المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 آذار/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.march17.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

احياء وحيد الأرملة من الموت/لَمَسَ يسوع النَّعْش، فَوَقَفَ حَامِلُوه، فَقَال: «أَيُّهَا الشَّاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!». فَجَلَسَ المَيْتُ وَبَدَأَ يَتَكَلَّم.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/المطالبون بانتخابات نيابية أو رئاسية وجعلها أولوية وتجاهل احتلال حزب الله هم 100% ضد مباردة بكركي وسيدها

الياس بجاني/لا أمل ولا رجاء من المعرابي الغارق في أوهامه السلطوية

الياس بجاني/المستسلمون الآذاريون الطرواديون:  عون وباسيل وجنبلاط والحريري وجعجع الذين باعوا 14 آذار هم مجرد أقزام لا أكثر ولا أقل ويعيشون مرحلة الهزيمة بكل ذلها والهوان…14 آذار وقاتليها من أصحاب شركات الأحزاب الآذارية التجارية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وحدة دماء الشهداء/الياس الزغبي

إلى متى فرفكة الايدي.... لبنان كما نعرفه يلفظ انفاسه الاخيرة وان عاد فلن يعود لبنان الحريات والانفتاح والسيادة الكاملة، فإلى متى سنظل كمقاومة لبنانية نسكت ونتأقلم ونتغاضى ونساير ونتحاصص ونتكيف سلبياً مع الاحتلال؟/ادمون الشدياق

عقم طرح الإنتخابات النيابية كمدخل للحل

مشاورات تشكيل الحكومة تراوح مكانها وعودة تبادل الاتهامات بالتعطيل

 52حاوية للمواد الخطرة في مرفأ بيروت

“السلام الشامل” في البيان الروسي… لبنان جديد؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 16/03/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 آذار 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رجل أعمال لبناني على لائحة أهم الشخصيات العربية لـ2021

لبنان: تواصل الاحتجاجات في ظل الانهيار المستمر لليرة

قلق فرنسي من سيناريوهات مرعبة تتهدد لبنان

برّي سأل سلامة إن كانت لديه دولارات... هكذا ردّ سلامة!

صهاريج مُحمّلة بالبنزين من إيران إلى لبنان

وفيق صفا طلب من باسيل التراجع عن الثلث المعطل والأخير رفض

تهام لبناني في اقتحام الكابيتول"

عين التينة على “خط الهجوم”… وباسيل “حائط صد”!

الهدف الحقيقي من زيارة "حزب الله" إلى موسكو... ما علاقة الأسد؟

عين التينة على "خط الهجوم"... وباسيل "حائط صد"!...موسكو لـ"حزب الله": إضغط للتأليف

المحكمة العسكرية وافقت على إطلاق كيندا الخطيب

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

صواريخ تستهدف قاعدة تضم أميركيين شمال بغداد/تجدد احتجاجات جنوب العراق... والصدر يستشهد بأغنية لكاظم الساهر تعليقاً على أحداث النجف

المعارضة الإيرانية تتوحد لإسقاط الملالي وحملة جديدة للمنشقين

الحكومة الليبية أدت اليمين في طبرق/صالح ذكّرها بـ«إخراج المرتزقة والتحضير للانتخابات»

المجلس الرئاسي الليبي يسلم مهامه للسلطة التنفيذية الجديدة

المرصد: 12 قتيلاً من قوات النظام السوري في محافظة درعا

بيدرسن: أخجل من فشلنا بوقف مأساة سوريا... وعوامل جديدة تدفع للحل ولا علاقة له بالانتخابات الرئاسية المقبلة

الأمم المتحدة: ساعدنا 12محكمة بشأن جرائم الحرب بسورية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"أبطال" المشرقية والذميّة... وضرب حياد البطريركية!/ألان سركيس/نداء الوطن

إتصالات بعبدا - عين التينة - بيت الوسط - كليمنصو: مخرج للمراوحة أو للحريري؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

منعطف لبنان بين مسار فاتيكاني أميركي ومسار روسي إيراني/منير الربيع/المدن

في المماطلة قوة ...لا تبدو الطبقة السياسية اللبنانية حريصة على تشكيل حكومة، على الرغم من ادّعائها خلاف ذلك./مهنّد الحاج علي/مركز مالكوم كير- كارنيغي/

من "إتفاقية القاهرة" الى إتفاقية مار مخايل" الى موسوليني! فإلى الفجر مع نيلسون مانديللا/المحامي عبد الحميد الأحدب

"حزب الله" و"الروليت" الروسية/جورج العاقوري/نداء الوطن

عون والحريري متشابهان عند السعودية:الأول حليف حزب الله والثاني متساهل معه/نقولا ناصيف/الأخبار

ملف المرفأ: هذه هي خطّة القاضي بيطار/ملاك عقيل/أساس ميديا

هل يقتنع "حزب الله"؟/طوني عيسى/الجمهورية

باسيل يصعِّد طائفيًا لينال مطلب الثلث المعطل/معروف الداعوق/اللواء

"الحنكة الخليجية تقود نظام طهران إلى المقصلة/أحمد عبد العزيز الجارالله /السياسة

مشرقية" باسيل: طريق إسرائيل.. بوجه طريق العرب والفاتيكان/إيلي القصيفي/أساس ميديا

ما بعد غزة والصومال/سناء الجاك/ نداء الوطن

الأميركيون: كبح الأزمة مقابل "التزامات سياسية"/ليبانون ديبايت/عبدالله قمح

نحو انفراجٍ حكوميّ وهبوط في سعر الدولار؟/داني حداد/أم تي في

لم نفهم سوريا على الوجه الصحيح/روبرت فورد/الشرق الأوسط

النظام الإيراني وتضليل الرأي العام الدولي/داود الفرحان/الشرق الأوسط

عشرة أسابيع في الشرق الأوسط/نديم قطيش/الشرق الأوسط

العراق: أزمات اقتصادية مستعصية منذ 2003/وليد خدوري/الشرق الأوسط

التموقع الاستراتيجي العربي في بداية عهد بايدن…الرسالة إلى البيت الأبيض بأننا سنبقى حلفاءً استراتيجيين للولايات المتحدة لكننا ندافع عن أنفسنا ضد إيران والمنظمات الإرهابية/د. وليد فارس/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون ترأس اجتماعا لبحث اوضاع مرفأ بيروت وأوعز بوضع الدراسات لتطويره ووافق على تخصيص جزء من قرض البنك الدولي لإزالة الركام ونقل المواد الخطرة

السفارة البريطانية: لا صحة للأخبار المتداولة عن تحذير رعايانا بعدم التنقل

البخاري زار عودة: المملكة العربية السعودية تقف على مسافة واحدة من كافة المكونات اللبنانية

وزارة الصحة لا تمانع الإستيراد الخاص للقاح مع ضرورة التنسيق معها وقرار للوزير حسن حول كيفية إصدار وثيقة للملقحين من خارج الخطة

جنبلاط عرض مع السفير الروسي المستجدات السياسية

اللجان اقرت 300 مليار سلفة للكهرباء الفرزلي:معادلة السلفة او العتمة ابتزاز والمخرج الحقيقي بتأليف حكومة سريعا ونرفض المس بأموال المودعين

جعجع: حكومة تصريف الأعمال تتخلى عن مسؤولياتها ولو ان هناك قضاء فعليا لادعيت عليها وسنصوت ضدالسلفة ايضا في الهيئة العامة

الكتائب: لا حل إلا بانتخابات تعيد انتاج سلطة تغييرية قبل فوات الأوان

المجلس الشرعي الاعلى ثمن الدور الوطني للجيش : لبنان مهدد في مصيره ووجوده ومسقبله وعلى المسؤولين حسم أمرهم فورا وتشكيل حكومة إختصاصيين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

احياء وحيد الأرملة من الموت/لَمَسَ يسوع النَّعْش، فَوَقَفَ حَامِلُوه، فَقَال: «أَيُّهَا الشَّاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!». فَجَلَسَ المَيْتُ وَبَدَأَ يَتَكَلَّم.

إنجيل القدّيس لوقا07/من11حتى17/ذَهَبَ يَسُوعُ إِلى مَدينَةٍ تُدْعَى نَائِين، وَذَهَبَ مَعَهُ تَلاميذُهُ وَجَمْعٌ كَثِير. وٱقْتَرَبَ مِنْ بَابِ المَدِينَة، فإِذَا مَيْتٌ مَحْمُول، وَهوَ ٱبْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ الَّتِي كانَتْ أَرْمَلَة، وَكانَ مَعَها جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ المَدِينَة. وَرَآها الرَّبُّ فَتَحَنَّنَ عَلَيها، وَقَالَ لَهَا: «لا تَبْكِي!». ثُمَّ دَنَا وَلَمَسَ النَّعْش، فَوَقَفَ حَامِلُوه، فَقَال: «أَيُّهَا الشَّاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!». فَجَلَسَ المَيْتُ وَبَدَأَ يَتَكَلَّم، فَسَلَّمَهُ يَسُوعُ إِلى أُمِّهِ. وٱسْتَولى الخَوفُ عَلَى الجَميع، فَأَخَذُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيَقولون: «لَقَد قَامَ فِينا نَبِيٌّ عَظِيم، وَتَفَقَّدَ اللهُ شَعْبَهُ!». وَذَاعَتْ هذِهِ الكَلِمَةُ عَنْهُ في اليَهُودِيَّةِ كُلِّهَا، وفي كُلِّ الجِوَار.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

المطالبون بانتخابات نيابية أو رئاسية وجعلها أولوية وتجاهل احتلال حزب الله هم 100% ضد مباردة بكركي وسيدها

الياس بجاني/16 آذار/2021

من يدافع عن مواقف عون وباسيل والجميل وجعجع من مجتمعنا المسيحي لجهة ذميتهم ووقوفهم ضد مبادرة بكركي هو ع الأكيد من فصيلة القطعان..يوداصيون في كل مكان

 

لا أمل ولا رجاء من المعرابي الغارق في أوهامه السلطوية

الياس بجاني/14 آذار/2021

نتاق وهرار جعجع اليوم وتجاهله لبكركي ولمبادرتها وللقرارات الدولية ولحزب الله يؤكد أنه ضد كل ما يطالب به الراعي. اسخريوتي كبير

 

المستسلمون الآذاريون الطرواديون:  عون وباسيل وجنبلاط والحريري وجعجع الذين باعوا 14 آذار هم مجرد أقزام لا أكثر ولا أقل ويعيشون مرحلة الهزيمة بكل ذلها والهوان…14 آذار وقاتليها من أصحاب شركات الأحزاب الآذارية التجارية

الياس بجاني/14 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96973/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%b0%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b7/

إن التاريخ لا يرحم الخونة والنرسيسيين وتجار الدم والأوطان، ومصيرهم الحتمي يكون في مزابل هذا التاريخ.

وفي هذا السياق فإن كل السياسيين والحكام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب اللبنانيين الذين خانوا ثورة الأرز، وباعوا في سوق النخاسة تجمع 14 آذار لحزب الله الإرهابي والملالوي مقابل مواقع سلطوية ومال ونفوذ، وداكشوه السيادة والإستقلال ودماء الشهداء والقرار الحر ووكالة الشعب بالكراسي..هؤلاء جميعاً هم خونة وعملاء وتجار دم وأوطان، وإن تفلتوا من قضاء الأرض، فإنهم لن يتفلتوا من قضاء الله وعدله وحساب اليوم الأخير.

بداية خان النرسيسي ميشال عون 14 آذار والتحق بملالي إيران وبالمجرم بشار البراميلي وباع ضميره ووجدانه ووقع راضياً وفرحاً بكلل تجارب أبليس مثله مثل لاسيفورس وتفوق عليه.

ومن ثم تجابن وليد جنبلاط ولحس بجبن كل مواقفه وكلامه وزحف إلى الضاحية الجنوبية نادماً وتائباً ومنها إلى قصر المهاجرين.

ومن ثم تبعهما بفجور ووقاحة وطروادية كل من الحريري وجعجع من خلال الصفقة الجريمة التي أبرمها معهما حزب الله وعون وكان من نتائجها الكارثية مداكشتهما الكراسي بالسيادة وخيانتهما لثورة الأرز وللشهداء ولكل ما تمثلة 14 آذار من سيادة وحريات وقرار حر واستقلال ومقاومة… وتم تسليم البلد لحزب الله.

وكل ما يقال في غير هذا السياق الإستسلامي والركوعي والإسخريوتي من قِّبل هؤلاء ومن ضنوجهم وأبواقهم وقطعانهم هو دجل ونفاق واسغباء لعقول وذكاء اللبنانيين.

الحقيقة هي أن 14 آذار السياسيين وتحديداً الأحزاب التجارية التعتير قد ماتت وشبعت موتاً…أما روحية 14 آذار الشعبية فهي ما زالت وسوف تبقى حية في ضمائر وقلوب الأحرار والسياديين.

سقط جعجع المعرابي في شر أوهامه الرئاسية وقفز فوق دماء وتضحيات الشهداء ولم يعد يمثل غير جماعات غبية ومغرر بها ارتضت الصنمية والغنمية بأبشع اشكالها.

أما عون هذا المخلوق “الغير شكل” وفي سياق الشهادة للحق فهو عملياً مسخ ومن خامة الأنبياء والمسحاء الدجالين، وهو للأسف تمكن من اخذ بعض المجتمع المسيحي من قاطع لبنان الحريات والإيمان والتعايش والفكر والثقافة، الى قاطع الجهل والكفر والتبعية والإستسلام والاحتلال، ومن قاطع الضمير والوجدان إلى قاطع الكفر والجحود.

أما ضجيج الأتباع والأغنام من التابعين لشركات الأحزاب ال 14 آذارية الشاردة في دفاعهم عن خيارات الجبن والتخاذل والإستسلام، فهو مجرد ضجيج ولا يرقى لمستوى الرأي الحر لأن هؤلاء عملاً بكل المقاييس والمعايير الوطنية والمبدئية والإيمانية هم صنوج وأبواق ونقطة ع السطر..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وحدة دماء الشهداء

الياس الزغبي/16 آذار/2021

(١٩٧٧ - ٢٠٢١)، ٤٤ عاماً كافية لبلوغ الحقيقة الوطنية الكبرى: توحيد دماء شهدائنا من أجل وطن حرّ مستقرّ، ولبناء دولة مدنية حديثة تليق بأبناء الشهداء وأحفادهم وأجيالهم. فمن الكبير كمال جنبلاط، إلى جميع الرؤساء والوزراء والنواب والقيادات الروحية وقادة الرأي ورفاقهم،

الذين بذلوا دماءهم ووحّدوها في "ثورة الأرز" وقبلها وبعدها، وفي أي انتفاضة حق أمس واليوم وغداً، خطّ بيانيّ مستقيم وغير مرتدّ نحو الحقيقة اللبنانية الثابتة وإرادة الحياة. ٤٤ عاماً كافية لإيفاء هذه الدماء حقّها في التحرّر من حيّزها المكاني والزماني الضيّق، وفي الانتماء إلى رحاب لبنان.

هنا فقط يكون للشهادة معناها الأسمى، وتفعل فعلها في وحدة الهدف والمصير.

 

إلى متى فرفكة الايدي.... لبنان كما نعرفه يلفظ انفاسه الاخيرة وان عاد فلن يعود لبنان الحريات والانفتاح والسيادة الكاملة، فإلى متى سنظل كمقاومة لبنانية نسكت ونتأقلم ونتغاضى ونساير ونتحاصص ونتكيف سلبياً مع الاحتلال؟

ادمون الشدياق/16 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97039/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d9%81%d8%b1%d9%81%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%9f-%d9%84/

بعد يلي عم بيصير مؤخراً اي مجموعة او حزب او تيار ( وهنا اعني الكل ) مش مستعد يبلش عصيان مدني كامل ضد هالدولة المرته ومقاومة فعلية ولو سلمية ضد نفوذ حزب الله وايران في لبنان بيكون كحزب أو تيار، يا متأمر او عم بيغطي او عم يتغاضى عن الاحتلال ولا يستحق ثقة وولاء وصوت ولو لبناني واحد ...  

لبنان كما نعرفه يلفظ انفاسه الاخيرة وان عاد فلن يعود لبنان الحريات والانفتاح والسيادة الكاملة، فإلى متى سنظل كمقاومة لبنانية نسكت ونتأقلم ونتغاضى ونساير ونتحاصص ونتكيف سلبياً مع الاحتلال؟

وإلى متى سنظل نتعايش معه ونتناغم معه حسب الملف والتعامل معه كممثل لشريحة كبيرة من اللبنانيين وننكر بأنه ابن ايران البار بالتبني وبكامل ارادته، وننكر بانه احتلال واحتلال موصوف واخطر احتلال عرفه تاريخ ؟..

متى أصبحت أرواحنا ومكاسبنا السياسية نحن من بصق في وجه الموت ١٥٠٠٠ مرة فوق مصلحة ومصير الوطن؟

متى اصبحت عندنا عقلية عامود السما (العقلية العونية) وكأننا بمكاسبنا السياسية واستلامنا لكرسي الرئاسة في هذا النظام الفاسد العفن سنكون خشبة خلاص لبنان وننجح بالسياسة والمداهنة والتذاكي في دحر الاحتلال حيث فشل غيرنا؟

 حتى جان دارك القديسة المؤمنة لم تستطع تحرير فرنسا بدون ان تحمل سيفها وتضرب به أعداء وطنها.

المشاكل السياسية تحل بالسياسة، والاحتلال يزول بالمقاومة، هذا ما علمنا اياه التاريخ فهل اصبحنا نحن من يمشي عكس حركة التاريخ اليوم؟

 اذا استمرينا في تخاذلنا ومسايرتنا المرضية وفرفكة الأيدي بدون تحرك فعلي على الأرض فسنكون نحن ايضاً جزء من، واحدى ظواهر المرض الذي يضرب جسد وطننا لبنان ويخنق روحه ويساعد على صلبه وسنثبت مقولة " كلن يعني كلن " التي نقول ونكرر يومياً اننا نرفضها وننكرها ونقطة على السطر...

 

عقم طرح الإنتخابات النيابية كمدخل للحل

The Unsaid Lebanon/16 آذار/2021

١) عندما كانت قوى ١٤ آذار في ذروة قوتها وتماسكها، ومع كل الدعم الخارجي لها في حينه، ورغم إمتلاكها للأغلبية النيابية، لم تستطع الحكم في ظل وجود سلاح حزب الله، لا بل إندثرت وزالت من الوجود.

٢) الانتخابات النيابية في ظل الترسانة العسكرية لحزب الله المتزايدة عتادا" ونوعاً وكمّا"، وإمتلاك الطبقة السياسية الفاسدة للمال والسلطة والدولة العميقة والماكينات الإنتخابية المزيتة وما إلى هنالك من عناصر القوّة، لا يمكن للإنتخابات أن تحدث أي تغيير ذي شأن.

٣) الإنتخابات النيابية في ظل الإحتلال الإيراني لن تجدي نفعا" فحسب، إنما ستعطي شرعية للإحتلال في نظر الخارج.

٤) الفشل الحتمي للإنتخابات النيابية رغم بعض التغييرات الطفيفة، سيعوّم الطبقة السياسية الفاسدة لأربع سنوات مقبلة ويحبط الثورة بشكل كامل.

٥) في حين أنّ الثورةُ للأسف تفتقد لوحدة الصف والمشروع والمال والخبرة الإنتخابية والدعم الخارجي وما إلى هنالك من نقاط الضعف.

٦) حينَ تحرر لبنان من الإحتلال السوري كان يوجد آنذاك مقاومة سياسية له، تظهر للعالم المشكلة الرئيسية، وفي وقت محدد تلاقت الإرادة الخارجية مع الإرادة الداخلية فخرج الجيش السوري من لبنان . أما اليوم، بفضل هذه الطروحات الخنفشارية التي تحرف الأنظار عن الإحتلال الإيراني للبنان وترسل إشارات مغلوطة للخارج ستصعّب عملية إنتشال لبنان من كبوته.

٧) سرعة تدهور الوضع أكبر من سرعة إجراء الإنتخابات حتى لو كانت مبكرة.

٨) أما البعض يستميت لإجراء إنتخابات نيابية لأسباب رئاسية، بما أنّ باسيل هو الخاسر الأكبر منذ ثورة ١٧ تشرين، لطرح نفسه عند حزب الله كبديل عنه.

هذه الطروحات التطبيعية مع الإحتلال الإيراني تحرف الأنظار عن طرح غبطة البطريرك الخلاصي للبنان ( الحياد الناشط والمؤتمر الدولي ) وتطعنه في الصميم.

 

مشاورات تشكيل الحكومة تراوح مكانها وعودة تبادل الاتهامات بالتعطيل

بيروت: «الشرق الأوسط»/16 آذار/2021

تسقط مبادرات تأليف الحكومة في لبنان الواحدة تلو الأخرى ليستمر تبادل الاتهامات بالتعطيل من قبل الأفرقاء المعنيين، لا سيما فريق رئيس الجمهورية و«التيار الوطني الحر» من جهة، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري و«تيار المستقبل» من جهة أخرى، فيما النتيجة لا تزال واحدة وهي أن كل ما يعلن لا يزال يدور في حلقة مفرغة رغم تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان. وبعد فشل المبادرة التي كان يعمل عليها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم والتي كانت تقضي بحصول رئيس الجمهورية ميشال عون على ستة وزراء ضمنهم وزير لحزب الطاشناق الأرمني، وجّهت الاتهامات مجددا إلى الرئيس عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بتمسكهما بالثلث المعطل وهو ما أعلنه صراحة، قبل يومين النائب علي حسن خليل من «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، ليعود أمس (الاثنين) كل من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والنائب في «تيار المستقبل» محمد الحجار لاتهام عون وباسيل ومن خلفهما «حزب الله» بـ«التعطيل». واعتبر أن «لدى لبنان خيارين وعلى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أن يقتنعا بأن ليس هناك من خيار ثالث. إما أن تتألف حكومة فيتم فيها إرضاء اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي اللذين يريدان مساعدة لبنان، أو أن تتألف الحكومة كما يطالب عدد من السياسيين، لا سيما التيار الوطني الحر و(حزب الله)، أي أن تتألف حكومة من السياسيين الذين يريدون أن يتقاسموا السلطة فيما بينهم وهي يمكن أن تتألف لكنها ستولد ميتة». واعتبر أن «هناك طرفين يمنعان تأليف الحكومة هما: رئيس الجمهورية، ومن خلفه (حزب الله). الأول يريد حكومة تستطيع أن تلبي رغبته في الإمساك بالسلطة وتلبي طموح صهره (باسيل) وإنقاذه من المستنقع الذي أصبح فيه بعد إعلان العقوبات الأميركية عليه، وعينهما الآن هي على الانتخابات الرئاسية القادمة ومن سيتولى رئاسة الجمهورية. أما بالنسبة لـ(حزب الله)، فهو يتلطى وراء رئيس الجمهورية ولا يريد تأليف حكومة الآن، لأنه يريد أن يحتفظ بهذه الرهينة لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية كي تضمها إيران إلى الرهائن الأخرى التي تحاول الاحتفاظ بها لتحسين أو تعزيز قدرتها التفاوضية المرتقبة مع الولايات المتحدة».

كذلك، اعتبر النائب في «تيار المستقبل» محمد الحجار في حديث تلفزيوني أن «ما يحصل في لبنان هو تلاقي إرادتين على تعطيل تأليف حكومة جديدة هما إرادة فريق رئيس الجمهورية والنائب باسيل بعدم السماح بتشكيل حكومة جديدة لا يكون لهذا الفريق قدرة تحكم كامل بقراراتها عبر ثلث معطل واضح أو مستتر، ويستطيع من خلالها ضمان المستقبل السياسي لباسيل الذي يجهد لتحسين ظروف ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وهناك إرادة ثانية تلتقي مع الإرادة الأولى هي إرادة «حزب الله» كون إيران غير مستعجلة لذلك، وهي تريد الإمساك بالورقة اللبنانية بهدف استخدامها على طاولة مفاوضاتها مع أميركا والدول الغربية في ملفات النووي والصواريخ الباليستية، أي نفوذها في المنطقة، وتعتمد بذلك على (حزب الله) الذي يستند بدوره على التعقيدات التي يطرحها فريق عون - باسيل ويستفيد منها لتأخير تأليف الحكومة وبالتالي بقاء الورقة اللبنانية في يد إيران».

ولفت إلى أن «كل المبادرات التي تطرح بين الحين والآخر تفشل بسبب إصرار هؤلاء على تنفيذ مشاريعهم وإن لم يكن هناك ضغط فعلي يمارس على من بيده التوقيع ويمنع إصدار مراسيم التشكيل، أي على فريق رئيس الجمهورية، لن تكون هناك حكومة وستبقى الأمور تراوح مكانها ويدفع لبنان التكلفة الباهظة».

في المقابل، نفت مصادر في «التيار الوطني الحر» تمسك عون بالثلث المعطل، وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن مطلب الثلث المعطل تم تجاوزه، مشيرة إلى تجميد مبادرة اللواء إبراهيم فيما الحديث عن مبادرة لبري لم يتبلور حتى الساعة.

من جانبه، أبدى «حزب الله» حرصه على الإسراع بتشكيل الحكومة التي كانت حاضرة في زيارة وفد نوابه إلى موسكو. وأعلن النائب محمد رعد بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه «جرى عرض الوضع الحكومي، و(حزب الله) حريص على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة».

ورغم ذلك قال النائب ياسين جابر (كتلة بري)، إن «لا شيء ملموساً في موضوع تشكيل الحكومة حتى الساعة»، متمنياً على الرئيس عون أن «يبادر إلى عقد طاولة حوار». وقال في حديث تلفزيوني رداً على سؤال حول مبادرة الرئيس بري إن «رئيس مجلس النواب سيستمر بالمحاولة ولكن مرسوم تشكيل الحكومة يحتاج لاتفاق وتوقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة». وعن كلام باسيل أن الرئيس الحريري يضع التكليف في جيبه ويجول به حول العالم، رأى جابر أن «هذا الكلام لا يساعد على إيجاد حل»، لافتاً إلى أن «الحريري يظهر من خلال جولاته أنه يتمتع بعلاقات دولية».

وسُجّل أمس عدد من اللقاءات التي تمحورت حول الحكومة، حيث التقى الوزير السابق غازي العريضي بري، موفدا من رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، كما نقل الوزير السابق فريد الخازن عن اللواء إبراهيم، تصميمه على متابعة لقاءاته واتصالاته الهادفة إلى إيجاد حل للحكومة رغم الصعوبات التي تعتري هذا الملف الملتهب». وأكد أن «هذه المساعي هي بمثابة الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان، وإبعاده عن الهاوية التي قد تبتلع الجميع ولا تستثني أحدا».

 

52 حاوية للمواد الخطرة في مرفأ بيروت

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين/16 آذار/2021

كشف وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، ميشال نجار، اليوم (الثلاثاء)، عن وجود 52 حاوية للمواد الخطرة في مرفأ بيروت. وقال نجار، بعد اجتماع ترأسه الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم للبحث في أوضاع مرفأ بيروت، إن الرئيس أعطى توجيهاته لإزالة أي مواد تشكل خطراً، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأضاف أنه تقدم بطلب للحصول على موافقة استثنائية لتخصيص جزء من قرض البنك الدولي لتمويل عملية إزالة المستوعبات الخطرة الموجودة في المرفأ. وأعلن أن عملية توضيب هذه الحاويات الـ52 بدأت «منذ أكثر من شهر، ونحن ما زلنا نتقاذف الكرة من مكان إلى آخر، لأن التمويل لهذه العملية لم يؤمن بعد، ولذلك ما زالت المستوعبات موجودة في المرفأ». وأشار إلى أن الرئيس عون أعطى «موافقته المبدئية لتخصيص مبلغ من قرض البنك الدولي لتمويل هذه العملية»، لافتاً إلى أن جزءاً من هذا القرض سيعاد تخصيصه «لإطلاق عملية جديدة لتحضير دفتر شروط لإعادة بناء المرفأ وفقاً لأسس عصرية حديثة». وأضاف: «إننا بحاجة اليوم إلى مخطط توجيهي جديد لإعادة بناء المرفأ، وهذا المخطط عملية كبيرة ومتشعبة، تتضمن جزءاً قانونياً، وآخر اقتصادياً ومالياً، وهندسياً، مما يتطلب تمويلاً ووقتاً». وأكد الوزير نجار أن هناك جهات عدة مهتمة بالمشاركة في عملية إعادة بناء المرفأ؛ منها دول وشركات عرضت خدماتها، كذلك مرافئ عالمية. وهزّ انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) الماضي، ما أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل، بينهم رعايا عرب وأجانب وعناصر من القوى الأمنية اللبنانية، و6 آلاف جريح.

 

“السلام الشامل” في البيان الروسي… لبنان جديد؟

 وكالة الانباء المركزية/16 آذار/2021

ثمة من استوقفه الكلام الوارد في بيان وزارة الخارجية الروسية، بعد لقاء وفد “حزب الله” حيث كان التأكيد على “تأليف حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري في أقرب وقت ممكن”، ما يعتبر تمسكاً بخيار الحريري. لكن الأهم غاب عن هذا البعض. فقد ورد في ختام البيان “جدد وزير الخارجية سيرغي لافروف تمسك روسيا بإحلال سلام شامل في الشرق الأوسط بناء على القوانين الدولية ذات الصلة”. وإن دلّ هذا الكلام الى شيء فهو حتماً يثبت حنكة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعرف كيفية اقتناص الفرص بعد تجميد المبادرة الفرنسية سيما وأن إيران عبرت عن رفضها. وفي المرات التي كانت تحاكي فيها إيران المبادرة الفرنسية كانت عينها على الولايات المتحدة. فهل تنجح روسيا في اصطياد سمكة التشكيلة الحكومية في لبنان بعد عودة وفد “حزب الله” من روسيا يوم الخميس المقبل؟ وهل ستكون حكومة إنقاذ ومهمات أم مجرد “حكومة” في الشكل دون مضمون؟ “إذا أردت أن تعرف مستقبل لبنان بعد 6 أشهر، يكفي أن تنظر إلى وضع سوريا اليوم. نفس اللاعبين والمشكلة واحدة”. بهذه العبارة يقرأ مدير مركز المشرق للدراسات الدكتور سامي نادر خارطة لبنان الجديدة التي بدأت ترتسم معالمها في قراءاته الإستراتيجية منذ أكثر من 6 أشهر، “لكن اليوم ثمة إشارات أكثر عملانية بدأت تتظهر منها دخول اللاعب الروسي كمحاور دولي أساسي في المشرق العربي بعدما حقق نجاحه العسكري في سوريا من خلال دعم بشار الأسد منذ العالم 2015 وها هو اليوم يتوج نجاحاته العسكرية بانتصار ديبلوماسي”.

النتائج المرجوة من دخول روسيا على خط الأزمة اللبنانية قد يرشح عنها تشكيل حكومة “إنما حكومة غير قادرة على حلحلة الوضع الإقتصادي لأنها تحتاج إلى تحرير المساعدات المالية من أجل لبنان. وروسيا عاجزة عن تقديم أي دعم مالي في ظل ازمتها الإقتصادية. من هنا على إيران أن تدفع ثمنا ما لأن مطلق أية حكومة يكون حزب الله ممثلا فيها ستكون شكلية ولن تحصل على فلس واحد من المساعدات الدولية”. ما لفت الدكتور نادر في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية ليس التمسك بالرئيس الحريري “فالمسألة لا تتعدى كونه الرئيس المكلف، ومن القوى التقليدية، ونادراً ما تفتح روسيا الباب على القوى الثورية. أضف إلى ذلك أن الحريري يحظى برضى أوروبي ولديه علاقات جيدة مع روسيا والأهم أنه يحظى برضى حزب الله وهي في غنى عن الدخول في اللعبة الداخلية”، لكن الأهم والأبرز كان الكلام عن السلام الشامل “وهذا جديد في الأدبيات ويعني أن إسرائيل ليست مغيبة عن لعبة المحاور وأي اتفاق مع إيران لن يكون على حساب الإتفاقات التي وقعتها روسيا بدءا من اتفاق الإطار مع الأميركيين في الشأن السوري واتفاقاتها الأخرى مع تركيا وإسرائيل ودول عربية والخليج واليوم في المشرق العربي”. وعلى رغم التمايز الحاصل بين روسيا وإيران في الفترة الأخيرة إلا أنه لم ولن يصل إلى حد التصادم  بحسب نادر، أضف إلى ذلك أن روسيا هي البلد الوحيد الذي لم ولن يغلق في وجه إيران. هذا عدا عن أن  الإيراني لن يقدم على أية خطوة قبل الإنتخابات الإيرانية في حزيران المقبل، “وأرجح أن لا حكومة في لبنان قبل هذا الموعد”. القطبة الأهم ستترجم  من خلال عبارة “سلام شامل” وقد تتظهر نتائجها في الأشهر المقبلة لكن الثمن الذي سيدفعه لبنان سيكون مكلفا “لأنها تشمل لبنان وسوريا . فلا سلام في ظل المدافع والصواريخ وهذا يعني أن الثمن سيكون بمثابة تسوية وسيدفع لبنان ثمنها لأن مطلق أية دولة لن تمد يدها للمساعدة في ظل حكومة يكون حزب الله ممثلا فيها” ويختم نادر:” إلى حينه لبنان لن يبقى على ما هو عليه، إنما نسخة عن سوريا اليوم، أي مناطق مقسّمة سياسيا وإقتصاديا وحتى أمنياً”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 16/03/2021

وطنية/الثلاثاء 16 آذار 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

قفز سعر الدولار صعودا ما فوق الخمسة عشر ألف ليرة...

بالتوازي تصاعد الحراك الشعبي إحتجاجا على جنون أسعار السلع والمواد الغذائية ولا مبالاة المسؤولين المعنيين والتعثر في تأليف حكومة...

ومن مقولة "اشتدي أزمة تنفرجي" تحركت في خضم هذا الوضع المريب اتصالات وجهود منعشة لمسار تأليف الحكومة الجديدة بمحاولة فتح خط "لحكومة تلات ستات 6+6+6 " في وقت تتجه الأنظار الى ما يمكن أن يظهر من نتائج لمحادثات وفد حزب الله في موسكو التي تؤيد المبادرة الفرنسية وتدعو الى تأليف حكومة لبنانية قادرة وبرئاسة الرئيس سعد الحريري...أوساط الحريري تشير الى أن العقدة لا تزال "تكمن في تمسك رئيس الجمهورية وصهره بالثلث المعطل" على رغم نفيهما هذا الأمر ودائما" على ذمة أوساط الحريري...

لكن اللافت الذي قد يوضع في كفة العراقيل أمام الجهود هو ما علق به ناطق الخارجية

الاميركية على لقاء لافروف - وفد حزب الله بأن واشنطن تصنف حزب الله منظمة إرهابية.

وفي باريس كانت أوساط دبلوماسية قد حذرت من تهاوي الوضع في لبنان وحملت المسؤولين اللبنانيين كامل التبعات مشيرة" الى إخلال اللبنانيين بالتزاماتهم التقيد بمندرجات المبادرة الفرنسية...

وبدا واضحا" أنه ضمن الجهود تتحرك السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو لإعادة الزخم الى المبادرة الفرنسية عبر استمرار لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين وآخرها أمس مع الرئيس المكلف سعد الحريري فيما يزخم اللواء عباس ابرهيم مهمته المكومية بين الأفرقاء المعنيين مباشرة بالتأليف.

تجدر الإشارة الى أن الفاينانشل تايمز البريطانية نشرت مقالا" قاتما"عن لبنان وسياسييه ومما ورد فيه الآتي :"بعد سبعة أشهر من المشاحنات لا تزال الدولة اللبنانية المفلسة من دون حكومة...وبدل ان يتخذ رجال الدولة التدابير الكاملة لمواجهة هذه الحال الطارئة فإن لبنان يواجه نسورا" سياسية تتغذى على جثته"...

في الغضون رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اشار لرويترز الى ان البلاد يمكن أن تبقي على دعم غالبية السلع حتى حزيران والحكومة مغطاة في هذا الأمر إلا أن بعض المواد الأخرى كالمحروقات لا تكفي حاجتنا بعد شهر آذار...البرلمان من جهته أمن سلفة للكهربا...ميدانيا" حراكات صاخبة في العاصمة وكل المناطق شمالا"بقاعا"جنوبا"ساحلا"وسطا"وجبلا"...

تفاصيل النشرة نبدأها بشريط من تقارير احتجاجات وقطع طرق في المناطق والعاصمة وتخوم الضاحية الجنوبية والعباسية جنوبا".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

الدولار بخمسة عشر ألف ليرة لبنانية، اي عشرة اضعاف السعر الرسمي الذي حدده البنك المركزي.. وعلى هذا المشهد يقاس الفرق بين واقع الناس وأزمتهم، وأوهام الرسميين المعنيين واولوياتهم ..

ألهب الدولار كل شيء، أقفلت المحال العاجزة عن مجاراة جنونه، وحارت الناس بمشهد هو ضرب من الجنون او الخيال، وخلت الشوارع الا من قاطعيها، والساحة السياسية من كل مبادريها..

وزير المال في حكومة تصريف الاعمال بشر اللبنانيين بتقليص الدعم التدريجي عن المواد الغذائية والرفع التدريجي عن المحروقات المفقودة اصلا، والمتسببة بطوابير من الناس امام المحطات. فيما المحطة الحكومية خالية من شاغليها لانشغالهم بمطالب ومزايدات لن تزيد البلد الا خرابا..

وان كانت الحكومة العتيدة لن تأتي بالترياق للسم المستشري في عروق البلد الاقتصادية والمالية والاجتماعية، لكنها بلا ادنى شك توقف الانهيار وتعيد الجميع الى ترتيب الاولويات والبحث عن مخارج للنفق العالقين فيه. لكن ان بقي المعنيون عالقين عند مطالبهم فان النفق المظلم طويل ولن تكون نهايته سعيدة .

ومنعا للظلمة الدامسة بفعل اختفاء الفيول، كان اقرار السلفة المالية لوزارة الطاقة في اللجان النيابية بقيمة ثلاثمئة مليار ليرة من اصل ألف وخمسمئة مليار كانت طلبتها الوزارة ، فيما بقي السؤال عن النفط العراقي الذي عرض على لبنان ولم يعرف اين هو إلى الآن ، فيما اقتراح القانون المتعلق باسترداد الاموال المنهوبة جرى التوافق على نقل البحث فيه الى الثلاثاء المقبل .

اما الخميس المقبل فعلى موعد مع الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الذي سيطل عند الثامنة والنصف مساء عبر شاشة المنار احياء ليوم الجريح، متناولا مختلف التطورات في لبنان والمنطقة.

تطورات لبنان والمنطقة بحثها وفد حزب الله الى موسكو اليوم مع مجلس الدوما الروسي، بعد لقاءات الامس في الخارجية ، وأكد عضو الوفد ومسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي في حديث صحفي من موسكو ان حزب الله وروسيا متفقان بالنسبة الى تثبيت دعائم الاستقرار في سوريا وعدم عودة الارهاب، وفي الشان اللبناني ابدى الروس اهتماما كبيرا في موضوع ارساء الاستقرار في لبنان، وجدد حزب الله استعداده لمسألة تسهيل تأليف الحكومة، ودعا السيد الموسوي الجميع لان يقتربوا من بعضهم البعض ، لايجاد الحلول السياسية..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

الميثاق والدستور والمعايير ثلاثية قد يكون اللبنانيون ملوا من تردادها، لكنها تبقى من الناحية العملية المدخل الوحيد الممكن لتشكيل حكومة تكون قادرة على مواجهة الأزمة غير المسبوقة التي يعاني منها لبنان، إضافة إلى وجوب أن تحمل مشروعا واضحا للإصلاح، ينفذ خلال مهلة زمنية محددة، وهذا ما يتطلب جوا سياسيا ملائما، عنوانه الوفاق، ومضمونه خطة يدعمها الجميع، لإنقاذ الجميع.

أما إذا أصر البعض على اعتبار ضرب الميثاق والتنكر للدستور ورفض المعايير الموحدة شروطا للتأليف، فهذا يعني بالنسبة إلى اللبنانيين تمديدا للأزمة وتعميقا لها، وهو تصرف غير مفهوم ولا مسؤول.

وإذا كانت الأنظار تتجه راهنا إلى موسكو بشكل خاص، إلى جانب سائر العواصم المعنية بالشأن اللبناني، فالحوار الداخلي للتوصل إلى تفاهم هو أقصى ما يتمناه اللبنانيون المصدومون من مشهد الارتفاع غير المسبوق لسعر صرف الدولار، مع ما لذلك من تداعيات على الاسعار والشأن المعيشي بشكل عام، والذي يترجم بقطع طرق متنقل بين المناطق، وسط بروز ظاهرة جديدة تتجسد بإرغام بعض المحلات التجارية على إقفال ابوابها.

وفي انتظار بروز جديد ملموس على المستوى السياسي، تصريحان متزامنان عبر رويترز وبلومبرغ لكل من رئيس حكومة تصريف الاعمال ووزير المال، حول الدعم والبنزين، نتوقف مع قراءة لهما في سياق النشرة، مع الاشارة الى تجدد الاستثمار السياسي لمأساة الكهرباء من خلال المواقف من السلفة في المجلس النيابي، ونجماها اليوم القوات والاشتراكي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

نحدثكم رسميا من بوابة جهنم ونرحب بالصفر الذي طار من أرضه ولامس السماء محولا الألف وخمسة الى خمسة عشر الفا بكل صلابة ومرونة ومن دون إنتاج فلبنان دخل في الحرب .. وعدوه منه وفيه يحارب الشعب بأسلحة السلطة المحرمة هو زمن الربيع اللبناني المقلوب ..حيث الحكم يقود ثورته في وجه الشعب، وينجح في إحكام السيطرة واحتلال المدن، وينشر وباءه أسرع من انتشار كورونا .. متمسكا ببقائه على سدة المسؤولية في دولة من خراب.

ومن تحت الركام يصرخ المواطنون طلبا للنجدة لكنه مني بسلطة من أصنام وليست مستعدة لأي خطوة إلى الأمام. والحال هذه، لم يجد المواطنون بدا من قطع الطرق وإن بشكل متنقل، لكن المشهد المبكي هنا كان داخل المتاجر وعلى أبواب السوبرماركات وقد أصيب بشبهة كل دكان أو متجر يفتح أبوابه في ظل الغلاء لكأنه يرتكب الفعل الفاضح وهناك داع للهلع حيث الآتي لن يكون أرحم لاسيما بعد صدور تصريحين حكوميين اليوم، الأول للرئيس حسان دياب يعلن فيه لرويترز مواعيد رفع الدعم بدءا من نهاية آذار، والهدية الثانية كانت من وزير المال غازي وزني ل بلومبرغ قائلا : لقد اتخذ قرار خفض الدعم عن السلة الغذائية أما البنزين فسيكون من القرارات الأولى في الاسابيع المقبل .

وبين فاجعة رويترز ومأساة بلومبرغ فإن لبنان دولة من دون وكالة ..ولا بوابين مجلس نوابه اليوم اختلف على سلفة العتمة فتوصل إلى حل من أموال المودعين المتبخرة، ويقضي بإعطاء سلفة خزينة بقيمة مئتي مليون دولار تكفي لإمداد لبنان بالطاقة مدة شهرين إضافيين. والخلاف على هذا المبلغ ترجمه النواب في تصريحات مظلمة والضوء شبه الوحيد فيها كان في طرح للنائب جميل السيد الذي قال: يجب أن نرحل كطبقة سياسية من رئيس الجمهورية الى آخر مسؤول ونسلم البلد لسلطة انتقالية .. ولا أحد يهدد الناس بالفراغ لأنه سيكون أقل تكلفة على الشعب اللبناني من الواقع الحالي. ومن وجهة التيار فإن الحلول تبدأ بمجموعة خطوات أبرزها تأليف الحكومة اليوم قبل الغد مهما كانت الخلافات بحسب النائب الآن عون . لكن نيات عون النائب ليست على نوايا " الخال".

فرئيس الجمهورية احتفظ لنفسه بحق اختصار كل المؤسسات .. من حكومة التصريف الى مجلس النواب . ومن يراقب نشاط بعبدا يلحظ أن الرئيس ميشال عون يدير البلاد بالعزف السياسي المنفرد فمن القصر انبعثت قرارات الاجتماع المالي الاقتصادي العابرة للمنصات ..ومن بعبدا يرسم الحدود .. ومن الموقع نفسه ظهرت أولى بوادر العتمة باستدعاء الوزير ريمون غجر، واليوم وفي بعبدا رأس عون اجتماعا وزاريا إداريا خصص لبحث أوضاع مرفأ بيروت جزء من قرض البنك الدولي اقتطعه عون مباشرة من القصر .. أما الأجزاء المركبة الاخرى فتترك لاجتماعات المجلس الأعلى للدفاع برئاسة عون وفي بعبدا.

هذا صباحا .. أما ليلا فيتفرغ قصر بعبدا لصياغة بيانات يرد فيها على قناة الجديد وعلى هذا المسار فإن ميشال عون صلب لا يتغير .. هكذا حكم عام تسعة وثمانين بحكومة عسكرية من وزيرين ولون طائفي واحد وألغى مجلس الوزراء وحل مجلس النواب والحكم بالناقص .. ينسحب على ردوده الإعلامية إذ ينتاب كتبة القصر ليلا حالات من الرؤية والتهيؤات .. فما أوردته الجديد طال جبران باسيل وإذ ببيان الرد ينفي نيابة عن الطرفين وبالجملة. وبمخطط توجيهي واحد يرد باسيل بالنفي متهما الجديد بالاكاذيب حيال اتهامه بالثلث المعطل . ولو طرحت الجديد استفتاء لمعيار الكذب .. لفاز جبران من دون منازع . وتجري رياح الكذب بما تشتهي السفن والبواخر ..والتي للمدعي العام المالي علي ابراهيم كلام مستجد فيها بعد أن تمكنت قناة الجديد من القيام بدور دولة..وقضاء معا.

مسار استقصائي بدأه برنامج يسقط حكم الفاسد وتابعه مكتب الجرائم المالية وبلغ اليوم المدعي العام المالي مع توقيف كل من وكيل كارادنيز رالف فيصل والمدعويين فاضل رعد وحسن امهز لدفع هؤلاء عمولات في ملف استئجار البواخر .

وبحسب المعلومات التي سيوردها الزميل هادي الامين خلال النشرة فإن التحقيق توصل الى تسجيلات تشير الى تقاضي سياسين رفيعي المستوى اموالا لاتمام هذه الصفقة. ولجبران باسيل .. دعك من الثلث المعطل وتعالى الى حيث نكهة البواخر ولنبدأ تدقيقا جنائيا بحريا هذه المرة ومن عمق التيار .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

أيها اللبناني، مجلس النواب على طريق أن يقتطع من ودائعك المتبقية في مصرف لبنان مئتي مليون دولار ستذهب هدرا على الكهرباء... كيف ستذهب هدرا؟ لأنها ستذهب لشراء الفيول لمصلحة كهرباء لبنان، والطاقة التي ستولد منها سيذهب نصفها "تعليق على الشبكة" والنصف الآخر بيع الكيلواط "بخسارة" أي باقل من كلفة إنتاجه...

أيها المواطن، المئتا مليون دولار ستلتحق قريبا بالأربعين مليار دولار التي ذهبت سرقة وهدرا، نصف الطاقة الكهربائية ذهبت تعليق على الشبكة والنصف الآخر بيع باقل من كلفته، وهذه هي النتيجة قبل التدقيق الجنائي...

لكن السؤال هو: ماذا ستفعل السلطة بعد صرف المئتي مليون دولار؟ هل ستعود مجددا إلى السطو على أموال المودعين؟ هذه سلطة تفعل كل شيء فلا تتعجبوا، بل العجب في أنها مازالت قائمة... فمن يسطو على بحر الأبعين مليار دولار، هل يغص بساقية المئتي مليون دولار؟ والمال الذي سيدفع سلفة للمحروقات هو مال المودعين في مصرف لبنان البالغ 17 مليار دولار...

وبعد هذا السطو، من يجرؤ على إيداع قرش في مصرف؟ فهو سيتذكر كيف ان وديعته أتاح مجلس النواب السطو عليها بقانون... لا يخبرونكم غير ذلك، هذه هي الحقيقة، وليس صحيحا أن المعادلة هي بين السلفة والعتمة بل هي بين "السطو والعتمة".

ثلاثون عاما ويسرقون سرقوا الأملاك العامة... سرقوا المساعدات... سرقوا التلزيمات والتعهدات من خلال نفخ أرقامها، ولما لم يعد هناك ما يسرقونه، سرقوا الودائع... دفعوا اربعين مليار دولار على الفيول، واليوم زادوا عليها مئتي مليون دولار... وما زالوا في اماكنهم ولم يرف لهم جفن.

الآن وصلنا إلى خط النهاية... "لم يعد تحتنا تحت"... إنها الفوضى... الدولار محلق... السوبرماركت: سلع غذائية غير مدعومة لا قدرة للمواطن على شرائها، وسلع مدعومة لكنها غير متوافرة... للذين ينتظرون النهاية على أحر من الجمر، هذه هي النهاية ... "اللي بيدعم الكاجو بيوصل لهون" .

ويبدو ان عداد كورونا في تصاعد ايضا حيث سجل إثنتان وخمسون وفاة وثلاثة آلاف واربعمئة وثمانون إصابة.

البداية من الإحتساب الذي قام به وزير المال... ماذا بقي من اموال الإحتياط؟ ولأنعاش الذاكرة، فإن مسألة رفع الدعم ليست كاختراع البارود، فقد طالب بها الرئيس الراحل كميل شمعون حين كان وزيرا للمالية، في آخر تصريح له في السادس من آب 1987... قالها منذ اربعة وثلاثين عاما، والبلد مازال ينتظر...

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون أم تي في"

بين الإعدام الفوري للشعب والموت البطيء ، فضلت المنظومة اعتماد الخيار الثاني. نعم من أموال الخزينة وفلوس الأرامل، قرر نواب الأكثرية وبعدما أفرغت الخزينة، تسليف كهرباء لبنان مئتي مليون دولار لزوم إطعام الثقب الأسود، بما يؤمن نظريا شهرين ونصف الشهر نورا متقطعا، لكنه وبالتأكيد سيقضي عمليا على ما تبقى من مدخرات اللبنانيين في خزائن مصرف لبنان.

هذه المسخرة اليوم لم تكن آخر ما نزل كالصاعقة على اللبنانيين الجياع التائهين على أبواب السوبرماكت ومحطات الوقود وأبواب المستشفيات، بل أتبعها وزير المالية بإعلانه لوكالة بلومبرغ، بأن الحكومة في صدد التقليص التدريجي للدعم على المواد الغذائية ورفع اسعار البنزين لإنقاذ الاحتياطات المتضائلة للعملات الأجنبية في خزائن الدولة.

وسارع وزني الى التأكيد بأن هذه الإحتياطات قد تكفي لمدة شهرين أو ثلاثة. في هذه العجالة تتسارع الأسئلة المحرقة: هل اعتقال الصرافين وملاحقة منصات تسعير العملة هما الحل، أم الحل يكون في ملاحقة المنظومة المجرمة وسجن افرادها؟. هل الناس التائهون الغاضبون الجائعون هم من يتسببون في التوتر والإخلال بالأمن، أم سلوك المنظومة كل الطرق الملتوية لعدم تشكيل حكومة المهمة هو سبب الخراب الاقتصادي والمالي والاجتماعي والمالي والأمني؟. هل يعرف أهل المنظومة، نعم يعرفون، أنهم إن لم يعجلوا في تشكيل الحكومة في غضون اربعة أيام أو خمسة فإن البلاد ستنهار، وسيستعصي وقف الانهيار، الذي سيأخذ أشكالا متعددة، على أي حل مهما كان جديا وعلميا وعمليا؟.

في السياق، أبواب تشكيل الحكومة موصدة بإحكام في وجه الوساطات المحلية وتلك المدعومة أوروبيا وفرنسيا، بحيث لم يبق إلا بصيص أمل وحيد قد ينبعث من روسياالتي استقبلت وفدا من حزب الله. وإذ يأمل المتابعون، بأن تكون موسكو التي تلتقي والحزب على شخص الرئيس الحريري، قد أقنعته بممارسة مونة ضاغطة على حليفه الرئيس عون كي يطريها ويخفف شروطه المسكوبية بما يسهل عملية التشكيل. والمعلومات تشير الى أن الروس يطرحون ثلاثة أسئلة لا بد أن تجيب عنهما الأيام القليلة المقبلة: الأول، هل الحزب جدي في تشكيل الحكومة أم هو يتلطى وراء عناد الرئيس عون ؟. والثاني، هل يعي الرئيس عون أن عليه أن يتلقف الفرصة الزائلة كي تبقى له جمهورية يبنيها كما وعد دائما. الثالث، وهل يقتنع عون وحزب الله بأن البحث عن حكومة أجدى وافضل وأعقل واسهل من البحث عن دولة

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون ان بي ان"

سعر الصرف الرسمي للدولار بات ضرب عشرة في السوق السوداء… والمواطن رفع العشرة…وهناك من لا يزال يكابر في ملف تشكيل الحكومة عشرة على عشرة لا شيء أكثر حضورا من الدولار الذي يكشر عن أنيابه ناهشا جسد ليرة تلفظ آخر زفرات الحياة.

هذا السيناريو الكارثي قفز بالعملة الخضراء لتخترق اليوم سقف ال 15000 ليرة للدولار الواحد.أما إرتداداته المأساوية فتطاول الواقع اللبناني بكل عناوينه المعيشية والمالية والإقتصادية والإجتماعية والصحية.الدولار يخترق سقوفا قياسية فيكسر ظهر مواطن بات يعجز عن تأمين لقمة عيش ما يؤسس لإنفجار إجتماعي كبير.جيوب الناس خاوية وقلوب بعض التجار بلا رحمة.قطاع المحروقات ليس بأفضل حال: محطات رفعت خراطيمها وأخرى زودت المواطنين بنذر قليل من البنزين بعد انتظار في طوابير طويلة.

رفوف السوبر ماركت والمتاجر تفرغ والمخزون ينضب والناس تتقاتل على بقية باقية من مواد غذائية مدعومة فهل أصبح الأمن الغذائي في خبر كان؟!.واللافت أن هذه المشكلة حضرت في الجنوب أكثر من غيره من المناطق ولا سيما أن الشركات العملاقة تقوم بتسليم المحروقات باستنسابية جغرافية غير مبررة.القطاع الكهربائي هو الآخر كالح الظلمة…بين العتمة والسلفة تم تخيير اللبنانيين فأوجد مجلس النواب عبر لجانه حلا مرحليا لهذه الأزمة إلى حين إيجاد حل مستدام من خلال إعطاء جزء من السلفة المطلوبة لكونها تصرف من أموال الناسوفق ما أعلن النائب علي حسن خليل.وبعد خضوعها للبحث على مشرحة اللجان النيابية تم إقرار سلفة بمئتي مليون دولار لمؤسسة الكهرباء وليس مليار دولار كما كان ينص الإقتراح ذات الصلة التي تقدمت به كتلة لبنان القويثم راح بعض أعضائها يتحدثون عن ضرورة صرف الأموال على الإستثمار بدلا من الصرف على إستهلاك الكهرباء…. إنها الشعبوية التي تولد إنفصالا عن الواقع المعاش

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 آذار 2021

وطنية/الثلاثاء 16 آذار 2021

صحيفة الجمهورية

ـ يؤكد سفير معني أن ما يُسّوق عن أن رئيس تيار بارز طلب زيارة إحدى الدول للقاء مرجعية كبيرة غير ‏صحيح.

ـ تتواصل المساعدات المختلفة من دولة كبرى لمؤسسة غير مدنية بوتيرة ملحوظة خصوصا بعد الإعلان عن ‏نقص شديد تعاني منه على كل المستويات.

ـ لاحظت أوساط إقتصادية عدم وجود أي رقابة بالحد الأدنى على المصارف التي بدأ بعضها بعدم إعطاء المودع ‏حتى بالليرة اللبنانية ومن دون إعطائه علما بذلك.

صحيفة اللواء

ـ فهم أن حزباً بارزاً، هو من طلب زيارة عاصمة دولة كبرى، في إطار استطلاع بعض المواقف عن السياسات ‏الجديدة..

ـ يتندّر صرّافون من إجراءات السلطة، بعدما قفز سعر الدولار قفزات خيالية، بعد الملاحقات والتضييقات!

ـ تتجه مجموعات حراكية لإستنباط وسائل ضغط مفاجئة، في غضون الأيام العشرة المقبلة..

صحيفة النهار

ـ يسعى وزير سابق ونائب حالي إلى تكوين جبهة سياسية معارضة ويتصل ببعض رموز المعارضة لهذه الغاية، ‏ويشار إلى أنّه محسوب تاريخياً على مرجعية حكومية وتيار بارز.

ـ عُلم أنّ تعميماً سرى على نواب ومسؤولين في حزب مسيحي بارز، يقضي بعدم الرد على كلام زعيم سياسي ‏وضرورة الحفاظ على العلاقة معه.

ـ بعدما فازت شركة "زد آر- رحمه" بمناقصة الفيول لكهرباء لبنان بناء لرأي هيئة الاستشارات بأن لا مانع من ‏الامر اذ لا حكم عليها يجري الحديث عن ضغوط تمارس لتغيير الاستشارة لمنع الشركة من المشاركة في اي ‏مناقصة مستقبلية.

ـ استفسر مرجع حزبي من نائب سابق عما إذا كان لديه مونة على العناصر التي تقوم بحرق الإطارات وقطع ‏طريق الساحل في بلدة الجية ومفرق برجا وكان جواب الأخير أن مخابرات الجيش في المنطقة "لديهم مونة أكثر ‏منا."

صحيفة نداء الوطن

ـ باتت المؤسسات الخاصة تُحجم عن التعامل مع القطاع العام لعدم امكانية تنظيم فواتير بحسب سعر السوق ‏السوداء لبعض السلع.

ـ تواجه الأحكام الصادرة عن المحاكم الناظرة بقضايا الأحوال الشخصية، صعوبات في تنفيذ أحكام النفقة بسبب ‏فقدان بعض الأزواج مصادر دخلهم، وبسبب الاختلاف في تحديد قيمة النفقة تحت وطأة انهيار الليرة.

ـ تبيّن أن أحد الأجهزة الأمنية يضع بتصرّف مديره العام ونائبه أكثر من 100 سيارة ونحو 400 عنصر حماية.

‎ ‎صحيفة الأنباء

*وزير غائب

وزير معني بقضايا حياتية شبه غائب عن السمع رغم كل الفيديوهات الفضيحة التي انتشرت في الأيام الماضية ‏وتمس لقمة عيش الناس.

*ماكينة تكذيب

ماكينة اعلامية تابعة لفريق سياسي تجهد لتكذيب كل المبادرات الساعية لإيجاد مخرج للبلد من أزمته.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية      

رجل أعمال لبناني على لائحة أهم الشخصيات العربية لـ2021

نداء الوطن/16 آذار/2021

اصدرت مجلة " ارابيان بيزنس " الاقتصادية في دبي التابعة لشركة "اي تي بي" الانكليزية لائحة أهم 100شخصية عربية للعام 2021والذين كان لهم تأثير واعادوا تشكيل بيئة الاعمال في الشرق الاوسط في ظل ظروف وباء كورونا وتأثيراته الاقتصادية. ولحق باللائحة هذه السنة تغييرات كبيرة في الاسماء والتصنيفات ولكنها حافظت على دعم قادة ورواد الاعمال الذين طالما تميزوا خلال السنوات الماضية ببصمتهم في القطاع الذي يعملون به وابرزوا مهارات قيادية عالية في الحفاظ على شركاتهم وديمومتها في ظل جائحة كورونا ووضعوا استراتيجيات بعيدة المدى وكان لهم تأثير على المجتمع من خلال ضخ روح التفاؤل ورؤية متميزة كقادة ورواد اعمال. وتصدّر من لبنان رجل الأعمال اللبناني خبير اقتصاد النفط والغاز المقيم في الكويت فادي جواد الذي طالما نادى بالاختصاصات الرقمية للجيل القادم لتلبية احتياجات اسواق العمل ومن الإمارات محمد العبار الرئيس التنفيذي لشركة اعمار الذي قام خلال الايام الاولى من الجائحة بإلغاء المسميات الوظيفية في الشركة لاعطاء حافز للجميع تحت عنوان " كلنا واحد"، ومن مصر جاء نجيب ساويرس الداعم لرواد الاعمال المصريين وكعادتها حافظت لبنى العليان على تصدرها من السعودية والتي عينت السنة الماضية كأول امراة في منصب رئيس مجلس ادارة لمصرف سعودي البنك السعودي البريطاني.

العمل عن بعد والعقارات

وقال جواد لـ"نداء الوطن " ان 2020 كانت سنة صعبة جداً على جميع قادة ورواد الاعمال بعضهم خسر ما بنى على مدى السنين الماضية والبعض الآخر يكافح للمحافظة على انجازاته وبالتأكيد عدد كبير من استطاع التكيّف بمرونة وسلاسة مع الواقع الجديد". وأضاف: "في بداية 2019 توقعت قدوم تسونامي وتساءلت "المستقبل آت بتوحش فهل نحن مستعدون له"؟ وخلال مؤتمر جامعة INSEAD لإدارة الاعمال الشهر الماضي أرسلت تحذيراً جديداً لحماية الوظائف من بعض سلبيات فكرة "العمل عن بعد" وما قد ينتج عنها. على أسواق العمل حيث سنشهد عملية صرف لعدد كبير من الموظفين وتعيين موظفين من المنازل برواتب اقل وبالتالي ستتجه الشركات لإشغال مساحات اقل من السابق بما ينعكس بشكل مباشر على العقار التجاري ويؤدي الى تراجعه". ويقود جواد هذه السنة حملة هبات من جهات مانحة دولية بقيمة 26 مليون دولار للجامعات العربية لأنشاء مراكز تعليم وتدريب في كل جامعة بتقنية "الواقع الافتراضي والمدمج" VR,AR,XR وذلك من اجل نقل التعليم في العالم العربي من الطرق التقليدية الى أساليب حديثة تواكب التحول الرقمي الذي يشهده العالم.

 

لبنان: تواصل الاحتجاجات في ظل الانهيار المستمر لليرة

الشرق الأوسط أونلاين/16 آذار/2021

تواصلت الاحتجاجات الشعبية في العديد من المناطق اللبنانية اليوم (الثلاثاء) بسبب الأوضاع المعيشية المتردية، وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأقفل محتجون عددا من الطرقات في شرق لبنان وشماله وجنوبه وفي العاصمة بيروت، ونفذ عدد من المحتجين اعتصاماً أمام مصرف لبنان في الحمرا ببيروت، منددين بالسياسات المالية. وفي مدينة صيدا، جنوب لبنان، نفذ سائقو السيارات العمومية صباحا وقفة احتجاجية أمام مدخل السوق التجارية، نتيجة تردي أوضاعهم المعيشية والاقتصادية. وكانت محطات الوقود في كافة المناطق اللبنانية، امتنعت منذ أمس (الاثنين) عن بيع المحروقات ورفع بعضها الخراطيم، بسبب نفاد مادة البنزين. وجالت دوريات حماية المستهلك وعناصر من أمن الدولة اليوم على محطات المحروقات في عدد من المناطق لمراقبة الأسعار وقمع الاحتكار. كما أقدمت بعض المحال التجارية «السوبر ماركت» على إقفال أبوابها منذ أمس جراء ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية الذي سجل اليوم ارتفاعاً قياسياً جديداً، حيث تخطى عتبة الـ14 ألف ليرة لبنانية للمرة الأولى، فيما السعر الرسمي للدولار يبلغ 5.1507 ليرات لبنانية. ولم تتمكن الإجراءات التي اتخذتها السلطات اللبنانية من قيام القوى الأمنية بتوقيف عدد من الصرافين غير الشرعيين في مناطق مختلفة، والعمل على إقفال المنصات والمجموعات الإلكترونية التي تحدد أسعار الدولار تجاه الليرة اللبنانية، من لجم الارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية. وكانت احتجاجات شعبية انطلقت منذ بداية مارس (آذار) الحالي بعد بلوغ سعر صرف الدولار عتبة الـ10 آلاف ليرة لبنانية، وشملت كافة المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب والشرق وجبل لبنان، بالإضافة إلى العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية. وأدى ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى ارتفاع ‏أسعار السلع الاستهلاكية بشكل جنوني وتدنّي القدرة الشرائية للمواطنين، حيث بات الحدّ الأدنى للأجور في لبنان أقل من 50 دولارا أميركيا.

 

قلق فرنسي من سيناريوهات مرعبة تتهدد لبنان

الجمهورية/16 آذار/2021

أكدت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية، أنّ المستويات الفرنسية تعتبر ان القادة في لبنان ماضون في اضعافه وارتكاب جريمة بحق هذا البلد وتجاهل المخاطر التي بلغت مستويات صار من الصعب احتواؤها، وتبعاً لذلك فإنّ لبنان مقبل على ايام شديدة الصعوبة، واللبنانيون وحدهم من سيدفع الثمن الكبير.

وأضافت المصادر لـ”الجمهورية”، فإنّ المستويات الفرنسية، وخصوصا تلك المعنية بالملف اللبناني باتت تتحدث بقلق بالغ اكثر من اي وقت مضى، على الوضع في لبنان، وتخشى من سيناريوهات مرعبة تتهدد لبنان، ما لم يبادر القادة فيه الى خطوات علاجية فائقة السرعة، لأن سقوط لبنان هذه المرة، قد يجد نفسه على النهوض من جديد، لا عبر تشكيل حكومة او غير ذلك، لأنّ المصاعب هذه المرة ستكون اكبر بكثير من قدرة لبنان الضعيف على مداواتها. وتتشارك في هذا القلق مع المجموعة الاوروبية التي باتت تتّهم بصورة علنية وصريحة الجهات الحاكمة في لبنان بالشراكة في التدمير الممنهج للبنان.

وكشفت المصادر الديبلوماسية من باريس، عن انّ ليس في جعبة الجهات الخارجية المعنية بلبنان أيّ توجّه لتدخّل مباشر مع اللبنانيين، وذلك تبعاً للتجربة التي فشلها اللبنانيون، بإخلالهم بالتزاماتهم التي قطعوها بالتقيد بمندرجات المبادرة الفرنسية، والكلام الاخير الصادر بهذا المعنى عن الوزير لودريان، جاء بمثابة الاعتراف غير المباشر بفشل المبادرة الفرنسية، وان كان الفرنسيون ما زالوا يقاربون المبادرة في العلن كفرصة للبنانيين لبناء حل وفق مندرجاتها. وهو ما تؤكد عليه الديبلوماسية الفرنسية في لبنان عبر الحركة التي تقوم بها السفيرة في لبنان آن غريو مع المسؤولين اللبنانيين، وآخرهم بالامس مع الرئيس المكلف سعد الحريري.

 

برّي سأل سلامة إن كانت لديه دولارات... هكذا ردّ سلامة!

موقع ليبانون ديبايت/الثلاثاء 16 آذار 2021  

عُقدت اليوم الثلاثاء جلسة مشتركة للجان: المال والموازنة، الإدارة والعدل، الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، برئاسة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، لدرس إقتراحي القانون المتعلقين بإسترداد الأموال المنهوبة وإقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة لعام 2021.

وتمّ التصويت على اعطاء سلفة 200 مليون دولار لمؤسسة كهرباء لبنان، في ظل اعتراض كتلتي "الجمهورية القوية" و"اللقاء الديموقراطي". وأكد النائب علي خريس في تصريح له قُبيل الجلسة، أنّ "سلفة الكهرباء قد تُجزّأ إلى أكثر من 3 دفعات وقد تكون شهرية والمشكلة في تأمينها بالدولار ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي سأل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إن كانت لديه دولارات في مصرف لبنان، فأجابه سلامة بالنفي وقال له: "ما عندي شي ولا دولار واحد". وفي وقتٍ لاحق، أوضح النائب علي خريس في بيان، ان "ما تم تداوله نقلا عنه حول جواب حاكم مصرف لبنان لرئيس المجلس النيابي بان "ليس لديه دولار واحد في مصرف لبنان "بانه غير دقيق وخارج سياقه، إنما المقصود من وراء التصريح حول ما قاله حاكم المصرف بأنه ليس لديه ما يدعم الكهرباء ".

 

صهاريج مُحمّلة بالبنزين من إيران إلى لبنان

روسيا اليوم/الثلاثاء 16 آذار 2021   

أعلنت هيئة الجمارك العراقية، أنّها سهلت مرور عدد من صهاريج المحروقات، كمساعدات إيرانية متجهة إلى لبنان. وقالت الهيئة في بيان، أمس الإثنين، إن "كوادرها قامت بتسهيل مرور 10 صهاريج محملة بمادة البنزين قادمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمساعدات إلى دولة لبنان عبر معبر القائم الحدودي".

 

وفيق صفا طلب من باسيل التراجع عن الثلث المعطل والأخير رفض

الجديد/16 آذار/2021

أفادت مصادر لقناة الجديد، أن لقاء حصل بين "رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس لجنة الإرتباط والتوثيق في حزب الله وفيق صفا الخميس الماضي، في إطار مبادرة حزب الله لتسهيل تشكيل الحكومة، حيث طلب الأخير من باسيل أن يتراجع التيار الوطني الحر أو فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن مطلب الثلث المعطل في الحكومة القادمة، الا أن باسيل بقي مصرا على هذا المطلب، مما أدى الى توقف مبادرة حزب الله من دون أن تنجح، ومنذ ذلك الحين لا اتصال بين الحزب والتيار".

 

تهام لبناني في اقتحام الكابيتول"

الشرق الأوسط/الثلاثاء 16 آذار 2021

نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالاً للصحافة رنا أبتر تحت عنوان "اتهام لبناني في اقتحام "الكابيتول" جاء فيه، "وجهت وزارة العدل الأميركية اتهامات إلى اثنين من مقتحمي مبنى "الكابيتول"، أحدهما من أصول لبنانية، في السادس من كانون الثاني الماضي بالتزامن مع جلسة المصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية. واتهم الاثنان بالاعتداء على عنصر شرطة "الكابيتول" برايان سيكنيك ورشّه ببخاخ مضاد للدببة. وقد توفي الشرطي في وقت لاحق جراء إصاباته". وأضاف، "ألقت السلطات القبض على الرجلين، وهما جوليان إيلي خاطر من ولاية بنسلفانيا، وجورج بيار طانيوس من ولاية ويست فيرجينيا". وتابع، "تقول وثائق الاتهام الرسمية إن خاطر وطانيوس تعاونا معاً للاعتداء على رجال الشرطة من خلال بخ مادة كيميائية على وجوههم وعيونهم، خلال أحداث اقتحام «الكابيتول» التي تلت تجمعاً لأنصار الرئيس السابق دونالد ترمب ألقى فيه خطاباً فُسر على أنه تحريض لأنصاره على مهاجمة السلطة التشريعية". ولفت، الى ان "بحسب المعلومات الأولية، يبدو أن المتهم جورج بيار طانيوس، أميركي من أصول لبنانية، يملك مطعماً للساندويتشات في منطقة مورغان تاون في ولاية ويست فيرجينيا، ويبلغ من العمر 39 عاماً. أما المتهم الثاني جوليان خاطر فيبلغ من العمر 32 عاماً". وتم توجيه 9 تهم إلى طانيوس وخاطر تتضمن التآمر على جرح شرطي والاعتداء عليه بسلاح خطر.

 

عين التينة على “خط الهجوم”… وباسيل “حائط صد”!

نداء الوطن/16 آذار/2021

يبدو أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري التقط مؤشرات “اللحظة المؤاتية” إقليمياً ودولياً للانتقال من دفة الاحتياط إلى “خط الهجوم” على ملعب التأليف، فبادر إلى قيادة حركة مكوكية باتجاه مختلف الأطراف، لكن اندفاعته هذه سرعان ما اصطدمت بـ”حائط الصد” الذي ينصبه النائب جبران باسيل عند مربّع القصر الجمهوري، الأمر الذي خلّف امتعاضاً عارماً في عين التينة عكسته كتلة “التنمية والتحرير” أمس بتصويبها على ضرورة أن يقلع “المعنيون بالتوقيع على المراسيم” عن رمي كرة المسؤولية من ملعب إلى آخر وأن يبادروا إلى “وقفة تاريخية مسؤولة” من أجل تسهيل التأليف و”إزالة العراقيل التي أعاقت وتعيق إنجاز حكومة مهمة تنقذ لبنان مما يتهدد وجوده”. لكن على الضفة المقابلة، نقلت أوساط مقربة من دوائر الرئاسة الأولى أجواءً تشاؤمية حيال إمكانية ولادة الحكومة في وقت قريب على اعتبار أنّ “كلّ ما كان يعوّل عليه من عوامل يمكن أن تساهم في تشكيل الحكومة أصبح في خبر كان”، مشيرةً إلى أنّ “الفرنسيين يضغطون في كل الاتجاهات ولم يسفر ضغطهم عن أي نتيجة حتى الساعة، وكذلك كل المبادرات والمساعي التي يقوم بها رئيس مجلس النواب أو سواه لن تكون نتيجتها إلا سراباً”. وإذ شددت على أنّ “المواقف لا تزال على حالها مع استمرار كل طرف بالتخندق في مربعه”، لفتت الأوساط نفسها إلى أنه “بعد فشل كل المحاولات والمقاربات التي سعت خلال الفترة الماضية إلى تقريب وجهات النظر الحكومية، لم يعد هناك من يستطيع أن يحدث أي خرق في جدار الأزمة، وإن كان ثمة من لا يزال يتحرك أو يحاول المبادرة فلن يكون بمقدوره تحقيق ما عجز عن تحقيقه غيره”.

 

الهدف الحقيقي من زيارة "حزب الله" إلى موسكو... ما علاقة الأسد؟

روسيا اليوم/الثلاثاء 16 آذار 2021   

تحت عنوان: "حزب الله يسأل موسكو عن مصير الأسد"، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول الهدف الحقيقي من زيارة وفد حزب الله إلى موسكو. وجاء في المقال: "قام وفد عسكري سياسي من حزب الله بقيادة رئيس كتلته النيابية محمد رعد، بزيارة إلى موسكو، في الذكرى العاشرة للأزمة السورية. وعلى الرغم من حقيقة أن أحد الأهداف المعلنة للرحلة هو مناقشة المأزق السياسي اللبناني، يرى الخبراء أن ممثلي حزب الله يريدون أن يعرفوا من موسكو ما إذا كانت هناك أي تغييرات في موقفها تجاه الرئيس السوري بشار الأسد". ومن المثير للاهتمام أن زيارة مندوبي حزب الله إلى موسكو كادت تتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، المتوقع وصوله إلى العاصمة الروسية في الـ 17 من آذار. وفي الصدد، قال الباحث الزائر في معهد الشرق الأوسط بواشنطن وخبير مجلس الشؤون الدولية الروسي، أنطون مارداسوف، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا"، معلقاً على ذلك: "من الواضح أن روسيا تحاول إعادة الملف السوري إلى المسار الدبلوماسي مرة أخرى... فمن الضروري التفاوض حول المأزق الحالي، كما في 2011-2012 ، عندما لم تكن روسيا واثقة من مستقبل بشار الأسد. بعد دوران عجلة "أستانا" في الفراغ واستحالة إعطاء اللجنة الدستورية بنية إصلاحية جدية، لا يبدو أن زيارة وفد حزب الله وتفعيل صيغة "روسيا-تركيا-قطر"، مسألة عرضية".وقال مارداسوف، في إشارة إلى النقاش حول الحاجة إلى إنشاء مجلس عسكري في سوريا: "يجب الحديث في تفاصيل الملف السوري، بل وتوضيحه على خلفية الانتخابات الرئاسية المقبلة والحملة الإعلامية حول" قيامة الجنرال طلاس". هذه الزيارة تذكّر بزيارة العام 2011، عندما بدا وكأن وفد حزب الله وصل بدعوة من الجانب الروسي، حتى إن ممثليه ألقوا محاضرات في جامعة موسكو الحكومية، لكن كان من الواضح للجميع أنهم مهتمون بالدرجة الأولى بالموقف الروسي من الأسد".

 

عين التينة على "خط الهجوم"... وباسيل "حائط صد"!...موسكو لـ"حزب الله": إضغط للتأليف

نداء الوطن/16 آذار/2021

الأزمة لم تبلغ مداها بعد، إنما هو مجرد وهجها "الجهنمي" بدأ يلفح اللبنانيين ويكوي جيوبهم بلهيب الدولار المتفلّت من كل قيود المنصات والتسعيرات الشرعية وغير الشرعية، ليواصل ارتفاعه الصاروخي نحو آفاق فلكية لم يعد يحدّها سقف ولا حدّ. وبينما تمعن السلطة في قطع أرزاق الناس بتعنّتها الخانق لكل مقومات الصمود الوطني أمام هول تأثيرات الانهيار وتداعياته الكارثية معيشياً ومالياً على المواطنين، يتسارع العد العكسي نحو بلوغ لحظة انفجار اجتماعي كبير تحت تأثير "رفض سماسرة النفوذ الطائفي مواجهة الأزمات" في لبنان الذي أصبح بمثابة "رهينة، يواجه (نسوراً سياسية) تتغذى على جثته" وفق توصيف "فاينانشال تايمز" أمس. ولأنّ الانفجار إذا ما وقع، لن تكون أي من الساحات والمناطق والطوائف والمحميات الحزبية بمنأى عن شظاياه، فإنّ المعطيات المتوافرة تشي بأنّ قيادة "حزب الله" بدأت تتحسس على أرضية الانهيار المعيشي في مناطق نفوذها خطورة التمادي في لعبة التعطيل الحكومي، لكنها لا تزال مترددة في ممارسة الضغوط اللازمة على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل انطلاقاً مما تعتبره "مسؤولية أخلاقية" تجاهه بعدما تم إدراجه على قائمة العقوبات الأميركية... غير أنّ ما بعد زيارة موسكو قد لا يكون كما قبلها بالنسبة لـ"حزب الله"، خصوصاً وأنّ مصادر واسعة الاطلاع نقلت لـ"نداء الوطن" معلومات تفيد بأنّ الجانب الروسي خلال محادثاته مع وفد الحزب أمس طلب بشكل واضح أن يلعب "حزب الله" دوراً إيجابياً "حاسماً" في عملية التأليف، حتى ولو اضطره الأمر إلى "الضغط على الأطراف التي يمون عليها لوقف عرقلة ولادة الحكومة" في إشارة مباشرة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه باسيل.

وفي المقابل، أوضحت المصادر أنّ وفد "حزب الله" نقل رسالة إلى القيادة الروسية أبدى من خلالها "استعداد الحزب للعب دور مؤثر بالتواصل مع حلفائه لتسهيل التشكيل وتذليل العراقيل"، مع التأكيد في الوقت عينه على "رفضه بشكل قاطع أن ينال أي فريق سياسي لوحده في الحكومة العتيدة "الثلث المعطل" حتى ولو كان هذا الفريق من الحلفاء".

ولفتت المصادر إلى أنّ الجانب الروسي ركّز في محادثاته مع وفد "حزب الله" على "أهمية تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري كي تكون قادرة على إخراج البلد من أزمته"، فكان تطابق في وجهات النظر حيال هذه النقطة بحيث أعرب الوفد عن قناعة "حزب الله" بأهمية أن يترأس الحريري نفسه الحكومة الجديدة "لما له من علاقات عربية وأوروبية ودولية من شأنها أن تساهم بشكل فعال في جلب المساعدات للبنان". أما على مستوى الحراك الداخلي، فيبدو أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري التقط مؤشرات "اللحظة المؤاتية" إقليمياً ودولياً للانتقال من دفة الاحتياط إلى "خط الهجوم" على ملعب التأليف، فبادر إلى قيادة حركة مكوكية باتجاه مختلف الأطراف، لكن اندفاعته هذه سرعان ما اصطدمت بـ"حائط الصد" الذي ينصبه باسيل عند مربّع القصر الجمهوري، الأمر الذي خلّف امتعاضاً عارماً في عين التينة عكسته كتلة "التنمية والتحرير" أمس بتصويبها على ضرورة أن يقلع "المعنيون بالتوقيع على المراسيم" عن رمي كرة المسؤولية من ملعب إلى آخر وأن يبادروا إلى "وقفة تاريخية مسؤولة" من أجل تسهيل التأليف و"إزالة العراقيل التي أعاقت وتعيق إنجاز حكومة مهمة تنقذ لبنان مما يتهدد وجوده".

لكن على الضفة المقابلة، نقلت أوساط مقربة من دوائر الرئاسة الأولى أجواءً تشاؤمية حيال إمكانية ولادة الحكومة في وقت قريب على اعتبار أنّ "كلّ ما كان يعوّل عليه من عوامل يمكن أن تساهم في تشكيل الحكومة أصبح في خبر كان"، مشيرةً إلى أنّ "الفرنسيين يضغطون في كل الاتجاهات ولم يسفر ضغطهم عن أي نتيجة حتى الساعة، وكذلك كل المبادرات والمساعي التي يقوم بها رئيس مجلس النواب أو سواه لن تكون نتيجتها إلا سراباً". وإذ شددت على أنّ "المواقف لا تزال على حالها مع استمرار كل طرف بالتخندق في مربعه"، لفتت الأوساط نفسها إلى أنه "بعد فشل كل المحاولات والمقاربات التي سعت خلال الفترة الماضية إلى تقريب وجهات النظر الحكومية، لم يعد هناك من يستطيع أن يحدث أي خرق في جدار الأزمة، وإن كان ثمة من لا يزال يتحرك أو يحاول المبادرة فلن يكون بمقدوره تحقيق ما عجز عن تحقيقه غيره".

 

المحكمة العسكرية وافقت على إطلاق كيندا الخطيب

الثلاثاء 16 آذار 2021

وطنية - وافقت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف، على طلب تخلية الناشطة كيندا الخطيب، الذي تقدمت به وكيلتها المحامية جوسلين الراعي. وجاء إطلاق سراح كيندا لقاء كفالة مالية قدرها 3 ملايين ليرة لبنانية، بعد سنة كاملة على توقيفها بجرم الاتصال بالعدو الإسرائيلي ودخول بلاده، وبعد الحكم الوجاهي الذي أصدرته المحكمة العسكرية الدائمة وقضى بإنزال عقوبة السجن في حقها مدة ثلاث سنوات. وغادرت كيندا سجن النساء في ثكنة بربر الخازن في فردان، وتوجهت إلى طرابلس برفقة شقيقها سلطان الخطيب.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

صواريخ تستهدف قاعدة تضم أميركيين شمال بغداد/تجدد احتجاجات جنوب العراق... والصدر يستشهد بأغنية لكاظم الساهر تعليقاً على أحداث النجف

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/16 آذار/2021

أعلن آمر قاعدة بلد الجوية، شمال العاصمة العراقية بغداد، أن الصواريخ التي استهدفت القاعدة التي ينتشر فيها جنود أميركيون، مساء أمس (الاثنين)، لم تسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية. وكانت مصادر أمنية متطابقة أكدت سقوط 7 صواريخ على محيط القاعدة والمناطق المحاذية لها. وطبقاً للمصادر، فإن «الصواريخ التي استهدفت القاعدة هي من نوع غراد»، مشيرة إلى أن «3 منها سقطت داخل القاعدة، و4 على قرية البو حسان، التابعة لناحية يثرب جنوب قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين، والتي تبعد كيلومتراً عن مقر القاعدة». ويأتي إطلاق هذه الصواريخ بعد إطلاق 10 «صواريخ غراد» على قاعدة «عين الأسد» بمحافظة الأنبار في 3 مارس (آذار) الحالي. وجاء ذلك فيما تجددت الاحتجاجات الغاضبة، أمس، في محافظات النجف وذي قار والبصرة، وسط توقعات بموجة احتجاجات «أشد عنفاً» في الأيام المقبلة و«تبشر» بعض جماعات الحراك بـ«ثورة جديدة» مقبلة، في الإشارة إلى الاحتجاجات التي انطلقت بقوة في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وأطاحت بحكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، ويحلو لجماعات الحراك إطلاق توصيف «الثورة» عليها. وتتركز غالبية التظاهرات هذه المرة على الإطاحة بالإدارات المحلية ومحاسبة الفاسدين.

ومع انتهاء المهلة التي حددتها جماعات الحراك لاختيار محافظ مستقل لمحافظة ذي قار بعد أطاحت بالمحافظ السابق ناظم الوائلي، اندلعت مظاهرات واسعة، أمس، في مدن عديدة في المحافظات، حيث عمد المتظاهرون في مدينة الناصرية إلى قطع الجسور الرابطة بين شطري المدينة (الحضارات - النصر والزيتون) بالإطارات المحترقة وحاولوا الوصول إلى مبنى الإدارة المحلية. وأغلق محتجون مبنى قائمقامية الجبايش التي تبعد نحو 60 كيلومتراً عن الناصرية، وقطع العشرات منهم الطريق السريع في الحبيلية في الناصرية.

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التقى، أول من أمس، أعضاء مجلس النواب لمناقشة اختيار محافظ جديد لذي قار من بين 10 شخصيات مرشحة، لكن الاجتماع لم يسفر عن تعيين محافظ، ما أثار غضب جماعات الاحتجاج، خاصة مع وجود اعتراضات على بعض الأسماء المرشحة. وفي محافظة النجف، عاد المتظاهرون، أمس، ولليوم الرابع على التوالي، إلى الاحتجاجات وقطع الطرق بالإطارات المحترقة، الأمر الذي دفع زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر إلى انتقاد عملية حرق الإطارات وتصاعد أعمدة الدخان في المدينة. واعتبر الصدر في تغريدة عبر «تويتر» أن أعمدة الدخان التي رآها في سماء المدينة نتيجة حرق المتظاهرين للإطارات، إنما هي «أعمدة الغضب التي تعتري صدورهم جراء الفساد الذي حرمهم من الكرامة والسعادة وأدخلهم في نفق الفقر والخوف والجوع والحرمان».

واقتبس الصدر مقطع «نفيت واستوطن الأغراب في بلدي. ودمروا كل أشيائـي الحبيبـات» من قصيدة «أنا وليلى» للشاعر حسن المرواني التي حولها المطرب كاظم الساهر إلى أغنية شهيرة، وقال في معرض تعليقه على احتجاجات النجف: «إنني أحس بمأساتهم وآهاتهم وأسمع أنينهم، فقد استحكم الفساد في بلدي ودمر كل أشيائي الحبيبات».

من جانبه، أصدر تحالف «الولاء للعراق» الذي يضم طيفاً من جماعات الحراك، أمس، بياناً هاجم فيه الحكومات المحلية، واعتبر أنها «لا تمثل إرادة الشعب». وقال: «لم يعُد خطاب الكراهية الطائفي والقومي العنصري لأحزاب السلطة قادراً على طمس الحقيقة وحرف البوصلة؛ فتشرين رفعت الغطاء وأطاحت بكل الشعارات التي تتعمد تزييف الوعي، وتكريس حالة الاقتتال الطائفي ونزاع المكونات؛ لا بل حددت بدقة طبيعة المعركة وأطرافها: أحزاب فاسدة تملك الثروة والسلطة والسلاح وتمارس قمعاً مفرطاً ضد شعب أعزل محروم لا يملك سوى إرادة التغيير». وأضاف أن «محافظات ومدن الوطن تشتعل (النجف، والناصرية، والسماوة، وميسان، والديوانية، والسليمانية، وواسط، وكربلاء، وبابل، وبغداد، والبصرة)، وتؤكد عبر ثورتها التي لا تخفت أو تستكين أن حكوماتها المحلية لا تمثل صوت الشعب وإرادته، وأن الشرعية هي شرعية الجماهير الثائرة، وأن زمن أحزاب السلطة الفاسدة قد أفل وولى». وفي محافظة البصرة، خرج المئات، أمس، للمطالبة بإقالة المحافظ ومحاكمات علنية لقتلة المتظاهرين، وتشير التوقعات إلى موجة احتجاجات في الأيام المقبلة، ويتوقع الناشط موسى رحمة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها ربما «ستكون كبيرة وأكثر عنفاً». ويضيف: «المشكلة أن السلطات المحلية والاتحادية، لا تقدر وربما تتجاهل خطورة الموقف، هناك غليان ينذر بعاصفة شديدة مع بقاء كل عوامل الغضب ماثلة». وأشار إلى «ترتيبات تجري بين جماعات الحراك في مختلف المحافظات للخروج بتظاهرات تصل إلى حد التصعيد ضد السلطات».

 

المعارضة الإيرانية تتوحد لإسقاط الملالي وحملة جديدة للمنشقين

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/16 آذار/2021

 قبل أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران، وفي خضم حملة أميركية لإعادة التفاوض معها، أكد المسؤول الأول لمجلس السياسة الخارجية في واشنطن إيلان بيرمان، أن الأيام الأخيرة شهدت علامات جديدة على التنسيق بين معارضة إيران المنقسمة، وباتت المعارضة اليوم أكثر توحدا لإسقاط النظام. وقال بيرمان في مقال له بمجلة “نيوزويك”، إن تقارير ظهرت للمرة الأولى عن حملة مدنية جديدة، أطلقها المنشقون داخل إيران تتسرب بين عناصر المعارضة داخل وخارج البلاد، وذلك تحت شعار “لا للجمهورية الإسلامية”، وذلك خلال الأيام الأخيرة في أسواق إيران والأماكن العامة على شكل ملصقات ورسومات على الجدران وغيرها، يتبناها ولي العهد الإيراني السابق رضا بهلوي، ومئات الفنانين المؤثرين والموسيقيين والشخصيات الثقافية، لإسقاط حكم رجال الدين.

وأوضح أنه بينما تتمزق جماعات المعارضة الإيرانية تاريخيا، بسبب الانقسامات الإيديولوجية العميقة والسياسات العرقية المتصدعة التي منعتهم من الالتحام حول رؤية مشتركة أو أجندة سياسية، فإنه على النقيض من ذلك تتمتع الحملة الحالية للمعارضة بدعم من جميع الأطياف السياسية الإيرانية، من “الإصلاحيين” الذين دعموا في السابق جمهورية إسلامية أكثر لطفًا، إلى العلمانيين، الذين يدعمون استعادة النظام الملكي القديم، ويبدو أن القاسم المشترك هو الرفض العميق لنظام الحكم الديني الحالي في البلاد، مضيفا أن القبضة الحديدية لنظام الملالي على البلاد أصبحت أقل قوة بشكل ملحوظ، ما ألهم أولئك الذين يسعون إلى التغيير الداخلي. على صعيد متصل، حذرت صحيفة “صبح صادق” الصادرة عن “الحرس الثوري”، من أن جيل الشباب خطر على النظام الإيراني، داعية إلى سياسات تعالج ما وصفته بالسلوك النقدي لهذا الجيل من قبل الأجهزة المختصة، في إشارة إلى دوره في الاحتجاجات الشعبية. في غضون ذلك، بدأ رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين ورئيس الأركان أفيف كوخافي أمس، جولة أوروبية تشمل كلا من ألمانيا وفرنسا والنمسا، وتستمر حتى غد الخميس، لاجراء محادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني والمخاطر المترتبة على تعاظم قوة “حزب الله” في لبنان.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أنه سيتم التطرق إلى قضية فتح المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تحقيقات ضد إسرائيل، حيث كان من المقرر أن يجتمع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بريفلين في برلين أمس. من جانبه، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، أن “خبراء الوكالة سيعودون إلى إيران للبحث عن قضايا عالقة”، قائلا إن “البرنامج النووي الإيراني نشط ويتطور كل يوم ويتطلب المراقبة عن كثب”، مضيفا أن “حضور الوكالة في إيران هو الوجود الدولي الوحيد لمراقبة تطورات البرنامج النووي الإيراني”، ومشيرا إلى أنه “لا يمكن التوصل لأي اتفاق مع إيران من دون حضور مفتشي الوكالة”، محذرا من أن “إيران راكمت المواد والتكنولوجيا والخبرة، وعودتها إلى الوراء لن تتم بين عشية وضحاها”. على صعيد آخر، نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام ضد أربعة رجال أدينوا باغتصاب امرأة، حيث اختطفوا زوجين من متسلقي الجبال في سفيد سانج في منطقة فريمان شمال شرق البلاد العام الماضي، وقيدوا الزوج واغتصبوا زوجته أمامه. وتم إعدام الأربعة شنقا في السجن المركزي بمدينة مشهد، بعد أن أيدت المحكمة العليا حكم الإعدام.

 

الحكومة الليبية أدت اليمين في طبرق/صالح ذكّرها بـ«إخراج المرتزقة والتحضير للانتخابات»

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط أونلاين»/16 آذار/2021

طوت ليبيا أمس صفحة «حكومة الوفاق» ومجلسها الرئاسي، برئاسة فائز السراج، بعدما أدى المجلس الرئاسي الجديد، برئاسة محمد المنفي، وحكومة الوحدة، برئاسة عبد الحميد دبيبة، اليمين الدستورية أمام المحكمة العليا في العاصمة طرابلس، ومجلس النواب بمقره في مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد. وتلا دبيبة نص القسم خلال الجلسة، الذي تم بثها على الهواء مباشرة، بحضور سفراء عرب وأجانب، وممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأثار حضور سفير تركيا، وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، احتجاج بعض أعضاء البرلمان، وفي مقدمتهم طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، الذي انسحب من الجلسة احتجاجاً على وجودهما بعدما رفض طلبه بطردهما من الجلسة، بسبب ما وصفه بـ«دعمهما للإرهاب والتطرف». ودعا المنفي الحكومة، التي قال إنها ستمارس مهامها لفترة بسيطة، من 8 إلى 9 أشهر، إلى «العمل على التحضير للانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، والتأسيس للمصالحة الوطنية». بدوره، أعلن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، عن ميلاد «حكومة شرعية موحدة تجمع الليبيين، وتقوم على حمايتهم»، وطالبها بالعمل على «توحيد مؤسسات الدولة، وطرد القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، ودعم عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة»، معتبراً أنه «آن الأوان لنتسامح ونتصافح، ونتصالح ونتجاوز الماضي... وإتاحة الفرصة للجميع من دون إقصاء أو تهميش».وبعدما دعا إلى التركيز على تحقيق الأمن والعدالة لتحقيق الاستقرار، حدد صالح مهمة السلطة الجديدة في «قيادة انتقالية للبلاد، وتهيئة الظروف لانتخاب قيادة جديدة على أساس الدستور».

 

المجلس الرئاسي الليبي يسلم مهامه للسلطة التنفيذية الجديدة

طرابلس: «الشرق الأوسط أونلاين»/16 آذار/2021

جرت بمقر المجلس الرئاسي الليبي في العاصمة طرابلس اليوم الثلاثاء مراسم تسليم وتسلم السلطة بين المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، والمجلس الرئاسي الجديد ورئيس حكومة الوحدة الوطنية. حضر المراسم كل من رئيس المجلس الرئاسي الجديد، محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، ونائبيه أحمد معيتيق وعبد السلام كاجمان، بالإضافة لعضوي المجلس محمد العماري، وأحمد حمزة. وألقى الحضور كلمات أثنوا فيها على الجهود التي أثمرت عن توحيد السلطات الليبية في سلطة تنفيذية واحدة وتسلمها مقاليد السلطة بشكل ديمقراطي سلمي.

 

المرصد: 12 قتيلاً من قوات النظام السوري في محافظة درعا

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/16 آذار/2021

قُتل 12 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، في مكمن نصبه مسلحون في محافظة درعا التي تشهد فوضى أمنية وتعد مهد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت قبل عشرة أعوام. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير وفق المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن قوله إن «مجموعة من المسلحين هاجمت شاحنتين عسكريتين وحافلتين صغيرتين لقوات النظام لدى عبورها في محيط بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي» بجنوب سوريا. وأضاف عبد الرحمن أن المجموعة التابعة لقوات النظام كانت في طريقها لاعتقال قيادي سابق في فصيل معارض، مطلوب من دمشق، أقدم العام الماضي على مهاجمة نقطة للشرطة في المنطقة وقتل عدداً من رجال الشرطة. وأوضح أن المسلحين الذين استهدفوا الآليات العسكرية تابعون لهذا القيادي وقد استبقوا وصول القوة العسكرية الى مقره لتوقيفه. وافاد المرصد عن اشتباكات اندلعت إثر ذلك بين الطرفين، بعد استقدام قوات النظام تعزيزات الى المنطقة. وتُعد محافظة درعا المنطقة الوحيدة التي لم يخرج منها كل مقاتلي المعارضة بعد استعادة النظام السيطرة عليها. ووضع اتفاق تسوية رعته موسكو حداً للعمليات العسكرية بين قوات النظام والفصائل المعارضة. ونصّ على أن تسلم الفصائل سلاحها الثقيل، لكن عدداً كبيراً من عناصرها بقوا في مناطقهم على عكس ما حصل في مناطق أخرى استعادها النظام، واحتفظوا بأسلحة خفيفة، فيما لم تنتشر قوات النظام في كل أنحاء المحافظة.

 

بيدرسن: أخجل من فشلنا بوقف مأساة سوريا... وعوامل جديدة تدفع للحل ولا علاقة له بالانتخابات الرئاسية المقبلة

الشرق الأوسط/16 آذار/2021

قال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أمس، إن السوريين وقعوا في «فخ الحرب اللامنتهية»، وإن على الجميع أن «يشعر بالخجل» بسبب الفشل في وقف «المأساة السورية». وقال بيدرسن في حديث تزامن مع الذكرى العاشرة لبدء الاحتجاجات السورية في 15 مارس (آذار) 2011، إن هناك «عوامل جديدة» تدعو إلى الاعتقاد بإمكانية التحرك نحو حل في سوريا، بينها: «الهدوء النسبي على الأرض، والأزمة الاقتصادية التي تضرب سوريا في جميع مناطقها»، والقناعة أن أياً من «الحكومة السورية أو المعارضة أو مجموعة آستانة أو أميركا، ليست قادرة لوحدها على احتكار الحل، وأنه لا بد من نهاية متفاوض عليها (تسوية)». وزاد: «إنني على تواصل مستمر مع المحاورين الأساسيين في واشنطن وموسكو والعواصم العربية والأوروبية وطهران وأنقرة. شعوري أن جميعهم يفهمون أنه ليس هناك طرف واحد قادر على احتكار الحل». واستبعد حصول حوار قريب بين أميركا وروسيا حول سوريا بسبب «الوضع القائم» بينهما، لكنه أشار إلى وجود «مصالح مشتركة بين البلدين في سوريا تشمل الحرب ضد الإرهاب، الحاجة للاستقرار وإيجاد حل لأزمة اللاجئين». وقال إنه يعمل بـ«دبلوماسية هادئة» لعقد مؤتمر حول سوريا، وإنه «لا بد لأميركا أن تكون جزءاً منه». وأوضح بيدرسن رداً على سؤال، أن الانتخابات الرئاسية السورية المقررة منتصف العام الحالي «ليست جزءاً» من مهمته بموجب القرار الدولي 2254 الذي «يتحدث عن انتخابات بموجب دستور جديد. هذه الانتخابات يجب أن تجري وفق أعلى المعايير الدولية بمشاركة من السوريين في الشتات».

 

الأمم المتحدة: ساعدنا 12محكمة بشأن جرائم الحرب بسورية

نيويورك – وكالات/16 آذار/2021

 كشفت رئيسة الآلية التي أسستها الأمم المتحدة لتوثيق جرائم الحرب في سورية كاثرين مارشي أوهل، أن الآلية قدمت معلومات وأدلة إلى 12 سلطة قضائية. وقالت مارشي أوهل، في منتدى استضافته بريطانيا، أول من أمس، إن “ما قدمته الآلية تضمن لقطات مصورة وصوراً فوتوغرافية وعبر الأقمار الصناعية ووثائق مسربة وروايات شهود وعينات وأدلة جنائية، وهذا يمثل أفضل موقف جرى توثيقه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.، مضيفة إن “ذلك لا يجعل طريق تحقيق العدالة سهلاً، لكن يجعله ممكناً”. وأشارت، إلى أن فريقها الصغير في جنيف يؤسس لمقر لتخزين الكميات الكبيرة من الأدلة والمعلومات وعززها بما يتسق مع معايير القانون الجنائي الدولي. وأضافت، “نتعاون مع 12 سلطة قضائية مختلفة وندعم التحقيقات والملاحقة القضائية معها، تلقينا مئة طلب للمساعدة في إجراء 84 تحقيقاً وملاحقة قضائية”، مشيرة إلى أن الآلية تبادلت المعلومات والأدلة في إطار 39 تحقيقا من أصل مئة.

من ناحيته، قال رئيس لجنة التحقيق بشأن سورية باولو بينيرو، إنه “حتى الآن جمعت لجنة التحقيق معلومات مبدئية عن 3200 من الجناة المشتبه بهم”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"أبطال" المشرقية والذميّة... وضرب حياد البطريركية!

ألان سركيس/نداء الوطن/16 آذار/2021

لكل حركة أو حزب أو تيار أفكار ومبادئ يتمّ العمل بموجبها، ويحصل تطوير للنهج السياسي خصوصاً بعد رحيل الزعيم المؤسس لأن السياسة ليست ثابتة، لكن ما يحدث في حالة "التيار الوطني الحرّ" لا تنطبق عليه أي قاعدة من القواعد التي مرّت سابقاً. صعد نجم العماد ميشال عون عام 1988 قائداً للجيش ثم رئيساً للحكومة الإنتقالية التي فرضها الرئيس أمين الجميل، وخرج عون على الشعب بخطاب سيادي إستقلالي مهدداً الرئيس الراحل حافظ الأسد، ليقلب بعدها بارودته تجاه الداخل مفتعلاً حرب "الإخوة" بين المسيحيين. نُفي العماد عون بعدما قادت حروبه إلى دخول الجيش السوري المناطق الشرقية المحرّرة واحتلال قصر بعبدا، وطوال وجوده في فرنسا كان المناضلون العونيون يرفعون شعار الحرية والسيادة والإستقلال. عاد عون في 7 أيار 2005، والجنرال الذي خاض حرب الشرعية سابقاً إنقلب وأصبح 7 أيار وهجوم "حزب الله" واجتياحه بيروت والجبل عام 2008 يوماً مجيداً.

إذاً، بدّل "التيار الوطني الحرّ" مبادئه في ظل وجود عون رئيساً له ومن ثمّ أكمل النائب جبران باسيل المهمّة بعد وراثته "التيار" وإقصاء النائب ألان عون عن الرئاسة عام 2015، وبالتالي فإن ما ذكره باسيل من مبادئ أمس الأول ينطلق في قسم منها من روحية وثيقة "مار مخايل" والسلوك السياسي الذي ينتهجه.

وفي الشق السياسي والسيادي، فقد أثار باسيل مسألة المشرقية و"التحييد" بدل الحياد الذي طرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وأيدته غالبية الشعب اللبناني من كل الطوائف. وتقرأ شخصيات كنسيّة ومدنية في كلام باسيل ضبابية وكأنه مُكلّف من قِبل "حزب الله" بنسف إندفاعة الراعي نحو الحياد والمطالبة بمؤتمر دولي خاص بلبنان، خصوصاً ان التحييد ليس حلّاً دائماً للبلاد لأنه في مراحل عدّة تمّ اعتماده ليعود بعد فترة ويتأزّم الوضع وتنفجر حروب الآخرين على أرض لبنان. ويأتي التشاؤم من الورقة التي طرحها باسيل من إعادة التركيز على المشرقية، فـ"التيار الوطني الحرّ" حمل لواء المسيحية المشرقية منذ عودة عون من باريس وتوقيعه التفاهم مع "حزب الله"، وباتت المشرقية بالنسبة إليه تنحصر في تحالفه مع النظام السوري ورئيسه بشار الأسد ومع النظام الإيراني. ويدفع اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً ثمن أخذ "التيار الوطني الحرّ" لبنان إلى خيار المحور الإيراني تحت مُسمّى المسيحية المشرقية، والذي جلب الفقر والجوع والعوز إلى البلاد وكاد أن يضرب المصالح اللبنانية والمسيحية في الخليج العربي لولا تدارك البطريرك الأمر وأخذه زمام المبادرة وطرحه الحياد، ومحاولته إعادة وصل ما إنقطع من علاقات لبنانية مع العرب والغرب. يوجد شبه إجماع مسيحي ويصل إلى حدّ الإشمئزاز من طريقة تعاطي فريق "التيار العوني" مع "حزب الله" والمحور الإيراني والبصم له وحماية مصالحه التي تضرب الدولة وتقوّي الدويلة. والنقطة التي تثير الغضب هي إظهار العونيين للمسيحيين على أنهم أهل ذمّة وقولهم أنه لولا "الحزب" لوصل "داعش" إلى جونية، متناسين أن الوجود الماروني يعود إلى 1500 سنة في لبنان وبداية المقاومة كانت مع البطريرك الأول مار يوحنا مارون بينما "حزب الله" هو نتاج الثورة الإسلامية في إيران. قال البطريرك الماروني كلمته ومشى، وهو متمسّك اليوم أكثر من أي وقت مضى بطروحاته وبمبدأ الحياد والمؤتمر الدولي، والراعي الذي عايش فترة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير يعرف أن أعداء طروحاته سيستخدمون أهل الطائفة من أجل الإنقضاض عليه، لذلك فإن كل الأدوات لن تثني سيد الصرح عن الحياد وعن فتح باب العالم أمام المسيحيين وكل اللبنانيين وتحرير البلد من الإحتلال الجديد.

 

إتصالات بعبدا - عين التينة - بيت الوسط - كليمنصو: مخرج للمراوحة أو للحريري؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/16 آذار/2021

إلى بيت الوسط توجه رئيس "الحزب الاشتراكي" وليد جنبلاط يرافقه النائب وائل ابو فاعور مستوضحاً الرئيس المكلف سعد الحريري الخطوات التي ينوي القيام بها وفي اي اتجاه سيتحرك حكومياً. يخيم القلق على الزعيم الدرزي، لم يعد بمقدوره ان يشهد على تفاقم الازمة من حوله، محاولاً كتم غيظ الناس وغضبهم من حوله، ولا يمكن لحزبه ان يستمر على وتيرة العمل نفسها في تفاقم الازمة المعيشية التي تنذر بكارثة اجتماعية، سيكون ابناء الجبل من اول المتأثرين بتداعياتها. يريد جنبلاط لملمة الواقع الدرزي، لذا سارع الى تسيير دوريات مشتركة مع "حزب الله" في منطقة الشويفات لتلافي الخطر الامني واجتمع مع النائب طلال ارسلان. يعيش جنبلاط على قلق، اجتماعي ومالي ومعيشي وأمني ويحيره صمت الرئيس المكلف وزياراته الى الخارج ثم يعود منها ملتزماً بيته من دون الاتصال او التواصل مع اي طرف. سلوك يحيّره وصديق المسيرة الطويلة رئيس مجلس النواب بري. تغير الزمن وانقلب وضاقت بهما سبل الحلول مع تفاقم الازمة والانفجار المحتم. يلتقيان على دعم الرئيس المكلف، يمدان اليد لاسعافه اكثر مما يسعف نفسه. استبق جنبلاط زيارته بيت الوسط بزيارة قام بها النائب غازي العريضي الى عين التينة. اكثر من ملف طرحه العريضي خلال الزيارة فوضع رئيس المجلس في اجواء الزيارة الاخيرة للنائب طلال ارسلان الى كليمنصو، والتنسيق الذي استؤنف بين الاشتراكي و"حزب الله" في ما يتعلق بالوضع الامني. عبر الطرفان عن خشيتهما من خطورة قطع الطرقات واستعرضا المقتضيات التي اوصلت الاوضاع الى ما وصلت اليه.

صار مألوفاً في كل اللقاءات الداخلية أن تحتل اسباب التعطيل الحكومي والخيارات المتاحة امام الرئيس المكلف ادارة البحث. انتهت زيارة العريضي الذي سارع الى وضع جنبلاط بالنتائج ليتوجه الاخير فوراً يرافقه النائب وائل ابو فاعور الى بيت الوسط، للوقوف على حقيقة ما ينوي الرئيس المكلف فعله ونتائج زياراته المتكررة الى الخارج. الاسبوع الماضي كان ارسل جنبلاط موفده ابو فاعور الى بيت الوسط قبل جولة الحريري الاخيرة الى الخارج للاستفسار منه عن خطواته المقبلة، وابلغه الوقوف الى جانبه، لكن لا يمكن للاوضاع ان تكمل على ما هي عليه، وبالتالي يجب ان تضعنا في اجواء ما تفعله وما تنوي القيام به وتوجه له بالقول: "نحن نسير معك لكن مش على العمياني"، فأجاب الحريري: "عندما اعود من سفري ابلغكم". عاد الحريري ملتزماً الصمت في بيت الوسط ولم يتواصل مع بري ولا مع جنبلاط ما اغضب الرجلين، فقرر جنبلاط زيارته للحريري بعد أن استفسر بري عن معطى جديد فأكد له المضي قدماً بمبادرته، باعتبارها لا تزال قابلة للبحث. ونقلت مصادر مطلعة على اجواء عين التينة عن قرب ان بري لا يزال مصراً على استكمال مسعاه ومعاودة تنشيط مبادرته القائمة على حكومة من 18 وزيراً من دون ثلث معطل، واقتراح اسماء محايدة لحقيبتي الداخلية والعدل. وقالت المصادر ان رئيس المجلس يحاول استجماع كل اوراق الخطوة اللاحقة وذلك من خلال التواصل مع الطرفين المعنيين من جهة الرئيس المكلف ومن جهة رئيس الجمهورية، وتسجل في هذا الاطار مجموعة اتصالات ولقاءات غير معلنة تخدم هذا الهدف، وقد شعر بوجود مؤشرات ايجابية عند كلا الطرفين لكنه يفضل استكمال اعداد الملف قبل اي خطوة تنفيذية اخرى.

في المقابل نقلت مصادر مطلعة على اجواء بعبدا ان رئيس الجمهورية في صدد السير بخطوات الى الامام في سبيل ايجاد حل للمأزق الحكومي من خلال فتح خطوط حوار بين بعبدا والقوى السياسية المعنية بالشأن الحكومي. خلاصة حراك الامس تفيد بأن اتصالات مكثفة ستحملها الساعات المقبلة عنوانها الاساسي البناء على مبادرة بري او البحث في مخرج للرئيس المكلف، بعد ان صار الجميع متفقاً على ان المرواحة الحالية لا يمكنها ان تستمر وان على كل الاطراف المعنية بالحكومة ان تلتقي على مخرج، بانتظار جلاء الصورة الاقليمية والدولية وما سيحمله موفد "حزب الله" من زيارته الى موسكو.

 

منعطف لبنان بين مسار فاتيكاني أميركي ومسار روسي إيراني

منير الربيع/المدن/16 آذار/2021

حزب الله في روسيا. رؤساء الحكومة السابقون الثلاثة نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، يزورون السفير البابوي في لبنان. قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال ماكينزي، يزور لبنان ويلتقي قائد الجيش، تأكيداً على دعم المؤسسة العسكرية في مواجهة كل الضغوط التي تتعرض لها.

روسيا تعارض الراعي

ويستمر الانهيار اللبناني. ولا حلول في الأفق. ولا اتفاق على تشكيل حكومة. والمبادرات سقطت كلها. والبطريرك الماروني بشارة الراعي يقول في مجالسه إنه لن يتراجع عن موقفه على الإطلاق. ويؤكد أن لقاء لجنة الحوار بين حزب الله وبكركي جاءت نتيجة طلب الحزب. وبكركي ليست مع الحوار للحوار، والتشاور لا يعني إضاعة البوصلة. وتسير الساحة اللبنانية إلى مزيد من التداخلات السياسية إقليمياً ودولياً: البيان الصادر عن الخارجية الروسية - معلناً أن الحل في لبنان بتشكيل سريع لحكومة برئاسة الحريري، وقادرة على إخراج البلاد من الأزمة، والشروع في حوار وطني من دون تدخل خارجي - إشارة ضمنية غير مباشرة رافضة لمواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، المدعوم من الفاتيكان، فيما يجري التحضير زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان.

تحرك السفير البابوي

اللقاء بين السفير البابوي في لبنان والرؤساء الثلاثة كان إيجابياً. وتؤكد مصادر متابعة تفهم السفير مواقفهم ومواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي. وفي الساعات المقبلة، يزور السفير البابوي بكركي كزيارة تضامنية وداعمة لمواقف البطريرك. وطرح الرؤساء الثلاثة للسفير هواجسهم حول الوضع في لبنان، وأبدوا استعدادهم لزيارة الفاتيكان وطلبوا موعداً. وحمّلوا السفير رسالة واضحة تطلب من البابا المساعدة على حماية لبنان من الرياح الإقليمية والدولية في المنطقة، وتجنيبه تداعيات صفقات أو تسويات قد تحصل. وركزوا على ضرورة حصول تواصل فاتيكاني - أميركي لحماية لبنان.

مقايضة روسية

والهم الأساسي هو حماية لبنان من تداعيات اتفاق أميركي – إيراني. ومن دور روسيا في إقناع حزب الله بالخروج من سوريا مقابل تموضعه وزيادة مكاسبه في لبنان. وهناك خشية لدى الرؤساء من أن يكون لبنان ورقة على طاولة التفاوض، ويكسبها حزب الله تعويضاً له عن دوره في سوريا، في ضوء سعي موسكو إلى ترتيب تفاهم مع دول الخليج، والأميركيين والأوروبيين لوقف انهيار النظام السوري والاستنزاف الذي يتعرض له. الوضع سوريالي إلى حدّ ما: وفد شيعي في موسكو الأرثوذكسية. ووفد سنّي في السفارة البابوية الكاثوليكية. السفير السعودي وليد البخاري يزور المطران الأرثوذوكسي الياس عودة، في إشارة إلى تقارب السعودية مع المكونات اللبنانية كلها. ومواقف عودة معروفة على رأس كنيسة أرثوذوكسية معارضة لحزب الله وعون والنظام السوري. الملف اللبناني مفتوح على احتمالات كثيرة. والأيام المقبلة تحمل الكثير من التطورات، إقليمياً ودولياً. لكن الأكيد حتى الآن أن لا أفق لأي حل أو توافق. 

 

في المماطلة قوة ...لا تبدو الطبقة السياسية اللبنانية حريصة على تشكيل حكومة، على الرغم من ادّعائها خلاف ذلك.

مهنّد الحاج علي/مركز مالكوم كير- كارنيغي/16 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97032/%d9%85%d9%87%d9%86%d9%91%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d8%b7%d9%84%d8%a9-%d9%82%d9%88%d8%a9-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%a8%d8%af/

تتخبّط الطبقة السياسية اللبنانية في مأزقٍ تلو الآخر، منذ استقالة الحكومة في 10 آب/أغسطس الماضي عَقِب الانفجار المدمّر الذي شهده مرفأ بيروت. وفي غضون ذلك، ازدادت معاناة اللبنانيين وأصبحت أكثرية السكان ترزح تحت خط الفقر نتيجة انهيار قيمة العملة الوطنية، إذ بات الدولار الواحد يعادل أكثر من 10000 ليرة لبنانية، فيما سعر الصرف الرسمي لا يزال 1500 ليرة للدولار.

في الأشهر السبعة الماضية، تعدّدت الأسباب التي قدّمتها الطبقة السياسية لتبربر تأخّرها في تشكيل الحكومة، من بينها الخلاف على منح الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، حقيبة المالية، وإصرار رئيس الجمهورية ميشال عون على الحصول على الثلث المعطّل في أي حكومة جديدة، ورفض رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري منح حقيبتَي الداخلية والعدل لعون وصهره جبران باسيل.

ولكن هذه الذرائع لم تعد مقنعة. فالقوى الأساسية الثلاث في عملية التشكيل، أي تيار المستقبل برئاسة الحريري، والثنائي الشيعي، والتيار الوطني الحر بزعامة عون وباسيل، متردّدة في تشكيل حكومة، لأسباب مختلفة بدءًا من قراءتها للوقائع الجيوسياسية الإقليمية ووصولًا إلى مصالحها الذاتية وطموحاتها السياسية. إذًا، الوضع أشبه بمسرحية ساخرة تُشارك فيها جميع هذه القوى.

أعرب الحريري عن نيّته تشكيل حكومة تعمل على تطبيق بنود المبادرة الفرنسية التي حملها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت في أيلول/سبتمبر الماضي، والتي دعت إلى تشكيل حكومة بمهمة محدّدة قادرة على تنفيذ إصلاحات تضمن تدفّق المساعدات الخارجية إلى لبنان. لكن "حزب الله" غير مستعد لتشكيل حكومة بموجب المبادرة الفرنسية لأن راعيته الإقليمية إيران تفضّل التعامل مباشرةً مع واشنطن لا مع باريس في ما يتعلّق بالشأن اللبناني. لذا، ونزولًا عند رغبة طهران، لا يسعى حزب الله إلى كسر الجمود الحالي في عملية التشكيل.

في غضون ذلك، يساور "حزب الله" وإيران القلق من تأثير التحولات الإقليمية بعد اتفاقَي السلام اللذين وقّعتهما إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، وكذلك من مآلات التسوية النهائية في سورية بإشراف موسكو. ذلك أن العلاقات الروسية مع إسرائيل سبق أن أسهمت في تسهيل هجمات جوية إسرائيلية منسَّقة ضد إيران وحلفائها في سورية. كذلك، استغلّت موسكو روابطها مع بعض دول الخليج، مثل الإمارات والبحرين، لتحسين علاقاتهما مع النظام السوري. فهاجس إيران الأساسي هو أن يُضحّى بوجودها في سورية لصالح توفير مساعدات عربية من أجل إعادة إعمار البلاد وتطبيع العلاقات بين دول الخليج ودمشق، ما قد يمتدّ ليشمل إسرائيل. لذلك، يُعتبر احتجاز لبنان رهينة، ورقة تأثير إيرانية على الولايات المتحدة، وكذلك فرنسا إلى حدٍّ ما. وهكذا، يوجّه "حزب الله"، من خلال إدامة حالة الغموض في لبنان، رسالة مفادها أن إيران هي المُتحكِّم بمصير البلاد ولا أحد سواها.

كذلك، لا يريد عون حكومة جديدة تُشكَّل وفقًا للشروط التي وضعها سعد الحريري، بل يودّ أن يمارس تأثيرًا كافيًا عليها لضمان وصول باسيل إلى رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولايته في العام 2022. فقد حاول رئيس الجمهورية وباسيل انتزاع الثلث المعطّل في الحكومة الجديدة كي يكون باسيل في موقع قوي يمكّنه من الوصول إلى الرئاسة. وقد جرى لاحقًا التخلي عن هذا المطلب، بعد الاعتراضات التي صدرت عن مختلف الأطياف السياسية. لكن النتيجة هي أن عون بات الآن أقل حماسةً لتشكيل حكومة.

في الوقت نفسه، لا يُعتبر تحالف عون مع "حزب الله" من القوة بحيث يضمن دعم الحزب لطموحات باسيل الرئاسية، ما يجعل الرئيس أكثر توجّسًا بشأن مستقبل صهره السياسي وإرثه المتداعي. ببساطة، هو غير مرتاح لتشكيل حكومة لا تلبّي شروطه.

يواجه عون وباسيل تحدّيًا أساسيًا آخر يتمثّل في قدرتهما على التمسّك بوزارة الطاقة. فقد تنشأ تداعيات سياسية إذا لم يحصلا على هذه الحقيبة لأول مرة منذ أكثر من عقدٍ، إذ ستظهر الإصلاحات التي سيشهدها قطاع الطاقة في ظل وزيرٍ غير عوني مسؤولية باسيل عن الوضع الكارثي لقطاع الكهرباء في لبنان.

في غضون ذلك، لا تختلف حسابات سعد الحريري كثيرًا عن حسابات عون. فشقيقه بهاء الذي نأى بنفسه سابقًا عن السياسة اللبنانية أطلّ مجدّدًا إلى المشهد في العام 2017، ويعمل شيئًا فشيئًا على بناء قاعدته الشعبية ونفوذه الإعلامي. وقد انتقد بهاء شقيقه وتنازلاته لـ"حزب الله" على الرغم من الدور الذي لعبه الحزب، على ما يبدو، في اغتيال والده رفيق الحريري في العام 2005. وباءت المحاولات التي بذلها سعد الحريري لإعادة توطيد علاقاته مع السعودية وتحسين أوضاعه المالية بالفشل. وفي حال تنازلَ الحريري عن حقائب المالية والداخلية والعدل لـ"حزب الله" وعون، قد يواجه معارضة سعودية، ما قد يعزّز نفوذ شقيقه.

إضافةً إلى هذه الأسباب مجتمعة، لا تبدو الطبقة السياسية عمومًا حريصة على تشكيل حكومة تكون مضطرة إلى تنفيذ إصلاحات موجعة للحصول على أموال المساعدات الخارجية. إذًا، يُفضّل المسؤولون اللبنانيون خطة إنقاذ تأتي في سياق تحوّل في السياسة الإقليمية أو الدولية، لأن الإصلاحات المطلوبة اليوم تقتضي منهم التخلّي عن شبكات النفوذ والمحسوبية التي يتمتعون بها في ظل النظام السياسي الراهن.

كذلك، قد تعيد الحكومة التوافقية المزمع تشكيلها، إحياء سردية انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر، وعنوانها الأساسي أن الطبقة السياسية برمتها مسؤولة عن الوضع الكارثي الذي آلت إليه الأمور في لبنان. لذا، فإن المماطلة في تأليف الحكومة قرار جماعي، ولعبة تقاذف اللوم التي يمارسها السياسيون هي مجرّد تمثيلية لا أكثر. فهم يفضّلون في نهاية المطاف أن تتحمّل حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة حسان دياب وزر رفع ما تبقّى من الدعم عن السلع الحيوية، وما قد ينجم عن هذه الخطوة من تفجّرٍ للأوضاع. عندئذٍ فقط قد تبصر النور حكومة جديدة تعمل على لملمة التداعيات، ويُفضَّل أن يحدث ذلك في إطار تفاهم أميركي-إيراني. إذًا ترى الطبقة السياسية في المماطلة والتسويف السياسة الأنسب لخدمة مصالحها ومصالح الجهات الخارجية الراعية لها.

 

من "إتفاقية القاهرة" الى إتفاقية مار مخايل" الى موسوليني! فإلى الفجر مع نيلسون مانديللا

المحامي عبد الحميد الأحدب/16 آذار/2021

"خير ان تغادر قبل خمس سنوات من ان تغادر متأخراً دقيقة واحدة" (شارل ديغول).

http://eliasbejjaninews.com/archives/97026/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%a5%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

خلال عشر سنوات من اقامتهما في باريس، رفض العميد ريمون اده الإجتماع ولو مرة واحدة بميشال عون، وكنا كلما نقلنا رجاء ميشال عون لقاء العميد مُلحّين مُصرّين، لأن الرجل وطني استقلالي سيادي!!! كان العميد يجيب: "انتو ما بتعرفوا شو عم بيصير خلف الستار!" وكان العميد يقول ويردد: "هذا الرجل متقلّب ولو وصل، فالويل للبنان!

العميد كانت نظرته بعيدة، وكان يعرف ما لا نعرف من خفايا! ولم يقع العميد في الفخ.

ولكن سعد الحريري وقع في الفخ يوم اختلف مع الرئيس فؤاد السنيورة على التسوية التي وقع فيها يوم قلب كل معادلات التصويت لإنتخابات رئاسة الجمهورية بعد أن عطّل حزب الله ونبيه بري البلاد والعباد بهرطقة بتفسير دستوري للنصاب المطلوب لانتخاب رئيس الجمهورية ثلاث سنوات، فجأة انقلب سعد الحريري في اتجاه التصويت لرئاسة الجمهورية واذا به ينقلب فجأة الى تأييد انتخاب ميشال عون رئيساً ويلحق به سمير جعجع. واختلف فؤاد السنيورة يومها مع سعد الحريري لأول مرة! وكان السنيورة يقول لسعد الحريري انه بهذا التصويت لميشال عون يُسلّم مفاتيح الدولة لحزب الله، واذا انتُخب ميشال عون، ولم يعد سعد الحريري يصغي وصار السنيورة يردد على مسامع سعد الحريري نفس ما كان يقوله لنا في باريس العميد ريمون اده! ولأول مرة بقي سعد الحريري متشبثاً مع أنصاره بينما استمر حوار لعدة ساعات اقتنع الكثيرون من الحريريين بوجهة نظر السنيورة ولم يصوتوا لميشال عون في انتخابات الرئاسة، ولكن حكمة السنيورة نجحت في أن لا يؤدي عناد سعد الحريري الى انقسام الحريرية، واخذت الأيام تمر!!! وكل يوم يؤكد صحة رأي العميد ريمون اده والرئيس فؤاد السنيورة، وكل يوم يغطس سعد الحريري في الفخ الذي نصبه له جبران باسيل.

وأخذت الدولة ومؤسساتها تتغير وتتفكك:

1- الغيت الرقابة المسبقة واللاحقة على المناقصات وعلى المعاملات الإدارية (الغيت صلاحيات وبقي شكلاً مجلس الخدمة، ديوان المحاسبة، التفتيش المركزي، هيئة الرقابة على المناقصات، الخ...)، وسعد الحريري يتراجع وجبران باسيل يتقدم، فصارت العقود تُوقّع بالتراضي بدون رقيب ولا حسيب وصار الغش هو القاعدة، واستفحل الهدر في اموال الدولة.

2- الغيت الرقابة المسبقة على التعيينات في الوظائف، فصار الوزير "العوني" يعين ألوف الموظفين من انصاره في الوزارات، الذين ليس لهم لا كفاءة ولا عمل ولا مكان، لهم راتب ولا شيء آخر! ولم يعد الموظفون الجدد الذين يُعدّون بالألوف يذهبون الى عملهم.

3- صار هناك قضاءان: قضاء سياسي يعينه العهد وقضاء قضائي مجرد من اي صلاحية، قضاء برئاسة سهيل عبود، وقضاء آخر برئاسة غادة عون.

وتكاثر عدد القضاة الذين استقالوا واكثر منهم الذين طلبوا احالتهم على الإستيداع، الحقيقة المرة انه لم يبقَ هناك قضاء الا في الشكل. لقد صار القضاء اللبناني الذي كان مستواه رفيعاً صار قضاء المِهداوي في العراق.

4- استولى الوزراء العونيون على وزارة الطاقة وبزعامة جبران باسيل، ومن الفيول المغشوش الى الآلات الغير صالحة الى المناقصات المركبة وغير المراقبة، تراكمت ديون على وزارة الطاقة مع فوائد مبلغ 65 مليار دولار – أقول مليار وليس مليون- وليس في لبنان كهرباء، ونحن ذاهبون الى العتمة، الوزير العوني يقول على التلفزيون ان اجدادنا لم يكن عندهم كهرباء!! فما هذا الدلع؟ انه عهد قوي فعلاً!!! وسعد الحريري في جلسات مجلس الوزراء يتراجع ويضعف.

5- ومن الطاقة الى الاتصالات، الى استئجار المباني التي يبلغ بدل ايجارها السنوي ثمنها بالكامل، والوزير رئيس غرفة التجارة من أقرب انصار سعد الحريري، شبه مقيم في بيت الوسط لتأمين الخدمات!

6- وهل نعدد اكثر؟؟ حاكم البنك المركزي يعد الهندسات لكي تمر المشاريع بأمان وسلام، وفي هذه الأثناء تتصدر الصحف خبر انتخاب الحاكم اول وافضل حاكم بنك مركزي في العالم! الفائدة وصلت الى 15% على الودائع، فاجتذبت المصارف اموال المغتربين والمقيمين.

حكايات الف ليلة وليلة...

واستفاق الشيخ سعد الحريري، فإذا صناديق الدولة فارغة، واذا الإقتصاد على الأرض، واذا حزب الله عبر جبران باسيل قد وضع يده على الدولة بكامل مؤسساتها!

ولأول مرة يغمز الجيش من "القناة"! فؤاد شهاب قال للشيخ بشارة الخوري ان الجيش ليس لقمع التظاهرات بل لحماية الحدود، جوزف عون قال على طريقته اكثر بكثير! والمهم الآن من يفهم!!

ثم بدأ الحصار على الدولة اللبنانية من كل الدول، عربية وغربية، ولأول مرة في تاريخه يصبح لبنان محاصراً الى هذا الحد.

اصبحت الدولة ايرانية بحكم امساك حزب الله بكل مفاتيحها، وحزب الله في تكوينه ولاية الفقيه! وهي نظرية لتيار من رجال الدين الشيعة الذين نبذهم العلاّمة الفاضل النّقي الطاهر والمؤمن بوطنه العراق، وغير المستسلم لإيران، آية الله السيستاني!

ودخل لبنان في صف الدول العربية التي استولت جيوشها على السلطة منذ ضياع فلسطين ومنذ حسني الزعيم، وكلها جيوش استولت على السلطة لتحرير فلسطين، فضاعت فلسطين ثلاث مرات لأن الجيوش العربية لا تعرف كيف تحارب ولا تعرف كيف تحكم.

ولبنان اختار حكم الميليشيا، وليس حكم الجيش، فصار حزب الله هو الحاكم.

ومن ولاية الفقيه اصبحت الأموال والأوامر والأسلحة تتدفّق من ايران، وتحول لبنان الى مستنقع ايراني! وايران في الأصل حضارة وثقافة، ولكن تيار رجال الدين المتعصب المتخلف الذي يسير بولاية الفقيه هو جاهلية شيعية! كانت ايران ايام محمد مُصدَّق ومعه رجل الدين الكشاني ديمقراطية وطنية غنية، ولكن المافيات الأميركية في ذلك الوقت استعملت شاه ايران لتنقضّ بانقلاب عسكري على محمد مصدَّق والكشاني وتجعل من الشاه جسراً للمصالح الأميركية وطاغية على شعبه، فانفجر الإحتقان وجاء الى السلطة رجال الدين من المؤمنين بولاية الفقيه ليقيموا امبراطورية اداتها السلاح النووي، وإفقار الشعب الإيراني!! وبدأ صراع غربي مع ايران النووية، وكان المحرك هو اسرائيل لأن الأمر اصبح امر وجود لإسرائيل، وبعقلية اميركية بلهاء توصلوا الى تسوية 1+5= وقف النووي، رفع الحصار والعقوبات عن ايران!

ولكن ايران اخذت الأموال التي رُفع الحظر عنها، وبدلاً من رفع الفقر عن شعبها اذا بها توظف الأموال في تغذية الطاقة النووية، الى ان جاء "الشيعي ترامب" فأوقف هذه التسوية ولاية الفقيه واعاد العقوبات على ايران!

والآن ايران تخصّب الطاقة النووية وتحاول زيادة نفوذها في المنطقة لنواة امبراطورية فارسية تنكشها من اعماق التاريخ!

واختلطت الأمور وتضاربت القوى والمصالح، فولاية الفقيه لن تتخلى عن النووي الذي هو اداة نفوذها في المنطقة، واسرائيل ذاهبة لآخر الطريق، لأن النووي الإيراني خطر جدي على وجودها، وخطر على المنطقة بكاملها!!! هكذا رأينا ثلاثة ارباع الدول العربية تطبّع مع اسرائيل ودول المنطقة تستفيق على مخاطر النووي وولاية الفقيه.

فقد دخل الملالي الى العراق وسوريا بواسطة دكتاتورية ولاية الفقيه الشيعية ونشر نفوذهم وسيطرتهم، الى أن استفاقت الشعوب، فإذا الشعب العراقي يُغلِّب عراقيته ووطنيته على شيعيته، الولاية الفقهية، واذا روسيا تعيد حساباتها مع ايران وينعكس ذلك على سوريا!

وكل الهزّات الأرضية لولاية الفقيه لن تقدّم ولن تؤخّر، لأن اسرائيل مدعومة من اميركا، وهي لن تتهاون في امر الحياة او الموت، وولاية الفقيه لن تتزحزح عن النووي، فهذه المفاهيم مرتبطة ببعضها وليست ايران هي محمد مصدّق ولا الكشاني لتنمو وتتحرر وتضع قوة انسانية تسودها الحرية، بل هي الآن ولاية الفقيه!

والحرب آتية لا ريب فيها!

وخريطة المنطقة الى التغيير، السعودية بين دخول العصر والخروج من التخلف، وإلباس التخلف ثياب الدين، الى حرية المرأة، الى... الى... على يد ولي العهد...

ولكن من جهة أخرى الى الدكتاتورية وقطع الرِّقاب والخاشقجي بنفس الوقت!

الى هذا او الى ذاك، امام الجحيم او النعيم، ولا مكان للإثنين معاً: جحيم ونعيم.

ماذا عن لبنان!

لبنان سقط في القعر! وقَطْع الطرقات لا يقدم ولا يؤخر، وان كانت المجاعة قادمة والفوضى اسرع منها.

الحل في التغيير، بَدَل قطْع الطرق اذهبوا الى بيوت الطبقة الحاكمة التي سرقت اموالكم، ومن هناك استعيدوها، إذهبوا الى منازلهم الى مكاتبهم حيث الأموال المنهوبة مكدسة في خزائنهم، الى هناك اذهبوا يا شعب لبنان العظيم، هناك عشعشت دولة ولاية الفقيه التي تحكمكم متسترة بميشال عون وجبران باسيل...

إلى هناك، حيث ولاية الفقيه إذهبوا، ومن هناك أسقطوا ولاية الفقيه ليعود لبنان إلى الزمن الجميل إلى ماضيه، وأغلب الشيعة معكم، كما حصل في العراق: الوطنية قبل الطائفية، وأي طائفية تلك ولاية الفقيه، سَبَقَنا العراق، وكان قدوة، وكان الشعب العراقي أقوى في الشوارع من ميليشيات ولاية الفقيه ورأينا في الأشهر الأخيرة إنتفاضة الوطنية العراقية على طائفية ولاية الفقية.

لبنان ليس ممسحة كما جعل منه ميشال عون، لبنان بلد الثقافة والحرية والحضارة، رئيس جمهورية فرنسا ماكرون حين زار لبنان بعد الرابع من آب كان أول من زارها هي فيروز.

لبنان بلد فيروز...

ذهب رئيس جمهورية فرنسا الى كثير من دول العالم ولم يزر، أول من زار فيروز البلد الذي زاره لأنّه ليس عندهم فيروز.

عندنا اليوم موسولوني، وقد عاش ونكّل موسوليني بشعبه، ولكنّ الوطنية الإيطالية عادت فانتصرت، وعُلّق موسوليني مشنوقاً بالمقلوب!

ولكن العالم شهد بعد موسوليني بطلاً طاهراً حرر بلاده وقضى على العنصرية وحقق التسامح والغفران واعاد جنوب افريقيا الى جنة التسامح بالمحبة مزيلاً الأبيض والأسود هو نيلسون منديللا!

البطريرك الراعي هو نيلسون منديللا لبنان!

هو الطاهر النزيه الجريء البطل الذي يرفع سيادة الحرية والسيادة ويفك الحصار عن لبنان ويعيد لبنان الى اصله وفصله.

يُمكن للعهد "القوي" ان يعتقل اللبنانيين ولكن لا يمكنه ان يعتقل احلامهم.

ان المستقبل ليس قدراً محتوماً او امراً مقضيّاً انما هو منوط بجهد الإنسان فرداً ومجموعاً اي بنوع ادراكه وشكل سلوكه فليس ثمة تقدّم حتمي او تأخّر مفروض، سِنَّتُه خارِجَةٌ عن سلطة الإنسان ومُقيّدة لها كل التقييد.

 

"حزب الله" و"الروليت" الروسية

جورج العاقوري/نداء الوطن/16 آذار/2021

منذ نشأة "حزب الله" مطلع ثمانينات القرن الماضي، مع وصول مجموعات من "الحرس الثوري" الايراني الى بعلبك في إطار تصدير "الثورة الإسلامية" التي قامت في إيران عام 1979 بقيادة الامام الخميني، وخروجه الى العلن رسمياً عبر اطلاق بيانه التأسيسي في 16 شباط 1985 الذي أكد فيه أنّه "ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة"، تغيّرت مقاربة "الحزب" للعلاقة مع الدولة اللبنانية ومع العالم في الشكل، ولكن لم يتبدّل ولاؤه في المضمون.

شكّل العام 1991 تاريخاً مفصلياً في توجهات الحزب حيث قرّر التعاطي مع الدولة اللبنانية للدخول في الحياة السياسية مشاركاً برجالاته المعمّمين في مجلس نواب عام 1992، وذلك عقب إجبار الأمين العام الأول للحزب الشيخ صبحي الطفيلي على الاستقالة من منصبه الذي تولاه عام 1989 وتولي السيد عباس الموسوي المنصب لتسعة أشهر فقط بسبب إغتياله من قبل إسرائيل في عام 1992 واستلام السيد حسن نصرالله القيادة. بالتوازي بدأ الحزب يحيك تدريجياً علاقاته الدولية بالتناغم مع توجهات الجمهورية الاسلامية الخارجية. ومراحل عدة مرّت بها علاقة "حزب الله" بروسيا قبل إنهيار الإتحاد السوفياتي وبعده. فهي بدأت متوترة في الزمن السوفياتي يوم كان "الحزب" في خضم طرحه الإيديولوجي الراديكالي "الخام" والبعيد عن أي لغة ديبلوماسية أو مقاربات سياسية، حيث كان يرفع شعار "لا شرقية ولا غربية إسلامية إسلامية". فشهدت الساحة اللبنانية مواجهات دموية بينه وبين "الحزب الشيوعي اللبناني" الذي كان يشكل إمتداداً سوفياتياً في المعادلة المحلية، فضلاً عن خطف الديبلوماسيين السوفيات الأربعة في بيروت عام 1985.

مع إنهيار الإتحاد السوفياتي نهاية العام 1991، غرقت روسيا في ترتيب واقعها الجديد في ظل تفكك جمهوريات الاتحاد. إلّا أنّ وصول فلاديمير بوتين الى رئاستها عام 2000، أعطى بعداً جديداً للسياسات الخارجية الروسية بما فيها في منطقة الشرق الأوسط. تعززت علاقة "حزب الله" مع الروس في ظل تبلور محور جمع ايران بروسيا، وتكشّف عمقها عبر إستخدام "الحزب" صواريخ "كورنيت" الروسية الصنع المضادة للدبابات في حرب تموز 2006. ثم شهدت هذه العلاقة "معمودية دم" في الحرب السورية حيث كان التنسيق الميداني المباشر.

علاقة "حزب الله" مع فرنسا لم تكن أفضل قبل العام 1991، حين شهدت بيروت تفجير مقر كتيبة المظليين الفرنسيين في 23 تشرين الأول 1983 وقتل يومها 58 جندياً فرنسياً وكذلك خُطفت رهائن من الجنسية الفرنسية، وقد وجهت أصابع الاتهام نحو "حزب الله".

مع الوقت، أصرّ اللاعب الفرنسي على التمايز عن المحور الغربي في العلاقة مع إيران خصوصاً في مقاربة ملفها النووي وكذلك مع "حزب الله"، فلم يصنفه إرهابياً كحلفائه الغربيين بل ميّز بين الجناحين السياسي والعسكري. كما أن القنوات الفرنسية مع حارة حريك ظلت مفتوحة حيث أصرّت باريس في إطار لعب دورها التاريخي في لبنان، على الانفتاح على جميع الأفرقاء وتقريب وجهات النظر بينهم.

شكّل التواصل بين السلطة الفرنسية وقيادة "حزب الله" علامة فارقة من مؤتمر "سان كلو" لجمع الافرقاء اللبنانيين - الذي إستضافته على أرضها في تموز 2007 - الى لقاء قصر الصنوبر عشية الأول من ايلول 2020 - عقب فاجعة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب والمبادرة الفرنسية المرفقة بخريطة طريق.

اليوم في ظل تعثّر المبادرة الفرنسية جرّاء نجاح الأفرقاء اللبنانيين بزجّها في دهاليز مصالحهم الضيّقة، ثمة حراك روسي لافت أكان لناحية زيارات مستشاري بعض المسؤولين اللبنانيين للعلاقات الروسية الى موسكو أو لقاء رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أبو ظبي الثلثاء الماضي أو زيارة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية محمد رعد على رأس وفد موسكو، مع العلم بأنّها ليست الأولى بل سبقتها زيارة رسميّة في أواخر عام 2011. وقد أعلن رعد بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ "البحث تناول الوضع الحكومي و"حزب الله" حريص على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة". كما أوضح في حديث الى وكالة "سبوتنيك" الروسية أن "الدعوة تهدف إلى إعادة فتح النقاش حول آفاق المرحلة المقبلة بعد ما تحقق من إنجازات لمصلحة شعوب المنطقة في المرحلة الماضية".

وهنا بيت القصيد "آفاق المرحلة المقبلة"، فـ"حزب الله" ومهما كابر، فهو يتلمّس بقلق متغيّرات عدة من حوله والروسي لاعب رئيسي في بعضها:

1- التطبيع الخليجي مع إسرائيل الذي إنطلق عام 2020 مع الامارات والبحرين. كما شهد العام الماضي تطبيع السودان مع إسرائيل وهو الذي كان يتردد لأنّ أراضيه تستخدم لتهريب أسلحة إلى قطاع غزة.

2- انتظام قطر مع إنتهاء الأزمة التي كانت بينها وبين دول الخليج مطلع العام الحالي ومشاركتها في أعمال القمة الخليجية الـ41 وما رافقها من "إعلان العُلا".

3- تبادل أسرى بين سوريا وإسرائيل عبر وساطة روسية في شباط الماضي وتعدّ هذه العملية الثانية خلال عامين. ففي عام 2019، سهّلت موسكو إعادة رفات الجندي الإسرائيلي زاكاري باومل الذي كان مفقوداً منذ عام 1982 في عملية ضد الجيش السوري في سهل البقاع.

4- الغارات الاسرائيلية المتواصلة على مواقع لـ"حزب الله" والايرانيين في سوريا والتي لا يمكن أن تتم إلّا بغض طرف روسي مقصود.

5- الحركة الناشطة على خط موسكو – الرياض والتي تمثلت بالاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقد تمحور حول الوضع في سوريا ومنطقة الخليج. كذلك الموقف السعودي المتقدّم عبر اعلان وزير الخارجية فيصل بن فرحان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الرياض، إنّ المملكة تدعم أي جهود لعودة سوريا إلى "حضنها العربي" وحريصة على التنسيق مع الأصدقاء الروس ومتفقة معهم على أهمية إيجاد مسار سياسي يؤدي إلى تسوية واستقرار الوضع في سوريا.

6- مؤشرات داخلية، سواء بشأن الانطباع بأن الروسي يعزّز مروحة علاقاته مع كل الافرقاء اللبنانيين أو بشأن حركة بعض حلفاء "حزب الله" الذين يعيدون بسلاسة تموضعهم فينفتحون على الامارات فيما هي تطبّع مع اسرائيل. أضف الى ما يحكى عن مساع عونية لكسر الحصار الدولي على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بعد العقوبات الاميركية بحقه عبر محاولات الانفتاح على الخليج، وفي مرحلة أولى المهادنة، وربما تندرج اقالة الاعلامي جورج ياسمين من الـotv جراء ادارته حلقة نارية ضد السعودية وزيارة مستشار الرئيس الوزير السابق سليم جريصاتي، في هذا السياق.

لذا ينظر "حزب الله" بقلق الى المرحلة المقبلة. فهو يتخوّف من تمدّد الدور الروسي الى الساحة اللبنانية من باب تشكيل الحكومة وكسر معادلة "الكلمة الاولى في سوريا لروسيا ولـ"حزب الله" ومن خلفه إيران في لبنان". لذا يفضّل مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اذ لا تداعيات بالمباشر عليه مقارنة بأي دور متعاظم لروسيا.

كما أنّ "حزب الله" خير من يدرك أنّ تدخل روسيا في الحرب السورية جعلها تمسك بأوراق اللعبة السياسية وذلك على حساب الايراني وحلفائه، ويتخوف من أن يتم ترتيب الملف السوري على حسابهم أيضاً. لكن المقلق أكثر هو احتمال تطبيع سوري مع إسرائيل وسيكون الروسي حكماً عرّابه. فإن اعتبر بعضهم أن حظوظ هذا الطرح قليلة جداً، فهو يشكّل لعبة "روليت" روسية برأس "حزب الله" و"رصاصة التطبيع" إن أطلقت ستأتي على حساب دور "الحزب" وإيران في سوريا وستقطع الارتباط الجغرافي بينهما وتشكّل ضربة موجعة لحلف الممانعة.

 

عون والحريري متشابهان عند السعودية:الأول حليف حزب الله والثاني متساهل معه

نقولا ناصيف/الأخبار/16 آذار/2021

وسّعت التكهّنات التي رافقت الاجتماع المعقود نهاية الأسبوع الفائت بين موفد لرئيس الجمهورية ميشال عون والسفير السعودي وليد البخاري. مع أن الهدف الأول منه نقل اعتذار رئاسة الجمهورية عمّا رافق إحدى حلقات تلفزيون التيار الوطني الحر من تناول أحد ضيوفها السعودية بقسوة والتعرّض لها، إلا أنه أوحى بإعادة التواصل ما بين الطرفين. قيل أيضاً، على ذمّة رواة، إن الأحاديث تشعّبت بينهما ووصلت إلى التفكير في سبل تحسين العلاقات. مما قيل إن السفير ربّما عاد بأجوبة من المملكة عن بضعة أسئلة طرحها عليه زائره. لكنّ المهم في اللقاء تأكيد السفير استعداده لزيارة قصر بعبدا، هو المقلّ فيها ما خلا ذات الطابع البروتوكولي المحض، ما عكس انطباعات إيجابية في الظاهر، غير ملموسة بعد وقد تحتاج إلى بعض الوقت.

تزامن ما حدث مع معلومات ليست حديثة العهد، لكنها أضحت ذات مغزى في هذا التوقيت، مرتبطة بحوار دائر بين سفيرَي لبنان والسعودية في باريس، وتجمعهما صداقة شخصية هناك، تطرقت إلى إزالة الالتباس في علاقات الرئاسة اللبنانية بالسعودية. ليس خافياً أن فرنسا ليست بعيدة عن الاطّلاع على هذا الحوار، نظراً إلى علاقة وطيدة قديمة ربطت السفير رامي عدوان بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كانت سبباً في تعيينه في منصبه هناك.

ليس خافياً أن الرئاسة اللبنانيّة تعوّل على تحسين علاقاتها بالرياض واستعجال خطوات جدّية، تترك أثرها على تأليف الحكومة الجديدة بالرئيس المكلّف سعد الحريري أو سواه. لا تكتم الرئاسة عدم حماستها لوجود الحريري على رأس الحكومة، وليست متحمّسة للتعاون معه بالشروط المستعصية كالتي يطرحها، إلا أنها لا تحبّذ في المقابل خلفاً له يكون إلى يساره. صحيح أن الحريري كسول أكثر مما ينبغي في حسبانها، بيد أن الأخطر أن يخلفه رئيس مكلّف يصير رئيساً لحكومة يفتح باب نزاع مع حزب الله لا طاقة للبلاد على تحمّله. التخلص من خيار بات سيئاً لا يفترض إحضار خيار أكثر سوءاً.

مع أن الرقم غير مشجّع، إلا أن عون زار المملكة مرّتين فقط: أولى في كانون الثاني 2017 مخصّصة لها كانت أولى زياراته خارج لبنان بعد انتخابه، وثانية اتّصلت بمشاركته في القمة العربية في نيسان 2018.

مع أن ما ينتظره عون مبكر ويتطلّب ربما وقتاً كي ينجح إذا نجح بالفعل، بيد أن ما يمكن أن ينتظره الحريري بات متأخراً عليه كثيراً في ظل تردّي علاقته بالمملكة إلى حدّ القطيعة، وتالياً خروج هذا البيت من كنف العائلة المالكة.

تقارب الرياض علاقتها برئيس الجمهورية، كما بالرئيس المكلف، على نحو متشابه في بعض جوانبه، ومختلف في جوانب أخرى: مع عون، الأزمة سياسية متصلة بتحالفه العميق مع حزب الله ــــ لا نظير له بينه وبين سائر الأفرقاء ــــ يجعل من المتعذّر بالنسبة إليها التعاون وإياه والانفتاح عليه بالسهولة المتوخّاة، وخصوصاً أن نفوذ الحزب في الحكم لم يعد يقلّ شأناً عن نفوذه في الشارع، وتنظيم توازن القوى في البلاد، في ظلّ الولاية الحالية. حيال الحريري، المشكلة أصعب كونها مزدوجة: سياسية وشخصية. كلا الشقّين أشقّ عليه من الآخر.

في حسبان المملكة، تكمن المشكلة السياسية في أنها تعدّ الحريري أقرب إلى حزب الله منه إليها، هو المدين لها بكل ما فيه وعليه حتى عام 2017. هي نفسها قصّة صعود والده الرئيس رفيق الحريري، الصيداوي الذي لم يعرفه اللبنانيون سوى أنه وسيط سعودي أنيطت به وساطات ما بين الرئيس أمين الجميل وسوريا منذ عام 1983 ووقف القتال حينذاك، عندما كان يحضر برفقة بندر بن سلطان. مذذاك، أكثر منه مقاولاً ثريّاً، نُظر إليه على أنه مفاوض منتدب يزاوج بين المال والإقناع، بادئاً صعوده حتى بلغ الذروة بوصوله إلى السرايا، فلم يدخل المشهد اللبناني سوى بصفة أن المملكة ظهيره وهو بوابة التواصل معها والحصول على دعمها ومساعداتها. بدا أن الابن منذ عام 2005 سيكمل مسار الأب، فإذا به يهدر السيرة كلّها من أوّلها إلى يائها بمالها ومكانتها السياسية. في الشقّ الشخصي، ثمّة أزمة ماليّة معروفة بينه وبين المملكة قبل أن تتولى معالجتها على طريقتها بوضع اليد على أملاكه وعقاراته. لكن في الشقّ الشخصي أيضاً ما يعبّر عن غضبها، بعدما وصل إليها الكثير ممّا كان يقوله الحريري أمام المخلصين له في محيطه من انتقادات قاسية لها، راح هؤلاء المخلصون ينقلونها إلى قنوات كي تصل إلى السعودية.

لذا، عُدّ من الطبيعي أن يُسمع للرياض موقف جامد لا يتحرّك لمن يزورها أو مَن يتواصل مع سفيرها في بيروت، مفاده أنها غير معنية بالحريري كما بسواه في رئاسة الحكومة. لهذه العبارة المنطوية على رغبة معلنة في عدم التدخّل في الشؤون اللبنانية المحلية معنى إضافي، هو أنها لم تعد ظهيراً له أبداً. ليس هو مصدر مشكلتها مع لبنان، بل النفوذ المتنامي لحزب الله في الحكم والشارع، فضلاً عن العداء الذي يتبادلانه، المملكة والحزب، في النزاعات الإقليمية. يصبح من الطبيعي الاستنتاج أنها تنظر إلى رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف على نحو متشابه: الأول حليف صلب لحزب الله لا يتزحزح، فيما الثاني متراخٍ متساهل ومتعاون معه مساير له في مقابل تمتّعه بدعم الثنائي الشيعي في الوصول إلى السرايا والبقاء على رأس الحكومة، يساهم في الوقت نفسه في توفير غطاء سنّي لقوة الحزب في الداخل اللبناني. وهي المرة الأولى في تاريخ بيت عائلته يحصل فيها مثل هذا العصيان على المملكة لم يُجرّبه الأب من قبل، ولا خطر له حتى.

 

ملف المرفأ: هذه هي خطّة القاضي بيطار…

ملاك عقيل/أساس ميديا/16 آذار/2021

نتهت المهلة التي أعطاها القاضي طارق بيطار لنفسه، لدراسة ملفّ التحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت منذ تعيينه محقّقًا عدليًّا في القضية في 19 شباط الفائت. طلبَ بيطار مهلةَ أسبوعين لوضع يده على كل جوانب القضية، تمهيدًا للانطلاق في التحقيقات من النقطة التي انتهى إليها المحقّق العدلي السابق القاضي فادي صوّان، فـ "أكرَمَه" أهالي الضحايا بمنحه ثلاثة أسابيع خلال لقائهم به في مكتبه بوزارة العدل في 22 شباط. تعهّد رئيس محكمة جنايات بيروت السابق أمام وفد أهالي الضحايا، "بالانكباب على قراءة أوراق القضية حتّى في أيام العطل الأسبوعية"، مؤكّدًا لهم أنّ "كل الحصانات ستسقط أمام التحقيق الشفاف".

جملة تذكّر بما أورده القاضي صوّان سابقًا عبر جوابه إلى محكمة التمييز، على الدعوى المرفوعة ضدّه لنقل الملف إلى قاضٍ آخر، حين أكّد تخطّيه كل الحصانات قائلًا: "لن أقف أمام أيّ حصانة في ملاحقة المجرمين". وهي النقطة المفصلية التي استندت إليها محكمة التمييز الجزائية لتنحية صوّان، باعتبار كلامه يشكّل مخالفةً صريحةً للقوانين والدستور، إضافة إلى إقراره بتضرّر منزله في الأشرفية وقبض تعويض مقداره 13 مليون ليرة من الجيش عن هذه الأضرار، ما صُنّف في رأي المحكمة "ارتيابًا مشروعًا" في أداء القاضي، يفرض اتخاذ القرار بتنحيته.

عمليًّا قرار محكمة التمييز رَسَم سقفًا واضحًا لمسار التحقيق والادّعاءات، لن يكون بإمكان القاضي بيطار تجاوزه، وإلّا... قد يلحق بصوّان!

صحيح أنّ المحقّق العدلي صاحب صلاحيات واسعة جدًّا تجعل منه قاضي القضاة، لكنّ "ملف صوّان" بمساره ونتيجته، سيكون الكتيّب الصغير على طاولة القاضي بيطار، مع "درسَيْن" أساسيّيْن: استئناف التحقيق من حيث انتهى إذ لا عودة إلى الوراء، وعدم تجاوز حصانات الرؤساء والوزراء والنواب والمحامين. والأهمّ: الاستفادة من أخطاء القاضي صوّان التي عرّضته لمساءلة مفتوحة وعلنية من الرأي العام، وأهالي الضحايا، والسياسيين والمجتمع المدني. أولى هذه الأخطاء وأهمّها: الاستنسابية في الإدّعاءات. فجريمة المرفأ التي تعود خيوطها الأولى إلى عام 2013 قاربها صوّان بادّعاءات خارجة عن أيّ سياق منطقيّ طالت رئيس حكومة تصريف الأعمال وثلاثة وزراء، من دون أن تتوضّح أسباب استبعاده طوال ستة أشهر، ولو على سبيل الاستماع إلى إفاداتهم، لقضاة وقادة أمنيين وضباط كبار، ووزراء عدل... أو حتى توسيع مروحة الادّعاءات لتطال شريحة أوسع ممّن تحوم الشبهات حول مسؤوليتهم وتقصيرهم.

وحتى الآن لا يزال القاضي بيطار في مرحلة توثيق الملف وحفظه ضمن usb . فهو يحتوي آلاف الأوراق من محاضر التحقيق والاستجوابات والمستندات المرفقة. ووفق المطلعين سيباشر قريبًا الاستدعاءات بحقّ أشخاص لم يتمّ الاستماع سابقًا إلى إفاداتهم، وقد يستمع مجددًا إلى من تمّ التحقيق معهم. ويعاونه في المهمّة بعض القضاة المتدرّجين. وتتوقّع مصادر قضائية "أن يأخذ القاضي بيطار بالدفوع الشكلية التي سيتقدّم بها محامو بعض المدّعى عليهم". واليوم هناك 37 مدّعى عليهم في القضية، و25 موقوفًا هي حصيلة الادّعاءات من قِبل النيابة العامة التمييزية والقاضي صوّان.

وآخر من استمع إليه القاضي صوّان قبل تنحيته، كان قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي كشاهد. وفيما بات من المسلّم به أنّ هناك مسؤولية على الجيش في مواكبة وصول شحنة الـ2700 كلغ من نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت، وتخزينها على مدى ست سنوات في العنبر رقم 12 من دون تلفها أو فرض قرار إعادتها، فإنّ القاضي بيطار أمام استحقاق مفصليّ يتعلّق بكيفية مقاربته للادّعاءات التي تطال سياسيين وأمنيين، وقضاة ووزراء عدل، وأيضًا رفع الظلم عمّن لا يزال موقوفًا اعتباطيًّا. وتؤكّد مصادر مطلعة أنّ "إدارة التحقيق ستكون مختلفة مع بيطار، خصوصًا لناحية إطلاع الرأي العام أكثر على مراحل التحقيق. وهذا الأمر سيتمّ تباعًا من خلال بيانات لبيطار تصدر عبر مجلس القضاء الأعلى بشكل دائم. فخلال ستّة أشهر من توليه مهمّة التحقيق، أصدر القاضي صوّان أربعة بيانات، "متوقّعة"صدور بيانات وتوضيحات بشكل أكبر في المرحلة القادمة".

 

هل يقتنع "حزب الله"؟

طوني عيسى/الجمهورية/16 آذار/2021

على رغم العلاقات الوثيقة بين «حزب الله» وروسيا، اكتفى الطرفان دائماً بالتنسيق المباشر من خلال طاقم السفارة في بيروت، وما اعتاد «الحزب» زيارة موسكو إلّا ضمن فترات متباعدة. ولذلك، يعلِّق كثيرون أهمية بالغة على محادثات «الحزب» الحالية في العاصمة الروسية، خصوصاً أنّها تأتي على أبواب تحوُّلات إقليمية مفصلية. تترقَّب الأوساط الديبلوماسية الغربية في بيروت نتائج محادثات «الحزب» في روسيا. فهو اختار لها وفداً سياسياً بامتياز، برئاسة النائب محمد رعد الذي يُكلَّف عادةً بملفات سياسية حسّاسة. وكان آخرها، قبل أشهر، مفاوضة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول مبادرته للتسوية.

طبعاً، يدرك الروس أنّ «حزب الله» ينسِّق عضوياً خطواته مع إيران، محلياً وإقليمياً. وعندما يوجِّهون إليه الدعوة إلى نقاشٍ سياسي، فإنّهم يفعلون ذلك بالتنسيق مع طهران وتحت جناحها. ومن الطبيعي أيضاً أن يقوم «الحزب» نفسه بتنسيق محادثات زيارته ونتائجها مع إيران، لأنّها المعني الأول بها.

هذا يفترض أنّ هناك أمراً تفصيلياً يريد الروس أن يناقشوه مع «الحزب»، تحت مظلَّة إيران وبموافقتها. وعلى الأرجح، المسألة تتعلّق بتفاصيل الوضع اللبناني الداخلي كما بالمسائل الإقليمية التي ينخرط فيها «الحزب»، وهي سوريا في الدرجة الأولى، ثم اليمن والملف الخليجي عموماً.

المطلعون يقولون إنّ القيادة الروسية وجدت الفرصة سانحة لتنطلق في مهمَّة استطلاع واسعة في الشرق الأوسط. ففي واشنطن، لا تزال إدارة الرئيس جو بايدن تبحث عن مسار بديل لسياسة «الضغط الأقصى» التي اتبعها الرئيس دونالد ترامب مع إيران، وهذا ينعكس على حلفائها في المنطقة: إسرائيل، تركيا والمملكة العربية السعودية. وأما الأوروبيون فمربكون ولا أوراق يمتلكونها.

قاعدة الانطلاق التي يتحرَّك الروس من خلالها في الشرق الأوسط هي سوريا، لسببين:

1- هناك يمتلكون الأوراق القوية، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، من خلال إمساكهم بنظام الرئيس بشّار الأسد في شكل كامل، بعدما كانت إيران تتولّى هذه المهمّة منفردة، حتى العام 2015.

2- على الأرض السورية، يتشارك الروس في الصراع مع حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين، إسرائيل وتركيا والسعودية، إضافة إلى إيران. وإذا نجحت موسكو في رعاية تسويات بين القوى المتنازعة هناك، ولو بموافقة الأميركيين، فإنّها ستكتسب رصيداً كبيراً في الشرق الأوسط.

يريد الرئيس فلاديمير بوتين تثبيت حليفه الأسد على رأس السلطة، لـ7 سنوات أخرى، من دون إثارة إشكالات دولية كبرى. وفي الواقع، تراجعت الضغوط العربية والدولية ضدّ الأسد إلى الحدّ الأدنى. لكن الانتخابات الرئاسية المقرَّرة في نهاية أيار المقبل ربما تفتح الباب لمقايضةٍ معينة، أو لبقاء الأسد ضمن شروط.

والحلّ الذي يسعى الروس إلى تكريسه في سوريا يقوم على تسوية مع المعارضة تعطيها بعض الحضور، ولكنها لا تنتزع السلطة من الأسد، ولو بعد حين. ويُقال إنّ موسكو تقوم بتهيئة الأجواء لحسم الوضع مع تركيا في إدلب وسائر الشمال السوري، تسهيلاً للتسوية المرغوب فيها.

ولكن، الأهم هو أنّ موسكو تعمل لإطفاء الشكوى الإسرائيلية من نشر إيران لصواريخها الدقيقة في الجنوب السوري. وحتى اليوم لا يصدر عن الروس أي اعتراض على الضربات الإسرائيلية للأهداف الإيرانية في كل سوريا. وفي الموازاة، يتردّد كلام على دور روسي في تحقيق تواصل إسرائيلي- سوري برعاية روسية.

وفي المعلومات أيضاً، أنّ موسكو تسعى إلى تحقيق تقارب بين إيران والأسد من جهة، ودول الخليج العربي، بدءاً من الإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى. لكن الظروف لم تنضج بعد لتحقيق خروقات. والاستنفار الديبلوماسي الروسي الحاصل حالياً هو جزء من هذا المسعى.

يدرك الإيرانيون أنّ موسكو ستقلِّص نفوذهم في سوريا، وبالتالي في الشرق الأوسط ككل. لكنها تبقى ضمانتهم الدولية التي يثقون فيها، ولا يمكنهم التخلّي عنها. فالأفضل لهم أن يحافظوا على نفوذ معيَّن في سوريا، ولو تحت سقف الرعاية الروسية، لأنّ البديل سيكون انسحابهم التام وتراجع نفوذهم في سوريا ولبنان. وهنا تحديداً تكمن دقّة الدور الذي يضطلع به «حزب الله»، من الخليج إلى سوريا فلبنان.

إذاً، ماذا تريد موسكو في لبنان حالياً، وما دور «الحزب»؟

يقول العارفون: ليس دقيقاً أنّ أولوية النقاش بين الروس ووفد «الحزب» هي الملف الحكومي. إنّه هذا تفصيل، على أهميته. فموقع «حزب الله» الإقليمي يبقى هو المنطلق، ومنه ينتقل النقاش إلى مستقبل لبنان ودور «الحزب» فيه. وتقوم نظرة موسكو على أرضية واقعية، وهي أنّ أي مقاربة للحل في لبنان يجب أن تحظى برعاية عربية وأميركية أيضاً.

تنظر موسكو إلى الانهيار اللبناني المتنامي بقلق. فهو يثير المخاوف من التفكّك والفوضى بكل معانيها. وهذه مسؤولية كبيرة ستلقى على عاتق الدول الكبرى، ما سيفرض إنتاج صيغٍ وطنية جديدة وقيام معادلات جديدة للقوى.

وفي تقدير المراقبين، أنّ المؤتمر الدولي الخاص بلبنان قد يصبح أمراً واقعاً، على غرار المؤتمر المخصَّص لسوريا. وسيدعمه الأميركيون والأوروبيون، ولا يقف الروس حجر عثرة أمامه. وعلى أرض الواقع، روسيا تمتلك الرصيد لإقامة توازن مع القوى الغربية، وهي أيضاً تمتلك القدرة على ممارسة «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي.

فوفق ذلك، يتوقع هؤلاء المحللون أن يكون لروسيا دور في تسهيل استئناف المفاوضات المتوقفة حالياً بين لبنان وإسرائيل، بحيث لا تتحوَّل عنصر تفجير إضافي في لبنان.

إذاً، نقاشات «حزب الله» في موسكو تذهب إلى ما هو أعمق بكثير من تفاصيل اللحظة السياسية في الداخل. ويحاول الروس تجنيب لبنان مرارة الأسوأ بكل المقاييس. وعلى الأرجح، هم يريدون من حليفهم أن يقدِّم هو وحلفاؤه التسهيلات لإمرار الحلول وتجنُّب التعقيدات الآتية، والتي ستوقع الجميع في مأزق.

وثمة من يعتقد أنّ الأوروبيين يراهنون أيضاً على نجاح المبادرة الروسية لأنّها تشكّل مخرجاً لنزاع «الحلقة المفرغة» الأميركي- الإيراني. لكن، ستقوم إيران و»حزب الله» بموازنة الأرباح والخسائر لاتخاذ قرار. فهل سيقتنع «الحزب» بنظرية التسهيل الروسية، وقبل أن يَدْهَم الوقت الجميع؟

 

باسيل يصعِّد طائفيًا لينال مطلب الثلث المعطل

معروف الداعوق/اللواء/16 آذار/2021

لم تعد نبرة التصعيد الطائفي وإثارة الغرائز الفتنوية التي ينتهجها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ضد خصومه السياسيين تكفي لتغطية المسار الانحداري والتجربة العونية الفاشلة، إن كان في تولي مهمات الرئاسة الأولى او ادارة المؤسسات والمرافق العامة التي تولى مسؤولياتها عونيون وأكبر دليل فيها وزارة الطاقة التي استلمها باسيل منذ اكثر من عشر سنوات متواصلة وما يزال يديرها عن بُعد، كما اظهرت وقائع توزير مستشاريه فيها من بعده على التوالي، فيما كشفت وقائع طلب السلفة المالية من المجلس النيابي مؤخراً لتغطية شراء مادة «الفيول اويل» ظاهريا، بينما يشهد كل اللبنانيين على تردي وضع الكهرباء عما كانت عليه من قبل، بما ينذر نحو الأسوأ لاحقاً.

الكل بات يعلم ان رئيس «التيار الوطني الحر» يحاول على الدوام، اللعب على الوتر الطائفي وتأجيج العصبيات بين اللبنانيين، لتغطية طموحاته اللامتناهية، إن كان بالسعي هذه المرة للاستئثار بمقدرات وقرارات الحكومة الجديدة، تحت مسميات وعناوين مزيفة على الدوام، كالمطالبة بحقوق المسيحيين مثلاً أو ما يدعيه بصلاحيات رئيس الجمهورية، أو ما يطلق عليه كذباً وحدة المعايير وما شابه، بينما يبقى الهدف الأساس من كل هذه الشدشدة وإثارة الغرائز إبقاء كل الدولة معلقة تحت أمره وإرادته كما يحلو له بلا منازع ولو كان الأمر على حساب الدولة ومصالح اللبنانيين.

اليوم، لم يغيّر النائب باسيل نهج السنوات الماضية التخريبي في ادارة السلطة وكأن كل ما قام به كان صائباً وناجحاً وما حل بلبنان حتى اليوم، لم يكن له يد فيه أو كأنه من فعل خصومه، ولذلك لم يبدل من سلوكياته الفاشلة او نهجه المعطل لمسار الدولة، ويحاول قلب الوقائع رأساً على عقب، ويصوّر نجاح خصومه فشلاً وفشله وتياره السياسي نجاحاً.

هذه المرة، لم تعد تنطلي محاولات رمي كرة فشل العهد العوني على سياسات «التركة الثقيلة» للآخرين على أبسط الناس، أو اتهام ما سماه بالمنظومة الفاسدة بمسؤوليتها عن انهيار الدولة حتى على البسطاء، لأنه كان ورئيس الجمهورية جزءاً من هذه المنظومة منذ العام 1988 وطوال السنوات العشر الماضية. ولن تعفي نبرة مواقفه الاستفزازية وأياديه الملطخة بأثقال التعطيل المبرمج لمؤسسات الدولة وممارسات الارتماء في احضان التحالف السوري الإيراني، وإمعانه شخصياً بتنفيذ سياسة هذا التحالف باستعداء الدول العربية والخليجية الشقيقة، من تبعة عزل لبنان وتردي علاقاته العربية والخارجية.

اليوم يحاول رئيس «التيار الوطني الحر» تجميع ممارساته السوداوية كلها في تولي السلطة، لتغطية دوره التخريبي في تعطيل تشكيل حكومة المهمة التي انبثقت عن المبادرة الفرنسية، ولتبرير مطالبه التعجيزية بالحصول على الثلث المعطل في الحكومة العتيدة وإن لم يذكر هذا الأمر بشكل مباشر، ويسعى من خلال استجماع كل مفردات وصيغ إثارة النعرات الطائفية إلى إلقاء مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة على الرئيس المكلف سعد الحريري وتحميله زوراً تبعة ما ينجم عن تأخير تشكيل الحكومة من تداعيات وانهيارات مالية واقتصادية واجتماعية.

ولكن في المقابل، يتجاهل النائب باسيل عن سابق تصور وتصميم أن إمعانه في التشبث بالمطالب التعجيزية التوزيرية التي تتجاوز المبادرة الفرنسية ومرتكزاتها، ومناداته بعناوين ومفردات مستجدة كشرط لتسهيل تأليفها، إنما تضعه بموضع المسؤول المباشر عن تعطيل تشكيلها برغم كل ما استنطبه من مبررات ممجوجة ولهجات استفزازية ضد خصومه، من هنا وهناك، ولأنه لم يتبع نهج تطبيق مثلها لدى تشكيل حكومة حسان دياب التي كانت توصف بأنها حكومة عون و«حزب الله» عن حق وحقيق، كما دلت مسيرة هذه الحكومة منذ تأليفها وحتى الادعاء على رئيسها بملف انفجار مرفأ بيروت.

فما المبرر لاعتماد معايير مغايرة في مسار تشكيل الحكومة الجديدة؟ لأن المطلوب ببساطة إعاقة مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، باختراع حجج ومبررات مختلفة من هنا وهناك.

فإذا كانت الحكومة المستقيلة بأمها وأبيها متعاونة وحتى مطواعة في أحيان عديدة، بتوجهات وسياسات رئيس الجمهورية وفريقه السياسي وتحديداً رئيس «التيار الوطني الحر»، ولم تحقق أياً من المهام التي رسمتها لنفسها، بل فشلت فشلاً ذريعاً اوصل البلاد إلى ما نحن عليه من انهيار متدحرج، لا أحد يعرف نهاياته والى اين سنصل من خلاله.

من هنا تسقط كل حجج مطالبة الفريق الرئاسي بالثلث المعطل في الحكومة الجديدة، ليس لأنه يتعارض مع بنود ومتطلبات المبادرة الفرنسية فحسب، بل لأنه يعيد التذكير، بالدور التخريبي الذي مارسه باسيل شخصياً من خلال استحصاله على الثلث المعطل في الحكومات السابقة وفي التجارب المشؤومة لشل انعقاد جلسات مجلس الوزراء كما حصل في اعقاب احداث «قبرشمون» المؤسفة وغيرها، ولأنه ايضاً، اذا كانت كل الحكومة السابقة معه ولم يستطع التقليع وادارة السلطة والبلد كما يجب ولم يستطع حل ابسط المشاكل والأزمات، فهذا يعني ان امعانه بالتلطي بمطلب الثلث المعطل، مباشرة او مداورة، ليس بهدف تحقيق الشعارات والعناوين المزيفة، بل لممارسة الاستئثار وتعطيل كل محاولات الإصلاح، والتشبث بالمواقع والوزارات الوازنة بمواردها المالية الضخمة.

 

"الحنكة الخليجية تقود نظام طهران إلى المقصلة

أحمد عبد العزيز الجارالله /السياسة/16 آذار/2021

يُروى أنَّ أحد ولاة دمشق كان يجول في أحد الأيام بسوق المدينة، فتقدَّم منه مواطنٌ وبصق في وجهه وصفعه، وحين هَمَّ الحرّاس بإلقاء القبض عليه أمرهم الوالي بتركه، ولاحقاً استدعاه إلى القصر، حيث شكره على فعلته، ونقده ألفي دينار مكافأة، فتعجَّب الحضور، وقال له رئيس الحرس: “هل تجزيه على فعلته الشنعاء، وهو قد أهانك؟!”. ردَّ الوالي: “بهذا شجَّعته على البصق في وجه الخليفة وصفعه إذا تصادف وجودُهُ في السوق، وعندها سيأمرني بقطع رأسه، وبهذا أكون انتقمت منه من دون تحمُّل مسؤولية دمه”. هذه القصة تنطبق على الحوثيين، الذين يتصوَّرون أن أفعالهم الإرهابية تنطلي على التحالف العربي والمملكة العربية السعودية، وأنها من صنع أيديهم، كما يتوهمون أن العالم يصدق كذبتهم بعدم خوض إيران الحرب نيابة عنهم، فيما الحقيقة أنَّ التحالف يعرف مدى تورُّطها، وينتظر اللحظة المناسبة، وهي ترجمة تهديداتها إلى اعتداء على القوات الأميركية المرابطة في الإقليم، كي يُفسح المجتمع الدولي، الذي لا يخرج عن الإرادة الأميركية، للتحالف العربي بتأديبها، واستئصال الورم الحوثي من المنطقة. مثلاً، قبل أيام نفت إيران تورُّطها بالعدوان على راس تنورة، فيما تؤكد كلُّ الأدلة أنَّ الصاروخ أُطلق من سفينة حربية إيرانية تابعة للحرس الثوري في عرض البحر، وإمعاناً في الصلافة، وعلى قاعدة: “كاد المريب يقول خذوني”، أعلن الحرس الثوري، أول من أمس، إزاحة الستار عما أسماه “مدينة صاروخية” تحت الأرض تابعة لقواته البحرية، فيما نشرت وسائل إعلام إيرانية أنَّ هذا النوع من المدن موجود في جنوب إيران المُطل على الخليج العربي. ربما هذا التبجح هو الفخ الذي أوقع نظام الملالي نفسه فيه، إذ يُنظر دولياً إلى برامج القوات العسكرية والصواريخ الإيرانية على أنها تهديد للشرق الأوسط والخليج، وهي الموضوع الأكثر حضوراً في أي محادثات تجري بشأن الملف الإيراني، وبالتالي هي ليست تهديداً لدول الخليج العربية فقط، بل للعالم. الاعتقاد الإيراني بإمكانية الإفلات من العقاب على قاعدة سلوك المواطن الدمشقي مع الوالي، يُقرِّب في الحقيقة رقبة النظام من السيف الدولي، فيما تبقى دول الخليج العربية بعيدة عن التورُّط في حرب إقليمية، خصوصاً أنَّ قادتها يُدركون جيداً حاجة المنطقة للاستقرار، بسبب موقعها المميز، وأهميتها الدولية اقتصادياً. لهذا، مثلاً، وقفت هذه الدول ضد صدام حسين في بداية حربه مع إيران عام 1980، وقد نصحه المغفور له، الملك فهد بن عبدالعزيز، بعدم الرد على الاعتداءات الإيرانية، وقال له: “عليك أن تتحمل قليلاً حتى يسقطوا في شر أعمالهم، ويثور عليهم شعبهم”، لكنَّ صدام لم يعمل بهذه النصحية، ما أدى إلى حرب دامية استمرت ثماني سنوات، فيما اليوم الحنكة الخليجية هي التي تقود نظام الملالي إلى المقصلة.

 

مشرقية" باسيل: طريق إسرائيل.. بوجه طريق العرب والفاتيكان

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الأربعاء 17 آذار 2021

لم يحدّد جبران باسيل في مؤتمره الصحافي المخصّص لإعلان الورقة السياسية لتياره ظهر الأحد... أي "14 آذار" أراد التحدّث في ذكراها. هل 14 آذار 1989 يوم أعلن ميشال عون "حرب التحرير"، أم 14 آذار 2005 يوم احتشد أكثر من مليون لبناني في وسط بيروت ردًّا على اغتيال رفيق الحريري، وللمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان؟  لكنّه فعل ذلك في مقابلته المسائية عبر شاشة "otv"، حين أقام ربطًا مفتعلًا بين التاريخَيْن، إذ اعتبر أنّ نضال تياره الذي بدأ في 14 آذار 1989، هو الذي أدّى إلى انتفاضة 14 آذار 2005.

طبعًا باسيل تكلّم من دون أن يسائله أحد لا في المؤتمر الصحافي الصباحي، ولا حتّى مساءً، ما دامت المقابلة في تلفزيونه ومخصّصة للترويج لسياسته.

لكنّ رواية "حرب التحرير" التي يعتمدها باسيل بوصفها بداية مسيرة تيّاره النضالي، هي رواية مشكّك فيها وقائعيًّا سواء لجهة أسبابها ونتائجها، وهو ما يجعل الربط بينها وبين ذكرى 14 آذار 2005 واضحة الأسباب والنتائج ربطًا انتهازيًّا.

وباختصار، فإنّ تلك الحرب أدّت إلى ترسيخ النفوذ السوري في لبنان لا العكس، وذلك فضلًا عن خسائرها البشرية والمادية، بينما انتفاضة 14 آذار السلميّة أدّت إلى انسحاب القوات السورية من لبنان بعد نحو 40 يومًا على حدوثها. وهذا فارق أساسي بين الحدثين يجعل كلًّا منهما في سياق تاريخي مختلف تمامًا عن الآخر. إذّاك فإنّ قدرة باسيل على تقديم روايته الخاصة للأحداث بوصفها رواية تاريخية لا جدال فيها، تحيل إلى واقع الحقيقة في الخطاب السياسي وإلى واقع المسائلة في المجال السياسي والاجتماعي. أي أنّ أولوية طيّ صفحة الحرب أسقطت المساءلة التاريخية والسياسية لأحداثها، بحيث أنّ أيًّا من أطرافها يستطيع أن يوظّف أحداثها في الواقع السياسي الحالي على نحو انتهازي ومغلوط.

ولذلك فإنّ السؤال ليس: "لماذا يقول باسيل ما يقول؟"، إنّما: "لماذا يستطيع قول ما يقول من دون أن يرفّ له جفن، وكأنّه يقول حقيقة مطلقة وهو يعرف أنّها ليست كذلك؟".

عدم خشية باسيل من مساءلته سياسيًّا واعلاميًّا وشعبيًّا عن التوظيف المفرط للأحداث الذي يجيده أكثر من سواه ولا يتورّع عنه البتّة، ينسحب إلى تعمّده قول الشيء ونقيضه في خطاباته. وهذا الأسلوب بات استراتيجيًّا عند باسيل، إذ يحاول من خلاله عدم تفويت أيّ فرصة للنجاة من أزمته، لاسيّما بعد فرض العقوبات الأميركية عليه. وللمفارقة فإنّ باسيل يستفيد من الواقع الانهياري في البلد، فيحاول إخفاء أزمته في ظلال الأزمة العامّة.

زئبقيّة متعمّدة

تبقى التناقضات الأساسية في خطاب باسيل، هي تلك المتصلّة بالسياسة الخارجية للتيار، التي غدت السياسة الخارجية للدولة اللبنانية خصوصًا في ظلّ العهد الحالي. هنا يستقصد باسيل التناقض والغموض واللعب على الكلمات، في محاولة استباقية للتأقلم مع التحوّلات الكبرى المرتقبة في المنطقة. والأنكى أنّه يسمّي هذه الزئبقية "تموضعات انتقالية في السياسة الخارجية"، و"مرونة"، وكأنّ السياسات الخارجية للدول تُبنى بالغموض والتورية، ولا تحدّدها مصالح الدول الاستراتجية سياسيًّا واقتصاديًّا على المدى الطويل.

لكنّ هذه الزئبقيّة الباسيليّة ليست بلا سقف، بل هي تتحرّك تحت سقف التحالف مع حزب الله ضمن المحور الإيراني في المنطقة. وهذا ما يعبّر عنه بوضوح مصطلح "المشرقيّة" الذي لا ينفكّ باسيل يستخدمه في خطاباته، والذي لا يعني في الواقع الجيوستراتيجي الإقليمي الراهن، سوى تأبيد موضَعَة لبنان في دائرة النفوذ المباشر لمحور الممانعة. وهو ما عبّر عنه منذ نحو أسبوعين القيادي الرئيسي في التيار الوطني الحر "بيار رفّول".   

والجديد في خطاب باسيل الأحد، هو ربطه بين "المشرقيّة" و"السلام"، باعتبار أنّ "المشرقية هي دعوة مفتوحة للسلام بين الشعوب"، وأنّ "وحده لبنان القوي، أمنًا واقتصادًا، قادر على صنع السلام العادل والدائم والشامل مع إسرائيل".

إذًا فقد فتح الرجل الدعوة المشرقيّة على أفق السلام مع إسرائيل، لكن ضمن المظلّة الإيرانية لهذه المشرقية. إذ لا يمكن الحديث عن قوّة لبنان الآن، إلّا بربط هذه القوّة بتلك المظلّة أي بسلاح حزب الله. ولذلك فإنّ باسيل ما كان ليقدم على هذه الصياغة الجديدة للمشرقية، لو ظنّ للحظة إنّها ستزعج الحزب، حتّى ولو أعلن (باسيل) عقب فرض العقوبات عليه، أنّه اتفق مع السيّد حسن نصرالله على قول وفعل ما يراه مناسبًا لرفعها.

لكنّ هامش الحرية المُعطى لباسيل ضمن تحالفه مع الحزب، لا يعني قدرته على تجاوز الخطوط الحمر التي يضعها الأخير. واللافت أنّ العبارات المستخدمة من جانب باسيل في الفقرة المخصّصة لـ "السلام" في خطابه، تستهدف التشكيك بمسارات السلام التي انطلقت بين دول عربية وإسرائيل أخيرًا. أي أنّ رئيس التيار الوطني الحر يوحي برغبة ضمن محوره في تأسيس مسار ثانٍ للسلام في المنطقة، يهدف إلى تقويض المسار الذي أنطلق مؤخرًا.

معطًى آخر لا يمكن إغفاله من المشرقيّة الباسيليّة الجديدة، وهو رهان باسيل على الاتفاق الأميركي – الإيراني. وهذا الرهان ليس سياسيًّا فحسب، بل اقتصادي أيضًا، ومفاده أنّ رفع العقوبات عن إيران، سيستتبع رفع الحصار عن لبنان فضلًا عن رفع العقوبات عن باسيل نفسه. وبذلك يُستأنف ضخّ الأموال الخارجية في الاقتصاد اللبناني، وستكون إيران إحدى أبرز الدول التي ستستثمر في لبنان. وهذا كلّه لن يكون بلا تبعات جوهرية على الموقع الاستراتيجي للبنان كبلد، كان تاريخيًّا ذا وجهة غربية وعربية، أمّا الآن فيراد من خلال المشرقية قلب هذه الوجهة وجعلها "شرقية".

لكن هل إيران ستنهض فعلًا بالاقتصاد اللبناني؟ وكيف؟

لقد رأينا عندما رُفعت العقوبات الاقتصادية عن طهران عقب اتفاق 2015، كيف أنّ الجمهورية الإسلامية استثمرت في بنيتها العسكرية فخلقت الميليشيات الإقليمية بالعشرات وغذّتها بالمال والسلاح. كلّ ذلك في إطار مشروعها التوسّعي الذي يحاكي حنينها التاريخي للعودة إلى ضفاف المتوسّط، عبر خلق جسر برّي يمرّ بالعراق فسوريا وصولًا إلى لبنان، كما كان عليه الحال خلال حكم الامبراطورية الأخمينية (الفارسية) قبل 2500 سنة. إلى جانب كون هذا المشروع يمثّل الضمانة الرئيسية لديمومة النظام في طهران ولـ"تصدير الثورة".

بالتالي فإنّ هذه المشرقية التي يبشّر بها باسيل في ظلال السطوة الإيرانية، ليست سوى مشروعًا توسّعيًا قتاليًا لتأمين المصالح الاستراتيجية لإيران. وعلى هوامش هذه المصالح مصالح صغيرة خاصة بحلفاء الجمهورية الإسلامية ومن بينهم باسيل. أمّا لبنان فسيكون أسير هذه المصالح التي لم تجلب له حتّى الآن سوى المآسي والانهيار.

كذلك فإنّ هذه المشرقية توضع في وجه توجّهين متلاقيَيْن للمنطقة: توجّه عربي تحديثيّ تقوده السعودية عبر المشاريع العصرية والمستقبلية التي أطلقتها في السنوات الأخيرة، وتوجّه فاتيكاني جسّده البابا في العراق بدعوته للسلام والوحدة وإسكات السلاح.

والأكيد أنّ مصلحة اللبنانيين كلّهم أن يكون لبنان ضمن هذين التوجّهين، بخلاف ما يدعوهم إليه باسيل.

 

ما بعد غزة والصومال

سناء الجاك/ نداء الوطن/16 آذار/2021

يبدو أن العهد القوي مصمم على إنجاز ما لم يستطع إنجازه قبل 30 عاماً، وهو توجيه الضربة القاضية إلى الكيان اللبناني. والعمل، وفق ما يمكن ملاحظته، يتم بوتيرة سريعة. وكأنه يسابق موعد انتهاء الولاية. حينها يجب أن يقفل ملف لبنان الذي نعرفه ونودعه ربما إلى غير رجعة.

ومن ثم يبدأ التفكير والتخطيط لمرحلة ما بعد غزة والصومال، وربما أبعد. ولا داعي للهلع أو التشاؤم. فقد نتبين أن للأمر فوائد جمة. بداية، نبشركم بانتهاء مشكلة النفايات. فاللبنانيون لن يملكوا حتى القمامة لفرزها ورميها، لن يبقى لديهم إلا البحص والتراب والهراء... ودايم دايم.

والمصانع القليلة الباقية ستقفل أبوابها، وكذلك المستشفيات والمدابغ وورش تغيير زيت السيارات، وسوف تنتهي قضية النفايات السامة والكيماوية وتغيب إلى غير رجعة. وستصبح نادرة رؤية سيارة تسير دواليبها على الإسفلت. وبعد العجز عن دفع إيجارات البيوت، وبعد بيع ما يملكون ليشتروا علبة حليب غير مدعوم وربطة خبز، لا عجب إن تحولت السيارات إلى بيوت متنقلة يعيش فيها أصحابها ويتنقلون بواسطتها ليستقروا حيث رزقهم. وينتهي التلوث ويصفو الجو... وهات على أوكسجين لطيف نظيف.. من دون منة من وزارة الصحة.

الريف سينمو وينتعش، بعدما تموت المدن ولا تضم أبنيتها إلا المقطوعين المغلوب على أمرهم. فيقفلون على أنفسهم ويحاذرون التجول خوفاً على حياتهم في ظل الفوضى الأمنية المتوقعة. في حين يعود المحظوظون إلى قراهم. ونيال من له مرقد عنزة في حضن الطبيعة، اذ لن يبقى لنا سواها. بالتالي سيضعف استهلاك الكهرباء وتخف أو تختفي الانتقادات الموجهة إلى الصهر المدلل في هذا الصدد بعد أن تنتفي الحاجة إلى الفيول والعملة الصعبة. وعلى أي حال يصبح السهر رومنسياً أكثر على ضوء القمر والنجوم. وسوف يوفِّر الأهالي تكاليف أقساط المدارس. وتحديداً بعد التجربة الناجحة للتعلم عن بُعْد. فقد تمكنوا من إجراء دورات تدريبية واستعادوا معلوماتهم عن الصرف والنحو والهندسة والجبر بفضل فيروس كورونا، وباتوا جاهزين للحلول محل المعلمين المضربين على أي حال. وسينتهي دور المصارف والسيولة والوسخ الناتج عن الأوراق النقدية إلى غير رجعة... وسنعود إلى تقنية المقايضة... بيض مقابل الطحين... وخضار مقابل الصابون المصنوع منزلياً و...إلخ... إلخ... والأهم، لن يعود من داعٍ لبحث الإستراتيجية الدفاعية... ولنا أن نبشركم أن الأمن الذاتي سيصير حالة عامة شائعة. لا أحد أفضل من الآخر، إذ أن كل مواطن سيكون خفيراً على رزقه ودجاجاته وغسيله المنشور في الهواء الطلق وحواكير البقدونس والنعنع والبصل الأخضر. لكن ماذا سيفعل العهد القوي بعد تنفيذ هذه الأجندة الفذة لمصلحة رأس المحور الذي هاله أن يرتفع سعر صرف الدولار عنده قبل ارتفاعه في العواصم التي يسيطر عليها، لذا لم يرض بأن يساوينا بنفسه، فأمعن في العمل على خطط قصيرة الأجل، كما هو واضح لتتدهور عملتنا وأوضاعنا إلى ما هو أبعد من غزة والصومال؟ إلى أين سيهرب أركان العهد هذه المرة؟ ومن سيستقبل رجالاته الأشاوس؟؟ أو من سيتبقى منهم؟ فالمعروف أن القفز من المركب الغارق هو سمة إنسانية غرائزية. من سيبقى مع الأب والصهر؟؟ بالتأكيد ليس الصهران الآخران!!

 

الأميركيون: كبح الأزمة مقابل "التزامات سياسية"

ليبانون ديبايت/عبدالله قمح/الثلاثاء 16 آذار 2021

بات الحديث عن الدولار وأسعاره الصاعدة والهابطة وتحوّلاته الآخذة بالتضخّم إزاء الليرة مُمِلّاً جدا،ً إلى درجة ينتابنا منها القَرَف أحياناً، طالما أن الجحود الشعبي و"القَحط" في المبادرات، هما المسيطران على أحوال الرعية. والناس لا عزاء لها سوى "النَّق" عبر وسائل التواصل، بينما الشارع متروك كفريسة لعسلان الفلوات من الأحزاب الصدفة. المثير للقلق، والذي ينمّ عن حالة غير صحية، ذلك الجفاف الثوري المستحوذ على الجماهير، وكأنها تبدو قد طبّعت أو تطبّعت مع الوضع الراهن، في تطبيق حرفي لنبوءة "بكرا بيِتعَوَّدوا". عند هذه الحالة لن يجد الدولار أمامه حواجزاً لتخطّيها، ما المانع؟ قد يصل غداً إلى 15 ألفاً وربما 20 أو 30 أو 45 ألفاً كما توقّع الأميركيون ذات مرّة، ولا ريب في حدوث ذلك طالما أن لا معايير أو مؤشّرات إقتصادية واضحة، تتكفّل أن تشرح لنا بالضبط لأي سبب يرتفع هذا اللعين، كمثل غياب معيار الشارع الذي لا يتحرّك إلا بناءً على التعليمة أو نصرة للزعيم أو على مبدأ "يا غيرة الدين".

وها هم الأميركيون يبشّروننا بالأصعب. فمساعد وزير الخارجية السابق ديفيد شينكر رجّح في أحدث خطاباته الإلكترونية أن يزداد الوضع في لبنان سوءً، جازماً أنه "لا يمكن لواشنطن أن تُخرج لبنان من أزمته من دون أن يقوم القادة اللبنانيون بذلك". وفصل الخطاب في هذه الحالة يقوم على مستويين: الأول، توقّعات بأن يستمرّ الإنهيار وبوتيرة سريعة، والمؤشّر إلى ذلك سعر صرف الدولار الذي فلت من عقاله غداة كلام شينكرالسبت، ووصل إلى مستوى 13,000 ليرة، قبل أن يقفز أمس الإثنين إلى 14,000، ما يشير إلى تأثير أميركي سلبي على سعر الصرف ولو بشكل غير مباشر يضاف اليه عوامل داخلية أخرى لا تقل شأناً. والثاني، تلميح إلى أن تحرّك واشنطن، في حال حصل، لا بد أن يأتي مربوطاً بإجراءات لا بد للقادة اللبنانيين من اتخاذها، وتلك الإجراءات من وجهة النظر الأميركية، وفي عودة إلى ما طلب سابقاً، تغدو واضحة، وتبدأ بتخفيض منسوب تأثير "حزب الله" في السياسة، وتطويق عهد ميشال عون بوصفه أداةً سياسية للحزب، و "تشحيل" أغصان الحزب في الإدارة والسياسة ومختلف القطاعات، وسلبه كل الإمتيازات السياسية التي حظيَ بها. وبهذا المعنى، سيدوم الحصار الدولي الذي يتحمّل في جزء عريض أسباب ما نعانيه من انهيار، إلى جانب المساهمات الداخلية المجانية، التي تبدأ بأدوار المصارف وبعض الصرّافين ومن خلف ظهورهم من سياسيين، ولا تنتهي عند ماكينة سياسية تعمل على توفير عوامل زعزعة الإستقرار، وتسويق عوامل القلق، وتقطير التخويف تمهيداً لتوسيع رقعة زيت الأزمة.

وهنا، يحضر حديث مرجع سياسي لـ"ليبانون ديبايت"، كمؤشر إلى أحوال الأيام المقبلة. فالدولار يتّجه صعوداً في ظل محدودية الكميات المتوفّرة في السوق، ولجوء الصرّافين إلى التمنّع عن بيع ما في حوزتهم من عملة، وبدء فقدان المواد المدعومة من السوق ورفض مصرف لبنان توفير أي دولار لقاء تأمين النقص، ومسعى "تكتل لبنان القوي" إلى تأمين مليار ونصف مليار ليرة لـ"حفرة الكهرباء" على السعر المدعوم وعبر اللجوء إلى "الإبتزاز"، أي مليار دولار أميركي "فريش"، إضافة إلى العوامل السياسية السلبية، الداخلية والخارجية، وهي عوامل مجتمعة، يعتقد المرجع، أنها ساهمت في تنشيط تهاوي الليرة أمام الدولار.

وبالتالي، يُصبح حديث السفيرة الأميركية دورثي شيا، الذي راجَ مؤخراً عقب لقائها برئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، حول أن واشنطن لا تمانع مشاركة "حزب الله" في الحكومة، مجرّد "كلام فارغ"، وإلا، لماذا ما زال الرئيس سعد الحريري متأخراً في التأليف؟

آخر أنباء بورصة المبادرات، حديث عن نسخة جديدة يبدو أن رئيس مجلس النواب نبيه بري في طور إنجازها، تقوم على قاعدة توسيع الحكومة إلى "عشرينية"، أي بزيادة وزيرين درزي وكاثوليكي، فيما يبقى معمولاً بقاعدة التبادل والتشارك بين الرئيسين عون والحريري في وزارتي الداخلية والعدل قائماً.

هذه الخطوة، كما صرّحت مصادر مطلعة لـ"ليبانون ديبايت"، تجري مواكبتها من أطراف أساسية عدة، تبدأ بالحزب ولا تنتهي بالحزب التقدمي الإشتراكي، الذي التقى رئيسه وليد جنبلاط الرئيس المكلّف بعد ظهر أمس في بيت الوسط، وقد زفّ إليه خبر اتفاقه مع رئيس "الحزب الديمقراطي" النائب طلال إرسلان، على توسيع الحكومة إلى 20. وهنا، يعمل جنبلاط على محاولة إقناع الحريري بالخطوة على قاعدة ما يمتلكه "البَيك" من مشاعر سلبية حيال الأزمة الراهنة، وإمكان تحوّلها إلى "زوبعة أمنية" قد لا ينجو منها أحد! ومع أن رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي كان سبق له وأن أودع موافقته على خمسة زائداً واحداً من الوزراء في حكومة من 18، لدى اللواء عباس ابراهيم قبل أن يجمّد الأخير العمل في مبادرته إزاء تمنّع بيت الوسط عنها، ما زال يُشكّك في نوايا الحريري. وتشاركه في ذلك أطراف سياسية أخرى، نسبة إلى توافر معلومات لديه حول أن رفض الحريري "الصيغة الإبراهيمية"، أتى على قاعدة عدم أحقّية الرئاسة في معادلة 5+،1 لكون "التيار الوطني الحر" قد أعلن رفضه منح الثقة للحكومة، وبالتالي، يحق للرئيس 3 وزراء فقط، وهنا، فهمت بعبدا أن الحريري في وارد "شَفط" 3 مقاعد مسيحية باقية في التشكيلة "الثمنطعشية" من درب الرئيس وتجييرها إلى نفسه، طالما أن الأحزاب المسيحية الأخرى قد سبق لها وأن أعلنت عدم رغبتها بالمشاركة في الحكومة. زِد على ذلك، أن القصر نبتت لديه خشية أخرى من وراء طرح الصيغة "العشرينية" في ضوء احتمال أن يرمي الحريري إلى زيادة حصته من الوزراء المسيحيين، عملاً بقاعدة التشارك في تسمية الوزير الكاثوليكي الثاني، فيصبح الحريري عندها يحوز على ما هو أكثر من ثلث! أمام ذلك، تتفرّغ بعض أجهزة الأمن في ملاحقة الصرّافين بتهمة التلاعب بسعر صرف الدولار، حيث يرد هؤلاء بالتمنّع عن تسليم بضاعتهم، ما يعني مزيداً من الإرتفاع، فيما تحتجب عن تولّي أي دور تجاه المؤثرين الفعليين واصحاب القدرة على التلاعب بسعر الصرف.

 

نحو انفراجٍ حكوميّ وهبوط في سعر الدولار؟

داني حداد/أم تي في/16 آذار/2021

قد يبدو هذا المقال "عكس التيّار". في البلد السائر، بخطى ثابتة، نحو "جهنّم"، وفي ظلّ ارتفاعٍ يوميّ إضافيّ لسعر الدولار في السوق السوداء، قد يصبح الكلام عن انفراجٍ وشيك ضرباً من الجنون. تشير المعلومات الى أنّ المسعى الروسي الهادف الى تشكيل حكومة في لبنان حقّق تقدّماً واضحاً، خصوصاً بعد زيارة وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف الى الإمارات، حيث التقى رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، ثمّ الى السعوديّة، وصولاً الى استقبال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في موسكو. وكان لافتاً ما ورد في بيان وزارة الخارجيّة الروسيّة، بعد لقاء رعد أمس. فقد استخدم البيان عبارة "تأليف حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري في أقرب وقت ممكن"، ما يُعتبر تمسّكاً بخيار الحريري. علماً أنّ المعلومات تشير الى أنّ اجتماع رعد مع مساعد وزير الخارجيّة الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي تخلّله غداء، شمل بحثاً في عمق الأزمة اللبنانيّة على ضوء ما يجري في الإقليم، وقد اتّسم بالإيجابيّة.

كما علم موقع mtv أنّ اجتماعاً حصل منذ أيّام، أي قبل سفر رعد الى موسكو، بين ممثّلين عن حزب الله والنائب جبران باسيل تضمّن بحثاً في الملف الحكومي. ويؤكد مصدر مطلع أنّ الانفراج في الملف الحكومي أمر وارد جدّاً، واضعاً البلد أمام سيناريوين متشابهين في الإسم ومختلفين في المضمون. "البلد بين انفراجٍ وانفجار" يقول. ويرى المصدر أنّ حظوظ الحلّ ارتفعت في الأيّام القليلة المقبلة، ولو أنّ منسوب الخطابات العالي السقف يؤشّر الى غير ذلك. لا بل هو يتحدّث عن احتمال حصول هبوطٍ سريع في سعر الدولار في السوق السوداء، ليصبح حوالى السبعة آلاف ليرة للدولار الواحد، كنتيجة لإعلان تشكيل الحكومة وما سيليها من خطوات في الفترة الأولى من عمرها. وتجدر الإشارة الى أنّ الاتصالات التي يجريها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم مستمرّة، انطلاقاً من المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي تصطدم، حتى الآن، برفضٍ مزدوج من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف. رفضٌ قد لا يستمرّ طويلاً، يقول المصدر. ولعلّ زيارة غازي العريضي ثمّ وليد جنبلاط الى بيت الوسط، في يومٍ واحد، معبّرة جدّاً. ولكن، تبقى العبرة في ما سيحمله محمد رعد من موسكو التي تتدخل، للمرة الأولى، بهذا الشكل المباشر في الملف اللبناني الداخلي...

 

لم نفهم سوريا على الوجه الصحيح

روبرت فورد/الشرق الأوسط/16 آذار/2021

عندما كنت سفيراً للولايات المتحدة لدى سوريا، منذ عشر سنوات، غالباً ما كنت أتوجه بعد العمل سيراً على الأقدام، إلى متجر محلي يبيع اللحم بالعجين، كي أشتري منه وجبة العشاء، وأحملها معي إلى مقر إقامتي. وفي سيري، كنت أمر بمقاهٍ ومحال تجارية كان الناس يتابعون فيها، عبر شاشات التلفزيون، الأحداث الجارية في مصر، وفيما بعد الأحداث في ليبيا واليمن. وعلمنا مساء 17 فبراير (شباط) بالمظاهرة السلمية التي خرجت، ذلك اليوم، في سوق الحريقة في قلب دمشق، على بعد ثلاثة كيلومترات من مقر سفارتنا. وأرشدني أحد السوريين إلى كيفية العثور على معلومات عن هذه المظاهرة على شبكات التواصل الاجتماعي. كذلك، علمنا بالأحداث التي وقعت في درعا من أصدقاء سوريين، أخبرونا عن كيفية الوصول إلى المعلومات عبر «فيسبوك»، وتابعنا الشبكات الإخبارية خلال تلك الأيام الأولى مثل باقي السوريين.

وعندما أستعيد اليوم ما جرى، أجد أننا كنا نلهث باستمرار لمحاولة اللحاق بتطورات الأحداث في سوريا. والأهم من ذلك، أننا لم ندرك أنه بحلول عام 2012 تحول الأمر إلى حرب حقيقية. أما السوريون على الأرض، الذين عاشوا تحت وطأة البراميل الحارقة والهجمات بالأسلحة الكيماوية، فقد أدركوا هذا الأمر. في المقابل، أصر مسؤولون أميركيون يعيشون بعيداً في واشنطن، على الحديث عن «عدم وجود حل عسكري». وكررنا هذا الأمر آلاف المرات منذ عام 2011 حتى يومنا هذا، إلى درجة أن هذه العبارة تحولت إلى عقيدة راسخة في أذهاننا.

ومع ذلك، تبقى الحقيقة أنه في الحروب، يظل التوازن العسكري الأمر الأكثر أهمية. جدير بالتذكير في هذا الصدد، أن ستالين، عندما حذره مستشاروه من أن بابا الفاتيكان سيغضب إزاء تصرفات السوفيات داخل بولندا، الدولة الكاثوليكية، كان تعليقه «كم عدد الكتائب التي يملكها البابا؟». وبالفعل، ظل الجيش السوفياتي داخل بولندا طوال 49 عاماً. من ناحيتهم، لم يستجب الأميركيون بعدما تدخل الطيران الروسي على نحو مباشر في الحرب السورية في سبتمبر (أيلول) 2015، وتوقع الرئيس باراك أوباما أن الروس بذلك سيسقطون في مستنقع شبيه بما واجهه الأميركيون في فيتنام. لكن ما ينبغي الانتباه إليه هنا، أنه في فيتنام، كان الاتحاد السوفياتي والصين يبعثان بمزيد من الإمدادات والأسلحة إلى فيتنام الشمالية مع كل تصعيد أميركي.

ولم تدرك واشنطن، من ناحيتها، أنه من دون التصعيد من جانب المعارضة السورية، لن يكون هناك مستنقع في انتظار روسيا. ولا أزال أسمع البعض في واشنطن يعربون عن أملهم في أن تواجه روسيا مستنقعاً سورياً. لكن الواضح أن التوازن العسكري يميل لصالح موسكو ودمشق، وأن بمقدور موسكو تحمّل تكلفة الحرب في سوريا بسهولة. وبالمثل، لدى الأميركيين كثير من الأمل في قوة العقوبات الاقتصادية للحصول على تنازلات من بشار الأسد، الذي من الواضح أنه سيبقى على عرشه رغم العقوبات.

علاوة على ذلك، وقع الأميركيون في خطأ الظن بأن الاتفاق بين وزراء الخارجية، أثناء اجتماعات «مجموعة أصدقاء سوريا»، يوازي الاتفاق حول الاستراتيجية والتكتيكات العسكرية في الحرب. وقد أخفقنا من جانبنا في حل مشكلة تعارض المصالح والأجندات الوطنية، والأفعال المتضاربة لأجهزة استخبارات الدول «الصديقة لسوريا»، التي أضرت بـ«الجيش السوري الحر»، وشكلت عوناً عسكرياً للأسد.

أما الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الأميركيون، فهو عجزهم عن استيعاب كيف يفكر السوريون. شخصياً، زرت حماة في يوليو (تموز) 2011 لبعث رسالة إلى حكومة الأسد، مفادها أنه حال ارتكابها مذبحة فإننا سنراقب الوضع بدقة، على خلاف ما حدث عام 1982. وذكرت هذا بالفعل خلال لقائي بوزير الخارجية وليد المعلم، الاثنين التالي لزيارتي للمدينة. بيد أنه للأسف، تركت زيارتي انطباعاً لدى الكثير من المتظاهرين السوريين بأن واشنطن تدعم «تغيير النظام»، وجاء التصريح الصادر عن أوباما في أغسطس (آب) 2011، حول ضرورة تنحي الأسد، ليعزز هذا الانطباع الخاطئ.

إلا أنه في واقع الأمر، وبعدما حصل في بغداد عام 2003، رغبت واشنطن في تشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل إدارة شؤون البلاد خلال فترة انتقالية، يُتفق عليها في مفاوضات بين السوريين أنفسهم. ومع هذا، فإن أفعال وتصريحات الأميركيين خلال الفترة بين عامي 2011 و2019 نقلت نقطة التركيز بعيدا عن المفاوضات السورية، باتجاه تدخلات دول أجنبية. والآن، يأمل الأميركيون في أن يُجبرَ نموذج الإدارة المتمتعة بالحكم الذاتي، الأسد على تقديم تنازلات. إلا أنه مع تركّز الحكم في أيدي مجموعة عرقية منفصلة وميليشيا مستقلة وإدارة مستقلة، لا يعي كثير من السوريين معنى اللامركزية أو الفيدرالية، لكنهم يخشون من أن تسفر هذه التحركات إلى تقسيم بلدهم. ولا يعي غالبية المؤيدين الأميركيين لإدارة الحكم الذاتي، كيف يستغل الأسد هذه المخاوف. وربما يرغب السوريون المحليون الذين يتولون إدارة إدلب وعفرين والحسكة ودير الزور في وجود سوريا موحدة، لكنهم لا يوضحون كيف السبيل إلى تحقيق ذلك.

وبطبيعة الحال، سيستغرق بناء هذه الرؤية والخطة بعض الوقت، لكنه سيتطلب تنازلات كبرى لن تبقى سراً. وسيكون من الضروري أن تكون هذه التنازلات مؤلمة، خصوصاً من منظور التوازن العسكري. وربما من الضروري أن تبدأ المناقشات المتعلقة بهذا الأمر بمجموعات صغيرة، ثم تتسع تدريجياً، مع ضرورة أن تأتي الأفكار وجهود التنظيم من جانب السوريين، وليس من الأميركيين. تجدر الإشارة، في هذا الصدد، إلى أن الألمان استعادوا وحدتهم عام 1990 بعد مفاوضات بين الشطرين الشرقي والغربي لألمانيا، جرت على مسار، في حين انهمكت دول الاحتلال الأربع في مناقشة الأمن الإقليمي الأوروبي على مسار مختلف. ولم يكن ممكناً التوصل إلى اتفاق، لو أن الألمان لم يتوصلوا فيما بينهم لاتفاقٍ في المقام الأول.

 

النظام الإيراني وتضليل الرأي العام الدولي

داود الفرحان/الشرق الأوسط/16 آذار/2021

حتى الآن المسألة الإيرانية في عنق الزجاجة. ويعجز دهاة السياسة عن تفسير ما يحدث بين يوم وآخر. يخيل إلينا أن النظام الإيراني تحول من فأر في المصيدة إلى ديناصور يحاول التهام ما حوله، أو استفزاز الآخرين بلا سبب منطقي.

بل إن طهران بدأت تفرض «شروطاً» لحضور «مباحثات نووية»، بينما يتردد كلام عن وضع إيران «في الصندوق» مع برنامجها النووي. وهو مقترح قابل للدراسة لو تخلت طهران عن برنامجها النووي وتدخلاتها المرفوضة في دول ذات سيادة. وهذه أول مرة نسمع فيها عن «صناديق» نووية لدولة خارجة عن القانون الدولي بكل تفصيلاته السياسية من انتهاكات حقوق الإنسان داخل إيران نفسها، وفي الدول التي تسللت إلى مراكز القرار فيها مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، عدا إرهابها العابر للبحار وخرقها للالتزامات الدولية.

هل يمكن احتواء نظام شرير حِرفته الأساسية الإرهاب وتضليل الرأي العام الدولي والوكالات المتخصصة ومنظمات حقوق الإنسان ومعاهدات البحار وسيادات الدول القريبة والبعيدة؟ كلنا نتمنى أن يكون «الصندوق» هو علاج الصداع الدولي وأمراض السياسة المزمنة في هذه المنطقة من العالم. لكن التمنيات لا علاقة لها بالسياسة. تظن إيران أنها الرابح الوحيد بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، ولذلك لم تتردد في مواصلة مدّ يدها اليمنى لزرع الإرهاب الحكومي أو الميليشياوي في الدول الأربع التي لها سلطة عليها، بينما تمدّ يدها اليسرى لاحتواء المشهد السياسي الدولي سواء في الاتفاق النووي أو الباليستي أو العقوبات الاقتصادية. حين وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها في عام 1918 بمعاهدة فرساي وتقسيم ألمانيا إلى أجزاء وأقاليم نسي المحتلون شريطاً ضيقاً ضم مدناً صغيرة على الحدود مع فرنسا سرعان ما قرر سكانه تأسيس دولة مستقلة تمت تسميتها بـ«دولة عنق الزجاجة المستقلة»، وهي في الحقيقة لم تكن تملك مقومات الدولة بالمفهوم النظامي والدستوري، واسمها نفسه تم اختياره من شكلها الجغرافي، ولذلك عادت إلى ألمانيا بعد أربعة أعوام من «تأسيسها»، لكن اسمها دخل تاريخ منظمة اليونيسكو كإرث عالمي فريد، وظلت مضرب الأمثال في أزمات الدول الكبرى، حتى أن النجمة المسرحية المصرية الكبيرة سهير البابلي خلدتها في إحدى مسرحياتها حين انتقدت عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات ووصفته بأنه «نظام عنق الزجاجة»، لكنها استدركت قائلة: «نحن نفضل قعر الزجاجة»!

لقد مرّت دول كثيرة بتجربة «عنق الزجاجة» الخانقة، ليست آخرها «الحرب الباردة» بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي عقب الحرب العالمية الثانية مثل الحرب الكورية 1950 - 1953 وأزمة برلين 1961 وحرب فيتنام 1956 - 1975 والغزو السوفياتي لأفغانستان 1979 - 1989 وأزمة الصواريخ الكوبية 1962. وامتدت الحرب الباردة إلى كل مكان في العالم في خضم الصراع بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي إلى أن انهار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 لتنفرد الولايات المتحدة بلقب «القوة العظمى الوحيدة». وكان الكاتب الإنجليزي الشهير جورج أورويل مؤلف كتاب «1984»، الذي يفضح فيه بخيال سياسي الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية، شاهداً «ما شافش حاجة» على مؤتمر طهران في عام 1943. حين اجتمع زعماء الاتحاد السوفياتي وبريطانيا والولايات المتحدة جوزيف ستالين وونستون تشرشل وفرانكلين روزفلت لتقسيم العالم تحسباً لهزيمة ألمانيا النازية بقيادة هتلر، كان ذلك المشهد الحقيقي بداية الحرب الباردة التي يسعى البعض إلى استعادة تضاريسها الوعرة والمروعة في العالم السيبراني المكون في بيئة تفاعلية عبر الأجهزة الرقمية والبرمجيات والشبكات الفضائية. يريد بعض منظّري السياسة الدولية أن يتحول سكان الأرض إلى جمهور خيالي يتابع حروباً وهمية، كما في أفلام هوليوود، حيث الأزرار والفيروسات والهجمات الإلكترونية والتصيّد الاحتيالي والبيانات الغامضة والنداءات المجهولة القادمة من أعماق الفضاء الكوني. هل يعلم هؤلاء المنظرون أن عدد الجياع في العالم أشرف على المليار نسمة، وفقاً لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)؟ أيهما أهم.. الأمن الغذائي أم الحروب السيبرانية؟ نفتح قوساً ونضع جائحة كورونا «كوفيد - 19» في هذا السؤال لكي نعلم أن معضلة الجوع تفاقمت في كل العالم وليس في أفريقيا وآسيا فقط. وطوابير الجياع طويلة وممتدة حتى صارت «وطناً» لكل الجياع بشكل لم يتخيله ستالين ولا تشرشل ولا روزفلت حين أعلنوا مولد الحرب الباردة في مؤتمر طهران عام 1943 من داخل السفارة السوفياتية في العاصمة الإيرانية. بعد 78 عاماً من تلك الولادة القيصرية، وما تخللتها من حروب ساخنة في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا نفسها، هناك من يدعو إلى العودة إلى الحرب الباردة مع إيران، الغارقة في مستنقع الإرهاب الدولي وأحلام الإمبراطوريات المنقرضة ودهاليز الخرافات.

لم أقرأ فنجان خامنئي، إلا أنني أقول: إن النظام الإيراني المخنوق في عنق الزجاجة سيظل يراوغ إلى أطول فترة ممكنة، وهذا هو الفصل الثاني من الحرب الباردة العالمية. لكن هذا النظام الكسيح سيندم كثيراً بعد فوات الأوان.

 

عشرة أسابيع في الشرق الأوسط

نديم قطيش/الشرق الأوسط/16 آذار/2021

ما يفوت الإيرانيين أن عالم ما بعد «كورونا» لم يعد يترك مجالاً كبيراً في اهتمامات الدول للقضايا الخارجية.

حتى الولايات المتحدة ترضخ لأثقال الجائحة وما خلفته من تحديات صحية واجتماعية واقتصادية تحتاج إلى أعلى مستويات الاستثمار في الأجندات الداخلية. بهذا المعنى تغامر إيران بتضييع فرصة التفاهم مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، العازمة جدياً على التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، وهو ما يثبته شروعها في اتصالات غير مباشرة مع نظام الملالي عبر الأوروبيين لتبادل وجهات النظر وبلورة التفاهمات حول سبل المضي قدماً. بيد أنه ومنذ دخول بايدن إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير (كانون الثاني) الماضي، اختارت إيران التصعيد السياسي، عبر الإصرار على الرفع الكامل للعقوبات قبل العودة إلى التزامات الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والتصعيد الميداني عبر تحفيز وكلائها في المنطقة، لا سيما في العراق واليمن، لاستهداف مصالح واشنطن في العراق ومصالح حلفائها في المنطقة كالسعودية وإسرائيل. قد يبدو التصعيد بالنسبة لإيران وسيلة لتحسين الشروط وترميم مكانة وسمعة الإدارة الإيرانية المثخنة بالجراح التي سببها لها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، لكنه في الوقت نفسه استنزاف مباشر للفرصة الضيقة المتاحة للتوصل إلى اتفاق جديد. من المبكر التنبؤ باتجاه الأمور، وإن كانت المعطيات المتجمعة خلال الأسابيع الماضية تفيد بأن حظوظ الخطأ في الحسابات، واحتمال أن تتبدد قوة الدفع باتجاه اتفاق سريع، أكبر من حظوظ انتصار العقلانية وحسابات المصلحة. ما هذه المعطيات؟

1- أصبح ثابتاً أن أي اتفاق مع إيران سيشمل تفاهمات محددة تطال ملفي «الصواريخ الباليستية» و«دعم إيران الميليشيات المذهبية في المنطقة»، بالتفاهم والتنسيق الكامل مع شركاء واشنطن في الشرق الأوسط. وفي حين تريد إدارة بايدن العودة إلى الاتفاق ثم الانطلاق منه نحو اتفاق تكميلي أوسع يشمل عنواني «الصواريخ» و«الميليشيات»، تتضاءل حظوظ هذا الخيار وشعبيته في واشنطن نفسها. ففي رسالة وُجِّهت الثلاثاء الماضي، إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، طالب سبعون نائباً جمهورياً وسبعون نائباً ديمقراطياً إدارة الرئيس بايدن بالتفاوض على اتفاق أوسع نطاقاً وأكثر صرامة مع إيران، يشمل العناوين المذكورة أعلاه، وضمن حزمة واحدة.

2- جواباً على الشغب الميداني الإيراني، لا سيما في العراق، بعثت واشنطن برسالتين إلى إيران من كتاب إدارة ترمب؛ تمثلت الأولى في شن غارات أميركية على ميليشيات عراقية تابعة لإيران في شرق سوريا، رداً على الهجمات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت قوات أميركية متمركزة في العراق. أما الرسالة الثانية فتمثلت في إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن فرض عقوبات على اثنين من محققي جهاز «الحرس الثوري» الإيراني «لتورطهما في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان» مع محتجزين شاركوا في احتجاجات 2019 و2020 في إيران.

3- تتمسك واشنطن بعدم مكافأة إيران على سلوكها التصعيدي، وإن كانت تحاذر في الإقدام على ما من شأنه تدمير شامل لفرص التفاهم معها. في هذا السياق، أعلنت الإدارة الأميركية بوضوح أنها لن تعرض على إيران حوافز أحادية الجانب لإقناعها بحضور محادثات تخص استئناف الجانبين الامتثال للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

كما رفضت الخارجية الأميركية الإفراج عن جزء من 7 مليارات دولار لإيران مجمدة لدى كوريا الجنوبية، حتى تمتثل طهران لالتزاماتها النووية. وكانت كوريا الجنوبية قد صرحت في وقت سابق، وبعد قرصنة إيران باخرة لسيول، بأنها قد تفرج عن نحو مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك الكورية، بعد بحث الأمر أولاً مع الولايات المتحدة، وفي حال موافقة الأخيرة على ذلك.

4- بمثل ما رفضت واشنطن الابتزاز الإيراني الميداني، في العراق وكوريا الجنوبية، ترفض الابتزاز السياسي الذي يلوح به اللوبي الإيراني، لا سيما الناشط في واشنطن، والذي يفيد بأن «فرصة الإصلاحيين» قد تضيع على واشنطن ما لم تسارع إلى اتفاق مع حكومة الرئيس حسن روحاني قبل الانتخابات المقبلة المرجح أن يفوز فيها تيار المتشددين.

في هذا السياق، أوكلت إدارة الرئيس بايدن للمبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي نفسه أن يوضح علناً أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو (حزيران) المقبل «ليست عاملاً في عملية صنع القرار في الإدارة الأميركية حيال كيفية المضي قدماً في المحادثات النووية». وأضاف مالي: «لا ننوي أن نبني وتيرة مناقشاتنا على الانتخابات الإيرانية، فالوتيرة ستحدد بمدى اتساقنا مع الدفاع عن مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة»، موضحاً أن ذلك يعني «أننا لن نتسرع أو نبطئ الأمور بسبب الانتخابات الإيرانية».

5- بالتزامن مع بدء المباحثات بين إدارة الرئيس بايدن وشركائها حول مستقبل الاتفاق النووي مع إيران، فإن عين واشنطن مفتوحة باتساع على الخطوط الحمراء لهذه القوى، وعلى مدى استعدادها للمضي قدماً وحدها بخيارات خاصة وفق محددات أمنها القومي في حال دخول واشنطن في اتفاق مع إيران على غرار ما فعلته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

في هذا السياق، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن أن إسرائيل استهدفت بألغام بحرية ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا، تنقل في الغالب نفطاً إيرانياً وأسلحة، مما يعدّ المؤشر الأحدث على مستوى التوتر في الشرق الأوسط واحتمالات انفلات الأمور وتدهورها نحو حرب واسعة في غياب الضوابط الجدية والصارمة على سلوك إيران المزعزع.

إدارة بايدن عازمة بصدق على العودة إلى الاتفاق لأنه الطريق الوحيدة المعروفة لديها لتنفيس التوتر في الشرق الأوسط. لكن ما تراه واشنطن محطة انطلاق، تراه إيران محطة ختامية، وما تصنفه واشنطن حلاً سياسياً مقبولاً تراه دول المنطقة اختباراً جُرّب من قبل ولم يؤدِّ إلا إلى استئساد إيران والإمعان في سلوكها بدل تغييره. إنها أزمة لا تكفي فيها النيات الحسنة، ويختلط فيها كثير من الحسابات الاستراتيجية العملية مع الحسابات المعنوية، لا سيما عند إيران. الأكيد أن الوقت المتاح لاتفاق يرضي جميع الأطراف لا يتجاوز عشرة أسابيع قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية والدخول في مرحلة معقدة من تشكيل إدارة جديدة في طهران، مع الأخذ في الحسبان نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقررة بعد نحو أسبوع من الآن وانعكاساتها على هذا الملف... عشرة أسابيع في غاية الخطورة ستقرر منذ الآن الجزء الأكبر من إرث السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط.

 

العراق: أزمات اقتصادية مستعصية منذ 2003

وليد خدوري/الشرق الأوسط/16 آذار/2021

يواجه العراق منذ احتلال عام 2003 أزمات اقتصادية مستعصية، الواحدة تلو الأخرى، الأمر الذي أدى إلى تدهور اقتصاده إلى مستويات دنيا. في الحقيقة، إن إخفاق التجربة الاقتصادية خلال العقدين الماضيين يعود إلى التفشي السرطاني للفساد، وتحكم الطائفية والمذهبية بمقدرات البلاد الغنية، وتسلط الأحزاب والميليشيات ذات الأجندات الأجنبية، وأهوال الإرهابيين من «القاعدة» و«داعش»، والتجربة البرلمانية التي خيم عليها التزوير الانتخابي، وتحول البلاد إلى ساحة معركة مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران.

استغلت حكومات العقدين الماضيين المصدر الاقتصادي الرئيس للبلاد، الريع النفطي، برسم الموازنات السنوية، بافتراض زيادة مستمرة لأسعار النفط، فعينت عشرات الآلاف من الموظفين في الدولة، بحاجة لهم أو من دون حاجة، فتحولت الموازنة السنوية إلى خزانة لتوزيع المعاشات وأجور التقاعد لنحو 6 إلى 8 ملايين موظف، بحيث فقدت الدولة الإمكانية للإنفاق على تشييد البنى التحتية الضرورية، والاستثمار في المشاريع الإنمائية الضرورية، وتقليص أو إيقاف نظام البعثات الدراسية للمتفوقين لتكملة تعليمهم العالي في الخارج، أو حتى إمكانية صرف معاشات الموظفين في بعض الأشهر. فقد انهار النظام الاقتصادي للبلاد، وتفشت البطالة بين الخريجين الجدد، وتكررت المظاهرات الاحتجاجية، وتدهور الأداء الاقتصادي والنمو الاجتماعي إلى مصاف المستويات الدنيا عالمياً.

ومن ثم، تواجه الموازنة السنوية عجزاً مستمراً لا يمكن تلافيه دون الديون الخارجية، وتواجه البلاد نظاماً جديداً غير مسبوق في تاريخ العراق الحديث، من نهب وسرقات مفضوحة دون محاسبة، ويتم تفجير وقصف المدن عن بكرة أبيها (الموصل) والمنشآت الصناعية (البنى التحتية لقطاع الكهرباء والنفط)، في ظل غياب المشاريع التنموية، وازدياد أعداد المهاجرين والنازحين إلى عدة ملايين، جنباً إلى جنب زيادة معدلات الفقر والأمية.

وتشير معلومات «ذي إيكونوميست إنتيلجنس يونت» إلى أن ناتج الدخل القومي قد تقلص 11.2 في المائة في عام 2020. وتدل التوقعات لعام 2021 على انخفاض إضافي بحدود 1.3 في المائة، مما يجعل العراق «من أكثر الدول المتضررة اقتصادياً في العالم». ويشكل الريع النفطي، المصدر الأساسي لاقتصاد البلاد، نحو ثلثي ناتج الدخل القومي، و95 في المائة من الموازنة السنوية. ومن ثم، فأي تحسن اقتصادي سيعتمد على معدل الإنتاج النفطي والأسعار.

ويتوقع أن تنصب أولويات الحكومة خلال هذا العام على الآثار السلبية لجائحة «كوفيد-19»، وإصلاح النظام المالي وطريقة رسم الموازنة السنوية، وتحسين أداء القطاع النفطي وتحقيق استقلاليته. وهناك الانتخابات التشريعية المبكرة لشهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل التي ستكون حاسمة، من حيث شفافيتها وإمكانية تقليص وتحجيم نفوذ الأحزاب الدينية الموالية لإيران. واستعرض «معهد التمويل الدولي»، المؤسسة المالية البحثية في نيويورك التي تضم 450 عضواً من مؤسسات عالمية مختلفة من 73 دولة، في تقرير صدر له مؤخراً، التحديات التي تواجه العراق، وتشمل الاستنتاجات الآتية:

انخفاض أسعار النفط وتقلص الإنتاج النفطي بسبب قرارات مجموعة «أوبك بلس» في عام 2020، نتيجة إغلاقات جائحة كورونا التي فرضت فترات طويلة من الإغلاق، وكثيراً من الإرباك لكل من الاقتصاد العراقي والعالمي. وقد تأثر العراق سلباً بإصابات «كوفيد-19» التي سجلت معدلات عالية جداً بالنسبة للإصابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويواجه العراق منذ عام 2003 سلسلة متواصلة من الاعتداءات الإرهابية لميليشيات مختلفة. وتحاول حكومة الكاظمي التوصل إلى توازن في النزاع بين أميركا وإيران على الأراضي العراقية. وهناك بعض محاولات الضبط والضغط مؤخراً على الميليشيات التابعة لإيران. كما أن هناك انتخابات نيابية في النصف الثاني من هذا العام. لكن هناك استمراراً لمشكلة عدم الشفافية والفساد المستشري، تحديداً من قبل الأحزاب المسيطرة.

ويضيف تقرير «معهد التمويل الدولي» أن اقتصاد العراق في 2020 شكل أسوأ أداء اقتصادي للبلاد منذ 2003. والتوقعات أن تشهد البلاد نمواً اقتصادياً محدوداً خلال العامين المقبلين، يتراوح بين 1.6 في المائة في 2021 و3.1 في المائة في 2022. ويعود التحسن المتوقع إلى إمكانية زيادة الصادرات النفطية وتحسن الأسعار، قياساً بعام 2020. هذا ويشير تقرير المعهد إلى أن ميزان الحساب الجاري قد تحول من فائض في 2019 إلى عجز في 2020، كما انخفض الاحتياطي المالي للدولة.

 

التموقع الاستراتيجي العربي في بداية عهد بايدن…الرسالة إلى البيت الأبيض بأننا سنبقى حلفاءً استراتيجيين للولايات المتحدة لكننا ندافع عن أنفسنا ضد إيران والمنظمات الإرهابية

د. وليد فارس/انديبندت عربية/16 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97030/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8/

في الأسابيع الأولى لعهد إدارة بايدن، توضّح كثير من الأمور وتقدّم كثير من الملفات، وبرز كثير من المحاور في السياسة الخارجية الأميركية عامة، وتجاه الشرق الأوسط الكبير بشكل خاص. وشملت هذه التطورات السريعة مواقف الإدارة من الملفات الكبرى في المنطقة، ومواقف قوى المنطقة من الملفات ذاتها، ومن الولايات المتحدة أيضاً.

وسردنا في مقالات سابقة سياسة الإدارة الجديدة من هذه المواضيع، لا سيما الاتفاق النووي، وكذلك ما تسعى طهران إلى أن تنجزه على مراحل. السؤال يبقى في ضوء ذلك: كيف يتطور الموقف العربي من سياسة بايدن العلنية والعملية من ناحية، وتجاه إيران من ناحية أخرى؟

التموقع العربي في 2021 في بداية عهد بايدن، يظهر من واشنطن أنه مرّ بمرحلتين سريعتين. الأولى تجسّدت بتبادل المواقف المبدئية بين أعضاء التحالف العربي، لا سيما السعودية ومصر، وإدارة بايدن حول “التعاون الثنائي مع واشنطن” بغض النظر عَمّن في البيت الأبيض.

ومرّت الأسابيع الأولى والتأكيدات تتوالى بين الطرفين أن لا شيء سيؤثر في العلاقات الدائمة بين الولايات المتحدة والدول العربية الحليفة، أياً كان السبب. ورددت أصوات الخبراء من واشنطن، وبعضهم في المنطقة، أنه لا داعي للقلق.

لكن قيادات المنطقة كانت عليمة بأن الإدارة الجديدة فيها تأثيرات من طواقم عملت مع إدارة إوباما، وبمقدار ما جرى تثبيت تعيينات أفراد ينتمون إلى هذه الطواقم، باتت سياسات إدارة بايدن تتوضح أكثر فأكثر تجاه المنطقة.

أجندات الإدارة تتوضح

مسؤولو الإدارة بدأوا فترتهم الأولى بتطمينات شديدة وعلنية، أن الإدارة “ستبني فوق ما أنجز في السنوات الأربع الماضية”، لا أن تهدم تلك المبادرات لتبني غيرها في اتجاهات نقيضة. وقد فهم البعض أن ذلك يعني أمرين على الأقل.

الأول، أن واشنطن لن تعود بسرعة ومن دون شروط إلى الاتفاق النووي مع إيران. وبحسب هذا البعض أن ذلك يعني أن إدارة بايدن “لن تقدّم” تنازلات لطهران على حساب شركائها العرب قبل أن “يُدرس الموضوع سوية مع العرب”.

أما التطمين الثاني، فكان لإسرائيل وشركائها العرب في “معاهدة إبراهيم”، وفحواه أن إدارة بايدن ستدعم توسيع المعاهدة من ناحية، ولن تربط هذا التوسيع بالاتفاق النووي. إلا أن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر. فالمواقف العلنية للإدارة في أسابيعها الأولى، لم تكشف عن الصورة الأوسع التي رسمها فريق بايدن للسياسة الخارجية حيال المنطقة.

ما تبّين إذاً أن الإدارة ستطبّق سياسة الإمساك بكل الأوراق معاً، لتقرر ما تريده هي بالنسبة إلى كل المحاور والملفات. هذا هو سر سياسة فريق بايدن الحالية. إدارة أوباما ركزت على ما كانت تريده هي، أي الاتفاق النووي، وشكل من أشكال الشراكة مع الإخوان. وأرادت فرض السياسات الأخرى بناء على “السياستين الأساسيتين”، مما أدى إلى بعض الجفاء مع عدد من الحكومات (الخليج)، ورفض للبعض الآخر (مصر).

إدارة ترمب انتفضت على سابقتها

منذ 2017، قلبت إدارة ترمب المقاييس رأساً على عقب في المواقف الأميركية تجاه الشرق الأوسط، وغيّرت بوصلة السياستين المتعلقتين بإيران والدول الشريكة في المنطقة. فكما كتبنا في السابق، خرج ترمب من الاتفاق النووي ووقف وراء حلفائه العرب في مواجهتهم إيران، أكان في الخليج أو في اليمن، ووضع خطوطاً حمراء في العراق وسوريا.

لكن الأهم من ذلك أنه أطلق الدعم الأميركي للتحالف العربي والإسلامي في قمة الرياض في 2017، وطلب باسم أميركا من “الحلفاء” أن “يُخرجوا الإرهابيين من أراضيهم”، أكانوا “داعش” و”القاعدة” أو “حزب الله” أو الميليشيات الإيرانية.

من ناحية ثانية، أعطت إدارة ترمب الضوء الأخضر للدول العربية التي أرادت توقيع “معاهدة إبراهيم” مع إسرائيل أن تنطلق بحرية، من دون أن تشترط أي رابط بالاتفاق النووي.

لكن إدارة ترمب استخفت باللوبي الإيراني، وخسرت وقتاً ثميناً في الشرق الأوسط، فلم تساعد التحالف العربي على حسم الموضوع مع الحوثيين، ولم تساعد العراقيين السياديين على حسم الموضوع في العراق، ولم تساعد اللبنانيين الأحرار على أن يتحرروا ولو جزئياً من “حزب الله”، ووقفت تتفرج على الميليشيات التكفيرية والإسلاماوية في ليبيا أربع سنوات. ترمب ساعد العرب، لكن إدارته لم تساعده إطلاقاً على حسم الملفات.

بايدن أمام الواقع

بعد رئاستي أوباما وترمب، يجد بايدن نفسه بين حدّين في ما يتعلق بالشرق الأوسط. دول المنطقة ما عدا المحور الإيراني، تعرف تماماً أن العودة إلى الاتفاق ستضعف مواقفها، وتؤثر سلباً في مصالحها. والرئيس بايدن يعرف أن شركاء أميركا العرب وإسرائيل قلقون جداً من هذا الموضوع. إيران تعرف أن بايدن يدرك دقة الموقف، وتضغط على إدارته لتدفعها إلى العودة السريعة وفك الطوق عنها. وقد تكون التحركات العسكرية والإرهابية في هذا الإطار.

من هنا، فإدارة بايدن تعمل على كل الجبهات لعدم إضاعة المبادرة: إرضاء إيران وإعطاؤها شيئاً ما كي لا يفرط الاتفاق. إرضاء إسرائيل كي لا يغضب مؤيدوها داخل الولايات المتحدة. والمحافظة على التواصل مع السعودية وحلفائها العرب، كي لا يبتعدوا عن الولايات المتحدة.

التموقع العربي الجديد

في إطار المرحلة الجديدة من سياسة إدارة بايدن تجاه المنطقة، يبدو أن منظومة التحالف العربي باتت تتموقع في معادلة متجددة تحاكي التموقع الأميركي الجديد.

أولاً، تردّ السعودية وحلفاؤها أن العرب أيضاً متمسكون بالعلاقة الثنائية مع واشنطن بقدر ما هي متمسكة بها.

ثانياً، تقبل المملكة والتحالف بمبدأ الحل السياسي في اليمن، وفي الوقت ذاته تستمر بعملياتها على الأرض، رداً على إرهاب الحوثيين، ما دام قائماً.

ثالثاً، يقبل التحالف العربي بمبدأ طاولة مفاوضات شرق أوسطية للأمن والاستقرار بديلاً عن الاتفاق النووي لعام 2015، لكن يستمر بالتصدي لأعمال طهران التخريبية في المنطقة، بما فيها استهداف السعودية والمواقع الأميركية.

رابعاً، تستمر دول “معاهدة إبراهيم” بالتوسع في عملية السلام وتعميق التبادل الاقتصادي، لكن بشكل مستقل عن الاتفاق النووي.

أخيراً وليس آخراً، تحتفظ دول التحالف بحقها في تنمية دفاعاتها الإقليمية والدولية ضد الإرهاب، عبر مناورات وتدريبات مع دول أعضاء في “ناتو”، مثل اليونان وفرنسا في المتوسط، إضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في الخليج.

التموقع العربي الجديد، ذكي استراتيجياً، ودقيق في أدائه. فكأنه رسالة متعددة تقول: نبقى حلفاءً استراتيجيين للولايات المتحدة، لكننا ندافع عن أنفسنا ضد إيران والمنظمات الإرهابية. نقبل بمنظومة الأمن والسلام في المنطقة، لكن يجب على إيران أن تتخلى عن تهديدها للمنطقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون ترأس اجتماعا لبحث اوضاع مرفأ بيروت وأوعز بوضع الدراسات لتطويره ووافق على تخصيص جزء من قرض البنك الدولي لإزالة الركام ونقل المواد الخطرة

الثلاثاء 16 آذار 2021

وطنية - أعلن وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال ميشال نجار، أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شدد على ضرورة المباشرة في أسرع وقت ممكن بعملية إزالة الركام والمواد الخطرة الناتجة عن الانفجار في مرفأ بيروت والتي من الممكن ان تشكل خطرا على السلامة العامة"، لافتا الى ان الرئيس عون "اعطى موافقته المبدئية لتخصيص جزء من قرض البنك الدولي لتمويل عملية ازالة المستوعبات الموضبة، والتي تحوي مواد خطرة في المرفأ، كما في بعض المنشآت النفطية"، مشيرا الى أن "عملية إعادة بناء مرفأ بيروت بحاجة الى وضع مخطط توجيهي ودراسة للتجهيزات والانشاءات، والى قوانين جديدة ترعى عملية إدارة المرفأ مستقبلا، وهذا كله يتطلب تشكيل حكومة جديدة فاعلة".

الاجتماع

وكان الرئيس عون ترأس قبل ظهر اليوم اجتماعا خصص للبحث في اوضاع مرفأ بيروت بعد الانفجار الذي وقع في 4 آب الماضي، في حضور نائبة رئيس حكومة تصريف الاعمال وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر ووزير الاشغال العامة والنقل ميشال نجار، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والمستشارين رومل صابر، العميد بول مطر، انطوان قسطنطين وانطوان سعيد.

رئيس الجمهورية

وتم خلال الاجتماع البحث في ازالة الردميات الناتجة عن الانفجار، حيث شدد الرئيس عون على "ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف الخطر المتمادي بفعل الردميات والمواد المخزنة، وذلك وفقا للقوانين والانظمة المرعية الاجراء".

كذلك اعطى الرئيس عون توجيهاته "لوضع الدراسات القانونية والاقتصادية والمالية والفنية والمخطط التوجيهي لتطوير المرفأ".

نجار

إثر الاجتماع قال الوزير نجار للاعلاميين: "لقد اجتمعنا بطلب من رئيس الجمهورية وحضور نائبة رئيس مجلس الوزراء الوزيرة زينة عكر مع مجموعة من الخبراء والاستشاريين اليوم في قصر بعبدا، وتم بحث بعض المواضيع المتعلقة بمرفأ بيروت بالدرجة الاولى وبعض المواد الخطرة القابلة للاشتعال الموجودة فيه وفي بعض المناطق اللبنانية. لقد تقدمت من فخامة الرئيس بطلب الحصول على موافقة استثنائية لتخصيص جزء من قرض البنك الدولي لتمويل عملية ازالة المستوعبات الخطرة الموجودة في المرفأ، وقد تحدثت وسائل الاعلام عن 52 حاوية للمواد الخطرة، وانتهت عملية توضيبها منذ أكثر من شهر، ونحن ما زلنا نتقاذف الكرة من مكان الى آخر، لأن التمويل لهذه العملية لم يؤمن بعد، لذلك لا زالت المستوعبات موجودة في المرفأ". اضاف: "لقد طلبنا إعادة تخصيص جزء من قرض البنك الدولي كي نتمكن من تمويل عملية إزالة هذه المستوعبات من المرفأ ومن المنشآت النفطية وغيرها. وطلبت ان يخصص جزء من المبلغ المخصص لوزارة الاشغال لإزالة الركام والذي قد يشكل خطرا، لا سيما في فصل الصيف، لأنه يحوي مواد عديدة مختلطة بعضها ببعض، وهناك شركة فرنسية تقوم بدراسة لإزالة هذا الركام، وقد شدد فخامة الرئيس على ان هذا الموضوع اساسي جدا ويجب التخلص من اي مواد من الممكن ان تشكل خطرا جراء اي اشتعال او اي حادث قد يطرأ نتيجة هذه المستوعبات او الركام".

وتابع: "لقد أعطى الرئيس عون موافقته المبدئية لتخصيص مبلغ من قرض البنك الدولي لتمويل هذه العملية، وسيعاد تخصيص جزء من هذا القرض لاطلاق عملية جديدة لتحضير دفتر شروط لإعادة بناء المرفأ وفقا لأسس عصرية حديثة"، واشار الى "اننا بحاجة اليوم الى مخطط توجيهي جديد لإعادة بناء المرفأ، وهذا المخطط هو عملية كبيرة ومتشعبة، تتضمن جزءا قانونيا، وآخر اقتصاديا وماليا، وهندسيا، ما يتطلب تمويلا ووقتا. وعلينا في بادئ الامر اطلاق عملية تحضير دفتر شروط بالتعاون مع البنك الدولي، وقد حصلنا على توجيهات فخامة الرئيس للشروع بهذا الامر، وكما تعلمون هناك جهات عديدة مهتمة للمشاركة في عملية اعادة بناء المرفأ، منها دول وشركات عرضت خدماتها لذلك، كذلك مرافئ عالمية. لذلك يجب، قبل بدء اي شركة او دولة او حتى البنك الدولي المساعدة بهذه العملية، ان نقرر اي مرفأ نحن نريد، ونضع مخططا جديدا لبنائه هذا المرفأ إن كان لناحية التجهيزات او الانشاءات، إضافة الى وضع دراسة لقوانين جديدة ترعى عملية إدارته في المستقبل، لأن المرفأ تديره الآن "اللجنة الموقتة لاستثمار وإدارة مرفأ بيروت" ويعود تاريخ تأليفها لأكثر من عشرين عاما، وبالتالي نحن بحاجة الى تحديث كل ما يتعلق بإدارة المرفأ مؤسساتيا، وتحديث الهوية المؤسساتية للجنة ادارته".

واردف: "لقد طلب فخامة الرئيس هذا الاجتماع للتداول بورشة العمل الادارية والعمرانية والمخططات التوجيهية التي تتعلق بالمرفأ لكي تنطلق ورشة العمل، على أمل أن نكون جاهزين في الوقت المناسب لطرح هذا الموضوع على المناقصة ووضع القوانين اللازمة لإدارة المرفأ من جديد وتحديد هويته المؤسساتية وأن تكون قد تشكلت حكومة جديدة لأن هذه العملية بحاجة الى تشريعات وقوانين".

وعن التأخير في عدم معالجة إزالة الركام والمواد الخطرة بعد 7 اشهر على انفجار المرفأ، قال: "في مرحلة من المراحل كان هناك تحقيق يجرى حول الانفجار وكان ممنوعا على أي كان الدخول الى مسرح الانفجار، وهذا سبب التأخير الحاصل اليوم، وهناك شركة فرنسية تضع دراسة وقد شارفت على الانتهاء لمعرفة الوسيلة الافضل لإزالة الركام، وكذلك هناك دراسة لموضوع القمح مع وزارة الاقتصاد، وقد اشرفنا على النهاية وقريبا جدا سنبدأ بإزالة هذه المواد. واليوم وافق فخامة الرئيس على إعادة تخصيص جزء من قرض البنك الدولي لهذه العملية، وقد طلبنا إعادة تخصيص 40 مليون دولار من اصل 295 مليونا لاستعمال جزء منها لإزالة الركام وتنظيف المرفأ، وفي الوقت نفسه نحن نعمل على وضع مخططات لإعادة البناء". وعما اذا كان هناك من سقف زمني لتنفيذ العناوين العريضة التي تحدث عنها ومنها إطلاق عملية إعادة إعمار مرفأ بيروت؟ قال: "السقف الزمني هو اسرع ما يمكن لأن مرفأ بيروت من حيث الاهمية الاستراتيجية هو اهم مرفأ في المنطقة، لكن هناك ضرورة لنتخلص من كل ما تراكم بعد الانفجار، ثم إطلاق عملية دراسة المخططات من جديد، كي نستطيع ان نأخذ دورا في المنطقة، لأنكم كما تعلمون تبدأ شركات الملاحة باعتماد خطوط أخرى لها، فيكون من الصعب إعادة اكتساب الاهمية ذاتها لمرفأ بيروت بعد ما حصل، ولذلك سنبدأ بأسرع وقت ممكن تحضير الملفات اللازمة كدفاتر الشروط والمواصفات وغيرها، ونحن نأمل ان تكون قد تشكلت حكومة فاعلة، لأن هذه العملية تتطلب مراسيم وقوانين في مجلس النواب كي تنطلق بأسرع وقت".

رحمة

الى ذلك، استقبل الرئيس عون النائب السابق اميل رحمة الذي أوضح بعد اللقاء انه عرض مع رئيس الجمهورية "الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الراهنة، ووجدت الاهتمام الذي يوليه الرئيس للمعاناة التي يعيشها اللبنانيون في هذه المرحلة، لا سيما وان التأزم في الوضع يسابق المعالجات التي تبذل على اكثر من خط. وفهمت ان فخامته يتفهم حجم الاعتراض الشعبي على ما وصلت اليه الأمور، وهو لن يألو جهدا في سبيل التخفيف من المعاناة من خلال حلول يحتاج معظمها لحكومة جديدة فاعلة لان نطاق حكومة تصريف الاعمال ضيق وفق الدستور".

ورأى أن "الوضع الراهن يحتاج أيضا الى حسم ملف الحكومة وفق قواعد تعزيز الشراكة الوطنية، خصوصا في هذه الظروف الدقيقة التي تعيشها المنطقة والتي يفترض ان يبقى لبنان بمنأى عن تداعياتها السلبية. واي حكومة لن تكون قادرة على حماية الوحدة الوطنية ومواجهة التحديات الا اذا كانت حكومة ميثاقية ومتوازنة ومشكلة وفق معايير واحدة تحمي حصانتها وتمكنها من الإنتاج لان المهمات المطلوبة منها دقيقة وصعبة". وحذر رحمة من "التمادي في الفلتان الأمني واستغلال وجع المواطنين والظروف الاقتصادية الصعبة"، داعيا القوى العسكرية والأمنية الى "العمل للمحافظة على الاستقرار الأمني وهي قادرة على ذلك، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها العسكريون في مختلف الاسلاك العسكرية".

وختم: "ما يدفع الى التفاؤل ولو كان حذرا، تصميم فخامة الرئيس على توفير كل ما من شأنه تسهيل معالجة الازمات الراهنة على مختلف مستوياتها".

 

السفارة البريطانية: لا صحة للأخبار المتداولة عن تحذير رعايانا بعدم التنقل

الثلاثاء 16 آذار 2021

وطنية - أعلنت السفارة البريطانية على مواقع التواصل الاجتماعي أنه "يتم تداول أخبار غير صحيحة عن تحذير من السفارة البريطانية لرعاياها بعدم التنقل في الأيام المقبلة. إن ذلك عار عن الصحة. ويمكنكم البقاء على اطلاع دائم على نصائح السفر إلى لبنان عبر هذا الرابط

https://www.gov.uk/foreign

-travel-advice/lebanon".

 

البخاري زار عودة: المملكة العربية السعودية تقف على مسافة واحدة من كافة المكونات اللبنانية

الثلاثاء 16 آذار 2021

وطنية - أعلنت سفارة المملكة العربية السعودية في بيان، أن "سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد عبد الله البخاري زار اليوم، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، وأكد حرص المملكة على المكون المسيحي الوازن في المعادلة الوطنية اللبنانية، مشددا على أن الشراكة الجدية والصادقة القائمة على العدل والتوازن بين المكونات الطائفية تحمي هذا البلد المميز". ولفت البخاري الى أن "الأصالة التاريخية لمسيرة هذا الشرق بكل مكوناته عمادها الشراكة المبنية على التكامل والمساواة من أجل الحفاظ على هويته ورسالته ودوره". من جهته، عبر عودة عن تقديره "للدور الرائد الذي تؤديه المملكة العربية السعودية بوصفها عامل التوازن الرئيسي في المنطقة"، مشيدا بـ"السياسة الحكيمة التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان"، وقال: "إننا نقدر عاليا الدعم المستمر الذي قدمته وما زالت تقدمه المملكة العربية السعودية إلى لبنان". بدوره، شرح البخاري وجهة نظر المملكة ورؤيتها للعلاقات مع "لبنان الدولة ومع مكونات المجتمع اللبناني التي يشكل تعددها وتنوعها وتفاعلها رسالة لبنان الحضارية"، وقال: "يقع البعض في خطأ التصنيف حينما ينظرون من زاوية ضيقة للدور الذي تقوم به المملكة في لبنان، حيث يعتبر هذا البعض أن المملكة ترعى هذه الطائفة أو تلك في لبنان وهذا خطأ". أضاف: "الصح هو أن المملكة العربية السعودية تقف على مسافة واحدة من كافة المكونات اللبنانية، وليس لدينا سياق تفضيلي لهذه الطائفة أو تلك". وتابع: "إن في التنوع اللبناني غنى والإنسان اللبناني وريث حضارة صدَّرت الأبجدية إلى العالم، ولذلك يستحق الشعب اللبناني استقرارا في وطنه، ونماء في اقتصاده، وأمنا يبدد استعلاء القوى الظلامية على منطق دولته". وختم: "هذا موقفنا وهو يجسد منطلقات العمق العربي في الرؤية الاستراتيجية للمملكة، رؤية 2030".

 

وزارة الصحة لا تمانع الإستيراد الخاص للقاح مع ضرورة التنسيق معها وقرار للوزير حسن حول كيفية إصدار وثيقة للملقحين من خارج الخطة

الثلاثاء 16 آذار 2021

وطنية - صدر عن وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن قرار يتعلق بإصدار وثيقة تلقيح رسمية للملقحين من خارج الخطة الوطنية، من الذين تلقوا الجرعة الأولى خارج لبنان وأحضروا معهم الجرعة الثانية من اللقاح بظروف فضلى، أو ممن تلقوا اللقاحات من خلال مبادرات خاصة. وينص القرار على "ضرورة أن يجري هؤلاء فحص المناعة IgG بعد أسبوعين من استكمال الجرعة الثانية من اللقاح والحصول على وثيقة رسمية من مختبر معتمد على الأراضي اللبنانية أو خارجها تثبت نتيجة هذا الفحص. كما عليهم إبراز تقرير طبي على وصفة طبية موحدة موقعة وممهورة بختم طبيب مسجل في إحدى نقابتي الأطباء في لبنان. وبناء على هذه المستندات تصدر مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة وثيقة رسمية تصادق على صحة تلقيح الشخص المعني، من جهة ثانية، تلفت وزارة الصحة العامة أنها لا تمانع الإستيراد الخاص للقاح في ظروف ملائمة تضمن جودته، مع ضرورة التنسيق مع الوزارة بهدف المواكبة والتوثيق".

 

جنبلاط عرض مع السفير الروسي المستجدات السياسية

الثلاثاء 16 آذار 2021

وطنية - استقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، السفير الروسي ألكسندر روداكوف، بحضور القيادي في الحزب الدكتور حليم بو فخر الدين. وجرى خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية.

وأفاد بيان لمفوضية الإعلام في الحزب أنها "زيارة تقدير للمعلم الشهيد كمال جنبلاط التي تحصل بذكرى اغتياله في تقليد سنوي إلى الضريح الذي أُقفلت باحته هذا العام بسبب الظروف الصحية".

 

اللجان اقرت 300 مليار سلفة للكهرباء الفرزلي:معادلة السلفة او العتمة ابتزاز والمخرج الحقيقي بتأليف حكومة سريعا ونرفض المس بأموال المودعين

الثلاثاء 16 آذار 2021

وطنية - عقدت لجان المال والموازنة والادارة والعدل والاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه جلسة مشتركة في مجلس النواب برئاسة نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي وحضور وزيري الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر والمال غازي وزني وعدد كبير من النواب. وناقشت اللجان اقتراح قانون معجلا مكررا لاعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة لعام 2021. وكان على جدول الاعمال اقتراحان يتعلقان باسترداد الاموال المنهوبة. وأقرت اعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة 300 مليار ليرة، في ظل اعتراض نواب كتلتي "الجمهورية القوية" و"اللقاء الديموقراطي". وقال الفرزلي بعد الجلسة: "اجتماع اللجان المشتركة اليوم ضم عددا كبير من السادة النواب للبحث في اقتراح قانون سلفة الكهرباء. وكانت مناسبة لمناقشة الوضع برمته. المسألة المركزية كانت في المعادلة التي طرحت اما السلفة او العتمة، ولم يرض عنها النواب على الاطلاق، لا بل بالعكس اعتبرت شكلا من الابتزاز لان هذا الامر سيتكرر دائما فتذهب المؤسسة الى التسليم بما هو مقرر. شخصيا كنت متعاطفا بوضوح مع اقتراح "اللقاء الديموقراطي" و"الجمهورية القوية" الذي يقول: نحن مع عدم المصادقة على هذا الاقتراح، بل مع اصدار توصية وتأكيد ان هناك خيارا هو الذهاب الى تأليف حكومة. واؤكد دائما ان المخرج الحقيقي هو بتأليف حكومة، والتخلف عن ذلك او عدم تأليفها في اسرع وقت هو مسؤولية كبيرة على عاتق المسؤولين". وأضاف: "انا رئيس اللجان المشتركة وهناك آراء متعددة، وكانت هناك محاولة تحمل المسؤولية المتعلقة بضرورة عدم الوصول الى العتمة، فكان التسليم بمبدأ ان يقر فقط 300 مليار ليرة للحؤول دون هذه الحالة. ولكن يجب ان يعلم المواطن ان هذا الموضوع يمكن ان يعاد بحثه، وان المال الذي سيدفع سلفة للمحروقات هو مال المودعين في مصرف لبنان البالغ 17 مليار دولار. نرفض رفضا قاطعا ان نمول واقعنا السلبي وما افتعلت الايدي المسؤولة عنه من أموال المودعين، على اساس ان يخدم سنة او سنتين. هذا امر مرفوض، وقد عبر السادة الزملاء عن رفضهم القاطع لتلك السلفة. أقرت وتحدث عنها السادة الزملاء". وتابع: "جئت لأقول بوضع حد لمد اليد على اموال المودعين او تحريض البنك المركزي او دفعه الى مد اليد عليها، وهو امانة بموجب قرار من حاكم البنك، ولا يوجد الزام قانوني. هذا الاحتياط اخذ من المودعين واودع لدى البنك المركزي ولا يجوز مد اليد عليه. الـ17 مليار دولار اموال المودعين ويجب ان ترد اليهم من دون تردد. واقول في المرة المقبلة، وان شاء الله تكون تألفت حكومة وشقت الامور طريقها في اتجاه الخلاص، يجب عدم المصادقة على أي سلفه تحت شعار اما العتمة او المصادقة. في المرة المقبلة سنقول ارحلوا او العتمة". سئل: لمن تقول ذلك، فأجاب: "للمسؤولين عن هذا الواقع، عن التأخر في تأليف حكومة. وهي يجب أن تؤلف في اسرع وقت. وهذا امر لم يعد مقبولا والا فسنمول واقعنا كله من مال المودعين، فكيف يجوز ذلك؟ المطلوب مليار دولار، ووضعنا امام واقع اما العتمة او (السلفة)، وهذا لا يجوز".

 

جعجع: حكومة تصريف الأعمال تتخلى عن مسؤولياتها ولو ان هناك قضاء فعليا لادعيت عليها وسنصوت ضدالسلفة ايضا في الهيئة العامة

الثلاثاء 16 آذار 2021

اكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في تصريح مباشر أن "الأوضاع في البلاد تزداد سوءا يوما بعد يوم والوجع يزداد أكثر فأكثر، كما أن الأزمات التي تواجهنا تكبر، فيما تشتد علينا الصعوبات المعيشية والمالية".

وقال: "صحيح أن كل هذه الأمور تجعل من حياتنا أكثر صعوبة وتعقيدا إلا أنني أريد من الجميع الا ينسوا أن كل هذه الأمور هي مؤشر إلى نهاية حقبة وبداية أخرى، إلى نهاية عهد وبداية آخر، باعتبار أن المجموعة المتسلطة على لبنان لن تتمكن من الإستمرار في تسلطها إنطلاقا من الوضع المذري الذي وصلنا إليه". ولفت إلى أن "المخاض عادة ما يكون عسيرا، والمخاض الذي نمر به اليوم عسير أكثر من غيره بكثير إلا أنه في نهاية المطاف لا بد أن يؤدي إلى وضع جديد كالذي نطالب به منذ زمن بعيد". وتطرق جعجع أولا إلى موضوع حكومة تصريف الأعمال، وقال: "إن حكومة تصريف الأعمال الحالية تتصرف وكأنها تصرف الأعمال في ستينيات القرن الماضي، وكأن الأوضاع في البلاد طبيعية جدا ونحن فقط في انتظار الحكومة العتيدة كي تتشكل، في الوقت الذي أي أمر طارئ واستثنائي وكارثي وما فوق العادة يدخل في إطار تصريف الأعمال".

واعتبر جعجع أن "حكومة تصريف الأعمال الحالية تتصرف وكأن لا وجود لها، في حين أن حكومة مماثلة موجودة في الدستور والقوانين وعلى ارض الواقع ولديها عمل عليها اتمامه، أي على سبيل المثال لا الحصر في حال تعرضت البلاد لطوفان ما في ظل حكومة تصريف الأعمال فهذه الأخيرة لا يمكنها أن تقف مكتوفة اليدين فقط لأنها حكومة تصريف أعمال، بل تتعاطى مع الوضع المستجد الطارئ وكأنها حكومة فعلية. كما انه لو تعرضت البلاد إلى حرب ما في ظل حكومة تصريف أعمال، لا يمكن لهذه الأخيرة أن تتعاطى مع هذا الطارئ المستجد على أنها حكومة تصريف أعمال ولا دخل لها، وبالتالي المفهوم الذي يمضي به رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب خاطئ ومغلوط تماما، باعتبار ان مهمة حكومة تصريف الأعمال هي تصريف الأعمال الروتينية وتضاف إلى هذا الدور كل الأعمال والأمور الطارئة والإستثنائية وكوارث والأمور غير المتوقعة".

وتساءل جعجع: "هل موضوع تفشي جائحة "كورونا" يدخل في إطار تصريف الأعمال؟ فنحن منذ عدة شهور نشهد وفاة ما بين الـ40 والـ70 مواطنا لبنانيا يوميا، فهل هذا الأمر يتطلب اجتماعا لمجلس الوزراء تحت أي تسمية كان أو خطة كبيرة كاملة بتنسيق أكبر باجتماع أو بدونه من أجل محاولة درء هذا المرض عن اللبنانيين؟ وهل الوضع المعيشي اليوم يدخل في إطار تصريف الأعمال أم لا؟ وهل نحن في وضع معيشي طبيعي، في ظل ما نشهده من ناس تقوم بقتل بعضها البعض في "السوبرماركات"؟، هل يدخل هذا الأمر في تصريف الأعمال ام لا؟". وشدد جعجع على أن "حكومة تصريف الأعمال رئيسا وأعضاء تتخلى عن مسؤولياتها القانونية والأخلاقية وسيقوم التاريخ والله بمحاكمتها على القيام بذلك، ولو كان هناك قضاء فعلي في لبنان فأنا كمواطن ما كنت لأتأخر لحظة عن التقدم بدعوى أمام هذا القضاء على حكومة تصريف الأعمال بتهمة الإهمال والتقصير وعدم قيامها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها".

وتابع جعجع: "أنا أتفهم الرئيس حسان دياب، إلا أن سؤالي له: ألم يكن على علم قبل تكليفه بماهية الأوضاع؟ استقالت الحكومة وهذا أمر عظيم، إلا أنه ضمن سياق تصريف الأعمال عليه وحكومته تحمل المسؤولية الفعلية لتصريف الأعمال بما يتعلق بمجموع الأزمات التي يواجهها اللبنانيون. فهم يتركون اليوم هؤلاء اللبنانيين للمواجهة منفردين ويقولون نحن مجرد حكومة تصريف أعمال، باعتبار أنه من منظارهم جل ما تقوم به حكومة مماثلة هو التوقيع على صرف المرتبات الشهرية بحين يجلس أعضاؤها في منازلهم ولا يحركون ساكنا، في الوقت الذي لا يقوم بذلك أي لبناني والجميع يبحثون عما يجب أن يقوموا به في مواجهة الأزمات التي تواجههم". وتطرق جعجع إلى ملف تأليف الحكومة العتيدة، وقال: "لقد مر سنة ونصف منذ اندلاع الأزمة حتى اليوم من دون حكومة فعلية، وفي المرحلة الحالية، مر قرابة الـ5 أشهر حتى الآن بانتظار تشكيل حكومة على أساس أنه بعد مخاض عسير تكلف الرئيس الحريري وسيتم تشكيل حكومة جديدة في البلاد، وستكون حكومة اختصاصيين  مستقلين الأمر الذي لا أراه ممكنا بأي شكل من الاشكال، باعتبار ان وزراء الحكومة العتيدة لن يكونوا من الاختصاصيين ولا من المستقلين، وإن حصل ذلك فسيكون وراءهم أشخاص غير مستقلين يديرون اللعبة وبالتالي اختصاص هؤلاء الأختصاصيين لن ينفعنا كثيرا، وبالرغم من كل هذا لم تتألف الحكومة حتى الآن".

ولفت جعجع إلى أن "نظامنا في لبنان مجلسي برلماني، أي أن مجلس النواب هو مركز الثقل في السلطة، الناس لا علاقة لها بكل ما نشهده من خلافات إن كان رئيس الجمهورية هو من اختلف مع الرئيس المكلف او العكس، باعتبار أن الناس انتخبت نوابا يشكلون اليوم مجلس النواب الذي يضم أكثرية حاكمة قوامها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" و"حركة أمل" وحلفائهم لذا على هؤلاء تحمل المسؤولية. فالمواطنون لا فرق لديهم ولا يكترثون لما قام به رئيس الجمهورية أو ما فعله الرئيس المكلف وإنما ما يهمهم هو ما يقوم به النواب الذين انتخبوهم فمجلس النواب هو عصب السلطة في لبنان، لذا على الأكثرية النيابية أن ترى ما يجب عليها القيام به من أجل حل المشكلة، إن عبر توجيه رسالة لرئيس الجمهورية أو للرئيس المكلف أو تقوم بإعداد عريضة ترفع فيها الثقة عن هذا أو ذاك بالرغم من أننا جميعا ندرك تماما بأن هذه الخطوات غير قانونية إلا أن لها مفعولا سياسيا كبيرا جدا لا أن تجلس الأكثرية النيابية الحالية مكتوفة اليدين وينبري بعض منها ليتهم رئيس الجمهوريّة فيما البعض الآخر يتهم الرئيس المكلّف لأنه في نهاية المطاف يقبع البلد من دون حكومة في الوقت الذي هو بأمس الحاجة لها منذ 5 أشهر حتى اليوم".

وشدد جعجع على ان "الأكثرية النيابية الحالية هي من يتحمل في نهاية المطاف مسؤولية عدم تشكيل حكومة حتى الآن، وليروا ماذا عليهم القيام به من اجل انهاء هذه الأزمة لأن بيدهم الحل والربط". أما بالنسبة لحملة التلقيح ضد "كورونا"، قال جعجع: "في الأشهر الأربعة الماضية نشهد وفاة ما بين الـ40 والـ70 مواطنا لبنانيا يوميا جراء تفشي جائحة "كورونا"، التي ندرك جميعا أنها اجتاحت العالم بأكمله إلا أن ما هو غير مفهوم أبدا بالنسبة لنا هو أن تبقى من دون علاج في لبنان". وأشار إلى ان "العالم يجمع اليوم على ان العلاج الفعلي لهذه الجائحة لا يمكن في الإقفال العام باعتبار أن هذه تدابير موقتة تفيد بمكان وتضر في مكان آخر ولا يمكنها إيقاف الجائحة، إلا أن الحل الوحيد والناجع هو التلقيح الذي بدأ في بعض الدول القليلة قبل نهاية العام المنصرم فيما أغلبية الدول بدأت به مع بداية العام الحالي، وهناك دول وصلت إلى نسبة تلقيح توازي 60 أو 65% من الشعب، كالعدو الغاشم في حين نرى نسبة التلقيح لدى محور المقاومة، كما أن هناك دولا وصلت إلى نسبة 45% أو 40% أو 35% في حين نحن في لبنان وصلنا حتى يومنا هذا إلى نسبة 2% أو ما دون الـ2 % من الشعب بالوقت الذي نسبة الإصابة في لبنان هي الأعلى في العالم في الوقت الراهن".

وأوضح جعجع أنه" لا يحمل وزارة الصحة كإدارة رسمية مسؤولية هذا البطء في التلقيح، وقال: "إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه اليوم في ظل سرعة التلقيح التي نشهدها اليوم والتي هي أقل بكثير من سرعة انتشار المرض وبالتالي فنحن لن نتمكن من التغلب على الجائحة لا الآن ولا بعد سنتين أو 10 سنوات و50 سنة، لذا الحل الوحيد لنتأمل أننا بالإمكان أن ننتهي من هذه العملية بعد 6 أشهر أو سنة هو في أن تكون سرعة التلقيح أعلى بكثير من سرعة انتشار المرض". وتابع جعجع: "وزارة الصحة غير قادرة تبعا لإمكاناتها، وأنا لا أعرف ما هو سبب ذلك، وهذا أمر مفهوم باعتبار أنها إدارة رسمية كباقي الإدارات الرسمية في البلاد إلا أن ما هو غير مفهوم هو أن لبنان لطالما لجأ للقطاع الخاص في معظم القطاعات، فعلى سبيل المثال في القطاع التربوي القطاع الخاص هو الأساس، كما في القطاع الصحي القطاع الخاص هو الأساس وكذلك الأمر في بقية القطاعات في لبنان، فهل يمكن لأحد أن يقول لي منذ شهر حتى اليوم، أي منذ صدور القانون الذي يسمح للقطاع الخاص باستيراد اللقاحات، ليس هناك أي لقاح مصدره القطاع الخاص في الأسواق؟ وزارة الصحة تقول إنها قامت بما عليها واعطت الموافقة فيما القطاع الخاص يعدد لنا مئات العراقيل التي يتعرض لها، فتارة يقولون إن وزارة الصحة لم تضع حتى اللحظة آلية لكيفية استعمال اللقاحات المستوردة من القطاع الخاص، وتارة أخرى يقولون إن وزارة الصحة تشترط على القطاع الخاص أن يعطي كل مستورد للقاحات من الخارج حصة للوزارة وهذا صراحة أمر غير مفهوم بتاتا فالوزارة تقول على لسان الوزير انها قامت بشراء ملايين اللقاحات فما حاجتها لهذه الحصة؟ لتترك القطاع الخاص بحاله ليقوم باستيراد اللقاحات. كما أننا نسمع أيضا أن بعض من القطاع الخاص قام بشراء عدد من اللقاحات الصينية الإنتاج إلا أنهم يقولون إن الدولة لن تسمح لهم باستخدام هذه اللقاحات قبل وصول الهبة الصينية إلى لبنان التي هي مجرد 50 ألف لقاح".

وأكد جعجع أن "خلاصة البحث في هذا الموضوع هي أنه بالحد الأدنى هناك تأكيد بان الوزارة لا تساعد القطاع الخاص في استيراد اللقاحات وفي الحد الأقصى تقوم بعرقلة هذه العملية، بطبيعة الحال أنا لا أريد أن أتظلم وزارة الصحة أو أحد إلا أن في ظل ما نعرفه عن القطاع الخاص اللبناني المشهود له بنشاطه وديناميكيته وعلاقاته في العالم وما نشهده من واقع منذ شهر حتى اليوم في أن القطاع الخاص لم يتمكن من استيراد أي لقاح كما أن لا إمكان للقيام بذلك في الأسبوعين المقبلين فهل يمكن لأحد أن يجد لنا اللغز الكامن وراء هذا الأمر؟ بتقديري لو وضعت وزارة الصحة يدها بيد القطاع الخاص من أجل حل ما يواجه من عراقيل لكان لدينا من المؤكد اليوم لقاحات مصدرها هذا القطاع في الأسواق، الذي إذا ما تم تسهيل عمله فهو باستطاعته تلقيح مليون ومليوني مواطن في ظرف شهر أو شهرين، والسؤال هنا ما الذي تريده وزارة الصحّة، أفضل من ذلك؟". وشدد جعجع على ان "هذا الموضوع حيوي جدا من أجل ان يكون لدينا أمل فعلي في أن يكون التلقيح أسرع من المرض كي نتمكن من التخلص منه في أقرب وقت ممكن إن شاء الله".

وتناول جعجع في تصريحه موضوع سلفة الكهرباء، وقال: "لقد طرحت هذه السلفة بمعادلة بسيطة جدا "إما السلفة أو العتمة" وهو امر محزن جدا ويدعو للثورة الفعلية". وقال: "يا شباب لا نريد إعطاءكم السلفة ولا نريد العتمة فهل من الضروري أن يختار الشخص إما هذه او تلك؟ بدنا نخلص من سما دين ربكن بوزارة الطاقة بقا، فنحن منذ 15 عاما، وهذه الفترة التي كنا نحن فيها، ويتم تكرار نفس "الترجومة" في كل عام وهي: "اعطونا سلفة للكهرباء وستقوم وزارة الطاقة بالإصلاحات اللازمة"، والادهى هو لماذا تحتاج الكهرباء لسلفة فهل يخسر هذا القطاع الخزينة في أي دولة من دول العالم؟ بالطبع لا، فقط في لبنان يحصل هذا الأمر جراء سوء الإدارة والفساد وعدم الإصلاح وقلة الوعي والإدراك والزبائنية حيث أن أكثر مؤسسة في الدولة اللبنانية في السنوات العشر الأخيرة فيها زبائنية هي مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة، وبالرغم من كل هذه الأمور يريدون اليوم منا أن ندفع ثمن هذه التصرفات عبر تخييرنا ما بين العتمة أو السلفة".

وتابع جعجع: "المضحك هذه السنة أنهم طلبوا سلفة على الليرة اللبنانية 1500 مليار ليرة إلا أن هذا الأمر غير صحيح فبالفعل ما يطلبونه هو مليار دولار أي 13 ألف مليار ليرة فهم يقومون بالغش حتى في هذه المسألة حيث يدعون أنهم يطلبون السلفة تبعا للسعر الرسمي للصرف في حين لا يستعمل هذا السعر في أي مكان، وهذه السلفة فقط كي تتمكن وزارة الطاقة من الاستمرار بما كانت تقوم به من زبائنية وقلة إصلاح وتدبير وفساد لسنة إضافية، فإذا لم تتمكنوا خلال 10 سنوات من القيام بما وعدتم به في كل مرة فهل ستستطيعون القيام بذلك في هذه المئة". وأضاف: "أذكر تماما أنهم وعدونا في السلفة ما قبل الأخيرة أنهم سيقومون بتلزيم معامل الكهرباء BOT وتشكيل هيئة ناظمة للقطاع وتعيين مجلس إدارة جديد للكهرباء فأين أصبحت اليوم هذه الوعود؟ لم يتم تنفيذ أي منها، فلو تم تلزيم المعامل لكانت اليوم موضوعة في العمل، وكل ما سمعناه من وعود هو "تفنيصات" لمجرد الإيحاء بأنهم يقومون بشيء ما في حين أنهم لا يقومون بشيء وأكبر دليل على ذلك هو النتيجة".

واستطرد جعجع: "نحن صوتنا ضد السلفة في اللجان المشتركة وسنصوت ضدها في الهيئة العامة، إلا أنه لنفترض نظريا لضرورات البحث أننا قررنا أن نعطي هذه السلفة لسنة إضافية، فالمشكلة ما زالت موجودة باعتبار أنه لا مال في الخزينة من أجل إعطاء سلفة مشابهة، وهم يريدون إعطاءها مما تبقى من ودائع الناس في المصارف أي أنه في حال تم إقرار السلفة، بعد أن تفاهم أركان المنظومة مع بعضهم البعض، فهي لن تؤمن من الهواء كما ان ليس هناك من هو مستعد لإدانة لبنان في الوقت الراهن لذا فهم سيحاولون أن يمدوا يدهم على الاحتياطي الإلزامي المتبقي في مصرف لبنان أي على ما تبقى من ودائع الناس، هذا الاحتياطي الذي قيمته 15 % من القيمة الإجماليّة للودائع في المصارف، من أجل تمويل الكهرباء، من هنا نحن نرفض كليا هذا الأمر، باعتبار أنها جريمة أخرى ترتكب بحق الوطن، وان الحل الوحيد لمسألة الكهرباء هي في التغيير الفوري لكل وضعية وزارة الطاقة باعتبار أن لدينا دلوا مثقوبا بهذا الشكل ونستمر بوضع المياه فيه منذ 10 سنوات".

وشدد جعجع على أنه "قبل إقرار أي سلفة أو أي شيء يجب أن يتم تغيير كامل وضعية وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان كي لاحقا إذا ما أردنا ان نضع سلفة ما نكون على يقين أن هذا الدلو لم يعد مثقوبا وبالتالي الفلس الذي سيتم وضعه فيه سيبقى مع العلم أن الآن ليس هناك من فلس متوفر للقيام بذلك، ومن اوصلوا الوضع إلى ما وصل عليه في الكهرباء هو من عليه أن يجد الحل وليس أن يخير الناس ما بين أن يأخذ من جيوبهم مليون دولار إضافية او ان يضعهم في العتمة فهذا ليس حلاً على الإطلاق ونحن لسنا مع هذه او تلك وإنما مع تغيير جذري وفوري بغض النظر عن كيفية القيام به باعتبار أن الأكثرية الحاكمة هي من عليها أن تجد الحلول لأنها الاكثرية الحاكمة وليس أن ترمي علينا المشاكل لتخيرنا ما بين هذا أو ذاك".

وتطرق جعجع إلى موضوع عدم مشاركة تكتل "الجمهورية القوية" في جلسة مجلس النواب التي عقدت نهار الجمعة في 12 آذار 2021، وقال: "قرارنا هذا مرده سبب بسيط وهو أننا بقينا في مجلس النواب من بعد فقدانه الكثير من شرعيته الشعبية على أثر "17 تشرين" إنطلاقا من التكليف الشعبي الذي بحوزتنا لنرى ما يمكننا ان نقوم به من أمور مفيدة، على سبيل المثال لا الحصر آخر ما قمنا به هو إرسالنا عريضة نيابية وقع عليها 14 نائب للأمين العام للأمم المتحدة من أجل تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في انفجار المرفأ فهذا الموضوع نعتبره أساسي وملح إلى هذا الحد، فلو كان نوابنا مستقيلين من مجلس النواب لكان هناك فرق شاسع في الأهمية ما بين عريضة موقعة من 14 نائب حالي وعريضة موقعة من 14 نائب سابق، كما استعملنا وكالتنا الشعبية عندما طرحت مسألة قانون الانتخابات وسنستعملها في حال طرح أي تعديل دستوري أو عندما طرحت مسألة تعويضات المرفأ أو التدقيق الجنائي حيث كان يتطلب رفع السرية المصرفية فعملنا على هذا الأمر وكنا رأس حربة في إقرار قانون رفع السرية المصرفية لصالح التدقيق الجنائي، لذا وجودنا في مجلس النواب هو لهذه القضايا الحساسة والدقيقة والكبيرة وبالتالي عندما لا يكون مطروح أي من هذه القضايا وجل ما في الأمر هو عقد جلسة للقول إن المجلس لا يزال موجودا ويعمل أو لأمور غير مهمة أو تحصيل حاصل فنحن بطبيعة الحال لن نحضر لأن هذا ليس هدفنا من وراء بقائنا في المجلس فنحن ندرك الوضع تماما الذي يعيشه الناس في البلاد".

اما بالنسبة لمن يدعون أن بقاء "القوات اللبنانية" في مجلس النواب يعطي شرعية له، قال جعجع: "من يدعون هذا الأمر أذكياء كثيرا، وأريد في هذا الإطار أن أذكر أن مجلس النواب الذي انتخب في العام 1972 استمر حتى العام 1990 وعاد وانتخب رئيسين للجمهورية الشهيد رينيه معوض ومن بعد الراحل الياس الهراوي، وهذا المجلس كان مكونا من 99 نائبا وكان قد فقد في العام 1990 26 نائبا من نوابه بالموت تباعا وبالرغم من هذا الأمر بقي هذا المجلس شرعيا وقانونيا، في الحين أننا في الوقت الحاضر وجود "القوات اللبنانية" في المجلس لا يعطي هذا المجلس شرعية، باعتبار أنه للأسف في مجلس النواب إذا ما استقال أكثر من نصف أعضائه يبقى هذا المجلس قانوني وبالتالي من يدعون هذا الأمر لأن القوات شغلهم الشاغل ويريدون القنص عليها، لذا ليستمروا بالقنص إلى ما شاء الله فـ"يا جبل ما يهزك ريح" إلا أن ما يدعونه غير صحيح لأن للأسف من الناحية القانونية لو استقال 20 و30 و40 و50 نائب منه يبقى قانونيا واكثر من ذلك يمكنهم أن يدعوا ساعة يشاؤون إلى انتخابات فرعية لمحاولة ملء المقاعد الشاغرة في المجلس".

وختم جعجع: "لا شك في أننا نمر في هذه الفترة بأوضاع صعبة جدا، فنحن نستفيق في كل يوم على خبر سيء جديد إن كان بما يتعلق بالليرة اللبنانية أو فرص العمل او الأوضاع الإجتماعية أو ما شابه، إلا أنني في الآن نفسه ليس لدي أي شك في أن الخلاص آت والعجيب الغريب هو أن أركان السلطة اليوم لا يدركون أنه عندما تتدهور الأوضاع إلى هذا الحد فهذا إن دل على شيء فعلى أن أيامهم أصبحت معدودة فهم يستمرون حتى اللحظة في التسلية فساعة يعملون على تشكيل الحكومة وساعة لا يعملون، ساعة يريدون الثلث المعطل والآخرون لا يريدون، فهم يمرحون وكأن الأوضاع طبيعية في البلاد. لذا أقول لكم إن ما هو سبب عذابنا اليوم سيكون سبب خلاصنا في يوم من الأيام وأقصى تمنياتي ألا يكون هذا اليوم بعيدا، وبالتالي ما علينا القيام به اليوم هو أن نبقي إيماننا بربنا كبير وببلدنا على ما هو عليه في الوقت الحاضر كبير باعتبار ان هذا ليس هو بلدنا وإنما هذا ما أراده لنا الآخرون، كما علينا ان نتعاضد لمساعدة بعضنا البعض على ما تحاول "القوات اللبنانية" القيام به في مختلف المناطق اللبنانية من أجل اجتياز هذه المرحلة الصعبة لنصل إلى شاطئ الأمان بكل أمان".

 

الكتائب: لا حل إلا بانتخابات تعيد انتاج سلطة تغييرية قبل فوات الأوان

الثلاثاء 16 آذار 2021

وطنية - توقف المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، أمام "التدهور الكارثي لسعر صرف الليرة والواقع المعيشي المأساوي الذي نتج عنه، في موازاة لامسؤولية قاتلة لهذه الطبقة التي قررت عن سابق تصور وتصميم ترك اللبنانيين في مواجهة مصيرهم، بعد تجريدهم من مدخراتهم وودائعم ومقومات عيشهم، مهددين بالمرض والجوع والعوز والبرد والعتمة مع انسداد كل الآفاق". واعتبر ان "هذه المنظومة، بعدما سلمت البلد بالجملة لحزب الله وتنازلت عن سيادته الداخلية ورهنت علاقاته الخارجية بمصالح راعيها الرسمي، باتت تتاجر باللبنانيين بالمفرق عبر مؤسسات عقيمة، من حكومة كسيحة الى مجلس نواب يقايض على القطعة وفق مصالح اعضائه".وأعاد التأكيد ان "المخرج الوحيد من الدوامة يبدأ باعتراف النواب بأنهم باتوا حراس مجلس فاقد للشرعية وعليهم الاستقالة فورا، ليصار الى اجراء انتخابات في أقرب فرصة تعطي الحق للشعب اللبناني بإعادة انتاج سلطة تغييرية تعيد تصويب المسار قبل فوات الأوان".ورأى الحزب أن "كل ما سبق لا يقل سوءا عن التعاطي مع الشأن الوبائي، حيث الاصابات ما زالت تسجل أرقاما أكثر من مقلقة كما الوفيات، مع سير عمليات التلقيح بخطوات سلحفاتية لا تبشر بإمكان تطبيق الخطة الموضوعة لفتح البلد، مع ما يعنيه ذلك من سقوط في موجة تفش جديدة".وجدد المطالبة بـ"السماح للقطاع الخاص وكليات الطب بعد إدراجها على منصة التلقيح باستيراد كمية كبيرة وأنواع عدة من اللقاحات من أجل الإسراع في التلقيح ومراقبة الآلية المتعثرة او المتفلتة لصالح غير المستحقين من السياسيين والمحسوبيات". وشدد على "ضرورة الإسراع في التنفيذ السليم لبرنامج التحصين وإعطاء أولوية التلقيح للقطاع التربوي بعد إنهاء تلقيح القطاع الصحي".

 

المجلس الشرعي الاعلى ثمن الدور الوطني للجيش : لبنان مهدد في مصيره ووجوده ومسقبله وعلى المسؤولين حسم أمرهم فورا وتشكيل حكومة إختصاصيين

الثلاثاء 16 آذار 2021

وطنية - عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسة في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، وتداول في مختلف المواضيع والأوضاع السائدة في البلاد.

استهلت الجلسة بقراءة سورة الفاتحة عن روح عضو المجلس الشرعي الدكتور عبد الإله ميقاتي ، بما "كان له من دور مهم في مسيرة المجلس وعلى الصعيدين الإسلامي الوطني. وتقدم المجلس من مفتي الجمهورية اللبنانية ومن المسلمين في لبنان وأهل الشمال وطرابلس بصورة خاصة، ومن اللبنانيين جميعا بأحر التعازي لفقدان عضو المجلس الدكتور ميقاتي ، الذي غيبه الموت وهو في قمة عطائه واندفاعه في عمل الخير والعمل العام، والذي كان يتحلى بالإيمان القوي ويتميز بأخلاقه العالية وكان قمة ومثالا في التعامل الانساني والتفاعل مع مجتمعه ومحيطه ومع كل فقير ومحروم ومحتاج".

البيان

وصدر عن المجلس الشرعي بيان، تلاه عضو المجلس الشيخ فايز سيف، وفيه:

"اولا: يوجه المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى تحية تقدير وإكبار إلى الجيش اللبناني، قيادة وضباطا وافرادا، للجهود المضنية والتضحيات الكبيرة التي يقدمها الجيش من أجل المحافظة على أمن المواطنين وتمكينهم من التعبير عن آرائهم، وحماية التظاهرات التي يقومون بها، في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والانسانية الخطيرة التي يعيشونها والآلام التي يكابدونها والتي تنال من حياتهم وكرامتهم وتعرضهم للذل والمهانة، والتي لم يعتدها اللبنانيون، في ظل غياب الدولة ومؤسساتها عن القيام بواجباتها تجاه مواطنيها وتوفير الحد الأدنى من السلام والأمن الاجتماعي والاقتصادي والحياة الكريمة.

ويثمن المجلس الشرعي الأعلى خاصة الدور الوطني والحكيم لقائد الجيش العماد جوزف عون في حرصه على حرية التعبير التي يصونها الدستور، وعدم استعمال العنف أو القمع ضد المتظاهرين، من جهة، وتمسكه بالحفاظ على النظام العام في البلاد، وعدم التعرض للأملاك العامة والخاصة، من جهة ثانية، بما يكفل ممارسة المواطنين للحقوق والحريات التي كفلها الدستور، وضمان أمن البلاد وانتظام الحياة فيها. فالجيش هو جيش الشعب وقد وجد للدفاع عن حدود لبنان، ولحماية اللبنانيين في الداخل، وليس لقهرهم واذلالهم.

ثانيا: يؤكد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، مسؤولية القيادات السياسية في وضع حد للفوضى والضياع التي تسود البلاد نتيجة عدم تشكيل حكومة وإيصال البلاد إلى حالة الانهيار الكامل، اقتصاديا وماليا واجتماعيا ومعيشيا وأمنيا، والإمعان في التخلي عن مسؤولياتهم وواجباتهم، من دون وازع من وطنية أو ضمير إنساني، والتي تعطي وحدها، مبررا وشرعية لوجودهم. إن المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى يلفت نظر المسؤولين جميعا، ومن يتولى إدارة الحكم وقيادة الدولة، وكل من يعنيه لبنان وأهله وشعبه إلى وجوب قيامهم بالاصلاحات الأساسية والضرورية الشاملة وإخراج لبنان من حالة التردي والانهيار والسقوط الكامل، وإعطاء أمل جديد للبنانيين في إعادة بناء بلدهم وإعماره، وفتح المجال أمام دول العالم الراغبة في مساعدة لبنان والمساهمة في عملية إنقاذه.

ثالثا: يأسف المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، ويشعر بالألم لما آلت إليه أوضاع الناس في لبنان، من فقر ومرض وتراجع في إمكاناتهم وقدراتهم، وما يرافق ذلك من بطالة وتشرد وتفكك للعائلات. وغربة وضياع لجنى العمر، ويأس، وخوف وهم قاتل، وهم يرون أبناءهم خارج مقاعد الدراسة، والسنوات تمر سريعة من أمامهم، وهم مهددون في مستقبلهم وبناء حياتهم، ولا من يسأل أو يهتم، وأبواب الحياة مقفلة أمامهم، والمسؤولون في غفلة عن تولي وتدبر امور الناس وشؤون حياتهم، وأن التخلي عن هذه المسؤولية والأمانة، يفقدهم الحق في الاستمرار في قيادة البلاد وأمنها وسلامتها، فلا يجوز أن يبقى المسؤول في سدة المسؤولية، وهو عنها غافل أو غير سائل او غير مهتم وكأن الأمر لا يعنيه، كما هو حاصل الآن، والناس يتألمون ويعانون ويتحملون كل أنواع الذل والهوان، حيث لبنان كله بات مهددا في مصيره ووجوده ومسقبله، وعلى المسؤولين جميعا أن يحسموا أمرهم، ويبادروا فورا إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين وأصحاب خبرة، مستقلين وغير حزبيين وفقا لما يقضي به الدستور للنهوض بالبلاد والاقلاع عن الاهتمام بمصالحهم الخاصة، وهاجسهم الوحيد الاستمرار بالسلطة، فالسلطة التي بأيديهم هي امانة لخدمة الناس، وليس لخدمة مصالحهم الخاصة، وهم لا يدركون أن السلطة لن تحميهم ولن تبقى لهم، وان ثورة الجياع، إن لم يستفيقوا من سباتهم، ستطيح بكل شيء. رابعا: إن المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى لن يسكت عن ما يجري في البلاد من فقر وقهر وظلم واستهتار وتخل عن المسؤولية وتهديد للمصير ولحياة اللبنانيين، ولا عن دور دار الفتوى المرجعي والوطني والجامع والتاريخي. إن دار الفتوى والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى يقفان دون تردد ولا التباس، مع اللبنانيين في مطالبهم الانقاذية، نحن مع إنقاذ البلاد من هول ما تعدنا به الطبقة الحاكمة، نحن مع الدستور ومع تطبيقه نصا وروحا، نحن مع الطائف، نحن مع معالجة الأوضاع الاقتصادية والحياتية والمعيشية، نحن مع عودة لبنان إلى حياته الطبيعية، مع إنمائه وازدهاره، نحن مع التأكيد على العيش المشترك، العيش المشترك الإسلامي- المسيحي الآمن والكريم والمستقر، نحن مع عروبة لبنان وحضوره ودوره العربي في كل المجالات، نحن مع لبنان، وطنا سيدا حرا مستقلا، وطنا نهائيا لجميع أبنائه، نحن مع وحدة لبنان، ووحدة اللبنانيين، فلا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين، كما يقول الدستور.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 16-17 آذار/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

المستسلمون الآذاريون الطرواديون:  عون وباسيل وجنبلاط والحريري وجعجع الذين باعوا 14 آذار هم مجرد أقزام لا أكثر ولا أقل ويعيشون مرحلة الهزيمة بكل ذلها والهوان…14 آذار وقاتليها من أصحاب شركات الأحزاب الآذارية التجارية

الياس بجاني/14 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96973/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%b0%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b7/

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 16 آذار/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/97018/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1001/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/March 16/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/97021/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-march-16-2021/
#
LCCC_English_News_Bulletin

 

التموقع الاستراتيجي العربي في بداية عهد بايدن…الرسالة إلى البيت الأبيض بأننا سنبقى حلفاءً استراتيجيين للولايات المتحدة لكننا ندافع عن أنفسنا ضد إيران والمنظمات الإرهابية

د. وليد فارس/انديبندت عربية/16 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97030/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8/

 

من “إتفاقية القاهرة” الى إتفاقية مار مخايل” الى موسوليني! فإلى الفجر مع نيلسون مانديللا/المحامي عبد الحميد الأحدب/16 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97026/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%a5%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

 

في المماطلة قوة ...لا تبدو الطبقة السياسية اللبنانية حريصة على تشكيل حكومة، على الرغم من ادّعائها خلاف ذلك.

مهنّد الحاج علي/مركز مالكوم كير- كارنيغي/16 آذار/2021

  The Power of Not Now/Despite statements to the contrary, Lebanon’s political class seems unenthusiastic about forming a government today
 Mohanad Hage Ali/Carnrgie MEC/March 16/2021
 http://eliasbejjaninews.com/archives/97032/%d9%85%d9%87%d9%86%d9%91%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d8%b7%d9%84%d8%a9-%d9%82%d9%88%d8%a9-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%a8%d8%af/

 

The fall of Lebanon is a question of when, not if – opinion/Itzhak Levanton/Jerusalem Post/March 16/2021
السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر إسحاق ليفانتون كتب في جيروزاليم بوست يقول: سقوط لبنان هو مسألة متى وليس رأي إذا
http://eliasbejjaninews.com/archives/97036/itzhak-levanton-j-post-the-fall-of-lebanon-is-a-question-of-when-not-if-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7/

 

إلى متى فرفكة الايدي.... لبنان كما نعرفه يلفظ انفاسه الاخيرة وان عاد فلن يعود لبنان الحريات والانفتاح والسيادة الكاملة، فإلى متى سنظل كمقاومة لبنانية نسكت ونتأقلم ونتغاضى ونساير ونتحاصص ونتكيف سلبياً مع الاحتلال؟

ادمون الشدياق/16 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97039/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d9%81%d8%b1%d9%81%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%9f-%d9%84/

 

The Hezbollah Empire in Lebanon and the Assassination of Lokman Slim/ Makram Rabah/Politics Today/March 16/2021
 
مكرم رباح: امبراطورية حزب الله في لبنان واغتيال لقمان سليم
 http://eliasbejjaninews.com/archives/97041/makram-rabahthe-hezbollah-empire-in-lebanon-and-the-assassination-of-lokman-slim-%d9%85%d9%83%d8%b1%d9%85-%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%85%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%b7%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%ad/