المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 أيار/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.may11.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة اقامة لعازار من القبر/أنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا. وكُلُّ مَنْ يَحْيَا ويُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلى الأَبَد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/ثنائي ذمي وفجعان سلطة: معرابي موهوم ومغرب عن الواقع وفتى كتائبي يساري عايش بغير عالم

الياس بجاني/نيال المحتل حزب الله بسياسيين ذميين ونرسيسيين وضمائرهم ميتة

الياس بجاني/بيكون في صدق وجدية لو يلي عم يهللوا للقدس ونازلين بيانات دجل ومنن جعجع لو بيديروا عيونون ع لبنان وبيركزوا ع اجرام واحتلال حزب الله

الياس بجاني/صاحب شركة حزب الكتلة الوطنية بيار عيسى: الإنتهازية والذمية الفاقعة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع اللواء أشرف ريفي تناول من خلالها كل الملفات اللبنانية الساخنة وفي مقدمها فجور وإرهاب وإحتلال حزب الله الملالوي ونتانة الحكام والسياسيين المستسلمين لإحتلاله الملالوي والإرهابي.. إيران وحزب الله هما كذبة كبيرة

ريفي يحمل بعنف على المشنوق: انبطاحيٌّ سلَّم بلدة الطفيل لـ”حزب الله”

هل يلجأ لبنان إلى بيع قسم من الذهب لتأمين كلفة الدعم؟

خطوة مباغتة من "المركزي" والسلّة الغذائية "طارت

تطوّر جديد بقضية المعتقلين في سوريا

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 10/5/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 10 ايار 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

إعتصام للاطباء امام قصر العدل واضراب للمستشفيات في قضية الطفلة طنوس ووفد من الأطباء رفع كتابا إلى وزيرة العدل

هاجس رفع الدعم يؤرق اللبنانيين وتهافت على التخزين

توقع تحرك «جس نبض» سياسي لكسر جمود مشاورات الحكومة

البيطار عن مجريات التحقيق في انفجار المرفأ: العمل جار بصمت وسرية وسرعة من دون تسرع وعلى محاور عدة متزامنة

نداء الوطن : خطوة مباغتة من "المركزي": تحرير تدريجي للودائع! الدعم "بالقطّارة" والسلّة الغذائية "طارت"

النهار: ذعر رفع الدعم: هستيريا أسعار ولا سلطة!

حكومة اليمن: على المجتمع الدولي الضغط على إيران والحوثي/جماعة الحوثي تواصل هجماتها على مأرب

انفجارات تهز القدس.. إطلاق صواريخ من غزة نحو إسرائيل/قصف مدفعي إسرائيلي على شمال قطاع غزة.. وسقوط إصابات

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الاتحاد الأوروبي: محادثات فيينا دخلت مرحلة دقيقة/بوريل: محادثات فيينا تتواصل دون توقف

البنتاغون يكشف عن مناورة إيرانية غير آمنة في مضيق هرمز

القوات الأميركية أطلقت 30 طلقة تحذيرية ضد قوارب إيرانية اقتربت منها

واشنطن تؤكد وطهران تنفي: الأسلحة المضبوطة في بحر العرب إيرانية والتحقيقات أكدت أن السفينة كانت بطريقها للحوثيين

طهران تؤكد رسمياً إجراء محادثات مع الرياض في بغداد

إيران تحتج على حرق قنصليتها بكربلاء وتطالب بحماية مقارها الديبلوماسية وواشنطن ترفض اغتيال الناشطين العراقيين وتكميم أفواههم

نتانياهو: ما يحصل في القدس ليس جديداً ويدور منذ قرون

أميركا: ملتزمون بتهدئة في القدس

تحريك الادعاء على الأسد ونظامه بعد معطيات جديدة

تركيا وراء “جفاف” سورية وتوقف محطات توليد الطاقة

وزير خارجية تركيا: وصلت السعودية لمناقشة قضايا المنطقة/وزارة الخارجية التركية: مولود تشاووش أوغلو سيلتقي نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان

قمة سعودية ـ قطرية تبحث تعزيز العلاقات ومستجدات منطقة الخليج

بريطانيا: تحذيرات وإجراءات جديدة لمواجهة خطر “الإخوان/تقارير استخباراتية رصدت تنامياً غير مسبوق لنشاط التنظيم لنشر أفكاره المتطرفة

الأزهر: لا ضرورة شرعية لتجنيد الفتيات في الجيش

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المغامرة بلبنان وأوهام التسويات/العميد الركن خالد حماده/اللواء

فرنسا رفعت الغطاء عن الحريري وعينه على الامارات/طوني خوري/النشرة

"الكنز الثمين" بين يَدي غادة عون... المؤامرة تتكشَّف/وليد الخوري/"ليبانون ديبايت

المبادرة الفرنسية "لم تمُت" والقيادات اللبنانية غير مدعوة إلى باريس/رندة تقي الدين/نداء الوطن

هل يدفع الحريري وباسيل ثمن خصومتهما؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

تُساند نظام الأسد ولا تتحرّك من دون إذن/لغز "الراهبة المستقلّة" أغنيس لحّام وعلاقتها بعون/نوال نصر/نداء الوطن

فرنسا تُهدّد بـ"اليونيفيل"... باب جهنم يُفتح من الجنوب!/ألان سركيس/نداء الوطن

الحريري استخفّ بمواجهة عون الذي يخوض آخر معارك باسيل/ألان سركيس/نداء الوطن

وزارة الصحة مطالبة بتوضيح الملابسات وعائلته تطالب بإعلان النتائج/ما ظروف وفاة مواطن في البقاع بعد تلقّيه لقاح أسترازينيكا؟/لوسي بارسخيان/نداء الوطن

اجراءات وتدابير غير مسبوقة في المؤسسة العسكرية./بولا اسطيح/الكلمة أونلاين

فرنسا تقيِّم مبادرتها: أزمة مع السُّنّة إذا اعتذر الحريري/منير الربيع/المدن

بعد وفاة بريدي وفقدان نصاب المجلس الدستوري..ما هو مصير سلفة الكهرباء؟ سليمان ومالك يجيبان/ماجدة عازار/نداء الوطن

شهرٌ فاصل... حكومة أو "الإنفجار"؟/أنطون الفتى/أخبار اليوم

لودريان يخوض «معركة التجديد لماكرون» من لبنان والحريري ماضٍ في مهمته متمسكاً بالمبادرة الفرنسية/محمد شقير/الشرق الأوسط

الأحزاب اللبنانية تحاول استيعاب النقمة الدولية عليها/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

ريمون اده... الأهرامات التي لا تزول/المحامي عبد الحميد الأحدب

 قوات؟؟؟/بيار طوق

هذه الفتنة... احذروها!/نبيل بومنصف/النهار

السابع من أيار 2008; حدث يلخص تاريخ الواقع اللبناني المستمر منذ خمسين سنة/السفير د. هشام حمدان

المشرق العربي المتروك من أوباما إلى بايدن/سام منسى/الشرق الأوسط

هل تقوى فرنسا على انجاح مبادرتها واستكمالها؟/د. حارث سليمان

هل حان أوان "الدولة الشيعية" في لبنان؟/منير الربيع/المدن

القطاع الخاصّ يدفع نحو "تدويل" المعابر كمخرج لأزمة التصدير/أحمد الأيوبي/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي عرض الاوضاع مع سلام

الراعي ترأس قداسا في بازيليك سيدة لبنان حريصا ودشن كنيسة بيت مريم وطريق الركوع المؤدي اليها

المؤسسة المارونية للانتشار: البطريرك الراعي عقد اجتماعا الكترونيا مع أركان المؤسسة وناقش معهم تحديات كبيرة تواجه اللبنانيين

أمل دعت الى حلحلة العقد في المنطقة : مواقف الأطراف والتذاكي في رمي الاتهامات بالتعطيل بدأ يطرح أسئلة حول طبيعة النظام والقدرة على الاستمرار

العجوز: اسلوب الترهيب والتخوين والقتل لن يكسر عزيمة شرفاء وطننا العربي الاحرار

"لقاء سيدة الجبل": الشعارات لا تؤمن الدعم... وهذا ما كشفه لودريان

 

تفاصيل الإيمانيات والطقوس

من هو نسطور/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة اقامة لعازار من القبر/أنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا. وكُلُّ مَنْ يَحْيَا ويُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلى الأَبَد

إنجيل القدّيس يوحنّا11/من17حتى27/”لَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ وجَدَ أَنَّ لَعَازَرَ قَدْ دُفِنَ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّام. وكَانَتْ بَيْتَ عَنْيَا قَرِيبَةً نَحْوَ مِيلَينِ مِنْ أُورَشَلِيم. وكَانَ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ قَدْ جَاؤُوا إِلى مَرْتَا ومَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا بِأَخِيهِمَا. فَلَّمَا سَمِعَتْ مَرْتَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ، خَرَجَتْ لِمُلاقَاتِهِ. أَمَّا مَرْيَمُ فَبَقِيَتْ جَالِسَةً في البَيْت. فَقَالَتْ مَرْتَا لِيَسُوع: «يَا رَبّ، لَوْ كُنْتَ هُنَا، لَمَا مَاتَ أَخِي. ولكِنِّي أَعْلَمُ الآنَ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ مَا تَسْأَلُ الله، يُعْطِيكَ إِيَّاهُ الله!». قَالَ لَهَا يَسُوع: «سَيَقُومُ أَخُوكِ!». قَالَتْ لَهُ مَرْتَا: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ في القِيَامَة، في اليَوْمِ الأَخير». قَالَ لَهَا يَسُوع: «أَنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا. وكُلُّ مَنْ يَحْيَا ويُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلى الأَبَد. أَتُؤْمِنينَ بِهذَا؟». قَالَتْ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنَا أُؤْمِنُ أَنَّكَ أَنْتَ المَسِيحُ ٱبْنُ ٱلله، الآتِي إِلى العَالَم».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

ثنائي ذمي وفجعان سلطة: معرابي موهوم ومغرب عن الواقع وفتى كتائبي يساري عايش بغير عالم

الياس بجاني/10 أيار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/98722/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%b0%d9%85%d9%8a-%d9%88%d9%81%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7/

ع الأكيد، الأكيد والمليون أكيد..لا حلول في لبنان في أي مجال وع أي مستوى أكان كبيراً أو صغيراً بوجود احتلال حزب الله الفارسي والإرهابي لا اليوم ولا في أي يوم.

وفي هذا السياق فإن الإنتخابات بكافة مواعيدها وأنواعها أكانت نيابية أو رئاسية هي 100% تخدم الحزب الإرهابي هذا وتشرعن احتلاله وتعطل الطرح البطريركي المطالب بالتدويل وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان والمؤتمر الدولي.

من هنا ودون مسايرة لأحد، فإن كل من يطالب بالإنتخابات من أصحاب شركات الأحزاب التعتير والإستسلام كائن من كان بظل احتلال وهيمنة وفجور الحزب الملالوي والإرهابي الذي يحتل لبنان ويتحكم برقاب حكامه وأطقمه السياسية والحزبية هو عملياً جبان، وغبي، وذمي، ونرسيسي، وضد الطرح البطريركي، وعدو للسيادة والإستقلال، وفجعان سلطة، ومغروم بالكرسي المرتي والمهرهرة، وأعمى بصر وبصيرة، وضميره ميت وشبعان موت.

حتى الآن ودون خجل أو وجل أو احترام لعقول اللبنانيين ولتضحيات الشهداء فإن الثنائي التعتير، المعرابي الموهوم والمغرب عن الواقع، والفتى الكتائبي اليساري العايش بغير عالم هما الكارثة الإسخريوتية والطروادية والأحصنة التي تتملق حزب الله لجر عربته الإحتلالية وصيانتها وتجديد شبابها وشرعنتها من خلال الإنتخابات، وذلك مقابل كراسي ومواقع سلطوية ونيابية هي عملياً سجون وأغلال لمن يتبوؤها بظل الوضع الإحتلالي الفارسي المفروض بقوة السلاح والإرهاب على وطن الأرز.

في الخلاصة: هيك سياسيين فعلاً ريتون ما يكونوا بديار حدا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

نيال المحتل حزب الله بسياسيين ذميين ونرسيسيين وضمائرهم ميتة

الياس بجاني/09 أيار/2021

نيال المحتل حزب الله بسياسيين ذميين ونرسيسيين وضمائرهم ميتة من مثل جعجع الموهوم واليساري الشبل سامي وبيو وجنبلاط  الأكروباتي والحريري الفاشل وفرنجية الجاهل وعون وصهره التعتير ع الآخر. ريتون ما يكونوا بديار حدا

 

الياس بجاني/بيكون في صدق وجدية لو يلي عم يهللوا للقدس ونازلين بيانات دجل ومنن جعجع لو بيديروا عيونون ع لبنان وبيركزوا ع اجرام واحتلال حزب الله

*جعجع عن اعتداءات المسجد الاقصى: ما يجري غير مقبول بكل المقاييس

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/543446/

ذمية فاقعة

 

عيد الأم في كندا: كل الناس لها قلوب ولكن هنالك قلب يجمع كل القلوب هو قلب الأم

الياس بجاني/09 أيار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/86027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3-%d9%84/

تحتفل كندا اليوم التاسع من شهر أيار 2021 بعيد الأم وتكرمها عرفاناً بجميل وعرفان عطاياها وتضحياتها وسهرها.

هذا التكريم هو بالتأكيد واجب إيماني وانساني وأخلاقي وقيمي وملزم كنسياً ودينياً لكل مؤمن يخاف الله ويوم حسابه الأخير ويتقيد في نمط واسلوب حياته وممارساته بالوصايا العشرة والتي من ضمنها الوصية الخامسة التي تقول: “أكرم أباك وأمّك ليكون كل شيء حسناً لديك وتعيش سنين كثيرة على الأرض”.

نتقدم من كل الأمهات بأحر التهاني والتمنيات، وبنفس الوقت نطلب الرحمة للأمهات الواتي انتقلن إلى العالم الآخر ونصلي من أجل أن يكون سكناهن في المساكن السماوية المقدسة إلى جانب البررة والقديسين، ومنهن نطلب الصلاة من أجلنا ومن أجل السلام في كل أرجاء العالم وخصوصاً في هذا الوقت العصيب حيث البشرية في حالة من الضياع واليأس والحيرة والخوف وهي تواجه مرض فيروس الكورونا.

في مثل من أمثالنا الشعبية نقول: “الأم بتلم”، أي انها بمحبتها وبقلبها الدافيئ والكبير وبتفانيها وبعواطفها الجياشة تجمع افراد عائلتها وتحتضنهم وترعاهم وتعمل دائماً على زرع نعم وخصال وعطايا المحبة والإلفة والتواضع والتسامح والعطاء والإيمان بينهم.

الأم والأب ومن خلال رباط الزواج المقدس يؤمنان الإستمرار للبشرية.

وهذه المؤسسة، مؤسسة العائلة، هي حجر الأساس لكل مجتمع ومن دونها تتفكك المجتمعات وتنتفي وتضيع القيم والأخلاق وتعم الفوضى وكل اشكال الضياع الإيمانية والأخلاقية.

نبارك للأمهات بعيدهم واليوم وفي كل يوم نصلي من أجل راحة أنفس الأمهات اللواتي غيبهن الموت.

ملاحظة: اضغط هنا لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

صاحب شركة حزب الكتلة الوطنية بيار عيسى: الإنتهازية والذمية الفاقعة

الياس بجاني/07 أيار/202

هيدا المخلوق الذمي الغير شكل، المدعو بيار عيسى يلي اشترى حزب الكتلة الوطنية وعم يتاجر فيه بالسوق هو وج صحارة "التغييرين" الذين التقاهم وزير خاجية فرنسا أمس. فانعم وأكرم بهيك تغييرين.. ومعهم يا شباب راح تخبزوا بالأفراح

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع اللواء أشرف ريفي تناول من خلالها كل الملفات اللبنانية الساخنة وفي مقدمها فجور وإرهاب وإحتلال حزب الله الملالوي ونتانة الحكام والسياسيين المستسلمين لإحتلاله الملالوي والإرهابي.. إيران وحزب الله هما كذبة كبيرة

10 أيار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/98739/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%a1/

اللواء ريفي أكد خلال مقابلته بأن حزب الله يخطف لبنان ويحتله ويأخذه رهينة، وأن لا مجال تحت أي ظرف بظل احتلاله وحكم ادواته الوصول لحلول كبيرة أو صغيرة. واشار إلى أنه غير مرشح للإنتخابات وأن هناك مساعي حثيثة وجدية لإنشاء جبهة معارضة للإحتلال الإيراني.

ورأي ريفي أن كل الحكومات بظل احتلال حزب الله الإرهابي هي مراهم لا أكثر ولا أقل إضافة إلى أنها أدوات بيده وأغطية لإجرامه وإرهابه ومشروعه التدميري والإيراني الإمبراطوري الوهم.

هذا وأكد ريفي أن سعد الحريري فشل وهو مع آخرين سلموا البلد لحزب الله ومن هنا لا تعامل مع من تجابن وتخلي عن السيادة ورضخ لحزب الله ولسلاحه.

وعن الجبهة التي اعلن نهاد المشنوق أنه بصدد انشائها لدعم سعد الحريري أكد ريفي أن المشنوق كان من الذين سلموا البلد لحزب الله وأن لا تعاون معه لأنه جُرّب وليس من الحكمة التعاون مع الذين جربناه وفشلوا وكانوا خانعين لغرمانات حزب الله.

وعن المبادرة الفرنسية قال نحن نشكر المساعي الفرنسية إلا أن مبادرتها كانت فاشلة من يومها الأول لأنها سعت لتعويم الطبقة السياسية الفاسدة.

وختم مؤكداً أن لبنان لن يكون جزءاً من المحور الإيراني وأن الرهان هو على الجيش اللبناني والأحرار اللبنانيين وهم من كل الطوائف.

https://www.youtube.com/watch?v=Z2jQa-bzXbw&t=1413s

 

ريفي يحمل بعنف على المشنوق: انبطاحيٌّ سلَّم بلدة الطفيل لـ”حزب الله”

بيروت ـ “السياسة” 10 أيار/2021

رأى الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، أن “النائب نهاد المشنوق يحاول التكفير عن أخطائه، ونحن لا نلتقي معه لا شخصياً ولا سياسياً ولا وطنياً ومن سلّم الطفيل لحزب الله فهو منبطح ومرسوم التجنيس فساد والكسارات”. وقال ريفي في حديثٍ عبر قناة الـ”إم تي في”: “لست مرشحاً للانتخابات النيابية المقبلة نهائياً وسأدعم أي مرشح سياديّ ونزيه ووطنيّ”. إلى ذلك، وفي خطوة تؤكد ابتعاده أكثر فأكثر عن تيار”المستقبل” ورئيسه، وما يمكن أن تتركه من تداعيات إضافية على العلاقة المتوترة بينه وبين الرئيس الحريري منذ مدة طويلة، أعلن النائب نهاد المشنوق عن العمل على تأسيس “حركة الاستقلال الثالث”، هو “ومجموعة من الرفاق والأصدقاء، بعضهم من قدامى جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري”. وفي الشأن الحكومي، أشار ريفي إلى أنّ “رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ليس عنتراً، ولو كان لحزب الله مصلحة في تشكيل الحكومة لكان أعطى إشارة وانصاع باسيل وتم تشكيلها خلال 24 ساعة”. إلى ذلك، كشفت أوساط تيار”المستقبل” لـ “السياسة”، أن الرئيس المكلف سعد الحريري يدرس خياراته للمرحلة المقبلة، في ضوء قراءته لمسار التطورات المتصلة بعملية تأليف الحكومة، وفي ضوء النتائج التي أفضت إليها زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الأخيرة”، بينما أكد مسؤول الإعلام في تيار “المستقبل” عبدالسلام موسى أنّ “المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ما زال متمسّكاً بها”.

 

هل يلجأ لبنان إلى بيع قسم من الذهب لتأمين كلفة الدعم؟

الجمهورية/10 ايار/2021

يرفض رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة الدكتور حسان دياب رفع الدعم عن بعض السلع قبل تأمين البطاقة التمويلية للعائلات الفقيرة والمحتاجة. ولكن، من أين تأتي الحكومة بالأموال لدعم هذه السلع؟ هل ستفرض على مصرف لبنان استعمال ما لديه من احتياطي إلزامي لأموال أودعها المغتربون واللبنانيون وأجانب في المصارف، متجاوزة النصوص الدستورية والقانونية التي تحمي الملكية الخاصة؟ أم تلجأ إلى أصعب وأوجع مصادر التمويل، عبر الطلب إلى المجلس النيابي الموافقة على بيع قسم من مخزون الذهب لتأمين الأموال؟ ياسة دعم أسعار السلع والخدمات عرفتها، ولا تزال تعرفها، دول العالم بمختلف أنظمتها السياسية والإقتصادية، وارتبطت بالتحوّلات في دور الدولة ودرجة تدخّلها في الإقتصاد. هذه السياسة تقوم على تحمّل الخزينة العامة الفارق بين كلفةِ إنتاج السلعة او الخدمة، وكلفة مبيعها إلى المُستهلِكين. والهدفُ من اعتماد هذه السياسة، تأمين العدالة الإجتماعية والإستقرار والأمن الإجتماعيين. دول كثيرة، بينها دولٌ غنية، عانت من سياسات الدعم، وقامت بتغيير آلياتها أو بادرت إلى إلغائها، ودولٌ أخرى، بينها لبنان، لا تزال تصرّ على اعتمادِ هذه السياسات، رُغم الأخطاء الكثيرة التي ظهرت في أثناء تطبيقها. فماذا عن التجربة اللبنانية في هذا المجال؟ عد انتهاء الحرب الأهلية، التي اندلعت في العام 1975 وإقرار وثيقة الطائف والدستور اللبناني الجديد، إنطلقت ورشة إعادة الإعمار، ولكن بكلفة عالية جداً. وكان على اللبنانيين أن يدفعوا فواتير عمليات التدمير والتهجير والنهب والسرقة التي مارستها الميليشيات الطائفية، والتي استفادت من تفكّك الدولة المركزية لتسطو على مداخيلها ومواردها، ويُحقّق زعماؤها بفضل ذلك ثروات هائلة. وأمام المصاعب والمشاكل الإقتصادية والإجتماعية التي ظهرت، بادرت الحكومات المُتعاقبة بعد الطائف إلى اعتماد سياسة دعم سلع وخدمات، مما سمح لفئات مُعَيَّنة مواجهة الأعباء المعيشية المختلفة، ولكنها في المقابل كانت أداة نهب وسرقة بيد حفنة من السياسيين وكبار التجار وأصحاب المصارف. فما هي السلع والخدمات التي دُعِمَت؟ ومن استفاد من هذا الدعم؟

دعم الليرة والكهرباء

1 - أبرز السلع التي تمّ دعمها كانت الليرة اللبنانية، وهي بالمفهوم الاقتصادي سلعة تُعادل كل السلع. فمن المعروف أنّ العملة في لبنان كانت تتمتع، بين خمسينات القرن الماضي ومطلع ثمانيناته، بقوة مُميّزة تجاه العملات الأخرى وذلك لسببين: الأول، إمتلاك لبنان لمخزون ذهبي يصل الى 9 ملايين و 222 ألف أونصة، كانت تؤمّن تغطية مُريحة للأوراق النقدية وبنسبة عالية، عندما كان إصدار هذه الأوراق مُرتبطاً بالذهب. والثاني، قوة الإقتصاد اللبناني الذي شهد نمواً وازدهاراً نتيجة عوامل داخلية وخارجية لا مجال لتعدادها. لحرب الأهلية (1975-1990) دمّرت الإقتصاد وهجّرت الكفاءات وأصابت الليرة في الصميم. فبعدما كان الدولار الأميركي يعادل فقط ليرتين ونصف الليرة في مطلع الثمانينات، وصل إلى حوالى الـ3 آلاف مطلع التسعينات، وهذا ما دفع السلطة إلى الطلب من مصرف لبنان التدخّل في سوق القطع لتثبيت سعر صرف العملة الوطنية على سعر 1500 ليرة مقابل الدولار الأميركي. وقد كلّف دعم سعر صرف الليرة تجاه العملات الأخرى الخزينة اللبنانية مبالغ طائلة، وأدّى إلى تراكم الدين العام الذي وصل إلى 100 مليار دولار. فمن استفاد من دعم الليرة؟ ا يُخفى على أحد، أنّ كل الطبقات والفئات الإجتماعية استفادت من دعم سعر صرف الليرة. وإذا كان الفقراء والشرائح المُنتمية إلى الطبقة الوسطى استفادوا، ولو بشكل محدود، من هذا الدعم (شراء السيارات، الخدم في المنازل، السفر للسياحة) نتيجة رفع القدرة الشرائية للرواتب والأجور، فإنّ الأكثر استفادة من دعم الليرة كان الأثرياء وأصحاب المصارف، الذين بادروا إلى توظيف ثرواتهم والودائع الموجودة في مصارفهم في سندات الخزينة مقابل الفوائد المرتفعة والخيالية (أرباح المصارف الصافية بين عامي 1993 و 2018 بلغت 22.1 مليار دولار).

إنّ دعم الليرة الذي بدأ مطلع التسعينات واستمر إلى نهاية العام 2019، كلّف الخزينة العامة مبالغ كبيرة جداً، وقد تمّ من أموال المودعين وشكّل أحد أسباب الإنهيار النقدي الذي نعيشه. فالعملة في كل دول العالم، ومنذ انهيار اتفاقية «بريتون وودز» في أواسط الستينات، ترتبط باقتصاد الدولة وتعكس قوته أو ضعفه. أما في لبنان، فقد حافظت الليرة على سعرها تجاه العملات الأجنبية، رغم تراجع النمو الإقتصادي وتعثّر غالبية القطاعات الإنتاجية، وذلك بسبب التدخّل الدائم لمصرف لبنان، مُستعيناً بعائدات الإكتتاب في سندات الخزينة.

2- السلعة الثانية التي تمّ دعمها، والتي كلّفت الخزينة مبالغ تُقدَّر بحوالى 40 مليار دولار أميركي هي الكهرباء. هذا القطاع المُتعثّر كان موضوع تجاذب وصراع وتحدٍ بين القوى السياسية. أُنفِقَت هذه المليارات ولم تتأمّن الكهرباء للبنانيين، فأين ذهبت؟ ومن استفاد منها؟

منذ أواسط التسعينات قرّرت الحكومة دعم الكهرباء، بحيث تحمّلت الفارق بين كلفة إنتاج الكيلوواط المرتفعة وكلفة مبيعه المُتدَنّية. كما أجبرت الخزينة على تحمّل العجز المالي الكبير الذي عانته مؤسسة كهرباء لبنان. ونتج ذلك من الإرتفاع العالمي في أسعار النفط، ومن التوظيف العشوائي لمحاسيب السياسيين وأزلامهم في هذه المؤسسة، ومن ضعفٍ في الجباية وهدرٍ فني مُرتفع. وقد استفادت من أسعار مبيع الكهرباء المُنخفضة، وغير المتناسبة مع كلفة الإنتاج، كل مكوّنات المجتمع اللبناني، وبشكل خاص بعض المناطق والمؤسسات وحفنة من الشخصيات السياسية التي كانت تسرق الكهرباء أو تمتنع عن تسديد الفواتير المُتَوَجّبة عليها.

3- بعد انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، وفي ظلّ انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية نتيجة استباحة الأموال العامة من قِبل أغلب مُكوّنات الطبقة السياسية والتي ترافقت مع العقوبات الأميركية لخنق تمويل «حزب الله» وبيئته، بادرت الحكومة إلى توسيع لائحة المواد والسلع الإستهلاكية التي يتمّ دعمها، لتشمل عدداً كبيراً، منها بحيث وصل العدد إلى حوالى 300 سلعة. لاثٌ من هذه السلع تمّ دعمها بتأمين استيرادها من خلال دولار سعره حوالى 1500 ليرة لبنانية والباقي بدولار سعره 3900 ليرة لبنانية. وقد تعهّدت الحكومة من خلال مصرف لبنان (أموال المودعين) بتأمين الدولارات المطلوبة للتجار لفتح الإعتمادات. وكان الهدف مساعدة اللبنانيين في مواجهة مصاعب المرحلة وتأمين حاجاتهم الغذائية والمعيشية الضرورية بعدما انهارت القدرة الشرائية للرواتب والأجور. غير أنّ دعم هذه السلع خلال الأشهر الماضية، كشف عن ثغرات كثيرة ستؤدي إلى توقّفه، الأمر الذي ينذر بأخطار ومشاكل لا يحتاجها لبنان في هذه المرحلة المفصلية. أما أبرز الثغرات فيمكن تلخيصها في:

أ - عشوائية اختيار السلع التي وُضِعَت على لائحة الدعم والتي لا تحتاج بعضها الطبقات الفقيرة والمتوسطة المُستهدَفة من هذه العملية. ويُقال إنّ بعض كبار التجار حقق أرباحاً طائلة من خلال استيراد بعض السلع المدعومة وإعادة تصديرها أو تهريبها إلى الخارج.

ب - شهدت المحروقات إستغلالاً فاضحاً لعملية الدعم، مما كبّد الخزينة ومصرف لبنان خسائر كبيرة. فقد لجأ كبار التجار وبعض المُهرّبين المحميين سياسياً، الى تخزين كميات كبيرة من المازوت في «مناطق آمنة» بهدف إعادة بيعها بأسعارٍ مُضاعَفة في حال رفع الدعم عن المحروقات، أو من خلال افتعال أزمات استيراد وتعطيش السوق. وبالإضافة الى تخزين المازوت، يعمد كبار المهرّبين إلى نقل كميات كبيرة من البنزين المدعوم إلى سوريا لبيعها بأسعار مضاعفة.

ج - الدواء المدعوم استيراده من الخزينة العامة عبر مصرف لبنان خضع أيضاً، كما المحروقات، لعملية تخزين وإخفاء وتهريب، تحقيقاً لأرباح ومكاسب غير شرعية. ومُقابل عجز المواطنين عن تخزين كميات من المازوت والبنزين، كان من السهل تخزين كميات من الأدوية في المنازل للعلاج الدائم او لمواجهة حالات طبية طارئة. وترافق تهافت المواطنين على شراء الأدوية مع عمليات تهريب لكميات منها إلى دولٍ مجاورة، ما أدّى إلى فقدان أصنافٍ كثيرة من رفوف الصيدليات.

د - الطحين المدعوم منذ فترة طويلة تعرّض أيضاً من قِبل أصحاب الأفران الذين استغلوا ارتفاع أسعار بعض المواد الداخلة في صناعة الرغيف، للمطالبة بتعديل سعر ربطة الخبز. وإذا كان باستطاعة المواطن تخزين كمية قليلة من المحروقات والأدوية في منزله، فمن الصعب جداً تخزين الرغيف الذي يستحيل رفع الدعم عنه، لأنّ ما من مسؤول عاقل يتحمّل نتائج ذلك.

إنّ سياسة الدعم المُعتَمدة في لبنان تحتاج الى دراسة عميقة للأصناف المدعومة ولآليات الدعم، كما تحتاج إلى ترشيد وإعادة نظر لتخدم شرائح وفئات اجتماعية مُحدَّدة، بدل أن تبقى عشوائية وفي خدمة كبار التجار والمُحتكِرين. وهذه السياسة تحتاج في المدى الطويل إلى تمويل. وهذا التمويل يأتي عادة من مصادر ثلاثة: الضرائب على مداخيل وأرباح كبار الأثرياء لتغذية خزينة الدولة وهي شبه فارغة، والمساعدات الخارجية وهي شحيحة ومشروطة سياسياً (مشروع البنك الدولي)، أو اللجوء إلى بيع قسم من احتياط الذهب (ملكية عامة)، بقانون يصدر عن مجلس النواب، لأنّه لا يجوز دستورياً استعمال أموال الاحتياط الإلزامي للودائع المصرفية (ملكية خاصة) لتغطية كلفة الدعم او أية نفقات أخرى. وإذا لم تبادر السلطة اللبنانية بكل مكوّناتها إلى اتخاذِ خطوات سريعة مدروسة وجريئة لتنظيم عمليات الدعم، عبر تصحيح القدرة الشرائية للأجور، وخصوصاً للشطور الدنيا منها، أو البطاقة التمويلية مقابل رفع الدعم تدريجاً، فإنّ اللبنانيين، بغالبيتهم الساحقة، لن يتأخّروا، إذا جاعوا ومرضوا وعانوا الذل، في رفع الدعم عن هذه السلطة وإسقاطها في غياهب النسيان.

 

خطوة مباغتة من "المركزي" والسلّة الغذائية "طارت

نداء الوطن/10 ايار 2021

على غير هدى يسير المركب اللبناني بعدما فقد أهل الحكم السيطرة على دفة قيادته، تاركين ‏الناس أسرى مافيا المضاربات والاحتكار والتهريب، حيث بدأت تسود شريعة النهب المنظم ‏للاحتياطي الإلزامي وتحكم الأسواق السوداء بتسعير السلع، على وقع تسارع العد العكسي ‏لرفع الدعم عن المواد الحيوية في البلاد.

ومع تزايد المؤشرات الداخلية والتقارير الدولية الدالة إلى اتجاه اللبنانيين نحو انفجار اجتماعي ‏كبير بعد انتهاء شهر رمضان، ربطاً ببدء فقدان السلع المدعومة من الأسواق وتوقف تقديم ‏طلبات الدعم من قبل الشركات المستوردة، بدأ الهلع يتملك المواطنين عند أعتاب الصيدليات ‏ومتاجر الدواجن واللحوم ومحطات الوقود، وسط تأكيد مصادر معنية على أنّ "مرحلة ترشيد ‏الدعم انطلقت وأولى ضحاياها ستكون السلة الغذائية التي "طارت" كلياً من الأسواق، على أن ‏يستمر الدعم "بالقطّارة" في المرحلة المقبلة ليقتصر على بعض المواد الحياتية الحيوية ‏لاستمرار دورة حياة الناس".

وفي هذا السياق، أكدت مصادر معنية بملف الدعم لـ"نداء الوطن" أنّ "رفع الدعم عن مادة ‏القمح أو الطحين المخصص لصناعة الخبز لن يتمّ نهاية الشهر وبالتالي فإنّ سعر رغيف الخبز ‏لن يرتفع كنتيجة مباشرة لترشيد الدعم"، لكنها استدركت بالقول: "إذا ارتفع سعر طن القمح ‏الذي يبلغ حالياً نحو 282 دولاراً واذا ارتفع سعر صرف الدولار فإنّ تسعيرة هذه المواد ‏ستتأثر حكماً، خصوصاً وأن ارتفاع سعر الدولار سيشمل ضمناً أكياس النايلون في صناعة ‏الرغيف". أما بالنسبة إلى المحروقات، وهي المادة الأهم التي لها تأثير على كل المكونات ‏الصناعية بسبب استخدام مادة المازوت في الصناعات المحلية، فإن رفع الدعم لن يحصل ‏بشكل نهائي عنها إنما "سيتمّ تخفيضه لحدوده الدنيا بموازاة إعطاء بطاقة تمويلية للمحتاجين ‏لتخفيض الآثار السلبية الناجمة عن ذلك"، كما أفادت مصادر وزارة الطاقة "نداء الوطن"، ‏مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّ الوزارة تسعى لتأمين أكبر نسبة دعم ممكنة للرغيف من ‏مصرف لبنان بغية السيطرة على مستوى سعر ربطة الخبز.

وبينما لم تقدم وزارة الطاقة اقتراحاً حول نسبة الدعم التي يجب خفضها بين 15 و 50%، ‏أكّدت مصادر "الطاقة" أنّ "المعنيين بشأن رفع الدعم، وفي مقدمهم رئاسة الحكومة، لم ‏يحسموا أمرهم لغاية الآن ولا يزال البحث متمحوراً حول عدد من الأبحاث والدراسات، من ‏دون اتخاذ أي قرار نهائي بعد".

وبالنسبة الى الأدوية، فبات من المعلوم أن "السرطانية" منها لن يرفع الدعم عنها، رغم أنّ ‏القيمين على الملف يعلمون أنها تُهرّب إلى خارج لبنان، وقد أكّد وزير الصحة في حكومة ‏تصريف الأعمال حمد حسن أمس أنّ "رفع الدعم عن الدواء والمستلزمات الطبية خط أحمر ‏لن تقبل به الوزارة".

وفي ما يتصل بالسلّة الغذائية، جزمت المصادر المتابعة للملف بأنّ "الدعم سيرفع حتماً عنها"، ‏وفي تلك الحالة سترتفع أسعار المواد الغذائية بنسبة نحو 40% كون الدعم في السّلة الغذائية ‏كان يتمّ وفق سعر صرف بقيمة 3900 ليرة للدولار الواحد، وليس 1500 ليرة على غرار ‏المواد الأساسية. وهو ما يشمل ارتفاعاً في أسعار الخضار والدجاج واللحوم والحليب التي ‏شهدت ارتفاعاً قياسياً كبيراً في الأيام الأخيرة، إذ وصل سعر الفروج على سبيل المثال إلى ‏‏50 ألف ليرة ومن المتوقع أن يتخطّى الـ100 ألف، وهو السعر نفسه الذي بلغه كيلوغرام ‏لحوم البقر أمس.

وكان بعض الوزارات، ولا سيما وزارة الإقتصاد، قد تبلغ كتاباً من مصرف لبنان يفيد بوقف ‏قبول طلبات الدعم بالآلية الموجودة حالياً، وهو ما أكده حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في ‏بيان أمس لناحية إشارته إلى أنّ "المصرف المركزي وجّه كتباً إلى الوزارات المعنية من أجل ‏ترشيد الدعم، وينتظر الأجوبة الواقعية التي يمكن تنفيذها قانوناً". ومساءً، أقدم "المركزي" على خطوة مباغتة بإعلانه إطلاق مفاوضات مع المصارف اللبنانية ‏‏"بهدف اعتماد آلية تبدأ بموجبها المصارف بتسديد تدريجي للودائع التي كانت قائمة قبل 17 ‏تشرين الأول 2019 وكما أصبحت في 31 آذار 2021، وذلك بالعملات كافة، ولهذه الغاية ‏طلب مصرف لبنان من المصارف تزويده بالمعطيات ليبني عليها خطة يتم بموجبها دفع مبالغ ‏تصل إلى 25 ألف دولار أميركي، (سيتم تسديدها للمودعين) بالدولار الأميركي أو أي عملة ‏أجنبية، إضافة إلى ما يساويها بالليرة اللبنانية"، موضحاً أنه "سيتم تقسيط هذه المبالغ على فترة ‏زمنية يُحدّدها مصرف لبنان قريباً، ومن المتوقّع أن يبدأ الدفع اعتباراً من 30 حزيران ‏‏2021 شرط الحصول على التغطية القانونية". ورأت أوساط مالية في خطوة المصرف المركزي "هجمة مرتدة على الطبقة السياسية التي ‏تضغط باتجاه صرف المزيد من أموال الاحتياطي الإلزامي لتمويل عمليات الدعم العشوائي"، ‏موضحةً أنّ "هذه الأموال تُصرف أساساً من حسابات المودعين، وبالتالي فمن الأجدى سدادها ‏لهم باعتبارهم أحقّ بها". ومن جهة ثانية، اعتبرت الأوساط المالية أنّ حاكم المصرف المركزي يسعى من خلال خطوته ‏هذه إلى "احتواء حالة التضخم المفرط (Hyperinflation) المقبلة على البلاد بسبب رفع ‏الدعم، وعليه فإنّ مصرف لبنان وجد نفسه مضطراً إلى رفع مستوى تحرير الودائع، منعاً ‏لاضطراره إلى اللجوء لمزيد من طباعة العملة وزيادة حجم التضخم في السوق النقدي".

 

تطوّر جديد بقضية المعتقلين في سوريا

إم تي في اللبنانية/10 ايار/2021

تعود قضية المعتقلين والمخطوفين في السجون السورية الى الواجهة من جديد، وهذه المرة عبر إعادة تحريك الملف الموجود في أدراج النيابة العامة التمييزية في بيروت على خلفية الإخبار الذي سبق وتقدّم به عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أدي ابي اللمع ورئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض. وفي المعلومات أنّ ابي اللمع ومحفوض، وانطلاقاً من معطيات وتطورات جديدة تتعلق بالملف المذكور، سيقومان بالتوجه يوم غدٍ الثلثاء الى قصر العدل في بيروت حيث سيتقدمان مجدّداً بمعلومات جديدة حول قضية المعتقلين في سوريا، ليصار الى ضمّها الى الملف الموجود لدى هذه النيابة. علماً أنّ الشكوى المذكورة هي ضدّ أركان النظام السوري بشخص رئيسه بشار الأسد وضباط ومسؤولين وأمنيين. وتفيد مصادر أنه، وبعد بروز معطيات جديدة عن عمليات خطف واحتجاز للبنانيين وإرفاقًا بالإخبار المقدّم منهما في أيار الماضي بجرائم إعتقال وخطف لبنانيين لدى السجون السورية، سوف يحضر أبي اللمع ومحفوض أمام النيابة العامة التمييزية في بيروت لتقديم ما يملكانه من معطيات ومعلومات جديدة حول هذه القضية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 10/5/2021

الإثنين 10 أيار 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

على وقع التطورات الاقليمية المتسارعة ومع عودة الحديث عن السين السين في ظل التفاهمات الدولية المتوقعة نشطت ‏المساعي على اكثر من مستوى لاحياء الاتصالات المقطوعة بين بعبدا و"بيت الوسط وبيت الوسط والشالوحي وقد تكثفت اللقاءات بسرية تامة في الساعات الماضية انطلاقا من الضغط باتجاه تنازل كل من الفريقين فلا ثلث ضامن مقابل تسمية الوزراء المسيحيين ليكون الالتقاء في منتصف الطريق في محاولة لبلورة مشروع ‏تشكيلة حكومية جديدة فهل تنجح هذه المساعي .ام تلقى مصير سابقاتها؟

وتوازيا الأنظار مشدودة إلى خطوات فرنسية متوقعة، بعد زيارة لودريان الاخيرة وسط تلويح بعصا عقوبات اوروبية وقلق اوروبي ازاء تدهور الاوضاع في لبنان عبر عنه الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية josep borrell، وذلك قبل بدء مباحثات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين سيطلعهم الوزير لودريان على نتائج زيارته بيروت..

في ظل هذه الاجواء لبنان على فوهة انفجار اجتماعي قبيل دخول قرار رفع الدعم حيز التنفيذ وان كانت مفاعيله بدأت على الارض بفضل جشع التجار والمحتكرين الذين استبقوا قرار رفع الدعم برفع الاسعار او باخفاء عدد من البضائع فاصطفت طوابير السيارات امام محطات الببنزين، فيما يستلزم الحصول على علبة دواء يوما من البحث من صيدلية الى اخرى ناهيك عن ازمة المواد الغذائية والشح في اللحوم والدجاج،

ولا مستشفيات هذا الاسبوع بسبب كباش طبي قضائي على خلفية قضية الطفلة إيلا طنوس..

فما مدى قدرة اللبنانيين على الصمود مع رفع ‏الدعم، في ظل غياب البدائل؟ يحصل ذلك في وقت كثرت التعاميم الصادرة عن البنك المركزي فبعد بشرى تسديد الودائع

أعلن سلامة في كتاب إلى الوزير نعمة عن "تعديل آلية بيع الدولار بالسعر الرسمي مقابل الليرة، بحيث تتطلب الآلية الجديدة الحصول على موافقة مسبقة من مصرف لبنان لأي طلبات جديدة".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

حدود اليأس التي بلغها اللبنانيون باتت تحتاج إلى ترسيم لئلا تتمادى مواقف الأطراف التي تلتزم بالتراضي التنقيب عن آبار التذاكي لضخ الإتهامات بالتعطيل السياسي ورميها عشوائيا.

هذا المعطى المرسوم لا يحتاج إلى توقيع ليضرب صورة العهد والسلطة وقدرتهما على المعالجة فحسب بل بدأ يطرح أسئلة أكثر تعقيدا حول طبيعة النظام والقدرة على الاستمرار والحفاظ على وجود اللبنانيين وعلى الثقة بالنهوض من جديد بعد تضييع الفرصة التي كانت مدخلا لتجاوز الأزمة وبدء مساعي الحل عبر الالتفاف على مبادرة الرئيس نبيه بري والعودة لطرح صيغ تعيد الأمور إلى مربع الثلث المعطل بشكل أو بآخر وتبعد الواقع الداخلي عن الوصول إلى تفاهم وتسوية يجب أن تبقى قائمة على قاعدة المبادرة الفرنسية.

وفي ظل الأفق المقفل رأت حركة أمل في بيان مكتبها السياسي الذي جاء شاملا لكل تفصيل على صعيد لبنان والمنطقة رأت أن مفتاح الحل الجوهري هو في التمسك بالميثاق والدستور والتركيز على ما لم يطبق منه بدءا من إقرار قانون جديد للانتخابات يلبي طموحات اللبنانيين وينسجم مع ما ورد في إتفاق الطائف وإعتبرت الحركة أنه آن الاوان للبدء بنقاش بعيد عن التوترات والحسابات الضيقة تمهيداللانتخابات النيابية المقبلة التي تصر على إجرائها في مواعيدها وترفض مجرد الهمس في إمكانية تأجيلها.

الحركة التي كانت سباقة في تبني مشاريع واقتراحات القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد وتبييض الأموال والاثراء غير المشروع والتي سبقت كل المطالبات القائمة اليوم، سألت القيمين على السلطتين التنفيذية والقضائية أين هم من تطبيق هذه القوانين والالتزام بمضمونها والسير نحو كشف وتحديد المسؤولين عن الفساد وهدر المال العام وإقرار العقوبات اللازمة لافتة الى أن المطلوب ليس تكرار شعارات شعبوية بل ترجمة فعلية وكشف وفضح ومحاسبة تقوم على معايير القانون والعدالة

وحول التدقيق الجنائي ومساره سألت الحركة : أين أصبح وما هي الخطوات العملية لإنجازه وتحديد كل ما يتعلق بمصير أموال الناس وحساباتها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

لأن كل شيء انهار او فقد، فإن لا صوت يعلو على صوت الناس.. فالهموم تلاحق اللبنانيين بدءا بالمحروقات مرورا بالكهرباء وصولا الى معظم السلع الحياتية. المستشفيات مقفلة الا امام الحالات الطارئة، فيما الصيادلة يرفعون الصوت ويحذرون. حتى رفع الدعم صار كقصة ابريق الزيت. فرئيس الحكومة المستقيل يشدد ان لا رفع للدعم الا بعد بدء العمل بالبطاقة التمويلية، فيما البطاقة التمويلية لا تمويل لها حتى الان، في هذا الوقت كل شيء يسبق القرارات الرسمية. فاسعار السلع ترتفع متخطية قرارات رفع الدعم، علما ان القهر والذل يتخطيان كل شيء في الجمهورية الفاشلة. ومن لا يصدق فليشاهد طوابير السيارات امام محطات الوقود في مشهد يذكر بايام الحرب اللبنانية.

توازيا، تشكيل الحكومة شبه معلق، لأن كل القوى السياسية اطفأت محركاتها، بعدما تيقنت ان المبادرة الفرنسية ماتت. اما حركة امل فصعدت في المواقف السياسية، وتركز التصعيد على العهد والتيار في دعم غير مباشر للحريري في معركته ضد الاثنين.

في الخلاصة: ساعة التأليف صارت مضبوطة على ايقاع التطورات في المنطقة والعالم، وخصوصا على ايقاع المفاوضات النووية في فيينا والمحادثات السعودية - الايرانية والعقوبات الاوروبية. فهل تأتي ساعة التأليف،ام ستسبقها ساعة الاعتذار عن التكليف؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

حجت القلوب الى باحاتها بعد ان اتم اهلها فضائل الصوم واقاموا صلاة الجهاد، فكان هلال عيدها واضحا في سماء القدس، تراه نصرا في وجوه ابنائها اللاهجة انتفاضة جديدة، ومجاورا لقبابها ومآذنها الصداحة بـ”حي على الفداء”..

هي زهرة المدائن العابقة بحياة فلسطين، المختزنة لعذابات وصبر السنين، كسرت كل اساطير الخوف، وهتفت باسم رب المقاومين انها قبلة الجهاد، وانها بوابة السماء ..

منها ستدخل الامة عصرا جديدا، هكذا انبأت اجراس كنائسها ومحاريب مساجدها، وهكذا يقرأ المحتل الذي بات معتلا بشر افعاله، يترقب في احيائها شرارات انتفاضة أحر من سابقاتها، وينظر الى حجارتها كانها من سجيل والى اطفالها كأنهم طيور الابابيل ..

في ايام القدس ما ليس يقرأ بحدث ولا يقيم بخبر، فساعات الامة ضبطت على نبض ساحاتها، وكل الوجوه يممت شطر مسجدها ..

هو نبض القدس بمئات الجرحى الفلسطينيين ومواجهات مع المحتلين، واصرار من اهلها على رسم معادلات جديدة تبعد المحتل ومستوطنيه عن تدنيس باحاتها.

واول المتغيرات اعلان صهيوني بتعليق المناورة التي كان يعد لها وهي الاضخم في تاريخ الكيان منذ عقود، وتداعى مجلسه الامني المصغر لتقدير الوضع، اما تقرير المصير فبيد الفلسطينيين ومقاومتهم التي بدأت ردها على العدوان الصهيوني وحصاره للقدس ..

مشهد حاصر الصهاينة الى حد تقييم رئيس استخباراتهم السابق عاموس يدلين للقضية بانها كبيرة جدا، وانها تطور استراتيجي خطير يؤكد وصول ما يسمى بالمفاوضات الى طريق مسدود. فشباب فلسطين بحسب يدلين هم غير دول التطبيع، ويريدون انتفاضة ثالثة في الضفة والقدس تحذرها تل ابيب

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

من يفتعل البلبلة حول رفع الدعم أو ترشيده، وبأي هدف؟ من يسرب معلومات مغلوطة؟ ومن يروج لمعطيات خاطئة تتنقل بسرعة من قطاع إلى آخر، بمبرر أو من دون، وتتسبب بهلع محق بين الناس، الذين لوعتهم التجارب المرة منذ اندلاع الازمة الاخيرة؟

هذه هي الأسئلة الواقعية التي يفترض أن تطرح اليوم، فيما المؤكد أن المسؤولية في مسألة الدعم، لا ينبغي أن يتولاها أو يتحملها شخص واحد، بل يتطلب بتها تضافر ثلاثة عناصر:

العنصر الأول تشريعي، فلا بطاقة تمويلية بلا مجلس نواب، ولا رفع للدعم أصلا من دون بطاقة، يتم تفعيلها والتأكد من فعاليتها، ربما حتى قبل بدء الترشيد.

العنصر الثاني تنفيذي، من خلال حكومة ووزراء يديرون العملية بتنسيق كامل بين مختلف القطاعات والجهات المعنية، وفق خطة محددة.

أما العنصر الثالث، فهو الوضوح، بمعنى مصارحة الناس بما سيحدث، ومتى سيتم… وليس من خلال إبقائهم أسرى الشائعات والأخبار المدسوسة والتوقعات التي لا يصح أكثرها.

وما عدا كل ما سبق، لن نكون على الأرجح إلا أمام مشهد متجدد من الفوضى، وفلتان الأسعار، الذي قد يودي إلى انفجار اجتماعي جديد، يتحمل مسؤوليته كل من لم يقدم على الخطوة بشكل مدروس، تماما كمن يصر على الهرب من تحمل المسؤوليات الجسيمة، عبر اعتقال الحكومة، ومعها الوطن والناس، في انتظار مجهول ما، لا يبدو أنه في متناول اليد، تماما كالودائع بالدولار، التي نبدأ نشرتنا من قضيتها، انطلاقا من البيان الذي أصدره أمس حاكم مصرف لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

كل الملفات مطروحة ومفتوحة ولا حلول لها... البلد امام معضلة... حتى الحلول المطروحة تبدو متأخرة، كوصول الدواء للمريض ولكن بعد فوات الأوان...

في الكهرباء يناقشون في التعرفة في وقت ذابت القدرة الشرائية لليرة اللبنانية... وما ينطبق على تعرفة الكهرباء ينطبق على كل السلع التي اقتربت من أن تصبح من دون دعم، شاء من شاء وابى من أبى، فحتى لو استمر الدعم، فمن اين تأتي الدولارات؟ أليس من الأجدى مصارحة اللبنانيين أن استعدوا إلى حياة خالية من الدعم؟

لا يجرؤ المسؤولون على النطق بهذه الحقيقة لأن الملفات ستنفجر في وجههم دفعة واحدة... والأزمة إلى مزيد من التعقيد في ظل غياب اي بصيص امل بتشكيل الحكومة، فعل رغم كل تهويلات رئيس الديبلوماسية الفرنسية، فإنه قال كلمته ومشى ولم يعرف بعد ماذا ستفعل فرنسا بعد هذه الخيبة الجديدة؟

وفي سياق الاحتقان السياسي، تصعيد من عين التينة أصابت شظاياه قصر بعبدا قضائيا وانتخابيا:

المكتب السياسي لحركة أمل تحدث عن "الضربة التي تعرض لها القضاء بحبس التشكيلات القضائية"... وغمز من قناة ما تقوم به القاضية غادة عون من دون ان يسميها متحدثا عن "العراضات الأخيرة التي قللت من هيبة القضاء".

أمل صوبت على ملف الكهرباء فقالت: "نقدر قرار الحجز على بواخر انتاج الكهرباء ومن المفترض أن يبدأ تدقيق جنائي مباشر في هذا الملف".

هذا الموقف العالي السقف في ملفي القضاء والكهرباء، من شأنه أن يكهرب الجو مجددا بين عين التينة وميرنا شالوحي.

في المنطقة، إلى أين سيوصل التصعيد؟

الجيش الإسرائيلي أعلن أنه علق لمدة يوم تدريبا رئيسيا لتركيز الجهود على الاستعداد لاحتمال تصاعد العنف، وسط احتدام التوتر مع الفلسطينيين في القدس.

تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع سقوط صواريخ في منطقة القدس والتي ردت عليها اسرائيل بإطلاق صواريخ على شمال غزة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

وصلت غزة الى القدس بسرعة الصاروخ توعدت فصائل المقاومة وحددت السادسة مساء توقيتا لبدء إطلاق النار وعلى الدقيقة كانت كتائب القسام توجه أولى ضرباتها الصاروخية التي أرفقها العدو بدوي صفارات الإنذار ونزول المستوطنين الى الملاجىء مصحوبين برعب الصوت ورهاب الصاروخ .

ومهلة القسام كانت قد منحت العدو فرصة سحب قواته ومستوطنيه من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة لكن إسرائيل استمرت في تعزيز حشودها العسكرية وأطلقت العنان "لحشراتها الزاحفة" من المستوطنين في اقتحام المسجد والتعدي على المصلين المرابطين في باحاته وشملت الاعتداءات المسعفين والفرق الطبية وساحاته فيما قامت قوات الاحتلال باعتقال المصابين خلال المواجهات. فهل تقف غزة هنا على الحياد؟ وكيف تساند القدس ما لم تستخدم اللغة التي تفهمها إسرائيل جيدا والتي اختصرها الناطق باسم القسام بعبارة " وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا".

ومن القسام الى سرايا القدس الى ألوية الناصر صلاح الدين توالت الصليات الصاروخية وسقطت في أشكالون وسديروت وكفر غزة ومن بين كل هذه الصواريخ لم تتمكن القبة الحديدية إلا من إسقاط واحد فقط فيما بقية الصواريخ كانت "برعاية الله "ونزلت في مناطق مفتوحة، وقد رد العدو في قصف على بيت حانون شمالي القطاع حيث سقط عدد من الشهداء من أسرة واحدة بينهم ثلاثة أطفال وحتى الساعة فإن معادلة توازن الرعب مستمرة فصائل المقاومة تضرب في عمق القدس المحتلة والعدو ينفذ غارات على مساكن مأهولة ويصنفها أهدافا عسكرية ماذا عن المواقف السياسية ؟.

هي من المرات النادرة التي لا تمنح فيها الإدارة الأميركية العدوان الإسرائيلي حصانتها وقد سعى مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية قبل أسبوع إلى الحصول على اللقاح الأميركي سواء في العنف ضد الفلسطيين أو في عرقلة التفاوض النووي الإيراني لكن واشنطن لم تنبطح كالعادة أمام الابتزاز الإسرائيلي واستمرت في تخصيب الاتفاقية النووية ورحبت بالتقارب السعودي الايراني وضغطت لمصالحة قطر ومصر ولوضع حد لحرب اليمن عادت استخبارات إسرائيل خائبة من أميركا وقررت استعراض قوتها العسكرية على الحدود مع لبنان لكنها وبعد يوم واحد من إطلاق مناوراتها أعلنت تعليق هذه التدريبات وأخمدت عربات نارها.

ناورت إسرائيل في الشمال بصمت وأنهت تدريباتها بفشل وادعت أنها معنية بتركيز كل الجهود على الاستعداد والجاهزية لسيناريوهات التصعيد في القدس.

وهذا التصعيد غير حائز تفويضا اميركيا وقد ناهضه الاتحاد الاوروبي واكتفى العرب بإدانته فيما اتكأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ساعد أميركي قائلا إن ما يجري في الأقصى يشكل تحديا لجهود الإدارة الاميركية ويؤشر هذا التصريح إلى أن " أبو مازن " قد بلغته " صليات أميركية معارضة للعنف الإسرائيلي وفي هذه الساعات العنف الى أقصاه إسرائيليا والصواريخ الى أعلى سماها فلسطينا لكن قد يرتعد العدو ويعلن الهزيمة بمجرد اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب يوم غد.

والعرب آخر الواصلين وأول البائعين

يجتمعون بقلبين : والاول على التطبيع والآخر على بيان استنكار يشبه الليرة اللبنانية لا يصرف في اي سوق عربية .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 10 ايار 2021

وطنية/الإثنين 10 أيار 2021

نداء الوطن

يتمّ التحضير لمسيرات حاشدة للنازحين والعمال السوريين نحو السفارة السورية في بعبدا على غرار التحركات ‏التي حصلت في العام 2014، لإيصال رسائل سياسية وديموغرافية.

يتحضّر "التيار الوطني الحر" لتسجيل سلسلة من اقتراحات القوانين لدى الامانة العامة لمجلس النواب تستهدف ‏تعديل عدد من القوانين التي تنظم عمل النيابات العامة وتقلص دور النيابة العامة التمييزية.

تبين ان مديرية الجمارك قد عملت على الغاء مفاعيل القيود على تسليم المحروقات لبعض التجار المشتبه في ‏تورطهم بتهريب المحروقات والتي فرضتها المديرية العامة للنفط.

الجمهورية

لوحظ أنّ مسؤولاً دولياً إلتقى مسؤولين بروتوكولياً فقط ولم يبحث معهم في أي ملف.

تردد أن رئيس تيار سياسي سعى الى التواصل مع معارضين له ضمن تياره إلّا أنه تلقّى جواباً مفاده: تستنجد بنا ‏الآن لتنقذ نفسك فلن نكون معك.

وصف مصدر سياسي بأن المبادرة الفرنسية إنتقلت من مرحلة "تسكير جامعة" إلى مرحلة فتح "حضانة".

البناء

كواليس

قال مصدر أوروبيّ على صلة بمفاوضات فيينا إن مشهد القدس أحبط أية محاولة للتفكير ‏بإدخال قضية حركات المقاومة الى ملفات التفاوض، لأن ذلك سيدخل ملف القدس ويتحوّل ‏إلى إحراج للأميركيّين والأوروبيّين بدلاً من إيران.

خفايا

قالت مصادر مالية إن وراء تأخير منصة الصرف لدى مصرف لبنان ترك سعر الصرف يرتفع ‏بصورة مفتعَلة بما يتيح للمنصة تحقيق إنجاز فوريّ بتخفيض نسبيّ عند إطلاقها. وتوقعت ‏المصادر بلوغ سعر الـ 15000 ليرة للدولار قبل إطلاق المنصة

الأنباء

*توقف مرتبط

يربط مرجع سياسي بين وقف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وبين التدهور الحاصل في ‏مسارات مختلفة.

*ارتباك الضفتين

تسيطر حالة من الارتباك على ضفتي المسؤولية في ملف استحقاق داهم بعد انتهاء كل ‏المساعي المحلية والخارجية.

اللواء

وصف صحفي فرنسي المحادثات التي أجراها لودريان مع مسؤولين لبنانيين بأنها أشبه بـ"حوار الطرشان"، لأن ‏الانسجام بالحوار والأفكار كان مفقوداً!

لوحظ أن اختيار ممثلي المجتمع المدني للقاء مع وزير الخارجية الفرنسي اقتصر على أطراف المجموعة التي تلتقي ‏في بيت الكتائب، في إطار الجهود المبذولة لإنشاء جبهة تجمع أحزاب معارضة وجماعات من حراك 17 تشرين!

تمر العلاقة بين قطب سياسي ومسؤول غير مدني بارز في مرحلة من الجمود غابت عنها الاتصالات واللقاءات التي ‏كانت تتم بينهما دائماً!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

إعتصام للاطباء امام قصر العدل واضراب للمستشفيات في قضية الطفلة طنوس ووفد من الأطباء رفع كتابا إلى وزيرة العدل

الإثنين 10 أيار 2021

وطنية - نفذ عدد من الاطباء من مختلف المستشفيات وبخاصة اطباء مستشفى الجامعة الاميركية، وبدعوة من نقابة الاطباء، اعتصاما رمزيا امام قصر العدل في بيروت، احتجاجا على القرار الذي أصدره القاضي ‏طارق بيطار في قضية الطفلة ايللا طنوس، في حضور نقيب الاطباء شرف ابو شرف، ونقيب اصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون. وأودع وفد من الأطباء مكتب وزيرة العدل ماري كلود نجم، كتابا في مناسبة صدور الحكم القضائي الاستئنافي في قضية الطفلة إيللا. تزامنا، أعلنت نقابة المستشفيات عن التوقف عن استقبال المرضى في كل المستشفيات الخاصة، وفي مختلف الاقسام بما فيها العيادات الخارجية، باستثناء الحالات الطارئة ومرضى غسيل الكلى والعلاج الكيميائي، ابتداء من اليوم ولغاية السبت المقبل. وجاء في الكتاب الموجه الى وزيرة العدل أن "نقابة أطباء لبنان في بيروت تضع في متناولكم هواجسها واستنكارها الشديد في مناسبة صدور الحكم القضائي الاستئنافي... وتؤكد تعاطفها مع الطفلة المتضررة، وتوضح أنها قامت في حينه بإجراء التحقيقات اللازمة وإصدار التقارير العلمية المناسبة. كما وتشير الى ان الحالة التي كانت فيها هي من الحالات الفائقة الصعوبة لأن الالتهاب الجرثومي الذي أصابها يؤدي فيما يقارب 90 % من الاوضاع إما الى الوفاة، إما الى بتر بعض الاعضاء".

وأشار الكتاب إلى أن "النقابة تعكف الآن على دراسة الملف مجددا، آخذة في الاعتبار جملة من الامور من بينها النظام الصحي العام وطبابة الطوارىء ووضع الاطباء في المستشفيات والسبل المعتمدة لنقل المريض من مستشفى الى آخر. ولجنة التحقيقات في النقابة انعقدت مجددا واجتمعت بكل المعنيين بهذه القضية تمهيدا لتقديم النتائج في أقرب فرصة ممكنة". واستغرب مجلس النقابة "النتيجة التي آل اليها الحكم لجهة التعويضات المحكوم بها، وهي تتعارض تعارضا كليا مع المعايير الإقتصادية السائدة في لبنان وبخاصة في الوضع الحالي، كما وإنها تتجاوز قدرات الأفرقاء المحكوم بوجههم"...

وتابع الكتاب: "إن مثل هذه الأحكام القضائية، مضافة إلى سائر العقبات التي تعترض عمل القطاع الطبي، تشكل عاملا سلبيا بارزا من العوامل التي تدفع بهما قسرا إلى الهجرة... وإن مثل هذه الأحكام تدفع الأطباء وبخاصة ذوي الخبرة العالية إلى التريث وأحيانا إلى الامتناع عن المشاركة في الأعمال الطبية الخطرة التي تتطلب مهارة خاصة خشية الإساءة إلى سمعتهم والقضاء على مستقبلهم، وهي، بمعنى آخر، تشيع التردد والإحباط في أوساط الجسم الطبي وتنعكس انعكاسا سلبيا على السلامة العامة". وأضاف: "مع التسليم بأن الخطأ ممكن الحصول في أي مجال من المجالات، وفي المجال الطبي وإن بصورة استثنائية ونادرة، ومع الإيضاح بأن الأخطاء المشكو منها تخضع للتحقيق الدقيق وأحيانا للعقوبات المسلكية في أجهزة النقابة، فإنه لا يجوز أن تترتب على هذا الخطأ نتائج وخيمة وقاسية وغير منطقية تتخطى المعقول وتسيء إلى ثبات العمل الطبي وإلى الثقة بأفراد الجسم الطبي"... وأسف إلى "أن ترتدي بعض المواقف أو القرارات طابعا يميل إلى المبالغة في الوقوف مع المتضرر على حساب تفاني العمل الطبي وخصوصية ومخاطره". وأكد أن "النقابة لن تقف عند حد هذا البيان بل سنعمد إلى ممارسة كل السبل المتاحة قانونيا للمراجعة ضد هذا القرار في سبيل التوصل إلى الحد من نتائجه المادية الخيالية. وسنقوم باعتصام رمزي أمام قصر العدل وإضراب تحذيري لمدة أسبوع، وستعمد إلى متابعة الموضوع لاتخاذ الخطوات الملائمة والتصعيدية لمواجهة هذه الخطوة ولاستدراك مثيلاتها في المستقبل"، مشيرا إلى "ملاحقة استنسابية في القضايا ذات العلاقة بالعمل الطبي". وأمل الجسم الطبي في "المساعدة على التسريع في إقرار القوانين المتعلقة بحصانة الطبيب وحقوقه وكرامته، وهي معروضة للمناقشة في بعض اللجان النيابية".

 

هاجس رفع الدعم يؤرق اللبنانيين وتهافت على التخزين

الشرق الأوسط/10 أيار/2021

مع بدء العد العكسي لاتخاذ قرار رفع الدعم عن المواد الغذائية والاستهلاكية، يعيش اللبنانيون حالة من الإرباك والخوف من انعكاسات هذا القرار، لا سيما مع الشائعات التي تنتشر حول هذا الموضوع، ومحاولة المواطنين قدر الإمكان تخفيف الخسائر الناتجة عنه، ولو مرحلياً، عبر اللجوء إلى تخزين المواد، مع التحذيرات المستمرة على ألسنة المعنيين من انعكاسات هذا القرار على حياة الشعب. وعبر نقيب مستوردي المواد الغذائية، هاني بحصلي، عن هذا الواقع، قائلاً: «إننا قادمون على انفجار اجتماعي سيسببه رفع صرف الدولار، وأم المعارك هي القدرة على جلب الدولار من الخارج». وانطلاقاً من المعلومات عن قرب رفع الدعم، تحديداً في نهاية الشهر الحالي، شهدت محطات الوقود، أمس (الأحد)، زحمة سير خانقة في عدد من المناطق، فيما أقفلت أخرى وامتنعت عن تسليم المحروقات. وقال ممثل موزعي المحروقات في لبنان، فادي أبو شقرا، في أحاديث تلفزيونية، إنه «حصل تهافت على محطات البنزين نتيجة شائعات بشأن موضوع رفع الدعم، فالناس لم تعد تحتمل، ولا بد من الحذر من الأخبار التي يتم تداولها، خصوصاً فيما يتعلق بهذا الأمر؛ ووقعت الأزمة لأن بعض محطات المحروقات لا تملك مخزوناً كافياً». وأضاف: «سنقوم باتصالات مع الشركات لتأمين المحروقات في الأسواق بأسرع وقت للخروج من هذه الأزمة التي سببها عدم توفر كميات كافية من البنزين في المحطات»، مؤكداً أنه «لا استقرار في الوضع الاقتصادي في البلد، ولا ثقة للمواطن في مسؤوليه»، آملاً في مرور هذه المرحلة الصعبة. وعن المعلومات التي تشير إلى توجه لرفع دعم جزئي عن المحروقات، قال: «لا قرار رسمياً بتخفيف الدعم أو رفعه، خصوصاً عن المحروقات لأنها مادة أساسية»، مؤكداً أنه «يجب أن يكون هناك ضوابط لسعر صرف الدولار قبل الإقدام على أي خطوة». كذلك، ومع تهافت اللبنانيين على شراء الأدوية خشية رفع الدعم، قال نقيب مستوردي الأدوية، كريم جبارة، إنه لم يتم إبلاغهم رسمياً بقرار رفع الدعم عن الأدوية في بداية شهر يونيو (حزيران) المقبل. وأوضح في حديث تلفزيوني أنه «لا يمكن تخيل ماذا يمكن أن يحصل للجهات الضامنة والمرضى في حال رفع الدعم»، مضيفاً أن الخطة الوحيدة الموضوعة على الطاولة هي التي تقضي برفع الدعم عن أدوية الـ«أو تي سي» (أي تلك التي لا تحتاج إلى وصفة طبية)، أما أدوية الأمراض المزمنة فلا آلية لإلغاء الدعم عنها. وأكد أن رفع الدعم عن الأدوية لن يحصل بطريقة عشوائية، خصوصاً أن سعرها ليس حراً، وقال: «الدواء لا يمكن أن يتم تسعيره إلا على أسس يصدرها وزير الصحة. وفي حال تم رفع الدعم، فلن يكون ذلك بطريقة عشوائية، والخطة الموضوعة حالياً تأخذ بعين الاعتبار مصلحة المريض». وتعمل الحكومة اللبنانية على خطة لرفع الدعم عن المواد الاستهلاكية، أو ترشيده وفق المصطلح المتداول، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار أضعافاً، مقابل منح بطاقات تمويلية للعائلات الفقيرة التي يقدر عددها بنحو 150 ألف عائلة.

 

توقع تحرك «جس نبض» سياسي لكسر جمود مشاورات الحكومة

الشرق الأوسط/10 أيار/2021

في ظل الجمود والترقب السياسي في لبنان إثر زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، التي أظهرت استياء باريس من المسؤولين اللبنانيين، لا تظهر الأجواء السياسية أي انفراج على طريق الحل، وهو ما عكسه السجال المستجد بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» على خلفية تبادل الاتهامات بعرقلة التأليف مساء أول من أمس. وفيما حذر البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس (الأحد)، من أن يهمل ملف تشكيل الحكومة وينسى في صراع المحاور الإقليمية، وأن يتم الدفع بلبنان نحو مزيد من الانهيار لغاية مشبوهة، تقول مصادر في «التيار الوطني الحر» مقربة من رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا الأسبوع ستتجدد الاتصالات بين الأفرقاء المعنيين في محاولة لجس نبض حول كيفية إعادة تحريك الملف الحكومي على قاعدة «لا يحك جلدك إلا ظفرك»، وفق تعبيرها، نتيجة قناعة الجميع في لبنان أن الدول منشغلة بقضاياها والأوضاع لم تعد تحتمل، في ظل رفض دياب الدعوة إلى جلسة للحكومة والاستحقاقات التي تنتظر اللبنانيين، وأهمها رفع الدعم عن المواد الاستهلاكية. وعما إذا يمكن تسجيل لقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، تقول المصادر: «معالم التحرك ليست واضحة حتى الساعة إنما كله مرتبط بنتائج اتصالات جس النبض التي ستنطلق من الطرح الأخير عبر تأليف حكومة من 24 وزيراً، فإذا كان هناك تجاوب من الأطراف قد يحصل اللقاء مع الأخذ بالاعتبار ضرورة التعاطي بسلاسة أكثر في هذا الملف، وأن استمرار تصلب المواقف لن يؤدي إلى نتيجة»، مع تقديرها أن تسبق الاتصالات عطلة الفطر لتظهر النتائج الأسبوع المقبل.

وموضوع تأليف الحكومة كان حاضراً كالعادة في عظة الراعي أمس، حيث قال: «نحن شعب يملك طاقات الصمود للدفاع عن كرامته وحقه وهويته واستقلال وطنه وحدوده، رغم كل المصائب التي حلت به في السنوات الأخيرة. واليوم، رغم الأزمة السياسية والضائقة الاقتصادية والمعيشية، ندعو الشعب للحفاظ على هذا الكيان اللبناني، ولإعادة تجميع طاقاته وقدراته وروحه المنتفضة، فلا يفقد الأمل بالمستقبل. الظلمة وراءنا والنور أمامنا. ومن شأن النور أن يمزق طبقات الظلام. فلن ندع لبنان يسقط».

وجدد الدعوة لتأليف الحكومة قائلاً: «لأننا نناضل لمنع سقوط لبنان، نجدد النداء إلى المعنيين بتأليف الحكومة ليسرعوا في الخروج من سجون شروطهم، ويتصفوا بالمناقبية والفروسية، ويعملوا، بشرف وضمير وإصغاء مسؤول إلى أنين الشعب، على تشكيل حكومة قادرة تضم النخب الوطنية الواعدة»، مضيفاً: «إذ نلح على موضوع الحكومة، فلأننا نخشى أن يهمل وينسى في مجاهل لعبة السلطة داخلياً، وفي صراع المحاور إقليمياً. هناك من يعمد إلى دفع لبنان نحو مزيد من الانهيار لغاية مشبوهة».

وكرر «الدعوة لإعلان حياد لبنان الإيجابي الناشط، وتلازماً لعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة، فلكي يكون مصير لبنان مستقلاً عن التسويات الجارية في الشرق الأوسط، ولو على حساب حق شعوب المنطقة في تقرير مصيرها». وشدد: «نحن اللبنانيين مسؤولون عن تقرير مصيرنا الحر والسيادي، بعيداً من تأثير أي مساومة، أو تسوية من هنا وهناك وهنالك. دورنا أن نواصل النضال من أجل استعادة القرار الحر والسيادة والاستقلال وسلامة كل الأراضي اللبنانية. لا يمكن أن يكون لبنان سيداً ومستقلاً من جهة، ومرتبطاً بأحلاف ونزاعات وحروب من جهة ثانية».

وختم الراعي: «عليه، نحن نؤيد تحسين العلاقات بين دول المنطقة، على أسس الاعتراف المتبادل بسيادة كل دولة وبحدودها الشرعية، والكف عن الحنين إلى السيطرة والتوسع. ونتمنى أن تنعكس أجواء التقارب المستجد على الوضع اللبناني فيخف التشنج بين القوى السياسية، وتنسحب من الصراعات والمحاور ما يسمح للبنان أن يستعيد حياده واستقلاله واستقراره. ونطالب هذه الدول بأن تنظر إلى القضية اللبنانية كقضية قائمة بذاتها، لا كملف ملحق بملفات المنطقة».

 

البيطار عن مجريات التحقيق في انفجار المرفأ: العمل جار بصمت وسرية وسرعة من دون تسرع وعلى محاور عدة متزامنة

الإثنين 10 أيار 2021

وطنية - أكد المحقق العدلي في ملف تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، الذي تسلم الملف منذ قرابة شهرين ونيف، في إحاطة لمجريات التحقيق المتعلق بإلانفجار، أن "العمل جار بصمت وسرية وسرعة من دون تسرع وعلى محاور عدة متزامنة، أولها تسطير قرابة 23 إستنابة قضائية تقريبا الى الخارج، تم الطلب من خلالها تزويد التحقيق بصور إلتقتطها الأقمار الصناعية التابعة لعدد من الدول فوق محيط المرفأ والتي تكشف الكثير من الأمور التي ستصب حتما في مصلحة التحقيق، وبالتوازي تم تسطير عشرات الإستنابات الداخلية لجهات محددة في إطار جمع المعلومات والتقاطع في ما بينها"، كاشفا أن "قراءة الملف وتمحيصه والتمعن به تطلبوا أكثر من أسبوعين، لتلي ذلك مرحلة إستجواب الموقوفين وتخلية سبيل عدد منهم، ثم الإستماع الى إفادات شهود عديدين،منهم مَن لم يسبق أن تم الإستماع اليهم من قبل، كما يتم العمل راهنا منذ قرابة الشهر على الناحية التقنية في التحقيق التي من المفترض أن تؤدي الى تأكيد أو نفي الكثير من الفرضيات المحتملة حول طبيعة الإنفجار وكيفية حدوثه". وتحدث البيطار عن "محور أساسي هو تتبع مسار الباخرة "روسوس" من المرفأ الذي أبحرت منه في جورجيا ووجهة سيرها المقررة نحو الموزمبيك، مرورا بالمحطات التي توقفت فيها قبل أن تصل الى مرفا بيروت لترسو فيه، بحيث يتم طلب أجوبة حول الشحنة وزنتها وأصحابها ومالكي السفينة ومشغليها، وكما يتم التحقيق في طريقة تفريغ الشحنة وعلى مَن تقع مسؤولية تفريغها وتخزينها، ومَن كان يعرف بوجودها ولم يُعلم الجهات المختصة بذلك". وأضاف: "نحن أكثر جهة تملك الكثير من المعلومات والمعطيات ، وكل ما يحكى خارج إطار التحقيق الذي نقوم به هو مجتزأ". ونوه القاضي البيطار بالتعاون القائم مع الأجهزة الامنية كافة في مسار التحقيق المتبع وتلبيتها لكل ما يُطلب منه"ا، مشيرا الى" العمل الحثيث لتسريع مسار التحقيق من أجل الوصول الى الخواتيم المطلوبة". ولفت البيطار الى أن "الوقت يمر بثقلٍ على الجميع وأول من يحمل وزر هذا الوقت هم أهالي الضحايا الذين فقدوا أحباءهم ولن يعزيهم سوى الوصول الى الحقيقة الكاملة والعدالة ، كما أن الموقوفين في الملف يحملون هم أيضا وزر الوقت عينه، لأنه بحسب القانون، ليس كل مدعى عليه هو بالضرورة متورط". واشار الى أن "الأقمار الصناعية تشكل دليلا أساسيا ومحوريا في حال أعطت صورا واضحة ومتكاملة للمرفأ ومحيطه قبل وأثناء وبعد حصول الإنفجار ، كما أن إفادات الشهود الجدد الذين يتم الإستماع اليهم لها موقعها في مسار التحقيق، علما أن هناك المزيد من الأشخاص الذين سيتم الإستماع اليهم قريبا".

 

نداء الوطن : خطوة مباغتة من "المركزي": تحرير تدريجي للودائع! الدعم "بالقطّارة" والسلّة الغذائية "طارت"

نداء الوطن/الإثنين 10 أيار 2021

وعلى غير هدى يسير المركب اللبناني بعدما فقد أهل الحكم السيطرة على دفة قيادته، تاركين ‏الناس أسرى مافيا المضاربات والاحتكار والتهريب، حيث بدأت تسود شريعة النهب المنظم ‏للاحتياطي الإلزامي وتحكم الأسواق السوداء بتسعير السلع، على وقع تسارع العد العكسي ‏لرفع الدعم عن المواد الحيوية في البلاد.

ومع تزايد المؤشرات الداخلية والتقارير الدولية الدالة إلى اتجاه اللبنانيين نحو انفجار اجتماعي ‏كبير بعد انتهاء شهر رمضان، ربطاً ببدء فقدان السلع المدعومة من الأسواق وتوقف تقديم ‏طلبات الدعم من قبل الشركات المستوردة، بدأ الهلع يتملك المواطنين عند أعتاب الصيدليات ‏ومتاجر الدواجن واللحوم ومحطات الوقود، وسط تأكيد مصادر معنية على أنّ "مرحلة ترشيد ‏الدعم انطلقت وأولى ضحاياها ستكون السلة الغذائية التي "طارت" كلياً من الأسواق، على أن ‏يستمر الدعم "بالقطّارة" في المرحلة المقبلة ليقتصر على بعض المواد الحياتية الحيوية ‏لاستمرار دورة حياة الناس". وفي هذا السياق، أكدت مصادر معنية بملف الدعم لـ"نداء الوطن" أنّ "رفع الدعم عن مادة ‏القمح أو الطحين المخصص لصناعة الخبز لن يتمّ نهاية الشهر وبالتالي فإنّ سعر رغيف الخبز ‏لن يرتفع كنتيجة مباشرة لترشيد الدعم"، لكنها استدركت بالقول: "إذا ارتفع سعر طن القمح ‏الذي يبلغ حالياً نحو 282 دولاراً واذا ارتفع سعر صرف الدولار فإنّ تسعيرة هذه المواد ‏ستتأثر حكماً، خصوصاً وأن ارتفاع سعر الدولار سيشمل ضمناً أكياس النايلون في صناعة ‏الرغيف". أما بالنسبة إلى المحروقات، وهي المادة الأهم التي لها تأثير على كل المكونات ‏الصناعية بسبب استخدام مادة المازوت في الصناعات المحلية، فإن رفع الدعم لن يحصل ‏بشكل نهائي عنها إنما "سيتمّ تخفيضه لحدوده الدنيا بموازاة إعطاء بطاقة تمويلية للمحتاجين ‏لتخفيض الآثار السلبية الناجمة عن ذلك"، كما أفادت مصادر وزارة الطاقة "نداء الوطن"، ‏مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّ الوزارة تسعى لتأمين أكبر نسبة دعم ممكنة للرغيف من ‏مصرف لبنان بغية السيطرة على مستوى سعر ربطة الخبز.

وبينما لم تقدم وزارة الطاقة اقتراحاً حول نسبة الدعم التي يجب خفضها بين 15 و 50%، ‏أكّدت مصادر "الطاقة" أنّ "المعنيين بشأن رفع الدعم، وفي مقدمهم رئاسة الحكومة، لم ‏يحسموا أمرهم لغاية الآن ولا يزال البحث متمحوراً حول عدد من الأبحاث والدراسات، من ‏دون اتخاذ أي قرار نهائي بعد". وبالنسبة الى الأدوية، فبات من المعلوم أن "السرطانية" منها لن يرفع الدعم عنها، رغم أنّ ‏القيمين على الملف يعلمون أنها تُهرّب إلى خارج لبنان، وقد أكّد وزير الصحة في حكومة ‏تصريف الأعمال حمد حسن أمس أنّ "رفع الدعم عن الدواء والمستلزمات الطبية خط أحمر ‏لن تقبل به الوزارة".

وفي ما يتصل بالسلّة الغذائية، جزمت المصادر المتابعة للملف بأنّ "الدعم سيرفع حتماً عنها"، ‏وفي تلك الحالة سترتفع أسعار المواد الغذائية بنسبة نحو 40% كون الدعم في السّلة الغذائية ‏كان يتمّ وفق سعر صرف بقيمة 3900 ليرة للدولار الواحد، وليس 1500 ليرة على غرار ‏المواد الأساسية. وهو ما يشمل ارتفاعاً في أسعار الخضار والدجاج واللحوم والحليب التي ‏شهدت ارتفاعاً قياسياً كبيراً في الأيام الأخيرة، إذ وصل سعر الفروج على سبيل المثال إلى ‏‏50 ألف ليرة ومن المتوقع أن يتخطّى الـ100 ألف، وهو السعر نفسه الذي بلغه كيلوغرام ‏لحوم البقر أمس.

وكان بعض الوزارات، ولا سيما وزارة الإقتصاد، قد تبلغ كتاباً من مصرف لبنان يفيد بوقف ‏قبول طلبات الدعم بالآلية الموجودة حالياً، وهو ما أكده حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في ‏بيان أمس لناحية إشارته إلى أنّ "المصرف المركزي وجّه كتباً إلى الوزارات المعنية من أجل ‏ترشيد الدعم، وينتظر الأجوبة الواقعية التي يمكن تنفيذها قانوناً". ومساءً، أقدم "المركزي" على خطوة مباغتة بإعلانه إطلاق مفاوضات مع المصارف اللبنانية ‏‏"بهدف اعتماد آلية تبدأ بموجبها المصارف بتسديد تدريجي للودائع التي كانت قائمة قبل 17 ‏تشرين الأول 2019 وكما أصبحت في 31 آذار 2021، وذلك بالعملات كافة، ولهذه الغاية ‏طلب مصرف لبنان من المصارف تزويده بالمعطيات ليبني عليها خطة يتم بموجبها دفع مبالغ ‏تصل إلى 25 ألف دولار أميركي، (سيتم تسديدها للمودعين) بالدولار الأميركي أو أي عملة ‏أجنبية، إضافة إلى ما يساويها بالليرة اللبنانية"، موضحاً أنه "سيتم تقسيط هذه المبالغ على فترة ‏زمنية يُحدّدها مصرف لبنان قريباً، ومن المتوقّع أن يبدأ الدفع اعتباراً من 30 حزيران ‏‏2021 شرط الحصول على التغطية القانونية". ورأت أوساط مالية في خطوة المصرف المركزي "هجمة مرتدة على الطبقة السياسية التي ‏تضغط باتجاه صرف المزيد من أموال الاحتياطي الإلزامي لتمويل عمليات الدعم العشوائي"، ‏موضحةً أنّ "هذه الأموال تُصرف أساساً من حسابات المودعين، وبالتالي فمن الأجدى سدادها ‏لهم باعتبارهم أحقّ بها". ومن جهة ثانية، اعتبرت الأوساط المالية أنّ حاكم المصرف المركزي يسعى من خلال خطوته ‏هذه إلى "احتواء حالة التضخم المفرط (Hyperinflation) المقبلة على البلاد بسبب رفع ‏الدعم، وعليه فإنّ مصرف لبنان وجد نفسه مضطراً إلى رفع مستوى تحرير الودائع، منعاً ‏لاضطراره إلى اللجوء.

 

النهار: ذعر رفع الدعم: هستيريا أسعار ولا سلطة!

النهار/الإثنين 10 أيار 2021

قد يكون الأهم والأخطر في مشهد "الذعر" العام الذي ساد البلاد في الأيام الثلاثة الأخيرة ‏انه وضع الأولويات السياسية نفسها جانباً في عز احتدام الازمة الحكومية وعودتها الى ‏سابق سجالاتها الحادة، وفي ذروة تفاعل مناخات واجواء الزيارة المثيرة للجدل لوزير ‏الخارجية الفرنسي #جان ايف لودريان، بل ان هذا المشهد همّش الى حدود قصوى كل ما لا ‏يتصل مباشرة بازمات الناس. المقصود بذلك هو مشهد "الهستيريا" الفوضوية الناجمة عن ‏تفلت الأسواق و#الأسعار تحت عنوان ذعر استباقي غذّته وتغذّيه موجات محمومة من ‏الشائعات عن رفع واقعي للدعم قبل حصوله رسمياً وفعلياً فيما اشتعلت الأرض بكل ‏قطاعاتها ولا تزال على خلفية هذا الذعر، وما من سلطة تضبط وتهدئ وتراقب وتطمئن ولا ‏من يحزنون. ‎ ‎تفتّق الذعر العام عن تفلّت مباغت في أسعار عدد من السلع الغذائية الأساسية كاللحوم ‏والدجاج، كما في أسعار أصناف كثيرة من #الادوية تحت وطأة تخفيف توزيع الأودية ‏وفقدان بعضها والترويج بان الدعم رفع فعلا عن استيراد الادوية والأجهزة الطبية. ولم يقف ‏الامر عند هذا الحد بل تمدد في افتعال ازمة محروقات في معظم المناطق فيما كانت ‏الأسواق تشتعل بفوضى الأسعار النارية المحلّقة، والحكومة المستقيلة تتفرج اثباتا منها ‏لقواعد غريبة عجيبة تستقي منها ذريعة التفرج ولا تضرب بيد من حديد ولا تحرك ساكنا ‏حيال مافيات الإفادة من شقاء اللبنانيين وفقرهم الزاحف الى ما بعد اكثر من نصف ‏الشعب بكثير وربما نحو نسبة خيالية من الفقراء.

‎ ‎وفي انتظار أن يرى مشروع البطاقة التمويلية النور والتي وعد رئيس حكومة تصريف ‏الأعمال حسان دياب بإصدارها قبل #رفع الدعم عن استيراد السلع الرئيسية، سادت وتسود ‏حال من الذعر والخوف أرباب العائلات اللبنانية على ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية من ‏انهيار في العملة الوطنية وارتفاع غير مسبوق للاسعار وتحديدا المواد الاستهلاكية. هذا ‏الهلع المبرر عند الناس يأتي على خلفية التأكيدات عن انتهاء "مصل" الدعم للمواد ‏الاستهلاكية والنفط والدواء، والاتجاه نحو تحرير الاسعار مع الابقاء على دعم الخبز وأدوية ‏الامراض المستعصية. وما عزز هذا الهلع، هو التقارير والارقام التي اجتاحت وسائل الاعلام ‏والتواصل الاجتماعي عن مستوى الاسعار المتوقعة بعد رفع الدعم، وكانت بمعظمها ارقاما ‏صادمة للمواطنين بما زاد هلعهم وخوفهم، ليتبين لاحقا أن القاعدة الخطأ التي اعتمدت ‏عليها هذه التقارير كانت عبر مضاعفة سعر السلع غير المدعومة 3 مرات، بما رفع الاسعار ‏الى حدود قياسية.

‎ ‎يشار في هذا السياق الى ان مصرف لبنان اتخذ قراره بوقف العمل بالآلية الموجودة الى ‏حين وضع آلية جديدة، فأرسل كتبا في هذا الاطار الى كل الوزارات المعنية بالسلع ‏المدعومة خصوصا وأن الدعم الذي بدأ في أيلول 2019 سيلامس الاحتياط الذي يرفض ‏المس به.

‎ ‎لكن التطور المفاجئ الذي اخترق مجمل هذا المشهد فتمثل في البيان الذي أصدره مصرف ‏لبنان مساء امس معلنا فيه اطلاق ألية جديدة مع المصارف لتسديد تدريجي للودائع يتم ‏بموجبها دفع مبالغ مقسطة تصل الى 25 الف دولار أميركي بدءا من اخر حزيران. كما اعلن ‏المصرف انه لا يزال يؤمن بيع الدولار للمصارف على السعر الرسمي للمواد الأولية التي ‏قررت الحكومة دعمها . . وقال المصرف ان مبادرته تهدف الى "إراحة ‏اللبنانيين ضمن القوانين والأصول التي ترعى عمل مصرف لبنان، وتقضي المبادرة على ‏مفاوضة مصرف لبنان حالياً المصارف اللبنانية بهدف اعتماد آلية تبدأ بموجبها المصارف ‏بتسديد تدريجي للودائع التي كانت قائمة قبل 17 تشرين الأول 2019 وكما أصبحت في 31 ‏آذار 2021، وذلك بالعملات كافة". وتأتي هذه المبادرة وفق البيان الذي أصدرته دائرة ‏الاعلام والعلاقات العامة في المصرف مساء، على خلفية نجاح التعميم 154 والتزام ‏المصارف بمندرجاته، و"رغم الأزمة الخانقة التي يعمّقها غياب حكومة فاعلة تقوم ‏بالإصلاحات المطلوبة وتستعيد علاقات لبنان العربية والدولية والثقة الداخلية والخارجية". ‎ ‎ووفق البيان، فقد طلب مصرف لبنان لهذه الغاية من المصارف تزويده المعطيات ليبني ‏عليها خطة يتم بموجبها دفع مبالغ تصل إلى 25 ألف دولار، وبالدولار الأميركي أو أي عملة ‏أجنبية، إضافة إلى ما يساويها بالليرة اللبنانية. وسيتم تقسيط هذه المبالغ على فترة زمنية ‏يُحدّدها مصرف لبنان قريباً. ومن المتوقّع أن يبدأ الدفع اعتباراً من 30 حزيران 2021 شرط ‏الحصول على التغطية القانونية.

التأزم السياسي

اما المفارقة الأسوأ على الصعيد السياسي فتمثلت في عودة الاحتدامات السياسية ‏واشتعال السجالات الكلامية والإعلامية مجددا فور انتهاء زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ‏ايف لودريان لبيروت قبل ظهر الجمعة الماضي كما لو ان تداعيات الزيارة ومناخاتها ‏ساهمت في اذكاء الازمة ولم تخففها. وستتجه الأنظار مجددا اليوم الى اجتماع وزراء خارجية ‏دول الاتحاد الأوروبي في بروكسيل حيث تطرح فرنسا مجددا اطار آلية العقوبات التي ‏أعلنت انها شرعت في وضعها لفرض قيود على شخصيات لبنانية بمنعها من دخول ‏الأراضي الفرنسية وتجميد أرصدتها في المصارف الفرنسية بتهمتي إعاقة #تشكيل ‏الحكومة والتورط في الفساد. وفي هذا السياق جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس "النداء ‏إلى المعنيين بتأليف الحكومة ليسرعوا في الخروج من سجون شروطهم، ويتصفوا ‏بالمناقبية والفروسية، ويعملوا، بشرف وضمير وإصغاء مسؤول إلى أنين الشعب، على ‏تشكيل حكومة قادرة تضم النخب الوطنية الواعدة". وقال "اذ نلح على موضوع الحكومة، ‏فلأننا نخشى أن يهمل وينسى في مجاهل لعبة السلطة داخليا وفي صراع المحاور إقليميا. ‏هناك من يعمد إلى دفع لبنان نحو مزيد من الانهيار لغاية مشبوهة".

‎ ‎في غضون ذلك تجدد التراشق الإعلامي الحاد على خلفية ازمة تشكيل الحكومة بين "التيار ‏الوطني الحر" و"تيار المستقبل". ودعت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" برئاسة ‏النائب #جبران باسيل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري "الى إعادة لبننة ‏عملية التشكيل باعتبارها إستحقاقاً لبنانياً صرفاً بالدرجة الأولى، وأن نبقي تشكيل الحكومة ‏مسؤولية اللبنانيين لو مهما بلغ مستوى المساعدة من أصدقائهم. ويدعو التيار مجدداً الى ‏عدم إضاعة الوقت أكثر من ذلك وتقديم تشكيلة حكومية متكاملة وفق المنهجيّة المعروفة ‏والمعتمدة لكي تتمكن من الحصول على ثقة المجلس النيابي وثقة اللبنانيين".

‎ ‎ورد "المستقبل" معتبرا انه "الأجدر بـالتيار الوطني الحر أن يتوجه الى رئيسه جبران باسيل ‏ورئيس الجمهورية ميشال عون بدلاً من الرئيس المكلف، وأن يطالبهما بالافراج عن ‏التشكيلة الحكومية الموجودة في القصر الجمهوري منذ اكثر من ستة أشهر لتخضع لامتحان ‏الثقة في المجلس النيابي". وجدد دعوة "التيار الوطني الحر" إلى احترام المعايير الدستورية ‏لتسهيل الولادة الحكومية، بعيدًا عن "المعايير الباسيلية" التي وضعت رئيسهم ورئيس ‏الجمهورية في موقع الانقلاب على المبادرة الفرنسية، وفي خانة المعطلين الذين يأخذون ‏البلاد إلى جهنم نتيجة حسابات شخصية لا تقيم أي وزن لمصالح اللبنانيين ولمعاناتهم جراء ‏سياسات هذا العهد الذي يعطل نفسه بنفسه".

 

حكومة اليمن: على المجتمع الدولي الضغط على إيران والحوثي/جماعة الحوثي تواصل هجماتها على مأرب

دبي - العربية.نت/الاثنين 10 أيار 2021

أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الاثنين، أن جماعة الحوثي تواصل هجماتها على مأرب. وقال خلال اتصاله بسفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن هانس جروندبيرغ، إن على المجتمع الدولي الضغط على ميليشيا الحوثي وإيران للحل باليمن. كما تطرق إلى تعنت ميليشيا الحوثي ورفضها للمبادرات الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن، مؤكداً حرص الحكومة على إنهاء معاناة اليمنيين وتحقيق المصالحة الوطنية وصولاً إلى إيجاد سلام دائم وشامل واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن. وشدد على أهمية اتخاذ المجتمع الدولي موقفا حازما تجاه الصلف الحوثي ورفض الميليشيا مساعي إحلال السلام وإصرارها على مواصلة العدوان على مأرب، وتهديد ملايين النازحين والقاطنين في المحافظة. من جانبه، أكد سفير الاتحاد الأوروبي، دعم الاتحاد لجهود إحلال السلام في اليمن ووقوفه إلى جانب وحدة وأمن واستقرار اليمن.

 

انفجارات تهز القدس.. إطلاق صواريخ من غزة نحو إسرائيل/قصف مدفعي إسرائيلي على شمال قطاع غزة.. وسقوط إصابات

دبي - العربية.نت/الاثنين 10 أيار 2021

على خلفية الأوضاع في القدس، أفاد مراسل "العربية"، الاثنين، بسماع دوي 3 انفجارات في المدينة، تزامناً مع إطلاق صفارات الإنذار في المستوطنات المحيطة بغزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن 7 صواريخ أطلقت من قطاع غزة وسقطت في القدس وحولها، في المقابل، شنت إسرائيل غارات وقصفا مدفعيا على أهداف في القطاع وأوقعت 9 قتلى، بحسب ما أعلنه مسؤولو الصحة.  كما أعلن إخلاء الكنيست الإسرائيلي، وتعليق مناورات عسكرية مجدولة. إلى ذلك، اشتبك فلسطينيون يرشقون الحجارة مع أفراد الشرطة الإسرائيلية الذين استخدموا قنابل الصوت والرصاص المطاطي خارج المسجد الأقصى في القدس اليوم. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن أكثر من 305 فلسطينيين أصيبوا في أعمال العنف، نُقل 228 منهم على الأقل إلى المستشفيات وحالة بعضهم حرجة، بينما قالت الشرطة الإسرائيلية إن 21 شرطيا أصيبوا. وكان المسجد الأقصى محورا رئيسيا لأعمال العنف التي شهدتها القدس خلال شهر رمضان. وأثارت الاشتباكات قلقا دوليا. كما دعا البيت الأبيض إسرائيل لضمان الهدوء خلال إحياء ذكرى "يوم القدس"، وهي الذكرى السنوية لاحتلال القدس الشرقية والبلدة القديمة المسورة التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية. كذلك أعربت فرنسا عن قلقها البالغ إزاء تهديدات الإخلاء القسري التي تستهدف سكان حي الشيخ جراح في القدس الشرقية والتي تندرج في إطار سياسة الاستعمار غير القانونية بموجب القانون الدولي والتي تؤدي إلى تفاقم التوترات. ودعت جميع الأطراف إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس والامتناع عن أي استفزاز للسماح بعودة الهدوء إلى المنطقة في أسرع وقت ممكن. وفي مسعى لتخفيف حدة الوضع، منعت الشرطة الإسرائيلية جماعات يهودية من القيام بزيارات لمجمع الحرم القدسي. وفي المسجد الأقصى، قال شهود إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي على مئات الفلسطينيين الذين ألقوا الحجارة عليهم في الصباح.

وتراجع العنف في مجمع الحرم القدسي بعد ساعات، وقال شهود إن الشرطة الإسرائيلية انسحبت وبدأت تسمح للفلسطينيين فوق سن الأربعين بالدخول. ويزداد التوتر أيضا بسبب الطرد المزمع للعديد من العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. وحصل المدعي العام الإسرائيلي، أمس الأحد، على موافقة على تأجيل جلسة للمحكمة العليا اليوم الاثنين في قضية الطرد الجارية منذ فترة طويلة والتي تهدد بإشعال مزيد من العنف.وكانت محكمة أدنى درجة قد قضت لصالح مزاعم مستوطنين يهود بالحق في الأرض التي تقع عليها منازل الفلسطينيين، وهو قرار اعتبره الفلسطينيون محاولة من إسرائيل لطردهم من المدينة المتنازع عليها.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الاتحاد الأوروبي: محادثات فيينا دخلت مرحلة دقيقة/بوريل: محادثات فيينا تتواصل دون توقف

 دبي - العربية.نت/الاثنين 10 أيار 2021

أعلن ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، أن محادثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني دخلت مرحلة دقيقة، مشيرا إلى أن أمام المفاوضين فرصة أسبوعين للوصول إلى اتفاق. وأضاف بوريل أن المفاوضات تتواصل في العاصمة النمساوية دون توقف. وقبيل انطلاق اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في بروكسل، أوضح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن المفاوضات الجارية في فيينا حول الاتفاق النووي شاقة، إلا أنها تسير في أجواء إيجابية. كما شدد على أن تنفيد إيران للاتفاق النووي بالكامل هو السبيل الوحيد لتفادي تزودها بالقنبلة النووية، بحسب ما نقل مراسل "العربية". وتابع: "عنصر الزمن يضغط، ونرغب في استئناف تنفيذ الاتفاق النووي بالكامل، لأنه السبيل الوحيد الذي يمنع إيران من التزود بالقنبلة الذرية، ويجب أن نتفادى هذا الأفق بشتى الوسائل". إلى ذلك، أعلن أنه سيقدم مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان والمفوض الأعلى لشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تقريرا حول آخر مستجدات مفاوضات فيينا فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران. يشار إلى أن موفدة "العربية" إلى فيينا كانت ذكرت أمس الأحد، أن هناك مخاوف أوروبية من تعثر المفاوضات قبل نهاية الشهر، مضيفة أن الروس والإيرانيين يمارسون ضغوطا على الأوروبيين والأميركيين للتسريع في تلك المفاوضات، والضغط على الوفد الأميركي لتقديم تنازلات. وكانت اللجان الثلاث اجتمعت أمس لصياغة النقاط التي تم الاتفاق عليها تباعا حتى الآن، فيما يحاول الأوروبيون التوسط لحل ما تبقى من خلافات بين الطرفين الأميركي والإيراني على أمل الوصول إلى توافق في ختام هذه الجولة. وانطلقت الجولة الرابعة من المفاوضات في العاصمة النمساوية يوم الجمعة الماضي، على أن تستمر لأكثر من أسبوع على غير ما جرت العادة في الجولات السابقة التي انطلقت منذ مطلع الشهر الماضي (أبريل 2021). فيما تواجه لجان العمل الثلاث التي شكلت للسعي إلى حلحلة الملفات المتعلقة بالعقوبات الأميركية والالتزامات الإيرانية لاسيما تفكيك أجهزة الطرد المركزي، وتطبيق الخطوات العملية على الأرض بعد الاتفاق عليها، العديد من الصعاب.

 

البنتاغون يكشف عن مناورة إيرانية غير آمنة في مضيق هرمز

القوات الأميركية أطلقت 30 طلقة تحذيرية ضد قوارب إيرانية اقتربت منها

دبي - العربية.نت/الاثنين 10 أيار 2021     

بعدما كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، تفاصيل عن شحنة الأسلحة المصادرة في بحر العرب القادمة من إيران، مؤكداً أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً مضاعفة لمنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، أشارت الوزارة إلى أنها تعمل على تأمين الملاحة ومنع تمرير السلاح إلى الجماعات المتطرفة. كما أعلن جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمر صحافي، الاثنين، أن قوارب الحرس الثوري نفذت مناورة غير آمنة أمام السفن الأميركية في مضيق هرمز. وأضاف أن القوات الأميركية أطلقت 30 طلقة تحذيرية ضد القوارب الإيرانية التي اقتربت منها في المضيق، مشيراً إلى أن القوارب الإيرانية تقصدت الاحتكاك مع قوات البحرية الأميركية هناك. وفي هذا السياق، أكد المسؤول الأميركي أن البحرية الأميركية مدربة وتتبع الأصول عند وقوع احتكاكات مع أي طرف، مشدداً على أن من حقها الدفاع عن نفسها. لى ذلك، أكد أن إغلاق خط الأنابيب لا يؤثر على عمليات القوات المسلحة الأميركية، لافتاً إلى أن لديها ما يكفي من النفط. يشار إلى أن مسؤولاً في وزارة الدفاع الأميركية كان كشف في تصريح خاص لـ "العربية/الحدث"، الاثنين، أن الشحنة التي تمّ ضبطها في بحر العرب هي رابع شحنة يتم وقفها منذ العام 2019، والقارب الذي تمّت السيطرة عليه لم يكن يحمل علم دولة لذلك أثار الشبهات. كما أكد أن آخر مرفأ كان فيه القارب هو أحد مرافئ إيران، مشيراً إلى أن الوجهة الأخيرة للشحنة كانت على الأرجح الحوثيين. وأوضح أنه لم يستطع تأكيد الطريق التي يسلكها المهرّبون قبل أن تصل الشحنة إلى الحوثيين، مؤكداً أن الجهود كبيرة لكن لا أحد يستطيع التأكد من أن كل الشحنات يتم ضبطها قبل أن تصل إلى مستخدميها. يذكر أن الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية كان كشف أن طراد الصواريخ الموجهة "يو.إس.إس مونتيري" صادر شحنة أسلحة غير قانونية من مركب شراعي مجهول في المياه الدولية بشمال بحر العرب يوم السادس من مايو/أيار الجاري. وضمت الشحنة عشرات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات روسية الصنع، وآلافاً من بنادق تايب 56 الصينية الهجومية، ومئات من مدافع بي.كيه.إم الرشاشة، وبنادق قنص، ومنصات إطلاق قذائف صاروخية. كما أضاف الأسطول أنها باتت في حيازة السلطات الأميركية حالياً، ومن ضمنها أيضاً أدوات رؤية متقدمة. وسبق أن صودرت شحنات أسلحة إيرانية في المنطقة المذكورة، متوجهة إلى ميليشيات الحوثي في اليمن. وغالباً ما تتهم الحكومة اليمنية إيران بتصدير أسلحة إلى الحوثيين، إلا أن شحنة اليوم حملت أسلحة صينية وروسية.

 

واشنطن تؤكد وطهران تنفي: الأسلحة المضبوطة في بحر العرب إيرانية والتحقيقات أكدت أن السفينة كانت بطريقها للحوثيين

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/الاثنين 10 أيار 2021

 فيما أكدت واشنطن أن شحنة الأسلحة المضبوطة في بحر العرب أخيرا إيرانية، نفت طهران أن تكون لها أي صلة بشحنة سلاح مجهولة الوجهة، التي أعلنت البحرية الأميركية مصادرتها قبل أيام. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، إن تحقيقا أوليا للبحرية كشف أن سفينة الأسلحة التي تمت مصادرتها جاءت من إيران، مضيفا أن الأسلحة المضبوطة تشبه تلك الخاصة بشحنات أخرى تم اعتراضها، وكانت في طريقها للحوثيين باليمن، وموضحا أنه “بناء على مقابلات مع الطاقم والمواد التي تمت مصادرتها على متن السفينة، توصل البحارة إلى أن السفينة جاءت من إيران”.

في المقابل، نفى الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده تورط طهران، زاعما أنه “لا يوجد لإيران سوى وجود ديبلوماسي في اليمن، وهذه التقارير غير صحيحة على الإطلاق”. في غضون ذلك، يبدأ اليوم وحتى السبت القادم، تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 18 يونيو المقبل، حيث يتعين على المرشحين التوجه إلى وزارة الداخلية وبحوزتهم الوثائق المطلوبة للترشح، ولا يحق للرئيس حسن روحاني الترشح لهذه الانتخابات بعدما قضى ولايتين في المنصب، بينما لا توجد مؤشرات واضحة بشأن هوية المرشحين الأوفر حظا. وإلى جانب الانتخابات الرئاسية، ستجرى انتخابات الدورة السادسة للمجالس البلدية في المدن والقرى، والدورة التكميلية الثانية لمجلس خبراء القيادة والدورة التكميلية الأولى لمجلس الشورى. على صعيد آخر، وإلى جانب المحادثات الدولية في فيينا بجولتها الرابعة حول إعادة إحياء الاتفاق النووي، تدور مفاوضات أيضا بين رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي والوفد الإيراني برئاسة عباس عراقجي، حيث أبدى غروسي استعداده للعودة إلى طهران، ومناقشة اتفاق جديد يتيح للوكالة متابعة عمليات المراقبة والتفتيش للمنشآت الإيرانية. من جهة أخرى، لا تزال عاصفة التسجيل المسرب ترخي بظلالها على وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وعلى حكومة حسن روحاني، حيث أعطى التسجيل دفعا للمتشددين الذي بدأوا من أسابيع باستثماره على أكمل وجه. وخلف أبواب البرلمان المغلقة، وجه النواب المتشددون، وابلا من الأسئلة الحادة والقاسية إلى ظريف في اجتماعه مع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، حيث كشف عضو اللجنة أحمد أميرابادي فراهاني، أن الاجتماع ناقش ثلاثة طلبات للتحقيق والتحري حول قضية التسجيل المسرب، قبل طرحها الجمعة على جلسة عامة في البرلمان، مؤكدا أن النواب أدانوا قضية التسجيل، وما تضمنه من انتقادات لهيمنة العسكر و”الحرس الثوري”، لا سيما قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني على الديبلوماسية والسياسة الخارجية للبلاد، بينما أكد النائب فدا حسين مالكي أن النواب وجهوا أسئلة شرسة للوزير.

 

طهران تؤكد رسمياً إجراء محادثات مع الرياض في بغداد

طهران، عواصم – وكالات/الاثنين 10 أيار 2021

 بعد أسابيع من الضبابية والإنكار، أكدت الخارجية الإيرانية أمس، أن محادثات جرت بالفعل بين إيران والسعودية، حيث قال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده إنه “كان هناك محادثات بين طهران والرياض في العاصمة العراقية بغداد، تناولت العلاقات الثنائية وملفات إقليمية”، مضيفا أن “الهدف من المحادثات كان مناقشة العلاقات الثنائية والإقليمية”. وأضاف زادة، قائلا: “نأمل أن تنتج هذه المحادثات عن تفاهم حقيقي بين إيران والسعودية، خاصة فيما يخص العلاقة الثنائية والتطورات الإقليمية وحل الخلافات بين البلدين”، مؤكدا أن التوترات في المنطقة ليست في مصلحة كلا البلدين، مستدركا أنه “لا يمكن الخوض أمام وسائل الإعلام في تفاصيل” هذه المحادثات.وقال: “لطالما رحبنا بهذه الحوارات بأي شكل ومستوى، فلننتظر ونرى نتائج الحوار ونحكم بناء على النتائج”، مشددا على أن “نزع فتيل التوتر يصب في مصلحة إيران والسعودية في المنطقة”، متابعا “نأمل من خلال تغيير الأجواء التي نراها أن نتوصل إلى تفاهم هادف للعلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، وسنبذل كل جهودنا في هذا المجال”. وفي وقت سابق، أعلن رئيس تخطيط السياسات في وزارة الخارجية السعودية رائد كريملي، عن إجراء بلاده محادثات مع إيران، قائلا إن “المحادثات مع طهران تهدف لبحث تخفيف التوتر في المنطقة”.

من جانبه، كشف الرئيس العراقي برهم صالح، أن بغداد استضافت أكثر من جولة حوار بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية.

 

إيران تحتج على حرق قنصليتها بكربلاء وتطالب بحماية مقارها الديبلوماسية وواشنطن ترفض اغتيال الناشطين العراقيين وتكميم أفواههم

بغداد – وكالات/الاثنين 10 أيار 2021

 طالبت إيران، أمس، الحكومة العراقية، بحماية مقراتها الديبلوماسية في المحافظات العراقية كافة. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أمس، أن بلاده تنتظر من السلطات العراقية العمل بواجباتها لحماية المقار الديبلوماسية الإيرانية. ودان، بشدة التعرض للمقار الديبلوماسية الإيرانية، وقال إنه تم تسليم السفارة العراقية بطهران ليل أول من أمس، مساء الأحد مذكرة احتجاج بهذا الشأن. وكان محتجون غاضبون قد حاصروا ليل أول من أمس، مبنى القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء بعد أن تجمعوا حولها، بعد اغتيال رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء إيهاب الوزني. وجاء هذا الغضب متزامناً مع تنديد دولي بمقتل الوزني، وخرجت تظاهرات في الناصرية والديوانية، فيما أفاد مصدر أمني، بإصابة مراسل قناة “الفرات” الفضائية أحمد حسن بجروح خطيرة إثر إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين في الديوانية، مشيراً إلى أن “حالته حرجة جداً”. في غضون ذلك، شدد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، على معاقبة المجرمين الذين تورطوا باغتيال الوزني، معتبراً أن “المجرمين أفلسوا من محاولات خلق الفوضى واتجهوا إلى استهداف النشطاء العزل”. أما زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، فوصف ظاهرة الاغتيالات بأنها أسلوب الجبناء، داعياً الحكومة إلى تقديم الجناة للعدالة بأسرع وقت. واعتبر، أن “للمشاركة في الانتخابات شروطها وميثاقها الذي على الجميع أن يلتزم به ضمن الأطر الشرعية والعقلية والاجتماعية والوطنية وليست الاغتيالات منها على الإطلاق بل هو أسلوب الجبناء أو من يريد النيل من أمن الوطن وسلامته”. وأضاف، “لذا ندعو الحكومة لتقديم الجناة إلى العدالة في أسرع وقت وندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالصبر”. من جانبه، أكد السفير البريطاني في بغداد ستيفن هيكي، الأحد، بعدما دان بشدة عملية الاغتيال، ضرورة محاسبة المتورطين بقتل الناشطين، مشيراً إلى أن إيران تدعم الميليشيات المتورطة بعمليات القتل. وقال، إن “الحكومة العراقية أكدت التزامها بمحاسبة القتلة”، مضيفاً ان لندن تتعاون مع بغداد عن طريق تزويدها بالمعلومات المتوافرة لديها. بدورها، اعتبرت السفارة الأميركية لدى العراق، في بيان، أن تكميم الأفواه المستقلة من خلال انتهاج العنف غير مقبول. من ناحية ثانية، أعلن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، خلال لقائه بعدد من مقدمي البرامج في عدد من الفضائيات العراقية، أول من أمس، عدم الترشح لخوض الانتخابات المقبلة، المقررة في العاشر من أكتوبر المقبل. وقال، “جئت في ظروف استثنائية واتخذت قراراً بأن أكون بمسافة واحدة من الجميع”، مشيراً إلى أن “البعض حاول أن يشيطن رئيس الوزراء، لكن ثبت ما وعدتُ به شعبنا بأن أكون محايداً في هذه المرحلة”. وأكد، أن “السلاح يجب أن يكون بيد الدولة فقط”، مشدداً على أن حكومته ستحارب أي نفوذ خارجي. إلى ذلك، كشف مصدر أمني، أمس، عن إصابة منتسب في الاستخبارات بجروح، إثر تعرضه لمحاولة اغتيال غرب بغداد.

 

نتانياهو: ما يحصل في القدس ليس جديداً ويدور منذ قرون

تل أبيب – وكالات/الاثنين 10 أيار 2021

 قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن ما يحصل في القدس ليس جديدا بل يدور منذ مئات السنين، متهما وسائل الإعلام العالمية بنقل هذه الأحداث بصورة خاطئة. وشدد نتانياهو على أنه يساند أفراد الشرطة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية في التعامل مع الصراع الدائر حول القـدس. وأضاف، خلال المراسم الرسمية التي أقيمت في جبل هرتسل إحياء لذكرى اليهود الإثيوبيين الذين هلكوا في طريقهم إلى إسرائيل، إنه “يدور حاليا صراع حول قلب القدس، إنه ليس بصراع جديد، وإنما هو عبارة عن صراع يدور ما بين عدم التسامح والتسامح، وبين العنف المعربد والنظام والقانون، إن هذا الصراع ليس جديا كونه يدور حول القدس وقلب القدس منذ مئات السنين، منذ صعود الديانات السماوية الثلاث”، زاعما أن مدينة القدس، لم تشهد مثل هذه الفترة الطويلة من الاستقرار والأمان. حيث يتم السعي لضمان حرية العبادة والتسامح لجميع، إلا تحت السيادة الإسرائيلية منذ العام 1967”.

 

أميركا: ملتزمون بتهدئة في القدس

دبي - العربية.نت/الاثنين 10 أيار 2021     

بعد أيام من الاشتباكات، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، التزامها بالوصول إلى تهدئة في القدس، مشيرة إلى أن الوضع في إسرائيل متقلب للغاية. كما كشفت الوزارة عن أولوية أميركية على المدى البعيد للعب دور وساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما اعتبرت في بيان، أن الهجمات الصاروخية على إسرائيل من غزة تصعيد غير مقبول، في إشارة منه إلى ما أعلن عنه الجيش الإسرائيلي اليوم حول سقوط 7 صواريخ أطلقت من قطاع غزة على في القدس وحولها. وشددت على قلقها من احتمالية اتساع دائرة العنف في إسرائيل، معلناً دعم إسرائيل للتصدي إلى الصواريخ القادمة من غزة. وكانت واشنطن قد أعربت عن قلقها من الأحداث في القدس الشرقية، التي شهدت خلال الأيام الماضية توترات واشتباكات على خلفية اقتحام باحات الأقصى، ومحاولة منع المصلين من أداء صلواتهم، فضلا عن قضية "حي الشيخ جراح". وأكد البيت الأبيض في بيان، أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان تحدث مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، عبر الهاتف مساء الأحد، للتعبير عن مخاوف الولايات المتحدة الجدية بشأن الوضع في القدس، بما في ذلك المواجهات العنيفة الأقصى خلال الأيام الأخيرة. كما أعرب المسؤول الأميركي عن مخاوف بلاده الجدية حول عمليات الإخلاء المحتملة للعائلات الفلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح. وحث الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان الهدوء، مشددا على دعم واشنطن للسلام والاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وبعد سقوط الصواريخ من غزة، شنت إسرائيل غارات وقصفا مدفعيا على أهداف في القطاع وأوقعت 9 قتلى، بحسب ما أعلنه مسؤولو الصحة. كما أعلن إخلاء الكنيست الإسرائيلي، وتعليق مناورات عسكرية مجدولة. يذكر أن فلسطينيين يرشقون الحجارة كانوا اشتبكوا مع أفراد الشرطة الإسرائيلية الذين استخدموا قنابل الصوت والرصاص المطاطي خارج المسجد الأقصى في القدس اليوم. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن أكثر من 305 فلسطينيين أصيبوا في أعمال العنف، نُقل 228 منهم على الأقل إلى المستشفيات وحالة بعضهم حرجة، بينما قالت الشرطة الإسرائيلية، إن 21 شرطيا أصيبوا. يذكر أن القدس الشرقية شهدت منذ أسابيع اضطرابات وأعمال عنف، أطلقها نزاع حول ملكية أراض في حي الشيخ جرّاح بنيت عليها منازل تعيش فيها أربع عائلات فلسطينية، تطالبها جمعية استيطانية بإخلائها. أتت تلك الاضطرابات بعد أن قضت المحكمة المركزية في القدس بإخلاء عدد من العقارات الفلسطينية في الحي الذي أقامه الأردن لإيواء الفلسطينيين الذين هجّروا في العام 1948 ولديهم عقود إيجار تثبت ذلك. لكن المحكمة العليا ألغت أمس الجلسة التي كان مقرراً عقدها اليوم الاثنين، على وقع الاضطرابات الحاصلة. وكان المسجد الأقصى محورا رئيسيا لأعمال العنف التي شهدتها القدس خلال شهر رمضان، كما أثارت الاشتباكات قلقا دوليا.

 

تحريك الادعاء على الأسد ونظامه بعد معطيات جديدة

بيروت ـ”السياسة” /الاثنين 10 أيار 2021     

 قام كلّ من عضو تكتّل “الجمهورية القوية” النائب ماجد ادي أبي اللمع، ورئيس “حركة التغـيير” إيلي محفوض، بتحريك ملف الشكوى ضدّ أركان النظام السوري بشخص رئيسه بشار الأسد، وضباط ومسؤولين وأمنيين، وذلك بعد بروز معطيات جديدة عن عمليات خطف واحتجاز للبنانيين إرفاقًا بالبلاغ المقدّم منهما في مايو الماضي بجرائم اعتقال وخطف لبنانيين لدى السجون السورية. على صعيد آخر، وفي إطار مكافحة عمليات التهريب، أصدرت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه، أمس، بياناً أشارت فيه الى إيقاف مركب رصدته الرادارات على مسافة 10 أميال بحرية قبالة شاطئ طرابلس، وذلك أثناء محاولة تهريب 60 شخصاً عبر المياه الإقليمية اللبنانية.

 

تركيا وراء “جفاف” سورية وتوقف محطات توليد الطاقة

دمشق – وكالات/الاثنين 10 أيار 2021      

 باتت سورية مهددة بكارثة خطيرة جداً بعدما خفضت تركيا حصتها من نهر الفرات، وبدأت مناطق على طول نهر الفرات ظاهرة تماماً. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر، قولها، إن عدداً كبيراً من محطات المياه والري الموجودة على ضفاف نهر الفرات في الجانب السوري توقفت عن الخدمة بعد الجفاف الذي لحق بها. وأوضحت المصادر، أن توليد الطاقة الكهربائية من محطة سد الطبقة لم يعد ممكناً بسبب هبوط مستوى المياه فيه بما يجعل من تحريك عنفة التدوير أمراً مستحيلاً، وذلك بعدما حبس الجانب التركي حصة سورية من المياه، وسط مخاوف من السكان بوقوع أزمة شديدة، حيث انخفض منسوب المياه في النهار بنحو خمسة أمتار. من ناحية ثانية، أعلنت المحكمة الدستورية العليا، أمس، أسماء المرشحين بشكل نهائي لانتخابات الرئاسة في سورية من دون تغيير عن إعلانها الأولي، وهم بشار الأسد، وعبدالله عبدالله، ومحمود مرعي. وقال رئيس المحكمة محمد جهاد اللحام، في مؤتمر صحافي، إنه وبعد دراسة الاعتراضات المقدمة من الذين رفضت طلباتهم، تم رفضها جميعاً، وأصدرت القرارات المتعلقة بها. وأضاف، إن “المحكمة قررت بالإجماع تثبيت الإعلان الأولي المتضمن أسماء المرشحين لانتخابات الرئاسة وهم: عبد الله عبد الله، وبشار الأسد، ومحمود مرعي”، مشيراً إلى أن الحملات الانتخابية ستبدأ الأحد المقبل. وحدد، يوم الصمت الانتخابي في 25 مايو الجاري، أي قبل يوم من الموعد المقرر للاقتراع. وكانت المحكمة أعلنت أنها تسلمت ست طلبات اعتراض على رفض طلباتهم. إلى ذلك، قتل وأصيب عشرة من مسلحي “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في كمين مسلح يعتبر الأول من نوعه من حيث طريقة التنفيذ والموقع والتوقيت، بريف محافظة ديرالزور. وقالت مصادر محلية، إن أربعة من عناصر “قسد” قتلوا، وأصيب ستة آخرين بجروح بليغة، في كمين يعتبر الأول من نوعه من حيث طريقة التنفيذ في ضح النهار، استهدف حافلة تقل مسلحين. وفي الحسكة، أشارت مصادر، ليل أول من أمس، إلى العثور على جثة لاجئة عراقية قتلت على يد مجهولين في مخيم الهول. من جهة أخرى، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في بيان، أمس، أن فرنسا خصصت مليون يورو لدعم صندوق تمويل نشاط بعثات المنظمة في سورية.

 

وزير خارجية تركيا: وصلت السعودية لمناقشة قضايا المنطقة/وزارة الخارجية التركية: مولود تشاووش أوغلو سيلتقي نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان

دبي - العربية.نت/الاثنين 10 أيار 2021

وصل وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اليوم الاثنين، إلى العاصمة السعودية الرياض في زيارة تستمر يومين لبحث العلاقات الثنائية، وفق وكالة "الأناضول". وقال "وصلت إلى السعودية لمناقشة القضايا التي تهم المنطقة". من جهتها، أكدت وزارة الخارجية التركية، أن تشاووش أوغلو سيلتقي نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، حيث ستتم مناقشة وجهات النظر في القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية. يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كان تلقى قبل أيام اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وجرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، كما هنأ أردوغان خادم الحرمين الشريفين بقرب قدوم عيد الفطر المبارك. إلى ذلك، عبّر الملك سلمان عن شكره للرئيس التركي على تهنئته.

 

قمة سعودية ـ قطرية تبحث تعزيز العلاقات ومستجدات منطقة الخليج

الرياض، عواصم – وكالات/الاثنين 10 أيار 2021

 وصل إلى جدة أمس، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، في زيارة إلى المملكة تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقال مصدر ديبلوماسي في العاصمة الرياض إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان في مقدمة مستقبلي أمير قطر على أرض مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، مضيفا أن الجانبين السعودي والقطري سيعقدان قمة ثنائية يناقشان خلالها الوضع في منطقة الخليج، في ضوء مستجدات المحادثات الدولية مع طهران بشأن الملف النووي الإيراني، وجهود البلدين على صعيد مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في المسجد الأقصى ومنطقة “باب العامود” وحي “الشيخ جراح”، إضافة إلى الوضع في اليمن والتطورات الأخيرة في عملية السلام الأفغانية. كما سيبحث الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة بما يخدم تطلعاتهما. في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو زيارة إلى الرياض تستمر يومين، لبحث العلاقات الثنائية، وذلك في أحدث إشارة بشأن التقارب بين البلدين. وقال تشاووش أوغلو، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “نحن موجودون في السعودية بهدف البحث في علاقاتنا الثنائية ومناقشة القضايا ذات الشأن التي تهم منطقتنا، وعلى رأسها الاعتداءات على المسجد الأقصى واضطهاد الشعب الفلسطيني”. من جانبه، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان هاتفيا، مع وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية عن تجهيز 3147 جامعاً و971 مسجداً إضافياً مسانداً، و682 مصلى لإقامة صلاة عيد الفطر المبارك لهذا العام في مدينة الرياض والمحافظات التابعة لها . وأوضح مدير عام فرع الوزارة بمنطقة الرياض أحمد الفارس، أن صلاة العيد ستقام في وسط مدينة الرياض بجامع الإمام تركي بن عبدالله، وجامع الشيخ محمد بن إبراهيم، ومصلى العيد الكبير بشارع الملك فيصل، كما ستقام في عدد من المصليات المكشوفة بمدينة الرياض، مؤكداً الحرص على التقيد بالإجراءات الاحترازية.

من جهة أخرى، بحث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، مع رئيس وزراء باكستان عمران خان، قضايا العالم الإسلامي والمسائل المطروحة على أجندة المنظمة وخاصة مكافحة ظاهرة (الاسلاموفوبيا). وأشاد العثيمين في بيان صحفي نشر على موقع المنظمة الالكتروني بجهود باكستان وتقديمها لقرار (اليوم العالمي لمكافحة الاسلاموفوبيا)، الذي اعتمده مجلس وزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي في دورته الأخيرة في نيامي بالنيجر، معربا عن تقديره لمساهمات باكستان في تطوير وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية.

وبحث اللقاء الذي عقد في مقر اقامة رئيس الوزراء الباكستاني بمكة المكرمة، آفاق التعاون بين منظمة التعاون الإسلامي وباكستان، في ضوء استضافة باكستان للدورة المقبلة لمجلس وزراء خارجية الدول الاعضاء في المنظمة، حيث أكد الجانبان ضرورة تعزيز العمل الإسلامي المشترك والتعاون والتضامن بين الدول الأعضاء لمجابهة جميع التحديات المشتركة.

 

بريطانيا: تحذيرات وإجراءات جديدة لمواجهة خطر “الإخوان/تقارير استخباراتية رصدت تنامياً غير مسبوق لنشاط التنظيم لنشر أفكاره المتطرفة

لندن – وكالات/الاثنين 10 أيار 2021

حذرت تقارير أمنية واستخباراتية، نشرت أخيرا في دوريات بريطانية، من خطر تنامي جماعة “الإخوان” داخل البلاد، بما يمثل تهديدا للأمن العام، خصوصا مع رصد تنامي غير مسبوق لنشاط التنظيم لنشر أفكاره المتطرفة باستغلال المنصات الدعوية والمؤسسات التي تعمل تحت مظلة قانونية بغطاء خيري وإنساني. وتوقع مراقبون أن تشرع بريطانيا بإجراءات أكثر حسما فيما يتعلق بنشاط “الإخوان” على أراضيها خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أن الجماعة التي طالما حظيت بدعم لندن، ستدخل مرحلة جديدة من المواجهة في ظل الستراتيجية الأوروبية الشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف، خصوصا بعد تزايد العمليات الإرهابية التي استهدفت عدة عواصم أوروبية، وبدأت على إثرها حملات أمنية مشددة لمواجهة التطرف في فرنسا وألمانيا وسويسرا، وستلحق بهم بريطانيا، على حد توقع الخبراء. وقال رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، إن دول الاتحاد الأوربي لن تسمح بمزيد من الإرهاب عبر تواجد وتنامي التنظيمات المتطرفة على أراضيها، وكذلك لن تسمح بوجود كيانات ممثلة أو داعمة للتيارات المتشددة، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى إشكالية واجهها الأوروبيون في التعامل مع هذا الملف على مدار السنوات الماضية، وهو أن جماعة الإخوان لم توضع حتى اليوم على قوائم التنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة، وإن كانت أجهزة الاستخبارات تصنفها بأنها أكثر خطورة من تلك التنظيمات، لكن الحكومات الأوروبية، لا تزال ترصد وتتابع هذا الملف عن كثب لحين اتخاذ القرار. وأوضحت الدراسة أن أبرز الجماعات “الإسلاموية” المتطرفة في بريطانيا، هي: جماعة أنصار الشريعة التي تزعمها مصطفى كمال مصطفى الشهير بـ “أبو حمزة المصري”، وجماعة المهاجرون البريطانية التي أسسها “عمر بكري” سوري الأصل، في أوائل التسعينات ودعت إلى تطبيق “الشريعة الإسلامية” في بريطانيا، والجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة ومقرها الرئيسي جنوب مدينة مانشستر، وحزب التحرير الإسلامى، ولجنة النصح والإصلاح التي تزعمها خالد الفواز، وهو أحد أهم ممثلي بن لادن في أوروبا، ومجموعة مسلمون ضد الحملات الصليبية التي تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية داخل المجتمع البريطاني، وخلية ليستر التي تجند وتدعم إرهابيين في بريطانيا.

 

الأزهر: لا ضرورة شرعية لتجنيد الفتيات في الجيش

القاهرة- وكالات/الاثنين 10 أيار 2021       

ردت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على دعوات مطالبة بتجنيد الفتيات بالخدمة العسكرية، مؤكدة أن “تجنيد الفتيات لا ضرورة له شرعا”. وأشارت هيئة كبار العلماء بالأزهر إلى أن “تجنيد الفتيات لا ضرورة له شرعا، خصوصا أن الإسلام وضع بديلا للمرأة عن المشاركة في الحروب، والأعمال العسكرية وهو حسن معاشرة الزوج، والحج والعمرة”، موضحة أن “المرأة غير مطالبة بأن تكون مقاتلة، أو مجندة في صفوف الجيش، لأن في ذلك امتهانا لها، خاصة فيما يخص اختلاطها بالرجال في الجيش، وأن فترة الحمل بالنسبة للمرأة تمثل فترة تجنيد رباني لها، كما أن عمل المرأة في بيتها وإنجاب أطفالها ثم رعايتهم وإدارة شؤون أسرتها أكثر قسوة من تجنيد الرجل لمدة عام أو اثنين أو ثلاثة”. وكشفت عن “الحالة الوحيدة التي يجوز فيها التحاق المرأة للعمل في القوات المسلحة، وهي “أن تكون في الأعمال الإدارية أو الطبية أو تقديم الخدمات بعيدا عن القتال، ويجب أن يكون هناك ضوابط شرعية منها فصل المجندات عن المجندين من الذكور بحيث يكون لهن أماكن خاصة للعمل، ولقضاء الليل، ويجب عدم التذرع بقاعدة وجوب الجهاد عند الضرورة على النساء والشيوخ في حالة احتلال الوطن، لإقحام الفتيات في التدريب على الحرب”.+

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المغامرة بلبنان وأوهام التسويات

العميد الركن خالد حماده/اللواء /10أيار/2021   

أسدلت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت الستار على آخر فصول المبادرة الفرنسية التي افتقرت منذ انطلاقتها قدرة التأثير على المشهد اللبناني وأزماته المتداخلة. وبصرف النظر عن الشروط المحلية والتقييدات الدولية التي أدت إلى الخروج الحتمي للمبادرة من الحياة السياسية اللبنانية ـــ سواء أعلنت باريس ذلك أو لم تعلنه ـــ فمنطقي جداً القول أنّ هذه المبادرة برغم هزالها السياسي، كانت  آخر القنوات الدبلوماسية التي تربط لبنان بالمجتمع الدولي، والتي أبقته على قائمة القضايا التي تناقشها دول القرار، وإن يكن في أسفل درجاتها.

المشهد الآخر الذي علّق حضور لبنان كدولة إلى أجلٍ غير مسمّى، كان السلوك غير المسؤول والفشل الفاضح في اتّخاذ موقف وطني موحّد حول حدود المنطقة الإقتصادية الخالصة، وتوقف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بما لا يرقى إلى أبسط قواعد الإحترام في العلاقات الدولية. الأسوأ من ذلك والأكثر مهانة كان الإختباء خلف الوفد المفاوض وذر الرماد في عيون اللبنانيين، من خلال مواقف عالية النبرة وفاقدة للقيمة. كان بإمكان الدولة إتّخاذ القرار الذي تريد، بصرف النظر عن صوابيته، ومباشرة التفاوض أو إعلان الإنسحاب من المفاوضات بما يوجّه رسالتين للداخل وللخارج بأنّ هناك إدارة سياسية تحترم موقعها ومواطنيها ولها قرارها. الحدثان، الفرنسي في بيروت والأميركي في الناقورة، أقصيا لبنان عن آخر ما يصله بالمجتمع الدولي بقرار واضح بالعزلة اتّخذته سلطتة السياسية. اختار القيّمون على السلطة الإنكفاء بلبنان إلى ما دون مستوى الدولة. تحالَف دعاة العودة إلى الإمارة الطائفية التي تنشد ضمانات الحماية مقابل تأمين الجباية، مع الساعين لإثبات حتمية فشل مشروع الدولة الوطنية في لبنان أُسوةً بما يجري في العراق واليمن وسوريا، وكأنما هناك دعوة لكلّ الساعين لإنقاذ لبنان للبحث عن الحلول في عواصم فوّضت بالقرار اللبناني دون قيد أو شرط. الخيار بقطع الأوصال مع المجتمع الدولي أتى ليستكمل ضمور الدولة وتهشّم صورتها في الداخل، بعد أن فقد المواطنون ثقتهم بالقضاء والاقتصاد والأمن والنظامين الصحي والتربوي وكلّ مقومات الأمن والأمان.

إلى ماذا سيؤول كلّ ذلك؟ وهل يعتقد القيمون على القرار اللبناني أنّ مقومات وشروط انتقال المنطقة ومن ضمنها لبنان إلى مرحلة جديدة قد استُكملت، وهل  يعتقد هؤلاء أنّ التسريع في إسقاط الدولة في لبنان سيشكّل عاملاً محفزاً لإنجاز تسوية بديلة عن إتّفاق الطائف كجزء من المشهد الإقليمي الجديد؟

إنّ المسارعة إلى الإستنتاج أنّ موازين القوى المؤثرة في الشرق الأوسط قد انقلبت رأساً على عقب بما يلامس إعلان استسلام فريق لفريق آخر، وأنّ العودة لحقبة الوصاية ـــ بكلّ رموزها ــ التي عاشها لبنان منذ توقيع اتّفاق الطائف أصبحت حتميّة، وأنّ الوقت المتاح هو للهرولة نحو حجز موقع في المعادلة الجديدة، هو توهّم للقدرة لدى بعض الفرقاء اللبنانيين، وهو توق لمشهد أمني عاشه لبنان، واقتطاعه عن الظروف الإقليمية التي أنتجته منذ اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975.

إنّ توصّل المجتمعيّن العربي والدولي إلى اللحظة الموجبة لتسوية الطائف لم تمليه ظروف لبنانية، بل أتى استكمالاً لمسلسل بياني من الأحداث ابتدأت في أعقاب حرب 1973ـــ التي مثّلت تهديداً جديّاً لبقاء دولة إسرائيل ــ واتّخاذ الولايات المتّحدة القرار بإدخال المنطقة في مسار قسري للسلام يبدأ باستفراد مكوّناتها وتوقيع إتفاقات منفردة مع إسرائيل. إدخال لبنان بكلّ ما كان يمثّله من دور طليعي في العالم العربي كان الهدف، فليس اندلاع الحرب اللبنانية في نيسان 1975 وتوسّع رقعتها من قُبيل المصادفة، وليس تدخّل الجيش السوري منذ 20 كانون الثاني 1976 في مجريات الميدان لإسقاط المخيمات الفلسطينية، واعتراف الخارجية الأميركية بهذا التدخل بعد أيام قليلة، وإعلان الرئيس حافظ الأسد بعد ذلك في 20 تموز من مدرج جامعة دمشق أنّ دخول القوات السورية إلى لبنان كان دون طلب الإذن من أحد من قبيل المغامرات غير المحسوبة. وليس الإنتخاب المبكر للرئيس الياس سركيس في أيار 1976 مدعوماً من الولايات المتّحدة وشاكراً لسوريا على تأييدها له، وأداؤه القسم في بارك أوتيل شتورا واغتيال كمال جنبلاط في آذار 1977 سوى استكمال لمسار إحتواء لبنان.

وتزامناً مع المشهد اللبناني كانت تعبيرات المشهد الإقليمي الأوسع لتستكمل مسيرة الإحتواء على مستوى المنطقة، فكانت زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل في تشرين الثاني 1977، والإعلان عن إتّفاقية كامب دايفيد في أيلول 1987 في المنتجع الذي حمل إسمها والتي وُقّعت في آذار 1979 لتوجّه بعدها الإدارة الأميركية دعوة للبنان للإنضمام إلى كامب دايفيد، وليدعو وزير الخارجية الاميركي ألكسندر هيغ في نيسان 1981 إلى قيام شرق أوسط جديد. وبهذا يمكن فهم ما نُسب لهنري كيسنجر أنّه «تقرّر تمديد الحرب اللبنانية إلى حين الانتهاء من عقد اتّفاقية كامب دايفيد للسلام بين مصر وإسرائيل» (سليم نصّار، النهار 20/11/2010). واستكمل إجتياح إسرائيل في العام 1982 وإخراج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان واندلاع حرب المخيمات في العام 1985 وما تلى ذلك من مؤتمرات في الدار البيضاء وتوقيع الإتّفاق الثلاثي مساراً مدروساً أفضى إلى إتّفاق الطائف الذي ترجم رغبة المجتمع الدولي بالحفاظ على وحدة لبنان ونموذجه وقدم للبنان خيارات ومسوّغات لبقائه بعيداً عن دور إقليمي لم يعد مطلوباً.

يُمعن أصحاب القرار في السير بلبنان بعيداً عن ما يتّسق مع المشهد الإقليمي ومع تقاطع المصالح الدولية والإقليمية. كما لا يبدو من السهل تلمّس العناصر الموجبة لقيام تسوية إقليمية جديدة أو تقدير عناوين المرحلة المرتقبة في ظلّ دخول المكوّنات الإقليمية في تحالفات غير مرتقبة، ليس أقلها تأثير إتّفاقات التطبيع بين العرب وإسرائيل على ميزان القوى الإقليمي أو إنطلاق المحادثات الإيرانية السعودية. إنّ توّهم القدرة على التأثير في المشهد الإقليمي ليس سوى استمرار في المغامرة باستقرار لبنان وهو لن يُفضي سوى إلى انتظار مهين على قارعة  تسويات لم يحن موعدها بعد.

* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

فرنسا رفعت الغطاء عن الحريري وعينه على الامارات

طوني خوري/النشرة/الاثنين 10 أيار 2021    

سقط القناع الفرنسي والاوروبي بشكل عام عن وجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بعد ان عمد منذ اشهر طويلة الى ارتدائه والاعلان عن انه الوحيد الذي يحظى بتأييد فرنسا والمدافع الاول عن مبادرتها. بالامس، ودون سابق انذار، سقط القناع الفرنسي وبالتالي الاوروبي عن الحريري، وبدا ان كل جولاته السابقة التي قام بها لم تكن كما روّج لها، ومن يسمع ما قاله القيادي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش عن فرنسا، يدرك دون أي جهد ان الوئام

لم يعد من ميزة العلاقة بين رئيس التيار و"الام الحنون". سَحب الفرنسيين دعمهم للحريري يوحي بأن مسألة الحديث عن اعتذاره في الايام الماضية لم تكن عبثية او مجرد "جس نبض"، بل كانت اكثر من جدية ولا تزال، وفقدانه لمثل هذه الورقة افقده ايضاً عنواناً رئيسياً من عناوين حربه الداخلية في وجه بقيّة الاطراف، حيث كان يجد نفسه على انه الوحيد الذي يحمل درع الدفاع عن المبادرة الفرنسيّة، فإذا بعلّوش يعلن وفاة هذه المبادرة. هذا الامر يعني عمليا انه لم يعد هناك من مبرّر للتمسك بالحريري، وان كل جولاته الخارجيّة لم تثمر او على الاقل لم تكن رياحها بما اشتهت سفنه، فيما لا تزال السعودية على موقفها القديم منه، من دون ان تعمد الى تغييره او تعديله، خصوصا وانها لم تتعرّض لاي ضغوط تحثها على مثل هذا التغيير، على عكس ما كان الوضع عليه حين كان الحريري محتجزاً عندها ومارس الرئيس الفرنسي ضغوطا كبيرة بمعاونة الاميركيين لعودته الى بيروت.

ومع غياب الضغط الفرنسي والاوروبي وحتى الاميركي على السعوديّة، لم يكن امام الحريري سوى ترقب ما يمكن ان تقوم به دولة الامارات العربيّة المتحدة من "وساطة" في هذا المجال، علها تشكل متنفساً يعيد اليه بعض ما فقده من دعم اقليمي ودولي. اما على الصعيد الداخلي، فلا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعم الابرز لرئيس الحكومة المكلف، ولكن الباقين بدأوا يترددون في اكمال دعمهم والتعبير عنه، ومع تراجع الدعم الدولي والاقليمي، سيكون من المتوقّع ان يخفّ دعم برّي بطبيعة الحال، وينحسر دعم الآخرين ليفقد الحريري بشكل متسارع مظاهر التأييد ، ما قد يضعه امام حسابات الربح والخسارة فيقرّر عندها الاعتذار لكسب التعاطف الشعبي. هذه الخطوة ستكون بمثابة "الخرطوشة الاخيرة" لرئيس تيار المستقبل لكي يحافظ على رصيده، وهي خطوة ستأتي وفق ما سيسمعه من الاماراتيين حول اجواء المحادثات التي جرت مع ولي العهد السعودي، فإذا كانت مقبولة، سيستمر في التكليف ولن يتراجع، اما اذا كانت غير مقبولة او سيئة، فعندها سيسارع الى الاعتذار والعمل على كسب ودّ الشارع واعادة شدّ العصب السني حوله في انتظار الانتخابات المقبلة ليسجّل حضوره بأفضل صورة ممكنة.

وصل الحريري الى الامتار الاخيرة في سباقه لتشكيل الحكومة، وعلى الرغم من انّه لا يمكن القول ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فاز بشكل عام، الا انه لا يمكن لاحد ان ينكر في المقابل، ان باسيل تمكن من التملّص من "فخّ" الحريري، وهو قاتل في ظروف غير ملائمة له ووسط حملة عليه وتراجع كبير له في الوسط السياسي، وفي ظلّ عقوبات اميركية فرضت عليه وتهديد بأنه سيكون على اللائحة الاوروبية. وبالتالي، يسجّل لباسيل قدرته على "العودة" امام الحريري، الّذي ان اعتذر، يكون قد اعطى دفعة سياسية ومعنوية من حيث لا يرغب، الى باسيل سيستغلّها الاخير بكل الطرق الممكنة، فمن الذي سيضحك كثيراً، فيما الشعب هو الوحيد الذي يبكي؟!.

 

"الكنز الثمين" بين يَدي غادة عون... المؤامرة تتكشَّف!

وليد الخوري/"ليبانون ديبايت/الاثنين 10 أيار 2021    

أفادت مصادر مُطلعة على تحقيقات الملف المالي التي تُجريها مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون لـ "ليبانون ديبايت"، بأنّ "عون مُصمِّمة على الوصول إلى الحقيقة في ملف تحايل المصارف وصرّافين الفئة الأولى على القوانين والتعاميم الصادرة عن مصرف لبنان واستحواذهم على دولارات "طازجة" من السوق اللبناني وتحويلها إلى الخارج". ووفق المصادر، فإنّ"عون لن تكتفي بمداهمة المركز الرئيسي لشركة "PRO.SEC"، لا بل إنها تُخطّط لمداهمة مراكز جديدة للشركة أحدها في "اللويزة" والآخر في أحد المباني في بعبدا في محاولة منها للوصول إلى المعلومات المُتعلقة بعمليات نقل الاموال التي قامت بها الشركة من المصرف المركزي والمصارف الى شركة "مكتف"، ومن "مكتف" الى مطار بيروت حيث شُحنت تلك الاموال الى الخارج. وعلى عكس ما يُشاع، تمكنَّت القاضية عون بمساعدة الخبراء من الإستحصال على "داتا" غنيّة من "PRO.SEC" بعد الولوج إلى برامج المحاسبة بالرغم من قيام أصحاب الشركة بتهريب جزء كبير من الملفات العائدة إلى العام 2019 بالإضافة إالى بعض أجهزة الكمبيوتر. وإكتشفت القاضية عون في الطابق المُخصَّص للمحاسبة في المركز الرئيسي لشركة "PRO.SEC"، أنّ "هناك عدداً من أجهزة الكمبيوتر مفقودة حيث تمّ تهريبها خارج المبنى، بالإضافة إلى وجود خزائن فارغة كانت مُخصصة لحفظ الملفات في دلالة واضحة على "سوء نية" الشركة وصاحبها العميد المتقاعد بيار جورجيو في عرقلة التحقيق و"التستر"على شركائه وعلى رأسهم ميشال مكتف". ووجدت القاضية في سيارات شركة "PRO.SEC"، مستندات مهمة كان صاحب الشركة ينوي إخفائها وتهريبها، ولكن مباغتة القاضية عون للشركة حال دون ذلك.

وهنا لا بُدَّ من الاشارة، إلى المجهود الكبير الذي يقوم به الخبراء التقنيين المُحيطين بالقاضية عون في ملف شركة مكتف و"PRO.SEC" و"Scap" الذين يستخدمون أحدث التقنيات في عالم الـ "Computer Forensic"، والذين تمكنوا بعد مجهود مُضني من استرجاع جزء كبير من "الداتا" التي تم حذفها عمداً وعن سابق تصوّر وتصميم بهدف عرقلة المسار القضائي. وتمكنت القاضية عون في شركة "مكتف" من ضبط "السيرفر" الرئيسي وجميع الأجهزة المتصلة به، وهو الصندوق الأسود لكل العمليات حيث يعكف الخبراء المُقسمين على عدة مجموعات على تحليل هذه المعلومات ومقاطعتها، ويأتي التأخير في صدور التقرير النهائي نتيجة العراقيل التقنية التي قامت بها شركة "مكتف" لوقف التحقيقات. وعُلم في هذا الإطار، أنّ "القاضية غادة عون بإنتظار صدور تلك التقارير لإجراء المُقتضى القانوني بحق المتورطين من ادعاء وتوقيفات ومصادرات وحجز أموال، وهناك تواصل وتنسيق مع هيئة القضايا في وزارة العدل للتنسيق في حال ثبوت أنه تم التلاعب بمالٍ عام لمصادرته". وتُفيد المصادر، بأنّ "عون قد سلكت طريق شركة مكتف لشحن الأموال و"PRO.SEC" و"SCAP" نتيجة مماطلة المصرف المركزي وعدم اعطاء المعلومات بالرغم من المجهود الكبير الذي بذلته والوعود التي اطلقها "الحاكم" والتي لم يلتزم بها".

وتتابع المصادر، ان "مكتف الذي استمعت اليه عون أكثر من مرة، قد وعد بالتعاون وتقديم كامل المعلومات حول التحاويل، إلّا أنه لم يفِ بوعوده". وتعود فصول هذا الملف، إلى خطة الحكومة في منتصف العام 2020 والهادفة إلى كبح ارتفاع سعر صرف الدولار من خلال ضخ دولارات "طازجة" لدى الصرافين الفئة "أ" وعددهم 43 صرّافاً قُدِّرت ما بين 5 و 7 مليون دولار يومياً بسعر يُحدد من قبل المصرف المركزي، إلَّا ان تلك الدولارات المدعومة وبدل إعطاء أولوية الحصول عليها واستخدامها للتجار والصناعيين والأمور الحياتية للمواطنين لتخفيف الضغط على الدولار، تمّ بيعها للمصارف التي قامت بشحنها الى الخارج من خلال شركة "مكتف".

 

المبادرة الفرنسية "لم تمُت" والقيادات اللبنانية غير مدعوة إلى باريس

رندة تقي الدين/نداء الوطن/10 أيار/2021

غداة زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لبنان، أكد مصدر فرنسي رفيع لـ"نداء الوطن" أنّ مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "لم تمت"، واستغرب ما قاله الإعلام اللبناني عن أنّ لودريان ذهب إلى بيروت لدفنها، نافياً في الوقت نفسه أن يكون هناك مشروع لدعوة قيادات الأحزاب اللبنانية إلى باريس كما تردد إعلامياً. وأوضح المسؤول الفرنسي أنّ لقاء لودريان بممثلين عن المجتمع المدني "لا يمثل خطة بديلة أو خطة ب"، مشيراً إلى أنّ "باريس لا تعتبر ممثلي المجتمع المدني وحدهم محاوريها، بل هي تحاور كل اللبنانيين بمن فيهم القيادات التي التقاها وزير الخارجية الفرنسي وباقي القيادات، التي لديها مسؤولية أساسية في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاج إليها لبنان". وعما إذا كانت الرئاسة الفرنسية قطعت العلاقة المباشرة مع القيادات اللبنانية، أكد أنها ليست على قطيعة مع هذه القيادات لأنّ لديها مسؤولية واضحة في التعطيل السياسي الحالي وبالتالي عليها أن تنفذ التزاماتها، مشدداً على أنّ فرنسا مستمرة في تعبئة الأسرة الدولية لدعم الشعب اللبناني وتقديم المساعدات التربوية والإنسانية، ودعم الجيش اللبناني وإعادة الاعمار والتحقيق في انفجار مرفأ بيروت، حيث تقدم باريس الدعم للقضاء اللبناني في تحقيقاته بهذا الانفجار".

 

هل يدفع الحريري وباسيل ثمن خصومتهما؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/10 أيار/2021

خرج التنافس الحاد بين التيارين: "الوطني الحر" و"المستقبل" عن كونه خلافاً سياسياً مستحكماً بين الطرفين على تشكيل الحكومة، أو نزاعاً على حجم الحصص الوزارية وأنواعها الى كونه خصومة شخصية لدودة وحادة بين زعيمي التيارين لا تقل اعتباراً عما يحصل في السياسة، فتأزم الحل يتشارك في تعقيداته المتعددة الخلاف الخاص والعام بين حليفي الامس القريب في ادارة الحكم. كان أغلب ظن المراهنين ان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أتى الى لبنان بزخم روسي اميركي فاتيكاني انقاذاً لاتفاق الطائف ودعم تكليف سعد الحريري لتشكيل الحكومة، وأن محاولته ستكون الاخيرة والا فإن أزمة تشكيل ستحمل البلاد نحو مؤتمر تأسيسي بات على قاب قوسين او أدنى. بعكس التوقعات ضاعفت زيارة لودريان عراقيل تشكيل الحكومة وصعّبت مهمة الرئيس المكلف، بعد أن كانت فرنسا أمله الوحيد بالمساعدة قبل ان تتحول الى طرف يمارس ضغوطه ليسد نوافذ الأمل امامه، ويتركه أسير المواجهة مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. فاذا كان استثناء لودريان باسيل من لقاءاته لاعتبارات فرنسية اميركية لم يعزز موقعه، فإن لقاءه بالشكل الذي حصل أضعف موقف الحريري.

يضاف فشل لودريان في الجمع بين باسيل والحريري الى فشل "حزب الله" وبكركي وروسيا وكل من حاول جهده لتنظيم تفاهمهما. بات الكل يسلّم ان أصل الازمة وأساسها مرتبطان بالعداوة السياسية المستحكمة بين الغريمين. خلال زيارته روسيا ورداً على اقتراح روسي رسمي لم يرفض باسيل لقاء الحريري وكذلك فعل مع الفرنسيين الذين تراجعوا عن عقد اللقاء، خشية انعكاس فشله في الملف اللبناني على الوضعية الانتخابية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ومع "حزب الله" لا تزال المساعي مستمرة لاجل هذا الهدف لكن الحريري يرفض بالمطلق عقد اي لقاء مع باسيل، قبل ان يبادر الاخير الى التسليف بدعمه حكومة الحريري وتسهيل ولادتها. أصل العلّة ان الطرفين كليهما يتصرفان على انه في موقع الاقوى. إذ يعتبر باسيل نفسه من محور سياسي حقق انتصاره إقليمياً بما لا يجبره على تقديم تنازلات، بينما الرئيس المكلف في موقع المجبر على تقديم تنازلات ويتعاطى على هذا الاساس.

في المقابل يعتبر الحريري ان باسيل لم يسمّه رئيساً مكلفاً ويرفض منح حكومته الثقة فكيف يجتمع معه. وثمة بين المحيطين به من يشجعه على الذهاب أبعد في موقفه باعتبار ان رصيد باسيل لا شيء مقابل الحريري. الاول عليه عقوبات بتهمة الفساد، وهو لم يعد جبران الامس فلا أحد معه وعلاقته مقطوعة مع جميع القوى المحلية، هو رئيس ظل متحامل على الطائف والسنّة ويتخبط في مواقفه بدليل الملابسات التي ترافقت مع محادثات الحدود البحرية. وهل يتوجب على الحريري تقديم الطاعة لباسيل وهو لم يسمه ولا يريد منحه الثقة؟ واذا كان "التيار الوطني الحر" يرى صعوبة في ان تبصر حكومة الحريري النور بلا غطاء مسيحي، فالنظرة ليست ذاتها لدى مطلعين على أجواء "تيار المستقبل" الذي يعتبر ان الخطر على المسيحيين ليس بمنح تمثيلهم الثلث المعطل في الحكومة وانما في معالجة الوضع الاقتصادي لوقف نزيف الهجرة. وفي ظل التحولات في المنطقة قد يكون الحريري من وجهة نظر التيار الازرق رجل المرحلة بالنظر الى كونه شخصية منفتحة على الجميع، حتى ايران يهمها مجيء رئيس مقرّب من الاميركيين وليس العكس، وهو ترشّح على أساس إصلاحات واتفاق مع المجتمع الدولي.

طوى الحريري اعتذاراً كان قد طرحه في لحظة تعقيد وعاد متمسكاً بتكليف بات مستعصياً على اية شخصية سنية بديلة. باعتذاره ان فعل نكون امام ثالث رئيس حكومة سني ينسحب من مهامه، بعد الرئيس المكلف مصطفى أديب، رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب والرئيس المكلف سعد الحريري. عبء ثقيل يصعب على اي شخصية سنية ان تتحمله في ظل الفيتو المحضّر سلفاً ليسقط على اي ترشيح لا يخرج من عباءة الحريري ودار الفتوى. وهل من شخصية سنية ستتجرأ ان ترشحت على التفاهم مع باسيل أو الاجتماع به؟ يتّكل الحريري ومؤيدوه على تجربة دياب الحكومية الفاشلة للبناء على ان "حزب الله" وحلفاءه لن يعيدوا الكرة مجدداً بتشكيل حكومة لا تحظى بتأييد كل القوى، وان الرئيس القوي يلزمه رئيس حكومة قوي لا رئيس حكومة لا يمثل حيثية شعبية كبعض الاسماء المتداولة. داخل "تيار المستقبل" أصوات تلوم "حزب الله" لعدم ممارسة ضغطه على باسيل. لكن "حزب الله" وفي كل مرة ينصح فيها باسيل بالمرونة يسأله هل سمّيت وزراءك في الحكومة، يجيب نعم، فيقول اذا لماذا لا يعطى المسيحيون مثلما يعطى الآخرون؟ يعتبر "حزب الله" ان هناك حدوداً للضغط ويعترف بأنه ليس قادراً ان يضغط لا على الحريري ولا على باسيل و"لا هذا هو اسلوبنا ولا نعتمده"، مسلماً بأن المسافة صارت متباعدة بينهما. فهل يكون الحل رعاية دولية تجمعهما او تدفّعهما سوية ثمن الازمة خصوصاً وقد صار خصامهما عبئاً؟

 

تُساند نظام الأسد ولا تتحرّك من دون إذن/لغز "الراهبة المستقلّة" أغنيس لحّام وعلاقتها بعون

نوال نصر/نداء الوطن/10 أيار/2021

أكثر من مشهدٍ "غريب" في ذاك اليوم الطويل، في السادس عشر من نيسان، تُوّج بحضور راهبتين الى "مسرح" القاضية غادة عون، إحداهما هي رئيسة جمعية "إبن الإنسان" فاديا لحّام المعروفة باسمِ "أغنيس مريم الصليب". والداتا التي "كمشتها" القاضية أفرغت في أقبية تلك الجمعية. "الريّسة" تبحث عن "داتا" والناس يبحثون عن حقائق أما الراهبتان فعما كانتا تبحثان يا ترى؟

هناك أناس "مع" أسلوب القاضية غادة عون وهناك أناس "ضدّ" أسلوب القاضية عون لكن عيون هؤلاء وأولئك "جحظت" لرؤيةِ الراهبتين في الموقع. قيل ان مدعي عام جبل لبنان شعرت بتوعك فطلبت، بدل الطبيب، راهبتين. لكن، هل راهبات "إبن الإنسان" "مسبعات الكار" ويفهمن أيضاً بالداتا؟

فلنتصل بالجمعية عملاً بمقولة: "خذوا الحقيقة من أصحاب المواقف". إتصلنا البارحة. أرسلنا رسائل ولا مجيب. إتصلنا بفاديا لحام ( المترهبة باسم أغنيس مريم الصليب). أجابت. وطلبت معاودة الإتصال بعد ثلاثين دقيقة وأرفقت الطلب بعبارة : الله يباركك. بعد مرور نصف ساعة كررنا الإتصال فأجابت:

في ساحة الشهداء للذكرى

الراهبة: نعم؟

نداء الوطن: لدينا كصحافة جملة أسئلة إستيضاحية عن دوركم الإنساني والإجتماعي والديني و"القضائي".

الراهبة: ما فيي جاوب... نحن راهبات... بدّك إذن.

نداء الوطن: أي مطرانية تتبعن لنرسل طلب الإذن؟

الراهبة: ما فيي جاوب على شي.

نداء الوطن: لكن، كيف نرسل طلباً الى جهة لا نعرفها؟

الراهبة: وجّهي الطلب إلي وأنا أرسلــه الى المطرانية.

نداء الوطن: لكن، الى أي مطرانية تنتمين؟

الراهبة: لن أجاوب.

نداء الوطن: هل يمكننا أن نزوركن في الجمعية؟

الراهبة: نحن راهبات وما "منعمل من راسنا" بدنا إذن وبدك إذن.

نداء الوطن: كم يستغرق إعطاء الإذن برأيكِ؟

الراهبة: (أقفلت الخط).

إنتهى الكلام. الراهبات اللواتي أتين الى "مسرح" القاضية غادة عون لا يعملن من رؤوسهن ويحتجن الى أذونات خاصة.

فلنبحث أكثر عن لبّ الموضوع، عن أصل راهبات "إبن الإنسان" اللواتي يشبهن بما يرتدين راهبات "معلولا" في سوريا، خصوصاً أن كلاماً كثيراً سبق ونُشر، عن أنهنّ راهبات النظام السوري. ما رأي مطران طائفة السريان الأرثوذكس جورج صليبا؟ هل يعرف عنهنّ شيئاً؟ هل يعرف عن جميعة "إبن الإنسان" شيئاً؟ يجيب هؤلاء جئن من قارة، من دير ماريعقوب في قارة، الواقعة بين دمشق وحلب، وهنّ لسن أرثوذكسيات بل يتبعن الفاتيكان مباشرة. ومطران اللاتين مسؤول عنهنّ. وماذا عن الراهبة فاديا لحّام؟ أعرف أهلها. والدتها لبنانية. ولم أرها منذ أكثر من عشرين عاماً. إسألي الكاثوليك واللاتين عنها".

فلنسأل مطران اللاتين في لبنان ميشال قصارجي عن جمعية "إبن الإنسان" وراهبات الجمعية؟ هل هنّ بالفعل يتبعن أبرشية اللاتين؟ يجيب "لا علاقة لهنّ باللاتين. لا علاقة لنا بهنّ".

تُرى، هل يتبعن الكنيسة المارونية؟ الجواب حاسم: لا.

من اب فلسطيني وأم لبنانية

المركز الرسمي: قارة

تُرى، هل يتبعن أبرشية بيروت وجبيل للروم الملكيين الكاثوليك؟ يجيب راعي الأبرشية المطران جورج بقعوني: "مركز جمعية "إبن الإنسان" الرسمي في قارة وتتبع الراهبات قانونياً أبرشية حمص وحماه ويبرود وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك التي يترأسها المطران يوحنا عبدو عربش". "يا دارة دوري فينا". تذكرنا صوت فيروز في أغنيتها الشهيرة ونحن ندور بين المطارنة والأبرشيات بحثاً عن المطران الذي يفترض أن يمنحنا الإذن لنعرف أكثر عن الراهبتين في "مسرح" القاضية عون. وصل الجواب. أو نصف الجواب. فلنبحث أكثر عن الراهبة المسماة أغنيس مريم الصليب. هي كانت تتبع راهبات الكرمليات الحبيسات في حريصا. وهذه الرهبنة اساساً مرجعها مطران الكاثوليك في بيروت ولكن هي خرجت منذ وقت طويل من هذه الرهبنة واصبحت مستقلة واستقرّت في قارة وأصبحت تتبع أبرشية حمص وحماه ويبرود وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك. لكن، لماذا يكثر الكلام عن أنها راهبة "النظام السوري"؟ وما علاقة جمعية "إبن الإنسان" التي تترأسها وتديرها ومركزها الرئيسي في دير مار يعقوب في قارة الذي أسسته هي مع منظمة "مسيحيي الشرق" (Chrétiens d’orient

نقرأ في الأسماء. تشارلز دي ماير هو الشريك المؤسس لهذه المنظمة مع بنيامين بلانشارد. ومهمتها بحسب ما تقول "خدمة المسيحيين في هذا الشرق" أو "إنقاذ مسيحيي الشرق". ممتاز أن تكون هناك جمعيات تهتم بإنقاذ المسيحيين في هذا الشرق البائس ولكن، هل يكون ذلك من خلال دعم نظام الأسد الذي فعل ما فعل بمسيحيي لبنان طوال عقود وبكل ما فعله هذا النظام بالإنسان في سوريا تحديداً؟ يبدو بوضوح أن المنظمة، كما الجمعية، تدعمان بشار الأسد أولاً. وهما تنشطان في سوريا من خلال شخصيات ترتبط بشكل وثيق بشخص "سيادة الرئيس" من خلال رجلي الأعمال سيمون الوكيل ونابل العبدلله اللذين استحقا منهما جائزتي "إنقاذ محردة" و"إنقاذ السقيلية" في سوريا. نجول في نشاطات الرجلين فنرى عشرات التحيات منهما الى "القيادة السورية" حيث يكثران من إلقاء التحية والشكر "للجيش العربي السوري الباسل حامي الحمى" و"قائد سوريا الأبي بشار الأسد" مردديّن في أكثر من مطرح: "السما يا قائد بتضحكلك وتحميك وتضلّ درب العزّ تمشيها".

جمعية "إبن الإنسان" تنشط إجتماعياً في لبنان. لكن، هي جمعية تحوم حولها الشكوك. وهي، إذا حسبناها مسيحياً، تتناقض تطلعاتها مع ثلاثة أرباع المسيحيين في لبنان الذين دفعوا أثماناً باهظة في حروب عاثها الجيش السوري ونظام سوريا في لبنان. "أن ننسى لن ننسى". والسؤال يبقى ماذا عن الراهبة فاديا لحام (أغنيس مريم الصليب)؟

كثيرة هي الروايات عنها. فهي ولدت من أب فلسطيني وأم لبنانية. وطالما وجّه الناشطون إبان الثورة السورية اتهامات للحّام على خلفية إرتباطها في شكلٍ وثيق بأجهزة الإستخبارات التابعة لنظام الأسد. فهي كانت "المحراب" في الدفاع عن ذاك النظام في مجازره الكيماوية في حق شعبه ودائماً تحت حجج "دفاع النظام السوري عن مسيحيي الشرق". فهل علينا لمجرد سماع ذلك "الإطراء" لها؟ وهل المسيحيون أهل ذمة بحاجة دائماً الى من يحميهم حتى ولو كان جزاراً؟ هل علينا ان نصفق لراهبة "إبن الإنسان" في ما تفعل؟ وهل مسيحيو لبنان كما مسيحيي سوريا "يُمجدون" قتلة كي يحموهم؟ وهل ما شاهدناه في "مسرح" حضرة القاضية غادة عون من حضور لراهبة "النظام السوري" (كما يصفونها) سيناريو من سيناريوات تجدد الإطباق السوري على لبنان من خلال مسيحييه أولاً؟

من مدخل العمل الإنساني

شكوك كثيرة

الراهبة لا تقوم بشيءٍ (كما أخبرتنا) بلا إذن. فمن أعطاها إذن الإنخراط في عملٍ يفترض أنه قضائي لبناني بحت؟

ثمة أسئلة قد لا تجد أجوبة مباشرة، لكن، بين الإشارات، تكرج أجوبة كثيرة. فجمعية «إبن الإنسان» سورية اولاً لا لبنانية ،ومنظمة «أنقذوا مسيحيي الشرق» التي هي على ترابط وثيق معها، ومقرها فرنسا، تخدم هي ايضاً النظام السوري مع العلم أن الدولة الفرنسية كانت قد قطعت علاقاتها مع هذا النظام منذ العام 2012، بدليل أنها كافأت مراراً «رجال النظام» السوريين، أمثال سيمون الوكيل الذي يرفع صورة بشار وردد يوم أصيب «سيادته» بوعكة: «سيذكر التاريخ بأن قائداً هبط ضغطه لدقيقة فشعر بالألم 20 مليون سوري». نضحك أو نبكي؟

الراهبة أغنيس مريم الصليب تحوم حولها الشكوك الكثيرة. ووجودها في «مسرح» القاضية عون شك آخر. فهي تلعب الدور الإنساني الذي يتناغم والسياسة التي تُروّج لها. فهي راهبة و»قاضية» و»صحافية»، في تأليب الرأي العام ضدّ كل من يناهض النظام السوري، وتفهم أيضاً «بالداتا» وقيل حتى أنها كانت تسرح بين الثوار، إثر السابع عشر من تشرين الأول. وهي، في كلِ ذلك، تدأب على القول: أنا راهبة مستقلة». وتدعو بشار الأسد «الى فعل كل ما باستطاعته ليحمي المدنيين من سلاح «المجهولين» وأن يقوم بالإصلاحات فيشعر المواطنون بأنه أب لهم». كلمة «الأب» في مجتمعاتنا العربية «حمالة أوجه». والراهبة التي تعمل تحت مظلة «إبن الإنسان» تنغل سياسياً وتزور رؤساء وتدافع عن رؤساء. وهي زارت فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بعبدا أكثر من مرة.

جمعية «إبن الإنسان» سُجلت في لبنان لدى وزارة الداخلية عام 2016 تحت عنوان: «مؤسسة إنسانية وإغاثية متنامية متعددة القطاعات» وهي ترغب في الإنخراط في انشطة متعددة «تتعلق بتعليم الشخصية والوعي الجماهيري حول المشاكل الإجتماعية وجمع الأموال للكوارث والفئات الأكثر حرماناً وإنشاء البنية التحتية التقنية والمجتمعية والثقافية والإعلامية لتحقيق أفضل ما يمكن». إنها أهم الوجوه الدينية المساندة لنظام الأسد والداعمة له. كلنا عانينا من داعش. وضدّ داعش. وكلنا نتذكر الأب اليسوعي باولو داوليلو، راهب دير مارموسى الحبشي، الذي خطفته داعش وهو جهر منذ اليوم الأول، بمساندته للثورة السورية ، لكن أن تقف راهبة، بحجة أنها ضدّ داعش، وتساند النظام السوري في كل مجازره فهذا طرح أسئلة لا تنتهي. وإذا كانت هذه حالها في سوريا فما شأنها بمسيحيي لبنان؟ من قال لها ان مسيحيي لبنان كما مسيحيي سوريا حتى ولو جمعهم هذا الشرق؟ دير ماريعقوب في قارة ينتظرها. وهو أولى من لبنان حالياً.

 

فرنسا تُهدّد بـ"اليونيفيل"... باب جهنم يُفتح من الجنوب!

ألان سركيس/نداء الوطن/10 أيار/2021

يُشكّل شهر آب من كل عام مناسبة يُجدّد فيها مجلس الأمن الدولي لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" لمدّة عام واحد وذلك وفقاً للقرار 1701 الذي أنهى حرب "تموز" وكرس وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية ورسم الخط الأزرق ودعا الحكومة اللبنانية لاستعادة سيادتها على كامل أراضيها ومراقبة حدودها البرية والجوية والبحرية واعداً بتقديم المساعدة اللازمة عندما يتطلب الأمر ذلك. عند كل إستحقاق من هذا النوع يطمح لبنان إلى تثبيت قواعد عمل "اليونيفيل" في حين أن قرار توسيع مهامها وزيادة فعالية تدخلها ودورها كان مطلباً أميركياً العام الماضي، وتُصر واشنطن على منحها صلاحيات أوسع بكثير نظراً لأن "حزب الله" يستكمل عمله الأمني وكأن لا وجود لأكثر من عشرة آلاف عسكري لبناني ومثلهم من قوات "اليونيفيل".

وكانت فرنسا هي من تبادر إلى طرح مشروع التجديد لـ"اليونيفيل" وتجري إتصالات دولية مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الفاعلة من أجل الحفاظ على الستاتيكو القائم في الجنوب لأن عدم التجديد لهذه القوات سيحدث فراغاً أمنياً من الصعب تعويضه. والجديد في الموضوع أنه وخلال الزيارة "التوبيخية" والتحذيرية الأخيرة لوزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إلى لبنان الأسبوع الماضي لمّح الوزير الفرنسي إلى نقطة أساسية وجوهرية قد تبدّل الوضعية الجنوبية، ومفادها أنه إذا إستمرّ حكّام لبنان بالإمعان بالتعطيل، وهنا يقصد بشكل أساسي الأكثرية الحاكمة بزعامة "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ"، فان فرنسا قد تقوم بخطوات كثيرة أبرزها أنها لن تأخذ على عاتقها موضوع التجديد لـ"اليونيفيل" هذا العام ولن تتبنى هذا المشروع. للوهلة الأولى، يظن من يسمع هذا الخبر أنه عادي ولا يحمل أي تردّدات، أي أنّ أي دولة أخرى قادرة على طرح مشروع التمديد لـ"اليونيفيل"، لكن من يتمحّص أكثر بالخبر يُدرك جيداً أن ما لمّح إليه لودريان خطير جداً. وتكمن الخطورة من التخلي الفرنسي عن هذا المشروع خصوصاً أن عدم التمديد لـ"اليونيفيل" سيترك أثراً كبيراً على الجنوب اللبناني، بمعنى أن هناك فراغاً أمنياً كبيراً سيحصل هناك ولا يستطيع الجيش اللبناني المنهك بمهماته على الحدود السورية وفي الداخل تغطية المنطقة لوحده، عندها قد يستغل أي فريق الفراغ ويوتر الوضع في الجنوب.

أما النقطة الثانية في تحذير لودريان فموجهة بشكل أساسي لـ"حزب الله"، ومعناها أن فرنسا تستعمل النعومة مع "الحزب" والمحور الذي يمثّله، وتخلّي باريس عن طرح التمديد لـ"اليونيفيل" سيجعل واشنطن هي التي تتحكّم بهذا الموضوع وستسير باريس بما يقرّره الأميركي، وهذا يعني أيضاً أن فرنسا ستصوّت على أي مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن الدولي يقضي بتوسيع مهام "اليونيفيل" أو تحديد عملها تحت الفصل السابع في حين أنّها تعمل حالياً تحت البند السادس، والبند السابع يعني تجهيز "اليونيفيل" لتصبح قوّة عسكرية تستطيع التدخّل ساعة تشاء، وربما قد يصدر قرار بشمول مهماتها الحدود اللبنانية - السورية.

وإذا كان "حزب الله" يتّكل في السابق على الموقف الروسي، إلا أنّ الفرنسي أبلغ من التقاهم وجود توافق فرنسي- روسي على الملف اللبناني، واستطراداً فان التنسيق الأميركي- الروسي يتمّ على أكمل وجه، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من أكثر الرؤساء في العالم الذي يهمه أمن إسرائيل وسلامتها، لذلك فانه متفاهم مع الأميركي حول هذه النقطة، ولن تستعمل موسكو حق النقض "الفيتو" في وجه قرار من هذا القبيل. حذّر لودريان من جهنم مقبل على لبنان، وربما يكون الجنوب هو باب هذا الجهنم على القوى المعرقلة التي تسرح وتمرح من دون حسيب أو رقيب، وبالتالي فان الجنوب قد يكون مقبلاً على تطورات دراماتيكية لا تقتصر فقط على ترسيم الحدود مع إسرائيل إنما على تغيير في قواعد اللعبة الدائرة منذ عام 1967.

 

الحريري استخفّ بمواجهة عون الذي يخوض آخر معارك باسيل

ألان سركيس/نداء الوطن/10 أيار/2021

إذا كانت الأزمة اللبنانية كناية عن صراع محاور ودول كبرى، إلاّ أنها بشقها الداخلي تعتبر مواجهة قاسية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل من جهة والرئيس المكلّف سعد الحريري من جهة أخرى.

يُعرف عن "حزب الله" أنه يساند حلفاءه إلى أقصى حدود إذا كانت مطالبهم تلتقي مع مصالحه، لذلك ومع الرغبة في استكمال مشروع الإنهيار وتغليب الدويلة على الدولة، فانه وجد من المفيد دعم عون وباسيل، في حين أن الحريري يُقاتل وحيداً، ففي الداخل فقد معظم الحلفاء، وخارجياً لم ينل رضى المملكة العربية السعودية حتى اللحظة. وتقول مصادر مواكبة للمسار الحكومي أن الحريري تُرك وحيداً في المواجهة ولم يعرف كيف يحظى بالدعم المطلوب، فأصرّ على التصرّف وكأنه لا توجد قوى مسيحية أساسية، فعلاقته بحزب "القوات اللبنانية" ليست جيدة بينما إختار الإحتماء بعباءة "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه برّي من دون أن يفتح قنوات إتصال مع الشريك المسيحي. وتلفت المصادر إلى أنّ الحريري حفر حفرة لنفسه ووقع فيها، وفي السياق، فانه اعتبر أن دعم "حزب الله" له يعني أنّ عملية التأليف ستكون سهلة وأن "الحزب" سيتولّى مهمّة إقناع عون وباسيل بالتنازل لصالحه، ونسي أنّ "الحزب" لن يُفضّله على حليفه المسيحي الذي يؤمّن الغطاء له. وترى المصادر أنّ الحريري وقع في الخطأ نفسه الذي وقع فيه أثناء ترشيحه رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، يومها أيضاً أراد السير به من دون أخذ موافقة أكبر قوتين مسيحيتين وكذلك اتكل على "حزب الله" لإقناع عون بالتخلي عن ترشيحه والسير بفرنجية من ضمن تسوية شاملة فتفاجأ بجواب "الحزب" الحاسم "بأننا أعطينا كلمة لعون ولن نتراجع عن كلمتنا". وغاب عن بال الحريري أيضاً أن المواجهة ليست متكافئة، فعون يخوض آخر معارك جبران باسيل لتأمين مستقبله السياسي ورفع العقوبات عنه، ولا يهمه ماذا يحصل في البلاد ولا يخضع للإبتزاز، وبالتالي فان الوضع الإقتصادي الضاغط لن يؤثّر عليه ولن يجعله يتراجع قيد أنملة، من هنا فاذا كان الحريري يرغب بالعودة إلى السراي، فان المشروع الإصلاحي الفرنسي سيصطدم بمطبات عدّة أبرزها أن "حزب الله" لا يريد الإصلاح لأن هذا الأمر يُشكّل خطراً على دويلته ومشاريعه الخاصة، فكيف يستطيع الحريري الجمع بين تأييد "الحزب" له وبين الأفكار الإصلاحية الواردة في المبادرة الفرنسية؟ وفي السياق، فان رئيس الجمهورية لا يزال يملك صلاحية الإمضاء على تأليف الحكومة ولا تبصر أي حكومة النور من دون موافقة الرئيس، من هنا فان محاولة الحريري التصرّف وكأن الرئيس غير موجود أو يمكن تجاوزه لا تصحّ حتى مع أضعف رئيس جمهورية، فكيف سيطبّق هذه القاعدة مع عون؟ وفي المحصلة، فان الحريري إستخف كثيراً بالمواجهة مع عون حسب أوساط خارجية وذلك من دون أن يعدّ للمعركة جيداً أو يحصّن نقاط قوته الداخلية والخارجية ومن دون أن يقيم أي إعتبار لظروف لبنان وبأن الوقت ليس وقت تسجيل نقاط، وبالتالي، فان نصيحة رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط لم يسمعها جيداً عندما قال: إتركهم يحكمون ويتخبطون لا تشكّل طوق نجاة لهم، أنت ذاهب إلى الإنتحار إنتحر وحدك لا أريد أن أنتحر معك".

 

وزارة الصحة مطالبة بتوضيح الملابسات وعائلته تطالب بإعلان النتائج/ما ظروف وفاة مواطن في البقاع بعد تلقّيه لقاح أسترازينيكا؟

لوسي بارسخيان/نداء الوطن/10 أيار/2021

هل أسترازينيكا هو السبب؟

سينتظر اللبنانيون هذا الأسبوع، توضيحاً إضافياً حول الأسباب التي أدت لوفاة المواطن جان انطوان معلوف من بلدة نيحا البقاعية، بعد 12 يوماً من تلقيه لقاح استرازينيكا. وذلك بناء لتحقيقات وتحاليل إضافية تجريها وزارة الصحة حول أسباب وفاته، في مقابل تجنب الاطباء الذين واكبوا حالة المعلوف تأكيد او نفي إرتباط وفاته بالمضاعفات التي يتسبّب بها اللقاح عالمياً. وكان المعلوف (57 سنة) وفقا لما ذكرت عائلته قد تلقى لقاح استرازينيكا في 19 نيسان الماضي، بعد ورود اسمه على منصة وزارة الصحة من ضمن الفئة العمرية المستهدفة به. لم يشعر المعلوف في الايام الأولى بأية مضاعفات، إلا بعد 13 يوماً، حيث اصيب بألم مفاجئ في الرأس، إلا أنه لم يعره إهتماماً ظناً منه أنه قد يكون تعب قيادة، تناول حبتي بنادول فخف الألم، إلا أنه إستيقظ في اليوم التالي على وجع مبرّح، فتوجه مع صديق له الى مستشفى تل شيحا، حيث تبيّن بعد إجراء الفحوصات أنه يتعرض لتجلطات في الدم مترافقة ايضا مع نزيف في الرأس، ما تسبب بهبوط حاد في بلاكيتات الدم لديه، أدخله بحالة غيبوبة، بعد وقت قصير من دخوله المستشفى لاجراء الفحوصات. شقيق المعلوف أشار الى أن وزارة الصحة اخذت عينات من دم شقيقه لمعاينتها، وهي بانتظار النتائج، التي طالب بأن تكون معلنة، ولا يتم التعتيم عليها حفاظاً على سلامة المواطنين.

وبحسب المعلومات الطبية، فإن الفحوصات الطبية التي جرت للمعلوف بينت أنه كان يعاني منذ حضر الى المستشفى من نزيف حاد في الرأس مع هبوط في بلاكيتات الدم وهذا ما جعل حالته تسوء، خصوصاً ان العلاج الذي يوصف لنزيف الرأس مناقض تماماً لما سيحتاجه لوقف التجلطات التي اصيب بها ايضا. ومن هنا نصح الأطباء بنقل المعلوف الى مستشفى جامعي في بيروت إلا أن صحته المتدهورة لم تترك له خياراً مشابهاً. ووفقا للمعلومات فإن المعلوف لم يجر أي نوع من فحوصات الدم منذ خمس سنوات، ولذلك هناك صعوبة لتبيان ما إذا كانت هناك أسباب صحية "غير اللقاح" قد سببت له هذه المضاعفات. إلا أن المصادر الطبية فضّلت إنتظار نتائج التحقيقات التي ستجريها وزارة الصحة، والتي وحدها يمكن أن تحسم الجدل في هذا الإطار، فإما تبدد شكوك المواطنين ومخاوفهم التي يفاقمها تراكم مضاعفات اللقاح في العالم يومياً، أو تمضي في عملية التلقيح به ، وتصر على بقاء مضاعفاته أقل بكثير من المشاكل التي يمكن أن يتسبب بها إصابة الأشخاص بفيروس كورونا.

 

اجراءات وتدابير غير مسبوقة في المؤسسة العسكرية.

بولا اسطيح/الكلمة أونلاين/10 أيار/2021

للمرة الاولى في تاريخها، لم تعد قيادة الجيش تدقق بما اذا كان العناصر والضباط يقومون بأعمال رديفة لعملهم في المؤسسة خارج اطار الدوام الرسمي، وهو أمر كان يعاقب مرتكبه أشد العقوبات وصولا لامكانية فصله من السلك. فمع انهيار سعر صرف الليرة وانحدار راتب العسكري لما دون ال١٠٠ دولار اميركي، لم تعد القيادة قادرة على استيعاب النقمة والاستياء العارم الا من خلال غض النظر عن سعي العساكر لتأمين عيش كريم من خلال أعمال اخرى لا تتعارض مع العمل في السلك كما من خلال اتخاذ تدابير واجراءات تخفف من وقع الازمة عليهم خاصة وان المؤشرات تؤكد اننا مقبلون على اوضاع أصعب ما يحتم ضمان استمرارية المؤسسة وجهوزية عناصرها للتعامل مع حالات طارئة متوقعة.

وبحسب المعلومات، تضطر القيادة منذ أشهر لطلب مساعدات غدائية من دول عربية لعدم توفر الموازنات اللازمة لتأمين الطعام للعناصر ، حتى ان الوجبات التي تعتمد على اللحم والدجاج لم تعد تقدم الا مرة كل اسبوعين. وتقول مصادر مطلعة على جو القيادة ان هناك "تجاوبا كبيرا من قبل الدول التي يتم التواصل معها لمد يد المساعدة للمؤسسة العسكرية حتى ان دولا اخرى تتصل هي لتسأل عن حاجات القيادة لثقتها بهذه المؤسسة ولاقتناعها بأنها باتت العمود الفقري الوحيد للبلد الذي تداعى وتتداعى فيه اسسه ومؤسساته".

وبات الهم العسكري لجهة تقوية الجيش وتأمين السلاح والعتاد وقطع الغيار للآليات، في أسفل سلم اولويات القيادة التي تبحث حصرا عن حلول لتأمين لقمة عيش عناصرها لحثهم على التصدي لاي محاولات لزعزعة الامن الداخلي. وتقول المصادر ان "خوف وهاجس القيادة هو على الامن الاجتماعي من منطلق ان الوضع المعيشي الضاغط سيؤدي حتما اذا استمر على ما هو عليه الى انفجار على الارض، او اقله لارتفاع نسب الجرائم والسرقات... ما يجعل اولوية الاولويات لدى القيادة الحفاظ على الامن والاستقرار خاصة وانه يتم توكيل الجيش بهذه المهام التي يفترض ان تتولاها الاجهزة الاخرى كما يحصل في كل دول العالم".

وتعمد وحدات من الجيش ولمساعدة العناصر على الاستمرارية والعيش بكرامة الى زراعة الاراضي المحيطة بثكناتها لتوزيع مردودها على العسكر ، الا ان كل هذه الاجراءات الى جانب تأمين وسائل نقل مشتركة وغيرها من التدابير، تبقى محدودة جدا ولا ترتقي على الاطلاق لحجم الازمة وتداعياتها. وهنا تتساءل المصادر:"كيف يمكن الطلب من العسكري التصدي لتظاهرة معيشية في الايام والاسابيع المقبلة طالما هو لديه نفس مطالب المتظاهرين، هذا ان لم يكن وضعه اصعب من اوضاعهم؟" لعل ابرز ما يفاقم استياء القيادة عدم تجاوب القوى السياسية مع الصرخة غير المسبوقة التي أطلقها قائد الجيش في نيسان الماضي وارتأى البعض صرفها بالسياسة، اذ تؤكد المصادر ان اي اجراء لم يتخذ من السلطة السياسية لمحاولة استيعاب هذه الصرخة من خلال الاستجابة لحد ادنى من المطالب.. هل تعتقد هذه السلطة ان التمرد الذي يبدأ فرديا داخل المؤسسة العسكرية وما يلبث ان يتوسع، لا يزال مستبعدا او مستحيلا؟ وعلى من وماذا تعول لحماية المسؤولين والقادة السياسيين من موجة تسونامي شعبية تطيح بالاخضر واليابس؟! فاما هو غباء مستشر او افلاس كلي يجعل من هم في اعلى الهرم يخاطرون بانهيار آخر سقف يتلطى تحته اللبنانيون.. فهل من يستجيب قبل الكارثة الكبرى؟!

 

فرنسا تقيِّم مبادرتها: أزمة مع السُّنّة إذا اعتذر الحريري

منير الربيع/المدن/10 أيار/2021

بدأت فرنسا في إعادة تقييم مبادرتها اللبنانية. المبادرة فشلت، لكن باريس حريصة على استمرارها في القيام بأي دور مستقبلي في لبنان، لما له من أهمية وجدانية، ثقافية وسياسية واقتصادية في فرنسا.

في انتظار غودو

ويستمر الجمود في لبنان نظرياً، على إيقاع انتظار وترقب ما قد تحمله التطورات. وهناك قناعة بأن البلد لن يرتاح في ظل ما يجري إقليمياً ودولياً. ولن يرتاح إلا بعد خيارات وإجراءات جذرية تغير وجة لبنان السياسي. يستمر الانتظار. والسجال بين رفع الدعم وعدمه يستمر بدوره. ولا يبدو أن رفعه متاح بسهولة. لذا تستمر عملية إطالة أمده، في انتظار معجزة من الخارج. وتستمر داخلياً مواقف القوى السياسية على حالها: رئيس الجمهورية على موقفه غير القابل للتنازل أو التراجع. سعد الحريري يبحث في خيارات متعددة، منها إبقاء خيار الاعتذار قائماً أو وارداً. الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط مع إنجاز التسوية. حزب الله يتجنّب الخيار الحاسم بين الحريري من جهة وعون وباسيل من جهة أخرى. والبطريرك الماروني بشارة الراعي يفكر في جولة على عدد من الدول العربية.

فرنسا والسّنّة

في وجه من عملية إعادة التقييم الفرنسية، دراسة احتمال لجوء الحريري إلى الاعتذار، علماً أنه جمّده وأحجم عنه حالياً. لكن مصادر قريبة منه تعتبر أن الأسبوع المقبل، وتحديداً ما بعد عيد الفطر، سيكون حاسماً وفاصلاً، ولا بد من اتخاذ قرار أساسي ومفصلي. ويعني الاستشعار الفرنسي "أن اعتذار الحريري يؤدي إلى الفوضى، وليس إلى استشارات وإنجاح المبادرة". ويشعر الفرنسيون بفشل زيارة لودريان، وبأن النفوذ الفرنسي في لبنان يكاد ينتهي. لذا سُرِّب خبر احتمال الدعوة إلى عقد مؤتمر للمسؤولين اللبنانيين في باريس، ليظل احتمال الوصول إلى حلّ ممكنا. والهدف من تسريب الخبر هو جس نبض استعداد القوى السياسية لتلبية مثل هذه الدعوة، في أعقاب استمرار الحريري بالتلويح بلجوئه إلى خطوة معينة بعد عيد الفطر. وبعد الكلام الكثير على نهاية المبادرة الفرنسية، يُعاد تقييم نتائج زيارة لودريان في "الكي دورسيه". وذلك في إطار ما يُقال عن تضرر علاقة فرنسا بالسنّة، وعن أن عون فتح معركة مع السنّة، وعن برودة اللقاء بين الحريري ولودريان. إضافة إلى الأزمة التي تعيشها فرنسا مع "الإسلام". وهذا يجعل الحريري محاطاً بدعم القوى السنية، التي اعتبرت أن تصرف لودريان في زيارته الأخيرة أهان هذا المكون: زار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، فيما استدعى الرئيس المكلف إلى السفارة. وإذا أعلن الحريري رفضه الاستمرار في مهمة تشكيل الحكومة، تتعمق الأزمة وتشتد: على صعيد الاستشارات، والشخصية التي يمكن تكليفها، خصوصاً إذا ما استمرّ رئيس الجمهورية برفض الحريري وعرقلة مساره معتبراً أن موقفه مستند إلى المبادرة الفرنسية. وهذا يعمّق الأزمة أكثر مع السنة.

 

بعد وفاة بريدي وفقدان نصاب المجلس الدستوري..ما هو مصير سلفة الكهرباء؟ سليمان ومالك يجيبان

ماجدة عازار/نداء الوطن/10 أيار/2021

بعد فقدان المجلس الدستوري نصابه القانوني الذي يحتّم اجتماع 8 من اعضائه من اصل 10، بفعل وفاة القاضي انطوان بريدي، امس الأول السبت، وقبله وفاة القاضيين الياس بوعيد وعبدالله شامي سابقاً، بات السؤال المطروح ما هو مصير سلفة الكهرباء التي جمّدها المجلس منذ ايام بتعليقه العمل بالقانون رقم 215/2021 (قانون منح مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة) بعدما طعن به "تكتل الجمهورية القوية"، خصوصا في ضوء ما ذُكر بأن السلفة ستُصرف مجدداً، بعد أن يعود القانون ليكون نافذاً بمرور 15 يوماً من صدور القرار عن المجلس الدستوري بعدما يتعذر عليه الإجتماع للبت بمضمون الطعن، بسبب عدم توفّر النصاب الذي يحتاج إلى حضور 8 أعضاء من أصل 10 وذلك بناء على محضر ينظمه رئيس المجلس.

ويشرح الرئيس السابق للمجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان لـ"نداء الوطن" الآلية المقبلة فيشير الى وجود مهل محددة في قانون المجلس الدستوري، وعليه ان يتخّذ القرار خلالها، والا يُعتبر القانون المطعون فيه نافذاً". ويوضح ان"رئيس المجلس الدستوري عندما يتلقّى الطعن، يعين مقرراً وهذا المقرّر امامه عشرة ايام كحد أقصى لتقديم تقريره الى رئيس المجلس، الذي يدعو عند تسلم التقرير الى جلسة مفتوحة لاتخاذ القرار وذلك خلال 15 يوماً كحد أقصى. أما وقد فُقد النصاب فمعناه ان الجلسة لن تنعقد، إذ تنتهي المهلة بعد 15 يوماً من تاريخ الاعلان عن الدعوة الى الجلسة، فيعدّ رئيس المجلس عندها محضراً بالوقائع يذكر فيه انه بسبب فقدان النصاب لم يتمكّن المجلس الدستوري من اتخاذ قرار، لذلك اصبح القانون المطعون فيه دستورياً نافذاً". وهنا يلفت سليمان الى ان العضوين الياس بوعيد وعبدالله الشامي من الاعضاء الثلاثة المتوفين قد تم تعيينهما من قبل مجلس الوزراء، وتعيين بديلين عنهما يتطلب وجود حكومة اصيلة وليس حكومة تصريف اعمال، اما القاضي بريدي فهو منتخب من مجلس النواب الذي يفترض به الانعقاد لانتخاب عضو بديل، فإن فعل، يكون نصاب المجلس الدستوري 8 اعضاء من اصل 10 مؤمّناً". وعن مصير السلفة عندها يوضح سليمان انه "اذا انتخب مجلس النواب سريعاً وقبل انتهاء مهلة الـ 15 يوماً عضواً بديلاً من القاضي بريدي، وأقسم العضو الجديد اليمين امام رئيس الجمهورية، وباشر عمله في المجلس الدستوري، يمكن للمجلس الدستوري إذاً اتخاذ قرار بشأن السلفة إما بابطال القانون وإما بردّ الطعن، علما ان هذا السيناريو مستبعد لان كل ما تبقى من المهلة هو اسبوعان فقط". بدوره، المحامي والخبير الدستوري والقانوني الدكتور سعيد مالك يقول لـ"نداء الوطن": "في الوقت الحاضر ينبغي على رئيس المجلس الدستوري اولاً اعلان الشغور وابلاغ المرجع المعني بالتعيين، أي مجلس النواب، بموضوع الشغور ليصار الى تعيين بديل خلال مهلة الثلاثين يوماً، عملاً بأحكام المادة 4 من القانون 250/93. أما في ما خص الطعن، فاليوم المجلس الدستوري بانتظار تحقيق المقرّر، وفور ورود تحقيق المقرّر يجب على رئيس المجلس الدستوري دعوة المجلس الى الانعقاد والالتئام للتذاكر بموضوع الطعن، فلن يكون هناك نصاب، ولكن بعد 15 يوماً على انعقاد اول جلسة، الخطأ الذي تقع فيه غالبية وسائل الاعلام حينما تقول إن قراراً سيصدر عن المجلس الدستوري بعدم وجود نصاب او غيره. لم يعد هناك مجلس دستوري، اي لم يعد له وجود مع افتقاد العنصر الثالث من اعضائه، وبالتالي عندها ينظّم رئيس المجلس الدستوري محضراً بالواقعة، يعرض فيه الواقع، ويخلص الى اعتبار القانون المطعون به قد عاد مقبولاً والمراجعة مردودة لعدم امكانية البتّ بها لتعذّر توافر النصاب، عندها يعود القانون ليصبح نافذاً، وبالتالي تجميده ينتهي عند هذا الحدّ". واستبعد مالك رداً على سؤال حصول اي معركة لتعيين الاسم البديل، وقال: "مبدئياً، مجلس النواب اليوم من اجل انتخاب بديل يمكن ان يذهب باتجاه، إما اختيار اسم من بين الاسماء التي كانت على لائحة الـ2019، وإما ان يفتح باب الترشيح باقتراح قانون بصورة استثنائية، وبالتالي هذا الامر يعود له". أضاف: "أساساً، القوى الممثّلة داخل المجلس الدستوري معروفة، ومثلاً على الصعيد المسيحي، المعركة ان كانت ستحصل فستجري ضمن اطار البيت المسيحي، وبالتالي"القوات اللبنانية" اليوم بعيدة كل البعد عن الدخول ضمن اطار السلطة الحالية او المؤسسات التابعة لها، هذا قرار سياسي، وعلى ما اعتقد فإنه لن يكون هناك مرشحون للاطراف السياسية، والكرة ستكون في ملعب رئيس الجمهورية".

 

شهرٌ فاصل... حكومة أو "الإنفجار"؟

أنطون الفتى/أخبار اليوم/10 أيار/2021

إذا كان وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان ركّز على أهميّة إجراء الإنتخابات النيابية القادمة في موعدها، وبلا أي تأخير، فإن ذلك يعني أن لبنان سيظلّ متروكاً حتى أيار عام 2022. ولكن لا شيء يقول إن نتائج تلك الإنتخابات، ستمكّن من تغيير موازين القوى، خصوصاً أنه لا يُمكن التعويل كثيراً على ديموقراطيّة شعب، لم يُحسِن الثّورة والإنتفاضة.

السلاح الفتّاك

فالإنتفاضات، هي آخر الخيارات في العادة، عندما يستحيل التغيير بالطُّرُق السلميّة. ولكنّها تحوّلت في لبنان الى مسار "صديق" للسلطة، تستفيد منه عند الحاجة، وتقمعه عندما تجد ذلك مُفيداً لها. وبالتالي، هل يصلح التعويل فرنسياً ودولياً، على نتائج اقتراع شعب، أفقَد نفسه السلاح الفتّاك الأخير، وهو الشارع، في وقت مُبكِر جدّاً، ودون أن يُحسِن استعماله؟

محطّة أمل

ماذا عندما يتحوّل الإستحقاق الرئاسي لعام 2022، الى محطّة الأمل التالية، بعد فقدان باريس والمجتمع الدولي الأمل بإمكانيّة اختراق الجمود اللبناني، بعد "نيابية" 2022، كما هو مُتوقَّع وفق ملموسات كثيرة؟ فأيار 2022 هو موعد لبقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الحُكم، أو لدخول رئيس فرنسي جديد المشهد الدولي بدلاً منه. وفي الحالتَيْن، نتحدّث عن خطط واستراتيجيات فرنسيّة جديدة، للداخل والخارج، ستنسحب على كلّ الملفات، ولبنان من ضمنها.

إنهيار شامل

المحصّلة، هي أن الحصار المالي والإقتصادي في لبنان باقٍ الى ما بعد أيار 2022، والى ما بعد تشرين الأول 2022، موعد الإستحقاق الرئاسي الجديد، وهذا نعرفه، حتى ولو أنه قيل من لودريان بطريقة غير مباشرة. ولكن ماذا عن الإنهيار الشامل في ذلك الوقت؟

أكبر خطأ

التسوية هي أكبر خطأ يُمكنه أن يحصل، سواء على صعيد الداخل، أو كنتيجة لتطوّرات المنطقة. وهي إن حصلت، لن تكون أكثر من إقفال الباب على النار والمُحترقين معاً. بينما النّظر الى القضية اللبنانية، كقضية قائمة بذاتها، وليس كملفّ مُلحَق بملفات المنطقة، كما طالب بذلك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة قداس الأحد أمس، فهو يبدو مستحيلاً، لأسباب كثيرة.

فهل نحن أمام عام ونصف من فقر ومرض وجوع؟ وهل من قدرة على الوصول الى حلّ بعد تلك المدّة، وبأي ثمن؟

منذ تأسيسه

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن "لا إمكانيّة لإبقاء "ستاتيكو" الفقر والمرض والجوع على حاله، مدّة سنة ونصف. والوقت ما عاد يلعب لصالح أي طرف". وكشف في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أنه "إمّا يُقبَل بحلّ قريب، وبطريقة معيّنة، يؤدّي الى تشكيل حكومة، أو سينفجر الوضع قريباً".

وأوضح: "نحن أمام شهر فاصل. فإما تُشكَّل حكومة خلاله، مع اتّفاق حول المدّة الفاصلة عمّا بعد خريف عام 2022، أو ستبدأ أزمة لم يعرفها لبنان منذ تأسيسه".

مستحيل

وعن الشرارة التي يُمكنها أن تُشعِل النيران في المرحلة المقبلة، قال المصدر: "قد تبدأ المشكلة بطريقة بسيطة جدّاً، أي من على محطّة بنزين، لتتطوّر كرة النار، وتُحرِق الأخضر واليابس". وأضاف: "الشارع سيتحرّك بطريقة عفويّة، ومن دون ترتيب، وخلال الإنتظار على إحدى المحطات للحصول على البنزين. فعندما نصل الى مرحلة يُصبح فيها بَيْع البنزين لزبون دون آخر، وأمام بعضهما البعض، رغم انتظارهما معاً في الزّحمة طوال يوم كامل، ستبدأ المشاكل بين الناس، لتتطوّر وتكبر الى مستويات أكبر. ومن هذا الباب، ستتدحرج كرة النّار، لتتحوّل الى احتجاجات واسعة وشاملة لكلّ المناطق في وقت سريع. وعندها تبدأ الكوارث". وختم: "مستحيل الحفاظ على "ستاتيكو" التخبُّط السياسي والإقتصادي والمالي الذي نعيشه حالياً، على مدى سنة، أو سنة ونصف. وبالتالي، إما يقتنعون بتشكيل حكومة سريعاً، أو سيقع الإنفجار الذي سيكون من الداخل، ولأسباب معيشية".

 

لودريان يخوض «معركة التجديد لماكرون» من لبنان والحريري ماضٍ في مهمته متمسكاً بالمبادرة الفرنسية

محمد شقير/الشرق الأوسط/10 أيار/2021

لا يكاد اللبنانيون يصدقون أن فرنسا؛ إحدى الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، أوفدت وزير خارجيتها جان إيف لودريان إلى بيروت لتأمين خروجها «غير اللائق» من المبادرة التي أطلقها رئيسها إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان لوقف انهياره بتشكيل حكومة مهمة من جهة والاستغناء عن خدمات المنظومة السياسية الحاكمة لمصلحة الرهان على منظومة بديلة تتمثل في احتضان باريس الأحزاب والجمعيات المنضوية في الحراك المدني الذي انتفض في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي أدت إلى رفع منسوب التأزم بشكل بات يصعب السيطرة عليه. فالوزير لودريان أحسن الهروب إلى الأمام؛ من وجهة نظر رئيس حكومة سابق، فضّل عدم ذكر اسمه، وقرر أن يعفي نفسه من ملاحقة المنظومة السياسية وحثها على الالتزام بتعهداتها التي التزمت بها أثناء اجتماعها بماكرون في «قصر الصنوبر» خلال زيارته الثانية للبنان في سبتمبر (أيلول) 2020، بذريعة أنها غير مؤهلة للانتقال بلبنان إلى بر الأمان وأخذت تتبادل الاتهامات في رمي المسؤولية حيال انقلابها على التزاماتها.

ويقول رئيس الحكومة السابق إن اجتماع لودريان بالرؤساء الثلاثة (الجمهورية ميشال عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة المكلف سعد الحريري) لم يكن إلا من باب رفع العتب انطلاقاً من مواقعهم الدستورية التي يشغلونها، رافضاً البحث في الأسباب التي أدت إلى تعثر المبادرة الفرنسية، وقافزاً فوق تشكيل الحكومة، ومراهناً في الوقت نفسه على أحزاب المعارضة وجمعيات المجتمع المدني في إنتاج طبقة سياسية جديدة بديلاً للطبقة السياسية الحالية، داعياً إياها للاستعداد لخوض الانتخابات النيابية في ربيع 2022 على لوائح موحدة.

ويلفت لـ«الشرق الأوسط» إلى أن لودريان لم يعتمد وحدة المعايير في استضافته هذه الأحزاب والجمعيات في «قصر الصنوبر»، خصوصاً أن بعضها لا يزال في مرحلة التأسيس، فيما استبعد أكثر من حزب وجمعية مع أنهم يعملون في صفوف المعارضة، إضافة إلى أنه أدرج حزب «الكتائب» على لائحة المدعوين في مقابل استبعاده حزب «القوات اللبنانية» بذريعة أنه ينتمي إلى المنظومة السياسية التقليدية.

وفي هذا السياق، يسأل مصدر سياسي مواكب للقاء المعارضة مع لودريان عن أسباب غياب أو تغييب القوى اليسارية عن لائحة المدعوين، وما إذا كان بعضها قد دُعي واعتذر تجنُّباً لإقحامه في موقف مناوئ لـ«حزب الله»، خصوصاً أنه يدور في فلك محور الممانعة، رغم أن بعض الحضور أثار مسألة سلاح الحزب من دون أن يصدر أي تعليق عن لودريان.

كما يسأل عما إذا كانت الجرعة الفرنسية التي زوّد بها لودريان قوى المعارضة قادرة على إحداث تغيير في المعادلة السياسية على حساب المنظومة الحاكمة، وصولاً إلى قلب الطاولة على رؤوس القوى المنضوية فيها، استكمالاً لما قام به في حصر لقاءاته بالرؤساء الثلاثة في إطارها البروتوكولي.

ناهيك بأن لودريان - بحسب المصدر - أقدم على دعسة ناقصة عندما حصر الدعوة للقائه بأطراف يغلب عليها اللون الطائفي الواحد، مما أدى إلى طغيان الحضور المسيحي في مقابل حضور رمزي للمسلمين، وهذا ما يطرح أكثر من سؤال حول الجهة التي تولّت توجيه الدعوات واستحصلت على ضوء أخضر من الوزير الفرنسي، بدلاً من أن يبادر إلى تعديلها بتوسيع الدعوات.

ويرى المصدر السياسي نفسه أنه ليس في موقع الدفاع عن المنظومة الحاكمة التي تتحمل مسؤولية حيال الانهيار المتدحرج للبنان نحو السقوط، ويقول إنه ينأى بنفسه عن الدفاع عنها، «لكن من غير الجائز أن يأتي لودريان إلى بيروت على خلفية إصراره على تعميم التجربة التي أوصلت ماكرون إلى سدة الرئاسة الفرنسية باعتماده على المجتمع المدني»، ويعزو السبب إلى أن الحراك المدني في لبنان لا يزال في طور التأسيس ولم يتمكن من تنظيم صفوفه لتزخيم الانتفاضة الشعبية في 17 أكتوبر (تشرين الأول) لدفعها إلى الأمام بدلاً من أن تغرق في متاهات المزايدات الشعبوية التي أفقدتها زخمها.

ويؤكد أن استنساخ التجربة الفرنسية ونقلها إلى لبنان ليس في محله إلا إذا كان يراهن لودريان على أن التحوّل في لبنان سيدفع باتجاه إيصال ماكرون لبناني ليتزعّم المعارضة التي هي في طور الإنشاء، مع أنه أحضر معه رزمة من المساعدات خص بها المؤسسات التربوية والصحية والأخرى العاملة في المجال الإنساني. ويعتقد أن لودريان أبقى الأزمة الحكومية مفتوحة على كل الاحتمالات وترك للمنظومة السياسية أن تقلّع شوكها بيديها، وكأنه يربط مصيرها بالتطورات الجارية في المنطقة بين الخصوم في ضوء المفاوضات الجارية والتي لا تزال في بداياتها، ويقول إن باريس قررت مؤقتاً أن تسحب اعترافها بهذه المنظومة وإن كانت ما زالت تراهن على تمسكها بالمبادرة الفرنسية ملوّحة باتخاذ إجراءات ضد من يعرقل ولادة الحكومة.

ويؤكد أن انسحابها من الدور الذي أخذته على عاتقها لإزالة العقبات التي تؤخر تشكيلها لم يكن ليحدث بهذه السرعة لو لم تشعر بأن مفاعيل تأخيرها بدأت تنعكس على الداخل الفرنسي والتي يستفيد منها اليمين الفرنسي الذي يتحضّر لخوض الانتخابات الرئاسية ضد ماكرون الذي يسعى للرئاسة في ولاية ثانية.

لذلك؛ فإن الانتخابات الرئاسية الفرنسية تتزامن مع موعد إجراء الانتخابات النيابية في لبنان التي تصر باريس على إنجازها في موعدها، مهدّدة بفرض حجر سياسي على لبنان في حال أُطيح بهذا الاستحقاق لانتخاب برلمان جديد يتولى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لخلافة الحالي ميشال عون.

وعليه؛ فإن لودريان أراد، وربما عن سابق تصوّر وتصميم، أن يخوض معركة التجديد لماكرون من لبنان من دون أن يميّز بين من يسهّل تشكيل الحكومة وبين من يعوق تشكيلها، وبالتالي فإنه وضع نفسه أمام اختبار جدي للتأكد من صوابية رهانه على المعارضة التي ألبسها ثوباً فرنسياً وأخذت تتصرف منذ الآن على أنها الخيار الوحيد لباريس.

ومع أن لودريان أوكل إلى المنظومة السياسية مهمة تشكيل الحكومة، رغم أنه تصرّف كأنه أوشك على تعليق اعتراف باريس بدورها، فإن الأزمة الحكومية إلى مزيد من التعقيد، ليس لأن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله أغفل الحديث عنها في خطابه الأخير لتفادي الحرج الذي يلاقيه جراء توفيقه بين دعمه تشكيل الحكومة وبين إحجامه عن الضغط على عون وصهره رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، مما فتح الباب أمام التعامل مع تجاهله هذا على أنه يريد ترحيل تشكيلها إلى ما بعد جلاء المفاوضات الجارية في المنطقة.

وفي المقابل؛ ترصد القوى السياسية - بحسب المصدر نفسه - الموقف الذي سيتخذه الرئيس المكلف سعد الحريري في ما بعد زيارة لودريان، وهذا ما أُدرج أمس على جدول أعمال لقاء الحريري برؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام الذين جددوا تأييدهم له ودعمهم لثباته وصموده على موقفه وهم يلتقون في موقفهم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مما يعني أنه لا مكان لاعتذاره عن التأليف وسيمضي في تكليفه التزاماً منه بالمبادرة الفرنسية رغم أن أصحابها تخلوا عنها وتركوها وحيدة بلا غطاء تواجه القضاء والقدر اللبناني.

ويبقى السؤال: لماذا استثنى لودريان البطريرك الماروني بشارة الراعي من لقاءاته وأسقط نفسه في هفوة عندما دعا الحريري للقائه في «قصر الصنوبر» بدلاً من أن يزوره في «بيت الوسط» حسب الأصول البروتوكولية والموقع الدستوري الذي يشغله؟ وهذا ما عرّضه للانتقاد وإن بقي صامتاً بعيداً عن الأضواء.

 

الأحزاب اللبنانية تحاول استيعاب النقمة الدولية عليها

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/10 أيار/2021

تدرك الأحزاب اللبنانية التقليدية أن التعاطي الدولي معها بات على قاعدة «كلن يعني كلن»، لجهة أن النقمة عليها باتت عارمة والمسؤوليات باتت توزع بالتساوي فيما بينها، وهو ما عبر عنه بوضوح وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، ما أثار بالمقابل استياء عدد من هذه الأحزاب التي لا تزال تصر على رفض سياسات التعميم وتحاول استيعاب الواقع الحالي بطريقة أو بأخرى. ويشدد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام على أن «هناك دائما من القوى السياسية اللبنانية من يفضل أن يكون تابعا للخارج، وهذه مشكلتنا معه». ويعتبر درغام في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أننا في مرحلة شديدة الخطورة، لافتا إلى أن هناك بالمقابل «إنفراجات كبرى بدأت تظهر في المنطقة، من خلال سلسلة من الحوارات والمفاوضات الناشطة، لذلك على لبنان عدم انتظار الخارج والسعي لاستنباط الحلول الداخلية وهذه مهمة الرئيس المكلف».

وإذ تمنى «ألا تكون العقوبات الفرنسية كما العقوبات الأميركية سياسية بامتياز»، رأى أنه «إذا كانت باريس حريصة على اللبنانيين، فعليها أن تبدأ من حسابات المسؤولين في المصارف الخارجية، وتطبيق عقوبات على من شارك في الفساد، أما العقوبات السياسية فلا تخدم مصالح اللبنانيين».

من جهته، يقر نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش أن «كل الأحزاب اللبنانية أصبحت بموقع الاتهام»، معتبرا أنها أصلا في الحقيقة «ليست أحزابا إنما مجموعة من القبائل على رأسها رئيس قبيلة... وهي تعاملت مع البلد على هذا الأساس من خلال تناتش خيراته». ويشير علوش في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه حتى الساعة «لم يتحدد سواء للداخل أو الخارج شكل البدائل المطروحة عن الأحزاب والقوى التقليدية، ما يوجب أن يدفعنا للعودة لطرح خيارات سياسية وطنية اقتصادية اجتماعية لا قبائلية... فما يعنينا كسر الحصار المحلي لا الحصار الخارجي، لأن ما يهم الأحزاب هو الناخب اللبناني وليس أي شيء آخر».

ويصر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» شارل جبور على عدم وجوب تعميم فكرة الاستياء الخارجي من كل الأحزاب اللبنانية، «ففي نهاية المطاف نحن كقوات لا نعاني من أي أزمة خارجية، ومن يعاني هم الأطراف الذين ينتهجون سياسات بعيدة عن السياسة العربية والدولية ولهم سياسات محورية... نحن لدينا أفضل العلاقات الخارجية انطلاقا من نظرة المجتمع الدولي إلينا على مستويين، أولا، كطرف سياسي مبدئي على مستوى الممارسة الوطنية والسياسية، كطرف سيادي واستقلالي التوجه ومشروعه السياسي واضح المعالم لا يبدل باتجاهاته وسعيه لقيام دولة حقيقية وفعلية في لبنان. وثانيا كقوة إصلاحية حقيقية حيث إن الغرب يثمن هذا التوجه لجهة أنه لا يكفي فقط أن تكون قوة سيادية إنما أيضا قوة تحرص على بناء دولة مؤسسات حقيقية والالتزام بالقوانين والدستور».

ويشدد جبور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن حزبه لا يتوخى من أي علاقة خارجية غاية شخصية أو حزبية، «فبالنسبة إلينا لبنان جزء لا يتجزأ من الشرعيتين العربية والدولية ونحن نحث عواصم القرار الغربية والعربية على الدفع قدما باتجاه تطبيق القرارات الدولية ومساعدة لبنان والمؤسسات الأمنية والعسكرية ونقوم بدورنا بما يخدم المصلحة الوطنية العليا، فلا نريد دعما مباشرا لنا كقوات لبنانية إنما نوظف علاقاتنا الخارجية لدفع الأسرة الدولية لتتحمل مسؤولياتها حيال القضية اللبنانية».

وبحسب الخبراء، الاستياء الخارجي من الأحزاب اللبنانية لا يعني وجود مشروع واضح لديها لحل الأزمة أو فرض بديل معين. وفي هذا الإطار يعتبر أستاذ السياسات والتخطيط في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور ناصر ياسين أن «لبنان ليس من ضمن أولويات المجتمع الدولي أو الحوارات والمفاوضات الناشطة في المنطقة فهو بنهاية المطاف مجرد تفصيل لا كملف أساسي... وحدهم الفرنسيون يظهرون اهتماما فيه نتيجة علاقتهم التاريخية والثقافية به ويحاولون الدفع به إلى سلم الأولويات».

ويشير ياسين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لا مشروع دوليا واضحا للبنان سوى لجهة إبقائه مستقرا بالحد الأدنى من خلال تقديم مقومات الحياة الأساسية للأكثر فقرا ومساعدات إنسانية محدودة، أما اعتقاد البعض أن هناك توجها لعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان كما (الطائف) لتغيير النظام أو غيره، ففي غير مكانه».، مضيفا «قد يكون لقاء لودريان خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت قوى المعارضة الجديدة رسالة للأحزاب التي لم يتردد بالقول لها إن المجتمع الدولي سئم منها لعدم التزامها بتعهداتها وترك البلد يتفكك ويتحلل... ورسالته كانت واضحة بالدعوة لتشكيل حكومة تنجز بعض الإصلاحات للحصول على المساعدات بانتظار الانتخابات النيابية التي قد تخلق واقعا وقوى جديدة».

 

ريمون اده... الأهرامات التي لا تزول

المحامي عبد الحميد الأحدب/10 أيار/2021

يا عميد، هؤلاء الذين انتحلوا اسماء امجادك واسمك وحزبك، هؤلاء الى الجحيم لأنهم ينتحلون صفة عملاق لبنان الكبير، ريمون اده، هؤلاء ليسوا سوى اقزام، امام تراث ريمون اده، بإسم العملاق يطلون فئراناً صغيرة ويقولون كلاماً لا معنى له!

خلال عشرين عاماً كنت ترفض طلبنا وطلب ميشال عون الإجتماع به وكنت تقول انه رجل متقلب، ويل للبنان اذا وصل! وحدك كنت تعرف المستقبل، وتعرفه!

في مصر اهرامات هي مصر والتاريخ والعزة والفخار، انت يا عميد اهراماتنا التي لن تزول.

http://eliasbejjaninews.com/archives/98737/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%af%d9%87-%d8%a7/

يا عميد، كيف تتركنا وحدنا مع علي بابا والأربعين حرامي؟ أقول أنك لن تتركنا وحدنا لأننا بدون ثقافة ونزاهة وجرأة ونظرة ريمون اده، ما كنا لبنانيين، لبنان ما كان عليه، ما كان عليه من عزّ وما آل اليه من هوان بعد رحيلك! تبقى يا عميد في القلوب، في الفكر، في الثقافة، في السياسة، في القانون، في بناء الدولة، تبقى لنا الوحي، تبقى لنا المرجع والوحي، والمرجع والوحي لا يغيبان بل يبقى نورهما امامنا لنعرف الطريق، انت للبنان كما الأهرامات لمصر.

قبل أربعة ايام من وفاتك رفعت كأس فؤاد شهاب وقلت: كأس البطل الوطني باني الدولة! وصرخ جوني عبدو: هل نسيت؟ انت اتهمت فؤاد شهاب بأنه كان خطراً على لبنان، فأجبت: غلطت، وكان هذا خطئي الكبير في حياتي السياسية!

يا عميد لو حكمت لبنان بعد فؤاد شهاب لكان لبنان جنة الدنيا وسويسرا الشرق، ولكنهم جاؤوا باتفاق القاهرة فتصديت له بكل قوتك وقلت انه مشروع حرب اهلية! وحين أصر كمال جنبلاط عليك ان تقبل به لتكون رئيساً للجمهورية، رفضت وقلت هذا اتفاق لحرب اهلية ولرئيس جمهورية في محافظة سورية، وانا لا اريد ان يكون لبنان محافظة عند آل الأسد!

يا عميد انت وضعت قانون السرية المصرفية، فكان باب ازدهار لبنان، ولكن عصابة علي بابا سرقته، وهدرت اموال الدولة، سرقته! وشوهته! 65 مليار دولار للكهرباء هدرته وزارة الطاقة على الكهرباء ولا كهرباء، والباقي الكثير، الكثير، المستقبل سيفتح متحفاً لهذا الجنس البشري الشرس، جنس علي بابا "القوي".

يا عميد ادركت كيف يكون الأمن، وعدلت القوانين لإعدام القاتل وقبضت على "التكميل" وعلقت مشنقته، وبعد ذلك وخلال عشر سنوات لم يُضرَب كفّ، وعمّ السلام في لبنان! هذه المشانق اين هي؟ نريدها اليوم! لنعلق عليها كل الطبقة السياسية، من علي بابا الى الأربعين حرامي! علي بابا "القوي" والصهر البغيض الذي يطالب بحقوق المسيحيين ويضعفهم ويذلهم بتصرفاته!

كنت المشرع الذي وضع قوانين اعادة بناء لبنان وحارساً على التشريع وعلى القضاء.

كان البطريرك الراعي سيكون حليفك وهو الذي أطلق صرخة الحياد، ولكن ماذا جعل البطريرك يدعو باسيل الى العشاء؟ وماذا جعل البطريرك يزور بعبدا؟ لماذا هذا التمايل؟ لم تكن في حياتك السياسية الا على الخط المستقيم! حياتك لم تكن "طالعة لعند ابيها نازلي عند الجيران"، تصدّيت لكل الذين اعتدوا على لبنان وعرّضت حياتك من اجل لبنانك، وكنت موضوع احترام كبير من المجتمع العربي والمجتمع الدولي.

أمضيتُ أنا شخصياً عشرين عاماً في باريس بعد أن حرّرت المنظمات الفلسطينية وعملائها الذين مرّوا من منزلي وقتلوا ابنتي "جمانة"! خلال عشرين عاماً امضيتها في باريس، خلالها انتُخبت اميناً عاماً للهيئة العربية للتحكيم الدولي وفيها كل قضاة واساتذة الجامعات العربية، وكلهم كانوا يطالبونني بلقاء واجتماع مع العميد ريمون اده! وكنت تجتمع مع القضاة وعمداء كليات الحقوق العربية: المصرية، الأردنية، المغربية، الكويتية، السعودية، والإماراتية، والأردنية، و... و... وكانوا يعتبرونكم بطل الحرية في العالم العربي وبطل الطهارة والوطنية! وكنت مفخرة لكل اللبنانيين!

طالما اعتبرْتَ اسرائيل عدواً لنا! لأنها تبحث عن دور بديل لنا! ولكنك لم تحارب اسرائيل بحرب اهلية في لبنان! كنت شهماً، كنت مسلماً ومسيحياً لأنك كنت مؤمناً، وكنت قدوة الإيمان بالمسيحية، مسيحية المحبة والغفران!

أهل الشر فرّقوا بينك وبين فؤاد شهاب!

ولم تكن مقتنعاً بعنف بشير الجميل، ولكن الحرب فيها عنف يا عميد! ولم تغفر لبشير الجميل الذي كان يعتبرك مثاله الأعلى، لم تغفر له حين جاء يشرح لك ويحاورك في باريس، فالعنف ليس فيه غفران، وليتنا استطعنا تقريب بشير الجميل منك!!! كنا بحاجة اليكما! فإذا انتما تتركاننا، انت بالعمر، وهو باغتيال كتائبي سوري اسرائيلي!! لو استطعنا ان نجمعكما لكنّا اخرجنا لبنان من هذا الجحيم الذي سقط فيه من علي بابا "القوي". لو كنت حياً اليوم يا عميد لكان لبنان هو لبنانك، لا لبنان الفلسطينيين والسوريين ولا لبنان الإيرانيين، بل لبنان اللبنانيين! نحن تحت الحكم النازي وليس الألماني، حكم البعث وليس حكم سوريا والنازية، لا نستطيع ان نقاومها الا بالجنرال ديغول، فأين هو ديغولنا؟ نفتقدك، لأن النازية التي تحكمنا حوّلتنا الى محافظة ايرانية وليس حتى محافظة سورية! لِمَ نحن بحاجة اليك في هذه الأيام الصعبة؟

في هذه الساعات نرفع أيدينا الى السماء الى الله بالصلاة عن روحك، والدعوة لأن تبقى روحك في السماء حارسة لرحلة خلاصنا من طبقة علي بابا "القوي" ودعودتنا الى الله ان تبقى روحك حارسة لخروج لبنان من جحيمهم.

يا عميد، هؤلاء الذين انتحلوا اسماء امجادك واسمك وحزبك، هؤلاء الى الجحيم لأنهم ينتحلون صفة عملاق لبنان الكبير، ريمون اده، هؤلاء ليسوا سوى اقزام، امام تراث ريمون اده، بإسم العملاق يطلون فئراناً صغيرة ويقولون كلاماً لا معنى له!

خلال عشرين عاماً كنت ترفض طلبنا وطلب ميشال عون الإجتماع به وكنت تقول انه رجل متقلب، ويل للبنان اذا وصل! وحدك كنت تعرف المستقبل، وتعرفه!

في مصر اهرامات هي مصر والتاريخ والعزة والفخار، انت يا عميد اهراماتنا التي لن تزول.

 

 قوات؟؟؟

بيار طوق

 أنا قوات وبيي قوات وجدي قوات وجدودي كلن كانوا بالقوات، نحنا من ١٦٠٠ سنة قوات، قوات #مار_يوحنا_مارون يللي حاربوا العرب بشمال أفريقيا وساعدوا ملك أرمينيا ضد العرب،

قوات مار يوحنا مارون يللي حررت الملك الفرنسي لويس التاسع عشر من إيد العربان بالمنصورة،

قوات مار يوحنا مارون يللي صمدت قبال زحف المماليك والقبائل العربية ع جبة بشري ٤٠ يوم بقيادة الشهيد البطريرك مار دانيال الحدشيتي وقاومتن بمعركة العاصية بكسروان،

قوات مار يوحنا مارون يللي ردت أرتال من العرب ع أربع محاور بمعركة المدفون،

نحنا قوات يوحنا مارون يللي كانت تخلي الأمويين يدفعوا الجزية بأرض الشام،

نحنا قوات مار يوحنا مارون يللي قاومنا العثماني،

نحنا قوات يوحنا مارون يللي قاومنا المتوالي الحمادية بإيليج وبشري واهدن ومن بعدو الفلسطيني والسوري كرمال #حريتنا و #إيماننا و #أرضنا،

نعم كرمال عقيدتنا يللي اليوم كتار نسيوها وباعوها بالبزار السياسي،

العقيدة يللي ندفع حقها دم اليوم البعض اشتريوا الإسم وباعوا العقيدة وباعوا أسامي شوارعنا وتحالفوا مع اللي قال عنن جنس عاطل مقابل شو؟؟

الإنفتاح ورفض الإنعزالية؟؟

برافو ولكن مشروعكن خالي من المبادئ وكلو متاجرة وسمسرة.

شو وضع المسيحي اليوم والماروني بالتحديد؟؟

 شو عملتوا بلاسا وبغدراس؟؟

 شو عملتوا بجبيل وبالأشرفية؟؟

 يا شطار مش كل مين دق مسمار صار نجار، صحيح انتو اليوم حزب القوات اللبنانية بس أدائكن ما خصوا بالقوات اللبنانية المقاومة المسيحية،

 خليكن حزب وحاجة تحطوا حالن وصيين ع الناس ويا ريت ما تدعيوا أنكن حاملين القضية المسيحية،

 انتو حاملين قضية صحيح، قضية بتشبه ستالين وهتلر ومسوليني،

بدكن الهيمنة والأحادية،

 بدكن تبيعوا بالمفرق ولو رجع الزمن لورا ع الأكيد كنتو بتوقفوا الناس ع المدفون كرمال الخبز وبترشوهن برصاص ع نهر الموت.

 تركوا شهداء المقاومة المسيحية ما توعوهن لأنن رح يلعنوكن بالدني وبالآخرة، يللي بيهمو خيو بيتصالح مع كل إخواتو مش مع ناس وناس حسب المصالح.

نحنا مش طامعين بمركز ولا بسلطة، لا نمنا بحضن المحاور ولا قبضنا أجرة البيعة، كتير علينا نكون خدام أمتنا يللي مننتمي إلها حتى لو كانت زغيرة، مشروعنا السياسي من مسيرة البطريركية السريانية المارونية ومشروعنا السياحي من وحي ع أرض جبل لبنان المقدسة وتاريخ أمتنا المجيد ومشروعنا التربوي لدعم أهلنا وتحفيزن يزرعوا رجال وما يخافوا من كلفة التعليم، هيدي هي الأمانة ونحنا قدها.... #بكرا_فجر_جديد

 

هذه الفتنة... احذروها!

نبيل بومنصف/النهار/10 أيار 2021

لا نظن ان حرف العوامل المحقة والموضوعية او تلك التي شابتها ثغرات في نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت الى الغرق في الفرز "المستعجل" بين القوى الداخلية الان وفي هذه المتاهة سيكون امرا مفيدا لاحد . الامر الذي لا يمكن الجدل في أهميته يتمثل في ان فرنسا الدولة الأكثر انخراطا في الازمة اللبنانية ،وبالوكالة والأصالة عن المجتمع الدولي، باتت نافدة الصبر من القوى السياسية اللبنانية فقررت اطلاق رسالة التغيير من خلال معيار خاص اختارته "للقاء قصر صنوبر" مستجد ومختلف عن اللقاءين السابقين اللذين عقدهما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اب وأيلول من العام الماضي مع ممثلي الكتل والأحزاب الأساسية في لبنان . واذا كان الجانب الذي يجب تبريره للجانب الفرنسي في اطلاق رسالة التغيير السياسي لا يمكن ان يجادل فيه اثنان باعتبار ان اللبنانيين قبل سواهم باتوا يتقلبون على جمر انهيارات من صنع قوى وأنماط سياسية بالية وفاسدة ومرتبطة بالخارج ، فان ذلك لا يعني التسليم الطوعي بان المعيار الذي اتبع في تصنيف من جمعهم لقاء لودريان وقوى سياسية ومجتمعية صار وحده المعيار الحاسم والنهائي لصحة التمثيل والتغيير . يدرك ذلك الفرنسيون قبل سواهم بطبيعة الحال كما يدركه الافرقاء التقليديون و"الجدد" في لبنان وليس في الامر مفاجأة مدوية تستأهل اهمال الأخطر في الرسائل الفرنسية والانخراط الانفعالي في حروب الغائية مجانية داخلية مبكرة آخر هي آخر ما يمكن ان تشكل راهنا الوصفة الناجعة للجم المسار الانهياري المهرول بسرعة مخيفة على مختلف الصعد .

لعل أحدا لا يمكنه التنكر لحقيقة ان الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان ستكون في منحاها الجوهري العميق أشبه باستحقاق تأسيسي جذري سواء أجريت على أساس قانون الانتخاب الحالي المثير لإنقسام عمودي كبير او اذا امكن التوصل الى قانون جديد .

فالمسألة الكبيرة التي بدأت تطغى على واقع لبنان منذ انفجار انتفاضة 19 تشرين وصولا الى اللحظة الراهنة بكل الاحداث الجذرية التي يشهدها لبنان باتت تدرج الانتخابات المقبلة في مصاف تطور تاريخي حقيقي لا يمكن ان تتأتى عن نتائجه العميقة اقل من تلك الدولة التي تصنعها اشد أزمات اللبنانيين ومآسيهم بفعل انهيارات صنعتها سلطات وقوى سيدينها الماضي والحاضر والمستقبل مهما استقوت وتجبرت بموازين قوى وفرت لها الاستئثار السلطوي . ولذا سيكون من أسوأ الأخطاء التكتية والاستراتيجية التي  قد يقع في تداعياتها سائر القوى الحاملة فعلا للواء التغيير، جديدة كانت من صلب الانتفاضة ام تقليدية من المعسكرالسيادي ، ان تحول الغضب الفرنسي المبرر وانما المشوب بالتعثر أيضا ، الى عامل فتنوي راهنا في لحظة لن يستفيد منها سوى قوى التحالف السلطوي التي تبني حساباتها على إيقاعات أخرى تحيي لديها حسابات التحكم المديد بناء على المفاوضات الإقليمية والدولية الجارية حاليا مع دول المحور الإيراني

والحال اننا نخشى السقوط في مطبات الفهم الخاطئ للرسالة الفرنسية كما نخشى ان تكون الإدارة السياسية الفرنسية للمبادرة التي اطلقها الرئيس ماكرون قد أصيبت بدورها بشوائب اللبننة بدلا من ان تبقى الوصفة الناجعة التي لا غنى عنها لوقف الانهيار المتسارع . وفيما لا تزال تفصلنا سنة "مبدئيا" عن الانتخابات سيكون أسوأ الاستعدادات اطلاقا باشعال فتنة تصنيف مبكرة كهذه تحت عنوان تغييري

 

السابع من أيار 2008; حدث يلخص تاريخ الواقع اللبناني المستمر منذ خمسين سنة *

السفير د. هشام حمدان/10 أيار 2021

كتب الصديق نجيب زوين في تويتر متسائلا، كم من اللبنانيين يذكرون ما حصل يوم السابع من أيار 2008، وأضاف، "من ينسى تاريخه، فمستقبله ضائع."

الواقع أن اللبنانيين نسوا ليس فقط هذا الحدث، بل مجمل تاريخهم العريق الذي جعل من لبنان إسما على شفة كل إنسان في العالم. ولا يجب أن نلوم اللبنانيين، فهم بشر تعلّموا أن يتعايشوا مع الآلام، ويتأقلموا مع الأحزان. في أعمافهم تعيش ثقافة الفرح. والفرح لا يقبل الإستسلام للحزن والألم، بل يتطلع دوما إلى الغد. لكنهم نعم، نسوا تاريخا من الممارسة الديموقراطيّة الحرّة التي اعتادوها قبل 1969. فسيطرة السلاح الخارجي على نمط حياتهم، بعثت فيهم ثقافة الإستسلام إلى قرارات هذا السلاح، وذلك كخيار أفضل من خيار إضاعة الشغف بالفرح المتجذر في ثقافتهم. فبين الفرح وثقافة الإستسلام للخارج إختاروا الثانية. وكان سهلا هذا الخيار لأن ثقافة الفرح لا تعرف مذهبا ولا دينا ولا حزبا ولا زعيما. بينما ثقافة الإستسلام ترتاح على اكتاف زعماء وعدوهم بالحريّة وأفهموهم أن الحريّة تكمن في المذهب والطائفة، وليس في الوطن. الزعماء استسلموا إلى الخارج في لعبة تقرير مصير الوطن، واكتفوا بلعبة أعطاهم إياها هذا الخارج، ألا وهي لعبة حماية الطائفة أو المذهب.

السابع من أيار أكّد أن حلم العودة إلى الوطن مع زعماء تعوّدوا الإستسلام للخارج والإكتفاء بلعبة الطائفة والمذهب، غير ممكنان. حلم  الصراع بين 14 و 8 آذار لبناء وطن، تحطّم سريعا على صخرة القوّة الخارجية الحاضنة ل 8 آذار، إذ كشفت هجمة السابع من ايار، أن شعار "المقاومة"، ليس شعارا وطنيا، بل غطاء لنظام وليّ الفقيه في لعبة حصان طراودة الشيعي، من أجل اقتحام الأسوار العربيّة. ذلك التاريخ "المجيد" لحزب إيران ونبيه بري، كشف سريعا أن "المقاومة" هي رمز الشيعية السياسية الجديدة للإستيلاء على لبنان، كما كانت القوميّة العربية رمز السنّية السياسية في بدايات إستقلال لبنان.

السابع من أيار، كشف أيضا أنّ زعماء لبنان لا يعرفون في ممارستهم لهواياتهم السياسية في هذا الوطن الصغير، إلا ما يقرره أولياء النعمة. جماعة 14 آذار ذهبت وفقا لمقالة في جريدة السفير، إلى التواصل مع القيادة الأميركيّة بغية حثّها على التدخّل لردع هجمة حزب إيران وحليفه نبيه بري. جريدة السفير التي أقنعتنا ردحا من الزمن، بأنها صوت اللبناني الذي لا صوت له في لعبة الطوائف، والقبائل، والزعامات، ويحمل هاجسا احلم تحرير الإنسان العربي، نقلت مراسلات عن ويكيليكس للقائمة بأعمال سفارة الولايات المتّحدة في بيروت في حينه، ميشيل سيسون، تؤرّخ لمطالب قادة 14 آذار من الإدارة الأميركية. ولا شك أنّ نشر هذه المقالة في المنار، يؤكّد أنّ الغرض من مقالة السفير كان يهدف إلى إبراز "عمالة" هؤلاء القادة.

السابع من أيار لم يكشف فقط ذلك الوجه الطائفي المذهبي "للمقاومة" وإعلامها، بل كشف أيضا هشاشة قادة 14 آذار وقلّة حيلتهم. فقادة 14 آذار الذين رفعوا شعار السيادة، لم يفهموا أن السيادة صنعتها لهم أولا قرارات الأمم المتّحدة، وليست العواصم. حتى واشنطن وباريس تريدان الإلتحاف بالقرار الأممي للتدخل في لبنان، وليس بقرارات ذاتيّة. كما أنّه لولا الموقف الشّجاع لمشايخ الطائفة الدرزية في الجبل، لوضع حزب إيران يده عليه محقّقا دويلته الشاملة من البقاع حتى الجنوب، مرورا بالضاحية الجنوبية لبيروت. دروز الجبل لم يتفاعلوا بروح طائفية مع تلك الأحداث، وإنما بثقافة الدفاع عن كرامتهم الحرّة التي عشقوها عبر مئات السنوات، والتي كانت نبراسهم في قتالهم ضدّ كل من حاول ان يضع يده على جبلهم، سواء الإسرائيلي أوالسوري، وحتى أخوتهم من اللبنانيين، في إحدى مراحل الحرب المؤسفة.

قرأت مؤخّرا في ليبانون ديبايت، بعض مذكّرات الدكتور وليد فارس، أشار فيها إلى مسعى مع قادة 14 آذار في بدايات حراكهم عام 2005، لتنظيم مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين الأميركي واللبناني، تعزّز من مناعة لبنان، سواء أمام سوريا المنهزمة، أو من يخلفها. إلا أنّهم رفضوا ذلك. هذا الأمر يؤكّد من جديد أنّهم قادة ميليشيات كما نشأوا، وليسوا رجالات دولة تعرف كيف تأخذ القرارات المصيرية. هم ناشدوا الأميركيين من خلف الستار، بالتدخّل، وطالبوا بالسلاح مستعدّين لإعادة نار الفتنة الطائفية التي ترعرعوا في ظلالها. لم يطالبوا بتنفيذ القرار 1701 وبتمكين القوّة الدوليّة من إستكمال عملية إنقاذ لبنان. فالقوّة الدوليّة التي أنهت هيمنة حزب إيران ونبيه بري والميليشيات الملتحفة رداءهما تحت عنوان "المقاومة"، على قرار الحرب في الجنوب فحسب، كان يمكن لها أيضا، لو طلبت ذلك حكومة السنيورة، أن تنهي هيمنة قرارهم على لبنان بأسره. حرب حزب إيران عام 2006، جاءت برأي د. وليد فارس، نتيجة رفض جماعة 14 آذار للمناورات العسكرية الأميركية اللبنانية المشتركة. وباعتقادي أن رفض هذه الجماعة طلب موقف أمميّ حاسم أدى ايضا، إلى تصاعد هيمنة حزب إيران ونبيه بري والشيعة السياسية بعد 7 آيار 2008.

لا أريد الوقوف على الأطلال كما ذهبت إليه مقالات عديدة نشرت بمناسبة هذه الذكرى السوداء، بل أعيد التذكير بأن زمن انتظار مواقف قادة "ما كان يسمّى 14 و8 آذار"، يجب أن ينتهى. وعلى الرئيس ماكرون أولا أن يفهم هذا الأمر. كما نرجو بكل صدق أن يستمع غبطة البطريرك الراعي إلى هذا الصوت. لبنان بحاجة إلى رجل قرار، لا تتوافر مقوّماته حاليا إلا في شخص غبطته. نعم، الحل هو في التقدّم بطلب يمكن أن يستمع إليه العالم، من أجل تدخّل القوّة الدوليّة. نحن نرجو غبطته أن يكمل عظاته بعظة صريحة أخرى يطلب فيها من الأمم المتّحدة تنفيذ قراراتها، بدءا من إتفاقيّة الهدنة التي تعيد عقارب الساعة الوطنيّة إلى ما قبل العام 1969، وصولا إلى القرار 1701، الذي يستوجب أن تكمل قوّة الطوارئ في جنوب لبنان، دورها، وتنفذ باقي بنوده، ومنها نزع سلاح الميليشات المسلّحة، وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، واستكمال تطبيق الدستور. سيكون لصوت البطريرك صداه العالمي. نأمل أن يفكّر بعقليّة رجل الدولة الذي يريد استعادة سيادة وطنه وحرّيته واستقلاله، وتحييده عن الصّراعات الإقليمية والدولية مهما تكن الصعاب، والإنطلاق في بناء الوطن الجديد وفقا للمقوّمات الحضارية الحديثة.*

*- صدرت في صحيفة نداء الوطن بتاريخ 10 أيار 2021

 

المشرق العربي المتروك من أوباما إلى بايدن

سام منسى/الشرق الأوسط/10 أيار/2021

قرأنا مؤخراً عدداً من المقالات تطرح إمكانية عودة الجيش السوري إلى لبنان كمدخل لحل أزمته، بعد 16 سنة على خروجه عنوة في 26 أبريل (نيسان) عام 2005 إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

يصعب فهم الدافع وراء هكذا افتراضات في هذه المرحلة لا سيما أنها كتبت بأقلام معروفة بجديّتها ورصانتها. فكيف تعود سوريا إلى لبنان وهي المشلّعة بحرب أهلية لم تشهد المنطقة منذ عقود مثيلاً لها في قساوتها وشراستها، والقابعة تحت وصاية إيران وروسيا مع لعب ثلاث دول أخرى عدة أدوار على أراضيها: تركيا والولايات المتحدة بين الشمال والشرق وإسرائيل بغاراتها الروتينية على المواقع العسكرية الإيرانية المنتشرة فيها وأحيانا كثيرة مواقع للنظام نفسه؟

رغم سوريالية هذا الطرح، قد نجد مبررات له في المستجدات على المستويين الدولي والإقليمي والانسداد التام وغير المسبوق الذي تواجهه الأزمة اللبنانية، إضافة إلى أوجه الشبه الكثيرة التي باتت تجمع البلدين متوّجة بشبه زوال الحدود بينهما. فرغم أن بقايا الدولتين ككيانين مستقلين مستمرة بالمعنى السياسي - القانوني، فهما متداخلتان على أكثر من صعيد: الحدود مستباحة، السياسة متهاوية، وهن القضاء والتفلت الأمني، تراجع الاقتصاد حد الانهيار وضمور المصارف ودورها، تراجع الخدمات الصحية ومستوى المؤسسات التربوية، ارتفاع منسوب الفقر، والأهم فقدان السيادة مع وقوع البلدين معا تحت مظلة إيران ومن يدري مستقبلاً موسكو المتمددة. يدخل لبنان في مرحلة فقد معها كل خصوصية كانت تميّزه عن سوريا والمحيط، حتى بات يحاكي «سوريا المفيدة» التي يسيطر عليها نظام الأسد والروس إضافة للإيرانيين. في محصلة نهائية، لن يعود النظام السوري إلى لبنان لأن البلدين أصبحا، وربما مع جزء من العراق، منطقة جغرافية واحدة تعيش ضمن إطار سياسي لدولتين تتشابك فيهما المصالح وأنماط الحياة على أنواعها، وما واحات التهريب المتكاثرة على الأراضي والحدود اللبنانية السورية إلا عينة من المرتقب في المقبل من الأيام. لعل هذا التوصيف مبالغة مفرطة إنما أسبابه على أرض الواقع متعددة.

السبب الأول هو المتغيّرات الدولية جراء توجهات الإدارة الأميركية الجديدة تجاه المنطقة والتي تظهر المؤشرات أنها خليط هجين بين سياسة باراك أوباما المنسحبة منها وسياسة دونالد ترمب المتشددة تجاه إيران. ففي عودة فجة إلى القيادة من الخلف الأوبامية التي عكّرت علاقات دول المنطقة مع أميركا والعلاقات فيما بينها، بات حلفاء واشنطن في الإقليم على يقين أن كلمة مفتاح السياسة الأميركية حياله هي «تدبروا أموركم فيما بينكم لن نتدخل». ما يعني ببساطة أن دول المشرق، أي سوريا ولبنان وغزة والعراق إلى حد ما، ستترك لسطوة إيران بما من شأنه تعميق الهوة بين الخليج العربي ومصر وهذه الدول. بالنسبة لإيران، صحيح أن إدارة بايدن ساعية بشكل جدي للعودة إلى الاتفاق النووي، إنما بخلاف إدارة أوباما لا تبرر لإيران كل تعدياتها شرط الانخراط في الاتفاق، سيما وأن هذه التعديات لم تعد تقتصر على التدخل في شؤون دول المنطقة، بل باتت تطال أمن وسلامة ممرات النقل البحري الدولية. إلى هذا فهي تسمح لإسرائيل بالدفاع عن أمنها ومصالحها عبر كبح التمدد الإيراني داخل سوريا وتضرب في إيران نفسها على ما شهدناه مؤخراً، وهذا فارق رئيسي بين أداء الإدارتين.

السبب الثاني هو ثبات سياسة واشنطن تجاه سوريا على ما هي عليه وتبقى قائمة على ثلاث قضايا: دعم قوات سوريا الديمقراطية بوجه قوات النظام وحلفائه، وما تحققه من نجاحات من دون أن تؤدي إلى انزلاق لحرب واسعة لا تريدها واشنطن، مباركة الغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية فيها، ورفض الاعتراف بولاية جديدة لبشار الأسد وإعطاء شرعية لإعادة انتخابه، كما يتعذر على واشنطن تخطي تجاوز جرائم نظامه. وترجمة ذلك عدم رفع العقوبات أو تخفيفها وعدم تقديم مساعدات للنظام وكبح عملية تعويمه دولياً أو التطبيع معه أميركياً وأوروبياً. وأصدق تعبير عن ذلك تأكيد بايدن أن «سلوك النظام يهدد أمننا القومي». المواقف الأميركية من هذه القضايا تؤكد أن السياسة الأميركية تجاه سوريا لم تتغير، وهي لا ترغب في مسلك آخر لا سيما بعد أن تبين لها أن التعويل على دور إيجابي لموسكو أو خلاف روسي مع الأسد أو خلاف بين موسكو وطهران هو مجرد وهم.

أما السبب الثالث فهو وقوف بعض العرب وعلى رأسهم جامعة الدول العربية على نقيض موقف واشنطن الرافض للتطبيع مع النظام السوري، مع سعيهم لوصل ما انقطع مع دمشق. هذا الموقف العربي مدفوع بتطورات مفاوضات فيينا لعودة أميركا إلى الاتفاق النووي ورفعها العقوبات تدريجياً عن طهران، وبالتطور الناتج عن هذا المستجد أي محاولات التقارب بين السعودية وإيران والتي سيكون لنتائجها انعكاس على أوضاع المنطقة.

لهذه الأسباب يبقى الانطباع الأرجح لما ستؤول إليه الأمور هو سير المنطقة باتجاه تثبيت الوقائع على الأرض، لا سيما في منطقة المشرق العربي المرشحة أن تركن تحت مظلة إيران وروسيا، كما تنخرط دول الخليج في مسارات تهدئة مع إيران. على مقلب المسار الخليجي الإسرائيلي، فالمتوقع أن يستمر من دون حرارة مرتفعة مع مواصلة إسرائيل على نار خفيفة وبهدوء توسيع علاقاتها الجيدة مع الدول المُطبعة معها.

المحصلة أن دول المشرق باتت متروكة وتؤخذ شعوبها عنوة إلى حيث لا تريد، وتتجه إلى مرحلة جديدة هي تثبيت الأمر الواقع في لبنان عبر الاعتراف بهيمنة «حزب الله» على صناعة القرار السياسي، وتثبيت الأمر الواقع في سوريا عبر تمديد ولاية الأسد لسبع سنوات جديدة مع تعفّن المشاكل ذاتها التي يعاني منها البلدان على الصعد كافة. أما فلسطين المنقسمة، فهي باقية على ما هي عليه بعد تعثر الانتخابات، بينما إسرائيل تترنح على أوضاع الداخل المعقدة وهواجس النووي الإيراني والصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة على جبهتي لبنان والجولان. المخارج من هذا المصير القاتم بيد جهات ثلاث:

الجهة الأكثر قدرة على تغيير هذه الوقائع هي واشنطن، إنما باتت غير راغبة بل منسحبة من المنطقة وعينها وهمومها في أماكن أخرى.

الجهة الثانية هي انتفاضة الشعوب العربية المتضررة من الهيمنة الإيرانية. وهذا يحتاج وقتاً وتضحيات وعذابات لمواجهة أنظمة مستبدة لا اعتبار لديها لحقوق وحريات وديمقراطية وتسامح، وسط نظام دولي يشيح بنظره عن كل الموبقات.

الجهة الثالثة هي الدول العربية المطبعة مع إسرائيل إذا سعت لقلب الطاولة على طهران عبر التوصل مع تل أبيب إلى تسوية عادلة للنزاع مع الفلسطينيين، تسقط معه هذه الورقة من يد المقاومة الإسلامية وتجار الممانعة لينتهي معها سبب وجودهم. وهذه المهمة هي الأكثر صعوبة وتعقيداً إنما تبقى الأنجع.

مقاربات صعبة بسبب آيديولوجيات مقفلة في كل من إيران وإسرائيل، ولكن دونها سوف تبقى منطقة المشرق ملتهبة إلى أمد بعيد.

 

هل تقوى فرنسا على انجاح مبادرتها واستكمالها؟

د. حارث سليمان/الإثنين 10 أيار 2021

بعد ان وصلت المبادرة الفرنسية الى منتهاها العملي وانسداد مرحلتها الاولى، اي رهان يمكن للمواطن اللبناني ان يقامر بالتأمل به!؟.

 وماهي الدروس المستفادة من ثمانية عشر شهرا من عمر الازمة؟، وأي خيارات ممكنة اليوم، بعد أن استنفذ لبنان كل الوقت الثمين والضَيّق، لاعتماد خطة استنهاض شاملة من أجل البدء في مسيرة الألف ميل، للخروج من أزمته المثلثة الأبعاد المالية والنقدية والاقتصادية، والتي تُفاقِمَها، التداعياتُ الاقتصادية لجائحة الكورونا، وما تسببت به من انهيار لقطاعات اقتصادية مختلفة.

 وعلى الرغم من أن المبادرة الفرنسية قد وُلدَت، بشحنة عاطفية، بعد جريمة تفجير مرفأ بيروت، فقد توضحت طبعتها الاولى، أنها كلامية وساذجة، وقد ناقشتُ هذه المبادرة، في مقالة لي سابقة، نُشرت في أكثر من وسيلة اعلامية لبنانية، وكان عنوانها " المبادرة الفرنسية أزمة استشراقٍ أم غيابٌ للعصا والجزرة وصفارة الحكم"( موقع جنوبية وجريدة اللواء)، وجَذْرُ السذاجة الأول، حسب رأيي فيها، هو التعويل على صحوة ضمير المنظومة الحاكمة، الصانعة للكارثة والمتسببة بها والمتكسبة منها، تعويل بأنْ تُغيّر سلوكَها وتنضوي بسلوك وطني آخر، يُؤثِرُ مصلحة لبنان وشعبه، ويمتنع مُتعففاً عن محاولة التربح من الازمة، واستغلالها لمزيد من الامعان، بما تعودت عليه، من استعمال لبنان رهينة لأجندات اقليمية، ومن فساد وصرف نفوذ، واثارة لنزعات الكراهية والتعصب، والتسلط على الناس والتحكم بلقمة عيشهم، وقد كان واضحا أن شرط نجاح هذه المبادرة، ليس النجاح ب تشكيل الحكومة أي حكومة، بل  أن تكون هذه الحكومة كفوءة ومستقلة، عن سيطرة أحزاب السلطة وأطرافها، هؤلاء الذين صنعوا كارثة لبنان وحوّلوه من وطن جميل، الى  متراس مواجهة في صراع اقليمي، واستباحوا ماليته العامة وموارد خزينته ومداخيل مرافقه وخدماته،  وغني عن القول أن من صنع الكارثة وتربح من مفاعيلها، لا يمكن أن يكون بأي حال، صالحا ليصنع خطة وينفذها لعلاج آثار الكارثة وإزالة نتائجها.

أما جَذْر ُ السذاجة الثاني، فهو التوجُهُ لحزب الله كطرف لبناني تتساوى مشاركته بالسلطة بباقي اطراف المنظومة، في حين انه واقعا، هو الطرف الاساسي في المنظومة، وقائدها وضابط ايقاعها وتوازناتها، وأن تقليص نفوذ المنظومة، لا يعني تخلي كل أطراف السلطة عن جزء من نفوذها بشكل متقابل، وانما على ارضية الحقيقة العملية، فإن تقليص نفوذ المنظومة سيعني جوهريا تقليص هيمنة حزب الله ونفوذه في بنى الدولة اللبنانية ومؤسساتها الرسمية، ورغم حرص الرئيس الفرنسي على  مداراة حساسيات حزب الله اللبنانية ومراعاة مصالحه الداخلية، فقد تجاهل التحرك الفرنسي ربط حراكه اللبناني  بمصالح القيادة الاقليمية لحزب الله في طهران، وتحرك على افتراض امكانية عقد تسوية في لبنان تقلص قبضة حزب الله عن الدولة اللبنانية، بمعزل عن ثمن يقدم لطهران في صراعها الاقليمي حول نفوذها في المنطقة وبرنامجها النووي.

ولذلك فبعد عشرة أشهر من عمر المبادرة، تجلى واقع حالها، عن كونها قابلة للاستعمال ك "مسرح الهاء" يبرر ويغطي إطالة أمد حكومة تصريف الاعمال، التي يرأسها د. حسان دياب، وهي الحكومة التي كان مطلوبا منها، وضع خطة الانقاذ الشاملة والبدء بتنفيذها، والتي لم تتمكن من تنفيذ أي خطوة في اتجاه خطة اصلاحية، ولم تسعى ولو بخطوة واحدة لوقف تسارع الانهيار أو حتى إبطائه، ولم تداوي أزمات لبنان في علاقاته العربية والدولية، بل سمحت وساهمت بضرب القطاعات الاقتصادية كافة، وبتعاظم حصة السوق الاسود للاقتصاد الموازي على حساب السوق الشرعي الحقيقي، فتوسعت عمليات تهريب المواد الاستهلاكية الى داخل لبنان، دون خضوعها للرسوم الجمركية او الضريبة على القيمة المضافة، وتعممت عمليات التصدير غير الشرعية للمواد المدعومة من مصرف لبنان، الى كل دول العالم وخاصة الى سورية، فكان من نتيجة هذه السياسة، تبديد ما لا يقل عن ١٤ مليار دولار اميركي من احتياط مصرف لبنان من العملات الاجنبية، وذلك بهدف مساعدة نظام الأسد، من جهة  أولى، على مواجهة قانون قيصر وخرق الحصار الذي فرضته عليه الولايات المتحدة الاميركية،  وبهدف تمويل عمليات حزب الله من جهة ثانية، في ظل شح الدعم الايراني لماليته نتيجة للعقوبات الأميركية على إيران.

 وفي ظل هذه الحكومة وتحت أنظارها، توسعت اعمال الجريمة المنظمة عبر لبنان، فتوالت وتفاقمت اعمال تهريب المخدرات والاسلحة وتبيض الاموال والتجارات الممنوعة، وتقلصت هيبة الدولة اللبنانية وسلطاتها، وتهاوت ثقة الناس والدول بها، عربية كانت أم دولية، فيما تعاظم منطق المافيا والبلطجة والخوة والتهريب، والخروج عن شرعية القانون وتعددت محاولات لي عنق الدستور والتنكر لأحكامه نصا وروحا، وتبدى المشهد العام، مُظهِرا إنحلالَ وعجز السلطة القضائية عن التعامل، مع أي ملف قضائي بمهنية وموضوعية، بعيدا عن هيمنة أطراف المنظومة وكيدياتها.

على مدى ثمانية عشر شهر من عمر الازمة، تحوّل ٧٠ % من شعب لبنان الى فقراء، يبحثون عن سبيل ومصدر لتأمين غذائهم واحتياجاتهم، فيما تحوّل ميسوريهم الى متسولين لودائعهم امام صناديق البنوك،  وتحوّلت أجيال لبنان الشابة ونخبه العلمية، الى كفاءات رخيصة تطلب فيز عمل وهجرة الى بقاع العالم وأسواقه.

لم تكن ممارسات حكومة دياب فشلا وسوء اداء، وعجزا عن انجاز فقط، بل كانت سياسة مرسومة، من رعاتها وأولياء أمرها، ومُتّبعة لادارة الانهيار والاستثمار فيه، وخيارا يجنب المنظومة بكل أطرافها تحمل مسؤولياتها عن الأزمة، ويتيح لها التنصل من تحمل اعباء كلفتها، وآلام إجراءات الخروج منها، وظهر جلياً أن المنظومة السياسية التي صنعت الكارثة، لم تعد قادرة على تسيير مؤسسات الدولة ومرافق لبنان العامة، والحفاظ على قطاعاته الاقتصادية والانتاجية، ولم تعد صالحة لحفظ سيادته وامنه وحدوده، او رسم حدود مناطقه الاقتصادية الخالصة وادارة التفاوض حولها، وهي قيادة لم تعد مؤهلة، لحل ازمته وادارة شأنه العام، بل اصبحت خطرا على لبنان وشعبه وخطرا على الدول العربية والغربية، ينبغي اتخاذ اجراءات القطيعة معها والتحوط من التعامل معها والانفتاح على نشاطاتها.

لقد ساهمت المبادرة الفرنسية بكشف خواء السلطة اللبنانية ومنظومتها الحاكمة، وأظهرت مدى تحول الدولة اللبنانية الى أداة ركيكة في يد الدويلة التي تديرها ايران في لبنان، وطرحت مجددا على شعب لبنان وثوار ١٧ تشرين اولا ودول الجامعة العربية ثانيا ودول العالم ثالثا اسئلة حرجة وتحديات جسام لا مناص من إيجاد أجوبة عليها :

  ما هي الوسائل  والأدوات، عنفية كانت أو سلمية، التي على شعب لبنان ان يعتمدها لإزالة  سلطة أمراء احزاب المنظومة الطائفية واصحاب البنوك واداراتها ومساهميها؟

  أي خريطة طريق وفي أي مجالات وميادين يتوجب السير لإعادة تكوين سلطة جديدة، تقوم على إجتثاث مرتكزات الدولة العميقة لمنظومة المافيا الحاكمة، وبنيانها الاجتماعي وهيكلياتها الادارية ومواقع التحكم لديها؟

  كيف يتم التفاعل بين قوى التغيير اللبنانية في ثورة ١٧ تشرين، بعد توحيد قواها وصياغة اجندتها الواحدة وميادين ساحات نضالها، وقيام قيادتها الواحدة، كيف يتم التفاعل بين قوى التغيير على المستوى الداخلي، وقوى الاغتراب اللبناني.

  كيف يتناغم السعي بين قوى التغيير الداخلي مع الجهد العربي والدولي لاستعادة لبنان دولة طبيعية سيدة ديموقراطية ، ووطنا مزدهرا ينعم اقتصاده بميزات تفاضلية تؤهله ليكون جزءا من اقتصاد العالم والاقليم والمنطقة؟

على ضوء هذه الاجابات ستنفتح امام المبادرة الفرنسية وأي مبادرات عربية آفاق جديدة، تعيد الاعتبار لدور لبنان ولمصالح اشقائه واصدقائه وأدوارهم ونفوذهم، عربا ودولا غربية او عالمية.

 

هل حان أوان "الدولة الشيعية" في لبنان؟

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 11/05/2021

يعيش لبنان حال جمود سياسي قاتل، فيما المنطقة كلها من حوله تتحرّك وتتغير. سابقاً، كانت التطورات الخارجية تنعكس سريعاً على البلد المتأثر بكل ما يجري في الإقليم. لكنه حالياً في آخر سلّم الأولويات. ولأسباب تخص القوى الخارجية، ونتيجةً للعناد الداخلي.

صمت نصرالله

لا قوة خارجية جاهزة للتعاطي مع الملف اللبناني بجدية، وراغبة في إنقاذه أو الاهتمام به، ما لم يقدم اللبنانيون أنفسهم على ذلك. فيما العناد والخلافات المصلحية والشخصية والآنية، تقطع الطريق على احتمال تأثير التطورات الخارجية على الواقع اللبناني الداخلي. اللقاءات العربية-الإيرانية، لا تهتم حتى الآن بلبنان ولا بحلّ أزمته. وهو متروك على قارعة الانهيار الشامل، في انتظار ما يفرزه تطور الأوضاع في المنطقة. وفي غياب الديناميكية الداخلية، ليس من بارقة أمل للوصول إلى حلّ الاستعصاء القائم بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وعدم إقدام حزب الله على أي مبادرة جدية للخروج من المأزق السياسي القائم وتشكيل حكومة. غياب أي موقف حول الحكومة أو حول الوضع السياسي الداخلي المعقد، حسب أمين عام حزب الله في كلامه الأخير لمناسبة يوم القدس، مؤشر إلى أن الأزمة الداخلية مستمرة بلا بوادر لحلّها. ويحيل صمت نصر الله الأمر إلى الاستمرار على حال انتظار التطورات الإقليمية والدولية وما قد تفضي إليه، على وقع تحليلات متعددة حول لمن ستكون الغلبة في مرحلة التسوية.

الطرف الأقوى

يعتبر حزب الله أنه ابن المحور المنتصر، طالما أن الدول الخليجية والعربية غيّرت مواقفها وذهبت إلى ترتيب العلاقة مع إيران. ما يعني أن التطورات تصب في صالحه سياسياً على الساحة اللبنانية. وهو في الحالات كلها يحقق المكاسب. وإذا استمر الانهيار، يعتبر أنه الطرف الوحيد القادر على لملمة صفوفه وضبط مجتمعه، واختراق المجتمعات الأخرى. وفي حال حصلت التسوية سيكون الطرف الأقوى فيها، نظراً لقوته التنظيمية والعسكرية والاجتماعية والسياسية. بعض الممعنين بالواقعية يعتبرون أن التسويات الخارجية ستفضي إلى إنتاج "الدولة الشيعية" في لبنان، في الحقبة الثالثة للدولة اللبنانية. وهذا على اعتبار أن الدولة الأولى منذ الاستقلال إلى الحرب الأهلية، كانت "دولة الموارنة" أو المارونية السياسية. والدولة الثانية ما بعد الطائف كانت دولة السنّية السياسية. والآن يدخل لبنان طور دولة الشيعية السياسية. ولكن لا بد من تسجيل ملاحظة بسيطة هنا: في أعقاب الدولتين "المارونية والسنية" لم يكن الحكم مطلقاً للموارنة والسنة. بل كانت هناك عوامل وموازين سياسية قادرة على التأثير والتغيير في لحظات متعددة. وكان ذلك يجري على إيقاع التطورات الخارجية.

بلد لا يُبتلع

أما الممعنون في الأمل فيعتبرون أنه يستحيل على حزب الله حكم لبنان، أو الانتقال إلى ما يسمى دولة السيطرة الشيعية، مهما تغيّر ميزان القوى داخلياً وخارجياً. وهذا أقله بسبب تصنيف حزب الله إرهابياً ونبذه من قبل المجتمع العربي وجزء كبير من المجتمع الدولي. ثم إن ذلك لا يمكن أن يستقيم، لا سياسياً ولا اجتماعياً. ولا ينفي أصحاب هذا الرأي أن يكون حزب الله صاحب قرار مؤثر ومقرر في المعادلة، لكن استناداً إلى التوازن وليس كسره. فالكسر هو الذي أودى بلبنان إلى هذا الانهيار. لذا يستبشر هؤلاء خيراً بالمفاوضات الإيرانية العربية، التي ستعيد التوازن إلى الساحة العربية كلها، ومن ضمنها لبنان.

هؤلاء يصفون البلد بأنه "حسكة" تخز كل من يظنّ أنه قادر على ابتلاعها، ليكتشف عكس ذلك. ولإثبات هذا الرأي يُستعان بدلائل تاريخية: من أيام بشارة الخوري إلى كميل شمعون وحلف بغداد، وصولاً إلى ثورة الـ58، وكذلك في مرحلة الحرب ومع الاجتياح الإسرائيلي وانتخاب بشير الجميل، بدا الميزان في كل لحظة أنه مائل بشكل كامل وتلقائي لصالح محور على حساب الآخر. لكن الواقع كان ينقلب رأساً على عقب في الأشهر التالية. لذلك، من المبكر الحديث عن تحديد ملامح الصورة النهائية للتركيبة السياسية التي سيخرج بها لبنان، بعد هذا الانهيار السحيق الذي يعانيه. الجمود السياسي القائم، وعدم قدرة أي طرف على إنتاج تسوية سياسية أو اجتراح حلّ، وفقدان الحيلة السياسية لدى من كانوا يخرجون الأرانب من أكمامهم، ليس دليل عافية بالتأكيد، لكنه دليل على الاستمرار في حال الترهل والتآكل.

 

القطاع الخاصّ يدفع نحو "تدويل" المعابر كمخرج لأزمة التصدير

أحمد الأيوبي/أساس ميديا/الثلاثاء 11 أيار 2021

تجهد السلطة في إظهار جدّيتها في التعامل مع ملفّ التهريب بعد فضيحة الرمّان الملغوم بالمخدِّرات، المرسل إلى المملكة العربية السعودية. اقتصار عمل السلطة على اتّصالات هاتفية، وجولات تفقّدية لوزير الداخلية محمد فهمي على المعابر الحدودية، لا يبدو مثمراً ولا كافياً في استعادة الثقة الداخلية والخارجية. هذا الأمر دفع القطاع الخاصّ إلى المبادرة لإحداث ثغرة في هذا الجدار. وهو ما أشار إليه نائب رئيس جمعية الصناعيّين زياد بكداش، عندما اعتبر أنّ "عرض العضلات السياسي كلّفنا خراباً عارماً بحقّ الصناعة اللبنانية"، وأنّ القرار "ضربة قاضية للصناعة الوطنيّة، حيث إنّ ثلث الصادرات اللبنانيّة لن تصل بعد اليوم إلى الخليج العربيّ، وهنا نتكلّم عمّا يُساوي 900 مليون دولار" سنوياً، مبدياً خشيته من المسار التصعيديّ المستمرّ تجاه لبنان.

دبوسي لـ"أساس" أنّ الأجواء مع البنك الأوروبي إيجابية، وهذا التحرّك ليس تقليلاً من سيادة لبنان، لكن في الحالات المماثلة، تلجأ الدول إلى شركاتٍ مختصّة موثوقة عالمياً، تتولّى إدارة أمن المعابر، لكونها صاحبة اختصاص وتحظى برعاية دولية

أما أولى المبادرات جاءت من رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، الذي راسل مديرة مكتب لبنان في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية غرتشن بيري، وطلب منها العمل على تزويد "مرفأ طرابلس الكبرى بالآلات والمعدّات المتطوّرة لمراقبة دخول البضائع وخروجها من حرم المرفأ وإليه". وجاء في الرسالة أنّه "لكي يتمكّن مرفأ طرابلس من القيام بكلّ المهمّات المطلوبة منه بكلّ حرفية ومهنية، فإنّنا نلتمس منكم تزويد المرفأ وتجهيزه بالآلات والمعدّات المتطوّرة (السكانر)، التي تمكّنه من كشف عمليات التلاعب أثناء إدخال أو تصدير البضائع المشبوهة والمخدّرات، وذلك من خلال تمويل خاص من جانب مؤسّستكم، فيمكننا إعادة بناء الثقة والمساهمة في حماية مؤسساتنا الاقتصادية والحفاظ على شركائها في العالم، بمنأى عن عمليات التلاعب والغش"، مع إبداء الاستعداد للمساهمة في هذا المشروع.

وأوضح دبوسي لـ"أساس" أنّ الأجواء مع البنك الأوروبي إيجابية، وهذا التحرّك ليس تقليلاً من سيادة لبنان، لكن في الحالات المماثلة، تلجأ الدول إلى شركاتٍ مختصّة موثوقة عالمياً، تتولّى إدارة أمن المعابر، لكونها صاحبة اختصاص وتحظى برعاية دولية". وأكّد رفضه "كلّ الإساءات إلى السعودية". ولفت إلى أنّ مبادرته "تهدف إلى إعطاء الإخوة السعوديّين صورةً عن جهودنا لملاقاتهم في حماية بلاد الحرمين، وحماية لبنان من شرّ السموم العابرة للحدود".

ووافق دبوسي على أن "لا شيء يسمح باستعادة ثقة المجتمعيْن العربي والدولي، وفي مقدَّمهما المملكة العربية السعودية، إلاّ إجراءاتٌ بمعايير دولية ومساعدة متطوّرة ومعتمدة عالميّاً"، موضحاً أنّ "هذه المبادرة لن تتوقّف عن التطوّر، وهذا التواصلُ سيتوسّع مع كلّ المؤسسات الدولية المهتمّة بأمن المجتمعات البشرية، ومن شأن ذلك المحافظة على صدقيّة الدولة في أعمالها الاقتصادية، وتحديداً عمليات التصدير". اقتصار عمل السلطة على اتّصالات هاتفية، وجولات تفقّدية لوزير الداخلية محمد فهمي على المعابر الحدودية، لا يبدو مثمراً ولا كافياً في استعادة الثقة الداخلية والخارجية. هذا الأمر دفع القطاع الخاصّ إلى المبادرة لإحداث ثغرة في هذا الجدار وتابع دبوسي: "نحن حريصون على سمعتنا، التي تعب آباؤنا وأجدادُنا لبنائها عبر مسيرتهم الاقتصادية، وعلينا أن نحافظ عليها لنحفظ ما تبقّى من سمعة الوطن، وما تبقّى من إدارة البلد، لأنّ الجميع، بمن فيهم رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء، يقرّون بوجود خلل كبير في الإدارة، حتى لا نستخدم وصفاً آخر".

وأكّد أنّ "الفطرة البشرية لا تقبل الفراغ، وعندما تعجز الدولة عن توفير الإدارة الشفّافة، فلا بدّ للقطاع الخاص أن يتحرّك، انطلاقاً من واجباته في ملء الثغرات التي تتركها الدولة، وفق قواعد القانونيْن اللبناني والدولي، الناظمة للعلاقات الاقتصادية". وتابع: "نحن لا نريد الحلول محلّ الدولة، ولا نرضى الاستغناء عنها، ولكن عندما تغيب، سنعمل على تغطية هذا الغياب، من خلال خلق شراكات وصيغ تعاون عربية وإقليمية ودولية حتّى لا ينهار الأمن والاستقرار، ونحفظ مصالحنا المشتركة. فنحن نعمل انطلاقاً من تمثيلنا المصالح العليا للقطاع الخاص وللاقتصاد الوطني".

وختم دبوسي حديثه بالتأكيد بأنّه "لا يمكن القبول بتحويل لبنان إلى بلد ذي اقتصاد مغلق. فهذا النوع من الاقتصادات سقط، ولا يمكن الوصول إلى اقتصاد ناجح إلاّ بالتمتّع بثقة المجتمع الدولي. والاقتصاد المنفتح على العالم، هو الذي يتمتّع بنَفَس طبيعي، ويكون جزءاً لا يتجزّأ من الاقتصاد العالمي، وعندئذٍ يمتلك القدرة على الازدهار". تفاعلت رسالة دبوسي في الأوساط الاقتصادية، وأبرزها جمعية الصناعيين التي أيّدت مبادرة غرفة طرابلس، فيما تظهر ملامح رؤية اقتصادية وطنية قوامها ضمان ضبط المعابر اللبنانية، وإشراك المجتمعيْن العربي والدولي في الإشراف على المنافذ البرية والبحرية والجوية، والإفادة من قدرات وخبرات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل ومؤسسات الاتحاد الأوروبي ومؤسسات الدول العربية والصديقة المختصّة، لأنّها السبيل الوحيد لإبقاء شريان الحياة مفتوحاً بين لبنان والعالم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي عرض الاوضاع مع سلام

الإثنين 10 أيار 2021

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، الرئيس تمام سلام، وعرض معه للأوضاع العامة على الساحة الداخلية، وكان توافق على "ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة للحد من الانهيار الحاصل في لبنان".

 

الراعي ترأس قداسا في بازيليك سيدة لبنان حريصا ودشن كنيسة بيت مريم وطريق الركوع المؤدي اليها

الإثنين 10 أيار 2021

وطنية - جونيه - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس بداية الشهر المريمي في بازيليك سيدة لبنان في حريصا عاونه فيه المطرانان حنا علوان وبولس روحانا، الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب مارون مبارك ورئيس مزار سيدة لبنان الاب فادي تابت. وشارك في القداس سكرتير السفارة البابوية ممثلا السفير البابوي، المطرانان ميشال عون وبولس مطر، وآلاف المؤمنين الآتين الى سيدة لبنان في هذه المناسبة. في بداية القداس، رحب الاب تابت بالبطريرك الراعي والحضور، شاكرا "المتبرعين الذين قدموا من مالهم وتعبهم لبناء كنيسة بيت مريم الكنيسة المعلقة بين الارض والسماء، والتي تربط الخليقة بالخالق، المطلة على البحر والجبل، وهي تمثل رمزا للعين الساهرة على شعب يتخبط في امواج الشر المحيطة به، وجبلا يرمز الى صخر لبنان العتي، داعيا " ابناء لبنان الى الصمود في مجابهة الأخطار والصعوبات." بعد الانجيل شكر البطريرك الراعي جمعية المرسلين اللبنانيين ممثلة بالرئيس العام الاب مبارك ورئيس المزار الاب تابت وجمهور آباء المزار على "المجهود الكبير الذي يقومون به". وتحدث عن "مكانة مريم واهميتها في قلوب اللبنانيين"، وعايدهم بعيد "الام الساهرة"، مقدما الصلاة الى سيدة لبنان طالبا منها "حماية شعب يرزح تحت ثقل الصليب". ودعا السياسيين الى "تأليف حكومة والبعد من الانانية والمصالح الشخصية" مشددا على " دور الحياد الناشط في خلاص لبنان". بعد القداس، توجه الحاضرون بتطواف حاملين تمثال سيدة لبنان من البازيليك الى ساحة المزار حيث دشن البطريرك كنيسة بيت مريم وطريق الركوع المؤدي اليها على غرار طريق الركوع في البرتغال وايطاليا واليونان.ويذكر ان مزار سيدة لبنان يستقبل المؤمنين طيلة شهر أيار مع قداديس وساعات تأمل وصمد للقربان المقدس، اضافة الى حضور الكهنة الدائم بين الشعب لتبريك الاطفال وسماع الاعترافات ضمن اجواء روحية.

 

المؤسسة المارونية للانتشار: البطريرك الراعي عقد اجتماعا الكترونيا مع أركان المؤسسة وناقش معهم تحديات كبيرة تواجه اللبنانيين

الإثنين 10 أيار 2021

وطنية - أعلنت المؤسسة المارونية للانتشار، في بيان، ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عقد اجتماعا عبر تقنية التواصل الإلكترونية "جمع أكثر من مئتي مشارك من أركان المؤسسة المارونية للانتشار ومجالس مكاتبها الـ17 في العالم".

وناقش معهم "مدى ساعة الأوضاع العامة في لبنان والتحديات الكبيرة التي تواجه اللبنانيين في المرحلة الراهنة، والحلول المطروحة لإنقاذ لبنان، وما يمكن الانتشار اللبناني أن يفعل لمساعدة الوطن الأم على المستويات كافة، وبخاصة على المستوى الاجتماعي والإغاثي بالتحديد".

وافتتح رئيس المؤسسة المارونية شارل جورج الحاج اللقاء مؤكدا ان "البطريركية المارونية أثبتت، مرة جديدة، بشهادة الجميع، أنها أكثر الحرصاء على سلامة لبنان واللبنانيين، وأن المشاركين أشخاص حاضرون في مختلف عواصم العالم ومجالات الحياة العامة، ومتمسكون بجذورهم وبقيم آبائهم وأجدادهم وحضارتهم، وهم لا يألون جهدا لمساعدة لبنان".

 

أمل دعت الى حلحلة العقد في المنطقة : مواقف الأطراف والتذاكي في رمي الاتهامات بالتعطيل بدأ يطرح أسئلة حول طبيعة النظام والقدرة على الاستمرار

الإثنين 10 أيار 2021

وطنية - عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري، برئاسة جميل حايك وحضور الاعضاء.

وفي نهاية الإجتماع أصدر البيان الاتي :

"يزداد قلق اللبنانيين ليصل إلى حدود اليأس نتيجة مواقف الأطراف والتذاكي في رمي الاتهامات بالتعطيل السياسي الذي تجاوز حدود المعقول، ولم يضرب صورة العهد والسلطة وقدرتهما على المعالجة، بل بدأ يطرح أسئلة أكثر تعقيدا حول طبيعة النظام، والقدرة على الاستمرار والحفاظ على وجود اللبنانيين وحمايتهم سياسيا واجتماعيا، وعلى الثقة بالنهوض من جديد بعد تضييع الفرصة التي كانت مدخلا لتجاوز الأزمة وبدء مساعي الحل الاقتصادي والمالي والاجتماعي، عبر الالتفاف على مبادرة الرئيس نبيه بري والعودة لطرح صيغ تعيدنا إلى مربع الثلث المعطل بشكل أو بآخر وتبعدنا عن الوصول إلى تفاهم وتسوية يجب أن تبقى قائمة على قاعدة المبادرة الفرنسية.

- إن تطورات المنطقة والحوارات القائمة بين دولها تفرض من جديد التركيز على الإسراع في الوصول إلى حلحلة العقد، والابتعاد عن الحسابات المصلحية والخاصة وإنجاز تشكيلة حكومة قادرة على مواكبة ما يجري، والإستفادة من الفرص حتى لا تكون نتائج ما يجري في الإقليم على حساب لبنان وشعبه، ولننقذ ما يمكن بعد الانهيارات الواسعة في تأمين مقدرات عيش اللبنانيين وحياتهم والتي أصبحت بأبشع صورها مع فقدان المواد الاساسية والارتفاع الحاد بالأسعار.

- إن وقفة مسؤولة أمام الازمة السياسية والاجتماعية القائمة تعيدنا إلى التأكيد أن مفتاح الحل الجوهري هو في التمسك بميثاقنا ودستورنا، والتركيز على ما لم يطبق منه، بدءا من إقرار قانون جديد للإنتخابات النيابية يلبي طموحات اللبنانيين وينسجم مع ما ورد في إتفاق الطائف وهو ما تقدمت به كتلة التنمية والتحرير عبر اقتراح قانون جديد يقوم على إنشاء مجلس شيوخ لتأمين ضمانات الطوائف والمكونات، وقانون انتخابات يقوم على النسبية خارج القيد المذهبي مع أوسع دوائر ممكنة، وآن الاوان لكي نبدأ بنقاش بعيد عن التوترات والحسابات الضيقة، تمهيدا للإنتخابات النيابية المقبلة والتي نصر على إجرائها في مواعيدها، ونرفض مجرد الهمس في إمكانية تأجيلها، مذكرين بمسؤولية الاخلال بالواجبات الدستورية لكل من لا يقوم بدوره في إصدار المراسيم والقرارات اللازمة لإجراء الانتخابات الفرعية.

- إن الحركة والتي كانت سباقة في تبني مشاريع واقتراحات القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد وتبييض الأموال والاثراء غير المشروع والتي سبقت كل المطالبات القائمة اليوم، تسأل القيمين على السلطة التنفيذية والقضائية أين هم من تطبيق هذه القوانين والالتزام بمضمونها، والسير نحو كشف وتحديد المسؤولين عن الفساد وهدر المال العام، وإقرار العقوبات اللازمة.

وإن المطلوب ليس تكرار شعارات شعبوية، بل ترجمة فعلية وكشف وفضح ومحاسبة تقوم على معايير القانون والعدالة.

وآخر الأسئلة هي حول التدقيق الجنائي ومساره، وأين أصبح وما هي الخطوات العملية لإنجازه وتحديد كل ما يتعلق بمصير أموال الناس وحساباتها.

وفي هذا المجال، نتوجه بالتقدير للخطوة التي اتخذها المدعي العام المالي في الحجز على بواخر انتاج الكهرباء ومنع دفع المستحقات لها قبل تبيان حقائق هذا الملف والمسؤوليات عنه.

وهنا السؤال الدائم حول المسؤولية المباشرة عن تعطيل مصالح البلد نتيجة السياسات التي أوصلت الكهرباء إلى حالتها الحالية والعتمة التي يعيشها البلد وإمكانية توسعها، وهذا يفرض بأن يبدأ بتدقيق جنائي مباشر بهذا الملف الذي تتكامل فيه عناصر الخلل من الانتاج إلى شركات الخدمات وفشلها والتمديد لها إلى ما يتعلق بالجباية وصفقات الفيول ومسارها وغيرها، ومسؤولية الوزراء المتعاقبين عن كل هذا الخلل الذي لن تغطيه تعمية الحقائق برمي الحجج والاتهامات الممجوجة.

ونعيد التذكير مجددا بمصير مناقصة التغويز F.S.R.U، والتي أنجزت مراحلها كاملة والتي كان من المفروض أن تعلنها وزارة الطاقة في تشرين 2019، والتي وحدها تؤمن وفرا يزيد عن 40% من كلفة انتاج الكهرباء عند تحويل المعامل على الغاز.

- تتطلع الحركة إلى انجاز مشروع قانون الكابيتال كونترول في لجنة المال النيابية في أسرع وقت، وعلى الأسس التي وضعها دولة الرئيس نبيه بري منذ اليوم الأول بأن يأتي هذا القانون لخدمة أصحاب الودائع ومصلحتهم وبما يعيد حقوقهم وليس لحماية أصحاب المصارف من الملاحقة عن تخلفهم وهروبهم من المسؤولية.

- بعد الضربة التي تعرض لها القضاء عبر عدم إصدار التشكيلات القضائية وحبسها حتى اليوم بما ضرب ما يجب أن يتمتع به من استقلالية تعطيه المناعة أمام التدخلات السياسية، يقترب من استحقاق إنتهاء ولاية المجلس في 20 من الشهر الحالي، والذي يفقد فيه مجلس القضاء دوره الناظم لهذه السلطة وعدم القدرة على تعيين البدائل لغياب الحكومة، مما يفقد البلد احدى اهم ركائزه، وهذا سيضع صورة لبنان مجددا أمام مزيد من التدهور خاصة بعد العراضات الأخيرة التي قللت من هيبة القضاء وسلطته.

- يتبنى المكتب السياسي المطالبة التي أطلقها النائب أنور الخليل من خلال السؤال الموجه للحكومة باسم كتلة التنمية والتحرير حول مآل الأمور في نهر الليطاني وبحيرة القرعون ومسؤولية الوزارات والادارات المعنية بالتخلف عن تطبيق القوانين التي رصدت الموازنات اللازمة والمتوفرة تغطيتها من الصناديق العربية والدولية من أجل حماية مجرى النهر والبحيرة، وتحديد الاسباب والمعرقلين وانزال العقوبات بهم، واعتبار ما يحصل للنهر والبحيرة كارثة وطنية تستوجب استنفاراً غير مسبوق لأنه يمس حياة ةمستقبل اللبنانيين.

ترحب الحركة بالحوار المفتوح بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، كما بالانفتاح العربي على سوريا، وعودتها للعب دورها المركزي في المنطقة، وتأمل أن يتطور نحو التوصل إلى تفاهمات تحصن منطقتنا وتحمي مصالح شعوبها وثرواتها وتؤسس لتصويب العلاقات الاسلامية والعلاقات الإيرانية- العربية.

مع تفهم الأسباب الكامنة وراء قرارها السيادي وحقها في حماية مواطنيها، وضرورة بذل أقصى الجهود لمنع تسهيل وتصدير المخدرات والممنوعات اليها، تتمنى الحركة على المملكة العربية السعودية إعادة النظر بقرارها منع استيراد المنتجات الزراعية من لبنان، واستبداله بتعزيز الإجراءات والتنسيق المباشر بين الاجهزة المعنية لمواجهة هذه الآفة ومحاربتها خدمة للبلدين وعلاقاتهم الأخوية.

- يصنع الفلسطينون المنتفضون في ساحات الاقصى وحي الشيخ جراح وباب العمود تاريخا جديدا ناصعا مداده اوراد ليالي القدر ودماء الشيوخ والفتيان، ويؤسس لإنتصار الحق وتحرير الارض، ويؤكد أن مستقبل القدس وفلسطين هويتها العربية - الاسلامية - المسيحية والانسانية الرافضة لمنطق التهويد والسيطرة والقتل.

وان شهادات ابناء الشيخ جراح تثبت أنها ستبقى لأبنائها وللقادم من اجيالهم، وأن كل ما عداه هو وهم مستوحى من الاساطير التي ترفضها الوقائع كل يوم.

نتوجه بالتحية إلى كل شباب فلسطين وابنائها ونسائها الواقفين على خط الدفاع عن شرف الامة يحمون مستقبلها، لمناسبة عيد الفطر السعيد الذي يصنعون له قيمة اضافية مع زنود رماة الحجارة ومناديل نسوة المواجهات، بيارق الانتصار.

ندعو كل الفصائل والقوى الحية في المجتمع الفلسطيني إلى وحدة موقف ومسار تتوحد فيه جهود الجميع على كل المستويات من اجل حماية الاقصى والقدس وهويتها الاصيلة وهي محطة لهم للتفاهم على صيغة عمل مشتركة ومقاربة جديدة للإستحقاقات، وتوسيع ساحة الانتفاضة لتشمل كل اراضي فلسطين. وبما يوجب قيام حركة دعم شعبي ورسمي عربي واسلامي دولي يواكب هذا الحراك لفضح سياسات العدو ونهجه العنصري وعمليات تصفية الوجود العربي في القدس واحيائها.

- إن ما يقوم به جيش العدو الصهيوني من مناورات إستثنائية في شمال فلسطين المحتلة يحتّم على المسؤولين اللبنانيين في مختلف مواقعهم ضرورة التيقظ والانتباه من مجازفة يمكن أن يلجأ لها العدو هربا من أزماته الداخلية وعجزه عن تشكيل حكومة جديدة، وسقوط هيبته أمام عزم الانتفاضة المباركة في الأقصى.

نتوجه بالتهنئة للبنانيين عامة والمسلمين خاصة بحلول عيد الفطر السعيد، سائلين المولى عز وجل أن يكون العيد القادم وظروف اللبنانيين أفضل على الصعد الاقتصادية والحياتية والسياسية.

 

العجوز: اسلوب الترهيب والتخوين والقتل لن يكسر عزيمة شرفاء وطننا العربي الاحرار

الإثنين 10 أيار 2021

وطنية - نددت "حركة الناصريين الأحرار"، "بعمليات الإغتيال التي يتعرض لها الناشطون المعارضون للمخططات الفارسية الإيرانية في وطننا العربي" . وقال رئيس مجلس القيادة زياد العجوز في تصريح: "ما بين سلسلة الإغتيالات التي تعرض لها شخصيات وناشطون في الاعوام الأخيرة في لبنان والعراق ، تبقى الجهة المسؤولة عن ذلك واحدة . فمدرسة الإرهاب ، تخشى الكلمة الحرة ، وتعمل لقمعها وقتل أصحابها. وما يحصل في العراق اليوم ، حصل وما زال يحصل في لبنان حتى اللحظة". وتابع:"فما بين الشهيد اللبناني لقمان سليم والشهيد العراقي ايهاب الوزني ، تبقى مدرسة القتل واحدة والجهة ذاتها ، والإسلوب عينه والهدف مشترك". وختم:"اسلوب الترهيب والترويع والتخوين والقتل ، لن يكسر من عزيمة شرفاء وطننا العربي الأحرار وسنستمر وسننتصر".

 

"لقاء سيدة الجبل": الشعارات لا تؤمن الدعم... وهذا ما كشفه لودريان

وطنية/10 أيار/2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أسعد بشارة، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، توفيق كسبار، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، بدر عبيد، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوبيا عطالله، طوني خواجا، غسان مغبغب، فارس سعيد، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد صالح حيدر، ندى صالح عنيد وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :

1. كشفت زيارة وزير الخارجية الفرنسية إلى لبنان عن هامشية الطبقة السياسية وأحزابها التقليدية التي صار عليها إجراء مراجعة لسياساتها منذ العام 2005، فيما المطلوب من المنصات والأطر الجديدة الإرتقاء إلى مستوى الأحداث على قاعدة تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني وسلاح حزب الله. إن شعارات مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة لن توفر الدعم الدولي المطلوب، كما إنها تُجانب الصواب السياسي في تعيين أزمة لبنان الحقيقية التي لا مخرج منها إلا بتطبيق الدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعيتين العربية والدولية.

2. يلمس اللبنانيون يوما بعد يوم الخراب الذي نجم عن الثلاثية التي حكمت لبنان منذ العام 2008، اي بعد 7 ايار والتي تمثّلت بـ"جيش وشعب ومقاومة"، وكان من نتائجها ثلاثية حتمية تمثلت بانهيار مالي اقتصادي وباضطرابات اجتماعية لم تستثنِ اية طائفة او مجتمع، وبخروج لبنان من عملية إعادة ترتيب المنطقة وهو ما نشهده اليوم. لذلك فإنّ لبنان اليوم هو وطنٌ أسير واللبنانيون عاجزون عن ابتكار الحلول بقواهم الذاتية، لهذا يعطي "لقاء سيدة الجبل" الأهمية الكبرى لمبادرة بكركي الداعية لمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان.

3. يدعم "لقاء سيدة الجبل" قضية القدس منذ العام 2015 وهو كان قد طالب برفع الحواجز لجميع المؤمنين لزيارتها حتى تصبح مدينة مفتوحة للجميع تحت اشراف الامم المتحدة. ويذكر "اللقاء" بزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر في صيف 2012 عندما طالب بأن تكون القدس مدينة مفتوحة للأديان الثلاثة المسيحية واليهودية والاسلامية.

4. يُجدد "اللقاء" تمسكه بوجوب مبادرة القضاء إلى التزام أعلى معايير الشفافية والعدالة خصوصاً في قضية تفجير المرفأ والكشف عن مصير التحقيق في الاغتيالات التي استهدفت العقيد منير ابو رجيلي، والمصور الصحافي جو بجاني، والناشط والكاتب لقمان سليم.

 

عناوين الإيمانيات والطقوس

من هو نسطور

الأب سيمون عساف/10 أيار/2021

نسطورس عاش (386 م - 451 م) بطريرك القسطنطينة من 428 م إلى 431 م.

ولد نسطورس عام 381 م بمدينة مرعش في سوريا وتربى في إنطاكية وهناك ترهّب بدير أيروبيوس، وتتلمذ على يد المفسر الكبير ثيودوروس المصيصي، اختير بعدما تم تعليمه وبعد دراسته للكتب ليكون شماسًا ثم قسًا في كاتدرائية إنطاكية، واشتهر بفصاحته وقوة عظاته، ويؤكد المؤرخ الكنسي سقراط أنه كان متكبراً ومعجباً بنفسه ولكن مع ذلك فأن العديد من الناس قد أحبوا هذا الغيور الشجاع الذي حاول ما في وسعه لإزالة جميع أشكال الهرطقة في الكنيسة، ودرس اليونانية ومبادئ العلوم في مرعش ثم تشبع بمبادئ مدرسة إنطاكية اللاهوتية، لذلك اختاره الإمبراطور ثيوذوسيوس الثاني ليكون بطريركًا على الكرسي للقسطنطينية.

رسامته

بعد موت الاسقف سيسينيوس عام 428م رشح نسطورس للمنصب البطريركي، بعد محاولات فاشلة في ايجاد شخص مناسب لهذا المنصب، فكلف الإمبراطور ثيوذوسيوس الثاني الأسقف دلماتيوس لكي يبحث مع بقية الأساقفة عن شخص يستحق هذا المنصب، إلا أن الأساقفة لم يجدوا أحد مستحقا، لان البعض كان يطمع لأخذ هذا المنصب والبعض الأخر كانت بينهم خلافات، إلى ان جاؤوا إلى الإمبراطور يطالبونه ان يجد شخص بمعرفته، وفي بادئ الأمر لم يقبل، ولكن بعد إلحاح شديد وافق الإمبراطور ووعد لهم ان يجد الشخص المناسب، إلى ان سمع عن نسطورس الذي كان معروفا جدا ببلاغته وقوة عظاته، حتى وصلت شهرته إليه، فاختاره لكي يرتقي هذا المنصب، ففي 10/04 عام 428م احتفلت القسطنطينية برسامة البطريرك الجديد، الذي حارب واستأصل الهرطقات في جميع مظاهرها وأنواعها.

خدمته

نسطورس الذي يقول عنه المؤرخون "انه المدافع الأول عن الايمان"، فبعد رسامته لم يكن يهتم بنفسه بقدر ما كان يهتم بالرعية المُعطاة له من السماء ليقودها إلى البر، ألا ان جند الشر لعبوا دورهم بدقة جدا ليزيحوا هذا الخطر الذي آتى عليهم من بلاد سوريا، واستطاعوا ان يلعبوا بعقول بعض الآباء الذين لم يتكلوا على المسيح، بل على فكرهم الفلسفي، استطاعوا إزاحته ونفيه. ان نسطورس كما هو معروف لدى جميع الفلاسفة والمؤرخين من أشهر الآباء المدافعين عن إيمان العقيدة المسيحية، حيث استطاع وبكل جدارة ان يحارب جميع البدع التي ظهرت في زمانه امثال السيموساطين والآريوسيين والمقدونيين والأبوليناريين والنوفاتيين والأفنوميين والفالنتينيين والمونتانيين والمركيونيين والبوربوريين والمصلّين والأفخيتيين والدوناتيين والبولسيين والمركلوسيين والمانويين والمكدونيين وغيرهم، وسن قوانين جديدة للآباء الكهنة وللرهبان وللأرستقراطيين وعامة الشعب، الا انه لم ينجح في كسب رضاهم على حساب كلمة الله، كما فعل رُسل المسيح عندما قالوا (ينبغي ان يطاع الله أكثر من الناس) حيت ان الطريق لم يكن مفروشا بالورود أمامه، تصادم مع الجميع ومن بينهم بلخاريا أخت الإمبراطور، والآباء الكهنة الذين حسدوا غيرته وبلاغته.

مرسوم ميلان

بعد إعلان مرسوم ميلان سنة 312، قام قسطنطين بإنهاء اضطهاد المسيحيين، وفي سنة 324، جعل الديانة المسيحية ديانة الإمبراطورية الرومانية، وتوغلت السياسية وأصبح لها دور كبير في قيادة الكنيسة في بلاط الإمبراطورية مما جعل السياسيين أنفسهم آباء روحيين لها. فنتج عن ذلك كثير من التدخلات في شؤون الكنيسة، فقد كان الإمبراطور يتخذ المبادرة في دعوة لعقد المجامع بين الكنائس لتسوية الخلافات التعليمية، وبهذه الصورة أضحت الكنيسة سجينة الإطار السياسي والفكري وبالتالي افسد بساطة الإنجيل، ولكن في نفس الوقت كان هذا المرسوم بمثابة مرسوم خلاصي للمسيحيين الذين كانوا يعيشون تحت وطأة الحكم الروماني الوثني، فبهذا المرسوم جعل من العبد سيداً وانتهى عهد ألاضطهاد الروماني، بعكس إخوتهم المسيحيين الذين كانوا يعيشون تحت ثقل الحكم الساساني.

القديس يوحنا ذهبي الفم والقسطنطينية

ان جلوس ملوك الروم على عرش القسطنطينة رفع مرتبة الكرسي القسطنطيني وفاق الكرسي الإسكندري منزلة. إذ أن الإعلان الذي أصدره الإمبراطور ثيوذوسيوس العظيم أخر أباطرة الإمبراطورية الرومانية المتحدة، بتقسيم الإمبراطورية بين ابنيهِ، جعل من القسطنطينية مركزا ثقافيا كبيرا وكانت محط أنظار جميع الفلاسفة، لذلك حسد الكرسي الإسكندري الكرسي القسطنيطيني، وفي عهد اركاديوس ابن ثيوذوسيوس وفي 26/02/398، قبل يوحنا ذهبي الفم الدرجة البطريركية وأصبح بطريركاً على الكرسي القسطنيطيني، بعد حفل كبير ترأسه البطريرك ثيوفيلس بطريرك الإسكندرية، الذي ذكر التاريخ انه كان أسوأ الأساقفة الذين عرفتهم الكنيسة. ولم يطِق ذهبي الفم، وكان يراه شخصاً متكبراً، وأراد ان يعتلي كرسي القسطنيطينية أو ان يجعل ايسيدوروس الكاهن الإسكندري أسقفاً على روما الجديدة. وبعد اعتلاء يوحنا ذهبي الفم الكرسي القسطنيطيني بدا عمله سريعاً في إصلاح أوضاع الكنيسة الإدارية وشرع يسن قوانين جديدة للإباء الكهنة وللرهبان، وحارب الاريوسية، ووبخ الارستقراطيين ووضع لهم قوانين جديدة خاصةً النسوة اللواتي كن يدخلنَ الحرم الكنسي بلباس غير لائق منهن صديقات افذوكسيا زوجة الإمبراطور اركاديوس التي كان يوبخها ويشبهها بإيزابيل الملكة لعدم أطاعتها القوانين الكنسية، إلى ان طفح الكيل وأرادت ان تتخلص منه، فاستعانت بالبطريرك ثيوفيلس لكي ينتقم منه بالقوانين الكنسية. ففي قصة الرهبان (الإخوة الطوال) الذين هربوا من برية مصر متجهين إلى أورشليم وبعدها إلى قسطنطينية في حماية القديس يوحنا، لأنهم هربوا من ظلم ثوفيلس لعدم قبولهم الدرجة الأسقفية التي عرضها لهم الأخير (والبعض الاخر يقول انهم لم يعترفوا بتعليم ارجانوس) وشرع يضربهم ويطردهم من البرية حيث كان القديس يوحنا قد اخذ قضيتهم، لكن الإمبراطورة استغلت هذه القضية فأشاعت ان يوحنا منع الرهبان عن الرجوع إلى مناسكهم، ولكن الحقيقة أن الإمبراطورة أرادت التخلص من القديس بواسطة مجمع كنسي، وفعلاً تم عقد مجمع كنسي وبدأت محاكمة القديس في قصر السنديانة، وقد كتب المجمع بحضور البطريرك ثيوفليس رسالة وجهها إلى يوحنا يأمره بان يمتثل أمام المجمع، لكن يوحنا وأساقفته رفضوا وكتبوا رسالة يرفضون فيها الحضور لان المجمع غير شرعي وغير قانوني، ولكن المجمع لم يهتم لذلك فقد حكمه غيابيا، فالتأم المجمع واصدر حكما برئاسة البطريرك ثيوفيلس بنفي القديس يوحنا، وبعد أن سمع القديس الحكم هرب من القصر الأسقفي ليلاً خوفا من الشعب الذي سيثور إذا عرف ان البطريرك تركه وذهب في طريق المنفى. لكن الشعب ثار، وخافت الامبراطورة فركضت إلى الامبرطور تقول له (الرجل الذي نفيناه هو صالح، وان الله ينتقم له، فاذا اردت الحفاظ على المُلك فمُر ان يعود حالاً. فكتبت افذوكسيا بنفسها رسالة ترجو بها القديس بالرجوع من المنفى)، ورجع القديس بين رعيته من جديد، ولكن سرعان ما عاد الخلاف يظهر مرة أخرى بين القديس يوحنا والإمبراطورة التي استدعت من جديد الأساقفة الذين سبق أن حكموا عليه فأرسل ثيوفيلس مبعوثه مع الأساقفة، ولكن هذه المرة نجحوا في مسعاهم وخضع الإمبراطور ثيوذوسيوس لمشيئتهم، فأدخلوا رسولها على القديس يوحنا في يوم سبت النور وهو في الكنيسة وأمروه بترك الكنيسة ولمّا رفض استعمل الجنود العنف، وجرت مذبحة رهيبة جرت فيها الدماء في الكنيسة كالأنهار. وهرب القديس يوحنا مرة أخرى حقناً للدماء، فألقي القبض عليه وسجن، وتقرر نفيه إلى مكان بعيد. ذهب أولاً إلى خلقدونية، ثم رحل إلى نيقيه، ثم إلى كيركوز وهي قرية واقعة على حدود الأمبراطورية في أرمينيا الصغرى، ثم إلى منطقة كومان حيث توفيَّ.

نسطورس والقسطنطينية

ان الأحداث الأليمة التي وقعت على يوحنا ذهبي الفم من قبل البطريرك ثيوفليس، والمشاكل الداخلية التي كانت تدور بينه وبين رئاسة الدولة والارستقراطيين، لم تنته حتى بعد عزله من منصبه ألبطريركي، فقد استمر السيناريو مع صديقه القديس نسطورس، ولكن مع اختلاف الأشخاص، فبعد نياحة البطريرك ثيوفليس، ترأس الكرسي الإسكندري ابن أخيه البطريرك كيرلس وذلك سنة 421م، وشاركت بلخيريا ابنة افذوكسيا الكرسي الروماني مع أخيها، ففي سنة 408م وبعد موت الإمبراطور اركاديوس، أصبح ابنه ثيوذوسيوس الثاني إمبراطورا على الامبراطورية الرومانية الشرقية، لكن هذا الأخير كان صغير العمر، وتأثر جدا بأخته الكبرى بلخيريا التي لعبت دوراً كبيراً في إقناع أخيها الإمبراطور بخلع القديس نسطورس من منصبه مقتبسة بذلك صفات امها في كل شيء.

الإصلاحات

في الوقت الذي كان فيه القديس نسطورس يشن هجوماً عنيفا على البدع الهرطًوقية، كان أيضاً سائرا في خطى الإصلاحات العامة داخل الكنيسة وخارجها، التي سببت له المتاعب بعد ذلك، فاستطاع، إرجاع الرهبان الذين كانوا يعملون ككتاب في القصر الإمبراطوري إلى قلاياتهم بعدما كانوا يشربون ويأكلون ويخالطون عامة الشعب ووضع لهم شروط خاصة، واستطاع أيضاً ان يطرد فرقة من الراقصين كانوا يرقصون عُراةً في الشوارع وأشياء كثيرة لا تعد، وفي الوقت نفسه كانوا معارضيه يزدادون يوما بعد يوم، ليس فقط من عامة الشعب بل من آباء الكنيسة، وأيضاً مع الارستقراطيين الذي زاد حدتها بعد أن واجه بلخاريا أخت الإمبراطور، ابنة آركاديوس واوفذوكسيا وأخت ثيودوسيوس الثاني كما اشرنا سلفا، فقبل جلوس القديس نسطورس على الكرسي القسطنيطيني، كانت بلخاريا تدير شؤون الكنيسة والإمبراطورية معاً، كانت تحب الشهرة والسلطة، إذ كانت من الفتيات اللواتي أرادت من الجميع ان يخضعوا لها ولسلطتها، وان يقدمون لها الطاعة (المريمية)، ولكن بعد أن تم رسامة القديس نسطورس على الكرسي القسطنيطيني، غير كل شيء واخذ يدير زمام أمور الكنيسة بدلاً منها حتى جعل نفسه كشخص غير مرغوب به. ومن أهم الأسباب التي دفعت بلخاريا تحقد على القديس نسطورس هي:

1_ كان نسطورس غريبا عن القسطنطينية، ولم تكن تحتمل شخصاً غريبا يديرُ الكنيسة.

2_تجريدها من الصلاحيات الكنسية بعدما كانت تديرها بنفسها.

3_منع الرهبان الذي كانوا يخدمونها ككتاب في القصر كما اشرنا قبلاً.

4_كون نسطورس صديق مار يوحنا الإنطاكي، ونحن نعلم ان بلخاريا هي ابنة افذوكسيا التي وبخت عدت مرات من قبل يوحنا، لذلك كرهت كل من كان صديقه.

5_لكن السبب الذي فجر الحقد الذي كانت تحمله تجاه القديس كما جاء في كتاب برخذبشبا نقلا عن مقالة الاسقف مار باوي سورو (The Person and Teachings of Nestorius of Constantinople) جاء فيها ان القديس رفض علنا أن يدير الطقس الديني الذي وضعوه من اجل بلخاريا، ففي هذا الطقس كانوا يقدمون الخدمة لها كما كانوا يفعلون للإمبراطور، وانه قام بأخذ ردائها الذي وضعوه فوق مذبح الكنيسة حسب طقسها، وأهانها في الكاتدرائية أمام الجميع ولم يقدم لها الخدمة، لهذه الأسباب استطاعت بلخاريا وبمساعدة الكرسي الإسكندري ان تزيح القديس مار نسطورس من منصبه ألبطريركي، من خلال مجامع كنسية سوف نأتي لذكرها باختصار حيث اعتبرها أغلب الاباء وأشهر المؤرخين المعاصرين، غير منصفه وغير عادلة.

تعاليم القديس مار نسطورس

الاختلاف بين المدرسة الإسكندرية والإنطاكية

نحن نعلم ان مار نسطورس تشبع بمبادئ مدرسة إنطاكية اللاهوتية، ففي انطاكية كان اللاهوتيون والمفسّرون أكثر ميلاً إلى النظرة الارسطوطالية، ومهتمّين بالحقائق الملموسة والمرئية، ويعتمدون على التفسير الحرفي للكتاب المقدّس باللجوء إلى المعلومات التاريخية والتحليل العقلي والمقارنة بين اقوال الكتاب المقدّس، والنظريات الفلسفية. ففي إقرارهم بإلوهية المسيح كانوا ينظرون إلى حياته الإنسانية الأرضية. امّا مدرسة الإسكندرية، فكانت أكثر ميلاً إلى الأفلاطونية وإلى التفسير التأويلي الرمزي للحقائق. فالأمر الذي كان يشدّ اهتمام اساتذة الإسكندرية في المسيح كان لاهوته أكثر من ناسوته. وكان هذا الاختلاف في الأسلوب المدرسي يزداد حدّة بسبب النعرة العنصرية والتنافس على الكراسي الاسقفية

مار نسطورس وتعاليمه

ان التعابير اللاهوتية التي استعملها القديس مار نسطورس لوصف تجسد المسيح لم تكن مخالفة لتعاليم رسل المسيح كما زعم ويزعم البعض، ولم يكن أول من وعظ ضد استعمال لقب \" أم الله \" للعذراء مريم، بل يوجد آباء ولاهوتيين سبقوه، الذين سوف نأتي لذكرهم في ما بعد، ولكن دعونا أولاً نفهم العمق الفكري والتعابير أللاهوتية التي استعملها مار نسطورس في تعاليمه، طبيعتان، اقنومان، في شخص، حيث يفسرها لنا الآباء القديسون أمثال مار نرسي ومارايشوع، ومار طيماثيوس ومار عبد يشوع الصوباوي.. وغيرهم من القديسين، ونسرد ما جاء به القديس باباي الكبير في كتابه (الاتحاد) نقلاً عن كتاب آبائِنا السريان للمطران الدكتور لويس ساكو صفحة 166حيث يقول: ܟܝܢܐ كيانا: (أي كيان) وهو الطبيعة المجردة التي تحدد العناصر المشتركة بين افراد النوع الواحد، ويسميها المشرقيون الطبيعة أو الجوهر العام، فعلى سبيل المثال نعمم كل ما هو مشترك بين أفراد الجنس البشري فنقول الطبيعة البشرية التي لا توجد في الواقع بل في الفكر

ܩܢܘܡܐ قنوما: (أي أقنوم) ما كان مجردا يصبح ملموسا في الاقنوم بحيث يصير طبيعة عينية مفردة ويسميها المشرقيون جوهرا واحدا، أي يجسد واقعيا جميع الصفات الطبيعية المشتركة. والاقنوم يختلف عن HYOSTASIS الخلقيدوني الذي يساوي الشخص. يقول مار باباي معرفا الاقنوم: هو جوهر فردي قائم بذاته غير قابل للانقسام، وهو واحد عددياً..ويتميز عن الباقي بالخواص التي يمتلكها من فضائل أو رذائل، معرفة أو جهل.. الاقنوم ثابت في طبيعته وهو شبيه من حيث الطبيعة ببقية افراد النوع ومتميز بالخواص التي يمتلكها وبالشخص.. الاقنوم هو جوهر فردي (عيني) بينما كينا هو جوهر عام

ܦܪܨܘܦܐ الشخص: هو مجموع الخواص والوقائع المتعلقة بالاقنوم، الفرد وهو الفاعل واليه تُنسب الأعمال يقول باباي ((الشخص هو حقيقة الخواص المتميزة لاقنوم ما والتي بها ينفرد عن الاقانيم الأخرى. فمثلا، اقنوم بولس ليس نفسه اقنوم بطرس، وبالرغم من أن الاثنين كيان واحد_طبيعة واحدة_ويعيشان جسديا وروحيا، لكن شخصهما مختلف، الشخص ثابت لا ينقسم، وفرادته تقوم على صفات خاصة: كالشكل، والعمر، والمزاج، والحكمة، والسلطة، والأبوة، البنوة، والجنس: ذكراً أو أنثى، وأشياء أخرى تميز وتظهر كفرد فهذا ليس ذاك وذاك ليس هذا بالرغم من انهما متساويان في الطبيعة البشرية الواحدة. والشخص هو مجموعة الخواص التي يمتلكها الاقنوم وهو ثابت في حين الاقنوم متحرك (أي يمكن ان يكون لشخص واحد اقنومان.

وفي كتاب (مار افرام الشماس ولاهوت الخلاص عند الآباء السريان القدماء) للأب منصور ألمخلصي صفحة 198 يقارن الملفان مار نرسي (سر اتحاد الطبيعيتين في المسيح) باتحاد النفس والجسد2 في الإنسان ويقول: \"ان المخلوق المسمى \"الهيكل\" الذي شّكله الكلمة لسكناه. أما الخالق المسمى بــ\"الوحيد\"، الذي ارادا ان يسكن في خليقته فــهما كمثل النفس والجسد شريكان، ومُسميان شخص واحد ب(\"فرصوفا\"واحدة)، لان النفس هي طبيعة حيوية، والجسد طبيعة ميتة، ونسمي بــ\"فرصوفا\" واحدة، الاثنين المتميزين الواحد عن الاخر، والكلمة من طبيعة \"الجوهر\" والجسد من طبيعة الإنسانية، الأول هو الخالق والثاني هو المخلوق، وبالاتحاد هما واحد. ان النفس لا تتألم في الجسد، عندما تُضرب أعضاءه.. ولا الإلوهية، في آلام الجسد الذي سكنت فيه، وإذا لم تتألم النفس، وهي مخلوقة كمثل الجسد، فكيف يتألم الجوهر (الإلهي) الذي طبيعته تفوق الحواس القابلة للألم؟ ان النفس تتألم مع الجسد في المحبة لا في الطبيعة، وآلام الجسد تنطبق على النفس (بالمعنى) الاستعاري

وأيضاً بوسعنا التعرف على مدى صحة التعليم الذي جاء به نسطورس، من خلال مراجعة الكتاب المقدس أولاً، ومن ثم الآباء والأساتذة الذين سبقوه

شهادة الكتاب المقدس لاهوت المسيح

في كتاب مجامع كنيسة المشرق للأب الراحل الدكتور يوسف حبي صفحة 490 يسأل مجمع الأساقفة الذي عقدة في عام 621 عن تعاليم مار نسطورس وهل جاء بتعاليم مخالفة، ولمعرفة ذلك فإنه يسرد بإيجاز ما تُعلمه الكتب المقدسة بهذا الشأن.

حيث يقول الطوباوي داود في نبوءاته بشان الوهية (لاهوت) المسيح: (كرسيك اللهم، هو إلى دهر الدهور) وأيضا (عرشك يا لله إلى الدهر والابد، وصولجان ملكك صولجان اسقامة (مز 7:44)، (أنت وضعت أسس الأرض منذ البدء، والسماء صنع يدك (عبر 10:1) ويقول يوحنا الانجلي: (في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله ( يوحنا 1:1) ويقول الطوباوي بولس \" انه صورة مجد الاب، وصورة جوهره، به صنع العوالم، وضابط الكل بقوة كلمته(" عبر 3:1 ثم 2).

ناسوت المسيح

اما الأمور التي تخص بشرية (ناسوت) المسيح، يقول النبي داود في نبوءته عن المسيح: \"أحببت العدل، أبغضت الإثم. لذلك مسحك الله، الخ\" (مز 8:44) وفي موضع آخر يقول: من هو الإنسان حتى تذكره، ومن هو ابن البشر حتى تفتقده. لقد نقصته عن الملائكة قليلاً بالمجد والكرامة كللته، الخ\" (مز 8: 5_6) ويقول الطوباوي بولس: \"ذاك الذي حُط قليلاً عن الملائكة، رأينا بانه يسوع، بسبب الم موته\" (عبر 9:2) ويشرح اشعياء النبي قائلاً: \" هوذا عبدي الذي عنه رضيت، حبيبي الذي سُرّت به نفسي. أضع روحي عليه\" (اشع 1:42). ويقول بطرس هامة الرسل \"ان يسوع الناصري، الإنسان الذي اظهره الله بيننا، بفضل المعجزات والاعاجيب والايات التي صنعها الله في وسطكم على يديه\" (اعمال 22:2) وأيضا في نفس السفر: \" ان يسوع الناصري الذي مسح الله بروح القدس والقدرة، فحصه بُبرءِ جميع من كانوا معذبين من قِبل ابليس، لان الله كان معه\" (اعمال 38:10) يقول بولس الرسول لانه قد عُين اليوم الذي سياتي فيه ليدين الأرض كلها بالعدل، بالإنسان الذي اختاره\" (اعمال 31:17). وأمور أخرى كثيرة قيلت بتميز في الكتب المقدسة عن إلوهية المسيح وإنسانيته، تضاد الواحدة الأخرى، بحيث ما قيل بشان إلوهيته لا يمكن ان يطبق على طبيعة بشرية، فيظهر بوضوح من ذلك ان المسيح اله كامل وإنسان كامل.

من الآباء والأساتذة

وفي الموضع نفسه يؤكد المجمع عن مدى صحة هذا التعليم، حيث يقدم بعض الدلائل من أقول الآباء القديسين والأساتذة الذين سبقوا القديس نسطورس أو ممن عاصره. ففي صفحة 494 من نفس المصدر يستعرض المجمع بعض كتابات الآباء الذين تكلموا بهذا الموضوع. فيكتب القديس يوحنا ذهبي الفم \"ان المسيح هو الله غير المتألم والإنسان غير المتألم، وهكذا واضح جداً، حين نقر بطبيعتين في بنوة واحدة وسيادة واحدة، وتدبير واحد\"2 وفي عظة الدنح يقول: ان المسيح الذي اعتمد، قد قبل الروح، وأعطى الروح.

أما القديس غريغوريوس اسقف نزينزو في رسالته في الايمان يقول: طبيعتان: الله والإنسان، أنما ليس ابنين وأيضاً: الله، لا الكلمة، بل لما هو منظور، إذ كيف يكون الها لمن هو الله طبيعياً

ويقول الطوباوي اثناسيوس أسقف الإسكندرية في رسالة إلى افيقطوس: لم يقل آباء نيقية أن الجسد، بل الابن الذي هو من طبيعة أبيه، وقالوا ان الجسد هو من مريم كما تُعلم الكتب. ويضيف \"أن كان الجسد الذي هو من الأرض هو من طبيعة الله الكلمة، لان الله الكلمة هو من طبيعة أبيه، فان الاب يكون عندئذ من طبيعة الجسد الذي من الأرض\" حاشا ذلك.

ويقول مجمع الآباء المائة والخمسين: \" ان الله الكلمة هو اله كامل قبل العوالم والأزمنة، وفي آخر الزمن، من اجلنا ومن اجل خلاصنا نحن البشر، اتخذ منا أنساناً كاملا وسكن فيه\".

ويقول داماسوس اسقف روما: \" ان كل من يقول بان الله الكلمة، لا الجسد والنفس اللذان اتخذهما من جنسنا، قد احتمل العذاب ابان الالم أو على الصليب، فليكن محروما\"

ويقول غريغوريوس اسقف نيص: \"ان ابن الله وأعجباه، متألم في طبيعته، وغير متألم في طبيعته. فان قيل انه متالم في طبيعته اللاهوتية، فكيف يُعرف تمييز الطبيعتين؟ ولكن، ان كانت الطبيعة التي نعرفها نحن المستقيمون (الأرثوذكس) بشرية هي وقابلة التالم، وطبيعة إلوهية غير قابلة للتألم، فان مساواته في الطبيعة من الاب ليست فاسدة، لاننا لا نقول بان طبيعة الوهيته وبشريته هي واحدة، كشطط من يخلطون الطبيعتين\" ويقول أيضاً: \" مع ان الطبيعتين ليستا سوى واحد باتحاد لا يدرك، فذلك ليس بالطبيعة\"

ويقول ايتيكوس اسقف القسطنطينية: \"من هو ذاك المنزل (من على الصليب)؟ الجسد الذي من مريم. من هو الذي قام؟ الذي من الاب\" ويقول أيضا:\" واحد هو المسيح الذي مات في طبيعته البشرية، وقام من بين الأموات بطبيعته الإلوهية المقتدرة\"

ويقول الفيلسوف يوستين: \"ان ابن الله في طبيعتين، وانه لم يحتمل الالم في طبيعة إلوهيته المولود من الله\" ويقول أيضا: \"ان المسيح ابن الله في طبيعتين: واحدة مُتخذة منا، والاخرى اسمى من طبيعتنا\" ويقول امفيلوكوس اسقف ايكونيوم: \" أن طبيعة الله هي متميزة عن طبيعة الإنسان، لان الله يصبح إنسانا، بسقطة، ولم يصبح الإنسان الها، بتعال، بل المسيح اله وإنسان. لذا كان واضحاً بان الكلمات التي تعبر عن الصيغة في المسيح، انما تطبق على الإنسان الذي من مريم، بينما العجيبة السامية، على طبيعة الله الكلمة\". ويقول أيضاً ولد المسيح ابن الله من مريم، لا في طبيعة الوهيته التي هي لا متناهية، من في الطبيعة المحدودة التي لبشريته، لاننا نقر بابن واحد في طبيعتين\"

ويقول الاسقف امبروسيوس: \"لم يتخذ الله الكلمة من العذراء بداية كيانه (ايثوثا)، بل اتخذ منها طبيعة بشرية، واتخذ بها دونما اختلاط، ويقر به بالطبيعتين ابنا واحد\" ويقول أيضاً: \" من يقولون بان طبيعتي المسيح قد امتزجتا وأصبحتا طبيعة واحدة، ولا يؤمنون بان ربنا يسوع المسيح هو في طبيعتين بلا امتزاج، انه في شخص بنوة واحد، لان المسيح ابن الله هو واحد، فان الكنيسة المقدسة تحرمهم\"

أما في مجمع مار كوركيس الذي عُقدَ في عام 676م وفي نفس المصدر صفحة 534 يذكر بعض من الآباء الذين لم نجد أسمائهم في مجمع أساقفة كنيسة المشرق، امثال اغناطيوس وكيرلس نفسه الذي وقف ضد تعاليم نسطورس من غير ان يفهم الصيغة الاهوتية التي كانت لدى اباء انطاكية. حيث يقول القديس اغناطيوس: \" كل من لا يعترف بثنائية طبيعتي المسيح، ولا يقول بأنه الله بالطبيعة، كما انه إنسان في الجسد، هو غريب عن الحقيقة\". \"ليكن من يقولون بان إلوهيته متجلية في الجسد، هم أيضا بدون اجساد، كالشياطين\" ويصرح أيضا بهذا: \" أني ألان أيضاً، اعرف المسيح في السماء بالجسد\"

اما كيرلس نفسه الذي يقول عنه المؤرخون في كتاب تاريخ مؤلفي الكتب المقدسة الجزء الثامن صفحة 331 نقلاً عن كتاب كلدواثور للمطران مار ادي شير (تارة يقول ان في المسيح طبيعة واحدة أي طبيعة الاله الكلمة المتجسد وتارة يقول ان في المسيح طبيعتين متحدين لكن المسيح واحد. ولم يكن له ثبات في قوله أو بالحري لم يكن يتجاسر ان يوضح أفكاره توضيحا تاما كما قال عنه البطريرك يوحنا ذهبي الفم).

وعندما يتحدث عن سر التجسد يقول: \"مختلفتان هما الطبيعتان اللتان اتحدتا ويحتفظ الاتحاد دون تغير ولا اختلاط بطبيعتي المسيح الواحد، ابن الله\" ويقول أيضا في موضع اخر: \" اعتبر كرمز الاتحاد طبيعتي المسيح تابوت العهد الذي نكر الله موسى ان يصنعه. فان الخشب غير الفاسد سيكون لديك بمثابة الاقنوم البشري الذي لم يرتكب ألاثم فقط، وليس فيه الخطيئة البتة، ويكون الذهب الذي كسا به التابوت في الخارج والباطن هو الاقنوم الإلهي الذي اتحد بالبشري خارجيا وباطنيا وانتسب اليها. وكما انه كان ثمة طبيعتان في تابوت واحد، كذلك توجد طبيعتان في المسيح الواحد، ابن الله\" (التشبيه مقتبس من القديس مار افرام السرياني)

وفي كتاب Nestoriuse and his teaching صفحة 169، و Bazaar of Heraclides صفحة 315، يعرض مار كيرلس تعاليم مار نسطورس إلى المجمع ولا يقبل فكرة التميز التي طرحها الأخير حيث يعتقد بأنه يفصل لاهوته من ناسوته، ولكن في نفس المصدران وبعد التحاور مع أساقفة المشرق يقول مار كيرلس: \" نحن نستطيع ان نميز، ولكن فكريا وليس حقيقا!!\" ولكن حتى فكريا لم يقتنع بهذا الموضوع. ويقول أيضاً وبصريح العبارة في الرسالة الأولي إلي القديس نسطورس: تعالوا الآن، وهيا بنا نفحص بدقة طريقة موتنا نحن أيضاً. ليس أحد وهو يفكر بصواب، سيقول إن نفوسنا تهلك مع أجسادنا...بهذه الطريقة ستفكرون أيضاً بخصوص عمانوئيل نفسه. لأنه هو الكلمة كان في جسده الخاص الذي من امرأة، هل هذا تميز ام انفصال؟ وفي نفس الرسالة يقول: قد وضع حياته الخاصة لأجل الجميع وسلم جسده للموت...ولكنه باعتباره الحياة قد أبطل الموت... لأنه كما في آدم نموت جميعنا، هكذا أيضاً سوف نحيا جميعاُ في المسيح...لأنه قد قِيل أنه مات كإنسان أولاً، ولكنه عاد إلي الحياة بعد ذلك لأنه الله حسب الطبيعة، لذلك لو لم يكن قد عاني الموت بجسده.!!!

وفي مصادر اخر تقول:\" ان كيرلس كان يستعمل مؤلفات ابوليناريوس المزوَّرة وكأنها صحيحة، ويردد -بثقة- عبارتَهُ \"طبيعة واحدة للإله الكلمة المتجسد\" على أساس انها لاثناسيوس الكبير.\" راجع (The Magazine of Christian literature) أو ( Christ in Christian Tradition: From the Apostolic Age to Chalcedon)

مريم والدة المسيح

ربما سائل يسال أذا كان مار نسطورس يعترف بالمسيح كإله كامل وإنسان كامل لماذا إذا رفضا ان تدع الطاهرة مريم والدة الله؟

قبل ان نبين الجواب يجب علينا ان نسأل أنفسنا هل أنكر القديس نسطورس إلوهية المسيح في قوله والدة المسيح؟ وما هو السبب الذي دفع نسطورس للقول بان مريم هي والدة المسيح، وهل حقاً أنكر بتاتا عبارة والدة الله؟

وجدت في تلك العصور هراطقة عدة من بينها السيموساطية والأبوليناريية، فلسيموساطية وباختصار شديد: مذهب يعترف بالمسيح كإنسان فقط، وينكر إلوهية. والأبوليناريية: مذهب يعترف بالمسيح كإله فقط، ولا يعترف بناسوته، فكان السيموساطين يدعون القديسة مريم والدة يسوع (الناسوت) والأبوليناريين يدعونها والدة الله (اللاهوت). فان القديس نسطورس رفض كما رفض منْ قبله تسمية مريم العذراء والدة الله ((theotokos لكي لا يبطل ناسوت المسيح، ولم يقل والدة ناسوته (Anthropotokos) لكي لا يبطل لاهوته، وفضل تسمية والدة المسيح (Christotokos)، فان إلوهيته وبشريته متحدان في شخص المسيح. فعندما نقول طبيعتان، قنومان، في شخص، هذا يدل على تحفظ كل طبيعة باقنومها، ويعني الطبيعة الإلوهية والطبيعة البشرية متحدتان في شخص المسيح، لذلك تجنب نسطورس ان يدعوها والدة الله لا لنكران إلوهيته (حاشا) ولكن لكي لا يقع في فخ أبوليناريين الذي ينكر ناسوته، وأيضاً تجنب ان يدعوها والدة الناسوت لا لينكر ناسوته، ولكن لكي لا يشارك بولس السيموساطي أفكاره الكافرة التي تنكر لاهوته. وفي كتاب Nestoriuse and his teaching صفحة 64 يقول مار نسطورس: \"التي حملت السيد المسيح كانت والدة الطفل التي حملته، وليس والدة الله خالق الكون\" فهنا نسطورس لا يفصل كما يدعي البعض، ولكنه يميز بين لاهوته، وناسوته وفي كتاب آباؤنا السريان للمطران الدكتور لويس ساكو صفحة 67، يلقب القديس افراهاط الحكيم القديسة مريم (بالطوباوية) وذكر المؤلف في حاشية الصفحة نفسها: (لقد وردت عبارة والدة الله \"ثيوتوكس\" في الأوساط المسيحية المصرية وجاءت لأول مرة في رسالة وجهها اسكندر الإسكندري إلى تلاميذه قبيل انعقاد مجمع نيقية عام 325، وتبناها مجمع افسس بتاثير المصريين وذلك لاضهار إلوهية المسيح، والعبارة مقتبسة أساسا من التراث الوثني المصري الذي كان يدعو الالهة (ايزيس) \"والدة الآلهة\"! وفي تأملات القديس مار افرام لم يذكر اسم والدة الله بال والدة المسيح لان مصطلح والدة الله كما قلنا استعمل في القرن الرابع للسيدة العذراء. وفي كتاب (الآباء الأوائل) للمطران لويس ساكو صفحة 32، يقول القديس اغناطيوس أحد الكتاب المسيحيين الأوليين: \" مولود من العذراء، ومولود من الله). وفي نفس المصدر صفحة 88 يقول يوستينس الذي عاش في النصف الأول من القرن الثاني: \"ان المسيح صار أنسانا بواسطة العذراء..\" والكثير من الاباء الذين اقتبس منهم نسطورس تعاليمه، ولكن لماذا لم يحرم المجمع تعاليمهم؟ فالذي يحرم نسطورس يجب أن يحرم معه (افراهاط الحكيم، افرام السرياني، اغناطيوس، باساليوس، غريغوريوس، اثاناسيوس، امبروس...).

هل القديس نسطورس رفض تسمية والدة الله بتاتاً ؟

في كتاب Nestoriuse and his teaching صفحة 66 يقول مار نسطورس: \"نستطيع ان ندعوها والدة الله لان أللاهوت متحد بالناسوت (theotokos ويقول: \"عندما نقول والدة الله يجب ان نرفق معها والدة الإنسان\" ولكن بسبب الاتحاد بين الطبيعتين في المسيح فان والدة المسيح هو الأنسب، والمثال كما جاء به معلمنا مار نرسي في كتاب (مار افرام الشماس ولاهوت الخلاص عند الآباء السريان القدماء) للأب منصور ألمخلصي صفحة 198

التهم المنسوبة ظلما للقديس نسطورس

1. جعل في المسيح أقنوميّن منفصلين ومتمايزين 2. اعتبار أن العلاقة بين اللاهوت والناسوت هي مجرد اتصال

أكدوا نخبة من علماء علم ألاهوت من خلال الدراسات اللاهوتية بان الصيغة التي استعملها مار نسطورس في وصف التجسد، لم تكن صيغة هرطُقية، ولم تكن مخالفة للآباء الرسل، بل العكس فانه كان يعطي العبارات الصحيحة والمناسبة لذلك، ولكن لعدم دراستها دراسة وافية، تم تنسبها مع الصيغ الهرطُقية التي كانت موجودة في ذلك الزمان، وها نحن اليوم نبرهن صحتها من خلال دراسة الكتب المقدسة وأقوال الآباء. وسوف نحاول توضيح النقاط أعلاه المنسوبة ظلما إلى القديس مار نسطورس

أ_ جعل المسيح اقنومين منفصلين ومتمايزين

قبل كل شيء يجب أن نعرف بأننا نؤمن بطبيعة إلهية واحدة أزلية (الله) بلا بداية، ونعترف به في ثلاث اقانيم مقدسة الاب والابن والروح القدس طبيعة ثلاثية الاقانيم جوهريا واقانيم أحادية الطبيعة اللامتناهية ليس بينها اختلاف (تميز) قط ما خلا الخواص المميزة لاقانيمها: الابوة، البنوة، الانبثاق، ولكن هل نحن نفصل الاقانيم الثلاثة الاب، والابن، والروح القدس، عندما نقول اقنوم الاب اقنوم الابن واقنوم الروح القدس؟ ام الاقانيم تامة في الوهية واحدة؟ كما ان الاقانيم واحدة في كل شيء وغير منفصلة كذلك الاقنومان في السيد المسيح غير منفصلان ولكن متمايزان فعندما بصق السيد المسيح على الأرض، وجبل من البصق طيناً، وبإصبعه المقدسة التي بها اخذ الطين من على الأرض ووضعه على وجه الاعمى منذ الولادة (يوحنا 9،6) فواضح بان هذا البصاق المرسل من فمه هو مادة متكونة في الجسد، وان الإصبع المكون من عظم ولحم وعضلة وشرايين وجلد، تخص كلها الطبيعة البشرية، ولكن الذي أعطى النور للأعمى هي الطبيعة الالهية المخفية في الجسد. وان الاقنومان كما هو واضح في مثال الكتاب المقدس غير منفصلان عن المسيح، ولكن متمايزان من غير انفصال.

وفي كتاب Bazaar of Heraclides صفحة 219 يقول: \"القديس نسطورس: الطبيعتين محفوظتين باقنوميهما في شخص المسيح\"، إذاّ أين هو الانفصال ومن اين آتى؟.

ب_اعتبار أن العلاقة بين اللاهوت والناسوت هي مجرد اتصال Conjunction

يقول الكتاب المقدس في إنجيل يوحنا19:14 \"انقضوا هذا الهيكل، وانا في ثلاثة ايام اقيمه\" فماذا يعني \"الهيكل\" و\"انا\" سوى الطبيعيتين الاقنومين. فالهيكل مكون من الجسد والنفس، الذي هو منظور وقابل الانحلال، من جهة، ومن الأخرى، الله اللامنظور الذي يقيم الجسد لتوطيد الرجاء وخلاص الناس جميعاً

ان كلمة Conjunction استعملها مار نسطورس فقط لكي يبرهن للهراطقة ان الطبيعتين غير ممتزجتين ومختلطتين، لذلك فقد نوه قائلا: \"لا أحد يقدر ان يقول بان كلمة الله مخلوقة، وناسوته غير كامل\" { Nestoriuse and his teaching صفحة 91} وفي نفس المصدر صفحة 85 يؤكد مار نسطورس الاتحاد بقوله: إنا أدعو المسيح اله كامل وإنسان كامل بغير امتزاج الطبيعتين، وقد استعمل مصطلح united\"\"، ويقول مؤلف الكتاب بان مصطلح union مُستعمل من قبل نسطورس كثيراً في كتابه Bazaar of Heraclides. وللمزيد راجع كتاب { Nestoriuse and his teaching}. ويدافع المؤرخ الكنسي سقراط عن هذا التعليم نقلاً عن كتاب The Church of the East) صفحة 259) للأسقف مار باوي سورو بقوله: \" لم يكن يحمل افكار بولس السمسوطي أو فوتنيوس، ولم يقل ان السيد المسيح هو إنسان عادي، ولكنه رفضا فقط تسمية والدة الله\".

إدانة القديس مار نسطورس

مجمع افسس

لا يسعنا ان نذكر هنا جميع تفاصيل المجمع، فقد قدم الاب الدكتور خوشابا كوركيس بحثا مفصلا عن تلك الإحداث وعن قصة حياة القديس مار نسطورس بصورة خاصة، ونشره في موقع كارزوتا تحت عنوان (القديس مار نسطورس وتعاليمه)، وبدورنا سوف نقوم بتبيين بعض الأسباب المخفية التي لم تطرح وتناقش بعد المجمع المزعوم، والتي كان لها تأثير عميق في شق الكنيسة إلى نصفين، نصف مؤيد لقرار المجمع وهم من اتباع كيرلس، ونصف معارض من إتباع يوحنا الإنطاكي ونسطورس القسطنطيني، ولدراسة تلك الأسباب بموضوعية وواقعية، يجب أن نكون حياديين وبعيدين كل البعد عن الانحيازية، وعدم تقويل هذا الطرف أو ذاك، كما يجاهد بعض المحللين التاريخيين واللاهوتيين، وخاصة الجانب الكرليسي (الأقباط حاليا)، الذين يلفقون تهم لتعاليم نسطورس وينسبون إليه كل البدع التي ظهرت خلال تلك الحقبة من الزمان، والذين يقومون بتعليم أطفالهم ويزرعون فيهم فكرة الهرطقة وكره الهرطوقي عن طريق قصص كتابية.

مجمع افسس: ثالث مجمع بعد مجمع نيقيا ومجمع القسطنطينية الأول، عٌقد في افسس عام 431 ويعتبر لدى بعض الكنائس من المجامع المهمة والمصيرية بعد المجمعين المذكورين، وتعترف به جميع الكناس الرسولية، ولكنه غير مٌعترف به بل تم أدانته من قبل كنيسة المشرق أي (الاشورية بفرعيها والكنيسة الكلدانية قبل انفصالها عن كنيسة الأم) والكنيسة الانطاكية (قبل الاتفاق سنة 433)،لأنهم رأوا فيه مجمع غير شرعي وغير قانوني أصلاً، ويؤكدون ذلك نخبة من علماء علم اللاهوت، ومؤرخون معاصرون، ولكن العداوات الشخصية فرضت نفسها على المجمع، وخير دليل على ذلك هو المجمع نفسه، فبعد أن أصدر الإمبراطور ثيوذوسيوس الثاني إعلان بعقد مجمع لتسوية الخلاف الذي كان بين الطرف الإسكندري برئاسة كيرلس وبين الطرف القسطنطيني برئاسة نسطورس، وتوكيل مهمة المحامى على الكاونت كانديديان قائد الحرس الإمبراطوري ليكون الممثل الأعلى لسلطة الإمبراطورية الشرقية والغربية. لم يعطى هذا الامر اي اهمية ولم يحترم من قبل مار كيرلس، لان المجمع عقد برئاسته من غير موافقة الكاونت كانديديان في يوم 22 حزيران 431م، وأيضا لم ينتظر وصول جميع الأساقفة، ومن بينهم اساقفة القسطنطينيين برئاسة يوحنا الانطاكي الذين تأخروا بسبب مشاق الطريق، ففي كتاب Nestorius and his teaching صفحة 39 يقول مار نسطورس في هذا الشأن: \"ان كيرلس كان كل شيء في المجمع، فقد كان يمثل الكرسي الباباوي (الكرسي الغربي لكنيسة روما) والقاضي والتاهم\"، على أي حال فان المجمع المزعوم لم يكن منصفا وغير قانوني كما يشهد المؤرخون والمعاصرون له، فقد تم إدانة القديس نسطورس وتجريده من منصبه ونفيه من غير اكتمال أعضاء المجمع ومن غير مناقشة تعاليمه.

مجمع افسس والدوافع الشخصية

يعتقد البعض من الذين ليس لديهم أي خلفية تاريخية في هذا الشأن، بان المجمع المزعوم، هو من المجامع المقدسة للكنيسة الذي يجب توقيره واحترامه، غير مدركين تماما بان هناك أسباب شخصية دفعت الأرستقراطيين والأساقفة ومن بينهم رئيس المجمع نفسه كيرلس والبابا سيلستين (بطريرك روما الغربية) لعقد المجمع وتجريد مار نسطورس من منصبه، ومن بين تلك الدوافع التي جعلت الأساقفة يقومون ضد مار نسطورس هي:

1- حسد الكرسي الإسكندري القسطنطيني لكونه أصبح محط أنضار الجميع.

2-  حاول الكرسي الإسكندري جاهدا ضم القسطنطينية إلى دائرة تعاليم المدرسة الإسكندرية، لانها كانت قد تشبعت بمبادئ المدرسة الإنطاكية ومن بين أساتذتها (ديودوروس، ثيودوروس المصيصي، ويوحنا ذهبي الفم، ومار نسطورس)

3- استياء البابا سيلستين من تصرف القديس نسطورس بقبول البيلاجيين تحت حمايته، وأيضا من الشهرة التي وصل لها.

4- الكره الذي كانت تكنه بلخاريا للقديس نسطورس بعد أن أصبح بطريرك القسطنطينية

وأسباب أخرى، ولكننا اكتفينا بالنقاط اعلاه لتعريف القارئ الكريم والباحثين ذوي الاختصاص بان هناك أشياء غير صحيحة كُتبت وتـُكتب عن القديس نسطورس بدافع الحقد.

حقيقة الأمر

يقول التاريخ وكما اشرنا سلفا، بان المجمع قد عقد قبل وصول يوحنا الأنطاكي وتمت إدانة مار نسطورس من غير اكتمال الاساقفة، لكن السؤال هنا، لماذا لم ينتظر مار كيرلس وصول القديس يوحنا إلى المجمع؟

لان حقيقة الأمر هي كالآتي. قبل أن يصبح مار كيرلس بطريركا على الإسكندرية، كان عمه ثيوفيلس يعتلي الكرسي ألبطريركي آنذاك، وكانت له افكار سلبية تجاه القديس يوحنا وقد اجتهد كثير لخلعه من منصبه ألبطريركي، لذلك فان العداوة التي كان يحملها البطريرك ثيوفيلس تجاه يوحنا، هي نفسها التي حملها مار كيرلس تجاه نسطورس، لكون الأخير من أتباع يوحنا أو من نفس المدرسة (الانطاكية) الذي فشل الكرسي الإسكندري لكبحها. ففي رسالة ايسيدوروس البولوزي إلى كيرلس يقول: (ان كثيرين من الذين اجتمعوا في افسس يقولون عنك ان بغيتك أن تأخذ بثأرك من أعدائك، لا ان تهتم حقيقة بمنافع يسوع المسيح، ويقولون انه ابن أخي ثيوفيلس فيقتدي به أيضاً ويجتهد في اكتساب الشرف مثل عمه الذي القى غضبه على الطوباوي يوحنا). وفي نفس الوقت كانت افذوكسيا تكره يوحنا كما قلنا سابقا، وبما ان بلخاريا هي ابنة افذوكسيا فقد كانت تدعم كيرلس لكي تنتقم لامها من يوحنا وأيضا لكي تاخذ بثأرها من مار نسطورس. وفي في 26 حزيران 431 قام يوحنا الانطاكي بعقد مجمع بعد المجمع الأول (افسس) الذي عقده كيرلس ضد نسطورس، وكانت نتيجة المجمع طرد كل من كيرلس وميمون من كافة خدمات الكنيسة، وحُبسَ ميمون وكيرلس معنا، ولكن استطاع الأخير ان يرشي الحرس ويخرج من السجن وان يرجع إلى الإسكندرية، ولم يتم توقيفه من الخدمة بسبب بلخاريا التي استطاعت إقناع الإمبراطور بالتخلي عنه ومتابعة القضية النسطورية، وذهب جهد المجمع الذي عقده يوحنا أدراج الرياح.

الخاتمة

قد لا يتفق البعض معنا حول ما جاء في هذا البحث، لكن الحقيقة تفرض نفسها والتاريخ لا يمكن ان يمحى بجرة قلم، وأيضاً لم نزد شيء أو قولنا أي طرف، فقد قدمنا هذا البحث البسيط كما هو مدون في أكثر الكتب والمراجع التي كانوا كتابها من المحايدين، حيث تشهد بحقيقة الأمر من غير أي انحيازية لطرف ما، كما هو الواجب على الباحث الأمين أن يحرص على نقل الحدث التاريخي معتمدا على مصادر عديدة ومتنوعة، وخاصة عندما يتعلق الآمر بتاريخ كنسي أو تفسير لاهوتي للكتاب المقدس، فعلى سبيل المثال يعتمد القمص تادرس يعقوب الملطي (القبطي) في كتابه (تفسير الكتاب المقدس للآباء الأولين) على أكثر من مصدر، فلا يمكنه أن ينقل تفسير آية ما ان لم يرجع إلى صاحب الكتاب الذي فسر تلك الاية، امثال يوحنا ذهبي الفم واثاناثيوس الكبير وجيروم..، بعكس ما يفعل عندما يكتب عن القديس مار نسطورس، فهو لا ينقل بأمانه ما جاء به الآباء المعاصرون الذين كتبوا بحيادية، ولكنه يعتمدا على المصادر التي تنحاز إلى مار كيرلس، فهذا شيء لا يجوز ولا يـُقبل به إطلاقا في المنهج العلمي(Scientific method). مهما يكن من امر، فان نخبة من علماء اللاهوت يؤكدون صحة هذه التعاليم، وأيضاً البابا شنودة الثالث، أكد وبكل وضوح بان تعاليم هذا القديس لم تكن مخالفة، فقد استعمل الصيغة نفسها التي استعملها مار نسطورس (قبل 1500 عام تقريباً) في قوله (نحن نأكل ناسوته وليس لاهوته) فقد ميز ناسوته عن لاهوته من غير انفصال ولكن مع الأسف قد تم اتهامه بأنه نسطوري. وحقيقة انه لشيء محزن ان تكون مثل هكذا نزعات بين الكنائس الرسولية، فان الاختلاف لم يكن سوى في الألفاظ والتعابير، فان مار نسطورس اعترف بان المسيح هو اله كامل وإنسان كامل، وهكذا أيضاً فعل مار كيرلس الذي اعترف بإلوهية المسيح وببشريته، ولكن مع اختلاف التعابير والحذر المتزايد، حيث كان الجانب النسطوري يخاف من قول والدة الله (theotokos لكي لا ينفي ناسوته، بعكس الجانب الكرلِّسي حيث حذر في تسمية السيدة العذراء والدة الله      (theotokos لكي لا يبطل لاهوته. كما هو حال في الكتاب المقدس، فإنجيل لوقا يتحدث عن ناسوت المسيح، واما إنجيل يوحنا فيتحدث عن لاهوته ولكن لا يوجد أي اختلاف بينهما فكلاهما يعترفان بالمسيح اله كامل وإنسان كامل. ولان يجدر بنا ان نبعد الحقد والأنانية وان نتحاور كإخوة في بيت المسيح، فالرسول يوحنا الحبيب يقول: \" كل من يؤمن ان يسوع هو المسيح فقد ولد من الله (رسالة يوحنا الاولى 5:1) ولا اعتقد بان نسطورس لم يشهد بذلك أو أنكر إلوهية المسيح؟، ولم يكن يريد أيضاَ ان يكون هناك أي انشقاق في الكنيسة أو يطمع بان يعتلي الكرسي القسطنيطيني كما يزعم البعض، حيث هو الذي قال: \" ان هدفي في الحياة هو، ان يُمجد جميع من على الأرض اسم الله كما هو في السماء.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 10– 11 أيار/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 10 آيار /2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/98718/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1053/

 

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/May 10/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/98720/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-may-10-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin