤكد انها "حُمّلت ابعاداً اكبر من حجمها، فليست موجهة ضدّ الداخل كما قال البعض"، بل تجزم بأن "لا عداوة للحركة مع احد في الداخل، بل هناك تباين واختلاف بالرأي وهذا امر طبيعي"، مضيفة "كنا دائماً دعاة حوار وما زلنا، والرئيس نبيه بري رمز الحوار الوطني".

اسئلة عدة رافقت المناورة التي قيل انها نفّذت تحت اسم "الرعب الصامت" وجاءت في ذكرى القائد داوود داوود، غير ان مصادر الحركة تنفي هذا الامر بل تسأل "من اين اتوا بهذا الاسم؟ نحن تفاجأنا بالامر في وسائل الإعلام، ولا صحة لذلك على الإطلاق، فنحن لا نحيي الذكرى بهذه الطريقة بل نستعدّ لاحياء الذكرى بيوم صحي ونشاط اجتماعي"، متسائلة "هل جرى تضخيم الامر للتأكيد اننا كنا خارج اللعبة الامنية والعسكرية منذ زمن واليوم عدنا؟ هذا غير صحيح، كنا وما زلنا داخل اللعبة ولم نخرج منها يوماً"، مكرّرة "أن المناورة لم تحمل اي اسم، لا رعباً صامتاً ولا غيره، بل تندرج في اطار الجهوزية لاي مواجهة محتملة، فلا يحمّلونها ابعاداً أكبر من حجمها".

وحول ما اذا كانت المناورة مثابة رسائل مبطنة بين حركيي الصفّ الاول تؤكد المصادر نفسها "ان الحركة تنظيم ثابت ولا انقسامات داخلها كما يحاول البعض تسويقه، فالكل يقرأ في كتاب واحد وصفحة واحدة وقائدنا الأوحد الرئيس نبيه بري"، معتبرة "أن كل التشويش والشيطنة التي حصلت محاولة لذرّ الرماد في العيون، وما هي الا ضمن مسلسل الهجمة على الحركة التي بدأت قبل 5 سنوات، والغاية منها اسقاط المجلس النيابي، وهذا عشم ابليس بالجنة لأننا لم نسمح باسقاط المجلس لاننا نحافظ على الدولة التي نحميها".

في خلاصة القول، المناورة حصلت، وجاءت لتسجل رسائل ثلاثية الابعاد وإن رفضت المصادر الامر وحاولت القول أنها "عادية" فهي أكدت المؤكد أن الحركة حاضرة لاي مواجهة محتملة، سواء مع العدو الاسرائيلي أو الارهابي، فلماذا نفت قيادة الحركة الامر اذاً؟

 

حكومة ميقاتي أمام محرقة قاتلة... هذه "وقودها"!

كلير شكر/نداء الوطن/15 أيلول/2021

بعد ساعات من ولادة حكومة نجيب ميقاتي، سارع الأخير إلى الإعلان عن تواصله مع الكويت لإعادة إحياء قرض خطة الكهرباء. هو قرض الصندوق الكويتي للتنمية الذي دأب النائب نقولا نحّاس، ومنذ سنوات، على اتهام رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل بعرقلته، نظراً لشروطه الرقابية.

ماذا تعني إشارة ميقاتي؟ تعني أنّ الرجل قرر التصرف في هذه الحكومة على أنّه المايسترو الخارجي لها، والمفاوض الوحيد مع الصناديق والهيئات الدولية، وبأنّه سينخرط في كلّ ملفات حكومته بالعمق، وأهمها الكهرباء، وبأنّ الوزراء الجالسين قبالته، قد يكونون مجرّد أدوات تنفيذية ولن يتركهم يسرحون ويمرحون في مشاريعهم، لكونه "ناظر" هذه الحكومة، والمؤتمن على مهامها، برعاية دولية، فرنسية بالتحديد، أودعته خريطة طريق عملها، مرفقة بجدول آليات التنفيذ، وأول شروطها شفافية المناقصات والعقود والالتزامات.

في الواقع، قرر ميقاتي ترؤس حكومة قد تكون الأكثر كرهاً من جانب اللبنانيين. مهما حاولت ترقيع الوضع، وهذا أقصى طموحها، فلن يكون بمقدورها تحقيق الكثير من الانجازات لكونها مطوّقة بحقل ألغام، قد ينفجر بعضها في أي لحظة وعند أي مفترق. ومع ذلك، تظهر سيرته المهنية كرجل أعمال ناجح، بأنّه ليس من هواة الاستسلام أمام الخسائر بسهولة. ما يعني أنّ اصراره على النجاح، ولو بالحدّ الأدنى، سيساعد حكومته على وقف الانهيار ولجمه، وهي المهمة المرسومة بعناية من جانب المجتمع الدولي. لا أحد يريد من الحكومة أن تقوم بأكثر من ذلك.

فضلاً عن ذلك، فإنّ هذه الحكومة ستكون أمام تحدي اجراء الانتخابات النيابية التي أصرّ ميقاتي على ضمان عدم ممانعة أي من شركائه في خوضه الاستحقاق. وبالتالي هو ملزم بإنجاز شيء ما لتسويقه في شارعه، وإلا فإنّ محرقة قاتلة ستنتظره فوق صناديق الاقتراع.

بالتفصيل يتبيّن أنّ هذه الحكومة تواجه الكثير من التحديات والعقبات التي تكاد تكون قاتلة من شأنها أن تدمّرها اذا أخفقت في إدارتها، خصوصاً في ضوء التجارب الخلافية التي قد تحول دون تفاهم مكوناتها على خطط علاجية أو انقاذية. أمّا أبرز تلك التحديات فتتمثل بالآتي:

- رفع الدعم نهائياً، وقد أمهِلت الحكومة الجديدة حتى نهاية أيلول الحالي كي تواجه أولى معموديات نارها التي قد تشعل البركان الشعبي، اذا لم يسعفها الدولار بشيء من الانخفاض الذي من شأنه أن يحسّن القدرة الشرائية، وتخلي كبار التجار عن بعض من جشعهم، خصوصاً وأنّ تسونامي رفع الدعم قد يطيح بكل شيء، بدءاً بربطة الخبز وصولاً إلى العام الدراسي. فيما يبدو أنّ البطاقة التمويلية التي كانت تعمل حكومة حسان دياب على وضعها موضع التنفيذ بداية الشهر المقبل، تواجه عراقيل تقنية بسبب منصة IMPACT غير الموثوقة أمنياً، ما قد يستدعي بعض الوقت لمعالجة هذا الخلل، مع العلم أنّ التمويل صار جاهزاً، ولكن بالليرة اللبنانية.

- التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى حمليْن ثقيلين أزيحا عن ظهر الحكومة الجديدة، وهما تحرير سعر الصرف ورفع الدعم، وهما شرطان أساسيان لصندوق النقد، لكن يبقى السؤال وفق أي خطة اقتصادية ستفاوض الحكومة؟ فخطة التعافي التي وضعتها الحكومة السابقة مرفوضة من جانب مصرف لبنان والمصارف، فيما الفريق العوني منقسم حيالها وهي تحتاج أصلاً إلى تحديث وتعديل يواكبان التطورات، مع العلم أن صندوق النقد مقتنع بالارقام التي أوردتها على عكس رأيه بأرقام مصرف لبنان، واذا قررت الحكومة وضع خطة جديدة فقد تحتاج إلى الوقت ناهيك عن التركيبة السوريالية للحكومة التي قد تحوّلها إلى حلبة مصارعة بالمواربة، اذا تبيّن أنّ هناك خلافاً حول كيفية توزيع خسائر الدولة، وهو الأمر المرجّح. - كيفية مواجهة ارتفاع سعر الدولار، وكيفية التعامل مع تعددية أسعاره، بين السعر الرسمي، سعر المصارف الخاصة (3900)، سعر منصة "صيرفة" التي يجهل اللبنانيون من هي الجهات التي تستفيد من دولاراتها على نحو يوميّ، وسعر السوق الموازية، خصوصاً وأنّ الحكومة السابقة كانت بصدد رفع السعر الرسمي، بكل ما تحمل هذه الخطوة من تداعيات سلبية كبيرة، سواء على الديون المدولرة المستحقة للمصارف، الايجارات المدولرة، الدولار الجمركي ما يعني ارتفاع أسعار كل المواد المستوردة...

- ملف الكهرباء، نظراً للتجارب السابقة التي جعلت من هذا الملف موضع خلاف جذري بين "التيار الوطني الحر" وبقية القوى السياسية متهماً الآخرين بتعطيل خططه، ومع ذلك قرر العودة إلى الحقيبة - المحرقة رغم شكواه واعترافه بالفشل ولو أنّه يرمي تهمة افشاله على بقية شركائه. ما يعني أنّ تكرار مشهدية الخلافات حول كيفية معالجة هذا القطاع غير مستبعد أبداً اذا ما أصرّ "التيار" مثلاً على بناء معمل سلعاتا! كما أنّ اشكالية هذا الملف تكمن في ثلاث نقاط: الأولى، امتناع القطاع الخاص العالمي عن الدخول في شراكة أو استثمار في هذا القطاع اذا لم يضع صندوق النقد خريطة طريق تعيد الثقة إلى لبنان. الثانية، كيفية تأمين الفيول والدولارات لشرائها، أقله في المرحلة الاولى. والثالثة، رفع التعرفة.

 

رهان ميقاتي وسلوك نصرالله

وليد شقير/نداء الوطن/15 أيلول/2021

واحد من أعمدة توجهات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو السعي للانفتاح على الدول العربية التي تتيح ملفات العلاقة معها استعادة شيء مما فقدته الدورة الاقتصادية التي كان البنك الدولي قال عنها إنها في كساد متعمد. وهذا التوجه هو الذي دفعه إلى الإعلان قبل أربعة أيام عن الاتصال بالكويت من أجل تجديد الحديث عن القرض الذي عرضه الصندوق الكويتي للتنمية قبل زهاء 10 سنوات من أجل بناء معمل للكهرباء بكلفة تصل إلى أقل من نصف المبلغ الذي كانت وزارة الطاقة رصدته له. من المؤكد أن وصول المازوت الإيراني عبر مرفأ بانياس لا يعين هذا التوجه. فالدول العربية ولا سيما الخليجية، المعنية الأولى بمساعدة لبنان عن طريق إحياء اتفاقات ومشاريع اتفاقات كتلك التي كان جرى تحضيرها في العام 2019 بين لبنان والمملكة العربية السعودية قبل أن تستقيل حكومة الرئيس سعد الحريري (عددها 22 مشروعاً وتتناول الاستثمارات في مجالات عدة)، ترصد ردود الفعل على الحكومة الجديدة لتكوين فكرة عن توجهاتها الإقليمية والداخلية. فهذه الدول أبلغت من يعنيهم الأمر قبل الإعلان عن ولادة الحكومة، أنها ستدقق بكل إسم من أسماء الوزراء وفي كل حقيبة وزارية وإلى من ستُسند، وما هو التاريخ السياسي لمن يتولاها للبناء على الشيء مقتضاه.

على رغم قول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أول من أمس أن حزبه لا ينوي استثمار استقدام المحروقات من إيران في السياسة وأنه تجنب الدعاية الإعلامية لانطلاق الباخرة الأولى ولمسارها ولرسوها في ميناء بانياس، فإن الحزب تقصد أسلوباً آخر يقضي بالانتظار التشويقي لمسار ورسو الباخرة، وصولاً إلى حديث أوساطه في البقاع عن اصطفاف مناصري الحزب على بعض الطرقات نحو بعلبك من أجل استقبال الصهاريج التي ستنقل حمولتها من المازوت إلى خزانات مخصصة لها قبل توزيعها بدءاً من يوم غد الخميس على "من يرغب".

قد يصعب على الدول التي تناصبها طهران (ومعها الحزب) العداء، أن تعلن رفضها استقدام المازوت الإيراني والبنزين من بعده طالما أن أزمة المحروقات ما زالت تتفاقم وتنغص عيش اللبنانيين. وفي المقابل يعترف "حزب الله" أن استقدامه بضع بواخر من النفط الإيراني لن يحل أزمة المحروقات. وهذا ما يضع هذه الخطوة في خانة الاستثمار السياسي سواء اعترف الحزب بذلك أم نفاه. وإلا لماذا جاء استقدام هذه البواخر في سياق ذروة الهجوم على السياسة الأميركية في المنطقة، من العراق إلى اليمن وسوريا متهماً إياها بمحاصرة لبنان ومعلناً انهزام المشروع الأميركي.

ما يستدعي التوقف عنده هو تحول خطاب نصرالله من لغة التهديد والوعيد لأميركا قبل أسبوعين إلى لغة "ترحيب" بما سماه المساعدة الأميركية لاستجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، في وقت ولدت الحكومة في ظل مناخ ينحو إلى التمهيد لتسويات ولو ظرفية قد تقود إلى استئناف مفاوضات فيينا، بعد أن سمحت طهران بتشغيل كاميرات المراقبة التابعة لوكالة الطاقة الذرية، في منشآتها النووية، والتي كانت أوقفتها قبل أشهر في إطار التصعيد على وقع التفاوض في فيينا. فهل تنسحب لغة التهدئة مع الولايات المتحدة على العلاقة بين إيران وبين الدول العربية الخليجية، في وقت ينتظر أن تتجدد الاجتماعات السعودية الإيرانية في بغداد بعد انقطاع شهرين، إثر الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى طهران؟

يبدو أن على الحكومة الجديدة أن تنتظر ما يدور في الأفق الدولي الإقليمي قبل أن تتوقع نتائج من طموحها بالانفتاح على الدول العربية، التي من الطبيعي أن تعتمد نهج الحذر والمراقبة وممارسات الوزراء في الحكومة الجديدة.

 

"كازية" المحور

سناء الجاك/نداء الوطن/15 أيلول/2021

بدا إعلاناً غير مدفوع الترويج للمازوت الإيراني الذي سيصل أخيراً إلى لبنان، ليصار إلى توزيعه "لمن يرغب"، و"بمعزل عن أي إنتماء طائفي أو سياسي" و"بأقل من سعر الكلفة، وذلك "كهدية ومساندة للشعب اللبناني من الجمهورية الإيرانية الإسلامية و"حزب الله"... وربما من يشتري تنكتين يحصل على الثالثة مجاناً...

وماذا يريد المواطن اللبناني أكثر من ذلك؟ فـ"كازية المحور" تؤمن وقوداً نظيفة وخالية من الرسوم الجمركية و"TVA" والرقابة والفحوص المخبرية الضرورية للجودة وخارج القيود الرسمية... ولنا أن نتفاءل بهذه الخطوة النوعية، فها نحن وصلنا إلى مرحلة التفلت الساحق الماحق مع مازوت يصل "سالماً غانماً" وفق مبدأ الحدود المفتوحة، وهي الأفضل لإلغاء التهريب وللقضاء على السوق السوداء تحدياً لمقولة "كل ممنوع مرغوب". والأهم أن هذا المازوت يرسم سياسة الحكومة الميقاتية في توقيت مدروس. هو يترجم، فعلاً لا قولاً، البنود التي وُضِعت وتُوِّجت بإتصال بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيره الفرنسي لإرساء الثلاثية الذهبية المثمرة إقتصادياً بين إيران وفرنسا و"حزب الله"، والتي ستتكرس أكثر فأكثر بثلاثية ذهبية أخرى، هي "جيش وشعب ومقاومة" في متن البيان الوزاري للحكومة الميقاتية الثالثة، إلتزم بها ماكرون منذ حط برجله اليمنى على الأرض اللبنانية غداة جريمة تفجير المرفأ ليُعوِّم المنظومة والحاكم بأمره الذي يديرها.

وطبيعي أن يتصرف الحزب بهذه الأريحية، فإنجازاته لا تعد ولا تحصى، لا سيما بعدما سجَّل فتحاً مبيناً بعد الجهود الحثيثة والجبارة للقضاء على محاولة اللبنانيين الانتفاض على الطبقة السياسية والسعي لتغييرها، والنجاح في إذلالهم وإفقارهم، وبعد تعطيل الدولة ومؤسساتها بحيث مضى 40 % من العهد العوني القوي في تصريف الأعمال... ولا عمل إلا المزيد من الخراب، مع تكثيف الدعوات إلى شد الأحزمة وتحريم الحفاضات المصنعة والمعلبة.عدا ذلك كل شيء معلب، ابتداءً من الحكومة التي تم إختيار معظم وزرائها لتكريس دلالات الإرتهان للمحور وأذرعه، ومروراً بالبيان الوزاري الجاهز، والذي لا يحتاج تسخيناً ليتم وضعه على مائدة المعادلات الدولية والإقليمية، وليس انتهاء بخطاب نصرالله بعد التقاط الصورة التقليدية لحكومة آخر العهد، ليؤكد المؤكد، ضامناً النتائج المأمولة للإنتخابات النيابية المرتقبة، ما دامت كل الإجراءات التي تمهد لها قد أنجزت منذ 17 تشرين الأول 2019، وصولاً الى ما نحن فيه.

ولكن مهلاً... واضح أن كل هذه الإنتصارات هي وليدة الغطاء الأميركي وليس العكس. فمهاجمة الولايات المتحدة ليست إلا لزوم ما يلزم لشد عصب البيئة الحاضنة وإعادة لمِّ شملها بعد سد رمقها بما تيسر. ويكفي الإنتباه إلى باطن ما يحصل منذ فترة لنتبين دلالات الصفقة التي تؤكد تقاطع المصالح التي تكثر وتتكثف بين إيران والإدارة الأميركية. وفي حين يؤكد مسؤولون أميركيون رفضهم نفوذ إيران وسلوكها، يواصلون تلزيم المنطقة إلى "كازية المحور" ومشتقات وقوده، مقابل الخطوات المتسارعة من خلال إجتماعات المسؤولين الإسرائيليين بالروس، واستلحاقها بزيارة بشار الأسد موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي حين يخاطب نصرالله الشيطان الأكبر مهدداً وشامتاً بعدما "خابت رهاناته وفشلت سياساته" يعد ببقاء "المعادلة الذهبية التي تحفظ لبنان في أمنه الداخلي وفي حدوده وتثبت معادلات الردع وتحمي كل ما له صلة بهذا البلد"، يقع في التناقض لدى اعتباره زيارة الوفد الحكومي لسوريا "بموافقة الأميركيين وهي خطوة جيدة تحت أي ظرف كانت"... والله يديم الوفاق...

 

تسوية تطيح الأخضر واليابس

بسام ضو/الجمهورية/16 أيلول/2021

يعتبر علم السياسة أنّ منظومة العلاقات الدولية عملية شديدة التعقيد ومتشابكة جداً، وقد يدخل في أكثر مؤثراتها العديد من العوامل المادية المعنوية كما المرئية والمستورة ... ويستطرد العلم السياسي ليؤشر إلى العديد من النظريات التفسيرية للسلوكيات الدولية، وتركّز كل واحدة منها على مصلحة معينة من المشهد السياسي العام . لذلك، ووفقًا للمنطق، إنّ عملية دراسة وتمحيص وشرح السلوك الدولي لأزمة معينة هي عملية جد صعبة، لما تتضمنه من متغيّرات وعوامل كثيرة قد تؤثر في طبيعة منظومة أي معادلة تُطرح لمشكلة ما .  هناك العديد من الأمور الملتبسة على الساحة اللبنانية، منها صعوبة فهم طبيعة الحياة السياسية للذين يمتهنون العمل السياسي، وفي أغلبيتهم يحملون العقل التجاري، إضافةً إلى العديد من القوى الخارجية التي تُمسِك بأغلبية الأوراق اللبنانية وتُحرّكها غُبَّ الطلب وفقاً لظرف تحدِّدهُ هذه القوى. كما أنّ هناك العديد من الأمور الملتبسة على الساحة اللبنانية، وهو الأمر الأهم من الذي إستعرضناه، وهو صعوبة فهم تقاطعات المصالح في السياسة الدولية. وغالباً ما يستنتج بعض الباحثين الطارئين، وما أكثرهم في هذه الأيام، تفسيرات جد سطحية ركيكة ملتبسة ومختزلة لصالح من يموِّلْ تلك الأبواق. لنأخذ مثلاً ما حصل في الآونة الأخيرة حول موضوع تشكيل الحكومة والطريقة التي تشكّلت فيها، لنرى أنّ أكثر من دولة متصارعة إلتقت مع بعضها البعض في نقطة محدّدة، ولاحظنا السرعة القصوى في تشكيل الحكومة، وإنّ حالة العداء أو الصراع المباشر على نفوذ ما في المنطقة، هو عملياً عبارة عن مسرحية لا أكثر ولا أقّلْ ...

مرحلياً تشهد سياسات اللاعبين الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في الجمهورية اللبنانية، تقلّبات مهمّة وحتماً إستراتيجية، وتتمثل معظم هذه السياسات بالغموض في ما يتعلق بالعديد من الأزمات، ومنها الأزمة اللبنانية وخصوصاً بعد تفجير مرفأ بيروت وتطنيش المجتمع الدولي عن مصارحة حقيقة ما حصل قبل وبعد التفجير ... هذا من جهة، ومن الأخرى، رغم تفاقم الأزمات إلى حروب دموية طاحنة في بعض الأحيان، من الملاحظ أنّ أطرافاً فاعلة ولاعبة على المسرح السياسي الإقليمي والدولي وحتى المحلّي، بدت غير قلقة على مصالحها من تفاقم هذه الأزمات، وهي عملياً تُمارس سياسات متناقضة حتى مع ما يُعرف في علم السياسة بـ «مبادئ القانون الدولي» ...

ومن الملاحظ علمياً، أنّ هذه السياسات تضع لبنان وأغلبية الدول في أتون حروب تحرق الشعوب وأوطانها وتستنزف الجيوش والجماعات الفكرية وحتى المجتمعات، وتُحيلها إلى كيانات هشّة ومنقسمة على نفسها، لا تكاد تؤمن بأنّ لها دوراً، وهذا يؤشر إلى عملية تفكيك ممنهجة، بعد أن يكون قد أصاب التمزُّق الداخلي هذه الدول والجماعات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر لبنان. من المؤسف ملاحظة النظام اللبناني الذي أصبح يفقد يوماً بعد يوم من شرعيته وهيبته، بسبب عدم إرتباط الجهاز الشرعي المكوّن من السلطات التنفيذية التشريعية الإجرائية القضائية، بعنصر الديمومة والصدق وتطبيق القانون، وإرتباطه بظرف معيّن، وقد فقد صدقيته داخلياً وإقليمياً ودولياً، وبخاصة في مواجهة مشاكل جديدة وربما مستعصية، سواء على المستوى الداخلي، إثر التغيّرات التي تحصل من حين إلى آخر في المجتمع اللبناني كماً ونوعاً، أو على المستوى الخارجي، خصوصاً بعد ذوبان الطبقة السياسية في لعبة المحاور التي أفقدت حضورهم على طاولة المفاوضات. وبالتالي، وفق العلم السياسي، من الواجب على هذا النظام أن يجد سندًا آخر ومصدراً آخر يرتكز عليه من أجل بقائه وإستمراره ...

وهذه المصادر هي المنابع السياسية التي يحدّدها علم السياسة التي لا تمثلها رموز ساقطة عفنة، ولا الأيديولوجية المستوردة. إنّ الجمهورية اللبنانية تحكمها علاقات زبونية، والتعبير الأكثر دقّة في اللغة الفرنسية هو «Relation Clientelistes»، لذلك أصبح الأمر حلبة تتصارع فيها المصالح الدولية، ممّا جعل كل طرف في لبنان يستعمل نفوذه من أجل الثأثير على شكل توزيع الأدوار والوزارات. وما المشاكل التي يعيشها لبنان حالياً إلاّ نتيجة ذلك الأمر . لكي يفهم القارئ ما معنى وهدف التسوية السياسية، ولكي يتفاعل سلباً أو إيجاباً معها، على أي باحث أن يشرح مفهوم التسوية السياسية ومناقشتها وبإيجاز.

وبالتالي، يمكن حصر التعريف في ثلاث نقاط جوهرية وهي: التوفيق ومدى شمولية التسوية وميزان القوى. ووفق العلم السياسي، إنّ أي تسوية سياسية لأي صراع أو مشكل عالق، هي محصلة دقيقة لميزان القوى بين أطراف الصراع. واقع اليوم تسوية تشوّه الوطن. ومن المؤسف أنّ ساسة لبنان تعاطوا مع هذه التسوية من منطلقات مختلفة. بعضهم يتعاطى على الهامش كي يبقى حيث هو، والبعض الآخر يتعاطى بالحدس «وخلّيها ع الله»، وبعضهم بالتجربة، علّه إذا جرّب وطنّش يبقى في مكانه. الفكر السياسي الإستراتيجي الواعي يستشعر مؤامرة كبيرة على لبنان، وأمام خطورة المرحلة، هناك عملياً غياب الحِّسْ الواقعي لدى اللبنانيين في تعاملهم مع مشكلاتهم، والأمر المؤلم تحميل اللبنانيين الآخرين مسؤولية ما يحدث في لبنان، والميل غير العقلاني إلى الإعتقاد أو التسويق، بوجود خطط ومؤامرات محبوكة في الخارج، بدءًا بالسياسات الدولية، التي يقوم كل مناصر لسياسي حالي بإعطائها تفسيره الخاص، والتي لا أساس لها، ومروراً بخطط معينة وإدّعاءات وهمية، وما عدا ذلك من تضليل ممنهج. التسوية تقوم على إجتهادات بشأن إعادة توزيع السلطة في لبنان بين الطوائف على حساب المسيحيين، لأنّهم الحلقة الأضعف والأكثر إرتهاناً للغرباء ...

ينبغي الإعتراف، أنّه ليس من السهل على مسيحيي لبنان كسلطة وقيادات وكمؤسسات كنسية، أن يواجهوا ويتغلّبوا على ما يُحاك من تسوية ... وهذا يعني، أنّه لا يعفي القيادات المسيحية الرسمية وغير الرسمية من الأخطاء الكبرى التي إرتكبوها وما يزالون، والناتجة في معظمها من غياب الفكر الإستراتيجي لدى هذه القيادات ... فالتسوية حاصلة من حيث المبدأ، وأولى طلائعها تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي ... والخلاصة تقول: إذا الفكر الإستراتيجي المسيحي، هذا إذا وُجد، غير قادر على إلغاء مفاعيل التسوية، فهو في أضعف الإحتمالات قادر على حصر هذه المفاعيل وإبقاء نتائجها السلبية في حدّها الأدنى، حتى إذا لاحت فرصة الخروج على هذه التسوية إقتنصها المسيحيون. هل من يقرأ بين السطور عنوان هذه التسوية المذلّة التي ستطيح الأخضر واليابس.

 

الحريري بعد حكومة ميقاتي

راكيل عتيِّق/الجمهورية/16 أيلول/2021

وُلدت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في 10 أيلول بعد مخاض استمرّ 13 شهراً، واعتذار شخصيتين عن التأليف: الرئيس سعد الحريري وقبله السفير مصطفى أديب. عوامل عدّة فرضت تأليف الحكومة في هذه المرحلة، أبرزها التقاطعات الدولية بعد الانسحاب الاميركي من أفغانستان، الممتدّ من واشنطن الى باريس مروراً بموسكو ووصولاً الى طهران، بالتوازي مع بلوغ سرعة الانهيار في لبنان الخطوط الحُمر، في وقتٍ يضع الخارج مُجتمعاً «حدوداً» لهذا الانهيار بسبب تداعياته على الدول الغربية التي تتفادى مصدر توتّر وانشغال ونزاع جديد.

 الى ذلك، لا شك في أنّ مرونة ميقاتي في التعاطي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعدم ممانعته التواصل مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بعكس الحريري، شكّلا عاملاً دافعاً الى التأليف. إنطلاقاً من ذلك، يستخدم «عونيون» التأليف لـ«إثبات» وجهة نظر العهد أنّ العرقلة في مرحلة تكليف الحريري كان مردّها الأخير الذي «كان ينتظر ضوءاً خارجياً سعودياً لم يأتِه، ولأنّه تصرّف بشخصانية مع عون وباسيل». في المقابل يرى تيار «المستقبل» أنّ «كلام العونيين يحمل كثيراً من الاستنتاجات الكاذبة ومن روحية باسيل: قَول الشيء وعكسه»، معتبرةً أنّ «التعامل مع العهد بات من الصعوبات». من جهتها، تعتبر مصادر نيابية من كتلة «المستقبل» أنّ «هناك رئيسين في بعبدا: الرئيس عون ورئيس الظلّ جبران باسيل، وهذا الأمر ليس بجديد، وقاله الحريري في 14 شباط 2019، والجميع يعلم أنّ القرار الذي يُتخذ في بعبدا يأخذه باسيل. لكن بمعزل عمّا إذا كان الرئيس ميقاتي قد تواصَل مع باسيل أم لا، فلقد قام بما قام به وأصبح هناك حكومة، والأهم الآن كيف يمكن أن تقوم هذه الحكومة بالعمل المطلوب منها وأن تعمل وتُنتج وتوقِف الانهيار».

أمّا على صعيد العلاقة مع ميقاتي، وإذا كان الحريري يمدّه بـ«كلّ الدعم» لأنّه ينسّق خطواته معه، فتشير مصادر قيادية في تيار «المستقبل» الى أنّ ميقاتي «شخصية سياسية متكاملة وليس قاصراً لكي ينسّق مع أحد في كلّ خطوة يقوم بها، لكنّه بالتأكيد نسّق لدى قبوله التكليف مع رؤساء الوزراء السابقين في الخطوات العامة والخطوط الحمر». من جهتها، تُبدي مصادر نيابية ارتياح التيار للتأليف، مؤكدةً موافقة الحريري على ما أدلى به ميقاتي من القصر الجمهوري بعد إصدار مراسيم التأليف لجهة وقف الانهيار، وإصلاح القطاعات من الكهرباء الى غيرها، والتفاوض مع صندوق النقد الدولي عبر خطة واضحة. وبالتالي، إنّ ثقة الحريري و«المستقبل» في ميقاتي مطلقة ومستمرّة، ومن المرجّح أن تُترجم بمنح الثقة للحكومة في مجلس النواب، على رغم انتظار الكتلة البيان الوزاري لتحسم قرارها.

سياسياً، يرى البعض أنّ الحريري أخطأ، فهو الذي يعاني أمام جمهوره فضلاً عن خسارته علاقاته الخليجية وبروز رأي عام ضد السلطة السياسية كلّها، بمَن فيها الحريري، بعد 17 تشرين الأول 2019، كان يُفترض به أن يترأس حكومة تحقّق إنجازات تنعكس بدورها على موقعه وشعبيته خصوصاً على أبواب الانتخابات النيابية. وفي حين يبدو أنّ الحريري منكفئ عن العمل السياسي منذ اعتذاره عن التأليف، بحيث خرج من السلطة ولم ينخرط في معارضة أو يحاول إعادة الوصل مع الحلفاء السابقين، يظهر أنّه سيكتفي بتركيز عمله على التحضير للانتخابات النيابية المقبلة لعلّها تعيد الى تيار «المستقبل» ما خسره. وتقول مصادر التيار إنّ الحريري «غائب عن الساحة السياسية لكنّه يشارك من خلال بيانات وتعليقات وتغريدات، فيما تَواصله دائم مع رؤساء الوزراء السابقين وكتلة التيار النيابية»، فيما ترى المصادر النيابية أنّ «كلّ القوى السياسية منكفئة وليس فقط تيار «المستقبل»، لكن لدينا ملء الثقة في جمهورنا والناس والشعب اللبناني بأنّه قادر على أن يميّز الأبيض من الاسود، وسنحضّر للانتخابات النيابية المقبلة ونريد أن تُجرى في موعدها الدستوري في أيار».

وفي حين يعتبر البعض أنّ ميقاتي إذا نجح في الحدّ من الانهيار، وهو في هذه المرحلة يقدّم كثيراً من المساعدات لأبناء الشمال وطرابلس تحديداً، سيعزّز وجوده طرابلسياً وبالتالي انتخابياً، وهذا سيكون على حساب الحريري و»المستقبل»، تقول المصادر إيّاها: «ليست هذه حساباتنا بل أن يبقى بلد لكي تُجرى الانتخابات، وإذا تمكّن ميقاتي من الانجاز سنربح جميعاً وإذا سقط سنسقط جميعاً، إن في الانتخابات أو من دونها».

وعلى الصعيد الداخلي لتيار «المستقبل»، هناك ورشة عمل جارية لـ«الاستفادة من الثغرات التي حصلت في المرحلة الماضية ولإصلاح أيّ خلل وُجِد أو هناك مؤشرات إليه». أمّا غياب «المستقبل»عن المساعدات الاجتماعية، خصوصاً في الشمال وطرابلس حيث يؤدي ميقاتي دوراً كبيراً، فترى مصادر «المستقبل» أنّ «الخصوم يحاولون رمي زيت على النار في هذا الموضوع، لكن لدينا ثقة في الناس ومشروعنا، والناس ينتخبوننا انطلاقاً من مشروعنا الذي استشهد من أجله الرئيس رفيق الحريري، وسنكمل به، صحيح أنّ هناك كبوات وعقبات لا ننكرها، لكن هذا لا يعني أبداً أنّنا سنحيد عن بوصلة بناء الدولة اللبنانية السيدة القادرة الحرّة المستقلة والنظام البرلماني الديموقراطي».

يعترف تيار «المستقبل» أنّ «وضعه المادي المتعثّر جعله لا يؤدّي الدور المطلوب منه في إطار المساعدات التي اعتادها اللبنانيون»، لكنّه يعمل على خطوات أخرى لكي يتمكّن من «الوقوف الى جانب الناس بكلّ الامكانات المتوافرة لديه». وفي هذا الاطار يجري العمل على مساعدات تُحَضّر عبر إشراك أصحاب قُدرات وإمكانات مستعدّين لمساعدة «المستقبل»، وهم لبنانيون مقيمون في لبنان والخارج. وفي حين يغيب «المستقبل» عن المساعدات الاجتماعية، برزت «هدية» الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله الى أهالي شهداء وجرحى انفجار التليل في عكار عُمق البيئة السنية. وبالنسبة الى «المستقبل» إنّ «حزب الله» لا يقدّم هدايا مجانية، فلديه مشروعه ويعمل عليه، والساحة مفتوحة، ويمكن للجميع أن يتنافسوا في كلّ الساحات، لكن أكبر هدية يقدّمها «حزب الله» الى جميع اللبنانيين هي أن يعود الى لبنان وينخرط بالدولة ويضع سلاحه بتصرّف المؤسسسات الرسمية ضمن خطة استراتيجية دفاعية واضحة، بدلاً من أن يكون أداة في مشروع إيران في المنطقة». أمّا سياسياً، فيعتبر «المستقبل» أنّ «حزب الله» ساهم كثيراً في ايصال الاوضاع الى ما وصلت اليه اجتماعياً واقتصادياً ونقدياً ومالياً»، وهو «لن يرضخ لهذا الواقع»، لكنّ تعاطيه مع «الحزب» سيبقى على ما كان عليه، ولن يسمح بفتنة في البلد، فـ»السلم الاهلي وتعزيز الوحدة الوطنية أمران أساسيان».

 

هل سيتمّ الإفراج عن الدولارات؟

طوني عيسى/الجمهورية/16 أيلول/2021

يشكّل مبلغ المليار و135 مليون دولار «الطازجة» الآتية من صندوق النقد صدمة بالمعنى الإيجابي، بغضّ النظر عمّا ستفعله منظومة الفساد بهذا المبلغ عند وصوله إلى أيديها. فقد مضت سنتان من القحط في لبنان، حيث لا دولارات من الأميركيين أو الأوروبيين أو العرب. فهل هذه الدفعة هي هدية فورية من المجتمع الدولي لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي؟ وهل هي فاتحة دفعات جديدة من الدولارات المحجوزة منذ 3 سنوات في غرفة العقوبات الدولية والعربية؟

 واضح أنّ حكومة ميقاتي ليست حكومة الحل الكبير، بل هي حكومة تخفيف الوجع وإمرار الوقت في انتظار تسوية داخلية- إقليمية. لكن تخفيف الوجع، في بلدٍ منهار ومهترئ، يستلزم توفير جرعات الحدّ الأدنى من الدعم الدولي والعربي، أي رفع الحصار عن لبنان ضمن حدود معينة.

الخناق الحالي منشأه ضغط مارسته إدارة الرئيس دونالد ترامب، وطلبت من الحلفاء الأوروبيين والعرب الالتزام به، بهدف إخضاع «حزب الله» وإيران. وقد بدأ هذا الضغط في العام 2017. وعندما حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تنفيسه بمؤتمر «سيدر»، تدخّل ترامب طالباً من الحلفاء والمؤسسات المانحة تجميد أي دعم حتى تحقيق هذا الهدف. وترافق ذلك مع ضغط سياسي هائل على الحكومة اللبنانية آنذاك. والأبرز كانت «استقالة» الرئيس سعد الحريري في الرياض.

في صيف 2019، حاولت السلطة الإلتفاف على العقوبات الأميركية التي بدا السعوديون متحمسين لها. قام الحريري بزيارة صديقه ماكرون في باريس مستنجداً، فكان الجواب بأنّ هناك فيتو أميركي يمنع فكّ الحجر عن مساعدات «سيدر».

بعد ذلك، جرّب حظه في الإمارات العربية المتحدة. والجميع يذكر كيف قام الجانب اللبناني، من طرف واحد، بإطلاق الشائعات عن وعود إماراتية بدعمٍ قيمته المليارات. لكن الإماراتيين أبلغوا الجانب اللبناني بضرورة التراجع فوراً عن هذا الكلام. فاضطر لبنان من جانبه إلى إصدار النفي.

واقعياً، يئست المنظومة آنذاك من محاولاتها الحصول على الدعم المالي الخارجي الذي كانت تعيش عليه وتستمر. ولذلك انفجرت «الثورة» في 17 تشرين الأول 2019. ولكن، بعد عامين، ثبت أنّ أسلوب «إقفال حنفية الدولارات» العربية والدولية خنقت لبنان، لكنها لم تخنق «حزب الله» الذي استمر في الحصول على دولاراته. ضغط الأميركيون والعرب لإسقاط حكومة الحريري سعياً إلى حكومة مستقلة عن نفوذ «حزب الله». لكن «الحزب» عطّل أي محاولة لقيام حكومة من هذا النوع، ونجح في ابتكار الهوية «الملتبسة» لحكومة الرئيس حسّان دياب، من رئيسها إلى غالبية وزرائها. وقد تبيَّن في النهاية أنّها خاضعة لمعايير «الحزب» وتحت سيطرته. اليوم، يتكرّر النموذج. لكن الفارق هو أنّ العقوبات التي استمرت خلال حكومة دياب ربما تُرفع. وإذا حصل ذلك فستكون حكومة ميقاتي أمام فرصة لاستعادة النموذج القديم، السابق لعقوبات ترامب، أي الحصول على الدولارات من الخارج، بلا إصلاح.

وتبيَّن أنّ الإصلاح ممنوع، وأنّ منظومة الفساد مستعدة لإيصال البلد إلى الموت جوعاً وقهراً وإحباطاً ، بل إلى فتنة طائفية ومذهبية، على أن تلتزم شروط الإصلاح التي تشكّل مقتلاً لها ونهاية.

والرئيس ميقاتي نفسه، عند الإعلان عن ولادة الحكومة، أورد عنوان الإصلاح عرَضاً ضمن لائحة طويلة، ولم يجعل منه ركيزة حتمية لبناء العناوين الأخرى.

في عبارة أخرى، الإصلاح مؤجّل. ولن يخرج لبنان من النموذج الذي أوصله إلى الخراب: الدولارات لا تأتي من الخارج بالإنتاج، بل بتسوّل المساعدات والمزيد من الديون الواردة من المانحين العرب والأجانب والمؤسسات الدولية، من دون شفافية، والتي تُنهَب بغالبيتها.

ربما يُقال إنّ المجتمع الدولي «استسلم» وسئم مطالبة لبنان بالإصلاح. لكن الأدق هو أنّ الغربيين والعرب ليسوا تماماً حريصين على الشفافية وبناء دولة مؤسسات في لبنان، من أجل عيون اللبنانيين. وكل ما في الأمر هو أنّ الإصلاح يشكّل مدخلاً لرفع نفوذ «حزب الله» عن الدولة.

ولكن، إذا توافق الأميركيون والإيرانيون في لبنان أو على لبنان، هل يبقى الإصلاح مطلباً حيوياً أو يصبح أمراً هامشياً يعود إلى اللبنانيين أنفسهم أن يقرِّروا: هل يرغبون في تحقيقه أو لا؟

ستكون حكومة ميقاتي أمام «حظّ» قبول المجتمع الدولي والعرب برفع حصارهم عن لبنان، و»السلام على الإصلاحات». وسيكون الأمر رهناً بقرار واشنطن.

وإذا صدرت الإشارات إلى الحلفاء بالتسهيل في 2021، كما صدرت بالتشدُّد في 2018، فستكون لدى حكومة ميقاتي فرصة الحصول على دولارات «طازجة». وسيعيد الخليجيون جميعاً فتح حنفية الدولارات، وتتحرَّر أموال «سيدر».

هل المطلوب وقفُ الانهيار وتحضير العدّة لإعادة البناء؟ أم إنّ الحكومة هي حُقنةُ مخدِّر هدفها تخفيف الألم وكبح انهيار بدأ يتفلَّت من الضوابط؟ إنّها مسألة أيام أو أسابيع قليلة وتتَّضح الصورة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى وفد الاتحاد العمالي العام ورئيس جمعية المصارف: بعد تشكيل الحكومة نحن امام ورشة اقتصادية هي بالنسبة الينا الهم الأول

الأربعاء 15 أيلول 2021

 وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "اننا لسنا خائفين من الانهيار، بل نحن نخوض الآن معركة الخروج من الهاوية التي نحن فيها، ونأمل التوفيق. وسنبذل كل جهدنا لتحقيق هذه الغاية، وليس لنا الا هذا الهم الكبير الذي يفوق كل حالة طبيعية". أضاف: "نأمل قريبا جدا، وبعد تشكيل الحكومة، ان ننطلق بالمحادثات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من اجل التمويل، حيث هناك ارادة دولية لمساعدتنا". وقال: "على كل مواطن ان يساعد الدولة في هذا الظرف الدقيق. وانا اعاني كل ما يعاني منه عمال لبنان. فأنا مثلكم في صرختكم المطالبة بحقوقكم من المصارف وبمختلف الحاجات، ولو كنت في هذا القصر الأ انني اعاني مثلكم". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من الاتحاد العمالي العام برئاسة رئيسه الدكتور بشارة الأسمر، جاء لتهنئته بتشكيل الحكومة الجديدة والبحث معه في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان وسبل الخروج منها.

الأسمر

في مستهل الاجتماع رأى الأسمر انه "كان لا بد بعد تأليف الحكومة ان تكون اول زيارة للاتحاد العمالي العام الى فخامتكم، لوضعكم في أجواء الحركة العمالية بصورة عامة والشعب اللبناني الذي يعاني الأمرين من ازمة المحروقات والمواد الغذائية والأدوية والمستشفيات والمؤسسات الضامنة والمؤسسات العامة الى الإدارة العامة. لذلك من الواجب تحرك الحكومة بالسرعة القصوى لبلسمة جراح الشعب اللبناني، والتوصل الى حد ادنى من الاستقرار الاقتصادي يساعدنا على البدء بالنهوض". وقال: "ان لبنان اليوم بحاجة الى نهضة، والى تعاون جميع أبنائه لذلك ان التعاون مع الوزراء واجب، الى جانب منح الحكومة الوقت لتباشر عملها، حماية للمؤسسات التي تنهار الواحدة تلو الأخرى، وبعض المؤسسات تلجأ الى الصرف العشوائي من عمالها، لمجرد ان يطالبوا بحقوقهم". وتطرق الى البطاقة التمويلية، فطالب بألا يكون تمويلها على حساب خطة النقل المشترك، "فنحن نصر على تطبيق هذه الخطة التي توفر نحو 40% من مداخيل الفرد، كما نتمنى ان يكون علاج مشكلة الدواء سريعا، وحل مشكلة الكهرباء، ووضع حد لنزيف الهجرة... كل ذلك نتيجة سياسات مالية واقتصادية خاطئة اتبعت منذ عشرات السنين. ونحن كاتحاد عمالي عام نصر على دولة القانون والقضاء، ومكافحة الفساد والتدقيق الجنائي الذي يجب ان يشمل كل شيء من المصرف المركزي وصولا الى المصارف والبلديات، لمحاسبة المسؤولين عن هذه الحالة. ونتمنى على الحكومة ان تتعاون مع الاتحاد العمالي العام فنحن معنيون بكل وزارة من الوزارات". وشكر الأسمر لرئيس الجمهورية توقيعه المرسومين المتعلقين بالنقل في القطاعين العام والخاص، "متمنين ان يتم تعديل هذه المراسيم، بالنظرالى ارتفاع الدعم المتوقع. ونصر على حوار ترعاه الدولة عبر وزارة العمل للوصول الى حد ادنى جديد ورفع الأجور في القطاعين العام والخاص بشكل مدروس وعلمي".

الرئيس عون

ورد رئيس الجمهورية مرحبا بالوفد، وقال: "كنت دائما اشدد على وجوب احداث تغيير في طبيعة الاقتصاد اللبناني من ريعي الى انتاجي، الى ان وصلنا الى الازمة الحالية. وهذا الموقف بالنسبة الي ليس بجديد بل كنت اول من نادى به من خلال مقابلة تلفزيونية في العالم 1998، وحذرت حينها من اننا سنصل الى مرحلة صعبة سيدفع ثمنها المودعون. اليوم وصلنا الى هذا الوضع، والتذكير بما سبق وحذرنا منه لم يعد ينفع. ان التدقيق الجنائي مهم، وهو سيحدد الأسباب التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم، إضافة الى المسؤوليات". أضاف: "ان الحاجات المطلوبة غير محدودة وهي كثيرة وفي شتى القطاعات، لذلك من أولويات الخطة التي عرضتها على المراجع الدولية المعنية بمساعدتنا تقوم أولا على محاربة الفقر ما يترافق مع استقرار العملة الوطنية، التي من الواجب تثبيت سعر صرفها، بصورة طبيعية. ومن ثم سنبدأ بالمشاريع الكبرى وفي اولويتها الطاقة التي هي حاجة لكل منزل، لا سيما لجهة انشاء محطات انتاج للكهرباء وصولا الى بناء دولة حديثة، بالتعاون بين القطاعين العام والخاص". واعتبر الرئيس عون "ان برنامج إعادة الاعمار والانماء المتوازن كبير ويخلق فرص عمل، وهو يتضمن مشاريع تسير معا، من بينها الكهرباء وإعادة اعمار المرفأ الذي هو بوابتنا الى العالم، ويغذي الخزينة والموازنة، وصولا الى القطاع الاستشفائي وغيره، حيث من الواجب معالجة كافة نقاط الضعف بالتتابع لرفع المستوى"، مشددا على "ان الوضع الاقتصادي سيكون اولويتنا الأساسية". وقال: "نحن، بعد تشكيل الحكومة، امام ورشة اقتصادية هي بالنسبة الينا الهم الأول، لأننا نريد لأبنائنا ان يبقوا هنا في ارضنا، فنحد من الهجرة التي باتت تطاول فئات الشعب اللبناني كافة. ونحن سنعالج الوضع لكي يعود من هاجر".

رئيس جمعية المصارف

الى ذلك، استقبل الرئيس عون رئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور سليم صفير يرافقه مستشاره السيد أنطوان حبيب، ومحامي الجمعية صخر الهاشم. وتم في اللقاء عرض الواقع المصرفي في لبنان ودور المصارف في مرحلة إعادة بناء الاقتصاد اللبناني.

واكد صفير بعد اللقاء "ان الجمعية أبدت ارتياحها لتشكيل الحكومة الجديدة، والمصارف على استعداد للمشاركة في الخطوات التي من شأنها النهوض باقتصاد لبنان من جديد، بعد الازمة التي شهدها لبنان".

 

اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري انهت عملها وجلسة لمجلس الوزراءالرابعة بعد ظهر غد لمناقشة مسودة البيان

الأربعاء 15 أيلول 2021

وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الاجتماع الثالث والأخير للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري عند الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم في مكتبه في السرايا، في حضور أعضاء اللجنة: نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، ووزراء الإعلام جورج قرداحي، العدل هنري خوري، المالية يوسف خليل، التنمية الادارية نجلا الرياشي، الداخلية بسام مولوي، الطاقة وليد فياض، الثقافة محمد مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، المهجرين عصام شرف الدين، الاقتصاد أمين سلام، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ومدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير ومدير مكتب الرئيس ميقاتي جمال كريم.

وزير الاعلام

ولدى انتهاء الاجتماع قال الوزير قرداحي: "أنهت لجنة صياغة البيان الوزاري إقرار مسودة البيان، وسوف تناقش في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد عند الرابعة من بعد ظهر غد في قصر بعبدا ليتم إقرارها، على أمل أن تمثل الحكومة الجديدة أمام مجلس النواب في بداية الأسبوع المقبل، لطلب نيل الثقة من السادة النواب على أساس هذا البيان الوزاري".

سئل: ماذا عن البند المتعلق بالمقاومة وحزب الله؟

اجاب: "كل الأمور منصوص عنها في مسودة البيان التي ستناقش غدا في قصر بعبدا، وسيتم إقرار البيان الوزاري. هناك تفاهم بين جميع الوزراء خلافا لما قيل عن وجود خلافات، وأطمئن الجميع أنه ليس هناك أي خلاف بل هناك تضامن ومحبة بين جميع الوزراء، أنا أحضر كل الاجتماعات وهناك روح إيجابية تسود، وإن شاء الله هذه حكومة العزم والأمل، ولكن هناك عزم على معالجة كل مشاكل البلد بأقصى سرعة، ونحن لدينا كل النوايا الطيبة للعمل لأن البلد لم يعد يحتمل".

سئل: كيف تمت مقاربة موضوع القطاع المصرفي، وماذا عن معامل الكهرباء؟

أجاب: "لم ندخل في تفاصيل معامل الكهرباء، ولكن أولويتنا هي تأمين الكهرباء للناس والمازوت والبنزين، فهناك عمل مباشر يجب أن نقوم به، ولا نريد أن نطرح مجرد شعارات، كما لا أريد أن أتحدث عن مضمون البيان قبل أن يقر في مجلس الوزراء وعندما يتم إقراره تطلعون عليه، وكل الأمور ملحوظة في البيان".

سئل: ماذا عن موضوع رفع الدعم عن المحروقات؟

أجاب: "هذا الموضوع لم نتطرق إليه في البيان، وهذا القرار يتخذ في مجلس الوزراء".

سئل: لوحظ أن هناك سرعة في إقرار مسودة البيان الوزاري، هل استطعتم إيجاد مقاربة سياسية بهذه السرعة لهذه المرحلة أم هناك عملية إسقاط؟

أجاب: "أطمئن الجميع بأنه ليس هناك من إسقاط، بل هناك مقاربة واقعية جدا تهتم بأوجاع وآلام الناس، وجميع الوزراء يشعرون بها. هناك مهمة صعبة ونحن نرى وضع البلد لذلك كلنا نتعاون لإيجاد الحلول".

سئل: هل تطرقت مسودة البيان الى موضوع التدقيق الجنائي؟

أجاب: "كل الأمور واردة وكل ما يتعلق بالشؤون القضاء والعدالة والتحقيقات، ولكن لا أستطيع الحديث عن هذه المواضيع قبل إقراره بشكل رسمي في مجلس الوزراء".

 

بري عرض مع الفرزلي والمشنوق وكلاس الاوضاع العامة وتلقى برقيتي تهنئة بتشكيل الحكومة من الرئيس الفلسطيني واسماعيل هنية

الأربعاء 15 أيلول 2021

وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي حيث جرى بحث للأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية وشؤونا تشريعية.

كما إستقبل الرئيس بري وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس .

وبعد الظهر التقى رئيس المجلس النائب نهاد المشنوق، في حضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل .

برقيتا تهنئة بالحكومة

على صعيد آخر، تلقى الرئيس بري برقية تهنئة من الرئيس الفلسطيني رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس تمنى فيها "التوفيق والنجاح للحكومة في مهامها الموكلة اليها وللشعب اللبناني التقدم والازدهار".

كما تلقى رئيس المجلس برقية مماثلة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أعرب فيها عن "التقدير العميق لدور لبنان في الوقوف مع فلسطين وقضيتها العادلة ودعم صمود الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في الدفاع عن أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس"، متمنيا للحكومة النجاح والتوفيق في "أداء مهامها خدمة للبنان ورفعة مكانته وتحقيق تطلعات شعبه العزيز".

 

الكتائب حذر من استغلال استجرار الغاز لتعويم النظام السوري: الحكومة استمرار لسابقاتها تحت قبضة حزب الله

الأربعاء 15 أيلول 2021

وطنية - عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل. وأوضح المكتب السياسي في بيان، أنه توقف "امام التسوية الجديدة التي شهدها لبنان والتي أفضت الى تسليم لبنان مجددا الى حزب الله، الذي وبإيعاز من راعيه الدولي، رفع الفيتو عن تشكيلة، له فيها الغلبة، وأبقت القرار في يده ورسخت لبنان أكثر فأكثر في محوره الأقليمي". ورأى أن "ما ينظر إليه على انه حدث حكومي ليس في الواقع سوى امتداد للحكومات السابقة، فهذه التركيبة عاجزة عن القيام بأي خطوة اصلاحية يمكن ان تنتشل لبنان، طالما ان المنظومة المتحكمة بها هي نفسها بصراعاتها والتعطيل الذي ينتج عنها، وطالما أن اولوياتها غير مرتبطة بمصلحة اللبانيين بل بترسيخ ديمومتها واستئثارها بمفاصل المؤسسات، وهذا النهج المتوارث قاد الى النتائج الكارثية التي عاشها اللبنانيون وهي مرشحة الى التكرار والاستمرار". وجاء في البيان: "يرفض المكتب السياسي أي رضوخ لواقع وضع يد حزب الله على البلد متلطيا وراء حكومته ويؤكد ان المواجهة لا بد ان تستمر بجهود متضافرة وارادة صامدة الى حين تحقيق التغيير. يؤكد الحزب ان السبيل الوحيد لتصويب المسار الانحداري يكون بإجراء انتخابات نيابية برعاية دولية تضمن للبنانيين اختيار الأكفياء والوطنيين الى مركز القرار مع الاصرار على منح المغتربين حقهم في التصويت لكل النواب وعدم حصر اصواتهم بستة مقاعد. ويرى المكتب السياسي ان هذه هي خريطة الطريق الأكيدة لاستعادة المؤسسات التي تبدأ بالشروع بوضع الخطط لإعادة نهوض لبنان بدءا بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات والدول القادرة على المساعدة وتقويم مسار المحاسبة على الاهمال والتواطوء بدءا بالمسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت. ويرى المكتب السياسي في استجرار الغاز من مصر عملية تقنية واخوية قامت بها الحكومتان الاردنية والمصرية لدعم صمود المجتمع اللبناني في ظل غياب السلطة وتحلل الدولة، ويؤكد رفضه أي استغلال سياسي من جانب سوريا وحلفائها لتحويل خط الطاقة هذا الى شبكة عنكبوتية لعودة الوصاية السورية على لبنان".وحذر المكتب السياسي من "التصرف بمبلغ المليار و135 مليون دولار التي حصل عليها من صندوق النقد الدولي، وهدره لتعويم السلطة السياسية الحالية بمشاريع ترقيعية جديدة او مساعدات انتخابية توزع على المحاسيب عبر بطاقات ومشاريع مشبوهة تحت عنوان المساعدات". ورأى أن "هذه الأموال هي من حق الشعب اللبناني ولا بد من أن تصرف بشفافية تامة في مشاريع اصلاحية شاملة مدروسة ومستدامة تحمي اللبنانيين". وتناول من جهة أخرى الذكرى التاسعة والثلاثين لاغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، فقال: "يؤكد المكتب السياسي ان الحزب لن يحيد عن الوعد باستعادة لبنان إلى اللبنانيين وتحريره من محاولات الاستيلاء الخارجية عليه مهما كبرت التضحيات وان المسيرة لن تتوقف الى حين قيام لبنان السيد، الحر والمستقل.وفي الذكرى التاسعة والعشرين على اختطاف بطرس خوند يرى المكتب السياسي في مسارعة المنظومة الى سوريا والانغماس في عمليات التطبيع من دون الكشف عن مصير المخطوفين في السجون، هو استهتار بحياة من وهب نفسه لخدمة لبنان ومن حقه على دولته ان تكشف مصيره وتعيده الى حضن الوطن".

 

باسيل: حكومة ميقاتي أنصفت الدستور اللبناني والتوازنات... والنظام السياسي المبني على قاعدة التوافق بين الأفرقاء أوصلنا إلى الانهيار ولست مرشحا الآن إلى الرئاسة

الأربعاء 15 أيلول 2021

وطنية - رأى رئيس "التيار الوطني الحر"، النائب جبران باسيل أن "المنظومة التي حكمت في لبنان على مدى سنوات وقوامها الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري يهمها أن تخنق فكرة رئيس الجمهورية القوي". وأشار باسيل الى أن "السبب الرئيسي وراء تعطل تشكيل الحكومات في عهد الرئيس ميشال عون يعود إلى أن الدستور اللبناني لا يحدد مهلة زمنية لتشكيل الحكومة"، معتبرا أن "الرئيس سعد الحريري لم يكن قادرا على تأليف الحكومة". باسيل وفي حديث خاص إلى التلفزيون العربي نفى أن "تكون الحكومة التي شكلت في لبنان قد أتت وليدة الاتصال بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والإيراني ابراهيم رئيسي، بل إن تشكيلها جاء نتيجة للإصرار على احترام الدستور والتمسك بالصلاحيات والشراكة"، معتبرا أن "هذه الحكومة أنصفت الدستور اللبناني والتوازنات القائمة في لبنان". وحمل باسيل مسؤولية الانهيار الواقع في لبنان إلى النظام السياسي اللبناني المبني على قاعدة التوافق بين الأفرقاء السياسيين، وإلى النظام الاقتصادي غير المنتج القائم على الدين والفوائد وسندات الخزينة. وقال إن النظام المالي والاقتصادي ورجاله سيتغيرون حكما، وحاكم المصرف المركزي لا يمكن أن يستمر في السياسات نفسها"، مشيرا إلى أنه "إذا أراد وزير المال الجديد أن يكون رجل رياض سلامة (حاكم المصرف المركزي)، فحتما سوف يفشل المفاوضات مع صندوق النقد كما فعل الحاكم من قبل. وركز باسيل على "ضرورة وجود إرادة إصلاح جذري لدى الحكومة الجديدة لتنجح"، مشددا على ضرورة أن تضع الحكومة خطة تعاف مالي وتتفاوض مع صندوق النقد الدولي بما يتناسب ومصلحة لبنان". وتعليقا على استقدام "حزب الله" بواخر النفط من إيران إلى لبنان، قال باسيل إن "من واجبات الدولة تأمين حاجات المواطن. ولكن عندما تغيب الدولة يأتي من يملأ الفراغ، وعندما يكون هناك غض نظر لتفادي العقوبات فإن إعطاء الناس ما هم في حاجة إليه يصبح مشروعا". رئيس التيار الوطني اعتبر أن "وثيقة التفاهم بين تياره وحزب الله لم تنجح في قضايا مثل بناء الدولة ومكافحة الفساد وإصلاح النظام السياسي والاقتصادي، ومن هنا توجد حاجة إلى تحديثها وتضمينها دور لبنان وعلاقاته الدولية والعربية وتحييد لبنان عن المشاكل التي لا علاقة له بها". وشدد على أن لبنان "لا يمكن أن يكون خارج الاحتضان العربي، ولكن بقاءه في الحضن العربي لا يعني خسارة وحدته الوطنية"، معتبرا أن "علاقة لبنان مع بعض الدول العربية بحاجة لمراجعة من قبل لبنان وهذه الدول". وفي ملف العلاقات اللبنانية - السورية، قال باسيل إن "عودة العلاقات الطبيعية هي لمصلحة لبنان، والتأخير في عودة هذه العلاقات سوف يحرم لبنان من فرص إعادة الإعمار في دمشق، وعودة العلاقة السوية والندّية هي لمصلحة كلّ من سوريا ولبنان". وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قال رئيس "التيار الوطني الحر" إن تحالفاته تحدد في وقتها، وأكد على أنه "ليس مرشحا الآن إلى منصب رئيس الجمهورية". واعتبر باسيل أن "العقوبات الأميركية عليه وضعت لأسباب سياسية وأسباب جائرة"، مشيرا إلى أنه لم يطرح موضوع رفع العقوبات الأميركية عنه مع أي طرف دولي".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 15 -16 أيلول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 15 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102416/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1180/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/September 15/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102418/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-september-15-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

رسالة عتب إلى الأب جورج حبيقة: اللهجة اللبنانيّة لا تصنع عظة مار بولسيّة...

إننا نفتقد لدور فاعل لرهباننا. هم ملح لبنان وضميره وملهميه ودون دور مقاوم  وقيادي لهم بمواجهة احتلال إيران وجود لبنان سيكون بخطر حقيقي.

الياس بجاني/15 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102433/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d8%aa%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%ad%d8%a8%d9%8a/

 

 

A Message Of Abomination To Father Georges Hobeika: The Lebanese dialect does not make a Saint Paul Context sermon...

We miss the active role of our monks. They are the salt, conscience and inspiration of Lebanon, and without their active resistance and leadership role in confronting Iran’s occupation, Lebanon’s existence will be in real danger.

Elias Bejjani/September 15/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102436/102436/