المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 آذار/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.march07.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قراءات اليوم الكنسية/الأحد الرابع من الصوم الكبير/مثال توبة الولد الشاطر

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/بالصوت والنص: تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

الياس بجاني/يا ست بيلبقلك كرسي الرئاسة..هيك قلها بري

الياس بجاني/المشكلة هي حزب الله المحتل والحكام والنواب والوزراء والأحزاب خيالات مآتم وخدم عندو وبأي انتخابات بظل الإحتلال ما بيجي إلا يلي ع مسطرتون الطروادية

الياس بجاني/الحوار مع حزب الله الإرهابي جريمة وطنية وغباء وجهل

الياس بجاني/على خلفية وهمه الرئاسي المرّضي المعرابي سمير جعجع مروكب ع هرطقة الانتخابات النيابية

الياس بجاني/حزب الله هو الإرهاب بلحمه وشحمه ومن يحاوره كمن يحاور إبليس

الياس بجاني/البطريرك الماروني الأول مار يوحنا مارون

 

عناوين الأخبار اللبنانية

"23 اسماً لشخصيات لبنانية في حزمة عقوبات "جاهزة".. وإدارة بايدن تتريّث!

تفاهم أميركي - روسي على تطويق إيران: سلاح "الحزب" على المحك!

 سلاح “الحزب” على المحك!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 6 آذار 2021

أسرار الصحف اللبنانيةالصادرة صباح اليوم السبت 6 آذار 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: السباق إلى اشتداد بين الفوضى والحل الحكومي

انزعاج "حزب الله" من كلام قاسم

صيغة “5+1” تتقدّم… وباريس تدعم!

بعد الإضراب… “تسونامي” في المدارس؟

الحملات على سلامة تساهم في انهيار الليرة؟

خبر فرض عقوبات على سلامة مصدره داخلي!

 بكركي فتحت الطريق الى "التعافي" و"الانقاذ"... فمن يسير بها؟

مصدر أمني رفيع: الأجواء عاطلة

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

لقاء تاريخي بين البابا فرنسيس والسيستاني في النجف

البابا يدعو العراق إلى تحويل الاختلاف «تعايشاً»... والعالم إلى مساعدته/صالح وزعامات البلاد وممثلو طوائفه احتفوا به في «قصر بغداد»

لقاء تاريخي بين البابا والسيستاني

البابا: لا يمكن الصمت عندما يسيء الإرهاب للدين

معارك عنيفة بتعز.. والجيش يحبط هجوماً حوثياً في الجوف

المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية: المعارك تدور في منطقة عزلة اليمن بمديرية مقبنة غرب تعز

معارك عنيفة بين التحالف والحوثي.. 90 قتيلاً خلال 24 ساعة!

واشنطن تراقب صواريخ إيران.. إرهاب للجيران

السيسي من الخرطوم: لا لسياسة الأمر الواقع بملف النهضة/أول زيارة للسيسي إلى السودان منذ تشكيل المجلس السيادي

كيماوي الأسد" أمام محكمة في باريس.. وتفاصيل مروعة

3 منظمات غير حكومية فرنسية وسورية تقدمت بدعوى إلى القضاء الفرنسيضد النظام السوري

مرشح بايدن لشؤون {البنتاغون} يدعو إلى وضع إيران «في الصندوق»/كال واجه انتقادات من الجمهوريين لمواقف سابقة من طهران

إسرائيل تضغط على إدارة بايدن لتبني «مسار حازم» مع طهران

«موافقة» أميركية على الإفراج عن أصول إيرانية في العراق

حواجز النظام في سوريا دجاجات تبيض ذهباً… إدفع وإلا!

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا حكومة مع “الحزب” وإلا… لا مساعدات ولا إنقاذ/أنطوان الأسمر/اللواء

كيف خسرَ “الحزب” المسيحيين؟/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

سلسلة مراسلات مرفأ بيروت: الموت في التفاصيل/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

بعبدا للحريري: الحكومة لا تُشكَّل في العواصم الأجنبية/غادة حلاوي/نداء الوطن

الأوضاع تتدحرج نحو جهنّم: الناس طفح كيلها!/رمال جوني/نداء الوطن

"جغل الشاشة"/سناء الجاك/نداء الوطن

حياد لبنان خيانة؟/راجح الخوري/الشرق الأوسط

السلطة “تستجدي” التدويل… وترفضه؟/جورج شاهين/الجمهورية

أسباب اتهام الحريري لـ”الحزب” بتعطيل التأليف/راكيل عتيِّق/الجمهورية

ستريدا جعجع: ننتظر أن يتخذ عون قراراً بالاستقالة/الشرق الاوسط

المطران بو نجم لموقع mtv: سنطهّر الثورة... ولا تدعوا أحداً يستغلّكم/ريكاردو الشدياق/أم تي في

هذا ما تخطط له بكركي.. وتفاصيل عن الحوار مع الحزب/بولا أسطيح/الكلمة أونلاين

على من يراهن "القوات"؟/مريم حرب /أم تي في

مساع عونية لـ "تبييض" صفحة باسيل وتأمين اتصال له مع القيادة الروسية/آلان سركيس/نداء الوطن

أسباب اتهام الحريري لـ”الحزب” بتعطيل التأليف/راكيل عتيِّق/الجمهورية

فرنسيس والاصرار  على زيارة العراق/سعد سلوم

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: مواقف الرئيس عون تصدر عنه شخصيا

وهبه لإذاعة لبنان:استدعيت سفير إيران على خلفية ما نشرته قناة العالم عن الراعي ولقاء مصارحة معه الاثنين

الوطنيين الاحرار: زيارة البابا العراق تعكس الحقيقة الانسانية التي تنشد التلاقي والانفتاح

الجمهورية القوية تسلم سفير روسيا نسخة عن كتاب المطالبة بلجنة تقصي حقائق في جريمة المرفأ

جمهورية القوية تسلم سفير روسيا نسخة عن كتاب المطالبة بلجنة تقصي حقائق في جريمة المرفأ

الحجار: من قلبه على الحريري حول علاقته مع السعودية فليطمئن

دياب: إذا كان الاعتكاف يساعد على تشكيل الحكومة فأنا جاهز للجوء إليه

السنيورة: الدعوة الى مؤتمر دولي ليست من أجل التدويل لكن للتحفيز والعمل على إيجاد حل للمشكلات

قبول التوبة احد الابن الشاطر (لوقا 15/11 – 32)/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قراءات اليوم الكنسية/الأحد الرابع من الصوم الكبير/مثال توبة الولد الشاطر

إنجيل القدّيس لوقا 11/15-32/:”وَقَالَ يَسُوع: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبْنَان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ المِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الٱبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا ههُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. فَٱجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ٱبْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا… فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، وٱجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ المُسَمَّنِ وٱذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ٱبْنِيَ هذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ٱبْنُهُ الأَكْبَرُ في الحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ وٱقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ المُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ المُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد».

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/بالصوت والنص: تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

http://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال وعبرعودة وتوبة الولد الشاطر/07 آذار/2120/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.new. lostson19.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال وعبرعودة وتوبة الولد الشاطر/07 آذار/2021/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.new. lostson19.mp3

قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

الياس بجاني/07 آذار/2021

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

 

يا ست بيلبقلك كرسي الرئاسة..هيك قلها بري

الياس بجاني/06 آذار/2021

آخر خبرية غير شكل: طلع من برنيطة بري أرنب نفخ ريش الست وقلها بيلبقلك تكوني انت رئيسة الجمهورية ومش هوي.. صدقت الست وطلع البخار ع راسها وعم تطالب عون يستقيل تا تقعد محلو..تعتير وغباء ونرسيسية قاتلة

 

المشكلة هي حزب الله المحتل والحكام والنواب والوزراء والأحزاب خيالات مآتم وخدم عندو وبأي انتخابات بظل الإحتلال ما بيجي إلا يلي ع مسطرتون الطروادية

الياس بجاني/06 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96690/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%87%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84/

المطالبات باستقلالة عون وبانتخابات مبكرة أو مؤجلة رئاسية أو نيابية بظل احتلال حزب الله وارهابه ودويلته واجرامه، هودي كلن مطالب ذمية وجبانة وغبية وبيخدموا مشروع الحزب الملالوي وبيشرعوا احتلاله.

هيك مطالبات جوهرها هو “قوم تا اقعد محلك”، ويا الف مرحبا بحزب الله وبدنا رضاه تا نوصل ع السلطة ونقعد ع الكراسي.

يا ذميين، يا أصحاب شركات الأحزاب التعتير والبهدلي والذل والإستسلام والنرسيسية والصفقات والسمسرات …

بيكفي ركض وراء اجندات شخصية، وبيكفي عهر التعامي الجريمة والخطيئة عن واقع الإحتلال الإيراني المدمر.

ايدوا وتبنوا كل مطالب البطريرك الراعي التدويلية والحيادية والسيادية والوطنية ومعها القرارات الدولية يلي ذكرها بخطابه التاريخي ووقفوا هبل الأوهام  السلطوية ..

استحوا وسكروا حنفية نغمة ببغائية واجترارالانتخابات والإستقالات…

باللبناني المشبرح نقبروا تضبضبوا.

يا اغبياء ويا اسخريوتيين افهموها بقا…

المشكلة كلها هي بالإحتلال… فهموها اذا بدكن تفهموا!!!

بس ع الأكيد الأكيد ما بدكن تفهموا لأنو الضمائر عندكن مخدرة، والكرامات صايرا مماسح، والعقول باجازة، والرؤية الوطنية والسيادية تحت الصفر.

يا ويلكن من ساعة حساب الآخرة.. ع جهنم دركبي.

وفي نفس السياق الإستسلامي، تأكدوا بأن لا مجال لحل أي مشكلة في لبنان كبيرة أو صغيرة وفي أي مجال وعلى أي مستوى بظل إحتلال حزب الله الإرهابي والمجرم ..

أما الحوار مع الحزب فهو ليس فقط خطئاً جسيماً، بل جريمة وطنية وجهل وغباء. التحاور مع حزب ع شو وهو جيش إيراني وعدو للبنان ولشعبه ولهويته ولتاريخه ولرسالته ولحضارته ولتعايش وسلم ومستقبل اللبنانيين؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الحوار مع حزب الله الإرهابي جريمة وطنية وغباء وجهل

الياس بجاني/05 آذار/2021

لا مجال لحل أية مشكلة في لبنان كبيرة أو صغيرة وأي مجال كان بظل إحتلال حزب الله الإرهابي والمجرم أما الحوار معه فهو ليس فقط خطأ جسيماً بل جريمة وطنية وجهل وغباء. يُحاور ع ماذا وهو جيش إيراني وعدة للبنان ولشعبه ولهويته وتاريخه ورسالته وحضارته وتعايش اللبنانيين؟

 

على خلفية وهمه الرئاسي المرّضي المعرابي سمير جعجع مروكب ع هرطقة الانتخابات النيابية

الياس بجاني/03 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96609/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ae%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%87%d9%85%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85/

تغريدة سمير جعجع اليوم على تويتر: “الطريق الاقرب والاقصر للخروج من الازمة هي الانتخابات النيابية المُبكرة، الى جانب حل التدويل. لذا ادعو باقي النواب الى الاستقالة من المجلس النيابي وللذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، ومع الانتخابات ستتغير الاكثرية النيابية وسنذهب الى انتخاب رئيس جديد وحكومة جديدة.” “الحل إمّا باستقالة الاكثرية النيابية واستقالة رئيس الجمهورية، او استقالة اكبر عدد من النواب والذهاب الى انتخابات مبكرة”.

يؤكد المعرابي سمير جعجع يوماً بعد يوم بأنه منسلخ عن الواقع السيادي والوطني والإستقلالي، ومتعامي عن حقيقة احتلال حزب الله للبنان وذلك عن سابق تصور وتصميم مرّضي.

ويؤكد المعرابي أيضاً وعلى مدار الساعة بأنه يعيش في عالم أوهامه الذي بناه وأغلق أبوابه ونوافذه حتى لا يسمع غير صوته، وملأه بالمرايا حتى لا يرى فيه غير نفسه، وذلك على خلفية هوسه النرسيسي الجارف والهادف للوصول إلى كرسي بعبدا والجلوس عليه حتى لو لم يبقى لا لبنان ولبنانيين ولا استقلال ولا سيادة ولا من يحزنون.

الرجل هذا الغارق في أوهامه المرّضية المزمنة والتي لا شفاء منها ع “الأكيد الأكيد” هو “مروكب” على طرح الانتخابات النيابية لأنه في تحاليله “الإنكشارية” والتونالية (TUNNEL VISION) يرى أنه سوف يرث بعض مقاعد نواب الساقط في كل تجارب إبليس ميشال عون، وبذلك يصبح الزعيم المسيحي الأقوى نيابياً على الساحة اللبنانية مما يؤهله ويسهل وصوله إلى قصر بعبدا.

وفي سياق هذا الجنون السلطوي الهادر بشروده الهلوسي كان المعرابي قبل عدة أيام وعبر مسؤول الإعلام في شركة حزبه “التعتير” شارل جبور بعث برسالة مشفرة إلى حزب الله مغطاة بما سماه مطالب الشيعة المستقلين (رابط نص الرسالة وتعليقنا عليها في أسفل الصفحة) أبدى من خلالها استعداه للتنازل لحزب الله عن كل شيء مقابل نيل رضاه وإيصاله لبعبدا كما كان أوصل من قبله الشارد عن كل ما هو سيادة واستقلال ميشال عون بعد توقيع ورقة “تفاهم مار مخايل” الجريمة والخطيئة الوطنية.

ونشير هنا إلى أنه وفي نفس سياق هذا المسلسل من الأوهام الرئاسية كان المعرابي وقع مع عون وصهره الإسخريوتي “تفاهم معراب” على أمل أن يرث عون وشركة حزبه وشعبيته، وداكش حزب الله مع رفيقيه في الاستسلام والذل وليد جنبلاط وسعد الحريري من خلال “الصفقة الرئاسية” الخطيئة، داكشوا السيادة والاستقلال بالمواقع السلطوية والنيابية وسلموه حكم البلد بعد أن نحروا ثورة الأرز، وخانوا وكالة الناس لهم، وفرطوا تجمع 14 آذار، وارتضوا مساكنة الاحتلال ودويلته وحروبه واحتلاله، وانتخبوا عون رئيساً، وأقروا قانوناً انتخابياً ملالوياً مفصل على مقاس مشروع ولاية الفقيه.

اليوم وبدلاً من وقوف هذا المعرابي الواهم إلى جانب كل ما جاء في خطاب سيدنا البطريرك الراعي لجهة الحياد والتدويل والقرارات الدولية والعمل على رفع سقف مطالبه وتصويبها والإصرار على وضع لبنان تحت الفصل السابع وإعلانه دولة فاشلة ومارقة وتنفيذ القرارات الدولية (اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و1701 و1680)، ها هو يعود إلى أفخاخ وأوحال أوهامه وهرطقاته ويكرر مطالبته بانتخابات نيابية ورئاسية.

يتعامى هذا الموهوم والغارق في نرسيسية أجندته الرئاسية بأنه ولو حصل على 128 نائباً فلن يكون لهم أية فائدة، وسوف يبلهم ويشرب زومهم العفن كما حاله اليوم مع زوم ال 15 نائباً الصور والدمى التابعين له.

يبقى أن من يخاف من أصحاب شركات الأحزاب الذين يدعون باطلاً الوطنية من أمثال المعرابي أن يجاهر رسمياً بأن حزب الله هو محتل وإرهابي ويجهد لنيل رضاه والتملق له فهو مخصي سياسياً ووطنياً وقراراً وحاضراً ومستقبلاً ولا أمل ولا رجاء منه..ونقطة ع السطر.

في الخلاصة، لا خلاص للبنان من الاحتلال الإيراني دون إعلانه دولة مارقة وفاشلة ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حزب الله هو الإرهاب بلحمه وشحمه ومن يحاوره كمن يحار إبليس

الياس بجاني/02 شباط/2021

حزب الله والملالي ويلي بيشد ع مشدون لا يفهمون غير لغة القوة وكل من ينادي بالحوار معهم أو يثق بهم هو إما أهبل أو جبان أو ذمي مأجور

 

البطريرك الماروني الأول مار يوحنا مارون

الياس بجاني/02 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/62913/saint-youhana-maroun-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d9%8a%d9%88%d8%ad%d9%86%d8%a7/

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

23 اسماً لشخصيات لبنانية في حزمة عقوبات "جاهزة".. وإدارة بايدن تتريّث!

نداء الوطن/06 آذار/2021

قالت مصادر مطلعة في واشنطن لـ" نداء الوطن": ان موضوع العقوبات على شخصيات لبنانية "ليس غائباً عن أجندة الإدارة الاميركية ولكنه ليس على سلم الأولويات في هذه المرحلة"، كاشفةً عن "وجود حزمة عقوبات جاهزة، تطال 23 اسماً لشخصيات لبنانية من سياسيين ومقاولين ورجال مال وأعمال، كانت قد أعدت خلال ولاية دونالد ترامب، لكنّ إدارة جو بايدن تتريث في إقرارها وإصدارها لعدة أسباب". أولها لوجستي يرتبط بأنّ الإدارة الجديدة "لم تستكمل تعييناتها في مراكز أساسية وحيوية وحساسة، وبالتالي فإنّ البت بموضوع العقوبات ينتظر إتمام هذه التعيينات"، بينما على المستوى الاستراتيجي فإنّ "إدارة بايدن فتحت باب التنسيق مع الفرنسيين في الملف اللبناني ولا تبدو في وارد الإقدام على خطوة أحادية في هذا الملف من خارج إطار التعاون مع الفرنسيين والأوروبيين"، سيما وأنّ الأولوية الأميركية في ظل الإدارة الجديدة "تتركز على الملف النووي الإيراني، ليتحدد بناءً على نتائجه الكثير من توجهات هذه الإدارة حيال سائر ملفات المنطقة ومن بينها لبنان". وكتب مراسل" الشرق الاوسط" في واشنطن علي بردى: شدد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، على حرص واشنطن على دعم اللبنانيين، ومطالبتهم بـ«المساءلة» و«وضع حد للفساد المستشري» في لبنان. غير أن ناطقاً آخر نفى صحة تقارير مثيرة نشرت أخيراً عن احتمال اتخاذ إجراءات عقابية ضد حاكم البنك المركزي، رياض سلامة. وكان برايس يرد على سؤال في شأن تقرير نشرته وكالة ««بلومبرغ» الأميركية، عن أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس معاقبة حاكم البنك المركزي اللبناني، في ظل التقارير عن الاحتجاجات الشعبية ضد الاختلاسات، فأجاب: «نحن نراقب من كثب الوضع في لبنان»، مضيفاً: «نحن وشركاؤنا الدوليون أكدنا، مراراً وتكراراً، الضرورة الماسة لأن يعمل زعماء لبنان أخيراً وفقاً لالتزامات قطعوها على أنفسهم، من تشكيل حكومة موثوقة فعالة». وأكد أن الولايات المتحدة «تدعم الشعب اللبناني، ودعواته المستمرة إلى المساءلة، وإلى إجراء الإصلاحات اللازمة لتحقيق الفرص الاقتصادية والحكم الأفضل، ووضع حد للفساد المستشري الذي غذى كثيراً منه ما شهدناه في لبنان في الأيام الأخيرة». وتجنب «استباق الأمور»، بالتحدث عن «أي ردود محتملة تتعلق بالسياسة في الوقت الحالي». وفي ضوء الإثارة التي حصلت بعد تقرير نشرته وكالة ««بلومبرغ»، نفى ناطق باسم وزارة الخارجية لاحقاً أن تكون صحيحة، بيد أنه لم يوضح ملابسات ما نسبته الوكالة الأميركية إلى «4 أشخاص مطلعين» على المشاورات الجارية.

 

تفاهم أميركي - روسي على تطويق إيران: سلاح "الحزب" على المحك!

المركزية/06 آذار/2021

تشير مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، الى ان الالتقاء الاميركي - الروسي على رفض الوجود الايراني في سوريا يعد في الواقع جزءا من تفاهم أوسع تم ارساؤه منذ اسابيع قليلة في اعقاب دخول الرئيس الأميركي جو بايدن البيت الابيض، من خلال اتصالات بين واشنطن وموسكو، حول النظرة الى الشرق الاوسط ومستقبله وكيفية حل أزماته وتسويتها. هذا الاتفاق لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي كان موجودا في عهد ترامب. فالجبّاران يعتبران ان تطويق نفوذ ايران في الاقليم أولوية، ولا بد من خروجها من كل الميادين العربية التي تقاتل فيها، من العراق الى اليمن وصولاً الى سوريا التي تحظى بأولوية لدى العاصمتين، كونها الأقرب جغرافياً الى الكيان العبري. كما يتفق الروس والأميركيون على ضرورة التهدئة والعمل لإرساء الحلول بالسياسة والدبلوماسية لا عبر الطرق العسكرية، مع التشديد على ان ايران يفترض ان تساهم في هذا التوجه من خلال وقف تحريك أذرعها المزروعة في البلدان التي تشهد نزاعات.

واذ تشير الى ان احياء الاتفاق النووي نقطة تقاطع ايضا بين واشنطن وموسكو، وذلك شرط ان تعود طهران الى التزاماتها النووية وتوقف تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ وتصدير الاسلحة والثورة الى المنطقة،  تلفت المصادر الى ان المفاوضات لانقاذ التفاهم الدولي قد تشترط، الى إخراج حزب الله من سوريا واعادته الى لبنان، التضحيةَ بسلاحه وتحويله حزبا سياسيا أعزل كباقي المكونات اللبنانية، وربما لذلك نراه اليوم يتشدد في السياسة، وعينُه على انتزاع ضمانات في النظام والحكم، تعوّض له "فائض القوة" الذي يتمتع به اليوم بفضل ترسانته، والذي يبدو بات مهددا اكثر من اي وقت مضى، تختم المصادر.

 

 سلاح “الحزب” على المحك!

 وكالة الانباء المركزية/06 آذار/2021

يدك الطيران الاسرائيلي أهدافا ايرانية في قلب سوريا في وتيرة شبه اسبوعية. منذ ايام قليلة، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن صواريخ طائرات إسرائيلية استهدفت المنطقة المحيطة بالسيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، التي تعد معقلًا لـ”الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني، من دون ورود معلومات عن نتائج تلك الضربات… وكان الجيش السوري قال مساء الأحد إن صواريخ إسرائيلية ضربت مناطق في جنوب دمشق، وذكر في بيان أن الهجوم جاء من هضبة الجولان وأنه أسقط معظم الصواريخ، وذلك في ثاني هجوم من نوعه خلال أقل من شهر على مشارف العاصمة. هذه الضربة ليست معزولة اذا، ولا يتيمة، فقد كثّفت اسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها مواقع عسكرية سورية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق سوريّة عدة. وأوقعت غارات إسرائيلية في 13 كانون الثاني الماضي على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا 57 قتيلاً على الأقل من قوات الجيش السوري ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الاسرائيليةفي سوريا. لكن ما يجب التوقف عنده، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” هو ان التبدل الذي طرأ على العالم ككل، مع انتقال الادارة في الولايات المتحدة، من الجمهوريين الى الديمقراطيين اثر فوز الرئيس جو بايدن بالانتخابات الاميركية، لم يبدّل في صرامة تل ابيب وحزمها “العسكري” مع طهران واجنحتها العسكرية الموجودة في سوريا، على مرمى حجر من حدودها الشمالية. انطلاقا من هنا، تكشف المصادر عن مباركة اميركية يحظى بها سلوك تل ابيب وقرارها مواجهة التمدد الايراني، مباركة بقيت على حالها من ولاية دونالد ترامب الى ولاية جو بايدن، لافتة في هذا السياق الى ضوء اخضر روسي مطلق بات واضحا، تتمتع به الغارات الاسرائيلية. المصادر تشير الى ان الالتقاء الاميركي – الروسي على رفض الوجود الايراني في سوريا يعد في الواقع جزءا من تفاهم اوسع تم ارساؤه منذ اسابيع قليلة في اعقاب دخول بايدن البيت الابيض، من خلال اتصالات بين واشنطن وموسكو، حول النظرة الى الشرق الاوسط ومستقبله وكيفية حل أزماته وتسويتها. هذا الاتفاق لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي كان موجودا في عهد ترامب. فالجبّاران يعتبران ان تطويق نفوذ ايران في الاقليم اولوية، ولا بد من خروجها من كل الميادين العربية التي تقاتل فيها، من العراق الى اليمن وصولا الى سوريا التي تحظى بأولوية لدى العاصمتين، كونها الاقرب جغرافيا الى الكيان العبري. كما يتفق الروس والاميركيون على ضرورة التهدئة والعمل لارساء الحلول بالسياسة والدبلوماسية لا عبر الطرق العسكرية، مع التشديد على ان ايران يفترض ان تساهم في هذا التوجه من خلال وقف تحريك أذرعها المزروعة في البلدان التي تشهد نزاعات. واذ تشير الى ان احياء الاتفاق النووي نقطة تقاطع ايضا بين واشنطن وموسكو، وذلك شرط ان تعود طهران الى التزاماتها النووية وتوقف تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ وتصدير الاسلحة والثورة الى المنطقة،  تلفت المصادر الى ان المفاوضات لانقاذ التفاهم الدولي قد تشترط، الى إخراج حزب الله من سوريا واعادته الى لبنان، التضحيةَ بسلاحه وتحويله حزبا سياسيا أعزل كباقي المكونات اللبنانية، وربما لذلك نراه اليوم يتشدد في السياسة، وعينُه على انتزاع ضمانات في النظام والحكم، تعوّض له “فائض القوة” الذي يتمتع به اليوم بفضل ترسانته، والذي يبدو بات مهددا اكثر من اي وقت مضى، تختم المصادر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 6 آذار 2021

وطنية/السبت 06 آذار 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

صرختان في لبنان اليوم، ودوي إنساني حضاري في العراق.

من بيروت من السراي الحكومي، صرخة أطلقها هذه المرة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، أولا وتحديدا في اتجاه المعنيين بتأليف الحكومة، ملوحا بالاعتكاف، إذا كان ذلك يدفعهم الى التأليف.

دياب: "لبنان بلغ حد الانفجار ثم الانهيار، شو ناطرين ما بتألفوا حكومة؟ لبنان بخطر واللبنانيون لم تعد لديهم القدرة لا على الاحتمال ولا الانتظار، أقلعوا عن الأوهام، وضعوا طموحاتكم السلطوية جانبا، وزير بالناقص أو وزير بالزايد، مش هم. ألفوا حكومة، لحل الأزمة الاجتماعية، يجب حل الأزمة المالية، ولحل الأزمة المالية يجب استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولا مفاوضات مع الصندوق من دون إصلاحات، ولا إصلاحات من دون حكومة جديدة، وخارج هذا السياق، يكمن العبث.

الصرخة الثانية في الشارع، وهي صرخة الوجع المعيشي والأنين الحياتي، المنطلقة من حناجر المتظاهرين المحتجين على العيشة المزرية والأوضاع الاقتصادية المتردية، لا بل المتدهورة، يقطعون الطرق، بعدما انقطعت معظم حبال الأمل بوقف التدهور وصد غول الجوع.

وأما الدوي الإنساني- الحضاري، فقد سمع من بلاد الرافدين من العراق، من كل محطة في زيارة البابا فرنسيس، المتحفز بروح السلام والمحبة والرجاء والإيمان بشجاعة العيش السلمي معا، وبالضمير والتسامح والنفوس الخيرة، هذه المفاهيم والقيم المناقضة للأنانية بكل أبعادها، وللأوليغارشية المتوحشة بمعانيها ومفاعيلها السياسية والتحاصصية، كما التعموية، ومنها ما يلاحظ في لبنان.

في اليوم الثاني من الزيارة البابوية للعراق، وبعد لقاء البابا فرنسيس- السيد السيستاني، ثم لقاء الأديان في أور، أعلنت الحكومة العراقية السادس من آذار يوما وطنيا للتسامح والتعايش في العراق، في حين في لبنان، في بداية الفصل الثاني على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة: لا تأليف ولا من يحزنون، لا على الناس ولا على بلوغ الدولار الأميركي العشرة آلاف والخمسمئة ليرة لبنانية.

فعلى رغم مرور أربعة أشهر وعشرة أيام على التكليف، تتكدس دشم النكايات، وترتفع متاريس النكد والحقد، وتكبر كرة البغض، فيزداد انسداد المسار أمام التأليف الحكومي، وسط تبادل الاتهامات ولامبالاة المعنيين بالعيشة غير الكريمة، وبالقهر الذي يعانيه غالبية الشعب اللبناني.

لهيب الشارع، لم يفتح بعد كوة في جدار الأزمة الحكومية، وصرخة الأنين والجوع لم تلق آذانا صاغية، ليتخطى المسؤولون العراقيل التي تحول دون تأليف "حكومة مهمة" تنقذ ما تبقى من وطن ومواطن ودولة، من الهلاك.

في الغضون الرئيس المكلف سعد الحريري خارج لبنان، حيث زار الإمارات قبل أن يزور موسكو في خلال الأيام العشرة المقبلة، فيما "التيار الوطني الحر" يتهمه بالاستهتار بمصير الناس.

رئيس الجمهورية العماد عون من جهته، يتابع الاتصالات، ومستشاره أمل بو زيد التقى نائب وزير الخارجية الروسية في موسكو التي شددت على الإسراع بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة.

وهو موقف، جددت فرنسا أيضا التأكيد عليه، فيما يستمر اللواء عباس ابرهيم في حركته التوسطية الداخلية، على مسار الموضوع الحكومي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ثاني أيام الزيارة البابوية لبلاد الرافدين، ترصع بأول لقاء من نوعه بين رأس الكنيسة الكاثوليكية والمرجعية الرشيدة.

في منزل متواضع مستأجر بحارة ضيقة في النجف، جرى اللقاء التاريخي بين البابا فرنسيس والسيد علي السيستاني.

ساعة من الوقت جمعتهما، في أبهى لوحات الأخوة الإنسانية القائمة على المحبة والتسامح والتعاون والتضامن بين أبناء الرسالات السماوية.

أسطع الرسائل التي حملها اللقاء الروحي هي التكامل بين الأديان لا التصادم، الاحترام المتبادل لا التنابذ، العيش المشترك لا التناحر، تنوع الحضارات الثقافية والدينية لا الأحادية في المجتمع البشري.

هذه القيم ركز عليها السيد السيستاني خلال الاجتماع مع البابا، ولفته إلى الدور الذي يجب أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من المآسي في المنطقة.

في المقابل شكر الحبر الأعظم السيد السيستاني لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف والصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة دفاعا عن الأضعف والأكثر اضطهادا، مشددا على قدسية الحياة البشرية وعلى وحدة الشعب العراقي.

وفي لبنان رصد لمحطات الزيارة البابوية للعراق، وتوق لإستقبال الحبر الأعظم على أرضه ليشهد بأم العين، على شعب مقهور موجوع باتت أقصى أمنياته الحصول على رغيف خبز أو علبة حليب أو قنينة زيت.

الناس فقرت وجاعت وفرغت جيوبها، وليس هناك من ينهض من سباته العميق لإطفاء لهيب الأسعار والانهيارات المعيشية والاجتماعية والمالية والاقتصادية.

أما والحال مقفلة على هذا النحو، فإنه لم يبق أمام الموجوعين سوى افتراش الشارع المفتوح على غضب مشتعل، تماما كاشتعال سعر صرف الدولار الذي وصل اليوم في السوق السوداء إلى أكثر من عشرة آلاف وخمسمئة ليرة.

أما أهل الحل والربط من السياسيين، فإن معظمهم غافلون عن هذا الحريق، ومتفرغون لممارسة لعبة الأحقاد والمناكفات والمماحكات، بدل الإسراع في تشكيل حكومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كل الطرق مقطعة في لبنان، السياسية منها والنقدية وحتى الاقتصادية والاجتماعية، وتلك الواقعة تحت غضب الناس. وحدها طريق الدولار مفتوحة صعودا متخطية كل الحواجز والاعتبارات، وفاتحة البلاد على أسوأ الاحتمالات.

فوق العشرة آلاف وخمسمئة ليرة وصل سعر صرف الدولار، فيما العين على سوق الصرافة السياسية أكثر منها على السوق السوداء. فما المستجد حتى ارتفع سعر الصرف الى هذا الحد ولا يزال؟، وهل المفترض من تعاميم الحاكم بأمر المال ايجاد الحلول، ام تعميم الفوضى النقدية وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية، وانعكاساتها في الشارع؟.

كل الشوارع تغلي والكل يتحسس الحريق، فلبنان بلغ حافة الانفجار، والظروف تزداد تعقيدا، بحسب رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، ولا حل الا بحكومة جديدة بحسب الرئيس دياب، الذي استحسن خيار الاعتكاف ان كان يشجع على تشكيلها. "فلا يمكن لحكومة عادية مواجهة الامور من دون توافق سياسي" كما قال، فكيف بحكومة تصريف الأعمال؟.. فما العمل إذا؟.

الحلول ما زالت ممكنة إن هدأت العقول والنفوس، والتفت الجميع الى أن فرصة الوقت تكاد تحتضر، فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري اعاد تفعيل محركاته للعمل على التهدئة السياسية والميدانية، والمساعي تتفاعل للحد من الحريق، ومنعه من الوصول الى خطوط اللا عودة ..

في العراق وبخط وحدوي وانساني، كتب اللقاء التاريخي بين آية الله المرجع السيد علي السيستاني وبابا الفاتيكان فرنسيس الاول في النجف الاشرف، وفي أول مخطوطة من نوعها بين المرجعيتين الدينيتين الرفيعتين، تمت مقاربة سبل مواجهة الفقر والظلم والاضطهاد الديني والفكري والاجتماعي.

وأشار المرجع السيد السيستاني الى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من المآسي، وحث القوى العظمى ـ على "تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب". فيما قدم البابا الشكر إلى السيد السيستاني، لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف والصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة.

ومن النجف الى "أور" التي ولدت من جديد على يد الحشد الشعبي ومهندسه الشهيد، وقف البابا فرنسيس في لقاء الأديان، داعيا الى الوحدة وناشدا السلام في الشرق الأوسط وبشكل خاص في سوريا المعذبة، كما قال..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يوم تاريخي، بالمعنى الإيجابي في العراق،… وأيام تاريخية بالمعنى السلبي في لبنان.

في بلاد الرافدين، مد لجسور التلاقي، ودعوات الى التفهم المتبادل، والتفاهم على الجوهر. وفي وطن الأرز، قطع لكل الجسور، وتحريض متبادل، وتنصل من الجوهر. فلمصلحة من وقف التواصل، ومن المستفيد من منع التلاقي، وما الغاية من ضرب الجوهر؟.

أسئلة بلا جواب منذ عام ونصف تقريبا، فيما بعض اللبنانيين يرفضون لغة الحوار، وينبذون الصدق في أي لقاء، وينكرون جوهر العيش المشترك في ما بينهم، الذي يختصر بالميثاق والدستور والمعايير الواحدة التي تساوي بين الناس.

واليوم، وعلى وقع الارتفاع المستمر والمسيس في سعر صرف الدولار، والتحركات المتنقلة على الارض، أسف المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" للاستهتار المتمادي من جانب رئيس الحكومة المكلف بمصير الناس والبلاد، محملا إياه مسؤولية تعميق الأزمة، بامتناع عمدا عن القيام بأي جهد أو تشاور لتشكيل الحكومة، ورفضه لأي حركة يقوم بها المعنيون، من دون أن يقوم بالمقابل إلا بتحديد مواعيد السفر الى عواصم العالم، وكأن الحكومة تتشكل فيها، وليس في بيروت.

ومن غرائب العراقيل المفتعلة حديثا، وفق بيان "التيار"، أن الرئيس سعد الحريري يريد التزاما مسبقا بمنح الثقة ممن يرفض التشاور أو التعاون معهم، وذلك قبل تشكيل الحكومة ومعرفة تفاصيل تشكيلها وبرنامجها، وإلا فلن يوافق على تشكيلها، أضف لذلك أن ما صدر في بيانه الأخير أصبح فيه تغييب كامل للمكون المسيحي عن السلطة التنفيذية، وعن الثقة المطلوبة من السلطة التشريعية، وهذا ما يسقط عن الحكومة ليس فقط ميثاقيتها بل كينونتها.

وختم "التيار" الموقف الحكومي بالقول: "إن هذا الأمر فيه تخط لكل الحدود المقبولة، ويتخطى مسؤولية عدم تشكيل الحكومة الى ضرب الميثاق وإسقاط الدستور، وترك البلاد من دون أي صمام أمان".

لبنان اذا، ليس بأفضل حال،…عسى أن تنثر زيارة البابا فرنسيس للمنطقة بذور التعاون في الإقليم، عله ينعكس خيرا على شعب لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

يوم تاريخي ثان للبابا في العراق. كل ما حصل فيه معبر. لكن الصورة الأبرز تبقى في اجتماع النجف الأشرف. رأس الكنيسة الكاثوليكية، بابا البساطة والتواضع، ينتقل الى المدينة المقدسة للشيعة للقاء أعلى مرجعية شيعية في العالم، وذلك في منزله المتواضع الذي يسكن فيه بالإيجار!.

اللقاء بين الرجلين كان مقدرا له أن يكون لخمس وأربعين دقيقة فقط، لكنه دام لحوالى الساعة.. لكن لا فرق إن طال اللقاء او قصر، فاللحظة التاريخية لا تحتسب بالدقائق والساعات، وهي تبقى في الذاكرة ولا تموت.

مؤثرا كان اللقاء بين القامتين الروحيتين. الأول في الرابعة والثمانين من العمر، والثاني في التسعين. الأول يلبس الأبيض، والثاني الأسود. اختلاف اللونين زال، ما إن جلسا قبالة بعضهما، فالمحبة والاخوة والسلم لها لون واحد، وجوهرها ثابت لا يتغير.

أهمية اللقاء أنه يستكمل ما بدأه البابا فرنسيس قبل عامين، بتوقيعه وثيقة الاخوة الإنسانية مع أعلى مرجعية سنية في العالم، إمام الازهر. كما له اهمية سياسية، لأنه يشكل رسالة واضحة بأن الكنيسة الكاثوليكية المسؤولة عن حوالى مليار و300 مليون مؤمن، تعترف بالنجف كأعلى مرجعية شيعية، لا بقم ولا بالإمام الخامنئي.

محليا، المناوشات الكلامية، والحروب الصغيرة بين "التيار الوطني الحر" و "تيار المستقبل" مستمرة، ولا تبشر بقرب تأليف الحكومة. وقد دخل رئيس الحكومة حسان دياب على خط السجال اليوم عبر رسالة متلفزة، لافتة في توقيتها، فيها انتقاد ضمني لموقف رئيس الجمهورية و"التيار الوطني".

البارز في كلام دياب تلويحه بالاستقالة، وهو تلويح مضحك- مبك. إذ كيف لرئيس حكومة تصريف أعمال أن يعتكف؟، وهل في إمكان المسؤول أن يستقيل من مسؤوليته مرتين؟. ثم:أين انجازاتك العظيمة يا سيد دياب لتهدد بالاعتكاف؟، فكل ما حصل من مآس منذ سنة حصل على عهد حكومتك بطبعتيها: قبل الاستقالة وبعد الاستقالة، وبالتالي لا فرق إن استقلت او لا، وان اعتكفت او لا، فالنتيجة كارثية في كل الأحوال! وآخر نتيجة مأسوية اليوم ملامسة الدولار عتبة ال 10500 ليرة.

على أيام الرئيس الشهيد بشير الجميل كنا نتغنى بال 10452 كيلومترا مربعا، أما في هذا العهد فصرنا نتحسر على دولار يساوي 10452 ليرة. فكم الفرق هائل وموجع بين قادة الأمس... وأشباه القادة اليوم!.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

على مقربة من مرقد الإمام علي في مدينة النجف، وفي منزل متواضع، بالإيجار، في حارة ضيقة، جلس بابا التواضع فرنسيس مع المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق آية الله العظمى السيستاني... اللقاء الذي انعقد على مدى خمس وأربعين دقيقة، لم يحضره أي مسؤول عراقي.

تاريخية اللقاء، توازي لقاء البابا وشيخ الأزهر في أبو ظبي... وهذا النهار استمر بالمحطات التاريخية، حيث زار البابا أطلال مدينة أور الأثرية وهي، بحسب ما أوردته وسائل إعلام عراقية، مسقط رأس النبي إبراهيم.

إنتهى اليوم الثاني للبابا فرنسيس في بغداد بقداس أحياه، وللمرة الأولى بالطقس الشرقي الكلداني، وتخللته صلوات وتراتيل باللغتين العربية والآرامية، لغة السيد المسيح.

بعيدا من الآمال المعلقة على زيارة البابا للعراق، وما تحمله من تفاؤل لمسيحييه، لبنان يتنقل من مأزق إلى مأزق.

رئيس حكومة تصريف الأعمال ألقى كرة النار في وجه المعنيين بتشكيل الحكومة، فخاطبهم قائلا: "إذا كان الاعتكاف يساعد على تشكيل الحكومة، فأنا جاهز للجوء إليه، على الرغم من أنه يخالف قناعاتي، لأنه يؤدي إلى تعطيل كل الدولة".

السؤال هنا: ماذا لو اتخذ الرئيس دياب هذه الخطوة؟، يعني أن البلاد تكون قد دخلت في الفراغ الكبير...الخطوة بالتأكيد غير مسبوقة، عادة يأتي الإعتكاف قبل الإستقالة، كخطوة تمهيدية لها، أما أن يأتي الإعتكاف بعد الإستقالة فهذا يعني وقف تصريف الأعمال، وعندها يكون الإنهيار: عندها لا اجتماعات ولا لجان وكل شيء يكون معلقا ومجمدا، فهل يقدم الرئيس دياب على قلب الطاولة في وجه الجميع؟.

اللافت وبعد نحو أربع ساعات على موقف الرئيس دياب، لم يصدر عن قصر بعبدا او عن بيت الوسط، أي تعليق على هذا الموقف.

ميدانيا، وتيرة قطع الطرقات تتصاعد ولم تنج منطقة لبنانية من هذا التصعيد، فيما عداد كورونا على حيويته، حيث سجلت اليوم إثنتان وأربعون حالة وفاة، وثلاثة آلاف ومئة وثماني وخمسون إصابة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

رفع حسان دياب الدعم عن حكومة تصريف الأعمال، مهددا بالاعتكاف، وهو على الأرجح سيعتكف قسرا بعدما سيتعذر عليه الانتقال غدا من تلة الخياط الى السرايا، لكون طرق لبنان سبقته الى الاستقالة.

فالوطن في عزلة عن بعضه: مدن معطلة، شوارع من إضراب، ويحكمنا دولاب الإطارات المشتعلة سيدة التحكم المروري، وكل الطرق تؤدي إلى استقبال الانفجار بعد الإنهيار، كما في وصف رئيس حكومة تصريف الأعمال اليوم".

شريعة دياب رفضت شرائع الغاب، وسأل الرئيس الرافع للبطاقة الحمراء: ما ذنب اللبنانيين حتى يدفعوا ثمن الأطماع والأحلام والطموحات والحرتقات السياسية؟، وهل المطلوب أن يتحلل البلد؟.

رفض دياب حكومة قائمة ستكلف أبغض القرارات، وأولها رفع الدعم عن الأساسيات، وظل في منطقة التصريف التي لا تتجاوز الدستور، لكنه قال: "إن حسم هذا النقاش يحدده مجلس النواب"، وعوضا من فتح نقاش يزيد الانقسامات، دعا دياب إلى "الإسراع في تأليف حكومة جديدة أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، وأي نقاش آخر خارج هذا السياق هو عبث سياسي، ومحاولة لتقاذف المسؤوليات".

وفي صدمة أرادها ورقة ضغط سياسية قال: "إذا كان الاعتكاف يساعد على تأليف الحكومة، فأنا جاهز للجوء إليه، مع أنه يخالف قناعاتي وشو ناطرين؟، المزيد من الانهيار؟ المزيد من معاناة الناس؟ الفوضى؟ هل صحيح أن التسوية تحتاج إلى تسخين وأنه لا يمكن تأليف الحكومة على البارد؟. ألا يستحق اللبنانيون تضحيات صغيرة من أجل مصلحة الوطن؟، ماذا سنفعل بوزير بالزايد أو وزير بالناقص إذا انهار كل البلد؟ فلنترك أوهام السلطة وطموحاتها جانبا، لأن الآتي من الأيام لا يبشر بالخير إذا بقي العناد والتحدي والمكابرة حواجز أمام تأليف الحكومة المنتظرة".

لكن هل يشعر القيمون على التأليف بالسخن؟ "ما أبردهم" وهم يصدرون البيان تلو الآخر هذا ينفي وذلك يؤكد، ويكلفون مكاتبهم الإعلامية إعلان براءة الذمم مع الاستمرار في إهدار الوقت واحتجاز كل اللبنانيين رهائن حصصهم الوزارية.

فقصر بعبدا أصدر بيانا ينفي تسريبات عن أوساطه قالت، إن الرئيس الحريري اشترط حصوله على ثقة نواب تكتل لبنان القوي ليعطي الرئيس خمسة وزراء مسيحيين. وإذ أكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن مواقف عون تصدر عنه شخصيا، أو عبر مكتبه الإعلامي، لفت إلى أن ما يصدر عن عدد من رؤساء الكتل النيابية، هي مواقف تعكس وجهات نظرهم هم في الأحداث، وهذا حقهم الطبيعي.

انطلاقا من مواقعهم السياسية، أول هذه المواقع السياسية "التيار الوطني الحر" الذي أكد مجلسه السياسي ما نفاه قصر بعبدا، وكان حريا بمكتب الإعلام في القصر أن يرد على مكتب الإعلام الثاني في القصر أيضا، والتابع فصيله لجبران باسيل فكلام ليل بعبدا محاه "التيار"، وأعلن "بالبونط العريض" أن الحريري "يريد التزاما مسبقا بمنح الثقة ممن يرفض التشاور أو التعاون معهم، وذلك قبل تأليف الحكومة ومعرفة تفاصيل تشكيلها وبرنامجها، وإلا فلن يوافق على تشكيلها"

أضف إلى ذلك، أن ما صدر عن الرئيس المكلف في بيانه الأخير، أصبح فيه تغييب كامل للمكون المسيحي عن السلطة التنفيذية وعن الثقة المطلوبة من السلطة التشريعية، وهذا لا يسقط عن الحكومة ميثاقيتها فقط، بل كينونتها وبذلك تضاف "كينونة" التأليف الى بقية المفردات الميثاقية، والى وحدة المعايير وغيرها مكونات من "طبخة البحص" الوزارية، والرز من غير الحليب في الثلث المعطل.

ومن بيان وراء بيان، الى مواقف باتت تشكل حكم إعدام يتوقف لبنان على وزير "للتيار" وبين داخلية وثلث ضامن "طار البلد" وتعطلت مسالكه بكل الاتجاهات. مسلك واحد فتح من بيروت الى دمشق، مع زيارة الوزير رمزي المشرفية الى سوريا لتحريك ملف عودة النازحين، بالتزامن مع إعلان السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أنه "قد حان الوقت للتوصل إلى حل سياسي فعلي في سوريا".

ترمد أميركا جمرا في سوريا، تقترب دول الخمسة زائد واحد من إيران، يرمي البابا فرنسيس سلامه على أرض التهبت بالارهاب، ويعقد لقاء قمة روحية مع المرجعية الشيعية في العراق والعالم السيد علي السيساني، ويزور "أور" تلك البقعة المقدسة من العراق.

وعلى كل هذه الفتوحات، فإن الدرب الى لبنان مقفل حتى اشعار سياسي اخر، أبواب التفاوض مجمدة، السياسيون احتجزوا حكومتين، والوطن الرهينة صار اليوم بين أيدي الناس الذين ينفذون انقلابا في الشارع، ويطوقون المناطق كحل أخير يبدو أنه لا بد منه، بعدما أصبحت البلاد على كف " عفاريت ".

 

أسرار الصحف اللبنانيةالصادرة صباح اليوم السبت 6 آذار 2021

وطنية/السبت 06 آذار 2021

الجمهورية

تسود خلافات كبيرة بين وزير حقيبة حيوية وموظفي إدارة رسمية ورؤساء دوائر على خلفية محاولة هؤلاء تجاوز الوزير في بعض القرارات.

تسلم مرجع روحي مجموعة من الرسائل التي رحبت في السر بمضمون مبادرته الاخيرة رغم سلسلة بياناتهم العلنية المعترضة.

وعدت مرجعية دبلوماسية بالتدخل لدى إحدى المجموعات المتعاونة معها لتصحيح خلل بالغ في أدائها وردت التريث الى تحقيق يجري في الداخل.

اللواء

همس

تبلغت جهات معنية ليل أمس الأول اسم الشخصية اللبنانية التي حرّضت على مسؤول نقدي كبير، وبالاتجاه الذي ذهبت إليه الأمور!

غمز

أحدثت معلومة عن عزم أحد المصارف العاملة إقتطاع نسبة مئوية ضريبة على رواتب المواطنين من القطاعين العام والخاص ضجة كبيرة، ما لبثت أن دفعته إلى التراجع.

لغز

تتحدث مصادر عن جهات مؤثرة، تغذي التحركات الناشطة، وقطع الطرقات في بعض المناطق الحسّاسة.

نداء الوطن

يشكو قضاة في مجالسهم الخاصة من عدم تجاوب النيابات التمييزية في تسليم مستندات مطلوبة لسير عمل تحقيق بقضية مالية، ويتجهون إلى مراجعة رئيس مجلس القضاء سهيل عبود لعدم إعاقة سير عمل التحقيق.

يتردّد أنّ ملف ترسيم الحدود قد يشهد خلال الأيام القليلة المقبلة تطورات نوعية.

ألمح مقرّبون من حاكم مصرف لبنان إلى أنه بصفته مواطناً فرنسياً قد يتقدم أمام القضاء الفرنسي بدعاوى لملاحقة بعض السياسيين اللبنانيين بتهمة الإساءة إلى سمعته ومكانته المالية.

الأنباء

تسريبات ملتبسة

تسريبات ملتبسة غير دقيقة عبر وسائل اعلامية غير محلية يبدو أن مصدرها داخلي وبخلفيات سياسية.

تخبّط رسمي وسابقة

التخبّط الرسمي في إدارة الملفات الحياتية الأساسية يأخذ شكلاً مختلفاً وهذه المرة في سابقة من نوعها بعد إقدام وزير على إعلان الإضراب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: السباق إلى اشتداد بين الفوضى والحل الحكومي

السبت 06 آذار 2021

بدا طبيعياً ان تنشدّ الأنظار امس الى الزيارة التاريخية التي بدأها البابا فرنسيس للعراق، خصوصا ان لبنان هو من اكثر الدول العربية ودول المنطقة قاطبة تعاطفاً مع المآسي التي يعيشها العراقيون نظراً الى تشابه كبير في الواقعين العراقي واللبناني، فضلا عن خصوصية الاهتمام اللبناني بأوضاع المسيحيين العراقيين بعدما لحق بهم من مآس التهجير. ومع ذلك فان الأوضاع الداخلية ظلت على درجة عالية من السخونة والاحتدام وسط أجواء ومناخات سياسية تنذر بمزيد من المواجهات، وتاليا لا تفتح أي كوة في جدار تعطيل تأليف الحكومة كما في ظل تصاعد متدرج للحركة الاحتجاجية في مواجهة الانهيارات المالية والاقتصادية والتراجعات الحادة في أحوال الناس المعيشية اذ بدت في يومها الرابع امس كأنها تستعيد يوماً بعد يوم الكثير من أيام انتفاضة 17 تشرين الأول 2019. والواقع ان وقائع هذه الحركة الاحتجاجية بعد أربعة أيام من انطلاقتها عقب الارتفاع الجنوني في سعر الدولار متجاوزاً الـ10000 ليرة لبنانية رسمت، كما تؤكد أوساط سياسية بارزة وواسعة الاطلاع، عنوانا كبيرا جدا قد لا يمكن بعده السلطة والطبقة السياسية عموما تجاهل التداعيات البالغة الخطورة التي يمكن ان تنشأ عن عدم الاتجاه بسرعة استثنائية الى خطوة انقاذية كبيرة وطارئة بتجاوز كل الاحتقانات والحسابات والسجالات العقيمة وتصفيات الحسابات الكندية السياسية باسقاط كل التعقيدات والفيتوات القائمة واضاءة الإشارات الخضراء امام الحكومة الجديدة. وحذرت الأوساط المطلعة نفسها معطيات امنية واجتماعية متجمعة لدى جميع المعنيين في السلطة تشير الى ان الحركة الاحتجاجية المتصاعدة قد لا تبدو حتى الان بالحجم الذي أخاف المسؤولين وجعلهم يتحسبون لتداعيات استثنائية في حين ان هذه المعطيات تصف الأجواء والاستعدادات والتحركات الجارية بانها نذير تحركات متدحرجة ولن تقف عند حدود زمنية قريبة بل يرجح ان تتصاعد تباعا كلما بدا الحل السياسي بعيدا بل مستعصيا.

وتحذر هذه الأوساط من ان انسداد مسار تاليف الحكومة وغياب مجلس النواب عن واجهة المعالجات ناهيك عن استفحال أزمات المرض والاستشفاء التي تتفاقم بسبب جائحة كورونا والبطالة والركود وتنامي الفقر، باتت تشكل حقول الغام لن يقل تفجّرها عن اشعال ما يمكن ان يغدو أسوأ فوضى عرفها لبنان منذ الحرب. لذا تتفاقم الخشية من دوران الواقع السياسي على نفسه من دون اي بارقة تراجع عن الاشتراطات والتعقيدات ولعبة لي الأذرع الجارية بين العهد وتياره السياسي وحليفه "حزب الله" من جهة، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ومن يدعمه من جهة أخرى، اذ ان ما حصل في اليومين السابقين لا يبعث على الاطمئنان ابدا حيال توقع تطور استثنائي يدفع جميع المعنيين الى الهرولة نحو حل إنقاذي يحول دون كارثة تتهدد البلد.

الانسداد الحكومي

ووسط أجواء التصعيد والانسداد في الوضع الحكومي نقل عن مصادر بعبدا امس ان رئيس الجمهورية ميشال عون يعتبر ان الاوضاع المأزومة في البلاد لا يجوز ان تستمر على ما عليه، على الاقل حكوميا، وهو يدرس مع فريق مستشاريه سبل تحريكها بما يتيحه الدستور، سواء من خلال توجيه رسالة الى مجلس النواب او التمهيد لانعقاد طاولة حوار او غيرها من الافكار والطروحات التي من شأنها تحريك الملف الحكومي. وأشارت معلومات الى ان الرئيس المكلف سعد الحريري الموجود حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة سيقوم بزيارة روسيا خلال أسبوعين . وفي اطار توضيح الموقف الأخير لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من التشكيلة الحكومية أكد الامين العام للحزب الاشتراكي ظافر ناصر "ان لا إنقلاب لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من ضفة الى اخرى، والمشكلة تكمن في وضع البلد في مأزق بسبب حسابات سياسية ضيقة". ولفت إلى ان "موقف الحزب التقدمي الاشتراكي ثابت من العلاقة برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وهناك افرقاء آخرون كانوا يتذرّعون بتمثيل الدروز، وهناك من اراد توسيع الحكومة لزيادة التمثيل الدرزي، لكن جنبلاط صرّح ان هذه ليست عقبة وما يقوله جنبلاط ان مسألة الأعداد والحصص تسقط أمام مآسي الشعب اللبناني". اما الجانب القاتم الاخر الذي برزت ملامحه في الساعات الأخيرة فبرز عبر توظيف الازمة المالية والمصرفية في الصراع السياسي من خلال السلطة المالية بما يشكل خطرا مضاعفا على السمعة المالية والمصرفية للبلاد . ذلك ان واشنطن سارعت امس عبر وزارة الخارجية الأميركية وكذلك عبر السفارة الأميركية في بيروت الى نفي التقرير الذي نشرته وكالة "بلومبرغ" الأميركية عن استعدادات لفرض عقوبات أميركية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وأكدت واشنطن ان لا صحة لهذه المعلومات. وبدا بذلك ان استهداف سلامة تمدد عبر هذه المحاولة التي يسود اعتقاد انها تعود الى مصادر محلية . وقد اعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الأثر أنه سيتقدّم بسلسلة دعاوى قانونية في داخل لبنان وخارجه بحق وكالة بلومبرغ الأميركية ومراسلتها في بيروت وكل من يقف وراءهما بجرائم فبركة أخبار والإساءة ومحاولات تشويه سمعة حاكم المصرف المركزي. وحذر من "إن التمادي في هذه الإساءات بات يحتّم تحرّكا من جميع الذين يدّعون الحرص على المصرف المركزي وسمعة لبنان المالية ما يرتدّ سلباً على جميع اللبنانيين، ما يجعل هذه الجرائم ترقى إلى مرتبة الخيانة الوطنية".

بكركي و"حزب الله"

في مجال اخر، علمت "النهار" انه سيتم احياء لجنة الحوار ما بين البطريركية المارونية و"حزب الله" وذلك لتخفيف الاحتقان السائد بعد مواقف البطريرك بشارة بطرس الراعي الاخيرة، وتلبية لدعوته الحزب الى الحوار، وسيشارك في اجتماع يعقد الاسبوع المقبل المطران سمير مظلوم والسيد حارس شهاب من بكركي، ومن الحزب عضوا المجلس السياسي محمد الخنسا ومصطفى الحاج علي.

 

انزعاج "حزب الله" من كلام قاسم

لبنان 24/06 آذار/2021

لم يكن مستحبا كلام نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن الرئيس الحريري عند عدد من المقربين من حزب الله والمحسوبين على الحزب حيث اعتبروا انه "لم يكن من داع له على الاطلاق، خاصة وان إطلالة السيد نصر الله عطفا على الكثير من بيانات "كتلة  الوفاء للمقاومة" ابرزت الايجابية تجاه الحريري ومن اجل تأليف الحكومة". واعتبر هؤلاء "ان هذة المواقف المتشددة ليست من مصلحة احد، خاصة وان الحزب متمسك بالحريري لتأليف الحكومة اكثر من الشيخ سعد نفسه".

 

صيغة “5+1” تتقدّم… وباريس تدعم!

نداء الوطن/06 آذار/2021

تشي المعطيات المتقاطعة بين أكثر من طرف بأنّ ثمة ما يتم تحضيره على نار حامية لإعادة إحياء فرص تشكيل الحكومة بصيغة تسووية جديدة بين بعبدا وبيت الوسط، خصوصاً وأنّ مصادر مقربة من دوائر الرئاسة الأولى أكدت لـ”نداء الوطن” أمس أنّ اللواء عباس ابراهيم استحصل على “موافقة رئيس الجمهورية ميشال عون على صيغة تفضي إلى تسميته 5 وزراء اضافة الى وزير للطاشناق”، ضمن تشكيلة عشرينية تضيف على التشكيلة القديمة وزيرين درزي وكاثوليكي، ولا يكون فيها ثلث معطل لأي طرف لوحده. ونقلت المصادر أنّ “الجانب الفرنسي يدعم هذا الطرح الذي حمله اللواء ابراهيم للحل، وجرى تواصل هاتفي بينه وبين باتريك دوريل، كما بين الأخير ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل”، مشيرةً إلى أنّ المسؤول الفرنسي أكد أنه “على تواصل مستمر مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وينتظر جوابه بعد دراسة هذا الطرح”.

 

بعد الإضراب… “تسونامي” في المدارس؟

إم تي في اللبنانية/06 آذار/2021

أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب وقف التعليم عن بعد لأسبوع كخطوة أولى تحذيرية، باتّجاه توفير حاجات التربية، على قاعدة “إما تأمين الفحوص واللقاح ومشاريع الدعم المالي والمستحقات للعودة الآمن، وإما إقفال القطاع برمّته”. من جهتها، أوضحت رئيسة إتّحاد لجان الأهل في المدارس الخاصة لمى الطويل، التي شاركت في الإجتماعات مع المجذوب بهذا الشأن، في حديث للـmtv، أنّ “لا عودة حالياً إلى المقاعد الدراسيّة حتّى ١٥ آذار، لذا يتحتّم على المعنيّين تأمين اللقاحات ضد كورونا وفحوصات الـPCR للكادر التعليميّ والتلاميذ الذين يُريدون تلقّي اللقاح”، مُشيرةً إلى أنّه “في حال لم يتمّ تأمينها من قبل الدولة، ولم تتحمّل الأخيرة مسؤوليّتها تجاه القطاع التربوي، عندها سيتمّ إعلان الإضراب إبتداءً من ١٥ آذار على مدى أسبوع، ليُبنى على الشيء مقتضاه”. وتُشدّد الطويل على أنّ “القطاع التربوي أولويّة، ويجب أن يكون من أولويّات الحكومة، لأنّه لم يتبقَّ سوى هذا القطاع الصامد”، مُنذرةً بأنّ “تسونامي التلاميذ هو الذي سيُطيح منظومة الفساد إن لم تُنفَّذ مطالب الأهل”. وشدّدت على أنّه “على الدولة مجتمعةً، من رأس الهرم إلى أسفله، المحافظة على القطاع التربوي ضمن خطّة متكاملة، وإلاّ سنكون أمام كارثة على الجميع”.

 

الحملات على سلامة تساهم في انهيار الليرة؟

وكالة الانباء المركزية/06 آذار/2021

تجمع جهات اقتصادية ومالية ومصرفية على التأكيد بأن واحداً من الأسباب الرئيسية التي تدفع باتجاه التراجعات المتلاحقة لسعر صرف الليرة اللبنانية في مقابل العملات الأجنبية يكمن في الحملات الإعلامية والسياسية التي تستهدف مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامه خصوصاً والقطاع المصرفي عموماً.

وتلفت عبر “المركزية” الى أن التشكيك الدائم والمتواصل من قبل مرجعيات سياسية مسؤولة وحزبية، وحرب التسريبات الكاذبة التي تسعى للنيل من صدقية سلامة التي يخوضها فريق حزبي عبر أذرعه الأمنية والدعائية والمخابراتية والإعلامية ومن داخل منظومة الحكم والسلطة وخارجها، تزيد من التدهور النقدي وتدفع بالليرة نحو الهاوية. وتؤكد أن المسألة لم تعد النيل من مكانة سلامة وموقعه وصدقيته، بل على العكس، اذ انها عرّت المنظومة الحاكمة من صدقيتها محليا ودوليا وكشفت مأزقها وسوء نواياها، وباتت تنال من لقمة عيش كل لبناني ومما تبقى من الأسس الاقتصادية التي يمكن الرهان عليها لإعادة ترميم الدورة الاقتصادية التي قضت عليها سياسات المحاصصة والسمسرات والفساد التي طبعت إداء الطبقة السياسية على مدى عقود. وترى الجهات المشار اليها أنه آن الأوان للمنظومة  وأذرعها أن تقتنع بأن مكائدها وحملاتها الدعائية وتسريباتها المشبوهة باتت كلها مكشوفة داخلياً وخارجياً، وبأن حربها النفسية والمعنوية على رياض سلامة وصلت الى الأفق المسدود وفشلت في تحقيق غاياتها في إزاحته من موقعه كحاكم لمصرف لبنان واستبداله بشخصية مطواعة تنفذ للطبقة السياسية ومن يقف وراءها كل مطالبها في تمويل مشاريعها الداخلية والخارجية على حساب الاقتصاد اللبناني ومصالح الشعب اللبناني والأسس المالية والنقدية للدولة اللبنانية. وتعتبر أن ما صدر عن وزارة الخارجية الأميركية رسمياً أمس من نفي لأي نيّة أميركية لفرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان ، جاء بمثابة الضربة القاضية لكل الحملات التي نظمت في لبنان وأوروبا وصولا الى الولايات المتحدة الأميركية على مدى الأشهر الماضية، وأظهر فشل هذا الفريق في نسف ما تبقى من جسور بين المنظومة المصرفية والمالية اللبنانية من جهة والمنظومة الدولية من جهة مقابلة، وبالتالي قطع الطريق على مشروع إلحاق لبنان اقتصاديا وماليا بالمحور الايراني – السوري – العراقي – اليمني بهدف الإطباق عليه واستكمال تغيير هويته السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية.

وتختم المصادر بأن استعادة الليرة اللبنانية بعضاً من عافيتها، يتطلب قبل كل شيء وقفاً نهائياً لكل الحملات التي تستهدف سلامة والقطاع المصرفي، وطيّاً كاملاً لصفحة العمل على استبداله بشخصية مطواعة وتابعة لأركان السلطة، وإقراراً بأن ما وصلت اليه الأمور هو بفعل الارتكابات السياسية التي تتحمل مسؤوليتها الحكومات والمجالس النيابية المتعاقبة، وتخلياً كاملاً عن سياسات المكابرة والإنكار التي تحاول تحميل مصرف لبنان مسؤولية الانهيار الحاصل، والسير في خطة مصرف لبنان لإعادة هيكلة المصارف في موازاة اتخاذ التدابير السياسية اللازمة لإحياء علاقات لبنان الخارجية من خلال ترميم العلاقة مع الدول العربية، واستعادة الموقع الدولي للبنان سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا، والخروج النهائي من مشاريع الحروب والمواجهات الداخلية والإقليمية والدولية.

 

خبر فرض عقوبات على سلامة مصدره داخلي!

الجمهورية/06 آذار/2021

كان الوسط السياسي والمالي إنشغل أمس بما اعلنته وكالة «بلومبرغ» عن توجّه لدى الادارة الاميركية بالتنسيق مع نظرائها الاوروبيين، لفرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وتحرّكت كل محطات الرصد الداخلية للوقوف على حقيقة هذا الامر، وما اذا كان ينطوي على شيء من الجدّية.

وفيما لوحظ عدم صدور اي تأكيد لهذا الخبر سواء من وكالة «بلومبرغ» التي نُسب اليها هذا الخبر، نفى المتحدث بإسم وزارة الخارجية الاميركية هذا الأمر، واعتبره غير صحيح، وشدّد على ذلك ايضاً المتحدث الاعلامي في السفارة الاميركية في لبنان كايسي بونفيلد، الذي كان اكثر وضوحاً، حيث قال في تصريح امس: «لقد تابعنا تقارير صحافية تتحدث عن عقوبات محتملة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهذه التقارير غير صحيحة». مع الاشارة الى انّ تواصلاً في هذا السياق تمّ بين الاميركيين ومصرف لبنان في الساعات التالية لنسب الخبر الى «بلومبرغ». وفي موازاة النفي الاميركي، اكّدت مصادر مالية مسؤولة لـ»الجمهورية»، انّ بث هذا النوع من الأخبار في هذا التوقيت بالذات مثير للريبة، وخصوصاً انّه يتزامن مع وضع مالي حرج، اضافة الى تزامنه مع القرار المتعلق بالمصارف والسعي لإعادة هيكلتها. وكشفت المصادر معلومات تؤكّد انّ مصدر هذا الخبر داخلي، بالشراكة مع جهات لبنانية داخل لبنان وخارجه، في سياق حملة تقوم بها، ليس فقط لضرب صورة حاكم مصرف لبنان، بل لضرب الاستقرار النقدي ودفع الليرة الى مزيد من الانهيار. يتزامن ذلك مع ما اكّده مصدر ديبلوماسي على دراية تامة بالسياسة الاميركية تجاه لبنان، حيث قال لـ»الجمهورية»: «لو كان هذا الامر ينطوي على شيء من الصحة، لما بادر المتحدث بإسم السفارة الاميركية الى نفيه. فقرار من هذا النوع قد تترتب عليه تداعيات كبرى في لبنان، خصوصاً على المستوى النقدي، وفي وضع سياسي ملبّد في لبنان مع عدم وجود حكومة. على انّ السؤال الذي ينبغي البحث عن جواب له قبل كل شيء: لنفرض انّ الامر صحيح، فما هي مصلحة الأميركيين في ذلك؟ ومقابل ماذا تجري التضحية برياض سلامة؟ ولماذا سلامة وحده من دون غيره من نواب الحاكم السابقين، وبعضهم يُعتبر من اقرب المقرّبين الى الولايات المتحدة الاميركية؟» ولفت المصدر الى «انّ الادارة الاميركية الجديدة لا تقارب الوضع في لبنان من زاوية حادّة، بل من زاوية الحضّ على تشكيل حكومة في وقت سريع تحافظ على الاستقرار الداخلي وتقوم بخطوات تلبّي تطلعات الشعب اللبناني نحو الاصلاحات ومكافحة الفساد. وهو ما عاد واكّد عليه المتحدث بإسم وزارة الخارجية الاميركية في البيان الذي اعلنه امس الاول.

 

 بكركي فتحت الطريق الى "التعافي" و"الانقاذ"... فمن يسير بها؟

المركزية/06 آذار/2021

ليس من المنطق أن يبقى الجدل قائما حول مبادرة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انطلاقا مما يرغب البعض بان يفسرها سواء لدواع ايجابية ام سلبية. وما لم يلجأ القارىء الى الشرح الكافي والوافي الذي قدمه الراعي للمبادرة وما سبقها وما ينوي القيام به لاحقا لن يتوقف النقاش البيزنطي ولن يصل اللبنانيون الى قواسم مشتركة توحي بامكان ولوج الطريق الى التعافي والإنقاذ.

وعليه لم تخرج بعد مبادرة بكركي من دوائر النقاش المحلية ولم تسقط من الاولويات المطروحة بالرغم مما أثاره التحرك الشعبي في الشارع من اعادة نظر بالاولويات. لكن ما كان لافتا ان هذا التحرك وردات الفعل التي قاد اليها تؤكد أهمية ما حملته المبادرة من توجهات، لا بل خرجت الى الدوائر الاقليمية والدولية من خلال سلسلة المذكرات التي رفعت الى اكثر من مرجعية اممية ودولية، فالمبادرة لم تنطلق من فراغ اذ مهد لها الراعي وفتح الطريق اليها مع ممثلي السلك الديبلوماسي في بيروت، ولذلك طرح السؤال: هل من مسؤولية البطريرك المضي وحيدا في تطبيقها ام ان على المسؤولين والقيادات اللبنانية ومعهم بعض المسؤولين الدوليين المهتمين بملف لبنان، مسؤولية السير بما قالت به طالما ان الطريق باتت سالكة وفق خريطة واضحة المعالم وبالإستناد الى قراءة منطقية تبعد لبنان عن المحاور الكبرى وحمايته من تردداتها السلبية؟

لذلك التقت مراجع روحية وسياسية عبر "المركزية" على اقتراح آلية متكاملة تقود الى ما ارادته المبادرة البطريركية انطلاقا من بعض المعطيات التي لا بد من التوقف عندها على سبيل المثال لا الحصر:

- لا يقف دور بكركي عند إدارة الاوقاف المسيحية ورعاية شؤون المسيحيين فحسب، لا بل فقد عبرت بكركي عبر تاريخها عن دورها الوطني في اقامة لبنان الكبير بالتفويض الذي ناله البطريرك الياس الحويك قبل مئة عام من عموم اللبنانيين ومن مختلف الطوائف. وهي بصلاحياتها تتخطى الحدود الجغرافية اللبنانية الى حيث الامتدادات لرعاياها المسيحيين في المنطقة في "انطاكية وسائر المشرق" وهو ما يعني انها تطال برعايتها الدينية بالإضافة الى المسيحيين في انطاكية، سوريا وصولا الى القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة كما اراضي السلطة الفلسطينية ولا تحدها الحدود الجغرافية لبعض الدول، فهي تمتد الى حيث الرعايا والأبرشيات المسيحية في دول الخليج - العربي والقارات الخمس حيث ينتشر المغتربون اللبنانيون.

- لا يمكن التعاطي مع بكركي بمنطق الاتهام بالتدخل في الحياة السياسية اللبنانية، فهي مقصد جميع الاطراف والطوائف اللبنانية وتجمعها بهم آليات تقود الى قمم مسيحية مشرقية واخرى مسيحية - اسلامية وقدمت الكثير من المبادرات التي لجمت مشاريع كانت تهدد وحدة لبنان واللبنانيين كما قادت مبادرات دولية بالتعاون مع مرجعيات دينية اسلامية في المنطقة والعالم ومنها دار ومرجعية "الأزهر" تجاوزت في حضورها في الشأن العام اجتماعيا وثقافيا ولا يمكن تجاهله وإختصاره بادعاء عدم وجود اي حق لها بتناول الشأن العام في لبنان كما يدعي البعض.

-لا يمكن الادعاء بان بكركي بدعوتها الى الحياد تتحاشى خطر العدو الاسرائيلي فهي التي فتحت ابواب اديرتها واراضيها لتتحول مخيمات للفلسطينيين في الجنوب ومناطق مختلفة من لبنان منذ وقوع النكبة عام 1943 وفي اعقاب حرب الـ 67 كما كانت ممن استقبل الهاربين من ايلول الاسود من الأردن وهو امر لم تقدمه طوائف ومذاهب أخرى قبل الدعم العسكري والاعلامي الذي تحظى به ادعاء بالاحتكار للقضية الفلسطينية.

وتأسيسا على ما تقدم، وإن اخذ البعض بعين الاعتبار بان مبادرة بكركي يجب ان تسلك الطرق السياسية والحزبية الاخرى لترجمتها، فان على باقي القوى المسيحية والاسلامية المؤيدة لها ان تسلك هذه الطريق فقد باتت خريطتها والآليات الواجب اعتمادها لترجمتها سالكة وآمنة، ولا بد من هذه القوى السياسية ان تنتهج السلوك المؤدي الى النهايات الحتمية لها فنداء بكركي الذي اطلقه مجلس المطارنة برئاسة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير  لم يتوقف او ينتهي دوره عند اعلانه في 20 ايلول عام 2000 بل كانت له امتداداته الوطنية الى ان ترجم امرا واقعا.

 يدرك الجميع ان اي ازمة عاشها لبنان وهددت كيانه كتلك التي يعيش بوادرها اليوم، لم تنته سوى برعاية وتدخل اجنبيين والتاريخ شاهد على مسلسل المؤتمرات التي تعددت باهدافها ويجمعها السعي الى الإستقرار في لبنان ورعاية المصالحة واعادة اعمار ما هدمه الإعتداءات الاسرائيلية والحروب التي خاضها الغرباء على ارض لبنان واستدرجوا مواطنيه اليها دفاعا عن النفس والشرعية والحرية والسيادة ونقطة على السطر.

 

مصدر أمني رفيع: الأجواء عاطلة

الكلمة اونلاين/06 آذار/2021

مع تخطي سعر صرف الدولار في السوق السوداء حاجز الـ 10500 ليرة لبنانية، ترتفع وتيرة التحركات الشعبية والتظاهرات وقطع الطرقات بشكلٍ كبير في مختلف المناطق اللبنانية. هذا وبرزت تحذيرات توجه إلى المواطنين لعدم الخروج من منازلهم خاصة خلال اليومين المقبلين، في ظل الحديث عن عصيان مدني شامل بدءًا من يوم غد الأحد، حيث ممنوع تجول السيارات وفتح المحلات، وأي محل أو سيارة ستكون في الطريق هي عرضة للتكسير. وفي هذا الإطار، أكد مصدر رفيع في وزارة الداخلية والبلديات لـ"أحوال"، أن "الأجواء عاطلة، وهناك تخوف من ردة فعل الناس، لكننا إلى حد ما نسيطر على الوضع في مختلف المناطق، والقوى الأمنية تعمل بجهد لمنع حصول أي احتكاك بين المتظاهرين والمواطنين والإنجرار نحو فتنة داخلية".ولفتت المصادر، إلى أن "الحل الوحيد هو وقوفنا مع الناس، وعليهم أن يتفهموا أنه علينا الوقوف معًا للضغط على الأحزاب السياسية لحل الأزمات التي تعصف بأكثر من نصف الشعب اللبناني.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

لقاء تاريخي بين البابا فرنسيس والسيستاني في النجف

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/06 آذار/2021

عُقد في العراق صباح اليوم (السبت) لقاءٌ غير مسبوق بين البابا فرنسيس الزعيم الروحي لـ1.3 مليار مسيحي في العالم، والمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، في النجف، في واحدة من أهم محطات زيارة البابا إلى البلاد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وبعدما التقى زعماء الطوائف الكاثوليكية أمس (الجمعة) في بغداد، يمد البابا اليد إلى المسلمين الشيعة بزيارته السيستاني البالغ من العمر 90 عاماً، الذي لا يظهر في العلن أبداً، في منزله بمدينة النجف على بعد 200 كلم إلى جنوب بغداد. وعقد الرجلان لقاءً مغلقاً استمر لنحو ساعة يأتي بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع إمام الأزهر، إحدى أبرز المؤسسات التابعة للمسلمين السنة ومقرها مصر. وأكّد السيستاني على «اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام»، بحسب بيان صدر عن مكتبه عقب اللقاء التاريخي الذي جمعه مع البابا فرنسيس. وشدّد السيستاني خلال اللقاء الذي بدأ نحو الساعة التاسعة (7,00 ت غ) في منزله وانتهى بعد خمسين دقيقة، على ضرورة أن يتمتع المسيحيون «بكامل حقوقهم الدستورية»، شاكراً الحبر الأعظم على زيارته. ونشر الموقع الرسمي لأخبار الفاتيكان صورة تجمع الرجلين. ويشكل السنة تسعين في المائة من مسلمي العالم، بينما يشكل الشيعة عشرة في المائة يتركز معظمهم في العراق وإيران، حسب معهد الأبحاث الأميركي «بيو» (بيو ريسرش سنتر). ورفعت في بعض شوارع النجف لوحات عليها صور البابا فرنسيس والسيستاني مع عبارة بالإنجليزية «اللقاء التاريخي». يقول رجل الدين الشيعي محمد علي بحر العلوم لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هذه الزيارة تشكل مصدر «اعتزاز». في مطار بغداد الدولي الذي نزل به الحبر الأعظم، أمس، رفعت لافتة كبرى فيها دعوة إلى التعايش والحوار بين الأديان. والسيستاني أعلى مرجع لغالبية الشيعة في العراق. وهو من أهم مراجع الشيعة في العالم البالغ عددهم مائتي مليون، بسحب معهد «بيو»، ويشكلون أقلية من 1.8 مليار مسلم بالإجمال، حسب معهد «بيو». ويمثل السيستاني المولود في إيران مرجعية النجف التي تؤيد أن يكون دور المرجعية استشارياً للسياسيين وليس مُقرراً، مقابل مرجعية قم في إيران التي تؤكد أن لرجال الدين دوراً في إعطاء توجيهات سياسية.  ويرى الكادرينال الإسباني ميغيل أنخيل أيوسو، الذي يرأس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، أن «مدرسة النجف الفقهية أكثر علمانية من مدرسة قم التي لها اتجاه أكثر تديناً»، مضيفاً أن النجف «تعطي أهمية أكبر للبعد الاجتماعي» أيضاً. ألقى السيستاني بثقله في عام 2019 لإسقاط الحكومة حينها بعد أشهر من تظاهرات قادها شباب احتجاجاً على الفساد والتردي في الأوضاع الاجتماعية في بلادهم.

وينحو البابا، كما السيستاني، إلى إطلاق مواقف سياسية غالباً. لكن كلاهما يعتمدان أسلوباً موزوناً في إطلاق مثل هذه المواقف. وفي خطابه أمس في بغداد، تطرق البابا إلى مواضيع حساسة وقضايا يعاني منها العراق خلال لقائه الرئيس برهم صالح. فقال: «لتصمت الأسلحة! ولنضع حداً لانتشارها هنا وفي كل مكان! ولتتوقف المصالح الخاصة، المصالح الخارجية التي لا تهتم بالسكان المحليين. ولنستمع لمن يبني ويصنع السلام!». وأضاف: «كفى عنفاً وتطرفاً وتحزبات وعدم تسامح! ليعط المجال لكل المواطنين الذين يريدون أن يبنوا معاً هذا البلد في الجوار وفي مواجهة صريحة وصادقة وبناءة». ودعا أيضاً إلى «التصدي لآفة الفساد وسوء استعمال السلطة، وكل ما هو غير شرعي». وتجري زيارة البابا وسط إجراءات أمنية مشددة، وفي ظل إغلاق تام سببه ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا مع أكثر من خمسة آلاف إصابة في اليوم. وتلقى البابا لقاحاً مضاداً للفيروس، فيما لم يشر مكتب السيستاني إلى أنه حصل على لقاح من جهته. بعد النجف، يتوجه البابا فرنسيس جنوباً أيضاً إلى أور، الموقع الأثري الذي يعتقد أنه مكان مولد النبي إبراهيم، أب الديانات السماوية. وسيشارك هناك في صلاة مشتركة مع رجال دين شيعة وسنة وإيزيديين وصابئة.

 

البابا يدعو العراق إلى تحويل الاختلاف «تعايشاً»... والعالم إلى مساعدته/صالح وزعامات البلاد وممثلو طوائفه احتفوا به في «قصر بغداد»

بغداد: «الشرق الأوسط»/06 آذار/2021

في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت بغداد أمس (الجمعة)، حطت طائرة البابا فرنسيس في مطار بغداد الدولي، حيث كان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على رأس مستقبليه. وفي قصر بغداد الرئاسي، كان رئيس الجمهورية برهم صالح ينتظر مع كبار قادة العراق وزعامات الخط الأول وصول الموكب المهيب للبابا على طريق مطار بغداد، حيث اصطف مئات المواطنين العراقيين حاملين أعلاماً عراقية وأعلام دولة الفاتيكان، مرحبين بالضيف الكبير، في وقت كانت فيه شوارع العاصمة العراقية شبه فارغة بسبب حظر التجوال الشامل. في القاعة الكبرى بقصر بغداد، جرت الاحتفالية المركزية التي حضرها كبار قادة العراق، فضلاً عن تنوع مجتمعي وديني ومكوناتي، بالإضافة إلى ممثلي منظمات المجتمع المدني العراقي، فضلاً عن مسؤولين أممين وسفراء عرب وأجانب وقد حضرتها إلى جانب كل هذه الفعاليات والتسميات «الشرق الأوسط». قاد الرئيس صالح ضيفه إلى صدر القاعة بعد أن عزف السلامان البابوي والجمهوري العراقي، وألقى كلمة ترحيبية قبل أن يلقي البابا كلمة وجه فيها «الشكر لرئيس الجمهورية برهم صالح على دعوته لي لزيارة العراق»، مضيفاً: «إنني ممتن لإتاحة الفرصة لي لأن أقوم بهذه الزيارة، التي طال انتظارها إلى هذه الأرض، مهد الحضارة، والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً، من خلال النبي إبراهيم وكثير من الأنبياء».

وأضاف البابا أنه «على مدى العقود الماضية، عانى العراق من كوارث الحروب وآفة الإرهاب، ومن صراعات جلبت الموت والدمار، ولا يسعني إلا أن أذكر الإيزيديين، الضحايا الأبرياء للهجمة عديمة الإنسانية، فقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر».

ودعا البابا فرنسيس، المجتمع الدولي، إلى أن «يقوم بدور حاسم في تعزيز السلام في العراق وكل الشرق الأوسط»، مبيناً أن «التحديات المزدادة تدعو الأسرة البشرية بأكملها في التعاون على نطاق عالمي لمواجهة عدم المساواة في مجال الاقتصاد، والتوترات الإقليمية التي تهدد استقرار هذه البلدان». وقال: «لتصمت الأسلحة! ولنضع حداً لانتشارها هنا وفي كل مكان! ولتتوقف المصالح الخاصة، المصالح الخارجية التي لا تهتم بالسكان المحليين. ولنستمع لمن يبني ويصنع السلام!». وأضاف: «كفى عنفاً وتطرفاً وتحزبات وعدم تسامح! ليعطَ المجال لكل المواطنين الذين يريدون أن يبنوا معاً هذا البلد في الجوار وفي مواجهة صريحة وصادقة وبناءة». ودعا إلى «التصدي لآفة الفساد وسوء استعمال السلطة، وكل ما هو غير شرعي» بعد أكثر من سنة على خروج العراقيين بعشرات الآلاف إلى الشارع محتجين على الطبقة السياسية الفاسدة في نهاية 2019. وقال: «ينبغي في الوقت نفسه تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك» من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.

وفي إشارة إلى المسيحيين الذين يشكلون واحداً في المائة من السكان، شدّد على ضرورة «ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية، وأن نؤمن الحقوق الأساسية لجميع المواطنين»، قائلاً: «يجب ألا يعدّ أحد مواطناً من الدرجة الثانية».

وفي بلد يشهد توترات حادة وتبادل رسائل وتصفية حسابات بين قوى خارجية عدة على رأسها الولايات المتحدة وإيران، قال البابا: «أتمنى ألا تسحب الدول يد الصداقة والالتزام البناء الممدودة إلى الشعب العراقي، بل تواصل العمل بروح المسؤولية المشتركة مع السلطات المحلية دون أن تفرض مصالح سياسية أو آيديولوجية». ومضى البابا قائلاً إن «العراق مدعو إلى أن يبين أن الاختلافات يمكن أن تتحول إلى تعايش ووئام، ويجب تشجيع الحوار، وندعو إلى الاعتراف بكل المجتمعات والاتجاهات». كما أعلن البابا تشجيعه لما سماه «الخطوات الإصلاحية المتخذة في العراق»، مبيناً أن «تلبية الاحتياجات الأساسية لكثير من الإخوان تجلب السلام الدائم، والديانة يجب أن تكون بخدمة السلام والأخوّة، كما أنه يجب العمل من أجل تعزيز السلام في الشرق الأوسط وفي كل العالم». وفي كلمته الترحيبية بالبابا، عبر الرئيس صالح عن سعادته بالزيارة التي أصر الحبر الأعظم على القيام بها رغم كل التحديات سواء تلك التي تتمثل بجائحة كورونا أو الإرهاب الذي يعاني منه العراق، لا سيما السلاح المنفلت الذي بات من الصعب السيطرة عليه في ظل تعدد الجهات والفصائل المسلحة التي تحاول تقويض جهود الدولة في إرساء السلام. وقال صالح: «فيما يحل بيننا قداسة البابا ضيفاً عزيزاً كريماً»، هناك «فرصة تاريخية لجعلها مناسبة لإعادة التأكيد على قيم المحبة والسلام والعيش المشترك ودعم التنوع» الديني والاجتماعي، واصفاً ذلك بـ«قيم إنسانية يصل صداها إلى العالم أجمع». وتابع: «مسيحيو الشرق أهل هذه الأرض وملحُها، فلا يمكن تصور الشرق من دون المسيحيين»، مؤكداً أن «استمرار هجرة المسيحيين من بلدان الشرق ستكون له عواقب وخيمة على قدرة شعوب المنطقة نفسها في العيش المشترك». وقال: «لن يتأكد أي نجاح لمنطقتنا ما لم تتأكد عودة المسيحيين من دون إكراه»، داعياً إلى «العمل على تأمين بيئة آمنة لذلك». وأشار إلى أن «سنوات من العنف والاضطهاد أدت إلى تراجع عدد المسيحيين في العراق من 1.5 مليون في 2003 إلى 400 ألف فقط اليوم». ووجه صالح كلامه إلى البابا قائلاً إن «إصراركم على زيارة العراق رغم مصاعب وباء كورونا المستجد (كوفيد - 19) والظروف العصيبة، يضاعف قيمة الزيارة لدى العراقيين». واستذكر صالح موقف جنود عراقيين يعيدون صليب إحدى كنائس الموصل إلى مكانه وتأدية التحية له بعد تحرير المدينة من «داعش»، كما أعلن رفض بلاده أن تكون ساحة للصراع والتناحر. من جانبه، وبعد انتهاء الاحتفالية المركزية في قصر بغداد، رافق الرئيس صالح ضيفه إلى مقر كنيسة النجاة التي أقيم فيها أمس (الجمعة) أول قداس على هذا المستوى الرفيع بعد نحو 10 سنوات على تفجيرها من قبل تنظيم «داعش» الذي أوقع مئات الشهداء والجرحى من أبناء الطائفة المسيحية في العراق.

 

لقاء تاريخي بين البابا والسيستاني

 قناة العربية.نت/06 آذار/2021

التقى البابا فرنسيس، المرجعية الشيعية العراقية علي السيستاني في النجف بالعراق، في واحدة من أهمّ محطات تلك الزيارة البابوية التي تحصل لأول مرة في البلاد. فبعدما التقى زعماء الطوائف الكاثوليكية الجمعة في بغداد، التقى بابا الفاتيكان السيستاني البالغ من العمر 90 عاماً والذي لا يظهر في العلن أبداً، في منزله على بعد 200 كلم إلى جنوب بغداد. واجتمع الرجلان في لقاء مغلق لمدة ساعة بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع إمام الأزهر، إحدى أبرز المؤسسات التابعة للمسلمين السنة ومقرها مصر، لكن لم يسمح للإعلام بحضور اللقاء الذي بدأ الساعة الثامنة صباحاً.

وأبدى السيستاني، للبابا عن أمله بأن يتجاوز محنته الراهنة في وقت غير بعيد، وأكد اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية، وأكد أنه تحدث مع البابا فرنسيس، حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر.

ورُفعت لوحات عليها صور البابا فرنسيس والسيستاني في بعض شوارع النجف مع عبارة “اللقاء التاريخي”. إشارة إلى أن هذه المرة الأولى التي يزور فيها بابا الفاتيكان البلاد منذ تأسيس الجمهورية العراقية، ويتوقع أن تستمر زيارته حتى الاثنين، تتخللها زيارات إلى عدد من المدن أبرزها الموصل، إلى جانب النجف.

 

البابا: لا يمكن الصمت عندما يسيء الإرهاب للدين

وكالات/06 آذار/2021

أكد البابا فرنسيس، في خطاب ألقاه من مدينة أور جنوبي العراق، على أنه “لا يمكن الصمت عندما يسيء الإرهاب إلى الدين”، مشددا على أن السلام “لن يتحقق دون مشاركة وقبول الجميع ودون عدالة ومساواة”. ودعا البابا إلى السير من “الصراع إلى الوحدة”، طالباً “السلام لكل الشرق الأوسط، وبشكل خاص في سوريا المجاورة المعذبة”. وأضاف: “الله يدعونا إلى عدم الانفصال والسماء تعطينا رسائل اتحاد… لن يتحقق السلام دون مشاركة وقبول الجميع ودون عدالة ومساواة”. وكان البابا قد التقى المرجعية الشيعية العراقية علي السيستاني في النجف بالعراق، في واحدة من أهمّ محطات تلك الزيارة البابوية التي تحصل لأول مرة في البلاد.

 

معارك عنيفة بتعز.. والجيش يحبط هجوماً حوثياً في الجوف

المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية: المعارك تدور في منطقة عزلة اليمن بمديرية مقبنة غرب تعز

دبي - العربية.نت/06 آذار/2021

أعلن الجيش اليمني السبت أن قواته تخوض معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي في غرب محافظة تعز. وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية إن المعارك تدور في منطقة عزلة اليمن بمديرية مقبنة غرب تعز.  يذكر أن وكالة الأنباء اليمنية كانت أفادت في وقت سابق السبت بمقتل شرطي وإصابة 7 آخرين في قصف حوثي بطائرة مسيرة على مركز الشرطة في مدينة التربة جنوب تعز. يأتي ذلك بعد يوم واحد من استهداف الحوثيين مستشفى الثورة العام في تعز بالقذائف، ما أسفر عن إصابة أحد حراسه بجروح، وفق الوكالة. إلى ذلك أحبط الجيش اليمني هجوماً للحوثيين شرق محافظة الجوف، وألحق بهم خسائر بشرية. وبحسب وكالة الأنباء اليمنية، "حاولت مجاميع من الميليشيا الحوثية صباح السبت التقدم باتجاه مواقع في جبهة النضود، وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين وتدمير عربات تابعة لهم".

 

معارك عنيفة بين التحالف والحوثي.. 90 قتيلاً خلال 24 ساعة!

 قناة العربية.نت/06 آذار/2021

شنّ تحالف دعم الشرعية في اليمن، السبت، غارات استهدفت تعزيزات لميليشيا الحوثي قادمة من جبهة الكسارة في محافظة مأرب، ما أشعل حرائق على امتداد الطريق. وكشفت مصادر حكومية عن اندلاع معارك عنيفة على 6 جبهات بين الجيش اليمني والميليشيا، أودت بحياة 90 شخصا خلال 24 ساعة. وكان قد عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه من التصعيد الحربي في محافظة مأرب وتداعياته الإنسانية على السكان والنازحين، إضافة إلى عديد الضحايا الذين يسقطون هناك. وأوضح العميد عبده مجلي الناطق باسم الجيش اليمني أن قواته استخدمت عمليات تكتيكية منها الالتفاف والتطويق والمفاجأة والمباغتة والأعمال التعرضية، واستطاعت من خلالها دحر الحوثيين. في حين أن الناطق باسم الجيش قد طلب من جميع المواطنين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين منع الميليشيات من زج أبنائهم في محارق الموت والدمار وطريق اللاعودة.

 

واشنطن تراقب صواريخ إيران.. إرهاب للجيران

واشنطن – بيير غانم/قناة العربية.نت/06 آذار/2021

تهدّد الصواريخ والمسيرات الإيرانية الصنع أمن المنطقة، كما تعرّض القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الاوسط للخطر، ويشي هذا التهديد المتواصل عن خطورة ضخمة بحسب تقديرات العسكريين وأجهزة الاستخبارات الأميركية. وفي هذا السياق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية بمعرض التعليق على التسلّح الإيراني للعربية والحدث "إن سياسة الولايات المتحدة واضحة ولا يجب أن تحصل إيران على السلاح النووي" . ولاحظ "أنه فيما تسعى إيران بالتوازي إلى تطوير برنامج الصواريخ إلى جانب طموحاتها النووية المعلنة، فإنها تشكل قلقاً حقيقياً للبنتاغون"، لكنه شدّد على أن الدبلوماسية هي الوسيلة الأولى في هذا المجال، مضيفاً أن الوزارة ستتابع التأكد من أن الدبلوماسيين ينخرطون في هذا المجال "من موقع قوة ومصداقية".

التهديد الأكبر

ويبدو واضحاً من كلام المسؤولين الأميركيين أن إيران تشكّل تهديداً، لكن مشروع صواريخها يمثّل التهديد الأكبر وهو وسيلة للاشتباك مع الأميركيين واستهدافهم.

يتفق المسؤولون العسكريون ومتابعو الملف الصاروخي الإيراني في واشنطن على أن الصواريخ الإيرانية تستطيع أن تهدد عدداً كبيراً من القواعد العسكرية في منطقة عمليات القيادة المركزية، ويقول أنطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إنه "عندما تنظر إلى القواعد الأميركية في المنطقة وإلى قواعد مشتركة، وتنظر إلى الجنود والمتعاقدين المدنيين المنتشرين في المنطقة، تستطيع القول إن إيران ليس لديها صاروخ باليستي عابر للقارات تهدّد به الأراضي الأميركية، لكنها تستطيع أن تهاجم السفن والطائرات، والجواب هو، نعم، إنها تهديد للولايات المتحدة". وتشير هذه الخريطة التي نشرتها "الاستخبارات العسكرية الأميركية" إلى ما هو المقصود بالتهديد لجهة مدى الصواريخ وتهديدها للجيران والأميركيين معاً، وكيف أن تلك الصواريخ الإيرانية على اختلاف مداها تهدّد منطقة الشرق الأوسط والمدار المحاذي لها.

الخطر المحدق

وضعت الصواريخ الإيرانية طهران وواشنطن على شفير حرب أو ضربة عسكرية ضخمة أكثر من مرة، وخصوصاً عندما ضربت هذه الصورايخ من قواعد إيرانية "قاعدة عين الأسد" بداية العام 2020، حين أكد المسؤولون الأميركيون أن مقتل جندي أميركي كان يحتّم شنّ ضربة مباشرة على إيران، لكن لم يمت جندي ولم يشنّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تلك الضربة. هذا الخطر مستمر في ظل الرئيس الأميركي، جو بايدن، فالرئيس الحالي يتبّع خطة للتعاطي مع إيران تقوم على "الدبلوماسية أولاً، ثم منع التصعيد وحماية الأميركيين، وثالثاً الردع"، لكن الإيرانيين يتابعون من جهتهم العمل على تطوير برنامج الصواريخ ويثيرون قلق الأميركيين. فتقديرات الأميركيين تشير إلى خطورة التجارب الإيرانية على الصواريخ القادرة على حمل أقمار اصطناعية إلى مدار الأرض، والأميركيون قلقون من أن نيّة الإيرانيين في الحقيقة هي وضع رأس نووية على هذا الصاروخ.

الصواريخ على طاولة التفاوض

يسعى الأميركيون الآن بجدّية لضمّ ملف الصواريخ الإيرانية إلى أي مفاوضات مع طهران، فالمبدأ العام يقوم على أن القنبلة النووية خطيرة جداً، لكنها تحتاج إلى صاروخ يحملها، لذلك يجب التعاطي مع البرنامج الصاروخي بجدّية كاملة. ورأى بهنام بن طالبلو من مركز الدفاع عن الديمقراطية أن الأغلبية الساحقة من المسؤولين وأجنحة النظام الإيراني تؤيّد برنامج الصواريخ، مشيراً إلى أن السبب الآخر لـ "النمو النوعي" لبرنامج الصواريخ خلال العقدين الماضيين هو قائد القوة الفضائية في الحرس الثوري الجنرال أمير علي حجي زاده، لافتا إلى أن هذا الفرع من الحرس الثوري يسيطر على ترسانة الصواريخ الباليستية. ربما تكون هذه الإشارة إلى سيطرة الحرس الثوري على ترسانة الصواريخ مؤشراً على صعوبات ضخمة للتفاهم مع إيران، كما أنها مؤشر على أن إيران تستعمل هذه الترسانة لإرهاب الدول الجارة والأميركيين في آن معاً . فالحرس يرسل الصواريخ والمسيرات إلى الحوثيين، وهم يستعملونها ضد المدن اليمنية والسعودية ويستهدفون المدنيين والمنشآت في آن معاً، ويشير الأميركيون إلى أن بلادهم تعمل مع شركائها لمنع وصول الأسلحة من إيران إلى الحوثيين، ويؤكدون أن الحرس الثوري نجح في السابق في إيصال الصواريخ مجزأة إلى اليمن، وهي تتسبب بأضرار كبيرة لدى استعمالها، لكن الإيرانيين يعمدون الآن أكثر إلى تهريب المسيرات لأنها أصغر حجماً لكنها تتسبب بالإضرار في الوقت ذاته.

صواريخ للمفاوضات

إلى ذلك، اعتبر بن طالبلو "أن الجمع بين برنامج الصواريخ والتهديدات الناتجة عن برنامج المسيرات والصواريخ العابرة، يعني أن إيران ضعيفة تقليدياً لكن لديها قدرات بعيدة المدى، استراتيجية ومتنوعة تستطيع من خلال وهي تمكنت في الماضي من ردع ومعاقبة ومشاكسة خصومها في المنطقة". لكن الأميركيين لديهم تقدير مختلف للأمر، فبالإضافة إلى قلقهم الضخم من برناج الصواريخ القادرة على حمل رأس نووية، يعتبرون أن الإيرانيين ينتجون هذه الأسلحة لتكون إيران أكثر قوة ونفوذاً، ولتكون على تساوٍ مع الولايات المتحدة ويقدّرون أن طهران تفهم أن نتيجة الحرب ستكون سيئة ويجب أن يتمّ الاعتماد على الدبلوماسية لكن الإيرانيين يريدون التفاوض من موقع قوة لانتزاع أقصى ما يمكن. إلا أن التحذير الأكبر يأتي من أنطوني كوردسمان الذي أشار إلى أن المعلومات المتداولة حول برنامج الصواريخ يأتي من مصادر علنية وتقارير صحافية "ولكن لا مصادر موثوقة"، وهو يشير بذلك إلى أن برنامج الصواريخ الإيرانية ربما يخفي خطورة أكبر بكثير مما هو متداول!

 

السيسي من الخرطوم: لا لسياسة الأمر الواقع بملف النهضة/أول زيارة للسيسي إلى السودان منذ تشكيل المجلس السيادي

دبي - العربية.نت/06 آذار/2021

أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ورئيس المجلس السيادي السوداني، عبدالفتاح البرهان، السبت، على رفض أي إجراءات أحادية بشأن سد النهضة، تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق. أتى ذلك في زيارة رسمية للسيسي إلى الخرطوم، هي الأولى بعد تشكيل المجلس السيادي، ولبحث ملفات سد النهضة والحدود بين السودان وإثيوبيا. وفي مؤتمر صحافي مشترك، عبر الرئيس المصري عن دعمه للمرحلة الانتقالية التي يشهدها السودان. وأكد على مساندة بلاده لكافة جهود تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في السودان، وذلك انطلاقاً من قناعة راسخة بأن أمن واستقرار السودان يُعد جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر. وشدد على أن ملف سد النهضة يتطلب أعلى درجات التنسيق بين البلدين، بوصفهما دولتي المصب اللتين ستتأثران بشكل مباشر بهذا السد. كما لفت إلى التوافق بين الطرفين على رفض أي إجراءات أحادية، مشدداً على أن هذا الملف يمس المصالح السيادية للبلدين. وأكد ضرورة العودة إلى التفاوض، من أجل التوصل إلى توافق مشترك، واتفاق قانوني ملزم، قبل بداية مرحلة الملء الثانية، رافضاً سياسة "الأمر الواقع". من جهته، شدد البرهان على أن بلاده تمر الآن بمرحلة انتقالية يتخللها الكثير من الصعاب. كما شكر مصر على دعمها ومشاركتها في الجهود الدولية لرفع اسم السودان عن قائمة الإرهاب.

يذكر أن السيسي كان التقى أيضا في وقت سابق رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وبحثا ملف سد النهضة. وأكد حمدوك "محورية" الدور المصري في صون الأمن والسلم في القارة الإفريقية. يشار إلى أن هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها عقب تشكيل مجلس السيادة الانتقالي، تأتي وسط استمرار الخلافات حول هذا الملف الشائك، على وقع تمسك إثيوبيا بخططها لإكمال المرحلة الثانية من ملء السد وإن دون توافق بين الدول الثلاث.

يذكر أنه منذ العام 2011، يثير مشروع سد النهضة توتراً في منطقة القرن الإفريقي، في حين لم تثمر المفاوضات بين الدول الثلاث اتفاقاً حول تعبئته وتشغيله حتى الآن. ففي حين تعتبر إثيوبيا أنّ الطاقة الكهرمائية المنتجة في السد ضرورية لتلبية احتياجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة، وتصر على أن إمدادات المياه في دول المصب لن تتأثر، ترى مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير 97% من احتياجاتها من المياه، أن السد يشكل تهديداً وجودياً لها. فيما يأمل السودان أن يسهم السد الجديد في الحد من الفيضانات التي تشهدها البلاد سنوياً، لكنه يخشى في المقابل أن يؤثر عدم التوصل لاتفاق ملزم حول تشغيله سلباً على سدوده لاسيما على سدي الرصيرص ومروي. وكانت أديس أبابا أعلنت في يوليو العام الماضي (2020) تحقيق هدفها بملء السد للعام الأول. وأكدت مؤخراً أنها ستواصل أعمال الملء هذا الشتاء دون انتظار التوصل إلى اتفاق مع الخرطوم والقاهرة حول هذه المسألة الخلافية، وهو أمر ترفضه الدولتان المصرية والسودانية.

 

كيماوي الأسد" أمام محكمة في باريس.. وتفاصيل مروعة

3 منظمات غير حكومية فرنسية وسورية تقدمت بدعوى إلى القضاء الفرنسيضد النظام السوري

عربية نت/06 آذار/2021

كشف مدير "المركز السوري للإعلام" المحامي مازن درويش حيثيات الدعوى التي قدمتها 3 منظمات فرنسية وسورية إلى القضاء الفرنسي ضد نظام بشار الأسد بتهمة ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لاستخدامه السلاح الكيماوي. وتقدمت 3 منظمات غير حكومية هي "المركز السوري للإعلام حرية التعبير" و"أوبن سوسايتي" و"الأرشيف السوري" بالدعوى التي رُفعت أمام المحكمة الجنائية في باريس. وتحمل هذه المنظمات بشكل خاص حكومة النظام السوري والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد ومركز البحوث العلمية مسؤولية استخدام مادة السارين صيف عام 2013. كما قدمت ملفاً ضخماً من الوثائق التي تثبت أقوال الادعاء. وتستند الشكوى القضائية إلى العديد من الشهادات والأدلة الموثقة، من بينها صور ومقاطع فيديو تسمح بتحديد مسؤولية الأشخاص الذين أمروا بهذه الهجمات والذين نفذوها، فيما قدم نحو 20 شاهداً من الناجين في الغوطة ودوما شهاداتهم لدعم القضية. وأوضح درويش لـ"العربية.نت" أن "هذه الدعوى هي بالدرجة الأولى إرث زميلتنا المفقودة المحامية رزان زيتونة التي كانت متواجدة في الغوطة الشرقية أثناء الضربة حيث قامت بتوثيق الانتهاكات من خلال مئات الأدلة التي جمعتها والأفلام والتسجيلات والشهادات من الناجين بشكل مباشر. بالإضافة إلى ذلك هناك مجموعة من الأدلة الأخرى ضد المتورطين في هذا العمل الإجرامي منها سلسلة قيادات ورتب الفرقة الرابعة والعاملون في مركز البحوث العلمية. وقدم شركاؤنا في "الأرشيف السوري" شرحاً عن الأماكن التي استُخدمت فيها هذه الأسلحة والمقذوفات وقدموا تحليلاً علمياً لمجريات الضربة بما فيها اتجاه الرياح، فضلاً عن تقرير منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية وغيرها من التقارير الدولية". إلى ذلك ختم حديثه قائلاً: "نحن اليوم بانتظار أن يأخذ القضاء دوره طالما هناك إمكانية قضائية. ونحن بانتظار الحكومة الفرنسية أيضاً التي أعلنت قبل سنتين عبر مؤتمر دولي في باريس عن قيادتها للجهود الدولية من أجل محاسبة النظام السوري على استخدامه الأسلحة الكيماوية".

"أشخاص ‏فقدوا قدرتهم على التنفس"

واستذكر شاهد على مجزرة الكيماوية بالغوطة الشرقية في أغسطس 2013 اللحظات الأولى من الضربة. وقال لـ"العربية.نت": "كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندما حدثت الضربة. توجهت فوراً إلى أقرب مستشفى لأرى ما حصل. لم تكن كغيرها من المجازر. لقد كان المصابون بالمئات ولم يتسع المستشفى لهم. وفي الشارع الرئيسي على الأرض كان هناك أكثر من 200 مصاب. رأيت أشخاصاً ‏فقدوا قدرتهم على التنفس ويخرج الزبد من أفواههم والدماء من أنوفهم. المشهد كان مروعاً". كما أضاف الشاهد الذي لجأ إلى فرنسا في أبريل 2019 وقدّم شهادته في محكمة باريس: "الدعوى في باريس هي محاولة لتثبيت جرائم النظام السوري في التاريخ". يذكر أن أجهزة المخابرات الفرنسية كانت أجرت تحقيقاً عام 2013 خلُصت فيه إلى أن قوات النظام السوري هي التي نفذت هجوماً بغاز السارين على الغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل 1400 شخص. وتوصل تحقيق للأمم المتحدة عام 2016 إلى النتيجة نفسها.

 

مرشح بايدن لشؤون {البنتاغون} يدعو إلى وضع إيران «في الصندوق»/كال واجه انتقادات من الجمهوريين لمواقف سابقة من طهران

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/06 آذار/2021

شدد كولن كال، مرشح الرئيس جو بايدن لتولي منصب وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية، على أهمية وضع البرنامج النووي الإيراني «في الصندوق»، معرباً عن تأييده لعدم رفع العقوبات عن طهران بسبب خرقها لالتزاماتها النووية والإرهاب وقضايا حقوق الإنسان. ودافع كال خلال جلسة تثبيته في مجلس الشيوخ، أمس، عن توقعه السابق بأن تزيد إيران من تخصيب اليورانيوم إذا تخلت إدارة ترمب عن اتفاق 2015. ومع ذلك، أصر على أنه لا ينبغي للولايات المتحدة رفع العقوبات عن إيران بسبب خرقها لالتزاماتها النووية والإرهاب وقضايا حقوق الإنسان. وقال: «نحن بحاجة إلى وضع البرنامج النووي في صندوق»، مضيفاً: «على الرغم من أن سلوك إيران مقلق، وهو مقلق للغاية، فإنه سيكون أكثر خطورة بشكل كبير إذا حصلت إيران على سلاح نووي». وأقر كال باعتراضاته السابقة على مقتل مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني، لكنه قال إنه «لم يذرف دمعة»، بسبب مقتله، مشيراً إلى أنه كان «قلقاً» بشأن «ديناميات التصعيد». وتعرض كال لمساءلة شديدة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، حيث أثار ترشيحه نقاشاً واسعاً في الوقت الذي يتعرض فيه البيت الأبيض لضغوط شديدة، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، في مواجهة خططه لإعادة الدخول في مفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وفي مواجهة الانتقادات التي تعرض لها من المشرعين جراء سياساته مع إيران، أكد كال عدم رفع العقوبات عن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، قائلاً إن «إدارة بايدن يجب أن تعمل على تقليل مخزونات طهران التقليدية من خلال الدبلوماسية». ويعد المنصب الذي سيتولاه كال بمثابة اليد اليمنى لوزير الدفاع، خصوصاً أن مسؤولياته تشمل قطاعات واسعة من سياسة الأمن القومي للولايات المتحدة.

وضغط أعضاء الحزب الجمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أول من أمس، على كال بشأن السياسة الإيرانية واتفاقيات أبراهام، مستخدمين تغريدات وتصريحات سابقة له خلال جلسة الاستماع الفاشلة التي جرت لتثبيت أنتوني تاتا الذي كان مرشحاً من إدارة ترمب لهذا المنصب العام الماضي، حيث انتقد فيها إدارة ترمب والحزب الجمهوري. وعمل كال سابقاً مستشاراً للأمن القومي لبايدن، عندما كان نائباً للرئيس ولعب دوراً قيادياً في صياغة الاتفاق النووي عام 2015 مع إيران. لكنه خلال جلسة الاستماع أدلى بتصريحات هادئة عن إيران، شبيهة بتصريحات ويندي شيرمان، مرشحة بايدن لتكون نائبة لوزير الخارجية، خلال جلسة الاستماع لثبيتها أيضاً. واتفق كال مع شيرمان في أن موقف إيران في الشرق الأوسط قد تغير منذ عام 2015 وأن العودة إلى الصفقة رغم ضرورتها لن تكون الدواء الشافي. وقالت شيرمان: «ما زلت صريحة بشأن التهديد الذي تشكله إيران على مصالحنا ومصالح حلفائنا».

في المقابل أشار كال إلى تاريخه في دعم الشراكة الاستراتيجية للولايات المتحدة مع إسرائيل، بما في ذلك التعاون في أنظمة الدفاع مثل القبة الحديدية. لكنه أضاف: «أعتقد أن الديناميكيات في الشرق الأوسط قد تغيرت. أنا أؤيد اتفاقيات أبراهام ولن أنقل السفارة من القدس». وقال: «أدعم حملة الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا». واتهم السيناتور الجمهوري جيم إينهوف الرئيس السابق للجنة والعضو الحالي، كال بأنه تسبب في تسريب مزعوم لتفاصيل في مكالمة هاتفية خاصة بينهما للصحافة. ورغم تحفظاته فإنه لم يشر إلى ما إذا كان سيوافق أو يعارض تعيينه وكيلاً سياسياً لوزارة الدفاع. كما انتقده السيناتور الجمهوري جوني إرنست، بسبب تغريدة عام 2018 كتب فيها «سنموت جميعاً»، إذا خلف جون بولتون، هربرت ماكماستر كمستشار للأمن القومي للرئيس ترمب. كما انتقده المشرعون بسبب قوله عام 2019 إن الحزب الجمهوري بات «حزب التطهير العرقي»، بعدما سحب ترمب القوات الأميركية من المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، للسماح لتركيا بمهاجمة القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرقي سوريا. ووصف السيناتور الجمهوري البارز توم كوتون تعليقات كال بأنها «مفرطة»، فيما عدّت السيناتورة مارشا بلاكبيرن خطابه «ملتهباً» ولا يمثل الطريقة التي يجب أن يكتب بها مسؤول سياسي كبير في البنتاغون، وأعلن الثلاثة أنهم سيصوّتون ضد تثبيته في هذا المنصب. وشدد على أن سياسات الولايات المتحدة يجب أن تركز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا ونصف الكرة الغربي في السنوات المقبلة مع تحرك الصين نحو التحديث العسكري وسعي روسيا إلى اكتساب نفوذ في الخارج. وقال كال: «أعتقد أننا بحاجة إلى تحديد الحجم المناسب لوجودنا في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى».

 

إسرائيل تضغط على إدارة بايدن لتبني «مسار حازم» مع طهران

واشنطن: هبة القدسي - تل أبيب: «الشرق الأوسط»/06 آذار/2021

تضغط إسرائيل على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتبني مسار أكثر حزماً في النقاشات لإحياء «الاتفاق النووي» الإيراني، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يريد تجنب صدام مع البيت الأبيض، إذ أبلغ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس «رغبته» في التفاهم مع واشنطن حول الخطوات «الأكثر نجاعة» لمواجهة الأنشطة الإيرانية، في حين كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، النقاب عن تحديث خطط لضرب مواقع نووية إيرانية، معرباً عن استعداده لـ«العمل بشكل مستقل». ووجه غانتس، في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، رسالة واضحة إلى الداخل الأميركي، عندما لوح بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، وقال: «يجب وقف التطلعات النووية الإيرانية، ولن تسمح إسرائيل أبداً لإيران بأن تصبح قادرة على امتلاك أسلحة نووية». وفي تحذير صريح، قال: «إذا أوقف العالم الإيرانيين، فهذا جيد جداً، وإلا سنتصرف بشكل مستقل، وسندافع عن أنفسنا بأنفسنا». وأضاف غانتس: «نحن مستعدون للقتال، وإسرائيل تعمل باستمرار على تحسين قدراتها على الدفاع عن نفسها»، لافتاً إلى توسيع نطاق القدرات النووية في جميع أنحاء البلاد «من أجل استخدامها أو التلويح باستخدامها للحصول على تنازلات في خضم المفاوضات المحتملة مع واشنطن». ونوه غانتس بأن «(حزب الله) اللبناني يملك مئات الآلاف من الصواريخ»، مقدماً للمذيع ما بدا أنه خريطة سرية للبنان، تشمل مراكز القوات البرية، والمقرات التابعة لـ«حزب الله»، ومواقع إطلاق الصواريخ. وحذر من عدم مناقشة العدوان الإيراني الإقليمي. وفسر محللون أميركيون تصريحات الوزير الإسرائيلي بأنها إشارة واضحة إلى أن إسرائيل يمكن أن تتصرف دون التنسيق مع واشنطن. وتأتي تحذيرات غانتس بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، من هجمات على القوات الأميركية والعراقية من قبل ميليشيات مدعومة من إيران، وضربة جوية أميركية في سوريا، بينما تحاول إدارة بايدن إبقاء الصراع الإقليمي منخفضاً، في مسعى لإحياء الاتفاق النووي. وجاء التحذير الإسرائيلي بعد ساعات من تراجع الثلاثي الأوروبي عن قرار لتوبيخ إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي وقت لاحق، هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، لمناقشة عدة قضايا بين الطرفين، وكان الموضوع الرئيسي يتعلق بالتزام الولايات المتحدة بضمان أمن إسرائيل، في إطار المناقشات حول إيران وبرنامجها النووي، وتطرق الحديث إلى تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية. وقد تزايدت زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى واشنطن منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن سدة الحكم، ودفع عدد من المشرعين الأميركيين من الحزبين، وعدد من خبراء المراكز البحثية الأميركية، للتوصية بأخذ مخاوف إسرائيل على محمل الجد، والتحذير من أن يعيد التاريخ نفسه، بتكرار المسار الدبلوماسي الذي اتخذنه إدارة أوباما تجاه برنامج إيران النووي. وخلال زيارة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، تامير هيمان، إلى واشنطن الشهر الماضي، قدم للمسؤولين الأميركيين تقديرات وتفاصيل حول التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي، وناقش المطالب الإسرائيلية في أي اتفاق مستقبلي يبرمه بايدن مع طهران، بما يضع قيوداً «ذات مغزى» على مسار إيران الاستراتيجي والجيوسياسي. وقد أعاد نتنياهو نشر تغريدة على حسابه على «تويتر»، صباح أمس، يقول فيها إنه تحدث مع هاريس حول «موضوع مكافحة كورونا، وقرار محكمة الجنايات في لاهاي التحقيق في ممارسات إسرائيل في المناطق الفلسطينية، والاتفاق النووي مع إيران». وعدت مصادر سياسية في تل أبيب أن الملف الإيراني هو «الأهم» بين ملفات ناقشها نتنياهو مع هاريس، وأن نتنياهو أكد رغبة حكومته في التفاهم مع واشنطن حول الخطوات الأفضل والأكثر نجاعة لمواجهة الممارسات الإيرانية «بحيث لا يتاح لطهران تضليل المجتمع الدولي، والاستمرار في المشروع النووي في الساحة الخلفية». وقال نتنياهو، في بيان له أمس: «إننا سنواصل تعزيز التعاون الاستخباري والأمني مع الولايات المتحدة. وأنا، بصفتي رئيس وزراء دولة إسرائيل، ملتزم كلياً بمنع إيران من تطوير سلاح نووي يهدف إلى إبادتنا».

 

«موافقة» أميركية على الإفراج عن أصول إيرانية في العراق

لندن: «الشرق الأوسط»/06 آذار/2021

أفاد عضو في الغرفة التجارية الإيرانية - العراقية، أن الولايات المتحدة «وافقت» على الإفراج عن مبالغ مالية من أصول إيرانية مجمّدة لدى العراق، حسبما أوردت وكالة «إرنا» الرسمية. وقال عضو الأمانة العامة في الغرقة التجارية الإيرانية - العراقية، حميد حسيني، إن «مصادر موثوقة» في العراق، قالت إن الولايات المتحدة «وافقت على الإفراج عن الأصول الإيرانية في بنك التجارة العراقي». ونقلت وكالة «إرنا» عن حسيني قوله إن «عدة تحويلات مالية جرت» بعد الموافقة الأميركية، دون أن يتحدد توقيت ذلك. وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قد أبلغ أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بأن «جهوداً مستمرة» في المجالات المالية والبنكية بين الأجهزة الاقتصادية العراقية والإيرانية، تمكنت من «إزالة عقبات مهمة» للبدء بعملية تسديد الديون العراقية لإيران «قريباً»، وفق اتفاق البلدين على إطار تسديد الديون. وأفادت صحيفة «تجارت نيوز» الأسبوع الماضي، بأن وزير الخارجية العراقي أبلغ الإيرانيين ببدء الإفراج عن الأصول المجمّدة، مشيرةً إلى أنها تبلغ ست مليارات دولار. وأجرت إيران مباحثات الشهر الماضي، لنقل أصول مجمدة في كوريا الجنوبية واليابان. وقبل نحو أسبوعين، اتفقت كوريا الجنوبية وإيران على اتخاذ خطوات من شأنها أن تُفسح المجال للإفراج عن مبالغ مالية مرتبطة بالنفط تقدّر بسبعة مليارات دولار، لكنّ سيول رهنت الاتفاق بموافقة واشنطن.

 

حواجز النظام في سوريا دجاجات تبيض ذهباً… إدفع وإلا!

قناة العربية.نت/06 آذار/2021

تفرض الحواجز الأمنية التابعة للنظام السوري، والمنتشرة على مداخل مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، إتاوات مالية كبيرة على جميع الصهاريج المحملة بالوقود مقابل السماح لها بالدخول إلى المنطقة قادمة من العاصمة دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكشفت المعلومات عن أن ما يعرف بـ”حاجز النور” المشترك ما بين “المخابرات الجوية” و”الأمن العسكري” الواقع على طريق المليحة – الغوطة الشرقية من جهة العاصمة دمشق، بات يفرض إتاوات مالية على جميع صهاريج الوقود مقابل السماح لها بدخول الغوطة الشرقية تتراوح قيمتها ما بين 50 حتى 300 ألف سورية بحسب حجم الصهاريج. كما أوضحت أنه وفي بعض الأحيان يقوم عناصر الحاجز بأخذ بعض الكميات من الوقود، فيما يفرض حاجز “الأمن العسكري” الواقع عند مدخل مدينة عين ترما، من جهة جسر الكباس، والذي يفصل بين مناطق القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، والعاصمة دمشق، إتاوات أيضا على جميع صهاريج الوقود التي تدخل إلى الغوطة الشرقية. وكل هذه الأحداث تأتي بينما تتفاقم الأزمات الاقتصادية ضمن المناطق الخاضعة لسطرة النظام يوما بعد يوم، ما يرفع حدة الاستياء الشعبي والأصوات المطالبة بحلول جذرية لأزمات الخبز والوقود والماء والكهرباء والغذاء. في سياق آخر، تواصل الشرطة العسكرية التابعة لقوات النظام منذ أواخر شباط الماضي، حملتها في التجنيد الإلزامي بغوطة دمشق الشرقية، وذلك من خلال استمرارها بنشر الحواجز الموقتة على الطرقات الفرعية والرئيسية وإيقاف المارة واعتقال المتخلفين عن الالتحاق والمطلوبين للخدمة الاحتياطية. وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن عناصر النظام استهدفوا خلال الأيام الأخيرة المنصرمة، طوابير الانتظار على أفران الخبز، في مناطق سقبا وجسرين وحمورية وكفربطنا وحزة، واعتقلوا 57 شاباً من المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية أثناء وقوفهم على طوابير الخبز. يشار إلى أن أزمة الوقود في سوريا كانت بدأت بالتصاعد منذ مطلع أيلول من العام الماضي، ما دفع حكومة النظام إلى تقليص كميات الخبز المتاحة لكل عائلة حسب عدد أفراد الأسرة، فيما اعتمدت البطاقة الذكية بالنسبة للبنزين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا حكومة مع “الحزب” وإلا… لا مساعدات ولا إنقاذ!

أنطوان الأسمر/اللواء/06 آذار/2021

يتسقّط المسؤولون الأخبار الوافدة إليهم من مختلف أرجاء عواصم القرار المؤثرة لبنانيا. توجب تلك المتابعة الحثيثة الديناميةُ الناشئةُ من تلاقي الديبلوماسيتين الأميركية والأوروبية على ضرورة إيجاد حلول للتعقيدات الجمّة التي تشلّ الإقليم، تلك التعقيدات التي زادتها حدّة السياسة المصلحية التي إعتمدتها الإدارة الأميركية السابقة.ربما هي من المرات النادرة، إن لم تكن فريدة، أن تنقض إدارة حاكمة إستراتيجيات وضعتها إدارة أفلت. فتتحوّل، على سبيل المثال، صفقة القرن أضغاث حلم صيفي، مع إعادة واشنطن إحياء حل الدولتين المرفوض اسرائيليا، وتستحيل سياسة عصر إيران فرصة سانحة لطهران كي تعود الى المجتمع الدولي من باب تكريس نفوذ أو واقع. ينتظر المسؤولون الإسقاطات التي قد تأتيهم من الخارج، فيما النيران تلتهم تباعا أقدامهم، فينشغلون بدفعها عنهم بدل أن ينصرفوا إلى معالجة الأزمات المتناسلة سياسيا وإقتصاديا وماليا وإجتماعيا وأمنيا.

من بين تلك الإنتظارات، زيارة يزمع أن يقوم بها الى المنطقة بين 8 و12 آذار، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تشمل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر. وفي جدول أعمال لافروف، العلاقات الثنائية والمسائل المتعلقة بمنظمة «أوبيك بلس» وجائحة كوفيد 19 والأزمة في كل من سوريا واليمن وليبيا، الى جانب علاقة العرب بإيران ومسار السلام في الشرق الأوسط. الظاهر حتى الآن أن التعقيد الحكومي لن يكون له إنصراف ما دام المعنيون على إنكارهم للسبب الحقيقي. والأزمة التي عُنونت سابقا أنها «من عندياتنا» تثبت يوما إثر آخر أنها في مكان مختلف تماما، في الخارج الذي لا يزال يُحرّم على الرئيس المكلف سعد الحريري أي شراكة مع «حزب الله»، حتى لو كانت بالواسطة، من مثل حكومة يطيب للحريري أن يسميها حكومة إختصاصيين غير حزبيين، يدرك هو أنها لن تبصر النور ما لم يكن للحزب تمثيل صريح، من غير أن يسمي صراحة ممثلّيه. وهذا هو الحرام الخارجي بعينه.

اللافت الآتي:

1- يُلمَح حزب الله، للمرة الأولى، الى الفيتو الخارجي الذي يكبّل الرئيس المكلف. يخرج الشيخ نعيم قاسم ليقول صراحة أن الحريري ينتظر الضوء الأخضر من السعودية لتحريك عملية تأليف الحكومة. وهو موقف غير مسبوق، بعدما كرر الحزب مرارا على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله أن العقدة الحكومية لبنانية، وأن أحدا لم يبلغه بوجود فيتو خارجي على مشاركته.

2- يردّ الحريري بتصويب مباشر على الحزب، بما يتنافى مع التواصل المباشر القائم بدأب بينهما، عبر القناة المعروفة. هو تصويب قرأ فيه البعض ممالأة للرياض التي لا تزال الى الآن ترفض مجرّد أن يزورها الإبن الضال، رغم الوساطة الإماراتية والدفع المصري والتمني الفرنسي.

3- تضغط باريس بين الفينة والأخرى. يكثف باتريك دوريل مروحة إتصالاته. يتكشف له مع كل جولة المدى الذي يمكن أن يذهب اليه التذاكي اللبناني، وتنكشف أمامه مناورة تلو أخرى. دوريل اللبناني اليوم أكثر تمرسا في زواريب بيروت، وليس بالتأكيد ما كان عليه في آب 2020، يوم دخل الى الأزمة المعقدة بأفكار فرنسية بسيطة أغرقت إيمانويل ماكرون في مستنقع قذر من الوحول اللبنانية، وجعلته يتخبط يمنة ويسرة حتى بلغ اليأس في نفسه المكان المتقدّم.

واقع الأمر أن لا حكومة ما لم يَسقط أو يُرفع الفيتو الخارجي على الشراكة بين الحريري وحزب الله. ثمة كلام واضح وصل الى بيروت في الأيام الأخيرة، مختصره أن «القرار الخارجي قائم حتى اللحظة بمقاطعة كاملة لإيران في لبنان. وذلك يعني حكما أن على الحريري قطع أي صلة له مباشرة أو غير مباشرة مع الحزب. وكلّما ظهر لنا أن الحريري يتّجه الى تشكيل حكومة مع الحزب، كلّما تصلّب الموقف الدولي: لا مساعدات ولا دعم للبنان. لا بل نحن لا نفهم أو نتفهّم أو نتقبّل تمسك جهات لبنانية بالحريري على رأس الحكومة. ثمة خيارات أخرى، وأزمتكم تفترض بكم البحث في تلك الخيارات. لماذا تريدونه وتتمسكون به؟ ألا تدركون أن عودته الى الحكومة هي عودة الى النقطة صفر؟!

 

كيف خسرَ “الحزب” المسيحيين؟

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/06 آذار/2021

سبعة أشهر على انفجار مرفأ بيروت كانت كفيلة بتهشيم صورة «حزب الله» ونفوذه السابقين بين المسيحيين اللبنانيين. تراجع موقع الحزب بين المسيحيين سبق كارثة المرفأ، بيد أن هذه كانت نقطة تحول في القضاء على آمال «التيار الوطني الحر»، حليف «حزب الله»، في إنقاذ عهد زعيمه رئيس الجمهورية ميشال عون، ما دفع العونيين إلى وضع مسافة بينهم وبين الحزب حفاظاً على حد أدنى من القدرة على تمثيل الشارع المسيحي. لا ينفصل تدهور موقع الحزب بين المسيحيين عن تراجع حظوته بين سائر اللبنانيين. ظهور أثمان مغامراته خارج الحدود في سوريا واليمن وغيرهما، وارتداد تلك المغامرات عزلة عن العالم العربي وعقوبات غربية، لم تعد من التفاصيل والنوافل في حياة اللبنانيين الذين يرتبط الكثير منهم بصلات مهنية أو اجتماعية بالخارج، ما يجعلهم عرضة للتدقيق الأمني والتشدد في التعامل معهم في أسفارهم أو أعمالهم. بيد أن هذا أقل المشكلات. المقاطعة العربية الصريحة للبنان والحظر المعلن على مجيء المواطنين العرب إليه لأسباب أمنية، إضافة إلى رفض استقبال أكثرية السياسيين اللبنانيين في العواصم العربية حتى التي كانت أبوابها مشرعة في السابق لكل طالبي المساعدة أو النصح، كل ذلك أثر سلباً على الاقتصاد والسياحة. وفاقم من سوء هذا الواقع احتجاز المصارف اللبنانية لودائع عربية كبيرة خارج أي قانون.

من جهة ثانية، أدى تمسك «حزب الله» بعهد ميشال عون والدفاع عنه والحيلولة دون سقوطه في الشارع أثناء تظاهرات انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 إلى نتائج عكسية على الجمهور المسيحي. ذاك أن العديد من المسيحيين الذين تضرروا من الانهيار الاقتصادي في تلك السنة، رأوا في إصرار الحزب على بقاء عون ورئيس تياره، صهره جبران باسيل، في قمة السلطة، عائقاً أمام أي إصلاح اقتصادي وسياسي لا بد منهما إذا كان للأزمة الشاملة التي يعاني لبنان منها أن تنتهي. الحظر على إسقاط ميشال عون أعلنه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في خطاب ألقاه بعد يومين من اندلاع التظاهرات، ليرسم بذلك الحدود التي يسمح تنظيمه للمطالب الشعبية بأن تصل إليها. وهي حدود ليست بعيدة وتعكس انفصال الحزب الذي أعلن نصر الله مرات عدة أن تمويله وتسليحه وإمداداته كافة تأتي من إيران.

وكان العونيون الذين تمتعوا في مرحلة سابقة بأعرض تمثيل بين المسيحيين، قد رسموا لوحة وردية للتحالف مع الحزب أوهموا فيها أنفسهم أن التنظيم الشيعي المسلح قادر على ضمان أمن المسيحيين واستعادة حقوقهم التي خسروها في ظل الوصاية السورية التي استمرت بين 1990 و2005. وأقنعوا أنفسهم أن الحزب سيهمش الطائفة السنية التي تعرضت إلى سلسلة انتكاسات بدأت مع فقدان زعيمها رفيق الحريري، وهزائمها في كل المواجهات التي خاضتها بعد ذلك بسبب انعدام كفاءة زعامتها الجديدة وتفتت جمهورها. التسوية الضمنية التي سوّق العونيون لها مع «حزب الله» تقوم على مقايضة السلطة الداخلية التي ستكون محصورة في أيدي عون وأنصاره بالسياسة الخارجية والاندفاع إلى المشاركة في الصراعات التي تعني القيادة الإيرانية، حيث يتولى حسن نصر الله صوغ مصالح لبنان الاستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي كيفما شاء.

انفجار الرابع من أغسطس (آب) الذي تركزت أضراره المادية في المناطق المسيحية، وشكّل المسيحيون الجزء الأكبر من ضحاياه، وضع التبريرات العونية التي أعقبت انتفاضة «17 تشرين» تحت المجهر. فنصر الله ظهر على شاشات التلفزة قبل أن يُنتشل الضحايا ونفى أي علاقة لحزبه بالكارثة الجديدة، من دون أن يقدم تعزية لذوي القتلى أو يبدي الأسف للخسائر التي زادت قيمتها على ملياري دولار (بحسب التقديرات الدولية). كل ما كان يهم الرجل هو إبعاد نفسه وتنظيمه عن المسؤولية التي بدأت أسئلة وشكوك جدية وعميقة تتجه إلى ربطها بالحزب وبمشغليه الإقليميين.

في مظاهرة 8 أغسطس الحاشدة للاحتجاج على انفجار المرفأ وتلكؤ السلطة في علاج ضحاياه، برز مجسم لحسن نصر الله مرفوعا على أعواد المشانق من دون أن يتقدم أحد لإنزاله خلافاً لما جرت عليه العادة في مناسبات سابقة، حيث كان المتظاهرون ينقسمون وتندلع المشادات في صفوفهم عند تعرض نصر الله للشتائم أو للإساءات اللفظية. الحادثة، على هامشيتها، أشارت إلى تبدل في الوسط المسيحي الذي شكل الجسم الوازن في تلك المظاهرة التي ضمت خصوصاً أهالي المناطق المتضررة من الانفجار.

الانفجار والتحقيق فيه أو بالأحرى عرقلته وفرض مسار غير مهني فيه وتوجيهه لتحميل عدد من الموظفين تبعاته من دون العمل على كشف ملابسات وصول تلك الكمية الهائلة من نيترات الأمونيوم إلى لبنان ومن يقف وراءها والسبب في بقائها سبع سنوات في المرفأ وبروز أسماء رجال أعمال سوريين مقربين من نظام بشار الأسد كأصحاب للشركات المتورطة في استقدام النيرات، عوامل حفرت عميقة في الثقة التي كان المسيحيون حتى من أنصار التيار العوني يولونها لـ«حزب الله». وجاء وضع اسم رئيس التيار جبران باسيل على قائمة العقوبات الأميركية، وفق قانون ماغنيتسكي ليعلن أن العلاقة الحميمة مع الحزب باتت مكلفة.

يضاف إلى ذلك أن الأزمة الحكومية التي تبدو كتقاطع بين العجز عن الإصلاح الاقتصادي وإصرار العونيين على القبض على كل مفاصل السلطة، سمحت لهؤلاء بزيادة مطالبتهم «حزب الله» بإعلان دعمه الصريح لهم في مناكفاتهم مع الفرقاء الآخرين. ظهر ذلك في عدد من تصريحات مسؤوليهم التي انطوت على نقد واضح لسياسات الحزب ولنقض تأييده للعونيين في الملف الحكومي و«اتهامه» بالخشية من الانزلاق إلى مواجهة جديدة مع الطائفة السنية.

والحال أن عودة البطريركية المارونية لأداء دور رئيس في اقتراح الحلول سواء بالدعوة إلى الحياد أو بعقد مؤتمر دولي حول لبنان، ما كانت لتحصل لو لم ينكفئ التيار الوطني الحر انكفاء غير مسبوق في مجال تأييد المسيحيين له. لكن التجارب السابقة للعونيين تشير إلى عدم قدرتهم على قراءة التغيرات الجارية بالدقة المطلوبة وإلى أن اضمحلال التأييد المسيحي لـ«حزب الله» لن يمر من دون آثار ملموسة على مسار الكارثة الحالية.

 

سلسلة مراسلات مرفأ بيروت: الموت في التفاصيل

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/06 آذار/2021

أسئلة موضوعية، بعيدة من التهويل والتحريض أو المبالغة تُطرح… كيف لموظّف مدني أو ضابط غير ذي اختصاص أو صلاحيات، تحمّل المسؤولية الأمنية لنيترات الأمونيوم إذا ما كانت الأجهزة العسكرية المختصّة قد غفلت عنها؟ وتهاون بها القضاة تباعاً؟ وماذا عن التشابكات العائلية بين المسؤولين وزارياً مع الجسم القضائي المسؤول في الحسم؟ فبحسب ربّان السفينة، إن مكتب المحاماة الذي لاحق شكوى طاقم الباخرة هو “مكتب بارودي”، وكان بالصدفة البحتة السيد “محمد زعيتر” إبن وزير الأشغال غازي زعيتر آنذاك والمعني بالملفّ، وابن أخت مدّعي عام التمييز المعني بالملفّ أيضاً القاضي غسان عويدات، يتدرّج عنده، والربّان يبرز “بطاقته ورقم هاتفه الشخصي كمرجع”، بالرغم من أنّه لم يتوكّل في نصّ الوكالة مباشرة؟ وما هذا “الصمت المريب” عن مواد خطرة بهذا القدر “يُردّ شكلاً” مرات عدّة من قاضي العجلة جاد معلوف؟ ولماذا التركيز العدلي في التحقيق على شقّ الإهمال الإداري من دون الإهمال العسكري والقضائي؟ وماذا عن الشقّ الجنائي في استقدام المواد؟ وكيف للنيابة العامة التمييزية أن تصحّح عدم ملاحقة المعنيين المباشرين من قضاة أو عسكريين ضمن “فترة الجرم المشهود”، أي 7 أيام، حيث لا تنفع حصانة أو محسوبية؟!

موت “على عجلة”

من البديهي أن نبدأ معالجة الملفّ من نقطة الصفر، حيث أمر قاضي العجلة جاد معلوف بـ”تفريغ وتخزين 2750 طناً من نيترات الأمونيوم “ذات الكثافة العالية”، فجأة تبيّن أنّها ليست لأحد، ومجهولة التبعية في المرفأ وعلى وجه العجلة، وذلك بالرغم من أنّ الشاري كما هو مسجل هو شركة اسمها fabrica de explosives، أي ما يُترجم باللغة العربية بـ”شركة تصنيع متفجّرات”، مربوطة باعتماد مصرفي ومانيفست يوضح أنّ البضاعة المحمّلة “خطيرة التصنيف” ولتصنيع المتفجّرات تحديداً، ويُمنع بحسب الأصول إخراجها من السفينة ما لم تكن مرفقة بترخيص صادر عن الإدارات المختصّة في وزارة الدفاع وقيادة الجيش على أقلّ تقدير. كلّ ذلك، من دون أن يطلب أي تقرير خبير عسكري للكشف على مدى خطورتها، ووضع شروط التفريغ والتخزين إذا ما اقتضى الأمر ذلك، وتعيين “حارس قضائي” ذي صفة، لأنّ الذي تم تعيينه “محمد المولى” تحفّظ عن ذلك.

في المتابعة القانونية، تشرح الإعلامية غادة عيد، الكاتبة المتخصّصة في المجال الإداري القانوني لـ”نداء الوطن” أنّه بعدما تقدّمت الدولة اللبنانية من خلال المديرية العامة للنقل البرّي والبحري بشخص عبد الحفيظ القيسي، بطلب من قاضي الأمور المستعجلة جاد معلوف لحلّ المعضلة، قرّر معلوف في 27 حزيران 2014 تعويم السفينة بعد نقل البضائع إلى ما سمّاه “مكاناً مناسباً” لتخزينها تحت حراسة المديرية العامة للنقل، من دون الموافقة على بيع البضائع، معتبراً أنها ليست من صلاحياته. وهنا تجدر الإضاءة على عدّة نقاط أهمّها أنه كقاضٍ، أغفل عن المادة 76 أسلحة (المرسوم الإشتراعي رقم 137/1959) والتي تعاقب على شراء أو بيع أو نقل أو اقتناء أو صنع شيء من المتفجّرات وتسمّي النيترات بالإسم وتنصّ في المادة 17 منه على أنّ اقتناء هذه المادة بحاجة لإجازة مسبقة واعتبرت المادة 2 منه أنها من الذخائر، فلماذا لم يطلب مصادرتها فوراً من الجهة العسكرية؟ّ!”

وتكمل عيد “إلا أنه وبعد هذا القرار الأول للقاضي معلوف، تمّ إعلامه في 5 كانون الأول 2014 وبموجب كتاب رسمي، أنه قد تمّ بتاريخ 23 تشرين الأول 2014 إفراغ حمولة الباخرة “روسوس” عملاً بقراره القضائي وأنها أدخلت إلى المخزن الجمركي رقم 12. وبما أنّ المادة 393 من قانون الجمارك تحصر تمثيل المديرية العامة للجمارك بشخص المدير العام، لأنّ الجمارك تتمتّع بالشخصية المعنوية المستقلّة عن الدولة، جاء في كتاب المدير العام للجمارك شفيق مرعي طلب “بالترخيص لإعادة تصديرها إلى الخارج بصورة فورية وذلك حفاظاً على سلامة المرفأ والعاملين داخله”، إلا أنّ القاضي معلوف ردّ طلب شفيق مرعي (المدير العام آنذاك) بالشكل خلافاً للمادة 393!”.

العنبر 12 ليس “مناسباً”

أمّا الخطأ فهو، كيف لم يستنفر القاضي معلوف على المكان غير المناسب الذي تمّ تخزين النيترات فيه خِلافاً لما ورد في قراره! ولم يستوقفه الخطر، ولم يستعجل في استدراك المخالفة القانونية للمادة 249 التي تحظّر إدخال بضاعة نيترات الأمونيوم إلى المنطقة الحرّة كونها من “البضائع الممنوعة منعاً مطلقاً لمخالفتها النظام العام، ومن البضائع القابلة للالتهاب والأسلحة الحربية والذخائر والمتفجّرات”، ولم يراسل النيابة العامة بهذا الخصوص. فضلاً عن أنّ تخزين النيترات كمواد شديدة الخطورة ومتفجّرة في العنبر 12 هو مخالف قانوناً للمادة 227 من قانون الجمارك، كونها لا تحتكم للشروط التي تنصّ على أنه “يجب أن تكون منعزلة عن كل بناء، ولا يجوز أن تكون كمستودع في منطقة المرافئ نفسها، ويجب أن تكون المستودعات مسوّرة وِفقاً لشروط الاحتراز والأمان”، كما أنّ القاضي معلوف، وبردّ هذه الرسالة شكلاً من دون الإحاطة بخطر المادة في المكان الموضوعة فيه، قد أغفل أيضاً عن أنّ المادة 205 من القانون التي لا تجيز وضع “البضائع المتفجّرة والمواد الشبيهة لها والمواد القابلة للإلتهاب مع البضائع التي يتعرّض وجودها في المستودع لأخطار!

وبأيّ قانون يُجاز تفريغ بضاعة خطرة في حين أنّ القانون قد حظّر إدخالها إلا بقرار من “مجلس الوزراء بعد موافقتي وزارتي الدفاع والاقتصاد” من دون الحاجة في هذه الحالة تحديداً الى إعادة الإحالة إلى هيئة القضايا. ما يعني أنه، وعملاً بما رآه قانونياً قراراً صائباً، أدخل البضاعة إلى المرفأ من دون إعلام أي جهة معنية بتحديد حجم الأخطار، وبعدها رفض ثلاث مرات متتالية البتّ بتصحيح الخطأ بذريعة عدم الاختصاص، وكيف قرّر تفريغ البضاعة في المرفأ، ومن ثم عندما راسله “مدير الجمارك” بالسؤال “طلباً بالترخيص لإعادة تصديرها إلى الخارج بصورة فورية” لم يشر له أنّ بإمكانه فعل “ما يراه قانون الجمارك مناسباً من دون العودة إليه”، ما يسمح للجمارك حينها، بالقرار الحرّ والتام بالتصرّف بالنيترات، إن كان ذلك إتلافاً للمواد أو إعادة تصدير لها عملاً بالمادة 144 من قانون الجمارك، والتي يمكن عبرها للجمارك إتلاف البضاعة التي يثبت من المعاينة أو التحليل مخالفتها للقوانين والانظمة، بخاصة أنّ نفس المادة تقول إنّه “يمكن فرض إعادة تصدير البضاعة بدلاً من إتلافها، اذا كان من شأن الاتلاف الإضرار بالبيئة، وذلك ضمن الشروط التي يحدّدها مدير الجمارك العام”.

وبهذا يكون ترك الحلّ للمرسل، وصحّح أي معلومة غير واضحة لدى الجمارك، وليس فقط أن يوضح أنه ليس المقرّر المختصّ بالنظر بأصل الحقّ. فالجمارك اعتبرت أنه لم يعد بالإمكان تخطّي القرار القضائي الصادر عنه كونه قراراً لا يُكسر إلا بقرار آخر صادر عن محكمة استئناف، فشُلّت يد إدارة مرفأ بيروت وما كان منها إلا أن أرسلت مراراً وتكراراً كتب بحلول مختلفة، فكرّر القاضي معلوف للمرّة الثانية والثالثة والرابعة فعل “ردّ القضية شكلاً” خِلافاً للمادة 393، مع عدم الإستنفار لكونها تمّ حجزها في مكان غير مناسب قد أعلموه به. هذا التخزين الذي تلمّست الإدارة خطره، فطالبت بإزالة نقل خطر البحر إلى البرّ بقرار القاضي نفسه. ناهيك عن عدم الإلتزام بمعاهدة هامبورغ للشحن البحري، إذ كان يجب إتلاف المواد بدل إفراغها ومن دون أن تتحمّل الدولة أي نفقة.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ المدافعين عن القرارات القضائية الصادرة عن قاضي الأمور المستعجلة جاد معلوف، يرون بأنّه قاضٍ مشهود له بالكفاءة، ومحكوم بصلاحيات جدّ محدودة، بخاصة في موضوع “النظر بأصل الحقّ”، كما أنّه لا يمكنه التوسّع بالتفسير والنطق بالحكم بخاصة لحجم القضايا والملفّات التي تُعرض عليه بشكل يومي. وعليه، إذا أتته مراجعة وجد أنّها آتية من قبل مرجع غير ذي اختصاص، يعود له التحديد بردّها شكلاً من عدمه. ويسألون: كيف يمكن لشخص القاضي أن يردّ مراجعة الجمارك عدّة مرات ويعاود الجمارك مراجعته بنفس المسألة؟ وهل يمكن له فعلاً تحديد حجم الكارثة ما إذا كان الطرف العسكري المختصّ لم يحجز عليها كبضاعة؟ لم تتنفّس بيروت الصعداء بعد، ويبدو أنّ “التفتيش عن ذبيحة شعبوية مناسبة” سيحبس أنفاسها ويؤجّل راحة من ذهبوا ضحية إنفجار مرفئها إلى وقت قد يطول أوانه. وفي سلسلة مراسلات القضية الأولى تفاصيل كثيرة يصعب تفنيدها في تحقيق استقصائي واحد، بحيث وبالرغم من مرور 7 أشهر على قنبلة الإهمال الأمني، الإداري، العسكري والسياسي، لم يتمكّن القضاء حتّى الساعة من فضّ أي التباس واختلاط واشتباه وارتياب، ولم يخلص إلى الحقيقة المنتظرة التي تمسك بخناق الجميع من أعلى الهرم إلى أسفله. أما صبر أهالي الشهداء على مصابهم، فأمر يستحقّ الإشادة به من دون مبالغة، لما في أمر دولتنا من حقائق لم تكشف ولو بعد سنوات من التحقيق.

 

بعبدا للحريري: الحكومة لا تُشكَّل في العواصم الأجنبية

غادة حلاوي/نداء الوطن/06 آذار/2021

لم يكن ينقص الرئيس المكلف سعد الحريري سوى ان يفتح النار على “حزب الله”. حتى الأمس القريب كانت علاقته مع “حزب الله” قائمة على التنسيق والتشاور وتمرير الرسائل، قبل ان يصدر بيانه الاخير غير المعروفة اسبابه بعد ولا ابعاده وهو أتى مفاجئاً لكثيرين ومن بينهم مقربون للحريري نفسه. ولا يفسر امتناع “حزب الله” عن الرد سوى عدم رغبته في مساجلة الرئيس المكلف وتقدير ظروفه ومراعاتها مع علمه بتبعات ذلك. وقد اطلق البيان العنان للتحليل والبناء عليه في وقت يعتبر محور 8 آذار أنّ الحريري لا يزال رهين انتظار الاشارات الايجابية التي تدفعه باتجاه تشكيل الحكومة. وليست علاقته مع رئيس “الحزب الاشتراكي” وليد جنبلاط احسن حالاً وموعدهما على لقاء مشترك ذهب ضحية زياراته الخارجية.

حتى الساعة لم تخرج زيارات الحريري الثلاث الى الامارات بنتائج سياسية يمكن الركون اليها. لا تزال الامارات في موقع الحريص على عدم استفزاز السعودية رغم محاولتها ترطيب الاجواء بينها والحريري. أما المملكة فلن يكون الحريري حكماً في صدارة اهتماماتها هذه الفترة. بينما يردد خصوم الحريري أنه يراهن على تغييرات قد تلعب لصالحه في المملكة، فيما ذكر في بيانه انه لا ينتظر أي احد لا السعودية ولا غيرها، مذكراً بأنّ التشكيلة الوزارية تنتظر في بعبدا. بالوقائع لا بالتحليل ان الحريري نفذ ما كان يصبو اليه، حمل ورقة التكليف في جعبته وغادر وفي تقديره ان العهد هو الخاسر الاكبر. وفي دليل على ان الحكومة صارت في حكم المنسية، أن الزيارة المرتقبة للرئيس المكلف الى موسكو تشير الى ان الحريري وطوال فترة تمتد لأسبوعين لن يخطي اي خطوة باتجاه الحكومة ولا في نيته التوجه نحو بعبدا للقاء رئيس الجمهورية. سلوك في التعاطي جعل بعبدا تجزم بما لا يحمل الشك بأن “الحريري لا يريد او لا يستطيع تشكيل حكومة”، بل هو ذهب بعيداً بأن يشترط حصوله على ثقة نواب تكتل “لبنان القوي” ليعطي رئيس الجمهورية ميشال عون خمسة وزراء مسيحيين والا يعطيه ثلاثة وزراء.

موقف مستغرب تلتقي مصادر بعبدا مع مصادر “التيار الوطني الحر” على اعتباره انه يأتي في اطار كونه “يضرب الميثاقية ويعود الى ما قبل 2005 لجهة السطو على حقوق المسيحيين، ومن شأنه ان يحول المناصفة الى مناصفة وهمية ويضرب الشراكة”، منبهةً الى أن “هذا الامر لن يمر لا من جانب رئيس الجمهورية ولا من جانب التيار الوطني الحر حتى ولو ذهب الى التصعيد”. وتقول المصادر: “اذا كان هدف الحريري مد اليد على موقع المسيحيين في الميثاق والدستور فإنه سيفاجأ هو وغيره بما لا يتوقعه”.

من خلال البيان الذي تلاه مؤخراً مستشاره الرئاسي، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون ان موقع رئاسة الجمهورية لا يملك تجاه الرئيس المكلف ابعد من الخروج الى الناس ومصارحتهم بشفافية. ليس بوسعه سحب التكليف من الرئيس المكلف ولا الزامه بفترة زمنية محددة مهما بلغت دقة الظروف. من الواضح ان اصل المشكلة العونية مع الحريري لا يقتصر على تمثيل وحصص بقدر ما تدخل فيه مسألة التدقيق الجنائي، الى درجة ان العونيين يعتبرون انه اذا اعطى رئيس الجمهورية ضمانات بالتخلي عن التدقيق الجنائي فالحكومة ستشكل سريعاً.

تلتقي المصادر على انطباع ان “الحريري منذ تاريخ تكليفه ولغاية اليوم لا يملك شيئاً ليعطيه. فقد وكالته السعودية، قامت التظاهرات في وجه حكومته وليس لديه اي مشروع انقاذي للبلد، على ان اساس خوف بعبدا كما التيار من مسألة خطرة وهي رغبة الحريري انتاج النظام ذاته بالاشخاص أنفسهم مالياً ونقدياً. ولذا هناك قناعة بأنه يريد ضرب فكرة التدقيق الجنائي من اساسها وهو يتكل على شركاء له في منظومة عاشت على الفساد والتفلت من المحاسبة”. وتحمل المصادر الحريري مسؤولية تفاقم الازمة وتقول: “اذا لم يدرك الحريري خطورة المماطلة في عدم تشكيل حكومة فانه يتحمل عمداً مسؤولية الانهيار والذهاب الى الفوضى، وعليه ان يفهم ان الحكومة لا تشكل في عواصم الدول الاجنبية”، لتسأل: “ما معنى ان يحدد بعد اسبوعين زيارة لموسكو سوى انه يقول بوضوح لا حكومة قبل اسبوعين وهو في هروبه الى الامام سيجد كل يوم عذراً جديداً”.

 

الأوضاع تتدحرج نحو جهنّم: الناس طفح كيلها!

رمال جوني/نداء الوطن/06 آذار/2021

عادت الاحتجاجات الى الشارع، قطع طرقات بالاطارات المشتعلة، أصوات اعتراض على رفع الدعم، وأصوات مطالبة بوضع حدّ لانهيار الليرة. كلّ المؤشرات الحياتية تنذر بالكارثة، فالغلاء الفاحش الذي صاحب ارتفاع سعر صرف الدولار أوجع المواطن، بات يحسب ألف حساب لغالون الزيت وعبوة الجلي والرز، ويتلهّى في البحث عن السكّر وباقي السلع المدعومة التي فُقدت فجأة من السوق. لا شكّ أنّ صرخة الناس محقّة، ولا شكّ أيضاً أنّ الضغط باتجاه رفض السياسات المالية المتبعة يحرك المياه الراكدة حكومياً وسياسياً ومالياً، غير أنّ المؤكّد أن صمت الناس المريب سيدفع الى مزيد من الازمات، بدليل التزاحم على شراء غالون زيت مدعوم بدلاً من رفض سياسة تجويعه المتّبعة من زعمائه، وِفق ما أكد عدد من المحتجّين الذين خرجوا الى الشارع، رافعين راية رفض التبعية والاستعلاء السياسيين، همّهم لقمتهم المسروقة، وعينهم على معاشاتهم المتآكلة.

عناصر دفعت بالناس الى الشارع مجدّداً، ويبدو أنّ لغة الشارع ستكون لها قوتها الضاغطة هذه المرّة، اذ تعيش قرى النبطية خضّة متنقّلة، فالامتعاض تتوسّع رقعته داخل القرى، من جسر حبوش الى مفرق كفررمان وتمثال حسن كامل الصباح وصولاً الى كفرتبنيت، الوجع واحد: الجوع والفقر. “لم يعد امامنا خيار آخر غير الشارع”، يقول احد المحتجّين، فيما خرج علي، سائق فان، للاعتراض على حاله واحوال سائقي الفانات، سيما على خطّ النبطية بيروت. وِفق علي “إننا نعمل طيلة النهار بمئة الف ليرة، نصفها بنزين والباقي لا يكفي غيار قطعة”، يقلق علي من تعطّل فانه، حينها ستقع الكارثة، فالقطع تباع على سعر الدولار ونحن نتقاضى باللبناني، ونعمل فقط بـ30 بالمئة، بسبب جائحة “كورونا”. لا يتردّد علي بالصراخ ” قتلتونا ونحن أحياء”، ولا يخجل بالقول: “نحن ندفع ثمن خياراتنا”، لم يعد أحد يعيره الانتباه، فالرياح الاقتصادية عصفت بكل مدخّراته، بات “عالحديدة” على حدّ توصيفه، و”واقع سائقي الفانات مزرٍ”.

بات في حكم المؤكّد أنّ الناس طفح كيلها، فكلّ يوم يشتدّ وقع الأزمة عليهم، والغلاء بات كالسمّ في طعامهم، يقول أبو حسين، الذي خرج الى الشارع، إنّه بات عاجزاً عن شراء حبّة فاكهة لاولاده الثلاثة، يتقاضى 600 الف ليرة شهرياً، فهو يعمل في احدى المحطات، معاش بالكاد يكفيه ثلاثة أيام، وماذا عن باقي الشهر، “ماذا لو مرض أحد أبنائي؟ ماذا أفعل وبات الاستشفاء على سعر صرف السوق السوداء”؟ يحمل دولاباً ويرمي به بين الناس، قبل أن يضيف: “يا محلا سواد الدولاب أمام سواد معيشتنا، فالسلطة الكريمة حوّلت حياتنا جحيماً، تستسهل رفع الدعم عنّا في مواجهة مافيات السلع المدعومة، فنحن لقمة مستساغة برأيها أمّا التجّار فمدعومون”. بعد فقدان المدعوم من الأسواق، وتخطّي الدولار الـ10 آلاف ليرة، وجد عدد من المواطنين أنفسهم في الشارع، قاطعين الطريق عند دوار كفرتبنيت، فالظروف المعيشية المتردّية دفعت بهم لرسم خريطة طريق جديدة لحياتهم المهدّدة، فالغلاء طوّقهم، والفقر خنقهم، و”كورونا” يهدّد حياتهم. “كل ما يحيط بنا قاتل، الا الزعماء يمصّون دمنا بدم بارد”، تقول احدى السيدات التي خرجت لتسجيل موقف رافض، وتضيف السيدة الخمسينية: “بتّ عاجزة عن تأمين متطلّبات منزلي، أعمل في الخبز، وما أنتجه لا يكفي ثمن قنينة غاز، أمّا باقي الامور فباتت باهظة”.

حال الناس صعبة، ومآسيهم لا تنتهي، فالظروف تتدهور بشكل سريع، ومن جملة المخاوف تجاوز الدولار حدّه اكثر لأنّ ذلك في حسابات الناس مزيد من الموت البطيء، في ظلّ طبقة سياسية لم تقدّم للناس سوى المآسي، ولم يحرّكها وجعهم وبحثهم عن المدعوم، كل ذلك يؤكّد أنّ الاوضاع تتدحرج نحو جهنّم بشكل سريع حتى “كورونا” لم يُثنِ الناس عن الصراخ، فهو برأي الجميع أرحم من “كورونا” الطبقة السياسية.

 

"جغل الشاشة"

سناء الجاك/نداء الوطن/06 آذار/2021

"ما تعصبي، مش حلوة لما تعصبي".

غالباً ما كان "جغل" الحيّ الزقاقي يستخدم هذه الجملة، ليحطم معنويات أجمل جميلات الحيّ، عندما تستفزها تحرشاته وتغضبها وتزيدها نفوراً منه. الأمر تقليدي وشائع لدى هذا المستوى من الشباب "الصايع" في الأزقة والذي ينتشي بذكورته وسط تهليل رفاقه، لكن المفارقة حين ينتقل الزقاق إلى هواء البث، ويطل "الجغل" السميك الدم على الشاشة، ويتشاطر عندما لا يجد بداً من اللجوء إلى عبقريته الفذة رداً على اتهام الطبقة السياسية التي تشكل جماعته جزءاً منها، بالسرقة، فيستل من قاموس السماجة الذكورية هذه الجملة الذهبية لمواجهة زميلته السابقة، لأن لا لزوم لاستخدام الحجج المنطقية المملة. و"الرطل بدو رطل وأوقية".

لعل المسألة تحتاج إلى دراسة معمقة لعمل الدماغ المتشاطر. وجدياً لا شيء يثير الغثيان أكثر من هذا القرف المتدفق بوقاحة قل نظيرها على الهواء مباشرة.

ففي حين صارت جهنَّم أهون من المجهول المتربص بالناس، يتابع الدماغ المتشاطر فذلكاته لمكافحة خسارة شعبيته وببغائية حمله لواء الإصلاح فيما الفساد يغرقه، ويصر على إنكار دوره التعطيلي لمصلحة المحور. ويستفحل في الفجور بحجة الدفاع عن كرامة الطائفة.

وبأي أسلوب؟ أكيد بأسلوب المفلسين الذين يعترضون على أغنية "طار البلد" لراغب علامة بجملة ذهبية أخرى هي "لازم يطير رأس راغب" المتآمر على العهد القوي حتى قبل المؤامرة الموصوفة التي اندلعت في 17 تشرين الأول 2019 لإفشال الإنجازات التي لم يشهد لها لبنان مثيلاً، وصولاً إلى الصراع الشعبي على كيس حليب مدعوم. فهذا الصراع دون مستوى الدماغ المتشاطر ويجب تسخيفه. في حين نسمعه يقرن مطلب الحياد بشرط التوافق الداخلي، متجاهلاً أن الحكم القوي الفعلي، وليس المستعار، رفس هذا التفاهم عندما احتكر قرار الحرب والسلم، وعندما أتحفنا بيومه المجيد.

وعندما وقّع على إعلان بعبدا ثم انقلب عليه بعبارة ذهبية أخرى من عيون الأدب السياسي تنصح رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، بأن ينقع الإعلان ويشرب ماءه، ضارباً بمبدأ الحياد عرض الحائط وعرض اللبنانيين ولقمة عيشهم.

وعندما ذهب لنجدة النظام الأسدي وهرَّب له براميله المتفجرة وباركها. وعندما درّب الحوثيين، وشارك في الاعتداء على الدول العربية من المحيط إلى الخليج. وعندما حوّل العراق بؤرة متفجرة لمصلحة التطرف والإرهاب، وعندما ... وعندما... حينها أين كان التوافق الداخلي؟؟

أم أن التوافق لا يُتَرجم إلا بشل المؤسسات حتى انتخاب بطل العهد القوي رئيساً والا.. موتوا من الفراغ.. وبعد الإنتخاب، هل يهم التوافق على التوريث أم أن ورقة العهد التعطيلية يجب أن تؤدي دورها وتلبي لائحة الخدمات المطلوبة؟

لذا، ولتبييض الصفحة السوداء لا بد من هذه الإطلالات الوقحة التي لا توفر بذاءة وسوقية وما إلى ذلك من أسلحة الترهيب والتحقير تسند فائض السلاح المصادر للسيادة. هذا من دون إغفال سلاح الكرامة الوهمية للطائفة التي لا يضيرها أن يموت المسيحيون وكل اللبنانيين اذا لم يؤمنوا بأن لا إنقاذ لهم إلا بهذا العهد العنيد. في المقابل، لا ضير في أن يجد العهد نفسه مخصياً، عندما تتطلب الأولويات أن يتصارع الناس على كيس حليب وينسوا جريمة تفجير المرفأ والاغتيالات...و...و... وبعد... لا يمكن الاستنتاج الا أن "جغل الشاشة" معتَّر... عن جد... كتير معتَّر...

 

حياد لبنان خيانة؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/06 آذار/2021

اختار البطريرك الماروني بشارة الراعي، يوم السبت الماضي، ألا يضع، ولو كرسياً واحداً، لسياسي أو حزبي من أي طائفة كانت، في مقدم الحشد الشعبي الذي صعد إلى بكركي، تحت شعار غير معلن طبعاً، ولكنه يمكن أن يشكّل إجماعاً، عنوانه «لبيك حياد لبنان».

لكن لبنان صار في قلب الجحيم، خصوصاً عندما بدا ليل الأربعاء الماضي أنه كتلة من نار الغضب تشتعل من الناقورة إلى النهار الكبير، بما في ذلك معاقل «حزب الله»، في صور والنبطية وكفررمان وكل طرقات الجنوب، بعدما وصل سعر الدولار إلى عشرة آلاف ليرة، ويمكن، وفق ما يقول خبراء الاقتصاد، أن يصل إلى مائة ألف ليرة، تماماً كما وصل إليه التومان الإيراني، إذا بقي لبنان رهينة فكي الكماشة التي حذر منها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عندما قال إن لبنان واقع بين الفساد والإرهاب!

ورغم أن البطريرك الراعي حرص على عدم تجيير مهرجان بكركي لأي جهة سياسية وحزبية، بل جعله محطة بارزة في سعيه لخلاص لبنان، وقد دأب على تكرار الدعوة إلى إعلان حياده وعقد مؤتمر دولي لتكريس هذا الحياد الإيجابي، الذي يحرص على القول إنه يأتي ملتزماً الدستور، في تأكيد أن لبنان بلد عربي يلتزم القضايا العربية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، رغم كل هذا تعرض البطريرك ودعوته إلى المؤتمر الدولي إلى حملة من «حزب الله» وصلت، على لسان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، إلى حد اتهام البطريرك بالخيانة، لمجرد أنه يدعو إلى عقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان!

بدا الأمر مزعجاً، لا بل مؤسفاً، وخصوصاً أن لبنان وكذلك «حزب الله» غارقان في التدويل منذ زمن بعيد، وليس المقصود هنا «التدويل الصراعي»، عبر محاولات طهران والحزب جرّ لبنان إلى قاطرة ما يُسمى «محور الممانعة»، وهذا طبعاً تدويل بطعم فارسي، بل المقصود عملياً أن «حزب الله» غاطس في التدويل الغربي والأممي، من زمن بعيد، وهو ما يجب أن يتذكره قبلان طبعاً قبل توجيه الاتهامات بالخيانة. ولعل آخر مشاركة من الحزب في التدويل كانت إرسال نوابه إلى اجتماع قصر الصنوبر الذي ترأسه الرئيس ماكرون، في السادس من أغسطس (آب) الماضي، بعد انفجار المرفأ، وموافقة الحزب على «المبادرة الفرنسية» التي كانت وُضعت بالتفاهم ضمناً مع أميركا والأمم المتحدة، والتي دعت إلى تشكيل «حكومة مهمة إصلاحية» من الاختصاصيين، تحاول انتشال لبنان من أزمته المدمرة.

وبالتأكيد نسي الذين ينتقدون التدويل والحياد الإيجابي اللبناني الذي يدعو إليه الراعي، أنهم شركاء ناشطون في كل المساعي لزج «صندوق النقد الدولي» في إنقاذ التفليسة اللبنانية، وأنهم عندما يطالبون بدعم الدول المانحة يكونون من دعاة التدويل، ولا تدويل بلا حياد مُعلَن على رؤوس الأشهاد، كما يقال، ولست أدري مثلاً: لماذا ينسى «حزب الله» وقبلان كلام الإمام موسى الصدر مثلاً، الذي قال بالحرف: «إذا لن نتمكن من تحييد لبنان، فلن نحرر شبراً من فلسطين، وسنخسر وطننا ونتحول لاجئين».

ولماذا ينسون أيضاً أنهم شكّلوا وفداً في 13 يوليو (تموز) من عام 2007 شارك في الحوار برعاية الفرنسيين ووزير خارجيتهم برنار كوشنير في «سان كلو»، حيث يقال إنهم فاتحوا الحضور للمرة الأولى بمطالبتهم بما يسمى المثالثة خروجاً أو نسفاً للدستور و«اتفاق الطائف» الذي ينص على المناصفة، وهو الأمر الذي لم يخرجوا منه وعنه، منذ ذلك الحين، وشكل منطلقاً لما سيسمى «الثلث الضامن» أو الثلث المعطل الذي أقر في «مؤتمر الدوحة» عام 2008، والذي يشكل منطلق التعطيل، حتى هذه اللحظة، عبر مطالبة حليفهم الرئيس ميشال عون به (رغم النفي)، ما يعطل مهمة سعد الحريري في تشكيل حكومة المهمة الإصلاحية التي اقترحها ماكرون!

ويتناسى «حزب الله» وقبلان الذي يتحدث أمرين أساسيين: أولاً أن موضوع الحياد مسألة كيانية في لبنان، لا يُفهم منها الحياد عن الصراع العربي مع إسرائيل، وهو ما تتضمنه مقدمة الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني لجهة القول حرفياً إن «لبنان وطن حر سيد مستقل، وطن نهائي لجميع أبنائه، واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات في حدوده المنصوص عنها في هذا الدستور والمعترف بها دولياً، ولبنان عربي الهوية والانتماء، وهو عضو عامل ومؤسس في جامعة الدول العربية، كما هو عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة، ويلتزم مواثيقها، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان»!

ولعل من المثير والعجيب أن تصبح الدعوة إلى التدويل خيانة، في حين أن التدويل قد شكل مطلباً حيوياً وضرورياً وافق عليه «حزب الله» وبحماسة، كما يتذكر الجميع، عندما أقرّ مجلس الأمن في 11 أغسطس من عام 2006، بعد عدوان إسرائيل، مشروعاً فرنسياً - أميركياً هو القرار 1701، الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية بالإجماع، حيث قال حسن نصر الله يومها: «نحن نوافق على القرار ونحترم وقف إطلاق النار»، وكرر هذا القول في 10 سبتمبر (أيلول) من عام 2019 لمناسبة عاشوراء: «إن لبنان يحترم القرار 1701، و(حزب الله) جزء من الحكومة»، أوليس هذا قمة التدويل؟

فعلاً أولم يكن قرار مجلس الأمن رقم 1701 قمة التدويل؛ فكيف تصبح دعوة البطريرك الراعي إلى التدويل لإنقاذ لبنان من الانهيار النهائي، الذي سيصيب أيضا بيئة «حزب الله» التي خرجت وتخرج لتشعل الإطارات وتقطع الطرق وتطالب بحكومة إنقاذ؟ كيف تصبح دعوة الراعي خيانة، عندما ينسى نصر الله موافقته تكراراً على القرار 1701 الذي ينصّ في بنده التنفيذي - الفقرة 11 على وجوب «التنفيذ الكامل لبنود (اتفاق الطائف) ذات الصلة، والقرارين 1559 و1680 اللذين ينصان على نزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان، بحيث إنه، وتبعاً لقرار الحكومة اللبنانية في 27 يوليو (تموز) 2006، لن تكون هناك أسلحة أو سلطة في لبنان غير أسلحة الدولة اللبنانية وسلطتها، ومنع بيع أو تزويد لبنان أي أسلحة إلا بإذن حكومته.

كان التدويل مطلباً ملحاً عند الحاجة إليه عبر القرار 1701، وصار الآن عندما طالبت به بكركي مدعومة من كل الطيف السياسي في لبنان، مرفوضاً وخيانة، لأن لبنان صار، كما قال الراعي تماماً: «يقف أمام حال انقلابية بكل معنى الكلمة، على مختلف ميادين الحياة العامة وعلى المجتمع اللبناني، وما يمثل وطننا من خصوصية في هذا الشرق». لقد استفاد «حزب الله» دائماً من التدويل، على قاعدة قول نصر الله إنه جزء من الحكومة اللبنانية، استفاد في مؤتمرات باريس 1 و2 و3، و«مؤتمر سيدر» في 18 أبريل (نيسان) 2018، الذي حضرته 40 دولة، وهو يرفض التدويل اليوم خوفاً من أن يستعيد لبنان توازنه السياسي والاقتصادي وقواعده السيادية الاستقلالية، بعدما جاء وقت صارت طهران تقول علانية إنها تهيمن على بيروت، وإن لبنان مجرد منصة صاروخية لضرب إسرائيل، في حين يكرر نصر الله أنه جزء من دول الممانعة، وهذا تدويل بالفارسية طبعاً!

 

السلطة “تستجدي” التدويل… وترفضه؟

جورج شاهين/الجمهورية/06 آذار/2021

قبل التلهّي بالسيناريوهات «الغامضة» و»المفخّخة» من اجل تشكيل الحكومة العتيدة، كان الاهتمام منصّباً على ترجمة معاني «المؤتمر الدولي الخاص بلبنان» برعاية الامم المتحدة، ومدى تفسيره «حياداً» او «تدويلاً» بما انتهى اليه «سبت بكركي»، وتزامناً مع استجداء اهل السلطة دعماً دولياً لمواجهة الاستحقاقات المؤلمة التي قادت اليها خياراتهم، يتسابقون لإدانة التدويل الى حدّ اعتباره «حرباً» و»تنازلاً عن السيادة». فكيف التوفيق بين هذه المعايير؟

قبل ان ينتهي النقاش في مجلس النواب حول آلية تطبيق مشروع قرض البنك الدولي الممنوح للبنان دعماً لـ «شبكة الأمان الإجتماعي» بقيمة 246 مليون دولار، للحؤول دون توسّع شبكة الفقراء، وقبل الإنهيار الكبير، ولمواجهة انعكاسات البطالة التي تمدّدت الى بيوت مئات الآلاف من العائلات اللبنانية، كان البعض من المسؤولين يحذّر مما يستهدف كرامة اللبنانيين وسيادة الدولة على اراضيها. ولم يكتفوا بذلك، فقد تمادوا في التهرّب من مسؤولياتهم على قاعدة التبرؤ من الأخطاء المرتكبة وإلقاء اللوم على الآخرين لتجهيل المسؤول او الجماعة الحقيقية عمّا آل اليه حال الوطن والمواطنين.

والأنكى من كل ذلك، لم يبادر احدٌ من اهل السلطة الى الإعتراف بما اقترفته خياراته السياسية والحكومية، الداخلية منها والخارجية، وهي التي استدرجت الحصار على لبنان وعزّزت القطيعة الديبلوماسية والمالية الغربية والعربية والخليجية منها خصوصاً. فأضافت الأزمة المتمادية اعباء لا تُحتمل على الدولة ومؤسساتها المختلفة، قبل ان تُصاب قطاعات واسعة منها بالشلل نتيجة الإنهيارات المتتالية في القطاعات المالية والمصرفية ومعها الإدارية والخدماتية التي مسّت حياة اللبنانيين اليومية وهدّدت لقمة عيشهم ومصدر رزقهم وقوتهم. وهو ما جعل عدداً كبيراً منهم تائهاً يبحث عن آلية تساوي بينه وبين ما يلقاه النازحون واللاجئون في لبنان، من رعاية اجتماعية وتربوية وطبية دولية وأممية.

وعلى الرغم من حجم المآسي التي تُسجّل يومياً على اكثر من صعيد، فلم يتوصل المسؤولون بعد الى قراءة موحّدة لأسباب ما جرى وتحديد المسؤوليات عن القرارات التي قادت الى عجز الدولة عن الإيفاء بالتزاماتها الخارجية والداخلية، الى درجة فقدت فيها كل اشكال الرعاية والخدمات، لو لم تمتد الأيادي الإنسانية الدولية والاممية الى مساعدة من نُكبوا بتفجير مرفأ بيروت، ومن تأثروا بفقدان العملة الوطنية قيمتها الشرائية، ومن طاولتهم جائحة الكورونا، من دون العبور بالدولة ومؤسساتها. لا بل فقد شملها العزل الدولي، الى درجة لا يمكن ان يحتملها صاحب ضمير مسؤول كان مكلّفاً إدارتها، قبل تصنيفها في أدنى المراتب قياساً على حجم الفساد والفشل في إدارة القطاعات الحيوية في القرن الـ21.

وبمعزل عن أي جردة يمكن ان تطاول هذا القطاع أو ذاك، فقد بات ثابتاً انّ كل المواقف السياسية والحكومية المتدحرجة ستؤدي الى مزيد من الانهيار وعلى كل الصعد السياسية والحكومية والاقتصادية والاجتماعية. ومرد ذلك الى سياسة المكابرة التي وسمت المواقف بما تنضح به من عنجهية غير مسبوقة تتجاوز قدرة اللبنانيين على تحمّل مزيد مما هو متوقع من أزمات. وبدلاً من تواضع البعض والإعتراف بالمؤشرات الخطيرة وما يمكن ان تقود اليه مواقفه، يهوى المضي في موجة الإتهامات المتبادلة بالعمالة والرضوخ للسياسات الخارجية والمخططات التي تزيد من حجم التدهور القائم.

والأخطر من كل ذلك انّ البعض إمتهن على خلفيته «الديماغوجية» مهمة تكبير حجم الأعداء فلم يعد يرضى بخصوم محليين، مدّعياً انّه يخوض المواجهة مع المحاور الكبرى لتعطيل مؤامرات دولية مشكوك بوجودها وصدقية مراميها، ما يستدعي كثيراً من الإستغراب بما يجول في عقله الباطني تجاه مجموعات ودول وعواصم كبرى يستجدي منها الدعم المالي والاقتصادي والإنساني والاجتماعي كل يوم ويسعى الى تشويه صورتها، بما يفيض من عبارات الهجاء التي يتقنها السياسيون في لبنان.

وعليه، ومن دون مزيد من التفاصيل التي لا يتسع لها مقال، تتوقف المراجع العليمة امام تردّد البعض من المساهمة في خوض غمار المبادرة التي اطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، متجاوزاً كثيراً مما يشهده الداخل من نزاعات تُبعد الحلول المرجوة لمشاكل الوطن الصغير. ومن اجل إنقاذ لبنان من براثن الأزمة التي يعيشها، مستطلعاً الآفاق الدولية التي يمكن ان تخفف عن لبنان مخاطر الزجّ به في محور دولي من المحاور المتنازعة، الى درجة يمكن ان يدفع اللبنانيون أثماناً باهظة نتيجة فشلهم في إدارة امورهم الداخلية ووقف الإنزلاق الى النزاعات الاقليمية والدولية بغية تحقيق مكاسب آنية ومؤقتة لا تفي بحاجة اللبنانيين الى حلول مستدامة وبعيدة المدى، توفّر المناعة الكافية لبقائه دولة موحّدة ووطناً لجميع ابنائه.

ولذلك، فإنّ التعاطي مع مبادرة الراعي على خلفية رفضها، عدا عن كيل الإتهامات الكبيرة التي لا تتناسب ومراميها، كما شرحها البطريرك اكثر من مرة، فهي تجافي كثيراً من الحقائق، ولا يمكن تجاهلها الى الحدّ الذي يمكن تجاوزها، قبل ان تقدّم السلطة التي تعاندها، البديل الممكن والواقعي المؤدي الى فك أسر الجمهورية اللبنانية وتوفير حكومة تحاكي المجتمعين الداخلي والدولي بما هو مطلوب من مسارات إصلاحية محدّدة سلفاً، ولا يمكن تأجيلها، على طريق البحث عن وسائل التعافي التي ينتظرها اللبنانيون المتفائلون بإمكان تنفيذها اليوم قبل الغد، منعاً لسقوط البلاد في ازمة لا يمكن توقّع نتائجها من اليوم.

وقبل البحث في المواقف المتناقضة من مبادرة بكركي، تجدر الإشارة الى انّ اللبنانيين، ومنهم المعارضون للمبادرة البطريركية نحو الحياد لأسباب آنية ومصلحية مؤقتة، بعدما تراجعوا تكتياً عن مساندتها، يدركون انّ فشل اللبنانيين في إدارة ملفاتهم الداخلية وتعثر مشاريع إبعاد لبنان عن لعبة الامم الخطيرة، لم يجدوا حلاً لمعضلة دون معونة ومساعدة دولية منذ الاستقلال الى اليوم، وانّ طالبي الدعم الدولي اليوم لمواجهة فقر اللبنانيين «بشروط الشحادين المشارطين» وتجاوز أزماتهم الخانقة، لا يمكنهم التغريد بعيداً من المجتمع الدولي، وهو ما سيكرّس انتقالاً غير مفهوم النتائج بين الانهيار المنتظر وإمكان النفاذ في وقت قريب الى مرحلة التعافي. وأخيراً، يطرح السؤال: من سيقود هذه المسيرة، وهل هو من بين اهل السلطة في البلاد؟ وهل يمكن لمن يتمنّى الدعم الدولي والأممي لالف سبب وسبب ان يجاهر بعدم الحاجة الى من يعين اللبنانيين في مواجهة ازماتهم؟ وان بقي المعاندون يسيئون التعاطي مع المجتمع الدولي وعدم التجاوب مع ابسط مطالبه، ليس لإنقاذ بلدانهم بل لإنقاذ لبنان، فما الذي سيجنونه؟ ذلك انّ معادلة طلب الدعم الدولي ورفض الحياد او التدويل، ستبقى النظرية الأكثر استغراباً واستهجاناً؟

 

أسباب اتهام الحريري لـ”الحزب” بتعطيل التأليف

راكيل عتيِّق/الجمهورية/06 آذار/2021

منذ تكليف الرئيس سعد الحريري، في 22 تشرين الأول 2020، تأليف الحكومة، لم يحصل أي سجال حكومي بينه و»حزب الله»، ولم يتهم رئيس تيار «المستقبل» «الحزب» مرّةً بعرقلة التأليف، لا علناً ولا في المجالس الخاصة. وكان السجال الحكومي مقتصراً بين «بيت الوسط» من جهة والقصر الجمهوري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من جهةٍ ثانية. وفي تطوُّر مفاجئ، إتهم الحريري «الحزب» للمرة الأولى بتعطيل التأليف، واعتبر في بيان أمس الأوّل، أنّ «الحزب يناور لإطالة مدة الفراغ الحكومي، في انتظار أن تبدأ ايران تفاوضها مع الإدارة الاميركية الجديدة، ممسكةً باستقرار لبنان ورقةً من أوراق هذا التفاوض». موقف الحريري من «الحزب» حكومياً، جاء إثر خبر صحافي مفاده أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغ الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنّه سيكتفي بتسمية خمسة وزراء إضافة الى وزير «الطاشناق» في حكومة من 18 وزيراً، وأصرّ في المقابل على أن يحصل على حقيبة وزارة الداخلية، على أن يمتنع باسيل عن منح الحكومة الثقة. وأنّ المفاجأة كانت أنّ الحريري رفض اقتراح عون. وساقت الصحيفة التي نشرت الخبر تفسيراً لذلك أنّ الحريري «لا يريد تأليف حكومة قبل نيل رضى السعودية».

وأكّد الحريري أنّه لم يتلقَ أي كلام رسمي من عون في هذا الصدد، وأنّه «على عكس «حزب الله» المنتظر دائماً قراره من ايران، لا ينتظر رضى أي طرف خارجي لتأليف الحكومة، لا السعودية ولا غيرها، إنّما ينتظر موافقة عون على تشكيلة حكومة الإختصاصيين، مع التعديلات التي اقترحها الحريري علناً في خطابه في 14 شباط الفائت».

هذا التبدُّل في موقف الحريري وتوجيهه تهمة التعطيل الى «الحزب» مردّه، بحسب مصادر سياسية من فريق 8 آذار، الى أنّه رسالة الى السعودية «علّها ترضى عنه»، معربةً عن اقتناعها بأنّ الحريري «يحاول رمي المسؤولية عنه، في حين يبدو أنّه لا يريد التأليف بسبب مواقفه المتناقضة، والتزامه بنقاط حكومية معينة ثم تراجعه عنها طوال مدة التأليف السابقة، وبالتالي هو من يناور، خصوصاً بعد أن أزال عون بالطرح الذي قدّمه عبر ابراهيم العقبات من أمام التأليف».

في المقابل، تشرح مصادر قيادية في تيار «المستقبل» تطوُّر موقف الحريري واتهامه «حزب الله» بالعرقلة الحكومية مباشرةً وعلناً، بحيث أنّ الحريري منذ تكليفه كوّن اقتناعاً، من خلال رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنّ لـ «حزب الله» هدفين أساسيين، أن تؤلَّف حكومة تكون قادرة على التفاهم مع المجتمع الدولي لكي تتمكّن من جلب مساعدات، ومنع الصدام السنّي – الشيعي. وبالتالي، بنى الحريري مسار التأليف وفق هذا الأساس، واتجه الى تأليف حكومة بصرف النظر عن «حزب الله» ومن يريد أن يمثّله في الحكومة. لكن خلال الأسابيع المنصرمة، ومنذ خطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي طرح فيه توسيع الحكومة وعدم نيل أي طرف الثلث المعطل فيها، ظهر نصرالله بحسب «المستقبل» أنّه «يضرب ضربة عالحافر وضربة عالمسمار» بين عون والحريري.

وبالتالي، بدأ الحريري يشعر أنّ «حزب الله»، بعدم أخذه موقفاً واضحاً، يعوق إنتاج الحكومة، وهذه الإعاقة مردّها الى أنّه غير مستعجل ولا يريد الوصول الى خيارات حاسمة، في وقت إيران ما زالت تفاوض المجتمع الدولي وخصوصاً الأميركيين، ولا ضرورة لأن يذهب «الحزب» الى حكومة قادرة على اتخاذ قرارات وعلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي بالتوازي مع المشروع الفرنسي، قبل أن يتضّح مسار الأمور بين إيران ودول العالم خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، بالنسبة الى الإتفاق النووي».

وتقول المصادر نفسها، إنّ «ما يمارسه «حزب الله» الآن، أنّه لا يضغط لا على عون ولا على الحريري، ويترك مسار الأمور على ما هو عليه طالما هناك مراوحة ولا قرار، وأنّ باسيل يقول إنّه يفعل مثلما يريد «حزب الله». وبالتالي، إنّ الاعتبار الأساس في اتهام الحريري لـ»الحزب» هو «عدم الوضوح في موقفه». وتوضح مصادر «المستقبل»، أنّ «هذا ما أعاد الأمور الى نقطة الصفر، بحيث أنّ «حزب الله» ترك «سواد الوجه» الى عون والحريري لأنّهما لا يتفقان، وهو في الوقت نفسه ينتظر اللحظة المناسبة لكي يتسبّب بعرقلة جديدة للتأليف، من خلال طروحات جديدة، لأنّ زمن الإفراج عن حكومة في لبنان لم يأتِ بعد».

لكن، ألا يؤدّي قبول عون بتسمية خمسة وزراء في الحكومة بدلاً من 6، وعدم حصوله على الثلث المعطل، الى حلّ معضلة التأليف، وبالتالي إذا وافق الحريري على هذا الطرح، تكون الحكومة كما يريدها من 18 وزيراً وبلا ثلث معطّل لأي طرف، وبموافقته على ذلك يفرض الحكومة على «حزب الله» وغيره، خصوصاً أنّ الحريري لم ينفِ النقاط الحكومية التي قيل إنّ ابراهيم نقلها إليه مكلفاً من عون؟

تعترف مصادر «المستقبل» أنّ «الوساطة الأخيرة التي أجراها اللواء ابراهيم كانت تتضمن هذه النقاط، مركّزةً على أنّ «هذه النقاط لكي تُبحث يجب أن يتصل عون بالحريري لكي يتحاور معه حولها، فيما أنّ هذا لم يحصل. وهذا يعني تكرار تجارب سابقة، بحيث يسمع الحريري حلولاً من جهات معينة، وعندما يتوجّه الى القصر الجمهوري يسمع خلال اجتماعاته بعون أموراً مختلفة». أمّا لجهة أنّ الحريري ينتظر رضى السعودية، تشير المصادر نفسها، الى أنّ «الحريري كان واضحاً في البيان الصار عنه أمس الأول، بحيث سمّى السعودية، فيما كان يجري سابقاً نوع من التغطية من خلال عدم التسمية. وهو يعرف أنّ السعودية لا تعطي أي إشارة الى أي حكومة تريد، وأنّ السعوديين قالوا إنّ لا علاقة لهم بالتأليف، وتركوا للحريري الخيار، بعدها يقرّرون طريقة التعامل مع هذه الحكومة». كذلك تؤكد المصادر، أنّ «السعوديين لا يقولون للحريري أي حكومة يقبلون بأن يكون رئيسها، وهم لا يتواصلون معه أساساً بالنسبة الى موضوع الحكومة». وتقول: «ليضعوا الحريري على «المحك»، وليقبل عون بالتشكيلة الوزارية التي سبق أن قدّمها الحريري إليه بصرف النظر عن موقف السعودية». وتضيف، أنّ الحريري «لا ينتظر شيئاً وهو مستعد لتأليف الحكومة الآن، ولا يسأل حتى عن قرار «حزب الله»، بل المهم أن يوافق عون على التشكيلة الوزارية لتذهب الى مجلس النواب لكي تنال الثقة أم تُحجب عنها». وتؤكد مصادر «المستقبل»، أنّ الحريري «متيقّن من أنّ أي طروحات جديدة مثل توسيع الحكومة، ستُدخلنا في متاهات جديدة، وهو متمسّك بموقفه، أي حكومة من 18 وزيراً بلا ثلث معطل، وأن يُسمّى وزير الداخلية بالاتفاق بينه وعون».

 

ستريدا جعجع: ننتظر أن يتخذ عون قراراً بالاستقالة

الشرق الاوسط/06 آذار/2021

اعتبرت النائبة في حزب «القوات اللبنانية» ستريدا جعجع، أن إسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون في الشارع «خطوة غير دستورية»، لكنها قالت «نحن بانتظار أن يقوم الرئيس شخصياً باتخاذ موقف تاريخي بالاستقالة»، ورأت أنه «قبل البحث بأي تغيير أو تعديل للنظام اللبناني يجب أن تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها بحيث لا يعود هناك سلاح غير شرعي خارج سلاح المؤسسات الأمنية الشرعية، على رأسها الجيش اللبناني، كما يجب أن تستعيد الدولة قرارها الاستراتيجي بالسلم والحرب».

وعن علاقة «القوات» برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، قالت جعجع إن «ترميمها منوط به وبمواقفه من ملفات أساسية كطريقة إدارة الدولة والحوكمة، محاربة الفساد، إقرار الإصلاحات، وغيرها».

وتطرقت جعجع إلى علاقة حزب «القوات» وتحالفاته مع الأحزاب الأخرى، وقالت إن تموضع حزب «القوات» السياسي لم يختلف يوماً، «فنحن مهما اختلطت الأوراق وتغيرت المعادلات على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، تموضعنا ينبع من ثوابت نناضل لترجمتها على مساحة الوطن، وذلك لأننا حزب مبدئي يعمل للمصلحة العامة، أهمها قيام الدولة العادلة القوية القادرة الباسطة سلطتها على كامل أراضيها، وبالتالي حليفنا الدائم الناس».

أما بالنسبة لخريطة التحالفات في البلاد، «فنحن في موقعنا موجودون دائماً بغض النظر عمن يقترب منا أو يبتعد، المهم بالنسبة لنا فقط هو العمل لتأمين مصالح الناس، وإحقاق المصلحة الوطنية العليا، بغض النظر عن أي اعتبارات. ومهما اشتدت الظروف نحن مستمرون في نضالنا بما يرضي ضميرنا الوطني من أجل الوصول إلى هذه الأهداف، ولنا في تاريخنا أمثلة كثيرة تظهر مدى التزامنا بقضية لبنان (الجمهورية القوية)، وإصرارنا على الكفاح من أجل تحقيقها».

وما إذا كانت تعتبر أن «القوات» اليوم هو الحزب الأقوى بين الأحزاب المسيحية ولماذا؟ وهل سيشارك في الانتخابات الفرعية إذا حصلت؟

قالت: «المرجع الصالح لتحديد من هو الحزب المسيحي الأقوى هو الناس، مع التأكيد أن مسعانا وعملنا السياسي كان هدفه وسيبقى حرية وسيادة واستقلال لبنان، لذا نتخذ مواقفنا وقرارتنا السياسية في (القوات) بحسب ما يمليه علينا ضميرنا، وما تقتضيه المصلحة الوطنية بعيداً عن الحسابات الشعبوية، ونسعى دائماً لإيجاد قواسم مشتركة مع الأحزاب السيادية الأخرى من أجل إنقاذ لبنان من القعر الذي هو فيه اليوم».

أما بالنسبة لمشاركتنا في الانتخابات الفرعية، فهذا بالنسبة لنا واجب وطني وسنشارك في حال أجريت، إلا أن مسألة كيفية مشاركتنا فنقررها ونعلن عنها بعد التباحث في الهيئة التنفيذية في الحزب وفي تكتل «الجمهورية القوية».

وعن موقف «القوات» من «العهد» ورئيس الجمهورية، ولماذا لا يخطو الحزب باتجاه رفع مطلب إسقاط عون، وإلى أي حد يرتبط هذا الأمر بكونه الموقع المسيحي الأول؟ قالت جعجع: «نحن دستوريون وجمهوريون ونؤمن بالمؤسسات ولسنا انقلابيين. لذا نتخذ قراراتنا بحسب ما يمليه الدستور وما تنص عليه القوانين، كما أنه عندما كان يجب أن نستقيل من الحكومة أقدمنا على ذلك، وعندما كان يجب ألا نستقيل من مجلس النواب قمنا بذلك أيضاً. إن إسقاط رئيس الجمهورية في الشارع خطوة غير دستورية وغير قانونية. وفي هذا الإطار، نحن بانتظار أن يقوم الرئيس شخصياً باتخاذ موقف تاريخي بالاستقالة والدعوة لانتخابات نيابية مبكرة. أما بالنسبة للكلام عن أن ذلك مرده لأن رئاسة الجمهورية هو الموقع المسيحي الأول، فنؤكد أن موقفنا ينطلي على جميع المواقع الأخرى، إن كان رئاسة مجلس النواب أو رئاسة الحكومة أو أي موقع دستوري قانوني آخر».

وتحدثت النائبة ستريدا جعجع عن طلب البطريرك الماروني بشارة الراعي، من الأحزاب، تقديم ورقة حول ملاحظاتها أو الثغرات التي تحتاج لتصحيح في النظام اللبناني لتقديمها للأمم المتحدة، وقالت: «هذه الخطوة مهمة وأساسية بالمرحلة المقبلة إلا أننا نعتبر كحزب سياسي أنه قبل البحث بأي تغيير أو تعديل للنظام اللبناني يجب أن تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها وتكون حصرية استعمال القوة بيدها، بحيث لا يعود هناك سلاح غير شرعي خارج سلاح المؤسسات الأمنية الشرعية، على رأسها الجيش اللبناني، كما يجب أن تستعيد الدولة قرارها الاستراتيجي بالسلم والحرب. أما مرد موقفنا هذا فهو أنه عند البحث بتغيير أو تعديل النظام يجب أن يكون هناك تكافؤ ومساواة بين جميع الأفرقاء اللبنانيين، باعتبار أنه لا يمكن البحث بأمر مهم كهذا في ظل استقواء فريق من اللبنانيين بسلاحه وباحتكاره لقرار الدولة الاستراتيجي على الآخرين. وأغتنم الفرصة لأشد على يد البطريرك الراعي بكل مواقفه ومسعاه لتثبيت السيادة والحرية في هذه البلاد. ويجب أن يعلم الجميع أن بكركي لا تتحرك إلا عندما يكون هناك خطر كبير يتربص بالبلاد، وهذا ما رأيناه عبر العصور مع البطاركة الموارنة، ويكمل اليوم الراعي على المدى البعيد ما كان يناضل ويكافح ويقاوم ويستشهد في سبيله أسلافه عبر العصور، أما على المدى القصير فيكمل ما بدأه البطريرك الراحل نصرالله صفير الذي ناضل طيلة حياته لاستعادة الاستقلال والحرية والسيادة، بحيث لا يمكن أن ننسى البيان الشهير للمطارنة الموارنة عام 2000 الذي أعلن بداية مسيرة الاستقلال الثاني، ونحن كما كنا دائماً، مستمرون بالتزامنا التام بخط بكركي ومساندة سيد الصرح».

وسألنا جعجع: هل رئيس «القوات» الدكتور سمير جعجع مرشح طبيعي للرئاسة، أم سيكتفي بالدور الذي قام به عند انتخاب عون واعتبره البعض حينها أنه بات من صانعي الرؤساء؟ فقالت: نحن كحزب سياسي تتمحور اهتماماتنا اليوم حول كيفية إنقاذ الجمهورية، وأن نحصنها ونقويها ونمكنها، لأنها اليوم في حالة انهيار شبه تام، وعندما نصل بعد نجاحنا بهذه المهمة إلى مسألة رئاسة الجمهورية عندها لكل حادث حديث.

وردت على سؤال حول فشل الأحزاب المعارضة في تشكيل جبهة موحدة بعد سقوط فريق «١٤ آذار»، فقالت: «إحدى أهم المزايا التي نراها ما بين القوى السيادية في لبنان، التعددية والديمقراطية، أن لكل فريق قراءته ونظرته للواقع ولسبل الحل والخروج من الأزمة. ونحن واجبنا كحزب سياسي، بفضل التمثيل الشعبي والنيابي الذي نتمتع به، أن نحاول تقريب وجهات النظر بين هذه الأفرقاء، ونعمل على إيجاد أرضية مشتركة بينها للعمل على توحيد صفوفها، وهذا ما نقوم به اليوم.

ومن هذا المنطلق، نجد أن الأرضية المشتركة الوحيدة التي يمكن إيجادها اليوم بين هذه القوى هي مطلب الانتخابات النيابية المبكرة، التي من شأنها الإتيان بالتغيير الحقيقي عبر فرزها لأكثرية تعبر عن آراء الناس وتطلعاتهم، ما سيمكنها من استعادة الثقة الشعبية بالدولة والثقتين العربية والدولية المفقودتين اليوم. ما يتيح أمامها فرصة كبيرة للعمل على إنقاذ لبنان، باعتبار أنه من دون الثقة لا إمكانية لتغيير الأمر الراهن المتردي من قبل أي قوة سياسية».

وتحدثت جعجع عن علاقة حزب «القوات» بالرئيس سعد الحريري، وما إذا كانت قابلة للترميم في المرحلة المقبلة، فقالت إن ترميمها منوط بالحريري، وبمواقفه من ملفات أساسية كطريقة إدارة الدولة والحوكمة، ومحاربة الفساد، وإقرار الإصلاحات، وغيرها. «فنحن كحزب سياسي، موجودون في موقعنا بشكل دائم بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، ويدنا ممدودة لكل من تتوافق طروحاته ومبادئه وتطلعاته ومشروعه للدولة مع تطلعاتنا ورؤيتنا ومرامينا، فكيف بالحري إن كان الرئيس الحريري».

وعن مدى تعويل «القوات» على مواقف البطريرك الراعي لإحداث تغيير في لبنان، لا سيما حيال سلاح «حزب الله»، قالت: «غبطة البطريرك لم يذهب باتجاه المرجعية الدولية، عبر الدعوة إلى مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، إلا بعدما استنفد كل الوسائل الممكنة من أجل إحداث اختراق في حائط الأزمة، ولم يفلح، كما أن اندفاعته السريعة والثابتة والصلبة هذه مردها إلى أمرين ملحين: الأول هو الجوع والعوز والفقر الذي يجتاح لبنان جراء الأزمة الاقتصادية - المالية - النقدية، وعلى هذا الصعيد حاول البطريرك القيام بوساطة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لتسريع تأليف حكومة اخصائيين مستقلين لإخراج البلد من الأزمة، ولكنه لم يوفق في ذلك ولا يزال التأليف معطلاً حتى اليوم».

أما الأمر الثاني، فهو الانقلاب على الدولة بما تمثل من لبنان الكيان والصيغة والشراكة وجسر العبور والدولة المدنية الذي استشعر به البطريرك، ونعيشه اليوم على كافة محاور حياتنا الوطنية.

وأضافت جعجع: «إن بكركي طالما كانت تطرح عبر التاريخ عناوين وطنية كبيرة، إلا أنه يجب ألا نغفل الشق الإنساني اليوم من طرح غبطته الذي يعتبر أنه لا يمكن أن يكون سيد هذا الصرح الجامع ويقف موقف المتفرج إزاء تجويع الناس ودفعهم نحو الهجرة التي تتزايد نسبتها، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت، ولكن هناك حقيقة لا يمكن لأحد نكرانها، وهي أن الأكثرية الحاكمة اليوم هي من أوصلت البلاد إلى البؤس الذي نعيشه، ورغم كل ذلك مد البطريرك يده إلا أن مبادرته ومسعاه قوبلا بعدم التجاوب.

«بكركي صوت لبنان، ولا يمكن لسيدها إلا أن يأخذ ما يأخذه اليوم البطريرك الراعي من مواقف. فهو اليوم خير خلف لخير أسلاف، كانوا دائماً صوت الجميع وليس صوت فئة واحدة، وهذا ما ظهر جلياً في التجمع الذي أقيم في ساحة الصرح دعماً لمواقف البطريرك السبت الماضي، حيث شارك لبنانيون من كافة المناطق ومن كافة المشارب والمذاهب اللبنانية بشكل عفوي في هذا التجمع».

 

المطران بو نجم لموقع mtv: سنطهّر الثورة... ولا تدعوا أحداً يستغلّكم

ريكاردو الشدياق/أم تي في/06 آذار/2021

لم يكن في حسبان الخوري أنطوان بو نجم أنّه سيتحوّل من كاهن لرعيّة مار الياس في بلدة عين عار المتنيّة إلى راعٍ لأبرشيّة أنطلياس المارونيّة في 3 آذار. كلامٌ جريء ومقدام يتماهى مع جيله الثائر، يُطلقه اليوم، عبر موقع mtv، مفتتحاً مسيرته القياديّة على رأس ثاني أكبر أبرشيّة في لبنان من حيث عدد السكان، مُدركاً للثقل الكنسيّ والوطنيّ المُلقى على عاتقه في أصعب لحظة من عمر البلد وشعبه.

لا شكّ أنّه في انتخاب إبن الـ53 عاماً في هذه المرحلة بالتحديد، دلالة يُبنى عليها على أجندة بكركي التي تخوض مشروعاً استراتيجياً وإصلاحياً مرتبطاً بمصير لبنان، والمسيحيّين، في الشرق الأوسط.

سيُكمل المطران الشاب، الذي يستعدّ لرسامته رسمياً، ما سبق وبدأه بصمت. قلّةٌ كانت تعلم أنّ في ذمّة بو نجم مُبادرات إجتماعيّة عدّة، إلى جانب مهامّه الإرشاديّة والتعليميّة في مدرسة مار يوسف في قرنة شهوان ومع شبيبة الأبرشية وكشافة لبنان، وفي مقدّمتها مشروع "مطبخ البونا" الذي تمّ إنشاؤه لإطعام الناس والعائلات المحتاجة ومؤازرة الفئات الأكثر فقراً لناحية تأمين المأكل والمشرب، وسيُطوّره ليشمل حاجات الأدوية وآلات الأوكسيجين. مع تولّيه هذه المسؤوليّة، يُصبح في متناوله إمكانيات لوجستيّة أكبر وشبكة أوسع من العلاقات والصلاحيات التي ستخوّله التصرّف.

هل تحمل مشروعاً تغييرياً للكنيسة والوطن المُنهار؟

"لم أعمل ولم أجهد للوصول إلى هذا المنصب"، يقول، كاشفاً أنّ "مَن رشّحني هو المطران يوسف بشارة، وفي الحقيقة تفاجأتُ للغاية، سيّما عندما استدعاني البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لينقل إليّ موافقة البابا فرنسيس على توليَّ مهام إدارة أبرشيّة أنطلياس، بما تنطوي على مسؤوليّات وبما تحتضن حجراً وبشراً". أمّا التحدّي الأكبر بالنسبة إليه، فهو "التوسّع في المشروع الذي بدأه المطران يوسف بشارة والمطران كميل زيدان، للحفاظ على الشبيبة ومواجهة فقدان واضمحلال العائلة، وهذا يحتاج إلى تجاوب الكهنة مع الخطّة التي سأضعها، استكمالاً لمسيرة سلفَيّ"، مُعلناً أنّه سيُطلق فريقَ عملٍ جديد في الأشهر القليلة القادمة، مكوّناً من كهنة وعلمانيين، بهدف كسب ثقة أوسع شريحة ممكنة من العائلة الكنسيّة كي نتّفق على توحيد خارطة العمل، إنطلاقاً من تخفيف الخصومات والإختلافات وتجاوز الضغوطات بالمحبّة ونيّة التغيير.

"تطهير" الثورة يُتابع بو نجم عن كثب التبدّل السريع الذي يشهده المجتمع اللبناني، منذ بدء الثورة حتّى اليوم، مُركّزاً على أنّه سيصبّ اهتمامه لـ"تطهير هذه الثورة، من الشوائب المنحرفة واليساريّة التي تتعارض مع القيم المسيحيّة الصحيحة، فهناك غايات تسلّلت إلى الثورة تناقض غايات الكنيسة"، ومشدّداً على أنّ "الأولويّة على هذا الصعيد هي جذب فئة الشباب إلى المطرانيّة وبلورة التصوّر الأنسب للثورة على الفساد والظلم، وليس الإنضواء في منظومة فاسدة في مواجهة منظومة فاسدة أخرى، تأسيساً على خطى البابا القدّيس مار يوحنّا بولس الثاني عندما كان أسقفاً في كراكوفيا البولونيّة في أيام الشيوعيّة".

يُفاجئنا المطران بجرأته المتقدّمة، عندما يُعلن أنّ "طموحي يصل إلى حدود الشهادة، فأنا أطمح أن أكون شهيداً، أمّا مَن سيُحاول قتلي فسيخسر"، مضيفاً: "قيم المسيح هي دستور ثورة المحبّة التي أؤمن بها، والحمدلله أنّي نظيف الكف وحسن السيرة ولا أخاف أحداً لأنّي لا أملك أيّ فاتورة كي أدفعها لأحد، فمَن أتى بي مطراناً ليس حزباً أو جهةً معيّنة بل سيّدي المسيح، الأمر الذي يمنحني الحريّة الكاملة".

القضيّة والتحدّيات

ينطلق بو نجم من أنّ "الكنيسة لم تعد تعني مجموعة صغيرة معيّنة، بل أصبحت مرتبطة بأدوارٍ تخدم قضيّة المسيحيين وبقاءهم في الشرق الذي أسّسوه، لذلك فإنّ احترام المسيحي للمُسلم، والعكس، والحفاظ على مستقبل مُشترَك في هذه المساحة الجغرافية، لا يحصلان بالدعوة إلى القتل والحرب، خصوصاً أنّ تعليم الكنيسة الجامعة يرفض قطعاً الإنخراط في محاور وحروب لصالح أيّ كان". وعطفاً على ذلك، يستعيد المطران المنتخَب، إبن حركة الـ"فوكولاري"، تجربته الخاصّة في حرب تموز 2006، عندما بادر إلى "احتضان الإخوان الشيعة في البيوت والأديرة المسيحيّة، وتأدية الصلاة معهم في الكنائس، وفي ذلك الحين "عِرفو مين نحنا" وماهيّة عقيدتنا"، مردفاً: "مسؤوليّتي الكبرى تكمن في كوني مطراناً في خدمة كلّ إنسان".

مشروع البطريرك الراعي

يحمل بو نجم راية مشروع الحياد البطريركي كاملاً، مكتفياً بالقول: "نحن في دولة ديمقراطيّة شارك الموارنة في تأسيسها ومتمسّكون بها، ونحن حريصون على خوض الإستحقاق السياديّ حتى النهاية". ووصف مشهديّة 27 شباط في باحة الصرح البطريركي في بكركي بـ"بداية الثورة في وجه تجّار السياسة- ومَن يتبعهم من تجّار البنزين والمازوت والأدوية والمأكل- الذين يتلاعبون بحياة اللبنانيين ويساهمون في أخذهم رهينة مع علمهم أنّ "الجوع واصل علينا".

زيارة البابا فرنسيس إلى العراق

ينظر إلى هذه الزيارة التاريخيّة على أنّ "البابا مرجعيّة عالميّة وليس فقط بابا المسيحيين، وهو يشعر أنّه الأكثر مسؤوليّة عن الشرق، والعراق في صلبه، وهو سيوظّف موقعه وعلاقاته الدبلوماسيّة مع أميركا والدول الأوروبيّة للنهوض بالعراق وشعبه"، متمنّياً أنّ "نشهد زيارةً قريبة للبابا فرنسيس إلى لبنان في خطوة تنتشل الشعب اللبناني من اليأس الذي وصل إليه". وفي نهاية حديثنا معه، رسالة من المطران بو نجم إلى الشباب المنتفض: "لا تدعوا الزعيم يستغلّكم، كونوا أحراراً وانتفضوا وعبّروا عن وجعكم بلا إشارة من أحد".

 

هذا ما تخطط له بكركي.. وتفاصيل عن الحوار مع الحزب

بولا أسطيح/الكلمة أونلاين/06 آذار/2021

بات محسوما ان جلسة للجنة الحوار المشترك بين بكركي وحزب الله ستنعقد مطلع الاسبوع المقبل والارجح يوم الثلاثاء. بذلك تكون اللجنة استرجعت نشاطها المتوقف بشكل رسمي منذ اشهر ونكون دخلنا في مرحلة من التهدئة على خط البطريركية المارونية-حارة حريك بعد اشهر من التصعيد والذي توج اخيرا في اللقاء الشعبي في بكركي. ويبدو واضحا ان مسارعة الطرفين للتوجه للحوار ليس قناعة منهما بقدرتهما على التوصل الى قواسم مشتركة وبخاصة في ملفي الحياد والتدويل، انما خوفا من اتخاذ السجال والكباش بينهما منحى طائفي يهدد بجر البلاد المنهارة اصلا الى ما لا تحمد عقباه. فبالرغم من الغطاء السني الواضح لطروحات البطريرك والذي يؤمنه بوضوح تيار "المستقبل"، وبالرغم من بعض التمايز الذي يبديه "التيار الوطني الحر" لجهة عدم تأييده بالكامل مواقف الراعي، الا ان ذلك ليس كفيلا وحده بنزع فتيل انفجار الملف طائفيا. من هنا كان تحرك الثلاثي رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم والنائب فريد الخازن بمحاولة لمنع تفاقم الامور، تلقفها حزب الله سريعا لقناعته بأن لا مصلحة له على الاطلاق باعلان الطلاق مع بكركي والدخول في مواجهة معها تضعه بمواجهة القسم الاكبر من المسيحيين الذين كان ولا يزال يعول عليهم كغطاء رئيسي له امام المجتمع الدولي.

وبحسب المعلومات، فان الاجتماع الذي تعقده لجنة الحوار الاسبوع المقبل سيركز على تخفيف التوتر واستيعاب السجالات التي طبعت الفترة الماضية، علما ان وفد البطريركية سيصر على وضع برنامج عمل تعقد الاجتماعات اللاحقة على اساسه. فلا يكون الحوار لمجرد الحوار. ويبدو ان هناك وجهتي نظر لدى مقربين من بكركي، اذ يعتبر الفريق الاول انه حتى ولو لم يثمر التواصل مع جديد مع الحزب لتوافقات وتفاهمات حول العناوين المطروحة، فان مجرد التلاقي اساسي لعدم حرف المعركة عن مسارها وتحويلها لمعركة طائفية. اما الفريق الثاني فيرى ان عودة التواصل من دون نتيجة سيضر بحراك بكركي ويفقده زخمه الحالي ويعيدنا الى نقطة الصفر، من منطلق انه لم يعد ينفع التعايش والتكيف مع الوضع الحالي وتفادي العمليات الجراحية لاصلاح الوضع والنهوض مجددا بالبلد.

وتشير المعطيات الى ان البطريرك سيعطي في هذه المرحلة مساحة للحوار كي يرى الى اي مدى سيكون هذه المرة منتجا لجهة التمكن من التوصل مع حزب الله الى تفاهمات بنيوية، وفي حال فشل هذا التوجه سيعود ليكثف اتصالاته وضغوطاته دوليا لضمان الوصول حقيقة لحياد لبنان الذي يعتبره باب الخلاص الوحيد للبلد. من جهته، ووفق مصادر قريبة منه، سيحاول حزب الله جس النبض والتحقق من خلفيات طروحات بكركي الاخيرة وما اذا كانت مرتبطة بأجندة دولية ما، ليبني عندها على الشيء مقتضاه. علما انه بات واضحا ان العلاقة بين بكركي وحارة حريك لن تعود الى ما كانت عليه مباشرة بعد تولي الراعي سدة البطريركية، "فالتراكمات انطلاقا من اصراره على زيارة القدس وصولا لطرح التدويل، كلها تحتم الابقاء على مسافة بيننا..كيف لا ونحن في زمن كورونا!" اذا بخطوات غير واثقة تماما يتوجه مجددا حزب الله وبكركي الى الحوار... فهل يؤدي ذلك لتلاشي طروحات بكركي والعودة الى نقطة الصفر؟ ام يشكل بابا لابقاء الطروحات حية مهما طال اقرار آليات تنفيذها؟

 

على من يراهن "القوات

مريم حرب /أم تي في/06 آذار/2021

يكاد لا يمّر يوم إلاّ ويكرر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "لا أمل يُرجى من الطبقة الحاكمة" وأنّ "الحلّ بتغييرها عبر انتخابات نيابية مبكرة تعيد للشعب وكالته". 

من حكومة حسان دياب المستقيلة وما سبقها من معطيات إلى التجاذب القائم حول تشكيل الحكومة العتيدة برئاسة سعد الحريري وما بينهما من مصائب وأزمات ألّمت بلبنان وشعبه وتفجير للعاصمة، أثبتت التجارب، على حدّ تعبير مصدر "قواتي" أنّ "القوات كان على صواب فالإنهيار متواصل والفرملة معلّقة، وحكومة الحريري إن تشكلّت فمصيرها الفشل كما سابقاتها نتيجة إمساك الفريق الحالي بالسلطة وهو الذي لن يستطيع الإصلاح ولا يريده كونه يتعارض مع علّة وجوده". ويجدد المصدر "القواتي" التأكيد أنّ "الاحتكام إلى الناس يُشكّل المدخل للتغيير".

"القوات رأس حربة في مواجهة كلّ الفريق الحاكم" يؤكد المصدر، ويضيف: "تقاطعت هذه المواجهة مع طرح سيّد بكركي للحياد ولمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، فما تأخرّ جعجع وتكتل "الجمهورية القوية" ليساندا ويدعما سياسياً وشعبياً، وتلاقينا على المنطلقات نفسها والهدف نفسه وهو تغيير السلطة التي تتلهى بالحصص على حساب الوطن".

نسأل المصدر عما إذا كان يُعمل في الكواليس على بلورة استقالة جماعية مع الحزب "التقدمي الاشتراكي" وتيار "المستقبل" واستخدامها ورقة لقلب المعادلة، فيُجيب: "الخطأ الأكبر الذي يرُتكب هو إعادة الانقسام بين 8 و14 آذار أو حصر المواجهة بين حزبين. هناك مشروع واضح المعالم والأهداف أوصل لبنان إلى الانهيار والعزلة والدولة إلى الفشل وكل لبناني هو متضرر من هذا المشروع، وبالتالي المواجهة مسؤول عنها كل مواطن ليتمكن من العيش بكرامته في أرضه".

وأضاف: "لكل طرف سياسي اعتباراته ومواقفه، ولكن على القوى السياسية أن تلتقي في لحظة وعلى مشروع محدد، ومن هذا المنطلق كان تشديد "القوات" على ضرورة جمع المعارضات وتوحيد جهودها". وشدد المصدر على "أهمية دعم طرح البطريرك الراعي كي لا يبقى لبنان ساحة مستباحة للقوى الإقليميّة"، قائلاً: "الحياد هو الحلّ وإذا كان هناك من يستقوي بالخارج، فنحن لا نستقوي بالأمم المتحدة بل نريد من خلالها تأمين أمرين: الأوّل منع الاستقواء والانقلاب الحاصل على الطائف والدستور والدولة وثانياً بناء الدولة".

ورداً على سؤال حول الجهة التي سَتَكسب رهان القدرة على الصمود أكثر ، قال المصدر: "من يستطيع أن يُؤمن الاستقرار لكل فئات المجتمع هي الدولة، والانهيار الحاصل اليوم يطال الجميع ولا أحد قادر أن ينأى بنفسه عنه، وأكبر دليل ما يحصل في البيئة الشيعية من توترات واشتباكات بين العشائر. الدولة اللبنانية انهارت وليس هناك من ينازع "حزب الله" على دويلته؛ الواقع أنّ الانهيار دليل دامغ على أنّ مشروع "حزب الله" للبنان غير قابل للحياة".

وعن تحركات الشارع التي ألهبها ارتفاع سعر صرف الدولار والأوضاع الاجتماعية المتردية، يرى المصدر أنّ "هناك محاولات مستمرة لتوظيف ما يحصل في الشارع لغايات ومآرب سياسية"، موضحاً أنّ "أساس غليان هذا الشارع هو نتيجة الفشل والانهيار ونتيجة خوف الشعب على مصيره ومستقبله وما ينتظره". وأشار إلى أنّ "المعالجة حتماً ليست بالمسكنات إنّما باستئصال الورم". ولم يُخفِ المصدر فرحة "القوات" ممّا ووصل إليه قسم كبير من الشعب من وعي سياسيّ وتكوين رأي عام وشعور بالمواطنة ومحاولة التأثير بالواقع والمصير عبر الشارع، كاشفاً أنّ "رهان "القوات اللبنانية" وتكتله كان ولا يزال على الشعب وصوته وحَملِه مشروع بناء الدولة الحقيقية، دولة المؤسسات والدستور، مشروع قوامه الحياد".   بين الرهان على الشعب ودعوة البطريرك الراعي اللبنانيين 17 مرة لعدم السكوت، الورقة الأخيرة في يد الشعب لقلب المعادلات وتحرير الدولة واسترجاع الكرامة، فبين الحق والباطل لا يمكن البقاء على الحياد.

 

مساع عونية لـ "تبييض" صفحة باسيل وتأمين اتصال له مع القيادة الروسية

آلان سركيس/نداء الوطن/06 آذار/2021

يبدو أن الطريق إلى موسكو أقرب بكثير من الطريق بين "بيت الوسط" وبعبدا، وكأن بعض الحكّام الذين يرفضون طرح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عقْد مؤتمر دولي خاص بلبنان، تحت عنوان عدم استجلاب التدخّل الخارجي، لا يغادرون بيروت أو كأنهم لا يحاولون كسب رضى الخارج من أجل تحقيق مآربهم. باتت صورة السياسي اللبناني مشوّهة في دول العالم، إذ إن نظرة الازدراء ترافقه أينما حلّ، ليس لأن الدول تكره لبنان، بل لأنها تنظر كيف أن حكّام هذا البلد يكرهون شعبهم ويفعلون كل ما بوسعهم من أجل إغراقه في الأزمة.

ولا يمكن وضْع موقف روسيا إلا في إطار القرب من الموقف الفرنسي والدولي، والجميع متفق على أن سياسة التعطيل ستدفع البلاد نحو الإنهيار، ورغم أن الدول الكبرى تتنافس على الجغرافيا والنفوذ، إلا أنها تتفق على تصنيف حكّام لبنان بين أدنى مستوى درجات الحكّام في العالم.

ولم يطرأ أي تغير على الموقف الروسي من الملف اللبناني، إذ إن الروس يجدّدون ثوابتهم أمام كل من يلتقيهم وهذه الثوابت تتلخّص بضرورة الإسراع بتأليف حكومة برئاسة سعد الحريري، وأي محاولة لإحراجه من أجل إخراجه ممنوعة.

أما الثابتة الروسية الثانية فهي عدم حصول أي فريق على الثلث المعطّل ومن ضمنهم رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل لأن هذا الثلث سيعطّل عمل الحكومة، ومن جهة ثالثة، فإن الروس يريدون من الحكومة أن تبدأ ورشة إصلاح حقيقية وجديّة لأنها السبيل الوحيد لخلاص البلاد، في حين أنها تفصل الملف اللبناني عن الملف السوري، وتُحمّل حلفاء سوريا وإيران في لبنان مسؤولية إفشال تأليف الحكومة. وأمام كل هذه الثوابت الروسية، وبعد الزيارة الأخيرة غير الناجحة التي قام بها مستشار رئيس الجمهورية أمل أبو زيد إلى موسكو، حطّ أبو زيد أمس مجدداً في روسيا من أجل القيام بمحاولة جديدة لتليين الموقف الروسي. وعلمت "نداء الوطن" أن أبو زيد يسعى إلى تأمين موعد أو اتصال بين باسيل والقيادة الروسية بغية إقناعها أولاً بإعادة وصل ما انقطع بين "التيار الوطني الحرّ" وموسكو، ومن أجل إقناع القيادة الروسية بأهمية إعطاء رئيس الجمهورية و"التيار" الثلث المعطّل وعدم مساندة الحريري في مهمته.

ويتزامن تواجد أبو زيد في موسكو مع زيارة يقوم بها مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان حيث يلتقي عدداً من المسؤولين الروس، علماً أن شعبان يقوم بزيارات متكررة إلى موسكو، ويوجد تناغم ودعم لمهمة الحريري الأخيرة حيث يحرص الروس على تأكيد تحالفهم التاريخي مع آل الحريري نظراً إلى الدور الذي لعبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في إعادة وصل ما انقطع بين روسيا والدول الإسلامية والشرق أوسطية. لا شكّ أن زيارة العاصمة الروسية مهمة جداً، لكن الروس يؤكدون أهمية الحل الذي يخرج من الداخل اللبناني والذي يصنعه اللبنانيون بأيديهم وعدم انتظار الخارج، وإلا عليهم أن ينتظروا التوافق الأميركي - الروسي الكبير في المنطقة، وهذا التوافق لا يزال بعيد المنال، فيما الوضع اللبناني يتدحرج نحو الأسوأ، ما يثير قلق الدول المهتمة بالوضع اللبناني وعلى رأسها روسيا التي تحذّر دائماً من الفوضى، وهي ترى أن الإستمرار على هذا المنوال من التعطيل سيوصل إلى جهنّم حقيقية، وكل الجهد الذي بُذل سابقاً من أجل تحييد لبنان عن أزمات المنطقة سيذهب سُدى.

 

أسباب اتهام الحريري لـ”الحزب” بتعطيل التأليف

راكيل عتيِّق/الجمهورية/06 آذار/2021

منذ تكليف الرئيس سعد الحريري، في 22 تشرين الأول 2020، تأليف الحكومة، لم يحصل أي سجال حكومي بينه و»حزب الله»، ولم يتهم رئيس تيار «المستقبل» «الحزب» مرّةً بعرقلة التأليف، لا علناً ولا في المجالس الخاصة. وكان السجال الحكومي مقتصراً بين «بيت الوسط» من جهة والقصر الجمهوري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من جهةٍ ثانية. وفي تطوُّر مفاجئ، إتهم الحريري «الحزب» للمرة الأولى بتعطيل التأليف، واعتبر في بيان أمس الأوّل، أنّ «الحزب يناور لإطالة مدة الفراغ الحكومي، في انتظار أن تبدأ ايران تفاوضها مع الإدارة الاميركية الجديدة، ممسكةً باستقرار لبنان ورقةً من أوراق هذا التفاوض». موقف الحريري من «الحزب» حكومياً، جاء إثر خبر صحافي مفاده أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغ الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنّه سيكتفي بتسمية خمسة وزراء إضافة الى وزير «الطاشناق» في حكومة من 18 وزيراً، وأصرّ في المقابل على أن يحصل على حقيبة وزارة الداخلية، على أن يمتنع باسيل عن منح الحكومة الثقة. وأنّ المفاجأة كانت أنّ الحريري رفض اقتراح عون. وساقت الصحيفة التي نشرت الخبر تفسيراً لذلك أنّ الحريري «لا يريد تأليف حكومة قبل نيل رضى السعودية».

وأكّد الحريري أنّه لم يتلقَ أي كلام رسمي من عون في هذا الصدد، وأنّه «على عكس «حزب الله» المنتظر دائماً قراره من ايران، لا ينتظر رضى أي طرف خارجي لتأليف الحكومة، لا السعودية ولا غيرها، إنّما ينتظر موافقة عون على تشكيلة حكومة الإختصاصيين، مع التعديلات التي اقترحها الحريري علناً في خطابه في 14 شباط الفائت».

هذا التبدُّل في موقف الحريري وتوجيهه تهمة التعطيل الى «الحزب» مردّه، بحسب مصادر سياسية من فريق 8 آذار، الى أنّه رسالة الى السعودية «علّها ترضى عنه»، معربةً عن اقتناعها بأنّ الحريري «يحاول رمي المسؤولية عنه، في حين يبدو أنّه لا يريد التأليف بسبب مواقفه المتناقضة، والتزامه بنقاط حكومية معينة ثم تراجعه عنها طوال مدة التأليف السابقة، وبالتالي هو من يناور، خصوصاً بعد أن أزال عون بالطرح الذي قدّمه عبر ابراهيم العقبات من أمام التأليف».

في المقابل، تشرح مصادر قيادية في تيار «المستقبل» تطوُّر موقف الحريري واتهامه «حزب الله» بالعرقلة الحكومية مباشرةً وعلناً، بحيث أنّ الحريري منذ تكليفه كوّن اقتناعاً، من خلال رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنّ لـ «حزب الله» هدفين أساسيين، أن تؤلَّف حكومة تكون قادرة على التفاهم مع المجتمع الدولي لكي تتمكّن من جلب مساعدات، ومنع الصدام السنّي – الشيعي. وبالتالي، بنى الحريري مسار التأليف وفق هذا الأساس، واتجه الى تأليف حكومة بصرف النظر عن «حزب الله» ومن يريد أن يمثّله في الحكومة. لكن خلال الأسابيع المنصرمة، ومنذ خطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي طرح فيه توسيع الحكومة وعدم نيل أي طرف الثلث المعطل فيها، ظهر نصرالله بحسب «المستقبل» أنّه «يضرب ضربة عالحافر وضربة عالمسمار» بين عون والحريري.

وبالتالي، بدأ الحريري يشعر أنّ «حزب الله»، بعدم أخذه موقفاً واضحاً، يعوق إنتاج الحكومة، وهذه الإعاقة مردّها الى أنّه غير مستعجل ولا يريد الوصول الى خيارات حاسمة، في وقت إيران ما زالت تفاوض المجتمع الدولي وخصوصاً الأميركيين، ولا ضرورة لأن يذهب «الحزب» الى حكومة قادرة على اتخاذ قرارات وعلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي بالتوازي مع المشروع الفرنسي، قبل أن يتضّح مسار الأمور بين إيران ودول العالم خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، بالنسبة الى الإتفاق النووي».

وتقول المصادر نفسها، إنّ «ما يمارسه «حزب الله» الآن، أنّه لا يضغط لا على عون ولا على الحريري، ويترك مسار الأمور على ما هو عليه طالما هناك مراوحة ولا قرار، وأنّ باسيل يقول إنّه يفعل مثلما يريد «حزب الله». وبالتالي، إنّ الاعتبار الأساس في اتهام الحريري لـ»الحزب» هو «عدم الوضوح في موقفه». وتوضح مصادر «المستقبل»، أنّ «هذا ما أعاد الأمور الى نقطة الصفر، بحيث أنّ «حزب الله» ترك «سواد الوجه» الى عون والحريري لأنّهما لا يتفقان، وهو في الوقت نفسه ينتظر اللحظة المناسبة لكي يتسبّب بعرقلة جديدة للتأليف، من خلال طروحات جديدة، لأنّ زمن الإفراج عن حكومة في لبنان لم يأتِ بعد».

لكن، ألا يؤدّي قبول عون بتسمية خمسة وزراء في الحكومة بدلاً من 6، وعدم حصوله على الثلث المعطل، الى حلّ معضلة التأليف، وبالتالي إذا وافق الحريري على هذا الطرح، تكون الحكومة كما يريدها من 18 وزيراً وبلا ثلث معطّل لأي طرف، وبموافقته على ذلك يفرض الحكومة على «حزب الله» وغيره، خصوصاً أنّ الحريري لم ينفِ النقاط الحكومية التي قيل إنّ ابراهيم نقلها إليه مكلفاً من عون؟ تعترف مصادر «المستقبل» أنّ «الوساطة الأخيرة التي أجراها اللواء ابراهيم كانت تتضمن هذه النقاط، مركّزةً على أنّ «هذه النقاط لكي تُبحث يجب أن يتصل عون بالحريري لكي يتحاور معه حولها، فيما أنّ هذا لم يحصل. وهذا يعني تكرار تجارب سابقة، بحيث يسمع الحريري حلولاً من جهات معينة، وعندما يتوجّه الى القصر الجمهوري يسمع خلال اجتماعاته بعون أموراً مختلفة». أمّا لجهة أنّ الحريري ينتظر رضى السعودية، تشير المصادر نفسها، الى أنّ «الحريري كان واضحاً في البيان الصار عنه أمس الأول، بحيث سمّى السعودية، فيما كان يجري سابقاً نوع من التغطية من خلال عدم التسمية. وهو يعرف أنّ السعودية لا تعطي أي إشارة الى أي حكومة تريد، وأنّ السعوديين قالوا إنّ لا علاقة لهم بالتأليف، وتركوا للحريري الخيار، بعدها يقرّرون طريقة التعامل مع هذه الحكومة». كذلك تؤكد المصادر، أنّ «السعوديين لا يقولون للحريري أي حكومة يقبلون بأن يكون رئيسها، وهم لا يتواصلون معه أساساً بالنسبة الى موضوع الحكومة». وتقول: «ليضعوا الحريري على «المحك»، وليقبل عون بالتشكيلة الوزارية التي سبق أن قدّمها الحريري إليه بصرف النظر عن موقف السعودية». وتضيف، أنّ الحريري «لا ينتظر شيئاً وهو مستعد لتأليف الحكومة الآن، ولا يسأل حتى عن قرار «حزب الله»، بل المهم أن يوافق عون على التشكيلة الوزارية لتذهب الى مجلس النواب لكي تنال الثقة أم تُحجب عنها». وتؤكد مصادر «المستقبل»، أنّ الحريري «متيقّن من أنّ أي طروحات جديدة مثل توسيع الحكومة، ستُدخلنا في متاهات جديدة، وهو متمسّك بموقفه، أي حكومة من 18 وزيراً بلا ثلث معطل، وأن يُسمّى وزير الداخلية بالاتفاق بينه وعون».

 

فرنسيس والاصرار  على زيارة العراق

سعد سلوم/06 آذار/2021

أصرار قداسة البابا فرنسيس على زيارة العراق على الرغم من التهديدات الأمنية والصواريخ المنفلقة والتشويهات المتعمدة لصورة العراق، جدير بالتقدير.   يعود جزء من أصراره، على ما اعتقد، الى انه عاش ظروفا شبيهة بما يحدث في بلادنا. فقد قضى (بيرغوليو : هذا كان أسمه) معظم حياته المهنية في الأرجنتين. وواجه وقتًا عصيبًا في تاريخ بلاده. في أواخر السبعينيات ، استولى جزء من الجيش على الحكومة. حكموا الشعب بالحديد والنار حتى عام 1983. تلك الفترة تعرف الآن باسم الحرب القذرة. تم خطف أو قتل الآلاف من الأرجنتينيين. وشمل ذلك بعض القساوسة المتهمين بالعمل ضد الحكومة. حتى عندما اكتسب السلطة، تاليا،  واصبح الزعيم المحلي الأعلى للكنيسة الكاثوليكية (كرئيس لاساقفة  بوينس أيرس) عاش حياة بسيطة تتوافق مع فلسفته اليسوعية. كان يمكن أن يعيش في منازل كبيرة. بدلاً من ذلك، مكث في شقة صغيرة. سافر عبر بوينس آيرس في الحافلات ومترو الأنفاق. كان يخرج ليلا ليجلس مع المشردين في الشارع. أحضر الطعام ليشاركه معهم. في خطبه ، علّم عن أهمية مساعدة الفقراء. كما تحدث عن العمل مع الناس من جميع الأديان. في عام 2001 أصبح كاردينالًا خلال أزمة اقتصادية في الأرجنتين. قال لأعضاء الكنيسة ألا يحضروا القداس الخاص في مدينة الفاتيكان حيث سيكون كاردينالًا. بدلاً من ذلك ، طلب من الناس إعطاء المال الذي كانوا سينفقونه في السفر للفقراء. بصفته كاردينالًا ، طُلب منه اتخاذ قرارات مهمة.

في عام 2005 سافر إلى مدينة الفاتيكان للمساعدة في اختيار بابا جديد. اعتقد بعض الناس أن (بيرغوليو) قد ينتخب بابا في ذلك الوقت. وبدلاً من ذلك ، تم اختيار الكاردينال الألماني (جوزيف راتزينغر). الذي اصبح البابا بنديكتوس السادس عشر. عاد (بيرغوليو) إلى الأرجنتين. لقد خطط لإنهاء عمله هناك. أراد التقاعد في البلد الذي ولد فيه. في أوائل عام 2013 ، حدث شيء غير متوقع. قرر البابا بنديكتوس السادس عشر أنه لم يعد بإمكانه قيادة الكنيسة. كان يعتقد أن آثار الشيخوخة منعته من أداء دوره. كان هذا مفاجئًا. عادة ما يقود الباباوات الكنيسة حتى وفاتهم. قبل بنديكتوس السادس عشر ، لم يتقاعد بابا على نحو مبكر تقريبًا. مرة أخرى ، سافر بيرغوليو إلى مدينة الفاتيكان. لكن هذه المرة لن يغادر الاجتماع ليتقاعد في الأرجنتين. بل سيصبح البابا فرانسيس.  أطلق (بيرغوليو) على نفسه اسم القديس فرنسيس الأسيزي . يُذكر القديس فرنسيس كشخص سلام وبساطة وخدمة للفقراء. كان القديس فرنسيس نجل تاجر ثري. في أحد الأيام ، سمع ما يعتقد أنه صوت الله يأمره بخدمة الفقراء. تخلى عن ماله وممتلكاته. ثم غادر منزله ليعيش مع الفقراء. اجتذب القديس فرنسيس العديد من الأتباع. لقد بشر وكتب عن رعاية الحيوانات والبشر والأرض. 

في سن 76 ، أصبح البابا رقم 266 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وهو أول بابا يعتزم زيارة العراق على الرغم من الغاء زيارته  العام الماضي. أعتقد إن البابا فرنسيس يمثل منعطفا في تاريخ البابوية الحديث، على الرغم من إن البابوية هي مؤسسة تُظهر استمرارية ملحوظة بين أصحاب المناصب المتعاقبين ، الذين نادراً ما ينبذون تعاليم أو مساهمات أسلافهم. في الوقت نفسه ، يشهد التاريخ الحديث ابتكارات لا يمكن إنكارها وضعها الأحبار المتعاقبون. يضع كل بابا "نسخته" المميزة الخاصة به على المكتب وكيفية تنفيذها ، حتى مع بقاء النقاط الرئيسية في العقيدة الكاثوليكية والمواقف الأساسية للكنيسة الكاثوليكية ثابتة في مكانها على المدى الطويل. على سبيل المثال ، فإن خلفية القديس يوحنا بولس الثاني كفيلسوف شخصي وزعيم كنيسة في بولندا التي يسيطر عليها الشيوعيون والعمل السابق لبينديكتوس السادس عشر كعالم لاهوت أكاديمي ووصي رسمي للعقيدة الكاثوليكية قد أثرت بالتأكيد على تعاليمهم وأفعالهم طوال حياتهم. ترك كل منهم إرثًا مميزًا يعكس تاريخه الشخصي واهتماماته الخاصة، ولا شك إن فلسفة البابا فرنسيس تكمن في تواضعه الجم وبساطته، وستكون زيارة العراق، مهد الإديان السماوية نقظة مضيئة في إرثه الباقي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: مواقف الرئيس عون تصدر عنه شخصيا

السبت 06 آذار 2021

وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "تتناقل وسائل الاعلام على اختلاف أنواعها، كلاما تنسبه حينا الى أوساط بعبدا، وحينا آخر الى مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية، وغيرها من التوصيفات...يؤكد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، مرة جديدة، أن مواقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تصدر عنه شخصيا، أو عبر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، ولا تنسب الى زوار أو مصادر مطلعة أو أوساط مقربة الخ...، لأن ما ينسب الى هذه الجهات لا أساس له من الصحة ولا يمكن الاعتداد به. أما بالنسبة الى ما يصدر عن عدد من رؤساء الكتل النيابية من مواقف، فهي تعكس وجهات نظرهم هم من الأحداث، وهذا حقهم الطبيعي انطلاقا من مواقعهم السياسية. ان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية يجدد دعوة وسائل الاعلام للعودة إليه في كل ما يتعلق بمواقف فخامة الرئيس في أي موضوع كان".

 

وهبه لإذاعة لبنان:استدعيت سفير إيران على خلفية ما نشرته قناة العالم عن الراعي ولقاء مصارحة معه الاثنين

السبت 06 آذار 2021

وطنية - رأى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه، في حديث لبرنامج "لبنان في أسبوع" مع الزميلة ناتالي عيسى عبر "إذاعة لبنان"، أن "الكلام عن غياب الاهتمام العربي بلبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، مبالغ به وخصوصا أن اجتماعات جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية تعقد وفق جدول أعمال محدد مسبقا ومتفق عليه ويناقش على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة، ويرفع بعد ذلك الى وزراء الخارجية لإقراره"، لافتا إلى أن "لبنان بند موجود دائما ويتعلق بدعمه والتضامن معه ومؤازرته، فالدول العربية تعطي لبنان الاهتمام الذي لا يزال موجودا". وأشار الى أن "التباين في المناقشات كان في التدخل التركي في ليبيا والإيراني في اليمن". وقال: "يجب أن نفهم أن في الوطن العربي مناطق ساخنة تستحوذ على اهتمام الدول العربية لمعالجتها بالقدرة المتاحة، وهذا لا يعني أن لبنان لم يلق اهتماما ملحوظا". ووصف لقاءه مع نظيره المصري على هامش الاجتماع في القاهرة ب"المهم". وقال: "مصر مهتمة كثيرا بمساعدة لبنان للخروج من أزمته الداخلية، ولا سيما على صعيد التعثر في تأليف الحكومة، وهذا الأمر وضعت حيثياته بين يدي فخامة الرئيس عند عودتي من القاهرة. مصر هي الشقيق الكبير للبنان الذي يعول على جهودها، ولكن طبعا لن تكون هناك مبادرة خارج المبادرة الفرنسية بل دعما لها لتحقيق أهدافها، وأظن أنه سيكون هناك تنسيق مصري - فرنسي لوضع أسس الخروج من الأزمة في لبنان، تؤدي الى مصلحة الشعب اللبناني والاستقرار وعدم ترك لبنان لمصير مجهول لا تحمد عقباه". وشدد على أن "المطلوب منا بصفتنا مسؤولين لبنانيين، عدم الاعتماد على الخارج للحل الداخلي، بل علينا العمل داخليا والخارج سيساعدنا بمقدار ما نحن نعمل في هذا الاتجاه". ووجه ملاحظة وعتبا على بعض وسائل التواصل الذي يسيء اليه متهما إياه بعدم اتخاذ موقف مما نقلته أخيرا قناة "العالم" عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بما يسيء اليه. وقال: "غير صحيح أنني لم يتحرك في هذا الاتجاه، إذ فور عودتي من القاهرة، طلبت تزويدي تفاصيل ما نشر في قناة العالم، واتصلت بالسفير اللبناني في طهران والذي أطلعني عما صدر عن الحكومة الإيرانية من اعتذار وإدانة لما نشر". وأعلن أنه استدعى السفير الايراني الذي سيجتمع به بعد غد الاثنين في وزارة الخارجية، "وسيكون الكلام بصراحة وصدق، انطلاقا من الصداقة القائمة بين الجانبين". ولفت الى أن "الاعتذار من الجانب الإيراني وصل لغبطة البطريرك، وأنا سأحضر قداس بكركي غدا وسأستمع الى كل توجيهاته، وأتمنى ان تكون الأمور قيد الحل أو بالأحرى حلت حاليا". وردا على سؤال عن الرسالة التي تلقاها من نظيره الكندي خلال لقائه السفيرة الكندية في لبنان، أشار وهبه الى أن "العامل الإنساني الذي يربطنا بكندا هو العامل الاغترابي، بحيث هناك ما يقارب نصف مليون لبناني في كندا، ولهذا البلد مواقف مهمة في حقوق الانسان تتعلق بالمساعدات التنموية للقوى الأكثر فقرا، وكندا كانت تعتبر لبنان سابقا من الدول ذات الدخل المتوسط، أما الآن فبات الوضع اللبناني أصعب، مما دفعني الى لفت النظر إلى ذلك ونقل واقع الوضع اللبناني والدعم الإنساني اكثر". وأعلن أنه سيتصل بنظيره الكندي في 25 الحالي للبحث في آليات المساعدة المطلوبة للبنان. لدينا بلد صديق هي كندا ويجب المحافظة على هذه الصداقة". وفي سؤال عن الالتفاتة الاغترابية للوطن وهل من خيبة يسجلها الاغتراب تجاه الواقع اللبناني أجاب: "الثقة اهتزت بين المغتربين والقطاع المصرفي اللبناني، بحيث حجزت أموالهم وأصيبوا بصدمة جراء ذلك، وردات فعل المغتربين نلمسها من خلال سفاراتنا في الخارج. هم يعبرون عن وجع كبير، ولكن على الرغم من ذلك يعبر المغتربون كل يوم عن استعدادهم لمساعدة أهلهم في لبنان من خلال المساعدات الإنسانية التي يقدمونها جراء انفجار بيروت أو أزمة كورونا". وعن شكوى لبنان في موضوع الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الشاطىء اللبناني، أشار الى أن "لبنان أبلغ الأمم المتحدة الضرر البيئي الكبير الذي لحق به ووثقناها بكتاب اليها. وطلبنا منها ثلاثة أمور، أولا تقديم مؤازرة فنية وتقنية لمعالحة التلوث البيئي، وثانيا تحديد حجم التلوث في المياه، وثالثا تحديد سبب هذا التلوث ومصدره. وبحسب معطياتنا، المصدر من مياه الأراضي الفلسطينية المحتلة والعدو يقول إنه يتحرى لمعرفة مصدر التسرب ونحن نحمل اسرائيل المسؤولية، ولكن لا يكفي ذلك، نريد ان يصدر مجلس الأمن قرارا عن قناعة علمية بهذا الأمر. ويبقى الأهم تعويض لبنان بالقول والفعل". وعلق وزير الخارجية على "أهمية الزيارة التاريخية لقداسة البابا للعراق والتي ستثبت التنوع الديني في هذا الشرق وسترسخ التعايش فيه".

 

الوطنيين الاحرار: زيارة البابا العراق تعكس الحقيقة الانسانية التي تنشد التلاقي والانفتاح

السبت 06 آذار 2021

وطنية - اعتبر حزب "الوطنيين الأحرار"، في بيان، أن "زيارة البابا فرنسيس إلى العراق تأتي لتعكس الحقيقة العميقة للانسانية التي تنشد التلاقي والانفتاح والتعاضد بين البشر، وفي ذلك رسالة محبة ودعوة إلى الشعوب كافة، لكي تواجه معا تحديات الحياة وتكون معا في خدمة السلام العالمي". وأمل الحزب في أن "تنعكس إيجابيات هذه الزيارة المشرقية على العالم، وعلى الشرق مهد الديانات السماوية، وعلى لبنان، قلب هذا الشرق النابض".

 

الجمهورية القوية تسلم سفير روسيا نسخة عن كتاب المطالبة بلجنة تقصي حقائق في جريمة المرفأ

السبت 06 آذار 2021

وطنية - يواصل تكتل "الجمهورية القوية" جولته على سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن لإطلاعهم على الكتاب الذي وجهه "التكتل" الى الامين العام انطونيو غوتييرس للمطالبة بانشاء لجنة تقصي حقائق دولية في ملف إنفجار مرفأ بيروت وطلب دعم بلادهم. وفي هذا الاطار، زار وفد من التكتل ضم النائبين الدكتور أنطوان حبشي والدكتور فادي سعد ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق الدكتور ريشار قيومجيان السفارة الروسية في بيروت، حيث التقى السفير ألكسندر روداكوف وسلمه نسخة عن الكتاب ونقل اليه تحيات رئيس "الحزب" سمير جعجع. كما عرض الوفد للأسباب الموجبة للجوء الى لجنة تقصي حقائق دولية وتناول البحث أيضا الاوضاع الراهنة. وجدد قيومجيان بعد اللقاء، إلتزام القوات اللبنانية بقضية ضحايا إنفجار 4 آب وأهل بيروت المنكوبة، "حيث مضى 6 أشهر على الفاجعة ولم يكتشف القضاء أبعاد هذه الجريمة ومرتكبيها". كما أكد "متابعة التحرك على الصعد كافة وفي المحافل كافة من أجل إحقاق الحق وجلاء الحقيقة ومحاسبة الفاعلين".

 

التيار الوطني: نأسف للاستهتار المتمادي من جانب الرئيس المكلف بمصير الناس والبلاد

السبت 06 آذار 2021

وطنية - أسف المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر"، في بيان أصدره بعد اجتماعه الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، ل"الاستهتار المتمادي من جانب رئيس الحكومة المكلف بمصير الناس والبلاد"، محملا إياه "مسؤولية تعميق الأزمة، بامتناعه عمدا عن القيام بأي جهد أو تشاور لتشكيل الحكومة، ورفضه لأي حركة يقوم بها المعنيون، ولا يقوم بالمقابل إلا بتحديد مواعيد للسفر الى عواصم العالم وكأن الحكومة تتشكل فيها وليس في بيروت". ورأى أن "من غرائب العراقيل المفتعلة حديثا أنه يريد التزاما مسبقا بمنح الثقة ممن يرفض التشاور أو التعاون معهم، وذلك قبل تشكيل الحكومة ومعرفة تفاصيل تشكيلها وبرنامجها، وإلا فلن يوافق على تشكيلها، أضف لذلك أن ما صدر عن الرئيس المكلف في بيانه الأخير أصبح فيه تغييب كامل للمكون المسيحي عن السلطة التنفيذية وعن الثقة المطلوبة من السلطة التشريعية، وهذا يسقط عن الحكومة ليس فقط ميثاقيتها بل كينونتها. وإن هذا الأمر فيه تخط لكل الحدود المقبولة، ويتخطى مسؤولية عدم تشكيل الحكومة الى ضرب الميثاق وإسقاط الدستور وترك البلاد من دون أي صمام أمان". وأعرب المجلس السياسي عن قلقه تجاه "المماطلة في تنفيذ العقد للتدقيق الجنائي"، مطالبا وزير المالية وحاكم المصرف المركزي إبلاغ اللبنانيين عما وصلت إليه الأمور مع شركة ألفاريز ومرسال، تأمينا للشفافية وحرصا على معرفة الحقيقة. وهل صحيح أن المصرف المركزي يمتنع حتى تاريخه عن تسليم وزارة المالية كامل المعلومات لتستأنف الشركة عملها؟ وإذا كان الأمر كذلك من يتحمل مسؤولية عرقلة التدقيق ومخالفة العقد الموقع بين وزارة المالية والشركة المدققة بناء على قرار صادر منذ سنة عن مجلس الوزراء وبعد تعديل قانون السرية المصرفية في مجلس النواب في كانون الأول الماضي الذي سمح بتقديم كل المعلومات؟". وفي هذا السياق، حيا "مثابرة رئيس الجمهورية على متابعة ملف التدقيق لكشف أسباب الانهيار المالي والضغط لإعادة حقوق المودعين"، مستغربا "صدور مواقف من بعض الأطراف تتهم رئيس الجمهورية بخرق الدستور إذا التقى موظفا في الدولة للإستفسار منه أو لتوجيهه وهذا في صلب مسؤولياته الدستورية". ورحب بزيارة البابا فرنسيس الى العراق، ورأى فيها "رسالة سلام الى هذا البلد العزيز الذي أنهكته الصراعات والتدخلات واستنزفته الحروب". وأمل "في أن تساهم زيارة الحبر الأعظم في مساعدة العراقيين على إيجاد طريقهم للإستقرار واستعادة دورهم وموقعهم في المشرق والعالم. فالعراق ومشرقنا هما موطن لحضارات عظيمة ومنطلق للأديان الإبراهيمية وأرض انفتاح وتنوع بين الأعراق والثقافات. ونرى في هذه الزيارة دعوة الى كل المشرقيين للحفاظ على تعددهم والعيش معا بمحبة وتآخ رافضين كل تطرف وإرهاب وحاضنين لكل إختلاف، وهي فعل إيمان بخصوصيات المشرقيين وضرورة الحفاظ عليها من ضمن الوحدة والتسامح". وفي الكلام عن احترام التنوع، أعرب المجلس عن رفضه "رفضا قاطعا المقال الذي نشرته قناة "العالم" متوجها الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بكلام يشكل بأسلوبه ومضمونه اعتداء على مقامه"، ويذكر بأن "بكركي كانت ولا تزال منارة للفكر الانفتاحي وصرحا للتلاقي، ولم تكن يوما مقرا للإنعزال والتقوقع، وإن هذا البطريرك بالذات كان دوما داعية التجذر في هذا الشرق والتضامن مع كل مكوناته في مواجهة الأخطار والأعداء الذين يتربصون به، وهو لم يكن يوما ممرا للتآمر على أي من أهله".

 

الحجار: من قلبه على الحريري حول علاقته مع السعودية فليطمئن

السبت 06 آذار 2021

وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد الحجار أن "كل من يهمه أن تتشكل الحكومة، يؤيد ويطالب ويصر على تأليف حكومة في أسرع وقت ممكن. وهذه الحكومة لن تكون إلا حكومة بالمعايير التي نصت عليها المبادرة الفرنسية والدستور، أي حكومة يمكنها على الأقل أن تنال ثقة الداخل أولا، وثقة الخارج ثانيا". ولفت في حديث عبر تلفزيون " NBN " إلى أننا "بحاجة إلى مساعدات خارجية، وإذا لم نتمكن من تشكيل حكومة تؤمن ثقة هذا الخارج المستعد لمساعدتنا بشروط، عندها لن نصل إلى مكان، والانهيار سيتفاقم"، مذكرا بأن "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في 29 تشرين الأول 2019، عندما استقال، حدد معايير الحكومة التي يريد تشكيلها، وأعاد التأكيد عليها من قصر بعبدا، وهي حكومة اختصاصيين مستقلين أكفياء، تشكل فريق عمل منتجا ولا تشبه الحكومات السابقة". وأشار إلى أن "الكل مدرك أن التجارب السابقة لم تنتج، وسرعت في الانهيار". وأوضح الحجار أن "الحريري يصر على تأليف حكومة من 18 وزيرا، لأنه لا يريد أن يكون هناك ثلث معطل فيها، وبالتالي، حكومة يمكنها إرضاء المجتمع الدولي، الذي يقول إنه لن يسير معنا إذا تم العمل بطريقة مشابهة للسابق"، مشددا على أن "المطلوب اليوم ترجمة الإلتزام أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى زيارته لبنان بحكومة اختصاصيين من قبل الجميع، للوصول إلى ما نريده". ورأى أن "كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مش خرج الواحد يعلق عليه، فهذا الرجل انفضح والكل يعرف مشاريعه الشيطانية، وعليه أن يدع رئيس الجمهورية ميشال عون يوقع على مراسيم التشكيل". وركز على أن "الحديث عن أن الحريري يضيع الوقت من خلال زياراته الخارجية، خاطئ خصوصآ من قبل فاشلين"، معربا عن اعتقاده بأن "هناك أمرا مهما سيعلن عنه الأسبوع المقبل، نتاج لقاءات الحريري مع المسؤولين الإماراتيين، متعلق بالمساهمة في تأمين الغطاء الصحي اللازم للبنان، بمواجهة وباء كورونا". وذكر أن "الحريري بزيارته، يحاول تصحيح الكثير من الكواراث التي تسبب بها باسيل عندما كان وزيرا للخارجية والمغتربين، بسبب أدائه في سياساته الخارجية". كما، كشف عن أن "معلوماتي أن العلاقة بين الحريري والسعودية جيدة، وزيارته إليها ستتم، ولا أحد يعرف موعدها. من قلبه على الحريري حول علاقته مع السعودية، فليطمئن". وعن نوعية الوزراء في الحكومة العتيدة، أكد الحجار أن "الرئيس الحريري ضمن تشكيلته الوزارية التي أودعها رئيس الجمهورية منذ حوالى 3 أشهر شخصيات غير حزبية وغير مستفزة، بمعايير الكفاية والخبرة والإقتدار والاختصاص، لكن فريق الرئيس عون وباسيل هو من يعرقل إصدار مراسيم تشكيل الحكومة، ويظهر حزب الله معهم في هذه الصورة أكثر فأكثر".

 

دياب: إذا كان الاعتكاف يساعد على تشكيل الحكومة فأنا جاهز للجوء إليه

السبت 06 آذار 2021

وطنية - استهل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الكلمة التي وجهها الى اللبنانيين عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، بالقول: "لكأن قدرنا في هذا الوطن أن نبقى معذبين. لكأن هذا الوطن محكوم بالسير الدائم على الجلجلة، وما الاستراحات المتقطعة إلا لمتابعة مسيرة الآلام. لكأن أحلام اللبنانيين بوطن مستقر، مسجونة. لكأن طموحاتهم بدولة عادلة، ممنوعة. لكأن أمنياتهم بالاطمئنان إلى الغد، مصادرة". وسأل: "ما هي مسؤولية اللبنانيين في صراعات العالم؟ لماذا يبقى لبنان خط التماس في المنطقة؟ من يستخدم وطننا ساحة لتصفية الحسابات الخارجية؟ ما ذنب اللبنانيين حتى يدفعوا ثمن الأطماع والأحلام والطموحات والحرتقات السياسية؟". أضاف: "لقد بلغ لبنان حافة الانفجار بعد الانهيار. والخوف من ألا يعود ممكنا احتواء الأخطار. فهل المطلوب أن يتحلل البلد؟ وهل يستكمل تحلل الدولة بعد أن أصبحت الحلقة الأضعف؟ اللبنانيون يعانون أزمة اجتماعية خطيرة، وهي مرشحة للتفاقم إذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة لديها صلاحيات وخلفها زخم سياسي داخلي ودعم خارجي للتعامل مع هذه الأزمة. ألا يشكل مشهد التسابق على الحليب حافزا كافيا للتعالي على الشكليات وتدوير الزوايا من أجل تشكيل الحكومة؟ لا يمكننا لوم الناس على صرختهم، بينما يدور تشكيل الحكومة في حلقة مفرغة، وبالتالي تتعمق معاناة اللبنانيين وتتراكم المشكلات الاجتماعية". وتابع: "بكل أسف، اليوم، وبعد نحو سبعة أشهر على استقالة حكومتنا، لم تتشكل الحكومة الجديدة، وهو ما وضعنا أمام معضلة كبيرة وتعقيدات كثيرة واجتهادات متباينة حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال. البعض يطلب من الحكومة المستقيلة أن تمارس صلاحيات حكومة قائمة بذريعة الظروف الاستثنائية. والبعض يحذر من تجاوز حكومة تصريف الأعمال ما حدده الدستور من صلاحيات تصريف الأعمال ضمن الحدود الضيقة. لكن حسم هذا النقاش هو في مجلس النواب باعتباره مرجعية تفسير الدستور. الظروف الاجتماعية تتفاقم، والظروف المالية تضغط بقوة، والظروف السياسية تزداد تعقيدا، والبلد يواجه تحديات جسيمة لا يمكن لحكومة عادية مواجهتها من دون توافق سياسي، فكيف يمكن لحكومة تصريف أعمال أن تواجه تلك التحديات؟". وقال: "نحن لم نتقاعس عن أداء دورنا في تصريف الأعمال، ونقوم بواجبنا عند المستوى الأعلى من تصريف الأعمال وفق ما يسمح به الدستور. بدل فتح هذا النقاش الذي يزيد الانقسامات، يجب تركيز الجهود على الإسراع بتشكيل حكومة جديدة تستكمل مسيرة الإصلاحات التي بدأتها حكومتنا وتستأنف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي على قاعدة الخطة الإصلاحية التي وضعناها بعد تحديثها. اليوم، وفي ظل تعاظم التحديات، يجب ألا يتقدم أي عمل على جهود تشكيل الحكومة الجديدة، أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد. فالمعادلة واضحة: لا حل للأزمة الاجتماعية من دون حل الأزمة المالية، ولا حل للأزمة المالية من دون استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولا مفاوضات مع صندوق النقد من دون إصلاحات، ولا إصلاحات من دون حكومة جديدة. أي نقاش آخر خارج هذا السياق هو عبث سياسي، ومحاولة لتقاذف المسؤوليات، وهو ما قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف وتعطيل الهامش الذي نتحرك فيه لتسيير أمور البلد، حتى أشارك في الضغط لتشكيل الحكومة".

أضاف: "إذا كان الاعتكاف يساعد على تشكيل الحكومة، فأنا جاهز للجوء إليه، على الرغم من أنه يخالف قناعاتي، لأنه يؤدي إلى تعطيل كل الدولة ويضر بمصلحة اللبنانيين. من يتحمل مسؤولية هذا المسار الانحداري السريع؟ ومن يستطيع التعامل مع التداعيات الخطيرة التي ستترتب على هذا المسار؟ شو ناطرين؟ المزيد من الانهيار؟ المزيد من معاناة الناس؟ الفوضى؟ هل صحيح أن التسوية تحتاج إلى تسخين، وأنه لا يمكن تشكيل الحكومة على البارد؟ لم يعد لدى اللبنانيين القدرة على تحمل المزيد من الضغوط. ألا يستحق اللبنانيون تضحيات صغيرة من أجل مصلحة الوطن؟ ماذا سنفعل بوزير بالزايد أو وزير بالناقص إذا انهار كل البلد؟ فلنترك أوهام السلطة وطموحاتها جانبا، لأن الآتي من الأيام لا يبشر بالخير إذا بقي العناد والتحدي والمكابرة حواجز أمام تشكيل الحكومة العتيدة. وختم دياب: "لبنان بخطر شديد، واللبنانيون يدفعون ثمن الانتظار الثقيل. الله يحمي لبنان. الله يحمي اللبنانيين".

 

السنيورة: الدعوة الى مؤتمر دولي ليست من أجل التدويل لكن للتحفيز والعمل على إيجاد حل للمشكلات

السبت 06 آذار 2021

وطنية - اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة، في حوار مع قناة "الحدث" من محطة "العربية"، أن "ما طالعتنا به قناة العالم من انتقاد قاس لغبطة البطريرك أمر مستهجن وغير مسبوق في التخاطب مع المرجعيات الروحية في لبنان، وهو تهجم مثير للتساؤل حول الدوافع الحقيقية من ورائه، ولاسيما أن هذه القناة درجت على أن تكون القناة التلفزيونية التي تمثل النظام الإيراني والحرس الثوري الإيراني". وسأل: "هل ما ساقته يمثل رأي الإدارة السياسية الإيرانية؟ لذلك، فإن الأمر يستدعي توضيحا من قبل إيران، ولاسيما أنها وجهت تهما صارخة بالخيانة لغبطة البطريرك، الذي هو أيضا كاردينال في الكنيسة الكاثوليكية، وذلك جريا على عادة حزب الله والنظام الإيراني في أن كل من لا يوافقهما الرأي أو لا يوافق السياسات الإيرانية، فإن الردود تكون بتوجيه التهمة الجاهزة، وهي تهمة العمالة لإسرائيل". ورأى أن "الأمر الذي يثير الاستهجان والشكوك في هذا الشأن، أن هذه الاتهامات التي ساقتها قناة العالم جرى توجيهها بالتوازي مع حدثين أساسيين: أولا، على الصعيد اللبناني، انه تجري الآن محاولة من قبل حزب الله لاستعادة إجراء الحوار بين البطريركية المارونية، وهو الحوار الذي توقف منذ 7 سنوات، وذلك في محاولة منه للتهدئة، وهي بالمناسبة محاولات لم تسفر عن شيء في الماضي. وثانيا، على الصعيد الإقليمي، أن هذا التهجم يجري بالتوازي مع زيارة قداسة البابا التاريخية إلى العراق. فقداسة البابا سوف يلتقي العراقيين المسيحيين، ويلتقي أركان الدولة العراقية، ويتوجه من هناك بجملة من الرسائل للعراقيين وللعرب وكذلك للعالم. وهي الرسائل المبنية على التأكيد على أهمية العيش المشترك الإسلامي- المسيحي في العراق وفي الشرق الأوسط، وعلى أهمية التأكيد على العيش معا وقبول الآخر المختلف لدى جميع الطوائف. وقداسة البابا بذلك يحمل معه رسالتي الرحمة والمحبة. هذا فضلا عن أن هذه الزيارة لقداسته ستشمل السيد علي السيستاني في النجف. والسيد السيستاني بالمناسبة يمثل المرجعية الشيعية التي لا تؤمن بنظرية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية. إذ أن السيد السيستاني يؤكد عمليا أهمية الالتزام باحترام الدولة الوطنية. هذه الزيارة المرتقبة لقداسته للسيد السيستاني سوف تشمل توقيع الوثيقة ما بين الكرسي البابوي وهذه المرجعية الشيعية، وهي وثيقة الاخوة الإنسانية، هذه الوثيقة كانت قد وقعت في العام 2018 ما بين قداسة البابا فرنسيس وما بين فضيلة شيخ جامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب. ولذا، فإن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبرى كونها تدعم وتؤكد العيش المشترك في العراق وفي المنطقة العربية، وتلاقي الديانتين الإسلامية والمسيحية، وكذلك الديانات الإبراهيمية السماوية".

وسأل: "كيف يمكن التوفيق بين هذه الاتهامات التي أطلقتها قناة العالم الإيرانية، وبين هذه التطورات والمتغيرات ما لم تكن هذه التهجمات تعبر فعليا عن الرأي السائد لدى الإدارة السياسية الإيرانية، وهو ما يعني أن موقفها يعاكس هذه الزيارة التاريخية التي يقوم بها قداسة البابا للعراق، وأنها بالتالي تريد أن تعبر عن رفضها لهذا التوقيع على وثيقة الاخوة الإنسانية، وهذا بحد ذاته أمر خطير. لهذا، أرى أن على الدولة الإيرانية أن تبادر إلى الاعتذار من غبطة البطريرك، وأن تصحح توجهها في هذا الشأن، لأن هذا التهجم مرفوض ومدان، ولا يتفق مع هذه الزيارة التاريخية التي يقوم بها قداسة البابا إلى العراق ولا هو الأسلوب أو الطريقة التي يعامل بها غبطته".

وردا على سؤال، قال السنيورة: "لبنان يقاسي الامرين منذ سنوات من ازدواجية السلطة فيه، وتحديدا من تسلط حزب الله على الدولة اللبنانية. وان سلاح حزب الله كان قد حصل على قبول مبدئي لدى اللبنانيين خلال مرحلة الاحتلال الإسرائيلي للبنان، وذلك من أجل مقاومة العدو الإسرائيلي، وذلك حتى تحقيق انسحاب إسرائيل من لبنان. ولذلك، وبعد انسحاب العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000، تحولت هذه البندقية التابعة لحزب الله، والتي تأتمر- كما يقول السيد حسن نصر الله- بأوامر الدولة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، لتصبح موجهة إلى صدور اللبنانيين. وبعد ذلك، تحول هذا السلاح ليستعمل في توجيهه إلى صدور السوريين والعراقيين واليمنيين وغيرهم. وهذا الوضع لا يمكن ان يستقيم لأنه أصبح مصدر تهديد للسلم الأهلي في لبنان، ويؤدي إلى اختلال كبير في التوازنات الدقيقة، إضافة إلى أن هذا الوضع أصبح يهدد مصالح لبنان واللبنانيين في العالم وعلاقاتهم مع أشقائهم العرب ومع العالم. لا يمكن أن تكون هناك دولتان في دولة واحدة، ولا يمكن أن تقوم دويلة حزب الله بابتلاع الدولة اللبنانية كما هو جار الآن. وهذا ما أكد عليه غبطة البطريرك في موقفه الأخير يوم السبت الماضي".

أضاف: "هذا الاختلال الكبير الذي يعاني منه اللبنانيون، أدى إلى هذا الانهيار الكبير الذي حصل في الثقة ما بين اللبنانيين من جهة، والدولة اللبنانية والحكومات ورئاسة الجمهورية من جهة ثانية، كون الدولة اللبنانية أصبحت فعليا خاضعة لتسلط حزب الله وتسلط الدولة الإيرانية. وهذا قد أدى إلى انهيار سياسي واقتصادي ومالي ومعيشي في لبنان، والى فقدان اللبنانيين الثقة بالمنظومة السياسية في لبنان. لذلك، وبعد أن يئس غبطة البطريرك من حصول أي تغيير لدى رئيس الجمهورية ولدى حزب الله في الأداء والمعالجات لإخراج لبنان من أزماته، فقد أطلق غبطته صرخته، وهي عبارة عن استغاثة حقيقية. وهو قد بادر في بادئ الأمر الى المطالبة بتحرير الدولة اللبنانية وبتطبيق ما جاء في الدستور اللبناني وفي وثيقة الوفاق الوطني من أجل تحييد لبنان عن الصراعات والمحاور الإقليمية، وهو ما جاء أيضا في إعلان بعبدا. كما كان يجري التطرق إلى مسألة التحييد أيضا في كل البيانات الوزارية منذ العام 2011، وذلك بشأن التأكيد على النأي بالنفس عن الصراعات والمحاور الإقليمية في المنطقة والتي يتأثر بها لبنان سلبا. ولذلك، فإنه وعندما لم ير البطريرك أي تجاوب في هذا الخصوص، وفي ضوء الأخطار الوجودية التي أصبح لبنان في خضمها، فقد اضطر غبطته إلى أن يطرح فكرة عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان".

وتابع: "برأيي، هذه ليست دعوة من أجل التدويل، وليست دعوة من أجل إخراج لبنان من التزاماته وانتمائه العربي، ولكنها دعوة من أجل التحفيز والدعوة إلى إيجاد حل لهذه المشكلات المستعصية. لأن هذا الوضع الخطير إذا استمر سوف يشكل خطرا وجوديا على لبنان. وهذا ما ألمح اليه غبطة البطريرك، وكذلك هو ما أشار إليه أيضا قداسة البابا في المؤتمر الصحافي الذي عقده في الثامن من شهر شباط الماضي بشأن المخاطر الوجودية الكبرى التي يتعرض لها لبنان، وبالتالي الضرورة الماسة لأجل إيجاد حلول حقيقية لها. وان ما أغنى فؤادنا نحن في لبنان في أن يصار الى عقد مؤتمر دولي لحل مشكلات لبنان، إذا كان بالإمكان ان يتجاوب حزب الله وأن يعود إلى لبنان بشروط لبنان، وذلك بأن يكون حزبا لبنانيا يحرص على احترام الدولة اللبنانية وعلى احترام سلطتها الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية، وأن يكون السلاح الوحيد الموجود في لبنان هو سلاح الدولة اللبنانية".

وأردف: "اللبنانيون أصبحوا على إدراك متزايد بمخاطر الآثار والتداعيات السلبية التي يتحملها لبنان بسبب إطباق حزب الله ومن ورائه إيران على الدولة اللبنانية. ولنأخذ مثالا على تلك المشكلات، وذلك بما يتعلق برفض رئيس الجمهورية التجاوب مع مطالبة اللبنانيين وموقف رئيس الحكومة المكلف لجهة ضرورة المسارعة إلى تأليف حكومة إنقاذ وطني من أصحاب الكفاءة المستقلين من غير الحزبيين. الحقيقة أن حزب الله الآن يتلطى وراء رئيس الجمهورية في الاستعصاء عن تأليف الحكومة، ولاسيما أن تأليف الحكومة يشكل الخطوة الأولى باتجاه التقدم نحو البدء بمعالجة المشكلات الكبرى التي يعاني منها لبنان. وبالتالي هناك حاجة ماسة من اجل ان يدرك حزب الله أن تسلطه على الدولة اللبنانية وعلى اللبنانيين باسم إيران أمر لا يستقيم ولا يمكن ان يستمر. طبيعي هذا الامر ليس في وارد اللبنانيين، ان يلجؤوا الى العنف باي شكل من الاشكال، ضد حزب الله، وبالتالي على الحزب أن يعي أيضا أنه لا يستطيع أن يستمر في خطف الدولة اللبنانية والاحتفاظ بورقة تأليف الحكومة لتستعملها إيران في تعزيز موقعها التفاوضي مع الإدارة الأميركية".

وسئل عن الرغبة بمؤتمر دولي يساعد لبنان وكيفية ترجمته على الأرض من قبل "تيار المستقبل" أو غيره، أجاب: "أعتقد ان هذا الامر سيكون نتيجة عملية تراكمية. حتى الآن حزب الله لا يتجاوب مع هذا الامر ويحاول ان يعتمد أسلوب توجيه الاتهامات ضد كل من لا يوافقونه الرأي على شاكلة الاتهامات التي يطلقها على البطريرك او على كل من يطالب باستعادة الاعتبار للدولة اللبنانية ولوحدانية سلطتها، ظنا منه انه يستطيع ان يقنع اللبنانيين باستمرار الوضع على حاله. نحن نعلم أن ليس هناك من إمكانية لإيجاد حلول للمشكلات اللبنانية السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية طالما استمر التسلط من قبل حزب الله على الدولة اللبنانية، وطالما استمر الاستعصاء عن القيام بتأليف حكومة إنقاذ منسجمة تستطيع المباشرة بإجراء الإصلاحات التي يمكن للبنان من خلالها أن يستعيد فيها ثقة اللبنانيين من جهة، وثقة المجتمعين العربي والدولي بلبنان وبمستقبله. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر طالما استمرت إيران في فرض سلطتها ونفوذها". أضاف: "من جانب آخر، أرى أن على الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد ان تنفتح على إيران، أن تنظر الى ما يحول دون استمرار إطباق الدولة الإيرانية على لبنان، واستمرارها في التسلط على عدد من الدول العربية، وما يؤدي إليه ذلك من أوضاع متفجرة في المنطقة وفي مقدمها لبنان. لذلك اعتقد أنه بالإمكان تجنب عقد مؤتمر دولي إذا تجاوبت إيران وتجاوب حزب الله مع دعوة البطريرك ودعوة اللبنانيين إلى حل مشكلات لبنان في الداخل اللبناني، وذلك بأن يعود الحزب إلى لبنان بشروط الدولة اللبنانية. وبالتالي يمكن عندها تجنب عقد مؤتمر دولي. إلا أنه وفي حال استمرار الاستعصاء، فإن الأمر سوف يصبح عندها مطروحا في لبنان ولدى العالم. وهذا الامر من الطبيعي أن يصار إلى التنبه له والمسارعة إلى إيجاد حلول سريعة بشأن هذه المخاطر الوجودية التي يتعرض لها لبنان".

 

قبول التوبة احد الابن الشاطر (لوقا 15/11 – 32)

الأب سيمون عساف/07 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96709/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%82%d8%a8%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%a8%d9%86/

موضوع اليوم هو “قبول التوبة”، ففي إنجيل العشية يحذر المخلص المؤمنين مما يخرج من الفم فينجس الإنسان، وفي إنجيل باكر يبين لهم أن الذين يختارون منهم قليلون، ويصرح في إنجيل القداس أنه يقبل توبة التائبين، ويصعد أنفسهم من الجحيم.

ويوصيهم الرسول بولس أن يكونوا متسعدين لقبول التائبين والصفح عنهم، وينبههم يعقوب إلى ضرورة ضبط لسانهم حين يرشدون هؤلاء التائبين، ويحضهم على ألا يثيروا بتعليمهم الشغب كما دافع بولس بذلك عن نفسه أمام الوالي.

” ولسنا نجعل عثرة في شيء لئلا نلام الخدمة

بل في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام الله في صبر كثير في شدائد في ضرورات في ضيقات

في ضربات في سجون في اضطرابات في أتعاب في أسهار في أصوام

في طهارة في علم في أناة في لطف في الروح القدس في محبة بلا رياء"

يقول اللَّه في إشعياء النبي: "في وقت القبول استجبتك، وفي يوم الخلاص أعدتك، فأحفظك، وأجعلك عهدًا للشعب لإقامة الأرض، لتمليك أملاك البراري" (إش ٨:٤٩). وقد اقتبسها الرسول عن الترجمة السبعينية.

ما هو الوقت المقبول؟ مجيء المسيا هو وقت مسرة اللَّه ومراحمه الذي يتوقعه كل المؤمنين. ويوم الخلاص هو اليوم الذي فيه يقبل الإنسان خلاص اللَّه بالصليب ويتجاوب معه.

كأن الرسول يقول ما قد تنبأ عنه إشعياء النبي واشتهاه مؤمنو العهد القديم قد تحقق الآن. لقد صالحنا مع الآب، وسلم التلاميذ والرسل كلمة المصالحة خلال ذبيحة المسيح، إذ به تمت المغفرة عن الخطايا ونلنا فيضًا من النعمة الإلهية. بهذا صار الرسل يعملون معًا مع اللَّه، ويقبلون نعمة اللَّه ليس باطلًا.

"الآن" هو ملكنا، هو وقت مقبول ويوم خلاص، أما "غدًا" فليس في أيدينا ولسنا ندرك ما سنكون عليه إن أجّلنا قبول عمل اللَّه الخلاصي.

اليوم وقت قبول الروح القدس الذي يكشف جراحاتنا الخفية، وينير أعيننا لإدراك خطورة مرضنا الروحي، لكي يحملنا إلى الطبيب السماوي، فيهبنا غنى نعمته المجّانية الواهبة برّه الإلهي العجيب عِوض ضعفنا. ويقدم لنا خبرة عربون عدم الفساد، ونتمتع بقيامة النفس لكي يشاركها الجسد فيما بعد قيامتها ومجدها الأبدي. هذا هو يوم الخلاص، الوقت المقبول قبل أن تعبر من هذه الحياة فنجد الباب مغلقًا.

+ يقول الرسول: "الآن وقت مقبول، الآن يوم الخلاص".

عن ذلك اليوم يقول القديس باسيليوس الكبير:

هذا هو وقت التوبة، أما الحياة المقبلة فهي للمكافأة. الآن هو وقت للاحتمال، وعندئذ سيكون يوم التعزية.

الآن اللَّه هو المعين للرجوع عن الطريق الشرير، عندئذ سيسأل بمهابة دون أن يخطئ عن الأفكار والكلمات والأعمال التي للبشرية.

الآن نتمتع بطول أناة، عندئذ سنعرف قضاءه العادل عندما نقوم، البعض في عقوبة لا تنتهي، والآخرون إلى حياة أبدية، فيتقبل كل واحدٍ جزاءً حسب أعماله.

إذ يلتقي الإنسان باللَّه مخلصه يتأسف على الزمن الذي ضاع منه.

 بلا عثرة

"ولسنا نجعل عثرة في شيء لئلا نُلام الخدمة"

فإيمان الرسول بولس وغيرته المتقدة وعمله الدائم من أجل خلاص نفسه والآخرين لم تدع مجالًا قط للعثرة. فقد كان الرسول بولس حريصًا كل الحرص ألا يعثر اليهود أو الأمم، فقد مات المسيح من أجل الكل. حينما يتحدث عن الناموس يحرص على تأكيد إنه صالح، وأنه لا يأخذ موقف المقاومة للناموس وإنما للحرف القاتل. وفي نفس الوقت لكي يربح الأمم يؤكد إنه لا حاجة للفرائض والتطهيرات الحرفية والرمزية.

ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم:-

+ لقد تركنا (الرب) هنا لنكون أنوارًا، لنعلم الآخرين، لنكون خميرة، نسلك كملائكة بين البشر، كرجالٍ مع أولادهم، كروحيين مع أناس طبيعيين فينتفعون منا، ونكون بذار تخرج ثمارًا.

لا حاجة للكلمات مادامت حياتنا تضئ! لا حاجة للمعلمين ما دمنا نظهر أعمالًا! ما كان يوجد وثني لو كنا مسيحيين بحق!

لو أننا نحفظ وصايا المسيح، ونحتمل الألم، ونسمح للغير أن يستفيدوا منا، إذ نُشتم فنُبَارك، نعامل معاملة سيئة فنصنع خيرًا، لما بقي أحد بعد متوحشًا ولا يرجع إلى الصلاح.

+ ما أسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال!

+ لماذا هذا الكبرياء؟ لأنك تعلم بالكلام! ما أسهل ترديد الكلمات! علمني بحياتك هذا أفضل.

+ نحن محتاجون إلى سلوك حسن لا إلى لغة منمقة إلى الفضيلة لا إلى الخطابة الفذة، إلى الأعمال لا إلى الكلام!

جهاده

"بل في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام اللَّه، في صبر كثير، في شدائد، في ضرورات، في ضيقات يكمل الرسول حديثه مظهرًا أنه هو وشركاءه في الخدمة يبذلون كل الجهد من أجل تحقيق خدمة المصالحة، مهما كلفتهم من ثمنٍ أو جهدٍ. ليس فقط يتحاشون أية عثرة، وإنما يعملون كي يظهروا خدامًا حقيقيين للَّه.

يمدح القديس يوحنا الذهبي الفم الرسول بولس فيقول:

آه لو أعطيت أن ألقى بنفسي على جسد بولس، والتصق بقبره وأتطلع إلى تراب ذلك الجسد الذي أكمل نقائص (شدائد) المسيح، وحمل السمات وبذر الإنجيل في كل موضع؟! نعم! تراب ذلك الجسد الذي تكلم المسيح خلاله!

يا لسروري أن أنظر تراب العينين اللتين عميتا بالمجد ثم استردتا بصيرتهما مرة أخري من أجل خلاص العالم! هاتان العينان اللتان وهما بعد في الجسد استحقتا معاينة المسيح! رأتا الأمور الأرضية وفي نفسي لم تنظراها رأتا الأمور التي لا ترى..

أود لو أتطلع إلى تراب قدميه اللتين جابتا المسكونة بلا كلل.

ويقول مار اسحق السرياني:

+ دعى الرسول الطوباوي ذلك عطية علانية متى كان الإنسان مستعدًا في الإيمان أن يتألم من أجل رجائه في اللَّه. إنه يقول: "لقد وُهب لكم من اللَّه لا أن تؤمنوا بالمسيح فحسب، وإنما أن تتألموا أيضًا من أجله" (في 29:1).كما كتب القديس بطرس في رسالته: "إن كنتم تتألمون من أجل البر فطوباكم فإنكم تصيرون شركاء في آلام المسيح" (1 بط 14:3؛ 13:4). لذلك عندما تكون في طريق سهل ومتعة لا تفرح، وعندما تحل ضيقة عليك لا تكن متجهّم الوجه، ولا تحسب هذا كأمرٍ غريب عن طريق اللَّه. لأن طريق اللَّه قد طُرق بواسطة كل الأعمار وخلال كل الأجيال، خلال الصليب والموت. من أين أتيت بفكرة أن الأحزان التي بالطريق لا تخص الطريق؟ ألا ترغب في أن تتبع خطوات القديسين؟ أتودّ أن تسافر بطريق خاص من عندك ليس فيه ألم؟

الطريق إلى اللَّه هو صليب يومي. لا يصعد أحد إلى السماء بالطريق السهل. نحن نعلم إلى أين يقود الطريق السهل.

ويستكمل القديس بولس الرسول كلامه فيقول:

كمجهولين ونحن معروفون، كمائتين وها نحن نحيا، كمؤدَّبين ونحن غير مقتولين

كان الذين يَبغضون الرسول بولس ومن معه يحسبون أن ما يحل بهم من ضيقات يومية هو ثمرة شرورهم، لكن هؤلاء الخدام إذ يكرزون بالكلمة يختبرون كل يوم قوة قيامة المسيح المبهجة في الضيقات.

"كمجهولين ونحن معروفون": وهنا كأن بولس الرسول يريد أن يقول لنا: قد يستخف الناس بالكارز ويحسبونه مجهولًا لا كيان له. بلا مركز مرموق في المجتمع، بينما السماء عينها تمجده. كان الرسول بولس ورفقاؤه غير معروفين للأشرار بينما كانوا معروفين تمامًا للمؤمنين المقدسين في الرب.

كأننا نكرز خفية في خوف وخجل بينما نحن نشهد لخلاصنا علانية أينما وُجدنا، لا نفعل شيئًا في الخفاء.

"كمائتين وها نحن نحيا" وذلك خلال المخاطر المستمرة والاضطهادات والأتعاب حيث نعاني من ميتات كثيرة، لكننا في هذا كله نختبر الحياة الجديدة المقامة كعطية توهب لنا خلال الشركة مع المسيح غالب الموت.

ويستكمل الرسول بولس حديثه فيقول:

كحزانى، ونحن دائمًا فرحون، كفقراء، ونحن نُغني كثيرين، كأن لا شيء لنا، ونحن نملك كل شيء

+ "كحزانى ونحن دائما فرحون": في كل الظروف وبالرغم من كل الاضطهادات والشدائد نبدو كحزانى لكن الفرح لا يفارقنا، لأننا نتمتع بتهليل الغلبة والنصرة: فقد غلبنا ونغلب ونبقى بالنعمة الإلهية غالبون. تعزيات الروح القدس وسط الضيق لا تفارقنا.

+ "كفقراء ونحن نغني كثيرين": يُحتقر الكارز كفقيرٍ لا يقتني شيئًا من هذا العالم بينما يقدم للقلوب الفارغة من فيض غنى مخازن المسيح. ليس له فضة ولا ذهب، ولا بيوت وأراضٍ لكنه يقدم ملك السماء والأرض الذي في أعماقه ليتمتع الكثيرون به ويشبعون.

+ "كأن لا شيء لنا، ونحن نملك كل شيء": في المظهر لا نملك شيئًا، في الأعماق نتمتع بكنوز النعمة الفائقة، وشركة المجد الداخلي، وعربون ميراث الملكوت الأبدي!

الإنجيل من لو 15: 11 – 32

وقال إنسان كان له ابنان

فقال أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال فقسم لهما معيشته

وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف

فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج

أقوم واذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك

فقال له يا بني أنت معي في كل حين وكل ما لي فهو لك

ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر لان أخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد

مثل الابن الشاطر (لو 15: 11 – 32). او " مثل الابن الضال " أو " مثل الأب المحب "

لأنه بقدر ما يكشف عن جفاف قلب الابن الهارب من وجه أبيه المحب يشتاق الأب إلى عودته ليستقبله بالقبلات دون عتاب أو جرح لمشاعره، بينما وقف أخوه خارجًا في تذمر من أجل محبة الأب له.

“إنسان كان له ابنان، فقال أصغرهما لأبيه يا أبى أعطني القسم الذي يصيبني من المال، فقسم لهما معيشته، وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة، وهناك بذر ماله بعيش مسرف" (لو 15: 11 – 13).

المثل الذي بين أيدينا يقدم صورة مرة لعلاقة الإنسان بأخيه فيظهر الأخ الأكبر رغم ما يبدو عليه من تعقل وأمانة في العمل لكنه لا يستطيع بسهولة أن يتقبل أخاه الراجع إلى بيت الآب، بل يقف موقف الناقد لأبيه على اتساع قلبه للابن الراجع إليه.

إن ظهور ابنين في المثل يكشف عن أمور كثيرة منها: لا يمكن الحكم على أحد ما دام لا يزال في طريق الجهاد، فقد ظهر الأصغر في بدء حياته إنسانًا محبا للملذات،.. لكنه يرجع بالتوبة إلى الأحضان الأبوية ليظهر لابسًا الثوب الجديد وخاتم البنوة وحذاء في قدميه ومتمتعًا بالوليمة في بيت أبيه، أما الآخر فقد بدأ حياته إنسانًا لطيفًا في معاملاته،.. لكنه يختم حياته بالوقوف خارجًا ينتقد أباه على حبه ويغلق قلبه نحو أخيه فيفقد سلامه الداخلى وفرحه ليعيش بقلب مناقض لقلب أبيه.

كان الابن الأصغر متجاسرًا إذ طلب نصيبه من الميراث ووالده لا يزال حيا، أراد أن يتمتع بنصيبه بخروجه خارج بيت أبيه، حاسبًا الارتباط ببيت أبيه هو مذلة وعبودية وقيد يجب التحرر منه ليعيش حسب إرادته الذاتية وهواه، فإذا به ينفق ماله في عيش مسرف.

إن الشخص المسيحي الساقط في البر الذاتي هو أبشع من الأممي (غير المؤمنين) ومن اليهودي الذي بسبب كبريائه لم يتمتع بالخلاص الأبدي. لأن المسيحي يتمتع ببركات جديدة وعطايا إلهية فائقة يستغلها للشر، على أي الأحوال يفتح ربنا يسوع خلال هذا المثل أبواب الرجاء للجميع، لا يزال الله ينتظرنا فاتحًا ذراعيه ليتقبلنا كأولاد له نعود إلى بيت أبينا.

نعود إلى الابن الضال لنراه هاربًا من بيت أبيه، حاسبًا في هذا تمتعًا بالحرية، إن من يبتعد عن الكنيسة يبدد ميراثه، وما هذه الكورة البعيدة التي سافر إليها سوى " الأنا "، فينطلق الإنسان في كمال حريته بغباوة من الحياة السماوية، التي هي " الحب " إلى الأنانية حيث يتقوقع الإنسان حول ذاته، فيصير كمن هو في كورة بعيدة.

"فلما أنفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج".

إذ تهرب النفس من الله مصدر الشبع وكنز الحكمة تجد نفسها قد دخلت إلى حالة فراغ داخلي فتكون كمن في " مجاعة ".

خلقت النفس البشرية على صورة الله ومثاله، لن تشبع إلا به بكونه الأصل، العالم كله بإغراءاته والجسد بشهواته والحياة الزمنية بكل أحداثها لن تملأ فراغ النفس التي تتطلب ذاك اللانهائي يملأها.

 " فمضى وألتصق بواحد من أهل تلك الكورة فأرسله إلى حقوله، ليرعى خنازير، وكان يشتهى أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلم يعطه أحد ".

يبدو أن هذا الرجل يشير إلى رئيس هذا العالم، وقد ذهب هذا الابن إلى حقوله (حقول الخنازير)، وفيها يرعى الخنازير التي طلبت الشياطين أن تدخل فيها فاندفعت إلى جرف هذا العالم (مت 8: 32) هذه الخنازير تعيش على النفايات والنتانة.

الخاطئ لا هم له سوى أن يملأ بطنه، الطعام المناسب لهم هو الخرنوب الفارغ في الداخل ولين في الخارج، " فلم يعطه أحد " إذ لا يمكن لأحد غير الله أن يهب الحياة.

 "فرجع إلى نفسه، وقال: كم من أجير لأبى يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعا ؟! أقوم وأذهب إلى أبى.. ".

هذا هو طريق التوبة: " رجع إلى نفسه "، ماذا يعنى هذا؟

ليتنا نميز بين" الذات "وحب الإنسان لنفسه بمعنى حبه لخلاصها، هذا ما أكده السيد المسيح حين أعلن من يهلك نفسه يخلصها.

فرجوع الإنسان إلى نفسه يحتاج إلى عمل إلهي ينير بصيرة الإنسان الداخلية ليكتشف فقره التام بل وموته وفي نفس الوقت يدرك عمل الله الخلاصي ومحبته له فيمتلئ رجاء.

"وأقول له: يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقًا بعد أن أدعى لك أبنا، اجعلني كأحد أجراءك.. "

ونلاحظ هنا أن الروح القدس الذي يعمل فينا للتوبة يفتح قلبنا بالرجاء في الله واهب القيامة من الأموات، لكن بروح الاتضاع يهبنا أن نعترف بخطايانا، فالابن الضال بثقة يقول " يا أبى "، وبروح الاتضاع يعلن أنه مخطئ وغير مستحق للبنوة طالبًا قبوله كأجير.

"أخطأت إلى السماء وقدامك".. هذا هو الاعتراف الأول.. قدام سيد الرحمة، أمام ديان الخطية.

عندما يلوم الإنسان نفسه يخفف ثقل ضلاله، ويقطع عنه حدة الاتهام.. إننا لا نخسر شيئًا عندما نعترف بما معروف لديه.

"فقام وجاء إلى أبيه"

إذ رجع الابن الشارد بذهنه إلى بيت أبيه أدرك أن المسافة مهما طالت بينه وبين أبيه لا تمثل عائقا. جذبته أبوة أبيه وسحبت ذهنه ليجد طريق العودة ليس طويلًا ولا مستحيلًا، فقام منطلقًا أيضًا بالعمل، سائرًا نحو أبيه، وكأنه يسمع صوت النبي زكريا هكذا قال رب الجنود: ارجعوا إلى يقول رب الجنود فأرجع إليكم يقول رب الجنود " (زك 1: 3).

“وإذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه فتحنن، وركض، ووقع على عنقه وقبَّله، فقال له الابن: يا أبى أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقًا بعد أن أدعى لك ابنًا، فقال أبوه: أخرجوا الحلة الأولى... ".

يكشف هذا المثل عن أبوة الله الحانية، فإنه وإن كان لا يلزم الإنسان بالرجوع إليه، لكنه إذ يراه من بعيد منطلقًا نحوه يركض هو مسرعًا لا ليعاتبه أو يوبخه وإنما ليقع على عنقه ويقبله.. إنه ينصت لاعتراف ابنه المخطئ لكنه لا يسمح له بالمذلة، فلا يتركه يقول: " اجعلني كأحد أجراءك "، إنما يطلب له ثوب الابن وخاتمه، مكرمًا إياه في بيته!

" فقال الأب لعبيده: أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه، واجعلوا خاتمًا في يده، وحذاء في رجليه، وقدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح، لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد، فابتدأوا يفرحون " ع 22 – 24.

أن الأب لا يوجه حديثه لابنه الراجع بل لعبيده، أو وكلائه، فإن كان التائب هو الذي جاء متوسلًا لكنه ينال الإجابة لا خلال كلمات موجهة إليه، وإنما خلال أعمال الرحمة التي تقدم له.

إن هؤلاء العبيد هم الأرواح الخادمة، والملائكة، فالحلة الأولى هي الكرامة التي فقدها آدم، وهي ثوب الحكمة التي بها غطى الرسل عرى جسدهم، وبها يكتسي كل إنسان.

 الخاتم الذي في اليد هو عربون الروح القدس،وهو صك الإيمان الصادق وختم الحق.

الحذاء في القدمين هما الاستعداد للبشارة بالإنجيل كي لا تمس الأرضيات..

هذه الأمور الثلاثة (الثوب، الخاتم، الحذاء) قدمها السيد المسيح للبشرية الخاطئة، ليقيم منها أبناء الله الحي، الذين يرتدون ثوب العرس اللائق بالوليمة السماوية، ويحملون خاتم البنوة، ويسترون أرجلهم ويحفظونها من أتربة هذا العالم ودنسه أثناء عبورهم خلال كلمة الكرازة.

ما هو العجل المثمن الذي قدم في الوليمة ليأكل الكل ويشبعوا ويفرحوا سوى الرب يسوع، الذي دعى هكذا مقدمًا جسده الذي بلا عيب ذبيحة، وسمى "المُسَمَّن" بسبب غناه وتكلفته إذ قادر على خلاص العالم كله..

إن كان الابن قد أسلم جسده ذبيحة من أجل خلاص البشرية، والآب قد فرح وتهلل من أجل هذا العمل المفرح وطالب السماويين أن يتقدموا لينظروا ويفرحوا بالإنسان القائم إلى الحياة السماوية بعد موته إلا أن الابن الأكبر الذي يشير إلى المتكبرين من اليهود قد وقف خارجًا لا يريد أن يدخل ويفرح مع الكل، إذ يقول السيد المسيح.

"وكان ابنه الأكبر في الحقل، فلما جاء وقرب من البيت سمع صوت آلات طرب ورقصا، فدعا واحدا من الغلمان وسأله ما عسى أن يكون هذا فقال له: أخوك جاء فذبح أبوك العجل المسمن لأنه قبله سالما.

فغضب ولم يرد أن يدخل، فخرج أبوه يطلب إليه. فأجاب وقال لأبيه: ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أتجاوز وصيتك، وجديا لم تعطني قط لأفرح مع أصدقائي، ولكن لما جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمن.

فقال له: يا بنى أنت معي في كل حين، وكل ما لي فهو لك، ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد ".

يُعلِّق القديس أمبروسيوس على تصرف هذا الابن الأكبر، قائلًا:

دين الابن الأكبر، لأنه جاء من الحقل. هنا الحقل يشير إلى الاهتمام بأعمال الأرض والجهل بأعمال روح الله (1 كو 2: 11).

اشتكى لأنه لم يُعط جديًا ليذبحه، مع أن حمل الله قد ذُبح لغفران الخطايا، لا لذة الجسد.

يطلب الحاسد جديًا ليذبحه، بينما يشتهي البار أن يُذبح من أجل حمل الله!

"وكان ابنه الأكبر في الحقل. فلما جاء وقرب من البيت، سمع صوت آلات طرب ورقصا. فدعا واحدا من الغلمان وسأله: ما عسى أن يكون هذا؟ فقال له: أخوك جاء فذبح أبوك العجل المسمن، لأنه قبله سالما. فغضب ولم يرد أن يدخل" (لوقا 15: 25-28) -

بسبب الحسد أصيب الأكبر بشيخوخة (روحيَّة) مبكرة، وقد ظل خارجًا بسبب عدم محبَّته. الغيرة (الشرِّيرة) التي فاض بها قلبه طردته خارجًا!

إنه يغضب، لأن الغير ينال غفرانًا ونعمة!

يا لعدم احتمال جنود الشر الروحيَّة، إذ لا تطيق أن تسمع ترانيم الفرح وتلاوة المزامير!..

وهنا يشير الابنان إلى شعبين، الأصغر يمثل الأمم، والأكبر إسرائيل الذي يحسد الآخر من أجل تمتعه بالبركات الأبديَّة. احتج اليهود عندما دخل المسيح ليأكل عند الأمم، لذا طلبوا جديًا كتقدَّمة أثيمة مكروهة.

يطلب اليهودي الجدي (باراباس)، والمسيحي يطلب حملًا (المسيح)، لذلك أطلق لليهود بارباس وقدَّم لنا المسيح ذبيحة. حل بهم منذ ذلك الحين فساد الإثم بينما نلنا نحن غفران الخطايا..

يشير الابن الأكبر للفرِّيسي الذي برر ذاته في صلاته المملوءة غرورًا، هذا الذي حسب نفسه أنه لم يكسر وصيَّة الله مطلقًا، بممارسته لحرف الناموس (18: 11). بقسوة اتهم أخاه أنه بدد ميراث أبيه مع الزواني، مع أنه كان يجب أن يحترس في كلماته لأن الرب يسوع جاء لأجل العشارين والزواني.

لم يُطرد الابن الأكبر، إنما وقف على الباب ولم يرد أن يدخل، إذ لم يقبل إرادة الله التي دعت الأمم للإيمان، بهذا صار الابن عبدًا، "لأن العبد لا يعرف إرادة سيِّده" (يو 10: 14)، وعندما عرفها غار وصار معذبًا من أجل سعادة الكنيسة، وبقي هو خارجًا. مع هذا أراد الأب المحب أن يخلصه، إذ قال له: "أنت معي في كل حين".. يا حبذا لو أبطلت حسدك، "كل ما هو لي فهو لك"، فإذ لك أسرار العهد القديم كيهودي، وتنال أسرار العهد الجديد إن اعتمدت أيضًا.

+ الآن إذ كان أخوه الأكبر في الحقل وقد جاء إلى البيت سمع صوت موسيقى ورقصًا، فدعى أحد العبيد وسأله ما عسى أن يكون هذا. الابن الأكبر يُفهم بكونه الشعب اليهودي الذي كان في الحقل يخدم الله لأجل التمتع بممتلكات أرضية. ففي العهد القديم على وجه الخصوص كانت السعادة الأرضية وعدًا لمن يعبد الله. جاء إلى البيت وسمع موسيقى. الصوت المتناغم معًا يُسمى موسيقى، لأنه حينما يتفق كل الذين يخدمون الله في محبَّة يتممون قول الرسول: "أطلب إليكم أن تقولوا جميعكم قولًا واحدًا" (1 كو 1: 10) حينما يصير المسيحيون هكذا يبعثون موسيقى، أي صوتًا متناغمًا يسرّ الله، ويتحقَّق فيهم المكتوب: "كان لهم قلب واحد ونفس واحدة" (راجع أع 4: 32).

لقد سأل أحد العبيد، أي قرأ أحد الأنبياء.. إشعياء أو إرميا أو دانيال، إذ كرز الكل بمجيء المسيح وبالفرح من أجل مصالحة الأمم.

قال له العبد: "أخوك جاء فذبح أبوك العجل المسمن" [27]، فغضب ولم يرد أن يدخل [28].

غضبه هذا يعني مقاومة الشعب اليهودي لخلاص الأمم. حقًا فإنهم إلى هذا اليوم في غيرة من الكنيسة يقاومونها.

أما الحقيقة التاليَّة هي أن الأب "خرج يطلب إليه" [28] ربَّما تعني أنه في نهاية العالم سيقبل كل اليهود الإيمان خلال رحمة الله، كقول الرسول بولس: "إلى أن يخلص ملء الأمم وهكذا سيخلص جميع إسرائيل" (رو 11: 25-26)..

بقوله: "قط لم أتجاوز وصيتك" [29] عني أن اليهود بدوا كمن عبدوا الله الواحد، وعندما اشتكى: "وجديًا لم تعطني قط" تُفهم عن المسيح. فإن المسيح وهو حمل الله دين كجدي بواسطة اليهود، أي دين كخاطئ. لهذا فالمسيح بالنسبة لنا هو حمل، وبالنسبة لهم هو جدي. الذين اعتقدوا أنه خاطئ وليس بارًا لم يستحقوا التمتع بوليمة جدي مذبوح أو حمل كذبيحة.

عندما قال الأب: "أنت معي في كل حين وكل ما لي فهو لك"،  يعني بذلك عبادة الله الواحد وكتابات العهد القديم والأنبياء الأمور التي بالتأكيد تخص الله وقد بقيت مع اليهود على الدوام.

فليعطنا الله أن نحيا حياة التوبة لنرجع إلى حضن أبونا السماوي قائلين له "أخطأت في السماء وقدامك ولست مستحقًا أن أدعي لك ابنًا بل اجعلني كأحد أجرائك أمين.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي  06-07 آذار/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

Values That We Can We Learn From “The Lost Son” Parable
 Elias Bejjani//March 07/2021
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73276/elias-bejjani-values-that-we-can-we-learn-from-the-lost-son-parable/

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

http://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

 

المشكلة هي حزب الله المحتل والحكام والنواب والوزراء والأحزاب خيالات مآتم وخدم عندو وبأي انتخابات بظل الإحتلال ما بيجي إلا يلي ع مسطرتون الطروادية

الياس بجاني/06 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96690/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%87%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84/

 

الياس بجاني: ادعوكم لزيارة موقعي الألكتروني للإطلاع كل ما له علاقة بالتطورات اللبنانية باللغتين العربية والإنكليزية/ نشرات أخبار يومية ومختارات من التعليقات والتحاليل

Elias Bejjani/Visit My LCCC Web site/All That you need to know on Lebanese unfolding news and events

http://eliasbejjaninews.com/

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/March 06/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/96688/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-march-06-2021/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 06 آذار/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/96686/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-992/

 

Hero of the Month: M. Zuhdi Jasser – President of the American Islamic forum for Democracy.
Grιgoire Canlorbe/ Gatestone Institute/March 06/2021
كركوري مانلوربي/معهد كايتستون: بطل الشهر هو ام . زوهدي زاهر رئيس الفوروم الإسلامي الأميركي للديموقراطية
http://eliasbejjaninews.com/archives/96698/gregoire-canlorbe-gatestone-institute-hero-of-the-month-m-zuhdi-jasser-president-of-the-american-islamic-forum-for-democracy-%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%84/

 

 فيديو حلقة /عربي وانكليزي من اعداد وتقديم حنين غدار موضوعها لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله، المنهار اقتصادياً والمعطل سياسياً/من معهد واشنطن/شارك في الحلقة مكرم رباح وعلي الأمين وعليا منصور
 Video: Lebanon’s Predicament: Political Stagnation and Economic Collapse in a Hezbollah-Dominated State Makram Rabah, Ali al-Amin, Alia Mansour/The Washington Institute/March 05/2021
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/96703/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%af-%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%af/

 

الأب سيمون عساف/07 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96709/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%82%d8%a8%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%a8%d9%86/