المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 أيلول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.september15.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/نداء لرهباننا: أين انتم

الياس بجاني/رسالة عتب إلى الأب جورج حبيقة: اللهجة اللبنانيّة لا تصنع عظة مار بولسيّة...

الياس بجاني/الياس بجاني/هم ودموعهم التمساحية إلى جهم ونارها ودودها وعذابها الأبدي

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في ذكرى ارتفاع الصليب المقدس

الياس بجاني/بالصوت والنص: عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/فيديو للياس بجاني: قراءة في هرطقة وخطأ وخطيئة تشكيل حكومة ميقاتي الملالوية.... حكومة الدمى ووجوه البربارة

الياس بجاني/نشجع على قراءة كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير/روابط الحلقات ال 12 موجودة على هذه الصفحة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عيد إرتفاع الصليب المقدس

قداس في الذكرى ال 39 لاستشهاد الرئيس بشير الجميل ورفاقه في بكفيا حبيقة: رجل دولة وقائد استثنائي أفنى حياته خدمة للبنان

ولا يزال الحلم يُرهقنا/بيار ريحان/فايسبوك

دعوة إماراتية لميقاتي: أطرق باب السعودية اولًا.. ومهلتك 100 يوم!

كلام نصرالله.. من دعم الحكومة الى اكمال مسار المواجهة

تعليق إسرائيلي على تشكيل الحكومة في لبنان.. هذا فحواه

عملية استيراد البواخر تعطّلت.. الصورة سوداء والمحطات ستبقى مقفلة

القاضي طارق البيطار أحال على النيابة العامة التمييزية مذكرة إحضار دياب والخوري أحالها على قوى الأمن الداخلي للتنفيذ

دياب: سافرت إلى واشنطن لأرى ولدي اللذين يدرسان الطب هناك

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 14/9/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 14 أيلول 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

دعوة من "الأحرار" إلى "القوات" للمشاركة في إنشاء جبهة سيادية

إعلاميون ضد العنف: معركة الإصلاح مستحيلة خارج إطار صون حقوق الانسان والحريات العامة والخاصة

"ولعت" بين الحريري والجرّاح

عيّن وزيراً بناءً على طلب الأسد

بعد "الحفاضات"... سقطةٌ جديدة لوزير "الشؤون"

مصادر دبلوماسية غربية وعربية تؤكد: المال قادم الى لبنان!

تحقيق يكشف هوية مالك شحنة الأمونيوم الذي انفجر في بيروت

الفشل ممنوع.. حكومة ميقاتي تبدأ مهمة وقف الانهيار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة كشكش والبلد المتهاوي/شارل الياس شرتوني

حكومة "الدعس" على النّاس/نديم قطيش/أساس ميديا

العقل اللبناني أسير الماضي وجاهل للحاضر والمستقبل؟/السفير د. هشام حمدان/نداء الوطن

الاحترام الفائق...قلبه على الدولة اللبنانية/الياس الزغبي

دروز لبنان والسلطة الدستورية الرابعة/الدكتور هشام الأعور/أم تي في

«وجه جديد» للمجتمع الدولي: يُمهل ولا يهمل/جورج شاهين/الجمهورية

الهدف النّهائي.. السيطرة على قيادة الجيش/انطون الفتى/وكالة أخبار اليوم

لماذا رضي الأميركيون بهذه الحكومة؟/طوني عيسى/الجمهورية

الفيديرالية مشروع غير ناضج/بيار عطاالله/الحدث

"أمّ الكلّ"/فارس خشان/النهار العربي

الحكومة: تكريس تحالف الاحتلال الإيراني مع فرنسا؟/رضوان السيد/أساس ميديا

المرحلة المقبلة: الشهادة والقطار الروسي! كلها أحزان/المحامي عبد الحميد الأحدب

الأميركيون وصدمة 11 سبتمبر/د. وليد فارس/انديبندت عربية

لماذا أسقط المغاربة «الإخوان المسلمين»؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية اتصل بالشيخ ابي المنى مهنئا بانتخابه شيخ عقل طائفة الموحدين

رئيس الجمهورية اطلع من وزير الطاقة الجديد على الخطوط العريضة لبرنامج عمله وتلقى برقية تهنئة بالحكومة الجديدة من عباس

ميقاتي ترأس الاجتماع الثاني للجنة صوغ البيان الوزاري واجتماع ثالث غدا والتقى سفراء فرنسا والنروج والقائم بالاعمال الاميركي وحاكم مصرف لبان

بري عرض الاوضاع مع السفيرة الفرنسية وتلقى برقيات من السيسي والكاظمي ومن رئيس مجموعة الصداقة الصينية اللبنانية

المنظمة الدولية للتقرير عن الديموقراطية: نطالب الحكومة بتنظيم الانتخابات في موعدها والإسراع في إقرار الإصلاحات البنيوية

غرفة الاستئناف في المحكمة الدولية: جلسة الاستئناف في قضية مرعي وعنيسي من 4 الى 8 تشرين الأول

أحكام للعسكرية بالأشغال المؤبدة بحق محمد رضوان الصوالحي ومجموعته

تكتل لبنان القوي: منح الثقة للحكومة مُرتبط بـ ...

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من11حتى21/”قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِنيقوديمُس:  «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: نَحْنُ نَنْطِقُ بِمَا نَعْلَم، ونَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وأَنْتُم لا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟ مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان. وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان، لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة. هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة. فَٱللهُ مَا أَرْسَلَ ٱبْنَهُ إِلى العَالَمِ لِيَدِينَ العَالَم، بَلْ لِيُخَلِّصَ بِهِ العَالَم. أَلْمُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ لا يُدَان. وغَيْرُ المُؤْمِنِ قَدْ أُدِين، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ اللهِ الوَحِيد. وهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَة: جَاءَ النُّورُ إِلى العَالَم، فَأَحَبَّ النَّاسُ الظَّلامَ أَكْثَرَ مِنَ النُّور، لأَنَّ أَعْمَالَهُم كَانَتْ شِرِّيرَة. فَكُلُّ مَنْ يَفْعَلُ السَّيِّئَاتِ يُبْغِضُ النُّور، ولا يُقْبِلُ إِلى النُّور، لِئَلاَّ تُفْضَحَ أَعْمَالُهُ. وأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ الحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلى النُّور، كَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ، لأَنَّهَا في اللهِ قَدْ عُمِلَتْ».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

 نداء لرهباننا: أين انتم

الياس بجاني/15 أيلول/2021

نفتقد لدور فاعل لرهباننا. هم ملح لبنان وضميره وملهميه، ودون دور مقاوم وقيادي لهم بمواجهة احتلال إيران سيكون وجود لبنان بخطر حقيقي

 

رسالة عتب إلى الأب جورج حبيقة: اللهجة اللبنانيّة لا تصنع عظة مار بولسيّة...

الياس بجاني/15 أيلول/2021

تابعنا باهتمام ما سيقوله الأب جورج حبيقة في عظته خلال جنازة الرئيس الشهيد بشير الجميل، فكانت النتيجة غير ما توقّعناه. كنّا انتظرنا عظة ترفع المعنويّات وتشدّ عزيمة اللبنانيين السياديين الذين يتعرّضون لحملة تضليليّة ممنهجة لإحباط عزائمهم ولإضعافهم تمهيدًا لتغيير وجه لبنان الحضاري الذي استشهد بشير في سبيل إحقاقه.

أراد الأب حبيقة العظة باللهجة اللبنانيّة التي كان يحب بشير أن يقدّم خطبه بها، لكنّ مضمونها كان خاليًا من قوّة بشير في المواجهة، ومن إرادته في الصمود، ومن عزمه على تحرير لبنان من كلّ احتلال، واكتفت بكلام فضفاض إنشائي، واستشهادات بأقوال أدباء وفلاسفة، تعبّر عن ميزات رجل الدولة التي تمتّع بها بشير، مع العلم أنّ أهمّ ما يجب أن يتمتّع به رجل الدولة هو ترجمة أقواله بالأفعال، وهو الأمر الذ لم يُعطَ لبشير تحقيقه. 

كم كنّا بحاجة لأن يُقدّم لنا الأب حبيقة، وهو الفيلسوف، قراءة إبداعيّة مختلفة عن مسيرة بشير البطوليّة، تُعطينا جرعات إصرار وإقدام على مواجهة المحتل من الداخل، كما وعلى مواجهة التآمر الدولي على استقلالنا، وهما الأمران اللذان ثابر بشير والجبهة اللبنانيّة على دحرهما، بينما كان العالم أجمع متواطِئًا على لبنان.

وأسأل هنا، ما الذي يجعل راهبًا مقدامًا مثل الأب جورج حبيقة يُهادن في وقت نحن في أشدّ الحاجة إلى المواجهة والصمود، أهو سياسة رهبنته اللبنانيّة المارونيّة التي وبحسب علمنا تُحظّر على رهبانها التدخّل في الشؤون العامة وفي السياسة حفاظًا على مصلحتها مع السلطة الحاكمة، وذلك بإيعاز من الفاتيكان، وبموافقة ضمنيّة من بكركي؟ أم هو طلب شخصي من آل الجميّل الذين يتحضّرون ويعدون أنفسهم باستعادة أمجادهم الغابرة في الانتخابات النيابيّة المقبلة؟ وإنّ أخشى ما أخشاه هو أن تكون هذه العظة الوضيعة داخلة في الحسابات الانتخابية الرهبانيّة المقرّرة بعد سنة من اليوم.

فيا عزيزي الأب حبيقة،

عظتك جاءت محبطة وفارغة كالفراغ الذي خلقته رهبانيتك بتقوقعها داخل أديرتها ومؤسساتها، بينما شعبها هو بأمسّ الحاجة إلى تلاحمها به. وضع الاحتلال الإيراني اليوم أشدّ خطورة من "الستاتوكو" الذي كان قائمًا بين اتفاقيّة القاهرة 1969 وحرب الـ75، أَفلَم يحِن الوقت بعد للعودة إلى مقولة الأباتي شربل القسيس: "شعبنا يعتب علينا إذا تركناه وحيدًا في الساحة، ويُطالبنا بالنزول معه إلى الساحة"؟ الملح فاسد يا ابتي جورج، ولا شيء يملّحه إلّا رهبان مرتبطين عضويَّا بمجتمعهم، فلا تخرجوا على شعبكم، في هذه الأيّام الجحاف، بأقلّ من عظات بولسيّة فيها من الإصرار والروحانيّة ما لا تقوى عليه أبواب الجحيم.

يبقى إننا نفتقد لدور فاعل لرهباننا. هم ملح لبنان وضميره وملهميه ودون دور مقاوم  وقيادي لهم بمواجهة احتلال إيران وجود لبنان سيكون بخطر حقيقي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

هم ودموعهم التمساحية إلى جهم ونارها ودودها وعذابها الأبدي

الياس بجاني/الثلاثاء 14 أيلول 2021

تماسيح الكرة الأرضية تحتج على مسرحيات نفاق بكاء أوباش واسخريوتيين في لبنان وبعهر يسرقون دموعها. دموعهم هي دموع أبالسة وطرواديين

 

بالصوت والنص: تأملات إيمانية في ذكرى ارتفاع الصليب المقدس

الياس بجاني/من أرشيف الكاتب

https://www.youtube.com/watch?v=mKvLy0ZYpI4&t=17s

في كل سنة بتاريخ 14 أيلول تتذكر الكنيسة ظهور الصليب للملك قسطنطين الكبير، في حربه ضدّ مكسنسيوس، وذلك انه لمّا قَرُبَ من روما استعان بالمسيحيين، واستغاث بإلههم يسوع المسيح، وإله والدته هيلانه لينصره على أعدائه. وبينما هو في المعركة ظهر له الصليب في الجو الصافي، محاطًا بهذه الكتابة بأحرف بارزة من النّور:  “بهذه العلامة تظفر”، واتّكل على إله الصليب، فانتصر على مكسنسيوس، وآمن هو بالمسيح وجنوده. وجعل راية الصليب تخفق في راياته وبنوده وبعث الكنيسة من ظلمة الدياميس وامر بهدم معابد الأصنام وشيّد مكانها الكنائس، ومنذ ذلك الحين، أي منذ عام 330، عمّ الاحتفال بعيد الصليب الشرق والغرب.

“من أراد ان يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني

من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25(:”إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: “سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ  بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس”

 

بالصوت والنص: عملاقية البشير وقزمية الحاليين

الياس بجاني/من أرشف الكاتب

 https://www.youtube.com/watch?v=ybRYxi8l9Y8

القادة العمالقة تكون وجهتم دائماً كالنسور إلى أعلى حيث الكرامة والغزة والإستبسال والعطاء والفداء والرجولة. أما القادة الأقزام فوجهتم دائماً إلى أسفل حيث المذلة والمهانة والرُخص في كل شيء . الله يرحم نفس البشير النسر

 بفخر وعنفوان نؤكد على خلفية إيمانية راسخة وصلبة أن حلم البشير حي ولن يموت لأنه متجسد بقوة في همم شباب لبنان السياديين والشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم حمل مشعل الحريات والكرامة والتحرر والسيادة والاستقلال بنمط سلمي وحضاري سوف يتوج بإذن الله بانقاذ وطن الأرز من براثن الاحتلال الإيراني واستعادة استقلاله وحريته. في ذكرى انتخاب بشير يتأكد لكل لبناني حر وسيادي أن بشير القضية حي ولن يموت ومن كان الله نصيره الله فلا غالب له.

صحيح إن قوى الشر والظلامية قد نجحت في اغتيال بشير الجسد، إلا أنها لم تتمكن من قتل هذا البشير الذي لا يزال يسكن قلوب ووجدان وضمير كل لبناني حر… البشير القضية، وبشير الحلم، وبشير التعايش، وبشير التعلق بالدولة وبالقانون وبالدستور وبالحريات وبالديمقراطية وبالتعايش… هذا البشير يسكن في عقول وثقافة كل لبناني سيد وحر. هذا البشير ولن يموت في وجدان وضمائر الأحرار

إن البشير الذي تم قتل جسده في 14 أيلول/عام 1982 لا يزال في ذكراه وفي نموذج ومثال الوطنية والصدق حياً في القلوب والوجدان والضمير والثقافة والحلم والرجاء..

في حين أن غالبية القياديين والسياسيين الأحياء بأجسادهم هم عملياً واحتراماً وثقة أموات في إيمانهم وعقولهم وجشعهم والإسخريوتية. فهؤلاء حضورهم غياب وغيابهم راحة ونعمة.

في العودة إلى ذكرى يوم الاغتيال في عيد الصليب المقدس في 14 أيلول من سنة 1982 امتدت يد الغدر الحاقدة وقتلت بشير الجسد، إلا أنها فشلت في قتل بشير القضية والطموح والوطنية والطموح والفكر وروح المقاومة.

في ذلك اليوم ارتفع صليب لبنان إلى السماء وعليه شهيد لبنان الرئيس الشيخ بشير الجميل محاطاً برفاق دبه البررة الثلاثة والعشرين الذين رافقوه في رحلة حياته الأرضية التي وهبها للبنان ولقضيته المقدسة، وكان لهم أن يرافقوه أيضاً في رحلة العودة إلى جنة الخلد حيث البررة والقديسين.

ارتفع البشير على صليب لبنان بعد أن روى ورفاقه بدمائهم الذكية والطاهرة تربة وطن الأرز المباركة.

ارتفع شهيد ال 10452 كيلو متر مربعاً وهو محاطاً برفاق دربه الشهداء ليواجه معهم وجه ربه بضمير مرتاح وزوادة إيمانية كبيرة وطهارة مقدسة.

ارتفع إلى السماء بعد أن أدى رسالته الأرضية، وبعد أن صاغ أطر واضحة للقضية اللبنانية، وزرع في نفوس اللبنانيين روح المقاومة والفداء، وغرس في وجدانهم الإيمان بحتمية انتصار وطن الرسالة الذي أجرى فيه السيد المسيح أول عجائبه، والذي باركته السيدة العذراء وجعلت منه محجة للمؤمنين.

لقد أراد الله سبحانه تعالى أن يميز البشير في مماته كما ميزه فيما وهبه من وزنات وإيمان فرفعه إلى جنة خلده في يوم عيد ارتفاع الصليب الذي ارتضى أن يسمر عليه ابنه الحبيب فداءً للإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله، ومن أجل أن يعتقه من عبودية الخطيئة الأصلية.

قال الرسول بولس الرسول” :إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن معشر المؤمنين فهي قوة الله”.

البشير احتضن الصليب وجعله نبراساً وطريقاً ونهجاً وشعاراً في نشر رسالته اللبنانية، رسالة التعايش والمحبة والأخوة والوفاء والحضارة والثقافة والعزة والكرامة.

ارتفع البشير إلى السماء تاركاً قيمه وتعاليمه وروحه وحبه للوطن في نفوس وضمائر شعبه الذي أحب وقدم نفسه قرباناً من أجل خلاصه وحريته، ومن كان الصليب حاميه لن تغلبه الأبالسة ولن تدنس قداسته حقارة وهرطقات الفريسيين والكتبة ومن هم على شاكلتهم ومثالهم.

وكما أن السيد المسيح قهر الموت وكسر شوكته وقام من القبر في اليوم الثالث، فإن رسالة البشير الوطنية والإيمانية باقية حتى يوم القيامة والحساب وهي التي ستقيم لبنان عاجلاً أو أجلاً من قبر التبعية والارتهان والخنوع والأنانية والاحتلال.

لبنان البشير لن يموت لأنه حيّ في نضال ومقاومة وعنفوان كل لبناني يؤمن قولاً وفعلاً بحلم البشير، حلم القضية، ويريد أن يعيش مرفوع الرأس بكرامة وعنفوان في وطن حر وسيد ومستقل وديموقراطي، وطن تظلله العدالة والمساواة والعيش الكريم. وطن محرر من الجيوش الغريبة ومن المرتزقة والطرواديين والملجميين، وطن يحكمه أهله وتُحترم فيه حقوق إنسانه ويصون كرامته. لقد ناضل البشير ليعيد إلى الأرض اللبنانية وحدتها، وإلى وطن الأرز سيادته، وإلى اللبناني حريته وكرامته، وإلى الدولة هيبتها، وإلى المؤسسات فاعليتها، وهو القائل بصوت عال: “نريد أن نعيش مرفوعي الرأس، وما يجب تغييره هو الذهنية وتجديد الإنسان لتجديد لبنان”، وكما قال النبي ملاخي في الكتاب المقدس فالبشير، “كانت شريعة الحق دائماً في فمه”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو للياس بجاني: قراءة في هرطقة وخطأ وخطيئة تشكيل حكومة ميقاتي الملالوية.... حكومة الدمى ووجوه البربارة

13 أيلول/2021

https://www.youtube.com/watch?v=A_-wXJD2Ne0&t=1056s

حكومة ينطيق عليها قول القديس بطرس. (02-22) فيصدق فيهم المثل القائل: عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل.

مختصر التعليق/بظل الإحتلال لا حكومة ولا نواب ولا رؤساء، بل عبيد وأدوات ودمى.

آيات انجيلية ذكرت في التعليق

لهم عيون مملوءة بالفسق، لا تشبع من الخطيئة، يخدعون النفوس الضعيفة، وقلوبهم تدربت على الطمع. هم أبناء اللعنة بطرس 02/17)

هؤلاء الناس ينابيع بلا ماء وغيوم تسوقها الريح العاصفة، ولهم أعد الله أعمق الظلمات. (بطرس 02/17)

أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم/ (رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى12)

دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة (إنجيل القدّيس متّى15/من10حتى20)

http://eliasbejjaninews.com/archives/102367/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a9-%d9%88%d8%ae%d8%b7%d8%a3-%d9%88/

 

الياس بجاني/نشجع على قراءة كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير/روابط الحلقات ال 12 موجودة على هذه الصفحة

http://eliasbejjaninews.com/archives/101834/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b4%d8%ac%d8%b9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%aa%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8/

نشجع على قراءة كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير

الياس بجاني/12 أيلول/2021

 نشجع كل لبناني مهتم بمعرفة تاريخ بلده، ويسعى للإطلاع على الحقائق والوقائع التاريخية دون تجميل أو نقصان أو تحريف أو تزوير، أن يقرأ  كتاب الكولونيل شربل بركات: “لبنان الذي نهوى”.. روابط حلقات الكتاب ال 12 موجودة في أسفل.

الكولونيل بركات عملياً وعلى الأرض غالبية الأحداث اللبنانية منذ الستينات من موقعه كضابط في الجيش اللبناني، وكمقاوم استقلالي وسيادي عنيد ومدافع عن لبنان وشعبه ووجوده الحر والسيد، كما كان له دور قيادي وفكري وتنظيمي مميز وطليعي وعسكري وتنظيمي في لبنان الجنوبي حتى العام 2000 بمواجهة الإرهابيين والغزاة.

الكتاب يوثق من موقع مؤلفه العارف والباحث والمشارك في كل الحقبات التي شهدها لبنان من الستينات حتى يومنا هذا داخل لبنان ومن بلاد الاغتراب على حد سواء.

يبقى أن من يجهل تاريخ بلده، لن يكون بمقدوره أن تكون له أدورأً فاعلة ومنتجة ومؤثرة لا في حاضرة ولا مستقبله

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عيد إرتفاع الصليب المقدس

دير مار الياس- الكنيسة/ المتن الأعلى.

" إن كلمة الصليب عند الهالكين حماقة، وأمّا نحن المخلّصين فهي قوة الله".

  ـ إكتشاف خشبة عود الصليب في أورشليم ( جبل الجلجلة)

عن يد القديسة هيلانة ( ٣٢٦).

  ـ إعادة خشبة عود الصليب إلى أورشليم عن يد الملك هرقل ( ٦٢٨).

  ـ ظهور الصليب على الملك قسطنطين " بهذه العلامة تنتصر" ( ٣٣٠).

نعم، الصليب هو علامة إنتمائنا إلى الخلاص والمجد.

نعم، الصليب هو علامة حضور الله وحبّه.

نعم، الصليب هو علامة حبّ المسيح لشعبه.

نعم، صليبنا هو صليب المسيح.

يتجدّد عيد ارتفاع الصليب لانّ الصليب يبقى رمزًا للنصر  والخلاص.

كلّ عيد ونحن بحالة الانتصار على الذات والشر واليأس والاحباط...

 

قداس في الذكرى ال 39 لاستشهاد الرئيس بشير الجميل ورفاقه في بكفيا حبيقة: رجل دولة وقائد استثنائي أفنى حياته خدمة للبنان

الثلاثاء 14 أيلول 2021

وطنية - المتن - أحيت عائلة الرئيس الشهيد بشير الجميل الذكرى التاسعة والثلاثين لاستشهاده ورفاقه بقداس في كنيسة مار ميخائيل ببكفيا ترأسه الأب جورج حبيقة، وعاونه فيه الأب جورج الجلخ وكاهن الرعية الأب إيلي مظلوم، وخدمته جوقة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمه. وحضر القداس الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب المستقيل سامي الجميل، النائب المستقيل نديم الجميل وعقيلته مايا، النائبة السابقة صولانج الجميل، نائب رئيس الحزب النقيب جورج جريج ورئيس إقليم المتن الكتائبي النائب المستقيل الياس حنكش، رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض، الدكتور فؤاد أبو ناضر، مدير أكاديمية بشير الجميل ألفرد ماضي، رئيسة بلدية بكفيا المحيدثة نيكول الجميل، يمنى الجميل زكار وزوجها روجيه زكار، وفد من حزب "القوات اللبنانية" في بيروت وأعضاء من المكتب السياسي وقيادات حزبية.

حبيقة

وبعد تلاوة الإنجيل، ألقى الأب حبيقة عظة قال فيها: "منذ عام 630 حتى عام 1982، كان لبنان يحتفل بعيد ارتفاع الصليب مع كل كنائس الشرق الأوسط والعالم. أما منذ عام 1982 حتى اليوم فأصبح عيد ارتفاع الصليب في لبنان ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل، رجل الدولة، القائد الاستثنائي الذي أفنى حياته من دون أي حساب خدمة للبنان. لقد كان واعيا لهشاشة الحياة وعظمتها، للنزيف الكياني ويرى أن الحياة والموت متلاصقان، ولم يخف من أي شيء، وكانت لديه جرأة استثنائية". وتحدث حبيقة عن "أول ما قام به بشير الجميل بعد انتخابه، حيث زار معهد المعوقين في بيت شباب ليرى الشهود الدائمين الذين يتعذبون يوميا، وكانت كلمته الشهيرة: إنني أنحني أمام دم كل شهيد سقط في هذا البلد". وقال: "عندما انتخب رئيسا، أصبح رئيسا للجميع، وحمل هم كل إنسان في هذا البلد، هو الثائر والمنتفض على كل شيء، والمأساة التي نعيشها اليوم وصفها الرئيس بشير بسياسة التسويف، وليس المعالجة، وكان لديه تعاط مع الزمن بشكل مختلف، فالزمن المعطى لنا من أجل العمل من دون أي تأجيل". أضاف: "كان مشبعا بجنون الصليب. وخلال 21 يوما بعد انتخابه، عاش لبنان عرسا في التلاقي، وكان مجنونا بلبنان، فهذا هو منطق الصليب. في 21 يوما من عهده، اعترف الجميع، حتى خصوصه، بانتظام الدولة اللبنانية، فلقد عطل الرئيس بشير الجميل التراث العثماني المتراكم الذي كان يذل المواطن ويبتزه، وجعل إدارات الدولة مساحة للإنسان ودافع عن الصيغة اللبنانية الفريدة". وتابع: "إن المصيبة الكبرى التي نمر بها سببها أن لا رجال دولة لدينا، فالفرق شاسع بين رجل السياسة الذي يفكر بنجاح حزبه ورجل الدولة الذي يفكر بنجاح وطنه، وذلك يجعلنا ندرك لماذا تدهور لبنان وتقهقر وسقط إلى الهاوية". وختم: "بشير الجميل استشهد من أجل لبنان، الذي هو مرجع للعالم. ولذلك، لن يكون قدر لبنان، إلا ديمومة الحياة".

 

ولا يزال الحلم يُرهقنا...

بيار ريحان/فايسبوك/15 أيلول/2021

يوم انتُخب القائد بشير رئيسًا للجمهوريّة اللبنانيّة، سقط عن جباهنا عرق النضال والمقاومة، وخفّت الأحمال عن أكتافنا، ويوم اُغتيل بشير سقط صليب الحلم على كواهلنا ولا يزال يُرهقنا حتّى اليوم.

سأروي في هذه السطور ما عشته في مثل هذه الليلة قبل تسعٍ وثلاثين سنة، وها إنّي أستذكره وأوثّقه، للمرة الأولى، في الساعات نفسها التي كُلّفت بعدها بالتوجّه إلى مستشفى أوتيل ديو للتعرّف على جثة بشير.

عشية انتخاب بشير رئيسًا، كنت مولجًا من قبل جهاز الأمن في القوات اللبنانيّة بتنظيم المجموعات الأمنيّة لتسهيل مرور النوّاب وحفظ أمنهم على الطرقات المؤديّة إلى المدرسة الحربيّة في الفياضيّة، حيث ستجري عمليّة الانتخاب. تعمّدت أثناء انعقاد الجلسة أن أتواجد في أقرب نقطة من قاعة الانتخاب لأكون أوّل مَن يعرف النتيجة. وبالفعل كنتُ من بين الأوائل الذين خرج إليهم خبر انتخاب بشير بالتوازي مع المؤسسات الإعلاميّة التي تنقل الحدث مباشرة عبر الأثير. سعادتي لم تكن توصف، حتّى أنّي كنت أشعر بنبضات قلبي تنخطف بين الفينة والأخرى من البهجة.

تأكّدنا من خروج النوّاب سالمين من منطقة الفياضية، ثم انضممنا، أنا وبعض رفاقي، إلى المحتفلين في ساحة ساسين بالأشرفية حيث كانت "الزلاغيط" والزمامير والرصاص ابتهاجًا تعمّ المكان، وفي هذه اللحظات شعرت بأنّ كلّ ما قاومنا من أجله لبس حلّة الانتصار، وبأنّ تعب المتاريس ودخان الجبهات تحوّلا إلى سماء صافية زرقاء، وشعرت نفسي مجرّدًا من موبقات الحرب ومندفعًا بحريّة وخفّة نحو السحاب.

واحد وعشرون يومًا والشعور هذا يسكن كلّ جارحة في جسمي، حتّى جاءت الساعة التي سمعت فيها دويّ الانفجار من منطقة بسوس المواجهة من الشرق لمنطقة الأشرفية. توجّهت بسرعة إلى مركزي في مبنى جهاز الأمن حيث كانت الصورة لا تزال ضبابيّة. روايات غير دقيقة وغير مؤكّدة كانت تصلنا من هنا وهناك. "بشير بخير". "حَمَلَته من مكان الانفجار طائرة هليكوبتر وكان يلوّح من على متنها للجماهير". عمّال الإنقاذ اتّصلوا بالـ HK (إيلي حبيقة) الذي كان مكتبه مواجهًا لمكتب بول عريس الذي تواجدت أنا فيه تلك الليلة، وقالوا له "أنّ بشير تحت الأنقاض، لكنّهم تأكّدوا من أنّه حيّ"...الخ. 

حضر الشيخ أمين الجميّل. دخل إلى مكتب الـ HK، اختلى به لفترة وجيزة، ثمّ لدى خروجه سلّم علينا وقد بدا مرتاحًا غير قلق، وهو الأمر الذي أشعرنا أنا ورفاقي بأنّ الأمور جيّدة، وما هي إلّا دقائق على مغادرة الشيخ أمين حتّى حضر "مندي" (مناحيم نافوت)، الرجل الثاني في الموساد الإسرائيلي، ودخل مباشرة إلى مكتب الـ HK. "مندي" لم يحضر بسبب الانفجار، لكن صودف وجوده في بيروت للاستفسار عن سبب منع دخول فريق المرافقين النخبويين الإسرائيلي المكلّف بحماية بشير إلى لبنان، وكان بشير قد استشاط غضبًا في وجه زاهي بستاني الذي رتّب إحضار هذا الفريق، وأمر جهاز الأمن بمنع الفريق من تجاوز مطار بيروت، رافضًا بشراسة أن يضمّ فريق حمايته إسرائيليين.

تجاوزت الساعة الثامنة مساءً والأمور كانت لا تزال ضبابيّة. خرج الـ HK من مكتبه مرافقًا "مندي"، رأيته ينظر إليّ من بعيد ووجهه متجهّم، وما أن غادر الزائر حتّى طلب منّي الـ HK التوجّه إلى مستشفى أوتيل ديو للتعرّف على جثّة بشير. تجمّد الدم في عروقي، الشباب انحبست أنفاسهم، سألت رفيقي جان شمعون الواقف بقربي مرافقتي، فلبّى.

وصلنا إلى المُستشفى وكان الرفيق جورج مِلكو ومجموعته يمنعون أيًّا كان من الدخول، وما أن وصلت وأبلغته بمهمّتي حتى فتح لي الحاجز ودخلنا أنا وجان بعد ان دلّنا مِلكو إلى المبنى الموضوعة فيه جثامين الشهداء الذين سقطوا بالانفجار.

المبنى مظلم وخالٍ من أيّ حركة كمدينة أشباح. الممر طويل لا ينتهي. جثث الشهداء متروكة على الأرض فوق بعضها البعض. لم نكن نعرف إذا كنّا سنبحث بينها على بشير. تراجع جان وسند ظهره على الحائط قائلًا لي: "أنا ما بقدر". تابعت وحدي حتّى التقيت بشاب لم أستطع أن أميّز ما إذا كان من مظليّي القوّات. سألته إذا كان لديه أي علم عن مكان الجثّة المُشتبه بأنّها لبشير، فأدخلني غرفة البراد وسحب جارورًا. عاينت بصعوبة الجثة، الراس ملفوف بالشاش الطبّي الأبيض، الرضوض والغبار واضحة على الجسد، وفي هذه اللحظة... شعرت أنّ صليب الحلم عاد ليقع على كواهلنا، وهو لا يزال يرهقنا.

(الصورة لي في ساحة ساسين نشرتها جريدة "النهار" غداة انتخاب بشير، وحصلت عليها من أرشيف الراحل لقمان سليم)

 

دعوة إماراتية لميقاتي: أطرق باب السعودية اولًا.. ومهلتك 100 يوم!

سبوت شوت/الثلاثاء 14 أيلول 2021 

أكد الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله، أن "ترؤس نجيب ميقاتي الحكومة في لبنان لن يُغيّر في موقف دول الخليج من لبنان"، مشيرًا الى ان حكومة ميقاتي "هي حكومة محاصصة ذات قيود سياسية وليس فيها تجانس، وربما تستطيع أن تستمر وربما لا". وأعلن عبدالخالق عبدالله في مقابلة خاصة عبر "سبوت شوت" أن "دول الخليج ستُمهِل الحكومة الجديدة 100 يوم، وستراقب أفعال الرئيس ميقاتي وأقواله ايضًا، وقدرته على حل مشاكل لبنان"، مشددًا على أن "الدول العربية ستُراقب ميقاتي إن كان أداةً لإيران في لبنان وإذا ما كان العوبةً بيد حزب الله أم لا". ورجّح الباحث الإماراتي "أن لا تشهد الـ100 يوم الأولى لتشكيل الحكومة أية مساعدات خليجية للبنان، خصوصًا وأن لدى دول الخليح تحفظات عديدة على الحكومات السابقة التي تمّ تشكيلها والتي كانت العوبةً بيد الحزب". وأكد أن "دول الخليج لم تعد تضع لبنان في سلّم أولوياتها حاليًا، وحتى ان لبنان لا يأتي في لائحة أول عشرة او عشرين اسمًا في قائمة اولويات دول الخليج". وردّ عبدالخالق عبدالله على نيّة الرئيس ميقاتي طرق أبواب مجلس التعاون الخليجي للمساعدة، قائلًا: "إن تطرق باب مجلس التعاون فأهلًا وسهلًا لكن هذا ليس هو الباب الذي ينبغي طرقه، بل باب العاصمة السعودية الرياض، فعاصمة القرار بالنسبة الى لبنان هي هناك، أما أن يقوم ميقاتي بطرق باب مجلس التعاون الخليجي فكأنة لم يطرق الباب اصلًا"، مضيفًا: "لا اعتقد ان العواصم الخليجية مستعدةٌ لإستقبال ميقاتي في الوقت الراهن". وعن اسقدام البواخر الإيرانية المحمّلة بالوقود، قال عبدالخالق عبدالله، "إذا كانت هذه رغبة لبنان فأهلًا وسهلًا فالتأتي إيران وتدعم لبنان ليس فقط بالوقود وإنما بالمليارات من الدولارات لإصلاح وضعه"، متوجهًا الى اللبنانيين بالقول، "إن كان هذا طريقكم فالتأتي إيران وتنقذكم"، منوهًا بأن "بواخر الوقود الإيرانية ليست سوى لعبة سياسية مكشوفة ليس فيها فائدة حقيقية للبنان".ورأى الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله أن "نجيب ميقاتي يأتي بمجموعة من الصفات الغير إيجابية، خصوصًا وأنه متهم بعدة ملفات فساد، وهو ليس بالضرورة الشخص الذي يُراهَن عليه ليحارب الفساد في لبنان".

 

كلام نصرالله.. من دعم الحكومة الى اكمال مسار المواجهة

لبنان 24/14 أيلول 2021

لم يكن كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خارجا عن السياق العام الذي بدأه قبل اسابيع منذ انطلاق باخرة النفط الاولى من ايران، لكن الجديد هو التفاصيل العملية التي تحدث عنها امس. استمر نصرالله بالمواجهة التي بدأها بشكل مباشر مع الاميركيين معطيا اياها طابعا تنافسيا لتقديم النموذج الافضل للبنانيين، اذ اعلن انه سيقدم مادة المازوت مجانا لبعض المؤسسات التي لها طابع انساني اضافة الى رغبته ببيع المادة باقل من سعر الكلفة لجميع اللبنانيين. يريد الحزب ان يؤكد انه قادر على ملء الفراغ واعادة ترتيب الواقع الشعبي من خلال شبكة هائلة من التقديمات والخدمات، اذ ان من يستطيع تأمين المازوت والبنزين بهذه الطريقة، سيتمكن من تأمين خدمات معيشية اخرى. صراع الحزب مع الاميركيين يتركز حول دفعهم لتخفيف الضغوط، او الاصح يهدف الى جرهم الى تقديم المساعدات كما حصل في قضية الغاز المصري والكهرباء الاردنية، وبالتالي تخفيف المعاناة عن اللبنانيين ،لان الحزب قد لا يكون راغبا بأن يستمر بتحمل هذا العبء الكبير المرتبط بالقضايا المعيشية... الاهم هو المساعي التي لوّح بها نصرالله والتي قال انها قد تتكثف وفق الحاجة التي يعاني منها السوق في المرحلة المقبلة، مؤكدا ان مادة البنزين هي جزء من المواد التي سيتم استيرادها خلال المرحلة المقبلة. لكن نصرالله لفت عن قصد الى ان لبنان كان احد خيارات المعتمدة لترسو على شراطئه الباخرة الايرانية، لكن "تجنيب البلد للعقوبات ادى الى اخذ قرار التوجه الى سوريا". من الواضح ان نصرالله اراد القول ان ما قام به الحزب هو بسبب رغبته بدعم الحكومة وعدم احراجها، خصوصا ان كلامه عنها اوحى بدعمه الواضح لتركيبتها ونشاطها المتوقع، لذلك كان لا بد من اشارة الى ان تحسن الوضع قد يؤدي الى توقف الحزب عن استيراد المحروقات تدريجيا. كلام نصرالله الذي سيستكمل في اطلالة اخرى، كان بمثابة فتح لمسار الدعم الكامل للحكومة الجديد، وفي الوقت نفسه استكمال لمسار المواجهة الكبرى مع الولايات المتحدة الاميركية..

 

تعليق إسرائيلي على تشكيل الحكومة في لبنان.. هذا فحواه

القناة /14 أيلول 202123

علّق المتحدث العام باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حياط في مقابلة مع قناة "الحرة" على تشكيل الحكومة اللبنانية، وقال: "إسرائيل تريدُ السلام للبنانيين، إلا أن ذلك من الصعب تحقيقه طالما حزب الله يفرض سيطرته على الحكم". ويوم الجمعة، جرى الاعلان عن تشكيل حكومة جديدة في لبنان برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، وذلك بعد مرور أكثر من عام عن فراغ حكومي في وقتٍ تشهدُ فيه البلاد انهياراً اقتصادياً ومالياً.

 

عملية استيراد البواخر تعطّلت.. الصورة سوداء والمحطات ستبقى مقفلة

وكالات/الثلاثاء 14 أيلول 2021      

لم تتلقف سوق المحروقات التأليف الحكومي بـ"ارتياح وانفراج" كما كان مأمولاً... بل تفاقمت الأزمة مع رفع عدد كبير من المحطات خراطيمه، بعضه تخوّفاً من الحوادث الأمنية، والبعض الآخر بسبب نفاد المخزون... والنتيجة واحدة: لا يزال المواطن يشحذ البنزين من هنا، والمازوت من هناك، فيما التهريب على غاربه والسوق السوداء بكامل نشاطها. معلومات"أم تي في" أشارت ، إلى أن المشكلة الحالية تكمن في أن الشركات الاجنبية المورّدة للمحروقات ترفض إفراغ البواخر قبل الحصول على مستحقاتها السابقة”. وأكدت، “الشركات وصلت إلى الخط الاحمر في ما يتعلق بالمازوت غير المدعوم. وأضافت أن الصورة سوداء في ملف المحروقات وقبيل رفع الدعم المواطن سيعاني الأمرّيْن لأنّ المحطات ستبقى مقفلة. مصادر المعلومات نفسها، إلى أن عملية البحث الجدي بدأت في كيفية رفع الدعم عن المحروقات وهناك حديث يدور عن منصة تُنشأ لبيع الدولار لشراء المحروقات وسعر صفيحة البنزين سيترواح بين 270 ألف ليرة الى 300 ألف ليرة أي وفقًا لسعر صرف الدولار. وكانت معلومات للـ"أل بي سي" أفادت أن عملية استيراد البواخر الـ٧ تعطّلت نتيجة اشتراط مصرف لبنان على المصارف ان توقّع على تعهّد بأن المحروقات لم تدخل السوق السوداء.

أما الشركات المستوردة للنفط، وردا على سؤال للـ LBCI حول تأمين المشتقات للاسواق، أكدت انها تبلغت من المصارف قرار المصرف المركزي  منحها اذونات مسبقة لتأمين البنزين للاسواق بسعر الـ8000 ل. ل. والشركات مستعدة لبدء عملية ‏تفريغ البواخر فور دفع المصرف المركزي المتوجبات عليه لهذه الشركات ، وهو الامر الذي لم يحصل حتى الساعة، ما يضع البلد امام ازمة محروقات هي الاخطر بعدما لامس مخزون المشتقات الخط الاحمر وكاد يفقد في معظم الشركات ومحطات البنزين. من جهته، كشف عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أن "الكميات المتواجدة تكفي السوق لـ10 أيام"، آملاً "أن يجد وزير الطاقة الجديد الآلية المناسبة، والبيع في المحطات سيكون على أساس الآلية المعتمدة".وأضاف عبر "أم تي في" أن "إحدى البواخر بدأت بتفريغ حمولتها، وبعض الشركات تنتظر الحصول على أموالها من الاعتمادات المخصصة سابقاً قبل البدء بتسلّم الحمولات الجديدة".

 

القاضي طارق البيطار أحال على النيابة العامة التمييزية مذكرة إحضار دياب والخوري أحالها على قوى الأمن الداخلي للتنفيذ

الثلاثاء 14 أيلول 2021

وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" أن المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، أحال على النيابة العامة التمييزية مذكرة إحضار في حق رئيس الحكومة السابق حسان دياب، بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وبالتالي تعديل مكان إقامة دياب، أي السرايا الحكومية، المدرج في متن المذكرة الأولى.وبدوره، أحال المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري المذكرة على المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي للتنفيذ، علما أن البيطار كان حدد جلسة استجواب لدياب في العشرين من أيلول الحالي .

 

دياب: سافرت إلى واشنطن لأرى ولدي اللذين يدرسان الطب هناك

الثلاثاء 14 أيلول 2021

وطنية - تواصلت صحيفة "السهم" مع رئيس الحكومة المستقيلة الدكتور حسان دياب، مع شيوع خبر سفره إلى الولايات المتحدة الأميركية قبيل جلسة إستجوابه المقررة في العشرين من الجاري، في ملف تفجير مرفإ بيروت. وأكد دياب أنه توجه فعلا الى الولايات المتحدة، لافتا إلى أنه كان أعلن في مقابلة تلفزيونية سابقة أنه ينوي السفر "لرؤية ولديه هناك، حيث يتابعان دراسة الطب في جامعتين أميركيتين، وهو في شوق إليهما". وقال إنه إتخذ قراره هذا لدى سؤاله عما سيقوم به فور تشكيل حكومة جديدة. وأوضح لصحيفة "السهم" من داخل الطائرة التي تقله أنه سيغادر مطار إسطنبول "متوجها إلى الولايات المتحدة"، وأفادنا بأنه سيبقى "خارج البلاد لحوالى أربعة أسابيع كي يتمكن من رؤية ولديه المتواجدين في ولايتين أميركيتين" على أن يعود على إثرها إلى لبنان. وفي معلومات "السهم" أيضا أن زوجته الدكتورة نوار المولوي ما زالت في لبنان وتتابع عملها كأستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت الـ LAU، وكذلك إبنته التي تعمل في مستشفى "سانت جود" لسرطان الطفال.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 14/9/2021

وطنية/الثلاثاء 14 أيلول 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

الفرصة أمام الحكومة الجديدة هي: الضمير... الفرصة للحكومة الجديدة هي تأمين معيشة كريمة للناس العاديين... الفرصة التي تعطى للحكومة هي إجتثاث خبث الأنانية المتوحشة من نفوس المعنيين بالأمر في كل السلطات والادارات والمرافق.. "وكل اللي تحت باطن توجد مسلات, تنعر" اللهم, إذا, حتى المسلات لا تخدشهم ولا تسيل منهم نقطة, وكأن لا دم فيهم؟!.

الفرصة أمام الحكومة هي اختراق دولة المافيات العميقة والشروع في تكسيرها حتى وإن كانت الحكومة حكومة الأشهر التسعة وعلها تنجب المولود الموعود... والفرصة الأوسع هي اغتنام تطور الملفات الاقليمية والدولية, لمصلحة لبنان الوطنية والحضارية وليس للمصالح الشخصية الذاتية أو الفئوية الممجوجة...

حتى الآن كل ما صدر على ألسنة أعضاء الحكومة إيجابي وينطلق من الوجدان والضمير... فلتكن فرصة ولو أن هامش الوقت ضيق جدا"...

ذات يوم, سئلت إحدى السفيرات, عن الدولة او الجهة أو الفريق الذي يدعمها في دفاعها عن كرامة المواطنين فأجابت الإعلامي الذي كان يحاورها: "هل تعلم من هي أقوى دولة"؟ فلم يجب. عندها ردت هي وقالت: "الضمير"...

في أي حال بعد شهر تقريبا" يبدأ مسار الحكم على عمل الحكومة الجديدة التي تعد البيان الوزاري والتي تجري بين وزرائها عمليات التسليم والتسلم...

البيان الوزاري موضوع بحث ومتابعة غدا في الاجتماع الثالث للجنة الوزارية التي عقدت إجتماعها الثاني اليوم...

وتركز المداولات على طرق تحضير الملفات الى صندوق النقد الدولي لمفاوضات تشرين المقبل... كما يتناول البيان الخط البياني لحل الازمات الضاغطة على اللبنانيين... وامتدادا" الى الغاز والنفط مرورا" بالثوابت الوطنية في وقت يعتبر حق المقاومة أساسيا في البيان الوزاري..

إذن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي رأس الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري وسط أمل معقود على الانتهاء من الصياغة مبدئيا غدا" في جلسة ثالثة.

ميقاتي كانت له لقاءات ديبلوماسية واجتماع مع حاكم مصرف لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

حكومة الأمل والعمل تخطو خطواتها الأولى في رحلة الألف ميل بدينامية ملفتة ليس أدل عليها من الإنجاز السريع للبيان الوزاري وإستكمال عمليات التسليم والتسلم بين الوزراء السابقين والجدد.

البيان حط على طاولة اللجنة الوزارية اليوم وستستكمل مناقشته غدا لإنجازه قبل إقراره في مجلس الوزراء على أمل عقد جلسة الثقة الاسبوع المقبل.

في الشكل والمضمون يبدو ان البيان الوزاري لن يكون فضفاضا ولا يفرط في إغداق الوعود بل سيكون مقتضبا ويركز على القضايا الرئيسية اقتصاديا ومعيشيا وإصلاحيا.

التقليعة الإجرائية للحكومة تعكس عزما على العمل بسرعة وجدية لمواجهة الاستحقاقات الساخنة ودائما تحت مظلة الأفعال لا الأقوال.

ولعل إحدى القضايا الساخنة هي أزمة المحروقات التي يرصد على ضفافها أوسع إقفال للمحطات بعد نفاد الكميات الأخيرة من المازوت والبنزين ما تسبب باستفحال ظاهرة طوابير السيارات قرب المحطات القليلة التي كانت توزع ما لديها.

وعلى هذا الخط يعول على الاعتمادات التي باشر مصرف لبنان فتحها للشركات المستوردة بما يتيح إدخال ثماني بواخر تباعا بسعر الدعم الحالي البالغ ثمانية آلاف ليرة.

إقليميا تقدمت إلى صدارة المشهد القمة التي عقدها الرئيسان السوري والروسي في موسكو وسط تقارير عن إتصالات روسية - أميركية بشأن الوضع في سوريا وتخطيط روسي - سوري في اتجاه تحرير ما تبقى من أراض سورية.

في القمة غير المعلن عنها سابقا لفت فلاديمير بوتين إلى ان الجيش السوري بات يسيطر على تسعين بالمئة من أراضي البلاد معتبرا ان المشكلة الرئيسية تكمن في وجود القوات الأجنبية ما يعيق التقدم على طريق تعزيز وحدة سوريا.

اما الرئيس بشار الأسد فأكد التصميم على السير بالتوازي في عملية تحرير الأراضي وفي عملية الحوار السياسي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

تسليم مصائب وتسلم خرائب، العينية لا تطمئن. ألا يكون الوزير مرجعا في اللغة والقراءة والإرتجال فهذا أمر مقبول، لكن أن يعكس التلعثم فكرا غير سوي وعدم وعي للمهمات الموكلة إلى الوزراء، وعدم إحساسهم بواقع الوضع الكارثي الذي يمر فيه لبنان، وإصابة عدد لا بأس به منهم بمرض الكراهية، وعلة الأفكار المسبقة تجاه المجتمع والصحافة ورجالها، فإن هذه العوارض تثير قلقا كبيرا وعظيما على الطرق والوسائل التي سيسلكها هؤلاء الوزراء لحل المشاكل العائد حلها لوزاراتهم، وإذا كبر عدد الوزراء الذين يعانون من هذه الأمراض فالقلق سيكون كبيرا على مجمل الأداء الحكومي.

المطلوب بعد هذه المضبطة أن يصحح الوزراء الجدد مساراتهم وعلى الذين عينوهم في مواقعهم أن يضبطوا أداءهم ، إنطلاقا من واقع أن حقول أعمالهم ستكون مع المؤسسات الدولية والأممية والصناديق والشركات المالية وشركات التدقيق، وما عايناه أمس واليوم من تصرفاتهم، لا يطمئن إلى أن الأزمة اللبنانية في أيد أمينة.

في المسار اليومي و بعيدا من الزحطات الصبيانية، يسجل للرئيس ميقاتي، الى النجاح السريع في تشكيل الحكومة، وتيرة عملها المقبولة بحيث يتوقع أن تنجز لجنة البيان الوزاري صياغته الأربعاء، على أن يعرض على جلسة تحدد سريعا لمجلس الوزراء للموافقة عليه للانتقال الى جلسة نيل الثقة. فتتفرغ الحكومة الى العمل الجدي ولتظهر ما إذا كانت تملك الحلول المطلوبة للمعضلات وبأنها على قدر التحديات الجسام . والعجلة هنا ليست من الشيطان، بل البطء والتعطيل وتسليم المنظومة جماجمها للأنانية والغرور هي الشيطان .

نعم، الوقت يضغط لأننا وصلنا اليوم الى آخر فصول التفليسة وقد صارت الدولة ضحية منشارين : تعاظم الأزمات القاتلة والمتشعبة وتركها تتوسع سرطانيا . وتوسع الدويلة وتضخم سطوتها على الدولة بحيث صارت تنافسها في كل القطاعات والمجالات، وليس آخر ارتكاباتها قطاع المحروقات. وبما أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، حذار ايها اللبنانيون ترجعو تنتخبون هني ذاتن

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

بسقف متدن من التوقعات، لكن بكثير من الأمل في التخفيف من حدة الأزمة، يتطلع اللبنانيون إلى انطلاق العمل الحكومي قريبا بشكل فاعل، بعد إنجاز عمليات التسلم والتسليم في الوزارات وإقرار البيان الوزاري ثم نيل الثقة، والأمران الأخيران مسألة أيام قليلة وفق مسار الأمور.

فاللبنانيون التواقون أبدا إلى بناء دولة فعلية، انطلاقا من عملية إصلاحية شاملة مطلوبة في أسرع وقت ممكن، بات أقصى ما يطمحون إليه هذه الأيام هو التخفيف من الطوابير على محطات المحروقات وليس إلغاؤها، وساعات إضافية من التغذية بالتيار الكهرباء وليس كهرباء 24 على 24، وانخفاض معين ثابت في سعر صرف الدولار وليس سعرا متدنيا للصرف، وهكذا دواليك بالنسبة إلى الدواء والماء والغذاء وسائر بديهيات الحياة.

لا نقول هذا الأمر من باب التيئيس، بل من باب الواقعية المطلوبة في مواجهة انهيار شامل تسببت به سنوات ثلاثون سابقة من السياسات الخاطئة والفساد، ولا بد من هذه الواقعية حتى لا يبني الناس أحلاما ستبدو قريبا وهمية أو بعيدة المنال، ومن دون أن يعني ذلك التخلي عن الأهداف الكبرى، التي سيأتي يوم وتنتقل فيه من حيز الأقوال إلى حيز الأفعال.

ومن هنا، ربط تكتل لبنان القوي اليوم منح ثقته للحكومة الجديدة بأن يتضمن بيانها الوزاري إصدار وتوزيع البطاقة التمويلية وتعزيز برامج دعم الفئات الأكثر فقرا في مقابل رفع الدعم التدريجي، إضافة الى توفير المحروقات ومنع تهريبها وتخزينها وتوفير اكبر نسبة تغذية من الكهرباء من خلال مؤسسة كهرباء لبنان، الى جانب تنفيذ خطة العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين وضرورة اطلاق العام الدراسي ودعم القطاع التربوي الى جانب توفير كافة الأدوية وتمكين المؤسسات الاستشفائية من تقديم كل الخدمات اللازمة.

التكتل الذي أبدى ارتياحه لتشكيل الحكومة من خلال مسار دستوري التزم فيه الرئيس المكلف بشراكته مع رئيس الجمهورية فاحترم صلاحياته وأصول التأليف، طالب في المقابل بالتزام فعلي وتعهد واضح بتحقيق الآتي:

أولا: تنفيذ العقد الموقع مع شركة الفاريز ومارسال بشأن التدقيق الجنائي في مصرف لبنان اضافة الى كافة المؤسسات والادارات

ثانيا: العمل على اعادة الأموال المحولة للخارج واقرار قانون الكابيتال كونترول

ثالثا: وضع خطة للتعافي المالي والتفاوض عليها مع صندوق النقد الدولي، والتزام حاكمية مصرف لبنان بسياسة الحكومة وبقانون النقد والتسليف

رابعا: وضع موازنة للعام 2022 تتضمن كافة الاصلاحات المالية المطلوبة

خامسا: اطلاق عجلة الاقتصاد المنتج وتشجيعه بفوائد استدانة منخفضة

سادسا: اتخاذ كافة اجراءات مكافحة الفساد وتطبيق القوانين اللازمة والسير بكشف حسابات واملاك القائمين بخدمة عامة.

سابعا: تحصين استقلالية القضاء ودعم التحقيق في انفجار المرفأ ووضع الاطار القانوني والإجراءات اللازمة لإعادة اعماره.ووضع خطة طاقوية توفر الكهرباء عبر الغاز والطاقة المتجددة وتسير بتنفيذ عقود الغاز في البحر وترسيم الحدود البحرية بالحفاظ على الحقوق اللبنانية.

ثامنا: التأكيد على سيادة لبنان واستقلاله والقيام بكل ما يمكن للحفاظ عليها وعلى علاقاته الدولية والعربية وتعزيزها.

تاسعا: اجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري

عاشرا: تأكيد حق المغتربين في الاقتراع

وختم التكتل بالقول: صحيح ان الحكومة بحاجة الى ثقة المجلس النيابي لكنها بحاجة ايضا الى ثقة اللبنانيين اولا والمجتمع الدولي ثانيا، والتكتل سيكون الى جانبها وداعما لها في كل اجراءاتها الاصلاحية الانقاذية وسيكون معارضا شرسا لها في حال التلكؤ او التقاعس والتقصير.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

أتلم المتعوس ع "خايب الرجا" ضمن يوم وزاري طويل مبلل بدموع وزير من رماد ومبتل بضفادع بئر وزير الاقتصاد. وفي مبنى وزارة واحدة سجلت الماثر للتاريخ: راوول نعمة

يستعيد لحظة فقدان الوزارة تسعة من عمالها في أهراءات المرفأ فتغلبه دموع الشهادة. وأمين سلام يفجر اللحظة بنترات الضفدع في رده على حرب الفوتوشوب ومعركة "الشبوبية" المستخرجة من اباره الإرتوازية.

ونهار التسلم والتسليم الفارغ من مضمونه يشكل عادة لبنانية سيئة غالبا ما تدخل الوزراء أسرى الظهور و"الكلاكيت أول مرة" فيما تضع الوزراء

المغادرين في موقف يعرضهم لمشهد التأبين لكأنهم قد وافتهم المنية وستنتقل أرواحهم إلى السماء. ولبنان في غنى عن كل هذه الاستعراضات من الوافدين وصالات المغادرة على حد سواء وأولويته ليست التسلم سريعا بل العمل الأسرع للإنقاذ وإظهار أول خيوط الخروج من النفق. وفي الشكل بدا أن حكومة ميقاتي تستعجل الخطى لتوضيب البيان الوزاري وتوليفه في بنود لا تحمل علامات الخلاف وتأتي ضمن المختصر المفيد وإذا صدقت صحة التوقعات تعقد غدا الأربعاء الجلسة الثالثة لصوغ البيان ليحال فورا الى مجلس الوزراء الذي سيعقد جلسة لإقراره وإحالته إلى مجلس النواب. واليوم اشترط تكتل لبنان القوي لمنح الثقة تضمين البيان الوزاري تعهدا واضحا بتنفيذ العقد مع شركة الفاريز اند مارسال بشأن التدقيق الجنائي وجرى ربط الثقة أيضا بحزمة شروط بينها استعادة الأموال المنهوبة وإقرار الكابيتال كونترول وتعزيز برامج دعم أكثر الفئات فقرا في مقابل رفع الدعم التدريجي.

لكن تكتل التيار لم يلحظ أنه شريك في هذه الحكومة وأننا امام طبقة وزارية مستنسخة من الطوابق السياسية السفلى بحيث كل الكتل والأحزاب وأركان السلطة قد تجمعت في مستنقعات حكومية مستحدثة وأعادت تقاسم المناصب علما أنها هي نفسها من أوصل لبنان إلى حال الانهيار. فما بين أيدينا اليوم من طاقم وزاري نفض الغبار عن طاقم قديم وبالتكافل والتضامن سوف يصوب الحكم على مرحلة الانتخابات المقبلة ورهانه على منع حصول أي تغيير عبر مكونات المجتمع المدني أو أي فريق من خارج منظومة سائدة منذ عشرات السنين.

وفي الطريق الى إحكام قبضة السلطة فإن العتب ممنوع والمساءلة مرفوعة . ولن يكون متاحا للقضاء المس بالمرجعيات والرموز لاسيما في قضية جريمة المرفأ. وحيالها وبعد وصول نجيب ميقاتي الى السرايا وتغيير عنوان سكن حسان دياب أحبت النيابة العامة التمييزية القيام بلفت نظر إلى قاضي التحقيق طارق البيطار وإرشاده عن طريق جرعة تذكيرية بأن دياب عاد إلى منزله في تلة الخياط "فعليك به".

لكن بيطار سطر مذكرة إحضار جديدة بحق رئيس الحكومة السابق وطلبه الى التحقيق في العشرين من الجاري وفي لعبة رمي الكرة حول النائب العام التمييزي القاضي غسان خوري المذكرة بالبريد الى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي للتنفيذ، أي إلى اللواء عماد عثمان غير أن حسان دياب استبق الجميع وغادر الى الولايات المتحدة لزيارة أولاده هناك، والمطاردة الرئاسية في لبنان لم توقف أعمال تحقيقات استقصائية محلية وعالمية حيث تمكن موقع occrp والمتخصص بالتحقيقات الاستقصائية من الوصول الى هوية المالك الرئيس للشركة وذلك من خلال تحقيق شارك فيه الزميل فراس حاطوم الى جانب مجموعة من الصحافيين المتخصصين في العالم

وبحسب التحقيق الذي استغرق إعداده نحو عشرة أشهر فإن شركة سافارو البريطانية ليست سوى واجهة لشركة أخرى تحمل الاسم نفسه تأسست عام ألفين وسبعة في أوكرانيا ويديرها شخص يدعى فلاديمير فيربونول ويتطرق التحقيق الى مزيد من الروابط المحتملة بين رجال الاعمال السوريين جورج حسواني والأخوين خوري وشحنة نيترات الامونيوم فهل يستدعي بيطار مالك الشركة ليضمه الى الملف؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

سيجعل الله بعد عسر يسرا، مع من رفع الله ذكره، وثبت صدقه..

الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وصلت الى شاطئ العزة في بانياس، وهي قادمة لاهل الصبر والثبات، قادها من احال زيتها المحرق الى ما يبرد قلوب اللبنانيين، وجعل سيولتها قواطع تكسر قيد الحصار وتصيب اهل الحقد بالجنون والخبال..

وصلت اولى السفن المباركة، فرست على جثة قيصر الاميركي عند الشواطئ السورية آتية بالنفط الايراني لاحراق الاوراق الاميركية التي يكتب عليها مشروع تدمير لبنان..

ما وصل ليس مازوتا فحسب، بل اعتى انواع الاسلحة في الحرب الاقتصادية المفروضة على لبنان، قرر ان يخوضها المقاومون للدفاع عن كرامة كل اللبنانيين، فكانوا اسياد كل نزال كما عرفتهم كل ايام لبنان..

الباخرة وصلت وسيتبعها الكثير قال قائد المقاومة وسيد المجاهدين، سيوزع بعضها وفق الاولويات، وسيفقأ بعضها الآخر عيون المحتكرين واصحاب القلوب السوداء. وبخطاب من عمق النبل وسمو الاداء، وعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كل اللبنانيين بالوقوف الى جانبهم للتخفيف من معاناتهم، ضمن خطة للمساعدة لا ضمن عناوين التجارة والمبازرة ..

سيصل النفط وسيوزع وفق الاولويات، وسيستقبله اللبنانيون في البقاع رافعين المازوت الاحمر والراية الصفراء بوجه اصحاب القلوب السوداء والعقول العوجاء، الخائبين على مر الرهانات..

هي البواخر التي حركت كل مياه لبنان الراكدة، وسيرت حلولا عبر كل انابيب الغاز والسياسة برعاية اميركية هاربة من فعل التعطيل بعد ان فضحها النفط الايراني الجزيل..

وعلى الشواطئ اللبنانية بدأت بواخر النفط المدعوم بالرسو وافراغ المخزون، بعد ان تمكن الحاكم بامر المال بسحره من توفير المال المطلوب. فبعد طول تلاعب باعصاب اللبنانيين، وجزمه بان لا اموال لدعم المحروقات، وجد رياض سلامة ما يكفي لشراء سبع بواخر كان بعضها متوقفا عند الشاطئ منذ ايام، فيما ايام اللبنانيين طوابير على محطات البانزين، واعصابهم وارزاقهم تحترق بلهيب عتمة المازوت المفقود. فمن اين اتى سلامة بالمال المفقود؟ وهل من يسأله عن سبب منعه الدعم ثم منحه متى شاء؟ المطلوب كلمة صدق واحدة من حاكم المال ..

* مدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

تسليم وتسلم ... يوم فولكلوري بامتياز ... السلف يروي ماذا فعل والخلف يروي ماذا سيفعل ... لم يخل النهار من الدموع ، ذرفها وزير الإقتصاد راوول نعمة، ويسجل للوزير نعمة أنه بكى ، كما سجل للرئيس ميقاتي ذرف دمعة تأثرا بعد إعلان حكومته.

المهم الآن من يوقف دموع اللبنانيين ممن لم يعودوا " يلحقوا " على توديع مسافرين، أو بسبب سوء حال تتدهور يوما بعد يوم .

المهم الحكومة اقلعت، حتى قبل إنجاز البيان الوزاري وحتى قبل نيل الثقة فالبيان الوزاري تحول شيئا فشيئا إلى لزوم ما لا يلزم ، فاي من الحكومات السابقة عادت إلى البيان الوزاري ؟ واي الحكومات لم تنل الثقة ؟

في الملف المالي، إلى صندوق النقد الدولي در ، فخلال التسليم والتسلم في وزارة المال، أعلن الوزير السابق غازي وزني ان "لا مخرج لهذه الحكومة من أزمتها إلا من خلال برنامج صندوق النقد. عندما بدأنا المفاوضات مع الصندوق في آذار 2020 كانت الأغلبية ضد هذا الأمر، والجميع اليوم يعتبر أن التفاوض معه أمر لا بد منه."

في الموازاة، الناس يتطلعون إلى الحكومة، ينتظرون حل عقدة المحروقات التي مازالت توقفهم طوابير في ظل تحكم العصابات خارج نطاق المحطات، وحتى إشعار آخر مازالت هذه العصابات فالتة.

قضائيا، أحال قاضي التحقيق العدلي في جريمة تفجير المرفأ القاضي طارق بيطار، الى النيابة العامة التمييزية مذكرة إحضار جديدة بحق رئيس الحكومة السابق حسان دياب، لتنفيذها قبل 24 ساعة من موعد جلسة استجوابه كمدعى عليه المحددة في 20 ايلول الحالي.

وتأتي المذكرة الجديدة بسبب تبدل مكان اقامة دياب من السرايا الحكومية، كما هو وارد في المذكرة السابقة، وتحديد مكان اقامته في المذكرة الجديدة في منزله في محلة تلة الخياط.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 14 أيلول 2021

وطنية/الثلاثاء 14 أيلول 2021

النهار

بدأت حركة سياسية تعمل لاستعادة دورها في مناطق نفوذها، ما ظهر جلياً من خلال إحدى المناورات، وذلك ردّا على ما تتعرّض له من حملات سياسية وسواها.

تواجه الجمعيات المناطقية لحزب سياسي بارز توصلاً إلى المؤتمر العام اعتراضات حادة من المحازبين الشباب وإصرارهم على التغيير.

الجمهورية

قال مرجع سياسي إن حماسة بعض الوزراء الذين لم يكونوا ليصدّقوا في أحلامهم أن يصبحوا وزراء، تدفعهم الى نوبات ثرثرة من شأنها أن تسيء الى صورة الحكومة في انطلاقتها.

وصفت مراجع إقتصادية البطاقة التمويلية بـ"شوربة الخضرة اللي عملها غوار" وأدخل مكوناتها على "قصاقيص ورق مكتوبة".

منذ العام 2006 تشغل قوة دولية أرضا شاسعة تعود ملكيتها للوقف الماروني من دون أن تقدم وزارة المال على دفع بدل الإشغال لمطرانية صور المارونية.

اللواء

لم يصدر موقف محدّد من دولة كبرى في ما خص الحكومة الجديدة، وبرنامجها المقبل..

تساءلت جهات سياسية عن الأطراف التي تقف وراء حملة التشهير التي تستهدف وزراء جدداً!

بدأت محطات تابعة لجهة حزبية نافذة تجهيز الخراطيم والمستخدمين، وعمليات التعبئة والتوزيع، إيذانا للمحروقات الوافدة من إيران!

نداء الوطن

نقل بعض أهالي الموقوفين عن المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت انه قد يخلي سبيل البعض بعد توقيف عدد من الرؤوس الكبيرة.

يتردّد ان رفاق احد الوزراء الجدد يتبادلون أخباره العتيقة لا سيما حين كان في السلك القضائي.

سألت أوساط مراقبة أنه إذا كان وزراء جدد يدخلون الحكومة على أصوات إطلاق الرصاص والقذائف الصاروخية فعن أي أمن يمكن أن تبحث الحكومة؟

الأنباء

تبدّل واضح في موقف مرجعية سياسية في ملف عابر للحدود مع انخفاض حدة خطابه بشكل واضح.

خطوة مالية تتعلق بمرفق حيوي جاءت تسهيلاً لعمل الحكومة في أيامها الأولى

البناء

قال خبير مالي متابع للأسواق النفطية انّ السيد حسن نصرالله نقل منهجية المفاجآت ومعادلات الردع الى السوق الاقتصادية، وخصوصاً سوق الطاقة، حيث دخل كلاعب إليها وفق هاتين الركيزتين، وسيحسب من اليوم كلّ لاعب آخر نتائج هذا الدخول وأسلحة الردع التي يملكها والمفاجآت التي يخبّئها.…

توقع مصدر دبلوماسي ان يشهد شهر أيلول تسارعاً في الملفات الإقليمية خصوصاً ما يتصل بالملف النووي الإيراني والعلاقات السعودية الإيرانية وبدء التحوّل الأميركي في مقاربة الوضع في سورية، مضيفاً انّ نهاية العام ستكون نقطة التحوّل الكبرى…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية  

دعوة من "الأحرار" إلى "القوات" للمشاركة في إنشاء جبهة سيادية

وكالات/14 أيلول 2021

سلم وفد من حزب الوطنيين الأحرار "القوات اللبنانية" دعوة موجهة لرئيس الحزب الدكتور سمير جعجع من أجل المشاركة في إنشاء جبهة سيادية. وضم الوفد نائب رئيس الحزب المحامي روبير خوري، وأمين الداخلية كميل جوزف شمعون، ومسؤول الإعلام بطرس طراف، وتم اللقاء في مكتب النائب زياد حواط في جبيل، وإلى حواط شارك في اللقاء الوزير ملحم رياشي، ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور. وبعد أن شرح وفد "الأحرار" خلفية الدعوة وأهدافها، رحب وفد "القوات" بحسب بيان عن الاحرار، ب"المبادرة التي تنسجم مع الخط التاريخي لحزب الأحرار المتمسك بثلاثية الثوابت اللبنانية والمسلمات السيادية ومشروع الدولة"، وأكد "ضرورة توحيد المواقف والصفوف من أجل قيام الدولة الممسكة بقرارها والسيدة على أرضها، باعتبار أن المستفيد الأول من الشرذمة الحاصلة هو الفريق الذي يعمل على إبقاء لبنان ساحة والدولة مخطوفة". وفي نهاية اللقاء، اولم حواط على شرف المشاركين، حيث استكمل النقاش في كل الأفكار التي يمكن أن تساهم في إنجاح الجبهة. وبعدما وضع وفد "القوات" رئيس الحزب في أجواء الزيارة والدعوة، أكد جعجع مشاركة "القوات" في اللقاء المزمع عقده في 29 الجاري.

 

إعلاميون ضد العنف: معركة الإصلاح مستحيلة خارج إطار صون حقوق الانسان والحريات العامة والخاصة

14 أيلول 2021

صدر عن جمعية "إعلاميون ضد العنف" البيان الآتي: رأت جمعية "إعلاميون ضد العنف" انه بين إملاءات الصحّاف اللبناني الجديد على وسائل الاعلام، وإرشادات الإصلاحيين الجدد المستشرقين في نظريات خنفشارية في مجال "الحفاض"، بدأت تفوح من حكومة العهد المنتهي الصلاحية روائح براميل النظام الأسدي ونيترات الملالي التي تبشِّر بحقبة جديدة من قمع الحريات والرأي الآخر، في نهج بعيد كل البعد عن هموم المواطنين ومنطق الاصلاح. وتؤكد الجمعية ان معركة الإصلاح مستحيلة خارج إطار صون حقوق الانسان والحريات العامة والخاصة، بدءًا بحرية التعبير، الحق في الاختلاف والحق في العيش بكرامة، وصولا إلى بسط الدولة سيادتها على جميع أراضيها ورفع الاحتلال الإيراني عن لبنان.

 

"ولعت" بين الحريري والجرّاح

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 14 أيلول 2021

عَلِمَ "ليبانون ديبايت"، أنّ "إتصالًا جرى بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والوزير السابق جمال الجرّاح، دار خلاله نقاش حادّ بين الطرفَيْن حول أمور خلافيّة إنتهى بإقفال الخطّ مِن قِبل الطرفَيْن بوجه بعضهما".

 

عيّن وزيراً بناءً على طلب الأسد

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 14 أيلول 2021

عَلِم "ليبانون ديبايت"، أنّ "وزيراً جديداً جرى توزيره بناءً لطلب مباشر من الرئيس السوري بشّار الأسد إلى حليفه اللبناني، على خلفيّة دفاع الوزير عن الرئيس الأسد ممّا أدّى إلى خسارته عمله، فكان ردّ الجميل حقيبة وزاريّة".

 

بعد "الحفاضات"... سقطةٌ جديدة لوزير "الشؤون"

موقع ليبانون ديبايت/الثلاثاء 14 أيلول 2021

إنتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي ردًّا لوزير الشؤون الإجتماعيّة هكتور حجّار على سؤال أحد الصحافيين عن الفيديو المُنتشر حول الحفاضات، حيث توجّه إليه بحدّة مُهينًا الإعلام "وقفوا تفاهات انتوا الاعلام"، وكأنّ الإعلام مسؤول عن سقطاته "التعبيريّة" حول موضوع حياتي يهمّ عامّة الشعب اللبناني.

وضجّت فور تشكيل الحكومة وسائل التواصل الإجتماعي بفيديو لمقابلة مع الوزير حجّار يتحدّث فيها عن الحاجات الأساسية للإنسان وعن الأزمة الاقتصادية في لبنان. ومن ضمن مقتطفات حديثه التالي: "لليوم الشعب الصيني ما بيستعمل حفاضات... البديل هوي يلي كنا نستعملوا بالماضي فوط بتتغسل وبتتنظف... بدل الكلينيكس فينا نستعمل فوط بتتغسل وبتنكوى ومنرجع منستعملها... نحنا امام حرب اقتصادية على لبنان والليرة يلي بدي حطها بدها تكون مخصصة للعازة القصوى... الحفاض منو العازة القصوى ولا الكلينيكس".

 

مصادر دبلوماسية غربية وعربية تؤكد: المال قادم الى لبنان!

سبوت شوت/الثلاثاء 14 أيلول 2021 

خبرٌ سار، بعد إرتطامنا الكبيرفي قعر جهنم، الإشارة قد أُعطيت لجعل اللبنانيين يلتقطون أنفاسهم مجددًا. فبعد السماح لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي أن تبصر النور، الأوامر قد اتت من الخارج لبدء عملية نهوض لبنان من القعر حتى لو لبضعة سنتيمترات! في هذا السياق، نقل الكاتب والصحافي قاسم قصير عبر "سبوت شوت" عن مصادر دبلوماسية غربية وعربية إستعداد تلك الجهات "لدعم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في الملفات الصعبة التي يمر بها لبنان سواءً الملف الإجتماعي أو المالي والإقتصادي أو بخصوص الكهرباء". وأشار قاسم قصير عبر "سبوت شوت" الى أن "مصادر دبلوماسية لبنانية ناشطة في اوروبا أبلغته استعداد اكثر من جهة دولية لدعم حكومة ميقاتي"، لافتًا الى أنه "بمجرد ان تقدم الحكومة اللبنانية خطط اصلاحية سيكون هنالك دعم مباشر مالي للبنان، هذا بالإضافة الى تحريك ملفات تم إعدادها من قبل مثل ملف مؤتمر سيدر".

 

تحقيق يكشف هوية مالك شحنة الأمونيوم الذي انفجر في بيروت

وكالات/14 أيلول/2021

بعد عام على انفجار شحنة هائلة من نترات الأمونيوم في بيروت، حسم تحقيق استقصائي لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” (OCCRP.ORG) واحداً من أكبر الأسئلة العالقة: مَن هو المالك الحقيقي للشحنة؟ يكشف تعقُّب الوثائق أن المالك هو شبكة لتجارة الأسمدة، يمتد عمرها عقوداً، يديرها أوكرانيون وتتخفّى تحت ستارٍ من الوكلاء والشركات الوهمية.

وعلى رغم الدمار المذهل الناتج عن الانفجار، هناك علامات على أن جزءاً ضئيلاً فقط من الحمولة الإجمالية لسفينة روسوس كان لا يزال في مرفأ بيروت عند وقوع الانفجار.

وتشير تقارير إلى أن تحقيقاً أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي قد خلَصَ إلى أن 20 في المئة فقط من حمولة سفينة روسوس من نيترات الأمونيوم هو ما انفجر. وهذا ما زاد من الأسئلة حول مصير النسبة الباقية (أي 80 في المئة من الحمولة)؛ بما في ذلك احتمال أن تكون قد سُرِقت من مرفأ بيروت.

ولكن اتضح أن حتى معرفة مالك سافارو يمثّل تحدياً. فالمساهمون الحقيقيون في الشركة يتخفّون خلف مجموعة من المديرين والمساهمين بالوكالة في ملاذات آمنة.

وأصبح فولوديمير فيربونول، وهو رجل أعمال أوكراني يمتلك شركة بالاسم نفسه في مدينة دنيبرو، تحت المجهر. ولكن بعد إنكاره أمام الصحافيين وجود أي صلة بينه وبينه شحنة بيروت، أفلت فيربونول من الوقوع تحت مزيد من الاهتمام.

وقد أثبت الآن تحقيق استقصائي لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” وشركائه من الإعلاميين أن فيربونول في الواقع هو من يقف خلف سافارو. إذ تثبت عملية تعقُّب الوثائق التي قام بها الصحافيون أن فيربونول ليس وحده مَن يدير شركة سافارو، بل إن الشركة جزء من مشروع كبير وعمره عقود، لتجارة الأسمدة من الفئة التقنية التي تدخل في صناعة المتفجرات. كانت شبكة الشركات التي مقرها مدينة دنيبرو الأوكرانية تمتلكها وتديرها شبكة من رجال الأعمال، ومنهم قطب بارز على المستوى الوطني في قطاع الإنشاءات.

أخفت هذه الشبكة عمليتها وراء ما لا يقل عن ستة أسماء تجارية وعدد من الشركات الوهمية التي توزعت على إنكلترا وأسكتلندا ومنطقة البحر الكاريبي وأوكرانيا وجنوب المحيط الهادي و وولاية أركنساس الأميركية.

انخرطت الشبكة في تجارة الأسمدة والمواد الكيماوية، خصوصاً مع الدول الأفريقية منذ العقد الأول من الألفية الثانية 2000s على الأقل. وقد وجد الصحافيون أيضاً أن الشبكة أرسلت على الأقل ثلاث شحنات من نيترات الأمونيوم عبر أساليب مشابهة إلى موزمبيق عام 2013. وكانت شبكة سافارو شراكةً معقدة تضم أناساً منهم فيربونول وزوجته تيتيانا وقطب في مجال الإنشاءات في مدينة دنيبرو يُدعَى ميكولا أليسينكو. وهناك أيضاً امرأة تدعى أولغا، يبدو أنها ابنة أليسينكو، وهي شريكة فيربونول في إحدى شركاته التي ما زالت تقوم بتسويق الأسمدة.

كما قام اثنان من مقدمي الخدمات الأفشور في الخارج، عادة ما يعملان مع شركات في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق- وهما شركة إنترستاتوس (Interstatus) في قبرص ومجموعة “ألفا وأوميغا” لوكلاء تكوين الشركات ومقرها بريطانيا- بتسهيل عمليات الشبكة على مدى سنوات.

ترسم هذه النتائج الصورة الأوضح حتى الآن للأشخاص والهيئات الذين تقفون وراء شحنة نيترات الأمونيوم. وقد تكون للأمر أيضاً عواقب قانونية في القريب العاجل. ففي الشهر الماضي رفع محامون قضية ضد سافارو في المملكة المتحدة بالإنابة عن نقابة المحامين في بيروت وضحايا الانفجار، وقالوا إن الشركة تتحمل مسؤولية كبرى عن هذه الكارثة.

إضافة إلى هذا، فإن الشبكة المركبة التي تقف خلف الشحنة تخبرنا عن الأساليب المعقدة التي يتم تنفيذها بشكل روتيني في قطاع الشحن من أجل إخفاء المِلكية، ما يفسره خبراء بأه عادةً ما يكون محاولة متعمدة للتنصل من المسؤولية وتسهيل الممارسات الإجرامية أو غيرها من الأعمال التجارية المخادعة.

وقال كميل بوسليمان، المحامي الرئيس في قضية لندن المرفوعة على سافارو، إن الشركة تتحمل المسؤولية عن الانفجار، لأنها كانت المالك القانوني للشحنة وفشلت في أخذ التدابير المناسبة لاسترداد هذه المواد الخطرة. وعبر عن أمله بأن تكون هذه القضية ضد الشركة الخطوة الأولى في مساءلة المتسببين في هذه الكارثة.

وفي تصريح لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”، قال مارك تايلور، وهو محلل رفيع المستوى يعمل مع “قفص الاتهام ” The Docket، إحدى مبادرات مؤسسة كلوني للعدالة، “لا شك في أنه وبحسب النظام الحقوقي الدولي تتحمل شركة سافارو ومَن يديرونها مسؤولية ضمان تخزين شحناتهم بشكل ملائم، وألا تمثل خطراً على حياة البشر، إذ لا يجوز في ظل هذا النظام الحقوقي، تخزين مواد كيماوية خطيرة في المستودعات والعنابر وتركها ثم إهمال الأمر”.

وفي تصريح مكتوب أرسلته الشركات الأوكرانية إلى الصحافيين العاملين على هذا المشروع الاستقصائي، نفت وجود أي دور لها في حمولة السفينة من نيترات الأمونيوم وحملت السلطات اللبنانية مسؤولية انفجار بيروت.

وأضافت الشركات: “لقد كان، دائماً، مجال عمل أتلانتيس كوربوريشن Atlantis Corporation وسافارو Savaro ودنيبرو سوفت Dniprosoft، في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وتحديداً إنتاج البرمجيات والتسويق عبر الإنترنت”، في إشارة إلى أسماء الشركات الأوكرانية الثلاث في الشبكة.

وأوضحت أن الإعلان الإلكتروني عن سلع أخرى، كالأسمدة، كان يتم لمصلحة عملائهم وكان “ينشره موظّفون، وأحياناً متدرّبون، ربما ليسوا على وعي تام بأن شركتنا كانت تعمل في هذا الصدد بالإنابة عن الشركات المصنّعة”.

لم يجب محامي شركة سافارو، البريطاني ريتشارد سليد، على طلب للتعليق على الأسئلة المكتوبة التي أرسلها له الفريق الإعلامي. أدى انفجار شحنة نيترات الأمونيوم في آب/ أغسطس إلى تدمير تام للميناء الرئيس في لبنان، البلد المعتمِد على الاستيراد، وأحدَثَ أضراراً تصل إلى 8 مليارات و100 مليون دولار في العاصمة اللبنانية، وساهم في دفع البلد الذي يعاني من الفساد وسوء الإدارة، إلى أزمة شاملة.

وبعد مضيّ أكثر من عام، يعاني لبنان من التضخم المُفرِط وشح الأدوية وظهور طوابير للحصول على الوقود والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، إضافة إلى وموجة من اللبنانيين الذين يغادرون البلاد بحثاً عن حياة أفضل في الخارج. ويعتقد كثر من اللبنانيين أن النخبة السياسية في البلاد تتحمل المسؤولية النهائية عن الكارثة، بعد ظهور دلائل على أن مسؤولين كباراً كانوا يدركون المخاطر التي تمثلها مادة نيترات الأمونيوم، ولكنهم لم يُزيلوها.

ولكن حتى اليوم لم توجَّه التهم إلا إلى مسؤولين من ذوي الرتب المنخفضة والمتوسطة في الجمارك والمرفأ. فيما حاول قاضٍ محلي اتهام مسؤولين كبار بالإهمال، ومنهم رئيس الوزراء السابق حسان دياب، لكن هذا القاضي أعفي من منصبه في شباط/ فبراير الماضي، بعد تراجع المؤسسة السياسية في البلاد؛ وعُيِّن قاضٍ جديد ما زال يواصل تحقيقاته.

فيما قال المحامي اللبناني الناشط الحقوقي زياد بارود، وهو وزير الداخلية والبلديات الأسبق، في تصريح لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” إنه لم يكن يتوقع إطلاقاً اتخاذ قرارات قانونية عاجلة، نظراً إلى حجم القضية. لكن في الوقت نفسه “فإن حجم التمسك بالحصانات وبالامتيازات القضائية وبالأذونات لافت جداً… وهذا النوع من النظام القائم على الحمايات والامتيازات في الواقع غالباً ما يؤدي إلى عرقلة عمل القضاء والإفلات من العقاب إلى حد ما”.

وقال: “ولو، بعد كل يللي صار، وبعد سنة على الانفجار بعدنا عم نفتش على الشكليات والحصانة ولم ندخل في موضوع المحاكمة ومضمونها”، لافتاً إلى أن “حجم المأساة كبير لدرجة أنه لا تمكن لفلفة هذا الموضوع”. وأشار إلى أن المحقق العدلي يبدوأنه استكمل تحقيقه ولديه في الملف ما يكفي لإصدار “قرار ظني حتى ولو لم يتكمن من استجواب بعض الأشخاص أو الادعاء عليهم نظراً إلى الحصانات والامتيازات القضائية”.

وقامت شركتان من شبكة سافارو- أتلانتيس باستئجار سفينة روسوس وشراء حمولتها؛ شركة “سافارو المحدودة” المسجَّلة في لندن، وشركة أخرى تسمّى “أغروبلند المحدودة للتصدير” (Agroblend Exports (BVI) Ltd)، وهي مسجلة في جزر العذراء البريطانية.

على الأوراق، لم يبدُ أن أياً من الشركتين ترتبط بأي شخص في أوكرانيا. فما زالت مِلكية أغروبلند ومديروها يختفون خلف جدار السرية الصارمة في جزر العذراء البريطانية. فيما تُظهر السجلات البريطانية أن ملكية سافارو الحقيقية مخفية عبر موظفين وكلاء وشركة وهمية ترتبط بشركة إنترستاتوس، التي تقدم خدمات الشركات ومقرها قبرص.

وتقول إنترستاتوس، التي تأسّست عام 2000، إنها تقدم خدماتها تحديداً لعملاء في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. وتقدم الهيئة خدمات تكوين الشركات، إضافة إلى الخدمات القانونية والمحاسبية، في بعض أكثر الملاذات الخارجية غموضاً في العالم، ومنها بليز Belize وبنما وجزر مارشال ونيفيس Nevis وجزر العذراء البريطانية.

وقدمت “إنترستاتوس” خدمات الترشيح لأربع شركات على الأقل تحمل اسم سافارو. إحداها، وهي شرَاكة أسكتلندية محدودة أعلنت أنها تتاجر في الأسمدة، كانت أعمالها الورقية تتم بشكل مشترك بين “إنترستاتوس” ووحدات من مجموعة “ألفا وأوميغا”، وهي شبكة من مقدمي خدمات الشركات، مقرها بريطانيا، وتخدم أيضاً عملاء من الاتحاد السوفياتي السابق؛ وقد وُصفَت بأنها تعمل لمصلحة أفراد فرضت عليهم عقوبات وهم متهمون بغسيل الأموال.

ووفقَ ما صرّح به بِين كاودوك، رئيس فريق التحقيقات في الفرع البريطاني لمنظمة الشفافية الدولية لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”، فإن الفرع أرسل تقريراً حول مجموعة “ألفا وأوميغا” إلى سلطات الإيرادات في المملكة المتحدة في العام الماضي، تحثها على إجراء تحقيق. ولكن المنظمة لم تتلقَّ رداً رسمياً حتى اليوم. وأضاف كاودوك أنه “في ما يتعلّق بعدد الشركات التي استُخدمت في أنشطة مشبوهة، فإن مجموعة (ألفا وأوميغا) قطعاً واحدة من أكثر الشركات غزارة”.

وتخضع اليوم شركة “إنترستاتوس” للتحقيق من قِبَل الهيئة التنظيمية المالية القبرصية (CySEC)، وفق ما قالته رئيستها المُنتهية ولايتها ديميترا كالوغيرو لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”.

وقالت مالكة “إنترستاتوس”، مارينا بسيلّو، لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” إن شركتها أجرت فحوصاً كاملة لتدقيق جميع العملاء، ولكنها لم تستطع مشاركة أسماء المُلّاك الحقيقيين مع طرف ثالث. وأضافت أن شركة سافارو، ومقرها بريطانيا، “في حدود معرفتنا واعتقادنا كانت دائماً خاملة، ولطالما قدّمها لنا عميلُنا على هذا النحو”.

ورفض رئيس مجموعة “ألفا وأوميغا” اليكسي ستروكوف التعليق على طبيعة عملائهم، ولكنه قال إن شركته تعمل مع “إنترستاتوس”، وتقدم خدمات العناوين وتوجيه البريد للعملاء.

وحقّق الصحافيون والمحقّقون في احتمال أن تكون شحنة نيترات الأمونيوم لم تكن أبداً يفترض أن تذهب إلى موزمبيق، بل تُرِكت في بيروت عمداً لتهريبها إلى سوريا واستخدامها في صنع متفجّرات.

ودعم هذه النظرية جزئياً ما كشفه سابقاً “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”، في تحقيقه السابق الذي نشرت نسخته العربية على موقع “درج” أن المجموعة الموزمبيقية التي طلبت نيترات الأمونيوم تم التحقيق معها سابقاً بتهم تهريب السلاح.

وقد كُشِف أيضاً أن مالك السفينة القبرصي مَدين لـ”بنك الشرق الأوسط الفيدرالي” (FBME)، وهو مصرف في تنزانيا وقبرص، يمتلكه إخوة لبنانيون، وأغلق لاحقاً بتهم غسيل الأموال وتقديم خدمات للحكومة السورية وحليفها المسلَّح في لبنان، تنظيم “حزب الله”.

أثارت ملكية سافارو المبهمة المزيد من الشكوك. وهذا العام، وجد تقرير لقناة “الجديد” اللبنانية أعده الصحافي فراس حاطوم، الذي عمل على هذه القضية مع فريق “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”، أن الشركة القبرصية “إنترستاتوس” ومجموعة “ألفا آند أوميغا” برزتا ضمن الشركات التي رُشّحت لتسجيل شركات تنتمي إلى رجل الأعمال الموالي للنظام السوري جورج حسواني ورجل الأعمال السوري الروسي عماد خوري، الذي يُقال إن شقيقه مُدلّل خوري يعمل وسيطاً بين النظامين السوري والروسي.

وأبقت شركة “هيسكو لأعمال الهندسة والبناء” التي كان يمتلكها حسواني في وقتٍ ما على سجلها التجاري في العنوان البريطاني ذاته المسجلة به شركة “سافارو المحدودة”، ثم نُقل موقع تسجيل الشركتين مرتين في اليوم ذاته ــ مرة عام 2008 ومرة أخرى عام 2011.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على كل من حسواني والأخوَين خوري لدعمهما نظام بشار الأسد. واستُهدف مدلل خوري أيضاً بالعقوبات لمحاولته شراء نيترات الأمونيوم لحكومة الأسد عام 2013؛ وهو العام ذاته الذي وصلت فيه السفينة روسوس إلى بيروت.

ووفقاً لتقرير صدر عن شركة “إرنست آند يونغ” عام 2014، أحال الأَخوان خوري في كثير من الأحيان معاملات العملاء إلى “بنك الشرق الأوسط الفيدرالي” FBME الذي كان مالك السفينة روسوس مديناً له. وكانت شركة هيسكو أيضاً من عملاء المصرف ذاته.

وكان حسواني والأخوان خوري قد نفوا صلتهم بشحنة السفينة روسوس.

تحدّد المسار المؤدي من شركتي “سافارو” و”أغروبلند” إلى شبكة فيربونول عبر سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني التي بدأ ممثل الشركة إرسالَها بعد فترة وجيزة من احتجاز روسوس في بيروت.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2013، اتصل ممثل عن شركة “أغروبلند”، يسمّي نفسه كورتيس إغليهارت، برجل أعمال لبناني لمساعدته في استرداد شُحنة السفينة التي وصفها بأنها “خطيرة”.

وقدّم إغليهارت شكوى بعدم علم شركته بقرارات الشركة المالكة للسفينة، “تيتو شيبينغ” (Teto Shipping)، المتعلقة بالتوقف من دون إعلان مُسبَق في اليونان وبيروت، حيث احتُجزت السفينة روسوس في النهاية. وكتب إغليهارت أنه على رغم دفعه بالفعل التكلفة الكاملة للشحن- التي تقترب، على حد قوله، من 375 ألف دولار أميركي- قالت شركة “تيتو شيبينغ” إنه كان من الصعب، مالياً، مواصلة الإبحار إلى ميناء بيرا في موزمبيق. واتهم إغليهارت الشركة المشغّلة للسفينة بالإضرار بمصالح شركته في سبيل الحصول على المزيد من المال.

وقال في إحدى مراسلاته إنه “في الوقت الحالي، لا تزال السفينة في بيروت، ويقول مالكوها إنه ليس بإمكانهم إنزال البضائع في بيروت، ولا يملكون المال الكافي للإبحار إلى بيرا. وبدأوا ابتزازنا لدفع 180 ألفَ دولار إضافية (وإلا فلن نرى شحنتنا أبداً)”.

وبعد نحو عام، تواصل إغليهارت مجدداً مع رجل الأعمال ذاته. لكن بدلاً من تمثيل “أغروبلند”، وصلت الرسائل من حساب بريد إلكتروني مرتبط بالموقع الإلكتروني savaro.com.

وعلى رغم استخدامه خاصية إخفاء ملكية النطاق من خلال خدمات التشفير الإلكترونية، وجد الصحافيون أن موقع savaro.com، يشترك في خادم البريد الإلكتروني مع الشركة الأوكرانية التي تحمل الاسم ذاته، ويملكها فيربونول وشركاؤه. وتشارك الموقع أيضاً “عنوانَ بروتوكول الإنترنت” IP address الذي استخدمته شركة “سافارو أوكرانيا”، ومواقع أخرى مرتبطة بشركات خارجية موجودة في الشبكة يُزعَم أنها تبيع الأسمدة والمواد الكيماوية الأخرى في لاتفيا والولايات المتحدة.

ولعب إغليهارت أيضاً دوراً في جهود سافارو لتوظيف محامٍ لبناني، هو جوزيف قارِح، لفحص نيترات الأمونيوم عام 2015. ويبدو أن الشركة توقفت، بعد ذلك، عن محاولة استعادة شحنتها. وحوّلت “سافارو” أموالاً إلى قارح من حساب باسمها في الفرع القبرصي لـ”بريفات بنك” (PrivatBank) المملوك لأوكرانيا. ولم يتمكن الصحافيون من العثور على موظف يُدعى إغليهارت في سجلات الشركة، بل عجزوا عن الوصول إلى الرقم الذي استخدمه سابقاً في المملكة المتحدة.

وُلد فلودومير فيربونول عام 1959، ونشأ في دوائر الأعمال والسياسة في دنيبرو، وهي مدينة صناعية في وسط أوكرانيا. وطوال التسعينات، عمل فيربونول في بادئ الأمر مساعداً للزعيم النقابي الأوكراني البارز ميخائيلو فولينيتس ثم مساعداً لدينيس دزينزرسكي، وهو عضو سابق في البرلمان تشارك معه في مجال الأعمال في التسعينات، وهو مطلوب الآن من قِبل المكتب الوطني الأوكراني لمكافحة الفساد.

وعام 2001، أنشأ فيربونول شركة باسم “أتلانتيس كوربوريشن”، عملت في تسويق الأسمدة ومنتجات أخرى، وفقاً لأجزاء من صفحة ويب محذوفة الآن، ولكن استعادها الصحافيون. وكان فيربونول هو الوجه العام للشركة. وسرعان ما أنشأ فيربونول مع شركائه سلسلة من الكيانات، تقع مقرّات معظمها في مبنيين في وسط مدينة دنيبرو، وتسوّق هذه الكيانات لمنتجات متنوعة مثل الأسمدة والمعدات المعدنية وتقدّم خدمات ذات صلة بالبرمجيات وتصميم المواقع الإلكترونية.

واعتباراً من عام 2007، دخل فيربونول في شراكة مع ميكولا أليسينكو، قطب الإنشاءات والعقارات، في الكثير من الشركات. وشملت هذه الكيانات الفرع الأوكراني لشركة “سافارو”، الذي تأسّس عام 2009 وأُدرج في بادئ الأمر بوصفه يعمل في تجارة الآلات الصناعية، ثم بوصفه مطوّر مواقع إلكترونية. ضمت الشبكة أيضاً مجموعة من الشركات الوهمية الخارجية، التي كانت “إنترستاتوس” تدير معظمها، بحسب ما كشفته سجلات الشركة. واشتملت الشبكة على شركات تحمل اسم “سافارو” في أسكتلندا وإنكلترا وجزر العذراء البريطانية، إضافة إلى شركات قابضة أخرى ذات صلة تقع في جزر مارشال والولايات المتحدة.

وتُظهر مواقع الشركة الإلكترونية، المحذوفة في الوقت الحالي، أن أليسينكو كان يرأس الشركة، وأن فيربونول وموظفيه قاموا بأدوار بارزة. وعرض الموقع بوضوح صوراً لزيارات رجال أعمال، معظمهم يعملون في الزراعة وتجارة السلع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهم يتفقّدون الأعمال التجارية في منطقة دنيبرو مع فيربونول وآخرين.

وأُغلقت شركة “أتلانتيس”، الكائنة بأوكرانيا والتابعة لفيربونول، عام 2011 بعد إعلان إفلاسها، في حين واصلت الشركات الأخرى المُدرجة في الشبكة أعمالها. وفي العام نفسه، تواصل مسؤولو الويب في الشبكة مع المنظمة التي تدير “أرشيف الإنترنت”، وهو أرشيف رقمي غير ربحي يدعم صفحات الويب القديمة من خلال أرشفتها في أرشيف يسمّى “واي باك ماشين” (Wayback Machine)، وطلبوا إزالة سجلات اثنين من أبرز المواقع الإلكترونية للشبكة، وهما savaro.com وatlantis.ua، بحسب ما قاله مارك غراهام، مدير “واي باك مشين”، لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”.

وعلى رغم ذلك، تمكن الصحافيون من استعادة أجزاء من موقع الويب السابق الخاص بشركة “أتلانتيس”، بوساطة موقع طرف ثالث، هو موقع خدمة الترجمة Linguee. وكشف الصحافيون أن الشركة سوّقت الأسمدة وأعلنت أن فيربونول هو رئيسها. وتُظهر صفحة من موقع savaro.com، لا تزال متاحة على الإنترنت، أن الشركة أدرجت مواد زراعية في قائمة منتجاتها، بما في ذلك نيترات الأمونيوم. ويبدو أن الشركات الأوكرانية التابعة لفيربونول وشركائه قد توقفت عن الإعلان عن الأسمدة بعد تلك اللحظة. لكن المواقع الإلكترونية المرتبطة بالهيكل الخارجي لشركات فيربونول واصلت أعمال التسويق للمواد الكيماوية. وبدلاً من ذلك، قدّمت شركة سافارو الكائنة في أوكرانيا نفسها بوصفها تعمل في بيع المعدات الصناعية وتقديم خدمات ذات صلة بالبرمجيات وتطوير مواقع الإنترنت.

وقال موظف سابق في شبكة سافارو -كان يعمل في الشركات التابعة لشركاء فيربونول حتى وقت قريب من ترتيب شحنة روسوس- لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” إنه لم يرصد أدلة كافية تثبت أن “سافارو” كانت تنفّذ أعمالاً ذات صلة بتكنولوجيا المعلومات، وأن مبيعات الأسمدة ظلت هي ركيزة أعمالها. وأضاف الموظف السابق، الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة: “لا أتذكر أنني رأيت في الشركة شخصاً ذا علاقة بالبرمجيات. لم يكن هناك موظفون متخصصون في تكنولوجيا المعلومات ولا حتى مطورو برامج”.

وقد استطاع الصحافيون أيضاً الكشف عن ثلاث شحنات أخرى على الأقل من نيترات الأمونيوم في وقت قريب من تسيير شحنة بيروت. وقد شُحنت الشحنات، التي تجاوز حجمها 17 ألفَ طن متري من نيترات الأمونيوم، إلى الوجهة ذاتها التي فشلت روسوس في بلوغها: ميناء بيرا في موزمبيق.

وأخطرت الشركةُ الموزمبيقية ذاتُها التي كان يفترض أن تستقبل شحنة “روسوس” -وهي “مصنع موزمبيق للمتفجرات” (Fábrica de Explosivos de Moçambique, FEM)- “مشروعَ الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” أنها نجحت في شراء شحنتين من سافارو في ذلك العام تحويان نحو 11 ألف طن متري من نيترات الأمونيوم عالية الجودة، التي تُستخدم عادةً في صنع المتفجرات.

وقال المتحدث باسم المصنع، أنطونيو كونا فاز، إن شركة سافارو كانت- على حد علمه- شركة أوكرانية، وإن رئيسها كان يُعرَف ببساطة لدى المصنع باسم “السيد فولوديمير”.

وأدخلت أيضاً شركة “أغروبليند”، الشقيقة لشركة “سافارو”، شحنة منفصلة تحوي 6500 طن من نيترات الأمونيوم من أوكرانيا وكرواتيا إلى ميناء بيرا، ووصلت تلك الشحنة في أغسطس/آب 2013، وفقاً لشركة MUR Shipping، المشغلة  الهولندية للسفينة.

ولم يتّضح مَن اشترى هذه الشحنة. بينما قال كونا فاز، المتحدث باسم المصنع الموزمبيقي، إن المصنع لم يكن هو العميل الذي اشترى هذه الشحنة.

وفيما اتخذت  الإجراءات القانونية مسارها في لندن، يبدو أن مالكي سافارو يتحركون لتغطية آثار ممارساتهم. وفي 23 آب، أُودِعت وثائق في سجل الشركات البريطاني تُظهر أن ملكية سافارو نُقلت إلى محامٍ أوكراني يُدعى فولوديمير هليادشينكو.

فيما تُظهر السجلات الأوكرانية أن هليادشينكو هو المالك المُحتمل الواضح لعشرات الشركات المحلية، ومنها شركة واحدة على الأقل يقع مقرها حيث مقر شركة “سافارو أوكرانيا”.

وقال هليادشينكو، الذي تم التواصل معه هاتفياً، إنه كان يتطلع لشراء شركة في لندن واختار “سافارو” بناء على اقتراح تقدم به محامون في أوكرانيا بشكل عشوائي. ونوّه إلى أنه يجب ألا يوجه اللوم لشركته على على انفجار بيروت

ربما حاولت الشبكة أيضاً محو الأدلة التي تثبت مواصلتها بيع المواد الكيماوية.

وفي تموز/ يوليو، عثر الصحافيون على موقع إلكتروني يسوّق لنيترات الأمونيوم ومواد أخرى تحت اسم “دنيبرو ميتال” Dniprometal، وهو اسم شركة أسسها في تموز 2011 كلٌّ من فيربونول وأولغا أليسينكو، التي يشير اسم عائلتها، ميكوليفنا، إلى أنها قد تكون ابنة ميكولا أليسينكو.

وفي ذلك الوقت، أُدرج على الموقع عنوان مكتب دنيبرو الذي تستخدمه الشركة والكثير من شركات شبكة “سافارو” الأخرى. وتشارَك الموقع أيضاً عنوان بروتوكول الإنترنت مع عدد من مواقع الشركات المرتبطة بالشبكة. وإبان ردهم على أسئلة “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”، أنكر فيربونول وشركاؤه صلتهم بالموقع الإلكتروني. بعد فترة وجيزة، وجد الصحافيون أن عنوان مكتب دنيبرو الذي تستخدمه شركات شبكة “سافارو” قد حُذف من الموقع، ووضع مكانه عنوان شركة منفصلة ورقم سجلها الرسمي، وهي تُدعى أيضاً “دنيبرو ميتال”، لكنّها كانت مملوكة لأشخاص آخرين وأُغلقت قبل أكثر من عشر سنوات. وقد أرسل الصحافيون رسالة متابعة بالبريد الإلكتروني إلى فيربونول وشركائه، يسألونهم فيها إذا كانوا قد غيّروا الموقع من أجل خداع الصحافيين أو مقيمي الدعوى القضائية في لندن. لكنهم لم يجيبوا على هذه الرسالة.

 

الفشل ممنوع.. حكومة ميقاتي تبدأ مهمة وقف الانهيار

سفير الشمال/14 أيلول/2021

كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": عاد الانتظام العام الى لبنان مع تشكيل حكومة “العمل والأمل” التي تقع على عاتقها مهمة وطنية ـ إنقاذية حمل الرئيس نجيب ميقاتي كرتها المشتعلة من أجل وقف الانهيار ووضع هذا الوطن الصغير على سكة التعافي. بالأمس هدأت أصوات الانتقاد والتهكم التي تعاطت مع تشكيل الحكومة على قاعدة “عنزة ولو طارت” ضمن إطار المحاولات المستمرة لتيئيس وإحباط اللبنانيين، وحلت مكانها ورشة عمل جدية إنطلقت في السرايا الحكومية التي إستعادت حيوتها وحضورها ونشاطها مع دخول الرئيس ميقاتي إليها كاسرا بذلك جمودا وتصريف أعمال وكوما سياسية إستمرت 13 شهرا . لا شك في أن الفشل ممنوع في هذه الحكومة، وإذا كان إعتذار ميقاتي الذي حاول المتضررون التسويق له قبل إنجاز التشكيلة الوزارية كارثة، فإن الفشل معناه إنتهاء لبنان وسقوطه عن الخارطة، خصوصا أن هذه الحكومة تعتبر الفرصة الأخيرة بعدما “بلغ السيل الزبى” على كل الصعد المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والمالية والصحية والتربوية والنفطية. لا يختلف إثنان على أن طريق هذه الحكومة محفوف بكل أنواع الصعوبات، كونها تتسلم بلدا شبه متحلل، يحتاج قبل كل شيء الى أن يستعيد حضور الدولة وهيبتها والى تفعيل كل مؤسساتها وأجهزتها التي كانت في حالة موت سريري، ومواجهة أيضا “شريعة الغاب” السائدة في السوق السوداء التي توسعت لتصل الى المعاملات الادارية الرسمية. لذلك، فإن الرئيس ميقاتي بدا حريصا على عدم إضاعة الوقت، فسارع بعد أخذ الصورة التذكارية والجلسة البروتوكولية في قصر بعبدا، الى السراي الحكومي لترؤس الاجتماع الأول للجنة صياغة البيان الوزاري الذي من المفترض أن لا يأخذ وقتا طويلا، خصوصا أن ميقاتي كان أعد نقاطه الأساسية لا سيما تلك المتعلقة بمعاناة الناس وتفاصيل حياتهم اليومية، والخطوط العريضة لخطة الحكومة لجهة القضايا التي ستتصدى لها من كورونا الى مرفأ بيروت الى صندوق النقد الدولي الى الاصلاحات وترسيم الحدود والتنقيب عن النفط والغاز، وإعادة وصل ما إنقطع مع الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج التي تشكل الحاضنة التاريخية للبنان واللبنانيين لا سيما المملكة العربية السعودية وتشير المعطيات الى وجود توافق وزاري على خطوط البيان الوزاري العريضة حيث سيستكمل البحث اليوم في جلسة ثانية قد يقر خلالها أو ربما يحتاج الى جلسة ثالثة تعقد غدا، تمهيدا لعرضة على مجلس الوزراء لاقراره، ومن ثم إرساله الى الهيئة العامة لمجلس النواب لمناقشته ومنح الحكومة الثقة على أساسه، لتبدأ بعد ذلك ورشة العمل الكبرى التي طلب ميقاتي من وزرائه بذل كل ما لديهم من إمكانات وخبرات ضمنها، والتخفيف من الاطلالات الاعلامية وترك الأعمال تتحدث عن نفسها، لأن الوضع صعب جدا ويحتاج الى تضافر كل الجهود لكي نبدأ باستعادة ثقة الناس وإخراجهم من الاحباط ومنحهم الأمل بأن الانقاذ ممكن وأن عودة العيش الكريم بعيدا عن طوابير الذل المختلفة متاحة. لا تملك الحكومة الميقاتية الثالثة عصا سحرية، بل هي تحتاج الى تعاون كل القوى السياسية وكذلك الشعبية، لأن المهمة وطنية بإمتياز، فلا يمكن لحكومة أن تقدم الانجازات وهناك من ينتظرها على الكوع، أو من يتحين الفرص لاستهدافها أو تشويه صورتها أو الاساءة إليها أو فبركة الاتهامات والافتراءات حولها، خصوصا أن رئيسها طلب وضع السياسة جانبا، والاهتمام فقط بنجاح الخطة الحكومية التي ستنعكس إيجابا وإرتياحا على كل لبنان.

                  

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة       

حكومة كشكش والبلد المتهاوي  

شارل الياس شرتوني/14 أيلول/2021

إن مجرد التنصت لتصريحات الوزراء المعينين في هذه الحكومة، ينبئنا عن ثبات النهج الذي اعتمدته الفاشيات الشيعية من خلال الحكومتين المتعاقبتين، والفراغات المديدة، ونوعية الاشخاص التي أتي بها، لجهة تدمير الوجود الفعلي للدولة اللبنانية وإحالتها الى دور صوري، لحساب السياسات الانقلابية التي تعتمد النموذج البلشڤي الذي يقضى بانشاء إزدواجية بين المؤسسات الدولتية التابعة والسلطة الفعلية التي تعود للاوليغارشية الشيوعية الحاكمة، وما يوازيها على مستوى  إيديولوجية ومؤسسات الولي الفقيه. إن القصور العقلي والنفسي وانعدام الرشد والاستقلالية المعنوية للعديد من الوزراء السابقين واللاحقين، هو أبلغ تعبير عن  الطابع الصوري للمؤسسات الدستورية وتحولها الى رديف هزلي لما يجب أن تكون عليها دولة القانون والمؤسسات في الأنظمة الديموقراطية.

إن مندرجات التأليف الحكومي قد أصبحت من الهزال والقدر المنتقص، الذي يجعلنا نتساءل حول مستقبلنا في ظل هذا الانحطاط الإرادي وأهدافه التي أصبحت أكثر من بينة، لجهة تدمير حيثيات الوجود الوطني اللبناني، وتفكيك أوصال الدولة اللبنانية، وتعميق حالة الألينة (الاغتراب) التي تخيم على حياة اللبنانيين اليومية وتدفع بهم الى الهجرة. إن حفاضات هكتور حجار (وزير الشؤون الاجتماعية) وضفدعتي أمين سلام (وزير الاقتصاد)، ورشاشات العيار الثقيل التي استقبلت علي حمية (وزير الزراعة)…، ما هي إلا توريات تحيلنا الى واقع التفكك المنهجي لمؤسسات الدولة، وتحول البلاد الى ساحة مقايضات إقليمية جعلت من لبنان واللبنانيين رهائن لسياسات النفوذ الشيعية والايرانية والسورية، وما سوف تستحثه من سياسات مضادة على تخوم النزاعات الشيعية والسنية المفتوحة من افغانستان حتى لبنان.

علينا التنبه لطبيعة هذا النهج ومؤدياته وملاحقة المسار الحكومي بشكل حثيث لتظهير المفارقات، والوعود الكلامية الفارغة، والعناوين الفضفاضة، والاعلانات والممارسات الفئوية التي تظهر سياسة السيطرة الشيعية (جيش، شعب، مقاومة) والقضم اليومي لموارد الدولة، والسياسات النزاعية التي تسعى لتفعيل الجبهات العسكرية في جنوب لبنان، وإقامة التواصل بين صراعات الداخل السوري وسياسة التآكل الانسيابي للسيادة اللبنانية. إن الخطوط العريضة للبيان الوزاري المزمع كافية لتظهير هذه المفارقات، ومؤالفة اللبنانيين مع سياسات السيادة المعطلة والاستنسابية والمحدودة  التي  طبعت نهج الطائف منذ ثلاثين سنة. لا فترة سماح تعطى لهذه الحكومة ولا تهاون في تقييم بنود البيان الوزاري، ولا تهاون في فرض المهل التي يجب ان ترتبط ببرامج الاصلاح المالي والاداري العام، وإعادة احياء الديناميكية الاستثمارية على مختلف مستويات الحياة الاقتصادية وربطها   بالاصلاحات التربوية والبيئية الملازمة للسياسات الاقتصادية المعاصرة.

تقضي أولوية الأولويات استعادة الدولة اللبنانية لاستقلاليتها المعنوية والكيانية والقانونية ومهنيتها، على حساب السياسات الريعية والزبائنية والحيازية التي جعلت منها نموذجا للدولة القاضمة (Predatory State)، وأحالت الحياة السياسية والعامة في لبنان الى ناد خاص تحكمه الاقفالات الاوليغارشية على تنوع مسارحها وموضوعاتها، واملاءات سياسات النفوذ الاقليمية التي ترتبط بها. لم  يعد لنا متسعا من الوقت اذا ما قيضت الحياة غير المحتملة لهذه البلاد التي دمرتها سياسات النفوذ على خطوط تقاطع الخارج والداخل منذ ستة عقود ونيف، وإلا فالانهيارات الداخلية المتسارعة سوف تستحث مداخلات الخارج في وقت تتزامن فيه تداعيات الداخل مع تهاويات الخارج وفراغاته المتقادمة.

 

حكومة "الدعس" على النّاس

نديم قطيش/أساس ميديا/14 أيلول 2021

إنّها ببساطة شديدة حكومة "الدعس على الناس". شكّلت المنظومة السياسية، بتواطؤ خارجيّ مُعلَن، الحكومة التي تريد القول للناس إنّ شيئاً لم يتغيّر في لبنان ما بعد 17 تشرين الأول 2019. ولا شيء تغيّر بعد انفجار 4 آب 2020. ولا شيء سيتغيّر بعد أيّ يوم من أيّام البؤس التي تملأ روزنامة اللبنانيّين.

لا يكتفي المجرمون بتسييد التفاهة والدعس على الناس، بل يريدون تبديد "الاحتياط الإلزامي" الباقي من الكفاءة والنزاهة والسمعة الطيّبة لبعض الشبيبة اللبنانية، كما بدّدوا كلّ الاحتياطات الأخرى في رصيد لبنان

شكّلت المنظومة حكومةً تقول للناس "نحن هنا والأمر لنا". محاصصة مقزّزة لم تسعَ حتّى إلى سَتْر عوراتها. شكّلوا الحكومة التي تقول من الآن إنّ صورة هذه الحكومة هي صورة المجلس النيابي المقبل، ولن تغيِّروا شيئاً في تركيبة قوى السلطة… حتى بشّار الأسد حظي بوزير واحد على الأقلّ!

انتصر رياض سلامة بالاستحواذ على وزارة المال لأحد أعوانه. رمزيّة التوزير أهمّ من أيّ بحث آخر في الكفاءة والاستحقاق أو عدمهما. رمزيّة التوزير تقول للناس، التي ضاعت مدّخراتها ومستقبلها تحت غطاء "الليرة بألف خير"، إنّ ما ضاع منكم أقلّ بكثير من ثمن كرامة رياض سلامة وسمعته ورصيده التي تستوجب توزير أحد مساعديه. صحيح أنّ سلامة لا يتحمّل وحده مسؤوليّة الانهيار، أو جلّه، لكنّه في عيون الناس، وفي ضوء الوقائع الماليّة والاقتصادية والنقدية، مسؤول كبير عن الانهيار بما لا يدع مجالاً للشكّ. كيف يُؤتى من مدرسة الانهيار هذه بِمَن تُوكل إليه مهمّة الخروج من الانهيار، ما لم يكن بقوّة "الدعس على الناس"؟ انتصر قائد محور جهنّم، الرئيس الراحل ميشال عون، بتحقيق الجزء الأكبر من "مطالبه وحقوقه"، محتفظاً، لا بوزارات سياديّة قاتل من أجلها، بل بوزارة الطاقة، أي العنوان الأبرز للانهيار اللبناني، والترجمة الأدقّ للمسار الفضائحي لتيّار عون، وعلامة الفشل الأوضح في تاريخ العونيّة الجهنّميّة، والمحرقة التي بدّدت دولارات اللبنانيين، قبل أن ننتهي جميعاً بلا كهرباء ولا دولارات….

كيف تُوكَل وزارة الطاقة إلى تيّار العتم، بعد كلّ ما حصل، ما لم يكن بقوّة "الدعس على الناس"؟

حزب الله غير الباحث عن انتصارات في الحكومة، إلا حيث يكون الانتصار فيها انتصاراً على الخارج، كمعركة وزارة الصحّة في الحكومة السابقة، نال ضمن حصّته وزارة الثقافة.. تخيّلوا! وزارة تبوّأها يوماً غسان سلامة، وعبرها صنع نجاح القمّة الفرنكوفونية، أو طارق متري، أو المرحوم ميشال إدّه، تؤول اليوم إلى وزير تسمّيه ميليشيا مسلّحة! في تاريخ الوزارة متطفّلون بلا شكّ، وسماسرة بيوت تراثية معروفون بالاسم، بيد أنّها لم تنحدر يوماً إلى حدود أن تسمّي ميليشيا مسلّحة وزير ثقافة لبنان.

كيف يكون ذلك لولا قوّة "الدعس على الناس". ثمّ ما هي الرسالة التي أُريد توجيهها إلى الشباب اللبناني الذي يتسابق على الهجرة إلى أيّ بقعة قابلة وقادرة على استيعاب اللبنانيين؟ مَن هم هؤلاء الوزراء الذين بعضهم "صغارات" معروفة بين اللبنانيين… ما هي الرسالة؟ أن لا تجتهدوا، ولا تتعبوا ولا تنجزوا، بل التصقوا بزعيم أو نصف زعيم، أو ربع مرجعيّة، أو انخرطوا في شبكة فساد لضمان مقعد لاحق في حكومة أو منصب عامّ؟

شكّلت المنظومة حكومةً تقول للناس "نحن هنا والأمر لنا". محاصصة مقزّزة لم تسعَ حتّى إلى سَتْر عوراتها. شكّلوا الحكومة التي تقول من الآن إنّ صورة هذه الحكومة هي صورة المجلس النيابي المقبل، ولن تغيِّروا شيئاً في تركيبة قوى السلطة

مَن هم هؤلاء.. أحد مهرّبي الاستيراد الموازي ممّن فرشوا بناية مرجعيّة.. آخر سكرتير مطيع… وتلك التي بكت يوم غادر جبران باسيل وزارة الخارجية، فقال لها "الزمكّ" إنّ دموعك لن تذهب سدىً!! أم ذاك المتدرّج الذي ليس في سجلّه أيّ منجز حقيقي وبين يديه المستقبل الاقتصادي للبنان واللبنانيين!!؟؟؟ ماذا تقول هذه الحكومة للشباب اللبناني المتسابق على الهجرة؟

لا يكتفي إجرام المنظومة السياسية بتوزير مَنْ توزيرُهم يمثِّل دعساً على الناس، بل "يتصلبطون" حتى على الناصع الناصع في تجارب البعض، بغية "تبييض سمعة" المنظومة.. هل نصدّق للحظة أنّهم مهتمّون بكفاءة الشاب اللامع فراس أبيض الذي أمضى سنتين على تخوم الموت يوميّاً في مواجهة كورونا، أم يريدون من توزير أبيض "تبييض" سمعتهم وصورتهم وصيتهم؟

هل يريدون من ناصر ياسين كفاءته الأكاديمية ورجاحة عقله واتّزان بحثه، أم يريدون التسلّق على نزاهته من قعرهم؟

لا يكتفي المجرمون بتسييد التفاهة والدعس على الناس، بل يريدون تبديد "الاحتياط الإلزامي" الباقي من الكفاءة والنزاهة والسمعة الطيّبة لبعض الشبيبة اللبنانية، كما بدّدوا كلّ الاحتياطات الأخرى في رصيد لبنان. إنّها حكومة انتصار المنظومة على الناس، وإعادة إنتاج ميزان القوى بينها وبينهم. حكومة تذكِّر مَن ينبغي تذكيره بأنّ البلد مصادَر، وآليّات حكمه ثابتة، وأن لا رهان للناس إلّا على الهجرة.. ألم يقُل لنا الجهنّميّ الأوّل… إلّي مش عاجبوا يفِلّ؟ أقلّه كان صادقاً.

 

العقل اللبناني أسير الماضي وجاهل للحاضر والمستقبل؟

السفير د. هشام حمدان/نداء الوطن/15 ايلول 2021

يبدو اللبناني وكأنّه أسير الماضي. لا يشعر بعيب لذلك، بل تراه يدافع عن أسره، بعناوين كالوفاء والإلتزام. لا يهمه أين أوصله هذا الماضي. فهو لا يجد شخصيّته إلا به؛ لأنّه يجهل لعبة الحاضر ولايفقه شيئا من لعبة المستقبل. لا أعلم كم من اللبنانيين أمكنهم أصلا، متابعة التطوّرات التي شهدها المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة، وكم من بين هؤلاء، قد استفاد من متابعات التطوّرات، لإعادة قراءة الوقائع المحيطة بلبنان إستنادا إليها.

تشكّلت أخيرا حكومة الرئيس ميقاتي. من هو أسير الماضي تغافل عن أنّها نموذج آخر لحكومة سلفه الرئيس الدكتور دياب. لكن من يقرأ الحاضر والمستقبل عليه أن يتساءل كيف أمكن للرئيس عون وصهره، تحقيق هذا النجاح "الكبير، والحصول على الحكومة التي يريدان؟ كنا ندرك تماما أنّ بعض القيادات التي اندفعت إلى تحقيق"التسوية"، تسهيلا لإقامة هذه الحكومة، فعلت الأمر ذاته عندما كان الرئيس الحريري نفسه مكلفا تشكيل الحكومة. هي فعلت ذلك دائما، بغرض إرضاء الصديق "الكبير" الرئيس الفرنسي ماكرون. فما الذي تغير حتى وصلت الأمور إلى خواتيمها؟ هل قدّم الرئيس ميقاتي تنازلات للرئيس عون وصهره، لم يكن يقبل الرئيس الحريري بتقديمها ؟ لم نسمع أي احتجاج أو معارضة من الرئيس الحريري، مما يعني أنّ تلك التنازلات لم تكن هي المفتاح لتشكيل الحكومة.

نحن كنّا على قناعة أن لا حكومة في لبنان ما لم يوافق حزب إيران عليها. ظهر ذلك جليّا منذ تكليف الرئيس سعد الحريري. وما حصل فعلا هو أنّ الحزب لم يكن يريد أن يتولّى الحريري الحكومة. أمّا الآن فيبدو أنّ الحزب موافق على الرئيس ميقاتي، وأعطى الضؤ الأخضر لقبول تشكيل حكومة. الرئيس ميقاتي يملك تاريخا من الولاء للحزب، ولا يملك قوّة الرئيس الحريري في الشارع السني، لذلك لا يشكّل منافسا أوخطرا على قرارات الحزب المستقبلية.

من جهة أخرى، إيران كانت قد وافقت على حكومة تدفع بها فرنسا، لكنّها تركت للحزب اتّخاذ الموقف المناسب له. فإيران أصبحت مقتنعة بأنّ الولايات المتّحدة لن تقيم معها تسويات من خلف ظهر فرنسا. فرنسا هي المولجة ملف لبنان. وعليه، فإنّ هذه الحكومة هي حكومة حزب إيران وماكرون.  ويمكن أن نقول بوضوح مبروك للرئيس ماكرون.

من يذكر الماضي، كيف له أن ينسى دور الرئيس ميقاتي والإتّهامات القائمة ضدّه بالفساد؟ من جهتي، ولأنني آخذ الحاضر والمستقبل بالحسبان، قلت مرارا أنّ فرنسا وأوروبا، ومن خلفهما الولايات المتّحدة والإتحاد الروسي، يريدون تهدئة الأمور في لبنان، فلا تقع مشاكل أمنيّة، تُخرج الأمور عن حدودها المظبوطة حتى الآن. ألإنفجار الأمني، يعني تدفّقا جديدا للّاجئين نحو أوروبا، فيما المطلوب هو تدفّق الكفاءات والطّاقات التي تخدم الإقتصاد فيها. ويعني أيضا، قيام أوكار للمجموعات الإرهابية تتمدّد لاحقا إلى أوروبا. أهون الشرور بالنسبة إليهم، هو قيام حكومة محاصصة برعاية حزب إيران، تعيد للناس مقوّمات حياتهم اليومية. ستتدفّق الأموال إليها. ولا يهم إن كانوا سيسرقون بعضها، فكلّ تلك الأموال هي في النهاية، ديون مترتّبة على حساب شعبنا، ومتراكمة على كاهل الأجيال الطّالعة. هذا إضافة إلى أنّها مضمونة بأموال الفاسدين الموجودة في مصارفهم والتي ستتمّ مصادرتها حين الحاجة.

أنا لا أستطيع أن ألوم أحدا من حكّام الدّول الذين يعملون لمصلحة شعوبهم. لكنّني ألوم أللبناني الذي سمح أولا، بتحويل بلاده إلى ساحة مفتوحة للّصوص والمافيات، تحت عنوان الوفاء والإلتزام. وكذلك اللبناني الذي ما زال يسمح للدّول المتصارعة، أن تستخدم ساحته  لتحقيق مصالحها. نحن نرى محاولات لتغيير البنيّة اللبنانية، بهدف تحويل ثقافة الإحتلال التي تطغى على عقول الناس حاليا، إلى نظام قانونيّ يكرّس هذا الإحتلال طويلا.

سمع الناس ما يكفي من كلام حول فساد السلطة، وحول طغيان مصالح فرنسا وغيرهامن الدّول المستفيدة. كلّ ذلك من دون البدائل المقنعة التي تسمح لهم بمواجهة هذا الواقع. قدّمت دائما رؤيتي لهذه البدائل، على آمل أن يسمع صوتي من يدّعي السيادة. لم أطلب شيئا خاصا لنفسي، ولم أسع إلى أيّ هدف خاص. لم آبه أن يذكر إسمي ولم ألهث خلف المديح وغيره. كنت أتمنّى أن يفهم من يُفترض بهم أن يقرأوا الحاضر، ويستشفوا من خلاله المستقبل، ضرورة فهم موضوع العولمة بعمق، لإدراك ما يحكم التفكير الخارجي بشأننا. طالبت وما زلت، أن نستفيد من حقوقنا التي كرّستها العولمة، وأن نقتحم ساحاتها ونواجهها بسلاحها وفكرها. لكنّني لم أنجح كثيرا. حتى غبطة البطريرك، الذي استشفّ أيضا كلّ هذه الحقائق، لم يحظ بعد بفهم كاف لمواقفه. ما زالت عقليّة النّزاع الداخلي تطغى علينا، ويطغى فعل الإنتقام، على العدالة. مثال على ذلك: ما زال بعض السياديين، يطالبون بتنفيذ القرار 1559 ، ويتجاهلون موجب تنفيذ كل القرارات الأخرى، ولاسيما إتفاقيّة الهدنة لعام 1949.

ويطغى أيضا علينا الفكر الطائفي ، إذ يطغى فعل الإنتماء الديني على تفكيرنا بدلا من الإعتراف بضرورة غلَبة الهويّة الوطنيّة عليه. مثال على ذلك: يرفض حتى الآن بعض السياديين، مطلب ملاحقة الرؤساء والرؤساء الآخرين والوزراء بتهمة الخيانة العظمى، وانتهاك الدستور. 

كما وما زالت الأنانيّة والشخصنة تطغىيان على الحاجة للتّعاون المشترك، والإقرار بأن أسمى ما في الشخصنة، هو تفعيل المصلحة الوطنيّة التي تحفظ وحدها المصلحة والكرامة الشخصية.

لم يكن الرّئيس ماكرون لينجح لو كنا نشعر بانتماء لوطننا. هل يمكن للرئيس ماكرون أو غيره، أن يفرض على اليهود غير ما يريدونه؟ الموضوع ليس في تحكّمهم برؤوس الأموال الوطنية لتلك الدول التي تدعمهم، بل في طريقة عرضهم لقضاياهم أمام الرّأي العام في العالم. علينا أن نقنع الفرنسي أولا، أنّ مشكلتنا ليست بتأمين الغذاء والبنزين فحسب، بل بالإحتلال المقنّع القائم على رؤوسنا، وبتواطؤ السّلطة الفاسدة معه. علينا أن نقنع الرأي العام في فرنسا وغيرها، أنّ حكومة ميقاتي هي نموذج آخر لحكومة "فيشي" خلال الإحتلال النازي لفرنسا. عندها لن يجرؤ الرئيس ماكرون، على تحدّي كرامتنا الوطنية وإرادة شعبنا. فهل من يسمع؟

 

الاحترام الفائق...قلبه على الدولة اللبنانية.

الياس الزغبي/14 أيلول/2021

نصراللّه برّر استجرار المازوت الإيراني عبر سوريا وليس مباشرةً إلى لبنان، برغبته في "عدم إحراج الدولة"!

نعم، صدّقوا:

لقد انتظر قرار الدولة اللبنانية ولم يُحرجها قبل غزوتَي بيروت والجبل ٢٠٠٨.

وقبل حرب تموز المدمِّرة ٢٠٠٦.

وقبل انغماسه في حرب سوريا ٢٠١٢.

وقبل انخراطه في حرب اليمن ٢٠١٥.

وقبل اشتراكه في حروب العراق، وتدريب "الحشد الشعبي"، واستضافته قادة المليشيات العراقية بدون أذونات، عبر البرّ والجوّ.

وقبل نشر شبكاته المتعددة الوظائف في أميركا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا.

وقبل تنظيم سكك التهريب والمخدّرات من لبنان إلى الخليج العربي والعالم.

وقبل إرساء مؤسساته العسكرية والأمنيّة والمالية والتربوية والصحية والاجتماعية الخاصة في نطاق بيئته.

وآخر نموذج حيّ لاحترامه الدولة، قراره المنفرد في استقدام بواخر المازوت والبنزين تحت عينها وأنفها، وتحت صمتها المطبَق.

ومن شدّة احترامه هذه الدولة الورقية، أفرج قبل خمسة أيام عن حكومتها بتوجيه إيراني فاقع، بعد الإشارة الفرنسية وقبّة الباط الأميركية.

وهل لنا أن نسأل بعد: لماذا لا تقوم دولة فعليّة في لبنان، في غمرة هذَين العطف والاحترام الزائدَين !؟

 

دروز لبنان والسلطة الدستورية الرابعة

الدكتور هشام الأعور/أم تي في/14 أيلول/2021

لو كان الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير الذي يعتبره التاريخ مؤسس لبنان الحديث وذروة المجد السياسي والعسكري للدروز خلال الحكم العثماني على قيد الحياة اليوم؛ لبلغ من العمر 449 عاما؛ ولو كان يسمع من حيث هو الآن ما طالب به وئام وهاب من سلطة رابعة للدروز لكان حتما سيقول بأن ابن الجاهلية هو المؤتمن على إرث سياسي واقتصادي ووطني عظيم لم يستغله الدروز لتثبيت حكمهم الطائفي بل لبناء وطن تسوده التعددية والعدل والمساواة. وئام وهاب يفكر إستراتيجيا ولا يمثل التكتيك لديه سوى حركة لإحدى القطع على رقعة الشطرنج يجب أن يخدم الهدف الاستراتيجي النابع من قناعاته بأن لا طرف في لبنان يستطيع الغاء الطرف الآخر تماما؛  وهو مشروع سياسي جامع يؤدي إلى نهضة وطنية تعيد للدروز دورهم بعد تراجع قوتهم السياسية في لبنان لا سيما بعد العام 2005 وخروج الجيش السوري من لبنان.

خلال الحقبة ما بين 1976 و 1990 دخل لبنان في حرب أهلية؛ ثم جاء الاحتلال الإسرائيلي العام 1982 الذي ترافق مع محاولة فرض نموذج  "كامب ديفيد" بين السادات واسرائيل لكن حلفاء سوريا في لبنان وتحديدا وليد جنبلاط نجحوا في إخراج الإسرائيليين إلى الشريط الحدودي ؛وحققوا انسحاب القوات المتعددة الجنسية. هذا الدور الذي اداه ابن المختارة جعله الحليف الأول لسوريا؛وذروة هذه العلاقة تمثلت في اتفاق الطائف 1990 الذي دشن عشر سنوات في التحالف الجنبلاطي مع الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أعطى لوليد جنبلاط دور كبير ومتقدم في ترسيخ العلاقات بين بيروت ودمشق. يؤكد مقربون من جنبلاط بأن علاقته بالرئيس حافظ الأسد لم تتخلل أية شائبة حتى وفاة الأخير.

لكن الامور تخربطت لاحقا مع الرئيس بشار الأسد يمكن ليس لأسباب سياسية ولكن ربما لحسابات وتحالفات سورية مع اطراف لبنانية كان جنبلاط طرفا فيها او لعدم وجود معرفة شخصية بينهما او لفقدان الكيمياء بين الرجلين وكلها تلعب دورا في السياسة. وقد ترجم هذا الأمر لاحقا في العام 1989 خصوصا بعد التجديد لولاية ثانية للرئيس اميل لحود الذي عارضه جنبلاط الأمر الذي خلق شرخا بين جنبلاط وسوريا. وقد ترافق ذلك مع تصاعد دور الرئيس رفيق الحريري لبنانيا وعربيا ودوليا فنشأ تحالف سياسي حريري جنبلاطي مع سوريا ولكن متميز عنها في الوقت نفسه. هناك من يعتقد بأن جنبلاط كان يطمح منذ العام 2000 إلى مزيد من الابراز للقرار السياسي اللبناني المستقل غير المعادي لسوريا وما فعله منذ انتخابات 2009 تحت عنوان اعادة التموضع كان يهدف إلى تحقيق هدفين :استعادة خطابه السابق اي تأكيد القرار السياسي. اللبناني المستقل بالتحالف مع دمشق ؛ودعم المقاومة في وجه الاطماع الاسرائيلية. لكن الحرب الكونية التي شنت على سوريا في العام 2013 جعلت من وليد جنبلاط من أبرز المؤيدين لسياسة واشنطن في المنطقة وفي طليعة الداعين إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ولكن عندما رأى الهاوية التي تنتظر لبنان والبلدان العربية وفهم ان كل تحالف مع مشروع "الربيع العربي" في هذه المرحلة يصب في الخانة الإسرائيلية صنع انقلابا على حلفائه في 14 آذار  وذهب بنفسه إلى مكان مغاير، يسمح له بأن يرى الامور أفضل خاصة بعد ادراكه دخول المنطقة وبينها لبنان في زمن التحولات الكبرى وسط تصاعد التوجه الطائفي والمذهبي في لبنان والعالم العربي مترافقا مع قلق وجودي تمر به الطائفة الدرزية وتراجع دورها على مستوى السلطة فوضع نفسه في الوسط ظنا منه أن ذلك سيؤمن الحياد لدروز لبنان لكن الوقائع تؤكد مسألة جوهرية هي ان لا حياد في السياسة لذا رأيناه يفكر في اعتزال العمل السياسي والاسراع في توريث ما بقي من زعامته لابنه تيمور. يدرك وئام وهاب ان المجتمع اللبناني هو في ذاته تعددي ويلتقي بذلك مع شعار كمال جنبلاط الفلسفي "التنوع ضمن الوحدة".

إن تجربة وهاب على الصعيد الدرزي انطلقت من تقديسه للتعددية؛ حيث كان ينشد في ادبياته التوحيدية إحلال التعددية السياسية محل الاحادية الدرزية او الثنائية الجنبلاطية - الارسلانية. لكن الديمقراطية التعددية التي ينادي بها وهاب لا تعني المحاصصة المذهبية بين أحزاب طائفية بإمتياز النابعة مما يسميه علماء الاجتماع "البدولوجيا" ومتمثلة في ظاهرة "البدوقراطية" اي النظام السياسي الذي يفكك المجتمع كما هي الحال في لبنان إلى قبائل اوطوائف او مذاهب او جماعات مقفلة وسرية للحؤول دون قيام دولة عصرية. لا شك أن الحروب والديموغرافية والتغيرات السياسية والصراعات الدولية ارجعت دروز لبنان من الصفوف الامامية في السلطة إلى الخلف؛ وذلك لعوامل عدة ابرزها صراعاتهم الداخلية إضافة إلى العامل الديموغرافي الذي لم يترك لهم  دور كبير اوتمثيل وازن في السلطة وفي إدارات الدولة؛ وهو ما جعلهم في وضع حرج لخصته مأساة تشكيل الحكومات في لبنان والحقائب الوزارية المتواضعة التي ينالها الدروز في كل مرة وبالتالي تحويلهم إلى شركاء ضعفاء ليس لهم مقدور التاثير في صنع القرار او التأثير على الخطط المستقبلية التي قد تكون قيد التحضير لمستقبل لبنان وربما يكون أحد هذه الخطط المطروحة اعتماد نظام "المثالثة" في الحكم الأمر الذي يزيد من تهميش المكون الدرزي وتراجع دوره وصلاحياته في الحكم. هناك مثل شعبي معروف في الجبل وهو ان لل "سيبة" ثلاث ارجل ولكن من دون القرص لا يمكن أن تستقيم".

"ولبنان بلا الدروز ما بيمشي". لذلك يمكن أن تكون بوابة" السلطة الدستورية الرابعة" التي نادى بها الوزير وهاب من خلال مجلس الشيوخ اللبناني الذي طالب به وليد جنبلاط والأمير مجيد ارسلان وشيخ العقل محمد أبو شقرا أثناء الزمن الصعب في مطلع الثمانينات، وقاموا بإعداد مذكرة من أجل السلام في لبنان والخروج من الأزمة، وقد تضمنت إنشاء مجلس شيوخ تتثمل فيه العائلات الروحية وبالتالي يكون باباً للخروج من الازمة الطائفية الموجودة، ومدخلا حقيقيا للمشاركة الدرزية في صناعة القرار الوطني.

 

«وجه جديد» للمجتمع الدولي: يُمهل ولا يهمل

جورج شاهين/الجمهورية/14 أيلول/2021

على وقع ردّات الفعل الدولية والاقليمية التي رافقت ولادة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لا يمكن الاستهانة بحجم الرعاية الخارجية التي حظيت بها بأي شكل من الاشكال، بعدما تعب العالم اكثر من اللبنانيين، لتجنيب البلاد الارتطام الكبير الذي يتجاوز ما يعيشه اللبنانيون. وعليه، تجزم المراجع الديبلوماسية في التأكيد على انّ العيون الدولية ستُمهل الحكومة الجديدة لفترة محدّدة لتثبت جدارتها، من دون ان تهملها. وعليه ما هي تبعات مثل هذا الوضع؟  لا يمكن لأي من المراقبين والوسطاء الذين تعاطوا في عملية تأليف الحكومة الجديدة، بعد مسلسل التجارب الفاشلة التي امتدت على مدى ثلاثة عشر شهراً، ان يستوعبوا التطور السريع الذي قاد الى تشكيلها. فقد فشل المُكلّف الاول السفير مصطفى اديب في مهمته، ومن بعده المُكلّف الثاني الرئيس سعد الحريري الذي امضى عشرة أشهر من دون ان يتمكن من تأليف حكومة يرضي بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

اما وقد انتهت فترة الشغور الحكومي، والتي بقيت خلالها البلاد بلا حكومة كاملة الصلاحيات الدستورية، تزامناً مع تجميد عمل «حكومة مواجهة التحدّيات» بإصرار رئيسها الدكتور حسان دياب على تطبيق مبدأ «تصريف الاعمال» في اقصى حدوده، الى ان وصلت الى درجة الشلل التام. فهو تقدّم باستقالته منذ العاشر من آب العام الماضي، من دون ان يوجّه الدعوة الى جلسة واحدة لمجلس الوزراء. فبقيت البلاد تدار بطريقة غير دستورية، كثرت خلالها السوابق والأعراف التي لن يتعرّف اللبنانيون الى حجم خسائرها ومفاسدها لوقت طويل. فقد بقيت البلاد طوال هذه الفترة محكومة بنظام لم يعرفه اللبنانيون من قبل، ولا يقرّ به نظام او دستور. وتركت لخليفتها حديثة الولادة، كثيراً مما يجب عليها تثبيته أو تصحيحه، لتعذّر تعديل كثير من القرارات «الهمايونية» التي صدرت والتزم بها اللبنانيون بفعل قوة الامر الواقع، خارج اي منطق قانوني او شرعي وربما دستوري، وإن جاز الطعن ببعض ما اتُخذ من قرارات، لن يكون من الصعب، حيث تسمح المِهل بذلك وفي مجالات ضيّقة جداً. أما وقد ولدت الحكومة العتيدة، بعد طول معاناة وانتظار ثقيلين القيا بظلالهما السلبية على حياة اللبنانيين، فقد بات العمل المطلوب من الحكومة الجديدة ملحّاً وضرورياً على اكثر من مستوى، إداري ومالي ونقدي وانساني وخدماتي واصلاحي ودستوري، وهو ما وضعها تحت الرقابة الدولية اللصيقة، قبل الداخلية منها، قياساً على حجم الجهود والتفاهمات الخارجية التي قادت اليها، بما فيها اختيار عدد من الوزراء الذين باتوا على تماس دقيق مع الخارج، ليس لتثبيت انتمائهم لهذه الدولة او هذا المحور أو ذاك، بل لأنّ جزءاً من عمل هذه الحكومة سيكون بإدارة مشتركة داخلية وخارجية، لا يمكن تجاهله على الإطلاق مهما تعدّدت الاصوات المنادية بالسيادة والحرية وعدم التطلع الى الخارج وما يريده.

وعليه، كشف أحد الديبلوماسيين الذي واكب المراحل الأخيرة من ولادة الحكومة، بصعوبة التعاطي مع بعض اللبنانيين. فهم «يريدون منك كل شيء ولا يريدون النصيحة التي توجّهها امام حجم الفشل الذي ادّى اليه أسلوب العمل المعتمد في كثير من القطاعات الحيوية التي لا قيامة لها، من دون الدعم الخارجي اياً كان شكله، عن طريق القروض او الهبات أو المساعدات». ويضيف: «لم يعد هناك قيادة للبلد منذ فترة طويلة، وتتنازعه قوى خارجية لا تتناسب قدراتها المالية والعسكرية في ما بينها، مما جعل البحث عن التوازن الداخلي المطلوب مفقوداً. فالخلل أمر واقع على اكثر من مستوى، نتيجة تورط قوى كبرى بمالها وسلاحها وربما بلقمة عيشها للخارج. ولكي لا يخطئ احد، فالأمر لا يقف عند توصيف دور وقوة «حزب الله» الذي يجاهر بما يدين له لإيران. فهناك قوى اخرى تلتزم مصالح خارجية، وتعهدت بحمايتها لقاء احتفاظها بمواقعها ونفوذها، الى درجة جعلت الوسطاء الدوليين الساعين الى اي تفاهم، الى إبرام تفاهمات دولية، فجالت بديبلوماسيتها على دول وأنظمة مختلفة». وبناءً على ما تقدّم، يستشف من الديبلوماسي سخافة الإمعان في البحث عن تفاصيل داخلية تتصل بتشكيلة الحكومة وتركيبتها وإمكان وجود «ثلث معطّل» فيها مثلاً، لتوحي إليك بطريقة واضحة، انّ هناك وكلاء لدول يشاركون في هذه الحكومة. وانّ هناك من تعاون وأصغى الى الفرنسي كما الى الايراني والاميركي والمصري في الفترة الاخيرة. فهم الذين تدخّلوا في كل شاردة وواردة، حتى في اختيار الوسطاء الذين أنهوا ادوار آخرين شاركوا برعاية مباشرة في تفكيك العِقد الاخيرة. ولذلك، ظهرت «معادلة الصهرين»، بعدما رعت فرنسا ادوارهم، وراح بعضهم يتابع البحث عن هذا الاسم او ذاك، كما النظر في اختصاصه وسيرة حياته قبل تسميته، فظهرت اسماء «أصدقائهم» التي لم تكن على بال او خاطر أحد. لم يكن التوقف عند هذه المعطيات من أجل التشكيك بقدرات المسؤولين اللبنانيين فحسب، بل من اجل إثبات عجزهم عن ادارة شؤون البلاد، رغم حجم الأوصاف الكبيرة التي أُغدقت، بل للدلالة على اهمية الرعاية الدولية، التي لولاها لما ولدت الحكومة التي ستسعى الى ترجمة مجموعة النصائح الدولية والإقليمية في أدائها قبل بيانها الوزاري، قياساً على حجم الأزمات التي تناسلت من صفيحة البنزين والمازوت الى حبة الدواء، في بلاد تحتاج الى من ينقذ قطاعها المصرفي وإعادة إحياء ما تبقّى من مظاهر الدولة ومؤسساتها العاجزة عن تقديم أبسط ما عليها من واجبات. فالمؤسسات العامة والوزارات عاجزة اليوم عن إنارة مكاتبها وتلبية مطالب مواطنيها، الى درجة بات عليهم انتظار لأشهر من أجل إتمام معاملة في إدارة رسمية. عدا عن المعاناة نتيجة فقدان الإفادات الرسمية، من اجازة عمل لأجنبي واخراج قيد وسجل عدلي، التي دخلت لائحة الخدمات غير المتوافرة سوى في السوق السوداء، ببلوغ الدولة مرحلة الانحلال الشامل. على هذه الخلفيات، بات على الحكومة الجديدة بجميع اعضائها ان يقدّموا مثالاً واحداً يوحي بجدّيتها، وتجاوز الإنقسامات الداخلية لتوفير «الدعسة الاولى» المطلوبة بتجرّد غير مسبوق، للانتقال بالبلاد الى مرحلة التعافي والإنقاذ والعمل تحت سقف النصائح الدولية، وليس أولاها، ما هو مطلوب لإحياء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ومالكي سندات «اليوروبوندز»، قبل ان تدخل البلاد مدار الانتخابات النيابية. فحديث البعض عن تأجيلها للاحتفاظ بحجمه وتأجيل استحقاقات دستورية اخرى، امر غير وارد على الإطلاق. وعليه، ستكون المبادرة مطلوبة من جانب الحكومة، وأي محاولة لنسفها من الداخل ستكون مكلفة على أصحابها. وختاماً، لا بدّ من الاعتراف انّ كل من أعاقوا تشكيل الحكومة من قبل لأسباب معروفة من الخارج قبل الداخل، عليهم الإنحناء امام حجم العاصفة الدولية التي لفحت لبنان. فهي تمهلهم ولآجال محدّدة، من دون ان تهمل اي تفصيل يتخاذلون عن أخذه. وإنّ غداً لناظره قريب.

 

الهدف النّهائي.. السيطرة على قيادة الجيش!

انطون الفتى/وكالة أخبار اليوم/14 أيلول 2021

طَوَت الولايات المتّحدة الأميركية واحدة من أسوأ صفحاتها في العصر الحديث، بانسحابها من أفغانستان، وبإحياء ذكرى أحداث 11 أيلول بكثير من الفتور، لا يليق بحَجْم الكارثة، ولا بعدد الضحايا الذين سقطوا. وهو ما يؤكّد أن 11 أيلول 2001 صفحة من حرب على الإرهاب، طُوِيَت من "الأجندة الأميركية"، لصالح فَتْح أخرى، تُرسَم بعض ملامحها من خلال الصّراع الأميركي - الصيني، والتفاهُمات الأميركية - الإقليمية، في هذه المنطقة من العالم، أو تلك.

مرفأ بيروت

وإذا كانت القوّة الأميركية الكبرى تخلّت عن مسار مُتكامِل من حقيقة وعدالة، يتعلّق بإحدى أهمّ صفحاتها الخاصّة، وذلك مهما أنكر النّاكرون، رغم نفوذها داخل أكبر مؤسّسات العدالة الدولية، وموسّسات الأمن الدولي، فإن لا أحد يُمكنه التعويل لبنانياً على مساعدة الولايات المتحدة الأميركية، والعالم الحرّ الذي يدور في فلكها، على صعيد الدّفع باتّجاه كشف حقيقة أسباب انفجار مرفأ بيروت (4 آب 2020)، في أي يوم من الأيام.

من المرّيخ؟

إحتمالات كثيرة، وكلّها تؤكّد ما هو أكثر سوداوية وسلبيّة ممّا يسبقها. فالحقيقة والعدالة ليسا أكثر من لعبة مصالح، ترتفع أسهمها أو تنخفض، بحسب التسويات والإتّفاقات وتقلّباتها. وأبرز ما يُمكن تأكيده هو أن من يموت بهذا الهجوم، أو الانفجار، أو الاعتداء، أو ذاك، على أرضنا، "بتروح عليه"، سواء كان لبنانياً أو أميركياً أو مواطناً "مرّيخياً".

إيران متورّطَة

أشار مصدر واسع الإطلاع الى أن "الولايات المتحدة الأميركية طَوَت صفحة حربها على الإرهاب، وحرب أفغانستان، منذ أن برّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإنسحاب، بالانتهاء من تحقيق الأهداف الأميركية التي من أجلها دخلت واشنطن الى أفغانستان، وهي إلقاء القبض على متّهمين بتنفيذ هجمات 11 أيلول 2001، ومحاكمة بعضهم الآخر، وقتل زعيم تنظيم "القاعدة" (الراحل) أسامة بن لادن".وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "هذا الملفّ أُقفِل، وفق رأي أميركي يقول إن الأفغان أحرار في حُكم أنفسهم بأنفسهم، سواء حصل ذلك في ظلّ حركة "طالبان" أو غيرها، كما على وقع تبرير أميركي للسعودية، واتّهام إيران بالضّلوع في الهجمات بدلاً منها، وذلك من خلال إعلان رئيس لجنة التحقيق الأميركية في هجمات 11 أيلول، توماس كين قبل أيام، أنه وجد المزيد من المعلومات حول تورُّط إيران المُحتَمَل بما حصل، أكثر من السعودية".

قيادة الجيش

ولفت المصدر الى أن "الأميركيين يريدون نسيان هجمات 11 أيلول 2001، وسياستهم الخارجية ما عادت تتمحور حولها. ومن هذا المُنطَلَق، مرّروا الذّكرى السنوية لتلك الأحداث بهدوء، لا سيّما أن الإدارة الأميركية الحالية سقطت شعبياً بسبب طريقة انسحابها من أفغانستان، كما فقدت ثقة الداخل والعالم والحلفاء بها". وأضاف:"في لبنان مثلاً، لم تُطلِق واشنطن يد طهران، ولكنّها لم تعارض الإتّفاق الفرنسي - الإيراني الذي ضغط لتشكيل الحكومة الجديدة. ولكن الخوف الكبير هو من أن تقوم فرنسا بتسليم لبنان لإيران، بإسم التفويض الأميركي الممنوح للفرنسيين في الملف اللبناني، فيُشرعَن الإحتلال الإيراني (للبنان) بالطريقة نفسها التي سُمِح فيها بالإحتلال السوري، في الماضي". وختم:"هذا الإحتمال شديد الخطورة، خصوصاً أن الإحتلال الإيراني بات يسيطر على كل المؤسّسات اللبنانية، ما عدا واحدة منها فقط، وهي المؤسّسة العسكرية التي يخاف من التصادُم معها. ورغم ذلك، تحاول إيران السيطرة على المؤسسة العسكرية تدريجياً، بأشكال كثيرة تستفيد من انعكاسات الأزمة الإقتصادية والمعيشية اللبنانية عليها. والهدف الإيراني النّهائي هو السيطرة على القرار العسكري اللبناني الرسمي، وعلى قيادة الجيش، وهذا يتطلّب الكثير من اليقظة والحَذَر".

 

لماذا رضي الأميركيون بهذه الحكومة؟

طوني عيسى/الجمهورية/14 أيلول/2021

لعلّ التوصيف المتداول الأكثر دقَّة للحكومة الجديدة هو الآتي: ثُلثٌ لـ»حزب الله»، ثُلثٌ لحلفاء «حزب الله»، وثُلثٌ للذين يهابون «حزب الله». طبعاً، في هذا التوصيف بعض المبالغة على سبيل النكتة، ولكنه صحيح إلى حدّ بعيد. وهكذا، حُسِمت عقدة «الثلث المعطِّل» التي رافقت التأليف. وتبين أنّ لا ثلثَ معطّلاً حقيقياً لا لعون ولا لميقاتي، ما دام أحد لا يستطيع استخدام الثُلثِ المعطِّل، ولو امتلكه. فتعطيل الحكومة أو إسقاطها هو سلاح استراتيجي، وممنوع استخدامه إلاّ بقرار استراتيجي.  عملياً، تمكَّن الإيرانيون من تشكيل حكومةٍ في لبنان، يتمتعون فيها بالقرار، مع دعمٍ أوروبي وعربي لها، وموافقة أميركية. لقد لعبوا على حافة الهاوية ببراعة، وبنفَس طويل، ونجحوا في دفع الخصوم إلى الإرباك والخوف. وفي الأيام الأخيرة، تمادى الإهتراء إلى حدود قاتلة، وساهم «الكباش» الأميركي - الإيراني في تكريسه. واقترب البلد من حافة انفجار أمني ينذر بفتنةٍ طائفية أو مذهبية تبدأ ولا تنتهي.

ولذلك، جاء الضوء الأخضر لولادة حكومة «بأي ثمن»، منعاً لانزلاق لبنان إلى التفكّك ثم الفتنة. فكانت الولادة عاجلة، واستبقت لحظة الانفجار الكبير التي يمكن أن تكون هي نفسها لحظة رفع الدعم. ضمناً، هذه الحكومة أُعطيت فرصةً كتلك التي أُعطيت لحكومة حسان دياب. وفي أي حال، الحكومتان متشابهتان لجهة الوظيفة: وقف الانهيار، وفي التركيبة المحيّرة السياسية - التكنوقراط، وفي كون القرار الغالب فيهما لـ «حزب الله» وحلفائه.

الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون والعرب سلّموا القرار في لبنان، ولو ظرفياً، لإيران. وتبين أنّ حصارهم لم يُضعِف «الحزب» ولم يدفع ببيئته إلى الانتفاض عليه، لأسباب شتى. وعلى العكس، هو أصاب البيئات اللبنانية الأخرى وأنهكها، فيما «الحزب» بقي يتمتع بالدعم الخارجي. وهكذا، كسبت إيران المعركة مجدداً.

منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى البيت الأبيض، أدرك الإيرانيون أنّ الرئيس جو بايدن لن يخوض المواجهة معهم، وأنّ نهج الرئيس باراك أوباما هو الذي سيعتمده في الشرق الأوسط. لذلك، تصلّبوا في مفاوضات فيينا وطالبوا بايدن بتصحيح «خطأ» دونالد ترامب والعودة إلى الاتفاق النووي بلا شروط. كما رفضوا الدخول في مساومات حول النفوذ الإقليمي والصواريخ البالستية. وفيما هم يواصلون بناء قدراتهم النووية، يتَّجه الأميركيون إلى الانسحاب من المنطقة، بدءاً من الانقلاب الذي خلَّفوه في أفغانستان، وصولاً إلى العراق وسوريا.

في هذه «الحَشْرة» بين الولايات المتحدة وإيران، يبحث الفرنسيون والعرب عن مواقع لهم، لئلا يخرجوا من اللعبة من دون أي مكاسب:

1- الرئيس إيمانويل ماكرون أدرك أنّ لا مكان لباريس كشريك في الملف اللبناني، وأصابته الخيبات منذ العام 2018، وخصوصاً منذ انفجار 4 آب. واقتنع بأنّ أركان اللعبة الأقوياء ثلاثة: الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، وأنّ أقصى طموحه أن يحجز لنفسه موقعاً وحصة في التوافقات الكبرى.

فالأميركي والإيراني والإسرائيلي يفضّلون إبرام الصفقات مباشرة في ما بينهم، لأنّ الفرنسي لا يملك الثمن المطلوب. ولذلك، رضخ ماكرون للواقع واضطلع بدور الوسيط، حافظاً حصته من التسوية سياسياً واقتصادياً ومعنوياً.

2- السعوديون جرى إشغالهم بالخاصرة اليمنية، فباتوا ميّالين إلى الحدّ من مبادراتهم الإقليمية. ولذلك، هم يضبطون خطواتهم على وقع المفاوضات الجارية مع إيران في بغداد، بوساطة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي زار طهران قبل يومين.

3- المصريون، كذلك، تراجعت قدرتهم على المبادرة إقليمياً بعد مأزق «سدِّ النهضة».

ويفترض بعض الخبراء أنّ الإسرائيليين وجدوا طريقة للمحافظة على مصالحهم وسط هذه المعمعة. ويستدلون إلى ذلك بأنّ باخرة النفط الإيرانية عبرت البحر الأحمر وقناة السويس ودخلت المتوسط حيث رست على الشاطئ السوري، من دون أي اعتراض إسرائيلي، وطبعاً أميركي.

كما أنّ دمشق التي وافق الأميركيون على تخفيف حدّة العقوبات عن نظامها، مقابل تسهيل إيصال الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان، هي نفسها ستتولّى تزويده النفط الإيراني برّاً. ولم يُسمَع حتى الآن أي اعتراض على دورها، لا من الأميركيين ولا من حلفائهم الإقليميين.

يعني ذلك، بما لا يقبل الشك، أنّ هناك «قطبة مخفية» حول لبنان، في مكان ما بين الأميركيين والإيرانيين، بموافقة إسرائيلية ومساعٍ فرنسية، وباقتناع القوى العربية الأساسية، وستظهر ملامحها أكثر فأكثر، وتنعكس على لبنان. ولكن، من المبكر الاستنتاج إذا كان الانعكاس سلبياً أو إيجابياً.

وللتذكير: لبنان يتجّه إلى الأسد مجدداً وإلى اتفاقية التعاون والتنسيق، بعد الانهيار، لأنّ لكل شيء ثمناً. فيما الأسد نفسه قد يكون متجّهاً إلى مناخات أخرى على مستوى التسويات الإقليمية (مصر، الأردن، الخليجيين العرب وربما إسرائيل) واحتمال العودة إلى الجامعة العربية، بعد الحرب المدمّرة. وهنا أيضاً، لكل شيء ثمن. إذا سلك المناخ الإقليمي نحو التبريد، وطبعاً إذا وجدت إرادة العمل في الداخل، فربما تستفيد حكومة ميقاتي من ذلك وتوقف الاهتراء عند حدود معينة. وإلّا فالبلد سيدخل في مراحل جديدة من الانهيار، أكثر شناعة.

 

الفيديرالية مشروع غير ناضج

بيار عطاالله/الحدث/14 أيلول/2021

مشكلة اللبنانيين عموماً انهم لا يفاوضون ولا مكان للنقاش معهم عندما يكونون اقوياء، اما عندما يستشعرون ضعفاً او وهناً وغالباً نتيجة مسارهم وتصرفاتهم فأنهم يقفزون الى خلاصات ومعادلات صعبة، ليس اقلها محاولات تركيب خيارات ومشاريع تقيهم الم الشعور بالهزيمة والضعف، وهذا هو حال المنادين بخيار الفيديرالية نظاماً جديداً للبنان على خلفية فشل نظام الصيغة والعيش المشترك والاحباطات والاحتلالات المتكررة، والسقوط المفجع للطبقة السياسية الحاكمة وعلى كافة المستويات وخصوصاً من العام 1990 تاريخ فرض تطبيق اتفاق الطائف بالقوة السورية الغاشمة على اللبنانيين.

في ما يلي جملة افكار وملاحظات، علها تسهم في توضيح صورة موقف فئة من اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً ممن يعتبرون ان ظروف الفيديرالية لم تنضج بعد.

البند الاول: يصب المنادون بالفيدرالية جام غضبهم على البطريرك الياس الحويك الاب الراعي للكيان اللبناني، ويتهمونه بإرتكاب "خطأ تاريخي" في المطالبة بضم اقضية الاطراف البعيدة عن جبل لبنان الى الكيان اللبناني، والتفريط تالياً بالارجحية المسيحية التي كانت في جبل لبنان (المتصرفية) والتأسيس استطراداً لكل مشكلات لبنان اللاحقة وصولاً الى الوضع الحالي الذي نعاني منه في ظل حكم الشيعية السياسية (تحالف الرئيس عون والشيعية السياسية المقاتلة).

ويتناسى من ينتقد الحويك ان الرجل التاريخي الذي عاش مأساة الجوع وحصار المتصرفية من العثمانيين الاتراك ووفاة اكثر من نصف مليون لبناني خلال الحرب العالمية الاولى، كان مدركاً أن لا حياة للجبل مستقبلاً من دون سهل البقاع وخيراته، ومن دون صور وصيدا والجنوب وما تشكله من بوابات على فلسطين (قبل قيام دولة اسرائيل) وجنوب سوريا وما مثلته وتمثله فلسطين وسوريا من مرافق اقتصادية – اجتماعية – تجارية – زراعية للنخب اللبنانيةعموماً والمسيحية خصوصاً في اتجاهها نحو مصر والداخل العربي.

قد يكون من السذاجة اتهام الحويك انه كان غافلاً عن الحقائق الديموغرافية (وبكلام اوضح الانتشار الاسلامي التاريخي للشيعة والسنة في الجنوب والبقاع وعكار)، ومن الرعونة الاستهانة برؤية الحويك الاستراتيجية، فالعودة الى الجغرافيا التاريخية الانسانية للبقاع مثلاً تظهر انتشاراً كبيراً للعنصر المسيحي تلك الاثناء في كل انحاء البقاع بدءاً من راشيا الوادي، وبيت لهيا ومشغرة وكل ما يسمى البقاع الغربي والشرقي وصولاً الى البقاع الاوسط وقوسايا ودير الغزال وزحلة وتعلبايا وقب الياس وجديتا وغيرها الكثير من القرى صعوداً الى بعلبك ومروراً بسرعين ورياق وابلح وكل شريط القرى المسيحية المتراصة وصولاً الى بعلبك نفسها التي شكل المسيحيون في زمن ما جزءاً اساسياً من اهلها. ولكن المشكلة ان بطريرك الموارنة الذي واجه الاحتلال التركي بشجاعة معرضاً نفسه لخطر النفي والموت لم يكن يعرف ان شعبه سيترك هذه الارض وينتقل من مجتمع فلاحين ومزارعين الى مجتمع استهلاكي يلهث وراء التجارة وجمع المال والهجرة في غضون سنوات عدة نتيجة سيطرة رأس المال والاقطاع المسيحي – الاسلامي على الدولة الناشئة واهمال كل مقومات قيام الدولة الحديثة بمعايير تلك الايام. وما يصح على الوضع الديموغرافي بقاعاً لا يصحّ تماماً على الوضع في الجنوب رغم الانتشار المسيحي المهم في مناطق جزين ومرجعيون وحاصبيا آنذاك. لكن الحويك ارتضى "التنوع في الوحدة" سبيلاً الى بناء الدولة التي تستطيع الوقوف على قدميها، ولم يقبل بالاقتراحات التي تقدم بها الفرنسيون والانكليز بضم جنوب الليطاني الى فلسطين.

اراد البطريرك الحويك قيام دولة لا يشعر فيها المسيحي انه مواطن درجة ثانية، وكان مدركاً بالعمق لخصائص الديموغرافيا والمناطق اللبنانية، وما قام به ليس خطيئة اذاً، بل خطيئة التركيبة الاجتماعية لدى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً الذين احبوا فرنسا ومبادئها في "الحرية والعدالة والمساواة" لكنهم لم يستنسخوا تجربتها في إسقاط الاقطاع والعشائرية، واستمروا على ولاءاتهم وعقليتهم ورجعيتهم دون اي محاولة جدية لبناء دولة حقيقية تشبه الجمهورية الفرنسية على الاقل.

النقطة الثانية: مشروع الفيدرالية مشروع نظري في لبنان لا يمكن تطبيقه من دون توفر شروط عدة، منها:

• النضوج الثقافي – الفكري لتقبل هكذا مشروع.

• الاستعداد لتقبل فكرة الاخر المختلف وبمعنى أخر الاقرار رسمياً بالتعددية الثقافية الحضارية حيث يختلف اللبنانيون على كتابة التاريخ وسيستمرون في ذلك.

• الاعتراف بقيمة الفرد الانسان والاعلان عملياً وتطبيقياً عن احترام شرعة حقوق الانسان وحقوق المرأة والطفل، أو اقله القبول بالزواج المدني.

النقطة الثالثة: وفيها العبرة من تجربة حروب البلقان وتحديداً ما جرى في يوغوسلافيا القديمة والبوسنة والهرسك وكوسوفو حيث ادى الاعلان عن قيام الكيانات السياسية ذات الخلفية الدينية الى عمليات تطهير عرقي - ديني لا يزال ضحاياها احياء حتى يومنا هذا. والدعوة الى اعتماد النموذج الفيدرالي على الطريقة السويسرية سهل نظرياً لكن تطبيقه صعب عملانياً ما لم يتم التوافق عليه ما بين المجموعات التعددية اللبنانية وبرعاية دولية وبشروط معينة. ويمكن الدعوة الى اجراء استفتاء على مشروع الفيدرالية أسوة بما جرى في كندا من استفتاء على استقلال مقاطعة الكيبك، اذ لا يجوز فرض الفيديرالية قسراً ما لم تحظى برضى المجموعات الحضارية المكونة للشعب اللبناني. ومن الممكن في هذا الاطار استفتاء كل مجموعة وبرعاية دولية وكلّ على حدة على طريقة "المشروع الارثوذكسي" للانتخابات النيابية. 

النقطة الرابعة: تكمن في حدود هذه الفيديرالية وحجم كل منطقة وتركيبتها وتوزع السلطات فيها مع الحفاظ على المكونات الاقلوية المتواجدة فيها واحترام وجودها وحقوقها ودورها في بناء الوحدة الفيديرالية. فما العمل بشيعة جبيل والبترون وكسروان، ودروز المتن وبعبدا ومسيحيي عكار والجنوب والشوف وعاليه وزحلة والبقاع الغربي وجزين والنبطية والشريط الحدودي وغيرها من المناطق المختلطة ؟ وما الذي يمنع عمليات الفرز الطائفي والتطهير الديني في هذه المناطق ما لم يتوفر الوعي الثقافي – الحضاري لإنجاز هذا المشروع ؟ فدعاة الفيديرالية يعلنون ان لا موجب للفرز الطائفي في مشروعهم، وكذلك ادعى قادة مسلمي كوسوفو خلال الحرب في بلادهم بأنهم يريدون العيش مع الاقلية الصربية لينتهي الامر بوجود قوات دولية لحماية الاقلية الصربية وهل نستدعي الجيوش لحماية الاقليات... .

النقطة الخامسة: قدمت الدول الفيديرالية في العالم نموذج "وسيط الجمهورية" لكي يتولى التعامل مع الاقليات... فهل يمكن الاعتماد على هذا الحل في لبنان لانقاذ الاقليات من الابادة ؟

النقطة السادسة: تكمن في الفيديرالية بحد ذاتها وحجم القدرات والامكانات التي ستحظى بها السلطات المحلية على مستوى الوحدة الفيدرالية، فمن المسلم به ان الجيش والقوى العسكرية والامنية والعلاقات الخارجية والعملة تبقى مركزية وتحت سلطة واحدة. لكن مشكلة الفيديرالية اللبنانية هي كيفية توزع السلطات المتبقية فثمة تكامل بين المناطق اللبنانية، وبعضها زراعي (عكار، البقاع، اجزاء من الجنوب)، وبعضها الاخر صناعي (المتن، بعبدا، طرابلس). وكيف يمكن لهذه المناطق ان تتكامل اذا عملت على بناء الحد الادنى من الاستقلالية في ما بينها ؟ وتجربة المناطق الشرقية المسيحية خلال الحرب نموذج فاقع على ما نتحدث عنه، وخصوصاً خلال ايام الحصار والضغوط السياسية لانتزاع مكاسب من المسيحيين.

النقطة السابعة: تتصل بالوضع المسيحي في الفيديرالية المنتظرة، وهل تستطيع هذه الوحدة حوالى 5000 كليومتر مربع (اذا ضم البقاع الغربي والاوسط  اي زحلة وجوارها الى اقضية جبل لبنان) ان تؤمن الاكتفاء الذاتي للمسيحيين ؟ وهذا سؤال كبير لا بد من طرحه في مواجهة من يدعون الى نظرية "ما بقا ينعاش معهم" والمقصود المسلمين.

النقطة الثامنة: ماذا نفعل بالمسيحيين الذين سيضطرون الى مغادرة الوحدات الفيديرالية الاخرى نتيجة الضخ الاعلامي ودعوات البعض الى التقسيم والانعزال، واين المشروع المسيحي الذي سيستوعب جماهير المسيحيين الذين سيطلب منهم، او سيعمدون الى مغادرة اراضيهم وبيوتهم وارزاقهم وسهولهم وبساتينهم ؟ لقد فشلت الكنائس والمؤسسات المسيحية في التعامل مع ترددات الجوع والفقر التي تضرب لبنان منذ سنتين فكيف يمكننا ان نطالبها بإستيعاب عشرات الالاف من المهجرين من ارضهم الام ؟

النقطة التاسعة: سؤال بسيط، لقد قام المسيحيون اللبنانيون ببناء مجتمعهم الخاص وجيشهم الخاص ومؤسساتهم الاعلامية والسياحية والاقتصادية خلال الحرب قبل العام 1990 ، ثم عمدوا الى تدميرها بيدهم نتيجة الصراع على السلطة فما الذي يمنع تكرار "حروب الالغاء" بين زعماء العشائر المسيحية.

النقطة العاشرة: ما الذي يمنع ان يتحول جبل لبنان الى منصة لهجرة مسيحيي لبنان نهائياً وتكرار نموذج مسيحيي العراق، الذين انتقلوا الى كردستان وشمال العراق في نينوى طمعاً بالامان والسلام وها هم اليوم يغادرون عن بكرة ابيهم ولم يبقى منهم إلا كل "طويل عمر". وحدث كذلك عن مسيحيي سوريا الذين يهاجرون بالالاف ويتهدد الذوبان حضورهم ومصيرهم.

في خلاصة الامر، النقاش جيد في الفيدرالية، ولكن لنتذكر ان المسيحيين لا يعيشون منفردين في لبنان بل هناك تعددية واسعة، واقرار اي نظام سياسي يحتاج الى نقاش مستفيض وحلول مبتكرة، واحدها قد يكون بتعزيز مشروع اللامركزية كبداية مؤسساتية على طريق التنمية الشاملة والحد من الصراع على السلطات المركزية الصارمة التي تمسك بكل شيء من اقصى الجنوب الى الشمال. وتطبيق اللامركزية قد يكون مدخلاً الى اعتماد المناطقية Regionalism  المعتمد في ايطالياً او فرنسا والذي يتيح للمناطق تطوير ذواتها وقدراتها بحرية نسبية من دون الدخول في مبدأ الوحدات الادارية على اساس ديني او عرقي كما تدعو اليه الفيديرالية، وهذا بحث أخر...

*  مقالة في اسبوعية "الحدث" الصادرة في كندا

 

"أمّ الكلّ"

فارس خشان/النهار العربي/14 أيلول/2021

في السادس والعشرين من أيلول (سبتمبر) الجاري، تغادر أنجيلا ميركل العمل السياسي، بعد 16 سنة ترأست خلالها، ومن دون انقطاع، بفضل عملية ديموقراطية حقيقية، السلطة التنفيذية في ألمانيا. يوم قرّرت المستشارة الألمانية عدم الترشح لدورة خامسة، لم تكن قد خسرت شعبيتها، ولم تكن صورتها قد تلطّخت، ولم تكن بلادها قد انهارت. لقد قرّرت ذلك، عندما أدركت أنّ قدرتها الأكيدة على الإمساك بموقعها، يمكن أن تتسبّب بمشكلات سياسية لوطنها، بسبب تنامي الطموحات في بلاد "تداول السلطة"، ما ينعكس، لاحقاً، بطريقة سلبية على العافية الاقتصادية الوطنية، وعلى رفاهية الشعب الذي لم يتردّد في منحها ثقته، لأنّها، في الواقع، تعاطت معه بعاطفة جيّاشة، دفعته الى وصفها بـ"والدة الأمّة"، وهي التي لم يعطها رحمها أولاداً. "أمّ الكل" لم تستثمر أزمات، ولم تلقِ تبعة الصعوبات التي واجهتها على الآخرين، ولم تُغيّرها السلطة: بقيت في منزلها المتواضع، ثابرت على شراء حاجياتها بنفسها، واظبت على تقاسم الأعباء المنزلية مع زوجها، لم تصبح "عارضة أزياء"، ولم تحوّل إطلالاتها الى تمثيل. إنّ "أقوى امرأة في العالم" لم تكن تعمل إلّا من أجل قوّة بلادها ومصالح شعبها.

لم تقرر الخروج من السلطة تفادياً لفضيحة، فهي أتت إليها "مُصلِحة". وقفت ضد "عرّابها" هيلموت كول، بعدما ثبت لها تورط "بطل توحيد ألمانيا" في فضيحة فساد سُميت بـ"الصناديق السوداء". وها هي تغادر "صالِحة".

عزّزت موقع ألمانيا في الاتحاد الأوروبي وفي العالم، على مختلف المستويات السياسية والدفاعية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حتى بدا أنّ كثيراً من الشعوب تلتقي مع الشعب الألماني، في التحسّر على مغادرتها الحياة السياسية، من جهة، وفي تبجيل نموذجها ليكون مثالاً يُحتذى، كلّما توجّه الناخبون الى صناديق الاقتراع، من جهة أخرى.

لم يُعرَف عنها أنّها أطلقت شعارات لا تملك وسائل تطبيقها. سهرت على أن يُنتِج لها جهدها شعبية، من دون أن تنحرف يوماً الى الشعبوية القائمة على سحر الرأي العام باللعب على غرائزه القومية أو العرقية أو الدينية، ممّا يعود، يوماً، ويلقيه في التهلكة.

لم تكن "أخت الرجال"، ولا "دلوعتهم"، بل امرأة فتح لها احترامها لذاتها وللآخرين، طريقاً واسعة في عالم ذكوري بامتياز. لم تكن "ابنة الوالد"، ولا "زوجة الثري" ولا "صديقة النافذ"، بل كانت صنيعة خيارات علمية ومبدئية وأخلاقية وسياسية. وهي فيما تودّع بلادها والعالم، تترك، خلفها، نموذجاً وسطياً، ينظّف "الأنثوية" من "تعصّب"، و"الذكورية" من "فوقية". إنّ مقارنة أنجيلا ميركل بسياسيي دول كثيرة، بينها لبنان، مستحيلة لأسباب كثيرة ومتنوّعة، ولكن من حق شعوب هذه الدول أن تنظر إلى المستشارة الألمانية و"تندب" واقعها السيّئ، حيث أدعياء القوة ينمون على حساب قوة أوطانهم، وحيث "صانعو" الانتصارات مجرد تابعين، وحيث طلّاب الشعبية يجهدون في صناعة الشعارات المميتة، وحيث السياسة "باب رزق"، وحيث السلطة منصّة للجاه، وحيث التعاطي مع المواطن أداء مسرحيّ، وحيث رعاية الاقتصاد خدمة للمافيات، وحيث الحرّيات مودعة في عهدة لاعقي أحذية الطغاة والمجرمين، وحيث المناصب تُهدى لـ"المخصيين"، وحيث "الأنثوية" و"الذكورية" محطّمتان، في آن، تحت أقدام محتقري حقوق الإنسان. تغادر أنجيلا ميركل منصبها، ولكنّ مثالها لن يغادر مطلقاً كل من يتطلّع الى سياسي متّزن، كفء، متفان، متواضع، وصالح. لم تحتج ميركل الى أن تربح الحرب العالمية الثانية لتصطف الى جانب عظماء هذا العالم، من أمثال شارل ديغول وونستون تشرشل. كفاها أن تنتصر في معركة مع الذات على الشهوات السلطوية، حتى تفعل.

 

الحكومة: تكريس تحالف الاحتلال الإيراني مع فرنسا؟

رضوان السيد/أساس ميديا/الثلاثاء 14 أيلول 2021

بعد ثلاثة عشر شهراً من الانهيار الوطني في كل القطاعات، وغياب الحكومة أو السلطة التنفيذية أو الإجرائية، تشكّلت أخيراً الحكومة العتيدة، وقد تبيّن بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ الأمور ما عادت كالسابق. فعلى مدى تاريخ لبنان الحديث كان الجميع يبحث عن العامل الخارجي في اختيار رئيس الجمهورية. أمّا الآن فرئيس الحكومة، بل وتشكيلتها الداخلية، تتحدّد في الخارج. فالإيرانيون هم الذين اختاروا الجنرال عون لرئاسة الجمهورية عام 2016، وهو الذي كان حسن نصر الله قد رشّحه للمنصب منذ عام 2006. في حين انصرف سمير جعجع وسعد الحريري إلى التصارع يومذاك على مَن هو صاحب الفضل الأوّل منهما في ذلك الاختيار العظيم! أمّا في الحكومة التي أُعلنت قبل أربعة أيام فإنّ الفرنسيين هم الذين سمَّوا رئيسها، ووافق الإيرانيون وحزبهم في لبنان بسبب ماضي ميقاتي معهم في حكومة اللون الواحد عام 2011، والمكاسب التي تعتقد إيران أنّها حقّقتها. أمّا الأنصبة بداخلها، بغضّ النظر عن طوائف الوزراء، فقد توزّعت بين الخارج والداخل، فحتى النظام السوري له وزراء فيها، إضافةً إلى الفرنسي والأميركي، وحتى الحزب القومي السوري باعتباره جهةً دوليةً مهمّة (!)، أمّا جبران باسيل فهو موزَّع في جبروته بين القارات الخمس، ولذلك كثر عدد الموظّفين باسمه في الحكومة العتيدة.

السياسيون اللبنانيون، وهم في ذروة انهيارهم وتبعيّتهم، يحرصون، حفظ المولى هيبتهم السامية والسيادية، على الشكل. ولذلك ظلّ الجنرال الرئيس شهوراً طويلةً يجادل في الأثلاث وفي الأسماء، وينسب ذلك إلى تفاسير "الجرصة" للدستور باعتبار الرئيس شريكاً كاملاً في العمليّة. أمّا السُنّة، ومنهم الرؤساء الأربعة وبقية الشخصيات المستقلّة والوجهاء، فقد انهمكوا في النواح على دور السُنّة وحصّتهم. ثمّ استطردوا وكتبوا واستكتبوا خبراء دستوريين لإثبات حقّ الرئيس المكلّف من مجلس النواب حصراً في التشكيل، وفي عدم شرعيّة الثلث المعطِّل وحصّة رئيس الجمهورية في الحكومة. ويبلغ من تقديس الشكل الصراعي وتقديره (الدستوري والديموقراطي بالطبع!) اعتبار الباسيل أنّ تشكيل الحكومة كما جرى أثبت صحّة قراءته للدستور الذي كان دائماً بالطبع شديد الاحترام له. أمّا المشاركون بحماسة في دعوى صناعة الشكل، فهم رؤساء الحكومة السابقون الذين رشّحوا الرئيس نجيب ميقاتي في بيان شعري عرمرميّ أنشده الرئيس فؤاد السنيورة من دارة سعد الحريري قبل شهرٍ ونصف. هكذا أدَّى كلّ فريقٍ دوره الذي أُوكِل إليه: حسن نصر الله المعهود إليه بالتعطيل إلى أن تقبض إيران الثمن المُراد من الدوليين. والجنرال عون وصهره اللذان انصرفا بحماسة محمومة في الوقت الضائع إلى التدقيق، كما زعما، في حقوق المسيحيين، بدءاً من صلاحيّات الرئيس إلى كُتّاب العدل، ومأموري الأحراش، ومسيحيّة مرفأ بيروت المنفجر، ومنافسة القوات اللبنانية في الحرص على حقوق المسيحيين، واتّهام ضحايا محرقة "التليل" في عكار بالتشدّد والخروج على الدولة.

سياسة الثلث المعطِّل بدأها حسن نصر الله بعد اتفاق الدوحة عام 2008 لأنّه أراد تعطيل الحكومة أو إسقاطها إذا لم تعجبه قراراتها، باعتبار أنّ الثلثين الآخرين كان مشكوكاً في ولائهم. وورث هذه السياسة منه وعنه الجنرال (وصهره) حتّى بعدما صار رئيساً للجمهورية، ليُثبت أنّه لا يزال ضدّ دستور الطائف، ولن يهدأ له بال حتى يسقط الدستور ومعه النظام، وهو الأمر الذي بدأ عام 2019 مع ثورة 17 تشرين. أمّا اليوم، بل ومنذ انتخابات عام 2018، فما عاد أحدٌ بحاجةٍ إلى الثلث المعطِّل إلا على سبيل المماحكة وإظهار الاقتدار، في حين صار حسن نصر الله هو صاحب الولاية الأوحد: ولاية الملاّ المسلَّح. وصار كلّ الآخرين موظّفين يصرفهم حين يشاء.

حزب الله وتغيير النظام

أوّل مَن حاول تغيير النظام، وتجاوُز الدستور: حزب السلاح، وإن قدَّم ظاهراً لحلبة الصراع الجنرال حامل الأوهام لتولّي هذه المهمّة منذ اتّفاق مار مخايل عام 2006. وقد استمرّت اندفاعات نصر الله بهذا الاتجاه منذ احتلال بيروت عام 2008: عبر التنكّر لنتائج انتخابات عام 2009، وإلى إسقاط حكومة سعد الحريري عام 2011، وإلى تجاهل اتّفاق النأي بالنفس وإرسال آلاف المقاتلين إلى سورية لمساعدة نظام بشّار الأسد، وإلى شنّ الحرب على علاقات لبنان العربية وشنّ الحرب على العرب من ضاحية بيروت الجنوبية ومن سورية ومن اليمن، وإلى تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية أو يُنتخب حليفه الجنرال للرئاسة، وهو الذي حصل، ثمّ الفوز في انتخابات عام 2018 وصيرورة النظام كلّه تابعاً له بدون منازع...إلى أن نشبت تحرّكات الشارع في 17 تشرين الأوّل 2019 التي شكّلت تحدّياً له للمرّة الأولى منذ احتلال بيروت عام 2008.

تحرّكات الشارع اللبناني عام 2019 دفعت حزب الله إلى التفكير مثلما فكّر عام 2008 بتغيير وجهة لبنان وهويّته قبل أن يتعاظم التحدّي. لقد كان صوت جبران باسيل من الارتفاع، وتصرّفات الجنرال وتصرّفات الصهر من الإثارة والعشوائيّة، بحيث لم يتنبّه كثيرون إلى أنّ هذا التأزيم في النظام السياسي الذي اصطنعه هذا الفريق، إنّما يسهِّل على الملّا المسلَّح القيام بانقلابه الثاني أو الثالث. لقد صارت لديه مؤسسات مستقلّة في المال والأعمال والسلاح والتجارة الداخلية والخارجية من خلال الاستيلاء على المرفأ والمطار، والمشاركة في التجارات غير المشروعة في ثلاث قارات أو أربع. وما عاد الجيش الوطني تحدّياً له. حتّى إنّه استطاع منعه من المشاركة فيما صار يُعرف بحرب الجرود، لكي ينفرد بمكافحة الإرهاب، مثلما انفرد بمقاتلة إسرائيل. وبلغ من فساد المتحالفين معه وأتباعه في النظام المالي والاقتصادي والإداري أن دخلت البلاد في أزمة تاريخيّة كرّهت النظام اللبناني كلّه إلى الناس. لكنّ الفئات الوسطى ثارت أخيراً. ثارت بالطبع ضدّ الفساد بعدما أقفلت المصارف أبوابها على أموال المودعين الأوساط والصغار، وقد هرّب كبار السياسيين ورجال الأعمال وأصحاب المصارف أموالهم إلى الخارج. نصر الله أحسّ بالخطر، ولذلك كان تصدّي محازبيه للمتظاهرين بصرخة: شيعة شيعة. 

كيف أراد نصر الله تغيير النظام هذه المرّة؟

ليس بالسلاح كما في عام 2008، بل بالقضاء على الرأسمالية. لقد أمر رئيس وزرائه (السابق) الذكي، حسّان دياب، بعدم دفع فوائد الدين، وبتسليط الغوغاء لتخريب المصارف والتعسكر أمام البنك المركزي، والكلام عن الاقتصاد الشرقي. لا بدّ لهذا الاقتصاد الإجراميّ العملاق من الخروج على النظام المالي العالمي، وإثبات فشل الدولة القائمة من كلّ الوجوه، ونجاح اقتصاده هو الذي لا يضاهيه في النجاح غير الاقتصاديْن الإيراني والسوري.

وفي حين قال إنّه يريد كسْر الدولار، وقطع العلائق به، تبيّن أنّه لم تبقَ كتلة نقدية دولارية معتبرة إلّا في خزائنه وخزائن صرّافيه. قال إنّه لا بدّ من قطع العلائق مع المؤسسات المالية الدولية، وعدم التوجّه إليها للمساعدة. وحين تبيّن عجز حكومته عن التصرّف بعد تفجير المرفأ دفعها إلى الاستقالة، وعَهِد إلى الجنرال المتطوّع في كلّ مصيبة إخلاء منصب رئيس الحكومة حتى يسقط النظام علناً أمام الشعب المتّجه إلى جهنّم، كما قال الجنرال الرئيس ذات مرّة.

.. وتدخّل الفرنسيون، وكانوا هم طليعة الأوروبيين الذين قبلوا الاعتراف بالاحتلال الإيراني باعتباره قوّة أمرٍ واقع. وكما في كلّ مرّةٍ وحال، فإنّ الإيرانيين يسعون إلى اعترافٍ أميركي. وحزب الله الذي صنعه الإيرانيون ورعوه حتى صار قوّتهم الضاربة في المنطقة العربية، يضغطون من خلاله، كما يضغطون بوسائلهم الأخرى. أَوَلم يشكروه حتى عند اتّفاقهم مع الأميركيين في الملف النووي عام 2015 باعتباره مسهماً في ذاك الإنجاز؟

لكنّ الأميركيين لم يقبلوا هذه المرّة التدخّل لإنقاذ "النظام الرأسمالي" الذي يرعونه عالميّاً. وذلك إمّا لاستخفافهم بضياع لبنان كما ضاعت سورية والعراق، وإمّا لانسحابيّتهم البادية في كلّ تصرّفاتهم من منطقة الشرق الأوسط. فحتّى العودة إلى الاتّفاق النووي لا تستحقّ الاستماتة، وإلاّ فإنّ ضياع أفغانستان أفظع من امتلاك إيران سلاحاً نوويّاً تمتلكه حليفتهم إسرائيل منذ سبعين عاماً. الأوروبيون مهمومون اليوم أكثر ومعنيّون بالخطر النووي، والصواريخ الباليستية، وحشود المهاجرين إلى القارة العجوز بالملايين.

على كلّ حال حدث أمران في الوقت نفسه: التدخّل الفرنسي، وعجز نصر الله عن استبدال النظام اللبناني. وحدث الأمران خلال عامٍ واحد. عون مهتمّ بأمور متعدّدة: الصلاحيّات، وعزل حاكم المصرف المركزي، ومأموري الأحراش، ومستقبل صهره. وحسن نصر الله حاول تدارك الوضع بالقرض الحسن، وبالسوبرماركات الرخيصة وبالأدوية الإيرانية، وبالاستمرار في دفع مرتّبات جماعته بالدولار، وبالتهريب إلى سورية، وببواخر المازوت. لكنّ اللبنانيين، ومن بينهم البيئة الشيعية، جاعوا وعطشوا إلى المحروقات وإلى الدواء والغذاء. وحزب الله وحده في الواجهة، وليس جبران باسيل. فحتى الرئيس بري حنّ إلى النظام القديم وعاد للتذكير بالطائف. وهكذا وما دام العلاج صار ضرورياً حتى لإنقاذ "سمعة" احتلال الحزب المسلَّح للدولة، فلا بأس بالنظر في السماح للفرنسيين الظرفاء موقّتاً برعاية بلاد الأرز بإشراف المسلّحين، وتستفيد من ذلك إيران في إظهار سيطرتها على قرار لبنان، وفي قبول دخول الغاز والكهرباء إليه من مصر والأردن عبر سورية الشقيقة، وبغضّ نظرٍ من الأميركيين يمكن أن يتطوّر، فمَن يدري؟

إذن وسط الارتباك والعجز يبدو في الأفق "انتصارٌ" وإنجازٌ للحزب المسلَّح بالسماح للآخرين، الفرنسيين والعرب هذه المرّة، بمساعدة إحدى العواصم العربية الأربع التي قال الإيرانيون منذ سنوات إنّهم يسيطرون عليها.

ولنعُد بعد هذا التجوال الواسع إلى الحكومة الجديدة. ما دامت البلاد تحت الاحتلال، فالوزراء حزبيّاتهم غير مهمّة. وربّما يكون بعضهم اختصاصيين، وبعضهم أولاد حلال مثل وزير التربية، وبعضهم ناجحاً مثل وزير الصحّة، وبعضهم جميل المنظر دون المخبر مثل وزير الاقتصاد، وبعضٌ خامسٌ سخيفاً مثل وزير الشؤون الاجتماعية، وبعضٌ سادسٌ ثقيل الدم كبير الدعوى مثل وزير الإعلام، وبعضٌ سابعٌ يقول إنّه يمثّل طائفته التي تنكر انتماءه إليها. فكلّ ذلك غير مهمّ. لماذا؟ لأنّ هؤلاء ما جيء بهم لأنّهم اختصاصيون، كما كان يقول سعد الحريري، ولا الحكومة التي أُدخلوا إليها هي "تكنوسياسية"، كما ردَّد رئيسها من قبل. إنّما السؤال الأهمّ: ما دامت أطراف التشكيل الخارجية والداخلية هي إيّاها، كما يقول الكسائي النحوي، فلماذا انتظرنا ثلاثة عشر شهراً؟ وأنت يا سيّد حسن الذي عارضت التوجّه إلى صندوق النقد الدولي، ماذا ستفعل الآن، وماذا ستقول للمواطنين الذين جرّعتُهم السُمَّ أنت وربيبك الباسل على مدى شهور طويلة؟ هل تتقزّم ثورتك التحريرية إلى حدود استبدال اليورو بالدولار في اقتصادك العملاق؟ وأنتم أيّها الشبان المدنيون الأشاوس الذين راهنتم على ماكرون والفرنسيين، ماذا ستقولون وقد شكّل رئيسكم الفولتيريّ حكومةً مع الملّا المسلَّح؟!

البلاد تحت الاحتلال الإيراني. وكذلك حكومتها. وسنستمرّ في خسارة عيشنا وأسلوب حياتنا، لأنّنا خسرنا استقلالنا وحرّية قرارنا.

ما هي التوقّعات في بلدٍ تحت الاحتلال؟

ستحاول الحكومة التماس المساعدات، لكنّها لن تستطيع التعرّض للاقتصاد الموازي. وقد تنجح في بعض ذلك. لكنّ الأمور كما يقول المثل المصري: "جيتك يا عبد المعين تعيني، لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان".

بلدنا تحت الاحتلال الإيراني. والتصدّي للهلاك والإهلاك ضروريّ بالطبع، لكنّ ذلك كلّه يبقى غير ممكن ومؤقّت الصلاحية والنجاح، مع وجود الاحتلال، والملّا المسلَّح. ونقطة على السطر.

 

المرحلة المقبلة: الشهادة والقطار الروسي! كلها أحزان

المحامي عبد الحميد الأحدب/14 أيلول/2021

دقت الساعة ولم يعد الإنتظار مقبولاً ومعقولاً، فقد ظهرت حقائق صادمة تؤكد ان لبناننا انتهى !!! كما انتهى في يوم من الأيام، لبنان العثمانيين بسقوط المتصرفية، ثم سقط لبنان الإنتداب الفرنسي حين خسرت فرنسا الحرب، اذ بعد دولة الإنتداب جاء دور دولة "الميثاق الوطني" بدعم انكليزي! وعاشت دولة "الميثاق الوطني" لتسقط مع سايكس بيكو في الحروب الأهلية سنة 1975!!! وكانت فترة ما بعد "بوسطة عين الرمانة"، تجربة شبيهة بألعاب الـ "لونا بارك"، سيارات صغيرة تتصادم على ارضية مكهربة وعربات معلقة على شكل خيول وطيور، تلف حول محور مراجيح ترتفع وترتد براكبيها ثم تلك اللعبة التي يسمونها "القطار الروسي"، تصعد بركابها كأنها في الطريق الى قمة جبل ثم تهوي بهم كأنهم الى عمق قاع وهكذا! وهذا تماماً ما نحن عليه منذ بوسطة عين الرمانة الى الطائف الى الدوحة... الى جهنم الحمرا! والحكومة الجديدة كما سابقاتها تماماً، وزراؤها كلهم في القطار الروسي يصعدون ثم يذهبون ليأتي من هو اسوأ منهم تحت شعار "الإختصاصيين".

اين نحن في هذه اللعبة؟

نحن تحت الوصاية الإيرانية، عبر حزب الله الذي هو ايراني اكثر بكثير من الإيرانيين!

واذا كانت كل مرحلة تاريخية لها طعم ورائحة ولون، فإن المرحلة الحالية هي اقرب ما تكون الى "اللونا بارك" او "القطار الروسي" وهي مرحلة حزينة! لقد عجزت الثورة الإيرانية عن فهم قضية حدود القوة وأهمية ادارة ثوابت الجغرافيا والتاريخ، فازت الثورة الإيرانية في واقعة تتجاهل حدود القوة او الجهل بها، ثم هي ايضاً، بكثير من مظاهرها، منزلقة في الخلط بين الثورة والدولة. ولم اجد جواباً يحل لغز عجز الثورة الإيرانية عن فهم حدود القوة وأهمية ادارة ثوابت الجغرافيا والتاريخ، لم أجد تفسيراً وجواباً على هذا التخبط الا في "عقدة الإستشهاد في الوجدان الشيعي"، فمحمد حسنين هيكل كتب يصف الثورة الإيرانية بأنها: "رصاصة انطلقت من القرن السابع الميلادي واستقرت في قلب القرن العشرين". فهي اقرب ما تكون شبهاً بشخصيات عصر الفتنة الكبرى في الإسلام بين "علي بن أبي طالب ومعاوية بن ابي سفيان"، كانت ايران تعيش بعد الثورة وكأنها قد استعادت كل أجواء كربلاء، وما زالت تتخبط في لعبة "القطار الروسي" وتجعل المنطقة كلها تتخبط معها فيه صعوداً ونزولاً!  كانت الثورة الإيرانية استشهاداً اكثر مما هي فرحةً، هكذا فهمها الخميني، ولكن، لماذا عزلت الثورة الإيرانية نفسها قبل أن يحاول أحد عزلها؟ بعقدة الإستشهاد راحت الثورة الإيرانية تحصر رقعة الأرض ورقعة الفكر والثقافة والحرية التي تتحرك عليها يوماً بعد يوم! وتحولت من ظاهرة انسانية هائلة في ايامها الأولى الى ظاهرة شيعية داخل إيران! ولا يُفهم تحرك الثورة الإيرانية ولو امتدت بعد ذلك بنفوذها الى سوريا والعراق ولبنان، لا يُفهم الا من خلال عقدة الإستشهاد في الوجدان الشيعي، ولكي نفهم عقدة الإستشهاد هذه، نقف عند هذه الأسطر التي قالها الخميني الى محمد حسنين هيكل . لقد قال الخميني لهيكل: "ليس البطل هو روح التاريخ ولكن الشهيد هو روح التاريخ".

وعقدة النزاع في التفسير الإيراني لروح التاريخ بين البطل والشهيد! هي اسباب الغليان في المنطقة هذه الأيام! ولا سيما في لبنان! وهذا تماماً ما يمزق منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام!! واكثر الضحايا هو لبنان الذي يعيش في القطار الروسي بين البطل والشهيد.

وهذه العقدة هي تماماً التي عزلت الثورة الإيرانية وعزلت كل من وقع تحت سيطرتها، وحولتها من ظاهرة انسانية الى ظاهرة شيعية.

واتجاه الشهادة ليس الذي آمن به موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين ومحمد حسين فضل الله وسائر الأئمة، وغيرهم... ولكن تيار "الشهادة" الذي استحكم اليوم في الثورة الإيرانية هو الغالب، وهو المستوحى من "عقدة الإستشهاد في الوجدان الشيعي"، وعقدة الإستشهاد جعلت طابع المنطقة في هذه المرحلة يركب قطاراً روسياً! وسيشهد لبنان جهنم في هذا القطار الروسي، لأن الفكر والثقافة الإيرانية المسيطرة على المنطقة اليوم، هي ان روح التاريخ هي الإستشهاد وليست البطولة وليست كرامة وسعادة الإنسان! والتاريخ الذي تصنعه الشهادة وحدها دون البطولة، هو تاريخ ضيق وحزين وكئيب ولا يُعمّر!

ان لبنان سيعيش كما المنطقة حول ايران، سيعيشون حقبة حزينة مرت بها أمم كثيرة قبل ذلك، حين ذهبت الى الشهادة في صنع تاريخها، فالفترة القادمة هي فترة "عقدة الإستشهاد في الوجدان الشيعي". سقطت ثورة القومية العربية التي كانت تبحث عن سعادة وكرامة الإنسان، وبقي الشهيد وحده صانع التاريخ. وسنركب في هذه المرحلة من التاريخ القطار الروسي! نعلو وننخفض، ولكننا سنبقى في جهنم!  والوزارة الجديدة على شكل سابقاتها واسوأ، هي التأكيد على ان المرحلة القادمة هي مرحلة الحزن والشقاء. واذا كان شيعة لبنان هم الذين سيندفعون في "ولاية الفقيه" والشهيد، فإن تركيبة لبنان من كل هذه الشعوب التي لم تتوحد ولا سعت يوماً الى الوحدة بنظام مدني عصري، هذه التركيبة هي المسؤولة عن انتشار أي وباء يفتك بطائفة، وينتشر الى سائر الطوائف، فيعمّ لبنان، وغصب عن شعوب لبنان كله. لا يغشّنكم القطار الروسي، فنزلاته أقوى من طلعاته، ولا يتقدم ولا يتأخر بل يدور حول نفسه صعوداً ونزولاً في الحزن والكآبة والشقاء.

 

الأميركيون وصدمة 11 سبتمبر

د. وليد فارس/انديبندت عربية/14 أيلول/2021

لقد واجه الرأي العام الأميركي في 10 أيام موجات من الضغط النفسي بكثافة لم يختبرها منذ ضربات 11 سبتمبر (أيلول)، تلخصت بانسحاب فوضوي، ودموي، ودراماتيكي من أفغانستان من ناحية، وصدمة عاطفية في الذكرى الـ 20 لهذه الضربات، في ظل تساؤل حول معنى الحرب بكاملها، وأهدافها، ونتائجها، وخسارتها، وما هو المستقبل بعدها. الانقسام العمودي في المجتمع تعّمق، كما كتبنا سابقاً، بسبب انقسام النخبة وصراع الإعلام على الأمور المصيرية، فما سمعناه، وشاهدناه، ورأيناه على شاشات التلفزة، وعبر السوشيال ميديا، خلال الانسحاب واحتفالات 11 سبتمبر، الأسبوع المنصرم، يمثل أكثر الأزمات السياسية والنفسية عمقاً منذ الحرب الأهلية الأميركية في القرن الـ 19، فالنخبة السياسية من الحزبين انشطرت حول رؤيا الأمن القومي، بالتالي السياسة الخارجية، وخلق ذلك شرخاً واسعاً على صعيد المواطنين، وبات واضحاً أن ما كان يعرف بأنه نظرة موحدة وطنية للشؤون الخارجية، ثنائية الحزبية، قد تقلّص وربما اندثر، وقد لعبت مأساة 11 سبتمبر، وحرب أفغانستان، دوراً بالغاً في هذا الانشطار الداخلي، واللافت للانتباه هو أن الرأي العام الدولي، لا سيما الشرق أوسطي، وبخاصة العربي، ربما لا يدرك خطورة المعادلة الأميركية الحالية، وتأثير الحربين في أفغانستان والعراق على التوازن الداخلي الأميركي. فلنستعرض تطور الثقافة السياسية تجاه الحرب على الإرهاب على مدى عقدين. ماذا جرى؟

تحديد 11 سبتمبر في 2002

على الرغم من الاختلافات السياسية الداخلية، اتفق الحزبان، الجمهوري والديمقراطي، في أكتوبر (تشرين الأول) 2001، على أن الهجمات الإرهابية التي قتلت حوالى 3000 شخص في نيويورك، وواشنطن، وبنسلفانيا، هي هجمات إرهابية كبرى هندسها تنظيم "القاعدة"، ودعمتها قيادة حركة "طالبان"، وصفقت لها القوى "الإسلاموية" وأذرعتها الإعلامية، وأوحت بها عقيدة تكفيرية تهدف إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في العالم الإسلامي، وكذلك تمّ حسم مسألة من المسؤول. فالحرب كما توافقت الأكثرية الأميركية، ليست بين حضارات وأديان، بل بين المجتمع الدولي والإرهابيين، ومن هذه الأرضية التاريخية توحّد الأميركيون على دعم اجتياح أفغانستان لاقتلاع "طالبان"، وضرب "القاعدة"، ومنع قيام نظام متطرف في تلك البلاد حتى أن تقوم على رجليها بنفسها. هذا المبدأ وحّد أميركا كما لم تتوحد منذ الحرب العالية الثانية.

حرب العراق

وعلى هذه الأرضية، أطلق الرئيس جورج بوش "الحرب على الإرهاب" مركزاً على "القاعدة"، و"طالبان"، وإيران، وأضاف نظام صدام حسين إلى اللائحة، فانتزع قبولاً قومياً بشنّ حملة لإسقاط النظام في بغداد، "على ظهر الحرب على محور الشر"، إذ إن الرأي العام كان قد فهم سبب المواجهة مع "الإسلامويين"، بسبب 11 سبتمبر، وكان يتذكر ما فعله الإيرانيون بالرهائن في طهران في 1979 و1980، وما أقدم عليه "حزب الله" من خطف وقتل في لبنان في الثمانينيات، أما صدام، فالشعب الأميركي كان قد دعم بوش الأب في حملته لطرد الديكتاتور العراقي من الكويت، لكنه لم يكن مقتنعاً أن على واشنطن إسقاط كل ديكتاتور في العالم، إلا إذا شكّل خطراً على الأمن القومي الأميركي، وهذا ما حاول أن يثبته بوش الابن للرأي العام في ملف أسلحة الدمار الشامل الذي لم يُثبت، ولكن بعد أن دخل الجيش الأميركي العراق، سقط الملف لانتفاء وجود الأسلحة، لكن صعود "القاعدة"، والجماعات المسلحة الإيرانية، ومهاجمتها العسكر الأميركي، أعطى شرعية لحرب العراق: مواجهة "القاعدة" وإيران.

ثقافة مواجهة الإرهاب

بعد ضربات 11 سبتمبر، وخطابات بوش التي حددت الأهداف والأعداء، وإسقاط "طالبان"، ومواجهة "القاعدة"، وإيران في العراق، جاءت لجنة 11 سبتمبر الثنائية الحزبين "The 9/11 Bipartisan Commission" في صيف 2004 لتصّلب القناعة لدى الشعب الأميركي أن الحربين الأميركيتين هما شرعيتان وتمثلان مفهوم الأمن القومي الأميركي، ومسؤولية الولايات المتحدة تجاه شعبها وحلفائها، وطبّقت الوزارات والإدارات هذه المبادئ على أرض الواقع على محورين، الأول ضرب المجموعات المسلحة المتطرفة في البلدين حتى قيام حكومات وطنية قادرة تعتمد على قوات مسلحة حاسمة، والثاني تنظيم مؤسسات دستورية، ديمقراطية ومساعدة المجتمع المدني لتنظيم صفوفه.

التمكين والانسحاب

وقد أيّد الرأي العام هذه العقيدة الاستراتيجية وقبل بالتضحيات الغالية بالدم والمال، حتى يتم بناء بلدان حليفان قادران على مواجهة المخاطر بالتنسيق مع واشنطن، كما أيّد الأميركيون بعد الحرب العالمية الثانية مساعدة الألمان والإيطاليين واليابانيين على بناء ذاتهم لمنع عودة الفاشية إلى بلادهم، وكان بالطبع الهدف النهائي الانسحاب لصالح حكومات تلك الدول وجيوشها الوطنية، وقد كان ربما ممكناً أن تتم الانسحابات بعد 10 سنين وليس 20 سنة، وطال صبر الأميركيين العاديين وهم ينتظرون "إتمام المهمة"، ولكن إتمامها لم يكن ممكناً من دون معركة أيديولوجية، تربوية، تثقيفية، على نمط الإصلاحات الفكرية السعودية، والمصرية، والإماراتية، على أرض الواقع في أفغانستان. لماذا؟

سنوات أوباما

إدارة بوش خاضت شبه حرب فكرية ضد التطرف لخمس سنوات من 2002 إلى 2006 حيث حاولت بثّ "مشروع الديمقراطية" في العراق وأفغانستان، ولكن بصعوبة وببطء، فهي لم تدخل المعترك العقائدي ضد المتطرفين بالعمق، ولم تفهم هذه الساحة كما يعرفها العرب والمشرقيون. لذلك، فمرحلة بوش قامت بجهد محمود ولكن ببطء خطير، إذ إن إدارته خسرت الأكثرية الجمهورية في 2006، بالتالي بدأت تواجه تياراً موالياً للسيناتور باراك حسين أوباما، الذي باشر بشراكة مع القوى الراديكالية اليسارية من ناحية، وتياري الإخوان والنظام الإيراني، وهذا عنى أنه قاوم مشروع بوش لمواجهة تلك القوى فكرياً في المنطقة.

وجسد أوباما سياساته هذه بخطابه في القاهرة ورسالته لخامنئي في يونيو (حزيران) 2009، فتوقفت البرامج المؤيدة للديمقراطية في المنطقة، واستبدلت بشراكات لصالح الإخوان، ومفاوضات مع الإيرانيين، أوباما أوقف الحرب الفكرية، وبدأ بفك الاشتباك مع القوى المتطرفة في المنطقة. استمر بأفغانستان أن وجود القوات الأميركية كان له تأييد في أميركا، فقرر الانسحاب من العراق أولاً، فنفذه في 2011، ودعمت إدارته الإخوان في "الربيع العربي"، وكان هدف إدارته تمكين "الإسلامويين" في المنطقة ليتمكن من نيل مساعدتهم للانسحاب من أفغانستان، إلا أن صعود تنظيم "داعش" غيّر المقاييس، فطالبت الأكثرية في أميركا بضرب "داعش" قبل أي انسحاب، فتأخرت خطة الخروج بسبب ضغط المواطنين على إدارته.

ترمب مفاوضات الدوحة

حملة الرئيس السابق دونالد ترمب الرئاسية وعدت بقطع العلاقات مع الإخوان، وتفكيك "داعش"، والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وأضافت أنها ستواجه التطرف التكفيري وتقيم تحالفات مع الدول العربية ضد المتطرفين، والتزمت بمنع "طالبان" من العودة إلى السلطة ودعم الجيش الأفغاني، فأيدته أكثرية ناخبة كبيرة أوصلته إلى البيت الأبيض. إدارة ترمب نفذت كثيراً من وعودها، كضرب "داعش"، والتصدي لإيران. إلا أنها، بتأثير من اللوبي القطري، جلست مع "طالبان" في الدوحة في آخر سنتين من الرئاسة، ووقعت على اتفاق الانسحاب، القاعدة الشعبية لترمب لم تسأل المفاوضين كثيراً عن ذلك الاتفاق لثقتها بشخص الرئيس وقتها. الإدارة وعدت بإنهاء الحرب الطويلة، وهو مطلب شعبي دائم، إلا أن الخطة الفعلية للانسحاب أجلّت لما بعد الانتخابات، ولكن ترمب خسر الرئاسة.

بايدن ينفّذ انسحاب أوباما

وكما رأينا في الأسابيع الماضية، نفذت إدارة جو بايدن ما وصفته "باتفاق ترمب" ولكن على أسس كان قد أطلقها أوباما، أي شراكة مع "الإسلامويين" عبر الدوحة والإخوان الذين يبدون ممسكين بالعلاقات العامة لـ "طالبان".

شاهد الأميركيون العاديون صور الانسحاب الدراماتيكي، وسيطرة شخصيات "إرهابية" على السلطة، فصعقوا لما رأوه ولما سمعوه من إدارتهم الحالية، فالمبادئ التي بنيت عليها سياسة 9/11 سقطت، ومشروع الانسحاب القوي وإبقاء حليف موثوق على الأرض تبعثر، فبات الناس في الوطن الأميركي ضائعين، يسألون السؤال تلو الآخر: ماذا نفذنا في أفغانستان بعد 20 عاماً؟ لماذا عدنا إلى العراق بعد أن خرجنا؟ لماذا انسحبنا من أفغانستان قبل إنهاء العدو وتمكين الحليف؟ لماذا باتت "طالبان" شريكتنا؟ من هم حلفاؤنا الحقيقيون في الشرق الأوسط؟ وأسئلة عديدة أخرى. أزمة وجود فكرية تتوسع.

 

لماذا أسقط المغاربة «الإخوان المسلمين»؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/15 أيلول/2021

من أسكرهم تسلم «طالبان» للحكم في كابل، بصفته حدثاً إحيائياً لمعنويات التيارات الإسلام السياسي، صفعتهم الخسارة المدوية لـ«حزب العدالة والتنمية» في المغرب. كنت وما زلت من المشككين في امتلاك «طالبان» قدرة إلهام سياسي وتنظيمي تتجاوز بعض اللغو الإعلامي والنكد السياسي، الذي شاهدناه مثلاً في إعلام فلول تنظيم «الإخوان» المصري، ممن لم تطلهم حملة التطهير التركية في أعقاب التفاهمات السياسية بين الرئيس رجب طيب إردوغان، وعدد من العواصم العربية لا سيما القاهرة.

عدا هذا النكد، الذي راح بشكل يائس يفاضل بين «طالبان» في أفغانستان وبين الحكم في مصر بكل إنجازاته المشهودة، لا أتوقع أن تمتلك «طالبان» القدرة أو الرغبة على أكثر من إحكام قبضتها على أفغانستان لتمارس فيها ما تراه الحكم السياسي، وفق شروط وقواعد الإسلام والشريعة.

الحدث الإسلاموي الأساسي هو ما حصل في المغرب بعد تونس، في الانتخابات العامة التي شهدت انهيار «حزب العدالة والتنمية»، بشكل لم يتصوره حتى أعتى خصومه. ولعل في فشل الأمين العام للحزب الحالي ورئيس الحكومة التي أجرت الانتخابات، سعد الدين العثماني، في انتزاع مقعده النيابي في منطقته، ما يختصر الكثير من الردود، على دعاوى التزوير والمال السياسي وغيرها من الطعون التي ساقها الفريق المهزوم.

حقيقة الأمر، أن «حزب العدالة والتنمية» عوقب بقسوة وبتصويت عقابي كثيف، بعد قضائه عشر سنوات في حكم المغرب، من دون إنتاج الكثير من الفضائل للناس. فقد غرق «حزب العدالة والتنمية» بمستويين من الصراعات السياسية التي أشغلته عن الإنجاز العملي على المستوى الوطني العام. أما المستوى الأول فهو الصراع على القيادة بين العثماني والأمين العام السابق للحزب وسلف العثماني في رئاسة الحكومة عبد الإله ابن كيران، بحيث صار الحزب حزبين عملياً، في معظم مفاصل العملية السياسية في المغرب، وفي إدارة الملفات والتصويت عليها داخل البرلمان. وأما المستوى الآخر، فهو صراع الأجيال داخل الحركة الإسلامية بين جيل الربيع العربي وأجيال الثمانينات والتسعينات، وهو ما رأينا مثيله في تونس بين جيل الربيع العربي الإسلامي وجيل الحرس القديم ممثلاً براشد الغنوشي.

المغاربة صوتوا للإنجاز لا للكلام أو الصراعات العقائدية والسلطوية والمصلحية.

يكفي أن نتطلع إلى أنه، وعلى الرغم من أن حكومة العثماني حكومة ائتلافية، فإنَّ شركاءه في الحكم حققوا نتائج باهرة، أوصلت وزير الزراعة في الحكومة عزيز أخنوش إلى أن يتولى تشكيل الحكومة المغربية المقبلة. فأخنوش، رئيس «حزب التجمع الوطني للأحرار»، يحمل في رصيد إنجازاته تنفيذ مراحل مهمة من مشروع المغرب الأخضر 2008، لتطوير القطاع الزراعي المغربي وعصرنته؛ ما أدَّى خلال عشر سنوات إلى مضاعفة مساهمة قطاع الزراعة في الناتج القومي المغربي، ورفع الصادرات الزراعية المغربية بنسبة 117 في المائة، عدا عن توفير مئات آلاف الوظائف في القطاع.

وكان برز اسم الحفيظ العلمي كمرشح محتمل، على الرغم من كونه وزيراً في حكومة ابن كيران الثانية. بيد أن العلمي، كما أخنوش، تولى وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ونجح في أن يربط اسمه بتطوير قطاع صناعة السيارات تحديداً (تجميع وإعادة تصدير) الذي بلغت صادراته عام 2019 - 2020 نحو 8 مليارات دولار، ليصبح القطاع هو الأول في البلاد على صعيد القطاعات المصدِّرة، مستفيداً من ميناء طنجة المتوسط الذي يرتبط بنحو 80 دولة وأكثر من 186 ميناءً، ويعمل على الوصول بقدرته الاستيعابية إلى 9 ملايين حاوية سنوياً؛ ما يجعله الميناء الأكبر على المتوسط.

في مقابل ثقافة مشدودة للإنجاز والحداثة الاقتصادية، بقيادة متأنية وحاسمة من الملك محمد السادس، كان «حزب العدالة والتنمية»، بسبب جموده العقائدي، يعاني من صعوبات جمَّة في التأقلم مع تحديات سياسية، فجاءت بعض المحطات السياسية لتزيد من حال انقسام الحزب ولتعزيز صراعات المحاور.

أبرز هذه الملفات ثلاثة: التصويت على تشريع زراعة القنب الهندي، والتصويت على تعليم العلوم باللغة الفرنسية، أو ما يسميه العقائديون الإسلاميون «فَرْنَسِة التعليم»، واتفاق السلام مع إسرائيل.

فقد أشعل التصويت على قانون تشريع القنب الهندي، والاستفادة منه في تعزيز صادرات القطاع الزراعي وتطوير صناعة الأدوية، معركة سياسية شرسة بين العثماني وابن كيران، شهدت تلويح الأخير بتعليق عضويته في «حزب العدالة والتنمية»، وهي ككل المعارك بين الرجلين يختلط فيها العقائدي بصراعات السلطة والنفوذ بينهما. قبل ذلك شكلت «فرنسة التعليم» محطة من محطات التوتر والمزايدة الشعبوية التي احترفها بن كيران، معتبراً أن «إعادة إدخال لغة القوة الاستعمارية السابقة خيانة لمبادئ الحزب»!

حصيلة هذا الصراع تفيد بأن المغاربة غير معنيين بالصراعات بين ما يسمى الخط الآيديولوجي الحركي في الحزب الذي يسيطر عليه ابن كيران، والتيار البراغماتي الواقعي بقيادة العثماني، حيث إن لا العثماني نجح في حماية حزبه، ولا ابن كيران، حتى إشعار آخر، نجح في استعادة قيادة الحزب وتوجيه بعض قواعده لإنجاح محسوبين عليه. وهذا دليل إضافي على الاستقراء الخاطئ لمزاج الشارع والانفصال عن همومه اليومية التي يتصدرها الاقتصاد وفرص العمل والتعليم.

أما حين التقى ابن كيران والعثماني على الموقف من توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل، ضربا بسبب موقفهما المؤيد، إسفيناً بين الحزب وبين «خزانه الانتخابي»، أي حركة التوحيد والإصلاح التي تعد القاطرة الاستراتيجية للعدالة والتنمية، وهي الاتجاه الإخواني الراديكالي الذي يمثله أحمد الريسوني، رئيس اتحاد علماء المسلمين، بحيث عزفت الحركة عن المشاركة في الانتخابات وأبدت تجاه مجرياتها بروداً غير مسبوق.

مزيج قاتل من صراع السلطة وصراع الأجيال وارتباك النقاء العقائدي في ملفات داخلية وخارجية، وضعت «حزب العدالة والتنمية» على مقصلة الإعدام الانتخابي، في مقابل تجارب أخرى، أكثر انشداداً نحو المنجز الاقتصادي الحديث الأقرب إلى هموم الشبيبة المغربية والمتخفف من أعباء وحسابات العقد التالي للربيع العربي.. الانتخابات الأخيرة في المغرب فرصة لهذا البلد ليراكم على إنجازات العقد الفائت، وأن يتخفف أكثر من فوبيا الحراك الشعبي الفوضوي أو الابتزاز الإسلاموي، وأن يمضي نحو المكانة التي يستحقها المغرب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية اتصل بالشيخ ابي المنى مهنئا بانتخابه شيخ عقل طائفة الموحدين

الثلاثاء 14 أيلول 2021

وطنية - اتصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم بالشيخ الدكتور سامي أبي المنى، مهنئا بانتخابه بالتزكية شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، وتمنى له التوفيق في مهامه الوطنية الجديدة. ورد الشيخ ابي المنى شاكرا للرئيس عون تهنئته.

 

رئيس الجمهورية اطلع من وزير الطاقة الجديد على الخطوط العريضة لبرنامج عمله وتلقى برقية تهنئة بالحكومة الجديدة من عباس

الثلاثاء 14 أيلول 2021

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير الطاقة والمياه في الحكومة الجديدة الدكتور وليد فياض الذي اطلعه على الخطوط العريضة لبرنامج عمله في الوزارة، والاجراءات العاجلة الواجب اتخاذها لمواجهة ازمتي الطاقة والكهرباء.

النائب السابق ناصر قنديل

وفي قصر بعبدا،النائب السابق ناصر قنديل الذي اجرى مع الرئيس عون جولة افق تناولت الاوضاع الداخلية والاقليمية في ضوء التطورات الاخيرة.

تهنئة من رئيس دولة فلسطين

من جهة أخرى، تلقى الرئيس عون برقية من رئيس دولة فلسطين محمود عباس هنأه فيها بتشكل الحكومة الجديدة، متمنيا لها النجاح والتوفيق " في أداء المهام السامية الموكلة اليها، واثقين من حكمتكم في قيادة بلدكم وشعبكم نحو تحقيق ما تصبون اليه من اهداف وتطلعات".

 

ميقاتي ترأس الاجتماع الثاني للجنة صوغ البيان الوزاري واجتماع ثالث غدا والتقى سفراء فرنسا والنروج والقائم بالاعمال الاميركي وحاكم مصرف لبان

الثلاثاء 14 أيلول 2021

وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري، عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في مكتبه في السرايا، في حضور أعضاء اللجنة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، ووزراء الإعلام جورج قرداحي، العدل هنري خوري، المالية يوسف خليل، التنمية الادارية نجلا الرياشي، الداخلية بسام مولوي، الطاقة وليد فياض، الثقافة محمد مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، المهجرين عصام شرف الدين، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير ومدير مكتب الرئيس ميقاتي جمال كريم. وتابعت اللجنة البحث في ملاحظات الوزراء على مشروع البيان الوزاري، على أن يعقد اجتماع ثالث غدا.

لقاءات

وكان رئيس مجلس الوزراء استقبل سفيرة فرنسا آن غريو، سفير النروج مارتن ييترفيك، ثم القائم بأعمال السفارة الاميركية ريتشارد مايكلز.

كما اجتمع الرئيس ميقاتي مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

 

بري عرض الاوضاع مع السفيرة الفرنسية وتلقى برقيات من السيسي والكاظمي ومن رئيس مجموعة الصداقة الصينية اللبنانية

الثلاثاء 14 أيلول 2021

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرالرئاسة الثانية في عين التينة، السفيرة الفرنسية آن غريو، حيث جرى عرض للاوضاع العامة، وآخر المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا. على صعيد آخر، تلقى الرئيس بري برقية تعزية، من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برحيل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان. كما تلقى رئيس المجلس برقية شكر، من رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي، على المواساة بضحايا فاجعة الحريق الذي وقع في مستشفى الحسين في محافظة ذي قار العراقية. وتلقى الرئيس بري أيضا رسالة من رئيس مجموعة الصداقة الصينية اللبنانية لي كسو يونغ، حول تداعيات جائحة كورونا، وأهمية التعاون الدولي والبحث العلمي لمواجهتها.

 

المنظمة الدولية للتقرير عن الديموقراطية: نطالب الحكومة بتنظيم الانتخابات في موعدها والإسراع في إقرار الإصلاحات البنيوية

الثلاثاء 14 أيلول 2021

وطنية - رحبت المنظمة الدولية للتقرير عن الديموقراطية، في بيان، "بتأليف الحكومة اللبنانية، بعد فراغ استمر لأكثر من 13 شهرا، أدى خلاله التدهور السياسي إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية، وتحول 70 في المئة من اللبنانيين واللبنانيات إلى فقراء، عدا عن تراجع حريات التعبير عن الرأي واعتقال الناشطين/ات وعدم تبيان الحقائق والمسؤوليات المترتبة على المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت". واعتبرت المنظمة أن "تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية منذ انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 أدى إلى تراجع منسوب حريات التعبير عن الرأي والحريات السياسية والحقوق المدنية، بالإضافة إلى الاعتداء على الصحافيين والصحافيات واعتقال الناشطين والناشطات، بسبب منشورات أو تقارير تطال الفاسدين، مع اجبار بعض الناشطين على توقيع تعهدات غير قانونية. كما قامت السلطات الأمنية باعتقال عدد من الناشطين وأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، الذين يطالبون بمعرفة الحقيقة الكاملة، في ظل تعمد رسمي لإخفاء عدد من التقارير الأمنية التي تشير إلى المسؤوليات الأساسية في الانفجار". وفي اليوم العالمي للديموقراطية 15 أيلول 2021، "تشعر المنظمة بالقلق على النظم الديموقراطية في لبنان وأولاها التخوف من عدم اجراء الانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية تباعا عام 2022 أو محاولة تأجيلها، على رغم قيام تحديد وزارة الداخلية والبلديات مواعيد الانتخابات". وتخوفت المنظمة من أن "تتطور حالة اعتقال الناشطين وقمعهم/ن، في ظل الهجوم الحاد ضد منظمات وجمعيات المجتمع المدني المحلية والدولية العاملة في لبنان". وطالب المنظمة "الحكومة الجديدة بأن تلحظ في بيانها الوزاري:

- تطوير خطة اقتصادية تطال الفئات الأكثر تهميشا وتفعيل البطاقة التمويلية وتوسيع مروحة الافادة إلى جميع العائلات والأفراد المحتاجة، على ألا تكون بطاقة انتخابية.

-الإسراع في إقرار قانون استقلال القضاء وتطبيق قانون الشراء العام والخطة الوطنية لمكافحة الفساد على أوسع نطاق.

- محاسبة المتورطين في انفجار مرفأ بيروت، وسوق الفاعلين والمحرضين والمشاركين إلى العدالة.

- تنفيذ الانتخابات النيابية والرئاسية والبلدية في مواعيدها وعدم التحجج بحجج أمنية، في محاولة لتأجيلها.

 

غرفة الاستئناف في المحكمة الدولية: جلسة الاستئناف في قضية مرعي وعنيسي من 4 الى 8 تشرين الأول

الإثنين 13 أيلول 2021

وطنية - أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في تعميم، أن "غرفة الاستئناف قررت عقد جلسة الاستئناف في قضية المدعي العام ضد مرعي وعنيسي (STL-11-01) من 4 إلى 8 تشرين الأول/أكتوبر 2021. وتتعلق هذه القضية بالاعتداء الذي وقع في 14 شباط/فبراير 2005 في بيروت وأودى بحياة 22 شخصا، بمن فيهم رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وأسفر عن إصابة 226 شخصا آخرين". ولفت التعميم الى أنه "في قرار تحديد الجدول الزمني الصادر في 12 تموز/يوليو 2021، أفادت غرفة الاستئناف بأنها ستستمع إلى مرافعات شفهية من المدعي العام ومحامي الدفاع عن السيدين حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي (الفريقين)، والممثلين القانونيين للمتضررين (الممثلين القانونيين)، أو قد تدعوهم إلى توضيح حجج ساقوها في مذكراتهم وملاحظاتهم الكتابية فيما يتعلق بالاستئناف الذي أودعه المدعي العام طعنا بحكم غرفة الدرجة الأولى. وأجازت الغرفة للممثلين القانونيين للمتضررين حضور جلسة الاستئناف والإدلاء بمرافعات شفهية فيما يتعلق بمسائل تمس المصالح الشخصية للمتضررين". وأشار الى أن "الجلسة العلنية سوف تدوم خمسة أيام، من يوم الاثنين 4 تشرين الأول/أكتوبر عند الساعة 9:30 صباحا (بتوقيت وسط أوروبا) إلى يوم الجمعة 8 تشرين الأول/أكتوبر عند الساعة 12:40 ظهرا (بتوقيت وسط أوروبا). وستبث وقائع الجلسة بتأخير مدته 30 دقيقة على الموقع الإلكتروني للمحكمة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية. وعقب اختتام الجلسة، سوف ينصرف القضاة للمداولة وسيصدرون حكم الاستئناف في الوقت المناسب. لذلك، تجدر الإشارة إلى أن النطق بالحكم سوف يتم علنا في مرحلة لاحقة".وذكر التعميم أنه "نظرا إلى جائحة كوفيد-19 وتماشيا مع التوجيهات الوطنية المطبقة في مبنى المحكمة، لن يسمح إلا لعدد محدود من الأشخاص بدخول شرفة الجمهور وقاعة الإعلام. وستتاح المقاعد حسب أولوية الوصول. ويمكن للاعلاميين الذين يتعذَّر عليهم حضور الجلسة شخصيا أن يتابعوا الإجراءات التي ستبث بتأخير مدته 30 دقيقة على الموقع الإلكتروني للمحكمة".

 

أحكام للعسكرية بالأشغال المؤبدة بحق محمد رضوان الصوالحي ومجموعته

الإثنين 13 أيلول 2021

وطنية - أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن منير شحادة سلسلة أحكام بحق كل من المدعى عليهم: محمد رضوان الصوالحي، سلطان بسام الفري، محمد عمر الرطل، بسام محمد فيصل بيتية، عيسى محمود نجم، يوسف أحمد مرعي وعمر بكري فستق، وذلك لإقدامهم على الأراضي اللبنانية وبتاريخ لم يمر عليه الزمن على الإنتماء الى تنظيم "داعش" الإرهابي بهدف القيام بأعمال إرهابي. كما أقدم الثالث والرابع والسابع على تحريض باقي المدعى عليهم على الإلتحاق بالتنظيم للقتال إلى جانبه في سوريا.وقضت الأحكام بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحق الصوالحي والفري والرطل وبيتية ومرعي مع تجريدهم من حقوقهم المدنية، وبالأشغال الشاقة مدة خمس سنوات بحق عمر بكري فستق وتجريده من حقوقه المدنية. كما قررت المحكمة فصل ملف نجم عن الدعوى القائمة وتحديد جلسة محاكمة له بتاريخ 28/2/2022.

 

تكتل لبنان القوي: منح الثقة للحكومة مُرتبط بـ ...

وطنية/14 أيلول/2021

عقد تكتل لبنان القوي اجتماعه الدوري إلكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل، فناقش جدول اعماله وأصدر البيان التالي:

يبدي التكتل ارتياحه لتشكيل الحكومة من خلال مسار دستوري التزم فيه الرئيس المكلّف بشراكته مع رئيس الجمهورية فاحترم صلاحيّاته وأصول التأليف.

ويؤكّد التكتل في المقابل انّ منح الثقة للحكومة مرتبط بما سيتضمّنه بيانها الوزاري من التزام فعلي وتعهّد واضح بتحقيق الآتي:

على الصعيد المالي والنقدي والاقتصادي:

1 – تنفيذ العقد الموقّع مع شركة الفاريز ومارسال بشأن التدقيق الجنائي في مصرف لبنان اضافةً الى كافة المؤسسات والادارات

2 – العمل على اعادة الأموال المحوّلة للخارج واقرار قانون الـ CAPITAL CONTROL.

3 – وضع خطة للتعافي المالي والتفاوض عليها مع صندوق النقد الدولي، والتزام حاكمية مصرف لبنان بسياسة الحكومة وبقانون النقد والتسليف.

4 – وضع موازنة للعام 2022 تتضمّن كافة الاصلاحات المالية المطلوبة.

5 – اطلاق عجلة الاقتصاد المنتج وتشجيعه بفوائد استدانة منخفضة.

على الصعيد الاجتماعي والمعيشي والتربوي والصحي:

– اصدار وتوزيع البطاقة التمويلية وتعزيز برامج دعم الفئات الأكثر فقراً في مقابل رفع الدعم التدريجي.

توفير المحروقات ومنع تهريبها وتخزينها وتوفير اكبر نسبة تغذية من الكهرباء من خلال مؤسسة كهرباء لبنان.

– التأكيد على تنفيذ خطة عودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الى بلادهم.

– ضرورة اطلاق العام الدراسي ودعم القطاع التربوي من خلال المساعدات المتوفّرة ومن خلال اطلاق البطاقة التربوية.

– توفير كافة الأدوية وتمكين المؤسسات الاستشفائية من تقديم كل الخدمات اللازمة.

 على صعيد استعادة الثقة:

– اتخاذ كافة اجراءات مكافحة الفساد وتطبيق القوانين اللازمة والسير بكشف حسابات واملاك القائمين بخدمة عامة.

– تحصين استقلالية القضاء ودعم التحقيق في انفجار المرفأ ووضع الاطار القانوني والإجراءات اللازمة لإعادة اعماره.

– وضع خطة طاقوية توفّر الكهرباء عبر الغاز والطاقة المتجدّدة وتسير بتنفيذ عقود الغاز في البحر وترسيم الحدود البحريّة بالحفاظ على الحقوق اللبنانية.

– التأكيد على سيادة لبنان واستقلاله والقيام بكل ما يمكن للحفاظ عليها وعلى علاقاته الدولية والعربية وتعزيزها.

– اجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري مع التأكيد على حق المغتربين في الاقتراع.

صحيح ان الحكومة بحاجة الى ثقة المجلس النيابي ولكنها بحاجة ايضاً الى ثقة اللبنانيين اولاً والمجتمع الدولي ثانياً، والتكتل سيكون الى جانبها وداعماً لها في كل اجراءاتها الاصلاحية الانقاذية وسيكون معارضاً شرساً لها في حال التلكّؤ او التقاعس والتقصير.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 14 -15 أيلول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 15 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102416/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1180/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/September 15/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102418/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-september-15-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin