المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 آذار/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.march14.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الخامس من الصوم الكبير: أحد شفاء المخلّع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع/الأحد الخامس من الصوم المقدس

الياس بجاني/شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

فيديو ونص/الياس بجاني: رسالة إلى سيدنا الراعي: احذر يا سيدنا فإن أصحاب شركات أحزاب الكتائب والقوات والتيار العوني-الباسيلي هم 100% ضد مبادرتك الإنقاذية التاريخية لأنهم عملياً وبدهاء وذمية يحاولون أن "يشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ويشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين" في نفس الوقت

الياس بجاني/أصحاب شركتي حزبي القوات والكتئب هم 100% ضد مبادة سيدنا الراعي

الياس بجاني/“الرئيس المقاوم” أمين الجميل يسابق بياضين الطناجر لإسترضاء الإرهابي حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

"إنطلاقة تأسيس" بلا تاريخ وبلا هويّة!/الياس الزغبي

واشنطن تطالب زعماء لبنان بـ«العمل من أجل مصالح شعبهم»

تحذيرات دولية للبنان: الآتي أصعب!

عون يستنفر الحرس الجمهوري لمنع الثوار من اقتحام قصر بعبدا/الدولار تجاوز الـ 12 ألف ليرة... وانسداد مخارج الحلول يسرِّع الانفجار في لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 13/2/2021

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 آذار 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

كورونا: 56 وفاة و3523 إصابة جديدة.. اللقاحات تتوسّع

حزب الله يُعلن عن تفاصيل زيارته إلى موسكو

العودة إلى ساحة الشهداء.. وقطع الطرق بين بيروت والجنوب

مقاطعة "القوات" مبدئية... وباسيل "بوجهين"... تشريع "الشحادة بشرف"!

«عشرات القضاة في لبنان يهاجرون {بحثاً عن حياة كريمة} وينضمون إلى أطباء ومهندسين وأساتذة جامعيين تركوا البلد بسبب الأزمة الاقتصادية

النهار: الشارع مجدداً في مواجهة تسويات السلطة

"نَشْر غسيل"... والتدويل أمر واقع؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

إسرائيل تشنُّ حرب سفن ضد إيران وتتفق مع واشنطن على التصدي لتهديداتها في الشرق الأوسط والعالم

مسؤولون: تل أبيب استهدفت 12 سفينة في طريقها لسورية

هل تستعد إسرائيل لهجوم إيراني محتمل؟

حرب استهداف السفن» تشتعل بين تل أبيب وطهران...إسرائيل هاجمت 12 ناقلة نفط إيرانية منذ 2019

السعودية: إيران غير جديرة بالثقة ولا بد من توسيع الاتفاق النووي/أوامر ملكية بإعفاء وزير الحج ومسؤولين وتعيين آخرين... وقطار الحرمين يستأنف رحلاته نهاية الجاري

“الشيوخ” الأميركي يتوعَّد بمحاسبة الأسد وداعميه/ميليشيات إيران أرعبت أهالي تدمر

واشنطن تحرّك ملف التسوية السورية و«لن تطبع» مع الأسد/الأمم المتحدة تدعو الدول لتكثيف محاكمة المشتبه بتورطهم في جرائم حرب

واشنطن: أردوغان فقد الأمل في “الإخوان” ويسعى إلى المصالحة مع مصر

هجوم "الود" التركي يستهدف مصر والسعودية وتريث مصري خليجي في تقييم الاستدارة التركية.

مجلس الأمن يُطالب بانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا

“داعش” يرتكب مجزرة في العراق ويتبنى ذبح 9 من أسرة واحدة

8 وفيات جرّاء انقطاع الأوكسجين بمستشفى أردني واستقالة وزير الصحة/الملك عبدالله الثاني وبّخ المسؤولين والبرلمان تداعى لاجتماع طارئ والخصاونة تعهد تحقيقاً "شفافاً وشاملاً"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أربعون لقمان سليم: الهاتف وكتاب نتانياهو وفراغ التحقيق/نادر فوز/المدن

3 صفعات مسيحية لباسيل؟/نديم قطيش/أساس ميديا

14 آذار: هكذا سلّمت نفسها للحزب وإيران/إيلي الحاج /أساس ميديا

مسار لبنان الأسود: الفوضى تقوّض الأمن وإسرائيل تتربّص/منير الربيع/المدن

المِحور وشمشون الجبّار/سناء الجاك/نداء الوطن

حين يُركّز "التيار" غضبه على المناطق المسيحية/نوال نصر/نداء الوطن

زيارة “الحزب” الى روسيا غير مرتبطة بالملف الحكومي؟/نذير رضا/الشرق الاوسط

هل يبقى مسيحيون يدافع ميشال عون عن حقوقهم!/خيرالله خيرالله/العرب

صرخة العسكر... على مين؟/نجم الهاشم/نداء الوطن

وهبة لـ"نداء الوطن": أواجه مسألة فرض الانضباط الإداري واحترام القوانين/ماجدة عازار/نداء الوطن

إنطباع "حزب الله": الحريري يريد إضعاف العهد "لا التشكيل"/غادة حلاوي/نداء الوطن

مُنقذ الدولة من العتمة: "ناهبها"؟/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

تنبثق مع كل خطر يهدد لبنان...بين القتل والتسويات 14 آذار باقية في قلوب من عايشوها/زيزي إسطفان/نداء الوطن

تأليف الحكومة في رقاد طويل..مَن يُخرِج تأليف الحكومة من فم الذئب؟/نقولا ناصيف/الأخبار

هيغل  وغوته محقّان... هكذا تحجّمت "17 تشرين"/جورج عيسى/النهار

نظامُ الملالي عدوُّ العرب… في الدِّين والدُّنيا/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

وثيقة إغترابية بتحديد 13 آذار يوما للمغترب اللبناني

الوطني الحر ينوه بمسار تحقيق المرفأ: الى متى يحتجز الحريري وكالة المجلس؟

خليل: الأطراف المعنية ما زالت متمسكة برأيها ما يؤدي الى تعطيل الحل

جنبلاط استقبل أرسلان وتأكيد تنفيذ ما اتفق عليه في عين التينة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الخامس من الصوم الكبير: أحد شفاء المخلّع

إنجيل القدّيس مرقس02/01-12/عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت. فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله. فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!». وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟. وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لٱبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع: لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!. فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع/الأحد الخامس من الصوم المقدس

شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

http://eliasbejjaninews.com/archives/17330/17330/

من أرشيف عام 2015

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع/من أرشيف عام 2015/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.editorials15/elias al mkalah sunday14.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع/من أرشيف عام 2015/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias al mkalah sunday.mp3

 

شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس بجاني/14 آذار/2021

إن فرائض الصلاة من اجل الآخرين على مختلف أنواعها، خصوصاً من أجل الذين هم بحاجة إلى مساعدة وتعاضد ومعونة، أكانوا من الأهل والأقرباء، أم من البعيدين والغرباء، هي بالواقع طقوس دينية ووجدانية تحاكي حنان ورحمة ومحبة الخالق القادر على كل شيء. كما أنها تعبر بأسلوب عملاني وروحي عن قوة وصلابة وعمق إيمان ورجاء من يقوم بممارسة هذه الفرائض من أجل غيره لعلمه الأكيد أن الله أب للجميع وهو رحوم ومحب وغفور ويسمع ويستجيب لمن يلجأ إليه ويسعى إلى رحمته ويطلب معونته.

في الأحد الخامس من أحاد الصوم الكبير نقرأ في كنائسنا المارونية من إنجيل القدّيس مرقس (2/1-12) واقعة عجيبة شفاء المخلع: “ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام، فسمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: يا بني، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط ثم خرج أيضا إلى البحر. وأتى إليه كل الجمع فعلمهم”

هذه العجيبة في جوهرها اللاهوتي تبين لنا بما لا يقبل الشك أن الشفاعة والصلاة والتضرعات من أجل الآخرين مقبولة عند الله ومستجابة لدية. فالمخلع كما جاء في إنجيل القديس مرقس لم يسعى للشفاء، ولا طلب المعونة والرحمة، ولا سأل المغفرة من خطاياه، مع أن المسيح كما يقول العديد من اللاهوتيين كان يأتي إلى بلدة كفرناحوم باستمرار حيث يعيش هذا الشخص المصاب بالشلل الذي يفتقر إلى الإيمان والرجاء وبعيداً عن الله.

وما هو لافت أيضاً في هذه العجيبة أن أهل وأقرباء وأصحاب المخلع هذا، أو ربما بعض من تلاميذ المسيح نفسه هم من أمنوا أن الرب قادر على شفاء هذا المُقعد منذ 38 سنة بمجرد أن يلمسه، فحملوه ودفعهم إيمانهم القوي إلى اختراق الجموع والصعود إلى سقف البيت وفتح كوة فيه وإنزاله مربوطاً إلى فراشه من خلالها إلى حيث كان يجلس المسيح وطلبوا منه شفائه. إيمان هؤلاء القوي وثقتهم المطلقة بقدرة الرب وبرحمته دفعتهم للقيام بما قاموا به من أجل شفاء المخلع، فحقق لهم المسيح طلبهم مقدراً فيهم قوة إيمانهم.

وبما أن الخطيئة هي عذاب وموت أبدي في نار جهنم، ولأن آثامها ومغرياتها وفخاخها هي التي تُقعِد الإنسان في قيمه وأخلاقه وإيمانه، وتقتل فيه أحاسيسه وتخدر ضميره ووجدانه وتشله وتبعده عن خالقه وعن تعاليمه وطرقه القويمة، فقد غفر السيد المسيح خطايا المخلع أولاً، ومن ثم شفاه من علة الشلل وقال له: “قم أحمل فراشك وأذهب”.

إن الله لا يرد خائباً من يطلب معونته بإيمان وثقة، وباهتمام كبير ومحبة أبوية خالصة يصغي لصلاتنا ولطلباتنا ويستجيب لها، وهو القائل: “اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له” (متى 07/07-08).

من هنا فإن فرائض الصلاة من أجل الغير أحياء كانوا أم أموات، أحباء أم أعداء، قريبين أم بعيدين، هي فرائض مقبولة ومستجابة عند الله الذي هو محبة وأب حنون لا يرد سائلاً ولا يترك محتاجاً دون أن يسعفه.

جاء في إنجيل القديس متى (11/28): “وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه”. وقال القديس يعقوب في رسالته (5/15): “وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له”.

في الخلاصة، إن الصلاة لمن هو بحاجة لها فرض وواجب على كل مؤمن وتقي ومحب وغيور، وخصوصاً الصلاة من أجل خلاص الواقعين في التجارب الإبليسية وأفخاخ الخطيئة، ومن أجل غير القادرين عقلياً على استيعاب الأمور وتقدير عواقب الخطيئة، من مثل المرضى النفسيين والعقليين، وفاقدي القدرة على الحركة والنطق.

إن عجيبة شفاء المخلع ليست الوحيدة في الإنجيل التي يجترعها المسيح وتلاميذه والقديسين استجابة لطلب غير المعنيين بالأمر، إنما هناك عجائب أخرى كثيرة مماثلة منها استجابة يسوع لطلب قائد المئة في بلدة كفارناحوم حيث شفى غلامه من مرض الفالج (متى08/ 05-13 )، ويسوع أيضاً أقام ليعازر من القبر وأعاده إلى الحياة بناء لطلب شقيقتيه مريم ومرتا (يوحنا 11/1-44). من هذا المفهوم الإيماني الراسخ يمكن فهم طلب المؤمنين في صلواتهم شفاعة السيدة العذراء وبركات كل القديسين.

لنصلي من أجل شفاء كل ضعيف وعاجز أكان هذا الضعف جسدياً أو إيمانياً أو أخلاقياً، والله الذي هو محبة لا يرد لمن يسأله بإيمان أي طلب.

لنصلي ونطلب من الرب يسوع أن يحررنا من مغريات الأرض الفانية، ومن أجل أن يساعدنا لنسعى إلى اكتساب القيم الروحية والإيمانية والثقافية والاجتماعية.

لنصلي ونطلب من يسوع أن ينقي ضمائرنا وقلوبنا، ويحررنا من شرور أطماعنا ونزوات غرائزنا، وأن يعطينا نعمة التواضع لنكون رسل محبة وحرية وعدالة، ودعاة سلام ووئام.

يا رب في هذا الأحد المقدس، أحد عجيبة شفاء المخلع، أعطنا القوة والصبر لنرتضي العار في هذه الدنيا الترابية الفانية، راجين منك ومستغفرين ألاّ يسود وجهنا الخجلُ في يوم الحساب الأخير.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائماً، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو ونص/الياس بجاني ..رسالة إلى سيدنا الراعي: احذر يا سيدنا فإن أصحاب شركات أحزاب الكتائب والقوات والتيار العوني-الباسيلي هم 100% ضد مبادرتك الإنقاذية التاريخية لأنهم عملياً وبدهاء وذمية يحاولون أن "يشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ويشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين" في نفس الوقت

الياس بجاني/13 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96906/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%86%d8%a7/

إن مبادرة سيدنا الراعي التاريخية والإنقاذية الشجاعة والمحقة سيادة وقراراً واستقلالاً هي واضحة في يندوها وضوح الشمس وليس فيها أي لبس أو مجال للتقويل والاجتهاد لأنه شخص بتروي وحكمة وواقعية المرض الإيراني الإحتلالي والسرطاني والإنقلابي الذي يفتك بلبنان دولة ومؤسسات وشعب وتاريخ وهوية واقتصاد وثقافة. وفي نفس الوقت عدد الأعراض بالتفصيل وطالب الشعب بعدم السكوت عن أي من هذه الأعراض ال 17.

كما أنه صارح الشعب وقال له بشفافية مطلقة بأن كل المحاولات الإنقاذ من داخل لبنان ومن خلال القابضين على سلطته وقراره وحكمه من السياسيين والمسؤولين قد فشلت. وفي هذا السياق طالب بالعلاجات التالية طبقاً لجدول من الأولويات، في مقدمه، اللجوء إلى الأمم المتحدة لتنقذ لبنان وهو من الدول التي شاركت في تأسيسها من خلال إعلان حياده وعقد مؤتمر دولي لهذه الغاية وتنفيذ القرارات الدولية كافة (اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و 1559 و1701 و1680) التي تحصر السلاح بالقوى الشرعية فقط.

سيدنا لم يقول بأن الانتخابات النيابية أو الرئاسية المبكرة أو المؤجلة أو إقالة أو استقالة رئيس الجمهورية أو المجلس النيابي أو المؤتمر التأسيسي هي من الأولويات. ..لا بل رفض أي مؤتمر تأسيسي لأن لبنان مؤسس كدولة من 100 سنة.

من هنا فإن أصحاب شركات الأحزاب المسيحية الثلاثة، قوات جعجع وكتائب الجميل وتيار عون-باسيل هم ضد كل العلاجات التي طرحها سيدنا البطريرك مما يعني أنهم مباشرة أو مواربة مع احتلال حزب الله ومصرين على الاستمرار بمنحه الشرعية والعمل تحت مظلة احتلاله وكل على طريقته من الشرود وانعدام الرؤية والإسخريوتية.

 سمير جعجع أولويته كما يصرح على مدار الساعة ومعه كل صنوجه من نواب وإعلاميين هي استقالة رئيس الجمهورية وانتخابات نيابية لأن كما يقول المشكلة تكمن في فشل التحالف الحاكم.

الشاب سامي الجميل يطالب ال نواب ال 108 بالاستقالة فوراً وبإجراء انتخابات نيابية مبكرة أو في موعدها وذلك لإنتاج سلطة جديدة لأن المشكلة في مفهومه الصبياني هي في السلطة الحاكمة، وهنا يتلاقى في عمى البصر والبصيرة السيادية والرؤيوية مع منافسه اللدود جعجع على نفس المطالب التي هي للأسف مبنية على أجندات نرسيسية وسلطوية ذاتية تتعامى عن مرض الاحتلال.

أما تيار عون - باسيل الذي باع لبنان لحزب الله مقابل كرسي رئاسية مخلعة فهو يذهب إلى ما ابعد من الانتخابات ويطالب بمؤتمر تأسيسي في حين أكد بيار رفول اللصيق بميشال عون كظله والذي لا ينطق بكلمة دون فرمان منه بأن عون وتياره هما في محور المقاومة ومنتصرين وهم مع الثلاثية إياها، جيش وشعب ومقاومة وأن أميركا ستهرول للتفاوض معهم ومع الحوثيين.

في الخلاصة فإن الثلاثي الإسخريوتي هذا هم عملياً ضد كل بنود مبادرة سيدنا الراعي وهنا نستعير من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24/الآيات التالية التي تصف وضعيتهم الطروادية والانتهازية أجمل وصف: ""وأَنَا لا أُريدُ أَنْ تَصِيرُوا شُرَكَاءَ الشَّيَاطِين!لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين! أَمْ هَلْ نُرِيدُ أَنْ نُثِيرَ غَيْرَةَ الرَّبّ؟ وهَلْ نَحْنُ أَقْوَى مِنْهُ؟ هُنَاكَ مَنْ يَقُول: «كُلُّ شَيءٍ مُبَاح!»، فأُجِيب: ولكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ يَنْفَع!. «كُلُّ شَيءٍ مُبَاح!»، ولكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ يَبْنِي! فلا يَطْلُبَنَّ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ مَا هُوَ لِغَيْرِهِ".

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أصحاب شركتي حزبي القوات والكتئب هم 100% ضد مبادة سيدنا الراعي

الياس بجاني/13 آذار/2021

حدا يفهم خينا سامي الجميل المروكبي معه ع استقالة ال 108 نواب بأن البلد  كله محتل ومجلس النواب اليوم وبكر وكل يوم وبعد مية سني  بظل الإحتلال هو ديكور لا بيقدم ولا بيأخر. يا صديقنا...مرتا مرتا تهتميني بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد...ركز ع الإحتلال وبس

 

“الرئيس المقاوم” أمين الجميل يسابق بياضين الطناجر لإسترضاء الإرهابي حزب الله

الياس بجاني/09 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96828/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85/

الرئيس السابق أمين الجميل من بكركي اليوم بعد لقاء البطريرك: “اذا طلبنا التدويل، لا يعني عودة نوع من الوصاية على لبنان، انما هو مساعدة المجتمع الدولي الذي سبق والتزم ببعض القرارات الدولية لجهة التقيد بها والتي هي اساسية وتحمي لبنان، أكان من مشاكل الخارج او من الممكن ان تعزز الوحدة الداخلية”.

ربنا يكون بعون سيدنا البطريرك الراعي ويحميه ليس فقط من حزب الله الإيراني والإرهابي ومن كل أعداء لبنان، ولكن أيضاً ربنا يحميه ويرد عنه سموم الطرواديين والإسخريوتيين من ربعنا نحن الموارنة البياضين الطناجر والذميين يلي عم يزوروا بكركي من بعد خطاب البطريرك التاريخي ومنون رؤساء ونواب ووزراء سابقين وأصحاب شركات أحزاب. كلن عم يلتقوا سيدنا تا يقولوا من منبر الصرح بأنهم ليسوا مع وضع لبنان تحت الوصاية الدولية، وليسوا مع اعلانه دولة فاشلة، وليسوا مع تنفيذ القرارات الدولية بقوة السلاح.

من جهة بيدعوا نفاقاً ودجلاً بأنهم مع محتوى خطاب سيدنا البطريرك، ومن جهة تانية بيطلعوا من عند سيدنا وبيفسروا خطابه كل واحد ع كيفوا ومزاجه تا يرضوا الإرهابي والمحتل حزب الله ويتملقوه ويمسحولوا جوخ.

هؤلاؤ بذمية يدعون دجلاً ونفاقاً بأن حزب الله شريحة لبنانية، وحزب لبناني، وممثل في البرلمان، ويمثل الطائفة الشيعية الكريمة، وهو من حرر الجنوب عام 2000 وبالطبع بيقوصوا ع إسرائيل العدوة كما يقولون.

وهؤلاء جميعاً يعرفون جيداً بأن الحزب إيراني 100%، وجيش تابع للملالي، وليس فيه أي شيء لبناني لا من قريب ولا من بعيد، وهذه حقائق ووقائع واثباتات يجاهر ويفاخر بها نصرالله وكل قادة الحزب بإستمرار ومعهم القادة في إيران.

كما ان الحزب لم يحرر الجنوب، بل هو من يحتله وقد حوله إلى معسكر وقاعدة ملالوية وورقة بيد إيران للضغط على العرب وأميركا والغرب وإسرائيل.

أما نواب الحزب في البرلمان فهم فُرضوا فرضاً وبالقوة وبالإرهاب على ابناء الطائفة الشيعية كون الحزب يخطف الطائفة ويأخذها رهينة.

من هودي بياضين الطناجر والذميين، طل اليوم علينا من بكركي مؤلف وكاتب وناشر كتاب “الرئاسة المقاومة” أمين الجميل ما غيرو يلي كتب الكتاب تا يقول لحزب الله أنه هو من ألغى اتفاق 17 آيار مع إسرائيل وبأنه مستعد يعمل رئيس جمهورية ويعطي بالمقابل الحزب ما يدهشهه، تماماً كما هو حال خطاب ومواقف وممارسات المعرابي سمير جعجع.

أطل علينا فخامته اليوم من بكركي وقال: “اذا طلبنا التدويل، لا يعني عودة نوع من الوصاية على لبنان، انما هو مساعدة المجتمع الدولي الذي سبق والتزم ببعض القرارات الدولية لجهة التقيد بها والتي هي اساسية وتحمي لبنان، أكان من مشاكل الخارج او من الممكن ان تعزز الوحدة الداخلية”.

هون منسأل الرئيس المقاوم كيف ممكن تتنفذ القرارات الدولية من دون وضع لبنان تحت الفصل السابع واعلانه دولة فاشلة ومارقة بوجود الإحتلال الإيراني وسلاحه ودويلته وهيمنته المطلقة على كل مفاصل ومؤسسات الدولة وع رقاب وألسنة وركاب الحكام والمسؤوليين وأصحاب شركات الأحزاب؟

وفي نفس سياق الأجندات السلطوية والنرسيسية والذمية فإن كل من يطالب بانتخابات نيابية أو رئاسية مبكرة أو مؤجلة أو باستقالة الساقط بكل تجارب إبليس ميشال عون في ظل احتلال حزب الله وقبل تنفيذ كل القرارات الدولية (اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559، 1701 و1680) هو عملياً ضد كل ما طالب به البطريرك الراعي في خطابه التاريخي ومع احتلال حزب الله مباشرة أو مواربة.

كم كنا نتمنى من إبن الشيخ بيار الجميل مؤسس حزب الكتاب اللبنانية التي لها تاريخ عريق في الدفاع عن استقلال وحرية وسيادة لبنان أن يطالب بوضوح ومن بكركي برفع الهيمنة الإيرانية عن لبنان بكل الوسائل وفي مقدمها الوصاية الدولية الكاملة على لبنان بدلاً من ذمية التخوف من الوصاية الدولية هذه.

في الخلاصة، مطلوب من كل مساحين الجوخ وبياضين الطانجر عنا نحن الموارنة وخصوصاً أصحاب شركات الأحزاب التعتير أن يضبضبوا ويتركوا بكركي تقوم بواجبها الوطني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

"إنطلاقة تأسيس" بلا تاريخ وبلا هويّة!

الياس الزغبي/13 آذار/2021

لفتتني اليوم عبارة ملتبسة في بيان "التيّار العوني" تقول: "تصادف غداً ذكرى ١٤ آذار تاريخ الانطلاقة التأسيسيّة للتيار الوطني الحر..."! بالتأكيد لا يقصد البيان " ثورة ١٤ آذار" ٢٠٠٥، لأنه خرج منها إلى أحضان "٨ آذار"، وتحوّل إلى نقيضها وأشرس أعدائها، إنما قصد ١٤ آذار ١٩٨٩ ذكرى " حرب التحرير" التي شنّها آنذاك رئيس الحكومة العسكرية "البتراء" العماد ميشال عون على الاحتلال السوري. وما يثير الشفقة والريبة، وعلى الطريقة التسووية الخجولة "تعا ولا تجي" في جلسة مجلس النواب أمس، أن "التيّار" لم يجرؤ على تسمية "انطلاقة تأسيسه" باسمها، متجاهلاً ضد من كانت تلك الحرب العبثية، تاركاً رقم ١٤ آذار معلّقاً في الزمن، فلا سنة له ولا هدف أو عنوان!وذلك بالطبع... لئلّا يعتب عليه وليّاه: الأقرب والأبعد!

 

واشنطن تطالب زعماء لبنان بـ«العمل من أجل مصالح شعبهم»

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/13 آذار/2021

عبر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، عن «قلق» إدارة الرئيس جو بايدن من «التقاعس الواضح» للزعماء اللبنانيين في التعامل مع الأزمات المتعددة التي تواجه بلدهم، مطالباً إياهم بالتخلي عن «سياسة حافة الهاوية» وتشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات اللازمة «بشكل عاجل». وقال برايس: «نحن قلقون من التطورات في لبنان»، ولا سيما من «التقاعس الواضح من الزعماء اللبنانيين في مواجهة الأزمات المتعددة المستمرة»، مضيفاً أن «اللبنانيين يستحقون حكومة تنفذ بشكل عاجل الإصلاحات اللازمة لإنقاذ الاقتصاد المتدهور» في البلاد. وإذ أكد أن «الاقتصاد اللبناني في حال أزمة بسبب عقود من الفساد وسوء الإدارة»، قال: «يحتاج الزعماء السياسيون اللبنانيون إلى التخلي عن سياسة حافة الهاوية الحزبية. ويجب عليهم أن يغيروا المسار. يجب عليهم أن يعملوا من أجل الخير العام والمصالح المشتركة للشعب اللبناني». وأشار إلى موقف مجموعة الدعم الدولية للبنان لجهة أنه «يجب على زعماء لبنان عدم تأخير تشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة قادرة على تلبية الحاجات الملحة للبلاد وتنفيذ إصلاحات حاسمة». ولفت إلى أن «المجتمع الدولي كان واضحاً للغاية في أن الإجراءات الملموسة لا تزال حاسمة للغاية من أجل إطلاق دعم بنيوي طويل الأجل للبنان». وعما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن ستمارس أي ضغط على الزعماء اللبنانيين، قال: «أظهرنا التزاماً طويل الأجل حيال شعب لبنان على مدى عقود، وسنواصل الوقوف إلى جانبهم». وأضاف: «لا نريد أن نقوم بأي شيء من شأنه في المقام الأول أن يزيد من محنة الشعب اللبناني». وكان برايس شدد سابقاً على حرص واشنطن على دعم المواطنين اللبنانيين ومطالبتهم بـ«المساءلة» و«وضع حد للفساد المستشري» في لبنان. وقال: «نحن نراقب الوضع عن كثب»، مضيفاً: «نحن وشركاؤنا الدوليون أكدنا مراراً وتكراراً، علناً وسراً، على الضرورة الماسة كي يعمل زعماء لبنان السياسيون وفقاً لالتزامات قطعوها على أنفسهم من تشكيل حكومة موثوقة وفعالة». وأكد أن الولايات المتحدة «تدعم الشعب اللبناني ودعواته المستمرة إلى المساءلة وإلى إجراء الإصلاحات اللازمة لتحقيق الفرص الاقتصادية والحكم الأفضل ووضع حد للفساد المستشري، الذي غذى الكثير منه ما شهدناه في لبنان في الأيام الأخيرة». وتجنب «استباق الأمور» في التحدث عن «أي ردود محتملة تتعلق بالسياسة في الوقت الحالي».

                                  

تحذيرات دولية للبنان: الآتي أصعب!

وكالة الانباء المركزية/13 آذار/2021

توقفت مراجع سياسية وديبلوماسية امام موجة التحذيرات الدولية المتتالية وخصوصا تلك التي صدرت في الايام القليلة الماضية، والتي حملت المزيد من الاتهامات الواضحة والصريحة الى المسؤولين اللبنانيين واركان السلطة من دون ان تلقى اي رد او توضيح لما حملته من توبيخ لا سابق له في الحياة السياسية اللبنانية. كان بعض الديبلوماسيين يعتقدون ان الحملة الدولية لاحياء ما هو مطلوب لتوفير ما هو آت من استحقاقات صعبة لا يمكن ان تمر على اللبنانيين بسهولة. ولم تعد تقتصر على ما يحتسب من المحطات البعيدة المدى بل ان البعض منها بات على الأبواب وهو ينذر بالكثير مما يثير الشؤم، خصوصا إن اصر البعض على عناده محتفظا بمواقف وخيارات لا تتيح له ولمن يواليه ويدعمه من اللبنانيين سوى تأمين المصالح القصيرة المدى ولا تقدم اي اشارة ايجابية يمكن ان تؤدي الى اقتراب البلاد من محطة الفرج والتعافي السياسي والحكومي والاقتصادي كما على باقي المستويات الحيوية.

وعليه، فان النظر الى التحذيرات الفرنسية والبريطانية والأميركية كما الروسية، يوحي بان المجتمع الدولي، وان اوحى بوجود مهلة مقبولة للخروج من النفق، فانه لن يطول الوقت لتتطور المواقف الى ما هو ادهى واقسى. فالعبث بالمصالح العامة وحقوق اللبنانيين لن يقف عند حدود الوطن الجغرافية والأمنية منها كما الاقتصادية والإنسانية، لا بل سيؤدي حتما الى الإخلال بالامن القومي والسلام الدوليين على حد اعتبار احد الديبلوماسيين الذي تعب من مسلسل الاقتراحات التي قدمها من اجل الخروج من الأزمة في مراحل سابقة كان يعتقد انه ما زال بالإمكان الإستثمار في وعي المسؤولين بخطورة المرحلة وما يمكن ان تقود اليه الانهيارات المتتالية والمتناسلة من قطاع إلى آخر.

ولكن ما لبث هذا الديبلوماسي ان اكتشف ان معظم جهوده باءت بالفشل فاوحى في سلسلة من التقارير التي رفعت الى حكومته بضرورة التشدد في البحث عن صيغة حل خارج لبنان. واستند في اقتراحه الى ان بعض القيادات الفاعلة والمؤثرة في مواقع رسمية وغير رسمية ما زال يراهن على انتصارات وهمية اقليمية ودولية يمكن استغلالها  في الداخل لتليين هذا الموقف او ذاك او الى استدراج البعض الى حيث يريد خدمة لأجندات لم تعد لبنانية في الكثير من وجوهها ونتائجها.

وأضاف هذا الديبلوماسي، ان احدا لم يتفهم تحذيراته المسبقة مما قد تشكله هذه الأزمات من خطر جدي على وحدة المجتمع، كما بالنسبة الى ما تحقق الى اليوم من الحد الادنى من الامن الذي ما زال مقبولا رغم الانهيارات الاقتصادية والنقدية وما تركته جائحة الكورونا من انعكاسات سبقت انفجار مرفأ بيروت والنكبة التي تسبب بها ليس على مستوى فقدان وزهق الارواح بالآلاف، فحسب بل على مستوى التدمير في البنى التحتية وما فوق الأرض وتحتها في جزء كبير من العاصمة وقلبها الاقتصادي وواجهته البحرية الى العالم والتي يمثلها مرفأ بيروت.

لا تقف التحذيرات الديبلوماسية عند هذا الحد، لا بل تخشى من تطور الامور في الداخل الى مرحلة يختل فيها التوازن الهش نتيجة فرض امر واقع لا يمكن تجاوزه بسهولة. وهو امر خطير لا يمكن تداركه ولا طي مظاهره السلبية على مستقبل لبنان وفئآت واسعة منهم ولاسيما اولئك الذين انهارت مداخيلهم وسدت في وجههم سبل العيش. ولولا الازمة النقدية والمالية واحتجاز مدخرات اللبنانيين في المصارف لكانت الهجرة قد هددت مناطق بكاملها وافرغتها من سكانها نتيجة الترددات الخطيرة التي قادت اليها السياسات العامة المعتمدة على اكثر من صعيد سياسي وديبلوماسي واجتماعي.

لا تقف الامورعند هذا الحد، فالأخطر ان انضمت مجموعة الدول المانحة التي ما زالت تعطف على اللبنانيين الى باقي المجموعات والتكتلات الإقتصادية التي شطبت بيروت من مجالاتها الحيوية الى اجل غير مسمى سعيا الى حماية راسمالها وإدخاره لاستثماره حيث البيئة الآمنة والصالحة التي تسمح بذلك. وليس ادل الى توجه العديد من الشركات والصناديق الاستثمارية  من التوجه الى اسرائيل والسودان بعد مصر والدول الآمنة  التي لم تشهد مظهرا من مظاهر الصراع بين محور الممانعة والحلف الدولي ضد الارهاب والذي تجلت فصولها المروعة في سوريا والعراق واليمن والبحرين وليبيا كما في افغنانستان ودول أخرى حيث الصراع ما زال قائما بين القوى عينها والتي كانت في مرحلة من المراحل قد اتفقت في ما بينها رغم حجم الخلافات على تجنيب الساحة اللبنانية ما لا تتحمله قبل ان يستدرجها بعض اللبنانيين الذين لا يعترفون بخصوم لبنانيين نتيجة الامتدادات الخارجية التي التزموا بها وتحولوا راس حربة لها في اكثر من بقعة في العالمين العربي والاسلامي.

وبناء على ما تقدم، ترتفع الخشية على المستقبل جراء اصرار البعض على تجاهل التحذيرات الدولية والسعي الى تفسيرات خاطئة لا تخلو من الديماغوجية. معتبرين ان مواقعهم الدستورية تسمح بالرفض واعاقة اي مخرج  ولو كانت النتيجة ان يدفع لبنان واللبنانيين اثمانا لطموحات  لا تتناسب وما يمكن الوصول اليه في ظل الظروف الراهنة او انه لم يحن اوانه بعد. ويضاف الى اسباب هذا القلق، اعتبار نائب وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الاوسط دايفيد شينكر ان حزب الله ليس وحده المشكلة. وان المعضلة ليست فقط بانه يسيطر على لبنان، انما هي بوجود طبقة سياسية “لا يفوتون فرصة لتخييب الآمال”.  وهو امر مستجد وجب التوقف عنده وعدم اعتبار تشكيل الحكومة خطوة كافية للحل انما ما هو مطلوب أكثر بكثير فهل يمكن الرهان على وجود من يتولى إدارة المرحلة المقبلة كاملة ام انه ما زال مفقودا؟!

 

عون يستنفر الحرس الجمهوري لمنع الثوار من اقتحام قصر بعبدا/الدولار تجاوز الـ 12 ألف ليرة... وانسداد مخارج الحلول يسرِّع الانفجار في لبنان

بيروت ـ”السياسة” /السبت 13 آذار 2021

لم تنفع محاولات المسؤولين اللبنانيين الحد من ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي تجاوز، أمس، في السوق السوداء الـ 12 ألف ليرة، مسجلاً رقماً غير مسبوق، توازياً مع ارتفاع جنوني في أسعار السلع الغذائية والخضر والفواكه، إضافة إلى الارتفاع الأسبوعي أيضاً في أسعار المحروقات، على وقع استمرار حركة الاحتجاجات الشعبية في جميع المناطق اللبنانية، وفي الساحات العامة في وسط بيروت، والعديد من المناطق الرئيسية. وفي المقابل لم تسجل الاتصالات الجارية أي خرق في جدار الأزمة الحكومية، بالرغم من الحديث عن إمكانية عقد لقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.

وعلمت “السياسة”، أن الثوار يدرسون اللجوء إلى خطوات تصعيدية غير مسبوقة، رداً على استمرار الانحدار دون أن تبادر السلطة إلى القيام بما هو مطلوب منها، لوقف الانهيار الذي سيطال كافة القطاعات، وعلى هذا الأساس يتوقع أن تزداد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في الأيام المقبلة، رفضاً للواقع الأليم الذي يعيش اللبنانيون تحت وطأته. وخشية إقدام المحتجين على اقتحام قصر بعبدا، اتخذ الحرس الجمهوري، أمس، تدابير أمنية واسعة، ونفذ انتشاراً كثيفاً في محيط القصر، وقام بوضع منصات للأسلاك الشائكة. إلى ذلك، سألت الهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر”، “إلى متى سيظلّ دولة الرئيس المكلّف يحتجز في جيبه وكالة مجلس النواب من دون تنفيذ إرادة الناس بتشكيل حكومة اصلاحية وقادرة بوزرائها وبرنامجها؟ مشيرة إلى أن “التمادي في عدم تشكيل الحكومة هو نوع من استغلال الصلاحيّة الدستوريّة وحرفِها عن غاياتها، فالدستور أعطى رئيس الحكومة صلاحيّة استشارة النواب ومشاركة رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة وذلك للقيام بهذا الواجب لا للإمتناع عنه، ولذا فإن ما هو حاصل اليوم يطرح اسئلة جوهرية حول نوايا رئيس الحكومة المكلّف وأسباب عدم قيامه بواجبه وحول الخيارات الممكنة لمواجهة التعنّت غير المبرر”.

ورفضت مصادر الرئيس المكلف، “ما يروج عن قرب التوصل إلى نهاية للأزمة الحكومية”، مشيرة لـ “السياسة”، إلى أن “مفتاح الحل عند رئيس الجمهورية ميشال عون”، ونافية أي “توجه لدى الرئيس الحريري لتوسيع الحكومة إلى 20 وزيراً، كما يروج فريق العهد والذين يدورون في فلكه”.

وفي سياق تحذيراته من خطورة الوضع، لفت النائب أنور الخليل، إلى أن “مجموعة الدعم الدولية تنذر لبنان بأهمية تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وتطبيق الاصلاحات الحيوية قبل وقوع الانفجار الإجتماعي الكبير، فانهيار الليرة وتعاظم هجرة شبابنا ومستويات فقر غير مسبوقة ألا يستوجب قيام فخامتكم كرئيس البلاد بخطوات سريعة إنقاذا لما تبقى من العهد وإنقاذا للبنان؟”.ودعا النائب شامل روكز إلى “تأليف حكومة مستقلين يتمتعون بالكفاءة يطرحون حلا لمشكلة الكهرباء، وأن تكون لديها صلاحيات استثنائية وخطة تتوجه بها إلى المجتمع الدولي ومؤسساته لإنقاذ البلد”.

وفي الإطار، رأى رئيس حزب “الكتائب سامي الجميّل، أن “لبنان بحاجة الى حصر السلاح بيد الدولة، ومنع إيران من إرسال المال والسلاح إلى الداخل اللبناني”.

وفي انعكاس للتراجع الاقتصادي الذي يشهده لبنان، أطلق رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي، صرخة مدوية من مغبة احتضار القطاع، جراء تراجع الأداء الاقتصادي وتفاقم خسائر جائحة “كورونا”، كاشفاً أن “أكثر من نصف المؤسسات السياحية أقفلت في الـ2020 و50% من العمال صاروا عاطلين عن العمل خصوصًا بعد فترة الإقفال الأخيرة التي امتدت لشهرين ونيف، يبقى قلة قليلة من أصحاب المؤسسات “المياومين” الذين يرغبون في فتح مؤسساتهم مجددًا، إلا أنهم لن يستطيعوا بسبب الظروف الرديئة وبسبب تقاعس الدولة عن تقديم حد أدنى من التعويضات والتحفيزات أو إقرار خطة إعفائية مقترحة وتشريعات تحمي القطاع أو اتخاذ إجراء اقتصادي واحد محق منذ بداية الأزمة الاقتصادية والجائحة حتى اليوم”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 13/2/2021

وطنية/السبت 13 آذار 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

12 ألف ليرة لبنانية وأكثر، تساوي دولارا أميركيا واحدا، هذه هي حتى الآن قيمة عملة لبنان- الوارد اسمه في الكتب السماوية، ومفاصل التواريخ الحضارية، أقله منذ ستة آلاف عام، ويضاف إليها الأعوام الأربعون الماضية التي حمل فيها اللبنانيون وتحملوا المسؤولين السياسيين القيمين على حياتهم السياسية، في مراحل متفاوتة، وإنما في سياقات وأنماط سياسية متواصلة، ولو باختلاف بسيط عن بعضها البعض.

مكاتب الصيرفة والمحال التجارية والمحطات أقفلت، خصوصا في شتورا والبقاع وصيدا، بسبب تدهور العملة اللبنانية.

الدولار يحلق، والابتهالات ترفع الى الله وسائر الأنبياء، من أجل أن تتوافر الهداية لهؤلاء المعنيين بحياة العباد، لكي يؤلفوا بداية حكومة جديدة، علها تبحث عن فتح كوة في جدار من جدران الأزمة الخانقة في كل المجالات، والحاملة كل أنواع المعاناة لخمسة وسبعين في المئة من اللبنانيين.

وبين اللهيب المعيشي الذي يطوق الناس، وبرودة المعنيين حيال تأليف الحكومة ولامبالاتهم بالحياة المزرية الطاعنة بكرامة معظم اللبنانيين، يحاول المحتجون والحراكيون إعادة الحيوية الى الشارع.

فبعد تظاهرة أمس التي طاردت النواب الى جلستهم في اليونيسكو، وكذلك في حرم مبنى ساحة النجمة ثم مبنى مصرف لبنان، نظموا اليوم تظاهرتين في ساحة الشهداء وسط بيروت، ثم ارتفعت الحماوة لدى وصول المتظاهرين الى محيط مبنى البرلمان، في وقت سجل تحرك قوي لأهالي ضحايا انفجار الرابع من آب، عبر جولة تقدمتها "شاحنة الجحيم".

في الخارج، جددت الإداراتان الأميركية والروسية دعوتهما المسؤولين اللبنانيين الى الاستعجال في تأليف الحكومة، كما واصلت الإدارة الفرنسية اتصالاتها في الاتجاه نفسه. لكن حتى الآن، لا تأليف ولا من يحزنون على الناس: لا على الذين اقترعوا لهم، وحكما لا على الذين لم يقترعوا لهم، ولا على من يمقتونهم.

وإذ أعربت أوساط سياسية عن اعتقادها بأن المشكلة في معظمها محلية، وفي جزء قليل خارجية، ولفتت الى إمكان أن يقوم الرئيس بري بمسعى جديد للتقريب بين الرئيسين عون والحريري، نصحت أوساط أوروبية وبعض الأوساط الداخلية بعدم انتظار مآل المسار الأميركي- الإيراني للملف النووي، من جهة، ومن جهة ثانية بالإقلاع عن الأنانيات والمناكفات.

بداية تفاصيل النشرة، نستهلها ميدانيا من ساحة الشهداء حيث قامت تظاهرة بعيد الظهر، وألقي بيان من حراك 17 تشرين، ثم انضمت مجموعات حراكية أخرى وتوجهت الى محيط مجلس النواب، وحاول متظاهرون تسلق السور الحديدي والمكعبات الاسمنتية، لكنهم تمكنوا فقط من خلع بوابة حديدية صغيرة، فاصطدموا بجبل من حواجز الإسمنت المكعب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

رغم محاولات التشويش ذات المنشأ الشعبوي، نجح مجلس النواب في إقرار جدول أعمال الناس، وخلص إلى حصاد وصفه اليوم نواب بالجيد، وآخرون بالمرضي.

أهمية هذا الحصاد أنه يؤمن مظلة أمان اجتماعي- ولو ضمن حدود- للبنانيين القلقين، الذين باتت عملتهم الوطنية في الحضيض أمام دولار يزحف صعودا من دون أي رادع، وقد لامس سعره اليوم الثلاثة عشر ألف ليرة، ما حرك مجددا الشارع ودفع المحتجين الى قطع المزيد من الطرقات والساحات.

الانهيار لا يقتصر على الليرة، بل يتوسع نحو كل المستويات بما فيه السياسية حيث ما زال مفتاح الحل الحكومي مفقودا.

وفي ظل هذا الواقع، لا مؤشرات على احتمال حصول لقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.

غياب اللقاء قابله حضور المواقف، وجديدها بيان ل"التيار الوطني الحر" رشق به الرئيس المكلف، متهما إياه بأنه يحتجز في جيبه وكالة مجلس النواب، من دون تنفيذ إرادة الناس بتشكيل حكومة إصلاحية.

في المقابل، أعلن المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل أن الأمور على مستوى التشكيل ما زالت ترواح مكانها، كاشفا عن حراك جرى خلال الأيام الماضية للبحث عن قواسم مشتركة، من أجل الوصول الى حل وتسوية. وقال: "ما زلنا في عقدة الثلث المعطل، الذي يشكل بالنسبة إلينا انتحارا واغتيالا للوطن".

وأشار خليل الى ان البعض لا "يزال يتمسك بشروطه عبر الحصول على نسبة معينة في تشكيل الحكومة"، لافتا الى أن، وزير زائد أو ناقص، لن ينقذ فريقا من المحاسبة أمام الناس".

وأعلن خليل أنه خلال الأيام الماضية "قام الرئيس بري بجملة من الاتصالات ولكن للأسف الأطراف المعنية بحل الأزمة لا تزال متمسكة برأيها، وهو ما يؤدي الى تعطيل الحل وإرجائه"، مشيرا الى ان المصيبة هي "تجاهل البعض لعمق هذه الأزمة".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بعد طول تستر، اتضحت المنصة الأخطر للتحكم بسعر الدولار، إنها المنصة السياسية التي حددت سعرا جنونيا فاق أسعار كل المنصات.

نحو الثلاثة عشر ألف ليرة يدفع بسعر الدولار، مع غياب أي مبررات اقتصادية او ضرورات السوق، ويبدو أن المطلوب ضغط الناس بالدولار الى حد الإنفجار ..

في الاردن إنقطع الاوكسيجين عن مستشفى لساعة، ما أدى الى وفاة ستة أشخاص في مستشفى السلط غرب عمان، استقال المعنيون وأحيلوا الى التحقيق، وفي لبنان أناس معروفون يقطعون لقمة العيش والدواء والطحين والبنزين عن المواطنين، ويمارسون فرض الموت البطيء بفعل تعاميم وهندسات، ويحركون صرافين وجمعيات للمصارف، أوصلوا البلد الى ما لا يمكن الاحتمال، ولا من يحمل صوت الحسم بمعاقبة هؤلاء او مساءلتهم او محاسبتهم، او على الأقل وضع حد لهم، ولا يزالون فوق كل التحقيقات والملاحقات بفعل قرارات سياسية داخلية وخارجية، باتت واضحة للعيان..

وللواقفين على متاريس السياسة - يزيدون الازمة ويسكبون الزيت على النار الملتهبة - يتبادلون القصف العشوائي بالدولار والاطارات المشتعلة وبالعصي والحجارة الموجهة الى ساحات بيروت، وتلك القاطعة للطرقات على مسارب البقاع والشمال والجنوب، ويتناحرون بالعتمة وبالبيانات والتصريحات القابلة للاشتعال، هل يعلمون أن لعبتهم هذه باتت تهدد الوطن، بعد أن خنقت مواطنيه؟. وهل يعلمون أنه لم يعد بالإمكان التعامل بمثل هذا الاستخفاف؟.

فالناس الموجوعون مختنقون في بيوتهم، وبعضهم على الطرقات المقطوعة، فيما الأدوات السياسية لم تكل عن خطف أصوات المحترقين بلهيب الدولار والأسعار، عبر تشويه التحركات بفجور قطاع الطرق والمشاغبين ..

كمنصات الصرف العشوائية والمتشعبة هي حال الحراك في الشارع، الموزع بين بعض الموجوعين والكثير من المستثمرين والمحازبين الواضحين، والباحثين عن أدوار، فيما الخاسر الأكبر ذاك الباحث عن لقمة عيشه، بين كل هذا الركام ..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الدولار يحلق ويهبط، قبل أن يعود الى التحليق من جديد، تماما كبعض المسؤولين، الذين يتوقع منهم الناس أن يبقوا على أرض الوطن، ويتجهوا مباشرة الى القصر الجمهوري، ويمكثوا فيه حتى الاتفاق مع رئيس الجمهورية على تشكيل الحكومة وفق الدستور، وانطلاقا من احترام الميثاق ووحدة المعايير التي تحول دون تصنيف اللبنانيين درجات.

واذا كان التحليق الإضافي المفاجئ لسعر صرف الدولار اليوم غير مبرر، وفق المعطيات الاقتصادية والمالية العلمية، تماما كهبوطه، فهو أمر مفضوح في السياسة تماما كسبب إحجام المسؤولين عن تأخير تأليف الحكومة، عن القيام بما يتفق مع مصلحة اللبنانيين.

واليوم، وفيما أكد نائب رئيس "تيار المستقبل" مصطفى علوش للأوتيفي "الا مبادرات حكومية محددة حتى اللحظة، بل جوجلة أفكار عليها أن تبرز من خلال طرح واضح المعالم"، سألت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" إثر اجتماعها الكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل "الى متى سيظل دولة الرئيس المكلف يحتجز في جيبه وكالة مجلس النواب من دون تنفيذ ارادة الناس بتشكيل حكومة إصلاحية وقادرة بوزرائها وبرنامجها؟".

ورأت الهيئة أن "التمادي في عدم تشكيل الحكومة هو نوع من استغلال الصلاحية الدستورية وحرفها عن غاياتها، فالدستور أعطى رئيس الحكومة صلاحية استشارة النواب ومشاركة رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة، وذلك للقيام بهذا الواجب لا للإمتناع عنه، ولذا فإن ما هو حاصل اليوم يطرح اسئلة جوهرية حول نوايا رئيس الحكومة المكلف، وأسباب عدم قيامه بواجبه وحول الخيارات الممكنة لمواجهة التعنت غير المبرر".

مع الإشارة الى أن باسيل الذي يترأس أعمال المؤتمر السنوي العام "للتيار الوطني الحر" في مناسبة ذكرى 14 آذار، يتلو الورقة السياسية الصادرة عن المؤتمر الثانية عشرة من ظهر الغد مباشرة على هواء "الاوتيفي"، على أن يطل اعتبارا من الثامنة والنصف مساء أيضا عبر "الاوتيفي" في حلقة مطولة، تتضمن حوارا حول المستجدات السياسية، ونقاشا مع صحافيين وشباب، في الورقة السياسية وشوؤن تيارية.

أما على خط العلاقة السعودية-اللبنانية، فلفتت إشارة وزير الخارجية شربل وهبة عبر "الاوتيفي" اليوم الى أن "المملكة دولة شقيقة لها تاريخ طويل مع لبنان، ونحن نستنكر اي اعتداء يقع عليها، ولا سيما على المدنيين والمنشآت المدنية".

وإذ ذكر بأن الزيارة الأولى للرئيس ميشال عون في مستهل عهده كانت للسعودية، مشددا على انها كانت رسالة إيجابية منه، اضاف: "لا نزال نتوقع اهتماما أكبر من المملكة بلبنان، ونتمنى حصول ذلك". وهبة الذي اشار الى أن رئيس الجمهورية هو طبعا في جو بيانات الاستنكار الصادرة عن الخارجية اللبنانية للاعتداءات على المملكة، اضاف: "دعوتي دائما مفتوحة للسفير السعودي في اي وقت آراد او أحب، ولغيره من السفراء".

وتابع وزير الخارجية: "هناك مصلحة لبنانية وقناعة لدينا بتغيير بعض الامور التي سببت نوعا من الضغط على لبنان، علينا ان نقترب أكثر إنسانيا وأخويا مع أشقائنا من دون ان نكون بالموقف المعادي للدول الصديقة".

وزير الخارجية الذي جزم انه لم يخطئ باستخدام تعبير "استدعيت" عندما طلب لقاء السفير الإيراني إثر تعرض قناة العالم للبطريرك الماروني، على اعتبار ان الكلمة تعبير ديبلوماسي، كشف "للاوتيفي" أن السفير "حضر الى وزارة الخارجية في الأيام الفائتة، حيث كان لقاء صريح ومباشر"، لافتا الى ان البطريرك الراعي اكد له ان "قضية تناوله من جانب القناة، تمت تسويتها عبر الاعتذار الذي حصل، و"المسألة اصبحت وراءنا".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الدولار تجاوز عتبة الـ12000 ليرة، لقد انتقل الشعب اللبناني مخفورا من مرحلة تجويعه الى غرفة الإعدام.

أيتها المنظومة، من الآن فصاعدا، أنت مسؤولة عن كل طفل يموت جوعا وعن كل أم ينفطر قلبها حزنا وقهرا، وعن كل عجوز يحتاج الى دواء، وعن كل شاب يهاجر بحثا عن لقمة العيش، وعن كل أب يضطر الى السلب أو السرقة أو القتل من أجل إطعام عائلته. والأهم أنك مسؤولة عن ضياع دولة وانهيار وطن.

نعم أيتها المنظومة المكونة من كائنات بشرية، يفترض أن تحس وتتفاعل مع محيطها، لا يحق لرجالك إدارة ظهورهم لأنين الناس وإغلاق شرفات قصورهم، كي لا تصلهم شتائم الجياع، فيما هم يواصلون المغامرة بحاضر الشعب والوطن بعدما اغتالوا المستقبل.

لا أيتها المنظومة، ردة فعل الناس على تجاوز الدولار الـ 12000 لن تكون كما كانت عندما تجاوز الأربعة آلاف، وذلك لأسباب موضوعية قاهرة ولا إرادية، إذ سيضطرون بعدما استعصى عليهم الرغيف والبنزين والدواء ونفدت مدخراتهم، سيضطرون الى التكشير عن الأنياب، وقديما قيل: إحذر اللئيم إذا شبع، وقد شبعتم حد التخمة.. واحذر الكريم إذا جاع، وقد جعنا حتى النقمة.

نحن نعرف أيتها المنظومة، أن كلامنا لن يشعل النخوة والمروءة المفقودة في رجالك، ونعرف أيضا أنك سلكت دربا لا رجعة منها، درب الغطرسة واللعب على حفافي الحرب، ظنا منك أن هذا هو الخيار الوحيد الباقي للحفاظ على المواقع والأموال والمكتسبات والامتيازات.

هذا التوجه الإنتحاري يفسر عدم انزعاج رجالك من بهدلات البطريرك الراعي، والمطران عودة والثوار والمعارضة، وصولا الى التقريعات الأميركية والفرنسية والبريطانية والأممية، وتأنيبات الصناديق المانحة.

توازيا السلوك الرسمي المتهور يبدو أنه أجهض وساطة اللواء عباس ابراهيم، وسيحبط المساعي الدولية، خصوصا أن بعبدا تواصل انتقاد الرئيس المكلف بعنف وتتهمه بالكذب، فيما اتهمته الهيئة السياسية في "التيار" باحتجاز تفويض التأليف في جيبه، في وقت توقعت المعلومات بأن جبران باسيل سيصوب نيرانه الأحد الى الرئيس الحريري، في رسالة الى من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج، بأن العهد يرفض عودته الى رئاسة الحكومة.

في الأثناء، الدولار أفلت من أي ضوابط، رقعة كورونا تتوسع، اللقاحات تتأخر، والغموض غير البناء يلف مصير استيرادها بواسطة القطاع الخاص.. والله يستر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كل دولار يساوي نهارا، 12 ألف وخمسمئة ليرة على المنصات، أو 13 ألف ليرة حسب سوق شتورة، والأتي أعظم.

هذا هو الواقع ..أما الحقيقة، فهي أن لا سقف يمكن أن يحدد لارتفاع سعر الدولار في مقابل الليرة اللبنانية.

بين الامس واليوم، هبط السعر اقله 1500 ليرة مقابل الدولار الواحد، وذلك لفقدان الدولار من السوق، في وقت كثر عليه الطلب.

كلما ارتفع سعر الدولار بسرعة كما يحصل منذ يومين، كلما اشتد إمكان تفلته المطلق، وكلما فقدت الليرة قيمتها، وصولا حتى الى لحظة رفض التعامل فيها داخليا.

فبكل بساطة وخطورة، عندما يفقد الدولار، او يتلاعب بسعر ما توفر منه، بين الساعة والاخرى، وحتى الدقيقة والاخرى، يتوقف التجار عن العمل... تفقد البضائع من الأسواق المحلية... تقفل المحال التجارية... ويطرد العمال!.

ما سبق ليس كابوسا وليس فيلما دراميا، إنها حقيقة علمية، يعرفها الاقتصاديون والخبراء الماليون والسياسيون. هذه الحقيقة على سوداويتها، يتعامل معها السياسيون على طريقة "الترقيع".

فالسياسيون حتما يدركون أن إغلاق المنصات، وملاحقة صيارفة "الشنط السوداء"، المنتشرين على الطرقات، لن يؤدي الغاية وحده، في وقت مطلوب فتح أسواق العرض والطلب بشفافية، وأمام كل الصيارفة الشرعيين فيعرف سعر الصرف وتهدأ الاسواق، ويتوقف الابتزاز المالي والسياسي... ويبدأ العمل الحقيقي واسمه الإصلاحات!.

من دون هذه الإصلاحات، لا خروج من الانهيار، لأنها وحدها تؤمن طريق التفاوض مع الـ imf، وأبرزها إقرار قانون الكابيتال كونترول، تخفيف نفقات الدولة، إعادة هيكلة القطاع العام، قطاع الكهرباء، وصولا الى إعادة هيكلة القطاع المصرفي والمصرف المركزي.

قبل أن نرى المجلس النيابي أولا، والسلطة التنفيذية ثانيا عبر حكومة تؤلف سريعا وتكون فاعلة، يعملان على إقرار القوانين الإصلاحية، نكون كمريض سرطان يعالج بالبنادول...

ولكن اين نحن من تأليف الحكومة؟، حتى الساعة "مسكرة ". فبعدما تنازلت بعبدا عن مبدأ الثلث المعطل، ووافقت على تأليف حكومة، تكون حصة رئيس الجمهورية منها 6 وزراء فقط، من بينهم وزير للطاشناق، وبعدما ما اعتبرته رفض الرئيس سعد الحريري لهذه الخطوة، قالت مصادر مسؤولة في بعبدا، "إن رئيس الجمهورية فقد الثقة بجدية التزام الحريري بتشكيل الحكومة.

بيت الوسط يؤكد من جهته للـ LBCI، أن الرئيس الحريري "لم يتسلم أي اقتراح، وأنه لم ير اللواء عباس ابراهيم منذ اسبوعين، وعندما يتبلغ رسميا بقبول رئيس الجمهورية بمبدأ تشكيل الحكومة، على قاعدة، 6 و 6 , و6 , فحينها لكل حادث حديث". علما أن "العرقلة أمام التأليف لا تزال الثلث المعطل"، وبيت الوسط دعم موقفه هذا انطلاقا مما أعلنه النائب علي حسن خليل اليوم.

معلومات خاصة بل ـ LBCI، تحدثت من جهتها، عن أن حجة جديدة خلقت لتبرير تعطيل تشكيل الحكومة، اسمها هذه المرة: الضغط على تكتل لبنان القوي لاعطاء ثقته لحكومة سعد الحريري، خوفا من فقدان الميثاقية.

في الخلاصة: "حكومة ما في"، إصلاحات ما في، دولار ما في، فقر في، وتدهور للاوضاع في... وعيش يا لبناني إذا فيك تعيش!.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على ارتفاع إثني عشر ألفا فوق سطح الدولار، طارت العملة الصعبة في سبت الليرة الأسود. نهاية أسبوعٍ حارقة للورقة الوطنية التي فقدت قيمتها بالتوزاي مع فقدان هيبة الحكم.

وفي الهيبة والقيمة، فإن الحلول غير موضوعة بالخدمة على خطين، وحده الشارع واصل احتجاجه اليوم من ساحة الشهداء، حيث رفع العسكريون المتقاعدون خيامهم قبل أن يرتحلوا من محيط مجلس النواب.

نجح المتظاهرون في خلع أول الحصون الحديدية، فتحول عناصر شرطة المجلس إلى "معلمي لحام"، لكن مجلس الأمة متحصن "بسور ورا سور"، والمتظاهرون لا يملكون إلا سلاح الغضب في وجه سلطة تداري عجزها بالتواري عن الأدوار، ورئيس جمهورية رمى في بازار التأليف معادلته الجديدة: "جبران أو الفوضى".

فلت "ملق" الدولار بصفر يناطح صفرا، ووقع التضارب في السوق السوداء حيث أدت المضاربة بالعملة الصعبة إلى الإرتفاع الجنوني للدولار، مقابل الانحدار الهائل لقيمة الليرة اللبنانية. وأمام هذه الكارثة وانسداد الحلول، مؤسسات تجارية من صغيرها إلى كبيرها استغلت فرصة الأزمة، وأقفلت أبوابها استعدادا لطبع أسعار جديدة على السلع، خبأت المدعوم لتسرق الدعم من أفواه المواطنين، وبعض المؤسسات أحرق الأكياس والعبوات ليعيد تعبئة المواد وبيعها بأسعار مرتفعة، كل ذلك على مرأى من جمعية حماية المستهلك ووزارة دعم طعام الحيوانات الأليفة.

الناس بدأ يأكل بعضها بعضا، والسلطة في غيبوبة أهل الكهف. ووحده رئيس الجمهورية استبق إثنين الغضب باستدعاء السلك الأمني والعسكري والمالي، لا ليعلن حال الطوارىء الاقتصادية والمعيشية في البلاد، بل ليسطر مضبطة جلب لقائد الجيش جوزف عون إلى بيت الطاعة، بعد الكلمة التي وجهها الجنرال أمام قادة الوحدات العسكرية في اليرزة، ليسمع جنرال بعبدا.

وبمفعول رجعي عن حرب الجنرالين، فقد كشف موقع ( 180 بوست )، أن رئيس الجمهورية قال في الاجتماع: "أنا ميشال عون ما حدا يجربني، عام تسعين رفضت التنازل تحت ضغط المدفع، والآن لن أتنازل تحت ضغط الدولار".

كلام غير مسؤول من أرفع قيادات البلد، من رئيس مؤتمن على الدستور. فعن أي تنازل يتحدث؟، وهل التفاهم بحسب الأصول يعد في عرف ميشال عون تنازلا؟. يظهر رئيس الجمهورية في حلة القائد العصي على الخضوع، وهو نفسه حمل العصا وأقعد البلد أكثر من سنتين من الفراغ، حتى يقبض على كرسي بعبدا.

ومن هذا المقام، فإن الخضوع للدستور لن يصبح مذلة بل هو في صلب مهام الرئيس الموكل إليه جمع اللبنانيين من كل المكونات للوصول إلى حل، بدلا من التفرد بالحل. فأين البطولة أيها الجنرال في أن تسحق ولا توقع وأنت رأس الدولة شئت أم أبيت، فإن مصلحة لبنان تتقدم على مصلحة جبران والفوضى ثالثكما. وبما أننا قد وصلنا إلى بوابة جهنم فإن الشعب الذي سميته عظيما، هو في انتظارك لقص الشريط.

والأزمة كل الأزمة أن الحكم بأطيافه يعيش على "مسبار" آخر، ويترك اللبنانيين على مثلث مسنون، ونترك لكم الاعتماد على المخيلة. لا أحد يرى في لبنان كارثة وقعت، وهم تسببوا بها سواء في هذا العهد، أم من عهود خلت.

والأغرب، أن جميعهم ينظر ويحذرنا من الأسوأ، من رئيس جمهورية كان السباق الى توقع الجحيم، الى رئيس مجلس يستوي على العرش النيابي، ثم رئيس مكلف متجمد، فقوات تلعب في غميضة الشارع، وصولا الى جبران باسيل الذي يتشاطر في رمي الاتهام على غيره. وآخرها وابل من الاسئلة التي وجهها الى الحريري، قائلا: "الى متى سيظل الرئيس المكلف يحتجز في جيبه وكالة مجلس النواب، من دون تنفيذ إرادة الناس بتشكيل حكومة إصلاحية وقادرة بوزرائها وبرنامجها؟.

لكن السؤال الأبرز للجميع: ما هذا الهراء؟، وعلى أي بقعة من العالم تعيشون؟، أولستم من لحمم ودم؟. وباللبناني الفصيح: شو جنسكن؟.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 آذار 2021

وطنية/السبت 13 آذار 2021

النهار

تثير التقارير الرسمية التي تعلن عن اعداد الإصابات للوافدين من الخارج بفيروس كورونا استغرابا واسعا من منطلق انه يفترض ان يكون المسافرون الى لبنان قد اجروا فحوصا مسبقة ولا يسمح للمصابين بركوب الرحلات الجوية الى بيروت .

يُنقل أنّ بعض المجمعات التجارية الكبيرة قد تتجه للإقفال نهائياً حتى لو أعيد فتح البلد بعد خسائرها المالية الكبيرة وصرف عدد ضخم من موظفيها ويهدد ذلك بموجة متفاقمة واسعة من البطالة .

بدأت أندية وجمعيات رياضية وثقافية وأدبية تقفل أبوابها وتعلن إفلاسها بعد مغادرة إداريين ورياضيين إلى الخارج ووقف كل الموارد المالية.

اللواء

نجح قطب نيابي مخضرم، في تدوير الزوايا لعدم إضعاف ما يسمى ميثاقية الجلسة التشريعية، والتداعيات اللاحقة.

تكاد العلاقة تكون شبه مقطوعة بين مقر رئاسي، ومقر حزبي على خلفية التباين السياسي والدعوة للانتخابات المبكرة.

هل يعلم وزير الوصاية و"كهرباء لبنان" أن الجباية تأخرت ما يقرب من 20 شهراً، مع الإشارة إلى أن حسن الجباية كان سيوفر مالاً وفيراً لشراء الفيول؟!

نداء الوطن

أكدت مصادر مطلعة أن تصريحات الوزير مشرفية الشديدة الايجابية عن لقاءاته في دمشق في خصوص النازحين "ثرثرة في غير مكانها" تكذبها الوقائع وتصريحاته المماثلة السابقة.

استغربت اوساط مطلعة اقدام وزير الزراعة في زمن تصريف الاعمال على ازاحة الدكتور البيطري علي الرمح من رئاسة دائرة التصدير والاستيراد الحيواني ليعين محله احد اقربائه رغم انه مساعد فني بيطري.

تبيّن أنّ المحكمة الخاصة بلبنان ألغت 137 وظيفة من أصل عدد موظفيها البالغ نحو 300 موظف ينتمون إلى 51 دولة، وجرى تطبيق نظام الدوام الجزئي في 64 وظيفة، في ظل توقع خفض الميزانية المخصصة للمحكمة بنسبة 37%.

الأنباء

تراجعت اندفاعة تجاه طرح عابر للحدود بعد زخم كبير لم تتبعه أي خطوات عملية.

بعد تعهد قطعه وزير سابق بالاحتكام إلى القضاء في حادثة وقعت منذ أكثر من أسبوع، فإنه حتى الساعة لم يُقدم على أي خطوة تصب في هذا السياق.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

كورونا: 56 وفاة و3523 إصابة جديدة.. اللقاحات تتوسّع

المدن /13 آذار/2021

لم يهدأ عدّاد فيروس كورونا اليوم أيضاً، فحصد 56 ضحية وسجّل 3523 إصابة جديدة، ليرتفع العدد التراكمي للوفيات، منذ 21 شباط 2020، إلى 5334 وفاة، ويبلغ إجمالي الإصابات المسجلة 415.362 إصابة. وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليوم أنه تمّ خلال يوم أمس، تلقيح 2258 شخصاً، وإعطاء الجرعة الثانية لـ4707 أشخاص آخرين. ليترفع العدد التراكمي للجرعات الأولى للقاح 92.545، والجرعات الثانية 17.689.

أرقام اليوم

وحسب تقرير الوزارة، توزّعت الإصابات الجديدة بين 3512 لمقيمين و11 لوافدين من الخارج، من بينها أيضاً إصابة وحيدة في صفوف القطاع الصحي، الذي بات العدد التراكمي للإصابات فيه 2624 إصابة. أما عدد الفحوص التي تم إجراؤها، فبلغ 20.874، منها 17.214 فحص Pcr لمقيمين و2406 لوافدين من الخارج، و1254 فحص Antigen. وجاءت نتيحة 3325 فحص Pcr موجبة، و198 فحص Antigen موجبة.

مؤشرات واستشفاء

وبلغت نسبة الفحوص الموجبة خلال الأسبوعين الماضيين 17.4%، بينما بلغت نسبة الفحوص لكل 100 ألف نسمة 4308 ونسبة الحدوث 801. أما على مستوى الاستشفاء، فاشارت الوزارة إلى تسجيل 2326 حالة اسشتفاء يوم أمس، منها 945 في العناية المركزة و294 حالة مع تنفّس اصطناعي. وبينما لفت التقرير إلى تسجيل 325.818 حالة شفاء، يكون العدد التراكمي للإصابات الموجبة النشطة قد بلغ 84.210 حالات بعد احتساب الوفيات.

اقتصاد أم صحة؟

وعلى صعيد آخر، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أنه "إما نكسب الصحة ونخسر الاقتصاد وإما نكسب الاقتصاد ونخسر الصحة"، لافتاً إلى أنّ "هناك دولاً تحتكر اللقاحات المضادة لكورونا". وأشار عراجي في مقابلة متلفزة إلى أنّه "كان من يخالط مصاباً بالفيروس يجري فحوصاً للكشف إن أصيب، أما اليوم فالمخالط لا يجري الفحص إلا إن ظهرت عليه العوارض. لذا، نرى أنّ معدل الفحوص اليوم يبلغ حوالى 16 ألف فحص في حين وصل في السابق إلى 26 ألفاً".

إقفال في "الضمان"

وأعلن اليوم المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، محمد كركي، "إقفال مكتب طريق المطار اعتباراً من صباح الاثنين 15 آذار على أن يستأنف العمل في المكتب المذكور صباح يوم الخميس المقبل، على ضوء نتائج الفحوص التي سوف تجرى لباقي المستخدمين، وذلك بعدما تبين إصابة عدد من مستخدمي المكتب بفيروس كورونا". وناشد كركي وزير الصحة "الاسراع بتحديد موعد إعطاء اللقاح للعاملين في الصندوق، وفقاً لما تمّ الاتفاق عليه سابقاً، نظراً للانعكاسات الخطيرة على إقفال مكاتب الصندوق، لاسيما التأخير في انجاز المعاملات الطبية وموافقات الاستشفاء لحوالى ثلث الشعب اللبناني، بما فيهم أصحاب الأمراض السرطانية والمستعصية ومرضى غسل الكلى".

تأخير أسترازينيكا

وعلى مستوى لقاحات فيروس كورونا، أعلنت مجموعة أسترازينيكا عن تأخير جديد في عمليات تسليم شحنات لقاحها المضاد لفيروس كورونا إلى دول الاتحاد الأوروبي، مشيرةً إلى القيود على التصدير. وقرّرت المجموعة التي تواجه صعوبات في الإنتاج، استخدام مواقعها للتصنيع خارج الاتحاد الأوروبي لتسليم الدول الأعضاء الـ27 طلبياتها، آسفة أن قيوداً على التصدير ستقلّص عمليات التسليم في الربع الأول من العام، و"على الأرجح" في الربع الثاني، حسب متحدث باسم المجموعة.

لقاح جونسون

أما شركة جونسون آند جونسون، فقد رخّص الاتحاد الأوروبي العمل به بجرعة واحدة، في خطوة تعزّز المواجهة ضد وباء كورونا. وفي هذا الإطار، أكد المدير العلمي في الشركة بول ستوفيلز، في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية، أنّ هذا المنتج "أول لقاح تمّت دراسته على نطاق واسع أي نحو 40 ألف شخص وبما في ذلك النسخ المتحورة". ولفت ستوفيلز إلى أنّ اللقاح مكوّن جرعة واحدة "يمكن شحنها بدرجة حرارة تبلغ ما بين درجتين إلى ثماني درجات مئوية، وهي درجة حرارة تبريد عادية، ما سيسهّل استخدامه على نطاق واسع في العالم". ولفت إلى أنه تم دراسة مفعول اللقاح في كل من الأميركيتين وجنوب أفريقيا، "ويمكن إظهار أنه بمعزل عن المنطقة أو النسخة المتحورة أو العمر، فإنه يحمي من المرض الشديد والوفاة والحاجة لنقل المصابين إلى المستشفى". وأضاف أنّ اللقاح يؤمن الحماية بنسبة 85% "ولم نر بعد اليوم الـ28 أيَّ أشخاص من الذين تلقوا اللقاح ينقلون إلى المستشفيات أو يموتون، وهو التحدي الأهم في هذا المرض".

 

حزب الله يُعلن عن تفاصيل زيارته إلى موسكو

سبوتنيك/السبت 13 آذار 2021

كشف رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة"، النائب محمد رعد، عن تفاصيل زيارة وفد "حزب الله" الذي يرأسه إلى العاصمة الروسية موسكو، يوم الإثنين المقبل. وفي حديث لـ"سبوتنيك"، قال رعد: "العلاقة بين "حزب الله" وروسيا بدأت منذ سنوات، وتحكمها نقاط إهتمام مشترك ومصالح مشتركة ونظرة واحدة أو متقاربة جداً نحو الأوضاع في المنطقة وضرورة إستقرار هذه المنطقة، من أجل أن تستثمر شعوبها خيرات الدول، التي تقيم فيها أو تنتمي إليها". وأضاف، "قبل سنتين أو بضع سنوات قمنا بزيارة إلى موسكو وجرى النقاش حول تطورات الأوضاع في المنطقة ولبنان، واليوم بعد التحولات الكثيرة والعديدة التي حصلت خلال السنوات القليلة الماضية كان لا بد من إعادة تحريك النقاش حول آفاق المرحلة المقبلة في ضوء هذه التطورات". وأشار إلى أن "الدعوة التي تلقيناها تهدف إلى إعادة فتح النقاش حول آفاق المرحلة المقبلة بعد ما تحقق من إنجازات لمصلحة شعوب المنطقة في المرحلة الماضية". ورداً على سؤال حول إمكانية تطرق المباحثات إلى ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، أكّد رعد، أنه "ليس هناك جدول أعمال محدد النقاط، قد نمر على موضوع تشكيل الحكومة، لكن في سياق تقييمنا لأوضاع لبنان وضرورة الاستقرار فيه والسعي من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة". وأوضح أن "جلسات النقاش سوف تتحدد ما بين وزارة الخارجية ولجنة الخارجية في مجلس الدوما وبعض المسؤولين، وأعتقد أننا ستتاح لنا فرصة اللقاء مع بعض المسؤولين في مستوى وزارة الخارجية". وعن إمكانية أن تلعب الدولة الروسية دوراً في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية قال رعد:"نأمل أن تأخذ روسيا دورها الطبيعي في مواكبة المساعي القائمة والضغط من أجل تسريع الحلول المطلوبة، التي يقررها الشعب اللبناني". وأكّد النائب محمد رعد، على أنه لا ينبغي التفكير بأي خيار الآن غير خيار الإسراع في تشكيل الحكومة، لأنه "المدخل الطبيعي لإعادة الأمور إلى نصابها ولو على مراحل، وهو مفتاح الاستقرار في لبنان الآن".

 

العودة إلى ساحة الشهداء.. وقطع الطرق بين بيروت والجنوب

المدن/13 آذار/2021

لليوم الثاني على التوالي، تعود الحشود إلى ساحة الشهداء. تحرّك اليوم جاء بدعوة من العسكريين المتقاعدين المنضويين في انتفاضة 17 تشرين، لإعادة رفع خيام الاعتصام في الساحات. فبينما كان سعر صرف الدولار يصل إلى عتبة الـ12 ألف ليرة، لم تغصّ ساحة الاعتصام بالحشد الكثيف. لكن الحضور كان موجوداً واستعاد خطاب إسقاط السلطة "وكلن يعني كلن"، مع مطلبي تشكيل حكومة من خارج الطقم الحاكم، لوضع حدّ للانهيار الحاصل، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة لإعادة إنتاج السلطة. تكرّرت شعارات محاسبة الفاسدين وناهبي المال العام، والمسؤولين عن جريمة مرفأ بيروت وسائر الجرائم الأخرى المرتكبة بحق الشعب اللبناني. مع تأكيد المنظّمين على أنّ تحرّك اليوم يتكامل مع المسيرة التي نظّمتها مجموعات من الانتفاضة أمس الجمعة لاستعادة الزخم في الشارع. وبعد مناوشات محدودة مع القوى الأمنية أمام أحد مداخل ساحة النجمة، استمرّ التجمّع في ساحة الشهداء، في حين بدأت حركة قطع الطرقات في مختلف مناطق لبنان.

حشد وحجارة و"خندق"

وبينما بدا تحرّك اليوم أقلّ تنوّعاً عن تحرك أمس، فإنّ مجموعات من طرابلس والإقليم شاركت فيه، كما كان لافتاً لجوء قوى الأمن الداخلي إلى إقامة حاجز على مدخل بيروت الشمالي عند منطقة الدورة. فعملت العناصر الأمنية على التدقيق بهوية المشاركين في التحرّك متسبباً بزحمة سير خانقة. وكان لافتاً أيضاً لجوء مجموعة من ناشطي طرابلس يرأسهم ربيع الزين بالوصول إلى مصرف لبنان، حيث ألقوا الحجارة على مدخله وعادوا إلى الساحة ليحاولوا اقتلاع لوح خشبي من أحد المداخل المؤدية إلى مبنى مجلس النواب. فقامت القوى الأمنية بإلقاء قنابل مسيلة للدموع فرّقت الحشد. وعلى الضفّة الموازية، نفّذ ثنائي حزب الله وحركة أمل انتشاراً في محيط الخندق الغميق بشكل منظّم، حيث أقفل شبان محزّبون مداخل الخندق في تأكيد على منع أي احتكاك مع المتظاهرين في ساحة الشهداء.

سلطة وميليشيات وزعران

وبينما أعيد نصب عدد من الخيام في الساحة، أكد العميد المتقاعد جورج نادر على أنّ "تظاهرة اليوم تأتي استكمالاً لتظاهرة أمس فسيُعاد إحياء الثورة في كل الساحات ولنا موقف أساسي يقضي بتشكيل حكومة انتقالية من خارج الأحزاب تعمل على النهوض من حالة الإفلاس وإجراء انتخابات نيابية لإعادة تشكيل السلطة". كما كان بيان أكد على أنّ "السلطة الحاكمة وميليشياتها، التي تتناتش على حصصها في إدارات الدولة، لا يمكنها الاستمرار في حكمها الفئوي والتسلّط على الشعب ومنع لقمة العيش عنه وعن الجيش". وأضاف البيان إنّ حكم السلطة هو "حكم الأزعر بكل المقاييس وحكم الميليشيات المنظمة التي استباحت الدولة ولا تزال تُراوغ وتحتال على المجتمعين العربي والدولي، من أجل إعادة إنتاج سلطتها.. ولن تحكموا بعد اليوم. وها قد عُدنا من جديد إلى ساحات الشرف التي لم نتركها يوماً".

بيروت والجنوب

وبينما كان التجمّع مستمراً في ساحة الشهداء، شهدت بيروت ومناطق لبنانية عدة حركة احتجاجات وقطع طرقات. فتم قطع طريق كورنيش المزرعة ومستديرة الكولا، كما شهدت طريق صيدا القديمة. كما قطع محتجّون أوتوستراد بيروت صيدا في بلدة الناعمة، وصولاً إلى صيدا حيث نفّذ السائقون العموميون وقفة احتجاجية قطعوا خلالها الطرقات التي تؤدي إلى ساحة النجمة في المدينة. وفي صور، تم تنظيم مسيرة راجلة جابت شوارع المدينة داعيةً أكد خلالها المشاركون ضرورة رحيل السلطة والمنظومة. وخرجت من المسيرة أصوات أكدت على أنّ "النزول إلى الشارع لإسقاط منظومة فاسدة ليس فعلاً ضد المقاومة، المقاومة هي في المطالبة بالحقوق والقول لا لحكم الفساد".

احتجاجات البقاع

وشهدت منطقة البقاع أيضاً وقفات احتجاجية وقطع للطرقات في نقاط معتادة منها تعلبايا برالياس- مفرق المرج، إضافة إلى طريق عام أبلح. وقطع محتّجون طريق المصنع - راشيا في بلدة الرفيد احتجاجاً على الأزمة المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار وعجز السلطة عن إدارة الأزمة الاقتصادية.

 

مقاطعة "القوات" مبدئية... وباسيل "بوجهين"... تشريع "الشحادة بشرف"!

نداء الوطن/13 آذار/2021

بانتظار "ثلاثاء الكهرباء" في اللجان المشتركة حيث ستكون الأجواء مشحونة بالطاقة السلبية على أرضية طلب "التيار الوطني الحر" سلفة بقيمة 1500 مليار ليرة لمؤسسة كهرباء لبنان تحت طائل التهديد بإغراق اللبنانيين بعتمة حالكة، خاض المجلس النيابي أمس في مشهدية سريالية تحاكي في ظاهرها انتظام العمل المؤسساتي والتشريعي في الدولة، بينما هي تختزن في جوهرها صورة جديدة من صور تفليسة الطبقة الحاكمة وعقمها عن استيلاد الحلول الإنقاذية للبنانيين خارج نطاق الاستمرار بسياسات ترقيعية فارغة من أي مضمون إصلاحي يكافح الهدر ويضع حداً للفساد.

فالسلطة التي أوصلت مواطنيها إلى تصدّر قوائم "الأكثر فقراً" وبؤساً وعوزاً في المنطقة والعالم، هي نفسها التي تبجّحت أمس بإقرار قانون القرض الدولي بقيمة 246 مليون دولار لمساعدة الأسر الأكثر فقراً في البلد، وما صوّرته على أنه "إنجاز" جديد يضاف إلى سجل "إنجازاتها" الخلّبية، هو ليس في واقع الحال أكثر من تشريع "الشحادة بشرف" لإغاثة اللبنانيين عبر قروض عادة ما يمنحها البنك الدولي للمجتمعات التي بلغت حافة المجاعات والانهيار الاجتماعي. وإذ سجلت كتلة "الجمهورية القوية" موقفاً قواتياً مبدئياً بمقاطعة الجلسة التشريعية أمس، انطلاقاً من رفض المشاركة في جلسات "تغطي المنظومة الحاكمة وتوحي بأنّ البلد بألف خير والعمل المؤسساتي يسير على خير ما يرام"، وفق تعبير مصادر الكتلة مع التشديد على أنّ "قرار عدم الاستقالة من المجلس لا يعني مجاراة أهداف السلطة ومنح الشرعية لأعمالها وأدائها"، برز على المقلب الآخر قرار تكتل "لبنان القوي" تأمين النصاب اللازم لانعقاد الهيئة العامة عبر قرار "ترك حرية المشاركة من عدمها" لنوابه، ما أفضى إلى مقاطعة جزء منهم للجلسة التشريعية ومشاركة جزء آخر فيها، في سياق رأت فيه أوساط نيابية، قراراً يعكس حقيقة "الذهنية الشعبوية" التي يتمظهر من خلالها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل "بوجهين: وجه موالاة ووجه معارضة طمعاً بكسب مغانم الاثنين معاً".

ولفتت الأوساط النيابية إلى أنّ "تبرير مقاطعة الجلسة بعدم إدراج مشاريع القوانين الإصلاحية على جدول أعمالها لا يستوي في المبدأ مع تأمين النصاب لها، هذا في الشكل، أما في المضمون فإشارة النائب علي حسن خليل إلى أنّ هذه المشاريع التي يطالب بإقرارها "التيار الوطني" إنما هي حالياً معطلة في اللجان التي يترأسها نواب هذا التيار، كانت إشارة بألف دليل الى الازدواجية في الموقف والأداء والنهج الذي يتبعه "التيار" بين وجه يدعي الغيرة على الإصلاح وآخر يعمل على عرقلة تنفيذه في كل الملفات والمؤسسات والوزارات والإدارات واللجان التي يتولاها، وليس أداؤه في قطاع الكهرباء الذي كبّد الخزينة الجزء الأكبر من المديونية العامة، ولا يزال وزراؤه حتى اليوم يطلبون المزيد من السلف لتغطية العجز في القطاع، سوى رأس جبل الجليد في تكريس سياسة الفساد والهدر بالصفقات والسمسرات والمولدات العائمة، مقابل طمس المعامل الأرضية والهيئات الناظمة".

وبينما واصل الشارع تحركاته الاحتجاجية أمس، سواءً بالتزامن مع انعقاد الهيئة العامة في اليونيسكو نهاراً، أو عبر مسيرة حاشدة انطلقت من أمام وزارة الداخلية واستقرت أمام مجلس النواب ليلاً، فإنّ الملف الحكومي لا يزال على مراوحته السلبية و"لا شيء يوحي بحكومة قريبة" كما اختصرت عين التينة الوضع على لسان خليل. وفي هذا الإطار، اعتبرت مصادر مواكبة أنّ الأنباء التي تحدثت عن مبادرة حكومية يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري إنما هي لا تتعدى كونها محاولة "جس نبض" جديدة، لزوم المشهد بعدما بلغت وساطة اللواء عباس ابراهيم مداها، فكان لا بد بالتالي من الإيحاء أمام الرأي العام المحلي كما أمام المجتمع الدولي بأنّ "ثمة ما يُطبخ في الكواليس لحلحلة العقد" غير أنّ الأمور على أرض الواقع لا تفيد سوى بأنّ "عقد التأليف على حالها والتصلّب في المواقف على حاله".

 

«عشرات القضاة في لبنان يهاجرون {بحثاً عن حياة كريمة} وينضمون إلى أطباء ومهندسين وأساتذة جامعيين تركوا البلد بسبب الأزمة الاقتصادية

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/13 آذار/2021

لم تعد ظاهرة الهجرة من لبنان حكراً على الشباب المتخرجين حديثاً من الجامعات، في ظل انسداد الأفق أمامهم، وفقدان الأمل بحصولهم على وظيفة في بلادهم، فهذه الظاهرة تنسحب الآن على النخب في كل القطاعات من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعيين، وأحدث وجوهها يتمثل في هجرة عدد كبير من القضاة بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية والانهيار الكبير في قيمة الليرة اللبنانية. وكشف عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عقيص، أن «40 قاضياً من الشباب تقدموا بطلبات استيداع إما للعمل في الخارج وإما لأسباب عائلية واجتماعية». وأشار إلى أن «القضاء يفرغ من طاقاته وإن ذلك سيزيد من البطء في العمل ومن تخبط العدالة». وأضاف «صرخة الجيش بالأمس وصلت، فهل تصل صرخة القضاة؟» وختم عقيص تغريدة له بالقول «بلا جيش وبلا قضاء أي لبنان يبقى؟». وتثير هذه الموجة الآخذة بالاتساع قلق مجلس القضاء الأعلى، الذي يسعى إلى تطويقها أو الحد منها في الوقت الراهن، ويؤكد مصدر قضائي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن «القضاة الذين تقدموا بطلبات استيداع (أي السماح لهم بالعمل خارج البلاد لسنتين أو أكثر)، باتوا بالعشرات والرقم يفوق الـ40 قاضياً المتداول به حالياً». ولفت المصدر إلى أن رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود «يبذل جهوداً لإقناع هؤلاء بالتراجع عن هذا التوجه، ويتمنى عليهم التضحية من أجل القضاء اللبناني ورسالة العدالة التي ارتضوا أن يكونوا جزءاً منها، وتمرير هذه المرحلة الصعبة حتى لا يفرغ القضاء من طاقاته، لكن هذه المحاولات لم تنجح بعد». ولا يتوقف القلق على مصير القضاء عند عتبة طلبات الاستيداع، بل يذهب إلى حد الخوف من موجة الاستقالات، ولم يخف المصدر القضائي أن «حوالي عشرين قاضياً من خيرة قضاة لبنان استقالوا من المؤسسة». ولفت إلى أن «هذه الموجة بدأت مع تنامي الأزمة الاقتصادية وانهيار قيمة الليرة، والتضخم الرهيب والغلاء الفاحش الذي بات خارج قدرة القاضي على تحمله»، مشيراً إلى أن «أغلب الذين رفضت طلبات استيداعهم يتوجهون للاستقالة، والمشكلة أن هذه الاستقالة تلزم مجلس القضاء بقبولها إذا ما رفضها أول مرة وأصر القاضي عليها». وعبر المصدر عن أسفه لأن «طالبي الاستيداع أو المستقيلين أو من هم على درب الاستقالة، من خيرة القضاة، المعروفين بنزاهتهم واستقامتهم وممن يعول عليهم في المستقبل». وتتعدد الأسباب التي تدفع إلى هذا الخيار الصعب، إذ يؤكد قاض ينتظر موافقة مجلس القضاء على طلب استيداعه للعمل في الخارج، أن «قرار الهجرة المؤقتة لا عودة عنه، لأن البقاء في لبنان في ظل هذا الواقع أشبه بالانتحار». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كيف لقاض أن يعيش براتب لا يتعدى الأربعة ملايين ليرة (أقل من 400 دولار، بحسب سعر الصرف حالياً)، فيما الأعباء تتعاظم؟»، معتبراً أن راتبه الحالي «لم يعد يكفي لوقود سيارته ولفاتورة مولد الكهرباء وبعض المصاريف البسيطة». ويقول «دولتنا للأسف تدفع بأبنائها النخب إلى الهجرة ليبقى البلد ملاذاً للزعران». هجرة القضاة سبقها نزف هائل في قطاعات أخرى، بدءاً من أهم الأطباء اللبنانيين والممرضين، وأساتذة الجامعات والمهندسين، وآخرها ما كشف عن استقالات يتقدم بها ضباط في الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى، والحديث عن إحجام هذه المؤسسات عن إعطاء موافقات على السفر لضابط وأفراد منها، حتى لا يبقى هؤلاء في الخارج ويمتنعوا عن العودة إلى الخدمة. ويعترف قاض آخر لـ«الشرق الأوسط»، أنه ينتظر الموافقة على طلبه، لأنه حصل على فرصة عمل في دولة خليجية، ويتحدث عن تجربة مشجعة، بعد أن عمل لسنة وثمانية أشهر، وتحديداً عامي 2014 و2015 رئيس محكمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبنى علاقات جيدة فيها، مؤكداً أن «الوظيفة الجديدة مؤمنة براتب محترم وتقديمات مهمة من سكن وتنقل وتذاكر سفر شهرية تمكنه من زيارة لبنان شهرياً». ولفت القاضي الذي رفض ذكر اسمه إلى أنه «تقدم بطلب استيداع بعد أن حصل على الموافقة للعمل في الخليج براتب مغر»، مشدداً على أن «البديل عن الاستيداع هو الاستقالة، خصوصاً أنه أمضى أكثر من 20 سنة في القضاء اللبناني، ويمكنه الحصول على راتب تقاعد بعد الاستقالة».

 

النهار: الشارع مجدداً في مواجهة تسويات السلطة

النهار/السبت 13 آذار 2021

لعل العبرة المفيدة اوالدلالة اليتيمة التي واكبت وأعقبت الجلسة التشريعية لمجلس النواب امس تمثلت في مفارقة "مطاردة" المجموعات الاحتجاجية من ذوي المطالب او من المنخرطين في الانتفاضة الاحتجاجية عموما للنواب من قصر الاونيسكو حيث "المقر" الموقت المعتمد للجلسات منذ ما بعد انفجار مرفأ بيروت الى المبنى الأصلي للبرلمان في ساحة النجمة . مشهد اتخذ دلالاته الرمزية والواقعية والسياسية في ساعات بعد الظهر والمساء حين بدا واضحا ان استفاقة الشارع قبل أسبوعين على إيقاع اختراقات لاهبة في سعر الدولار الأميركي وان كان ذلك الفتيل المشعل للاحتجاجات فان الاستفاقة باتت تنذر مجددا بشارع ساخن مستدام . ذلك ان الجلسة الباهتة للمجلس مرت مرورا عابرا في المشهد الداخلي فيما كانت تنعقد على وقع العديد من الاعتصامات والتظاهرات من جهة واشتعال سعر الدولار بشكل مطرد في السوق السوداء من جهة أخرى .

وبدا واضحا ان مهازل التسويات السلطوية حتى من ضمن مجلس النواب أذكت حرارة الشارع اذ ان الجلسة كانت مهددة قبل الظهر بالتطيير والتأجيل لولا تسوية اللحظة الأخيرة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و"التيار الوطني الحر" لتوفير العامل الميثاقي للجلسة بعدما لوح التيار بمقاطعة الجلسة بالإضافة الى مقاطعتها من تكتل "الجمهورية القوية" القواتية بما كان سيضفي واقع مقاطعة مسيحية واسعة للجلسة . وتأمن النصاب بعدما عقدت تسوية حول موضوع السلفة للكهرباء التي يخوض نواب "تكتل لبنان القوي" معركتها من خلال اقتراح قانون معجل مكرر لإعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة ب 1500 مليار ليرة لبنانية اذ أحال بري الاقتراح على اللجان النيابية لبته في جلسة الثلثاء المقبل مع ميل واتجاه غالبين لخفض قيمتها وتعديلها فيما اطلق التكتل الحرية لأعضائه حيال حضور الجلسة امس .

هذه التسوية أمنت انعقاد الجلسة النيابية في الاونيسكو لمناقشة 3 مشاريع قوانين، لم تكن منها سلفةُ الكهرباء التي طالب بها امس وزير الطاقة والمياه ريمون غجر لمواجهة سقوط لبنان في العتمة . كما غيب اقتراح النائب علي حسن خليل بإقرار سلفة مليون ليرة لافراد الاجهزة الأمنية والعسكرية على مدى ستة اشهر، فلم يقدم اساسا بأي صفة ولم يطرح، وقد فضل الرئيس نبيه بري سحب فتيله من الجلسة بعدما رصد ردات الفعل السلبية الواسعة والحادة عليه بعيد اقتراحه. وفي المعلومات ، ان جلسة مجلس النواب ما كانت لتنعقد لولا توفرالنصاب القانوني وهو 65 نائباً نسبة لعدد المجلس النيابي، بحضور عشرة من نواب "تكتل لبنان القوي" الذي ترك الخيار لاعضائه بالمشاركة او بالتغيب عن الجلسة. وبنتيجة الاتصالات التي جرت عشية الجلسة تم التوصل الى تسوية مع التكتل بعد ان كان يميل كما "القوات" الى المقاطعة. وقضى الاتفاق بالاسراع بدرس اقتراح قانون المساهمة في الكهرباء واقتراح القانون باستعادة الاموال المنهوبة، تمهيداً لاقرارهما في جلسة تشريعية قريبة. وترجمة لهذه التسوية، تمت دعوة اللجان النيابية المشتركة للبحث بالاقتراحين يوم الثلثاء المقبل تمهيداً لاقرارهما. وفي جلسته التي انعقدت في غياب "تكتل الجمهورية القوية "أقر المجلس البنود الثلاثة المدرجة على جدول اعماله وهي قانون الاتفاق مع البنك الدولي القاضي بتخصيص 5,5 مليون دولار لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاتفاق مع البنك الدولي بشأن مساعدة العائلات الأكثر فقراً وعددها 161257 عائلة بمبلغ قدره 800 ألف ليرة، إضافة الى الإقتراح المقدم من النائب ابراهيم كنعان لرفع السقوف مع مصرف الاسكان من 300 الى 450 مليونا ومن 400 الى 600 مليون ليرة. وخلال مناقشة النواب مشروع قانون إبرام إتفاق قرض بين لبنان والبنك الدولي للإنشاء والتعمير لتنفيذ المشروع الطارىء لدعم شبكة الأمان الإجتماعي للإستجابة لجائحة كوفيد 19، والأزمة الإقتصادية في لبنان، قال بري: "الرئاسة عندما وجدت ان هناك ملاحظات حول المشروع تأخرنا بهذا الموضوع لاننا انتظرنا ان تأتينا كل الايضاحات وأصريت ان تكون موقعة حسب الاصول الدستورية والقانونية سواء من رئاسة مجلس الوزراء او من الوزراء المختصين وبعد وصول كل هذه الامور والايضاحات تم وضع مشروع القانون على جدول اعمال الجلسة اليوم".

اعتصامات وتظاهرات

والتأمت الجلسة على وقع اعتصامات عدة.وعصرا نظمت مجموعات من الحراك المدني اعتصاما أمام وزارة الداخلية في الصنائع بعنوان " معا من أجل حكومة انتقالية انقاذية". وانطلقت من امام الوزارة بمسيرة الى امام مصرف لبنان وصولا الى مجلس النواب واستقطبت التظاهرة كثافة في المشاركين بعد انضمام مجموعات اليها أثناء سلوكها الطريق من مصرف لبنان في الحمرا نزولا نحو برج المر وكليمنصو باتجاه مجلس النواب.روهتف المتظاهرون ضد السياسة المالية والاقتصادية وتردي الاوضاع المعيشية. ومع وصول المسيرة الى امام مجلس النواب في وسط بيروت ، ردد المشاركون شعارات منددة ب"السلطة وما آلت اليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية". ورمى بعضهم مفرقعات باتجاه ساحة المجلس. ويبدو ان الأيام المقبلة مرشحة لعودة التصعيد في الشارع اذ تجري استعدادات لتجمع كبير بعد ظهر اليوم في وسط بيروت ربما يؤدي الى إعادة نصب خيم للاعتصام فيه . كما تردد ان تحركات جديدة ستحصل غدا الاحد وتتزامن مع الذكرى ال16 لانتفاضة 14 آذار 2005 .

الشلل الحكومي

على الصعيد السياسي طبع الشلل الكامل المشهد الحكومي فيما بدا لافتا ما اعلنه النائب علي حسن خليل عقب جلسة مجلس النواب من أن " الرئيس نبيه بري في صلب النقاش الدائم حتى تشكيل الحكومة، وهو قلق جدا من تعاطي القوى السياسية المتراخية من ملامسة إنجاز الحكومة"، وقال: "يجب اتباع الأصول في التعاطي مع العمل البرلماني، وللأسف نرى الشلل في عدم القدرة على تشكيل الحكومة. لا شيء يبشر بحكومة قريبة وأنا لا أنعي إنما لا بد من العمل على انتظام العمل داخل المؤسسات" . وأضاف: "ان التناقض في الموقف لا يجوز أن يعمينا عن أصول التعاطي مع العمل البرلماني الذي يشكل الضمانة الأساسية لانتظام العمل في مؤسسات الدولة". واتخذ كلامه دلالة مهمة لكونه التقى الرئيس المكلف سعد الحريري قبل أيام موفدا من بري في ما اعتبر تمهيدا لاتصالات وحركة يتولاها الرئيس بري في الازمة الحكومية . والتقى الرئيس الحريري امس في بيت الوسط السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا في حضور الوزير السابق غطاس خوري وعرض معها اخر المستجدات والأوضاع العامة. ولفت في سياق المواقف الديبلوماسية من الوضع المأزوم كلام للقائم بالاعمال في السفارة البريطانية في بيروت مارتن لنغدن بعد زيارته امس للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اذ اطلق مجموعة تساؤلات حملت دلالات بارزة ومنها : "الى أي مدى يجب ان يسقط لبنان بعد قبل ان تتحمل قياداته المسؤولية ؟ ما هو مقدار الألم الذي يجب ان يتحمله الناس في جميع انحاء البلاد قبل ان يتوقف التسييس وتبدأ الإجراءات العملية لتحسين الأمور ؟ ومتى يتوقف أصحاب النفوذ عن الانزلاق في الكارثة الاقتصادية والإنسانية ويظهرون بدلا من ذلك التصميم والوطنية المطلوبة لتشكيل حكومة إصلاحية قادرة على وقف الانحدار المتهور للبلاد ؟". وفي السياق اشار نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش امس الى ان "ربما تكون مواقف وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان رسالة الى الرئيس المكلّف لكنها رسالة معمّمة" وقال "نحن لا نريد اقصاء التيار الوطني الحر بل نتوجه الى تمثيل بحسب الأحجام. وأي طرح ممكن أن يؤدي الى تشكيل الحكومة بالطريقة التي يتكلم عنها سعد الحريري مُرحّب به "، وكشف ان لم تُطرح اي مبادرة من اللواء عباس ابرهيم على الحريري. وراى ان "لدينا خيارا واحدا في لبنان هو تشكيل حكومة قادرة على البدء بالعمل وأي تحرّكات اخرى لا جدوى منها، والحريري ينتظر اتصالاً من بعبدا اذا كان هناك قبول بأي مبادرة أو اي تعديل لمناقشته والمضي بالتشكيلة المُتّفق عليها".

سعر الصرف

في سياق اخر رفض مصدر في وزارة العدل الأميركية، في تصريح لـ"الحرة" تأكيد أو نفي معلومات تناقلها الإعلام اللبناني عن طلب السلطات القضائية في لبنان مساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "أف.بي.آي"، لحجب تطبيقات سعر صرف الليرة مقابل الدولار. وقالت متحدثة باسم وزارة العدل، "كسياسة متبعة فإن وزارة العدل لا تعلق بشكل علني على طلبات مساعدة قضائية تقدمها حكومات أجنبية حول قضايا يجري التحقيق بشأنها، بما في ذلك تأكيد أو نفي وجود مثل هذه الطلبات". أما في لبنان، فأكد مصدر قضائي التواصل بالمراسلة مع الـ"أف.بي.آي" لطلب مساعدة قضائية لحجب التطبيقات والصفحات التي تنشر سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار، على متجر غوغل وموقع فيسبوك، وذلك بعد اتهام السلطات اللبنانية هذه التطبيقات بالتلاعب بسعر الصرف والمضاربة التي تنعكس سلباً على الوضع المالي في البلاد. وأشار المحامي العام التمييزي، القاضي غسان خوري، إلى أن التواصل مع السلطات الأميركية جاء لكون الشركتين المعنيتين بحجب هذه التطبيقات هي شركات أميركية تخضع للقانون الأميركي، وبالتالي فإن الطلب يهدف إلى إيجاد الآلية القضائية المناسبة من أجل إلزام هذه الشركات العمل على اغلاق هذه المنصات.

 

"نَشْر غسيل"... والتدويل أمر واقع؟

أخبار اليوم/13 آذار/2021

يبدو أن معظم الأطراف ثابتة في الهرب من الحقيقة، فيما هي تلحق بالجميع، بسرعة فائقة. فمن الحَراك الدولي المتشعّب على مستوى حلّ الأزمة السورية، مروراً بالمدّ والجَزْر التركي - المصري، بمساعٍ إقليمية - دولية أيضاً، نصل الى "المُمانَعَة" اللبنانية الرسمية، لأي مسعى دولي برعاية الأمم المتحدة، يحلّ أزمة لبنان.فهذا المسار بات ضرورياً جدّاً، على وقع اقتراب الشعب اللبناني من مواجهة خطر المجاعة، في شكل يجعله يكتب للشعب اليمني "أخي العزيز"، لا سيّما أننا وصلنا الى مستويات حرِجَة على مستوى مواجهة الفقر. انتظار الحَلْحَلَة السوريّة، لفكّ العُقَد اللبنانية، هو وهم، إذ إن ضمان استدامة وانتظام وقف الأعمال القتالية في معظم الأراضي السورية، ليس سهلاً، بينما أي إخفاق في تثبيت المسار السلمي بعد مدّة، قد يقود الى عودة المسيَّرَات الإنتحارية الى الأجواء السورية، والى أبعَد منها ربما، بما لا يُمكن تخيّله، خلال المرحلة القادمة. ويُضاف الى هذا المشهد، ما يُمكن اعتباره "نَشْر الغسيل" البحري بين إسرائيل وإيران. فمن تبادُل هجمات بحرية غامضة بين الفريقَيْن مؤخّراً، بحسب بعض المعطيات، الى الكَشْف عن أن إسرائيل استخدمت منذ أواخر عام 2019 أسلحة متنوعة، لاستهداف السّفن الإيرانية أو تلك التي تحمل شحنات إيرانية، أثناء توجّهها نحو سوريا عبر البحر الأحمر، وممرّات مائية أخرى في المنطقة. ويُزاد على ذلك أيضاً الإشارة الى علاقة مُحتَمَلَة بين تلوُّث شواطئ المتوسّط منذ مدّة، وهجوم إسرائيلي على ناقلة محمّلَة بالنّفط الخام، كانت في طريقها من إيران إلى سوريا. شدّد مصدر مُطَّلِع على أن "التدويل بات أمراً واقعاً لـ"الثنائي" لبنان وسوريا، لأنهما من ضمن أكثر المناطق التي تشكّل خطراً، على الأمن الإقليمي والدولي، في الوقت الراهن. فهُما مساحة لمواجهات مختلفة، مُعلَنَة وسريّة، وخصوصاً بين إسرائيل وإيران، والتي من ضمنها مشاكل التلوّث البحري في مياه المتوسّط". ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما يحصل سيؤول في النهاية الى تدهور أكبر، يجعل صدور قرار دولي جديد حول تلك المنطقة، من الضّرورات الدولية الملحّة، لا سيّما أن ظروف إصداره تكبر أكثر، بسبب تلاقي الروس مع الغرب على نقاط سوريّة كثيرة مؤخّراً". وعن إمكانيّة أن تكون الرغبة الروسية بالحديث المباشر مع "حزب الله"، نابعة من دقّة رسائل خصومه التي ستبلّغه إياها موسكو، وعَدَم ثقتها (روسيا) بإيران التي بإمكانها أن لا توصلها إليه "الحزب" بالدقّة اللازمة، قال المصدر: "روسيا تدرك أن "حزب الله" هو إيران نفسها، وكان بإمكانها أن تختصر المسافة بالفعل، وتتحدّث مع طهران".  وأضاف: "عَدَم الثّقة الروسيّة بإيران، والتي تظهر من خلال التنسيق الروسي العسكري الكبير مع إسرائيل في سوريا، قد لا تكون هي وحدها السبب في اللّقاء المباشر بين موسكو و"الحزب"، إذ إن روسيا لا تثق أيضاً بالأذرُع الإيرانية كلّها، على امتداد المنطقة". وأكد المصدر أن "إمكانية خروج "حزب الله" من زيارة روسيا كقوّة إقليمية، بما يؤسّس لبدء التعاطي معه وكأنه دولة، واستثمار إيران في هذا الوضع مستقبلاً، سيكون تمهيداً لإعادة رسم الخرائط، بما يجعل من "الحزب" ضمن مساحة جغرافيّة خاصّة به، يستقرّ فيها مع سلاحه بما لا يؤثّر على باقي اللبنانيين، وهي مختلفة عن الدولة اللبنانية التي يُمكن للعالم أن يتعامل معها، والتي يُعمَل حتى الساعة على تشكيل "حكومة مهمّة" فيها، تسرّع الطريق الى مساعدتها". وختم:"الإدارة الأميركية الجديدة مختلفة عن السابقة، وتحرّكات روسيا باتت مستمرّة، وموازين القوى في المنطقة تغيّرت. وما يُمكن تأكيده هو أن "إحياء" سوريا على حساب استنزاف لبنان، كما كان يحصل في الماضي، ما عاد ممكناً أبداً، ولا حتى من ضمن تسوية كبرى. فلبنان بات مُفلِساً، وإفلاسه هو الذي يرسم الحلّ السوري والإقليمي حالياً".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

إسرائيل تشنُّ حرب سفن ضد إيران وتتفق مع واشنطن على التصدي لتهديداتها في الشرق الأوسط والعالم

مسؤولون: تل أبيب استهدفت 12 سفينة في طريقها لسورية

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/13 آذار/2021

 فيما أعلنت إيران عن تعرُّض إحدى سفنها لهجوم في البحر المتوسط، وذلك بعد نحو أسبوع من اتهام تل أبيب لطهران بالمسؤولية عن تعرض سفينة إسرائيلية لهجوم في خليج عُمان الشهر الماضي، تحدثت تقارير عن حرب سفن تدور بين إيران وإسرائيل. وبينما نشرت وسائل إعلام إيرانية فيديوهات وصور، سفينة الشحن “إيران- شهركرد” الإيرانية التي تعرضت للاستهداف بصاروخ في شرق المتوسط والأضرار التي لحقت بها، قال المتحدث باسم شركة الملاحة البحرية الإيرانية علي غياثيان: إن جسماً متفجراً أصاب السفينة عندما كانت تبحر في المياه الدولية بالبحر المتوسط، مما أدى إلى الحاق أضرار بجزء منها، مضيفا أن الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء الماضي، أسفر عن تضرر جزء من هیكلها، دون وقوع خسائر بشرية، موضحا أن السفينة تعود لشركة الشحن البحري، وكانت متجهة من إيران إلى أوروبا. وأشار إلى أنه بعد اصطدام الجسم المتفجر بالسفينة، وقع حريق جزئي في مكان الانفجار، تم احتواؤه سريعا بجهود القبطان وطاقم السفينة، مضيفا أن الإجراءات جارية للكشف عن مصدر الهجوم الإرهابي، قائلا إن “هكذا ممارسات إرهابية تعتبر مصداقا للقرصنة البحرية، وتتعارض مع القوانين الدولية بشأن أمن الملاحة التجارية، وستجرى المتابعات القانونية عبر المؤسسات الدولية للكشف عن المتورطين”. من جانبها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤولين أميركيين وإقليميين، أن إسرائيل استهدفت نحو اثنتي عشرة سفينة كانت في طريقها إلى سورية، كان معظمها يحمل نفطا إيرانيا، موضحين أن الضربات جاءت خشية توجيه أرباح النفط لتمويل التطرف في الشرق الأوسط، وهو ما يعد بمثابة جبهة جديدة في الصراع بين إسرائيل وإيران. وذكر مسؤولون أميركيون إنه منذ أواخر عام 2019 ، استخدمت إسرائيل أسلحة شملت الألغام المائية لضرب سفن إيرانية أو سفن تحمل شحنات إيرانية أثناء توجهها نحو سورية، في البحر الأحمر وفي مناطق أخرى بالمنطقة، واستهدفت بعض الهجمات البحرية أيضًا الجهود الإيرانية لنقل شحنات أخرى تشمل أسلحة. بدورها، أثارت صحيفة “التايمز” البريطانية تساؤلات حول علاقة محتملة بين حادث تلوث شواطئ إسرائيل بالقطران في فبراير الماضي، وبين هجوم إسرائيلي على ناقلة محملة بالنفط الخام كانت في طريقها من إيران إلى سورية، مشيرة إلى أن سلسلة الهجمات المنسوبة لإسرائيل على سفن إيرانية أسفرت في الماضي عن حادث تسرب مماثل، وذلك إثر الهجوم على ناقلة النفط “سابيتي” في البحر الأحمر عام 2019.

في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن مسؤولين كباراً من الولايات المتحدة وإسرائيل، ناقشوا المخاوف بشأن إيران في أول اجتماع افتراضي لمجموعة ثنائية ستراتيجية، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إيميلي هورن، إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي مئير بن شبات، كانا على رأس وفدي البلدين، مضيفة أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول القضايا الأمنية الإقليمية وعلى رأسها إيران، وعبرا عن تصميم مشترك على التصدي للتحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة. من جانبه، أكد سوليفان، أن أميركا ستمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، معلنا أن الولايات المتحدة وإيران بدأتا اتصالات ديبلوماسية غير مباشرة، من خلال أوروبيين وآخرين، موضحا أن “الديبلوماسية مع إيران مستمرة، لكن ليست بطريقة مباشرة في الوقت الراهن”، مشيرا إلى “قنوات اتصال عن طريق الأوروبيين وآخرين، تمكننا من أن نوضح للإيرانيين موقفنا فيما يخص منهج الالتزام مقابل الامتثال للاتفاق، وأن نستمع إلى موقفهم أيضا”. وتابع أنه “في هذه المرحلة ننتظر أن نسمع أكثر من الإيرانيين عن الطريقة التي يرغبون من خلالها في المضي قدما، ونحن نؤمن بأننا نمر الآن بعملية ديبلوماسية ويمكن من خلالها تحقيق هدفنا، بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي عبر الديبلوماسية”.

على صعيد آخر، هاجم محتجون مركزاً لخفر السواحل في محافظة هرمزغان الجنوبية، بعدما أطلقت دورية النار على مهرب وقود فأردته قتيلاً، وقال قائد خفر السواحل حسين دهكي، إن عددا من الأشخاص هاجموا مركز خفر السواحل في منطقة كوهستاك.

 

هل تستعد إسرائيل لهجوم إيراني محتمل؟

سبوتنيك عربي/13 آذار/2021

كشفت القناة العبرية الـ”12، مساء اليوم السبت، عن أن هناك حالة من القلق تسري في أروقة الأجهزة الأمنية والسياسية في إسرائيل، على خلفية التطور الكبير الذي تشهده إيران في الآونة الأخيرة، والإمكانات الإيرانية التي تجسدت في هجمات الحوثيين على السعودية، في الفترة الأخيرة، عبر صناعات إيرانية. وأفادت بأن الإيرانيين يواصلون تفوقهم التقني والتكنولوجي، وأن الجيش الإسرائيلي يجري استعداده المواجهة لهذا التقدم، خاصة مع تحديث المنظومة الدفاعية “القبة الحديدية”، وأن الجيش يستعد لأي خطوة هجومية إيرانية. وأشارت القناة إلى أن إيران لديها منظومات هجومية متطورة جدا، مثل صاروخ  “صمد 3” الذي يصل مداه 1700 كم، والطائرات المسيرة مثل “قاصف واحد” التي تمتلك القدرة على الطيران بارتفاعات منخفضة، فضلا عن إطلاق طائرات مسيرة انتحارية من منصات متنقلة أهمها آليات بحرية ما يزيد من مداها إلى 1000 كم.

 

حرب استهداف السفن» تشتعل بين تل أبيب وطهران...إسرائيل هاجمت 12 ناقلة نفط إيرانية منذ 2019

واشنطن: هبة القدسي - تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/13 آذار/2021

أعلنت إيران، أمس، أن سفينة حاويات تابعة لها تعرضت لأضرار في هجوم وقع بالبحر المتوسط يوم الأربعاء، وذلك بعد أسبوعين من تعرض سفينة إسرائيلية لتفجير في خليج عمان، وجهت فيه تل أبيب أصابع الاتهام إلى طهران، لتشتعل «حرب استهداف السفن» في المنطقة، لتصل إلى مياه البحر المتوسط، فيما كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 ناقلة نفط إيرانية، أو تحمل نفطاً إيرانياً، متجهة إلى سوريا خلال السنتين ونصف السنة الماضية. وهو ما يوصف بـ«حرب ظل» بين تل أبيب وطهران بضوء أخضر أميركي.

وقال متحدث باسم شركة الملاحة البحرية الإيرانية لوكالة «نور نيوز» شبه الرسمية أمس، إن السفينة «شهركرد» تعرضت لأضرار طفيفة بشحنة متفجرة تسببت في حريق صغير، لكن لم يُصَب أحد على متنها. وتابع: «مثل هذه الأعمال الإرهابية ترقى لأن تكون قرصنة بحرية، وتخالف القانون الدولي حول أمن الملاحة التجارية، وسيتم اتخاذ إجراءات قانونية لتحديد هوية منفذي (الهجوم) عبر المؤسسات الدولية المعنية». وأضاف أن السفينة كانت متوجهة إلى أوروبا عندما وقع الهجوم وستتحرك صوب وجهتها بعد إصلاحها.

ولم يدلِ مسؤولون إسرائيليون أمس، بأي تعليقات رداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل وراء حادث «شهركرد» الذى أعلنت عنه إيران، أم لا. وكانت سفينة عسكرية مملوكة لشركة إسرائيلية تحمل اسم «إم في هيليوس راي» (MV Helios Ray)- قد تعرضت لانفجار في خليج عُمان، في 26 فبراير (شباط) الماضي. وقال مسؤول دفاعي أميركي إن الانفجار تسبب في حدوث فتحات في جانبي جسم السفينة. وخلص تقرير إسرائيلي أولي إلى مسؤولية إيران عن الانفجار. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» في عددها أول من أمس (الخميس)، إن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 ناقلة نفط إيرانية منذ 2019.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها يستند إلى أقوال مسؤولين أميركيين وإقليميين، أنه منذ أواخر عام 2019 استخدمت إسرائيل أسلحة تشمل ألغاماً بحرية لضرب السفن الإيرانية أو تلك التي تحمل شحنات إيرانية أثناء توجهها إلى سوريا، في هجمات نفذت في البحر الأحمر وفي مناطق أخرى بالمنطقة. وأكدت أن ثلاثة من هذه التفجيرات وقعت في سنة 2019 و6 منها في سنة 2020 و3 أخرى في السنة الجارية. وقال المسؤولون الأميركيون إن بعض السفن كانت تحمل أسلحة إيرانية إلى الحكومة السورية. ويسيطر «الحرس» الإيراني على شحنات النفط الإيرانية المتجهة إلى سوريا، وتستهدف العمليات الإيرانية التحايل على العقوبات المفروضة على كل من إيران وسوريا لتمويل «الحرس»، وغالباً ما تحمل مثل هذه الناقلات نفطاً بمئات الملايين من الدولارات.

ومنذ بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الضربات الجوية ضد تحركات إيران لتأسيس وجود عسكري دائم في البلاد، وجهود نقل أسلحة متطورة تغير قواعد اللعبة إلى الجماعات الإرهابية في المنطقة. وعلى الرغم من رفض المسؤولين الإسرائيليين التطرق لتقرير «وول ستريت جورنال»، فإن مصادر أمنية رفيعة رفضت كشف هويتها ذكرت أن «هناك ضربات خفية عديدة موجعة تتعرض لها إيران بسبب سياستها العدوانية، لكن يجدر إبقاؤها طي الكتمان». وذكرت مصادر أمنية رفيعة، رفضت كشف هويتها، أن «هناك ضربات خفية عديدة موجعة تتعرض لها إيران بسبب سياستها العدوانية، لكن يجدر إبقاؤها طي الكتمان». وقال مصدر أمني إسرائيلي إنه «وعلى عكس ما نشر في نهاية الشهر الماضي عن أن تفجير عبوة ناسفة في السفينة الإسرائيلية جاء رداً على اغتيال عالم الذرة محسن فخري زادة واغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، فإن التفجير جاء رداً على عمليات نوعية أخرى تثير غضب الملالي في طهران». وقد لمّح إلى أن هذه العمليات تضمنت تفجير عبوات ناسفة في سفن إيرانية عديدة في السنوات والشهور الأخيرة. وذكر التقرير أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت كذلك سفن شحن إيرانية تنقل بضائع أخرى، وليس فقط شحنات أسلحة. ولفت إلى أنه «لم يسبق أن تم الكشف عن هجمات استهدفت ناقلات نفط إيرانية، علماً بأن مسؤولين إيرانيين كانوا قد أعلنوا عن هجمات استهدفت قطعهم البحرية، في وقت سابق، وقالوا إنهم يشتبهون بتورط إسرائيل». واعتبرت الصحيفة أن الهجمات الإسرائيلية على ناقلات النفط الإيرانية «تمثل بعداً جديداً في الحملة الإسرائيلية لمواجهة التموضع العسكري والاقتصادي لإيران في المنطقة»، مشيرة إلى أنه «منذ عام 2018، نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية، معظمها على مناطق في سوريا، لمنع إيران من تعزيز نفوذها الإقليمي».

وذكر التقرير أن الهجمات الإسرائيلية جاءت تحسباً من استفادة إيران من أرباح النفط، لتمول «أذرعها» في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن بيع النفط الإيراني تواصل على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، والدولية المفروضة على سوريا. وزعم التقرير أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي يسيطر على شحنات النفط الإيرانية المتجهة إلى سوريا، وأن الغرض من هذه العمليات الإيرانية هو الالتفاف على العقوبات المفروضة على كل من إيران وسوريا لـ«تمويل الحرس الثوري»، مشدداً على أن «مثل هذه الشحنات غالباً ما تحمل نفطاً بمئات الملايين من الدولارات». ونقلت «وول ستريت جورنال» عن «مسؤولين عسكريين إقليميين»، قولهم إن «الشاحنين غالباً ما يعلنون عن وجهات خاطئة لناقلات النفط، ويستخدمون ناقلات قديمة صدئة لتجنب الأخطار، وأحياناً ينقلون النفط من سفينة إلى أخرى في عرض البحر لتجنب اكتشاف أمرهم». ويقول المحللون إن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب قدمت دعماً أميركياً ضمنياً لمثل هذه الهجمات، وليس هناك ما يشير إلى أن ادارة الرئيس جو بايدن ستقف في طريق إسرائيل في المستقبل. وقال إيلان غولدنبرغ، زميل في مركز الأمن الأميركي الجديد في واشنطن: «طالما أن إدارة بايدن تعتقد أن الإسرائيليين ما زالوا تحت عتبة التصعيد أو الصراع الكبير، فلا أعتقد أنهم سيعترضون طريق الأشياء التي تشعر إسرائيل أنها بحاجة إلى القيام بها لحماية نفسها».

 

السعودية: إيران غير جديرة بالثقة ولا بد من توسيع الاتفاق النووي/أوامر ملكية بإعفاء وزير الحج ومسؤولين وتعيين آخرين... وقطار الحرمين يستأنف رحلاته نهاية الجاري

الرياض، عواصم – وكالات/13 آذار/2021

 أكد مندوب السعودية لدى مؤسسات الأمم المتحدة في فيينا، الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان، أن إيران أثبتت أنها غير جديدة بالثقة، معربا عن قناعة المملكة بضرورة توسيع الاتفاق النووي مع إيران، مشيرا إلى أن المملكة دعمت بحذر الاتفاق المبرم بين طهران ومجموعة 5+1 عام 2015، وتجد فيه كثيرا من العيوب. وقال الأمير عبدالله “نحن مقتنعون بضرورة التوصل إلى اتفاق شامل جديد، يشمل اللاعبين الإقليميين ويتناول برنامج إيران الصاروخي الباليستي وتمويل الإرهاب، وهذه الأمور في غاية الأهمية”، موضحا أن السعودية تسعى إلى شيء يمنع إيران من الاستمرار في تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي وتمويل الميليشيات المسلحة والقوات العميلة لها في المنطقة، مع وقف أنشطتها الإقليمية. في غضون ذلك، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكياً بإعفاء وزير الحج والعمرة محمد صالح بنتن من منصبه، وتكليف عصام بن سعد بن سعيد بالقيام بعمل وزير الحج والعمرة، بالإضافة إلى عمله وزير دولة وعضو مجلس الوزراء. وأعفي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالهادي بن أحمد بن عبدالوهاب المنصوري من منصبه، وصدر أمر ملكي بتعيينه مساعداً لوزير الخارجية للشؤون التنفيذية بمرتبة وزير، فيما عين عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز الدعيلج رئيساً للهيئة العامة للطيران المدني بمرتبة وزير. كما صدر أمر ملكي بإنهاء خدمة رئيس المحكمة الإدارية العليا الشيخ إبراهيم بن سليمان بن عبدالله الرشيد، وتعيين الشيخ علي بن سليمان بن علي السعوي رئيساً للمحكمة الإدارية العليا بمرتبة وزير. وصدر أمر ملكي بتعيين ماهر بن عبدالرحمن بن إبراهيم القاسم نائباً لوزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للخدمة المدنية بالمرتبة الممتازة، فيما أعفي محمد بن طويلع بن سعد السلمي مساعد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من منصبه.

وصدر أمر ملكي بتعيين سمير بن عبدالعزيز بن محمد الطبيب مستشاراً بالأمانة العامة لمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة، كما عين عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز العريفي مساعداً لوزير النقل بالمرتبة الممتازة. على صعيد آخر، أعلنت إدارة قطار الحرمين السريع، استئناف رحلات القطار اعتباراً من نهاية الجاري، وذلك بعد عام من الإغلاق بسبب “كورونا”، قائلة إنه سيتاح للراغبين بالسفر عبر قطار الحرمين السريع كافة، الحجز وإصدار التذاكر عبر الموقع الإلكتروني، اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، موضحة أن الحجوزات تشمل السفر من وإلى محطات مكة المكرمة، المدينة المنورة، مطار الملك عبدالعزيز بجدة، ومحطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. من جانبها، أعلنت القوات البرية السعودية أنها أنهت استعداداتها لانطلاق مناورات التمرين المشترك “مخالب الصقر 3” مع القوات البرية الأميركية غرب المملكة، الذي تنطلق فعالياته هذا الأسبوع في المنطقة الشمالية الغربية، وذلك امتداداً للتمارين المشتركة بين البلدين الصديقين بهدف تعزيز توافق العمل والتعاون العسكري المشترك بينهما، وتبادل الخبرات والمفاهيم ورفع الجاهزية القتالية لمواجهة التحديات الإقليمية. إلى ذلك، يدخل نظام إلغاء الكفيل حيز التنفيذ في السعودية اليوم، وذلك ضمن مبادرة تقدم ثلاث خدمات رئيسية، هي التنقل الوظيفي، وتطوير آليات الخروج والعودة، والخروج النهائي، حيث تتيح خدمة التنقل الوظيفي للعامل الوافد الانتقال لعمل آخر عند انتهاء عقد عمله دون الحاجة لموافقة صاحب العمل، كما تسمح خدمة الخروج والعودة للعامل الوافد بالسفر خارج السعودية، عند تقديم الطلب، مع إشعار صاحب العمل إلكترونيا، فيما تمكن خدمة الخروج النهائي العامل الوافد من المغادرة بعد انتهاء العقد مباشرة، مع إشعار صاحب العمل إلكترونيا دون اشتراط موافقته. من ناحية أخرى، اجتاحت عاصفة رملية ليل أول من أمس، مدن ومحافظات المنطقة الشرقية السعودية، وأدت إلى انعدام الرؤية تماما، وحولت السماء إلى اللون الأحمر، وغطت الأحساء والجبيل والخبر والخفجي والدمام والعديد والقطيف والنعيرية وبقيق وحفر الباطن ورأس تنورة وقرية العليا. وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي كثافة الغبار والأتربة وتصاعدها بشكل كبير فوق المناطق السكنية، حتى تحول لون الهواء إلى الأحمر. إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات، عن إحباط محاولة تهريب مليونين و500 ألف قرص من مادة “الإمفيتامين” المخدرة للمملكة، مخبأة داخل شاحنة نقل خرسانة جاهزة، والقبض على المتورطين وهما مقيمان أحدهما سوداني وآخر أردني.

 

“الشيوخ” الأميركي يتوعَّد بمحاسبة الأسد وداعميه/ميليشيات إيران أرعبت أهالي تدمر

عواصم – وكالات/13 آذار/2021

 قدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الديمقراطي بوب مينينديز، وعضو اللجنة جيم ريش، وتسعة من أعضاء اللجنة، مشروع قرار من الحزبين يواصل دعم الثورة السورية ويتوعد بمحاسبة رئيس النظام السوري الأسد وداعميه الإيرانيين والروس في الذكرى العاشرة للثورة السورية.

ويدين نص المشروع الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد ضد مواطنيه، ويؤكد مجدداً التزام الولايات المتحدة بمحاسبة النظام وداعميه على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة هناك. كما يشيد القرار بالجهود الشجاعة التي يبذلها المدافعون السوريون عن حقوق الإنسان لتوثيق وكشف عنف نظام الأسد الاجرامي والعشوائي. وقال ريش، إنه “على مدى العقد الماضي تسبب بشار الأسد وداعموه الروس والإيرانيون في معاناة هائلة للشعب السوري، وفي حملة مطولة من التعذيب والتجويع واستخدام الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة”. وأضاف، إنه “مع اقترابنا من الذكرى العاشرة للصراع السوري، أنا فخور بتقديم هذا المشروع مع السيناتور مينينديز، الذي يؤكد دعم الولايات المتحدة للشعب السوري، والحل السياسي للصراع، والمساءلة عن فظائع النظام من خلال تنفيذ وتفعيل نظام قيصر”. على صعيد آخر، بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، هاتفياً، أول من أمس، مع المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، في التحضير لاجتماع “اللجنة الدستورية السورية”. وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أنه جرى “تبادل الآراء بشأن مسائل التحضير للجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف”، مضيفة إن “الجانبين بحثا في ضرورة بذل جهود مشتركة للمجتمع الدولي بهدف إعادة إعمار سورية بعد الحرب بأسرع ما يمكن وضمان الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى الوطن”. من ناحية ثانية، نفى سفير النظام السوري لدى روسيا رياض حداد، الأنباء المتداولة عن وجود الأسد وزوجته في موسكو، لتلقي العلاج على خلفية إصابتهما بفيروس “كورونا”، مؤكداً أن “الرئيس موجود في سورية”. إلى ذلك، أصدر الأسد، أول من أمس، عفواً عاماً عن جميع الجرائم التي ارتكبها المكلفون بهدف التهرب من خدمة العلم. وذكرت وكالة أنباء النظام “سانا”، أنه “يستفيد من هذا العفو العام المكلفون بخدمة العلم من مرتكبي الجرائم المذكورة إذا كانوا ممن قد التحقوا بها، كما يستفيد منه المكلفون مرتكبو تلك الجرائم من غير الملتحقين بخدمة العلم إذا التحقوا بها خلال ثلاثة أشهر من تاريخ صدوره”. ميدانياً، تداول عدد من الصفحات تسجيلاً مصوراً لانفجار سيارة في ريف حلب، يظهر أن الانفجار سبقه حريق فيها، مشيرة إلى أن التفجير الذي وقع عند مفرق صرين في ريف مدينة عين العرب (شمال شرق حلب) نجم عن انفجار “سيارة محملة بمواد متفجرة”. وفي تدمر، اتسعت ظاهرة سماسرة العقارات، خوفاً من بطش الميليشيات الإيرانية التي تسيطر على المنطقة، حيث تخير هذه الميليشيات المدنيين بين التجنيد في صفوفها أوبيع منازلهم.

 

واشنطن تحرّك ملف التسوية السورية و«لن تطبع» مع الأسد/الأمم المتحدة تدعو الدول لتكثيف محاكمة المشتبه بتورطهم في جرائم حرب

واشنطن: علي بردى - جنيف: «الشرق الأوسط»/13 آذار/2021

أكدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنها «لن تطبع العلاقات» مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت كشف دبلوماسيون في الأمم المتحدة، عن أن اتصالات تجري بين أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، من أجل إعطاء «دفعة جديدة» لإيجاد حلّ سياسي للحرب المتواصلة منذ عشر سنين على أساس القرار 2254 الذي صدر عام 2015 بإجماع الدول الـ15 الأعضاء في المجلس. وقال دبلوماسي غربي في نيويورك لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتصالات الأميركية ركزت على جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، الذي سيقدم إحاطة جديدة إلى أعضاء المجلس في مطلع الأسبوع المقبل؛ لإطلاعهم على أسباب عدم إحراز أي تقدم في الجولات الأخيرة من اجتماعات اللجنة الدستورية، متوقعاً أن «يطلب بيدرسن دعم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن»، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، التي «كررت في أكثر من مناسبة أنها «تؤيد جهوده».

وفي موازاة ذلك، يترقب الأعضاء الغربيون الكلمة التي ستلقيها رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس - غرينفيلد خلال هذا الإجماع، التي يتوقع أن «تشمل تركيزاً على الملفات الثلاثة للأزمة السورية، وهي العملية السياسية التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، والمساعدات الإنسانية التي تزداد إلحاحاً، وترسانة الحكومة السورية من الأسلحة الكيماوية واستخدامها في سياق الحرب»، في ظلّ إصرار أميركي على «محاسبة نظام الأسد» الذي «تسبب بمعاناة رهيبة طويلة للشعب السوري». وعكس الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس هذه الأجواء بقوله، إن إدارة الرئيس بايدن «تواصل الترويج لتسوية سياسية تنهي النزاع» في سوريا، مضيفاً أن ذلك يحصل بـ«التشاور الوثيق مع حلفائنا وشركائنا وبيدرسن». وإذ أكد أن التسوية السياسية «يجب أن تعالج العوامل التي تدفع إلى العنف وتؤدي إلى عدم الاستقرار» في سوريا، قال «سنستخدم مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة لنا للدفع من أجل إنهاء مستدام لمعاناة الشعب السوري»، موضحاً أن واشنطن «ستستمر في دعم دور الأمم المتحدة في التفاوض على تسوية سياسية بما يتمشى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الرقم 2254». وأكد برايس أيضاً، أن إدارة بايدن «تسعى إلى استعادة القيادة الأميركية فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية»، مقراً بأن سوريا «كارثة إنسانية»، وأن الشعب السوري «عانى لفترة طويلة جداً (...) تحت الحكم الوحشي لبشار الأسد» الذي «لا يزال في السلطة على رغم السنين العشر من الحرب الأهلية». وقال «يجب علينا أن نقوم بالمزيد لمساعدة السوريين المستضعفين، وبينهم كثيرون من النازحين داخل سوريا وكذلك اللاجئين الذين اضطروا إلى الفرار من ديارهم». ورأى برايس، أن «النهاية المستدامة» للحرب «توجب على الحكومة السورية تغيير سلوكها»، كاشفاً عن أن «هناك مراجعة لما يمكن أن نفعله لتعزيز آفاق التسوية السياسية» المنشودة. وعندما قيل له أن ذلك يعني «تغير السلوك وليس القائد»، أجاب أن «الأسد لم يفعل أي شيء» من شأنه أن يعيد له «الشرعية التي فقدها بالمعاملة الوحشية لشعبه»، علماً بأن الأسد «في صلب معاناة الشعب السوري والكارثة الإنسانية» التي حلت بسوريا. مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تطبع العلاقات مع حكومته في أي وقت قريب».

إلى ذلك، حثت ميشيل باشليت، مقررة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الخميس، دول العالم على تصعيد وتيرة محاكمات من يشتبه بارتكابهم جرائم حرب بسوريا في محاكمها الوطنية، وذلك مع حلول الذكرى العاشرة لاندلاع الصراع. وقالت باشليت، إن محاولات إحالة فظائع ارتكبت في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي من أجل محاكمة مرتكبيها قد باءت بالفشل. وأدين شخص واحد على الأقل في محكمة أجنبية في جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب في الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف، كثيرون منهم مدنيون. ودعت باشليت كذلك إلى زيادة الجهود من أجل اقتفاء أثر عشرات الآلاف من المفقودين، الذين قالت إن من بينهم محتجزين في سجون تديرها القوات الحكومية في أنحاء سوريا. وقالت باشليت في بيان «نحن مدينون لهؤلاء الضحايا بضمان أن يكون العقد التالي عقد المحاسبة والتعويض، مع معالجة حقوقهم واحتياجاتهم كي يتسنى لهم إعادة بناء حياتهم». ومن المعتقد أن كثيرين من المشتبه بارتكابهم جرائم حرب غادروا سوريا. وفي الشهر الماضي أصدرت محكمة ألمانية حكماً بالسجن أربع سنوات ونصف السنة على عضو سابق بأجهزة الأمن السورية بتهمة التحريض على تعذيب المدنيين وذلك في أول حكم قضائي من نوعه في جرائم ضد الإنسانية في الحرب السورية. وقالت باشليت «لا يزال من الضروري أن تواصل المحاكم الوطنية إجراء محاكمات عادلة وعلنية وشفافة وتقليص هوة المحاسبة على مثل هذه الجرائم الخطيرة». ووصفت الحكم الألماني بأنه «خطوة مهمة للأمام على طريق تحقيق العدل». وقد نفت حكومة الأسد العديد من الاتهامات السابقة التي صدرت عن الأمم المتحدة بارتكاب جرائم حرب، وتقول إنها لا تعذب المسجونين. وندد باولو بينيرو الذي يرأس فريقاً للأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب باستمرار الإفلات من العقاب. وقال بينيرو لمجلس حقوق الإنسان، الخميس «نشيد بالشجاعة الكبيرة... لدى الضحايا والنشطاء السوريين وبعزم بعض الدول الأعضاء على النظر في القضايا».

وقال هاني مجلي، عضو لجنة دولية تابعة للأمم المتحدة، إن 60 نظاماً قضائياً تواصلت مع اللجنة طلبا لمعلومات وإنها قدمت معلومات في نحو 300 قضية قيد النظر. ويقوم مندوبون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة المسجونين في السجون المركزية بسوريا، لكن ليس باستطاعتهم زيارة المواقع غير الرسمية. ويظل ما تتوصل إليه اللجنة من نتائج طي الكتمان. وقال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي باللجنة في الشرق الأوسط لـ«رويترز»، الثلاثاء «من الواضح أن الاعتقال واحد من هذه القضايا المحورية، وكل يوم نحاول العمل أولاً على تحسين ظروف الاعتقال، وثانياً توسيع نطاق المواقع التي يمكن دخولها».

 

واشنطن: أردوغان فقد الأمل في “الإخوان” ويسعى إلى المصالحة مع مصر

السياسة/13 آذار/2021

كشف تحليل لوكالة “VOA” الأميركية، أن أنقرة أدركت أن عودة “الإخوان” إلى السلطة انتهت وأن الجماعة أصبحت من الماضي، وبالتالي حان الوقت للتخلص من إرث الجماعة التي تحالفت معها منذ الربيع العربي لأهداف أيديولوجية وإعادة العلاقات مع مصر. في غضون ذلك، أعلنت تركيا أنها استأنفت الاتصالات الدبلوماسية مع السلطات المصرية، وأكدت في ذات الوقت رغبتها في تحسين العلاقات مع كل من السعودية والإمارات. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن الاتصالات “ليست على أعلى مستوى، لكنها عند المستوى التالي له مباشرة، يحدونا الأمل في أن نتمكن من مواصلة هذه العملية مع مصر بقوة أكبر”. وقال مصدران من المخابرات المصرية: إن تركيا اقترحت عقد اجتماع لبحث التعاون، لكنهما ألمحا إلى أن الاتصالات ما زالت في مراحل تمهيدية، موضحين أن مسؤولاً أمنياً مصرياً تلقى اتصالاً هاتفياً من مسؤول في المخابرات التركية، يبدي الرغبة في عقد اجتماع في القاهرة لبحث سبل التعاون على الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية، مضيفين إن المسؤول المصري رحّب بالدعوة ووعد بالرد في أسرع وقت ممكن. من جانبها، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن مصدر رسمي قوله “ليس هناك ما يمكن أن يطلق عليه توصيف “استئناف الاتصالات الدبلوماسية”، مضيفا أن مصر تتوقع من أي دولة تتطلع إلى إقامة علاقات طبيعية معها، “أن تلتزم بقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وأن تكف عن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة”.

 

هجوم "الود" التركي يستهدف مصر والسعودية وتريث مصري خليجي في تقييم الاستدارة التركية.

العرب/أنقرة/القاهرة /13 آذار/2021

 ضاعف المسؤولون الأتراك من تصريحاتهم الهادفة إلى إذابة الجليد مع مصر ودول الخليج، في وقت بدا فيه أن أنقرة استفاقت بعد المصالحة الخليجية على خسارة فرص استثمارية واقتصادية كبيرة وعلى تراجع معنوي خطير دون أن تغنم شيئا ذا قيمة بسبب دورها في تعميق الخلاف بين قطر ورباعي المقاطعة. لكن هجوم “الود” التركي الذي يستهدف مصر ودول الخليج، وانقلاب مواقفها 180 درجة، لم يمنعا أنقرة من الاستثمار في مواضيع أخرى مثل الصومال وسوريا وأفغانستان، ما يثير شكوكا في نواياها. وسعى مسؤولون أتراك على أعلى مستوى للترويج، في تصريحات متعددة وعلى مدى الأيام الأخيرة، إلى تأكيد عودة الدفء إلى العلاقة مع مصر بعد سنوات من التوتر بسبب دعم تركيا للإخوان المسلمين وحملتها على القيادة المصرية بعد إسقاط حكم الإخوان في يونيو 2013. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الاتصالات “ليست على أعلى مستوى، لكنها عند المستوى التالي له مباشرة. يحدونا الأمل في أن نتمكن من مواصلة هذه العملية مع مصر بقوة أكبر”. ونقلت وكالة الأناضول الحكومية للأنباء عن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو قوله “نجري اتصالات مع مصر على مستوى المخابرات ووزارة الخارجية… بدأت الاتصالات على المستوى الدبلوماسي”

ياوز بيدر: تركيا أصبحت في وضع التلويح بغصن الزيتون فجأة

وأكدت مصادر مصرية لـ”العرب”، أن القاهرة تعتبر أيّ مصالحة مع أنقرة يجب أن تفضي إلى تعليق دورها في القضايا الشائكة، ويعدّ الوصول إلى هذه النقطة غاية المراد في المرحلة الراهنة، و”إذا أوفت تركيا بذلك تكون مصر قد أزالت عقبات كبيرة لتتفرغ لدورها في المنطقة بدلا من ملاحقة المطبات التي تقف خلفها أنقرة”. وقال مصدران من المخابرات المصرية لوكالة رويترز إن تركيا اقترحت عقد اجتماع لبحث التعاون، لكنهما ألمحا إلى أن الاتصالات ما زالت في مراحل تمهيدية. وقال المصدران إن مسؤولا أمنيا مصريا تلقى اتصالا هاتفيا من مسؤول في المخابرات التركية، الخميس، يبدي الرغبة في عقد اجتماع بالقاهرة لبحث سبل التعاون على الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية. وأضافا أن المسؤول المصري رحب بالدعوة ووعد بالرد في أسرع وقت ممكن. وجاءت المكالمة في أعقاب اتصالات غير رسمية بين مسئولين أمنيين مصريين وأتراك لبحث سبل التواصل بين الجانبين. وبحسب المصدرين، لم تُطرح قضية الحدود البحرية، التي تمثل مصدر توتر بين تركيا ودول أخرى في شرق البحر المتوسط. وزاد منسوب التصريحات التركي تجاه مصر بعد ما اعتبروه إشارات إيجابية من القاهرة بشأن موضوع الغاز في شرق المتوسط. واعتبر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة، احترام مصر الجرف القاري لتركيا خلال طرحها مناقصة للتنقيب عن النفط والغاز شرق المتوسط، خطوة مهمة لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين. وكشف مصدر مصري لـ”العرب”، رفض ذكر اسمه، أن “غالبية الإشارات الودية لم تنضج بعد وهي إعلامية أكثر منها سياسية، ويصعب اتخاذها دليلا قاطعا على حُسن نوايا أنقرة، فالمطلوب عدم التدخل بأيّ شكل من الأشكال في الشؤون الداخلية المصرية، والحفاظ على مصالحنا الإقليمية”. ونفى مصدر رسمي مصري في تصريح نشرته وسائل إعلام محلية، الجمعة، وجود ما يطلق عليه ‘استئناف الاتصالات الدبلوماسية”، مؤكدا أن بلاده تتوقع من أي دولة تتطلع إلى إقامة علاقات طبيعية معها أن تلتزم بقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وأن تكف عن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وستكون إعادة بناء الثقة مهمة عسيرة، وهو أمر بدا واضحا بشكل جليّ لدى القاهرة، حيث قال وزير الخارجية المصري سامح شكري الأسبوع الماضي إن جامعة الدول العربية تعرب عن رفضها القاطع للتدخلات العسكرية التركية في سوريا والعراق وليبيا. ويقول مراقبون إن شكوكا واسعة، ليس فقط لدى مصر والسعودية والإمارات، ولكن حتى داخل تركيا، ما تزال تسيطر على تقييم الانعطافة في مواقف المسؤولين الأتراك، وأن هناك تخوفات من أن تكون مجرد مناورة مؤقتة هدفها إرسال إشارات طمأنة وكسب ود بانتظار مرور عاصفة الضغوط التي تحيط بأنقرة، خاصة مع استلام إدارة أميركية جديدة لا تخفي معارضتها لسياسات أردوغان.

واعتبر الكاتب السياسي التركي ياوز بيدر أنه مع تصريحات أردوغان وجاويش أوغلو حول مصر السعودية والإمارات “يبدو أن تركيا أصبحت في وضع التلويح بـ’غصن الزيتون’ فجأة”. لكنه استدرك قائلا إن هذا التطور “لم يكن في واقع الأمر مفاجئا، حيث كشفت هذه التغييرات عن النتائج السلبية لتحركات أردوغان ومواقفه التي شملت الشرق الأوسط وشرق المتوسط خلال السنوات الماضية”. وأضاف بيدر أن هذه الاستدارة الكلية تفرض على أردوغان أن يتخلى عن دعمه العلني للإخوان، وربما للجهاديين في سوريا أيضا. كما قد يُطلب منه البدء في خطوات عملية لبناء الثقة.

أنقرة تبحث عن ترسيخ موطئ قدم لها في الصومال

وبالتوازي مع مصر، أرسل الرئيس التركي ووزير خارجيته تصريحات تظهر رغبة واضحة في كسب ثقة السعودية والإمارات، وذلك بعد مرور أسابيع على المصالحة الخليجية دون أن تحصل أنقرة على ما كانت تنتظره من عودة سريعة للمستثمرين الخليجيين ومن حراك اقتصادي كان تعطل تحت وقع مقاطعة شعبية. وقال جاويش أوغلو “لا يوجد ما يمنع تحسين العلاقات مع السعودية. في حال أقدمت السعودية على خطوات إيجابية فسنقابلها بالمثل والأمر ذاته ينطبق على الإمارات. لا نريد التشاحن مع أحد”، مضيفا “لم نوجه اللوم قط للقيادة السعودية”، في إشارة إلى الاستثمار التركي في موضوع خاشقجي الذي أثار غضبا واسعا في الرياض ولا يتوقع أن ينسى السعوديون ما فعله الأتراك على هذا المستوى.

عمر علي البدوي: هل تتصرف تركيا بدافع نزيه أم مجرد مخاتلة

ويعتقد متابعون للشأن الخليجي أن التصريحات التركية لا يمكن أن تلفت نظر السعوديين والإماراتيين ما لم تتبعها خطوات عملية تظهر أن أنقرة تراجع بشكل جدي عداءها للخليجيين ومصالحهم الإقليمية، وأنها على استعداد لمراجعة تحالفاتها إذا كانت تتعارض مع أمنهم القومي، وهو أمر مشكوك فيه وسط ميل لاعتبار الموقف التركي مجرد مناورة ظرفية تتم تحت الضغوط وبفعل التغييرات الإقليمية والدولية. وتساءل الكاتب السعودي عمر علي البدوي “هل تتصرف تركيا بدافع نزيه نحو إصلاح علاقتها مع الدول العربية، أم أن موقفها مجرد مخاتلة”، مشككا في أن تكون مؤهلة حتى الآن لإجراء تغيير حقيقي في سياستها، ورفع العراقيل أمام تحقيق علاقة مثمرة ومريحة مع جيرانها العرب. وما يزيد من حجم الشكوك الإقليمية في المواقف التركية الأخيرة هو استمرار استراتيجية أنقرة في ملفات أخرى مثل الصومال وسوريا، وهي ملفات يتعارض فيها الدور التركي مع المصالح الخليجية والمصرية، كما تظهر أن تركيا لا يمكن أن تتحوّل إلى شريك حقيقي للعرب في ملف الأمن القومي، وهي أقرب إلى خصومهم. وفيما تعمل دول عربية مثل السعودية والإمارات ومصر على الدفع إلى حل سياسي في سوريا يعيدها إلى عمقها العربي، ويوقف معاناة السوريين، لا تخفي أنقرة رغبتها في استمرار الحرب بالرغم من الأزمة الإنسانية. ويهدّد الدور التركي في الصومال، خاصة ما تعلق بتدريب الميليشيات وتسليحها وبناء قواعد عسكرية، استقرار البلاد ويعوق خطط دول خليجية في مساعدة مقديشو، في سياق استراتيجية أشمل لتأمين الأوضاع في القرن الأفريقي والدول المطلة على البحر الأحمر كونها تمثل حزاما للأمن الخليجي.

 

مجلس الأمن يُطالب بانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا

طرابلس، عواصم- وكالات13 آذار/2021

 دعا مجلس الأمن الدولي، في إعلان تبناه بالإجماع إلى “انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون مزيد من التأخير”، مرحباً بالثقة التي منحها البرلمان الليبي للحكومة الانتقالية في البلاد. وجاء في الإعلان، الذي صدر ليل أول من أمس، أن “مجلس الأمن يدعو جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 أكتوبر الماضي ويحض الدول الأعضاء على احترام الاتفاق ودعم تنفيذه بالكامل”. بحسب الأمم المتحدة، كان لايزال هناك زهاء 20 ألف جندي ومرتزقة في ليبيا نهاية عام 2020 ولم تتم حتى الآن ملاحظة أي حركة انسحاب. ويشير النص أيضا إلى أن “مجلس الأمن يدعو إلى الاحترام الكامل من جانب جميع الدول الأعضاء لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، طبقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”. في سياق آخر، أعرب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية، المقرب من تركيا، فتحي باشاغا، عن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل.

وفي حوار مع مجلة “لوبوان” الفرنسية، كشف فتحي باشاغا عن ملامح برنامجه الانتخابي، وأشار إلى أنه يرتكز على “الأمن ووحدة الوطن والمصالحة الوطنية”، لافتا إلى “أهميتها في تحقيق الاستقرار، الذي سيفتح المجال أمام عودة الشركات الدولية والمستثمرين للعمل في البلاد من جديد، وخاصة بمجال البنية التحتية”. من جهة أخرى، عرض وزير الداخلية الليبي موقفه من التدخل الأجنبي في البلاد، وأفاد بأنه في حال انتخابه كرئيس في ديسمبر المقبل، سيعمل على “تعزيز مؤسسات الدولة بما يسمح بالدفاع عن ليبيا ضد هذا التدخل”، مشددا على رأيه بضرورة “التعاون مع الجميع بما يعود بالنفع على ليبيا”، وقال: “نفهم أن لهذه الدول مصالح في ليبيا، وسنأخذها بعين الاعتبار”. إلى ذلك، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، إن التركيز الأهم خلال الفترة المقبلة سينصب حول التأسيس لعملية مصالحة وطنية، والعمل على توحيد المؤسسة العسكرية على أُسسٍ مهنية وعقيدة وطنية خالصة.

ودعا المنفي الليبيين إلى “طي صفحات الماضي المؤلمة والانطلاق في مسيرة السلام لاستكمال بناء دولتنا الديمقراطية، دولة تُحفظ فيها الحقوق والحريات وتُصان من خلالها كرامة المواطن ويسمو فيها القانون عما سواه”. وكان الاتحاد الأوروبي قد دعا إلى ضمان نقل السلطة في ليبيا في الوقت المناسب وبشكل سلس إلى حكومة الوحدة الوطنية، مطالبا حكومة الوحدة الوطنية بـ”إظهار عزمها القوي على إرساء دعائم إصلاح شامل في قطاع الأمن، وبذل جهود حقيقية لتفكيك المليشيات وتوحيد القوات المسلحة تحت إشراف مدني”. وشدد على التنفيذ الفعال لاتفاق وقف إطلاق النار وقرار حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وسحب جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب، ولوّح بفرض عقوبات على الجهة أو الجهات التي قد تخرق هذه الاتفاقات.

 

“داعش” يرتكب مجزرة في العراق ويتبنى ذبح 9 من أسرة واحدة

بغداد- وكالات/13 آذار/2021

أعلن تنظيم “داعش”، مسؤوليته عن جريمة البو دور في محافظة صلاح الدين، التي راح ضحيتها تسعة أشخاص، بينهم نساء وأطفال. وأكد وزير الداخلية عثمان الغانمي، خلال مشاركته في مراسم تشييع ضحايا الجريمة، أمس، بدء ملاحقة مرتكبي الجريمة، التي تبناها “داعش”، مضيفاً إنه سيتم وضع خطط أمنية محكمة لتأمين المنطقة. وقال، إن جريمة منطقة البو دور لن تمر من دون عقاب شديد. وكشف، عن تحديد الجناة والبدء بملاحقتهم، مضيفاً إن الايام المقبلة ستشهد وضع خطة مدروسة واستبدال قوات في منطقة البو دور لتأمينها. من جانبه، قال محافظ صلاح الدين عمار جبر: إن “الخطط الجديدة ستساعد على فرض الأمن بشكل أفضل”، موضحاً أن القيادة العامة للقوات المسلحة مهتمة بالموضوع وستشهد هذه المنطقة والمحافظة عموماً استقراراً أمنياً كبيراً. وفي السياق، كشف مدير إعلام محافظة صلاح الدين جمال عكاب، أول من أمس، عن تفاصيل جريمة مقتل أسرة في منطقة البو دور، وقال: إن “عدداً من مسلحي تنظيم داعش يرتدون الزي العسكري، دهموا منزلاً في منطقة البودور جنوب مدينة تكريت، وقتلوا تسعة أشخاص بأسلحة كاتمة، فيما فر سبعة أفراد من العائلة إلى منطقة مجهولة”. وأكد أن “أمن المواطن وأمن المحافظة هو خط أحمر ولن نسمح بأن تكون صلاح الدين مرتعاً لتكرار مثل هذه الجرائم الشنعاء بحق المواطنين الأمنيين”. وأضاف: إن “المتسببين بمثل هذه الحوادث سينالون جزاءهم العادل مهما كانوا ومهما كانت الأسباب، وأن التحقيقات جارية بأعلى المستويات”. بدوره، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي: إن جريمة قتل العائلة نفذها “داعشي”، لكن بدوافع جنائية انتقامية بعد أن رفض أهالي القرية عودته بينهم. وأضاف: إن “الجريمة تبقى ضمن الإرهاب الذي تمارسه عصابات داعش”، مشدداً على أن ” القوات الأمنية لديها عمل كبير ستقوم به في الأيام القليلة المقبلة ضد تواجد هذه العصابات الإرهابية”. من ناحية ثانية، أكد زعيم تحالف “النصر” حيدر العبادي، على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، ضرورة الاستجابة لمطالب المتظاهرين الشرعية وعدم الاستهانة بهم. وقال: إنه “ربما عدد المتظاهرين الذي يحضر ساحات التظاهر ليس كبيراً، لكن من خلال معطياتنا هناك تعاطف شعبي معهم ويجب علينا ان نستجيب لطلباتهم المشروعة”، مضيفاً إن “علينا ان نلبي مطالب الشعب ولا نستهين بالمتظاهرين”. على الصعيد الميداني، عثرت القوات الأمنية، أمس، على قذائف وصواريخ بعملية أمنية في الصحراء الغربية، فيما أفاد مصدر أمني، عراقي باستهداف رتل للدعم اللوجستي تابع للتحالف الدولي على الطريق الدولي السريع في مدينة الديوانية. وقال المصدر: إن عبوة ناسفة انفجرت على رتل دعم لوجستي للتحالف الدولي على الطريق الدولي السريع في الديوانية كان متوجها إلى البصرة.

 

8 وفيات جرّاء انقطاع الأوكسجين بمستشفى أردني واستقالة وزير الصحة/الملك عبدالله الثاني وبّخ المسؤولين والبرلمان تداعى لاجتماع طارئ والخصاونة تعهد تحقيقاً "شفافاً وشاملاً"

عمان، عواصم – وكالات/13 آذار/2021

 تفقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس، مستشفى السلط الحكومي، عقب وفاة ثمانية من مرضى “كورونا” جراء انقطاع الأكسجين، حيث استمع إلى آخر مستجدات الوضع والوقوف على ملابسات حادث انقطاع الأكسجين عن المستشفى، ووبخ المسؤولين وأمر مدير المستشفى بالاستقالة. من جانبه، أعلن وزير الصحة الأردني نذير عبيدات، استقالته من منصبه على خلفية انقطاع الأكسجين لمدة ساعة عن المستشفى جراء انتهاء المخزون، مشيرا إلى أنه يتحمل مسؤولية ما جرى، فيما كشف التلفزيون الأردني عن صدور أمر ملكي لرئيس الوزراء بشر الخصاونة، بأن يقدم وزير الصحة استقالته.

وكان عبيدات أعلن للصحافيين تقديم استقالته من منصبه، عقب اجتماع عقده بالمستشفى لبحث أسباب الحادث، بينما أصدر رئيس الوزراء تعليمات بإجراء تحقيق فوري في الحادث، مشددا على أنّ “التحقيق سيكون واضحاً وشفّافاً وشاملاً وستعلن كلّ تفاصيله على الملأ”.

كما أوضح أنه طلب من رئيس المجلس القضائي إجراء تحقيق عن طريق النيابة العامّة، وإصدار نتائج تحقيقاتها بشكل مستقل وواضح لضمان سلامة التحقيقات ونزاهتها، مشددا على ضرورة أن “يتحمّل كل من تقع عليه المسؤوليّة، في حال ثبوتها، التبعات التي تطاله وفق أحكام القانون”.

من جانبه، قال عبيدات في مؤتمر صحافي إنه “تم اتخاذ عدد من الإجراءات منها وضع أكسجين بديل، ولكن نتيجة الخلل حدثت ستة وفيات(ارتفعت إلى ثمانية)، والتحقيق ما زال جاريا”، مؤكدا أنه سيتم محاسبة المقصرين، مشيرا إلى وجود لجنة من النيابة العامة تتولى التحقيق للوقوف على أسباب الوفيات، وأن التحقيق سيكون فنيا وصحيا. بدوره، قال وزير الإعلام صخر دودين، إن إجراءات مشددة ستتخذ بعد الفاجعة، موضحا أن رئيس الوزراء بشر الخصاونة أمر بشكل صارم بفتح تحقيق شامل، وطلب من النيابات العامة أن تقوم بواجبها، بما يمثل ضوء أخضر لها، ضمانا للنزاهة والشفافية، مشددا على أن العقاب سيطال كل من تثبت مسؤوليته، قائلا إن الحكومة تعقد اجتماعا طارئا بشأن الحادثة، مؤكدا اتخاذ إجراءات مشددة وكبيرة، واصفا ما حدث بـ”يوم حزين من أيام الوطن”، مضيفا أن حالة التأهب أعلنت في كل مستشفيات الأردن. من جهتها، طوقت الأجهزة الأمنية محيط مستشفى السلط خوفا من ردة فعل أهالي المدينة وذوي المتوفين. على صعيد آخر، نفى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وجود مؤشرات على سحب وصاية بلاده على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، واصفاً مثل هذا الافتراض بأنه “غير منطقي”. وقال الصفدي: إن أي شخص يفترض سحب الوصاية الهاشمية “لا يستند لأي مؤشر معقول أو يأتي من أي أسس صلبة”، مؤكداً أن هذه الوصاية “تاريخية وتحظى بدعم كل الدول العربية والاسـلامية بل والعالم”، مضيفاً: إن الوصاية الأردنية “تلعب دورا بالغ الاهمية في الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة والحفاظ على الهوية العربية المسيحية في تلك الأماكن ومحاولة المحافظة على القدس كمدينة سلام للجميع”، لافتا إلى دعم السعودية للوصاية الهاشمية “التي يقبلها الفلسطينيون ويصادقون عليها”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أربعون لقمان سليم: الهاتف وكتاب نتانياهو وفراغ التحقيق

نادر فوز/المدن/14 آذار/2021

اغتيل لقمان سليم في 4 شباط ولا أربعينية لذكراه. أو أقلّه الأربعينية مؤجلة لأسبوع أو اثنين. اخترق فيروس كورونا العائلة وأصاب والدته الباحثة سلمى مرشاق، وأخاه هادي الدكتور في القانون. وكل الترتيبات التي كانت مقرّرة ليوم الأحد في 14 آذار، أرجئت. هما بصحة جيّدة، على ما تؤكد رشا الأمير، الشقيقة التي وجدت نفسها فجأة يوم الاغتيال في هذه الظروف المروّعة. ضحية على الأرض، تحقيق مشلول، أربعينية مؤجلة، وتسريبات مستمرة لوقائع الجريمة في الإعلام. فخبث كورونا ليس أقلّ وطأة من خبث أجهزة سياسية وإعلامية تعمل ليل نهار على ادعاء تسريب معلومات من التحقيق من هنا، واستكمال تحريض من هناك. وكل هذا بانتظار تحقيق لم يجهز، ولن يصدر. حتى الداعون إلى عدم إصدار الأحكام بانتظار صدور نتائج التحقيق يعرفون ذلك، لا بل هم على يقين من ذلك.

التحقيق وأسئلته

لم يصدر عن السلطات اللبنانية، حتى اليوم، أي معلومات أو تقارير حول اغتيال لقمان سليم. في حين يستمرّ تسريب الأخبار حول وقائع حصلت ولم تحصل، بقصد أو من دونه. وسؤال مستمرّ حول مصير هاتف الضحية، الذي يمكن أن يكشف بعض الوقائع الإضافية. أين هاتف لقمان سليم؟ سؤال متكرّر. في مقابله، أسئلة واقعية أخرى يمكن طرحها في هذا الخصوص. هل من ثقة بالأجهزة الأمنية للتفتيش في هاتف لقمان؟ هل من ضمانات بعدم تسريب محتوياته الخاصة والعامة؟ هل من يسأل عن الهاتف سأل عن سلاح الجريمة؟ مسدّس؟ من أي عيار؟ نوعه شرقي؟ ما البصمات التي استخرجت من رصاصاته؟ أي من الرصاصات الستّ أطلقت على لقمان؟ هل كانت تلك التي استقرّت في خاصرته لأنه قاوم القتلة؟ أو قتل فوراً في إحدى رصاصات الرأس؟ هل قاد سيارته تحت تهديد السلاح إلى الذبح أم أنّ الخاطفين ساقوا به؟ كيف تمّ نصب كمين اختطافه؟ سيارتان أو أكثر؟ 4 منفذين للقتل أو 6؟ ماذا عن كاميرات المراقبة المنصوبة على خطوط سير الخاطفين على طول 36 كيلومتراً؟ ماذا عن داتا الاتصالات التي يمكن أن ترصد حركة الهواتف في محيط لقمان؟ هل من شبكات حمراء أو صفراء وأرجوانية استخدمها القتلة؟ كيف تمحورت حركة مراقبة سليم والتحضير لعملية القتل؟

تقرير دولي

يدرك مسؤولون أمميون أنّ جريمة الاغتيال وقعت في نطاق عمل قوات اليونيفيل، أو أقلّه أنّ عملية الخطف حصلت على أراضٍ يسري عليها مفعول القرار 1701. فمن جملة مهام القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، حسب المواد المنشورة على موقع الإلكتروني، "حماية المدنيين المعرضين لخطر العنف الجسدي، من دون المساس بمسؤوليات حكومة لبنان". وإلى اليوم لم يصدر أي تقرير عن الأمم المتحدة بهذا الشأن، صدرت مواقف شجب من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ونائبته. أما قوات "اليونيفيل" فلا تزال صامتة حيال الجريمة.

وبحسب ما علمت "المدن" فإنّ مكتب الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك لم ينته إلى اليوم من إعداد تقريره حول الاغتيال، في حين تتّجه مواقف المسؤولين فيه إلى دعوة الحكومة اللبنانية إلى القيام بواجبها في هذا الإطار، من خلال إرساء الشفافية على التحقيقات التي تجريها. وهذا ما أكد عليه الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دجورايك يوم 9 شباط الماضي. والعالمون بحال قوات الطوارئ الدولية، يشيرون إلى أنّ قيادتها ليست بوارد إثارة أي إشكال أو تأزيم علاقاتها بالمجموعات اللبنانية النافذة، تحديداً تلك المعنيّة بجنوب لبنان. فيبدو التعويل على أي تقرير أممي يكشف جوانب إضافية لجريمة الاغتيال وتنفيذها ومنفذّيها في غير محلّه. لقمان، أهله، أصدقاؤه، الناس، متروكون وحدهم مجدداً أمام اغتيال مجهول ولو أنّ بصماته السياسية واضحة.

كتاب الدم

فراغ التحقيق من المضمون، والجمود الذي يخيّم عليه، يترك الخيال لكل من يعنيه القضية لينسج السيناريو الذي يراه منطقياً. اعتراض سيارته، تهديده بالسلاح، إطلاق الرصاصة الأولى، رمي هاتفه، ضربه، سوقه إلى خشبة المذبحة، معايرته، إنهاء حياته. أو أنّ الجريمة حصلت من دون كلام، وبصوت مخنوق وكاتم. لا تزال مقتنيات لقمان الشخصية مفقودة. وُجد جثة بلا أوراق ثبوتية لتأخير الكشف عن هويته، التي تم تحديدها بعد الاتصال بشركة تأجير السيارات التي يقود إحدى سياراتها. وُجدت أكياس في صندوق سيارة الجريمة، عُثر على أكياس فيها خضار كان قدّ أرسلها صديقه محمد الأمين لزوجة لقمان. وفي صندوقها أيضاً، خضار وفواكه كان قد اشترتها الضحية للعائلة. على المقعد الخلفي، كتاب "مكان تحت الشمس" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. من يعرف لقمان يعرف أنه لا يغوى هذا النوع من الإصدارات. ليتبيّن أنّ الكتاب كان قد أهداه للقمان أحد من شاركوه غداءه الأخير في بلدة صفارية يوم السبت الذي سبق اغتياله. أيّ أنّ الكتاب بقي في السيارة 6 أيام، وعُثر عليه مضرجاً بالدماء. فكان لقمان فصلاً جديداً من فصول كتاب الدمّ اللبناني والجرائم التي لا تحقيقات بها ولا قتلة فيها. جريمة موصوفة، كاغتيال جو بجاني في الكحالة الموثقة بالفيديو، لا يؤدي التحقيق فيها بعد 3 أشهر على ارتكابها إلى أي نهايات.

تروما الليلة الأولى

تروما الليلة الأخيرة التي عاشتها رشا الأمير، بعد فقدان الاتصال بلقمان لحين العثور على جثته، لا تزال مسيطرة على المشهد. أرسلت رسالة نصية أولى، وثانية، وثالثة صوتية، لم يجب على أي منها. الهاتف كان لا يزال يعمل من دون أي يردّ عليه أيضاً. اتصلت بصديقه شبيب، وأكد الأخير مغادرته نيحا. اتصلت بمحامي العائلة، بأخيها في فرنسا. اتّصلت بطبيب العائلة، وللمصادفة هو وزير الصحة السابق جميل جبق، المقرّب من حزب الله. بشقيقة نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب، الوزير السابق محمود قماطي. "نسأل ونعود" أجابا، ولم يأتيا بأي جواب. اتصالات بالمستشفيات، بقوى الأمن الداخلي، بصديق يعرف أحد ضباط الأجهزة الأمنية، أيضاً لا جواب. زوجته، مونيكا، قادت سيارتها جنوباً بحثاً عنه أو عن أي حادث سير على الطريق. لم تعثر على أي شيء أيضاً. حدّدوا مكان الهاتف، وباقي السيرة معروفة. كل هذه التفاصيل تصلح لأن تكون جزءاً من رواية القتل المستمرّ في كتاب الدمّ اللبناني. مخيّلة القتلة غير الخصبة، تترك لنا التفكير بسيناريوهات أكثر نشاطاً وتعقيداً. ليس تجميلاً للجريمة، بل تفكيكاً لها. بالنسبة للقتلة، نفذّوا جريمة واختفوا، كفعل عادي يمتهنونه. أدوا وظيفة يتقاضون راتباً مقابلها. بالنسبة لنا، رسالتها ووقعها شديدان. "لا نريد فأراً أو أجيراً قتل لقمان"، يقول عدد من الدائرة القريبة للضحية. يريدون أولئك الذين أمروا وخططوا للجريمة.

اليوم يعود النشاط إلى المشاريع التي كان يعمل عليها لقمان سليم في مكتبه ومنزله في حارة حريك. مشاريع إصدار كتب وإنتاج إفلام ووثائقيات وندوات، عادت وتحرّكت عجلتها . وهي مهام تدرك زوجته وشقيقته مشقّة استكمالها وحيدتين. فمقتله، جريمة سياسية ومحاولة لنسف نشاطه المتنوّع في انتاجاته. قتلوه فأخرسوا "صديقته الشريرة" التي كانت تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي ناطقةً برأي ووجهة نظر. ولا مكان لوجهات النظر في مجتمع عسكري وبوليسي مشبّع بالحقد والكراهية. هذا ما ترسيه ثقافة كواتم الصوت.  

 

3 صفعات مسيحية لباسيل؟

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 14 آذار 2021

اليأس وحده ربما دفع رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، في إطلالته الأخيرة قبل أسابيع، لأن يستحضر بشار الاسد في معرض معركة ما يُسمّى "حقوق المسيحيين"، التي يخوضها في وجه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وفي وجه الضمور المسيحي المتنامي الذي يصيب شعبية الصهر والعهد ورئيسه.

روى باسيل لجمهوره المسيحي موقفًا حصل بينه وبين الأسد مضمونه قول الأسد له: "مصلحتنا في سوريا من بعد ما تعلمنا من أخطائنا في لبنان، أنّه لو بقي مسيحيّ واحد في لبنان يجب أن يكون الرئيس وصلاحياته قوية ومصلحتنا في لبنان وسوريا والمنطقة أن يبقى المسيحيون، بدورهم وخصوصياتهم، من دون أن يذوبوا". سوريا الأسد هي عاصمة تحالف الأقليات، الذي يعرف باسيل أنّه ما عاد يُطعم خبزًا في لبنان. بدا الرجل يائسًا وهو يحاول أن يستولد في نفوس جمهوره خرافة الحماية التي يجلبها لهم التموضع المسيحي في كنف سوريا وحزب الله، مدركًا أنّ هذا المنطق خرج من وجدان المسيحيين، لا سيما بعد انفجار الرابع من آب.

أصاب الانفجار أكثر ما أصاب المناطق المسيحية، ودمّر بيوتها واقتصادها وقتل وجرح بشرها. وحتى يثبت العكس فإنّ "سوريا الأسد" وحزب الله، يتحملان المسؤولية المعنوية وربما الجنائية عن الإهمال والاستهتار والمخاطرة التي قادتنا إلى ما وصلنا إليه. أخرج الانفجار منطق تحالف الأقليات من وجدان شريحة مسيحية كبيرة، وأسقط من يد باسيل العنوان الأحبّ إلى قلبه عن حقوق المسيحيين، الذين وجدوا في المأساة التي أصابتهم دليلًا، كانوا بغنًى عنه، للتأكّد من أن لا حماية خاصة للمسيحيين خارج الحماية العامة التي تأتي بها دولة محترمة، مسؤولة، وكفوءة. سوريا الأسد هي عاصمة تحالف الأقليات، الذي يعرف باسيل أنّه ما عاد يُطعم خبزًا في لبنان. بدا الرجل يائسًا وهو يحاول أن يستولد في نفوس جمهوره خرافة الحماية التي يجلبها لهم التموضع المسيحي في كنف سوريا وحزب الله

فيما كان باسيل يتوسل الأسد ونصرالله لإعادة تأسيس سردية التيار الوطني الحر، عن المظلومية والحماية، ويستفيض في فرز القوى السياسية بين هاتين الخانتين (ظالمون وحماة)، كانت علامات تآكل الشرعية المسيحية التي تصيب الحالة العونية تتقدم المشهد السياسي اللبناني، من مصادر ثلاثة:

1- بكركي:

في مقابل الفجور الباسيلي حول حقوق المسيحيين، وخطاب "الكنتنة" السياسية (من كانتون) والأسفاف في مطلب التحاصص المذهبي، والتشديد ضمنًا على خيار الالتحاق بمحور حارة حريك – دمشق – طهران، كان بطريرك الكنيسة المارونية مار بشارة بطرس الراعي يعلي الصوت عن ضرورة الحياد اللبناني ويصف الدولة بأنّها "محتلّة". لم يسبق في تاريخ لبنان أن كان التناقض بهدا الحجم بين الكنيسة المارونية وبين رئيس للجمهورية يحظى بحجم الشعبية السابقة لميشال عون. فالالتحاق الذي يروّج له باسيل كضمانة للمسيحيين، وصفه البطريرك الراعي بـ"الحالة الانقلابية"، جازمًا بأنّه "لا يوجد جيشان أو جيوش في دولة واحدة ولا شعبان في دولة واحدة".

2- قائد الجيش:

لم يسبق في تاريخ لبنان الحديث أيضًا أن خاطب قائدٌ للجيش الطبقة السياسية بالعلنية والوضوح والمباشرة التي اعتمدها قائد الجيش جوزيف عون. تحدّث الرجل، الذي يحتل أرفع مركز عسكري ماروني داخل النظام اللبناني، بلغة تؤكد على أنّ الجاري في البلاد هو انقلاب بالفعل، ملتقيًا مع تحذير البطريرك بقوله: إنّ "الجيش يتعرض لحملات إعلامية وسياسية تهدف إلى جعله مطواعًا، لكن هذا لن يحدث أبدًا". ليست خافية الجهة المنافسة للجيش والطامحة لتطويعه. وفي مقابل المحور الذي يدفع باسيل إلى التموضع فيه بحجّة تأمين حماية للمسيحيين، كان قائد الجيش واضحًا في التأكيد على الأهمية الاستراتيجية للمساعدات التي يتلقّاها الجيش، وعلى أنّه لولاها "لكان الوضع أسوأ بكثير". وهنا ليس خافيًا أنّ مصادر هذه المساعدات المتعدّدة تقع خارج دول محور باسيل، بل على النقيض منه تمامًا. صحيح أنّ العماد جوزيف عون تحدّث الى عموم الطبقة السياسية، بيد أنّ كلامه، وقد جاء بعد اجتماع أمني في بعبدا، بدا في العمق اعتراضًا على التوصيف السياسي للأزمة من وجهة نظر رئيس الجمهورية، كما حمل شيئًا من التمرّد على استسهال دفع الجيش نحو التصادم مع الناس تحت عنوان حفظ الأمن! لم يسبق في تاريخ لبنان أن كان التناقض بهدا الحجم بين الكنيسة المارونية وبين رئيس للجمهورية يحظى بحجم الشعبية السابقة لميشال عون

3- الفاتيكان:

كان يمكن لزيارة بابا الفاتيكان للعراق أن تكون مناسبة للنفخ في المشروعية السياسية المسيحية لجبران باسيل، رئيس أكبر حزب مسيحي في المشرق العربي، كما يحب أن يقدّم نفسه. لكنّ المتداول أنّ حكومة بغداد التي استضافت البابا الآتي إلى العراق للتأكيد على أصالة واستراتيجية الحضور المسيحي في النسيج الاجتماعي المشرقي، لم تتحمّس لمشاركة مميزة لباسيل، في ما بدا وكأنّه نأيٌ عراقيٌّ بالنفس، عن الإسفاف السياسي في توظيف العنوان المسيحي في معارك ليس للعراق شأنٌ فيها. ولو كانت قناعة البابا أنّ الخطاب المسيحي، لأكبر حزب مسيحي في المشرق، يندرج ضمن رؤية الكنيسة ودور المسيحيين ومواقعهم في دولهم ومجتمعاتهم، لأمكن معالجة تحفّظات الحكومة العراقية ودعوة باسيل، أو لخَصّ البابا، رئيس الجمهورية اللبنانية، وهو في العراق، باتصال يؤكّد على المعنى الاستراتيجي للرئيس المسيحي العربيّ الوحيد في المنطقة.. في الإشارات الثلاث يبدو "الحزب المسيحي الأكبر في المشرق"، مطعونًا في الصفة التمثيلية لما يدّعي أنّه يمثّل. فهو على قلّة وئام مع الكنيسة وقائد الجيش (وحاكم مصرف لبنان)، وكلّها مواقع مارونية رئيسية في النظام، باتت تعبّر بطرق مختلفة أنّها سلوك العهد وخطاب الصهر المدلّل ينطويان على ما يفيد مصالح المسيحيين. فأن لا يرى كل هؤلاء ما يراه الأسد ونصرالله في شخص باسيل وسياسته، هنا كلّ الحكاية. باسيل ذاهب إلى الحجّ في دمشق الأسد، تحت عنوان "حقوق المسيحيين"، والمسيحيون راجعون من "تحالف الأقليات"، إلى وطن جريح باتت عاصمته الموقتة "شرفة بكركي".

 

14 آذار: هكذا سلّمت نفسها للحزب وإيران

إيلي الحاج /أساس ميديا/الأحد 14 آذار 2021

لم يبقَ من 14 آذار إلا الذكريات. لكأنّ دورها اقتصر قبل 16 عامًا على إخراج الجيش السوري من لبنان، وارتاحت بعد انتهاء المهمة. لكنها في درب تحقيق الغاية منها، أثبتت أنّ اللبنانيين عندما يخرجون من أسوار طوائفهم وانتماءاتهم الفئوية، قادرون على صنع معجزات. تمامًا كما أثبتت أنّ القيادات السياسية الحزبية – الطائفية، قادرة على أن تأخذ أتباعها وطوائفها إلى حيث تريد، من غير أن تخشى على نفسها منها. ربما تغيّر الوضع بعد 17 تشرين، ولكن ليس بما يكفي لإحداث تغيير ديمقراطي في البلاد، إذا بقيت هذه البلاد في السنة والأشهر الثمانية الأخيرة من عهد عون. وإذا بقي شيء من ديمقراطية.

في ما عدا إخراج الجيش السوري... أخفقت 14 آذار. ضحّت وضحّى عدد من قياداتها وشخصياتها بحياتهم أيضًا، من أجل كشف حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في المحكمة الدولية. عرف الجميع مَن هي الجهة القاتلة، لكن لم يتغيّر المشهد كثيرًا. الحقيقة بالقطّارة فقدت سحرها وتأثيرها على مرّ السنين. ولم يُنزل عقاب بأحد عمليًّا، على الأرض. إلا أنّ المفجع هو استعجال من كان يُفترض أنّهم المؤتمَنون على 14 آذار، التخلّي عنها. وهم الذين تأخروا – في معظمهم – في النزول إلى الساحة، أو ما كانوا موجودين، كلٌّ لأسبابه، ردًّا على التحدي الذي أطلقه "حزب الله" في وجه اللبنانيين الآخرين، يوم "شكرًا سوريا" في 8 آذار. لم يبقَ من 14 آذار إلا الذكريات. لكأنّ دورها اقتصر قبل 16 عامًا على إخراج الجيش السوري من لبنان، وارتاحت بعد انتهاء المهمة

لقد أعطى ناس 14 آذار قياداتهم مرتين انتصارًا في الانتخابات النيابية، سنة 2005 وسنة 2009 . ماذا فعلوا بالأمانة ؟ الأكيد ما صوّت لهم ناس 14 آذار كي يصوّتوا بدورهم لميشال عون رئيسًا للجمهورية. ولا لغير ميشال عون من شخصيات 14 آذار.

وكان الأسوأ هو تشبّه أحزاب ما كان 14 آذار، في طائفيّته ومذهبيّته، بدلًا من أن تُنتج أحزابًا وتيارات عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب والانتماءات الفئوية، على صورة ما وعد به مشهد الناس في "انتفاضة الاستقلال - 2005".

ويمكن تعداد لائحة أخطاء جسيمة ارتكبها القيّمون على تلك الحركة الاستقلالية. من أسلوب التعامل مع ميشال عون، إلى الامتناع مدّةً طويلة عن إثارة موضوع "حزب الله" وعقد "الاتفاق الرباعي" معه، والتهرب من إحداث أيّ تغيير في قيادات الأجهزة الأمنية وهيكلياتها، وحكومات المساكَنة وربط النزاع، إلى التراجع بدل الإقدام بعد كل جريمة اغتيال كبيرة، والذهاب إلى حوارات بلا جدوى مع "حزب الله"، وعقد اتفاقات معه  سواء على تشكيل الحكومات أو على سلاحه، رغم إدراك الجميع أنه لن يحترمها، بل سينقلب عليها عندما يشاء. والخطأ الأعظم هو الذي سمّي بـ"التسوية الرئاسية"، وسهّل وقوع دولة لبنان نهائيًّا في قبضة الحزب ودائرة نفوذ إيران الإقليمي المباشر، وأوصل الوضع إلى ما هو عليه اليوم من متاهة إفقار وضياع وطن. أخبرونا - يا لقِصَر النظر المريب والقاتل! - أنّ ميشال عون، وجبران باسيل، سوف يبتعدان  عن الحزب وإيران  عندما يصل الجنرال إلى قصر الرئاسة !

نتج من ذلك أنّ منطق "الثورة الخمينيّة في لبنان"، صار أقوى بكثير من منطق الدولة في لبنان.

وقائد "الثورة" - لا أحد غيره، بإصبعه المرفوعة -  هو الذي يعيّن ويحدّد ويقرّر ما الذي يجب على لبنان أن يفعل، وأيّ اتجاه يتجه. أخبرونا - يا لقِصَر النظر المريب والقاتل ! - أنّ ميشال عون، وجبران باسيل، سوف يبتعدان  عن الحزب وإيران  عندما يصل الجنرال إلى قصر الرئاسة !

استسلمت قوى رئيسة في "قوى 14 آذار" سابقًا لمنطق الثورة الخمينية الذي سيطر على الدولة، وغدرت بشعاراتها وجمهورها. لم يعد مهمًّا ذكر المقابل الذي حصلت عليه، أو إذا كان يستحقّ القيام بتلك  القفزات السياسية البهلوانية. فهذه القوى باتت في أسوأ أحوالها.

لكن ليس هنا الموضوع الأهم:

لبنان كله أيضًا في أسوأ أحواله. ويتحمل عاقبة القرارات والسياسات الخاطئة، والتي لا تبررها ذريعة العاجزين الساقطة:  "شو كان فينا نعمل غير هيك؟".

كانوا يقدرون على أن يعملوا الأفضل بكثير. أن لا يخونوا أنفسهم وشعبهم والثقة بهم.

أما الآن فمن يدري كم يستمر هذا الوضع الشاذ.

لقد سيطر منطق "الثورة الفلسطينية" عمليًّا على منطق دولة لبنان والشرعية فيه، من 1969 حتى 1982 وانتهى بكارثة بكل المقاييس. لكن كان هناك من يقاومه بكل الوسائل. الدولة كانت تقاومه. الياس سركيس فؤاد بطرس، وجوني عبدو، بقَدْر كل الميليشيات، كما تبيّن بعد وقت طويل.

واليوم ماذا؟

 بات مجرد ذكر 14 آذار يثير ابتسامات شماتة.

ربما لم يخطر ببال ناس 14 آذار لحظةً أنّ قيادتي "تيار المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" كانتا تنظران إلى لحظة "انتفاضة الاستقلال - 2005" الحاسمة في تاريخ لبنان والتي حررته من الاحتلال العسكري السوري، على أنّها رصيد في حسابهما يمكن كل منهما تجييره لحساب "حزب الله" ونظام الأسد، مزهوّتان بعدد مقاعد نالتهما في الانتخابات. أنظروا إلى أين وصلنا. كم كنا طيّبي القلب! كان يجب أن ندرك إلى أين سنصل عندما لم يسِر في جنازة سمير قصير غير بضعة أنفار، أحدهم جبران تويني، حمل نعشه والدموع تنزل من عينيه. دموع على مشهد قَسَم 14 آذار وعلى حاله وحالنا، بينما نتذكر كل ما جرى.  

 

مسار لبنان الأسود: الفوضى تقوّض الأمن وإسرائيل تتربّص

منير الربيع/المدن/14 آذار/2021

يذهب لبنان إلى انهيار فظيع. هناك من يعتبر أنه قادر على السيطرة على الوضع في اللحظة الأخيرة. وربما هم يراهنون على ذلك. ولكنها مغامرة خطرة جداً، ولن تكون محسوبة النتائج. ثمة من يشبّه الواقع اللبناني في مساره الحالي بأنه مقبل على ما حدث للصومال. فيما الحسابات السياسية المعقدة، تبدو أنها أهم من كل التدمير الممنهج والانهيار المستمر. لم يعد لبنان بعيداً عن الانهيار الشامل. صرخة وزير الخارجية الفرنسي كانت أبلغ التعبيرات، عن المسار الأسود، وعن الاستعصاء السياسي.

معارك دونكيشوتية

الحراك في الشارع لا يمكن أن يتحول إلى العنف بمعناه الحقيقي. وأي عنف لن يكون تطوراً طبيعياً للاحتجاج الشعبي. إنما بحال انفجار العنف سيكون مدفوعاً ومخططاً، بهدف ضرب هذا التحرك، واختراقه عبر تخويف الناس، ودفعهم إلى التراجع والبحث عن لقمة العيش التي يمكن استعطاؤها من القوى السياسية والطائفية. فيكون ذلك مدخلاً لعملية ترقيع جديدة، تشبه الأزمات السابقة التي مرّ بها لبنان. لكن الخطأ الكبير هو الاعتقاد بإمكانية حل الأزمة الاقتصادية بالاتكال على مساعدات خارجية، ووقف التهريب وإجراء بعض الإصلاحات. الأمر أصبح مختلفاً جداً، والأزمة عميقة جداً، وقادرة على عرقلة أي مشروع للحلّ.

الإجراءات السياسية، والمطالب السيادية، والبحث في سلاح حزب الله، على أهميتها، لن تؤدي إلى تخفيض سعر صرف الدولار. فهذا يحتاج إلى خطة ممنهجة للنهوض الاقتصادي من خلال القطاعات المنتجة. وهذا أمر لا يأتي أحد على ذكره أو التفكير به. إنهم يخوضون معارك وهمية ودونكيشوتية في محاربة ارتفاع سعر صرف الدولار بالأمن والعسكر. وهذا سيفاقم المشكلة الى أقصى الحدود. لا أحد يتعاطى مع الأزمة بقدر من الجدية يشير إلى حجم المأزق الاقتصادي. والدليل على ذلك، هو ما جرى في مجلس النواب، من خلال الاحتفاء بإقرار قرض البنك الدولي وتوزيع مساعدات. وهذا كله يتنافى مع وجود خطة اقتصادية شاملة.

رهانات خطيرة

كل ذلك يربط لبنان أكثر فأكثر بأزمات المنطقة، وبدول الطوق المنهار، من العراق إلى سوريا واليمن، تعيش هذه الدول أزمات على إيقاع العلاقة الأميركية الإيرانية، والتي على ما يبدو أن مسارها سيكون طويلاً وبعيد المدى. وعلى هذا المسار تراهن بعض القوى السياسية للوصول إلى أي اتفاق قد ينعكس إيجاباً على لبنان. إلا أن هذا الرهان سيكون خاسراً، ولن يؤدي إلى إيجاد أي حل للمشكلة. هذه السيناريوهات تقود لبنان إلى مراحل خطرة جداً، خصوصاً مع تنامي الضربات العسكرية التي يقوم بها الإسرائيليون ضد القوات الإيرانية في سوريا. هذه الضربات لم تعد مقتصرة على سوريا فقط. بل أصبحت في وسع البحر، وقابلة لأن تنعكس على لبنان في المرحلة المقبلة، وفق تقديرات وقراءات أميركية كثيرة. خصوصاً في ظل عدم وجود أي بوادر إيجابية للتفاوض على ترسيم الحدود. وبحال توسع أفق التوتر في الإقليم، حينها لن يكون لبنان مستبعداً من أن يعود مسرحاً لمثل هذه العمليات، من دون قدرة أي طرف على لجم هذه التطورات. هذا أمر أساسي سيكون من الملفات الأساسية التي سيتم بحثها خلال زيارة وفد من حزب الله إلى روسيا يوم الإثنين المقبل.

تلاشي الأمن

يدخل لبنان في طور "امبراطورية الفوضى"، والتي ستتجلى بكل أشكالها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية. الأزمة التي يعيشها لبنان ستبقيه في دوامة دورية من الفوضى، لن يكون من السهل الخروج منها. ذلك يمكن اختصاره كله بجملة واحدة قالها وزير الداخلية: "إن الأمن قد تلاشى". ما يعني تلاشي أي وظيفة تقنية لفرض القانون في لبنان، وهذا ربع جبل الجليد. السياسة المتبعة حتى الآن واضحة تجلياتها، من خلال الإيهام بالحلول الجزئية، وتحريض القطاعات الاجتماعية على بعضها البعض، كما حصل منذ إقرار سلسلة الرتب والرواتب، او من خلال قانون الإيجارات، أو الدولار الطلابي، أو اقتراح المليون ليرة للعسكريين.. وهذه كلها تؤدي إلى زيادة منسوب الفوضى، التي كانت واضحة في الإشكالات التي حصلت داخل المحلات التجارية على المواد المدعومة، وهي مشاهد ستتكرر بكثرة.

 

المِحور وشمشون الجبّار

سناء الجاك/نداء الوطن/13 آذار/2021

واضح أنّ موسكو قرّرت التفاوض مع الوكيل الأصيل الذي سيحلّ ضيفاً عليها الاثنين المقبل لبحث الشؤون اللبنانية، وعلى رأسها تشكيل الحكومة، وليس مع البديل الذي ينوح على حقوق المسيحيين. وواضح أنّ هذا البديل يتخبّط مع فشله، ولا يقدّم أو يؤخّر في المعضلة اللبنانية التي تتأرجح في مهبّ المتغيّرات الإقليمية. وهذا الفشل يطرح أسئلة معقّدة تتعلّق بالدور والفعالية والثقة والشرعية الشعبية والقدرة على تنفيذ أجندة المِحور. بالتالي، قد تحمل المرحلة المقبلة إشارات إلى علل في التعامل بين وكيل المِحور والغطاء المسيحي الذي لم يعد نافعاً، والذي يحفل تاريخه بخيانة من يستطيع خيانته، وإنكار فضل الآخرين عليه لجهة تسهيل وصوله الى السلطة، سواء كانوا من أهل البيت أو من خارجه. هذا عدا الطعن في الظهر والانتهازية والانقلاب على الاتفاقات وملحقاتها السرّية. في المقابل، لم يعد يملك البديل إلا الغرق أكثر فأكثر في عزلته الدولية، وربّما الداخلية. ولم يعد لديه إلا استنباط فذلكات تبرّر له مواصلته تعطيل البلد تحت ألف حجّة وحجّة، لترسيخ مسعاه القاضي بتعويم العهد وتوريث الصهر والبقاء في القصر. لا نعرف إلى متى سيستمرّ القبول بهذا البديل الذي تحوَّل ديكتاتورياً بالشكل وليس بالمضمون والقدرات، وهو الذي حسب أنه سيستفيد من قدرات مشغّله إلى أبد الآبدين، أو سيلعب على الحبال ليبقى على قيد السلطة.

ولم يعد يملك إلا هذه المشهدية الكاريكاتورية في عقد إجتماعات للمجلس الأعلى للدفاع واستدعاء حاكم مصرف لبنان، وإصدار بيانات تتّهم على اليمين والشمال الآخرين بالمؤامرة على العهد.

وقمّة "المؤامرة" عندما يتمّ التداول بشأن انتخابات رئاسة الجمهورية. حينها يبلغ استفزاز جماعة الديكتاتور المسكين مبلغاً لا يوصف من الغضب والإنتفاض والانقضاض على الطامعين بالمنصب والمفرطين بكرامة المسيحيين وحقوقهم. فجماعة الديكتاتور لا يستوعبون حتّى فكرة انتهاء الولاية ومغادرة القصر إلى غير رجعة. ففي الفكرة إهانة شخصية، وطرحها من المحرّمات، وكأنّ القيامة ستقوم حينها، أو كأنّها لم تقم بفضلهم وبجهودهم الحثيثة وتبشيرهم بجهنّم والعتمة الشاملة، في ابتزاز وقح وصارخ للشركاء في الفساد وللشعب اللبناني بكلّ شرائحه. ومن يتابع الأداء الديكتاتوري الكاريكاتوري، لا بد سيستنتج أنّ العهد يحسب نفسه شمشون الجبّار، ويلتزم مبدأ "عليّ وعلى أعدائي". لذا يستبسل في التعطيل أكثر فأكثر. وخوفه أن تركب حكومة لا يستطيع التحكّم بها، تتولّى مرحلة ما بعد انتهاء الولاية، ويصبح حليفه حليف عدوه.. حينها العوض بسلامتكم. لكن ما يغفل عنه جماعة الديكتاتور هو أنّ أوراق اللعبة ليست في أيديهم، ولم تكن يوماً، وهم ليسوا الرقم الصعب، كان لديهم فترة سماح، وليس واضحاً إذا ما كانت قد انتهت أو تغيّرت شروطها. فالمِحور ووكيله في مكان آخر. إذ يبدو أنّ إدارة بايدن لن تقدّم جوائز ترضية ولن تفرش طريق المفاوضات بالورود والرياحين. والأهمّ أنّها لن تفرّط بما تصنّفه إنجازات على هذا الصعيد. ورأس المِحور الذي يبحث عن حلول عبر الضغوط، لن يتهاون في استخدام ورقة لبنان، كما غيرها من الأوراق في سبيل تحقيق أهدافه. بالتالي مصير الورقة لا يمكن تبيانه إلا في ظلّ متطلّباته وظروفه. أمّا شمشون الجبّار فسوف يذهب فرق عملة في هذه المعمعة... وحينها "تخبزوا بالأفراح... هذا اذا بقي فرح أو طحين...".

 

حين يُركّز "التيار" غضبه على المناطق المسيحية

نوال نصر/نداء الوطن/13 آذار/2021

غريبٌ أن يستنفر "التيار الوطني الحرّ" الذي طالما فاخر بشعار "نزل التيار ع الأرض" على التظاهرات التي تجري على مساحة جغرافية محددة جداً، تمتدّ من بعبدا الى البترون ليس إلا، محدداً الفاعلين بأنهم "قوات". وملفتٌ أن يعقب إستنفاره ببيانٍ ضمّنه كلمات من نوع: "حركات مقززة" و"إرتكابات بشعة" و"قلة أخلاق" و"ارتكاب الموبقات"! فهل يصحّ للتيار ما لا يصحّ لغيره؟ وهل عيبٌ أن "ينزل قواتيون ع الأرض" ليشاركوا في اعتصامات تطالب بدولة وسيادة ورغيف ودواء وعدالة وكهرباء؟ ومن يؤكد أن من هتفوا "وحدا بتحمي الشرقية القوات اللبنانية" من القوات لا من المتسلّلين؟ وهل سيبقى التيار يرتدّ، في كلِ مرّة يجد فيها نفسه ضعيفاً، على المناطق المسيحية فقط وكأن حدود العهد مداها بين بعبدا والبترون؟ وهل هجوم "التيار" على "القوات" يندرج في خانة إستعادة "سيمفونية" حقوق المسيحيين؟

لو كان سمير فرنجيه ما زال حياً وسألناه عن المشهدية المتجددة لقال ما قاله يوم نادى المسيحيين قائلاً: "خلاصكم رهن بذكائكم"، ولسأل مجدداً ما سأله في حينه: كيف تحولنا، نحن المسيحيين، من جماعة عملت على مراجعة نفسها واستخلاص العبر والدروس من تجاربها الى فئة تسجن نفسها في الماضي؟ وكيف تحولنا من جماعة لها دور أساسي في قيام أول دولة حديثة وديموقراطية في العالم العربي الى جماعة لا همّ لها سوى تأمين "حقوق" لها في الدولة؟ وكيف تحولنا من جماعة تميّزت بالإنفتاح على العالم والتواصل معه مباشرة الى أقلية منغلقة على نفسها في مواجهة مع المجتمع الدولي والغرب والعرب. وقابلة لأن يضعها من يدعي تمثيلها في دائرة الإستخدام لنظام إيراني تحكمه سلطة مطلقة باسم الدين وتجاهر بسعيها لإقامة "شرق أوسط إسلامي جديد"؟.

سمير فرنجية، أحد رجالات الإستقلال الثاني، مات قبل أربعة أعوام . وتاريخ 14 آذار يحلّ بعد يومين. ولبنان انزلق الى هاوية سحيقة. فما رأي "التيار" و"القوات"، ومن هم بين بين، بالعلاقة غير السويّة بين الطرفين المسيحيين الأقويين؟

الدكتور ناجي حايك، الناشط في التيار الوطني الحرّ، "طيّب". لا يختلف اثنان طبعاً على ذلك. لكن، بعيداً من الطباع كيف يقرأ الطبيب في السياسة العلاقة المتأزمة بين القوتين المسيحيتين؟ وهل القوات وحدها (هذا إذا سلمنا جدلاً أنها فعلت) من قطعت الطرقات؟ يجيب "نحن والقوات في منطقة واحدة، على تماس، نقرأ في خطابها السياسي المعادي الفظيع، ونراها لا تتعرض إلا لنا ولا تحتجّ إلا على أدائنا. وطبيعي أن نحافظ على أنفسنا. خصوصاً أن الوقاحة أوصلت القوات حدّ المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية. وهذا غير مقبول أبداً".

من كلام حايك نكتشف أن اتهام التيار القوات ينطلق من مجرد "ردّ الصاع صاعين"! ولكن، ألا يعتبر الناشط في التيار الوطني الحرّ أن القوات قد تكون تهاجم، من خلال التيار، السلاح غير الشرعي؟ يضحك كثيراً لمثل هذا الكلام قائلاً "هذه خبرية خنفشارية" ويستطرد "مع إحترامنا لأنفسنا لسنا نحن من نغطي سلاح "حزب الله". حلّ مسألة هذا السلاح أكبر منا فلا تحملونا المسؤولية. هناك من يصرون على تسجيل نقاط علينا في هذه المسألة علماً أن "صوفتي حمراء" وجمهور "حزب الله" "بيفلت" في كل مرة على ما اقول ومعه أشخاص من التيار الوطني الحر من خلفيات يسارية".

ناجي حايك يحكي في أمور كثيرة ليعود بعدها ويقول "أنا مع التوافق المسيحي "للآخر" وأنا متهم أني قواتي. وأنا من عرّف ملحم رياشي على جبران باسيل وفخامة الرئيس".

فلننتقل الى معراب، لنعرف من مصدر فيها، أبعاد إصرار التيار الوطني الحرّ على تحميل القوات كل الأخطاء و"الموبقات" وقطع الطرقات؟ يجيب "لا تعتبر القوات نفسها أبداً في مواجهة مع التيار الوطني الحرّ، خلافاً لكل محاولات إستدراجها أو الدفع بها في هذا الإتجاه، من خلال الفبركة والتضليل وأخذ النقاش الى مواجهات مباشرة، على غرار ما يقوم به التيار حين يشتبك مع المستقبل محولاً المواجهة الى أزمة مسيحية - سنية، وحين يشتبك مع جنبلاط يحول المواجهة الى أزمة مسيحية - درزية. وها هو يحاول الآن جعل المواجهة أزمة مسيحية - مسيحية".

القوات تؤكد أن أي نشاط تقوم به، أو قد تقوم به، ليس موجهاً مباشرة الى "التيار" ولا الى "العهد". فهمّ القوات أكبر وأوسع. وهي تردّ حيث تجد ضرورة للردّ. ويقول المصدر "مواجهة جبران باسيل هي مع جميع الثوار. وهو يحاول من خلال مواجهاته المفتعلة حجب أنظار الناس عن الأزمة والإشكاليات الحقيقية. هذا هو العقل المؤامراتي للقول إن كل من يتوسل الشارع يرتكب مؤامرة كونية ضدّ العهد. هذا عقل بعثي لا ينتمي بصلة الى الديموقراطية اللبنانية. هذا العقل نفسه يصوّر ارتفاع الدولار على أنه مؤامرة مالية مصرفية لا بسبب سوء الإدارة".

ما رأي القيادي السابق في صفوف العونيين الناشط السياسي الياس الزغبي؟ يجيب "سلوك تيار العهد يكشف مدى عزلته القاتلة والخطيرة ضمن بيئته وتتظهر أكثر من خلال ارتداده دائماً ضد خصومه في السياسة ضمن البيئة التي حصر نفسه فيها. فها هو رئيس الجمهورية يمارس سياسة كيدية ضمن بقعة جغرافية محصورة تمتد من بعبدا الى البترون وقد تصل الى أبعد الى زغرتا، وكأن تياره يمارس تقسيماً فعلياً واقعياً ولا يهمه من الأزمة اللبنانية إلا إعادة لملمة وترميم خسارة شعبيته في المناطق المسيحية. ولو قدّر للإنتخابات أن تجرى الآن كان ظهر جلياً إفلاسه. لذلك حين يشعر تيار العهد بوطأة الأزمة ينسى كل أطرافها الآخرين من "حزب الله" ونبيه بري والمستقبل ووليد جنبلاط ويركز غضبه وكيديته على المنطقة المسيحية".

يرى الزغبي "أن إفلاس تيار العهد مزدوج. فمدى التيار الحيوي تقلص الى جل الديب والذوق، وتحوّل عهد ميشال عون الى شرنقة دودة قز في حالة موت وحصار وعزلة خطيرة من جهات ثلاث:

أولاً، من جهة بكركي بما ترمز إليه من قيمة تاريخية للمسيحيين.

ثانياً، من جهة الأحزاب السيادية وخصوصاً القوات اللبنانية.

ثالثاً، من جهة قيادة الجيش.

هذا المثلث يجعله يشعر بأنه وقع تحت الحصار الداخلي ويتجلى في صراخ التيار. فالطرف الذي يشعر بالوجع يصرخ. وبيانات العهد تعكس خطورة المأزق. وهو في المقابل يغرق أكثر في تورطه مع محور "حزب الله".

وماذا عن الحلّ من خلال قراءة الزغبي؟ يجيب "الحل لن يكون إلا من خلال مبادرة بكركي على أن تتكامل مع مبادرة القوات اللبنانية في إعادة إنتاج السلطة من مجلس النواب وصولاً الى رئاسة الجمهورية. وبالتالي لا بُدّ من تزويج المبادرتين إذا أردنا إيجاد الحلّ". نعود الى معراب لنسأل: هل ما نراه بالفعل محاولة من تيار العهد لمحاصرة من يرى أنهم يحاصرونه مسيحياً؟ يجيب المصدر "المشكلة يفترض أن تكون أبعد من حدود الإشكال مع القوات وبكركي لتتمحور حول كيفية إخراج لبنان من هذا الإنهيار. وهو حين شعر أن الأزمة الوطنية أصبحت أكبر من أي إمكانية لمعالجتها وأيقن أن الإنتفاضة الشعبية العابرة للطوائف لم تعد تريد هذه السلطة ارتدّ الى الداخل المسيحي لأنه يعتبر أنه من خلال شدّ العصب المسيحي سيكون قادراً أن يحافظ على مكمن قوته الأساسية. إشتباك العهد دائماً من طبيعة طائفية لأنه يريد القول إنه يريد شدّ العصب المسيحي الذي من خلاله يستطيع أن يحافظ على ما تبقى من وضعية شعبية لديه، لهذا لجأ التيار الى الخطاب الذي استخدمه تجاه القوات لأنه أصبح مضطراً للعودة الى المربع المسيحي ولا يمكنه ذلك إلا من خلال مسارين:

أولاً، إعتماد لغة مسيحية متطرفة لشدّ العصب المسيحي وتخويف المسيحيين.

ثانياً، مواجهة القوات اللبنانية لأنها تشكل الخطر الأساسي عليه. ويعرف الجميع أن القوات تشكل خطراً كبيراً عليه لأنها تمكنت من إسقاط كل محاولات أبلستها التي مارسها التيار الوطني الحر منذ العام 1988 حتى اليوم. أسقطت القوات كل تلك المحاولات وكل الأكاذيب والأضاليل التي فبركها هذا التيار. وهو أيقن أن القوات تحظى بتمدد مسيحي ولبناني، في حين يهبط هو بمسافات. فبالقدر الذي تكبر فيه القوات يتراجع هو ويخسر كل فلسفته ومنظومته ووضعيته". نعود الى الناشط في التيار الوطني الحر لسؤاله عن الحلّ الذي يراه؟ يجيب "الحل لن يكون إلا بتشكيل الحكومة وإنشاء لجنة تواصل مع القوات لكن يبدو أن القوات لا تريد هذه اللجنة لأنها تنتظر موت العهد على قاعدة "فلنتركه يموت فنرثه". لذا نقول لها: لا، لا يمكنك ان ترثي أحداً لأن لا أحد يموت في السياسة. فها هو حزب الأحرار لم يمت ولو قُدّر لدوري شمعون ان يشدّ نفسه قليلاً لعاد وأخذ دوراً. ويستطرد حايك بالقول: خلقوا "دباً" كبيراً إسمه "حزب الله" ليحمّلوا التيار مسؤولية سلاح هذا الحزب متناسين من سلم لبنان لسوريا ذات يوم".

ما رأي الياس الزغبي بكل هذا الكلام ولا سيما أننا ندنو من ذكرى 14 آذار؟ يجيب "الخطوة الصحيحة نحو الحلّ لن تكون إلا من خلال مؤتمر دولي يجعل من كل اللبنانيين سواسية. حينها يصبح سهلاً الوصول الى صيغة حياة جديدة وليسموها ما شاؤوا وتتمحور من اللامركزية الشديدة الى المفتوحة. فالحلّ يتطلب إرادة حرّة وحضانة دولية وعربية. وطبيعي أن يمرّ لبنان في سبيل تحقيق ذلك بجلجلة اللهمّ ألا تكون جلجلة أمنية. ويستطرد بالقول: يبدو أن الجميع منتبه حتى هذه اللحظة الى وجوب عدم الدخول في صراع أمني بدليل ان التوتر يصل الى حد التوتر لا الصدام، لأن لا أحد قادراً على الصدام الآن والقيام بنسخة جديدة من 7 أيار. فهناك نوع من التوازن تصنعه الأحزاب السيادية التي ولدت في 14 آذار من دون ان تقصد ذلك. فروحية 14 آذار لم يستطع أحد القضاء عليها. وهذا هو السرّ العميق للتوازن الكامن في الروح السيادية".

نتابع لغة "السوشيل ميديا" فنجد هاشتاغات كثيرة تطال فريقاً مسيحياً دون سواه. نراقب أصحاب التغريدات فنراهم يتبعون طرفاً غير مسيحي ويروجون لهاشتاغ "الثورة_شماعة_القوات. نتابع أحدهم فنجده قد كتب للتوّ: ها نحن جند الله. ها نحن "حزب الله". نوفي بما قلناه لا ننحني لا ننثني إلا أمام الله. "حزب الله" حامي أعراضنا. ومن مثل هذه الحسابات نفهم الكثير.

 

زيارة “الحزب” الى روسيا غير مرتبطة بالملف الحكومي؟

نذير رضا/الشرق الاوسط/13 آذار/2021

يبدأ وفد من «حزب الله» غداً الأحد زيارة إلى موسكو يجول فيها على وزارة الخارجية و«الدوما» ومجلس الأمن القومي، بغرض «تبادل وجهات النظر حول ملفات لبنان والمنطقة»، وغير مرتبطة مباشرة بالملف الحكومي اللبناني، رغم الاهتمام الروسي المتزايد بالملف الداخلي اللبناني أخيراً، بحسب ما قالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط». ويعد الوفد الذي يرأسه رئيس كتلة الحزب النيابية (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد، ويضم مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب عمار الموسوي، أرفع وفد سياسي من الحزب يزور العاصمة الروسية خلال السنوات الماضية. وتأتي الزيارة بعد أيام على لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في أبوظبي، ما دفع البعض إلى ربط الزيارة بالمحادثات حول تشكيل الحكومة اللبنانية.

لكن مصادر مطلعة على موقف الحزب، نفت ربطها بالملف الحكومي اللبناني، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أن الحزب تلقى دعوة من روسيا لزيارة وفد منها إلى موسكو قبل شهر، «ما ينفي أن تكون الزيارة مرتبطة بالملف الحكومي الداخلي». وقالت إن «الهدف من الزيارة تبادل الآراء ووجهات النظر حول لبنان والمنطقة»، ومن ضمنها حكماً الملف السوري، علماً أن اللقاءات ستبحث في الملف اللبناني الذي ستكون له صدارة الاهتمام، بالنظر إلى أن هذا الوفد يترأسه النائب رعد، للمرة الأولى في تاريخ زيارات مسؤولي الحزب إلى العاصمة الروسية، وهو كان قد مثل الحزب في وقت سابق في اللقاء الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع المسؤولين اللبنانيين في قصر الصنوبر في بيروت، أثناء زيارة ماكرون إلى لبنان في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ولا تعد الزيارة تطوراً استراتيجياً في العلاقة بين الطرفين، إلا من باب حجم التمثيل السياسي البارز هذه المرة. فالاتصالات بين الحزب والسفارة الروسية في بيروت متواصلة منذ سنوات، وقد تكون أسبوعية أو شهرية، وتتمثل باتصالات ولقاءات يجريها مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب مع السفارة الروسية.

كما أن زيارة مسؤولين في الحزب إلى موسكو ليست الأولى من نوعها، خلافاً للمعلومات التي سرت في بيروت عن أنها الزيارة الأولى منذ العام 2011. ففي العام 2019، زار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض العاصمة الروسية، وقبلها في 2014، زار وزير الصناعة في الحكومة اللبنانية آنذاك حسين الحاج حسن موسكو، فضلاً عن زيارة أخرى كان أجراها مسؤول العلاقات الدولية في الحزب قبل سنوات. وتقول المصادر إنه في هذه المرة، «يسمع المسؤولون الروس من مسؤولين سياسيين في الحزب من مستوى سياسي رفيع رأيهم في الملفات التي ينوون مناقشتها».

ويتضمن برنامج الزيارة التي ستستغرق 4 أيام لقاءات مع شخصيات سياسية ودبلوماسية وأمنية ونيابية. وقالت المصادر إن اللقاءات تتوزع على ثلاثة مستويات في روسيا، هي الخارجية الروسية حيث سيكون هناك لقاء مع الوزير لافروف، كما ستكون هناك لقاءات مع رئيس الدوما الروسي أو نائبه، إضافة إلى لقاء مع رئيس مجلس الأمن القومي الروسي. وشددت المصادر على أن الهدف من الزيارة «التشاور وتبادل وجهات النظر بملفات لبنانية وإقليمية، حيث يسعى الروس، بحسب جدول الأعمال ومن طبيعة العلاقات، لفهم وجهة نظر الحزب بالأحداث في لبنان والمنطقة».

ورغم أن المصادر تشدد على أنه لا مبرر للربط بين الزيارة وإمكانية فتح ثغرة في الملف الحكومي، إلا أن الزيارة تتقاطع في جانب منها مع الدخول الروسي على خط تشكيل الحكومة دعماً للمبادرة الفرنسية، منذ الأسابيع الماضية، بدليل اللقاء بين الرئيس الحريري والوزير لافروف، واتصالات سبقت ذلك اللقاء مع قوى سياسية لبنانية معنية بالشأن الحكومي وبينها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فضلاً عن زيارة مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية أمل أبو زيد إلى موسكو مرتين خلال الأشهر الماضية، ولقاءات عقدها جورج شعبان مستشار الحريري مع المسؤولين الروس خلال الأشهر الماضية. وتقول مصادر مواكبة للحراك الروسي أن موسكو لم تشأ التدخل حين كانت المبادرة الفرنسية فاعلة في لبنان، وانتظرت التطورات قبل اتخاذ قرار بتفعيل الاتصالات، لافتة إلى أن موسكو اتخذت موقفاً واضحاً في الفترة الأخيرة بعد المراوحة في الملف الحكومي يقضي بأنه «لا ثلث معطلاً» ويضغطون لحكومة تكنوقراط من غير الحزبيين، فضلاً عن التمسك بالرئيس الحريري لتأليف الحكومة.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الروس لا يطرحون أنفسهم بديلاً عن المبادرة الفرنسية، ولا ملئاً للفراغ الأميركي القائم بعد تبدل الإدارة الأميركية، لكنهم «يراقبون تفاقم الوضع الاقتصادي في لبنان، ويتخوفون من أن يتسبب ذلك بفوضى أمنية، وهو ما من شأنه أن يزيد الأعباء الاقتصادية على سوريا التي يتمتعون فيها بدور فاعل، ويمكن أن يترك التدهور الأمني تأثيراته على سوريا وعلى اللاجئين في لبنان»، وقالت: «من هذا المنطلق باتوا حريصين على الضغط لتشكيل الحكومة اللبنانية». وقالت المصادر إن الروس «يلعبون دورهم في الملف اللبناني، كما يلعبون أدواراً في ملفات إقليمية أخرى بعد أن باتوا لاعباً أساسياً في الشرق الأوسط»، وعليه استبعدت المصادر أن يكون الحراك مرتبطاً بالنازحين السوريين بالنظر إلى أنه «لا جديد في هذا الملف قبل أن يتبلور الموقف الأميركي حول سوريا وإيران والنازحين»، لافتة إلى أن موسكو «تحضر لمؤتمر في أيار المقبل حول النازحين بمساهمة ومشاركة الأمم المتحدة ودول الجوار».

 

هل يبقى مسيحيون يدافع ميشال عون عن حقوقهم!

خيرالله خيرالله/العرب/13 آذار/2021

هل سيبقى في لبنان مسيحيون كي يحافظ ميشال عون وصهره على حقوقهم؟ ذلك هو الخطأ الذي لا يغتفر لعون الذي قبل أن يكون رئيسا للجمهورية بفضل "حزب الله" من دون أن يقف لحظة أمام مرآة وأن يسأل نفسه عن النتائج التي يمكن أن تترتّب على ذلك.

لبنان بات مجرّد ورقة بيد إيران

مخيف كلام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس الماضي عن “قرب انهيار لبنان” نهائيا. يشير لودريان إلى أن ما يتنازعه هو ” الحزن والقلق والاضطراب الداخلي والغضب” بسبب الانهيار اللبناني الحاصل وتأثير ذلك ليس على لبنان واللبنانيين فحسب، بل “على اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان وعلى المنطقة كلّها أيضا”. يبدو واضحا أن الوزير الفرنسي يريد التحدث عن فرصة أخيرة وفترة قصيرة ما زالت متاحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في لبنان. لا يريد لودريان، ربّما من زاوية رفض الاستسلام لليأس، أخذ العلم بأنّ الانهيار حصل فعلا وأنّ لبنان في مرحلة السقوط الحرّ في فراغ لا قعر له. يعود التدهور في لبنان، من وجهة نظره، إلى رفض المسؤولين فيه تحمّل مسؤولياتهم واحترام العهد الذي أعطوه إلى الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارتيه لبيروت بعد تفجير مرفأ العاصمة اللبنانية في الرابع من آب – أغسطس 2020. تعهّد هؤلاء جميعا أمام ماكرون، وقتذاك، بتشكيل حكومة تضمّ اختصاصيين تنفّذ الإصلاحات المطلوبة، بما يسمح للبنان بالحصول على مساعدات خارجية. يُفترض بوزير الخارجية الفرنسي معرفة المزيد عن لبنان. ما الذي يمكن توقّعه في بلد رئيس الجمهورية فيه ميشال عون وصهره جبران باسيل فيما المسيطر عليه فعليا هو “حزب الله” الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني”؟ يعني وجود مثل هذه المعادلة تحوّل لبنان إلى مجرّد ورقة إيرانية. لا مكان للوجود المسيحي الفاعل في لبنان، بل للبنان كلّه في هذه المعادلة التي تتحكّم إيران بكلّ شاردة أو واردة فيها. انهار لبنان كلّيا لا أكثر ولا أقلّ. لم يبق سوى كتابة وثيقة الوفاة… والترحّم على بلد فقد كلّ المقومات التي تأسّس عليها، فيما رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية الفعلي يرفضان الاعتراف بذلك، بل يعيشان في ماض لا علاقة له من قريب أو بعيد بالواقع. يرفضان قبل كلّ شيء الاعتراف بأنّ “حزب الله” الذي أوصل ميشال عون إلى موقع رئيس الجمهورية بفضل جبران باسيل، يستطيع أخذ جبران والبلد كلّه إلى عزلة عربيّة أوّلا وإلى نوع من العزلة الدولية ثانيا وأخيرا.

لم يعد لبنان يهمّ أحدا، لا عربيّا ولا دوليا، إلّا إذا استثنينا فرنسا. صار مصير لبنان مرتبطا بكلّ وضوح بإيران ومشروعها التوسّعي في المنطقة، وهو مشروع لا أفق له. لا أفق لهذا المشروع نظرا إلى أن إيران تريد ابتلاع أكثر بكثير مما تستطيع هضمه. كيف يمكن لرئيس لبناني ربط البلد بمشروع مفلس أصلا من منطلق أنّه يريد المحافظة على حقوق المسيحيين. هل سيبقى في لبنان مسيحيون كي يحافظ ميشال عون وصهره على حقوقهم؟ ذلك هو الخطأ الذي لا يغتفر لميشال عون الذي قبل أن يكون رئيسا للجمهورية بفضل “حزب الله” من دون أن يقف لحظة أمام مرآة وأن يسأل نفسه عن النتائج التي يمكن أن تترتّب على ذلك.

ثمة جوانب عدّة للمأساة اللبنانية. كان الفصل الأخير انتخاب ميشال عون مرشّح “حزب الله” رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الأوّل – أكتوبر 2016. لدى ميشال عون حقد ليس بعده حقد على أهل السنّة في لبنان وعلى رفيق الحريري بالذات. يعتبر أن رفيق الحريري حرمه من الوصول إلى موقع رئيس الجمهورية في العام 1989 وذلك بعد لعبه دورا رئيسيا في التوصّل إلى اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب في لبنان.

تكمن مشكلة ميشال عون وجبران باسيل، الذي أوصله إلى رئاسة الجمهورية عن طريق “حزب الله”، في أنهما لا يعرفان شيئا عن حقيقة الوجود المسيحي في لبنان والأسس التي قام عليها هذا الوجود تاريخيا. بحجة أن الدفاع عن حقوق المسيحيين يمنع ميشال عون وجبران باسيل من تشكيل حكومة لبنانية يمكن أن تكون بارقة الأمل الوحيدة بالنسبة إلى لبنان، خصوصا أن مثل هذه الحكومة ستضمّ اختصاصيين فقط مهمّتهم تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. المسيحيون في لبنان نهضة اقتصادية وشراكة مع المسلمين ومدرسة وجامعة ومصرف وصحيفة وفضائية وفندق ومستشفى ومطعم وخدمات ومكان آمن يقيم فيه الزوّار العرب والأجانب في ظلّ الحرّيات وليس تهديد سلاح “حزب الله”.

لماذا يبقى هناك وجود مسيحي يمتلك تأثيره في لبنان عندما تنتفي كل المقومات التي توفّر فرص عمل للمواطن؟ هذا ما لم يدركه ميشال عون يوما. لم يدرك معنى إعادة الحياة إلى بيروت وبناء وسطها كي يكون منطلقا لإعادة الحياة إلى لبنان كلّه. الأخطر من ذلك كلّه، أنّه لم يدرك ولن يدرك أن ما يقوم به حاليا يؤدي إلى تهجير أكبر عدد من اللبنانيين من لبنان. تهجير المسيحيين ليس غريبا عن شخص لم يستوعب في العامين 1989 و1990 عندما كان في قصر بعبدا بصفة كونه رئيسا لحكومة مؤقتة مهمتها تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية خطورة الحرب المسيحية – المسيحية. وقتذاك اختار قائد الجيش ميشال عون الدخول في مواجهة مباشرة مع “القوات اللبنانية”. استتبع ذلك موجة هجرة واسعة للمسيحيين. في ظلّ المعادلة القائمة على الأرض اللبنانية، لا أمل كبيرا في تشكيل حكومة. ما الذي تستطيع فرنسا عمله في هذه الظروف؟ أيّ نوع من التفاهمات تستطيع التوصّل إليها مع إيران المهتمّة أساسا بإعادة العمل بالاتفاق في شأن ملفّها النووي بموجب شروط خاصة بها؟ يدلّ كلام وزير الخارجية الفرنسي أن باريس لم تفقد الأمل نهائيا في إمكان عمل شيء من أجل لبنان. فقدت الأمل في الطبقة السياسية اللبنانية وفي احتمال أن تفعل هذه الطبقة شيئا من أجل البلد. كانت كلّ كلمة نقلتها الزميلة رنده تقيّ الدين عن رأي قصر الإليزيه في جبران باسيل ودوره في عرقلة تشكيل الحكومة صحيحة. يدلّ على ذلك عدم صدور أي نفي لكلامها، بل كلّ ما صدر عن باريس هو بمثابة تأكيد له. على الرغم من ذلك كلّه، قد يكون لدى فرنسا ما يبرّر وجود بارقة أمل بالنسبة إلى لبنان. في حال استمرّ الوضع اللبناني على ما هو عليه، لن يبقى فيه مسيحيون للدفاع عن حقوقهم وللتذرّع بها لعرقلة تشكيل حكومة ذات مواصفات محدّدة بعيدا عن محاصصات تعبّر أفضل تعبير عن إفلاس “عهد حزب الله” الذي

 

صرخة العسكر... على مين؟

نجم الهاشم/نداء الوطن/13 آذار/2021

لم تكن الصرخة التي أطلقها قائد الجيش العماد جوزف عون من اليرزة خلال الإجتماع الموسّع مع أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلّة في حضور أعضاء المجلس العسكري، مجرّد صوت من دون صدى. ولم تكن يتيمة إذ ظهر أن لها ترددات مشابهة في المؤسسات العسكرية الأخرى وقد عبّر عنها بشكل مشابه وأكثر خطورة وزير الداخلية العميد محمد فهمي عندما أعلن أن الأمن مكشوف ومفتوح على كل الإحتمالات بما يعني أن الخطر الأمني يهدّد بالإنهيار. إنّه جرس إنذار فمن يسمع؟

عسكر على مين؟ هذا الشعار كان يُطلق عندما كانت القوى الأمنية تتصدّى للتحركات في الشارع على قاعدة رفض ما تقوم به باعتبارها تنفذ قرارات السلطة السياسية وتقمع التحركات المطلبية بغضّ النظر عن طبيعتها وأحقيتها. ولكن أن تصل الأمور إلى أن تصير المؤسّسات الأمنية هي التي ترفع شعارات المطالب الحياتية لمساواتها مع الفئات الشعبية الأخرى الواقعة تحت ضغط الأزمات المعيشية فهذا يعني أنّ هذه المؤسّسات صارت هي أيضاً جزءاً من هذا الشارع وبالتالي صارت صرختها مكمّلة لصرخة الناس لأنّها في النهاية ليست إلا جزءاً من هؤلاء الناس.

ولكن صرخة العسكر كما صرخة الناس لا تجد بعد من يستمع إليها. هناك سلطة تصمّ أذنيها وترفض سماع هذه الصرخة. إذا كانت هذه السلطة تريد أن تجعل من القوى العسكرية والأمنية مجرّد أدوات لها وتستخدمها ضد الشارع فهي قد تستفيق لتجد أن هذه القوى صارت أيضا جزءاً من الشارع. ولكن الأخطر في هذا الأمر أن يتحول التعب الأمني إلى انحلال وأن يخرج الجيش مثلاً من الشارع عندما تكون هناك حاجة لتدخّله.

استنزاف القوى الأمنية لم يبدأ في 17 تشرين 2019. هذه القوى كانت مستنزفة قبل هذا التاريخ بكثير. ثمّة رابط بين المستوى العسكري والمستوى الإقتصادي. هناك من يعتبر أنّه كما تمّ استنزاف الخزينة العامة ومصرف لبنان يتم استنزاف القوى الأمنية. حتى الأزمة الحالية، كان يقال إن استمرار الإستقرار يقوم على ركيزتي الإقتصاد والأمن وعلى مؤسّستي مصرف لبنان وقيادة الجيش ومعها سائر المؤسسات الأمنية. الصرخة العسكرية الأخيرة الطالعة من قلب المؤسّسات تنبئ بأنّ هذا الإستقرار قد بدأ ينهار أو هو يقترب من أن يلفظ أنفاسه أيضا. فهل هذا ما تريده بقايا السلطة؟

الشكوى العسكرية لا تحصر مطالبها بالبحث عن لقمة العيش بل عن الحل السياسي وبدء السير في خريطة الخروج من الأزمة. الصرخة الإقتصادية بدأت منذ العام 2011 تقريبا مع الإنقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري وتشكيل حكومة موالية لمحور "حزب الله" برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي ومع بداية الحرب في سوريا. وصلت هذه التجربة بعد عامين إلى نكسة كبيرة لهذا المحور الذي لا يعرف كيف يمارس الحكم ولا يترك غيره يحكم ولا يقبل بمشاركته الكاملة في الحكم بل يريده غطاء لسياسته. وتفاقم هذا الإنهيار منذ العام 2014 مع الفراغ الرئاسي وحكومة الرئيس تمام سلام التي تعمّقت الأزمة خلال ولايتها. بدل أن يكون انتخاب رئيس للجمهورية بداية خروج من الأزمة كأنّه كان المطلوب الغرق فيها أكثر. انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بدل أن يشكل أيضاً مخرجاً من هذه الأزمة ظهر وكأنّه إصرار على البقاء في القعر وزيادة السرعة نحو "جهنّم". منذ العام 2016 بدأ الصراخ والتحذير من الوضع الإقتصادي ولكن من دون نتيجة. وفي مؤتمر سيدر في نيسان 2018 كان تأكيد على الهوّة الكبيرة وضرورة اعتماد خطة منظّمة للخروج منها ولكن الخيارات الإستراتيجية المرتبطة بسياسة محور "حزب الله" طغت على المشكلة. الإنهيار الكبير بعد ثورة 17 تشرين لم يكن إلا نتيجة حتمية لهذا المسار.

أمنياً لم يكن المسار مختلفاً. في العام 2007 خاض الجيش اللبناني تجربة أمنية قاسية في معركة مخيم نهر البارد. لم يكن هذا الجيش قد استعاد عافيته بعد. وكان تلقى ضربات موجعة خلال حرب تموز 2006 التي كسرت ظهر لبنان اقتصادياً وبالتالي كان عليه أن يُستنزف في تلك الحرب التي سقط له فيها 168 شهيداً ونحو ألفي جريح بعد ثلاثة أشهر ونصف من القتال الذي خاضه بما توفر من عتاد وعديد لم يكن بحجم تلك المعركة. التجربة الثانية عاشها الجيش في أحداث 8 أيار 2008 عندما لم يستطع أن يمنعها وتحوّل في النهاية إلى قوة فصل غطّت نتائج العملية التي أخذت لبنان إلى تسوية الدوحة ووصول قائد الجيش العماد ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهورية.

بين معركة نهر البارد ومعركة فجر الجرود من 19 آب حتى 29 آب 2017 استطاع الجيش ان يحقّق تقدماً كبيراً من حيث الجاهزية القتالية والتسليح والتدريب مستفيداً من مساعدات دولية وخصوصاً أميركية. خلال عشرة ايام استطاع الجيش أن يحسم الوضع ضد مسلحي التنظيمات الأصولية في جرود القاع وراس بعلبك من دون خسائر تذكر قياساً على ما تكبّده في معركة نهر البارد. وبدل أن يكون هذا الإنجاز مدخلاً إلى تعزيز دوره في الداخل دفاعاً عن الحدود وجد نفسه في قلب الشوارع منذ ثورة 17 تشرين. الإستنزاف الإقتصادي المستمرّ كان متلازماً مع استنزاف أمني مستمرّ. ليس أمراً طبيعياً أن يبقى الجيش مع القوى الأمنية الأخرى على الأرض طوال هذه المدة من دون انقطاع. يمكن أن تحصل حوادث محدودة ويمكن أن يتدخّل الجيش فيها لحسمها كما حصل مثلاً في معركة عبرا أو في بعض مناطق الشمال، ولكن أن يجد نفسه مضطراً إلى الإنتشار المستمرّ في الداخل كما على الحدود فهذه مسألة لا يمكن أن يتحمّلها طويلاً خصوصاً إذا تفاقمت الأزمة المعيشية ودخلت إلى المؤسسة. فالجيش كما قوى الأمن والأجهزة الأمنية الأخرى تعيش واقع التقنين المالي الذي عبّر عنه قائد الجيش ووزير الداخلية. الشكوى تجوز ولكن من يعالج التداعيات؟ "اعملوا شيئا". هكذا كانت المناشدة. البلد فالت أمنياً. والوضع هشّ ومفتوح على كل الإحتمالات. ينوء لبنان تحت ضغط الأزمة السياسية والدستورية والمالية والمعيشية. فهل يستطيع أن يتحمّل انهياراً أمنياً؟

الأخطر من هذا الإتجاه نحو الإنهيار الأمني أنّ هناك من حاول أن يردّ على قائد الجيش بالقول إن عدداً من الضباط الذين كانوا حاضرين ومستمعين لم يكونوا موافقين على ما عبّر عنه العماد جوزف عون. تلك مسألة ليست بسيطة. فهل هناك من يهدّد اليوم بأنه يستطيع أن يرعي عملية اعتراض أو انشقاق داخل الجيش إذا وجد أن سياسة القيادة الأمنية تتعارض مع ما يريده منها تحديداً؟ أو إذا اعتبر أن الجيش ليس أداة بيده؟ هل هكذا يتم الرد على الصرخة العسكرية؟ هذا الأمر لم يغب عن بال قائد الجيش عندما حذر "إذا كان هدف هذه الحملات هو ضرب الجيش وتشويه صورته، فإننا لن نسمح أن يكون الجيش مكسر عصا لأحد ولن يؤثّر هذا الأمر على معنوياتنا ومهمّاتنا. ربّما للبعض غايات وأهداف مخفية في انتقاد الجيش وشن الحملات عليه، وهم يدركون أن فرط الجيش يعني نهاية الكيان. أؤكّد أنّ كرامة المؤسّسة فوق أي اعتبار، وكرامة العسكريين والشهداء أمانة في أعناقنا ولن نسمح لأحد أن يمسّ بها".

 

وهبة لـ"نداء الوطن": أواجه مسألة فرض الانضباط الإداري واحترام القوانين

ماجدة عازار/نداء الوطن/13 آذار/2021

مشاكل إدارية في وزارة الخارجية وترقّب لأحكام مجلس شورى الدولة

يُقرّ وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة بوجود مشاكل ادارية داخل وزارته، وتسبّب له إزعاجاً كبيراً، وهو، وإن كان يفضّل ان ينأى عن الحديث عنها في الاعلام، لكنه خرج عن صمته اخيراً، بفِعل التسريبات التي لم يُسقِط عن بعضها صحّتها. ويؤكد وهبة لـ"نداء الوطن" انه يدري جيداً ما يجري داخل أروقة الخارجية، وهي ليست مصيبة بل مسؤولية، متحدّثاً عن نوع من الرفض وعدم القبول من قبل بعض المدراء والسفراء للسلطات التي يعطيها القانون للمدير العام بحجّة أنّهم سفراء من الفئة الاولى مثله، وكذلك لطريقة ممارسة الامين العام للخارجية السفير هاني شميطلي لصلاحياته، يقابل ذلك تشدّد من قبل الامين العام في اسلوب وطرق تعاطيه الاداري مع المدراء والسفراء بشكل غير متعارف عليه داخل وزارة الخارجية والمغتربين، كونها تعمل وِفق الطرق الديبلوماسية". ويقول وهبة: "انا شديد الحرص على دقّة تطبيق القوانين والأنظمة المعمول بها، ولكن عندما تتضارب وتختلف التفسيرات والقراءات لنصوص القانون الاداري وقانون الموظفين ونظام وزارة الخارجية والمغتربين، فاننا نصبح مضطرّين للجوء الى الهيئات الرقابية (مجلس الخدمة المدنية) والى وزارة العدل (هيئة الاستشارات والتشريع) لتزويدنا بالتفسير الصحيح وبالرأي القانوني السليم لكي يتقيّد به جميع الموظفين في الوزارة. وعندما تحصل تجاوزات احياناً، اعمل بكل ما لدي من سلطات لتصحيح الامور ولوضعها في نصابها الصحيح. فالخلافات ووجهات النظر المختلفة موجودة، ولكنني اسهر بصورة مستمرة على حسن سير العمل وعلى تطبيق القوانين، بالرغم من صعوبات قد تعترضني احياناً من هنا أو هناك. فالمدراء يعترضون على طريقة ممارسة الامين العام لصلاحياته، والامين العام يؤكد أنّ القانون يعطيه الحق في اتخاذ الاجراءات كونه المدير العام للوزارة، وهنا لا بد من التوضيح انه لا وجود لتجاوزات لصلاحيات الوزير، بل هنالك اختلاف في وجهات النظر بين المدير العام الذي هو الامين العام وبين المدراء والسفراء".

أما من يحتكم الى من؟ فيشير وهبه الى "أنّ هناك 3 دعاوى امام مجلس شورى الدولة، والجميع يدلي بانه علينا ان ننتظر القرارات التي ستصدر عنه بهذه الدعاوى".

وعن علاقته مع الموظفين في الوزارة ومع السفراء في الداخل والخارج فيقول وهبة: "إن وزير الخارجية هو رأس الهرم في الوزارة، وذلك يشمل كل السفارات والقنصليات العامة اللبنانية وعلاقته اكثر من ممتازة مع الجميع وتواصلي مستمر مع جميع الموظفين ولكنني، كما قلت، اواجه مسألة فرض الانضباط الاداري واحترام القوانين الادارية بين بعضهم البعض، وهذا الامر نحن مستمرون بالسهر عليه ونريد أن يكون العمل ضمن الاصول ونحن في انتظار صدور احكام مجلس شورى الدولة". ويتحدث وهبة عن عصر النفقات في الوزارة الى الحدّ الادنى "وذلك تحسساً مع الاوضاع التي تمرّ بها الخزينة اللبنانية، علماً ان وزارة الخارجية والمغتربين يتطلّب تسيير اعمالها الحصول على النقد النادر لتغطية نفقات البعثات والسفارات والقنصليات في الخارج، اضافة الى أنّ رواتب السفراء والديبلوماسيين بالخارج تدفعها الخزينة اللبنانية بالنقد النادر وليس بالليرة اللبنانية. وبالمقابل لا بد من الاشارة الى ان تلك السفارات والقنصليات تستوفي الرسوم عن المعاملات القنصلية التي تجريها بالنقد النادر ايضاً. علينا جميعاً أن نقدّر الاوضاع التي تمرّ بها الخزينة اللبنانية، وأن نقوم بعصر نفقات البعثات الى الحد الادنى، وهذا ما نقوم به". ويضيف وهبة: "اما المبنى الجديد للوزارة في شارع المصارف في رياض الصلح وإشغاله موقّتاً بعقد وقّعناه مع وزارة المال ومن دون اي بدل لمدة خمس سنوات فقد بدأنا باستعمال طابقين منه بعد نقل مكتب الوزير والامين العام ومديرية الشؤون السياسية والقنصلية ومديرية المراسم وكذلك الرموز، وننتظر انتهاء ترميم الطوابق الاربعة المتبقّية والمتضرّرة، ما يتطلّب تكلفة عالية نعمل على تأمينها عبر هبات تقدّم الى الحكومة اللبنانية (وزارة الخارجية والمغتربين) وتتمّ الموافقة عليها حسب الاصول من دون أن تتكلّف الخزينة اللبنانية اي مبلغ، على امل أن تنتهي عملية الترميم سريعاً ليتمّ بعدها نقل المديريات الموجودة في ثلاثة مبان مستأجرة في محيط قصر بسترس في الاشرفية، ما يوفر على الخزينة حوالى 750 مليون ليرة بدل ايجارات سنوية".

 

إنطباع "حزب الله": الحريري يريد إضعاف العهد "لا التشكيل"

غادة حلاوي/نداء الوطن/13 آذار/2021

جاء تصريح النائب علي حسن خليل من مجلس النواب "بأن لا شيء يبشر بحكومة قريبة" ليؤكد ان المساعي الحكومية مقفلة، خصوصاً وان مثل هذا الكلام اتى بعد زيارته الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط، حاملاً مبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري تقوم على اقتراح حكومة من عشرين وزيراً لا ثلث معطلاً فيها لأحد، ويتمثل فيها الدروز بوزيرين يتم اختيار الوزير الثاني بالتوافق بين رئيس "الحزب الاشتراكي" وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان، فيما يتفق على المرشح الكاثوليكي الثاني بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. لم يقدم الحريري جوابه على الاقتراح وفضل ابلاغه الى رئيس المجلس خلال لقاء يجمعهما.

وقبل اقتراح بري واجه الحريري اقتراح مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم بالسلبية وخلافاً لما قيل عن ان الحريري لم يتبلغ بأي طرح، تقول مصادر معنية بالمبادرة ان اللواء ابراهيم ابلغ الحريري بالطرح لكن الأخير اشترط منح تكتل "لبنان القوي" برئاسة جبران باسيل ثقته للحكومة، فأجابه اللواء وما العلاقة بين الطرحين؟ فأجابه الحريري: لا يمكن اعطاء عون خمسة وزراء وحده. رفض المبادرة من الرئيس المكلف "اثار استياء الفرنسيين" الذي كانوا استفسروا من المدير العام للامن العام عن الامر، وعادوا للاتصال بالافرقاء المعنيين بالتأليف.

والافق المقفل امام الحكومة هو الانطباع الذي استمر مخيماً على المساعي الداخلية والخارجية منها. وثمنت مصادر مطلعة على أجواء حزب الله "التنازل" الذي قدمه رئيس الجمهورية ميشال عون وقبوله بحصة من خمسة وزراء بدل سبعة، من دون مشاركة باسيل في الحكومة ولا منح تكتله النيابي الثقة للحكومة، لكن الحريري رفض الاقتراح، ما عزز انطباع "حزب الله" بأن الرئيس المكلف لا يريد تشكيل حكومة، ما يهدد باستمرار المراوحة فترة طويلة بعد، خصوصاً وان لا مخارج دستورية ولا سياسية لسحب التكليف من الحريري حتى من خلال مجلس النواب، وهو ما يرفضه "حزب الله". وبرأي المصادر المطلعة على أجواء الحزب: "يريد الحريري الاستمرار في سياسة اضعاف العهد، خصوصاً وان الوضع المالي بلغ ذروته مع تجاوز سعر صرف الدولار العشرة آلاف ليرة وفي ظل الاعتصامات واقفال الطرقات والفوضى الحاصلة. ويسعى الحريري الى هدر المزيد من الوقت والتهرب من خلال جولات خارجية ليس لها نتائج بينما البلد رهين الفوضى".

لا اتصالات بين بعبدا و"بيت الوسط" وتعتبر بعبدا انه من الطبيعي ان يبادر الرئيس المكلف الى الاتصال لطلب لقاء الرئيس وليس العكس، خصوصاً بعد ان تبلغ عون رفض الحريري مبادرة اللواء ابراهيم وهو ما يؤكد ان الحريري تلقى عرضاً حكومياً وتمّ رفضه، ويذهب البعض الى حد اعتبار ان جزءاً من كلام وزير الخارجية الفرنسي لودريان قصد به الحريري ضمناً. والغريب بحسب المصادر ان الحريري الذي كان يرفض لقاء باسيل او الاتصال به بات يطلب نيل ثقة كتلته النيابية كشرط اساسي من شروط تشكيل الحكومة، وتنقل المصادر ان المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين الخليل، وفي آخر مسعى لـ"الحزب" على خط تحسين العلاقة بين الحريري وباسيل عرض اجتماعهما للتفاهم مجدداً، فكان جواب الحريري النهائي: "لا اريد ان اسمع به او مقابلته"، وقد فشلت بالفعل مساعي الكثيرين لترطيب العلاقة بينهما ليفاجئ الحريري الجميع باشتراط نيل حكومته ثقة التكتل النيابي لـ"التيار الوطني الحر" في الحكومة.

يحتار المعنيون بتشكيل الحكومة بـ"الاسباب الكامنة خلف تخلف الحريري عن تشكيل الحكومة، وفي تقديرهم ان السبب الاهم يبقى رغبة الحريري في الانفتاح على السعودية رغم فشل كل المساعي في احداث اي خرق على خط العلاقة مجدداً".

وتنقل اوساط تواصلت مؤخراً مع السفارة السعودية خلاصة مفادها ان "المملكة غير معنية بالاسماء في ما يتعلق بتشكيل الحكومة وما يهمها هو تشكيل حكومة لبنانية يمكن التعاطي معها، وان المملكة على مسافة واحدة ومنفتحة على كل الاطراف".

كلام تؤكده جولات سفير المملكة المتواصلة واستقبالاته والاجواء التي يخرج بها من يلتقيه من المسؤولين، لناحية الجو الايجابي وابداء المرونة والتواصل مع كل الاطراف وتثمين التوصل الى تشكيل حكومة بأسرع ما يكون.

وفي نظرة مختصرة على مسار تشكيل الحكومة ان الجميع يسعى الى تدوير الزوايا في سبيل خرق جدار الفشل، لكن المستغرب بحسب المصادر تغيير الحريري شروطه وقد سدت الآفاق في وجهه، ما جعل البعض في قوى 8 آذار يتحدث عن احتمال عودته مجدداً الى مربع الحكومة السياسية او التكنوسياسية، لكن يبقى السؤال ما الخطوة التالية التي سيفعلها الحريري خصوصاً وان كل المحيطين به من الحلفاء ينصحونه بالتأليف والمقصود هنا بري وجنبلاط، وهو الاكثر الحاحاً لتشكيل حكومة لحراجة الوضع امنياً ومعيشياً وتفاقم مخاوفه من الخطر المتنقل جراء اقفال الطرقات.

مُنقذ الدولة من العتمة: "ناهبها

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/13 آذار/2021

مشاكل في الإتصالات، خسائر في الصناعة، ورطة في المُستشفيات وتظاهرات في الأفق، وربما انفجار اجتماعي تعقبه ثورة... هو ما جهّزنا لتقبّله وزير الطاقة ريمون غجر، مع نهاية الشهر الحالي، جرّاء انقطاع التيار الكهربائي، بحيث إن لم تُخصص لمؤسسة كهرباء لبنان "سلفة خزينة" بقيمة 1500 مليار ليرة، سيكون اللبنانيون على موعد مع "العتمة" المؤكدة. علام ستُصرف تلك الأموال؟ وهل سيتغير رأي لجنة التشريع والإستشارات حول ZR ENERGY وينقلب من "موافقة" إلى "رفض" بظرف 3 أشهر؟ وبعد أن بلغ الهدر في وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان مدى قاهِراً، وبعد أن تبيّن أن تلزيمات "الشحنة الواحدة" أو ما يُسمى بـ"Spot Cargo" ما هي إلا "فضلات" ما يتوفر على سطح البواخر، تفرض بضاعتها على قدر من الحاجة وتوفّر على الوزارة المرور بدائرة "جان العليّة" وبعكس ما ترسو عليه عادة "العقود طويلة الأمد" من ضوابط غير مرغوبة، صارت "بيروقراطية التخبطات" هي التعبير الأقرب، لوصف التوتر والخلاف والأخذ والرد الذي كان قائماً في الأسابيع الأخيرة بين وزارة الطاقة وإدارة المناقصات، إذ رُبط مفهوم الاستقرار في توريد الفيول بفرض بعض الشركات أحكامها.

الوزارة مكبّلة

وفي تسريب خاص لـ"نداء الوطن" سُئل الوزير غجر في لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية وبحضور كل من الوزيرة السابقة ندى البستاني والمستشارين سليم جريصاتي وأنطوان قسطنطين حول تبرير التعامل مع شركة ZR ENERGY (آل رحمة) في المناقصة الأخيرة التي أطلقتها مديرية النفط لشراء 70 ألف طن فيول من نوع A (وأقفل باب التقدم لها في 21 كانون الثاني) بخاصة لارتباط اسمها بدعاوى قضائية. فبرر غجر موقفه بأن قبول مشاركة ZR ENERGY أتى بناء على استشارة من هيئة التشريع والإستشارات التي لم تمانع في مشاركتها بحيث أن لا قرار مبرماً في حقها وبالتالي لا يمكن استبعادها قانوناً من المناقصة أو رفضها. وأكمل غجر أنه قد تقدمت للمناقصة ثلاث شركات فقط، إحداها كانت شركة ELINOIL التي جاء سعرها أغلى من غيرها بـ 8$ للطن الواحد فتم استبعادها تلقائياً. أما الشركتان ZR ENERGY (أل رحمة) و"ليتاسكو" الذراع التسويقية لشركة "لوك أويل" الروسية فكان سعرهما متقارباً و"ليتاسكو" كانت الأرخص إلى أن طلبت من الوزارة تسهيلات معينة ومكلفة رفضها الوزير فاضطرت "ليتاسكو" إلى الانسحاب ما أدى إلى إعادة التعامل مع ZR ENERGY. وهنا يقول المصدر إنه تم إعلام الوزير غجر أنه "سيتغير رأي لجنة التشريع والإستشارات حول ZR ENERGY وينقلب من موافقة إلى رفض" في توطئة للوزير غجر ورسالة مبطنة بأن يتوصل إلى صيغة تفاهم مع أي شركة تتقدم للمناقصات القادمة، وقبول شروطها أيا كانت، بغض النظر عما في ذلك من تكبيل واضح للوزارة التي يصعب عليها أصلاً التفاوض في الظروف الحالية.

ويكمل المصدر "التحدي الأول والأخير يكمن في إقصاء تدخل "الوسطاء" أو الأسماء المعروفة في كارتيل النفط المحلي الذين يتلطون خلف أسماء شركات عالمية سواء الروسية أم غيرها من باب أنهم "خبراء" في "اقتسام الربح الأسود" ويعلمون "من أين تؤكل الكتف"... إذ يتوارد أن لشركة "ليتاسكو" مثلاً وسيطاً محلياً هو صاحب إحدى الشركات المحلية الموزعة للنفظ وأنه مقرب من فريق التيار الوطني الحر وعليه نكون "مكانك راوح" في استباحة المال العام حتى ولو كانت الشركة العالمية على قدر كبير من المسؤولية أمام الدولة اللبنانية. وهنا يكون مُنقذ الدولة من العتمة، ناهبها".

المولدات ستتوقف

وعلى المقلب الآخر من الأزمة، أعرب رئيس تجمع المولدات الكهربائية عبدو سعادة لـ"نداء الوطن" عن مدى استيائه من الضريبة السنوية المفروضة على أصحاب المولدات (وهي مبلغ 15 الف ليرة على كل واحد KVA للمولدات التي تقوم ببيع الطاقة الى المستهلكين) والتي هي برأيه "عشوائية الاحتساب" إذ أن النائب ياسين جابر قد اقترح أن تكون في البدء 50 ألف ليرة لبنانية للـKVA الواحد ومن ثم تم تخفيضها بشكل غير مفهوم الى مبلغ 15 ألف ليرة لبنانية للـ KVA وأنها فُرضت على أسس غير علمية بل إنها نوع من "الخوّة" وهو ما وافقه الرأي به مستشار وزير الطاقة. وأكمل: "طالبنا بالدفع عن سنتين سابقتين إلا أن ذلك شرط تعجيزي بحيث أن غالبيتنا لا يمكنها ذلك، أما الخاسر الأكبر فسيكون المواطن اللبناني الذي لن يجد له مخرجاً في آخر آذار عند انقطاع الكهرباء بشكل كلي عن لبنان. وعلى الوزارة أن تعي قبل فوات الأوان أننا نرفض دفع الرسم المقطوع على بیع الطاقة كأصحاب مولدات لا بل سنتوقف عن تزويد المشتركين بالكهرباء مع نهاية الشهر الحالي"، وعن سؤالنا له أن في توقيتهم ابتزازاً واضحاً للدولة بخاصة أن قرارهم قد تزامن مع تحذير وزير الطاقة غجر من انقطاع تام للكهرباء قال: "بالطبع لا، لكن صيانة المولدات وأسعار الزيوت والفلاتر والقطع أصبحت بحسب سعر صرف دولار السوق السوداء وهناك تقنين 20 ساعة من قبل شركة كهرباء لبنان ولا يمكننا الاستمرار بهذا النهج ولو كان هناك دعم ما للقطع والصيانة من قبل مصرف لبنان لما كنا قد لجأنا الى التصعيد". على صعيد ذي صلة، تخوّف نائب رئيس الحكومة السابق غسّان حاصباني في حديث مع "نداء الوطن" من أن "تفرض حجّة الطوارئ إيقاعها في هذا الملف كالعادة، مذكراً أنه قد حذر مسبقاً سنة 2020 من إعادة لبنان إلى العصر الحجري مع مطلع عامنا الحالي، إلا أن أحداً لم يتحرك بالدرجة المطلوبة من التخطيط". كما أعاد تحذيره من "تمرير أي صفقات مبطنة بحجة الاضطرار وضيق الوقت لإجراء المناقصات الصحيحة". عجلة الحظ لم تعد تنفع في ملفات بهذه الدقة ترتكز في أساسيات هدرها على ابتزاز المواطنين في حاجاتهم الأساسية، وأيام قليلة تفصلنا عن الحل والتعقيد.

 

تنبثق مع كل خطر يهدد لبنان...بين القتل والتسويات 14 آذار باقية في قلوب من عايشوها

زيزي إسطفان/نداء الوطن/13 آذار/2021

إن كان للبنان أن يسجل يوماً مجيداً في تاريخه السياسي الحديث فإن 14 آذار هو ذلك اليوم الذي توحّدت فيه أصوات اللبنانيين على صرخة واحدة تطالب بالحرية والسيادة والاستقلال، صرخة سكنت الحناجر ولا يزال صداها يتردد مع كل اعتداء على الاستقلال وهيمنة على السيادة وإن تغيرت الأوجه وتفرّقت الساحات. في ذاك اليوم أحس اللبنانيون بفرحة الانتماء الى وطن يشبه أحلامهم وشعر لبنان بعظمة رسالته، رسالة الحياة ووحدة الشعب على الرغم من أهوال الماضي وتناقضات الأمس واليوم والغد. بعد 16 عاماً ماذا يعني 14 آذار لمن عايشوه وحبكوا خيوطه؟

14 آذار لم يكن وهماً أو حلماً ضائعاً وإن تبدّى للبعض انه صار مجرد ذكرى احتفالية اندثرت ركائزها وتلاشت منجزاتها، هو الزخم الذي لا ينفك يزود شعب لبنان بالقوة كلما دعت الحاجة وما ثورة 17 تشرين الا الشاهد على ذلك وخطاب البطريرك الراعي التأكيد له. في خفايا ذلك اليوم نجول ونتعرف من صنّاعه ومفكريه كيف اختمر وانطلق وصار واقعاً على الأرض.

وحدة حققت منجزات

من لقاء قرنة شهوان رفع الصوت والسقف وساهم في تحضير الأرضية الخصبة التي انبتت انتفاضة 14 آذار. بالنسبة لفارس سعيد جاء هذا اليوم نتيجة مسار طويل لإعادة إحياء الوحدة بين اللبنانيين، التي يستحيل على لبنان العيش من دونها والإنجازات الكبرى التي تحققت في لبنان وأهمها خروج الجيش السوري إنما حصلت بفعل وحدة اللبنانيين. لكن منذ 2005 جرى العمل على نسف هذه الوحدة التي تجلت في 14 آذار ونجح "حزب الله" برأي سعيد في دفع كل فئة الى الإنزواء داخل مربعها وصارت أولوياتها الطائفية تختلف عن أولويات الوطن. المسيحيون انكفأوا الى داخل طائفتهم وباتوا يطالبون بالرئيس المسيحي القوي وأرادوا استنساخ الثنائية الشيعية ضاربين بأسس 14 آذار. والسنة أرادوا رئيس حكومة يكون الأقوى في طائفته، والشيعة اختُزلوا بثنائية محكومة بالسلاح ولم يعد لدى اللبنانيين القدرة على توحيد الرؤية لجبه المشكل الأساسي وهو رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان. نسأل سعيد إن كان ينظر بنوستالجيا الى تلك المرحلة فيجيب: ليست نوستالجيا بقدر ما هي قراءة واقعية للأحداث، إذ ان ما استطاعت 14 آذار تحقيقه يقف اللبنانيون اليوم عاجزين عنه لتشرذمهم وانكفائهم ضمن طوائفهم لكن الأمل ليس مفقوداً لأن شعب لبنان محكوم بالوحدة والعيش المشترك ومسارها عمل يومي تراكمي مستمر لا بدّ أن يوصل في مرحلة ما الى توحيد الرؤية للتخلص من الهيمنة الإيرانية. هيمنة سوريا لم تكن أقل ولا أرحم واستطاع اللبنانيون ان يحققوا باتحادهم مهمة إخراج الجيش السوري. ما يجب أن تتوحد رؤيتهم وجهودهم حوله هو السعي الى التخلص من اصل المشكلة وهي الهيمنة الخارجية وليس محاربة الفساد وحدها لكن "حزب الله" يمنع إعادة تكوين هذه الوحدة في حين على اللبنانيين ان يدركوا ان أولوية الطوائف لن توصلهم الى مكان ولن تجهّز لهم مستشفى او ترد أموالهم المفقودة. 14 آذار هي الوحدة التي غُيّبت عن لبنان ونحن اليوم بأمس الحاجة إليها.

سمير فرنجية صانع 14 آذار

لم يشأ النائب السابق سعيد أن يحكي عن دوره في تلك المرحلة، فهمّه اليوم أكبر وسيبقى الصوت الصارخ في اتجاه الوحدة حتى ولو حاول البعض صم آذانهم وإلصاق ادعاءات أخرى به. نسأله عن رفيق الدرب سمير فرنجية ودوره في انتفاضة آذار. فيختصر المرحلة بكلمتين: "هو صنعها" ولكن حتى لا يزعج بعض الرفاق بإعطاء فرنجية حصريتها المطلقة على الرغم من استحقاقه لها يقول: لقد كان من أهم مهندسيها وروحه تبقى حتى اليوم مرفرفة فوق مشروعها الوحدوي ومطالبها بالتخلص من الهيمنة.

تسويات أجهضت الحركة

منذ 2004 اتضح لكل الناشطين أن الطريق الوحيد لتحرير لبنان واستعادة عافيته الوطنية هو في رفع الصوت عالياً وكان إيلي خوري من هؤلاء الصارخين المنادين بالاستقلال واحترام دستور لبنان اساس السيادة. وقتها كان الجو ضاغطاً والناس لم يعودوا قادرين على احتمال وضع البلد، شركات ومؤسسات تعاني، يقول خوري، وكان الكل يفكر بحل الى ان حدث اغتيال الرئيس رفيق الحريري. انفجار أطلق الشرارة ولم يكن من بعده مجال للسكوت او الانكفاء. وفي نهار تاريخي نزل الناس في تظاهرة هي الأكبر في تاريخ لبنان. قاموا بما عليهم، لم ينتظروا أحزابهم، عرفوا ما يريدونه، أرادوا وطناً. أدهشوا العالم بأجمعه بتصرفاتهم الحضارية ومطالبهم. حينها لم يكن كما اليوم لكل واحد نظريته الخاصة وما كان هناك فلسفة ولا تنافس، كان عند الناشطين اختلافات بالرأي بلا شك تحلّ بالحوار لأن الكل كان واعياً للمطالب والأهم كان عند الجميع الأخلاقيات ذاتها. مدهش أمر 14 آذار التي لم يكن فيها قيادة سياسية تقليدية تحاول استقطاب كل الحركة نحوها. كنا نحن القلب النابض يقول إيلي خوري، نلتقي في مكتبي، سمير فرنجية، سمير قصير وأنا. نفكر نحضّر وكنا نتجادل إن كنا نطلق على الحركة اسم ثورة أو انتفاضة وكان رأي سمير قصير أنها ليست ثورة لأن هدف السياسيين المشاركين فيها أن يحلّوا محل الآخرين وفي النهاية تبين أنه على حق. أنا كنت مسؤولاً عن الإستراتيجيا والتواصل و أيُّ رسالة ننقلها للناس وكيف نضع الأهداف. ومعاً كنا نحن الثلاثة حين وضعنا شعار 05 indépendance

من يقول اليوم ان 14 آذار انتهت يخلط بين الناس والسياسيين. الناس عبروا عن رأيهم ثم عادوا الى بيوتهم وأشغالهم على أمل أن يهتم السياسيون بمتابعة ما أنجز، لكن لسوء الحظ ذهب السياسيون الى الأعمال التي يجيدونها اي الى التسويات وبحجة التسوية قدموا رؤوسهم على طبق من فضة وما زلنا حتى اليوم نتفادى العلاجات الأساسية فنداوي المشاكل الجانبية من دون ان نتطرق الى الأصل اي الهيمنة الإيرانية. ما لم نحققه في 2005 هو الذي أوصلنا الى هنا وستستمر المشكلة ذاتها إن لم نعالجها. 14 آذار لم تنته لأن شعب لبنان ما زال يتحرك حين يكون هناك إشعار بالخطر وفي ثورة 17 تشرين رأيت ثورة الأرز بنسخة ثانية the revenge وحتى حين تعثرت أتى خطاب بكركي ليصحح المسار.

عبد الملك: وضوح الهدف والمسار

لم تكن 14 آذار وليدة ساعتها برأي المفكر سمير عبد الملك فقد سبقتها ببضع سنين مرحلة لقاء قرنة شهوان الذي نشأ إثر نداء مجلس الأساقفة الشهير في أيلول سنة 2000. اللقاء اتخذ شعار"وحدتنا خلاصنا" وعمل على توسيع مساحات اللقاء بين اللبنانيين وترك النقاط الخلافية وكان على رأسه إدارة حكيمة كُلف بها المطران يوسف بشارة الذي استطاع بحكمته وحزمه وصلابته ان يدير لقاء متنوعاً بشكل ممتاز... وكان حينها يتم تحضير الأجواء باللقاءات والحوارات والبيانات غير المستفزة التي ترتكز على وحدة المصير والمستقبل والهموم. هذا الجو هو الذي خلق تراكمات واسس لـ14 آذار لذا بعد اغتيال الرئيس الحريري سار اللبنانيون نحو التلاقي لا المتاريس. كلهم التقوا في ساحة الشهداء بعفوية خارج إطار الأحزاب المصادرة او المهمشة وكلّ عبّر عن استيائه بطريقته الخاصة العفوية. صورة اذهلت العالم ولم تحتج الى مخرج ليحرّرها.

بعد 14 شباط يقول عبد الملك بدأت الحركة تنمو بشكل تصاعدي وتولّد ابتكارات يومية يخرج بها الشباب الذين شكلوا الدينامو لها ونظموا أنفسهم بأنفسهم: يلتقون مساء في الخيم يتعارفون يتحاورون يقيّمون ما حدث خلال اليوم يصححون ما يجب تصحيحه ويخططون لليوم التالي. المدهش في الأمر أن تلك الخيم كانت في وسط بيروت حين كان هذا الوسط لا يزال في قمة توهجه فلم تسجل حادثة واحدة، ما كُسر زجاج او سُرق غرض. لم يُسمح بدخول مخربين الى تلك الحركة الوطنية. توزع الشباب المهمات واهتم قسم منهم بالأمور اللوجستية التي كانت تحضر حسب الإمكانات المالية مع مساعدة قوية من الدياسبورا اللبنانية التي كانت الرئة الثانية للحراك بإمكانياتها وتحركاتها في مراكز القرار وقسم بتنظيم النشاطات. جبران التويني وضع كل طاقات صحيفة النهار وإمكانياتها في خدمة الانتفاضة وكان سمير قصير دينامو الحركة. كنا نلتقي مع الشباب مساء في الجريدة ليتم تنسيق المهام وتوزيعها.

نجاح حركة 14 آذار برأي عبد الملك احتاج الى عناصر ثلاث: خطة واضحة المعالم ومعروفة الهدف، نظام يدير العمليات بمثابرة وخطوات صغيرة تتراكم لتتجه نحو الهدف. حينها كان المسار واضحاً الأمر الذي ينقص ثورة 17 تشرين. لكن الحق يقال ان الهدف يومها وهو خروج الجيش السوري كان هدفاً مشروعاً قادراً على توحيد اللبنانيين. فيما الأمر اليوم مختلف فالهدف ملتبس يطرح إشكالية عند الحراك. المطالبة بانهاء هيمنة السلاح يقابلها قول مشروع بأنه سلاح حرر لبنان وحرر فئة كبيرة من أبنائه من ظلم كانوا يعانونه.

فكرة 14 آذار لم تفشل لكن من عبّر عن هذه الفكرة من سياسيين لم يكونوا على قدر المسؤولية لا بل خانوا المشروع الذي إئتمنهم عليه الناس. وليس بالصدفة قتل سمير وجبران وبيار ومحمد شطح فهؤلاء كان بإمكانهم ان يأخذوا على عاتقهم استنهاض الناس وتكملة المسيرة. قتلوهم وقطعوا ظهر الانتفاضة والباقون راحوا الى التسويات.

زياد ماجد أحد مفكري 14 آذار الموجود حالياً في فرنسا لم يشأ العودة الى تلك المرحلة، اعتذر وقال انه كتب في 2015 مقالاً أكد فيه أنها المرة الأخيرة التي يحكي فيها عن 2005 وماذا مثلت بالنسبة اليه والى لبنان. وصار هناك ضرورة للجيل الجديد أن يتحرر من أسر تلك اللحظة التي لم يعشها ليخلق لحظات جديدة له ولمستقبله.

سبيرو: الأرضية الطلّابية كانت حاضرة

رئيس مصلحة طلاب القوات اللبنانية حينها دانيال سبيرو كان مثل سائر القواتيين يعيشون قمعاً ويخوضون المواجهة مع سلطة الاحتلال بمقاومة سياسية صعبة جداً وكان الشارع المسيحي يحمل لواء المطالب السيادية ورفض الهيمنة السورية. عند اغتيال الرئيس الحريري انضم الشارع السني الى المطالبة بعد ان سبقه الشارع الدرزي في لقاء البريستول وجزء من الشارع الشيعي. الطلاب هم من توحدوا أولاً في نضال سياسي في الجامعات وكانوا أول من تأثر بالقمع المفرط الذي توّج باغتيال الرئيس الحريري. الأرضية الطلابية كانت جاهزة من خلال لقاءات سرية وبيانات أدت الى تعبئة سياسية لدى الطلاب على مختلف توجهاتهم وشهدت تلك المرحلة يقول سبيرو لقاءات مع اليسار الديموقراطي والحزب الاشتراكي. بعد 14 شباط أقيم مخيم الحرية في ساحة الشهداء وكان نقطة تجمع يومي لمعظم اللبنانيين حتى جاءت مناسبة 8 آذار التي أدت للعمل لتحضير 14 آذار.

بالتفاصيل يروي سبيرو أنه ليلة استشهاد الرئيس الحريري دعي مساء الى اجتماع لكل المنظمات الطلابية في مكتب الحزب الاشتراكي حضره ممثلون عن أمل و"حزب الله" و الحزب القومي الى جانب الأحزاب الأخرى أراد فيه الحاضرون الخروج ببيان يحمّل سوريا مسؤولية الاغتيال، لكنه جوبه برفض كامل من جهة الأحزاب الثلاث وجرى نقاش حاد أصررنا فيه على إصدار البيان كما هو او ننسحب ووقف معنا الحزب الاشتراكي وقام شباب تيار المستقبل بمشاورات مع قيادتهم ووافقوا على اصدار بيان يحمل سوريا المسؤولية وقّعه جميع الحاضرين وبينهم التيار الوطني الحر وكان بياناً عالي اللهجة اثّر جداً في الشرائح الطلابية وشكل نقطة الانطلاق لمخيم الحرية. بداية حاول أهل السلطة منع إقامة المخيم وردع الشباب من الوصول إليه فكنا نصل بالمخفي أو بالتحايل ودعونا الى تظاهرة بعد اسبوع من الاغتيال لنتفاجأ بأن عدد المتظاهرين فاق 100000 ملأوا الطريق من ساحة الشهداء الى نقطة الاغتيال.

القوى الطالبية

في مخيم الاستقلال يؤكد المسؤول القواتي، كنا ننظم يومياً لقاءات مع أحزاب ما كنا نتخايل يوماً ان نتحاور معها مثل الجماعة الإسلامية وغيرها وذلك ضمن اجواء من الألفة نتناقش في حلقات حوار حول سنوات الحرب اللبنانية والخلافات العقائدية والبنيوية وكانت حوارات منظمة لا جدلاً فارغاً واتهامات متبادلة اظهرت لنا كم ان اللبنانيين حريصون على وطنهم وكم ان الكل مصمم على تخطي مآسي الحرب. كنا ننسج العلاقات على مستوى الشباب مع مواكبة من قياداتنا السياسية التي تمثلت وقتها بلقاء البريستول. القوات اللبنانية التي كانت تناضل منذ 11 عاماً كانت قد كسرت حاجز الخوف يقول سبيرو وصار لدينا فكرة كيف يجب ان نتحرك لوجستياً لذا في اول ايام المخيم لم نخف من التهديدات والتخويف وإطلاق الرصاص وحين دعينا الى أول تظاهرة أُطلقت شائعات عن وجود قنبلة وذلك لترويع المتظاهرين، البعض خافوا وتراجعوا لكننا اخذنا القرار وقتها كقوات بأننا سنمشي في التظاهرة وشاركنا الحزب الاشتراكي، كسرنا حاجز الخوف وتبعنا الجميع غير مهتمين بالمخاطر وصولاً الى 14 آذار. تشرذم الآراء والأخطاء والتسويات أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم وبعد 15 سنة يعيش الشعب خيبة لعدم قدرته على تحقيق حلمه ببناء دولة مكتملة السيادة لكن الإرادة موجودة والناس الموجوعون سيكملون نضالهم ويأخذون قدرهم بيدهم مرة جديدة لينفضوا الدولة المهترئة ويتخلصوا من الهيمنة المفروضة عليهم.

عظمة 14 آذار وغلطة الخطوط الحمر

أحد مسؤولي الحزب الاشتراكي حينها خضر غضبان يتذكر تلك المرحلة بتفاصيلها ويروي لـ"نداء الوطن" شيئاً من الأيام المجيدة: بعدما توجهنا الى مستشفى الجامعة الأميركية إثر الانفجار ورأينا حالة الناس هناك عرفنا هول الكارثة وعقدنا الاجتماع الأول لإصدار بيان يحمّل سوريا المسؤولية لم ترض عنه أمل و"حزب الله" والقومي السوري ما دفع بسامي الجميل حينها الى مشادة كلامية مع ممثلي "حزب الله". بعد الاجتماع انتقلنا الى مكان الانفجار واضأنا الشموع واثناء عودتنا الى ضريح الرئيس الشهيد وكان الحشد قد صار بالآلاف انطلقت هتافات ضد النظام السوري. في اليوم التالي نزل الناس من تلقاء نفسهم وتجمعوا في ساحة الشهداء وليلتها زار وليد جنبلاط الضريح وقررت مجموعة من الشباب البقاء في الساحة. يوم السبت عقد اجتماع في البريستول حملت اليه السيدة نورا جنبلاط كيساً من الفولارات البيضاء والحمراء فتم وضعها كرمز من دون خياطة اللونين. يوم الأحد يقول غضبان تلوت بنفسي البيان الذي حمّل سوريا المسؤولية من امام الضريح ودعونا الى تظاهرة الاثنين. وصلت مع وائل ابو فاعور الى نقطة انطلاق التظاهرة فوجدت افراداً من المخابرات يضعون الفولارات فصرخت بهم واجبرتهم على خلعها وعند اتصالنا بالجامعات لمعرفة أعداد المشاركين تبين لنا أنها ستنزل عن بكرة أبيها واحتشد المشاركون ووصلوا الى ساحة الشهداء من ثلاثة اتجاهات مختلفة. مساء عقدنا اجتماعاً في مقر اليسار الديموقراطي وكان النقاش يدور فيه بين سمير قصير والياس عطالله والمجتمعين حول الخطوة التالية لكن الناس كانوا قد سبقونا إذ نصبوا الخيم وباتوا ليلتهم فيها وصار التفكير منصباً كيف نؤمن لهم الاحتياجات اللوجستية. المجتمع المدني الذي لا علاقة له بالأحزاب ويذكر من بينه غضبان اسم أسمى اندراوس ساهم بشكل فعال في حركة المخيم وتأمين مستلزماته. وبدأت النشاطات المختلفة وكان أجملها العلم اللبناني الضخم من قطع الكرتون. خلال تظاهرة في ساحة الشهداء رفعت لأول مرة صور قادة الأجهزة الأمنية وخاف بعض الأشخاص من حملها فطلبنا من حزبيين القيام بذلك. وتوالت التظاهرات رغم تشديد الجيش وتضييق الخناق وصرنا ندعو الناس الى النزول قبلها بيوم وفي مفاوضات مع ميشال سليمان قائد الجيش حينها أخبرنا أن الضباط سيكونون متعاونين ويغضون النظرعن وصول المتظاهرين. في إحدى الليالي يقول غضبان تجمع بعض مناصري الأطرف الأخرى ومنهم عاصم قانصوه وناصر قنديل وحاولوا الهجوم على المخيم لكن الشباب تصدوا لهم وطردوهم ويومها اتخذ القرار بإنشاء ما يشبه الحراسة الليلية. بعد تظاهرة 8 آذار وبروز شارع مقابل كان لا بد من تحرك كبير وهنا الناس هم من شكل الفرق. صحيح ان القيادات صوبت على النظام السوري لكن الناس زحفوا من كل اصقاع لبنان وكانت البوسطات تقوم بنقلتين او ثلاث من كل قرية وبقيت حشود في ساحات القرى وهذا ما صنع عظمة 14 آذار. لكن الغلطة الكبرى على مستوى القيادات أنها وضعت خطوطاً حمراً ولم ترضَ بعدها بإسقاط اميل لحود وعلى مستوى الشباب انهم خضعوا لقيادتهم ولم يكملوا الثورة التي لا تعترف بخطوط حمر. وهذا التراخي هو الذي ضيع الهدف وجعلنا نكتفي بانجاز إخراج الجيش السوري من دون ان نقلب الطاولة ونبني دولة الغلطة التي ما زلنا ندفع ثمنها حتى اليوم.

 

تأليف الحكومة في رقاد طويل..مَن يُخرِج تأليف الحكومة من فم الذئب؟

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 13 آذار 2021

لأن الشائع الآن أن الهاتف لن يرن في قصر بعبدا ولا في بيت الوسط، والشائع أيضاً أن كلا رئيس الجمهورية والرئيس المكلف غير مستعجلَين على رفع السمّاعة مقدار تصلبهما في شروط لا يتزحزحان عنها، يرقد تأليف الحكومة في نوم طويل هانئ إلى وقت غير محدد

ينتظر رئيس الجمهورية ميشال عون مكالمة الرئيس المكلف سعد الحريري يطلب موعداً لزيارته، ما يفترض أنه يحمل إليه ما يتجاوز تشكيلة 23 كانون الأول الفائت ويوافق على شروطه. بدوره الرئيس المكلف ينتظر مكالمة رئيس الجمهورية يدعوه إلى الاجتماع به لإبلاغه عن تراجعه عن شروطه وتسليمه بالتشكيلة تلك. بإزائهما، لم يسَع الفرنسيون والأميركيون والمصريون والروس - وهم المعلومون بتحركهم أخيراً - ولا مواقف بعض السفراء المتنقلين ما بين المسؤولين، إحراز أي تقدّم للخروج من المأزق، مُكتفين بعناوين عامة عريضة: حكومة تكنوقراط تنتشل البلاد من انهيارَي الاقتصاد والنقد، مع وعود بمساعدات خارجية. وحدهم الفرنسيون مهتمون جدياً وعاجزون ومخدوعون في الوقت نفسه.

مرة أخرى عنى انسداد الحل أن القطبة المحلية لا تقلّ أهمية عن القطبة الخارجية. عن الثانية يقال إن ايران وراءها متسلّحة بنية العمد، بدليل إهمال حزب الله عقبات التأليف في انتظار الحوار الأميركي - الإيراني. يقال إن السعودية أيضاً وراءها بنية القصد ناجماً عن أن الرئيس المكلف لا يؤلف حكومة، أياً تكن، ما لم يحظَ سلفاً بموافقة الرياض عليها بعد فتح أبواب عودته إليها. الموقفان الإيراني والسعودي المعلنان سوى ذلك: الأول يقول إن التأليف شأن لبناني، لا تتدخل فيه طهران خلافاً للواقع الذي يجعلها طرفاً غير مرئي. الثاني يقول إن الرياض أدارت ظهرها للاهتمام بلبنان وللحريري الذي لم يعُد ابناً باراً لها، لا تحكم على الحكومة الجديدة إلا في ضوء تأثير حزب الله فيها مباشرة أو على نحو غير مباشر.

لم تكن هاتان الدولتان الإقليميتان كذلك في مطلع الولاية، وأخفق انتخاب عون عام 2016 في أن يمثّل تقاطعاً إيجابياً بين طهران والرياض. بل ما حدث عامذاك بداية الانفصال السياسي ما بين الحريري والمملكة التي عارضت تفاهماً إيرانياً - فرنسياً على انتخاب الرئيس الحالي، من غير أن تمنعه أو على الأقل تعرقله. عندما فاتحها الحريري في خياره الجديد، المنضم إلى خيار حزب الله في انتخاب عون، رفضته وتركته لقدره، كي تبدأ مذذاك مرحلة القصاص: أولى محطاتها التخلّي عن الوقوف إلى جانبه في حكومته الأولى. تلتها ثانيتها بعد سنة في تشرين الثاني 2017 يوم احتجازه هناك ومعاقبته بسوء معاملته - نفسياً وجسدياً كما قيل - وإرغامه على الاستقالة. ثم ثالثتها وضع اليد على عقاراته وأملاكه وشركاته وتجريده من كل ما يملك لديها، كان صنعه والده الراحل على مرّ عقود، ما خلا جنسيته السعودية. أما رابعة محطات القصاص فلا تزال متواصلة، وهي رفض استقباله في المملكة بالصفة التي يمثّلها الآن ويجول بها على دول أخرى. الواقع أن الرجل لا يزور البلاد التي يحمل جنسيتها بصفته مواطنها حتى. إلا أنها استقبلت عون على أراضيها كرئيس للبنان في أول زيارة رسمية له إلى الخارج في كانون الثاني 2017.

حزب الله لا يتخلى عن الرئيس ونيله الثلث +1 ولا يحرّضه على الحريري

مضى شهر على الاجتماع الخامس عشر بين عون والحريري في 12 شباط، وأخفقا في تفاهمهما بعد قطيعة 50 يوماً على اجتماع 23 كانون الأول. مذذاك المعادلة القائمة، المجمِّدة للتأليف، لا تزال إياها: يصرّ الحريري على حصوله على الوزراء السنّة الأربعة ويقصر عليه تمثيله طائفته، أعطى الثنائي الشيعي حق تسمية وزرائه الأربعة، منح وليد جنبلاط الوزير الدرزي الوحيد رافضاً توسيع الحكومة إلى أكثر من 18 وزيراً كي يحصر به تمثيل طائفته. أضف تمسكه بحقيبتَي الداخلية والعدل، بعدما كان أبدى تساهلاً حيالهما في أحاديث سابقة مع الرئيس قبل اجتماع 23 كانون الأول.

في حجة الرئيس المكلف أن إقصاء الكتل والأحزاب المسيحية عن المشاركة في الحكومة كالتيار الوطني الحر، ومقاطعة أخرى لها كحزبي القوات اللبنانية والكتائب، لا يفضي بالضرورة إلى حصول رئيس الجمهورية على الحصة المسيحية كاملة. لذا اقترح حقيبتين لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية مع أن كتلته لا تمثّل سوى أربعة نواب مسيحيين (زغرتاويان وكسرواني وكوراني)، ناهيك بوزير للحزب السوري القومي الاجتماعي ووزير لحزب الطاشناق ووزير للحريري بالذات، ما يحيل حصة رئيس الجمهورية من المقاعد المسيحية ما تبقى منها: أربعة وزراء.

نجاح الحريري في الحصول على حكومة بمواصفات وأحجام وتوازن كهذا من شأنه، في حسبانه، توجيه رسالة إيجابية إلى المملكة يَفترض أنها ترضيها كي تفك الحجْر السياسي عنه الذي يتطلبه ويحتاج إليه أكثر من أي وقت مضى. مفاد حجته أن رئيس الجمهورية، بعدم حصوله على نصاب موصوف، يصبح صفراً سياسياً ويفقد سيطرته على حكومته.

جواب الرئيس غير المتبدّل منذ الاجتماع الخامس عشر، إصراره على ستة وزراء زائداً الوزير الأرمني (الثلث+1)، مع قبوله بترشيحه أسماء لحقيبة الداخلية يختار من بينها الرئيس المكلف. وكانا توافقا على هذه الصيغة في الجلسات الأولى في ما بينهما، قبل أن يطلب الحريري حقيبتَي الداخلية والعدل لنفسه - وكان الرئيس طلبهما له أولاً - على أن لا يشاركه عون في الاقتراح أو التسمية. مذ تسلّم مسودة 23 كانون الأول التي رفضها بكليتها، أضاف الرئيس شرطاً جديداً هو حكومة من 20 وزيراً تكسر أحادية التمثيل الدرزي. لا يزال يصرّ على فصل الثلث +1 الذي يريده عن وزيري حزب الله، اعتقاداً منه - ويجاريه الحزب في وجهة النظر هذه - بأن حليفه قد تربكه بعض الاستحقاقات ولا يسعه مجاراة الرئيس فيها داخل مجلس الوزراء، وتفاديه كذلك أيّ ارتدادات شيعية - شيعية، أو شيعية - سنّية، أو شيعية - درزية.

مآل ذلك أن حزب الله، دونما تخلّيه عن رئيس الجمهورية، يتمّسك بالحياد في النزاع الناشب بينه وبين خصومه. أما هامش دعم عون فأوسع ممّا يُظن: ليس في وارد الضغط عليه لحمله على التنازل عن مطالبه، ولا في وارد تحريضه على الحريري. تفهّم الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله موقف الرئيس بمطالبته بـ20 وزيراً لتمثيل حليفهما الدرزي طلال ارسلان. ومع أنه لم يشاطره رأيه تماماً في الثلث+1، إلا أن تأييده حكومة من 20 وزيراً تجعل الثلث +1 مضموناً بوزير درزي ثانٍ، لا بوزير مسيحي يريده الرئيس في حزب الطاشناق، مضافاً إلى حصته هو من الوزراء المسيحيين.

تلك هي المعادلة المتوازنة القائمة حتى إشعار آخر، المجمِّدة تأليف الحكومة. وهو سيظل في رقاد طويل إلى أن يرن هاتف ما.

يشي ذلك أن كلا الرئيسَين، ومن وراء كلّ منهما حلفاؤه، يخوضان معركة أيهما يُخرِج التأليف من فم الذئب.

في ظنّ كل منهما أن الآخر هو الذئب.

 

هيغل وغوته محقّان... هكذا تحجّمت "17 تشرين"

جورج عيسى/النهار/13 آذار/2021

لا جدال حول أنّ أعداد المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشارع بعد تخطّي الدولار عتبة 10 آلاف ليرة لم ترقَ إلى ما تأمّله كثر. تذمّر المحتجّون من عدم اندفاع الناس للتعبير عن غضبهم. غضب على من؟ هذا هو السؤال الذي لا تجد له أبرز الوجوه المنتفضة جواباً شافياً له بالرغم من ادّعائها العكس. "النظام"، "المنظومة"، "السلطة"، "الطبقة السياسيّة"، "الطغمة الحاكمة" هي الأجوبة المستهلكة التي يلجأ إليها الناطقون باسم التحرّكات الاحتجاجيّة. ولزيادة الطين بلّة، يحتمي هؤلاء بشعار أكثر ضبابيّة، "كلّن يعني كلّن"، مقتنعين بقدرته على تحقيق الهدف، أو عمليّاً، اللاهدف.

استنسخ محتجّو #انتفاضة 17 تشرين الأوّل شعارات صدحت بها ميادين عربيّة لتطبيقها على الميدان اللبنانيّ المختلف عنها مثل "إسقاط النظام". فـ"النظام" في الدول العربيّة ذو معنى مختلف عن "النظام" في لبنان. الأوّل مساوٍ ومحايث لموقع وشخص رئيسه. في لبنان، هو يعبّر عن العلاقات المتجانسة و/أو المتضاربة بين مكوّنات السلطة التشاركيّة. للتبسيط، النظام في الدول العربيّة يعبّر عن حاكم بينما في لبنان يعبّر عن دائرة، غير محدّدة، من الحكّام أصحاب المسؤوليّات المتفاوتة.

في إطار شرحه للمنطق الديالكتيكيّ الهيغليّ، يرى الكاتب حنا ديب في كتابه "فلسفة التاريخ الهيغلية: أوهام ماركس" (دار سائر المشرق) أنّه "ولكي يتصرّف الإنسان يجب أن يكون لديه خصائص محدّدة بدقّة، والإنسان ذو الخصائص المحدّدة هو إنسان الفهم الذي، بهذه الصفة، يضع نصب عينيه أهدافاً محدّدة ويتبعها بصرامة". ويتابع: "الفهم لحظة أساسيّة للثقافة. فالإنسان المثقّف لا يكتفي بما هو ضبابيّ وغير متعيّن..."

حين تفتقد أيّ حركة احتجاجيّة لهدف واضح ستفقد زخمها عاجلاً لا آجلاً. لن يشفع لها بروز تطوّرات ضاغطة أخرى. هذا هو السائد في الوضع اللبناني. يكتفي قادة التظاهرات بانتقاد "ما هو ضبابيّ وغير متعيّن"، مثل "المنظومة" و"المافيا" وسائر المجرّدات. غير أنّ الإصرار على الاختباء خلف تلك المجرّدات يحصّن الحائط المسدود الذي وصلت إليه الأزمات، وفي طليعتها أزمة المتظاهرين المزدوجة، أكانت مع الشعب أو مع السلطة.

الشعب نفسه الذي صنع "التاريخ" في 19 تشرين الثاني أصبح شعباً "مخدّراً" اليوم. لم يسأل المتظاهرون، وتحديداً وجوههم البارزة، عن السبب وراء هذا التحوّل. يمكن أن يهرع بعضهم إلى أجوبة مريحة ومعزّية مثل "كورونا" والتعب والحاجة إلى تأمين القوت اليوميّ وغيرها. في هذه العوامل ما هو واقعيّ. لكنّ عدم القدرة على ملاحظة الخلل في طبيعة الشعارات هو "عقبُ أخيل" الانتفاضة.

وأزمة المتظاهرين مع السلطة ناجمة عن عدم تحديد هويّة الممسكين بها وعدم تحديد مدى درجة إمساكهم بها. والعنصر الثاني مهمّ في المعادلة. أكان الممسكون بالسلطة في لبنان ستّة، أو عشرة، أو مئة، من البديهيّ ألّا يكونوا متمتّعين بقدرات متساوية تماماً في التحكّم وفي إدارة الموارد الأمنيّة والسياسيّة والماليّة. حتى قبل الوصول إلى العنصر الثاني، يعجز قادة الانتفاضة عن تعيين خصمهم "السلطويّ".

يقول هؤلاء إنّ السلطة قد "تركب موجة" الثورة عبر محازبيها. من هنا، يمكن فهم التناقضات في خطابات ممثّلي الانتفاضة المفترضين. منهم من يدعو جماهير الأحزاب للمشاركة في التظاهرات على أساس أنّهم جائعون أيضاً، ومنهم من يدعو إلى عدم استقبالهم في الساحات. هذا التناقض والارتباك ليس وليدة اختلاف طبيعيّ في التوجّهات التكتيكيّة للمتظاهرين. عندما لا يتمكّن المرء من التمييز بين الحليف والخصم في أيّ معركة، لن يواجه انتقاداً بسبب طريقة خوضه المعركة بل بسبب اعتقاده أساساً بأنّه يخوض معركة.

أعاد شعار "كلن يعني كلن" المتظاهرين إلى ما قبل المربّع الأوّل. إلى جانب أنّه رفع عن كاهلهم تولّي تحديد المسؤوليّات عن تردّي الأوضاع، أقنع المحتجّين بإمكانيّة إسقاط أو محاسبة "منظومة الحكم" دفعة واحدة. وهذا وهم محض. ليس الأمر مجرّد اختلال فاقع في موازين القوى بين المعارضة والسلطة. إنّه تجاهلٌ لمنطق تكوّن هذه السلطة من مراكز قوى متعدّدة ومتّصلة يستحيل استهدافها جميعها في وقت واحد من دون توقّع أن تزداد تراصّاً. إنّ عمليّة إسقاط أو استهداف "كلّ" السلطة تذكّر بجملة لهيغل في "موسوعة العلوم الطبيعيّة" يستشهد بها ديب في كتابه:

"من يريد شيئاً كبيراً، يقول (الأديب الألماني يوهان) غوته، عليه أن يعرف كيف يقتصر عليه. وبالعكس، من يريد الكلّ فإنه، عملياً، لا يريد شيئاً ولن يصل إلى شيء".

لذلك، بمجرّد أن أراد المتظاهرون استهداف "كلّ" السياسيّين، حكموا على أنفسهم بالفشل. لكنّهم لا يتحمّلون كامل وزره.

في كتابه "حدود اليسار الثوري كظاهرة تاريخية" (دار بيسان)، يكتب الدكتور نديم البيطار أنّ "كل نظام اجتماعي – إيديولوجي يتبع دورة معينة تمر في مراحل معينة تنقله من الولادة إلى الموت. في طور أول يمكن تسميته بالطور الديناميكي يكون الإيمان به قوة مفجرة تعمل على تحويل التاريخ والمجتمع والإنسان في صورته. ولكن في طور لاحق يمكن تسميته بالطور التقليدي الاستاتي، يخسر الإيمان به قوة التفجير والتحريك لطاقات المؤمنين به ويتحول إلى نقيضه، أي إلى قوة تلجم هذه الطاقات وتجمدها، فيصبح النظام راكداً جامداً يجتر نفسه بسكون". يمكن القول إنّ الانتفاضة تمرّ اليوم في هذا الطور "الاستاتيّ" مع تحوّلها إلى قوّة تلجم طاقات المنتفضين بدلاً من تحفيزها. عدم حماسة الجزء الأكبر من منتفضي 17 تشرين بالعودة إلى الشارع هو علامتها الأبرز. ما تواجهه الانتفاضة الحاليّة جزء من دورة طبيعيّة في حركات الانتفاضة. مع ذلك، أخطأ المتحدّثون باسم مجموعات الانتفاضة المختلفة بعدم تجديد خطابهم وشعارهم السياسيّ. لقد أخطأوا خصوصاً في الإبقاء على "الغموض" (غير البنّاء) في السعي إلى محاسبة "كلّ" من في السلطة دفعة واحدة، فانتهى بهم الأمر إلى عدم محاسبة أحد. غوته وهيغل كانا على حقّ.

 

نظامُ الملالي عدوُّ العرب… في الدِّين والدُّنيا

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/13 آذار/2021

تخفَّت إيرانُ طوال ست سنوات خلف إصبعها في حربها الإرهابية المفتوحة ضد المملكة العربية السعودية، بقولها: “إن الهجمات التخريبية تشنُّها قوات الحوثي” لمواجهة ما تُسميه العدوان على اليمن، ولأنَّ حَبْلَ الكذب قصيرٌ، فقد اعترف قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، أن: “القوات الحليفة لنا شنَّت خلال أقل من عشرة أيام 18 عملية دقيقة ضد السعودية”. وأكد استمرار تدخلات بلاده في الشؤون الداخلية لليمن، فيما أردف مُهدِّداً الولايات المتحدة بقوله: “صوت تكسير عظام أميركا سوف يُسمع في الوقت المناسب”، وكلنا نعرف أن هذا الكلام للاستهلاك المحلي، ولن تجرؤ إيران على مَسِّ شعرة من جندي أميركي.

أياً كانت اللغة التي يتحدَّث بها هؤلاء الإرهابيون، فثمَّة قاسمٌ مشتركٌ بينهم، هو سعيُهم إلى السيطرة على المنطقة وتغيير عقيدتها، فقد أثبت نظام الملالي طوال 41 سنة أنه عدو دين ودنيا للعرب، ولن يتوانى لحظة عن استخدام كلِّ الوسائل غير المشروعة والمُستنكرة دولياً، من أجل تحقيق أهدافه التوسعية، فيما بات على العرب أن يحزموا أمرهم، ويخرجوا من دائرة الماضي التي سجنوا أنفسهم فيها، وينظروا إلى واقعهم ومُستقبلهم، وذلك من خلال التحالف مع إسرائيل. أولاً، وقبل أيِّ أمر آخر، علينا الاعتراف أنَّ فلسطين ومنذ أربعة آلاف عام منذ عهد نبي الله ابراهيم (عليه السلام) لم تكن في يوم من الأيام كياناً مُستقلاً، بل لا تكاد تخرج من احتلال حتى تقع بقبضة آخر، وحتى حين دخلها الصليبيون، كان ذلك بالتعاون مع بعض أبناء عكا في ذلك الزمن ولم يخرجوا منها الا بتسوية بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد، أضف إلى ذلك أنَّ اليهود، تاريخياً، كانوا حلفاء العرب، ولنا في ما تعرَّضوا له من تنكيل صليبي في الأندلس خيرُ مثال، بسبب علاقتهم المميزة مع الدولة الإسلامية في تلك المنطقة. لماذا نكون ملكيين أكثر من الملك؟ أليس الفلسطينيون أنفسُهُم كانوا أول من سلك طريق التفاوض مع تل أبيب، وإقامة علاقات معها، وصلت إلى حد التعاون الأمني؟ بل أليس الفلسطينيون هم من يبنون المستوطنات الإسرائيلية، ولهذا لم يعد معيباً أو عاراً التطبيع مع تل أبيب، التي تشكل قوة داعمة للعرب حالياً في الصراع مع عدوهما التاريخي إيران؟ ففيما نظام الغرور الطاووسي يسعى إلى نشر التَّشيع في المنطقة، مُتخفيَّاً في تحالفاته مع بعض القوى العربية بعباءة المقاومة التي ثبت زيفُها طوال أربعة عقود، فإن اليهود، واستناداً إلى حقيقة الجغرافيا والديموغرافيا، لن يستطيعوا تهويد أربعة مئة مليون عربي، بل إنهم يسعَوْن أن يكونوا عضواً فعّالا في المنطقة اقتصادياً وعلمياً، ويعيشوا معهم بسلام. فحتى على المستوى العسكري، امتلكت إسرائيلُ القنبلة النووية منذ ستينات القرن الماضي، ورغم كل الحروب التي خاضتها لم تقدم على استخدام سلاح الدمار الشامل هذا، بينما إيران لا تنفكُّ تُهدِّدنا بهذا النوع من الأسلحة، وهي تخطَّت المحاذير الدولية وبدأت تخصيب اليورانيوم بنسب عالية جداً، لذا لم تعد تكفي الوعود والتعهُّدات التي يقطعُها قادة الكذب والتدليس الفارسي من أنهم لن يصنعوا سلاحاً نووياً.

لا شكَّ أن اعتراف قاآني بتواصل حرب إيران على السعودية، لا يُسقط فقط ذريعة أنَّ الحشرة الحوثية هي من تخوض تلك الحرب، إنما يفرض على الجميع التيقُّن أنَّ لا حلَّ مع هذا النظام الخبيث إلا باجتثاثه من جذوره، وهو ما يجب أن يحدث سريعاً بالتعاون بين العرب وإسرائيل، وإلا فإنَّ التهديد الإرهابي سيبقى سيفاً مُصلتاً على العرب واليهود حتى زوال هذا الورم السرطاني.

 

 تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

وثيقة إغترابية بتحديد 13 آذار يوما للمغترب اللبناني

السبت 13 آذار 2021

وطنية - وضع عدد من القناصل اللبنانيين المنتشرين في العديد من دول الإغتراب "وثيقة إغترابية" لإحياء يوم المغترب اللبناني في لفتة خاصة منهم لتعريف الجيل الجديد على موروثات وتقاليد الأهل والأجداد، جاء فيها: "نلتقي اليوم نحن مجموعة قناصل فخريين موزعين في مختلف بلاد الإنتشار على فكرة إنشاء لجنة عالمية موحدة بهدف إحياء "يوم المغترب اللبناني"، في أوساط الجاليات اللبنانية، لتذكير الأجيال المتحدرة بعادات وتقاليد وموروثات الأجداد، كما المحافظة على هذا الإرث الغني منعا لإندثاره.

اهداف اللجنة:

الهدف الأول، إحياء يوم المنتشر اللبناني، الموافق في 13 آذار من كل عام وجعله عيدا عائليا بامتياز، يتوافد فيه أفراد العائلة الواحدة كل من مكان إقامته للإجتماع حول مائدة طعام لبنانية في أحد منازل الأقارب يستذكرون في خلالها أجدادهم وأهاليهم وأوائل المهاجرين من عائلاتهم، كما إلقاء الضوء على نجاحاتهم واجتهاداتهم في بلاد الإغتراب والقصص والحكايا التي تدل على مدى تعلقهم بالوطن الأم.

تشجيع المتحدرين للمشاركة في هذا العيد والتعرف على جذورهم وقراهم وبلداتهم على أن يكون هذا النهار نقطة انطلاق هامة لمد جسور التواصل في ما بين الأهل والاقارب وأبناء الحي أو القرية التي غادرها أجدادهم وأهاليهم وتشجيعهم على دعم المشاريع الإنمائية إن كان هناك من حاجة. تشجيع الأندية والجمعيات والمؤسسات اللبنانية، على الإحتفال بهذا اليوم "العيد" وجعله يوما تراثيا بإمتياز كما عيدا اجتماعيا يشمل كل أبناء الجالية بهدف إرساء قواعد التقارب والتعارف والإلفة بين أبناء الوطن الواحد ودعوة الشبيبة المتحدرة للمشاركة من باب تجديد انتمائها الثقافي الى إرث الوطن الحبيب.

تشجيع الأندية اللبنانية على إلقاء الضوء على تاريخ لبنان القديم ورسالته الإنسانية الرائدة على مر العصور بدء من الألفباء الفينيقية مرورا بتسمية القارة الأوروبية، والإبحار وصولا إلى توصيفه الدائم بسويسرا الشرق وراعي الحضارات.

تشجيع الجاليات على الإحتفال بهذا العيد لتأكيد وجودها وحضورها الفاعل في المجتمعات التعددية التي تعيش ضمنها كمجموعة ثقافية مميزة في النسيج الإجتماعي لبلد الإقامة.

العمل مع السلطات اللبنانية في الوقت المناسب على إعلان شهر آذار من كل عام "شهر الإنتشار اللبناني" وإبدال تسمية "المغترب" بتسمية "المنتشر" اللبناني.

الهدف الثاني: تهدف اللجنة العالمية إلى تشجيع الجاليات اللبنانية في كل أقطار الأرض على تبني مشروع إقامة نصب "تمثال المغترب اللبناني" في كل المدن التي يقيم فيها لبنانيون على غرار ما حصل في الماضي في البلدان التالية: المكسيك (مكسيكو وعدة مدن مكسيكية) واوستراليا (بريزبن وملبورن) وغانا (أكرا) وكندا (فيكتوريا، بريتش كولومبيا). علما أن تكاليف إقامة تمثال المنتشر اللبناني منطقية جدا لكنها غير مهمة مقارنة مع ما يمثله من قيمة معنوية كبرى ونقطة التقاء لإحتفالات أبناء الجالية العتيدة. وعليه، فإن "اللجنة العالمية لإحياء يوم المنتشر اللبناني" هي لجنة لا تمت إلى السياسة ولا إلى الدين بصلة كما لا تبغي الربح المادي، هدفها محدد في وثيقتها الإغترابية، أنشأت بمبادرة فردية، وبرؤية واضحة متكاملة أسسها السعي إلى النجاح الدائم كما حصل مع "اللجنة العالمية لضحايا التيتانيك اللبنانيين"، وهي تتألف من 12 قنصلا فخريا موزعين في كل القارات.

يبدأ عمل "اللجنة العالمية لإحياء يوم المنتشر اللبناني" بعد إعلان إنشائها في 13 آذار من عام 2021 في يوم المغترب اللبناني لسنة 2021 مع إنشاء Facebook خاص وتحمل الإسم التالي بالإنكليزية:

The International Lebanese Emigrant Day Committee (ILEDC)

الأعضاء القناصل الفخريون وأماكن إقامتهم (وفق الترتيب الأبجدي):

ألخندرو بردى (الأرجنتين)، جوزيف مارون (تاهيتي)، حامد ابو زهر (بيرو)، زوهراب اسطمبوليان (تايلندا)، عصام حمد (أفريقيا)، فادي ذوقي (اوستراليا)، فادي بو داغر (النمسا)، موييز خيرالله (الولايات المتحدة)، ميلاد خوري (البرازيل)، مكرم سعيد (البرازيل)، نقولا نخلة قهوجي (كندا)، وياسر أحمد (أفريقيا)".

 

الوطني الحر ينوه بمسار تحقيق المرفأ: الى متى يحتجز الحريري وكالة المجلس؟

السبت 13 آذار 2021

وطنية - عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" اجتماعها الدوري الإلكتروني برئاسة النائب جبران باسيل، وأصدرت بيانا لاحظت فيه "مصادفة ذكرى 14 آذار، تاريخ الانطلاقة التأسيسية للتيار الوطني الحر، يوم غد - وهي مناسبة نتذكر فيها الذين ارتفعوا الى مقام الاستشهاد دفاعا عن لبنان الحر السيد المستقل - والتئام المؤتمر العام السنوي السادس للتيار، الذي ستصدر عنه الورقة السياسية للتيار إضافة الى ورقته التنظيمية". أضاف: "يؤكد التيار أنه مصمم أكثر من أي وقت، على خوض معركة التشريع والنضال المؤسساتي لإقرار مجموعة اقتراحات القوانين التي تقدم بها الى مجلس النواب لمكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة والمحولة للخارج، وكشف حسابات القائمين بخدمة عامة وأملاكهم، وقانون المحكمة الخاصة بالجرائم المالية وقانون الكابيتال كونترول. ويعلن التيار أنه لن يوفر أي وسيلة نيابية وسياسية وشعبية لإقرار هذه القوانين لاستعادة حقوق الناس وإعادة الأمل لهم وثقتهم بالدولة، ويترك للبنانيين أن يحكموا بين الذين يعملون من ضمن المؤسسات لإقرار القوانين وتنفيذ المشاريع، وأولئك الذين يمارسون شعبوية فارغة من أي مضمون وإنتاج ونتيجة". وتابع: "يطالب التيار وزارة المال والمصرف المركزي بتزويد اللبنانيين جوابا واضحا عما آل اليه التدقيق الجنائي والمعلومات المطلوب تقديمها من المصرف المركزي الى وزارة المال، بعدما كانت شركة الفاريز ومرسال أجابت خطيا عن أنها لم تتلق الأجوبة الشافية التي طلبتها كشرط لاستئناف عملها. ويؤكد التيار أن استمرار التقاعس في هذا المجال يحمل أصحابه المسؤولية وسيكون عرضة للمساءلة القانونية والشعبية".

وقال: "يعبر التيار عن ارتياحه للمسار الذي بدأ يظهر في التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، بعد الاستنابات التي سطرها المحقق العدلي لمعرفة هوية مستوردي النيترات، وهذا يظهر جدية ودقة في البحث عن المتسببين الفعليين بالانفجار، ويؤكد التيار ضرورة الإسراع بالتحقيقات وإعطاء شركات التأمين التعويضات المستحقة للمتضررين، والعمل بموضوعية وفعالية لطمأنة اللبنانيين الى أن الحقيقة ستظهر وسينال المجرمون عقابهم". وختم: "تسأل الهيئة السياسية الى متى سيظل دولة الرئيس المكلف يحتجز في جيبه وكالة مجلس النواب من دون تنفيذ إرادة الناس بتشكيل حكومة إصلاحية وقادرة بوزرائها وبرنامجها؟ وترى الهيئة أن التمادي في عدم تشكيل الحكومة هو نوع من استغلال الصلاحية الدستورية وحرفها عن غاياتها، فالدستور أعطى رئيس الحكومة صلاحية استشارة النواب ومشاركة رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة وذلك للقيام بهذا الواجب لا للامتناع عنه، لذا، ما هو حاصل اليوم يطرح أسئلة جوهرية عن نوايا الرئيس المكلف وأسباب عدم قيامه بواجبه وعن الخيارات الممكنة لمواجهة التعنت غير المبرر".

 

خليل: الأطراف المعنية ما زالت متمسكة برأيها ما يؤدي الى تعطيل الحل

السبت 13 آذار 2021

وطنية - أكد عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي حسن خليل، "أننا أمام أزمة استثنائية معقدة على أكثر من صعيد، أساسها أزمة ثقة بالدولة والمؤسسات وحتى بالقيادات والزعامات السياسية، فالبعض ما زال يتعاطى بعقلية وكأنه لا مشكلة تواجه الناس في معيشتهم وحاجتهم الى أبسط مقومات الحياة". ولفت الى "أننا ما زلنا نراوح مكاننا"، مشيرا الى أنه "كان هناك حراك خلال الأيام الماضية للبحث عن قواسم مشتركة من أجل الوصول الى حل وتسوية، ولكن ما زلنا في عقدة الثلث المعطل الذي يشكل بالنسبة الينا انتحارا واغتيالا للوطن".وخلال لقاء عام للمجالس البلدية في جبل عامل نظمه مكتب الشؤون البلدية والاختيارية في "حركة أمل" - إقليم جبل عامل في مركز باسل الأسد الثقافي في صور، أشار خليل الى أن "البعض ما زال يتمسك بشروطه عبر الحصول على نسبة معينة في تشكيل الحكومة، ونحن نقول وزيرا زائدا أو ناقصا لن ينقذ فريقا من المحاسبة أمام الناس". وأشار خليل الى أنه "خلال الأيام الماضية، قام الرئيس بري بجملة من الاتصالات، ولكن للأسف الأطراف المعنية بحل الأزمة ما زالت متمسكة برأيها وهو ما يؤدي الى تعطيل الحل وإرجائه"، لافتا الى أن "المصيبة هي تجاهل البعض لعمق هذه الأزمة". واعتبر "أننا اليوم أمام تحد كبير بسبب تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية وغيرها، ويجب أن نكون كما كنا دوما طليعين في المواجهة وحمل الأمانة والتحدي، لذلك فإن المجالس البلدية تشكل اليوم عصب العمل الاجتماعي والمتصل بحياة الناس ومستقبلهم". وتطرق خليل الى "التحدي البيئي من خلال الاعتداءات الاسرائيلية البيئية على بحرنا ومياهنا وشاطئنا، في ظل حكومة معطلة وحكومة تصريف أعمال تهرب من مسؤوليتها في الالتفات الى هذه المشكلة، اذ لم نر أي موقف لوزير البيئة، وهذا الأمر يضع الناس أمام المساءلة والخيانة في تحمل المسؤوليات والواجبات، ولولا المبادرات الفردية وأهمها مبادرات البلديات واتحادات البلديات والقوى السياسية لكان المشهد مظلما". حضر اللقاء الى النائب خليل، النائبان علي خريس وحسين جشي، مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في حركة أمل بسام طليس، عدد من أعضاء قيادة اقليم جبل عامل، ورؤساء بلديات واتحادات بلدية.

 

جنبلاط استقبل أرسلان وتأكيد تنفيذ ما اتفق عليه في عين التينة

السبت 13 آذار 2021

وطنية - استقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، وعرض معه مختلف التطورات الراهنة. وجرى تأكيد مواصلة الجهود لتنفيذ ما كان تم الاتفاق عليه في لقاء عين التينة واستكمال السعي لمعالجة تداعيات الأحداث التي وقعت في كل من الشويفات والبساتين، ومتابعة الشؤون والقضايا المتعلقة بطائفة الموحدين الدروز، والعمل بما يساهم في تحصين المجتمع في هذه المرحلة الصعبة الحافلة بالأزمات.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 13-14 آذار/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

فيديو ونص/الياس بجاني ..رسالة إلى سيدنا الراعي: احذر يا سيدنا فإن أصحاب شركات أحزاب الكتائب والقوات والتيار العوني-الباسيلي هم 100% ضد مبادرتك الإنقاذية التاريخية لأنهم عملياً وبدهاء وذمية يحاولون أن "يشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ويشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين" في نفس الوقت

الياس بجاني/13 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96906/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%86%d8%a7/

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 12 آذار/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/96881/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-998/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/March 12/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/96883/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-march-12-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin