LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january28.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/عدو الثورة رقم واحد هو حزب الله وليس أي لبناني آخر

الياس بجاني/فيديو تقرير من تلفزيون المر عنوانه:  جدار الخوف أم جدار العار؟

الياس بجاني/زعران وشبيحة الثنائية الشيعية حرقوا منزل محمد عبيد بعد كشفه ملفات فساد تطاول بري وغيره من المسؤولين

الياس بجاني/دويلة الولي في الضاحية تأمر والكل يطيع

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 27/01/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 27 كانون الثاني 2020

تحركات عسكرية إسرائيلية للبحث عن أنفاق على الحدود اللبنانية

اقتصاديات: وقائع الأزمة ويومياتها اللبنانية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان صادر عن لقاء سيدة الجبل

برلمان لبنان يقر موازنة 2020 على وقع الصدامات ومواجهات اندلعت بين محتجين وقوات الأمن قرب مجلس النواب

«نصف تأييد» دولي للحكومة اللبنانية... ولا مساعدة مجانية

تدخل هيل يجمّد إدراج أسماء مؤيدين لسياسات «حزب الله» على قوائم العقوبات الأميركية

فيلتمان: "صيد الساحرات" يستهدف الحريري والسنيورة وجنبلاط وحلفاءهم

تلفزيون الثورة... متى يبدأ البث؟

"ذا هيل": سياسيون ورجال أعمال لبنانيون بمرمى العقوبات.. "ماغنيتسكي" يطل برأسه

'واشنطن بوست': ما يجري في لبنان خطير.. وشبح المجاعة يقترب من سوريا بسببه!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وزير الخارجية السعودي: الإسرائيليون غير مرحب بهم في المملكة حاليا

ترامب: “صفقة القرن” اليوم… ودول عربية كثيرة وافقت عليها

الرئاسة الفلسطينية: إعلان حرب وليست "خطة سلام"... وفصائل غزة تعلن اليوم وغدا "يومي غضب"

ملك الأردن يجدد رفض “صفقة القرن”

نتنياهو وغانتس إلى واشنطن لبحث خطة السلام الأميركية المرتقبة وقائد المستوطنين غادر لإقناع الأميركيين بإسقاط بند «الدولة الفلسطينية»

تلويح فلسطيني بحل {السلطة} رداً على الخطة الأميركية للسلام

هنية: جاهز للقاء عاجل مع فتح لمواجهة مؤامرة {صفقة القرن}

بن علوي يلتقي ظريف للمرة الرابعة خلال شهر

تقرير أميركي: روحاني هدد بالاستقالة إذا لم يعترف «الحرس» بإسقاط الطائرة الأوكرانية

تغريدة ترمب تؤجج انتقادات إيرانية ضد ظريف وواشنطن لن ترفع العقوبات من أجل التفاوض مع طهران

العراق يستنكر استهداف السفارة الأميركية بصواريخ كاتيوشا

«طالبان»: الطائرة التي تحطمت في شرق أفغانستان أميركية و«تحمل ضباطاً كباراً»

تقرير: ترمب وصف قادة الجيش الأميركي بـ«الأطفال الأغبياء»

هجمات إلكترونية لصالح تركيا استهدفت حكومات في أوروبا والشرق الأوسط

مصادر لـ«رويترز»: المتسللون هاجموا الحكومة اليونانية ومستشار الأمن القومي العراقي

حضور أميركي رفيع في الخرطوم... ومطالب برفع السودان من قائمة «قيود السفر»

تيبور ناجي ودونالد بوث و4 نواب كونغرس التقوا حمدوك وناقشوا «التحويلات المصرفية

«داعش» يعلن بدء «مرحلة جديدة» تستهدف إسرائيل ودعا في تسجيل صوتي إلى إفشال «صفقة القرن»

«الكوبرا» أم الخفاش... خلاف علمي بشأن مصدر «كورونا الجديد»

تقرير: والدة ميغان ماركل لعبت دوراً كبيراً في «قرار التنحي»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معالجة الانهيار اللبناني/خيرالله خيرالله/العرب

بعد سليماني.. واشنطن تستفرد بإيران وتعزل أذرعها/علي الأمين/العرب

الحريري وجنبلاط وبرّي على الضفة: بانتظار جثة الحكومة/منير الربيع/المدن

خلافات أميركية وحملات لمنع المساعدات عن لبنان/سامي خليفة/المدن

راقبوا وزير الخارجية الجديد/مهند الحاج علي/المدن

وزير حزب الله للصحة مثال للازدواجية.. والاضطراب الاجتماعي/لوسي بارسخيان/المدن

سليم سعادة والـPhone sex/بتول خليل/المدن

حكومة لبنان الجديدة: مسك ختام الانقلاب/سام منسى/الشرق الأوسط

الأزمة اللبنانية والتجربة الأردنية/مروان المعشر/الشرق الأوسط

هذه قصة جنبلاط مع منال../عماد مرمل/الجمهورية

حيث الفشل أخطر من «كورونا»/غسان شربل/الشرق الأوسط

مراسلات على الجبهة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

غداً... حل يبتعد ومعضلة تبقى/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

الطائرة الأوكرانية و«لحظة تشيرنوبل»/بوبي غوش/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع عمل الوزارات وخطط تفعيلها واستقبل عكر ونجم وقضاة

دياب ترأس الاجتماع الرابع للجنة البيان الوزاري عبد الصمد: لا شيء يعرقله وما يجري تأن حتى تحقق المطالب الداخلية والخارجية

دياب استقبل سلامة وسفير المانيا ويترأس مساء الاجتماع الرابع للجنة البيان الوزاري

كنعان بعد اقرار الموازنة: افضل من لا موازنة والمطلوب من الحكومة خطة انقاذية وعلى المعارضة قبل الموالاة التعاون

كتلة المستقبل: صوتنا ضد الموازنة قناعة منا أن الارقام الواردة فيها لم تعد تعكس الواقع

الراعي عرض المستجدات مع رئيس الكتائب واقتراحات الحزب للحلول

إقرار موازنة الـ2020 بموافقة 49 نائبا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لِكُلِّ بَيْتٍ إِنْسَانٌ يَبْنِيه، وبَانِي الكُلِّ هُوَ الله. وكانَ مُوسَى مُؤْتَمَنًا عَلى بَيْتِ اللهِ كُلِّهِ بِصِفَتِهِ خَادِمًا لِيَشْهَدَ لِمَا سَوفَ يُقَال؛ أَمَّا المَسِيحُ فَكَالٱبْنِ على بَيتِهِ، وبَيتُهُ هُوَ نَحْنُ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وفَخْرِهِ.

الرسالة إلى العبرانيّين02/من14حتى18//03/من01حتى06/:”يا إخوتي، بِمَا أَنَّ الأَبْنَاءَ شُرَكَاءُ في اللَّحْمِ والدَّم، صَارَ هُوَ أَيْضًا شَرِيكًا فِيهِمَا، لِيُبْطِلَ بِالمَوتِ مَنْ لَهُ سُلْطَانُ المَوت، أَي إِبْلِيس، ويُعْتِقَ جَمِيعَ الَّذِينَ كانُوا مَدَى الحَياةِ خَاضِعِينَ لِلعُبُودِيَّةِ خَوْفًا مِنَ المَوْت. فَمِنَ المُؤَكَّدِ أَنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ على عَاتِقِهِ ٱلمَلائِكَة، بَلْ نَسْلَ إِبْرَاهيم. ومِن ثَمَّ كَانَ عَلَيهِ أَنْ يتَشَبَّهَ بإِخْوَتِهِ في كُلِّ شَيء، لِيَصِيرَ عَظيمَ أَحْبَارٍ رَحِيمًا وأَمِينًا في مَا هُوَ لله، حَتَّى يُكَفِّرَ خَطايَا الشَّعْب. وبِمَا أَنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ قَدْ ٱبْتُلِيَ بِالآلام، فَهُوَ قَادِرٌ عَلى إِغَاثَةِ المُبْتَلَيْن. والآن، أَيُّهَا الإِخْوَةُ القِدِّيسُون، ٱلْمُشْتَرِكُونَ في الدَّعْوَةِ السَّماوِيَّة، تَأَمَّلُوا رَسُولَ وعَظِيمَ أَحْبَارِ ٱعْتِرَافِنَا، يَسُوع، وهُوَ مُؤتَمَنٌ لِمَنْ أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى مُؤْتَمَنًا على بَيْتِ اللهِ كُلِّهِ. فَإِنَّهُ قَدْ صَارَ أَهْلاً لِمَجْدٍ يَفُوقُ مَجْدَ مُوسى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي البَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ تَفُوقُ كَرَامَةَ البَيْت. فَلِكُلِّ بَيْتٍ إِنْسَانٌ يَبْنِيه، وبَانِي الكُلِّ هُوَ الله. وكانَ مُوسَى مُؤْتَمَنًا عَلى بَيْتِ اللهِ كُلِّهِ بِصِفَتِهِ خَادِمًا، لِيَشْهَدَ لِمَا سَوفَ يُقَال؛ أَمَّا المَسِيحُ فَكَالٱبْنِ على بَيتِهِ، وبَيتُهُ هُوَ نَحْنُ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وفَخْرِهِ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

عدو الثورة رقم واحد هو حزب الله وليس أي لبناني آخر

الياس بجاني/26 كانون الثاني/2020

لقادة الثورة: صوبوا البوصلة لا عدو غير حزب الله ولا خطر غير خطر مشروعه اللاغي لكل ما هو لبناني وحريات ودستور وديموقراطية وحضارة.

 

فيديو تقرير من تلفزيون المر عنوانه:  جدار الخوف أم جدار العار؟

الياس بجاني/26 كانون الثاني/2020/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=Gt0nj0N_8eU

سلطة العار وهي سلطة ودولة المحتل الإيراني الذي هو حزب الله الإرهابي رفعت جدار العار في ساحة رمز الإستقلال، ساحة رياض الصلح/ أما الدعو حسان دياب، رجل المحتل الإيراني فهو صامت وخائف وخانع ومطمنش ومختبئ من غضب وكراهية اللبنانيين له ولدوره في السرايا متلحفاً الجبن والطروادية. هذا رجل لا يمثل لا الشعب ولا الحق ولا الكرامة، بل هو طروادي وطروادي بإمتياز. يبقى أن زمن المحتل الإيراني إلى افول لا محالة..اما عن كذبة التحرير والمقاومة وعن هرطقات نبيل وأوهامه وتفاهاته وعنترياته وصفعاته الحلم لأميركا كما هو حال كل اقرانه فحدث ولا حرج

 

زعران وشبيحة الثنائية الشيعية حرقوا منزل محمد عبيد بعد كشفه ملفات فساد تطاول بري وغيره من المسؤولين

الياس بجاني/26 كانون الثاني/2020/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=pPEHyrU2Kt8&t=1s

زعران وشبيحة من عسكر الدويلة الإيرانية (الثنائية الشيعية) حرقوا منزل محمد عبيد بعد مقابلته أمس ع الجديد.. بالطبع هذا عمل ارهابي مستنكر ومرفوض ولكن عملياً هذه الثقافة الغالبة في كل مناطق الدويلة وبمربعاتها الأمنية جنوباً وبقاعاً وعاصمة وما بينهم من مناطق يحتلها حزب الله الإرهابي أو حركة أمل بري. يشار هنا إلى أن محمد عبيد هو من مؤيدي ما يسمى مقاومة وكان مديراً عاماً في وزارة الإعلام واخرجه منها بري بالقوة ..وعبيد ربح قضائياً وعنده قرار قضائي بالعودة إلى موقعه إلا أن بري رفض ولا يزال وهو يعاديه ويتحدى القضاء

رابط لمقطع من المقابلة التي ازعجت من حرق المنزل

 

حكومة دياب هي حكومة كذبة مقاومة وممانعة حزب الله

الياس بجاني/26 كانون الثاني/2020

كيف وزارة لحزب الله 11 من اعضائها عندون الجنسية الأميركية وجايبها الحزب ت تطرد الأمركان من المنطقة؟ هيدي وزارة كذبة المقاومة 100%

 

دويلة الولي في الضاحية تأمر والكل يطيع

الياس بجاني/25 كانون الثاني/2020

لبنان بلد يحتله حزب الله ويتحكم برقاب حكمه وحكومته ومجلسه النيابي ولهذا لا شيء قانوني.. ولي فقيه الضاحية يقرر والكل يطيع فرماناته.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 27/01/2020

الإثنين 27 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

مرت موازنة الحكومة السابقة في جلسة نيابية اقتصر فيها حضور الحكومة الجديدة على رئيسها حسان دياب الذي تبنى الموازنة بطلب من نواب كتلة المستقبل الذن أمنوا نصاب الجلسة.

وخطوة إقرار الموازنة دوزنها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي استعجل الجلسة واختصر وقتها على وقع اضطراب الشارع الذي أمنه الجيش والقوى الأمنية مع حصول بعض المواجهات مع شبان الحراك.

وفي جديد المواقف الدولية من الحكومة قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: لا يعود لي إطلاق أحكام على الحكومة اللبنانية وننتظر البيان الوزاري مضيفا "الكرة في ملعب اللبنانيين وعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات التي نص عليها اجتماع باريس لدعم لبنان"...

على اي حال الحكومة تجهد لإنجاز بيانها الوزاري ولجنة صياغته مجتمعة في هذه الاثناء في السراي وقد امل الوزير حتي الانتهاء من صياغة البيان الليلة وعلى أساس هذا البيان الى البرلمان لنيل الثقة وبعدها تعود الى الموازنة لإحداث تعديلات فيها تلائم الجو الجديد في البلد والذي يستدعي خطوات إنقاذية.

كيف كانت اجواء جلسة مناقشة الموازنة التي ضغط الرئيس بري فيها على النواب لخفض عدد طالبي الكلام من 23 الى 6 نواب مصرا على انهاء التصويت اليوم وقال عملنا السبعة وذمتها اليوم ودخلنا الجيش لقدرنا نعمل الجلسة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

مجلس النواب استخدم حقه الدستوري في التشريع المطلق ... فعبرت الموازنة نحو ضفة الإقرار خلال جلسة واحدة.

بفعل إصرار على الإنجاز من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بات للدولة قواعد مضبوطة للصرف وانتظمت المالية من جديد ضمن المهلة الدستورية ولأول مرة منذ سنوات مما يفرض التقيد بسقف الاعتمادات وتطبيق الإصلاحات الواردة في الموازنة وفي التوصيات ولكي لا تضطر الحكومة للصرف وفق القاعدة الإثني عشرية.

على وقع تحركات الشارع وما رافقها من مواكبة عسكرية وأمنية، عقدت الجلسة بعد القيام في سبيل الوصول إلى ساحة النجمة "بالسبعة ودمتها" وحضرت الحكومة ممثلة برئيسها حسان دياب الذي أعلن في مستهل الجلسة أن حكومته في ظل وضعيتها الراهنة قبيل نيلها الثقة هي حكومة تصريف أعمال ويفترض أن يكون عملها محصورا بإعداد البيان الوزاري وبالتالي لا يمكنها استرداد أو عرقلة الموازنة التي أعدتها الحكومة السابقة لافتا إلى أنها تترك الأمر للمجلس على أن تلجأ إلى المراسيم لاحقا في حال أرادت بعض التعديلات عليها.

المفاجأة التي يجب التوقف عندها كانت أن كتلة المستقبل التي حضرت وزعت أصواتها بين معارضة وامتناع على موازنة من إعداد حكومة الرئيس سعد الحريري....

هاجس تسديد القروض المدعومة التي تسكن هم الناس تم تبديده في الموازنة من خلال تعليق دفع المتعثرين في الإسكان والصناعة والزراعة والسياحة لمدة ستة أشهر.

على أية حال الحكومة أمامها ثلاثة أو أربعة أشهر لتثبت أنها ستقدم جديدا وتكتسب ثقة الناس بعد ثقة البرلمان الذي أعلن رئيسه الاستعداد التام للقيام بكل ما يطالب به الناس في الشارع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

لعلها الجلسة الاقصر والاسرع لاقرار موازنة منذ عقود وعهود على طريقة الشيخ محمد الجسر رئيس المجلس النيابي الذي كاد يصبح رئيسا للدولة اللبنانية زمن الانتداب لولا ان المفوض السامي الفرنسي هنري دو جوفنيل علق الدستور لمنع انتخابه رئيسا.

كان للجسر طريقته الحاسمة والظريفة في ادارة الجلسات : صدق. وتهوي المطرقة وتنتهي الجلسة.

اليوم كادت الجلسة تشبه جلسات الشيخ الجسر التي تكررت ولو بعد تسعين عاما، وللمفارقة ايضا مع احد الذين يمتون اليه بصلة الدم والقربى، اي النائب سمير الجسر الذي سأل الرئيس بري عن دستورية جلسة اليوم وعدم جواز مثول الحكومة امام المجلس النيابي قبل نيلها الثقة، ما شكل سابقة في الحياة الدستورية اللبنانية.

المهم ان الجلسة الاكسبرس مرت وان النواب وصلوا وان المعترضين والحراكيين عكروا صفو الجلسة ودفعوا بالرئيس بري الى اختصار الوقت والطلب من النواب التقليل من الكلام الا ما قل ودل والتصرف وفق : خير البر عاجله، فعاجل الحراكيين باقرار الموازنة وقطع الطريق على محاولة اسقاط المجلس بالشارع كما حصل مع الحكومة.

جلسة اليوم الفقيرة بنصابها وعديدها الذي تم تجميعه بشق النفس، كانت غنية بالرسائل والدلائل الودية والايجابية. حضر بعض نواب المستقبل لاضفاء الميثاقية وتبديد الاجواء السلبية، التي تجمعت في سماء العلاقة بين الحريري والثنائي الشيعي منذ انفجار سبت الغضب المعروف، السبب من عكار الى عائشة بكار مرورا بالبقاع.

وفي المقابل حضر رئيس الحكومة حسان دياب بالاصالة عن نفسه وبالانابة عن وزرائه للرد على الحضور المستقبلي بمثله من الايجابية وتلقف سيدر بصدر حكومته وتبني موازنة سلفه مع ما تحمله هذه الاشارة من دلالة تواصل وعدم قطع مع الحقبة الحريرية والبناء عليها في المرحلة وخصوصا بعد مواقف الحريري غير المتشددة تجاه حكومة دياب وكلام ابن عمته احمد الحريري عن منح الحكومة الحالية فترة سماح تصل الى 3 اشهر قبل ان يتخذ اي موقف جديد ازائها .

اذا موازنة 2020 كرست وقف اطلاق النار بين الحريري ودياب وعززت الهدنة بين الثنائي وبيت الوسط وافسحت في المجال لوليد جنبلاط ليستخدم مخزون الخبرة ويمر من خرم الابرة .

اليوم موازنة وفي الايام المقبلة ثقة. واشنطن لم تغلق الباب امام حكومة دياب التي تضم خريجين من الجامعة الاميركية ومن جامعات اميركية وتضم وزراء يحملون غرين كارد وجنسية اميركية اكثر مما حملته وحوته اي حكومة اخرى لذلك لم يعد من المفيد تسميتها بحكومة فريق معين .

دايفيد شينكر وجيفري فيلتمان قالا كلاما متقدما في اليومين الماضيين عن حكومة دياب وضرورة اعطائها فرصة معطوفا على كلام بومبيو الذي وضع شروطا غير تعجيزية رغم تحذيره من ان لبنان امام ازمة مالية اذا لم يلتزم بالاصلاح .

لكن ما تقوله اميركا مواربة وتلميحا يقارب التصريح هو ان اي حل ومخرج ومنفذ للبنان غير ممكن ما لم تعمل الحكومة الجديدة على ابعاد لبنان عن نفوذ ايران والحد مما تسميه تدخل حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية.

ومن ساحة النجمة في بيروت الى البيت الابيض في واشنطن يطل القرن سياسيا من صفقته غدا بعدما اطل اقتصاديا من المنامة البحرين قبل شهرين.

غدا تعود صفقة القرن الى الواجهة ولاسباب انتخابية اسرائيلية اميركية متقاطعة بعد تأجيل متكرر. ترامب يواجه العزل ونتنياهو يواجه السجن بسبب الفساد.

بومبيو يقول ان لبنان والعراق ينتفضان بسبب فساد المسؤولين فيهما ويدعو بنيامين نتنياهو المتهم بالفساد الى البيت الابيض.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لضرورات دستورية، ومنعا للمحظورات الكارثية اقتصاديا وماليا، كانت الجلسة النيابية لاقرار موازنة العام الفين وعشرين..

وضمن الاجتهادات الدستورية وايمانا بالحق المطلق بالتشريع، ولان موازنة مقرة خير من اي صرف على القاعدة الاثني عشرية، كان تبرير الرئيس نبيه بري لعقد جلسة بحضور رئيس الحكومة حسان دياب ممثلا حكومته قبل نيلها الثقة، وثقة منه أن ما تم نقاشه في لجنة المال والموازنة انجاز، وان الوقت ليس لصالح البلد المختنق اقتصاديا، كانت الجلسة التي أختصرت بيوم واحد وانتهت الى اقرار الموازنة، رغم مقاطعة سياسية بتلاوين شعبوية، اما قمة التناقض فكان تصويت كتلة المستقبل ضد موازنة أعدتها حكومة رئيسهم سعد الحريري..

ولأن لا شيء عاديا في لبنان، ولأن تعقيدات الظروف الاقتصادية والمالية والنقدية تملي التصرف من منطق الضرورة والعجلة والاستثناء، كان حضور رئيس الحكومة حسان دياب ليؤكد عدم عرقلة حكومته لموازنة اعدتها الحكومة السابقة، وناقشتها لجنة المال والموازنة، واكتملت اجراءاتها، مع الاحتفاظ لحكومته بحق تقديم مشاريع قوانين لتعديلات في الموازنة، بعد نيل الثقة..

أما موعد جلسة الثقة بالحكومة، فمرهون باتمامها بيانها الوزاري الذي وعد رئيسها انه لن يطول كثيرا، مع الجلسات المتسارعة للجنة صياغة البيان الوزاري التي تعقد في السراي.

في الاقليم المعقد كارثة اصابت سلاح الجو الاميركي كما وصفتها قناة السي أن أن، عبر اسقاط طائرة مأهولة تابعة للسي آي أيه في افغانستان، ولم تتضح كامل ملابسات الحادث بعد.. اما ملابسات صفقة القرن فلا زالت تراود بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب كآخر اوراقهما السياسية بعد سجلٍ من الاخفاقات ضيقت عليهما الخناق الانتخابي.

صفقة يعد لها المأزومان في واشنطن، فيما يؤكد الفلسطينيون كل الفلسطينيين، انها اوهام لن تمر..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

كأن كل شيء كان معدا بإتقان وعناية لمسرح ساحة النجمة: اسم المسرحية. السيناريو.النجوم. الممثلون بحسب ظهورهم على المسرح. رفع الستارة.الجمهور. الحوار. الحبكة. إسدال الستارة.

نحن في جمهورية أو في مسرحية؟ نحن في "مسرحية الجمهورية " إسمها " الموازنة " من بطولة الرئيس نبيه بري، الحاضر، والرئيس سعد الحريري، الغائب، وضيف الشرف الرئيس حسان دياب.

يدخل الجمهور من النواب، يأخذ مقاعده، ترفع الستارة، يطل نجم المسرحية الرئيس نبيه بري... يدخل ضيف الشرف الرئيس حسان دياب. يجري تفقد النجم الثاني الرئيس سعد الحريري، فيملأ غيابه نواب من كتلته. يظهر ان نص المسرحية في يد النجم الأول الرئيس نبيه بري، فيعطي الكلام لسبعة نواب ثم تنتقل المسرحية إلى الجزء الثاني والأخير بالتصويت على الموازنة.

49 نائبا صوتوا على الموازنة، أي ما يزيد قليلا عن ثلث عدد مجلس النواب، وبعد قرابة الثلاث ساعات تسدل الستارة إيذانا بانتهاء المسرحية. يخرج الجمهور من القاعة ليبدأ بطرح الأسئلة عن الحبكة التي لم تكن مفهومة كثيرا، ومن الأسئلة :

لماذا حضر الرئيس حسان دياب وحده من دون أي وزيرٍ من حكومته؟ هل كان يحتفظ بكلمة السر بأن الموازنة ستقر؟ ومن أعطاه كلمة السر؟

لماذا أمن الرئيس الحريري النصاب الذي يشكل تسمية لاحقة وثقة مسبقة بالرئيس حسان دياب؟

كيف سيكون الرئيس الحريري في مقاعد المعارضة وهو الذي أعطى الرئيس دياب ما لم يعطه اياه حلفاؤه؟

بعد هذا الأداء، هل سيكون بمقدور تيار المستقبل ان يتوجه إلى منزل الرئيس دياب للاعتراض عليه؟

لماذا أصر النجم الأول، الرئيس بري على اختصار المسرحية بثلاث ساعات، علما أنه كان أعطاها يومين ؟

يتفرق الجمهور لتزداد الحبكة غموضا وتتحول إلى لغز عنوانه: ما الذي دفع الرئيس الحريري إلى تأمين النصاب للجلسة؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

اليوم تأكد الانفصال الكامل للطبقة السياسية الحاكمة عن الناس و ثبت شرعيا و طبيا وعياديا أن ما يصيبها هو الانفصام في كل تجلياته المرضية .

فالرئيس بري أكد للنواب أنه عمل السبعة وذمتها، ونحن نصدقه، واشرك الجيش في بناء جدار الفصل المحكم، وإلا ما كنا تمكنا من عقد جلسة الثقة، ومن ثم نصح النواب عدم الخروج من الجلسة لأن من يغادرها لن يتمكن من العودة.

إلا ان هذا الاعتراف بقوة الناس الذين حاصروا المجلس بأجسادهم، لم يصح ضمائر نواب الأمة بل دفعهم الى المزيد من الإنكار والهروب الى الأمام . فكان أن ارتكبوا مهزلة تهريب الموازنة، علما بأن رئيس الحكومة الذي جلس وحيدا في مقاعد الوزراء كالجالس في قفص اتهام، اعترف بأن ابوتها تعود الى الحكومة السابقة، واضطر مرغما الى تبنيها بعد رفض وممانعة . والأغرب ان الثقة بالموازنة جاءت هزيلة إذ غاب عنها كل الوزراء في فعل إنكار موصوف لها، في ما امتنع عدد من أهل السلطة عن منحها إياها. ولتكتمل الصورة المبكية جاءها الدعم من رافضيها من معارضي دياب، اي المستقبل والاشتراكي، اللذين ناورا برفضهما الموازنة لكنهما أمنا لها النصاب مبررين فعلتهما: الأول، بالإخلاص لخط العقلنة والتروي التاريخي، والثاني لحتمية منح البلاد فسحة للتنفس والتهدئة، ولكن اي تنفس وأي تهدئة وموعد الغضب المقبل مع جلسة الثقة بالحكومة.

وإذا كان الإنكار والاستخفاف بالناس صارا النهج المتبع من أهل السلطة لتسيير شؤونهم والبقاء، أي الإمعان في تحدي الناس والارتماء على الجيش والقوى لحمايتهم، مع ما يتسبب به الأمر من استنزاف عملاني ولوجستي لها، ومن نفور مع الناس، فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: كيف لسلطة وحكومة بهذه الذهنية، أن تواجها التدهور المتسارع للأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية ؟ وقد ظهر جليا ألا أب لهذه الموازنة ولا أم ، وبالتالي لا إمكان لتبنيها وتطبيقها لا بارقامها ولا بقراراتها.

ولا ننسى في هذا السياق أن هذه الموازنة كانت سببا في تطيير الحكومة الحريرية، للعورات البنيوية التي تشوبها، وأهمها تخلفها عن الاستجابة للمتطلبات العلمية التي تفترضها عملية النهوض من الانهيار. أكثر من ذلك، كيف لموازنة تقوم على تصغير الاقتصاد وتجميد النمو وتجفيل الاستثمارات، والخالية من أي خطة واضحة لاسترجاع الأموال المنهوبة وخفض الضرائب ومحاربة الفساد، كيف لها أن تهدىء روع اللبنانيين الغاضبين وتطمئن المستثمرين، والأهم، إرضاء الدول المانحة؟ وكيف لمن لا يقتنع بجودة بضاعته أن ينجح في تسويقها؟. كل هذا يعني المزيد من الغضب الشعبي، ولا ينفع أن يتهم الناس الجائعون بتعطيل الدولة وقد ادارت لهم الظهر وصمت الأذنين عن صراخهم وأنينهم، و أصابت جيوبهم وكراماتهم ومصالحهم ومستقبلهم، بأعطالٍ دائمة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

بسبعة مع ذمتها اجتاز النواب المسافات للوصول إلى المجلس وبأقل الأضرار والأصوات الممكنة، أفلتت موازنة عام عشرين من قيود الشارع، هي جلسة بالتهريب وقد جرى توضيب نقاشاتها واختصار جلساتها التي غالبا ما كانت تستولي على ثلاثة إلى أربعة أيام بلياليها، واحتلال شاشاتها واتباع التقنين في الجلسات يعود الى تعذر تأمين الوصول في اليوم التالي ما اضطر الأمر الى الحجر على النواب وإلزامهم إقرار الموازنة في يوم واحد، أمن المستقبل النصاب لكنه حجب الصوت.

الموازنة التي صنعتها حكومة سعد الحريري "كيست" إلى حسان دياب.. خرج منها صناعها وتبناها الوزاريون الجدد.. وبتوصيف النائب سليم سعادة فقد حصلنا على موازنة "لقيطة" وكان سليم.. سعادة الجلسة وظلها في الكوميديا السياسية النقدية السوداء حيث فند الأزمة بواقع ظريف ومر معلنا انتهاء شهر عسل دام ثلاثين عاما لا ثلاثين يوما وأصبحنا على معادلة NO MONEY NO HONEY.

وبحكومات منذ الطائف كانت "دنس بلا حبل" واليوم نريدها "حبل بلا دنس" والمولود الخارج من رحم حكومة الحريري ،أجريت له عملية تحويل إلى أنابيب حكومة دياب الذي كان حضر منفردا من دون بقية الجهاز الوزاري.. لكنه خرج "حاملا" وزر موازنة لم يقربها وإذ التزم دياب تبنيها وتحمل مسؤولياته تجاهها، فإن أباها السابق خرج الى الرد عن بعد على كل من يجد الفرصة مؤاتية لفبركة الحملات، وقال سعد الحريري إن كتلة المستقبل لن تكون أداة للمقاطعة وتعطيل المؤسسات وهي قامت بواجبها ولم تتهرب من مسؤولياتها.

مهما تكاثرت من حولنا أبواق المزايدين ومعلم المزايدين كان النائب نهاد المشنوق الذي علم على الحريري ودياب معا وقال إن الكتل التي شاركت في إقرار الموازنة، ثم صوتت ضدها، تحتاج إلى خبراء بفك الألغاز والطلاسم ومشهد الرئيس حسان دياب وحيدا على منصة الوزراء، بلا حكومته، كان اعتداء آخر على رئاسة الحكومة وإهانة للبنانيين لكن اللبنانيين لم يهانوا.. لا بل استطاع بعضهم الوقوف سدا منيعا امام وصول النواب.. وجعلوا منهم نوابا متسللين خائفين يصلون بالسرقة الى ساحة النجمة وبتعبير النائب جميل السيد: نحن جميعا ندفع ثمن ما جنته أيدينا ولو كانت هناك مراقبة ومحاسبة لتجنبا هذا المشهد.. فنحن في حالة سريالية فوضوية غير مسبوقة لا ينطبق عليها أي نص دستوري، ولا سامح الله من أوصلنا الى هنا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 27 كانون الثاني 2020

وطنية/الإثنين 27 كانون الثاني 2020

النهار

يسأل أكثر من مراقب عن سر صمت رئيس حزب مسيحي فاعل عن كل ما يجري، فيأتي الجواب من المقرّبين "انتظروا وترقّبوا ما سيحدث في وقت غير بعيد" مؤكّدين أنّ صمته معبر.

يواصل رئيس حزب مسيحي عابر للطوائف والمذاهب لقاءاته واتصالاته مع شخصيّات ومن كل شرائح المجتمع اللبناني، وصولاً إلى موقف بارز سيُعلنه قريباً عبر تفعيل الحزب وإعلان خطّة عمله للمرحلة المقبلة.

يتردّد أنّ أحد الوزراء الذي يحمل شهادة من الاتحاد السوفياتي السابق لم يقِم في أراضي الاتحاد إلّا في فترات مُتقطّعة جدّاً ومع ذلك حصل على شهادته.

مشاركة فاعلة...

لوحظ أنّ موظّفاً بارزاً في السرايا يُشارك بشكل فاعل في كل ما يُحيط عمل رئيس الحكومة ومجلس الوزراء بخلاف ما كان يحصل في الحكومات السابقة.

الجمهورية

إنتقد رئيس حزب سياسي رئيس حزب آخر حليف له بقوله: "يُعارض في العلن ويبيعنا كلاما ولكن سرعان ما يتبيّن أنه يضع رجلاً في الحكومة وأخرى في المعارضة".

يقول مصرفي في مجالسه الخاصة إن تحديد سعر صرف الدولار عند الصيارفة بـ 2000 سينتهي إلى فشل.

لاحظ مشاهدو الوسائل الإعلامية المرئية أن التعاطي مع المتظاهرين أول أمس إختلف عن السابق حيث أظهر التنظيم الأمني الهيبة والمرونة في آن.

اللواء

لم يتوضح لجهة إقليمية كبرى موقف حليف دولي، من الأداء أو الدعم لو تفاقم الموقف مع دولة عظمى مناوئة!

يجزم معنيون بالحوادث الموضعية الأخيرة، أنهم لن يسمحوا لأي كان في الاقتراب من مناطقهم، ولا بأي شكل من اشكال الاعتراض؟

ينتظر مدّعون وجهة وزيرة العدل الجديدة، لمعرفة مصائر دعاويهم على مدراء مصارف، وأصحاب مؤسسات مالية معروفة..

نداء الوطن

يتردد أن وزيرة الدفاع زينة عكر تلعب دوراً محورياً في لجنة صياغة البيان الوزاري سواءً لجهة التنسيق بين الوزراء أو لناحية وضع لمساتها في الكثير من بنوده.

أفيد أنّ المصرف المركزي أبلغ السلطات المعنية بأنه لم يتخلّ عن مساهمته والقطاع المصرفي في خفض العجز وفق ما هو وارد في مشروع موازنة 2020.

على رغم أنّ فضيحة التوظيفات قبل الإنتخابات النيابية لم يجفّ حبرها بعد، إلا أن تياراً موالياً يتصل بشباب عاطلين من العمل ويعدهم بإدخالهم إلى الدولة بطريقته الخاصة.

الأنباء

يعيش وزير سابق حالة إنكار لما يتعرض له من قبل الرأي العام؛ ويذهب لتبرير ذلك بالقول إن الأمر "محاولة إغتيال معنوي" من أطراف معارضة لتياره.

يتردد أن مقابلة مطوّلة أجرتها قناة تلفزيونية مع رئيس تيار سياسي له اليد الطولى في قطاع عام؛ إنما كانت بسبب مصالح لصاحب القناة في هذا القطاع.

البناء

توقعت مصادر نيابية أن يظهر في صفوف 14 آذار تباين واضح في التعامل مع الحكومة بين موقف منفتح للكتلة الجنبلاطيّة وموقف متحفّظ للكتلة الحريريّة وموقف معارض للكتلة القواتية. واعتبرت ذلك تأكيداً على عدم وجود موقف دولي قاطع ضد الحكومة، مشيرة إلى أن الضغوط الأميركية المالية ستبقى الأساس.

نفت مصادر في التيار الصدري تخلي التيار عن الحراك المدني لمكافحة الفساد لحساب إخراج الأميركيين من العراق. وقالت إن تسمية رئيس الحكومة الجديد ستعبّر عن تمسّك التيار بالهدفين معاً، خصوصاً بعدما تحوّلت ساحات الحراك لمصدر عبث مخابراتي يهدّد أمن العراق.

 

تحركات عسكرية إسرائيلية للبحث عن أنفاق على الحدود اللبنانية

بيروت ـ”السياسة” 27 كانون الثاني 2020

تفقّد وفد عسكري إسرائيلي، محلّة العبارة داخل الأراضي الاسرئيلية، مقابل طريق عام كفركلا، وهي المنطقة التي حصلت فيها سابقًا أعمال حفريات بحثًا عن انفاق . وكانت أربع آليات للجيش الإسرائيلي من نوع بوكلن وجرافة وشاحنتان قد اجتازت، أمس، السياج التقني عند محلة “مسكافعام” قبالة مدخل بلدة عديسة اللبنانية، وباشرت بأعمال حفر على الطريق التي تم استحداثها أخيرًا وأعمال فلش بسكورس، وتم استقدام حفارة آبار الى المكان. وفي الوزاني، عملت ثلاثة عناصر من القوات الإسرائيلية على صيانة السياج التقني قبالة المتنزهات، بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق قرى وبلدات مرجعيون على علو منخفض. على صعيد آخر، أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيانٍ، انه “تم احتجاز مواطنتين إيرانيتين قبيل خروجهما إلى الولايات المتحدة، وقد أوقفتا لدخولهما إلى لبنان خلسة ولمخالفتهما نظام الإقامة”. وقالت في البيان، “أثناء التحقيق معهما تبين حيازتهما على شهادة تسجيل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كطالبتي لجوء في بلد ثالث، بمراسلة المفوضية المذكورة تبين أنهما مقبولتان لإعادة التوطين في الولايات المتحدة الأميركية، وتم إخلاء سبيلهما، وهما بانتظار تحديد موعد لسفرهما”.

 

اقتصاديات: وقائع الأزمة ويومياتها اللبنانية

المدن27 كانون الثاني 2020

أصدر وزير المال، غازي وزني، قراراً "مدد بموجبه لغاية 31/1/2020 ضمنًا، مهلة تقديم التصاريح للضريبة على القيمة المضافة عن الفصل الرابع من سنة 2019، وتأدية الضريبة على القيمة المضافة الناتجة عنها، وكذلك تقديم بيانات وطلبات الاسترداد السنوية، بما فيها تلك العائدة للعمليات المعفاة، وفقا للمادة 59 من القانون عن العام 2019".

سعر الدولار

شهد سعر صرف الدولار لدى الصرافين تفاوتاً، تراوح بين 2120 و2200 ليرة للدولار. وكانت نقابة الصرافين قد أصدرت قراراً الأسبوع الماضي، بالتوافق مع مصرف لبنان، على شراء الدولار بـ 2000 ليرة، إلا أن عدداً من الصرافين ما زال يشتري بأعلى من هذا المعدل.

انخفاض قيمة السندات

انخفضت السندات الحكومية اللبنانية إلى مستويات متدنية جديدة الاثنين 27 كانون الثاني. إذ يترقب متعاملون قراراً حكومياً محتملاً بشأن كيفية التعامل مع ديون البلاد، بما في ذلك سندات دولية بقيمة 1.2 مليار دولار يحل أجل استحقاقها في آذار. وهبط إصدار سندات مستحق في نيسان 2021 بمقدار سنتين إلى 50.4 سنتات في الدولار، بينما تراجع إصدار تشرين الأول 2022 بمقدار 1.9 سنتات إلى 43.2 سنت في الدولار، وفقاً لما أظهرته بيانات تريد ويب. وتسبق عمليات البيع قراراً حكومياً محتملا بشأن ما إذا كانت سندات آذار، وهو الإصدار التالي المستحق السداد، ربما تشملها أي إعادة هيكلة للدين.

وزير الاتصالات وأوجيرو

استقبل وزير الاتصالات، طلال حواط، مدير عام هيئة "أوجيرو"، عماد كريدية، وأطلع منه على خطة عمل الهيئة والمشاريع التي يتم تنفيذها مع وزارة الاتصالات. كما تمت مناقشة الخطة المزمع تنفيذها خلال العام الجاري. والتقى حواط الرئيس التنفيذي لشركة "تاتش" أيمري غوركان، والرئيس التنفيذي لشركة "ألفا" مروان حايك، وتناول معهما أوضاع الاتصالات وكل مايتعلق بشركتي الخليوي .

"الحاكم" وموظفو المصارف

زار وفد من مجلس اتحاد موظفي المصارف حاكمَ مصرف لبنان، رياض سلامه، و"جرى في خلال اللقاء مناقشة أوضاع القطاع المصرفي التي لم يشهدها لبنان منذ إعلان دولة لبنان الكبير. واستمع الوفد إلى آراء الحاكم في توصيف الواقع الحالي، أسبابه وكيفية المعالجة للخروج من هذه الأزمة. كما أبدى الحاكم إعجابه وتقديره لجهود الزملاء المصرفيين الذين يتحملون الضغوط والانتقادات من المودعين بسبب التدابير الاستثنائية التي فرضتها إدارات المصارف من أجل استمرارية عمل القطاع المصرفي. وتبلغ الحاكم من وفد الاتحاد اقتراحه بضرورة التعطيل استثنائيا أيام السبت، طالباً من الحاكم تأييد هذا المطلب، الذي سيناقش مع مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان. وتمنى مجلس الاتحاد على سلامة مؤازرة الاتحاد ودعم مطالبه في حال قررت إدارات المصارف الاستغناء عن عدد من مستخدميه،ا بسبب الظروف الراهنة وتراجع وتيرة العمل. واستفسر أعضاء الاتحاد عن جدوى بعض التدابير التي اتخذها مصرف لبنان على صعيد التعامل مع المصارف، على سبيل المثال موضوع السيولة ومقاصة بطاقات الائتمان والتحاويل إلى الخارج وغيرها من التدابير الاحترازية، التي تتخذ من المصارف ومصرف لبنان في هذه المرحلة من تاريخ القطاع المصرفي اللبناني.

"الكتلة الوطنية": استحالة الثقة

شددت "الكتلة الوطنية" في بيان الاثنين، على أن "المسار الطبيعي لوضع الموازنات هو أولاً أن تضع الحكومة تشخيصاً للوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد، ثانياً إنطلاقاً من هذا التشخيص تضع خطة لمعالجة الأزمات، وثالثاً تضع موازنة تعكس وتخدم بالأرقام هذه الخطة". ولفتت إلى أن "هذا الأمر لم تقم به الحكومة السابقة أو اللجان النيابية التي درست الموازنة، إنما اكتفت بعملية حسابية خفضت من خلالها الأرقام وبدلت بعضها"، مشيرة إلى أن "المعيار الوحيد في وضع هذه الموازنة كان تبادل "الحسومات" بين أحزاب السلطة في إطار المحاصصة والزبائنية وبما يتيح لها مواصلة الهدر في الوزارات التي تملكتها". ونبهت الكتلة الوطنية إلى أن "رئيس الحكومة حسان دياب تبنى موازنة وضعتها الحكومة السابقة التي كانت اعترفت في مقدمتها بما حرفيته:

أولاً: إستباحة جهاز الدولة بشكل صارخ، أي التوظيف العشوائي من باب الزبائنية.

ثانياً: لا تملك أي جهة فكرة شاملة عن حجم المتأخرات المترتبة على الدولة.

ثالثاً: وزارة المالية لا تملك صورة واضحة عن عدد المدارس والأساتذة والتلاميذ في كل من هذه المدارس (الرسمية).

رابعاً: لا تملك الدولة على الرغم من إنفاقها آلاف المليارات، أي صورة واضحة وشاملة لكافة المشاريع المنفذة لصالحها. خامساً: دفع فروقات للمتعهدين بمبالغ طائلة، وهذا غيض من فيض".

وأشارت إلى أن "رئيس الحكومة تبنى، وهو يعلن مكافحة الفساد كأولوية لديه، موازنة عامة خفضت كل موازنات أجهزة الرقابة من "ديوان المحاسبة" إلى "التفتيش المركزي" و"مجلس الخدمة المدنية" في مقابل زيادة موازنة "الملابس" في الرئاسات والوزارات بنسبة 23 في المئة في العام 2020 عن تلك التي كانت في العام 2019! وهذا أيضا غيض من فيض". ولفتت إلى أن "الحكومة تستعد، على هذه الأسس، لنيل ثقة المواطنين والمستثمرين. وهو أمر مستحيل، وكذلك ثقة المانحين التي إن نالتها فستكون حتما عبر شروط قاسية تمس سيادة لبنان".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان صادر عن لقاء سيدة الجبل

27 كانون الثاني 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة ادمون رباط، انطوان قسيس، اسعد بشارة، أمين بشير، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حسان قطب، طوني الخواجه، طوني حبيب، حُسن عبود، ربى كبارة، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر وأصدر البيان التالي:

توقف لقاء سيدة الجبل في اجتماعه امام الفوضى السياسية العارمة التي تعكس تخبط ورعونة ثلاثي الحكم العاجز الذي يصر على التمسك بالسلطة كيفما اتفق. ويصب هذا الحكم جام غضبه على المتظاهرين، حاشداً لواءً من الجيش وفرقة من المغاوير لكي يؤمن عقد جلسة نيابية، في هرطقة غير مسبوقة، عبر احضار حكومة لم تنل بعد الثقة لتشارك في مناقشة موازنة لم تضعها هي بل حكومة أسقطها الشارع. وهذا ما احدث فوضى هائلة وتسبب بإقفال المحال التجارية وتعطيل إضافي لمصالح الناس.

وفي وقت أُسقِطت كل الجدران المذهبية والمناطقية بين المواطنين جدّدت هذه السلطة إعلاء الجدران العازلة بينها وبين الشعب اللبناني.

بناءً عليه يجدّد "اللقاء" دعوته السلطة بأكملها الى الرحيل، بدءًا برئيس الجمهورية مروراً برئيس مجلس النواب وانتهاء بحكومة حسان دياب. ويطالب نواب المستقبل والقوات والاشتراكي والكتائب وكتلة ميقاتي والمستقلّين الى الاستقالة فورا من المجلس النيابي تحضيراً لانتخابات نيابية مبكرة بإشرافٍ دولي.

 

برلمان لبنان يقر موازنة 2020 على وقع الصدامات ومواجهات اندلعت بين محتجين وقوات الأمن قرب مجلس النواب

بيروت/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن البرلمان اللبناني أقر موازنة 2020، اليوم الاثنين، وذلك في الوقت الذي يكابد فيه البلد أزمة مالية طاحنة. يأتي الإقرار بينما تثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت الإيرادات المتوقعة واقعية في ضوء الأوضاع الاقتصادية التي تتدهور منذ اندلاع احتجاجات ضد النخبة بالبلاد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حسبما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء. وكان رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب قد قال في وقت سابق، إن حكومته لن تعرقل موازنة 2020 التي أعدّتها حكومة سعد الحريري التي استقالت في أكتوبر الماضي. وتشكلت حكومة دياب الأسبوع الماضي بدعم من «حزب الله» القوي وحلفائه السياسيين، لكنها لم تحصل على ثقة البرلمان بعد. من جانبه، قال رئيس لجنة المال والموازنة في مجلس النواب اللبناني إبراهيم كنعان، اليوم، إن الإيرادات المتوقعة في ميزانية الدولة لعام 2020 قد لا تكون واقعية بسبب الانكماش الاقتصادي في البلد الذي ضربته أزمة اقتصادية. وكان كنعان يتحدث في مستهل جلسة لمجلس النواب لمناقشة الموازنة العامة، والتي تترافق مع احتجاجات قرب البرلمان حيث رشق المتظاهرون رجال الشرطة بالحجارة. وألقى محتجون لبنانيون الحجارة على قوات الأمن التي أغلقت الطريق قرب البرلمان اليوم قبيل انعقاد جلسة مجلس النواب لمناقشة الموازنة العامة لعام 2020 فيما تواجه البلاد أزمة مالية عميقة. ورفض بعض المتظاهرين تشكيل حكومة جديدة الأسبوع الماضي واتهموا النخبة السياسية بتجاهل مطالبهم التي تشمل تشكيل حكومة مستقلة عن السياسيين ومحاربة الفساد. والميزانية أعدتها حكومة سعد الحريري الذي استقال في أكتوبر الماضي بسبب الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة. وأدخلت لجنة المال والموازنة في البرلمان تعديلات على الموازنة منذ ذلك الحين. وقال رئيس اللجنة إبراهيم كنعان لـ«رويترز» يوم الجمعة الماضي إن نسبة العجز المستهدفة هي 7 في المائة بدلاً من 0.6 في المائة التي كانت مأمولة أصلاً؛ مما يعكس الأزمة.

 

«نصف تأييد» دولي للحكومة اللبنانية... ولا مساعدة مجانية

تدخل هيل يجمّد إدراج أسماء مؤيدين لسياسات «حزب الله» على قوائم العقوبات الأميركية

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

قال مصدر سياسي لبناني بارز على صلة وثيقة بردود الفعل الدولية على تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب إن ترحيب المجتمع الدولي بولادتها أمر طبيعي، لكن لا يعني أنها حصلت على جواز مرور أممي يمكنها استخدامه لتأمين الدعم المالي لتوظيفه من أجل النهوض من أزمات لبنان الاقتصادية والمالية لوقف الانهيار تمهيداً لإنقاذ البلد على مراحل. ورأى المصدر السياسي أن لا خيار أمام المجتمع الدولي سوى الترحيب بتشكيل الحكومة لأن وجودها يبقى أفضل من إقحام لبنان في فراغ مديد قاتل. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مجرد التعامل سلبياً مع ولادتها سيدفع ببعض الأطراف المحلية إلى تحميل أطراف خارجية مسؤولية استمرار الفراغ وصولاً إلى اتهامها بالتدخّل في شؤون لبنان وانحيازها إلى جانب الفريق السياسي الذي أحجم عن عدم المشاركة في الحكومة.

ولفت إلى أن الترحيب الدولي بتشكيل الحكومة ما هو إلا بمثابة إعلان للنيات لا بد من توظيفه باتجاه استكمال دفتر الشروط استجابة لما ورد في مقررات مؤتمر «سيدر» كأساس لمساعدة لبنان للتغلب على أزماته الاقتصادية والمالية، مع أنه كان يفترض إقرار الإصلاحات الإدارية والمالية والسياسية منذ فترة طويلة.وأكد المصدر نفسه أن لا مشكلة في إعادة الاعتبار لمقررات «سيدر» والإسراع في تفعيلها والإفادة منها، لكنها لم تعد كافية وباتت في حاجة ماسة إلى تدعيمها بجرعات مالية لا بد من البحث عن مصادر جديدة لتأمين الدعم المادي المطلوب. واعتبر أن حكومة اللون الواحد تواجه الآن تحدّيات عدة أبرزها استعادة ثقة اللبنانيين والدول الفاعلة في المجموعة العربية والمجتمع الدولي لأن ثقة البرلمان لم تعد كافية إن لم تكن منقوصة مع تصاعد الانتفاضة الشعبية التي تلازمت مع تشكيل الحكومة التي غُيّب عنها الوزراء الذين لديهم القدرة على محاكاة الحراك الشعبي، بحسب ما يقول منتقدون للحكومة الجديدة.

ورأى المصدر السياسي أن المجتمع الدولي ليس في وارد منح مساعدة مالية «مجانية» للبنان من دون أن يستكمل الإصلاحات المالية والإدارية والسياسية. وأكد أنه من غير الجائز الاستخفاف بشروطه وتحديداً فيما يتعلق بعدم الإخلال بالتوازن الداخلي أو السماح بطغيان «حزب الله» على الحكومة وتقديم نفسه على أنه الرقم الصعب في رسم الخطوط العريضة لسياسة لبنان الخارجية، رغم أن وزراء ممن يحملون الجنسية الأميركية أو الأوروبية أوحوا في لقاءاتهم البروتوكولية بعدد من السفراء الأجانب بأنه سيكون في الحكومة «نيو حزب الله». ولدى سؤال هؤلاء الوزراء عما يقصدونه من وراء الترويج لقرار «حزب الله» باتباع سياسة يغلب عليها الاعتدال، كان جوابهم للسفراء بأن الحزب يدرك خطورة الوضعين الاقتصادي والمالي، وبالتالي يفضل الدخول في مهادنة مع عدد من الدول العربية لأن هناك حاجة ماسة إلى مساعداتها، خصوصا أنه سيكون على رأس المتضررين في حال استمر الانهيار. وأكد المصدر نفسه أن علاقة لبنان بعدد من الدول العربية، خصوصاً تلك الفاعلة منها، في حاجة الآن إلى مواكبة فوق العادة، وبالتالي يجب أن تكون موضع اهتمام من قبل الرئيس دياب لعله يتمكن من أن يعيد إليها الحيوية التي افتقدتها بسبب سياسة الانحياز التي اتبعها رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية السابق جبران باسيل وكان وراء إصابتها بجروح سياسية عميقة.

ورأى أن من مهام الرئيس دياب أن يبادر إلى كبح جماح «أصحاب الرؤوس الحامية» من الوزراء في حال انصياعهم لـ«نصائح» باسيل الذي كان يتصرف، وكأن لبنان من الدول الملحقة بمحور الممانعة، بحسب منتقدين لسياسات باسيل. وقال المصدر نفسه إن المجتمع الدولي قرر أن يمنح لبنان «نصف تأييد» من خلال ترحيبه بتشكيل الحكومة، واعتبر أن هذا النصف ما هو إلا موقف معنوي لن يكون له من مردود ما لم يحصل على النصف الآخر المتعلق بالمساعدات المالية. وتوقف أمام الموقف الأميركي وقال إن ترحيب واشنطن بتشكيل الحكومة جاء متلازماً مع الإشارة إلى طغيان «حزب الله» على الحكومة. وكشف لـ«الشرق الأوسط» أنه أُثير في الآونة الأخيرة في داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب موضوع فرض عقوبات على قيادات وشخصيات لبنانية من غير الطائفة الشيعية، وتصنّف على خانة التحالف الوثيق مع «حزب الله» والدفاع عن سياسته في المحافل الدولية والإقليمية. وأضاف أن لدى معظم الفريق الأميركي المكلف بملف الشرق الأوسط في إدارة ترمب ميلا لإدراج هذه الشخصيات على لوائح العقوبات الأميركية أسوة بأسماء قياديين في «حزب الله» مُدرجين على هذه اللوائح. ويقول المصدر نفسه إنه تقرر التريُّث في إدراج هذه الأسماء على لائحة العقوبات بعد تدخّل مباشر من مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل بذريعة أن مثل هذه العقوبات هي بمثابة «سلاح نووي» بالمعنى السياسي للكلمة، وبالتالي لا بد من التروّي لئلا تسرّع في انهيار الوضع في لبنان. وأكد المصدر السياسي أن هذه الأسماء باتت معروفة. وأكد أن تدخل هيل كان وراء تجميد إدراجها، ما يدعو للاعتقاد بأنه أراد منح أصحابها فترة سماح لعلهم يعيدون النظر في مواقفهم لجهة تأييدهم لـ«حزب الله». وسأل المصدر: «ما الهدف من الترويج بأن 12 وزيراً في حكومة دياب يحملون الجنسية الأميركية؟ وهل يراد منه توجيه أكثر من رسالة إلى واشنطن تنم عن رغبة في التواصل معها وليس بالضرورة من موقع الاختلاف، خصوصاً في ظل ما أخذ يتردد أخيراً عن معاودة الحديث عن إحياء الوساطة الأميركية التي يتولاها نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى تسوية للخلاف القائم بينهما حول ترسيم الحدود البحرية للإسراع في التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية اللبنانية؟».

ورأى المصدر السياسي أن هناك ضرورة لإطلاق عملية التنقيب لتأمين موارد مالية للخزينة اللبنانية من شأنها أن تسهم إلى جانب مؤتمر «سيدر» في توفير المال المطلوب لتوظيفه في وقف الانهيار، وصولاً إلى إعادة انتظام المالية العامة قبل فوات الأوان.

 

فيلتمان: "صيد الساحرات" يستهدف الحريري والسنيورة وجنبلاط وحلفاءهم

الراي/27 كانون الثاني/2020

توقع مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان ان تقوم السلطات اللبنانية بممارسة "صيد الساحرات" ضد الزعماء السياسيين ممن لم يلتحقوا بحكومة رئيس الوزراء الجديد حسان ديّاب. وفي مطالعة له على موقع بروكنغز، توقع السفير السابق لدى لبنان، وفقا لصحيفة "الراي" ان "يتم استهداف رئيسي الحكومة السابقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وحلفاءهم". اما "وزير الخارجية المنتهية ولايته جبران باسيل ورفاقه، ورئيس البرلمان نبيه بري ومعهم الآخرون المرتبطون بمحور عون - حزب الله - دمشق، فلن يطولهم التحقيق"، بحسب ما أضاف.

وتابع فيلتمان:"لن تطول التحقيقات اللبنانية جدياً صفقات الوقود والكهرباء التي أبرمها وزراء من حزب التيار الوطني الحر، بما في ذلك الرئيس عون وباسيل، ولن يضطر حزب الله إلى دفع الضرائب على أنشطته الاقتصادية الواسعة، أو فتح دفاتره حول نظام الاتصالات السلكية واللاسلكية السري، وعمليات التهريب". وتطرق فيلتمان الى المقابلة التي أجرتها الصحافية هادلي غامبل، الاسبوع الماضي، وقال ان المقابلة كشفت "عن جهل باسيل في تدابير مكافحة الفساد". وتابع فيلتمان: "حاول باسيل تقديم تفسيرات عديدة، قبل أن يشير في النهاية إلى ان أصدقاء مجهولين كرماء هم الذين تكفلوا التكاليف".

 

تلفزيون الثورة... متى يبدأ البث؟

ليبانون فايلز/الاثنين 27 كانون الثاني 2020 

علم موقع ليبانون فايلز، ان ثورة 17 تشرين عاتبة على التلفزيونات اللبنانية المحلية لأنها بنظرهم لا تغطي ساحات الثورة بشكل كاف، ولذلك قررت قيادة الثورة العمل بسرعة على اطلاق تلفزيون يغطي تحركات الثورة في الشارع ومواقفها. وبالفعل فقد بدأت ورشة عمل سريعة تضم محترفين في مجال الاعلام والبث التلفزيوني والانتاج، وهي تضم نخبة من الاعلاميين. كما علم موقع ليبانون فايلز أنه جرى العمل على إنتاج عدد من الريبورتاجات السياسية والخاصة بالتحركات على الارض، كما طلب الى فريق عمل كبير اعداد ريبورتاج عن التحرك الذي حصل خلال الاسبوع الفائت... الفكرة تقضي ببدء العمل على البث فوراً وخلال الأسبوع الحالي من خلال شبكة الانترنت، على ان يبدأ البث الارضي إما من خلال الشبكة الارضية المرمزة ومن خلال الشبكات المتوفرة في لبنان، ومن خلال الكوابل الارضية واشتراكات الاحياء متى تأمنت الوسيلة... أما الفكرة الأخرى فهي تقضي ببدء البث من خلال شبكة اراب سات او ما توفر من سواتل تغطي المنطقة... السؤال الذي سيطرح، هل سيسمح الأمن العام ووزارة الاتصالات بإعطاء رخصة uplink لهذا التلفزيون والذي يتطلبه البث من مكاتب المحطة الى محطة العربانية وثم الى السواتل، وهذا ما يتطلب موافقات من المرجعيات الرسمية المعنية، أم أنه سيحجبه عنها؟

 

"ذا هيل": سياسيون ورجال أعمال لبنانيون بمرمى العقوبات.. "ماغنيتسكي" يطل برأسه

لبنان 24/27 كانون الثاني/2020

تحت عنوان "هكذا يمكن للولايات المتحدة الأميركية الضغط على الحكومة اللبنانية الجديدة لمعالجة الفساد"، نشر موقع "ذا هيل" الأميركي مقالة كتبتها الباحثة اللبنانية في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، حنين غدّار، ومدير "برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب" في المعهد نفسه، ماثيو ليفيت، حثّا فيها الإدارة الأميركية على تطبيق "قانون ماغنيتسكي" لملاحقة المسؤولين اللبنانيين الفاسدين، حيث اعتبرا أنّ الوقت الراهن يمثّل أفضل توقيت لبعث رسالة دعم للشعب اللبناني. في مقالتهما، استبعد الباحثان إمكانية نجاح الحكومة الجديدة "بمفردها" في التصدي للتحدي الأكبر المتمثّل بـ"الفساد المستشري المسؤول عن أزمة البلاد المالية الحادة"، لافتيْن إلى أنّ أزمة الفساد المتجذّر عابرة للطوائف. ورأى الباحثان أنّ تشكيل حكومة لبنانية جديدة مسألة غير كافية- على الرغم من أنّها مثّلت مطلباً أساسياً للمجتمع الدولي وشرطاً مسبقاً ضرورياً للحصول على على مساعدات دولية- مشدديْن على ضرورة إسراع الحكومة في التحرّك لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية (احتل لبنان المرتبة 137 عالمياً من أصل 180 دولة يقيسها مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، مقارنة بمرتبة 138 من أصل 180 في العام 2018).

وفيما ذكّر الباحثان بتصريح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي أعرب فيه عن استعداد بلاده للقيام بما يمكن للعالم فعله لمساعدة الشعب اللبناني على إصلاح اقتصاده وحكومته، اعتبرا أنّه يتعيّن على الإدارة الأميركية التحرّك لإجبار الحكومة الجديدة وتمكينها من مواجهة المنظومة السياسية الفاسدة، "وهو أمر لا ترغب أي حكومة في القيام به بمفردها"، على حدّ ما كتبا. وهنا، دعا الباحثان واشنطن إلى إصدار عقوبات تطال بعضاً من اللاعبين الأكثر فساداً بموجب "قانون ماغنيتسكي" (صادق الرئيس الأميركي باراك أوباما على قانون ماغنيتسكي في كانون الأول 2012 ونص على معاقبة الشخصيات الروسية المسؤولة عن وفاة محاسب الضرائب سيرغي ماغنيتسكي في سجنه في موسكو عام 2009)، وبمعزل عن طوائفهم. وفيما لفت الباحثان إلى أنّ الزعماء الفاسدين يسعون إلى كسب الأرباح والنفوذ السياسي الذي يترافق مع تمويل مشاريع الرعاية، أوضحا أنّه من شأن "قانون ماغنيتسكي" تسمية اللاعبين الأكثر فساداً وفضحهم. وتابع الباحثان بالقول إنّ القانون سيحجز على ممتلكات ومصالح هؤلاء الفاسدين الكائنة في الولايات المتحدة، مرجحيْن أن تكون قيّمة. في السياق نفسه، تحدّث الباحثان عن أدوات أخرى، مثل المادة 7031(ج) من قانون مخصصات وزارة الخارجية والعمليات الأجنبية والبرامج ذات الصلة للعام المالي 2020، موضحيْن أنّه سبق للخارجية الأميركية أن استخدمت هذه الأداة مطلع هذا الشهر، لاستهداف الفاسدين في مولدوفا. في المقابل، بيّن الباحثان أنّ هذه الأداة تحظر منح تأشيرة أميركية للشخص المعني وأفراد عائلته، ولا تتيح حجز الأموال الموجودة في الولايات المتحدة، وعليه، أكّدا أنّه من شأن "قانون ماغنيتسكي" أن يفيد في حالة لبنان أكثر. وتابع الباحثان بالقول إنّ الخارجية الأميركية طبّقت هذا القانون في كمبوديا ولاتفيا وصربيا في كانون الأول الفائت. ورأى الباحثان أنّ تفعيل هذا القانون سيمكّن الحكومة اللبنانية من اتخاذ الخطوات المناسبة لإفساح المجال أمام حزم المساعدات العالمية التي تحتاج إليها البلاد بشدة، متوقّعين أن تحظى بدعم شعبي واسع. وفي تعليق على شمل رجال الأعمال والسياسيين اللبنانيين بموجب "قانون ماغنيتسكي"، اعتبر الباحثان أنّه من شأن خطوة مماثلة أن تقدّم استجابة ملموسة لمطالب المحتجين اللبنانيين، حيث أنّها ستكون عابرة للطوائف.

"قانون ماغنيتسكي" لن يطال لبنان

ردت مصادر أميركية مطلعة لـ "الراي"، على ما تردد حول نية الولايات المتحدة تطبيق "قانون ماغنيتسكي" لملاحقة فساد مسؤولين لبنانيين، بالقول إن هذا القانون ليس مخصصاً لملاحقة فساد المسؤولين في دول العالم، بل لملاحقة من يرتكبون تجاوزات في اطار "حقوق الانسان".وأوضحت المصادر لـ"الراي" ان القانون غالباً ما يقوم بفرض عقوبات مالية على مسؤولين متورطين في قتل أو تعذيب مواطنيهم، وعلى رجال الأعمال ممن يجنون ثروات من علاقاتهم مع هؤلاء المسؤولين. وأشارت المصادر إلى أن في لبنان أسباباً متعددة لفرض عقوبات مالية على شخصيات سياسية وكيانات، لكنها عقوبات ترتبط بتبييض الأموال والإرهاب الدولي، وأنّ لا مسؤولين معروف عنهم تورطهم بتجاوزات في قضايا حقوق الانسان."ربما ينطبق القانون على مسؤولين في سوريا والعراق وايران، لكن لبنان لا يندرج تحت الإطار نفسه"، بحسب المصادر.

 

'واشنطن بوست': ما يجري في لبنان خطير.. وشبح المجاعة يقترب من سوريا بسببه!

مواقع الكترونية/27 كانون الثاني/2020

قالت صحيفة "واشنطن بوست" ان التهديد الرئيسي الذي يواجه الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته، في الوقت الذي يستعيد فيه معظم المناطق، ليس عسكريا، بل اقتصاديا، مشيرةً إلى أن الاستياء الشعبي حول المشكلات الاقتصادية التي تتفاقم بسرعة أصبح واضحا. ولفتت الصحيفة إلى أنه هذا العام تراجعت العملة السورية إلى نصف قيمتها عام 2019، وتضاعفت أسعار بعض السلع، وازداد سعر السلع الضرورية، كاللحم والخضار بنسبة تصل إلى %50، مبينةً أنّ الحكومة تخطط لتوزيع السكر والأرز والشاي على شكل حصص للناس، باستخدام نظام بطاقة تموين ذكية تم اعتماده العام الماضي لتوزيع الزيت بأسعار مدعومة. من جهته، قال الخبير الاقتصادي السوري المقيم في باريس، سمير عيطة إن الانهيار الكبير في العملة السورية هو بشكل أساسي بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان الذي كان "رئة سوريا الوحيدة". وحذّر عطية من أنّ التقشف في لبنان سيكون كارثة للظروف المعيشية في سوريا وستذهب سوريا نحو المجاعة. وما يضاعف من المشكلات في سوريا، هو العقوبات الأميركية على إيران، التي وفرت لسوريا شريان حياة من خلال شحنات النفط، والأهم من ذلك، هو أن سوريا تعيش في ظل عقوبات من أميركا وحلفائها. ويعيش حوالي %83 من السوريين تحت خط الفقر، بحسب تقديرات الأمم المتحدة في شهر آذار 2019، وبالطبع فإن النسبة زادت بعد ان وصل سعر صرف الدولار إلى أكثر من 1000 ليرة الامر الذي زاد من الاسعار وتكاليف الخدمات الصحية إلى نحو النصف تقريباً. من جانبه، قال الاقتصادي عمار يوسف للصحيفة ان سعر الصرف يتأرجح دون تدخل من الحكومة، وكأن البلد لا يمر في أزمة اقتصادية، وأضاف أن على البنك المركزي أن يتدخل ويعلن حالة طوارئ اقتصادية. اما رئيس المكتب الإقليمي لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب، حسن جواد، فقال إنّ الحكومة تفتقر إلى سياسة اقتصادية واضحة، فهي نجحت عسكريا ما دفع الدول الغربية إلى اللجوء إلى الحصار الاقتصادي للضغط على الناس ليثوروا ضد النظام مجدداً. وختمت الصحيفة مشيرةً إلى أنّ الكونغرس وافق مؤخرا على حزمة عقوبات شديدة، في ما أطلق عليه قانون "قيصر"، الذي يستهدف المسؤولين والعسكريين وأي شخص مسؤول عن جرائم حرب ارتكبت خلال الحرب، لافتة إلى أن هذه العقوبات الإضافية تشل التجارة مع سوريا، وتمنع أي كيان من التبرع لإعادة بناء البلد.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وزير الخارجية السعودي: الإسرائيليون غير مرحب بهم في المملكة حاليا

مواقع الكترونية/27 كانون الثاني/2020

أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الإثنين، في حوار مع CNN أن الإسرائيليين غير مرحب بهم في السعودية، مشيرا إلى أن العلاقات مع إسرائيل تعتمد على التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقال بن فرحان في حوار مع مذيع CNN، نيك روبرتسون: "نحن نشجع بشدة التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع"، وتابع قائلا: "وعندما يتم التوصل إلى اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستكون قضية انخراط إسرائيل في محيطها الإقليمي على الطاولة على ما أعتقد"، على حد تعبيره. وبشأن القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية الإسرائيلية والذي يقضي بالسماح لمواطنيها بالسفر إلى السعودية لأداء مناسك الحج والعمرة أو لعقد اجتماعات بين رجال الأعمال، أكد وزير الخارجية السعودي أن الإسرائيليين غير مرحب بهم في المملكة. وقال بن فرحان عن هذا الأمر: "سياستنا ثابتة، لا علاقات لدينا مع دولة إسرائيل ولا يمكن لحاملي الجواز الإسرائيلي زيارة المملكة في الوقت الراهن".

وأكد وزير الخارجية السعودي أنه لم يطلع على خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط لذلك فضل عدم الكشف عن رأيه بها. وقال بن فرحان عن ذلك: "نواصل دعم جميع الجهود الصادقة للتوصل إلى تسوية عادلة، من المهم جدا بالنسبة لنا أن تُحل هذه القضية، ولكن في سياق حصول الفلسطينيين على حقوقهم، وسندعم جميع الجهود التي تثمر عن ذلك"، على حد تعبيره.

 

ترامب: “صفقة القرن” اليوم… ودول عربية كثيرة وافقت عليها

الرئاسة الفلسطينية: إعلان حرب وليست "خطة سلام"... وفصائل غزة تعلن اليوم وغدا "يومي غضب"

رام الله، عواصم- وكالات/27 كانون الثاني/2020

 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سوف يطرح خطته للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عصر اليوم، قائلا خلال استقباله ليل أمس، رئيس حكومة تصريف الاعمال الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض، إن دولا عربية كثيرة موافقة عليها. وقال ترامب: “سوف نعلن الخطة، وسوف نرى ما إذا كتب لها البقاء من عدمه. إذا ظلت باقية فإن هذا سوف يكون رائعا، وإذا لم يكتب لها البقاء، فإنه يمكننا العيش في ظل هذا أيضا”. من جانبه، قال نتانياهو “أتطلع لصناعة التاريخ”، مجددا الشكر لترامب. من جانبهم اعتبر الفلسطينيون الخطة الأميركية “إعلان حرب” وليست “خطة سلام”. ورفض الرئيس محمود عباس، خلال الأيام الماضية، تلقي مكالمة هاتفية من الرئيس دونالد ترامب، بينما جدد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الرفض الفلسطيني للخطة الاميركية، مشيرا الى انها “خطة لحماية ترامب من العزل، ونتانياهو من السجن”. وقال إن “امتنا العربية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، ان تكون درعا واقيا لحماية فلسطين من المؤامرة الكبرى وصون حقوق أهلها”، مشيرا الى دعوة سيوجهها الرئيس محمود عباس للقيادة الفلسطينية لمناقشة كيفية الرد وشكله. من جانبهم، هدد مسؤولون فلسطينيون في رام الله بالانسحاب من اتفاقات أوسلو، وحذّر المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة من أنه “إذا تم الإعلان عن الصفقة بهذه الصيغ المرفوضة، فستعلن القيادة سلسلة إجراءات نحافظ فيها على حقوقنا الشرعية، وسنطالب إسرائيل بتحمّل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال”. كما اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الإدارة الأميركية، بمحاولة إيقاع القيادة الفلسطينية من خلال نصب فخ لها. بدورها، أعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة اليوم وغدا “يومي غضب”، مؤكدة عقب اجتماع لها في غزة، على رفض الصفقة الأميركية “بوصفها حلقة من حلقات التآمر الأميركية على الشعب الفلسطيني وقضيته”. من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، أن خطة السلام الأميركية “لن تمر”، مشيراً إلى أن “حماس ترفض المؤامرة، ونعتبرها معركة والتراجع فيها حرام علينا”، وأعقب إعلان هنية إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. وفي الأثناء، حض تنظيم “داعش”، في تسجيل صوتي نقلته “رويترز” أمس، أتباعه والمسلمين عموما على مهاجمة اليهود، وإفشال خطة الرئيس الأميركي. وفي وقت سابق، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، نقلاً عن مصادر إسرائيلية لم تسمِّها، أن “صفقة القرن” ستشمل “فترة تحضير” مدتها 4 سنوات، انطلاقاً من قناعة أميركية بأن الرئيس عباس سيرفض تنفيذها، لكن قد يقبلها خليفته. واستغرقت عملية الإعداد للخطة ثلاث سنوات، وأشرف على إعدادها كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر.

 

ملك الأردن يجدد رفض “صفقة القرن”

عمان- وكالات/27 كانون الثاني/2020

 يبدو أن الضجر من خطة السلام الأميركية ومفاعليها قد استوطن كل من يترقبها ويأمل ألا تصله حرائقها، وهو ما يفسر الرسالة المقتضبة جدا التي أرسلها الملك عبدالله الثاني من العقبة جنوب البلاد مساء أول أمس، ليطمئن شعبه. وانطوت رسالة الملك على سبع كلمات فقط، عشية ظهور تفاصيل الخطة التي شكلت تربة خصبة للأخبار والتسريبات والشائعات تارة ولممارسة الضغوط على الفلسطينيين والأردنيين تارة أخرى، في موازاة أحاديث وتصريحات ملكية كررت أكثر من مرة الموقف الأردني من أي تسوية، فقد قال الملك باختصار شديد “موقفنا معروف جدا: كلا… واضح جدا للجميع”. من جانبه، أكد وزير الخارجية السابق مروان المعشر أن “إسرائيل والولايات المتحدة لا تريدان دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة، ولا ترغب إسرائيل في استمرار وجود أغلبية فلسطينية داخل الأراضي التي تسيطر عليها”.

 

نتنياهو وغانتس إلى واشنطن لبحث خطة السلام الأميركية المرتقبة وقائد المستوطنين غادر لإقناع الأميركيين بإسقاط بند «الدولة الفلسطينية»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

في الوقت الذي يسعى فيه غالبية السياسيين الإسرائيليين، من اليمين، ومن اليسار، لتأجيل البحث في «صفقة القرن» إلى ما بعد الانتخابات، وإعلان الجيش الإسرائيلي حالة استنفار لمواجهة المعارضة الفلسطينية لها، غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من مطار «بن غوريون»، بعد ظهر أمس الأحد، متوجهاً إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترمب، والتباحث معه حول الصفقة، وقال على باب طائرته في المطار: «سأذهب للقاء الرئيس ترمب، وسنصنع التاريخ سوياً». وأضاف نتنياهو: «قبل خمس سنوات سافرت إلى واشنطن، لأني كنت مضطراً يومها لمواجهة خطة (الاتفاق النووي مع إيران) طرحها رئيس أميركي (باراك أوباما)، واعتقدت أنها تعرّض أكثر المصالح الحيوية لإسرائيل، وحقيقة وجودها، للخطر. أما اليوم، فإنني أسافر إلى واشنطن للوقوف بجانب رئيس أميركي، يطرح خطة (صفقة القرن)، التي أعتقد أنها تعزز مصالحنا الأكثر حيوية».

كان المسؤولون الإسرائيليون في أحزاب اليمين الحاكم والمعارضة قد دخلوا في حملة مواجهات وصدامات سياسية ضد بعضهم البعض، بسبب قرار الإدارة الأميركية كشف تفاصيل خطتها لتسوية الصراع في الشرق الأوسط، المعروفة باسم «صفقة القرن»، الأسبوع الحالي. واعتبرتها المعارضة، وبعض قوى الائتلاف الحاكم أيضاً، «تدخلاً في الانتخابات الإسرائيلية لصالح نتنياهو». وقال النائب أيلان فيلان، وهو قائد في حزب «ميرتس»، إنها جاءت «لإنقاذ نتنياهو من مأزقه الانتخابي ومأزقه القضائي الناجم عن لوائح الاتهام بثلاث قضايا فساد كبرى». وأجمع السياسيون والمعلقون على أن دعوة بيني غانتس، رئيس المعارضة، إلى جانب نتنياهو، تهدف إلى المساس بهيبته، ومكانته، وإظهار تفوق نتنياهو عليه. وبناء عليه، طلب غانتس من الأميركيين ألا يلتقي الرئيس ترمب سوية مع نتنياهو، حتى لا يظهر الأمر تحيزاً منهم لصالحه. وطلب أن يلتقيهما الرئيس كلاً على حدة. فوافق الأميركيون على ذلك، لكنهم ميزوا لصالح نتنياهو بطريقة أخرى، إذ رتبوا له لقاءين مع ترمب. وهكذا، سيلتقي ترمب مع نتنياهو وغانتس، اليوم الاثنين، كل على حدة، ويلتقي مرة أخرى مع نتنياهو غداً الثلاثاء.

وقد سافر نتنياهو برفقة وزير السياحة في حكومته، يريف لفين، وعين مكانه لينوب عنه خلال غيابه، وزير الخارجية يسرائيل كاتس. أما غانتس فسافر مع وفد من المساعدين المهنيين، في مقدمتهم قائد سلاح الطيران الأسبق في الجيش الإسرائيلي، اللواء في الاحتياط أمير إيشيل، وهو رئيس سابق لقسم التخطيط في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وانضم في الشهر الماضي مستشاراً لغانتس حول «صفقة القرن» ومبعوثاً له للتنسيق مع المسؤولين الأميركيين، كما انضم إليه أيضاً عضو الفريق الاستراتيجي لتحالف «كحول لفان»، يورام تربوبيتش، ورئيسة طاقم التحالف، معيان كوهين يسرئيلي. وقال غانتس، في مؤتمر صحافي، عشية سفره، إن «خطة ترمب سيتم إدراجها خطوة جوهرية وحجر أساس باعتبارها علامة فارقة تحدد كيف يمكن للأطراف المختلفة المتنازعة في الشرق الأوسط المضي قدماً مع الخطة، والتوصل لاتفاق إقليمي وتاريخي». وبسؤاله عما إذا كان على استعداد لمناقشة الخطة الآن، أو تأجيل مناقشتها ما بعد انتخابات الكنيست، قال غانتس، «سنسافر إلى واشنطن للقاء الرئيس ترمب. سوف نسمع منه عن الخطة، ونتبادل معه الأفكار، ولكن ما يجري داخل غرفة الاجتماع سنتركه في الغرفة». وعلق غانتس على الاتهامات في المعارضة بأن الرئيس ترمب قصد دعم نتنياهو ضده، فقال: «الخطة التي كان نتنياهو شريكاً فيها، ستستمر في إحداث نقاشات وانقسامات داخلية كبيرة ومؤلمة بيننا، لكنني أتعهد بتقليل الخلاف إلى الحد الأدنى. وسأعمل على جعل الخطوط العريضة فيها أساساً للتقدم نحو تسوية متفق عليها مع الفلسطينيين، مع مواصلة الشراكة الاستراتيجية مع الأردن ومصر ودول أخرى في المنطقة». وكشف غانتس أنه يقيم اتصالات مع واشنطن منذ عدة شهور حول الصفقة.

واعتبر نتنياهو، من جهته، «صفقة القرن»، «فرصة لن تعود بالنسبة إلى إسرائيل». وقال، في تصريحات صحافية أدلى بها عشية زيارته إلى واشنطن، «فرصة مثل هذه تحدث مرة واحدة في التاريخ، ولا يجوز تفويتها. لدينا اليوم في البيت الأبيض صديق لإسرائيل أكبر من أي وقت مضى، ولذلك لدينا اليوم فرصة أكبر من أي وقت مضى». وأضاف نتنياهو، مظهراً عظم مساهمته في بلورة الخطة، «منذ 3 سنوات وأنا أدير محادثات مع الرئيس ترمب حول احتياجاتنا الأمنية والوطنية الأكثر حيوية، التي يجب شملها في أي تسوية سياسية. لقيت آذاناً صاغية في البيت الأبيض لتلك الاحتياجات، ولذا إنني مليء بالأمل بأننا نقف على حافة لحظة فارقة في تاريخ دولتنا. وأنا أغادر البلاد إلى واشنطن، وأحس بأنني أحمل رسالة كبيرة ومسؤولية كبيرة وفرصة كبيرة لن تعود، وذلك من أجل ضمان مستقبل إسرائيل». كان أحد المقربين من ترمب في قيادة الحركة الإنجيلية الصهيونية في الولايات المتحدة، د. مايك إيفنس، قد كشف أن ترمب يرمي إلى إقامة حكومة وحدة في إسرائيل تضم كلاً من غانتس ونتنياهو معاً. من جهة أخرى، كُشف النقاب عن أن رئيس مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، داني دجان، سافر أمس هو أيضاً إلى واشنطن للقاء قوى يمينية مؤثرة في إدارة ترمب وقاعدته اليمينية، حتى يسقط بند الدولة الفلسطينية من الصفقة، قبل نشرها.

 

تلويح فلسطيني بحل {السلطة} رداً على الخطة الأميركية للسلام

هنية: جاهز للقاء عاجل مع فتح لمواجهة مؤامرة {صفقة القرن}

رام الله: «الشرق الأوسط» غزة/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

لوح ناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، أمس الأحد، بحل السلطة الفلسطينية، رداً على الخطة الأميركية المرتقبة للسلام مع إسرائيل، المعروفة باسم «صفقة القرن». وصرح نبيل أبو ردينة، للإذاعة الفلسطينية الرسمية، بأن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعات داخلية على كافة المستويات، لبحث الموقف عند طرح «صفقة القرن» الأميركية. وقال إنه سيتم بحث كافة الخيارات، بما فيها مصير ومستقبل السلطة الفلسطينية، على أن يكون أي قرار متخذ مدعوماً عربياً ودولياً لرفض أي استهداف للحقوق الفلسطينية. وحذَّر أبو ردينة أي جهة مع التعاطي مع الخطة الأميركية «لما تحمله من إلغاء لملفات القدس واللاجئين والحقوق الثابتة للفلسطينيين، والانتباه للتداعيات الخطيرة التي ستحل على المنطقة بأسرها». من جهته، صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، بأنه لن يتم الاعتراف فلسطينياً بأي مشروع يستبعد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحل ملفات اللاجئين والمستوطنات والحدود.

واعتبر مجدلاني، في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية، أن الإعلان المرتقب عن «صفقة القرن» له وظيفة سياسية في هذا التوقيت، وهي خدمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقررة في مارس (آذار) المقبل. وأضاف أن «الجديد في الموضوع هو محاولة لترسيم هذا المشروع التصفوي، بصيغة تظهر كأن الوضع النهائي سيتم ترسيمه بمعزل عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني». وطالب المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي والدول العربية بـ«التمسك بقرارات الشرعية والقانون الدوليين؛ لأن الهدف من هذا المشروع التصفوي هو خلق مرجعية بديلة عنهم».

إلى ذلك، جدَّد المجلس الوطني الفلسطيني رفضه القاطع لأي خطط، أو مشروعات صفقات، أو محاولات للمس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، التي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وكفلتها مبادئ وأحكام القانون الدولي.

وطالب المجلس الوطني - في بيان صحافي صدر عنه أمس الأحد، ونقلته وكالة «وفا» الفلسطينية - الدول العربية والإسلامية، وبرلماناتها، والاتحاد البرلماني العربي، والبرلمان العربي، والاتحاد البرلماني الإسلامي، بالتمسك والالتزام بما أقرته القمم العربية والإسلامية المتتالية، واتخاذ القرارات والخطوات الكافية، لرفض ومواجهة أي إعلان أو خطة أو مشروع ينتهك الحقوق الفلسطينية، في تقرير المصير، والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ناجزة السيادة وعاصمتها مدينة القدس، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. كما طالب الاتحادات البرلمانية الدولية والإقليمية بإعلان موقفها الرافض لمحاولات المس بحقوق الشعب الفلسطيني، في الحرية والاستقلال والعيش بدولته المستقلة كباقي شعوب الأرض، واتخاذ الإجراءات العملية لمساندة الشعب الفلسطيني، في دفاعه عن حقه في تقرير مصيره على أرضه. ودعا البيان الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياته التي نص عليها الميثاق، في الدفاع عن قرارات المؤسسة الأممية، واتخاذ الإجراءات القانونية، لمساءلة كل من ينتهك هذه القرارات، ومن يسعى لتدمير أي إمكانية لإحلال السلام في المنطقة، وزرع مسببات الفوضى وعدم الاستقرار فيها، وتعريض الأمن والسلم الدوليين للخطر. من ناحية ثانية أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، أمس الأحد، جاهزيته للقاء عاجل مع حركة فتح لبحث «مواجهة» صفقة القرن الأميركية للسلام مع إسرائيل. وقال هنية في بيان: «إن فلسطين وطننا وأرضنا، وهي درة الأمة الثمينة غير قابلة للمساومة أو البيع والشراء، وإننا نعلن بوضوح رفض مؤامرة صفقة القرن واعتبارها معركة التراجع فيها حرام علينا». وأضاف: «إننا جاهزون للقاء عاجل مع الإخوة في حركة فتح وجميع الفصائل في القاهرة لنرسم طريقنا ونملك زمام أمرنا، ونتوحد في خندق الدفاع عن قدسنا وحرمنا وحرماتنا، ولنعلنها مدوية أن الصفقة لن تمر، وستسقط الهجمة الاستعمارية الجديدة، وسينتصر الوطن ويندحر الغزاة».

 

بن علوي يلتقي ظريف للمرة الرابعة خلال شهر

الدمام: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

أجرى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، أمس الأحد، مباحثات في العاصمة الإيرانية طهران، مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في زيارة هي الثالثة له خلال الشهر الجاري، ورابع لقاء بين الوزيرين، من المتوقع أن يكون محورها جهود الوساطة العُمانية بين واشنطن وطهران. وكان بن علوي توقف في طهران عقب مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس السويسرية، الذي شهد حضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حين ألغى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف مشاركته فيه عقب تغيير المنظمين جدول أعماله. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية ظريف بحث مع نظيره العُماني «التعاون الثنائي في مضيق هرمز وشددا على رغبة بلديهما... في ضمان الأمن البحري وأمن الطاقة للجميع». وأضافت الخارجية أن الوزيرين «أكدا على إرادة بلديهما في مواصلة التعاون والمشاورات بهدف ضمان أمن الملاحة البحرية وأمن الطاقة للجميع»، لافتة إلى أن الجانبين دعوا «بقية الأطراف إلى لعب دور إيجابي في هذا الشأن».

في حين أفادت وزارة الخارجية العمانية بأن مباحثات بن علوي وظريف تشمل «العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، وعلى وجه الخصوص أمن الملاحة في مضيق هرمز». وكان بن علوي قام بزيارة لإيران يوم الثلاثاء الماضي، كما سبق له قبل أسبوعين أن قام بزيارة للعاصمة الإيرانية للمشاركة في منتدى طهران للحوار. كما التقى ظريف في مسقط نظيره العماني في 17 يناير (كانون الثاني) الجاري، خلال توقفه في مسقط أثناء عودته إلى إيران من نيودلهي، التي زارها للمشاركة في منتدى «رايسينا» الدولي. وخلال مشاركة بن علوي في منتدى «حوار طهران»، الذي انعقد في السابع من الشهر الجاري أجرى الوزير العماني جولة مباحثات مع القادة الإيرانيين، تركزت على جهود خفض التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد. ويرجح مراقبون أن تكون الدبلوماسية العُمانية التي نشطت بوتيرة متصاعدة مؤخراً، تسعى لمدّ جسور التواصل بين إيران والولايات المتحدة، وهما الدولتان اللتان دأبتا على إقامة جولات حوار غير معلنة عبر وسطاء عُمانيين، كما لعبت مسقط دورا محوريا في تسهيل المحادثات مع الولايات المتحدة قادت إلى إبرام الاتفاق حول النووي الإيراني عام 2016. وقد تصاعدت التوترات في المنطقة خاصة بين طهران وواشنطن عقب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد بقصف لطائرة مسيرة أميركية في 3 يناير (كانون الثاني) الجاري. وردت إيران على الاغتيال بعد أيام عبر إطلاق صواريخ استهدفت قوات أميركية موجودة في العراق. وخلال منتدى «دافوس» الاقتصادي تبادل الرئيس الأميركي ترمب ووزير الخارجية الإيراني ظريف المواقف بشأن استئناف المفاوضات بين البلدين، حيث علّق ترمب على تصريح للوزير ظريف أدلى به لصحيفة «شبيغل الألمانية»، بشأن إمكانية استئناف المحادثات مع الجانب الأميركي بعد مقتل سليماني، إذا التزمت واشنطن برفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، وردّ ترمب على تلك التصريحات بالرفض.

 

تقرير أميركي: روحاني هدد بالاستقالة إذا لم يعترف «الحرس» بإسقاط الطائرة الأوكرانية

لندن - نيويورك: /الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريراً مطولاً عن حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية فوق طهران في وقت سابق من هذا الشهر، كاشفة عن أن المسؤولين العسكريين الإيرانيين كانوا يعرفون أنهم هم من أسقطوا الطائرة التي كان على متنها 176 شخصاً، في وقت كانت فيه الحكومة تصدر بيانات كاذبة تنفي فيها أي مسؤولية عن الحادثة. وأوردت الصحيفة أن الرئيس حسن روحاني هدد بالاستقالة إذا لم يقرّ «الحرس الثوري» بمسؤوليته عن الكارثة. ووقعت الحادثة بعد وقت قليل من إطلاق «الحرس الثوري» صواريخ باليستية على قاعدتين ينتشر فيهما جنود أميركيون بالعراق، في إطار الثأر من قتل الجنرال قاسم سليماني في بغداد، وفي ظل مخاوف إيرانية من رد أميركي بالمثل. وبعد أيام من النفي، أقر «الحرس الثوري» بأن أحد عناصره أطلق خطأ صواريخ على الطائرة المدنية الأوكرانية. وأشار تقرير «نيويورك تايمز» إلى أن ضابطاً في «الحرس الثوري» حاول الاتصال بقيادته من أجل أخذ إذن بإطلاق النار على الطائرة الأوكرانية المشتبه بها، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى القيادة، فأطلق صاروخاً مضاداً للطائرات، ثم أطلق صاروخاً ثانياً. وأضافت أن القادة الكبار في «الحرس الثوري» عرفوا بعد دقائق فقط بما حدث، لكنهم باشروا محاولة للتستر على الحقيقة، ورفضوا أن يبلغوا الرئيس روحاني الذي كانت حكومته تنفي علناً ضلوع إيران في الحادثة. وتابعت الصحيفة الأميركية أن روحاني أعطاهم، بعدما أبلغوه بما حدث، مهلة وتحذيراً ينص على أن يقولوا الحقيقة وإلا فإنه سيستقيل. وتابعت أن المرشد الأعلى علي خامنئي تدخل هنا، بعد 72 ساعة من الحادثة، وأمر الحكومة بالاعتراف بالمسؤولية عن الخطأ المميت.

وطلبت إيران في 21 يناير (كانون الثاني) الحالي أجهزة من السلطات الأميركية والفرنسية حتى يتسنى لها تفريغ محتويات صندوقي الطائرة الأوكرانية الأسودين، وهو طلب يزيد الإحباط العالمي من رفض إيران إرسال الصندوقين إلى الخارج لتحليل بياناتهما، حسبما أشارت وكالة «رويترز».وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي فقدت بلاده 57 من رعاياها في الحادث، إنه ليس لدى إيران القدرة على قراءة بيانات الصندوقين، وطالبها بإرسالهما لفرنسا. ودعت أوكرانيا إيران مراراً إلى إعادة الصندوقين الأسودين لـ«طائرة الخطوط الدولية الأوكرانية»، وهي أميركية الصنع ومن طراز «بوينغ 737»، والتي قالت طهران إنها أسقطتها بطريق الخطأ في 8 يناير الحالي. ولفتت «رويترز» إلى أنه صدرت عن إيران إشارات متضاربة بشأن ما إذا كانت سترسل الصندوقين الأسودين للخارج. وسيزيد أي تأخير آخر في إرسال الصندوقين للخارج من الضغوط الدولية على إيران التي قال جيشها إنه أسقط الطائرة دون قصد وسط حالة من التأهب في البلاد بعد ضربة إيرانية استهدفت قوات أميركية رداً على هجوم أميركي أسفر عن مقتل قائد «فليق القدس» في «الحرس الثوري» قاسم سليماني. وظلت إيران لأيام تنفي دورها في إسقاط الطائرة وشهدت احتجاجات في الشوارع نتيجة لذلك. وقالت هيئة الطيران المدني الإيرانية في ثاني تقاريرها الأولية عن الكارثة: «إذا توافرت الإمدادات والأجهزة الملائمة فمن الممكن استخراج المعلومات وإعادة بنائها خلال فترة قصيرة». وقالت إنها أرسلت قائمة بالأجهزة التي تحتاجها إيران إلى «المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل» و«مكتب تحقيقات سلامة الطيران المدني في فرنسا (بي إي إيه)». وقالت الهيئة: «حتى الآن، لم يصدر عن هذين البلدين رد إيجابي على إرسال الأجهزة»، مضيفة أن صاروخين سطح - جو من طراز «تور - إم1» انطلقا بعد دقائق من إقلاع الطائرة الأوكرانية من طهران. وأشارت الهيئة إلى أنها لا تملك الأجهزة المطلوبة لتفريغ البيانات من ذلك النوع من الصناديق الخاصة بالطائرة المنكوبة. وقال ترودو إنه يتعين تفريغ البيانات على الفور. وقال خلال مؤتمر صحافي في وينيبيغ في مانيتوبا: «هناك حاجة لوجود خبراء مؤهلين لإنجاز ذلك، لكن الأمر متعلق أيضاً بتوافر التكنولوجيا والمعدات اللازمة، وهذا ليس متاحاً في إيران». وأضاف ترودو: «هناك توافق واسع النطاق في المجتمع الدولي على أن فرنسا ستكون المكان الأمثل لإرسال الصندوقين... ونحن سنواصل الضغط على إيران لتفعل ذلك فحسب». كما قال ترودو إن رفض إيران الاعتراف بحاملي الجنسية المزدوجة «يشكل تحدياً لجهود مساعدة ودعم أسر الضحايا الكنديين؛ إذ لدى كثيرين منهم صلات وثيقة بإيران». وتواجه إيران منذ سنوات عقوبات أميركية تقيد قدرتها على شراء طائرات حديثة ومنتجات مزودة بتكنولوجيا أميركية، حسبما جاء في تقرير لوكالة «رويترز». وكثير من طائرات الركاب المستخدمة في إيران يعمل منذ عقود.

 

تغريدة ترمب تؤجج انتقادات إيرانية ضد ظريف وواشنطن لن ترفع العقوبات من أجل التفاوض مع طهران

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

أججت تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حول رفضه رفع العقوبات عن إيران قبل التفاوض، انتقادات داخلية ضد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعدما صرح لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، بأنه لم يستبعد التفاوض مع واشنطن إذا رفعت العقوبات عن طهران حتى بعد مقتل قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني. وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة نشرها في وقت متأخر من السبت، بالإنجليزية ولاحقاً بالفارسية، أن «وزير الخارجية الإيراني يقول إن إيران ترغب في التفاوض مع الولايات المتحدة لكنها تريد رفع العقوبات... لا شكراً!». ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، بنشر مقتطف من مقابلة «دير شبيغل» التي نشرت الجمعة، قال فيه إن إيران لا تزال منفتحة على المفاوضات مع أميركا إذا غيرت مسارها ورفعت العقوبات. وعلق ظريف أمس على المقتطف بتغريدة قال فيها: «سيكون من الأفضل لدونالد ترمب أن يبني بياناته وقراراته المتعلقة بالسياسة الخارجية على الحقائق وليس على عناوين أخبار (فوكس نيوز) أو ما يقوله مترجموه باللغة الفارسية»؛ بحسب «رويترز». ووصلت درجة التوتر بين إيران والولايات المتحدة لأعلى مستوياتها في عقود بعد أن قتلت واشنطن قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة في بغداد في 3 يناير (كانون الثاني) الحالي، مما دفع إيران لإطلاق صواريخ على قواعد في العراق تضم قوات أميركية بعد أيام. وكان التوتر يتصاعد بالفعل بين الدولتين منذ أن أعلن ترمب في 2018 انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى العالمية في عام 2015، وأعاد فرض العقوبات التي قلصت صادرات النفط بشدة وأضعفت الاقتصاد الإيراني. وكان ظريف قد قال لمجلة «دير شبيغل»: «ما زلنا عند طاولة المفاوضات. إنهم من ترك الطاولة».

وفي جزء من تصريحاته؛ كرر ظريف حرفياً ما ورد على لسان قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي الأسبوع الماضي حول أن سليماني بعد مقتله «سيكون أكثر فاعلية من سليماني الحي». وقال ظريف إن «الضرر الذي ألحقناه بالولايات المتحدة كبير، لأنه بكل قوتها العسكرية، لم تستطع منع الصواريخ من الوصول إلى قاعدتها». وتابع: «اغتيال سليماني هو بداية نهاية الوجود الأميركي؛ بالتأكيد في العراق، ولكن أيضاً في أماكن أخرى بالمنطقة. قد لا يكون غداً، ولكن لدينا آلاف السنين من التاريخ، لذلك لسنا في عجلة من أمرنا». وقال ظريف إن الرئيس الإيراني حسن روحاني «قد أعلن سلسلة من الإجراءات في حال إعادة فرض العقوبات الأممية» على إيران، وذلك بعدما ضغطت بريطانيا وفرنسا وألمانيا على طهران بتفعيل «آلية فض النزاع» في الاتفاق النووي لإجبارها على الوفاء بالتزاماتها، ومع ذلك؛ نفى توجه بلاده لصنع قنبلة نووية، قائلاً: «قرارنا بعدم صنع قنبلة لا ينبع من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وهو مستمد من قناعاتنا الأخلاقية والاستراتيجية». وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل؛ الذي يتولى مهمّة عقد اجتماعات بموجب «آلية فض النزاع»، قد دعا الجمعة الماضي إلى محادثات جديدة، في فبراير (شباط) المقبل. وقال بوريل: «رغم اختلاف وجهات النظر بشأن الصيغ، فإن هناك اتفاقاً على الحاجة لمزيد من الوقت بسبب مدى تعقيد المسائل المرتبطة (بالملف). لذا، تم تمديد الإطار الزمني». ورغم تهديد ظريف بانسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، فإن تصريحاته حول استعداد طهران للتفاوض إذا رفعت العقوبات الأميركية، حتى بعد مقتل سليماني، أثارت انتقادات داخلية.

وهاجمت صحيفة «كيهان» المقربة من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي تصريحات ظريف للمجلة الألمانية حول إمكانية التفاوض بين طهران وواشنطن حتى بعد مقتل سليماني. وكتب رئيس تحرير الصحيفة حسين شريعتمداري تحت عنوان: «وزير خارجية أي إيران؟» أن «ترمب أمر شخصياً باغتيال الجنرال سليماني»، وقال: «ماذا يريد السيد ظريف من التفاوض مع قاتل الجنرال سليماني؟ أليست تصريحاته تجاهلاً لدماء سليماني ورفاقه». وشكك أيضاً في أن يكون ظريف «يعبّر عن رأي الإيرانيين الذين نزلوا بالملايين في إيران والمدن الأخرى من العالم للمطالبة بالانتقام لمقتل سليماني».

ومن هذا المنطلق، خاطب شريعتمداري وزير الخارجية الإيراني قائلاً: «عندما تتعارض وجهات نظرك مع رأي كل الإيرانيين؛ فوزير خارجية أي إيران أنت؟».

وافترض شريعتمداري أن يوافق ترمب على فرض العقوبات للتفاوض مع إيران، متسائلاً: «حول أي موضوع أو قضية تريد التفاوض؟ لقد أعلنت أميركا مئات المرات أنها تريد توقف الصناعة الصاروخية، والكفّ عن دعم جبهة المقاومة». وأشار إلى تفاخر ظريف في لقاء تلفزيوني بعلاقاته مع سليماني. وقال: «ألم يكن دعم جبهة المقاومة والجهود المتواصلة لدعم القدرات العسكرية والصناعات الصاروخية، من أبرز خصائص سليماني». وبعد 8 فرضيات وضعها شريعتمداري في انتقاداته لظريف، قال إن التفاوض مع واشنطن «رغم التخلي عن العهود و(...) سُمٌ مهلك». وأضاف: «أميركا حاولت أن يصدر صوت مختلف ومغاير لصوت الثورة. ومع الأسف، ظريف بتصريحاته منح الأعداء هذه الفرصة دون أن يعلم». ورفضت وكالة «إرنا» الرسمية، التي تعبّر عن رأي الحكومة، الانتقادات الموجهة لحوار ظريف مع «دير شبيغل». واتهمت خصوم الحكومة بأنهم «تجاهلوا أجزاءً من تصريحاته، وركزوا على ما قاله عن المفاوضات بحكم دوره الدبلوماسي». وقالت الوكالة إن الانتقادات لتصريحات ظريف «زادت بعد تغريدة ترمب»، واتهمت المنتقدين والمعارضين لظريف بأنهم «ضموا صوتهم» للرئيس الأميركي. ونقلت الوكالة ما قاله ظريف بالحرف عن المفاوضات. وأشارت إلى أن تلك التصريحات «تم تفسيرها بعناوين واهية». وانتقدت إطلاق حملة تتهم ظريف بـ«خيانة دماء سليماني» وتطالب بمساءلته في البرلمان. وأبدى مسؤول مكتب العلاقات العامة في مكتب الرئيس الإيراني، علي رضا مغزي، استغرابه وقلقه من «التشابه» بين سلوك ترمب وخصوم ظريف في الداخل الإيراني. ونقلت «إرنا» عن دياكو حسيني، عضو «مركز الأبحاث الاستراتيجية» في الرئاسة الإيرانية، أن «من يجب أن يستخلص العبر هو من يثق بتغريدة مضطرب نفسي أميركي أكثر من ردود وزير خارجيته التي حازت الاحترام العالمي». وأضاف: «...من تثير إعجابهم وتحتقرهم في الوقت نفسه، مفردات قاتل سليماني هذه هي نزعة التغريب (الانبهار بالغرب)».

وفي هذا الصدد، تشير وكالة «إرنا» إلى فرضيتين أساسيتين استند إليها خصوم ظريف، في تغريدة ترمب؛ الفرضية الأولى: أن ظريف تقدم بطلب للتفاوض مع أميركا. والفرضية الثانية: أن المفاوضات تم رفضها من قبل ترمب. والحصيلة لدى هؤلاء؛ بحسب الوكالة، هي «تضييع كرامة إيران ودماء سليماني».

وعلى طريقة «كيهان»، ردت «إرنا» بدورها بسبع فرضيات للدفاع عن أداء ظريف في الاتفاق النووي والسياسة الخارجية للرئيس الإيراني حسن روحاني وموقفه من التفاوض مع الإدارة الأميركية بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

وعملت «إرنا» على تفكيك خطاب ظريف في حواره مع «دير شبيغل» على ضوء دفاعها عن السياسة الخارجية الإيرانية.

أما في افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد» الإصلاحية، وتحت عنوان: «التهديد مقابل التهديد»، فدافع سفير إيران السابق لدى بريطانيا جلال ساداتيان، عن ظريف، قائلا إنه «يتعرض هذه الأيام لضغوط داخلية وخارجية»، مشيراً إلى أنه «يرى أن كل إنجازاته فقدت أثرها». ويتهم ساداتيان الدول الأوروبية بـ«تكرار ما تقوله أميركا» و«التنمر» على إيران. وأضاف: «(الأوروبيون) يريدون من جهة إجبار إيران على التنازل عن مواقفها؛ ومن جهة أخرى تفعيل (آلية فض النزاع)، فمن الطبيعي أن يكون غاضباً على الصعيد الشخصي ولسانه أكثر حدة من المعتاد». وعزا ساداتيان تهديد ظريف بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، إلى أنه «يرى كل شيء في الداخل ذهب أدارج الرياح، فهو لذلك نسي النبرة الدبلوماسية». ورأت الصحيفة أن الخطوة الأوروبية بتأجيل فترة «آلية فض النزاع»؛ «محاولة لشراء الوقت للحوار مع إيران وتشجيعها على العودة إلى طاولة المفاوضات، لكن هذه المفاوضات لن تحمل شيئاً لإيران. المفاوضات إلى أين؟ على ماذا؟». ويتابع المقال أن النبرة الحادة لظريف ربما تأتي في سياق التمهيد لمفاوضات جديدة. ومع ذلك؛ يقول كاتب المقال إن «البعض يقول إن تصريحات ظريف غير دبلوماسية. لا أريد الدفاع عنه، لكن أي إنسان بإمكانه التحكم بنفسه إلى حد ما». ويتساءل المقال في النهاية: «هل يمكن أن نقوم بعمل ما غير التهديد؟ هل يحدثنا الأوروبيون بغير لغة التهديد؟». وخلص المقال إلى أنه «عندما يهدد الأوروبيون؛ فنحن مضطرون إلى التحدث بطريقةٍ ما لكيلا يُعتقد أننا (مكتوفو الأيدي)». من جانب آخر؛ أشار إلى أن التهديدات الواردة على لسان ظريف «سببها الضغوط الداخلية والقرارات الشاملة للنظام».

 

العراق يستنكر استهداف السفارة الأميركية بصواريخ كاتيوشا

بغداد/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

عبرت وزارة الخارجية العراقية اليوم (الاثنين) عن رفضها القاطع واستنكارها للهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد بصواريخ كاتيوشا. وجاء في بيان صادر عن الوزارة: «في الوقت الذي تُشدّد فيه الوزارة عن استهجانها لهذا العمل العنفيّ المُدان قانوناً وعرفاً تُؤكّد أنّها حريصة أشدَّ الحرص على حفظ حرمة جميع البعثات الدبلوماسيّة العاملة في العراق؛ وذلك التزاماً ببُنود اتفاقـيّة فيينا لتنظيم العلاقات الدبلوماسيّة بين بلدان العالم، وحرصاً على العلاقات الثنائيّة، ورعاية للمصالح المُتبادلة للجميع». وأكد البيان أن «مثل هذه الأفعال لن تؤثر في مُستوى العلاقات الستراتيجيّة بين بغداد وواشنطن التي تشهد ارتقاءً على طريق تحقيق تطلعات الشعبين الصديقين، كما أنّ السلطات الأمنيّة المعنيّة قد شرعت في إجراءاتها التحقيقـيّة؛ للكشف عن الجُناة، وتقديمهم إلى العدالة؛ لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات؛ ممّا قد يجرّ العراق لأن يكون ساحة حرب لأطراف خارجيّة». وكانت الولايات المتّحدة قد دعت العراق إلى حماية المنشآت الدبلوماسيّة الأميركيّة، بعد أن طالت ثلاثة صواريخ السفارة الأميركيّة في بغداد. وقال متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة في بيان: «ندعو حكومة العراق إلى الوفاء بالتزاماتها لحماية منشآتنا الدبلوماسيّة». وأضاف: «منذ سبتمبر (أيلول) وقع أكثر من 14 هجوماً من جانب إيران والميليشيات المدعومة إيرانياً ضدّ موظّفين أميركيّين في العراق"، مشيراً إلى أن الوضع الأمني «لا يزال متوتّراً، وما زالت الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران تُشكّل تهديداً. لذلك، نبقى يقظين».

 

«طالبان»: الطائرة التي تحطمت في شرق أفغانستان أميركية و«تحمل ضباطاً كباراً»

كابل/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

أعلنت حركة «طالبان» أن الطائرة التي تحطمت في شرق أفغانستان اليوم (الاثنين) تابعة للقوات الأميركية، وذلك بعد ساعات من الحادث الذي وقع في منطقة خاضعة بشكل كبير لسيطرة المتمردين. وقال المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد في بيان إن «طائرة للمحتلين الأميركيين تحطمت في ولاية غزنة»، مضيفاً، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أن جميع أفراد الطاقم قُتلوا. بينما قال المتحدث باسم الحركة، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، إن «كل من كانوا على متن الطائرة قُتلوا وإن بينهم ضباطا كبارا». وتضاربت تصريحات المسؤولين الأفغان حول طبيعة حادث تحطم طائرة وقع في وقت سابق اليوم، ووصل الأمر إلى حد تشكيك البعض في وقوع حادث من الأساس. وقال المتحدث باسم وزارة النقل علي سينا سعيد إن الوزارة لم تسجل حادث تحطم لأي طائرة مدنية، كما لم تؤكد هيئة الطيران المدني وقوع حادث. ويُصر حاكم إقليم غزنة الأفغاني وحيد الله كليم زاي على أن طائرة سقطت في منطقة «ديه ياك» بالإقليم، مؤكداً بذلك صحة تقارير إعلامية أفادت بسقوط طائرة تابعة لشركة «أريانا» التي تملكها الدولة، وهو ما نفته الشركة نفسها.

 

تقرير: ترمب وصف قادة الجيش الأميركي بـ«الأطفال الأغبياء»

واشنطن/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب ذات مرة غرفة مليئة بكبار جنرالات أميركا بأنها «مجموعة من الأطفال الأغبياء»، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً. ووفقاً لمقتطفات من كتاب جديد أعده اثنان من مراسلي صحيفة «واشنطن بوست» فقد عُقد الاجتماع عام 2017 في قبو مبنى «البنتاغون» المعروف باسم «الدبابة»، وهي غرفة آمنة بلا نوافذ، بسبب مخاوف بين كبار قادة الجيش الأميركي من «فجوة في معرفة ترمب بالتاريخ، خصوصاً التحالفات الرئيسية التي تم تشكيلها بعد الحرب العالمية الثانية». وبعد الاجتماع الذي ناقش الأسس المنطقية للوجود العسكري الأميركي في الخارج، وأهمية التحالفات مثل «الناتو»، بحضور الجنرال جوزيف دانفورد الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الأميركية، أصبح ترمب محبطاً، وقال بعد أن اشتكى من أن الولايات المتحدة لم تكسب الحرب في أفغانستان رغم مرور 16 عاماً على بدايتها: «أنتم جميعاً خاسرون... لا تعرفون كيفية الفوز في الحروب بعد الآن». ثم واصل ترمب إهانة الأشخاص المسؤولين عن الجيش الأميركي، وقال «لن أذهب إلى الحرب معكم... أنتم مجموعة من الأطفال الأغبياء»، وفقاً لـ«واشنطن بوست». وحضر الاجتماع عدد من المسؤولين الذين تركوا الحكومة الأميركية، مثل وزير الدفاع السابق جيم ماتيس الذي استقال بعد ذلك بسبب «عدم تطابق رؤيته لإدارة السياسات الدفاعية مع قناعات الرئيس ترمب»، ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون الذي قام ترمب بإقالته. وترمب غير راضٍ عن أداء حلف «الناتو» وقرر تخفيض المساهمة الأميركية في ميزانيته. كما طالب مراراً الحلفاء فيه بزيادة إنفاقهم الدفاعي، وكثيراً ما انتقد بعض دول الحلف بسبب رفضها الامتثال لمطلبه.

 

هجمات إلكترونية لصالح تركيا استهدفت حكومات في أوروبا والشرق الأوسط

مصادر لـ«رويترز»: المتسللون هاجموا الحكومة اليونانية ومستشار الأمن القومي العراقي

أنقرة/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

قال ثلاثة مسؤولين أمنيين كبار في الغرب إن من المعتقد أن هجمات واسعة عبر الإنترنت استهدفت حكومات ومؤسسات أخرى في أوروبا والشرق الأوسط من تنفيذ متسللين يعملون لصالح الحكومة التركية. ووفقا لمراجعة أجرتها وكالة «رويترز» لسجلات الإنترنت العامة فقد اخترق متسللون 30 مؤسسة على الأقل منها وزارات وسفارات وأجهزة أمنية إضافة لشركات ومنظمات أخرى. وأظهرت السجلات أن من بين ضحايا تلك الهجمات خدمات البريد الإلكتروني لقبرص والحكومة اليونانية ومستشار الأمن القومي للحكومة العراقية. وتضمنت الهجمات اعتراض تدفقات البيانات على مواقع الجهات المستهدفة مما مكن المتسللين على الأرجح من الدخول بشكل غير مشروع لشبكات جهات حكومية ومؤسسات أخرى. ويقول مسؤولان بريطانيان وثالث أميركي إن تلك الأنشطة تحمل بصمات عملية تجسس إلكتروني مدعومة من دولة وتم تنفيذها لدعم المصالح التركية. وأضاف المسؤولون أن الاستنتاجات تعتمد على ثلاثة عناصر، هي هوية ومواقع الجهات المستهدفة، إذ شملت حكومات دول لها أهمية جيوسياسية لدى تركيا، وأوجه التشابه مع هجمات سابقة يقولون إنها استخدمت بنية تحتية مسجلة في تركيا، ومعلومات ضمن تقييمات سرية لأجهزة مخابرات رفضوا الإفصاح عن تفاصيلها. وأشار المسؤولون إلى أنه لم تتضح هوية الأفراد أو المؤسسات المسؤولة عن الهجمات، لكنهم يعتقدون أن موجات الهجمات الإلكترونية تلك على صلة ببعضها لأنها استخدمت نفس الخوادم أو بنية تحتية أخرى. وأحجمت وزارة الداخلية التركية عن التعليق. ولم يرد مسؤول تركي كبير بشكل مباشر على الأسئلة المتعلقة بتلك الهجمات، لكنه قال إن بلاده تعرضت هي الأخرى من قبل لهجمات تسلل إلكتروني متكررة. وقالت الحكومة القبرصية في بيان إن «الوكالات المعنية علمت على الفور بالهجمات وتحركت لاحتوائها... لن نعلق بالتفصيل لأسباب تتعلق بالأمن القومي». وقال مسؤولون في أثينا إنه ليس هناك ما يدل على أن أنظمة البريد الإلكتروني الحكومية تعرضت لأي خطر. ولم ترد الحكومة العراقية على طلبات للتعليق. ووفقا لسجلات الإنترنت العامة التي اطلعت عليها «رويترز»، فقد وقعت الهجمات الإلكترونية على قبرص واليونان والعراق في أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019. وقالت المصادر ومحققون يعملون بشكل مستقل في مجال أمن الإنترنت إن السلسة الأوسع نطاقا من الهجمات لا تزال مستمرة. وأظهرت السجلات أيضا أن هجمات التسلل والاختراق تتم منذ أوائل عام 2018 على الأقل. وقال المسؤولون الثلاثة ومسؤولان آخران في المخابرات الأميركية إنه على الرغم من أن هذا النوع من الهجمات التي تنفذ عن طريق التلاعب بنظام تعريف اسم نطاق الإنترنت (دي.إن.إس) شائع على مستوى أصغر إلا أن حجم تلك الهجمات أثار قلق أجهزة المخابرات الغربية. ويعتقد المسؤولون أن الهجمات ليست مرتبطة بحملة تسلل أخرى استخدمت الطريقة نفسها وتم اكتشافها في أواخر 2018. وقال جيمس شانك الباحث في (تيم سيمرو)، وهي شركة أمريكية لأمن الإنترنت أبلغت بعض من استهدفتهم تلك الهجمات، إن المتسللين نجحوا في اختراق مؤسسات تتحكم في نطاقات على أعلى مستوى. ووفقا لسجلات الإنترنت العامة استهدفت الهجمات أيضا المخابرات الألبانية ومنظمات مدنية داخل تركيا.

 

حضور أميركي رفيع في الخرطوم... ومطالب برفع السودان من قائمة «قيود السفر»

تيبور ناجي ودونالد بوث و4 نواب كونغرس التقوا حمدوك وناقشوا «التحويلات المصرفية»

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم حضوراً كبيراً لمسؤولين أميركيين رفيعين، في وقت تشهد فيه العلاقات انفراجاً كبيراً منذ انهيار نظام الرئيس المعزول عمر البشير في أبريل (نيسان) الماضي. وفيما تنتظر الخرطوم وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي تيبور ناجي، وجه 4 نواب من الكونغرس الأميركي، موجودون حالياً في الخرطوم، رسالة بتوقيعاتهم تطالب الرئيس دونالد ترمب بالتراجع عن عزمه إدراج السودان بين الدول الست التي يزعم فرض قيود سفر إضافية عليها. وعلمت «الشرق الأوسط»، أمس، أن تيبور الناجي سيصل الخرطوم اليوم لإجراء مباحثات مع مسؤولين سودانيين، وينتظر أن يعقد مؤتمراً صحافياً، يشارك فيه صحافيين من مختلف أنحاء العالم عبر الهاتف، عن زيارته التي استمرت زهاء أسبوعين لدول أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وكينيا وجنوب السودان، والتي يختمها بزيارته للسودان. ووزعت السفارة الأميركية رقاع الدعوة لسودانيين، بينهم صحافيون، لحفل استقبال تزمع عقده احتفاء بزيارة الناجي للخرطوم.

ومن جهتهم، قال 4 من نواب الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي إن عزم الرئيس ترمب على تطبيق عقوبة حظر السفر على السودان، من بين 6 دول، يرسل رسالة خاطئة للشعب السوداني، ويؤثر سلباً على الانتقال إلى الحكم المدني في البلاد.

وذكر النواب الأربعة وهم كارين, دانيال, باربرا, بارميلا جايابال, في رسالتهم للرئيس ترمب، التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، أن قيود السفر المزمع فرضها على السودان تبعث برسالة سلبية للحكومة السودانية والشعب السوداني والعالم، وأضافوا: «نشجع الإدارة الأميركية على استمرار دعم السودان باتجاه الحكم المدني والديمقراطية وتحقيق السلام».

وأشارت رسالة النواب إلى ما أطلقت عليه «التقدم الذي أحرزه السودان لتحقيق حكومة ديمقراطية، عقب إطاحة حكم الرئيس عمر البشير بثورة شعبية في أبريل (نيسان) 2019». وقال النواب إنهم «حالياً في السودان»، وتعرفوا عن قرب على ما اتخذته الحكومة الانتقالية لمواجهة سياسات نظام البشير، ووضعت خطط للإصلاح، وتابعوا: «السودان خطا خطوات مهمة لمكافحة الإرهاب، وتقييد حركة وتنقل الجهات النشطة والسيئة في مجال الإرهاب». وأشارت رسالة أعضاء الكونغرس إلى السياسات الأميركية الأخيرة تجاه السودان الهادفة لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، وقالت إن إضافة السودان لقائمة حظر السفر ترسل رسالة خاطئة تؤثر على توجهات الحكومة الانتقالية الهادفة لبناء نظام ديمقراطي، وتحقيق السلام في البلاد. وفي زيارتهم للخرطوم، أجرى نواب الكونغرس مباحثات مع مسؤولين سودانيين في الخرطوم، من بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي أطلعهم على التغييرات الجارية في السودان، إضافة إلى وزيرة الخارجية أسماء محمد عبد الله. ومن جهة أخرى، أوصلت الحكومة السودانية لمبعوث الرئيس الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث طلباً لإزالة العقبات التي تواجه التحويلات المصرفية في السودان بسبب العقوبات المفروضة عليه.

وقال بوث في لقاء جمعه بوزير المالية إبراهيم البدوي إن الإدارة الأميركية تدعم إنجاح مؤتمر المانحين المقرر عقده قبل منتصف العام الحالي في الكويت من قبل مجموعة «أصدقاء السودان»، وإنه يتطلع لرؤية الشركات الأميركية وهي تستثمر في السودان، لا سيما في مجال الطاقة والتعدين.

وطلب البدوي تعاون بوث من أجل إزالة عقبات التحويلات المصرفية التي أصبحت عائقاً رئيسياً أمام سودانيي المهجر، وقدم له شرحاً عن الإصلاحات الاقتصادية التي تضمنتها موازنة عام 2020، وجهود إصلاح الاقتصاد الهادفة لمعالجة اختلالاته الهيكلية، وتقليل حدة الفقر، والاستغلال الأمثل للموارد، لتحقيق التحول من اقتصاد استهلاكي إلى اقتصاد إنتاجي. كما التقى بوث وزير الطاقة والتعدين عادل علي إبراهيم، وبحث معه فرص الاستثمار في قطاع التعدين، والخارطة التعدينية في البلاد، ووجود المعادن، بما فيها الذهب، في أنحاء البلاد كافة. وقال بوث عقب اطلاعه على واقع وفرص الاستثمار في قطاع الطاقة والتعدين بالسودان: «آمل أن أرى الشركات الأميركية تدخل السودان للاستفادة من الفرص المتاحة، لا سيما قطاعي الطاقة والتعدين».

 

«داعش» يعلن بدء «مرحلة جديدة» تستهدف إسرائيل ودعا في تسجيل صوتي إلى إفشال «صفقة القرن»

لندن/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

أعلن تنظيم «داعش» عن بدء «مرحلة جديدة» تستهدف إسرائيل في تسجيل صوتي نُسب إلى المتحدث باسمه وتناقلته، اليوم (الاثنين)، حسابات متطرفة على تطبيق «تلغرام». وقال المتحدث أبو حمزة القرشي، في تسجيل مدته أكثر من 37 دقيقة، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، إن زعيم تنظيم «داعش» الجديد أبو إبراهيم الهاشمي القرشي «عزم على مرحلة جديدة ألا وهي قتال اليهود واسترداد ما سلبوه من المسلمين»، متعهداً بهجمات كبيرة «في قادم الأيام». ولم تتمكن الوكالة من التأكد من صحة التسجيل مباشرةً إلا أنه جرى نشره على حسابات تعود للتنظيم المتطرف على تطبيق «تلغرام». ودعا التنظيم المتطرف إلى إفشال «صفقة القرن» في إشارة إلى خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي من المفترض أن يعلن عنها قريباً الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن تنظيم «داعش» تعيين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي ليخلف زعيمه السابق أبو بكر البغدادي الذي قُتل في نهاية أكتوبر في عملية عسكرية أميركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وفقد التنظيم المتطرف العام الماضي المناطق التي سيطر عليها كافة في سوريا والعراق وطبّق فيها قواعده المتشددة، إلا أن خلاياه النائمة لا تزال ناشطة في البلدين، كما في دول أخرى في المنطقة العربية وفي أفريقيا وآسيا.

وتبنى التنظيم الذي استهدف دولاً عدة خلال السنوات الماضية، مرات معدودة هجمات في إسرائيل.

 

«الكوبرا» أم الخفاش... خلاف علمي بشأن مصدر «كورونا الجديد»

القاهرة: حازم بدر/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

حذّرت دراسة صينية لمعهد «ووهان» لعلم الفيروسات بالأكاديمية الصينية للعلوم، نشرتها دورية المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة الأميركية في شهر مارس (آذار) الماضي، من أن طائر الخفاش قد يكون مصدراً لفيروس جديد من فيروسات كورونا، بما يحدث «فاشية» أشبه بما حدث بسبب فيروس «سارس» ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS). وبعد عشرة شهور من هذا التحذير، يواجه العالم الآن «فاشية» جديدة بسبب فيروس كورونا، وكان المتهم الأول هو الخفاش. و«الفاشية» مصطلح في الوبائيات يشير إلى انتشار مرض معدٍ في عدة كائنات حية، في منطقة جغرافية محدودة، كما يمكن أن يشير بمعناه الأوسع إلى أوبئة تشمل مناطق واسعة أو بلدانا بأكملها أو إلى جوائح تنتشر في عدة قارات. وخلال العقدين الماضيين، تم التعرف على ثلاثة فيروسات تاجية حيوانية المنشأ، وكانت سببا في تفشي الأمراض على نطاق واسع، وهي متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (سارس)، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، ومتلازمة الإسهال الحاد في الخنازير (SADS). وظهر سارس، وميرس في عامي 2003 و2012 على التوالي، وتسببا في انتشار وباء عالمي أودى بحياة الآلاف من البشر، وضربت متلازمة الإسهال الحاد صناعة الخنازير عام 2017، وكان العامل المشترك بين هذه الفيروسات جميعا، أنها تسبب الأمراض للإنسان أو الماشية، وأن مصدرها جميعا هو الخفافيش، وكان اثنان منهما منشأهما الصين، وهو ما جعل خيار «الخفاش» هو الأقرب إلى الأذهان مع بدء ظهور فيروس كورونا الجديد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ولم يؤكد الخبراء بعد الأنواع الحيوانية التي مكنت الفيروس من الانتشار إلى البشر، ولكن «الخفاش» يعد قاسما مشتركا في كل الاحتمالات كفاعل أصلي أو كشريك في المشكلة. ويقول تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمجلة «بيزنس إنسيدر» في 24 يناير (كانون الثاني) الجاري، إن «العلماء في الصين قارنوا الكود الوراثي لفيروس كورونا الجديد بفيروسات كورونا الأخرى، ووجدوا أنه يشبه إلى حد كبير عينتين من فيروس كورونا الخفافيش». وقال الدكتور فنسنت مونستر، العالم في مختبرات «روكي ماونتين» بمدينة هاميلتون الأميركية في التقرير الذي نشرته المجلة: «هناك مؤشر على أنه فيروس خفاش، لأنه قادر على الطيران عبر النطاقات الجغرافية الكبيرة، لنقل الأمراض أثناء انتقاله، وهذا يجعله مضيفا مثاليا للفيروس». وأظهرت دراسة أجراها تحالف الصحة البيئية في أميركا ونشرتها دورية «المعاهد الوطنية للصحة» في يونيو (حزيران) من عام 2017، أن الخفافيش تحتوي على نسبة أعلى بكثير من الفيروسات الحيوانية المنشأ مقارنة بالثدييات الأخرى. وتباع الخفافيش في سوق «ووهان» المختصة ببيع حيوانات الحياة البرية في الصين، لذلك فإن أحد الاحتمالات هو أن خفافيش مصابة نقلت الفيروس إلى البشر ثم حدث له انتشار، لا سيما أن حساء الخفافيش يحظى بشعبية كبيرة في الصين. وذهبت مجموعة من العلماء الصينيين إلى وضع سيناريو آخر ليس ببعيد عن الخفاش، دخلت فيه «الكوبرا» الصينية كأحد المتهمين. ونشر علماء من قسم الأحياء الدقيقة بكلية العلوم الطبية الأساسية بجامعة بكين دراسة في مجلة «الفيروسات الطبية» يوم 22 يناير الجاري، ذهبت إلى أن مزيدا من التحليل الجيني أظهر أن اللبنات الجينية لفيروس كورونا الجديد، تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في الثعابين.

ويعتقد هؤلاء العلماء أن الفيروس الجديد يتكون من فيروس كورونا الموجود في الخفافيش، وفيروس كورونا آخر من أصل غير معروف، وأن الاثنين أنتجا فيروسا مختلفا داخل الكوبرا الصينية، التي نقلته إلى الخفافيش أثناء الهجوم عليها، ونقلته الخفافيش بدورها إلى البشر أثناء بيعها في سوق ووهان. وخطورة هذه الفيروسات أنها ليست مستوطنة في البشر، فليست كل الفيروسات التاجية مميتة، فالأنواع المستوطنة في البشر منها، والتي تسبب نزلات البرد الشائعة، غالباً ما تعتبر غير مهمة، ولكن الخطورة تأتي من الفيروسات ذات المصدر الحيواني.

 

تقرير: والدة ميغان ماركل لعبت دوراً كبيراً في «قرار التنحي»

لندن/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

قال مصدر مطلع إن دوريا راغلاند، والدة ميغان ماركل كان لها دور كبير في قرار ابنتها وزوجها الأمير البريطاني هاري بالتنحي عن مهامهما الملكية. وأوضح المصدر لصحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية أن راغلاند، البالغة من العمر 63 عاماً، كانت المؤثر «الصامت القوي» الذي شجع الزوجين على اتخاذ قرارهما الذي أثار ضجة كبيرة في بريطانيا، وأنها دائماً كانت تشجع هاري وميغان على تحقيق الاستقلال المادي. وقال المصدر المقرب من راغلاند: «هاري يلجأ إليها على وجه الخصوص للحصول على المشورة. إنها مثل الملكة، لا تشكو أبداً ولا تتحدث كثيراً، فهي شخص يقدر الخصوصية ولا يسعى إلى جذب الانتباه، وهذه أمور يقدرها الأمير هاري جداً». وأضاف المصدر: «لديها إيمان كبير وثقة بنفسها، وهي سمات نقلتها إلى ابنتها ميغان». يذكر أن راغلاند أمضت ستة أسابيع مع ميغان وهاري، في مقر فروغمور الملكي في وندسور بعد ولادة ابنهما آرتشي في مايو (أيار) الماضي. وقرر هاري وميغان هذا الشهر التنحي عن واجباتهما الملكية، وقضاء المزيد من الوقت في أميركا الشمالية وتحقيق الاستقلال المالي. ونتيجة لذلك، أعلن قصر باكنغهام أنهما لم يعودا عضوين عاملين في الأسرة الملكية ولن يستخدما لقبيهما الملكيين وسيشقان طريقهما في الحياة بشكل مستقل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معالجة الانهيار اللبناني

خيرالله خيرالله/العرب/28 كانون الثاني/2020

ليست هناك خيارات كثيرة أمام لبنان. الأكيد أن تشكيل حكومة على شكل الحكومة الحالية برئاسة حسّان دياب لن يؤدي إلى أي نتائج إيجابية خصوصا في غياب أي استيعاب لدى كبار المسؤولين الحاليين لخطورة ما يمرّ فيه البلد. لو كان هناك أي استيعاب، من أيّ نوع، لما يدور على أرض الواقع في لبنان والمنطقة، لما ذهب وزير الخارجية السابق، جبران باسيل، إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بتكليف من رئيس الجمهورية، ليقول كلاما يستدلّ منه أنّه لا يعرف شيئا عن أهمّية دافوس، ومستوى الكلام الذي يُفترض قوله في مثل هذا النوع من المنتديات.

كلّ ما في الأمر أن باسيل نسي أنّه في دافوس، وأنّه ليس أمام مجموعة من أنصاره العَوْنيّين (نسبة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون) في إحدى القرى اللبنانية حيث لا أسئلة ولا أجوبة ولا الحدّ الأدنى من الثقافة السياسية أو المعرفة البسيطة بما يدور خارج محيط القرية.

لا وجود لدى العَوْنيّين لأسئلة بديهية وفي غاية البساطة من نوع من تسبّب بأكبر هجرة مسيحية من لبنان في الأعوام 1988 و1989 و1990؟ ليس من الصعب الإجابة عن هذا السؤال. الصعب إقناع اللبنانيين بأنّ بلدهم في حاجة إلى سياسيين من نوع مختلف كلّيا ومن مستوى آخر. الحاجة إلى سياسيين واختصاصيين يعرفون الكثير عن الملفّات التي يتولون معالجتها. هل يجوز في بلد مثل لبنان فيه آلاف الشبان المتعلّمين من ذوي الاختصاصات أن يتحدّث نائب تابع لجبران باسيل في الشؤون الاقتصادية… أو أن ينظّر جبران باسيل في دافوس عن كيفية وجوب تفادي إثارة موضوع “حزب الله” الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني يتحكّم بتشكيل الحكومة اللبنانية؟

تكمن مشكلة هؤلاء المسؤولين في أنّهم لا يدركون معنى توقف المصارف اللبنانية عن إعادة أموال المودعين إلى أصحابها. هذا هو الانهيار الحقيقي للبنان، في وقت لم يعد يوجد فيه سوى مكان لسؤال واحد يصلح طرحه: هل من سبيل لمعالجة حال الانهيار؟ من لا يدرك أهمّية القطاع المصرفي بالنسبة إلى لبنان لا علاقة له من قريب أو بعيد بتاريخ البلد ومقومات بقائه!

لا تصلح حكومة حسّان دياب لمعالجة الانهيار بأيّ شكل. لا لشيء، سوى لأنّ الطرقات الوحيدة للملمة حال الانهيار هي الطريق العربية والطريق الأوروبية… والطريق الأميركية على وجه الخصوص.

عربيّا، لا رغبة لدى أي دولة قادرة بين دول الخليج في مساعدة لبنان. هناك مواجهة واضحة بين دول الخليج العربي من جهة، وإيران من جهة أخرى.

قرّر لبنان أن يكون تابعا لإيران وليس أمامه سوى دفع ثمن ذلك. يدفع حاليا لبنان ثمن اتفاق كنيسة مار مخايل الذي وقّعه ميشال عون مع حسن نصرالله في شباط – فبراير 2006، وذلك قبل حرب صيف تلك السنة التي افتعلها الحزب مع إسرائيل والتي كان من بين أهدافها التغطية على جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، وعلى الجرائم التي تلتها واستهدفت مجموعة من اللبنانيين الشرفاء حقّا من سمير قصير إلى محمّد شطح.

ساعد العرب، على رأسهم المملكة العربية السعودية، لبنان في كلّ وقت. ساعدوه أيضا بعد حرب صيف 2006. أعادت الأموال العربية بناء قسم كبير من الأبنية التي هدّمتها إسرائيل. ماذا كانت النتيجة مع مرور الوقت؟ كان أن تحوّل لبنان إلى قاعدة لنشاطات معادية لكلّ ما هو عربي في المنطقة، خصوصا بعدما انتهت حرب صيف العام 2006 بانتصار ساحق ماحق لـ”حزب الله” على لبنان واللبنانيين، وليس على إسرائيل في طبيعة الحال.

يُفترض بأيّ سياسي لبناني يمتلك ذَرّة من المنطق إدراك أنّ الخليج لا يمكن أن يقبل الوضع القائم في لبنان، حيث صار “حزب الله” يقرّر من هو رئيس الوزراء بعدما فرض مرشّحه رئيسا للجمهورية. ترافق ذلك مع تحوّل وزير الخارجية اللبناني السابق، أي جبران باسيل، إلى صوت إيران في مجلس جامعة الدول العربية. في ضوء هذه المعطيات ليس ما يدعو أهل الخليج إلى مساعدة لبنان. هذا واقع لا مفرّ من الاعتراف به. المؤسف أنّ الحكومة الحالية جاءت لتكريس هذا الواقع ليس إلا، خصوصا أنّ قبول حسّان دياب تشكيل حكومة يندرج في لعبة أقلّ ما يمكن قوله عنها إنّها لعبة تهميش السنّة في لبنان.

أوروبيّا، ليس هناك سوى لعبة وحيدة في المدينة. اسم هذه اللعبة نتائج مؤتمر “سيدر” الذي انعقد في باريس في 2018. لا بدّ من تكرار أن هذا المؤتمر أقرّ مساعدات للبنان شرط قيامه بالإصلاحات المطلوبة. لا يوجد في الحكومة من يستطيع القيام ولو بنصف إصلاح، خصوصا أنّها لا تستطيع أن تكون فريق عمل متجانسا يحظى بثقة المجتمع الدولي وقبله العربي. يمكن لأوروبا مساعدة لبنان ولديها مصلحة في ذلك. لكنّ هل لبنان مستعد لمساعدة نفسه؟

أميركيا، هناك تغيير كبير حصل. صحيح أنّ إدارة دونالد ترامب لم تحسم نهائيا بعد موقفها من دعم الجيش اللبناني وهي مستمرّة في مساعدته، لكنّ الصحيح أيضا أنّها جدّية في التعاطي مع إيران، كذلك مع النظام السوري. يبدو أن كبار المسؤولين الحاليين في لبنان لا يريدون السماع بتصفية قاسم سليماني ومعنى ذلك، إضافة إلى معنى زيادة العقوبات الأميركية على “الجمهورية الإسلامية”. لعلّ أكثر ما لا يريدون أخذ العلم به الأبعاد المترتبة على اعتماد الولايات المتحدة “قانون قيصر”. يفرض هذا القانون عقوبات في غاية الصرامة على النظام السوري الذي لن يجد رجاله أمامهم في مرحلة معيّنة سوى البحث عن طريقة ينقذ فيها كلّ واحد منهم جلده بنفسه! لا حاجة طبعا إلى تذكير أركان “عهد حزب الله” في لبنان بأنّهم لا يعرفون شيئا عن روسيا وعن حلفها مع إسرائيل وعن الصداقة بين بنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتين الذي كان في مقدّمة المدعوين إلى إسرائيل من أجل إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لسقوط معسكر أوشفيتز النازي في بولندا، حيث قضى مئات آلاف اليهود. لا يُعالج الانهيار بالكلام المضحك المبكي الذي سمعه اللبنانيون في دافوس على وقع الثورة الشعبية الحقيقية التي يشهدها لبنان. يحتاج لبنان في المرحلة الراهنة إلى مسؤولين من نوع آخر، ومن مستوى آخر، من أعلى الهرم إلى أسفله. الانهيار حصل. الأكيد أنّ العلاج لا يمكن أن يأتي على يد جماعة لا تعرف حتّى أبعاد ما يدور في المنطقة على أيّ صعيد كان، وما الموقف العربي والأوروبي والأميركي من لبنان…

 

بعد سليماني.. واشنطن تستفرد بإيران وتعزل أذرعها

علي الأمين/العرب/28 كانون الثاني/2020

انتفاضة لبنان فضحت عجز حزب الله

لا يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهتم بتجاوز الحكومة الإيرانية لملف اغتيال قاسم سليماني، فوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف أعلن، بوضوح، أن اغتيال واشنطن لسليماني لا يشكل حائلا دون إجراء حوار بين إيران وواشنطن. هذه الهدية الإيرانية رفضها ترامب وقال “شكرا”.

يأتي الموقف الإيراني ليؤكد أن إيران ليست في وارد التصعيد ضد واشنطن، بل يُظهر أن سيف العقوبات الأميركية جعل إيران في موقع حرج، وباتت الآمال الإيرانية باهتزاز الموقف الأميركي وتراجعه غائبة، بل بات الانتظار الرسمي الإيراني إلى حين الانتخابات الرئاسية الأميركية، أمرا محفوفاً بمخاطر جدية، ليس بسبب ترجيح فوز ترامب بولاية ثانية، بل في ظل تساؤلات حول قدرة الدولة الإيرانية على تحمل تبعات الانتظار حتى نهاية هذا العام.

مردُّ التضعضع الإيراني يكمن في التداعيات التي يشهدها النفوذ الإيراني في “دول الهلال” التي تباهت قيادات إيرانية بالتحكم والسيطرة عليها، وكان اغتيال قاسم سليماني مؤشرا على نهاية مرحلة من التناغم الميداني الإيراني – الأميركي في أكثر من ساحة عربية، وبداية مرحلة جديدة بشروط ومعايير مختلفة، الثابت فيها الانتهاء من الأذرع العسكرية التابعة لقيادة الحرس الثوري، التي أسسها سليماني، أو عزّز نفوذها ودورها وولاءها لإيران.

ومع الانتفاضة التي تفجرت في العراق ثم في لبنان، بدا واضحا أن النفوذ الإيراني في أهم قاعدتين لهذا النفوذ، عرضة للانهيار وليس للاهتزاز فحسب. فالأولويات التي برزت لدى الشعبين العراقي واللبناني، باتت مغايرة لكل ما قام النفوذ الإيراني عليه. أي أن سؤال الدولة ومرجعيتها وتقويض الثنائيات المتناسلة من الدولة والدويلة، هي أبرز مطالب المحتجين، فضلا عن الفساد الذي بات هدفا يسعى المحتجون لعزله وتهميشه، كانت أذرع إيران تغذيه وتعيش عليه لسنوات طويلة. على أن هاتين القاعدتين المهتزتين في العراق ولبنان، تنافسهما الساحة السورية التي تشهد حالة انكفاء إيراني في ظل تمدد روسي بات معنيا بضبط الحدود مع الجولان وإسرائيل، وبتغطية كل الضربات الأميركية أو الإسرائيلية على القواعد الإيرانية في سوريا. على وقع هذه التطورات تشكلت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب، وبرعاية حزب الله الذي يتحكم بقواعد سلوكها، لاسيما المتصلة بقضايا استراتيجية، لكن هذه الحكومة التي لم ترض الانتفاضة بسبب المحاصصة التي حكمت تأليفها وبسبب قفزها على مطالب المحتجين، تبدو في وضع لا تُحسد عليه، هذا إذا كانت فعلا معنية بإنقاذ لبنان من مأزقه المالي والاقتصادي ومن الانهيار الذي يطال بناه الاقتصادية، ذلك أن معظم الوزراء، إن لم يكن جميعهم، هم ممثلون لأطراف سياسية وحزبية قامت الانتفاضة ضدهم وضد منهجية الحكم التي أرسوها وأوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم. المعضلة التي يواجهها لبنان اليوم، هي حصيلة ما وصلت إليه الدولة في ظل سيطرة حزب الله كامتداد للنفوذ الإيراني. والمفارقة المؤلمة أن كل السياسات التي اعتمدها لبنان لاسيما في علاقاته العربية والدولية كان معيارها ما سماه حزب الله “الدولة المقاومة”، أو تلك الثلاثية المسماة “الجيش والشعب والمقاومة”. والكارثة أن لبنان تحول باسم هذه السياسة وبسببها إلى دولة ينخر مؤسساتها وسلطتها الفساد من جهة، ودولة لم يعد لها من خيار إلا الاستعطاء والتسكع على أعتاب الدول التي طالما كان يسميها حاملو لواء المقاومة والممانعة، دولا متآمرة أو استعمارية، أي تناصبها العداء ولا ترى ضيرا اليوم من استعطائها من جهة أخرى. لكن الأهم من كل ذلك أن نموذج الدولة المقاومة الذي أداره ورعاه حزب الله في لبنان ولا يزال، جعل من لبنان دولة ذات مؤسسات عاجزة ومجتمع منهك، وسلطة نهب معظم أركانها مال الدولة والناس، ودولة عاجزة أن تلبي بذاتها تمويل استيراد الحدّ الأدنى من مقومات الصمود، القمح والنفط والدواء، هذا الذي خلص إليه مشروع سلطة المقاومة في لبنان، وهو نموذج عاجز عن أن يصمد إزاء أي تحدّ حقيقي، إذ أن مئات آلاف الصواريخ التي طالما تباهى بها الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، عاجزة اليوم عن أن تحصّن لبنان ليس من أي خطر خارجي فحسب، بل هي عاجزة أيضا عن التصدي لاحتلال الفساد والنهب للدولة والمجتمع.

 

الحريري وجنبلاط وبرّي على الضفة: بانتظار جثة الحكومة

منير الربيع/المدن/28 كانون الثاني/2020

لم يكن خيار الرئيس سعد الحريري المشاركة في جلسة مجلس النواب لإقرار الموازنة العامة أمس الاثنين 27 كانون الثاني الجاري، أمراً سهلاً عليه وعلى كتلة وليد جنبلاط، اللقاء الديمقراطي.

بؤس المواقف

لقد رُجم الطرفان في بيئتيهما. وثمة من صوّب على المستقبل الذي كان جمهوره يشارك في التظاهر رفضاً للحكومة الجديدة والموازنة، بينما اختار هو المشاركة في الجلسة. وهناك من أضاء على ارتباك المستقبل في مواقفه: يلوم القوات اللبنانية على تصويتها ضد الموازنة التي أعدها الحريري، ليشارك نواب المستقبل في الجلسة النيابية ويصوتون ضد الموازنة نفسها. وفيما اتُّهمت القوات والثورة بتحركهما ضد الحريري حصراً، وتراجعهما بعد تكليف حسان دياب تشكيل الحكومة، قامت القوات بمقاطعة جلسة الموازنة، واستمرت التحركات في الشارع في محاولة لمنع النواب من الوصول، بينما حضر نواب المستقبل.

دعماً لبري

الانتقادات كلها جائزة في حق المستقبل وارتباكه، وحال الضياع التي يمرّ بها. وهذا ينعكس سلباً على وضعيتيه السياسية والشعبية. لكن الحريري شارك في جلسة الموازنة من باب محاولته حصر الخسائر، والحفاظ على حدّ أدنى من العلاقات والترابط السياسي مع كل من نبيه بري ووليد جنبلاط.

فمشاركة الحريري كانت غايتها دعم نبيه برّي والوقوف إلى جانبه، لتأمين انعقادها، فلا يتكرر سيناريو تطييرها، ويصبح موقع بري في المجلس مهدداً بالعرقلة والتعطيل. لا سيما أن لدى الحريري وجنبلاط قناعة أن برّي مستهدف من بعض القوى الأمنية - السياسية التي تريد إضعافه بعد إضعافهما وإبعادهما عن الحكومة. لذا، لا بد لهما من الوقوف إلى جانب بري، تحضيراً للمرحلة المقبلة.

نسيان باسيل

ستتركز جهود هذا الثلاثي في المرحلة المقبلة على تنسيق الجهود فيما بينهم لمواجهة الهجمة المرتدة التي يريد أن ينفذها فريق رئيس الجمهورية ضدهم. لديهم نقاط عديدة يمكنهم المراهنة عليها: أولها استبعادهم جبران باسيل كلياً عن خطاباتهم ومواجهاتهم السياسية. لأن أي مواجهة معه ستعيد تعويمه، فيما هو بعيد حالياً عن واجهة الأحداث. وهذا يعني أن أي تنسيق بينهم يجب ألا يقوم على قاعدة استفزاز الطرف الآخر أو استهدافه. بل عليهم المواجهة الهادئة والذكية، خصوصاً أن مقومات تفجير الحكومة من داخلها متوفرة، ومن دون الحاجة إلى تدخل أي طرف منهم.

حتى الانطفاء

لن يتحمل باسيل الغياب عن الواجهة السياسية. سيحاول حتماً استفزاز كثيرين ليعيد تعويم نفسه. صحيح أن حصته كبيرة في الحكومة. لكن أطراف كثيرة سواه عززت حضورها. وقد يبرز نجمها على حسابه. وهذا ما لا يحتمله. لذا سيلجأ إلى هجمات متعددة على خصومه خارج الحكومة، ليستدرجهم إلى الرد عليه، فيستعيد شعبيته وينتهز كل فرصة وثغرة للتسلل منها والعودة إلى المشهد. هنا تشير المعطيات إلى أن التيار العوني يتحضر في المرحلة المقبلة إلى إثارة بعض الملفات ليتهم الحريري ويصوّب عليه من باب الفساد. وقد بدأ بهذه الحملة عدد من النواب. والهدف من ذلك استدراج باسيل لمشكلة تأخذ طابعاً سنّياً - مسيحياً. والحملة ستتوسع لتشمل وليد جنبلاط ونبيه بري. ذلك لأن ما يريده باسيل هو أن يتكون تحالف بين الحريري وبري وجنبلاط، يتخذ طابعاً إسلامياً ضد العهد المسيحي القوي.

الحريري - القوات

لذلك، يمكن لهذا الثلاثي التعاطي بطريقة التفافية على ما ينصبه باسيل من أفخاخ، وترك الحكومة تتخبط بين مكوناتها، في صراعهم على مكامن قوتهم ونفوذهم فيها. كمحاولة البعض تطويق بري وفرنجية. وإشعال خلاف بين بري ورئيس الحكومة، وبين رئيس الحكومة وجبران باسيل.

أما دخول عناصر من خارج الحكومة في مواجهات معها، فسيعيد شدّ أواصر القوى المتجمّعة فيها. والمسألة الأهم لدى الحريري والمستقبل في هذه المرحلة، هي العمل على تراكم سياسي وتراكم شعبي، عبر الاستفادة من موقعه في المعارضة. هذا إلى جانب الإقلاع عن أي تفكير "صبياني" في العلاقة مع القوات اللبنانية، وعدم الاستمرار في معاداتها. على العكس من ذلك يجب على الحريري التركيز على إعادة نسج العلاقة الاجتماعية، قبل السياسية، مع القوات اللبنانية، لإحباط ما يسعى إليه باسيل: إظهار الصورة بأنها تحالف إسلامي في مواجهة المسيحيين.

 

خلافات أميركية وحملات لمنع المساعدات عن لبنان

سامي خليفة/المدن/28 كانون الثاني/2020

بينما يترقب اللبنانيون رد فعل الإدارة الأميركية على تشكيل حكومة حسان دياب، برزت بعض المواقف الرسمية الحذرة في واشنطن، التي دعت إلى انتظار البيان الحكومي وتوجهات لبنان الداخلية والحزمات الاقتصادية التي ستضعها الحكومة، وتصرفاتها، ليروا ما إذا كانت هذه الحكومة جادة حيال تطبيق الإصلاحات الاقتصادية. وخلف الكواليس يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشهد انقساماً حاداً حول لبنان وكيفية التعامل مع الحكومة الجديدة.

موقف حازم

تعليقاً على التكهنات حول الموقف الأميركي تجاه حكومة اللون الواحد في لبنان، وتقييم الإدارة الأميركية لأعمال هذه الحكومة لناحية الإصلاحات التي ستقترحها، وإلى أي مدى ستكون قادرة على تطبيقها، وأن تتخذ قرارات استناداً إلى ذلك، نشر موقع "واشنطن فري بيكون" الأميركي تقريراً، تحدث فيه عن عودة النقاش المكثف حول قبول وزارة الخارجية الخارجية الأميركية طلب الكونغرس الالتزام بوقف المساعدات المالية للبنان، إذا ذهبت أموال دافعي الضرائب الأميركيين إلى حزب الله. وأكدت مصادر مطلعة للموقع الأميركي، أن الضمانات التي قدمتها وزارة الخارجية الأميركية لأعضاء الكونغرس، ستطلق حملة أشرس لتجميد كل المساعدات، في ضوء سيطرة حزب الله غير المسبوقة على الحكومة اللبنانية.

معارك داخلية

حسب المعلومات التي نشرها الموقع، نقلاً عن مسؤولين أميركيين على دراية بالقضية، تلقى السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، تيد كروز، والذي قاد سابقاً معركة في الكونغرس ضد المساعدات غير المشروطة للبنان، وعوداً من الإدارة الأميركية بتجميد المساعدات، إذا ثبت أن حزب الله هو المستفيد منها.

وظهرت المعارك الداخلية في إدارة ترامب حول المساعدات الاقتصادية والعسكرية لبيروت إلى العلن مؤخراً. وأكدت مصادر للموقع الأميركي، أن تجميد الإدارة الأميركية للمساعدة العسكرية للجيش اللبناني، والتي تم الإفراج عنها في شهر كانون الأول 2019، جاء نتيجةً لاعتراضات أنصار ترامب في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، الذين يخشون من أن تخدم المساعدات الأميركية حزب الله مباشرة وحلفائه في الحكومة اللبنانية. وأعقب هذه الصراعات جدل في بيروت وواشنطن العاصمة، حول مستقبل مثل هذه السياسات، التي يقول معارضوها إنها ستشجع الحزب والإيرانيين في المنطقة.

التزام خطي

وضع مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد هيل، خطاً أحمر في الاجتماعات الأخيرة مع المسؤولين اللبنانيين، وقال لهم إن إدارة ترامب ستقطع المساعدات عن أي حكومة لبنانية يسيطر عليها حزب الله. ووفقاً لوثائق حصل عليها الموقع، استفاد كروز من ترشيح دوروثي شيا، لمنصب سفيرة أميركا في لبنان، للحصول على التزام خطي منها بأن الولايات المتحدة ستضمن أن "المساعدة لن تفيد حزب الله"، وأن تقتصر وجهة المساعدات المحلية حصراً إلى البلديات "التي لا يسيطر عليها حزب الله أو أي منظمة إرهابية أجنبية أخرى محددة". وقد حصل الموقع الأميركي على رد دوروثي شيا على طلب كروز، وجاء فيه: "أنا ملتزمة بتنفيذ القانون والسياسات الأميركية وفقاً للتوجيهات، بما في ذلك ضمان ألا تفيد المساعدة الأميركية حزب الله أو أي جماعة إرهابية أخرى". وأضافت "سيتم التحقق من أن لا تخضع المجالس البلدية المختارة والمقترحة للاستفادة من المساعدة لسيطرة حزب الله أو أي منظمة إرهابية أجنبية أخرى محددة". يقول أحد مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي المخضرمين والمطلعين على الصراع حول المساعدات داخل إدارة ترامب، في حديثٍ مع الموقع، بأنه لم يعد هناك مجال كبير للمناورة، إذ إن أي مساعدة مستقبلية للبنان ستُعتبر بحق انعكاساً دراماتيكياً، خصوصاً أن الرئيس ترامب سيكون حينها محقاً في التساؤل عن السبب وراء قيام الجهات الفاعلة في الدولة العميقة، داخل وزارتيّ الخارجية والدفاع، بإفشال حملته للضغوط القصوى ضد إيران من خلال تمويل حزب الله، وستتزامن تساؤلات ترامب مع كيل الصقور في الكونغرس الاتهامات للإدارة الأميركية وسياساتها.

حكومة حزب الله

تُعتبر الحكومة اللبنانية الجديدة الأقرب إلى سوريا وإيران وحزب الله، وكتبت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية هذا الأسبوع أن حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، ستكون الأولى في تاريخ لبنان التي تتبع حصراً تحالفاً برلمانياً يقوده حزب الله، حليف إيران في لبنان. في حوار مع الموقع الأميركي حول حكومة لبنان الجديدة، أشار طوني بدران، الباحث اللبناني في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، أنه على عكس الحكومات اللبنانية السابقة، فإن الحكومة التي شهدنا ولادتها قبل أيام لا تبذل أي جهد لتغطية علاقاتها بطهران. واستطرد بدران بالشرح قائلاً: "بتشكيل الحكومة اللبنانية الأخيرة، تخلص حزب الله من ورقة التين التي كان يحتفظ بها مع الحكومات السابقة. طرح الحزب في الماضي وجوهاً مقبولة من الولايات المتحدة وأوروبا، مثل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، وقسّم الحقائب الوزارية بين جميع الفاعلين الرئيسيين من الطبقة السياسية اللبنانية. لكن ما جرى في هذه الحكومة هو مغاير تماماً، حين احتكرت الكتل السياسية المؤيدة له التمثيل الحكومي. لذلك يمكن القول أن الحكومات السابقة كانت حكومات حزب الله المموهة، أما هذه الحكومة فهي تسقط جميع الخدع". وعن كيفية تعاطي الإدارة الأميركية مع حكومة لبنان الجديدة، قال بدران "من الأهمية بمكان ألا تسقط الولايات المتحدة في فخ الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة، وتعتقد أن الحكومة التي تضم بقية البارونات الطائفية اللبنانية، كالحكومة التي كان يرأسها الحريري، سيكون تأثير الحزب فيها أقل من الحكومة الحالية. كل أفراد الطبقة السياسية ليسوا سوى مجرد شركاء صغار لحزب الله، الذي يدير النظام السياسي. وأي حكومة تنبثق من هذا النظام وهذه الفئة هي بحكم تعريفها حكومة حزب الله".

 

راقبوا وزير الخارجية الجديد

مهند الحاج علي/المدن/28 كانون الثاني/2020

المهمة الأساسية لأي حكومة لبنانية هي الحصول على ثقة الخارج، بهدف الحصول على مساعدات واستثمارات، ولو بالحد الأدنى، من أجل التخفيف من عبء الأزمة الاقتصادية والمالية. صحيح أن هناك عقبات هائلة أمام هذه الحكومة، سيما لجهة الانتماءات والميول الحزبية لبعض أعضائها الأساسيين، وبالتالي عدم قدرتها على إقرار اصلاحات ادارية ووقف منابع الهدر والفساد. لكن يبدو أن هناك جهداً بالحد الأدنى باتجاه بعض التغيير السياسي، وهذا يظهر جلياً في وزارة الخارجية.

أولاً، في الشكل، من انجازات هذه التشكيلة الحكومية، أنها جاءت خالية من وزير الخارجية السابق جبران باسيل. تجاوز عقبة هذا الاسم الإشكالي، داخلياً وخارجياً، انجاز أساسي. هو إنجاز لما يُمثله باسيل على المستوى السياسي. الرجل نموذج مثالي للواسطة التي تنخر مجتمعاتنا، إذ صعد الى عالم السياسة والمسؤولية من بوابة مصاهرته رئيس الجمهورية ميشال عون. وحولته صلة القرابة إلى زعيم لتيار سياسي بعد القضاء على أي منافس أو معارض فيه. وهذا الفرض كان واضحاً في انتخابات زعامة التيار حيث اضطر ميشال عون الى ازاحة المرشحين الآخرين لرئاسة التيار، من أجل ضمان فوز صهره بالتزكية لأن أي منافسة كانت ستودي به. ومن ثم تولى باسيل مهمة تصفية التنظيم من خصومه أو أصحاب الرأي الآخر. الرجل فرض نفسه كعبء ثقيل، ليس فقط على أعضاء "التيار الوطني الحر" حينها (قبل التصفيات)، بل أيضاً على عالم السياسة والإعلام في لبنان، وعلى العالم الذي أظهر في "دافوس" مدى احترامه لهذه الشخصية!

هذا الإنجاز يُحتسب لهذه التشكيلة الحكومية. الإنجاز الثاني في الشكل كان غياب أعضاء "حزب الله" عنها، إذ قبل التنظيم بتمثيله بقريب منه، على طريقة وزير الصحة السابق جميل جبق. وهذا شأن ليس بالسهل إنكاره. من هنا جاء الموقف الأميركي الملتبس حيال الحكومة، إذ لم يُصدر ديفيد شانكر مساعد وزير الخارجية الأميركي حكماً نهائياً حيالها، بل أكد أن بلاده "ستراقب عن كثب مدى التزام الحكومة الجديدة باجتثاث الفساد وقيادة البلاد الى خارج الأزمة المالية".

المصادر الأميركية تنفي الدور المزعوم لواشنطن في تشكيل هذه الحكومة. ليس صحيحاً أن الإدارة الأميركية سمت شخصيات فيها. لكن في المقابل، من الواضح أن هناك مجهوداً محدداً من جانب "حزب الله" وحلفائه في تشكيل الحكومة بهذا الشكل.

لكن يبقى أن من الصعب توقع انجازات على صعيد الوزارات الخدماتية، وبخاصة أن لدى أقطاب السلطة شبكات من الفاسدين المتمكنين والمُحصنين داخل كل الدوائر. من غير الواضح مثلاً كيف ستُواجه وزيرة العدل الجديدة مسألة النفوذ السياسي في القضاء، وخصوصاً لأن التحدي أكثر تعقيداً من أن يحله تعيين جديد على رأس الوزارة. لكن ماذا عن وزارة الخارجية؟ ناصيف حتي ليس جبران باسيل، وليس حزبياً كما يُشاع. كتب الرجل مقالاً قبل شهرين في جريدة "النهار" اللبنانية أعادت الشروق المصرية نشره، تطرق فيه إلى أزمات المنطقة، وغياب عناصر ولادة "شبكة أمان خارجية" لاستقرار لبنان. انتقد حتي في مقاله محاولة القوى السياسية المتصارعة في لبنان، "توظيف تحالفاتها الخارجية في لحظة معينة للانقضاض على مواقع الآخرين وتعزيز موقعها فى التركيبة السياسية الطائفية". نأى في مقاله عن الصراعات الداخلية والخارجية على حد سواء، وتطرق الى ضرورة التركيز على البلاد وانتشالها من الأزمة عبر تشكيل حكومة همّها حيازة ثقة الناس والمجتمع الدولي. مثل هذه الأفكار وردت أيضاً في مقال له عن اللجنة الدستورية في سوريا، وعن ضرورة توافقات داخلية وخارجية للوصول إلى حل مقبول للحرب يتضمن تنازلات من كل الأطراف. وزير الخارجية الحالي، وعلى عكس السابق، يُفكر ويكتب، وهو دبلوماسي غير منحاز في مقالاته. وهذا "انجاز مقارنة بأداء الحقبة الماضية التي انتهت بشكل دراماتيكي مع حوار باسيل في مؤتمر "دافوس". من المهم مراقبة أداء هذا الوزير خلال الفترة الماضية، للبناء عليها، وعلى تميزه عن باسيل الذي لم يُسلم الوزارة إلى الآن بداعي السفر، وربما أيضاً لعدم قدرته على وداع حقيبة أساء اليها كثيراً، تماماً كما فعل في الطاقة.

 

وزير حزب الله للصحة مثال للازدواجية.. والاضطراب الاجتماعي

لوسي بارسخيان/المدن/28 كانون الثاني/2020

على صورة وزير الصحة السابق جميل جبق، الذي أدهش زميلته في الحكومة السابقة مي شدياق لدى اكتشافها وزيراً لحزب الله يضع الكرافات ويصافح السيدات، يبدو وزير الصحة الخلف، البعلبكي حمد حسن، خارج صور شخصيات الحزب النمطية الملتزمة: كأنه رجل ليبرالي، زوجته غير محجبة، يصافح باليد، ويضع الكرافات.

إزدواجية الصورة والطموح

في "بروفايله" هذا يبدو حمد حسن أقرب إلى مواصفات "مدنية" عادية، منه إلى مواصفات رجال حزب الله أصحاب القيافة المعتبرة دينية. ولكن مظهر الوزير الجديد هذا يخفي وراءه ازدواجية يعيشها في حياته العامة. فمظهره الخارجي المختلف عن مظهر الشخصيات التي يختارها حزب الله لمواقع المسؤولية، يساعده في خرق الصورة النمطية لنوابه ووزرائه القدامى، من دون أن يعني ذلك أبداً خروجه عن عباءة الحزب.

فعلى رغم مؤهلاته العلمية كوزير للصحة، ليبدو الرجل المناسب في المكان المناسب، فهو لم يصل إلى منصبه، إلا بسبب ولائه المطلق لحزب الله، الذي ولّاه مناصب هي التي يعترف بمؤهلاته فيها: رئاسة بلدية بعلبك في الولاية السابقة، ورئاسة اتحاد بلديات بعلبك في ولايته الحالية. أما الوزارة فلم تكن يوماً في حسابات حسن، أو حتى طموحاته. فهو كان يتحضر لترؤس مجلس إنماء بعلبك الهرمل كحد أقصى، كأحد وعود الثنائي الشيعي الانتخابية لمساواة أهالي بعلبك بأهل الجنوب في الخدمات.

وحمد حسن لا يكسر لحزب الله كلمة. فالحزب يمون عليه حتى العظم. وفي سيرته الشخصية، يعرّف أنه رجل طموح، كثير الحركة، وصاحب مبادرة،  كلما وصل إلى منصب سعى إلى منصب أعلى.

تجاوزات وارتكابات عادية

ودود المعشر، يبتعد عن الصدامات. وهذا ما يجعله رجل كل الظروف والمناسبات والمواقف " passe par tout": من بطانة حزب الله، وصديق لتيار المستقبل، ومرتبط بقوة بالأجهزة الأمنية والعسكرية.

يعرف حمد حسن من أين تؤكل الكتف. وقادر على الاستفادة من الظروف التي تحيط به، مهما كانت تناقضاتها شديدة. وساهمت الثورة ومناداتها بوزراء "تكنوقراط"، في جعل أمثال حمد حسن أفضل واجهة يمكن أن تقدمها أحزاب السلطة في هده المرحلة، وتسعى في تسويقها تلبية لرغبة الثوار. 

وسيرة الرجل الشخصية تجعله مقبولاً لجمهور لحزب الله في بعلبك. بل يمكن أن يظهر بوصفه جائزة ترضية، تخفف النقمة التي خلفتها سقطة حزب الله في الانتخابات النيابية، عندما لم يسم أي شخصية بعلبكية في لائحته. وكادت هذه السقطة تُستخدم لإشعال نار ثورة بوجهه في بعلبك.

خريج الجامعات الروسية في علوم الصيدلة. ومتخصص في العلوم المخبرية، قبل امتلاكه مع زوجته مبنى مخالفاً، جعلاه مختبراً خاصاً للفحوص الطبية. وتستعمل زوجته، إبنة بدنايل ريم سليمان، شطراً منه مختبرات للتجميل النسائي.

اسمه متداول في مخالفات وارتكابات عدة يقال إنه أقدم عليها أثناء توليه رئاسة بلدية بعلبك. والأكيد أنه عمل على تطويع الظروف لمصلحته في هذه المخالفات التي جرت بالتواطؤ مع الأجهزة الرقابية التي يفترض أن تطبق القوانين والقرارات.

قيل إنه شيد مستوصفاً مخالفاً. لكن الحقيقة أنه إشترى المبنى المخالف وأنشأ فيه مستوصفه. وقيل إنه خرق القرار الصادر بمنع رخص البناء في بعلبك، بتشييده بناء كبيرا في محلة مار جرجس، لكنه برر المخالفة بموافقة القوى الأمنية التي غضت النظر عن شروعه بالبناء المخالف. وقيل إن شقيق زوجته استحصل على رخصة من البلدية التي كان يرأسها، لإقامة محطة وقود في منطقة سكنية. فيتبين أن منصبه البلدي لا يخوله منح مثل هذه الرخصة. وقد يكون شقيق زوجته استفاد من موقعه في السلطة للحصول على الإذن من المحافظة.

هو إذاً أقرب إلى شخصية المراوغ المتحايل منه إلى مرتكب المخالفات المباشرة. يتواطأ مع الظروف في معظم الأحيان. وهو جمع بين وظيفته أستاذاً متفرغاً في الجامعة اللبنانية ورئاسة البلدية. واستفاد من سابقة حصلت مع رئيس بلدية طرابلس. وساعدته الظروف بإدخال ولدين من أبنائه الأربع إلى كلية الطب في الجامعة اللبنانية من دون امتحان دخول. وذلك لمجرد أنه أستاذ متفرغ في كلية الصحة.

الشطارة والزئبقية

ما يميز حمد حسن في المقابل، شطارته "الثقافية" التي تمنحه مقدرة على النقاش في مجتمع الولاءات والعصبيات المحلية. هذه الميزة الشكلانية تزوده بمواصفات تجعل منه واجهة للتشاطر والزئبقية وحب الظهور. وحزب الله يستغل هذه الشخصية لتسويق صورة يريدها لنفسه، وتظهره على غير حقيقته: حزباً حديدياً مغلقاً.

وحمد حسن هو رئيس البلدية الذي سمح بإقامة ساحة مريم في بعلبك، من دون أي معارضة. وعندما رفض حزب الله إنشاء "ساحة الوطن" للجيش، لم يتمكن إطلاقاً من كسر إرادة الحزب في المدينة.

نمط حياته، في المقابل، لا يشبه إطلاقا نمط حياة بيئة حزب الله. ويقول كثيرون إنه من الصعب جداً أن يتأقلم شخص مثله مع نمط عيش الحزب المتزمت اجتماعياً. وقد تكون هذه الميزة الإضافية مناسبة لشخصية وزير الصحة الجديد.

في اليوم الأول من تسلمه مهماته الوزارية، قام حمد حسن بزيارة مباغتة إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت. اللفتة مرحب بها. لكن من يزور حسن، لا ينقل عنه تفاؤلاً كبيراً بإمكانية إحداث تغيير في وزارته. فالتغيير والإصلاح يحتاج إلى الموارد. ولبنان عملياً بلد الفوضى والإفلاس.  

 

سليم سعادة والـPhone sex

بتول خليل/المدن/28 كانون الثاني/2020

لم يحد النائب سليم سعادة خلال جلسة مناقشة موازنة العام 2020، عن أسلوبه الذي عادة ما يتبعه للتعليق والكلام في التصريحات أو المقابلات أو الجلسات النيابية، والذي يعمد من خلاله إلى استخدام العبارات والتوصيفات ذات اللغة الشعبوية، بهدف الاستثمار على صعيد الكسب شعبياً، وهو ما استطاع تحقيقه اليوم إثر التأييد الواسع الذي لاقاه في مواقع التواصل، حيث أجمع كثيرون على "خفة دمه" و"سلاسة كلامه" و"تصويبه الدقيق على مكامن الفساد والخلل والتلاعب".

استعرض سعادة أسباب اعتراضه على الموازنة، وتضمن كلامه الكثير من النكات والسخرية، مصنفاً السياسيين في لبنان في أربعة أنواع، أوّلها "اللي بياكل وبيطعمي، وثانيهم بيطعمي وما بياكل، ثالثهم بياكل وما بيطعمي، وآخرهم لا بياكل ولا بيطعمي لكنه ساكت"، مصيباً بأسلوب لاذع بالقول: "مع هالجماعة ما بقى نعرف ايد مين بتم مين حتى ما نقول شي تاني"، مخاطباً الطبقة السياسية بالقول: "يحرق بي صحابكن"، متسائلاً "كيف تفلّس الدولة ومصرف لبنان والمصارف في الوقت نفسه؟ والجواب هو أن "التلاتي بفرد تخت"، ولكن No Money No Honey"  و"الـ external audit متل الـphone sex، دنَس بلا حَبَل".

النكات والعبارات التي استخدمها سعادة، رغم مطابقتها للوضع الحالي، يصحّ فيها المثل الشعبي "علّي وخود جمهور"، الأمر الذي حصل فعلاً في مواقع التواصل، التي تسابق مستخدموها لإبراز إعجابهم وكيل المديح لما جاء على لسانه. لكن المفارقة هنا، أن ما نطق به سعادة من الحق، يمكن إسقاطه بكليّته، على أداء حزبه "القومي السوري الاجتماعي"، من فترة ما بعد الطائف وحتى الآن، خصوصاً الانقسامات الداخلية الطاحنة، التي يعانيها. ناهيك عن شبق هذا الحزب للسلطة، والذي كانت له حصة معتبرة ومحفوظة منذ العام 1992 وصولاً إلى اليوم. إذ لم يخل المجلس النيابي ولا مجلس الوزراء يوماً من ممثلي حزبه، الذين كانوا دوماً محسوبين إما على سلطة الوصاية السورية، أو على مجموعة الممانعة، عدا كونهم ميليشيا مسلحة، تضرب وتقتل وتفتك غبّ طلب إما النظام السوري أو "حزب الله"، وتجلّى ذلك في محطات عديدة كان أبرزها "7 أيار".

ويجعل ذلك من التصعيد الكلامي ورفع الصوت لا يعدو عن كونه اعتراضاً على عدم رضا الحزب القومي السوري، بإبعاده عن المحاصصة في تشكيلة حكومة حسان دياب، بعد إخراج أمل حداد من التركيبة الحكومية، الأمر الذي يبدو أنه أثار سخط قيادة الحزب التي دفعت بسليم سعادة إلى الواجهة باعتباره رجل الساعة وصندوق البريد، الذي يمكّنهم من إيصال رسائل عتبهم على حلفائهم، كمحاولة لحثّهم على استرضائهم، بتعيينات جانبية من هنا أو مكاسب من هناك، بعدما فشلت مساعيهم بالحصول على حقيبة أو مقعد في الحكومة الحالية.  

توقيت خطاب سليم سعادة في أسلوبه ومضمونه، لا يعدو كونه ابتزازاً، وتلميحاً إلى انضمام حزبه إلى صفوف المعارضة والثورة، كردّ على إخراجه من المحاصصة، ما يجعل سهامه تطاول حلفاءه النافذين، أصحاب اليد الطولى في تشكيل الحكومة وتحديداً "حزب الله" و"حركة امل". فانتقاد أداء الطبقة الحاكمة برمّتها، والتصويب تحديداً على مشهد الإرباك الذي تعانيه أحزاب السلطة، في قراءة اولى يبدو في ظاهره أنه لا يوفّر أحداً وأنه موجه إلى الجميع. إنما في قراءة ثانية أعمق، يستشف منه الاعتراض والنقمة على حلفائه الذين أهملوه وتخلوا عنه، مفضّلين استرضاء "التيار الوطني الحر" ورئيس حزب "تيار المردة" سليمان فرنجية عليه، وعدم إيلاء مطالبه أي اهتمام، وإظهاره كحجر شطرنج يمكن التضحية به، الأمر الذي انتبه إليه مغردون علقوا على كلام سعادة بـ"ليك مين عم يحكي"، و"لن تنطلي علينا مناورة القومي المكشوفة"، و"يللي بيسمع سعادة بيفكره من قيادات الثورة، رغم انه من رموز السلطة والفساد"، و"يا سعادة النائب انت مش عارف إيد مين بتمّ مين، وإنت مش فاهمين عليك، صرت إجر بالسلطة وإجر بالمعارضة مثلاً، أو شو وضعك؟!".

الوصلة الكوميدية التي أدّاها سعادة على منبر مجلس النواب، لا يمكنها شطب تاريخ الحزب الذي ينتمي إليه، والذي هو برأي كثيرين، يحمل أفكاراً بائدة، خارج الزمان والتاريخ، تقوم على فكر خشبي وإلغائي، ولا تعير اهتماماً للحسّ الوطني، ولا لاستقلالية لبنان من أساسه، خصوصاً في ظل التخبّط والانقسامات وضياع البوصلة التي مرّ بها الحزب منذ إعدام مؤسسه أنطون سعادة حتى اللحظة.

لذا فإن النكتة والسخرية والنقد اللاذع والخطاب الشعبوي لا يعدو كونه فقاعة صابون سرعان ما يذهب أثرها، ولن تشفع لسعادة النائب، الذي يدّعي بالعلم فلسفة الآن، جهله المطبق الذي ظهر في مقابلة تلفزيونية استضافته حين كان مرشّحاً للانتخابات النيابية، وسئل فيها "ماذا تعد أهل منطقتك الكورة"، و"على أي أساس يخوض الحزب السوري القومي هذه الانتخابات؟ وأين الحزب من هذه الخطوة؟ وكيف يمكن أن تفسّروا تحالفاتكم للقاعدة الشعبية لهذا الحزب؟"، لتأتي أجوبته "لا أعدهم بشيء"، "لا أعرف، لا أعرف، لا أعرف، ولا أعرف أكثر مما تعرفين"، و"كنت أتمنى أن يكون عندي جواب غير أني لا أعرف، لكني لا أعرف"!

 

حكومة لبنان الجديدة: مسك ختام الانقلاب

سام منسى/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

لعلَّ أيَّ مقاربةٍ واقعية تقضي بعدم رفض حكومة الرئيس حسان دياب التي تشكلت بعد مخاض عسير، ومنحها فترة سماح لأنها تضم بعض الشخصيات المشهود لها بالكفاءة والنزاهة قد تلامس «مواصفاتهم» تلك التي حددها المنتفضون في شوارع بيروت المنكوبة بعدما بات بعض من الحراك يميل يائساً إلى الشغب والعنف وسيلةً للتعبير عن قرفه وضيق عيشه.

إلا أن إعطاء فرصة لهذه الحكومة كان ليكون صحيحاً وضرورياً لو أن أوضاع البلاد طبيعية وعادية، إنما البلد يمر بأصعب أزمة بنيوية سياسية واقتصادية - اجتماعية هي الأخطر منذ تأسيس الكيان قبل مائة سنة، يصح معها التشكيك في قدرة هكذا تشكيلة على إخراج البلاد منها.

إلى ذلك، فإن ولادة الحكومة الجديدة شكلاً ومضموناً وما رشح عن كواليسها حول هوية صانعيها، حملت معها خطايا جمّة وفاقعة أظهرت استخفافاً بحقيقة الوضع يصح وصفه بالميكيافيلي والاستفزازي.

الخطيئة الأولى التي تُسجّل هي أن الحكومة التي وُصفت عن حق «بحكومة اللون الواحد» لم تأتِ بحجم الحدث العاصف. فلبنان، يشهد منذ ما يقارب المائة يوم حراكاً احتجاجياً استثنائياً في وجه طبقة سياسية استثنائية في سوء إدارتها وحجم فسادها وتغليبها المصالح الخاصة على المصلحة العامة كما المصلحة الوطنية واستغلالها العصب الطائفي في سبيل تحقيق مكاسب سياسية وهمية وقلة تقديرها للنزاعات الإقليمية ومآلاتها وإمعانها في اللف والدوران والكذب والتكاذب على المجتمع العربي والدولي معاً ودخولها في مواجهة دونكيشوطية معهما، حتى باتت الدولة «دولة فاشلة» دخلت أتون الانهيار الشامل بعدما انهارت أخلاقياً ووطنياً. طبقة سياسية هي نتاج حرب أهلية نقلتها من الشوارع إلى المؤسسات، فأمعنت فيها تدميراً وتهشيماً وغيّرت ملامحها تماماً كما غيّرت الحرب ملامح البلاد. فكيف لحكومة كهذه مواجهة تحديات بهذا الحجم وهي الخارجة من رحم هذه الطبقة السياسية وإن حاول الأصدقاء - الأعداء من «قابلاتها» تغليفها بغلاف الاختصاصيين والمستقلين؟

الخطيئة الثانية المسجلّة هي في كون هذه التشكيلة تحاكي الحكومات الإقصائية التي كانت تُشكّل إبان عهد الرئيس اللبناني السابق إميل لحود، في مرحلة الوصاية السورية، وفي سابقة تاريخية، فاقتها في تغييب أقطاب وازنين من المكوّن المسيحي والسني والدرزي معاً، وأحيت أدوار رموز مرتبطين بالنظام السوري تحرِّكهم مشاعر التشفي ويعزز «بعثهم» سطوة «حزب الله». كل هذا في وقت لم تعد فيه سوريا «الأسد المزمجر» بل أصبح لديها بدورها أوصياء يتحكمون في صناعة القرار، وتعاني إيران من تحديات جمَّة، بدءاً من الحراك الداخلي المتنامي ضد حكم الملالي، والوضع الاقتصادي الصعب جراء العقوبات الأميركية، والشقوق العميقة في مشروع هيمنتها مع ما تشهده ساحاتها الخارجية مثل سوريا والعراق ولبنان من حراك شعبي مناهض لها، وتغير المواقف الأوروبية من سلوكها بحيث أصبحت معه أقرب إلى موقف الإدارة الأميركية المتشدد. هذا، إضافة إلى تصميم المجتمع الدولي على تطويع الحالة الإيرانية وجلبها إلى طاولة مفاوضات تطرح إلى طموحها النووي مشروعها التوسعي بعامة. وسط هذا المشهد الإقليمي والدولي، هل من حكمة في تشكيل حكومة من لون واحد قد تجرّ على لبنان المزيد من الويلات؟

الخطيئة الثالثة هي في كون عدم التعقل في تأليف الحكومة وصل حد الغلبة المذهبية التي عمّقت الشرخ السني - الشيعي. فعلى الرغم من إصرار الثنائي الشيعي بدايةً على تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، فإنهما لم يقدما له أي تنازلات ولم يتورَّعا عن المضي قدماً في تسمية شخصية أخرى دون أي اعتبار لغطاء سني أو لميثاقية هما مَن اخترعها عندما استقال وزراؤهما من حكومة السنيورة عام 2006.

بعد مقتل قاسم سليماني، قد يكون «حزب الله» أراد من هذه الخطوة تأكيد ألا تراجع في المشروع الإيراني فبادر إلى تشكيل حكومة دون ورقة التين السُّنية التي أصر عليها سنوات عدة، وأعطت الحكومات السابقة شرعية سنية حتى وإن كان رئيسها مقيداً كالعصفور في القفص. يبقى أنها دون أدنى شك استكمال لمشروع سيطرته على لبنان ومسك ختام انقلابه الذي باشره مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، من ضمن المشروع الإيراني الهادف إلى تحقيق الغلبة الشيعية في الإقليم عبر تطويع السُّنة.

فكان إقصاء السُّنة في العراق وحكم الأغلبية الشيعية النافر والمتعثر، ومنع سقوط نظام آل الأسد في سوريا مع كل المجازر التي ارتُكبت ضد الشعب، وصولاً إلى لبنان الذي يسير منذ عام 2005 في خطّ تصاعدي باتجاه محور إيران - سوريا مع ما ترتب على ذلك من إضعاف للمكون السني وإطلاق النار المتكرر على اتفاق الطائف بعد أن جُوّف زمن الوصاية السورية، والمطالبة علناً بمؤتمر تأسيسي يأتي بنظام يقوم على المثالثة بين المسيحيين والسنة والشيعة بدل المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

إنّ مضي «حزب الله» في هذا المنحى الانقلابي التصاعدي يشي أيضاً بتخوفه من استحقاق التسوية الأميركية الإيرانية، وهو يعمل بالتالي على تثبيت موقعه في لبنان دستورياً وتشريعياً، حتى متى أنجزت يكون قد حصّن نفسه، وأصبح قادراً على لعب دور فاعل ومؤثر في صناعة القرار المركزي من دون الحاجة إلى فائض السلاح والقوة.

الخطيئة الرابعة هي فيما تؤشر إليه هذه التشكيلة عبر حيثيات ولادتها وبعض رموزها، من أنها ستولي الشق الأمني أولوية وستمسك عصا القمع الغليظة في التعامل مع الحريات بعامة والحراك بخاصة، في استجلاب لزمن الوصاية السورية ومحاكاة مصغرة لما تشهده الساحة العراقية. يضاف ذلك إلى النشاط الاستخباراتي الكثيف الذي يتبدَّى عبر ظهور مجموعات خارجة عن الحراك تقوم باسمه بأعمال شغب منظمة في توقيتها واستهدافاتها، وتعيث دماراً وتخريباً في وسط تجاري لعله آخر ما تبقى من معالم لبنان كجوهرة الشرق وجسره إلى الغرب. كل هذا لإفقاد الحراك شرعيته وقوقعته، علماً بأن اختلاف الآراء في صفوفه خير دليل على أن شعب لبنان هو الذي يثور وليس فريقاً منه، شعب جاء من مناطقه كلها ومن مكوناته كلها ومن طبقاته كلها بمن فيهم المثقف والأمّي، الهادئ والغاضب، الرجال والنساء، المؤدبين وغير المؤدبين، ويضاف إليهم من يعد حقائبه للرحيل. الحذر واليقظة ضروريان في هذه المرحلة، حيث التردد طبيعي أمام دولة مستباحة ومجتمع يئنّ وهما عند مفترق طرق. يبقى أنه من المؤسف فعلاً أن يتم في الذكرى المئوية لتأسيس لبنان تدمير الكيان، وجر ما تبقَّى منه إلى فلك ورؤية وفلسفة تخالف كل ما قام عليه.

 

الأزمة اللبنانية والتجربة الأردنية

مروان المعشر/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

يشهدُ لبنانُ اليومَ احتجاجاتٍ شعبيةً واسعة، أتت بعد عقود من الممارسات السياسية الطائفية والسياسات الاقتصادية الخاطئة والفساد المقدر بمليارات الدولارات، لم يعد الشعب اللبناني قادراً على تحمله. بعد سنوات طويلة من «الهندسة المالية» من قبل البنك المركزي اللبناني للتغطية على العجز الكبير في ميزان المدفوعات - حيث كان يصل العجز في السنوات الأخيرة إلى أكثر من خمسة عشر مليار دولار سنويا - عن طريق استقطاب أموال خارجية لإيداعها في المصارف اللبنانية بفوائد خيالية بالدولار، استنفدت هذه السياسة كافة مقوماتها. ولم يعد النظام المالي قادراً على التعامل أيضا مع حجم الدين وعجز الموازنة. وأدى التوقف القسري لهذه الممارسات وفقدان الثقة بالنظام المصرفي إضافة لفقدان الثقة أيضا بنظام سياسي يعتمد على المحاصصة الطائفية، واستحواذ المتنفذين على موارد الدولة من دون حسيب أو رقيب حقيقيين إلى نزول الناس للشارع.

ما العمل للخروج من هذا المأزق؟ لقد تم اقتراح العديد من الخطط الاقتصادية لوقف النزف المالي واستعادة لبنان لعافيته الاقتصادية على مدى سيمتدُّ لأكثر من خمس أو حتى عشر سنوات. وسيحتاج لبنان بالتأكيد إلى مساعدات خارجية قد تصل لأكثر من خمسة وعشرين ملياراً من الدولارات حتى مع اتخاذه لكافة الإجراءات المالية والإصلاحات الاقتصادية البنيوية المطلوبة.

لكن معظم هذه الخطط لم تعالج مسألتين أساسيتين، تتعلق الأولى منهما بمصدر هذه المساعدات الخارجية. لقد ولَّى زمن المساعدات الخارجية لأي دولة بحجة أن المجتمع الدولي لن يسمحَ بسقوط دولة معينة أو انهيارها. ولم تعد هذه الحجة مقنعة لأحد في المجتمع الدولي. ليست هناك من دولة أو جهة خارجية، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، مستعدة لمنح ولو جزء من هذه المبالغ إن لم تكن مقتنعة بجدية الحكومة اللبنانية ليس فقط في وضع السياسات المالية المناسبة، لكن بتنفيذها أيضا. يعني ذلك وجود إرادة سياسية لدى كافة الفرقاء، بما في ذلك من دعم تشكيل الحكومة الجديدة وعلى رأسهم حزب الله، للابتعاد عن الممارسات السياسية والاقتصادية السابقة وانتهاج سياسة مالية حصيفة ومحاربة الفساد المستشري دون هوادة، وهي إرادة من الواضح تماماً أنها لا تزال غائبة عن ذهن صناع القرار في لبنان، الذين ما زالوا متشبثين بسياسات الماضي، يتصارعون على توزيع الحقائب بينما الشارع يغلي وسفينة البلاد تغرق. لكن المسألة الأساسية الثانية التي لا تزال غائبة عن ذهن المسؤولين اللبنانيين أنه لا مجال لأي خطة اقتصادية أن يكتب لها النجاح، وأن يقتنع ويقبل بتنفيذها الشارع، إن لم يرافقها إجراءات سياسية جادة تنتج إشراكاً أكثر جدية للناس في عملية صنع القرار، وتجدد العقد الاجتماعي اللبناني بين مختلف مكونات المجتمع على أسس جديدة تبتعد عن الطائفية، وتقترب من المواطنة المتساوية للجميع بغض النظر عن الدين أو الجنس أو الفكر أو المكانة الاجتماعية.

تحضرني هنا التجربة التي خاضها الأردن عام 1988 حين تعرض لأزمة اقتصادية خانقة، كان سببها أيضاً التوسع في الإنفاق الحكومي والعجز المتزايد في ميزان المدفوعات والموازنة، والذي أدَّى في النهاية لتبخر احتياطي البنك المركزي الأردني من العملات الأجنبية بالكامل، ولبيع جزء من احتياطي الذهب ولفقدان الدينار الأردني لأكثر من خمسين في المائة من قيمته في غضون أسابيع. لم يكن هناك حل اقتصادي آني للمشكلة، ولم تتقدم أي دولة عربية أو أجنبية بدعم مالي جاد لإنقاذ البلد. واضطر الأردن لتوقيع برنامج قاسٍ مع صندوق النقد الدولي امتد لخمسة عشر عاماً. ولكن، المغفور له، الملك الحسين أدرك أنه ما من مجال للإصلاح الاقتصادي من دون تلازمه مع إصلاح سياسي يوسع دائرة صنع القرار، ويوافق على -كما يراقب- برنامج الإصلاح الاقتصادي، ويشعر المواطن أنه شريك حقاً في عملية صنع القرار. فما كان منه إلا أن دعا إلى انتخابات نيابية شاملة كانت الأولى منذ عام 1967، ووفق قانون انتخابات نظر إليه بشكل واسع على أنه عادل وممثل، وأجريت انتخابات كانت الأكثر حرية في تاريخ المملكة، وأنتجت مجلساً نيابياً شكلت المعارضة الحقيقية فيه أكثرَ من أربعين في المائة. وقد وافق هذا المجلس على البرنامج الاقتصادي الذي أدى، ورغم قسوته، إلى إنقاذ البلاد.

لم يكتفِ جلالته بذلك، بل شكل لجنة وطنية لكتابة عقد اجتماعي جديد بين كافة مكونات المجتمع، وأدى هذا الجهد، الذي شاركت فيه كافة الأطياف السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى ما دعي بـ«الميثاق الوطني الأردني» الذي جدد قواعد العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، والذي حالت الظروف بعد ذلك دون تثبيته رسمياً في الدستور الأردني. خلاصة القول إن هذه الإجراءات السياسية أنقذت البلاد من انهيار اقتصادي محقق، وأدَّت بالتزامن مع سياسات اقتصادية جديدة إلى خروج الأردن من محنته الاقتصادية. ولو لم يدعُ الملك الحسين إلى مثل هذه الإجراءات السياسية لما قبل الناس بالإصلاحات الاقتصادية الصعبة وحدها. بالتالي، يتوجب على صانعي القرار اللبنانيين أن يدركوا استحالة إدارة البلاد وفق الأسس القديمة، التي أنهتها إلى غير رجعة الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ولا تزل مستعرة.

هذا هو الدرس الأهم الذي يجب استيعابه في المنطقة، وهو أن الأزمات الاقتصادية التي تمر بها، خاصة تلك الناتجة عن غياب الحاكمية الرشيدة، السياسية منها والاقتصادية، إضافة لاستفحال الفساد، لا يمكن معالجتها عن طريق طلب المزيد من التضحيات من الناس، من دون أن يرافق ذلك إرادة جادة لنمط سياسي جديد في الحكم أكثر تشاركية في صنع القرار وأكثر جدية في وضع الإجراءات اللازمة بمحاربة الفساد بطريقة منهجية. بغير ذلك، لن يقبل الناس بعد اليوم نمط الإدارة القديم، حتى لو تم تطوير أفضل الخطط الاقتصادية، وستبقى الاحتجاجات الشعبية مستمرة لأن الناس لم يعد لديها ما تخسره.

*وزير الخارجية الأردني الأسبق

*خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

هذه قصة جنبلاط مع منال..

عماد مرمل/الجمهورية/الاثنين 27 كانون الثاني 2020 -

إعتمد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط خيار «مهادنة» حكومة الرئيس حسان دياب، اقلّه في مرحلة خضوعها الى «الروداج». فما هي الاعتبارات الحقيقية التي دفعته الى هذه المرونة على رغم من انّ الحكومة تحمل لوناً واحداً؟ إنطلق جنبلاط في براغماتيته من معادلة عملية فحواها أنّ وجود اي حكومة هو، في المبدأ، افضل من الفراغ، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية - المالية المستفحلة. ولعلّ جنبلاط، الذي استشعر التداعيات المتعدّدة الأبعاد لهذه الأزمة على الواقع اللبناني، بدءاً من عقر داره في الجبل، بات يتهيّب المخاطر الاكبر التي يمكن ان تترتب على الانهيار الشامل والكامل، اذا حصل، ما يفسّر جانباً من الدوافع الكامنة خلف خياراته في هذه المرحلة، بحسب استنتاجات بعض المتابعين. وبهذا المعنى، فإنّ جنبلاط لم يمانع من اعطاء الحكومة الجديدة فرصة لمعالجة هذه الأزمة، أو على الاقل لإدارتها بأقل الخسائر الممكنة، بمعزل عن تركيبة مجلس الوزراء. بالنسبة اليه الاولوية الآن هي للإنقاذ، حتى لو اتت به العفاريت، فكيف اذا كانت الحكومة تضمّ عدداً من اصحاب الكفايات، وفق ما أقرّ به في احد تصريحاته.

لكن هذا الاعتبار المتصل بالوضع العام لا يفسّر وحده ليونة جنبلاط، ذلك انّ الذين اشرفوا على «الهندسة الوزارية»، راعوا ايضاً خاطره في التمثيل الدرزي وحرصوا على عدم استفزازه، علماً انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري كان من اكثر المتحمسين لمداراة جنبلاط في التشكيلة الحكومية، بغية استمالته او تحييده بدلاً من دفعه الى موقع الخصومة المبكرة لهذه الحكومة التي تحتاج الى توسيع دائرة داعميها او المتفهمين لها، قدر الامكان. واذا كان الحزب التقدمي الاشتراكي يؤكّد انّه ليس هو من سمّى مباشرة منال عبد الصمد للإنضمام الى الحكومة، إلاّ انّ الواضح انّ تسميتها، أياً كان مصدرها، راعت المزاج الجنبلاطي الى حدٍ كبير وبالتالي تركت اصداء ايجابية في قصر المختارة، من دون ان تستفز دارة خلدة والنائب طلال ارسلان. لقد انطوى اختيار عبد الصمد لوزارة الاعلام على رسالة واضحة الى وليد جنبلاط، مفادها أنّ القوى التي تقف خلف التأليف لا تريد استعداءه او استبعاده، بل يهمّها ان يكون راضياً ومرتاحاً الى التمثيل الدرزي، بعيداً من اي هواجس.

صحيح انّ عبد الصمد ليست حزبية، ولا تنتمي تنظيمياً الى صفوف الحزب التقدمي الاشتراكي، لكن الصحيح ايضاً انّها، كما عائلتها، ليست من بيئة معادية له، بل هي متعاطفة معه وقريبة من القيادة الجنبلاطية، التي تبدي التقدير لشخصية وزيرة الاعلام وتعتبر أنّها تملك سيرة ذاتية لامعة، سواء على المستوى الاكاديمي أو على مستوى دورها في وزارة المال، التي كانت تشغل فيها مركز رئيسة دائرة التشريع والسياسات الضريبية في مديرية الضريبة على القيمة المضافة. ويروي العارفون، انّه سبق لوليد وتيمور جنبلاط ان منعا النيل من «الموقع الوظيفي» لعبد الصمد في وزارة المال، وتولّيا حماية حقوقها في مواجهة محاولة للانتقاص منها، ضمن منافسة غير مشروعة، وذلك لأنّهما كانا مقتنعين بجدارتها وكفايتها استناداً الى معياري الاقدمية والخبرة اللذين تتحلّى بهما، وهذا ما دفعها لاحقاً الى زيارة قصر المختارة لشكر تيمور جنبلاط على إنصافها، وبالتالي فانّ صورها معه، والتي تمّ نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد توزيرها، انما تمّ التقاطها خلال زيارة الشكر تلك. وأبعد من هذا العامل تحديداً، تؤكّد مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي انّ موقف جنبلاط بإعطاء فرصة للحكومة هو منطقي، «لأنّه لا يصح الحكم عليها إيجاباً أو سلباً قبل اختبارها ومراقبة سلوكها».

وتوحي المصادر، أنّ جنبلاط سيتعامل مع الحكومة «على القطعة»، فيؤيّدها عندما تحقق انجازاً ويعارضها حين ترتكب خطأ. موضحة انّ جنبلاط يأمل في إعادة الانتظام المفقود الى لعبة الموالاة والمعارضة بعدما اختلط الحابل بالنابل في السابق. وتشير المصادر، انّ الحكومة تعكس لون فريق الاكثرية النيابية الذي سيتحمّل في نهاية المطاف مسؤولية عملها، إلاّ انّ ذلك لا يجب ان يكون حائلاً دون ان تحصل على فرصتها، «لعلّ وعسى»، خصوصاً انّ بعض اعضائها هم من الاختصاصيين الذين لديهم جدارة. وتعتبر المصادر، انّ الحكم النهائي على الحكومة يرتبط بطبيعة بيانها الوزاري وبالنهج الذي ستعتمده لجهة ما اذا كانت ستحارب الفساد حقاً وستطبّق الاصلاحات المطلوبة بشفافية، أم انّها ستتبع سياسة تصفية الحسابات، فتلجأ الى الكيدية في المحاسبة والاستنسابية في فتح الملفات.وتضيف: ما علينا سوى ان ننتظر ونراقب.

 

حيث الفشل أخطر من «كورونا»

غسان شربل/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

بموجب القاموس القديم للأنظمة الشمولية كانَ يفترض إدراج ظهور فيروس «كورونا» في خانة أسرار الدولة. يمنع الكلام عنه ومجرد الإشارة إليه. لكنَّنا في عالم لم يعد فيه مكان لهذا السلوك. العالم مترابط ومتداخل. ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت «القرية الكونية» بلا أسرار. وكان يمكن للصين أنْ توكل التعاطي مع هذا الموضوع إلى دائرة صحية. وأن تحاول التقليل من حجم المشكلة. لكن الصين اختارت أن تتعامل مع المشكلة بأسلوب الدولة. الدولة المسؤولة حيال مواطنيها وحيال العالم أيضاً. وهكذا استُدعيت اللجنة الدائمة للمكتب السياسي في الحزب الشيوعي إلى اجتماع عاجل برئاسة الأمين العام للحزب رئيس الدولة شي جينبينغ رغم أن عدد الوفيات لم يتجاوز العشرات. الرئيس نفسه أسهم في إعطاء المشكلة أبعادها الحقيقية. حذر من أن البلاد تواجه «وضعاً خطراً» بسبب تسارع انتشار وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي. وأكد في الوقت نفسه أن الصين يمكنها «الانتصار في المعركة». وهكذا تم استنفار كل إمكانات الدولة بما فيها المختبرات العلمية للتعرف أكثر على طبيعة الفيروس وإيجاد اللقاح المناسب. كان يمكن لهذا الموضوع أن يشكل كارثة لصورة الصين لو اختارت أسلوب الإخفاء والتستر. لكن الرئيس الصيني الذي تحتلُّ بلاده الموقع الثاني في الاقتصاد العالمي أدرك أنَّ على بلاده أنْ تتصرَّفَ بمسؤولية الدولة التي تستحق ثقة مواطنيها والعالم. صحيح أنَّ للإجراءات التي اتخذت لمنع انتشار الفيروس أثماناً اقتصادية مرتفعة، لكنها تقل بكثير عن الثمن الباهظ الذي كان يتحتَّم دفعه لو اختارت السلطات الصينية الصمت، واستنتج مواطنوها لاحقاً أنَّها لا يمكن أن تؤتمن على صحتهم وسلامتهم، وتوصل الخارج إلى استنتاج مشابه. هكذا تعاملت بكين مع الوباء بوصفه العدو الأول، واختارت الشفافية في موضوع مثير للقلق والهلع.

حين اندلعت أزمة فيروس «كورونا» كان على الصحافي العربي أن يتابع معها ثلاثة ملفات ساخنة؛ هي الأزمة المتصاعدة في العراق، والتطورات الليبية في أعقاب مؤتمر برلين، والاحتجاجات الشعبية في لبنان. وفي الملفات الثلاثة لم يجد الصحافي بداً من التفكير في الدولة والمؤسسات.

تعاملت الطبقة السياسية في العراق مع الاحتجاجات المطالبة بالخدمات الأساسية ومحاربة الفساد وقيام دولة مكتملة الأركان بوصفها نوعاً من الوباء القابل للانتشار. لكنها بدلاً من الإصغاء بعمق إلى أوجاع العراقيين واستنتاج ما يجب استنتاجه سارعت إلى إنكار عمق المشكلة، وتوهمت أنَّ وأد الاحتجاجات ينهي المشكلة. تحركت السلطة الصينية بعد سقوط أربعين ضحية، لكن القوى الفاعلة في القرار العراقي أو المتحكمة فيه لم تعثر على طريقة للتعاطي مع سقوط أكثر من خمسمائة محتج غير الطريقة التي تنجب مزيداً من الضحايا.

أضاف مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في بغداد على يد القوات الأميركية تعقيداً بالغ الخطورة على التعقيدات الموجودة أصلاً. يمكن القول إنَّ عملية القتل والرد الإيراني عليها صبَّا الزيت على نار مشتعلة أصلاً بفعل تصدع الدولة وقرارها. وجد العراقيون أنفسهم في حالة تشبه الأسرى حين تكرس وصف هذا البلد العريق بـ«الساحة العراقية». كشفت الأحداث الأخيرة أنَّ العملية السياسية التي أعقبت إسقاط نظام صدام حسين، وعلى يد الأميركيين أيضاً، لم تسفر عن قيام دولة طبيعية بمؤسسات طبيعية قادرة على مواجهة المشكلات والأخطار. التهمت أمراض الفئوية والمحاصصة والفساد النصوص الدستورية وتركت البلاد تحت رحمة الفصائل وسياسات الاستقواء والتدخل. واضح أن سياسات صدام حسين أغرقت البلاد في مأساة عميقة. وأن أخطاء الاحتلال الأميركي ضاعفت مشكلات العراق. لكن الواضح أيضاً هو أن القوى السياسية والحزبية في العراق فشلت في إرساء معالم دولة طبيعية. تعرض العراق بعد صدام لعملية نهب فاقت تلك التي تعرضت لها روسيا غداة انتحار الاتحاد السوفياتي.

وفشلت السلطة الجديدة في استخلاص العبر من امتحانات قاسية أظهرت هشاشة المؤسسات الجديدة، وهو ما أكدته على نحو صارخ فضيحة سقوط الموصل في يد «داعش». وها هو العراق يعيش تحت وطأة الاضطراب الكبير وهيجان الفصائل وتجاذب المكونات. لا إطلاق الصواريخ على السفارة الأميركية يوفر حلاً، ولا إحراق خيام المحتجين ولا الانعطافات المتلاحقة لمقتدى الصدر. لم يترك المستبد الليبي مؤسسات يمكن الانطلاق منها أو البناء عليها. لكنَّ الليبيين أنفسهم بدوا كمن أضاع فرصة بناء دولة عادية تسعفهم في تعويض أربعة عقود ضائعة من عمر بلادهم. تعمق الفشل الداخلي، وتصاعدت التدخلات وأثار نفط ليبيا وموقعها لعاب كثيرين. ورغم الحضور الدولي الواسع في «عيادة برلين» فإنَّ ثمة من يتخوف من أنْ يؤدّي عجزُ الليبيين عن الجلوس تحت سقف واحد لبلورة خريطة طريق لبناء الدولة إلى إطالة المأساة، ومفاقمة الأخطار على ليبيا وجيرانها. الفشل اللبناني لا يحتاج إلى دليل. يختلف اللبنانيون على أشياء كثيرة، لكنهم يتفقون على أنهم يتعرضون اليوم في جمهورية الإفلاس والانهيار إلى إذلال لم يتعرضوا لمثله في أعتى فصول الحرب. تسببت طبقة سياسية فاسدة في تهديد مرتكزات استقرار لبنان واقتصاده وبينها القطاع المصرفي، وفشلت في التحرك في الوقت المناسب لمنع الانزلاق إلى الهاوية الحالية. وبديهي أن تبادل الاتهامات لا يوفر حلاً تماماً كإحراق خيام المحتجين.

لا نريد التقليل أبداً من حجم التدخلات الخارجية والدور الذي تلعبه. لكن الأكيد أن القوى الداخلية لم تتصرف بمنطق الدولة، أو الراغب في بناء دولة طبيعية توفر لكل مكوناتها ومواطنيها فرصة العيش في ظل القانون. مجرد قراءة سريعة لأثمان الفشل في العراق وليبيا ولبنان تظهر أنَّ فيروس الفشل المتفشي بفعل غياب الدولة الطبيعية أخطر من فيروس «كورونا».

 

مراسلات على الجبهة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

من الممكن أن تضعهُنَّ جميعاً من الجنسية من فئة جنسية واحدة: سيدات. وفي فئة مهنية واحدة: مراسلات. وفي هوية واحدة: عربيات. وفي مهمة واحدة، تغطية حروب العرب. كتاب «نساؤنا في الميدان» الصادر عن «بنغوين» في لندن، قدمت له أشهر مراسلة في العالم اليوم، كريستيان أمانبور، وأشرفت على جمعه زهرة حنكير. عشرون مراسلة عربية يستعدن تجاربهن في أحزان ومآسي العرب، عبر الحروب والقلاقل التي قمن بتغطيتها خلال 20 عاماً: طفل يشرب من مياه موحلة في اليمن، شاب يحرق نفسه في تونس من أجل ربيع عربي لا يزهر، وزوج، مراسل هو أيضاً، يسقط قتيلاً فوق ظهر حصانه في حرب سوريا: الزوج لبناني الأصل (أنطوني شديد) والزوجة لبنانية، ندى بكري، وكلاهما يعملان لمحطات وصحف غربية، مثل جميع المشاركين في الكتاب. أحزان. أطفال. مراكب تغرق بلاجئيها. موت على جوانب الطرق. مجاعات وعطش وأسمال بالية. وأحباب يفترقون. وصراخ وعويل وأيتام وموت. وهرب. وتنكيل. وقساوة. وخوف. الكثير من الخوف. في كل مكان. ليس خوف الناس فقط بل خوف المراسلة. ثم الخوف منها أيضاً. تبلغ نور ملص السلطات في دمشق أنها مجرّد مراسلة. لا مواقف ولا تحيّز. لا مع الثورة ولا ضدها. ذات مساء يدعوها قريبان إلى العشاء للتعرّف على بعض أفرد العائلة. ذهبت إلى منزل الزوجين لتكتشف أن كلّ ما توقعته كان صحيحاً: لم يحضر من المدعوين الستة أحد. فالمكرّمة ليست فقط سورية، بل سورية أميركية. وثالثة الأثافي أنها صحافية أيضاً. لا أختي. لا ستي. ومثال غوار الطوشة في حمّامه الشهير نقلاً عن شكسبير: «خيو، الباب اللي بتجي منو الريح، سدو واستريح» وكمالته بالألمانية «لا مين شاف ولا مين دري».

إنه الشرق، أيها الأخوة. وكلنا «كلن يعني كلن» في الهم شرق، على ما روى الرواة. وهل يكتمل كتاب أحزان من هذا النوع من دون رسالة من العراق ورسالة من ليبيا. وها هي ناتاشا يزبك مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية، تذكرنا بصورة الطفل الكردي المهاجر الذي عثر عليه ميتاً في الرمل على الساحل التركي. فماذا فعل العالم أمام هذا المشهد: قام وقرأ بياناً مبللاً بالدموع، ثم استسلم للنوم من شدّة الحزن. وما هي لائحة الممنوعات على حواجز التفتيش في العراق، كما تعددها جين عراف؟ طويلة اللائحة. منها ممنوع صورة لخريطة العراق أو صور الأعضاء الحميمية في الإنسان. كتابكم جميل أيتها الاخوات، بعكس عالمنا.

 

غداً... حل يبتعد ومعضلة تبقى

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

في أوج الاحتفالات بذكرى الهولوكوست، التي شارك فيها عدد غير مسبوق من زعماء العالم، وفي سياق الملاحقات البرلمانية والقضائية التي يتعرض لها الحليفان ترمب ونتنياهو، وبفعل شراكة الحليفين في حلم تجديد الولاية التي لا تبدو مضمونة لأي منهما، تم وبصورة استعراضية الإعلان عن أن الثلاثاء سيكون يوم إطلاع قطبي السياسة الإسرائيلية نتنياهو وجانتس على بنود صفقة القرن. الإيحاء الأولي لكيفية ومكان وتوقيت الإعلان، يؤشر إلى أن الصفقة ستولد في حضن واضعيها، وأن نقطة انطلاقها ستكون من أرضية تفاهم إسرائيلي إسرائيلي أولا، ثم إسرائيلي أميركي ثانياً، لتحمل بعد ذلك بواسطة طرف ثالث أو حتى بواسطة الإعلام للفلسطينيين، الذين ليس مطلوب منهم إبداء الرأي أو اقتراح تعديلات بل الموافقة، وفي حال الرفض وهو قائم على أي حال فهنالك عقوبات.

وقبل إعلانها وفي المرحلة الطويلة لإعدادها، اتخذت صفقة القرن صفة المشروع غير التفاوضي، أي الحل الذي لا يحق للفلسطينيين المفترض أنهم الطرف الرئيسي فيه إلا أن يوافقوا، وإذا كان هنالك من مواضيع للتفاوض فحول كيفية التنفيذ وأداء الالتزامات. ما أن أعلن عن موعد عرض الصفقة على قطبي السياسة الإسرائيلية حتى سارعت الطبقة السياسية الفلسطينية إلى تكرار موقفها الرافض للصفقة، والتلويح بأن هنالك إجراءات ربما تكون دراماتيكية ستتخذ كرد عليها. ذلك بعد أن تقدم رسميا لهم ولغيرهم. الإجراءات التي يجري التهديد بها يصعب التكهن بها ويصعب أكثر ضمان فاعليتها الحاسمة في مواجهة سياسات الطرف المقابل الذي اندمج ليس في مجرد موقف متماثل بل في إجراءات مشتركة «تنفيذ من الطرف الإسرائيلي بمفرده على الأرض، وعقوبات مفتوحة من الطرف الأميركي».

الإعلان المرتقب فرض على الفلسطينيين معركة صعبة ومعقدة فهم مضطرون لخوضها مهما كان الثمن، ولا مجال لتفاديها بأي صيغة من الصيغ، فلأول مرة في تاريخ قضيتهم يواجهون مشروع تصفية وليس مشروع تسوية، ولأول مرة كذلك يواجهون خطراً كهذا وهم منقسمون على أنفسهم، ولأول مرة ينظرون حولهم فيرون أنفسهم في جزيرة محاصرة تماماً، فلقد تغيرت الجغرافيا السياسية والتحالفية من حولهم، ولسوء حظهم أنها تغيرت كلها في غير مصالحهم القريبة والبعيدة. الفلسطينيون وحدهم هم أول من يتعيَّن عليهم الإجابة عن سؤال ما العمل، وإذا ما راهنت الطبقة السياسية على عوامل خارجية فهذا أشبه بتشتيت الكرة بعيداً عن الملعب، والإجابة عن سؤال ما العمل تتطلب أولا مكاشفة الذات فيما يعرف عادة بالنقد الذاتي، وأول ما يتعين الاعتراف به والإقلاع عنه، هو مبالغة الطبقة السياسية الفلسطينية في ربط المزاج الشعبي بعملية التسوية التي أساسها أوسلو وما انبثق عنها من معطيات وآليات وقوالب، ولقد لوحظ أن الفلسطينيين كانوا يشعرون بحالة انتعاش معنوي وسياسي واقتراب من الهدف كلما وقع تطور إيجابي في المسيرة السياسية، إلا أنهم يتحدرون إلى إحباط يوازي اليأس كلما وقعت انتكاسة في المسيرة.

وعدا بعض الومضات الإيجابية المتفائلة التي ظهرت في بدايات المشروع، فكل ما حدث بعد ذلك كان وما يزال مجرد تراجعات وانتكاسات وإحباطات.

ولا بدَّ ثانياً من تعديل أو تغيير الخطاب الدعائي السطحي الذي تعرضه الطبقة السياسية الفلسطينية على الجمهور، والذي يستند إلى مقولة إنَّ كلَّ ما تفعله وتقوله هذه الطبقة صحيح وفعال، وبالتالي لا خوف على القضية ولا على الحقوق ولا على المكانة فكل شيء على ما يرام بما في ذلك بدائل مشروع السلطة المنهار، من الانفكاك النهائي عن إسرائيل إلى التحول من واقع السلطة إلى واقع الدولة، وجعل منظمة التحرير هي البديل الأهم عن السلطة إذا ما اضطرت الطبقة السياسية إلى الاستغناء عنها، أو قامت إسرائيل بمزيد من إجراءات خنقها واحتلال دورها.

بدائل على هذا المستوى لا تكتسب تأثيرها بمجرد التهديد بها، بل بضمان فاعليتها والضمان هنا ليس بإعلان موقف بل بإقناع الفلسطينيين أولا وأصدقائهم وحلفائهم وحتى خصومهم بجدوى ما يُفعل على هذا الصعيد، ذلك أنَّ مشروع السلطة سواء تقدم أو تعثر يظلُّ في الأساس مشروعاً دولياً يحتاج إلى تنسيق المواقف مع مصادر وجوده واستمراره.

هنالك وجه آخر لصفقة القرن وهو استحالة أن يقدمَ حلاً للقضية الفلسطينية تحت عنوان التسوية أو التصفية ليس لأنَّ جميع دول العالم غير موافقة عليها وليس لأنَّ العربَ تخصيصاَ ليسوا مضطرين للدخول كضاغطين على الفلسطينيين لقبولها، مع أن ذلك كان أحد الرهانات الأميركية الأساسية في مرحلة الإعداد لها، وإنما لأنَّها لم تقدم حلاً لأكثر من عشرة ملايين فلسطيني نصفهم يقيم على أرض الوطن، ويعاني من إنكار الحقوق البديهية، وإهدار الكرامة وفقدان الهوية السياسية، فضلاً عن استباحة الحياة والممتلكات بفعل تواصل الاحتلال وتحوله إلى استعمار دائم، ونصف آخر ينتشر في جميع أرجاء العالم وهو كذلك بلا هوية سياسية، وبلا كيان يضمن كرامتهم الإنسانية، وبلا مكانة مستقرة بين شعوب الإقليم والعالم، فهم مجرد لاجئين أينما وجدوا حتى لو حاز بعضهم جنسيات الدول التي لجأوا إليها، إلا أنَّ وجودَ وطنٍ أمٍ داخل أي إنسان هو الحلم الذي يراود حتى الأجيال التي ولدت بعيداً عن الوطن.

هذا ليس كلاماً عاطفياً أو شاعرياً مع أنَّنِي من الذين يعتبرون العاطفة والشعر سلاحاً مضموناً للوطنية والسياسية، إنه كلام الواقع الذي حمى القضية الفلسطينية رغم ميلان ميزان القوى من كل النواحي لغير مصلحة الفلسطينيين، وهو السبب الوحيد الذي جعل كل مشاريع التسوية غير المتوازنة تخفق وجعل مشاريع التصفية المستترة والصريحة تذهب أدراج الرياح. إنَّ ثلاثة أرباع قرن من حياة قضية يكفي كبرهان على استحالة تصفيتها، أما بلوغ أهل القضية أهدافهم فهذا ما يزال وسيظل بحاجة إلى فعل الكثير من رعايتهم لقضيتهم، وإلا سنحافظ على قضية بلا حل وهدف يبتعد.

 

الطائرة الأوكرانية و«لحظة تشيرنوبل»

بوبي غوش/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

يغوي تحول موقف الجمهورية الإسلامية بشأن مصير رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية رقم 752 مراقبي إيران بالتكهن بأن تصبح تلك المأساة مثل «لحظة تشيرنوبل» بالنسبة إلى النظام الحاكم في طهران. تنطوي تلك الصورة على الأمل في أن ينذر إسقاط الطائرة بنهاية النظام الاستبدادي الحاكم، مثلما أنذرت الكارثة، التي وقعت في ضواحي مدينة بريبيات منذ 33 عاماً، بانهيار الاتحاد السوفياتي. الانجذاب نحو هذه المقارنة أمر مفهوم، وليس ذلك فقط بسبب إعادة المسلسل التلفزيوني القصير من إنتاج «إتش بي أو» و«سكاي»، الذي حصد جوائز، الكارثة النووية إلى الأذهان مرة أخرى، وتذكيره لنا بعلاقة تلك الكارثة بانهيار الإمبراطورية الشيوعية، حيث توجد بعض نقاط التشابه الواضحة. كان تسلسل استجابات طهران تجاه تفجير الطائرة وإسقاطها يشبه تسلسل استجابات موسكو عقب انفجار المفاعل «تشيرنوبل»، حيث جاءت على النحو التالي: إنكار، ثم محاولات غير متقنة لإخفاء حقيقة الأمر، ثم كشف حكومات أجنبية له، ثم اعتراف متردد، وأخيراً اعتذار محمّل بالتحذير وإلقاء اللائمة على طرف آخر. كذلك توجد نقاط تشابه أخرى في الخلفية السياسية للحدثين. أولاً إيران في حالة عزلة مثلما كان الاتحاد السوفياتي، واقتصاد الدولة مرتبك وفي حالة فوضى. كذلك لم يعد لديه الكثير ليقدمه إلى شعب بائس سوى بعض المهدئات القديمة عن الغدر الأميركي. وقد أوضحت الاحتجاجات، التي اندلعت في شوارع إيران خلال نهاية الأسبوع الماضي، عدم اقتناع الإيرانيين بهذا النوع من الدعاية المبتذلة مثل مواطني الاتحاد السوفياتي عام 1986.

إلى هنا تنتهي مواطن الشبه، حيث لا يوجد ميخائيل غورباتشوف في طهران ليعترف بفراغ وخواء النظام، ويسمح بخروج السخط الشعبي من النفوس لتدشين إصلاحات سياسية تضع نهاية للحقبة السوفياتية بعد ثلاث سنوات من وقوع كارثة «تشيرنوبل». لطالما كان الأمل في أن يصبح الرئيس حسن روحاني مثل غورباتشوف في غير موضعه على الأقل لعدم امتلاكه سلطة حقيقية فعلية، والرجل الذي يملك تلك السلطة، وهو المرشد الأعلى علي خامنئي، أبعد ما يكون عن غورباتشوف حتى نتصور أن يكون مثله في العصر الحديث، فهو على العكس منه تماماً متمسك إلى أقصى حد بمنصبه والأسس الاستبدادية للجمهورية الإسلامية. كذلك لن يشعر بوخز الضمير من ذبح مئات الإيرانيين، ومئات الآلاف من العرب في سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن للدفاع عن تلك الأهداف والغايات. كذلك يحظى بولاء لا يتزعزع من جانب الحرس الثوري الإيراني، وقوات الباسيج داخل إيران، وشبكة من الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة التي تعمل بالوكالة في أنحاء الشرق الأوسط. هل يمكن لمأساة الرحلة 752 أن ترقق قلوب من يقتلون ويشوهون لإرضاء خامنئي؟ احتمالات ذلك ضعيفة للغاية؟

مع ذلك، يشير تواصل الاحتجاجات المناهضة للنظام إلى وجود الآلاف من الإيرانيين الذين يتحلون بالشجاعة، والعزم على استغلال الفرصة، حيث خرج أشجعهم إلى الشوارع من دون توقع أي تصرف لين. لم أرَ أو أسمع بعد، في الكثير من المقاطع المصورة للاحتجاجات التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، أي إشارة إلى «تشيرنوبل». من المؤكد أن الكثير من الإيرانيين، الذين اعتادوا التحايل على طرق الحجب الرقمي التي يستخدمها النظام لمنع البرامج والأعمال التلفزيونية الغربية، قد شاهدوا ذلك المسلسل التلفزيوني. ومن المفارقة أن يكون أحد مستشاري روحاني من أشد المعجبين بهذا المسلسل.

في الواقع لا يحتاج الإيرانيون إلى صور وتشبيهات أجنبية بعيدة عنهم، فتاريخهم زاخر بالأمثلة ذات الصلة بوضعهم الراهن. هناك مثال واحد على الأقل يقترب كثيراً من واقعة إسقاط طائرة الرحلة 752، وربما أيضاً مما يمكن أن يؤدي إليه ذلك الحادث في نهاية المطاف. في ليلة الثامن عشر من أغسطس (آب) عام 1978، اندلع حريق في سينما في مدينة عبادان بالقرب من الحدود مع العراق. وأسفر الحريق عن وفاة ما بين 420 و470 شخصاً، وسرعان ما تبين أن الحريق لم يكن قضاءً وقدراً، حيث حمّلت حكومة الشاه، التي كانت تشعر بالفعل بآثار السخط الشعبي المتجلي، الإرهابيين الماركسيين مسؤولية الحريق. وحمّلت المعارضة، بقيادة آية الله الخميني، جهاز الاستخبارات، الذي كان مثار رعب ورهبة، المسؤولية. كان فيلم «الغزال»، الذي كان يتم عرضه آنذاك، يقدم انتقاداً مخفياً قليلاً للحالة الاقتصادية العصيبة التي كان يعيشها أكثر الإيرانيين، وللفساد المستشري الذي يمارسه نظام الشاه.

تمر السنون وتظهر حقيقة حريق سينما «ريكس»، فقد كان مرتكبو الجريمة من مؤيدي الخميني، وقد فعلوا ذلك متأثرين بازدراء رجل الدين للسينما باعتبارها وسيلة من وسائل الانحلال الغربي.

وتعتبر هذه الحادثة حالياً واحدة من أفظع الأعمال الإرهابية وأبشعها، ومع ذلك في أعقاب الحريق ألقى الإيرانيون باللائمة على نظام الشاه، وأصبحت سينما «ريكس» بمثابة صرخة تدعو إلى الاحتجاج في أنحاء البلاد. خلال الأشهر التالية اتسعت الاحتجاجات، وازدادت وتيرتها؛ مما أدَّى إلى حدوث حالة اضطراب أجبرت الشاه على الهرب، وتم تأسيس الجمهورية الإسلامية. لقد أثارت مأساة الرحلة 752 الاستياء الإيراني بالفعل، وهو تأثير سوف تضخمه وتعززه استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وتداول المقاطع المصورة الملتقطة عبر الهواتف المحمولة. لم تكن تلك الوسائل متاحة للمحتجين المناهضين الشاه عام 1978، حيث كانت الوسيلة الأكثر شبهاً بتلك الوسائل هي شرائط الكاسيت التي تحمل دعوات الخميني للثورة. ويعي خامنئي، خليفة الخميني، هذا التاريخ جيداً، ومن المرجح أن يتحرك بقسوة وعنف نحو قمع المظاهرات ووأدها كما فعل في السابق. مرة أخرى يصبح النظام مستهدفاً من شعبه وموضع انتقاده حتى مع تسبب مقتل قاسم السليماني، الأكثر تأثيراً وقوة في عملية قمع الشعب، في حرمانه من بطل أسطوري. وحتى إذا لم تصبح عملية إسقاط الطائرة المدنية مثل حريق سينما «ريكس» تماماً في تأثيرها، وتصبح أقل شبها بـ«تشيرنوبل»، تظل ضربة قوية لخامنئي ولنظام بات مفلساً على جميع المستويات والصعد.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع عمل الوزارات وخطط تفعيلها واستقبل عكر ونجم وقضاة

وطنية - الإثنين 27 كانون الثاني 2020

خصص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا لمتابعة عمل الوزارات والخطط الموضوعة لتفعيلها، اضافة الى العقبات التي تواجهها وسبل تذليلها.عكر

وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر وعرض معها الاوضاع العامة في البلاد ودور المؤسسات التابعة لوزارة الدفاع والمهام الموكولة اليها. كما تم البحث في عدد من المسائل التي تهم الجيش ولاسيما في هذه الظروف الراهنة.

نجار وعبود والياس

واستقبل الرئيس عون وزيرة العدل ماري كلود نجم ورئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس وعرض معهم اوضاع القضاء وعمل المحاكم وسبل تفعيلها والاسراع في اصدار الاحكام.

واوضحت الوزيرة نجم "ان البحث تطرق الى الورشة القانونية التي تعمل وزارة العدل ومجلس القضاء الاعلى على اعدادها اضافة الى موضوعي مكافحة الفساد واستقلالية القضاء".

 

دياب ترأس الاجتماع الرابع للجنة البيان الوزاري عبد الصمد: لا شيء يعرقله وما يجري تأن حتى تحقق المطالب الداخلية والخارجية

وطنية - الإثنين 27 كانون الثاني 2020

ترأس رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، مساء اليوم، في السرايا الحكومية، الاجتماع الرابع للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري، في حضور أعضاء اللجنة: نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع الوطني زينه عكر، وزراء: البيئة والدولة لشؤون التنمية الإدارية دميانوس قطار، الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، المالية غازي وزني، الاقتصاد والتجارة راوول نعمة، الصناعة عماد حب الله، الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفيه، الاتصالات طلال حواط، العدل ماري كلود نجم، الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد، والشباب والرياضة فارتينيه أوهانيان، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب.

عبد الصمد

بعد الاجتماع، أدلت وزيرة الاعلام بتصريح قالت فيه: "تابعت لجنة صياغة البيان الوزاري اجتماعاتها في الجلسة الرابعة، برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، الذي أكد في بداية الجلسة أن إقرار الموازنة العامة في مجلس النواب يعطي إشارة إيجابية للداخل والخارج، بغض النظر عن الملاحظات المتعلقة بظروف هذه الموازنة ومضمونها". أضافت: "أكد الرئيس دياب أن الحكومة كانت حريصة على تسهيل إقرار هذه الموازنة، نظرا لأهميتها المحورية في استمرارية عمل الدولة، التزاما بالمهل الدستورية. وشدد دولة الرئيس على أن إقرار الموازنة هو محطة تسمح للحكومة بتركيز عملها على إنجاز البيان الوزاري الذي يجب أن ينتهي العمل به في أسرع وقت ممكن. ولذلك، تم تحديد سلسلة اجتماعات متتالية خلال هذا الأسبوع لمتابعة إعداد البيان الوزاري، تمهيدا لمثول الحكومة أمام مجلس النواب لطلب نيل الثقة".

وتابعت: "بعد ذلك، أجرت اللجنة قراءة أولى للجزء الذي أنجز من البيان، وتم تعديل بعض البنود، وأضيفت فقرات تتعلق بخطط عمل بعض الوزارات، على أن تواصل اللجنة تلقي بقية برامج عمل كل الوزارات خلال اليومين المقبلين".

سئلت: ما الذي يعرقل البيان الوزاري؟

أجابت: "لا شيء يعرقل البيان الوزاري، فما يجري ليس أكثر من أننا نتأنى في كل نقطة حتى تحقق بالتأكيد المطالب الداخلية والخارجية، وتحقق كذلك مطالب الدولة العامة".

 

دياب استقبل سلامة وسفير المانيا ويترأس مساء الاجتماع الرابع للجنة البيان الوزاري

وطنية - الإثنين 27 كانون الثاني 2020

يترأس رئيس مجلس الوزراء حسان دياب عند السادسة والنصف من مساء اليوم في السرايا الحكومية، الاجتماع الرابع للجنة الوزارة المكلفة صوغ البيان الوزاري. وكان الرئيس دياب استقبل عصرا، حاكم مصرف لبنان رياض سلامه وعرض معه الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد. ثم استقبل سفير المانيا في لبنان جورج برغلن، وجرى عرض للتطورات الراهنة اضافة الى العلاقات الثناية بين البلدين.

 

كنعان بعد اقرار الموازنة: افضل من لا موازنة والمطلوب من الحكومة خطة انقاذية وعلى المعارضة قبل الموالاة التعاون

وطنية - الإثنين 27 كانون الثاني 2020

- قال رئيس لجنة المال والموازنة امين سر "تكتل لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان في تصرح له في المجلس النيابي بعد اقرار موازنة العام 2020: "الموازنة افضل من لا موازنة، فما شهدناه من هدر وعدم رقابة منذ العام 2005، جاء نتيجة عدم الرقابة وغياب السقوف والضوابط".

واعتبر ان "المطلوب بعد اقرار الموازنة خطة انقاذية تضعها الحكومة، ونحن مستعدون للتعاون معها على مستوى المجلس النيابي لإنقاذ البلاد"، مشددا على أن "على المعارضة قبل الموالاة التعاون للانقاذ، فالموازنة خطوة مهمة يجب ان تستتبع بخطوات أخرى".

واوضح ان "المجلس النيابي اقر مبلغ 25 مليارا رصدته لجنة المال والموازنة لتثبيت عناصر الدفاع المدني على ان يتأمن المبلغ المتبقي من الاحتياط". واكد كنعان انه "لا بد من اخراج الملف المالي والاقتصادي من الصراعات والتجاذبات السياسية".

 

كتلة المستقبل: صوتنا ضد الموازنة قناعة منا أن الارقام الواردة فيها لم تعد تعكس الواقع

وطنية - الإثنين 27 كانون الثاني 2020

صدر عن كتلة المستقبل النيابة البيان التالي: "ازاء اللغط المثار في بعض وسائل التواصل الاجتماعي حيال مشاركة الكتلة في جلسة الموازنة اليوم، توضح الكتلة ما يلي:

أولا: صوتت كتلة المستقبل ضد الموازنة انطلاقا من قناعتها أن الارقام الواردة فيها لم تعد تعكس الواقع، لأن الاقتصاد اختلف حجما ونوعا عن ما كان عليه عندما أقرت الحكومة السابقة مشروع الموازنة. ثانيا: كان موقف الكتلة المبدئي هو بوجوب انتظار حصول الحكومة الحالية على الثقة قبل مشاركتها في جلسة مناقشة الموازنة.

ثالثا: أما ولم يأخذ المجلس النيابي برأي الكتلة حول انتظار الثقة، فإن الكتلة طالبت دولة رئيس الحكومة حسان دياب في الجلسة بإعلان تبنيه لمشروع الموازنة، منعا لأي تأويلات أو ذرائع لاحقة، خصوصا في ظل الموقف الملتبس بهذا الشأن لرئيس الحكومة وبعض الوزراء فيها سابقا. وقد أعلن الرئيس دياب تبنيه الصريح لهذه الموازنة، ردا على سؤال مباشر من الكتلة.

رابعا: إن كتلة المستقبل النيابية ستواصل التزامها بالعمل لاحترام الدستور واستمرارية مؤسسات الدولة، انطلاقا من تحمل مسؤولياتها الوطنية، ووضع الجميع، حكومة ومجلسا، أمام مسؤولياتهم، وهو ما حصل اليوم".

 

الراعي عرض المستجدات مع رئيس الكتائب واقتراحات الحزب للحلول

وطنية - الإثنين 27 كانون الثاني 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، يرافقه نائب الرئيس الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ والدكتور فرج كرباج.

وتمحور اللقاء حول آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، وموقف الحزب منها واقتراحاته للحلول ورؤيته المستقبلية.

 

إقرار موازنة الـ2020 بموافقة 49 نائبا

وكالة الأنباء الوطنية/27 كانون الثاني/2020

اقر مجلس النواب موازنة 2020، في حضور رئيس المجلس نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب وغياب اعضاء الحكومة، وحضور 73 نائبا بموافقة 49 نائبا ومعارضة 13 وامتناع 8.

وابرز المؤيدين لمشروع الموازنة نواب: "تكتل لبنان القوي"، "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير"، وعارضه نواب كتلة "المستقبل"، وامتنع نواب "اللقاء الديموقراطي" عن التصويت.

واقتصر الكلام في الاوراق الواردة على 6 نواب فقط بعد تلاوة رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان تقرير اللجنة الذي اكد ان "انتظام نظام الموازنة هو افضل من فرض الانفاق وفق القاعدة الاثني عشرية على اساس اعتماد موازنة 2019".

وكان الرئيس دياب اكد ان "الحكومة لن تعرقل موازنة اعدتها الحكومة السابقة"، مشيرا الى ان "الحكومة في ظل وضعها الراهن حكومة تصريف اعمال بالمعنى الضيق، ولا يحق لها استرداد الموازنة"، فيما اكد الرئيس بري ان "الحكم استمرار والمادة 16 من الدستور ان حق التشريع مطلق لمجلس النواب".

وتحدث 6 نواب في الاوراق الواردة، وتوقفوا عند موضوع العجز والوضع الاقتصادي المتأزم احتجاجات الشارع.

وانعقدت الجلسة في ظل مقاطعة نواب "الجمهورية القوية" والكتائب وبعض اعضاء "اللقاء التشاوري".

الجلسة

وكانت الجلسة انطلقت عند الحادية عشرة والنصف، في حضور 73 نائبا بتلاوة مراسيم تأليف الحكومة الجديدة والمادة 32 من الدستور المتعلقة بانعقاد جلسات المجلس في العقدين الاول والثاني، ثم المواد 15 و16 و17 و18 و19 و20 من النظام الداخلي والمتعلقة بالموازنة.

ووقع سجال حول دستورية الجلسة، وطلب النائب سمير الجسر الكلام، معتبرا "ان الجلسة غير دستورية". وسأل ما اذا كانت الحكومة الجديدة ستتبنى هذه الموازنة ام لا، وساندته النائبة بهية الحريري التي أصرت عل السؤال نفسه كما فعل نواب تيار "المستقبل".

فأجاب الرئيس دياب: "لو ان موقفنا عدم التبني لما كنت حضرت".

بري: حق التشرع مطلق

ورد بري على الجسر: "المادة 32 تتكلم على عقدين تماما، كما تفضلت، العقد الثاني يبدأ يوم الثلثاء الذي يلي الخامس عشر من شهر تشرين الاول وتخصص جلساته للبحث في الموازنة والتصويت عليها قبل كل عمل اخر. هذا الموضوع ليس انه عندما اصبحت في كانون الثاني، لانه عادة اذا لم تنته الموازنة تنهيها عادة في آخر كانون الثاني، لذلك أصررت على ان يكون في هذا الوقت".

وقال: "صدور عرف بمجرد صدور مرسوم التكليف، جرى العرف في لبنان انه تنتقل عملية تصريف الاعمال من الحكومة القائمة الى الحكومة التي صدرت مراسيها. صحيح، هذا الشيء قائم والحكم، يا سيدي، كما تعلم هو استمرار، والفصل بين السلطات قائم. والمادة 16 من الدستور تقول ان حق التشريع مطلق لمجلس النواب، والمطلق على اطلاقه وليس على حجمه، ولا يتوقف هذا الامر على مدى الصلاحيات التي تتمتع بها الحكومة. يعني المجلس النيابي من حيث المبدأ، لولا انه موضوع منذ عام 92، انا لم اكن لاقبل ولا بأي شكل نظرا الى الموضوع الطوائفي الذي أحترمه، ليس الطائفي، الطوائفي يعني مثلا عندما لا يكون في جلسة طائفة معينة، ولا يوم، على ما اعتقد وانتم تشهدون، ان شاء الله، اني سمحت بالاستمرار في الجلسة. ولكن هذا الامر لا يعني ان المجلس النيابي ليس له الحق في التشريع حتى ولو لم يكن هناك امامه حكومة. انتبه، حق التشريع مطلق لانه على اطلاقه في هذا الامر. لذلك نحن، كما قال دولة الرئيس، الان الظرف استثنائي والظرف اكثر من ضروري. انا اريد ان اقول لك عن الحكومة، اذا سمح لي، أمامها ثلاثة اشهر او اربعة اشهر حتى تثبت ان هناك شيئا جديدا وتكسب ثقة الناس وثقة الشعب، لذلك اذا لم يكن هناك موازنة منتهية، 3 أشهر يقعدون في الموازنة ولا ينهونها، وانت تعلم هذا الشيء. لذلك لنتكل على الله والتفاسير تكون لمصلحة الناس وليس ضد الناس. بمجرد ان تصبح حكومة تصريف اعمال، المجلس في حال انعقاد".

وختم: "انت نقيبنا وانا احترمك، ولكن هذا رأيي. اما كلام دولة الرئيس فهو صريح بقوله لك ان هذه الموازنة اقبل بها الان، ولكن اذا احتاجت امورا اخرى سأقدم قوانين اخرى على حدة. النص صريح يا نقيبنا والمادة 64 صريحة في الموضوع وكبار المشرعين من جوزيف شاوول يؤكدون هذا الامر".

دياب

وقبل بدء المناقشة، طلب الرئيس بري الاستماع الى رئيس مجلس الوزراء الدكتور دياب، الذي قال: "لا شيء عاديا في لبنان اليوم. كل شيء استثنائي وتعقيدات الظروف الاقتصادية والمالية والنقدية تملي علينا التصرف من منطق الضرورة والعجلة، وايضا الاستثناء.

رئاسة الحكومة تدرك جيدا المفاهيم الدستورية وتتمسك بالصلاحيات المعطاة لها، وهي تضع نصب أعينها مصلحة الدولة والمواطنين.

ولأن الواقع استثنائي، فإن الحكومة في ظل وضعها الراهن، أي قبل نيلها الثقة، وبحسب الرأي الدستوري الراجح، هي حكومة تصريف اعمال بالمعنى الضيق، ويفترض ان يكون عملها محصورا بإعداد البيان الوزاري، وبالتالي لا يمكنها ان تمثل مجتمعة امام المجلس النيابي الكريم في جلسة مناقشة الموازنة العامة، كما انه لا يحق لها استرداد الموازنة.

ان الحكومة لن تعرقل موازنة اعدتها الحكومة السابقة وناقشتها لجنة المال والموازنة النيابية واللجان المشتركة، واكتملت اجراءاتها.

انطلاقا من ذلك، فإن الحكومة تترك الامر الى المجلس النيابي الكريم، مع احتفاظها بحق تقديم مشاريع قوانين لتعديلات في الموازنة، بعد نيل الثقة".

وختم شاكرا "دولة الرئيس والسادة النواب على تفهمهم لدقة المرحلة".

سعادة

ثم القى النائب سليم سعادة، كلمة مشيرا الى "ان وزارات الدولة تحتاج الى منجم لمعرفة حجمها وآلية استيفائها، وقال: "بوجود ثلاثة اسعار لصرف الدولار كل شيء يتغير والواردات تدخل في السعر الرسمي وتخرج بسعر السوق السوداء".

واشار الى ان العجز 7,5 مليار دولار فيما الدخل 9 مليار دولار وهذا امر غير موجود في لبنان، وان شهر عسل الطائف قد انتهى لا مال ولا عسل Honey no money No، وقال: "ان الدولة والحكومات السابقة راكبة على مصرف لبنان ومصرف لبنان راكب على المصارف الخاصة التي راكبة على ودائع اللبنانيين والمواطن يعيش في وهم ان كل شيء يسير على ما يرام ولكن هذا الشيء قد فرط".

.وقال عندما سأل لينين عن الشيوعية اجاب: "هي دعم العمال وحيث لا تكون هناك قطارات ولا سكك حديد وبالتالي فان حكومتنا تحارب القطاعات وسكك الحديد".

السيد

وقال النائب جميل السيد: "لا بد أن أشكر أولا لجنة المال والموازنة على جهودها من أجل إتمام المشروع مع تعديلاته رغم التباينات التي وصلت الى حد الاشتباكات داخل لجنة المال والموازنة".

اضاف: "كنت أتمنى لو كانت لنا جلسة قبل هذه الجلسة حول الاوضاع الراهنة، هذا المجلس هو للناس لكن الظروف الميدانية منعت حصول جلسات، حتى يعلم من يمثل الناس انهم يشعرون بوجع الناس في الشارع. لكن هذا المجلس والحكومات المتعاقبة لو انهم تباعا لمسوا ما يعانيه الناس لما وصلنا الى حدود الانفجار. الناس حملوا المجلس والحكومات المسؤولية، فلو كانت هناك محاسبة لكل المنظومة التابعة للسلطات لما وصل الوضع الى ما وصل اليه. اننا ندفع ثمن ما جنته أيدينا".

وأضاف: "هذه ليست حكومة جميل السيد، كما يقال، وسأتحدث عن الموضوع في جلسة الثقة. وجدت انه لم يعد هناك أمامنا مجال، نحن في في حالة سوريالية فوضوية لا ينطبق عليها أي نص دستوري قائم، حكومة تصريف أعمال دخلنا في العقد الثاني، ونستعمل استقالة الحكومة وكأننا في عقد استثنائي ولكن حتى لو ان فخامة الرئيس لم يمارس هذا الحق المنصوص عنه في المادة 86".

وتابع: "رئيس الجمهورية إن اراد ان يسترد المشروع والحكومة مستقيلة، ولا يمكن ان يسترده حتى لو اخذت الحكومة الثقة، فلا يمكن ان يصدرها بمرسوم. اذا "مسكرة" بالاسترداد وبالاعادة، باقرارها بمرسوم و"مسكره" بفتح دورة استثنائية قبل الثقة. واذا أخذتها الحكومة لا يمكن لها ان تستردها، ما عدا أمر واحد وهو حق النواب بحسب النصوص ان يطلبوا رد المشروع. هذا التشابك يضعنا في دور انه مهما فعلنا يجب ان تحضر الحكومة بشخص رئيسها لكي نغوض في المشروع لانجازه".

ورأى ان "من البديهات ان تحصل الحكومة على الثقة وان تسترد المشروع، لانه ليس لها، ونلبسها ثوبا مفصلا على قياس حكومة الحريري، اذا تلبسها ثوبا ليس برضاها".

وقال: "في سياق هذا الوضع، فان ما يقلق بالي في سياق التطورات، ان البلد انقلب رأسا على عقب، هناك قانون المحاسبة العمومية التي تقدر فيه الواردات والنفقات. اذا هذه موازنة تقديرات يمكن قراءتها عندما تكون الامور ثابتة، لا موازنة عمرها 7 أشهر. ونقول من الجريمة ان تصدر هذه الموازنة كما هي. ان الايرادات المتوقعة اصبحت شبه خاليه بفعل الواقع الذي منع التواصل بين الدولة والمواطن، وبناء عليه حصل ترك مهلة للناس من منتصف السنة لكي يدفعوا ما عليهم من متوجبات. وبما ان دولة الرئيس تبنى المشروع فهو سيقف ويرد وكلكم "طابخينها"، حتى "المستقبل"، فهذه موازنة حكومتكم".

اضاف: "أتمنى عليك دولة الرئيس بعد اقرار الموازنة ان تكون لدينا جلسات وطرح ما يجري في الشارع".

فرد رئيس مجلس النواب نبيه بري: "كنا على اتم الاستعداد لما يطالب به الناس في الشارع، لكنهم لم يفسحوا لنا المجال".

حبيش

ثم تحدث النائب هادي حبيش، فقال: "تأتي موازنة هذا العام ونحن نقف على واحدة من اخطر المحطات التي يمر فيها وطننا الحبيب لبنان، وحالتنا تنتقل من سيئ الى اسوأ، نحض الخطى نحو الامام، غير أن لا ضوء يلوح في نهاية النفق".

اضاف: "ان الخطر الذي يحيق بمستقبل الاجيال اللبنانية هو اكبر بكثير من اجراءات موازنة وهمية، اعدتها واقرتها ثورة الاجيال، ونوقشت وعدلت على انقاض الوحدة التي تتضعضع والبناء الذي يتهدم والبرج الذي يترنح ايذانا بسقوط الدولة في لحظات".

وتابع: "ان قدر لبنان ان تهب عليه العواصف في كل حين، وتعتو عليه الامواج من كل حدب وصوب، فمن مناخات اقليمية تنذر بالويل والثبور، الى ازمات اقتصادية تنذر بثورة الجياع، الى عدالة مهيضة الجناح مصابة الوهن، الى امن تتجاذبه الصراعات فيقع في المحظور، الى قرارات وحلول للمشاكل تعجز عنها العجائب حتى السموات".

وقال: "كنت اتمنى ان اقف امامكم من على هذا المنبر مخاطبا حكومة تحظى بثقة الناس اولا ومجلس النواب ثانيا والرأي العام العربي والدولي ثالثا.

لكن، للأسف، فرضت علينا الظروف ان تمثل امامنا حكومة لم تعرف بعد رأيها حتى في الموازنة العامة المطروحة امامنا اليوم".

وأردف: "فرضت علينا الظروف ان تمثل امامنا حكومة لم نعرف بعد رؤيتها الاقتصادية والمالية ليصار الى سؤالها عن الاجراءات التي ستتخذها لانقاذ ما تبقى من الوضع المالي والنقدي والاقتصادي. لم نعرف بعد كيف ستلائم هذه الحكومة ارقام الموازنة المطروحة امامنا التي لم تعط رأيها فيها تماشيا مع رؤيتها الاقتصادية والمالية والنقدية التي ننتظرها منها في البيان الوزاري. فمن علامات الازمنة ان تمثل امامنا حكومة من دون ثقة لتعطي رأيها بموازنة وهمية لا ثقة بأرقامها".

وقال: "بصراحة محتار من اين سأبدأ في مناقشة هذه الموازنة. فالسؤال البديهي الذي كان يطرح نفسه: هل نحن امام موازنة لجنة المال والموازنة أو امام موازنة تتبناها الحكومة الحالية بكامل أرقامها. وكيف تنظر الحكومة ووزير مالها الى ارقام الايرادات الواردة في هذه الموازنة، وخصوصا في ضوء الارقام المتدنية المحققة آخر 3 أشهر؟ وهل الحكومة على ثقة بامكان تحقيق ارقام الموازنة بعد كل الاحداث التي عصفت بلبنان؟".

وسأل: "اكثر من ذلك، ما هي توقعات الحكومة لحجم الناتج المحلي لعام 2020؟

وكم ستبلغ نسبة العجز الى الناتج المحلي؟.

وهل لدى الحكومة امكانات لتمويل العجز المقدر لهذه الموازنة، في ظل واقع المصارف الحالي وواقع الاسواق المالية الداخلي والخارجي، وايضا في ظل التصنيف الانتمائي الحالي للبنان؟

واذا كان الجواب بالايجاب فكيف ومن اين؟

اكثر من ذلك، كيف ستتعامل الحكومة مع استحقاقات الدين العام، وخصوصا الاستحقاقات بالعملات الاجنبية؟

بات المواطن اللبناني يسمع يوميا بنظريات عدم سداد الديون، وبالتالي بنظريات افلاس الدولة، فما هو موقف هذه الحكومة من هذا الكلام ومن هذه النظريات؟

سؤال آخر: لحظت الموازنة التي أحالتها الحكومة السابقة عجزا يقارب الصفر في المئة.

وهذا العجز او اللاعجز اتى نتيجة اجراءين اساسيين استثنائيين ولعام واحد فقط في مقابل عدم لجوء الدولة الى اي اقتراض اضافي:

الاول خفض خدمة الدين بمبلغ 3 مليارات دولار بالاتفاق مع مصرف لبنان.

والثاني فرض ضريبة استثنائية توفر مدخولا يقارب 400 مليون دولار من المصارف اللبنانية.

السؤال المطروح: هذان الاجراءان اتفق عليهما مع المصارف ومصرف لبنان في مقابل سلة اصلاحية وافق عليها مجلس الوزراء وفي طليعة هذه الاجراءات:

- اشراك القطاع الخاص في ملكية العديد من مرافق الدولة وادارتها.

- ومعالجة مشكلة الكهرباء خلال النصف الاول من العام 2020 للوصول الى هدف موازنة صفر عجز.

السؤال هنا: هل تلتزم الحكومة الحالية رزمة الاصلاحات التي اقرتها حكومة الرئيس الحريري؟

وهل الظروف الامنية والسياسية والنقدية والمالية التي طرأت على البلاد ستسمح لمصرف لبنان والمصارف بالالتزام بهذين الاجراءين؟

وهل تتمكن المصارف من التزام دفع هذه الضريبة الاستثنائية وخصوصا بعد ازمة الملاءة التي تواجهها المصارف مع المواطن اللبناني؟

سؤال آخر: ورد في يالمادة 38 المعدلة من هذه الموازنة بند يتعلق بالزام الشركات المشغلة لقطاع الخليوي تحويل ايراداتها الى الخزينة دوريا.

والكل يعرف ان عقود الخليوي انتهت والحكومة في طور اما اطلاق مناقصة جديدة لاعادة تشغيل الخليوي من طريق القطاع الخاص او اشراك القطاع الخاص مع القطاع العام او استرجاع القطاع لتشغيله من الدولة.

فكيف ستتعامل الحكومة الماثلة امامنا مع هذا البند الذي يحد من قدرة الحكومة على اطلاق مناقصة جديدة اذا ارادت او على اشراك القطاع الخاص مع القطاع العام؟

يعيش المواطن اللبناني ازمة مالية غير مسبوقة بحيث تساوى الثرى بالفقير والتاجر بالموظف ورب العمل بالعامل ونزلوا جميعا الى الشارع ليقولوا لنا كفى خلافات وكفى انقسامات وكفى اضاعة فرص.

فالبطالة الى ازدياد والفقر الى ازدياد واقفال الشركات والمؤسسات الى ازدياد وانهيار العملة الى ازدياد وفقدان الثقة الى ازدياد والهجرة من هذا الوطن ستكون حتما الى ازدياد.

كيف ستواجه هذه الحكومة هذه الازمة وكيف ستواجه ارتفاع سعر المواد الغذائية المخيف والسلع الاساسية للمواطن الفقير في ظل ارتفاع سعر صرف الليرة في مقابل الدولار يوميا؟

وكيف ستواجه انهيار القطاع الخاص اليومي والافلاسات اليومية بالجملة للشركات والمصانع والمؤسسات التجارية؟

هل تعي الحكومة ما هي نسبة زيادة معدل البطالة خلال عام 2020؟

التوقعات التي نسمعها، يا دولة الرئيس، مخيفة بحيث بتنا نسمع عن معدل بطالة سيرتفع الى اكثر من 10 في المئة عن المعدل الحالي الذي يفوق حاليا ال 20 في المئة الى ال 25 في من القوى العاملة، وهذا يعني اننا متجهون الى نسبة 30 في المئة الى 35 في المئة من القوى العاملة ستكون في الشارع هذا العام.

فما هي الاجراءات التي تلحظها الموازنة الحالية او التي ستقوم بها الحكومة الماثلة امامنا لتوفير شبكة حماية اجتماعية للتعامل مع هذه الكارثة؟

لن اطيل عليكم الكلام ولن ادخل اكثر في ارقام الموازنة الموجودة امامنا، ولكن اعدكم بانني سأقول ما اقوله في جلسات مناقشة البيان الوزاري لهذه الحكومة الماثلة امامنا.

ولكن، اخشى ما اخشاه ان نضطر يوما الى ان نردد ما قاله دومولين (DEMOULIN) في يوم من الايام: "مسكين هو الشعب، هذا المجموع المبهم، الحائر، الصابر، المتأمل، المترقب ابدا طلائع الفرج ومواكب السعادة تسوقها اليه مجموعة اختارها او اختاروها له او توهم انه اختارها لتدبير شؤونه".

آلان عون

وقال عضو "تكتل لبنان القوي" النائب آلان عون في جلسة الموازنة: "قد تكون تلك الجلسة تنعقد في أصعب الظروف التي ممكن لنائب أن يشارك أو يتكلم فيها، لأن أخطر ما يحصل اليوم هو أن لغة الحوار فقدت مع الشارع والمعترضين ولغة الإصغاء لاقت المصير نفسه. رغم ذلك، من الضروري المحاولة لعله يمكن للكلام أن يكون له وقع ويخرق جدران الأحقاد وعدم الثقة والرفض الكامل لكل الطبقة السياسية التي ذهب ضحيتها الصالح بضهر الطالح".

اضاف: "نجتمع اليوم لنناقش موازنة كان متأملا لها أن تكون سابقة وإنجاز من خلال تصفير العجز كما خرجت من الحكومة السابقة في ايلول الماضي، فإذا بالواقع كما الوقائع تنسف كل الإيجابيات والتفاؤلات وتعيدنا الى موازنة مع عجز كبير (بسبب إنخفاض توقعات الإيرادات) جهدت لجنة المال والموازنة مشكورة كالعادة لتخفيضه ونجحت نسبيا بذلك، فحجمته وخففت من أضراره الجسيمة، ولكن بقي أمامنا عجز متوقع سيكون لنا مشكلة كبيرة في تمويله. أقول هذا الشيء لأن علينا أن ندرك أن ما قمنا به من تخفيضات في الإنفاق، أكان في موازنة 2019 أو موازنة 2020 بلغ حدود قصوى في تقليص نفقات التشغيلية والإستثمارية للدولة ورغم ذلك نواجه عجزا سيفاقم دين الدولة ويغرقنا أكثر وأكثر في الدوامة القاتلة التي أهلكت إقتصادنا وإكتشفنا اليوم أنها تستنزف مدخرات وجنى عمر اللبنانيين، التي أصبحت في دائرة القلق على مصيرها لأنها تستعمل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لتمويل نفقات الدولة".

وتابع: "أنا أفهم أن الدولة تتمول من ضرائب يدفعها المواطنون لتغطية نفقاتها وهذا طبيعي جدا، إنما عندما يصبح تمويل الدولة يستنزف أصول ودائع اللبنانيين في المصارف ومن دون إستإذانهم، فهي بذلك تتجاوز خطوط حمراء. هذه حقائق أنا مضطر أن أتكلم عنها، ولو كنت أعرف بتفاصيلها قبلا لكنت طبعا أثرتها في مناقشات الموازنات السابقة، ولكنني كنت كمعظم اللبنانيين مسحورا بنظام مالي إعتقدناه نظاما صلبا كالحجر فإذا به يتحول من ليلة الى ضحاها الى نظام ركيك كالورق. لا أقصد بما أقوله أن المصارف اللبنانية ليست جيدة وهي كانت وستبقى من الأفضل في المنطقة، ويمكنها أن تستعيد ثقة الناس بها وتستعيد دورها المحرك للاقتصاد، أنما هذا سيتطلب أولا الإعتراف بالمسؤولية المشتركة مع السياسيين في إيصال الواقع المالي الى ما هو عليه، وثانيا سيتطلب منها الإنخراط بالخطة الإنقاذية وإجراءاتها وتحمل حصتها من الخسائر التي حصلت".

وإذ سأل: "لماذا يتحمل النظام المصرفي بركنيه (مصرف لبنان والمصارف الخاصة) المسؤولية؟"، قال: "لأن من واجبه أن يأخذ كل الإحتياطات والضمانات اللازمة قبل السماح للدولة بهذا الحجم اللامسؤول من الإستدانة من دون أي ضوابط، وقبل المغامرة بتوظيف ودائع الناس بتوظيفات فوائد مغرية تبين أنها تستنزف لتمويل إنفاق غير مسؤول للدولة اللبنانية.. ولو دق ناقوس الخطر قبل سنوات قليلة الى الوراء وإتخذت إجراءات صارمة كما يأخذ اليوم، كنا بوضع أفضل بكثير على مستوى الإحتياط الموجود والسيولة.. وكنا على الأقل أجبرنا على تخفيض نفقات الدولة وعلى تصحيح النموذج الإقتصادي وتخفيض الميزان التجاري ولو قسرا، تماما كما يحصل اليوم، إنما بوضع مالي ونقدي أفضل بكثير".

وأوضح أن "مشاركة النظام المصرفي في المسؤولية لا تعفي المسؤول الأكبر وهم السياسيون، وهي تحديدا الحكومات المتلاحقة التي لا ضبطت الإنفاق، لا بالعكس زادته، ولا قامت بأي خطوة إصلاحية لتخفيض العجز، وقد تصرفت بشكل غير مسؤول دون أي رؤية حول ما ستؤول اليه الأمور، متكلة على مصرف لبنان الذي أفرط في تدليعها وما أدراكم من المثل الرائج: "من الحب ما قتل".

وأكد أن "الوقت الآن ليس للمحاسبة وسيأتي حينها، لأننا اليوم كمجموعة أشخاص يغرقون في البحر. بدلا من أن يتشاجروا ويتراشقوا المسؤولية حول من أوصلهم الى الغرق، عليهم أن يتعاونوا لينقذوا أنفسهم، ومن ثم سيكون لهم متسع من الوقت للحساب"، معتبرا أن "إستهداف مصرف لبنان أو المصارف لا يفيد بشيء في هذه اللحظة، بل إشراكهم بتحمل مسؤولياتهم لإخراجنا من الحفرة هو المطلوب الآن. لا يجب أن يكون الهدف تهديم النظام المصرفي لأننا بحاجة اليه ولدوره لإعادة بناء إقتصادنا، لكن الهدف يجب أن يكون تغيير النموذج التمويلي القائم الذي جازف بالجميع، فإذا بنا نكتشف أن الدولة ومصرف لبنان والمصارف الخاصة وودائع اللبنانيين كلهم بخطر في الوقت نفسه".

وطالب عون ب"تغيير هذا النموذج وتوزيع عبء الخسائر بطريقة نسبية وعادلة، نسبة للمسؤولية وإعادة الواقع المالي الى ما كان عليه تدريجيا وإعادة هيكلة الدين بالتوازي، مع ضبط العجز بشكل كلي أو شبه كلي، وإعادة تكوين الإحتياطي والودائع بشكل يعيد الإستقرار الى النظام المصرفي والطمأنينة الى المودعين والثقة الى المغتربين والمستثمرين"، مشددا على أن "هذا كله جزء من الخطة الإنقاذية المطلوبة والتي ستحتاج إلى خلية أزمة إقتصادية دائمة بموازاة الحكومة، يشارك فيها المسؤولون السياسيون المعنويون ومصرف لبنان وجمعية المصارف، لأن إدارة الأزمة وشح السيولة وتحديد الأولويات لا يجب أن تحصل عند كل مصرف على حدة، بل يجب أن تكون مجموعة بشكل مركزي وتتم إدارتها وفقا لأولويات تضعها خلية تملك الصورة الكاملة للوضع".

وأردف: "بالعودة الى شق الموازنة بالذات، كنت وجهت في كلمتي خلال مناقشة الموازنة السابقة في تموز الماضي نداء الى كل الكتل للتفكير في ما يمكن أن نقوم به لتخفيض العجز، ونبهت أن تخفيض النفقات التشغيلية قد تم الى حد كبير وحتى لو توصلنا الى تخفيض أكبر في ال2020، وهذا ما حصل، إنما هذا لن يكفي أبدا لمعالجة مشكلة العجز. فالموازنة الى حد 80-85% منها مؤلفة من الثالوث المحرم: الرواتب والتعويضات، خدمة الدين والكهرباء، وحان الوقت لكي نفهم أنه لن نتمكن من السيطرة على الدين أو تجنب الإنزلاق الى الهاوية الكاملة إلا بالتطرق الى إثنين على الأقل منها خدمة الدين والكهرباء".

ورأى أن "لا أولوية للحكومة المقبلة يجب أن تعلو فوق أولوية إعادة هيكلة الدين - بالتفاهم طبعا مع الدائنين - لأنه لا يجب أن ندفع قرشا واحدا لتسديد كلفة فوائد لفترة معينة، فبما تبقى لنا من سيولة وأموال، هناك أولويات كثيرة لتأمين حاجات البلد، من سلع أساسية لحياة اللبنانيين أولى من أن تستعمل تلك الأموال لدفع فوائد. وإعادة هيكلة الدين يجب أن تلحظ هذا الmoratorium على الفوائد وتحدد مدته، وهي طبعا مرتبطة بتقديراتنا للمدة المطلوبة للتعافي المالي والإقتصادي".

وقال: "النقطة الثانية هي في معالجة عجز الكهرباء المستعصي على كل العهود الوزارية وكل الخطط الموضوعة. فمتى يا ترى سنتمكن من إطلاق المناقصات والبدء في زيادة الإنتاج ولو بتقنية موقتة؟ ألا يستحق هذا الفشل في تنفيذ خطة الكهرباء بسبب التجاذبات السياسية التي تتجاوز وزارة الطاقة ثورة بحد ذاتها؟ هل ممكن إعطاء نموذج أفضل عن عجز وفشل وضرر هذا النظام السياسي التوافقي الذي يحول قطاعات وملفات تنموية أسرى للعبة السياسية؟ مرة جديدة، الوقت الآن ليس للندب وتراشق المسؤوليات بقدر ما هو لحسم هذا الملف وإنهاء الإستنزاف، ليس لمالية الدولة فحسب بل لمدخرات الناس في المصارف".

أضاف: "اللبنانيون لا يريدون منكم أن تخدعوهم بأنكم تدعمون سعر تعرفة الكهرباء وتوفروا عليهم، فيما أنتم حقيقة تمولون خسارة مؤسسة كهرباء لبنان من أموالهم الخاصة وهذا كلفته أضعاف وأضعاف زيادة التعرفة المطلوبة. ماذا ينتظر اللبنانيين هذه السنة؟ وضعنا مليار دولار فقط في الموازنة كسلفة للكهرباء. هذا يعني أننا سنذهب الى أحد الخيارين: إما زيادة التقنين لأن الدولة ليس بإمكانها إنتاج أكثر لأن ليس لديها ثمن الفيول وإما طلب سلفة إضافية لتغطية كلفة زيادة الإنتاج، في الحالة الأولى سيزيد التقنين أي ستزيد كلفة فاتورة المولدات على المواطنين، وفي الحالة الثانية سيزيد عجز الموازنة أي المزيد من إستنزاف لودائع الناس في المصارف".

وتابع: "يجب أن يعرف اللبنانيون ان هذه الموازنة التي ستسجل 3,4 مليارات دولار عجزا (إن لم يكن أكثر) هذا يعني 3و4 مليارات نقصا في ودائعهم. ممنوع أن يكون موازنة مع عجز ويجب أن نصارح اللبنانيين أن كل عجز تسجله الموازنة هو مزيد من الإستدانة من مصرف لبنان، وهو، إذا، المزيد من إستنزاف لودائع المصارف اللبنانية لدى مصرف لبنان، ومزيد من الإستنزاف لودائع اللبنانيين لدى المصارف المحلية. فلتذهب الحكومة الجديدة الى معالجة هذا الموضوع وإيجاد بدائل، أكان من مؤسسات دولية أو دول صديقة، ولكن فليعلم النواب والكتل السياسية أن أي عجز سيبقى هو مزيدا من المجازفة بأموال الناس والحل هو في نموذج تمويلي جديد".

نجم

وقال النائب نزيه نجم: "اود التذكير بأن الموازنة التي قدمتها الحكومة هي المشروع الذي تقدمت به الحكومة السابقة، وبالتالي يعود تاريخه وتعود ظروفه الى مرحلة 17 تشرين الأول، مع بعض تعديلات لجنة المال والموازنة.

وأود ايضا التذكير بأن المجلس النيابي لم يتسلم قطع الحسابات للسنوات السابقة، ونؤكد أن هذا الأمر هو، في ذاته، مخالفة للقوانين المرعية اذ ينبغي قطع الحساب قبل اقرار الموازنة".

وأضاف: "قبل الغوص في تفاصيل بنودها، لا بد لي من أن أتوجه الى الحكومة ببعض الأسئلة:

ألم يكن من الأفضل لو اعدت الحكومة الجديدة دراسة كاملة تقدمها مع بيانها الوزاري، عن طريقة معالجة الوضع الاقتصادي، والرؤية الاقتصادية التي يجب أن تتابعها وتلتزمها في الأيام المقبلة، لا الأسابيع المقبلة، لأن ليس لدينا ترف الوقت، قبل الموازنة.

ما هي رؤية الحكومة لتفعيل الصناعة وتشجيعها، كما الزراعة، وما هي الخطط الموضوعة لها؟

هناك 195000 موظف في المصانع مهددون بصرفهم من أعمالهم.

يجب خفض الفوائد المدينة بحيث يصبح BRR يوازي Libor

ما هي الإجراءات التي ستتخذ لإعادة التدفقات المالية الى البلد؟

هل تشمل هذه الموازنة أي تطمينات للمودعين الى مدخراتهم؟ ماذا عما يتم تداوله في خصوص الhaircut؟ وهل من خطة أو قرار للcapital control؟

ما هي الإجراءات التي ستتخذها الحكومة في خصوص الديون المتوجبة على الدولة، وهل بدأت الحكومة بالاتصال بالمؤسسات الدولية المالية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإعادة برمجة الديون المتوجبة، ووضع خطة مشتركة لكيفية النهوض الاقتصادي؟

هل يستطيع مصرف لبنان التزام المساهمة في خفض خدمة الدين العام بمبلغ الـ4500 مليار ليرة الذي وعد به، آخذين في الاعتبار تدني وارداته من الفوائد التي كان يحققها والتي كانت تبلغ سنويا 2900 مليار ليرة، أما اليوم فلن يستطيع تحصيل هذه الفائدة؟

وهل تستطيع المصارف سداد حصة الـ600 مليار ليرة التي كانت وعدت بها، فيما اليوم تحقق الخسائر؟

وهل هناك من خطة لحماية الشبكة الاجتماعية وحماية الأمن الاجتماعي في البلد؟

هل وزير المال، الذي نحترمه، قد اطلع على هذه الموازنة؟ وهل هو راض عنها وجاهز للدفاع عنها، وهل ترضي رؤيته المستقبلية، والرؤية التي تناقشها الحكومة لبيانها الوزاري؟

ان لم يكن لدينا اجابات على هذه الأسئلة، فماذا نناقش الآن؟ وبماذا تعدون الناس؟".

وتابع: طهذه الموازنة التي نبحث في مشروعها، من ضمنها بنود لـ6 وزارات دولة ألغيت في الحكومة الجديدة، لكن نفقاتها لم تلغ من الموازنة.

كذلك، حين وضعت الموازنة كان الاقتصاد ممسوكا بحده الأدنى والناس يلتزمون دفع الرسوم المتوجبة عليهم، واليوم الواردات في أسوأ ايامها، ويكفي مراقبة عائدات ضريبة tva والجمارك لنرصد مؤشر التراجع. اضافة الى وجود capital control غير معلن.

ومع تراجع كل الواردات من ضرائب وجمارك وجباية، هل لنا أن نعلم كيف سيتم تمويل كلفة خدمة الدين والكهرباء والرواتب والحد الادنى من المصاريف؟

لم نلاحظ في الموازنة وجود أي انفاق استثماري بل تقشف وانكماش. أين التحفيزات والخطط التي تنعش العجلة الاقتصادية؟

لم نلحظ في الموازنة تعديلا في السياسة الضريبية، ففي أي بلد في العالم وضعه مشابه لوضعنا، يلجأ الى تغيير في السياسة الضريبية، بل بخفضها وتفعيل جبايتها ما يساعد في توسيع فئة المكلفين، ويعيد تخمين الأصول الثابتة والجرد للشركات من دون أي رسوم لإعطاء الاقتصاد حجما حقيقيا وفاعلا.

لم نلحظ في الموازنة بندا متعلقا بتحصيلات المخالفات على الأملاك البحرية، كما لم نحلظ أيضا أي رديات للأموال المنهوبة. هل تناسيتم هذا البند الاساسي في مطالب الشعب؟ وعليه، معالجة الفساد يجب أن تكون بندا أساسيا في الموازنة.

لم نلحظ في الموازنة أي بند لتقليص فائض الموظفين في القطاع العام، أو أي اعادة هيكلة للادارة ومؤسسات الدولة إن كان لجهة حجمها أو كلفة أجارات مبانيها... فالادارة العامة بحاجة لادارة رشيدة تضبط كل اجهزة الدولة، وأولها عبر القيام بتحويل الادارات العامة الى ادارات الكترونية digital government.

لم نلحظ في الموازنة أي بند يعيد الثقة بالسياسة المالية للدولة لإعادة التدفقات النقدية الى البلد.

لم نلحظ في الموازنة خفضا في كلفة الدين، آخذين في الاعتبار ضرورة خفض الفوائد الدائنة والمدينة، لتشجيع الاستثمار لتوفير دورة اقتصادية وخفض حجم الدين.

ولم نلحظ ايضا أي تصور للحفاظ على سعر صرف الليرة وما هي السقوف التي يجب أن تتداول إن كان في المصارف أو لدى الصرافين.

و

لم نلحظ أيضا أي خطة لإعادة استقطاب الأموال المخزنة في المنازل، والتي قدرها حاكم مصرف لبنان بما يعادل 7 الى 8 مليارات دولار، نصفها تقريبا بالليرة اللبنانية.

لم نلحظ في الموازنة أي معالجة لمشكلة الهدر والفساد، لجهة الصناديق والمجالس والجمعيات، عبر اقفالها أو خفض موازناتها.

لم نلحظ في الموازنة أي تشجيع للبنانيين المغتربين من أبنائنا لحضهم أو اعطائهم التطمينات لتحويل بعض من أموالهم الى لبنان.

لم نلحظ في الموازنة أي توجه اصلاحي يلبي ما تطالب به الدول الخارجية لإعادة التمويل والدعم للبنان، علما أن موقف الغرب كما الدول العربية الشقيقة كان واضحا في هذا الخصوص. فمن أين سنأتي بالقروض في هذه الحال، وحكومتكم لم تأبه بما تطالب به الدول للمساعدة والتمويل والقروض؟".

وقال: "انني كرئيس للجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، أفيدكم مع زملائي أعضاء اللجنة، أننا متفقون منذ بداية عملنا على متابعة كل الملفات التي ندرسها بكل احترافية في مجالات الأشغال والنقل والطاقة والمياه. وكعادتنا سنرسل التوصيات الى دولتكم، والتي ترسلونها، بدوركم، الى الحكومة. وسنودع القضاء الملفات المشكوك فيها، ان كان من طريق أخبار أو الادعاء على المرتكبين والمخالفين، مع تمنياتنا على القضاء، وعلى معالي الوزيرة، بت الدعاوى التي تقدمنا بها ان كان لجهة الدعوى المقدمة في شأن الرملة البيضاء (الايدن باي) منذ أكثر من سنة وشهرين من دون أي نتيجة بعد، أو الدعوى المقدمة في شأن فيضانات الأوزاعي وطريق المطار والسان ميشال والسان سيمون منذ قرابة شهرين. كما نتمنى على معالي وزير الداخلية تنفيذ القرار الصادر منذ شهرين عن وزير الاشغال السابق يوسف فنيانوس والذي يقضي بهدم الاملاك البحرية التي لم تتقدم بتسوية ملفاتها على رغم اعطائها 6 أشهر اضافية، فلهذه الخطوة دلالة كبيرة لجهة اظهار جدية الدولة في تطبيق القانون ومحاكاة مطالب اللبنانيين".

وأضاف: "يجب ان يعلمنا دولة رئيس الحكومة ومعالي وزير المال هل هذه الموازنة منتهية المفعول والصلاحية، وكنت أفضل لو أنها سحبت، وأعاد وزير المال درسها بشكل علمي ليرسلها مجددا الى الحكومة لتحيل، بدورها، مشروع موازنة جديدا مرفقا بخطة اقتصادية وانمائية، والتي نتوقع أن تكون مرفقة بالبيان الوزاري بشكل موسع ومفصل يحاكي تطلعات أبنائنا ومستقبلهم، ويحاكي النمو الاقتصادي المرتقب ووقف النزف في النقد والقطاع المصرفي والقطاعات الانتاجية وضمان ودائع الناس".

وتابع: "اننا ننظر الى هذه الحكومة على انها حكومة انقاذ اقتصادي ومالي، لكنها بدأت مسيرتها بخطوة غير احترافية، فشكلت باطلالتها علينا وعلى الناس صدمة غير مشجعة لا تتماشى مع الظرف الراهن ومتطلبات أبنائنا في الشارع".

وختم: "أريد أن أتوجه، يا دولة الرئيس، بكلمة الى الثوار: كلنا معكم، وان ثورتكم السلمية هي مطلب كل الاوادم. ونصيحتي لكم: كونوا قوة مراقبة ولا تغريكم السلطة والمراكز والنفوذ، ولا تدخلوا في بازار الحصص، فقوتكم تكمن في مراقبتكم ومحاسبتكم لكل السلطات والمسؤولين، وان ثورتكم هي اجدى وأقوى من أي سلطة كانت".

طرابلسي

واعتبر النائب الدكتور عدنان طرابلسي، "ان المجلس النيابي يجتمع اليوم في جلسته العامة لمناقشة موازنة عام 2020 في جلسة تاريخية لعدة أسباب، وجراء الظروف الدقيقة والمرحلة العسيرة التي يمر بها لبنان". وقال: "هذه الموازنة التي بين يدينا هي موازنة أعدتها الحكومة السابقة بتعجل وتسرع وتخبط، حكومة استقالت تحت ضغط الشارع ثم نأت بمعظمها عن تصريف الأعمال، وتركت الرياح تعصف بالشعب اللبناني كما عصفت هي به عندما كانت حكومة عاملة، ولكنها لضعفها وتخبطها جعلت الشعب اللبناني ينزل إلى الشارع استنكارا واحتجاجا. وازداد الطين بلة عندما تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار، وحجبت البنوك عن المودعين ودائعهم، وجعلتهم وما زالت يقفون في المصارف كأنهم متسولون، وارتفعت الأسعار ومعدلات البطالة، وأغلقت مئات الشركات والمؤسسات أبوابها، وما بقي منها يئن ويترنح وبالكاد يستطيع دفع أنصاف الأجور، وارتفع منسوب القلق والاضطراب لدى اللبنانيين إلى حد جعلهم يتذكرون أيام الحرب الغابرة".

أضاف: "أقول بكل صراحة، ان هذه الموازنة هي أشبه ما تكون بورقة امتحان لطالب لم يدرس شيئا وإنما جاء إلى الامتحان خوفا من ولي أمره فكانت نتيجته الفشل والرسوب. إنها موازنة توضع في وجه حكومة جديدة لا علاقة لها بها، أما الحكومة التي وضعتها فقد أصبحت من الماضي. إنها موازنة لا أستطيع تحمل عبء الموافقة عليها لأنني أرى أنها غير قابلة للتطبيق. إنها موازنة غير واقعية اعتمد فيها مبدأ "التشحيل" والتخفيض بلا دراسة في الغالب، مثال ذلك أنها رحلت بعض النفقات اعتباطيا إلى موازنات الأعوام القادمة فقط لتقول إننا خفضنا عجز الموازنة".

وتابع: "عن أية موازنة نتحدث في غياب الواردات منذ أكثر من ثلاثة أشهر؟ عن أية موازنة نتحدث وحركة الاعتراض الشعبي ما زالت في الشارع تطالب بالإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد. عن أية موازنة نتحدث والأموال المنهوبة ما زالت منهوبة؟ عن أية موازنة نتحدث في ظل غياب الجواب الشافي عن ضياع الأموال الهبة التي دفعها الاتحاد الأوروبي لمعالجة البنى التحتية وفرز النفايات؟".

وقال: "لذلك فإننا ندعو الحكومة الجديدة إلى عدم الوقوع في ما وقعت فيه سابقتها، وندعوها إلى خطة إنقاذ حقيقية اقتصادية ومالية واجتماعية وبيئية وصحية، وننصحها أن تكون جدية وأن تتحمل المسؤولية ولا تضحك علينا بموازنة واهية جديدة لعام 2021 كمن يخفي رأسه تحت التراب".

اضاف: "نعم لا نريد موازنات واهية، نريد دعما حقيقيا للصناعة والزراعة وقطاعات الإنتاج. نريد خططا حكومية وموازنات تحقق لنا الأمن الصناعي والأمن الغذائي والأمن الاجتماعي. لا نريد أن نكون دولة تتسول الأموال من الدول والصناديق الدولية. نريد دولة تجلب ثقة الشعب بها وثقة المجتمع العربي والدولي. نريد دولة تجعل اللبنانيين المغتربين أكثر تعلقا بوطنهم، لا يأتون إليه فقط للسياحة وزيارة الأهل بل للاستثمار وبناء المشاريع المنتجة. نريد دولة تجلب الاستثمارات ورؤوس الأموال العربية وحتى الأجنبية. نريد دولة تعتمد الحوكمة وهي مجموعة من المعايير والإجراءات التي تجعل وزارات وإدارات ومؤسسات الدولة تسير بشفافية وانتظام وتخفف من مخاطر الفساد والروتين الإداري".

وسأل: "عن أي موازنة نتحدث والبنى التحتية في خبر كان؟ منذ سنوات ونحن نسمع عن استثمارات في البنى التحتية والاستدانة في سبيل تطويرها، وقد تم تصنيف لبنان على أنه في المرتبة 118 من أصل 138 من حيث البنى التحتية. ومليار ونصف مليار دولار تقريبا تم إنفاقها لتطوير الصرف الصحي، ومع هطول الأمطار وهبوب العواصف يغرق المواطنون والبيوت والسيارات. أين الشفافية والمصداقية في صرف الأموال؟ وأين هي معايير الجودة؟ بل أين هي أصلا هذه البنى التحتية؟ عن أية موازنة نتحدث في غياب خطة لحدودنا البرية والتصدير من خلالها لنوصل السلع اللبنانية إلى الأسواق العربية؟ لماذا نقتل زراعتنا وصناعتنا ولا نفتح لها أبواب التصدير البري؟".

وقال: "وكم خشيتنا كبيرة أن نكون في مواجهة قرار خفي بجعلنا دولة فقيرة متسولة بلا سيادة ولا حرية ولا استقلال، دولة تملك تحت الأرض الغاز والنفط ولكنها تعيش فوق الأرض في حالة العوز والترنح والتخبط في الفساد. عن أية موازنة نتحدث ونحن ما زلنا نقول إننا دولة سياحية، نعم سياحية ولكن مع انقطاع الكهرياء والمياه وعدم القدرة أو النية للاستفادة من النفايات بدل أن تكون عبئا ماليا وبيئيا. عن أية موازنة نتحدث والحكومات تبحث في جيوب المواطنين والمزيد من الضرائب والرسوم بدل البحث عن بدائل علمية وعصرية؟ عن أية موازنة نتحدث بغياب الخطة الحكومية لتطوير قطاع الاتصالات بدل جعله مزرابا للهدر والمحسوبيات والتنفيعات؟ عن أية موازنة نتحدث والكهرباء ما زالت تكبد خزينة الدولة خسارة مقدارها مليارا دولار سنويا علما أن بلدا صغيرا كلبنان يمكن أن تعالج فيه مشكلة الكهرباء بوقت قصير وتكاليف هي أقل بكثير من الهدر القائم.

عن أية موازنة نتحدث وهناك الكثير من المؤسسات التي لا دور لها ولا عمل إلا كونها مزرابا للهدر؟ عن أية موازنة نتحدث والدولة ما زالت تدفع مبالغ طائلة بلا مبرر بدلات إيجار لمبان حكومية؟".

اضاف: "زملائي النواب، الناس في الشارع يطالبون بمحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين ونحن مع هذه المطالب. ونحن أمام مرحلة مفصلية ومسؤوليات كبيرة. وعلى المجلس النيابي أن يمارس دوره في المحاسبة، محاسبة الحكومة الجديدة ومطالبتها بتحقيق مطالب الشعب ووضع حد للفساد والقهر والفوضى الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي يرزح تحتها الشعب اللبناني".

وختم: "إنني لا أستطيع تحمل عبء الموافقة على موازنة غير واقعية وغير قابلة للتطبيق. حمى الله لبنان وسدد خطى الصادقين الغيورين المخلصين".

المناقشة

وبوشرت بمناقشة مشروع قانون الموازنة بندا بندا واقر الجزء الاول.

وسجل النائب بلال عبد الله تحفظ كتلة "اللقاء الديموقراطي" عن موضوع "دعم المدارس الخاصة المجانية".

واثار النائب سيمون أبي رميا مسألة موازنة وزارة الشباب والرياضة التي تمت اعادتها كما كانت لتعط لالاتحادات الرياضة.

ثم بوشر درس مواد مشروع قانون الموازنة المتضمن 42 مادة.

واقرت المواد من المادة الاولى حتى السادسة.

واضيفت عبارة في المادة السادسة "بناء على اقتراح وزير المال وتتخذ بمرسوم في مجلس الوزراء"، وهي المادة المتعلقة بحسابات القروض.

وبوشر درس المادة السابعة المتعلقة بتجديد اصول اتفاق الهبات والقروض الخارجية.

وقال النائب كنعان: "نحن أعدنا الموضوع الى قانون المحاسبة العمومية".

وطرحت المادة كما وردت، فصدقت.

وصدقت المادة السابعة المتعلقة بفتح الاعتمادات الاستثنائية، وطرحت المادة التاسعة المتعلقة باجازة نقل الاعتمادات.

وأقرت المواد من 9 حتى 15، وبوشر درس المواد المتعلقة بالتعديلات الضريبية، فأقرت المادة 15.

وطرح النائب ادغار طرابلسي تعديلا على المادة 16 المتعلقة بمرسوم الانتقال لورثة مالكي العقار المشيدة عليها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، فصدقت.

واقرت المواد 16و17و18و19 كما هي، وطرحت المادة 20 فصدقت، وكذلك صدقت المادة 21 وعدلت المادة 22 ولا سيما البند المتعلق بفرض ضريبة على بيع اصحاب المولدات الطاقة الكهربائية، وطالب النائب حسن فضل الله بالغائها.

وطالب النائب كنعان ب"الغاء التمديد": "تمدد لغاية 31/12/2020 (المهلة) المتعلقة بوضع لوحات عمومية في القانون"، فسقط الاقتراح وصدقت المادة.

وطرحت المادة 23 المتعلقة بتعديل المادة 25 من قانون موازنة عام 2019، والمتعلقة بالهبات المقدمة الى الطوائف المعترف بها قانونا والاشخاص المعنويين التابعين لها، والغيت المادة بعد نقاش.

وصدقت المواد 24و25و26و27و28و29 واضيفت مادة تتعلق بتمديد تسوية على ضريبة الدخل والاعتراضات من 1/4/2019 حتى تاريخ نشر هذه الموازنة.

وبوشر درس الفصل الرابع من مشروع قانون الموازنة المتضمن مواد متفرقة، وصدقت المواد 29و30و31و32.

وطالب النائب جميل السيد بالغاء النص في المادة 32 المتعلق باجازة العمل، واقترح "الغاء المادة وان هناك قوانين اساسية في الامن العام اذ لا اجازة عمل لـ6 اشهر".

كنعان: "لم يأت احد من وزارة العمل الى اللجنة في وقتها، وما يقال الآن انها محصورة بالقطاع الصناعي والسياحي والزراعي. هذا القانون يحفظ القطاعين الصناعي والزراعي والمادة تتعلق بمعالجة اوضاع اجازات العمل الموقت للاجانب".

وألغيت المادة بناء على قتراح النائب السيد.

وطرحت المادة 33 المتعلقة بوقف جميع المساعدات والمساهمات والهبات التي تمنحها المؤسسات والمرافق العامة. وبعد نقاش، صدقت المادة واعلن نواب "اللقاء الديموقراطي" تحفظهم عنها.

وطرحت المادة 34 المتعلقة بتقسيط تعويضات نهاية الخدمة.

كنعان: "لم يعد لهذه المادة لزوم".

والغيت المادة وطرحت المادة 35 فصدقت.

ثم طرحت المادة 36 المتعلقة بـ"تعليق الاجراءات القانونية المتعلقة بالمهل الناشئة عن التعسر في سداد القروض المدعومة". وطالب نواب بان "تشمل كل القروض".

وجرى نقاش "ضرورة ان تكون القروض مدعومة وغير مدعومة لان هناك حالة عامة وازمة عامة".

وتنص المادة: "تعلق حتى تاريخ 30/6/2029 مفاعيل البنود التعاقدية المتعلقة بالتخلف عن سداد القروض المدعومة من سكنية وصناعية وزراعية وسياحية وتكنولوجية ومعلوماتية وبيئية بحيث لا تسري على المقترض أي اجراءات قانونية او تعاقدية بما في ذلك معدل الفائدة بسبب التأخر والتعسر في سداد القرض".

ورأى نواب ان الموضوع "يحتاج الى درس سمع المصارف وجمعية المصارف".

وبعد نقاش، صدقت المادة كما هي .

وصدقت المواد 37و38و39و40و41و42.

وطرحت الجداول على التصويت فصدقت.

موافقة 49 ومعارضة 13 وامتناع 8

وطرح المشروع على التصويت، فوافق عليه نواب "تكتل لبنان القوي"، "الوفاء للمقاومة"، كتلة "التنمية والتحرير"، النائبان نقولا نحاس وعدنان طرابلسي، نائبا كتلة القومي اسعد حردان وسليم سعادة، وعارضه نواب كتلة "المستقبل" الذي توزعوا بين ممتنع ومعارض، وامتنع نواب "اللقاء الديموقراطي" عن التصويت، وعارضه ايضا النائب فريد الخازن.

ونالت الموازنة موافقة 49 نائبا ومعارضة 13 نائبا وامتناع 8 نواب عن التصويت.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  27-28 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

حكومة لبنان الجديدة: مسك ختام الانقلاب

سام منسى/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82666/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%85%d8%b3%d9%83-%d8%ae%d8%aa%d8%a7%d9%85-%d8%a7/

 

 

الأزمة اللبنانية والتجربة الأردنية

وزير الخارجية الأردني الأسبق، مروان المعشر/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82664/%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d9%82%d8%8c-%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7/