المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 أيلول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.september07.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الفريسي والعشار ونوعة صلاة كل منهما: كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

فيديو ونص/قراءة للياس بجاني في خطاب د. سمير جعجع التعموي والطروادي الذي ألقاه أمس في ذكرى الشهداء

الياس بجاني/الإنتخابات بتكون مقبولي ببلد حر وسيد ومستقل، ومش ببلد محتل وحكامه وأحزابه دمى. الإنتخابات بظل احتلال حزب الله تشرعن احتلاله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سيث ج. فرانتزمان/جيروزاليم بوست: دمشق تتصرف من موقع المافيا بما يخص تزويد لبنان بالطاقة

تقريرٌ إسرائيلي “هامّ” يكشف عن الهدف السوري من مساعدة لبنان

زيارة الراعي الى واشنطن مؤجلة؟

هل تُسأل سوريا عن علم لبنان؟

إيران: سنواصل تزويد لبنان بالوقود!

الخارج يضغط للتأليف… والولادة رهن تدخّل “الحزب”؟

نصف اللبنانيين عاطل عن العمل!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 6/9/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 6 ايلول 2021

تعليق على خطاب سمير جعجع/ليس مهما" ما يقوله المرء، بل ما يفعله/د. توفيق هندي/فايسبوك

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الكشف على مستودعات الصقر!

البنزين الإيراني على محك المواصفات: مطابق أم غير مطابق؟

باسيل بدأ إتصالاته مع مكاتب محاماة أميركية... ما القصّة؟

ما قاله الأسد أمام الوفد الدرزي… وما كرّسته الزيارة

تفاؤلٌ حكوميّ... والدخان الأبيض الأربعاء؟

مبنى مهجور بداخله اسلحة حربية ورمانات يدوية

بعد الـ3900 ليرة... على ايّ رقم سترسو السحوبات؟

العراق يثني على دور اللواء ابراهيم

إضراب المحامين… تداعيات وخيمة واعتراضات غير معلنة

نقابة المعلمين أعلنت مقاطعة التدريس وتلبية الدعوة الى يوم الغضب

مصائب لبنان تابع... إليكم ما يحصل في مرفأ بيروت!

جهود حثيثة لإخراج تشكيل حكومة لبنان من عنق الزجاجة بعد اتصالات أميركية رفيعة ومسعى فرنسي مكثّف

إيران: سنواصل تزويد لبنان بالوقود… لا الكيان الصهيوني ولا أي طرف يمكنه التدخل

وزيرة العمل في حكومة تصريف الأعمال: نصف اللبنانيين عاطلون عن العمل

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

“طالبان” تُعلن انتهاء الحرب في أفغانستان وتضع اللمسات الأخيرة لإعلان “حكومة إسلامية”

مسعود أقرَّ بسقوط بنجشير ودعا إلى "انتفاضة وطنية"

السيسي يهنئ الرئيس الاسرائيلي برأس السنة العبرية

ستة أسرى فلسطينيين يعبرون نفقاً من سجن الجلبوع إلى الحرية

بينيت: الخرق خطير... وبارليف لا يستبعد مساعدات خارجية... والفصائل تدعو لتوفير "حاضنة شعبيّة" للأبطال

الدوحة تعلن اتفاق “حماس” وإسرائيل على صرف المنحة

واشنطن: هجمات الحوثيين تهدد 70 ألف أميركي في السعودية

أمير قطر يستقبل وزير الداخلية السعودي

العراق: السماح بدخول 40 ألف إيراني وخليجي لإحياء أربعينية الحسين

قيس سعيّد: ما حدث ليس انقلاباً وتحركت لحماية تونس من الخطر ,"جي 7" دعته لتعيين رئيس للحكومة والعودة للدستور

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحلقة السابعة من كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير

البطريرك بين أيلولَيْن: من يغطّي الرئيس فعلاً؟/إيلي القصيفي/أساس ميديا

الحرية بدل المرارات: اعتذار ومقاطعة وعزل/رضوان السيد /أساس ميديا

ضغط إيراني-فرنسي واتصال أميركي: تفاؤل حكومي بلا حسم/منير الربيع/المدن

روزنامته مزدحمة بالاستجوابات: البيطار يوقف سامي حسين/نادر فوز/المدن

حزب الله وشيعة السفارة/د. عماد شمعون/فايسبوك

في مهزلة "التطبيع الصدئ"/نبيل بومنصف/النهار

بين الغاية والوسيلة: قبطان وقرصان/ الياس الزغبي/فايسبوك

جعلوا عيش اللبناني من قلة الموت/منى فياض/الحرة

"المفتي الممتاز" يهبط إلى درجة "المفتي غير المقبول"/علي الأمين/المدن

الوجه الآخر لعملة الممانعة/سناء الجاك/سكاي نيوز

فنيانوس لـ"نداء الوطن": أنا ضحيّة... وهذا ما سأبلغه للقاضي بيطار/كلير شكر/المدن

عندما يتكلّم جبران/عماد موسى/المدن

الكورة "تفرز" أصواتها قبل الانتخابات... لا شيء ثابتاً إلا قوّة "القوات"/ألان سركيس/المدن

تساؤلات في ظلّ أنابيب الغاز عبر سوريا/العميد الركن خالد حماده/اللواء

العنصرية المقيتة والتمييز حسب اللون/كاترين "البيضاء" والزوج "الأسود" وابنتهما "السمراء"/غادة حلاوي/المدن

في صبيحة اليوم ال690 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

منطقة أفول الجيوش النظامية: من شرق المتوسط إلى الهندوكوش/ وسام سعادة/القدس العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون عرض مع رشدي للاوضاع وسبل معالجتها وتناول مع الاعور المستجدات الحكومية

الراعي التقى الرئيس المجري وشارك في اعمال المؤتمر القرباني العالمي ال52 في بودابست

لقاء سيدة الجبل دعا الى الالتفاف حول نداء مجلس المطارنة الموارنة

هيئة الإشراف على الإنتخابات التقت وفدا برلمانيا من الاتحاد الاوروبي وتأكيد ضرورة استقلالها وإعطائها صلاحيات تقريرية وتنفيذية

لقاء سيدة الجبل تسلم من الوطنيين الأحرار دعوة للمشاركة في اجتماع لإنشاء جبهة سيادية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا، أَوِ ٱمْرَأَةً، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ وَالِدَيْن، أَوْ بَنِين، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ الله، إِلاَّ وَيَأْخُذُ في هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وفي الدَّهْرِ الآتي حَياةً أَبَدِيَّة

إنجيل القدّيس لوقا18/من18حتى30/:”سَأَلَ يَسُوعَ أَحَدُ الرُّؤَسَاءِ قَائِلاً: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟». فَقالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ الله! أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايا: لا تَزْنِ، لا تَقْتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِالزُّور، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ!». قالَ الرَّجُل: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مَنْذُ صِبَاي». ولَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تُعْوِزُكَ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاوَات، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!». فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ ذلِكَ، حَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا، لأَنَّهُ كانَ غَنِيًّا جِدًّا. ورَأَى يَسُوعُ أَنَّهُ حَزِنَ فَقَال: «ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلله. فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱلله». فقَالَ السَّامِعُون: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟». قَالَ يَسُوع: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله». فقَالَ بُطْرُس: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ مَا لَنَا وَتَبِعْنَاك!». فقالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا، أَوِ ٱمْرَأَةً، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ وَالِدَيْن، أَوْ بَنِين، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ الله، إِلاَّ وَيَأْخُذُ في هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وفي الدَّهْرِ الآتي حَياةً أَبَدِيَّة».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

فيديو ونص/قراءة للياس بجاني في خطاب د. سمير جعجع التعموي والطروادي الذي ألقاه أمس في ذكرى الشهداء

http://eliasbejjaninews.com/archives/102077/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%af-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1/

عناوين تعليق الياس بجاني

06 أيلول/2021

1-تشاطر وتذاكي سمير جعجع مكشوف ومفضوح، وكل خطابه يوم أمس من معراب كان دعاية انتخابية، وهجومه على عون يفيد عون ويفيده، وعلى خلفية هرطقة وخطيئة، وجريمة تقاسم المسيحيين مغانم وحصص.

2- وكما دائما لم يأتي جعجع على ذكر القرارات الدولية الخاصة بلبنان، ولا هو تناول موضوع المؤتمر الدولي.

3- اعتبار جعجع حزب الله من المنظومة الحاكمة، يخدم أجندة الحزب وهو وأمر يفرحه ويبعد عنه حقيقة احتلاله للبنان.

4-جعجع لم يتعلم أي شيء من أخطائه وأخطاء وخطايا 14 آذار.. ولهذا مرة أخرى يلوك ويمغط بالمطالبة بالحوار مع حزب الله، وهو يعلم جيداً أن سلاح حزب الله مقدس في مشروعه الفارسي التوسعي والملالوي، ولن يتخلى عنه تحت أي ظرف، لأنه إن فعل تنتفي علة وجوده. هذا وكان نصرالله وكل قادة الحزب هددوا مراراً وتكراراً بقطع رؤوس وأعناق وبقر بطون من يقترب من سلاحهم وربطوه بوجود إسرائيل ككيان.

5- اعتذر جعجع لأنه انتخب عون، وهذا اعتذار متأخر 6 سنوات، ولكنه لم يعتذر عن الخطيئة المميتة والأصلية التي ارتكبها هو عون من خلال ورقة معراب، حيث تم الاتفاق بينهما بيوداصية وموت وجدان وضمير وطني ومسيحي على تقاسمنا نحن المسيحيين مغانم وحصص. ولو لم يتخلى عون عن الاتفاق، لكان لا يزال هو جعجع أحباء وأصحاب ونازلين تقاسم، ومن فريق الممانعة، وسمن ع عسل. عيب وألف عيب الاستهزاء بعقول الناس

6- دافع عن غبطة أبينا البطريرك، وانتقد من يهاجمه، وهو عملياً ضد الطرح البطريركي الإنقاذي 100%. الطرح البطريركي أكد ومعه قداسة البابا فرنسيس بأن الوجود بخطر، وأن الحلول الداخلية معدومة، وأن البلد مصادر ومحتل من قوى محلية بأجندة خارجية ولهذا تم طرح المؤتمر الدولي والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية ومن ثم الحياد. جعجع وكما دائماً بينه وبين القرارات الدولية عداء مزمن، وهو لم يأتي على ذكرها، ولا هو تطرق للمؤتمر الدولي. باختصار هو يداهن ويتشاطر ويلعب على عواطف ومذهبية الموارنة بدفاعه عن البطريرك بوجه من يهاجمونه.

7- هلل وفاخر بالطائفة الشيعية، ولم يترك مفردة إطراء وطنية إلا ووصفها بها، وبنفس الوقت عملياً هو باعها، وتنازل عنها، وبارك لحزب الله بعمليتي خطفها وأخذها رهينة. عجيب أمر هذا المتشاطر والواهم .. فهو يريد انتخابات كحل، في حين أن الأطفال والسذج في لبنان يعلمون أن الحزب الإرهابي سيأتي بالقوة وبالإرهاب والمال والمذهبية بكل النواب الشيعة.

8- أولويات جعجع ذاتية ومصلحية وتخدم كما يتوهم أجندته الرئاسية. يريد انتخابات نيابية، ومن ثم انتخابات رئاسية، ومن ثم حوار برئاسة الرئيس الجديد مع حزب الله. لن نقول هذه أولويات غبية، لا بل هي أولويات خيانية لأنها تشرعن احتلال حزب الله وتعطل القرارات الدولية وتفرمل المبادرة البطريركية الإنقاذية.

09- فيما يخص الاغتراب وما يريده والدور المطلوب منه. مطلوب من جعجع وغيره من أصحاب شركات الأحزاب في لبنان أن يحترموا الاغتراب ويدافعوا عن حقوقه وليس فقط أن يجيشوه من ضمن شركاتهم التعتير وتعطيل دوره. المغترب يريد أن يشارك في الانتخابات مثله مثل أي مواطن آخر، وليس من خلال تخصيص 6 نواب له. نحن لا يجب أن نكون مختلفين عن عشرات الدول التي تسمح لمغتربيها بالتصويت في السفارات ومنها دول عربية من مثل العراق ومصر وسوريا.

في الخلاصة: خطاب جعجع أضاع البوصلة السيادية والاستقلالية والدولية، وقفز فوق دماء وتضحيات الشهداء، وتعامى عن الاحتلال، وساوى حزب الله المحتل بباقي عناصر المنظومة الحاكمة، وهو كان ولا يزال من ضمنها... كما أنه لا يزال على عداء مع القرارات الدولية والمؤتمر الدولي، وأجندته ذاتية وسلطوية ونرسيسية تشرعن الاحتلال وتضرب كل القرارات الدولية وتهمش المبادرة البطريركية.

يبقى أننا اليوم في وطن الأرز المحتل لا نعاني فقط من الاحتلال، بل من طروادية واسخريوتية قادة وأصحاب شركات أحزاب من مثل جعجع ، جوعهم للسلطة قاتل ومميت، وأجنداتهم هي العداء بلحمه وشحمه للبنان وللبنانيين.

https://www.youtube.com/watch?v=CelFnr-pjEA

 

الإنتخابات بتكون مقبولي ببلد حر وسيد ومستقل، ومش ببلد محتل وحكامه وأحزابه دمى. الإنتخابات بظل احتلال حزب الله تشرعن احتلاله

الياس بجاني/04 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/101978/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%a8/

إلى أصحاب شركات أحزابنا الذميين: بظل الإحتلال فإن المعارضة والنيابة هما عبودية واستسلام وشرعنة للأمر الواقع اللاقانوني والإستعبادي.

التاريخ يعلمنا بأنه بظل الإحتلال المقاومة بكل اشكالها السلمية والعسكرية هي بس الرد والموقف، وهي فقط الوسيلة الخلاصية المطلوبة والمفيدة، ومن ضمنها العصيان المدني، وبالتأكيد مقاطقة المحتل.

اليوداصيون والطرواديون والسماسرة، وكذلك العميان بصر وبصيرة وسيادة وكرامة، ومعهم كل من لا يحترم عقول وذكاء اللبنانيين، ويضرب عرض الحائط بدماء وتضحيات الشهداء، كل هؤلاء هم اليوم في لبنان المحتل يسوّقون بوقاحة وفجور للإنتخابات النيابية، بظل احتلال حزب الله الإرهابي والمذهبي والفارسي، وذلك طمعاً وفجعاً  ومن أجل مصالح شخصية وأنانية، هي غير وطنية، وعلى حساب السيادة والإستقلال، والكرامات، وحاضر ومستقبل لبنان.

إلى المروكبين ببغائية على لازمة ببغائية الإنتخابات نقول: صحيح بأن الوقحين، والتجار، والعهار، والمارقين، هم احياء يرزقون وما استحوا ولا ماتوا.

اضبضبوا، واخرسوا، وكفوا شروركم الأنتخابية يا تجار الهيكل، ويا جماعة ثقافة الأبواب الواسعة، ويا  أيها الجاحدين والمرتدين جراء قلة الإيمان والرجاء إلى حالة الإنسان الترابي العتيق والغرائزي.

باختصار، مطلوب من أصحاب شركات الأحزاب الخسعين، والراكعين، والفجعانين سلطة، والمستسلمين، واللاهثين لنيل رضى السيد نصرالله، مطلوب منهم أن يستقيلوا ويفسحوا المجال لمن هم قادرين على القيادة  والمقاومة ومواجهة الإحتلال.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سيث ج. فرانتزمان/جيروزاليم بوست: دمشق تتصرف من موقع المافيا بما يخص تزويد لبنان بالطاقة

تقريرٌ إسرائيلي “هامّ” يكشف عن الهدف السوري من مساعدة لبنان

ترجمة “ليبانون ديبايت”/الاثنين 06 أيلول 2021

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية مقالاً بقلم الكاتب سيث ج.فرانتزمان، يعتبر فيه أن سوريا “نصّبت نفسها مافيا لمصدر الطاقة في لبنان”، مشيراً الى ان “تحرك النظام السوري ولبنان قد يعطي شرعية لدمشق، لأنها قد تحاول الالتفاف على العقوبات الأمريكية والاقتراب من الدول العربية”.

وقال فرانتزمان: “يدرك زعيم الـ”مافيا” “الجيدة” أن الطريقة لتحقيق المزيد من الربح والسلطة تكمن في وضعها داخل الأشياء التي يريدها الناس والخدمات شبه القانونية، التي يمكن أن تقدمها (المافيا) أثناء إفساد المؤسسات والمسؤولين عن تطبيق القانون للسماح باستمرار الخدمة”.

أضاف: “قد يتضمن ذلك المقامرة أو إفساد النقابات أو نقل المخدرات في بيئة مافيا تقليدية. لكن في بيئة الدولة، يمكن أن يشمل ذلك أيضاً وضع دولة نظام شمولي تسعى الى الشرعية والأرباح فوق احتياجات الطاقة لدولة مجاورة أخرى. يبدو أن عائلة الأسد في سوريا ، التي لديها الكثير من الخصائص الشبيهة بالمافيا وأصدقاء يشبهون المافيا – إيران و”حزب الله” – تفعل ذلك الآن في قطاع الطاقة في لبنان”.

و”توجه وفد لبناني رفيع المستوى إلى سوريا، الأسبوع الماضي، بهدف محاولة جعل سوريا معبرا للكهرباء والغاز الطبيعي. وهذا من شأنه أن يساعد في تخفيف أزمات الوقود في لبنان والكارثة المالية التي يعيشها لبنان الآن. وبحسب التقارير، كان إرسال الوفد محاولة لإصلاح العلاقات بين لبنان وسوريا”.

تابع: “هذه رواية كاذبة على الأغلب لأن “حزب الله”، الذي يسيطر فعليًا على لبنان، حليف للنظام السوري وإيران والأخيرة حليفة للنظام السوري. أرسل “حزب الله” العديد من المقاتلين لدعم نظام بشار الأسد خلال الحرب، ويدير “حزب الله” السياسة الخارجية اللبنانية في بعض القضايا”.

ورأى الكاتب “صحيح أن سوريا احتلت لبنان لعقود ولم تنسحب إلا بعد أن اغتال “حزب الله” رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في العام 2005. ولفترة قصيرة بدا أن المعارضين لـ”حزب الله” وسوريا قد يصلون إلى السلطة في ظل تحالف بقيادة سعد الحريري، ابن رفيق الحريري، ولمنع ذل، شن “حزب الله” حرباً ضد إسرائيل في عام 2006، ثم دبر نزاعاً مع سعد الحريري وحلفائه في العام 2008 بشأن مطالبة “حزب الله” بإمتلاك شبكة اتصالات خاصة به لدعم دولة داخل دولة”. ولفت الى أن “لبنان يعيش اليوم، أزمة مالية. معظم البلاد الآن على حافة الفقر، البلاد واقعة في مليارات من الديون. وانفجرت نترات الأمونيوم الخطرة، المخزنة في الميناء، على الأرجح من قبل “حزب الله”، العام الماضي ودمرت جزءاً من بيروت، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص”. واعتبر أن”حزب الله” يحتجز “الحكومة رهينة، وقد منع تعيين رئيس وزراء جديد، كما حال دون تعيين رئيس لسنوات. هذا هو نموذج حزب الله: جعل لبنان مكبّلاّ وحوّله إلى محافظة داخل “حزب الله”، ثم استخدمه كقناة للمال والفساد والسلاح. أصبح لبنان، العالق في مستنقع قبضة “حزب الله”، فقيرا وأكثر انعداما للقانون. السؤال الآن هو ما إذا كان يمكن أن تتوفر في لبنان الأشياء أساسية، مثل البنزين أو الكهرباء. كان لبنان في يوم من الأيام بلدا ثريا ومزدهرًا ومنفتحا، لكنه ينحدر نحو كارثة لا تنتهي أبدًا”.

وقال: “عندما يكون جارك في محنة، فإن الشيء الطبيعي الذي يجب أن تفعله المافيا هو تقديم دعمها ولكن مقابل خدمة، وفي هذه الحالة، توجه الوفد اللبناني إلى دمشق برفقة ووزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال عكر، للطلب من سوريا بالسماح للغاز الطبيعي المصري من الدخول من الأردن”. وأوضح فرانتزمان أن ذلك “عرض تريده سوريا لأنه يجعل من سوريا وسيطاً للبنان، ويعطي دمشق الشرعية والفاعلي، بطريقة سحرية، تحولت دمشق من دولة منبوذة إلى “مساعدة” للبنان على حل أزمته، تنطلق دمشق نحو إنقاذ لبنان ايضاً يريد النظام السوري هذه الفرصة منذ أعوام”.

أشار تقرير وكالة “أسوشييتد برس” إلى أن “الاجتماع هو أيضاً اختبار للعقوبات الأميركية ضد إيران وسوريا، حيث يسعى لبنان الى استخدام خطوط الأنابيب السورية والوقود الإيراني عبر الموانئ السورية لمعالجة أزمة الكهرباء”. وأضاف: “وهذا يعني أن الحافز الحقيقي لسوريا هو أنها تستطيع الإفلات من العقوبات، وتشحن إيران الوقود إلى سوريا هذا الشهر أيضا، على أمل تفريغه في سوريا ونقله إلى “حزب الله”. وحذر وفد من مجلس الشيوخ الأمريكي زار لبنان مؤخرا من شحنات الوقود الإيراني”. وأعرب الكاتب عن إعتقاده أن “سوريا توجه، بشكل أساسي، رسالة الى الولايات المتحدة مفادها: إما أنها ستسهل وصول البنزين الإيراني إلى لبنان أو تسعى للحصول على دعم أميركي لمعارضة العقوبات الأميركية، لتمكين سوريا من جلب الغاز والكهرباء من الأردن ومصر، وتمكين النظام السوري ليصبح الرئيس الجديد لاحتياجات لبنان من الكهرباء والغاز”.

ورأى أن “هذه مناورة رائعة لسوريا، كانت مصر تلمح إلى أنها تريد إعادة سوريا إلى الحضن العربي”. تابع: “لكن النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران يريد مقابل أيضاً، يريد التجارة والشرعية والمال، تعلم سوريا أن الاعتماد على إيران أشبه بالفقير الذي يعتمد على فقير آخر. إيران تخضع للعقوبات أيضا، سوريا تريد الشرعية التي تأتي من التوسط في صفقة مع مصر والأردن ولبنان بدعم أميركي هادئ أو ضمني. هذه هي العصا السحرية بخصوص العقوبات الأميركية. ويمكن للغاز الإيراني أن يتدفق كذلك لمساعدة “حزب الله”. من وجهة نظر النظام السوري، الكل سيفوز: حزب الله سيفوز، وإيران ستفوز. يمكن لمصر والأردن أيضا الحصول على مقابل. قد يفوز العراق أيضا، حيث تعبر الشاحنات من إيران الى العراق إلى نقطة البوكمال”. وقال فرانتزمان: “قد يكون هذا جانبا خفيا، وراء توسط روسيا في الصفقة في درعا التي أنهت شهورا من القتال وشهدت 50000 نازح. الآن درعا هادئة. كان التمرد الذي لم يدم طويلاً هناك، وهو الأول منذ استعادة النظام للمنطقة في 2018، تهديداً لدمشق وصورتها. الآن، مع قيام روسيا بدور الوسيط مرة أخرى في جنوب سوريا، يمكن أن يمر الغاز والطاقة من الأردن. قد يكون المال الكبير والنفوذ عرضة للضياع”. وختم الكاتب مشيراً، الى أن “وسائل الإعلام الإقليمية تشعر أن هناك شيئاً ما يتم تحضيره على قدم وساق. فقد أشارت صحيفة “الجريدة” الكويتية الى أن هذه كانت أول زيارة لبنانية من هذا النوع منذ العام 2011. الأول بحث تقني اقتصادي يتعلق باستيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية. والثاني سياسي يعطي النصر لـ”حزب الله” وفرصة لرئيس الجمهورية ميشال عون لتقوية موقفه السياسي على أساس علاقته وانفتاحه على سوريا”. للإطلاع على الخبر بنسخته الأصلية اضغط على الرابط التالي:https://bit.ly/3A1MZMp

 

زيارة الراعي الى واشنطن مؤجلة؟

وكالة الانباء المركزية/الاثنين 06 أيلول 2021

توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس الى بودابست للمشاركة في المؤتمر القرباني العالمي الـ52، بدعوة من رئيس أساقفة هنغاريا الكاردينال بيتر اردو، وتستمر زيارته حتى الاحد المقبل 12 أيلول حيث تختتم بقداس يرأسه البابا فرنسيس.

على هامش افتتاح المؤتمر، التقى البطريرك الراعي رئيس الجمهورية الهنغارية يانوش آدير، وقد شكره على كل الدعم الذي تقدمه المجر للبنان، كما بحث معه سبل توسيع هذا الدعم. ومن جهته، ابدى الرئيس آدير قلقه بشأن التدهور الحاصل في لبنان، آملا ان يتم “التوصل الى تشكيل حكومة في أسرع وقت لتقوم بدورها بشكل فاعل في عملية إنقاذ البلد وفي مخاطبة المجتمع الدولي”. مصادر مطلعة أفادت “المركزية” ان زيارة الراعي الى هنغاريا  دينيةبحت للمشاركة في مؤتمر القربان المقدس الذي هو موعد ثابت يشارك فيه البطريرك مرة كل سنتين، وليست ذات طابع سياسي من ضمن نشاطه لطرح الحياد والمؤتمر الدولي. لم يطلب البطريرك تحديد مواعيد مسبقة مع أي مسؤول، إلا أنه بالطبع سيستفيد من وجوده هناك لطرح القضية اللبنانية. وهل سيكون المؤتمر فرصة لجولة اوروبية، أجابت المصادر: “كلا، سيعود الى بيروت في 12 الجاري”. وعن زيارته الى واشنطن التي كثُر الحديث عنها مؤخراً، وهل يرجئها الى موعد آخر بعدما تبيّن ان أجندة الرئيس جو بايدن حافلة، وهو ينصرف الى معالجة الملفات الداخلية مع موضوعي افغانستان والنووي الايراني وبالتالي قد تكون هناك صعوبة للاجتماع مع الراعي خصوصا وان لبنان ليس في اولويات أجندة بايدن، أوضحت المصادر ان سبب إثارة الموضوع يعود الى ان أركان الجالية اللبنانية يسعون مع الادارة الجديدة لتنظيم هذه الزيارة، لكن لا مواعيد او برنامج محددا حتى الساعة. إلا ان زيارة باريس والولايات المتحدة والامم المتحدة وخاصة واشنطن ونيويورك حيث مقر الامم المتحدة، على مفكرة البطريرك، وهو يسعى للاجتماع مع بايدن وعدد من أركان الادارة وأعضاء في الكونغرس والى القيام بجولة على عدد من الولايات للاجتماع مع اركان الجالية اللبنانية والاطلاع على اوضاعهم ووضعهم في حقيقة ما يجري في بلاد الارز. هل أجندة الرئيس بايدن بعيدة من الملف اللبناني ولهذا يتم إرجاء الزيارة، قالت المصادر: “بالطبع، لكن هذا لا يمنع بايدن من الالتقاء بشخصيات من خارج الملف الافغاني او النووي، بيد ان البطريرك لم يبادر بعد شخصياً لطلب مواعيد انما الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة تسعى وتعمل على ذلك. وعن سياسة بايدن تجاه المنطقة وهل تختلف عن سياسة سلفه دونالد ترامب، لفتت المصادر الى ان سياسة كل رئيس تختلف عن سابقه ان لم تكن في العمق فعلى الاقل في الشكل، والدليل مثلا بايدن بانسحابه من افغانستان كان ينفذ قرارا اتخذه الرئيس ترامب، لكن الشكل الذي اتبعه باعتماده هذا الانسحاب السريع والفجائي دون تأمين خلفيته واستمرار النظام الذي بدأ في افغانستان، بدا وكأنه سلّم البلد الى حركة طالبان المعروفة بتطرفها وتزمتها وجهاليتها وظلامها وارهابها، في حين ان الانسحاب لو جرى في عهد ترامب لتمّ بطريقة اخرى لم تكن لتسمح لطالبان بالسيطرة على البلاد، مثلا. ولاحظت المصادر ان الانسحاب من افغانستان تُرجم باتجاه المنطقة بالتشدد تجاه ايران في المفاوضات النووية وهذه نقطة جديدة، لأن هناك نقمة كبيرة على بايدن من الرأي العام الاميركي والعالمي، وهناك تململ كبير داخل الحزب الديمقراطي، سينعكس على الانتخابات النصفية التي ستجرى بعد اقل من سنة في الولايات المتحدة، حيث تشير التوقعات الى ان الجمهوريين سيفوزون مجددا بمجلسي النواب والشيوخ اي الكونغرس، الامر الذي سيؤدي الى إحراج بايدن بشكل كبير، وفي حال أتى الفوز مريحاً للجمهوريين، من الممكن ان يطالبوا باستقالة الرئيس التي عادوا للمطالبة بها مجددا بعد أحداث افغانستان. أما عن السياسة الاميركية تجاه لبنان، فأكدت المصادر انها ما زالت نفسها لم تتغير عن عهد ترامب بمعنى الاكتفاء بالمساعدات الانسانية ودعم الجيش اللبناني والبحث مع الدول الحليفة في الحلف الاطلسي وفرنسا عن كيفية تأمين حلّ سياسي للبنان في مرحلة لاحقة. ولكن القرار الاميركي باتخاذ مواقف صارمة تنطلق من القرارات الدولية اي من الـ 1701 الى 1559 لم تحصل بعد وما زالت اميركا بايدن تتلمس الطريق رغم ان هناك ضغطا فاتيكانيا من البابا شخصيا للاهتمام بلبنان.

 

هل تُسأل سوريا عن علم لبنان؟

وكالة الانباء المركزية/الاثنين 06 أيلول 2021

اثر اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء عن وصول نفط ايراني الى بيروت خلال ايام، قصدت السفيرة الأميركية دوروثي شيا قصر بعبدا مبلغة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الولايات المتحدة تبحث عن صيغة تتيح للبنان استجرار الغاز من مصر الى الاردن فلبنان، عبر سوريا، للمساعدة في حل ازمة كهربائه والمحروقات، قبل ان يحط وفد من الكونغرس الاميركي في لبنان ايضا الاسبوع الماضي قائلا ان الاخير ليس مضطرا للتعاون مع ايران نفطيا … هذه المواقف فُسّرت، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، على انها ضوء اخضر اميركي للتواصل مع دمشق رسميا وبحث سبل التعاون بين الدولتين لايصال الغاز من مصر الى لبنان عبر سوريا… قد يكون هذا التفسير في مكانه، لكن جزئيا…ففيما تلفت الى ان الآلية التي اشارت اليها شيا لم تُقرّ او تتضح معالمها بعد، ما يعني ان الوفد الوزاري الى سوريا استعجل هذه الزيارة، تقول المصادر ان واشنطن قد تغض النظر عن تنسيق تقني لا اكثر، على غرارالاجتماع المتوقع انعقاده الاربعاء، حيث يستضيف الاردن وزراء الطاقة المصري والسوري واللبناني، لبحث سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن. عند هذا الحد، شكلا ومضمونا وحضورا، يفترض ان يتوقف التواصل اللبناني الرسمي مع دمشق، ويجب ان ينحصر بهذا الشق التقني لا اكثر… لكن بحسب المصادر، يبدو فريق الممانعة ضحك في سرّه للموقف الاميركي واعتبره اتى “شحمة على فطيرة” سعيه الدؤوب والمستمر لتطبيع العلاقات بين بيروت والشام وتعزيزها وتفعيلها، كعاصمتين شريكتين في محور المقاومة في المنطقة.. والا فكيف يفسّر حج مَن يدورون في فلكه، سريعا الى دمشق ؟! اذ لم يكد الوفد الوزاري-  الذي كان يجب منطقيا، ولإبعاد “الشبهات” السياسية التطبيعية عنه، ان يقتصر على اللواء عباس ابراهيم- يعود منها السبت، حتى قصدها رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان الاحد مع وفد درزي كبير ضمّ الشيخ نصر الدين الغريب والوزير رمزي المشرفية ووئام ّوهاب وصالح الغريب بالإضافة إلى نائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني طارق الداوود وعدد من المشايخ والفاعليات الدرزيّة والمجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني. وخلال اللقاء، أكّد الأسد على “العلاقة اللبنانية- السورية وضرورة انتقالها ممّا كانت عليه إلى علاقة مؤسّسات ومصالح مشتركة”. كما اكد  أنّ “سوريا ستسهّل كلّ ما يخدم الأشقاء اللبنانيين”، مقترحاً فكرة “إقامة مشاريع إنتاجية مشتركة على صعيد الطاقة البديلة”، ومبدياً “استعداد بلاده لوضع بعض أراضيها الشاسعة في خدمة مشاريع مشتركة ومشاريع إنتاجية”. واذ تتوقف عند “الفوقية” في تعاطي الاسد مع الازمة اللبنانية ليس فقط بابداء استعداده للمساعدة فيما شعبه بأمسّ الحاجة للمساعدة، بل ايضا باستقباله وزراء لبنانيين وعدم احترام بروتوكول اللقاءات الدبلوماسية، تسأل المصادر، هل سيُستدعى السفير السوري في بيروت لابلاغه احتجاج لبنان البروتوكولي على تغييب العلم اللبناني عن قاعات  الاجتماعات في الشام، ام لن يفعل لبنان الرسمي لا في بعبدا ولا في قصر بسترس اي شيء تجاه هذه “الاهانة” التي تعكس رغبة دمشق الدفينة الدائمة باستتباع لبنان؟ في عود على بدء، تضيف المصادر، يبدو ان ثمة من يحاول الاستفادة من قبة الباط الاميركية غازيا، لإحياء مشاريع قديمة جديدة دائمة الوجود على أجندته.. لكن حذار الذهاب بعيدا وتجاوز الخطوط الحمر، تتابع المصادر، فواشنطن لن تسكت لا عن تعاون اقتصادي يخرق قانون قيصر بين بيروت والشام، ولا عن سقوط لبنان نهائيا في المحور الايراني…

 

إيران: سنواصل تزويد لبنان بالوقود!

 روسيا اليوم/الاثنين 06 أيلول 2021

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة بأن بلاده ستستمر بتزويد الشعب اللبناني بالوقود ما دام بحاجة إليه. وأضاف خطيب زادة في مؤتمر صحفي حول تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بشأن سفن الوقود الإيرانية إلى لبنان، أن “تدخل الكيان الصهيوني في قضية شراء وبيع بسيطة لمنتوجات يحتاجها الشعب اللبناني بصورة ملحة، مؤشر إلى مدى المؤامرة والمخطط الذي يحيكه هذا الكيان في هذا المجال”. وشدد على انه “مادام الشعب اللبناني بحاجة إلى وقود إيران فان إيران ستواصل هذا المسار في أطره، فلا الكيان الصهيوني ولا أي طرف آخر يمكنه التدخل في هذه التجارة المشروعة”.واشار خطيب زادة الى انه “من الواضح أن هذا الأمر ضرورة للبنان بشكل أساسي لتوفير احتياجاته اليوم والغد”.

 

الخارج يضغط للتأليف… والولادة رهن تدخّل “الحزب”؟

وكالة الانباء المركزية/الاثنين 06 أيلول 2021

لا جديد محليا على خط تشكيل الحكومة، والتخبط سيد الموقف منذ ايام، حيث لم تتمكن الوساطة التي يضطلع بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من خرق جدار الشروط والشروط المضادة المتبادلة بين طرفي التأليف اي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

ازاء هذا الانسداد، تحرّك الخارج من جديد، محذّرا ومنبّها ومستعجلا الحكومة. فهل ستفعل هذه الضغوط فعلها؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن الايام القليلة المقبلة ستظهر نجاحها اوعقمها… امس، سُجّل موقف فرنسي ـ ايراني لافت، حيث أكّد ‏الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ‏ماكرون، على أنّ “إيران تدعم تأليف حكومة لبنانية قوية قادرة على ‏توفير حقوق الشعب اللبناني”. وأشار إلى أنّ “الشعب اللبناني يعاني ‏من العقوبات الاقتصادية، وفي إمكان فرنسا أن تلعب دوراً في رفع ‏هذه العقوبات”، معتبراً “أنّ بذل إيران وفرنسا و”حزب الله” الجهود ‏لتأليف حكومة لبنانية قوية، يمكن أن يكون لمصلحة لبنان”. وأضاف: ‏‏”لن نتردّد قي تقديم كل أنواع المساعدات الانسانية للبنانيين، ‏ومستعدون للتعاون مع فرنسا لتنمية لبنان”.‏ وحسب بيان للرئاسة الايرانية، فإنّ ماكرون “أعرب عن أهمية التعاون ‏الفرنسي- الإيراني مع “حزب الله” اللبناني، لتشكيل حكومة قوية ‏وفاعلة في هذا البلد”.‏

وفق المصادر، فإن هذا الاتصال يشكّل اشارة واضحة الى ان لحزب الله وايران، دورا في عملية التأليف وفي تعطيلها. الضاحية صحيح لا تضع شروطا ومطالب ولا تتدخل في التشكيل، الا ان تفرّجها وإحجامها عن التدخل لدى حلفائها وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يدلان الى ان تأخير الولادة الحكومية يناسب تماما الاجندة الايرانية التي تقضي بإبقاء الحكومة أسيرة كورقة يمكن ان تفاوض عليها طهران في فيينا.

في الاثناء، تردد ان لقاء سيجمع في الساعات القليلة المقبلة، الوزير باسيل الى وفد من حزب الله، وسيعكس هذا التواصل، بحسب المصادر، مدى جدية ايران في تسهيل التأليف ومدى التزام ادارتها الجديدة بتنفيذ ما اشار اليه رئيسها لجهة “مساعدة” لبنان، علما ان الامر نفسه تحدث عنه سلفه الرئيس حسن روحاني، ولم تولد الحكومة حتى الساعة. فالايرانيون معروفون بـ”التقيّة” في السياسة، حيث يعلنون دائما، خلاف ما يضمرون! ولا يمكن في هذا المجال الا التوقف عند تغريدة للنائب جميل السيد امس كتب فيها ” الحكومة إلى النور خلال ٤٨ ساعة؟! خلال ال٢٤ ساعة الماضية جرت أتصالات أميركية رفيعة من واشنطن بالرئيسين لتشكيل الحكومة بأسرع وقت، بالإضافة إلى مسعى فرنسي مكثّف، نتج عن ذلك تفاهم شبه نهائي على حكومة من ثمانية وزراء لكل فريق، إذا صعد الميقاتي غداً أو بعده الى بعبدا، ستولد الحكومة… مبدئياً اللعبة في آخرها، وكل طرف سيحصل على ضماناته، ولاحقاً حديث عن القطبة المخفيّة، والشكر لباخرة السيّد”.

هل استوت طبخة التأليف فعلا؟ اذا أنزل الحزب باسيل عن شجرة مطالبه، ستحقق عجلات ابراهيم الذي زار بعبدا اليوم بعد زيارته بلاتينوم مساء امس، تقدما ملموسا على درب التشكيل، بما يقود ميقاتي الى القصر خلال ايام لتولد الحكومة، والا فإن التخبط سيستمر وسيذهب ميقاتي الى الاعتذار او الاعتكاف…

 

نصف اللبنانيين عاطل عن العمل!

 الوكالة الوطنية للإعلام/الاثنين 06 أيلول 2021

أعلنت وزيرة العمل لميا يمين “ان ما يقارب نصف اللبنانيين أصبحوا عاطلين عن العمل وأن وزارة العمل تتصدى لهذه الظاهرة بنظام التأمين ضد البطالة وتحصيل حقوق المصروفين من العمل”. وقالت:” إن لبنان يرفض ان يرزح تحت وطاة الأزمات الوجودية التي تطاله وهو يعول على أشقائه العرب ليعود إلى سابق ازدهاره ودوره في صناعة الحدث وتصدير الأمل وفي الحفاظ على هويته الحضارية والإنسانية”. ألقت الوزيرة يمين كلمة لبنان أمام مؤتمر العمل العربي المنعقد في دورته الـ47 في القاهرة حيث تترأس وفد أطراف الانتاج الثلاثة الحكومة وأصحاب العمل والعمال. وجاء في كلمة الوزيرة يمين:”بداية، أتوجه بتحية شكر وتقديرٍ الى جمهورية مصر العربية على استضافتها لهذا المؤتمر. والتحية موصولة إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ممثلا بوزير القوى العاملة محمد محمود سعفان لرعايته أعمال هذا المؤتمر في دورته الحالية.

سعادة المدير العام لمنظمة العمل العربية الأستاذ فايز المطيري

“يلتئم مؤتمرنا اليوم في ظل ظروف صعبة تمر بها دولنا وبلداننا كنتيجة للتداعيات الهائلة التي تركتها جائحة كوفيد -19 على مختلف الصعد الصحية والإقتصادية والإجتماعية والتربوية وفي مختلف المجالات الحياتية فاقمها عدم الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي والإضطرابات المختلفة المستمرة منذ عقود والتي ما زالت منطقتنا العربية تعاني منها الى يومنا هذا. لقد وضعتنا جائحة كوفيد 19 دولا ومنظمات مجتمع مدني وهيئات دولية أمام مسؤوليات تاريخية تحتم علينا إحداث تغييرات جذرية في أنماط وسلوكيات العيش والإنتاج والإستهلاك وهذا كله يستوجب القيام بمبادرات مختلفة خصوصا في ما يتعلق بأزمة البطالة وتراجع نسب النمو الإقتصادي في العديد من بلداننا. نأمل من خلال مؤتمرنا هذا مقاربة هذه الأزمات والمشكلات التي تعاني منها مجتمعاتنا واجتراح الحلول بتضافر كل الجهود في إطار التعاون مع منظمة العمل العربية لتحقيق نتائج إيجابية في كل المجالات المتعلقة بالعمل كقيمة انسانية باعتبارها الهدف من كل أطروحات النمو الإقتصادي والتنمية في مجالاتها المختلفة. إن ما جاء في تقرير سعادة المدير العام يمثل مبادرة طموحة ورؤيا شاملة للواقع الإقتصادي والإجتماعي الصعب الذي يعيشه عالمنا العربي وخطة استراتيجية للتنمية المستدامة والتمكين الإقتصادي تتمحور حول الإستخدام الأمثل لرأس المال البشري وحول ريادة الأعمال وتفعيل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز النظام البيئي لأنشطة الأعمال ما يحفز أسواق العمل بمعايير الحداثة ويعزز فرص التنمية في بلداننا ويساهم في تعزيز فرص العمل للملايين من شبابنا المتعلم والكفوء والقادر على الإنخراط الجدي في عملية النهوض الإقتصادي – الإجتماعي بكل مندرجاتها.

مسؤوليتنا كحكومات تكمن في اتخاذ القرارات والتسريع في الإجراءات لتهيئة البيئة المؤسسية والتشريعات وتطوير القوانين وتفعيل العمل المشترك بالتعاون مع منظمتي العمل العربية والدولية لا سيما تفعيل التجارة البينية العربية لرواد الأعمال والعمل على تعزيز فكرة “العناقيد الإقتصادية” لارتباطها المباشر بسلاسل التوريد ما يزيد من قدرة الإقتصادات الوطنية على إيجاد وظائف في القطاعات كافة والعمل على إيجاد كيانات اقتصادية عملاقة عربية تنافس في الأسواق العالمية وعلى تيسير التبادل التجاري بين الدول العربية كما على تحرير تجارة السلع والخدمات العربية المنشأ من كافة أشكال الضرائب والرسوم الجمركية وإنشاء البوابة العربية للمعرفة في أنشطة ريادة الأعمال تمهيدا لقيام السوق العربية الكبرى. ينعقد مؤتمرنا اليوم ولبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة ومديونية عالية أدت الى انهيار العملة الوطنية وتفاقم التضخم المالي وفقدان القدرة الشرائية للمواطنين واستفحال أزمة إمدادات الطاقة التي تشكل عصب الحياة. إضافة إلى تداعيات إنفجار 4 آب 2020 الذي دمر مرفأ بيروت وجزءا كبيرا من عاصمتنا وأدى الى وضع مأسوي وفاجعة إنسانية حقيقية بكل المقاييس بات يعاني منها قسم كبير من اللبنانيين. هذه الأزمات أدت الى إنهيار الإقتصاد اللبناني وإقفال مئات المؤسسات وخسارة الآلاف لوظائفهم وتزايد مخيف لظاهرة البطالة التي قاربت ال50 في المائة والتي أدت إلى إفقار حوالي 60 في المائة من الشعب اللبناني وهجرة الآلاف من الشباب والشابات إلى الخارج. من جهتنا كوزارة عمل حاولنا وما زلنا القيام باجراءات تخفف من وطأة الأزمة حيث تمكنا من التدخل الإيجابي في العديد من قضايا الصرف الجماعي لصالح تأمين حقوق المصروفين، وكذلك في الرقابة على حسن تطبيق قانون العمل ومندرجاته في هذه الظروف العصيبة. وقامت الوزارة إنطلاقا من دورها الريادي بمعالجة أزمات العمل من خلال إجراء المفاوضة الجماعية لمواجهة أزمات قطاعية محددة حيث قامت بالتنسيق بين أصحاب العمل والعمال في مجالات عديدة والقيام بكل ما يلزم مع الحكومة للتخفيف من أزمة القطاعات. ولم توفر الوزارة جهدا في مجال مواجهة الأزمة حيث انفتحت وبقوة على التعاون مع المنظمات الدولية وغير الحكومية في مجالات التدريب والدراسات.إضافة إلى كل هذاعملنا بإشراف منظمة العمل الدولية على مشروع إنشاء نظام تأمين ضد البطالة بعد أن أظهرت الأزمة الحالية الحاجة الماسة لمثل هذه المؤسسة.

هذا إضافة إلى إنجاز مشروع لتعديل قانون العمل اللبناني ليصبح أكثر ملاءمة لأحكام إتفاقيات العمل الدولية والعربية المبرمة وقد أتاح التشريع خلال الأزمة إمكانية وضع نصوص مرنة تتيح مواجهة الظروف وفق أسس الحماية والاستقرار الاجتماعي. إضافة إلى إهتمامنا بوضع العمال الأجانب وتنظيمنا لعقد موحد يكرس حقوقهم وينظم العلاقة بينهم وبين أصحاب العمل. إلا أن صعوبة المرحلة التي يمر بها لبنان ودقتها، والمستوى الذي وصلت إليه الحالة الاقتصادية والاجتماعية جعلت من أدوات العمل المتوفرة، من نصوص ونظم، أدوات غير صالحة بالمطلق لمواجهة الأزمة التي لا شك تستدعي إجتراح الحلول من خارج المنظومة القانونية – الاجتماعية القائمة. وقد واجهنا في هذا الإطار خلو المنظومة القانونية لدينا كما المعايير العربية المتوافرة من أدوات معيارية تتيح للحكومات مواجهة مثل هذه الأوضاع أو تضع بين يديها المسارات المشروعة للمعالجة من دون المساس بالحقوق على المدى الطويل.

إننا نتطلع الى أوثق أواصر التعاون مع منظمة العمل العربية ونؤكد التزامنا بالتوصيات التي سيتم اقرارها كما نؤكد التزامنا الدائم بكل الإتفاقيات التي تم التوقيع عليها في كل المجالات لا سيما في مجال تشريعات ومعايير العمل وفي مجال تعزيز دور المرأة العربية ومكافحة كل أشكال التمييز بين الجنسين ومكافحة عمالة الأطفال وكذلك في مجالات الصحة والسلامة المهنية وأيضا في مجال التأمينات الإجتماعية. ختاما، لا بد من مشاطرتكم أزمات كبرى تثقل كاهل لبنان وتستدعي العمل المشترك والفوري أعني بها مأساة النازحين السوريين وما يعانون منه إنسانيا وإجتماعيا وما يعانيه إقتصادنا بتخطي أعدادهم ثلث الشعب اللبناني وقضية اللاجئين الفلسطينيين التي لا تحل إلا بتطبيق حق عودتهم إلى بلدهم، ثم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعصف بالبلاد والتي كان للعديد من البلدان العربية أياد بيضاء في التخفيف من حدتها واغتنمها فرصة لأشكر جمهورية مصر العربية التي كانت في طليعة دعم لبنان في هذه الأزمنة الصعبة.

أما العدوان الإسرائيلي اليومي على لبنان وخروقاته لسيادتنا البحرية والبرية والجوية فما زال يعيق خلق بيئة عمل آمنة في لبنان عامة وفي جنوبه بشكل خاص. بلدنا يرفض أن يرزح تحت وطأة الأزمات الوجودية التي تطاله ويعول على أشقائه العرب ليعود إلى سابق إزدهاره ودوره الطليعي في صناعة الحداثة وتصدير الأمل وفي الحفاظ على هويته الحضارية والإنسانية”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 6/9/2021

وطنية/الإثنين 06 أيلول 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

يقولون إن التشكيلة الوزارية جاهزة؟

الشعب يقول لماذا لا تعلن الليلة؟

يقولون ان الحكومة ستعلن بعد غد الأربعاء؟

الشعب يقولون لماذا ليس يوم غد؟

يقولون يوم غد عطلة حداد على رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

الشعب يقول سماحة الشيخ النقي المحب لوطنه سيكون مرتاحا ومسرورا بولادة الحكومة.

إذن أن التشكيلة ليست جاهزة وتحتاج الى يومين أو ثلاثة لوضع اللمسات الأخيرة عليها والله يستر.

ومع الإيجابيات المعلنة إعلاميا تراجع سعر الدولار الى ثمانية عشر ألف ليرة لكن الأزمات لم تتراجع لا بل ضغطت أكثر على المواطنين الفقراء الذين باتت نسبتهم اثنين وثمانين في المئة.

الشعب يقول أيضا أين ربع المليار دولار الذي خصص معظمه للمحروقات في حين تتهافت السيارات على المحطات ويباع البنزين في الغالونات بأسعار خيالية.

الشعب يقول أيضا هل ستكفي مادة المازوت في صهاريج بانياس المستشفيات والمؤسسات الضرورية وحتى المولدات في الأبنية والأحياء.

الشعب يسأل أيضا عن الأدوية وعن عدد الذين قضوا بسبب عدم توافر حبة دواء للقلب أو الضغط أو الأنسولين للسكري وماذا عن مرضى السرطان.

في أي حال لا يسع الجميع إلا أن يصدق أن ولادة الحكومة موضوع يومين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "nbn"

غدا يودع لبنان واحدا من كباره... مولانا الشيخ عبد الأمير...

ذاك العلامة العلم... اللبناني المسلم... العربي المقاوم... الجنوبي العاملي... الوحدوي وداعية الحوار والعيش المشترك.

في وداع "مولانا" رثاه رفيق دربه الرئيس نبيه بري بكلمات نابعة من القلب وعاهده مع كل إخوانه في الجهاد وفي الوطن والمواطنية بأن يكونوا كما عهدهم مقاومين عند حدود الوطن وفي الداخل رسل وحدة وحوار وتعايش.

في الشأن السياسي وبإنتظار الخروج من نفق المراوحة إلى رحاب التأليف تسود أجواء مائلة نحو الإيجابية بقرب الولادة الحكومية مع عدم صحة ما يتم تحديده من اوقات لتبصر النور.

الأكيد ان الحرارة عادت إلى خطوط التفاوض خلال الساعات الأخيرة والأكيد أيضا أن اللقاء المقبل بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي سيكون بمثابة بارومتر الإتجاهات.

على مقياس القدرة تم تسجيل هزيمة جديدة للعقل الاسرائيلي وانتصار جديد للعقل الفلسطيني أن تولد الحرية في الشهر الثامن إنها لمعجزة...

في (جلبوع) الإسم العبري لسجن الخزنة الصهيوني حفر ستة أسرى فلسطينيين بإبرة جبلا من قيود السجان والحراسة المشددة والاحتياطات الأمنية... وخرجوا على متن نفق من الظلامة إلى النور بإختصار هي إرادة شعب الجبارين...

العملية شكلت ضربة موجعة جدا للأمن الاسرائيلي وهي تذكر بعملية الهروب من سجن عسقلان والتي وصفت بالعملية الهوليودية نظرا لدقتها وبراعة تخطيطها وشجاعة من قاموا بتنفيذها في حينه.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

وما هربوا، وانما عبروا الى الزمن الفلسطيني الجديد، زمن الحرية الذي تصنعه الارادة والعزيمة الفولاذية...

خرجوا من نفق حفروه بسواعد صبرهم وشدة ذكائهم، فكان التحرر الكبير الذي ادخل العدو في النفق الذي لن يخرج منه الا في مأزق جديد، هو اصعب من سجن جلبوع الذي يعد فخر اجرامه والمسمى بالقلعة الامنية...

عبروا الى الحرية بعد أن كسروا قيد العدو وعنجهيته الامنية، فكانوا ستة ابطال مشوا خطواتهم على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين ، فاشتمت بيسان عطر جهادهم، وسمعت جنين خبط اقدامهم، وقرعت الناصرة اجراسها ابتهالا، ورفعت فصائل المقاومة سيف قدسها لحماية الابطال الستة...

هو انجاز نوعي يشكل صفعة قوية للاحتلال واجراءاته الامنية وفشلا ذريعا لاجهزته الاستخباراتية كما قرأ حزب الله في العملية البطولية، بل هو اخفاق هائل لكل الاجهزة الاسرائيلية بحسب الخبراء الصهاينة الذين وصفوا العملية بالصفعة الكبيرة، ومعتقل جلبوع بالقلعة الامنية الاكثر تحصينا وتجهيزا تكنولوجيا، فتحت ارضه الاسمنتية طبقة فولاذية تستخدم في صناعة دبابات الميركافا، توضع لضمان عدم حفر الانفاق، لكن هؤلاء المجاهدين من سلالة المقاومة نفسها التي اذلت الميركافا وتذل المحتل كل يوم...

في اليوميات اللبنانية انفاق الازمات على حالها، وبصيص الامل الحكومي لم يصل إليه اللبنانيون بتشكيلة مكتملة المواصفات كما تعمد البعض الاشاعة، فيما كان الواقعيون ينتظرون نتائج زيارة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى قصر بعبدا التي جرت عصر اليوم بعد أن كان قد زار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالامس.

وغدا موعد اللبنانيين مع وداع رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى آية الله الشيخ عبد الامير قبلان، الذي سيوارى في ثرى روضة الشهيدين في مأتم شعبي ورسمي يليق بسيرة العلامة الراحل وجهاده الطويل...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

فروا في باطن الأرض فقبضوا على الشمس "وخبوا حريتهم بجيابهم وهربوا ع الضو .. ع الريح.. ع الشمس وعبيادر مضوية ومنسية".

ستة أسرى أسقطوا هيبة إسرائيل في حفرة الصرف الصحي وخرجوا إلى الحرية في عملية هروب نوعية من أرض فلسطينية إلى أرض فلسطينية ومن أشد سجن إجراءات أمنية شيد على أرض بيسان تحول سجن جلبوع بملعقة إلى مهزلةوتلقى معه كيان الاحتلال بكل ترسانة أجهزته الأمنية الضربة القاضية ومن تحت الحزام.

ستة أسرى أقلهم محكوم عليه بمؤبد واحد حفروا نفقا من تحت مغسلة طوله طول بال يوازي سنوات القهر في الأسر أول النفق ظهر من خلف جدار السجان وآخره دخل مؤخرة الاحتلال ومنه انتزع الأسرى حريتهم بأظافرهم.

ستة من فلسطين ولادة الأبطال يمموا وجوههم صوب بيسان وذهبوا مع الحساسين إلى الظلال التي تبكي واستقروا بين الرفوف التي تحلم بالعودة.

وكلما دخلت القضية الفلسطينية في نفق بزغ الأمل من نفق آخر بمعجزة تبشر بالخلاص

لفلسطين شعب محتل بلا دولة لكن، لها سواعد تحفر بالأرض والتراب والصخر لأجل حريتها وللبنان شعب منهار وتتحكم به رؤوس تحفر في الماء فكيف السبيل الى الخروج من هذا النفق؟

الأمر ليس بمستحيل ما دام المسؤولون حولوا البلد إلى " بالوعة " صرف صحي بحجم وطن وما على القيمين إلا أخذ العبرة بالحفر وصولا إلى آخر النفق لتأليف حكومة يستعد فراغها لإتمام عامه الأول وفي معطيات أول الأسبوع ارتفعت موجة تفاؤل من مرصد بعبدا والتقى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي رئيس مجلس النواب نبيه بري كما استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون اللواء عباس ابراهيم.

وقد يكون مصدر التفاؤل اكتسب بعده الداخلي من عودة محركات اللواء والخارجي من دخول فرنسا والولايات المتحدة ومعهما إيران على خط التأليف وذلك باتصال أجرته نائبة وزير الخارجية الاميركية بعون وميقاتي سابقا...

تلاه الاتصال الفرنسي الإيراني أما في البعد الداخلي فالناس ما عادت تصدق موجات الفايبر أوبتك الحكومية والبارقة الوحيدة التي يبنى عليها في الحراك الحكومي نحو التأليف تتمثل في زوايا دورها عباس ابراهيم.

وقد يتبين ذلك من خلال العثور على الوزير الملك بنسخته المسيحية لحل عقدة التأليف أما أجواء الرئيس المكلف فلفتت إلى أن الأمور تراوح مكانها ولا يزال التشاور في مراحل "روحوا وتعوا".

وثمة كلام ومساع وموفدون لكن لا خواتيم وأضافت المعلومات إن عقدة الثلث المعطل لم تحل ونيل الثقة من التيار الوطني غير محسومة وقد ربطت ببرنامج الحكومة لاحقا أو بتوزيع أصوات التيار.

وفي معلومات الجديد أن رئيس التيار الوطني جبران باسيل دخل بقوة على " أخذ المقاسات الحكومية " وهو يتدخل في كل تفصيل ليس مع ميقاتي مباشرة بل عبر وسطاء وأن كل نفي حول هذا التدخل يعد في إطار حال الإنكار القصدي.

والتواصل مع باسيل وميقاتي عبر وسطاء ..تواكبه زيارات مكوكية للخليلين باتجاه الرئيس المكلف وعلى هذه المعلومات انتهى نهار الحفر والتنزيل... لا موعد للمكلف في بعبدا...

ومواعيد الغد هي لمراسم وداع رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ... وفي يوم الأربعاء. .. إما نستعد لتقبل التعازي بالتشكيل وإما "قوموا تنهني"...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

مرة جديدة، فلسطين تدهش العالم. فكأن قضيتها لا تعرف أن تموت. وكلما ظن العالم أنه دحرج الحجر على قبرها، فاجأته حتى قبل اليوم الثالث، بقيامتها من بين الأموات، منتفضة ثائرة حرة. وما نفق الحرية الذي شغل الكرة الأرضية اليوم إلا خير دليل.

فقضايا الحق، لا تخسر… ولو منيت مرحليا بانتكاسات. وقضية فلسطين هي قضية الحق في هذا العالم الظالم، الذي حرم شعبا كاملا حقه في وطن، وشرده في أصقاع الارض، ثم تعجب واستغرب كيف يحفر ستة مساجين الصخر بالإبرة ليرسموا، ليس فقط طريقهم إلى النجاة من السجن، بل درب شعب كامل نحو الحياة ولكن، من قال إن فلسطين وحدها تدهش العالم؟ فنحن في لبنان ايضا قادرون على ذلك. واليوم، فعلناها من جديد. فمرة جديدة أدهش بعض سياسيينا العالم، أقله حتى اللحظة، وفي انتظار تطور جديد حاسم، بعدم إنجاز تشكيل حكومية يحفر الحريصون عليها، كل تفاصيلها، التي أين منها قساوة الصخر، بالإبرة.

غير أن ما سبق لا يعني إطلاقا أن بارقة الأمل الحكومية قد أجهضت. فالاتصالات مستمرة، وما بقي قليل جدا. وإذا كانت هناك نية فعلية للتشكيل، يمكن اجتراح الحلول، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة مفتاحها كان، وهو اليوم، وسيبقى، ثلاثية الدستور والميثاق ووحدة المعايير. فلننتظر ونر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

حين يستدعى أمين عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكيه إلى قصر بعبدا ليتلو مرسوم تشكيل الحكومة، عندها، وعندها فقط، يجوز القول: تشكلت الحكومة.

ما دون ذلك، وما قبل ذلك، تفاؤل قد يصل إلى الذروة، وتشاؤم قد يصل إلى القعر، وتحليلات ولوائح واسماء وتوزير، وفجأة ينهار كل شيء.

هذه المرة، التفاؤل يطغى على التشاؤم، و"عصفورة" التسريبات أو المعلومات تتحدث عن أن ولادة الحكومة اقتربت، وأن يوم الولادة سيكون الأربعاء بدلا من غد الثلاثاء المصادف يوم الحداد على الشيخ عبد الأمير قبلان.

إذا، ثمان واربعون ساعة من حبس الأنفاس، إلى حين إخراج الحكومة من عنق الزجاجة.

وقبل الأربعاء، مازالت الحكومة في عنق الزجاجة، وعادت العقدة الدهرية المتمثلة بوزارتي الإقتصاد والشؤون الاجتماعية إلى الواجهة، وفي المحصلة حتى الساعة: الفول مازال بعيدا عن المكيول.

وفي التشكيلة عالقة، فإن الكثير من الملفات مازالت عالقة بدورها: من ملف المحروقات حيث طوابير الذل أصبحت مشهدا يوميا ممجوجا إلى ملف البطاقة التمويلية التي تنطلق آليتها بعد غد الأربعاء. ومن هذا الملف نبدأ...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

هل تولد الحكومة المنتظرة منذ ثلاثة عشر شهرا في اليومين المقبلين، ام ان كل ما يقال ويتردد مجرد زوبعة في فنجان؟ من يتابع التصريحات العلنية ويرصد الاجواء السياسية يشعر بنوع من التفاؤل.

فالاجواء تغيرت كليا بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيسين الفرنسي والايراني.

قبل الاتصال كان السؤال الاساسي المطروح: ماذا سيفعل رئيس الحكومة المكلف بعد اصطدامه بالجدار المسدود: هل يعتذر ام يعتكف؟ اما بعد الاتصال فصار السؤال: متى تولد الحكومة: غدا او بعد غد؟ هكذا مرة جديدة يثبت الزعماء السياسيون انهم خبراء في رهن القرار اللبناني للخارج.

اذ اليس مهينا للبنان واللبنانيين ان يحدد اتصال بين رئيس فرنسا وايران مسار تشكيل حكومة في لبنان؟ ثم: اساسا ما دخل ايران؟ الم يردد مسؤولوها منذ ثلاثة عشر شهرا ان لا دخل لهم بعرقلة التشكيل، وانهم مع تأليف حكومة اليوم قبل الغد؟ فلماذا اذا اتصل ايمانويل ماكرون بابراهيم رئيسي وكيف صار الموقف الايراني اساسيا في عملية التشكيل؟ وفي النتيجة من نصدق: التصريحات العلنية الايرانية ام الاتصالات السرية بين ماكرون ورئيسي؟

على رغم التفاؤل بقرب التشكيل، الحذر واجب، وخصوصا ان التجارب السابقة لا تطمئن.

فمرات عدة منذ سنة كاد التأليف يقترب من نهايته، ومن ثم تأتي مفاجآت اللحظة الاخيرة لتقلب الامور رأسا على عقب. ولعل التوصيف الافضل للوضع الراهن، هو ان الحكومة المنتظرة ستتشكل... الا اذا.

وال "الا اذا" هنا تـتضمن قائمة طويلة من العراقيل والعقبات.

فهل رئيس الجمهورية في وارد التخلي مجانا عن الثلث المعطل وعن وزارة الاقتصاد لمصلحة ميقاتي؟ وما حقيقة ما تردد مساء من ان عون طرح شروطا جديدة منها ان تكون نيابة رئاسة الحكومة من حصته بعدما كانت من حصة الحزب السوري القومي، وذلك لقاء تنازلـه عن وزراة الاقتصاد؟

واخيرا لا اخر: ماذا عن موقف الدول المعنية بلبنان غير فرنسا وايران؟

وتحديدا اكثر ماذا عن الموقف العربي، وهل صار المحور العربي المتمثل خصوصا بالسعودية والخليج ومصر في وارد القبول بحكومة عرابها الاساسي الجمهورية الاسلامية في ايران؟

توازيا، معاناة الناس على حالها, طوابير البنزين اليوم حولت اتوسترادات وشوراع كثيرة في العاصمة والمناطق مرأبا كبيرا للسيارات.

كل هذا يحصل فيما الرؤساء منشغلون بالحصص، والوزراء مستقيلون حتى من تصريف الاعمال ، والنواب غائبون الا عن الكلام غير المجدي.

مع ذلك ايها اللبنانيون ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن!

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 6 ايلول 2021

وطنية/الإثنين 06 أيلول 2021

صحيفة البناء

ـ خفايا

قال مرجع سياسي على صلة بالمسار الحكومي إنّ اتصالات دبلوماسية غربية جرت مع المعنيين بملف التأليف ‏تحمل رسائل عواصم دول كبرى بضرورة العمل لتذليل ما تبقى من عقد أمام ولادة الحكومة مستغربة ما تمّ ‏تسريبه عن مفهوم جديد للحكومة يعيد المسار الى نقطة الصفر

ـ كواليس

لفت دبلوماسي أوروبي إلى كلام وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف حول الصراع بين طالبان ومعارضة ‏جماعة النظام السابق، الذي رسم معادلة دعوة المعارضة لقبول تسوية حكومية بشروط منخفضة يشكل رفضها ‏مبرّراً لطالبان للحسم العسكري، وما يعنيه إقفال حدود طاجكستان أمام المعارضة

صحيفة الجمهورية

ـ تتخوّف أكثر من جهة سياسية من تدهور الأمور الى حد مطالبة المواطنين بالأمن الذاتي أو فرضه.

ـ يقوم بعض الموظفين بأعمال غب الطلب للمواطنين نتيجة إضراب موظفي القطاعات الرسمية.

ـ لمس زوار الفاتيكان عدم ارتياح الكرسي الرسولي لما يحصل في لبنان، وان المسؤولين ليسوا على مستوى ‏التطورات التي تعصف بلبنان والمنطقة.

صحيفة اللواء

ـ إنتقد قطب رسمي بارز التباطؤ في الإستفادة من الأجواء الإيجابية لمحادثات الوفد الأميركي، وأبدى خشيته من ‏تضييع فرصة "التسهيلات" التي أعلنها رئيس الوفد قبل مغادرته بيروت!

ـ لم تفلح المساعي التي بُذلت على أكثر من صعيد لإصلاح ذات البيْن بين شخصية وزارية بارزة ومدير عام وزارة ‏حساسة بسبب محاولات تطويق صلاحيات الثاني!

ـ أكد زوار مرجع كبير نيّة إجراء تشكيلات شاملة وإعفاء بعض كبار الموظفين من مسؤولياتهم خلال السنة ‏الأخيرة من ولاية العهد الحالي!

صحيفة النهار

ـ يتحدث احد الوزراء السابقين أمام ضيوفه أن الأفرقاء جميعهم سيتفقون على عدم اجراء الانتخابات النيابية لأن لا ‏مصلحة لأكثرهم في إجرائها.

ـ يؤكد أحد النواب المطّلعين أن لا حكومة في الأفق ولا تكليف لأحد بعد الاعتذار والبلد يمكن أن يذهب إلى خراب.

ـ تتساءل أوساط متابعة عن دوافع زيارة القيادات الدرزية الحليفة لدمشق للرئيس السوري بشار الأسد لتهنئته بعد ‏التجديد له، والبحث في ما يجري في جبل العرب.

ـ يُنقل أن عدد طلبات المعلمين والمعلمات اللبنانيين المقدم إلى مدارس في دول خليجية وعربية وصل إلى أرقام ‏مذهلة؟

صحيفة نداء الوطن

ـ غابت عظة البطريرك الراعي أمس الأحد بسبب مغادرته لبنان الى هنغاريا للمشاركة في مؤتمر القربان المقدس ‏وستستمر الزيارة لأسبوع وسيلتقي الراعي بمسؤولين "رفيعي المستوى" على هامش هذا المؤتمر.

ـ يشكو اساتذة الجامعة اللبنانية من عرقلة وانتقائية وتأخر وزارة التربية في التصديق على قرارات مجلس ‏الجامعة، مما يعطل استحصالهم على الافادات والوثائق اللازمة للاشراف العلمي في الجامعات الخاصة على نحو ‏يفاقم ازمتهم المعيشية.

ـ لوحظ ان الاشكالات الامنية في الجنوب اللبناني قد توقفت بعد الرسالة الحاسمة التي وجهها رئيس المجلس ‏النيابي في المجلس المركزي لـ"حركة امل" الى بعض المتفلتين والطارئين على الحركة.

صحيفة الأنباء

*جسّ نبض

طرح انقاذي لم يأخذ حيّزا كبيرا من النقاش كما لو كان جسّ نبض.

*قرار محسوم

قرار مالي تم التداول به بات شبه محسوم بانتظار صدوره رسمياً.

 

تعليق على خطاب سمير جعجع/ليس مهما" ما يقوله المرء، بل ما يفعله!

د. توفيق هندي/فايسبوك/06 أيلول/2021

١) بعض المواقف قد تكون في محلها، ولا سيما بالنسبة لحزب الله. غير أنها أتت متأخرة جدا" وأضاعت فرصا" ثمينة" كانت متوافرة منذ عدة سنوات لسلوك مسارات كانت ممكنة للتصدي للإحتلال الإيراني والطبقة السياسية المارقة القاتلة الخاضعة له.

٢) وفِي كلام الدكتور جعجع، جاء الأسف عن إنتخاب عون مترافقا" مع فظاعة تداعياته. ولم يتطرق جعجع إلى خطء جسيم آخر لا يزال متمسك به، ألا وهو قانون الإنتخاب الذي أمن لحزب الله الأغلبية النيابية.

٣) بكل موضوعية، أقول أن أي مسؤول إرتكب خطء" إستراتيجيا" مميتا"، حتى لو كانت نيته حسنة (إنما إرتكب خطء" فظيعا" تجاه حزبه وبلده وشعبه) عليه أن يتحلى بالجرأة وأن يتنحى عن مسؤولياته كافة وأن يعتزل السياسة، وأن يتصرف كما في البلدان المتقدمة وليس كما في بلدان العالم الثالث.

٤) لا يزال يطرح خارطة الطريق نفسها (إعادة إنتاج السلطة إستنادا" على إنتخابات نيابية مبكرة) التي لن تجدي نفعا" في ظل سلاح حزب الله وفِي ظل حالة اللادولة التي يعيشها لبنان. فالدكتور جعجع يعلم أكثر من غيره أن المكون الرئيسي لأي ميزان قوى هو المكون العسكري -الأمني وليس السياسي أو الإنتخابي أو

لذا، المطالبة والنضال من أجل تنفيذ القرارات ١٥٥٩ و١٦٨٠ و١٧٠٠١ بوضعهم تحت الفصل السابع هو الوسيلة الرئيسيّة لخلاص لبنان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية  

الكشف على مستودعات الصقر!

ليبانون ديبايت/الاثنين 06 أيلول 2021

عَلِمَ ليبانون ديبايت أن "كُلًّا من النائب العام الإستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، قاضي التحقيق الأول في البقاع أماني سلامة،رئيس شعبة المعلومات في زحلة العقيد طوني صليبا ومحامي إبراهيم الصقر جورج خوري، يقومون في هذه الأثناء بالكشف على مستودعات "الصقر" للتأكّد من مدى خطورتها على السلامة العامّة والمنطقة المُحيطة بها".

 

البنزين الإيراني على محك المواصفات: مطابق أم غير مطابق؟

 وكالة الانباء المركزية/الاثنين 06 أيلول 2021

فيما الأنظار شاخصة إلى الاجتماع الثلاثي المرتقب بعد غد الأربعاء بين وزراء النفط والطاقة في كل من لبنان ومصر والأردن للبحث في آلية استقدام الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، تنحبس الأنفاس ترقباً لدخول المازوت الإيراني إلى لبنان ثم شحنات البنزين التي وعدت بها إيران “حزب الله” لرفده بالدعم في ظل أزمة المحروقات المستفحلة في لبنان. الخبر قد يُثلج صدر الحزب وأنصاره، لكنه يثير مخاوف كبيرة لدى غالبية اللبنانيين من ألا يكون بالجودة المطلوبة وبالتالي غير مطابق للمواصفات المعمول بها في لبنان، وأن تكون مادة الأوكتان فيه أقل من المطلوب أي 91 بدل 95 أو 98 أوكتان، على غرار البنزين الإيراني الذي دخل فنزويلا أخيراً وكان ذات نوعية رديئة وأدّى إلى ما أدى إليه من أضرار تقنية… فبدل أن “يكحّلها عماها”. إذ سبق أن كشف خبير نفط  فنزويلي أن بلاده “توقفت عن استخدام البنزين الإيراني بعدما تبيّن لها أنه غير صالح، في حين تقاضت إيران مقابل شحنتَي البنزين كمية من ذهب فنزويلا”… فهل سيتكرّر الأمر مع لبنان؟! خصوصاً أن إيران لن تُرسل المحروقات مجاناً لمساعدة لبنان، بل ستقبض ثمنه في المقابل. فهي لم تعتَد يوماً على تقديم أي مساعدة مجانيّة إلا لأذرِعها العسكرية، فعلى سبيل المثال سبق ومدّت المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” بالصواريخ بهدف خلق معادلة رَدع مع إسرائيل، وهنا تساءلت أوساط معارِضة في السياق “لو أرسلت إيران هذه الصواريخ إلى الجيش اللبناني كهِبة ومساعدة، ألم يكن قادراً على خلق معادلة الرّدع مع إسرائيل؟!”. وذكّرت الأوساط بأن حزب الله “بفضل فائض القوة لديه أحكم القبض على الدولة بكل مقوّماتها: فهو يتحكّم بالمرافق والمرافئ الجويّة والبريّة والبحريّة، وبشبكة الاتصالات، وبالصحة عبر إرسال الدواء الإيراني، وبالنفط عبر تخصيص لبنان بالمحروقات الإيرانية، وبالمال عبر القرض الحسن، وبالاقتصاد عبر السِلع الإيرانية وبالأمن عبر صواريخه وسلاحه وتنظيمه العسكري”. هذه الوقائع تدفع إلى السؤال الآتي “هل البنزين والمازوت الإيرانيان صالحان للاستعمال في لبنان؟ أم أنهما أحد الأبواب التي تُطل منها إيران لدعم “حزب الله” في لبنان سياسياً ومعنوياً…؟”. خبيرة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هاتانيان أوضحت لـ”المركزية” أن “نوعية البنزين الإيراني الذي سيدخل لبنان، غير معروفة لغاية الآن، ومجرّد أن هذه الشحنة لم تدخل بالطرق والمعابر الشرعية وبالتالي لم تخضع للفحوصات اللازمة، فلا مجال بتاتاً لمعرفة نوعيّة هذا البنزين الذي دخل السوق اللبنانية”. ولفتت إلى أن “إيران قد تكون أرسلت نوعية جيدة أو أقل جودة، وما حصل سابقاً مع فنزويلا هو الدليل الأبرز إلى ذلك، حيث دخلت أراضيها ثلاث بواحر محمّلة كميات من البنزين الإيراني ذات نوعية رديئة ما ألحق أضراراً كبيرة بالسيارات وغيرها… ثم عادت وأرسلت إليها في وقت لاحق شحنات بنزين بنوعية أفضل”. وتابعت: لذلك من غير الممكن معرفة نوعية البنزين الإيراني الذي دخل الأراضي اللبنانية، إلا في حال طرأت حوادث تقنية تُظهر رداءة نوعيّته كما حصل تماماً في فنزويلا. وفي طبيعة الحال “هناك وقت لوصول شحنات البنزين الإيراني، إذ أننا في انتظار وصول باخرة المازوت أولاً” على حدّ تعبيرها. وشرحت هاتانيان في السياق، أن “البواخر التي تحدث عنها الحزب ستكون محمّلة بالمازوت وليس بالنفط الخام، لأنه سبق وأعلن نصرالله في إطلالاته أنه سيستقدم البنزين من إيران ثم تحدث عن استقدام بواخر مازوت، وبالتالي هو مادة مكرّرة مثل المازوت الذي يدخل لبنان عبر الشركات الخاصة، ما يمهّد لاستخدامه لزوم المولدات الكهربائية الخاصة، وذلك بهدف حلحلة أزمة الكهرباء”. وذكّرت بأن “المشكلة تكمن في أن قطاع النفط والغاز الإيراني يخضع لعقوبات، وكل مَن يتعامل مع إيران في هذا المجال ستطاوله العقوبات حتماً، والدليل أنه فور وضع قانون العقوبات على إيران حيّز التنفيذ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، قررت شركة توتال الفرنسية الانسحاب من إيران تجنباً لتلك العقوبات”.

 

باسيل بدأ إتصالاته مع مكاتب محاماة أميركية... ما القصّة؟

الشرق الاوسط/الاثنين 06 أيلول 2021

علمت "الشرق الأوسط" أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بدأ اتصالات مع مكاتب محاماة أميركية لبحث موضوع الاعتراض على العقوبات التي فرضتها عليه وزارة الخزانة الأميركية. علماً بأن رفع العقوبات عن الأشخاص المدرجين على لوائح الوزارة، كما في حالته، عملية معقدة ولا تتم من دون أدلة كافية لفرض العقوبات أو رفعها. وكانت لدى واشنطن «أدلة كافية ودامغة» في حالة باسيل، كما أعلن في حينه.  ويعطي القانون الأميركي للمتضررين الحق قانوناً بمعارضة هذا التدبير أمام المحاكم الأميركية، لكن هذا معناه أن الأدلة والوثائق التي استند إليها ستصبح «عامة» وقابلة للنشر.

 

ما قاله الأسد أمام الوفد الدرزي… وما كرّسته الزيارة

أم تي في/الاثنين 06 أيلول 2021     

تحمل زيارة الوفد الدرزي اللبناني الى دمشق ولقاؤه الرئيس السوري بشار الأسد دلالاتٍ عدّة يجدر التوقف عندها. كرّست هذه الزيارة تميّز علاقة النائب طلال ارسلان، الذي ترأس الوفد وأعدّ لهذه الزيارة منذ أشهر، بالرئيس السوري، خصوصاً أنّها فريدة من نوعها على أكثر من صعيد. وكان أرسلان السياسي اللبناني الوحيد الذي استقبله الأسد علناً، منذ فترة طويلة، وهو، وفق معلومات موقع mtv، عقد خلوةً أمس مع الأسد قبيل وصول الوفد. وفي وقتٍ يغيب الكثير من السياسيّين عن زيارة دمشق أو التواصل العلني مع الأسد، نجح أرسلان، في لحظة هدنة مع وليد جنبلاط، بأن يصحب معه وفداً درزيّاً يكاد يكون جامعاً لغير الجنبلاطيّين، سياسيّين ورجال دين، وقد استمع هؤلاء لإشادة الأسد به وبوفائه. وتشير المعلومات الى أنّ الرئيس السوري أكد خلال اللقاء أنّه يتغاضى في هذه المرحلة عن كلّ إساءة لسوريا مصدرها لبنان، كاشفاً أنّه أعطى إيعازاً للمسؤولين والوزراء السوريّين لتقديم التسهيلات التي يحتاجها لبنان. كذلك، كشف الأسد عن تواصل تقوم به دولٌ عربيّة عدّة، عمر بعضه سنوات، مع سوريا من دون أن تعلن هذه الدول عن هذا التواصل. وهو ركّز في كلمته على الوفاء، خصوصاً من قبل فئة من اللبنانيّين، تجاه سوريا. وقال: "ما أسّسه التاريخ والجغرافيا لا أحد يمكنه تغييره". إشارة الى أنّ اللقاء مع الأسد تخلّلته مداخلات لأعضاء في الوفد، وانتهى بالتقاط صور لهم مع الرئيس السوري. في حين بات أرسلان ليلته في دمشق التي يعود منها اليوم.

 

تفاؤلٌ حكوميّ... والدخان الأبيض الأربعاء؟

أم تي في/الاثنين 06 أيلول 2021     

ساد جوّ تفاؤلي أخيراً بشأن الملفّ الحكومي، بعد أن كانت الصّورة سوداوية. وأشارت المصادر للـmtv إلى أنّ الأجواء إيجابيّة. ونقلاً عن مصادر الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، لفتت المعلومات إلى أنّ هنري خوري سيتولّى حقيبة "العدل"، بسام المولوي "الداخلية"، وزارة الشؤون الاجتماعية من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون، حقيبة الاقتصاد لسنّي من حصة ميقاتي، "الطاقة" لرئيس الجمهورية وستُسند إلى وليد فياض، أما حصّة "المردة" فهي "الأشغال" و"الإعلام." كذلك، استبعد مصدر مطّلع عبر الـmtv ولادة الحكومة غداً بسبب الحداد، مشيراً إلى أنّها قد تتأجل إلى الأربعاء.

 

مبنى مهجور بداخله اسلحة حربية ورمانات يدوية

وطنية/الاثنين 06 أيلول 2021

صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه البيان الآتي: دهمت دورية من الجيش بتاريخ 6 /9 /2021 مبنى مهجوراً في منطقة سوق السمك - طرابلس وضبطت كمية من الأسلحة الحربية والذخائر العائدة لها، بالإضافة إلى 4 رمانات يدوية دفاعية. سلمت المضبوطات وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.

 

بعد الـ3900 ليرة... على ايّ رقم سترسو السحوبات؟

وكالة "المركزية/الاثنين 06 أيلول 2021

"لن تعترض المصارف على رفع سعر صرف السحوبات من ٣٩٠٠ ليرة للدولار الواحد إلى مستوى أعلى، إذا تمت معالجة مشكلة التضخم بالليرة وتجنّب ارتفاع الدولار المتأتي منها". هذا ما أكدته مصادر مصرفية لـ"المركزية"، شارحة أن هذه الفكرة طُرحت بعد الاجتماع الذي عقدته لجنة المال النيابية  الخميس الماضي بحضور رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير وممثل عن مصرف لبنان، باعتبار ان التعميم رقم ١٥١ ينتهي  في نهاية ايلول الحالي، ويحتاج الى تعديل خصوصاً مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية ليصل الى حوالى ٢٠ ألف دولار اميركي، مما يعني عملية "هيركات" بنسبة ٨٥ في المئة على الاموال المودَعة بالدولار في المصارف. واعتبرت المصادر ان "مصرف لبنان هو مَن يقرر ما إذا كان يريد الاستمرار في تمديد هذا التعميم عند هذا السعر، او تعديله الى سعر أعلى يحدّده هو وليس أحد سواه، وإن كانت هناك معلومات تلمّح إلى أن التعديل وارد لدى مصرف لبنان الذي عليه درس كل الاحتمالات السلبية المتأتية من تعديل التعميم، لا سيما بالنسبة إلى زيادة حجم الكتلة النقدية التي يحاول البنك  المركزي لجمها من خلال "الكوتا بالليرة " المعطاة للمصارف التي تسبّبت في اتهامه بمحاولته تجفيف استعمالها وقد تجاوزت الـ ٣٨ ألف مليار ليرة حالياً، أو من خلال تأثير ذلك على سعر صرف الدولار".

واستغربت "استمرار اتهام المصارف بعرقلة أي عملية مصرفية، فيما سارعت هذه المصارف الى تأييد مصرف لبنان بالتعميم ١٥٨والقاضي بتسديد ٤٠٠ دولار نقداً للمودعين والمبلغ ذاته بالعملة اللبنانية على منصة صرف ١٢ ألف ليرة للدولار"، مبدية تخوفها "من انتقال بعض المودعين الى اعتماد التعميم ١٥١".

ويأتي الحديث عن التعديل في ضوء رفع الدعم نهاية ايلول الحالي وبالتالي فإن هذا التعديل قد يساهم في تخفيف وطأة إلغاء الدعم على صغار المودعين، علماً ان رفع سقوف السحوبات لم يتم حتى الان وإن كان البعض يتحدث عن ١٠ آلاف أو ٨ آلاف و٦٥٠٠ ليرة للدولار... ولعل الايام المقبلة ستحدد الخيارات التي سيتخذها مصرف لبنان في الايام القليلة المقبلة.

 

العراق يثني على دور اللواء ابراهيم

أخبار اليوم/الاثنين 06 أيلول 2021

في معلومات خاصة لوكالة "أخبار اليوم" ان مصادر حكومية عراقية قد أثنت على الدور الذي قام به مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم في إتمام عملية تأمين النفط العراقي لمعامل الكهرباء اللبنانية. وذكرت المصادر ان ابراهيم تابع هذه العملية خطوة بخطوة منذ بدايتها، واضعا مصالح اللبنانيين فوق كل اعتبار.

 

إضراب المحامين… تداعيات وخيمة واعتراضات غير معلنة

وكالة الانباء المركزية/الاثنين 06 أيلول 2021

“في ظل الإمعان في تجاهل مطالب المحامين وتصحيح الواقع القضائي والتصرفات الشاذة المتمادية بحقهم، وفي ظل التدهور الدراماتيكي الخطير على المستويات كافة…أعلن عن بدء انتفاضة المحامين الكبرى ولا احد يلومنا اذا اقفلنا جميع قصور العدل”. قالها نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف خلال اللقاء العام للمحامين في قصر العدل في بيروت في 28 أيار الماضي ، وفعلها على خلفيّة الاعتداء على المحامي رامي عليق ومخالفة الإجراءات القانونية المنصوص عنها في المادة 79 من قانون تنظيم مهنة المحاماة وبسائر النصوص القانونية والتعاميم الصادرة عن النيابة العامة التمييزية المُلزِمة للقضاء وللأجهزة الأمنية، في أيّ إجراء يُتخذ بحقّ أيّ محامٍ، لناحية القرار الصادر عن قاضي التحقيق الأول الّذي منع فيه عليق من مزاولة المهنة، في حين أن نقابة المحامين اعتبرت أن هذا من صلب اختصاصها. ولاحقا انضمت النقابة في الشمال إلى هذه الإنتفاضة لتحقيق المطالب المتمثلة بإنتظام العمل القضائي وتفعيله .

أربعة أشهر مرت على إضراب المحامين و الواضح أن شعار “الحفاظ على حقوق المحامين” تحول إلى “ذريعة” لعرقلة العديد من الملفّات إضافة الى أمور حياتية أساسيّة باتت تمسّ لقمة عيش المحامي!. المحامي نبيل منوال يونس الذي أعلن رفضه الإلتزام بالإضراب وليس الإعتراض عليه، واستدعي إلى التحقيق من دون أن يصدر قرار في حقه حتى اللحظة، أعلن عبر “المركزية” أن غالبية أعضاء مجلس النقابة هم ضد الإضراب. لكنهم لم يقدموا على أية خطوة فاعلة ولم يطرحوا الأمر على التصويت. فاقتصرالإعتراض على التصاريح والخطابات ولم تُثمر النوايا عن أية جدوى. والنتيجة 12 ألف محام لا يزاولون مهنتهم التزاما بقرار النقيب”. يونس الذي شدد على عبارة “غير ملتزم، وليس ضده” لفت إلى أن ” الإضراب حق شخصي يُمارس جماعياً وضمن حرية الإلتزام أو عدم الإلتزام به. وهناك موجب تنفيذ الوكالة وله الأولوية على الإلتزام بتنفيذ القرار الصادر عن مجلس نقابة المحامين. وعليه تقدمت بدعاوى ومراجعات لأن القانون لا يلزم المحامين بالإضراب”. إذا سلمنا أن قرار النقيب خلف بإلزام المحامين بالإضراب غير شرعي فما الذي يحول دون اعتراضهم؟ يجيب يونس:”هناك خوف من أن يتم تحويلهم الى المجلس التأديبي .أنا مثلا استُدعيت إلى التحقيق بهدف ممارسة الضغوطات والتراجع عن موقفي، وحتى اللحظة لم يصدر القرار علماً أنه لا يستلزم أية إجراءات أو حضور هيئة”. ويضيف:” اللافت أن الشعارات التي رفعت منذ 28 أيار الماضي تشعّبت وتبدّلت مع الزمن لتتحول إلى تصحيح العلاقة بين جسم القضاء والمحامين، ولاحقا تم رفع شعارالضغط لتحقيق استقلالية القضاء وأخيرا وليس آخرا، “القضاء في خطر” وصولا إلى نية النقيب التوجه نحو الأمم المتحدة”. وهنا المفارقة. ففي وقت يعلن النقيب قرارا بالإضراب احتجاجا على ممارسات القضاء مع المحامين، ترانا نرفع شعارات تنادي باستقلاليته. وفي هذه الحال كان يفترض التوجه إلى مجلس النواب وليس إعلان نقابة المحامين الإضراب”.

لا يخفي يونس تداعيات استمرار إضراب المحامين على شخص المحامي ولقمة عيشه وعلى الإقتصاد اللبناني نتيجة توقف مرفق العدالة والأهم من ذلك توقف الجلسات لعدد كبير من الموقوفين والسجناء في وقت تكتظ فيه السجون اللبنانية بالموقوفين والسجناء الصادرة في حقهم أحكام قضائية، وفي ظل انتشار الأوبئة”. ولفت إلى أن مطالب النقابة لا يمكن تحقيقها إلا ضمن أجواء إيجابية واستنادا إلى دراسات واستصدار نصوص تنظيمية وليس بشعارات خطابية ودراماتيكية”. وردا على سؤال حول حقيقة مطالب الإضراب أجاب:” أعتقد أن ما يريده النقيب خلف غير المعلن عنه. فالأكثرية الساحقة من المحامين ضد الإضراب لكن من كسروا قرار الإلتزام به هم قلّة خوفا من الإحالة إلى المجلس التأديبي. من هنا أرجح أن يستمر الإضراب إلا إذا دوّت صرخة من داخل المجلس بعدم الإلتزام بالإضراب وبمزاولة العمل تنفيذاً لموجبهم تجاه موكليهم.فإما أن يمارس المحامي وكالته أو يعتزلها. وختم يونس:” التجربة التي تمر بها النقابة تشكل سابقة في تاريخ النقابة منذ تأسيسها. لكنها أكبر من أن يطفئ شعلتها إضراب “.

 

نقابة المعلمين أعلنت مقاطعة التدريس وتلبية الدعوة الى يوم الغضب

وطنية/الاثنين 06 أيلول 2021

عقد المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين مؤتمرا صحافيا في مقر النقابية في العدلية أعلن فيه موقف النقابة من "بدء السنة الدراسية وشروط العودة إلى المدارس". وتلا النقيب رودولف عبود بيانا استهله بتقديم "التعزية الحارة بفقدان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الوطني الباحث والمؤلف والتربوي بامتياز الامام الشيخ عبد الامير قبلان رحمة الله عليه والعزاء لعائلته ولنا ولكل اللبنانيين"، وقال: "في خضم الأزمات الكبرى، نستذكر فقيد النقابة والمعلمين والتربويين ، الامين العام للمجلس التنفيذي الاستاذ وليد جرادي اسكنه الله فسيح جناته". وتوجه الى المعلمين والمعلمات: "تحية لكم على صبركم وصمودكم على رغم ما تكبدتموه في العام الدراسي المنصرم. تتفاقم الازمات الاقتصادية والمالية يوما بعد يوم. ويدفع ثمنها اصحاب الدخل المحدود عموما، والمعلمون بينهم خصوصا. وقد دفعت هذه الأزمة غير المسبوقة بآلاف المعلمين الى هجرة القطاع التربوي أو هجرة الوطن بحثا عن فرصة عمل تلبي بعض حاجات العيش الطبيعي". وأضاف: "نسمع وعودا وكلاما معسولا من بعض القيمين على المدارس الخاصة، وفي الوقت عينه نقرأ مشاريع قوانين تلغي مكتسبات المعلمين القانونية، يكتب محامو المدارس الذين لا يفقهون شيئا من الإنسانية ولا يعرفون شيئا عن نضالات المعلمين وعرقهم ودموعهم وحتى دمائهم التي ذرفت لتحصيل تلك المكتسبات ولتوفير بعضاً من الحماية لهم.حتى كلامهم المعسول لا قيمة تنفيذية له، لأن قرار المسؤولين المدنيين والدينيين الكبار هو بعدم انصاف المعلمين".

وتابع: "منذ 4 أعوام، لم نأل جهدا، زملائي وانا، ولم نترك سلطة إلا وحاولنا التحاور معها لإحقاق الحق واسترداد الحقوق المهدورة. كانوا يعدون ويكررون كلامهم الممجوج عن حقوق المعلمين المقدسة، ولكن وعودهم كانت ولا تزال تذهب أدراج الرياح. وسنبقى نحاول ونسعى حتى النهاية لتحصيل الحقوق التي هدرت على ادراج الطمع والانانية وباستهتار غير مسبوق، وخبث في التعامل مع مواضيع حساسة وجوهرية بهذا الحجم.

ولأنهم يتصرفون على أنهم فوق القوانين، ولأن من كان من واجبه ثنيهم عن غيهم وارغامهم على تطبيق القانون قد تواطأ معهم، وتغافل عن أداء دوره، استمروا في مخالفتهم لأبسط المبادئ الإنسانية فنكلوا بالمعلمين حتى بعد نهاية خدمتهم، أو بالأحرى حتى بعد دفعهم بالقوة والبطش الى إنهائها باكرا وحرموا من تقاعد بينهم حقوقه في القانون 46 وفي الدرجات الست، وما زالت المعاناة مستمرة على رغم المحاولات المتكررة والمرهقة لممثلي النقابة في مجلس إدارة صندوقي التعويضات والتقاعد لتصحيح هذا الوضع الشاذ، ولكن من دون الوصول الى نتيجة. نحن نعلم علم اليقين ان عدم تطبيق القانون 46/2017 في صندوق التعويضات وعدم دفع الدرجات الست أجبر المعلمين على اللجوء الى القضاء، وان الاحكام القضائية الصادرة في حق الصندوق ولمصلحة المعلمين اصبحت بالعشرات. وهذه الأحكام تلزم الصندوق تطبيق القانون ودفع الدرجات الست، بالإضافة الى الفوائد ودفع تكاليف الدعوى للمعلم، وهذا ما يكلف الصندوق ضعف المبلغ الذي كان من المفترض قبضه تطبيقا للقانون.

وقد ارتضى ممثلو المدارس في مجلس إدارة الصندوقين عن سابق تصور وتصميم ارهاقه واستنزافه بتلك المبالغ الإضافية، والتي تفوق كلفة الدرجات الست، خدمة لغايتهم ولعدم الاعتراف بالدرجات الست، وبالتالي لعدم إعطائها للمعلمين الذين هم في الخدمة الفعلية".

وقال: "أما في الناحية الصحية، فيعاني صندوق تعاضد أفراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة أزمة كبرى في توفير تغطية المعلمين الاستشفائية مع المختبرات والمستشفيات إذ إن الصندوق تعاضدي ويتقاضى اشتراكات المعلمين بالعملة الوطنية وعلى سعر الصرف الرسمي أي 1500 ليرة للدولار، غير أن المستشفيات والمختبرات لم تعد تعترف بالأسعار التي أدرجها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي او وزارة الصحة العامة او تعاونية موظفي الدولة. وفوق ذلك كله، فإن كل مستشفى يختار آلية الدفع الخاصة به، الأمر الذي يعود بالضرر الكبير على صندوق التعاضد وعلى المعلمين. الصندوق يسدد مبالغ إضافية طائلة زيادة عن التعرفة المتفق عليها والمعلم يتكبد مبالغ إضافية فرق التسعيرة المعمول بها للمعدات والمستلزمات الطبية وغيرها من الأمور التي تسعر "بالفريش دولار" وكأن المعلم أضحى متروكا لقدره الأسود مع راتبٍ هزيلٍ غير قانوني خسر ما يفوق ال90% من قيمته الشرائية نتيجة الأزمات المتتالية وعلى أكثر من صعيد". وأضاف: "ان نقابة المعلمين في لبنان وبصفتها وصية على صندوق تعاضد افراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة بحسب القانون، ومجلس ادارة الصندوق ومديره، يساعدون في استشفاء المعلمين. ولكن الكلفة المالية للاستشفاء قد تضاعفت على أقل تقدير، لذا نطالب المسؤولين عن صحتنا، بتوفير الدعم المالي بالدولار لاستيراد المستلزمات الطبية التي باتت تشكل مع المستشفيات عبئا كبيرا على الصندوق وعلى المعلمين وعلى الشعب اللبناني عموما". وخاطب المعلمين والمعلمات: "ربما من المفيد أن نذكر الجميع، من مسؤولين سياسيين واقتصاديين وماليين وتربويين ودينيين برسالتكم عل ضمائرهم تصحو وتستفيق قبل فوات الأوان:

أنتم من ربيتموهم كلهم.

أنتم من علمتموهم الحرف، ومنهم من كتب ويكتب كل يوم سطور اذلالكم وافقاركم!

أنتم من رفعتم اسم لبنان عاليا في زمن انهيار الاخلاق والقيم.

أنتم الحقيقة في زمن الكذب والإهانة.

أنتم الأمل في زمن الخيبات.

أنتم من استمددنا من عطاءاتكم الطاقة للاستمرار والامل بغدٍ أفضل.

أنتم من تعاليتم عن معاناتكم واكملتم رسالتكم النبيلة، بشتى الطرق التربوية المتاحة.

أنتم من تآكلت رواتبكم امام اعينكم واعينهم، ومن امام حاجات اطفالكم الملحة.

أنتم من عوملتم بإجحاف و"بتربيح جميلة" وحرمتم حقوقكم ومستحقاتكم.

أنتم من عانيتم من الصرف التعسفي مدى سنوات.

لنصل الى ماذا؟

الى محاولات جديدة قديمة لاستمالتكم بعدما شعروا بخطر فقدانكم.

وها هم يستغربون لماذا تتخلون عن أجمل رسالة في الكون فتهجرونها أو تهاجرون هربا من وطن عزيزٍ أضاعوا فيه كرامتكم،الى بلاد تعاملون فيها كما تستحقون.

وها هم يطلبون منكم العودة الى مدارسهم بهدوء، وكأني بهم على كوكب آخر!

وتابع: "لا يا مسؤولي بعض المؤسسات التربوية الخاصة.

لن يعود المعلم ذليلا بمجرد إغداق الوعود عليه من دون أن تتحقق!

لن يعود على آمال انتظرها طيلة 4 سنوات من دون أن تحصل!

لن يعود لمجرد أن تعترفوا بحقوقٍ سلبتموه إياها وما زلتم حتى الآن ترفضون إعطاءه إياها.

لن يعود فقط لأنكم تعدوه بمساعدة هي أشبه بمنة وتسول.

تريدون أن نعود الى التعليم؟ نحن أيضا نريد ذلك. ولكن كيف؟ وفي أي ظروف؟ وعلى أي أسس؟

فلنفند ما تتطلبه هذه العودة من المسؤولين التربويين عن المدارس الخاصة:

- تنفيذ القانون 46 وإعطاء الدرجات الست لجميع المعلمين والاساتذة.

- سداد المتأخرات الناتجة من عدم تطبيق القانون 46 ، وفي حال التوافق بين المعلمين وإدارة مدرستهم، فلن نعارض جدولة تلك المتأخرات.

- تنفيذ القانون 46 وإعطاء الدرجات الست لجميع المعلمين والاساتذة.

- إعطاء حوافز مالية إضافية للمعلمين.

- تطبيق بدل النقل الجديد.

- تطبيق القانون 46 بكامل مندرجاته في صندوق التعويضات والانتهاء من بدعة" الدفعة على الحساب".

ولنر ما يجب على المسؤولين السياسيين فعله:

- تصحيح الرواتب والأجور طبقا للمؤشر والتضخم الحاصل على أن يشمل المتعاقدين والمتقاعدين على السواء.

- توفير المحروقات اللازمة لعملية الانتقال إلى المدارس عبر قسائم شهرية يستطيع من خلالها الأساتذة والمعلمون شراء البنزين من المحطات أو من خلال تخصيص محطات معينة لهم في المحافظات اللبنانية كافة.

- إصدار البطاقة التمويلية جزءا متمما لتصحيح الرواتب والأجور، على أن تشمل جميع الموظفين وجميع الأساتذة والمعلمين في الملاك والتعاقد إضافة الى المتقاعدين منهم.

- اقرار مشروع قانون الـ500 مليار ليرة لبنانية للتعليم في القطاعين الرسمي والخاص.

- اقرار قانون دعم التلميذ في المدارس الرسمية والخاصة بمليون ليرة لبنانية.

- مستحقات المدارس المجانية والنصف مجانية، المتراكمة منذ أعوام.

- دعم المؤسسات الضامنة وخصوصا صندوق تعاضد أفراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتعاونية موظفي الدولة لكي يستمرا في توفير الطبابة والاستشفاء لمنتسبيهم من معلمين وموظفين ومتقاعدين.

- الضغط على مصرف لبنان وجمعية المصارف لتحرير رواتب المعلمين الذين هم في الخدمة ورواتب وتعويضات المعلمين المتقاعدين.

- تأليف الحكومة القادرة على اعادة النهوض بالبلد لتتمكن من القيام بواجباتها الوطنية في ظل هذه الظروف الصعبة.

- لجم الارتفاع الجنوني للدولار وإعادة ما أمكن إعادته من القيمة الشرائية لعملتنا الوطنية والقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والمالية اللازمة لانتفاء الضائقة المعيشية للمواطن اللبناني".

وأضاف: "لكل الأسباب التي ذكرناها، ولكل المعاناة التي عرفناها مدى سنوات، وبسبب عدم الإيفاء بالوعود التي قطعها المسؤولون السياسيون والتربويون، وحتى تحقيق مقومات العودة السليمة للتعليم الحضوري،

نكرر قرارنا السابق ونعلن مقاطعة التدريس وعدم تلبية أي دعوة أو قرار بالعودة الى التعليم الحضوري في المدارس التي لا تتحقق فيها تلك المقومات".

وتوجه الى الزميلات والزملاء مجددا: "لقد وصلت الأزمات الى أقصى حد لها. فلا راتب يغني عن جوع، ولا وقود لوسائل نقلنا من والى المدارس، ولا قدرة لنا على الاستشفاء وعلى شراء الدواء، إن وجد!).

لقد حان الوقت لنقف وقفة واحدة ولنصرخ بصوت هادر في وجه كل مستخف برسالتنا، وفي وجه كل مستهتر وغاصب لحقوقنا، وفي وجه كل متخاذل عن إحقاق الحق.

لنكن كتلة واحدة وصفا متراصا في وجه الجميع، لنبرهن لهم أن "لا حق يموت ووراءه مطالب".

وختم: "فلنلب دعوة هيئة التنسيق النقابية إلى يوم الغضب والاستنكار لحال الذل والهوان التي يعيشها الشعب اللبناني عموما والقطاعات التربوية خصوصا، ولنحضر للاعتصام المركزي الساعة 11 قبل ظهر الأربعاء 8 ايلول امام وزارة التربية والتعليم العالي".

 

مصائب لبنان تابع... إليكم ما يحصل في مرفأ بيروت!

وكالة "المركزية/الاثنين 06 أيلول 2021

2 طن من المنتجات الزراعية المعدّة للتصدير مهدّدة بالتلف، رغم إعدادها للبيع ووصولها إلى مرفأ بيروت، وذلك نتيجة إضراب سائقي الشاحنات في المرفأ والتقاتل على الصلاحيات.  "منذ عشرة أيام أضيف مبلغ 100$ نقداً على كلّ معاملة لكلّ حاوية منتجات زراعية، على أساس أن تسمح هذه المبالغ بإقفال الثغرات والدفع للسائقين والعاملين في المرفأ بعد رفعهم جملة مطالب، لنتفاجأ أن المناكفات داخل المرفأ والخلاف على الصلاحيات مستمرة إضافةً إلى الإضرابات"، وفق ما كشف رئيس "تجمع مزارعي وفلاحي البقاع" ابراهيم ترشيشي لـ "المركزية". وأوضح أن "بعد فكّ إضراب السائقين تبين أن تمّ تعطيل النظام الإلكتروني للجمارك ما يمنع دخول الشاحنات أو حتّى وصلها بالكهرباء، وما لم يحصل ذلك فإن أكثر من سبعين شاحنة مركونة أمام مدخل المرفأ ومحمّلة بالمنتجات الزراعية المعدّة للتصدير معرّضة للتلف، ما لم يتم إدخالها اليوم، خصوصاً وأن غداً يوم عطلة".  وفي ما خصّ ازمة المازوت، لفت ترشيشي إلى أن "رغم فتح مصرف لبنان اعتمادات لبواخر محمّلة بالمازوت، لم يتمكن المزارع من الاستحصال على الصفيحة بما يقلّ عن 200 و220 ألف ليرة لبنانية في البقاع، أما في بيروت فتسعّر بـ 250 و300 ألف ليرة. وبات من سابع المستحيلات إيجاد المادة بالسعر الرسمي، في حين تستفيد من الدعم جهات ثلاث: الشركات المستوردة، الموزعين، التجار من أصحاب محطات ومخزنين ومهربين ومحتكرين... وباتت بيروت عبارة عن شوارع تسيطر على كلّ منها مافيات، وممنوع على من يبيع المازوت بقاعاً بيعه في بيروت". وعلّق على استجرار النفط من إيران، موضحاً أن "كمزارعين لا تعنينا هوية ومصدر المادة، فلا علاقة لنا بالسياسة ونحن بأمس الحاجة إلى المازوت وإن وجد سنشتريه مهما كان مصدره إذا كان بالسعر الرسمي لأن محصولنا مهدّد. وعندما سمع المحتركون بإمكانية وصول النفط الإيراني ارتفع العرض في السوق السوداء، على أمل أن يتم كسر احتكارهم". وفي ما خصّ انعكاس رفع الدعم الكلي عن المحروقات على أسعار الخضار والفاكهة، أشار ترشيشي إلى "أنها لن تختلف لأن المزارع يشتري المازوت أساساً من دون دعم، مثلاً الصناعيون باتوا يستوردون المادة مباشرةً بسعر 200 ألف ليرة لبنانية للصفيحة من دون وساطات ولا بهدلة ما يعني أن المادة تتوافر لهم بسعر السوق السوداء ومن دون شحّ، لذا المطلوب تحرير سعر المحروقات من دون دعم ومن دون إشراف الفاسدين على الاستيراد".

 

جهود حثيثة لإخراج تشكيل حكومة لبنان من عنق الزجاجة بعد اتصالات أميركية رفيعة ومسعى فرنسي مكثّف

بيروت ـ “السياسة”: /الاثنين 06 أيلول 2021

لا شيء محسوماً على الصعيد الحكومي اللبناني، وإن كانت الأجواء تميل إلى الإيجابية، إنما بحذر شديد، قياساً إلى التجارب السابقة. في حين يتوقع أن يزور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، كما علمت “السياسة”، قصر بعبدا، في الساعات المقبلة، للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، واستكمال البحث في الملف الحكومي الذي أشارت المعلومات، إلى أن تقدماً أحرزته “مكوكية” المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بانتظار حصول توافق على أن تكون وزارة الاقتصاد من حصة الرئيس ميقاتي، كي لا يذهب الثلث المعطل إلى الرئيس عون، بعدما تم حسم الأمور على حكومة من 3 ثمانيات، لا يكون ثلثها المعطل مع أحد. وفيما تحدثت مصادر “التيار الوطني الحر” لـ”السياسة”، عن حصول تقدم نوعي بالنسبة لعملية تأليف الحكومة، متوقعة “تصاعد الدخان الأبيض هذا الأسبوع”، كانت لافتة تغريدة النائب جميل السيد الذي قال: “الحكومة إلى النور خلال 48 ساعة”؟! وأضاف: “خلال الـ24 ساعة الماضية جرت اتصالات أميركية رفيعة من واشنطن بالرئيسين لتشكيل الحكومة بأسرع وقت، بالإضافة إلى مسعى فرنسي مكثّف، نتج عن ذلك تفاهم شبه نهائي على حكومة من ثمانية وزراء لكل فريق، إذا صعد الرئيس المكلف نجيب الميقاتي غداً أو بعده الى بعبدا، ستولد الحكومة”. وقالت مصادر مطلعة، إن “هناك تشكيلة حكومية قد أنجزت، وسيكون هناك تواصل غير مباشر بين بعبدا وبلاتنوم (مقر منزل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي)، وفي ضوئها يتقرَر ما إذا كان الرئيس المُكلف نجيب ميقاتي سيزور بعبدا في اليومين المقبلين. واستبعد مصدر مطلع عبر الـ”ام تي في” ولادة الحكومة، اليوم، بسبب الحداد، قائلاً: “قد تتأجل إلى الأربعاء”. وأشارت المعلومات إلى ان “هنري خوري سيتولى حقيبة العدل، وبسام المولوي الداخلية، والشؤون من حصة الرئيس عون، والاقتصاد لسني من حصة ميقاتي، والطاقة لرئيس الجمهورية وستسند إلى وليد فياض، وحصة المردة الأشغال والإعلام”. على صعيد آخر، أعلن مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية سكايز (عيون سمير قصير) على حسابه عبر “تويتر”، أنّ “الأمن العام رحّل كبير مراسلي وكالة “رويترز” سليمان الخالدي، وذلك بعد استجوابه في مطار بيروت”. وفي التفاصيل كشفت وكالة “رويترز” في بيانٍ، أن “الأمن العام اللبناني رحّل كبير مراسليها في الأردن وسورية سليمان الخالدي إلى الأردن بتاريخ 3 أغسطس، بعد استجوابه لدى وصوله إلى مطار بيروت في مهمة صحافية، كما طلبوا منه تسليم حاسوبه وهاتفه المحمول لكنه رفض ذلك”. وأضافت، “عندما رفض الخالدي تسليم معداته، نُقل إلى مركز ترحيل قبل وضعه في اليوم التالي على متن طائرة متجهة إلى الأردن”. يُذكر أن “الخالدي فاز بجائزة سمير قصير عن فئة مقال الرأي في العام 2012، وهو يعمل في وكالة “رويترز” منذ 25 عاماً، ويغطي أخبار الأردن والصراع السوري، بالإضافة إلى العراق ولبنان وليبيا والخليج”.

 

إيران: سنواصل تزويد لبنان بالوقود… لا الكيان الصهيوني ولا أي طرف يمكنه التدخل

بيروت ـ “السياسة” /الاثنين 06 أيلول 2021

 أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، بأن “بلاده ستستمر بتزويد الشعب اللبناني بالوقود ما دام بحاجة إليه”. وأضاف زادة، في مؤتمر صحافي حول تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بشأن سفن الوقود الإيرانية إلى لبنان، أن “تدخل الكيان الصهيوني في قضية شراء وبيع بسيطة لمنتوجات يحتاجها الشعب اللبناني بصورة ملحة، مؤشر إلى مدى المؤامرة والمخطط الذي يحيكه هذا الكيان في هذا المجال”.وتابع: “لا الكيان الصهيوني ولا أي طرف آخر يمكنه التدخل في هذه التجارة المشروعة”. وفيما الأنظار شاخصة إلى الاجتماع الثلاثي المرتقب، غداً بين وزراء النفط والطاقة في كل من لبنان ومصر والأردن، للبحث في آلية استقدام الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، تنحبس الأنفاس ترقباً لدخول المازوت الإيراني إلى لبنان ثم شحنات البنزين التي وعدت بها إيران “حزب الله” لرفده بالدعم في ظل أزمة المحروقات المستفحلة في لبنان، وسط مخاوف كبيرة لدى غالبية اللبنانيين من ألا يكون بالجودة المطلوبة، وبالتالي غير مطابق للمواصفات المعمول بها في لبنان، وأن تكون مادة الأوكتان فيه أقل من المطلوب أي 91 بدل 95 أو 98 أوكتان، على غرار البنزين الإيراني الذي دخل فنزويلا أخيراً وكان ذات نوعية رديئة وأدى إلى ما أدى إليه من أضرار تقنية.

 

وزيرة العمل في حكومة تصريف الأعمال: نصف اللبنانيين عاطلون عن العمل

بيروت ـ “السياسة” /الاثنين 06 أيلول 2021

 أعلنت وزيرة العمل في حكومة تصريف الأعمال لميا يمين، أن ما يقارب نصف اللبنانيين أصبحوا عاطلين عن العمل، وأن وزارة العمل تتصدى لهذه الظاهرة بنظام التأمين ضد البطالة، وتحصيل حقوق المصروفين من العمل. وقالت: إن لبنان يرفض ان يرزح تحت وطأة الأزمات الوجودية التي تطوله وهو يعول على اشقائه العرب ليعود إلى سابق ازدهاره ودوره في صناعة الحدث وتصدير الأمل وفي الحفاظ على هويته الحضارية والإنسانية. مواقف الوزيرة يمين جاءت خلال القائها كلمة لبنان أمام مؤتمر العمل العربي المنعقد في دورته الـ47 في القاهرة حيث تتراس وفد أطراف الانتاج الثلاثة الحكومة وأصحاب العمل والعمال. إلى ذلك، رأى رئيس “جمعية تجار لبنان الشمالي” أسعد الحريري أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي تتفاقم بشكل كبير ولم يعد بمقدور المواطن أن يتحمل ما يتكبده من مصاريف في دفع الفواتير. ودعا الحريري الى “عصيان مدني عبر عدم دفع فواتير كهرباء الدولة المقطوعة لان من أقل واجبات الدولة تأمين متطلبات الحياة للمواطن”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

“طالبان” تُعلن انتهاء الحرب في أفغانستان وتضع اللمسات الأخيرة لإعلان “حكومة إسلامية”

مسعود أقرَّ بسقوط بنجشير ودعا إلى "انتفاضة وطنية"

كابول، عواصم- وكالات/الاثنين 06 أيلول 2021

 أعلنت حركة طالبان أنها سيطرت على ولاية بنجشير بأكملها بعد معارك استمرت 6 أيام، وهي آخر منطقة في أفغانستان كانت في أيدي قوات مناوئة للحركة التي تضع حاليا اللمسات الأخيرة قبل إعلان الحكومة. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، أمس: إن الحركة بسطت سيطرتها على هذه الولاية الواقعة شمال شرق البلاد، معلنا أن “الحرب انتهت رسميا في أفغانستان”، وسعى لطمأنة سكان الولاية بأنه لن يكون هناك أي تمييز ضدهم. وأضاف: إن عددا كبيرا من المسؤولين السابقين غادروا بنجشير إلى الخارج، مشيرا إلى أن عددا منهم لجؤوا إلى هذه الولاية بهدف مواصلة المقاومة، مؤكدا أنه لا مبرر لاستمرار الحرب في البلاد، وأنه حان الوقت لبناء الوطن. وتابع، أن طالبان حاولت بصورة جدية حل مشكلة بنجشير سلميا لكن جهودها فشلت، على حد تعبيره، مؤكداً أن من خرجوا من بنجشير وأفغانستان يمكنهم العودة في أي وقت. وبثت طالبان صوراً ومقاطع فيديو تظهر قادة ومقاتلين من الحركة يدخلون مدينة بازاراك مركز بنجشير، وقد وقف بعضهم أمام بوابة مقر حاكم الولاية، ورفعوا علم طالبان فوق سارية. من جانبه، أقر أحمد مسعود، القيادي في الجبهة المناوئة لطالبان، في تسجيل صوتي بسيطرة الحركة على ولاية بنجشير، وقال: أنا في أمان ولكن أفراداً من عائلتي قتلوا في هجوم طالبان أول من أمس.

وأضاف مسعود أن طالبان لم تقبل وساطة علماء الدين لوقف إطلاق النار في الولاية، مطالباً المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بالحكومة التي ستشكلها الحركة، مؤكداً أنه سيعمل مع جميع الذين يرفعون السلاح ضد طالبان. من جهة أخرى، قال مصدر: إن نائب الرئيس المنصرف أشرف غني، أمر الله صالح، الذي كان يدعم القوات المناوئة لطالبان، غادر بنجشير إلى طاجيكستان. إلى ذلك، قال مسؤول بالحركة للجزيرة: إن طالبان أكملت إجراءاتها لإعلان الحكومة الجديدة، وإن زعيم الحركة هبة الله آخوند زاده سيبقى في موقعه ويشرف على الحكومة. وأضاف: إن طالبان ستعلن نظاما يحظى بقبول المجتمع الدولي والشعب الأفغاني، مشيراً إلى توجيه دعوة لكل من تركيا والصين وروسيا وإيران وباكستان وقطر للمشاركة في يوم إعلان الحكومة. في حين قال ذبيح الله مجاهد: إن طالبان ستشكل حكومة تصريف أعمال كي تكون هناك فرصة لتعديلها وتحسين أدائها. وأفاد بأنّها ستكون حكومة “إسلامية” و”قابلة للمساءلة”. وأوضح أن علاقة الحركة مع الصين قوية، وتريد التعاون معها من أجل تنمية البلاد، وقال إنهم يتوقعون أن تعترف بكين بالحكومة الجديدة. وعن مطار كابول، قال متحدث طالبان: إن تشغيل الرادار في المطار يحتاج إلى وقت؛ لأن القوات الأميركية عطلته قبل انسحابها. وأضاف: “إن أصدقاءنا القطريين والأتراك يعملون على إعادة استئناف الرحلات الدولية من مطار كابول”. وأشار مجاهد إلى أن “فرقاً فنية من قطر وتركيا وشركة إماراتية (لم يُسمّها) تعمل على استئناف العمليات في مطار كابول”. وكان المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان محمد نعيم قال: إن زعيم الحركة سيكون أميرا للبلاد، في حين لم يحدد بعد اسم رئيس الحكومة المرتقبة. وأضاف نعيم أن جهود تشكيل الحكومة مستمرة وقد يتم الإعلان عنها خلال أيام، وكان رئيس المكتب السياسي الملا عبد الغني برادر قال قبل يومين إن طالبان بصدد تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف الشعب. وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد موسكو للمشاركة في مراسم تنصيب حكومة جديدة في أفغانستان بشرط أن تمثل جميع مكونات المجتمع الأفغاني. وتابع الوزير الروسي: “مثل هذه الحكومة الشاملة وحدها كفيلة بضمان انتقال موثوق الى حياة جديدة. وإذا حدث هذا فأظن أننا سنشارك بكل سرور مع مثل هذه المراسم مع دول مدعوة أخرى لها تأثير على الوضع في هذا البلد”. وفي تطورات الشأن الأفغاني، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس، أنه التقى قادة حركة طالبان، حيث أكد على التزام المنظمة الدولية بتسليم مساعدات إنسانية “دون تحيز”. وأضاف غريفيثس عبر “تويتر” أنه أكد أيضا على “حماية الملايين من المحتاجين في أفغانستان”. ووصلت، أمس، طائرة قطرية ثالثة تحمل مساعدات إنسانية إلى مطار كابول، في إطار جسر جوي تقيمه الدوحة.

 

السيسي يهنئ الرئيس الاسرائيلي برأس السنة العبرية

القاهرة- وكالات/الاثنين 06 أيلول 2021

 أعلنت الرئاسة المصرية ان الرئيس عبدالفتاح السيسي هاتف أول من أمس، نظيره الاسرائيلي اسحاق هيرتسوغ للتهنئة بتوليه منصبه الجديد، وكذلك بمناسبة رأس السنة العبرية. وقالت الرئاسة المصرية إن الاتصال تناول كذلك “العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في ضوء المخاطر المحيطة بالمنطقة، وجهود إعادة إحياء مباحثات السلام” الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ 2014. واضافت الرئاسة ان هيرتسوغ “عبر عن امتنانه لتهنئة الرئيس المصري، وكذلك عن تقديره لدور مصر الفاعل في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”. وتسلم هرتسوغ ،61 عاما، في 7 يوليو الماضي، مهام منصبه رئيسا جديدا لإسرائيل، لمدة 7 سنوات غير قابلة للتمديد. وهذا هو أول اتصال هاتفي بين السيسي مع هرتسوغ منذ توليه منصبه.

 

ستة أسرى فلسطينيين يعبرون نفقاً من سجن الجلبوع إلى الحرية

بينيت: الخرق خطير... وبارليف لا يستبعد مساعدات خارجية... والفصائل تدعو لتوفير "حاضنة شعبيّة" للأبطال

رام الله، تل أبيب، عواصم – وكالات/الاثنين 06 أيلول 2021

 فيما يشبه الأعمال الدرامية العالمية كبرى، مثل فيلم “الخلاص من شوشانك”، و”الهروب الكبير”، تمكّن ستة أسرى فلسطينيين، فجر أمس، من الهرب من سجن الجلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، المحاذي لمدينة بيسان، عن طريق نفق قاموا بحفره. وأشارت التقديرات إلى أن جميع الأسرى الستة من جنين، وقد يكونون نجحوا في الدخول إلى شمالي الضفة الغربية، في حين توجه بعضهم إلى الأردن. وينتمي خمسة منهم إلى حركة “الجهاد”، وهم: مناضل يعقوب انفيعات، ومحمد قاسم عارضة، ويعقوب محمود قادري، وأيهم نايف كممجي، ومحمود عبدالله عارضة، بينما السادس، هو القيادي السابق بجماعة تابعة لحركة فتح، كتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين، زكريا زبيدي. وقال موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي إن كل المعتقلين الفارين يقضون عقوبة بالسجن المؤبد. وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن الستة كانوا معاً في نفس الزنزانة وحفروا نفقاً إلى خارج سجن جلبوع شديد الحراسة الواقع في شمال إسرائيل. وأشارت معطيات إسرائيلية أولية إلى أن الأسرى الفلسطينيين الستة، درسوا مبنى السجن جيدا، وتغلبوا على ثغرات فيه، كما أجروا مكالمات هاتفية رغم وجود أجهزة تشويش. وقالت، صحيفة “هآرتس” العبرية، إن الأجهزة الإسرائيلية كافة تبحث عن الرمال التي استخرجها الأسرى من النفق الذي قاموا بحفره والفرار من السجن بواسطته.

وأضافت “حتى الآن لا يُعرف أين ذهبت كمية كبيرة من الرمال، وأين كان الأسرى يفرغونها وسط كل هذه الحراسة”. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها: إن” المسؤولية الأولى تقع على عاتق شعبة الاستخبارات التابعة لإدارة السجون، إذ توافرت معلومات استخباراتية قبل فترة ليست بعيدة تفيد بإمكانية حفر أسرى نفقاً تحت الأرض من أجل الهروب، لكن لم يتضح كيف تم التعامل مع هذه المعلومات”. ويظهر النفق الممتد من داخل السجن إلى طريق ترابي قريب أن عملية حفره استغرقت وقتا طويلا. وتأخرت سلطة السجون الإسرائيلية ساعة وربع في إجراء عملية عد الأسرى بعدما تلقت بلاغا عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليل أمس، من قبل سائق بوجود أشخاص “مشبوهين” يركضون في الحقول. وكشفت التحريات أنه عند الساعة 3:25 فجرا، بتوقيت تل أبيب، تم اكتشاف اختفاء أول ثلاثة أسرى في جناح رقم 2، وبعد نصف ساعة تم اكتشاف اختفاء الثلاثة الآخرين.

وتم إبلاغ المؤسسة الأمنية الساعة الرابعة فجرا باختفاء الأسرى الفلسطينيين.

ورغم تسخير السلطات الإسرائيلية لوحدات أمنية وعسكرية وطائرات مروحية ومسيرة لملاحقتهم لم يتم العثور عليهم حتى الآن. واختار المعتقلون توقيتا مثاليا للفرار، حيث تحتفل إسرائيل، أمس، بعيد رأس السنة العبرية. سياسيا… وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أمس، عملية الفرار، بأنها “حدث خطير يلزم جميع الأجهزة الأمنية بالتحرك”. وأضاف بيان من مكتبه، أنه يتم اطلاع رئيس الوزراء على آخر المعلومات حول عمليات البحث والتحري عن الفارين الفلسطينيين وسيجري مشاورات وفق الحاجة. من جانبه، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف، إن عملية الهروب نُفذت بعد تخطيط دقيق، مرجحا أن يكون المعتقلون الفارون تلقوا مساعدة خارجية. وتعهد بارليف بإلقاء القبض على الهاربين، مضيفا: “بالإضافة إلى احتمال عبورهم الحدود، هناك احتمال أن يظل الستة في المنطقة ويخططوا لشن هجوم”، مضيفا: “تقديري الشخصي هو أن هذا الاحتمال ضعيف، لكننا سنأخذ جميع الاحتمالات في الاعتبار”.

وفي الأثناء، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تعليماته بتعزيز القوات العسكرية على المعابر الحدودية وخط التماس مع الضفة الغربية “مع الاستعداد العملي لتنفيذ جميع الإجراءات المطلوبة للقبض على الإرهابيين بالتعاون الكامل مع جهاز الأمن العام وجميع الأجهزة الأمنية”.

في سياق متصل، وجه قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي أريك يعكوف بتوزيع 400 معتقل فلسطيني من سجن جلبوع على إدارات أمنية في سجون أخرى في جميع أنحاء البلاد، من أجل معالجة الإخفاقات في الجناح وضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث”.

وأوضح أن المعتقلين الفارين لم يقوموا بحفر نفق على ما يبدو وإنما استغلوا عيبا تخطيطيا في مبنى السجن تمكنوا خلاله من الفرار. وقالت قناة “كان” الرسمية إن الجيش الإسرائيلي استدعى سريتين مقاتلتين ومثلهما من الوحدات الخاصة للمساعدة في ملاحقة الأسرى، بما في ذلك باستخدام المروحيات.

وكلف الجيش الفرقة 636 التي تعمل باستخدام وسائل مراقبة حديثة لتعزيز الشرطة في بحثها عند خط التماس وزيادة الاستعداد لاحتمال إقامة نقاط تفتيش في منطقة جنين. إلى ذلك، ذكر الصحافي الإسرائيلي المتخصص بالشؤون الفلسطينية غال بيرغر، في قناة “تلفزيون كان” أن حركة فتح تفتخر اليوم بـ “انتصار التنين على الصياد”. واضاف بيرغر إن الزبيدي “في عام 2018، قدم أطروحة ماجستير في الدراسات العليا في جامعة بيرزيت تحت عنوان “الصياد والتنين”، وتناولت 50 عاما من ملاحقة إسرائيل للمطلوبين الفلسطينيين”. فلسطينيا… رحبت أغلب الفصائل الفلسطينية بعملية الهروب الكبير، واعتبرتها انتزاعا للحرية، وخطوة جديدة نحو مقاومة “الاحتلال” في كل المواقع. وأظهرت مقاطع مصورة مسيرات للسيارات شارك فيها عدد من الفلسطينيين معبّرين عن سعادتهم بهروب الأسرى، فضلا عن سماع أصوات إطلاق نار تعبيرا عن الفرحة. فيما دعت الجبهتين الشعبية والديمقراطية الجماهير الفلسطينية إلى توفير الحاضنة الشعبيّة لهؤلاء الأسرى الأبطال الذين هزموا منظومة “الاحتلال” الأمنية، من أجل تفويت الفرصة عليه وأجهزته وأعوانه من الوصول إليهم أو إلحاق أي أذى بهم. ورأى عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، حسام بدران، عملية الهروب، انتصارا لنهج المقاومة في فلسطين، معتبرا أن الأسرى يثبتون أنهم في “خندق المواجهة” ضد الجيش الإسرائيلي. وأضاف: “لن تجد اليوم فلسطينيا مخلصا إلا وهو مليء بالفرحة والسعادة والأمل، وهذا الحدث فرصة لإحداث نقلة نوعية في عمل المقاومة في الضفة، وهو أمر يحتاج جهد الجميع دون استثناء”. وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4850 أسيرا، بينهم 41 من النساء و225 طفلا و540 معتقلا إداريا، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.

 

الدوحة تعلن اتفاق “حماس” وإسرائيل على صرف المنحة

رام الله – وكالات/الاثنين 06 أيلول 2021

 أعلن السفير القطري، محمد العمادي، الانتهاء من كل الإجراءات المتعلقة بصرف المنحة القطرية للأسر المتعففة في قطاع غزة بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة. ووصل العمادي إلى قطاع غزة يوم الجمعة الماضي، لبحث التهدئة بين “حماس” وإسرائيل وصرف المنحة القطرية وفق الآلية الجديدة، حيث تنقل بين إسرائيل وغزة أكثر من مرة لنقل رسائل للطرفين. وقال العمادي إنه جرى الاتفاق على إعادة فتح المعابر بشكل كامل أمام احتياجات القطاع الرئيسة مع تقديم التسهيلات المختلفة التي تساعد جميع الأطراف على الخروج من الوضع المتأزم وتخفيف حدة الاحتقان والتوتر في المنطقة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية “مكان”. وأشار العمادي إلى أنه سيتم البدء بعملية الصرف بحسب الآلية المتفق عليها مع الأمم المتحدة خلال الشهر الجاري، وذلك بعد استكمال الأمم المتحدة لكل الإجراءات الفنية المتعلقة بعملية الصرف. ولفت إلى أنه سيتم صرف منحة موظفي غزة التابعين لحركة “حماس” بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية خلال الأيام المقبلة وبالتوافق مع مختلف الأطراف. وقالت مصادر مطلعة لصحيفة القدس المحلية أن جهاز “الشاباك” الإسرائيلي تسلم كشوفات المستفيدين من المنحة القطرية، ودقق فيها، حيث قام بحذف أعداد كبيرة قد تصل إلى 2000 اسم أو أكثر من المستفيدين وهو ما أغضب قيادة حركة “حماس”.وتشمل التفاهمات الجديدة صرف المساعدات النقدية للمستفيدين من خلال الأمم المتحدة عبر “برنامج الغذاء العالمي”، على أن يتم البدء بتوزيعها في سبتمبر الجاري.

 

واشنطن: هجمات الحوثيين تهدد 70 ألف أميركي في السعودية

الرياض، واشنطن، عواصم – وكالات/الاثنين 06 أيلول 2021

 أدانت الولايات المتحدة الأميركية الهجوم الصاروخي للحوثيين الذي استهدف المنطقة الشرقية بالسعودية، مما أدى إلى إصابة طفلين وإلحاق أضرار ببعض المواقع السكنية. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه من غير المقبول على الإطلاق وقوع تلك الهجمات التي تهدد حياة سكان المملكة، بما في ذلك نحو 70 ألف مواطن أميركي بها. وحض بلينكن الحوثيين مجددًا على الموافقة على وقف شامل لإطلاق النار على الفور ووقف هذه الهجمات العابرة للحدود داخل اليمن، لا سيما هجومهم على مدينة مأرب، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وإطالة أمد الصراع، مؤكدا ضرورة أن يبدأ الحوثيون العمل نحو حل ديبلوماسي سلمي تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء هذا الصراع. من جانبه، جدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقوف السعودية إلى جانب الشعب الأفغاني، مؤكدا خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، حرص المملكة على الأمن والاستقرار في أفغانستان.

 

أمير قطر يستقبل وزير الداخلية السعودي

الدوحة، عواصم – وكالات/الاثنين 06 أيلول 2021

بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، مع وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف في الديوان الأميري بالدوحة أمس، تطوير العلاقات الثنائية بين الدوحة والرياض.وذكر بيان للديوان الأمير القطري، أنه جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها، والتعاون الأمني بين البلدين. من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن الأمير عبدالعزيز نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لأمير قطر، وتمنياتهما لدولة قطر حكومة وشعباً بدوام الرقي والازدهار.وحضر الاستقبال السفير السعودي لدى الدوحة الأمير منصور بن خالد بن فرحان، ووكيل وزارة الداخلية هشام بن عبدالرحمن الفالح.

 

العراق: السماح بدخول 40 ألف إيراني وخليجي لإحياء أربعينية الحسين

بغداد، عواصم – وكالات/الاثنين 06 أيلول 2021

 قررت الحكومة العراقية السماح بدخول 40 ألف زائر إيراني وخليجي، لإحياء مراسم أربعينية الإمام الحسين بن علي في كربلاء، بينهم 30 ألف زائر إيراني و10الاف زائر من دول الخليج العربي وبقية الدول الأخرى، عبر المطارات العراقية الدولية حصرا، على أن يجلب الزائر شهادة فحص “بي سي ار” سالب أجريت خلال 72 ساعة قبل الدخول إلى العراق. في غضون ذلك، شدد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على ضرورة تفعيل دور الأجهزة الاستخبارية، وإيجاد آليات تنسيق فعالة بين المؤسسات الأمنية والعسكرية، لتجنب الخروقات الأمنية لتنظيم “داعش”، وتشكيل لجنة للتحقيق في هذه الخروقات ومنع تكرارها. وخلال اجتماع طاريء ترأسه لمجلس الأمن الوطني، على خلفية الخرق الأمني الذي استهدف قوات الشرطة الاتحادية في محافظة كركوك، وجه الكاظمي بعملية نوعية استباقية لمنع الخلايا النائمة من إعادة التشكل وتكرار الخروقات، دون الكشف عن توقيت العملية او مكان تنفيذها.

من جانبه، أكد نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية نايف الشمري أهمية تفعيل الجهد الاستخباري، والقيام بضربات جوية نوعية للقضاء على الخلايا الإرهابية، معتبرا أن المعركة مع “داعش” ليست عسكرية بل استخبارية، وفي الغضون انطلقت عمليات لتعقب فلول “داعش” في محافظتي ديالى وصلاح الدين.

 

قيس سعيّد: ما حدث ليس انقلاباً وتحركت لحماية تونس من الخطر ,"جي 7" دعته لتعيين رئيس للحكومة والعودة للدستور

تونس، عواصم – وكالات/الاثنين 06 أيلول 2021

 أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، أن ما حدث في تونس ليس انقلاباً لأنه لم يتم خارج الشرعية القانونية، خصوصا أنه استعمل نصاً دستورياً لحماية تونس من خطر داهم. وخلال استقباله بقصر قرطاج الرئاسي، وفدا من مجلس الشيوخ الأميركي ضمّ السيناتور كريس مورفي والسيناتور جون أوسوف، قال سعيد: “اعتبروا أن الدولة أداة لتجويع الشعب وصار الموتى يعدون بالمئات كل يوم، وصار الشعب يطالب بحقه في الكرامة وهو ما دفعنا إلى التحرك”، مضيفا: “لجأت حينها إلى النص الدستوري واحترمت الإجراءات التي نص عليها القانون، وما حدث ليس انقلاباً لأن ليس فيه خروج عن الشرعية”. وأضاف أن “هناك أطراف تذهب إلى الخارج لتشويه صورة بلدهم، أما نحن فهدفنا هو تحقيق الحرية”، مؤكدا أن السيادة في الدولة هي للشعب التونسي. من جانبه، غرد السيناتور كريس مورفي على حسابه في “تويتر” بعد لقائه سعيد، قائلا: “لقد حضضت الرئيس على العودة السريعة إلى المسار الديمقراطي والإنهاء السريع لحالة الطوارئ”، مضيفا أن “مصلحة الولايات المتحدة الوحيدة هي حماية وتعزيز ديمقراطية واقتصاد سليمين للتونسيين”. بدورها، دعت مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى، سعيد، إلى تعيين رئيس للحكومة والعودة إلى النظام الدستوري بأسرع وقت ممكن. وقال سفراء دول “جي 7” لدى تونس في بيان مشترك: “نؤكد مجددا نحن مجموعة السبع التزامنا المستمر بالشراكة مع تونس، ونحض على سرعة العودة إلى نظام دستوري يضطلع فيه برلمان منتخب بدور بارز. كما نؤكد على الحاجة الماسة لتعيين رئيس حكومة جديد وحوار شامل حول الإصلاحات الدستورية والانتخابية المقترَحة”. وتابع البيان: “ندعو خلال تبلور هذا المسار إلى الالتزام العام باحترام الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لجميع التونسيين وباحترام سيادة القانون”. من جهتها، طالبت حركة “النهضة” بإنهاء الحالة الاستثنائية ورفع التجميد عن البرلمان، وعودة السير العادي للمؤسسات وتكوين حكومة شرعية، وحوار وطني بشأن القضايا الخلافية، وفي مقدمتها الإصلاحات المرتبطة بالنظام السياسي، والقانون الانتخابي، تمهيدا لانتخابات جديدة.

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحلقة السابعة من كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير

06 أيلول/2021

عناوين حلقة اليوم

http://eliasbejjaninews.com/archives/102100/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84/

*الهدوء في بيروت والاعتداءات في الجنوب

*أزمة الصواريخ السورية

*عملية سلامة الجليل

الهدوء في بيروت والاعتداءات في الجنوب

بينما كان السوريون يقصفون الأشرفية والمناطق الشرقية من بيروت قصفا لم يشهد له العالم مثيلا على أحياء مدنية مليئة بالسكان كانت محادثات السلام بين اسرائيل ومصر تسير على قدم وساق في منتجع كامب ديفيد في الولايات المتحدة الأميركية. ويبدو بأن الرئيس الأسد كان يريد الهاء العالم عما يجري في الولايات المتحدة بقصفه الأحياء السكنية من بيروت. ولكن بالرغم من كل ما كان يجري في بيروت توصل الجانبان المصري والاسرائيلي برعاية الولايات المتحدة للتوقيع على اتفاقية بالبنود العريضة حول السلام بين مصر وإسرائيل في السابع عشر من أيلول 1978 أي قبل أقل من شهر من اتخاذ مجلس الأمن القرار 436 القاضي بوقف العمليات العسكرية السورية في المناطق الشرقية والاعتراف بخروجها من تحت سلطة سوريا.

أما في الجنوب فقد بدأ الفلسطينيون بمحاولات جديدة لقضم مناطق تحت سلطة الأمم المتحدة التي كانت تخلت لهم عن جيب صور والمنطقة التي كان الفرنسيون يحاولون التمركز فيها بين الزهراني والقاسمية. وإذا بهم ينتشرون في مثلث محرونا - قانا - جويا حيث يواجهون قوات الأمم المتحدة التي تتخلى لهم عن السيطرة على هذه المنطقة ايضا، ومنذ ذلك الحين أطلق عليها تسمية "المثلث الحديدي".

وفي بداية 1979 كانت المنظمات تحاول تنظيم وجودها داخل منطقة عمل القوات الدولية والسيطرة على القرى المحازية للمنطقة الحدودية لمنع اتصال السكان بالجيش اللبناني فيها أو العمل مع قوات الطوارئ الدولية. ومنذ منتصف السنة بدأت تقوم بعمليات زراعة الغام على طرق المراكز التابعة لجيش لبنان الحر.

كانت هذه العمليات التي تقوم بها مجموعات لا تتعدى الثلاثة عناصر لا تشكل أعمالا عسكرية مهمة إلا أنها بالنسبة لجنود جيش لبنان الحر كانت مشكلة قد تؤدي إلى إصابة البعض منهم وحتى استشهاد البعض الآخر. ولكن هذه العمليات لم تكن تستدعي اي تدخل من قبل عناصر الأمم المتحدة أو انتباه اسرائيل كونها لم تصل إلى الحدود، ومن هنا فقد استبدل عرفات مقاومته وعملياتهم ضد "العدو الصهيوني" بحرب استنزاف لأهالي المنطقة الحدودية الذين يحاولون حماية بيوتهم وأرزاقهم واستمرار الحياة في منطقة فرض هو وأعوانه عليها أن تكون محاصرة ومتأهبة طيلة الوقت.

هذه الأعمال وترت الأجواء، ويوم طلب الوزير شعيتو ابن الطيري ادخال بلدته ضمن نطاق عمليات الأمم المتحدة، إدى هذا التصرف إلى مشكلة بين جيش لبنان الحر والقوات الدولية. ومن جهة ثانية أصبح حرش الطيري، وهو منطقة كثيفة من اشجار السنديان، مجال عبور وتسلل سهل للمنظمات، عرقلت الحياة الهادئة في المنطقة المقابلة. من هنا كان تشديد الرائد شدياق على بقاء الطيري تحت اشراف جيش لبنان الحر، ما دعى الأهالي إلى تجنيد فرقة من الأنصار عملت مع جيش لبنان الحر. ولكن تعنت الوزير شعيتو، الذي لم يكن يقدّر خطورة الموضوع، جعل من الطيري نقطة تأزّم زادت من معاناة الأهالي والجيش على حد سواء، بسبب التسلل الدائم لعناصر المنظمات لتسجيل نقاط بغنى عنها.

وقد بقيت هذه المناوشات وذيولها تتطور حتى سنة 1981 حيث، وبعد عملية راح ضحيتها أحد ابناء الناقورة على الطريق إلى موقع رشاف، اضطر جيش لبنان الحر للقيام باحتلال موقع شقيف النمل الذي يشرف على حداثا ومداخل حرش الطيري ويمنع التسلل، ما اعتبرته قوات الطواريء، التي لم تكن تقوم بمنع التسلل عبر منطقتها، خرقا من قبل الجيش لحدود المنطقة. مع أن هذه القوات  لم تعد تقوم بواجباتها،  كون ضباط الأرتباط من قبل الدولة اللبنانية والمنظمات طلبوا عدم التعرض للمتسللين الفلسطينيين خوفا من ردات الفعل، والتوقف عن القيام بكمائن ودوريات لضبط التسلل. وهكذا أصبحت هذه القوات شاهد زور على تفاقم الوضع بحيث كانت عندما توقف عناصر متسللة تسلمها إلى ضابط الأرتباط في صور والذي يطلق سراحها بدون اية أسئلة. ولذا فقد اعتمد هؤلاء المسلحين تسليم أنفسهم لقوات الطوارئ فور انتهائهم من القيام بعملية زرع الألغام لينقلوا بآلياتها إلى صور حيث يطلق سراحهم مع أسلحتهم.

هذا التصرف من قبل القوات الدولية جعل مهمتها أصعب، فقد زادت عمليات المنظمات وزاد رد الفعل عليها، وبالتالي، وعندما شعرت سوريا بأن اتفاقات كمب ديفيد تسير على قدم وساق، حاولت خلق جو من التوتر، كونها تقود ما تسميه "جبهة الصمود والتصدي"، بأن سمحت للمنظمات باطلاق القذائف والصواريخ، ليس فقط باتجاه المنطقة الحدودية، وإنما أيضا باتجاه الأراضي الاسرائيلية، ما استدعى ردات فعل اسرائيلية بحسب كبر الهجوم. فعندما كانت الصواريخ تسقط على مدن مثل كريات شمونة أو نهاريا كانت ردة الفعل الاسرائيلية قصف بالطيران على مراكز للفلسطينيين في جنوب لبنان حيث تقوم قيامة الاعلام بانتهاكات اسرائيل وقصفها للآمنين، بينما لم يكن هذا هو الواقع لأن كل ردات الفعل الاسرائيلية كانت على اعتداءات فلسطينية عبر الحدود. وقد تطورت حدة القصف والقصف المضاد، فطالما لم يؤثر الرد الاسرائيلي فعليا على عناصر المنظمات فهؤلاء لا يهتمون بالمدنيين اللبنانين ولا الفلسطينيين، ولا يهمهم سوى تسجيل نقاط اعلامية تثبت وجودهم ونظرية الصمود التي تقودها سوريا.

من هنا وبعد عملية زحلة التي قامت بها القوات اللبنانية والتي حركت الراي العام العالمي، وأضطرت سوريا فيها للتنازل، وبالرغم من عدم تدخل اسرائيل فيها، إلا بعد انتهاء المعارك حيث قصف الطيران الاسرائيلي مروحية سورية كإشارة على أننا قادرون لو أردنا التدخل، ولاعادة العمل بالخطوط الحمر التي تمنع على السوريين استعمال الطيران، قامت سوريا بتصعيد الموقف، خاصة عندما قصفت اسرائيل بعض الجسور في الجنوب كرد على عنف الصواريخ والقذائف التي أصبح يطلقها الفلسطينيون بدون اي اعتبار للقوات الدولية ولا حساب لراي وسلطة لدولة اللبنانية التي لا تقوم باي مبادرة سوى تكرار مقولة سوريا وعرفات، قامت سوريا بادخال بطاريات صواريخ سام 6 المضاد للطائرات لردع الطيران الاسرائيلي ومنعه من التحليق فوق لبنان.

أزمة الصواريخ السورية

عندما نصب السوريون صواريخ سام 6 في البقاع اللبناني والتي يغطي مداها كامل الأراضي اللبنانية توقف الطيران الاسرائيلي عن التحليق فوق لبنان وزاد الفلسطينيون من اعتداءاتهم التي صارت اسرائيل ترد عليها بالقصف المضاد بقذائف المدفعية. وعندما شعر الفلسطينيون بأن الطيران الاسرائيلي لم يعد قادر على التحليق فوق لبنان خوفا من الصواريخ، قاموا بنصب بطاريات مدفعية ميدانية ثابتة في منطقة عمل الأمم المتحدة حول قرية القليلة جنوب صور وفي أماكن أخرى قرب النبطية دون التخلي عن دور الصواريخ المتنقلة. وكانت هذه المدفعية تطلق قذائفها بدون سابق انذار أو سبب على المنطقة الحدودية وعلى القرى الاسرائيلية، وأحيانا على المدن القريبة من الحدود. وكان الرد الاسرائيلي يقتصر على قصف مضاد.

ولكن خلال هذا الوضع المستجد من الشلل الذي أصاب سلاح الجو الاسرائيلي كانت طائرات الاستطلاع بدون طيار تقوم بطلعاتها يوميا وتجوب سماء الجنوب. وكانت الصواريخ السورية تطلق حتى على هذه الطائرات أحيانا.

بالطبع زاد السوريون من عنجهيتهم كونهم استطاعوا منع إسرائيل من استعمال طيرانها للرد على قصف جماعة عرفات، وبالتالي اعتقدوا بأنهم لا بد منتصرون، فقوة اسرائيل هي بطيرانها، وإذا ما استطعنا شل هذه القدرة، فإن "رجال المقاومة الفلسطينية" وقوات الجيش السوري كفيلة، ليس فقط بمنع اسرائيل من الرد على الهجمات، إنما بتحرير "الأرض السليب".

قامت الولايات المتحدة باتصالات مع السوريين حول موضوع الصواريخ كونه تصرّف غير مقبول ويخرق الخطوط الحمر الموضوعة. ولكن السوريين أصروا على أنهم لن يرتدعوا وأنه على اسرائيل أن توقف طلعاتها الجوية فوق لبنان، وهذا حقهم فهم مسؤولون عن الأمن في لبنان وحماية المقاومة من واجباتهم.

في هذا الوقت عاشت المنطقة الحدودية وسكان المناطق الاسرائيلية القريبة من الحدود أياما قاسية قصفت فيها هذه المناطق بشكل يومي ولكن بقصد الاقلاق أكثر منه بقصد الاصابات المباشرة، خوفا من الردود من جهة، ولكي يصبح القصف موضوعا طبيعيا من حق قوات عرفات أن تقوم به ساعة تشاء. وقد اكتفت قوات الأمم المتحدة بتسجيل عدد القذائف في تقاريرها إلى قيادتها في نيويورك. وكان الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل هذه تيمور غوكسيل التركي الجنسية يحاول دوما التخفيف من أهمية ونتائج القصف الفلسطيني واعطاءه التبريرات التي تقدمها المنظمات الفلسطينية.

في هذه الأثناء كان الاتصال بحركة أمل جاري بشكل مستمر، فقد كان حيدر الدايخ مسؤول أمل في بلدة جويا قد هرب من محاولة الفلسطينيين خطفه والتجأ إلى بنت جبيل حيث استقبله جيش لبنان الحر وأعطاه الاحترام اللائق وصفة الحليف. وكان يسهم بمساعدة حركة أمل في القرى الجنوبية وحتى تزويد عناصرها بالسلاح والذخيرة الذي يمده به جيش لبنان الحر لحمايتهم وجمهور الحركة من اعتداءات الفلسطينيين. من هنا ويوم دخلت إسرائيل إلى جنوب لبنان في عملية "سلامة الجليل" كانت عناصر حركة أمل تعتبر عناصر موالية وبعض مراكزها مراكز حليفة لجيش لبنان الحر. ولم يكن لدى الشيعة الجنوبيين ما عدا الحزبيين الذين يتبعون للمنظمات أي مشكل بالنسبة لدخول المنطقة الحدودية. وكانت كل القرى الواقعة داخل هذه المنطقة الحدودية تسهم في حمايتها إن بواسطة الحرس الوطني أو بالتطوع بجيش لبنان الحر. وكان تجار المنطقة الذين يزودونها بالبضائع، أغلبهم من القرى الشيعية وأقارب لمسؤولين سياسيين ودينيين أحيانا، يؤيدون مواقف سكان المنطقة الحدودية بدون الاعلان عنها بالطبع خوفا من السوريين والفلسطينيين. كما كان هؤلاء التجار ينقلون بعض البضائع القادمة من اسرائيل إلى الجانب الآخر أحيانا لكونها مطلوبة وسعرها مقبول.

قام جيش لبنان الحر بين سنوات 1978 و1981 محل الدولة اللبنانية بتأمين حدود اسرائيل ومنع الاعتداء عليها وبالتالي ضبط موضوع قيامها باي ردات فعل ضد القرى في الجانب الآخر ما يمكن اعتباره عودة للعمل باتفاقية الهدنة أي فترة الهدوء التي سبقت اتفاق القاهرة، وذلك لقيام بعض الضباط الاسرائيليين التابعين لوحدة "آدال" بالتنسيق مع الجيش حول كافة الأمور واعتباره قوات لبنانية مسؤولة عن المنطقة تقوم بواجبها ومنع الاعتداءات عير الحدود بالنيابة عن الدولة اللبنانية، ومن هنا فقد اعتبرت هذه قوات صديقة لا بل حليفة في أغلب الأحيان.

لكن العلاقات بين المنطقة الجنوبية الحرة والمناطق الشرقية المحررة في الشمال لم تكن دائما سهلة، أولا بسبب وجود قوات الردع العربية ومحاولة المسيحيين في المناطق الشرقية الابتعاد عن البوح بشكل علني وواضح عن علاقاتهم بأسرائيل، خوفا من غضب الدول العربية كما كانوا يهمسون، ولكن هذا القرار كان صادر فقط من القوات السورية وناتج كما قلنا عن خوف الأسد من قيام تحالف علني بين لبنان وأسرائيل، أو أقله عملية تفاهم تجر إلى الالتحاق بالقطار المصري لبناء السلام، والذي يُفقده الدور الذي اخترعه بانشاء جبهة الصمود والتصدي. من هنا كان الشيخ بشير مثلا، والذي يشتري السلاح ويدرب العناصر وينسق الكثير من العمليات مع الاسرائيليين، يمتنع عن الاشارة بوجود هكذا علاقة، ما جرّ إلى التظاهر بمعادات قيادة لبنان الحر ونشر نوع من التآويل على خلاف مع الرائد حداد.

ولكن في واقع الحال كانت القوات اللبنانية تتدرب وتتجهز وتتعاون بشكل كامل مع الدولة العبرية لما فيه مصلحة المناطق الحرة والدفاع عنها، والتي عانت من السوريين والفلسطينيين الكثير من الجور والعنف ومسلسل القتل والتهجير وسلب السلطة والتحكم بمصير البلد، بينما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي منحيم بيغن قد أعلن في إحدى المناسبات حيث كانت تقصف المناطق الشرقية "بأن اسرائيل لن تقبل بأن تتم ابادة المسيحيين في لبنان كما كانت جرت محاولة ابادة الشعب اليهودي في المانيا النازية وأن ضمير اسرائيل وشرفها على المحك".

عملية سلامة الجليل

في الخامس من حزيران سنة 1982 وبعد عملية جرت في باريس قتل من جرائها ديبلوماسي اسرائيلي، قام جيش الدفاع الاسرائيلي بشن ما سمي بعملية "سلامة الجليل" التي كان مخططا لها أن تصل إلى جسر الأولي شمال مدينة صيدا، وتقوم بتنظيف المنطقة من قواعد "المخربين" الفلسطينيين، وتفرض على الدولة اللبنانية انهاء الوجود الفلسطيني المسلح ومنع قيادات المنظمات من التواجد والتخطيط لعمليات داخل أو خارج لبنان ضد اسرائيل قبل خروجها من لبنان.

بدأت العملية بدون غطاء جوي وقد دخلت القوات الاسرائيلية عبر الخط الساحلي باتجاه صور ومخيماتها وخط مرجعيون - النبطية باتجاه صيدا ومخيماتها. في اليوم الأول حوصر مخيم الرشيدية وفي اليوم الثاني تقدمت قوة باتجاه مدخل صور عند البص حيث جرت معركة عنيفة انتهت بعدها مقاومة الفلسطينيين ووقع قادة المنطقة بيد الجيش الاسرائيلي. ومن ثم أكملت القوات انتشارها باتجاه الزهراني بينما كانت القوة التي دخلت من مرجعيون النبطية أكملت باتجاه صيدا بعد الانتهاء من مقاومة مخيم النبطية وبدأت بتطويق مخيمي عين الحلوة والمية ومية. في اليوم الثالث دخلت قوة باتجاه جبل الريحان فاشتبكت مع القوات السورية المرابطة في العيشية والتي أخلت مواقعها وآلياتها وفر جنودها بين الأحراش. وتابعت تقدمها باتجاه جزين، وهنا قد يكون الرئيس الأسد علم بأن المخطط أن لا تتجاوز القوات الأسرائيلية خط الأولي، فأمر قواته بالصمود في مواقعها في الشوف لكي يحقق نصرا كلاميا بأنه لم يهرب أمام القوات الاسرائيلية. ولكن اصرار شارون على اكمال الهجوم وانهاء المشكل كليا، وموافقة بيغن على العملية، جعل الجنرال هيغ وزير الخارجية الأميركي، وهو كان قائد حلف شمال الأطلسي قبل تسلمه مهام وزارة الخارجية، يوافق على المضي بها، ما جعل السوريين يقعون في الفخ، لأن أمر الصمود كان قد صدر. وهنا بدأت عملية دخول الطيران الاسرائيلي إلى المعركة حيث حاول السوريون استعمال صواريخ السام 6 السوفياتية. ولكنهم فوجئوا بأن الطائرات الاسرائلية لم تهرب منها ولكنها أعادت تلك الصواريخ لتنفجر في قواعدها. ويقال بأن كل الطائرات بدون طيار التي اسقطها السوريون قبل ذلك كانت تدرس وترسل ذبذبات الرادارات والأوامر التي توجه تلك الصواريخ وأن الاسرائيليين تمكنوا في النهاية من السيطرة عليها، وهكذا دمرت كافة قواعد الصواريخ المضادة للطائرات والتي كان الأسد يعتقد بأنها سوف تعينه لوقف الاسرائيليين. من هنا أصدر أمرا بالانسحاب من المعركة في جزين ومنطقتها. ولكن الاسرائيليين أكملوا الهجوم باتجاه الشوف، فتلبك السوريون وحاولوا الانسحاب عشوائيا، وهنا أرسل الرئيس الأسد طائراته لمساندة قواته الأرضية. فكانت تلك المعركة الشهيرة التي أسقطت فيها كل الطائرات السورية التي انطلقت من مطاراتها فخسر السوريون 85 طائرة انهت اسطولهم الجوي في يوم واحد. وقد تكبد الجيش السوري الذي ترك آلياته ومدرعاته ومدافعه وهرب تائها على وجهه. ووصل الاسرائيليون إلى ابواب بيروت. وهنا تدخلت الدول الكبرى والأمم المتحدة لوقف القتال، وكان مطلب الاسرائيليين خروج الجيش السوري من بيروت بالاضافة لخروج كافة القوات الفلسطينية من لبنان بمواكبة قوات متعددة الجنسية أنزلت في مرفأ بيروت من أجل الاشراف على هذا الانسحاب.

في هذه المرحلة قامت القوات اللبنانية، التي أعتبرت قوات حليفة، بالانتشار في بعض الأماكن لتسهيل مرور السكان ومنع الاشكالات التي قد تحصل مع الاسرائيليين. وهكذا فقد طلب الاسرائيليون من الشيخ بشير الجميل أن تدخل قواته أو قوات الجيش اللبناني إلى المنطقة الغربية للتأكد من خروج كافة المقاتلين الفلسطينيين. ولكن الشيخ بشير على ما يبدو، وقد كان بدأ يحلم بكرسي الرئاسة، رفض دخول القوات اللبنانية إلى بيروت الغربية خوفا من الانتقامات التي قد تحصل، وفي نفس الوقت طلب عدم دخول الاسرائيليين اليها ريثما يتم انتخابه رئيسا للجمهورية حيث سيأمر الجيش بالتأكد من ذلك، ما لم يستوعبه الاسرائيليون ولكنهم قبلوا به على مضض.

عرف لبنان في تلك الفترة عرسا جماهيريا كبيرا إذ تم التخلص في نفس الوقت من عرفات وجماعته الذين لم يكن أحد يحلم بأنهم سوف يغادرون لبنان نهائيا، ومن ثم تكبد السوريين خسائر فادحة قال عنها الرئيس الحسيني بأنها بلغت أكثر من ثمانية آلاف قتيلا عدى عن اسطولهم الجوي وصواريخهم المضادة للطائرات وعتادهم الذي تركوه أو دمرته الطائرات الاسرائيلية. ويقول الرئيس بري بأن سوريا خسرت أكثر من عشرة آلاف قتيل في هذه المعركة وقد تم وضع الجثث بأكياس النايلون على جانبي طريق الشام كمقدمة لنقلهم إلى البرادات لتوزّع لاحقا وبهدوء على العائلات السورية لأن الحزب الحاكم وقائده خافوا من ثورة السوريين بعد كل تلك الخسائر الفادحة بدون سبب.

وقد فتحت الطرق بين بيروت والمنطقة الحدودية وتمركز الاسرائيليون في السلطان يعقوب شرقا فوق معبر المصنع ومنه إلى كافة المناطق، من البقاع الغربي إلى جبال الباروك وقرى الشوف حتى المديرج نزولا إلى بعبدا والحدث في المنطقة الشرقية.

في هذه الأثناء فتحت اسرائيل ابوابها للبنانيين الراغبين بالدخول إليها بسياراتهم عبر بوابات الناقورة والمطلة بقصد السياحة والترفيه أو زيارة الأماكن المقدسة. وسيّرت شركة باصات "أيغيد" الاسرائيلية رحلات منظمة بين مدينة صيدا وتل أفيف، وخاصة مطار بنغوريون، الذي شهد ضغطا كبيرا من اللبنانين المسافرين عبره ذهابا وايابا. وكان الاسرائيليون متحمسون جدا للدخول إلى لبنان كسواح مدنيين ليشاركوا اللبنانيين طريقة عيشهم التي سمعوا عنها الكثير ويسهموا باعادة البلد إلى سابق عهده. وقد سجلت بوابات العبور من لبنان إلى اسرائيل في تلك الفترة عبور أكثر من سبعمئة ألف لبناني إلى اسرائيل.

وقد تم التئام مجلس النواب اللبناني برئاسة كامل بيك الأسعد في المدرسة الحربية بالفياضية انتخب على اثره الشيخ بشير الجميل رئيسا للجمهورية اللبنانية على أن يتسلم مهامه في أخر أيلول من السنة نفسها 1982.

كانت القيادة السعودية، والتي تفهّمت أخيرا معاناة اللبنانيين، طلبت الاجتماع بالشيخ بشير للتعرف على طموحاته الرئاسية قبل الانتخابات، ولكنها لم تشترط أي خطوات محددة ولا هي ناقشت تفاصيل مشروعه، وكل ما رشح عن زيارته تلك بأن السعوديين تفهموا وضع لبنان. وكان بشير واضحا في طرحه لموضوع التخلص من المسلحين واسباب الصراع في لبنان والذي أساسه السلاح الفلسطيني.

بعد انتخاب بشير وخروج القوات المتعددة الجنسية دخل الاسرائيليون إلى بيروت الغربية للتاكد من خروج قوات عرفات وأسلحتها الثقيلة بعلم الدولة اللبنانية التي واكبت عناصر الأمن فيها انتشار الاسرائيليين بدون تدخل مباشر.

إذا كل ما قيل عن خلاف في وجهات النظر بين تمنيات الاسرائيليين وطروحات الشيخ بشير الرئيس المنتخب لم تكن دقيقة، وجل ما فيها تصورات مسبقة وتحليلات من طاقم الخنوع  الذي تمرّس على الخضوع للسوريين والتعامل معهم كالاسياد مقابل بعض الخدمات التي يسمحون بها. ومن هنا فقد كان عند هذه الطبقة من السياسيين التقليديين والجبناء تخوّف من وصول بشير واتخاذه خطوات جريئة خاصة فيما يتعلق بالموضوع الاسرائيلي.

 

البطريرك بين أيلولَيْن: من يغطّي الرئيس فعلاً؟

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الثلاثاء 07 أيلول 2021

بين الأربعاء في العشرين من أيلول 2000 وبين الأربعاء في الأوّل من أيلول 2021 مرّت 21 عاماً على لبنان كأنّها قرنٌ كاملٌ وأكثر. في التاريخ الأوّل صدر نداء المطارنة الموارنة الذي طالب بإعادة انتشار الجيش السوري تمهيداً لانسحابه. وأمّا في الثاني فصدر بيان المطارنة الموارنة الذي اتّهم قوى إقليميّة ومحليّة تابعة لها بالدفع نحو زوال لبنان الحرّية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي. وعلى كثرة تغيّر الأحوال في لبنان وسوريا والمنطقة بين هذين التاريخيْن يكاد المرء يقول إنّه لا ظروف مشتركة بين النداءين إلّا اليوم الذي صدرا فيه وهو يوم أربعاء وشهر أيلول.

مع ذلك تدفع مقارنة أوّليّة بين النداءين إلى استنتاج أمرين رئيسيّين:

1- الأوّل أنّ البطريرك الراحل نصرالله صفير تطرّق في النداء الذي كتبه بيده إلى "الوضع الاقتصادي المزري الذي يعرفه لبنان اليوم، وقد دلّت إحصاءات جدّيّة على أنّ نصف الشعب اللبناني أصبح يعيش تحت عتبة الفقر"، متحدّثاً عن مصانع تقفل ومدارس خاصة يتناقص عدد طلّابها، وخرّيجي جامعات يلجأون إلى الخارج... إلخ. وهو ما يشير إلى أنّ ملامح الأزمة الاقتصادية كانت قد بدأت بالظهور منذ عشرين سنة، وعلى الرغم من ذلك لم يحصل إجماع سياسي داخلي على تدارك تفاقمها. وهذا فشل فادح لكلّ الطبقة السياسية منذ ذلك الحين.

إذا كان النداءان متشابهين لهذه الناحية الاقتصادية، فإنّ هناك فارقاً جوهرياً بينهما يتّصل بوضعيّة حزب الله في لبنان بين عام 2000 وعام 2021

2- والمؤشّر الثاني والأهمّ أنّ سوء الأوضاع الاقتصادية شكّل دفعاً قوياً لنداء المطارنة وقتذاك، وقد ذكّر النداء بأنّه "ما من اقتصاد سليم من دون سياسة سليمة"، وتحدّث عن "سياسة غير سليمة مفروضة على لبنان".

وكما نداء أيلول 2000، كان نداء أيلول 2021 مدفوعاً أيضاً بالتداعيات الكارثية للأزمة الاقتصادية التي دفعت نحو 75 في المئة من الشعب اللبناني إلى ما تحت خط الفقر وفق آخر الإحصاءات، وهو رقم مخيف وينذر بانهيار المجتمع لا الدولة وحسب.

أين يختلف النداءان؟

إذا كان النداءان متشابهين لهذه الناحية الاقتصادية، فإنّ هناك فارقاً جوهرياً بينهما يتّصل بوضعيّة حزب الله في لبنان بين عام 2000 وعام 2021.

في نداء عام 2000، تحدّث المطارنة عن "حكمة من حرّروا الجنوب بما بذلوه من دماء زكيّة في سبيل التحرير، بدافع من حميّة وطنيّة صحيحة، وقد مهّدوا السبيل للدولة لتبسط سلطتها على جميع أراضيها (...)". أمّا في نداء 2021 فها هم يتّهمون الحزب، من دون أن يسمّوه، بالتبعية لقوى إقليمية يدفع وإيّاها لبنان صوب الزوال. ولعلّ هذا الفارق الأساسي بين النداءين، المتعلّق بحزب الله، يدفع إلى مراجعة السنوات العشرين الماضية برمّتها. وهي عشرون سنة من الأزمات السياسية والأمنيّة والاقتصادية المتتالية وصولاً إلى الانهيار الكبير. الخلاصة الأولى أنّ الحزب طوال تلك السنوات كان يقارب الواقع اللبناني بذهنيّة المنتصر الذي يعجز عن تثمير انتصاره في القبض على مقاليد الحكم والسيطرة على المجتمع، فكان طوال الوقت في موقع هجومي حتّى عندما يعلن أنّه في موقع دفاعي أو أنّه يتعرّض للحصار. سوء الأوضاع الاقتصادية شكّل دفعاً قوياً لنداء المطارنة وقتذاك، وقد ذكّر النداء بأنّه "ما من اقتصاد سليم من دون سياسة سليمة"، وتحدّث عن "سياسة غير سليمة مفروضة على لبنان"

وعلى هذا المنوال، انتقل الحزب من الصراع مع إسرائيل إلى الصراع مع الأفرقاء اللبنانيين الذين يرفضون هيمنته على الواقع اللبناني، وخصوصاً بعد خروج الجيش السوري من لبنان في أعقاب اغتيال رفيق الحريري.

نعم، لقد أضاع الحزب فرصة كبيرة في تثمير التحرير في السياق الوطني، إذ اختار أنّ يعطي للتحرير منحىً إقليمياً. وإذا كان هذا المغزى قد بقي خافتاً بعد السنوات الأولى للتحرير، فإنّه ظهر بقوّة بعد حرب عام 2006 التي أهدى السيّد حسن نصرالله "الانتصار الإلهي" فيها إلى النظام السوري تعويضاً على انسحابه من لبنان.

ولا ريب أنّ أحد الأسباب الرئيسة للأزمة السياسية الوطنية أنّ حزب الله يرفض أن يسائل سياساته، وأن يعترف باختلاف نظرة أكثرية اللبنانيين إليه ما بين عام 2000 وعام 2021. وهو ما تعبِّر عنه بقوّة المقارنة بين نداءيْ المطارنة الموارنة في هذين العامين.

يحصل ذلك في وقت يلمس حزب الله المعارضة، لا السياسية وحسب، بل أيضاً الشعبية المتنامية ضدّه، وقد عبّرت عنها أحداث سياسية وأمنيّة مختلفة في الأشهر القليلة الماضية، ولعلّ أهمّها اعتراض شبّان من بلدة شويّا لراجمة صواريخ تابعة للحزب وأحداث خلدة مع العرب السنّة وخلافات شيعية – شيعية أبرزها في صور بين مناصريه وبين مناصري حركة أمل.

أيّاً يكن من أمر، فإنّ الموضوع يبقى سياسياً أوّلاً، أي أنّ جوهر الصراع هو جوهر سياسي متّصل برفض شرائح واسعة من اللبنانيين ومن بيئات سياسية وطائفية مختلفة لهيمنة الحزب السياسية والأمنيّة على البلد، وخصوصاً أنّ هذه الشرائح باتت تربط علناً بين الأزمات المعيشية التي تواجهها بوتيرة متصاعدة وبين وضع الحزب لبنان على فالق الصراع الإقليمي والدولي. ولذلك يحاول الحزب نفي هذه التهمة عنه من خلال استقدام محروقات من إيران أقرّ بنفسه أنّها لن تعالج المشكلة... فالأزمة باقية على حالها ما دامت "السياسة غير سليمة"، بحسب توصيف نداء أيلول 2000. والفارق الآخر بين النداءين أنّ الأوّل كان موجّهاً ضدّ جهة خارجية حصراً، وهي الجيش والاستخبارات السورية في لبنان، بينما الثاني وُجِّه ضدّ جهة إقليمية وفريق محلي تابع لها ولو لم يسمِّهما، لكن من المعلوم أنّ المقصود هو إيران والحزب. وهذا الفارق يعقِّد الأزمة لا العكس لأنّه يؤكّد أنّ الأزمة داخلية ولو بخلفيّات إقليمية. فالصراع داخلي بين اللبنانيين أنفسهم هذه المرّة، فيما كان في عام 2000 بين الغالبية اللبنانية وبين الوصاية السورية على لبنان. ولعلّ أهميّة تظاهرة 14 آذار 2005 أنّها أكّدت وقوف الغالبية اللبنانية ضدّ هذه الوصاية، وهو ما جعل الحزب يرجع خطوات إلى الوراء بدءاً بقبوله إجراء انتخابات عام 2005، وبلوائح مشتركة مع الأحزاب الرئيسة في "14 آذار". ولكنّه ما لبث أن عاد إلى الهجوم الذي توَّجه في 7 أيّار 2008، ثمّ من خلال دعمه تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية حتّى انتخاب حليفه ميشال عون.

كانت مطالبة الراعي بالدعوة إلى استقالة عون، على أحقيّتها السياسيّة والوطنية، تستبطن مناورةً من قبل القوى السياسية التي تخاصم العهد وتداري الحزب

لذلك كان أَسْر الانتخابات الرئاسية وقتذاك حائلاً دون إبرام تسوية سياسية فعليّة بين القوى المتخاصمة منذ عام 2005، بل إنّ الهدف من قبل الحزب كان تسوية بشروط استسلامية لقوى "14 آذار". وهي تسوية سرعان ما فشلت فشلاً ذريعاً، فانتقل الحزب من دعم التسوية بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري إلى دعم رئاسة ميشال عون. وهنا بيت القصيد.

الراعي لا يدعم عون

فالقول إنّ البطريرك بشارة الراعي هو الداعم الرئيس لعون هو قول يفتقر إلى الحدّ الأدنى من الذكاء السياسي، أو هو قول يمثّل انتهازية سياسيّة صافية. إذ إنّ الداعم الأساسي لرئاسة ميشال عون كان ولا يزال حزب الله. وما لبثت القوات اللبنانية أن شعرت بالخيانة من شريكها في "تفاهم معراب"، لأنّها اكتشفت أن لا شريك لعون إلّا الحزب، والعكس صحيح. لذا كانت مطالبة الراعي بالدعوة إلى استقالة عون، على أحقيّتها السياسيّة والوطنية، تستبطن مناورةً من قبل القوى السياسية التي تخاصم العهد وتداري الحزب. فهي لا تذهب إلى المطالبة بقوّة باستقالة العهد مداراةً للحزب المتمسّك به ولو تفكّكت الدولة وزال لبنان. وهل الحزب والعهد ممتعضان ممّا يحصل في لبنان ما دام الانهيار يمكّنهما من السيطرة أكثر على الدولة والمجتمع؟ أولم تبيّن مسيرة الحزب طوال العشرين سنة الماضية أن لا أولوية تعلو عنده فوق الأولوية الإقليمية المتمثّلة بانتصار المشروع التوسّعي الإيراني، ولو على حساب دول واقتصادات ومجتمعات البلدان التي تمتلك فيها طهران نفوذاً قويّاً  إلى حدّ اعترافها بالسيطرة على أربع عواصم عربية.

لذلك حتّى لو لم يكسر الراعي القاعدة البطريركية التاريخية بعدم المطالبة باستقالة الرئيس، فإنّه في الوقت عينه قد يحذو حذو البطريرك أنطوان عريضة في عدم معاندة المطالبة الوطنية باستقالة الرئيس. والعريضة هو البطريرك الذي يقف حائلاً أمام المطالبة بإقالة الرئيس بشارة الخوري، الذي استقال في نهاية الأمر. وإذا قال البطريرك باستقالة الرئيس، فهل تحذو القوى السياسية الكبرى حذوه ولو ضدّ حزب الله المتمسّك حتّى النهاية بالرئيس؟

انطلاقاً ممّا سبق، يقع موضوع استقالة الرئيس في مكان آخر.

فلبنان يعيش منذ أكثر من سنة بلا حكومة لأنّ الرئيس عون لا يوقّع على تشكيلة حكومية ليس له فيها "الثلث المعطِّل" (وإذا كان الرئيس يصفه بالثلث الضامن فلماذا يصرّح هو ومصادره أنّه لا يريده؟!).

هذا الواقع غير المسبوق في تاريخ لبنان، وفي ظّل الأزمة الاقتصادية التي تعدّ ثالث أسوأ أزمة في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، قد يعرِّض لبنان لحرب أهلية جديدة، خصوصاً إذا استمرّ الرئيس على تعنّته بحجّة تحصيل "حقوق المسيحيين". وهو تعنّت بات من الواضح أنّه يثير امتعاضات طائفية قويّة.

لذلك فإنّ المُطالَب بعقْد تسوية حقيقية هو حزب الله. وهي تسوية عنوانها الأساسي استقالة الرئيس عون ضمن ترتيب سياسي انتقالي يمنع الفراغ في السلطة في المرحلة المقبلة. فأيّ محاولة من قبل الحزب لإبقاء عون في القصر بعد انتهاء ولايته، وإلى حين إيجاد بديلٍ موالٍ له وللحزب، هي تمديدٌ للأزمة ودفعٌ بها إلى مطارح خطيرة. وإذا كان المناخ الدولي مؤاتياً للحزب، أو هكذا يخيّل له، فإنّ الأمر نفسه حصل للوصاية السورية أكثر من عقد من الزمن، وفي النهاية انتهت. والخلاصة أن ليس البطريرك الراعي مَن يغطّي الرئيس، وإنّما حزب الله.

 

الحرية بدل المرارات: اعتذار ومقاطعة وعزل

رضوان السيد /أساس ميديا/الثلاثاء 07 أيلول 2021

حَفَل الأسبوع الماضي بأربعة خطاباتٍ كبرى لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وللرئيس نبيه بري وللمطارنة الموارنة ولرئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع. وبين تلك الخطابات والبيانات جوامع كبرى، كما أنّ بينها فروقات وافتراقات. الجوامع تتمثّل في الشكوى المُرّة من الأوضاع الراهنة، والمطالبة بتشكيل حكومة، كما تتمثّل في النيل العلنيّ أو الضمنيّ من رئيس الجمهورية:

1- أمّا خطبة المفتي في افتتاح مسجد آل البساتنة في بيروت، فتتميّز بالدفاع عن حسّان دياب باعتبار موقعه رئيساً للحكومة المستقيلة.

2- بينما هاجم الرئيس برّي مقاربة القضاء للجرائم المتّصلة بتفجير المرفأ. لكنّ خطابه في ذكرى الإمام الصدر تميّز بالتفصيل في التذكير بالطائف، وضرورة تطبيقه أو استكماله. كما تميّز بالدفاع عن مجلس النواب ودوره التشريعي والوطني.

3- في حين تميّز بيان المطارنة الموارنة بالدفاع عن الحرّية والاستقلال والسيادة.

على الرئيس ميقاتي أن يعتذر، وأن نذهب معه أو بدونه إلى دار الفتوى لإقرار مقاطعة رئيس الجمهورية، وعدم ترشّح أو ترشيح أيّ سنّيّ لرئاسة الحكومة التَعِسة. الوطن والدولة أهمّ من رئاسة الحكومة

4- وجاء خطاب الدكتور جعجع متعدّد الموضوعات. لكنّ أبرز ما فيه الدفاع عن حريّة القضاء في مسألة جريمة المرفأ أو المصير إلى المطالبة بالتحقيق الدولي. ووضع آماله كلّها في الانتخابات من أجل التغيير، وأعلن للمرّة الأولى ندمه على انتخاب الجنرال عون للرئاسة، وطالب بتقصير مدّته بحيث يجري انتخاب بديلٍ له بعد الانتخابات النيابية في الربيع. إنّما الطريف هو تعليله لماذا أيّد انتخاب عون، فقد فعل ذلك لاعتقاده أنّ عوناً سيعمل على استعادة حقوق المسيحيين للدولة، لكنّه لم يفعل! والذي أراه أنّ هذا هو مكمن الخطل والخطر في رؤية المسيحيين لوثيقة الوفاق الوطني ودستور الطائف. فالمسلمون جميعاً في الطائف ائتمنوا المسيحيين من خلال الرئيس على الدستور، والاستقلال الوطني، وقالوا بإيقاف العدّ والمناصفة، وبقيت المناصب الرئيسية في الدولة للمسيحيين. فما هي الحقوق التي ضاعت؟! وقد كانت قوى 14 آذار تعتقد أنّ الاختلال إنّما جاء من الوجود السوري، وينبغي تطبيق الدستور الكامل بعد الخروج السوري، في حين اعتبر الجنرال عون الخروج السوري فرصة للانقضاض على الطائف، وتعاون مع نصر الله الذي وضعه في الواجهة لمصارعة السُنّة كأنّما هم وحدهم أهل الطائف الظالم. ثمّ انضمّ إلى الجنرال معظم المسيحيين، ومنهم الدكتور جعجع المفروض أنّه سُجِن لأنّه أيّد اتفاق الطائف! فدعْكَ يا دكتور جعجع من هذه الحزازات التي تردّدها باعتقاد أنّها تُكسِبك شعبيّةً كانت لعون وفَقَدها، فلن يحصل المسيحيون ولا المسلمون على أفضل من دستور الطائف ولو نبت الشعر في ألسنتهم. الرئيس الحالي هو الذي ضيّع حقوق اللبنانيين جميعاً، ومنهم المسيحيون، لأنّه تخلّى عن الاستقلال والسيادة، وعن الدستور، وتبغْدَدَ الصهر في الفساد. كان المسلمون يعتقدون أنّ المسيحي على رأس الدولة هو ضمانة لاستقلالها، لكنّ الرجل ضيّع الأمانة والبوصلة ولا يزال.

فلنخرج من هذه المماحكات التي ما عاد شيءٌ منها مفيداً بعدما ضاع كل شيء. بل إنّ تبادل الاتّهامات ما عاد مفيداً أيضاً. نحن جميعاً متّفقون على أنّ رئيس الجمهورية أضاع وضيَّع، ولا يجوز أن يبقى في منصبه. ومتّفقون أيضاً على أنّ الرئيس لن يقبل تشكيل حكومةٍ إلاّ من النوع الذي كان يشكّله سعد الحريري أو شُكِّل لحسّان دياب. بل ونحن متّفقون على أنّ معظم أطراف الطبقة السياسية شاركوا عون وجبران وحزب السلاح، وكلّ البواسل، بدرجاتٍ متفاوتةٍ، في المسؤولية عن الوصول إلى الانهيار الذي نحن فيه، ومن ضمنه تفجير المرفأ وجريمة التليل بعكار، وضياع أموال المودعين بالمصارف، وهلاك الجامعات والمدارس والمستشفيات، والانسدادات في حياة المواطنين الجوعى للغذاء والدواء والمحروقات، والمتهافتين على الهجرة قبل أن ينزل بهم الموت كما نزل بأقرانهم.

وهنا أصل إلى مسؤوليّتنا نحن السُنّة أو مسؤوليّة رؤسائنا الأربعة الذين أتمنّى لهم طول العمر، وأن يزدادوا عدداً وعُدّة ومالاً ونوالاً، أوليسوا من الطبقة إياها ويملكون "حقوقها"؟

ونعم يا دكتور جعجع، حقوق الطبقة، وليس حقوق المسيحيين أو المسلمين: ما هي مسؤوليّتهم؟ منذ أكثر من عام وضعونا في إسار عون الذي يمتصّ لحوم وعظم الواحد منهم حتى يرميه مجرداً عظماً بدون لحم، بحجّة التفاوض في تشكيل الحكومة، فيدفعون إلى شدقيه الفاغرين واحداً آخر منهم أو من أتباعهم إلى أن رموا إليه بالرئيس ميقاتي الضخم. لقد اعتقدت شخصيّاً أنّ عوناً القادرعلى كلّ شيء لن يستطيع أن يعمل معه كما فعل بالآخرين. لكنّني أعتقد الآن أنّني كنتُ مخطئاً. لقد كانت عنده فرصة أسبوعين ليتدبّر أمر التشكيلة العتيدة مع الرئيس الذي لا يشبع، وها قد مضى شهر وأكثر وما حصل شيء، ولا يزال الفرنسيون يقولون له كما قالوا لسعد الحريري من قبل: "لا تعتذر، هناك أمل!".

لقد قرّرنا نحن أهل السُنّة، ومعنا وطنيّون كثيرون من حاملي شعار "لبنان أوّلاً"، أن نخرج من الحزازات والمرارات والتظلّمات، وأن نمضي باتجاه الحرية، بلا رؤساء ولا مرؤوسين. على الرئيس ميقاتي أن يعتذر، وأن نذهب معه أو بدونه إلى دار الفتوى لإقرار مقاطعة رئيس الجمهورية، وعدم ترشّح أو ترشيح أيّ سنّيّ لرئاسة الحكومة التَعِسة. الوطن والدولة أهمّ من رئاسة الحكومة. لقد كنّا نحسب أنّ كلّ دولة تحتاج إلى سلطة تنفيذية، لكنّ رئيس جمهورية لبنان يرى الاكتفاء بمجلس "الحرب" الأعلى الذي كانت آخر أوامر الرئيس له تكليف الجيش بغزو عكّار. حتّى حسان دياب المطيع إلى آخر الحدود رماه تحت أقدام القاضي البيطار، الذي قرّر في ما يبدو احتراف الجزارة، لكن بسكّينٍ كليلٍ استعاره من بيتر جرمانوس. مع الرئيس ميقاتي إن شاء نطلب من الوطنيّين، ومنهم الدكتور جعجع (الذي بدا قريباً لأول مرة)، الذهاب بعد القطيعة باتّجاه عزل رئيس الجمهورية لخروجه على الدستور، وعمله على إفساد العيش المشترك، وتجاهُله السيادة والاستقلال الوطني، وعزله لبنان عن محيطه العربي، وتنكّره لشرعيّاته الدولية والعربية: العرب (المصريون والأردنيون هذه المرة) مهتمون بضروراتنا في الغاز والكهرباء. أما حزب السلاح والرئيس فمهتمون بغمزة أميركا باتجاه إيران والنظام السوري. قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر!

 

ضغط إيراني-فرنسي واتصال أميركي: تفاؤل حكومي بلا حسم

منير الربيع/المدن/07 أيلول/2021

على وقع اتصال أميركي بالرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، تصاعد منسوب التفاؤل بولادة الحكومة الجديدة. عملت الأطراف المختلفة على إشاعة جو إيجابي، وأن التشكيلة أنجزت، وتم حل عقدة وزارة الاقتصاد. وبالتالي، فإن التشكيلة الحكومية جاهزة ومؤلفة من 3 ثمانيات ولا ثلث معطل فيها لأي طرف. وأكثر من ذلك، ذهب اللبنانيون إلى ضرب مواعيد جديدة لتشكيلها، بين مساء اليوم الإثنين أو الثلاثاء، أو الأربعاء باعتبار أن يوم الثلاثاء هو يوم حداد وطني. وذهبت التكهنات أبعد من ذلك، إلى حدّ اعتبار أن ضغطاً أميركياً وإيرانياً مورس على رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، للقبول بالصيغة المقدمة. إلا أن مصادر متابعة تنفي حصول أي تواصل مع باسيل.

إيران- فرنسا

فكرة الضغط الإيراني جاءت بناء على الاتصال الذي أجري بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وابراهيم رئيسي، والذي فهم فيه بأن إيران أصبحت تتشدد في ضرورة تشكيل الحكومة اللبنانية، بعد تحقيق خرق كبير على صعيد العلاقات اللبنانية السورية، وبعد ما تعتبره إيران إنجازاً سياسياً سيصب في صالحها، بنتيجة خرق قانون قيصر، وصدور إعفاءات واستثناءات منه. وهذا كله بنتيجة معادلة أمين عام حزب لله، حسن نصر الله، الذي أعلن عن استقدام النفط الإيراني. الأمر الذي دفع الأميركيين إلى تقديم تنازلات كبيرة، لها علاقة بالغاز المصري والكهرباء الأردنية.

في المقابل، كان واضحاً السعي الفرنسي المستميت للتعاون مع إيران، وترتيب العلاقة معها. وهذا ظهر في البيان الذي صدر، وتناول تفاصيل الاتصال الهاتفي بين رئيسي وماكرون. إذ تم التشديد فيه على ضرورة تشكيل "حكومة لبنانية قوية بالتعاون مع حزب الله". هذه الخطوة تأتي بعد تقدم ماكرون في قمة بغداد الأسبوع الفائت شخصياً باتجاه وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، وتباحث معه في جملة نقاط، بينها الملف اللبناني. كما أن ماكرون شخصياً وجه دعوة لعبد اللهيان إلى زيارة باريس، ولم يوكل الأمر إلى وزير خارجيته جان إيف لودريان. هذا الموقف يفسره كثر بأنه محاولة من ماكرون لإنقاذ نفسه في لبنان أولاً، وثانياً لتأمين الحماية الإيرانية اللازمة، ومن قبل الحشد الشعبي العراقي، لاستثمارات تسعى شركة توتال الفرنسية لتنفيذها في العراق.

الاتصال الأميركي

كل هذه المعطيات الخارجية هي التي دفعت إلى تحريك المسعى الحكومي بأجواء إيجابية وتفاؤلية إلى حد بعيد. لا سيما أنها جاءت بعد جملة تطورات خارجية، أبرزها زيارة الوفد اللبناني إلى سوريا بموافقة أميركية. ما يوحي وكأن واشنطن شريكة في هذه المساعي والضغوط. وما فتح باب التأويلات أكثر، هو اتصال أجرته وكيلة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ويندي شيرمان، بكل من الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي. معلوم أن شيرمان هي التي حلّت مكان ديفيد هيل، واتصالها بعون وميقاتي هو الأول من نوعه. أي إنها الإطلالة الأولى لها على الملف اللبناني. دعت شيرمان، بناء على الموقف الأميركي الثابت والتقليدي، إلى تشكيل الحكومة، وتمنّت تشكيلها سريعاً. أجابها عون بأن هناك مساعي جدية تبذل وهناك إمكانية لولادة الحكومة. الأمر نفسه تكرر مع ميقاتي، الذي توسع بالحديث أكثر، متناولاً مسألة وزارة الاقتصاد والخلاف عليها، وأهميتها في التفاوض مع صندوق النقد الدولي. هذا الاتصال دفع بعض المسؤولين اللبنانيين إلى اعتبار أن تدخلاً أميركياً حصل، يحمل ضغطاً في سبيل تشكيل الحكومة. تزامن الحدث مع كل هذه التطورات، ومع تجديد اللواء عباس إبراهيم لمساعيه.

عقدة الثلث المعطِّل

هذه التطورات أرخت أجواءً إيجابية. وداخلياً، كان اللواء ابراهيم قد زار الرئيس ميشال عون، وتم البحث في إمكانية منح وزارة الاقتصاد لصالح ميقاتي. وافق عون على الأمر، ولكنه سأل عن الحقيبة المقابلة التي سينالها بحال كانت وزارة الاقتصاد ستؤول لشخصية سنّية محسوبة على ميقاتي. هذا الأمر يفترض تغييراً أو إعادة توزيع في الحقائب. وبذلك لا تكون عقدة الثلث المعطل قد حلّت. يفترض أن يلتقي إبراهيم ميقاتي للبحث في هذه النقطة المستجدة، والعمل على إيجاد صيغة لتجاوز الثلث المعطل، بالإضافة إلى الحصول على ثقة التيار الوطني الحرّ في البرلمان.

بناء عليه، تعاطت كل القوى السياسية مع التطورات بإيجابية، لكنها إيجابية حذرة، مع عدم الإفراط في التفاؤل، كل القوى تؤكد أن هناك إيجابيات ولكن لا يمكن الجزم ولا الحسم. بانتظار ما ستحمله الساعات المقبلة. في هذا الوقت تحدثت معلومات عن لقاء عقد بين ميقاتي والرئيس نبيه بري. مثل هذا اللقاء لا يعكس توافقاً على الحكومة، بل يعكس وجود عقدة احتاج ميقاتي لبحثها مع برّي. وهذا يعني عدم توفر جو إيجابي بين ميقاتي وعون، لأن زيارة الرئيس المكلف إلى رئيس مجلس النواب قد تستفز رئيس الجمهورية. بناء على كل المعطيات، لا تزال وجهات النظر متضاربة بين التفاؤل بتشكيل الحكومة سريعاً، أو أن الأجواء التفاؤلية سيكون مصيرها كمصير سابقاتها. فيما هناك من يعتبر أن إيران لن تبيع هذا الموقف لفرنسا، وأميركا لن تكون متساهلة مع هذا النوع من التسوية بعد كل ما حصل، وخصوصاً في ظل التشديد الإيراني الفرنسي على دور حزب الله، إلا إذا كان هناك متغير إستراتيجي في السياسة الأميركية. وهذا سيكون له تداعيات سلبية على موقف دول الخليج.

 

روزنامته مزدحمة بالاستجوابات: البيطار يوقف سامي حسين

نادر فوز/المدن/07 أيلول/2021

أصدر المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، مذكرة توقيف وجاهية بحق مدير العمليات السابق في مرفأ بيروت، سامي حسين. على مدى أربع ساعات، استجوب البيطار حسين، وسأله عن الإثباتات ودوره في عملية تخزين نيترات الأمونيوم ومسؤولياته وصلاحياته. بالطبع، حاول حسين التهرّب من المسؤولية، ونفى كل الشبهات حوله. إلّا أنّ خلاصة الاستجواب، أنه انضمّ إلى أسماء الموقوفين في ملف جريمة 4 آب.

سامي حسين

سامي حسين، هو مدير العمليات السابق في مرفأ بيروت. خرج إلى التقاعد عام 2017، وقد تم تعيين سامر رعد (الموقوف في الملف) خلفاً له. وحسب الوثائق التي نشرتها "المدن" قبل أسبوع، كان لحسين دوراً أساسياً في قرار تخزين حمولة "روسوس" من نيترات الأمونيوم في العنبر رقم 12، خلافاً للتقارير والآراء الصادرة عن رئيس مصلحة البضائع مصطفى فرشوخ، ورئيس دائرة التخطيط والمتابعة غازي شلالا. فرشوخ وشلالا حذّرا من تخزين الأمونيوم في العنبر المذكور لعدم وجود طفايات الحريق وأجهزة الإنذار في العنبر، وطالبا بكشف فريق من الخبراء قبل الشروع بالتخزين. إلا أنّ حسين ردّ على رسالة مدير المرفأ حسن قريطم، بالموافقة على التخزين وتمّ اتخاذ القرار. كما أنّ حسين لم يلتفت إلى التحذيرات المتتالية بشأن النيترات في العنبر رقم 12، وتجاهلها.

15 مليون ليرة

وحسب ما علمت "المدن"، فإنّ سامي حسين، نظراً لموقعه الإداري، كان يتقاضى راتباً بقيمة 15 مليون ليرة لبنانية شهرياً (ما يوازي عشرة آلاف دولار حينها). إضافة إلى العلاوات والإضافات (bonus) وامتيازات أخرى في السفر وغيرها. لكن حسين، كما مدّعى عليهم آخرين في الملف، موقوفين وغير موقوفين، لم يقوموا بواجباتهم الوظيفية. لا، بلّ أنهم ساهموا من مواقعهم الإدارية هذه بمجزرة 4 آب بغض النظر عن نواياهم. سامي حسين، البالغ من العمر 68 عاماً، بات مدّعى عليه جناية القصد الاحتمالي لجريمة القتل، وجنحة الإهمال والتقصير، كالموقوفين الآخرين.

دفوع فنيانوس الشكلية

وكان من المفترض أن يمثل اليوم وزير الأشغال العامة والنقل السابق، يوسف فنيانوس. إلا أنّ الأخير لم يمثل، وقد تقدّم وكيلاه القانونيان، المحاميان طوني فرنجية ونزيه الخوري، بالدفوع الشكلية لعدم استجوابه في الملف. وحسب ما أشارت مصادر متابعة لـ"المدن"، فإنّ هذه الدفوع أشارت إلى عدم مراعاة إجراءات التبليغ للأصول القانونية، وإلى أنّ نقابة المحامين في الشمال لم تعيّن محامياً لتمثيل موكلهما، إضافة إلى طلب الاستئناف الذي تقدّم به فنيانوس بالقرار الصادر عن النقابة بإعطاء الإذن بملاحقته. كما شدّدت الدفوع، في السياق نفسه، على أنّ صلاحية الادعاء واستجواب فنيانوس تعود إلى مجلس النواب والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وليس للقاضي البيطار. فأرجأ المحقق العدلي جلسة الاستجواب إلى 16 أيلول الجاري، لحين البتّ بالدفوع الشكلية المقدّمة.

روزنامة الاستجوابات

ويزدحم جدول الاستجوابات في ملف المرفأ هذا الأسبوع، وصولاً إلى 20 أيلول، الموعد المفترض لاستجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب. فقد حدّد البيطار، يوم الأربعاء في 8 أيلول موعداً لاستجواب كل من مدير المخابرات السابق، العميد كميل ضاهر، ومدير إقليم بيروت في الجمارك بالإنابة سابقاً، موسى هزيمة. كما حدّد موعد 13 أيلول موعداً لاستجواب قائد الجيش السابق، جان قهوجي. إضافة إلى العميد السابق في الجيش جودت عويدات الذي تم تحديد له جلسة في 10 أيلول، وسيتقدّم خلالها بالدفوع الشكلية بعد طلبه الاستمهال. والعميد السابق في الجيش غسان غرز الدين، في 15 أيلول، بعد البتّ بالدفوع التي تقدّم بها وكيله القانوني. على أن يبقى مثول النواب المدعى عليهم، الوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق، مؤجلاً لحين سقوط الحصانة عنهم.

توقيفات البيطار

مذكرة التوقيف الصادرة عن البيطار بحق سامي حسين، هي الثانية التي يصدرها في أقل من أسبوع. يوم الثلاثاء الماضي، أصدر المحقق العدلي مذكرة مشابهة بحق عضو المجلس الأعلى للجمارك، ومدير إقليم بيروت السابق في الجمارك، هاني الحاج شحادة. وعلى ما يقول مسار التحقيقات والاستجوابات، فإنّ البيطار قد يقدم على توقيف مدعى عليهم آخرين في الملف بعد استجوابهم. البيطار أعاد النشاط إلى ملف المرفأ بعد أشهر وأسابيع من العرقلة السياسية التي اعتمدتها السلطة السياسية في منع إعطاء إذونات الملاحقة والاستجوابات، وفي التمنّع عن إسقاط الحصانات عن الوزراء السابقين النواب الحاليين، وفي محاولة سحب جانب التحقيق المتعلّق باستجواب المسؤولين السياسيين من يده. بينما يسير القاضي طارق البيطار في هذا المنحى التصاعدي، يستعيد أهالي ضحايا وشهداء المرفأ والمتضررون والجرحى نشاطهم أيضاً. فيتم التحضير لتحرّك صباح الإثنين المقبل، في 13 أيلول الجاري. المطلوب؟ رفع الحصانات ووقف كل أشكال الضغوط على المحقق العدلي والتحقيق في جريمة 4 آب. وقد ينال هذا التحرّك زخماً إضافياً، إن صدرت عن القاضي البيطار قرارات إضافية. فالأهالي والمتضررون، وعموم اللبنانيين، بانتظار المزيد من قرارات التوقيف وكشف الحقيقة وتكريس العدالة في هذه المجزرة الكبرى.

 

حزب الله وشيعة السفارة

د. عماد شمعون/فايسبوك/06 أيلول/2021

"شيعة السفارة" هو مصطلح تخوينيّ دأب حزب الله على رشقه في وجه كلّ شيعيّ معارض له، وإذا بالحزب يلبّي أمرًا وطاعةً، إشارةً مِن اصبع سفيرة أميركا في لبنان، التي أمرته بأن يأمر حكومته بإرسال وفدٍ منها إلى سوريّة لتنفيذ خيار السفارة الأميركيّة باستجرار الكهرباء مِن مصر الدولة الشقيقة لإسرائيل، مصر التي يرفرف على ترابها وفي عاصمتها عَلَم إسرائيل.  "رمي إسرائيل في البحر" وهو الوعد الصادق الذي لم يَصدق فيه حزب الله، الحزب الذي رمى بلبنان في أتون جهنم الفقر، العَوَز، الذلّ والحرمان، فمات لبنان وعاشت إسرائيل.  "التوجّه شرقًا" نحو الصين، مطلبًا لحزب الله ألغته السفيرة الأميركيّة بزيارة منها إلى مندوب حزب الله في القصر الجمهوريّ، إلى فخامة الرئيس ميشال عون، حيث حوَّلت التوجّه شرقًا إلى التوجّه عَرَبًا.  "هيهات منّا الذلة" شعار نجح حزب الله في تطبيق نقيضه، بعد أن تسبَّب، كحزب دينيّ أصوليّ فاشل، بإذلال الشعب اللبنانيّ برمَّته، وبمرغ جبينه بزفت الطرقات في صفوفٍ مِن الطوابير لا تنتهي أمام محطّات الوقود، والأفران، والصيدليّات... "سلاح في خدمة حماية الحدود" شعارٌ واهٍ، بعد أن تبيّن دور سلاح الحزب الضامن جنوبًا لمنع حصول أيّ تعدٍ أمنيّ مِن الأراضي اللبنانيّة باتجاه الحدود الشماليّة لإسرائيل أقلّه منذ العام 2006، والضامن لاستباحة ما تبقّى مِن الحدود بهدف تهريب لقمة عيش اللبنانيّين للاتجار بها وجني أرباح مغمَّسة بدم نزيف إمعاء لبنانيّة خاوية.   "إسرائيل الكيان الغاصب" شعار كاذب، بعد أن أمر حزب الله حكومته التي أمرت قيادة الجيش بالجلوس مع الصهاينة لترسيم الحدود بين دولتَي لبنان وإسرائيل وليس بين دولتَي لبنان وفلسطين.

"الموت لأمريكا" هو مصطلح كاذب بعد أن سمح الحزب بالخروج حيًّا للمواطن الأميركيّ وهو اللبنانيّ عامر الفاخوري قائد سجن الخيام، وذلك بوعد صادق مِن حزب الله بعدم إسقاط طائرة الهيليكوبتر "المكيَّفة" التي نقلته، الطائرة "المكيَّفة" بنفس معدّات تكييف الباصات التي أخرجت الدواعش بحماية مِن الحزب. إنه حزب الله الذي سمح للفاخوري بالخروج حيًّا بالرغم مِن اتهام الحزب له على أنه "العميل الجلّاد"، وبالرغم مِن تسميته له بـ"الفاخوري جزّار الخيام" بتهمة أنه مارس التعذيب حتى الموت لعناصر مِن الحزب في سجون الخيام. وفي الختام نقول: "الموت للكَذِب"، الموت لكلّ مَن ساهم بإيصال لبنان إلى الحضيض، لكلّ مَن ساهم بتحويل شعب لبنان إلى شعبٍ مِن المحرومين، إلى شعب ذليل بلا كرامة.  الموت لكلّ مَن حوَّل لبنان إلى دولة تتحكّم بها عمامة متخلِّفة لا تفقه شيئا في عمليّة إدارة الأوطان. 

 

في مهزلة "التطبيع الصدئ"

نبيل بومنصف/النهار/06 أيلول/2021

ليس مستغربا اطلاقا ان يحتفي "حزب الله " خصوصا وبعض القوى المرتبطة بالنظام السوري بالزيارة البائسة التي قام بها وفد وزاري لبناني لدمشق بعد طول انقطاع ويدرجونها في اطار اختراقات محورهم الممانع للفراغات التي تملأ الواقع اللبناني المختل راهنا . ولكن الحزب يضحك على نفسه وعلى الآخرين حين يتجاهل ان هذا الوفد "الشجاع" الذي لم تجرؤ حكومته على مجرد معاتبة النظام الأسدي لتجاهله عدم رفع علم لبناني خلال زيارته ما كان ليطأ جديدة يابوس او "الشام" لو لم يكن مشروع استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن أميركي المنشأ والطرح والتخطيط بالكامل . تبعا لهذه الحقيقة لن نقف ابدا امام ما يسمى التطبيع المجاني الذي أهدته حكومة لبنانية مستقيلة باتت اشبه بجثة تنتظر الدفن لفرط ما استهلكها العهد العوني و"حزب الله" في مرحلة تعطيل تاليف حكومة بديلة ، اكثر مما فعلا قبل استقالتها ، لانها واقعيا وموضوعيا حكومة فقدت شرعيتها وليس فقط كل تعويل سخيف مفتعل على المضي في استهلاكها . لا بل سنتوقف طويلا ، وهو الامر الأكثر جدوى ، امام مهزلة تطبيع او أعادة تطبيع سقيمة ، بين نظام الأسد المتهالك الصدئ وسلطة متآكلة صدئة في لبنان بجناحيها العهد والحكومة المستقيلة سواء بسواء . هذه الصورة في الشكل والمضمون التي طلعت على اللبنانيين ومن اهتم او عنى له الامر شيئا من العرب والغرب والخارج ، "لمحادثات" الوفدين اللبناني والسوري في جديدة يابوس ودمشق بدت كأنها عودة من غبار الزمن الآفل الذي تمكن فيه حافظ الأسد في بدايات عهد الياس الهراوي من فرض هيكلية مصطنعة لحكم لبنان وتشريع احتلال الوصاية والاحتلال الاسديين عليه من خلال ذلك الذي سمي المجلس الأعلى اللبناني السوري . دمرت سوريا عن بكرتها وهجر ثلثا شعبها في الداخل والخارج بفضل نظام الأسد الابن ، وسوي لبنان بقعر جهنم كما دأب رأس العهد القوي على تبشير أبنائه به ، ولكن ايحاءات الهيمنة واحلام الاحتلال والوصاية لم تفارق بعد العديد من اتباع النظام السوري المتهالك ولا ثقافة التشفي من السيادة اللبنانية لدى هؤلاء مع انهم نجحوا نجاحا منقطع النظير في تصفية معالم هذه السيادة تصفية قاتلة . ولاننا لسنا هواة ظلم اعمى وأخذ الجميع بجريرة المرتكب فاننا لا نحمل وزراء بعينهم تبعة قرار العهد وحكومة تصريف الاعمال في التطوع السريع المجاني للقفز السريع الى أحضان نظام الأسد وتقديم الهدايا اليه قبل اكتمال كل عوامل المفاوضات الرباعية ، بل الخماسية برعاية أميركية ، بين الدول المعنية بمشروع استجرار الغاز والكهرباء . ومع ذلك نسارع الى طمأنة القلقين مما يظنون انه سيترك تداعيات سلبية كبيرة على لبنان جراء هذا الانبطاح امام نظام الأسد الى ان سلطتين صدئتين لا تستطيعان الا تقديم مهازل على المسرح الدولي ولو كان الخبث الدولي في التعامل مع نظام قتل معظم شعبه أسوأ معالم السياسة الدولية . ولذا ترانا نتساءل هل أولئك في السياسة والاعلام الذين راحوا يطبلون ويزمرون لعودة التطبيع مع النظام السوري يقيمون فعلا على ارض الواقع ام هم يلتحقون بالكامل بسياسات الانكار النمطية التي تطبع ثقافة وأيديولوجية نظام الأسد كما حلفائه الرسميين والحزبيين والسياسين عندنا ؟ الكثير الكثير من الهزال فاض مع هذا "الاختراق" التطبيعي فهنيئا للحكومة الآفلة والعهد المزهو بانجازاته بهذا الإنجاز الجديد المشرف !

 

بين الغاية والوسيلة: قبطان وقرصان

 الياس الزغبي/فايسبوك/06 أيلول/2021

لم يكن الهمّ الأوّل ل"فريق الممانعة" المتهافت على زيارات "التبريك" من النظام السوري، إستجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان، بل كان اهتمامه مركّزاً على استجرار العطف الأميركي على هذا النظام، والسماح له باستثناءٍ خاص من عقوبات "قيصر" لتمرير المساعدات للبنان.

بالنسبة إلى هذا الفريق، انقلبت الأولويات: فالغاية هي إراحة النظام والوسيلة هي إنارة لبنان وليس العكس. وهذا يكشف حقيقة الاستهانة بالسيادة اللبنانية، والقبول بالإهانة في تغييب العلم اللبناني، كرمزٍ للسيادة الوطنية، عن طاولة المحادثات، وكأنها طاولة تجمع أهل البيت الواحد، وليس فريقين يمثّلان دولتين!

ويعود عمق المشكلة إلى العطب في النظرة إلى حصانة السيادة اللبنانية تجاه سوريا - النظام، أو إلى مركّب النقص مزمن ومستشرٍ لدى تابع في حضرة متبوع. ولا تقع الملامة في الأساس على الذين استطابوا التبعية وارتضوها، وهم دأبوا على هذه العادة منذ عقود، بل على من صنّفوا أنفسهم سياديين، وسفحوا نضالهم السابق الذي استمر سنوات تحت شعار "سيادة حرية إستقلال"، على مذبح مصالحهم الشخصية وشهواتهم في السلطة والمال. وهؤلاء تصحّ فيهم المعادلة الموفّقة التي أطلقها أمس رئيس " القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، لمناسبة يوم شهداء المقاومة اللبنانية، بقوله: "نريد قبطاناً لسفينة لبنان لا قرصاناً"! نعم، إن لبنان في حاجة تاريخية إستثنائية لقيادة تُعيد إليه سيادته وكرامته الوطنية،فأيّ حرب على الفساد لا تنجح ولا تستقيم إلّا على قاعدة استرداد السيادة وتحرير الشرعية، ففساد السيادة أشدّ خطورة من أيّ فسادٍ آخر. وما سوى ذلك ترقيعٌ في ثوبٍ رثّ،

 

جعلوا عيش اللبناني من قلة الموت

منى فياض/الحرة/06 أيلول/2021

عندما تسير ليلا في عتمة الشوارع الكثيفة التي تفتقد الكهرباء، تصبح كمن يمشي على البيض. إذا كنت محظوظا يأتيك الضوء أحيانا من شرفة، أو من نور سيارة مسرعة. وإلا فعليك أن تحاذر في كل خطوة. وأحيانا ستلجأ إلى ضوء فلاش هاتفك المحمول كي ترى أين تضع قدميك.  في النهار تزدحم بعض الشوارع بالمشاة والدراجين حول سيارات تتزاحم في طوابير تطول كيلومترات أحيانا. تزعق أبواقها كما أصوات بعض السائقين وعراكهم، خصوصا عندما تعترض الطابور سيارة تحاول شق طريقها عنوة لدخول الطابور الذي يسد الطريق أمام السير. وسوف تتعرج خطواتك بين الناس المزدحمين أيضا في فوضى ضاجة. ومنهم من يحمل غالون بنزين تشم رائحته عن بعد، سيفرغه في خزان سياراته أو يبيعه لأحدهم. المحظوظ يقول: عبأت خزان سيارتي. أما الأوتوسترادات التي تفرغ من السير في معظمها فستغلق أمامك فجأة، لتنبأك بوجود محطة بنزين. تصطف أمامها السيارات على عرض الأوتوستراد، منتظرة دورها أمام محطة قد تكون لا تزال مقفلة. هناك من ينام في سيارته، وأحدهم توفي فيها. لا بد أن أحدهم سينتج فيلما عن "الحياة" في طوابيرنا المتناسلة. إنها حياة كاملة. أخبرني شاب أنه ذهب مع أولاد خالته سويا في ثلاث سيارات كي يتسلوا لتحمل الانتظار. معظم الشوارع الأخرى ستبدو خالية تماما من الحركة على وجه التقريب.

الصديقة والأستاذة الناشطة وصفت انشغالاتها اليومية: تفاصيل صغيرة عم تقتلنا يوميا.

-  وجبة (دورة) الغسيل عم تستغرق أكثر من ٢٤ ساعة. والله أنا موظفة وما قادرة اشترك بـ١٠ أمبير. بشغّل الغسالة وسخّان المي على كهربا الشركة، إذا جاءت.

- الكوي يتراكم، خاصة أنه فصل الصيف.

- ما عم نقدر نستعمل الميغابايتس إلا للضرورة.

- بالكاد عم نلحق نشرج التلفون واللابتوب واللومپادور.

- لما ما يكون في كهربا شركة ولا اشتراك، عم يهلكنا الضجر. حتى مطالعة كتاب ما منقدر.

- محبوسين ببيوتنا بسبب أزمة المحروقات. يعني علاقاتنا الاجتماعية عم تتدهور.

- انتظر أن تبدأ المدرسة تا اطلع من جو الروتين. بس شو هي مقومات بدء العام الدراسي، بالنسبة للأساتذة وللطلاب، وعلى كل المستويات؟

- الغلاء فاحش. صرنا عم نعصر حتى النفقات الضرورية.

- سترس وتعصيب ٢٤ على ٢٤. عم نفش خلقنا ببعضنا.

وبيسألوني:

- كيف حالك؟

- والله تمام. عايشة من قلة الموت! حضرتنا من الرأي العام!

سمعت سيدة تخبر صديقتها كمن انتصر في معركة: شرجت تلفوني!!

اعتذرت ناشطة أخرى، في فشة خلق يائسة عن المشاركة في التظاهرات، قائلة إنه ليس لديها لا بنزين ولا تستطيع الحصول حتى على خبز لإطعام أولادها. فكيف ستتمكن من المشاركة في المظاهرة؟ فهل هي متخاذلة إذا لم تستطع المشاركة في التظاهرات؟ 

في هذا الوقت علق أحدهم مزايدا، على إحدى الإذاعات، أن الثوار هم سبب ما نعانيه وما يحصل على الأرض من مشاكل ونزاعات. أين هم الآن؟ لماذا لا نسمع أصواتهم؟ إذا كانوا ضد ما يجري فلماذا لا يتظاهرون؟ إنهم السبب في ذلك. فالثوار ليس لديهم إلا أمر واحد يقومون به: التصويب على الرئيس!!

هذا منطق حاشية الرئيس. الثوار مصدر الأزمات. لا نسمع في البرامج الحوارية إلا الشتائم التي توجه إلى الشعب القابل بكل هذا الذل. السؤال من هو هذا "الشعب" الذي يشتمه المتكلم ويحمّله مسؤولية الخنوع؟ أليس حضرته من الشعب؟ 

أما الشاب الذي في مقتبل العمر في مكتب السفريات فالحل عنده باختصار: يا الله ياخدنا، يا ياخدهم يا ياخد الكل. تركونا بلا مستقبل.. وعن أصدقائه من الشيعة يخبرني: أن وضعهم أسوأ من وضعنا. هم مغلوبون على أمرهم، متضررون ويسكتون خوفا وكي لا يُخونوا.

هذه عينة عن يوميات اللبناني وحياته التي تضيق يوما بعد يوم. 

من الملاحظ أن مواضيع مقالاتنا، أصبحت تدور حول نفسها، نعالج المواضيع نفسها بتكرار. لأن ما نعيشه نوع من تكرار لنفس المشاكل التي تزداد تدهورا أمام جدار سلطة متحجرة تتقصد إذلال الشعب وإلهاءه بمعيشته اليومية. ما يجري يخرج عن نطاق كل منطق. تتحول حياتنا إلى أحداث تتراكم فوق بعضها البعض.

كل يوم تبرز مشكلة جديدة تغرق البلد فينهمك المسؤولون فيما يوهموننا أنه محاولات لمعالجتها!! وفجأة تبرز مشكلة أخرى فننسى معهم سابقتها ويصبح همنا مواجة الجديدة.

وهكذا دواليك بحيث نشعر أن الأحداث التي سبقت حصلت في زمن آخر سحيق. إنها دوامة من المشاكل الدائرية المتناسلة التي تغرق اللبناني فتخنقه. 

تكفي قراءة عناوين الصحف ليوم واحد:

"العتمة الشاملة تهدد بيوت اللبنانيين، نظام الرعاية الصحية في لبنان يتفكك، أزمة المحروقات: الطوابير باقية، المطاحن إلى الإقفال، عمليات خطف عند حدود وادي خالد، غادة عون العبي غيرها ... يللي حمى الإرهابيين عم يحمي المهربين، عون (رئيس الجمهورية!)  اكشفوا المتهمين بالاحتكار والتخزين!، من يلعب بنار الفتنة؟،  براكس (محطة بنزين): انفراج في الأسبوعين المقبلين وتجّار "الغالونات"وراء أزمة الطوابير، مخاوف متصاعدة من "خربطة" أمنيّة جدية، ارتفاع حالات التسمم الغذائي والأجهزة الأمنية تتحرك، هل ستكفي كمية المحروقات الإيرانية لبنان؟

غادة عون (قاضية) تشن غارة قاضية على القضاء، تقرير أمني روسي "خطير" لبنان على فوهة الانفجار الكبير، الجيش ينتشر لفرض الأمن بعد اشتباكات بين قريتين، هيبة الدولة على محك زعران عنقون، تصفية حسابات بين التيار و"الثنائي في مغدوشة"، التأليف معطوب وتفويض اليونيفيل دعم الجيش، بري يغمز من قناة التعطيل العوني و"يلكز" القانون الانتخابي، المواطن بين "إبرة" زيادة الرواتب و"مسلة" ارتفاع الأسعار، القوى الأمنية "جوعانين يا بلدنا"، إرادة التعطيل تهدم فرص التشكيل، العقد تتفاقم والعهد لم يشبع من "الوقت الضائع"، البلد على كف عفريت والمعنيون يعيشون على كوكب آخر، كارثة الطاقة ستسقط البلد... العام الدراسي في خطر."

ليس الجوع فقط ولا نقص الدواء ولا انقطاع الكهرباء وفقدان مازوت المولدات وبنزين السيارات وغلاء الرغيف، الذي اسمه "العيش" عند المصريين، ولا فقدان الماء. لكنها الطوابير التي تهلك اللبناني فتشغله وتدجنه. طوابير في محطات البنزين، طوابير المصارف دوريا لأن قبض المستحقات بالقطارة. طوابير الأفران... سوف يصبح لكل حاجة طابورا. 

تدهور حال اللبنانيين بشكل دراماتيكي. أمس سمعت أحد المتذاكين من ممثلي التجار أن اللبناني يعيش الآن بحسب قدراته الحقيقية! "لأنه كان يعيش من قبل فوق مستواه بسبب سياسة تثبيت سعر صرف الدولار على 1500 ليرة"!

مستوى اللبناني الطبيعي بالنسبة له: أن لا يسافر (حسنا!)، لكن أن لا يرتاد لا مطعم ولا مقهى ولا يذوق اللحوم ولا الألبان والأجبان ولا يرسل أولاده إلى الجامعة ويصبح متوسط راتبه 37 دولارا شهريا؟ وأن يعيش بلا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا رغيف؟ مستواه الحقيقي أن يفتقر الغني لأن المصارف سرقت أمواله في سابقة لم يعرفها التاريخ؟ وأن تتبخر ودائع الموظف ومدخرات المتقاعد؟ الطبيعي إذا أن تختفي الطبقة الوسطى حرفيا فيعيش أكثر من 70 في المئة من المواطنين في الفقر المدقع؟ ما هذه الهرطقة؟

أمام كل ذلك تصبح أعصاب اللبنانيين في منتهى الهشاشة، دائما على حافة الانفجار، فتكثر الصدامات والعراكات والشجارات في عنف مجتمعي يتصاعد. بعضها بدأ يأخذ بعدا طائفيا على غرار ما حدث في قرية مغدوشة المسيحية التي هاجمها شبان من قرية عنقون المجاورة رافعين هتافات "شيعة، شيعة، شيعة"، ليعتدوا على بعض المنازل ويجبروا أصحاب محطات البنزين على تعبئة سياراتهم بالقوة خارج دوام المحطة. لا ندري بعد ما وظيفة وأبعاد تحريك هذه البيئة كما حصل إبان الثورة من شباب خندق الغميق.

فهذه البيئة تلتزم تعليمات قيادتها عموما. افتعل المشكل وانتهى بتبويس اللحى بين رجال الدين، ليترك شروخا ويشجع المسيحي على الهجرة.

في الوقت الذي لم يعرف لبنان هجرة بهذه الكثافة سوى مرتين، بحسب المشرف على مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية، ناصر ياسين، سوى هجرة المجاعة الكبرى إبان الحرب العالمية الأولى وهجرة السبعينات أثناء الحرب الأهلية. وهذه الهجرة الجماعية الثالثة ستترك آثارها لعشرات السنين المقبلة وتعيق استعادة لبنان لوضعه الطبيعي حتى ولو تشكلت حكومة فورا لتوقف التدهور المستفحل.

أليست خطة جهنمية تفرض بالقوة عبر خطابات مفوهة وتوزيع اللاءات؟ فهل سينجح الحزب، بتواطؤ حلفائه ومعارضيهم، بتمكين إيران من الاحتفاظ بنفوذها في لبنان؟ 

ألا يبدأ تلمس الحل بعصيان مدني شامل! وباستقالة النواب "السياديين"، وبقيام جبهة سياسية واسعة تعمل على تحرير لبنان بنزع الغطاء الشرعي عنه. ولا بد من الوقوف مع بيان المطارنة الموارنة الذي دق جرس الإنذار واتخذ موقفا حازما ضد من يقف وراء محاولة إزالة لبنان.

 

"المفتي الممتاز" يهبط إلى درجة "المفتي غير المقبول"!

علي الأمين/المدن/06 أيلول/2021

أي نظام يريد وأي صيغة بديلة يقترحها المفتي؟

ليس من باب المصادفة أن يكون منصب "المفتي الجعفري الممتاز" يُخبئ في عباءته وتحت عمامته، موقعاً مفصلاً على قياس الشيخ عبد الأمير قبلان ونجله من بعده أحمد، يدوم لمدى الحياة خلافاً لكل المفتين والمناصب الدينية الرفيعة في كل الطوائف، وهذا ما يفسر وراثته وتجييره من الأب إلى الأبن، وهو الأرفع شأناً بين المفتين، وما يجعله "ممتازاً" هو تكليفه حصراً بمهمة تبديل المذهب مع تمييزه بالراتب عن أقرانه من المفتين، و كذلك تبديل المواقف والطروحات بحسب البورصة الإقليمية، لكنه يرسب في الإمتحان وتهبط "علاماته" ودرجاته لدى العامة والخاصة إلى مستوى أقل من "مقبول"!

اذاً "المفتي الممتاز"، لعلها من العبارات التي تثير التساؤل حول مغزاها ودلالتها، فـ"الممتاز" هنا يدلل على ان ثمة مفتياً آخر غير ممتاز، لا يُعرف ان كان أقل من ممتاز أو أكثر، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي جرى اختياره في هذا المنصب وهو في العشرينات من عمره، لم تكن ميزته الا انه نجل متولي المنصب آنذاك الشيخ عـبد الأمير قبـلان الذي تولى رئاسة المجلس الشيعي بعد وفاة الراحل الكبير الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وتخلى عن موقع المفتي الممتاز لنجله الشيخ أحمد قبلان في العام 2003.

ولم يكن المفتي الممتاز الشيخ احمد قبلان ليصل الى منصبه هذا لولا هذا النظام الطائفي ونظام المحاصصة والزبائنية، الذي يوفر له امتيازات مالية كمفتٍ وموازنة مالية من مال الشعب اللبناني يقوم بالاشراف على صرفها بلغت عشرات المليارات منذ توليه المنصب الى اليوم، ادرجت في الموازنات العامة، وغيرها من موازنات الحراسة والمرافقة وهي من موازنة قوى الأمن الداخلي.

هذا النظام اللبناني الطائفي، ينعم على المفتي الممتاز قبلان وأمثاله من مفتين بمكاسب ومنافع مميزة مقابل لا وظيفة فعلية او مهام محددة يقومون بها في اطار المؤسسات الرسمية، اللهم الا مهمة حراسة النظام الطائفي.

وهذا النظام اللبناني هو ما اتاح للمفتي الممتاز الشيخ قبلان ان يتولى المنصب، لا لشيء الا لكونه نجل من كان يتولى مركز الافتاء، وبالتأكيد كان يعلم ان لدى الشيعة من هم اكفأ وأكثر خبرة وأعلم منه فقهياً ودينياً، ولكن هو من جرى تنصيبه ولمدى الحياة، ودائماً بفضل نظام المحاصصة والزبائنية السياسية والدينية ليس اكثر.

ترهّل وضعف

كان المفتي الممتاز سيكون منسجماً مع ما قاله في رسالة عيد الفطر عن الغاء النظام والصيغة الطائفية، لو بادر الى الدعوة الى الغاء مراكز الافتاء او فصلها عن النظام والدولة، وسيكون مقنعاً اكثر للبنانيين لو أعلن استقالته من منصبه، وتخلى عن الامتيازات التي يوفرها له هذا "النظام البغيض" من رواتب وموازنات وخدم وحراسات، وسيسجل له بالفعل انه منسجم مع قناعاته وبدأ بدكّ أعمدة هذا "النظام الطائفي" من بيته الشيعي.

الدخول من هذه الزاوية على ما دعا اليه المفتي الممتاز في رسالة عيد الفطر، ينطلق من كونه لم يُعهد عنه انه من دعاة تغيير النظام، وليس لدى الرجل اي مساهمة فكرية او دينية تؤسس لمقولته الجديدة، ولا يعرف عنه انه قدم اطروحة فكرية او سياسية لما يقترحه من نظام مستقبلي للبنان، اي نظام يريد واي صيغة بديلة يقترحها؟ وكان من المفيد ولا يزال الوقت متاحاً بعد، ليقترح على اللبنانيين رؤيته "الممتازة" للبنان الذي يرتجي وللنظام الذي يتقي فيه اللبنانيون الله.

لعل ما قاله المفتي الممتاز يعبر عن الترهل والضعف الذي وصلت اليه المؤسسة الشيعية الدينية الرسمية في لبنان، والتي باتت عاجزة عن ان تقدم اي اطروحات سياسية او فكرية تستقطب نقاشاً مسؤولاً، وتعكس مستوى من التفكير والانشغال بقضايا الاجتماع اللبناني، وكان حريّاً بالمفتي الممتاز أن يعود الى تراث المجلس الاسلامي الشيعي، وما صدر عنه في هذا السياق لا ليتبناه بل ليجدد فيه، ويضيف من رؤيته التجديدية وتطلعاته الوطنية والدينية، وهو ليس غريبا عن هذه المؤسسة التي طالما تحدث باسمها ومثّلها في مناسبات عدة.

ففي تراث المجلس ما قاله الامام موسى الصدر، في الدولة والكيان والنظام، والامام محمد مهدي شمس الدين له ما له من مطالعات فكرية وسياسية وتأصيلية اثارت نقاشاً واعجاباً في محطات عدة، بدأت من اطروحة الديموقراطية العددية، وصوغه العديد من بيانات القمم الروحية الاسلامية والمسيحية، الى جانب مطالعاته العميقة في مسألة الكيانية اللبنانية، وتلك التي تقدم بها على مستوى المتحد القومي- الاسلامي، فضلاً عن حواراته مع شيخ الأزهر، وصولاً الى النصيحة التي قدمها في وصاياه بالمواءمة بين الميثاقية اللبنانية، وتطوير الدولة ونزع الشوائب الطائفية منها، وهو الذي دعا الى دولة بلا دين في مقابل دعوات أسلمة الدولة.

وهناك الكثير مما يمكن ان يساعد المفتي الممتاز على قول جملة مفيدة لما يمثل، تتيح للمتلقين من اصحاب العقول الانصات والتأمل والتفكر بما يقدم من رأي.

ربما يُحمّل المفتي الممتاز اكثر مما يحتمل على هذا الصعيد، ولكن مقتضى الموقع الذي دفعه الى الذهاب بعيداً في الدعوة للانقلاب على النظام، يجعل من الاهتمام بما قال للاشارة الى انه منفصل عن سياق رسخته المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية منذ تأسست في العام 1969، وهي طالما كانت منسجمة مع تركيبة النظام اللبناني، وعملت على محاولة التغيير من خلال قواعد التغيير في داخل النظام.

هذا لا يعني بطبيعة الحال تنزيه الزمن الايراني عما قاله المفتي الممتاز، والزمن الايراني من ابرز سماته في لبنان، انه زمن التسطيح الفكري والديني وتقديس السلاح وتعزيز العصبية، التي تتيح التحكم والسيطرة وقيادة الجماعة الشيعية الى ما يشتهي "القائد"، وهذا الخواء من شروط دوامه التنطح والتسلق والانمحاء امام السلطان، وفي احيان كثيرة المزايدة عليه، ولا يخفى على اللبنانيين والشيعة منهم خاصة، ان المؤسسة الدينية الرسمية الشيعية جرى "تقزيمها" وتحويلها الى مؤسسة خاوية، واستخدامها لمصالح حزبية ضيقة، وتحوّل القائمون عليها الى مجرد صدى للسلطة السياسية الشيعية، بل اداة منهمكة بالتعالي على هذه السلطة بحيث فقدت المؤسسة مكانتها ليس على المستوى اللبناني والعربي والاسلامي، بل حتى داخل الطائفة بحيث تحوّلت الى مجرد مكتب حزبي متقاسم بين طرفي "الثنائية"، ولن تجد فيها اي مظهر من مظاهر المؤسسة الجامعة للتنوع الشيعي.

الهبوط الحاد للمجلس الشيعي الأعلى حصل بسبب ادارته من الثنائية الشيعية، كلٌ لغايته، فـ"حركة أمل" تريد المجلس اداة طيّعة لها، و"حزب الله" اراده مجالاً لقيام وترسيخ المستوى المتدني للمنظومة الدينية الرسمية فكرياً ودينياً، بغاية اظهار تفوّق مؤسسته الدينية التابعة لولاية الفقيه، لذا كان مندفعاً لتعيين اشخاص في قيادة المؤسسة ممن يتّسمون بالضعف الديني والفكري، والطاعة العمياء له او للثنائية الشيعية. المفتي الجعفري الممتاز سيكون شديد الامتنان اذا امكن لهذا النظام الذي دعا الى الانقلاب عليه، لو اتاح له ان يتولى رئاسة المجلس الشيعي كما كانت الحال حين اتاحت له ان يكون المفتي الممتاز، واحدى وسائله كانت رسالة عيد الفطر، التي تنضح بالطاعة العمياء اكثر لما يريد "القائد" ويشتهي.

 

الوجه الآخر لعملة الممانعة

سناء الجاك/سكاي نيوز/06 أيلول/2021

غلبت صفة "التقنية" على زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى سوريا لبحث مسألة استجرار الغاز والكهرباء من مصر. وسبق الزيارة تعميم يوصي بالتأكيد على استبعاد غياب أي جانب سياسي عن اللقاء الرسمي الأول على هذا المستوى بين الطرفين بعد أعوام من انقطاع العلاقات.

ولعل هذه الصفة تكفي لتؤدي الخطوة الأميركية غايتها، التي ربما تتجاوز بكثير تأمين الكهرباء للبنان الغارق في عتمته وانهياراته، إلى ملامح رسم خريطة طريق جديدة للمنطقة. فالأداء السوري خلال الزيارة، إلى جانب متابعة العمل في العاصمة الأردنية على الملف، والتصريحات "الحنونة" اللاحقة للرئيس بشار الأسد المتعلقة بمساعدة لبنان، تؤكد أن البيعة التي رحب بها النظام السوري، ومن خلفه إيران، هي إلى الولايات المتحدة، وليس إلى الجار المستضعف المتهالك تحت وطأة أزمات حرمت اللبنانيين أي وسيلة من وسائل الحياة الطبيعية.

من هنا، وبمعزل عن نتائج الزيارة، تبرز ملاحظتان: الأولى تعويم النظام السوري وإعادته إلى الضوء، لأن المسألة لا تتعلق بلبنان، بل تستخدم لبنان لانتزاع اعتراف عربي ودولي بأن الأوان آن لإنهاء القطيعة والعقوبات وإعادة الحسابات وفق الرؤية الاستراتيجية لترتيب الإقليم في الآتي من الزمن.

أما الثانية فتتعلق بدور إيران بانتظار تحديد وجهة مفاوضات فيينا مع العهد الجديد بقيادة إبراهيم رئيسي، وهذه المفاوضات لا تزال هائمة تبحث عن وجهتها الجديدة، تماما كما السفن المحملة بالوقود والهائمة في غياهب بحور التجاذبات.

وهذا الدور يبرز في انقلاب المواقف بغية تليينها. فبعدما كان نصر الله قد أكد متحديا أن السفينة سترسو في ميناء بيروت، عاد الحديث عن توجه السفينة الإيرانية إلى المياه الإقليمية السورية، حيث من المفترض أن يتم تفريغ شحنتها في ميناء سوري، ليصار بعد ذلك إلى إفراغها في الصهاريج ونقلها من سوريا إلى لبنان، وذلك تجنبا لإحراج المسؤولين اللبنانيين حيال العقوبات الأميركية، ليبقى الكلام مائعا عن أن "أي وقود يمر عبر سوريا سيتعرض إلى العقوبات المفروضة من الكونغرس". فالحدود الفالتة بين لبنان وسوريا تنقل في الإتجاهين ما تشاء ومتى تشاء.  وليس بالضرورة أن يكون ما تحمله هو ما فرغته السفينة المرتقبة.

وفي حين لم يحل هذا الانقلاب دون الحرص على الظاهر الذي يريد المحور الإيراني المتاجرة به ليؤكد مواصلته الانتصارات في الإقليم و"حقه الشرعي" في بسط نفوذه. ومن اقتنع بهذا الحق عليه مفاوضته على هذا الأساس ومشاركته وفق رؤيته.

أما من لا يريد الاقتناع، فله المزيد من الطائرات المسيَّرة المتفجرة، بالإضافة إلى الأزمات الحياتية والأمنية القاتلة في الدول المشمولة بالرعاية والدعم الإيرانيين.

ومع أنه ليس جديدا ظاهر القاموس الممانع المصر على اعتبار كل ما يجري انتصارا على الشيطان الأكبر، الذي خاف من سفن وقود إيرانية فعلت فعلها حتى قبل وصول قطرة منها إلى لبنان، فكان ما كان من مسارعة للسفير الأميركية لطرح "البديل" وقطع الطريق على هذا التوجه السافر شرقا بقيادة "حزب الله".

لكن القراءة في باطن الخطوة الأميركية حبلى بالإشارات، التي تدحض نظرية "الانتصارات" الإيرانية، وتنفي ماهيتها لمصلحة فصل جديد من فصول "الصفقات" المستمرة بين الجانبين.

ولعل المراحل المقبلة تحمل اليقين لجهة مدى ارتباط هذه الخطوة بالقراءات السياسية وتقاسم النفوذ بين المحور الإيراني والمجتمع الدولي للمنطقة، وبالتأكيد على حساب الدول العربية، وتحديدا الخليجية التي عليها أن تحسم خياراتها مع السياسات الأميركية الغامضة الأبعاد، ابتداء من ترك أفغانستان لحركة "طالبان" التي تطل على العالم بخطاب مستنسخ من الأدبيات الإيرانية، وليس انتهاء بتغليب مصلحة إسرائيل على كل العرب. وهذا ما وفره تعاظم النفوذ الإيراني تحت المظلة الأميركية منذ حرب العراق وإلى يومنا هذا.

حينها يمكن القراءة بأوراق ضغط أكبر إلى حين الانتهاء من تجميع قطع البازل، لتحديد أبعاد الانفراج المحدود المحتمل على صعيد استجرار الغاز والكهرباء إلى لبنان الفاقد سيادته بين التجاذب الإيراني/الأميركي، بانتظار نضوج طبخة المفاوضات وترتيب أوضاع دول المنطقة على أساسها.

والمؤسف أن هذه الطبخة ستأتي بما يفيد المحور الإيراني لتكتمل فصول المسرحية التي تدور منذ زمن وتتلاعب بمصير لبنان وغيره من الدول المشمولة برعاية المحور، بمعزل عن الحقيقة الوحيدة المتمثلة بالصفقات الإقليمية والدولية على حسابنا والتي تخفي الوجه الآخر لعملة الممانعة.

 

فنيانوس لـ"نداء الوطن": أنا ضحيّة... وهذا ما سأبلغه للقاضي بيطار!

كلير شكر/المدن/06 أيلول/2021

حدّد المحقق العدلي طارق بيطار موعد السادس من أيلول، أي اليوم، لاستجواب الوزير السابق يوسف فنيانوس بعد تأجيل الجلسة لتعذّر تبليغه، وذلك على أثر تسطيره مذكرة إحضار بحق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي رفض المثول أمامه، وسط انقسام حاد تسبب به قرار المحقق العدلي.

في الواقع، فإنّ رفض دياب المثول أمام بيطار ناجم عن اصرار فريق سياسي بأكمله على احترام مقتضيات الدستور في ما يخصّ إنشاء المجلس الأعلى لمحاكة الرؤساء والوزراء، ما يعني أنّ مجاراة المحقق العدلي قد تُعد بنظرهم تنكّراً لمرجعية المجلس الأعلى وضرباً له على نحو مخالف للدستور.

الإحالة المؤرخة في 21 شباط 2018

فهل سيحضر فنيانوس أمام المحقق العدلي؟ وما هو تعليقه على الإدعاء المسطّر بحقه؟

بداية يؤكد وزير الأشغال السابق أنّ "دماء الشهداء والجرحى الذين وقعوا يوم الرابع من آب، تسمو فوق كل نقاش أو جدل قانوني، لأنّ الحقيقة وحدها تبلسم بعض الجراح، ومن هنا لا بدّ من التركيز على كيفية الوصول إلى هذه الحقيقة، لا الانجرار وراء أجندات سياسية ظالمة، فيما الظلم لا يقلّ قساوة عن وجع فقدان الأحبة. وما يحصل إلى الآن، هو مسار ظالم بحقّي". ويشير إلى أنّه أمام مسارين، "إمّا المثول أمام المحقق العدلي وبالتالي التنكّر للمادتين 70 و71 من الدستور والقانون رقم 13 المتعلّق بأصول المحاكمات أمام المجلس الأعلى المنصوص عنه في المادة 80 من الدستور، وإمّا رفض المثول ما قد يعتبر بنظر أهالي الشهداء هروباً أو خوفاً على براءتي ولو أنّني مؤمن بها أشدّ الايمان وسأسعى لاثباتها، ولكن سلوك هذا المسار يعطيني الحقّ لممارسة كلّ الوسائل القانونية المتاحة بدءاً بالدفوع الشكلية، وصولاً إلى دعوى الردّ للارتياب المشروع مروراً بالطعن أمام مجلس شورى الدولة بمرسوم إحالة الجريمة أمام المجلس العدلي. ولهذا سأقدّم اليوم الدفوع الشكلية أمام المحقق العدلي، رغم بعض الآراء القانونية التي تنصح بعدم المثول أمامه لكونه مرجعاً غير مختص للنظر بما يُنسب إليّ من إدعاء".

ويكشف أنّه اطلع على مضمون الإدعاء بوجهه خلال مثوله أمام نقابة المحامين في طرابلس في جلسة البتّ بطلب منح الإذن بملاحقته، ويردّ على هذا الإدعاء الذي تناول ثلاث نقاط، بالقول:

- أولاً، عدم التحرك بشأن الإحالتين الموجهتين من مدير عام النقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي، اذ وصلته الأولى في 27 تشرين الأول 2017 وتتصل بـ"الإجراءات الواجب اتخاذها بشأن الباخرة روسوس الراسية في مرفأ بيروت وحمولتها التي تمّ تفريغها في العنبر رقم 12"، وهي جاءت ردّاً على إحالة هيئة القضايا المؤرخة في العام 2014 ما يعني أنّها قضية قديمة تتم متابعتها بشكل قانوني بواسطة هيئة القضايا. والثانية وصلت في 21 شباط 2018 وتتحدث عن "اتخاذ الإجراءات اللازمة لبيع السفينة والمواد التي تمّ تفريغها منها وخزنها في العنبر رقم 12".

ويقول: "هاتان الإحالتان تعالجان مسألة الباخرة المتضررة، ولا تبيّنان أنّ هناك مواد قابلة للاشتعال أو للانفجار تستدعي التدقيق الاستثنائي أو التحرك من جانبي، فضلاً عن كون الإحالة موجهة إلى وزارة العدل- هيئة القضايا، أي الجهة التي تمثل الدولة اللبنانية في كافة النزاعات أمام كافة المراجع القضائية والتي ترعى مصالحها داخل لبنان وخارجه. كما أنّ وثيقة الإحالة والكتاب المرفق قد أعِدّا في المديرية العامة للنقل البري والبحري وليس في ديوان الوزارة، ويحملان تواقيع كلّ من المدير العام، رئيس الدائرة ورئيس المصلحة. وبالتالي يستوفيان كامل شروطهما الشكلية والقانونية".

وهنا يضيف فنيانوس أنّه لا بدّ من الإضاءة على العلاقة مع القيسي: "فهذا الموظف الذي لم يصلني يوماً أي إخبار بحقه عن رشوى تلقاها وهو المعروف بتفانيه لدرجة أن كل من تعاقب على وزارة الأشغال يعرف جيداً رواية هذا الرجل، الذي كان يوصل أبناءه عند السابعة من صباح كل يوم إلى المدرسة قبل أن تفتح أبوابها، حتى في عزّ الشتاء، ليكون في مكتبه عند السابعة والنصف. وأنا لم أرفض توقيع أي من إحالاته أو قراراته نظراً لسمعته الطيّبة التي لم تدفعني إلى التشكيك يوماً بأي خلفية مريبة للتدقيق في عمله. فهو ابن الوزارة و"بيّ الصبي" فيها، ولو كنت أعلى منه سلطة، لكن بالنتيجة هو الذي يحفظها عن ظهر قلب".

الإحالة المؤرخة في 27 تشرين الأول 2017

- ثانياً، مسؤولية وزير الأشغال عن البضاعة ربطاً بتعيين محمد المولى حارساً قضائياً. وهنا لا بدّ من السؤال، وفق فنيانوس: "هل يفترض بأي وزير يتم تعيينه أن يسأل عن كل الحراس القضائيين منذ تاريخ إنشاء الوزارة حتى تاريخ تسلّمه؟ بمعزل عما اذا كان المولى قد وافق على الحراسة أو تحفّظ عليها، كما أثبت محضر تعيينه حارساً، فهل أنّ قرار الحراسة القضائية يجعل من الحارس تابعاً لوزارته أم للقضاء الذي عيّنه كونه مسؤولاً أمام هذا القضاء؟".

- ثالثاً، سلطة الإشراف على المرفأ، اذ يقول فنيانوس: "غير صحيح أنّه لوزير الأشغال سلطة آمرة على المرفأ كونها سلطة إشراف لا وصاية، وتنحصر صلاحيات الوزير في مرفأ بيروت بتوسعة المرفأ من خلال اعداد المراسيم وعرضها على مجلس الوزراء، وبالقرارات المالية، علماً بأنه لا سلطة أيضاً للمديرية العامة للنقل البري والبحري على لجنة استثمار مرفأ بيروت، فيما صلاحية المديرية تبدأ من الشاطئ باتجاه المياه الاقليمية، وليس على موجودات المرفأ، المعروف بالحرم الجمركي".

يضيف: مع الإشارة إلى أنّه فور تعييني وزيراً للأشغال، أفادني رئيس اللجنة الموقتة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت حسن قريطم أنه سبق له أن تقدّم باستقالته أكثر من مرة ولكنني طلبت منه الاستمرار في موقعه، كون الانتخابات النيابية على الأبواب (بعد ثمانية أشهر) وليتركها للوزير الجديد، ولذا طلبت منه تأجيل الاستقالة وتأجيل سفره إلى كندا لملاقاة عائلته. ولربما لو فعلها، لما كان في السجن موقوفاً... ويعود ويؤكد أنّه "لا علاقة أو سلطة تربط وزارة الأشغال بإدارة استثمار المرفأ، بدليل أنّه طوال ولايتي لم أتمكن من تعيين موظف واحد في المرفأ كونها ليست من صلاحياتي، علماً بأن العدد انخفض من 1200 إلى 200". بالنتيجة، إنّ "أي من هذه الاتهامات المساقة ضدّي لا مكانة لها في القانون وغير مُسندة، وبالتالي أنا بريء مما نسب إلي والظلامة بحقي واصلة كما ظلامة الذين استشهدوا أو أصيبوا بالإعاقة أو دمّرت منازلهم. حتى أن حفل زفاف ابنتي الذي اقتصر المدعوون إليه على 183 شخصاً، صار قضية رأي عام تُحاسب ابنتي على أفعال منسوبة إلى والدها، وسيتبيّن أنه ظلم لاحق بي".

 

عندما يتكلّم جبران

عماد موسى/المدن/06 أيلول/2021

عندما يتكلّم جبران، ويبحر في التاريخ، ويغوص فيه نابشاً ما أغفله الآخرون، من كتّاب وسياسيين وموثّقين، أجدني مشدوداً بكل جوارحي لسماعه. كلامه الصادق يشحذني بالعزيمة والإرادة الصلبة، ويحيي فيّ الروح الوطنية الصافية. كم من مرة تركت المكواة على أحد قمصاني فاحترق وكم من مرّة نسيت الطبخة على النار فتشوشطت وتفحّمت. أتقدّم في السن على جبران بسنوات لا مجال لذكرها. لكن أغبط من هم في جيله ومن جيل أولادي الذين تسنّى لهم مصافحته ولو لمرة. ولو عاد الزمن بالمرحوم أبي لربما فكر أن يتريث قليلاً وينتظر بداية السبعينات، ولكنتُ جايلتُ عظيماً من بلادي قدّم تياره آلاف الشهداء في معارك شرسة ضد الإحتلالات ومحاولات ابتلاع لبنان وجعله وطناً بديلاً لفلسطين، "نحن الجيل الذي مر بأيام صعبة ولكن بكل فخر جاء اليوم الذي وقفنا وقلنا فيه اننا الجيل الذي حرر لبنان من الاحتلال والوصاية وانتم مهما تعرضتم لمصاعب سيأتي اليوم الذي تقفون وتقولون فيه نحن جيل عون الذي حرر لبنان من الفساد" هكذا خاطب فوجاً من كشافة التيّار الجارف. ثمة أخطاء تاريخية يجهلها جيل الشباب، بعضهم يعتقد أن دم الرئيس رفيق الحريري ورفاقه حرر لبنان من الوصاية، والواقع أن العماد ميشال عون هو من أنجز الخطط الميدانية للتحرير ورفع الوصاية، وخلخل المسمار، وتشاء الصدف أن يُقتل الحريري وينسحب الجيش السوري بعد أربعين يوماً على وفاته. وسيأتي يوم ويقول فيه جبران أن رفيق الحريري قطف ما زرعه عون. عندما يتكلّم جبران يُسقط أوراق التين عن كل الزعامات. يظلّطها. يضع الحقائق في نصابها. ينصبها إذا صح التعبير. كانت رائحة حريق "الورق عريش قاطع" تتسلل إلى منخاري عندما قال جبران إن "التيار لا يتحمل مسؤولية سياسة وضعوها منذ 1990 في موضوع الدين: كنا نقول لا ترفعوا الفوائد ولا تزيدوا الاستدانة وهم كانوا يفعلون العكس حتى يركع لبنان وشعبه ويقبل بالتوطين والنزوح".

لا ينطق جبران سوى بالحق بعيداً عن الشعارات. قبل العام 1990 حقق العماد عون ما يصبو إليه كلّ لبناني، مسيحياً كان أم مسلماً. في سنتين فقط وسّع المطار، بنى الجسّور، حسّن قطاع الإتصالات إستعاد ثقة المجتمع الدولي بلبنان، حرّر البلد، ألغى الميليشيات، أرسى أفضل العلاقات مع الشرق والغرب، عمّر بيروت، فجاء الحريري بعد سنتين وخرب كل إنجازات الجنرال، بسياساته الحمقاء. لكن مع عودته في العام 2005، إستأنف عون (ورسله) ما بدأه، وبنجاح منقطع النظير. كم مسّني كلام جبران الموجه إلى جيل عون، وليتني كنت واحداً منه" لا تخجلوا بأي موقف اذا كان هو الحقيقة فالكذبة مهما تكررت لا تصبح حقيقة وانتم تعانون الاضطهاد والظلم لأنكم جئتم لإصلاح ما لا يريدون اصلاحه كالكهرباء وغيرها" كيف نخجل يا رجوتي؟ مهما ظلمنا ومهما اضطُهدنا، لا بد أن يأتي يوم، وهو ليس ببعيد، ونصلح شبكة الكهرباء القديمة ونعيد، كأولاد الحقيقة وصل التلفزيون ببطارية السيارة!

 

الكورة "تفرز" أصواتها قبل الانتخابات... لا شيء ثابتاً إلا قوّة "القوات"

ألان سركيس/المدن/06 أيلول/2021

تُجري كل القوى السياسية حساباتها على أساس أن الإنتخابات النيابية في العام المقبل قائمة في موعدها ولا بدّ من جمع أكبر عدد من الأصوات لزيادة عدد أعضاء الكتلة النيابية. في وقت تخوض قوى عدّة معركة قتال تراجعي بعد الضربات التي تلقتها بعد إنتفاضة 17 تشرين وعلى رأسها "التيار الوطني الحرّ" وتيار "المستقبل"، هناك قوى سياسية تحاول الحفاظ على حجمها أو زيادته مثل "القوات اللبنانية" وقوى المجتمع المدني، من خلال الإستفادة من أخطاء خصمهما، أي "التيار الوطني الحرّ". وتكتسب دائرة الشمال المسيحي التي تضم أربعة أقضية هي البترون والكورة وبشري وزغرتا، أهميتها الخاصة نظراً إلى معركة الأحجام والأوزان، خصوصاً وأنها تشكّل أكبر دائرة مسيحية في لبنان، وحتى الآن يبدو هناك 4 لوائح سياسية أساسية وهي: لائحة "القوات"، لائحة "التيار الوطني الحرّ"، لائحة "المردة" ولائحة تحالف رئيس حركة "الإستقلال" ميشال معوّض مع "الكتائب"، في وقت لم تتبلور بعد لوائح ما يُعرف بالمجتمع المدني.

وفي السياق، فإن المعركة الإنتخابية في الكورة تبدو شرسة من الآن، فهذا القضاء ذو الصبغة الأرثوذكسية يوجد فيه ثقل ماروني وسنّي، لكن يبقى الأرثوذكس هم الغالبون لأن المقاعد الثلاثة في القضاء هي للأرثوذكس. وحتى اليوم، يبدو من خلال الإحصاءات أن هناك تقدّماً واضحاً لـ"القوات" في هذا القضاء، وقد حُسم ترشيح أمين سرّ تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم كمرشّح رئيسي للحزب في الكورة، ويعود ذلك لأنه حلّ الأول في إنتخابات 2018 بفارق شاسع عن منافسيه ولم يدخل الندوة البرلمانية بفعل لعبة الحواصل، كما أنه كثّف نشاطه وتصرّف كأنه نائب في وقت غاب نواب الكورة الثلاثة المنتمون إلى فريق 8 آذار عن هموم الناس، حتى ذهب بعض الكورانيين للقول تعليقاً على هذا الأمر: "فادي كرم نائب سابق برتبة ثلاثة نواب منتخبين لكنهم غائبون".

وتعطي "القوات" أهمية بالغة لاستعادة مقعدها في الكورة، ولهذا فإنها تُجري كل الحسابات الرقمية من أجل عدم الوقوع في سيناريو الإنتخابات الماضية، فالمطلوب اليوم قواتياً تأمين فوز كرم وعودة النيابة في الكورة إلى مكانها الطبيعي حتى لو كلّف الأمر التضحية بمقعد في مكان آخر.

إنتخب في الكورة أخيراً نحو 24 ألف مقترع، وحصل كرم منفرداً على نحو 7800 صوت، أي تفوّق على نائبين فائزين، ويعتبر بلوك "القوات" الأول وتشير الإحصاءات إلى احتمال إرتفاعه، في حين ان القوة الثانية في الكورة هي للحزب "القومي السوري".

وتتراوح قوّة "القومي" بين 4 و5 آلاف صوت، وقد لعب النائب سليم سعادة دوراً بارزاً في تلميع صورته وطنياً بعد خطابات الفكاهة التي كان يلقيها في مجلس النواب، لكنّ هناك سؤالاً كبيراً يطرح وهو هل سترشح قيادة الحزب سعادة مجدداً خصوصاً وأن نائب الكورة إلتزم بما قرره النائب أسعد حردان وسمّى الرئيس نجيب ميقاتي في الإستشارات الأخيرة، بينما القيادة أصدرت بياناً ضدّ هذه التسمية؟ لا شكّ أن وجود سليم سعادة على لوائح الحزب "القومي" يُعطي دفعاً لأنه إبن أميون ومن بيت سياسي ولديه علاقة طيبة مع الجميع، لكن في حال استمرار الشرخ بين حردان والقيادة القومية، فقد تكون الكورة على موعد مع مرشحَين للحزب ما سيضعفه، في حين أن القرار بالنزول على لائحة النائب السابق سليمان فرنجية أو النائب جبران باسيل لم يُحسم بعد.

وإذا كان كل من حزبَي "القوات" و"القومي" يملكان أكبر كتلة ناخبة ولو بفارق كبير لصالح "القوات"، إلا أن هناك قوى أخرى تستنزف، ففرنجية إستثمر على اسم النائب فايز غصن، وهناك حديث أنه لن يترشح مجدداً، وأي بحث عن اسم آخر سيخسّر "المردة" مقعداً.

ومن جهته، لم يستطع النائب العوني جورج عطالله بناء حيثية خاصة، فأرقامه في آخر إنتخابات كانت متدنية جداً وحلّ الأخير بين الفائزين، ويعاني "التيار" في الكورة تراجعاً يشبه تراجعه في كل لبنان.

ويقف تيار "المستقبل" حائراً بعد اعتكاف النائب السابق فريد مكاري السياسة ووفاة النائب نقولا غصن، وقد خفّ وهجه في قضاء فيه حضور سني لافت، بينما فضحت الانتخابات الأخيرة ضعف "الكتائب" في هذا القضاء، في حين أن تواجد الحزب "الشيوعي" رمزي أكثر مما هو فاعل على الأرض.

لا تعني قوّة أي فريق أنه خطف المقعد الإنتخابي وتجربة كرم أكبر دليل في الإنتخابات الاخيرة، لكن حتى الآن لا يوجد أي جديد على الساحة الكورانية بانتظار لحظة الحقيقة والإتجاه نحو حسم أسماء المرشحين والتوجه نحو صناديق الإقتراع.

الأكيد في الكورة أن "القوات" تستفيد من أخطاء غيرها، فـ"القومي" بات "دقة قديمة" حسب الكورانيين، و"التيار الوطني الحرّ" أوصل لبنان إلى جهنم، ولا فرق بين "المردة" ورفاقه من نفس الخط الذين أخذوا لبنان إلى المحور السوري - الإيراني، وبالتالي فإن الغضب عارم على السلطة في الكورة الخضراء... كورة شارل مالك.

 

تساؤلات في ظلّ أنابيب الغاز عبر سوريا

العميد الركن خالد حماده/اللواء/07 أيلول/2021

إعلان سفيرة الولايات المتّحدة دوروثي شيا مبادرة إدارتها لاستجرار الغاز والطاقة من مصر والأردن إلى لبنان كان كافياً لبعث الحياة في مسارات دولية / إقليمية بقيت خارج العمل لسنوات عديدة. بدا ومن دون مقدّمات، كأن كوّة قد فتحت في جدار الأزمة المغلق منذ قطع رئيس الجمهورية ميشال عون كلّ الجسور مع العالم مبقياً على معبر بعبدا طهران مفتوحاً عبر دمشق. لم يكن إعلان السفيرة الأميركية أنَّ «لا حاجة للبنان لأيّ ناقلات إيرانية» تعبيراً عن رغبة أميركية أو استدراكاً لأخطاءٍ وقعت فيه إدارتها وأدّى إلى عزل لبنان وضرب اقتصاده، كما دلت تلك العبارة الساذجة، بل تحذيراً من استقبال الناقلة الإيرانية أو استقبال حمولتها اختفت بعده الناقلة الإيرانية عن شاشات المواقع المتخصّصة بتتبع السفن وغابت معه الأرض اللبنانية المبحرة من ميناء بندر عباس نحو بيروت أو بانياس والتي حذّر الأمين العام لحزب الله من عواقب التعرّض لها.

تتجاوز المبادرة الأميركية مسألة التدخل لمعالجة أزمة الكهرباء التي تعاني منها كلّ القطاعات في لبنان أو تسخيفها ووضعها في موقع ردّة الفعل على الناقلة الإيرانية. قد يكون غياب لبنان الرسمي عن كلّ الأنشطة الاقتصادية والسياسية وعن اللقاءات العربية، بعد الإنحسار غير المسبوق والخطايا التي ارتكبتها الدبلوماسية اللبنانية المتعجرفة وتحجّر الجهد الرسمي اللبناني في موقع التسويق لمواقف لا تتفق مع حقائق التاريخ والجغرافيا، قد أبعدا اللبنانيين عن مجريّات التطورات والتبدّل في المواقف العربية إزاء المصالح الوطنية وإزاء تقاطعات السياسة الدولية في المنطقة.

إنَّ موقع مصر كشريك أساسي في أي مبادرة دولية حيال لبنان ليس جديداً، فليس سراً أنَّ جمهورية مصر العربية هي الشريك الدائم لكلّ المبادرات الدولية وهي مواكبة دائمة للأزمة اللبنانية وقد بذلت جهوداً مضنيّة ولا تزال لاختراق جدارها، ليس على صعيد تشكيل الحكومات وإبقاء قنوات التواصل سالكة بين الفرقاء السياسيين، بل على صعيد تقديم كلّ المقاربات لحلّ أزمة الطاقة وتذليل العقبات مع البنك الدولي،هذا بالإضافة إلى الموقع المحوري المتجدّد لمصر ودورها على امتداد دول البحر الأحمر ودورها في شرق المتوسط على صعيد الأمن والطاقة.

وعلى صعيدٍ موازٍ،فإنّ ترميم شبكة الربط الكهربائي بين المملكة الأردنية وسوريا ليس وليد هذه المبادرة بل هو وليد المصالح الإقتصادية التي أملتها علاقات الجوار والضرورات الإقليمية والمستجدات الدولية بالرغم من الخلافات السياسية الجوهرية. هذه الخطوات كانت موضوع اجتماعات عديدة بين الدولتين كان آخرها في شهر حزيران من العام الجاري، وقد ضمّت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، هالة زواتي، مع وزير النفط والثروة المعدنية في الجمهورية العربية السورية المهندس بسام طعمة ووزير الكهرباء الأردني المهندس غسان الزامل وتركزت على تعزيز خطوط الربط الكهربائي وإعادة تأهيلها بين البلدين للعودة إلى التبادل الكهربائي بين سوريا والأردن، وأنّ الأمر ينطبق كذلك على خط الغاز العربي.

الجديد في المبادرة الأميركية التي سنتبيّن قدرتها على إحداث تغيير أساس في المشهد الإقليمي وليس اللبناني فقط، هو الثقة التي أظهرتها السفيرة شيا في احتمالات نجاح استجرار الغاز والكهرباء وعدم إعطاء أيّ حيّز للرفض السوري بل الإكتفاء بالإشارة الى الإجراءات الكفيلة بعدم تجاوز العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر. لقد أشارت صحيفة «التايمز» البريطانيّة في عددها الصادر يوم أمس تحت عنوان: Assad and Biden unite to sort out Lebanese power. «الأسد وبايدن يتّحدان لحلّ أزمة الطاقة اللبنانية»، إلى أنَّ «إعلان نظام الرئيس السوري استعداده للعمل مع الأميركيين على خطة لمساعدة لبنان في الحصول علىالكهرباء، هو دليل على تغيير في السياسات تجاه الشرق الأوسط، بقيادة الرئيس الأميركي جو بايدن». وأضافت أنَّ «الجانب السوري أعلن استعداده للمساعدة في استجرار الغاز من مصر عبر الأردن مبيّنةً أنَّ «القرار قد يرفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا».

قد تكون الزيارة الوزارية اللبنانية المفاجئة إلى سوريا إحدى المستلزمات المعنوية والإجرائية المطلوبة سورياً وهي أتت بعد الإعلان الأميركي دون أيّة تحضيرات مسبقة من أي من الجانبين اللبناني والسوري. الإجتماع المنتظر في عمان سيضع الأُطر التنفيذية للمبادرة الأميركية ولبنان ليس في موقع يسمح له بالمناقشة فالبنك الدولي معني بتحمّل الأعباء المالية. لكنّ أسباب وأثمان الخيار الأميركي بالإنفتاح على سوريا بدلاً من إيران تطرح تساؤلات كثيرة جديرة بالتوقّف عندها وانتظار الإجابة.فهل تبنّت الولايات المتّحدة خيار عودة الأسد إلى الحضن العربي عبر الإقتصاد أولاً والإعتراف بشرعيّته ثانياً؟ ما تأثير ذلك على نفوذ طهران في كلّ من لبنان وسوريا وكيف ستتعامل طهران مع الواقع الجديد؟وما هي الضمانات الأمنية لمرور خط الغاز في الجنوب السوري ومن هي الجهة المعنيّة بذلك وهل يشكّل الجهد الروسي لتثبيت النظام في درعا جزءاً من الدور الروسي في المبادرة الأميركية؟

في ظلّ المبادرة الأميركية لاستجرار الغاز المصري عبر سوريا قد يصبح من الممكن استقبال شحنة النفط الإيرانية كبادرة صداقة لأولويّات إنسانية...

* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

العنصرية المقيتة والتمييز حسب اللون/كاترين "البيضاء" والزوج "الأسود" وابنتهما "السمراء"

غادة حلاوي/المدن/06 أيلول/2021

هي ليست قصيدة من ديوان الأديب والرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سنغور "قرابين سوداء " بل هي تراث ذلك اللبناني الذي يسعى للحصول على جنسيات العالم كله ويرفض اعطاء جنسيته الى أحد. هو اللبناني الذي يستوطن أميركا وأفريقيا وأوروبا و أقاصي آسيا. ومع ذلك، تقوم ثقافته غالباً على عنصرية حادة وتمييز شديد ليس وفق الطائفة والدين فحسب، بل وعلى أساس اللون والبشرة. فلنصغِ الى قصة اللبنانية الجميلة كاترين و"السنغالي الأسود" واللبناني العنصري... حين تصل الى بلدة سبلين الشوفية ستجد من يخبرك حكاية كاترين ابنة البلدة، البيضاء الجميلة التي تزوجت من شاب سنغالي أسود. حلّت العنصرية والتمييز العرقي فلم يعد للشهادات الجامعية وقعها. المحامي والاستاذ الجامعي صار لقبه "سنغالياً أسودَ" والإرتباط به بمثابة "عملية انتحارية". والاهل الذين كانوا ينتظرون عودة ابنتهم لربوع بلدها فور انتهاء دراستها، ورفضوا مبدأ ارتباطها بأجنبي، صاروا يتمنون لو انها ارتبطت بشاب فرنسي مثلاً وليس بشاب أفريقي أسود. "شو بدك تغيري المجتمع؟" قالوا لها وصرخ آخرون مستنكرين "شووووو اسود" ؟

أسود ويرتدي بدلة!

صار "الأسود" صهر لبنان لكنه بقي في عرفه الاجتماعي ذاك الغريب الذي تنتمي جاليته الى فئة الكادحين العاملين على محطات الوقود وفي التنظيف. حين وصل الى بلده الثاني كان كل ما فيه مصدر استغراب، شاب أسود يرتدي بدلة؟ يجيد الكتابة والقراءة ومحامي ايضاً. سيل من الاسئلة انهال على كاترين لحظة اعلنت عن علاقتها :سنغالي ؟ أسود؟ أجابت بسخرية"لا أشقر وعيونه زرق". على الرغم من التغيرات الاجتماعية والثقافية ومظاهر الانفتاح التي يشهدها المجتمع بقيت العنصرية والتعامل مع الآخر على أساس العرق واللون متقدمين على القوانين والدين، وبقي معهما التهميش لشرائح اجتماعية واسعة بسبب لون البشرة او لنمط الحياة الاجتماعية التي تحيا عليه. خاضت كاترين قوبر الحاصلة على دكتوراه في الحقوق تحدّياً مزدوجاً. تذكرة السفر التي حجزتها لرحلة التحصيل العلمي صارت وثيقة أبدية يوم قالت "نعم" للشاب الذي أسر قلبها. بدأت تمهد لمشروع ارتباطها مع استاذ الحقوق السنغالي "الاسود" سيدي ديوم . الفكرة لم تكن سهلة، مشقة إبلاغ الاهل والمحيطين تراوحت بين متقبّل ومتفهّم وممتعض الى حد المعارضة "لم يكن أهلي متحمسين لفكرة الارتباط برجل أجنبي من الاساس، وأغلب ظنهم اني سأعود حتماً لألتحق بالجامعة اللبنانية تشبّهاً بوالدي واتزوج بشاب من بلدي".

معارضة فتفهّم

للوهلة الاولى نزل الخبر كالصاعقة "فكرة الارتباط بشاب يحمل الجنسية السنغالية اسود البشرة لاقت معارضة والدي خصوصاً الذي تلقى علومه في الخارج ويعرف معنى التمييز العنصري في بلد غير بلدك فلم يكن يريدني ان اختبره". اما الوالدة والتي كانت من الحلقة الضيقة التي علمت بقصة الحب منذ بدايتها وتواصلت مع سيدي هاتفياً مرات عدة فبدت متفهمة اكثر من الوالد ورغم ذلك اعتبرت خطوة ابنتها "جريئة لم يسبق لأحد ان خطاها" لتسألها بعد سماع مرافعتها الدفاعية عن حبيب القلب "وهل تريدين إصلاح المجتمع وتغييره؟". منذ انتشر الخبر في ارجاء العائلة الكبرى وُضع الوالد والوالدة في قفص التأنيب "ما هذه الخطوة الانتحارية التي اتخذتها ابنتكما وماذا لو ولد احفادكما ببشرة سوداء كوالدهم وكيف سيتعامل معهم ابناء خالاتهم البيض؟ تم الزواج في حفل عائلي اقتصر على أقرب المقربين ودقت ساعة زيارة صهر العائلة السنغالي الى لبنان لتبدأ العروس بتلمس العنصرية مباشرة وتختبرها عن قرب ولو بنسب أقل لما يتعرض له والداها وأخوتها "زار زوجي لبنان مرتين وفي كل مرة كان يتعرض في المطار لسيل من الاسئلة غير اعتيادي ولم يسبق وان صادفه في اي مطار من دول العالم التي سافر إليها. بدا بالنسبة اليهم مستغرباً كيف ان رجلا سنغالياً ذا بشرة سوداء يرتدي بدلة وهو محام ويزور لبنان لقضاء اجازة لدى عائلة لبنانية هذا فضلا عن صعوبة منحه فيزا واضطراري للاستعانة بنافذين في الدولة طلباً للمساعدة في المرتين". عنصرية مقيته تلك التي لمسها المحامي السنغالي في لبنان بدءاً من بوابته التي يفترض ان تفتح ذراعيها بحفاوة لاستقبال الوافدين من دون أدنى تعاطٍ عنصري على اساس العرق او الجنس اوحتى البشرة" عومل معاملة مختلفة في مطار بيروت لم يسبق ان لمسها، انزعج بالتأكيد لكنه تجاوز الأمر لاحقاً". وكما هو كذلك أهله وعائلته في السنغال الذين لم يصدقوا ان عائلة كاترين ستتقبل فكرة زواجها من رجل سنغالي وفوجئوا بان الزواج تم" و"اعتبروه إنجازاً".

سمراء وليست سوداء

مر القطوع الاول بأقل الاضرار ولو ان الكلام العنصري والتهكّم لم يزلا يترددان على مسامع الوالدة فتتأثر به وتتصدى له. وكذلك كان القطوع الثاني بعدما رزق العروسان بفتاة صغيرة بشرتها تميل الى الاسمرار ما شكل صدمة لإحدى القريبات التي لم تستطع كبت ما شعرت به فرفعت صوتها تقول:"اسم الله سمرا، اسم الله سمرا ...بس الحمد لله لون بشرتها ليس أسود كلون بشرة والدها". الطفلة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها العامين بعد حلت ضيفة مدللة وسط عائلتها اللبنانية لكن الحسرة بقيت واحدة وهي ان قانون الجنسية في لبنان والذي يتنافى مع مبدأ المساواة بين المرأة والرجل، يتعامل مع المرأة بدونية فيمنع عليها حق إعطائها الجنسية لعائلتها في حين يحق للرجل، إعطاء جنسيته لزوجته الأجنبية ولأولاده تقول كاترين "فكرة ان الأم اللبنانية لا تمنح الجنسية لأولادها مستفزّة ومؤثّرة. لم أكن أعِير الموضوع أهمية لأني لم اختبره عن قرب ولكني اليوم أشعر بالظلم ". تقارن كاترين بين تجربتها وتجربة ابناء أعمامها المتزوجين من اجانب "ابنتي داليا تتحدث العربية وتفهمها بخلاف اولادهم ومتيقنة انها ستزور لبنان اكثر من اولادهم وبينما يمنع علي منحها جنسيتي بينما نال اولادهم الجنسية اللبنانية". الصعوبات هنا لا تتعلق بالجنسبة وحدها، تكفي المعاملات المطلوب انجازها لزوجها وابنتها في كل مرة يزوران فيها لبنان للتعرف على حجم المعاناة "زوجي من التابعية السنغالية التي يعمل ابناؤها كعمال في لبنان ولذا على زوجي إجراء معاملات الدخول على هذا الاساس لولا اني استعين بوساطة مسؤول كبير في الدولة كي نحصل على الفيزا وفي خلال اسابيع وإلاَ لا نحصل عليها الا بعد وقت طويل". المعاملات ذاتها تنجزها لابنتها السنغالية على الورق واللبنانية الإقامة صيفاً "انزعج لأن ابنتي لا تحمل الجنسية اللبنانية خشية ان تتغير الظروف وتضطر للعيش في لبنان فهل يتوجب عليها إجراء معاملات ادارية كأي عامل أجنبي؟". لا تخفي ان شعور الندم يساورها في كل مرة تتعقد فيها معاملات زيارتها والعائلة "أقول أحيانا لو كنت تزوجت لبنانياً لصارت الامور بشكل أسرع وأسهل لكني سرعان ما أعود الى واقعي وأفتخر بارتباطي برجل سنغالي".

الجنسية المستحيلة

كانت صدمة الزوج كبيرة لعلمه استحالة ان تحمل ابنته جنسية والدتها، حتى معاملات الولادة وجدها معقدة في السفارة اللبنانية وتستغرق وقتاً طويلاً على عكس التسهيلات التي تقدمها سفارة بلاده في فرنسا "لا شروط ولا تعقيدات لنيل الجنسية لي ولابنتي". اما المفارقة الصعبة فهي ان السنغال كدولة لا تمانع في منح الجنسية للأم المتزوجة من رجل اجنبي! رحلة تحدٍّ تخوضها كاترين سهّلها وجودها خارج لبنان وجنّبها سماع ما يسمعه والداها من انتقادات او اسئلة تعبّر عن نظرة اللبناني الدونية الى غيره من الجنسيات، اختبرت عينة منها يوم سألها أحد أقاربها "هل يجيد زوجك القراءة والكتابة؟ صعقها السؤال وتعاطت معه بمرونة "هو محام وأستاذ جامعي" ليبقى سؤال العم بسيطاً امام استغراب الصديق المثقف والمسؤول في الدولة "تزوجتِ رجلاً أسود؟" وعلى الرغم من ذلك لم يعد يشكل الارتباط برجل اسود حساسية لديها بقدر ما يزعجها ويخجلها كيف ان الجزائر والمغرب وغيرهما من الدول العربية تجيز حق منح الام الجنسية لأولادها باستثناء لبنان الذي ينظر بدونية الى غيره من الجنسيات "يسخرون منا في الخارج حتى بت أخجل ان أصارح أصحابي الأجانب بصعوبة منح جنسيتي لأولادي والموضوع يتسبب بإحراج كبير لي أمامهم وأمام زوجي".

المواجهة

لا تشعر كاترين نفسها بانتقادات المجتمع لارتباطها بشاب أسود على الرغم من مؤهلاته العلمية العالية، ذنبه بشرته السمراء والانطباع الراسخ في ذهن اللبنانيين ان الجالية السنغالية في لبنان تعمل في مهن التنظيف وعلى محطات الوقود. رفضت الاسقاطات والاحكام الجاهزة وصبت اهتمامها على قضية اعتبرتها معركتها الحقيقية وهي تحصيل حق منح جنسيتها لابنتها "اعمل بالتعاون مع فريق من المحامين في الخارج على إعداد الآلية اللازمة لاثارة الموضوع من الناحية القانونية" رغم علمها "ان العقبات الاساسية امام اي مشروع لبناني من هذا النوع مرتبط بأسباب سياسية ديموغرافية دينية قررت ان الأم اللبنانية لا يجب منح جنسيتها لأولادها". اخذت كاترين على نفسها المواجهة والتصدي لأي تهكم يطاول زوجها بسبب جنسيته او لون بشرته، بينما لم يعد زوجها يلتفت لطريقة تعاطي اللبنانيين داخل المطار وخارجه، عدم معرفته اللغة العربية أسعفه وفي قرارة نفسه حسمها ان اللبنانيين لم يتجاوزوا بعد مسألة لون البشرة الأسود او انهم لا يزالون أسرى عنصريتهم التي يتقصدون من خلالها تهميش الآخر بطرق مختلفة. وعلى حد ما قالت كاترين "نحن شعب نعتقد اننا نفهم بكل شيء واننا أفضل شعب في العالم في وقت نحن بعيدون جداً عن التطور الفكري" ولأن التنوع غنى "تحرص وزوجها على نقل الثقافة اللبنانية الجميلة والثقافة السنغالية الحلوة لتختار ابنتهما مستقبلاً ما يناسبها من هاتين الثقافتين".

 

في صبيحة اليوم ال690 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/06 أيلول/2021

تتراكم الملفات اللبنانية، بعد 393 يوماً على سقوط حكومة الدمى وتمدد الفراغ ليشمل كل المؤسسات وتتعمق ظاهرة إنفصال الحكم عن الواقع، كان لافتاً ما أعلنه رئيس الجمهورية عن منظومة فاسدة لا تزال تتحكم بالبلد والشعب وتخشى المساءلة والمحاسبة فتفشل خطط التعافي المالي والإقتصادي.. هذا الكلام يأتي بعد نحو من 5 سنوات على وجوده في الرئاسة، وبعد انتخابه من هذه المنظومة بالذات، وهو اليوم ركنها الرئيسي، وقد تشارك معها كل الحكومات وكل القرارات، قبل أن يستأثر مع حزب الله بحكومة حسان دياب!

نتائج كل هذا التسلط يلمسه المواطن في حجم الانهيارات، وفي اتساع البؤس المعبر عنه في الطوابير على محطات الوقود والصيدليات والأفران، وشحوب البلد الذي يجري دفعه من قعر إلى قعر، إلى مشهد الفراغ يلف وسط بيروت، والخواء بديلاً عن صخب حركة الناس، بحيث يبدو جلياً أثر الهجرة على العاصمة كما البلد. ويُظهر مشهد تراكم النفايات كمية اللعنات التي تلف العاصمة التي سُلبت روحها، في عهد الإنهيار الشامل وتحكم اللصوص والخونة، مروراً بتعثر منظومة الفساد عن تأليف حكومة إدارة الأزمة، ظاهرها اشتراط عون القدرة على التحكم بالقرار الحكومي، وباطنها تحكم طهران بهذا القرار، وهو ما عبّر عنه أمس الرئيس الإيراني رئيسي في الإتصال بينه وبين ماكرون والذي تناول تأليف الحكومة، وقد أظهر الإتصال ارتباط التأزم بالمعطيات الإقليمية الإيرانية والسورية(..)لأنه بدا أمراً لافتاً مشهد زحف التابعين إلى دمشق، بعد مشهد الإهانة في الزيارة الوزارية، وما يشاع كذلك عن زيارة يقوم بها رئيس الجمهورية إلى دمشق! تبقى الأعين مصوبة على خطوات التقدم في ملف التحقيق العدلي في جريمة تفجير المرفأ والعاصمة، والخطوات المرتقبة التي سيقدم عليها القاضي طارق بيطار، والبداية موعد استجواب المدعى عليه  الوزير السابق يوسف فنيانوس.

1-حسم الوزير فنيانوس أمره وسيقدم محاميه دفوعاً شكلية ويبرز الإحالات التي تسلمها في العامين 2017 و2018 من المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي المتعلقة بالسفينة "روسوس" ليعلن أن تلك الإحالات لم تتضمن أي عشارة أن هناك مواداً قابلة للإشتعال والإنفجار. يضيف أنه سيبلغ القاضي أنه ضحية، ويضيف أنه سيذهب إلى دعوى الإرتياب المشروع وأنه يجب أن تُحال القضية ضده إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء..هذا ما في جعبته، لكن التحقيق السري لا يتيح معرفة مسبقة بالوقائع الموجودة لدى القاضي بيطار والتي بموجبها كان الإدعاء على فنيانوس.

وستتلاحق التحقيقات مع كبار المسؤولين العسكرسسن والإداريين، والساعات القليلة الآتية قد تحمل تجميد دور النائب العام بالوكالة غسان خوري حتى البت بدعوى "الإرتياب المشروع" المقدمة ضده من جانب نقابة المحامين.

2- في عودة للمسألة الحكومية وجديدها توافق على موعد مبدئي لزيارة يقوم بها ميقاتي للقصر يوم غد الثلاثاء، لكن الموعد ليس حتماً لإعلان الحكومة بقدر ما هو لمعرفة ما إذا كانت الحكومة ستؤلف أم لا! والزيارة قد ترتبط بتوافق مسبق على الحقائب( الإقتصاد والشؤون الإجتماعية) فإن لم يتحقق قد تُعلق، خصوصاً وأن مطالبة ميقاتي باحدى هذه الحقائب مرتبط(كما يقول) بضرورة وجود فريق وزاري متجانس للتفاوض مع صندوق النقد ..لكن المفاوضات آخر الأسبوع  مع باسيل، أفضت إلى أن الأخير يرفض حكومة 3 ثمانات، لأنه يعتبرها مثالثة مقنعة، أي يريد 10 وزراء! وحقيقة الأمر أن شخصية متل باسيل لا تملك مشروعاً، والتيار ما زال ملكاً لعمه، فكل أداءه متوقف على تسوية تحافظ على وجوده السياسي! أي تحكمه بالحكومة! وبالمقابل، لا نية لدى ميقاتي للتنازل، ولن يقبل حكومة مع ثلث معطل، وقراره أنه لن يعتذر أن تعذر التأليف.. وإن كان يقول بين الفترة والأخرى أنه لن يستمر مكلفاً إلى ما لا نهاية!

3-خطاب جعجع لفت الانتباه والإهتمام للحملة الشديدة على العهد والتيار، واصفاً رئاسة عون ب"عهد الانهيار الشامل، تديره مجموعة حاكمة تنازلت عن سلطة وسيادة الدولة"، وقوله أن لا خلاص  ولا تقدم مع هذه الزمرة الحاكمة، التي يشكل نواتها الصلبة الثنائي حزب الله  والتيار الوطني الحر. ووصف نتائج رئاسة عون بأنها كارثية، وكارثية جداً علينا كلبنانيين وبالأخص كمسيحيين، "وإذا كان البعض يعيب علينا مشاركتنا في انتخاب العماد عون فإننا نأسف أشد الأسف أن تنقلب خطوة كانت مشبعة بكل نوايانا الحسنة..ان تنقلب مأساة لم يعرف لبنان لها مثيلاً"!

وإذ أعاد جعجع طرح خارطة الخلاص التي يراها عبر الانتخابات النيابية فالرئاسية، رافضاً أي تأجيل للانتخابات تحت أي ذريعة، وليطالب برئيس قبطان.. "لا رئيس قرصان يأخذ الشعب رهينة أنانيته، ويدير دفة المركب على هوى مصالحه"..فإنه دعا أبناء الطائفة الشيعية إلى رفع كرت أحمر بوجه ممارسات حزب الله.. والخلاصة محاولة للتجميع وإعتذار متأخر عن انتخاب ميشال عون رئيساً، ربما ينقصه التطرق إلى بعض الجوانب التي حملت عنوان تفاهمات!

*وبعد، يتتالى مغادرة الأصدقاء. وداعاً جورج ناصيف. الكاتب اللماح الشجاع المحب وصاحب الضحكة المميزة مهما كانت الصعاب، فبعد معاناة طويلة مع المرض، طوى أمس الصفحة الأخيرة من حياته كما كان يطوي جريدته وقد حبّرت حروفها أصابعه!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

منطقة أفول الجيوش النظامية: من شرق المتوسط إلى الهندوكوش

 وسام سعادة/القدس العربي/06 أيلول/2021

لم يأخذ الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 بنصيحة الإكتفاء بحلّ الحرس الجمهوريّ والتشكيلات العسكرية التابعة مباشرة لحزب البعث، بل آثر «الحاكم المدني للعراق» بول بريمر في 23 مايو من ذلك العام حلّ الجيش النظامي نفسه وتسريح كل عناصره والغاء جميع الرتب فيه. هذا في دولة، بل في كيان قائم أساساً، منذ تأسيسه البريطانيّ، على مركزية الجيش النظاميّ في عملية تكوينه وربط أوصاله ككيان. زيّن الأمريكيّون عندما حلّوا الجيش العراقي أنّهم يقومون بإعادة بناء الأمّة من جديد في العراق، بما يلزم كسر شكلها القائم وإعادة تركيبه من جديد، فاختاروا سلوك درب إعادة انشاء الجيش النظامي من الصفر أيضاً. النتيجة بعد أحد عشر عاماً كانت وخيمة. انهار هذا الجيش بشكل مريع أمام التقدّم السريع والدموي لقوات تنظيم «الدولة» (داعش) ونُظِّمت بعناصره مذبحة سبايكر المرعبة وسواها. فرض نفسه إذّاك المنطق الذي يقول بأنّ مواجهة خطر مسلحين متحركين متطرفين غير ميسّرة من خلال جيش نظاميّ، ويلزم بالتالي تشكيل قوة شعبية مسلّحة غير نظامية، هي التي أفتت بها المرجعية في النجف من خلال فتوى»الجهاد الكفائي» التي سوّغت قيام «الحشد الشعبي» المتعدّد الفصائل، والمتفاوتة فصائلها في درجة قربها، بل تداخل بعضها، مع الحرس الثوري الإيراني.

في أفغانستان حدث أيضاً أن انهار «الجيش الوطني الأفغاني» التي عكفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأطالسة على عملية تشكيله وتجهيزه وتدريبه منذ العام 2002. تبخّر هو الآخر ما ان باشر الأمريكيّون بالانسحاب، وأمام التقدّم السريع لحركة طالبان التي ظفرت بالمدن الكبرى الواحدة بعد الأخرى، وهي المرابطة على تخوم هذه المدن وتسيطر على أغلب الجغرافيا الأفغانية الوعرة منذ سنين طويلة.

سبع سنوات تفصل اذاً بين جيشين نظاميين قامت الولايات المتحدة بإعادة تشكيلهما من الصفر.

مع فارق أنّها لم تكن مضطرة لحل الجيش النظامي في أفغانستان، فالأخير مندثر عملياً منذ انهيار نظام حزب الشعب الديمقراطي (الشيوعي) مطلع التسعينيات، ولم تنجح مرامي أحمد شاه مسعود بعد ذلك في إعادة انشائه على قواعد جديدة. هذا مع أنّ لجيش الدولة في أفغانستان تاريخا حافلا واتصلت تجربته على مدى القرنين الماضيين، وبالرغم من تبدّل النظم والعهود، بالتأرجح ما بين نموذج جيش الأحلاف القبلية وبين اقتباس فكرة الجيش النظامي كجسم مركزي هرمي منضبط مستقل بذاته عن الولاءات القبلية والإثنية.

أما الفارق الثاني فهو أنّ الجيش العراقي النظامي في المرحلة الأمريكية انهار أمام تقدم «تنظيم الدولة» ما سمح بالمقابل لصعود نجم «الحشد الشعبي» في حين أن الجيش الأفغاني للمرحلة الأمريكية – الأطلسية انهار بشكل يكاد يكون سلمياً في لوحته الأخيرة، أمام تقدّم حركة طالبان، وفي إثر انحسار الوجود العسكري الأجنبي. بالنتيجة اندثر أمام قوة مسلّحة غير نظاميّة، كانت للأمس القريب تُحارَب لايوائها تنظيم القاعدة الذي انشق عنه تنظيم الدولة، تماماً مثلماً أن تنظيم الدولة فرع خراسان هو في الأصل انشقاق عن جماعة «تحريك طالبان» (مجلس شورى المجاهدين) المنتشرة في المناطق الباشتونية من باكستان (وزيرستان).

لكن طالبان «الحالية» التي تمسك بزمام الأمور في كابل حالياً فيها ما يشبّه بـ«الحشد الشعبي» أكثر مما يشبّه بـ«تحريك طالبان» الباكستانية، أو بتنظيم الدولة في خراسان المتأتي، انشقاقاً، من هذه الأخيرة، والتي يجري الرهان شرقاً وغرباً في أن تكون حركة طالبان وخاصة بعد عودة الإمارة إليها على عموم أفغانستان، هي الأكثر فعالية في التصدي له.

ثمة من لا يزال يمنّي النفس باعادة تغليب الجيوش النظامية، ولا يجد من طرح بديل غير الرجعة الى زمن مضى، و«بلا كيف»

وبصرف النظر عن مدى واقعية أو رغبوية هذا الرهان فهو يقول شيئا ما عن واقع بات يمتد من أفغانستان الى ايران فالعراق فسوريا ثم لبنان، وأيضاً اليمن، واقع غير متشابه في كل شيء من بلد إلى آخر، بل مختلف في الكثير، بطبيعة الحال، لكنه يلتقي على واحدة، وهو أنّه في كل هذه البلدان كانت حصيلة العقود الأخيرة تراجع مكانة الجيوش النظامية أمام الظواهر «الحرسية» و«الحشدية».

فمن الجيش النظامي «ارتش» في إيران الذي هبط من منزلته الإمبراطورية في أيام الشاه، إلى منزلة تأتي بعد «حرس الثورة» (الباسدران)بعد انتصار الثورة ثم قيام نظام ولاية الفقيه، الى «الحشد الشعبي» الذي يسعى العراق منذ سنوات إلى مأسسته وقوننته، أي إلى إسباغ صفة «النظامي الجزئي» على ما هو في تعريفه قوة غير نظامية، الى «تمليُش» الجيش النظامي في سوريا أكثر فأكثر بعد 2011، وتفريخ ميليشيات محلية مؤطرة تحت مسمّى «الدفاع الوطني» وخلافه، تحارب إلى جانبه، أسوة بالفصائل الآتية من وراء الحدود، إلى لبنان الذي يعيش ثنائية غير مؤطرة بين قوتين عسكريتين، الجيش و«حزب الله» اذا ما استثنينا» مانترا أو مقولة» «لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته» التي اعتادتها البيانات الوزارية، والذي يمسك فيه الحزب بقرار الحرب والسلم إلى حد كبير، وينقسم الرأي حوله في المجتمع بحدّة بين الطوائف، كما داخل كل طائفة. الى اليمن، الذي انتهت مرحلة كاملة من سيطرة العسكر على مركز الحكم فيه، دامت أربعين عاماً، وأعقبتها سيطرة جماعة أنصار الله الحوثية على معظم الهضبة، تضاف اليها تشكيلات لا تزال تقدّم نفسها بلباس الجيش النظامي المتداعي.

من الصعب، بل من التعسّف، تفسير كل هذه المآلات بقالب تعليليّ أو شرحيّ واحد، إلا أنّ كل واحدة من هذه البلدان، من أفغانستان الى لبنان مرورا بايران والعراق وسوريا، وقفزاً من لبنان باتجاه اليمن، تطرح سؤالاً واحداً حول الأفق المتروك للجيش النظامي في كل منها، ويتفرّع منه سؤال مواكب، حول القوة الموازية، التي تنامت على حساب الجيش النظامي، أو كوصية عليه، أو كمستغنية عن وجوده.

فالمسألة في هذه البلدان أصبحت «تتجاوز» ما اذا كانت مجتمعاتها وأوضاعها صالحة للانتقال نحو الديمقراطية، أو إذا كانت الديكتاتورية العسكرية قدرا لها أو معطى يناقش في مقدار منحه للاستقرار أيّاً كانت فحوى الأخير.

فالسؤال حول الديكتاتورية العسكرية أو الانتقال نحو الديمقراطية يصلح لبلدان مثل تركيا أو مصر أو باكستان. فهذه البلدان الثلاثة تشكلت الدولة الوطنية في كل منها حول العسكر، وليس في أي منها قوة مسلحة على الطريقة «الحرسية» أو «الحشدية» تنادد الجيش النظامي. كما أن هذه البلدان الثلاثة تسيّج منطقة «أفول الجيوش النظامية» الممتدة من جبال الهندو كوش الى ساحل المتوسط الى جنوب البحر الأحمر.

المضمر اذا الانتقال، من الاستفهام حول مدى قابلية هذه البلدان للتحول الديمقراطي الى الاستفهام حول مدى قابلية الجيوش النظامية فيها لاسترجاع وجودها (في حال أفغانستان واليمن) أو مكانتها (في حال ايران والعراق وسوريا ولبنان) حيال القوى المسلّحة غير النظامية.

يبقى أنّ كل الفارق يكمن في هوية من يتفاعل مع هذا الإستفهام. فالمروحة واسعة هنا. بين من أخذ يضمر التفكير بأنه لربما كان هذا الشكل من السيطرة لقوى غير نظامية على كل هذه البلدان يمكن أن يؤدي نتيجة «تحررية وطنية» أفضل، وبين من يرى على العكس تماماً أن سيطرة هذه القوى من الممكن التعامل معها «امبريالياً» بشكل أفضل، بحيث يكون بإمكانها ضبط الأوضاع في هذه البلدان، بالتواطؤ مع المسيطرين عليها حيناً، وقنصهم في جرعات تذكير أو تأديب من حين الى آخر. قنصهم في إطار احتوائهم، والعمل على تشذيبهم. فهكذا كانت الامبراطورية الرومانية تتعامل مع البرابرة، وبالتالي الأفضل ابقاء هذه البلدان تحت غلبة القوى المسلحة غير النظامية، كحقل تجريبي مزمن لا يبدو ان صفحته ستطوى على أية حال في الجيل الحالي. هذا بالنسبة لمن يبحث عن التكيّف مع الحال الحالية. لكن ثمة أيضاً من لا يزال يمنّي النفس باعادة تغليب الجيوش النظامية، ولا يجد من طرح بديل غير الرجعة الى زمن مضى، و«بلا كيف».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون عرض مع رشدي للاوضاع وسبل معالجتها وتناول مع الاعور المستجدات الحكومية

الإثنين 06 أيلول 2021

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي في خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، للأوضاع المعيشية والإنسانية في البلاد وسبل معالجتها بالتعاون مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة، لا سيما تلك التي تعنى بالشؤون الإنسانية.

واكد الرئيس عون "العمل على التخفيف من معاناة اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة"، مشددا على "أهمية دور المنظمات الدولية المعنية".

الأعور

واستقبل الرئيس عون النائب السابق فادي الأعور واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة والمستجدات الحكومية في ضوء الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة.

وأوضح الأعور ان "رئيس الجمهورية يعمل كل ما بوسعه لولادة الحكومة في وقت قريب".

 

الراعي التقى الرئيس المجري وشارك في اعمال المؤتمر القرباني العالمي ال52 في بودابست

الإثنين 06 أيلول 2021

وطنية - شارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر امس الاحد في افتتاح اعمال المؤتمر القرباني العالمي الـ52 في بودابست، بدعوة من رئيس اساقفة هنغاريا الكاردينال بيتر اردو، وذلك خلال قداس الهي ترأسه رئيس مجلس اساقفة اوروبا الكاردينال انجلو بانياسكو ممثلا البابا فرنسيس. وتستمر اعمال المؤتمر حتى الاحد المقبل في 12 ايلول ويختتمها البابا فرنسيس بالذبيحة الالهية التي يترأسها عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل الظهر. وعلى هامش افتتاح المؤتمر، التقى البطريرك الراعي رئيس الجمهورية الهنغارية يانوش آدير، وقد شكره على كل الدعم الذي تقدمه المجر للبنان، كما بحث معه سبل توسيع هذا الدعم.من جهته، ابدى الرئيس آدير قلقه بشأن التدهور الحاصل في لبنان، آملا ان يتم "التوصل الى تشكيل حكومة في أسرع وقت لتقوم بدورها بشكل فاعل في عملية إنقاذ البلد وفي مخاطبة المجتمع الدولي"، مؤكدا للراعي "استمرار وقوف هنغاريا الى جانب لبنان وشعبه".

 

لقاء سيدة الجبل دعا الى الالتفاف حول نداء مجلس المطارنة الموارنة

الإثنين 06 أيلول 2021

وطنية - عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونيا بمشاركة:أنطوان قسيس، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، ايلي قصيفي، أيمن جزيني، أحمد فتفت، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، حسن عبود، خليل طوبيا، ربى كبارة، رودريك نوفل، سامي شمعون، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فضيل حمود، فتحي اليافي، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، ميشال حجي جورجيو، مياد صالح حيدر، نبيل يزبك، نيللي قنديل، وعطالله وهبة.

وأصدر "اللقاء" بيانا، أشار الى انه "أمام الإستعصاء السياسي والدستوري العام وفي لحظة تهدد لبنان متغيرات تطال بنيته وثقافته وتاريخه العميق في الممارسة الديموقراطية والتفاعل الحضاري، فإن الحل يبدأ باستقالة الجمهورية كأولوية سياسية تتقدم على ما عداها".

ودعا "اللقاء" كل القوى السيادية إلى الإلتفاف حول البيان - النداء، الصادر عن مجلس المطارنة الموارنة بوصفه طرحا وطنيا لاستنهاض إنتفاضة لتحرير الشرعية اللبنانية أي التصدي للاحتلال الإيراني".

وثمن "اللقاء" عاليا "الإرادة العربية ومنها تحديدا الارادة الأردنية والمصرية لتنفيذ اتفاقات الربط الكهربائي والغازي بعد الحصول على تعاون أميركي استثنائي ومرحلي. وقد حاولت إيران وميليشياتها استثمار هذه المبادرة الأخوية والإنقاذية عبر مزاعم سياسية لا صلة لها بالوقائع الفعلية، في حين أن ما تريده عمليا وبأي ثمن هو الدخول إلى سائر الأسواق النفطية والغذائية والدوائية لنيل حصة تجارية، ما يجعل من "حزب الله" وكيلا تجاريا إلى كونه قوة إرهابية تتحكم بلبنان".

وعبر "اللقاء" عن حزنه الشديد لوفاة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وتقدم من عموم اللبنانيين بأحر التعازي".

 

هيئة الإشراف على الإنتخابات التقت وفدا برلمانيا من الاتحاد الاوروبي وتأكيد ضرورة استقلالها وإعطائها صلاحيات تقريرية وتنفيذية

الإثنين 06 أيلول 2021

وطنية - عقدت هيئة الإشراف على الإنتخابات اجتماعا مع وفد برلماني رفيع من الإتحاد الأوروبي، وتمثلت الهيئة برئيسها القاضي نديم عبد الملك والأعضاء: النقيب جورج موراني، الدكتور أردا إكمكجي والدكتور فيصل القاق، فيما ضم وفد الإتحاد الأوروبي: بادروس ماركس، إيزابيل سانتوس، طونينو بيكولا، نورا مبارك، إيفن إنكير، هنريك بالتزار، آيونيز دالماس، جان بارناس، مارتن سكايلف وحنا سفيرين. ولفتت الهيئة في بيان على الاثر، الى أنه "بعد التعارف بين أعضاء الوفد الزائر وأعضاء الهيئة، تحدث رئيسها فعرض الوضع الحالي لهيئة الإشراف على الإنتخابات والتحديات التي تواجهها، وجهوزيتها للانتخابات المقبلة للعام 2022 والمشاريع التي تنوي القيام بها قبل هذا الإستحقاق. وثمن عاليا زيارة الوفد، وشكر الإتحاد الأوروبي على مساعدته ودعمه للهيئة. بدوره، نوه رئيس الوفد البرلماني ماركس بدور هيئة الإشراف وجهودها، داعيا إلى دعمها ومتسائلا عن الإحتياجات الممكن تقديمها لها للقيام بدور فاعل للاشراف على الإنتخابات النيابية المقبلة. ثم تحدثت نائبة رئيس الوفد سانتوس، فتساءلت عن إمكانية الهيئة بوضعها الراهن من القيام بمهامها كما يجب، وهل تتمتع بالصلاحيات المعنوية والمادية بهذا الشأن. وتطرقت إلى نزاهة الإنتخابات والشكوك التي تحوم حول المال الإنتخابي، وكيفية مواجهته ودور الهيئة في كل ذلك، وعن دور الهيئة في مراقبة الإعلام والإعلان الإنتخابي والتمويل والإنفاق الإنتخابيين، بالإضافة إلى وجوب توضيح عبارة "التنسيق" الواردة في القانون بين هيئة الإشراف ووزير الداخلية والبلديات".

وأشار البيان الى أن "أعضاء الوفد الزائر وأعضاء الهيئة شاركوا في المناقشة في جو من التوافق، وخلصوا إلى الاتي:

1- ضرورة استقلال الهيئة الكامل ومنحها موازنة مستقلة عن وزارة الداخلية والبلديات تمكنها القيام بمهامها.

2- وجوب وجود مقر للهيئة يتسع لأعضائها ومعداتها والعاملين معها.

3- منح الهيئة الشخصية المعنوية للتقاضي.

4- إعطاء الهيئة صلاحيات تقريرية وتنفيذية لتنفيذ مقرراتها على الأرض بواسطة جهاز تنفيذي.

5- وجوب توضيح عبارة "التنسيق" الواردة في القانون بين هيئة الإشراف ووزير الداخلية والبلديات".

 

لقاء سيدة الجبل تسلم من الوطنيين الأحرار دعوة للمشاركة في اجتماع لإنشاء جبهة سيادية

الإثنين 06 أيلول 2021

وطنية - استقبل "لقاء سيدة الجبل" اليوم، في مكتبه، وفدا من حزب الوطنيين الأحرار. وأفاد بيان للقاء أن "الوفد سلمه دعوة للمشاركة في اجتماع في مكاتب الحزب من أجل إنشاء جبهة سيادية لإنقاذ الوطن"، لافتا إلى أنه "حصل نقاش مطول بين الجانبين حول ما آلت إليه الأمور مع تفاقم الأزمات بسبب فقدان السيادة والقرار الحر، وتبعات ذلك على الحياة اليومية للبنانيين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 06 -07 أيلول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/September 06/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102095/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-september-06-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 06 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102097/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1171/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية