المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 أيار/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.may19.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فقَدُوا كُلَّ حِسٍّ، فأَسْلَمُوا أَنْفُسَهُم إِلى العِهْرِ فَٱرْتَكَبُوا بِجَشَعٍ كُلَّ نَجَاسَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/كميل دوري شمعون السيادي وقادتنا الموارنة الذميين

الياس بجاني/اتفاق 17 أيار لسنة 1983 كان فرصة تاريخية للسلام خسرها لبنان

الياس بجاني/نجاج إيران بجر كعظم العرب خلف 2 من أذرعتها الإرهابية..حماس والجهاد الإسلامي

الياس بجاني/المفتي حسن خالد: شهيد لبنان الحريات والتعايش

الياس بجاني/اتفاق الطائف مشكلة وفخ وليس حلاً، وأي مؤتمر دولي يكون هدفه تنفيذ هذ الإتفاق العصي على التنفيذ هو الفشل بعينه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 600 إصابة جديدة و10 حالات وفاة

صواريخ وقذائف إسرائيلية تستهدف مناطق لبنان!

"اسرائيل" تكشف عن شبكة أنفاق لـ حزب اللّه!

 واشنطن: 10 ملايين دولار لقاء معلومات عن ممول لـ”الحزب”

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 18/05/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 18 ايار 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وفد من حزب حراس الارز – حركة القومية اللبنانية زار المطران عودة

بعد التصريحات المسيئة"... أوّل تحرّك سعودي تجاه لبنان

وهبي يعتذر: جلّ من لا يخطئ

"تأويلات غير صحيحة"... توضيحٌ من وهبه بعد مقابلته مع "الحرة"

السعودية: تصريحات وزير خارجية لبنان إساءة لدول الخليج/الخارجية السعودية: تصريحات وزير خارجية لبنان تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية

مجلس التعاون الخليجي يطالب وزير خارجية لبنان باعتذار رسمي/نايف الحجرف يعرب عن رفضه واستنكاره لتصريحات شربل وهبة

البحرين: تصريحات وزير خارجية لبنان مسيئة للسعودية ولدول الخليج/استدعاء السفير اللبناني وتسليمه مذكرة احتجاج

مصر تطلب تفسيرا من سفير لبنان حول تصريحات شربل وهبة/الخارجية المصرية تطلب تفسيرا من سفير لبنان حول تصريحات شربل وهبة المسيئة

الكويت: استدعاء القائم بأعمال سفير لبنان وتسليمه مذكرة احتجاج

جمعية الصداقة اللبنانية السعودية دعت المسؤولين إلى عدم الإنجرار إلى ما يضعهم أمام مشكلة

هكذا نفّذ “الحزب” خطّته للإمساك بالقرار المالي!

الدّبلوماسي تخلّى عن دبلوماسيّته.. هل البيان الرئاسي كافٍ؟

الاحرار: نطالب بعزل وهبه من موقعه والا فسنلاحقه قانونيا

بعد التحذيرات الأخيرة... هل تشن إسرائيل حربا على لبنان؟

لعب بالنار" على جبهة جنوب لبنان!

مسؤول كبير: أنا خائف

لبنان في أزمة غير مسبوقة... وهل يدفع لبنانيّو السعودية الثمن؟

القاضية عون تخسر "الشورى"... وإحالتها إلى "التأديب" نهاية الأسبوع

محور الممانعة... يبالغ ويتسرّع

بالصور: العثور على 7 منصات إطلاق صواريخ في الهبارية

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

مندوبة أميركا: ندعم وقفاً لإطلاق النار في غزة/قالت: لم نلتزم الصمت، وتركيزنا منصب على المساعي الدبلوماسية المكثفة لإنهاء العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين

مندوب روسيا: تقدم طفيف بمحادثات فيينا.. لكنه ليس اختراقاً/مندوب روسيا: محادثات فيينا تحتاج لوقت بسبب بعض الملفات العالقة

مشروع فرنسي بالأمم المتحدة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني/الخارجية الفرنسية: اتفقنا مع مصر والأردن على تدشين مبادرة إنسانية في غزة

دعم أميركي وأوروبي لمبادرة مصر للهدنة في غزة/القاهرة عرضت استضافة وفد إسرائيلي للتشاور حول الهدنة

سيناتور أميركي: النظام الإيراني يمول ويسلح حركة حماس/السيناتور الجمهوري بيل هاغرتي دعا الولايات المتحدة إلى دعم تل أبيب من دون شروط

ماكرون: نحاول توفير دفعة أولى 100 مليار دولار لمساعدة الدول الإفريقية وقال إنه سيتم تقديم دعم مالي بقيمة 650 مليار دولار لمساعدة عدد من الدول الإفريقية

اليونيسيف للعربية: الوضع داخل غزة كابوس مرعب/اليونيسيف للعربية: المطلوب هو وقف نار طويل الأمد في غزة وحل مستدام

إسرائيل تهدد بقطع الكهرباء عن غزة.. والتهدئة بعيدة

وفد مصري إلى تل أبيب… ونتانياهو يطلب 48 ساعة لتحسين شروط التفاوض/البيت الأبيض: مُنخرطون في ديبلوماسية هادئة ومُكثفة لخفض التصعيد

عسكريو إيران إلى الانتخابات.. سيف ترهيب للمقاطعين/شخصيات عسكرية بارزة ترشحت للانتخابات مثل حسين دهقان وسعيد محمد

البحرين تُحبط مُخططاً لغسل الأموال وتُفكِّك شبكة تعمل لصالح طهران/أحالت "المركزي الإيراني" وبنوكاً عدة للمحاكمة بتهمة غسل مليار و300 مليون دولار عَبْر "بنك المستقبل"

غليان شعبي في كربلاء والعراقيون يهتفون ضد إيران وميليشياتها/بغداد و"الناتو" بحثا في مهام البعثة وتدريباتها... واعتقال قائد "داعشي" بإنزال جوي

ليبيا تجدد التمسك بخروج المرتزقة وبسط السيادة الوطنية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"القرض الحسن" ما له وما عليه/اندريه قصاص/لبنان 24

هواجس جنبلاط و"طواحين" قانون الإنتخاب... "حنين" إلى زمن "المحادل"/آلان سركيس/نداء الوطن

 عون بانتظار ردّ ماكرون: تحضيرات لـ"سحب التكليف"؟/ملاك عقيل/أساس ميديا

الحريري عاطل عن العمل/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

عون: عليّ وعلى أعدائي يا رب/بولس عيسى/ليبانون ديبايت

ماكرون - السيسي حسما مصير الحريري؟/ميشال نصر/ليبانون ديبايت

اشتباك عون - الحريري: البقاء للأقوى/نقولا ناصيف/الاخبار

حسابات "حزب الله" لعدم التورّط في الحرب/طوني عيسى/الجمهورية

القرار الأميركي بين غزة وإسرائيل/"إدارة بايدن متأرجحة بين إرث بوش وترمب ونهج أوباما في الشرق الأوسط"/د. وليد فارس/انديبندت عربية

الفلسطينيون يُقتَلون… ونصرالله نائم في جحور الضاحية/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: ما صدر عن وزير الخارجية من مواقف يعبر عن رأيه الشخصي والرئيس عون حريص على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: مراسيم استعادة لبنانيين جنسيتهم ليست تجنيسا جديدا لاجانب بل تطبيقا لقانون أقره مجلس النواب وهم مستحقون

رئيس الجمهورية وجه رسالة الى مجلس النواب عبر بري عن التأخير في تشكيل الحكومة وطلب مناقشتها في الهيئة العامة وفق الاصول

عون يردّ على كلام وهبة: ما قاله لا يعكس موقف الدولة

الرئاسة توضح: هذه ليست فضيحة!

رسالة من بوتين إلى عون: شكّلوا حكومة لنساعدكم!

المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء: دياب اتصل بوهبه وأكد حرصه على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج

الراعي عرض الاوضاع مع سيريني والتقى سليمان فرنجية

فرنجية: نعيش على النكايات والكيدية بدل التسويات والامر يتطلب تنازلات

لبنان القوي أعلن وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني: نرفض أي كلام مسيء تحاول بعض الأحزاب استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية

جهاز الخارجية في الكتائب: سياسة عزل لبنان مستمرة وندعو إلى التوقف فورا عن التعرض للدول الصديقة

 

عناوين الإيمانيات

النظرة المسيحية التقليدية لمريم العذراء/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

آمِنُوا بِٱلنُّور، مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّور

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من31حتى36/قالَ الربُّ يَسوعُ: «هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا.وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع». قَالَ هذَا لِيَدُلَّ عَلى أَيِّ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَهَا. فَأَجَابَهُ الجَمْع: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ التَّوْرَاةِ أَنَّ المَسِيحَ يَبْقَى إِلى الأَبَد. فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يُرْفَع؟ مَنْ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ هذَا؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلنُّورُ بَاقٍ بَيْنَكُم زَمَنًا قَليلاً. سِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِئَلاَّ يَدْهَمَكُمُ الظَّلام. فَمَنْ يَسيرُ في الظَّلامِ لا يَدْرِي إِلى أَيْنَ يَذْهَب. آمِنُوا بِٱلنُّور، مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّور». قَالَ يَسُوعُ هذَا، ومَضَى مُتَوارِيًا عَنْهُم”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

كميل دوري شمعون السيادي وقادتنا الموارنة الذميين

الياس بجاني/17 أيار/2021

يا ريت كل أصحاب شركات أحزابنا المارونية الذميين والمخصيين سيادياً وكرامة وجرأة وشرفاً وضميراً ووجداناً يشاهدون مقابلة كميل شمعون ويتعلمون منه اللبنانوية بكل معانيها الخالدة وكيف يشهدون للحق بجرأة دون خلفيات سلطوية وشخصية، ودون جحود القفز فوق دماء الشهداء وتحديداً دون الجبن والتنكر لجيش لبنان الجنوبي ولقادنة الأشراف والأحرار ولأهل الشريط الحدودي الأبطال ولقضيتهم المحقة والعادلة.

 

اتفاق 17 أيار لسنة 1983 كان فرصة تاريخية للسلام خسرها لبنان

الياس بجاني/17 أيار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/86278/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-17-%d8%a3%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d9%81%d8%b1%d8%b5%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%ae%d8%b3/

لو كان اتفاق 17 أيار قد طبق ولم يلغى، ما كان بالتأكيد حزب الله قد وُجِّد، وما كان لبنان قد وصل إلى الحالة الدركية المخيفة التي يعيشها اليوم جراء احتلال وإجرام وملالوية الحزب اللاهي والإرهابي هذا.

 إن فرصة السلام كانت قد أعطيت للبنان سنة 1983، لكن الحكم السوري وتخاذل وعمي بصر رؤية أمين الجميل وإرهاب وبلطجة تجار المقاومة أفشلوها، وها هو الشعب اللبناني اليوم يحصد غلال فشلهم وإجرامهم.

يتذكر لبنان اليوم اتفاق 17 أيار الذي وقعته الدولتان اللبنانية والإسرائيلية في 17 أيار سنة 1983 في عهد الرئيس أمين الجميل ورئيس الوزراء شفيق الوزان بعد مفاوضات مضنية وشاقة تمكن من خلالها المفاوض اللبناني البارع من النجاح بامتياز في تثبيت وصون كل مقومات السيادة والحقوق، وتأمين الانسحاب الكامل والسلمي غير المشروط للجيش الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية.

الاتفاق في حينه كانت أيدته علنية وبقوة وفرح غالبية الشعب اللبناني، واقره مجلس النواب، كما باركته معظم الدول العربية وكل دول العالم الحر، وكان بالفعل فرصة كبيرة لا تعوض لإحلال السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط عموماً، وبين لبنان وإسرائيل خصوصاً.

الحكم السوري الدكتاتوري والنظام الملالوي الإيراني المذهبي ومعهما كل أذرعتهما المحلية الإرهابية والأصولية والجهادية والمؤدلجة وفي مقدمها حزب الله لا يريدون السلام مع إسرائيل ولا حتى مع الدول العربية وهم يسعون باستمرار لعرقلته لأن تحقيقه ينهي تجارتهم وكذبهم ودجلهم ويسقطهم وينهي وجودهم السياسي ويفضح مشروعهم التوسعي والدكتاتوري.

إن اتفاق 17 أيار كان فرصة ذهبية للبنان من أجل أن يستعيد استقلاله وسيادته ويصون حدوده وأمنه وينهي هرطقة “لبنان الساحة” ويضع نهاية لكل أطماع ومؤامرات وكفر تجار المقاومة المنافقين والأصوليين ودجلهم.

أراد لبنان من خلال اتفاق 17 أيار السلام والاستقرار والرخاء لأبناء شعبه، تماماً كم فعلت مؤخراً السودان والبحرين والإمارات، ومن قبلهم مصر والأردن، إلا أن تخاذل أمين الجميل وإرهاب سوريا  وإجرام تجار المقاومة وربع الأصوليين افشلوا مسعاه وهم لا يزالون ومن خلفهم نظام الملالي مستمرين في فرض نفس المؤامرة القذرة على لبنان واللبنانيين.

يبقى أنه على كل الذين يهاجمون اتفاق 17 أيار أن يصمتوا ويبلعوا ألسنتهم السليطة التي لا تجيد إلا اللغة الخشبية وكل فنون الكذب والنفاق والكفر والفبركة والتعدي على الغير.

في الخلاصة، كفى نفاقاً، وكفى متاجرةً بدم ولقمة عيش اللبناني، وكفى فرضاً على لبنان دور الساحة وأكياس الرمل.

ونعم من حق اللبناني أن ينعم بالسلام والطمأنينة في ظل دولة تشبهه ولا تشبه دولتي محور الشر سوريا وإيران.

ونعم من حق لبنان أن يسعى من أجل الحفاظ على مصالحه وأمنه وسيادته واستقلاله، وهذا بالضبط كان الهدف الأساس من اتفاق 17 أيار الذي للأسف قد أُفشل.

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

نجاج إيران بجر كعظم العرب خلف 2 من أذرعتها الإرهابية..حماس والجهاد الإسلامي

الياس بجاني/16 أيار/2021

تأييد حماس والجهاد الإسلامي هو تأييد لإيران وهذا يعني نجاحها بجر معظم العرب خلف 2 من أذرعتها الإرهابية. ضياع وخوف وشعبوية قاتلة.

 

المفتي حسن خالد: شهيد لبنان الحريات والتعايش

الياس بجاني/16 أيار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/86249/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%8a-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

يتذكر لبنان اليوم الشهيد المفتي الشيخ حسن خالد الذي اغتالته بوحشية المخابرات السورية المجرمة يوم الثلاثاء في 16 أيار سنة 1989 بالقرب من دار الإفتاء في بيروت عندما انفجرت بقرب سيارته التي كانت تمر في تلك المنطقة سيارة ملغمة بمواد ناسفة وراح ضحيتها 16 شخصاً، واثنان من حراسه.

وكما كان حال ومصير كل جرائم المحتل السوري خلال حقبة استعباده للبنان واللبنانيين سُجلت القضية وقيدت ضد مجهول وقد تمّ دفن الشهيد بمقبرة الأوزاعي في اليوم التالي لاغتياله.

أقدم الحكم السوري المخابراتي على اغتيال المفتي خالد وهو الشخصية الدينية السنية والوطنية والقيمية والعلمية المرموقة لإسكات صوته الحر والصارخ الذي كان يطالب علنية وبقوة بضرورة إنهاء الاحتلال البعثي السوري لوطن الأرز واستعادة السيادة والحرية والاستقلال وحماية أسس التعايش والمحافظة على الرسالة الحضارية التي هي جوهر كينونة وكيان لبنان.

ولأن الشهداء لا يموتون بل تبقى ذكراهم خالدة فإن المفتي خالد هو حيّ يرزق في ذاكرة وضمير ووجدان وقلب وأحاسيس كل لبناني حر وسيادي وأبي يرفض بعناد اوعن إيمان كل أساليب الإجرام والاغتيالات والقهر والكبت والاضطهاد وكم الأفواه.

خسر لبنان بخسارة المفتي خالد أحد رجالاته الكبار إلا أن حلمه تحقق وأجبر الشعب الأبي المحتل السوري على الرحيل صاغراً يجرجر خيبته، وبمشيئة الله وبفضل قرابين الشهداء الأبرار من أهلنا سوف يبقى لبنان وطناً مميزاً وحراً وسيداً ومستقلاً، ومنارة للديموقراطية، ومثالاً ونموذجاً في التعايش، وفي أصول احترام وقبول الغير معتقداً وحضارة وقومية وتاريخاً وعرقاً.

جاهر المفتي الشهيد بالحق في حين تجابن وصمُت العديد من القياديين والسياسيين خوفاً أو حفاظاً على مصالح ومنافع شخصية ولم تكن لديهم الجرأة والوطنية والإيمان ليشهدوا للحق ويرفعوا راياته عالياً.

امتدَّت يد الغدر السورية الشيطانية إليه واغتالته بأمر مباشر وشخصي من قِبّل الرئيس السوري الرحل المجرم والإرهابي حافظ الأسد.

لماذا أراد الرئيس السوري اغتيال المفتي خالد؟ لأنه ببساطة متناهية ووضوح تام رفض الاستسلام والرضوخ لمشيئة الاحتلال وأبى إلا أن يكون لبنانياً حراً ونقياً، ولأنه استمر دون خوف أو مساومة ومن على كافة المنابر العربية والدولية يطالب بحرّيّة وسيادة واستقلال وطنه، ولأنه ظلّ متَمَسِّكاً بمبادئه ووفيّاً لمواقفه ومعتقداته في حب إخوته في لبنان، كل لبنان، وكل اللبنانيين.

بتغييب المفتي خالد خسرت جبهة التعايش في لبنان مدافعاً قوياً عنها، وخسر المسيحي اللبناني بشكل خاص رجل دين مسلم تميزت مواقفه بالاعتدال والانفتاح والمحبة والتسامح، وخسر الإسلام اللبناني مفكرا وعالماً ورجل دين مميز.

تحية إكبار واعتزاز وإباء لكل شهداء لبنان الذين سقوا تربته المقدسة بتضحياتهم وقدموا أنفسهم قرابين على مذبحه ليبق شامخ الجبين وعال الرأس، ولتبق رايته خفاقة، ولتبق الكرامات والأعراض مصانة، ولتبق رسالة لبنان الحضارية فاعلة وحية.

إن وطنا كالوطن اللبناني يفتديه أهله بأرواحهم لن يُستعبد ولن يركع ولن يقبل الهوان ولن يموت أبداً، وهو كطائر الفينيق يخرج من الرماد إلى الحياة بعد كل شدة.

يقول الله تبارك وتعالى: “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”. (سوره الفجر27 )

 

اتفاق الطائف مشكلة وفخ وليس حلاً، وأي مؤتمر دولي يكون هدفه تنفيذ هذ الإتفاق العصي على التنفيذ هو الفشل بعينه

الياس بجاني/14 أيار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/98845/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%88%d9%81%d8%ae-%d9%88%d9%84%d9%8a/

إن اتفاق الطائف قد فُصِّل وتم تركيب نصه الملتبس بدهاء وخبث ليكون تطبيقه استحالة، ولهذا لم يطبق حتى الآن، ولا يمكن تطبيقه لا اليوم ولا في أي يوم.

ولهذا مطلوب بالتوافق والتراضي الوطني بين كافة الشرائح اللبنانية مراجعته بالعمق، ولكن ليس قبل تحرير لبنان من رجس وإرهاب الإحتلال الإيراني وتنفيذ القرارات الدولية وعودة سلطة الدولة اللبنانية العسكرية الكلية والحصرية على كامل التراب اللبناني.

لهذا، فإن أي مؤتمر دولي يكون هدفه تنفيذ اتفاق الطائف هذا العصي على التنفيذ هو الفشل بعينه.

وبالتالي فإنه من الواجب الوطني والسيادي والأخلاقي لكل الأحرار والسياديين والمخلصين عدم الغرق تحت أي ظرف ولأي أسباب كانت في خبث وهرطقات، أو في جهل وعمى رؤية من يفخخون المطالبات بالمؤتمر الدولي الخاص بلبنان بحصره فقط وفقط بتنفيذ إتفاق الطائف.

إن هؤلاء عملياً إن كانوا عن معرفة أو عن جهل لا فرق، فهم لا يسعون لتحرير لبنان بل لإبقائه مرتعاً وساحة للصراعات والحروب والفوضى المحلية والإقليمية.

في الخلاصة فإن أي مؤتمر دولي يعقد من أجل لبنان يجب أن يكون هدفه الأساسي ليس تنفيذ اتفاق الطائف الذي لا يطبق، بل تحرير البلد من الإحتلال وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و107 و1680.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 600 إصابة جديدة و10 حالات وفاة

وزارة الصحة العامة/18 ايار 2021

أعلنت وزارة الصحة اليوم الثلاثاء عن “تسجيل 600 إصابة جديدة بكورونا في لبنان، إضافة إلى 10 حالات وفاة”.

 

صواريخ وقذائف إسرائيلية تستهدف مناطق لبنان!

 الوكالة الوطنية للإعلام/18 ايار 2021

أطلقت مدفعية إسرائيلية نحو 20 قذيفة في اتجاه مرتفعات كفرشوبا بعد منتصف الليل. وقد سجل سقوط ثلاثة صواريخ في منطقة جبل وردة في مركبا ورب ثلاثين. وكانت ألقيت قنابل مضيئة فوق مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا، مع تحليق لطائرة استطلاع من دون طيار في أجواء قرى العرقوب وحاصبيا وصولا حتى مرتفعات جبل الشيخ.

 

"اسرائيل" تكشف عن شبكة أنفاق لـ حزب اللّه!

روسيا اليوم/18 ايار 2021

أفادت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان" بأن "حزب الله قام بحفر شبكة أنفاق طولها مئات الكيلومترات من بيروت حتى جنوب لبنان، لتمكينه من إدارة القتال ضد الجيش الإسرائيلي". وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن "أنفاق حزب الله حفرت بالتوازي مع حفر الأنفاق الهجومية التي اخترقت الأراضي الإسرائيلية وكشف عنها في كانون الأول 2018، والتي قام الجيش الإسرائيلي بتدميرها لاحقا في عملية خاصة". وأضافت أن "إقامة شبكة الأنفاق الدفاعية التي حفرها حزب الله هي لتمكينه من إدارة القتال ضد الجنود الإسرائيليين في حال وقوع حرب في لبنان، ومفاجأة القوات المناورة". وأشارت إلى أنه "تم بناء مقرات قيادة وسيطرة لإدارة الحرب داخل شبكة الأنفاق هذه". وقالت إن "هذه الأنفاق تبدأ من مسافة نحو ثلاثة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية حتى العاصمة اللبنانية بيروت".

 

 واشنطن: 10 ملايين دولار لقاء معلومات عن ممول لـ”الحزب”

 صحيفة الشرق الاوسط/18 ايار 2021

أعلن برنامج «مكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأميركية، عن جائزة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار، لقاء معلومات عن محمد إبراهيم بزي المدرج على قوائم العقوبات الأميركية منذ عام 2018، وتتهمه بأنه ممول رئيسي لـ«حزب الله».

ونشر حساب «مكافآت من أجل العدالة» على «تويتر»، أمس (الاثنين)، ملصقاً إعلانياً تعرض فيه «الخارجية» مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لقاء معلومات عنه، وقالت إنه «ممول رئيسي لمنظمة (حزب الله) اللبنانية الإرهابية من خلال أنشطته التجارية في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط»، وإنه «قدم ملايين الدولارات لـ(حزب الله)». وأشارت إلى أن وزارة الخزانة الأميركية «صنفته على أنه إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص في عام 2018»، مشيرة إلى أنه يستخدم أنشطته التجارية الدولية لتوفير الملايين من الدولارات لـ«حزب الله» اللبناني. ونشرت رقم هاتف للتواصل عبره للإدلاء بالمعلومات.

وفرضت «الخزانة» الأميركية في أيار 2018 عقوبات على بزي الذي قالت إنه أحد الممولين الرئيسيين لـ«الحزب»، كما فرضت عقوبات على شركاته الخمس في أوروبا وغرب أفريقيا والشرق الأوسط.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية آنذاك إن «محمد إبراهيم بزي ممول رئيسي لـ(حزب الله) يعمل عبر بلجيكا ولبنان والعراق، وربطته علاقة وثيقة برئيس غامبيا السابق يحيى جامع المتهم بتكوين ثروة هائلة خلال حكمه الذي امتد عقوداً».

وأدرجت خلال ذلك الوقت في «القائمة السوداء»، مجموعة خدمات الطاقة البلجيكية «غلوبال تريدينغ غروب»، وشركة المنتجات البترولية «يورو أفريكان غروب» ومقرها غامبيا، و3 شركات مقرها الشرق الأوسط لأنها مملوكة من قبل بزي أو يمتلك حصصاً كبيرة فيها.

وينشر موقع «مكافآت من أجل العدالة» معلومات عن بزي في موقعه الإلكتروني، ويقول إنه يحمل الجنسيتين اللبنانية والبلجيكية، وقد قدم ملايين الدولارات لـ«الحزب» من خلال أنشطته التجارية.

كما ينشر الموقع نفسه أسماء 6 أشخاص آخرين، عارضاً مكافآت مالية تصل إلى 10 ملايين دولار «للحصول على معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية لـ(حزب الله) اللبناني». ويقول إن «الجماعات الإرهابية مثل (حزب الله) تعتمد على شبكات التمويل والتيسير لدعم العمليات وشن الهجمات على مستوى العالم». ويعرض الموقع مكافآت لقاء معلومات عن محمد قصير؛ المدرج في قوائم العقوبات في 15 أيار 2018، ويقول إنه «يوفر التمويل لعمليات (حزب الله) من خلال عدد من أنشطة التهريب والمشتريات غير المشروعة، وغيرها من المشاريع الإجرامية». وتضم القائمة محمد قاسم البزّال المدرج بقائمة العقوبات في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، وتشمل مسؤولياته، بحسب الموقع، موازنة المحاسبة المالية بين «حزب الله» و«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني.

كذلك تشمل قائمة المكافآت المالية علي قصير، المدرج بقائمة العقوبات في 4 أيلول 2019، وهو ممثل «حزب الله» في إيران، ويعدّ ميسراً رئيسياً للأنشطة المالية والتجارية التي تفيد «فيلق القدس» الإيراني و«حزب الله». وتشمل القائمة محمد كوثراني، وتقول إنه «فرد يشكل خطراً إرهابياً عالمياً من نوع خاص؛ وفقاً لوزارة الخزانة الأميركية»، وأدرج بقائمة العقوبات في 22 آب 2013، وتعدّه من «كبار قادة (حزب الله) في العراق»، وأنه «تولى بعض أعمال التنسيق السياسي للجماعات شبه العسكرية التي تتخذ من العراق مقراً لها، والمتحالفة مع إيران، والتي نظمها سابقاً الجنرال قاسم سليماني».

كما تضم القائمة أدهم طباجة، المدرج بقوائم العقوبات في حزيران 2015، ويحتفظ بروابط مباشرة مع عناصر تنظيمية عليا في «حزب الله»، إضافة إلى علي يوسف شرارة؛ الذي أدرج بقوائم عقوبات وزارة الخزانة الأميركية في كانون الثاني 2016، وتتهمه بتلقي «ملايين الدولارات من (حزب الله) لاستثمارها في مشاريع تجارية تدعم المجموعة الإرهابية مالياً».

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 18/05/2021

وطنية/الثلاثاء 18 أيار 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

غالبية الأخبار تتعلق بالقضية العربية المركزية والتصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة والقدس واستطرادا" على القضية برمتها وامتدادا" الى الحدود اللبنانية وإطلاق الرصاص الاسرائيلي في اتجاه دورية للجيش اللبناني عصر اليوم.

وفيما غابت الأضواء عن الأوضاع الحياتية - المعيشية والإقتصادية والاستهتار بعيشة الناس ونار الاسعار وجشع عدد من التجار، برزت المذكرة التي سلمتها وزارة الخارجية السعودية الى السفير اللبناني في الرياض فوزي كبارة احتجاجا" على تصريحات وزير الخارجية شربل وهبي، على رغم اعتذاره، واصفة إياها بالمسيئة للمملكة وشعبها ولمجلس التعاون الخليجي الذي طالب وهبي باعتذار رسمي.

في اي حال في المشهدية القائمة في المنطقة وبغض النظر عن مسار الملف النووي الايراني يصح القول: إن الفلسطيني في الأراضي المحتلة يتعرض لحرب عسكرية فيما اللبناني على أرضه يتعرض لحرب معيشية تؤججها نزعات النكايات والاحقاد والكيديات...

وعلى رغم صعوبة الأوضاع على المواطن اللبناني لا بارقة أمل حتى الآن في تأليف حكومة لا على السخن ولا على البارد... رئيس الجمهورية العماد عون من جهته وجه رسالة الى مجلس النواب حيال التأخير في تأليف الحكومة من أجل أن تناقشها الهيئة البرلمانية العامة.

كورونيا تم في لبنان في الساعات ال 24 الماضية تسجيل 10 وفيات وستمئة إصابة.

إذن العدوان مستمر على غزة واستطرادا على فلسطين وسائر مفاصل القضية والجنوب اللبناني يترقب.

الناطق الرسمي بإسم قوات اليونيفيل حض عبر تلفزيون لبنان ظهر اليوم على ضبط النفس عند الحدود اللبنانية الجنوبية.

تفاصيل الوضع الحدودي الجنوبي نبدأها بالتقرير الآتي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

هي رسائل في كل الإتجاهات...رئيس الجمهورية ميشال عون وجه رسالة الى مجلس النواب عبر الرئيس نبيه بري حول التأخير في تشكيل الحكومة وطلب مناقشتها في الهيئة العامة للمجلس وفق الاصول. رسالة هناك من قرأ في متنها عملية ضرب لإتفاق الطائف ستعيد لبنان الى الوراء ولن تؤدي إلى نتيجة لا سيما أن الحل ليس بمثل هكذا رسائل بل بالمسارعة إلى تشكيل حكومة لإنقاذ البلد من الغرق بموازاة رسالة الداخل - داخلتم توجيه رسالة خارج - داخل من عيار إحتجاج ثقيل وجهتها الخارجية السعودية إلى السلطات اللبنانية بعد إستدعاء السفير فوزي كبارة على خلفية تصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبي بشأن دول الخليج.

الموقف السعودي تلقى إسنادا وتأييدا خليجيا حيث طالب مجلس التعاون الوزير وهبي بتقديم اعتذار رسمي لدول الخليج وإلى الرسائل الصاروخية بدأ العدو الإسرائيلي يدور في حلقة مفرغة بعدما استنفد بنك أهدافه في قطاع غزة من دون أن يكسب أي حصاد.هو يحاول أن يعوض عن إخفاقاته بالبحث عن إنجاز ولو إعلامي بين أشلاء الأطفال والنساء ولهيب النيران وركام الدمار. ولهذه الغاية يحصل العدو الإسرائيلي على الغطاء اللازم من الأميركي الذي رفض تكرارا مسودة بيان لوقف إطلاق النار طرحت في مجلس الأمن الدولي الذي ستكون له اليوم جلسة مغلقة.

في موازاة مأزق الردع الإسرائيلي تمسك المقاومة الفلسطينية بزمام الأمور رغم استمرار العدوان الشرس لليوم التاسع بنهاراته ولياليه. وخير دليل على ذلك إمتلاكها قدرة كبيرة على إطلاق الصواريخ بكثافة باتجاه الأهداف المختارة. وبحرفية كبيرة واقتدار مشهود وإبداعات مذهلة تدير الميدان فيتحكم به مقاومون أشداء بيدهم مفاتيح ملاجئ المستوطنين. وليس أدل على نجاعة تلك الصواريخ أكثر مما ذكره الإعلام العبري عن اضطرار جيش الإحتلال للتراجع عن قصف أبراج سكنية في غزة خشية رد المقاومة بإطلاق صواريخ على تل أبيب.

على أي حال غزة ليست متروكة لوحدها وهي تلقت جرعة تضامن إضافية من الضفة الغربية والقدس وأراضي ال48 التي نفذت اليوم إضرابا عاما وشاملا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

انها افشل الحروب..

هذا ما يقرأه الصهاينة في ايام حربهم المسعورة التي لم تحقق اي انجاز عسكري ولم تفلح الا بقتل المدنيين الفلسطينيين، واستجرار آلاف الصواريخ الفلسطينية الى عمق الكيان، فاصابت عسكره وسياسييه وامان مستوطنيه..

وعن الفشل العسكري والسياسي الخطير كتب رئيس تحرير صحيفة هآرتس العبرية “ألوف بن” الذي بنى قراءته على الارتباك والعجز الحكوميين، والاخفاقات المخزية للتقديرات الامنية والاستعدادات العسكرية، وبناء على هذا الفشل الذريع، فحسنا يفعل نتنياهو اذا توقف الآن بحسب “الوف بن”..

وبحسب ابناء فلسطين فان الوقوف عند المطالب وعلى الزناد مستمر حتى تحقيق المعادلات، وان اراد نتنياهو وجيشه الاستمرار فما عليه سوى تعداد قتلى جنوده وجرحاهم، فضلا عن الاضرار الفادحة التي تصيب القيادة السياسية والبنية المجتمعية الصهيونية، وما قتلى اشكول اليوم بصواريخ المقاومة وقذائفها، واصابات الجنود الصهاينة في البيرة برصاص الفلسطينيين المنتفضين، سوى نموذج واضح عما ينتظر هذا الكيان ان قرر المكابرة والهروب الى الامام ..

والى الامام يواصل اهل فلسطين التاريخية والضفة وغزة الابية المضي في معركة الصمود والتحدي للعدوان الصهيوني، مقدمين اروع نماذج الصمود واسمى التضحيات، ومحققين المزيد من القوة، وجاعلين يد مقاومتهم هي العليا بحسب رئيس الموساد السابق داني ياتوم..

وبحسب رسائل حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية للامام السيد علي الخامنئي فان الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته لن تمر دون رد، وان الشكر للجمهورية الاسلامية الايرانية على وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته يقابله دعوة للدول العربية والاسلامية للتحرك العاجل وتعبئة المواقف لاجبار العدو الصهيوني على وقف جرائمه..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

تولي الشأن العام في مراكزه الرفيعة، هو موهبة تستحق وليس هبة أو "وهبه" ولا منة ولا بدلا من ضائع ولا خدمة لصديق . إنطلاقا من هذه القاعدة الكونية غير المحترمة في هذا العهد، لم يكن مقبولا تولية الوزير "شربل وهبة" حقيبة الخارجية، إلا إذا كان المطلوب منه أن يكمل ما لم تسنح الفرصة للوزير باسيل

القيام به يوم تولى المنصب، أي استكمال القطيعة مع المجتمع العربي وبناء جدران

الفصل والعداوة مع المجتمع الدولي والإرتماء الكامل في أحضان سوريا وإيران، بمعنى آخر كل ما رفضه الوزير ناصيف حتي واستقال بسببه .

إذا كان هذا هو المطلوب فقد عبأ وهبة كامل الكونترا ونفذ بإخلاص ما التزم به تجاه مشغليه. وبما أن مسألة الإعتداء على مصالح لبنان ومئات الآلاف من مغتربيه الذين يقوم عليهم ما بقي من اقتصادنا المتهالك، من خلال الإعتداء على السعودية ودول الخليج، بما أن هذه الإعتداءات صارت دورية بل استراتيجية، فإن ما ارتكبه الوزير وهبة ليس قابلا للتراجع عنه ببساطة الساذجين، لأن في ذلك تعميقا للاساءة، إذ يكون وزير العهد يستغبي السعودية ودول الخليج في مرحلتي الإساءة، والعودة عن الإساءة

ما تقدم، تفسيره أن المشكلة صارت مسألة أهلية ذهنية وعقلية، لا تدخل معالجتها في نطاق محاكمة الوزراء والرؤساء ولا تسقط بالاستقالة، بل تصبح من اختصاص لجنة طبية.

وسط العناد المتمادي وعدم الندم، تسألون لماذا نحن مرذولون عربيا ودوليا؟، الجواب، لأننا لا نكبت الكبتاغون ولا نكبت وزراء عون .

في سياق متصل استدعت الخارجية السعودية السفير اللبناني في الرياض لإبلاغه رسالة شديدة اللهجة كما استدعت سفيرها في بيروت، وسط خشية مبررة من الا تكتفي الرياض بالتدبيرين بل تذهب الى أبعد. داخليا وفي إطار تعميق الأزمات، ارسل رئيس الجمهورية كتابا الى مجلس النواب طالبه فيه بحث امتناع الرئيس المكلف عن تشكيل الحكومة وتأكيد شراكة رئيس الجمهورية في التشكيل. الكتاب يبطن دعوة المجلس الى إجراء تعديل دستوري يلزم الرئيس المكلف على التشكيل ضمن مهلة محددة و نزع التكليف منه إن امتنع. والمعلومات تشير الى أن الرئيس بري يتجه الى تحديد يوم الجمعة موعدا لعقد الجلسة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

فيما لبنان لا يزال يتخبط بقضية "الرمان الملغوم"، حتى جاءته قضية "الديبلوماسية الملغومة"... وفيما بطل الرمان الملغوم مازال مجهولا، أو مجهلا، فإن بطل الديبلوماسية الملغومة معروف، وكاد ان يتسبب بأزمة ديبلوماسية بين لبنان والسعودية...

وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة إنفعل، وهو أقر بذلك في بيانه، فكال اتهامات للمملكة لم تصل واشنطن إلى اتهامها بها، وأعطى توصيفات للشعب السعودي تنم عن ازدراء، لكن كلامه لم يمر لا في المملكة ولا في لبنان.

المملكة، عبر وزارة الخارجية، استدعت السفير اللبناني وسلمته مذكرة احتجاج رسمية.

في لبنان، رئيس الجمهورية اعتبر ان ما صدر عن الوزير وهبة يعبر عن رأيه الشخصي.

الوزير المعني أقر بخطئه وببعض العبارات غير المناسبة، التي صدرت عنه في معرض الإنفعال، لكنه اصر على ان موقفه جاء رفضا للاساءات الموجهة إلى رئيس الجمهورية.

الرسالة غير الديبلوماسية لرئيس الديبلوماسية اللبنانية، لم تحجب الضوء عن الرسالة الشديدة اللهجة التي وجهها رئيس الجمهورية الى مجلس النواب والتي وجه فيها اتهامات مباشرة إلى رئيس الحكومة المكلف، ويرجح ان تتسبب هذه الرسالة في تعميق الهوة بين بعبدا وبيت الوسط، خصوصا ان الاتهامات فيها لا تترك للصلح مكانا، ومن الإتهامات:

"الرئيس المكلف عاجز عن تأليف حكومة قادرة... ولا يزال يأسر التأليف بعد التكليف ويؤبده كما يأسر الشعب والحكم ويأخذهما معا رهينة مساقة إلى الهاوية ويصر حتى تاريخه على عدم التقدم بتشكيلة حكومية تحظى باتفاقنا".

وواضح من لهجة الرسالة أنها الترجمة للرسالة التي وجهها الرئيس عون إلى الرئيس ماكرون...

قبل تفاصيل هذه الرسائل، نتابع اليوم تقارير الفساد والإثراء غير المشروع لأحد ضباط الجمارك العقيد فادي ابي سمعان وكيف أصبح مالكا لشاليهات بملايين الدولارات عدا عن عقارات أخرى.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

قنبلة شربل وهبة دحرت الاحتلال وغطت شظاياها على أنباء فلسطين المدمرة فالوزير الذي بدأ سلكه الدبلوماسي بأسلاك هاتفية مشتركا في تحدي "الو الجديد" قبل عام ونصف صار اسمه اليوم في السوق العربية المشتركة لكن عن طريق الإساءة والخروج عن الأصول الدبلوماسية المعتمدة، فقد أحدثت مقابلة وزير الخارجية إشعاعا سياسيا امتد إلى دول مجلس التعاون مجتمعة التي قررت إصدار بيان مشترك تطالب فيه الوزير وهبة بتقديم اعتذار رسمي إلى دول الخليج.

وارتدادات "هزة " وزير الخارجية بلغت استدعاء المملكة سفير لبنان لديها فوزي كبارة الذي كان في زيارة لبيروت وأبلغته استنكارها وتنديدها بما تضمنته تلك التصريحات من إساءات شائنة الى المملكة وشعبها، والاستنكار جاء أيضا على مستوى لبناني واسع فيما يفتح السفير السعودي وليد البخاري دارته في اليرزة غدا لاستقبال المتضامنين مع المملكة من رؤساء كتل نيابية وأحزاب.

وفي المسعى لتوضيب الخطأ الدبلوماسي ومحاصرة مفاعيله أبرق الوزير وهبة ببيانين اثنين حصيلتهما: جل من لا يخطىء أما رئاسة الجمهورية التي اندفع من أجلها وزير الخارجية فقد عاملته كوزير "المغتربين " وأعلنت أن ما صدر عنه يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعكس في أي حال من الأحوال موقف الدولة اللبنانية ورئيسها العماد ميشال عون الحريص على رفض ما يسيء إلى الدول الشقيقة والصديقة عموما والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصا.

نأى الرئيس بنفسه عن وزير كان مستشارا له ويستمع يوميا الى "تعاليم القصر" إذ إن ما تفوه به وهبة كان غيضا من فيض مواقف تتردد على مسامعه في بعبدا بشكل دوري. والنأي جاء على مستوى سياسي ونيابي لكن رؤوساء الكتل التي دانت وزيرا وجردته من دبلوماسيته لماذا لا تقدم على طرح الثقة به في مجلس النواب لإنهاء الأزمة ..أم إن المجلس لم يعد يستخدم إلا للرسائل العابرة فوق تشكيل الحكومات. ومن هذه الرسائل ما تسلمته الأمانة العامة اليوم بمغلف رئيس الجمهورية المحشو بأسلوب غير "سليم " وفي مضامينها أن عون شكا إلى مجلس النواب التأخير في التأليف وشدد على أن مفاعيل التأخير السلبية انسحبت على الاستقرار العام واتهم الحريري بأنه لا يزال يأسر التأليف متجاهلا كل المهل المعقولة وقال أصبح من الثابت عجز الرئيس المكلف عن تأليف حكومة قادرة على الإنقاذ وأعاد عون اتهام الحريري بما سماه " تأبيد" التكليف وأسر الشعب والحكم وأخذهما رهينة معا وطالب رئيس الجمهورية النواب باتخاذ المقتضى.. أي إنه يدفع باتجاه البحث في سحب التكليف هي رسالة " استباقية " يدفع فيها عون ببراءته السياسية قبل أن يصدر أي قرار ظني يجرمه في التعطيل.

الرئيس استبق هذا القرار واشتكى الى مجلس النواب ..محددا معايير تخالف المبادرة الفرنسية ومشركا الأحزاب والمرجعيات في الخلطة الحكومية .. مقيما الحجة على الرئيس المكلف في احتجاز التأليف فيما كل وقائع الدنيا تشهد على تمانية عشر اجتماعا في قصر بعبدا وعلى تشكيلة قدمها الحريري وخطفها ميشال عون قبل أن ينكل بها ويرسم حولها مواثيق وأعمدة وحزازير وتعبئة استمارات .

لكن .. ربما الخير في ما وقع .. فرسالة عون إلى مجلس النواب قد تتحول إلى " عربون ثقة " للحريري

صحيح أن مفاعيل الورقة الرئاسية لا تصرف على المنصات الدستورية لكن من شأنها أن تشكل استفتاء نيابيا على التكليف .. وعندئذ فلنذهب الى العد .. ولتفرز الكتل .. وإذا أعاد النواب " التصديق " على تسمية الحريري رئيسا مكلفا .. هل يقتنع رئيس الجمهورية ويوقع على التشكيلة ؟ أم أن فقهاء القصر .. سيتبدعون مخرجا جديدا من " إنتاج السحرة " الساهرين على دستور مخصص للثنائي " عون جبران " .

الرسالة وصلت .. وأهم سطورها: الازمة بلا حدود ومفتوحة على نهاية العهد .. إذا كان هناك من نهايات .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

بين محورين سياسيين ومحور صحي، انصب الاهتمام اللبناني اليوم على المحور السياسي الأول خارجي، انطلاقا من كلام الوزير شربل وهبة في مقابلة تلفزيونية أمس، وما أثارته من ردود فعل وبيانات توضيحية، أبرزها من المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، الذي اعتبر ان ما صدر عن وزير الخارجية يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يعكس في أي حال من الأحوال موقف الدولة اللبنانية ورئيسها العماد ميشال عون الحريص على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة والصديقة عموما، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصا.

وبدوره، اعلن تكتل لبنان القوي تمسكه بعلاقات الأخوة والصداقة والاحترام بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي شعوبا وقيادات، رافضا أي كلام مسيء تحاول بعض الأحزاب اللبنانية استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية بغية افتعال أزمة بين لبنان ودول الخليج.اما المحور السياسي الثاني، فداخلي، حيث كسر رئيس الجمهورية الجمود على مسار تأليف الحكومة، من خلال رسالة وجهها الى مجلس النواب بموجب صلاحياته الدستورية، مشددا من خلالها على ان مفاعيل التأخير السلبية انسحبت على الاستقرار السياسي والأمان الصحي والاجتماعي والاقتصادي والمالي والخدماتي العام وحالت دون معالجة ملفات حساسة.

وشدد الرئيس عون في الرسالة على عدم جواز بقاء أسباب التأخير موضع تكهن او اجتهاد، مؤكدة أن على رئيس البلاد السهر على عدم نشوء اعراف دستورية خاطئة عند التأليف. واكد الرئيس عون أنه أصبح من الثابت ان رئيس الحكومة المكلف لا يزال يأسر التأليف متجاهلا كل مهلة معقولة، لافتة الى التقيد بالنهج الواجب والمعهود في تأليف الحكومات والذي يرتكز على عدالة توزيع الحقائب بين الكتل البرلمانية المشاركة بما يحاكي التمثيل الشعبي . واذ شدد الرئيس عون على أنه مؤتمن على احترام مبادئ تأليف الحكومات وتأمين الثقة النيابية لها لعدم الانتقال من حكومة تصريف اعمال الى أخرى، لفت في الرسالة الى ان رئيس الحكومة المكلف يصر على عدم التقدم بتشكيلة تحظى بالاتفاق وتتوافر معها ثقة المجلس، وهو منقطع عن إجراء الاستشارات النيابية وعن التشاور المستمر والواجب مع رئيس الجمهورية.

ورأى الرئيس عون أن تشكيل الحكومة ممكن اذا تخلى رئيس الحكومة المكلف عن مقولة انه هو من يشكل وان رئيس الجمهورية يصدر، المرسوم والا انتفت المشاركة واندثر الاتفاق وغابت ميثاقية التشكيل ودستوريته.يبقى اخيرا المحور الصحي، وعنوانه الابرز اليوم بشرى سارة الى اللبنانيين حول لقاح استرازينيكا، فماذا كشف وزير الصحة للأوتيفي في هذا المجال؟ الجواب في سياق النشرة، لكن البداية مع رسالة رئيس الجمهورية ومسار تأليف الحكومة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 18 ايار 2021

وطنية/الثلاثاء 18 أيار 2021

صحيفة البناء

ـ خفايا

كشف مصدر سياسي عن ارتباك في مواقع مقرّرة في الدولة حول المعلومات المتصلة بإطلاق مصرف لبنان ‏لمنصة صرف الدولار، وفيما كان بعضهم يتساءل عما إذا كانت قد بدأت عملها بالأمس كان آخرون يقولون إنها ‏ستبدأ اليوم.

ـ كواليس

سجلت مصادر دبلوماسية غربية باهتمام ما ظهر من حضور شعبي وأصوات سياسية في كل من الأردن والكويت ‏لمناهضة التطبيع ودعم الانتفاضة والمقاومة في فلسطين واعتبرت أن البلدين شكّلا دائماً بارومتر التحوّلات في ‏الشارع العربي والمشهد السياسي العربي.

صحيفة الجمهورية

ـ أكد قيادي في حزب بارز ضمن مجلس خاص الإستمرار الآن في دعم شخصية سياسية هي على خلاف كبير ‏مع حليف هذا الحزب.

ـ يدرس مسؤول كبير توقيع مرسوم حسّاس في انتظار رد خارجي على استكمال ملف مرتبط به.

ـ حذرت مراجع روحية من البرمجة التي يتعاطى من خلالها أحد الأحزاب مع مرجعية روحية ونبهت من ‏مخاطرها اليوم وغدًا.

صحيفة اللواء

ـ تتوقع أوساط نيابية تأخر مدروس لجلسة ينتخب فيها عضو جديد في المجلس الدستوري لملء الشغور بالوفاة.

ـ استغربت جهات سياسية، امتناع مرجع عن الاتصال بمرجع آخر للمعايدة بالفطر السعيد، كما كان متوقعاً.

ـ استبق مصرفيون، في السوق السوداء، إطلاق المنصة، باتخاذ ترتيبات تتعلق بالاحتفاظ بالربح المرتفع، خلال ‏الأسبوع الطالع!

صحيفة نداء الوطن

ـ هدد وزير التربية باللجوء الى تعليق التدريس ووقف مستحقات الاساتذة المتعاقدين في حال عدم نجاح خطة ‏وزارته للعودة الى التعليم المدمج او في حال عرقلتها من قبل الاساتذة والاهالي.

ـ تبين ان وزارة المالية ولمحاباة بعض كبار المكلفين، تمتنع عن اتخاذ اي اجراءات لحماية المال العام ‏والمستهلكين، من خلال السماح للتجار بتحصيل ضريبة على القيمة المضافة على السلع والخدمات الخاضعة على ‏اساس قيمتها، على سعر الصرف في السوق السوداء، بينما يقوم هؤلاء التجار بتسديد الضريبة للخزينة على ‏اساس سعر الصرف الرسمي، ليكون الفارق بين الضريبة المحصلة والمسددة حوالى 10 اضعاف.

ـ تتحضر وزارة المالية لاستبدال آلية الشراء العام المنصوص عنها في قانون المحاسبة العمومية، بوسائل اخرى ‏من خلال التعميم بتطبيق نظام السلفات الطارئة والدائمة والشراء بالتراضي من خلالها والدفع النقدي.

صحيفة الأنباء

*خطوة متعثرة

خطوة مالية أساسية كان من المفترض أن تحدث تحوّلا نوعياً يبدو أنها لا تزال متعثرة حتى اليوم.

*بازار البدائل

تسابق على بث أسماء في البازار السياسي كبدائل لمهمة وطنية رغم ان أي جديد جدّي لم يحدث ليستدعي ذلك.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وفد من حزب حراس الارز – حركة القومية اللبنانية زار المطران عودة

 بيروت في 18 ايار 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/98959/%d9%88%d9%81%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84/
زار صباح اليوم الثلاثاء في 18 أيار الجاري وفد من حزب حراس الارز – حركة القومية اللبنانية ضمّ كل من الأمين العام المحامي مارون العميل، وأمينة السر لزلي نكد، وعضو مجلس القيادة روميو منصور، مقرّ المطرانية الارثوذكسية في بيروت، واجتمع بسيادة المطران الياس عودة وبحث معه أوضاع البلاد المتردّية وضرورة توحيد كل الجهود الخيّرة من أجل إنقاذ لبنان من أزمته القاتلة قبل فوات الأوان . كما ونقل الوفد الى سيادته تحيّات مؤسس الحزب السّيد ٳتيان صقر "أبو ارز"، وتأييده الكامل لمواقفه الوطنيّة الرّائدة، متمنّياً له وللطائفة الارثوذكسية الكريمة التوفيق والنجاح الدائمين . 

قيادة الأعلام.

 

بعد التصريحات المسيئة"... أوّل تحرّك سعودي تجاه لبنان

وكالات/الثلاثاء 18 أيار 2021       

صدر عن وزارة الخارجية السعودية, بيان بخصوص "التصريحات المسيئة الصادرة من وزير خارجية الجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه", جاء فيه: "إشارة إلى التصريحات المسيئة لوزير خارجية الجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة خلال مقابلة تلفزيونية، والتي تطاول فيها على المملكة وشعبها". وأضاف, "فإن وزارة الخارجية إذ تعرب عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من اساءات مشينة تجاه المملكة و شعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة، لتؤكد مجددا على أن تلك التصريحات تتنافى مع ابسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين". ولفت البيان إلى أنّه "نظرا لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين فقد استدعت الوزارة سعادة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص".

 

وهبي يعتذر: جلّ من لا يخطئ

الوكالة الوطنية للإعلام/18 ايار 2021

صدر عن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبي البيان التالي: “يهمني التأكيد، مرة جديدة أن بعض العبارات غير المناسبة، التي صدرت عني في معرض الإنفعال رفضا للإساءات غير المقبولة الموجهة إلى فخامة رئيس الجمهورية، هي من النوع الذي لا اتردد في الإعتذار عنه، كما ان القصد لم يكن لا أمس ولا قبله ولا بعده، الإساءة إلى اي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة التي لم تتوقف جهودي لتحسين وتطوير العلاقات معها، لما فيه الخير والمصلحة المشتركين، ودوما على قاعدة الإحترام المتبادل. وجل من لا يخطىء في هذه الغابة من الأغصان المتشابكة”.

 

"تأويلات غير صحيحة"... توضيحٌ من وهبه بعد مقابلته مع "الحرة"

وطنية/الثلاثاء 18 أيار 2021 

صدر عن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه بيان جاء فيه: "فوجئت بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامي في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الحرّة"، فما قلته لم يتناول الأشقاء في دول الخليج العربي، ولم أتطرق إلى تسمية أي دولة". وأضاف، "لكني فوجئت أكثر ببعض البيانات التي تحوّر كلامي وتدفع لتوتير العلاقات مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، تحقيقاً لمصالح شخصية على حساب مصلحة لبنان". وتابع، "نجدّد تأكيدنا الحرص على أفضل العلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة للبنان، وأدعو المصطادين في المياه الراكدة إلى التوقف عن الاستثمار في الفتنة بين لبنان وأشقائه وأصدقائه".

 

السعودية: تصريحات وزير خارجية لبنان إساءة لدول الخليج/الخارجية السعودية: تصريحات وزير خارجية لبنان تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية

دبي - العربية.نت/الثلاثاء 18 أيار 2021     

استنكرت وزارة الخارجية السعودية اليوم الثلاثاء بشدة ما تضمنته تصريحات وزير الخارجية اللبناني، شربل وهبة، من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون. وأعربت في بيان، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "واس"، " عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة و شعبها ودول مجلس التعاون الخليجية". كما أكدت أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين. وأضافت "نظرًا لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين فقد استدعت الوزارة السفير اللبناني لدى المملكة للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من قبل وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص.

 

مجلس التعاون الخليجي يطالب وزير خارجية لبنان باعتذار رسمي/نايف الحجرف يعرب عن رفضه واستنكاره لتصريحات شربل وهبة

دبي - العربية.نت/الثلاثاء 18 أيار 2021     

أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف فلاح مبارك الحجرف، عن رفضه واستنكاره لما تضمنته تصريحات وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اللبنانية شربل وهبة، خلال مقابلة تلفزيونية وما ورد فيها من إساءات مشينة بحق دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها وكذلك الإساءة بحق المملكة العربية السعودية. وأكد الحجرف الثلاثاء على "المواقف الثابتة والراسخة التي قامت بها دول مجلس التعاون الخليجي لدعم الشعب اللبناني الشقيق، تلك المواقف والتي يشهد التاريخ لها والتي تهدف إلى سلامة لبنان ودعم استقراره وأمنه"، مشدداً على أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين دول المجلس ولبنان، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس". يذكر أن وزارة الخارجية السعودية كانت استنكرت في وقت سابق الثلاثاء بشدة ما تضمنته تصريحات وزير الخارجية اللبناني من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون.وأعربت في بيان "عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية". كما أكدت أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، مضيفة: "نظراً لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين فقد استدعت الوزارة السفير اللبناني لدى المملكة للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من قبل وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص".

البحرين: تصريحات وزير خارجية لبنان مسيئة للسعودية ولدول الخليج/استدعاء السفير اللبناني وتسليمه مذكرة احتجاج

دبي - العربية.نت/الثلاثاء 18 أيار 2021

أعربت وزارة الخارجية البحرينية، الثلاثاء، عن استنكارها الشديد لما تضمنته التصريحات المسيئة التي أدلى بها وزير خارجية الجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة خلال مقابلة تلفزيونية تجاه السعودية وشعبها ودول مجلس التعاون، مؤكدة أن تلك التصريحات المستهجنة تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية التي تربط شعوب دول مجلس التعاون مع الشعب اللبناني الشقيق. وردًا على تلك التصريحات المسيئة، قامت وزارة الخارجية باستدعاء سعادة سفير الجمهورية اللبنانية لدى مملكة البحرين وسلمته مذكرة احتجاج رسمية تضمنت رفض المملكة واستنكارها للتصريحات المسيئة التي صدرت من وزير الخارجية والمغتربين اللبناني.

 

مصر تطلب تفسيرا من سفير لبنان حول تصريحات شربل وهبة/الخارجية المصرية تطلب تفسيرا من سفير لبنان حول تصريحات شربل وهبة المسيئة

دبي - العربية.نت/الثلاثاء 18 أيار 2021

طلبت وزارة الخارجية المصري، مساء الثلاثاء، من السفير اللبناني في القاهرة على الحلبي تقديم تفسير لما أدلى به وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة من تصريحات مسيئة بحق الدول والشعوب العربية الشقيقة في الخليج. وكانت وزارة الخارجية السعودية، استنكرت في وقت سابق الثلاثاء بشدة ما تضمنته تصريحات وزير الخارجية اللبناني من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون. وأعربت في بيان "عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية". كما أكدت أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، مضيفة: "نظراً لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين فقد استدعت الوزارة السفير اللبناني لدى المملكة للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من قبل وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص".

 

الكويت: استدعاء القائم بأعمال سفير لبنان وتسليمه مذكرة احتجاج

دبي - العربية.نت/الثلاثاء 18 أيار 2021     

أعلنت دولة الكويت، الثلاثاء، عن استنكارها واستهجانها الشديد لما ورد في المقابلة التلفزيونية مع وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة، من "إساءات بالغة" لدول الخليج وشعوبها. وأوضحت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء "كونا"، استدعاء القائم بأعمال سفير لبنان هادي هاشم وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية تضمنت استنكار واستهجان لتلك الإساءات التي تتنافى مع علاقات الأخوة التاريخية بين دول الخليج ولبنان. يذكر أن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف فلاح مبارك الحجرف، أعرب عن رفضه واستنكاره لما تضمنته تصريحات وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اللبنانية شربل وهبة، خلال مقابلة تلفزيونية وما ورد فيها من إساءات مشينة بحق دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها وكذلك الإساءة بحق المملكة العربية السعودية. وطالب وهبة بتقديم اعتذار رسمي لدول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها نظير ما بدر منه من إساءات غير مقبولة على الإطلاق.

 

جمعية الصداقة اللبنانية السعودية دعت المسؤولين إلى عدم الإنجرار إلى ما يضعهم أمام مشكلة

الثلاثاء 18 أيار 2021

وطنية - رأى رئيس "جمعية الصداقة اللبنانية السعودية" نبيل الأيوبي، أن "ما جرى على قناة الحرة خلال مقابلة مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه يأتي في سياق المواقف المرافقة والملازمة لمشروع إستبعاد لبنان عن الحضن الطبيعي العربي". وإعتبر أن "عددا من المشاهد السياسية المماثلة ستمر في لبنان كرسائل معلبة من ضمن مشروع متكامل لضرب العلاقات مع الدول العربية، لتحفيز وتمكين الأرضية اللازمة لحضور أعجمي لا يشبه اللبنانيين". أضاف الأيوبي: "إن الهرج والمرج الذي نراه اليوم والناتج عن أخطاء قام بها وزير الخارجية اللبناني، هو محطة يقف عندها من لا رؤية له، ومن لم يقم بحساباته السياسية التي يجب أن تنتج عن رؤية مستقبلية، تبدأ بفرض تنفيذ القانون، وتنتهي بالوصول إلى تطبيق دستور الطائف، وهو ما سنسعى له رغم كل الضغوط الأجنبية والأعجمية البالية، والتي لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد".وخنم الأيوبي، إننا وبالرغم من الإساءة التي إعتذر عنها وزير الخارجية، إلا أننا ندعو المسؤولين إلى عدم الإنجرار إلى ما يضعهم أمام مشكلة لا نرضاها كرمى أي جهة، ولا نرضى أن يكون أي لبناني في هكذا مأزق، بل نسعى ليكون الجميع واجهة للبنان، ممثلين للبنانيين، لا حقد على من يحب لبنان ويسعى لتمكينه وتثبيت وجوده على خارطة العالم العربي".

 

هكذا نفّذ “الحزب” خطّته للإمساك بالقرار المالي!

وكالة الانباء المركزية/18 ايار 2021

بالتوازي مع حفره الانفاق على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، كان حزب الله “يحفر” ايضا في الداخل اللبناني. فهو عمل على مر السنوات الماضية على تأسيس مصرفه الخاص ونظامه المصرفي الخاص المتمثّل بالقرض الحسن، قبل ان يحاول منذ انطلاق الثورة عام 2019، تجييرَ تحرّكاتها ضد المصرف المركزي، عبر تحميله وحاكمه رياض سلامة، مسؤوليةَ الانهيار الشامل الذي بلغته البلاد اليوم، مسيّرًا تظاهرات عدة ضد مصرف لبنان في الحمرا ودافعا في الوقت عينه الى اقالة سلامة من منصبه، بالتعاون مع حليفه التيار الوطني الحر، على وقع حملة لأبلسته، شُنّت ولا تزال، في الإعلام الممانع.

هذا المسار كلّه، ليس صدفة، اذ يكشف مسؤول سابق لـ”المركزية” عن خطة محكمة وضعها الحزب منذ عقود، للإمساك بالسلطة عموما وبالقرار المالي في البلاد خصوصا. فمنذ نشأته اثر انتصار الثورة الاسلامية في ايران، لحظ جانب من مشروع “الحزب” لبنانيا وضعَ اليد على مفاصل الدولة ومراكزها الأهمّ، لتطويعها، خاصة في الامن والمال، كونهما حجر زاوية هيكل الدولة. للغاية، يتابع المسؤول السابق، لجأ الحزب الى الاستئثار بكل المواقع المالية المفصلية لتدجينها وتسييرها وفق توجّهاته، نسمّي من هذه المواقع: وزارة المال التي باتت منذ سنوات بحكم المطوّبة للثنائي الشيعي والتي لم يساير الاخيرُ الفريقَ الرئاسي فيها حين طالب بأن تشملها المداورة، المدعي العام المالي، رئيس ديوان المحاسبة، النائب الاول لحاكم مصرف لبنان، مدير عام الاقتصاد، مديرعام الادارة في الجيش، وقوى الامن، والامن العام، وامن الدولة، جهاز امن السفارات، الضمان الاجتماعي، وغيرها من المراكز من الفئة الاولى والثانية والثالثة في سائرالوزارات والمؤسسات والادارت والقطاعات. حجزُ المراكز المالية الاساسية للشيعة، استفاد منه الثنائي حتى الرّمق – او الفلس – الاخير. حزب الله وحركة امل، اغتنما هذه “الورقة” لتأسيس اقتصاد مواز يؤمّن لهما ارباحا كبيرة، عبر مثلا التهرّب الضريبي في المرافق الشرعية وغير الشرعية، وعبر تهريب البضائع والاسلحة وغيرها عبر هذه المرافق ايضا… فاغتنى الثنائي وانتفخت جيوبه بينما أُنهكت الخزينة واستُنزفت الى ان حلّت المصيبة التي نتخبّط فيها اليوم. واذ يشير الى ان هذا السلوك بات مكشوفا ومفضوحا ومدانا دوليا، بحيث يشترط المانحون ذهابَ الوزارات كلّها في الحكومة العتيدة الى وزراء مستقلّين نظيفي الكف، ويطالبون ايضا بمراقبة حقيقية وفعلية للمعابر والحدود اللبنانية وبوقف التهريب على انواعه، يلفت المسؤول نفسُه الى ان حزب الله لن يتساهل في هذه الاجندة ولا في مسألة التخلّي عن المواقع المالية ولن يفرّط بها، سيما في ظل استهدافه بالعقوبات من كل حدب وصوب. فبعد تصنيف القرض الحسن اميركيا وادراج واشنطن اسماء مسؤولين فيه على لائحتها السوداء، وبعد ان حظرت النمسا منذ ايام حزبَ الله بجناحيه السياسي والعسكري متجاوزة سياسة الاتحاد الأوروبي لحظر ما يسمى بـ “الجماعة الإرهابية اللبنانية الذراع العسكري فقط”، و”الحبلُ على الجرار”، يعتبر المسؤول ان هذا التضييق سيزيد الضاحيةَ تمسّكا بما حققته من “مكتسبات” بفعل قوّتها وتحالفاتها وموناتها و”صفقاتها” وايضا تخاذل شركائها، كي تترك لنفسها شريانا يُدخل الى رئتي “الحزب” الاوكسيجين وإن بشكل محدود. هذا ان لم يسعَ الايرانيون، خلال محادثاتهم الجارية حاليا مع الاميركيين في فيينا ومع السعوديين في بغداد، الى تحصيل أرباح جديدة لحزب الله في النظام اللبناني، فيعزّزون كلمته ودوره وحجمَه في اللعبة السياسية الداخلية…

 

الدّبلوماسي تخلّى عن دبلوماسيّته.. هل البيان الرئاسي كافٍ؟

وكالة المركزية/18 ايار 2021

على "نهج" أحد أسلافه في "الخارجية" رئيسِ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، سار الوزير شربل وهبي امس. وبعد ان انطلق مسارُ الابتعاد العربي - الخليجي عن بيروت، عام 2016 مع رفض باسيل التضامن مع المملكة اثر حرق سفارتها في ايران، ووقوفه في وجه الإجماع العربي، في موقف دفع اللبنانيون، ولا يزالون، ثمنَه غاليا، أكمل وهبي المشوارَ الخطير هذا، ووضع حجرا اضافيا، كبيرا وثقيلا، في الجدار الذي يرتفع تدريجا بين لبنان ومحيطه العربي، منذ وصول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى قصر بعبدا. القراءة هذه تجريها مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية"، آسفة لان يكون مركز شارل مالك وغسان تويني، آل الى مَن لا يتعاطون مع الموقع بأبسط القواعد الدبلوماسية، لجهة تقدير الكلمات والمواقف وتداعياتها وأبعادها قبل اطلاقها، ولا في أداء دورهم ووظيفتهم كما يجب. فوزيرُ الخارجية يُفترض به، قبل اي مسؤول آخر، تسويقُ صورة لبنان في الخارج وبذلُ كل جهد لاعادة ربطه بِمَداه الحيوي. هو ايضا مسؤولٌ عن "صياغة" دور ووظيفة اقليمية - دولية لبيروت، كمقرّ لحوار المتخاصمين، لكننا بطبيعة الحال، لا نتوقّع منه انجازا كهذا، لكن أضعف الايمان ان يحافظ وزيرُ الخارجية على الدور المحوري - الاستراتيجي الذي تمكّن الكبارُ في المنصب، من إعطائه للبنان في العقود المنصرمة، فإذ به يفرّط بكل هذا الارث، ببرودة اعصاب قلّ نظيرها. ما قاله وهبي امس في حديثه التلفزيوني قد لا يكون مخطّطا له من قِبل فريقه السياسي، ولا من قِبل حزب الله، بحسب المصادر، إلا ان الرجل كان يجب ان يعدّ أجوبته جيدا، ويزين كلماتِه بميزان "الجوهرجي". فهو يطلّ على محطة "عالمية" لا لبنانية، في ظلّ ازمة جديدة - قديمة بين لبنان والسعودية. لبنان الرسمي يسعى الى استرضاء المملكة التي اوقفت منذ اسابيع استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية، لاستخدامها من قِبل بعض الجهات المجهولة - المعلومة، لنقل المخدّرات الى اراضيها، في قرارٍ كبّد الاقتصاد اللبناني والمزارعين خسائر بالملايين. فبدل ان يغتنم "الدبلوماسيُّ" هذه الفرصة لتأكيد حرصه على افضل العلاقات مع العرب والخليجيين، قرّر الا يكون دبلوماسيا البتّة، وان يتبنّى خطابَ حزب الله ومحور الممانعة، في حديثه عن دول الخليج، وإن من دون ان يسمّيها! فتكلّم بتهكّم عنها متّهما اياها بتمويل الارهاب وداعش وجبهة النصرة وبنشرها في الدول العربية، مستهزئا بتسميتها "مملكة الخير والصداقة والمحبة". وبعد ان كان لهذه اللغة الخشبية، الوقعَ السيئ الخطير المتوقَّع، في الاوساط السعودية مساء امس، سارع وهبي الى توضيح ما قاله، علما انه لا يحتمل اي تأويل او تفسير. في المقابل، سارعت رئاسة الجمهورية الى  الاعلان انه لا يعكس موقف الدولة اللبنانية. فهل هذه الخطوات تكفي، وترتقي الى حجم الاساءة التي ارتُكبت بحق المملكة؟ بحسب المصادر، يُفترض برئيس الجمهورية ان يستدعي وهبي ويُسائله او يمنعه - اذا كانت ثمة طريقة "قانونية" لذلك - من تمثيل لبنان في اي محفل دولي بعد اليوم، اي ان يتمّ عزلُه تماما. كما يجب على الفريق الحاكم ان يستدعي السفير السعودي للاعتذار عن هذا الخطأ، مع إرساله احد الموفدين الى الرياض من ضمن جولة خليجية، لتوضيح الموقف. اما كلّ ما هو دون ذلك، سيعني، تختم المصادر، ان العهد لا يأبه كثيرا اذا رضي الخليجيون ام غضبوا، وانه اختار الوقوف نهائيا، في خندق حزب الله والايرانيين في المنطقة.. فهل هذا هو فعلا ما يريده، بينما لبنان ينهار اقتصاديا وماليا، ولن يأتي السند والدعم الا من الدول العربية والغربية، الارجح لا.. فلننتظر!

 

الاحرار: نطالب بعزل وهبه من موقعه والا فسنلاحقه قانونيا

الثلاثاء 18 أيار 2021

وطنية - صدر عن "حزب الوطنيين الأحرار" بيان وصف تصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال بـ "غير الدبلوماسية، والتي طالت الدول الصديقة التي طالما وقفت إلى جانب لبنان في كل ازماته منذ اكثر من خمسين عاما". وذكر البيان بأن "هذه الدول المحتضنة لأكثر من خمسمئة الف لبناني، يعملون وينتجون في بلادهم، مما لا يسعنا إلا أن نستهجن هذه التصريحات المسيئة، آملين في ألا تؤثر في عمق الصداقة التاريخية والاخوة التي تربطنا بدول مجلس التعاون الخليجي عامة والمملكة العربية السعودية خاصة". ورأى أن "تصريف الاعمال في وزارة الخارجية يفترض ان يعزز العلاقات لا ان يسممهھا مثل ما يفعل تجار المخدرات!". وأضاف: "على الدولة باكملها ان تعتذر رسميا، ونحن في حزب الوطنيين الاحرار على يقين ان المملكة العربية السعودية ستنسى الاساءة والتصريحات المشينة، ولكننا نحن اللبنانيون لن ننسى لاننا نقارن انجازاتكم علينا بانجازات الدول العربية ونهضتها، من هھنا نطالب اولا بعزل وهبه من موقعه اثر الاساءةالى علاقات لبنان بالدول الصديقة والتاثير سلبا في أعمال اللبنانيين في هذه الدول، والا فسنرى أنفسنا مضطرين ان نلاحقه قانونيا حفاظا على مصالح اللبنانيين". وسأل البيان "دول الخليج العربي عموما والسلطات السعودية خصوصا، النظر الى هذه القضية من وجهة نظر اخرى، وان تكون دائما كما عودتنا الى جانب الشعب اللبناني. فالشريحة الأكبر من هذا الشعب لا تمثله هذه السلطة المستقيلة اصلا علما ان اللبنانيين في دول الاغتراب هم اول من استعاد الامل عندما انتفض الشعب في 17 تشرين وبخاصة المقيمين في الخليج العربي".

 

بعد التحذيرات الأخيرة... هل تشن إسرائيل حربا على لبنان؟

سبوتنك/18 ايار 2021

في الوقت الذي تستمر فيه الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، أثارت التهديدات الأخيرة لإسرائيل الكثير من المخاوف بشأن إمكانية قصفها للبنان، لا سيما بعد الصواريخ التي سقطت على أراضيها من بيروت. وقبل أيام وجهت إسرائيل تحذيرا إلى لبنان، قائلة إنه "سيتحمل مسؤولية أي محاولة للمس بسكان إسرائيل"، وذلك بعد محاولات لاختراق الحدود وانتشار دعوات للمشاركة في تظاهرات هناك، فيما وضع الجيش اللبناني حواجز لمنع اختراق الحدود". واستبعد مراقبون قيام إسرائيل بأي عمليات عسكرية على لبنان، في ظل استمرار القتال في قطاع غزة، وخوفها من فتح جبهة جديدة من الصراع مع "حزب الله".

وكانت وسائل إعلام لبنانية، قد تحدثت أول أمس السبت، عن تعزيزات عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان، ترقبا للدعوات والمسيرات الداعمة لفلسطين، في البلدات الحدودية. وفي المقابل فرضت السلطات الأمنية اللبنانية ‏إجراءات مشددة على طول الطريق الساحلي باتجاه الجنوب، كما يقوم الجيش اللبناني بتدقيق هويات الداخلين إلى المنطقة الجنوبية، حيث أشارت مصادر إلى منع غير اللبنانيين من الدخول إلى المنطقة الجنوبية المحاذية للشريط الحدودي مع إسرائيل. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الجمعة، قيام دبابات إسرائيلية بإطلاق نيران تحذيرية استهدفت مجموعات دخلت من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية. اعتبر الناشط المدني اللبناني أسامة وهبي، أن التحذيرات الإسرائيلية ليست بجديدة، وأن التوتر القائم على الحدود اللبنانية لا يتخطى التعاطف الشعبي اللبناني مع الشعب الفلسطيني في الداخل، وبالتالي ليس هناك ما يؤشر أو يدلل على أن جبهة الجنوب على وشك أن تفتح مجددًا.

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، "كان هناك منذ أيام إطلاق 3 صواريخ من الداخل اللبناني باتجاه فلسطين المحتلة، وسرعان ما تحرك الجيش اللبناني واتخذ الإجراءات لعدم تكرار هذا الحادث، وكان لافتا أيضا نفي حزب الله علاقته بهذا الأمر، وهذا يعني أن "حزب الله" غير معني بفتح جبهة الجنوب، إنما يعمل من أجل أن تبقى الأمور مستقرة، وهناك تعميم تم توزيعه على المخيمات والقوى الفلسطينية الموجودة في لبنان بأن حزب الله يطلب منهم عدم فعل أي أمر قد يؤدي إلى التصعيد العسكري في جنوب لبنان".

ويرى وهبي أن موقف حزب الله من الأحداث في فلسطين، يأتي في ظل المفاوضات التي تجرى في فيينا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وليس من مصلحة طهران أن تفتح جبهة الجنوب، لأن ذلك سينعكس على المفاوضات.

أما بشأن تصريحات الراعي، والكلام لا يزال على لسان وهبي،  فإنه يتحدث في نفس السياق الذي أطلقه على شكل مبادرة تطالب بحياد لبنان وتحييده عن كل صراعات المنطقة وهذه التصريحات تأتي في هذا السياق، لأن وضع لبنان الاقتصادي والسياسي كارثي، وهناك أزمة صحية ومالية واقتصادية كبيرة، ولبنان غارق في جميع أنواع الأزمات ولا ينقصه إلا أن يغرق في حرب مع العدو الإسرائيلي تصعب الأمور وقد تأخذ البلاد إلى مكان أصعب مما هي فيه الآن. بدوره استبعد المحلل السياسي اللبناني، ميخائيل عوض، "أي احتمال لدخول إسرائيل في حرب أو عدوان على لبنان، في ظل انشغالها بحربها على قطاع غزة، لا سيما وأن النزاع الآن بدأ يميل بقوة لصالح القضية الفلسطينية عمليًا وميدانيًا، وكذلك في الرأي العام العالمي، ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الإعلامي، حيث أعادت الحرب صياغة القضية الفلسطينية على عكس ما سعت له إسرائيل منذ 70 عامًا وحتى اليوم".

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "إسرائيل الآن هي التي تتخوف وتتحسب من أن يبادر "حزب الله" بأي هجوم عليها، وفتح جبهة ثانية لإشغال الإسرائيليين عن ضرباتهم في القطاع، وذلك بعد أن فشلت إسرائيل في تحقيق أي أهداف أو مكاسب في حربها القائمة على القطاع سوى هدم منازل المدنيين".

ويرى المحلل اللبناني أنه "من الحماقة أن يفكر نتنياهو في التحرش بلبنان عسكريًا، وذلك في ظل إعلان حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله قبل بدء الحرب في فلسطين، أن المقاومة اللبنانية في جهازيتها العالية، ما استدعى تحضير إسرائيل لمناورات كبيرة على الحدود قبل أن تلغيها بسبب فلسطين".

وأكد أن "في الوقت الذي ستقوم فيه إسرائيل بالتحرش عسكريًا بلنان، ستمطر المقاومة إسرائيل بآلاف الصواريخ يوميًا، ومن مدايات وقدرات تدميرية تختلف كليًا عن الصواريخ في غزة، بسب البعد الغرافي والمكاني، والتواصل المستمر مع سوريا".

وعن تصريحات البطريرك الراعي الأخيرة، أكد أنها "لاقت استنكارًا لبنانيًا واسعًا، وفي مختلف الساحات، لأنها تأتي في وقت غير مناسب وبصيغة استفزازية، مشيرًا أنها تأتي في سياق مبادرات الراعي التي لم تلق أي تجاوبًا إلى الآن، لا سيما المتعلقة بحياد لبنان، وتنازل الرئيس عون لتشكيل الحكومة وكذلك عقد مؤتمر دولي، مطالبًا رجال الدين بالابتعاد عن السياسية لعدم تحميل اللبنانيين عواقب ما يثيروه من خلافات وأحاديث". وقال الجيش الإسرائيلي: إن "ثلاثة صواريخ أُطلقت من لبنان صوب شمالي إسرائيل، الخميس الماضي، لكنها سقطت في البحر المتوسط دون وقوع أضرار أو سقوط مصابين".

وشدد البطريرك بشارة الراعي على ضرورة ضبط الحدود ومنع استخدام لبنان منصة لإطلاق الصواريخ وتعريضه لحروب جديدة.

 

لعب بالنار" على جبهة جنوب لبنان!

نداء الوطن/18 ايار 2021

لم يكن تفصيلاً بسيطاً ما أعلنه الصحافي المقرّب من "حزب الله" الزميل قاسم قصير عبر قناة "الجديد" أمس لجهة تأكيده أنّ "الحزب يدير معركة غزة عسكرياً من لبنان بالتنسيق مع حركتي حماس والجهاد"، وليس من باب التفصيل أيضاً ما تتناقله التقارير الدولية عن مخاوف متزايدة من خطر اتساع رقعة الحرب في فلسطين لتشمل الجبهة اللبنانية الجنوبية بغية تخفيف الضغط عن جبهة غزة وتشتيت القدرات النارية الإسرائيلية عبر معارك نارية متعددة الجبهات. فإذا كانت تظاهرة الضاحية الجنوبية لبيروت التي نظمها "حزب الله" أمس لم تخرج عن سياق إعلان الحزب تخندقه، معنوياً وعسكرياً، في خندق واحد مع "حماس" و"الجهاد" في الحرب الدائرة في قطاع غزة، غير أنّ ما جرى عبر جبهة الجنوب ليلاً من تكرار لاستباحة الحدود اللبنانية واستخدامها منصة إطلاق "رسائل صاروخية"، بدأ بنظر المراقبين يرقى إلى مستوى "اللعب بالنار" الذي يُنذر باحتمال توريط لبنان في منزلقات ومغامرات عسكرية غير محسوبة العواقب والتداعيات على اللبنانيين تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي الذي يثقل كاهلهم.  وفي تفاصيل الحادث الأمني جنوباً أمس، أنّ الجيش الإسرائيلي أعلن ليلاً رصده إطلاق 6 قذائق صاروخية من جنوب لبنان سقطت جميعها داخل الأراضي اللبنانية، وعلى الأثر ردت المدفعية الإسرائيلية بقصف أماكن إطلاق الصواريخ في منطقة كفرشوبا في العرقوب قرب الهبارية وكفرحمام، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق ميس الجبل، وتفعيل صفارات الإنذار في المستوطنات المحاذية للشريط الحدودي.

 

مسؤول كبير: أنا خائف

الجمهورية/18 ايار 2021

 تندرج قراءة سوداوية لمسؤول كبير حول مستقبل الوضع في لبنان خلص فيها الى القول: مع القطيعة القائمة بين عون والحريري لا امل بأيّ فرج، المستقبل اسود ولا ارى فيه سوى العتمة ويغمرني خوف شديد من انحدار الامور الى ما هو اسوأ واخطر مما نعيشه في هذه الايام. ومبعث خوف المسؤول الكبير متأتٍ من مصدرين: الأول، هو المدى الكارثي الذي بلغته الازمة والذي قد يصل في وقت ليس ببعيد الى حد يستعصي على اي علاج. والثاني، تطورات الوضع في فلسطين المحتلة التي تهدد نارها بالتمدد الى كل المحيط، وفي مقدم ذلك لبنان الذي يعد الخاصرة الاكثر رخاوة في كل المحيط. واذا كانت الازمة الدخلية تستوجب، كما يقول المسؤول عينه، تشكيل حكومة للبدء بعملية الانقاذ، فإنّ التطور الثاني يستدعي اكثر فأكثر الاقدام فوراً على تحصين الداخل على كل المستويات، ويأتي في مقدمة ذلك تشكيل حكومة تكون على جهوزية تامة لمواجهة اي طارىء.وبالتالي، فإنّ ما يجري في فلسطين مفتوح على شتى الاحتمالات، وهذا سبب اضافي محفّز للبنانيين على محاولة الاستفادة من هذا الظرف وتمرير حكومة تمسك بزمام البلد في هذه المرحلة القاتمة، والا فإننا قد نصل مع وضعنا المعطّل الى مرحلة يوضع البلد فيها في عين العاصفة الخارجية الى جانب عاصفة الازمة الداخلية، وتفلت الامور من ايدينا نهائيا ويدخل بلدنا حقبة جديدة لا افق لها.

 

لبنان في أزمة غير مسبوقة... وهل يدفع لبنانيّو السعودية الثمن؟

أم تي في/18 ايار 2021

يتوقع أن تشهد الساعات المقبلة تطورات جديدة على صعيد تداعيات الكلام الذي صدر عن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، وتناول فيه السعوديّة باتهاماتٍ عدّة. ولم يستبعد مصدر متابع أن تطالب السعودية باعتذار  رسمي من لبنان، وتحديداً من رئيس الجمهوريّة، في وقتٍ تحدثت معلومات mtv عن احتمال نشوب أزمة دبلوماسيّة غير مسبوقة بين لبنان والسعوديّة. وعلمت وكالة "أخبار اليوم"، من مصادر دبلوماسيّة متطابقة رفيعة المستوى، ان اتهام دول الخليج وخصوصاً المملكة بتمويل اخطر منظمة ارهابية في التاريخ الحديث من قبل وزير خارجية لبنان لن يمرّ، وسوف يؤثر حتماً وسلباً وبكل اسف على الجاليات اللبنانية في دول مجلس التعاون الخليجي. كما ذكرت الوكالة "أن تسويق وهبة لحزب الله والدفاع عنه على الرغم من ممارساته في عدد من الدول العربية إعتُبر اساءة للخليج. وعُلم في هذا السياق، ان المملكة ستلجأ الى موقف استثنائي على الصعيد الدبلوماسي وصولا الى سحب السفير وليد البخاري من بيروت خلال الايام المقبلة.

 

القاضية عون تخسر "الشورى"... وإحالتها إلى "التأديب" نهاية الأسبوع

نداء الوطن/18 ايار 2021

يسير المركب بما لا تشتهي الرياح العونية بعدما أمعن "العهد القوي" في الاستقواء على السلطة القضائية وتهشيم صورتها وشرذمة صفوفها، عبر مسلسل طويل من الضغوط والتدخلات الرئاسية والسياسية الساعية إلى تطويق الجسم القضائي وتطويعه، بدايةً مع حجز "التشكيلات" في أدراج القصر الجمهوري، وصولاً إلى إغراقه في رمال متحرّكة من الشغور في المواقع سواءً في مجلس القضاء الأعلى الذي تنتهي ولاية أعضائه غير الحكميين نهاية الشهر الجاري، أو في المجلس الدستوري الذي أعطى "علماً وخبراً" أمس بالنقص الحاصل في نصابه، لكنّ مجلس شورى الدولة نجح أمس في كسر قيد الضغط والتهويل عليه لدفعه إلى الانحياز للقاضية غادة عون في مواجهة مدعي التمييز القاضي غسان عويدات، فرفض طلبها وقف تنفيذ قرار عويدات الذي قضى بكف يدها عن الملفات المالية المهمة ضمن إطار إعادة توزيع أعمال النيابة العامة الاستئنافية. وخلص مجلس القضايا في "شورى الدولة"، إلى التأكيد على مرجعية مجلس القضاء الأعلى بوصفه "المرجع الأعلى في سلطة القضاء العدلي المستقلة في تسيير أمورها"، فقرر بالإجماع "ضمّ طلب وقف تنفيذ" قرار عويدات إلى الأساس وإبلاغ مجلس القضاء بكافة المستندات العائدة لملف المراجعة المثارة من قبل القاضية عون، ما يعني عملياً، وفق ما أوضحت مصادر قضائية، الركون إلى رأي مجلس القضاء الأعلى في النزاع الدائر بين عون والنائب العام الاستئنافي، علماً أنّ المجلس كان واضحاً في إبداء تبنيه لقرارات عويدات، كاشفةً في الوقت عينه أنه من المتوقع أن تصدر هيئة التفتيش القضائية قرارها بإحالة عون إلى "التأديب" نهاية الأسبوع. وأوضحت المصادر، أنّ هيئة التفتيش تتجه في جلستها التي ستعقد بعد غد الخميس على الأرجح إلى اتخاذ قرار نهائي بملف إحالة عون أمام الهيئة من قبل مجلس القضاء الأعلى ربطاً بقضية التجاوزات المشهودة والشكاوى المسجلة بحقها في العديد من الملفات المسلكية وآخرها عصيان تعليمات رئيسها مدعي عام التمييز ومخالفة قرارات مجلس القضاء، مشيرةً إلى أنّ المعطيات المتوافرة تشي بأنّ قرار التفتيش سيعمد إلى الاكتفاء بإحالة عون إلى مجلس التأديب، أو ربما يرفق قرار إحالتها إلى "التأديب" مع قرار وقفها عن العمل.

 

محور الممانعة... يبالغ ويتسرّع

"ليبانون ديبايت"/الثلاثاء 18 أيار 2021

قال مرجع استراتيجي، إن محور الممانعة يبالغ ويتسرّع في التسويق لـ"انتصارات" قد تكون في نهاية المطاف، لا تعدو كونها أضغاث أحلام وتوهّمات، باعتبار أن حرب غزّة لن تنتهي سريعاً، وهي ليست مسألة أيام معدودة وإنما أسابيع قد تطول. فبالرغم من الإخفاق الإستخباراتي الذي تكبّدته إسرائيل في تقدير المعطيات الفلسطينية في الداخل، إلا أن الحرب التي نشهدها اليوم نوعية ومفصلية، وسيكون لها أثر كبير على قواعد اللعبة وموازين القوى في المنطقة، وبالتالي، مسار الصراع في المرحلة المقبلة، لذا على كل مراقب يتحلّى بأبسط قواعد المنطق الإنتظار والترقّب ليرى إلى ما ستؤول إليه الأوضاع، عوض الذهاب باتجاه التهليل لانتصارات تكتية صغيرة ومرحلية لا يمكن لها أن تحسم حرباً أو تؤثر لوحدها منفردة في مسارها وخواتيمها، وما تأجيل المقابلة التي كانت مقرّرة لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، سوى برهان على أن التروّي اليوم هو سيّد الموقف.

 

بالصور: العثور على 7 منصات إطلاق صواريخ في الهبارية

المؤسسة اللبنانية للإرسال/18 أيار/2021

أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان، أنه “ليل 17-18 /5 /2021 تعرضت عدة قرى في منطقتي الهبارية وكفرشوبا لقصف مدفعي مصدره مدفعية العدو الإسرائيلي، وقد أُحصي سقوط 10 قذائف متفجرة و7 قذائف مضيئة.

من جهة أخرى عثرت دورية من الجيش بتاريخ 18 /5 /2021 على 6 منصات إطلاق صواريخ فارغة ومنصة سابعة مجهزة بصاروخ تمّ تفجيره في خراج بلدة الهبارية”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

مندوبة أميركا: ندعم وقفاً لإطلاق النار في غزة/قالت: لم نلتزم الصمت، وتركيزنا منصب على المساعي الدبلوماسية المكثفة لإنهاء العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين

دبي - العربية.نت/19 أيار/2021

أكدت مندوبة أميركا في الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن واشنطن تدعم وقفا لإطلاق النار في غزة. وقالت ليندا توماس-غرينفيلد إن أي قرار من مجلس الأمن الآن لن يساعد جهود التهدئة في خفض التصعيد. كما أضافت "لم نلتزم الصمت، وتركيزنا منصب على المساعي الدبلوماسية المكثفة لإنهاء العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وعقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء جلسة جديدة حول النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني هي الرابعة في ثمانية أيام، من دون التوصّل لإصدار بيان مشترك، في ظل إصرار واشنطن على أن النص لن يؤدي إلى احتواء التصعيد، وفق دبلوماسيين. وأفاد دبلوماسي لوكالة فرانس برس أن ليندا توماس-غرينفيلد قالت خلال الجلسة المغلقة "لا نعتقد أن بيانا علنيا سيسهم في الوقت الراهن في احتواء التصعيد".وبحسب مصادر دبلوماسية عدة، لم تعرض الصين وتونس والنروج، الدول الثلاث التي أعدت مشروع البيان الجديد والتي تبذل منذ أكثر من أسبوع جهودا للتعبئة الأممية ولانعقاد مجلس الأمن، النص مسبقا على أعضاء المجلس. ومنذ العاشر من أيار/مايو رفضت الولايات المتحدة ثلاث مسودات بيانات تدعو إلى إنهاء أعمال العنف أعدتها الدول الثلاث. واستغرقت الجلسة أقل من ساعة، ولم يتخللها عرض مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند لآخر المستجدات. وجدّدت المندوبة الأميركية التأكيد أنه "في ما يتعلق بالإجراء المستقبلي لمجلس الأمن، علينا أن نجري تقييما لتبيان ما إذا كان أي إجراء أو بيان معين سيساهم في تعزيز احتمالات إنهاء العنف". كما شددت على أن "تركيز بلادها سيبقى منصبا على تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد لهذا العنف" رافضة الانتقادات الموجّهة لموقف واشنطن. وأكدت أن "مسؤولين أميركيين بينهم الرئيس جو بايدن أجروا نحو 60 محادثة هاتفية على أعلى مستوى" منذ بداية الأزمة. في بيان نشر عقب الاجتماع، أعربت نظيرتها الإيرلندية جيرالدين بايرن نيسن عن أسفها لعدم توصّل مجلس الأمن إلى موقف موحد. كما قالت أن "النزاع على أشده، وتداعياته الإنسانية مدمّرة للغاية. لم يقل مجلس الأمن ولو كلمة واحدة علنا. تقع على عاتق أعضاء المجلس مسؤولية جماعية تجاه السلم والأمن الدوليين. لقد حان الوقت لكي يتدخل المجلس ويكسر صمته". يذكر أنه منذ العاشر من مايو قتل في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة 237 فلسطينياً، بينهم 63 طفلاً، وأصيب 1500 بجروح. وفي الضفة الغربية التي شهدت مواجهات عند الحواجز العسكرية قتل 24 شخصاً، وسجلت عدة آلاف من الإصابات.

 

مندوب روسيا: تقدم طفيف بمحادثات فيينا.. لكنه ليس اختراقاً/مندوب روسيا: محادثات فيينا تحتاج لوقت بسبب بعض الملفات العالقة

دبي - العربية.نت/19 أيار/2021

أعلن مندوب روسيا إلى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، اليوم الثلاثاء، أن هناك تقدما طفيفا في محادثات فيينا حول النووي الإيراني، وتابع مقللا من قيمة هذا التقدم قائلا "لكن لم أقل إن هناك اختراقا". وأضاف أوليانوف في تغريدة على حسابه في تويتر، أن المحادثات تحتاج إلى وقت بسبب بعض الملفات العالقة. من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، تصريحات المندوب الروسي، قائلا أمس الاثنين، إن هناك بطئا بالمفاوضات النووية الدائرة في فيينا بسبب قضايا عالقة، مضيفا أن إيران لن تسمح بتفتيش إضافي لمنشآتها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية سواء أبرم اتفاق جديد أم لا نتيجة المحادثات النووية بين طهران والقوى العالمية. وأكد خطيب زاده، خلال مؤتمر صحافي، أن "المحادثات جارية في فيينا عبر اللجان الفنية الثلاث من أجل رفع العقوبات (عن إيران) وتنفيذ الترتيبات" التابعة لهذا الأمر. وأضاف: "لا يوجد اتفاق مبدئي، ولن يتم التوصل إلى اتفاق شامل ما لم يتم التوافق إلى كل النقاط". وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى "بطء" المحادثات واحتمال عودة الوفود إلى عواصمها للتشاور مع كبار المسؤولين لمناقشة القضايا العالقة. وأضاف: "قسم كبير من الفراغ تم ملؤه من خلال لجان العمل الفنية، لكن بالطبع ما تبقى (من نقاط يتم السعي للاتفاق عليها) قسم كبير ومهم". وفي معرض رده على سؤال حول انتهاء مهلة الاتفاق المؤقت المبرم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 مايو المقبل، قال خطيب زاده إن الوكالة "ليس لديها حق الوصول الإضافي إلى المواقع النووية الإيرانية، حتى لو تم التوصل لاتفاق، ما لم يتم منحها (صراحةً) هذا الحق".

 

مشروع فرنسي بالأمم المتحدة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني/الخارجية الفرنسية: اتفقنا مع مصر والأردن على تدشين مبادرة إنسانية في غزة

دبي - العربية.نت/19 أيار/2021

قدّمت فرنسا مساء الثلاثاء بالتنسيق مع مصر والأردن مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وغزة، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية. وأوضح الإليزيه أنه خلال اجتماع بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي اللذين انضم إليهما العاهل الأردني عبدالله الثاني عبر الفيديو، "اتفقت الدول الثلاث على ثلاثة عناصر بسيطة: إطلاق (الصواريخ) يجب أن يتوقف، والوقت حان لوقف إطلاق النار، ومجلس الأمن الدولي يجب أن يتولى" الملف. وقف القتال وكانت الرئاسة الفرنسية دعت مساء الثلاثاء، إلى إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بوقف القتال بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة. وقالت في بيان بعد محادثات بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله "وافقت الدول الثلاث بشكل عام على ثلاثة عناصر بسيطة: لا بد من وقف إطلاق الرصاص.. حان الوقت لوقف إطلاق النار.. ينبغي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تناول هذا الموضوع، وطالبنا أيضا بتصويت على قرار بشأنه". كما أضاف البيان دون الخوض في تفاصيل أن الدول الثلاث اتفقت كذلك على تدشين مبادرة إنسانية للمدنيين في غزة بالاشتراك مع الأمم المتحدة.

مجلس الأمن يفشل للمرة الرابعة

إلى ذلك، عقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء جلسة جديدة حول النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني هي الرابعة في ثمانية أيام، من دون التوصّل لإصدار بيان مشترك، في ظل إصرار واشنطن على أن النص لن يؤدي إلى احتواء التصعيد، وفق دبلوماسيين. وأفاد دبلوماسي وكالة فرانس برس أن السفيرة الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد قالت خلال الجلسة المغلقة "لا نعتقد أن بيانا علنيا سيسهم في الوقت الراهن في احتواء التصعيد". وبحسب مصادر دبلوماسية عدة، لم تعرض الصين وتونس والنروج، الدول الثلاث التي أعدت مشروع البيان الجديد والتي تبذل منذ أكثر من أسبوع جهودا للتعبئة الأممية ولانعقاد مجلس الأمن، النص مسبقا على أعضاء المجلس.

رفض أميركي

ومنذ العاشر من أيار/مايو رفضت الولايات المتحدة ثلاث مسودات بيانات تدعو إلى إنهاء أعمال العنف أعدتها الدول الثلاث. واستغرقت الجلسة أقل من ساعة، ولم يتخللها عرض مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند لآخر المستجدات. وجدّدت السفيرة الأميركية التأكيد أنه "في ما يتعلق بالإجراء المستقبلي لمجلس الأمن، علينا أن نجري تقييما لتبيان ما إذا كان أي إجراء أو بيان معين سيساهم في تعزيز احتمالات إنهاء العنف". وشددت على أن "تركيز بلادها سيبقى منصبا على تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد لهذا العنف" رافضة الانتقادات الموجّهة لموقف واشنطن.

مدمر للغاية

وأكدت توماس-غرينفيلد أن "مسؤولين أميركيين بينهم الرئيس جو بايدن أجروا نحو 60 محادثة هاتفية على أعلى مستوى" منذ بداية الأزمة. وفي بيان نشر عقب الاجتماع، أعربت نظيرتها الإيرلندية جيرالدين بايرن نيسن عن أسفها لعدم توصّل مجلس الأمن إلى موقف موحد. وجاء في بيان السفيرة الإيرلندية أن "النزاع على أشده، وتداعياته الإنسانية مدمّرة للغاية. لم يقل مجلس الأمن ولو كلمة واحدة علنا. تقع على عاتق أعضاء المجلس مسؤولية جماعية تجاه السلم والأمن الدوليين. لقد حان الوقت لكي يتدخل المجلس ويكسر صمته".

 

دعم أميركي وأوروبي لمبادرة مصر للهدنة في غزة/القاهرة عرضت استضافة وفد إسرائيلي للتشاور حول الهدنة

دبي - قناة العربية/18 أيار/2021

كشفت مصادر لـ"العربية"، الثلاثاء، أن مبادرة القاهرة للتهدية في غزة تدعمها أميركا والإتحاد الاوروبي. وقالت إن أميركا تعمل حاليا على اقناع إسرائيل بوقف اطلاق النار واللجوء للتهدئة. كما أشارت إلى أن هناك اتصالات تمت صباح اليوم بين مسؤولين أمنيين من إسرائيل وأميركا ومصر للوصول إلى تفاهمات. وأكدت المصادر أن مصر اقترحت هدنة من يوم الخميس المقبل في الساعة ٦ صباحاً، وتنتظر ردا عليها، مبينة أن هناك مفاوضات على مدة الهدنة. كما طالبت القاهرة بهدنة لإدخال المساعدات الإنسانية ونقل المصابين. وأكدت المصادر أن الفصائل الفلسطينية رحبت بأي هدنة ترعاها القاهرة. فيما عرضت القاهرة استضافة وفد اسرائيلي للتشاور حول الهدنة. وفشلت جهود الولايات المتحدة ومصر والأمم المتحدة لوقف الضربات الجوية الإسرائيلية وصواريخ الفلسطينيين في غزة حتى الآن في تهدئة المواجهات. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي كبير الاثنين قوله "لا يوجد شيء من هذا القبيل الآن. لا توجد مفاوضات. لا يوجد اقتراح. لا يوجد شيء على الطاولة". وردا على سؤال للوكالة عما إذا كان يجري العمل على التهدئة، قال المسؤول الإسرائيلي إن مصر كانت على الأرجح الوسيط الأكثر فاعلية بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. وأضاف "يبدو أنهم أكثر تواصلا". وتوسطت مصر، التي لها حدود مع غزة، للتهدئة بين إسرائيل وحركة حماس في الماضي، إلى جانب قطر والأمم المتحدة. وستجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس لمناقشة الوضع. لكن المسؤول الإسرائيلي الكبير أشار إلى احتمال استمرار الصراع لمدة أطول. وقال "ليس لدينا أي فكرة عن الوقت الذي نحتاجه، لأن إطلاق الصواريخ لا يتوقف. لا يمكننا التوقف عندما تستمر الهجمات على هذا المنوال. إسرائيل مستعدة لمواصلة القتال. بنك الأهداف لا ينتهي. يمكن أن يستمر هذا لأشهر".

 

سيناتور أميركي: النظام الإيراني يمول ويسلح حركة حماس/السيناتور الجمهوري بيل هاغرتي دعا الولايات المتحدة إلى دعم تل أبيب من دون شروط

واشنطن - بندر الدوشي/دبي - قناة العربية/18 أيار/2021

اتهم السيناتور الجمهوري بيل هاغرتي النظام الإيراني بتمويل وتسليح حركة حماس لشن هجمات على إسرائيل أبرز حلفاء أميركا داعيا الولايات المتحدة إلى دعم تل أبيب من دون شروط. وقال السيناتور الجمهوري في تغريدة له "تتعرض إسرائيل لهجوم من قبل إرهابيين يمولهم النظام الإيراني، يجب على الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب حليفتنا إسرائيل". كما حذر مجتمع الأعمال الأميركي من الانخراط مع إيران بعد رفع العقوبات، وقال في تغريدة أخرى له "‏قد ترى الشركات أن الرفع المحتمل للعقوبات الأميركية على إيران يمثل فرصة مربحة - لكن لا ينبغي لها ذلك. وأضاف " لقد انضممت مع13 سيناتور في رسالة مع السيناتور كوتون نحذر فيها مجتمع الأعمال الدولي من استئناف العمل مع إيران إذا تم رفع العقوبات الأميركية". وكان أكثر من 12 عضو من اعضاء مجلس الشيوخ قد حذروا الشركات الأميركية من العودة إلى الاستثمارات في إيران بعد العودة المحتملة للاتفاق النووي تحت إدارة الرئيس جو بايدن، وطالبوا الشركات بالابتعاد عن الاستثمار في إيران حتى ولو تم رفع العقوبات. وقاد البيان السيناتور الجمهوري توم كوتون الذي انتقد الصفقة النووية ووصفها بالسيئة والتي لا تعالج المشاكل الحقيقة لنظام طهران.

 

ماكرون: نحاول توفير دفعة أولى 100 مليار دولار لمساعدة الدول الإفريقية وقال إنه سيتم تقديم دعم مالي بقيمة 650 مليار دولار لمساعدة عدد من الدول الإفريقية

باريس - رويترز/18 أيار/2021

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه تجري محاولة توفير دفعة أولى بقيمة 100 مليار دولار لمساعدة الدول الإفريقية. وأضاف "سنقدم دعما ماليا بقيمة 650 مليار دولار لمساعدة عدد من الدول الإفريقية". ولفت ماكرون في مؤتمر صحافي في نهاية قمة دعم الاقتصادات الإفريقية في باريس "نبحث تقديم الدعم اللازم وهيكلة ديون دول مثل تشاد وإثيوبيا، هدفنا تحقيق انتعاش للاقتصادات في إفريقيا، أحد أهداف برنامج كوفاكس هو تطعيم 30% من سكان القارة الإفريقية ضد كورونا". "نحاول خلال العام الجاري تطعيم 20-40% من سكان القارة الإفريقية ضد كورونا، والدول المانحة عليها مساعدة الدول الإفريقية في عدة مجالات، نسعى بالتعاون مع بنك التنمية الإفريقي للعمل على مشاريع برئاسة النساء الإفريقيات". كان القادة الأفارقة ورؤساء مؤسسات الإقراض متعددة الأطراف قد التقوا في باريس الثلاثاء لإيجاد السبل لتمويل الاقتصادات الإفريقية المتضررة من جائحة كوفيد-19 وبحث معالجة ديون القارة البالغة مليارات الدولارات. تأتي القمة في إطار جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعادة صياغة انخراط فرنسا في إفريقيا، حيث كانت ذات يوم قوة استعمارية، في وقت تواجه فيه القارة عجزا يقارب 300 مليار دولار بنهاية 2023 بينما تحاول التعافي من التباطؤ الاقتصادي.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا في كلمة افتتاحية "يرمي اجتماعنا هذا إلى التصدي لما أصبح تفاوتا خطيرا للغاية بين الاقتصادات المتقدمة والدول النامية، وخصوصا (في) إفريقيا". تجمع القمة حوالي 30 رئيس دولة إفريقيا وأوروبيا، بالإضافة إلى رؤساء مؤسسات مالية عالمية مثل صندوق النقد الدولي. وقالت جورجيفا إن الناتج الاقتصادي للقارة الإفريقية سيرتفع بنسبة 3.2% فقط في 2021 مقارنة مع 6% في بقية العالم. يُقدر البنك الإفريقي للتنمية أن ما يصل إلى 39 مليون شخص قد يقعون تحت خط الفقر هذا العام مع تعرض العديد من البلدان الإفريقية لخطر ضائقة الديون بسبب الجائحة.

وقال ماكرون إن إفريقيا بحاجة إلى "صفقة جديدة" تمنح القارة فرصة لالتقاط الأنفاس. كان المسؤولون الماليون في العالم اتفقوا في أبريل على زيادة الاحتياطيات (حقوق السحب الخاصة) بصندوق النقد 650 مليار دولار وتمديد تجميد خدمة الديون لمساعدة البلدان النامية على التعامل مع الجائحة، غير أن المخصص لإفريقيا لن يتجاوز 34 مليار دولار. تنصب محادثات باريس على سبل إعادة تخصيص حقوق السحب الخاصة المرصودة للدول المتقدمة. وقال ماكرون إنه يتعين على الدول الغنية إعادة توجيه حقوق السحب المخصصة لها بحيث تزيد المخصصات لإفريقيا إلى 100 مليار دولار.

وقال رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الإفريقي، "هذه فرصة كبيرة... لنرى كيف يمكننا تدبير الأموال لإنقاذ إفريقيا التي تضررت بشدة من هذه الجائحة". وستجري أيضا مناقشة تجديد موارد مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، والتي تقدم مساعدات طارئة، وكذلك استثمارات القطاع الخاص، وكيفية معالجة أزمة الديون عموما. وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية "تحدث الرئيس عن عمليات إلغاء ضخمة للديون، وما زال يرى أن من المهم للغاية إعطاء السيولة للدول الإفريقية والسماح لها بالاستثمار". وتحدث ماكرون عن ضرورة مساعدة إفريقيا في تسريع حملة التطعيم بلقاحات كوفيد. وقال إن على المجتمع الدولي أن يستهدف تطعيم 40 بالمئة من سكان القارة ضد كوفيد-19 بنهاية 2021.

 

اليونيسيف للعربية: الوضع داخل غزة كابوس مرعب/اليونيسيف للعربية: المطلوب هو وقف نار طويل الأمد في غزة وحل مستدام

دبي - العربية.نت/18 أيار/2021

قالت جوليت توما المديرة الإعلامية لمكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في الشرق الـوسط وشمال إفريقيا، في مقابلة مع "العربية" اليوم الثلاثاء، إن المنظمة لم تتمكن من إيصال المساعدات الهامة إلى داخل قطاع غزة. ووصفت المتحدثة باسم المنظمة الأممية، الوضع داخل غزة بأنه مرعب ويشبه الكابوس، مؤكدة عدم تمكنها من العبور إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم. وقالت إن المطلوب هو وقف نار طويل الأمد في غزة وحل مستدام. من جهته، قال متحدث باسم منظمة "أنقذوا الأطفال" للعربية، إن الوضع الإنساني الحالي في غزة أصعب من أي وقت. وأضاف "نشارك في الضغوط على إسرائيل لوقف النار". ورغم تصاعد النداءات الدولية من أجل إنهاء دوامة العنف المتصاعد منذ الأسبوع الماضي بين إسرائيل والفلسطينيين، أفادت مصادر إسرائيلية باستمرار الضربات على قطاع غزة لأيام قليلة بعد. ودخلت غزة اليوم أسبوعها الثاني من العنف والغارات الإسرائيلية المكثفة، ما أدى إلى مقتل 237 فلسطينيا بينهم عشرات الأطفال، فيما قضى 12 إسرائيليا جراء الصواريخ. فخلال الأيام الماضية شن الطيران والزوارق الحربية الإسرائيلية مئات الغارات على مناطق متفرقة في القطاع، وطال الفصف مقار حكومية تابعة لحماس، ومنازل لقادة من الحركة، ومواقع للفصائل، بالإضافة إلى أراضٍ زراعية وشوارع ومرافق عامة.

 

إسرائيل تهدد بقطع الكهرباء عن غزة.. والتهدئة بعيدة

دبي- العربية.نت/18 أيار/2021

على الرغم من تصاعد النداءات الدولية من أجل إنهاء دوامة العنف المتصاعد منذ الأسبوع الماضي بين إسرائيل والفلسطينيين، أفادت مصادر إسرائيلية باستمرار الضربات على قطاع غزة لأيام قليلة بعد. كما أفادت بأن إسرائيل تهدد بقطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، موضحة بحسب ما نقل مراسل العربية/الحدث مساء اليوم الثلاثاء، أن استهداف أنفاق غزة مستمر كأولوية. من جهته، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برد قاس على مقتل إسرائيليين اليوم جراء القصف الصاروخي على مستوطنات إسرائيلية. وقال خلال لقاء مع ممثلي المجالس المحلية في جنوب البلاد، "ستستمر العملية الإسرائيلية ضد المتطرفين في قطاع غزة لعدة أيام أخرى على الأقل". فيما حث وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي يني غانتس، اليوم على وقف العنف، وأبدى أسفه لسقوط أبرياء إسرائيليين وفلسطينيين على السواء. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أكد في تصريحات سابقة أنه "لا يوجد شخص أو منطقة محصنة وممنوع قصفها ولدينا آلاف الأهداف لضربها". يشار إلى أن دفعة صواريخ كانت أطلقت في وقت سابق اليوم من القطاع باتجاه عسقلان وأسدود، فيما سقط صاروخ على منطقة إشكول الاستيطانية، ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص ومقتل 2. ودخلت غزة اليوم أسبوعها الثاني من العنف والغارات الإسرائيلية المكثفة، ما أدى إلى مقتل 237 فلسطينيا بينهم عشرات الأطفال، فيما قضى 12 إسرائيليا جراء الصواريخ. فخلال الأيام الماضية شن الطيران والزوارق الحربية الإسرائيلية مئات الغارات على مناطق متفرقة في القطاع، وطال القصف مقار حكومية تابعة لحماس، ومنازل لقادة من الحركة، ومواقع للفصائل، بالإضافة إلى أراضٍ زراعية وشوارع ومرافق عامة.

 

وفد مصري إلى تل أبيب… ونتانياهو يطلب 48 ساعة لتحسين شروط التفاوض/البيت الأبيض: مُنخرطون في ديبلوماسية هادئة ومُكثفة لخفض التصعيد

عواصم- وكالات/18 أيار/2021

 شهدت الساعات القليلة الماضية، محاولات مكثفة لإقرار التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين، عبر جهود مصرية ودولية واسعة، لإقرار هدنة طويلة الأمد. واستندت التحركات إلى وضع تكلفة التصعيد وحسابات التهدئة، على طاولة الجانبين، وذلك لوقف إهدار حياة المدنيين من النساء والأطفال. وفي سياق مساعي التهدئة، أفادت مصادر بأن وفداً أمنياً مصرياً سيصل خلال الـ24 ساعة المقبلة إلى تل أبيب من أجل الدفع قدما بمساعي وقف إطلاق النار. بموازاة ذلك، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث كيفية استخدام النفوذ السياسي للكتلة المكونة من 27 دولة للمساعدة في الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال بين الجيش الإسرائيلي والفصائل المسلحة في غزة. وأوضحت مصادر أن الوساطة المصرية- الأميركية بمشاركة دولية تتلخص بنودها في الوقف الفوري لإطلاق النار من الجانبين، ثم تخفيف حدة المواجهات العسكرية بجميع مستوياتها، وأخيرا، وقف كافة أشكال وأنماط العنف في مدينة القدس، نمهيدا للانتقال إلى الحديث عن بنود تهدئة طويلة المدى ضمن مجموعة من الاشتراطات تدفع باتجاه طرح الحل السياسي على مائدة التفاوض من جديد. وأضافت: إن الأفكار تدور حول رعاية دولية للتهدئة تضم: مصر، الأردن، فرنسا، وألمانيا، حيث شهد العام الماضي 4 اجتماعات في عواصم هذه الدول، لتحريك الملف سياسياً.

وتوقعت المصادر أنَّ يستمرَّ التصعيد لمدة 48 ساعة قادمة لتحسين شروط التفاوض، وخصوصاً أن إسرائيل لم تحقق أهدافها من التصعيد العسكري، لذا بدأت قصفاً عشوائياً. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، عبر في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عن دعمه للتهدئة، وتأييده لوقف إطلاق النار. وأكد بيان للبيت الأبيض، أنه بلاده تنخرط مع مصر وشركاء دوليين، لضبط التهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من الرئيس الأميركي جو بايدن مهلة ليومين أو ثلاثة لإنهاء العمليات العسكرية في غزة، بينما شجع الأخير إسرائيل على “اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان حماية المدنيين الأبرياء”، وذلك حتى يحقق أي إنجاز عسكري يمكّنه من الخروج بصورة المنتصر. من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أمس: إن مصادر إسرائيلية مطلعة على الاتصالات الجارية بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار أكدت أن “بوادر تفاؤل بدأت تلوح في الأفق حول احتمال إنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة”. وأشارت تلك المصادر بهذا الخصوص إلى أنَّ “اتصالات أولية تجرى حاليا لتحقيق هذا الهدف”، غير أن الهيئة الرسمية استدركت أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي “ينفي ذلك”. واستبعد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس، في حديثه لهيئة البث الإسرائيلية، احتمال إنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة في الأيام القريبة. وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن إدارة الرئيس جو بايدن تنخرط في دبلوماسية هادئة ومكثفة من أجل خفض التصعيد بفلسطين، في حين اتسعت دائرة التنديد الدولي بتواصل الصراع مطالبة بضرورة إنهائه في أقرب وقت. وقال البيت الأبيض: “بحثنا مع شركاء في المنطقة الصراع المتصاعد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد تلقينا أكثر من 60 مكالمة خلال الأسبوع الماضي بشأن الوضع في المنطقة”. وأضاف: “تحدثنا مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة واتصالاتنا تشمل المصريين والقطريين وغيرهم، ودورنا أن نوظف علاقاتنا للانخراط في مناقشات هادئة مع قادة المنطقة”. واعتبر البيت الأبيض أن “الطريقة الفعالة لوضع حد للعنف هي من خلال الدبلوماسية الصامتة والهادئة”، مطالبا “الإسرائيليين والفلسطينيين بالانخراط في حل للصراع بينهم”.وكانت صحيفة أميركية كشفت أن واشنطن تعتمد على مسؤولين مصريين كبار للضغط على حركة “حماس” لقبول هدنة مع إسرائيل.

 

عسكريو إيران إلى الانتخابات.. سيف ترهيب للمقاطعين/شخصيات عسكرية بارزة ترشحت للانتخابات مثل حسين دهقان وسعيد محمد

دبي - مسعود الزاهد - العربية.نت/18 أيار/2021

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، أصبح العدد الكبير من المرشحين العسكريين الساعين للاستحواذ على السلطة التنفيذية، مادة دسمة لوسائل الإعلام، وسط تقارير تتحدث عن أدوار أخرى في حال عدم قبول ترشحهم. فقد ترشحت شخصيات عسكرية بارزة، مثل الجنرال حسين دهقان وزير الدفاع في حكومة روحاني الأولى، وسعيد محمد الرئيس السابق لقوات "مقر خاتم الأنبياء"، الذراع الاقتصادية للحرس الثوري، إضافة إلى الجنرال رستم قاسمي الرئيس الأسبق لمقر خاتم الأنبياء، والجنرال محسن رضائي القائد الأسبق للحرس الثوري، وآخرين. وعزز هذا الحضور العسكري على الساحة الانتخابية احتمال مشاهدة أول عسكري يتربع على الكرسي الرئاسي في تاريخ إيران، لكن قراءة سريعة في تركيبة الحكم قد تجعل هذا التقييم بعيداً عن الحقيقة. ويعود السبب الأول إلى قوة المؤسسة العسكرية المتمثلة في الحرس الثوري الخاضع رسمياً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، أي المرشد الأعلى للنظام، حيث تتمتع تلك المؤسسة بما يكفي من سلطة تفوق المنصب الرئاسي. أما الأمر الثاني فيعود إلى موقف المرشد نفسه الذي قد لا يحبذ وجود رئيس عسكري على رأس السلطة، ما قد يشكل تحدياً لسلطات المرشد نفسه من خلال تضخم قوة العسكريين وحاجتها إلى رئيس مدني حتى لو كان في لباس رجل دين. فيما الأمر الثالث والأهم بالنسبة للمرشد هو وجود وريث في حال وفاته، وسط تقارير تفيد أن الأمر محسوم بين شخصين، هما إبراهيم رئيسي أو نجله مجتبى خامنئي. أتى دور العسكريين بعد موافقة مجلس صيانة الدستور على المرشحين، ومن ضمنهم العسكريون، ففي حال عدم قبول أي منهم قد يحولهم النظام إلى "سيف" المسلط فوق رؤوس المترددين والمقاطعين للانتخابات. لذا فإن ترشح العسكريين لا يعني بالضرورة وجود خطة لمنح أحدهم السلطة التنفيذية، وقد يواجه كل منهم مصير مرشحين سابقين للمنصب الرئاسي من قبيل اللواء محمد باقر قاليباف، والأدميرال علي شمخاني، واللواء محسن رضائي وحتى علي لاريجاني، وهؤلاء جميعهم شغلوا مناصب عسكرية بارزة لكنهم هزموا في الانتخابات الرئاسية السابقة. كما أن وجود عسكري على رأس السلطة التنفيذية لا يختلف عن وجود محمد باقر قاليباف الجنرال في الحرس الثوري على رأس البرلمان، وفوز رئيس عسكري لا يعني بالضرورة إقامة دولة عسكرية أو حكماً مطلقاً للحرس الثوري ما دام المرشد الأعلى للنظام بيده السلطة الحقيقية والحرس الثوري كمؤسسة عسكرية - أيديولوجية – سياسية ما هي إلا أداة رئيسية بيد المرشد الأعلى. يذكر أن باب الترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع إجراؤها في 18 يونيو المقبل، أغلق يوم السبت مع تسجيل حضور لافت لشخصيات عدة من التيار المتشدد. ويجمع معظم الخبراء والباحثين في الشأن الإيراني على أن مستوى المشاركة في هذه الانتخابات سيكون متدنياً بشكل كبير، ويعزون ذلك غالباً إلى استمرار القمع والقبضة الحديدية واليأس من وجود أي تغيير قد تحدثه الانتخابات، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية وتبعاتها من بطالة وفقر وغلاء ومشاكل معيشية. وكان مجلس صيانة الدستور بدأ مراجعة مؤهلات المرشحين يوم الأحد ولمدة 5 أيام بناء على الشروط التي أعلن عنها مؤخراً، حيث سيختار من بين المئات بضعة منهم، لا سيما أنه كان أيد أهلية 6 مرشحين فقط خلال الانتخابات الرئاسية السابقة مقابل رفض 1630.

 

البحرين تُحبط مُخططاً لغسل الأموال وتُفكِّك شبكة تعمل لصالح طهران/أحالت "المركزي الإيراني" وبنوكاً عدة للمحاكمة بتهمة غسل مليار و300 مليون دولار عَبْر "بنك المستقبل"

المنامة، عواصم – وكالات/18 أيار/2021

 أعلنت النيابة العامة البحرينية أمس، إحالة البنك المركزي الإيراني وبنوكا أخرى، إلى المحاكمة الجنائية بتهمة غسل نحو مليار و300 مليون دولار أميركي عبر “بنك المستقبل”. وكشف النائب العام البحريني علي البوعينين، أنه تم الكشف عن ممارسات مصرفية أخرى أجريت على خلاف أحكام القانون، وذلك في إطار التحقيقات المكثفة التي تجريها النيابة العامة بشأن جرائم غسل الأموال المنسوبة لبعض مسؤولي “بنك المستقبل” بالبحرين والبنوك الإيرانية في الخارج المرتبطة بها، والتي وقعت بين عامي 2008 و2012. وثبت قيام البنك المركزي الإيراني بإصدار تعليماته إلى “بنك المستقبل”، باستخدام نظام تحويلات بديل غير معتمد لإتمام العمليات المصرفية، بغرض إخفاء مصدر وحركة الأموال المحولة من خلاله لصالح البنوك الإيرانية، والتحايل على العقوبات الدولية المفروضة على الكيانات الإيرانية في مجال المعاملات المصرفية لضرورات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مستغلا سيطرة بنكي “ملي إيران” وصادرات إيران التشغيلية على “بنك المستقبل”، وتوجيه سياساته، فضلا عن تبعيتهما للحكومة الإيرانية والبنك المركزي الإيراني. وقال النائب العام إن “مسؤولي بنك المستقبل بالاشتراك مع آخرين من مسؤولي البنوك الإيرانية، والبنك المركزي الإيراني، قاموا بتنفيذ عمليات إرسال وتحويل وتلقي نحو مليار و300 مليون دولار أميركي، عبر استخدام النظام البديل”. وأوضح أنهم قاموا بتحويل وتلقي المبالغ المالية، والاحتفاظ بها خصما وإضافة إلى حساب البنوك الإيرانية، وتسويتها في الحسابات المصرفية وإخفاء مصدرها، بغرض تمكين تلك البنوك من إتمام التحويلات ونقل الأموال محلها، دون وجه حق، وذلك ضمن مخطط ضخم لغسل الأموال. وأضاف أنه بناء على ما ثبت من أدلة مستندية قاطعة، أحالت النيابة العامة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية سواء الأشخاص الطبيعيين أو الأشخاص الاعتبارية، المرتكبة تلك الجرائم باسمها، وهي “بنك المستقبل” و”بنك ملي إيران” و”بنك صادرات إيران” وبنوك إيرانية أخرى، فضلا عن البنك المركزي الإيراني. وأشار إلى أن هناك تحقيقات أخرى لا تزال جارية بشأن العديد من المخالفات المماثلة، التي تمت من خلال “بنك المستقبل” والبنوك الإيرانية، بهدف تحديد المسؤولية الجنائية فيها ونطاقها الزماني والمكاني، وما آلت إليه الأموال موضوع تلك الجرائم، وأنه من المتوقع الكشف عن متهمين آخرين. وأوضح أن تحقيقات النيابة العامة في تجاوزات “بنك المستقبل” الذي تم تأسيسه في البحرين، تمت في ضوء ما ثبت بتقارير مصرف البحرين المركزي، وما رصده من مخالفات من خلال تدقيقه على أعمال البنك ومراجعة عشرات الآلاف من وثائقه، وبالتعاون مع إدارة التحريات المالية بوزارة الداخلية والمعنيين بمصرف البحرين المركزي وخبراء دوليين مستقلين. وأكدت التحقيقات أن “بنك المستقبل” ومساهميه المسيطرين تورطوا في انتهاكات ممنهجة وواسعة للقوانين المصرفية في البحرين، بهدف غسل الأموال عبر البنك الذي تم التحكم فيه من قبل البنك الوطني الإيراني (ملي) وبنك صادرات إيران، مما مكّن الكيانات الإيرانية، بما في ذلك المتورطة في تمويل الإرهاب أو الخاضعة للعقوبات الدولية؛ من تنفيذ المعاملات المصرفية الدولية باتباع وسائل غير مشروعة، بقصد تحويل ونقل الأموال وتفادي التدقيق التنظيمي لتجنب الكشف عنها.

 

غليان شعبي في كربلاء والعراقيون يهتفون ضد إيران وميليشياتها/بغداد و"الناتو" بحثا في مهام البعثة وتدريباتها... واعتقال قائد "داعشي" بإنزال جوي

بغداد – وكالات/18 أيار/2021

 جدد متظاهرون عراقيون، في كربلاء، مطالباتهم بالكشف عن قتلة إيهاب الوزني، أحد أبرز وجوه الحراك في المدينة، رئيس تنسيقية الحراك في المدينة، الأسبوع الماضي. وسار مئات الشبان في أحد الشوارع وسط كربلاء، أول من أمس، هاتفين ضد إيران، ومتهمين الميليشيات المدعومة من طهران باغتيال الناشطين. وهتف آخرون، حاملين صورة الناشط القتيل، “إيهاب أشرف من طهران”، في إشارة إلى إيهاب الوزني، الذي اغتيل أمام منزله في كربلاء. وكان مقتل الوزني قد أحدث صدمة بين مؤيدي “ثورة أكتوبر”، الذين احتشدوا وساروا في شوارع المدينة للمطالبة بوقف إراقة الدماء. في سياق متصل، حشد ناشطون من الحراك الشعبي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، لاحتجاجات شعبية في العاصمة بغداد ومحافظات أخرى في الوسط والجنوب، ضد عمليات الاغتيال المستمرة التي تستهدف المشاركين في الاحتجاجات الماضية، وحددوا 25 مايو الجاري، موعداً لتظاهرة احتجاج على اغتيال الناشط الوزني، للمطالبة بالكشف عن الجناة وإيقاف مسلسل الاستهداف. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خلال زيارة لمؤسسة إصلاح الأحداث، أول من أمس، أن العراق يواجه مشكلة خطيرة تتمثل بجرائم الأحداث بسبب تركة الحروب والنزاعات، مشدداً على ضرورة تعزيز برامج التأهيل للأحداث الجانحين.

وأضاف، إن جرائم الأحداث المودعين في دور الاصلاح قد ارتكبوها في أعمار صغيرة، ما يؤشر إلى وجود مشكلة اجتماعية خطيرة بسبب تركة الحروب والنزاعات. من ناحية ثانية، بحث مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، مع قائد بعثة حلف “الناتو” الجديد لدى العراق الجنرال مايكل لوليسغارد، أول من أمس، في عمل البعثة ومهامها التدريبية في العراق، والخاصة بتطوير القدرات التدريبية للقوات العراقية وتقديم المشورة. وأكد الأعرجي، أن القوات العراقية قطعت شوطاً كبيراً في مجال الخبرة القتالية، مشيراً إلى أن التعاون مع الناتو يندرج في إطار الحاجة لتنمية جانب التدريب الذي يعد عاملاً مهماً لتقوية قدرات قواتنا الأمنية ومواكبة التطورات الحاصلة في هذا المجال. من جهته، استعرض لوليسغارد عمل بعثة الحلف ومهامها المحددة، مؤكداً عدم وجود قوة قتالية داخل العراق، وإنما يقتصر عمل البعثة على المهام التدريبية والاستشارية، في إطار التعاون بين العراق و”الناتو” لدعم قدرات القوات العراقية في الاستشارة والتدريب. ميدانياً، أعلنت خلية الإعلام الأمني، في بيان، أمس، أنها نفذت عملية إنزال جوي لاعتقال مسؤول كبير في تنظيم “داعش” غربي محافظة نينوى. وذكرت، أنها اعتقلت مسؤول تجهيز أوكار التنظيم في جزيرة الحضر.

 

ليبيا تجدد التمسك بخروج المرتزقة وبسط السيادة الوطنية

طرابلس، عواصم – وكالات/18 أيار/2021

 على الرغم من الحملات المكثفة التي طالتها خلال الأسايبع الماضية من قبل تيارات وفصائل محسوبة على “الإخوان”، جدّدت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش أمس، دعوتها لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، مؤكدة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأميركي جوي هود، عزم حكومة الوحدة الوطنية على بسط السيادة الوطنية على كامل الأراضي الليبية. وقالت المنقوش إنها اتفقت مع المسؤول الأميركي على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية، وضرورة الحفاظ على بلادها موحدة وخاضعة للسيادة الوطنية، مضيفة أن الحكومة ستعمل على تحرير القرار السياسي الليبي وإطلاق مصالحة شاملة، ومشددة على ضرورة وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته وتعهداته بشأن ملف وقف إطلاق النار ودعم العملية السياسية. من جانبه، أكد هود أن هدف الولايات المتحدة هو الوصول إلى ليبيا موحدة ومستقرة دون تدخل أجنبي، مشددا على دعم واشنطن التوصل إلى حل شامل للأزمة الليبية، وضرورة وجود توضيحات للركائز الدستورية المتعلقة بالإنتخابات المرتقبة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"القرض الحسن" ما له وما عليه

اندريه قصاص/لبنان 24/18 أيار/2021

فرضت وزارة الخزانة الأميركية قبل أيام عقوبات على 7 مسؤولين ماليين في "حزب الله"وصفتهم بـ"مصرفيي الظل الذين يعملون معه". وبهذا تؤكد الولايات المتحدة الأميركية استمرارها في تضييق الخناق على "حزب الله"، وفي إجراءاتها، التي يصفها البعض بأنها "تعسفية"، من دون أن يرد أي تعليق رسمي أو على لسان أحد المسؤولين في الحزب على هذه العقوبات الجديدة، مع التذكير بأن "حارة حريك" لا تزال تتعاطى مع العقوبات الأميركية وكأنها مجرد حبر على ورق لا قيمة فعلية لها على أرض الواقع، وأن الحزب لم ولن يتأثر بها، بإعتبار أن لديه أكثر من خطة بديلة للمواجهة، والتي تسمح له بمواصلة نشاطاته المتنوعة وكأن هذه العقوبات لم تكن.

يُضاف إلى كل ذلك أن الدولة اللبنانية تتعاطى مع "القرض الحسن" كتعاملها مع مختلف المصارف الإسلامية العاملة على الأراضي اللبنانية بما تسمح به القوانين اللبنانية النافذة. وهذا يعني أن الدولة غير معنية بالعقوبات الأميركية الأخيرة ما دامت أنشطة "القرض الحسن" لا تتعارض مع الأنظمة اللبنانية، أقّله من وجهة نظر المتعاطفين مع توجهات "حزب الله"، فيما يرى الذين يناهضونه عكس ذلك.

أمّا لماذا إتخذت واشنطن مثل هذا الإجراء في حق الأشخاص السبعة وشركة "القرض الحسن"، فجاء الجواب من "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" الذي إعتبر أنها غطاء لإدارة الأنشطة المالية للحزب، "بهدف الوصول إلى النظام المالي الدولي". وأضاف بيان الخزانة الاميركية "أن إبراهيم علي ضاهر يشغل منصب رئيس الوحدة المالية المركزية للحزب التي تشرف على الميزانية والإنفاق العام للحزب بما في ذلك تمويل العمليات الإرهابية للجماعة وقتل معارضيها". وأشار البيان إلى أن الأفراد الستة الآخرين إستخدموا غطاء الحسابات الشخصية في بعض البنوك اللبنانية، بما في ذلك بنك "جمال ترست" المحظور من قبل الولايات المتحدة، للتهرب من العقوبات التي تستهدف مؤسسة "القرض الحسن" وتحويل نحو نصف مليار دولار نيابة عنها. "وقالت مديرة "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية"، أندريا جاكي: "من أعلى مستويات الأجهزة المالية لحزب الله" إلى الأفراد العاملين، يواصل الحزب إساءة إستخدام القطاع المالي اللبناني واستنزاف الموارد المالية اللبنانية في وقت عصيب بالفعل". وأضافت: "مثل هذه الأعمال تظهر عدم إكتراث "حزب الله" للاستقرار المالي والشفافية والمساءلة في لبنان"، وقال البيان: "في حين أن المؤسسة تّدعي خدمة الشعب اللبناني، فإنها عمليا تنقل الأموال بشكل غير مشروع من خلال حسابات وهمية، مما يعرض المؤسسات المالية اللبنانية لعقوبات محتملة. وتزعم تلك المؤسسة أنها منظمة غير حكومية تحت غطاء ترخيص ممنوح من وزارة الداخلية، وتقدم خدمات مميّزة لأحد البنوك لدعم "حزب الله" مع التهرب من الترخيص المناسب والإشراف التنظيمي". وأضاف البيان أنه من خلال إدخار العملة الصعبة التي يحتاجها الإقتصاد اللبناني بشدة، تسمح مؤسسة "القرض الحسن" لـ"حزب الله" ببناء قاعدة دعم خاصة به وتقويض إستقرار الدولة اللبنانية. وهي اضطلعت بدور أكثر بروزا في البنية التحتية المالية لـ"حزب الله" على مر السنين، وتهربت الكيانات والأفراد المرتبطون بالحزب من العقوبات، واحتفظوا بحسابات بنكية من خلال إعادة تسجيلهم بأسماء كبار مسؤولي المؤسسة، بما في ذلك تحت أسماء معينة".

وتزامنا، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن التهديد الذي يشكله "حزب الله" على الولايات المتحدة وحلفائها ومصالحها في الشرق الأوسط والعالم، يدعو البلدان في كل أنحاء العالم إلى إتخاذ خطوات لتقييد أنشطته وتعطيل شبكات التيسير المالي الخاصة به، موضحا أن "مؤسسة القرض الحسن" تقوم بنقل الأموال بشكل غير قانوني من خلال حسابات وهمية، ما يعرض المؤسسات المالية اللبنانية لمخاطر العقوبات. واعتبر أن العقوبات الأخيرة تعزز الإجراءات الأميركية ضد ممّولي "حزب الله" الذين قدموا الدعم أو الخدمات له، متعهدا بأن تستمر الولايات المتحدة في اتخاذ إجراءات لتعطيل عمليات "حزب الله".

حيال هذا التشدّد الأميركي وتصميم واشنطن على تجفيف مصادر تمويل "حزب الله"، ترى مصادر مقرّبة من "حارة حريك" أن الإجراءات التي إتخذتها الولايات المتحدة الأميركية، وما يمكن أن تتخذه في القريب المنظور ضد الحزب، لن يكون لها أي تأثير مباشر على معنويات "المقاومة" أولًا، ولا على مصادر تمويلها ثانيًا، مع التأكيد على الإستمرار في نهج تعزيز الترسانة العسكرية لديه وتطويرها بما يتناسب وحجم التحدّيات في المنطقة، خصوصًا في ضوء التطورات في غزة، والمنحى الذي تتخذه لجهة تفعيل دور "المقاومة الإسلامية" في لبنان ومساندة فلسطينيي الداخل في حرب الوجود مع الكيان الغاصب، على رغم ما يُقال من أن المقاومة هي التي تفرض الزمان والمكان لأي معركة وجودية مع كيان العدو.

 

هواجس جنبلاط و"طواحين" قانون الإنتخاب... "حنين" إلى زمن "المحادل"!

آلان سركيس/نداء الوطن/18 أيار/2021

تُشكّل محطّة الإنتخابات النيابية مناسبة للقوى السياسية من أجل إبراز قوّتها وحجمها في البرلمان، في بلد تُدار لعبته السياسية من خارج المؤسسات.

لا يتأثّر الوضع السياسي في لبنان بنتائج الإنتخابات، لأن التحالفات تتبدّل، ولا يوجد منطق سلطة ومعارضة، في حين أن تراجع حجم أي كتلة نيابية لا يعني انتهاء دورها أو تراجعه.

بلغ رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ذروة قوته النيابية في إنتخابات العام 2000، مستفيداً من "قانون غازي كنعان" الذي منحه مكاسب كبرى مع الرئيس رفيق الحريري، يومها كان الشوف دائرة إنتخابية وشكّلت بعبدا وعاليه دائرة أخرى. وبعد خروج السوري في العام 2005، حافظَ جنبلاط على كتلة وازنة وصلت إلى 15 نائباً، ولم تتراجع هذه الكتلة على رغم إقرار "قانون الستين" في إنتخابات 2009، والذي ظهر للفريق العوني أنه يخدم جنبلاط أكثر ممّا يضرّه.

كان جنبلاط أمام اختبار صعب للغاية في العام 2018، فقد خاض الإنتخابات على أساس "قانون النسبية" والصوت التفضيلي، وقد تمّ ضمّ الشوف إلى عاليه لإراحته وخلق دائرة يتمثّل فيها الصوت الدرزي، وعلى رغم حفاظه على كتلة من 9 نواب، لم يرتح لهذا القانون.

ولا يوفّر جنبلاط مناسبة إلا ويهاجم قانون الإنتخاب الذي اتّفق عليه المكوّن المسيحي ونال رضى السنّي والشيعي، ويكيل لهذا القانون أفظع الأوصاف، وكان آخرها وصفه بـ"القانون العنصري". وبحسب أوساط في "اللقاء الديموقراطي"، فإن نقمة جنبلاط على القانون تأتي من كونه قانوناً تقسيمياً، إذ قسّم لبنان إلى 15 دائرة على أساس طائفي ومذهبي، وتمّت صياغته بطريقة معقّدة، فالناس لم تفهمه حتى اليوم، وقد عمّق الصوت التفضيلي المذهبية لأن كل مقترع يفضل بالإجمال أن يقترع لإبن مذهبه ولو لم ينص القانون على هذا الأمر وترك الحرية بالتصويت.

هذا بالنسبة إلى المبادئ العامة، لكن عند الدخول في التفاصيل أكثر، فإن جنبلاط يُعتبر من أكثر المتضرّرين من هذا القانون النسبي لأنه يُكرّس العددية، وعلى سبيل المثال لم يتوقّف الزحف السنّي في إقليم الخروب، وكذلك عاد قسم مهمّ من المسيحيين في الجبل ليمارس دوره السياسي، وبالتالي فإن الوضع سيكون أكثر كارثية في حال لم يتحالف مع حزب مسيحي أساسي، أو لم تدعمه القوة السنّية الأكبر في الإقليم.

ودرجت العادة أن يترك جنبلاط مقعداً لرئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال إرسلان في عاليه، لكن الدخول العوني سمح لإرسلان بأن تكون لديه كتلة من الشوف وعاليه مستعارة من تكتل "لبنان القوي"، والأخطر بالنسبة إلى البيت الجنبلاطي هو خرق الساحة الدرزية بشخصيات جديدة أبرزها رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب المدعوم من "حزب الله" والنظام السوري.

يقرأ جنبلاط جيداً التبدّل الحاصل في المزاج الشعبي اللبناني عموماً والدرزي خصوصاً. ففي ظل نظام أكثري يصعب على الجميع خرق ساحته، لكن النظام النسبي يسمح بتمثيل أي لائحة إذا نالت الحاصل الإنتخابي، وبالتالي فإن نظام المحادل قد انتهى. ويكتشف جنبلاط أن نجله النائب تيمور لا يمكنه قيادة السفينة في هذه المرحلة، وقد جهد "الإشتراكي" في الدورة الأخيرة لتأمين فوز النائب مروان حمادة، لكن هذه المرّة ستكون المهمّة أصعب بعد الغموض الذي يلف اتجاه الرأي العام، والذي قد ينفجر بمفاجآت في صناديق الاقتراع.

يعرف جنبلاط أنه يخوض معركة غير مضمونة لتغيير قانون الإنتخاب وكأنه يقاتل "طواحين الهواء"، وإذا كان الرئيس سعد الحريري مع جنبلاط في هذه المعركة قلباً وقالباً إلا أنه لا يجرؤ على فتح باب هكذا حرب، في حين أن صديقه الرئيس نبيه بري فتحه من نافذة لبنان دائرة إنتخابية على أساس النسبية، ما يشكّل "مذبحة" إنتخابية لجنبلاط عندها يذوب وطائفته في بحر الأكثريات الهائجة.

 

 عون بانتظار ردّ ماكرون: تحضيرات لـ"سحب التكليف"؟

ملاك عقيل/أساس ميديا/الثلاثاء 18 أيار 2021

في الساعات الماضية تبلور مؤشّران لا يُتوقّع أن يكون لهما تأثير مباشر على مسار المصائب المتراكمة: رسالة رئيس الجمهورية عبر السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. والحراك الخارجي المتجدّد للرئيس المكلّف سعد الحريري والذي لا يزال سياقه، منذ انطلاقه قبل أسابيع، في نطاق "إثبات الوجود" والتفتيش عن غطاء يقي رئيس تيار المستقبل شرّ تخلّي أصحاب القرار عن دوره في المرحلة المرسومة للبنان في ضوء المتغيّرات الإقليمية. ضمن سلّة الأجواء المعمّمة بصيغة "المصادر المطّلعة على موقف رئاسة الجمهورية"، والتي تنفي كل السيناريوهات التي تقول إنّ ميشال عون يعمل على سحب التكليف من الرئيس الحريري، أثبتت التطوّرات أمرين أساسيّين:

الأول: لا طاقة للعهد على التعامل مجدّداً مع سعد الحريري رئيساً لحكومة الخروج من الأزمة. والدليل الحسّي هو "النداء" الذي وجّهه ميشال عون إلى النواب عشيّة الاستشارات النيابية، ولم يسبقه إليه أيّ رئيس جمهورية، ودعاهم فيه إلى "تحكيم ضميرهم والتفكير جيّداً في آثار التكليف على التأليف"، وسأل فيه: "هل يلتزم من يقع عليه وِزر التكليف والتأليف معالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح؟".

في الساعات الماضية تبلور مؤشّران لا يُتوقّع أن يكون لهما تأثير مباشر على مسار المصائب المتراكمة: رسالة رئيس الجمهورية عبر السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. والحراك الخارجي المتجدّد للرئيس المكلّف سعد الحريري

وقد مهّد عون في ذلك ليس فقط لكباش دستوري مع الرئيس المكلّف على تأليف الحكومة، بل لخلافٍ حقيقي على إدارة المرحلة والأولويّات، يدلّ على وجود رفضٍ رئاسي مزمن لتكليف الحريري أصلاً. واليوم، بعد مرور سبعة أشهر من عمر ولايته من دون حكومة، بات عون متيقّناً بأنّ تعثّر التأليف ليس سوى المعركة الأخيرة لإنهاء عهده.

في هذا السياق يقول العارفون إنّ "الحريري فُرِض فرضاً على ميشال عون، لكنّ الأخير لا يملك وسائل إزاحته، ولا يريد أصلاً أن يخوض معركة ستأخذ فوراً منحى طائفياً. يراهن عون اليوم على مساعدة من الفرنسيين، وعلى بعض الخطوات الداخلية التي سيلجأ إليها وستضع الكرة في ملعب مجلس النواب، فيما التكليف بات ساقطاً بحكم الأمر الواقع".

الثاني: تكوّنت قناعة لدى معظم اللاعبين الدوليين بأنّ التعايش بين "تركيبتيْ" ميشال عون وسعد الحريري بات مستحيلاً، وأنّ مرحلة الفوضى القائمة على كل المستويات لا تحتمل خيارات جذرية تتضمّن البدء "على النظيف" في السياسة والورشة الإصلاحية، بل لا بدّ من حصول مرحلة انتقالية تؤسّس للبنان الخارج من ثوب الطائف والدوحة. وعلى هذا المستوى فقط، تُدرَس الاحتمالات الممكنة، وأوّلها حصول انتخابات نيابية تعرّي الأحجام المضخّمة وتفتح المجال لاختراقات في الطبقة السياسية، وتمهّد للأساس، أي معركة رئاسة الجمهورية، التي باتت حرفيّاً "على الأبواب" وتكتسب أهميّة مضاعفة عن الاستحقاق النيابي لكونها تلي مرحلة ما بعد "العونيّة السياسية" التي خيضت تحت عنوان استعادة الحقوق المسيحيّة.

وفي السياق نفسه، تقول مصادر نيابية في التيار الوطني الحرّ لـ"أساس" إنّ "الرسالة، التي وجّهها رئيس الجمهورية ميشال عون عبر السفيرة الفرنسية في بيروت إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الأزمة اللبنانية ومسار تعثّر ولادة الحكومة والتأثيرات الكارثية للتعطيل المتمادي في عملية التأليف، هي إجراء سيسبق سلسلة إجراءات داخلية أخرى سيلجأ إليها عون قريباً مع استمرار الرئيس المكلّف سعد الحريري في إدارة ظهره لواجبه الدستوري في تأليف الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية".

يقول العارفون إنّ الحريري فُرِض فرضاً على ميشال عون، لكنّ الأخير لا يملك وسائل إزاحته، ولا يريد أصلاً أن يخوض معركة ستأخذ فوراً منحى طائفياً

وتوضح المصادر: "من ضمن المسعى الرئاسي، الذي لم تُحسم بوصلته بعد، قد يتوجّه رئيس الجمهورية برسالة إلى مجلس النواب، من ضمن صلاحياته الدستورية التي أتاحها له الدستور، لأخذ رأي المجلس في مصير التكليف، وليس في سياق الضغط لسحبه. وهي الخطوة التي سبق أن لوّح باتّخاذها سابقاً. وأيضاً من ضمن الاقتراحات الرئاسية تحديد عون مواعيد لرؤساء الكتل النيابية والنواب لسماع رأيهم في موضوع التكليف، ولمعرفة هل يؤيّدون استمرار الحريري في مهمّته أو فتح الباب أمام ترشيحات أخرى".

وتفيد معلومات أنّ رئيس الجمهورية بات أقرب من أيّ وقت مضى إلى مصارحة الحريري بضرورة اعتذاره إذا لم ينجح في تأليف الحكومة بعد تخطّيه "المهلة المعقولة" لذلك.

ويقول قريبون من عون إنّ "ولادة حكومة الحريري الثانية في عهد عون استغرقت أكثر من ثمانية أشهر، وتلت انتخابات أيار 2018. ويومئذٍ دُرِست فكرة توجيه رسالة إلى مجلس النواب، فيما كان الحريري، كما هي الحال اليوم، يتنقّل بين باريس ولندن ودول الخليج. لذلك كان رئيس الجمهورية يعلم ما ينتظره في التكليف الثالث".  

وفيما يدور همس في الكواليس عن تفضيل الرئيس عون إحدى الشخصيات المطروحة، إلا أنّه، برأي قريبين منه، لن يضع فيتو على أيّ بديل عن الحريري، طالما أنّ الكرة أصلاً في ملعب الأكثرية النيابية. 

ويعوّل فريق رئيس الجمهورية على أن تكون رسالة عون إلى ماكرون محطّ متابعة فرنسية ودولية، وسيرصد تداعياتها في الأيام المقبلة، ويبني على أساسها.

بدا لافتاً، في هذا السياق، تأكيد نواب قريبين من حلقة رئيس الجمهورية أنّ "سحب التكليف مُهمّة صعبة جدّاً، والقرار لا يؤيّده سوى فريق الرئيس عون، فيما يقف ضدّه حتّى حلفاؤه، أي الرئيس نبيه برّي وحزب الله. أمّا الحريري فهو صاحب القرار بالاعتذار، إلا إذا فُرِض عليه ذلك".

لكن مطالعة سليم جريصاتي في شأن سحب التكليف لا تزال حيّة ترزق. وتقوم على أساس ثلاث مراحل قَطَع عون شوطها الأول عبر إبلاغ الحريري سابقاً أنّ "المصلحة العليا لم تعد تتحمّل التأخير في التأليف"، ثمّ التمنّي على الرئيس المكلّف الاعتذار. وفي حال لم يفعل سيوجّه رئيس الجمهورية رسالة إلى مجلس النواب لاتّخاذ الإجراء المناسب.

 

الحريري عاطل عن العمل

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 18 أيار 2021    

سيطول غياب رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري عن بيروت، وعلى الأرجح، سيدوم ذلك إلى حين انقضاء العاصفة العقابية المتوقّع أن تهبّ على أقطاب السياسة في لبنان قريباً، فتنقشع الرؤية الحكومية، وعندها قد يُبنى على الشيء مقتضاه!

ثمة رأي داخلي يقف خلفه منظّرون سياسيون من قماشات مختلفة، خلص إلى الإعتبار أن تأليف الحكومة بات يخضع لمعايير غير لبنانية ولخاصّية التموضع ضمن منطقة الإنتظار. وباعتقاد هذا الجانب، يُعدّ ذلك أخفّ ثمناً من الإقدام على إنتاج حل في ظل الوضع الراهن. وهذا الرأي ينطلق من وجهة نظر مفادها انتظار مدى حقيقة أو احتمالات فرض عقوبات أوروبية آحادية، قد تُقدم عليها دول معينة على غرار الخطوة الفرنسية المتوقّعة، لمعرفة خلفياتها والشخصيات أو الكيانات التي ستستهدفها، ومن ثم البناء عليها لاحقاً. فمن المُحال أن يتم إنتاج وتأليف حكومة تضمّ بين أركانها شخصيات أو كيانات مُعاقبة، وهو ما سيحول دون التزام تلك الدول بالحكومة العتيدة ومسار المساعدات الموعود، وستجد أن وجود شخصيات أو كيانات معاقبة ضمن التركيبة الحكومية سيعقّد المشهد، وبالتالي، سيحول دون وصول المساعدة، وسنبقى ندور في الحلقة المفرغة ذاتها. عند هذه القاعدة، طارت إحتمالات التأليف إلى موعد يُحدّد لاحقاً!

عملياً، أقفلت عطلة عيد الفطر، والرئيس الحريري المسؤول الأوّل عن التكليف، لم يعد إلى الديار من إجازته التي يقضيها في الإمارات العربية المتحدة. أوساطه، وحين يتم استفسارها حول الموعد المتوقّع للعودة، تُشتّت الإجابة وتوحي بأن الحريري لديه "جدول أعمال خارجي" حين يتمّ الفراغ منه يعود، من دون أن تقدّم أية إشارة تذكر حول "جدول الأعمال" المزعوم.

وسط ذلك، نشأت معلومات أخرى، مفادها أن الحريري سيبقي على "اعتكافه" غير المعلن مفعلّاً حتى تنضج ظروف التأليف، وهذا يتقاطع مع المعلومات أعلاه، والتي تُفيد بأن تأليف الحكومة بلغ مستوى من التعقيد، جعله شبه مستحيل وبعيد المنال. وذلك، يعني أن الحريري غضّ النظر عن تهديدات الإعتذار، إذ يتّضح أنها استُخدمت فقط لغرض المناورة السياسية إبّان زيارة وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان، وإيصال رسالة امتعاض إلى باريس.

وبالأمس، استرعى الإنتباه ترويج مصادر معيّنة لأنباء تُفيد أن الحريري في صدد زيارة باريس في طريق عودته إلى بيروت. معلومات لم تؤكدها أو تنفها مصادر مطلعة، لكن، وفي حال حصولها، وضعتها في إطار تصحيح العلاقة مع العاصمة الفرنسية بعدما اعترتها شوائب، وتعرضت لانتكاسة غير مسبوقة في أعقاب زيارة لو دريان، وكادت أن تنفجر حين اُلمِحَ إلى إدراج الحريري، على قائمة معرقلي التأليف، ما جعله مرشحاً طبيعياً للإدراج على قائمة العقوبات الفرنسية المرجّحة، وفتح شهية "المستقبليين" للإنقضاض على الاليزيه، وهو ما ألحق "تشويهاً" بعلاقات الحريري الباريسية.

عملياً، ما زال ملف تأليف الحكومة عالقاً في بركة من الرمال المتحرّكة الجاهزة لابتلاع كل داخل عليها، ما يؤهّل، ليس فقط إلى انفراط مشروع أي وساطة تقريب وجهات نظر باكراً، بل لجوء الوسطاء المعنيين من قماشة أقطاب ومراجع ورجال أمن، للنأي بأنفسهم عن الخوض في الرمال والإبتعاد عن البركة قدر ما يمكن، وبالتالي، ترك القضية إلى حين تنضج ظروفها، ويمكن بعدها تعطيل قدرة "بركة الرمال" على العمل.

في المقابل، ما زال فريق سياسي عند قناعته بوجوب الإنتظار وعدم الخوض في أي محاولة الآن، لأن مصيرها الفشل، نتيجة تعقّد الأمور داخلياً وعدم نضوج الظروف الخارجية، مع الملاحظة أن اهتمامات الساسة الكبار، تتجاوز قضية تأليف حكومة وسط انتظار بوادر انفراجات إقليمية، سيّما بعدما تعقّد الأمور داخل فلسطين المحتلة. على المقلب الآخر، ثمة فريقاً سياسياً، يتألف من "الثنائي الشيعي" والحزب التقدمي الاشتراكي، يردّد بوجوب عدم الإنتظار، واستغلال المساحة المتوفّرة حالياً من أجل تمكين المناقشات واستخراج الحكومة في ظل حالات الإنشغال التي تعصف بالمنطقة. ويرون أن التوقيت الحالي هو الفرصة المثالية للحريري كما لرئيس الجمهورية ميشال عون لإنتاج حكومة "مُتّفق عليها وقادرة"، قبل أن تفرض المتغيّرات نفسها، وعندها يصبح من الصعب إنتاج حكومة، ويصبح لا بدّ من انتظار نتائج التطوّرات، تماماً كما حصل مؤخراً، في ظل حفلات المفاوضات التي افتتحت بين أكثر من دولة إقليمية ودولية متناحرة، وأدّت لبنانياً إلى تجميد المشاورات الحكومية إلى الحدّ الذي بلغته الآن.

لكن المشكلة تبقى في تخريجة التسوية المتوقّعة. صحيح أن النائب السابق وليد جنبلاط يعمل عليها ويدفع إليها بكل ما أُوتي من قوة على قاعدة "استلحاق الذات"، لكنه في المقابل، يواجه أكثر من جدار صلب، أولّها ولعلّ "أسمكها"، يأتي من ناحية بيت الوسط الذي ما زال متحفظاً على إعلان موقف صريح، من مبدأ التسوية القائمة على فكرة تأليف حكومة من 24 وزيراً، على قاعدة توزيع تقوم على 8/8/8 من دون ثلث معطّل لأي فريق. في هذه النقطة، يعتبر الحريري أن جنبلاط تخلّى عنه ونسجَ تسوية مع عون من خارج التفاهم الثنائي مع الرئيس المُكلّف، ما أرخى "سخونة" في العلاقة بين بيت الوسط وكليمنصو بعدما وصلت إلى الأخيرة تردّدات مواقف الحريري السلبية. بالإضافة إلى ذلك، جنبلاط منقطع عن التواصل مع الحريري، وهذا انسحبَ على العيد وآخر لقاء بينهما حصل قبل 3 أشهر، ما يدلّ على توتّر العلاقة بينهما، وهي أسباب تعرقل "المسعى الجنبلاطي".

المصدر الثاني يأتي من قطاع بعبدا ـ ميرنا الشالوحي. فصحيح أن جنبلاط تفاهم على صيغة الـ24 مع رئيس الجمهورية، ما أعطاها صفة "صُنع في بعبدا"، لكن القصر اشترطَ من أجل السير بها أن تنال موافقة حريرية علنيّة، وصعوبة الحصول على إقرار من الحريري جعل القصر متريثاً. كذلك أدى ب "التيار الوطني الحرّ" إلى ربط اعترافه بالصيغة بموقف الحريري منها، وهو ما أزعجَ جنبلاط أولاً، وأدّى بحراك رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي دخل على خط "تسويق المبادرة" ثانياً إلى الإحتراق، وما لبث أن انسحب بري، وأعطى الإيعاز لـ"المجلس السياسي لحركة أمل" ، للإنقضاض على قائمة مرفوعة من قبل عين التينة، تُشير إلى المعرقلين بالإسم. في الواقع، قد يتفهّم كلّ من بري وجنبلاط ومن خلفهما "حزب الله"، دقّة موقف الحريري وحرجه حيال التسوية الـ"جنبلاطية المنشأ"، وتريّثه وعدم إقدامه على ابتداع حلّ. لكن ما لا يمكن تفهّمه هو "ركّ" الحريري على الجولات الدولية، التي لا تأتي بأي فائدة تُذكر، ومحاولته الدائمة استعطاف الخارج على ظهر الداخل (بدل أن تكون المسألة بالمقلوب) من دون أن يصل إلى نتيجة، ما يؤدّي عملياً إلى إحراقه وإغراقه أكثر وأكثر في مستنقع من الفشل السياسي الذي سيرتدّ عليه أولاً، وقد يجعله ضحية رهانات فاشلة ستأكل، حين بلوغ الساعة، من رصيده السنّي، وتحولّه إلى رجل سياسي "عاطل عن العمل" في ظل الشهيات المفتوحة من حوله.

 

عون: عليّ وعلى أعدائي يا رب

بولس عيسى/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 18 أيار 2021

لا يمكن أن يمرّ البيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية، كما الأجواء التي تقصّد مكتب الرئاسة تعميمها على أكثر من وسيلة إعلامية، بأن رئيس الجمهورية ميشال عون، ينتظر الرئيس المكلّف سعد الحريري لتقديم تشكيلته، على أي مراقب سياسي في البلاد من دون التوقف عندها، فمن الواضح أن هناك خلفيات لتعميم هذا الجو، المتزامن مع الرسالة التي كان قد وجّهها عون إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي هذا الإطار، لفتت أوساط سياسية مطلعة، إلى أن الهدف الأساسي من وراء الجو والرسالة، هو القول بأن لا علاقة لرئاسة الجمهورية ومن لفّ لفيفه، بتعطيل التأليف والفراغ الحكومي في البلاد، وذلك، من أجل محاولة إبعاد العقوبات الأوروبية، وتحديداً الفرنسية عن رئيس الجمهورية ومحيطه.

وشدّدت الأوساط، على أنه لا يمكن تفسير تزامن تعميم هذا الجو والرسالة في غضون 48 ساعة فقط، إلاّ في سياق محاولة تبرئة الصورة أمام الرأي العام الدولي، وتحديداً الفرنسي، عبر إلقاء ملامة التعطيل على الحريري، من خلال الإيحاء أن هناك تعاملاً بإيجابية واضحة من قبل الرئيس، وأنه منفتح على النقاش للوصول إلى الحل ولم يردّ أو يعمل يوماً على إحراج الرئيس المكلّف من أجل دفعه إلى الإعتذار، علماً أن ما نقله كل من التقى الرئيس حول التسريبات التي كانت قد سبقت ما نشهده اليوم من أجواء ، كانت تُفيد بأن الأخير يرفض التعاون مع الحريري، وأنه ليس في وارد ذلك أبداً. وبالتالي، أتى النشر المتعمّد لهذه الأجواء ليؤكد على جوّ مخالف لما كان تقصّد الرئيس شخصياً، وفي كل المراحل السابقة، على تسريبه أو قوله علانيّة إن عبر رسالته إلى مجلس النواب، أو رسالته الأخرى إلى اللبنانيين، أو عبر الفيديو الشهير المسرّب. وكل هذه الوقائع الثابتة تؤكد أن عون، وبعكس ما يحاول اليوم إشاعته، لا يريد الرئيس الحريري وجلّ ما يطمح إليه هو إزاحته.

وأشارت الأوساط، إلى أن ما يريده عون، هو رمي الكرة في ملعب الحريري من جهة، والقول بأن الأخير اليوم خارج لبنان، في الوقت الذي كان يجب عليه أن يكون موجوداً هنا، ويحرص على وضع صيغ مختلفة للحكومة العتيدة من أجل محاولة الوصول إلى اتفاق لا يزال متعذّراً حتى هذه اللحظة. كما من جهة أخرى، يريد القول للفرنسيين إن "أي عقوبات علي أو على محيطي لن تكون في مكانها، باعتبار أنني متعاون والمشكلة ليست عندي".

ورأت الأوساط ، أنه يمكن مما يجري استخلاص محاولة لإبعاد الشبهات عن محيط رئيس الجمهورية في مسألة تعطيل التأليف، لا بل أكثر من ذلك، توجيه أصابع الإتهام باتجاه الرئيس المكلّف، بغية محاولة إبعاد كأس العقوبات عن الرئيس ومحيطه.

أما لجهة تأكيد الرئيس على الإنتخابات في موعدها، فقد اعتبرت الأوساط، أنه يريد أن يوجّه عبر هذا الموقف رسالةً مزدوجة الإتجاه داخلياً وخارجياً. فعلى الصعيد الداخلي، تُفهم الرسالة أنها موجّهة مباشرة إلى الثلاثي الرئيس نبيه بري، والرئيس المكلّف سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الذين لا يحبّذون إجراء الإنتخابات تبعاً للقانون السائد. وقد سادت أجواء سابقة في أن بري يعمل على التمديد للمجلس ويحاول تهيئة الأجواء والأوضاع لذلك، وعون، وبالرغم من أن تيّاره أيضاً غير مرتاح للإنتخابات النيابية التي ستكشف تراجعه الشعبي الكبير، يقول للثلاثي: "عليّ وعلى أعدائي يا رب، لم تعطوني ما أريد في الحكومة، وتتكتّلون ضدّي فخذوا الإنتخابات النيابية في موعدها كردّ على ذلك".

وأوضحت الأوساط، أنه بالنسبة للمجتمع الدولي فرسالة عون في هذا التوقيت بالذات، أي توقيت الرسالة إلى الرئيس الفرنسي، يريد منها الظهور على أنه حريص على الإستحقاقات الدستورية في مواعيدها، من أجل التأكيد للفرنسيين بأنه ملتزم بالدستور وبتداول السلطة من أجل تعزيز وضعيّته بشكل أكبر معهم.

وأكدت الأوساط، أن الهدف الأساس للرئيس عون اليوم، هو تسويق نفسه ومعه محيطه لدى الخارج، وهذا الأمر كان قد بدأ سابقاً مع الأميركيين من خلال رفض تعديل مرسوم الحدود البحرية الجنوبية، ولم ينتهِ لغاية اللحظة مع الفرنسيين، وكل ذلك من أجل محاولة تغيير النظرة الدولية السائدة تجاه العهد.

وعما إذا كانت هناك إمكانية في أن ينجح في محاولة تبييض صورته، وبالتالي صورة محيطه والعهد؟ وعما إذا كان سيتمكن فعلاً من إقناع الخارج بأن مشكلة التعطيل ليست عنده، وإنما في مكان آخر؟ وعما إذا كانت هذه المناورة التي يلجأ إليها الرئيس عون اليوم، من الممكن أن تحمل في طياتها هدفاً مبطّناً ما، تجد الأوساط، أنه من المؤكد أن المناورة التي يقوم بها الرئيس اليوم لديها أهداف مبطّنة، أحدها هو إحراج الرئيس المكلّف أكثر فأكثر على الصعيد المحلي و الشعبي، إضافة إلى الصعيد الدولي، وذلك، عبر محاولة إرغامه على إعادة التواصل مع الرئيس. بالإضافة إلى أنه في ضوء ازدياد الأوضاع سوءاً في البلاد يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، وبينما لبنان على أبواب إيقاف الدعم، يحاول الرئيس القول للبنانيين أن المشكلة في تفاقم الأوضاع سوءاً ليست عندي وإنما عند الحريري.

 

ماكرون - السيسي حسما مصير الحريري؟

ميشال نصر/ليبانون ديبايت"/الثلاثاء 18 أيار 2021   

إنتهت عطلة العيد، دون أن يسقط معها الجمود المحيط بعملية تشكيل الحكومة، التي لم تزحزحه من مكانه، لا عصا عقوبات الوزير جان إيف لودريان، ولا كذلك "جزرة" ترغيبه، لتبقى المراوحة سيدة الموقف، في انتظار موقف "صادم"، قيل أنه سيصدر عن الرئيس المكلّف سعد الحريري، رغم الإعتقاد السائد بأن جمود الإتصالات مرشّح للتمديد، بفعل فرملة المبادرة الفرنسية من جهة، والتطوّرات العسكرية في غزة من جهة أخرى، والتي ستكون بصمات نتائجها واضحة من مفاوضات فيينا إلى مباحثات بغداد، مروراً بجولات دمشق.

بعبدا التي أحسّت بالسخن، من وجهة نظر البعض، بعدما استحقّت التهديد الفرنسي، باشرت هجومها المضاد خارجياً، باتجاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والإتحاد الأوروبي، وداخلياً مع مسارعة جنرالها لتلقّف مناسبة الأعياد، فاتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري معايداً، متطرّقاً إلى مسألة تشكيل الحكومة بعمومياتها، لكن من دون أن يُبنى على ذلك، معمّمة في المقابل أجواءً إيجابية وبعض "الحلحلة" من حيث الشكل، بعد الرسالة التي سلّمها الرئيس ميشال عون إلى السفيرة الفرنسية آن غريو، في محاولة جسّ نبض باريس ومعرفة خياراتها الجديدة بعد زيارة موفدها إلى بيروت. وكل ذلك قبل أن "يَبقّ بَي الكل البحصة". في مقابل ذلك، بدت أوساط بيت الوسط متمسّكة بخطابها ذاته، مرحّبةً بكل تبدّل فعلي في الموقف الرئاسي في حال كان يسهّل الولادة الحكومية، رغم كل محاولات بثّ الأجواء الإيجابية، التي اختصرها الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، بتأكيده أن "لا شيء جديد". وتشير أوساط مطلعة، إلى أن استمرار الشيخ سعد في التكليف من عدمه، مفتوح على كل الإحتمالات، خصوصاً في حال تمّ التوصّل خلال الأيام المقبلة إلى الإتفاق على إسم يعود له خيار تزكيته، بعد اكتمال سيناريو الإعتذار، في الوقت الذي لفتت فيه زيارة المعايدة الطويلة للسفير السعودي وليد البخاري، إلى دارة آل سلام في المصيطبة، تزامناً مع إعلان الرئيس نجيب ميقاتي أنه غير معنيّ بما يُحكى عن تسميته. وعزت الأوساط قرار بيت الوسط، إلى وجود تقاطع مصري - فرنسي، أبلغت به جهات سياسية لبنانية، يقضي باستبعاد الشيخ سعد والذهاب إلى تشكيل حكومة تكنوسياسية "لايت" لإدارة الإنتخابات النيابية، خصوصاً أن الظروف تتبدّل بشكل دراماتيكي في المنطقة، بحسب المنظّرين لهذا الطرح، وبالتالي "الإختصاصية" باتت غير صالحة.

وفي هذا الإطار، يُنتظر أن تكون لزيارة الرئيس ماكرون إلى الرياض، مفاعيل كثيرة قد تقلب صورة المشهد، خصوصاً في ظلّ الدور الذي لعبته الإمارات، على صعيد المشاركة في تحضير جدول الأعمال وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، حيث ترك للقمّة بين الرئيس الفرنسي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان حسم الخيارات. في هذا الوقت المستقطع، ظهرت على الساحة حركة لافتة للسفيرة الفرنسية، عبر سلسلة اتصالات هاتفية وزيارات شخصية، أوحت بأن ثمّة "موّال ما"، "يَعِنّ" في رأس قاطن الإيليزيه ووزير خارجيته، بعد زوبعة الفنجان التي أحدثها تواجد الأخير في بيروت، وما رافقها من تهويل وتهديد وحَرَد ومقاطعة وشدّ للحبال، ما لبثت أن أرختها سفيرته في بيروت، على العادة الفرنسية.

فهل هي القناعة بأن الثورة "عا حطّة إيدك"، لا زالت كما كانت ولا يمكن التعويل على حراكها، وهو ما يؤكده بعض النشطاء عند كشفهم عن حقيقة ما حصل في لقاءات قصر الصنوبر؟ أم هي مجرّد "شدّة دَينة" لا أكثر ولا أقلّ للحفاظ على هيبة الأم الحنون، انتهت بالتراجع عن "كلّن يعني كلّن" كما يرى المخضرمون من أهل السياسة؟ بات من المؤكد أن المبادرة الفرنسية انتهت، بإجماع المتمسّكين بها، وغير المؤمنين بها أساساً، ومن يقف بينهما، آخذةً في طريقها "سيدر 1" بمقرّراته وأمواله، التي أصبحت من الماضي. لذلك، فلا "روح قدس" سيد بكركي، ولا "تقمّص بيك المختارة"، قادر على إحياء أي دور فرنسي. وعليه، من يبقى "مُقاصصاً"؟ وحدها "القوات اللبنانية"، التي أخرجت نفسها من اللعبة الحكومية وبازارها، هي خارج دائرة التواصل الفرنسي علناً، حتى الساعة. فهل تكون "المُعاقبة الوحيدة" ؟ أمّا "حزب الله"، الطرف الثاني المُستثنى، هو أساساً من"عضام الرقبة" الفرنسية.

بعد كل ذلك، "إذا فيك تفهم ماذا تريد فرنسا، فافهم"... فهي نفسها لا تملك جواباً واضحاً... إلاّ أن الأمثال قلّما أخطات، "فمن غيّر عادته قلّت سعادته"، هي حال باريس التي تُغيّر مواقفها كوتيرة تغيير الموضة، ليصحّ فيها أن تكون عاصمتها، على ما يقول الشاطر حسن.

 

اشتباك عون - الحريري: البقاء للأقوى

نقولا ناصيف/الاخبار/18 أيار/2021

بمرور الوقت، يكاد يُنسى أن ثمة حكومة لم تؤلف منذ سبعة اشهر، وان حكومة تصريف الاعمال دخلت شهرها العاشر على استقالتها، هو عمر الفراغ الذي تعيشه البلاد الموشكة على الاكثر سوءاً. لا الرئيس المكلف يريد ان يؤلف، ولا الرئيس المستقيل يريد ان يعمل

لم يعد يصلح في وصف علاقة الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري سوى القطيعة الدائمة. منذ 24 تشرين الاول 2020، بانقضاء يومين على تكليف الحريري، اجتمعا للمرة الاولى الى ان وصلا الى الاجتماع الـ18 في 22 آذار 2021. ما بين هذين الموعدين، قطيعة مطبقة استمرت 50 يوماً بين 23 كانون الاول و12 شباط، من ثم استؤنفت اللقاءات بخفر حتى 22 آذار المنصرم وتوقفت. مذذاك الرئيسان في قطيعة كاملة ثانية مر عليها 56 يوماً. كأن لا تأليف للحكومة ولا استحقاقات خطيرة داهمة تنتظرهما، او كأن البلد ليس على وشك الانهيار الشامل. لا احد قادر على التوسط بينهما في الداخل ومن الخارج، وليس ثمة منفذ لفك طوق التعطيل، ومن غير الواضح الى متى سيستمر. لا رئيس الجمهورية يملك ان يجرّد الحريري من التكليف، ولا الرئيس المكلف في وسعه تأليف حكومة لا يوافق رئيس الجمهورية على كل سطر فيها. بذلك لا يعود ذا شأن ومهماً اتهام اي منهما بعرقلة التأليف، وربما عدم الرغبة فيه في الوقت الحاضر.

ما ان وقعت القطيعة الثانية، لا افكار جديدة محددة تتناول تأليف الحكومة، ولم يُكتب لاقتراحات حلول وسط النجاح. يكتفي الحريري بالاعتقاد بأن المسودة الاخيرة التي قدمها قبل نهاية السنة، هي الصيغة الوحيدة التي يقبل بها لحكومته، فيما عون يصر على تصحيحها واعادة نظر اساسية فيها. بعيد الاجتماع الاخير تطايرت فوق الرئيسين، من قصر بعبدا كما من بيت الوسط كما من اوساطهما، اوراق صيغ تحوّلت الى فضيحة سياسية، اذ شهّر كل من الرئيسين بالآخر.

في الايام الاخيرة، قبيل وصول وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت في 6 ايار، ثم بعد مغادرته، انخرطت البلاد في سجال جديد انبأ بجولة مختلفة من النزاع بين عون والحريري وفريقيهما، تدور من حول اعتذار الحريري عن عدم تأليف الحكومة او تمسكه بالتكليف. بدأ الكلام عن الاعتذار بمثابة مناورة، ثم تراجع عنه اصحابه ووضعوه في خانة اشاعة. رغم ذلك، بات يشكّل مصدر الاشتباك السياسي الوحيد المانع تأليف الحكومة، في وقت يخبر الرئيسان معاً على السواء اسوأ مراحل تحالفاتهما، محاطيْن بالخصوم ما خلا قاسماً مشتركاً واحداً يجمعهما هو حزب الله: الحليف العلني للاول رافضاً انكساره بممارسة ضغوط عليه، والحليف المستتر للثاني المصر على ان يكون وحده مرشحه لترؤس الحكومة.

الى تيار المستقبل، يجبه رئيس الجمهورية خصومة سياسية ليست قليلة الاهمية مع الرئيس نبيه برّي، ونزاعاً مفتوحاً مع حزب القوات اللبنانية، وعلاقة مترجرجة تميل الى السلبية اكثر مع وليد جنبلاط. في المقابل، الى التيار الوطني الحر، يجبه الحريري خلافات معلنة على الدوام مع حزب القوات اللبنانية، واهتزازاً مستمراً مع وليد جنبلاط، ما ان يصبح على مصالحة يمسي على سجالات ساخنة. لا حضن فعلياً له الا رئيس البرلمان العالق بين الكنّة والجارة.

حتى هذا الوقت، تدرّجت جولات التباعد بين الرئيسين منذ الاسبوع التالي للتكليف، عندما تأكد - خلافاً لما توقّعه الرئيس المكلف - ان مهمته ليست سهلة بالقدر الذي تصوّره، بذريعة انه يتسلق المبادرة الفرنسية على طريقته، ويطرح شعاراً مفاده ان يقبل مفاوضه الحكومة على النحو الذي يصر او هو ضد المبادرة. تدرّجت جولات الرجلين من الخلاف على الحصص، الى الخلاف على الحقائب السيادية كالداخلية والتشغيلية المدرارة في بلد خاو، الى العدد الذي تتألف منه الحكومة، مروراً بالثلث +1، وصولاً الى النصف +1، الى المرجعية المخولة تسمية الوزراء المسيحيين، الى تمثيل المسيحيين المستقلين خارج الاحزاب المسيحية المعارضة للحريري. راحت جهود التأليف تنط من حكومة 18 الى حكومة 20 فالى حكومة 24 ثم تهبط الى حكومة 18. ثم بانتهاء الجولات تلك، انتقل التأليف الى محطة جديدة قادته الى مكان لا صلة له بما ينبغي ان يقتصر عليه التفاهم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وهو ان لا حكومة لا يسبقها حوار بين الحريري ورئيس الكتلة النيابية الاكبر والكتلة المسيحية الكبرى في البرلمان النائب جبران باسيل.

الرئيس المكلف يرفض التحدث مع باسيل قبل صدور مراسيم الحكومة، من غير ان ينقطع في الوقت نفسه تواصله مع الثنائي الشيعي، فيما صهر رئيس الجمهورية - كما الرئيس اولاً بأول - متمسك بأن يُعطى حقاً مماثلاً للذي أُعطي الى برّي بحصوله على حقيبة المال، ووليد جنبلاط بحصر التمثيل الدرزي به، وتالياً الاعتراف بحقه هو كرئيس كتلة نيابية كبيرة في تسمية وزراء يمثلونها، شأن القطبين الآخرين، اخذاً في الحسبان فصل حصته عن حصة عون.

كل ذلك حصل في الاشهر السبعة المنقضية منذ تكليف الحريري، الذي يدخل بعد اربعة ايام في الشهر الثامن. على ان الجولة المحدثة وضعت التأليف في اسوأ محطاته، سواء من خلال حصر السجال بالاعتذار او عدمه، او ربط اعتذار الرئيس المكلف باستقالة رئيس الجمهورية. لا الاعتذار سابقة، وقد سبقه اليه الرئيس رفيق الحريري مرتين عامي 1998 و2004 قبل ان يُكلف وبعدما كُلف، وكذلك الرئيس عمر كرامي عام 2005 بعد تكليفه. كذلك مطالبة رئيس الجمهورية بالاستقالة ليست جديدة، رافقت رؤساء ما قبل اتفاق الطائف وبعده. الا ان المشكلة الدائرة الآن من حول رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، ان كلا منهما لا يبصر الآخر شريكاً له في الحكم.

الانكى ان واحدهما لا يطيق الثاني، وقد باتت الكراهية عنوان علاقتهما، تتحكم في نظرة احدهما الى الآخر. لفترة، ابان اجتماعاتهما المخيبة، ظهر انطباع رائج ان ما يفرّق احدهما عن الآخر انعدام الثقة. سرعان ما تبدّت المشكلة اكبر بكثير. كل منهما يتصرّف كأنه يخوض معركة وجودية كيانية، اكثر منها صراعاً على تفسير صلاحيات دستورية ومواقع سلطة ونفوذ في الحكم. اقرب ما تكون للاثنين آخر معاركهما السياسية. من ذلك كلام المحيطين بالحريري ان عون يدفع به الى الاعتذار لإخراجه من المعادلة السياسية، وقد تكون شكوكهم في محلها اكثر مما يعتقدون، وكلام المحيطين بعون ان مطالبة اولئك اياه بالاستقالة تتوخى اسقاط العهد وتدمير ما تبقى من سمعته وتحميله مسؤولية ما يحدث وقطع اي صلة بالتفاهم معه.

كلا الرئيسين يُعوّل على عامل الوقت لازاحة الآخر من طريقه، وفي ظن كل منهما ان البقاء للاقوى.

 

حسابات "حزب الله" لعدم التورّط في الحرب

طوني عيسى/الجمهورية/18 أيار/2021

حتى الآن، يتجنّب «حزب الله» إقحام نفسه والأراضي اللبنانية في المواجهة الجارية في غزّة، وتعمل ماكيناته الأمنية والسياسية والإعلامية بقوة لضبط الوضع في المنطقة الحدودية. ولكن، هل يمكن أن تتبدّل حسابات «الحزب»، في شكل مفاجئ، فيندفع في المعركة؟

في الغالب، لا يفوِّت «حزب الله» فرصة لإثبات أنه يمتلك القدرة والاستعداد لـ»معادلة الرعب» بينه وبين إسرائيل. ولطالما لوَّح بأنه، عند الحاجة، جاهِز لرشق إسرائيل بعشراتٍ أو مئاتٍ من الصواريخ التي يملكها، بما فيها الصواريخ الدقيقة التوجيه.

اليوم، على العكس، يبعث «الحزب» برسائل واضحة إلى القوى الفلسطينية جنوباً، ويطلق التوجيهات إلى بيئته، لِتجنّب أي مواجهة هناك. وثمة مَن يتحدث عن اعتبارات حيوية، داخلية وإقليمية، دفعت «الحزب» إلى التزام هذه الضوابط، أبرزها الآتي:

1 - لا يتحمَّل لبنان اليوم أي مغامرة عسكرية. فضربات إسرائيل للبنى التحتية، في تموز 2006، أوقعت البلد في نكبات اقتصادية وساهمت في وصوله إلى الانهيار الحاصل اليوم. وأي تكرار لهذه التجربة، خصوصاً بعد زلزال المرفأ، سيسرّع وصول لبنان إلى الحضيض، بحيث يصبح صعباً إنقاذه، حتى بدعم المجتمع الدولي والعرب.

يعتقد «الحزب» أن لا مصلحة له إطلاقاً في أن يبلغ لبنان هذا المستوى من الانهيار، إذ سيجعله أمام مواجهةٍ أخرى حتمية مع الفوضى في الداخل. والانهيار المالي والاقتصادي، مشفوعاً بالنقمة الاجتماعية، سيهدّد بتكريس محميات مناطقية ومذهبية وطائفية في البلد.

بالتأكيد، لا يجد «الحزب» مصلحة له في هذا النوع من الفوضى والتشرذم والاحتقان، ما دام هو الذي يمتلك القرار السياسي والنفوذ الأمني والعسكري الأساسي في الدولة. وهذه الحال ستؤدي إلى خسارة «الحزب» جزءاً إضافياً من رصيده في البيئات الأخرى.

فهو لن يكون قادراً على تبرير لماذا تسبَّب في نقل المواجهة العسكرية من داخل الأراضي الفلسطينية إلى الداخل اللبناني، فيما الجبهات العربية الأخرى كلها تنعم بالهدوء. وبالتأكيد، مزاجُ اللبنانيين جميعاً لا يتحمّل اليوم أي نوع من المغامرات.

والمغامرة الكبرى التي سيواجهها «الحزب»، في هذه الحال، هي أن توقيت الانهيار اللبناني لن يكون مناسباً له وللمحور الإيراني، بل سيكون خصوصاً في يد إسرائيل. وهو سيحتّم حصول تدخلات دولية وإقليمية وعربية في أي تسوية لاحقة، ما يؤدي عملياً إلى إضعاف سيطرة «الحزب» وإيران على القرار المركزي.

2 - إذا كان القتال في غزّة جزءاً من الرسائل الساخنة داخل مثلث إيران- إسرائيل- الولايات المتحدة، فالأحرى أن طهران ليست مضطرة إلى استخدام «المنصَّة اللبنانية» في المرحلة الحالية من المواجهة، على الأقل، لأنها مرتاحة في محادثات فيينا حول الملف النووي، وليست في حاجة إلى دعمٍ لوجستي من جانب «الحزب».

ويعتقد الإيرانيون أن المفاوضات مع واشنطن ستنتهي وفق ما يريدون تقريباً، لأن إدارة جو بايدن لن تتمسك طويلاً بالشروط التي طرحها سلفه دونالد ترامب، لا في النووي ولا في ملف الصواريخ البالستية ولا في مسألة تمدّد النفوذ داخل بلدان الجوار، وأن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه قبل الانسحاب الأميركي من اتفاق فيينا، في أيار 2018.

ولذلك، سيكون من الأفضل أن يحتفظ «الحزب» بكل قوته الصاروخية في منأى عن المواجهة. وهي ستكون أكثر فاعلية إذا لوّحت بها إيران كرصيد احتياطي قوي على طاولة المفاوضات، بدل إنهاكها في المواجهة الفعلية مع آلة الحرب الإسرائيلية.

3 - عسكرياً، وحتى الآن، ليست «حماس» و«الجهاد» في حاجة إلى دعمٍ قتالي من «حزب الله». وفي المبدأ، تقوم استراتيجية إيران على حصر المواجهات التي يخوضها حلفاؤها في بلدان الشرق الأوسط، داخل حدود كل منها، بحيث تتجنّب التعقيدات السياسية التي يمكن أن تطرأ نتيجة التداخل عبر الحدود.

وصحيح أن «حزب الله» اللبناني يمثِّل لإيران ذراعاً عسكرية عابرة للحدود، من لبنان فسوريا والعراق فاليمن، إلا أن المواجهات التي خاضها «الحزب» في هذه الدول كانت معزولة دائماً عن الاعتبارات اللبنانية، ولم تكن تستجلب المواجهة العسكرية إلى لبنان، لا على الحدود ولا في الداخل.

4 - إن ابتعاد «الحزب» عن المواجهة العسكرية مع إسرائيل يجنّبه مزيدا من الضغوط، في زمن العقوبات الأميركية والأوروبية والعربية، ويمنحه الهامش ليدعم بالحد الأدنى صورته كحزب لبناني يضع الاعتبارات اللبنانية في صدارة أولوياته.

إذاً، اختار «حزب الله» في شكل واضح أن يلتزم مبدأ «الحياد الإيجابي» في المواجهة الحالية مع إسرائيل، على رغم اعتراضه على هذا الطرح الصادر عن بكركي.

إذا كانت الاعتبارات اللبنانية وحدها هي التي دفعت «الحزب» إلى هذا الخيار، فذلك يعني أنه قدَّم نموذجاً تطبيقياً لفكرة «الحياد الإيجابي»، بعيداً من هواجس الخوف من جهة والتحدّي من جهة أخرى.

أما إذا كان موقف «الحزب» جزءاً من تكتيك المواجهة الذي رسمته إيران في الإقليم، فمعنى ذلك أن الاحتمالات كلها واردة. لكن المطّلعين يرجّحون بقاء الوضع على الحدود تحت السيطرة، لأن المصالح تتقاطع على التهدئة هناك، حتى إشعار آخر.

 

القرار الأميركي بين غزة وإسرائيل/"إدارة بايدن متأرجحة بين إرث بوش وترمب ونهج أوباما في الشرق الأوسط"

د. وليد فارس/انديبندت عربية/الثلاثاء 18 أيار 2021  

بينما تنهمر الصواريخ على المدن الإسرائيلية من جهة، وتسقط القنابل على المباني في غزة من جهة أخرى، دخل الشرق الأوسط عموماً والساحة الإسرائيلية- الفلسطينية خصوصاً في مواجهة عسكرية مرعبة، وذلك نظراً لما تدمر على أرض الواقع ولما يتجه المستقبل إليه، إذا لم تتوقف المواجهة. المدنيون على طرفَي الصراع يعانون وخائفون، والحكومات الإقليمية والدولية قلقة من تطورات قد تطيح بمعظم المبادرات التي يجري العمل عليها في المنطقة، سواء كان "الاتفاق النووي الإيراني" أم "معاهدات إبراهيم". بل ربما أكثر من ذلك، أي اندلاع حرب إقليمية شاملة من غزة إلى إسرائيل، فلبنان، وسوريا، والعراق، وصولاً إلى إيران نفسها، وربما دول الخليج.

وفي هذه الدوامة المتصاعدة تجد واشنطن نفسها في موقع معقد وصعب. إذ إن إدارة الرئيس جو بايدن، وعمرها أقل من أربعة أشهر، تواجه عدداً كبيراً من الأزمات في العالم من روسيا وأوكرانيا، وإثيوبيا، وكذلك في الشرق الأوسط بما فيها ناغورنو- قره باغ، وتركيا، وليبيا، واليمن، والانسحاب من أفغانستان، والتحدي الإيراني في الخليج، والتدهور بين اليونان وتركيا، وعودة بعض فلول "داعش"، والتواجد في العراق وشرق سوريا، إلى ما هنالك من أزمات. إلا أن انفجار الأوضاع بين "حماس" و"إسرائيل" في غزة، فاجأ الإدارة ويكاد أن يخلخل السياسة الأميركية في المنطقة، ويفجر انقسامات جديدة في واشنطن. من هنا نطرح السؤال حول القرار الأميركي تجاه هذا الملف العائد بدويّ كبير. فلنبحث عن موقف الإدارة والكونغرس والمعارضة واللوبيات تجاه حرب غزة الجديدة.

الموقف الأميركي التقليدي

منذ عقود، كان الموقف الأميركي تجاه إسرائيل والفلسطينيين ثابتاً ومرتكِزاً على قاعدة شعبية واسعة داخل البلاد. فلأسباب غير سرية ومعروفة، أيّدت مختلف الإدارات الأميركية منذ عام 1947 وجود دولة إسرائيل، بخاصة بسبب ما حل باليهود في المحرقة (Holocaust). ووقف اليسار الليبرالي والمحافظون الأميركيون معاً خلف موقف كهذا. وبعد نهاية الحرب الباردة، طرأ تغييران على هذه المعادلة. داخل اليسار، ظهر تيار أكثر راديكالية رفض الموقف اليساري التقليدي وضغط باتجاه التشدد مع إسرائيل والتحالف مع الفصائل الفلسطينية، وبدأ صعوده القوي إبان فترة حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما. في المقابل، تصاعد تيار الإنجيليين المؤيد القوي لإسرائيل عقائدياً، لا سيما في فترتَي الرئيسَين السابقَين جورج دبليو بوش ودونالد ترمب. وركّز هذا التيار في ضغطه، على الدعم المطلق لإسرائيل بما فيه موضوع القدس، والجولان وجزء من الضفة. أضف إلى ذلك ضغط اللوبيات والرأي العام. فلإسرائيل لوبي قوي في الحزبين، ولإيران لوبي متصاعد، كما لدول التحالف العربي أيضاً نفوذ لدى مختلف مراكز القرار.

من هنا، فإن الموقف الأميركي الناتج من كل هذه التأثيرات تلخص في الرئاستين السابقتين كما يلي:

إدارة أوباما رفعت الضغط قليلاً على إسرائيل، وبخاصة على حكومة بنيامين نتنياهو، فرفضت نقل السفارة إلى القدس، وضم الجولان، أو أي أراضٍ أخرى، ودعمت السلطة الفلسطينية مالياً، وضغطت باتجاه مفاوضات واسعة. إلا أنها إقليمياً دعمت الإخوان المسلمين، ووقعت الاتفاق النووي مع إيران، فاختلفت مع الدول العربية الرئيسة في المنطقة. أوباما كان أكثر قرباً إلى الفلسطينيين، لكنه اقترب منهم عن طريق إيران والإخوان. ضف إلى ذلك أن أوباما تخلّى عن "الثورة الخضراء" في طهران، و"ثورة الأرز" في بيروت و"ثورة 30 يونيو" (حزيران) في القاهرة. إلا أن إدارته كانت تقف مع إسرائيل في المواجهات العسكرية، فحزبه لا يمكن أن يتحمل الوقوف ضد الأمن الإسرائيلي، بخاصة إذا كانت المواجهة مع "حماس".

أما إدارة ترمب فذهبت باتجاه آخر. نقلت السفارة إلى القدس، اعترفت بسيادة إسرائيل على الجولان، انسحبت من الاتفاق النووي، واجهت إيران في المنطقة، ودعمت التحالف العربي بمواجهة إيران والتكفيريين (الجهاديين في لغة الغرب). صعّدت ضد "حماس" و"حزب الله"، واعترفت بمشروعية ثورات أكتوبر (تشرين الأول) من إيران إلى لبنان. والأهم هو أن ترمب وضع "معاهدة إبراهيم" تحت حماية خيمة الولايات المتحدة.

تذبذب المعادلة

وكأن المعادلة تجاه إسرائيل وفلسطين في واشنطن، ترقص ما بين موقف حميم مع إيران وبارد مع إسرائيل والعرب في ظل حكم أوباما، وبين موقف حاد مع إيران وصديق للعرب وإسرائيل إبان ولاية ترمب. ويعتبر أنصار ترمب أن موقف رئاسة بايدن تجاه غزة وإسرائيل متذبذب، لأنها لم تحسم أمرها بعد. فهي تريد "التهدئة" مع النظام الإيراني لكي تتمكن من العودة إلى الاتفاق، بالتالي تسعى إلى اتفاق لوقف إطلاق نار بين "حماس" وإسرائيل. بينما أنصار بايدن فيقولون إن وقف إطلاق النار هو باب الحل السلمي.

موقف الإدارة الرسمي

وتقسم إدارة بايدن موقفها تجاه المواجهة بين إسرائيل و"حماس" إلى ثلاث ساحات. الأولى هي ساحة التظاهرات التي أطلقها مواطنون إسرائيليون عرب في القدس ومدن عدة. فبغضّ النظر عن مواضيعها وأسبابها، من خلافات قانونية، وعنف شارعي، ومستوى التعاطي الأمني مع التظاهرات، تعتبر واشنطن أن المسألة داخلية بين حكومة ومواطنيها، وإن دعت إلى الهدوء. الساحة الثانية هي بين القوات الإسرائيلية و"انتفاضة" الضفة وتعتبرها الإدارة قانوناً، اشتباكات بين "سلطات احتلال" وجماعات معارِضة، لكن واشنطن تدعو إلى ضبط هذه المواجهات تحت سقف مفاوضات السلام، وليس بتدخل أميركي. أما الأخطر بنظر البيت الأبيض فهو الصدام العسكري بين "قوات حماس" و"جيش الدفاع الإسرائيلي" وما يخرج عن إطار التظاهر، ولو كان عنيفاً، ليصبح عمليات حربية. بمعنى آخر لا يمكن لإدارة بايدن أن تعتبر مشاهد صواريخ غزة، التي تنفجر داخل إسرائيل، والطيران الإسرائيلي الذي يدكّ دفاعات "حماس"، مجرد مشاغبات وعنف مدني. بل هي حرب حقيقية شاملة، قد تحرق الخريطة إلى كل نواحي إسرائيل وتندلع عبر مختلف الحدود. وعلى هذا الأساس يبرز في واشنطن عاملان أساسيان لتحديد الموقف.

العامل الإيراني

على الرغم من تأثير تيار يساري واسع، بقيادة السناتور بيرني ساندرز وعضوة الكونغرس ألكسندرا أوكازيو كورتيز، على الإدارة ووقوفهم ضد إسرائيل، فالأجهزة الأساسية في الدولة تعتبر أن طهران هي وراء "حماس" في تحويلها الملف من معارضة سياسية مشروعة ضد "ممارسات عنفية" إلى عمليات عسكرية غير مشروعة. بالتالي فإن واشنطن الرسمية بحزبَيها تنظر إلى غزة كقاعدة لإيران، بغضّ النظر عن "القضية الفلسطينية" أو "الصداقة مع إسرائيل". وتنظر "واشنطن العميقة" إلى ما يجري وكأنه طوق ضربته طهران حول إسرائيل من الجنوب عبر غزة، ومن الشمال عبر لبنان وسوريا. ويعتبر هذا التقييم أن إيران تلعب بدقة ضد إسرائيل لتدميتها إعلامياً وسياسياً، لتطلب "فدية" من بايدن، وهي رفع العقوبات.

العامل العربي

أيضاً من واشنطن، يُنظر إلى الطوق الإيراني بأنه وإن كان يسعى إلى "محاصرة" إسرائيل بالنار، فإن الهدف الثاني هو كسر "معاهدة إبراهيم" عبر ردع الدول العربية الموقِّعة عليها عن التواصل الاقتصادي مع إسرائيل. إذ إن الثقافة الشعبية العربية تتأثر بمشاهد سقوط الفلسطينيين بين قتلى وجرحى في المواجهات مع الإسرائيليين. إلا أن المواجهة العربية- الإيرانية ومشاهد سقوط مئات آلاف العراقيين والسوريين واليمنيين واللبنانيين، على أيدي "الميليشيات الإيرانية" بات يكوّن ثقلاً أكبر في ميزان المقارنة مع المواجهة بين "حماس" وإسرائيل في غزة. من هنا، لم يعد العامل العربي أحادي البُعد. فأكثرية المجتمعات العربية وإن كانت تكنّ العواطف ذاتها تجاه القدس والفلسطينيين، إلا أنها لا تبدي ذات المشاعر تجاه "حماس" وإيران.

غزة في ميزان واشنطن

إذا جمعنا تلك العوامل وأضفناها إلى عوامل داخلية أميركية، بإمكاننا أن نستشرف ما يلي بالنسبة للموقف الأميركي:

في المعركة بين إسرائيل و"حماس"، تقف واشنطن مع حليفتها ضد مَن تعتبرها إرهابية. ويهم الولايات المتحدة أن تبقى الدول العربية إلى جانبها لتحقيق وقف إطلاق نار ومساعدتها في العودة إلى طاولة المفاوضات.

تخشى واشنطن من أن تخطف إيران "القضية الفلسطينية" وتستعملها في مفاوضات الاتفاق النووي.

أخيراً وليس آخراً، ستحاول واشنطن أن تضغط على إسرائيل لكي تحقق شيئاً ما للفلسطينيين، لتحررهم من "حماس".

معادلات كثيرة والوقت ليس بطويل.

 

الفلسطينيون يُقتَلون… ونصرالله نائم في جحور الضاحية

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/الثلاثاء 18 أيار 2021

لا بد من نهاية للمهزلة المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، إذ من العيب فلسطينيا ان يتحول هذا المهدور حبر رسائل تسويات بين من لا يتحملون عبء ما يعيشه ثلاثة ملايين نسمة من ظلم وقهر وموت، لأن الذين يتحلقون حول طاولة المفاوضات يتحدثون عن كل شيء إلا عن هؤلاء.

نعم، نقولها بمرارة إن الأبرياء في غزة وحدهم يدفعون ثمن مغامرات مأجورين لدول إقليمية لا ترى بالعزّل في القطاع غير رصيد مجاني للحصول على مكاسب خاصة بها، وينفذون أجنداتها فيما هي لا تقدم غير الشعارات لهؤلاء الذين يتشردون في مساحة ضيقة من الأرض بعدما هدمت إسرائيل 10 آلاف منزل، وقتلت 220، بينهم كثير من الأطفال والنساء، وجرحت ما يفوق 1500 شخص، فيما لم يصب أي من زعماء “المقاومة الشعاراتية” حتى بخدش، لأنهم اختاروا دولاً بعيدة حتى عن سماع دوي الانفجارات، كي يدلوا منها ببيانات الانتصارات الكاذبة، ويحمِّلون دول الخليج العربي المسؤولية عما يجري، بينما هم الذين أدخلوا أبناء شعبهم عش دبابير القتل الإسرائيلي. لن نتحدث عن زياد نخالة، وخالد مشعل واسماعيل هنية، وبقية الأبوات الذين امتهنوا منذ عقود المقامرة بدم الفلسطينيين، فهؤلاء سيرذلهم شعبهم قبل أن ترذلهم الشعوب العربية، وهم ليسوا أكثر من دمى بأيدي الإيرانيين الساعين إلى تحقيق مكاسب لهم، من خلال الدم اللبناني والسوري والفلسطيني والعراقي واليمني.

إلا أننا نسأل عقلاء الشعب الفلسطيني: متى حقق هؤلاء الزعماء لشعبكم انتصاراً ليستمروا بأخذه إلى الهاوية أكثر فأكثر، هل في نكبة العام 1948 التي جرت معها سلسلة لا تنتهي من الهزائم العربية، داخلياً وإقليمياً، أم في العام 1956 حين هُزِم عبدالناصر وأخذ بجريرته الفلسطينيين بزعمه “رمي اليهود في البحر”، فكان أن تشرد جراء ذلك مئات الآلاف من فلسطين؟ أم في هزيمة العام 1967، التي أدت إلى توسع إسرائيل لتضم فلسطين كلها، أو في حرب العام 1973 التي حققت أول انتصار لكن العرب لم يعرفوا كيف يستثمرونه، أو في الغزو الإسرائيلي إلى لبنان الذي أخرج المنظمات الفلسطينية الى المنافي البعيدة، بعدما تحولت سلطة أمر واقع في هذا البلد، محاولة إنجاح مخططها التي فشلت في تطبيقه بالأردن عام 1970؟

أيها الفلسطينيون خذوا عبرة التنصل من تحمل المسؤوليات من حسن نصرالله و”حزب الله” الذي غسل يديه فوراً من الصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان، لإدراكه أن بلده لا يستطيع تحمل القتل والدمار، كما انه يعرف أن مفاوضات فيينا تجري بين الإيرانيين والأميركيين بالدم الغزاوي، ويعمل وفق المثل الشعبي اللبناني”عند اختلاف الدول خبي رأسك”، لذلك خبأ رأسه في رمال بيروت. العالم كله اليوم يتحدث عن حل الدولتين، لأن الواقع يفرض التوصل إلى حل وسط ينهي هذه المأساة المستمرة منذ سبعة عقود، ولذلك إذا لم يستغل الفلسطينيون الفرصة السانحة حالياً، سيعيدون سيرتهم الأولى في الهزائم والنكبات، والمزيد من التهجير والقتل، وسيفقدون آخر أمل لهم بدولة مستقلة، لذا لا حل لهم إلا بالذهاب لطاولة المفاوضات التي تدعمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: ما صدر عن وزير الخارجية من مواقف يعبر عن رأيه الشخصي والرئيس عون حريص على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة

الثلاثاء 18 أيار 2021

وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الاتي: "اثار بعض ما جاء في حديث وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه الى محطة "الحرة" مساء امس، ردود فعل هدفت الى الإساءة الى العلاقات الأخوية القائمة بين لبنان ودول الخليج الشقيقة، وبدا ذلك واضحا من خلال ما صدر من مواقف سياسية إضافة الى الحملة الإعلامية المبرمجة التي رافقتها على رغم التوضيح الذي صدر عن الوزير المعني بانه لم يسم دول الخليج في معرض كلامه. ان رئاسة الجمهورية اذ تؤكد عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الشقيقة وحرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، تعتبر ان ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين ليل امس يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يعكس في أي حال من الأحوال موقف الدولة اللبنانية ورئيسها العماد ميشال عون الحريص على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة والصديقة عموما، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصا".

 

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: مراسيم استعادة لبنانيين جنسيتهم ليست تجنيسا جديدا لاجانب بل تطبيقا لقانون أقره مجلس النواب وهم مستحقون

الثلاثاء 18 أيار 2021

وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "نشرت صحيفة "الشرق" في عددها الصادر اليوم، خبرا ادعت فيه ان "فضيحة" تتناول توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون 9 مراسيم منح جنسية "لمحظيين".

يهم مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية إيضاح الاتي:

- اولا: ليست المرة الأولى التي تنشر هذه الصحيفة الغراء اخبارا مختلقة بهدف الإساءة الى رئيس الجمهورية وتضليل الرأي العام وتعميم معلومات كاذبة، وقد تكرر ذلك مرارا، وآخرها ما نشر اليوم حول "الفضيحة" المختلقة.

- ثانيا: ان المراسيم المشار اليها ليست تجنيسا جديدا لاجانب، بل هي مراسيم لاستعادة لبنانيين جنسيتهم اللبنانية استنادا الى القانون الرقم 41 تاريخ 24/11/2015، والذي اقره مجلس النواب في اطار الإجراءات الايلة الى تمكين المغتربين من ذوي الأصول اللبنانية من استعادة جنسيتهم وفق آلية محددة في القانون، تستند الى طلبات يقدمها أصحاب العلاقة مرفقة بالمستندات الثبوتية، ويتم درسها في المديرية العامة للأحوال الشخصية والمديرية العامة للامن العام التي تجري الاستقصاءات والتحقيقات اللازمة، وترفع تقريرا يبين مدى صحة الطلبات المقدمة التي تتولى دراستها لاحقا لجنة في وزارة الداخلية أنشئت بموجب القانون المذكور، وتضم قاضيا عدليا او اداريا والمدير العام للأحوال الشخصية والمدير العام للمغتربين. وتتولى هذه اللجنة دراسة الملفات المحالة اليها من وزارة الداخلية والبلديات وتتخذ قراراتها بأكثرية أعضائها، وتصدر نتيجة ذلك قرارا معللا لجهة قبول الطلب او رفضه وترفعه الى وزير الداخلية والبلديات لاجراء المقتضى. وفي حال عدم استئناف قرار اللجنة من قبل أصحاب العلاقة يصدر المرسوم باعتبارهم لبنانيين، وقد اعطى القانون مهلة عشر سنوات من تاريخ صدوره لقبول طلبات استعادة الجنسية وفقا للالية المشار اليها أعلاه.

- ثالثا: يتضح مما تقدم ان المراسيم التسعة المشار اليها في الخبر الكاذب المنشور ليست مخالفة للقوانين وليست نتيجة "صفقة تجنيس" كما ادعى كاتب الخبر، او ممارسة لاي سلطة استنسابية، بل هي تطبيق لقانون صادر عن مجلس النواب يوجب إصدارها متى توافرت الشروط. والمراسيم التسعة هي مراسيم عادية لا تحتاج الى موافقة مجلس الوزراء وتصدر وفق الأصول التي تراعي اصدار المراسيم العادية.

- رابعا: ان من شملتهم المراسيم التسعة ليسوا من "المحظيين" كما يدعي الخبر، بل من المستحقين، لانهم من أصول لبنانية وتمت دراسة طلباتهم وفقا للقانون من اللجنة المكلفة دراسة طلبات استعادة الجنسية اللبنانية. مع الإشارة الى وجود طلبات أخرى قيد الدرس.

- خامسا: في ضوء ما تقدم يتضح ان "الفضيحة" المزعومة لا أساس لها من الصحة وليست "مخالفة جديدة" كما ادعت الصحيفة".

 

رئيس الجمهورية وجه رسالة الى مجلس النواب عبر بري عن التأخير في تشكيل الحكومة وطلب مناقشتها في الهيئة العامة وفق الاصول

الثلاثاء 18 أيار 2021

وطنية - رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "التأخير في تشكيل الحكومة بعد مور اكثر من ستة اشهر ونيف على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيلها، لم تقتصر مفاعيله السلبية على نشوء السلطة الإجرائية وانتظام عمل السلطات الدستورية وفقا لأحكام الدستور، بل أنها انسحبت على الاستقرار السياسي والأمان الصحي والاجتماعي والاقتصادي والمالي والخدماتي العام وحالت دون المعالجة الناجعة لملفات حساسة في ظل أزمات موروثة ومتناسلة أو حالة ومتفاقمة على أكثر من صعيد". واعتبر الرئيس عون في رسالة وجهها بعد ظهر اليوم الى مجلس النواب بواسطة رئيس المجلس الأستاذ نبيه بري، ان "أسباب التأخير في استيلاد السلطة الإجرائية لا يجوز أن تبقى موضع التكهن أو الالتباس أو الاجتهاد، داخلية كانت أم خارجية، كما أنها لا يجوز أن تأسر التأليف إلى أفق زمني غير محدد فتؤبد التصريف، لا سيما أن الحكومة المنتظرة إنما هي حكومة إنقاذ لبنان من أزماته الخانقة المذكورة، وأن تأليف الحكومة هو عمل دستوري وجوبي وليس من قبيل الاستنساب والترف، فضلا عن أن الأعراف الدستورية إنما ينشأ جلها في سياق استحقاقات دستورية محورية ومفصلية، بحيث يجب على رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور السهر على أن لا تنشأ أعراف دستورية خاطئة عند إنشاء السلطات الدستورية".

ورأى الرئيس عون انه "اصبح من الثابت ان الرئيس المكلف عاجز عن تأليف حكومة قادرة على الإنقاذ والتواصل المجدي مع مؤسسات المال الأجنبية والصناديق الدولية والدول المانحة، لوضع برامج المساعدات التي من شأنها إنقاذ الوطن النازف دما غاليا على جميع الصعد، ولا يزال يأسر التأليف بعد التكليف ويؤبده كما يأسر الشعب والحكم ويأخذهما معا رهينة مساقة إلى الهاوية متجاهلا كل مهلة معقولة للتأليف".

واعتبر رئيس الجمهورية ان "لا محال من التقيد بالنهج الواجب والمعهود في تأليف الحكومات وفقا لأحكام المادتين 53 (فقرة 4) و 64 (بند 2) من الدستور، وهو نهج يفترض تبيانا واضحا لا لبس فيه للكتل البرلمانية المشاركة في الحكومة أو الداعمة لها، ويرتكز على عدالة توزيع الحقائب بينها، ويحاكي التمثيل الشعبي في ظل نظامنا الديمقراطي البرلماني، كون الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة التي يمارسها عبر المؤسسات الدستورية، على ما يرد في الفقرة (د) من مقدمة الدستور، هذه المحاكاة التي تعني عمليا اعتماد معايير واحدة في التأليف من دون السماح بالإقصاء أو الاحتكار، حفاظا على عدالة التمثيل المذكورة والمنصوص عنها في المادة 95 من الدستور (الفقرة أ) وعلى الميثاقية التي تتوافر، بنتيجة الأمر، عند احترام مبادئ الدستور وأحكامه والأعراف الدستورية، وتوسل التضامن الحكومي عند التأليف".

وبعدما اكد الرئيس عون في رسالته على انه مؤتمن، بصفته رئيسا للجمهورية، "ليس فقط على احترام المبادئ أعلاه في آلية تأليف الحكومات، بل أيضا على ضرورة تأمين الثقة لها في مجلس النواب، كي لا تنتقل البلاد والعباد من حكومة تصريف أعمال إلى حكومة تصريف أعمال أخرى"، قال ان الرئيس المكلف "يصر حتى تاريخه على عدم التقدم بتشكيلة حكومية تحظى باتفاقنا وتتوافر معها الثقة المطلوبة من مجلس النواب وفق النص الدستوري، فضلا عن انقطاعه عن إجراء الاستشارات النيابية اللازمة مع مختلف الكتل النيابية (...) والأدهى أنه منقطع عن التشاور المستمر والواجب مع رئيس الجمهورية للاتفاق على تشكيلة حكومية تتوافر فيها ثقة مجلس النواب واللبنانيين والمجتمع الدولي".

وطلب الرئيس عون مناقشة رسالته في الهيئة العامة للمجلس النيابي وفق الأصول "واتخاذ الموقف أو الإجراء أو القرار المناسب بشأنها لمنفعة الشعب الذي يئن ألما وهو ينتظر حكومته الجديدة على أحر من الجمر ويعقد عليها الآمال بدءا من تحقيق أبسط حقوقه التي يفتقد، وصولا إلى الأمان الناجز والمستدام الذي يرنو إليه على الصعد كافة (...) كل ذلك بهدف تسهيل تأليف الحكومة التي طال انتظارها، الأمر المتاح فيما لو تخلى السيد رئيس الحكومة المكلف عن مقولة أنه هو من "يشكل" الحكومة على أن "يصدر" رئيس الجمهورية المرسوم، في حين أن المادة 53 الفقرة 4 من الدستور صريحة لناحية "الاتفاق" قبل إصدار مرسوم تشكيل الحكومة، وأن تسلسل الفقرات 2 و 3 و 4 و 5 من المادة المذكورة وصراحة نصوصها إنما يدلان على أن الدستور، نتيجة التعديلات التي أدخلت عليه بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني من مجلسكم الكريم، يولي رئيس الجمهورية اختصاصا صريحا في معرض استيلاد الحكومات وإنشائها بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف، فتغدو صلاحيته غير مقيدة ولا يكون مجرد موثق لتشكيلة رئيس الحكومة المكلف، وإلا انتفت المشاركة واندثر الاتفاق ولم تتحقق ميثاقية التشكيل ودستوريته".

وفي ما يلي نص الرسالة: "رسالة موجهة الى مجلس النواب بواسطة السيد رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري المحترم،

الموضوع: العوائق أمام تأليف الحكومة الجديدة عملا بأحكام المادتين 53 (فقرة 4) و64 (بند 2) من الدستور، ما من شأنه الإخلال بمبدأ الفصل بين السلطات وتعاونها وتوازنها، فضلا عن التداعيات على الاستقرار السياسي والأوضاع الصحية والاجتماعية والخدماتية والاقتصادية والمالية والنقدية المأزومة أصلا والمتفاقمة في ضوء اشتداد الأثار المدمرة للسياسات الموروثة والأحداث المستجدة، وتداعيات كل ذلك على جميع الصعد.

بعد التحية،

عملا بالمادة 53 (فقرة 10) من الدستور والمادة 145 (3) من النظام الداخلي لمجلس النواب،

ولما كان التئام مجلس النواب الكريم متاحا، وهو في العقد العادي الأول من اجتماعاته عملا بالمادة 32 من الدستور، فضلا عن أنه في دورة انعقاد استثنائية حكما لمواكبة تأليف الحكومة الجديدة حتى نيلها ثقته، عملا بأحكام المادة 69 (فقرة 3) من الدستور،

نتوجه إلى مجلسكم الكريم بواسطة رئيسه بالرسالة الآتية لاتخاذ الموقف أو الإجراء أو القرار المناسب بشأنها:

إن مبدأ الفصل بين السلطات وتعاونها وتوازنها هو من المبادئ الدستورية العامة في الأنظمة الديمقراطية البرلمانية، وهو مبدأ نصي ورد في الفقرة "هـ" من مقدمة الدستور اللبناني المستقاة حرفيا من "المبادئ العامة" المستهلة لوثيقة الوفاق الوطني، وهو معطوف على ما ورد في الفقرة "ج" من مقدمة الدستور من أن لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية.

إن السلطة الإجرائية هي من السلطات الدستورية التي ينطبق عليها المبدأ الدستوري المذكور، على غرار السلطة التشريعية والسلطة القضائية، حيث تنص المادة 17 من الدستور على أن هذه السلطة تناط بمجلس الوزراء الذي يتولاها وفقا لأحكام الدستور، ما يجعلها تنهض بولايتها الدستورية المكتملة عند تأليف الحكومة ونيلها الثقة من قبل مجلسكم الكريم، بحيث لا يستقيم إعمال هذا المبدأ بانتفائها أو الانتقاص من ولايتها الدستورية كما هي الحال بالنسبة للحكومة المستقيلة أو المعتبرة مستقيلة، والحال واحدة، والتي تصرف الأعمال بالمعنى الضيق، على ما هي وضعية الحكومة الراهنة منذ 10/8/2020، أي منذ تاريخ استقالة رئيسها.

إن الاستشارات النيابية وفق الآلية المعتمدة في المادة 53 من الدستور (فقرة 2) فد أدت بتاريخ حصولها في 22/10/2020، وبعد التشاور مع السيد رئيس مجلس النواب، إلى تسمية السيد الرئيس سعد الدين الحريري رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة الجديدة، التي لم تر النور حتى يومنا هذا، أي بعد مرور أكثر من ستة أشهر ونيف على التكليف. إن هذا التأخير لم تقتصر مفاعيله السلبية على نشوء السلطة الإجرائية وانتظام عمل السلطات الدستورية وفقا لأحكام الدستور، بل أنها انسحبت على الاستقرار السياسي والأمان الصحي والاجتماعي والاقتصادي والمالي والخدماتي العام وحالت دون المعالجة الناجعة لملفات حساسة في ظل أزمات موروثة ومتناسلة أو حالة ومتفاقمة على أكثر من صعيد، في وقت يتعرض فيه وطن الأرز، من جراء موقعه الجيوسياسي، إلى تحديات خطيرة على مشارف الحلول الكبرى والنزاعات المسلحة التي لا تزال قائمة أو التي استجدت في الإقليم، ويعاني من اختناق معيشي ومالي واقتصادي يهدد بأسوأ العواقب على مناعة الوطن وكيانه.

إن أسباب التأخير في استيلاد السلطة الإجرائية لا يجوز أن تبقى موضع التكهن أو الالتباس أو الاجتهاد، داخلية كانت أم خارجية، كما أنها لا يجوز أن تأسر التأليف إلى أفق زمني غير محدد فتؤبد التصريف، لاسيما أن الحكومة المنتظرة إنما هي حكومة إنقاذ لبنان من أزماته الخانقة المذكورة، وأن تأليف الحكومة هو عمل دستوري وجوبي وليس من قبيل الاستنساب والترف، فضلا عن أن الأعراف الدستورية إنما ينشأ جلها في سياق استحقاقات دستورية محورية ومفصلية، بحيث يجب على رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور السهر على أن لا تنشأ أعراف دستورية خاطئة عند إنشاء السلطات الدستورية.

أصبح من الثابت أن الرئيس المكلف عاجز عن تأليف حكومة قادرة على الإنقاذ والتواصل المجدي مع مؤسسات المال الأجنبية والصناديق الدولية والدول المانحة، لوضع برامج المساعدات التي من شأنها إنقاذ الوطن النازف دما غاليا على جميع الصعد، ولا يزال يأسر التأليف بعد التكليف ويؤبده كما يأسر الشعب والحكم ويأخذهما معا رهينة مساقة إلى الهاوية متجاهلا كل مهلة معقولة للتأليف، وفي زمن أحوج ما نكون فيه إلى حكومة إنقاذ من دون أي إبطاء متعمد.

لذلك،

ومن موقعي والتزاما بقسمي المنصوص عنهما في المادتين 49 و 50 من الدستور، لا يسعني إلا السهر على أن تنشأ سلطاتنا الدستورية بصورة صحيحة ومكينة، كما الإشارة إلى مكامن الخلل في انتظام عملها، وذلك حفاظا على وحدة الشعب وحقوقه وسلامة الوطن، وحؤولا دون أن يقع تأليف الحكومة الجديدة فريسة التجاذبات الداخلية السلطوية والحسابات أو الرهانات أو الشروط الآسرة أو الأطماع الخارجية، وأن لا تطغى سلطة على سلطة.

من هذا المنطلق، لا محال من التقيد بالنهج الواجب والمعهود في تأليف الحكومات وفقا لأحكام المادتين 53 (فقرة 4) و 64 (بند 2) من الدستور، وهو نهج يفترض تبيانا واضحا لا لبس فيه للكتل البرلمانية المشاركة في الحكومة أو الداعمة لها، ويرتكز على عدالة توزيع الحقائب بينها، ويحاكي التمثيل الشعبي في ظل نظامنا الديموقراطي البرلماني، كون الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة التي يمارسها عبر المؤسسات الدستورية، على ما يرد في الفقرة (د) من مقدمة الدستور، هذه المحاكاة التي تعني عمليا اعتماد معايير واحدة في التأليف من دون السماح بالإقصاء أو الاحتكار، حفاظا على عدالة التمثيل المذكورة والمنصوص عنها في المادة 95 من الدستور (الفقرة أ) وعلى الميثاقية التي تتوافر، بنتيجة الأمر، عند احترام مبادئ الدستور وأحكامه والأعراف الدستورية، وتوسل التضامن الحكومي عند التأليف، وهو موجب ملازم للعمل الحكومي ومنصوص عنه في النظام الداخلي لمجلس الوزراء ومرادف لفعالية السلطة الإجرائية وعدم تبعثر نتاجها، وسوى ذلك من المعايير المتوافقة وأحكام الدستور كالجدارة والنزاهة والاختصاص والاستحقاق والكفاءة، حفاظا على المفاهيم والآليات الدستورية المعتمدة في الدستور عند تأليف الحكومات.

السيد الرئيس،

إني مؤتمن، بصفتي رئيسا للجمهورية، ليس فقط على احترام المبادئ أعلاه في آلية تأليف الحكومات، بل أيضا على ضرورة تأمين الثقة لها في مجلسكم الكريم، كي لا تنتقل البلاد والعباد من حكومة تصريف أعمال إلى حكومة تصريف أعمال أخرى، غير مكتملة الأوصاف الدستورية وغير قادرة على ممارسة صلاحياتها بصورة كاملة ومنتظمة، في حين أن السيد الرئيس المكلف يصر حتى تاريخه على عدم التقدم بتشكيلة حكومية تحظى باتفاقنا وتتوافر معها الثقة المطلوبة من مجلس النواب وفق النص الدستوري، هذا فضلا عن انقطاعه عن إجراء الاستشارات النيابية اللازمة مع مختلف الكتل النيابية على ما هو منصوص عنه في الدستور، على أن يتم ذلك بشكل واضح وشفاف تنكشف معه لكم وللشعب اللبناني مكامن الاتفاق أو الاختلاف مع الكتل المذكورة، والأدهى أنه منقطع عن التشاور المستمر والواجب مع رئيس الجمهورية للاتفاق على تشكيلة حكومية تتوافر فيها ثقة مجلسكم واللبنانيين والمجتمع الدولي، فينهض لبنان من دوامة أزماته وتتوافر الإصلاحات والمساعدات اللازمة للإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي والمالي والتي لا خلاص للبنان من دونها.

السيد الرئيس،

نتوجه إليكم بهذه الرسالة، عملا بمسؤولية مجلس النواب الكريم عن التكليف، تمهيدا لمناقشتها في الهيئة العامة وفق الأصول واتخاذ الموقف أو الإجراء أو القرار المناسب بشأنها لمنفعة الشعب الذي يئن ألما وهو ينتظر حكومته الجديدة على أحر من الجمر ويعقد عليها الآمال بدءا من تحقيق أبسط حقوقه التي يفتقد، وصولا إلى الأمان الناجز والمستدام الذي يرنو إليه على الصعد كافة سيما في ظل الأزمات الخانقة التي أشرنا إليها والتي تعصف بوطن الأرز والتي استدعت مبادرات دولية وأجنبية ذات طابع إصلاحي وإنقاذي تتلاشى تباعا. كل ذلك بهدف تسهيل تأليف الحكومة التي طال انتظارها، الأمر المتاح فيما لو تخلى السيد رئيس الحكومة المكلف عن مقولة أنه هو من "يشكل" الحكومة على أن "يصدر" رئيس الجمهورية المرسوم، في حين أن المادة 53 الفقرة 4 من الدستور صريحة لناحية "الاتفاق" قبل إصدار مرسوم تشكيل الحكومة، وأن تسلسل الفقرات 2 و 3 و 4 و 5 من المادة المذكورة وصراحة نصوصها إنما يدلان على أن الدستور، نتيجة التعديلات التي أدخلت عليه بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني من مجلسكم الكريم، يولي رئيس الجمهورية اختصاصا صريحا في معرض استيلاد الحكومات وإنشائها بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف، فتغدو صلاحيته غير مقيدة ولا يكون مجرد موثق لتشكيلة رئيس الحكومة المكلف، وإلا انتفت المشاركة واندثر الاتفاق ولم تتحقق ميثاقية التشكيل ودستوريته.

وتفضلوا بقبول الاحترام.

العماد ميشال عون

رئيس الجمهورية اللبنانية".

 

عون يردّ على كلام وهبة: ما قاله لا يعكس موقف الدولة

وطنية/18 أيار/2021

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الاتي: اثار بعض ما جاء في حديث وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه الى محطة " الحرة" مساء امس، ردود فعل هدفت الى الإساءة الى العلاقات الأخوية القائمة بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وبدا ذلك واضحا  من خلال ما صدر من مواقف سياسية إضافة الى الحملة الإعلامية المبرمجة التي رافقتها على رغم التوضيح الذي صدر عن الوزير المعني بانه لم يسم دول الخليج في معرض كلامه.

ان رئاسة الجمهورية اذ تؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الشقيقة وعلى حرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، تعتبر ان ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين ليل امس يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يعكس في أي حال من الأحوال موقف الدولة اللبنانية ورئيسها العماد ميشال عون الحريص على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة والصديقة عموما، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصا.

 

الرئاسة توضح: هذه ليست فضيحة!

وطنية/18 أيار/2021

ردّ مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية  على خبر نشرته صحيفة “الشرق” في عددها الصادر اليوم، ادعت فيه ان “فضيحة” تتناول توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون 9 مراسيم منح جنسية “لمحظيين”.

وأوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية الآتي:

اولا: ليست المرة الأولى التي تنشر هذه الصحيفة الغراء اخبارا مختلقة بهدف الإساءة الى رئيس الجمهورية وتضليل الرأي العام وتعميم معلومات كاذبة، وقد تكرر ذلك مرارا واخرها ما نشر اليوم حول ” الفضيحة ” المختلقة.

ثانيا: ان المراسيم المشار اليها ليست تجنيسا جديدا لاجانب، بل هي مراسيم لاستعادة لبنانيين جنسيتهم اللبنانية استنادا الى القانون الرقم 41 تاريخ 24/11/2015 والذي اقره مجلس النواب في اطار الإجراءات الايلة الى تمكين المغتربين من ذوي الأصول اللبنانية من استعادة جنسيتهم وفق آلية محددة في القانون تستند الى طلبات يقدمها أصحاب العلاقة مرفقة بالمستندات الثبوتية ويتم درسها في المديرية العامة للأحوال الشخصية والمديرية العامة للامن العام التي تجري الاستقصاءات والتحقيقات اللازمة وترفع تقريرا يبين مدى صحة الطلبات المقدمة التي تتولى دراستها لاحقا لجنة في وزارة الداخلية أنشئت بموجب القانون المذكور وتضم قاضيا عدليا او اداريا والمدير العام للأحوال الشخصية والمدير العام للمغتربين. وتتولى هذه اللجنة دراسة الملفات المحالة اليها من وزارة الداخلية والبلديات وتتخذ قراراتها بأكثرية أعضائها وتصدر نتيجة ذلك قرارا معللا لجهة قبول الطلب او رفضه وترفعه الى وزير الداخلية والبلديات لاجراء المقتضى. وفي حال عدم استئناف قرار اللجنة من قبل أصحاب العلاقة يصدر المرسوم باعتبارهم لبنانيين، وقد اعطى القانون مهلة عشر سنوات من تاريخ صدوره لقبول طلبات استعادة الجنسية وفقا للالية المشار اليها أعلاه.

ثالثا: يتضح مما تقدم ان المراسيم التسعة المشار اليها في الخبر الكاذب المنشور ليست مخالفة للقوانين وليست نتيجة “صفقة تجنيس” كما ادعى كاتب الخبر، او ممارسة لاي سلطة استنسابية بل هي تطبيق لقانون صادر عن مجلس النواب يوجب إصدارها متى توافرت الشروط. والمراسيم التسعة هي مراسيم عادية لا تحتاج الى موافقة مجلس الوزراء، وتصدر وفق الأصول التي تراعي اصدار المراسيم العادية.

رابعا: ان من شملتهم المراسيم التسعة ليسوا من “المحظيين” كما يدعي الخبر، بل من المستحقين لانهم من أصول لبنانية وتمت دراسة طلباتهم وفقا للقانون من اللجنة المكلفة دراسة طلبات استعادة الجنسية اللبنانية. مع الإشارة الى وجود طلبات أخرى قيد الدرس.

خامسا: في ضوء مـا تقدم يتضح ان “الفضيحة” المزعومة لا أساس لهـا من الصحة وليست “مخالفة جديدة” كما ادعت الصحيفة.

 

رسالة من بوتين إلى عون: شكّلوا حكومة لنساعدكم!

وطنية/18 أيار/2021

التقى السفير الروسي ألكسندر روداكوف رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا حيث نقل إليه رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حملت تأكيدا لوقوف موسكو إلى جانب لبنان على الأصعدة كافة. وأكد روداكوف لعون الموقف الروسي بخصوص الوضع اللبناني، وقال: "نحن ندعو إلى تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن وبعدها نحن جاهزون للتعامل مع لبنان في مختلف المجالات".وفي ما يتعلق بلقاحات كورونا، لفت السفير الروسي إلى انه سيتم إعلام لبنان حينما يتم الانتهاء من تجهيز لقاحات سبوتنيك V المخصصة له.

 

المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء: دياب اتصل بوهبه وأكد حرصه على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج

الثلاثاء 18 أيار 2021

وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء البيان التالي: "أجرى الرئيس الدكتور حسان دياب اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السفير شربل وهبه لاستيضاحه حيثيات المواقف التي أدلى بها، وأكد الرئيس دياب حرصه على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومع جميع الدول الشقيقة والصديقة، وعدم الإساءة إليها، خصوصا أن هذه الدول لطالما وقفت إلى جانب لبنان، مؤكدا ثقته بأنها لن تتخلى عنه اليوم. ودعا الرئيس دياب إلى تجاوز ما حصل والعودة إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء".

 

الراعي عرض الاوضاع مع سيريني والتقى سليمان فرنجية

فرنجية: نعيش على النكايات والكيدية بدل التسويات والامر يتطلب تنازلات

الثلاثاء 18 أيار 2021

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نائبة وزير الخارجية والتعاون الدولي في ايطاليا مارينا سيريني على رأس وفد، وجرى عرض العلاقات بين البلدين والتطورات على الساحة الداخلية.

فرنجية

ثم استقبل البطريرك الراعي رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية والنائب فريد هيكل الخازن، وعرض معهما الاوضاع العامة. بعد اللقاء، قال فرنجية: "نزور بكركي المرجعية الروحية الاولى لنا والوحيدة اكيد، ونتبارك من سيدنا ونتكلم في الامور التي تهم الجميع ويعيشها سيد بكركي ايضا في هذه المرحلة". واضاف: "استمعنا الى رأي البطريرك في الموضوع السياسي، والهاجس الذي يعيشه كل لبناني". وقال: "نحن الى جانب البطريرك، واذا كان هناك من وجهات نظر مختلفة نتناقش ونتفاهم وسيدنا منفتح ونكن له محبة ابوية منذ توليه السدة البطريركية ونحن نخاف على لبنان كما يخاف سيدنا لان الوضع غير مطمئن، ولا نحمل المسؤولين لجهة، انما كل رجل دولة لديه مسؤولية وطنية عليه التنازل للوصول الى تسوية". وتابع: "اليوم ليست مرحلة نكايات انما الجلوس معا لحل مشكلة بلدنا"، معربا عن اسفه "لعدم تمكن المسؤولين من اللقاء مع بعضهم البعض والتفاهم، وهذا الامر بات يشكل انجازا اذا حصل في وقت يجب ان يكون امرا طبيعيا". واعتبر فرنجية "انه من اساس المشاكل في لبنان اننا نعيش على النكايات والكيدية بدل عصر التسويات، فنحن بحاجة الى رجال دولة امثال اجدادنا واهلنا"، مشيرا الى ان "الامور مع الوقت ستصبح افضل ". وقال: "أعول على سيد بكركي وعلى الرئيس نبيه بري وكل القيادات، ولكن من يلعب الدور الوسطي والجيد هو الرئيس بري. وسيدنا البطريرك ونحن ليس لدينا دور اليوم لانهم يعتبروننا طرفا قد نعرقل اكثر مما نحلحل الامور". وتابع: "الامر يتطلب تنازلات وعندها يمكن الوصول الى حلول فلبنان اكبر من الجميع. ونعيش ازمة اقتصادية كبيرة وهجرة من قبل شبابنا الذين سقطت في نفوسهم المواطنية وهذا اخطر شيء على لبنان". وردا على سؤال، اجاب: "لا نستطيع ان اقول لا حكومة اليوم ولكن اذا استمرينا في هذا النهج من الصعب تشكيل حكومة". وعما اذا كان يعتقد ان الحكومة صناعة لبنانية فقط، اجاب :" من يدير البلد اليوم يتكلم الاستقلالية والقرار الحر، اذا عليه تنفيذ ما ينادي به".وكان البطريرك عرض الاوضاع العامة مع رئيس جمعية التنمية احمد هاشمية، و"حركة شباب لبنان"، والسيد الياس لاوون.

 

لبنان القوي أعلن وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني: نرفض أي كلام مسيء تحاول بعض الأحزاب استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية

الثلاثاء 18 أيار 2021

وطنية - أعلن تكتل "لبنان القوي" في بيان إثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، في المبنى المركزي "للتيار الوطني الحر" في سن الفيل، الى "جانب الشعب الفلسطيني في معركة الدفاع عن وجوده في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية"، معتبرا أن "من حق الفلسطينيين أن يقيموا دولتهم على أرضهم، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية، وأن ينعموا بالأمن والإستقرار كشرط لحصول السلام بينهم وبين إسرائيل". وأكد أنه "بقدر ما يؤيد حق الفلسطينيين في المقاومة داخل أرضهم، يرفض رفضا قاطعا استعمال الأراضي اللبنانية كمنطلق لعمليات عسكرية ضد إسرائيل اذا لم يكن هذا الأمر دفاعا عن لبنان ومصلحته العليا. كل ذلك منعا من إعطاء العدو ذريعة لضرب لبنان، وتحويل أنظار العالم المتعاطف مع فلسطين، وإظهار إسرائيل بمنظر الضحية. وهذا ما لا يريده أي محب للبنان وفلسطين". وإذ أعلن التكتل تمسكه بـ"علاقات الأخوة والصداقة والإحترام بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي شعوبا وقيادات"، رفض "أي كلام مسيء تحاول بعض الأحزاب اللبنانية استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية بغية افتعال أزمة بين لبنان ودول الخليج تخرج تلك الأحزاب من أزماتها"، مبديا ثقته بأن "ذلك لن يحصل بفعل وعي المسؤولين في لبنان ودول الخليج العربي على أهمية تمتين التعاون في سبيل مستقبل واعد". ودعا الى "التعاطي بمسؤولية مع الكتاب الذي وجهه فخامة رئيس الجمهورية الى المجلس النيابي، حرصا على إيجاد مخرج لأزمة النظام التي نعيشها، ومن ضمنها أزمة تأليف الحكومة. إن هذا الكتاب أوجبه عجز دولة الرئيس المكلف عن العمل الجدي والرصين لتأليف حكومة بحسب الأصول ووفقا لأحكام الدستور بما يؤدي الى اتفاقه مع رئيس الجمهورية على صيغة حكومية تراعي التخصصية والجدارة والتوزيع العادل للحقائب والقدرة على الخروج من الأزمة، وتضمن الثقة لها في المجلس النيابي. إن هذا الكتاب هو فرصة إما لحسم قرار التأليف، وإما لاعطاء مهلة مقبولة لرئيس الحكومة بالتشكيل وفقا لاقتراح تعديل الدستور الذي سبق للتكتل أن رفعه الى مجلس النواب قبل أشهر". كما دعا الى "وقف الإستهتار بمصير اللبنانيين الذين ينتظرون منذ أكثر من سبعة أشهر قيام حكومة توقف الإنهيار وتحقق الإصلاحات وتؤمن التوازن وتستعيد الثقة بلبنان. إذ من غير المقبول أن يتحول احتجاز التكليف الى احتجاز لمستقبل اللبنانيين. أما الإستمرار في الكيدية والتهرب من مواجهة المسؤولية فستكون عواقبه مؤذية للناس الذين من حقهم أن ينتفضوا على الواقع القائم في وجه من يعطل تشكيل الحكومة ويمنع الحلول".وطالب التكتل "الحكومة بتحمل مسؤولياتها والكف عن التأخير في إقرار خطة متدرجة لترشيد الدعم بغية وقف الهدر الحاصل الذي يستفيد منه المهربون وغير اللبنانيين"، لافتا إلى أن "هذه الخطة يجب أن تقترن بتقديم الدعم اللازم الى المحتاجين من خلال بطاقة تمويلية تؤمن الحاجة المعيشية الدنيا بالدولار الأميركي، بما يسهم في لجم التضخم وتأمين إستقرار الأسواق واعادة العجلة الى الحياة الاقتصادية". ورأى انه "يقع على عاتق المجلس النيابي إقرار قانون يؤمن المال اللازم للبطاقة التمويلية". وأبدى التكتل "كل الاستعداد للقيام بما يلزم لتحقيق ذلك"، لافتا الى أن "هذه الخطة المتكاملة تتوزع المسؤولية عنها بين رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، وأن التقاعس عن إقرارها سيتيح للمصرف المركزي ممارسة الاستنسابية في رفع الدعم او الابقاء عليه في حالات معينة، ما سيؤدي الى تفاقم أزمات الكهرباء والمحروقات والدواء وتفلت أسعار السلع والخدمات في غياب الضوابط والبرنامج الواضح، وهذا أمر لا يجوز وسيتصدى له التكتل".

 

جهاز الخارجية في الكتائب: سياسة عزل لبنان مستمرة وندعو إلى التوقف فورا عن التعرض للدول الصديقة

الثلاثاء 18 أيار 2021

وطنية - أشار جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب اللبنانية في بيان إلى أن "وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه أطل بالأمس بتصريح لا يليق ببلد كلبنان ولا يمثل إلا رأي صاحبه"، مستغربا "أن يلجأ مسؤول في الدولة اللبنانية إلى تزوير الحقائق والوقائع معتبرا أن حزب الله هو من وقف في وجه الارهابيين، في حين أن الجيش اللبناني هو أول من تصدى للتيارات الإسلامية المتطرفة من جرود الضنية إلى نهر البارد، وصولا إلى جرود عرسال، في الوقت الذي كان غيره يضع خطوطا حمراء في مكان ويرسل باصات مكيفة في مكان آخر". واعتبر أن "إمعان بعض الأفرقاء في تهديد مصالح مئات آلاف اللبنانيين العاملين في دول الخليج بعدما أجبرتهم هذه المنظومة على البحث عن لقمة عيشهم خارج بلدهم، والقضاء على ما تبقى من علاقات مميزة بين لبنان وأصدقائه العرب والغربيين ينذر بالأسوأ. فسياسة عزل لبنان عن محيطه ما زالت مستمرة من قبل حزب الله وحلفائه خدمة لرزنامته الإقليمية الخاصة". ورأى أن "البيان التبريري غير المقنع الصادر عن رئاسة الجمهورية لا يمكن وضعه إلا في خانة التنصل من المسؤولية التي لا يتحملها شخص بمفرده تحت طائلة محاسبته، بل تتحملها المجموعة الحاكمة مجتمعة، وعلى رأسها رئيس البلاد الذي ينيط به الدستور مسؤولية علاقات لبنان الخارجية، ناهيك عن ان وزير الخارجية من فريقه السياسي". وأكد "ضرورة إبعاد لبنان وشعبه عن حسابات الميليشيا والمافيا السياسية والتوقف فورا عن التعرض للدول الصديقة وإقحامه في الصراعات التي لا طاقة له على تحملها".

 

تفاصيل الإيمانيات

النظرة المسيحية التقليدية لمريم العذراء

الأب سيمون عساف/18 أيار/2021

مريم العذراء أو القديسة مريم العذراء (بالعبرية: מרים הבתולה مِريَم هَبِتوله وبالسريانية: ܣܘܪܝܝܐ مِريَم بثولتا وباليونانية Παρθένος Μαρία برثينوس ماريا) شخصية مميزة ورد ذكرها في : العتيق والجديد والقرآن. هي أم يسوع الناصري، الذي ولدته، حسب المعتقدات المسيحية والإسلامية، ولادة عذرية دون تدخل رجل.

وفق المعتقدات المسيحية فإن مريم كانت مخطوبة ليوسف النجار، عندما بشرها الملاك جبرائيل بحملها بيسوع وظلت بقربه حتى الصلب. الكتب الأبوكريفية المختلفة وكتابات آباء الكنيسة تتكلم عن حياتها المبكرة وحتى بداية الدعوة العلنية ليسوع، وقد قبلت هذه الكتابات بنسب متفاوتة كعقائد لدى الطوائف المسيحية، وقد صيغ عدد آخر من العقائد في المسيحية تعرف باسم العقائد المريمية تتحدث عن العذراء ودورها، التي أغدقت عليها الكنيسة أيضًا عددًا كبيرًا من الألقاب، فهي الملكة والمباركة والشفيعة المؤتمنة وغيرها من الألقاب التي تندرج في إطار تكريمها، الذي تعتقد الكنائس التي تفرد لمريم مكانة خاصة أنه جزء من العقيدة المسيحية، وفي سبيل ذلك أيضًا أقامت عددًا كبيرًا من الأعياد والتذكارات في السنة الطقسية خاصة بها، وشُيدت أعداد كبيرة من الكنائس والمزارات على اسمها، إلى جانب طرق مختلفة أخرى من التكريم، ويسمى علم دراسة مريم ودورها في الكتاب المقدس والمسيحية الماريولوجيا.

ولمريم العذراء أيضًا مكانة خاصة في الإسلام وعند المسلمين، فهي خير نساء العالمين، وترتبط بها السورة الثالثة في القرآن: سورة آل عمران، وهي عائلتها وفق المعتقدات الإسلامية؛ والسورة التاسعة عشر في القرآن والتي تدعى باسمها: سورة مريم، وهي السورة الوحيدة في القرآن المسماة باسم امرأة.

ويعني اسم مريم القادم من اللغة العبرية المرارة، وهو من الأسماء الواسعة الانتشار في المجتمع اليهودي القديم، وكان أول من دعي به في العهد القديم النبية مريم وهي شقيقة النبي موسى.

(انظر سفر العدد 59/26.)

 ميلاد مريم العذراء

لا تروي الأناجيل أو أية كتابات مسيحية رسمية عن طفولة مريم العذراء أو حياتها قبل البشارة، لكن هناك عدد من الكتب الأبوكريفية التي لم تعتمد في الكنيسة ككتب رسمية لعدم صحة نسبتها إلى التلاميذ الاثني عشر أو شخصيات مقربة منهم، أو لكتابتها في تاريخ متأخر عن سائر المؤلفات التي تدعى بالقانونية أو حتى بسبب أسلوب كتابتها الشعبي، تتناول حياة مريم المبكرة بشكل مفصل، هناك إنجيل خاص يعرف باسم إنجيل مريم، وآخر يدعى إنجيل يعقوب وطفولة المخلص إلى جانب إنجيل رحلة العائلة المقدسة، وإنجيل حياة مريم وموت يوسف، وهي الأناجيل الأكثر ذكرًا للعذراء وحياتها المبكرة.

تقدمة العذراء للهيكل وفقًا لرواية إنجيل يعقوب.

ورغم عدم الاعتراف بها كأناجيل قانونية غير أن هذه الأناجيل كانت ذات انتشار بين الجمهور المسيحيي في القرن الثاني والقرن الثالث وأثرت بشكل أو بآخر على العقائد المسيحية، فرغم عدم ذكر الأناجيل الرسمية عن طفولة العذراء شيئا يحوي تقويم الأعياد والمناسبات الدينية يوم 21 تشرين الثاني سنويًا عيدًا خاصًا بتقدمة العذراء للهيكل،

ويذكر هذا الحدث في إنجيل بشارة يعقوب ويحدد عمر العذراء آنذاك بثلاث سنوات.

وقد تم اعتماد الحدث رسميًا نظرًا لاعتماده من قبل آباء الكنيسة في كتاباتهم ومؤلفاتهم واتفاقهم عليه.

بحسب الرواية الواردة في الكتب الأبوكريفية وتم اعتمادها في المسيحية الرسمية أيضًا فإن والدي العذراء كانا عجوزين لا أولاد لهما في حين كانت أمها عاقرًا لا تستطيع الإنجاب، الأمر الذي كان يعتبر عارًا في المجتمع اليهودي القديم ويجلب تعييرات المجتمع، لكن الرب أجرى معجزة لوالدتها فحبلت وأنجبت مريم بعد أن نذرت نذرًا بأن تهبها لله. وهذا ما حصل فعلًا، فعندما ولدت مريم قدمتها والدتها للخدمة في هيكل سليمان ولها من العمر ثلاث سنوات.

إن إنجيل لوقا يذكر: عذراءً من الناصرة لوقا 26/1 الواقعة في الجليل دون أن يشير إلى القدس أو هيكل سليمان، ما دفع البعض لاعتبار الحادث رمزًا أو تقليدا واكتفوا بأن تغدق صفات الحمد والثناء على مريم خلال تلك الفترة من عمرها:  كانت مريم فتاة من فتيات الناصرة، تقوم بالأعمال المنوطة بهنّ، وتتردد إلى المجمع وتسمع التعليم الديني، وتصلي. إن الله قد اختار مريم وزينها بأجمل المحاسن، مؤهلًا إياها لتلد إبنه في الجسد وتحضنه وترعاه وتخدمه كما يليق بالقدوس. فالراجح إذن حسب النظرية الرسمية في المسيحية أن العذراء وإن قدمها ذووها إلى الهيكل حسب رواية الكتب الأبوكريفية والتقليد الكنسي، إلا أنها قد عادت إلى منزل ذويها في الناصرة حيث قضت هناك عدة سنوات قبل خطبتها ليوسف النجار، خصوصًا أن النساء لم يكن المسموح لهنّ بالخدمة أو الإقامة في الهيكل لدى تجاوزهنّ سن الإثني عشر عامًا وهو عمر البلوغ وفق الشريعة اليهودية.

في حين يذكر إنجيل بشارة يعقوب المنحول أن يوسف من كفل العذراء إثر قرعة قام بها زكريا بعد تجاوز مريم الثانية عشر من عمرها.

على الرغم من أن إنجيل يعقوب يذكر أن يهوياقيم كان غنيًا بيد أن عددًا من الباحثين يشيرون خلاف ذلك، أو أن عائلة خطيبها يوسف النجار أقله لم تكن كذلك، فعند تقدمة يسوع وفق الشريعة اليهودية قام يوسف ومريم بتقديم ذبيحة الفقراء. لوقا 24/1 يلفت اللاهوتيون النظر إلى كون: نشيد الفرح الذي شدت به لأليصابات يبيّن مدى معرفتها بالله وبالتقليد اليهودي وبكون أفكارها مملوءة بكلمات من العهد القديم.

ما يتفق مع الكتب الأبوكريفية والتقليد الكنسي بكونها تلقت تعاليمًا ودورسًا دينية.

استنادًا إلى إنجيل بشارة يعقوب ذاته وعدد من كتابات آباء الكنيسة فإن يوسف النجار كان له من العمر تسعون عامًا عندما كفل مريم،

ما يجعل ميلادها إذا ما حدد موعد ميلاد يسوع بين عامي 4  إلى 6 قبل الميلاد حوالي عام 18 قبل الميلاد، وتعتبر هذه النظرية رسمية في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأرثوذكسية المشرقية غير أنها تنتقد بشدة من قبل أغلب الباحثين وكذلك من قبل الكنيسة الكاثوليكية. فمن المعروف أن يوسف النجار كان حيًا عندما كان عمر يسوع اثني عشر عامًا،لوقا 48/2 ثم لا يذكر في حياة يسوع العلنية مطلقًا؛ ومن المستبعد كما يرى الباحثون، أن يقوم رجل تجاوز المئة بالسفر إلى مصر أو أورشليم، ورعاية عائلة من جديد، خصوصًا أن الرواية الأولى تضيف أن ليوسف زواجًا سابقًا دام تسعًا وأربعين عامًا أنجب فيه ستة أولاد، فالمعتمد في الكنيسة الكاثوليكية وكذلك الكنيستين اللوثرية والإنجليكانية إضافة لأغلب الباحثين عدم الأخذ بنظرية الأعمار الواردة في الكتب الأبوكريفية وإن قام عدد منهم بالأخذ بها كما فعل نيكوس كازانتزاكيس؛ علمًا بأنه وفق المعتقدات الكاثوليكية فإن العذراء عندما ظهرت في بلدة فاطمة البرتغالية عام 1917 وصفت من قبل الرؤاة بأن عمرها بين السادسة عشر والتاسعة عشر؛ وتحدد الكنيسة الكاثوليكية عمر يوسف النجار بنحو الثلاثين عند زواجه ووفاته بنحو الستين. بحسب التقليد المسيحي أيضًا، أي مجموع كتابات آباء الكنيسة الأوائل، فإن والدي العذراء هما حنة ويهوياقيم، ويحتفل بتذكارهما في 9  أيلول من كل عام، أي بعد يوم واحد من ذكرى ميلاد مريم العذراء في 8  أيلول من كل عام حسب التقليد الكنسي أيضًا.هناك أيضًا جدل بين الباحثين حول نسب مريم العذراء وإلى أي سبط من أسباط بني إسرائيل تنتمي، فحسب بعض آباء الكنيسة كالقديس أمبروسيوس وبعض المفسرين البروتستانت للعهد الجديد أمثال ديفيد فيرمان وجيمس جالفن، تُنسب العذراء إلى سبط يهوذا الملكي، وبالتالي فإن يسوع ينتسب إلى سبط يهوذا من ناحيتي أبيه وأمه كليهما، يرى هؤلاء أن سلسلة نسب يسوع الواردة في إنجيل لوقا 3/ 23-38 هي نسبه من ناحية أمه مريم ويعتقدون أن هالي المذكور بعد يوسف هو حمي يوسف وليس والده، البعض الآخر من الباحثين يرون أنها من سبط لاوي وذلك استنادًا إلى كون أليصابات قريبتها متزوجة من هذا السبط ولا يحق لليهود الزواج من غير سبطهم حسب تشريع سفر العدد، وتعتبر هذه النظرية الرسمية لدى الإسلام وكذلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غير أن العهد القديم يحفل أيضًا بذكر زوجات شخصياته من غير أسباطهم، بل من غير بني إسرائيل رغم أن الشريعة اليهودية تحرّم ذلك، فلدى العودة من سبي بابل الكثير من الشرائع اليهودية سقطت. هناك أيضًا رأي ثالث يغلب عليه الطابع التاريخي، فالناصرة - حيث ترعرعت العذراء - واقعة ضمن حدود سبط منسّى، لذلك فقد تكون العذراء من هذا السبط، وهناك عدد آخر من الباحثين كالأب الباحث سليم يمّين ووديع بشور يرون أن يسوع وأمه وعائلته ليسوا بيهود أصلًا وإنما سريان آراميون متهودون.

البشارة

بين الأناجيل الأربعة القانونية ينفرد إنجيل متى وإنجيل لوقا بذكر ميلاد يسوع وبينما يذكر إنجيل متى باقتضاب: وكانت أمه مريم مخطوبة ليوسف وقبل أن يجتمعا معًا وجدت حبلى من الروح القدس. متى 18/1 ينفرد إنجيل لوقا بذكر حادثة البشارة والتوسع بالأحداث السابقة للميلاد، ما دفع بعض آباء الكنيسة للقول بأن لوقا قد اجتمع مع مريم في مدينة أفسس ونقل منها الفصول المتعلقة بالميلاد.

بحسب إنجيل لوقا فإنه عندما كانت أليصابات في الشهر السادس من حملها بيوحنا المعمدان،

ظهر ملاك الرب جبرائيل: إلى عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود، واسم العذراء مريم، فدخل الملاك وقال لها: سلام لك يا مريم، أيتها المنعم عليها، الرب معك، مباركة أنت بين النساء لوقا 27/1

إذاك تذكر رواية البشارة حسب إنجيل لوقا أن مريم قد اضطربت لكلام الملاك وتساءلت عن معنى هذه التحية،لوقا 29/1 فأجابها الملاك: لا تخافي يا مريم، فقد نلت حظوة من عند الله، فستحبلين وتلدين ابنًا تسمية يسوع؛ سيكون عظيمًا وابن العلي يدعى ويوليه الرب الإله عرش داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولن يكون لملكه نهاية لوقا 30/1 فاستفسرت مريم من الملاك: كيف يحدث هذا وأنا لست أعرف رجلًا؟. فأجابها الملاك: الروح القدس يحلّ عليك وقدرة العلي تظللك لذلك يكون المولد منك قدوسًا وابن الله العلي يدعىلوقا 35/1 بيّن الملاك لمريم أيضًا أن قريبتها  (بحسب التقليد الكنسي ابنة خالتها) أليصابات حامل: ها إن نسيبتك أليصابات قد حبلت هي أيضًا بابنٍ في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي كانت تدعى عاقرًا لوقا 36/1 إذاك قالت مريم: ها أنا أمة الرب فليكن لي حسب قولك لوقا 39/1 حينها انصرف الملاك من عندها، وبحسب المعتقدات المسيحية قد حملت مريم مباشرة بعد ذلك، ويحتفل المسيحيون حول العالم بعيد البشارة في 25 آذار كل عام أي قبل تسعة أشهر تمامًا من 25 كانون الأول موعد الاحتفال بميلاد يسوع المسيح،

ويخصص الأحد الثاني من زمن الميلاد لاستذكار الحادث أيضًا، كما أن كنيسة البشارة في الناصرة لا تزال حتى اليوم المكان التقليدي وفق المعتقدات المسيحية لمكان حدوث البشارة. وجد بعض المفسرين للعهد الجديد بقول الملاك قوة العلي تظللك إشارة إلى سفر الخروج حيث ظلل الغمام الشعب الذي قاده موسى من مصر، في حين يوضح بعض المفسرين الآخرين: إن العذراء ربما واجهت الكثير من الهزء والافتراء بسبب حملها، كما أن خطيبها يوسف أراد أن يفك خطوبته سرًا لما علم بالأمر. لكن كما يعلن إنجيل متى فقد ظهر له ملاك الرب في الحلم وقال له: يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأت بمريم عروسك إلى بيتك لأن الذي حبلى فيه إنما هو من الروح القدس متى 20/1 فيعتقد المسيحيون إذاك: غيَّر يوسف خطته بعد أن اكتشف أن مريم كانت أمينة ومخلصة له فأطاع الله وتمم إجراءات الزواج كما كان ينوي، وقبل انفضاح أمر الحمل. إذ يقول القديس إمبروسيوس أحد آباء الكنيسة: لكي لا يُظن أنها زانية. ولقد وصفت بصفتين في آن واحد، أنها زوجة وعذراء. فهي عذراء لأنها لم تعرف رجلًا، وزوجة حتى تُحفظ ممَّا قد يشوب سمعتها، فانتفاخ بطنها يشير إلى فقدان البتوليّة في نظر الناس. هذا وقد اِختار الرب أن يشك البعض في نسبه الحقيقي عن أن يشكُّوا في طهارة والدته... لم يجد داعيًا للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته. أما مريم إثر زواجها فقد انتقلت إلى أليصابات في جبال يهوذا حسب إنجيل لوقا، لوقا 39/1 ويحددها التقليد المسيحي بأنها عين كارم إلى الجنوب الغربي من القدس، وقد مكثت هناك إلى ما بعد ولادة يوحنا المعمدان، أي حوالي ثلاث أشهر.اعتقد المسيحيون السريان بشكل خاص، أنه حالما حبلت مريم فقد تصور يسوع في أحشائها كاملًا بعد أن أخذ طبيعته البشرية منها، ولم ينمِ كما ينمو الجنين العادي، يلتقي هذا الاعتقاد السرياني مع بعض الفقهاء المسلمين في تفسير القرآن، ومع إنجيل مريم وطفولة المخلص المنحول، غير أن الكنيسة لم تثبته ولم تنفه، ولا يزال يردد حتى اليوم طوال تسعة أيام قبل عيد الميلاد في جميع الكنائس التي تتبع الطقس السرياني نشيد يشير إلى هذا الاعتقاد.

زيارة أليصابات

أليصابات

من نشيد مريم

تعظم نفسي الرب،

وتبتهج روحي بالله مخلصي،

لأنه نظر إلى تواضع أمته،

فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال،

لأن القدير قد صنع بي العظائم،

واسمه قدوس،

ورحمته إلى أجيالٍ وأجيالٍ للذين يتقونه.

—إنجيل لوقا 1/ 46-50

تستقبل مريم في بيتها. تعتبر زيارة العذراء إلى أليصابات من المحطات الهامة في أحداث الميلاد، وقد خصصت لها الكنيسة أسبوعًا خاصًا من أسابيع زمن الميلاد السبعة،

وكذلك تقيم تذكارًا لذلك في 2  حزيران من كل عام. ينفرد إنجيل لوقا بذكر الحادثة، ويبدأ بذكر: في تلك الأيام لوقا 39/1 دون مزيد من الإيضاح ما دفع بعضًا من آباء الكنيسة للقول بأن الحدث قد تم عقب الزواج الاسمي من يوسف النجار والبعض الآخر أنه قد تم عقب البشارة ولحقه الزواج بيوسف، غير أن الرأي الأكثر شيوعًا أن الزيارة قد تمت بعد الزواج من يوسف، يتابع إنجيل لوقا: قامت مريم وذهبت إلى الجبال قاصدة مدينة من مدن يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلّمت على أليصابات، ولما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها لوقا 40/1 اكتسبت الآيات السابقة أهمية خاصة في المسيحية وفي كتابات آباء الكنيسة فهي تشير إلى إكرام خاص للعذراء وتشير أيضًا اللقاء الأول بين يسوع ويوحنا المعمدان وكلاهما في الحشا. ثمّ امتلأت أليصابات من الروح القدس وهتفت بصوت عالٍ قائلة: مباركة أنت بين النساء، ومباركة ثمرة بطنك لوقا 42/1 وقد أخذت الكنيسة عبارة أليصابات هذه مع عبارة الملاك جبرائيل لدى البشارة لتكوين الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية وهي السلام الملائكي، وتابعت أليصابات: فمن أين لي هذا أن تأتي إليّ أم ربي؟ فإنه ما إن وقع صوت سلامك في أذني حتى قفز الجنين ابتهاجًا في بطني لوقا 43/1 غير أن المعترضين من الطوائف البروتستانتية رأوا في الأصل اليوناني للكلمة بعدم استخدام أليصابات مصطلح يهوه وإنما مصطلح الرب إشارة لعدم شرعية اللقب، بجميع الأحوال فإن مختلف المواقف والتفاسير تتفق أن الآيات تحوي إكرامًا خاصًا لمريم العذراء: فطوبى للتي آمنت أنه سيتم ما قبل لها من الرب لوقا 45/1 ينتقل لوقا حينه لذكر نشيد مريم الذي أنشدته خلال زيارتها لأليصابات وهو يتشابه مع المواضيع العامة للعهد القديم: صورت مريم في نشيدها الله نصيرًا للفقراء والأذلاء والمحتقرين. وذكرت بوعده بالخلاص، لوقا 55/1 وبختام النشيد، يختم إنجيل لوقا زيارة العذراء: وأقامت مريم عند أليصابات نحو ثلاث أشهر ثم رجعت إلى بيتها لوقا 55/1 والراجح أن مريم مكثت في بيت زكريا إلى أن وضعت أليصابات ولدها، لكن لوقا أراد أن يختم موضوع سفر مريم قبل أن ينتقل إلى موضوع آخر أي مولد يوحنا المعمدان وتسميته وختانه، أما في خصوص وقت الزيارة الطويل فهذا يعود: لصعوبة الانتقالات والمواصلات فضلًا عن ندرتها حينها، كانت الزيارات لفترات طويلة أمرًا عاديًا، ولا بدّ أن مريم كانت عونًا كبيرًا لأليصابات التي كانت تحتمل عناء حملها الأول وهي في سن متقدمة.

ميلاد يسوع

 ميلاد يسوع

يقدم إنجيل لوقا الإطار العام لميلاد يسوع فقد أصدر أغسطس قيصر مرسومًا بإحصاء سكان الإمبراطورية الرومانية، لوقا 1/2 ولهذه المناسبة: ذهب الجميع ليتسجلوا كل واحدٍ إلى بلدته، وصعد يوسف أيضًا من مدينة الناصرة بمنطقة الجليل إلى مدينة داود المدعوة بيت لحم بمنطقة اليهودية، لأنه كان من بيت داود وعشيرته، ليتسجل هناك مع مريم المخطوبة له وهي حبلى. لوقا 3/2 لقد استخدم إنجيل لوقا مصطلح خطيبته رغم أنها كانت زوجته آنذاك أمام المجتمع متى 24/1 وفي هذا إشارة إلى الاعتقاد المسيحي ببتولية مريم العذراء،

وبينما كانا هناك تمت أيامها لتلد لوقا 5/2 فيذكر إنجيل لوقا كيف ولدت يسوع ولفته بقماط وأنامته في مذود، لوقا 7/2 إن ذكر المذود هو أساس الاعتقاد بأن يسوع ولد في حظيرة، فقد كانت الحظائر آنذاك كهوفًا تحوي مذودًا، ويعتبر هذا المكان مظلمًا وقذرًا، سبب ذلك لأن مريم لم تجد مكانًا لتضع فيه مولودها في منزل أو فندق لوقا 8/2 ويرى آباء الكنيسة في ذلك دروسًا روحيّة عديدة، أما القماط فيسود الاعتقاد بأنه إشارة سابقة لتكفين يسوع وبالتالي موته.بحسب إنجيل يعقوب المنحول، فإن سالومة وهي أيضًا إحدى قريبات العذراء إضافة إلى قابلة مشرفة على ولادتها حضرا الميلاد؛ بحسب الإنجيل المنحول أيضًا فقد كانت سالومة تشكك في أن مريم قد حبلت فعلًا من الروح القدس وأنها كانت وستبقى عذراءً، فعندما ولدت العذراء تعجبت القابلة وسالومة فقد ظلت مريم عذراءً على الرغم من ولادتها، إذاك هتفت سالومة وتهللت وآمنت بكل ما كانت مريم قد أخبرتها به.رواية الأناجيل المنتحلة عمومًا غير مأخوذ بها في الكنيسة أو في العقائد المسيحية غير أنها هامة لدراسة الفكر الديني لدى المسيحيين في القرون الأولى، كما أنها تعكس إكرام العذراء منذ العصور المبكرة في المسيحية،

أما في رواية الميلاد الرسمية لا تذكر سالومة أو القابلة، لكن يذكر رعاة وقد ظهر لهم ملائكة وأرشدوهم إلى مكان الميلاد: وجاؤوا مسرعين فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعًا في مذود لوقا 16/2 وتختم رواية الميلاد: وأما مريم فكانت تحفظ هذه الأمور جميعًا وتتأملها في قلبها لوقا 19/2

الأحداث اللاحقة للميلاد

عيد الختان

مذبحة الأبرياء

الهرب إلى مصر

مريم والطفل يسوع، يبدو بحسب الأناجيل أن إقامة مريم ويوسف قد طالت في بيت لحم،

فختن الصبي وسمي يسوع في يومه الثامن، لوقا 21/2 وبعد أربعين يومًا صعدا به إلى أورشليم ليقدماه في الهيكل وفق الشريعة اليهودية، وترتبط التقدمة بأم المولود عمومًا، إذ تتم التقدمة بعد أربعين يومًا لأنها مدة تطهير المرأة التي وضعت مولودًا ذكرًا حسب الشريعة اليهودية، أما لو وضعت المرأة أنثى تطول مدة التطهير ثمانين يومًا،

وخلال التقدمة كانت في الهيكل سمعان البار، والنبية حنّة بنت فنوئيل لوقا 36/2 الذين أخذا حسب إنجيل لوقا بالتهليل والتسبيح لأنها أبصرا يسوع لوقا 26/2 وقدّم سمعان البار نبؤة: ثم باركهما وقال لمريم أم الطفل: ها إن هذا الطفل قد جعل سقوط كثيرين وقيام كثيرين في إسرائيل، وحتى أنت سيخترق سيف الحزن نفسك لكي تنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة لوقا 35/2 وستشكل الآيتين السابقتين أساس الاعتقاد الكاثوليكي اللاحق بكون مريم “شريكة الفداء”.

الحدث الآخر اللاحق للميلاد والذي تظهر في العذراء هو زيارة المجوس الثلاثة ويظهرون في بعض الترجمات تحت اسم الحكماء،

على عكس ما هو شائع شعبيًا، يعتقد المسيحيون أن زيارة المجوس قد تمت وقد تجاوز عمر يسوع العام أو العامين، وليس مباشرًا بعد الميلاد، (انظر إنجيل متى 16/2) يعتقد بعض اللاهوتيين المفسرين أن المجوس الثلاثة جاؤوا من العراق وربما كانوا من اليهود الذين ظلوا في بابل بعد العودة من السبي، غير أن بعضهم الآخر يعتقد أنهم جاؤوا من الأردن أو شبه الجزيرة العربية أي أنهم كانوا عربًا لأن هداياهم التي قدموها، الذهب والبخور والمر هي من الأشياء التي اشتهرت بها بلاد العرب، ويرى بعض اللاهوتيين أيضًا أن النجم الذي قادهم إلى بيت لحم هو اقتران كواكب المشتري وزحل والمريخ الذي تم بحدود العامين 5 إلى 6  قبل الميلاد:

ودخلوا البيت فوجدوا الصبي مع أمه مريم، فجثوا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبًا وبخورًا ومرًا متى 11/2

الهروب إلى مصر،

بعيد رحيل المجوس أوحي ليوسف عن طريق ملاك في الحلم: قم واهرب بالصبي وأمه إلى مصر وابق فيها إلى أن آمرك بالرجوع فإن هيرودس سيبحث عن الصبي ليقتله. فقام يوسف في تلك الليلة وهرب بالصبي وأمه منطلقًا إلى مصر متى 13/2 يشرح إنجيل متى بشكل مفصل عن الأسباب التي دفعت هيرودس الكبير لقتل يسوع ويذكر أنه أمر بأن يقتل جميع أطفال بيت لحم وجوارها من ابن سنتين فما دون لمحاولة القضاء عليه متى 16/2 ورغم أن مذبحة هيرودس الكبير المذكورة في العهد الجديد لم يشر إليها في كتابات المؤرخين الأقدمين، إلا أن المؤرخ اليهودي يوسف يذكر أن هيرودس كان سفاحًا دون مزيد من الإيضاح.

نشاطات العائلة في مصر غير واضحة ولا يأت على أي ذكر لها في الأناجيل الأربعة، غير أن التقليد القبطي يذكر أن مدة الإقامة في مصر دامت ستة أشهر وأن العائلة قد استقرت في أسيوط، ويضيف التقليد القبطي خمسة وعشرين موقعًا أغلبها تحوّل إلى كنائس وأديرة شهدت فعاليات العائلة على طريق الذهاب إلى مصر ومن ثم العودة إلى فلسطين.

جميع أحداث حياة يسوع اللاحقة، حتى بداية حياته العلنية لا يذكر عنها شيئًا في الأناجيل الأربعة، باستثناء ما يذكر في إنجيل لوقا من ضياع يسوع في الهيكل خلال احتفالات عيد الفصح وله من العمر اثني عشر عامًا لوقا 44/2 وبعد أن بحثت مريم ويوسف النجار عليه وجدته بعد ثلاث أيام في الهيكل: جالسًا وسط المعلمين يستمع إليهم ويطرح عليهم الأسئلة. فقالت له مريم: يا بني لماذا عملت هكذا؟ فقد كنا أبوك وأنا نبحث عنك متضايقين لوقا 48/2 ويختم هذا المقطع أيضًا بعبارة: وكانت أمه مريم تحفظ هذه الأمور كلها في قلبها لوقا 51/2 وهي العبارة التي ختم بها مقطع الميلاد؛ علمًا أن العائلة قد استقرت في الناصرة منذ العودة من مصر متى 23/3

في حياة يسوع العلنية

جدارية من الفن البيزنطي في مقر بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، تظهر عرس قانا الجليل.

يتناقص ذكر العذراء في الأنجيل خلال حياة يسوع العلنية، هذا يعود بشكل أساسي لكون الإنجيل: آيات دونت لكم لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم الحياة الأبدية إذ تؤمنون يوحنا 31/20 فالأناجيل الأربعة تركز على شخص يسوع وأعماله وتعاليمه دون سائر الشخصيات على اختلاف أهميتها؛ سوى ذلك فإن العذراء لم تكن من الذين تبعوا يسوع في جولاته وتبشيره فلا يذكرها إنجيل لوقا 8/ 1-3 في إطار ذكره للنساء اللواتي تبعنّ يسوع، ويتضح ذلك بشكل جلي في إنجيل متى 13/ 55-56 حيث يذكر أنها قد ظلت مقيمة في الناصرة، يعتقد المسيحيون أن في ذلك دروسًا وعبرًا عديدة:

    فإنها كانت تعيش على الأرض حياة ملؤها الاهتمام بالشؤون العالمية والأشغال، ومع ذلك كانت على الدوام متّحدةً بابنها اتحادًا صميمًا، مسهمةً في عمله الخلاصي إسهامًا لا مثلَ له على الإطلاق.

إلى جانب ذلك فإن يسوع ينادى في إنجيل مرقس بالنجار ابن مريم،[مرقس 3/6] وينقل إنجيل لوقا مدحًا خاصًا لها خلال إحدى عظات يسوع: طوبى للبطن الذي حملك وللثديين الذين أرضعاك.[لوقا 27/11] ويروي إنجيل يوحنا أنه كان يزورها بين الفنية والأخرى ويقيم عندها عددًا من الأيام،

غير أن الحدث الأبرز الذي تظهر به في حياة يسوع العلنية هو في عرس قانا الجليل: فلما نفذت الخمر، قالت أم يسوع له: لم يبق عندهم خمر! فأجابها: ما شأنك بي يا امرأة؟ ساعتي لم تأت بعد؛ فقالت أمه للخدم: افعلوا كل ما يأمركم به.[يوحنا 2/2] حسب إنجيل يوحنا فإن يسوع استجابة لطلب أمه فقد أمر أن تملأ الأجران الستة المعدة للتطهير عند اليهود ماءً ثم أمر أن يقدم منها إلى كبير المدعوين، وإذ الماء قد تحول إلى خمر، فاستدعى كبير المدعوين العريس وقال له: الناس جميعًا يقدمون الخمر الجيدة أولًا، وبعد أن يسكر الضيوف يقدمون لهم ما كان دونها جودة، أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة حتى الآن.[يوحنا 10/2] ويصف إنجيل يوحنا هذه المعجزة التي تمت بناءً على طلب مريم: بالآية الأولى التي أجراها يسوع في قانا الجليل يوحنا 11/2

الحدث الثاني الذي تظهر فيه العذراء حسب الأناجيل هو عند صليب يسوع، وقد انفرد إنجيل يوحنا بذكرها، وعمومًا فإن المسيحية تذكر أربع نساء هنّ: مريم العذراء وسالومة ومريم المجدلية ومريم امرأة قلوبا بأنهنّ النساء اللواتي وفقنّ عند صليب يسوع:

فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يسوع يحبه واقفًا بالقرب منها، قال لأمه: أيتها المرأة هذا هو ابنك، ثم قال للتلميذ: هذه أمك؛ ومنذ ذلك الحين أخذها التلميذ إلى بيته يوحنا 26/19

بحسب التقليد الكنسي فإن التلميذ الذي كان يسوع يحبه هو يوحنا بن زبدي كاتب الإنجيل الرابع نفسه،

وقد وجد المفسرون أنه بهذا الحادث تكون العذراء الإنسان الوحيد الذي رافق يسوع من ميلاده وحتى موته وهذا ما يزيد من أهميتها،

ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم في هذا الخصوص:

 حتمًا في هذه اللحظات كان قلب القديسة مريم قد انشغل تمامًا بآلام ابنها، أما هو فآلامه لم تشغله عنها، بل هي ثمرة حبه الشديد لها ولكل البشرية. في بادرة حنان أخيرة نحو أمه أراد أن يَّؤمن لها عناية وعونًا بعد ذهابه، فسلّمها إلى من كان يحبه، والذي يعلم أنه الأقرب إليه من كل تلاميذه. بلا شك كان يوسف النجار قد تنيَّح منذ سنوات، ولم يعد من يهتم بالقديسة مريم، لذلك سلمها السيد المسيح وهو على الصليب للقديس يوحنا الحبيب بكونها أمه وهو ابنها. يتبع غداً

ينقل التقليد الكنسي أن مريم كانت عند دفن يسوع وقد جاء في السنكسار الكاثوليكي الروماني: يا مريم الأم الكلية الحزن، ما أمرّ سيف الوجع الذي ألم بقلبك عند نظرك ابنك يسوع العزيز مائتًا في حضنك.

غير أن الأناجيل لا تذكر مريم في القيامة حسب مختلف روايات العهد الجديد غير أن إنجيل مرقس يذكر سالومة مرقس 1/16 ضمن حاملات الطيب اللواتي زرن قبر يسوع فوجدنه خاليًا، ومن المعروف أن سالومة هي إحدى قريبات مريم.

أيقونة بيزنطية تظهر انتقال مريم العذراء، وتعطي زنار ثوبها للقديس توما أحد الاثني عشر، لا يزال حسب التقليد، الزنار محفوظًا في كنيسة سيدة الزنار، حمص، سوريا.

بعد حياة يسوع العلنية

أيقونة رقاد العذراء من القرن 12 في معرض تريتياكوف في روسيا.

تذكر مريم في سفر أعمال الرسل 1/ 12-14 مع الحاضرين في أورشليم من التلاميذ الاثني عشر بعيد صعود يسوع إلى السماء وفق الكتاب المقدس وهي الوحيدة التي ذكرت باسمها؛ ويذكر السفر: أنهم كانوا جميعًا يداومون على الصلاة بقلب واحد أعمال 14/1 كذلك فقد كانت مريم حاضرة عند اختيار خلف يهوذا الإسخريوطي، وعند حلول الروح القدس، ويعتبر هذا الحدث هامًا إذ إنه وفق المعتقدات المسيحية فهو يمثل ميلاد الكنيسة،

وبداية عصر الرسل.

التقليد الكنسي يذكر أن مريم قد انضمت فعلًا إلى بيت يوحنا بن زبدي كما كان يسوع أوصى وهو على الصليب، ويذكر أيضًا أنها سكنت في بيته في أورشليم أحد عشر عامًا، ثم انتقلت وإياه إلى أفسس في آسيا الصغرى، حيث قضت هناك سائر سنواتها،

ولا يزال بيت العذراء في أفسس المكان التقليدي الذي عاشت فيه مريم عند انتقالها من فلسطين. ورغم أن حياتها بشكل عام كانت هادئة إذاك غير أن عددًا من الأحداث الهامة أشرفت عليها: لقاؤها بلوقا الذي نقل عنها أخبار الميلاد والطفولة ووضعها في إنجيله، ومساهمتها في إنشاء كنيسة أفسس، وكذلك رسم أولى الأيقونات، وتأسيس كنيسة فيليبي التي كانت أولى الكنائس التي تبنى على اسمها في المسيحية.عادت مريم إلى أورشليم في سنيها الأخيرة، ومن غير المعروف كيف توفيت أو طريقة وفاتها، هناك بضعة ميامير (قصائد شعبية) تذكر أنها مرضت ومن ثم توفيت، وتجمع الطوائف المسيحية التي تبجل العذراء أنها قد انتقلت من جبل الزيتون بحضور من تبقى حيًا من التلاميذ الاثني عشر إلى السماء مباشرة؛ يأتي هذا الاعتقاد استنادًا إلى عدد من نبؤات العهد القديم، وتختلف الطوائف بتفاصيل الاعتقاد به؛

وبحسب التقليد المسيحي أيضًا فإن الانتقال قد تمّ بعد 13 إلى 15 عامًا من قيامة يسوع وبالتالي يكون قد تمّ بحوالي عام 43، ويسع القول أنها كانت بحدود الستين من عمرها آنذاك.

العقائد المريمية

 ماريولوجيا

البتولية الدائمة

أيقونة “صاحبة الجلالة”، من الفن البيزنطي، وترقى للقرن الثالث عشر.

يعتقد المسيحيون أن مريم قد مكثت بتولًا قبل الميلاد وفي الميلاد وبعد الميلاد،

ويعتبر هذا الاعتقاد أحد أركان الإيمان المسيحي لدى الطوائف التي تبجل مريم العذراء وأقدمها، إذ قد ظهر في الكتابات المبكرة منذ القرن الثاني ويمكن رؤية ما يؤيده في الأناجيل، وسوى ذلك فعندما دار الجدال حول تفسير متى 1/25: ولكنه لم يعرفها حتى ولدت ابنًا فسماه يسوع. أقر مجمع نيقية عقيدة الدائمة البتولية حسمًا لأي جدال فيها.غير أن النقاش قد فتح مجددًا في أعقاب الانشقاق البروتستانتي في القرن السابع عشر معتمدين على آية إنجيل متى ذاتها، أما الطوائف التي تقر بعقيدة البتولية الدائمة فهي ترى أن لكلمة “حتى” معاني عديدة قد يدخل بها الزمن القادم أو لا وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها كدليل نهائي خصوصًا أن مريم لم تناد أبدًا بأنها زوجة يوسف على الرغم من أنها الصيغة الشرعية والقانونية، غير أن مؤيدي نظرية عدم البتولية الدائمة للعذراء، يرون أن ما ذهب إليه إنجيل مرقس دليلًا على صحة آرائهم: أليس هذا هو النجار ابن مريم أخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ أوليست أخواته تقيم عندنا مرقس 9/6 بيد أن مؤيدي البتولية الدائمة يشيرون إلى أن كلمة “أخ” في المجتمعات السورية القديمة وكذلك في اللغة العبرية واللغة الآرامية تشمل جميع أبناء العائلة الواحدة لا تنحصر بالأشقاء فقط، وهكذا يدعى لوط أخًا لإبراهيم في سفر التكوين رغم كون إبراهيم عمه، يرى هؤلاء أيضًا ما يؤيد آرائهم، وهو أن اثنين من الأسماء الأربعة المذكورة في آية مرقس السابقة يذكرون في متى 56/27 أنهم أولاد مريم زوجة كلوبا إحدى قريبات مريم، هناك أدلة أخرى تؤيد هذه العقيدة فعندما ضاع يسوع في الهيكل بعمر اثني عشر عامًا لا نجد ذكرًا لإخوته، وخلال نزاعه على الصليب طلب من يوحنا بن زبدي رعاية أمه، وكان من باب أولى أن يعتني بها إخوته، هناك أيضًا عدد من نبؤات العهد القديم الذي وجد آباء الكنيسة أنها تشير إلى بتولية العذراء الدائمة: حزقيال 2/44، نشيد الأناشيد 12/4، أما القديس كيرلس الإسكندري ينحو منحى المقارنة للبرهان عن العقيدة: إن ملاكي القيامة لم يجسرا على الجلوس في المكان الذي وضع فيه الرب في القبر إشارة إلى إنجيل يوحنا 12/20 حيث يذكر أن ملاكي القيامة جلسا الأول عند الرأس والآخر عند القدمين. فكيف يجسر إنسان أن يوضع في بطن العذراء.

فقال لي الرب،

هذا الباب يكون مقفلًا، ولا يدخل منه رجل،

لأن الرب إله إسرائيل، قد دخل منه،

فيكون مغلقًا.

—سفر حزقيال 2/44

يعتقد المسيحيون اللذين يؤمنون بالبتولية الدائمة،

أن الباب المذكور في النبؤة،

هو رحم العذراء حيث مكث المسيح تسعة أشهر.

كذلك تظهر هذه العقيدة في الأناجيل المنتحلة إذ جاء في إنجيل متى الثاني: ترتيب جديد في الحياة اكتشف بواسطة مريم التي وعدت الله أن تظل عذراء. وفي إنجيل مريم وطفولة المخلص: لن تعرف إنسانًا أبدًا فهي وحدها بدون نظير نقية بلا دنس.

علمًا أن مؤسسي البروتستانتية الأوائل أقروا بعقيدة البتولية الدائمة، ولم تظهر عند مارتن لوثر وجان كالفن. ويظهر الاعتقاد بالبتولية الدائمة أيضًا في الفقه الإسلامي، من خلال كونها مطهرة عن مسيس الرجال.

الانتقال إلى السماء

 انتقال العذراء

عقيدة انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء تعتبر أيضًا من أهم العقائد المريمية، وهي بدورها مشتركة بين مختلف الطوائف المسيحية وإن بأشكال مختلفة. أصول هذا الاعتقاد يعود للقرون الأولى ويظهر في كتابات آباء الكنيسة،

والأساس الكتابي الغالب لها هو نشيد الأناشيد 2: 10. ويخصص يوم 15 أغسطس لتذكار هذه المناسبة، يسبقه صوم مدته أربعة عشر يومًا؛ غير أن هذه العقيدة لم تبحث في مجمع، وفي الكنيسة الكاثوليكية قام البابا بيوس الثاني عشر بإعلانها عقيدة رسمية في 1 نوفمبر 1950، بعد دراسة لاهوتية استمرت أربع سنوات،

تيتيان استغرق عامين (1516-1518) لإنجاز جدارية انتقال مريم العذراء، المكونة من ثلاثة مستويات، وقد تكون أشهر الأيقونات المصورة للحدث.

يأتي هذا الاعتقاد في الكنيسة الكاثوليكية متوافقًا مع الرؤية المسيحية لدواعي الموت، فالإنسان يموت بسبب الخطيئة المتوارثة منذ آدم، وبصفة أن العذراء لم ترث هذه الخطيئة الأصلية فهي بالتالي لا داعي لموتها.

الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والأرثوذكسية المشرقية وبعض الكنائس الكاثوليكية الشرقية يرون أن الانتقال قد تمّ بعد فترة قصيرة من وفاتها، فعندما توفيت حسب التقليد الشرقي في بستان الزيتون، وشهد الحدث من بقي حيًا من التلاميذ الاثني عشر، بعث جسدها بعد ثلاث أيام من جديد حيًا وانتقلت نفسها وجسدها إلى السماء، البعض من هذه الكنائس يرى أن جسدها انتقل إلى السماء من دون أن يبعث حيًا؛ تتعدد تفاصيل الروايات الأخرى باختلاف الأصول: فهي قدمت تذكارًا لتوما أحد التلاميذ الإثني عشر ممثلًا بحزام ثوبها، وبحسب القديس كيرلس الأورشليمي فإنها قد نقلت من بستان الزيتون إلى القدس ودفنت هناك، وتعتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الانتقال قد تمّ بعد عدة أشهر من وفاتها وليس بعد فترة وجيزة، أما الكنيسة الأنجليكانية فهي ذات موقف مختلف، فهي ترى أن الإنسان يفنى بعد موته حتى يوم القيامة والعذراء هي وحدها من لم تمت روحها، أي انتقلت روحيًا لا جسديًا. تلتقي عقيدة انتقال العذراء بمختلف أشكالها مع النظرة المسيحية بكونها أولى المخلَّصين، كذلك تعتبر هذه المناسبة عطلة رسمية في عدد كبير من دول العالم.

سلطانة السماء والأرض

امرأة سفر الرؤيا

نصب سيدة لبنان حريصا، افتتح في 4 مايو 1908.

على الرغم من اختلاف المعتقدات المسيحية بكيفية انتقال العذراء إلى الملكوت، فإنها تجمع أنها قد باتت ملكة مكرمة فيها، ويشير البعض سفر المزامير: "جعلت الملكة عن يمينك بذهب وفير"،مزمور 9/45 بوصفها نوع من النبؤة، أما الأساس الكتابي هو ما ورد في سفر الرؤيا: "امرأة لابسة الشمس والقمر تحت قدميها وعلى رأسها تاج من اثني عشر نجمًا" رؤيا 1/12 ولذلك تلقب مريم العذراء باسم ملكة السماء.

ويرتبط مفهوم سلطانة السماء والأرض بمفهوم الشفاعة «الصلاة للذين هم على الأرض». ويتضح دورها كشفيعة في العهد الجديد من خلال دورها في عرس قانا الجليل، حيث لعبت المحرك الأساس لاجتراح المعجزة. كذلك يتضح دورها كشفيعة في الظهورات المريمية اللاحقة التي يؤمن المسيحيون بصحة وقوعها، غير أنّ مفهوم شفاعة العذراء هي شفاعة عامة وليست شفاعة المسيح الكفارية؛ وقد طوبت مريم كسلطانة للسماء والأرض مرات عديدة منذ آباء الكنيسة حتى أعاد البابا بيوس الثاني عشر في 1 كانون الأول 1942: "تكريس العالم أجمع لقلب مريم؛ وأعلن بأن تكريس العالم لقلب مريم الأقدس يعني تكريس العالم لمحبة مريم العذراء".هناك أيضًا التكريس المحلي عندما تكرّس بلد أو منطقة ما للعذراء بغرض نيل شفاعتها في المعتقدات المسيحية، كتكريس بلجيكا، وتكريس المكسيك، وتكريس لبنان على يد البطريرك إلياس حويك. تضيف الكنيسة الكاثوليكية بأن مريم هي سلطانة المطهر، كما أعلن البابا بيوس الحادي عشر سنة 1930.

ثيوتوكس: والدة الإله

 ثيوتوكس

نعظمك يا أم النور الحقيقي،

ونمجدك أيتها العذراء القديسة،

يا والدة الإله، يا ثيوتوكوس،

لأنك ولدت مخلص العالم،

فأتى وخلص نفوسنا.

—قانون إيمان مجمع أفسس 431.

لا يمكن اعتبار رفض نسطور بطريرك القسطنطينية تسمية مريم والدة الله، مرتبطًا بها بشكل مباشر، بل إن نسطور وكذلك الكنائس التي لا تزال تتبع عقيدته وهي كنيسة المشرق الآشورية وكنيسة المشرق القديمة يقرون مبدأ تبجيل العذراء وإكرامها؛ غير أن الخلاف الناشئ حول اللقب يأت من الخلاف حول يسوع نفسه؛ آمن نسطور كسائر المسيحيين بالثالوث الأقدس لكنه رفض اعتبار الابن ثاني الأقانيم الإلهية حسب المعتقدات المسيحية هو يسوع، بل ظهر الابن أو تجلى في يسوع وقت العماد، وبناءً على نظرته نحو يسوع وجد نسطور أن لقب “والدة الله” يعتبر هرطوقيًا وأنه يجب استبداله بلقب “والدة المسيح”.عندما أدان مجمع أفسس عام 431 العقيدة النسطورية أقر رسميًا استعمال لفظ "ثيوتوكوس" (باليونانية: Θεοτόκος) للإشارة إلى مريم العذراء، تترجم في اللغة العربية غالبًا بوالدة الله أو أم الله أو والدة الإله، وتعني حرفيًا في اللغة اليونانية مانحة الإله. أضاف المجمع أيضًا القسم الأخير من السلام الملائكي الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية، وهو: يا قديسة مريم، يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين. كإقرار من آباء الكنيسة بمصطلح والدة الله وبعقيدة شفاعة العذراء.لا يشير المصطلح في العقيدة المسيحية إلى أن العذراء ذات طبيعة إلهية أو أنها إله لكونها قد أنجبت الإله، بل يشير أنها حبلت وأنجبت بيسوع الذي هو وفق المعتقدات المسيحية إله منذ الأزل، ولكونها قد حبلت بالإله تستحق أن تنادى والدة الله، وقد دعيت به صراحة في لوقا 46/1 وورد أيضًا في مجمع الإسكندرية المحلي الذي انعقد عام 320  لإدانة الآريوسية.

العقائد المريمية الكاثوليكية

تضيف الكنيسة الكاثوليكية بشكل خاص عددًا من العقائد الأخرى لمريم إلى جانب العقائد العامة، فهي «شريكة في الفداء» من خلال موافقتها على الحمل بيسوع عندما طلب منها الملاك جبرائيل ذلك في البشارة، إلى الجانب تفسير لوقا 2: 34-35 بما يوافق كونها شريكة في الفداء؛

وهي «لاهوت الكنيسة» أي الحاضرة مع الجميع المراحل الهامة في الحياة الكنيسة منذ تأسيسها إلى الآن، وهي أيضًا «أيقونة الروح القدس»، لأنها الوحيدة التي حبلت من الروح القدس وليس من ذكر؛

بيد أن أشهر العقائد الكاثوليكية تجاه مريم هما الحبل بلا دنس والوردية المقدسة.

سيدة الحبل بلا دنس

  مقالة مفصلة: الحبل بلا دنس

تنص عقيدة الحبل بلا دنس، التي أقرها البابا بيوس التاسع عام 1854 أن العذراء مريم قد ولدت من دون أن ترث الخطيئة الأصلية، التي يرثها الجنس البشري، وذلك ليس بطاقاتها الذاتية بل باستحقاقات ابنها يسوع المسيح،

إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك منذ اللحظة الأولى التي تشكلت بها في بطن أمها؛ والهدف من العقيدة هو تبرئة العذراء من أي علاقة بالخطيئة؛ أي أنها طاهرة تمامًا ليس لها خطية أصلية أو شخصية منذ اللحظة الأولى التي حبل بها وحتى وجودها كإنسان، نظرًا للمكانة التي ستحتلها مريم، فعصمتها كاملة.

ترى الكنيسة الكاثوليكية أيضًا عدة شواهد من الكتاب المقدس تؤيد العقيدة مثل نشيد الأناشيد 7/4، يعتقد المسيحيون أن النبؤة السابقة تتعلق بمريم وبصفة أن لا عيب فيها، فمن ضمن العيوب الخطيئة الأصلية؛

وكذلك وصفها بالممتلئة نعمة في لوقا 28/1 فالامتلاء من النعم يشمل التخلص من الخطيئة الأصلية. هناك عدد آخر من الشواهد يرتكز على سفر حكمة يشوع ابن سيراخ وغيره من أسفار العهد القديم. إضافة إلى كتابات آباء الكنيسة الأوائل.

المسبحة الوردية

المسبحة الوردية المقدسة هي صلاة مريمية في الكنيسة الكاثوليكية تمثل "مختصر الإنجيل"،

متألفة من خمسة عشر بيتًا يتأمل خمس منها في الفرح والحزن والمجد، وقد أضاف يوحنا بولس الثاني خمسة أسرار جديدة تتأمل في النور.أصل المسبحة الوردية يعود للقرون الوسطى، حين استعاض الرهبان عن تلاوة مزامير داوود بتلاوة سلام ملائكي، ويعود للقديس دومنيك القسمة إلى خمسة عشر بيتًا، ثم ساهمت الرهبنة الدومينكانية التي أسسها في نشر هذه الصلاة، ثم اختصرت إلى الثلث أي خمسة أسرار موزعة حسب أيام الأسبوع والسنة الطقسية. أما عن أصل التسمية فالوردية اشتهرت قبل القديس دومنيك باسم المزامير المريمية، ولاحقًا دعيت باسم الوردية لأنها تعاليم الكنيسة الكاثوليكية أشبه بالورود المقدمة. اهتم البابوات المتعاقبون بالوردية فخصص لها بيوس الخامس عيدًا في 7 أكتوبر، وأضاف غريغوري الثالث عشر إلى ألقاب العذراء لقب “سلطانة الوردية المقدسة” سنة 1573، ثم خصص إينوسنت الحادي عشر عام 1683 شهر أكتوبر برمته لمريم سلطانة الوردية، أما ليون الثالث عشر فقد أصدر اثني عشر إرشادًا رسوليًا خلال حبريته للإشادة بالوردية ودورها، وكذلك فعل البابا بيوس التاسع وبيوس الحادي عشر وبولس السادس وأخيرًا الإرشاد الرسولي الذي أصدره يوحنا بولس الثاني عام 2002 حول المسبحة الوردية. تعتقد الكنيسة الكاثوليكية أيضًا أن العذراء في ظهوراتها قد طلبت تلاوة الوردية بكثرة، كما حصل في ظهور لورد وظهور فاطمة وظهور سان دميانو.

إكرام مريم العذراء

السيدة والطفل، منحوتة لميكيلانجيلو تظهر مريم العذراء ويسوع طفلًا، وهو العمل الفني الوحيد لميكيلانجيلو الموجود خارج إيطاليا في بروج، بلجيكا.

إكرام العذراء مريم وتطويبها، يعود للقرون الأولى للمسيحية ويرى المسيحيون جذوره من العهد الجديد: فالملاك جبرائيل قال لها: طوبى للتي آمنت لوقا 45/1 وخلال حياة يسوع قيل له: طوبى للبطن الذي حملك والثديان الذين أرضعاك لوقا 27/11 ومريم لفتت النظر إلى ذلك في نشيد مريم: ها إن جميع الأجيال تطوبني لوقا 48/1

كذلك يظهر في كتابات آباء الكنيسة المختلفة، يقول القديس برنردوس: إن مريم هي كوكب سني نيّر مرتفع فوق هذا البحر العظيم الواسع الأطراف، ساطع بالاستحقاقات مشرق بالأمثلة.

أما القديس بوناونتورا يقول  :معظمة أنت يا سيدة وممجدة في مدينة الإله وبيعة مختاريه بأسرها ومراحمك وإنعاماتك شائعة في كل مكان . أما القديس أفرام السرياني فقد نظم في القرن الرابع عددًا من الأناشيد التي تعرف اليوم باسم الأفراميات في مدح مريم : نهديك السلام يا من أصبحت أم المختار، قبل كون الشمس وهي بتول فخر الأبكار  .ويسود الاعتقاد في الكنيسة الكاثوليكية بأنها متميزة باثني عشر صفة عن غيرها من الخليقة، أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فترى أن مريم قد حققت عشر مستحيلات في حياتها، يعجز أن مخلوق آخر عن تحقيقها. كذلك فقد عبر العديد من المؤرخين والباحثين غير الدينيين عن إعجابهم وإشادتهم بها، يقول ويل ديورانت مؤلف قصة الحضارة  :وتأتي شخصية مريم في القصة بعد شخصية ولدها في الروعة والتأثير؛ فهي تربيه وتحمله وتتحمل مسرات الأمومة المؤلمة، وتفخر بعمله في أيام شبابه وتدهش فيما بعد من تعاليمه ومطالبه، وشاهدته وهو يصلب وعجزت عن إنقاذه ثم تلقت جسده بين ذراعيها. فإن لم يكن هذا تأريخًا فهو الأدب السامي، لأن صلات الآباء والأبناء تؤلف أحداثًا أعمق مما تؤلف رابطة الحب الجنسي .تكريم العذراء في المسيحية واضح من خلال ذكرها الدائم في جميع الطقوس المسيحية وعلى رأسها القداس الإلهي وفي الصلوات اليومية، إلى جانب رسم الأيقونات ونحت التماثيل التي تمثلها والتي توضع في جميع الكنائس وفي بيوت عدد كبير من المسيحيين، وقد مرّ فن رسم العذاء في الأيقونات بمراحل عديدة إذ قد بدأ برسمها مستقيمة الظهر وجادة الملامح فقد أسقط الفنّانون مشاهد العظمة والأبّهة الّتي كانوا يرونها في البلاط على مريم، للتعبير عمّا يكنّونه لها من إجلال واحترام في الفن البيزنطي  .ثم أخذ يكتسب طابعًا بشريًا خصوصًا في مرحلة عصر النهضة التي شكلت مريم العذراء أبرز المواضيع التي تطرق إليها فنانيها. ويرى بعض المسيحيين أن عددًا من هذه الأيقونات ذات صفة عجائبية كأيقونة المعونة الدائمة وأيقونة مريم المتضرعة.

أيقونة سيدة المعونة الدائمة، يعتقد بعض المسيحيين أنها عجائبية، وهي تعود للقرن الثالث عشر والنسخة الأصلية منها محفوظة اليوم في روما.

كذلك فقد أفردت الكنيسة للعذراء عددًا كبيرًا من الأعياد والتذكارات في السنة الطقسية، بعضها يعتبر عامًا لدى مختلف الكنائس وبعضها الآخر يعتبر منحصرًا بطائفة معينة أو منطقة أو بلد معين. وتعرف أشهر الأعياد المريمية باسم الأعياد المريمية السبع الكبرى.

إلى جانب ذلك تنتشر المزارات والكنائس المشادة على اسمها في جميع أنحاء العالم، ويسمي عدد كبر من المسيحيين أولادهم باسم مريم أو أحد مشتقات هذا الاسم تكريمًا لها وتوقيرًا لمنزلتها. ويرى البعض الآخر أن لمريم دورًا هامًا في تأسيس الرهبنة وقد تسمت العديد من الرهبنات والمؤسسات الكنسية على اسمها كالرهبنة المريمية المارونية وجمعية جنود مريم وجمعية عائلات مريم،يضيف المسيحيون إلى العذراء عددًا كبيرًا من الألقاب فهي أم النور وأم النعمة الإلهية وعذراء العذراى والطاهرة والعفيفة والأمينة ومرآة العدل، الطائفة الثانية من الألقاب يرتبط بمفاهيم لاهوتية أو قادمة كرموز في العهد القديم؛ أما الطائفة الثالثة تأتي لطلب المعونة منها.

نظمت أيضًا في المراحل الطويلة للتاريخ المسيحي عدد كبير من القصائد والترانيم الدينية التي تمدح وتشيد بالعذراء ودورها. ويعتقد المسيحيون أن إكرام العذراء هو إكرام ليسوع نفسه، فعند وصفها بأم النور إنما يشير المصطلح أيضًا إلى كون يسوع نور العالم.

في الكنيسة الكاثوليكية تجمع أغلب الألقاب المريمية في طلبة يطلق عليها اسم طلبة العذراء المجيدة المباركة

ويبلغ عدد الألقاب المسبغة مائة وخمسين لقبًا، كذلك تخصص الكنيسة الكاثوليكية شهري مايو وأكتوبر للعذراء مريم حيث تتواصل الصلوات الخاصة بها.

غير أن الإكرام بكل أشكاله يختلف عن العبادة، كما يوضح المجمع الفاتيكاني الثاني:

 وإن هذا الإكرام كما وجد دومًا في الكنيسة يحمل سمة فريدة جدًا، فإنه يختلف اختلافًا جوهريًا عن السجود الذي يؤدى بالتساوي للكلمة المتجسد والآب والروح القدس . والأشكال التقوية المختلفة نحو أم الله قد وافقت عليها الكنيسة ضمن حدود تعليم صحيح ومستقيم مراعية ظروف الزمان والمكان وميول الشعوب المؤمنة ومناقبهم. ومن خلالها يعرف الشعب بحق ويحب ويمجد ويحفظ وصاياه عن طريق إكرام أمه.

الظهورات المريمية

ظهورات مريمية

تؤمن أغلب الطوائف المسيحية، بأن مريم العذراء تظهر على الأرض بهدف إيصال رسالة إلهية معينة، وترى الكنيسة الكاثوليكية أن تكاثر الظهورات المريمية دليل على اقتراب يوم القيامة،

وتمر عملية تثبيت الظهورات وتثبيتها بشكل رسمي بمراحل عديدة : إن أي تقرير حول أي ظهور أو أمر غير طبيعي يجب أن يحظى أولًا بمصادقة الأسقف المحلي الذي يبني قراره على تقييم تقدمه لجنة يعينها لتقوم بدراسة دقيقة لتتأكد أن الحدث لا يحمل شيئًا معاكسًا للإيمان أو الأخلاق وبأنه موحى به أو فوق الطبيعي وبالتالي مستحق أن يجتذب إكرام المؤمنين. عمل اللجنة يقوم على أسس علمية مثل إخضاع مَن يتلقى الرؤيا لفحوص نفسية، وفي حال حدوث أي أمر في الطبيعة كظهور نجوم أو تحرك الشمس. تُخضع اللجنة كل هذه الأمور للبحث العلمي مرتكزة على علوم الفيزياء والفلك والرياضيات وغيرها .يلي ذلك رفع القضية إلى الكرسي الرسولي في الفاتيكان الذي ينظر بالقضية مجددًا ليثبتها بشكل رسمي، في الكنيسة الكاثوليكية في حين تختصّ المجامع المقدسة لدى سائر الطوائف بالتصديق على الأمر، على أن التشكيك عادة يرافق أي ظهور أو حدث عجائبي. والظهورات المريمية ليست بالأمر الحديث في المسيحية إذ إنّ عددًا كبيرًا من الظهورات المثبتة تعود لفترة القرون الوسطى وما سبقها.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 18– 19 أيار/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 آيار /2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/98955/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1060/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/May 18/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/98957/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-may-18-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin