المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 أيلول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.september10.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الوزنات وعقاب العبد الكسول الذي لم يتاجر بوزنته

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/كنا بصهر وهلق صرنا بصهرين وكاسك يا وطن

فيديو ونص/قراءة للياس بجاني في خطاب د. سمير جعجع التعموي والطروادي الذي ألقاه أمس في ذكرى الشهداء

الياس بجاني/الإنتخابات بتكون مقبولي ببلد حر وسيد ومستقل، ومش ببلد محتل وحكامه وأحزابه دمى. الإنتخابات بظل احتلال حزب الله تشرعن احتلاله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع اللواء اشرف ريفي من قناة صوت بيروت انترناشيونال يتناول من خلالها معظم الملفات الساخنة التي تشغل اللبنانيين وتنغص عليهم حياتهم.

إتحاد أورا يدين الاستخفاف بخطورة المرحلة والمتاجرة بمصير الوطن والشعب: *بقاء لبنان بصيغته الحضارية مسؤولية القيادات المسيحية أوّلاً

الاحتلال الخبيث/L’occupation sournoise/Jean-Marie Kassab/بقلم جان ماري كسّاب

البابا فرنسيس يردّ على رسائل اهالي شهداء المرفأ

مقارنة إسرائيلية بين الانسحابين من أفغانستان ولبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس 09/09/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 9 أيلول 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مسيرة نسائية من فردان الى عين التينة تحت شعار محاسبة المسؤولين عن تفجير مرفأ بيروت

السعودية تحبط تهريب مخدرات لشبكة مرتبطة بـ “حزب الله”

محكمة فرنسية تؤيد حبس رفعت الأسد 4 سنوات

لبنان: “المازوت” يُباع في محطات الوقود بالدولار النقدي

إطلاق البطاقة التمويلية إيذاناً برفع الدعم عن المحروقات

لا حكومة… وعون ينتظر اعتذار ميقاتي

بواخر النفط الإيراني وصلت إلى بانياس… لماذا لم تدخل لبنان بعد؟

التشكيلة "بين الصهرين"... و"العقوبات" على طاولة المقايضات!

ميقاتي يدرس ملازمة منزله من دون اعتذار

حزب الله "يتمدّد" ويستفيد من الأزمات!

واشنطن تَتدخّل و... لا تَتدخّل

حتى "حزب اللّه" صدّق

دمشق تَعود من "الطاقة"

"آخرُ من يعلم"

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

تل أبيب: لن نسمح لإيران بالاقتراب من “حافة النووي”

“الطاقة الذرية”: إيران توسِّع برنامجها النووي وتقترب من “القنبلة”

غروسي: طهران تمتلك 10 كيلو يورانيوم مخصب إلى 60 %... وأميركا تدرس بدائل مفاوضات فيينا

“طالبان”: إدراج وزراء على القائمة السوداء انتهاك لاتفاق الدوحة

واشنطن: الوقت ينفد أمام طهران للعودة إلى الاتفاق النووي

السعودية ترحب بالإفراج عن الوثائق السرية لهجمات 11 سبتمبر 2001

هزيمة مدوّية للإسلاميين في انتخابات المغرب لصالح أحزاب ليبرالية

استقالات جماعية بين قيادات "العدالة والتنمية" وعلى رأسهم سعد الدين العثماني

مناورات الغنوشي تثير غضب التونسيين

إثيوبيا تطالب السودان بالانسحاب من أراضيها

واشنطن: التخفيض العسكري لن يُضعف التزامنا تجاه العراق

تركيا تستدعي عناصر من “الإخوان”… وتطالبهم بوقف أنشطتهم

الرئيس الأميركي يتعرض لانتقادات حادة في “نيوجيرسي”

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحلقة العشرة من كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى: عناوين حلقة اليوم/ نهاية عهد الرئيس الجميل وحكومة ميشال عون/نتائج الطائف مدريد وأوسلو

ديبلوماسيّةُ "ألفِ ليلةٍ وليلة/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار

حديث إفتراضي في معراب/د. جورج صدقه/جريدة الجمهورية

اللبنانيّون المتناحرون ووئام الصِّهْرَين/فارس خشان/النهار العربي

بين العراق ولبنان: صيغة فكر تصنعها إرادة التحرر من الإحتلال الإيراني/السفير د. هشام حمدان/ جريدة نداء الوطن

ماكرون وسياسة الصفقات: أي حكومة ولو بثلث معطل لعون/منير الربيع/المدن

من سَيدفع الثَمن؟/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

بري وجنبلاط وحزب الله يحذرون من "الثلث المعطل"/عمر حبنجر/الأنباء الكويتية

السّياسة الخارجيّة للولايات المتّحدة بين الأمس واليوم/رياض قهوجي/النهار العربي

يخافون مواجهة باسيل... وهو "أعزل"/حسن سعد/ليبانون فايلز

ما وراء غضب بري ونصرالله وجنبلاط من “المجتمع المدني”؟/رامي الأمين/موقع درج

«أم المعارك» بقاء عون في القصر!/حنا صالح/الشرق الأوسط

ثلاث مصريات من لبنان: صالون وصالة وصحيفة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أفغانستان على طريق فيتنام: حرب فانسحاب فشريك/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

نجاحات الجيش الأميركي في أفغانستان/جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط

اسرائيل تدق نواقيس الحرب  من موسكو!/المحامي ادوار حشوة/فايسبوك

أهي عملية فعلية أم مناورة إسرائيلية؟!/صالح القلاب/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل غراتسيانو ورحب بأي دعم يقدمه الاتحاد الاوروبي للبنان: لمساعدة المؤسسات الأمنية وفي مقدمها الجيش لتجاوز الازمة

بري استقبل غراتسيانو وفرونتسكا وبخاري قدم التعازي برحيل الشيخ قبلان

الاحرار: الاتصالات جارية لقيام جبهة سيادية إنقاذية جامعة خدمة للمصلحة الوطنية العليا

كتلة الوفاء للمقاومة : إبقاء لبنان من دون حكومة فاعلة ناشطة هدر موصوف لمصالح البلاد واللبنانيين وتضييع مؤسف لفرص إنقاذية إنمائية

عكر شاركت في اجتماع مجلس الجامعة العربية والتقت كوبيتش ولازاريني ونظرائها الكويتي والأردني والمصري والتونسي

جعجع في لقاء تشاوري تربوي في معراب : السياسة أساس كل شيء وفي حال عدم انتظامها لن تنتظم حال البلد والانتخابات الفرصة الوحيدة لتغيير المنظومة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الوزنات وعقاب العبد الكسول الذي لم يتاجر بوزنته

إنجيل القدّيس لوقا19/من11حتى28/:”قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل، لأَنَّهُ كانَ قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْ أُورَشَليم، وَكانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ سَيَظْهَرُ فَجْأَةً، فَقَال: «رَجُلٌ شَرِيفُ النَّسَبِ ذَهَبَ إِلَى بَلَدٍ بَعِيد، لِيَحْصَلَ عَلى المُلْكِ ثُمَّ يَعُود. فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ، وَأَعْطَاهُم عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ أَي كُلَّ وَاحِدٍ مِئَةَ دِينَار، وَقَال لَهُم: تَاجِرُوا بِهَا حَتَّى أَعُود. لَكِنَّ أَهْلَ بَلَدِهِ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ، فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ وَفْدًا قَائِلين: لا نُريدُ أَنْ يَمْلِكَ عَلَيْنا هذَا الرَّجُل. ولَمَّا عَاد، وَقَدْ تَوَلَّى المُلْك، أَمَرَ بِأَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ أُولئِكَ العَبِيدُ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الفِضَّة، لِيَعْرِفَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ وَاحِد. فتَقَدَّمَ الأَوَّلُ وَقال: سَيِّدي، رَبِحَ مَنَاكَ عَشَرَةَ أَمْنَاء. فقَالَ لَهُ: يَا لَكَ عَبْدًا صَالِحًا! لأَنَّكَ كُنْتَ أَمِينًا في القَليل، كُنْ مُسَلَّطًا عَلَى عَشْرِ مُدُن! وجَاءَ الثَّاني فَقال: سَيِّدي، رَبِحَ مَنَاكَ خَمْسَةَ أَمْنَاء! فقالَ لِهذَا أَيْضًا: وَأَنْتَ كُنْ مُسَلَّطًا عَلَى خَمْسِ مُدُن! وجَاءَ الثَّالِثُ فَقال: سَيِّدي، هُوَذَا مَنَاكَ الَّذي كانَ لي، وَقَدْ وَضَعْتُهُ في مِنْدِيل! فَقَدْ كُنْتُ أَخَافُ مِنْكَ، لأَنَّكَ رَجُلٌ قَاسٍ، تَأْخُذُ مَا لَمْ تَضَعْ، وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ! قالَ لَهُ المَلِك: مِنْ فَمِكَ أَدينُكَ أَيُّها العَبْدُ الشِرِّير.كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي رَجُلٌ قَاسٍ، آخُذُ مَا لَمْ أَضَعْ، وَأَحْصُدُ مَا لَمْ أَزْرَعْ، فَلِمَاذا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي عَلَى طَاوِلَةِ الصَّيَارِفَة، حَتَّى إِذَا عُدْتُ ٱسْتَرْجَعْتُهَا مَعَ فَائِدَتِهَا. ثُمَّ قَالَ لِلْحَاضِرين: خُذُوا مِنْهُ المَنَا، وَأَعْطُوهُ لِصَاحِبِ الأَمْنَاءِ العَشَرَة. فَقَالُوا لَهُ: يَا سيِّد، لَدَيهِ عَشَرَةُ أَمْنَاء! فَأَجَابَهُم: إِنِّي أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ حَتَّى مَا هُوَ لَهُ. أَمَّا أَعْدَائِي أُولئِكَ الَّذينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِم، فَسُوقُوهُم إِلَى هُنَا وٱذْبَحُوهُم قُدَّامي». قالَ يَسُوعُ هذَا وَتَقَدَّمَ صَاعِدًا إِلَى أُورَشَليم.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

كنا بصهر وهلق صرنا بصهرين وكاسك يا وطن

09 أيلول/2021

كنا بالصهر العوني وهلق ابتلينا بمصطفى الصلح صهر طه أخ الميقاتي. صهرين عم يركبوا حكومة عبيد مع حكام ادوات والكل بأمر سيد أمونيوم

 

فيديو ونص/قراءة للياس بجاني في خطاب د. سمير جعجع التعموي والطروادي الذي ألقاه أمس في ذكرى الشهداء

http://eliasbejjaninews.com/archives/102077/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%af-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1/

عناوين تعليق الياس بجاني

06 أيلول/2021

1-تشاطر وتذاكي سمير جعجع مكشوف ومفضوح، وكل خطابه يوم أمس من معراب كان دعاية انتخابية، وهجومه على عون يفيد عون ويفيده، وعلى خلفية هرطقة وخطيئة، وجريمة تقاسم المسيحيين مغانم وحصص.

2- وكما دائما لم يأتي جعجع على ذكر القرارات الدولية الخاصة بلبنان، ولا هو تناول موضوع المؤتمر الدولي.

3- اعتبار جعجع حزب الله من المنظومة الحاكمة، يخدم أجندة الحزب وهو وأمر يفرحه ويبعد عنه حقيقة احتلاله للبنان.

4-جعجع لم يتعلم أي شيء من أخطائه وأخطاء وخطايا 14 آذار.. ولهذا مرة أخرى يلوك ويمغط بالمطالبة بالحوار مع حزب الله، وهو يعلم جيداً أن سلاح حزب الله مقدس في مشروعه الفارسي التوسعي والملالوي، ولن يتخلى عنه تحت أي ظرف، لأنه إن فعل تنتفي علة وجوده. هذا وكان نصرالله وكل قادة الحزب هددوا مراراً وتكراراً بقطع رؤوس وأعناق وبقر بطون من يقترب من سلاحهم وربطوه بوجود إسرائيل ككيان.

5- اعتذر جعجع لأنه انتخب عون، وهذا اعتذار متأخر 6 سنوات، ولكنه لم يعتذر عن الخطيئة المميتة والأصلية التي ارتكبها هو عون من خلال ورقة معراب، حيث تم الاتفاق بينهما بيوداصية وموت وجدان وضمير وطني ومسيحي على تقاسمنا نحن المسيحيين مغانم وحصص. ولو لم يتخلى عون عن الاتفاق، لكان لا يزال هو جعجع أحباء وأصحاب ونازلين تقاسم، ومن فريق الممانعة، وسمن ع عسل. عيب وألف عيب الاستهزاء بعقول الناس

6- دافع عن غبطة أبينا البطريرك، وانتقد من يهاجمه، وهو عملياً ضد الطرح البطريركي الإنقاذي 100%. الطرح البطريركي أكد ومعه قداسة البابا فرنسيس بأن الوجود بخطر، وأن الحلول الداخلية معدومة، وأن البلد مصادر ومحتل من قوى محلية بأجندة خارجية ولهذا تم طرح المؤتمر الدولي والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية ومن ثم الحياد. جعجع وكما دائماً بينه وبين القرارات الدولية عداء مزمن، وهو لم يأتي على ذكرها، ولا هو تطرق للمؤتمر الدولي. باختصار هو يداهن ويتشاطر ويلعب على عواطف ومذهبية الموارنة بدفاعه عن البطريرك بوجه من يهاجمونه.

7- هلل وفاخر بالطائفة الشيعية، ولم يترك مفردة إطراء وطنية إلا ووصفها بها، وبنفس الوقت عملياً هو باعها، وتنازل عنها، وبارك لحزب الله بعمليتي خطفها وأخذها رهينة. عجيب أمر هذا المتشاطر والواهم .. فهو يريد انتخابات كحل، في حين أن الأطفال والسذج في لبنان يعلمون أن الحزب الإرهابي سيأتي بالقوة وبالإرهاب والمال والمذهبية بكل النواب الشيعة.

8- أولويات جعجع ذاتية ومصلحية وتخدم كما يتوهم أجندته الرئاسية. يريد انتخابات نيابية، ومن ثم انتخابات رئاسية، ومن ثم حوار برئاسة الرئيس الجديد مع حزب الله. لن نقول هذه أولويات غبية، لا بل هي أولويات خيانية لأنها تشرعن احتلال حزب الله وتعطل القرارات الدولية وتفرمل المبادرة البطريركية الإنقاذية.

09- فيما يخص الاغتراب وما يريده والدور المطلوب منه. مطلوب من جعجع وغيره من أصحاب شركات الأحزاب في لبنان أن يحترموا الاغتراب ويدافعوا عن حقوقه وليس فقط أن يجيشوه من ضمن شركاتهم التعتير وتعطيل دوره. المغترب يريد أن يشارك في الانتخابات مثله مثل أي مواطن آخر، وليس من خلال تخصيص 6 نواب له. نحن لا يجب أن نكون مختلفين عن عشرات الدول التي تسمح لمغتربيها بالتصويت في السفارات ومنها دول عربية من مثل العراق ومصر وسوريا.

في الخلاصة: خطاب جعجع أضاع البوصلة السيادية والاستقلالية والدولية، وقفز فوق دماء وتضحيات الشهداء، وتعامى عن الاحتلال، وساوى حزب الله المحتل بباقي عناصر المنظومة الحاكمة، وهو كان ولا يزال من ضمنها... كما أنه لا يزال على عداء مع القرارات الدولية والمؤتمر الدولي، وأجندته ذاتية وسلطوية ونرسيسية تشرعن الاحتلال وتضرب كل القرارات الدولية وتهمش المبادرة البطريركية.

يبقى أننا اليوم في وطن الأرز المحتل لا نعاني فقط من الاحتلال، بل من طروادية واسخريوتية قادة وأصحاب شركات أحزاب من مثل جعجع ، جوعهم للسلطة قاتل ومميت، وأجنداتهم هي العداء بلحمه وشحمه للبنان وللبنانيين.

https://www.youtube.com/watch?v=CelFnr-pjEA

 

الإنتخابات بتكون مقبولي ببلد حر وسيد ومستقل، ومش ببلد محتل وحكامه وأحزابه دمى. الإنتخابات بظل احتلال حزب الله تشرعن احتلاله

الياس بجاني/04 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/101978/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%a8/

إلى أصحاب شركات أحزابنا الذميين: بظل الإحتلال فإن المعارضة والنيابة هما عبودية واستسلام وشرعنة للأمر الواقع اللاقانوني والإستعبادي.

التاريخ يعلمنا بأنه بظل الإحتلال المقاومة بكل اشكالها السلمية والعسكرية هي بس الرد والموقف، وهي فقط الوسيلة الخلاصية المطلوبة والمفيدة، ومن ضمنها العصيان المدني، وبالتأكيد مقاطقة المحتل.

اليوداصيون والطرواديون والسماسرة، وكذلك العميان بصر وبصيرة وسيادة وكرامة، ومعهم كل من لا يحترم عقول وذكاء اللبنانيين، ويضرب عرض الحائط بدماء وتضحيات الشهداء، كل هؤلاء هم اليوم في لبنان المحتل يسوّقون بوقاحة وفجور للإنتخابات النيابية، بظل احتلال حزب الله الإرهابي والمذهبي والفارسي، وذلك طمعاً وفجعاً  ومن أجل مصالح شخصية وأنانية، هي غير وطنية، وعلى حساب السيادة والإستقلال، والكرامات، وحاضر ومستقبل لبنان.

إلى المروكبين ببغائية على لازمة ببغائية الإنتخابات نقول: صحيح بأن الوقحين، والتجار، والعهار، والمارقين، هم احياء يرزقون وما استحوا ولا ماتوا.

اضبضبوا، واخرسوا، وكفوا شروركم الأنتخابية يا تجار الهيكل، ويا جماعة ثقافة الأبواب الواسعة، ويا  أيها الجاحدين والمرتدين جراء قلة الإيمان والرجاء إلى حالة الإنسان الترابي العتيق والغرائزي.

باختصار، مطلوب من أصحاب شركات الأحزاب الخسعين، والراكعين، والفجعانين سلطة، والمستسلمين، واللاهثين لنيل رضى السيد نصرالله، مطلوب منهم أن يستقيلوا ويفسحوا المجال لمن هم قادرين على القيادة  والمقاومة ومواجهة الإحتلال.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع اللواء اشرف ريفي من قناة صوت بيروت انترناشيونال يتناول من خلالها معظم الملفات الساخنة التي تشغل اللبنانيين وتنغص عليهم حياتهم.

أكد ريفي أن لا قرار في الداخل اللبناني ولقرار اهو في إيران ولهذا الجميع يتخبط ويدور في حلقتات فارغة، واشار إلى أن كل كوارث لبنان سببها الإحتلال الإيراني، وأفاد بأن لا ضمانات لا عربية ولا غربية للحكومة التي يسعى لتشكيها ميقاتي وهو ينصحه بالإعتذار. كما أكد ريفي أن حزب الله سيحاكم على كل ما ارتكبه من جرائم وفي مقدمها التسبب بقتل ما يزيد عن 3000 شاب من بيئته الشيعية وفي سوريا، وأضح أن حزب الله يحتل لبنان وهو مرفوض من غالبية اللبنانيين وأن محاولاته الغاء التحقيق بملف جريمة المرفأ لن تمر. وقال إن لا يحرص حزب الله على رئاسة الحكومة وهو الذي قتل الحريري وهو من جاء بدياب الدمية لرئاسة الحكومة وهذا اعتداء على الموقع.

https://www.youtube.com/watch?v=ZLjqyMAmHkg

وفي سياق أخر اشار إلى أن تيار المستقبل ادخل التحقيق بجريمة المرفأ في مآزق وعلى الجميع ان يستجيبوا لطلبات المحقق والقاتل والمجرم هي حزب الله

 

إتحاد أورا يدين الاستخفاف بخطورة المرحلة والمتاجرة بمصير الوطن والشعب: *بقاء لبنان بصيغته الحضارية مسؤولية القيادات المسيحية أوّلاً

09 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102215/%d8%a5%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d9%88%d8%b1%d8%a7-%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ae%d9%81%d8%a7%d9%81-%d8%a8%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1/

ينظر إتحاد أورا (الذي يضمّ الجمعيّات الأربع: الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان)، لابورا، أصدقاء الجامعة اللبنانية (أوليب)، ونبض الشباب (GroAct)) بقلق وحزن عارمين الى تدنّي مستوى الخطاب السياسي، وبخاصة بين القيادات المسيحية، في الظرف الخطير الراهن، الذي يتطلّب أقصى درجات الوعي والحسّ بالمسؤولية تجاه الوطن الذي أصبح مهدّداً بالزوال، وتجاه الشعب الذي بات يفتقر إلى أبسط مقوّمات العيش.

إنّ الوضع الذي نعيشه أكثر من خطير، ولكنّ الأخطر منه بعد، هو تعاطي المسؤولين معه، ومع بعضهم البعض، حتى أصبحنا وكأننا نهوى الدمار الذاتي، ولسنا بحاجة لأعداء من الخارج، فننفذ ما يطلبه العدو دون طلب . انه الصراع الدائم على السلطة يبيح المحظورات ويتخطى الخطوط الحمر الواجب الوقوف عندها حفاظاً على ما بقي لنا، وتأسيساً لمستقبل أفضل لشبابنا والانسان في وطننا.

نتغنى بالحرية ونسيء استعمالها، نتباهى بالرقي والتطور ونتصرف بغرائزية وأنانية، نحاضر بالديمقراطية ولا نقبل الحوار والراي الآخر، نزايد بالعلم والمعرفة ونناقش بالسخافات وبالحجج المعلبة، من دون وقائع ومعطيات …

كفى… فلم يبق من السياسة والعاملين فيها والمستتبعين لزعمائها الا الفراغ المليء بالموتورين والمهووسين والحاقدين .

اين العقل؟ اين الحسّ بالمسؤولية؟ اين الوعي؟ أين الرسالة المسيحية؟ أين الشهادة للحق والحقيقة؟ أين نحن من تعاليم السيّد المسيح؟ واين خبرة التجارب السابقة المريرة التي اوصلتنا الا ما نحن عليه الآن ؟! وكأنّ سياسيّينا باعوا المسيح والمسيحيين بثلاثين من الفضّة، وامتهنوا التآمر الدائم، والتعامل مع مؤامرات الخارج دون رحمة أو خوف أو رادع. والله كفى والف كفى، اتركوا لنا يوماً أبيض من تاريخكم نذكركم فيه، وكفي ان تسمّموا عقول الشباب وألسنتهم بسمومكم حتى أصبحوا بغالبيتهم تابعين، شتّامين باسمكم على مواقع التواصل الإجتماعي…

نطلق صرختنا هذه علها تردع من يستسهل تأسيس الحروب الداخلية وقتل المستقبل وتهجير الطاقات، ونستحلف القيادات المسيحية في لبنان من اجل وضع خلافاتهم الشخصية والسياسية جانبا من اجل قضية اسمى هي قضية الوجود المسيحي المشرقي بالذات، الممتد من لبنان الى أفغانستان. وذلك في ظل تصاعد الأصوليات الدينية الإرهابية المعروفة التي لا تعترف بالآخر المختلف حضاريا ودينيا، بين غرب مادي استعماري وشرق منغلق ومتعصب، متنكر لكل حق انساني.

وبناء على ما تقدّم نؤكّد على التالي:

1- حان الوقت لكي تدرك الرموز السياسية المسيحية خطورة استمرار الإنجرار وراء الأنظمة والأحزاب التي تناقض مبادؤها واستراتيجياتها فلسفة التعايش الوطني اللبناني القائم على احترام الاخر المختلف دينيا وطائفيا، في وطن اراده اهله الأصيلون وطن رسالة، ونموذجا للتعايش مع الآخر المختلف للعالم اجمع.

2- تقع حاليا اكثر من وقت آخر على عاتق القيادات المسيحية قبل اي طرف او تيار سياسي آخر، مسؤولية بقاء لبنان بصيغته الحضارية او زواله. لذلك نستحلفهم التفكير مليا بخطورة الأوضاع الراهنة من اجل وضع خلافاتهم السياسية والانتخابية والحزبية والعائلية والمناطقية جانبا، وذلك في موقف تاريخي مصيري، للتلاقي والحوار الجدّيّ ووحدة المصير من أجل الحفاظ على بقية باقية من الوجود في ظل موجة ضياع وتهجير، تؤكّد المعطيات على الأرض أنّها واحدة من أعتى الموجات التي مرّ بها لبنان والوجود المسيحي في الشرق.

3- ندعو كلّ الخيّرين بسرعة وإلحاح الى التكاتف والتضامن لمحاربة اعداء الداخل وتصويب البوصلة نحو مجتمع واع مثقف ورؤيوي، يميز بين الحقّ والباطل وبين ما يفيد مستقبل وطننا وما يضره، ولا يراهن على مسؤول نظيف فحسب، بل على محاسبة مسؤولة، تقاضي الكبير والصغير دون أيّ اعتبارات أو تدخلات من أيّ جهة أتت.

4- نجدد الثقة والايمان بأن لبنان الرسالة سيعود إلى الحياة بفضل وعي أبنائه الحقيقيين من كل الطوائف والمناطق، وذلك عندما يعود الوعي الى القيادات المسيحية أوّلاً في مختلف الأحزاب والتيارات والمناطق. عندها تتهاوى كل الشعارات والأيديولوجيات الغريبة المستوحاة من خارج الحدود، فيعود لبنان إلى جميع أبنائه ونرتقي جميعاً الى مستوى لبنان الرسالة الذي نتغنّى به.

 

الاحتلال الخبيث/L’occupation sournoise/Jean-Marie Kassab

بقلم جان ماري كسّاب/09 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102230/%d8%ac%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%83%d8%b3%d9%91%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a8%d9%8a%d8%ab-jean-marie-kassab-loccupation-sourn/

إيران تحتلّ لبنان. لبنان يحتلّه الإيرانيون. بالباع والذراع يبسط الإيرانيون سيادتهم على لبنان. أضحى لبنان محافظة إيرانيّة.

كررت القول نفسه، أعلاه، وبصياغات مختلفة سعيًا مني في إيصال كلامي إلى السذج، وإلى المتناسين، وإلى أولئك الذين يأبَون أن يسمعوا.

قصدّتُ أيضًا إيصال كلامي إلى أولئك الذين يعتقدون، لا بل، وهذا اصوب، يتعامون عن الاحتلال الإيراني بحجّة أنّ لا وجود لجنود إيرانيين على أرض لبنان لتكون إيران محتلّة. لكنّ الاحتلال الإيراني هنا، وهو شرير ومتستر بعشرات الآلاف من المقاتلين المجهّزين بعتاد حربي عتي، والمنخرطين تحت لواء ما يُسمّى بحزب الله الذي لا يتدخّل فعليًّا، بالشؤون اللبنانية، إلا في الأمور المصيريّة الكبرى التي من أخطرها إيصال أعوانه إلى رأس السلطة الحاكمة.

لا يملك أحد كرة بلورية ليجزم ما إذا كانت الانتخابات النيابيّة ستُجرى في موعد استحقاقها أم لا، لكن يبقى السؤال: "هل سيبقى لبنان من الآن حتّى موعّد حصولها بعد ثمانية أشهر؟"

لنفترض أن الشعب صمد حتى ذلك الحين، فهل ستتمّ الانتخابات بحرية، وهل ستكون النفوس حرّة وغير معرّضة للرشوة؟ في الانتخابات السابقة بلغ سعر الصوت الواحد ما بين 100 و 200 دولار أميركي، ويُتوقّع أن ينخفض في الانتخابات المقبلة حتى الربع وبالعملة المحليّة، ومع ذلك سيقبل الناس بالرشوة الرخيصة بسب الأزمة المعيشيّة التي تطالهم. فتهانينا سلفًا للزمرة الحاكمة إذ سيكون البرلمان الجديد نسخة طبق الأصل عن البرلمان الحالي إن لم يكن أسوأ. وللذين يُراهنون على إشراف دولي على الانتخابات، أقول لهم أنّ الإشراف على انتخابات نيابيّة في ظلّ "الستاتيوكو" اللعين القائم حاليًّا في البلاد، يتطلّب أقلّه إرسال 100,000 جندي من الأمم المتحدة لهذا الغرض، ولن يتغيّر شيء من دون الإقدام على إجراءات حاسمة  تسبق الانتخابات: SOS SOS SOS.

لبنان واقع تحت الاحتلال الإيراني.

 

البابا فرنسيس يردّ على رسائل اهالي شهداء المرفأ

الكلمة أولاين/09 أيلول/2021

ردّ قداسة البابا فرنسيس على رسالة اهالي شهداء انفجار بيروت التي وجهت لقداسته يوم ٤ آب، في الذكرى السنوية الاولى. وجاء في الرسالة التي تجدونها مرفقة ادناه، ان البابا يؤكّد صلاته من اجل شعب لبنان لإحقاق العدالة، وليتغلب على ازماته.

 

مقارنة إسرائيلية بين الانسحابين من أفغانستان ولبنان

عربي21/09 أيلول/2021

قال ضابط إسرائيلي إن "الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في خريف 2021 يذكرنا بانسحاب إسرائيل من لبنان في صيف 2000، وهكذا تغادر الواحدة تلو الأخرى، ولعل أحد الانسحابين كان مخططا، أما الآخر فقد اعتمد على تحليل ضعيف للصورة الاستخباراتية، ولعله يعود إلى ضعف جودة عمل كبار الضباط والسياسيين أيضا". وأضاف يوني كورين مدير عام وزارة الحرب الأسبق، في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، أنه "يُنظر للخروج الأمريكي من أفغانستان، رغم كونه مقبولا بأكمله في واشنطن، بما في ذلك ترامب، لكنه يعتبر فاشلا، فقد دخلت الولايات المتحدة أفغانستان بعد هجمات سبتمبر 2001 من منطلق تصور خاطئ بأنها ستنجح في تغيير الشعب الأفغاني، لكن ثبت بعد عشرين عاما أنها فكرة مضللة لم تنجح في أي مكان في العالم، رغم إنفاق تريليوني دولار خلال عقدين". وأكد أنه "بالمقارنة مع الحالة الإسرائيلية، وبعد انتهاء حرب سلامة الجليل عام 1982، أصبح من الواضح للجمهور الإسرائيلي أن الحرب لم تنته حقا، فقد حاولت القيادة الإسرائيلية آنذاك استبدال القيادة اللبنانية من خلال تعيين رئيس ينتمي للأقلية المسيحية، وهذا هدف فشل فشلا ذريعا، ولسوء حظ إسرائيل، فبعد أن تم طرد منظمة التحرير من لبنان، حصلنا على حزب الله، وفعلياً لم تنته الحرب فحسب، بل اضطر الجيش الإسرائيلي لمواصلة القتال لمدة 18 عاما أخرى".

وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي تكبد في الحرب اللبنانية التي استمرت قرابة عقدين من الزمن خسائر فادحة، وفي مراحل عديدة بدلاً من الدفاع عن المستوطنات الشمالية اضطر للدفاع عن نفسه وعن أرواح جنوده، مع العلم أنني عملت مع إيهود باراك رئيس الأركان والحكومة الأسبق خلال العديد من السنوات في لبنان، وعرفت رأيه في الشأن اللبناني منذ أيامه الأولى قائدا للجيش، وفعل كل ما بوسعه لإقناع المستوى السياسي بالانسحاب جزئيًا إلى الجنوب".

وأضاف: "أتذكر جيداً قرار باراك بإخراج الجيش الإسرائيلي من لبنان، في غضون عام من توليه منصب رئيس الوزراء، في حين اعتقد كثيرون أنه كان وعدا انتخابيا آخر من قبل سياسي مرشح، ليس أكثر، لأن الإسرائيليين معتادون على حقيقة أن ما يقال عشية الانتخابات لا يعني حقًا أن يتحقق في اليوم التالي، لكن باراك قصد الأشياء ذاتها، وطابق وجهة نظره على الأرض". وكشف أن "باراك قرر تولي وزارة الحرب بالتوازي مع دوره كرئيس للوزراء، لسبب واحد فقط، أنه كان ينوي الوفاء بهذا الوعد، وقد علم أنه لو جلس وزير آخر في مقر الحرب، فما كان سينفذ وعده، لكنه اعتقد أنها خطوة ضرورية، من أجل تقليل احتمالية تعرض الجيش الإسرائيلي لسقوط المزيد من الخسائر البشرية، واعتبر هذا الانسحاب بمثابة أي عملية عسكرية، يعلم المخططون لها بالخيارات المتوقعة، ويحاولون الوصول لأفضل نتيجة". وأكد أن "رحيل الجيش الإسرائيلي في 24 أيار 2000 مر دون وقوع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي، وكان هذا بيت القصيد، فقد أدرك باراك جيدًا أنه بعد الخروج الفعلي من لبنان، يجب توخي الحذر بضربة واحدة، مع إخفاء يوم المغادرة لتقليل احتمالية تعرض الجيش لسقوط خسائر بشرية في صفوفه". وأكد أنه "بالعودة للانسحاب من أفغانستان، فإن الصور باتت تحتل قوة كبيرة في تشكيل الرأي العام، وليس من قبيل الصدفة أن العمليات الأخيرة للجيش الإسرائيلي مع حماس في غزة تحدثت عن الحاجة إلى "صورة نصر"، لأن الصور تعتبر إنجازا يتحدث عن نفسه، ويتفهمه الجمهور، لكن الولايات المتحدة عانت من صور وفيديوهات صعبة في الأسابيع الأخيرة، وبين كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية هناك خوف أن يتم تذكر هذا الانسحاب على أنه نقطة ضعف أمريكا". وختم بالقول إن "ما يجب أن يقلق واشنطن وتل أبيب اليوم هو المستقبل، وليس الماضي، ومسألة كيف يفسر الروس والصينيون من جهة، وحلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، هذا الانسحاب سواء باعتباره ضعفا أو قوة، لكن بالنظر إلى الانسحابين، الجيش الإسرائيلي من لبنان والولايات المتحدة من أفغانستان، يتضح لنا أن الصورة الواحدة تساوي ألف كلمة، وهنا تبدو المقارنة مشروعة".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس 09/09/2021

وطنية/الخميس 09 أيلول 2021

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لو قدر للأقلام اللبنانية أن تسخر ما كتبته من أطروحات وسيناريوهات عن مسرحية تأليف الحكومة منذ ثلاثة عشر شهرا لمصلحة الأبحاث العلمية أو لدعم القدرات الإبداعية اللبنانية، لتفادينا الكثير من الكوارث التي أحالت حياة اللبناني إلى جحيم. ولكن المسرحية متواصلة، والأقلام ماضية في كتابة فصول جديدة، والنتيجة لا حكومة ولا من يحكمون... فيما المصائب تتراكم فوق رؤوس المواطنين وآخرها اليوم باكورة قرارات رفع الدعم عن الأدوية باستثناء الأدوية السرطانية والمستعصية.

فقد تلاشت إلى حدود الجمود كل محاولات إنعاش عملية التأليف ووفق آخر المعطيات فقد توقفت عند مشكلة حقيبة الاقتصاد وتبديل بعض الأسماء المقترحة لعدد من الحقائب.

ولم يخرق صمت جبهة التأليف، سوى تغريدة لرئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، إذ أشار إلى ضغوط فرنسية جدية لتشكيل الحكومة خلال ساعات، لكنه عاد فأوضح أن ذلك لا يعني أن التشكيل سيتم.

وفي سياق الضغوط الفرنسية نقلت قناة "الحدث" عن لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي، أن "لا يمكن للسلطة اللبنانية الاستمرار من دون ثقة الشعب، ويجب توقيف الفاسدين كافة لكن اللجنة أشارت الى أن لا يمكن لفرنسا وحدها حل الأزمة في لبنان.

وعلى وقع التطورات السياسية، تتراقص لعبة السوق السوداء للدولار الذي عاد إلى الارتفاع مع حالة الترقب السلبية...

وفي الغضون، وفيما بات معظم اللبنانيين تحت خط الفقر تأتي محاولة طرح البطاقة التمويلية كخطوة مشوبة بالكثير من التساؤلات المرتبطة بانعدام الثقة بكل الإجراءات الحكومية وأول سؤال يطرح عن حصر مهلة تقديم الطلبات بشهر واحد ناهيك بالحذر من إغراق المشروع بالوحول الانتخابية وغيرها.

تساؤل آخر يطرح عن مصير العام الدراسي الجديد في ظل تهديد هيئة التنسيق النقابي بمقاطعة التدريس حضورا وتوقيعا والسبب عدم تلبية مطالب المعلمين.

وفي أي حال وجع المواطن لا حدود له جراء الضائقة المعيشية. ومن صرخة الناس نبدأ النشرة.

مقدمة نشرة أخبار قناة الـ "ان بي ان"

ملهاة الملف الحكومي تتوالى فصولا، وتنبؤات المنجمين لم تصدق هذه المرة أيضا، ذلك أن الشياطين كامنة عند كل كوع وتفصيل...

في الساعات الأخيرة لم يرصد أي مؤشر إلى خرق إيجابي يوحي بقرب ولادة الحكومة كما انعدم أي حراك ظاهر على الضفة الحكومية وتبخرت الإيجابيات التي تم ضخها في الأيام القليلة الماضية ما أعاد الملف برمته خطوات إلى الوراء.

وعلى رغم هذا، حرصت أوساط المقربين من رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر على ضخ أجواء تفاؤلية، إلى درجة قولها إن كل العقد حلت وانه لم يعد هناك ما يبرر تأخير تأليف الحكومة، وتوقعها زيارة الرئيس نجيب ميقاتي القصر الجمهوري في الساعات المقبلة.

لكن الواقع يكذب مثل هذه التوقعات، اذ لم يحدد أي موعد للاجتماع الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

على أن الإنسداد الحكومي المتجدد ترجم مرة أخرى في السوق السوداء إرتفاع سعر صرف الدولار إلى 19400 ليرة اليوم بعدما كان أمس في حدود 18200 ليرة.

في غياب الولادة الحكومية تتفاقم الأزمات المعيشية والحياتية والاجتماعية والصحية والتربوية.

هذه الأزمات خرقتها اليوم خطوة إيجابية ولو جاءت متأخرة: إطلاق البطاقة التمويلية لمساعدة الأسر الفقيرة. فهل تصل هذه المساعدة إلى مستحقيها فعلا؟.

بحسب وزير الشؤون الاجتماعية، فإن البطاقة بعيدة عن الاستنسابية وليست بطاقة إنتخابية.

أما تقديم الطلبات للإستفادة منها فيبدأ في الخامس عشر من الشهر الجاري ويستمر شهرا.

ويتم الدفع إلى المستحقين بالدولار الأميركي أو ما يعادل المبلغ المستهدف بالليرة اللبنانية، وفق سعر السوق الموازية.

وأما الحد الأقصى للمساعدة فهو مئة وستة وعشرون دولارا.

مقدمة نشرة أخبار قناة "أم تي في"

أيها اللبنانيون لن نخبركم عن إيجابيات على خط تشكيل الحكومة كيلا نعمق إحباطكم، لن نلعب لعبة أهل المنظومة التي تستخدم هذا النوع من التسويق من أجل كيد بعضهم البعض، ولو جاء الأمر على حساب أعصابكم المهترئة وآمالكم المحطمة، تماما كما فعلوا لتسويق كذبة الدعم التي دفعوكم ثمنها من جيوبكم واضعين مستقبلكم ومستقبل أولادكم ومصير الدولة والوطن في شدق الإفلاس والخراب.

وللأمانة، امتناعهم اليوم عن توزيع الأكاذيب المخدرة خفف على اللبنانيين المسجونين في سياراتهم أمام محطات الوقود عناء التلاعب بهم وإهانة عقولهم.

ففي مقابل صمت مطبق عن أي كلام في التشكيل من جهة الرئيس المكلف، سربت أجواء من محور بعبدا - ميرنا الشالوحي أصر مطلقوها على أن كل الاشكالات ذللت ولم يبق سوى حقيبة الاقتصاد، إن حلت ترى الحكومة النور. وقد اراد مسوقو المعلومات استخدامها كمنصة للتأكيد بأن هذا التقدم يشكل دليلا على أن الرئيس عون لا يريد الثلث المعطل ولا يحب المعطلين، في تصويب مباشر على الرئيس ميقاتي.

توازيا، ارتفعت أصوات في محيط الثنائي الشيعي منددة بالتمادي في تعطيل تشكيل الحكومة ولم يتردد بعضها في توجيه اتهام مباشر الى الوزير جبران باسيل بعرقلة العملية وممارسة ضغوطه واستخدام سحره على الرئيس عون ليتبنى نسفياته ويغطيها.

ولا توفر هذه الأصوات رئيس الجمهورية، وتقول إنه الى جانب الثلث المعطل "إلو تلتين الخاطر" في التعطيل الشامل، في انتظار أن يتوفر له أمر من اثنين: إما السيطرة على الحكومة العتيدة أو الرعاية الكاملة للفراغ، وهو مجال اختصاصه الأول وملعبه الأحب والأرحب.

وفي سياق رعاية الفراغ، أطلقت البطاقة التمويلية اليوم صوتيا، وهي في غياب حكومة أصيلة ترعاها وتواكبها ببرامج إصلاحية إنقاذية، ستتحور الى ما هو أسوأ من بطاقة انتخابية، إذ تتحول إلى بطاقة فقر حال.

ففي ظل الشح المالي والمحسوبيات وسوء الإدارة، تطرح هذه الأسئلة: بعد ارتفاع الأسعار الذي تجاوز ال 700 %، أي قيمة شرائية للبطاقة؟ وفي ظل الفوضى الإدارية والاستغلال السياسي كيف تصل البطاقة الى محتاجيها الحقيقيين.

هل يعلم الوزراء المعنيون، وهم يعلمون، بأن الشعب اللبناني في اكثريته الساحقة بات يحتاج البطاقة بعد سقوطه الى ما تحت خط الفقر المدقع بفعل التضخم الكارثي؟ كيف تتأمن المواد الأساسية التي تستهدفها البطاقة إذا توقف الاستيراد بسبب شح العملات الأجنبية في الأسواق وفي المصرف المركزي الذي لن يتمكن من فتح الاعتمادات للإستيراد.

وأخيرا وليس آخر، أليست البطاقة التمويلية قطعة حلوة مسمومة رمتها المنظومة لتخفف وطأة رفع الدعم الذي بدأ يأكل الأخضر واليابس؟ في المحصلة، ومكافأة لهم على إنجازاتهم المشرفة، ما تنس أيها اللبناني ترجع تنتخبن هني ذاتن.

مقدمة نشرة أخبار قناة "المنار"

أطلقت البطاقة التمويلية على أمل أن تبصر النور قريبا، وان تتم غايتها للتخفيف عن اللبنانيين الذين لا ينظرون إليها سوى كشمعة في هذا الظلام الدامس، لكنها تبقى أفضل من الاكتفاء بلعن الظلام . فيما المطلوب الملح حكومة في أسرع وقت ممكن قبل أن يصبح من الصعب التوقع بمآل الظلم والظلمة المتحكمين باللبنانيين.

وأعلن وزيرا الشؤون الاجتماعية والاقتصاد إطلاق منصة التسجيل للبطاقة التمويلية التي أقرها المجلس النيابي قبل أسابيع، فحدداها لخمسمئة ألف عائلة قابلة للزيادة، وأضافا إلى الشرح ما ستحمله من الدولارات الخمسة وعشرين لكل فرد، أو ما يعادلها وفق المنصة، فيما البلد محكوم لمنصات متعددة ومتشعبة تتحكم بالدولار وبالسوق والدولة وبالشعب اللبناني ككل.

فيما كل المواعظ والحكم لم تجر البلد إلى حكومة مل اللبنانيون بورصة أخبارها المتقلبة، التي تتحكم بها بعض الحسابات وتقاذف تحميل المسؤوليات. وإن كان الجميع يملك هذا الكم من الايجابية، ومن الاستعداد للتعاون، ومن التفاؤل، ومن الخشية على البلد، فلماذا لم تولد الحكومة بعد؟

كتلة الوفاء للمقاومة اعتبرت أن إبقاء لبنان من دون حكومة فاعلة وناشطة هو إهدار موصوف لمصالح البلاد والعباد، وإفراط لدى الأفرقاء المعنيين مباشرة بالتأليف في توهم القدرة لاحقا على استدراك ما فات من خلال التحكم بدفة إدارة الاستحقاقات الدستورية المقبلة.

وعلى بعد أمتار من السجال الحكومي واخباره المتراكمة، طوابير البنزين وتحذيرات من فقدان الرغيف وعتمة يتكبدها اللبنانيون فيما تداعياتها المأساوية على كامل الحياة اليومية.

إقليميا يبقى حكم فدائيي الحرية بسجن سجانهم الإسرائيلي في نفق جلبوع متصدرا المشهد، وتجمع القراءات والحسابات الاسرائيلية على أن ما جرى أبعد بكثير من عملية لشبان ستة، وإنما مرحلة جديدة من النزال الفلسطيني مع الصهيوني الذي يعاني من ضيق الخيارات إلى حد الاختناق.

مقدمة نشرة أخبار قناة الـ "أو تي في"

بين التحليلات والتوقعات، السباق محموم. لكن الأكيد ألا حكومة قبل التوقيع على ثلاثة مراسيم: مرسوم اعتبار حكومة الرئيس حسان دياب مستقيلة، ومرسوم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي اللذين، يوقع عليهما رئيس الجمهورية منفردا، ومرسوم تشكيل الحكومة الذي يوقع عليه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف معا بعد اتفاقهما.

وأما كل ما عدا ذلك، فمن باب التبصير والضرب في الرمل، وبخاصة لناحية ربط الولادة الحكومية بالضغوط الخارجية، مع علم الجميع بأن شخص العماد ميشال عون، قبل الرئاسة وأثناءها، ومع قراءته الدقيقة للموازين والمصالح، ليس إطلاقا من النوع الذي يتوقف عند أي إشارة خارجية، وبخاصة إذا تناقضت مع اقتناعاته بالنسبة إلى مصلحة لبنان.

وفيما الشغل الشاغل للناس هذه الأيام يبقى قضية المحروقات، وفي وقت لا يبدو أن تنفيذ البطاقة التمويلية التي تم الإعلان عن آليتها اليوم، قريب المنال… ماذا سيحل باللبنانيين إذا تم رفع الدعم بالشكل الكامل المطروح، مع ما لذلك من أثر سلبي إضافي متوقع على الأسعار؟

على هذا السؤال وسواه، يفترض أن يجيب كل من يؤخر تشكيل الحكومة، متذرعا تارة بثلث ضامن أو معطل وهمي، وطورا بحجج واهية أخرى مرتبطة بالحصص والحقائب، أو بنيات مبيتة لضرب الميثاق والشراكة والمناصفة من جديد… علما أن رئيس الجمهورية قدم كل التسهيلات المطلوبة، وأن الأجواء أكثر من إيجابية بينه وبين رئيس الحكومة المكلف، مع التشديد على أن ما تبقى من تفاصيل تتعلق بوزير الاقتصاد والوزير المسيحي الثاني أو غيرها، لا يفترض أن تشكل أسبابا لمزيد من المماطلة، وفق ما أكده مصدر مطلع لل أو تي في، هذا إذا كانت الرغبة متوافرة فعلا للتشكيل، وفق ما يعول عليه جميع اللبنانيين.

وفي غضون ذلك، نصيحة: لا تهتموا للتحليلات ولا للتوقعات، وبخاصة لما يحكى عنه من ضغوط، بل ترقبوا تصاعد الدخان الابيض من مدخنة بعبدا، لا أكثر ولا أقل.

مقدمة نشرة أخبار الـ "ال بي سي"

كم مرة سمعنا هذه الجملة: "يبدو أن ثمة أجواء مشجعة" لنكتشف لاحقا أن التسريبة غير موفقة.

فمن خلال جوجلة النهار، وحتى ساعات المساء: "إسمع تفرح، تأكد تحزن".

شاشة البورصة الحكومية لم تشهد أي تعديل، والتداول فيها معلق في غياب أي معطى جديد، باستثناء ضخ التسريبات التي يبدو أن المستفيد منها المتلاعبون بالدولار، الذين يرصدون المعطيات والإشاعات ليحققوا الأرباح.

آخر بدع التشكيل، بدل الإستعانة بصديق، الإستعانة بصهر. لا بل بصهرين.

في غضون ذلك، أعلن اليوم عن إطلاق البطاقة التمويلية في أجواء احتفالية، ومن السابق لأوانه الحكم على فشل هذا المشروع او نجاحه، ولكن في لبنان يجدر الحذر من كل خطوة: تبدأ نظريا لمصلحة المواطن وتنتهي لمصلحة مهربين وكارتيلات وتجار، تماما كما حصل مع دعم المحروقات والمواد الغذائية والأدوية: الإفادة الكبرى كانت للمهربين والتجار والمستوردين، فماذا يمنع أن تتكرر المهزلة في البطاقة التمويلية؟

لنتذكر: كل الإجراءات اتخذت أثناء دعم المحروقات والمواد الغذائية والأدوية، لكن تلك الإجراءات لم تحل دون التلاعب والتهريب، والخشية اليوم أن تتحول البطاقة التمويلية إلى بطاقة رشوة انتخابية، بخاصة وأن انطلاقها الفعلي سيتزامن مع الإستعداد للإنتخابات النيابية، إذا جرت.

في غضون ذلك، حضرت قضية سحب الكوتا الشهرية من الودائع بالليرة اللبنانية في اجتماع لجنة المال والموازنة.

اللافت في الاجتماع حضور عضوين من جمعية (صرخة المودعين) وغياب جمعية المصارف.

أين ستستقر هذه القضية الحيوية؟ وهل سيبقى الدفع على 3900 ليرة للدولار، فيما دولار السوق يلامس العشرين ألف ليرة؟ وإلى متى سيبقى هذا "الهيركات" الذي يلامس الثمانين في المئة؟

رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان كشف في الاجتماع أن مصرف لبنان طلب مهلة اضافية لتزويد اللجنة بالأرقام، والتأثير الفعلي والعملي لأي تعديل قد يطرأ على التعميم 151 على الكتلة النقدية وارتفاع سعر الدولار من عدمه، وعند توافر الأرقام تتخذ التوصية، علما أن القرار النهائي هو لمصرف لبنان، فهل تتبلور الصورة آخر هذا الشهر؟

في سياق آخر، استحقاق في غاية الأهمية بدأ يتبلور، وهو السنة الدراسية، بين الإرتفاع المخيف للأقساط في بعض المدارس الخاصة، الذي لا طاقة لمعظم الأهالي على تحمله، وبين مطالب الأساتذة، والمواقف المتباينة للإدارات. من يفصل في هذه الاستحقاقات؟ المرجعيات الرسمية وغير الرسمية شبه معطلة.

مقدمة نشرة أخبار قناة "الجديد"

خمسة وعشرون دولارا للفرد في البطاقة التمويلية وصفر مكعب في حسابات البطاقة الحكومية ومحفظة التأليف. وفي كلا الحسابين شعب أصبح رقما، ووضعت له السلطة تسعيرة للانتخابات النيابية قدرها خمسة وعشرون دولارا على الرأس وفق قانون (عالسكين يا بطيخ).

فالبطاقة التمويلية ولدى إعلان تطبيقاتها اليوم، جرى تسعيرها فورا وفق منصة انتخابات عام ألفين واثنين وعشرين إذا وقعت ولم يجر صرفها في سوق التمديد، وأكثر ما توقف عنده المواطنون أن شروط الاستفادة من البطاقة سيتطلب معلومات عن الحسابات المصرفية لكل فرد بالغ في الأسرة، وبذلك تكون السلطة قد "شفطت" أموال المودعين وأرسلت بطلب السؤال عن الحسابات المصرفية المتبخرة "ولله درها".

وإذا كان التمويل على البطاقة قد ربط بحزمة إجراءات مثتشددة، فإن الحزم القضائي في ملف الاحتكار يتقلب على جانبيه، توقيف هنا، إطلاق سراح هناك، وسط قوانين رحيمة بالمحتكرين وضعها المسؤولون أنفسهم وكانت تتنبأ بمصير كهذا، لكن الاحتكار السياسي تفوق على الجميع، وسجلت بورصة التفاؤل اليوم " تفويلا" في عداد التأليف.

ولكن الكشف على "الريزفوار" الحكومي أظهر أنه فارغ من مواده، وأن مركبة التأليف قد أضاءت اللون الأصفر. ومع ارتفاع منسوب الإشاعات بقرب التأليف، نفت مصادر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أي زيارة له اليوم لبعبدا، لكنها لم تقطع حبل الاتصالات. وقالت إن نتائج هذه الاتصالات لم تعط شيئا ملموسا بعد... وكشفت معلومات الجديد عن تواصل فرنسي مع الرئيس المكلف في الساعات الماضية وحض على الإسراع في التأليف. وترافق ذلك مع ضخ المزيد من المعلومات الإيجابية، وعن تحرك سيشهده قصر بعبدا في خلال ساعات.

ويتمسك ميقاتي بعبارات تبقيه مكلفا من دون اللجوء في هذه المرحلة إلى الاعتذار، وهو ما زال يلزم التفاوض للصهر فرع آل ميقاتي، بعد ما أنهى الرئيس ميشال عون خدمات اللواء عباس ابراهيم. ولكن لماذا يحتفظ الرئيس المكلف بصمت الثلاث عشرة بحصة؟ وهل يكون رئيس المساومات وعقد الصفقات مع رئيس الجمهورية؟ هل يحصل ميقاتي على بطاقة تمويلية بفرعها الحكومي ويقدم على تمويه التأليف بوزير مسيحي ملك؟

قد يفعلها نجيب، ويعلن لاحقا أن هذا الوزير خرج عن طوعه، واتضح أن لديه بطاقة تيار، بخاصة وأن لميقاتي خبرة في ترتيب التسويات، إن لم نقل الصفقات. وقد يجيرها لمصلحة الوطن. ولم يعد ثمة طرق أخرى ملتوية تعتمد، لأن فريق العهد بعونه وجبرانه لن يعلن الخسارة في الشوط الأخير من الولاية، وسيبقى هذا الفريق على مطلب الثلث المعطل ولو تطلب الأمر تعطيلا لكل مفاصل البلاد.

وفي آخر مجريات التفاوض أن البحث الآن جار عن اتفاق على اسم وزير الاقتصاد: فهل يجدون ما يعادل راوول نعمة؟ وهل يكون وزير الاقتصاد هو الاسم الملك على مجموعة من الشياطين؟.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 9 أيلول 2021

الخميس 09 أيلول 2021

عُلم أنّ هناك حالة غير صحية داخل إحدى الطوائف على رغم اللقاءات التي حصلت في الآونة الأخيرة، وتحديداً حول انتخاب مرجعية روحية، إذ لم يتم التوافق حتى الآن على اسم معين.

كُلّف نائب بارز من تكتل مسيحي كبير التواصل مع أحد نواب التكتل الذي أثارت مواقفه اهتماما لافتا، على ان تتم التسوية معه بما يرضي الطرفين.

تبلّغ أحد المرشحين الثابتين على لوائح التشكيلات الحكومية أربع مرات بتبديل الحقيبة المخصّصة له حتى الأمس القريب.

لا تزال كريمة رئيس سابق تكثّف اتصالاتها في كل الإتجاهات قبل أن تقرّر ترشحها للإنتخابات النيابية وفي أي منطقة.

الجمهورية

اللواء

توقع وزير مخضرم أن تحتاج عملية استجرار الكهرباء عبر سوريا، إلى مفاوضات معقدة، قد لا تنتهي قبل نهاية هذا العام!

ما زالت "البطاقة التمويلية" تواجه تعقيدات التمويل والتنظيم والاشراف، الأمر الذي قد يجعلها بلا أية مفاعيل..

بات بحكم المؤكد أن بعض المواقع الإدارية، بما في ذلك في المؤسسات، ستلجأ لحلّ اشكالي، بعد انتهاء مُـدّة مراسيم التعيين، بذريعة استمرار عمل المرفق العام.

نداء الوطن

توقّع مصدر ديبلوماسي تغيّر الخريطة السياسية في البلاد في حال إجراء الانتخابات النيابية ليس بسبب الواقع بعد 17 تشرين وإنما بسبب الانقسامات العمودية داخل معظم احزاب ما كان يُعرف بقوى 8 آذار بسبب الخلافات الداخلية فيها.

تسود بين اعضاء المجلس المركزي لمصرف لبنان اجواء تشير الى الانتقال الى سيناريو ادارة المجلس للشؤون المصرفية والنقدية بصورة جماعية في ظل توقع تغييب دور الحاكم وعجزه عن القيام بمهامه.

بدأت بعض البلديات التحضير للانتخابات النيابية عبر اعداد لوائح بالمحتاجين في البلدات لتخصيصهم برواتب شهرية تدفع من قبل أحزاب ومرشحين وذلك لتلافي سقوف الانفاق الانتخابي.

الأنباء

أصابع الاتهام عادت لتتجه نحو شخصية سياسية دون سواها والبعض يجاهر في التسمية.

خطوة حيوية بالنسبة للبنان ستحتاج الى بعض الوقت لتبصر النور ولن تكون حلاً طارئَا وسريعاً للأزمة القائمة.

البناء

علق دبلوماسي غربي على كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن إمكانية تخلي واشنطن عن الاتفاق النووي ما لم تعد إيران الى المفاوضات بالسؤال عن الفرق بين التخلي عن الاتفاق والانسحاب منه! فواشنطن سبق وتخلت عن الاتفاق بالانسحاب فما هو الجديد الإضافي؟

تقول مصادر تتابع الملف الحكومي إنّ الفرنسيين بنصيحة أميركية طلبوا التريّث في تأليف الحكومة بعدما نضجت ظروفها المحلية عبر طرح تعديلات جديدة، لأنهم يريدون ربط تأليفها بعودة إيران الى مفاوضات فيينا والضغط عبر لبنان وحزب الله على إيران بعكس الكلام عن ربط إيران للحكومة بالمفاوضات…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية  

مسيرة نسائية من فردان الى عين التينة تحت شعار محاسبة المسؤولين عن تفجير مرفأ بيروت

الخميس 09 أيلول 2021

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام"، عن انطلاق مسيرة نسائية من امام ثكنة بربر الخازن في فردان، عند الخامسة من عصر اليوم، باتجاه مقر الرئاسة الثانية في عين التينة تحت شعار "محاسبة المسؤولين عن تفجير مرفأ بيروت". وارتدت بعض المشاركات اللباس الاسود كدليل حزن على ضحايا انفجار 4 آب كتب عليه شعارات تدعو لاستقالة المجلس النيابي وتهاجم النواب. كما رفعت شعارات اخرى دعت لاسقاط الحصانات ودعم القاضي طارق بيطار، للاستمرار في تحقيقاته حتى الوصول الى جلاء الحقيقة، الى جانب محاسبة المسؤولين عن استيراد وادخال مادة النيترات الى المرفأ.

 

السعودية تحبط تهريب مخدرات لشبكة مرتبطة بـ “حزب الله”

بيروت ـ “السياسة” ”/الخميس 09 أيلول 2021

 أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس، عن إحباط محاولة تهريب أقراص مخدرة لإحدى الشبكات المرتبطة بـ “حزب الله”، بالتعاون مع نظيرتها في نيجيريا. وصرّح المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية، العقيد طلال الشلهوب، بأن المتابعة الأمنية الاستباقية لنشاطات الشبكات الإجرامية التي تمتهن تهريب المخدرات إلى المملكة، أسفرت عن إحباط محاولة إحدى شبكات إنتاج وتهريب المخدرات المرتبطة بتنظيم “حزب الله”، لتهريب 451.807 أقراص إمفيتامين المخدرة إلى المملكة، بحرًا من لبنان إلى جمهورية نيجيريا الاتحادية، مخبأة داخل معدات ميكانيكية. واضاف الشلهوب، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس”، إن إحباط محاولة التهريب تمت بالتنسيق مع الجهات النظيرة في نيجيريا حيث تم ضبطها قبل شحنها إلى دولة أخرى وإرسالها إلى المملكة”. وفيما أثارت هذه العملية استياء واسعاً في الأوساط اللبنانية، رفضاً لممارسات “حزب الله”، علق الوزير السابق أشرف ريفي، عبر “تويتر”، وقال: “محاولة “حزب الله” إغراق الدول الصديقة والشقيقة للبنان بالإرهاب والمخدرات يحوّل لبنان الى دولةٍ مارقة بعد أن كان طوال تاريخه سويسرا الشرق والوطن الثاني للإخوة العرب ومقصد الأصدقاء الغربيين”. وأضاف، “مشروع إيران التدميري لن يبقي من البلد إلا الأطلال، هذا احتلال إرهابي ومجرم ومرفوض من أغلب اللبنانيين، وواجب الجميع مقاومته دون التلهي بالتفاصيل”.وتابع ريفي، “كل الاعتذار والتضامن مع الدول المتضررة من إجرام الحزب خاطف لبنان وعميل إيران وعلى رأسهم السعودية المستهدفة وبتركيز متعمد من هذا الفريق”.

 

محكمة فرنسية تؤيد حبس رفعت الأسد 4 سنوات

باريس، دمشق، عواصم – وكالات/الخميس 09 أيلول 2021

 أيدت محكمة الاستئناف في باريس حكم المحكمة الإصلاحية بالسجن أربع سنوات بحق رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الأسد، في قضية أصول جمعت بالاحتيال تقدر قيمتها بتسعين مليون يورو، بين شقق وقصور ومزارع للخيول. وأفادت وسائل إعلام فرنسية بأن محامي الدفاع عن عم الرئيس السوري، سيقدم طلبا أمام محكمة النقض العليا لإبطال الحكم. ويخضع رفعت الأسد للملاحقة منذ سنوات بتهم غسل أموال في إطار عصابة منظمة واختلاس أموال عامة سورية وتهرب ضريبي، وكذلك بسبب تشغيل عاملات منازل بشكل غير قانوني. من جانبه، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان سقوط قذيفتين صاروخيتين في أطراف القاعدة الأميركية في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي. ورجح المرصد أن يكون مصدر إطلاق القذيفتين من منطقة البادية، ووراء إطلاقهما خلايا تنظيم “داعش”، في محاولة منها لاستهداف القاعدة العسكرية الأميركية.

 

لبنان: “المازوت” يُباع في محطات الوقود بالدولار النقدي

إطلاق البطاقة التمويلية إيذاناً برفع الدعم عن المحروقات

بيروت ـ”السياسة”/الخميس 09 أيلول 2021

قبل أيام من اتخاذ القرار برفع الدعم كلياً عن قطاع المحروقات، وفي محاولة لامتصاص نقمة اللبنانيين الذين يعانون الأمرين، بسبب تراكم الأزمات الاجتماعية والحياتية، وعجزهم عن الاستجابة لمتطلبات الحياة اليومية، وفي ظل مراوحة قاتلة في عملية تأليف الحكومة، أطلق وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال رمزي المشرفية، أمس، في مؤتمرٍ صحافي البطاقة التمويليّة التي لفت إلى أنها “بعيدة عن الاستنسابية وليست بطاقة انتخابية وهناك نظام لتلقي الشكاوى”، مضيفًا “يتم دفع البطاقة التمويلية بالدولار، أو ما يعادله بالليرة اللبنانية في السوق الموازية”. وأضاف، “أملنا بخطة اقتصادية متكاملة تُخرج الناس من المشاكل وتضعنا على السكة الصحيحة للتقدّم”. وقال، “نُريد دعم الأسر التي تحتاج بالفعل للدّعم على قاعدة “من الغني” وليس “من الفقير” وسنعطي 25 دولاراً لكلّ شخص والحدّ الأقصى لكلّ عائلة 126 دولاراً “. وأشار الى ان “تقديم الطلبات يبدأ من 15 الجاري، ولغاية 31 نوفمبر، ومن لا يملك هوية سوف نمدّد له المهلة حتّى نهاية العام”. إلى ذلك، وبعد أن حددت المديرية العامة للنفط سعر الديزل أويل (المازوت) غير المدعوم بـ540 دولاراً أميركياً للطنّ، أي ما يعادل 10.4 دولارات للصفيحة الواحدة (20 ليتراً) على أن تكون عمولة النقل 112 ألف ليرة لكلّ كيلومتر، علم أنّ “بعض المحطات في طرابلس بدأت تستوفي سعر المازوت بالدولار حسب سعر السوق السوداء أو بالدولار النقدي”. إلى ذلك، ادعى النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان على ع. خليفة صاحب مستودع “نيو فارم” للأدوية بجرم احتكاره الأدوية المدعومة، وتخزينها في مستودعه في محلة العاقبية جنوب لبنان، وأحاله موقوفا أمام قاضي التحقيق الأول في الجنوب مارسال حداد. على صعيد آخر، وصل إلى بيروت، أمس، وفد عسكري أوروبي برئاسة اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي الجنرال كلاوديو غرازيانو، في زيارة يلتقي خلالها المسؤولون اللبنانيون، ومهمّته الأساس درسُ تقديم مساعدات للجيش اللبناني باسم الاتحاد الأوروبي، على ان يحدد حجمها وطبيعتها وكميتها بعد الاطلاع على حاجات الجيش والمؤسسات الامنية والعسكرية. وقال عون، عقب لقائه وفد اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي: “لبنان يرحب بأي دعم يقدمه الاتحاد لتجاوز الظروف الاقتصادية والمعيشية وندعو الاتحاد الأوروبي لمساعدة المؤسسات الأمنية وفي مقدمها الجيش لتجاوز الازمة، كما وإعادة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة وتقديم المساعدات لهم هناك”. وتوازياً، تسلّم وفد من قيادة الجيش في مطار رفيق الحريري الدولي نحو 10 اطنان من المواد الغذائية المقدّمة هبة من المملكة الاردنية للجيش، في حضور السفير الأردني في لبنان وليد الحديد، وممثل قائد الجيش العماد جوزف عون، إضافة إلى المساعدات القطرية والمصرية، ومن دول عربية وأجنبية أخرى .

 

لا حكومة… وعون ينتظر اعتذار ميقاتي

أم تي في/09 أيلول/2021

لن تُشكّل حكومة لا اليوم، ولا غداً. لا ٢٤ ساعة ولا ٤٨. ما تردّد في الأيّام القليلة الماضية كان مجرّد وهم. تماماً كما حصل في الأسبوع الماضي، وقبله، وما قبل قبله… ولادة حكومة برئاسة نجيب ميقاتي تحتاج الى معجزة، ونحن في زمنٍ تندر فيه المعجزات. وعليه، ستتراجع الإيجابيّة رويداً رويداً، وسيُحكى عن عقدٍ بلا حلّ، وعن مراوحة، وقد نشهد سجال بياناتٍ من جديد. والأهمّ أنّ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون قد لا ينتظر طويلاً حتى يبدأ ضغطه لدفع ميقاتي نحو الاعتذار. هذا مبتغاه منذ كُلّف نائب طرابلس تشكيل الحكومة. لا هو أراده في الاستشارات ولا هو يريده اليوم. وبعد مصطفى أديب، ثمّ سعد الحريري، سيسقط ميقاتي "شهيداً" في بهو قصر بعبدا. هي مسألة وقت. هناك من يقول مزهوّاً "يللي بعدو"…

 

بواخر النفط الإيراني وصلت إلى بانياس… لماذا لم تدخل لبنان بعد؟

البناء/09 أيلول/2021

علمت "البناء" أن "بواخر النفط الإيراني وصلت إلى بانياس في سورية وتستعد لدخول لبنان عبر صهاريج في البر، لكن ما يؤخر انطلاقها هو دراسة بعض التعقيدات اللوجستية المتعلقة بكيفية التوزيع في لبنان."

 

التشكيلة "بين الصهرين"... و"العقوبات" على طاولة المقايضات!

نداء الوطن/09 أيلول/2021

لا علاجات جذرية لمعضلة التأليف خارج نطاق "إبر المورفين" التي يواصل رئيس الجمهورية حقنها في عروق الداخل والخارج تمويهاً للحقائق وتمييعاً لمسؤوليته في تطويق عملية التشكيل وتهشيل الرؤساء المكلفين والوسطاء العاملين على خط تذليل العقد، وآخرهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي سمع رسالة واضحة من الرئيس ميشال عون أمس تهمّش مهمته وتقلل من أهميتها إلى مستوىات دنيا لا تتجاوز حدّ "العمل التطوّعي". وجديد "خزعبلات" التعطيل والتنكيل بالآليات الدستورية لعملية تشكيل الحكومات، نجح العهد وتياره في استدراج الرئيس المكلف نجيب ميقاتي للزجّ بصهر شقيقه طه، في حلبة المفاوضات الحكومية، ليصبح مصير التشكيلة الوزارية وإنقاذ اللبنانيين معقوداً على ما ستفضي إليه مشاورات "الصهرين" جبران باسيل ومصطفى الصلح، في مشهدية هزلية لم يسبق لتاريخ لبنان أن سجل مثيلاً لها... في وقت بدأت تتعالى أصوات الهمس في الأروقة الديبلوماسية عن "رسائل ابتزاز" متواترة إلى بعض العواصم الدولية تضع على الطاولة "مقايضة" محتملة تربط بشكل غير مباشر بين "رفع الفيتو العوني عن التشكيل ورفع العقوبات عن باسيل". ونقلت مصادر واسعة الاطلاع أنّ ملف رفع العقوبات الأميركية عن رئيس "التيار الوطني" يتقدم على سلم أولويات العهد الذي لن يدخر وسيلة في آخر ولايته لمحاولة مقايضته بأي ملف آخر مع الأميركيين، مذكرةً بمحاولة عون وباسيل إجراء هكذا مقايضة في ملف الترسيم الحدودي مع إسرائيل لكن سرعان ما باءت بالفشل، واليوم لن يترددا في استخدام ورقة التأليف لتحقيق هذه الغاية عبر استثمار عامل الخوف الدولي وتعاظم الهواجس الغربية من تفكك الدولة اللبنانية وتحلل المؤسسات الشرعية تحت وطأة استمرار الفراغ الحكومي. أما في المستجدات اليومية لمشهد التأليف، فلم تسجل خلال الساعات الأخيرة أي تطورات إيجابية جدية تشي بقرب ولادة الحكومة، بل إنّ مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية رأت في إدخال ميقاتي صهر شقيقه على خط المفاوضات "تسليماً بدور باسيل في تشكيل الحكومة من شأنه أن يكرس قبضته أكثر على مفاتيح التأليف"، لا سيما وأنّ الوسطاء العاملين على خط هذه الاتصالات لاحظوا في الآونة الأخيرة "تصدر باسيل علناً المشهد واستلامه بشكل مباشر زمام المفاوضات بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن رئيس الجمهورية"، كاشفةً أنّه عقد سلسلة لقاءات مع مرشحين للتوزير ومن بينهم القاضي بسام المولوي المطروح لتولي حقيبة الداخلية. وعلى شريط المعطيات المتوافرة حول الحلول المطروحة لعقدة وزارة الاقتصاد، برز طرح يقضي بأن يسمي عون وزيراً سنياً لهذه الحقيبة على ان يسمي ميقاتي اسماً مسيحياً لحقيبة السياحة، لكن الطرح سرعان ما سقط خصوصاً وأنّ ميقاتي اقترح اسماً رفضه عون والأخير اقترح اسماً لم يقبل صاحبه تولي المهمة. في حين لا تزال عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين على حالها، فضلاً عن استمرار معضلة رفض باسيل منح الثقة لحكومة ميقاتي رغم حيازته حصة وزارية فيها، على أساس أنها حصة محسوبة على رئيس الجمهورية مقابل تصوير كتلته النيابية في صورة الكتلة المعارضة للحكومة طمعاً باستثمار هذا العامل شعبوياً في الشارع المسيحي. في محصلة المشهد، ورغم أنّ مختلف المعلومات والأجواء تتقاطع عند تأكيد المراوحة والتأزم في عملية التأليف من دون أن تلوح بعد أي انفراجة قريبة في الأفق، غير أنّ الأوساط المقربة من دوائر الرئاسة الأولى لا تزال تضخ نفحات تفاؤلية في فضاء الملف الحكومي مؤكدةً بخلاف كل التصريحات والتسريبات التي تحدثت عن وصول المفاوضات إلى حائط مسدود أنّ "الأمور باتت محصورة بعقدة وحيدة وهي اختيار اسم من يتولى وزارة الاقتصاد"، وأعربت عن ثقتها أنه "وبمجرد حل هذه العقدة سيتم تحديد موعد للرئيس المكلف لزيارة بعبدا تمهيداً لاستدعاء رئيس المجلس النيابي وإصدار مراسيم التأليف". وكشفت الأوساط نفسها أنّ "تواصلاً مباشراً" حصل بين الرئيسين عون وميقاتي في الساعات الـ48 الأخيرة أعاد تكريس ما هو متفق عليه وجرى التفاهم على آلية سريعة لحسم ما تبقى من عقد"، ناقلةً أنهما "يستشعران حجم الضغط الإيجابي الذي يريد تشكيل الحكومة والسلبي الذي لا يريدها أن تتشكل وهما يصران في المقابل على إنجاز التشكيلة الحكومية في أقرب وقت".

 

ميقاتي يدرس ملازمة منزله من دون اعتذار

الشرق الاوسط/09 أيلول/2021

قال مصدر سياسي ل"الشرق الأوسط" مواكب للأسباب التي أدت إلى اعتذار السفير مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، الذي تلاه اعتذار الرئيس سعد الحريري، ليخلفه الرئيس نجيب ميقاتي، إن من غير الجائز أن يبقى الرئيس المكلف أسير الحسابات السياسية لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يأخذ على عاتقه «حرق الوسطاء»، وكان آخرهم المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، مع أن الآخرين الذين اضطروا للغياب عن المشهد السياسي لا صفة رسمية لهم، وقد حاولوا تقريب وجهات النظر بين ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون.

وأكد المصدر السياسي أنه يعود لميقاتي أن يحسم أمره، ويتخذ قراره بملازمة منزله أو مكتبه، محتفظاً لنفسه بتكليفه تشكيل الحكومة، محملاً عون مسؤولية إعاقة تشكيلها، بعد أن قام بكل ما يجب عليه، بدءاً بتدوير الزوايا، مروراً بالإيجابية والمرونة التي أظهرها في مشاورات التأليف التي جمعته برئيس الجمهورية، انتهاءً بتقديم كل التسهيلات لتعبيد الطريق أمام ولادة الحكومة. ولفت المصدر نفسه إلى أن عون ليس موجوداً كما يجب في المشاورات التي جمعته برؤساء الحكومة المكلفين، وآخرهم ميقاتي، وعزا السبب إلى أنه أوكل وريثه السياسي -أي باسيل- التفاوض مع ميقاتي بالنيابة عنه.

وسأل المصدر: ما المصلحة في هدر الوقت، والإطاحة بفرص إخراج تشكيل الحكومة من الأزمة التي تحاصرها، بدعم تجاوزَ القوى الرئيسة المعنية بتأليفها إلى المجتمع الدولي، ممثلاً بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان، بعدما أمعن عون وفريقه السياسي في تجويفها من مضامينها؟ وهل حان الوقت ليبادر ميقاتي إلى قلب الطاولة على من يعطّل تشكيلها من دون أن يعتذر؟ وأضاف: ما الجدوى من تحرّك الوسطاء بين ميقاتي وباسيل، ما دام أن الأخير يؤكد أنه لا يريد المشاركة في الحكومة، ولن يمنحها الثقة ويوافق بلا تردّد على ما يوافق عليه عون؟ وقال إن ما يصدر عن باسيل يتناقض مع واقع الحال الذي آلت إليه مشاورات التأليف، وعددها 13 جولة، وتبقى الجولة الأخيرة عالقة على أجوبة عون وردّه على التشكيلة الوزارية التي سلّمه إياها ميقاتي، والتي لن تُعقد إلا بصدور «الضوء الأخضر» من عون، مع أن باسيل لا يزال يقف عقبة أمام ذلك، بإصراره على مصادرته لمصلحة «الضوء الأحمر» الذي يحتفظ به لمنع صدور التشكيلة الوزارية. وعد المصدر نفسه أن القرار النهائي يعود لرئيس الظل، أي باسيل، وأن دور عون وفريقه السياسي يقتصر على توفير الغطاء له لإبعاد شبهة التعطيل عنه بمواصلة ضخ جرعات من التفاؤل التي هي بمثابة شيك بلا رصيد.

ورأى أن باسيل، بالنيابة عن عون، هو من يحرق الوساطة التي يقوم بها إبراهيم، بموافقة عون وميقاتي، وقال إنه لا يمكن التعويل على وساطات الآخرين، ومن بينهم من تنقّلوا في السابق بين الرئيسين، وبالتالي لم يُعرف ما إذا كان قنصل لبنان لدى موناكو مصطفى الصلح يتحرك باتجاه باسيل بملء إرادته أم أنه لا يلقى اعتراضاً من ميقاتي الذي تربطه به علاقة قربى، كونه متزوجاً من ابنة شقيقه طه ميقاتي؟

ومع أنه لم يُعرف إذا كان القنصل الصلح قد باشر تحركه أم أن ما قيل -بحسب المصدر- يبقى في حدود الرغبة، من دون أن تكون لها مفاعيل سياسية، فإن إمعان باسيل في تعطيل تشكيل الحكومة لا يتعلق بإصراره على الثلث المعطل من وجهة نظر خصومه، أو وجود خلاف على حقيبة وزارية.

وكشف المصدر السياسي أن لدى باسيل حسابات غير مرئية يريد أن يقايضها في مقابل الإفراج عن الحكومة، وأبرزها رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليه، وتأمين مستقبله السياسي، بحصوله على ضمانات تتعدى تأمين استمرارية الإرث السياسي لعون إلى تبييض صفحته التي تتيح له الإبقاء على اسمه مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وهذا ما يفسّر وضع كل أوراقه في السلة الإيرانية لعله يستعيد دوره بعد أن شعر بأنه أصبح محروقاً لدى المجتمع الدولي. فباسيل لن يلقى استجابة من ميقاتي لشروطه، برفضه كل أشكال الابتزاز والتهويل التي يتعرض لها وهو باقٍ على موقفه، ولن يفرّط بورقة تكليفه تشكيل الحكومة، وقد يضطر إلى اتخاذ قرار بملازمة منزله أو مكتبه، واضعاً كرة التعطيل في مرمى عون الذي أجاز لباسيل أن يحتفظ بـ«ختم الجمهورية»! وهذا هو الواقع، وإلا لماذا يحيل كل من يراجعه بالشأن السياسي على باسيل، باعتراف من الحريري بعد أن انهارت التسوية الرئاسية، واندلعت المواجهة بينه وبين عون ووكيله باسيل.

وينكبّ ميقاتي حالياً على درس خياراته من دون الاعتذار، لأنه لن يقدّمه على طبق من فضة إلى عون – باسيل، ويبقى على المجتمع الدولي أن يقول كلمته بأن ينتقل من التلويح بالعقوبات التي تتسلح بها باريس، بدعم أوروبي، إلى فرضها على من يثبت ضلوعه في تعطيل تشكيلها، خصوصاً أن ماكرون وفريقه المولج بالملف اللبناني بات على علم بكل شاردة وواردة، ولم يعد من مبرر له لاستنزاف الوقت، فيما يسقط لبنان في الانهيار الشامل. وعليه، فإن التعطيل الذي يمنع تشكيل الحكومة -بحسب المصدر السياسي- أصبح بمثابة وكالة حصرية بتوقيع عون وباسيل، وهذا ما يحتّم على باريس في ضوء التودُّد القائم بين ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي أن تحسم أمرها لاختبار مدى استعداد طهران للتدخل لإنقاذ تأليفها، وهل سيتجاوب «حزب الله» مع حليفته، ويبادر إلى الضغط على عون الذي يُنقل عنه أنه لن يخضع للضغوط. ويبقى السؤال: هل يستمر اللواء إبراهيم في وساطته، ويتمكن من إقناع باسيل بسحب شروطه، أم أن السباق سيكون على أشدّه بين قرار ميقاتي بملازمة منزله وتمادي «العهد القوي» بالتعطيل؟ وهو ما يحشر باريس في الزاوية، إلا إذا أفرجت عن العقوبات التي تنقل البلد إلى مرحلة سياسية تتجاوز الحكومة إلى أزمة مفتوحة مع عون ووريثه السياسي، فيما يرتفع منسوب المخاوف من أن يتلازم رفع الدعم عن المحروقات والأدوية وبعض المواد الغذائية مع نوع آخر من رفع الدعم بشقه السياسي الذي يوقع البلد في انفجار شامل، خصوصاً أن عون باقٍ على «اعتكافه» بعدم التدخُّل لتذليل العقبات.

 

حزب الله "يتمدّد" ويستفيد من الأزمات!

الجمهورية/09 أيلول/2021

تعترف مصادر معارضة، "الجمهورية" أنّ الفريق السياسي الوحيد في لبنان الذي يمتلك قدرة المبادرة الآن، إن على المستوى السياسي أو المعيشي تجاه الناس، هو «حزب الله»، وترى أنّ بقية الأحزاب مجرّد «كومبارس». وفي حين تقف الدولة بمؤسساتها عاجزة عن استيعاب الأزمات المتتالية، لا بل إنّ مؤسساتها تنهار تحت وطأة هذه الأزمات، وعلى الرغم من أنّ جهات سياسية وشعبية عدة تعتبر أنّ «الحزب» هو جزء من السلطة التي أوصلت البلد الى الافلاس والانهيار والعزلة، إلّا أنّ «الحزب» يبدو أنّه قادر على امتصاص بعض تداعيات الأزمة المزمنة، حائلاً دون ان تترك انعكاسات كبيرة على موقعه لدى جمهوره.

في المقابل، يبدو أنّ بقية الأفرقاء عاجزون، فعهد الرئيس ميشال عون يعاني ويتحمّل وزر كلّ المشكلات الحاصلة، خصوصاً أمام «انكفاء» حكومة تصريف الأعمال. وقوى 14 آذار لم تنجح في لملمة أفرقائها وتوحيدهم في جبهة تطرح الحلول وتستنهص رأياً عاماً، والخلافات في التوجّهات ووجهات النظر بين أبرز قواها تطغى على توحُّدها حتى الآن. فرئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري شبه غائب عن الساحة السياسية بعد اعتذاره عن التأليف، رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط يعتمد البراغماتية ويدعو الى التسوية مع الفريق الحاكم بدلاً من مواجهته، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يغرّد وحيداً، رافضاً التعامل مع السلطة ومعولاً على الانتخابات النيابية المرتقبة، فيما قوى «ثورة 17 تشرين» ما زالت مبعثرة ولم تفرز قيادة أو تواصل تحرُّكاتها. في غضون ذلك، يحاول «حزب الله» بما أمكن، الوقوف الى جانب جمهوره وبيئته، عبر الرواتب والمساعدات التي يدفعها بالدولار أو غيرها من المساعدات العينية، حتى أنّه يبادر في اتجاه كلّ فئات الشعب اللبناني. وفي حين فشلت الدولة وكلّ الاحزاب في إيجاد حلّ لأزمة المحروقات، بادر «الحزب» عملياً، واستقدم مادتي المازوت والبنزين من إيران.

بمعزل عن محدودية نتائج هذه المبادرة على مستوى الأزمة، إلّا أنّ «الحزب» يستفيد منها، ليظهر لجمهوره وللبنانيين عموماً مدى ثبات وصحة موقعه في «محور الممانعة»، وتمكُّنه من الاتكال على ايران للمساهمة في مساعدة الشعب اللبناني. وفي حين كان في إمكان «الحزب» حصر توزيع المحروقات الايرانية بجمهوره وبيئته، إلّا أنّه ينوي إفادة جميع اللبنانيين منها في كلّ المناطق. وهذا ما ترى فيه بعض الجهات «استغلالاً لمعاناة اللبنانيين ورشوتهم ببعض المحروقات على أبواب الانتخابات»، فيما يضع «حزب الله» هذه الخطوة في إطار «كسر الحصار ومنع ذلّ اللبنانيين». ويكشف نائب من «الحزب» عن أنّ «لا جديد بالنسبة الى الباخرة الاولى التي تحمل المازوت، ونحن ننتظر أن تصل، وحين تصل سنعلن آلية توزيع هذه المادة وطريقة وصولها الى مستحقيها»، مشيراً الى أنّ «كلّ التفاصيل المرتبطة بالاستفادة من هذا المازوت ستكون وفق آلية شفافة وواضحة، ستُعلن وتحدّد أولويات التوزيع ومن سيستفيد منها».

وفي سياق مبادرات «الحزب»، كان لافتاً تمدّدها ووصولها الى عكار شمالاً، عمق البيئة السنّية وقواها السياسية وأبرزها تيار «المستقبل». فبتكليف من الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، وزّع رئيس حركة «الإصلاح والوحدة» الشيخ ماهر عبد الرزاق يرافقه وفد من بلديات ومخاتير المنطقة، أمس الأول، مبلغاً مالياً على ضحايا وجرحى تفجير التليل في عكار، الذي ذهب ضحيته زهاء 35 شهيداً و80 جريحاً. وقدّم نصرالله «هدية» الى أهالي الشهداء والجرحى كالآتي: 30 مليون ليرة لكلّ عائلة شهيد، و10 ملايين لكلّ جريح في التفجير، إضافةً الى مساعدات ستُتابع مع رؤساء واتحادات بلديات ومخاتير الدريب.

كذلك يحقّق «الحزب» «انتصارات معنوية»، في ظلّ الأزمات وطرق معالجتها، ويستخدم الانسحاب الاميركي من أفغانستان للقول لحلفاء واشنطن في لبنان: «أنظروا الى حلفاء أميركا في كابول وانظروا إلينا حلفاءً لإيران نستقدم المحروقات». وهو الذي لطالما دعا الى إعادة العلاقات مع سوريا والتنسيق معها، نظراً الى أهمية هذه العلاقة وارتباطها بالحاجات الاساسية الحيوية للبنان، يقول الآن: «ها هي واشنطن اعترفت بضرورة التنسيق مع سوريا لإمرار الغاز والكهرباء عبر أراضيها الى لبنان»، ويثبّت صحة وجهة نظره وموقعه، من خلال الزيارة الوزارية الرفيعة المستوى الأخيرة لدمشق، للبحث في هذا الموضوع، فضلاً عن اللقاء الرباعي الذي عُقد أمس في الأردن وضمّ الجانب السوري. وبالتالي، في حين كان يعوّل البعض على تراجع «الحزب» ونقمة جمهوره الذي يعاني مثل كلّ مواطن لبناني من الأزمات القائمة، يبدو أنّ «الحزب» امتصّ انعكاسات هذه الأزمات، بل إنّه يثبت وجوده ويتمدّد أكثر، وسط تضعضع الأفرقاء الآخرين على أبواب الانتخابات النيابية المقبلة. هذا الواقع تتيقّن له القوى السياسية المعارضة، لذلك يشدّد جعجع دائماً على أنّ «حزب الله» ودوره أساس الأزمة، كما يؤكّد أنّ ميزان القوى الأساس هو ميزان قوى الناس، فهم الوحيدون الذين يمكنهم قلب الطاولة والدفع في اتجاه التغيير المنشود، مثلما فعلوا في 14 آذار 2005 و17 تشرين الأول 2019. وهذه المرة يجب أن تكون «الثالثة ثابتة» بالنسبة الى «القوات». لذلك توجّه جعجع الى الشيعة داعياً إيّاهم الى الإقتراع في الانتخابات المقبلة ضدّ توجّه «الحزب» الذي أوصل لبنان الى «الانهيار والعزلة».

وتعترف مصادر معارضة، أنّ التغيير الدولي - الإقليمي أخيراً «لا يمكننا تفسيره وقراءته إلّا ضمن تفاهمات على مواضيع محدّدة، لبنان جزء منها، وليس بالضرورة أن تكون السعودية جزءاً منه، لكن روسيا موجودة فيه بالتأكيد». وتقول: «إنّ الضوء الأخضر الأميركي على مستوى سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان، وعبر رئاسة الجمهورية، فتح المجال لوزراء لزيارة سوريا للبحث في قضايا ومصلحة مشتركة وضرورة للبنان، أمّا الزاحفون الدائمون الى سوريا لنيل الرضى، والذين لا وجود لهم لولا وجود نظام الأسد، فوجدوا في ذلك مدخلاً ليقولوا إنّهم على حق، وإنّ حتى واشنطن خضعت لوجهة نظرهم». وإذ تعتبر المصادر السيادية أنّ «الانسحاب من أفغانستان والاتفاقات الدولية لن يكون لها تأثير إيجابي علينا»، تذكّر أنّ «كلّ ما جنيناه من الاتفاقات الدولية والاقليمية على مدى سنوات، هو بعض الهدوء المؤقت وحروب مستمرّة». وعلى رغم ذلك، لا ترى أنّ «محور الممانعة هو الرابح والغالب، وإلّا سيكون الاتجاه الى تقسيم لبنان من ضمن تقسيم المنطقة. فإذا ربحت إيران، ستطالب مجموعات في لبنان أن تستقلّ ذاتياً مقابل أي هيمنة أو انتصار يُسجّل في خانة ايران و«حزب الله».

 

واشنطن تَتدخّل و... لا تَتدخّل

ليبانون ديبايت/الخميس 09 أيلول 2021      

كشفت معلومات ديبلوماسية، أن واشنطن لا تتدخّل في تأليف الحكومة اللبنانية، رغم كل الإدعاءات التي تُطلق بشكل مبرمج ومدروس، ومن خلال حملات منظّمة. وأكدت أن تدخّلها عندما يحصل، سيكون على غرار التدخّل في ملف استجرار الغاز، والذي قامت به في كل الإتجاهات، ومن دون توفير أي جهد من أي نوع كان، ولو اضطرّها الأمر أحياناً إلى المساومة وتقديم استثناءات، كما حصل في "قانون قيصر".

 

حتى "حزب اللّه" صدّق

ليبانون ديبايت/الخميس 09 أيلول 2021

قال مصدر نيابي مطّلع، أن الأجواء الإيجابية باقتراب ولادة الحكومة، قد أتت على خلفية الإتصال الهاتفي الذي أجراء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، وأن المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله، الحاج حسين الخليل، قد تواصل يوم الإثنين الماضي مع رئيس "التيار الوطني" جبران باسيل، للبحث في تفاصيل الملف الحكومي.

 

دمشق تَعود من "الطاقة"

ليبانون ديبايت/الخميس 09 أيلول 2021

اعتبر مرجع حزبي، أن عودة دمشق إلى بيروت من بوابة الطاقة، هو رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، بأن إنقاذ لبنان من العتمة لن يتم إلا عبر سوريا، كذلك، فإن سرعة التجاوب من قبل النظام السوري متعمّدة من أجل الإيحاء بأن سوريا قادرة على إدارة الملف وغيره من الملفات المتعلّقة بلبنان، بسرعة قياسية.

 

"آخرُ من يعلم"

ليبانون ديبايت/الخميس 09 أيلول 2021

عُلِمَ أن السفير اللبناني في سوريا، لم يتمّ وضعه بأجواء زيارة الوفد الوزاري اللبناني الأسبوع الماضي، وكان بمثابة "آخر من يعلم".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

تل أبيب: لن نسمح لإيران بالاقتراب من “حافة النووي”

موسكو، عواصم – وكالات/09 أيلول/2021

 هدد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد باتخاذ خطوات لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، إذا فشل العالم في تحقيق هذا الهدف، قائلا في مؤتمر صحافي مشترك في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن سورية والشرق الأوسط بشكل أوسع لن يشهدا الاستقرار ما دام التواجد الإيراني هناك، معتبرا أن “إيران تشكل خطرا على الجميع، ولن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي بينها تقيم إيران قواعدها عند حدودنا الشمالية، وتزود تنظيمات إرهابية بأسلحة متطورة مخصصة لمهاجمتنا”. وأشار إلى أن التقريرين الأخيرين للوكالة الدولية للطاقة الذرية يتحدثان عن مخالفات خطيرة، محذرا من أن طهران تطور برنامجها النووي بوتائر متصاعدة دون رقابة، ومعربا عن قناعته بأن حصول إيران على السلاح النووي سيؤدي لجولة جديدة من سباق التسلح في الشرق الأوسط والعالم، مشددا على أن ذلك يشكل خطرا على العالم بأكمله. وقال: “على العالم أن يمنع إيران من الحصول على ترسانة نووية، مهما كان الثمن، وإذا فشل في تحقيق هذا الهدف فتحتفظ إسرائيل بالحق في التصرف. يقول الإيرانيون إنهم يريدون تدمير إسرائيل، وهذا خطر على وجودنا، ولن تسمح إسرائيل لإيران بأن تتحول إلى دولة نووية أو حتى تصبح على حافة ذلك”.

 

“الطاقة الذرية”: إيران توسِّع برنامجها النووي وتقترب من “القنبلة”

غروسي: طهران تمتلك 10 كيلو يورانيوم مخصب إلى 60 %... وأميركا تدرس بدائل مفاوضات فيينا

فيينا، طهران، عواصم – وكالات/09 أيلول/2021

 مستبقة إحاطة فنية بمقرها في فيينا اليوم الخميس بشأن أنشطة التحقق والرصد التي يقوم بها مفتشوها في إيران، اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران بتسريع تخصيب اليورانيوم واقترابها من مستوى تصنيع القنبة النووية. وقالت الوكالة في مذكرة رسمية وزعتها الأمانة العامة أمس، إن عددا من كبار خبراء ومفتشي الوكالة سيقدمون لممثلي الدول الاعضاء شرحا حول مدى تقيد طهران باتفاق الضمانات الموقعة مع الوكالة، بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. من جانبه، أصدر المدير العام للوكالة رافائيل غروسي تقريرا يتهم فيه طهران بعدم التعاون، لتسوية القضايا العالقة وخاصة ما يتعلق بزيادة إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، مؤكدا أن إيران تواصل توسيع برنامجها النووي، وتستخدم أجهزة طرد مركزي أحدث وأقوى لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب، موضحا أن لدى إيران الآن عشرة كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب إلى درجة 60 في المئة، وبذلك تقترب من النسبة اللازمة لتصنيع أسلحة. واعتبر “وجود جزيئات يورانيوم متعددة من أصل بشري في ثلاثة مواقع لم يتم الإعلان عنها للوكالة”، إلى جانب وجود “جسيمات معدلة نظريا في أحد هذه المواقع”، بمثابة “مؤشر واضح” على عدم التزام طهران بتعهداتها. وقال “رغم مرور نحو عام، إلا أن طهران لم تقدم حتى الآن التفسيرات اللازمة لوجود جزيئات المواد النووية في أي من المواقع الثلاثة المشتبه فيها، كما لم تجب على أسئلة الوكالة فيما يتعلق بموقع آخر غير معلن”. وأعرب عن قلقه “البالغ” إزاء وجود المواد النووية في مواقع “غير معلن عنها”، بينما لا تزال المواقع الحالية لهذه المواد النووية “غير معروفة” للوكالة. وقال إنه حتى بعد قرابة عامين تظل قضايا الضمانات المبرمة بين الوكالة وطهران فيما يتعلق بالمواقع النووية الأربعة، التي لم يتم الإعلان عنها للوكالة “دون حل”، مجددا قلقه من أن المناقشات مع الجانب الإيراني “لتوضيح أسئلة الوكالة المتعلقة بالمواد النووية غير المعلنة والأنشطة ذات الصلة بالأنشطة النووية في إيران، لم تؤد إلى إحراز تقدم”، ودعيا إيران إلى “التعاون الكامل مع الوكالة وتلبية طلباتها دون مزيد من التأخير”.

بدورها، أفادت شبكة “إيه بي سي نيوز” الإخبارية الأميركية بأن الوكالة أبلغت الدول الأعضاء في تقريرها الدوري السري أن أنشطتها للتحقق والمراقبة “تم تقويضها بشكل خطير” منذ فبراير الماضي، بسبب رفض طهران السماح للمفتشين بالوصول إلى معدات المراقبة التابعة للوكالة، كما أبلغت الأعضاء أن ثقتها في التقييم المناسب لأنشطة إيران تتراجع مع مرور الوقت وستستمر “ما لم تصحح إيران الموقف على الفور”. وبينما بدأ المبعوث الأميركي الخاص بشؤون إيران روبرت مالي زيارة إلى موسكو وباريس في جولة تمتد حتى العاشر من سبتمبر الجاري، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن الجولة تستهدف مشاورات مع شركاء الولايات المتحدة من الروس والأوروبيين بشأن برنامج إيران النووي، وضرورة التوصل إلى تفاهم بشأن العودة المتبادلة إلى الاتفاق وتنفيذه بصورة سريعة.

من جهته، توقع مسؤول أميركي أن يلتقي مالي مسؤولين روس في موسكو الأربعاء والخميس كما سيجتمع بمسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في باريس غدا الجمعة، مشيرا إلى ان اللقاءات تركز على الديبلوماسية النووية مع إيران وإلى أين تتجه، والنهج الذي ستتبعه “إذا خلصنا إلى أن إيران غير مهتمة بالعودة للاتفاق، أو كان لديها تصور عن عودة بشروط لن تقبل بها واشنطن”، قائلا “علينا بحث البدائل”. في المقابل، اتهم مندوب ايران لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي، أعضاء الوكالة بالضغط على بلاده لاغراض سياسية، قائلا “إنه لا يحق لاحد ان يطالب طهران بتعليق أنشطتها النووية”. وطالب آبادي الوكالة الدولية بالالتزام “بحياديتها ومهنيتها”، زاعما أن “جميع الأنشطة النووية الإيرانية، بما في ذلك التخصيب على مختلف المستويات وإنتاج معدن اليورانيوم، تتم في إطار حقوق إيران النووية بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي ومعاهدة الضمان”. واعتبر أنه “بما أن الأطراف الأخرى لم تف بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي في مجال رفع العقوبات، وفي ظل استمرار سياسة فرض عقوبات أميركية غير قانونية وأحادية الجانب، فلا يمكن لأحد أن يطالب إيران بوقف هذه الأنشطة في إطار هذه الاتفاقية”.

 

“طالبان”: إدراج وزراء على القائمة السوداء انتهاك لاتفاق الدوحة

كابول، عواصم- وكالات/09 أيلول/2021

 أكدت حركة طالبان الأفغانية، أن استمرار إدراج أعضاء حكومتها الموقتة بالإضافة إلى أعضاء شبكة حقاني المتحالفة معها على القائمة السوداء الأميركية، انتهاكا لاتفاق الدوحة. وقالت الحركة، في بيان نشره المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد: “هناك تصريحات لمسؤولي وزارة الدفاع الأميركية بأن بعض أعضاء حكومة الإمارة الإسلامية أو أفراد عائلة حقاني مدرجون على القائمة السوداء الأميركية وأنهم مستهدفون، وتعتبر الإمارة الإسلامية هذا الموقف انتهاكا واضحا لاتفاقية الدوحة”. وأضاف البيان أن “هذا الموقف ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو أفغانستان”، مشيرا إلى أن “عائلة حقاني تنتمي إلى الإمارة الإسلامية وليس لها اسم منفصل أو هيكل تنظيمي منفصل”. وشددت الحركة على ضرورة حذفهم من القوائم السوداء للأمم المتحدة والولايات المتحدة، لافتة إلى أن “أميركا ودول أخرى تدلي بمثل هذه التصريحات الاستفزازية وتحاول التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، وأن الإمارة الإسلامية تدينها بأشد العبارات”.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن تنظيم القاعدة المتطرف، الذي استخدم أفغانستان كقاعدة انطلاق لمهاجمة الولايات المتحدة قبل 20 عاما، قد يحاول إعادة الظهور هناك بعد الانسحاب الأميركي الذي ترك طالبان في السلطة. وقال إن الولايات المتحدة مستعدة لمنع عودة القاعدة في أفغانستان والتي من شأنها أن تهدد الولايات المتحدة. واضاف أوستن: “لقد أبلغنا طالبان بأننا نتوقع منهم ألا يسمحوا بحدوث ذلك”، في إشارة إلى احتمال استخدام القاعدة لأفغانستان كقاعدة انطلاق في المستقبل.

وفي سياق آخر، أكد المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري مطلق بن ماجد القحطاني، أن مطار كابول بات صالحا للملاحة، وسيتم فتحه أمام الرحلات الدولية بشكل تدريجي، بينما أكد مصدر حكومي أفغاني أن الحكومة أعطت الضوء الأخضر لإجلاء 200 مدني أميركي ومدنيين آخرين من مواطني دول أوروبية أخرى. وأكد القحطاني، أن المطار جاهز بنسبة 90% وأنظمته تعمل بشكل طبيعي الآن، مشيرا إلى وجود تحديات كبيرة اعترضت الفرق التقنية القطرية لتهيئة المطار. بدوره، قال مسؤول أميركي إن “حركة طالبان وافقت على السماح برحيل 200 مدني أميركي ومواطني دول أخرى، ظلوا في أفغانستان بعد انتهاء عملية الإجلاء الأميركية”. إلى ذلك، قررت حكومة طالبان حظر التظاهر غير المرخص في أنحاء افغانستان، وأعادة إحياء “وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” على غرار “شرطة الأخلاق” إبان حكمها سابقا. وقالت وزارة الداخلية في حكومة طالبان في بيان على حسابها في تويتر، انها أصدرت قرارا يلزم المواطنين بالامتناع في الوقت الراهن عن المشاركة في “أية تظاهرات تحت أي مسمى كانت”، إلا في حال الحصول على إذن من وزارة العدل ثم إبلاغ الأجهزة الأمنية بذلك. الى ذلك، قالت صحيفة “واشنطن بوست” ان حكومة حركة طالبان اعادت احياء “وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، واوكلت اليها مهمة تطبيق “التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية”، مع قيود صارمة على النساء والإجبار على الصلاة، وحتى “حظر الطائرات الورقية والشطرنج”.وأعلنت حركة “طالبان” أنها ستتيح إمكانيات للنساء لتولي مناصب في الحكومة في أفغانستان في وقت لاحق. وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، للصحافيين في كابول: “هذه الحكومة موقتة. وستكون هناك وظائف للنساء بما يتوافق مع أحكام الشريعة”. وتابع قائلا: “هذه هي البداية، لكننا سنتيح مجالا للنساء، وسيكون بإمكانهن دخول الحكومة. هذه ستكون المرحلة الثانية”.

 

واشنطن: الوقت ينفد أمام طهران للعودة إلى الاتفاق النووي

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/09 أيلول/2021

 حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، طهران، من التلكؤ في العودة الى الاتفاق النووي، قائلا إن الوقت بدأ ينفد أمام القيادة الإيرانية، وموضحا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، أنه “لا يريد تحديد موعد من اجل ذلك”، محذرا في الوقت نفسه من “الاقتراب من مرحلة تصبح فيها العودة إلى الفوائد التي حققها اتفاق فيينا 2015 أمرا صعبا”. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الألماني أن تلميح الرئاسة الإيرانية بأن مفاوضات انعاش الاتفاق لن تعاود قبل شهرين أو ثلاثة “مهلة طويلة جدا”، قائلا إنه دعا نظيره الإيراني الجديد حسين عبدالله اللهيان إلى ضرورة العودة بسرعة إلى مفاوضات إحياء الاتفاق. وأعرب عن تفاؤله بأن الحكومة الإيرانية الجديدة ستواصل دعم النتائج التي تم التوصل اليها في جولات مفاوضات عدة أجريت في فيينا، قائلا: “سنواصل محاولة التوصل إلى نتيجة إيجابية، لكن إمكانية ذلك تتوقف على إيران”، محذرا من أن تأخير المحادثات لفترة طويلة سيؤدي للحيلولة دون العودة المباشرة للاتفاق النووي. بدوره، أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي جوي هوود أن نافذة التفاوض مع إيران ليست مفتوحة للأبد، قائلا: “نتصدى لتهديدات إيران التي تزعزع الأمن الإقليمي والتهديدات التي يتعرض لها الشحن التجاري”، مبيناً الحاجة للعودة للاتفاق النووي بأسرع وقت. وشدد على أنه على إيران الامتثال لشروط الاتفاق، والعودة لطاولة المفاوضات في فيينا، وعدم تضييع الوقت، مؤكدًا أن رفع العقوبات عن إيران مرهون بالامتثال الكامل للاتفاق النووي. وتابع: “لن أتنبأ بالخيارات الأخرى حال فشل الديبلوماسية، لكن الرئيس كان واضحا في منع إيران من امتلاك سلاح نووي”، مشيرًا إلى أن واشنطن وحلفاؤها مستاؤون من عرقلة إيران لعمل المفتشين. في المقابل، حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أن الرؤية “غير البناءة” في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تزعزع مسار المحادثات، زاعما أن مواصلة العلاقات “مرهون بالاحترام المتبادل والتركيز على المشتركات”.

 

السعودية ترحب بالإفراج عن الوثائق السرية لهجمات 11 سبتمبر 2001

نيويورك، الرياض، عواصم – وكالات/09 أيلول/2021

 أعربت السعودية عن أملها أن يؤدي الكشف الأميركي الكامل عن الوثائق السرية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 الإرهابية، إلى “إنهاء المزاعم التي لا أساس لها من الصحة بشأن المملكة بشكل نهائي”. ودعت السفارة السعودية لدى واشنطن في بيان “إلى الكشف عن جميع المواد المتعلقة بالهجمات بشكل مستمر خلال العشرين عاما الماضية”، موضحة أنه “كما كشفت التحقيقات السابقة، بما في ذلك لجنة الحادي عشر من سبتمبر ونشر ما يسمى بـ(28 صفحة)، لم يظهر أي دليل على الإطلاق يشير إلى أن حكومة المملكة أو أي من مسؤوليها كانوا على علم مسبق بالهجمات الإرهابية، أو كانوا متورطين بأي شكل من الأشكال في التخطيط لها أو تنفيذها”. واعتبر البيان أن “أي ادعاء بأن السعودية متواطئة في هجمات 11 من سبتمبر، ادعاء باطل لا أساس له من الصحة. وكما أكدت إدارات الرؤساء الأربعة السابقين للولايات المتحدة، فقد أدانت المملكة واستنكرت الجرائم الشنيعة التي ارتكبت ضد حليفها وشريكها الولايات المتحدة”. وتابع “تفخر السعودية بسجلها في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك جهودها لإحباط تمويل الإرهاب، وستراتيجيتها الشاملة لمكافحة الفكر المتطرف، وإضعاف ودحر المنظمات الإرهابية في جميع أنحاء منطقتنا”، مؤكداً أن المملكة شريك رئيسي للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، ومشددا على أن السعودية، باعتبارها إحدى الدول التي استهدفها الإرهاب العالمي، تتفهم ألم ومعاناة الأسر التي فقدت أحباءها في ذلك اليوم الذي لا ينسى. في غضون ذلك، أعلن الوفد السعودي الدائم بالأمم المتّحدة أنّ المملكة بعثت رسالة إلى مجلس الأمن بشأن الهجوم الأخير من قبل جماعة الحوثي على المنطقة الشرقية وجازان ونجران، معتبرا أن تواصل هذه الهجمات يعرقل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار الإقليمي والسلام الدولي.

 

هزيمة مدوّية للإسلاميين في انتخابات المغرب لصالح أحزاب ليبرالية

استقالات جماعية بين قيادات "العدالة والتنمية" وعلى رأسهم سعد الدين العثماني

الرباط، عواصم – وكالات/09 أيلول/2021

 مُني اسلاميو المغرب ممثلين بواجهتهم السياسية الابرز “حزب العدالة والتنمية” بهزيمة ساحقة في الانتخابات العامة التي جرت أول من أمس، وتصدرتها بقوة احزاب ليبرالية في مقدمتها “حزب التجمع الوطني للأحرار” الشريك في الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته، والذي يقوده الاسلاميون.

وأعلن وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، بعد منتصف ليل أمس، عن فوز حزب التجمع الوطني للأحرار بـ 97 مقعدا بمجلس النواب “الغرفة الأولى للبرلمان”، من مجموع مقاعد المجلس البالغ عددها 395 مقعدا، في حين حاز “حزب العدالة والتنمية” على 12 مقعدا فقط، وذلك تراجعا من 125 مقعدا حصل عليها خلال انتخابات 2016. واضاف لفتيت، أن “حزب الاصالة والمعاصرة، أكبر أحزاب المعارضة، احتل المرتبة الثانية، بـ 82 مقعدا، متبوعا بحزب الاستقلال، بـ 78 مقعدا، والاتحاد الاشتراكي اليساري، بـ 35 مقعدا، كما احتل حزب الحركة الشعبية، المرتبة الخامسة بـ 26 مقعدا، ثم حزب التقدم والاشتراكية بـ 20 مقعدا، وحزب الاتحاد الدستوري بـ 18 مقعدا. وأعلن لفتيت، أن “حزب العدالة والتنمية، تراجع من المرتبة الاولى التي كان حازها في انتخابات 2016، الى المرتبة الثامنة في قائمة الاحزاب المشاركة في الانتخابات”. وأبرز أن “عدد ملاحظي الانتخابات بلغ 5020 ملاحظا 129 منهم أجنبيا، مما عزز شفافية الانتخابات”. وأعلنت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في المغرب، أمس، تقديم أعضائها وعلى رأسهم الأمين العام، سعد الدين العثماني، استقالتهم من الأمانة العامة، مع استمرارها في تدبير شؤون الحزب الذي يُحسب على تيار ما يعرف بـ”الإسلام السياسي”.وأورد بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب، أنه تقررت الدعوة إلى عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني للحزب، في الثامن عشر من سبتمبر الجاري، لأجل تقييم الانتخابات بشكل شامل واتخاذ القرارات المناسبة. فضلا عن ذلك، قررت قيادة الحزب عقب الهزيمة التي وُصفت بالمدوية، أن تدعو إلى التعجيل بعقد مؤتمر وطني استثنائي في أقرب وقت ممكن.

وقال حزب العدالة والتنمية، إن النتائج المعلن عنها في انتخابات أول من أمس، “غير مفهومة وغير منطقية”، “ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية ولا موقع الحزب ومكانته في المشهد السياسي وحصيلته في تدبير الشأن العام المحلي والحكومي”. وإضافة للهزيمة العددية التي تكبدها حزب العدالة والتنمية، فقد تكبد أيضا هزيمة رمزية بعجز أمينه العام العثماني الفوز بمقعد برلماني في إحدى الدوائر الانتخابية للعاصمة الرباط، إذ احتل المرتبة الخامسة ضمن المرشحين المتنافسين. ورأى متابعون أن هذه الهزيمة تشكل ضربة أخرى لتنظيم الإخوان الذي راهن على بلوغ السلطة في عدد من الدول، فكانت نهايته عن طريق إجراءات دستورية في تونس، خلال يوليو الماضي، ثم اختار الناخبون المغاربة، أن يتخلصوا من العدالة والتنمية عن طريق صناديق الاقتراع. بالمقابل، قال حزب الأصالة والمعاصرة، أكبر أحزاب المعارضة، إنه حقق نتائج إيجابية جدا في الانتخابات، وتمكن من المحافظة على المرتبة الثانية رغم الخلافات التنظيمية التي عانى منها الحزب. من جهته، قال حزب التجمع الوطني المغربي إن “انتصارنا بإرادة الناخبين أصاب الخصوم بالارتباك والذهول”، مشيراً إلى أن الانتصار “في الانتخابات نتاج لتواصلنا الحقيقي مع الناخب المغربي”. من جانبها، هنأت سفارة واشنطن، المغرب بنجاح الانتخابات، مؤكدة أن الالتزام بالديمقراطية يعزز الشراكة.

 

مناورات الغنوشي تثير غضب التونسيين

تونس – وكالات/09 أيلول/2021

 تتواصل في تونس مناورات رئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي وحلفائه من المتورطين في قضايا الفساد، رغم تجميد عمل البرلمان والانطلاق في التتبع القضائي للمتورطين. وقام رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بتفويض نائبين لتمثيله بأعمال الاتحاد البرلماني الدولي في النمسا، وهما النائب عن “قلب تونس” أسامة الخليفي، والنائب عن حركة النهضة فتحي العيادي. وقال الغنوشي في تدوينة نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، تم تفويض النائبين الخليفي والعيادي لتمثيل رئيس مجلس نواب الشعب في هذا المؤتمر”. وأثارت مداخلة الخليفي خلال أشغال الاتحاد البرلماني الدولي انتقادات وغضب التونسيين واعتبرها الكثيرون تحريضا على أمن تونس وتشويها لصورتها في الخارج وتحديا لقرارات الرئيس قيس سعيد، ولإرادة التونسيين في إنهاء نظام حكم الإخوان بعد عشرة سنوات من الفشل. وكان النائب عن حزب قلب تونس أسامة الخليفي قد زعم، خلال كلمته التي ألقاها أمام الاتحاد البرلماني الدولي، أن “تونس تعيش على وقع انحراف دستوري وقانوني خطير وأنه وجب التدخل لإرجاع البرلمان وإنقاذ الديمقراطية والتصدي لدكتاتورية الرئيس قيس سعيد.

 

إثيوبيا تطالب السودان بالانسحاب من أراضيها

أديس أبابا – وكالات/09 أيلول/2021

 قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي أمس، إن بلاده تدعو السودان مجددا للانسحاب من أراضيها وإجراء مناقشات للتوصل إلى سلام دائم وفق آليات حل النزاع القائمة. وأضاف المتحدث في بيان للخارجية الإثيوبية: “تعاملنا مع الموقف المتعلق بالنزاع الحدودي بين البلدين بأقصى درجات الصبر والتحضر”. ويأتي ذلك بعد اتهام أديس أبابا للخرطوم بدعم مقاتلي تيغراي لتخريب سد النهضة، وقد نفت السودان تلك الاتهامات جملة وتفصيلا. وقال المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة السودانية الطاهر أبو هاجة، إن على النظام الإثيوبي حل مشاكله الداخلية “بعيداً عن السودان”. وشدد على أن “السودان وجيشه لا يتدخل في القضايا الداخلية للجارة إثيوبيا أو غيرها”، داعيا القيادة الإثيوبية إلى العمل على حل صراعاتها بعيداً عن إقحام السودان فيها.

 

واشنطن: التخفيض العسكري لن يُضعف التزامنا تجاه العراق

بغداد، عواصم – وكالات/09 أيلول/2021

 أكد قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكنزي أمس، إن تخفيض التواجد العسكري الأميركي لن يضعف من التزام بلاده تجاه العراق. وقال ماكنزي خلال استقبال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي له، رفقة وفد عسكري أميركي والسفير الأميركي في العراق ماثيو تولر، إن العلاقة الستراتيجية الأوسع بين البلدين تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، فضلا عن العلاقة الأمنية. من جانبه، أكد الكاظمي أهمية تكاتف الجهود الدولية ضد خطر الإرهاب والفكر التكفيري المتطرف، اللذين يهددان المنطقة والعالم. من جانبه، بحث رئيس هيئة النزاهة الاتحادية علاء الساعدي، ورئيس الهيئة الجزائرية الوطنية للوقاية من الفساد طارق كور، تذليل الصعوبات أمام استرداد الأموال المنهوبة والمدانين بجرائم الفساد، واتفقا على توقيع مذكرة تفاهم، للتعاون في مجال مكافحة الفساد واسترداد المدانين بقضايا فساد والأموال المهربة. على صعيد آخر، رحبت بغداد بتعيين الألماني كريستيان ريتشر مستشارا خاصا ورئيسا لفريق التحقيق الأممي حول جرائم “داعش” في العراق، خلفا للبريطاني كريم أسد أحمد خان. ميدانيا، أعلنت خلية الإعلام الأمني عن اعتقال ثلاثة إرهابيين وضبط أسلحة ومواد متفجرة خلال عمليات أمنية في مناطق مختلفة، كما أعلنت قيادة عمليات بغداد اعتقال ثلاثة متهمين بالإرهاب في منطقة الشعلة غرب العاصمة العراقية.

 

تركيا تستدعي عناصر من “الإخوان”… وتطالبهم بوقف أنشطتهم

أنقرة- وكالات/09 أيلول/2021

 أفادت مصادر مطلعة، أن تركيا استدعت عناصر من تنظيم الإخوان الإرهابي، وطالبتهم بوقف جميع الأنشطة السياسية، مشيرة إلى أن هناك قرارا تركيا بترحيل عناصر أخرى من الإخوان لكن مع عدم تسليمهم لمصر. وقالت المصادر، إن مصر جددت تمسكها بتسليم تركيا المتهمين باغتيال النائب العام هشام بركات. وأشارت إلى ان الاجتماعات التركية المصرية المقبلة ستشهد حسم قضية سحب الميليشيات من ليبيا. وكانت مصر كشفت تفاصيل مشاوراتها مع تركيا وذلك عقب انتهاء الجولة الثانية من المشاورات الاستكشافية بين البلدين، والتي عقدت على مدار يومين في العاصمة التركية أنقرة.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر متحمسة للوصول إلى حل وللصيغة الضرورية لاستعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا، مبيناً أنه مازالت هناك أمور تحتاج لحل وتقييم. وقال: “أعتقد أنه خلال هذه المرحلة لا يزال علينا تقييم مخرجات الجولة الثانية من المحادثات، وخصوصا سياق العلاقات الثنائية وعدد من الإجراءات التي اتخذتها تركيا وتحتاج إلى نوع من المعالجة”. وأضاف: “عندما نشعر بالرضا تجاه حل هذه الأمور فسيفتح ذلك الباب لتحقيق المزيد من التقدم”.

 

الرئيس الأميركي يتعرض لانتقادات حادة في “نيوجيرسي”

واشنطن – وكالات/09 أيلول/2021

 واجه الرئيس الأميركي جو بايدن سيلا من الاتهامات والانتقادات من قبل سكان في ولاية نيوجيرسي، خلال زيارة للولاية بعد اعصار “إيد”، على خلفية الطريقة التي انسحبت فيها قوات الولايات المتحدة من افغانستان. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة بايدن وهو يتقفد المناطق المتضررة، بينما يسمع صوت شخص يصرخ: “من أجل ماذا مات أفضل صديق لي في أفغانستان عام 2011؟ هل من أجل أن يقوم هذا الرجل بمثل هذا الفعل المقرف؟”. وتابع: “أنت خلفت لهم دمارا وتركت أميركيين هناك (في أفغانستان)”.كما يسمع في التسجيل صوت رجل وهو يصف بايدن بأنه “طاغوت”، فيما تصرخ امرأة قائلة: “من المؤسف أن تكون أميركا وصلت إلى هذه النقطة… إنه لأمر مؤسف”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحلقة العشرة من كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى: عناوين حلقة اليوم/ نهاية عهد الرئيس الجميل وحكومة ميشال عون/نتائج الطائف مدريد وأوسلو

http://eliasbejjaninews.com/archives/102201/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84/

09 أيلول/2021

عناوين حلقة اليوم

*نهاية عهد الرئيس الجميل وحكومة ميشال عون

*نتائج الطائف مدريد وأوسلو

نهاية عهد الرئيس الجميل وحكومة ميشال عون

كانت نهاية عهد الرئيس الجميل الذي ورث البلد موحدا لا وجود  فيه للسوريين في محيط العاصمة ويتمتع بمساندة العالم له والقوات المتعددة الجنسية كما كانت اسرائيل تفاوضه لسحب قواتها من لبنان بالتنسيق مع الجيش اللبناني وتسليمه الأمن في كافة المناطق التي تنسحب منها. ولكن الرئيس الجميل وبسبب تردده وخوفه من ردة فعل السوريين حاول التقرب منهم ما أعطى لهؤلاء القدرة على سلبه كل نقاط القوة التي كان تمتع بها وإعادته لموقع الذي لا يحكم حتى على محيط قصره والذي يعادي الكل، من القوات اللبنانية إلى قسم كبير من ألوية الجيش التي لا تأتمر بأوامره، إلى وجود حكومة يستجدي موافقتها بدل أن يفرض عليها خطته ومشاريعه، ويسيطر السوريون على أغلب البلاد بواسطة زمر من المسلحين وعصابات من المرتزقة يديرها لصالح دمشق مشاريع زعامات تختلف كل الاختلاف عن رجال الدولة. وقد خسر دعم الغرب والتلويح بالتحالف مع اسرائيل وثقة العرب، وأهم شيء الأمن والاستقرار اللذين كان يعتقد بأنه يمتلك مفاتيحما، وإذا به لا يملك حتى أن يجمع مجلس النواب لانتخاب خلف له، ولذا فقد أصبح يبدو وكأنه آخر رئيس لجمهورية لبنان.

كان الرئيس الجميل قد استبدل العماد ابراهيم طنوس بالعميد ميشال عون قائد اللواء السادس لقيادة الجيش. وكان هم القائد الجديد العماد عون التمكن من حماية مواقع قواته في سوق الغرب، والتي تشكل حماية القصر الجمهوري ومقر قيادة الجيش في اليرزة، ومن ثم الاتصال بقادة الألوية المعارضة والذين لا يأتمرون بأوامره، خاصة اللواء السادس الذي شارك بعدة معارك في المنطقة الغربية تحت إمرة حركة أمل لاعادة تنسيق دفع رواتب العسكريين والعمل على جعل مناطق عمل هذه المجموعات لا تتضارب مع خطة القيادة العامة في الدفاع عن السكان، أي عدم التداخل فيما بينها، ومن هنا فقد اصبح العبور مثلا بين الشرقية والغربية يتم عبر معبر المتحف الذي ينسق فيه اللواء السادس عبور المواطنين ويضبط خطوط التماس التي عادت للظهور بين شطري العاصمة.

في الأول من حزيران سنة 1987 اغتيل الرئيس رشيد كرامي رئيس الوزراء وتم تعيين الرئيس سليم الحص رئيسا للوزراء بالوكالة كون عهد الرئيس الجميل كان شارف على نهايته. وبعد سنة على هذا التعيين بقيت حكومة الحص تدير الأمور بدون الصفة الشرعية الكاملة.

 لم يؤمن النصاب في مجلس النواب ليتم انتخاب رئيس جديد لأن السوريين أرادوا أن يبدو البلد غير قادر على الاستمرار ومن شروطه تأمين دوام السلطة المنتخبة. ولذا، وبعد محاولات حثيثة، وقبل انتهاء عهده، عين الرئيس الجميل حكومة عسكرية انتقالية لتشرف على انتخاب رئيس للبلاد، وقد كانت سابقة تعيين هكذا حكومة في نهاية عهد الرئيس بشارة الخوري ناجحة، إذ أمنت حكومة برئاسة قائد الجيش يومها اللواء فؤاد شهاب، انتخاب كميل شمعون لرئاسة الجمهورية. ولكن السوريين أصروا على بقاء الرئيس الحص الغير شرعي وحكومته خلافا للدستور، ما دفع بالعماد عون لعدم استعجال انتخاب رئيس جديد للبلاد في ظل غياب التفاهم ورفع اليد السورية عن التدخل، فحاول تنظيم الوضع الداخلي قبل التوصل إلى انتخابات، ما جعله يصطدم بالتعنت السوري الذي تطور إلى منع أعضاء الحكومة العسكرية من المسلمين الاستمرار بمهمتهم تحت الضغط والتهديد، ومن ثم رفض الرئيس الحص التنازل عن حكومته المفترض أن تكون حلت بتأليف الحكومة الجديدة، ما جر العماد عون للتصادم مع السوريين فأعلن حرب التحرير حيث عادت أجواء القصف السوري الذي دمر الأشرفية وغيرها من المناطق في 1978 إلى الأذهان ومن ثم انهت مفاعيل القرار الدولي 436 الذي كان صدر على أثرها  ومنع السوريين من الدخول إلى المناطق الشرقية.

كانت محاولة العماد عون السيطرة على البلاد مجددا باعادة هيبة الدولة قد أفشلها داخليا موقف الحص الذي قبل بمجاراة السوريين، وكان الوضع في المنطقة قد تغيّر كون العراق كان خرج من حربه مع إيران منتصرا ويحظى بتأييد دول الخليج وأغلب الدول العربية. ولم يكن الرئيس صدام حسين قد نسي الموقف السوري الداعم لإيران في الحرب. من هنا كان اعتقاد عون بأن دعما عربيا للبنان لمواجهة سوريا سيرفع يدها عن البلد، ما يعيد له استقراره وسيادة الدولة فيه. وهكذا بدأ العمل على التقرب من العراق ومواجهة سوريا حيث توجه إلى جامعة الدول العربية لمساندته معتمدا على تاييد العراق ضد سوريا. وقد نجح بكسب تعيين مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنعقد في تونس لجنة سداسية برئاسة وزير خارجية الكويت وعضوية كل من وزراء خارجية الأردن والأمارات والجزائر وتونس والسودان لمتابعة الوضع ورفع التوصيات التي جاءت لصالح لبنان والتي رفضتها سوريا جملة وتفصيلا. وقد كان لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد موقفا أمام اللجنة العربية في الكويت أغضب السوريين ما دفعهم إلى اغتياله في 16 أيار 1996, فقام مؤتمر القمة العربية المنعقد في الجزائر بطلب اشراف لجنة ثلاثية مؤلفة من العاهل السعودي والعاهل المغربي والرئيس الشاذلي بن جديد رئيس الجزائر على محادثات بين سوريا ولبنان لحلحلة الأمور والتوصل إلى اتفاق ما. من هنا وبعد زياراته المكوكية المتعددة اقترح الأخضر الابراهيمي المبعوث الخاص لهذه اللجنة أن يقام مؤتمر يجمع النواب اللبنانيين خارج لبنان للتشاور بحل كامل للقضية اللبنانية. ولذا فقد قام الملك السعودي بدعوة النواب اللبنانيين للاجتماع في مدينة الطائف السعودية ووضع حل بعيدا عن أجواء العنف في بيروت وعن الضغوط السورية المباشرة. 

كانت لعبة السوريين تقوم على اظهار هشاشة التركيبة اللبنانية والنظام الديمقراطي المعتمد فيه وتحويره باظهاره وكأنه نظام امتيازات لفئة قليلة من اللبنانيين مقابل حرمان الفئات الأخرى والتي تتألف من المسلمين ما يمكن معه اللعب على عواطف الدول العربية كون الموضوع يتعلق بحقوق المسلمين في لبنان. من هنا فقد فرض على النواب بين الترهيب باستمرار العنف والترغيب ببعض الهدايا والوعود خاصة في مجال الأمن والاستقرار للقبول بما سمي اتفاق الطائف وكانت المشكلة الرئيسية في هذا الاتفاق بأنه خلق دولة مسخا بثلاثة رؤوس لا يمكن فيها اتخاذ قرار. فبينما كانت صلاحيات رئيس الجمهورية شبه مطلقة في النظام السابق فقد اصبح وكأنه يرأس شكليا ولا يحكم بينما زادت صلاحيات رئيس الوزراء وأصبح المجلس النيابي غير قابل للضبط مطلقا كونه لا يمكن حله إلا بقرار منه. وقد ألغيت طائفية الوظيفة ما جعل التوظيف بدوائر الدولة مجال تزعم بدون اي رادع قانوني فشكل وضعا شاذا أرهق الخزينة لاحقا. وبما أنه لم يعد هناك من راس للدولة صار كل رئيس من الثلاثة "فاتح على حسابه" كما يقول المثل اللبناني ومن هنا وظّف الرئيس بري لاحقا أعدادا غير مطلوبة في ملاكات الدولة وكثر التعاقد الغير ضروري في المؤسسات وكما يحلو له، بينما وزع الرئيس الحريري المشاريع الكبرى على أعوانه أيضا بدون حساب. وصارت الدولة قائمة على سياسة الاستدانة وتعتمد على المساعدات التي كانت في البدء مطلوبة للنهوض، ولكنها أصبحت سياسة الدولة. وقد قامت الميليشيا الإيرانية بالامتناع عن دفع الرسوم والاشتراكات للدولة بحجة "المقاومة"، ما أفقد شركة كهرباء لبنان موردها الأساسي فبدأت خسائرها تزيد، ومع الوقت تبع طريقة عدم الدفع أغلب الذين "لهم ظهر" بالدولة ما أرهق الشركة كليا، ومنع تطويرها وصيانة شبكاتها وتجديد مولداتها فزادت مشاكلها. وهذا جزء بسيط من المشاكل التي رافقت عودة الهدوء إلى البلد لتقع الدولة شيئا فشيئا تحت عجز كبير كانت تحاول تسديده بواسطة الاستدانة مجددا.

ولكي تضمن سوريا سيطرتها على البلد بالكامل كانت حرب الألغاء التي قامت بين الرئيس عون وقواته من جهة وسمير جعجع قائد القوات اللبنانية من جهة ثانية، وهي الحرب التي قضت نهائيا على اي مقاوم للاحتلال السوري، حيث تم بعدها السيطرة الكاملة لسوريا ونفي عون إلى باريس بينما وضع جعجع في السجن بعد عملية احتيالية قامت بها المخابرات السورية وبعض اركان السلطة. وهكذا وخاصة بعد حرب الكويت في 1991 التي شاركت فيها سوريا ضد العراق، أطلقت يدها في لبنان بدون أن يكون هناك منازع أو رقيب أو اي نوع من الرادع الأخلاقي، ما جعلها تغتال الرئيس معوض لأنه لم يقبل باحتلالها للمناطق الشرقية بالقوة ومن ثم انتخاب الرئيس الهراوي الذي أطلق يد أزلامها كليا.

نتائج الطائف مدريد وأوسلو

في خلال هذه الفترة تسلم رفيق الحريري رئاسة مجلس الوزراء في الحكومة الثانية لعهد لرئيس الهراوي وكان أهم قراراته ترك السلطة للسوريين في مجال السياسة الخارجية والدفاعية على أن تطلق يده في مجال الاعمار واعادة الحياة للدورة الاقتصادية في البلد. وكان المسؤولون السوريون يشاركون الرئيس الحريري المغانم التي تنتج عن المشاريع الكبرى وتلزيماتها ما سهل له أتخاذ القرارات والتحكم بالداخل  ولو تحت رحمة هؤلاء الجشعين. ولكنه على الأقل ساهم في نهضة اقتصادية نوعا ما ولو بدون اساس متين.

كان اتفاق الطائف فرض حل كل المليشيات وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة على أن يصبح الجيش والقوى الأمنية هي الوحيدة التي تشرف على الأمن. ولكن السوريين تركوا الجنوب جرحا ناذفا لتدريب حزب الله الساعد الإيراني الذي سيستعملونه في السيطرة على البلد كلما تجرأ أحد على المطالبة بخروجهم. وكان هذا الجهاز يتبع لحليفهم الإيراني الذي سيستعمله ليس فقط للسيطرة داخل لبنان وإنما لتحقيق مشاريعه في المنطقة كلها تحت شعار محاربة اسرائيل وعملائها وتصدير الثورة كمقدمة لتحرير الأرض السليب.

كان اللواء لحد قد ايد اتفاق اللبنانيين في الطائف وعرض على الرئيس الهراوي تسلم جيش لبنان الجنوبي وخروج الاسرائيليين نهائيا من لبنان. ولكن الخطة السورية كانت تطمح لابقاء الجنوب جرحا ناذفا كما حصل في 1978 لكي لا يجتمع اللبنانيون ضدها ويطالبونها بالانسحاب. ولكن بعد حرب الكويت واشتراك دول عربية مع الولايات المتحدة باخراج قوات صدام قرر الرئيس بوش الأب اجراء مفاوضات بين اسرائيل وسوريا ولبنان للتوصل إلى اتفاق بينها واستتباب الأمن عبر الحدود. وقد بدأت مفاوضات مدريد حول هذا الموضوع، حيث صرح الرئيس بري بأنه لا يوجد بين لبنان واسرائيل مشاكل حول الحدود وكل ما في الأمر هو تنفيذ القرار الدولي 425 اي خروج القوات الاسرائيلية من لبنان إلى داخل حدودها الدولية، وهكذا وطيلة فترة التفاوض لم يكن هناك ما يدور بين الوفدين الاسرائيلي واللبناني وكانا ينتظران الاتفاق بين سوريا واسرائيل، ما لم يحصل، ربما لخوف الرئيس الأسد على حكمه من تحرك الداخل السوري، كونه يقمع كل تحرك تحت ستار عملاء العدو، وفي حال انتهت هذه النغمة فلن يقدر أن يواجه الشعب الذي سيطالبه بالتحرر من قيود الحزب الواحد وتحكم المخابرات والأقلية العلوية بالدولة. ولذا فقد تهرّب الوفد السوري من التوصل إلى اي اتفاق. مع أن الاسرائيليين وافقوا على العودة الى الحدود الدولية. ولكن السوريين تمسكوا بحدود 1967 حيث كانت سوريا قد احتلت جزءا من الأراضي الفلسطينية في 1948 كما اشرنا سابقا وأرادت استبقاءها، فتعقدت الأمور لأن بقاء سوريا على الضفة الشرقية للبحيرة يعطيها الحق باستعمال جزء من مياهها ما لم ترضَ به اسرائيل. ولكن الاسرائيليين، وعندما شعروا بأن السوريين غير جديين بالمفاوضات ولكي لا يغيظوا الولايات المتحدة، فتحوا مفاوضات سرية مع عرفات، كونه كان قد وقف مع صدام حسين في غزو الكويت ففقد كل الدعم من الدول العربية. من هنا قبوله باي حل يعيد له موقعا على طاولة القرار. فتوصل الفريقان الفلسطيني والاسرائيلي إلى اتفاق حول مفهوم الادارة المحلية للفلسطينيين وعودة عرفات وجماعته إلى الأراضي الفلسطينية مقابل اعترافهم باسرائيل وترك العمل المسلح والسعي عبر التفاوض لحل شامل لكل الأمور العالقة.

هذا التطور أفقد السوريين كل الأوراق التي كانوا يحاربون من أجلها، فقد قطف عرفات ورقة فلسطين، وهي الشمّاعة الأساسية لسوريا وسبب اصرارها على وضعية الحرب والاحكام العرفية في الداخل السوري، وابتزاز الدول العربية تحت شعار "الصمود والتصدي لمشاريع الهيمنة". فإذا بهذه تسقط كلها دفعة واحدة ويصبح عرفات مجددا الضيف المعزز والمكرم على موائد العالم ومجالسه، ويخطب في الأمم المتحدة حاملا غصن الزيتون مبشرا بالسلام.

من هنا يفهم المراقبون قبول الرئيس الحريري اعطاء السوريين ما يريدون في لبنان، لأنه كان باعتقاده بأن الحل الشامل هو مع الفلسطينيين وأن سوريا لا بد ستستجيب للتفاوض، وأن السلام سيعم المنطقة، ما سيفيد لبنان فتلغى كل ديونه، ويعود للعب دور الوسيط التجاري بين دول المنطقة. من هنا فهو لم يشدد على اي دور سيادي، معتقدا بأن السوريون لا بد سيلتحقون بقطار السلام. ولكن مخطط السوريين تبدّل ودار باتجاه إيران، فنشط عمل حزب الله ليقوم بأعمال عدوانية تظهره البطل الجديد في الصراع الدائم. ومن هنا نفهم عدم تصدي اسرائيل لهجماته، لكي لا يصبح بطلا قوميا. ولكن سوريا كانت تدفعه في كل مرة لزيادة التعدي، ونشر الافلام الدعائية عن عملياته ضد "العدو الصهيوني" عدو العرب، لكي يكسب تاييدا في العالم العربي يؤثر على الشارع في عواصمها  التي كانت لا تزال تعيش حالة من النوستالجية لأيام عبد الناصر و"انتصارات عرفات العالمية".

من هنا نفهم تصرف اسرائيل أيضا في عملية "الحساب" وعملية "عناقيد الغضب" واللتان كانتا مجرد قصف محدد ودقيق لتجنب الاصابات ما أمكن بين المدنيين. وكانت اذاعة صوت الجنوب التابعة لجيش لبنان الجنوبي تنقل للمستمعين التعليمات عن أماكن القصف المنوي تنفيذه لكي يهرب الأهالي أو يبتعدوا عن مواقع القصف لتقليل الأضرار. بينما كان الحزب يسعى لأكبر قدر من الاصابات ضمن صفوف المدنيين لكي يكبر تاثيره الدعائي. ولذا قرر نصب صواريخه بالقرب من مقر الأمم المتحدة في بلدة قانا حيث كان الأهالي يلتجؤون للحماية. وقد أنذر الاسرائيليون يومها الكتيبة الفيدجية التي يتبع هذا المركز لعناصرها بضرورة أبعاد هذه الصواريخ عن مركزهم وإلا تعرضوا للقصف. وبعدما اشتبك عناصر القوات الدولية مع حزب الله وبالرغم من جرح أحد الجنود الفيجيين، لم يقبل جماعة الحزب بنقل الصواريخ، فاتخذت القيادة الدولية قرارا بنزول عناصرها إلى الملاجئ فور بدء الحزب باطلاق الصواريخ. وما كان من الاسرائيليين إلا أن ردوا على الموقع حيث اصابت إحدى الشظايا قارورة غاز انفجرت لتدمر المطعم الذي كان يختبئ فيه حوالي مئة من أهالي البلدة المدنيين معتقدين بأنهم بحماية الأمم المتحدة. فقتل أغلبهم ما أعطى الحزب حدثا اعلاميا كبيرا استغله بشكل واضح. ولم تبادر الأمم المتحدة لشرح اسباب الحادث كون عناصر المركز لم يعلموا الأهالي عن نية القصف، ولا علّق الاسرائيليون عليه لكي لا يحرجوا الأمم المتحدة. وهكذا كان أبناء قانا المدنيين هم ضحية مخططات الحزب واسياده.

كان أكثر ما أفشل الحكم في لبنان بعد هذه الأحداث تهرّب الرئيس الحريري من تحمل مسؤوليته كرئيس حكومة، وتركه التفاوض يجري بين السوريين والاسرائيليين وحزب الله، وكأن لبنان تخلى عن سيادته على أراضيه، ما جعل هذا الحزب يستفرد بقرارات الحرب والسلم ويعتاد على أن يكون وحده صاحب هكذا قرار.

بعد مقتل رابين رئيس وزراء اسرائيل على يد أحد اليمينيين الذين لم يرق لهم تخليه عن الجولان مقابل السلام مع سوريا. وقد كان رابين يدافع عن وجهة نظره هذه بأن الحروب القادمة لم تعد حروب أرض وتحرك جيوش بل حرب صواريخ وطائرات، ومن هنا فإن الدفاع عن إسرائيل بحلول سلام مع جيرانها، ولو بالتخلي عن الأرض، أفضل بكثير من البقاء دوما في حالة الحرب. ومن هنا قبوله بتسليم الجولان لسوريا، ما لم يفهمه العامة من الاسرائيليين، الذين اعتبر بعضهم بأن التخلي عن الأرض، كما فعل شارون وبيغن مع مصر، ولم يؤدي ذلك السلام إلى سلام حقيقي، لن ينفع، طالما هناك من يضمر لاسرائيل شرا. وأن رابين، الذي وقّع اتفاق مع الحسين ملك الأردن ومع عرفات ويحاول أن يوقع مثله مع سوريا، لن يضمن أمن اسرائيل، خاصة في الجبهة الشمالية حيث المرتفعات.

بعد تغيير الحزب الحاكم في اسرائيل وعودة اليمين إلى الحكم وتسلم باراك رئاسة حزب العمل قام هذا بحملة انتخابية تستند على الخروج من ما اسماه "المستنقع اللبناني" وبأنه مستعد للانسحاب من جانب واحد بدون اتفاق مع الدولة اللبنانية وحتى الحدود الدولية. وأن على لبنان أن يحفظ حدوده وإلا فإن اسرائيل لا تعود ملامة إذا ما تعرضت لأي اعتداء، وهي قادرة على الرد حتى في العاصمة بيروت. وقد كانت هذه الطروحات واضحة يعرفها القاصي والداني. ويوم نجح باراك  بالانتخابات حدد شهر حزيران سنة 2000 كحد أقصى لخروج القوات الاسرائيلية من لبنان وعلى الأمم المتحدة والدولة اللبنانية تحمل مسؤولياتها.

لم تبادر الدولة اللبنانية للقيام باي تحضيرات للانسحاب الاسرائيلي  ولا هي سعت حتى مع الأمم المتحدة لوضع ترتيبات تظهر عن حسن نيتها تجاه المواطنين اللبنانيين في المنطقة الحدودية أو تجاه جيش لبنان الجنوبي، وهي كانت قادرة على استيعاب عناصره بناء على اتفاق الطائف وتحت مظلة الأمم المتحدة كمرحلة أولى ريثما تعيد تنظيمه واستعماله لحفظ الأمن على الحدود. ولكن السوريين لم يقبلوا باي شكل من التفاوض ولا هم سمحوا حتى لقوات الأمم المتحدة بالقيام باي اتصال أو وعود. وقد شكك السوريون علنية بأن تكون لدى إسرائيل النية الجدية للانسحاب، وتمنوا ألا يحصل كونهم يريدون استمرار الأعمال الحربية التي تعطيهم مجال الادعاء بأنهم يحاربون اسرائيل بواسطة اللبنانيين. وقد جرت محادثات سرية بين الاسرائيليين وحزب الله في السويد بحسب بعض المعلومات الصحفية وذلك لوضع شروط محددة لما بعد مرحلة الانسحاب. كانت مطالب اسرائيل فيها منع التعديات عبر الحدود والتزام حزب الله بحمايتها من أي تجاوزات. وقد ربحت اسرائيل من جراء هذا الوضع بحسب راي حكومة باراك انسحابا سهلا بدون التزامات علنية، وهي وفرت على جيشها كل مخاطر الاشتباكات ومصاريف التواجد داخل لبنان وميزانية كبيرة كانت الحكومة الاسرائيلية ملتزمة بها تجاه سكان المنطقة الحدودية من لبنان. وبالمقابل ربح حزب الله؛ أولا انتصارا اعلاميا بأنه أخرج اسرائيل بالقتال وهي انسحبت بدون شروط حتى الحدود الدولية، وربح ايضا بأنه فكك جيش لبنان الجنوبي الذي كان واجهه بعنف طيلة ما يقارب الخمس عشرة سنة ولو بشكل متقطع وبعمليات منتقاة، وبدون الأخذ بعين الأعتبار تاثير عملياته على السكان المحليين، والتي كان على الجيش الجنوبي أن يأخذها دوما في كل حساباته، فقد تألف من سكان المنطقة وكان ملتزما بأن يؤمن لهم الاستقرار ومجالات العمل وحرية التنقل مع الحماية اللازمة والعبور بين المناطق بأمان وبالممكن من الترتيبات الأمنية. بينما كانت عمليات حزب الله تقوم على استهداف مراكز عبور المدنيين أحيانا، ما ينتج عنها قتل واصابة بعضهم من دون سبب سوى وجودهم على المعابر وانتظارهم للتفتيش والعبور.

كانت خسارة لبنان الدولة من جراء الانسحاب الاسرائيلي كبيرة فهو ولو ربح عودة الامن عبر الحدود وانتهاء عمليات حزب الله العسكرية مؤقتا وفتح المعابر بين المناطق وانتهاء مرحلة القصف والتفجيرات وتهديد المواطنين الدائم بخطرها، إلا أنه خسر سيادته على المنطقة التي انسحبت منها اسرائيل واستبدلها بسيادة منقوصة يهيمن عليها حزب الله ويحدد من يحق له فيها أن يعتبر مواطنا ومن لا، وهو يرسم علاقات الدولة بأبنائها. ومن جهة أخرى فهو يفاخر بأنه حرر الجنوب وأخرج اسرائيل، وهذا عبئ ستحمله الدولة اللبنانية مدة طويلة لم تنته بعد، ولن تستقر الأوضاع في الجنوب كون الدولة لم تنتشر، وكان من انتشر على الحدود هو الحزب، وهو ولو منع أي تعدي عبرها، إلا أنه بقي ميليشيا خارجة عن سلطة الدولة تحتل المنطقة الحدودية وتبقيها قابلة للاشتعال في اي وقت أرادت سيما وأن أوامره تأتي من سلطة بعيدة خارج الحدود هب إيران. وبالرغم من أن الدولة اللبنانية قبلت بترسيم الحدود بينها وبين اسرائيل والتي كان الجيش اللبناني قام في ستينات القرن الماضي بوضع نقاط جودزية على طولها، ومن ثم قامت اسرائيل بعد 1968 بوضع شريط مجهز بوسائل مراقبة الكترونية عليها، إلا أن حزب الله أخترع قضية مزارع شبعا لابقاء سلاحه وتدريب عناصره وفرض سلطته على الدولة. من هنا كان لبنان الذي قبل مرة أخرى بأن يفاوض عنه حزب الله والسوريين، قد خسر تفرّد الدولة بالسيادة على أرضها والسيطرة على كل الأسلحة وبالتالي منع الفوضى والتهديد واستتباب الأمن.

أما في الجانب الاسرائيلي فقد ربح باراك رئيس الوزراء انسحابا سريعا بدون مشاكل صحيح، ووفر على دولة اسرائيل موازنة كبيرة وعلى جيشها عمليات ومهمات متواصلة، وأمن بوجود حزب الله عدم التعدي عبر الحدود والسيطرة على عمل المنظمات الفلسطينية المتبقية داخل لبنان، والتي لا تعمل بدون الأوامر السورية، صحيح، ولكنه في نفس الوقت تسبب بعمليات داخل اسرائيل قام بها الفلسطينيون الذين اعتبروا أن نجاح حزب الله، ولو اعلاميا، في دفع اسرائيل إلى الخروج من لبنان بدون اتفاق مع الدولة، هو مثال يحتزى، وأن العمليات الانتحارية والتفجيرات داخل اسرائيل ستعطيهم نجاحا وتفرض اتفاق على الاسرائيليين وتلبية مطالبهم. ومن هنا فقد قامت موجة من التفجيرات داخل اسرائيل وموجة من الرفض في الشارع العربي، ولم يعد عرفات وخطه السلمي مقبولا بل كان يجب عليه العودة إلى أعمال العنف. ومن هنا صعود نجم حماس وعودة الانقسام في الداخل الفلسطيني وموجات التفجير المتلاحقة وما تبع ذلك من انقسام بين غزة والضفة.

وفي لبنان هلل الجميع لحزب الله وأعطي صورة المقاوم الوطني، ولم يعد أحد يرى فيه ذلك المنغلق العائد من الازمنة الغابرة في عقيدته وتصرفاته وفرضه الحجاب واقامته لدولة بكل أجهزتها خارج الدولة اللبنانية تفرض ما تريد ساعة تشاء، ومن هنا بدأ الرئيس الحريري وغيره من اللبنانيين يشعرون بأن وحش الارهاب والتزمت والتخلف عاد لينمو داخل المجتمع اللبناني، وهذه المرة مدعوما، ليس فقط من سوريا، بل وايضا من دولة اقليمية كبيرة ليست واحدة من الدول العربية. فهم حاولوا تصوير الخلاف بين اللبنانيين بأنه خلاف حول عروبتهم أو تميزهم عن هذه العروبة، وإذا بهؤلاء يفتحون ابوابا جديدة ويأتمرون بالولي الفقيه، الذي من جملة مطامعه محاربة العرب وتقسيم دولهم  والسيطرة عليها. فهل هذا ما كان يرمي إليه باراك باعطائه دعما لحزب الله لكي يصبح الخط الفارسي عدو العرب التاريخي واقعا ومرتجى في أذهان الكثيرين من سكان الدول العربية النفطية من العراق إلى اليمن؟ أم أنه لم يتنبه أيضا إلى أي مدى ستندفع الأمور؟ فإذا كان رابين دفع حياته من أجل السلام مع سوريا بعد أن قبل بمصافحة عرفات ونسيان ماضيه العنيف، وقلب الصفحة من أجل التوصل إلى سلام حقيقي ودائم مع الفلسطينيين ينهي الصراع الطويل في الشرق الأوسط ويوعد بمرحلة جديدة من الاستقرار والتعاون بين الدول، فإن باراك بدعمه لمشروع حزب الله، نتاج الخمينية التي تحلم بأمبراطورية قمبيز وكسرى وبالسيطرة على الشرق الأوسط، من تركيا حتى اليمن ومن افغانستان حتى مصر والبحر المتوسط، قد وضع أساس المرحلة القادمة من الصراع خارج الحدود وتحويل المنطقة إلى برميل من المتفجرات التي تنتظر الشرارة، وها هي تلك الشرارة تنطلق من جنوب لبنان وعبر حزب الله إلى كل البلاد العربية، ومن ثم عبر الجاليات اللبنانية إلى دول بعيدة يخطط نظام الملالي أن يقيم فيها خلاياه التخريبية للاستعمال متى ظهرت الحاجة. 

بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان توفي الرئيس الأسد وانتخب ابنه الدكتور بشار الأسد، والذي كان استدعي من لندن بعد مقتل أخيه باسل، رئيسا لسوريا. وفي لبنان كانت  التحركات السياسية قد بدأت للمطالبة بخروج القوات السورية  كونه لم يعد هناك من مبرر لوجودها سيما وأن اتفاق الطائف ينص على البدء بأعادة الانتشار منذ تاريخ العمل بالاتفاق. وكان البطريرك صفير قام بزيارة مصالحة إلى الشوف محاولا اعادة المهجرين ونسيان الماضي الأليم ومن ثم قامت الحركات الطلابية بالمطالبة بخروج السوريين فتعرضت للقمع عدة مرات. وفي نيسان 2001 كان قد نشأ بمباركة صاحب الغبطة تجمع قرنة شهوان الذي يطالب من ضمن مشروعه السياسي بخروج القوات السورية وانتشار الجيش على كامل الأراضي اللبنانية. وقد بدأ فيما بعد تجمع أوسع أطلق عليه تجمع البريستول ضم عددا أكبر من السياسيين لتوحيد الراي حول استعادة السيادة الكاملة وخروج السوريين مشكورين.  

 

ديبلوماسيّةُ "ألفِ ليلةٍ وليلة"... إن إعترافَ فرنسا بدورِ إيران في لبنان هو ليس على حسابِ الأطرافِ اللبنانيّةِ الأخرى فقط، بل على حسابِ دولةِ لبنان. حينئذ لا يبقى أمامَنا سوى تلبيةِ نداء: لبَّيكَ لبنان

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار/09 أيلول 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102210/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%af%d9%8a%d8%a8%d9%84%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%91%d8%a9%d9%8f-%d8%a3%d9%84%d9%81%d9%90-%d9%84%d9%8a%d9%84%d8%a9%d9%8d-%d9%88%d9%84%d9%8a/

إنَّ اعترافَ فرنسا بدورِ إيران في لبنان هو توطئةٌ لإشراكِها في أيِّ مؤتمرٍ دوليٍّ بشأنِ لبنان، أو في أيِّ مؤتمرٍ لبنانيٍّ برعايةٍ دوليّةٍ على غرارِ إشراكِها في المؤتمراتِ المتعلِّقةِ بالعراق.

خطورةُ مثلِ هذا الاعترافِ أنه ليس على حسابِ الأطرافِ اللبنانيّةِ الأخرى فقط، بل على حسابِ دولةِ لبنان. حينئذ لا يبقى أمامَنا سوى تلبيةِ نداء: لبَّيكَ لبنان.

لم تَنتظر إيران الاتّصالَ بين رئيسِها الجديد إبراهيم رئيسي والرئيس إيمانويل ماكرون، لتُدركَ مدى حَظْوَتِـها لدى فرنسا. منذ العهودِ الملكيّةِ والحَمَلاتِ الصَليبيّة، وبلادُ فارس جُزءٌ من الذاكرةِ التاريخيّةِ الفرنسيّة. الملِكُ لويس الرابع عشر استقبلَ في 19 شباط 1715 سفيرَ السلطان حسين صَفَويّ في قصر ڤرساي. فلاسفةٌ ورحّالةٌ وأدباءُ وشعراءُ فرنسيّون كتبوا بإعجابٍ عن تلك البلادِ التي "لا تَنتشرُ في مروجِها سوى الورود" (ديدْرو)، و"بَلاطُ سلطانِها يَفوحُ عظمةً أكثرَ من البابِ العالي العثماني" (ڤولتير).

وإذا كان الفرنسيّون انتظروا حَملةَ بونابرت إلى مِصر سنةَ 1798 ليُبالوا مباشرةً بالتراثِ المصري، فاكتِراثُهم ببلادِ فارس تنامى منذ القرنِ السادسَ عَشَرَ، وتعَزَّزَ في القرونِ التالية، لاسيّما في عصرِ الأنوارِ مع ڤولتير ومونتسكيو وديدْرو وشاردان وغالان، إلخ... لكنَّ السياسةَ لم تواكِبْ المسارَ الأدبيَّ، ففرنسا كانت مرتبِطةً باتّفاقاتٍ وامتيازاتٍ مع العثمانيّين، من بينِها الحقُّ في حمايةِ مسيحيّي الشرق. ولـمّا أقدَم الملِكُ لويس الثالثَ عَشَر نحو سنةِ 1640على عقدِ اتفاقاتٍ تجاريّةٍ مع الشاه عباس الصَفَويّ وضَمّنَها حقَّ حمايةِ مسيحيّي بلادِ فارس، أفْشلَها العثمانيّون.

كَوّنَ المجتمعُ الفرنسيُّ، السياسيُّ والنخبويُّ، هذه الصورةَ شِبهَ الرومانسيّة لأنه تَعرّف على بلادِ فارس من خلال الأدباءِ والرحَّالةِ الّذين كتبوا عن أُبَّـهةِ سلاطينِها وانفتاحِ شعبِها، عن قِبابِ جوامِعها الزرقاءِ والسمراء، عن البذخِ والليالي الصباحيّة، عن قِصصِ "ألفِ ليلةٍ وليلة"، عن شِهْرَذاد وشَهْرِيار. حتى أنَّ ممثّلِي فرنسا وتوسكانا حاولوا إقناعَ أميرِ جبلِ لبنان، فخرالدين المعني الثاني، بالتحالفِ مع الفرس سنتَي 1607 و1634، فتَحفّظَ خَشيةَ إثارةِ العثمانيّين الّذين وسّعُوا سُلطةَ المعنـيِّين مِن أعالي الشُوفِ حتّى صيدا ومُحيطِها الجَنوبيّ لمُراقَبةِ صَفَوِيِّي البِقاع الشَّماليّ وشِيعةِ بَني عامل في الجَنوب ومَنعِ اتصالِـهم بإيران.

ظلّت صورةُ بلادِ فارس جميلةً في مخيّلةِ الفرنسيّين إلى أن راحَ المؤرِّخون والباحِثون يَتناولون الوجهَ العسكريَّ والدمويَّ للإمبراطوريّاتِ الفارسيّةِ واضْطِهادَهم مسيحيّي جورجيا والأرمن، واجتياحَهم أفغانستان وشعوبًا أخرى في آسيا الوسطى. رغم ذلك، ظلَّ الفرنسيّون يتمايَلون بين بلادِ فارس الحضارةِ والآداب، وبلادِ فارس الحربِ والعنف. لم تَحسِمْ فرنسا خِيارَها النهائيَّ حتّى بعد انتصارِ الثورةِ الخمينيّة سنةَ 1979 لأنّ هناكَ بلادَ فارس أخرى هي آبارُ النَّفطِ والمشاريعُ الكبرى والأسواقُ التجاريّةُ الواسعة.

في الخامس من أيلول الجاري، والمفاوضاتُ الأميركيّةُ متعثِّرةٌ في ڤيينا، أبلغَ الرئيسُ الإيرانيُّ رئيسي الرئيسَ الفرنسيّ ماكرون في اتّصالٍ هاتفيّ "ضرورةَ تأليفِ حكومةٍ لبنانيّةٍ قويّة". ساد فرحٌ عظيمٌ في قصرِ الإليزيه حتّى أنَّ مسؤولًا فرنسيًّا رفيعَ المستوى تَبرَّعَ من أموالِ "سيدر"، وأعْطى براءةَ ذِمّةٍ لإيران من أزْمةِ لبنان الحكوميّةِ (رسالةُ رندة تقي الدين من باريس ــــ "النهار" 06 أيلول). لا نَشُكُّ لحظةً في نيّةِ فرنسا الحسَنةِ تجاهَ لبنان، ونَثِقُ بأنّها ستبقى إلى جانبِ لبنانَ وشعبِه حتّى يَخرُجَ من مِـحنتِه. لكن، كَم من الأخطاءِ القاتلةِ وَقعَت باسمِ النيّاتِ الحسنةِ وبسببِ عدمِ استيعابِ خصوصيّات الأمم؟ وأصلًا، جميعُ مشاكلِ لبنان الداخليّةِ والإقليميّةِ نَتجَت عن صراعٍ بين النيّاتِ الحسنةِ والنيّاتِ السيّئة.

سنةَ 1976 ظنَّت الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّةُ أنَّ تكليفَ النظامِ السوريِّ الوصايةَ على لبنان يُوقِفُ الحربَ ويُعيدُ الاستقرارَ إلى البلاد. تَبيّنَ لاحقًا خَطأَ ذاك الخِيارِ الحسنِ النيّة، إذ تحوَّلت سوريا قوّةَ احتلالٍ عن سوءِ نيّة، فكانت الحروبُ، وكانت المقاومةُ اللبنانيّةُ بقيادةِ بشير الجميّل بنيّةِ التحرير. حبّذا لو تَتفادى فرنسا سنةَ 2021 تَكرارَ الخطأِ الأميركيّ، وتُعفينا من مقاومةٍ جديدة. تَرتكبُ فرنسا ذنبًا تاريخيًّا إذا راهَنت على أنَّ شَراكةً مع إيران في الوصايةِ على لبنان تُنهي الأزمةَ ويَعودُ لبنان سيّدًا مستقِلًّا ومستقِرًّا. هذا مشروعُ حربٍ لا مشروعُ سلام، إلا إذا كان التفاهمُ بينَهما يُترجَمُ بإرسالِ قوّاتٍ فرنسيّةٍ موَقّتةٍ إلى لبنان لتطبيقِ القراراتِ الدوليّةِ التي كانت فرنسا عَرّابةَ العديدِ منها، وفي طليعتِها القراراتُ 1559 و1757 و1701 (مِن أينَ لنا هذا؟)

لا يعارضُ اللبنانيّون بالمبدأِ سعيَ باريس إلى تحسينِ علاقاتِها مع إيران إذا صَدقَت في وعودِها للرئيسِ ماكرون. لكنَّ اللبنانيّين يَتوجَّسون من أنْ يأتيَ تحسينُ العَلاقاتِ الفرنسيّةِ/الإيرانيّةِ على حسابِ لبنان نظرًا لوجودِ مشروعٍ إيرانيٍّ يَشمُلُ السيطرةَ على لبنان. بالنسبة إلينا، سنرفُض أيَّ تسويةٍ دوليّةٍ أو إقليميّةٍ تُضحّي بمصلحةِ لبنان وبوجودِه الحرّ، وسنُقاومُها بكلِّ ما تَعني كلمةُ مقاومة، والباقي يأتي...

مُجملُ التطوّراتِ الفرنسيّةِ/الإيرانيّةِ يَكشِفُ أنَّ إيران:

1) تَتدخّلُ في القضايا اللبنانيّةِ، ولا تُقيم شأنًا للشرعيّةِ اللبنانيّة، وأنّها الجِهةُ الأساسيّةُ التي تَـحُول منذ ثلاثةَ عَشَرَ شهرًا دونَ تأليفِ الحكومةِ.

2) لا تَسعى إلى خلقِ شراكةٍ مع فرنسا في لبنان، إنما إلى استجرارِ تغطيةٍ فرنسيّةٍ لتدخُّلِها في لبنان وسيطرةِ حزبِ الله عليه (هكذا فَعل النظامُ السوريُّ مع أميركا بين 1976 و 2005).

3) تحاولُ من خلال التقاربِ مع فرنسا، وتاليًّا مع الاتحاد الأوروبي، تعطيلَ العقوباتِ الأوروبيّةِ الجديدةِ، والالتفافَ على الولاياتِ المتّحدةِ والرَدَّ على تَشدُّدِها في محادثاتِ ڤيينا حيثُ ربَطت واشنطن الاتّفاقَ النوويَّ بحسْرِ دورِ إيران في دولِ الشرقِ الأوسط، وبخاصّةٍ في سوريا ولبنان.

إنَّ اعترافَ فرنسا بدورِ إيران في لبنان هو توطئةٌ لإشراكِها في أيِّ مؤتمرٍ دوليٍّ بشأنِ لبنان، أو في أيِّ مؤتمرٍ لبنانيٍّ برعايةٍ دوليّةٍ على غرارِ إشراكِها في المؤتمراتِ المتعلِّقةِ بالعراق.

منذ أن سيطرَت إيران عبرَ حزبِ الله على لبنان انهارت الدولة، وعَجِزَت أن يكونَ دورُها بديلًا عن الاتّحادِ الأوروبيِّ وأميركا وصندوقِ النقدِ الدوليّ والدولِ المانِحة ومؤتمرِ سيدر والأمم المتحدة. لذا، يبدو غريبًا أن تعترفَ فرنسا رسميًّا بدورِ إيران في لبنان من دون أن تَكشِفَ لنا ماذا حصَّلت للبنانيّين، وليس لها، من إيران؟ وما هي نقاطُ التفاوضِ بشأنِ لبنان؟ إذا كان اعترافُ فرنسا بدورِ إيران في لبنان ناتجًا عن وجودِ حزبِ الله فيه، فيَعني أنَّ فرنسا تَعترفُ استطرادًا بسلاحِه.

خطورةُ مثلِ هذا الاعترافِ أنه ليس على حسابِ الأطرافِ اللبنانيّةِ الأخرى فقط، بل على حسابِ دولةِ لبنان. حينئذ لا يبقى أمامَنا سوى تلبيةِ نداء: لبَّيكَ لبنان.

 

حديث إفتراضي في معراب ..

د. جورج صدقه/جريدة الجمهورية/الخميس 09 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102218/%d8%af-%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%b5%d8%af%d9%82%d9%87-%d8%ad%d8%af%d9%8a%d8%ab-%d8%a5%d9%81%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%b6%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8/

تبدو معراب هادئة، لا استقبالات ولا صخب. واثقة، تنتظر موعدها مع التاريخ.

سيّدها يلتقي معاونيه، يدردش معهم، يسمعون بإصغاء، يومئون برؤوسهم، يبتسمون تأكيداً على الثقة والإيمان بما يسمعون. فيما زائرون إفتراضيون سألوا وحاوروا واستمعوا.

خطابها لم يتغيّر:

«الأمور تسير بالاتجاه الطبيعي، هكذا سياسة يمارسها العهد تقود حتماً إلى هذا الإنهيار. لسنا مسؤولين عمّا يجري، نحن ما زلنا على موقفنا، ولطالما حذّرنا وانتقدنا وحاولنا التصحيح، وما من يسمع».

يسأل زائر: ووجع الناس؟ ماذا تقولون لهم؟

- صحيح أنّ الناس يتألمون، وأنّ الشعب كفر بالسياسة والسياسيين، لكننا خارج دائرة القرار. فليحاسبوا المسؤول عن ذلك. لقد هلّلوا للجنرال عون وأعطوه أكثرية نيابية مسيحية لم يعرفها أي زعيم مسيحي من قبل، فماذا كانت النتيجة؟ التيار الحرّ ممسك بالسلطة وبالتعيينات في مفاصل الدولة وبوزارات كثيرة، لكن الى أين قاد كل ذلك؟

يعلّق آخر: لكن الناس كفرت بالوطن وهي تهاجر، تنتظر صفوفاً أمام السفارات، والرأي الطاغي عندها أنّ «كلن يعني كلن»، ما يعني أنتم أيضاً.

- «من يتّهمنا هو بالأساس ضدنا، ولو ضوينا أصابعنا له فلن يكون معنا».

لكن، يردف آخر: ماذا يبقى من المقاومة إذا هاجر الشعب؟ أو ليست المقاومة في خدمة الشعب؟ أو ليست من أجل التشبث بالأرض والمحافظة عليها؟ ماذا بقي من الوطن؟

- «هي قضية كم شهر وبيمرقوا. قرّبت الإنتخابات، من بعدها نبدأ بعملية تغيير شاملة. الناس ستعطينا الأكثرية، سواء على صعيد الشارع المسيحي أم على الصعيد الوطني العام. حينها نبدأ بعملية تغيير جذرية وبإعادة بناء ما خرّبته سياسات العهد الحالي».

يستفهم آخر : يعني أنكم تعتبرون أنّ الإنتخابات حاصلة، وأنكم ستربحونها، وأنكم ستمسكون بالسلطة. لكن هذا يتطلب تحقيق ثلاث شروط. الأولى : أن تحصل الإنتخابات فيما لا أحد يضمن ذلك، وهناك سوابق في هذا الإتّجاه. الثانية: لا من يضمن أنّ نجاحكم محسوم. والثالثة: انّ النجاح في الإنتخابات لا يعني الإمساك بالسلطة، وقد سبق لـ ١٤ آذار أن ربحت الإنتخابات النيابية ولم تستطع الإمساك بالسلطة. هذه ثلاث شروط، ولا واحدة منها تبدو محسومة.

ويتابع الزائر الافتراضي: أنّ الناس يريدون منكم أكثر من أن تكونوا في انتظار استحقاق الإنتخابات، وأكثر من سعادتكم بفشل ميشال عون والعقوبات بحق جبران باسيل، ينتظرون منكم أكثر من عبارة «كنا على حق حين تصدّينا للجنرال». الناس يتألمون، يعيشون في ذلّ لم يعرفوه من قبل، منهم الجياع، والمرضى ومشردو انفجار المرفأ. منهم من فقدوا جنى عمرهم. جميعهم قلقون على الغد. قلقون على مصير الوطن. من يتمكن من الهجرة لا يتردّد للحظة واحدة. فيما أنتم تقولون لهم انتظروا الإنتخابات.

- «نحن ندرس هذه الفرضيات ونأخذها بالإعتبار، وعندنا ردود على كل منها حين تستحق الأمور. إنّ اتصالاتنا العربية والدولية هي ضمانة كبيرة، العالم يواكب عن قرب ما يجري في لبنان، وهو هذه المرة لن يسكت عن أي تجاوزات قانونية أو سياسية».

يجرأ أحدهم : كيف يمكن للناس أن يثقوا بما تخططون له أو ما تعدون به، وقد سبق أن شاهدوا الكثير من رهاناتكم الخاطئة، وكان آخرها اتفاق معراب الذي أوصل عون الى الرئاسة ووضعكم خارج السلطة، وغيرها من الرهانات الخاسرة الكثيرة في الماضي. انّ كثيرين من الناس يرون فيكم منظّرين في السلطة لا ممارسين لها، تعيشون في صومعة مقطوعة عن العالم، يزورها خصوصاً المؤمنون بها، وهم ليسوا بغالبية، ينقصها النقد البنّاء الذي يولّد جدلية، وليس مسلّمات تسقط امام الواقع. ولطالما تتبخّر وعود الدول التي تراهنون عليها بين ليلة وضحاها، وتتغيّر خططها تبعاً لمصالحها، أو تسير مع قوى الامر الواقع.

ويتابع : لم ينسَ الناس مئات الشباب الذين كانوا في صفوفكم وتفرّقوا في انحاء المعمورة بعد حلّ حزب القوات، أولئك الذين ما زالوا يبكون دماً ودموعاً على سنوات من عمرهم ضاعت سدى، وقد تشتّتوا في بلاد العالم من دون أن يسأل عنهم أحد لاحقاً. لم ينسوا «حتماً، حتماً» التي تبخّرت مع اشراقة الشمس، فسقطت أحلامهم التي كانت بحجم قضية ووطن. هم يسألون: ماذا بقي من «البشيرية» التي بنت وأسّست، وتميّزت بفقرها وقربها من الناس، وقدرتها على لمّ الجميع حولها؟ تميّزت بمجلس شورى يحيط بالقائد من كبار المفكرين والمنظرين. هناك خوف عارم على الكيان، هناك خوف كبير على الوجود المسيحي الذي تتراجع أعداده بشكل كبير، في الوقت الذي لا يبدو هناك من مشروع سياسي للقوات، ولا من خطوات عملية اليوم للحدّ من الهجرة ودعم صمود الناس في مناطقهم. تنتقدون عون وجبران على خطابهما حول استعادة الحقوق، من دون أن تقدّموا أي طرح، وكأنكم تسلّمون بالتخلّي عن هذه الحقوق. صراعكم يبدو وكأنّه مع حزب الكتائب على رغم أنّه الأقرب اليكم طرحاً ومواقف.

- «نحن أبناء قضية. ونحن أبناء الإيمان بالله والأرض والانسان، وهذه مبادئ لا نتخلّى عنها، وهي الطريق التي ستقودنا الى النصر. إنزرعنا في هذه الأرض منذ ١٦٠٠ سنة، تجذّرنا فيها، مرّت ممالك ومظالم واستمرينا وسنستمر».

يغادر الزوار، لم يرتووا، فالإيمان مهم لكنه لا يكفي، كلدان العراق واشوريوه هم أيضاً أصحاب قضية وإيمان، لكنه لم يحمهم. العواصف لا تُجابه بالإيمان فقط، بل بخطط ورؤى. وليست كل المواعيد مع التاريخ تصحّ أو تكون نهاياتها سعيدة. فمن يدري.

 

فارس خشان: اللبنانيّون المتناحرون ووئام الصِّهْرَين… مصطفى الصلح وجبران باسيل!؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/102233/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%91%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%86%d8%a7%d8%ad%d8%b1%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%88%d8%a6/

اللبنانيّون المتناحرون ووئام الصِّهْرَين!

فارس خشان/النهار العربي/09 ايلول 2021

 لم ينفِ أحد من المعنيين الأنباء التي تحدّثت عن دخول قنصل لبنان الفخري في موناكو مصطفى الصلح على خط الوساطة بين رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، من جهة، ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، من جهة أخرى، في محاولة لحلحلة العقد التي تحول دون ولادة الحكومة اللبنانية المنتظرة، على صفيح ملتهب، منذ ما يقارب ثلاثة عشر شهراً. والصلح، رجل أعمال لبناني ناجح، يشغل مناصب قيادية في عدد من شركات مجموعة ميقاتي في العالم، وهو صهر طه، الشقيق الأكبر للرئيس ميقاتي، المعروف بنشاطه الفاعل جداً في الكواليس. ولكنّ دخول الصلح على خط الوساطة بين الرئيس المكلّف وصهر رئيس الجمهورية، لا علاقة له، مطلقاً، بما يتمتع به من صفات حميدة ومحمودة، بل هو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلاقة متينة تجمعه بباسيل شخصياً، "فهما أكثر من صديقين". وهذا يعني أنّ واحداً من أكثر المؤثّرين في بيت الرئيس ميقاتي، العضو البارز في نادي رؤساء الحكومات السابقين، مقرّب الى "حد المونة" من باسيل الذي تدور المعارك الحامية بينه وبين هذا النادي.

وليس في ذلك ما يستدعي الاستهجان، لأنّ انقطاع العلاقات بين المختلفين سياسياً هو "أبغض الحلال"، ولا يصح إلّا في حالات استثنائية جداً. وميقاتي في ذلك ليس استثناءً، فكل البيوت السياسية فيها مؤثّرون يقيمون علاقات ممتازة مع الخصوم المعلنين، سواء كانوا من الأقارب أو من المحازبين، كما كانت عليه، قبل سنوات، حالتا كل من نادر الحريري في "المستقبل" وملحم رياشي في "القوات اللبنانية"، على سبيل المثال لا الحصر، لأنّ اللائحة طويلة جداً. ولكنّ قبول ميقاتي بإدخال باسيل، بواسطة "صهر العائلة"، على خط تشكيل الحكومة، لا يستقيم مع الخط الذي رسمه "نادي رؤساء الحكومة" وطبّقه، بحذافيره، الرئيس سعد الحريري، منذ تكليفه حتى اعتذاره، على اعتبار أنّ الحكومة تشكّل، حصراً، بالتفاهم بين الرئيس المكلّف من جهة، ورئيس الجمهورية، من جهة أخرى، كما لم يمل "النادي" من تكراره وترداده.

وقد سبق أن استاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الحريري، عندما رفض الثاني عرضاً ورده من الخلية الدبلوماسية في قصر الأليزيه لعقد اجتماع مع باسيل في باريس، في محاولة لحلحلة العقد التي كانت تحول دون تشكيل الحكومة. أصرّ الحريري، يومها، على أنّ الحكومة التي كان مكلّفاً بتشكيلها هي شأن يخصّه ورئيس الجمهورية ميشال عون، والعقد التي تبرز، يجب حلّها بينهما، ولا شأن لأيّ طرف ثالث بذلك.المهم في كلّ ذلك أنّه على خلفية هذا الافتراق الذي ارتدى لبوساً دستورياً وأخذ منحى طائفياً، شنّت حملات إعلامية، وانقسم اللبنانيون بين مؤيّد لهذا ومناصر لذاك، واختلف الجار مع جاره، والشقيق مع شقيقه، وتفرّق الأحباب، واختصم الأصدقاء، ونسي كثيرون ويلاتهم، من كثرة "القد والشد".

في حمأة هذا الانقسام الأهلي بين مناصري الطبقة السياسية التي رمت خلافاتها المعلنة لبنان في جهنّم، يكتشف اللبنانيون، مرة جديدة، وعبر علاقة باسيل - الصلح، أن في بيوت زعمائمهم بابين، الأوّل مملوء بيانات تصعيدية ضد الخصوم ، والثاني مزدحم بأكثر الناس صداقة لهؤلاء الخصوم.

وهكذا، فيما الشعب يخسر وطنه، والعائلات تفتقد وئامها، والناس تشحذ أسلحتها، يجد الزعيم نفسه يكسب في الاتجاهين: الخصومة ترفده بعصب شعبي، والصداقة تحفظ مصالحه. ولو شئنا التعمّق أكثر، في هذا المجال، لاتّضح أنّ صقوراً في التيارات والأحزاب والقوى المختلفة والمتناحرة والمتصادمة، يشكّلون في ما بينهم شركات تجارية وسياحية وخدماتية، وأن كثيراً منهم، بعد أن ينهوا حفلات الردح في وسائل الإعلام، يجتمعون ليمضوا مع بعضهم البعض "أسعد الأوقات" التي لا يتوانون عن قطعها، أحياناً، بنشر "تغريدة" عنيفة جداً.

ثمة من يعتقد أنّ اللعبة السياسية تجيز هذه الازدواجية. قد يكون الأمر كذلك، ولكن ليس في وضعية مثل الوضعية اللبنانية، حيث الخلاف السياسي يستعمل أدوات خطرة للغاية، مثل اللعب على الغرائز، واستغلال الطائفية، واستنفار العصبية، ونهب الدولة، وتفقير الشعب، وتهجير القوى الحيّة، ورهن السيادة، وتقويض المؤسسات، والتلويح بحرب أهلية.

ولم يأتِ من عدم هذا التنامي في الاستخفاف الدولي بالطبقة السياسية اللبنانية، والسعي الى إيجاد حلول للأزمة اللبنانية المتفاقمة، بالاتفاق مع قوى إقليمية، فما يتم إيراده، على سبيل المثال في هذه المقالة، متوافر الكثير منه، وبالتفاصيل المملّة، في رسائل السفراء وتقارير المخابرات.

على أيّ حال، إنّ هذه الازدواجية في العمل السياسي، حيث يتناقض المعلن مع المضمر، لم تأتِ حتى تاريخه بأيّ نفع، لا بل إنها زادت "طين" الحكومة "بلّة"، ذلك أنّ التشكيلات الوزارية المسرّبة، وبفعل "هشاشة" الأسماء التي حازت "التوافق"، أفقدت الحكومة العتيدة - إن وُجدت - الزّخم المطلوب منها، في وقت بدأ كثير من الناس يبادلون "الثّعلبة" السياسية بفائض من القرف.

 

بين العراق ولبنان: صيغة فكر تصنعها إرادة التحرر من الإحتلال الإيراني*

السفير د. هشام حمدان/ جريدة نداء الوطن/09 ايلول 2021

عندما انسحبت الولايات المتّحدة من أفغانستان، سالت الأقلام تبشرنا بعهد لبناني جديد يخضع فيه لبنان لإيران وحزبه " المقاوم". وكثرت المقالات التي أستلمتها من جهات مختلفة، تؤكد أنّ أميركا وضعت لبنان في عهدة إيران وحزبه. قلت في حينه وأعتذر للتكرار: فشر. نحن شعب وضعنا للشعوب قواعد الحضارة. كان وطننا مدرسة الشرق وجامعته، ومستشفاه، ومصرفه، وملجأ إنسانه المضطهد إلى الحريّات وحرية الكلمة. لا ندعي أنّنا سنظل مدرسة الشرق وجامعته ومستشفاه، لكننا سنبقى حتما، وطن الحريات. لبنان ليس كأي وطن آخر، ففيه قيم لا تذبل ولا تموت بل تمنح شعبه الحياة لأنها من صنع السماء، حتى قيل عن لبنان أنّه طائر الفينيق. خضع شعبنا إلى مئات السنين من الخلافة الإسلامية لكنه لم يتحول رغم ذلك، إلى بلد مسلم وإنما ظلّ التنوع الحضاري سمته. وهكذا سيبقى.

وقد سبق المبشرون بالمدرسة الإيرانية مؤتمر العراق لتبشيرنا مجددا بهذه الأفكار. وذهب بعض إعلاميي هذه المدرسة إلى اعتبار "الحذاء الذي ينتعله وليد حنبلاط يفهم بالسياسة أكثر من الكثير ممن يدعون فهم العمل السياسي". كل ذلك لأنه دعى إلى الجلوس إلى طاولة للتسوية. نعم السيد وليد جنبلاط  خبير في شؤون السياسة، ولكنه لم يكن يدعي صناعة القرار الوطني. من يصنع القرار الوطني اللبناني حاليا، مقيم في بكركي فاسمعوه جيدا.

يكفي أن يكون إعلاميو مدرسة إيران من يتغنون بالسيد جنبلاط لنفهم أيّة خدمة يقدمها لهذه المدرسة. فالتسوية عنوان لا أكثر، لإقناع الغرب بأنّ إيران قدر في هذا البلد. المدرسة إلإيرانية لن تسمح بأيّة تسوية لا تحتفظ بالشعار الذهبي للإحتلالين السوري والإيراني: الجيش والمقاومة والشعب، حيث لا مكان للدولة، بل تبقى الدويلة هي القائم على زمام الدولة وعلى رقاب العباد فيها.

نحن لا نتحدث بالسياسة بل بصناعة القرارات الوطنية التي تنقذ لبنان من هذه الحالة المريعة التي يعيشها. لبنان ليس بحاجة لتسويات بل بحاجة للحريات والسيادة والإستقلال. نحن بحاجة لأن يقوم المجتمع الدولي بتنفيذ قراراته العديدة بشأن لبنان، بدءا من إتّفاقية الهدنة لعام 1949. كما أنّ اللبنانيين لن يقبلوا أيّة تسوية على حساب دستورهم وميثاقهم الوطني. فهل من تسوية مثلا بين العلمانية التي يبشرنا بها حزب السيد جنبلاط، الحزب التقدمي الإشتراكي، والتبعية لولي الفقيه التي يبشرنا بها حزب إيران؟

ربما أن السيد جنبلاط المعروف بعلاقته وعلاقة بيت جنبلاط التقليدية مع فرنسا، أراد تسوية لمصلحة إقامة حكومة كما كان يطالب بها الرئيس الفرنسي ماكرون. وهذا أمر مختلف. هو يخدم فرنسا لا حزب إيران. فالسيد جنبلاط يعلم تماما أنّه لن يكون هناك تسوية في دستور النظام اللبناني ما لم تخضع لشروط حزب إيران وإيران. نحن نخضع للإحتلال المقنّع الإيراني، ومن المؤسف أنّ قسما من أهلنا الشيعة الذين ساهموا في إقامة هذا الصرح الوطني ونظام الحريات فيه، يساندون هذا الإحتلال. هم أنفسهم، أسقطوا شعار "المقاومة" كحجة لمواقفهم الداعمة له، وأعلنوا صراحة أن البعد الطائفي هو الذي يقيم موقفهم، وخاصة عندما اندفعوا ضد أهل ثورة 17 تشرين، يصرخون:"شيعة شيعة". 

وكالعادة استعجل طلاب المدرسة الأصولية الإيرانية، إلى تقديم القراءات المحبطة لعزائم اللبنانيين عندما راحوا يبشرون بأنّ انعقاد مؤتمر في العراق الذي يجمع الدول الإقليمية الناشطة على ساحتنا العربية، هو تسليم لدور إيران في المنطقة، وتوزيع للأدوار بين هذه القوى. ربما أن الدور الفرنسي وتحديدا دور الرئيس ماكرون، الذي يبدو محابيا لإيران، دفعهم إلى ذلك. غابت أميركا وكذلك الإتحاد الروسي والصين فهل يعني أنهم غير معنيين بهذا المؤتمر؟ غابت سوريا وغاب لبنان وكذلك اليمن وليبيا وإسرائيل فلماذا؟

 أنا أعتقد أنّ ثمة محاولة أميركية وفرنسية وروسية وصينية أيضا، لترطيب علاقات دول الخليج العربي مع إيران وتركيا، وفيما بينها. وكل ذلك بهدف تسوية كل القضايا الإقليمية العالقة. وقد تمّ المؤتمر في العراق ليكون رسالة واضحة إلى إيران أولا، ثم إلى الدول الباقية. فهذه الرسالة تقول: أنّ حكومة العراق التي تبدي حيادية في سياستها الخارجية، وتعمل على إستعادة العراق للعراقيين، تحظى ليس بالدعم فحسب، بل تشكّل النموذج للحكومات العربية الأخرى".

فرنسا التي ساهمت بإقامة المؤتمر، حملت هذه الرسالة للدول الكبرى إلى كل تلك القوى الإقليمية. قلنا ونكرر، أنّ المواقف الإيرانية والتركية التي خدمت خدمة كبيرة مشروع الشّرق الأوسط الجديد، لا تعني أنّها ستجعلها شريكة في حكم شعوب دول هذه المنطقة، بل شريكة في المغانم الإقتصادية المتوقعة من هذا المشروع الجديد. حتى الدول العظمى لا تطمح أن تقوم بممارسة السلطة على هذه الشعوب، بل بممارسة دور الراعي لقيام الشّرق الأوسط الجديد واستمراره. فإلى الذين يعتقدون أن مثل هذه المؤتمرات ليست سوى اعتراف لإيران بالشراكة في إدارة دول وشعوب هذه الدول، أقول: هذه المؤتمرات هي جزرة لإيران لإقناعها بالإرتقاء إلى واقع العولمة، والخروج من عقليّة الصراع الشيعي السني، وحلم بناء الإمبراطورية الفارسية. لقد تمّ استخدام العامل الديني بنجاح، لكن لإنهاء العامل القومي العربي، وقد تحقق ذلك. أما غير ذلك من علاقات بين دول المنطقة، فسيبقى في إطار الإحتياجات التي تقيمها العولمة، وتحديدا المصالح الإقتصادية لأعضاء المجتمع الدولي. وعندما نفهم مفهوم العولمة الذي يتطور منذ بداية التسعينات، يمكن عندها أن نقرا بشكل صحيح ودقيق مسيرة التطورات الجارية في منطقتنا.

هذا ولابد من الإشارة إلى الرسالة التي وجهتها إسرائيل أيضا إلى إيران قبل غيرها، عندما قصفت طائراتها دمشق من جنوب شرق بيروت الخاضعة لحزب إيران في لبنان. فكيف ينسى من يبشرنا بقبول العالم إخضاع لبنان إلى حكم إيران بأن إسرائيل تقبع على حدود لبنان؟ هل لدى إيران إتفاقيّات سريّة لا نعرفها، تلغي دور حزبها "كمقاومة" مزعومة وترفع بدلا منه دور "حرس للحدود"؟  لا إسرائيل بحاجة لهم ليكونوا حرس حدود، ولا العالم. العالم بحاجة لحكومة حيادية في لبنان كما في العراق، تلعب دورا ناشطا في  بناء السلم في الشّرق الأوسط الجديد. وهل أفضل من لبنان للعب هذا الدور؟

إلى  الإعلامي الذي أقحم "الحذاء" الذي يرتديه مسؤول سياسي في قاموس الصراع الفكري في لبنان، أقول له أن لا عجب من ذلك فمن يصنع فكر أمثالك، هي هذه "الأحذية" التي داست على كرامتنا الوطنية منذ عام 1969. أنت والسياسيون أنفسهم، بنات فكر الإحتلال الذي دمر الكيان السياسي للبنان حتى الآن، والذي لن يمكنه أبدا رغم ذلك، أن يأخذ منه قيمته التاريخية  وميزاته الإنسانية. لبنان سيعود درّة الشرق.

*-صدرت في جريدة نداء الوطن بتاريخ 9 ايلول 2021

 

ماكرون وسياسة الصفقات: أي حكومة ولو بثلث معطل لعون

منير الربيع/المدن/09 ايلول 2021

جاء إيمانويل ماكرون إلى الرئاسة الفرنسية من خلفية المال والأعمال. تنقلب السياسة لديه إلى أنواع مختلفة من الصفقات، أو تنحصر فيها. الموجة التي جاءت بماكرون في باريس كانت نتاجاً لترهل المؤسسة السياسية والحزبية الفرنسية. فالشعب لم يكن يريد اليمين المتطرف، ولا الأحزاب الأخرى التي أصيبت بوهن كبير، ولا سيما اليسار.

الشعبوية والشركات والاقتصاد

من تلك الثغرة تسلّل ماكرون على موجة شعبوية كبيرة اجتاحت العالم، وأدت إلى انتخاب دونالد ترامب الآتي من عالم والمال والأعمال أيضاً. والسياسة صفقات في معايير الرئيس الفرنسي، تُولي الأهمية الأساسية لشركات متعددة، كتوتال وبيجو ورينو وغيرها. وهذه أبرز الشركات المتعطشة للدخول إلى الأسواق الإيرانية. لذلك تبرز حماسة ماكرون إلى تجديد الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. ولا بأس بالتضحية بكل ما يتعلق بالسياسة ومساراتها كرمى لعيون الشركات. بإمكان الرئيس الفرنسي استعارة جملة مفتاحية قالها سعد الحريري ذات 14 شباط وفي غمرة الوئام بينه وبين العونيّ من منتجات التسوية الرئاسية. ففي ذكرى استشهاد والده وقف الحريري وقال: "أنا لا تعنيني السياسة. ما يعنيني هو الاقتصاد". وما قصده الحريري في هذه العبارة هو أنه لا يهتم للخصومات السياسية أو للصراع بين الأفكار والمشاريع التي يجب أن تكون كلها في خدمة الاقتصاد. تنطبق هذه الجملة على ماكرون، الذي يبدو مستعداً لطرح كل ما له علاقة بالسياسة في بازار صفقات يحلل فيها البيع والشراء.

صفقات ماكرون

وفي عالم المال والأعمال، لا قيمة للديبلوماسية ولا للبروتوكولات. تتقدم الصفقات على ما عداها. ولا بأس بتسليم بلدان والنفوذ فيها لطرف من هنا أو من هناك، في مقابل الكسب في مكان آخر. لذلك لم يجد الرئيس الفرنسي في قمة بغداد مؤخراً أي حرج في توجهه إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لإلقاء السلام عليه، والتسامر معه، وتوجيه دعوة له لزيارة باريس. فبالنسبة إلى ماكرون كل القواعد يمكنها أن تزول في سبيل توفير الحدّ الأدنى من الاستقرار الذي يوفره الحشد الشعبي ومن خلفه إيران، لاستثمارات شركة توتال في العراق. وما ينطبق على العراق، ينطبق على السعي الفرنسي الدؤوب لإعادة تحريك مسار التفاوض الإيراني-الأميركي والوصول إلى اتفاق. تلك المقاربة الفرنسية للملف الإيراني، هي التي أدت إلى تأجيل زيارة ماكرون إلى دول الخليج، وتحديداً السعودية، لأكثر من مرّة. وقبل عزمه على زيارة السعودية اتخذ ماكرون مواقف تصعيدية ضد إيران، لعلّ ذلك يفتح أمامه أبواب المملكة ويعبّد الطريق أمام صفقات بمليارات الدولارات أملاً بشراء الرياض طائرات رافال وغيرها. لكن ذلك لم يحصل بسبب الاعتراض السعودي على المسار الفرنسي مع طهران.

التلاعب الفرنسي بلبنان

وللأسباب عينها لم تنجح حتى الآن المبادرة الفرنسية في لبنان. وانعكست الصراعات داخل الإدارة الفرنسية، وبين مؤسسات الدولة العميقة وفريق ماكرون، على الساحة اللبنانية. فالصراع على أشده بين الإيليزيه من جهة، ووزارة الخارجية من جهة أخرى. فالخارجية تثير حفيظتها إدارة بعض المقربين من الرئيس الفرنسي، كباتريك دوريل المعروف جداً لبنانياً، ملفات السياسة الخارجية الفرنسية. ومنذ إطلاق المبادرة الفرنسية، كان ماكرون مهتماً بإعادة إعمار المرفأ، وبحجز حصة فرنسا على الساحة اللبنانية، من شركة cma cgm، إلى اصطحاب سمير عساف وطرحه مرشحاً مستقبلياً لحاكمية مصرف لبنان، إضافة إلى تركيزه على مصالح شركة توتال في ملف النفط. وهناك أيضاً الاهتمام الفرنسي بالاتصالات وبكل ما له علاقة بالقطاعات الأساسية اقتصادياً ومالياً في المرفأ والمطار، ومستقبلاً قطاع الكهرباء. وانطلاقاً من هذه الاهتمامات لا بأس من البحث في إعادة تعويم الطبقة السياسية اللبنانية من خلال المبادرة الفرنسية، ولا حتى في مناقضتها بطرح عقد اجتماعي جديد، أو مؤتمر تأسيسي، أو تشكيل حكومة اختصاصيين، أو الرهان على المجتمع المدني وتهديد القوى السياسية بالعقوبات، والعودة في ما بعد إلى تجديد شرعية الطبقة السياسية بالبحث عن تسوية حكومية جديدة قادت إلى تكليف نجيب ميقاتي.

ويبدو السلوك الفرنسي مع محاولات ميقاتي تشكيل الحكومة، وكأنه ينطوي على خفّة سياسية، يقابلها السعي إلى إنجاز الصفقات على قاعدة: "اعطونا أي حكومة". وهذا ما قضى على المبادرة الفرنسية في مهدها إبان تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة. حينها تنازلت باريس عن مبدأ المداورة وضغطت في سبيل منح وزارة المال للثنائي الشيعي. وبعدها ضغطت على الحريري كي يلتقي جبران باسيل في سبيل تشكيل الحكومة. وحالياً ثمة فكرة فرنسية بالوصول إلى تشكيل حكومة، أي حكومة، ولو كان ذلك يقتضي إعطاء الثلث المعطل لرئيس الجمهورية ميشال عون. فأحد المسؤولين الفرنسيين تواصل مع بعض اللبنانيين في سبيل ذلك. وهذا ما استدعى مواقف اعتراضية من القوى التي أعلنت رفضها المشاركة في أي حكومة يحصل فيها أي طرف على الثلث المعطل.

 

من سَيدفع الثَمن؟

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الخميس 09 أيلول 2021  

يُخيّم على لبنان جوّ مشابه إلى حدٍّ ما لجوّ 1990. حينذاك، كان قائد الجيش "المتمرّد" العماد ميشال عون يقضي آخر أيامه على رأس الحكومة العسكرية في قصر بعبدا، فيما كانت حكومة أخرى "مدنية" تنشط في مكانٍ آخر، وكانت واشنطن ودمشق تحيكان الخيوط الأخيرة من إتفاق "إدارة الحالة اللبنانية"، وكان "حزب الله" يؤمّم المقاومة في الجنوب ويشرع برسم الخيوط الأولى لانتصار 2000، وكان ما كان بعدها. الآن، أي في عام 2021، يقضي ميشال عون عامه الأخير بصفته رئيساً للجمهورية في قصر بعبدا، من دون حكومة أصيلة وفي ظلّ وجود رئيسَي حكومة، مستقيل ومكلّف، وثلاثة سابقين. ومن المتوقّع أن تشهد هذه المرحلة الكثير من الضوضاء السياسية، ما يعني أن خروجه المُفترض من قصر بعبدا العام المقبل سيواكَب بصخب عالٍ. واشنطن بدورها، ومع يقينها شبه التام بتبدّل التوازنات جراء ما حدث عقب انسحابها من أفغانستان، تعمل على دَوزَنة اللعبة الداخلية في لبنان وأماكن أخرى متفرّقة وفق قاعدة "التعويض". في مكانٍ آخر تطمح إلى عقد سلسلة تفاهمات "غير مباشرة" مع "الأقوياء" من بوابة الطاقة، وعلى رأسهم النظام في سوريا طبعاً. في المقابل، شرع "حزب الله" بخطوة أولى نحو تأميم النفط عبر استجرار المازوت من إيران عن طريق سوريا، تقابلها محاولة "غاز" موازية يقوم بها الطرف الآخر عن طريق سوريا أيضاً. يعني ذلك أن الشام أضحت "عقدة الوصل" عند تقاطعات الطاقة. عملياً، ومنذ أعوام، أنجز "حزب الله" "خطوطه الآمنة" في سوريا. قدّم مئات الشهداء على مذبح تثبيت المعادلة الراهنة هناك، بل وتدعيمها ودفعها أكثر صوب حالة "المقاومة" الساخنة في الميدان، وكانت الوجهة جنوب سوريا بالطبع، وتكبّد الثمن ذاته لأجل تأمين درب إمداده التي هدّدها المسلّحون سابقاً خاصة في نواحي حمص، والآن يوظّفها في تأمين مشروع "كسر الحصار" الأميركي المفروض على لبنان، الذي أولاً وآخراً يُعدّ المقصود منه بالدرجة الأولى، ما يدلّ على صوابية نظرة الحزب تجاه الخط. بدورها، تطمح دمشق إلى تثبيت حضورها في معادلة "كسر الحصار" تلك، من خلال خطوط الطاقة وإسقاط "قانون قيصر" بإجراءات على الأرض، بالإعتماد على منطق الضرورات الدولية. وهنا، يُعاود "خط الغاز" الظهور مجدّداً. سابقاً، أي عام 2011 كان من بين أسباب إندلاع الحرب في سوريا خط غاز "قطري" (رفضته دمشق) يمرّ عبر أراضيها ويصل إلى تركيا، واليوم في عام 2021 يعود المشروع، لكن من زاوية السلم على أن يكون النظام في الشام شريكاً مقرّراً فيه.

قبل أيام، أنجز الجيش السوري انتشاره في درعا البلد جنوب سوريا، أي البقعة التي يُفترض أن يمرّ منها خط الغاز العربي الذي يبدأ من بور سعيد في مصر ويمرّ عبر العقبة في الأردن ثم سوريا (عبر درعا)، ومنها يجتاز المناطق السورية نحو لبنان، ويتفرّع منه خط باتجاه بانياس، ثم أخيراً يحطّ في تركيا. جاء ذلك، في أعقاب حشود عسكرية سورية حاصرت "درعا البلد"، وعقب "ميني حرب" خاضها الجيش السوري مدعوماً من روسيا هناك، ولاحقاً تسوية مع المسلحين راعت مصالح النظام في "تصفير" الجبهة. سبقت ذلك حركة سياسية نشطة قامت على قاعدة "إخراج جنوب سوريا" من وضعية الحرب والقتال واللادولة، ولإعادة دور الحكومة الشرعية.

وفق "أجندة" خط الغاز نفسه، نشط الملك الأردني عبدالله الثاني جوالاً من بلد إلى آخر، وليس آخرها واشنطن، في محاولةٍ منه لإقناع الأخيرة بالإنضمام إلى "تفاهمات خط الغاز" الذي يمرّ في سوريا وإتاحة وصوله إلى لبنان، وإتاحة فرصة تأمين دعم دولي للدولة السورية للسيطرة على جنوب سوريا، سيّما درعا منه. والجميع يعلم مدى المصلحة الأردنية من وراء ذلك. ما يعنيه ذلك، أن إنهاء "حالة درعا" التي تُعدّ أساساً "مهد الثورة السورية"، تمّ باتفاق متعدّد الأطراف، سوري ـ روسي ـ إيراني ـ غربي، وبتغطية من جانب عربي مصري ـ أردني.

وفي حين كانت "أنابيب النفط" تخطو خطوةً باتجاه إعادة بنائها في سوريا، كان لبنان في حالته الرسمية متفرّجاً على التطوّرات هُناك كما درجت العادة ومُلحقاً بالإرادة الأميركية، رغم أنه "محور أساسي" سيستفيد من خط الغاز العربي. فصحيح أن "البنك الدولي" تبرّع مبدئياً بتغطية ثمن الغاز المصري المخصص لإنتاج الكهرباء، إلاّ أن الثمن السياسي لمصلحة سوريا لم يُسدّد بعد، وهذا يفترض أن يُصرف في الشام، والثمن السوري لا يكون هزيلاً في العادة.

استباقاً لذلك، قرأت "أنتينات" رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، التطورات الآتية، فأسرع إلى الأردن في زيارة خاطفة وغير معلنة. وقد فُهم أن جنبلاط يحاول التقاط إشارات، ولعلّه أستوعب هناك، أن النظام في دمشق في طريق عودته إلى النفوذ، وربما فهم أن ما خسره في لبنان سابقاً، سيعوّض في لبنان أيضاً لكن بأضعاف، فحاول أن يخفّف من الثمن المتوجّب تسديده، وفهم ما يطلبه السوري بموجب ذلك، والنأي بجماعته في لبنان عن أية ردّات فعل سلبية. كذلك ،فهم ما يتوجّب حصوله في السويداء ما دام أن "المشروع" يتم تطبيقه في جنوب سوريا.

وعملاً بالمواقف السابقة، يُعدّ جنبلاط متضرّراً، بدليل "هواجسه" التي يعبّر عنها بشكل يومي عن طريق التغريد حول "أنابيب النفط". وعلى الأرجح، أيقن أن الطرف السوري سينال قطعةً من المسألة اللبنانية، وإلى حدٍ ما قد يعود "ضابطاً لإيقاع اللعبة الداخلية"، فتراجع "البَيك" وعمّم منطق "الهدوء" المتّبع لديه منذ مدة، ومثله يفعل رئيس مجلس النواب نبيه بري. مع ذلك، يبقي جنبلاط على توجّسه. شخص مثله يعرف جدّياً طرق مراقبة الخطوط ودروب مرورها، عليه حفظ نفسه، فغرّد داعياً إلى "معرفة شروط النظام السوري في مقابل إنجاح هذا المشروع الذي يمرّ عبر أراضيه، والمهم أن لا يكون هناك ثمن كبير علينا دفعه".

إذاً، يُقرّ جنبلاط بأن ثمة ثمن يجب أن يُدفع، وأغلب الظن أن جزءاً من ذلك الثمن سيتكبّده هو شخصياً، وآخرون غيره طبعاً، وعلى الأرجح سيدلي جنبلاط باعتراف جديد على شاكلة "لحظات التخلّي" المعهودة على إثر سقوط 11 أيار وانتخابات 2009، وليس آخراً عام 2019 عقب ثورة 17 تشرين.

في العام 1990 دفع ميشال عون الثمن. في. 2021 من سيدفع الثمن؟ في النتيجة، لبنان خلال المرحلة الراهنة بان أمام عاصفة تغييرات كبيرة، وتبدّلات مختلفة بدءاً من الإنتخابات النيابية ولاحقاً الرئاسية. هنا، هل يعود إنتاج حكومة جديدة بالنفع أم لا؟ للبحث صلة.

 

بري وجنبلاط وحزب الله يحذرون من "الثلث المعطل"

عمر حبنجر/الأنباء الكويتية/الخميس 09 أيلول/2021

عاد الملف الحكومي إلى الدوامة بعد وميض تفاؤل بإمكانية اختراق الحواجز المتوالدة، وطار الموعد الذي ضربه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي للمراجع المتابعة، على أجنحة المواعيد السابقة المتداعية، تحت ضغط إصرار الفريق الرئاسي على «الثلث المعطل» داخل مجلس الوزراء، مقابل رفض الرئيس المكلف، مدعوما بتحذيرات من نبيه بري ووليد جنبلاط وحتى حزب الله، بألا يقبل تحت طائلة التخلي عن دعمه. الجديد الذي لعب الدور التعطيلي المباشر لولادة الحكومة أمس ارتبط، كما يؤكد المتابعون، بالاجتماع الرباعي لوزراء الطاقة في لبنان وسورية ومصر والأردن في عمان!

فقد كان من المفترض أن يتوجه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا مساء الاثنين الماضي لإعلان ولادة الحكومة، ثم تجدد الموعد مساء الثلاثاء وعلى أساس أن تعلن الحكومة يوم أمس، لكن مستجدات طرأت على حسابات بعض المعنيين بتشكيل الحكومة، لا علاقة لها بالحقائب والأسماء، إنما لحسابات الربح والخسارة من مشروع استجرار الغاز والطاقة الكهربائية من مصر والأردن عبر سورية. وما لا يمكن تصديقه، أن يتم تأجيل إعلان الحكومة اللبنانية حتى لا تصدر المراسيم قبل اجتماع وزراء الطاقة الذي عقد في عمّان امس.

وتقول المصادر إن صدور مراسيم الحكومة صباح أمس كان سيسقط دور وتوقيع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، ممثل لبنان في الاجتماع الرباعي، الذي انعقد في الوقت ذاته، لأنه سيكون هناك وزير طاقة آخر يحل مكانه في الحكومة الميقاتية، الأمر الذي قد يطيح بالمغانم التي يراهن عليها من عينوا غجر وزيرا للطاقة، والناجمة عن مشاريع إعادة تأهيل خطوط التيار وأنابيب نقل الغاز من مصر إلى الأردن ثم إلى لبنان عبر سورية.

ويبدو أن الغطاء التقليدي للتأجيل كان إصرار النائب جبران باسيل، الذي يطلق عليه هنا صفة «المعاون الرئاسي» للرئيس ميشال عون، على إعادة توزيع بعض الوزارات على الطوائف، وصولا إلى استبدال وزراء محسوبين على التيار.

وتقول المصادر إن باسيل هو من يتولى «عملياً» المفاوضة بشأن تشكيل الحكومة، نيابة عن الرئيس عون، الذي يقتصر دوره على إطلاق جرعات التفاؤل بين حين وآخر. ويبدو أن الرئيس ميقاتي، الذي يتجنب التواصل المباشر مع باسيل، المرابط الدائم في بعبدا، افسح المجال للتواصل معه من خلال قنصل لبنان الفخري في إمارة موناكو مصطفى سميح الصلح صهر شقيقه طه ميقاتي، الذي تربطه علاقة صداقة مع باسيل منذ كان وزيرا للخارجية. والعقد المستجدة، أو القديمة المجددة، تتمثل بالبديل الذي يريده عون لقاء إعطاء وزارة الاقتصاد لمن يسميه ميقاتي، فالرئيس عون يريد نيابة رئاسة مجلس الوزراء، وقد طرح بعضهم وزارة الزراعة، ما اعتبر استفزازا لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتمسك بهذه الوزارة. وقد عادت إشكالية الوزيرين المسيحيين الإضافيين إلى الواجهة، عندما أرسل ميقاتي إلى الرئيس عون مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم اسمي عضو مجلس بلدية بيروت، انطوان سرياني وسليمان عبيد، نجل وزير الخارجية الراحل جان عبيد، إلا ان الرئيس عون رفض الأخير.  وفي موضوع الثقة التي يطالب بها ميقاتي من كتلة التيار الحر، لقاء أن يكون لرئيس الجمهورية ومؤسس التيار وزراء فيها، لم يتم التوافق على هذه المسألة بعد.

ويقول عضو كتلة التيار النائب حكمت ديب لقناة «الجديد» ان ضمن المعوقات إصرار الرئيس بري على تعيين يوسف خليل وزيرا للمال، في حين ان الأخير كان يشغل وظيفة «مدير العمليات» في مصرف لبنان المركزي، والمسؤول عن تنفيذ الهندسات المالية التي أوصلت لبنان إلى هذا الحد.

وأضاف ردا على سؤال أن «الرئيس عون ضد التمديد لنفسه، ويأمل انتخاب رئيس جديد وغير دموي..». ولخص نائب الحزب التقدمي الاشتراكي بلال عبدالله الوضع الحكومي بتغريدة قال فيها «ارتهان، وهن، تفكك وشهوة سلطة لا غير، وفي مكان آخر، الأمر لي..».

في سياق آخر، قدم وفد إيراني ممثلا الإمام خامنئي برئاسة رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت الشيخ محمد حسن أختري، التعازي لمفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، بوفاة الشيخ عبدالأمير قبلان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان.

وقال أختري بعد اللقاء «ارتأيناها فرصة لنزور سماحة المفتي ولنعزيه، ولنتحدث معه حول ما يجري في ساحتنا، وأكدنا ضرورة التعاون في موضوع الوحدة الإسلامية ومساندة المقاومة في مواجهة الصهيونية».

 

السّياسة الخارجيّة للولايات المتّحدة بين الأمس واليوم

رياض قهوجي/النهار العربي/الخميس 09 أيلول/2021 

يرفض العديد من الناس فكرة أن دولة عظمى مثل أميركا يمكن أن يخطئ قادتها ومسؤولوها في تقديراتهم وقراراتهم، وبالتالي يرون في كل خطوة قامت وتقوم بها هذه الدولة العظمى جزءاً من مخطط أو مؤامرة تحوكها مجموعة من العباقرة معصومين عن الخطأ، وقادرين على رسم مسار سياسات متعددة على مدار عقود من الزمن. وتمتاز منطقة الشرق الأوسط بوجود العديد من هؤلاء المؤمنين بـ"نظرية المؤامرة" الأميركية التي لا تنتهي فصولها، والذين يعتبرون أنه حتى لو تعرضت مصالح أميركا لأي ضربات وبدا أن سياسات واشنطن تعرضت لانتكاسة، فإن ذلك جزء من مخطط يخدم أهداف أميركا الكبرى التي نحن كعرب أو مواطنين من دول العالم الثالث عاجزون عن فهمها وإدراكها.

 باختصار، بالنسبة الى جماعة "نظرية المؤامرة،" أميركا لا تخطئ. ولقد ظهر هذا جلياً خلال العقدين الأخيرين من خلال العديد من التقارير والتحليلات، وآخرها الانسحاب الأميركي من أفغانستان، والتي ترى في ما يجري نتيجة لخطط وضعها مسؤولون أميركيون منذ زمن. هناك من لا يزال يتحدث عن مخطط هنري كيسنجر الذي خرج من السلطة قبل نحو خمسين عاماً، وآخرون يتحدثون عن نظرية "الفوضى المنظمة" للمحافظين الجدد.

تمكّنت الولايات المتحدة في أقل من قرن من التحول من دولة خرجت حديثاً من حرب أهلية وتعيش في عزلة على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، الى القوة العظمى المهيمنة عالمياً والأكثر تقدماً تكنولوجياً. فهي من مكّن دول غرب أوروبا من الانتصار في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهي من خرجت منتصرة من الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي ووضعت أسس منظومة الحوكمة العالمية التي بُني النظام العالمي الحالي على أساسها. لعل هذا الصعود السريع والأسطوري لأميركا هو أهم أسباب اقتناع العديد من الناس بأن صنّاع القرار في أميركا يعرفون كل شيء ولا يخطئون.

ولأن أميركا كانت طرفاً مؤثراً في تطور الحوادث في الشرق الأوسط، بخاصة في ما يخص الصراع العربي - الإسرائيلي، ومن ثم حرب تحرير الكويت ولاحقاً اجتياح العراق، فهي رسخت لنفسها صورة في أذهان العديد من الناس بأنها دولة لا تُهزم، ودائماً تحقق أهدافها من دون أي أخطاء. وهناك حتى من يتعاطون الشأن العام ويحتلون مناصب حكومية مهمة في المنطقة ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة الأميركية ويتصرفون على أساسها. فما هو واقع الحال؟ الدول عبر التاريخ تنجح وتصل الى درجة العظمة بحسب نوعية قادتها وامتلاكها مصادر القوة الأساسية: القدرات الاقتصادية، التكنولوجيا العسكرية والموارد البشرية. ولقد ظهرت امبراطوريات عديدة عبر الأزمنة شهدت عبر مراحل وجودها فترات من تعاظم نفوذها وتراجعه قبل أن تنهار في نهاية الأمر، فإما تختفي كلياً أو تتقلص الى دولة عادية أو قوة متوسطة، كما هي الحال بالنسبة الى الإمبراطوريتين اليابانية والبريطانية اللتين تقلص حجمهما خلال القرن الماضي تقلصاً كبيراً الى ما هما عليه اليوم. وهذا ينطبق على أميركا التي لا تزال اليوم تتمتع بنفوذ كبير عالمياً، لكنها تواجه تحديات داخلية وخارجية تؤثر في أدائها وقراراتها وعلاقاتها مع حلفائها. أهم ما يؤثر في قرارات السياسة الخارجية الأميركية، هو شخصية المسؤولين والوضع الداخلي ومجموعات الضغط التابعة للشركات العملاقة التي تملك مصانع السلاح والتكنولوجيا والمصارف ومصافي النفط وناقلاته، ومنشآت الطاقة وإدارة المناجم حول العالم. 

 نوعية القيادات السياسية في أميركا تغيّرت كثيراً منذ نشأتها حتى يومنا هذا. فأحد مؤسسي الجمهورية ورئيس الولايات المتحدة الثالث توماس جيفرسون كان عالماً وفيلسوفاً ومهندساً ودبلوماسياً مميزاً، في حين أن رئيس أميركا الخامس والأربعين كان رجل أعمال ملاحقاً بدعاوى قضائية بتهم الاحتيال والتهرب الضريبي والتحرش الجنسي اسمه دونالد ترامب. مستوى الأخلاقيات في السياسة تغيّر، ومعايير انتخاب الرؤساء تراجعت كثيراً. ولقد أثرت الثورة في الإعلام والاتصالات تأثيراً كبيراً في عالم السياسة في الأنظمة الليبرالية الديموقراطية، حيث بات الشخص الذي يستطيع أن يستقطب اهتمام الإعلام واستخدام شعارات شعبوية رنانة يتمكن من حشد ما يكفي من الأصوات للوصول الى السلطة، بغضّ النظر عن أجندته السياسية أو كفاءته المهنية. وهذا أحدث خللاً كبيراً في دوائر صنع القرار، إذ إن نوعية المسؤولين تتدنى، ما أثّر في سياسات الحكومة الأميركية عامّة والخارجية منها خاصّة.

أما داخلياً، فإن أميركا تشهد انقساماً أفقياً حاداً بين اليمين المحافظ واليسار الليبرالي، ومرد ذلك الى تراكمات لسياسات تبنتها الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ انتهاء الحرب العالمية وخلال الحرب الباردة الى يومنا هذا. وأدى تصاعد دور الشركات العملاقة والثورة التكنولوجية الى خسارة العديد من المزارعين والعمال الأميركيين مزارعهم ووظائهم في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، ما أوجد نقمة لدى شريحة مهمة من سكان الوسط والجنوب الأميركيين على صناع القرار في واشنطن. كما أن سياسة استقبال المهاجرين من جنوب أميركا وأفريقيا والشرق الأوسط، ممن هم من البشرة السمراء ومن غير المسيحيين الإنجيليين، زاد من منسوب الشعور بالتهديد لدى العديد من الأميركيين البيض الإنجيليين الذين يشكلون الشريحة الأكبر من السكان. ولقد أدى هذا لتنامي النزعات العنصرية واتساع عدد المؤيدين لليمين المتشدد الذي يعارض استقبال المهاجرين غير البيض والمسلمين وتجنيسهم.

وكان وصول أول رئيس من أصول أفريقية الى الحكم، باراك أوباما، القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة الى جزء كبير من الأميركيين البيض. ولقد أحسن ترامب استغلال ذلك في حملته الانتخابية، ما أوصله الى البيت الأبيض. هذا الانقسام ما زال موجوداً، وأظهرته الانتخابات الأخيرة، ويبيّنه الالتفاف الكبير للجمهوريين في الكونغرس حول ترامب. هذا الانقسام الداخلي يؤثر كثيراً في السياسة الخارجية لواشنطن، الأمر الذي على المجتمع الدولي عامّة وحلفاء أميركا خاصّة، أن يتعايشوا معه لفترة من الزمن قد تكون طويلة، وسيترك تداعيات كبيرة وغير معروفة حتى الآن.

تأثير مجموعات الضغط أو ما يسمى بلوبيات الشركات الكبيرة، بخاصة العسكرية منها، في السياسة الخارجية الأميركية، هو أمر أكّدته العديد من الوقائع والدراسات في الولايات المتحدة وخارجها. حتى أن الرئيس الرابع والثلاثين لأميركا الجنرال دوايت أيزنهاور حذر في خطابه الوداعي للأمة عام 1961 من تداعيات "تأثير المجمع الصناعي العسكري" في قرارات الحكومة. وما التقارير التي تظهر بين الحين والآخر (والتي سيظهر المزيد منها مستقبلاً) حول مليارات الدولارات التي أُنفقت في حربي العراق وأفغانستان وحروب أخرى في الشرق الأوسط، سوى دليل على كم استفادت هذه الشركات الدفاعية من سياسات أميركا الخارجية خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

إذا ما تم جمع التغيير في نوعية القيادات مع الانقسامات الداخلية وتعاظم نفوذ المجمع الصناعي العسكري، تتكوّن صورة أوضح عن العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية الأميركية، وتُعرف أسباب التناقضات الكبيرة فيها وعدم التزامها استراتيجية متينة قابلة للاستمرار، ومبنيّة على عقيدة راسخة كما كانت عليه في النصف الأول من القرن الماضي. وكونها دولة عظمى غنية بموارد اقتصادية وعسكرية، تستطيع أميركا تحمّل أعباء السياسات الخارجية الفاشلة والانسحاب وترك حلفائها لمواجهة مصيرهم المشؤوم، كما كانت الحال في أفغانستان. فحقبة التخطيط الاستراتيجي الأميركي الطويل الأمد انتهت في أواخر خمسينات القرن الماضي، واليوم عمر أي استراتيجية للإدارة الأميركية هو غالباً من عمر فترة ساكن البيت الأبيض، أي من أربع الى ثماني سنوات. الخطر على أميركا هو أن تفقد ثقة غالبية حلفائها، وتبقى في الساحة الدولية وحيدة لمواجهة القوى العظمى الصاعدة، وتحديداً الصين.         

 

يخافون مواجهة باسيل... وهو "أعزل"

حسن سعد/ليبانون فايلز/الخميس 09 أيلول/2021

معركة تشكيل الحكومة العتيدة لا يخوضها فريق ضد آخر، بل هي تدور فعلياً بين فريق واحد من جهة، وكل الأفرقاء معاً من الجهة الأخرى. الفريق الواحد هو "الفريق الرئاسي" المؤلف من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكلٍ من التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي اللذين يرأسهما النائب جبران باسيل، أما الخصم فهو فريق "كل الأفرقاء" الذي جمع كل القوى السياسية القلقة أو المتوجسة من نهج الرئيس "القوي" و/أو من احتمال فوز المرشح "الأقوى" بكرسي بعبدا. اللافت في هذه المعركة، التي بدأت منذ سنة وشهر، مع إقالة حكومة الرئيس حسان دياب، وتخلّلها قبل تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تجرّع رئيسين مكلًّفين كأس الاعتذار، والتي ما يزال أمامها سنة وشهر أيضاً في حال استمرت المعركة حتى نهاية ولاية الرئيس عون، ورغم التفوق العددي "الحزبي والنيابي" للفريق الخصم، هو أن فريق "كل الأفرقاء" ضعيف الأداء وقليل الحيلة أمام "الفريق الرئاسي".

ما زاد من ضعف فريق "كل الأفرقاء"، كان إصراره، والرئيس المكلّف منه، على مقابلة العناد بالعناد المضاد، فلو كانت العقلانية والدستور مصدر قوة هذا الفريق "المتعدد" لما كان في موقع العجز المتمادي عن الإنقاذ، ولا كان الشعب اللبناني في موقع الضحية الدائمة بسببهم.

أما وهن لاعبي فريق "كل الأفرقاء"، فيتمثل في أنهم يخافون مواجهة النائب باسيل رغم أنه "أعزل"، وعلى سبيل المثال لا الحصر:

- باسيل "شبه" أعزل، لأن حصوله على الثلث المعطِّل، ولو بشكل غير مباشر، سيكون مؤقتاً، إما حتى الاستحقاق النيابي بعد بضعة أشهر، وفي حال تأجيله فحتى الاستحقاق الرئاسي بعد سنة وشهر، إلا إذا كانت لدى فريق "كل الأفرقاء" نيّة إيقاع البلد في الفراغ الرئاسي مجدداً.

- باسيل أعزل، لأنه لا يملك قدرة "خفية" على انتزاع حجم نيابي أكبر من حجمه النيابي الحالي، خلال الانتخابات النيابية المقبلة، في حال جرت، حتى لو كان حاصلاً على الثلث المعطِّل.

- باسيل أعزل، لأنه تحت العقوبات الأميركية، وإن رفعت، سيبقى أعزلاً من تأييد ودعم وتصويت الكتل النيابية التي تمثل فريق "كل الأفرقاء"، ما يعني ويؤكد أن حظوظ باسيل بالوصول إلى قصر بعبدا رئيساً للجمهورية شبه معدومة، إن لم تكن معدومة فعلاً.

في المحصلة، فريق "كل الأفرقاء" بلا حيل ولا حيلة، أما النائب جبران باسيل فهو "أعزل" إلا من ذكائه وطموحه. فهل لفريق "كل الأفرقاء" أن يتوقف عن تصوير النائب باسيل وكأنه "راجح"، وأن يسعى للتزوّد بالقليل من ذكاء وطموح غريمه باسيل، شرط أن يستعملهما لإنقاذ الشعب اللبناني؟

 

ما وراء غضب بري ونصرالله وجنبلاط من “المجتمع المدني”؟

رامي الأمين/موقع درج/الخميس 09 أيلول/2021

لا ضير أبداً من التدقيق في أموال مؤسسات المجتمع المدني ومراقبة طريقة صرفها، حتى لا تنتهي بها الحال كما انتهى بمليارات الدولارات التي عهدت إلى الدولة اللبنانية فصرفتها الأحزاب على منافعها الانتخابية، وعلى تكريس زعامات شخصيات ما برحت تستفيد من مناصبها منذ عشرات السنوات من دون حساب ولا تدقيق ولا مساءلة. بدأ الأمر بعد انفجار مرفأ بيروت مباشرة. أرسلت دول كثيرة مساعدات إنسانية إلى المتضررين من الكارثة التي ألمّت ببيروت، واشترطت دول كثيرة يومها أن تصل المساعدات بشكل مباشر إلى الشعب اللبناني، من دون المرور بالدولة اللبنانية الممثلة بالسلطة الحاكمة التي يحمّلها اللبنانيون مسؤولية الانفجار والانهيار الاقتصادي الذي سبقه، وكل ما آلت إليه أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية. تولّت حينذاك جمعيات ومؤسسات تابعة للمجتمع المدني عملية تقديم المساعدات المالية والعينية للمتضررين من دون أن تمرّ الأموال بالطرق المعتادة، عبر الدولة. بدا أن الدول الكبرى، وعلى رأسها فرنسا، قد فقدت ثقتها بالطبقة السياسية وقررت ألا تمرّ أموال المساعدات عبرها، خوفاً من هدرها وسرقتها كما حدث مع مليارات الدولارات التي “طارت” من الخزينة اللبنانية ومن حسابات اللبنانيين في المصارف. كانت تلك إشارة واضحة إلى أن جمعيات المجتمع المدني ستكون بديلاً من السلطة السياسية، في ما يعني هذا النوع من المساعدات، وهذا الأمر أغضب جميع من في السلطة، خصوصاً اولئك الذين استفادوا بشكل كبير من الأموال والهبات التي كانت تمرّ عبر مؤسسات الدولة، فضلاً عن جمعيات ترتبط بشكل مباشر برموز السلطة، أسسّوها لتتولى عملية صرف الأموال بما يتلاءم مع الأهداف السياسية التي يسوّقون لها، واستخدموا هذه الأموال للتسويق لمشاريعهم السياسية والانتخابية. من هنا، ليس مستغرباً الهجوم الممنهج الذي يقوم به زعماء الأحزاب الأساسية في السلطة ضد جمعيات المجتمع المدني وتمويلها، خصوصاً مع الشحّ الذي “تعاني” منه الأحزاب اللبنانية بعد تسكير “حنفية” التمويل السياسي، من المجتمع الدولي ودول الخليج العربي التي اعتاشت عليها لسنوات الطبقة السياسية اللبنانية، وأمّنت هذه الأموال استمرارية الطبقة السياسية في تغذية الاستزلام وشراء الذمم عبر “الخدمات” التي يفترض أن يكون تقديمها محصوراً بيد الدولة.

هذا فضلاً عن جفاف منابع التمويل داخل الموازنات اللبنانية المتعاقبة، التي كان تخصصها الطبقة السياسية لجمعيات على علاقة مباشرة بأحزابها السياسية وبزوجات الزعماء الذين يهاجمون اليوم تمويل جمعيات المجتمع المدني، بعدما استفادوا لسنوات طويلة من مليارات الليرات اللبنانية، التي تعادل ملايين الدولارات في زمن كانت فيه قيمة الليرة مستقرة أمام الدولار.

هكذا نجد أن نبيه بري، رئيس المجلس النيابي وزعيم حركة “أمل”، ينضم إلى أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله في إضفاء نظرية “المؤامرة” على عمل جمعيات المجتمع المدني، قائلاً في آخر تصريحاته “أنتم تعلمون حق العلم من وراءها ومن يدرّبها ومن يموّلها”، سائلاً: “لمصلحة من تقديم منظمات المجتمع المدني على أنها بديل منطقِ الدولة والمؤسسات والجميع يعلم من يدربها. لا ليس هكذا تولد الاستحقاقات؟”. والاستحقاقات هنا انتخابية بشكل أساسي، وهو ما يؤرق الطبقة السياسية، لاعتقادها أن الدعم الذي تناله جمعيات المجتمع المدني، سينسحب إلى دعم مرشحين تابعين لهذا المجتمع، ينافسون في الانتخابات النيابية المقبلة، وقد ينتزعون الكثير من المقاعد من تحت مرشّحي الأحزاب. ومع انهيار الليرة واضطرار السلطة إلى التقشف في مصادر التمويل الخاصة برموزها بشكل لا يثير الشبهات والغضب، بات التمويل الذي تناله هذه الجمعيات من الدولة غير مجد. وكان الزعماء في السلطة يمنّون النفس أن ينالوا حصتهم من الهبات والأموال التي تصل إلى لبنان عبر الدول وجمعيات المجتمع المدني.

“لا تبتغي الربح”؟!

ولشرح تفصيلي أعمق لما حدث فعلاً مع مصادر التمويل، نعود إلى ميزانية العام 2018، أي قبل عام واحد من الانهيار الاقتصادي الذي بدأت معالمه بالظهور عام 2019. في تلك الميزانية، تم تخصيص اعتماد 4.867 مليار ليرة لبنانية (كانت تساوي حينذاك نحو ثلاثة ملايين ومئتي ألف دولار أميركي) من أجل مساهمات أو عطاءات قدّمت من وزارة الصحة إلى جمعيّات خاصّة مؤسّسة أو تديرها غالباً زوجات بعض الرؤساء والوزراء الحاليّين والسابقين وزعماء الأحزاب، وكلها مصنفة تحت خانة “جمعيات لا تبتغي الربح”.

هذه الجمعيات استفادت سنوياً من مبالغ مماثلة في كل موازنة على مدار سنوات طويلة. وتبرز من بين الجمعيات المستفيدة، جمعيات ترتبط مباشرة بسياسيين يشنّون اليوم هجوماً على جمعيات المجتمع المدني وتمويلها، وبينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استفادت زوجته السيدة رندا من تمويل سنوي للجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين بلغ 900 مليون ليرة عام 2018 وما يعادله في السنوات التي سبقتها. كذلك، استفاد ابنه عبدالله بري، عبر جمعية “مدرار”، بمبلغ 500 مليون ليرة سنوياً. كما استفادت عشرات البلديات والمؤسسات التابعة لبري من تمويل مشاريعها عبر مؤسسات أجنبية، بينها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، التي مولت مشاريع في جنوب لبنان والبقاع في قرى وبلدات يسيطر عليها الثنائي الشيعي “أمل” و”حزب الله”.

وعلى غرار بري، استفاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وقد عبّر هو أيضاً عن غضبه من تمويل جمعيات المجتمع المدني إلى حدّ أنه تحوّل إلى “مكافح” شرس للفساد عبر تغريدة نشرها بالإنكليزية (لغة المانحين) يقول فيها: “لمن يهمه الأمر ضاع الكثير من الأموال المخصصة للإغاثة الإنسانية وإعادة بناء المجتمع المدني بسبب الاحتيال والتبديد والانتهاكات”. وجنبلاط استفاد عبر زوجته نورا ومركز سرطان الأطفال الذي تديره بمبلغ مليار ليرة سنوياً من ميزانية الدولة، ولم يسأله أحد قبل ذلك عن ضياع أموال كثيرة في هذا السياق، وفي سياقات أخرى تتصل بصندوق المهجّرين، “بسبب الاحتيال والتبديد والانتهاكات”.

أيضاً، استفاد “حزب الله” من الموازنة المتعلقة بالجمعيات عام 2018 بمبلغ 100 مليون ليرة لبنانية لـ”مؤسسة الشهيد”، والحزب عبر أمينه العام حسن نصرالله ووسائل إعلامه، شنّ هجوماً كبيراً على جمعيات المجتمع المدني التي تعمل في لبنان، ومنظومته كلها تعمل، علناً، بتمويل إيراني صريح.

هذه الأرقام خُفّضت في ميزانية عام 2020 والعام الحالي، في بعض الأحيان إلى النصف تقريباً. فصار تمويل جمعية السيدة بري مثلاً، 450 مليون ليرة. وهذه الأموال خسرت الكثير من قيمتها بعد انهيار الليرة أمام الدولار، فبعدما كانت الـ450 مليون ليرة تساوي 300 ألف دولار أميركي، باتت اليوم تساوي نحو 23 ألف دولار أميركي. وقس على ذلك في الجمعيات الأخرى التي تتبع لزوجات السياسيين. وهذا يفسّر غضب السياسيين من تمويل جمعيات المجتمع المدني فيما تراجعت إيرادات جمعيات الزعماء وزوجاتهم بشكل دراماتيكي مع التقشف وانهيار العملة.

لا نناقش هنا عمل هذه الجمعيات التابعة للسياسيين، ولا تقديماتها، التي يمكن أن تكون مفيدة فعلاً لفئات واسعة من المجتمع اللبناني، خصوصاً على المستوى الإنساني. لكن هذه الجمعيات استفادت من ميزانية الدولة، واستخدمتها لمصلحة الزبائنية، وصبّت هذه الأموال في النهاية في خدمة الأحزاب والزعماء انتخابياً وسياسياً.

“خوش آمديد” مساعدات

أن يخرج الغضب على جمعيات المجتمع المدني، ممن استفادوا لسنوات طوال من ميزانية الدولة، فضلاً عن الهبات الأجنبية، والقروض الهائلة التي خصصت للبنان، لمصالحهم الخاصة ومصالح أحزابهم، من دون رقابة ولا تدقيق مالي، فهذا يدعو إلى إعادة فتح حسابات هؤلاء المتعلقة بهذه الهبات والميزانيات المخصصة لجمعيات تتصل بهم وتنفذ اجنداتهم ومصالحهم. فلا بدّ ان يُسأل بري عن مليارات الليرات التي صرفت لجمعيتين تتصلان بزوجته وابنه، ولا بد ان يُسأل جنبلاط كذلك عن مليارات الليرات التي خصصت لجمعية تتصل بزوجته، فضلاً عن أموال المهرجانات الفنية التي كانت ترأسها نورا جنبلاط في بيت الدين ورنده بري في صور وغيرهما من زوجات السياسيين في المهرجانات المناطقية التي كانت تصرف عليها ملايين الليرات (600 مليون ليرة في موازنة عام 2018) من ميزانية وزارة السياحة.

ولا بدّ أن يُسأل نصرالله عن ملايين الدولارات التي وصلت إلى لبنان بعد حرب تموز، والتي خصصت لإعادة الإعمار عبر جمعيات تتبع مباشرة للحزب، ومنها مؤسسة “جهاد البناء”، التي لم يسائلها أحد يوماً عن مصدر أموالها التي ساهمت فيها بعملية إعادة الإعمار، إضافة إلى ملايين الدولارات التي وصلت كهبات إلى لبنان من دول عربية وخليجية ومن إيران بعد الحرب، ولم نسمع أحداً من مسؤولي الحزب يومها، ولا بري ولا جنبلاط، يسأل عن مصدر الأموال ولا عن كيفية صرفها. بالعكس تماماً، تم التسويق لهذه الهبات عبر خطاب سياسي ممنهج، كان كل طرف فيه يشكر مموله الإقليمي، من “شكراً قطر” إلى “مملكة الخير” و”خوش آمديد” لإيران. وكان الحديث يومها عن “مال حلال”، وبعد تبدّل الأحوال وانقلاب الموازين السياسية، صار المال الخليجي حراماً بالنسبة إلى “حزب الله”، كما يحرّم اليوم مع أركان النظام الآخرين الأموال التي تصل إلى المجتمع المدني بعد تفجير مرفأ بيروت، ولا يستطيعون وضع اليد عليها كما جرت العادة في السنوات السابقة. لا ضير أبداً من التدقيق في أموال مؤسسات المجتمع المدني ومراقبة طريقة صرفها، حتى لا تنتهي بها الحال كما انتهى بمليارات الدولارات التي عهدت إلى الدولة اللبنانية فصرفتها الأحزاب على منافعها الانتخابية، وعلى تكريس زعامات شخصيات ما برحت تستفيد من مناصبها منذ عشرات السنوات من دون حساب ولا تدقيق ولا مساءلة.  ولا ريب في أن هذه الأحزاب، ومعها زعاماتها السياسية، تخشى من أن يتحول جزء من أموال المجتمع المدني إلى تمويل انتخابي لشخصيات تترشح في وجهها في الانتخابات المقبلة. ما تخشاه هذه الأحزاب وزعاماتها، هو أن تقوم بعض هذه الجمعيات بانتهاج الأسلوب نفسه الذي انتهجته هي على مدى عقود سابقة، عبر صرف أموال المساعدات الإنسانية في صناديق الاقتراع.

 

«أم المعارك» بقاء عون في القصر!

حنا صالح/الشرق الأوسط/09 أيلول/2021

اليوم (الخميس) يكون المتبقي 418 يوماً من زمن ولاية الرئيس ميشال عون. كثيرون هم الذين يعدّون الأيام، وقناعتهم تامة أنه عهد الانهيار الذي أوصل اللبنانيين إلى الجحيم، وعهد تضييع أمانة الحفاظ على الدستور والاستقلال. والحقيقة أن الطبقة السياسية شاركت عون وباسيل و«حزب الله» المسؤولية عن انهيارات أوصلت البلد إلى الحضيض، ومن ضمن ذلك المسؤولية عن جريمة تفجير المرفأ، ونهب الودائع، إلى بقية المثالب!

زحفت المجاعة، وتعمّق البؤس، والبلد الذي حوّلوه مقبرة مفتوحة بات رصيف هجرة، بدأها الأثرياء، وتشمل الآن الكفاءات؛ الثروة الحقيقية للبلد، لتتردد عبارة وداعٍ واحدة لفلذات الأكباد: ما ترجعوا...! فإلى هذا الحد باتت هذه الأرض ملعونة، أم اللعنة في مكانٍ آخر! واللافت هنا صدور نحو 260 ألفاً من جوازات السفر الجديدة في أشهرٍ معدودة، مع تقدير بأن الهجرة القسرية الحالية، ستحاكي في سنة واحدة هجرة الحرب الأهلية، والسؤال؛ ماذا سيترتب من نتائج ارتباطاً بهذا الحجم من التغيير الديموغرافي والنوعي؟!

لكن مهلاً، لقد خاض عون أعتى «المعارك» على مدى 58 شهراً، فترة جلوسه على كرسي الرئاسة، ارتبطت كلها بما سيكون عليه الوضع بعد انتهاء ولايته في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2022! ولأن هذه المسألة شكّلت الهاجس الأكبر للقصر، فقد تجاهل أن الفراغ الحكومي استهلك من رئاسته ما يزيد على 23 شهراً، أي ما يعادل 40 في المائة! فما هو الأمر الجلل الذي من أجله تكرّست هذه الملامح للفترة الرئاسية، بحيث تمدد الفراغ، فشمل كل المؤسسات، وتقدم مخطط قضم مفاصل القرار، وعجزت الرئاسة، رغم المساحيق، عن تغطية مشروع الهيمنة الخارجية، الساعي إلى تغيير وجه لبنان، وبدا البلد وكأنه سُلبت روحه مع تعمق ظاهرة انفصام الحكم عن الواقع!

الارتهان للخارج جعل ظاهرة مثل تحكم لصوص السوق السوداء بالعباد وانتهاك الحقوق وكأنها من عاديات الأمور. اهتز العالم أمام هول التفجير الهيولي الذي دمّر المرفأ وقلب العاصمة، لكن ذلك لم يؤثر في تعاطي أو سلوك الجالسين على مقاعد الحكم الوثيرة، وبأي حال كان بوسع عون، كما غيره من كبار المسؤولين، منع الإبادة الجماعية، لكن أحداً لم يفعل، واليوم مفهوم منحى الحملات التي تُشن لتهريب المدعى عليهم من القضاء. كذلك تحولت إلى حالة منسية طوابير المتكدسين في السيارات حول محطات الوقود، وأمام الصيدليات والمستشفيات والأفران، ولم يتوقف مسؤول أمام المظاهرة – الحدث التي نظّمها مرضى السرطان وسط العاصمة بعدما حُرموا من الدواء ووجدوا أنفسهم عُزلاً في مواجهة الموت!

همّ رئيسي سيطر على المقيم في القصر، هو بقاء رئاسة الجمهورية ضمن العائلة، وبالتحديد انتقالها من العم إلى الصهر، النائب جبران باسيل المعاقب دولياً وفق «قانون ماغنيتسكي»! ومن أجل هذا الهدف فُرضت على لبنان فواتير غير مسبوقة لا قدرة لدى الناس على تحملها! والرهان الدائم أنه يمكن الاستناد إلى فائض قوة الدويلة لفرض هذا المنحى، وإن تعذر، يتم تعطيل الاستحقاقات الدستورية، فيمدد عون فترة البقاء في القصر. وبانتظار التحولات، تستمر ميليشيا «حزب الله» بإدارة الدولة وفق مقتضيات الأجندة الخارجية، وينتظر رئيس «العهد القوي» مكافأة تغطية اختطاف الدولة وارتهان البلد لهذا المحور!

بعد سنة وشهر على سقوط حكومة حسان دياب، والإفشال المتتالي لـ3 مكلفين بتأليف حكومة جديدة، ما اضطر مصطفى أديب للاعتذار، ومثله سعد الحريري بعد 9 أشهر، ونجيب ميقاتي على طريق الاعتكاف اليوم، يتأكد أن «أم المعارك» التي يخوضها عون، تكمن في تحضير الأجواء والمناخات، التي يظن أنها تغطي اعتزامه البقاء في القصر وفي رئاسة الجمهورية! ويبدو أن جوقة من «الدستوريين» يدبجون منذ فترة دراسات قانونية تقول بعدم جواز الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وهو المركز الماروني الأول! لذلك هم يستثمرون في الانهيارات والمآسي، لتمرير مخطط مفضوح، بدليل المطالبات التي تطلقها الجهات الدولية لإلزام الحكم بالمواعيد الدستورية؛ الانتخابات البرلمانية في مايو (أيار) المقبل، والرئاسية في أكتوبر!

احتدم الصراع على المحاصصة الحكومية، ولافتٌ إصرار عون على حكومة يتحكم في قرار استمرارها أو إقالتها، لأن غير ذلك سيعني تراجع حضوره بعدما تجاوز الدور الطبيعي لرئيس البلاد، في مرحلة حسان دياب، قبل الاستقالة، وخصوصاً بعدها. هنا خلق المفاجأة الرئيس السابق ميشال سليمان، فغرد على «تويتر»: «عام 2013 جاء من ينصحني بتعقيد عملية تشكيل الحكومة كي أستمر في الرئاسة في ظلِّ حكومة مستقيلة. أبلغتهم أنني لا أرغب في البقاء، فعملت على تسهيل التشكيل، وفي كل الأحوال هذه الفتوى لم أقتنع بها».

وكم هو الشبه كبير بين اليوم والبارحة. في تلك الفترة كانت طهران تحتجز التأليف بانتظار التقدم في مفاوضات الاتفاق النووي، كما هو حاصل اليوم. لذلك يناور عون وبين يديه فتوى وضعها القاضي بيتر جرمانوس لتمديد البقاء في الرئاسة (...)، أعاد إحياءها المستشار الرئاسي سليم جريصاتي. والأمر الذي يستحق التوقف عنده أن الزيارات الرئاسية الفرنسية، والمناشدات والتهديد بالعقوبات، كما الترغيب بأن وجود حكومة حدٍ أدنى مفتاح لتوفير بعض الدعم لم تفعل فعلها، لذا ما من شيء يؤكد أن مواقف التمني الخارجية اليوم ستجعل حاملي الأختام يلتزمون المواعيد الدستورية!

الذرائع لنسف الاستحقاقات كثيرة وواهية، ويعتقدون أن التأجيل سيغدو طبيعياً مع اتساع الفوضى المعيشية وتردي الأوضاع الأمنية وارتفاع معدلات الجريمة، حيث مفتاح الانفلات الأمني بيد منظومة الحكم، التي شجّعت بروز عصبيات مناطقية وتوترات طائفية كامنة، ترافقت مع ما أفرز غياباً لافتاً لكل السلطات والمؤسسات والأجهزة! مثل هذا المنحى ستحتضنه القوى السياسية التي تعاني أزمات عميقة مع ما كان يعتبر بيئتها الانتخابية وشارعها... وبمعزل عن الصراع الدائر حول حقيبتي الداخلية والعدل، لما لهما من تأثير على العملية الانتخابية، فإن هذه المسألة ليست على جدول أعمال أكثرية الكتل السياسية.

ببساطة، إن أي انتخابات ستحمل تهديداً بشطب تيار عون من المعادلة، فيما صدع كبير يضرب تيار الحريري المتراجع بقوة، حتى إن «حزب الله» وهو من يقود المنظومة السياسية، لا يريد انتخابات، لإدراكه حجم الثقوب في بيئته، التي لم تعد تقتصر على ما كان بيئة (حركة أمل). والأكيد أنه لن يقبل المجازفة بسيطرته الراهنة على البرلمان، كما لن يرضى نهاية احتكار التمثيل الشيعي، وهذا الأمر كان موضع تباهي نصر الله، غداة انتخابات العام 2018! لكل ما تقدم ستطول أزمة التأليف، لأن عون يعتبر الفراغ حليفه، والتأليف شرطه الاستئثار بالقرار الحكومي، كون التسلط أمراً متجذراً عنده، فهل يكفي ذلك «حزب الله»، كي يغطي كل هذا الجموح، وهو الباحث عن تجارب أخرى مع آخرين تخفف عنه الأعباء؟

 

ثلاث مصريات من لبنان: صالون وصالة وصحيفة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/09 أيلول/2021

كنت أعزو نجاح اللبنانيين في مصر، دائماً، إلى مصر. وليس ذلك من قبيل المفاضلة، أو التخلي عن مواطنيَّ، ولا من قبيل التعصب لمصر، فليس للعاطفة هنا دور أو مكان، لأن التاريخ الحقيقي لا يُكتب بالمشاعر. واللبنانيات الثلاث اللواتي اخترتهن تحت هذا العنوان لا دخل لي في الاختيار: ثلاث نساء مهاجرات، لهن إرادة عجيبة، يسيطرن، كلٌّ على طريقتها، على الحياة الأدبية والفنية، في مجتمع محافظ، ضخم، و«غريب» رغم تعدد عناصر القربى. كيف؟ السبب الأساسي حجم مصر ومكانتها. الثاني جمال وجاذبية وشجاعة الفارسات الثلاث. الآخر «الحقبة الجميلة» التي كانت تعيشها مصر، على طريقة باريس العشرينات، مع ازدهار وسائل الفرح: المسرح والغناء والاختلاط. وكانت القاهرة والإسكندرية ومدن الساحل الأخرى، محافظة في جانبها المصري التقليدي، منفتحة في جانبها الكوزموبوليتي المتعدد. لذلك سبقت النساء الأجنبيات في الشهرة، بينما كانت المرأة المصرية لا تزال تخطو ببطء نحو العالم الجديد، الغامض والمشتبه. حتى الرجال المصريون (يوسف وهبي مثالاً) لم يكن أهلهم راضين عن دخولهم عالم الفن. وأم كلثوم كان والدها يرافقها إلى الموالد كي تغني. لم يكن ذلك هماً عند فاطمة اليوسف أو بديعة مصابني، أو مانعاً في إنشاء «صالون مي زيادة». لكن حتى الصالون أيضاً، كان شرطه حضور والدها ووالدتها، اللذين يتوليان الاهتمام بالضيوف وحماية السمعة. كانت القاهرة يومها عاصمة العمل الوطني، والسياسي، والاستقلالي في الشرق، لكنها كانت أيضاً مدينة الحداثة والتفاعل والتواصل مع أوروبا واليونان المجاورة. لكن لم يكن ممكناً لسيدة مصرية أن تفتح كباريه مثل «كازينو بديعة»، أو ملتقى مثل «صالون مي». وأما فاطمة اليوسف، القادمة من طرابلس، فقد تجاوزت الأحلام: ممثلة أولى على المسرح تلقّب باسم «سارة برنار» العالمية يومها، ثم تترك المسرح لتنشئ أول دار صحافية تملكها امرأة، وتلعب دوراً سياسياً إلى جانب كبار المصريين، وتتحول دارها إلى مصنع يُخرج أكبر عدد من كبار الصحافيين في البلاد.

فيما كانت مي زيادة من المثقفات الكبار، كانت فاطمة اليوسف بالكاد تجيد الكتابة. وكانت بديعة تجيد القراءة وفقط حفظ أدوارها في الأفلام التي مثّلتها وأنتجتها. كانت بيروت يومها مدينة صغيرة، متعددة ومحدودة، في ظل الانتداب الفرنسي، فيها جامعتان من أهم جامعات الشرق، وملاهٍ صغيرة على البحر.

إلى اللقاء...

 

أفغانستان على طريق فيتنام: حرب فانسحاب فشريك

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/09 أيلول/2021

من منا لا يذكر فيلم «صباح الخير يا أميركا» عن الحرب الأميركية في فيتنام حيث الكل يقارن الآن بين ما حدث في كابل وما حدث في سايغون. وقد رأينا نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، بينما كانت كابل تتهاوى في أيدي حركة «طالبان» كانت الطائرة تقلع بها إلى فيتنام. هناك من استهجن الأمر؛ من دون أن يدرك أن العلاقات الأميركية - الفيتنامية جاهزة الآن للشراكة الاستراتيجية، وأن زيارة هاريس إلى فيتنام تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية بين العدوين السابقين. ففي أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى فيتنام، جاءت زيارة هاريس في لحظة مهمة للغاية؛ دخول كابل ومقارنته بسقوط سايغون في عام 1975 ووراءه كانت تقف الصين. كانت وسائل الإعلام الصينية تسعى جاهدة لتصوير الولايات المتحدة على أنها غير موثوق بها، ملمحة إلى «المصير» نفسه لتايوان. خلال اليوم الأول في هانوي، التقت هاريس كبار القادة الفيتناميين، وحضرت حفل توقيع اتفاقية إيجار أرض لبناء سفارة أميركية جديدة، وافتتاح «مركز السيطرة على الأمراض» الإقليمي للولايات المتحدة في هانوي، حيث أعلنت عن هدية من مليون جرعة من لقاح «فايزر»، ليصل إجمالي تبرعات اللقاح من الولايات المتحدة لفيتنام إلى 6 ملايين جرعة.

يذكر أنه قبل ساعات قليلة من وصول هاريس، عقد فام مينه تشينه، رئيس وزراء فيتنام، اجتماعاً مرتجلاً مع السفير الصيني شيونغ بو، الذي كشف عن أن الصين ستتبرع لفيتنام بمليوني جرعة لقاح. لكن يميل العديد من الفيتناميين، خصوصاً طلاب الجامعات، إلى واشنطن لإنقاذهم من هذه المعركة مع الفيروس. لكن الموضوع الأكثر أهمية بين هاريس وقادة فيتنام كان بالتأكيد كيفية تعميق العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وفيتنام. لقد تطور التعاون الشامل بين البلدين بوتيرة مذهلة خلال العقود القليلة الماضية، وقد حان الوقت الآن لفيتنام والولايات المتحدة لترقية علاقتهما إلى «شراكة استراتيجية». وصار يبدو واضحاً لمعظم المراقبين أن العلاقة بين الولايات المتحدة وفيتنام أصبحت استراتيجية بشكل متزايد، بغض النظر عما إذا جرى استخدام التسمية أم لا. يقول فام كوانج فينه، نائب وزير الخارجية السابق وسفير فيتنام لدى الولايات المتحدة: «كانت العلاقة بين البلدين ناضجة، وما زالت مسألة وقت فقط».

ينظر كثيرون إلى الشراكة بين الولايات المتحدة وفيتنام على أنها عامل رئيسي في تعزيز الأمن البحري ضد وجود بكين المتزايد في بحر الصين الجنوبي (البحر الشرقي للفيتناميين). أصبحت هذه المنطقة البحرية المهمة، التي تحمل نحو 40 في المائة من حركة الشحن في العالم وهي غنية بالصيد والموارد الطبيعية، ساحة رئيسية للتنافس بين الولايات المتحدة والصين بسبب قيمتها الاستراتيجية الجيوسياسية. يشمل النزاع في البحر الشرقي الصين وفيتنام والفيلبين وماليزيا وبروناي وكذلك تايوان.وبالاعتماد على ما يسمى «خط الفواصل التسعة»، تدعي الصين أن كل المنطقة داخل أراضيها، وهذا تأكيد رفضته محكمة التحكيم الدائمة في عام 2016. لتفعيل مطالباتها وتقويتها، طبقت الصين إجراءات متعددة؛ من نشر الدعاية في وسائل الإعلام، وطباعة خريطة الصين بخط من 9 خطوط على جوازات سفرها، إلى تنظيم التدريبات العسكرية، ومنع الدول الأخرى من ممارسة الأعمال التجارية في مناطقها الاقتصادية الخالصة، وتطبيق تكتيكات «المنطقة الرمادية» لتكثيف وجودها في المنطقة... على سبيل المثال لا الحصر، تصر الصين على أنه يجب حل النزاعات على المستوى الثنائي، وترفض السماح بتدويلها، وهي ليست أكثر من استراتيجية «فرّق تسد»، بالنظر إلى فجوة القوة بين الصين والدول الساحلية الأصغر في المنطقة. ومع ذلك، فقد دفعت عدوانية الصين المتزايدة القوى العالمية إلى الانخراط بشكل متزايد في هذه النزاعات. ففي يوليو (تموز) 2020، أعلن وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو أن «مطالبات بكين بالموارد البحرية عبر معظم بحر الصين الجنوبي غير قانونية تماماً». أعقبت احتجاج الولايات المتحدة إجراءاتٌ مماثلة من الهند وأستراليا. وفي سبتمبر (أيلول) 2020، قدمت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى الأمم المتحدة مذكرة شفوية مشتركة لدحض مزاعم الصين. وسلطت الوثيقة الضوء على أن «المطالبات المتعلقة بممارسة» الحقوق التاريخية «على مياه بحر الصين الجنوبي لا تتوافق مع أحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار». هذا العمل المشترك غير مسبوق؛ لأنها المرة الأولى التي تعبر فيها القوى الأوروبية الثلاث عن معارضتها لمطالب الصين بشكل مباشر وبقوة. في يناير (كانون الثاني) 2021، أرسلت طوكيو أيضاً إلى الأمم المتحدة مذكرة دبلوماسية، رفضت فيها مطالبات الصين الإقليمية الواسعة، واستنكرت جهود الصين للحد من حرية التحليق والملاحة في هذه المياه ذات الأهمية الاستراتيجية.

تظهر المشاركة المتزايدة للقوى العالمية والاجتماع الأخير لمجلس الأمن بشأن الأمن البحري التدويل الواقعي لنزاعات البحر الشرقي، والذي يمكن حسبانه انتصاراً لفيتنام والدول الساحلية. لكن ربما حان الوقت الآن لهم، خصوصاً فيتنام في المقام الأول، للعمل بشكل ثنائي مع الولايات المتحدة والقوى الأخرى للبحث عن حلول أخرى. يبدو أن هذا هو ما كانت تفكر فيه هاريس عندما قالت إن «الولايات المتحدة تدعم فيتنام قوية ومستقلة ومزدهرة وتلتزم بتعزيز علاقات مستقرة ومتينة مع فيتنام».

من عام 1962 حتى عام 1975 استمرت الحرب الأميركية في فيتنام التي أدت إلى فضيحة سايغون. واستغرق البلدان أكثر من 3 عقود ليكتشف كل منهما حاجته إلى الآخر ضد عدو واحد هو الصين. السؤال هو: ماذا لو حدث الشيء نفسه بين أميركا وأفغانستان؟ وقد لا ينتظر عقوداً؛ لأن الأميركيين يضاعفون تركيزهم على الصين من جميع الزوايا، ثم إن الأمر الذي يقلق أميركا أكثر هو التعاون بين روسيا والصين. والدولتان شاخصة عيونهما نحو أفغانستان وثروتها. لقد حذر الأدميرال تشارلز ريتشارد؛ من «القيادة الاستراتيجية الأميركية»، قبل أيام من أن الشراكة بين الصين وروسيا تمثل «تهديداً سريع النمو». وأضاف قائد «ستراتكوم»: «تتمتع كل من روسيا والصين بالقدرة على الانتقال الأحادي، وباختيارهما، إلى أي مستوى من العنف، والذهاب إلى أي مجال، وإلى جميع أنحاء العالم، بكل أدوات القوة الوطنية»، وأضاف أن التهديد يزداد إذا كان البلدان يعملان معاً.

اليوم تتعاون الصين وروسيا على جبهات عديدة؛ ربما على الأخص في قضايا الطاقة. لكن يبدو أن البلدين يجسان النبض من أجل شراكات أوسع تتراوح من العسكرية والاقتصادية إلى العلمية والتكنولوجية. وقال الأدميرال ريتشارد: «أعتقد أننا في حاجة إلى أن نكون أكثر تواضعاً بشأن قدرتنا على التحكم في التصعيد في أي أزمة مما نفعله حالياً (...). إذا لم أتمكن من الحصول على الردع الاستراتيجي، لا سيما الردع النووي، فلن تعمل أي خطة أخرى ولا قدرة أخرى في البنتاغون على النحو الذي جرى تصميمه». لهذا السبب، قال الأدميرال ريتشارد: «إنه وقت جيد لإجراء مراجعة استراتيجية الدفاع الوطني، للقيام بمراجعة الوضع النووي ومراجعة الدفاع الصاروخي».

وتأتي تصريحات الأدميرال ريتشارد في الوقت الذي أكملت فيه الولايات المتحدة الانسحاب العسكري من أفغانستان، وهي خطوة ينظر إليها البعض على أنها تحول ضروري في التركيز الاستراتيجي صوب الصين. وكان بحث أشار إلى تفاصيل التعاون المتزايد بين الصين وروسيا في مجال الذكاء الصناعي، وهو ما قال عنه الاستراتيجيون إنه عامل تمكين عسكري حاسم في العقود المقبلة. قال البحث: «إن المراقبين الأميركيين يلاحقون هذا التقارب بين المنافسين الرئيسيين لأميركا بقلق؛ إن لم يكن بقلق متزايد». البحث نشره الشهر الماضي «مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة» بجامعة جورج تاون. يقول: «تؤكد النتائج التي توصلنا إليها تقييمات الشراكة الموسعة بين الصين وروسيا، لكنها تكشف عن الفجوات بين التطلعات الصينية والروسية والواقع على الأرض، مما يضفي مزيداً من الدقة والفوارق على التقييمات الحالية للتعاون الصيني - الروسي».

من غير المرجح أن يتضاءل القلق بشأن التحالف العسكري بين الصين وروسيا إذا استمر المسار الحالي، رغم أن البعض تساءل عن مدى قوة مثل هذه الشراكة عند اختبارها، بالنظر إلى تاريخ طويل من انعدام الثقة بين البلدين. هنا تأتي أفغانستان إذا تمكنت «طالبان» من إنقاذ بلدها من أن يكون دولة فاشلة. وكما تمكنت فيتنام من النجاح وأن تكون لاعباً رئيسياً في نظر الولايات المتحدة، فسترى «أفغانستان طالبان» أن الولايات المتحدة سوف تسعى لشراكتها وضمها إلى الجبهة في مواجهة الصين. إذن يمكن لأفغانستان أن تلعب الدور نفسه الذي انتظرت طويلاً فيتنام القيام به؛ لأن أميركا تستطيع أن تتناسى أنها صرفت تريليوني دولار ثمن إقامتها 20 عاماً في أفغانستان، لكن أفغانستان المحتاجة لأي شيء ولكل شيء، لن تستطيع تناول وجبة مجانية على طاولة الصين. أميركا تحشد... لديها عَدوان؛ واحد أساسي مطوق على الخريطة بدائرة حمراء (الصين)، والآخر عدو طبيعي تسبقه دائماً الولايات المتحدة بخطوات مهما تضخمت البروباغندا (روسيا)... الاثنان أعينهما شاخصة صوب أفغانستان. وإذا كانت أميركا أنذرت أهم حليف لها؛ إسرائيل، بتخفيف اندفاعها نحو الصين، فإن على أفغانستان المحتاجة والتي تنادي الآن بعلاقات جيدة مع أميركا، أن تختصر المسافات والأخطار وتنظر إلى المقبل من الأيام وتقول: «صباح الخير أميركا... من أفغانستان».

 

نجاحات الجيش الأميركي في أفغانستان

جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط/09 أيلول/2021

رغم الأخطاء، أحرز القادة على أرض الواقع تقدماً في محو الأمية، والتعاون العسكري، وأهداف أخرى. وسط الغضب وتوجيه أصابع الاتهام مع نهاية المهمة العسكرية الأميركية في أفغانستان التي استغرقت 20 عاماً، من السهل الاستنتاج بأن كل ذلك كان فشلاً من البداية للنهاية. وبينما أوافق بدرجة كبيرة على فشل الجهود بشكل عام - بسبب الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في تدريب الجيش الأفغاني، وأداء «طالبان» البارع في النهاية، ودعم باكستان لطالبان، وإخفاقات القيادة الأفغانية - إلا أن هناك نتائج إيجابية تستحق الذكر.

من الواضح أننا منعنا طوال 20 سنة هجوماً مدمراً آخر على الولايات المتحدة من براري أفغانستان المفتقدة للسيطرة. وبعد مطاردة دامت 10 سنوات، قتلنا أسامة بن لادن. ولكن كانت هناك أيضاً نجاحات أخرى أكثر براعة، أهمها هي القراءة والكتابة. عندما غزت الولايات المتحدة أفغانستان، لم يكن أغلب السكان يعرفون القراءة، خاصةً الفتيات والنساء اللواتي حرمن من فوائد التعليم حتى في المدارس الابتدائية. وقد ناضل حلف الناتو في تدريب الجيش الأفغاني لأن الجنود لم يستطيعوا قراءة كتيبات الصيانة، أو فهم مفاتيح الخرائط، أو التواصل كتابياً على شبكات القيادة والسيطرة. في عام 2009، بصفتي القائد الأعلى لقوات الحلف، وجدت نفسي أتذمر كثيراً في جلسات التخطيط حول الصعوبة التي فرضتها الأمية على أعمالنا هناك. وفي أحد الاجتماعات، فقد السفير ريتشارد هولبروك، المبعوث الرئاسي آنذاك لكل من أفغانستان وباكستان، صبره من شكواي، وقال: «أيها الأدميرال، هلا توقفت عن الشكوى، وتعلمهم القراءة».

وهذا ما فعلناه. وأصبح برنامج محو الأمية الأساسي الذي أنشأناه، الذي يعمل مع مختلف المنظمات الإنسانية، هو الأساس لمهمة حلف الناتو التدريبية. كما كانت المنظمات غير الحكومية تقوم بتدريس القراءة تحت حمايتنا في القرى والبلدات والمحافظات بجميع أنحاء البلاد. وفي نهاية المطاف، قمنا بتعليم مئات الآلاف من المجندين الأفغان أساسيات القراءة، وساهمت جهودنا في تحقيق تحسن كبير في محو الأمية في البلاد. وقد يكون هذا هو الشيء الأكثر دواماً الذي فعلناه لمساعدة أفغانستان.

كما ساعد الجيش الأميركي على تعزيز حقوق الفتيات والنساء. وأتيحت خدمات التعليم والرعاية الطبية والقدرة على العمل خارج المنزل، وغيرها من الفرص، لأجيال عديدة من الأفغانيات، مما أدى لتحولات جوهرية في الثقافة الأفغانية، لا سيما في المراكز السكانية الأكبر. فهل ستنجو هذه التغييرات من عودة طالبان؟ لم يدرك العالم بعد التوجهات السياسية الحقيقية للنسخة الجديدة من طالبان. لكني أراهن على وجود تحسينات على الأقل بالمقارنة بعام 2001. وإذا كان زعماء طالبان اليوم جادين في دخول النظام الدولي، والوصول للشبكات المالية العالمية، وحيازة الاعتراف الدبلوماسي من أغلب البلدان، فسوف يتعين عليهم إظهار بعض التقدم في ذلك المجال الرئيسي.

النجاح الثالث في أفغانستان هو تعلم الجيش الأفغاني تجاوز الإحباط الناجم عن حرب التحالف والعمل بالتعاون اللازم مع البلدان الأخرى. في الوقت الذي كنت أقود فيه عمليات الناتو في أفغانستان، كان هناك أكثر من 50 دولة لديها قوات على الأرض، تتراوح أعدادها بين الوجود الأميركي الهائل إلى مفرزة محدودة من لوكسمبورغ الصغيرة. وقاتلت قوات من أميركا الوسطى ومنغوليا ونيوزيلندا بشجاعة وبصورة جيدة. كان الموقف أبعد ما يكون عن الكمال، وبادر العديد من البلدان لتقييد الكيفية التي يستطيع بها حلف الناتو استخدام قواته. لكن أغلب الجيوش كانت تشارك في عمليات قتالية حقيقية، وقاتل جنودها وماتوا إلى جانب جنودنا. بعض البلدان كانت لديها وفيات قتالية للفرد الواحد أكثر من الولايات المتحدة. ومن بين 2000 خطاب تعزية وقعتها على مدى أربع سنوات لأسر جنود قوات حلف الناتو الذين سقطوا في العمليات، ذهب نحو 700 منها إلى رجال ونساء غير أميركيين. وكانت للعمليات الخاصة وحدها جهود متعددة الجنسيات، وكذلك جمع المعلومات الاستخبارية. إنَّ الدروس المستفادة من أفغانستان حول عمليات التحالف ستكون جزءاً من العقيدة العسكرية الأميركية لعقود مقبلة. وبالمقارنة مع كل أخطاء الولايات المتحدة، ربما توفر هذه الإنجازات درجة طفيفة من الارتياح. وبالنظر إلى الوراء، من الواضح أننا بنينا النوع الخاطئ من الجيش الأفغاني، وقللنا من شأن طالبان، وبالغنا في تقدير الزعامة الأفغانية. لقد تجاوزنا الهدف في محاولة بناء دولة أفغانية جديدة، وفشلنا في منع الملاذات عبر الحدود لأعداء هذه الجهود، ونظمنا خروجاً نهائياً فوضوياً ومهيناً. ورغم ذلك، تعلم الجيش الأميركي بعض الأمور التي سوف تعده لمواجهة الأزمة الخارجية المقبلة.

 

اسرائيل تدق نواقيس الحرب  من موسكو!

المحامي ادوار حشوة/فايسبوك/الخميس 09 أيلول/2021

من يعتقد أن المباحثات  في فيينا بين الولايات المتحدة والدول الاوربية وبين إيران   في طريقها للنجاح يقع في خطأ الأستنتاج!

ما هو صحيح  أن الرئيس الأميركي  بايدنة جاد ومستعجل في  هذه المفاوضات لإعادة العمل بالاتفاق مع امكانية الحصول على شروط جيدة تتعلق بالدور الايراني السلبي  في المنطقة وفي مدة اطول لمدة سريانه. وما بدا حتى الآن  أن إيران غير مستعجلة ووفدها المفاوض وضع الدول الغربية امام إحراج حقيقي  ( ما تم إلغاؤه يعود كما كان)ومدة صلاحيته تستمر ولا شروط اضافيةوترفع  العقوبات فورا. هذا التشدد الإيراني كان محل استغراب حتى من الحليف الروسي. وكالة الطاقة الذرية الدولية كشفت وجود اشعاعات نووية في منطقة مجهولة لم  ترد ضمن  منطقة المراقبة المصرح عنها. هذا الاكتشاف اعاد خلط الاوراق  واحتمال  أن ايران  انجزت رؤوسا نووية أوقنبلة قد تكون وراء عدم استعجالها وتشددها في المفاوضات. الأسرائيليون الذين فشلوا في اقناع بايدن  بأن الحرب لا إعادة الاتفاق هو اسلوب الحوار مع ايران عادوا للضغط عبر اتصالات عاجلة مع روسيا والولايات المتحدة وكل الدول  وعلى اعلى  مستوى.

وزير الخارجية الاسرائيلي في موسكو أبلغ روسيا وفي مؤتمره الصحفي ان اسرائيل ستدافع عن نفسها وعن العالم بمواجهة الخطر الايراني في المنطقة وأشار بوضوح الى المشروع النووي. الولايات المتحدة ومهما كان موقف بايدن فهي في النهاية ستذعن لمصالح اسرائيل. فهل مشروع اعادة الاتفاق قد صار من الماضي بعد أن دقت اسرائيل نواقيس الحرب؟ وهل اذا ذهبت المنطقة الى الحرب ستبقى خرائطها ودولها وانظمتها ؟٠هذا هو السؤال

 

أهي عملية فعلية أم مناورة إسرائيلية؟!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/09 أيلول/2021

ربما لا خلاف على أنّ عقد أربعينات القرن الماضي كان أخطر مرحلة بالنسبة للقضية الفلسطينية، إذ إن هذه الفترة قد برزت فيها ما سميت قضية اليهود بعد المذابح التي كان قد تعرض لها هؤلاء في ألمانيا النازية تحديداً، وحيث كان قد بدأ التنافس بين الولايات المتحدة وبريطانيا في الشرق الأوسط، وعليه قد برز في الغرب كله ما سمي «القضية اليهودية» وفُتحت أبواب فلسطين لهجرة اليهود «غير المقيدة» وبدعم غربي عنوانه السباق على هذه المنطقة، التي كان قد بدأ فيها التنافس بين البريطانيين والأميركيين، والتي غدت مهمة وحيوية بعد بروز النفط وضروراته، وخاصة بين الدولتين اللتين أصبحتا الأكثر أهمية في الكون كله، أي بريطانيا العظمى وأميركا، في حين أن الشمس العثمانية قد بدأ غروبها بعدما كانت إحدى أهم دول العالم بأسره!!

لقد كانت أعداد اليهود في تلك الفترة، أي في منتصف أربعينات القرن الماضي، في نيويورك وحدها قد وصل إلى 4 أضعاف عددهم في فلسطين، وحيث إن عدد الناجين من «الهولوكوست» كانوا ما زالوا يعيشون في معسكرات الاعتقال النازية، في حين أن العصابات الإرهابية اليهودية قد بدأت تشكل قوة فاعلة في وطن الفلسطينيين، وإذْ إنه بحلول عام 1946 كانت «الوكالة اليهودية» قد تم إنشاؤها، وتم إنشاء منظمة «الهاغاناه» الإرهابية، ووحدة «البالماخ» التابعة لها، والمعروف أن العصابات الصهيونية كانت قد بدأت عملياتها الإرهابية ضد الفلسطينيين وأنها قد قامت كما هو معروف بتدمير فندق «ريجنسي» في القدس.

إنّ المقصود هنا هو أن الصراع على فلسطين قد وصل إلى ذروته بعد منتصف أربعينات القرن الماضي، وأنه كان هناك توافق بين بريطانيا وأميركا على العرب، وعلى الفلسطينيين تحديداً، وأن الإرهاب الصهيوني قد بات خارج السيطرة، وأن المخابرات البريطانية قد رصدت في عام واحد، أي عام 1947، كثيراً من السفن الغربية التي كانت تنقل «المهاجرين» اليهود من المرافئ الأوروبية إلى الأرض الفلسطينية التي أصبحت تحت الوصاية البريطانية، وأيضاً تحت الاحتلال البريطاني.

وعليه، فإن هذه المقدمة كانت ضرورية لإظهار أنه قد أصبح هناك ما يمكن اعتباره تحولاً إيجابياً إسرائيلياً تجاه الشعب الفلسطيني، وأنه عندما يقوم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بزيارة «مستغربة» إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) فإن هذا يعني أن هناك «شيئاً» جديداً بالنسبة لعملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، وأنه غير صحيح أن زيارة هذا المسؤول الإسرائيلي إلى أبو مازن هي زيارة «دردشة» ومجاملة، فالمعروف أنه ليس بين الفلسطينيين والإسرائيليين مثل هذه الزيارات، وهذا يعني أن المؤكد أن هناك تطوراً واعداً بالنسبة لعملية السلام المنشودة!! وما يؤكد هذا هو أنه لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي تحرص إسرائيل كل هذا الحرص على عدم انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية، وأنها باتت تقدم لها دعماً مالياً على قلته إلا أنه يعتبر «مجزياً»، ما يعني أشياء كثيرة، والمعروف هنا أنّ إسرائيل كانت قبل هذا التحول قد دأبت بمطاردة قادة الثورة الفلسطينية، وأنها قد اغتالت عدداً من كبار المسؤولين الفلسطينيين، وعلى رأسهم ياسر عرفات (أبو عمار) نفسه... وأيضاً خليل الوزير (أبو جهاد)، وبالطبع صلاح خلف (أبو إياد) الذي أراد الذين اغتالوه أن يقدموا خدمة للإسرائيليين باغتيال قائد كبير، كان أحد الذين أنشأوا الثورة الفلسطينية المعاصرة... وأنشأوا منظمة التحرير الفلسطينية.

ثم إن تغيير الولايات المتحدة لمواقفها تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية، على هذا النحو، وتبني حلّ الدولتين (دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية وعلى حدود عام 1967)، يعني أن هناك تحولاً جدياً وفعلياً بالنسبة لدولة كبرى وفاعلة تجاه قضية كانت تعتبر «أهلها» و«أصحابها» مجرد مجموعات إرهابية لا بد من التخلص منها حتى بالاغتيالات وبالمواقف السياسية، وهذا هو ما بقي متواصلاً منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، وإلى فترة سابقة قريبة.

وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن محمود عباس (أبو مازن) الذي كان مكلفاً بـ«عملية السلام» مع إسرائيل في زمن ياسر عرفات (أبو عمار)، رحمه الله، بات يعلن في الفترات الأخيرة أنه ضد الكفاح المسلح، وأنه كان قد اشتبك كلامياً، بالطبع، مع أقرب الأصدقاء إليه في «فتح» وفي منظمة التحرير، صلاح خلف (أبو إياد)، بسبب موقفه الذي لا يزال يتمسك به ويحرص على أن يعلنه، وخاصة في المجالات الدولية.

والواضح أن اللقاء الذي جرى في القاهرة قبل أيام قليلة وضم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبالطبع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يأتي في هذا الإطار، فالعرب مجمعون على أن هؤلاء القادة الثلاثة يمثلونهم بالنسبة لـ«خطوات» عملية السلام مع الإسرائيليين الذين هناك خشية من أن يتخلوا عما كانوا قد وافقوا عليه، كما فعلوا في عهد رئيس وزرائهم الأسبق أرييل شارون، الذي كان الأكثر عدوانية وتشدداً، من بين كبار مسؤولي الدولة الإسرائيلية.

وهنا، فإن مشكلة أبو مازن ومشكلة الشعب الفلسطيني كله هي أنّ «حماس» لا تعتبر نفسها تنظيماً فلسطينياً، وحقيقة هي ليست منظمة فلسطينية، وهي تقول هذا ودأبت على التأكيد عليه على مدى كل هذه السنوات الطويلة، ما يعني أنها حركة «إخوانية» وأنها جزء لا يتجزأ من التنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين»، وهذا واضح ومعروف ولا يحتاج إلى أي أدلة، ما جعلها دائماً وأبداً تحرص على التأكيد على أنها ضد التسوية المطروحة لهذه القضية.

ولذلك، فإنّ أي ارتداد إسرائيلي مهما كان شكلياً، على غرار ما جرى في الأيام الأخيرة بالنسبة لبعض الأمور التي من المفترض أنه متفق عليها، سيكون مرفوضاً من قبل الشعب الفلسطيني، حتى إنْ وافقت عليه ودعمته الولايات المتحدة، التي من المفترض أنها تعرف، بحكم أمور كثيرة، أنّ أي حل بدون حل الدولتين لا يمكن أن يصمد لو لحظة واحدة، فالقضية الفلسطينية بالأساس هي قضية عربية، والصراع في الشرق الأوسط هو صراع عربي – إسرائيلي، وهكذا فإن المعروف أن القيادة الفلسطينية بقيت تأخذ هذه المسألة الحساسة فعلاً بعين الاعتبار.

وهنا، فإنّ أي ارتدادٍ إسرائيلي عن هذا الاتفاق «الافتراضي» لن يكون مستغرباً، فالمعروف أنّ شارون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق كان قد انقلب على ما تم الاتفاق عليه مع القيادة الفلسطينية، وأنه انشقَّ عن «الليكود» وأنشأ حزباً اسمه حزب «كاديما» ومعه 13 عضواً من الكنيست الإسرائيلي، وأنه انخرط في عمليات إرهابية ضد القيادات الفلسطينية وضد الرئيس عرفات تحديداً، كان قد أكده قبل وفاته، أي قبل انتقاله من مدينة رام الله في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 إلى باريس، حيث توفي في أحد المستشفيات الفرنسية.

وأيضاً، فمن المؤكد حتى الآن أن هناك توجهاً حقيقياً وفعلياً لحلٍ فلسطيني - إسرائيلي، برعاية أميركية ودولية، لكن ما يجعل هذا التوجه ليس مضموناً أن الإسرائيليين لا يمكن الوثوق بهم، وأنهم قد بادروا إلى رفض ما من الممكن أن يُلزمهم بحلٍ، يعني قيام دولة فلسطينية، وكل ما يريدونه هو إقامة كيانٍ فلسطيني أقل كثيراً من مواصفات الدولة الفلسطينية المنشودة، ما يعني أنه من المبكر الحديث عن حلٍ فلسطيني - إسرائيلي ينهي هذا الصراع الذي قد مرّت عليه كل هذه السنوات الطويلة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل غراتسيانو ورحب بأي دعم يقدمه الاتحاد الاوروبي للبنان: لمساعدة المؤسسات الأمنية وفي مقدمها الجيش لتجاوز الازمة

الخميس 09 أيلول 2021

وطنية - ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس اللجنة العسكرية في الاتحاد الأوروبي الجنرال كلاوديو غراتسيانو في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، "ترحيب لبنان بأي دعم يقدمه الاتحاد الأوروبي للمساعدة على تجاوز الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون، نتيجة تراكم الازمات التي مرت على لبنان خلال السنوات الماضية، بدءا من تفاقم آثار الحرب السورية واقفال المعابر البرية نحو العمق الحيوي للبنان وتداعيات نزوح اكثر من مليون و800 الف نازح سوري، بالإضافة الى الأزمة المالية والاقتصادية وانعكاسات وباء "كورونا" وانفجار مرفأ بيروت". وأشار الرئيس عون الى "الوضع الذي تعيشه المؤسسات الأمنية اللبنانية، وفي مقدمها الجيش، وانعكاس الازمة على التغذية والطبابة والمهمات العملانية وصيانة الآليات وغيرها"، داعيا الاتحاد الأوروبي الى "المساعدة في هذا المجال نظرا للدور المهم الذي يقوم به الجيش في المساعدة على الاستقرار الأمني الداخلي وعلى الحدود، بالتعاون مع القوات الدولية "اليونيفيل". وشكر رئيس الجمهورية الجنرال غراتسيانو على "المساعدات التي قدمتها دول الاتحاد الأوروبي والمؤتمرات التي عقدت لهذه الغاية"، لافتا الى ان "امن لبنان واستقراره مهم لأستقرار أوروبا أيضا". وركز الرئيس عون على "أهمية مساعدة الاتحاد الأوروبي لأعادة النازحين السوريين الى بلادهم، لا سيما الى المناطق التي باتت آمنة، وتقديم المساعدات لهم هناك، لأن استمرار توزيعها عليهم في لبنان يؤخر هذه العودة. علما ان لبنان لم يعد قادرا على تحمل المزيد من التكلفة التي تتجاوز سنويا خمسة مليارات دولار أميركي". وجدد الرئيس عون "التزام لبنان القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701"، معتبرا ان "ما يحصل من حين الى آخر على الحدود الجنوبية يبقى محصورا في اطار ضيق لا يتجاوز قواعد الاشتباك المعتمدة منذ العام 2006". وحمل الرئيس عون الجنرال غراتسيانو تحياته الى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزب بوريل، الذي زار لبنان في شهر حزيران الماضي وعبر عن دعم الاتحاد الأوروبي له في المجالات كافة.

غراتسيانو

وكان الجنرال غراتسيانو عبر عن سعادته لزيارة لبنان الذي سبق ان تولى فيه قيادة "اليونيفيل" بين العامين 2007-2010، لافتا الى ان "الهدف هو الاطلاع على الأوضاع، لا سيما الأمنية منها وتقديم الدعم الى الجيش اللبناني في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان"، مؤكدا "استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم المزيد من الدعم للبنان"، مشددا على "أهمية الاستقرار فيه وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالساحة اللبنانية"، مركزا على "أهمية استمرار الاستقرار في لبنان عموما وفي المنطقة الجنوبية خصوصا".

برقية تعزية

الى ذلك، تلقى الرئيس عون برقية تعزية من نظيره العراقي برهم صالح بوفاة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان، جاء فيها: "اننا نبعث لفخامتكم وللشعب اللبناني الشقيق واقرباء ومحبي الفقيد، باسم الشعب العراقي وبإسمنا شخصيا، أحر التعازي وصادق المواساة، سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته".

 

بري استقبل غراتسيانو وفرونتسكا وبخاري قدم التعازي برحيل الشيخ قبلان

الخميس 09 أيلول 2021

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس البعثة العسكرية في الاتحاد الاوروبي الجنرال كلاوديو غراتسيانو على رأس وفد عسكري، حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة . كما عرض الرئيس بري آخر المستجدات، خلال لقائه المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يونا فرونتسكا التي غادرت دون الادلاء بتصريح . وبعد الظهر، استقبل الرئيس نبيه بري سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، الذي قدم للرئيس بري التعازي، برحيل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان . وكان رئيس المجلس النيابي قد التقى ايضا الوزير السابق كريم بقرادوني.

 

الاحرار: الاتصالات جارية لقيام جبهة سيادية إنقاذية جامعة خدمة للمصلحة الوطنية العليا

الخميس 09 أيلول 2021

وطنية - دان حزب الوطنيين الأحرار في بيان، إثر الاجتماع الدوري لمجلسه الاعلى برئاسة كميل شمعون، "تعاطي المسؤولين باستخفاف في مسألة تشكيل الحكومة ضاربين بعرض الحائط الدستور اللبناني". وإذ استهجن "المحاصصات في توزيع المحروقات على بعض المنتفعين في السلطة"، سأل: "متى سيتوقف مسلسل الذل والتيئيس الذي يتعرض له المواطنون بغية إخضاعهم فيما شركات استيراد المحروقات على أنواعها والعاملة حتى الآن يمتلكها أصحاب النفوذ في السلطة الحاكمة؟".ودعا الحزب "وفق المبادرة التي أطلقها، الى قيام جبهة سيادية إنقاذية جامعة خدمة للمصلحة الوطنية العليا، والاتصالات جارية مع الأحزاب والمجموعات الثورية السيادية". وشدد على أن "اللامركزية الإدارية الموسعة باتت ملحة بعد فشل السلطة الذريع في القيام بدورها في إدارة البلاد".

 

كتلة الوفاء للمقاومة : إبقاء لبنان من دون حكومة فاعلة ناشطة هدر موصوف لمصالح البلاد واللبنانيين وتضييع مؤسف لفرص إنقاذية إنمائية

الخميس 09 أيلول 2021

وطنية - صدر عن "كتلة الوفاء للمقاومة" بيان استهلته بعبارات أبنت رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان، وقالت: "إن ارتحال صاحب السماحة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى آية الله العلامة عبد الأمير قبلان، قد أثار فينا الحزن والأسى فلقد انتقل رحمه الله إلى مقره الأبدي عن عمرٍ كان له ميدانا رحبا رحبا للإيمان والعمل الصالح، وفرصة إلهية جرى اغتنامها لنصرة الدين وقضايا الأمة... شارك فيها قيادات وأعلاما، وعايش فيها ألوانا من الناس والجهات.. وثبت فيها وفيا ودودا محبا للمحرومين ولإمامهم، وللمجاهدين والشهداء، وللفقراء ودائع الله لدى عباده الكرماء.

لقد ودعناه جميعا... وأودعناه ربا رحيما.. لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وهو اللطيف الخبير. فقد ترك الراحل العزيز أثرا طيباً مباركاً سينمو خيراً وفيراً يعمّ مجتمعنا ووطننا رغم واقع الحال الذي يختزن أليم المعاناة، فالوحدة والمحبّة والحرص على الحوار والشراكة والعيش الواحد مع أبناء الوطن، ونبذ الفرقة والفتنة والتقسيم، ومقاومة الاحتلال وحفظ السيادة وصون القرار الوطني والفخر والاعتزاز بالإنجازات والانتصارات والإحساس العالي الوثيرة بالثقة بالنفس وبالقدرة على مواجهة التحديات، كل ذلك معالم نهج تجعل الأمل باستنقاذ مجتمعنا ووطننا واعدا رغم كل العقبات والعراقيل، ومشاعل نور ستبقى معها نصرة فلسطين ودعم كل القضايا المحقة والعادلة رايات عزنا المتجدد".

لأسرة الراحل الكبير ، لا سيما لسماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد عبد الأمير قبلان، ولدولة رئيس مجلس النواب الأخ الأستاذ نبيه بري، ولسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وللمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولأركانه الأعزاء ولكل العلماء والمقامات والمراجع العظام أحرّ التعازي وبالغ المواساة". أضاف البيان: "ولئن بقيت البلاد تنتظر إنجاز التشكيلة الحكومية رغم تباين التقديرات فقد أحدث نفق الأسرى الفلسطينيين الأحرار في سجن جلبوع الصهيوني ثقبا عميقا في هيبة العدو وثقته بتحصيناته تهاوت معه أوهام التفوق المزعوم والقدرة على مواصلة الاحتلال.

إن كتلة الوفاء للمقاومة يهمها أن تسجل ما يأتي:

1 - تهنئ الكتلة الشعب الفلسطيني الأبي وفصائله المقاومة على الإنجاز الأمني المبدع الذي حققه الأسرى الأبطال عبر النفق المذهل الذي صدع منظومة التحصينات الآمنة التي اعتمدها العدو الصهيوني في أحد أهم وأحدث قلاعه وزنزاناته الكاشفة عن مدى تفريطه بحقوق الإنسان وتنكره لها.

وترى الكتلة أن الشعب الفلسطيني المجاهد يثبت يوما بعد يوم أن إرادة التحرير والتحرر لديه أقوى وأفعل وأعمق من كل التحايل والتواطؤ والتآمر الدولي الذي يستهدف هويته فضلا عن أرضه وسيادته.

2 - إن وهج الإعلان عن بدء مسار البواخر الإيرانية المحملة بالمحروقات، لفح وجوه كل المراهنين على جني ثمار الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الإدارة الأميركية على لبنان وشعبه ودولته بهدف الإخضاع والتسلط والهيمنة على إدارة شؤون البلاد والتحكم بسياساته. كما أن إصرار سماحة الأمين العام لحزب الله على مساعدة اللبنانيين ورفض إذلالهم وخرق الحصار الاقتصادي المفروض عليهم، أرغم الأميركيين على الرضوخ والمسارعة إلى إجراءات تبقي لهم موقعا ولو باهتا على هامش المشهد السيادي الذي رسمته المقاومة عبر تحديها للحصار وعزمها على رفعه.

لقد كشفت المقاومة للبنانيين بوضوح هشاشة الأقفال الأميركية المستخدمة في حصار بلدنا وفرضت تعاطيا مختلفا مع ما سمي بقانون قيصر ليتلاءم مع متطلبات مسار استئناف العلاقات بين سوريا ولبنان، كما حركت خيار الاستجرار للطاقة عبر بلدان عربية كانت تطوي العمل بهذا الخيار.

وتابع البيان :"كما بات واضحا أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي عانى منها اللبنانيون، ما كانت لتتفاقم لولا سياسة الابتزاز الأميركية التي عملت على توظيف آلام وأوجاع اللبنانيين من أجل انتزاع إذعانهم لإملاءات الإدارة الأميركية. لقد بدا الأميركيون متلبسين الحصار الاقتصادي للبنان بالجرم المشهود وانفضح بهذا المشهد كل الأداء العدائي الأميركي الذي كان يتلطى خلف مظاهر إنمائية وحقوقية ملفقة ومخادعة.

3 - تعتبر الكتلة أن إبقاء لبنان من دون حكومة فاعلة وناشطة هو هدر موصوف لمصالح البلاد واللبنانيين وتضييع مؤسف لفرص إنقاذية وإنمائية، وإفراط لدى الأفرقاء المعنيين مباشرة بالتأليف في توهم القدرة لاحقا على استدراك ما فات، من خلال التحكم بدفة إدارة الاستحقاقات الدستورية المقبلة. إن الكتلة لا تزال تؤكد موقفها الداعي إلى وجوب تشكيل حكومة تدير شؤون البلاد لأن المصلحة الوطنية باتت متوقفة على ذلك.. وكل ما عدا هذا الاتجاه لا يصب في خير لبنان ولا يأتي بالخير لأبنائه.

4 - في الثاني عشر من شهر أيلول من كل عام، موعد متجدد مع العز والفخار، أبرمته مقاومتنا الإسلامية قيادة ومجاهدين بالدم والروح.. ولم تبخل على شعبنا ووطننا بعزيز حتى ولو ارتقى ليكون إبنا للأمين العام..

منذ أربع وعشرين عاما وأخوة ورفاق الشهيد هادي نصر الله والشهيدين مغنية وكوثراني في المقاومة الإسلامية، والنقيب في الجيش اللبناني جواد العازار، يستشعرون المجد عند مواجهة جبل الرفيع وينتقلون من نصر إلى نصر، ورغم تتابع التحديات فإرادة المواجهة وعزم التصدي لدى شعبنا يكشفان كم هو عظيم هو إنساننا المجاهد والشهيد. وكم هي عظيمة أمة المجاهدين والشهداء. وسيبقى لبنان حاضنا لمعادلة النصر التي تصنع مجد حاضرنا ومستقبلنا عبر شعبه وجيشه ومقاومته.

وختاما.. لأبي هادي سيد المقاومة... هنيئا لك مجددا شهادة عزيزك هادي، وهنيئا للبنان قيادتك مسيرة المقاومة فيه ضد أعدائه".

 

عكر شاركت في اجتماع مجلس الجامعة العربية والتقت كوبيتش ولازاريني ونظرائها الكويتي والأردني والمصري والتونسي

الخميس 09 أيلول 2021

وطنية - شاركت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، في اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 156 برئاسة وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح، وحضور الرئيس السابق للدورة وزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء الخارجية العرب. وفي كلمة لبنان التي تم توزيعها على الحضور، هنأت عكر "وزير الخارجية في دولة الكويت الشقيقة سعادة الشيخ أحمد ناصر الصباح على ترؤس الدورة العادي ال156 للمجلس الوزاري"، شاكرة ل"وزير خارجية دولة قطر الشقيقة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني جهوده أثناء تولي رئاسة الدورة السابقة"، منوهة ب"جهود الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط لاستضافة هذه الدورة".

وقالت: "إن كثافة التطورات التي شهدتها الأشهر الستة الماضية على صعيدي المنطقة والعالم تركت آثارها على العديد من البلدان، بحيث بدا أننا في سلسلة من التحديات التي تواجه عالمنا العربي. إن مواجهة التحديات التي تواجه عالمنا العربي تكون أقوى وأكثر فعالية إذا ما استندت إلى تضامن وتعاون عربي حقيقيين وشاملين".أضافت: "في لبنان نؤمن أن ما يصيب الجزء من البيت العربي الكبير، يصيبه كله. وللحقيقة، فإن الانزلاق إلى تقديم التباينات على المشتركات والانقسام على التضامن، كان خطأ فادحا تدفع ثمنه دولنا وشعوبنا كلها من دوناإستثناء، على مستوى الأمن والاستقرار، كما على مستوى الاقتصاد والتنمية والازدهار، والإنتقال بدولنا وشعوبنا إلى واقع ومستقبل أفضل". وتابعت: "في هذا الإطار، لا بد لنا من التنويه بمبادرة العراق الشقيق إلى عقد قمة للتلاقي والشراكة بين عدد من قادة الدول في بغداد، شكلت مناسبة للحوار والتفاعل يمكن أن تؤسس لمسار نأمل أن يكون شاملا. كما نرجو، على نطاق أوسع، أن يجري تبني أولوية المصلحة القومية العربية العليا في إنهاء الإنقسامات، والإنتقال الى تقديم حلول سياسية، والسعي الجدي إلى التضامن والنهوض الاقتصادي والاجتماعي لنضمن حياة أفضل لشعوبنا. وإن الطريق لتحقيق ذلك، بما يرضي ضمائرنا وشعوبنا ودولنا، هو طريق واضح وسهل السلوك، وهو ما نص عليه ميثاق جامعة الدول العربية من مبادئ وأحكام يكفي أن نلتزمها ونطبقها لكي ننتقل من حال إلى حال".

وشكرت عكر "باسم لبنان، دولة وشعبا، الجميع لهبتكم لتقديم يد العون إلى لبنان، إثر انفجار مرفأ بيروت الكارثي، للمساعدات العاجلة والمستمرة والمتواصلة لتخفيف تداعيات الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي أصاب وطننا، وأخص وأنوه بالدعم الذي يتلقاه الجيش اللبناني والقطاع الصحي. ولعله، في هذه الأيام السوداء الاقتصادية الصعبة التي نعيشها ومن نتائجها انقطاع الكهرباء في لبنان وشح الطاقة، برز بريق أمل يعيد النور إلى وطننا وإقتصاده، وذلك عبر المساعي المبذولة مع كل من الأشقاء في مصر والأردن وسوريا لإنجاح استجرار الغاز والكهرباء، وهذا من شأنه أن يشكل دفعا للمضي قدما في مزيد من التعاون الطاقوي". واعتبرت أن "كلفة استضافة الأشقاء النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إضافة الى انعكاسات جائحة كورونا، وتضعضع السياسة اللبنانية وانعكاسها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي السيئ جعلت من مواجهة هذا القدر من التحديات المتلاحقة، أمرا يتخطى قدرات لبنان على التحمل، لا بل بات سابقة غير مشهودة في التاريخ، مما جعل لبنان واللبنانيين بنسبة 75 في المئة يرزحون تحت خط الفقر، مسجلا كذلك سابقة لم يشهدها لبنان على مدى 100 عام". أضافت: "لا يزال لبنان يعاني من الانتهاكات الإسرائيلية والخروق اليومية والمتزايدة على نحو يرهب اللبنانيين في المناطق المأهولة كافة، من دون رادع إقليمي أو دولي حيث يصر العدو الإسرائيلي على سياسته العدوانية والدفع نحو التصعيد واستخدام الأجواء اللبنانية للاعتداء على سوريا. كما لا يزال رافضا الإنسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية رقم 425 و1701 في مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر. إن الصمت الدولي عن هذه الخروق والإعتداءات يشجع العدو الإسرائيلي على الإمعان والإستمرار في إنتهاكاته لقرارات الشرعية الدولية. ونحن نعول على الموقف العربي الموحد دعما للبنان بمواجهة غطرسة العدو الإسرائيلي".

وأكدت "أهمية وحدة الصف والموقف الفلسطيني كضرورة للدفع نحو حل ينطلق من مبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت 2002 بكامل مندرجاتها والحافظة للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخصوصا القرار رقم 194. مع الإشارة الى أهمية الاستمرار في دعم تمويل الأونروا ودورها وصلاحياتها وفق التفويض الممنوح لها في قرار إنشائها، كي تفي بتقديماتها الإنسانية الأساسية تجاه اللاجئين الفلسطينيين".

وختمت: "آمل أن يساهم هذا الاجتماع في التقدم خطوات إلى الأمام على طريق تعزيز التعاون والتفهم والتفاهم والتضامن لما فيه خير دولنا وأمتنا العربية. ونتمنى منكم تشكيل وفد عربي لزيارة لبنان للوقوف بشكل موضوعي على الأوضاع فيه".

وزير الخارجية الكويتي

والتقت عكر، على هامش اجتماعات الجامعة العربية، وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح، بحضور السفير اللبناني في مصر علي الحلبي. وتم البحث في الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها. وشكرت عكر ل"الكويت وقوفها بجانب لبنان، في ظل الأزمات التي يتعرض لها والدعم المتواصل له في شتى المجالات".

وزير الخارجية الأردني

والتقت عكر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، وعرضت معه الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية، إضافة الى موضوع استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سوريا، في ظل اجتماع وزراء الطاقة في البلدان المعنية". ونوهت عكر ب"العلاقات المميزة بين البلدين"، شاكرة ل"الأردن وقوفه ودعمه الدائم للبنان، لا سيما مساعداته التي يقدمها إلى الجيش اللبناني، وآخرها سرب من 9 طائرات محملة بالمواد الغذائية والطبية".

وزير الخارجية المصري

كما التقت عكر وزير الخارجية المصري سامح شكري، وتناول البحث الأوضاع في لبنان وموضوع تشكيل الحكومة، إضافة إلى مسألة استجرار الغاز المصري عبر الأردن وسوريا.

وزير الخارجية التونسي

وكذلك التقت وزير الخارجية التونس عثمان الجرندي، حيث تم البحث في الأوضاع بلبنان وتونس والمرحلة الانتقالية التي تمر بها تونس حاليا. وتمنى الجرندي للبنان "المزيد من التقدم والخروج سريعا من أزمته".

كوبيتش ولازاريني

كما التقت المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيتش والمفوض العام للاونروا فيليب لازاريني، وتم عرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة.

 

جعجع في لقاء تشاوري تربوي في معراب : السياسة أساس كل شيء وفي حال عدم انتظامها لن تنتظم حال البلد والانتخابات الفرصة الوحيدة لتغيير المنظومة

الخميس 09 أيلول 2021

وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "ان الثغرات التربوية موجودة في كل دول العالم بينما مشكلتنا في لبنان أكبر من ذلك لأن المنظومة الحاكمة ممسكة بزمام الامور و"التلم الأعوج من التور الكبير". واعتبر "ان السياسة أساس كل شيء وفي حال عدم انتظامها لن تنتظم حال البلد على الاصعدة كافة، فعلى سبيل المثال ان القطاع الخاص حقق نجاحات اقتصادية كبيرة ومميزة ولكن فشل الادارة السياسية دمر هذه النجاحات".وشدد على "ان الانتخابات هي الفرصة الوحيدة لتغيير المنظومة السياسية الحالية وطريقة إدارة الشأن العام"، موضحا "ان السياسة الفعلية هي إدارة شؤون المجتمع كما يجب من أجل اختيار السياسيين العمليين من خلال حسن الاختيار في الانتخابات النيابية المقبلة لا التباكي والصراخ والنق".كلام جعجع في خلال اللقاء التشاوري الأول "تحت عنوان "العام الدراسي 2021 -2022 تحديات واستمرارية" الذي نظمته مصلحة المعلمين في "القوات اللبنانية"، في حضور عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص، المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي فادي يرق، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، رئيس مؤسسة وزنات سمير قسطنطين، رئيس مصلحة الأطباء في القوات اللبنانية أنطوان شليطا، رئيس مصلحة المعلمين في القوات اللبنانية ربيع فرنجي والطالب جون شمعون من مصلحة الطلاب. ولفت جعجع الى ان "عمل كل فرد بمكانه هو بطولة في ظل هذه الظروف فهو يلاقي صعوبات وتحديات". وأشار الى "ان هذه الندوة تهدف الى عرض الهواجس والتحديات، والتي ستخرج بتوصيات"، مشددا على "ان كل من موقعه عليه العمل لوضعها حيز التنفيذ الأمر الذي يتطلب جهدا كبيرا". واضاف: "في ظل الوضع المتردي الراهن تبحثون عن المواضيع التربوية وهذا جهد كبير ولكن كل ما تقومون به في هذه الندوة ما هو إلا كناية عن بعض المسكنات". وأكد ان "الثغرات التربوية موجودة في كل دول العالم بينما مشكلتنا في لبنان اكبر من ذلك لأن المنظومة الحاكمة ممسكة بزمام الامور و"التلم الأعوج من التور الكبير"، معتبرا ان السياسة اساس كل شيء وفي حال عدم انتظامها لن تنتظم حال البلد على الاصعدة كافة، فعلى سبيل المثال ان القطاع الخاص حقق نجاحات اقتصادية كبيرة ومميزة ولكن فشل الادارة السياسية دمر هذه النجاحات".

وتمنى جعجع من الامين العام للمدارس الكاثوليكية عدم "الانكفاء عن العمل السياسي بل عليه توجيه الطلاب على طريقة العمل السياسي الفعلي والواعي والمسؤول". ودعا المسؤولين التربويين الى "ضرورة العمل بشكل جدي لترشيد الجيل الجديد على أهمية الانخراط في العمل السياسي للوصول الى التغيير المطلوب بدل التنصل من المسؤولية الوطنية والتمسك بمقولة "ما بدي إتدخل بالسياسة". كما أمل من المشاركين "البدء بالعمل الجدي والتحضير للمشاركة في الاستحقاق النيابي بشكل صحيح، فالانتخابات هي الفرصة الوحيدة لتغيير المنظومة السياسية الحالية وطريقة ادارة الشان العام"، موضحا ان "السياسة الفعلية هي إدارة شؤون المجتمع كما يجب من أجل اختيار السياسيين العمليين من خلال حسن الاختيار في الانتخابات النيابية المقبلة لا التباكي والصراخ والنق". وقال: "علينا التحضير لأول مفترق طرق لدينا لانقاذ البلد، فما تقومون به أمر جيد جدا ودليل شجاعة وعافية ومقاومة فعلية ولكن هذا كله جزء بسيط جدا من الممكن القيام به الى جانب تحملكم المسؤولية السياسية". ولفت الى "ان بعض اللبنانيين يخلطون بين السياسيين الفعليين والسياسيين الاقزام الفاسدين ومقولة البعض "ما بدي إتدخل بالسياسة" تعني "لا اريد التدخل بشؤون البلد" اي ترك هذا البعض شؤونهم الخاصة". وشدد على وجوب "ان يعي كل فرد منا واجباته لجهة تأثيره في تغيير المنظومة الحاكمة من خلال حسن الإختيار في الاستحقاق النيابي المقبل". واذ أكد "ان اختيار الممثلين في الانتخابات النيابية يجب الا يقوم على الصداقات الشخصية والقربى و"اهلية بمحلية" وواجبات العزاء"، شدد جعجع على "ان الخيار ينعكس سلبا على مسار حياتهم ومستقبلهم ومستقبل اولادهم فهذا مفهوم خاطئ للعمل السياسي وعلينا تصحيحه للتخلص من مشاكلنا والجميع مسؤول في الانتخابات وعليه ان ينتخب ويصوت". وختم جعجع:"" مهما حاولت الدول الخارجية التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، فإن وعي اللبنانيين كفيل بمنعها. ان هذه الدول تنجح بمهامها في حال وجدت مطية داخلية تساعدها، فعلي سبيل المثال ان الولايات المتحدة الاميركية بعد 20 سنة لتدخلها في افغانستان لم تستطع البقاء واضطرت الى الخروج منه".

عقيص

استهل اللقاء، الذي أداره سالم خليفة، بمداخلة النائب عقيص الذي اشار فيها الى "ان ازمتين تواجهنا يجب ايجاد الحلول لهما: الاولى، تأمين التلقيح من قبل وزارة الصحة لكل الجسم التربوي، اما الثانية فهي ازمة المحروقات التي تحتاج الى دور البلديات لمساعدة المدارس لتسهيل الحصول عليها".

وسأل عن دور الأهل في العودة: "هل هم قادرون على ذلك؟ الموضوع ضيق جدا باعتبار انهم غير قادرين على تحمل العبء المادي في ظل الوضع الاقتصادي المتردي فضلا عن ان المؤسسات التربوية ايضا غير قادرة على تحمل هذه الازمة لان الدعم غير متوافر لها، وبالتالي هي غير قادرة على تحمل عبء هذا العام الدراسي". ورأى "أن حلول هذه المشاكل تقع على عاتق حكومة تصريف الاعمال اذ عليها تأمين اللقاح للجميع ومعالجة مشكلة المحروقات من اجل الوصول الى التوازن الاقتصادي بين المؤسسات التربوية والاهالي والجسم التعليمي". وأبدى عقيص استعداد تكتل "الجمهورية القوية" لأي "مبادرة تشريعية يمكنها خدمة القطاع التربوي بشكل عام والعام الدراسي 2021 - 2022 بشكل خاص". وأكد "ضرورة فكرة حذف "النصف راتب" للاستاذ بل علينا ضمان راتبه كاملا وفي الوقت المحدد لان هذا حق له". وتوقف عند المساعدات الدولية التي تمنح للمدارس، داعيا الى تخصيص جزء منها للاساتذة.

يرق

اما يرق، فقال: "هدفنا ان نبني مواطنا اجتماعيا واقتصاديا للمحافظة على الراسمال البشري، فالقطاع التربوي يمر بأزمة منذ الحرب السورية سببها عدم الاستقرار السياسي في البلد، الازمة الاقتصادية والمالية التي انفجرت منذ 17 تشرين، صعوبة السحوبات المالية، الكورونا وتداعياتها، انفجار مرفأ بيروت حيث تأثرت نحو 200 مدرسة و50 مبنى جامعيا وكل هذا انعكس سلبا على جودة التعليم العام والجامعي". وتناول يرق النقاط الآتية: "ضرورة تخفيف العبء عن الاهل، المحافظة على نوعية التعليم، تأمين الاستقرار للمدرسة الخاصة والرسمية كما للجسم التربوي". وتحدث عن تواصل مع وزارة الداخلية على أهمية دور البلديات في تامين المحروقات وكذلك مع وزارة الصناعة لتخفيف الكلفة على المواطن بالاضافة الى التواصل المستمر مع وزارة الاقتصاد لتثبيت سعر الكتاب التي تصدره دور النشر اللبنانية فضلا عن كتب مركز البحوث والانماء، الى تأمين قرطاسية للجميع، الامر الذي ندعم من خلاله الاهل لابقاء التلاميذ في المدارس. كما جرى التواصل مع وزير الاتصالات لتأمين التواصل الالكتروني بشكل افضل". وختم بضرورة اعطاء الاستاذ حوافز اضافية لاستمرار التعليم في لبنان.

الاب نصر

أما الأب نصر فلفت في مداخلته الى "وجوب ان يكون الاستاذ مرتاحا لتكون المدرسة مرتاحة، ولكن في الوقت عينه، لم تقس يوما رسالة المعلم بأجره". واضاف: "جربنا الصراخ ولم نصل الى حل، لذا ندعو الاساتذة الى حمل كرة النار سوية، لان الازمة لا تحل الا محليا بالتعاون بين الاهل والمدرسة والاستاذ في ظل هذه الظروف". وتابع: "المشكلة تكمن في قدرتنا على الالتزام بتأمين ديمومة المساعدة فنحن في نفق مظلم لا ندرك مسافته. فالدولة بذاتها لا تستطيع الالتزام لفترة طويلة الامد. من هنا ضرورة ايجاد الحلول والدعم بشتى الوسائل". وعن قرار العودة حضوريا الى المدارس، لم يستبعد نصر هذا الامر "اذ نحن كلنا ارادة ومقتنعون بالعودة حضوريا على خلفية ان هناك مساوئ للتعليم عن بعد والذي كان ضرورة آنذاك وليس خيارا. وقد نجحنا فيه حتى لا نخسر سنتين دراسيتين".وختم:" ان المصلحة العامة تكمن في المحافظة على بدء العام الدراسي والخوف من ان يدفع الاستاذ الثمن في حال اقفلت المدارس".

قسطنطين

وتساءل قسطنطين عن كيفية "المحافظة على بقاء المعلم في بلده وعدم الهجرة في حال شلت المؤسسات التربوية وعانى من وضع اقتصادي صعب، فكيف نستطيع ايقافه ومنعه من المغادرة، مع العلم ان "الامل موجود في داخلنا ومتى امتلكت الامل وجدت الحلول". بدوره، سأل شليطا: "هل العودة الى المدارس آمنة؟" اولادنا يعيشون 3 صراعات: وطني سياسي، وجودي جراء كورونا وصراع اقتصادي". ولفت الى "ان العودة الى المدرسة تشوبها مشكلة اعادة اندماج وامكانية وجود لقاحات وفقدان الادوية لبعض الامراض وارتفاع اسعارها".

فرنجي

ورأى فرنجي ان "المعلم هو الحلقة الاضعف اقتصاديا انما الاقوى تربويا"، وان "وضعه صعب على الرغم من جهود الوزارة والمؤسسات التي نحييها انما ليتنا نستطيع طمأنته ببدء تطبيق هذه الوعود لانه فقد ثقته بتطبيقها". واعتبر ان "حجم الازمة كبير جدا والجميع مسؤول عن مواجهتها، انما الاستاذ يحتاج الى حد أدنى من حقوقه للتمكن من المواجهة والمتابعة".

شمعون

وعرض شمعون في اللقاء لاحصاءات اجريت مع عينة من الطلاب اظهرت ان 72 في المائة غير قادرين على العودة للمدارس لاسباب اقتصادية ونفسية بحتة، بينما 28 في المائة شجعوا على العودة، واعلن ان 73 في المائة من الطلاب يفضلون التعليم الحضوري فيما 27 في المائة الابقاء على التعليم عن بعد. وكشف ان 85 في المائة من الطلاب اعتبروا انهم لم يحصلوا التعليم المطلوب في السنتين السابقتين بينما 15 في المائة لم يجدوا مشكلة في التعليم عن بعد.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 09 -10 أيلول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 09 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102197/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1174/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/September 09/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102199/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-september-09-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

أولويات جعجع غير وطنية وغير استقلالية وغير تحريرية. أولوياته نرسيسية خدمة لوهم حلمه المرّضي بالرئاسة وهي تشرعن احتلال حزب الله

الياس بجاني/09 أيلول/201

 أولويات جعجع ذاتية ومصلحية وتخدم كما يتوهم أجندته الرئاسية. يريد انتخابات نيابية، ومن ثم انتخابات رئاسية، ومن ثم حوار برئاسة الرئيس الجديد مع حزب الله. لن نقول هذه أولويات غبية، لا بل هي أولويات خيانية لأنها تشرعن احتلال حزب الله وتعطل القرارات الدولية وتفرمل المبادرة البطريركية الإنقاذية.

http://eliasbejjaninews.com/archives/102077/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%af-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1/

فيديو/قراءة للياس بجاني في خطاب د. سمير جعجع التعموي والطروادي الذي ألقاه أمس في ذكرى الشهداء

09 أيلول/2021