المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 أيلول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.september06.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الفريسي والعشار ونوعة صلاة كل منهما: كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

فيديو ونص/قراءة للياس بجاني في خطاب د. سمير جعجع التعموي والطروادي الذي ألقاه أمس في ذكرى الشهداء

الياس بجاني/الإنتخابات بتكون مقبولي ببلد حر وسيد ومستقل، ومش ببلد محتل وحكامه وأحزابه دمى. الإنتخابات بظل احتلال حزب الله تشرعن احتلاله

الياس بجاني/أصحاب شركات الأحزب المروكبين ع الإنتخابات يقولون لسيد أمونيوم: حطنا محل جبران وعون ونعطيك يا يدهش

الياس بجاني/أصحاب شركات أحزابنا وكلن: لا ذمة ولا ضمير ولا أحاسيس بشرية وأسوأهم سيد أمونيوم والإستيذ

الياس بجاني/أصحاب شركات أحزاب مسيحية بهدلي وتعتير، ريتون ما يكونوا بديار حدا

الياس بجاني/الإستيذ معلم التشبيح والسمسرات وتلاميذه في صف الجاردان الصهر وعمه

الياس بجاني/نشجع على متابعة حلقات كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت والنص/اتيان صقر _ابو ارز: رسالي لَ أغلى الناس … إلى الشهداء الأبطال

تدشين لوحة شهداء عين إبل في طبرية

الكولونيل شربل بركات

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 5 أيلول 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الأحرار: كان الحري بزائري دمشق وضع اللقاء في إطار احترام سيادة البلدين

طرح حكومة أقطاب… مدخل لاعتذار ميقاتي

أكِلتُ يوم أكِلَ الثور الأبيض

لا حكومة بعد… والأزمات تكبُر

حكومة أقطاب”… طرح لمحاصرة العهد؟!

رفض لبناني واسع للإهانة السورية: العميل يذل وطنه ونفسه

ميقاتي أجَّل الاعتذار عن تشكيل الحكومة الأسبوع الماضي لضغوط داخلية وخارجية

جمعية المصارف تنفي تحويل ثلث الودائع بالدولار إلى الليرة

من باب الكهرباء… “التيار” يجدد المطالبة بصرف أموال الناس!

عون باقٍ… “التيار” في حالة إنكار أم دفاع؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

“طالبان” تعلن السيطرة على جميع مديريات بنجشير ومقر حاكم الولاية

قائد الجيش الأميركي: من المرجح اندلاع حرب أهلية شاملة وانتعاش الإرهاب في أفغانستان

طهران: مستعدون للعودة للمحادثات النووية في فيينا

مهاجر أفغاني يصيب شخصين بسكين في برلين

الرئاسة الفلسطينية ترفض مشروع التسوية الإسرائيلي في القدس

نظام الأسد يُجدِّد قصفه أحياء درعا البلد المحاصرة

السعودية تُحبط هجمات إرهابية حوثية بصواريخ و”مسيّرات” وتتوعّد

إصابة طفلين وتضرُّر 14 منزلاً بشظايا «باليستي" وسط تنديد دولي... وواشنطن: التزامنا ثابت بأمن المملكة

محمد بن زايد: الاقتصاد المستدام وتعزيز الاتحاد أهم ركائزنا

الانفتاح والتسامح يتصدران مبادئ الإمارات العشرة خلال الـ50 عاماً المقبلة

المبعوث الأممي لليمنيين: سأعمل بلا هوادة لتحقيق السلام

ليبيا: استهداف مصنع لقوارب الهجرة في صبراتة

تونس: غليان في “النهضة” يهدد زعامة الغنوشي

باكستان: أربعة قتلى و19 مصاباً في هجوم انتحاري

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحلقة السادسة من كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير

الفصل النهائي من تدمير الكيان الوطني اللبناني وسقوط الأوهام/شارل الياس شرتوني

لبنان ينهي “القطيعة” مع سوريا… لتمرير الغاز المصري/نذير رضا/الشرق الأوسط

عين الخارج على طالبان: نريدُ «أفعالاً لا أقوالاً» والبداية من الحكومة/رلى موفَّق/القدس العربي

لبنان في سوريا… اقتناص فرصة أم “قنْص” استراتيجي؟/وسام أبو حرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية

فشل المسلمين والمسيحيين في لبنان!/خيرالله خيرالله/العرب اللندنية”

الخطوة الثانية… عون في دمشق/منير الربيع/الجريدة الكويتية

وساطة إبراهيم في “إجازة”… ميقاتي يدرس خياراته/محمد شقير/الشرق الأوسط

شفافيّة الرئيس على متن ناقلة النفط الإيرانيّة/إيلي القصيفي/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون: إفشال أي خطة للتعافي يعني أن المنظومة الفاسدة تخشى المحاسبة

المطران عوده: الإصلاح وسلوك طريق الإنقاذ واجب أخلاقي ووطني

يمين ترأست الوفد اللبناني الى مؤتمر العمل العربي في القاهرة والتقت نظراءها العراقي والاردني والفلسطيني

الأسد استقبل وفدا لبنانيا: سوريا ستبقى مع الشعب اللبناني وتدعمه/ارسلان: صمود سوريا شق الطريق لهذا التحول العظيم في المشهد الدولي

المطران حنا رحمة في قداس شهداء المقاومة: الامل يبقى بثورة شعبية إنتخابية لا خلاص للبنان بدونها

نص كلمة سمير جعجع/حذر من تأجيل الانتخابات النيابية: نرفض الرئيس الضعيف والخاضع وإذا أردتم التغيير غيروا في طريقة انتخابكم

رئيس جمعية المصارف اللبنانية الدكتور سليم صفير صفير: من المعيب وضع المصارف في “بوز المدفع”

خالد الضاهر: تسليم الشباب السوريين الستة للنظام السوري مخالف لاتفاقية مناهضة التعذيب

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات

إنجيل القدّيس متّى18/من01حتى05/َ”في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟». فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات. ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

فيديو ونص/قراءة للياس بجاني في خطاب د. سمير جعجع التعموي والطروادي الذي ألقاه أمس في ذكرى الشهداء

http://eliasbejjaninews.com/archives/102077/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%af-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1/

عناوين تعليق الياس بجاني

06 أيلول/2021

1-تشاطر وتذاكي سمير جعجع مكشوف ومفضوح، وكل خطابه يوم أمس من معراب كان دعاية انتخابية، وهجومه على عون يفيد عون ويفيده، وعلى خلفية هرطقة وخطيئة، وجريمة تقاسم المسيحيين مغانم وحصص.

2- وكما دائما لم يأتي جعجع على ذكر القرارات الدولية الخاصة بلبنان، ولا هو تناول موضوع المؤتمر الدولي.

3- اعتبار جعجع حزب الله من المنظومة الحاكمة، يخدم أجندة الحزب وهو وأمر يفرحه ويبعد عنه حقيقة احتلاله للبنان.

4-جعجع لم يتعلم أي شيء من أخطائه وأخطاء وخطايا 14 آذار.. ولهذا مرة أخرى يلوك ويمغط بالمطالبة بالحوار مع حزب الله، وهو يعلم جيداً أن سلاح حزب الله مقدس في مشروعه الفارسي التوسعي والملالوي، ولن يتخلى عنه تحت أي ظرف، لأنه إن فعل تنتفي علة وجوده. هذا وكان نصرالله وكل قادة الحزب هددوا مراراً وتكراراً بقطع رؤوس وأعناق وبقر بطون من يقترب من سلاحهم وربطوه بوجود إسرائيل ككيان.

5- اعتذر جعجع لأنه انتخب عون، وهذا اعتذار متأخر 6 سنوات، ولكنه لم يعتذر عن الخطيئة المميتة والأصلية التي ارتكبها هو عون من خلال ورقة معراب، حيث تم الاتفاق بينهما بيوداصية وموت وجدان وضمير وطني ومسيحي على تقاسمنا نحن المسيحيين مغانم وحصص. ولو لم يتخلى عون عن الاتفاق، لكان لا يزال هو جعجع أحباء وأصحاب ونازلين تقاسم، ومن فريق الممانعة، وسمن ع عسل. عيب وألف عيب الاستهزاء بعقول الناس

6- دافع عن غبطة أبينا البطريرك، وانتقد من يهاجمه، وهو عملياً ضد الطرح البطريركي الإنقاذي 100%. الطرح البطريركي أكد ومعه قداسة البابا فرنسيس بأن الوجود بخطر، وأن الحلول الداخلية معدومة، وأن البلد مصادر ومحتل من قوى محلية بأجندة خارجية ولهذا تم طرح المؤتمر الدولي والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية ومن ثم الحياد. جعجع وكما دائماً بينه وبين القرارات الدولية عداء مزمن، وهو لم يأتي على ذكرها، ولا هو تطرق للمؤتمر الدولي. باختصار هو يداهن ويتشاطر ويلعب على عواطف ومذهبية الموارنة بدفاعه عن البطريرك بوجه من يهاجمونه.

7- هلل وفاخر بالطائفة الشيعية، ولم يترك مفردة إطراء وطنية إلا ووصفها بها، وبنفس الوقت عملياً هو باعها، وتنازل عنها، وبارك لحزب الله بعمليتي خطفها وأخذها رهينة. عجيب أمر هذا المتشاطر والواهم .. فهو يريد انتخابات كحل، في حين أن الأطفال والسذج في لبنان يعلمون أن الحزب الإرهابي سيأتي بالقوة وبالإرهاب والمال والمذهبية بكل النواب الشيعة.

8- أولويات جعجع ذاتية ومصلحية وتخدم كما يتوهم أجندته الرئاسية. يريد انتخابات نيابية، ومن ثم انتخابات رئاسية، ومن ثم حوار برئاسة الرئيس الجديد مع حزب الله. لن نقول هذه أولويات غبية، لا بل هي أولويات خيانية لأنها تشرعن احتلال حزب الله وتعطل القرارات الدولية وتفرمل المبادرة البطريركية الإنقاذية.

09- فيما يخص الاغتراب وما يريده والدور المطلوب منه. مطلوب من جعجع وغيره من أصحاب شركات الأحزاب في لبنان أن يحترموا الاغتراب ويدافعوا عن حقوقه وليس فقط أن يجيشوه من ضمن شركاتهم التعتير وتعطيل دوره. المغترب يريد أن يشارك في الانتخابات مثله مثل أي مواطن آخر، وليس من خلال تخصيص 6 نواب له. نحن لا يجب أن نكون مختلفين عن عشرات الدول التي تسمح لمغتربيها بالتصويت في السفارات ومنها دول عربية من مثل العراق ومصر وسوريا.

في الخلاصة: خطاب جعجع أضاع البوصلة السيادية والاستقلالية والدولية، وقفز فوق دماء وتضحيات الشهداء، وتعامى عن الاحتلال، وساوى حزب الله المحتل بباقي عناصر المنظومة الحاكمة، وهو كان ولا يزال من ضمنها... كما أنه لا يزال على عداء مع القرارات الدولية والمؤتمر الدولي، وأجندته ذاتية وسلطوية ونرسيسية تشرعن الاحتلال وتضرب كل القرارات الدولية وتهمش المبادرة البطريركية.

يبقى أننا اليوم في وطن الأرز المحتل لا نعاني فقط من الاحتلال، بل من طروادية واسخريوتية قادة وأصحاب شركات أحزاب من مثل جعجع ، جوعهم للسلطة قاتل ومميت، وأجنداتهم هي العداء بلحمه وشحمه للبنان وللبنانيين.

https://www.youtube.com/watch?v=CelFnr-pjEA

 

الإنتخابات بتكون مقبولي ببلد حر وسيد ومستقل، ومش ببلد محتل وحكامه وأحزابه دمى. الإنتخابات بظل احتلال حزب الله تشرعن احتلاله

الياس بجاني/04 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/101978/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%a8/

إلى أصحاب شركات أحزابنا الذميين: بظل الإحتلال فإن المعارضة والنيابة هما عبودية واستسلام وشرعنة للأمر الواقع اللاقانوني والإستعبادي.

التاريخ يعلمنا بأنه بظل الإحتلال المقاومة بكل اشكالها السلمية والعسكرية هي بس الرد والموقف، وهي فقط الوسيلة الخلاصية المطلوبة والمفيدة، ومن ضمنها العصيان المدني، وبالتأكيد مقاطقة المحتل.

اليوداصيون والطرواديون والسماسرة، وكذلك العميان بصر وبصيرة وسيادة وكرامة، ومعهم كل من لا يحترم عقول وذكاء اللبنانيين، ويضرب عرض الحائط بدماء وتضحيات الشهداء، كل هؤلاء هم اليوم في لبنان المحتل يسوّقون بوقاحة وفجور للإنتخابات النيابية، بظل احتلال حزب الله الإرهابي والمذهبي والفارسي، وذلك طمعاً وفجعاً  ومن أجل مصالح شخصية وأنانية، هي غير وطنية، وعلى حساب السيادة والإستقلال، والكرامات، وحاضر ومستقبل لبنان.

إلى المروكبين ببغائية على لازمة ببغائية الإنتخابات نقول: صحيح بأن الوقحين، والتجار، والعهار، والمارقين، هم احياء يرزقون وما استحوا ولا ماتوا.

اضبضبوا، واخرسوا، وكفوا شروركم الأنتخابية يا تجار الهيكل، ويا جماعة ثقافة الأبواب الواسعة، ويا  أيها الجاحدين والمرتدين جراء قلة الإيمان والرجاء إلى حالة الإنسان الترابي العتيق والغرائزي.

باختصار، مطلوب من أصحاب شركات الأحزاب الخسعين، والراكعين، والفجعانين سلطة، والمستسلمين، واللاهثين لنيل رضى السيد نصرالله، مطلوب منهم أن يستقيلوا ويفسحوا المجال لمن هم قادرين على القيادة  والمقاومة ومواجهة الإحتلال.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أصحاب شركات الأحزب المروكبين ع الإنتخابات يقولون لسيد أمونيوم: حطنا محل جبران وعون ونعطيك يا يدهش

الياس بجاني/03 أيلول/2021

كل صاحب شركة حزب مروكب ع الإنتخابات بظل احتلال حزب الله هو يشرعن الإحتلال أكان عن غباء أو ع قاعدة تجارية بتقول: قوموا يا عون وجبران تا نقعد محلكم.. 

 

أصحاب شركات أحزابنا وكلن: لا ذمة ولا ضمير ولا أحاسيس بشرية وأسوأهم سيد أمونيوم والإستيذ

الياس بجاني/02 أيلول/2021

انجيلياً، ثقافة الأبواب الواسعة هي العبودية للغرائز التي توصل إلى نار جهنم ودودها وهي ثقافة أصحاب شركات أحزابنا الأبالسة. ارذلوهم

 

أصحاب شركات أحزاب مسيحية بهدلي وتعتير، ريتون ما يكونوا بديار حدا

الياس بجاني/02 أيلول/2021

ذميون وجبناء ويوداصيون أصحاب شركات الأحزاب المسيحية المتعامين بغباء عن احتلال حزب الله ومروكبين كالببغاوات ع لازمة الإنتخابات

 

الإستيذ معلم التشبيح والسمسرات وتلاميذه في صف الجاردان الصهر وعمه

الياس بجاني/01 أيلول/2021

الصهر وعمه ورغم كل فجعهم العتيق والجديد ويوداصيتهم بعدن صف روضة بمدرسة بري المتخصصة بكل ما هو حرام وسرقات وتشبيح وبلطجة وتبعية

 

نشجع على متابعة حلقات كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير

الياس بجاني/01 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/101834/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b4%d8%ac%d8%b9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%aa%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8/

بدأنا أمس بنشر كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد على موقعنا الألكتروني، والنشر سيكون على حلقات. نشجع كل لبناني مهتم بمعرفة بتاريخ بلده، ويسعى لمعرفة الحقائق دون تجميل أو نقصان أو تحريف أو تزوير، أن يتابع قراءة حلقات الكتاب.

الكولونيل بركات عملياً وعلى الأرض غالبية الأحداث اللبنانية منذ الستينات من موقعه كضابط في الجيش اللبناني، وكمقاوم استقلالي وسيادي عنيد ومدافع عن لبنان وشعبه ووجوده الحر والسيد، كما كان له دور قيادي وفكري وتنظيمي مميز وطليعي وعسكري وتنظيمي في لبنان الجنوبي حتى العام 2000 بمواجهة الإرهابيين والغزاة.

الكتاب يوثق من موقع مؤلفه العارف والباحث والمشارك في كل الحقبات التي شهدها لبنان من الستينات حتى يومنا هذا داخل لبنان ومن بلاد الاغتراب على حد سواء.

يبقى أن من يجهل تاريخ بلده، لن يكون بمقدوره أن تكون له أدورأً فاعلة ومنتجة ومؤثرة لا في حاضرة ولا مستقبله.

بدأ نشر الكتاب في قسم الدراسات والأبحاث على موقعنا … وهذا هو رابط الموقع الألكتروني http://eliasbejjaninews.com

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت والنص/اتيان صقر _ابو ارز: رسالي لَ أغلى الناس … إلى الشهداء الأبطال

http://eliasbejjaninews.com/archives/102055/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-_%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d9%84%d9%8e-%d8%a3%d8%ba%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3%d8%8c/

اتيان صقر _ابو ارز/04 أيلول/2021

ما في شي أعظم من إنو الأنسان يضحّي بحياتو كرمال غيرو… هيك قال الرب، وهيك عملو شهداءنا.

فلّو عالسكت وراحو بكّير من دون وداع او إستئزان.

تسابقو عالأستشهاد ، وقدّمو نفسن طوعاً قرابين طاهرا ونقيي عَ مزبح لبنان وشعبو العظيم، وهيك ارتفعو لمرتبة القدّيسين، وسكنو بوجدان الناس، وانزرعو بِضمير الأُمي اللبنانيي، وصارو النور لْ بيضوّي عتمة الأيام… وهلْ في عتمي سودا أكتر من عتمة هالأيام؟؟؟

الشهدا إلُن مكاني خاصّه بقلبي، بحبُّن قد ما بحب لبنان، ومعلّق فيُن متل ما معلّق بالقضيي… بكتب من وحْيُن، وبستلهم منّن أفكاري ومواقفي، ومنّن بستمد عزيمتي وقوة الأستمرار.

هنّي أهلي وعيلتي، وساكنين معي بِبيتي، بستأنس فيُن بوحدتي، وبتسامر معن بغربتي، هنّي أصحابي وأصدقائي وقت الّلي فلّو الأصحاب وقلّو الأصدقاء.

هنّي الزوّادي والزخيره، القُدوي والمثال، وهنّي الأمل الباقي ببلد غاب عنّو الأمل.

هنّي الوفا بزمن الغدْر، الصدق بزمن الكزب، الطُهر بزمن العُهر، الرجا بزمن اليأس، الأخلاص بزمن الخياني… هنّي الإقدام بزمن التردّد، والبطولي بزمن الجباني، والإستقامي بزمن الإنحراف, هنّي الحقيقا بزمن الباطل…

وهنّي الصمت بزمن الثرثره، وهل في صمت أعظم من صمت الشهدا؟؟؟.

قدامكن بجدّد الوعد و برفع صلاالوعد:

ما راح نغيّر ولا نتغيّر، مهما تلوّنو الناس، ونقلو البارودي من كتف لَ كتف، وباعو القضيي بتلاتين من فضّة.

ما راح نبدّل حرف من عقيدي آمنتو فيا، ولا مبدأ من مبادئ استشهدتو كرمالا… ورح نتابع المسيره مهما كانت صعبي الطريق، ومهما غدَر فينا الدهر، وقسْيت علينا الأيام… وما رح نوقّف نضالنا قبل ما نحقق أهدافكن بقيامة لبنان من تحت الانقاض، وانتشالو من الجحيم الوقّعو فيه تجّار السياسي وبيّاعين الاوطان… ونِرجع نبني دولي جديدي تليق بتضحياتكن.

الصلا: يا رب قرّب شهداءنا منك، وخصّصلُن مطارح حدّك مع الملايكي والقدّيسين، لأن الأبطال بيستحقو الحفاوي والتكريم، وأهم شي ما تسمح إنو تضحياتن تروح ضيعان ودمُّن يروح هدر، و ما تنسى تخلّي عينك عَ أهلُن وتمنحُن نعمة الصبر، وقوّة الأيمان وبلسم العزاء، و ما تنسى كمان أصحابُن ومحبّينُن وخصوصاً شباب كنيسة الشهيد مار إسطفان بِ طبريّي يلّي مكرْسين حالن لخدمتُن.

اما لبنان لْ عم يموت قدّام عينيك، لَ أيْمتى يا الله راح تخلّيه معلّق ع خشْبة العزاب؟؟؟

وايْمتى رح توقّف شلّالات الدم، والمآتم الجَماعيي، وقوافل الشُهدا، وأفواج الشباب لْ عم يهاجرو لبرّا ؟؟؟

بيوتنا عم تفضى والمقابر عم توسع، والآمال عم تضيق، وشو بعدك ناطر يا الله؟؟؟

في لزوم نزكرك انو لبنان هوّي وطنك عَ الارض، وشعبو بينتمي لَ إلك؟؟؟

مش هيك بتقول الكتب السماويّي ؟؟؟

عفوَك يا رب، عم نعاتبك بالامليّي لانو نحنا منخصّك، وشعبنا صار عَ آخر رمق، ولأن الحلول الأرضيّي ما بقا تنفع، والحل الباقي هوّي عندك، والأمل الاخير هوي انتَ…

منشان هيك منطلب منك يارب إنك تخلّص لبنان اليوم قبل بكرا، وتشفق عَ شعبو البحبّك والمعلّق فيك، وترجّع السلام عَ وطن السلام، لأنك قادر عَ كل شي يا أرحم الراحمين… آمين.

 

تدشين لوحة شهداء عين إبل في طبرية

الكولونيل شربل بركات/05 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102016/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%af%d8%b4%d9%8a%d9%86-%d9%84%d9%88%d8%ad%d8%a9-%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1/

جرى أمس في طبرية الواقعة في أعالي جبال كسروان احتفال ازاحة الستار عن لوحة تذكارية تمثل شهداء عين إبل والتي زينت مع بقية اللوحات تلك البقعة من الأرض اللبنانية حيث تدربت أجيال من الشبيبة يوما على المساهمة في الدفاع عن لبنان ومنها بعض من أبناء عين إبل الذين حملوا سيوف الحق وقاوموا خطط المحتلين ودفعوا من دمائهم ليبقى لبنان.

غابة الشهيد في طبرية، والتي تضم لوحات تذكارية عن الكثيرين ممن قدموا دماءهم الذكية عربون وفاء للبنان، بدأت منذ زمن طويل وها إن أشجار الأرز التي زرعت فيها صارت وارفة الظلال تحضن بأفيائها تلك اللوحات التي تمثل أسماء شهداء ملأوا الأرض ضجيجا وصخبا وانطلقوا بكل جرأة يواجهون آلة الحقد التي حاولت السيطرة على لبنان وإذلال شعبه.

كان لنا شرف المرور في تلك التجربة ومتابعة دورة تدريب ايام المرحوم أبو روي وأبو أرز وغيرهم ممن نادى بتحصين وطن الأرز ضد الغرباء المسلحين القادمين لنشر حقدهم فوق ترابه والذين لا يعرفون عن الكرامة أو الوطن سوى ذلك الأسم الذي يشوهون.

أمس وبنفس المناسبة أزيح الستار عن لوحة تمثل شهداء حراس الأرز وكانت كارول ابنة أبو أرز التي ذكرتني بغربة "بنت مدلج" على راس وفد من جيل حراس الأرز الجدد وأغلبهم لم يتثنى له حمل السلاح بوجه أعداء لبنان يوم تطلب الوضع ذلك ولكنهم يحملون في قلوبهم نفس حراس الأرز المقاومين الحقيقيين لكل تسلط والمدافعين عن كل تراب لبنان بدون منة أو تحاصص وقد قالوا في أول بيان لهم "أنت الذي من أجلك اصبح بيتنا البندقية".

وفي خلال هذا الاحتفال كرم قادة ورفاق انتقلوا هذه السنة صوب السماء حاملين باقات من الجهد والعطاء في شتى المجالات بعد أن كانوا وقفوا حياتهم في سبيل هذا الوطن الذي يختلف عن باقي الأوطان ومنهم المناضلة جوسلين خويري التي بعد أن تركت البندقية حملت سلاح الخدمة الانسانية وبقيت تعمل في سبيل لبنان وشعبه إلى آخر رمق. وقد شاركت عين إبل من بين هؤلاء برفيق حمل همها ووقف في أول الصف ليدفع عنها الذل ويحمي ترابها كجزء عزيز من تراب لبنان وقد رحل سريعا ومنذ ما يقرب الخمسين يوما خلت هو الصديق العزيز لويس الحصروني الذي أحب دوما تكريم الأبطال وها هو يكرم اليوم معهم في هذا الاحتفال. وقد لفت نظري وفد عين إبل الذي حمل معه من تراب الجنوب اكليل غار يمثل بكل فخر تلك الأرض الطيبة التي لا تزال تحمل في طياتها عنفوان الجدود ورائحة كل مقاوم دافع عنها منذ عز صور وحماتها إلى أفواج الجندية اللبنانية وصولا لفرسان ناصيف ورفاق أبو أرز وكلهم استبسلوا بدون تمييز وبذلوا بكل سخاء من أجل لبنان وترابه ورفعوا رايته بدون وجل. فشكرا لفريق غابة الشهداء وشكرا كبيرا لجورج وسوزي اللذين آمنا بتكريم الشهادة وساهما بتحقيق هذا الحلم الاضافي ليبقى لنا ذلك الفخر بالانتماء وتلك الشعلة التي لا تنطفئ بالامانة والعمل الدؤوب في سبيل إعلاء اسم لبنان واعادته إلى تصدر بلدان المنطقة رافعا الراس سيدا على كل ترابه غير تابع لأحد محافظ على دوره الطبيعي المنفتح على الكل ولكن بكرامة لا بتبعية كالتي يريدونها له. فنم قرير العين يا بنوا وكيروز وميشال والياس وخليل وبطرس وابراهيم ولويس وباقي الرفاق والشهداء الأبرار فذكراكم خالدة ولبنان لن ينساكم طالما بقيت صخور طبرية حرة وتلال عين إبل تزهر كرامة وعنفوان. وسوف نعود لنفرح معكم بتكريم الأحبة واستقبال الغائبين وسنصلي أمام أم النور شاكرين لها كل عطاء وحنان وسيزهر لبنان الجديد درة الشرق والغرب ولن تذهب التضحيات بدون ثمن...

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 5 أيلول 2021

وطنية/الأحد 05 أيلول 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ثمانية وأربعون ساعة وتظهر حقائق عملية تشكيل الحكومة، فاما التأليف واما بيان اسباب العثرة التي تتملكها اذ من غير المعقول حسب اوساط سياسية أن يظل الكلام على حقيبة او اثنتين مما حدا بالجميع الى السؤال عن الأسباب الحقيقية لتعثر التأليف واذا ما كانت محلية او خارجية.

حتى الآن ليس من المفهوم أين هو المآل الذي بلغته عملية التشكيل فهل هو في المربع الرابع والاخير حقا أم هو في المربع الاول وسط كلام للرئيس الايراني عن دعم تأليف حكومة لبنانية قوية قادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني، وكل ذلك وسط اشتداد الضغوط المعيشية وغلاء الاسعار وفقدان الادوية والمازوت والتهافت على المحطات التي لا يستطيع الاوادم الاقتراب منها في ظل الاشكالات واطلاق النار والبيع بالغالونات بأسعار لا تصدق، فضلا عن تأخر وصول باخرة النفط الايرانية وصهاريج بانياس، اضافة الى القبول السوري بمرور الغاز المصري والقول بان هناك اجتماعا رباعيا في الاردن الاسبوع الطالع. الا ان جنبلاط سأل من فجر انبوب الغاز في شمال لبنان.

وفي السياسة وفد درزي موسع باستثناء جنبلاط زار الرئيس السوري بشار الاسد، فيما الحياة السياسية اللبنانية شبه معطلة ويخيم على لبنان الحداد بغياب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في مشهد الغياب يكون الحضور المشع الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان يحزم حقائب العمر ويمضي إلى جنان السماء بعد مخزون شريف قضى منه أكثر من نصف قرن وهو يزرع بذور المحبة والوفاء والوئام.

إنه إمام الحكمة والإنسانية والتواضع والاعتدال ومفسر أحلام السيد موسى الصدر ووريث ثقافته. هو حامل جرح التغييب إلى كل النواحي والمنابر والممسك بكرة النار بثبات وحامي المألومين في فيء عباءته. كان صوت العقل والنور والحق الذي لا ينضب معينه. وبالمقاييس عينها كان حبيب الفقراء والمحرومين والمحتاجين والمجروحين. نادى بوطن العدالة والوحدة ولم تغمض عيناه عن المقاومة والمقاومين والمجاهدين وحماية مجتمعهم.

إنه الإمام الذي نعاه الرئيس نبيه بري إلى اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة. نعاه للأمة قامة وطنية نذرت نفسها حتى الرمق الأخير دعوة دائمة للوحدة بالكلمة الطيبة والعمل الصادق. نعاه ظلا من ظلال الإمام الصدر وصديقا مخلصا ووفيا لخطه ونهجه في الاعتدال والتعايش والمقاومة للحرمان والاحتلال. نعاه صرخة مدوية لطالما أرتفعت في وجه سلطان جائر ولم تخف في الله لومة لائم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في زمن يحتاج فيه لبنان كل كلمات الالتقاء والارتقاء بمواجهة التفرقة والفتن المتنقلة والحصار، وفي وقت يحتاج اللبنانيون حضور كل من ينصرهم بالموقف والتدبير، وكل من يعمل باخلاص ووفاء لوحدتهم وبناء اواصر قوتهم وحماية عيشهم، حل غياب آية الله العلامة الشيخ عبد الامير قبلان.

الخسارة تقاس بمسيرة طويلة من عطاءات كبيرة خلفها العلامة الراحل في العلم والجهاد ونصرة المظلومين ومساندة الفقراء والوقوف العنيد والصريح في مقدمة المدافعين عن حقوق المواطنين وعن قوة لبنان وتحصين منعته ومقاومته.

الراحل افنى عمره من اجل مصلحة الوطن والدين والامة، قال الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله معزيا بآية الله قبلان الذي عمل للوحدة ودافع عن فلسطين وحقوق شعبها ومقاومته الباسلة، وكان السد القوي للمقاومة في لبنان حتى النفس الأخير، اكد السيد نصر الله في حق العلامة الراحل.

اليوم، لبنان يودع مساهما كبيرا في تحقيق انجازات الصمود والتصدي، وهو البلد الذي امتلك من امكانات مقارعة الضغوط ما يفاجئ الاعداء كل ساعة، مع تمكن المقاومة من القراءة الدقيقة للمواقف والتطورات فتضرب الحصار الاميركي ضربة ثلاثية في لبنان وسوريا وايران باعلانها استقدام بواخر المازوت، كما اكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله".

على هذه الطريقة المسددة اسست المقاومة لمرحلة جديدة من مفاهيم الانتصار، وهي التي انجزت الكثير بسواعد مجاهديها وعقولهم المدبرة التي اخرجت جنود العدو في مثل هذا اليوم من كمين انصارية اشلاء بما كان لديها من امكانات في حينها، فكيف اليوم، ولديها من المدد والسند ما هو كبير وعظيم داخل لبنان وخارجه.

في المتابعات، دمشق في عين الاهتمام اللبناني مجددا، مع ما حمله لقاء الرئيس بشار الاسد بوفد موسع من قيادات وعلماء وفعاليات طائفة الموحدين الدروز من تاكيد على ضرورة تمتين العلاقات الثنائية وابعادها عن المتغيرات.

مواقف تصب في وجهة الدعم الذي اعلنته دمشق خلال زيارة الوفد الوزاري اللبناني بالامس اليها والتي اثمرت اتفاقا على عقد لقاء رباعي في عمان يوم الاربعاء يجمع اربعة اطراف على طاولة البحث في سبيل تفعيل اتفاقات التعاون وفق ظروف كل طرف تنفيذا لرغبة لبنان باستجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية عبر الاراضي السورية: انه مشهد يعيد التعاون العربي الى شيء من حركته بعدما تاكد ان الحصار الاميركي قد اصيب بطلقة خارقة ومتفجرة في السياسة والاستراتيجيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الاسبوع الطالع حاسم على صعيد تشكيل الحكومة. ليس في هذا القول اي جديد، فهو مجرد تكرار لما اعتاد اللبنانيون ان يسمعوه في كل يوم احد منذ تكليف مصطفى اديب، مرورا بسعد الحريري ووصولا الى نجيب ميقاتي.

لكن الجديد هذه المرة ان ثمة طرحا غامضا سرب الى بعض وسائل الاعلام امس، تحت عنوان حكومة شبه اقطاب من اربع عشر وزيرا، كما ان "التيار الوطني الحر" رفع من سقف تصعيده السياسي ضد معرقلي التأليف، وعلى لسان رئيس التيار جبران باسيل بالتحديد، الذي قال في لقاء شبابي حاشد امس: لن نقبل ابقاءنا سنة اخرى بلا حكومة ولن نقف متفرجين، ومن يريد ان يحرمنا من حكومة فليذهب الى انتخابات.

اما الجديد الابرز، فلا يتعلق بالحكومة، بل بعودة العلاقات اللبنانية السورية، ولو بضوء اصفر اميركي. ضوء اصفر دفع ايضا باتجاه استضافة الاردن اجتماعا لوزراء الطاقة في مصر وسوريا ولبنان لمناقشة تصدير الغاز إلى لبنان عبر سوريا.

اما على الضفة المقابلة، فلغة خشبية، وتمسك بسياسات وشعارات كانت دوما ولم تزل، بعيدة عن الممارسة والواقع. فالمحاضرون بالعفة اليوم، لا احد يصدقهم، لأن تاريخهم الطويل حافل بالخطايا. ‏خطايا الحروب الداخلية والطائف و13 تشرين. خطايا المشاركة في الحكومات الاولى لعهد الوصاية بين عامي 1990 و1994 مع مسرحيات استقالة. خطايا المشاركة في حكومات ما بعد 2005 مع حقائب مهمة، بلا انجازات تذكر، لكن مع ارتكابات لا يمكن ان تنسى. ومن دون ان ننسى طبعا خطايا اسقاط الارثوذكسي وانكار الارهاب واعتبار داعش مجرد ثورة عشائر، واخيرا وليس آخرا، خطايا قطع الطرق على الناس وتخزين البنزين بكميات هائلة، ما دفع برئيس "التيار الوطني الحر" الى القول امس: ‏نريد سياسة توقف التهريب والتخزين "من ناس طول عمرهم بيشلحوا شعبهم عالحواجز" واليوم يشلحونهم البنزين والمازوت والنفط. فكل من يتهمنا بالفساد اساسه ميليشيا… وهم يتلطون وراء مار شربل والقديسين لأن فيهم شياطين التهريب والاحتكار.

ومن الرسائل التي حرص باسيل على توجيهها امس ان الخطاب التقسيمي ممنوع في التيار ونحن لا نعيش على الكراهية والحقد. فلبنان يجب ان يبقى بلدا واحدا لنا جميعا والحفاظ على الوحدة يكون بالحفاظ على المكونات والخصوصيات وهذا ما تحققه اللامركزية الادارية الموسعة، ونحن نريد نظاما سياسيا متطورا يشبه شبابنا. وختم باسيل كلامه امس الى الشباب بالتأكيد التالي: نحن جيل حرر لبنان من الوصاية والاحتلال وانتم جيل سيحرره من الفساد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

رغم إصراره وجهاده الطويل لكي يكون في قصر بعبدا، إلا ان الرئيس ميشال عون وفي سنته الخامسة قبل الأخيرة من عهده رئيسا للجمهورية، لم يقتنع أنه في بعبدا ولا يزال يعالج القضايا الكبرى ويتوجه الى الناس كمعارض وكرئيس للتيار الوطني الحر، ما "خلوه" أعداؤه ولا سمحت له الظروف بأن يتبوأ كرسي الرئاسة الأولى ليفهم المشككين كيف تبنى الدولة العصرية.

نعم بهذا المنطق وهذه اللغة خاطب الرئيس عون وفدا شبابيا زاره في القصر الجمهوري لينقل الى سيده همومه ويسمع منه الحلول . لكن الشباب فوجئوا بالرئيس يشكو أمامهم من سرقوا البلد، والمنظومة الفاسدة التي لا تزال تتحكم بالدولة والشعب وتخشى المساءلة والمحاسبة. ولم يتوقف عون عند هذا الحد بل رسم للثورة الشعبية خريطة الطريق التي تؤدي بها الى التغيير، وختم رئيس الجمهورية بنداء حار الى رئيس ما مستجيرا: "شعبي مسروق ويسرق يوميا، كلام يجب أن يقال وفعل يجب أن يقام".

أفردنا هذه المساحة لسوريالية الكلام الرئاسي لنخلـص من دون تجن وبلا وخز ضمير، الى التشخيص الآتي: إذا كانت عملية تشكيل الحكومة في شكل خاص، وادارة الشؤون الوطنية في شكل عام تداران بهذه الطريقة، وهما تداران كذلك، فلا ينتظرن أحد، لا في الداخل المذبوح ولا في الخارج المجروح، أن تكون لنا حكومة في المدى المنظور، وما تأخير التشكيل إلا لكي يؤتى بحكومة تشبه الخط الأعوج الذي تدير المنظومة في هديه الوطن المخطوف.

من المعطيات الإشكالية التي أقفل عليها الأسبوع الجاري بين الرئيسين عون وميقاتي، يتوقع المطلعون على مشادات التشكيل، أن ميقاتي صار قاب قوسين أو أدنى من اتخاذ قرار من اثنين: إما القبول بسلوك جلجلة التكليف من دون تشكيل جالدا الشعب وصولا الى صلبه، أو الاعتذار إن لم يتمكن من تشكيل الحكومة التي يقتنع هو بأنه قادر عبرها على النهوض بالبلاد.

في الوقت الضائع، تسللت المنظومة الى سوريا تحت جنح الظلام الذي صنعته، معيدة الاعتبار الى الأسد من دون أن تسمع منه ضمانا واحدا بأنه سيسمح من دون مقابل سياسي باهظ، أو هو قادر تقنيا، على تأمين الغاز عبر أراضيه الى لبنان. في اي حال، النوايا السورية الحقيقية ستتظهر في الاجتماع الرباعي الذي سيعقد لهذه الغاية في عمان الأربعاء.

في هذه الظروف المأسوية، ارتفع صوت الدكتور سمير جعجع في وجه منظومة السلطة واصفا العهد بأنه عهد الانهيار الشامل ودعا الى انتخابات رئاسية مبكرة رافضا الرئيس الخاضع الخانع والمساوم. وخاطب جعجع الطائفة الشيعية وحضها على تصحيح ما وصفه بالخلل الفاضح الحاصل باسمهم، ولجم دويلة حزب الله التي قضت على الدولة أو كادت. اما ممثل البطريرك الراعي في القداس، المطران حنا رحمة، فاختصر كل كلمات الراعي ومجلس المطارنة وحولها الى زوبعة في وجه المنظومة داعيا اياها الى الرحيل والشعب الى ثورة انتخابية توصل اصحاب الضمير الى السلطة. في السياق الانتخابي نفسه، نقول للبنانيين، بس يجي وقت هالاستحقاق ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يتساءل اللبنانيون هل تأليف الحكومة عالق فعلا عند حقيبة وزارية واحدة هي حقيبة الاقتصاد؟ وهل بلد في خطر الزوال مربوط فعلا بهذه العقدة؟

امام هذا التساؤل لا جواب مبشرا بقرب التأليف، فالمعلومات تتحدث عن عودة اللواء عباس ابرهيم على خط التفاوض اعتبارا من الغد بين بعبدا وبلاتينيوم، والمحيطون بالمدير العام للامن العام يقولون، ان هذا الاسبوع حاسم، اما ينتهي باعلان الحكومة، او بنعيها رسميا.

منطقيا، وضع حدود زمنية للتأليف لم يعد واقعا، والرئيس ميقاتي يبدو انه باق على معادلة لن يؤلف ولن يعتذر، وهو اليوم يقاتل على جبهتين:

- جبهة الضغط في سبيل حكومة من 24 وزيرا، وفق آخر الصيغ التي طرحت، تضمن لميقاتي الحصول على وزارة الاقتصاد.

- وجبهة التلويح بحكومة الاقباط،المؤلفة من 14 وزيرا، وهي لن تمر، ولكنها تؤمن مناورة تسمح للرئيس المكلف القول: قدمت ما عندي وانتظر بعبدا.

في المقابل، بدا القصر الجمهوري هادئا نهاية الاسبوع، ومعركته حددها بمحاربة الفساد، في وقت، لوح رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل باستخدام اكثر من وسيلة منعا لعرقلة تأليف الحكومة، بعدما قدم رئيس الجمهورية تنازلات كثيرة في سبيل التأليف.

بالنتيجة، كل ما تقدم يوحي وكأننا ندور في حلقة حكومية مفرغة، فهل تكون عرقلة التأليف محلية فقط، ام هي مرتبطة بالاقليم وتطوراته؟ كل الافرقاء اللبنانيين يحاول تحميل الفريق الآخر مسؤولية التعطيل، رابطا اياها ساعة بمفاوضات فيينا، وساعة بحرب اليمن، وصولا الى عودة الحياة الى طريق دمشق بيروت وحتى الباخرة الايرانية المحملة بالفيول.

اما اقليميا ودوليا، فوحدها فرنسا تحارب في سبيل تأليف الحكومة، في وقت تبدو الولايات المتحدة غير مستعجلة، تراقب الوضع عن كثب، وهي تعمل لمنع وقوع لبنان تحت السيطرة الكاملة ل"حزب الله"، او في الانهيار الكبير، وعينها على مصير الانتخابات النيابية المقبلة، هل ستحصل في موعدها، ولمصلحة من، او ستؤجل ولمصلحة من ايضا؟

امام هذا الواقع، كلما مر يوم في ايلول كلما تلاشى دعم المواد الاولية، التي اصبحت نادرة تحضر بحضور الفريش الدولار او عملة السوق السوداء وتغيب بغيابهما، هذا في وقت علمت الLBCI ان وزارة الشؤون الاجتماعية ستطلق خلال الايام القليلة المقبلة البطاقة التمويلية، بالعملة اللبنانية وعلى سعر صرف السوق.

فهل تطلق البطاقة، فتؤمن جزءا يسيرا من حاجات العائلات التي انزلقت نحو الفقر؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

فراغ وحداد يتربعان على مشهد أسبوع متضخم ومهترأ قبل افتتاحه، ففي الميزان الحكومي اختفت تشكيلة ال14 للرئيس المكلف قبل أن يبزغ نورها في بعبدا. ويستعد الرئيس نجيب ميقاتي لتكليف اللواء عباس ابراهيم تأليف الحكومة واستئناف وساطته مع الرئيس ميشال عون بدءا من الغد. ومن حول ميقاتي يطوف "المستقبل" بترسيم حدود التصعيد ما لم يتم تشكيل الحكومة، وهو ما عكسه النائب هادي حبيش عبر "الجديد" اليوم معلنا التوجه إلى الاستقالة من مجلس النواب واللجوء إلى التصعيد في الشارع، هو قرار إذا اتخذ فلن يغير في واقع الجمود شيئا، وسيتحول "المستقبل" إلى شريك ل"القوات" في الانتخابات المبكرة، وقد استحدث عليها الدكتور سمير جعجع اليوم انتخابات رئاسية مبكرة، لأننا نرفض الرئيس الخانع الخاضع المساوم على الأساسيات والثوابت، ونرفض الرئيس الضعيف على حساب الدولة. ورأى أن نتيجة رئاسة ميشال عون كانت كارثية.

وصعد جعجع من حدة هجومه على رئيس الجمهورية ووصفه بالقرصان وفي أخطر تأليب ضمن الطائفة الواحدة توجه جعجع إلى إخوانه الشيعة في لبنان قائلا لهم: إن اللبنانيين في انتظاركم حتى ترفعوا البطاقة الحمراء في وجه كل الممارسات التي يقوم بها "حزب الله" باسمكم، وتصرخوا في وجهه "هيهات منا الذلة".

وسماحة سمير جاءت على توقيت رفع الرايات السود في الطائفة الشيعية وإعلان الحداد الوطني على رحيل رئيس المجلس الاسلامي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، والذي نعاه لبنان الرسمي بكل أطيافه السياسية والحداد عام وشامل على كل ما في الوطن من مؤسسات ومرافق، واستئناف زحمة الطوابير وإحياء عظام التأليف وهي رميم. أما الانبعاثات فهي في خطوط أنابيب الغاز التي ستشهد على اجتماع رباعي الأسبوع المقبل في عمان، وذلك بعدما تمت المراسم الأولية في دمشق مع زيارة الوفد الوزاري الذي ترأسته وزيرة الخارجية والدفاع زينة عكر.

واليوم أبلغ الرئيس السوري بشار الاسد وفدا درزيا علمائيا سياسيا موسعا أن سوريا ستسهل كل ما يخدم الأشقاء اللبنانيين طارحا فكرة إقامة مشاريع إنتاجية مشتركة على صعيد الطاقة البديلة واستعداد بلاده لوضع بعض أراضيها الشاسعة في خدمة هذه المشاريع ومسار الخطوط المفتوحة من دمشق إلى اجتماعات عمان الأربعاء وحشد مصر والأردن لإعادة تشغيل خط النفط والغاز العربي. كل ذلك مرده إلى سفينة واحدة طلبها "حزب الله" من إيران ولا تزال من دون مرسى هي السفينة التي حركت واشنطن وأعادت تفعيل همة العرب، فخرقت حصارين بمسار واحد: سوريا ولبنان وربما سيكون هذا الخط فاتحة لعودة دمشق إلى المجتمع الدولي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية  

الأحرار: كان الحري بزائري دمشق وضع اللقاء في إطار احترام سيادة البلدين

الأحد 05 أيلول 2021

وطنية - أصدرت أمانة الإعلام في حزب الوطنيين الأحرار بيانا حول الزيارة الوزارية إلى دمشق، جاء فيه: "توقف حزب الوطنيين الأحرار عند الزيارة الوزارية لوزراء مستقيلين إلى سوريا والاجتماع مع مسؤوليها. وأبدى تحفظه على شكل اللقاء من الناحية السيادية. الا اننا مع أي مبادرة تساهم في تحسين وضع الكهرباء في لبنان". وأضاف: "كان الحري بزائري دمشق وضع اللقاء في إطار احترام سيادة البلدين ان من ناحية الشكل او المضمون. فوجود ما يسمى الأمين العام للمجلس الأعلى السيد نصري خوري أتى من خارج السياق السياسي وهو يذكرنا بحقبة سوداء من تاريخ العلاقات اللبنانية السورية". وختم: "من هنا يدعو الحزب إلى إعادة بناء العلاقة بين البلدين على اسس السيادة والاحترام المتبادل".

 

طرح حكومة أقطاب… مدخل لاعتذار ميقاتي

عمر حبنجر/الأنباء الكويتية/05 أيلول/2021

طرح جديد يجري تداوله في بيروت، يتمثل باقتراح قيد الدرس لدى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، يتناول تشكيل «حكومة أقطاب» من 14 وزيرا، على أمل أن ينجح الأصلاء، حيث أخفق الوكلاء من مستشارين ومحاسيب، غصت بهم الحكومات اللبنانية المتتالية منذ ما قبل ولاية الرئيس ميشال عون وخلال المرحلة التي انقضت منها. هذا الطرح قوبل باهتمام سياسي، تبعاً لنشره في جريدة «النهار» البيروتية، وقد أوردت الصحيفة أسماء الوزراء الأقطاب وهم: نجيب ميقاتي، تمام سلام، بهية الحريري، سليمان فرنجية، إبراهيم كنعان، جورج عدوان، ياسين جابر، محمد فنيش، جهاد مرتضى، وليد جنبلاط، آغوب بقرادونيان، فريد مكاري، إلياس المر وغسان سلامة. وفي معلومات الصحيفة أن ميقاتي يتجه إلى طرح هذه التشكيلة قريبا، وانه في حال رفضها من قبل عون فإن ميقاتي سيقلب الطاولة بوجه الجميع. ولاحظت المصادر المتابعة لـ «الأنباء» غياب اسم رئيس «التيار الحر» جبران باسيل عن التشكيلة المقترحة، وقد حل محله إبراهيم كنعان، أمين سر الكتلة النيابية لـ «التيار الحر»، على الرغم من وجود قادة الصف الأول في الكتل النيابية والأحزاب الأخرى. ويبدو أن وراء استبعاد اسم باسيل جاء لتجنب الحساسية التي يمكن أن يشكلها للغربيين بحكم وقوعه تحت العقوبات الأميركية. المصادر المتابعة، استغربت أن يرد في تفكير الرئيس المكلف قبول الرئيس عون، بحكومة أقطاب، ثلاثة أرباع أعضائها من المناوئين له والناقمين، على أداء فريقه في الحكم الذي أوقع اللبنانيين في قعر الهوان، أو بقبول سليمان فرنجية، مثلا، أن يجلس في مجلس الوزراء في ظل رئاسة عون للجلسة، ومثله وليد جنبلاط وتمام سلام. وتوقعت -أي المصادر- أن يكون هذا الطرح الباب الذي سيخرج منه ميقاتي معتذرا عن تشكيل أي حكومة. في هذا الوقت، زار وفد لبناني وزاري رسمي من حكومة تصريف الأعمال دمشق، مخترقا «قانون قيصر» الأميركي ومتغطيا بالمسعى الأميركي لاستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، إلى لبنان عبر سورية. وواضح من أسماء المشاركين بالزيارة أنهم من فريق «8 آذار» و«التيار الحر»، وبدا الاهتمام السوري بالزيارة من خلال استقبال وزير الخارجية السورية للوفد عند المعبر، وإجراء المباحثات في وزارة الخارجية، الأمر الذي أعطى الزيارة بعدا سياسيا، بخلاف ما أشارت إليه الوزيرة عكر.

على أي حال المصادر المتابعة في بيروت، اعتبرت في هذه الزيارة الإنجاز الأول والوحيد لحكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب، على صعيد العلاقات الخارجية والسورية تحديدا.

 

أكِلتُ يوم أكِلَ الثور الأبيض

نبيل الحلبي/فايسبوك/05 أيلول/2021

زيارة خزمتجية أسد - نصرالله الى #دمشق لنقل ترحيب كامل منظومة أحزاب وتيارات السلطة في #لبنان على إستجرار الطاقة من #مصر وإسرائيل عبر #الاردن، ثم الاراضي السورية فلبنان، سيزيد من الضغط العسكري على محافظة #درعا، خلال الساعات القادمة، بهدف تفريغها من سكانها السُنّة، وتحويلها إلى ممر لشبكة الطاقة المستوردة التي سيموّلها  #البنك_الدولي تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني وروسيا. إذا مرَّ هذا المشروع فستصل شحنات الكبتاغون أسرع إلى دول الخليج العربي، وستكون عمّان، التي اول من حذّرت من  مخطط الهلال الشيعي، تحت  مرمى المسيّرات الإيرانية كما هي حال المدن السعودية اليوم المتاخمة لليمن الغير سعيد. قديمًا قيل «أكِلتُ يوم أكِلَ الثور الأبيض».

 

لا حكومة بعد… والأزمات تكبُر

جريدة الأنباء الإلكترونية/05 أيلول/2021

هل سيكون للبنان حكومة تنقذه مما يتخبط فيه من أزمات؟ الجواب لا يبدو إيجابياً وفق ما يرشح من معطيات. ولم تفلح كل الدعوات المحلية والعربية والدولية في اقناع بعد أصحاب الحل والربط بالإسراع بتأليف حكومة تأخذ على عاتقها إطلاق مسار الخروج من الهاوية، ولا معاناة الناس اليومية حرّكت لدى المعنيين أي إحساس بالمسؤولية. أما العراقيل المصطنعة تحت حجج واهية، فما هي إلا غطاء لعدم النية بتشكيل حكومة كما بات واضحا للجميع. السبت، جدد رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط الدعوة الى “تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، رأفة بالوطن والدولة والمؤسسات وتحسسا مع معاناة اللبنانيين الكبيرة، التي من شأنها التخفيف من وطأة الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والمالية المختلفة، ووقف التدهور الحاصل والانهيارات على مستوى قطاعات مختلفة”. وفيما تكثر التأويلات والتسريبات، استبعدت اوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي نيته تشكيل حكومة أقطاب من 14 وزيرا أو أنه ينوي تقديمها لرئيس الجمهورية ميشال عون وأنه في حال عدم القبول بها سيلجأ الى خيار الاعتذار. وقالت الأوساط عبر “الأنباء” الالكترونية: “لو كان صحيحا ما تناقلته بعض وسائل الاعلام بهذا الخصوص، لكان الرئيس ميقاتي أعلن بنفسه عن هذا الخيار  وليس عبر الصحف، ما يعني أن ما تم تداوله لا يخرج عن كونه تحليلاً إعلامياً لا اكثر ولا أقل”. عضو تكتل لبنان القوي جورج عطالله اعتبر من ناحيته ان “تشكيل الحكومة مرتبط بالمخاض الاميركي نفسه”، وقال لجريدة “الأنباء” الإلكترونية: “من يعتقد ان مسألة تشكيل الحكومة داخلية فهو واهم. فالموضوع مرتبط بتفاهم دولي اميركي – روسي – صيني، وبمباحثات تتعلق بإرساء إتفاق تركي – ايراني – إسرائيلي، وهناك بعض الأطراف مستفيدة من هذا التأزم الحاصل، فهؤلاء لا يريدون لميقاتي ان ينجح بمهمته. واذا كان هناك من يعتقد أن الخلاف على وزير بالزائد وآخر بالناقص، فهو واهم أيضا”، معتبرا التداول بحكومة اقطاب “تسريبة اعلامية لم نسمع بها على الصعيد الرسمي، وهي تبقى في اطار جس النبض”.

وفي هذه الأثناء انشغلت الأوساط السياسية بمتابعة زيارة الوفد الوزاري الى دمشق للتباحث مع المسؤولين في النظام بموضوع إستجرار الغاز من الاردن عبر الاراضي السورية الى لبنان. من دون أن تتضح إمكانية تسهيل النظام لمرور الغاز.

وفي هذا السياق أشار عطالله لـ “الأنباء” الالكترونية الى ان الإمكانية موجودة من الناحية التقنية، لكن الموضوع في السياسة مرتبط بالقرار الأميركي. وقال انه “من الواضح أنه في الماضي كان هناك منع من قبل الأميركيين، أما الآن فيقولون انهم يريدون مساعدة لبنان. فإذا بقي القرار باتجاه التسهيل فمن الممكن ان يتم إستجرار النفط والغاز. اما إذا كان القرار غير جدي فمعنى ذلك ان القصة لم تكتمل، وتبقى الأمور التقنية بين لبنان وسوريا التي تتطلب المزيد من التواصل للتفاهم عليها”. وبشأن تأثير ذلك على استقدام حزب الله للنفط الايراني، اشار عطالله الى “عدم وجود قرار رسمي لدولة لبنان باستيراد النفط من ايران. انما هناك ثلاث ناقلات نفط، فإذا كانت تقدمة من ايران فهذا الموضوع حرك الخط الآخر. واذا اكتمل موضوع استيراد النفط والغاز عبر سوريا فلن يعود هناك من داع للنفط الإيراني”. بدوره، اعتبر عضو كتلة الوسط المستقل النائب علي درويش لـ “الأنباء” الالكترونية ان “هناك أمورا لا تزال عالقة وتتطلب المزيد من البحث بين الرئيسين عون وميقاتي. فالرئيس المكلف من جهته ابدى كل ايجابية لتذليل الصعاب، ولكن بتفاصيل الأمور هناك بعض النقاط عالقة، وهو يريد ان يكون على رأس حكومة قادرة ومسؤولة عن كل ما يخدم قضايا الناس”. وأشار الى ان “ميقاتي يسعى لحكومة متوازنة والمفاوضات التي تجري خلف الكواليس منوط بها ايجاد هذه التوازنات”، ورأى ان “الاعتذار غير وارد في الوقت الحاضر فنحن امام ازمة ضخمة والعمل جار لحلها، والرئيس ميقاتي هو الوحيد الذي يعلن عن الاعتذار اذا وصلنا الى حائط مسدود”.

 

حكومة أقطاب”… طرح لمحاصرة العهد؟!

أنديرا مطر/القبس/05 أيلول/2021

لا تزال العراقيل الحكومية على حالها ولا تطورات يمكن البناء عليها. فلا موعد محدد بعد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، فيما توقعت مصادر معاودة الاتصالات مطلع الاسبوع بعد دخول الوسيط الفرنسي على خط التهدئة.

وقبل اللقاء المتوقع الثلثاء، برز طرح حكومي جديد سوقت له مواقع اعلامية مقربة من ميقاتي، وكشفت ان الرئيس المكلف اكتملت لديه نهائيا صورة الخيارات الحكومية. ومن بين هذه الخيارات، في حال تعثر امر تشكيل حكومة من 24 وزيرا، هو طرح «حكومة انقاذ تنفيذية» تتكون من 14 وزيرا، لوضع الجميع امام مسؤولياتهم. مصادر اعلامية مقربة من الرئاسة الاولى كشفت في تصريح لـ”القبس” ان تصور ميقاتي ينسف كل ما تم التفاهم عليه بين الطرفين، لافتة الى أن احدا لم يفاتح الرئيس عون بهذا الطرح.

وذهبت المصادر الى حد اعتبار ان مثل هذا الطرح يستكمل محاصرة العهد والاطباق عليه، وتمنت الا يكون مقدمة للاعتذار، خصوصا ان الأسماء الواردة في تشكيلة الـ14 لا علاقة لرئيس الجمهورية بها باستثناء النائب ابراهيم كنعان. وحتى هذا الاخير لا يلقى قبولا من عون ولا من التيار الوطني الحر، وفق المصادر. في المقابل، اعتبرت مصادر ميقاتي ان الاخير لم يسقط نهائيا حكومة الـ24 وزيرا وانما هو منفتح على متابعة البحث والتعاون مع رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة من 24 وزيرا، لكنه منزعج من التأخير الحاصل ومن الشروط والعراقيل التي تؤخر مهمته.

وجزمت المصادر ان «اعطاء الثلث المعطّل للفريق الرئاسي غير وارد اطلاقاً».

 

رفض لبناني واسع للإهانة السورية: العميل يذل وطنه ونفسه

ميقاتي أجَّل الاعتذار عن تشكيل الحكومة الأسبوع الماضي لضغوط داخلية وخارجية

بيروت ـ”السياسة” /05 أيلول/2021

في حين لم تتعامل قوى المعارضة بإيجابية مع زيارة الوفد الوزاري إلى سورية، وما رافقها من استخفاف سوري واضح، ولو بالشكل من خلال عدم وضع العلم اللبناني في المحادثات المشتركة بين الجانبين، وما أثاره ذلك من ردود فعل سياسية وشعبية ساخطة، يتوقع أن يكون هذا الأسبوع حاسماً، مع توجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي إلى الاعتذار، إذا لم يوافق رئيس الجمهورية ميشال عون على إصدار مراسيم التأليف. وغداة زيارة الوفد اللبناني دمشق، التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد، وفداً من القيادات الدرزية اللبنانية. وأكّد الأسد خلال اللقاء على أهمية وحدة الطائفة العربية الدرزية بكل مكوناتها، مشيداً بموقفها التاريخي والحالي، مشيرا إلى أن “سورية ستسهّل كل ما يخدم اللبنانيين”، طارحاً “فكرة إقامة مشاريع إنتاجية مشتركة على صعيد الطاقة البديلة”.

إلى ذلك، كشف النائب ميشال ضاهر أن “الرئيس المكلف نجيب ميقاتي سيعتذر وسيكون بالتالي الرئيس المكلف الأخير، ومعلوماتي أنه أراد الاعتذار الأسبوع الماضي، لكنه تعرض لضغوط داخلية وخارجية جعلته يتراجع”.

أما النائب هادي حبيش، فقال “نحن ضد عودة العلاقات مع سورية إذا كانت ستؤدي إلى مشكلة مع جامعة الدول العربية”، مشيراً إلى أن “الثلث المعطل هو المعضلة الوحيدة في عملية تشكيل الحكومة”. وأضاف، “لم يعد لدينا رئيس جمهورية، وأنا مع ذهاب كل الطبقة السياسية لانتاج طبقة جديدة”.

من جهته، قال النائب المُستقيل نديم الجميل في تغريدة، إن “زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى سورية، تلخّص مشروع الاخيرة في لبنان”، مضيفا “العميل مستعد يذل وطنه وحاله”.

ومن جهته، اعتبر الوزير السابق أشرف ريفي، أن “قبول الوفد اللبناني الرسمي باللقاء مع وفد النظام من دون العلم اللبناني معيب، وهو مؤشر على أن هذا النظام لا يعترف بلبنان دولة مستقلة”. وأضاف، “النظام السوري يمارس الابتزاز، وحلفاؤه يمارسون التهويل ويريدون تحويل الملف إلى ورقة لاستجداء الحوار مع أميركا… إنها المتاجرة بآلام اللبنانيين”. وفيما علم أن “الأردن سيستضيف اجتماعاً لوزراء الطاقة في مصر وسورية ولبنان الأسبوع المقبل لمناقشة تصدير الغاز إلى لبنان عبر سورية”، أكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، أنّ “زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق هي استجابة لمصلحة البلدين”.

وكشف علي أنّ “محادثات الوفد اللبناني في سورية، “تركزت على الأمور المتعلقة بالنفط والطاقة”، مشيراً إلى أنّ “هناك مضمون سياسي في زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق وتعاون سورية معه”. وشدّد على أنّ دمشق “رحبت بحصول لبنان عبر أراضيها على الغاز المصري والكهرباء من الأردن”، لافتاً إلى أنّ “التكامل بين سورية ولبنان تفرضه مصلحة البلدين”.

 

جمعية المصارف تنفي تحويل ثلث الودائع بالدولار إلى الليرة

بيروت ـ “السياسة” /05 أيلول/2021

 نفى المكتب الإعلامي لرئيس جمعية المصارف سليم صفير، تحويل ثلث الودائع بالدولار إلى الليرة، كما ورد في جريدة الأخبار، مستغربا المقاربة السلبية المستمرة من قبل الجريدة للقطاع المصرفي عموما الذي يحاول تقديم أفضل الممكن في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة التي يمر بها لبنان”. وأضاف، في بيان، “ان المصارف لا تحتفظ باليرة النقدية في خزائنها لأن لا جدوى أو مردود على ذلك، وهي لا تقوم “بالتضييق” على المودعين ولا “تحتجز” رواتب الموظفين، فالمصارف وجدت لتقدم الخدمات لزبائنها وليس العكس وتحاول بعد عامين من ازمة تشتّد ان تحافظ على حقوق المودعين وتعمل بحسب القوانين والتعاميم”.

 

من باب الكهرباء… “التيار” يجدد المطالبة بصرف أموال الناس!

جاء في “الشرق الأوسط/05 أيلول/2021

حذّر «التيار الوطني الحر» من «أزمة كبيرة في لبنان قريباً»، بفعل انقطاع الكهرباء، محملاً البرلمان هذه المسؤولية في حال لم يقر قانوناً يجيز لمصرف لبنان تمويل شراء الفيول اللازم لإنتاج الكهرباء لصالح «مؤسسة كهرباء لبنان»، وهو ما يرفضه البرلمان من دون خطة واضحة، أو بوجود حكومة.

ويعاني لبنان من أزمة انقطاع في الكهرباء ناتجة بشكل أساسي عن تراجع التغذية من كهرباء الدولة. وتحتاج محطات الإنتاج إلى فيول يشغلها، وهو ما لم يتوفر أخيراً بسبب غياب حكومة، علماً بأن البرلمان كان قد أقر في الربيع الماضي منح المؤسسة سلفة بقيمة 225 مليون دولار استطاعت توفير الكهرباء لأشهر قليلة. ونبه المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر» بعد اجتماع عقده السبت، من دخول لبنان «في أزمة كبيرة قريباً إذا لم يُصدِر مجلس النواب قانوناً يجيز لـ(مصرف لبنان) تمويل (مؤسسة كهرباء لبنان) ‏من دون المساس قانوناً بالاحتياطي الإلزامي، وذلك لشراء الفيول اللازم لإنتاج الكهرباء بمعدّل لا يقل عن 16 ساعة يومياً مما يوقف الهدر والكلفة المالية العالية الناتجة عن شراء المازوت للمولّدات». كما حذّر التيار «من عرقلة أو تأخير إصدار وتوزيع البطاقة التمويلية التي ستوفّر للمواطنين الحد الأدنى من القدرة الشرائية لتعويض ما سيخسرونه نتيجة رفع الدعم عن المحروقات». وقال: «يتوجب إصدار القانون الذي قدّمه تكتل لبنان القوي والذي يعطي مساعدة اجتماعية للعاملين في القطاع العام تمكّنهم من الذهاب إلى عملهم وتوفير الخدمات اللازمة للمواطنين وتسيير عجلة الدولة». ورأى التيار أن «إنتاج الطاقة عبر (مؤسسة كهرباء لبنان) وتوفير البطاقة التمويلية والمساعدة الاجتماعية هي شروط أساسيّة لإعادة فتح المدارس بالحضور الإلزامي، وهذا ما يشكّل ضرورة قصوى لانتظام الحياة الطالبية الطبيعية».وبدورها، قالت مصادر نيابية معارضة لفتح أي اعتماد لصالح «مؤسسة كهرباء لبنان»، أن البرلمان يرفض هذا الطلب «بغياب حكومة، وبغياب أي خطة علمية لحل أزمة الكهرباء». وقالت إن مجلس النواب «حريص على أموال الناس، ويمنع تبديدها من دون خطط واضحة لإنهاء الأزمات».

 

عون باقٍ… “التيار” في حالة إنكار أم دفاع؟

العرب اللندنية/05 أيلول/2021

أثار البيان الذي أصدره التيار الوطني الحر بشأن بقاء الرئيس اللبناني ميشال عون والحديث عن مخطط لإسقاطه تساؤلات بشأن خلفية هذا الكلام، وهل أن الحزب الذي يرأسه جبران باسيل، صهر الرئيس عون، في حالة إنكار للواقع أم دفاع عن النفس بنفي الانتقادات التي يتلقاها على أكثر من جهة حتى من أنصاره.

وأكد المجلس السياسي للتيار السبت أن “القوى الماضية في مخططها لإسقاط رئيس الجمهورية ستفشل حتما في تحقيق هدفها، لكنّها في المقابل ستكمل الحصار على الشعب المهدد بالفوضى والتجويع وفقدان الدواء والطاقة”. وقال في بيان أصدره عقب اجتماعه الدوري إن “الذين يدّعون دعم دولة الرئيس المكلّف ويعرقلون في الوقت عينه تشكيل الحكومة لدفع الرئيس المكلّف للاعتذار، يتحملون المسؤولية عما يترتب على ذلك من انفجار اجتماعي يهدد الأمن والاستقرار”. وبات الرئيس وحزبه يتعرضان لانتقادات شديدة بسبب تحالفهما مع حزب الله وتخلّيهما لأجل إنجاح هذه العلاقة عن الشعارات التي رفعاها خلال السنوات الماضية. وهاجم نشطاء على مواقع التوصل أداء رئيس الجمهورية وحمّلوه مسؤولية أزمة الكهرباء التي يعيشها البلد، ما اضطره إلى البحث عن حلول ظرفية عبر إيران وسوريا بشكل يزيد من رهن لبنان لحزب الله وحليفيه في طهران ودمشق. وقال أحد النشطاء إن الرئيس عون بات، خلال تحالفه مع حزب الله، لا يرى أيّ حاجة لدى التيار الوطني الحر لمكافحة الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة، ولا يدافع عن قضاء غير مسيّس، ودولة خالية من الميليشيات. وخلص إلى أنه بسبب هذا التحالف “لم يعد عندنا كهرباء ولا اقتصاد ولا سياحة ولا سيادة ولا أمن ولا أمان”. وتقول أوساط مقربة من التيار إن الحزب يشعر بتراجع شعبيته بسبب التحالف مع حزب الله، وأن الشكوك طالت أنصاره قبل خصومه، لكنه لا يقدر على التراجع لأنه ربط مصيره بمصير حزب الله، وأن أغلب اللبنانيين باتوا يساوون بين الطرفين، وكذلك الأطراف الخارجية التي ترى في الرئيس عون محاورا باسم حزب الله أكثر من كونه ممثلا لمختلف الأفرقاء في لبنان. وتعتقد هذه المصادر أن لا بديل أمام الحزب سوى مراجعة هذا التحالف بالرغم من أن ذلك قد يقود إلى نتائج عكسية لما يريده الرئيس عون الذي يسعى للحفاظ على علاقة بحزب الله تمكن صهره باسيل من الحلول مكانه في مؤسسة الرئاسة بعد عام من الآن تاريخ نهاية مدته الرئاسية الحالية. وتساءل النائب بيار بوعاصي عضو تكتل “الجمهورية القوية”، “هل أصبح التيار الوطني الحر ونوابه شركة توزيع مازوت؟ كيف يستطيع نواب التيار تأمين مادة المازوت رغم شبه انقطاعها عن البلاد والعباد؟ إن كان المازوت غير متوافر كيف ولماذا يتوفر بوساطة نواب التيار؟ وإن كان متوافرا، لمَ حاجة المواطنين والبلديات لنواب التيار للحصول عليه؟ إنها زبائنية فاسدة ومذلة لأغراض انتخابية رخيصة. لماذا على المواطن أن يستجدي حقه للحصول عليه؟ هل تذكرون معنى عبارة حق المواطن؟”. ومنذ أشهر يعاني لبنان شحا في الوقود، ما تسبب في إقفال بعض المحطات أبوابها، فيما يشهد البعض الآخر ازدحاما كبيرا يتخلله في الكثير من الأحيان وقوع شجارات. وتعد أزمة الوقود إحدى أبرز انعكاسات الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ أواخر 2019، حيث تسببت في انهيار مالي، وعدم وفرة النقد الأجنبي الكافي لاستيراد الوقود من الخارج.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

“طالبان” تعلن السيطرة على جميع مديريات بنجشير ومقر حاكم الولاية

قائد الجيش الأميركي: من المرجح اندلاع حرب أهلية شاملة وانتعاش الإرهاب في أفغانستان

كابول، عواصم – وكالات/05 أيلول/2021

 أعلنت حركة طالبان، أمس، أنها استولت على جميع مديريات بنجشير ومقر حاكم الولاية، مؤكدة أن اشتباكات تدور حاليا في مركز الولاية بمدينة بازارك. وأفادت التقارير القادمة من أفغانستان بتقدّم مقاتلو طالبان في وادي بنجشير، فيما أكّد عناصر المقاومة الأفغانية المناهضة قدرتهم على إبعاد مسلّحي الحركة، إلا أن محللين حذروا من أن قوات المعارضة تواجه صعوبات. وأفادت وكالة الإغاثة الإيطالية “إميرجنسي”، التي تدير مستشفى في بنجشير أن قوات طالبان وصلت إلى قرية “أنابة”، حيث تدير الهيئة مركزا للعمليات الجراحية. وتقع “أنابة” على بعد نحو 25 كلم شمالا داخل الوادي البالغ طوله 115 كلم، لكن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن طالبان استولت على مناطق أخرى كذلك. وقال مدير تحرير “لونغ وور جورنال” ومقرها الولايات المتحدة بيل روجيو، أمس، إن الوضع لا يزال “ضبابيا بالنسبة للمقاتلين” وسط تقارير غير مؤكدة بأن طالبان انتزعت عدة مناطق، لكن الوضع “يبدو سيئا”. وأفاد روجيو، أن “جيش طالبان اكتسب خبرة عبر 20 عاماً من الحرب ولا مجال للشك في أن طالبان تدربت كجيش”، مضيفاً أن “النصر غير مرجّح” بالنسبة لقوات المقاومة في بنجشير. وكان المتحدث باسم جبهة المقاومة الأفغانية قال إن عناصر من طالبان تمكّنوا من الوصول إلى مرتفعات “دربند” على الحدود بين إقليمي كابيسا وبنجشير لكن تم صدّها، مؤكدا استمرار قوات المعارضة الأفغانية في الدفاع عن الإقليم. بينما ذكر مصدر في طالبان أن تقدم عناصر الحركة نحو بنجشير تباطأ بسبب الألغام المزروعة على الطريق المؤدية إلى العاصمة بازارك ومجمّع حاكم الإقليم. من جهتها، قالت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية إنها حاصرت “آلاف الإرهابيين” في ممر “خواك”، وإن طالبان تخلت عن مركباتها ومعداتها في منطقة “دشتي رواك”. وقال المتحدث باسم الجبهة، فهيم دشتي، إن “اشتباكات عنيفة” كانت متواصلة في المنطقة. على صعيد أخر، رجح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، أن أفغانستان تتجه نحو حرب أهلية شاملة، بعد إتمام انسحاب قوات حلف الناتو منها وعودة حركة “طالبان” إلى الحكم. وقال ميلي، في حديث إلى شبكة “فوكس نيوز” : “حسب تقييماتي العسكرية، من المرجح أن تتحول الأوضاع في أفغانستان إلى حرب أهلية، ولا أعرف ما إذا كانت طالبان قادرة على تعزيز سلطتها وتشكيل حكومة”. وأعرب عن قلقه من خطر استغلال مختلف التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”القاعدة” غياب الاستقرار في أفغانستان لتحقيق مكاسب في هذا البلد. وتابع: “ربما سترون انتعاشا للإرهاب ناجما من هذه المنطقة في غضون الأشهر الـ12 أو الـ 24 أو الـ 36 القادمة، وسنتابع ذلك”. من جانبه، أفاد رئيس أركان الجيش البريطاني، نيكولاس كارتر، بأن تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، أمر ممكن. وقال كارتر: “هناك احتمال للتوصل إلى حل سياسي وسط، ولا تزال مسألة تشكل حكومة شاملة مفتوحة، لكنها أمر ممكن”، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود نزعات مختلفة في قيادة طالبان نفسها تقف مواقف معاكسة من عدد من القضايا. هذا وعبر المسؤول العسكري البريطاني عن اعتقاده بأن “أفغانستان الحديثة تتكون في حقيقة الأمر من دولتين، أي المدن والمناطق الريفية” تختلفان عن بعضهما البعض، مشيرا إلى أنه ليست لدى طالبان حاليا مهارة كافية لقيادة الدولة كلها. على صعيد آخر، وصلت أمس، إلى مطار كابول طائرة قطرية جديدة هي الخامسة التي تحمل مساعدات إغاثية عاجلة للشعب الأفغاني. وقال السفير القطري، سعيد بن مبارك الخيارين، إن هذا يأتي ضمن جسر جوي سيستمر خلال الأيام القادمة”.

 

طهران: مستعدون للعودة للمحادثات النووية في فيينا

طهران، عواصم – وكالات/05 أيلول/2021

 أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن بلاده لا تخوض المفاوضات “من أجل التفاوض فقط”، مشددا على ضرورة أن تنتهي المحادثات مع الغرب برفع الحظر عن الشعب الإيراني. وقال رئيسي إن “ممارسة الضغوط والتهديدات والحظر لا تتطابق مع مبدأ الحوار”، مؤكدا أن طهران تسعى لرفع الحظر “ولن تتراجع عن مصالح الشعب الإيراني في المفاوضات”، ومشددا على أن بلاده مستعدة لإجراء محادثات نووية “لكن ليس تحت ضغط غربي”. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، قائلا في اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية إسماعيل هنية، “إن إيران كسابق عهدها ستدعم نضالات الشعب الفلسطيني من أجل تحرير بلاده وإنشاء دولة مستقلة تشمل جميع الأراضي التاريخية في فلسطين وعاصمتها القدس”، بينما أثنى هنية على مواقف إيران الداعمة للشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة.

 

مهاجر أفغاني يصيب شخصين بسكين في برلين

برلين- وكالات/05 أيلول/2021

 أعلنت الشرطة الألمانية أن شخصين أصيبا جراء عملية طعن نفذها مهاجر أفغاني في العاصمة برلين.وأوضحت شرطة برلين، أمس، أن مهاجر أفغاني يبلغ من العمر 29 عاما طعن امرأة في سن 58 عاما عدة مرات، عندما كانت تقوم بأعمال بستنة في منطقة فيلمسدورف وألحق بها جروحا خطيرة في العنق. ثم أصاب المهاجم بجرح خطير في العنق رجلا في سن 66 عاما هرع لمساعدة المرأة. وأكدت الشرطة أن منفذ العملية أوقف في موقع الحادث، وتبين أنه يقيم في البلاد منذ عام 2016 ويعاني من مشاكل نفسية قد يكون لها دور في جريمته. في الوقت نفسه، أشارت الشرطة إلى أن تحقيقا واسع النطاق أطلق بهدف التأكد من احتمال وجود دعاوى إسلامية وراء الهجوم. ومن المقرر أن يمثل الجاني أمام قاضي تحقيق لإصدار حكم بشأن تمديد فترة اعتقاله.

 

الرئاسة الفلسطينية ترفض مشروع التسوية الإسرائيلي في القدس

رام الله – وكالات/05 أيلول/2021

 قررت الرئاسة الفلسطينية بعد اجتماعات شملت الجهات الرسمية بمنظمة التحرير ووزارة الخارجية وكل اللجان المكلفة بمتابعة شؤون القدس عدم الاعتراف ورفض مشروع التسوية الإسرائيلي في القدس. ودعت الرئاسة: “أبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة، إلى عدم التعاطي مع ما يسمى مشروع التسوية الإسرائيلي، لأنه يمثل جزءا خطيرا من المخطط الاستعماري الإسرائيلي لضم المدينة المقدسة، والذي يجري تنفيذه تحت عنوان “القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل”. وأكدت الرئاسة أنه “سيتم تكليف لجنة عليا لمتابعة هذه القضية الخطيرة، حفاظا على الموقف الفلسطيني الموحد، ومنع المخاطر المترتبة على تنفيذه”. وحذرت الرئاسة، من أن “هذا المشروع سيكون بمثابة مقدمة للاستيلاء على عقارات المواطنين، بذريعة ما يسمى “قانون أملاك الغائبين”، مجددة “التأكيد على أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية بمقدساتها، وتراثها وفقا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي”. إلى ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” بأن “جيش الدفاع يستعد تحسبا لتصعيد أمني محتمل في قطاع غزة خلال فترة الأعياد العبرية التي تبدأ اليوم”. وأشارت “مكان” إلى أنه “تم تعزيز القوات المرابطة على الحدود مع القطاع ووضع منظومة القبة الحديدية على أهبة الاستعداد”.في السياق، كشفت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، النقاب، أمس، عن إعلان المئات من جنود الجيش الإسرائيلي حالة التمرد على قيادة الجيش، بهدف المطالبة بتغيير أوامر إطلاق النار في مواجهة الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

نظام الأسد يُجدِّد قصفه أحياء درعا البلد المحاصرة

دمشق- وكالات/05 أيلول/2021

 جددت قوات نظام بشار الاسد، أمس، قصفها أحياء مدينة درعا البلد جنوبي سورية بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، رغم اتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسية. وقالت مصادر محلية، إن عدة مدنيين أصيبوا بجروح في قصف مدفعي وصاروخي شنته قوات النظام على أحياء في المدينة، بينها السد ومخيم درعا. وأوضحت أن القصف جاء بعد اجتماع بين عشائر حوران لمناقشة المفاوضات مع الجانب الروسي والنظام السوري. ويأتي القصف أمس، عقب اشتباكات عنيفة دارت ليل أول من أمس، بين مسلحين من أهالي درعا وقوات النظام، وطال القصف المسجد العمري الكبير في درعا ، ما أدى إلى دمار واسع في المسجد، ويُعد المسجد العمري رمزاً من رموز الثورة السورية، حيث ارتبطت به أحداثها منذ انطلاق الثورة عام 2011. بدوره حذر الائتلاف الوطني السوري المعارض مما سماه إتمام إيران مشروعها في درعا والجنوب السوري، قائلا إنه يتم بتنفيذ النظام السوري مع الشراكة الروسية. وأضاف الائتلاف في بيان أن أضرار هذا المشروع لن تقتصر على حوران أو سورية، بل ستتمدد إلى كل دول المنطقة، لا سيما الأردن ودول الخليج العربي.

 

السعودية تُحبط هجمات إرهابية حوثية بصواريخ و”مسيّرات” وتتوعّد

إصابة طفلين وتضرُّر 14 منزلاً بشظايا «باليستي" وسط تنديد دولي... وواشنطن: التزامنا ثابت بأمن المملكة

الرياض، عواصم – وكالات/05 أيلول/2021

 وسط استنكار دولي وعربي للهجمات الإرهابية، تمكنت الدفاعات الجوية السعودية من اعتراض وتدمير ثلاثة صواريخ بالستية وثلاث طائرات مسيّرة مفخخة، أطلقها الحوثيون باتجاه المنطقة الشرقية، خلال الـ 24 ساعة الماضية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية تركي المالكي في بيان صحافي أمس، إن “الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت ثلاثة صواريخ بالستية وثلاث طائرات مسيّرة مفخخة، أطلقتها المليشيا الحوثية المدعومة من إيران باتجاه المنطقة الشرقية، جازان، ونجران (جنوب غرب) المملكة”. وأضاف أن “الدفاعات السعودية اعترضت ودمرت ليل أول من أمس، صاروخاً بالستياً أطلقته المليشيا الإرهابية من صنعاء لاستهداف الأعيان المدنية باتجاه المنطقة الشرقية بالمملكة”، موضحا أن عملية الاعتراض تسببت في تناثر الشظايا على حي ضاحية الدمام، ونتج عن ذلك إصابة طفل وطفلة سعوديان وتضرر 14 منزلاً سكنياً بأضرار خفيفة. وقال إن”هذا السلوك الهمجي واللامسؤول بمحاولة استهداف المدنيين والأعيان المدنية يتنافى مع القيم السماوية والمبادئ الانسانية، كما يعبر عن واقع سير العمليات العسكرية على الأرض وتدهور موقف الميليشيا بالجبهات وفقدانها لقيادات ميدانية مهمة”.

وأكد أن وزارة الدفاع ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية أراضيها ومقدراتها، ووقف مثل هذه الاعتداءات العدائية والعابرة للحدود لحماية المدنيين والأعيان المدنية، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية. وكانت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية أعلنت ليل أول من أمس في بيانين منفصلين، اعتراض وإحباط هجوم عدائي بثلاثة صواريخ باليستية استهدفت الاعيان المدنية بالمنطقة الشرقية ونجران وجازان. كما أكد التحالف اعتراض وتدمير ثلاث طائرات مفخخة أطلقتها “الميليشيات الإرهابية” بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المناطق السعودية.

في غضون ذلك، توالت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة، حيث دانت بعثة الولايات المتحدة الأميركية لدى السعودية إدانة قاطعة، مؤكدة أن مهاجمة المدنيين أمر غير قانوني وغير مقبول على الإطلاق، ولا تخدم مثل هذه الهجمات أي أهداف عسكرية مشروعة بل تطيل أمد الصراع اليمني.

وقالت “نحض مجدداً الحوثيين على الوقف الفوري لهذه الهجمات العبثية والبدء في العمل للتوصل لحل سلمي وديبلوماسي للصراع، ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بشراكتها الستراتيجية طويلة الأمد مع السعودية، إضافة إلى التزامها بمساعدة المملكة في الدفاع عن شعبها وأراضيها”.

ودان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين استمرار تصعيد ميليشيا الحوثي باستهداف المدنيين والأعيان المدنية، معتبرا إياها “جرائم حرب”، مشيدا بقدرات وكفاءة الدفاعات الجوية السعودية، كما دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، مؤكدا تضامن دول مجلس التعاون مع السعودية ضد كل ما يستهدف أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها.

وأدانت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بأشد العبارات العمليات الإرهابية المتكررة، مشيدة بالأدوار الكبيرة التي تقوم بها القوات السعودية، ومؤكدة ضرورة مساءلة ومحاسبة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية التي تعد جرائم حرب شنيعة. كما دانت الكويت والبحرين والإمارات وقطر ومصر والأردن الهجمات الإرهابية، مشددة على على الوقوف إلى جانب السعودية في وجه كلّ ما يُهدد أمنها وأمن شعبها، مؤكدة أنّ أي تهديد لأمن السعودية هو تهديدٌ لأمن واستقرار المنطقة بأكملها، وقالت الخارجية اليمنية إن الاعتداءات الإرهابية المتكررة والممنهجة، تعكس بشكل جلي سلوك الجماعة المتعنت وإصرارها على زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي.

 

محمد بن زايد: الاقتصاد المستدام وتعزيز الاتحاد أهم ركائزنا

الانفتاح والتسامح يتصدران مبادئ الإمارات العشرة خلال الـ50 عاماً المقبلة

أبوظبي، عواصم – وكالات/05 أيلول/2021

 أعلنت حكومة الإمارات أمس، المبادئ الستراتيجية التي ستستند عليها الدولة خلال الخمسين عاما المقبلة، وترسم مسارها الاقتصادي والسياسي والتنموي. وقال رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، في كلمته لمؤتمر الإمارات للإعلان عن “مشاريع الخمسين”، إن “المسار القادم للدولة اقتصادي، ومنهجها السياسي قائم على السلم والسلام والحوار، وتنميتها شاملة في كافة مناطقها وعبر كافة قطاعاتها”، مضيفا ان “مصلحتنا العليا والوحيدة والرئيسية توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد ولجميع من يقيم في الإمارات”. من جانبه، قال نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، غن “الإمارات وجهة واحدة.. اقتصاد واحد.. وعلم واحد.. ورئيس واحد.. وسيعمل الجميع كفريق واحد في الخمسين عاما المقبلة”، مضيفا أن “قيمنا خلال الخمسين القادمة ستبقى كما أرادها المؤسسون.. الشعب الأفضل والأنبل والأكثر عطاء”. بدوره، أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، أن بناء اقتصاد مستدام وتعزيز أركان الاتحاد، سيكون من أهم ركائز الإمارات في الـ 50 عاما المقبلة، إضافة إلى التأكيد على سياسة الانفتاح والتسامح واعتبار العلم هو المحرك الرئيسي للنمو في المستقبل. ونشر الشيخ محمد بن زايد على “تويتر” المبادئ العشرة للإمارات خلال الـ 50 عاما القادمة، قائلا إن تلك المبادئ تمثل مرجعا لجميع مؤسسات الدولة، التي تعتمد على تعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام. وأكد ولي عهد أبوظبي على أهمية تسخير جميع الموارد لتحقيق الازدهار، إضافة إلى تطوير علاقات الإمارات إقليميا ودوليا من أجل تحقيق المصالح العليا لبلاده ودعم أسس الاستقرار والسلام العالمي. ونشر بيانا يضم المبادئ العشرة وأولها، يقول إن الأولوية الرئيسية لتقوية الاتحاد، وثانيها تقوية الاقتصاد خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى المبدأ الثالث الذي يقول إن السياسة الخارجية للإمارات هدفها تحقيق مبادئ الدولة العليا. ويقول المبدأ الرابع إن تطوير التعليم واستقطات المواهب والحفاظ على أصحاب التخصصات سيكون المحرك الرئيسي للنمو في المستقبل، فيما يقول المبدأ الخامس إن مبدأ حسن الجوار في المحيط الجغرافي للإمارات هو أساس الاستقرار، بينما يقول المبدأ السادس إن ترسيخ سمعة الإمارات عالميا يعد مهمة وطنية لكل مؤسساتها. ويؤكد المبدأ السابع على أهمية التفوق الرقمي والتقني، لأنه هو الذي يرسم حدودها التنموية والاقتصادية ويحولها إلى عاصمة للمواهب، بينما يؤكد المبدأ الثامن أن منظومة القيم في الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح وترسيخ دولة العدالة وحفظ الحقوق. ويقول المبدأ التاسع إن المساعدات الخارجية التي تقدمها الإمارات هي جزء لا يتجزأ من التزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الفقيرة، فيما يؤكد المبدأ العاشر على أهمية الدعوة للسلام والحوار لإنهاء كل الخلافات خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للإمارات.

 

المبعوث الأممي لليمنيين: سأعمل بلا هوادة لتحقيق السلام

صنعاء، عواصم – وكالات/05 أيلول/2021

تعهد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج أمس، بذل كل ما بوسعه للمساهمة في تحقيق سلام دائم وعادل في اليمن، قائلا في أول رسالة يوجهها لليمنيين منذ إعلان تعيينه مبعوثاً أمميا، خلفاً للبريطاني مارتن غريفيث”، إنني أقبل المسؤولية بوعي كامل لحجم المهمة وتعقيدات الوضع والتحديات التي تنتظرنا. وأضاف: “سأكون أنا ومكتبي متاحين دائماً للاستماع إلى أولوياتكم وللاسترشاد بتطلعاتكم، سنعمل بلا هوادة سعياً لتحقيق السلام، وسنذكر جميع المعنيين بمسؤوليتهم المشتركة نحو مستقبل اليمن”. وتطلع إلى تفاعلات تتسم بالصراحة، وتشمل الجميع، تسودها الجدية، مشددا بالقول “معاً يمكننا مساعدة اليمن لتغيير المسار نحو حل سلمي لهذا النزاع”. من جانبها، كشفت رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسرا اليمنية، عن مقتل 61 مدنيا من ضحايا جرائم الإخفاء القسري في معتقلات مليشيا الحوثي الانقلابية خلال السنوات الخمس الماضية. وذكرت الرابطة إنه جرى توثيق 40 حالة إخفاء قسري من المدنيين قضوا تحت التعذيب، فيما وضعت الميليشيا 21 آخرين دروعا بشرية في أماكن تتضمن أنشطة عسكرية، تعرضت لقصف طيران التحالف في محافظات عدة.

 

ليبيا: استهداف مصنع لقوارب الهجرة في صبراتة

طرابلس- وكالات/05 أيلول/2021

 أفادت وسائل إعلام ليبية بوقوع انفجار داخل موقع لتصنيع قوارب الهجرة، أمس، مرجحة تنفيذ ضربتين جويتين بواسطة طائرات مسيرة مجهولة. وأفاد مصدر من مدينة صبراتة، لـ”218 بوقوع انفجار داخل موقع لتصنيع قوارب الهجرة، مرجحا أن يكونسبب الانفجار لضربتين جويتين، نفّذتهما طائرة مسيّرة مجهولة. ويقع المصنع بحسب المصدر، قرب معصرة “جلُّول”، في منطقة خرسان المتاخمة للطريق الساحلي، وسط صبراتة، ويُستخدم لتجهيز زوارق الهجرة غير القانونية وتهريب البشر. في سياق أخر، أشرفت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5، أمس، على عملية جديدة لإطلاق سراح وتبادل أسرى بين الجيش الليبي وقوات المنطقة الغربية، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي الصراع في جنيف في أكتوبر من العام الماضي. وجرت العملية بالتنسيق مع لجنة الأسرى والمفقودين بالمنطقة الوسطى وبحضور أعيان وحكماء من مدن مصراتة وغريان والهلال الأحمر الليبي.

وتم خلالها إطلاق سراح 7 أسرى من الجيش الليبي و8 أسرى من قوات المنطقة الغربية.

 

تونس: غليان في “النهضة” يهدد زعامة الغنوشي

تونس – وكالات/05 أيلول/2021

 لم يعد أمام زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، الكثير من الخيارات في مواجهة الضغط الحاد عليه من جانب قيادات التنظيم سواء في داخل تونس أو داخل التنظيم الدولي للتقدم باستقالته في أقرب وقت ممكن. ويحمّل قطاع كبير من قيادات النهضة، الغنوشي المسؤولية كاملة عن الفشل السياسي الذي لحق بالحركة على مدار السنوات الماضية، ووصل بها إلى حالة غير مسبوقة من الرفض الشعبي والغضب. وأكدت قيادات النهضة أن سياسة الغنوشي التي اتسمت بقدر كبير من الديكتاتورية والتفرد باتخاذ القرار، تسببت في تصعيد حالة الاستقطاب السياسي إلى حد غير مسبوق في البلاد، مطالبين الغنوشي بالاستقالة للحفاظ على ما تبقى من هيكل الحركة، والإعلان عن عقد المؤتمر العام في أقرب وقت، لاختيار قيادات جديدة في مقدمتها زعيما من جيل الشباب. وقالت مصادر تونسية مطلعة، إن إقالة الغنوشي، مسألة وقت ليس أكثر من ذلك، مشيرين إلى رغبة عدد من القيادات الإعلان عن إقالة الغنوشي منذ أيام، ولكن تم التراجع عن الأخر بعد تدخل قيادات بارزة من التنظيم الدولي للإخوان.

 

باكستان: أربعة قتلى و19 مصاباً في هجوم انتحاري

عواصم – وكالات/05 أيلول/2021

لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب 19 آخرون بجروح، نتيجة انفجار قنبلة في مدينة كويتا جنوب غرب باكستان، حسبما أوردت قناة “جيو نيوز” التلفزيونية الباكستانية أمس. وأشارت القناة، نقلا عن إدارة مكافحة الإرهاب في ولاية بلوشستان الباكستانية إلى أن الحديث يدور عن هجوم انتحاري، استهدف نقطة تفتيش تابعة لحرس الحدود على طريق ماستونغ.وحمل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان حركة “طالبان باكستان” المسؤولية عن الهجوم، فيما أورد موقع “داون دوت كوم” الإخباري أن الحركة تبنت العملية. وقالت أجهزة الأمن إن الانتحاري اقتحم سيارة تابعة لقوات إنفاذ القانون عند مركز التفتيش بواسطة دراجته النارية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحلقة السادسة من كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير

عناوين حلقة اليوم/الانقلاب السوري وقوات الردع/عملية الليطاني ودخول اليونيفيل/حرب المئة يوم ونتائجها

05 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102035/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%af%d8%b3%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84/

الانقلاب السوري وقوات الردع

في حزيران 1976 بعد أن رأى الرئيس الأسد بأن لبنان لايزال قائما وبأن كل مخططاته وأعمال عرفات منيت بالفشل وأنه لم يتمكن من القضاء على الكيان اللبناني، وخاصة عندما رأى بأم العين بأن هذا الشعب الذي حاول الجميع قطع أوصاله ما لبث أن انتفض وتجمّع ونظّم نفسه، حتى بعدم وجود مصدر للسلاح أو مساندة دولية، شعر بأنه يجب أن يغيّر خطته. وبعدما علم بأن الاسرائيليين بدأوا يرسلون الأسلحة والذخائر عرف بأن هذا قد يجر لقيام دولة ستكون من لون واحد وتفوق اسرائيل في مواجهة البعث وستسقط كل الأحلام بالسيطرة على لبنان. لا بل من الممكن أن يصبح لبنان قوة جديدة على حدود سوريا ستقضي على مشروع عرفات الذي كان يهدد بواسطته العرب ويبتذ الغرب ويتلاعب بما يسمى القضية الفلسطينية. من هنا انقلب فجأة على عرفات وأعوانه في الخطاب الشهير الذي ألقاه في جامعة دمشق في حزيران 1976 حيث قال بأنه كان يعتقد بأن عرفات مظلوم فإذا به يكتشف بأنه يريد حكم لبنان والسيطرة عليه، وبأن جنبلاط لم ينسَ الحقد الذي يحمله على المسيحيين منذ مئات السنين، وبأنه أمر بدخول القوات السورية بدون طلب الأذن من أحد، ولكنه يخاف من أن الدفع باتجاه حشر المسيحيين سيؤدي إلى قيام “دولة المقهورين” وهذا لب الموضوع. كان هذا الكلام مدغدغا لغرور اللبنانيين فاعتقدوا بأن السوريين ممكن أن يكونوا صادقين ولما لا يتقربون منهم للمساعدة على التخلص من عرفات؟

اتصل الأسد بصديقه فرنجية، ولو أن فرنجية لم يكن قد نسي بعد تهديدات الأسد يوم دخل الجيش اللبناني المدينة الرياضية ولا يوم كان ينوي ضرب مهاجمي الدامور، وأن من هجر الدامور وبيت ملات وغيرها من القرى وقام بأعمال ابادة هي منظمة الصاعقة التي تتبع لسوريا، ولكنه أعتقد بأن التوجه نحو السلم يبقى أفضل من المواجهة، ولذا قرر أن يتكلم بالموضوع مع أركان الجبهة اللبنانية. لم يكتف الأسد بالاتصال بفرنجية ولكنه أتصل ايضا بالملك السعودي وشرح له مخاوفه من سقوط لبنان بيد عرفات ودفع المسيحيين فيه نحو اليأس والخيارات الصعبة والتي ستجد عاجلا أم آجلا صدى لها في المجتمعات الغربية ما سيؤدي إلى اسرائيل ثانية نحن بغنى عنها. ومن هنا بدأت التحضيرات لاجتماع قمة عربية لدرس الوضع في لبنان والسعي إلى التوصل إلى حل. وقد اجتمعت هذه القمة وبنتيجتها تقرر ارسال قوات ردع عربية لتفصل بين المتقاتلين وتعيد أجواء السلم الأهلي.

كانت التطورات التي لحقت بهذا الخطاب تدعو إلى التفاؤل فقد تمكنت القوى اللبنانية من تحرير مخيمي تل الزعتر وجسر الباشا من قوات عرفات ولو بعد معارك ضارية استبسل فيها المقاتلون وتم التنسيق مع الجيش ومختلف القوى المقاتلة ولكن الأعمال الحربية بقيت طيلة أكثر من خمسين يوما. وبسقوط هذا المخيم تحررت المناطق الشرقية من بيروت ونزع من بينها ذلك العبئ الثقيل الذي كان يقطع الطرق ويحصي الأنفاس. ولكن الأهم كان بأن هالة عرفات التي منيت بخسارة كبيرة في معركة شكا واصلت هبوطها بعد سقوط تل الزعتر وبدأ بعض اللبنانيين خاصة من عشائر البقاع بالاتصال بالقوى اللبنانية الحرة عارضين التعاون معهم للانتهاء من سيطرة الفلسطينيين. وهكذا كانت هذه الفترة بداية تحول في مسار القضية اللبنانية. ومن جملة هذه التحولات الزيارات التي قام بها بعض القادة إلى اسرائيل ومنهم الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل والذي لم يكتف بزيارة الاسرائيليين لشكرهم على المساعدات العسكرية والاتفاق حول المزيد مما تحتاجه المناطق الحرة من لبنان، أنما زار أيضا الحدود اللبنانية واستدعى زعماء القرى وممثلي الأهالي ليطمئنهم بأن التعاون بين اللبنانيين واسرائيل اصبح طبيعيا وأن التاريخ والمستقبل سيكون من الجنوب باتجاه الشمال وهذا ما شجع الأهالي على التمسك بالأرض والاستعداد للدفاع عنها ولو كان جماعة عرفات لا يزالون يحيطون بكل القرى يومها.

كانت هذه المرحلة دقيقة جدا فصحيح أن وجود السوريين يمكن أن يكون منع عرفات من مهاجمة المناطق الحرة في تلك الفترة ولكنهم على ما يبدو كانوا يدرسون وضع هذه المناطق وكيفية السيطرة عليها بشكل مباشر وتحت غطاء قوات الردع التي كانوا ينوون أن يستظلوها. من هنا فقد أعطوا المسيحيين بعض الثقة بالنفس لكي يعرفوا القدرات الحقيقية والتحضيرات ويتمكنوا من احباط أي مشروع للتخلص من سيطرتهم لاحقا. وهكذا فقد انعقد مؤتمر عربي مصغر في الرياض حضره، إلى جانب سوريا والسعودية، مصر والكويت ولبنان والمنظمة الفلسطينية وقد وضعت فيه المقررات التي سيتخذها المؤتمر الموسع الذي سيجري في القاهرة بعد أيام.

بعد مؤتمر الرياض الذي جرى في 16 تشرين الأول وقبل أن ينعقد مؤتمر القمة في القاهرة ( وقد انعقد في 25 تشرين أول) الذي سيثبت مشروع الردع قامت جماعات عرفات والخطيب وكل التوابع في 21 تشرين أول من تلك السنة 1976 بالهجوم على قرية معزولة في الجنوب تقع على الطريق بين جزين والنبطية في جبل الريحان وهي قرية العيشية حيث صمد الأهالي طيلة النهار في الدفاع عن قريتهم ولكنهم لم يجدوا من يضغط لوقف ذلك الهجوم، وهنا بدأنا نرى تحول السوريين من مسايرة المسيحيين إلى العودة لاطلاق يد عرفات وجماعته، فدخلوا القرية حيث ارتكبوا مجزرة كبيرة فيها راح ضحيتها أكثر من أربعين شهيدا واضطر من بقي على قيد الحياة إلى الهرب باتجاه مرجعيون. وقد أخليت القرية من سكانها وبقيت عرضة للسلب والنهب حتى وصول قوات الردع بعد حوالي الشهر وتمركزها فيها. ولم يسمح للأهالي بالعودة إلى بيوتهم طيلة وجود القوات السورية في البلدة وحتى تحررت بدخول اسرائيل سنة 1982 واندحار سورية وتراجعها إلى خط الشام.

بعد انعقاد مؤتمر جامعة الدول العربية في القاهرة من أجل لبنان كانت كلمة السر بين كل القوى العربية هي عدم الكلام على اي تعاون مع اسرائيل ما يجب على اللبنانيين أن ينكروه. من هنا توجس البعض شرا وبدأ المنظورون من اللبنانيين ينكرون التعاون مع الاسرائيليين ويحاولون ابقاءه سريا قدر الامكان، ومن هنا كان يجب أن يتنظم العمل في المناطق المحازية للحدود لمنع العودة إلى مسلسل العنف عبرها. فأرسل الرائد سعد حداد ابن مرجعيون لقيادة المنطقة الحدودية وكان شرطه اعادة احتلال ثكنة مرجعيون. فقام تجمع القليعة الذي كان بأمرة النقيب عدنان الحمصي باحتلال الثكنة قبل وصول الرائد حداد الذي أعاد تنظيم الوحدات العسكرية في المنطقة. وكان الارتباط مع القيادة يتم بواسطة الشعبة الثانية والاتصالات اللاسلكية.

كانت مقررات القمة العربية قد أطلقت يد سورية في لبنان وسمت قواتها بقوات الردع العربية وتألفت هذه القوات من 25 ألف جندي سوري بالاضافة إلى خمسة آلاف من وحدات سعودية وامارتية وسودانية انتشرت في المناطق اللبنانية. في تموز 1977 أعلنت هذه القوات عن اتفاق مع ما أسمته الاحزاب اللبنانية والفلسطينية لسحب عناصرها حتى مسافة 15 كلم من الحدود اللبنانية الاسرائيلية وبالتالي أرسلت قيادة الجيش الرائد سامي الشدياق لقيادة تجمع رميش العسكري اي القطاع الغربي من الحدود ليصبح هناك منظقتين تابعتين لقيادة الجيش اللبناني واحدة في الشرق بقيادة الرائد حداد وواحدة بالغرب بقيادة الرائد شدياق وذلك لمنع اي تجاوزات عبرها بالرغم من أن الطرق بين هذه المناطق والعاصمة بقيت مقطوعة على العسكريين وغير آمنة للمدنين.

في التاسع من تشرين أول 1977 أعلن الرئيس المصري أنور السادات عن رغبته بزيارة اسرائيل أمام مجلس الشعب المصري في افتتاح دورته العادية متجاوزا كل الوساطات الدولية. وفي السادس عشر من الشهر نفسه تلقى دعوة رسمية من رئيس الوزراء الأسرائيلي مناحيم بيغن لزيارة اسرائيل. في اليوم الثاني اي السابع عشر رد السادات بقبوله الدعوة وعين موعد زيارته في التاسع عشر من الشهر نفسه. وتمت الزيارة التاريخية وجرى استقبال شعبي مهيب للرئيس السادات في تل ابيب وقام بزيارة الكنيست الاسرائيلي حيث القى خطاب السلام. ثم قام بالصلاة في المسجد الأقصى مع المصلين العاديين وأعلن بيغن أن اسرائيل ستنسحب إلى خط رفح شرم الشيخ فورا وتبدأ محادثات السلام مع مصر.

أمام ذهول العالم من هذه الخطوة الشجاعة للرئيس المصري وبدل أن يسانده الرئيس السوري كما فعل في حرب 1973 وتنتهي كل المعضلة، قام الرئيس الأسد بانشاء “جبهة الصمود والتصدي” لرفض ما سماه “الحلول الاستسلامية” وذلك اعتقادا منه بأنه سيقود العرب بغياب مصر.

عملية الليطاني ودخول اليونيفيل

عاش لبنان في ظل “قوات الردع العربية” وسرعان ما استبدل قائد هذه القوات اللواء أحمد الحاج بالرائد سامي الخطيب الذي كان أحد ضباط المكتب الثاني، وكان قد لجأ إلى سوريا عند محاكمة هؤلاء الضباط زمن حكومة صائب سلام، ما يعني بأنه أصبح أكثر طواعية من أحمد الحاج للقبول بما يمليه القائد الفعلي وهو قائد القوات السورية في لبنان، وتغطية عمل المخابرات السورية التي كانت تحضر لوائح بكل المقاتلين الذين تصدوا لعرفات وجماعته لاقتيادهم إلى سجون دمشق و”تربيتهم” كما يقال.

وقد كان بعض رموز المقاومة اللبنانية في المنطقة الشرقية رفضوا دخول الجيش السوري إلى لبنان كون سوريا كانت دوما وراء كل مصائب لبنان، ومن هؤلاء “أبو أرز” قائد حراس الأرز الذي اعتصم في جبال العاقورة كرمز لرفضه التدخل السوري. وكان الشيخ بشير أيضا من ضمن هؤلاء الرافضين ولكنه لم يجاهر برفضه لأن حزب الكتائب كان اتخذ قرارا بالقبول بالحل العربي ومبدأ قوات الردع.

بعد انتشار قوات الردع في المناطق اللبنانية تبين بأن دورها لم يكن وسطيا، وبأن المناوشات الأولى التي حصلت بينها وبين قوات عرفات خاصة في صيدا كانت أشبه بالتمثيلية، ومن ثم كانت المهمة الأساسية لهذه القوات السيطرة على لبنان والقضاء على المقاومة اللبنانية بحصرها من أجل تفتيتها فيما بعد. وقد منع أي اتصال بالاسرائيليين واضطر رموز مقاتلي القوات المعروفين لمغادرة المناطق الشرقية واللجوء إلى الجنوب عبر البحر ريثما تتوقف الملاحقات. وكانت الحواجز السورية تعتمد لوائح واضحة بأسماء كل من برز من المقاتلين لتوقيفه وسوقه إلى سجون دمشق.

في 2 شباط 1978 حصل اشتباك في الفياضية بين الجيش اللبناني وعناصر من الجيش السوري الذين اقاموا حاجزا على مدخل ثكنة الجيش ما اضطر النقيب سمير الأشقر قائد معسكر التدريب فيها للتدخل والطلب من السوريين نقل الحاجز فما كان من هؤلاء الذين تصرفوا بفوقية إلا اطلاق النار على الثكنة العسكرية، فوقع الاشتباك الذي دام طيلة النهار ومن ثم عاد واستمر في اليوم التالي بعد استقدام دبابات سورية لقصف الثكنة. ولكن الجيش اللبناني دافع عن مراكزه ببسالة ومن ثم وعندما سمع المقاتلون في المناطق الأخرى من بيروت بشدة الاشتباكات بين الجيش والسوريين حاول المناصرين للجيش النزول إلى الشارع وقطع بعض الطرق في عين الرمانة والاشرفية وما لبث الوضع أن هدأ ولكن بدون حسم أو اتفاق نهائي ما أبقى النيران مشتعلة تحت الرماد كما يقال.

وبعد أن استتب لهم الأمر وسيطروا على البلد بدأ السوريون التخطيط لاحتلال ما تبقى في الجنوب من أماكن حرة خارج سلطتهم وتحت قيادة الرائدين حداد وشدياق ومن هنا وفي شباط 1978 انتشرت فرقة من القوات الخاصة السورية ما يسمى “بقوات العاصفة” في المناطق المتاخمة للمنطقة الحدودية ودخلت مدينة بنت جبيل ومن ثم قامت باحتلال مارون الراس في عملية سريعة كانت نتيجتها سحل من قبض عليه من المقاومين في الطرق وجرهم مربوطين وراء السيارات من بنت جبيل إلى تبنين.

ومن جهة أخرى وفي 11 آذار 1978 قامت مجموعة من حركة فتح ومن بينهم دلال المغربي وأحد عشر عنصرا انطلقت من لبنان بحرا باختطاف باصين للركاب جنوب حيفا بلغ عدد المخطوفين فيهما 63 شخصا وطالبوا باطلاق سراح سجناء وانتهت العملية بمقتل الفلسطينيين و37 راكبا من ركاب الباصين ما دعى الجيش الاسرائيلي إلى القيام بعملية الليطاني لتنظيف المنطقة بين الحدود اللبنانية – الاسرائيلية ونهر الليطاني من القوات الفلسطينية.

نتيجة العملية الاسرائيلية كان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 والذي يدعو إلى خروج القوات الاسرائيلية من لبنان واعادة بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بمساعدة قوات دولية حملت اسم يونيفيل UNIFIL. ولذا فقد اتخذ مجلس النواب اللبناني قرارا بالاجماع استنادا إلى ما سمي النقاط الستة التي أوصت بها لجنة نيابية لدرس تنفيذ القرار 425 وشروط الأمم المتحدة ببسط سلطة الدولة كاملة على أراضيها والذي تضمنه القرار 426 المكمل للقرار 425، وقد تضمنت هذه النقاط انهاء الوجود المسلح على كامل الأراضي اللبنانية ومن ضمنها المخيمات الفلسطينية واشراف قوات الدولة بمساعدة قوات الردع وقوات الأمم المتحدة على التنفيذ الكامل. ولكن عرفات أعلن رفضه لهذا القرار مستندا إلى اتفاق القاهرة وبعد اجتماعه مع السوريين والرئيس الحص تم الضغط على الأخير للقبول بتنفيذ انتشار شكلي للجيش على الطريق الساحلي بين الزهراني والقاسمية تمهيدا لوصول القوات الدولية التي بدأت طلائعها بالنزول في بيروت. وقد كان السوريون تنبهوا لموضوع انهاء الوجود الفلسطيني المسلح والذي سيحرمهم من السيطرة على لبنان بعودة الدولة اللبنانية ومساندة المجتمع الدولي لها ما يقلّص هيمنتهم على البلد وكل مفاعيل الدعم العربي المالي لهم.

وكان الاسرائيليون قد انسحبوا من أغلب المناطق باتجاه الحدود ولكن تمنع تسليم الأمن للدولة أجبر الجيش اللبناني المسؤول عن المنطقة الحدودية، وخوفا من عودة الاختراقات للحدود وبالتالي سلسلة جديدة من التنازلات للمنظمات الفلسطينية وما يتبعها من ردات فعل اسرائيلية بغنى عنها، باتخاذ قرار بعدم تسليم الأمن في المنطقة لقوات الأمم المتحدة ريثما يتم على الأقل تأمين طريق مواصلات حر بين القيادة في بيروت والوحدات العسكرية في الجنوب ولملمة المنظمات إلى داخل المخيمات. وقد كان هذا الطلب لمساندة الدولة اللبنانية والضغط على السوريين والفلسطينيين للقبول بقرار الأمم المتحدة ومجلس النواب اللبناني. ولما تعنّت السوريون ورفضوا اي انتشار للجيش ولا حتى تأمين طريق حر بين بيروت والمنطقة الحدودية ورفض ياسر عرفات نزع سلاحه حتى في مدينة صور وضواحيها وتسليم الأمن فيها للقوات الدولية حيث كانت ترابط الكتيبة الفرنسية، قام الرائد حداد والرائد شدياق بالسيطرة على كامل المنطقة الحدودية الممتدة من مرجعيون إلى بيت عليان على البحر ومنع دخول قوات الأمم المتحدة ريثما تتم أقله عملية تأمين طريق حر بين القيادة والمنطقة الحدودية إذا لم يكن سيطرة الدولة الكاملة على البلد.

كان الاسرائيليون قد انسحبوا من لبنان وتمركزت بعض وحدات من القوات الدولية بمحازات المنطقة الحدودية بقصد الوصول حتى الحدود، ولكن أحداث صور التي جرت في الثالث من ايار 1978 والتي قتل وجرح فيها عدد من المظليين الفرنسيين والجنود السنغاليين الذين وقعوا هم أيضا في كمين للفلسطينيين وكان من بين الجرحى قائد الكتيبة الفرنسية الكولونيل سالفان، أدت إلى انسحاب الفرنسيين من جيب صور وتسليمه لعرفات وبالتالي تحويل مراكز اقامة الجنود والموظفين المدنيين التابعين لهذه القوات إلى الداخل الاسرائيلي كما كافة الأمور اللوجستية التي تحتاجها هذه القوات. وصار تموين وتغيير هذه القوات يتم عبر ميناء حيفا ومطار بن غوريون. من هنا كان على من في بيروت أن يفهم بأن المشكل لن يحل وأننا أمام معضلة جديدة لعودة القتال ابتداء من الجنوب.

حرب المئة يوم ونتائجها

بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان بدأت القوات السورية الضغط على أفراد المقاومة اللبنانية وصار اعتقال من يمر على حواجزها ظاهرة طبيعية تتبعها اتصالات ووساطات لتحرير من يلقى القبض عليهم. وأصبحت المناطق الشرقية، وخاصة الأشرفية التي كان السوريون وعدوا بعدم الدخول إليها، تعج بمراكز وحدات التدخل والقوات السورية الخاصة. وبعد حادثة الفياضية بين الجيش اللبناني والسوريين، والتي لم يبقَ حي فيها لم تسيطر عليه قواتهم بالنار، زاد السوريون تحرشهم. ولم يعد وضع المنطقة يطاق كون الوحدات العسكرية السورية تتمركز بين البيوت وتشكل ضغطا على حياة السكان العادية خاصة الحواجز التي تقيمها واللوائح التي تفتش عن المقاتلين.

ثم قامت المخابرات السورية بمحاولة فسخ التحالفات بين المجموعات المسيحية. وهكذا تم اغتيال جود البايع مسؤول الكتائب في الشمال في الثامن من حزيران 1978 والذي أدى مقتله إلى اغتيال طوني فرنجية في الثالث عشر من الشهر نفسه وبذلك ربح السوريون السيطرة على الشمال اللبناني بدون منازع.

ليل الثلاثاء 27 حزيران 1978 ارتكبت الوحدات الخاصة السورية بقيادة الرائد علي ديب مجزرة رهيبة في بلدات القاع والفاكهة وراس بعلبك راح ضحيتها 26 شابا مسيحيا مسالما. هزت المجزرة البقاع الشمالي والوجدان المحلي والعالمي فدعت الجبهة اللبنانية إلى الأضراب نهار السبت الأول من تموز 1978 استنكارا لما جرى.

وهكذا في الأول من تموز 1978 يوم الأضراب سجل اقفالأ تاما لما كان يعرف بالمناطق الشرقية. وقرابة الظهر تواردت الأخبار عن توقيف الشيخ بشير الجميل نفسه ورئيس قسم الدامور الكتائبي أيلي قرداحي ومرافقين من قبل حاجز سوري وهم في طريقهم إلى الحدث، وبأنهم نقلوا إلى برج رزق في الأشرفية. بدأ الغليان ولم يخففه نبأ الافراج عن الشيخ بشير ورفاقه. وفي عصر اليوم نفسه قصفت القوات السورية بشكل عنيف وغير مبرر الأحياء السكنية في كل من الأشرفية وفرن الشباك وعين الرمانة وسن الفيل. ما أدى إلى انتشار المسلحين في الشوارع. وكان نهار الأحد 2 تموز 1978 يوما لم تشهده الحرب اللبنانية من القصف المدفعي والصاروخي الشديدين.

وقد تدخل البابا والأمين العام للأمم المتحدة مناديين بوقف المجذرة السورية دون استجابة وكان الوزير فؤاد بطرس وزير الخارجية آنذاك أبلغ رئيس الجمهورية أن القيادة السورية مصرة على تنفيذ قرار تجريد الميليشيات المسيحية من أسلحتها وبأنه اعترض بسبب عدم تجريد الجميع وخاصة المخيمات الفلسطينية فقد كان مجلس الوزراء طلب من القوات السورية تطبيق اتفاق شتورا القاضي باخضاع المخيمات الفلسطينية إلى سلطة القانون اللبناني ما لم ينفذ. ولما لم يلقى أي آذان صاغية قرر الرئيس سركيس الأستقالة من منصبه كونه لا يقدر على عمل اي شيء لوقف المذبحة. ولكن الجميع طلب منه الاستمرار في منصبه. وقد بقيت المنطقة تتعرض للقصف الشديد والذي توقف فجأة بعد أن خرقت سبع طائرات حربية اسرائيلية كانت تحلق على علو منخفض جدار الصوت فوق سماء بيروت. وعلى أثر ذلك أعلن المحلل العسكري في اذاعة اسرائيل بأن أحداث الشمال ستنعكس على الجنوب اللبناني وهو منطقة حيوية لاسرائيل.

ولكن عندما تأكد للسوريين بأن التهديد الاسرائيلي ليس جديا، وأن اسرائيل التي كانت خرجت من عملية الليطاني لن تدخل مجددا إلى لبنان، واصل الجيش السوري اعتداءاته وزاد قصفه للمناطق الشرقية مدة ثلاثة اشهر استعمل فيها كافة أنواع الأسلحة ومنها قدائف 240 ملم و160 ملم ولكن بعد كل هذا القصف والتدمير لم تستطع هذه القوات وقف المقاومة ولا قدرت على احتلال الأحياء واضطرت إلى الخضوع لقرار مجلس الأمن الدولي الذي اتخذ في 7 تشرين الأول وحمل الرقم 436 بعد جلسة لم تستغرق أكثر من اربع دقائق طلب فيها الوقف الفوري لاطلاق النار.

ساهم القرار 436 باخراج السوريين من المناطق الشرقية نهائيا واستبدالهم بقوات سعودية ما خفف العبئ على السكان المدنيين وساهم بحصول نوع من الهدوء والاستقرار أعادا شيئا فشيئا دورة الحياة الطبيعية.

بعد أن انتهاء حرب المئة يوم بدأ الضغط السوري يتزايد على الرئيس الحص رئيس الوزراء اللبناني يومها لانهاء اي تمرد على ارادة السوريين. وبالتالي وبما أنهم شعروا بفقدان السيطرة في جزء من البلاد ركزوا على الضغط في أمكنة أخرى ومن هنا فقد فرضوا عليه الرئيس الحص أهاء موضوع الوحدات المرابطة على الحدود الجنوبية وأمروه بقطع رواتب العسكريين في هذه الوحدات. ولذا فقد أعلن قراره بتجميد هذه الرواتب أبتداء من أول كانون الثاني 1979 ما دفع بالرئيس سركيس أن يشير الى اعتراضه على هذا القرار ضمن أحد خطاباته ألى اللبنانيين قائلا: “اننا بتوقيف هذه الرواتب نكون قد تخلينا لاسرائيل عن 500 من خيرة جنودنا”.

في نيسان 1979 وبمناسبة الاحتفال بانسحاب الاسرائيليين، وعلى بركة ميس الجبل أي نفس المكان الذي رفع الرائد حداد والرائد شدياق فيه العلم اللبناني إيذانا بخروج الجيش الاسرائيلي من لبنان منذ سنة، وبعد أربعة اشهر على توقيف رواتب العسكريين اللبنانيين في الجنوب، أعلن الرائد حداد ولادة “دولة لبنان الحر” وعاصمتها بيروت وقراره العمل على تحرير لبنان بكامله من السيطرة السورية والفلسطينية واعادة هيبة الدولة. وذلك كرد على خطوة الرئيس الحص بتوقيف رواتب العسكريين. ومنذ تلك اللحظة قام بالتنسيق المباشر مع الاسرائيليين حول تأمين المنطقة بكل ما تحتاجه واعتبار لبنان الحر هذا دولة صديقة تتعاون في كافة المجالات مع الدولة العبرية. وقام بتنظيم الادارة المدنية فيها بالاضافة إلى الأمن الداخلي وحماية الحدود.

لم تعلن اسرائيل اعترافها بدولة لبنان الحر ولكنها أنشأت وحدة ارتباط مع لبنان (سميت آدال أي آ-د-ل وهي الحروف الأولى لارتز – دروم – ليفانون ما يعني أرض – جنوب – لبنان) ومركزها بلدة المطلة الاسرائيلية وقوامها ضباط يهتمون بالأمور المدنية والأمور اللوجستية التي يتطلبها الجيش والتنسيق مع قيادته لتجنب اي اشكال أو حوادث عبر الحدود الدولية. وقد دعيت وحدات الجيش في هذه المنطقة “جيش لبنان الحر”. وهكذا سمح للبنانيين بالدخول إلى اسرائيل للتبضع أو السياحة خاصة الدينية وزيارة الأقارب بعد حصولهم على تصريح من جيش لبنان الحر، كما سمح للتجار بشراء كميات من المنتجات الاسرائيلية وبيعها في الأسواق اللبنانية لتوفير ما يحتاجه السكان، والسفر إلى الخارج عبر مطار تل أبيب. وقد وضعت على مداخل المنطقة باتجاه لبنان حواجز للتأكد من العابرين إليها وعدم تسلل من يخطط لتخريب الأجواء الأمنية فيها.

    

الفصل النهائي من تدمير الكيان الوطني اللبناني وسقوط الأوهام

أما وقد وصلنا الى ما وصلنا اليه، فعلى كل فريق لبناني إعلان موقفه تجاه هذه العملية الانقلابية، إذ لا مجال للتسوية في الشؤون السيادية ولا مكان للمواقف الرمادية والملتبسة.

شارل الياس شرتوني/05 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102021/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d8%af%d9%85/

لقد وصلنا الى الفصل الختامي في عملية التدمير المنهجي للكيان الوطني اللبناني كما تعبر عنه هذه الصورة التي تجمع زينة عكر (وزيرة خارجية الاحتلال) بفيصل المقداد (وزير خارجية نظام الاسد) مظللين بالعلمين السوريين للتأكيد أنه من الآن وصاعدا لم يعد هنالك من وجود للجمهورية اللبنانية، التي أصبحت في مرحلة التصفية الفعلية.

هذه الصورة تعبر عن الواقع الجديد بكل التباساته التي تؤشر الى ولادة الكيان الجغرافي-السياسي الجديد بين جبل عامل وجبال العلويين كتظهير فعلي لتقاسم النفوذ بين إيران وتركيا في ظل غياب روسي عن المشهد السياسي العام، متلازم مع تعبير معلن عن التململ من بقاء القوات الاميركية في شمال شرق سوريا. هذه الصورة هي التظهير الفعلي لحلف الافاعي (الفاشيات الشيعية والنظام العلوي) مع كل ما يتضمنه من التباسات حول مندرجات لعبة النفوذ ومشاريع السيطرة والتطويع المتبادل، وانطلاقًا من الواقع المستجد في لبنان الممثل بحكومة الاحتلال التي يرأسها حسان دياب حاليا، او التي سوف يرأسها نجيب الميقاتي لاحقًا. هذه الصورة هي الاعلان الأولي عن المشروع السياسي الآخذ بالتبلور تحت اشراف المنظومة الشيعية ووكلائها ميشال عون وحسان دياب، بالتكافل مع الشريك الشيعي نبيه بري.

هذه الصورة تشرح باسهاب حيثية الأزمات الحكومية المتوالية، والطابع الصوري للعمل المؤسسي في البلاد، والتمديد المفتوح للأزمات المالية والحياتية، وسقوط كل السمات السيادية التي تؤشر الى الوجود الفعلي للدولة اللبنانية: الرئاسة الصورية، الحكومات التابعة، السياسة الخارجية الأسمية، القضاء المستخدم، الجيش المفخخ، الادارات العامة الفاسدة…،. نحن أمام نقلة نوعية في الأزمة اللبنانية تضعنا أمام واقع النهاية العملية للجمهورية اللبنانية بتواطئ كلي من قبل اوليغارشيات الطائف على توزع انتماءاتها الطوائفية والسياسية، تظللها مناخات الصمت والتضليل.

هذا الواقع يستدعي نشوء معارضة تعلن رفضها لهذا المسار السياسي، وتربط نزاعا مع كل أطرافه، وتبلغ موقفها الى الامم المتحدة من خلال أعضاء مجلس ألأمن، والدول الغربية، وتدعو كافة اللبنانيين المعارضين الى المقاومة المدنية، وصولا الى انشاء حكومة مضادة تعلن من الخارج المواجهة مع سياسة الاحتلال الآخذة بالتبلور.

إن حدة الازمات الحياتية المفتعلة، بدءا من إسقاط المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والحؤول دون التحقيق الجنائي المالي والاصلاحات المالية، وعملية المرفأ الارهابية، والتدمير المنهجي للذخر الاجتماعي اللبناني الذي بني على مدى المئوية المنصرمة، وسياسة الانهيارات المبرمجة للقطاعات، وتمدد التهجير السوري، هي المراحل المتتالية لسياسة تفكيك أوصال الدولة اللبنانية وإحالتها الى الموت التدريجي، في الوقت الذي تجري فيه عملية تبديل الديناميكيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسكانية والمدينية تمهيدا لعملية الابتلاع الختامية، نحن عمليا أمام سياق تفتيتي انسيابي مديد.

عند مشاهدتي لأحد فيديوهات الصلاة في المحطات لاستمطار البنزين على رؤوس المصلين، سمعت رجل دين سني يهدد بإنه مع عدم إيجاد حل للمشاكل الحياتية، لا نريد لبنان بعد اليوم (مع تعقيب درزي ذمي مؤيد لكلامه)، مختصرا بشكل غير موارب مؤدى هذه الأزمات وغايتها، إنهاء الكيان اللبناني. أما وقد وصلنا الى ما وصلنا اليه، فعلى كل فريق لبناني إعلان موقفه تجاه هذه العملية الانقلابية، إذ لا مجال للتسوية في الشؤون السيادية ولا مكان للمواقف الرمادية والملتبسة.

 

لبنان ينهي “القطيعة” مع سوريا… لتمرير الغاز المصري

نذير رضا/الشرق الأوسط/05 أيلول/2021

أنهت الحكومة اللبنانية، السبت، قطيعة في العلاقات الرسمية مع سوريا، حين زار وفد وزاري رفيع العاصمة دمشق، وأجرى محادثات للحصول على موافقتها من أجل تمرير الغاز والطاقة الكهربائية من مصر والأردن عبر أراضيها، وهو ما رحبت به دمشق، وأبدت استعداداً «لتلبيته»، في ظل أزمة الطاقة التي يعاني منها لبنان، غير أن الزيارة واجهت انتقادات من قوى سياسية لبنانية، بصفتها «تطبيعاً مع النظام السوري». وتُعد هذه الزيارة الحكومية اللبنانية الرسمية الأولى إلى سوريا منذ اندلاع النزاع فيها، إذ اتبع لبنان رسمياً مبدأ «النأي بالنفس»، وسط انقسامات كبرى بين القوى السياسية إزاء العلاقة مع دمشق، ومن ثم مشاركة «حزب الله» في القتال إلى جانب قوات النظام السوري. وبعد أسبوعين على إعلان الرئاسة اللبنانية تبلغها موافقة واشنطن على مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن، مروراً بسوريا فلبنان، وصل الوفد اللبناني المؤلف من نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر، ووزير المال غازي وزني، ووزير الطاقة ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، صباحاً إلى سوريا. وعقد لقاء في مقر الخارجية السورية، بحضور وزيري الخارجية فيصل المقداد، والنفط بسام طعمة.

وخلال مؤتمر صحافي، بحضور المجتمعين، قال الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري، نصري خوري: «طالب الجانب اللبناني بإمكانية مساعدة سوريا للبنان في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، ورحب الجانب السوري بالطلب، وأكد استعداد سوريا لتلبية ذلك». واتفق الجانبان على متابعة الأمور الفنية عبر فريق فني مشترك.

وقال طعمة للصحافيين إن الهدف من الفريق المشترك هو تحديد «جاهزية البنى التحتية ومدى سلامتها» لأن «البنى التحتية، سواء كانت الغازية أو الكهربائية، تعرضت لأضرار كبيرة» خلال النزاع، و«تكلفت عملية إعادتها أو إبقائها في حالة الجاهزية مبالغ كبيرة جداً».

وإثر أزمة الوقود الحادة التي يعاني منها لبنان، أفضى المسعى الأميركي إلى مبادرة لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري إلى الأردن، تمكنه من إنتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا. كذلك يقضي بتسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا، وصولاً إلى شمال لبنان.

ويتيح اتفاق مشابه وصول الغاز المصري إلى لبنان لتشغيل محطات الكهرباء العاملة على الغاز، المتوقفة عن العمل منذ 11 عاماً. ويمتد أنبوب الغاز العربي براً من مصر إلى سوريا ولبنان عبر الأردن، ويعبر من منطقة حمص في وسط سوريا، وصولاً إلى دير عمار في شمال لبنان.

ومع أن الزيارة هدفت إلى التفاوض على تمرير الغاز والكهرباء عبر الأراضي السورية، فإنها في الشكل بدت إنهاء للقطيعة الرسمية اللبنانية مع دمشق منذ انطلاق الحرب السورية. فقد حافظ البلدان على علاقات دبلوماسية بينهما، لكن الزيارات الرسمية تراجعت إلى حد كبير، واقتصرت على مبادرات فردية من وزراء وشخصيات يمثلون أحزاباً حليفة لدمشق، على رأسها «حزب الله» الذي طالما دعا إلى الانفتاح الرسمي على سوريا، الأمر الذي لا تزال ترفضه قوى سياسية أخرى.

وجددت الزيارة الأخيرة الانقسامات اللبنانية حول استئناف العلاقات الرسمية مع النظام السوري. وقالت مصادر في حزب «القوات اللبنانية» إن لبنان في ظل الأزمة المالية الكارثية التي يعيشها بحاجة لأي مساعدة تأتيه من دول شقيقة، على غرار مصر والأردن، لكن علينا التأكيد أن الأزمة سببها «محور الممانعة»، وتغييب الدولة من قبل «حزب الله» وحلفائه، وإدارتهم للدولة اللبنانية، لكنها لفتت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن النظام السوري، وفي طريقة تعاطيه مع لبنان في كل المراحل السياسية «أساء إلى لبنان واللبنانيين، وهو نظام غير موثوق، يحاول باستمرار التدخل بالشؤون اللبنانية لإعادة نفوذه لما كان عليه قبل انسحابه في 2005».

وقالت المصادر إن «هذه المسألة تقنية، ولا تستدعي لقاءات سياسية، وكان يمكن إنجاز الموضوع من خلال التواصل التقني والأمني القائم، وبالتالي لا لزوم لوفد رسمي حكومي على هذا المستوى». ورأت أن ما جرى تم «بطلب سوري مرفوض، واستمرار لمحاولات النظام المستمرة، سواء عبر ملف النازحين أو هذا الملف، للتطبيع مع لبنان». وفي مقابل رفض «القوات» للزيارة الحكومية، وتحفظ قوى سياسية أخرى أو رفضها التعليق، كان لافتاً احتفال «حزب الله» بالزيارة، واعتبار أن باخرة المحروقات التي أعلن الحزب عن استيرادها من إيران كانت دافعاً لها. وقال عضو كتلة الحزب النيابية، النائب حسن فضل الله، إن «الفوائد التي حملتها الباخرة الأولى لم تقتصر على المازوت فحسب، فجردة سريعة تبين أنها حملت معها أيضاً إسقاطاً أميركياً للفيتو المفروض على التواصل الرسمي اللبناني مع سوريا، بصفته جزءاً من مندرجات الإقرار الأميركي بالتراجع عن منع استجرار الكهرباء والغاز عن طريق سوريا، فأعيد هذا التواصل بعد طول تمنُع، وهو الفيتو الذي طالما طالبنا بتحديه لأن الخضوع له يتسبب بأضرار بالغة لاقتصاد لبنان ومصالحه الوطنية. وبالمقابل، روجت له جهات لبنانية هي نفسها التي تروج اليوم لمتغيرات الموقف الأميركي».

 

عين الخارج على طالبان: نريدُ «أفعالاً لا أقوالاً» والبداية من الحكومة

رلى موفَّق/القدس العربي/05 أيلول/2021

تجهد طالبان لتقدّمَ نفسها على أنها نسخة جديدة معتدلة. فقادتها قتاليون أكثر مما هم سياسيون رغم محاولات تأهيل الطواقم التي تولّت مفاوضة الأمريكيين وتوصلت معهم إلى اتفاق تاريخي.

لا تريد حركة طالبان أن تُكرِّر الأخطاء نفسها التي ارتكبتها يوم تولّت الحكم في تسعينيات القرن الماضي. ومن هذه الأخطاء، ترك ولاية بانجشير خارج سيطرتها، الولاية ذات الغالبية الطاجيكية الواقعة شمال ولاية كابول، والتي لم تُوالِ طالبان في عهدها الأول وأعلنت أنها على استعداد لفعل ذلك ثانية، من دون أن تُقفل باب التفاوض لـ»تعاون ما» مع العهد الطالباني الجديد. الحركة تُحاصر الولاية وتقول إنها تشن عملية عسكرية بعد فشل المفاوضات مع الزعيم المحلي أحمد مسعود الذي يقود راية المقاومة الأفغانية.

ليس واضحاً بعد ماذا سيكون عليه مصير الجبهة الوطنية للمقاومة التي انضم إليها أمر الله صالح نائب الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي فرَّ من البلاد. ما قاله مسعود لمجلة «فورين بوليسي» عن عدم تلقيه – حتى الآن- أي مساعدة من أي دولة أجنبية رغم طلبه الدعم الدولي، وأن العديد من دول المنطقة تقف إلى جانب طالبان، يشي بأن زمن الأمس ربما تغيَّر، وأن الشاب قد لا ينجحُ في تكرار سيرة والده أحمد شاه مسعود الذي اشتهر بمقاومته السوفييت ثم حركة طالبان، قبل أن يغتاله «تنظيم القاعدة» على مسافة يومين من هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

المشهد لا يزال ضبابياً بانتظار أن يتّضح «السيناريو» الذي سترسو عليه ولاية بانجشير، وهي الولاية الوحيدة – من أصل 34 ولاية- الخارجة عن سيطرة طالبان. غير أن الحركة سيكون عليها المضي قدماً في خطوات إدارة البلاد، فالمجتمع الدولي يتنظرُ منها أن تُـقْـدِم على تشكيل حكومة، وأن تبدأ عهدها الثاني حتى يراقبَ الأفعال لأقوالٍ يسمعها من قنوات التواصل والمحادثات الخلفية الجارية مع العالم الخارجي عبر الدوحة. دول العالم في انتظار الأفعال كي تُحدد كيفية تعاطيها.

طالبان تؤكد بلسان رئيس مكتبها السياسي الملا عبد الغني برادر أنها بصدد تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف الشعب الأفغاني. تأليف الحكومة أمر مُحقّق حصوله، إنما ما هو غير مضمون أن تكون جامعة لكل الأطياف والقوميات والمذاهب، وأن تضمَّ مسؤولين سابقين. فعلى مضض، يتحدث محللو طالبان عمّا يصفونه بتنازلات لضمان عدم عزلة أفغانستان عن العالم. تلك التنازلات من وجهة نظرهم هي ضمان حقوق المرأة في التعليم والعمل والتجارة واحترام حقوق الإنسان والعفو والالتزام بالمعايير الدولية إنما في إطار ما يتلاءم مع الشريعة الإسلامية وليس خروجاً عليها، وألا تكون تضرب الأصول والأساس في القوانين الإسلامية. تجهد طالبان لتقدّمَ نفسها على أنها نسخة جديدة معتدلة. وهي تعلم أنها لا تملك جيداً فن إدارة شؤون الحكم والسياسة، فهم قادة قتاليون أكثر مما هم سياسيون رغم محاولات تأهيل الطواقم التي تولّت مفاوضة الأمريكيين وتوصلت معهم إلى اتفاق تاريخي. تحتاج إلى تلاوين سياسية ونهج مقبول وخبرات في الإدارة والدولة والوزارات من أجل القدرة على النهوض بالبلاد والتعامل مع الخارج ونيل الاعتراف الدولي.

ما عاد في إمكان طالبان أن تحكمَ أفغانستان على الطريقة نفسها قبل ربع قرن. أشياء كثيرة تغيّرت بعدما غزت أمريكا البلاد وأطاحت بها وأسست لنظام جديد صان قدراً معقولاً من الحقوق والحريات بعد تجربة ظلامية. ما عاد بإمكان طالبان أن تحكم بأسلوبها القديم مع ثورة التكنولوجيا والاتصالات التي حوَّلت العالم إلى قرية واحدة. يُدرك مسؤولو طالبان أنهم مقيدون ومُراقَبون، وستكون العين عليهم في كل صغيرة وكبيرة. ستتم مراقبتهم لفترات طويلة، وستبقى سياسة العصا والجزرة هي السياسة المعتمدة. طالبان تريد الانفتاح على العالم وأن يتم التعامل مع دولة أفغانستان الإسلامية وأن يكون هناك علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية واستثمارية مع الخارج. وهذا الخارج يمنحها الفرصة كي تنجح في امتحان الالتحاق بالشرعية الدولية.

ثمّة تحديات أساسية أمام طالبان التي مع عودتها إلى حكم أفغانستان شكّلت رافعة لكثير من التنظيمات الإسلامية المتشددة والتي تُصنّف في غالبيتها إرهابية. تعهدت طالبان في الاتفاق مع الأمريكيين بمنع أي جماعة أو فرد، بما في ذلك القاعدة، من استخدام أراضي أفغانستان لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها. لن يكون باستطاعتها أن تأوي من يراه الخارج «إرهابياً» وعليها بالتالي الاصطفاف جنباً إلى جنب مع المجتمع الدولي في المعايير التي يحددها، وحتى بما يخص «الأخوة في الدين». سيكون عليها قتال تلك التنظيمات لا حمايتها، ما يضعها في مصاف الشريك في مكافحة الإرهاب. هي أساساً تعهدت بذلك في «اتفاق الدوحة» وما عليها الآن سوى ضمان والتزام حسن التنفيذ.  لا أوهام بأن طالبان لن تحاول الالتفاف على ما تعهدت بخصوص الأفراد والجماعات الإسلامية المتشددة، وبخصوص كيفية تعاملها مع المرأة وحقوق الإنسان وما شابه من الملفات الداخلية. ما يهمُّ دول العالم ألاَّ يصل إليها الإرهاب من بوابة أفغانستان، وألاَّ ترى صوراً وأفلاماً تنتشر في بقاع الأرض لنساء تُرجم حتى الموت في أماكن عامة، فتهتزُّ المشاعر والضمائر ويكون على الحكومات أن تتحرّك ضد دولة طالبان. لن يكون هاجس أمريكا وحلفائها أن يُدخلوا ثقافتهم وأسلوب عيشهم ونمط حياتهم ومفاهيمهم إلى المجتمع الأفغاني، ولا هذا هو هاجس الصين وروسيا.

فلكل من الدول حساباتها ومصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية في أفغانستان، وستحاول أن تجتذبها كما أن تتّـقي شرّها. ويبقى على طالبان أن تحدّدَ الطريق الذي ستسيرُ عليه، فالعالم ينتظرها.

 

لبنان في سوريا… اقتناص فرصة أم “قنْص” استراتيجي؟

وسام أبو حرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية/05 أيلول/2021

عيْن على سفن المحروقات الإيرانية، وعيْن أخرى على «الخط السوري» لإمداد لبنان بالغاز «الكهربائي» المصري عبر الأردن، وبينهما أنظارٌ على ملف تأليفِ الحكومة الذي يحْكمه «عمى الألوان» ويتنقّل من دائرةٍ سوداء إلى أخرى أكثر قتامة بما يُنْذِر بتعطيل آخِر كاسحة ألغام قادرة على تجنيب «بلاد الأرز»… الانفجار.هكذا بدت بيروت وهي ترْصد هذه العناوين الثلاثة التي لم يكن ممكناً فصْل مساراتها، وسط انطباعٍ بأنها تتقاطع في أكثر من جانبٍ لتصبّ عند نقطتين:

الأولى تعزيز الاقتناع بأن الحكومة العتيدة ما زالت «في خبر كان» بدليل بدء التلويح بتشكيلةٍ باتت في جيْب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وهو يختار توقيت طرْحها بعد التيقّن من «موت» الهيكل الذي جرت محاولة البناء عليه في الأسابيع الخمسة الأخيرة وستكون من خارج «صحن» صيغة الـ 24 وزيراً من الاختصاصيين غير الحزبيين وأطلقت عليها تسمية «حكومة إنقاذ تنفيذية» من 14 وزيراً غالبيتهم من أقطاب الصف الأول السياسيين.

والثانية أن عملية «حفْرٍ» مدروسة تجْري على تخوم مسار التأليف وترْمي إلى «شبْكِ» خياراتٍ كبرى «تدفن» سياسة «النأي بالنفس»، سواء في اقتطاع حصّة معلَنة لطهران في الاقتصاد اللبناني من بوابة أزمة المازوت والبنزين من خلف جدار العقوبات الأميركية، أو قطع شوط كبير نحو تطبيعٍ مع النظام السوري من باب أزمة الكهرباء. وهذا الأمر من شأنه وفق مصادر سياسية أن يُغرِق التشكيلة الحكومية الموعودة بتكريس تموْضعٍ استراتيجي يشكّل رافعته «حزب الله» وحلفاؤه ويجعل هذه التشكيلة «مكشوفة» تجاه الخارج، كما أنه قد يؤول إلى «تطيير» إمكان تأليف الحكومة ترجمةً لنياتِ تمديد عمر حكومة تصريف الأعمال ما لم يكن ممكناً استيلاد بديلٍ يكون «زر التحكم» به في يد فريق رئيس الجمهورية ميشال عون. وبمعزلٍ عن اعتبار أول زيارة رسمية لوفد لبناني وزاري إلى سورية (منذ 2011) ضمّ نائبة رئيس الحكومة وزيرة الخارجية والدفاع زينة عكر ووزيري المال غازي وزني والطاقة ريمون غجر والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم بمثابة فرصةٍ «اقتنصَها» لبنان الرسمي لتحقيق رغبةٍ قديمةٍ «دفينةٍ» بالانفتاح على النظام السوري مستفيداً هذه المَرة مما يشبه «منطقة آمنة» اقتصادية وفّرت واشنطن إمكاناتها عبر إبداء النية لاستثناء بيروت من موجبات قانون «قيصر» لاستجرارِ الغاز المصري عبر الأردن ثم سورية إلى شمال لبنان لزوم توفير طاقة كهربائية، فإنّ إشارات عدة صدرت أمس وعكستْ حساسيةَ هذا التطور ومَخاطر عدم «ضبْطه» والمبالغة في استثمار نافذةٍ يُخشى أن تتحوّل «باب ريح» لا يحتمله البلد القابع في عيْن العاصفة الشاملة.

وإذ لم تكن تبيّنت بعد نتائج زيارة الوفد اللبناني الذي استقبله وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في نقطة جديدة يابوس الحدودية مؤكداً «ان سورية إيجابية وترحّب بأيّ مبادرة ولن تقف عائقاً أمام أي اتفاقية تخدم لبنان»، فإنّ دمشق و«حزب الله» لم يتوانيا عن تظهير الأبعاد فوق العادية لهذا التطور ومحاولة جرّ لبنان الرسمي من خلاله إلى «وضعية اشتباكية» مع الولايات المتحدة، مستفيديْن من «أفضليةٍ» معنوية و«ميدانية» شكّلها تَجَرُّع واشنطن دخول المحروقات الإيرانية إلى لبنان بعد أن يتم إنزالها في مرفأ طرطوس ثم نقلها براً عبر سورية.

وفيما كان نائب «حزب الله» حسن فضل الله يعتبر أن المازوت الإيراني المنتظر وصوله قريباً بدأ «يكسّر أبواب الحصار الأميركي، وحمولة الباخرة الأولى ستكون طلقة دقيقة تكسر الحصار المالي والاقتصادي والسياسي المفروض على شعبنا، وهي حملت معها أيضاً إسقاطاً أميركياً للفيتو المفروض على التواصل الرسمي اللبناني مع سورية»، حرص رئيس المجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري على التشديد في معرض تأكيد أن دمشق رحّبت بالطلب اللبناني لاستجرار الطاقة على أن «لزيارة الوفد اللبناني مدلولات سياسية وأخرى تتعلق بموضوع الغاز وإعادة تفعيل التعاون بين البلدين»، قبل أن يعلن وزير الثروة النفطية السوري بسام طعمة «أن الشعب السوري يعاني في ملف الطاقة كما الشعب اللبناني، والأميركيون يحتلّون ثروة الغاز ويتصرّفون بها تصرّف قطّاع الطرق ويجب تحريرها».

وفي موازاة ذلك، كان ملف الحكومة يقبع في مربّعِ السلبية الكبيرة رغم كل محاولاتِ التخفيف من وطأة التناقضات الحادة التي تطبع مسار التأليف بين عون وميقاتي وأهدافهما من التشكيلة التي تتعدّد طبقات تعقيداتها ليبقى حجر الزاوية فيها، وفق خصوم رئيس الجمهورية، «الثلث المعطّل» الذي يمنح رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل تفوّقاً على كل الآخرين في الحكومة يمكن استثماره في أكثر من استحقاق ولا سيما الانتخابات الرئاسية، وإلا… لا حكومة.

ولم يكن ينقص الحلقة المقفلة إلا تظهير صراع آخَر على ما وصفته مصادر مطلعة بأنه ما يشبه «المجلس الوزاري الاقتصادي المصغر» داخل الحكومة والذي يضطلع بدور محوري في التفاوض مع صندوق النقد الدولي على آليات وحزمة الإنقاذ المالي، وسط محاولة رئيس الجمهورية الإمساك بالحصة الأكبر من «وزارات التماس» مع هذه المفاوضات، وهي الطاقة والشؤون الاجتماعية والاقتصاد، فيما آلت وزارة الاتصالات لتيار «المردة»، والمال من حصة الرئيس نبيه بري، وذلك بما يُبقي رئيس الحكومة بلا أي من هذه الحقائب الخمس الأساسية في رسْم خريطة الخروج من الحفرة العميقة.

وعلى وقع هذا الصراع، لم يكن عابراً تقاطُع المعطيات عند أن ميقاتي بات يملك «خطة ب» حكومية، تعكس بأي حال الأفق المسدود في التفاوض مع عون، وتولى تظهيرها موقع «لبنان 24» (المحسوب على الرئيس المكلف) الذي أكد «ان الرئيس ميقاتي منفتح على متابعة البحث والتعاون مع رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة من 24 وزيراً، لكنه منزعج من التأخير الحاصل ومن الشروط والعراقيل التي تؤخر مهمته، وهو يعتبر اللقاء مع الرئيس عون امراً طبيعياً لمناقشة الملف الحكومي وحسم الخيارات»، كاشفاً أن «من بين الخيارات التي باتت حاضرة لدى الرئيس ميقاتي، في حال تعثر أمر تشكيل الحكومة وفق تصور الـ 24 وزيراً، هو طرح«حكومة انقاذ تنفيذية»تتكون من 14 وزيراً، لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم».

وفي حين كانت صحيفة «النهار» أوردت أن تشكيلة الـ 14 تضم نجيب ميقاتي، تمام سلام، بهية الحريري، سليمان فرنجية، إبراهيم كنعان، جورج عدوان، ياسين جابر، محمد فنيش، جهاد مرتضى، وليد جنبلاط، اغوب بقرادونيان، فريد مكاري، الياس المر وغسان سلامة، وسط تقديراتٍ بأن طرْحها على عون قد يحصل مطلع الاسبوع المقبل وأن رفْضها ايضاً يمكن أن يفتح باب حسْم الخيارات في ما خص الاعتذار، بدا أن مثل هذا الطرح الذي «يستثني» باسيل محكوم بأن يتم «وأده في مهده»، وقد ارتسم أول «حائط صدّ» له أمس، ولو ضمنياً، من «التيار الحر» الذي أعطى أيضاً إشاراتٍ لإمكان الذهاب لإجراءات «تصعيدية» في إطار لعبة «لي الأذرع» الحكومية مع مؤشرات رمي كرة اي اعتذار لميقاتي في ملعب رؤساء الوزراء السابقين.

فالتيار الحر أعلن «ان الذين يدّعون دعم الرئيس المكلّف ويعرقلون في الوقت نفسه تشكيل الحكومة لدفعه للاعتذار، يتحمّلون المسؤولية عمّا يترتّب على ذلك من انفجار اجتماعي يهدّد الأمن والاستقرار»، لافتاً إلى أن «القوى الماضية في مخططها لاسقاط رئيس الجمهورية ستفشل حتماً بتحقيق هدفها، لكنها في المقابل ستكمل الحصار على الشعب اللبناني المهدّد بالفوضى وبالتجويع وبفقدان الدواء والطاقة». وإذ دعا «رئيس الحكومة المكلّف الى الاتفاق سريعاً مع رئيس الجمهورية، شريكه الدستوري في تأليف الحكومة، وإعلان التشكيلة الحكومية بعدما تم تخطي كل العراقيل المفتعلة، لتأمين ولادة حكومة قادرة على الإصلاح ووقف الانهيار»، حذّر من أن «التيار لن يقف مكتوفاً أمام أي مماطلة بتأليف الحكومة وهو سيبدأ عملية اتخاذ القرارات اللازمة في هذا الشأن». وكان باسيل، أجرى اتصالاً بالغ الدلالات بوزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان جرى التطرق خلاله «إلى تطورات الوضع في لبنان في ضوء المساعي القائمة لتشكيل الحكومة، وما يصيب لبنان من ضائقة اقتصادية وأزمة سياسية داخلية وخارجية، وظروف صعبة يتوجّب العمل والتعاون للمساعدة على الخروج منها».

 

 فشل المسلمين والمسيحيين في لبنان!

خيرالله خيرالله/العرب اللندنية” /05 أيلول/2021

هل يمكن للبنان البقاء بشكله الحالي على خارطة الشرق الأوسط… أم هو مهدّد بالزوال؟ هذا السؤال يطرح نفسه بحدّة في مناسبة ذكرى الأول من أيلول – أيلول، وهي ذكرى الإعلان عن دولة لبنان الكبير. عاش لبنان، إلى الآن، مئة سنة وسنة واحدة. لم يعرف أهله المحافظة عليه في ضوء العجز عن فهم أهمّية بلدهم ودوره وتميّزه. لعلّ أهمّ ما عجز اللبنانيون عن استيعابه أن ليس في استطاعتهم الانقسام داخليا عندما يكون الموضوع المطروح هل يمكن تحرير فلسطين انطلاقا من لبنان، وخوض حروب خاسرة سلفا نيابة عن آخرين، آخرهم “الجمهوريّة الإسلاميّة” الإيرانيّة؟

دفع اللبنانيون بعد قرن وسنة على قيام لبنان الكبير ثمن غياب المنطق. لم يفهم المسلمون أن لبنان أفضل من يحميهم ويحمي حقوقهم وأنّ ليس ما يدعو إلى اعتبار الفلسطينيين جيشهم كي يحصلوا على حقوقهم في بلد كانت فيه الحقوق مصانة للجميع، من دون أن يعني ذلك أن لبنان كان بلدا مثاليا.

في المقابل، لم يفهم المسيحيون أن رئاسة الجمهوريّة لا تستأهل الاستسلام لا لمنطق منظمة التحرير الفلسطينيّة في العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم… ولا التحوّل إلى أداة لدى “حزب الله” من أجل أن يتمكن ميشال عون من الإقامة في قصر بعبدا والمناداة باستعادة حقوق المسيحيين.

فشل المسلمون في الحصول على ما يعتبرونها حقوقا مفقودة بواسطة السلاح الفلسطيني وفشل المسيحيون في الحصول على أيّ حقوق بواسطة سلاح “حزب الله” الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني. بين السلاح الفلسطيني والسلاح الإيراني، ضاع لبنان.

لعلّ أخطر ما يحصل حاليا، إضافة إلى انهيار بلد، وهو انهيار لا قاع له، موجة الهجرة الجديدة. لم يعد لبناني يريد البقاء في لبنان. على من يريد الحصول على تأشيرة أميركية انتظار موعد في السنة 2022… هذا إذا تمكن من الحصول على مثل هذا الموعد.

قبل سنة في مناسبة مئويّة لبنان الكبير حين حضر الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت بغية المساعدة في تشكيل حكومة جديدة سمّاها “حكومة مهمّة”، ألقى رئيس الجمهوريّة كلمة تعطي فكرة عن غياب الوعي المسيحي لما يدور في المنطقة وداخل البلد نفسه.

كتبت وقتذاك: كيف يمكن لرئيس الجمهورية اللبنانية إلقاء خطابٍ طويل في ذكرى مئوية “لبنان الكبير” من دون الحديث الصريح عن المشكلة التي يعاني منها لبنان واسمها سلاح “حزب الله”؟

لا توجد خدمة يستطيع ميشال عون تقديمها إلى لبنان سوى خدمة الاستقالة من موقع رئيس الجمهورية قبل انتهاء ولايته في آخر تشرين الأول – أكتوبر 2022. يفترض به أن يفعل ذلك احتراماً للبنان واللبنانيين ولعقولهم، خصوصاً بعد كارثة الرابع من آب – أغسطس الماضي (تفجير مرفأ بيروت) التي يتحمّل مسؤوليتها كاملة. بعد قرنٍ على قيام “لبنان الكبير”، هناك من لا يزال يعتقد أن في استطاعته الضحك على اللبنانيين. هناك رئيس للجمهورية عاجز عن استيعاب معنى أن يكون أسيراً لدى “حزب الله” الذي أوصله إلى قصر بعبدا. أن يكون رئيس الجمهورية اللبنانية رهينة لدى “حزب الله” يشكّل دليلاً على أن البلد انتهى. ما يؤكد ذلك الإصرار على تغيير طبيعة النظام بما يتلاءم مع رغبات “حزب الله”.

هل يمكن القول بعد 100 عام على تأسيس الكيان اللبناني الحالي أن “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني خرج منتصراً على لبنان؟ نعم، خرج منتصرا، خصوصاً إذا سارت الأمور في اتجاه تعديل اتفاق الطائف في ظلّ تفادي أي طرح للمشكلة الأساسية التي يعاني منها لبنان، أي سلاح “حزب الله”، وهو سلاح ميليشياوي ومذهبي… لبنان يحتفل بمرور 100 عام على قيامه بوجود رئيس للجمهورية مَدين بوصوله إلى قصر بعبدا لإيران، ممثلةً بـ“حزب الله” وليس لأي طرفٍ آخر.

هذا كان قبل سنة. الآن، كلّما مرّ يوم، يتبيّن كم أن المأزق اللبناني عميق. سيزداد الوضع اللبناني صعوبة في غياب الكهرباء والوقود وانهيار الاقتصاد، بما في ذلك النظام المصرفي. لم تعد العملة اللبنانية تساوي شيئا في بلد يفتقد الدواء. بلد يظنّ رئيس الجمهوريّة فيه أن لا حاجة إلى حكومة إذا لم يأت من يؤكّد له أن صهره جبران باسيل سيكون رئيس الجمهورية المقبل! بعد مئة سنة وسنة واحدة، من سوء حظ لبنان أنّه لم يعد همّا عربيّا أو دوليا. إذا كان لا يزال هناك بعض الاهتمام الأميركي، فإنّ هذا الاهتمام تبخّر مع الانسحاب الأميركي من أفغانستان. سيكون على إدارة جو بايدن الاهتمام في الأشهر القليلة المقبلة في معالجة ذيول الانسحاب الكارثي من أفغانستان. الأهمّ من ذلك كلّه أن العرب فقدوا الأمل بلبنان. عربيّا، لم يعد هناك تمييز بين الدولة اللبنانية ومؤسساتها من جهة و”حزب الله” من جهة أخرى.

ضاع لبنان بسبب أبنائه أوّلا. إذا كان الشيعة يعتقدون أن “حزب الله” سيجعل منهم مواطنين من الدرجة الأولى، فإن اليوم الذي سيدركون فيه أن كلّ ما يستطيعه هو زيادة البؤس في البلد كلّه بكلّ طوائفه، ليس بعيدا. كلّ ما في الأمر أن “حزب الله” يعمل من أجل إيران ومن أجل أن يكون لبنان ورقة من أوراق التفاوض بينها وبين “الشيطان الأكبر”. خسر لبنان نفسه ولم يربح شيئا. هذا بلد كان مزدهرا وكان طليعيا وكان قبلة العرب والأجانب. كان الجميع يريد المجيء إلى لبنان. في 2021 بعد خمس سنوات على وصول ميشال عون إلى موقع رئيس الجمهوريّة، إيذانا ببدء “عهد حزب الله”، لم يعد من لبناني يريد البقاء في لبنان.

صار لبنان أرضا طاردة للشعب اللبناني. لم يعد من مقوّمات للصمود والتعلّق بالأرض. صارت الهجرة حلما. ذلك هو الإنجاز الوحيد للعهد القائم الذي سمّى نفسه “العهد القويّ”. إنّه عهد قويّ بالفعل، قويّ على لبنان واللبنانيين وتحويلهم إلى مجرّد متسوّلين وأذلّاء في بلدهم لا أكثر…

هل عاش لبنان أكثر مما يجب. هل مئة سنة وسنة واحدة كثيرة على لبنان واللبنانيين؟

 

الخطوة الثانية… عون في دمشق

منير الربيع/الجريدة الكويتية/الأحد 05 أيلول 2021

زار وفد وزاري لبناني دمشق السبت ليفتتح لبنان عصر التطبيع مع سوريا، في لحظة متغيرات كبيرة في العلاقات بين البلدين قد لا تقف عند هذه الحدود. ولهذه الزيارة، وهي الأولى منذ عام 2011، هدفان؛ الأول تقني – اقتصادي يتعلق بالبحث في استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية. والثاني سياسي يعطي انتصاراً لـ «حزب الله» وفرصةً لرئيس الجمهورية ميشال عون لتعزيز وضعيته السياسية، بالاستناد إلى علاقته وانفتاحه على سورية. وفي دمشق، اجتمع الوفد اللبناني، الذي يضم نائبة رئيس الحكومة وزيرة الخارجية زينة عكر، ووزير المال غازي وزني، والطاقة ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام عباس إبراهيم، مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزيري المال كنان ياغي والنفط بسام طعم. وأعلن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري، نصري خوري، أنّ «دمشق رحبت بالطلب اللبناني لاستجرار الطاقة»، مضيفاً «الجانبان اتفقا على متابعة الإجراءات الفنية التفصيلية، من خلال فريق مشترك لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمور الفنية في كل من البلدين». وبحسب المعلومات، فإنه إذا تم التوصل إلى اتفاق فسيمهد ذلك لزيارة رئاسية يقوم بها عون إلى دمشق للقاء الرئيس الأسد، لتكون الزيارة الرسمية الرئاسية الأولى إلى سورية.

وتؤكد مصادر رسمية لبنانية أن زيارة الوفد الوزاري لدمشق لم تحصل من دون موافقة أميركية، وأن عدداً من الوزراء حصلوا على موافقة السفيرة الأميركية في بيروت للقيام بهذه الخطوة، كاشفة أن عكر عقدت اجتماعاً مع البنك الدولي للبحث في إمكانية إصلاح شبكة الكهرباء وأنابيب الغاز على حساب البنك الدولي، وهو أحد شروط دمشق للموافقة على عبور الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان. وتأتي الزيارة كذلك على وقع تطورات سياسية متعددة تجري في المنطقة، وسيكون لها انعكاس على عملية تشكيل الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي. وتتضارب الآراء حول طبيعة الانعكاسات، فهناك من يعتبر أن زيارة دمشق قد تكون عاملاً مسهلاً لميقاتي في سبيل تشكيل حكومته، خصوصاً أنه يكون قد تجاوز عقبتين أساسيتين، هما تطبيع العلاقات مع دمشق من جهة، وانتظار لحظة رفع الدعم عن المحروقات من جهة ثانية، فتكون النقطتان مقدمة لينجح في تشكيل حكومته، من دون أعباء تذكر أو تحديات قد تفرض انفجاراً سياسياً أو اجتماعياً بوجهه.

لكن ثمة من يرى أن التطورات ستزيد التعقيدات على مهمة ميقاتي، الذي ساءت علاقته مع دمشق، مؤخراً. وهنا أصبح ميقاتي أمام خيارين يفرضهما عليه رئيس الجمهورية ميشال عون، إما تشكيل حكومة وفق شروطه، وإما عدم التشكيل وسط تلويح من قبل رئيس التيار الوطني الحرّ صهر الرئيس جبران باسيل بالاستقالة من المجلس النيابي، إذا فشل التشكيل في مهلة محددة.كذلك سيكون للزيارة إلى سوريا تداعيات على المسار السياسي اللبناني، مما سيؤسس إلى المزيد من الأزمات والانقسامات، ففي مواجهة تلويح التيار الوطني الحرّ بالاستقالة من المجلس النيابي، تكشف مصادر متابعة عن وجود توجه لدى كتل نيابية أخرى لإعداد دراسة قانونية تتناول مسألة خرق رئيس الجمهورية للدستور ودعوة المجلس النيابي إلى عقد جلسة نيابية، لمناقشة هذا الأمر وفق المادة 60 من الدستور، مما سيدخل لبنان في أزمة أعمق، ستكون نتيجتها البعيدة المدى تغيّراً كبيراً في التوازنات السياسية ووجهة البلد.

 

وساطة إبراهيم في “إجازة”… ميقاتي يدرس خياراته

محمد شقير/الشرق الأوسط/الأحد 05 أيلول 2021

لم يبدل الاتصال الذي أجراه رئيس الجهورية ميشال عون برئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وأبلغه فيه بأنه ليس هو المقصود بالبيان الذي صدر عن مكتبه الإعلامي من التأزم الذي آلت إليه مشاورات تأليف الحكومة، كما يقول مصدر سياسي مواكب لوساطة المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، التي لم يُكتب لها النجاح حتى الآن لإخراج عملية تشكيل الحكومة من المراوحة. وكشف المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» أن ميقاتي بدأ يواجه المشكلة نفسها التي اصطدم بها سلفه الرئيس سعد الحريري، ودفعته للاعتذار عن تشكيل الحكومة، وأكد أن مشاورات التأليف عادت إلى المربع الأول، وأن ترحيل استمرار وساطة اللواء إبراهيم إلى مطلع الأسبوع المقبل لا يعني أن الأجواء السياسية ستتبدل باتجاه فتح ثغرة في الحائط المسدود الذي يؤخر تشكيل الحكومة. ويرى أن عون بات أسير الطروحات التي أصر عليها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في اجتماعاته التي عقدها مع المعاونين السياسيين لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، والأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل، إبان تولي الحريري مهمة تأليف الحكومة، واضطرتهما إلى تجميدها، بعد أن توصلا إلى قناعة بأنه لا جدوى من مواصلتها. ويؤكد المصدر نفسه أن باسيل اتخذ قراره بأن يضع كل أوراقه السياسية في السلة الإيرانية، بعد أن أدرك أنه لا مجال لرفع اسمه عن لائحة العقوبات الأميركية المفروضة عليه بسبب ارتباطه بـ«حزب الله»، وتوفير الغطاء السياسي له، ويقول إن اتصال باسيل بوزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، لم يكن لتهنئته على توليه منصبه فحسب، وإنما لتمرير رسالة إلى واشنطن.

ومع أن المصدر السياسي لا يأخذ على عاتقه نفي أو تأكيد ما يتردد بأن باسيل يتواصل عبر وسيط مع ميقاتي، فإنه لم يستبعد أن يكون اللواء إبراهيم قد التقى باسيل بعيداً عن الأنظار، قبل أن يوقف تحركه بين عون وميقاتي منذ يوم الجمعة الماضي، على أمل أن يستكشف الأجواء، ويقرر إذا كانت وساطته ما زالت على قيد الحياة أم أنه صرف النظر عن استئنافها، على غرار ما حصل مع وساطته بين عون والحريري. ورداً على سؤال، يوضح المصدر السياسي أن باريس وواشنطن تتواصلان مع عون وميقاتي، وإن كانتا تحملان مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة لعون وفريقه السياسي، ويؤكد أن اللواء إبراهيم لم يتمكن حتى الساعة من إحداث خرق لإحياء مشاورات التأليف بين الرئيسين، على الرغم من أن ميقاتي يربط زيارته للقاء عون باستعداد الأخير لتسهيل مهمته، ورفع شروطه التي تعيق ولادة الحكومة.

ويكشف أن سبب تجميد اجتماعات «الخليلين» بباسيل يكمن في أن الأخير يصر على عدم مشاركته في الحكومة، وامتناعه عن منحها الثقة، وتمسكه بحصول فريقه السياسي على «الثلث الضامن»، في مقابل تصلبه لجهة حصر تسمية الوزيرين المسيحيين بعون، ويقول إن ما يحصل الآن في ضوء الشروط التي يضعها رئيس الجمهورية على الرئيس المكلف يتقاطع مع الشروط التي تبلغها «الخليلان» سابقاً من باسيل.

ولم يستبعد المصدر نفسه أن عون قد اتخذ قراره بأن ينسحب ما حصل مع الحريري على ميقاتي، ويعزو السبب إلى أنه يريد أن يدير شؤون البلد وحيداً، إلا إذا استسلم الرئيس المكلف لشروطه، فيبادر إلى تشكيل حكومته بغطاء سياسي منه، وهذا ما يرفضه ميقاتي الذي لا يقبل بأن يشكل حكومة بأي ثمن.

ويؤكد أن عون يصر على الثلث الضامن، باشتراطه الحصول على أكثر من 8 وزراء في حكومة من 24 وزيراً، ويقول إنه يريد الإمساك بالملف الاقتصادي، ووضع يده على الوزارات المعنية بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وهي الاقتصاد والطاقة والشؤون الاجتماعية، باستثناء وزارتي المالية والاتصالات، وهذا ما يلقى معارضة لا تقتصر على ميقاتي، وإنما تتجاوزه إلى المؤسسات الدولية، من مالية واقتصادية واستثمارية، إضافة إلى أن رئيس البرلمان نبيه بري ليس في وارد توفير الغطاء السياسي لحكومة تعطي الثلث المعطل لعون، ولو مقنعاً.

لذلك، فإن الأسبوع الطالع لن يحمل أي جديد ما لم يبادر عون إلى سحب شروطه التي تؤخر ولادة الحكومة، وتقطع الطريق على اللواء إبراهيم الذي قد يضطر إلى تجميد وساطته، وإلا سيكون لميقاتي موقف آخر، بعد انصرافه إلى تقويم الوضع في ضوء العقبات التي يفتعلها عون وفريقه السياسي. وقد يضطر ميقاتي للخروج عن صمته، خصوصاً أن تبادل التوضيحات بين مكتبه الإعلامي والمكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية لن يقدم أو يؤخر ما دام أن الأبواب ما زالت موصدة في وجهه، وإن كان الفريق المحسوب على عون يخطط لتحميل الحريري ونادي رؤساء الحكومات السابقين مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن تيار «المستقبل» استبق لجوء «التيار الوطني الحر» إلى رمي مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة في مرمى الحريري، واتهامه بأنه يضغط على ميقاتي لمنع تشكيلها، وبادر إلى إصدار بيان أكد فيه، بلسان مصادره، أن زعيمه لا يريد حصة لنفسه، وأنه يدعم ميقاتي، وأن كتلة «المستقبل» النيابية ستمنح حكومته الثقة. وعليه، فإن ميقاتي يدرس خياراته، ومن بينها أن يتقدم من عون بتشكيلة من 24 وزيراً، من دون أن تتلازم مع تفكيره بالاعتذار عن تشكيلها، تاركاً القرار لعون، وما إذا كانت لديه القدرة على مواجهة الضغوط الدولية، خصوصاً أن دعم «حزب الله» لتشكيلها يقف عند حدود عدم الضغط على عون وباسيل، كأنه يريد توجيه رسالة للخارج، مفادها أنه لا يربط تأليفها بتوقف المفاوضات في فيينا حول الملف النووي الإيراني.

كما أن ما تردد عن وجود نية لدى ميقاتي بأن يتقدم بتشكيلة وزارية جديدة من 14 وزيراً، تضم الأقطاب وممثلين من الصف الأول للقوى السياسية، هي فكرة ما زالت قيد الدرس، إذ لم يبادر إلى استمزاج آراء معظم الذين وردت أسماؤهم في التشكيلة، وهذا ما أكده عدد منهم لـ«الشرق الأوسط» بقولهم إن ميقاتي قد يطرحها لحشر عون، أو أنه يريد اختبار ردود الفعل المحلية أو الدولية عليها، مع أن عون سيرفضها سلفاً لأن من يصر على «الثلث المعطل» لن يقبل بأن يتمثل بوزير واحد.

وبصرف النظر عن الترويج لحكومة من هذا القبيل، فإنها تبقى بمثابة «بالون اختبار»، وقد سبق لميقاتي أن طرح تشكيل حكومة تكنوسياسية، قبل اعتذار السفير مصطفى أديب عن تشكيلها، لكن يبقى السؤال: هل يمكن تسويقها شعبياً في ظل تحميل الطبقة السياسية مسؤولية الانهيار؟ وهل يوافق عون على حكومة كهذه لا تتضمن اسم باسيل كسواه من الأقطاب؟ إضافة إلى أنها تتعارض وروحية المبادرة الفرنسية، ولا تحظى بموافقة القوى السياسية التي فوجئت بها.

 

شفافيّة الرئيس على متن ناقلة النفط الإيرانيّة

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الأحد 05 أيلول 2021

طالب رئيس الجمهورية ميشال عون الأجهزة العسكرية والأمنيّة والقضائية بالتعاطي بشفافيّة مع المواطنين في ما خصّ نتائج الدهم الذي تقوم به لمستودعات الأدوية والموادّ الغذائية ومحطات الوقود. حقّاً إنّ الشفافيّة مطلوبة بقوّة في ظلّ وضع كهذا، وإن كان السؤال عن أسباب عدم تعاطي الأجهزة الأمنيّة والقضائية بشفافيّة مع المواطنين، كما يوحي كلام الرئيس عون، سؤالاً مشروعاً جدّاً ويحتاج إلى جواب من الرئيس قبل سواه. لكنّ هذا ليس كلّ الموضوع. فالرئيس الذي أكّد أنّه "لن يتردّد في وضع كلّ الحقائق أمام الرأي العام"، أغفل عن حقيقة رئيسية، وهي أنّ لبنان من دون حكومة منذ أكثر من عام. وذلك في وقت يواصل الانهيار المالي والاقتصادي تسجيل الأرقام القياسية، وآخرها في نسب اللبنانيين الذين هاجروا أو الذين يرغبون في الهجرة. وقد نُقِل عن أحد مراكز استطلاعات الرأي أنّ 77 في المئة من الشباب اللبنانيين يطمحون إلى الهجرة.

ما عادت المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية مسألة سياسية بين الرئيس وخصومه، وإنّما قضية وطنية متّصلة ببقاء الدولة والدستور أو سقوطهما

وعلى الرغم من ذلك كلّه فإنّ الرئيس يريد أن يحصر الأزمة في "الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية للمحتكرين"، الذين يجب أن يُحاسَبوا فعلاً، لكن لا يجب أن تتاح الفرصة للسلطة لتحويلهم إلى سبب الأزمة لكي تتيح لنفسها التخفّف من مسؤوليّتها عنها، وتحديداً مسؤولية الإخفاق في إيجاد حلول تدريجية للأزمة، أو أقلّه الحدّ من تفاقمها. فمسؤولية أيّ سلطة في العالم هي أن تجنِّب بلادها الأزمات حتّى لو كانت جذور تلك الأزمات قديمة.

أمّا الرئيس وفريقه الذين يتّهمون سياسات الحكم خلال السنوات الثلاثين الماضية بالتسبّب بالأزمات، وهم شاركوا في الحكم منذ 15 سنة، يتناسون أنّهم فشلوا في معالجة الأزمة منذ نحو سنتين، لا بل كانوا سبباً رئيساً في تفاقم الأزمة لأنّهم مسؤولون عن قرارات السلطة التنفيذية خلال هذه الفترة، وكان أخطرها وأكثرها ضرراً، بحسب العارفين، وقف دفع سندات اليوروبوندز. ثمّ إنّ عدم اتفاق الرئيس عون مع رئيسين مكلّفين زهاء عام كامل، وقد مرّ على تكليف الثالث أكثر من شهر، يحمّل العهد المسؤولية الأولى عن إبقاء لبنان بلا حكومة في وقت هو في أمسّ الحاجة إليها.

وإذا كان العهد يريد أن يحمّل المسؤولية عن وقوع الأزمة لـ"الحكومات المتعاقبة"، فهو يتحمّل المسؤولية عن إنكار حجم الأزمة، والتصرّف كما لو أنّها محصورة التداعيات، ويمكنه مواصلة معاركه السياسيّة، وربط تأليف الحكومة بحيازته "الثلث المعطِّل". ثمّ يتحدّث العهد عن الشفافيّة ومكافحة الفساد في بلد منهار على جميع المستويات، ولمَ الاستغراب؟ ألا يتحدّث بشّار الأسد عن الديموقراطية في سوريا بعد مقتل 500 ألف سوري وتهجير الملايين وتدمير المدن والقرى.

وإذا كانت دعوة الرئيس لأجهزة الدولة إلى توقيف المحتكرين ومحاكمتهم دعوةً مطلوبةً أصلاً، فإنّها، ويا للمفارقة، تحصل في وقت يترقّب "لبنان - حزب الله" (على ما أشارت مصادر الحزب) تدفّق حمولة ناقلة النفط الإيرانية إلى الأراضي اللبنانية. لكنّ العهد لم يعلّق على الموضوع، وطلب من وزيره ريمون غجر أن يقول إنّ وزارة الطاقة لا علم لها بهذه الباخرة. هل هذا النوع من الشفافيّة هو الذي يطالب به العهد الأجهزة القضائية والأمنيّة؟!

أيّاً يكن من أمر فإنّ كميّة من المحروقات ستدخل لبنان برّاً من سوريا على الأرجح لعدم إحراج الرئيس المكلّف والعهد، كما قيل، لكن ماذا عن "إحراج" وزارة الخزانة الأميركية، إذ صرّح السيناتور الأميركي كريس ميرفي من بيروت أنّ أيّ وقود يُنقَل عبر سوريا خاضع للعقوبات. فحتّى لو "تغاضت" واشنطن عن إدخال المازوت الإيراني إلى لبنان هذه المرّة، فمَن يضمن عدم إخضاع لبنان للعقوبات في المرّات التالية بحسب تبدّل المواقف الإقليمية والدولية؟

من جهتها، لا تمانع البؤر السياسية والإعلامية الحليفة للعهد في سرّها استقدام البواخر الإيرانية الذي يعبِّر عن عمق الأزمة لا عن إمكانات حلّها. وبذلك يسدل العهد الذي يطالب سيّده بكشف الحقائق ستاراً جديداً على حقيقة الأزمة المتمثّلة بعجز مصرف لبنان عن الاستمرار في توفير العملة الصعبة للتجار وفق سعر صرف لا يؤدّي إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع، وهو ما يهدّد بفوضى أمنيّة واجتماعية بدأنا نشاهد نُذُرها الخطيرة من عكّار إلى الجنوب.

تقع المسؤولية السياسية عن الوضع الراهن وعن تطوّراته السلبية على الرئيس عون، وتقع أيضاً على القوى السياسيّة التي تعارض سياسات العهد، ولكنّها تمتنع عن المطالبة باستقالة الرئيس تحت ذرائع طائفية ومصلحية

لكنّ هذه التعمية على الحقائق من قبل العهد وحليفه الحزب ليست هروباً إلى الأمام ومحاولةً لرفع مسؤولية الأزمة عن عاتقهما وحسب، وإنّما تنطوي على استراتيجية قوامها رهن البلد وأهله للمصالح السياسية لكلا الطرفين أيّاً تكن التبعات الكارثية لذلك على البلد وأهله.

وإذا كان العهد محدود المصالح، إذ يمكن اختصارها بتوريث جبران باسيل الكرسي الرئاسي والزعامة على المسيحيّين، فإنّ مصالح الحزب أكبر بكثير، وهي تتجاوز الحيّز اللبناني بالنظر إلى طبيعة العلاقة بين الحزب والجمهورية الإسلامية في إيران. وفي السياق نفسه، ليست قليلة الدلالة الرسالة الموجّهة من الرئيس الإيراني الجديد إلى السيّد نصرالله، شكلاً ومضموناً.

لذلك فإنّ انهيار الدولة الحالية التي بذل الحزب ولا يزال يبذل جهداً مادياً وسياسياً وأمنيّاً كبيراً للإمساك بمفاصلها بالنظر إلى الطبيعة المعقّدة للنظام اللبناني التي تصعّب هيمنة أيّ فريق طائفي على بقيّة الأفرقاء، يجعل الحزب يطمح إلى قيام نظام سياسي - اقتصادي جديد أقلّ استنزافاً له، وأكثر اعترافاً بحضوره الشعبي والسياسي والأمنيّ، خصوصاً أنّ مراكز الثقل الاقتصادي والخدماتي في لبنان لا تزال بعيدة حتّى الآن عن الدوائر المباشرة للحزب.

لكنّ السؤال: هل الحزب قادرٌ فعلاً على الدفع باتجاه نظام جديد؟ حتّى الآن ليست لديه قدرة إقناع كبيرة بمشروعه على المستوى اللبناني العامّ، لا بل إنّ قدرته هذه تتراجع. وهو ما يحوّله قوّة هيمنة تستقطب ولاءات مصلحية كبرى أو صغرى ضمن البيئات الطائفية الأخرى، لكنّها لا تشكّل مشروعاً سياسياً بديلاً قابلاً للتحقّق بمرونة. ولذلك تسعى استراتيجية الحزب الراهنة إلى الإبقاء على تفوّقه في القدرة على الاستفادة من انهيار الدولة على المديَيْن القريب والبعيد.

وهذه استراتيجية للحزب موصولة حكماً بالاستراتيجية الإيرانية في المنطقة التي تقوم على تقويض بنى الدولة أو إبقائها تحت التهديد المباشر للميليشيات، كما يحصل في العراق. ولذلك لم يكن خطاب وتصرّف وزير الخارجية الإيراني الجديد مستغرَبيْن في قمّة بغداد السبت الماضي، إذ يعكسان ضيق طهران من سعي بغداد إلى صوغ دور إقليمي جديد يُخرجها من أسر الاستقطاب الإيراني - الأميركي. والمستغرَب أنّ طهران لم تبلغ لبنان بأجواء قمّة بغداد، واكتفت بإبلاغ سوريا بها، مع أنّ البلدين غابا عن القمّة؟!

لذلك كلّه، ما عاد يمكن النظر إلى موضوع الحكومة من زاوية الضرورات اللبنانية الملحّة، إذ إنّ الحكومة، أيّ حكومة، ستكون خاضعة لهيمنة الحزب الموصولة بالهيمنة الإيرانية في المنطقة في لحظة تصعيد إيراني عبّر عنها الوزير عبد اللهيان في قمّة بغداد، وأكّدها تجدّد القصف الحوثي على الأراضي السعودية.

والأخطر أنّ تلك الهيمنة تتلاقى حتّى الآن مع المصالح الآنية للعهد، ولذلك تحظى بتغطيته. فما عادت المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية مسألة سياسية بين الرئيس وخصومه، وإنّما قضية وطنية متّصلة ببقاء الدولة والدستور أو سقوطهما. وكما تقع المسؤولية السياسية عن الوضع الراهن وعن تطوّراته السلبية على الرئيس عون، فهي تقع أيضاً على القوى السياسيّة التي تعارض سياسات العهد، ولكنّها تمتنع عن المطالبة باستقالة الرئيس تحت ذرائع طائفية ومصلحية، أو لأنّها لا تريد إثارة الحزب الذي يتمسّك بالرئيس بوصفه غطاءه الداخلي، بعدما أصبحت المبادرة الفرنسية نوعاً من الغطاء الخارجي له. فهي عوض أن تكون طريقاً للخروج من الأزمة أصبحت سبباً في تعميقها.

وأمّا المتشكّكون فيمكنهم أن يتمعّنوا في عبارات عبد اللهيان في معرض حديثه عن دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون له لزيارة فرنسا، فربّما يدركون حجم دور فرنسا – ماكرون في المنطقة وأهدافه!  

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون: إفشال أي خطة للتعافي يعني أن المنظومة الفاسدة تخشى المحاسبة

الأحد 05 أيلول 2021

وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "إفشال كل خطة تطرح للتعافي المالي والاقتصادي أو عدم وضعها من الأساس، إنما يعني شيئا واحدا وهو أن المنظومة الفاسدة التي لا تزال تتحكم بالبلد والشعب، تخشى المساءلة والمحاسبة، ذلك أن أي خطة تعافي تنطلق من ثلاث مرتكزات، أولا تحديد الخسائر وتوزيعها، وثانيا تحديد المسؤوليات والمحاسبة، وثالثا تحديد سبل المعالجة". وقال خلال استقباله وفدا شبابيا في قصر بعبدا: "عدم تحديد الخسائر المالية وتوزيعها بين المصرف المركزي والمصارف والدولة، أدى إلى أمرين خطيرين، الأول تجهيل المسؤولين عن خراب البلد ماليا، والثاني تحمل الشعب حاليا وحده مسؤولية الانهيار المالي واستنزاف ودائعه المصرفية وأصوله، في حين أن الشعب هو الضحية وليس المرتكب ولا يمكن لأحد، مهما علا شأنه، أن يحمل الشعب بأكمله سياساته الخاطئة والمدمرة والفاسدة". أضاف: "على الشعب أن يعرف من يذله يوميا للحصول على أبسط حقوقه ومنعه من التصرف بأمواله في المصارف وأصوله بحرية. كل ثورة شعبية يجب أن تصب في هذا الاتجاه: تحديد الخسائر وتوزيعها، تحديد المسؤوليات، محاسبة المسؤولين، إيجاد الحلول على نفقة من تسبب بالكارثة المالية ومسؤوليته، وعدم تحميل الشعب مباشرة وحده من دون سواه أوزار الأزمة".

وختم: "شعبي مسروق ويسرق يوميا! كلام يجب أن يقال وفعل يجب أن يقام!"

 

المطران عوده: الإصلاح وسلوك طريق الإنقاذ واجب أخلاقي ووطني

الأحد 05 أيلول 2021

وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس. بعد الإنجيل، قال في عظته: "يحدثنا إنجيل اليوم عن مفهوم العدالة والمحبة. تعيش كنيستنا تزاوجًا في المفاهيم لا يفهمه الذين يجهلون الحياة المسيحية. نحن لا نجد تضاربًا بين الرحمة والعدل، وبين الخوف والمحبة، وبين الناموس والنعمة. كلها تعاش كمراحل لمسيرة الإنسان الروحية الواحدة من جحيم الشر إلى فردوس النعمة، ومن العبودية إلى الحرية. يقول النبي والملك داود: من أجل رحمتك وعدالتك أسبحك يا رب (مز 100: 1). إذا، الرحمة تسبق والحكم يتبعها. يعطي الله أولا نعمته، ثم يأتي كديان عادل ليجازي كل واحد حسب أعماله. لا يحاسب على الأعمال التي تفوق طاقتنا، بل يعطينا نعمته، وفيما بعد يديننا على مقدار الثمار التي أنتجناها من عطيته. يقول صاحب المزامير أيضا: الرحمة والحق تلاقيا، العدل والسلام تلاثما (مز 85: 10)، الأمر الذي يعني أن الحق والعدل لا يستتبان من دون حضور الرحمة والسلام، وفي غياب المحبة". أضاف: "إن خوف الدينونة يوقظ فينا الوعي إلى تفعيل النعمة، فنحاول العيش بحسب أوامرها. هكذا، من الخوف الذي له عذاب (1يو 4: 18)، نعبر إلى المحبة التي تطرح إلى خارج الخوف المعذب. كذلك، المحبة التي هي ملء الناموس، تكشف العبور من حرفية الوصايا الإلهية إلى روحيتها، أي من الطاعة الخارجية لمشيئة الله إلى ضبط حركات النفس كلها وفقا لوصاياه. نجح المدين بعشرة آلاف وزنة الذي سمعنا عنه في إنجيل اليوم، في طلب ترك ديونه بقوله لسيده: تمهل علي، وقد سيطر عليه خوف الملك، إلا أنه لم يتقدم في المحبة، ولم يكمل مسيرة انعتاقه، فخسر كل شيء. في إنجيل اليوم، يرتسم جليا ترتيب مسيرة الإنسان الروحية، وفي الوقت عينه يتم وصف العواقب الفظيعة التي آل إليها الرجل الذي لم يرد أن يماثل رحمة الله في تصرفه".

وتابع: "الملك في إنجيل اليوم هو الآب السماوي الذي يحاسب عبيده داخل الكنيسة دائما. كل اجتماع للمؤمنين، ولا سيما الاجتماع في القداس الإلهي، هو اتصال بالله الآب الذي يركز أولا على العفو عن ديون الناس الروحية. الكنيسة هي خيمة إجتماع الله مع الناس، ندخل إليها كمدينين بعشرة آلاف وزنة طالبين الإنعتاق من ديوننا. عندما ندخل الكنيسة بفكر آخر، طالبين أمورا أخرى، هذا يعني أننا نجهل رسالتها وأنفسنا أيضًا. فالإحساس بديننا هو نتيجة الإيمان الحي بأن الله حاضر في كل زوايا حياتنا، العلنية منها والخفية. لقد حضر المدين بعشرة آلاف وزنة قدام الملك، وكلمه وجها لوجه، وهذا ما يحصل معنا عن طريق الصلاة الصادقة التي هي تجاوز الكلام على طلباتنا الشخصية، والانفتاح على الحوار مع الله الحي. يكشف لنا هذا الحوار شخصيتنا الحقيقية، ويبين لنا خطايانا الكثيرة. هكذا نكتشف أمام الله عميق وجودنا وما يحيط به من ظلمة شرورنا".

وقال: "يقول لنا الإنجيلي إن الدين كان قرضا، فتحنن سيد ذلك العبد وترك له ديونه. ما هو القرض الذي نأخذه من الله ونحن مديونون بإرجاعه؟ قرض الله هو كل كلمة إلهية نسمعها في الكنيسة، إنه أقوال الله التي ندان عليها كمدينين بسماع آلاف الأقوال من الله... أو بمئة وزنة على حسب قول القديس غريغوريوس بالاماس. يعطينا الله نعمته دائما، وبطرائق كثيرة، ونحن ندين له باستثمارها، منمين بذار الفضائل في داخلنا. إيفاء الدين هو إعادة كل وجودنا إلى الله، وإحياء صورة الله فينا. بسبب انعدام الشفقة لدى العبد تجاه رفيقه، وما فيه من نكران لرحمة السيد، عاد العبد من حال المنعتق من الدين إلى حالة المدين. إنها حال كل البشر الذين تجسد المسيح من أجلهم وتألم ومات وقام من أجل خلاصهم ومغفرة خطاياهم، ومع ذلك نجدهم يسيؤون إلى إخوتهم، ويدينون بعضهم بعضا، ولا يتغاضون عن إساءات ربما تكون عن غير قصد، فيسود الحقد مكان المحبة، والظلم مكان العدل والحق. لا ينظر البشر، في الكثير من الأحيان، إلى خطاياهم الذاتية، بل يظنون أنهم أبرار وقديسون وباستطاعتهم أن يدينوا الجميع. هنا تبرز أهمية سر مغفرة الخطايا، الذي لا يتوقف عند ممارسة سر الإعتراف الشكلي. الله يمنح مغفرة الخطايا ضمن شروط، وهي ليست إجراءات شكلية يتم فيها إنتقال نعمة الله آليا. الاعتراف بالخطيئة ليس دوما برهانا على التوبة، لأن كثيرين يعترفون بخطاياهم بافتخار. الاعتراف بالخطايا عمل بطولي، عمل خلاصي، ولا يكون كذلك إلا عندما يرتبط بمعرفة الذات وإدانتها، بتواضع ودموع، وبالرغبة في تغيير طريقة الحياة، وفي إتمام مشيئة الله في حياتنا الشخصية".

أضاف: "من هنا، لا نستغربن ما يحدث في بلادنا من استقرار للشر بدل الخير، ومن حال عدم تغير نحو الأفضل، لأن ذلك يعود إلى عدم الإعتراف بالخطأ لدى المسؤولين والحكام، وعدم التوبة، الأمر الذي يولد عدم الرحمة وانعدام المحبة وفقدان العدل. لقد غرق بلدنا في مستنقع فساد، ولو كان مسؤولونا يحملون قلوبا يسكنها الروح القدس الذي يدربهم على سلوك طريق التواضع والمحبة والرحمة والعدل عوض إحاطة أنفسهم بمستشارين قد يدلونهم على ما ينفع مصلحتهم، إنما على حساب مصلحة البلد وناسه، وهذا يؤذيهم ويؤذي البلد، لو كانوا يفعلون ذلك بصدق لكان بلدنا بحال أفضل. لكنهم لا يعترفون بأخطائهم ولا يعتذرون إذا أساءوا إلى أحد، ويتهربون من المسؤولية، ويبررون أنفسهم عبر الأضاليل التي لا تمت إلى الحق والعدل بصلة، فيغرقون، ويغرقون البلاد والعباد في مستنقع يصعب الخروج منه".

وتابع: "الشر والفساد متى أصابا نفسا يجعلان كل شيء سلعة تشرى وتباع، حتى الإنسان. وعدوى الشر والفساد تنتقل بسرعة أكبر من عدوى الخير والمحبة والتسامح، مما أوصل مجتمعنا إلى هذا الدرك. لذلك نناشد المسؤولين مجددا رفض البقاء في المستنقع الآسن الذي أصبح خطرا على الجميع، والقيام بالإصلاحات اللازمة، وسلوك الطريق الذي يؤدي إلى بداية الإنقاذ. إنه واجب أخلاقي ووطني، وإلا سوف نبكي جميعا على لبنان الذي لم نحسن الحفاظ عليه وطنا لجميع أبنائه، حرا، سيدا، مستقلا عن كل ارتباط خارجي أو تدخل أو وصاية، وطنا يحتضن أبناءه، ويحفظ كرامتهم، ويؤمن لهم سبل العيش الكريم، فيخلص أبناؤه له، ويحترمون قادته الذين يحكمون بالعدل والحق، ويحافظون على دستور البلاد ويطبقونه بحذافيره دون انتقائية أو تأويل. فما يصح على الواحد يصح على الجميع، وما يتوجب على فريق يتوجب على الجميع، وما يمنع عن جهة يمنع عن كل الجهات".

وقال: "الخلافات المستشرية بين أركان السلطة سببها أن ما يصح على البعض يمنع عن الآخرين. إن تبادل الإتهامات وإلقاء البعض تبعات التعطيل على الآخرين لا ينفي مسؤولية الجميع عما وصلنا إليه بسبب سلوكهم غير المسؤول، والحسابات الشخصية والمصالح. إن الفساد، والتغاضي عن الفساد، والتخلف عن القيام بالواجب، والتقاعس في ابتداع الحلول، وتعطيل المؤسسات، وعدم احترام الدستور، كلها أدت إلى انهيار الدولة. انعكست الخلافات العميقة بين المسؤولين سلبا على حياة اللبنانيين، ودمرت مقومات البلد. إن شبق السلطة يدمر صاحبه ويدمر البلد. إرأفوا بأنفسكم وبلبنان. عوض الصراعات المدمرة نحن في حاجة إلى التضحية من أجل لبنان لكي يبقى أولا، ثم يستعيد أنفاسه. كل ما يطلبه العالم من أجل مساعدتنا هو تشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات الضرورية التي تستجلب المساعدات من أجل إنقاذ لبنان من انهياره. ألن تبصر الحكومة النور إلا على أشلاء المواطنين في الحوادث المتكررة هنا وهناك؟ وإذا كان تفجير المرفأ لم يهز الضمائر، هل من أمل بعد؟"

أضاف: "نحن في حاجة إلى رجال دولة يحسنون القيادة واتخاذ القرارات الجريئة بعيدا من التسلط والأنانية والمصلحة وتصفية الحسابات. هنا أسأل مع الكثيرين: كيف ينام مسؤول وشعبه يستعطي رغيف الخبز وحبة الدواء وقطرة المحروقات؟ كيف يرتاح وشعبه يعاني الحر والظلمة واليأس، ولا يطمح إلا إلى هجرة الجحيم الذي يعيش فيه؟ كيف يهنأ له عيش وأبناء العاصمة المنكوبين ما زالوا يبحثون عن حقيقة ضائعة بين قضاء يحاول الوصول إلى الحقيقة وسلطات تعيق عمله لإخفائها؟ هل بلغ الاستهتار بأرواح الناس حد عدم الاكتراث بمصيرهم، وعدم التنازل عن المصالح والحصص من أجل تأليف حكومة قادرة على البدء بعملية الإنقاذ؟ المطلوب تغيير صورة لبنان في نظر المجتمع الدولي. إذا لم نساعد أنفسنا كيف نطلب مساعدة الآخرين؟ الاعتراف بالخطأ والندم والتوبة تستتبع رحمة الله كما سمعنا في الإنجيل. الاعتراف بالخطأ ضروري في كل حين، وإصلاح الخطأ أمر بديهي عند من يسمع صوت الضمير، وعند من يحمل ضميرا حيا يعكس صوت الله". وتابع: "تحنن الملك على العبد المدين وأعطاه أكثر مما طلب، أو مما تجرأ أن يأمل. فعوض أن يمهله زمنا لإيفاء دينه عفا عنه، وأطلقه حرا مع عائلته، بالنعمة المجانية التي يمنحها الله. فما كان موقفه مع زميله؟ بعدما أعتقه الله مما كان غير قادر على إيفائه، نراه يمسك على أخيه الإنسان بقسوة، وبلا رحمة، دينا بشريا تافها. يستجدي الرحمة في الكثير ولا يرحم في القليل. أليست هذه حال البشر عامة وحالنا في لبنان؟" وختم عوده: "نتعلم من إنجيل اليوم أن الله يترك لنا ديوننا، ويطلب منا الرحمة والشفقة والعدل والمحبة نحو إخوتنا البشر، وإلا بقي ديننا غير مسدد. فعلاقتنا بالله تنتظم بحسب مواقفنا تجاه الناس. لذا، تذكروا دائمًا الصلاة الربانية التي علمنا إياها الرب يسوع نفسه والتي نقول فيها: "أترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه".

 

يمين ترأست الوفد اللبناني الى مؤتمر العمل العربي في القاهرة والتقت نظراءها العراقي والاردني والفلسطيني

الأحد 05 أيلول 2021

وطنية - ترأست وزيرة العمل في حكومة تصريف الاعمال لميا يمين الوفد اللبناني الى مؤتمر العمل العربي، الذي بدأ أعماله في القاهرة اليوم في دورته ال47، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ممثلا بوزير قوى العاملة محمد محمود سعفان. وتمثلت وزارة العمل بالاستاذ علي فياض، دنيز دحروج، حسين زلغوط، فيما ترأس وفد الاتحاد العمالي العام رئيس الاتحاد بشارة الاسمر، وترأس وفد أصحاب العمل منير البساط. وخلال إلقاء كلمات الافتتاح التي تخللها كلمة مسجلة للرئيس السيسي، قدم المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري درعا تقديرية للوزيرة يمين على دورها خلال ترؤسها الوفد العربي في مؤتمر العمل الدولي. وخلال اجتماع فريق الحكومات، انتخبت الوزيرة يمين رئيسا لفريق الحكومات خلال انعقاد المؤتمر. فيما انتخب الاسمر نائبا لرئيس فريق العمال. والتقت الوزيرة يمين نظيرها العراقي عادل الركابي، وجرى عرض العلاقات بين البلدين. كذلك التقت على هامش أعمال المؤتمر نظيرها الأردني يوسف الشمالي، وجرى بحث في سبل تطوير التعاون القائم بين البلدين في الظروف الراهنة. وقد أبدى الوزير الأردني خلال الاجتماع استعداد بلاده تقديم الدعم للبنان لتجاوز أزمته، وخصوصا في مجال استجرار الطاقة. كما التقت الوزيرة يمين نظيرها الفلسطيني نصري أبو جيش، وتم البحث في الاوضاع الراهنة ومسألة تنظيم اليد العاملة الفلسطينية في لبنان.

 

الأسد استقبل وفدا لبنانيا: سوريا ستبقى مع الشعب اللبناني وتدعمه/ارسلان: صمود سوريا شق الطريق لهذا التحول العظيم في المشهد الدولي

الأحد 05 أيلول 2021

وطنية - دمشق - استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وفدا لبنانيا، برئاسة رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، ضم رجال دين ووجهاء من طائفة المسلمين الموحدين وشخصيات سياسية وحزبية وفاعليات اقتصادية واجتماعية لبنانية.

واعتبر الأسد خلال اللقاء أن "أعضاء الوفد والقيادات التي يضمها يمثلون وجه لبنان الحقيقي ويعبرون عن غالبية اللبنانيين الذين يؤمنون بضرورة العلاقة مع سوريا وأهميتها، وكانوا أوفياء لها ووقفوا معها خلال سنوات الحرب"، وأن "العلاقات بين البلدين ينبغي ألا تتاثر بالمتغيرات والظروف العابرة بل يجب العمل على تمتينها"، مؤكدا ان سوريا "ستبقى مع الشعب اللبناني وتدعمه على مختلف الاصعدة". ورأى أن "القيادات التي تمتلك الرؤية الصحيحة والواضحة هي التي تستطيع عبر العلاقة المتبادلة مع الناس أن توصلهم إلى الهدف الصحيح والاستقرار وإلى الحماية من المطبات التي تواجههم بأوقات مختلفة، في ظل ما تتعرض له المنطقة من محاولات تفكيك للبنى الاجتماعية والوطنية"، مؤكدا أن "المعركة التي يجب أن تخوضها القيادات هي معركة حماية العقول مما يستهدفها وهو إلغاء الهويات والتخلي عنها".

أرسلان

وألقى ارسلان كلمة قال فيها: "لقاء الكرامة الذي نحن فيه، في حضرتكم، هو مدعاة لسرورنا العميق، وتأكيد متين لما نحن عليه من قناعة راسخة بأن سوريا الله حاميها، من أن سوريا بقيادتكم الحكيمة الشجاعة أعطت للعالم أجمع درسا في احترام الذات وعدم الخضوع أمام الاستكبار الاستعماري العالمي وعدوانيته التي حطمت كل الأرقام القياسية في نهج البربرية". أضاف: "لا مبالغة في وصف الأمور كما هي عليه، لأن الواقع يقول ذلك. لأن معاناتنا كلبنانيين وسوريين هي المعاناة التي نتساوى فيها جميعا وهي من نسج الاستعمار المتجدد والذي يحاول، وعبثا يحاول، أن يستعيد أزمنته الغابرة وفتوحاته المتوحشة واستباحته لحقوق الشعوب وكرامات الأمم. يا سيادة الرئيس، أنتم شخصيا، بقيادتكم الجسورة الحكيمة تقفون منذ أكثر من عشر سنوات، تقفون وقفة العز في درب الهجوم الاستعماري المتعدد الأشكال، فتستنهضون بوقفتكم هذه أمما- إمبراطورية كانت حانية الرأس أمام الفجور الاستعماري، فإذا بها تستعيد ولو تدريجيا عافيتها المعنوية وصدقيتها بين الأمم المصممة على عدم الخضوع للاستعمار والصهيونية. فانتقل العالم بفضلكم أنتم من أحادية القطب، أي من الديكتاتورية الدولية إلى التعددية القطبية أي الديمقراطية الدولية". وتابع: "إن الصمود الأسطوري لسوريا هو الذي شق الطريق لهذا التحول العظيم في المشهد الدولي والذي لم يكتمل فصولا بعد. ولكن التاريخ الذي تصنعونه يغير مجرى التاريخ الذي فرضوه على عالمنا العربي طيلة قرن كامل من الزمن. هذا هو الدرس الذي يجب أن تحفظه الأجيال، أجيالنا، من عمق مشرقنا إلى أقصى مغربنا العزيز، وكذلك أجيال العالم الحر الذي يقف إلى جانبنا في هذه الحرب العدوانية التي تشن علينا. وفي ضوء ذلك، لم يعد يغرنا خطاب الحكومات الغربية، بالديمقراطية وحقوق الإنسان وكبرى الأكاذيب التي اسمها الحرب على الإرهاب". وقال: "يا سيادة الرئيس، أشهد أمام الله والتاريخ، ومشايخنا الأجاويد الأجلاء وعلى رأسهم سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ نصر الدين الغريب شهود على ما سأقول، ودائما تحت عنوان الدين لله والوطن للجميع، هذه القاعدة الوطنية العظيمة التي توج بها سلطان باشا الأطرش نداء الثورة ضد الاستعمار الفرنسي: أشهد، شهادة من صلب مدرسة بطل الاستقلال وبطل حرب فلسطين المغفور له الأمير مجيد أرسلان.

أولا: إن أهل التوحيد، أبناء سوريا ولبنان وفلسطين الأقحاح، عندهم مشروع واحد لا غير، هو مشروع الوطنية والعروبة الحضارية، ولا تستطيع ولن تستطيع أي قوة في العالم أن تجعل منهم حراس حدود لإسرائيل، أو أحصنة طروادة للاستعمار.

ثانيا: إن أهل التوحيد، في سوريا ولبنان وفلسطين، قدرهم ودورهم التاريخي أن يكونوا دائما عنصر استقرار وانفتاح وحداثة، وهم المشهود لهم بحبهم وتقديرهم للرجال الشجعان والأبطال.

ثالثا: إن كل من يعادي فلسطين يعادي لبنان وسوريا والعروبة الحضارية كلها. وكل من يعادي سوريا يعادي لبنان والعروبة الحضارية كلها، وما من وطني يقبل بالقطيعة بين لبنان وسوريا، لأن قطيعة من هذا النوع تشكل طعنا للبنان في الصميم، وتآمرا على سوريا، وفي هذا المجال لا بد من التأكيد على أهمية وضرورة عودة العلاقات اللبنانية- السورية إلى طبيعتها، حيث يشكل البلدان معا تكاملا اقتصاديا بات ضرورة ملحة لكليهما، وما جرى في الأمس من موافقة سوريا مشكورة لتمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية إلى لبنان، يؤكد أن لا مناص من عودة هذه العلاقات، خصوصا مع وجود الكثير من الملفات التي تتطلب تنسيقا دائما ومتواصلا. وملف الإخوة النازحين في مقدمة تلك الملفات، إذ يبقى الهدف الأساس من تركه معلقا، تنفيذ أجندات خارجية. وقد بادرنا من خلال وزيرينا في الحكومتين المتعاقبتين إلى التنسيق مع الدولة السورية للبدء في حل هذا الملف، ولاقينا التجاوب الكامل والتسهيلات من قبل سيادتكم، ولكن للأسف، على الرغم من إقرار خطة العودة في مجلس الوزراء اللبناني، فإن الحكومة لم تستطع أن تنجزها أو تطبقها، حيث أن إرادة المجتمع الدولي تمنع ذلك".

وختم ارسلان: "يا سيادة الرئيس، اليوم، كما في الأمس وكما في الغد إن شاء الله، نوجه التحية إلى الجيش العربي السوري البطل وإلى شهدائه وجنوده كافة، حامي ديار سوريا المقدسة، والصامد أبدا بقيادتكم الرشيدة بوجه المؤامرة الكونية التي تهدف إلى إبادتنا جميعا عن الوجود، عبر الإرهاب والتجويع والحصار المجرم. إن صمود سوريا الأسطوري يؤكد بما لا يقبل الشك إطلاقا، بأن الانتصار الكبير هو جزء من تراثنا وهو آت لا محال، كما القضاء والقدر، وباسم أهلنا المشايخ أعضاء لجنة التواصل في فلسطين المحتلة، نتقدم بالشكر إليكم شخصيا يا سيادة الرئيس على استعدادكم الكريم وتوجيهاتكم السريعة بتحضير الاستقبال اللائق للجنة التواصل المعروفية من أهل الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948، الذين يقدرون تقديرا كبيرا مساندتكم لهم وحرصكم على تسهيل مهماتهم الدينية والقومية، وهذا طبعا ليس غريبا عنكم أبدا، ففلسطين تسكن في عقلكم وقلبكم، وهي الهاجس الأساس عندكم، والهدف الأسمى من أهدافكم الوطنية والقومية. سدد الله خطاكم وتوج جهادكم بالنصر المبين".

الغريب

وألقى الشيخ نصر الدين الغريب كلمة أوضح فيها أن "الوفد جاء الى سوريا لتهنئتها قيادة وشعبا بما تحققه من انتصارات على الإرهاب رغم الدعم الكبير المقدم للجماعات الإرهابية"، وقال: "سوريا لم تخضع يوما للارهاب ولا للاحتلال ولا أحد استطاع كسر الإرادة القوية للشعب السوري، وطائفة الموحدين الدروز ستبقى وفية لسورية وشعبها".

وهاب

كما كانت كلمة لرئيس "حزب التوحيد" وئام وهاب الذي تحدث عن "أهمية دور سوريا ومكانتها في المنطقة"، معتبرا أن "العرب لن يجدوا مكانا لهم بين القوى الإقليمية إلا من خلال العودة الى سوريا".

وعبر أعضاء الوفد عن "الوفاء والشكر لسوريا قيادة وشعبا لأنها وقفت الى جانب لبنان في أحلك الظروف"، مشيرين الى أن "العلاقة مع سوريا هي علاقة وجودية تاريخية وجغرافية لن يتمكن البعض من أصحاب الرهانات الخارجية الخاسرة أن يشوهوا تاريخها"، ومشيدين ب"صمود الجيش والشعب في سوريا في وجه المؤامرات والمشاريع التي كانت تهدف إلى إثارة الحروب الأهلية في المنطقة".

 

المطران حنا رحمة في قداس شهداء المقاومة: الامل يبقى بثورة شعبية إنتخابية لا خلاص للبنان بدونها

الأحد 05 أيلول 2021

وطنية - القى المطران حنا رحمة ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة، في قداس شهداء المقاومة اللبنانية، أشار فيها الى أن "صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، كلفه ليكون في هذا الاحتفال السنوي الذي يعبق بالكثير من المعاني الوطنية والكنسية العميقة. فجاء محملا ببركته الأبوية، رافعا الصلاة والتضرع إلى الله على نية وطننا لبنان الذي يرزح في هذه الأيام الصعبة تحت أحماله المرهقة على كل المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والصحية والتربوية".

وشدد على "أننا نرفع ذبيحتنا الإلهية بالاتحاد مع شهدائنا الأبطال الذين سقطوا على أرض الوطن دفاعا عن كرامته وسيادته وقضيته السامية، وبشكل أخص على نية شهداء القوات اللبنانية".

وقال: "يضعنا إنجيل اليوم، إنجيل الفريسي والعشار (لو 9: 14 - 18) أمام نموذجين من البشر: النموذج الأول المتمثل بالفريسي، مرضه الانتفاخ وعمى البصيرة، لا ينظر إلى إعماق نفسه المتعفنة بالكبرياء وإدانة الآخرين، ولا إلى الله الكلي الرحمة والطيبة، بل يركز نظره على المظاهر الخارجية التي تؤهله أن يبرز في مجتمعه على أنه منزه عن كل عيب. أما النموذج الثاني، المتمثل بذاك العشار، المريض هو أيضا بدنس الخطيئة والفساد، إلا أنه، بحسب حكم الرب يسوع، العائد إلى بيته مبررا، محررا من أثقال فضائح ماضيه الملتوي، ومن أعباء خطاياه الفائتة، لأنه آمن برحمة الله وأبوته، ومن تلك الرحمة الإلهية استطاع أن يستل كنوز الحب والصفح والغفران، تاركا الرب يغسل حقارته وعفنه وفساده بدموع التوبة وأنوار الحقيقة التي تحرر".

وتابع: "وفوق هذين النموذجين، يطل علينا الله، الطريق والحق والحياة، فاحص الكلى والقلوب (إر 17: 10)، ذاك الذي يرى ما يرى وما لا يرى (متى 6: 4)، ذاك الذي لا يخفى عليه شيء لأنه صانع كل شيء، ذاك الذي خلق الإنسان ولا يريد من خلقه هذا سوى قلبه: "يا بني، أعطني قلبك" (لا 23: 26)، هو ذاك الذي يغسل القلوب ويلينها مهما اتسخت وقست وتصلبت، ويقرب المسافات مهما أبعدها الإنسان، فالله خبير في قلب الإنسان لأنه الحب المطلق. أمام الله إذا، لا يمكن لأحد أن يخفي شيئا، فإذا استطاع الإنسان أن يغش أخيه الإنسان، وإذا سمح الفريسي لنفسه أن يدين العشار ويتعالى ويحكم عليه، وإذا تجرأ الأخ الأكبر أن يلغي أخيه الشاطر من قاموس حياته، وإذا تمكن قايين من قتل أخيه هابيل، إلا أن عين الله تعلو الجميع، والكلمة الأخيرة ليست للظلم والفساد والاستعلاء وإلغاء الآخر، بل هي لله وحده. ويبقى صوت الله صارخا في أذن وضمير كل "قايين": "ماذا فعلت يا قايين؟ صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض؟" (تك 4: 10)".

وسأل رحمة: "أتساءل معكم: حتام سيظل قايين بيننا؟ حتام سيظل قاسيا متحجر القلب، متمسكا بشريعة الغاب، حاسبا نفسه كأنه الله في ذاته؟ حتام سيبقى سفر التكوين والوجود بحاجة إلى شهداء أمثال هابيل البار ليفدي مواطني الجنة؟ ألا تكفي دماء يسوع، آدم العهد الجديد، ابن الله المتجسد؟ ألا يكفي صليبه لافتداء الإنسان؟ ألا تكفي دماؤه لافتداء العشارين والخطأة والفريسيين أيضا؟ لم كل هذه القساوة على إنساننا المعاصر؟ لم كل هذا الظلم في حق المواطن اللبناني الذي يجوع ويعطش ويحرم ويقتل ويموت كل يوم ليفدي رئيسا من هنا ومسؤولا من هناك؟ لم لا يموت المسؤول في وطني فداء عن المواطنين، إن كان حقا يحب الوطن والمواطنين؟ لماذا صمت آذان بعض المسؤولين في وطني؟ ولماذا عميت بصائرهم؟ ألا يخافون الله؟ ألا يخافون الموت والدينونة ويوم الحساب؟ ألا تثير دموع أمهات الضحايا والشهداء شفقتهم؟ أليس لديهم أمهات؟ أتخدرت حواسهم وماتت ضمائرهم وبلي فيهم الحياء؟".

وأكد "اننا نجتمع اليوم لنؤدي تحية الوفاء والتكريم في حضرة شهداء القوات اللبنانية، الذين أبوا أن يعيشوا هم ويموت الوطن، بل اختاروا الاستشهاد ليبقى الوطن، مستذكرا معهم شهداء الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وشهداء الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني، وشهداء فرق الإنقاذ والإطفاء، وجميع شهداء الوطن على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والحزبية، إذ أنهم باتوا ينتمون إلى وطن جديد، هو وطن السماء حيث لا تمييز ولا تحزب، لا غش ولا تفرقة، لا ذل ولا تمييز، لا تعال ولا استكبار، لا تنافس ولا متاريس، لا حرب ولا طغيان، لا جشع ولا جوع ولا ألم، ولا مكان لمنطق الغاب والعنف والتسلط وإلغاء الآخر".

ولفت الى أن "في وطن السماء يسود منطق الحب، ويفرض منطق الأخوة والوحدة، لا بقوة السلاح والمال والترهيب بل بقوة المحبة التي لا تزول". مضيفا: "هناك يتنعم شهداؤنا الأبرار في حضرة الله الكلي القدرة والقوة والمجد، هناك يسكن حراس القضية والوطن والإنسان، هناك ينعم فقط من كان للوطن والإنسان مخلصا وأمينا. والله الإبن، الذي بذل نفسه بإرادته وحريته المطلقتين في سبيل خلاصنا وافتدائنا، هو العليم بما كان في قلوب شهدائنا من رغبة صافية في افتداء الوطن والمواطنين، وهو الكفيل بمكافأة الشهداء وتكليلهم بتاج البطولة والعنفوان لأنه خبير بالحب وعطاء الذات حبا بالآخرين، فهو من أسس مدرسة الاستشهاد والفداء، وهو من أطلق شعارها القائل: " ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه" (يو 13: 15) فكان أول من نادى به وطبقه بالقول والفعل والحياة".

وتوجه للشهداء الابطال وذويهم بالقول: "أنطمئنهم على الوطن- القضية قائلين: "إفرحوا وتهللوا في عليائكم لأن كل شيء على ما يرام"؟ يا ليت الحقيقة كذلك! في قرارة نفسي قناعة أن الوطن المكرس وقفا للرب هو وطن لا يموت، وأن الوطن الذي يكرم مريم العذراء أرزة الوطن والكنيسة هو وطن أبدي لمن يحبون الوطن، وأن الوطن الذي يقدم للعالم أبطالا في القداسة أمثال شربل ورفقا ونعمة الله ويعقوب وإسطفان هو وطن أبدي في وجوده ورسالته، ولو كثر فيه الفريسيون والفاسدون. نعم، إن وطن تلاميذ مار مارون الشهداء الذين سفكت دماؤهم على ضفاف نهر العاصي هو وطن لم يولد بالصدفة بل بالشهادة والاستشهاد، وإن الوطن الذي لم تبخل كنيسته في تقديم بطاركة وأساقفة وكهنة ورهبان وراهبات ومؤمنين ومؤمنات وقواتيين وقواتيات شهادة لإخلاصها وعشقها له هو وطن لن تقوى عليه أبواب الجحيم. وإن حبة الحنطة متى وقعت في التراب وماتت، أنبتت ثمرا، بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين (متى 13: 8). نعم يا أحبائي، يا أمهات الشهداء وآباءهم، نعم يا انسباءهم ورفاقهم والأصدقاء، إن الوطن الذي حلم فيه الشهداء هو الباقي، أما الفاسدون من الزعماء والمسؤولين، وحتى من المواطنين العاديين أصحاب بعض المصالح والتجار والمحتكرين، أولئك الذين عبثوا في رسالة الوطن وأهملوا حلم الشهداء، فإلى مزبلة التاريخ وجهنم".

ولوالدة الشهيد قال: "صلي، صلي معي ولا تملي، فكما لطالما صليت على نية توبة المجرم الذي حرمك رؤية ابنك وتقبيل جبينه، كذلك اليوم تابعي صلاتك على نية توبة الفاسدين في وطننا، عساهم بتوبتهم يوفرون علينا وعلى شهدائنا مزيدا من الاستشهاد. أستحلفك بدماء شهيدك الغالي أن تصلي بإصرار مع قديسي لبنان وقديساته على نية الطغاة في وطن الشهداء عساهم يشبعون فيتوقفون عن استنزاف ما تبقى من الوطن". ومتوجها لآباء الشهداء وشقيقاتهم وأشقائهم وزوجاتهم وأبنائهم وذوي المفقودين، شدد على انه "لكل كفر وظلم وطغيان نهاية، فلا تسمحوا للظالمين أن ينزعوا ما زرع الله فيكم من رجاء في وطن الشهداء، فكرمى لذخائر شهدائنا، أصمدوا، قاوموا فأنوار الفجر ستلوح لا محالة، وحلمنا في أن ينهض وطننا ويتحرر من أيدي الزعماء الفريسيين سيتحقق عاجلا أم آجلا، فمهما اشتد ظلام الليل، فإن الشمس طالعة لا مفر". وأكد لرفاق الشهداء، والمواطنين الأحرار انهم "الشهداء الأحياء في وطن الجهاد الدائم، ومعا سيتم بناء ما تهدم، معا سنكون ثورة رجاء في وطن اعتاد على الألم وأبى أن يفقد الكرامة مهما ثقلت الأحمال وكبرت التحديات"، مشددا على "اننا معا، وبنعمة الله، وبعنادنا المقدس وتكاتفنا ووحدتنا، سنعيد لبيروت ومرفئها وإنسانها الرجاء والجمال، وسنطالب بإحقاق عدالة الأرض وعدالة السماء حتى آخر رمق من حياتنا، حينئذ يفرح شهداء بيروت- الوطن في عليائهم ويكشف الفريسي الماكر الخائن في وطاوته، وينزل المتكبرون عن العروش".

وأوضح أنه "عندما يتحدث عن شهداء العاصمة إنما تتبادر إلى ذهنه لوائح لا تنتهي من الشهداء في التليل وبعلبك وطرابلس وصور وصيدا وغيرها من المدن والبلدات اللبنانية، فشوارعنا وساحاتنا وبيوتنا وعيالنا مليئة بالشهداء، فالمواطن اللبناني يقتل كل يوم على أيدي العميان الأنانيين من المسؤولين الظالمين: في محطات الوقود يذل، وأمام أفران الخبز يهان، وفي صالات المصارف تنهب أمواله، وفي طوابير الصيدليات يشحذ الدواء، وأمام المستشفيات ينتظر ساعة الأجل، فقط لأن جيوب بعض المسؤولين لا تزال تتسع لمزيد من مال الفقراء، ولأن تجويع الناس بات وسيلة مبرمجة فعالة يستخدمها بعض المسؤولين الفريسيين للتحكم بالناس بهدف تمديد ولاية سلطتهم وتعزيز فسادهم".

وجدد المطران رحمة التأكيد أن "الامل يبقى بثورة شعبية إنتخابية لا خلاص للبنان بدونها، ولا مجال لإصلاح الوطن من فساد الفريسيين الذين يحكمونه بدونها"، معتبرا ان "يسوع المسيح الثائر الكبير على جهالات الفريسيين، يبقى المثال الابدي في عدم الخنوع ورفض الظلم والاستبداد ومحاربة الفساد، كل ابتداء من نفسه". وشدد على ان "الرهان في هذه الأيام الصعبة لا يقوم إلا على الله وعلى المؤمنين به والمتشبهين فيه، وعلى ثورة إنتخابية تقتلع الفاسد من جذوره وتعطي السلطة لأناس كفوئين نظيفي الكف لا يساومون على كرامة المواطنين ولا على سيادة الوطن وعلى ثورة شعبية لا ينتهي دورها مع انتهاء المعركة الإنتخابية النيابية، بل ثورة ناشطة، لا تنعس لا تنام، تتابع العمل مع السلطة العتيدة لتحرر القضاء وتطلق العنان للعدالة الأرضية وتشرع أبواب السجون لمن لا يزال مصرا على إعدام اللبنانيين ونحر لبنان الرسالة، وطن الإنسان الحر، وحلم الشهداء الأبطال، وقضية القديسين. من هنا ركز على ان الرهان على ثورة إنتخابية تعطي الأمل لشبيبة لبنان الواعدة والمبدعة في أن يجدوا مكانا لهم في وطنهم، فيتاجروا فيه بوزناتهم فلا يضطروا على الإنسلاخ عنه وفي ذلك استشهاد يومي، لبنان السياحة والبيئة والزراعة والصناعة والتجارة والتربية ليس وطنا فقيرا أو قاصرا، بل وطنا غنيا نهبه بعض الخونة والمجرمين، لذلك يقوم الرهان على ثورة إنتخابية توصل أصحاب الضمير والأخلاق إلى السلطة، توصل رجالات تليق بلبنان الثقافة والتاريخ والرسالة والإنفتاح، ثورة تغير الذهنيات وتجعل من لبنان-التعددية وطنا يعيش تحت سمائه الإنسان مسالما متآخيا مع أخيه المواطن بغض النظر عن انتمائه المذهبي والطائفي والحزبي والسياسي. وختم بالتشديد على ان الرهان على ثورة إنتخابية يشارك فيها المقيمون والمنتشرون في العالم، تجعل العلم اللبناني عاليا ولا يعلى عليه، وتجعل الأرزة في وسطه أكثر شموخا طالما أن تحت أغصانها يجتمع الجميع بسلام وكرامة ومحبة".

وعاون المطران رحمة لفيف من الكهنة، وخدمت القداس جوقة سيدة اللويزة برئاسة الأب خليل رحمة. وقد تلت الرسالة جيسي عيراني زوجة الشهيد رمزي عيراني، فيما تلا منسق منطقة جزين جورج عيد نية عن لبنان وقال: "لبنان البلد الذي سمى أهله بإسمه لا سمي باسم أهله، لن يكون إلا لأهله وأهله لن يكونوا إلا له. لبنان ذكر عشرات المرات بالكتاب المقدس، ومشى يسوع بأرضه وشفى الكنعانية، لبنان اليوم معذب وموجوع بين الجلجلة والصليب، وما يزيد ألمه ان الجلادين يحملون اسمه ويحاولون تجييره إما لخارج الحدود او لداخل جيوبهم، ولكن لبنان لن يموت طالما هناك رب السماء وطالما نحن مؤمنون بالمقاومة المستمرة على الأرض. يا رب، لا تهجر سماء لبنان، لبنان الوطن والكيان، لبنان الإنسان والإيمان، مساحة الحرية لكل المذاهب والأديان، وأرض الشهداء الذين لا يطالهم لا نكران ولا نسيان".

ورفعت رئيسة مصلحة الصيادلة في "القوات" ايلين شماس الصلاة على نية المسيحيين في الشرق، وشددت على ان "المسيحيين في لبنان والشرق آخر علامة للرهان على الإنسان كقيمة بمعزل عن انتمائه". وتابعت: "نصلي يا رب كي تكون دائما المعزي والحامي لهم، ليبقوا رمز التنوع والخميرة بين اخوتهم، ومنارة الحق بوجه الظلم والظلامية. فالمسيحيون في الشرق ليسوا كبش محرقة بين التطرف الأصولي ومحاور الهيمنة، وبين الخيار بالقتل والتهجير وخيار الموت البطيء. يا رب، انت الذي اخترتهم شهودا لك في هذه المنطقة، لا تجعلهم مشاريع شهداء، لأنهم أهل الأرض بعيدا عن منطق الأقلية والأكثرية. لهم يا رب ولشركائهم بالانفتاح والاعتدال في محيطهم العربي والمشرقي نصلي".

فيما رفع رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في "القوات" انطوان مراد الصلاة على نية الكنيسة، واعتبر ان "كنيستنا أرزتنا بكل أغصانها وفروعها وجذورها التي تتشارك بحمل الأمانة للمسيح المنتصر على الموت، ولا تتردد بإدانة الكتبة والفريسيين الكذبة، وصوتها لم يخفت ولن يخفت، لم يسكت ولن يسكت في وجه اي سلطنة أو هيمنة".

وأضاف: "من يوحنا مارون المقاوم الأول، للبطركين الشهيدين دانيال الحدشيتي وجبرائيل حجولا، للدويهي والحويك وعريضة وصولا لنصرالله صفير، مسيرة بطولة بالإيمان والعنفوان. واحفظ يا رب سيدنا وغبطة أبينا الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى الذي يخوض التحدي بكل جرأة وثبات على خطى البطاركة الكبار، وشد من عزيمته وعزيمة كل الأحبار وقادة الكنيسة وعلى راسهم قداسة البابا فرنسيس، من أجل كرامة لبنان وحياده. لسيدنا الراعي ممثلا معنا بسيادة المطران حنا رحمة السامي الاحترام ولكنيستنا المقاومة يا رب نصلي".

وعلى نية ضحايا وشهداء المرفأ والتليل، تضرع رئيس مصلحة المهن القانونية المحامي جورج فيعاني للآب، وقال: "من سنة وشهر تزلزلت بيروت للمرة الثانية بتاريخها، الا ان هذه المرة الوجع والمرارة أكبر، لأن نتيجة الدماء والخسائر لم تكن طبيعية، إنما من صنع البشر والاستهتار والنوايا المبيتة. أكثر من مئتي شهيد وضحية وآلاف المصابين ودمار نصف العاصمة، وما زالت أسوار التعمية والضغوط والتهويل ترفع بوجه العدالة والتحقيق. يا رب، فلتشمل عدالتك كل مجرم ومتواطىء وساكت ومهمل، وكن العضد للقضاء من أجل كشف الحقيقة، واغمر برحمتك شهداء المرفأ الأبطال وضحاياه وضحايا التليل في عكار الذين سقطوا ايضا نتيجة سياسة الإفقار والفساد والارتهان، وابسط حنانك على اللبنانيين المعذبين ورد عنهم الجوع والعوز والمرض والذل، لك يا رب نصلي".

اما على نية "القوات"، فقال منسق "القوات اللبنانية" في السويد الياس سركيس: "اليوم أكثر من اي وقت آخر، "القوات اللبنانية" تتعرض لحملات التجني، لانها مؤمنة بالحق وقوية بالحق، والحق يحرر مثل ما قلت يا رب، ولأنها مقاومة مستمرة بوجه الفساد والارتهان للخارج، كما كانت مقاومة بوجه كل غاصب ومحتل ومتجبر ومستكبر. القوات اللبنانية اليوم حارسة الهيكل بوجه تجار الهيكل، ومناضلوها هم الحراس "اللي ما بينعسوا" عندما ينام المؤتمنون على الوطن وأهله. احفظ يا رب "الحكيم" الذي يحمل الأمانة ويتحمل المرائين، ولكن إلى حين، إلى حين ان تحل النعمة على بلادنا وننتهي من على استعداد لقبض ثلاثين من الفضة مقابل بيع لبنان، وينتصر من يدفع عمره ثمن بقاء لبنان. لك يا رب نصلي".

وعلى نية شهداء "المقاومة اللبنانية"، رفع عضو جهاز التنشئة السياسية في "القوات" الياس ملكي الصلاة، قائلا: "الشهداء الذين تخلوا بلحظة عن عمرهم وتركوا عد السنوات لغيرهم، هم شهداؤنا، الشهداء الذين وضعوا يدهم على المحراث "لما دق الخطر" ولم ينظروا خلفهم، هم شهداؤنا، الشهداء الذين انضم اليهم بشير الجميل رئيس الجمهورية القوية وصار رئيسا لجمهورية الشهداء، هم شهداؤنا، الأبطال الذين رووا بدمهم الحجر والشجر وانزرعوا بالتراب وفي القلوب والذاكرة إلى أبد الآبدين، هم شهداؤنا". وأردف: "سقطوا لنبقى واقفين، وارتفعوا الى السماء لنستمر على هذه الأرض، جسدوا أشرف المقاومات التي ما زالت مستمرة على خطاهم، امام شهادتهم يهون الاعتقال والتنكيل، والمنع والقمع، من المؤكد انهم "ما راحوا" كي نصل للجوع والعوز والإحباط. من ائتمن على تراث الشهداء لن يسمح بأن يقتلوا مرتين. يا رب القوات كن معنا.. ومعهم. لك نصلي".

وعند المذبح الذي نفذ من صخرة كبيرة ترمز لثبات ايماننا ومسيرتنا في هذا الشرق، ارتفعت ثلاث أرزات بأحجام مختلفة، رمزا للأجيال المتفاوتة من الأجداد والأباء وصولا الى الأبناء، متجذرة على صخرة للتأكيد على الاستمرارية في المقاومة والوطنية والصمود مهما اشتدت العواصف وتفاقمت المحن. وفي المقابل وضعت صخرة كبيرة غرز عليها صليب خشب متواضع يرمز الى الصلبان المرفوعة على جبال لبنان والتي تؤكد على وجودنا الحر في هذا الشرق وعلى شهادة ابطال "المقاومة اللبنانية" الذين قاوموا للحفاظ على لبنان لنبقى فيه وعلى القيامة التي تشدد على ايماننا بأن شهداءنا لا يموتون.

وكانت "كشافة الحرية" وضعت اكليلا من الغار تحية لشهداء "المقاومة اللبنانية"، وتم تقديم البخور والقرابين. ونظمت القداس لجنة الأنشطة المركزية في حزب "القوات اللبنانية" بالتعاون مع شركة "ICE". وعرض فيديو يتحدث عن كل مراحل نضال "القوات اللبنانية" على الاغنية التي اطلقت للمناسبة تحت عنوان "مقاومة مستمرة" من كلمات الشاعر نزار فرنسيس، ألحان رواد رعد، واخرج الفيديو مارون ابي راشد. ورفعت صورة للرئيس الشهيد بشير الجميل مع لائحة كبيرة بأسماء شهداء المقاومة اللبنانية.

وتسلم جعجع مشعل "المقاومة اللبنانية" من كشافة الحرية ووضعه على نصب الشهداء الذي اقيم في معراب، تأكيدا لاستمرار المقاومة، وتزامنا ضرب عدد من المحازبين التحية ورفعوا السيوف للحكيم والشهداء.

 

نص كلمة سمير جعجع/حذر من تأجيل الانتخابات النيابية: نرفض الرئيس الضعيف والخاضع وإذا أردتم التغيير غيروا في طريقة انتخابكم

الأحد 05 أيلول 2021

وطنية - أحيا حزب "القوات اللبنانية" القداس السنوي لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية في معراب، تحت شعار "مقاومة مستمرة"، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمطران حنا رحمة. وحضره أعضاء تكتل "الجمهورية القوية" النواب: ستريدا جعجع، جورج عدوان، بيار بو عاصي، جوزيف اسحق، فادي سعد، زياد الحواط، شوقي الدكاش، إدي ابي اللمع، عماد واكيم، انيس نصار، أنطوان حبشي وجورج عقيص، أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم، نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، الوزراء السابقون مي شدياق، كميل ابو سليمان، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" ريشار قيومجيان، ملحم رياشي، جو سركيس، طوني كرم، النواب السابقون: انطوان زهرا، ايلي كيروز وانطوان ابو خاطر، الأمين العام لحزب "القوات اللبنانية" غسان يارد، مساعد الامين العام لشؤون الإدارة وليد هيدموس، مساعد الامين العام لشؤون المناطق جوزيف ابو جودة، مساعد الامين العام لشؤون الإنتشار مارون السويدي، اعضاء المجلس المركزي في الحزب، رؤساء المصالح والاجهزة، منسقو المناطق وحشد كبير من الاغتراب اللبناني والمحازبين من المناطق كافة، اضافة الى مشاركة كبيرة من مصلحة طلاب "القوات اللبنانية".

وألقى جعجع كلمة توجه فيها إلى شهداء حزب "القوات"، قائلا: "رفاقي الشهداء، وأسأل كل يوم: أين هي القوات؟ وماذا تفعل لنا في خضم كل ما نعانيه؟ وجوابي لهم: لقد وجدتمونا عندما احتجتمونا، في المراحل الماضية كلها، واليوم أيضا وأيضا نحن معكم ولكم صوت صارخ في البرية يناضل ويقاتل ليل نهار لئلا ينفد الأمل في مجتمعنا وفي وطننا مع نفاد الأدوية والبنزين والمازوت ومتطلبات الحياة الأساسية. صوت صارخ في برية دولة غير موجودة، وسيادة منتهكة، وحدود سائبة، وإدارة مسيبة، وفساد وهدر من دون حدود. صوت صارخ في برية الخيانة الوطنية، والجريمة، والجهل، والفساد، والتبعية وسوء الإدارة، وبالأخص الأخص في برية المصالح الشخصية والأنانية البغيضة. ولكن ولكن إذا كانت جولة جماعة الظلم والقهر والمعاناة والإفقار والتدمير ساعة، فجولات قوات الحق والحرية والإنسان ستكون حتى قيام الساعة".

وأضاف جعجع: "أن يحرمونا المحروقات صعب جدا، لكن الشعب اللبناني يجد دائما بعض الحلول. أن يحرمونا الدواء غاية في الصعوبة، ولكن يبقى له دواء. ولكن أن يحرمونا الأمل، فهذه تكون نهاية الكون: القوات صوت صارخ في برية لبنان هذه الأيام العصيبة وفي كل الأيام، حتى يكون الأمل الباقي محميا مصانا بعيدا عن أيدي العابثين السارقين السالبين الفاسدين، مصاصي طاقة الشعب اللبناني ودمائه. نحن هنا، نحمل شمعة صغيرة بأحلام كبيرة، تضيء طريق الأمل للبنانيين، ليتمكنوا من اجتياز هذا النفق الجهنمي الذي رموهم فيه، والعبور الى رحاب النور والخلاص".

وتابع: "لا يختلطن الأمر على أحد. فنحن ما زلنا القوات اللبنانية التي تعرفونها، قوات ولبنانية لن نقبل مجرد أن يحترق شعبنا في جهنم التي أوجدوها. لن نقبل أن نختفي في القعر الذي حفروه للبنان واللبنانيين. لن نقبل أن نستسلم، لا بسهولة ولا بصعوبة. لن نقبل أن نختفي، ولا أن يختفي لبنان، ولا أن تتغير معالمه، ولا أن يجوع شعبه، ولا أن يقضي حريقا أو غرقا.

لن نقبل بأن يسلب شعبنا سيادته ولا كرامته ولا حريته، وسنقاوم. نحن القوات اللبنانية مثلما قاومنا ليبقى لبنان مرات ومرات، هكذا هذه المرة ايضا، ومن يعش يرى".

وقال: "يا شعب 17 تشرين، القوات اللبنانية منكم ولكم، فلا تفرطوا بها حتى لا تساهموا عن قصد أو عن غير قصد بتطويق آخر حصون الثورة والمقاومة والبطولة في لبنان، فتفقدوا آخر أمل لكم بالتغيير الحقيقي. القوات اللبنانية منكم ولكم فلا تفرطوا بقوتها وتنظيمها وعصب وجودها جريا وراء أحلام رملية وشخصيات مسرحية تتنطح وتعدكم بأنها ستنتشل الزير من البير، ولكن سرعان ما تتبين هشاشتها عند اول استحقاق مفصلي أو خطر وجودي، فتكونون كمن اشترى سمكا في البحر. إن القوة الحقيقية والتحدي الفعلي ليس في تحطيم كل ما هو قائم، وإنما في التمكن من استبدال السيىء بالجيد. وإلا نكون قد هدمنا السيىء والجيد، ولكن من دون أن نبني مكانهما شيئا. المطلوب هو التغيير العاقل والهادف والمحصن والمتين، وهذا ما تعدكم القوات به، لا التصرف العبثي العدمي الفوضوي الذي يؤدي إلى مزيد من الضعف، والتلاشي والشرذمة والتحلل. مثلما قاومنا ليبقى لبنان مرات ومرات، هكذا هذه المرة ايضا، مقاومة مستمرة".

وتوجه إلى جمهور 14 آذار قائلا: "يا شعب 14 آذار، ثورتكم قدمت أرقى تجربة حضارية لمقاومة سلمية انتصرت على أعتى الأنظمة الديكتاتورية.

ومن ينجح بتحرير لبنان من نظام الأسد، لن يقوى عليه أي خاطف أو فاسد أو مستقو أو ظالم. لو قيض لمشروعكم أن يترجم واقعا ملموسا ومعيوشا لكان تجنب اللبنانيون المآسي التي يعيشونها اليوم، والذل الذي أصبح ملازما لحياتهم، والخوف على المصير الذي ينتابهم. لو قيض لمشروعكم أن يتحقق لكنا انتهينا من لبنان الساحة، ولبنان المزرعة، لبنان الفساد، ولبنان عدم الاستقرار، ولبنان الفشل، ولبنان المعزول. لو قيض لمشروعكم أن يترجم على أرض الواقع لكنا أحيينا نموذج سويسرا الشرق، وأعدنا لبنان إلى هويته التاريخية ودوره وتألقه وازدهاره ونمط عيشه. لو قيض لمشروعكم أن ينجح لكنا في الدولة القوية التي تطبق دستورها وقوانينها على الجميع وتحمي سيادتها واستقلالها وتعزز علاقاتها الخارجية العربية والغربية".

وأردف جعجع: "يا شعب 14 آذار، ثورتكم لم ولن تنتهي قبل تحقيق الأهداف التي من أجلها انتفضتم وكسرتم حواجز الخوف ووحدتم الساحات في ثورة عابرة للمناطق والطوائف. ثورتكم هي الأمل بلبنان المستقبل، لبنان الإنسان.

لن نفقد الأمل في وطن انتفض شعبه في 14 آذار وعاود الكرة في 17 تشرين. وعدي لكم اليوم، أن القوات اللبنانية، وكما كانت على الدوام، ستبقى رأس حربة مشروع 14 آذار الذي، وإن تصدع هيكله الخارجي، سيبقى الشعلة التي تنير درب خلاص لبنان. مقاومة مستمرة".

وقال: "أيها اللبنانيون، إنه عهد الانهيار الشامل، تديره مجموعة حاكمة تنازلت عن سلطة وسيادة الدولة، وضربت مؤسساتها، وحولتها إلى دولة فاشلة مارقة، يحكمها فاسدون، فاشلون، لصوص، خونة مجرمون. نحن مقتنعون بالممارسة والتجربة، أن لا خلاص ولا تقدم مع هذه الزمرة الحاكمة، التي يشكل نواتها الصلبة الثنائي حزب الله والتيار الوطني الحر. هذا ما توصلنا إليه باكرا، وحذرنا منه تكرارا. كنا اول من دعا الى استقالة الحكومة التي كانت قائمة واستبدالها بحكومة تقنيين مستقلين، تعلن حالة طوارئ اقتصادية في اجتماع بعبدا في أيلول 2019، اي قبل حوالي شهر على انتفاضة 17 تشرين. هذه الانتفاضة التي قرأنا الرسالة الشعبية عبرها وبادرنا إلى الاستقالة فورا من الحكومة والخروج من السلطة. ولاحقا بادرنا إلى اقتراح الاستقالة الجماعية لكتل وأحزاب أساسية في مجلس النواب، بهدف الدفع إلى انتخابات نيابية مبكرة، من أجل إعادة تكوين السلطة من جديد".

وتابع: "أيها اللبنانيون، إن أكثرية المسؤولين يحيدون أنفسهم اليوم عن جوهر الأزمة، إما عن مصلحة أو عن تردد أو عن خوف الأمر الذي يزيدها تفاقما. فالأزمة اليوم ناجمة عن اختطاف الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأخذها رهينة لمصلحة غير لبنانية، وقد أدى هذا الامر إلى فقدان لبنان صداقاته وعلاقاته العربية والدولية. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فالأزمة ناجمة عن تحالف الخاطفين مع الفاسدين مما حول الدولة برمتها إلى دولة فاشلة مارقة.

علينا أن ندرك وبشكل حاسم: أنه يستحيل الخروج من المأساة الحالية من دون قيام دولة. وأنه يستحيل قيام الدولة قبل استعادة قرارها. وأنه يستحيل قيام الدولة إذا لم تمتلك حصرية السلاح على كامل أراضيها. وأنه يستحيل تطبيق القانون على فريق من اللبنانيين دون سواه. وأنه يستحيل وقف التهريب من دون ضبط الحدود كل الحدود، ونشر قوات دولية على حدودنا الشرقية والشمالية. وأنه يستحيل تطبيق العدالة وهناك من يرهب القضاة. وأنه يستحيل استنهاض الاقتصاد قبل استعادة علاقاتنا العربية والدولية. وأنه يستحيل الوصول إلى دولة فعلية بالتحالف مع الفساد. هنا تقف القوات بوجه كل ذلك من دون مواربة وبكل جرأة، ومن هنا تتوجه إلى كل اللبنانيين: أن تعالوا نحرر الدولة معا من آسريها وخاطفي قرارها والمهيمنين عليها والعابثين بها فسادا وسرقة ونهبا، لأن كل ما عدا ذلك لن يغير في واقعنا شيئا".

وأضاف: "أيها اللبنانيون، لا يستطيع حزب الله أن يكمل على هذا النحو من تجاهل الواقع، وبهذه الطريقة من الاستخفاف والازدراء بمطالب الناس المشروعة والمحقة. ألا يعرف حزب الله أنه يتحمل الجزء الأساسي من مسؤولية الأزمة الاقتصادية والمالية المدمرة بعدما تسبب في قطع علاقات لبنان مع محيطه العربي وإدخاله في صراعات ومحاور إقليمية لا طائل منها ولا ناقة للبنان فيها ولا جمل. ألا يعرف حزب الله أنه المتهم الأول بحماية ورعاية منظومة الفساد في الدولة ومؤسساتها وعند معابرها وحدودها؟ ألا يعرف حزب الله أنه المتهم بتعريض استقرار لبنان وأمنه للخطر الدائم بسبب احتكاره ومصادرته لقرار الحرب والسلم وحيازته السلاح المتفلت، وأنه لم تعد تحميه وتغطيه ثلاثية زائفة، وأحداث شويا الأخيرة خير دليل على ذلك. إن حزب الله هو نقطة انطلاق أزماتنا الحالية جميعا. هذه الأزمات التي يعاني منها الشيعة اللبنانيون، كما بقية اللبنانيين. ولكن، وانطلاقا من الواقع التعددي اللبناني، تقع على إخواننا الشيعة بالدرجة الأولى مسؤولية تصحيح هذا الخلل الفاضح الحاصل باسمهم، ووجود دويلة قضت تقريبا على الدولة، مما أدى بنا جميعا إلى الواقع الأليم والمر الذي نعيشه".

وتقدم جعجع بأحر التعازي إلى الطائفة الشيعية، قائلا: "إخواني الشيعة في لبنان، قبل أن أكمل كلمتي، أريد أن اتوقف لأتقدم بأحر التعازي من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومن الإخوان الشيعة في لبنان وكل اللبنانيين والشيعة في المنطقة بوفاة الشيخ عبد الأمير قبلان رجل الاعتدال والإلفة والوحدة والتسامح تغمده الله فسيح جناته".

وسأل جعجع: "إخواني الشيعة في لبنان، أنتم جزء تاريخي وتأسيسي للكيان اللبناني. فهل تقبلون بعدما كنتم من بناة هذا الكيان، ومن المدافعين عنه وعن نهائيته وتعدديته ونظامه الديمقراطي في خضم مشاريع الوحدة والتذويب والعسكرة والديكتاتورية والدولة البديلة، هل تقبلون أن يسعى حزب الله، باسمكم وبالنيابة عنكم، لتقويض هذا الكيان، واستلحاقه بمشاريع عابرة للحدود والقارات، وتغيير وجهه وهويته وطبيعته، مفرطا بإنجازات آبائكم وأجدادكم ونضالاتهم عبر التاريخ؟ إخواني الشيعة في لبنان، بعد تحكم حزب الله بمفاصل القرار الشيعي ماذا حصل؟ هل ما نعيشه اليوم هو الإنماء المتوازن، أو هل تحققت العدالة الاجتماعية أو الإصلاحات التاريخية المنشودة؟ على العكس، لقد أصبح الفساد متأصلا، وأصبح الإجحاف والتهميش متوارثا، وأصبح التمييز والطبقية متأصلين، وعاد الزمن بكم وبكل اللبنانيين عشرات لا بل مئات السنوات إلى الوراء. ماذا نفعتكم كل مظاهر القوة المصطنعة، وكل الادعاءات بالانتصار في سوريا واليمن والعراق ولبنان إذا كان الظهير الشعبي لحزب الله عاجزا، شأنه شأن بقية اللبنانيين، عن تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة؟ ماذا ينفع جمهور حزب الله بالذات إذا كان أركان النظام السوري صامدين ثابتين مرفهين على كراسيهم بفضل آلاف وآلاف الشبان الشيعة الذين سقطوا في سوريا، فيما هذا الجمهور يعيش على أرضه أتعس وأسوأ وأظلم ايامه اقتصاديا وحياتيا ونفسيا؟ ماذا تنفع المقاومة من دون شعب؟ ماذا ينفع المواطن الشيعي انتصار الحوثي في اليمن على بعد آلاف الكيلومترات، إذا كان هو عاجزا عن إيصال ابنه إلى المدرسة على مرمى حجر؟ إن الأعمال تقاس بنتائجها، وها هي النتائج التراجيدية ظاهرة لكل الناس على وجه الكرة الأرضية، وهذا يدل على أن كل مشروع حزب الله كان سيئا وفاشلا". سئل رجل حكيم، بما ينتقم الإنسان من عدوه؟ أجاب، بإصلاح نفسه، وليس بهجاء عدوه".

وتابع: "إخواني الشيعة في لبنان، إن فكرة المقاومة إن لم تقترن بكرامة الإنسان ورفاهيته وطبابته ولقمة عيشه وتعليم أولاده، تكون مجرد شعار فارغ غير قابل للصرف. إن الغاية النهائية لأي مقاومة فعلية لا تنحصر فقط بالبعد المعنوي أو العسكري او الاستراتيجي، وإنما أيضا تتعلق بتحقيق كرامة الإنسان على المستوى المادي والمعيشي واليومي. فالصاروخ لا يشبع جائعا، والأيديولوجيا لا تضيء منزلا، والمسيرة لا تطبب مريضا. إن الاتحاد السوفياتي انهار عام 1990 ليس لأنه لم يمتلك صواريخ ومسيرات وأيديولوجيا وقنابل نووية بالآلاف، بل لأنه اعتقد أنه بالسلاح وحده يحيا الإنسان، فكان اعتقاده خاطئا. إن من يناديكم بأشرف الناس لم يقرن قوله بالفعل، بل عند الطوابير أمام المحطات والأفران والمستشفيات ساواكم بالذل والقهر والظلم مع بقية اللبنانيين".

وأكد جعجع أنه "ليست القوات اللبنانية هي عدوتكم، ولا البطريرك الراعي ولا غيره من اللبنانيين، بل عدوكم الفعلي هو من أوصلكم وأوصلنا إلى ما نحن فيه. إن المكابرة التي ينتهجها حزب الله لن توصل الى أي نتيجة، فالمعضلة التي يعيشها اليوم، ليس سببها لا اميركا ولا السعودية ولا الغرب ولا العقوبات التي يحكى عنها، إنما هي مشكلة بنيوية عضوية تتعلق بصلب تفكير حزب الله بأيديولوجيته ومشروعه السياسي وطبيعته الشمولية المتناقضة مع طبيعة الواقع اللبناني، ومع نمط عيش الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني وثقافته وتفكيره، ومع جوهر التطور والتغيير، وهو تاليا يسير عكس التطور الطبيعي للتاريخ مثله مثل كل الأنظمة والمنظومات والحركات الشمولية التي سبقته. إخواني الشيعة في لبنان، إن اللبنانيين بانتظاركم حتى ترفعوا البطاقة الحمراء بوجه كل الممارسات التي يقوم بها حزب الله باسمكم، وتصرخوا في وجهه "هيهات منا الذلة". فأنتم خط الدفاع الأمامي عما تبقى قائما من لبنان حتى الساعة. إن صوتكم المرفوع هو الصدى لصرخات الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني. هنا أختم مع هذا القول للإمام علي بن ابي طالب: رحم الله امرءا أحيا حقا وأمات باطلا ودحض الجور وأقام العدل".

أضاف: "أيها اللبنانيون، إن الأزمة الوطنية التي تهدد الكيان اللبناني في دوره ووجوده هي الأزمة الأم التي تتفرع منها كل الأزمات والتي يجب التركيز على إيجاد الحلول لها عبر خارطة طريق سهلة وبسيطة: أولا: انتخابات نيابية تكون نقطة الانطلاق والخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل. ثانيا، انتخاب رئيس جديد للجمهورية فور اكتمال عقد المجلس النيابي الجديد. ثالثا، تشكيل حكومة إصلاحات فعلية منبثقة من المجلس النيابي الجديد تبدأ فورا بمسيرة الإنقاذ المنشود. رابعا، إجراء حوار وطني برعاية رئيس الجمهورية الجديد لمناقشة كل المسائل والملفات الخلافية خصوصا تلك المتعلقة بسيادة الدولة وسلطتها وقرارها، والاتفاق على كيفية تطبيق ما لم يطبق من اتفاق الطائف خصوصا ما يتعلق بالسلاح واللامركزية الموسعة. يبقى أن نجاح كل هذه الخطة يتوقف على نجاح الخطوة الأولى والأساس فيها والتي هي الانتخابات النيابية".

وتابع: "أيها اللبنانيون، هذه فرصتنا جميعا لتقولوا كلمتكم وترفعوا صوتكم عبر صناديق الاقتراع وتطلقوا صرخة التغيير المدوية، وتضعوا خطا كبيرا فاصلا بين الحاضر المأساوي الذي نعيشه والحلم الذي نطمح إليه. وتذكروا دائما أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين... المدخل الأساس للتغيير هو أنتم، أنتم الذين اختبرتم في لحمكم الحي وجنى عمركم وصحتكم سوء التفويض السابق أو عدم الاكتراث، وبالتالي حان الوقت لأن تستردوا المبادرة بالمشاركة الكثيفة في الانتخابات وتوليد موجة سياسية ودينامية تؤدي إلى وقائع جديدة. إن الله لن يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. لا حل في لبنان سوى أن تفكوا أسر الدولة المخطوفة، وتفوضوا من هو قادر على إعادة السيادة إليها وإدارتها بشفافية ونزاهة بعيدا من الفساد المتمادي. لا ميزان قوى سوى الميزان الذي تفرضونه بإرادتكم واقتراعكم، فكل موازين القوى الخارجية لا تستقيم في الداخل، وميزان القوى الوحيد الثابت والدائم هو ميزانكم أنتم الذي يرسم ويحدد وحده المصلحة العليا للبنانيين ولبنان في قيام دولة سيدة على أرضها ومواطن حر يعيش في أمن وسلام واستقرار".

وأردف جعجع: "وفي هذا السياق، أوجه نداء من القلب إلى اللبنانيين في بلاد الانتشار، الذين لطالما شكلوا رافعة أساسية للقضية اللبنانية، والذين أثبتوا في الملمات الأخيرة، كما أثبتوا دائما، مقدار محبتهم ووفائهم وتعلقهم والتزامهم بلبنان الوطن والأهل، ومقدار سعيهم الحثيث لتخفيف وطأة الصعوبات المعيشية التي يرزح تحتها أهلهم في لبنان حاليا. ولا يمكن في هذا المجال أن تغيب عن ناظري صورة قوافل لبنانيي الانتشار الذين، آثروا في عطلهم السنوية الأخيرة، أن يتوافدوا إلى لبنان وليس إلى أي بلد آخر، على الرغم من المعوقات الحياتية اليومية التي تطبع الإقامة في لبنان، من شح في مادة البنزين، وانقطاع للكهرباء، وازدحام سير وغيرها، توافدوا فقط ليكونوا دعما معنويا لأهلهم وشعبهم ودعامة كبيرة لاقتصاد بلادهم. وكما توافدوا لدعم وطنهم وأهلهم، ندائي لهم اليوم ليتوافدوا أيضا قوافل وقوافل، الى السفارات والقنصليات حيث هم، لتحضير مستنداتهم والمشاركة بكثافة في الانتخابات النيابية المقبلة، لأن عملية الإنقاذ المنشودة والمطلوبة تتوقف إلى حد بعيد على مشاركتهم فيها".

وقال: "أيها اللبنانيون، يجب أن نقلع كليا عن الاعتقاد السائد بأننا كشعب لبناني لا حول ولا قوة لنا مهما فعلنا، وبأننا لا نستطيع شيئا، وبأن مصيرنا معلق إما على السلاح وإما على الخارج. هذا خطأ فادح. إن مصيرنا مرتبط كليا، كليا بأيدينا. إنه مرتبط بتغيير المجموعة الحاكمة، وتغيير المجموعة الحاكمة مرتبط كليا بإرادتكم يوم الانتخاب. التغيير حقكم ومطلبكم، ولكن أيضا واجبكم ومسؤوليتكم ...إذا كنتم تقولون إن المسؤولين السياسيين أدخلوكم وأدخلوا البلاد في العذاب والهلاك وفي ضائقة خانقة وأزمة وجودية، فإن الخروج من النفق في أيديكم ومن مسؤوليتكم. عليكم أن تحسنوا الاختيار وتحتكموا إلى عقلكم وضمائركم لتحاسبوا من أخطأ وأفسد وخان الأمانة، ولتنصفوا من أحسن الاداء وكان مثالا في الوطنية والإنتاجية والشفافية والاستقامة".

ورأى جعجع أن "كل العيون شاخصة نحو هذا الاستحقاق المفصلي وهذا الاختيار الحاسم. الانتخابات النيابية يجب أن تحصل أقله في موعدها، وستحصل، ولن يكون مقبولا بالنسبة الينا تأجيلها تحت أي ظرف أو ذريعة، ولا أحد يمكنه وقف الانتخابات والوقوف في وجه الإرادة الشعبية الصلبة والشجاعة، وفي وجه الموقف الدولي الواضح والحازم. إن أي محاولة في اتجاه إجهاض الانتخابات ونسفها تحت حجة قانون الانتخاب أو الوضع الأمني أو غيرها سيتم التصدي لها وإخمادها في مهدها. وإذا كانت محطة الانتخابات يعول عليها لتكون المدخل إلى التغيير والإنقاذ، فإن تأجيلها أو إلغاءها سيكون شرارة لثورة شعبية جديدة ومختلفة في أشكالها وطرقها لتفرض بقوة الإرادة الشعبية ما كان يجب ويفترض أن تحققه الانتخابات وصناديق الاقتراع. إن القوات اللبنانية تدعم بقوة إجراء الانتخابات، اليوم قبل الغد، لاختصار المسافات والعذابات، وتنخرط في هذه الانتخابات بكل تصميم وتركيز، من أجل تغيير الخارطة النيابية وإعادة رسم ميزان القوى في مجلس النواب، الذي منه تنبثق الرئاسات والحكومات والسياسات وهو منطلق كل تغيير وقاعدته الأساسية. مصير لبنان بين أيديكم، وكما تقترعون يولى عليكم.

إذا أردتم التغيير فعلا، غيروا في طريقة انتخابكم".

وقال: "أيها اللبنانيون، مثلما ندعو إلى انتخابات نيابية مبكرة ندعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة. وعندما تدق ساعة الانتخابات الرئاسية ستكون لنا كلمتنا وسيكون لنا الموقف المناسب والمتناسب مع حجم المرحلة والأزمة. أول الغيث، ونقولها علنا، إننا نرفض الرئيس الخانع والخاضع والمساوم على الأساسيات والثوابت. نرفض الرئيس الضعيف. كما نرفض الرئيس القوي بتغليب مصالحه ومصالح أتباعه وأزلامه في الدولة، على حساب الدولة وكل اللبنانيين. لا نريد الرئيس القوي الذي يفتعل الأزمات، ويسيب الدولة ويفقر اللبنانيين. بكافة الأحوال، هكذا رئيس، رئيس قوي بالشكل والكلام، ضعيف وضعيف جدا بالفعل. لقد أتت نتائج رئاسة الرئيس ميشال عون كارثية، وكارثية جدا علينا جميعا كلبنانيين، وبالأخص كمسيحيين. وإذا كان البعض يعيب علينا مشاركتنا في انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، فإننا فعلا نأسف أشد الأسف أن تنقلب خطوة كانت مشبعة بكل نوايانا الحسنة، وذات مرام وطنية ومسيحية هامة جدا، أن تنقلب خطوة أردناها إنهاء للفراغ الرئاسي ومناسبة لوحدة وطنية حقيقية ولعودة المسيحيين إلى الدولة، والتئاما لجراح تاريخية داخل البيت الواحد، نأسف أشد الأسف أن تنقلب مأساة لم يعرف لبنان لها مثيلا. أما ما نريده فعلا، فرئيسا سيدا حرا مستقلا نظيفا مستقيما، لتكون لنا جمهورية سيدة حرة مستقلة قوية وذات مصداقية.

نريد رئيسا قبطانا يقود سفينة الدولة والشعب إلى بر الأمان في خضم العواصف، لا رئيسا قرصانا يأخذ الشعب رهينة أنانيته، ويدير دفة المركب على هوى مصالحه".

وتطرق جعجع إلى انفجار المرفأ في 4 آب 2020 قائلا: "أيها اللبنانيون، ما أصاب بيروت التي ما زالت تنزف من جروح عميقة لا تلتئم، ما أصاب أهلنا في بيروت الذين خسروا أعز وأغلى ما لديهم وعانوا وصبروا... ما أصاب مجتمعنا من صدمة قاتلة حفرت في القلوب والذاكرة والوجدان، يجعلنا لا نقبل ولا نعترف بأي حصانات لكائن من كان، ولا نقبل بأي فذلكات أو مماحكات قانونية. إن الصلاحية في جريمة انفجار مرفأ بيروت تعود إلى التحقيق العدلي وليس إلى مجلس النواب. في قضية المرفأ لا خطوط حمرا للقوات حول أي موقع أو رئاسة. سيأتي يوم تعرف وتكشف فيه كل الحقيقة ومن يعمل على تمييع التحقيق والمماطلة فيه والتهديد لتعطيله. إن التحقيق العدلي سائر في الاتجاه الصحيح على الرغم من كل المعوقات وعمليات الالتفاف والتحوير والتخويف والترهيب وعدم التجاوب، ويقتضي أن يستمر غير عابئ بالتهويل والتهديد من أي مصدر كان لأن إرادة اللبنانيين الأحرار وأهالي الضحايا تبقى أقوى من أي صوت يرتفع محاولا قطع الطريق أمام التوصل إلى الحقيقة ومحاسبة المرتكبين. وإذا لم يتمكن التحقيق العدلي، لا سمح الله، من إكمال مهمته لسبب من الأسباب، فإننا أعددنا العدة إلى التحقيق الدولي وقد كنا السباقين ومنذ اليوم الأول إلى المطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية وقمنا بخطوات عملية في هذا الاتجاه. ما يزيد مرارتنا أننا لم نكن بعد قد كفكفنا دموعنا جراء انفجار المرفأ، حتى فاجأتنا مأساة ثانية حصلت في بلدة التليل في عكار، بعيد الذكرى الأولى لانفجار المرفأ. إن سقوط عشرات الضحايا ومعهم عدد أكبر من المصابين والمشوهين، يشكل إدانة واضحة وفاضحة، لمن يرفض المحاسبة ويعرقل القضاء ويهدده ويحجم عن منع التهريب والاحتكار والصفقات المشبوهة بحجة دعم يذهب في معظمه هدرا ونهبا. فمن شهداء المرفأ إلى شهداء التليل، سلطة فاسدة واحدة، وإهمال وإجرام واحد".

وتابع: "أيها اللبنانيون، عندما توصد كل الأبواب الأرضية ويعم اليأس والقهر والظلم أرجاء الوطن، تبقى أبواب السماء مشرعة على الأمل والحرية والرجاء والعيش الكريم من خلال نافذة اسمها بكركي. إن بعض الذين أوصدوا أبواب الرزق والبحبوحة والعيش الكريم على اللبنانيين وشرعوا لهم بالمقابل أبواب جهنمهم، لم يكتفوا بفعلتهم الشنيعة تلك، بل يسعون إلى إقفال أبواب بكركي وكم كل الأفواه الحرة أيضا، إمعانا في دفع اللبنانيين إلى قعر جهنم أكثر فأكثر. إن بكركي كانت المحرك الرئيسي لقيام دولة الحق والحرية والكرامة والإنسان في لبنان، أما الآخرون فحولوا هذه الدولة إلى مغارة للصوص والفساد والظلمة والبؤس والاهتراء. ومع ذلك لم يتورعوا عن المحاضرة في العفة وتخوين البطريرك وشن حملة لا أخلاقية شعواء عليه بمساعدة بعض اليوضاسيين والذميين. وبين البرتقالي الذابل والأصفر الشاحب تبقى الجبة الحمراء ناصعة مشرقة مضاءة كقرص شمس لا تغيب.

أيها اللبنانيون، منذ قيام لبنان، وبكركي تعد نفسها مسؤولة عنه وعن ديمومته واستقراره وحريته وازدهاره، ومنذ قيامها لم يسعها سوى مشاطرة الشعب اللبناني قلقه على وجوده ومصيره ومعيشته ومستقبل أولاده. إن ما يطالب به البطريرك الراعي خصوصا لجهة حياد لبنان وإبعاده عن الصراعات الإقليمية والدولية، ولجهة رفع اليد عن الدولة، يعبر بالضبط وبالتحديد عن رأي غالبية ساحقة من الشعب اللبناني. فمن هنا ومن صميم قلوبنا ألف تحية وسلام لغبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، خير خلف لخير سلف. وإذا كان البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير قد أضاء طريق الوطن في أصعب الظروف، فإن البطريرك الراعي ينيرها في أكثر الأيام سوادا، حتى يعبر شعب لبنان بسلام إلى شاطئ الأمان".

ووجه جعجع نداء خاص للشابات والشبان في لبنان، قائلا: "أيتها الشابات، أيها الشباب، أنا مدرك تماما حجم الغضب الذي يعصف بكم، وشعور الإحباط الذي يساوركم والخيبة العميقة التي تشعرون بها. وأنتم محقون في كل ما تشعرون به، بعدما تحطمت طموحاتكم عند جدار الفساد المرتفع وعلى يد منظومة حاكمة مارقة وفاشلة، وبعدما صار حاضركم من دون أمان وحد أدنى من ضمانات مطلوبة، وصار مستقبلكم من دون أفق. أنا بصراحة متألم جدا لحالة اليأس والقنوط التي تضرب جيل الشباب، ولنزعة الهجرة التي تطال ليس فقط خريجي الجامعات وإنما أصحاب الكفاءات والخبرات على كل المستويات وفي كل القطاعات. أعرف أنكم تريدون تطورا وتكنولوجيا لا سلاحا وأيديولوجيا تريدون إصلاحات لا صلاحيات وفرص عمل لا فرص هجرة وكثرة فعل لا كثرة حكي. تريدون دولة فاعلة وقوية حتى تعملوا وتبدعوا بعرق وكد ونجاح، لا بطاقة تمويلية تتصدق بها عليكم سلطة فاسدة سرقت ودائع الناس بيد وتعطيهم من الجمل أذنه باليد الثانية... ولكنني مع ذلك أقول لكم بكل شفافية وثقة وبخبرة الذي عاش أقسى التجارب وأصعب المراحل، إن كل ما نمر به ونعيشه منذ سنوات وتفاقم منذ أشهر هو موقت وظرفي وعابر. نحن موجودون الآن في الحفرة ولا نرى إلا الأشياء البشعة التي في داخلها، ولكن عاجلا أم آجلا، سنخرج من الحفرة اللعينة السوداء إلى رحاب الحياة المشرقة، من حفرة الظلم والظلام إلى أرض النور والحق. ما نعيشه هو استثناء، وما نراه على أرض الواقع هو مخاض مؤلم موجع لكنه سيمر. هذا ليس لبنان الذي نعرفه ونريده، هذا ليس لبنان الذي يشبهنا وناضلنا في سبيله، هذا ليس لبنان الرسالة ولا لبنان الحضارة والتاريخ والإبداع. هذا ليس ما يستحقه شعب لبنان الذي تميز وتفوق، وحلق ونال إعجاب العالم... شعب لا يذل ولا يهان ولا يطأطئ رأسه لمحتل وغاصب، ولا يرضى معاملة مماثلة من سلطة غاشمة ظالمة ومستبدة تخلت عن مسؤولياتها لا يردعها رادع ولا ضمير ولا أخلاق. لبنان كان دائما وسيعود بالتأكيد بلدا حرا سيدا مستقلا. بلدا للانسان".

وأضاف: "فيا شابات وشباب لبنان، لا تدعوا اليأس يتسلل إليكم وينال منكم. امتلكوا الإرادة القوية، إرادة التغيير وقلب الواقع والطاولة. لا تديروا ظهوركم لأهلكم ولوطنكم وإنما أعطوهم وجهكم وتصرفوا على أساس أنه وجهتكم النهائية، وأنكم إما باقون فيه أو عائدون إليه مهما طال الزمن أو قصر لأنه سيستعيد سيادته وعافيته ودوره وألقه وكل ما يحمل من خصائص وميزات. ويكون الوطن الذي يشبهكم، وبه تفتخرون وإليه تتوقون. لبنان على مر تاريخه شهد احتلالات كثيرة، كلها زالت وبقي هو هو. وقع في تجارب ومطبات مريرة، ينهض ويعود أقوى كل مرة. قدرنا وخيارنا أن نواجه ونصمد. هذه أرضنا وفيها متجذرون. هذا وطننا الذي خلقنا فيه ونموت فيه ومن أجله. هذه إرادة البقاء والصمود التي تحلينا بها، وغيرت وأسقطت مخططات ومشاريع داخلية وخارجية مشبوهة وستغير وستسقط ما تبقى من هذه المخططات ومن احتلالات مموهة".

وختم جعجع: "وأخيرا، شهداؤنا الأبرار لقد أعطيتم كل ما لديكم بسخاء، في سبيل الكرامة والوجود والحفاظ على الدولة القوية، فيما السلطات المتعاقبة لم تبادلكم سوى بالجحود والنكران والفساد والفشل. إن سلطة تتنكر لتضحية شهيد هي سلطة تتنكر لأبسط واجباتها تجاه شعبها في الكرامة والأمن والحرية والعيش الكريم، من لا يحترم الشهداء لن يحترم الأحياء...ومن لا يحترم الشهداء والأحياء هو نفسه غير جدير بالاحترام. لقد اختربت البصرة واحترقت روما، لكننا لن ندعهم يقتلون شاباتنا وشبابنا باليأس والقرف والإحباط بعدما قتلوا لنا شهداءنا، بالرصاص حينا، وبالنكران حينا آخر، وبطمس هوية لبنان الحر أحيانا أخرى. من أسقط مشروع الوطن البديل، لن يصعب عليه إيجاد للسلطة الحالية بديل. من تحدى سلطة الوصاية، لن تقف بوجهه سلطة الفساد. وبنهاية المطاف مهما فعلوا، مهما كذبوا، مهما أجرموا، ومهما طال الزمن، فإنهم زائلون، زائلون، زائلون، ونحن والشعب اللبناني، باقون، باقون، باقون. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، العزة والكرامة لشعبنا الأبي، عاشت القوات اللبنانية، ليحيا لبنان".

 

رئيس جمعية المصارف اللبنانية الدكتور سليم صفير صفير: من المعيب وضع المصارف في “بوز المدفع”

الراي الكويتية/الأحد 05 أيلول 2021

«أَحْدَثَ توالي انفجارات الأزمات في لبنان بتشعباتها وسرعة تَمَدُّدِها من ميدانِ إلى آخَر صدمةً غير عادية لدى المستثمرين الخارجيين، وغالبيتهم من الخليجيين، الذين تعوّدوا إدارة تعاملاتهم مع البلد الصغير وقطاعاته وسط إيقاعات الخلافات الداخلية التي صنّفها يوماً الرئيس الراحل رفيق الحريري كجزءٍ من تقاليد السياسة الى درجة ان الوافد يفتقدها في محطات الهدوء القصيرة دائماً، لدرجة الشعور بأنه في بلد آخَر». توصيف موجز ارتأى رئيس جمعية المصارف اللبنانية الدكتور سليم صفير أن يستهلّ به المقابلة الخاصة التي أجرتها معه «الراي» في سعيها لنقل المشهد الاقتصادي اللبناني بوقائعه وبرؤى قادته «الميدانيين» الى «الأهل والأشقاء» في الكويت خصوصاً، والخليج عموماً. وقال صفير «واجبنا أن نضع إخواننا في الصورة المكتملة بصراحة. وقد لا أكشف سراً إن جاهرتُ بأن غالبية قياداتنا المصرفية والمالية مهتمة بحفظ خطوط التواصل الحثيث مع المساهمين والمستثمرين والمودعين في مؤسساتنا ووحداتنا المصرفية.

ومنذ بدء الأزمة، نحاول أن ننقل اليهم مجريات الأمور وتطوراتها بكل شفافية. ونحن ملزمون بذلك من دون حصر مواضيع البحث بشؤون القطاع المالي. وهم على ما عهدناهم دائماً، متفهّمون إلى حد كبير للوضع الاستثنائي الذي يواجهه القطاع المالي ويجمعون على تشجيعنا لتوحيد الجهود والحضّ على الاستجابة لمقتضيات الإنقاذ وتصويب الانحرافات في إدارة البلاد وشؤون المواطنين والاقتصاد الوطني». وأكد أن «ذوي القربى في الجغرافيا والتاريخ واللغة والثقافة لا يتوانون عن مشاركة أهل البلد المنكوب آلامهم وعذاباتهم بالمتابعة وبمدّ يد العون للناس والنازحين حيث أمكنهم بهدف دعم صمودهم في جبه تداعيات التدهور المريع للاقتصاد وكل أوجه الحياة خلال فترة قصيرة يقلّ مداها عن السنتين. فالبلد العزيز على قلوبهم قبل مصالحهم، يرونه يسقط من قعر الى قعر أدنى ويكاد يخسر كل مقوماته وركائز اقتصاده ومكتسباته التي بناها بمشاركتهم على مدى ثلاثة عقود متتالية عقب الحرب الأهلية الطاحنة التي وضعت أوزارها بعد اتفاق الطائف الذي أرسى دستوراً معدَّلاً ومسارات حكم جديدة أعادت للبنان ألقه وأضافت إليه ميزاتٍ تَفاضُليةً في عالميْ المال والأعمال، أنتجتْ بدورها فرصاً استثمارية في مجالات المصارف والوساطة المالية وعزّزت الريادة الاقليمية لبلدٍ كان يستعيد مكانته كمقصد جاذب ومتميّز في مجالات السياحة والاستشفاء والتعليم والخدمات والتسويق وسواها».

وسيلة فضلى

في المقابل، لا يتردد صفير في الإقرار بأن الارتقاء بالتواصل ليصبح مباشراً عبر وفود من القطاع الخاص إلى بلدان الخليج هو ضمن أولويات التفكير وجداول الأعمال في مرحلة لاحقة «باعتباره الوسيلة الفضلى لشكرهم وطمأنتهم ولحماية النواة الصلبة للمنظومة النوعية من شبكات العلاقات التي تم نسجها تاريخياً من كل القطاعات الوطنية مع الخارج القريب والبعيد. فهذا البناء المتين كان قبل الحروب واستمر صامداً خلالها ليسطع أكثر بعدها، وهو يتعامل، بتكوينه الأفرادي والمؤسساتي، بواقعية وبمحبة خالصة للبنان واللبنانيين بما يشمل أزماتهم العاتية المستجدة. بل ان المستثمرين الخارجيين يمنحوننا الفرصة تلو الفرصة للتمكن من معاودة تنظيم مؤسساتنا وموجوداتنا على حساب أي مصالح أو منافع آنية. ولذا يتوجب علينا حكومياً وكقطاع خاص، المبادرة لمحاورتهم والحرص الشديد على حقوقهم وأصولهم وتصنيفها كأمانات متوجبة الأداء لأصحابها ضمن جدول الأولويات في مرحلة التعافي».

تفريخ الأزمات

وأضاف: «للأسف لا زالت قيادات البلد تتعثر في الخطوة الأولى من رحلة الألف ميل رغم إدراكها أن الخطوات اللاحقة أسهل وأسرع. فبعد نحو 14 شهراً من شبه الفراغ التام في السلطة التنفيذية، لم ينفع تفريخ الأزمات وتَكاثُرها في المجالات كافة وتوسع دائرة الفقر لتشمل أكثر من 60 في المئة من السكان في تصويب خيارات السياسيين وتحفيزهم على الخروج من الارتهان للمصالح الفردية والحزبية الضيقة وتوزيع الحصص، غير عابئين بأن وجود المرجعية الحكومية الصالحة هو شرطٌ لازم وغير قابل لأي مواربة، بهدف الحؤول دون ضياع الوطن ووضْع اللبنة الأولى لبدء الصعود من الهاوية والشبْك مع الأيدي العربية والدولية الممدودة لانتشال الدولة من المستنقع الذي رماها فيه قادتها وأهل الحل والربط فيها». وهل الفشل السياسي وحده في البلد غير المستقرّ قاد الى الفشل المالي؟ يردّ رئيس جمعية المصارف اللبنانية: «ثمة خطأ جسيم اندفعتْ إليه الدولةُ بتوصياتِ مستشارين عاطلين عن العمل ووَضَعَ القطاع المالي برمّته في مرمى استهدافاتِ متلاحقة، وأفضى إلى توليد أزمات مستعصية وأكثر ايلاماً. ففي مطلع آذار من العام الماضي، قرّرت الحكومةُ برئاسة حسّان دياب تعليق دفع مستحقات سندات دين دولية من أصول وفوائد، ضاربةً عرض الحائط بحلولٍ بديلة واقتراحات عملية وناجعة عملْنا على تنسيقها مع حاكمية البنك المركزي، وتقضي بإجراء عملية مبادلة (سواب) وسداد موجبات لا تتعدّى كلفتها ملياريْ دولار ثم الانتقال فوراً إلى فتْح مفاوضاتٍ جدية وصريحة مع حاملي قسائم»اليوروبندز«الخارجيين أساساً، كما تقضي بدعمِ المصارف المحلية التي كانت تحمل نحو نصف هذه الفئة الأثقل من الدين العام، وذلك بهدف محدّد يقضي بإعادة هيكلة كامل المحفظة وتأخير عمليات السداد بين 3 و 5 سنوات في موازاة خفْض العوائد الى الحدود الدنيا الممكنة».

غوغاء وضجيج

وتابع صفير: «لكن حين يخفت صوت العقل بسبب صمّ الآذان المتعمَّد، يعلو حكماً الغوغاء والضجيج. وهكذا مضت الدولةُ في لعبة مزايداتٍ بين أركان مؤسساتها الدستورية المركزية في قرار التخلف عن الدفع، ما أوجب استحقاقاً فورياً لكل شرائح السندات التي يصل تاريخ استحقاق بعض إصداراتها إلى سنة 2035 و2037. ثم كرّت السبحة تلقائياً بصدار تقارير فورية من مؤسسات التصنيف الدولية لتضع الديون الحكومية بالعملات الصعبة في أسفل الترتيب، أي التعثر عن الدفع. فأي قيادةٍ هذه التي تنحر قطاعها المالي وسمعة لبنان المالية بسكين الجهلة والموتورين، وتزهو بإشهار إفلاسها، فيما خزائن البنك المركزي آنذاك كانت متخمة بما يزيد عن 30 مليار دولار، أكثر من نصفها احتياطات حرة. يضاف اليها ركيزة معنوية، ولو من دون نيّة للتسييل، تناهز نحو 17 مليار دولاراً من احتياطات الذهب؟». ولفت صفير إلى أنه «لم نكد نصحو من غيبوبةِ هذه الضربة التي كادت أن تكون قاضيةً لولا ربْط الدائنين الخارجيين ردّ فعلهم بمسار التفاوض الموعود لعقدِ برنامجِ دعمٍ تمويلي مع صندوق النقد الدولي، ولولا حزمة الإجراءات الوقائية التي نفذها البنك المركزي والجهاز المصرفي ولا سيما لجهة تقييد حركة الرساميل ولو من دون تشريع، حتى عاجلتْنا كارثةُ تفجير مرفأ بيروت (4 اغسطس 2020) التي أودت بآلاف الضحايا من شهداء وجرحى ودمّرت عشرات آلاف المنازل والمؤسسات والشركات كلياً وجزئياً، متسبّبةً بخسائر مباشرة وغير مباشرة قدّرها البنك الدولي بما يصل إلى 8 مليارات دولار. وبعدها بأيام قليلة استقالت الحكومة لتقتصر مهماتها على تصريف الأعمال بأضيق الحدود، وليتم تجميد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي».

إدارة سيئة

وبجسب رئيس جمعية المصارف اللبنانية «يطول الشرح في هذا المجال المقيت، إنما الأهمّ أن الإدارة السيئة لهذا الملف أوصلت السكان والاحتياطي النقدي معاً الى مأزقيْن في غاية الاستعصاء على المعالجة. بل إن السكين كاد يقتطع التوظيفات الالزامية التي تشكل حقوقاً حصرية للبنوك ومودعيها بنسبة 14 في المئة من إجمالي نحو 105 مليارات دولار من المدخرات التي تعود لأكثر من 1.5 مليون حساب استثماري في الجهاز المصرفي. وعند هذا الحد رفعنا صوتنا عاليا وهدّدنا بجدية تامة باللجوء إلى شتى الإجراءات التي تمنع المساس بأموال مودعينا وحرْقها في أتون دعْمٍ زاد الفقراء فقراً ولم يخفّف من بلوغ التضخم مستويات قاربت الألف في المئة، فيما تدنت احتياطات البنك المركزي من دون احتياطات الودائع الالزامية الى حدود الصفر». ومن دون أي تردد، يجزم صفير، «كنا في منتهى الوضوح بأن جمعية المصارف تحمّل مصرف لبنان مسؤولية المساس بالاحتياطي الإلزامي والخضوع للضغوط التي تمارسها عليه السلطات السياسية خلافاً لمنطق وروحية قانون النقد والتسليف. حيث أن غاية الاحتياطي الإلزامي تنحصر بحاجات القطاع المصرفي. كما تؤكد الجمعية أن خفض معدّل الاحتياطي الإلزامي بالعملات يوجب على مصرف لبنان إعادة المبالغ المحرَّرة للمودعين أصحاب الحق بها. فليس جائزاً استعمال المبالغ المحرَّرة أخيراًً جراء خفْض المعدّل من 15 إلى 14 في المئة لأغراض الدعم».

تلكؤ وفساد

ويضيف: «بالصراحة عينها نخاطب الدولة كما المجتمع الاقليمي والدولي بأن أزمة لبنان أَتت بعد سنوات من التلكؤ عن القيام بِأَي ‏إِصلاحات حقيقيَة، كما الإمعان بالهدر والفساد في مؤسسات الدولة. ومن الجهالة بمكان والمعيب في الوقت ذاته وضْعنا في»بوز المدفع«. ‏فالمصارف جاهدتْ للحفاظ على وجودها وعملائها وأُصولها رغم التضحيات ‏والإِستهداف الممنهج على مدى عامين تقريباً. بينما الحقيقة المشهودة تنبىء بالقرائن أنه رغم كل التشويه المتعمّد والممارسات التي ضربت بقوةٍ غير مسبوقة ركائز القطاع المالي، إنه لم يُفْلِس أي مصرِفٍ ولم ‏تضِع أي وديعة». كما نجحتْ المصارف، في قراءة صفير، «بأن توقِف المحاولةَ غير المفهومة المنطلقات ‏لشطب رساميل البنوك وأموالها الخاصة ضمن سياقات تحميلها وزر أزمة الدين العام للدولة والنظريات المتخلفة عن إلقاء تبعات تَهوُّر المدين وهدر المال على ذمة الدائن من بنك مركزي ومصارف وطنية ودائنين خارجيين. أيضاً وقفت المصارف ضد توجهات خطة الحكومة للاقتطاع من الودائع، وضدّ قرار التخلف عن سداد الديون الذي سرّع وتيرة الانهيار». وتابع: «مورست الضغوط على المصارف إضافة الى حملات التجني والتخوين، ‏ولكن الحرب الإِقتصادية الحالية لن تستطيع أن تَقضي على إِرث لبنان وكنزِه الذي تمثله ‏مصارفه بمستثمريها المحليين والخارجيين وبودائع اللبنانيين المقيمين وغير المقيمين في ربوعه».

عنوان وحيد

ويخلص صفير الى عنوان وحيد لجبل الأزمات المتفشية في كل الميادين «الدولة زعزعت الثقة بالبلاد. وفي المقابل، فإن ما جرى ويَجْري من حراكٍ شعبي مُحِقٌّ ومشروع. وهو يرفع شعارَ الاصلاح الهيكلي الشامل، تماماً كما نطالب به جميعاً، من مجتمع مدني وهيئات اقتصادية ونقابية، وهذا يشكل شرطاً أساسياً للاستحصال على الدعم الخارجي. وهذا ما يقتضي إعادة تصويب المنطلقات والأهداف، بدءاً من تشكيل حكومةٍ ذات مهمات إنقاذية يدعمها المجتمع الدولي وتستأنف التفاوض مع صندوق النقد. ونحن رغم الإساءات وبعض الاعتداءات التي تَعَرَّضَ لها الجهازُ المصرفي، شركاء أساسيون في الجهود الآيلة إلى إخراج البلد من سلسلة أزماته التي باتت تهدّد كيانَه ومصيره في ظل هجرة الكفاءات والشباب والمحترفين في مجمل ميادين العمل والانتاج والأنشطة الابداعية والثقافية».

ضربة قاصمة بالتقسيط

من دون الدخول في تعميق حدة الانحرافات المالية جراء التمادي في تخبُّط الادارة السياسية وتعثُّر تشكيل حكومة جديدة، تلقى القطاع المالي الضربة القاصمة الثانية بالتقسيط، بحسب وصف صفير. قال «بدل التزام خيار الإنقاذ، بدءاً من وقف الانهيار النقدي الذي يقوّض أعمدة هيكلية الاقتصاد الوطني عبر تأطير كل الجهود في سبيل انتظام المؤسسات الدستورية والاستفادة من تَعاطُف الخارج، الاقليمي والدولي، الذي روّعتْه كارثة المرفأ، استسهلتْ الدولةُ المضيّ قدماً في خيار دعم حزماتٍ من السلع الاستراتيجية والأساسية بذريعة التخفيف من لهيب التضخم وموجات الغلاء، لتكتشف متأخّرة نفاد الاحتياطات الحرة تماماً عقب إنفاق نحو 13 مليار دولار على الدعم العقيم النتائج، وأن الجزء الأكبر من المبالغ تحوّل بسحر النفوذ وحماته إلى جيوب المهربين والمحتكرين وتجار الأزمات».

كل يوم تأخير يُراكم تكلفة المعالجة

ختم رئيس جمعية المصارف اللبنانية حديثه لـ«الراي»، قائلاً: «كل يوم تأخيرٍ يُراكِمُ تكلفةَ المعالجة ويزيدها صعوبة. لبنان ليس مفلساً إنما منهوباً، وهو ليس فاشلاً، إنما ادارته سيئة. أيضاً، ورغم كل المصاعب والضغوط، ما زال القطاع المصرفي في وضعية ملائمة للنهوض من الكبوة واستعادة زمام المبادرة. في العالم أجمع، الدولةُ هي الراعي الصالح للمواطنين وللاقتصاد، ولا نريد أن تكتمل قناعتنا بأن ادارة دولتنا لا تتقن سوى شحْذ السكين وغرْزه في ظهور الناس وقطاعات الانتاج».

 

خالد الضاهر: تسليم الشباب السوريين الستة للنظام السوري مخالف لاتفاقية مناهضة التعذيب

الأحد 05 أيلول 2021

وطنية - عكار - اعتبر النائب السابق خالد الضاهر، في بيان، أن "تسليم الشباب السوريين الستة للنظام السوري مخالف لاتفاقية مناهضة التعذيب، التي وقع عليها لبنان عام 2000 ويعرض المسؤولين اللبنانيين الذين وقعوا على قرار الترحيل للمساءلة أمام القضاء الدولي، وإن الأسلوب الذي تم اعتماده لاعتقال الشباب مشبوه ويعرض الأجهزة الأمنية للمساءلة عن آلية التوقيف وأسبابها". وطالب ب "وقف مثل هذه التصرفات التي تضرب استقلال لبنان وسيادته وتسيء الى صورته كدولة تحترم حقوق الانسان وتصون حريته". وحذر من أن "تسليم هؤلاء الشباب الستة ستكون له تداعيات خطيرة، وهو مؤشر خطير لما وصلت اليه حال لبنان من انهيار للدولة والمؤسسات وتجاوز القانون اللبناني والدولي". وناشد الضاهر المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الانسان العربية والدولية والامم المتحدة "التدخل السريع لوقف ارتكاب هذه الجريمة من قبل السلطة اللبنانية وأجهزتها الامنية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 05 -06 أيلول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 05 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102012/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1170/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/September 05/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102014/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-september-05-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin