المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 آذار/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.march02.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَافُوا في شَيءٍ مِنَ الَّذِينَ يُقَاوِمُونَكُم: إِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ لَهُم عَلى هَلاكِهِم، ولَكُم على خَلاصِكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/الخزي والعار للإسخريوتيين بيار الضاهر وعون وجبران وفرنجية والخاز وكل من يقول قولهم الملالوي

الياس بجاني/الخزي والعار لعون وباسيل وفرنجية والخازن وكل اسخريوتي خانع لإحتلال حزب الله الإيراني والإرهابي. البطريرك شخص المرض السرطاني الملالوي الوثح ووصف العلاج لإستئصاله

الياس بجاني/بيار الضاهر سارق تلفزيون المقاومة المسيحية LBC لم يتجرأ على نقل كلمة البطريرك الراعي يا للعار.اسخريوتي حقير

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات وجدانية وإيمانية في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة

الياس بجاني/أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الراعي : حزب الله الذي يقرر الحرب والسلام مع إسرائيل وليس الدولة

سماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان: كيف للبطريرك أن يكون خائنًا؟/جورج العلم

مسار غير مرتدّ/الياس الزغبي

وللخروج من جهنم عنوان، بكركي هيّي العنوان/د. عماد شمعون

المحكمة الخاصة بلبنان: إعادة انتخاب رئيسة المحكمة ونائبها لولاية جديدة

غوتيريش عين دايفيد تولبرت رئيسا لقلم المحكمة الخاصة بلبنان

تمثيل “الحزب” يحول دون التشكيل

طرح بكركي يُواجَه من البيت وخارجه… وهكذا يُمنع إجهاضه!

أهالي ضحايا الانفجار: حذار من تكرار ما حصل مع القاضي صوان

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 1/3/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 1 آذار 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

دفعة عقوبات أميركيّة على شخصيات لبنانيّة في طور الجهوزية

لقاء قريب بين الراعي و”الحزب” في بكركي؟

في ذكرى 14 آذار… هل تتوحّد القوى السيادية مجددًا؟

بعد زيادة رأسمال المصارف… هل يرى المودعون دولاراتهم؟

البنك المركزي يعلن عن خارطة بشأن أحكام التعميم رقم 154

الراعي التقى وفدا من المستقبل الجسر: أطلعناه على نتائج جولة الحريري الخارجية وما لمسه من حماس لمساعدة لبنان فور تشكيل حكومة مهمة

بيان "لقاء سيدة الجبل

ردّ “الحزب” على الراعي: تخوين وتهويل و”مسيّرات”!

مصادر الإليزيه: على باسيل وقف التعطيل

النهار: “عاصفة البطريرك”… هل تسقط التعطيل؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

ايران على تصلّبها “نوويًا” وعسكريًا… الكباش طويل الا اذا!

لتوجيه «رسالة سلام»... البابا فرنسيس عازم على زيارة العراق رغم المخاطر

البحرية الأميركية: رسو المدمّرة «ونستون تشرشل» في السودان جزء من برنامج متفق عليه

محكمة إسرائيلية تحكم على النائبة الفلسطينية خالدة جرار بالسجن سنتين

الكاظمي: لسنا ملعباً لتمرير الرسائل ولن ننخرط في اصطفافات المحاور وأكد لـ «الشرق الأوسط» التواصل الدائم مع السعودية... والاستعداد لاستقبال البابا فرنسيس بما يليق بمكانته

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حين يفشل القصر/بشارة شربل/نداء الوطن

لا تتركوا البطريرك وحيداً/د. مصطفى علوش/الجمهورية

هل تضع واشنطن يدها على تحقيقات المرفأ؟/داني حداد/ام تي في

“سبت” المبايعة الشعبية لصرخة الراعي/ألان سركيس/نداء الوطن

من نداء المطارنة إلى صرخة الراعي… إحذروا “الإنقلابيين الجدد”!/الاستنجاد بالأمم المتحدة ليس نقيصة، انما هو شعور بالمسؤولية تجاه شعب تستفرد به سلطة، تدمر فرص وجوده واستمراره وتهدد وجود الدولة/علي الأمين/نداء الوطن

رقصة التانغو الأخيرة في بيروت … رهان سعد الحريري على شراكة سنّية-شيعية في المرحلة المقبلة لا يقلّ خطرًا عن تحالفه مع ميشال عون/مايكل يونغ/مركز مالكوم كير-كارنيغي

حزبٌ لبناني عريق "مخطوف"... ما علاقة حزب الله/وليد الخوري/ليبانون ديبايت

سقوط طرح توسيع الحكومة… كي لا يجرّ مزيداً من التنازلات/كلير شكر/نداء الوطن

مطالبة الراعي بإحياء مشروع الدولة تُحرج عون و”الحزب”/محمد شقير/الشرق الأوسط

وحدة المسار/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الراعي وكلمته الوطنية: الحياد يبني الدولة/الشيخ الدكتور خلدون عريمط/أساس ميديا

الفيدرالية العونية والمثالثة الشيعية لنسف مبادرة الراعي والمؤتمر الدولي/منير الربيع/المدن

الراعي.. بطريرك نداء الـ2000؟ 2005؟ أم 2009؟/نذير رضا/المدن

البطريرك ينتزع التفويض المسيحي من الحزب/عوني الكعكي/الشرق

عروبة بكركي/العميد الركن خالد حماده /اللواء

الراعي ومعركة لبنان/خيرالله خيرالله/العرب اللندنية

المعارضة الأميركية والاتفاق النووي ... "سيسعى الجمهوريون بقيادة ترمب إلى عرقلة توجهات إدارة بايدن حيال إيران"/د. وليد فارس /انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون عرض مع غريو للعلاقات بين لبنان وفرنسا وسبل تطويرها

بري استقبل رئيس واعضاء ايدال ورئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فواز : لا قيامة للدولة إلا بالمحافظة على مؤسساتها وصونها

وهبه التقى ممثلين عن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث: التزام الاتفاق النووي يسهم في تعزيز الأمن

المكتب السياسي لحركة أمل قدر عاليا زيارة البابا فرنسيس الى العراق: لتجاوز المزايدات والإسراع في تشكيل الحكومة تجنبا للانهيار الحتمي

لقاء أحزاب طرابلس: الحديث عن الفدرلة والحياد والسلاح والتدويل في لبنان يخرق مفهوم السيادة الوطنية

لجنة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب اكدت دعمها لموقف الراعي

المرابطون: لبنان أرض واحدة لكل اللبنانيين في دولة مستقلة وسيادة تامة

واكيم: ندين كل ما من شأنه إثارة الإنقسامات بين اللبنانيين وازكاؤها

الحسنية في احتفال في ذكرى مولد سعاده في ضهور الشوير:وحدنا بفكره فأصبحنا شعبا واحدا في وطن نبنيه بوقفات العز لا بمواقف الحياد

اللقاء الكاثوليكي اكد دعمه للعبسي: اللبنانيون يتألمون والحلول غائبة ومغيبة وممنوعة واللامسؤولية مهيمنة

كتُب اليهود/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَافُوا في شَيءٍ مِنَ الَّذِينَ يُقَاوِمُونَكُم: إِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ لَهُم عَلى هَلاكِهِم، ولَكُم على خَلاصِكُم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي01/من21حتى30/:”يا إخوَتِي، فَٱلحَياةُ لي هِيَ المَسِيح، والمَوْتُ رِبْحٌ لِي. ولكِنْ، إِذا كانَتِ الحَيَاةُ في الجَسَدِ تُهِيِّئُ لِي عَمَلاً مُثْمِرًا، فلا أَدْرِي مَاذَا أَخْتَار. والأَمْرَانِ يتَجَاذَبَانِنِي: أَشْتَهِي أَنْ أَرْحَلَ وأَكُونَ مَعَ المَسِيح، وهذَا أَفْضَلُ بِكَثِير. لكِنَّ بَقائِي في الجَسَدِ أَشَدُّ ضَرُورَةً مِنْ أَجْلِكُم. وبِهذهِ الثِّقَةِ أَعْلَمُ أَنِّي سَأَبْقى وأُقِيمُ مَعَكُم جَمِيعًا، مِن أَجْلِ تَقَدُّمِكُم وفَرَحِكُم في الإِيْمَان، لِكَي يَزدَادَ ٱفْتِخَارُكُم بي في المَسِيحِ يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِي إِلَيْكُم مَرَّةً أُخْرَى. فَسِيرُوا إِذًا سِيرَةً جَدِيرَةً بإِنْجِيلِ المَسِيح، حَتَّى إِذَا جِئْتُ ورَأَيْتُكُم، أَو كُنْتُ غائِبًا أَسْمَعُ عَنْكُم أَنَّكُم ثَابِتُونَ في رُوحٍ واحِد، مُنَاضِلِينَ معًا بِنَفْسٍ واحِدَةٍ في سَبيلِ الإِيْمَانِ بِالإِنْجِيل. لا تَخَافُوا في شَيءٍ مِنَ الَّذِينَ يُقَاوِمُونَكُم: إِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ لَهُم عَلى هَلاكِهِم، ولَكُم على خَلاصِكُم. وذَلِكَ هُوَ مِنَ الله. فقَدْ وُهِبَ لَكُم مِن أَجْلِ المَسِيح، لا أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا مِنْ أَجْلِهِ، مُجَاهِدِينَ الجِهَادَ عَيْنَهُ الَّذي رأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وتَسْمَعُونَ الآنَ أَنِّي لا أَزَالُ أُجاهِدُهُ.””.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الخزي والعار للإسخريوتيين بيار الضاهر وعون وجبران وفرنجية والخاز وكل من يقول قولهم الملالوي

*الخزي والعار لعون وباسيل وفرنجية والخازن وكل اسخريوتي خانع لإحتلال حزب الله الإيراني والإرهابي. البطريرك شخص المرض السرطاني الملالوي الوثح ووصف العلاج لإستئصاله

يار الضاهر سارق تلفزيون المقاومة المسيحية LBC لم يتجرأ على نقل كلمة البطريرك الراعي يا للعار.اسخريوتي حقير

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات وجدانية وإيمانية في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تأملات وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/28 شباط/2021/اضغط هنا  للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/nazfa.elias16.wma

بالصوت/فورمات/الياس بجاني/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/28 شباط/2021/اضغط على العلامة في أسفل إلى يمين الصفحة للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/nazfa.elias16.mp3

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/28 شباط/2021

“فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة”. (متى9/22)

من منا لا ينزف بقيمه وعلاقاته وممارساته وإيمانه وأسس ومفاهيم الرجاء في هذا الزمن “المحل” الذي ابتعدنا فيه عن تعاليم الإنجيل المقدس.

نعم ابتعدنا وانحرفنا وتخلينا عن القيم والمبادئ وانغمسنا في مجتمع استهلاكي أغرقنا دون رحمة وحدود وقيود في أفخاخ الأنانية الشيطانية وأصابنا بعاهة “الأنا” القاتلة التي أمست قبلتنا ومرادنا.

مؤسف أننا على مقاس نزوات هذه “الأنا” الخادعة والمضللة نفصل حياتنا، وعلى هداها ننسق تصرفاتنا، وطبقاً لرغباتها نجير أقوالنا وأنشطتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

الأنانية القاتلة فككت أواصل العائلة التي هي حجر أساس الأوطان والمجتمعات، وغيبت عن قلوبنا وضمائرنا المحبة فحل الظلام في داخلنا ووقعنا في التجارب وانحرفنا عن طريق الخلاص القويم الذي رسمه لنا السيد المسيح بدمه من على الصليب.

خسرنا كل شيء لأننا خسرنا أنفسنا وتعامينا عن قول المعلم: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”.

نعم وقعنا في فخاخ إبليس وفي تجاربه بسبب قلة إيماننا وبنتيجة انجرارنا الأعمى وراء مقتنيات الدنيا من مال ونفوذ وسلطة. لهذا نحن ننزف دون انقطاع في كل مرة نرتكب فيها الخطيئة التي هي الموت.

ننزف عندما لا نقاوم الشر ونغرق أكثر وأكثر في أطماعنا والشهوات.

ننزف عندما لا نحب ونغفر ونسامح ونعمل الخير ونصلي ونبشر بكلمة الرب وتعاليمه.

ننزف في عقولنا ووجداننا وقلوبنا عندما نبتعد عن الإيمان ونقع في التجارب.

ننزف عندما نرضى أن تستهوينا وتغرينا ملذات هذا العالم الترابي الفاني.

ننزف عندما لا نخاف الله في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أولادنا وعائلاتنا.

ننزف عندما نبتعد هن جوهر المحبة التي هي الله والتي بأبهى صورها تتجسد ببذل الذات في سبيل الآخرين.

ننزف عندما نسمح لنزوات الطمع والحسد والجشع أن تتحكم في حياتنا.

ننزف عندما نعبد ممتلكات هذه الدنيا الفانية ونبتعد عن عبادة الله ونكفر بتعاليمه.

ننزف عندما لا نحافظ على دم الشهداء ولا نحترم تضحيات الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا وشهدوا للحق ولم يتجابنوا.

ننزف لأننا نوالي قادة وسياسيين وأحزاب يتاجرون بمصيرنا ولقمة عيشنا ووطننا.

نزف لأننا قبلنا وضعية العبيد والأغنام ورضينا العيش في الزرائب.

وهل نسأل بعد لماذا تحول وطننا الغالي لبنان إلى ساحة حروب للآخرين وفقدنا استقلالنا وسيادتنا؟

لا خلاص لنا ولا وقف لنزفنا إلا بالتوبة والصلاة والصوم وعمل الكفارات. إن الرب غفور ومسامح ومحب يريد مساعدتنا ووقف نزفنا إن قصدناه وطلبنا منه الشفاء بتقوى وإيمان ورجاء كما فعلت المرأة النازفة.

الرب افتدانا بابنه الوحيد واعتقنا من نير عبودية الخطيئة الأصلية ودلنا على طريق الخلاص، لكنه ترك لنا إما خيار السير عليه لإدراك البيت التي شيده لنا في ملكوته حيث لا وجع ولا عذاب ولا بغض، أو الضياع والإبتعاد عن هذا الطريق وسلوك مسالك الشر حيث يكون المنتهي في الجحيم حيث البكاء وصريف الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ.

في هذا الأحد دعونا نأخذ العِّبر من إيمان المرأة النازفة فنقوي إيماننا وثقتنا بالله وبقدرته وبمحبته وبنعمة المغفرة التي يعطيها لمن يسعى منا إليها صادقاً وتائباً “هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك” (مزمور 103: 3)

لنصلي من أجل خلاص وطننا الغالي لبنان، ومن أجل وقف النزف الذي أصاب مؤسساته، ومن اجل قادته إلى طرق الإيمان والعدل والشهادة للحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

http://www.eliasbejjaninews.com

رابط الموقع الألكتروني

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الراعي: حزب الله الذي يقرر الحرب والسلام مع إسرائيل وليس الدولة

الحرة/الإثنين 01 آذار 2021

شدد البطريرك الماروني، الكاردينال بشارة بطرس الراعي، على أنه لم يدع أبداً إلى مؤتمر تأسيسي، بل أن المطلوب اليوم هو إقرار حياد لبنان والعودة إلى الطائف والدستور والحفاظ على العيش المشترك الذي يُمثل رسالة لبنان"، سائلاً "لماذا فريق في لبنان (حزب الله) سيتحكم بالحرب والسلم، في وقت يقول الدستور إن قرار الحرب والسلم تُقرره الحكومة اللبنانية"؟  وحسب مقتطفات من مقابلة ستبث كاملة عند الساعة 10:05 مساء بتوقيت بيروت على "الحرة" ضمن برنامج "المشهد اللبناني"، حمّل الراعي "كل الطبقة السياسية مسؤولية ما وصل إليه لبنان". وعبر عن تأييده لمطالب "الثورة التي نريدها ثورة حضارية تعرف كيف تطالب وبماذا تطالب ولا تكون فوضى يدخل عليها مندسون للتخريب وتشويه صورته"، رافضاً المطالبة بإسقاط النظام "وهذا كلام كبير والمطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية كلام أكبر ونحن لا ندعم هذه المطالبات".  وقال الراعي، في معرض سؤاله حول من يُرشح لرئاسة الجمهورية، "ليس عملي أن أرشح أشخاصاً، ولكن أنا أقول على رئيس الجمهورية أن يكون إنساناً متجرداً من أي مصلحة وحاضر حتى يضحي في سبيل المصلحة العامة وخدمة الوطن" . وفي موضوع السلام مع إسرائيل، قال: "هناك مبادرة بيروت للسلام فليعودوا إليها، ما هي الشروط على الدول التي تريد التفاهم وما هي الشروط على إسرائيل ولكن لدينا ليس الدولة التي تعالج الموضوع، هناك حزب الله الذي يقرر الحرب والسلام مع إسرائيل وليس الدولة".

 

سماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان: كيف للبطريرك أن يكون خائنًا؟

جورج العلم/الإثنين 01 آذار 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96548/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b9%d9%81%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%aa/

سماحة المفتي الجعفري: كيف للبطريرك أن يكون خائنًا؟

وهل من يطالب بحياد بلاده عن وحول المنطقة هو خائن؟

وهل من يطالب بمؤتمر دولي ليحمي سيادة وطنه هو خائن؟

يا سماحة الشيخ، سأقول لك من الخائن:

الخائن هو الذي يحمل السلاح غير الشرعي.

الخائن هو مَن يبني دويلة في قلب الدولة.

الخائن هو مَن يجرّ وطنه إلى حرب مدمرة ويعود ليقول "لو كنت_أعلم."

الخائن هو مَن يعتبر إحتلال الميليشيا ل شوارع بيروت وقتل المواطنين "يوم مجيد."

الخائن هو مَن يقول أن أمواله وأكله وعتاده وسلاحه هو من دولة أجنبية ولدولة أجنبية.  

الخائن هو مَن يقتل الناس على الطرقات لأن آراءهم مغايرة.

الخائن هو مَن قتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري.

الخائن هو من قتل وفجّر شهداء ثورة الأرز.

الخائن هو مَن يغطي سرقة_أموال_الدولة في كل المرافق التالية: المرفأ والمطار والكهرباء وغيرهم.

الخائن هو مَن يُهَرِب البضائع المدعومة من جيوب الشعب اللبناني إلى سوريا.

الخائن هو مَن قتل وهجر الشعبالسوري واليمني وغيرهم.

الخائن هو من إعتبر مخيمنهر البارد خط أحمر في المعركة بين الإرهابيين والجيش.

الخائن هو مَن يفاخر بأنه جندي في الحرس الثوري الإيراني .

الخائن هو مَن استجلب الإرهابيين إلى لبنان ليعود وينقلهم بالباصات المكيَّفة.

الخائن هو مَن خطف بطرس خوند وجوزيف صادر وغيرهم لخدمة مصالحه ومصالح الدولة المشغلة له.

الخائن هو مَن شارك بطاولة الحوار وعاد ليقول عن مقرراتها "نقعوهم واشربوا ميّاتهم."

الخائن هو مَن يعقد إتفاقيات جانبية الآن على الحدود مع عدوكم الإمبريالي الانعزالي الغاشم.

لا يا سماحة الشيخ لا يجوز إتهام البطريرك بالخيانة لأنه حرّ،

فهو يحمل على كتفيه لبناننا منذ ١٥٠٠ سنة.

هكذا فعل أسلافه، وهكذا سيفعل خَلَفُه.

مع كل احترامنا لكم ولكن عندما ستتذوق يوماً طعم أن تكون حرًّا ستفهم كل هذا الكلام...

 

مسار غير مرتدّ

الياس الزغبي/الإثنين 1 آذار 2021

حسمت "وثيقة السبت الأبيض" في بكركي موقع لبنان الطبيعي والتاريخي: وطن سيبقى إبن بيئته، متفاعلاً مع العالم، منتسباً إلى رحاب الأمم الحرّة، وليس مجرّد ملحق بمشروع فئوي مذهبي رجعي تقوده طهران. وكان منتظراً أن ترتعد فرائص أصحاب المشروع وملحقاته، فيطلقون العنان لألسنة التخوين والتهديد. وبعد اصطدامهم بصلابة بكركي، بدأوا ينكفئون إلى الحيلة، لعلّهم يحتوون اندفاعها، تحت عنوان العودة إلى الحوار، والضغط لتشكيل حكومة تمتص الزخم نحو المؤتمر الدولي والحياد. المفلس يلجأ دائماً إلى النبش في دفاتره القديمة، أمّا أهل الملاءة الوطنية فإلى التزام مسار الخلاص حتّى خواتيمه.

                                         

وللخروج من جهنم عنوان، بكركي هيّي العنوان

د. عماد شمعون/الإثنين 1 آذار 2021

وللخروج من جهنم عنوان، بكركي هيّي العنوان

للحرية عنوان  للسيادة عنوان للاستقلال عنوان للكرامة عنوان للوطنية عنوان لضرب العمالة عنوان لضرب الخيانة عنوان للمسيحيّين الأحرار عنوان للبنانيّين الأحرار عنوان. مِن بعد 17 وصيّة أطلقها البطريك بعنوان "لا تَسكُتوا"؛ لأن الساكت شيطان أخرس، ردَّينا بـ17 رَدّيّة عِرفان، بتبلِّش، بـ: تيصير لبنان بأمان بكركي هيّي العنوان، ومش من هلَّق من زمان، لكل الأحرار بأرض كنعان، اللي قرَّروا يعيشو بعنفوان، بدل الذل والهوان، بموطن الأرز والسنديان، وخيرات العسل واللُبان، الأرض اللي قهرت كلّ عدوان، بسواعد أهلها الشجعان، بجبين مصقول مِن صوّان، وراس مرفوع واصل للديمان، وبقلب أبدًا مش فزعان، عمبينبض وكلّو إيمان، كرمال يحيا ويبقى لبنان، موطن التعدّديّة وحقوق الانسان، بخطاب مزيبق عالميزان، خلّى المكرسح يمشي والعميان يبَطلو عميان.

 

المحكمة الخاصة بلبنان: إعادة انتخاب رئيسة المحكمة ونائبها لولاية جديدة

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان، أن قضاة غرفة الاستئناف في المحكمة الخاصة بلبنان (المحكمة)، أعادوا اليوم انتخاب القاضية إيفانا هردليشكوفا من الجمهورية التشيكية رئيسة للمحكمة والقاضي رالف الرياشي من لبنان نائبا للرئيسة. وتبدأ ولايتهما الجديدة اليوم وتمتد لثمانية عشر شهرا. وأشارت إلى أنه "أعيد انتخاب الرئيسة ونائب الرئيسة عملا بالمادة 8، الفقرة 2 من النظام الأساسي والمادتين 31 و33 من قواعد الإجراءات والإثبات للمحكمة. وتضطلع رئيسة المحكمة بمسؤوليات عديدة تتضمن الإشراف على سير عمل المحكمة بفعالية وحسن سير العدالة، وتمثيل المحكمة في علاقاتها مع الدول والأمم المتحدة وكيانات أخرى. وفي غياب الرئيسة، يضطلع نائبها بمهام الرئاسة. وأوضحت أنه "يمكن الاطلاع على السيرتين الذاتيتين للقاضية هردليشكوفا والقاضي الرياشي على الموقع الإلكتروني للمحكمة".

 

غوتيريش عين دايفيد تولبرت رئيسا لقلم المحكمة الخاصة بلبنان

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - صدر عن المحكمة الخاصة بلبنان، البيان الآتي: "عينَّ الأمين العام للأمم المتحدن السيد أنطونيو غوتيريش السيد دايفيد تولبرت في منصب رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان. والسيد تولبرت محام دولي لامع في مجال حقوق الإنسان ومدع عام سابق مختص بجرائم الحرب، وقد تميز بمهاراته في القيادة والابتكار على مستوى الإدارة العليا في عدد من المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية. ومن عام 2010 إلى عام 2018، تولَّى رئاسة المركز الدولي للعدالة الانتقالية، وشغل من عام 2009 إلى عام 2010 منصب رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان. وعمل السيد تولبرت أيضا في العديد من المحاكم والهيئات القضائية الدولية، بما يشمل تسع سنوات في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة. وشغل السيد تولبرت منصب رئيس القلم بالنيابة منذ تموز/يوليو 2020 في غياب رئيس القلم السابق، السيد داريل مونديس، الذي كان في إجازة مرضية. ووفقا للنظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان، يتولى قلم المحكمة، بتوجيه من رئيس القلم، مسؤولية تأمين المتطلبات التشغيلية والإدارية للمحكمة. ويوفِّر قلم المحكمة الدعم للأجهزة الأخرى من أجل تيسير عملها وضمان توافر ما تستلزمه المحكمة للاضطلاع بولايتها. وتشمل مسؤوليات رئيس القلم تقديم الدعم القضائي، مثل خدمات إدارة المحكمة والخدمات اللغوية والدعم المخصص للمتضررين والشهود، وغير ذلك من المسائل الإدارية. والسيد تولبرت مسؤول أيضا عن ميزانية المحكمة، وسياسات جمع الأموال وأنشطة التواصل الخارجي والإعلام في المحكمة".

 

تمثيل “الحزب” يحول دون التشكيل؟

وكالة الانباء المركزية/الإثنين 01 آذار 2021

الازمة اللبنانية على تفاقمها تزداد كل يوم تعقيدا، ما دفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الاستنجاد بالامم المتحدة والدول الكبرى طالبا مساعدة دولية لايجاد حل واعلان حياد لبنان ، الامر الذي اعاد الاضاءة على أنقسام اللبنانيين من منطلق انتمائهم الى المحاور الاقليمية القائمة وفي مقدمها محور الممانعة الذي تشكل ايران رأس حربة له في المنطقة. واذا كان لبنان وتحديدا الفريق الممسك بالسلطة والقرار فيه يرفض حتى الان ملاقاة المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس أيمانويل ماكرون في منتصف الطريق لتشكيل حكومة “مهمة” وزراؤها من الاختصاصيين وغير الحزبيين تعمل على تنفيذ الاصلاحات في البلاد مفسحة في ذلك الطريق لمد يد المساعدة للبنان للخروج من الازمة التي يتخبط فيها، فان أوساطا سياسية تنقل عن ديبلوماسي عربي في هذا السياق قوله أن العقبة الحقيقية امام تأليف الحكومة هي تمثيل حزب الله، ما يتعارض مع مندرجات المبادرة الفرنسية التي تحظى بغطاء أوروبي وتأييد عربي وأميركي، كونها خشبة الخلاص الوحيدة على ساحة التداول الدولي، مضيفا ان بلاده لطالما أكدت استمرار وقوفها الى جانب لبنان من خلال دعمها للمبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة “المهمة” برئاسة سعد الحريري من 18 وزيرا من الاختصاصيين وغير الحزبيين لا ثلث معطلا فيها لاحد تمهد لخروج لبنان من النفق المظلم الذي يتخبط فيه. وبالنسبة الى امكان توسيع الحكومة الى 20 وما فوق، تقول الاوساط عينها ان هذا الطرح لم يحظ بقبول المعنيين، وتحديدا الدول المانحة التي ترى في الحكومة المصغرة قدرة اكبر على التفاهم وأتخاذ القرارات ، وتاليا وقف هدر المال العام ، سيما وان حكومة المهمة سوف تكون أنتقالية ولفترة زمنية لا تتعدى الاشهر الستة وليس كما يشيع أهل الحكم حتى انتهاء ولاية الرئيس عون.

 

طرح بكركي يُواجَه من البيت وخارجه… وهكذا يُمنع إجهاضه!

وكالة الانباء المركزية/الإثنين 01 آذار 2021

غداة الحدث الشعبي – السياسي الذي شهدته بكركي السبت، والذي أطلق معركة جديدة سيقودها الصرح، مدعوما من شريحة كبيرة من اللبنانيين من كل المناطق والطوائف، للوصول هذه المرة الى مؤتمر دولي حدد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أهدافه، وأهمّها إعلان لبنان دولة محايدة، والشروع في عملية الاصلاح والانقاذ الاقتصادي ودعم الجيش اللبناني بما يمكّنه من الامساك وحده، ومن دون اي شريك، بمهمة ضبط الامن في البلاد وحماية حدودها وصون استقرارها وبما يعيد قرارَ الحرب والسلم الى كنف الشرعية وحدها، كرر الراعي في عظته امس الاحد شرح مفهوم الحياد والغرض من طلب المعونة من الامم المتحدة. هذا الموقف يدل الى ان بكركي عقدت العزم على الذهاب حتى النهاية في طرحها هذا، وان لا عودة الى الوراء، وفق ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”. لكن الدرب الى هذا الهدف، لن يكون نزهة. ذلك ان الصرح يواجه لاءات كبيرة، من اهل البيت ومن خارجه في آن. وهي ليست لاءات عادية، تَردّ على الموقف بالموقف وتقارع الحجة بالحجة، بل يُقابل اقتراح الراعي بحملة تخوين وبتهم العمالة، رغم حرص البطريرك على تبديد هواجس القلقين على السيادة ومدّه يده اليهم. في هذه الخانة، يصب بعض ما يكتب في صحف الممانعة تماما كمسيرات الدرّاجات التي جابت الضاحية امس رفضا للمسّ بسلاح حزب الله، كل ذلك على وقع مواقف “فجّة” للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان. فهو قال امس ان “الحياد في زمن الاحتلال الإسرائيلي وداعش ليس وطنيا، بل أعتقد أنه ما زال خيانة. كما أن الحياد في زمن حرائق المنطقة واضطراباتها أيضا ليس وطنيا، بل ليس لصالح البلد والسيادة والقرار الوطني”.

في الموازاة، رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “للبطريرك آراءه، ونحن لدينا آراؤنا، هو يرى في التدويل حلا لمشكلة لبنان ونحن نرى في هذا الطرح تعقيدا للمشكلة، لأن ما يهم الدول مصالحها ولها حساباتها، فالولايات المتحدة هي المؤثر الأساسي في الأمم المتحدة، ولا تنظر الى الأمور إلا من زاوية المصالح والأطماع الاسرائيلية. والبطريرك له توصيفه للوقائع والأزمة الحالية وأسبابها وطرق معالجتها ونحن نختلف معه في هذا التوصيف.

رأينا ما حلَّ في ليبيا والعراق وسوريا بسبب التدويل فهل حمى المسيحيين، أين هم المسيحيون في هذه الدول؟ فلو لم تدافع عنهم الدولة السورية والمقاومة لما بقي منهم أحد هناك”. وقال امس في حديث تلفزيوني “البطريرك يعبر عن وجهة نظر مجموعة من الناس الذين اجتمعوا عنده بينما هناك فئات واسعة من الشعب اللبناني لا تؤيد وضع لبنان تحت وصاية دولية، ولا أحد يستطيع اختصار الشعب اللبناني بموقفه من أي قضية، فهو يمثل مرجعية لفئة من اللبنانيين وهناك مرجعيات أخرى لها تمثيلها ولكل منها دورها”. رفضُ المؤتمر الدولي لا يأتي من الحزب فحسب، فحليفه الفريقُ الرئاسي غير متحمس للطرح ايضا. ففيما غابت القاعدة “البرتقالية” “شعبيا” عن تحرك السبت، كانت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر تعلن ان “إعلان لبنان دولة محايدة أمر مفيد وطنياً ويستوجب تحقيق مجموعة شروط من بينها موافقة اللبنانيين عليه وقبول الدول المجاورة بذلك”.. ما يعني ان التيار يقول “لا”، بلطف، لتوجهات الصرح. هذا الانقسام وفق المصادر، يتهدّد مستقبل “مبادرة” بكركي للانقاذ، التي تتعرض لهجوم مضاد شرس. والمطلوب هنا، اذا كان الراعي يحرص على عدم إجهاضها، خاصة بعد ان رأى حجم التأييد الشعبي لها، ان ينتقل سريعا الى مرحلة وضع الآليات التنفيذية لها. وتجربة قرنة شهوان هنا، مفيدة، تتابع المصادر. فمن الشخصيات التي التفّت حوله في الاسابيع الماضية، من كل الطوائف والمشارب، لا بد للراعي من تشكيل مجموعة تحمل هذا المطلب الى الدبلوماسيين الاجانب في بيروت، وتجول به على العواصم الكبرى شرقا وغربا وتنقله الى الامم المتحدة، لايصال الصوت الى اصحاب القرار على الساحة الدولية، كما فعل البطريرك الراحل مار نصرالله صفير بعد نداء المطارنة الشهير عام 2000. فهل نرى تحرّكا كهذا في قابل الايام خاصة وان انتظار الاجماع المحلي او المبادرات الخارجية سيطول وقد لا يأتي أبدا؟!

 

أهالي ضحايا الانفجار: حذار من تكرار ما حصل مع القاضي صوان

المؤسسة اللبنانية للإرسال/الإثنين 01 آذار 2021

كشفت لجنة أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت، في مؤتمرها الصحافيّ عن “رفض العديد من مستندات ضحايا انفجار المرفأ، والتي طلبتها وزارة الدفاع، بحجة اعادتها من قبل المالية، لأن تحديد ساعة الاستشهاد فيها غير واضح أكان الساعة السادسة مساءً أو صباحًا”، مطالبةً وزارة الدفاع ووزارة المالية بـ”وضع حد فوري لهذه المهزلة”. وأكدت اللجنة “أن قانون مساواة شهداء وجرحى انفجار المرفأ بشهداء وجرحى الجيش أجحف بحق من أُصيب بإعاقات دائمة او شبه دائمة، حيث أُعطي حقّ الطبابة بدون منحه اي راتب يُعوّض عليه”، لافتة إلى أن “القانون لم يُحدد تاريخ استيفاء الحقوق، أهي من تاريخ الاستشهاد، ام من تاريخ صدور القانون؟”، مطالبةً بتعديل القانون انصافًا للجرحى وللذين أصيبوا باعاقات لمدى الحياة. ورأت اللجنة أن ما حصل مع بقية الجرحى في الانفجار “معيب جدًا”، وكشفت أن “الضمان الاجتماعي يُغطي كلفة علاج جرحى المرفأ لمدّة شهرين فقط أمّا من لديه علاج مستمرّ فليس بيده حيلة”، مشيرةً الى انه “اذا أراد أحد جرحى المرفأ أن يُعالج يتوجّب عليه الذهاب الى المستشفى نفسها، التي نُقل اليها عند اصابته يوم الانفجار، لان وزارة الصحة لم تُعمم اسماء الجرحى على المستشفيات.”وتابعت: “طلب منا المحقق العدلي القاضي طارق بيطار مهلة أسبوعين فمنحناه 3 أسابيع”، مشدّدةً على “أنّنا لن نسمح بتكرار ما حدث مع القاضي فادي صوان، وهذه المرة سنتوجه لبيوتهم ولن نتهاون أبداً في سبيل حقّ ضحايانا في الوصول إلى العدالة”. ولفتت إلى “أنّنا لا نريد أن يذهب دم شهدائنا هدراً”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 1/3/2021

وطنية/الإثنين 01 آذار 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

فيما التأليف الحكومي يدور في حلقة مفرغة السؤال المطروح ماذا بعد خطاب البطريرك الراعي الذي مازالت تردادته تتفاعل على الساحة السياسية؟ وما هي الخطوات ‏التالية التي سيلجأ إليها؟ وكيف سيتعامل معها الوسط السياسي المؤيد والمعترض عليها؟

مصادر بكركي اكدت انها لن تقف فقط عند مستوى اطلاق المواقف بل تتحضر لتحرك ناشط يبدأ محليا بامتزاج اراء كل الاطراف على ان يقدم كل فريق افكاره بحثا عن سبل الخروج من الأزمة بالتوازي مع حث البطريرك الدول العربية والمجتمع الدولي الذي عبر عن رغبته بمساعدة لبنان مع الحرص على استقراره.

تزامنا وبعد خطاب السبت تجددت الاتصالات بين اعضاء ‏اللجنة المشتركة ما بين بكركي و"حزب الله الامر الذي كان موضع ترحيب وتشجيع من البطريرك الراعي الذي زاره اليوم وفد من تيار "المستقبل"اعرب عن تأييده للمبادرات والمساعي الحثيثة التي يبذلها البطريرك الراعي من أجل إيجاد حل للخروج من الأزمة السياسية وصولا الى تأليف الحكومة.

ماليا حلق الدولار اليوم ملامسا عتبة العشرة الاف ليرة فيما عقد اجتماع في المركزي للبحث في التزام المصارف بالتعاميم لجهة التزام المصارف برساميلها في وقت استلمت لجنة الرقابة على المصارف الطلبات لمعرفة المصارف التي استوفت الشروط.

وعلى ارقام اصابات كورونا التي مازالت مقلقة وعلى وقع وتيرة تلقيح مازالت بطيئة خففت البلاد اليوم اجراءات الاقفال فعجت الطرقات والاسواق بحركة قد تنذر بعواقب وخيمة اذا لم يتم الالتزام بالتدابير الوقائية.

البداية من ملف التشكيل الحكومي العقبات لا تزال ماثلة امام تأليف الحكومة ومبادرة اللواء ابراهيم مستمرة وليست بالسلبية وفق اوساط سياسية والرئيس العماد عون تشاور مع السفيرة الفرنسية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

المرحلة الثالثة من فتح البلد كانت ثابتة لناحية عودة الزحمة إلى شرايينه فهل انتهى زمن الحجر كليا ليتحول البلد إلى ما يشبه يوم الحشر.

اليوم كان كاليوم الأول لعودة المدارس ولكن بلا مدارس فهل تعلمنا الدرس؟

الوضع الإقتصادي الصعب استوجب فتح البلد ولكن على الجميع مسؤوليات من المواطن الى الدولة وما بينهما من قطاع خاص لعدم جر الوضع الى كارثة صحية.

الوعي و الإلتزام و الوقاية... ثالوث مازال مطلوبا و يجب أن يبقى ساري المفعول وإن تم فتح البلاد بشكل كاملحتى لا نتحول إلى بوسطة سارحة والرب راعيها ولكي لا ترتفع اعداد الإصابات بكورونا ولا تصبح السيناريوهات المرعبة راجعة... لا سمح الله.

ومن بر كورونا إلى بحر من وباء الاعتداءات الاسرائيلية التي تطال لبنان وآخرها العدوان البيئي الذي هدد الشاطئ اللبناني بكارثة حقيقية وصلت إلى سواحل بيروت ووقعت في شباك ارزاق صيادي "الجناح" كالزفت... وسنتابع بالتفصيل وقائع هذه القضية ضمن تقرير في سياق النشرة.

هذا في وقت إعتبرت فيه حركة أمل ان هذه الجريمة ليست حادثا عابرا بل تستوجب إهتماما حكوميا ومن هيئات المجتمع المدني للإسراع في تقديم الشكوى للجهات الدولية المعنية وإقرار خطة لتنظيف الشاطئ المصاب وتأهيله بيئيا وإلى بيئة التشكيل الحكومي التي تعيش جمودا من دون أي خرق في أي طبقة منها جددت حركة أمل الدعوة الملحة لتجاوز المزايدات السياسية والإسراع بإنجاز تشكيل الحكومة لمعالجة حالة الانهيار الحتمي للوضع الاقتصادي والاجتماعي وإنعكاسه على الاستقرار الامني والذي لن يبقي لأي طرف حصة أو دورا لتحقيق مصالحه الخاصة نتيجة هذا الانهيار وأبرز تجلياته اليوم الفلتان غير المسبوق في سعر صرف الدولار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

القضاء الفرنسي اصدر حكمه على الرئيس الفرنسي الاسبق نيكولا ساركوزي بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الفساد واستغلال النفوذ، في ما بات يعرف بقضية التنصت. ترى، لو كان القضاء اللبناني قادرا كالقضاء الفرنسي على محاكمة الرؤساء والوزراء والنواب والمسؤولين اما كان معظم المسؤولين عندنا قد صاروا في السجون؟

سياسيا، لليوم الثالث على التوالي: بكركي المزار والمحج. وفد من تيار المستقبل زارها اليوم بتكليف من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مؤيدا طروحات سيدها.

كما علمت ال "ام تي في" ان حزب الله اجرى الجمعة الفائت اتصالا بقصد اعادة تفعيل لجنة الحوار بين الحزب وبكركي.

اذا، رغم الكلام الذي صدر ويعبر بشكل او بآخر عن توجه الحزب، ورغم تظاهرة الدراجات النارية امس، فان افاق الحوار ليست مسدودة. لكن هل الحوار المنتظر سيكون جديا وفاعلا ومثمرا ام انه حوار للحوار، اي لاستهلاك الوقت في انتظار متغير ما؟

توازيا، اشارت معلومات واردة من العاصمة الاميركية الى ان الادارة الجديدة تستعد لفرض رزمة جديدة من العقوبات على سياسيين وشخصيات لبنانية تتعاون مع حزب الله.

هدف ادارة بايدن من العقوبات الجديدة يتلخص في امرين: التأكيد ان الادارة الاميركية لن تتراجع عما بدأت به الادارة السابقة تجاه حزب الله، وثانيا توجيه رسالة الى ايران فحواها ان العقوبات لن ترفع عنها الا بعد ما تقبل بتنفيذ ما هو مطلوب منها.

حياتيا، الامور الى مزيد من التدهور. الدولار الاميركي يواصل تحليقه في فضاء العشرة الاف ليرة بلا رقيب او حسيب. الكهرباء الى مزيد من التقنين، لأن الباخرتين التركيتين قد تغادران المياه الاقليمية اللبنانية قريبا.

في المقابل، اصحاب المولدات يلوحون بزيادة تسعيرة الفاتورة الشهرية بنسبة ستين في المئة.

اذا الخناق يضيق اكثر على اعناق اللبنانيين، فيما الرؤساء والمسؤولون لا يزالون يبحثون في تشكيل الحكومة ونوع وزرائها وعددهم واختصاصاتهم! فمتى، ما حصل لساركوزي في فرنسا يحصل لرؤساء ومسؤولي آخر زمان عندنا؟ ومتى تفتح السجون لتستقبل سكان القصور والمقرات والسرايات الذين تسببوا في قهرنا وافقارنا واذلالنا؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

مصارف... كهرباء... كورونا... ثلاثية أولى، حياد... مؤتمر دولي... تشكيل الحكومة... ثلاثية ثانية.

وبين الثلاثيتين، شعب متعب، وسلطة متعبة... وسباق بين المزيد من المجهول ومحاولات عدم الوقوع في قعر آخر..

في ملف كورونا، اليوم بدأت مرحلة جديدة من تخفيف الإقفال، فكيف ستكون التجربة؟ التجارب السابقة لم تكن مشجعة، لكن لا حكم إلا بعد الإختبار.

في ملف المصارف، إنتهت المهلة المعطاة للمصارف، وحاكم مصرف لبنان يعلن أن لجنة الرقابة على المصارف ستجري تقويما لتحديد البنوك التي تمكنت من زيادة رؤوس أموالها بنسبة عشرين في المئة ودعمت السيولة لديها.

أما الكهرباء فهي بيت القصيد لا بل بيت العتمة: صحيح ان هم الكهرباء ملف قديم جديد، لكن المستجد فيه عدم الثبات بالتغذية بكهرباء الدولة، عاجلا أم آجلا، واحتمال رفع فاتورة المولدات... "شكرا دولة"...

وإذا ما كانت جباية المولدات على دولار السوق، فهذا يعني ايها المواطن: لا تمس راتبك واتركه لجابي المولدات تحت طائلة قطع الإشتراك...

هذا ليس سيناريو من الخيال، إنه ما نحن فيه اليوم، الكهرباء المدعومة إلى مزيد من التدهور... ما يعني ارتفاع في ساعات كهرباء المولد، غير المدعوم، بل على "سعر السوق"... يعني ذلك أنه كلما انخفضت كهرباء الدولة كلما ارتفع استهلاك الإشتراك وارتفعت معه فاتورته التي ستصل إلى رقم جنوني، وقد تتراجع كهرباء الدولة بوتيرة سريعة من خلال مغادرة بواخر التوليد، فبحسب وكالة الأنباء المركزية فإن شركة "كاراديني" المالكة للباخرتين "فاطمة غول" و"أورهان باي" ستنسحب من لبنان لأن مستحقاتها تجاوزت 180 مليون دولار، ولم تسدد وزارة المال لها أي قرش منذ كانون الاول 2019.

معامل مؤجلة، بواخر ستنسحب: تحيا المولدات.

إلى الثلاثية الثانية: حياد، مؤتمر دولي، تشكيل حكومة.

البطريرك الراعي يستعد للمرحلة الثانية: اتصالات، شرح المبادرة، داخليا وخارجيا، وبلورة المبادرة أكثر فأكثر ولاسيما للمعترضين والمتوجسين.

أما الحكومة الجديدة فلا أحد يتحدث فيها من المعنيين، كأن المطلوب الإعتياد على لا حكومة أصيلة والإكتفاء بحكومة تصريف الأعمال.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

في انتظار خرق سياسي ما للركود على المشهد الداخلي، يمكن التوقف عند الملاحظات الآتية:

أولا: صار موضوع تشكيل الحكومة في أدنى سلم أولويات اللبنانيين واهتماماتهم، حيث نفضوا يدهم من احتمال ولادتها قريبا، بفعل إصرار رئيس الحكومة المكلف على التنصل من الميثاق، والخروج على الدستور، وتحويل المطالبة بالمعايير الواحدة إلى تهمة.

ثانيا: بات اللبنانيون على يقين بأن التأليف ليس شأنا لبنانيا، بدليل تنقل رئيس الحكومة المكلف بين عدد من العواصم في جولاته السابقة واللاحقة، من دون أن ينجح حتى الآن في تحديد موعد لزيارة الرياض.

ثالثا: في انتظار ما يثلج الصدور على مسار التشكيل، الإحباط سيد الموقف شعبيا من أداء حكومة تصريف الأعمال التي ارتأت ألا تجتمع لأسباب معروفة، في وقت تطرح أسئلة كثيرة حول أداء أكثر من وزير في الملفات الملحة، المؤثرة في حياة اللبنانيين ومعيشتهم.

رابعا: وجهت الطروحات التي أعلنها البطريرك الماروني السبت الفائت دعوة متجددة، ولو غير مباشرة، إلى حوار لبناني-لبناني حول الأسسس والمفاهيم، بدليل اعراب المقربين من بكركي عن امتعاض البطريرك الراعي من الشعارات المسيئة التي أطلقها بعض الحزبيين خلال اللقاء من جهة، وتشديد الأفرقاء المعنيين مباشرة بكلام الراعي على ترحيبهم الدائم بأي حوار.

خامسا: فشلت محاولات بعض الأحزاب والشخصيات التي كانت تشكل في ما مضى الجناح المسيحي لقوى الرابع عشر من آذار، في دق إسفين بين التيار الوطني الحر بما ومن يمثل من ناحية، ورأس الكنيسة المارونية من ناحية أخرى، بفعل المقاربة الإيجابية التي قدمها التيار، وتأييده الواضح لمعظم ما ورد في كلام الراعي، وهذا ما أسقط الانقلاب الفعلي الذي كان يخطط له هؤلاء، على العلاقة بين الصرح البطريركي وشريحة لبنانية ومسيحية واسعة ووازنة، لم تطلب منذ عام 2005، إلا الشراكة والإصلاح… وتحت عنوان الإصلاح، تواصل الاوتيفي تدقيقها التشريعي في جزئه السابع، واليوم حول السرية المصرفية ومكافحة الفساد في تقرير للزميلة نانسي صعب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بعدما ظنوا ان نسبة النجاح التي حققوها كافية، اختصر المعنيون مراحل رفع الاقفال لمواجهة كورونا. وقبل اسبوع من انتهاء المرحلة الثانية نقل البلد الى المرحلة الثالثة مع فتح الاسواق والمحال التجارية وفق ما هو محدد بالخطة، والامل بالا يكون حرق المراحل حرقا لما أنجز. فيما بات على المواطنين رفع درجات المسؤولية عبر الالتزام بالتعليمات، والحفاظ على السلامة الشخصية التي تؤسس للسلامة المجتمعية.

مع العودة التدريجية الى الاسواق، رصدت حركة للمواطنين دون حركة بيع وشراء ، فالاساسيات مفقودة او مخزنة في ادراج المحتكرين، وكل ما عدا لقمة العيش والحاجات اليومية بات من الكماليات في بلد يجهد دولاره المرعي التحرك بالقفز بجنون نحو العشرة آلاف ليرة.

وفي مصرف لبنان جمع الحاكم بامر المال المجلس المركزي ولجنة الرقابة على المصارف وهيئة الأسواق المالية لتأكيد تطبيق التعميم ”مئة واربعة وخمسين” المعني بزيادة رسملة المصارف، وهو أحد المسببات لارتفاع الدولار الذي تسعى اليه المصارف لزيادة رساميلها من السوق السوداء.

لا شيء يسابق المشهد الاقتصادي السوداوي هذا سوى ذاك السياسي القاطم، المعلق على أمل تشكيل حكومة ما زالت كل عناصرها الكيميائية والشخصية والسياسية مفقودة الى الآن..

والى الآن كل خطوط التواصل مقطوعة بين بعبدا ووادي ابو جميل، فيما الخطوط الفرنسية مع قصر بعبدا فعلتها السفيرة الفرنسية في بيروت “آن غريو” التي زارت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبحثت معه العلاقات بين البلدين، مؤكدة رغبة بلادها في ايجاد حلول سريعة تسفر عن تشكيل حكومة لبنانية تواجه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

في المنطقة ما تمر به المملكة السعودية يصعب وصفه، فالرد اليمني على العدوان في عمق المملكة يحرق اصابع محمد بن سلمان، وكذلك انجازات الجيش اليمني واللجان في الميدان – لا سيما مأرب.

واهل العدوان يكملون الهجرة نحو الصهاينة، والجديد اليوم تقديم حاكم الامارات اوراق اعتماده مع سفيره في تل ابيب الى الحكومة العبرية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

غربا وشرقا.. رئيس جمهورية يدان بالفساد فيحكم ثلاث سنوات سجن... ووزيرا عدل وداخلية ضبطا ملتبسين بمائدة طعام في زمن كورونا فتجري إقالتهما.

حدث ذلك وزاريا في الأردن ورئاسيا في فرنسا مع نيكولا ساركوزي وتحت حكم قضاء لا ريبة فيه ولا مشروع حيث القانون يطبق على الجميع من رأس الهرم مهما علت صلاحياته ومن دون حصانات يوفرها المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء ما دام الفساد جرما مشهودا أين منا دولة القانون هذه التي لم توفر لقاضي المرفأ حصانة في التحقيق..ولما شعرت الطبقة السياسية بأنه يدنو منها... أطاحته وأردته محققا سابقا يوضع في الحفظ والصوان.

وآلة الحفظ تنسحب على كل الواردات السياسية والمالية والصحية وسط رفض القيادات ارتكاب أي مساهمة للحل ما استدعى تحرك البطريركية المارونية التي سحبت دور المرجعية المسيحية من تحت بساط الزعماء .

ولم يكن التدويل هدفا للبطريرك بشارة بطرس الراعي الذي أوضح اليوم أنه لم يدع أبدا إلى مؤتمر تأسيسي، بل المطلوب اليوم هو إقرار حياد لبنان والعودة إلى الطائف والدستور والحفاظ على العيش المشترك

و حمل الراعي "كل الطبقة السياسية مسؤولية ما وصل إليه لبنان رافضا المطالبة بإسقاط النظام لأنه كلام كبير، أما إسقاط رئيس الجمهورية فهو كلام أكبر ونحن لا ندعم هذه المطالبات".

لكنه رأى أن على رئيس الجمهورية أن يكون إنسانا متجردا من أي مصلحة وحاضرا للتضحية في سبيل المصلحة العامة وخدمة الوطن".

وفي تجميع لردود الفعل على خطاب الراعي وبعزله عن الهتافات المسيئة فإن وزير الصرح سجعان قزي نفى عن بكركي تبنيها هذه الهتافات وتحديدا ما يتعلق منها بحزب الله فيما قال وزير دبلوماسية القوات ملحم رياشي إن القوات لا تتبنى ولا ترفض هذه الشعارات التي هي هتافات الناس أما حركة أمل وبعد موقف المفتي أحمد قبلان فإنها تجنبت اليوم تسجيل رد فعل على ما حدث في بكركي وذهبت كما المنار الى التسرب النفطي جنوبا فيما اكتفى حزب الله بشهادة نائبه حسن فضل الله الذي ميز بين التدويل والموافقة على المساعدات الدولية وبأسلوب يحمل أيضا عدم العداء مع الصرح كاشفا عن تنسيق كان جرى قبل أيام من السبت الزيتي.

وعلى ضابطة عدلية متزنة كلف تيار المستقبل وزير عدله السابق سمير الجسر ..جسرا بين بيت الوسط وبكركي لإبلاغ البطريرك مساعي الرئيس المكلف سعد الحريري وإصراره على حكومة المهمة من اختصاصيين خبراء خالية من الدسم السياسي.

وفد المستقبل الذي رأسته النائبة بهية الحريري الى الصرح ابلغ الراعي اهمية الإسراع في تأليفل الحكومة لخلق جو ملائم في دعم لبنان غداة التأليف وطمأن الوفد المرجعية المسيحية الى أن الرئيس المكلف لا ينقض على حقوق المسحيين وأنه ملتزم تطبيق الدستور نصا وروحا وذلك بخلاف ما ما يدعيه الطرف المعطل.

وعلى ضفة هذا الطرف كشف النائب ماريو عون للجديد أن وفدا من التيار سيزور بكركي في الايام المقبلة .

وتظهر كل هذه المواقف أن لا اشتباك مع الكنيسة وأن البطريرك الراعي إنما اضطر الى دق الأجراس واستخدام المؤتمر الدولي بهدف جمع الافرقاء على حل الازمة محليا... وأن يدفع الفرقاء المعنيين الى تحسس الخطر وتقديم التنازلات للصالح العام ومن دون أن يستأثر طرف بثلث معطل

لكن الضغط الكنسي يستلزم تحركا متعدد الطرف .. بين حزب الله وعون... نبيه بري والمستقبل... الراعي والتيار مع القوات اللبنانية... ومتى تأمنت الحلول المحلية...

كفى الله المؤمنين شر القتال الدولي... وأبحرت الحكومة الى شواطىء التأليف. وفي الإبحار مجددا على متن بابور الموت فإن سفينة الزميل فراس حاطوم تتجه الليلة نحو روسيا بحثا عن علاقات محتملة لثلاثة من الاوليغارشيين الروس بشحنة الامونيوم نيترات ويكشف بالمستند التحويلات المصرفية التي قامت بها شركة سافارو من اجل اتمام الصفقة فمن هي المصارف العالمية المتورطة على الاقل بجريمة الاهمال المالي .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 1 آذار 2021

وطنية/الإثنين 01 آذار 2021

الأخبار

فيما لا تزال المفاوضات غير المباشرة مع العدو الإسرائيلي على ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلّة متوقفة، لا يزال هذا الملف مثار جدل بين الرؤساء الثلاثة، خاصة في ما يتعلّق بأمر تعديل المرسوم 6433 (الصادر عام 2011) لناحية حدود المنطقة البحرية، وتضمينه 1430 كيلومتراً مربعاً إضافياً جنوبي النقطة 23 القريبة من الحدود، وإبلاغ الأمم المتحدة بذلك؛ ففيما يُصرّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على إصدار المرسوم، يقف رئيس الحكومة حسان دياب الذي يُفضّل تأمين إجماع داخلي عليه، مرتبكاً أمام رفض رئيس مجلس النواب نبيه برّي، من دون أن تُعرَف حتى الآن الأسباب الحقيقية التي تقِف خلف هذا الرفض. وعلمت "الأخبار" أن دياب يشكو من الضغط الذي يتعرّض له، خاصة أن هناك من يحاول إقناعه بالقول إن "عدم التوقيع على المرسوم هو بمثابة خيانة، وأن هذا الأمر سيفقِد لبنان الكثير من المساحة البحرية التي تعود له في المنطقة الاقتصادية". ومع اقتناعه بأن "كل الدول تلجأ إلى الأمم المتحدة في مثل هذه النزاعات"، غيرَ أنه يتخوّف من أن يؤدي توقيعه الى اشتباك سياسي مع عين التينة.

تعمَل وزارة الصحة على إعداد الأوراق الخاصة بمستشفى ميداني ستقدمّه دولة الإمارات الى لبنان، تحت عنوان "المساعدة في مواجهة جائحة كورونا". وقد وافقت الإمارات على الهبة بعد مسعى قامَ به رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري خلال زيارته الأخيرة ولقائه ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد. وعلمت "الأخبار" أن الحريري تواصل مع رئيس مجلس إدارة شركة سوليدير، ناصر الشماع، وتباحث معه في إمكان إقامة المستشفى في منطقة الواجهة البحرية لبيروت، قرب "البيال".

لا يزال مستشفى صيدا الحكومي المركز الوحيد في قضاء صيدا الذي يستقبل الراغبين في تلقّي لقاح فيروس كورونا منذ انطلاق المرحلة الأولى من حملة التلقيح. المستشفى ذو الإمكانات المحدودة مرشح لاستقبال الآلاف، في مقابل غموض في مصير المستشفى التركي الذي أعلنت اللجنة الوطنية للقاح كورونا استخدامه للتلقيح. لكن حتى الآن، لم تنجز خطة الإعداد اللوجستية وتأمين الكادر الوظيفي. وكانت صيدا على موعد مع إدخال مستشفى حمود الجامعي ضمن لائحة المراكز التي تقدم التلقيح. وفد من وزارة الصحة صادق بعد الكشف على جاهزية المستشفى لتقديم اللقاح بعد تدريب عدد من موظفيه لهذه لغاية. وبعد إدراجه في اللائحة الأولية غير النهائية، أزيل اسمه لأسباب غير واضحة. مصادر صيداوية ربطت الخطوة بانتقال ملكية "حمود الجامعي" من عائلة مؤسّسه غسان حمود إلى عائلة عميس من خارج المدينة، وهو ما لم تنته تداعياته المذهبية والمناطقية والسياسية.

الجمهورية

على رغم الإنتقادات التي وجّهت خلال سبت بكركي ضد أحد الأحزاب إلاّ أن الإتصال بقي مفتوحاً بين مرجعية روحية ومسؤول كبير حليف لهذا الحزب خصوصاً حول ملف حيوي.

كان لافتاً إمتناع بعض الأحزاب عن توقيع وثيقة أعدها مطران في بلاد الإغتراب تدعم البطريرك الراعي.

قطعت الإتصالات شوطاً بعيداً بين حزب ومرجعية روحية لمعالجة أمور استجدت بينهما.

اللواء

إهتم عدد من السفراء العرب والأجانب بالحصول على نسخة من لائحة الأسماء المرشحة لدخول الحكومة العتيدة التي سلَّمها رئيس الجمهورية للرئيس المكلف، وأثارت جدلاً بسبب محاولات التنصّل منها!

لم تفلح مساعي تخفيف التوتر بين مرجعية روحية ناشطة ورئيس تيار سياسي، لرفض الأول التراجع عن المواقف الأخيرة التي أعلنها ولاقت تجاوباً وطنياً واسعاً، وإعتبرها الثاني بأنها تُعيق تحقيق طموحاته السياسية في الإستحقاقات المقبلة!

خضع خطاب البطريرك الراعي في يوم التضامن مع بكركي إلى عدة قراءات من اللجنة الإستشارية التي تضم مطارنة ومدنيين، حرصاً على إبقاء طروحات بكركي في إطار العمل على إنقاذ الوطن من الأزمات التي يتخبط فيها، بعيداً عن أي إعتبارات سياسية أخرى!

نداء الوطن

من المقرر أن يحضر ملف حيوي يشهد تجاذبات إقليمية ودولية، على طاولة وزارة الخارجية اليوم بحضور سفراء دول تتابع الشأن اللبناني.

إنشغلت دوائر "التيار الوطني" بتأمين تواصل غير مباشر مع جهات عراقية لحثّها على إيصال رسائل مناقضة لتوجهات بكركي خلال زيارة البابا إلى العراق.

تبيّن أن الحكومة الصينية امتنعت عن تزويد وزارة الصحة باللقاح الصيني بسبب موقف لبنان الرسمي من أزمة "مسلمي الايغور" في مجلس حقوق الإنسان.

الأنباء

رغم ارتفاع سقف المواقف بين محورين فاعلين الا أن مساعي ترطيب الأجواء لم تتوقف وتتولاها مرجعية غير مدنية.

يرى مرجع سياسي أن مسارات الأمور الدولية وفق الوتيرة السائدة في أكثر من ملف، تضع الواقع اللبناني في حالة مراوحة حتى حزيران المقبل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

دفعة عقوبات أميركيّة على شخصيات لبنانيّة في طور الجهوزية

المركزية/الإثنين 1 آذار 2021

في 25 تشرين الثاني الفائت، وعلى اثر فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية عقوبات على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي للمساءلة في مجال حقوق الإنسان، بعد الوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل بذريعة تقديمهما الدعم المادي لحزب الله إلى جانب اتهامات بالفساد والاستغلال الوظيفي لتمرير الصفقات، تحدثت السفيرة الاميركية دوروثي شيا عن وجود تقارير تفيد بإدراج ما بين 22 إلى 24 شخصية لبنانية على لائحة العقوبات. بيد ان السبحة توقفت حتى اليوم عند حبة الوزير باسيل من دون ان يُعرف ما اذا كان السبب مرتبطا بالانشغال الاميركي بالانتخابات الرئاسية ام بخسارة الرئيس دونالد ترامب وفوز الديموقراطي جو بايدن الاكثر اعتدالا في مقاربة الملفات ومعالجتها بالحوار ام بعدم اكتمال الملفات الخاضعة للدرس قبل اقرار العقوبات. يكشف مصدر دبلوماسي أميركي مطلع لـ"المركزية" ان سبحة العقوبات على الشخصيات والمؤسسات المتورطة مع حزب الله ستكرّ تباعا، ولن تتوقف مع ادارة الرئيس بايدن، كما يعتقد البعض، فملفات من هذا النوع لا ترتبط بالشخص بقدر ما هي مسار مستمر، لا تؤثر فيه هوية ساكن البيت الابيض. بيد ان ملفات الشخصيات او المؤسسات التي ستفرض عليها العقوبات تخضع راهنا للبحث من الفريق المتخصص في وزارة الخزانة الذي يعكف على دراسة الوثائق والمستندات المتصلة بتورط سياسيين وشخصيات قريبة من حزب الله من مختلف الطوائف منهم القريب من العهد ومنهم البعيد عنه، من غير الدائرين مباشرة في الفلك الممانع، وقد يكونون من المتورطين في مساعدة حزب الله في توسيع نفوذه وتمدده داخل ادارات الدولة وخارجها متسببين بتعميم الفساد. وإذ تشدد على ان دفعة جديدة من العقوبات ستصدر حينما تصبح جاهزة للتنفيذ، اوضحت ان واشنطن لن تستكين ازاء مواجهة حزب الله بالسبل المتاحة عقابيا للحد من توسعه وكبح جماح تمدده ليس في لبنان فحسب انما عالميا، وافضل السبل لذلك شد حبل الخناق المالي على عنقه، من داخل لبنان بفرض عقوبات على من يمد له يد العون وخارجه من باب معاقبة الجمهورية الاسلامية الممولة الرئيسية للحزب، مشيرة في السياق الى تقدم عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية أركنساس توم كوتون، مع أكثر من 40 مشرعا جمهوريا، بمشروع قانون يعارض رفع العقوبات عن إيران، في تأكيد جديد على معارضة طيف واسع في الكونغرس لجهود إدارة الرئيس جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي الموقع مع طهران عام 2015، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب. ويرفض مشروع القرار الجديد تخفيف العقوبات ، كما يعارض أي تحرك من شأنه أن يسمح لطهران بالوصول إلى النظام المالي الأميركي.

ويقرأ المصدر الدبلوماسي في هذه الخطوة تحصينا لموقف بايدن وتدعيما لادارته بمدها بورقة ضغط قوية تجاه ايران مفادها ان العقوبات لن ترفع قبل ان تنفذ المطلوب منها وفق الشروط الاميركية، لا سيما في ظل معلومات عن توجه اوروبي نحو اتخاذ قرار بإجماع اعضائه  يقضي باعلان حزب الله بشقيه العسكري والسياسي ارهابيا، ما زالت فرنسا تتحفظ ازاءه انطلاقا من معرفتها بتأثير الخطوة على ملف ازمة لبنان راهنا وانعكاساتها على العلاقة التي ما زالت تحتفظ بها مع الحزب وتستثمرها في مجال الضغط لتنفيذ مبادرتها الانقاذية المعرقَلة وفي التوسط بين طهران وواشنطن في الملف النووي.

 

لقاء قريب بين الراعي و”الحزب” في بكركي؟

وكالة الانباء المركزية/الإثنين 1 آذار 2021

انتهى يوم سبت بكركي بشحنة عالية من الأمل الذي أعاده البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى المواطنين الذين لمسوا أن ثمة صوتاً يعلو على أصوات اليأس والإنكسارات. صوت “الشركة والمحبة” صدح ذاك السبت من نافذة البطريركية المارونية لتتصدر تردداته المشهد السياسي في الأسبوع الطالع وربما لأسابيع عديدة، سيما وأن لاءات البطريرك في ختام كلمته أصابت في العمق السياسي والوطني ورسمت خريطة طريق لما يمكن أن يكون عليه حراك اللجنة المشتركة بين بكركي و”حزب الله” والتي يرأسها من جانب الحزب عضو المكتب السياسي محمد الخنسا. وتضم كلا من المطران سمير مظلوم والأمير حارث شهاب والدكتور مصطفى علي. وفيما أكدت ‏المعلومات أن لقاءً قريباً قد تعقده اللجنة، قال النائب حسن فضل أن سياستنا ‏لا تقوم على المقاطعة نتيجة الاختلاف في الرأي، نحن أهل الحوار والتلاقي والوصول إلى تفاهمات وطنية، فهذا ‏هو الأساس لحل المشاكل الداخلية وليس استدعاء الدول الأخرى للتدخل، بل يمكن الاستعانة بها لتقديم العون ‏والمساعدة لا أن تحل محل اللبنانيين”. لكن  كلام فضل الله  لم يمتص رد فعل جمهور حزب الله فكان الجواب بنزول مجموعات على دراجاتها النارية حيث جابت في شوارع حي السلم  ورفعت أعلام  حزب الله والمقاومة الإسلامية وايران وشعارات تندد بكل من يطالب بإسقاط سلاح المقاومة، واللبيب من الإشارة يفهم. عضو اللجنة الأمير حارث شهاب رفض الكلام عن انقطاع خطوط التواصل بين أعضاء اللجنة المشتركة واعتبر عبر “المركزية” أن هناك الكثير من المواضيع “التي نفكر فيها اليوم سبق وطُرِحت في الماضي. وعلى رغم كل السلبيات لم ولن نيأس لأن رسالة لبنان قائمة على الحوار والقديس يوحنا بولس الثاني اعلن لبنان وطن الرسالة وكان يقصد بذلك رسالة حوار وحرية وهذا ما يجعلنا متمسكين أكثر فأكثر بالحوار وإلا ما قيمة لبنان وما المقصود ب”لبنان الرسالة”؟.لا يخفي شهاب أهمية طرح مسائل حيوية ومصيرية كمثل الوضع الإقتصادي والإجتماعي ” فهذه أمور مهمة لكن المطلوب مشاركة الجميع وبشكل طوعي في كل المسائل التي تطرح إذ ما من مسألة طُرِحت سابقا من قبل فئة واحدة إلا وفشلت. من هنا مسعانا يتركز اليوم على الوفاق ونسعى لتحقيقه”. وشدد شهاب على دور بكركي الوطني وانفتاح البطريرك الراعي على الحوار “وليس لدينا حل سواه. لكن حوار من دون نتائج قد يدفعنا إلى اليأس.اليأس ممنوع ويجب على كل طرف أن يقدم القليل من الأمل لإنتاجية الحوار. على قاعدة تلقف المبادرة، يسعى حزب الله اليوم إلى إعادة ترطيب الأجواء التي بدت مشحونة عشية سبت بكركي، وبعد كلام الراعي سيما وأن اصواتا ارتفعت منتقدة  الهتافات التي ترددت في أجواء الصرح البطريركي خلال إلقائه كلمته. ويعلق شهاب “الإنتقادات خرجت من أوساط مقربة من حزب الله بدليل أنه عاد وأكد أن مبادرة الراعي لا تعني التدويل، وهو لم يتطرق إلى البند السابع”. أضاف:” كلام غبطته كان واضحا، لكن احيانا ثمة أمور تحتاج إلى إيضاحات على رغم وضوحها. هل يمكن أن تتلاقى وجهات النظر؟ “الطابة في ملعب الحزب لأن طروحات البطريرك واضحة والقضايا التي طرحها مبدئية”. حتى الساعة لا موعد محددا لاجتماع اللجنة المشتركة والمساعي قائمة لتحضير الأرضية لكي يثمر اللقاء عن النتائج المرجوة. ويأمل شهاب ألا تكون هناك تعقيدات في مسار التواصل على خط بكركي وحزب الله  طالما أن “الورقة التي طرحها البطريرك الراعي مغلفة بالمحبة وبطروحات مصيرية، وننتظر موقف الحزب”. ماذا لو طال أمد الإنتظار؟ يجيب شهاب:” سندفع الأمور إلى الأمام،  هذا ما عبر عنه البطريرك في كلمته – النداء. نحن نعيش ظرفا إستثنائيا لا يخلو من الخطورة، والمطلوب أن يتجاوب الجميع من دون استثناء، وأن تهدم كل الجدران الفاصلة بين صفوف المسيحيين لمواجهة الأزمة الوجودية، والخروج بموقف موحد وهذا يتوقف على مدى استشعارهم بحجم الأخطار ليتصرفوا على أساسها”.

 

في ذكرى 14 آذار… هل تتوحّد القوى السيادية مجددًا؟

وكالة الانباء المركزية/الإثنين 1 آذار 2021

ستة عشر عاما مضت على انطلاقة 14 آذار التي حررت لبنان آنذاك من الوجود السوري وناضلت وقدمت شهداء على مذبح الوطن. مسيرة سطّرت خلالها الكثير من الانتصارات، لكنها افترقت في منتصف الطريق واتجه كل رفيق بطريق. بعد مرور هذه السنوات، ومع اقتراب موعد الذكرى السنوية، لقوى جمعتها عناوين سيادية عريضة، هل يمكن ان تتوحد مجدداً في بوتقة سياسية واحدة وتكون الى جانب بكركي في تحرير لبنان من الهيمنة الايرانية؟ عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله أوضح لـ”المركزية”: “لا احد في جو إعادة إحياء إنقسام 8 و14 آذار، خاصة وان البلد مشتت ومهترئ، ولسنا بحاجة الى انقسامات وخلافات جديدة. لكن الاصطفاف السياسي للقوى السياسية واضح، فهناك تعنت من فريق رئيس الجمهورية في موضوع تشكيل الحكومة، ويربطونه بالتوريث السياسي، ومن خلاله يربطون أزمة تأليف الحكومة بكل ما هو استحقاق داخلي ومعادلات خارجية للأسف. وفي الوقت نفسه، حاول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القيام بواسطة، اكثر من مرة، لتقريب وجهات النظر وفشل، عندها اكتشف ان الكيان اصبح معرضاً للخطر فأطلق صرخته الكبيرة”. أضاف: “في الخطوط العريضة هناك نقاط مشتركة، لكن في التفاصيل هناك تباين في الاولويات. فالاولوية لدى تيار “المستقبل” هي تأليف الحكومة، وبالنسبة للحزب “التقدمي الاشتراكي” الاولوية هي تأليف الحكومة، لأن من دون حكومة، يستحيل إجراء اي عملية انقاذية اصلاحية، وننتظر بأسرع وقت ممكن حكومة تستطيع بالحد الادنى القيام بعملية إنقاذ داخلي وإصلاح نتمكن من خلاله الانفتاح على المجتمعين العربي والدولي. من هنا، يأتي ربطاً موقف سيدنا البطريرك بطرحه لموضوع الحياد الايجابي والناشط، ومحاولة تخفيف صراع الآخرين على الساحة اللبنانية، صراع المحاور الاقليمية والدولية. في حين ان اولوية “القوات اللبنانية” هي الانتخابات النيابية المبكرة. ولا يبدو ان هذا الاستحقاق سيحصل، لأن ما زال لدينا كورونا والازمة الاقتصادية، والناس ليست في جو انتخابات، بل في جو قلق على مستقبلها وجوعها وهجرة أبنائها والازمة المالية وودائعها والعام الدراسي والجامعات… ومن ثم ليس هناك اي توافق على قانون انتخابات، وقد أبدينا رأينا في الموضوع. لدينا اشكالية مع هذا القانون، ونرى ان هناك اولويات أخرى، بدءاً من تأليف الحكومة وترشيد الدعم والانقاذ المالي وصولاً الى الاصلاح المؤسساتي من كهرباء واتصالات. كما ان الانتخابات ستحصل بعد سنة ولم تعد بعيدة”.

ورأى “اننا لسنا في وارد صياغة انقسامات عمودية جديدة في البلد. قد يكون هناك التفاف وطني معين حول تأييد البطريرك، جزء منه سياسي والجزء الآخر مؤلف من المجتمع المدني والثورة حول العناوين التي طرحها، وفي المقابل نجد ردود الفعل على هذه العناوين ايضاً، والتي قد تفتح نافذة حوار في موضوع تأليف الحكومة. هذا الموضوع بانتظار المبادرات التي ستحصل بهذا الاتجاه، بعد الارتفاع في السقف في الخطاب السياسي خاصة، من قبل اكثر من طرف، وبين جهة تدين وأخرى تتبنى شعارات البطريرك”، مشدداً على “ان صرخة سيدنا البطريرك لعقد مؤتمر دولي هي لحث الداخل للاسراع بتشكيل الحكومة ومعالجة المشاكل والخارج لعدم التخلي عن لبنان وإبقائه في عزلة، ونحن نتضامن معه في هذا الإطار”. واعتبر عبدالله “ان الظروف اختلفت داخلياً وخارجياً وكل المعطيات الاقليمة والدولية تبدّلت عن العام 2005، فالمستجدات الجديدة والتغييرات في العراق وسوريا والوجود الروسي المباشر في المنطقة وتغيّر الادارة الاميركية وإعادة إحياء الاتفاق النووي الايراني، إضافة الى الانهيار الاقتصادي المالي الاجتماعي الحاصل، لا تسمح إعادة لمّ شمل قوى 14 آذار. لكن المهم سعي الجميع على الا يكون هذا البلد ضحية التسويات كما كان ضحية التصعيد بين المحاور”.

 

بعد زيادة رأسمال المصارف… هل يرى المودعون دولاراتهم؟

عمر الراسي/أخبار اليوم/الإثنين 01 آذار 2021

انتهت المهل اليوم التي حددها مصرف لبنان للمصارف من اجل زيادة رأسمالها بنسبة 20%، وتكوين ما يعادل 3% من ودائعها بالعملات الأجنبية لدى المصارف المراسلة. وقد اجتمع المجلس المركزي لمصرف لبنان برئاسة الحاكم رياض سلامة وحضور جميع الأعضاء مع رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف، وتم الاتفاق على وضع خارطة طريق مع مهل للتنفيذ سيلجأ مصرف لبنان من خلالها إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة المتعلقة بتطبيق أحكام التعميم رقم 154 وذلك إستنادا إلى تقارير معدة من قبل لجنة الرقابة على المصارف. ويهدف التعميم الرقم 154 إلى إعادة تفعيل عمل المصارف العاملة في لبنان، من اجل تلبية مطالب المركزي بالنسبة الى زيادات في رأس المال بنسبة 20% وتكوين السيولة لدى المصارف المراسلة بنسبة 3% من مجموع الودائع بالعملة الأجنبية لديها، ضمن حساب خارجي حر من أي التزامات. يطلب التعميم من المصارف “حثّ” عملائها، الذين قاموا بتحويلات تفوق قيمتها الـ500 ألف دولار أو ما يوازيها بالعملات الأجنبيّة إلى الخارج منذ أوّل تموز 2017، على إعادة 15% من القيم المحوّلة وإيداعها في “حساب خاص” مجمّد لمدّة خمس سنوات. أمّا إذا كان العميل المعني أحد رؤساء أو أعضاء مجالس ادارة المصارف، أو أحد كبار المساهمين فيها، أو أحد الأشخاص “المعرّضين سياسياً، أي الذين يشغلون مناصب تنفيذيّة أو تشريعيّة أو إداريّة عليا في الدولة، فتصبح النسبة التي يقتضي إعادتها وتجميدها لمدة خمس سنوات هي 30% من قيمة التحويلات التي تمّت إلى الخارج.

بعدما التزم معظم المصارف اللبنانية بتطبيق التعميم المشار اليه، كيف سيكون تعاطي المصارف مع المودعين، وهل سيتاح لهم سحب المزيد من الودائع…. وبالتالي عودة الثقة الى القطاع بشكل تدريجي؟ واشار كبير الاقتصاديين في مجموعة بنك بيبلوس نسيب غبريل الى ان السيولة بنسبة 3% من مجموع الودائع بالعملة الأجنبية لدى كل المصارف يساوي نحو 3 مليارات و450 مليون دولار، لافتا الى انه من اجل تحقيق هذا الهدف، باعت مصارف اصول لها في الخارج في مصر والاردن والعراق، كما هناك مصارف في طور بيع اصول لها في الخارج . واوضح غبريل، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان كل المصارف حاولت الالتزام بالمعيار المحدد في تعاميم المصرف المركزي، لكن حين صدر التعميم 154 في أواخر شهر آب الفائت، ما كان احد يتوقع ان يستمر الفراغ في السلطة التنفيذية لاكثر من ستة اشهر، لا مصرف لبنان ولا المصارف التجارية، الامر الذي انعكس سلبا على الواقع الاقتصادي ككل، مع العلم ان لبنان يتخبط بالكثير من الازمات. وردا على سؤال، اوضح غبريل ان المصارف امنت الـ 3% من مجموع الودائع بالعملة الأجنبية لكن مصرف لبنان لا يسمح لها بالتصرف بها، بل انها اموال توضع في حسابات مصارف مراسلة من اجل دعم الاقتصاد اللبناني دون اي ايضاح. وبالتالي يجب على المصارف ان تنتظر المرحلة التالية، وما سيصدر خلالها من تعاميم. وذكّر ان المصارف بدأت تقديم ملفاتها الى مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف التي بدورها تدرس كل ملف على حدة، وترفع تقريرا الى المجلس المركزي في مصرف لبنان الذي يقرر في ضوء النتائج ما هي القرارات التي سيتخذها، وقد يعطي مهلا اضافية لبعض المصارف من اجل انهاء عمليات بيع اصول لها في الخارج. واشار غبريل الى ان مصرف لبنان طلب من المصارف تجميد مبلغ الـ 3 مليارات و450 مليون دولار في حسابات على مدى 5 سنوات دون استخدامها، بمعنى انه لا يمكن لاي مصرف ان يتصرف بـ 3% دون ان يصدر المركزي تعميما ذات صلة، ومعلوم ان مصرف لبنان يعمل بدقة في هذا المجال. وفي المقابل، رأى غبريل ان هناك شقا حوله علامة استفهام كبيرة، ويتعلق بالمفاوضات بين الحكومة اللبنانية من جهة وحاملي سندات اليوروبوندز من جهة اخرى، ومعالجة هذا الامر ليست من مهام مصرف لبنان، بل تقع على السلطة التنفيذية الغابئة منذ ان وقع التعثر في تسديد استحقاقات اليوروبوندز منذ نحو عام، فهي لم تفاوض حاملي السندات اكانوا الخارجيين اوالمحليين.

 

البنك المركزي يعلن عن خارطة بشأن أحكام التعميم رقم 154

الوكالة الوطنية للإعلام/الإثنين 01 آذار 2021

أعلنت الأمانة العامة للمجلس المركزي في مصرف لبنان، في بيان، انه “بتاريخ 1/3/2021 اجتمع المجلس المركزي لمصرف لبنان برئاسة الحاكم وحضور جميع الأعضاء مع رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف، وتم الاتفاق على وضع خارطة طريق مع مهل للتنفيذ سيلجأ مصرف لبنان من خلالها إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة المتعلقة بتطبيق أحكام التعميم رقم 154 وذلك إستنادا إلى تقارير معدة من قبل لجنة الرقابة على المصارف. كما أن المجلس المركزي سينعقد دوريا لمتابعة الموضوع ومعالجة وضع كل مصرف على حدة بالتنسيق مع كل من:

– هيئة الأسواق المالية.

– هيئة التحقيق الخاصة.

– الهيئة المصرفية العليا”.

 

الراعي التقى وفدا من المستقبل الجسر: أطلعناه على نتائج جولة الحريري الخارجية وما لمسه من حماس لمساعدة لبنان فور تشكيل حكومة مهمة

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي وفدا من تيار "المستقبل" برئاسة النائبة بهية الحريري.

اثر اللقاء، تلا النائب سمير الجسر البيان الآتي: "بتكليف من دولة الرئيس سعد الحريري التقينا اليوم صاحب الغبطة، وبداية شددنا على يد غبطته للمبادرات والمساعي الحثيثة التي يبذلها من أجل إيجاد حل للخروج من الأزمة السياسية وصولا الى تأليف الحكومة.

1- لقد وضعنا غبطته في أجواء الجهود التي يبذلها دولة الرئيس للاسراع في تشكيل الحكومة كما أطلعنا سيادته على نتائج الاتصالات الخارجية التي يقوم بها الرئيس الحريري في سبيل خلق جو ملائم لدعم نهوض لبنان غداة تأليف الحكومة.

2- أكدنا لغبطة البطريرك الراعي أن الرئيس الحريري مصمم على تأليف حكومة مهمة من الاختصاصيين غير الحزبيين والمشهود لهم بالكفاءة والنجاح في حياتهم العملية، وأكدنا لغبطته أننا نضم صوتنا الى صوته حول ضرورة تأليف الحكومة اليوم قبل الغد.

3- شددنا أمام صاحب الغبطة على أن الرئيس المكلف ملتزم بتطبيق الدستور وإتفاق الطائف نصا وروحا وخصوصا ما ينص عليه الدستور لجهة حفظ حقوق اللبنانيين مسيحيين ومسلمين على حد السواء.

4- جددنا لسيادة البطريرك دعمنا لإعلان بعبدا كاملا الذي نص بخاصة على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الإنعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية وذلك حرصا على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، ما عدا ما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينين في العودة الى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم.

5- أطلعنا سيادة البطريرك على نتائج جولة الرئيس الحريري الخارجية على عدد من الدول الشقيقة والصديقة وما لمسه الحريري من حماس لمساعدة لبنان فور تشكيل حكومة مهمة من إختصاصيين غير حزبيين".

وردا على سؤال، قال الجسر: "الرئيس سعد الحريري في الوقت الضائع يجول على الدول لشرح قضية لبنان والتمهيد لعملية المساعدات، وزياراته كانت مفيدة جدا أكان في الدول العربية أم الغربية".

واضاف: "في موضوع تشكيل الحكومة لا نقطع الامل ولا بد من ان تحل هذه القضية".

 

بيان "لقاء سيدة الجبل

01 آذار 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أسعد بشارة، بهجت سلامة، بدر عبيد، توفيق كسبار، جاد الأخوي، جوزف كرم، حُسن عبود، حسين عطايا، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، منى فياض، مياد حيدر، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، فارس سعيد، مياد حيدر، ميشال حجي جورجيو، طوني حبيب، عطالله وهبة وغسان مغبغب وأصدر البيان التالي :

أولاً- في كل مرة تتقاعس فيها الدولة عن تأمين حاجات اللبنانيين وتحقيق مطالبهم، أكانت من طبيعة سيادية أو من طبيعة حياتية، تتقدم بكركي المشهد كضامنة لجميع اللبنانيين من دون اي تمييز. وهذا ما بدا بوضوح شديد في كلمة البطريرك الراعي الذي يسعى لاستخدام موقعه واحترامه في المحافل الدولية من اجل عقد مؤتمر دولي لحماية لبنان من الانقلاب الارهابي على الدستور وعلى السيادة وعلى اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية 1559 – 1680 – 1701 . ان الحشد الذي إحتضنته بكركي يوم السبت الماضي شكل دعما والتفافا حولها. انها دعوة لوضع الاصبع على الجرح حتى نرتّب أولياتنا كلبنانيين، صحيح ان هناك فساداً مستشرياً بالتوازي مع أزمات اقتصادية واجتماعية وصحية واخلاقية، إنما الأصح هو ان لبنان واقع تحت الإحتلال الإيراني المتمثل بـ  "حزب الله" وسلاحه مع سكوت مريب من غالبية الطبقة السياسية اللبنانية. لذا اتت مبادرة البطريرك الماروني بسرديتها الوطنية لتدعم المقاومة السيادية بوجه هذا الإحتلال.

ثانياً- الحقيقة الساطعة هي ان سلاح "حزب الله" هو الآمر الناهي بمعزل عمن يجلس على هذا الكرسي أو ذاك، لذا فالمطلوب وبإلحاح من القامات الوطنية الانضواء في معركة تحرير لبنان من هذا الاحتلال سلمياً وديموقراطياً، واعادة التوازن الى الصيغة، اذ ان لبنان يُحكم بقوة التوازن وليس بموازين القوى. كما ندعو كل اللبنانيين في بلاد الاغتراب إلى الالتفاف حول موقف بكركي الوطني والانخراط في معركة استعادة استقلال لبنان.

ثالثاً-  يطالب "لقاء سيدة الجبل" الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني طمأنة اللبنانيين حول حقيقة إستخدام "حزب الله " للأبنية والمدارس في القرى والمدن على حدٍ سواء كمخازن وقواعد لسلاحه نظراً لما يشكّله هذا الأمر من خطورة بالغة على المواطنين.

رابعاً- بعد مرور خمسة وعشرين يوماً على اغتيال الناشط السياسي السيادي لقمان سليم، يكرر "اللقاء" مطالبته السلطات القضائية بمعرفة اين اصبح التحقيق في هذه الجريمة الموصوفة. كما يطالب بكشف حقيقة جرائم إغتيال أنطوان داغر، منير أبو رجيلي و جوزف بجاني وكل ضحايا مرفأ بيروت من خلال تحقيق دولي.

 

ردّ “الحزب” على الراعي: تخوين وتهويل و”مسيّرات”!

نداء الوطن/01 آذار/2021

من خطابه السيادي السبت، مروراً بإعادة التوكيد على مضامينه أمس، وصولاً إلى الإسهاب في شرحه على قناة “الحرّة” اليوم… يبدي البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عزمه على السير في طريق “الاستقلال الثالث” بخطى وطنية ثابتة تترفّع عن الخوض في دهاليز السياسة والطائفة والمذهب، لينطلق على قاعدة “قلنا ما قلناه” التي كرّسها بطريرك “الاستقلال الثاني” نصرالله بطرس صفير في مقاربة “تابو” الوصاية السورية، نحو فصل جديد من تحرير الدولة من الوصايات والقيود وكسر “تابو” مقاربة وصاية السلاح على دورة الحياة المؤسساتية والدستورية في لبنان.

فتحت شعار “لا تسكتوا” الذي ردّده على مسامع اللبنانيين المؤمنين بنهائية الكيان والهوية، حثّ الراعي على خرق جدار الصمت في مواجهة “الحالة الانقلابية” الهادفة إلى “الاستيلاء على مقاليد السلطة”، داعياً إلى إعلاء الصوت الوطني في تأييد الحياد والتدويل، ونبذ كل أشكال “تعدد الولاءات، والانحياز، والفساد، وتسييس القضاء، والسلاح غير الشرعي ومصادرة القرار الوطني”… الأمر الذي أغضب على ما يبدو “حزب الله”، فسارع إلى التخندق على الضفة المعادية لخطاب الراعي، مستهدفاً إياه بصليات من الردود الأولية التي تراوحت بين تخوين وتهويل على المنابر، وبين “مسيّرات” ورسائل ميدانية على الأرض، سواء تلك التي أطلقها مناصروه على متن الدراجات النارية في الضاحية الجنوبية مساءً، أو تلك التي اتخذت شكل “القسم العسكري” الذي أطلقه محازبوه باللباس العسكري رفضاً لحياد لبنان.

ورغم محاولة إعطاء صبغة غير طائفية للرد على البطريرك الماروني عبر استنفار النائب طلال أرسلان لإبداء رفض طرح التدويل، وبموازاة التهويل “المنمّق” على لسان النائب حسن فضل الله بأنّ هذا الطرح يشكل تهديداً “للوجود المسيحي” في لبنان “كما حصل في العراق وليبيا”، مع تشديده على أنّ “وجهة نظر بكركي لا تمثل وجهة نظر كل الشعب” في ظلّ العلاقة “الممتازة” التي تجمع “الحزب” و”التيار الوطني الحر”… غير أنّ الرد الأعنف أتى من منطلق مذهبي تخويني على خطاب الراعي، على لسان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي شدد على “شرعية السلاح” واعتبر أنّ مطلب الحياد فعل “خيانة”، نابشاً في المقابل “مجازر صبرا وشاتيلا والدبابات الإسرائيلية”، وملوّحاً بورقة “إلغاء الطائفية السياسية وإجراء انتخابات نيابية شعبية” في مواجهة مطالب البطريرك الماروني، باعتبار أنّ “قوة التوازن تمرّ جبراً” بهذا المسار.

وعلى الأثر، كان ردّ قواتي مباشر على كلام قبلان، فلفت انتباهه النائب عماد واكيم إلى أنّ “دولة المواطنة” التي تحدث عنها “تستدعي أول ما تستدعيه حلّ الأحزاب الدينية، فهل يريد أن يبدأ مثلاً بحل “حزب الله” للوصول إلى هذه الدولة؟ مذكراً إياه بأنّ “من دفن وثيقة الوفاق الوطني هو من انقلب عليها برفض تسليم سلاحه (…) والخيانة هي في الانقلاب على الطائف، وضرب الدستور والقوانين، والاغتيالات والتصفيات، وعزل لبنان عن محيطه العربي وعمقه الغربي، وتجويع اللبنانيين وتفقيرهم، وتحويل الدولة إلى فاشلة وصورية”.

 

مصادر الإليزيه: على باسيل وقف التعطيل

نداء الوطن/01 آذار/2021

لاقى خطاب البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي استحساناً فرنسياً تجسّد بما نقلته الزميلة رندة تقي الدين عن مصادر الرئاسة في الإليزيه لـ”نداء الوطن” قائلةً: “موقف البطريرك الراعي يتطابق مع رؤية فرنسا الحريصة على السيادة اللبنانية”، وشددت في هذا السياق على أولوية تشكيل الحكومة اللبنانية ووجوب أن يوقف رئيس “التيار الوطني الحر” تعطيل التشكيل. وأضافت مصادر الإليزيه: “المؤتمر الدولي لا يقدم جواباً واضحاً للمشكلة اللبنانية القائمة، ويبقى الآن على جبران باسيل أن يفعل ما هو ضروري في هذه المرحلة، أي السماح بتأليف حكومة المهمة في لبنان”.

 

النهار: “عاصفة البطريرك”… هل تسقط التعطيل؟

النهار/الإثنين 01 آذار 2021

مع ان ذهاب بعض الأوساط الى إدراج يوم الدعم الشعبي ل#بكركي السبت الماضي وخطاب البطريرك الماروني الكاردينال #مار بشارة بطرس الراعي امام الحشد في اطار “الاستقلال الثالث” قد ينطوي على مغالاة الى حد معين، فان ذلك لا يقلل الأهمية المفصلية والاستثنائية لدلالات هذا الحدث وما سيليه من تفاعلات داخلية معه سواء عند الضفة المؤيدة او المعارضة لطروحات البطريرك. والواقع ان “عاصفة البطريرك” التي حملت مواقفه في الخطاب سواء منها التي استفاض فيها في شرح موجبات طرحيه للحياد الناشط او عقد مؤتمر دولي من اجل لبنان، او المواقف الأخرى البارزة والتي اتسمت بصراحة تامة حيال واقع الدولتين والسلاحين والمحاولة الانقلابية التي تهدف الى السيطرة الكاملة على السلطة لم تكن حدثا عابرا او تطورا يمكن القفز فوقه غدا وتجاهله وطمسه لمجرد مرور الزمن. اذ ان ترددات هذه المواقف بدت بأهمية مضمونها ولن يسع العهد ولا السلطة برمتها ولا “حزب الله ” المضي بعد يوم 27 شباط كما لو ان شيئا لم يكن لان المفاعيل المتدحرجة لهذا الحدث لن تقف عند حدود موعده الزمني فقط. فثمة مناخ ضاغط الى اقصى الحدود انطلق مع هذا اليوم من خلال اجتذاب جمهور معارض بقوة لاستمرار الامر الواقع القسري الذي يمنع أي محاولة انقاذية للبلاد من الانهيارات الكبيرة الماثلة بقوة مفزعة في الفترة القصيرة الاتية.

ويجزم عارفون ومطلعون بان عاصفة بكركي لن تكون الا الانطلاقة لاعادة تظهير شكل جديد من أشكال الاعتراضات وتصعيد موجات الاحتجاج بعدما تعمد البطريرك الراعي مجددا تثبيت رعاية بكركي لفعل الانتفاضة والثورة كحق طبيعي بديهي للشعب اللبناني. فلم يكن امرا يقل أهمية عن طرحي الحياد والمؤتمر الدولي ان يطلق البطريرك نفير الانتفاضة مجددا من خلال تكراره عبارة “لا تسكتوا” 17 مرة وهو يحض اللبنانيين على مناهضة الامر الواقع القاهر لحقوقهم. لذا يعتقد المطلعون ان محاولات تمييع هذا الحدث او الرهان على عودة رتابة الواقع وطمس كل الترددات التي اثارها وسيثيرها تباعا سيكون بمثابة مضي عبثي في سياسة الانكار وطمر الرؤوس في الرمال كما لن تجدي نفعا سياسة المناهضة الانفعالية لمواقف البطريرك من خلال النفخ بالنزعة الطائفية واستغلالها كما بدأ يحصل مساء امس بتسيير تظاهرة مناهضة للبطريرك في الضاحية الجنوبية او من خلال مضي المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في رفع شعارات التخوين المستهلكة والتي تثير في وجهه الاستغراب عن سكوته على تبعية فريقه لإيران. ويضيف هؤلاء ان الاحراج الكبير الذي يستشعر الافرقاء الذين طاولتهم حقائق “المحاولة الانقلابية” التي تحدث عنها البطريرك يحمل على الاعتقاد بان الطريق الوحيد الذي يمكن سلوكه للحؤول دون تحول عاصفة بكركي الى واقع تصاعدي يهدد بتداعيات كبيرة هو استعجال تأليف الحكومة الجديدة وإزالة المعطلات والتعقيدات التي تمنع ولادتها. اذ ان الكلفة التي ستترتب على التحالف الحاكم والسلطوي عن وضع حد نهائي لتعطيل الحكومة ستكون اقل خطورة من تفلت الوضع وسط التحفز لمحاولات تدويل الازمة من جهة واشتعال الانتفاضة الاحتجاجية على نطاق أوسع هذه المرة من جهة أخرى.

تحرك متواصل

وفي السياق نقل عن مصادر قريبة من بكركي انها لن تقف فقط عند مستوى الكلام والمواقف بل تتحضّر لتحرّك ناشط مواكب لمبادرة البطريرك الماروني ويبدأ التحرك محلياً من خلال شرح مبادرة الراعي للمرجعيات السياسية، للوصول الى أكبر تأييد داخلي ممكن لطرح البطريرك. أما في المرحلة الثانية فبكركي ستنظّم مجموعات لبنانية من بين المغتربين لتفسير المبادرة البطريركية في الخارج. ولفتت الى أن البطريرك الراعي لم يكن أبداً مكتوفا في قضية تشكيل الحكومة بل زار معظم السياسيين، لكن تبين له أن فئة معينة اتخذت قرارا بمقاطعة الصرح. وقالت المصادر انه بعد 27 شباط ليس كما قبله والبطريرك سائر الى النهاية في طرحه ومبادرته على الرغم من الضغوط على أمل أن يوصل هذا الحراك إلى خواتيم مرضية للخروج من الأزمات الخانقة التي تعصف بلبنان . وغداة السبت الكبير في بكركي تحدث البطريرك الراعي عن “إحتشاد خمسة عشر ألف شخص لدعم موقف البطريركيّة المطالبة المجتمع الدولي بإعلان حياد لبنان الإيجابيّ الناشط، لكي ينقيّ هويّته ممّا إنتابها من تشويهات، كما إحتشدوا لدعم المطالبة بعقد مؤتمر دوليّ خاص بلبنان برعاية الأمم المتّحدة، بسبب عجز الجماعة السياسيّة عندنا عن اللقاء والتفاهم والحوار وتشخيص المرض الذي شلّ الدولة بمؤسّساتها الدستوريّة وخزينتها واقتصادها وماليتها، فتفكّكت أوصالها، ووقع الشعب الضحيّة جوعًا وفقرًا وبطالة وقهرًا وحرمانًا. فكان لا بدّ للمجتمع اللبنانيّ الراقي والمستنير من أن يشخّص هو بنفسه أسباب هذا الإنهيار وطرق معالجته، بالإستناد إلى ثلاثة: وثيقة الوفاق الوطنيّ والدستور وميثاق العيش معًا، استعدادًا لهذا المؤتمر”.

“الحالة الانقلابية”

وكان ابرز ما تضمنته مواقف البطريرك الراعي في كلمته أمام الوفود الداعمة لمواقفه تشديده على “اننا طالبنا بمؤتمر دولي لأن كل الطروحات رفضت حتى تسقط الدولة ويتم الإستيلاء على مقاليد السلطة”. واعلن “اننا نواجه حالة إنقلابية بكل معنى الكلمة على كل ومختلف الميادين الحياة العامة وعلى المجتمع اللبناني وعلى ما يمثل وطننا من خصوصية حضارية في هذا الشرق”، وقال” نريد من المؤتمر الدولي أن يثبت الكيان اللبناني المعرض جدياً للخطر وأن يعيد تثبيت حدوده الدولية، وأن يجدد دعم النظام الديموقراطي الذي يعبر عن تمسك اللبنانيين بالحرية والعدالة والمساواة،وإعلان حياد لبنان كي لا يعود ضحية الصراعات والحروب وأرض الإنقسامات ويتأسس على قوة التوازن لا على موازين القوى التي تنذر دائما بالحروب. حررنا الأرض فلنحرر الدولة من كل ما يعيق سلطتها وأدائها، والدولة هي الكيان الأسمى ولذلك لا تتقبل الإلتباس والإزدواجية والإستضعاف، فلا يوجد دولتان أو دول على أرض واحدة ولا يوجد جيشان أو جيوش على أرض واحدة ولا يوجد شعبان أو شعوب في وطن واحد، أن أي تلاعب بهذه الثوابت يهدد وحدة الدولة، ونحن هنا نطرح مشاريع حلول لا مشاريع مشاكل، وهي لكل لبنان ولكل اللبنانيين، لأن الحل الحقيقي هو حل لكل الشعب لا لفئة دون سواها “. وإذ اكد تفهمه “لصرختكم وغضبكم وإنتفاضتكم وثورتكم” قال ” لا تسكتوا عن تعدد الولاءات ولا تسكتوا عن الفساد ولا تسكتوا عن سلب أموالكم ولا تسكتوا عن الحدود السائبة ولا تسكتوا عن خرق أجواء لبنان ولا تسكتوا عن فشل الطبقة السياسية ولا تسكتوا عن الخيارات الخاطئة ولا تسكتوا عن الانحياز وفوضى التحقيق في جريمة المرفأ ولا تسكتوا عن تسييس القضاء ولا تسكتوا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني ولا تسكتوا عن سجن الأبرياء وإطلاق المذنبين ولا تسكتوا عن التوطين الفلسطيني ودمج النازحين أو عن مصادرة القرار …”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

ايران على تصلّبها “نوويًا” وعسكريًا… الكباش طويل الا اذا!

وكالة الانباء المركزية/01 آذار/2021

في موقف تصعيدي جديد في وجه الولايات المتحدة الاميركية التي تمد لها يد المفاوضات، أعلنت طهران امس رفضها مقترحا أوروبيا لعقد اجتماع غير رسمي مع دول “أربعة زائدا واحدا” بمشاركة الولايات المتحدة. وقالت الخارجية الإيرانية، إنه لم يطرأ أي تغيير على مواقف وسلوك الولايات المتحدة بشأن سياسة الضغوط القصوى التي بدأتها ادارة الرئيس السابق دونالد ترامب. اليوم، كررت الجمهورية الاسلامية موقفها هذا، معتبرة ان يتعين على الولايات المتحدة رفع العقوبات المفروضة على طهران أولاً إذا كانت تريد إجراء محادثات لإنقاذ الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي انسحب منه ترامب. وقال سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية: يتعين على إدارة الرئيس جو بايدن تغيير سياسة الضغوط القصوى التي اتبعها ترامب تجاه طهران… إذا كانت تريد إجراء محادثات مع إيران، يتعين عليها أولاً رفع العقوبات. وأضاف أن إيران ستواصل العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية رغم تقليص التعاون معها. وأردف “بالنظر إلى الإجراءات والتصريحات الأخيرة للولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية، لا تعتبر إيران أن هذا هو الوقت المناسب لعقد اجتماع غير رسمي مع هذه الدول، وهو ما اقترحه منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي”. في المقابل، قالت الولايات المتحدة إنها تشعر بخيبة أمل لأن إيران رفضت الاجتماع مع القوى الكبرى، لمناقشة سبل إحياء الاتفاق النووي، غير انها أشارت إلى أنها لا تزال مستعدة لإعادة الانخراط في عملية دبلوماسية هادفة في شأن هذه القضية، وفق ما قالت متحدثة بإسم البيت الأبيض، مضيفة “واشنطن ستتشاور مع شركائها في مجموعة 5 + 1، والأعضاء الأربعة الآخرين الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا، بالإضافة إلى ألمانيا حول الطريقة المثلى للمضي قدما.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذا التشدد الدبلوماسي – السياسي، يترافق مع تصعيد عسكري على الارض. فالايرانيون عبر أذرعهم العسكرية المزروعة في المنطقة، ينشطون “أمنيا” من دون هوادة. في اليمن، يصوّب الحوثيون في شكل شبه يومي على السعودية ومطاراتها عبر المسيرات والصواريخ. اما في مضيق هرمز، فيتحرّكون ايضا معكّرين امن الملاحة التجارية ومعترضين سفنا تجارية. في العراق، استهداف الارتال العسكرية الاميركية يتزايد وقصف السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء، ترتفع وتيرته ايضا. اما في السياسة، فإن عملية تأليف الحكومة في لبنان مثلا، لا تزال تتعثر، ويبدو ان التشكيل بات ورقة من اوراق ايران التفاوضية. اما واشنطن، فلا تزال، حتى الساعة، تُحجم عن اي ردود فعل، وتكتفي بالاستنكارات، الا انها تتمسك بضرورة عودة ايران الى التقيد بالتزاماتها نوويا وبالتهدئة عسكريا وسياسيا في المنطقة، قبل الجلوس معها الى طاولة المفاوضات من جديد. وقد لوّحت بأن انفتاحها لن يستمر طويلا. اذ حذرت إدارة بايدن طهران من أن هذا الاقتراح لن يكون مطروحاً إلى ما لا نهاية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن “لصبرنا حدوداً”، مشدّداً على إمكانية العودة إلى فرض العقوبات. شد الحبال اذا مستمر بين الطرفين، وايران تماما كما واشنطن، لا تبدوان مستعجلتين للعودة الى الحوار ان لم يكن سيفضي الى فرض شروطهما، عليه. وما لم يدخل في اللعبة، عامل كبير عسكري او اقتصادي، يدفع واحدا من المتخاصمين الى التراجع، فان هذا الكباش قد يستمر طويلا، تختم المصادر.

 

لتوجيه «رسالة سلام»... البابا فرنسيس عازم على زيارة العراق رغم المخاطر

روما/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

ضربت صواريخ مدناً عراقية وتفاقمت الإصابات بوباء «كورونا»، لكن البابا فرنسيس عازم، ما لم يحدث أي طارئ يغير الخطط في اللحظة الأخيرة، على القيام برحلة للعراق تستمر أربعة أيام وتبدأ يوم الجمعة لإظهار تضامنه مع الطائفة المسيحية هناك. وقالت ثلاثة مصادر بالفاتيكان إن البابا، الحريص على استعادة نشاطه في السفر بعد أن عطلت الجائحة عدة رحلات مقررة، أقنع بعض مساعديه القلقين بأن الرحلة تستحق المخاطرة وإنه على أي حال قد حسم أمره. وقال مسؤول بالفاتيكان «إنه يتوق للعودة للسفر بعد هذه الفترة الطويلة». والرحلة التي تستمر من الخامس إلى الثامن من مارس (آذار) ستكون الأولى التي يقوم بها البابا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019 عندما زار تايلاند واليابان. وألغيت أربع رحلات كان من المقرر أن يقوم بها في 2020 بسبب الجائحة. وقال المسؤول وهو أحد أساقفة الفاتيكان ومطلع على شؤون العراق تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لـ«رويترز»: «إنه يشعر حقيقة بالحاجة للتواصل مع الناس على أرضهم». وقال مسؤولون بالفاتيكان وكبار رجال الدين في الكنائس المحلية إنهم راضون عن قدرة القوات العراقية على توفير التأمين الكافي للبابا وحاشيته. وقال الأسقف بشار وردة مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في أربيل بشمال العراق للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف مؤخراً: «البابا يعرف إلى أين هو ذاهب. هو قادم عن قصد إلى منطقة شهدت حروباً وعنفاً لتوجيه رسالة سلام». وأضاف: «السلطات تتعامل بجدية شديدة مع تأمين البابا فنشرت عشرة آلاف من أفراد الأمن لهذا الغرض». وكان الصراع في العراق قد حال دون زيارة باباوات سابقين له. فبعد انتهاء الحروب استمرت أعمال العنف. وقتل تفجير انتحاري مزدوج 32 شخصاً على الأقل في بغداد في يناير (كانون الثاني). وأدان البابا الهجوم. ويوم الاثنين الماضي قصفت صواريخ المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد والتي تضم المباني الحكومية والسفارات الأجنبية. ولم يسقط قتلى أو جرحى. ومما يلقي بظلاله كذلك على رحلة البابا للعراق تفشي فيروس كورونا الذي سيحد بشدة من عدد من سيلتقون به بشكل شخصي. وحظر المسؤولون السفر بين أغلب المحافظات مع تسجيل العراق أكثر من أربعة آلاف حالة إصابة جديدة يوم الخميس ليصل الإجمالي إلى أكثر من 600 ألف حالة إصابة حتى الآن. وقال البابا فرنسيس (84 عاماً) إن الزيارة مهمة حتى لو كان مسيحيو العراق سيرونه فقط على شاشات التلفزيون.

 

البحرية الأميركية: رسو المدمّرة «ونستون تشرشل» في السودان جزء من برنامج متفق عليه

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

قال الكولونيل في سلاح البحرية الأميركية أنطون سيميلروث إن وصول السفينة «يو إس إس ونستون تشرشل» إلى ميناء بورتسودان في الأول من مارس (آذار)، هو جزء من برنامج متفق عليه بين الولايات المتحدة والسودان. وأضاف في رسالة إلكترونية لـ«الشرق الأوسط» أنه جرى استقبال السفينة في احتفال رسمي حضره مسؤولون من القوات البحرية السودانية وأعضاء من وزارة الخارجية الأميركية. وقال إن هذه الزيارة وغيرها هي جزء من مشاركة الولايات المتحدة المخطط لها منذ فترة طويلة مع السودان، وهي تخدم مصالحنا الأمنية المتبادلة، وتُظهر علاقتنا الثنائية العميقة بعد إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب.

وأضاف أن الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي تفيد بأن فرقاطة روسية وصلت إلى بورتسودان مؤخراً، لكنه أحال التساؤل عمّا إذا كان لوصولها أي دلالات سياسية في هذا الوقت بالذات، إلى الحكومة السودانية. ولم يشأ المتحدث باسم وزارة الدفاع التعليق على توقيع السودان لاتفاقية مع روسيا يجيز لها استخدام الميناء لإقامة قاعدة بحرية روسية فيه لمدة 25 عاماً، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن التوصل إليها مع الخرطوم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ورست المدمرة الحربية الأميركية «يو إس إس ونستون تشرشل» التي تحمل صواريخ موجهة في السودان اليوم (الاثنين) بعد يوم واحد من رسو فرقاطة روسية في الميناء الرئيسي نفسه المطل على البحر الأحمر؛ حيث تخطط موسكو لإقامة قاعدة لوجستية بحرية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وهي السفينة الحربية الأميركية الثانية التي ترسو في السودان بعد قيام واشنطن بشطب الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد أكثر من عام على الإطاحة بالرئيس عمر البشير من السلطة في أبريل (نيسان) 2019. وكانت السفارة الأميركية في الخرطوم قد أصدرت بياناً صحافياً في أعقاب رسو سفينة النقل السريع الاستكشافية «يو إس إن إس كارسون سيتي» في الميناء نفسه في 24 من الشهر الماضي، قائلة إنها «أول سفينة بحرية أميركية تزور السودان منذ عقود». وأضافت أن ذلك «يسلط الضوء على رغبة» الجيش الأميركي في «تعزيز شراكته المتجددة» مع القوات المسلحة السودانية. وقال القائم بالأعمال الأميركي بريان شوكان، إن السفينة «ونستون تشرشل» هي «ثاني سفينة أميركية تتوقف في السودان خلال هذا الأسبوع». وأضاف في تغريدة له على «تويتر» أن وصولها «يسلط الضوء على دعم الولايات المتحدة لعملية انتقال ديمقراطي في السودان». وبدا الحضور الروسي والأميركي في تلك المنطقة وكأنه تنافس بين القوتين، للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للميناء السوداني على البحر الأحمر. لكن تعزيز روسيا حضورها في القارة الأفريقية، ينظر إليه على أنه محاولة لاستغلال قرار واشنطن الاستراتيجي، بتخفيف وجودها وتورطها العسكري في القارة الأفريقية، ولموازنة الحضور الصيني المتنامي اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً في أفريقيا أيضاً. وكانت الفرقاطة الروسية «الأدميرال غريغوروفيتش» قد رست يوم الأحد في بورتسودان، في الميناء الذي أعلنت روسيا أنها ستقيم فيه «قاعدة دعم لوجيستي» جديدة في المنطقة. وقالت البحرية الروسية، في بيان، إن الفرقاطة ستزود بالوقود، وسيرتاح طاقمها بعد مشاركتهم في تدريبات عسكرية في المحيط الهندي قبالة سواحل باكستان.

وقال الجيش السوداني في بيان صدر في وقت متأخر من ليل الأحد - الاثنين، إن زيارة الفرقاطة الروسية هي جزء من تطوير العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والسودان. وكانت روسيا قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، عن توقيع اتفاق مدته 25 عاماً لبناء قاعدة بحرية في بورتسودان، كجزء من مساعي موسكو الأخيرة لتجديد نفوذها الجيوسياسي وتعزيز حضورها في أفريقيا. وأضافت أن الغرض من القاعدة هو «الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة» بحسب الاتفاق، الذي سيسمح للبحرية الروسية بالاحتفاظ بما يصل إلى 4 سفن في الوقت نفسه في القاعدة، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية، وإيواء ما يصل إلى 300 عسكري ومدني روسي. كما يتيح الاتفاق لروسيا الحق في نقل «الأسلحة والذخيرة والمعدات» اللازمة للقاعدة البحرية عبر المطارات والموانئ السودانية أيضاً. وستشكل القاعدة البحرية الروسية على البحر الأحمر، أول حضور لموسكو في أفريقيا، والثانية لها على أرض أجنبية بعد قاعدتها في مدينة طرطوس السورية على البحر المتوسط. وتمتلك الولايات المتحدة قاعدة دائمة وحيدة في ميناء جيبوتي في أفريقيا، على بعد 1000 كيلومتر إلى الجنوب، تطل على المضيق بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي يشكل ممراً مهماً للشحن البحري العالمي. وكانت الولايات المتحدة قد أزالت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كجزء من صفقة معه لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ويراهن السودان على أن يساهم رفع اسمه عن لوائح الإرهاب في إصلاح اقتصاده الذي عانى منذ عقود من الحصار بسبب العقوبات الأميركية وفساد إدارة الرئيس السابق عمر البشير والحرب الأهلية، وتداعيات انفصال جنوب السودان الغني بالنفط عنه عام 2011.

 

محكمة إسرائيلية تحكم على النائبة الفلسطينية خالدة جرار بالسجن سنتين

تل أبيب/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

قالت مؤسسة حقوقية فلسطينية، اليوم (الاثنين)، إن محكمة إسرائيلية قضت بالسجن سنتين بحق النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني والعضو البارز في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» خالدة جرار، المعتقلة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأكدت مؤسسة «الضمير» أن «محكمة عوفر الإسرائيلية العسكرية أصدرت حكماً على جرار بالسجن مدة 24 شهراً فعلياً، و12 شهراً مع وقف التنفيذ لمدة خمس سنوات منذ يوم خروجها، وغرامة مالية قدرها 4 آلاف شيقل (حوالي 1200 دولار)»، مع احتساب المدة التي أمضتها داخل المعتقل. واعتقلت جرار (57 عاماً) آخر مرة في 31 أكتوبر 2019، خلال حملة اعتقالات إسرائيلية استهدفت نشطاء في «الجبهة الشعبية» على أثر مقتل شابة إسرائيلية قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة. وسبق لجرار أن تعرضت للاعتقال مراراً لانتمائها إلى «الجبهة الشعبية» التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «منظمة إرهابية». وتعتقل إسرائيل في سجونها أيضاً الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية» أحمد سعدات منذ 15 عاماً، إذ تتهمه بالضلوع وخلية تابعة لـ«الجبهة الشعبية» في التخطيط وقتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي. وقالت مؤسسة «الضمير»، في بيان، «إن قرار المحكمة العسكرية يثبت مرة أخرى السياسة الممنهجة لسلطات الاحتلال باستهداف القيادات السياسية الفلسطينية لمنع أي عمل سياسي مناهض للاحتلال». وكانت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وهي إحدى الفصائل المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية، أعلنت موافقتها على المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع عقدها في مايو (أيار) المقبل. وشاركت «الجبهة الشعبية» في آخر انتخابات فلسطينية عام 2006، وحصلت على ثلاثة مقاعد في المجلس التشريعي.

 

الكاظمي: لسنا ملعباً لتمرير الرسائل ولن ننخرط في اصطفافات المحاور وأكد لـ «الشرق الأوسط» التواصل الدائم مع السعودية... والاستعداد لاستقبال البابا فرنسيس بما يليق بمكانته

لندن: غسان شربل/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

تستعد بغداد لاستقبال البابا فرنسيس يوم الجمعة المقبل في زيارة «تعايش وتسامح» ستعيد تسليط الأضواء على محاولة العراق استعادة مؤسساته وقراره ودوره في المنطقة والعالم. والاستحقاقات العراقية كثيرة في هذه الأيام وفي صدارتها مراقبة ما ستؤول إليه العلاقة بين إيران والإدارة الأميركية الجديدة والتي يعتبرها البعض السبب الأول للرسائل «الساخنة» التي تشهدها الساحة العراقية في صورة هجمات صاروخية. وبديهي أن هذا الاستحقاق قد يؤثر أيضاً على استحقاق داخلي حاسم يتمثل في الانتخابات النيابية المبكرة والتي ستحسم في النهاية موضوع الأحجام، أي أحجام الأحزاب والفصائل، ومعها حجم حضور الدولة ومؤسساتها الشرعية. كان يفترض أن يتم هذا الحوار في بغداد لكن زمن «كورونا» أباح التحاور عن بعد، وهنا نص الحوار:

> تستعدون لاستقبال البابا فرنسيس في زيارة هي الأولى من نوعها. كيف تنظرون إلى هذه الزيارة؟

- تشكل الزيارة بالنسبة لشعبنا بكل مكوناته، برمزيتها ودلالاتها، تفهماً ودعماً من قداسة البابا لنهج التسامح والشراكة الوطنية وأواصر المواطنة بين جميع العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية وهوياتهم الفرعية في إطار وطن يحتضن الجميع. والزيارة بمعنى أعمق تحرك من قداسته لإبراز ما للعراق من مكانة، كرسته عبر التاريخ موطناً للحضارات والتراث الإنساني ومهداً للأديان السماوية والقيم المعرفية والثقافية والاكتشافات ورافداً أثرى حركة التقدم والتطور والاكتشافات في مختلف الميادين.

> من المقرر أن يلتقي البابا خلال زيارته المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني. هل هي رسالة لتجديد الرهان على التعايش وهل ستصدر عن اللقاء وثيقة بهذا المعنى؟

- لا يحتاج التعايش بين المكونات العراقية إلى تجديد الرهان. والزيارة في جانب منها تأكيد على أن تجربة التعايش المشترك بين المسيحيين والمسلمين والأديان والطوائف الأخرى واقع معيش وتاريخي، رغم بعض المسارات السلبية المؤسفة التي انعكست على الجميع. وتأتي الزيارة لإبراز دلالاتها وتعميم ما هو إيجابي فيها. لقد سبق لمصدر مسؤول في مكتب المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني أن أدلى بتصريح يشير فيه إلى عدم تطرق السفارة البابوية في بغداد إلى التوقيع على أي وثيقة في لقاء البابا بالسيد السيستاني.

> هل تطرح الزيارة مشكلة أمنية بسبب هجمات «داعش» وممارسات السلاح المتفلت، وهل تجمع الكتل السياسية الكبرى على الترحيب بالزيارة؟

- ليست هناك مشكلة جوهرية على الصعيد الأمني. فالحكومة والأجهزة الأمنية اتخذت التدابير والإجراءات اللازمة التي من شأنها تأمين حركة قداسة البابا وسلامته. وسيكون سماحته فوق ذلك محمياً بالعراقيين أينما حل لأن أهل العراق يقدرونه ويثمنون مواقفه الإنسانية عالياً، والأصداء التي تسبق الزيارة والاستعدادات الجارية لاستقباله بما يليق بمكانته تعكس مؤشراً لا يخطئ على ترحيب الجميع بالزيارة والاحتفاء بحضوره.

> نسب إليك أنك نجحت في تجنيب العراق مواجهة عسكرية إيرانية - أميركية في عهد ترمب. هل يمكن أن نعرف بعض التفاصيل؟

- لم أقم على هذا الصعيد كما في غيره إلا بما يمليه علي واجبي وموقعي ومسؤوليتي في حماية العراق والعراقيين.

لقد أكدنا مراراً بشكل صارم ودقيق على رفضنا تحويل بلادنا إلى ساحة للصراع بالنيابة عن الآخرين أو أن يكون العراق منطلقاً للاعتداء، وهذه سياسة ثابتة حرصنا على تكريسها، وعملنا على تطبيقها عملياً في نهجنا وتوجهاتنا.

وفي الوقت ذاته، وظفنا علاقاتنا الإيجابية المتوازنة مع الجميع بالاتجاه الذي يخفف من الاحتقانات والتصعيد في المواقف في عموم المنطقة.

إن قرار العراق هو بيد العراقيين وحدهم، وهناك تفهم إقليمي ودولي لدور العراق ووزنه، ورغبة شعبه بعدم التدخل بشؤونه الداخلية. قلنا للجميع: نحن لسنا ملعباً، فالعراق القوي والمتماسك سيكون عاملاً إيجابياً لتكريس الأمن والسلم والتعاون في المنطقة والعالم.

وأضيف في هذا الجانب أن محاولة إضعاف العراق أو إخراجه من المعادلات الدولية والإقليمية أو تحجيم دوره قد كانت لها تبعات ونتائج وخيمة على الجميع. ومع أن العالم نظر إلى تنظيم «داعش» كخطر دولي فادح، فإن العراقيين على الأرض هم من واجهوا هذا الخطر وانتصروا عليه بمساعدة أشقائهم وجيرانهم وأصدقائهم.

استطاعت أجهزتنا المخابراتية وقواتنا المسلحة بجميع تكويناتها مؤخراً كشف تحركات «داعش» وخلاياه وقياداتها ومخابئها السرية والتمكين من رصدها ومحاصرتها والنيل منها. وأعتقد أنكم على دراية بتفاصيل معروفة لكم سواء في تعقب أو أسر أو القضاء على قيادات «داعش» العليا.

ومحصلة ذلك كله تؤكد على أن استقرار العراق هو ضرورة للمنطقة والعالم وهذا ما نسعى إلى تأكيده وتكريسه.

> هل للصواريخ التي تستهدف «المنطقة الخضراء» وأماكن تواجد الأميركيين علاقة بالثأر لقاسم سليماني أم بالضغط على واشنطن لاستعجال إلغاء العقوبات والشروع في التفاوض؟

- من جانبنا نرى أن أفضل سبيل لإعادة الأمور إلى نصابها على صعيد العلاقات الطبيعية في المنطقة ومن منطلق المصالح المتبادلة هو سبيل التشاور الدبلوماسي والوصول عبر طاولة المفاوضات إلى إيجاد الحلول المتوازنة التي تراعي مطالب الجميع ومصالحهم. أما استخدام منطق القوة والتلويح بغير ذلك من أساليب لي الأذرع فهو رهان خاسر على المدى القريب والبعيد ولا يخدم مصالح أحد، بل يتعارض مع مصالح شعوب المنطقة ويصعد حالة عدم الاستقرار والتوتر فيها.

أجهزتنا الأمنية تتابع العصابات الخارجة على القانون التي تحاول خلط الأوراق عبر عمليات القصف الصاروخي هنا أو هناك، ولدينا معتقلون ومتورطون سيعرضون على القضاء. مسارنا واحد هو مسار الدولة العراقية واحترام قوانينها واتفاقاتها وقراراتها، قرار السلم والحرب هو قرار الدولة وليس قراراً يتخذه أفراد هنا أو مجموعات هناك، وأي تجاوز على قرار الدولة سيواجه بسلطة القانون وملاحقة المتسببين به بما يحكم به القضاء.

يعتقد البعض أن بإمكانه اتخاذ القرار نيابة عن الدولة، وهؤلاء ثلة مجرمة خارجة على القانون سنلاحقها ونكشف نواياها الخبيثة. في الواقع أن بعض المتنمرين على الدولة ونظامها وقوانينها وسيادتها انساقوا وراء أوهامهم التي خدمتها ظروف معينة، لكن الظروف تغيرت الآن، ولن نسمح بالمزايدات التي كان ضحيتها الشعب العراقي. إن تطلعات شعبنا هي ما يحكم مسارنا وأي خيار آخر يصطدم مع إرادة شعبنا سيمنى بالهزيمة.

إن استخدام الأراضي العراقية لتوجيه رسائل سياسية مسموح فقط عندما يكون من خلال القنوات الدبلوماسية والأساليب السياسية. وهذا ما نقوم به اليوم بمسؤولية تجاه شعبنا وانطلاقاً من دورنا في تكريس التهدئة في المنطقة. أما أن تكون الرسائل صاروخية أو إرهابية فذلك ما لن نسمح به، وليس من حق أي دولة أن توجه رسائل إلى الآخرين على حساب أمن شعبنا واستقراره، والعراق حكومة وشعباً وقوى سياسية يرفض أي تدخل في شؤونه الداخلية.

> إلى أين تتجه العلاقات بين بغداد وواشنطن؟ هل تصر إيران على انسحاب عسكري أميركي كامل من العراق؟ وهل يحل «الناتو» محل القوات الأميركية؟ وهل الدور العسكري الأميركي ضروري لكم لمواجهة إطلالات «داعش» الجديدة؟

- تحكم علاقاتنا مع واشنطن اتفاقيات وتعاقدات مقرة من السلطة التشريعية. ونحن نفهم ما يجمعنا من اتفاقيات على أنها لا تخرج عن إطار التمسك بسيادتنا الوطنية وحرمة ومصالح العراق. وقد جرى التأكيد في كل مناسبة يجري الحديث فيها عن العلاقات بين العراق والولايات المتحدة وتواجد قواتها أو قوات التحالف الدولي على أنها لا تخرج عن هذا الإطار.

لقد احتاج العراق إلى مساعدة دولية في الحرب على تنظيم «داعش»، وهو ما دفعنا لإطلاق الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية لوضع ترتيبات ما بعد الحرب على هذا التنظيم، وهو يرتبط أساساً بالتدريب والدعم اللوجيستي وما يتطلبه العمل المشترك ضد «داعش» والإرهاب وإنهاء وجوده في البلاد.

إن قرار وجود القوات الأجنبية بغض النظر عن هويتها ومرجعيتها يعود إلى العراق وحكومته، ولا علاقة له بأي قرار أو رغبة أخرى. فهي في نهاية الأمر مسألة سيادة وقرار وطني.

> كيف تنظرون إلى التحسن الحاصل في العلاقات مع السعودية على مستويات مختلفة، وهل ستزورون الرياض قريباً؟

- نحن نحرص على إقامة أفضل العلاقات مع عمقنا العربي وجيراننا ومختلف بلدان العالم. وتجمعنا مع المملكة العربية السعودية علاقات أخوة وتاريخ مشترك وثقافة ومصالح دائمة. ونحن نشعر بالارتياح من تطور العلاقات بين بلدينا، والتصاعد الملموس للتعاون البيني على صعيد التبادل التجاري والاستثماري وسوى ذلك من ميادين حيوية. هناك زيارات متواصلة للمسؤولين في البلدين، وعقدت مع أخي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز اجتماعاً مرئياً ناجحاً للمجلس التنسيقي العراقي - السعودي ونحن متواصلون بشكل دائم، وليس هناك أي عائق أمام الزيارات المتبادلة سوى ظروف جائحة «كورونا» والترتيبات الخاصة بالتزامات الطرفين.

> ثمة من يتحدث عن احتمال ولادة محور يضم العراق ومصر والأردن. هل هذا مطروح فعلاً؟ وما هو المشرق الجديد الذي تحدثت عنه؟

- ليس في توجهنا الدخول في محاور أو تجمعات توحي بانحياز أو عزلة أو تفضيل إلا ما من شأنه أن يساهم في إشاعة بيئة عمل مشترك لصالح شعوبنا وبلداننا. وقد يكون مفيداً إرساء أسس علاقات نموذجية مع هذا البلد العربي أو الإقليمي أو ذاك من دون أن يدفع إلى التمحور السلبي. وفي هذا الاتجاه نعمل على تعزيز علاقاتنا مع الشقيقة مصر والجارة المملكة الأردنية الشقيقة.

إن أساس مفهوم المشرق الجديد هو تغليب المصالح المشتركة لدول المنطقة على الشكوك والأوهام، نمتلك في هذه المنطقة كل المقومات التي تسمح ليس ببناء أمن مشترك فقط بل التأسيس لنظام تعاون عميق يسمح لنا جميعاً بترجمة إمكاناتنا ومشتركاتنا البشرية والثقافية وثرواتنا الطبيعية إلى منظومة تعاون منتجة في العالم بدل آلية صراع وأزمات، ويتم كل ذلك ابتداء من خلال البناء على المشتركات، وأيضا تحديث مفاهيمنا، فالإرهاب هو العدو الأول لكل المنطقة، والشكوك وانعدام التواصل والبناء على الانطباعات غير المؤسسية وإهمال المشتركات، من ضمن أمراض المنطقة التي يجب معالجتها.

الذهاب إلى المستقبل يحتاج من الجميع استخدام أدوات المستقبل لا الركون إلى الماضي. المنطقة رغم كل أزماتها وتقاطعاتها مستعدة لهذا الخيار.

> هل تعتقد أن مشروع استعادة الدولة يتقدم رغم اغتيال الناشطين وتطاير الصواريخ والسلاح المتفلت؟ هل تتوقعون نتائج فعلية من الانتخابات المبكرة؟

- أشرنا منذ اليوم الأول لتولي هذه الحكومة إلى أن العراق يعاني تجاذباً حاداً بين «الدولة» بكل مقوماتها وقيمها وقوانينها والمدافعين عنها والمؤمنين بضرورة تقويتها كحتمية تاريخية، وبين قوى «اللادولة» بكل ممانعاتها وعراقيلها ومحاولاتها المتعمدة وعلى صعد مختلفة لتهشيم الدولة أو كسر هيبتها أو تفتيت قدرتها على حماية ورعاية شعبها وتحقيق الاستقرار والازدهار وحماية المستقبل.

ليس خافياً أن العراق منذ إطاحة نظام صدام حسين الاستبدادي عاش في ظل ظروف صعبة ومعقدة، لم يتهيأ فيها ما يستجيب لتطلعات شعبنا باستكمال إعادة بناء الدولة ومؤسساتها. وقد كان للإرهاب التكفيري وبقايا نظام «البعث»، والصراع الطائفي المؤسف، وانفلات الوضع الأمني، ومظاهر الفساد، ومقاومة الإصلاح والتغيير الإيجابي وتكريس الوحدة الوطنية ومعافاة الحياة السياسية، دور في الحيلولة دون التقدم على مسار إعادة بناء منظومة الدولة الوطنية وفقاً للسياقات الدستورية. وكما هو واضح فإن بعضاً من هذه العوامل ما زال يضغط بالاتجاه المعرقل ذاته. ويشكل الفساد المالي والإداري عاملاً ضاغطاً بين العوامل الأخرى. ومن هنا فإن مشروع استعادة الدولة عملية ديمومة سياسية بالدرجة الأولى تترابط مع سائر العوامل الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية أيضاً. وهي تحتاج إلى إشاعة بيئة تصالحية مجتمعية، وإرادة سياسية للنهوض بمهمة استعادة الدولة واستكمال بنيانها والنهوض بكل ما يجعل منها حاضنة لكل العراقيين على قاعدة المواطنة الحرة المتساوية. ومن هنا ينبغي النظر إلى مشروع استعادة الدولة بوصفه عملية تراكمية لا تتوقف على جانب تفصيلي أو جزئي، بل على كل موحد متضافر سواء على صعيد عمليات البناء أو المقومات العملية والأسس الضامنة للنهوض الناجح بها، وما إذا كان يمكن الشك بـ«نتائج فعلية» من أي انتخابات أو فعل سياسي.

إن الانتخابات المبكرة مطلب شعبي عبرت عنه بوضوح كل قوى المجتمع. وأيدته المرجعية الرشيدة وجميع القوى سواء عن حق أو مسايرة للموجة الشعبية. الانتخابات النزيهة العادلة هي جوهر واجبنا في هذه الحكومة من أجل استكمال ترميم الثقة التي ثلمت للأسف بين الشعب والمؤسسات التي تمثل الدولة.

> تبدو الحكومة العراقية وكأنها تقيم في منطقة صعبة بين طهران وواشنطن وبين المرشد الإيراني والسيستاني. هل يستطيع العراق أن يكون دولة طبيعية مستقلة عن الوصايات؟

- قدر العراق أن يكون دولة مستقلة عن الوصايات، بل إن قدر الشعوب كان دائماً رفض الوصاية الأجنبية، ولا يمكن القول إن العراق كدولة اليوم يعيش تحت الوصاية سواء الدولية أو الإقليمية، لكن هناك ظروفاً سياسية وأخطاء جسيمة ارتكبت بحق الشعب العراقي طوال العقود الماضية ساهمت في تحول العراق في مراحل سابقة إلى ملعب لطموحات ومغامرات وفائض العنف الفكري أو التسليحي إقليمياً ودولياً. اليوم الدولة تحاول استعادة توازنها، وتحقق نجاحاً على صعيد فرض هذا التوازن على حسابات الجميع. وتكريس العلاقات الإيجابية مع الجوار والمجتمع الدولي وروح الحوار والمسؤولية الوطنية هي مفاتيح استعادة الدولة ورفض تحولها إلى ملعب للآخرين من جديد.

نحن نتحرك في منطقة يفرض قوانينها رغم كل الصعوبات والتعقيدات شعبنا العراقي بإرادته الوطنية ومن دون قبول لأي وصاية من أي جهة.

> هل يحول سلاح الفصائل دون التعرض جدياً لمنفذي اغتيالات الناشطين ويمنع التصدي لــ«حيتان الفساد»؟

- قطعنا خطوات على صعيد مطاردة واعتقال منفذي الاغتيالات وأسقطنا أكبر مجموعة للموت في البصرة مؤخراً، وهناك عشرات المعتقلين والمطلوبين بسبب التحقيقات في عمليات الاغتيال. ونحن كما قلنا نختار ضمن سياق الدولة وتحقيقاتها الوقت المناسب لمعركتنا التي لم تتوقف ضد عصابات الاغتيال والخطف والابتزاز وتجارة المخدرات وكلها مترابطة.

والمعركة ضد الفساد بدأناها بجرأة رغم كل الممانعات والتهديدات والتسقيط الذي تلقيناه، وشكلنا لجنة مختصة بمكافحة الفساد والجرائم الاستثنائية ونجحنا في كشف العديد من أعمال الفساد وهناك محاكمات وأحكام صدرت بحق فاسدين لم يجرؤ أحد على الاقتراب منهم سابقاً.

وسبيلنا لتحقيق برنامج حكومتنا يعتمد الآليات الدستورية واعتماد القانون والابتعاد عن تسييس عمليات مواجهة الفساد والعصابات الإجرامية والسلاح المنفلت. إن متابعة موضوعية لما تحقق خلال الفترة الوجيزة من نشاط الحكومة ستظهر من دون صعوبة ما أنجز من خطوات بعيدة عن الضجيج الإعلامي أو المبالغة السياسية أو الادعاء في التصدي للفساد وللانتهاكات التي تعرض لها المواطنون أو لملاحقة فلول «الدواعش» والفرق التكفيرية وعصابات الإجرام والمجموعات المنفلتة.

> هل تطمح إلى ولاية ثانية في رئاسة الوزراء، ولماذا لم تترك رئاسة جهاز المخابرات؟ وهل كشفت الأجهزة محاولات لاغتيالك؟

- لقد تم اختياري لإنجاز برنامج مرحلة انتقالية موصوفة ومحددة. وما أتمناه في هذا الظرف الدقيق أن أنجح في تحقيق ما أنيط بي من مهام ومسؤولية وطنية. ولست في وارد تعريض هذه المهمة إلى ما ستطرحه النتائج التي تفرزها الانتخابات القادمة وتوازناتها. موقعي يسمح لي بالإشراف على القوات المسلحة، ولا يغير من ذلك استمراري في مسؤولية جهاز مهم من أجهزتها الأمنية. ما يهم بالنسبة لي هو التحفيز على اليقظة الدائمة لأجهزتنا في كشف الخلايا الإرهابية والقوى المتربصة بنا والتحركات التي تستهدف أمن البلاد وسلامة الشعب.

إن طبيعة المسؤولية التي أتصدى لها لخدمة بلادنا وشعبنا في هذا الظرف الاستثنائي على المستويات الاقتصادية والصحية والأمنية والسياسية لا تتيح فرصة الانشغال بخيارات شخصية. هدفي وكل تركيزي اليوم ينصب على العبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان وعدم السماح بعودة العراق إلى منطقة الخطر على أمن شعبنا ووحدته ومستقبل أجياله. واجبي أمام شعبنا وأمام التاريخ يتركز على حماية مسار الدولة وتكريسه وتوضيح حدوده، بما لا يسمح اليوم أو مستقبلاً، وبصرف النظر عن العناوين تعريض شعبنا إلى الخطر مرة أخرى.

> هل تعتقدون أن العلاقات بين بغداد وأربيل تتسم اليوم بما يفترض أن تكون عليه؟

- إذا كان السؤال يراد منه المقارنة بين واقع العلاقة وطموحنا المشترك في الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الوطنية باستعادة الدولة على قاعدة الدستور وتلبية مطالب مواطنينا في إقليم كردستان، فهي لا تتسم بما نفترض أن تكون عليه. ومهمة الحوار الدائر الآن والمتواصل بين وفود الإقليم والحكومة الاتحادية هو تحقيق ما نصبو إليه من رضا في العلاقات المشتركة مع أشقائنا في الإقليم الذين نريد لهم كل ما نريده للعراقيين في سائر أنحاء البلاد. لقد سعت الحكومة عبر ما اقترحته من أوراق عمل ومشاريع إلى إنهاء الإشكاليات التي تتسم بها علاقاتنا بالإقليم. ويظل القرار في نهاية المطاف رهن ما يصوت عليه البرلمان سواء ما يتعلق بالموازنة أو سواها.

إننا نؤمن بأن الوفاء بالتزامات كل منا في إطار الدستور وتفكيك أي تعقيد يشوب العلاقة مع الإقليم عامل أساسي في معافاة الحياة السياسية وتكريس الاستقرار وإلحاق الهزيمة بالإرهاب والقوى التي تستهدف النيل من العراق.

> كيف تنظرون إلى الوضع الحالي في سوريا وانعكاساته على استقرار العراق؟

- كنا ولا نزال نعتبر خير سوريا خيراً لنا، وما يضرها ويلحق الأذى بشعبها هو إضرار بنا وبمصالح شعبنا، لأننا نرى أن ما يجري في سوريا ينعكس على محيطها والعراق بشكل خاص، سواء شئنا أو لم نشأ.

ونحن إذ نتطلع إلى إيجاد الحلول المناسبة لما تواجهه الشقيقة سوريا فإننا نرى في ذلك شأناً يخص سوريا والشعب السوري يستحق دعمنا وتضامننا. إن خطر الإرهاب «الداعشي» الذي يجد حواضن له على حدودنا مع الشقيقة سوريا يشكل تهديداً لبلدينا وشعبينا وهو ما يستأثر باهتمامنا على صعيد العلاقات بيننا. ويهمنا أن تتضافر جهودنا لإلحاق الهزيمة به وتصفية وجوده.

> كيف تصفون العلاقات الحالية بين بغداد وبيروت؟

- علاقاتنا مع الأشقاء في لبنان جيدة وواعدة. ونحن نتواصل معهم ونتعاطف مع ما يبذل من جهود لتجاوز الأزمة التي تواجههم ونتشارك مع المجتمع الدولي في تأمين كل ما من شأنه تخفيف أعباء الأزمة الاقتصادية على المواطنين اللبنانيين ومد يد المساعدة الأخوية لهم قدر ما تسمح به ظروفنا.

> إلى أي حد يقلقكم استمرار العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية؟

- إننا نقلق من كل ما يمس سيادتنا ومصالحنا، من أي جهة جاء. لكن ما يمكنه أن يبدد قلقنا الروابط الإيجابية بالجارة تركيا والرغبة في التعاون المثمر لحل أي إشكال يحول دون تطوير وتعزيز علاقاتنا على كل صعيد. ولا نخفي ما يعبر عنه اهتمام الرئيس التركي من رغبة جادة في تبديد أي قلق قد ينال من علاقاتنا المشتركة. وقد شعرت بذلك منه شخصياً، مما يشكل بالنسبة لي عاملاً تطمينياً.

> كيف تصف علاقاتك الحالية بالرئيس برهم صالح الذي اتخذ منذ البداية موقفاً داعماً لك؟

- تجمعني مع الرئيس صالح علاقة وطيدة على المستوى الإنساني كما تجمعنا مشتركات كبيرة في رؤية الأزمات وطرق حلها. وهذه العلاقة المتميزة ساعدت في عكس صورة التعاون بين الرئاسات للناس بدلاً عن سمة التصادم والانقطاع التي كانت سائدة للأسف سابقاً. إن الرئاسات الثلاث تمارس نشاطها بانسجام وتعاون ملموس، ما يشيع جواً من التضافر لإنجاز مهامنا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حين يفشل القصر…

 بشارة شربل/نداء الوطن/01 آذار/2021

قد لا نعرف أبداً بماذا شعر رئيس الجمهورية حين رأى ساحة بكركي في 27 شباط 2021 تستقبل الحشود وتدقّ أجراس “الاستقلال الثالث” لخلاص لبنان وجميع اللبنانيين عبر مؤتمر دولي.

ولا نعلم هل أطفأ فخامته جهاز التلفزيون لئلا يغضب او يشعر بتوترٍ شديد، ام أنّ مساعديه حجبوا المشهد عنه كي لا يتجرّع مرارة نزع آخر غلالة مسيحية عن الشخص، الذي رأى نفسه يوماً أول زعيم مسيحي مشرقي.

لن يصارح أحدٌ الرئيس عون بالحقيقة الصارخة، وهي انّه ما كان لبطريرك الموارنة أن يتصدى بصدره لهذا الشأن الوطني المصيري، لو أنّ الرئيس قام بواجباته وعبَّر بالفعل والملموس عن عمق الوجدان المسيحي واللبناني الجامع في الحفاظ على الكيان والدولة ووحدة الشعب، ولو أن أمور الناس ومصالحهم كانت تسير في الطريق العادي السليم وليست مستباحة للفاسدين، وحياتُهم آمنة وغير مرهونة برغبة المجرمين والمفجّرين. لم ترغب بكركي يوماً في تجاوز رئاسة الجمهورية ولا الرئيس. لكنّها لا تتلكأ حين يتوانيان عن واجبهما الوطني. وللرئيس عون عبرة في قيادة البطريرك صفير مسيرة “الاستقلال الثاني” للتحرر من نير الوصاية والنظام الأمني السوري – اللبناني وواجهتُه إميل لحود. وكان أحرى به ادراك انّ الراعي لن يقبل بأن يبقى الموقع المسيحي الأول ظلاً للسلاح بدلاً من أن يظلّل اللبنانيين كلّهم بإرادة استعادة الدولة وحقها الشرعي. والأجدى ألّا يُطرب للردّ الواحد الموزع على كثيرين وألّا يحتسب في صفه الساكتين والمستكينين.

يدفع اللبنانيون مع ميشال عون ثمن اصطفافه في محور الممانعة وعزل لبنان عن المجتمعين العربي والدولي. وصوله الى بعبدا لم يحرّره من تعهدات أطبقت على رئاسته وجعلته رهين محبسي “حزب الله” و”التوريث”. فلا حاول تحييد السلاح لبناء الدولة وتفعيل المؤسسات، ولا استطاع اقرار “استراتيجية دفاع” كانت مطلب الجميع ونقطة لقاء موعودة تضيّق الشرخ وتمنع الفراق حول “السلاح”. حمل البطريرك في سبته التاريخي ما كان على ميشال عون تحمله ايفاءً بقسمه الدستوري، وأقلّه الحفاظ على المؤسسات وتطبيق الدستور. صارت بكركي قُبلة أكثرية الناس فيما الرئاسة تعيش في شرنقتها هواجس المحاصصة الوزارية وتتحوّل عقبة وعنواناً للقسمة، بدل أن تؤدي دور المسهّل والجامع للبنانيين. ماذا يفعل الرئيس في بعبدا؟ سؤال أكثر من جدي. فهو لا يُحسد على ما وصل إليه من ضعف شعبيةٍ ووهن إرادة وهامشية رأي وعزلة دولية، اختصرت ندماءه بالسفيرين الايراني والسوري. أسْقَط “سبت بكركي” نهائياً حجة الرئيس بالدفاع عن “حقوق المسيحيين” وأبلَغَه ان اكثريتهم الساحقة تريد تحقيق “حياد لبنان” وليس تأمين مستقبل جبران باسيل، وأن همَّهم هو الخروج من المأزق وضمان مستقبل آمن في دولة عادية يحميها جيش واحد تحت سقف وثيقة الوفاق، وليس نسج “تفاهمات” انتهازية للوصول الى المناصب والمشاركة في المنهبة والتغطية على الكبائر والارتكابات. قالت ساحة بكركي لميشال عون انّ الصرح جاهز حين يفشل القصر. والقصر هذا ليس كرسياً وصلاحيات، بل ضامن التوازن وانتظام المؤسسات وحارس الدستور والحريات، ولا مبرّر لساكنه حين يخسر واحدة من الواجبات فكيف في حال الفشل العميم؟

فخامة الرئيس، لن يستطيع أحدٌ إزاحتك عنوةً. لكن تمسّكك بكرسيك تعذيبٌ شنيعٌ لشعب “لبنانك العظيم”. أُخلد الى ذاتك وقُم بمراجعة ضمير، فلعلّك تفتح باب تغيير شامل يذهب بالمنظومة كلها الى الموقع الذي تستحقه في التاريخ.

 

لا تتركوا البطريرك وحيداً

د. مصطفى علوش/الجمهورية/01 آذار/2021

«ريدرك غوستاف إميل مارتن نيمولر»، لاهوتي ألماني كان معروفاً بمعاداته للنازية، وقسّا لكنيسة لوثرية اشتهر لقصيدته «أولاً جاءوا». بالرغم من كونه وطنياً محافظاً، ومؤيّداً في البداية لأدولف هتلر، لكنه بعد ذلك أسس كنيسة الإعتراف التي عارضت إعطاء المسحة النازية للكنائس البروستانتية في ألمانيا. عارض نيمولر سيطرة الدولة على الكنيسة، وسُجن لأجل ذلك في معسكرات الاعتقال ونجا من الإعدام بصعوبة. بعد فترة سجنه أبدى أسفه لأنّه لم يفعل ما يكفي لأجل ضحايا النازية، وبدأ بعدها مشواره كداعية سلام ومعادٍ للحروب، كما نادى بنزع السلاح النووي. في قصيدته الشهيرة قال: في ألمانيا أولاً جاؤا للشيوعيين… لم أبالِ لأنني لست شيوعياً، وعندما اضطهدوا اليهود… لم أبالِ لأنني لست يهودياً، ثم عندما اضطهدوا النقابات العمالية… لم أبالِ لأني لم أكن نقابياً، بعدها عندما اضطهدوا الكاثوليك… لم أبالِ لأني بروتستنتي، وعندما أضطهدوني أنا! لم يبق أحد حينها ليدافع عني…

كثيرٌ من الطروحات للتسوية قد تصل أحياناً إلى طريق مسدود. والطريق ينسدّ عادة لأسباب عدة. أولها، عندما يفترض أحد الأطراف المتنازعة أنّه منتصر ولا حاجة له لخسارة بعض من المكتسبات التي ستأتيه حتمًا إن صمد أكثر، حتى ولو كان الثمن المزيد من الضحايا والتضحيات. السبب الثاني، هو عندما يقتنع أحد الأطراف بأنّه أكثر قدرة على تقديم التضحيات والصمود في وجه الشدائد بالمقارنة مع غريمه، وبالتالي فهو سينتصر بالنهاية. السبب الثالث، هو اعتقاد أحد الأطراف بأنّه يحمل أو يدافع عن الحق والحقيقة المطلقة، في حين أنّ الآخر هو باطل بالمطلق، بغض النظر عن حجم الخسائر التي تنجم عن هذا الصراع، وبالرغم من التجارب التاريخية التي تؤكّد بطلان هذا النوع من الاعتقاد، فلا أحد يملك لا كامل الحق ولا كامل الحقيقة. السبب الرابع هو عندما يفترض أحد الأطراف بأنّه يخوض غمار المعركة النهائية الفاصلة بين الحق والباطل، بين الخير والشر، ومن بعدها، ومهما بلغت الخسائر والتضحيات وقوافل الشهداء من حجم، سينتصر الحق والخير في اللحظة الحاسمة، وقد تتدخّل الأعاجيب في حسم المعركة. لكن الأسوأ هو عندما يستهبل طرف طرفًا آخر، فيهادنه بالتقية وحلو الكلام والاستعداد للحوار وتقديم الإيجابيات، في وقت يُعدّ هذا الطرف العدّة للإنقضاض في الوقت اللازم لينتصر ويقضي على خصمه. وهذا الوضع يصبح أكثر شرًا عندما يظن أحد الأطراف أنّه أعلى من الآخر في سلّم الكائنات.

تجربة ألمانيا النازية في مهادنة الاتحاد السوفياتي في بداية الحرب، وحتى التحالف معه لضرب بولندا واضحة، لكن في النهاية طحنت ألمانيا والاتحاد السوفياتي في صراع قتل أكثر من ثلثي ضحايا الحرب العالمية الثانية.

لكن، بالنهاية، كل صراع، كما أكّد هيغل في نظرية الدياليكتيك الشهيرة، سيؤدي حتماً إلى تسوية ما، تُنتج بعدها صراعًا جديدًا بين أضداد كانت هي نتاج صراع أضداد أخرى. بالنسبة لهيغل، فحتى الحوار هو نوع من الصراع ولكن بالحجج، والتنافس في الأعمال والرياضة والعلم هو صراع أيضًا، لكن نادرًا ما يصبح دمويًا، حتى وإن سقط البعض ضحايا.

ما لنا ولما سبق، لكن الشيء بالشيء يُذكر، فالمحاججة بالحوار في لبنان جرّبناها منذ انطلاقة الحوار بين القبائل اللبنانية المتصارعة سنة 2006، وكان هذا الحوار مصحوبًا بخدعة الإتفاق الرباعي مع «حزب الله»، وهي التي نُسجت على احتمال أنّ هذا الحزب هو بالنهاية لبناني ولا يمكن أن يجور على لبنان. كما أنّ بعض اللبنانيين كانوا واقعين تحت وزر العرفان بالجميل للتضحيات الكبرى التي قدّمها الحزب من أجل التحرير. بصراحة، كنت أنا من بين المتوجسين من هذا التحالف. فبمعرفتي للعقائديين، أكان في الدين أم في السياسة، وبالأخص ذوي التوجّه الثوري المسلّح، لا توجد إمكانية جدّية للتسوية معهم مهما بلغت التنازلات، وذلك للأسباب التي ذكرتها في الفقرة الأولى حول الأطراف المتنازعة. فالمنظومات العقائدية، ومن ضمنها «حزب الله»، مقتنعون بأنّهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، وهم المنتصرون، وهم الأكثر قدرة على الصبر، وأخيرًا وليس آخرًا، هم من يحتقرون كل الأغيار الذين لا يتبعون عقيدتهم، ويعتبرونهم في سلّم أدنى من الكائنات. فأعداؤهم حلال فناءهم، وحلفاؤهم مجرد مطايا مؤقتة، يُضحّى بهم على الطريق.

ولكن، بالعودة إلى مواقف البطريرك الراعي الأخيرة، فبعد وقت ليس بقصير أمضاه وهو يظن أنّه يغيّر سياسة المثلث الرحمات البطريرك صفير، أو على الأقل يسعى لسلوك سياسة قد تتمكن من خرق الحائط المسدود الذي حكم العلاقة مع «حزب الله»، نراه اليوم مدركًا لواقع الأمر، وأنّه بالفعل يواجه حزبًا ومنظومة، محلية إقليمية، فيها كل الصفات المذكورة أعلاه. وهذا ليس بالسرّ المختبئ، بل هو ما يعلنه جهارًا وتكرارًا أمين عام الحزب في لبنان، وقادته في إيران. وهذه المنظومة، وإن مارست التقية الصفوية الطابع، حسب تصنيف المعلّم علي شريعتي، لكن في اللحظة الحاسمة فإنّها تستسهل أنهار الدماء للحفاظ على نفسها. المبادرة التي أطلقها البطريرك بالحياد، ولا همّ ما هي صفات هذا الحياد، وكذلك بالتدويل، يجب أن يتلاقى مع إرادة كل من يسعى لحل يؤدي إلى استقرار افتقده لبنان منذ عقود طويلة. فالبلد الذي يمدّ يده للتسول من دول أخرى هو بحكم المدول، والدولة الفاشلة خطر على شعبها أولًا، كما هي خطر على السلم الإقليمي والعالمي. من هنا، فعلى كل القوى أن تواكب هذا التوجّه وتتفاهم على الخطوات المفيدة للسير به من دون تحدٍ أو دعوة للمواجهات العنيفة ذات الطابع الطائفي. إنّ المواطنين الذين حضروا إلى بكركي قد طفح بهم الكيل بالتردّي الحاصل من سطوة السلاح واستضعافه لجزء كبير من اللبنانيين، وقد يتمكن «حزب الله» من جمع أضعاف أعدادهم، وقد ينزل المحتجون لحرق الإطارات وقطع الطرقات، وقد ينبري بعض رجال الدين إلى الردّ على كلام البطريرك، لكن كل ذلك لن يخفي حقيقة ثابتة، هي أنّ المقاومة التي يفاخر بها «حزب الله» ليست محط اتفاق وطني، وعليه ألّا يجبر الناس على ما يرفضونه. فروح المقاومة أصبحت واضحة وجلية في مواجهة مشروع استعمال لبنان مجرد منصّة لإطلاق الصواريخ وتلقّيها، والإنحدار إلى الفقر والعوز، لمجرد خدمة أسطورة ماورائية. من أجل كل هذا، علينا ألّا نترك البطريرك وحيدًا. فالتطنيش سيجعل كل واحد منا يقول، «لم يبق أحد ليدافع عني».

 

هل تضع واشنطن يدها على تحقيقات المرفأ؟

داني حداد/ام تي في/01 آذار/2021

ندخل هذا الأسبوع الشهر السابع على انفجار المرفأ. الحقيقة غائبة، والعدالة مفقودة. موقوفون لا ذنب لهم، ومتورّطون مجهولون. فهل ستتغيّر الصورة مع تعيين محقّق عدلي جديد؟ كثيرةٌ هي الروايات التي تسمعها، من رجال قانون وأمن. من هذه الروايات أنّ حزب الله قام بحرق ما تبقى من نيترات الامونيوم لإزالة أي دليل على استخدامها، وأن تقديراته الفنيّة لم تأتِ مطابقة للواقع، فوقع الانفجار الكارثة وبالتالي ليس من مصلحتهِ الكشف عما حصل، حتى لا يحمل وزر ما يقارب أكثر من 200 ضحيّة، فيفضّل نظرية “الاهمال” حيث تتمّ التضحية ببعض الرؤوس الامنية والقضائية والسياسية، ويُقفل الملف.

أما في الرواية الثانيّة فتتّجه أصابع الاتهام نحو العدو الاسرائيلي الذي قد يكون ضرب المرفأ بصاروخ أو بالليزر، كما أفاد أحد الطيارين الالمان، من دون أن يكون مُقِدّراً لحجم الضرر الذي سيقع في العاصمة اللبنانية لعدم علمِه بكميّة المتفجرات الموجودة، فليس من مصلحتهِ أيضاً ان يكشف عما قام بهِ، حتى لا تُلاحق إسرائيل امام المحافل الدوليّة بجرائم ضدّ الانسانيّة، خصوصاً أنّ الدولة العبريّة على مشارف الانتهاء من إتفاقيات التطبيع والسلام مع معظم دول الخليج العربي. والغريب، في هذا الاطار، أنّ حزب الله لم يتّهم، للمرة الأولى في تاريخه، إسرائيل، كما أنّ الأخيرة لم تتّهم أيضاً حزب الله، هو أمر يقتضي التوقف عندهُ!

وتبقى الرواية الثالثة، هي رواية الاهمال السائدة والمناسبة حتى الان للجميع ولأهل الضحايا، إذ تؤدّي فعلياً الى تقاضي هؤلاء لتعويضاتٍ من شركات التامين، ولكن في هذا الاطار توجد مشكلة على مستوى الدلائل. فحتى تقرير شعبة المعلومات لم يجزم بأن التلحيم أدى الى التفجير، في ضوء استخدام شركة شبلي لجهاز تلحيم يعمل على البطارية ولا يرسل شرارات من شأنها ان تحرق! كيف سيتخطى طارق البيطار إذاً هذه المعضلة؟ هل سيكمل كما فعل سلفه بالتوقيفات العبثية فقط ليروي ظمأ أهل الضحايا؟ وهل يرضى كلّ من فقد إبناً او إبنة أو أم أو أيّ قريب أو صديق أن يروي غضبه بدماء مظلومين؟ هل من مسؤولية على الرائد جوزف الندّاف بسبب تأخره في فتح محضر تحقيق؟ وما هو الرابط بينَ التأخير والتفجير الذي وقع بعدَ ثلاثة أشهر؟ لقد أوقف الرائد ندّاف تحقيقاته بعد التعميم الذي وصلَ إليه تسلسلاً من اللواء أنطوان صليبا بوقف اخذ أي إجراءات بسب جائحة كورونا، وذلك سنداً لتعميم النائب العام التمييزي بوجوب وقف كل التحقيقات من شهر آذار حتى منتصف شهر أيار. فهل حصلَ الانفجار في تلك الفترة؟ لا. ماذا حصلَ إذاً؟ تابع الرائد نداف تحقيقاته وعندما تأكد بأنّ النيترات ليست سماداً زراعيّاً بل هي مواد خطيرة الاشتعال والانفجار، خابر مفوّض الحكومة آنذاك القاضي بيتر جرمانوس الذي رفضَ إعطاء اي إشارة. فتوجه الرائد نداف الى مدعي عام التمييز الذي أشار عليه بأوامر عدّة نفذّها النداف في متنِ محضر قضائي. ولكن، عندما رأى النائب العام التمييزي انه لا يوجد أيّ جرم مُرتكب، ترك المستمع إليهم في المرفأ أحراراً وختم المحضر، فأين مسؤولية الرائد نداف؟ وأين مسؤولية ضباط الامن العام الذين قاموا بواجبهم كاملاً لجهة مراسلة القيادة، وأين مسؤولية المهندسة نايلة الحاج والسائق ومتعهد التوريد جوني جرجس؟ كفانا ظلماً. والغريب ان تقرير شعبة المعلومات وجدَ مسؤولية تقع على عاتق هذا الرائد في أمن الدولة بالرغم من انه الوحيد الذي قام بواجبهِ. ولكن ما هي الارضية القانونية التي إستندَ إليها رئيس شعبة المعلومات الذي كان استقصى عن أمن المرفأ قبل زيارة سعد الحريري إليه في ايلول 2019 وعِلم بوجود النيترات! حضرة المحقق العدلي طارق البيطار، إن الكونغرس الاميركي صادق بدورته 116- الدورة الثانية تاريخ 22/12/2020 على مشروع قانون تحت رقم 682 كان قد تقدّم بهِ الحزبان الديمقراطي والجمهوري للمرّة الاولى سوياً والذي بموجبه وافقا على فرض محققين أجانب في ملف إنفجار المرفأ لانه لا ثقة للإدارة الاميركية بالتحقيق اللبناني، وهذا سيؤدي لاحقاً الى تدويل التحقيق، خصوصاً أنّ الكونغرس الاميركي سيصوّت على مشروع القانون الشهر المقبل. إنها فرصة جميع اللبنانيين برفع الظلم عن الموقوفين أولاً وكشف الحقيقة ثانياً، وبعدها ترتيب المسؤوليات. طارق البيطار نأمل بكَ خيراً. لا تخذل الضحايا ولا تسلخ سيادة لبنان بالتحقيق.

 

“سبت” المبايعة الشعبية لصرخة الراعي

ألان سركيس/نداء الوطن/01 آذار/2021

دخلت الحياة السياسية اللبنانية مرحلة جديدة بعد الكلمة المفصلية والمدوّية التي أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والتفاعل الشعبي معها، ما يدل على أن لبنان أمام اختبار مهمّ لمرحلة مقبلة عنوانها إطلاق سيد الصرح معركة “الإستقلال الثالث”. لم يمنع فيروس “كورونا” و”طحالب” التشويش من قِبل أحزاب السلطة من الزحف نحو الصرح البطريركي في سبت المبايعة الشعبية لمواقف الراعي، وتحت شعار “بكركي ما بتمزح” و”لكل إحتلال بطريرك” و”حرية حياد إستقرار” و”لبنان أولاً وأخيراً”، إمتلأت ساحات الصرح بالحشود من كل الطوائف، في حين أن عدداً كبيراً من الجماهير لم يستطع الوصول بسبب الزحمة الخانقة، فيما سار قسم آخر على الأقدام من جونية إلى بكركي، والجميع في انتظار كلمة سيّد الصرح. كان لقاء السبت الشعبي حافلاً بالرسائل، فالرسالة الأولى أراد الشعب توجيهها إلى السياسيين، سواء كانوا في السلطة أو المعارضة، مفادها أننا شعب موحّد، فالحضور لم يقتصر على القلاع المارونية مثل بشري والعاقورة وزغرتا وتنورين وكسروان بل تعدّاه إلى كل المناطق والطوائف من عكار وصولاّ إلى الناقورة، خصوصاً وأن وفداً كبيراً من الشيعة المعارضين حضر لتأييد مواقف الراعي والقول “لن يرهبنا السلاح غير الشرعي وصفر خوف”.

أما الرسالة الثانية فتقول إن الشعب غير نائم وليس صحيحاً أنه غير مبال بوضع بلده وقد تخدّر، فعندما تحضر قيادة حقيقية تطرح طروحات إنقاذية فالساحات تمتلئ بالآلاف. هذه الحالة تجسّدت السبت في بكركي، فالمسلمون قبل المسيحيين كانوا في طليعة المشاركين، والبطريرك الراعي لا يطمح لأي منصب ولا تهمّه الكراسي، بعكس من في السلطة الذين يحرقون البلد من أجل مصالحهم. ولم تقف الرسالة الشعبية عند السلطة بل وجّهها الشعب أيضاً إلى من يحاول ركب موجة الحراك وتنصيب نفسه قائداً للتحركات وهو لا يستطيع تحريك الجماهير، فأتته الرسالة الشعبية لتقول إن حسابات الصرح مختلفة عن مصالح من يطمح للفوز بمقعد نيابي أو وزاري ولا يقدّم طروحات جدية، ولا يلامس عمق المشكلة المتمثلة بسيطرة الدويلة على الدولة، فالراعي يحمل أمانة عمرها 1500 سنة ولن يُفرّط بالكيان اللبناني.

إذاً، فرض الراعي في خطاب السبت نفسه قائداً للشعب في وجه الطغاة الذين هم حكّام لبنان، لم يتراجع عن طروحاته المتعلقة بالحياد والمؤتمر الدولي الخاص بلبنان كما روّج “محور الممانعة”، داعياً إلى التصدي للإنقلاب على هوية لبنان والثورة وعدم السكوت عن التجاوزات والسلاح غير الشرعي والفساد والسرقة وطمس حقيقة إنفجار المرفأ، مطلقاً معركة إستعادة لبنان الذي هو مرج للسلام وليس ساحة للحروب، ومسترسلاً أكثر في شرح منطق الحياد وأهداف المؤتمر الدولي. شكّلت كلمة الراعي وثيقة أساسية لقيام دولة عادلة وتحرير الكيان من الدويلات وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني لوحده، في حين أن الأنظار ستبقى موجّهة إلى كيفية تلقف الداخل والخارج مضمون صرخة “السبت”. الشعب قال كلمته في بكركي هادفاً إلى تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني ودويلة “حزب الله” والفاسدين، والبطريرك لاقى الحشود المتجمهرة، مؤكداً أنه لن يخيّب آمالهم وسيكون الأمين والحريص على تحقيق المطالب.

ومن المنتظر أن يتركّز حراك الراعي في الأيام والأسابيع المقبلة على إجراء عدد من اللقاءات مع سفراء الدول الفاعلة والمؤثرة كي يسلك الحياد والمؤتمر الدولي طريقه نحو التنفيذ، في وقت سيستقطب الصرح البطريركي عدداً من السياسيين اللبنانيين وسفراء الدول الأجنبية. وتردّدت كلمة البطريرك الراعي في عواصم القرار المتابعة للشأن اللبناني، سواء كانت عربية أو غربية، فالدول العربية لا تنظر إلى البطريرك على أنه بطريرك الموارنة، بل من موقعه الوطني المتقدم بحيث أن عدداً من السفراء أبلغوا الراعي بأن دولهم ستفعل كل ما تستطيع من أجل الوصول إلى تطبيق طروحاته الوطنية.

من جهة أخرى، فإن “حزب الله” نظر بعين الريبة إلى ما أطلقه الراعي، وهو يعرف أن مواجهة بكركي ليست نزهة أو كمواجهته مع أي قوّة سياسية أخرى، بل إنّ صوت الراعي مسموع من الشعب وقد حرّك الرأي العام ضد دويلته ومخططاته، كما أن لبكركي إمتدادات خارجية وعلاقات دولية، لذلك فقد يكون خطاب السبت أول مسمار يُدقّ في نعش مشروعه.

 

من نداء المطارنة إلى صرخة الراعي… إحذروا “الإنقلابيين الجدد”!/الاستنجاد بالأمم المتحدة ليس نقيصة، انما هو شعور بالمسؤولية تجاه شعب تستفرد به سلطة، تدمر فرص وجوده واستمراره وتهدد وجود الدولة

علي الأمين/نداء الوطن/01 آذار/2021

سيطرة الدويلة التي يمثلها “حزب الله” على الدولة ليست اتهاماً او وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب، انها واقع ملموس في هذه الدولة، وهذه السيطرة ليست في سياق تعزيز منطق الدولة ومعاييرها، بل في سياق تعزيز الدويلة التي لا تستقيم الا بمزيد من اضعاف الدولة، وتحويل مؤسساتها الى ادوات لتعزيز نفوذ نقيضها.

http://eliasbejjaninews.com/archives/96536/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%86-%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b5%d8%b1%d8%ae%d8%a9%d8%a7%d9%84/

تستعيد بكركي “ألقها السيادي”، الذي يسكن رأس الكنيسة المارونية تاريخياً، عند كل مفترق خطير يتهدّد الكيان والدولة. فقبل نحو 20 عاماً أطلق البطاركة الموارنة النداء الشهير العام 2000، أيام البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، والذي أطلق الشرارة الاولى لمعركة الحرية والسيادة والاستقلال، وها هو اليوم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي يُعرّي “الإنقلابيين الجدد” ويناشد العالم إنقاذ لبنان من الانهيار الوشيك. ولعل لبنان يعيش المرحلة الأسوأ في تاريخه، تتفوق على ما عداها وحتى العام 2000، فهو اليوم يجثم فوق فوهة بركان من الأزمات والحقد والعهر السياسي، يُتوقع ان ينفجر في اي لحظة، في حال لم يجر “تبريد” الرؤوس الحامية بأي وسيلة… قبل فوات الأوان. لم تكن الدولة اللبنانية امام مخاطر وجودية كما هي اليوم، لم تكن الحرب الأهلية ولا الاجتياحات الاسرائيلية في مخاطرها الكبيرة على لبنان، بنفس المخاطر التي يواجهها اللبنانيون اليوم على مستوى وجودهم الوطني والدولتي.

لم يسبق ان وصلت الحال في الدولة الى هذا المستوى من الفساد، والمديونية العامة الى هذا الحجم المتراكم الذي ينذر بالتفكك والانهيار، مترافقاً مع انهيار للنظام المصرفي، بالإضافة الى هذا النهب غير المسبوق والفاجر الذي طال المودعين في هذه المصارف، وصولاً الى انهيار معظم القطاعات التي ميّزت الاقتصاد اللبناني في الخدمات والسياحة والاستثمارات المتنوعة. وواكب ذلك وسبقه المزيد من تصدع المؤسسات الدستورية والقانونية التي مارس القيّمون عليها فعل تهميشها، لمصالح فئوية ولصالح الدويلة.

صرخة بكركي التي اطلقها البطريرك بشارة الراعي أول من امس (السبت) امام الحشود، هي صرخة في سبيل لجم انهيار الدولة او ما تبقى منها، في ظل مسار انقلابي على المؤسسات، بحيث ان مركز السلطة والقرار لم يعد منبثقاً من ديمومتها، بل من خارجها وعلى حساب العقد الاجتماعي الذي تقوم عليه الدول، ولبنان ليس استثناءً.

سيطرة الدويلة التي يمثلها “حزب الله” على الدولة ليست اتهاماً او وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب، انها واقع ملموس في هذه الدولة، وهذه السيطرة ليست في سياق تعزيز منطق الدولة ومعاييرها، بل في سياق تعزيز الدويلة التي لا تستقيم الا بمزيد من اضعاف الدولة، وتحويل مؤسساتها الى ادوات لتعزيز نفوذ نقيضها. السؤال الذي يشغل اللبنانيين اليوم، واستطاعت بكركي التعبير عنه، هو وجود الدولة وبقاؤها، فالنظام المشكو منه في لبنان، والدعوات الى تطويره او تغييره، لا تستقيم خارج قيام دولة اولاً، دولة تحتكر حق استخدام العنف المشروع، دولة فعلية تلتزم الدستور وتطبيق القانون، وتتيح مسارات التحديث والتطوير في انظمتها ضمن قنوات شرعية وقانونية، تستجيب لمقتضيات العدل والمساواة.

ما تطرحه منظومة السلطة اليوم والتي يديرها “حزب الله”، هو المزيد من الانهيار للدولة، المزيد من التهجير والهجرة، والمزيد من افقار الناس وتجويعهم، والمزيد من القمع، وباختصار المزيد من الفوضى الذي يجعل من الدويلة والميليشيا النموذج القابل للحياة على مآسي الدولة والمواطن.

من هنا شكلت صرخة بكركي فرصة للبنانيين، من اجل مزيد من تعرية السلطة، واعلان البطريرك الراعي عن انقلاب يطال المجتمع والكيان، هو اعلان مواجهة مع السلطة التي تدمر الدولة، والمطالبة برعاية دولية للبنان، هو اعلان عجز اللبنانيين عن تغيير قواعد السلطة التي تحتمي وتستقوي على شعبها بالدويلة، وهو اعلان بأن القضاء ومجلس النواب والمؤسسات على وجه العموم، افتقدت اي قدرة على توفير الأمن والأمان السياسي والاجتماعي، وان كل ما قام به الشعب اللبناني في انتفاضته وثورته منذ 17 تشرين لم تعِره السلطة اي اعتبار، بل زادت في دفع لبنان نحو العزلة والتقهقر.

الاستنجاد بالأمم المتحدة ليس نقيصة، انما هو شعور بالمسؤولية تجاه شعب تستفرد به سلطة، تدمر فرص وجوده واستمراره وتهدد وجود الدولة، وهذه حقيقة عبّر عنها كل اللبنانيين حتى المتسلطين على الناس، وان احالوا التدمير الى الفريق الآخر او الشريك في سلطة المحاصصة.

المواجهة التي اطلقتها انتفاضة 17 تشرين ضد المنظومة الحاكمة، لم تتوقف ولن تتوقف وهي انتفاضة اصطدمت وستصطدم مع منظومة السلطة الفعلية التي تحميها، فانكشاف بعض اطرافها شعبياً، لن يحمي اقرانه في الطوائف الأخرى، ومنظومة السلاح والافساد، التي تحتمي بنظام المحاصصة باتت امام خيارات حاسمة لا يبدو ان منها التسليم بمنطق الدولة، فـ”حزب الله” يدرك ان الدولة بذاتها خطر وجودي عليه سواء كانت هذه الدولة هو حاكمها او لم يكن، ولبنان لا يبدو ان قيامته يمكن ان تتحقق من دون دولة. وهنا مكمن الداء الذي يفرض وجوده على كل اللبنانيين، والخيار الذي تبنته بكركي هو ما انحاز اليه كل الذين انتفضوا في وجه سلطة الفساد والافساد، الدولة اولاً.

 

رقصة التانغو الأخيرة في بيروت … رهان سعد الحريري على شراكة سنّية-شيعية في المرحلة المقبلة لا يقلّ خطرًا عن تحالفه مع ميشال عون.

مايكل يونغ/مركز مالكوم كير-كارنيغي/01 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96529/%d9%85%d8%a7%d9%8a%d9%83%d9%84-%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%ba-%d8%b1%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d9%86%d8%ba%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1/

رهان سعد الحريري على شراكة سنّية-شيعية في المرحلة المقبلة لا يقلّ خطرًا عن تحالفه مع ميشال عون.

في 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قُبيل انطلاق المشاورات النيابية لتكليف رئيس وزراء بمهمة تشكيل حكومة جديدة، تلقّى سعد الحريري، الشخصية السياسية السنّية الأولى في لبنان، دعوة من الإعلامي البارز مارسيل غانم للإطلالة في برنامجه الحواري. وكان الهدف الأساسي الذي توخّاه غانم معرفة مدى استعداد الحريري للحلول مكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.

كان التوقّع في البداية أن الحريري سيرفض، ولا سيما أن السعودية، الراعي الإقليمي الأساسي له، لا تريده على الأرجح أن يؤمّن غطاءً لما تعتبره المنظومة التي يهيمن عليها حزب الله. ولكن الحريري لم يكتفِ بالموافقة على تسميته رئيسًا لمجلس الوزراء، بل اعتبر، بوصفه الشخصية السياسية السنّية الأقوى في البلاد، أنه المرشح الطبيعي للمنصب الذي هو من حصّة السنّة في النظام الطائفي اللبناني.

لكن كلام الحريري ذاك المساء تضمّنَ أيضًا رسالة لم يجرِ التوقف عندها بالقدر الكافي. فقد سُئل عن حليفَيه السياسيَّين السابقَين، السياسي المسيحي الماروني سمير جعجع والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، اللذين عارضا الحريري في الأشهر السابقة. وردّ الحريري بتوجيه تحذير مبطَّن إلى جعجع وجنبلاط اللذين ينتميان إلى طائفتَين أصغر عدديًا، مفاده أنه إذا توصّل هو، بوصفه سنّيًا، إلى اتفاق مع الحزبَين الشيعيين الأساسيين، حزب الله وحركة أمل، فبإمكان ممثّلي الطوائف الأخرى الانضمام إليهم إذا أرادوا، لكنه سيمضي قدمًا بالاتفاق حتى لو لم يفعلوا ذلك.

لذا، وفي خطوةٍ غير مفاجئة، بعد يومَين من إطلالة الحريري الإعلامية، اصطف جنبلاط الذي لطالما كانت ردود فعله مقياسًا جيدًا لاتجاهات السياسة اللبنانية، إلى جانب الحريري الذي كلّفه مجلس النواب تشكيل حكومة في 22 تشرين الأول/أكتوبر. فقد أدرك جنبلاط أن التوافق بين السنّة والشيعة قد يؤدّي إلى عزل الطوائف الأخرى ومنها الطائفتان الدرزية والمارونية.

ومع أن عملية تأليف الحكومة تُراوح مكانها منذ أشهر، لم يعدل الحريري عن رغبته في تشكيل حكومة جديدة قائمة على شراكته مع الثنائي الشيعي. وعندما سأله غانم عن إمكانية نجاح البرنامج الإصلاحي الحكومي الضروري لتلقّي أموال المساعدات الخارجية للبنان، أجاب الحريري بأن هذا هو السؤال الأساسي الذي يوجّهه إلى حزب الله. بعبارة أخرى، كان الحريري يناشد بوضوح الحزبَين الشيعيين دعم أجندته.

ترتكز مقاربة الحريري على الالتباس الذي يشوب علاقاته مع السعوديين. صحيحٌ أنه لن يُقدِم أبدًا على القطيعة مع الرياض، ولا يمكنه تحمّل تبعات ذلك، إلا أنه سعى إلى توسيع هامش المناورة المتاح له. ولا شك أنه يتذكّر الإذلال الذي تعرّض له على أيدي السعوديين في العام 2017 حين احتُجِز في المملكة رغمًا عنه بحسب ما أُشيع. ولكن موقفه اليوم يبدو نابعًا من شعوره بأن علاقته مع المملكة قد تعود على الطرفين بفائدة أكبر إذا ضغط أكثر، مثلما فعل والده في السابق. ويدرك الحريري أيضًا أنه إذا بقي خارج رئاسة مجلس الوزراء لفترة طويلة، فسيخسر قيمته كليًا في نظر السعوديين، ما يعني نهاية مسيرته السياسية.

ولم يُعطِه السعوديون سببًا يحول دون تجاهله لرغباتهم، بعد استبعاده سياسيًا في الأعوام الأخيرة. ولكنهم في الوقت نفسه لم يعربوا علنًا عن معارضتهم لحكومة برئاسته. فقد ردّد سفيرهم، في مجالسه الخاصة، أن على الحريري أن يضع برنامجًا محدّدًا إذا أراد ترؤس الحكومة. وبدا أن الحريري استوفى هذا الشرط حين قال لغانم إنه يرمي إلى تشكيل حكومة جديدة تعمل على تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي التي وضعتها فرنسا للبنان وطرحَها الرئيس إيمانويل ماكرون في أيلول/سبتمبر الماضي.

إضافةً إلى ذلك، يبدو أن الحريري يتمتع راهنًا بدعم كبير في أوساط السنّة في الداخل اللبناني، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى خلافاته مع رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل بشأن صلاحيات رئيس مجلس الوزراء في تشكيل الحكومة. فقد ساهم عون في تعزيز مكانة الحريري داخل طائفته، من خلال تشديده على أن رئيس الجمهورية شريكٌ لرئيس مجلس الوزراء بالتساوي في عملية تأليف الحكومة، ما يرفضه بشدّة عدد كبير من السنّة. المفارقة إذًا هي أن الحريري يعوِّل على الدعم السنّي لتيسير التقارب مع حزب الله وحركة أمل اللذين يعارضهما معظم السنّة.

ثم، ما معنى تطلّع الحريري إلى شراكة سنّية-شيعية، وعلامَ يمكن أن يستند ذلك؟ تكمن إحدى أولويات الحريري في عزل باسيل الذي يسعى، بوصفه أحد السياسيين الموارنة البارزين، إلى خلافة عون في رئاسة الجمهورية، وهو يتحمّل المسؤولية الأكبر في تقويض حكومة الحريري الأخيرة. يعتبر الحريري أنه إذا نجح في عزل باسيل، فسيصبح في موقعٍ يخوّله أن يوصل إلى سُدة الرئاسة مارونيًا آخر تجمعه به علاقات جيدة، مثل سليمان فرنجية الذي قد يمنح الحريري ربما هامشًا أكبر للتحرك كما يشاء.

ولكن هذا يستند إلى مغالطتَين محتملتين. الأولى هي افتراض أن فرنجية، في حال انتخابه رئيسًا، سيبقى كما كان قبل الرئاسة، أي صديقًا للحريري ومعاديًا لباسيل، لكن لا شيء يضمن ذلك. فعلى سبيل المثال، في حال سعى فرنجية إلى تحسين العلاقات اللبنانية مع النظام السوري الذي لطالما كان مقرّبًا منه، فقد يصبح الحريري عالقًا بين رغبة الرئيس من جهة وبين الناخبين السنّة الذين يعتبرون الرئيس السوري بشار الأسد رمزًا للشر من جهة أخرى. فماذا سيفعل الحريري عندئذٍ؟

قد تكون المغالطة الثانية افتراض أن الحريري يستطيع بناء علاقة مع فرنجية أقوى من تلك التي تجمع فرنجية مع حزب الله. حتى لو كان حزب الله يريد علاقة أفضل مع شخصية سياسية سنّية ذات تمثيل واسع، غالب الظن أن يختار دعم رئيس الجمهورية الأضعف دستوريًا في مواجهة رئيس مجلس الوزراء. لماذا؟ لأن مجلس الوزراء يمثّل السلطة التنفيذية في لبنان، لذا فالضغط على رئيسه يسمح بالتأثير في الأجندة الحكومية.

هل يعني ذلك أنه لا ينبغي على الحريري تعزيز علاقاته مع الحزبَين الشيعيين؟ لا، ليس هذا المقصود، بل ببساطة أنه يخطئ إذا افترض أن هذه الشراكة ستؤمّن له أكثر من هامش بسيط للمناورة في بعض المواقف. وقد يكون ذلك كافيًا للحريري. والسبب هو أن إحدى الرسائل الضمنية الأخرى التي مرّرها في مقابلته مع غانم هي أنه ليس ملتزمًا، في المبدأ، بتطبيق الإصلاح الاقتصادي بقدر ما هو مصمّمٌ على تطبيق إصلاحات لإنقاذ المنظومة ورهانات الطبقة السياسية ومصالحها فيها. وهذا بالضبط ما يريده حزب الله، ولهذا السبب عارض بشدّة الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

الوقت كفيل بمعرفة ما إذا سينجح رهان الحريري، أو ما إذا سيدفع به إلى المسار الأعمى نفسه الذي سلكه في العام 2016، حين خُيِّل إليه أنه يستطيع العمل مع عون وباسيل. فإذا مُني الحريري بفشل جديد سيصبح وحيدًا وستتبدّد صدقيته كليًا.

 

حزبٌ لبناني عريق "مخطوف"... ما علاقة حزب الله؟

وليد الخوري/ليبانون ديبايت/01 آذار/2021

توقّفت مصادر كنسية باستغراب أمام تموضع حزب الكتلة الوطنية بقيادته الجديدة التي أمعنت في التنكّر لتاريخ الحزب ونضالاته في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله، لا بل أن هذه القيادة المتمثّلة بالأمين العام للحزب بيار عيسى والنائب السابق روبير فاضل، تجرّأت على نقل الحزب بالكامل إلى الوقوف بجانب مشروع "السلاح".وفضحت الدعوة إلى التجمّع في بكركي دعماً لمواقف البطريرك بشارة الراعي الإنقاذية، بحسب المصادر الكنسية، الشعارات التي يتلطّى خلفها عيسى وفاضل، اللذين تخلّفا عن الدعوة للمشاركة، واكتفيا ببيان يحمل دعوات ممجوجة يطالب البطريرك برفع الغطاء عن الطبقة السياسية.

وتابعت المصادر، أن طروحات عيسى وفاضل، تتلاقى مع رغبة فريق الثامن من آذار بعقد مؤتمر تأسيسي، تكون فيه الغلبة ل"حزب الله" وسلاحه الذي أوصل البلد إلى الإنهار الكامل، وأدخله في عزلة عربية ودولية، بدل تأييد موقف البطريركية المارونية في المطالبة بمؤتمر دولي يعيد لبنان من "جهنّم" التي وصلنا إليها. وأشارت المصادر، إلى أن عيسى وفاضل، لم يكتفيا بالوقوف بوجه الوجدان الوطني الذي يتوق إلى التخلّص من سطوة السلاح، بل إنهما يتآمران على الوجدان الشعبي المتمثّل بانتفاضة اللبنانيين في 17 تشرين، من خلال تنسيق المواقف مع المجموعات اليسارية الغوغائية التي يحرّكها من خلف الستارة "حزب الله" لإجهاض الثورة وحرفها عن أهدافها وجرّها إلى تنفيذ مشروع الحزب المتمثّل بتدمير لبنان ونظامه ومؤسّساته وقطاعه الخاص. وأكدت المصادر الكنسية، أنها تعتبر اليوم أن عيسى وفاضل يختطفان حزباً عريقاً لغايات شخصية ضيقة أبعد ما تكون عن المبادئ والأهداف التي قام عليها وأرساها المؤسّسون، وعلى رأسهم العميد ريمون إده، ذلك الرجل صاحب المواقف الشجاعة التي دفع ثمنها محاولات اغتيال ونفي، وكان السبّاق في الوقوف بوجه الإحتلالين السوري والإسرائيلي، والتمدّد غير الشرعي للسلاح الفلسطيني. وسألت المصادر، أين عيسى وفاضل من رفض العميد إده تنصيبه رئيساً للجمهورية من قبل السوريين، معتبراً أن الرئاسة إنما تأتيه عن طريق التصويت فقط، فيما هما يلهثان وراء مقاعد نيابية ووزارية، ولو عن طريق طعن طموحات وطن بأكمله!.

 

سقوط طرح توسيع الحكومة… كي لا يجرّ مزيداً من التنازلات!

كلير شكر/نداء الوطن/01 آذار/2021

لا تعبّر مشهدية بكركي يوم السبت الماضي، إلا عن الحاجة إلى ملء الخواء السياسي الحاصل، ومعها إفلاس معظم الأحزاب والتيارات السياسية وعدم قدرتها على مواكبة نبض الشارع ووجعه جرّاء الأزمات المتراكمة التي بلغت حدوداً غير مسبوقة، والتي قد تجعل كل الاحتياجات الأساسية مفقودة.

فاللبنانيون جميعاً أمام حائط مسدود. الدولة تتفكك، والمؤسسات تنهار على نحو بطيء. الطبقة الوسطى تحلّلت، والطبقات الفقيرة باتت هي الطاغية عدداً. والبحث جار عن قروض تعيل من هم تحت خطّ الفقر، وهؤلاء باتوا أكثرية. المواد الأساسية تكاد تُفقد من الأسواق، فيما تواجه معامل انتاج الكهرباء أصعب أيامها نتيجة عدم توفر الاعتمادات، والأهم من ذلك الدولارات الطازجة لتأمين الفيول. ويفترض أن يكون شهر آذار المقبل حاسماً لجهة تأمين سلفة خزينة بقيمة 1500 مليار، لا تزال غير متوفرة بفعل الخلافات السياسية، وذلك للحؤول دون اطفاء معامل انتاج الكهرباء!

ومع ذلك، فإنّ خطاب بكركي سينضم إلى المواد الخلافية التي تجعل من اللبنانيين معسكرين متخاصمين، في مرحلة شديدة الخطورة يفترض أن تشهد مخاضاً عسيراً قد يغيّر وجه المنطقة. ولكن هذا التغيير لم يحن أوانه بعد، ما يُخرج لبنان من سلّم أوليات الدول المؤثرة ومن جدول أعمالها، وما يجعل من المبادرة الفرنسية “لا معلقة ولا مطلقة”. ولذا قد لا يجد خطاب البطريركية المارونية من يتلقّفه ويبني عليه، طالما أنّ التفاهمات الاقليمية لم تنضج بعد، ما يجعل منه مادة ملتهبة على المستوى الداخلي ولكن من دون آذان صاغية على المستوى الخارجي.

وفق البعض، كان ينتظر من الرئاسة الأولى أن تلعب دوراً توفيقياً وأن تكون المشرفة على طاولة حوار وطني تحضّر الأرضية لأي تفاهم اقليمي من خلال اعداد مشاريع تفاهمات محلية لكل القضايا الخلافية. لكن الرئاسة الأولى باتت طرفاً في النزاع الداخلي، وتحولت إلى هدف للتصويب عليه من جانب خصومها لدرجة المطالبة بانهاء العهد ورحيل سيده.

وفي هذه الاثناء، لا يزال البحث عن مخرج يطلق يديّ الحكومة، جارياً ولكن من دون أمل. يتمسك كل فريق بمطلبه، وتحديداً الرئاستان الأولى والثالثة. آخر الطروحات التي وضعت على طاولة النقاش، تجلّى في ما عبّر عنه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي حاول امساك العصا من وسطها: توسيع الحكومة إلى 20 أو 22 وزيراً مقابل اسقاط الثلث المعطل من يدي أيّ طرف.

ردّ “التيار الوطني الحر” جاء سريعاً على لسان رئيسه جبران باسيل الذي أيّد حليفه في ما خصّ عدم وضع الثلث المعطل في جيب طرف واحد، ولو أنّه اعتبر هذا الامتياز هو بمثابة تعويض لرئيس الجمهورية عن الصلاحيات التي أخذت منه في الطائف. لكنه في الموازاة، اعتبر أنّ حصول حليفين على هذا الثلث، ليس “حراماً”، وهو يقصد بهذا الحليف حزب الطاشناق، ما يعني أنّ العهد ومعه “التيار” لا يزالان يصران على الحصول على سبعة وزراء في حكومة الـ18 وزيراً، وهو شرط لا يجد من يصفق له.

ويقول المتابعون للاتصالات الدولية والعربية إنّ طرح توسيع الحكومة كما عرضه نصرالله تلقفته الدول المتابعة للملف اللبناني، وفي مقدمها فرنسا ومصر، حيث لم تبد باريس وفق المعلومات ممانعتها لهذا السيناريو اذا كان كفيلاً بولادة الحكومة، لكن الرفض جاء من القاهرة التي تعتبر أن أي تنازل لفريق الثامن من آذار سيجر سلسلة تنازلات سيطالب بها العهد، وقد تكون مضرة بحق الحكومة ويفقدها قدرتها على الانتاجية. ولذا لم يجد هذا الطرح أصداء ايجابية، أقله إلى الآن، وقد ضم إلى غيره من الطروحات الموضوعة في الأدراج!

 

مطالبة الراعي بإحياء مشروع الدولة تُحرج عون و”الحزب”

محمد شقير/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

شدد قطب سياسي لبناني على أنه «من غير الجائز» اعتبار أن ما أورده البطريرك الماروني بشارة الراعي في خطابه أمام الحشود التي زحفت إلى الصرح البطريركي في بكركي تضامناً مع دعوته إلى حياد لبنان ومطالبته بعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، سيبقى في حدود تسجيل المواقف ولن تكون له من تداعيات سياسية على مجمل الوضع في البلد. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن ما طرحه الراعي «سيبقى على الطاولة وإن كان يتعذّر حالياً تدويل الأزمة اللبنانية لاعتبارات تتعلق بتفاوت المواقف في مجلس الأمن الدولي، وتحديداً بين الدول ذات العضوية الدائمة».

ولفت القطب السياسي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن العنوان الكبير لخطاب الراعي «يكمن في ضرورة استرداد مشروع الدولة الذي يشكّل نقطة ارتكاز للبحث عن الحلول للمشكلات والشوائب التي تعيق استرداده»، لافتاً إلى أن ما أورده «يلقى تأييداً عربياً ودولياً ويمكن توظيفه كورقة ضغط تُستخدم لرفع الشروط التي لا تزال تؤخر تشكيل الحكومة من جهة ووقف الاستقواء بالخارج من جهة ثانية، خصوصاً أن الرهان على المبادرة الفرنسية كممر إجباري لإنقاذ لبنان وانتشاله من قعر الانهيار الشامل ما هو إلا وجه من وجوه التدويل».

ورأى أن المبادرة الفرنسية تحظى بتأييد أوروبي ولا تتعارض مع الولايات المتحدة بعد أن أعادت النظر في موقفها منها فور انتخاب جو بايدن. وقال إنها تتناغم مع موقف الفاتيكان بخلاف ما يشيعه من حين لآخر الفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وإلا لم يكن الراعي مضطراً لتوجيه الشكر مراراً إلى البابا فرنسيس على موقفه الداعم للجهود الرامية لإنقاذ لبنان.

واعتبر القطب السياسي أن الراعي في مطالعته التي ركّز فيها على الأسباب التي تعيق استرداد مشروع الدولة على حساب الدويلات ووقف الانقلاب عليه «لم يخرج عن صمته لأنه سبق أن قال الكثير في هذا السياق في عظاته وهو أراد تجميعها في لائحة اتهامية واحدة وضعها بتصرف اللبنانيين، ولم يتردد في تسمية من يصادرون الدولة بأسمائهم ولو بطريقة غير مباشرة».

وتوقف أمام تذكير الراعي بإعلان بعبدا الذي صدر في اجتماع للمكوّنات السياسية الرئيسة أثناء تولّي ميشال سليمان رئاسة الجمهورية، وقال إنه غمز بطريقة غير مباشرة من قناة الثنائي «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» اللذين انقلبا على موافقتهما على حياد لبنان والنأي به عن الصراعات الدائرة في المنطقة. وأشار إلى أن الجديد في طرحه «يكمن في مطالبته بتقوية الجيش اللبناني لاستيعاب الطاقات العسكرية للبنانيين في وضع الاستراتيجية الدفاعية ليتولى وحده الدفاع ويبقى قرار السلم والحرب بيد الدولة».

وحذّر من «الالتفاف على الثوابت» التي طرحها الراعي «الذي نطق باسم الأكثرية الساحقة من اللبنانيين والتعامل معها وكأنها لم تكن»، معتبراً أن البطريرك «حشر عون في الزاوية»، مع أنه تجنّب تسميته أسوة بعدم تسميته لـ«حزب الله». ورأى أن «هناك أكثر من معنى لغياب المسلمين وعدم مشاركتهم في مناسبة خُصّصت للتضامن مع بكركي». وعزا الحضور الإسلامي الرمزي والمحدود الذي غابت عنه قيادات من الصف الأول أو من يمثلهم إلى وجود قرار بعدم المشاركة لقطع الطريق على من يحاول بأن يتذرّع بحضورهم للتقليل من الأهمية السياسية للحشد المسيحي الذي غابت عنه قيادات من الصف الأول، «وإن كانت بعض الأطراف استغلّت المناسبة وأطلقت هتافات سياسية لم تكن في محلها».

وأكد أن «الغياب الإسلامي لا يعني أبداً أن هناك من يعترض على المضامين السياسية التي أوردها الراعي في خطابه بمقدار ما أنه ينم عن رغبة بإخلاء الساحة للمسيحيين ومعهم الحراك المدني ليكون في مقدورهم وبملء إرادتهم تحميل مسؤولية العبث بمشروع الدولة لعون وباسيل وإن كان تجنّب تسميتهما بالاسم».

وقال إن عدم الحضور الإسلامي «من العيار الثقيل» كان «في محله لئلا يقال لاحقاً بأن المسلمين يخططون لانتزاع الصلاحيات المناطة برئيس الجمهورية وإضعاف موقعه في التركيبة السياسية، وإنما بواجهة مسيحية». ورأى أن القرار الذي اتخذه «تيار المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» بعدم المشاركة كان صائباً، «وهما يلتقيان في هذا السياق مع القيادات الإسلامية وأبرزهم رؤساء الحكومات السابقة من دون أن ينقطع جميعهم عن التواصل مع الراعي» الذي يلتقي اليوم وفداً من كتلة «المستقبل» النيابية بالنيابة عن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بعد أن التقى سابقاً موفد رئيس «التقدمي» الوزير السابق غازي العريضي.

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية أن الحشود المسيحية التي حضرت إلى بكركي للتضامن مع الراعي «أرادت تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية توفير الغطاء السياسي لـ(حزب الله)، وبالتالي فإن المشهد السياسي بعد خطاب الراعي لم يعد كما كان من قبل لأنه فتح الباب على مصراعيه أمام احتمال حصول تحوّل في الشارع المسيحي في مواجهة محور الممانعة، وهذا ما يؤدي إلى حشر عون ووريثه السياسي باسيل، خصوصاً أن الصراع بينهما إلى تفاعل يمكن أن يتطوّر باتجاه تكريس انقسام عمودي بين ساحتين: الأولى يرعاها الراعي والثانية بإشراف مباشر من عون وحلفائه، إلا إذا ارتأوا عدم الدخول في سجال يرفع من منسوب التأزّم بين الساحتين». لذلك، فإن «المستقبل» يحتفظ لنفسه بربط نزاعه بـ«حزب الله»، فيما علاقة الأخير بـ«التقدمي» تأخذ بعين الاعتبار تنظيم الاختلاف من دون أن يلوح في الأفق ما يمهّد للخروج عن هذه الثوابت والشروع في تبادل الحملات حرصاً على ضبط الخطاب السياسي لتطويق إمكانية العودة إلى الاحتقان المذهبي والطائفي، فيما الأبواب ما زالت مفتوحة أمام إخراج عملية تأليف الحكومة من التأزُّم السياسي الذي يحاصرها بقرار من عون وباسيل اللذين يدرسان الآن الخطوات الواجب اعتمادها للرد على بكركي في ضوء ما تردّد بأن «التيار الوطني» يميل إلى تنظيم مهرجان مضاد للمهرجان التضامني مع الراعي. كما تردّد أن «حزب الله» يميل إلى حصر الرد حتى إشعار آخر بفريق رئيس الجمهورية وتياره السياسي، لأن مجرد دخوله كطرف على خط بعبدا – بكركي يمكن ألا يخدم حليفه بعد أن بلغ الفرز في الشارع المسيحي ذروته، ولم يعد ممكناً اللعب على الوتر الطائفي في مواصلة التحريض على الحريري باتهامه بمصادرة ما تبقى من صلاحيات لرئيس الجمهورية بعد أن ارتدّت كرة التعطيل إلى مرماه وبات يفتقد إلى رافعة مسيحية لاسترداد زمام المبادرة.

 

وحدة المسار

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

خلال المرحلة السورية في لبنان رُفعت شعارات كثيرة لتأكيد عمق الأواصر بين البلدين، منها «شعب واحد في بلدين» و«وحدة المسار والمصير». ولم يكن مهماً أن تغلب الشاعرية على الحقيقة، فمثل هذه المواقف لا تتطلب مشورة ولا موافقة.

لا ندري عن المصير حتى الآن. لكن لم يعد هناك شك في وحدة المسار. أيام الانتداب الفرنسي على البلدين كان البنك المركزي واحداً (بنك سوريا ولبنان)، وبعد الاستقلال، اختارت سوريا نظاماً اقتصادياً ثورياً يعطي الليرة قوة قومية، واختار لبنان نظاماً حراً يعطي الليرة قوة شرائية، وعندما انتقلت سوريا من النظام القومي إلى نظام «وحدة حرية اشتراكية»، ومن الجمهورية إلى القُطر، وأمّمت الشركات والمصارف والمصانع، انصرف لبنان إلى إنشاء البنوك، عاليها وواطيها. والعالي منها كان أصحابه، أو مدراؤه، سوريون، وكذلك كان حول نصف مليون عامل بصورة دائمة. الآن، والحمد لله، مسار واحد. الليرة اللبنانية تترنح، والليرة السورية تستغيث. وبينما تهدد لبنان مجاعة مرعبة، تمنع سوريا برامج الطبخ على التلفزيون لكي لا تشكّل صور الطعام تحدياً لمشاعر الذين لا يقدرون على الوصول إليه إلاّ في الصور.

يقال إن مبادرة المنع جاءت من الرئيس بشار الأسد شخصياً، وهو أمر إنساني، لكن الأفضل منه، بلد هادئ وشعب آمن واقتصاد منيع. وفي لبنان، وفي المسار نفسه، خاطب الرئيس ميشال عون الناس قائلاً: «إنني أشارككم أوجاعكم» ولا شك أنه مشكور على هذه المشاعر، لكن الناس كانت تفضل أن تكون بلا أوجاع وآلام وفقر، كما كان الأمر عليه من قبل. أخطر ما حدث ويحدث في هذا المسار الواحد هو نهاية الطبقة الوسطى التي كانت عصب سوريا وضمان لبنان. لا أدري ماذا يجري في سوريا، لكن في لبنان نخشى أن تتحول خلال فترة وشيكة إلى ريو دي جانيرو أخرى، حيث أصبح الفقر على السطوح، منذ وصول الكولونيل جايير بولسانارو إلى السلطة، مكبلاً بسلاسل العجرفة التافهة، والذي أبلغ شعبه لدى اندلاع وباء «كورونا»، أن الشعب البرازيلي منيع ضده. فكانت النتيجة 10 ملايين إصابة حتى الآن، بينهم الرئيس وزوجته، و253 ألف وفاة. لكن الإصابة الأكبر في الريو، مثل بيروت، هي انهيار الطبقة الوسطى، الطبقة المنتجة والصناعية وصاحبة الطبابة والتعليم وركن الوظيفة والخدمة المدنية. هذه الطبقة الكبرى والخلافة ومصنع الأجيال، أفقرتها السياسة الاقتصادية الغشيمة والإدارة الحكومية الفاسدة والبليدة والخاملة الفكر والمعرفة.

 

الراعي وكلمته الوطنية: الحياد يبني الدولة

الشيخ الدكتور خلدون عريمط/أساس ميديا/الثلاثاء 02 آذار 2021

إنّ ما تتطرق إليه البطريرك بشارة الراعي في كلمته الوطنيه الأخيره الجامعة من مقرّه في بكركي، وتركيزه على ضرورة الالتزام بالوحدة الوطنيه وبوثيقة الطائف وتطبيق بنودها، أمام جمهور المواطنين اللبنانيين من كل المكونات، يؤكّد بلا شك أنّ الطروحات الطائفيه الحاقدة التي مارسها بعض أركان السلطه للحفاظ على مصالحه باسم الطائفه، ومواقف وتصريحات وبيانات فائض القوّة من البعض الآخر، التي تبرّر وجود سلاح الدويلة على حساب سيادة الدولة والقانون، لم تعد مقبولة، من البطريرك الراعي وما يمثّل، ولا مبرّرة لدى اللبنانين جميعًا. اللبنانيون الذين عانوا ويعانون  نتائج وتداعيات عقلية "أنا أو لا أحد"، وسلوك  الحاكم المهووس بالسلطة، ولا من الذين ارتضوا أن تكون الساحه اللبنانية امتدادًا لمشاريع ومحاور إقليمية تهدّد وحدة اللبنانين وتنوّعهم الوطني، وتبعد لبنان ومصالح شعبه عن أشقّائه وعمقه العربي. على كلّ القوى السياسيه وأذرعها أن تدرك أنّ حياد لبنان عن صراعات المنطقة وعن المحاور الإقليمية، وعدم تدخّل بعض اللبنانيين، من خلال مليشياتهم، في شوؤن الدول العربية، هو الخطوة الأولى نحو بناء الدولة الوطنية الجامعة القوية والقادرة وحدها وبسلاحها، على مواجهة أطماع العدو الصهيوني في أرضنا ومياهنا وبحرنا. والحياد الإيجابي لا يعني إبعاد لبنان عن أشقّائه العرب وأصدقائه، وإنّما الحفاظ على سيادة لبنان ووحدته وحريته وعروبته، وإخراجه من جاذبية المشروع الصفوي الإيراني، الذي ما دخل شعبًا إلّا  ومزّقه، ولا أرضًا أو وطنًا إلا ودمّره. من حقّ لبنان واللبنانيين أن يعيشوا أسيادًا وأحرارًا على أرضهم. وحدهم ينتخبون رئيسًا لجمهوريتهم، ووحدهم يشكّلون حكومة في إطار الدستور والقوانين، وينتخبون مجلسًا نيابيًّا باسم الشعب اللبناني، ولا ينتظرون صفقات ومصالح  الدول أو الدولة التي تدّعي أنّها تهيمن على عاصمته وبحره، وعلى عواصم عربية أخرى. وهدف هذه الدولة جمع المزيد من الأوراق السياسية للتفاوض بها لتأمين مصالحها في هذا الشرق العربي المكلوم، ولتقاسم النفوذ والهيمنة مع القوى الكبرى التي مزّقت الوطن العربي ورعت الاحتلال الإسرائلي لأرض فلسطين المباركة.

* رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام

 

الفيدرالية العونية والمثالثة الشيعية لنسف مبادرة الراعي والمؤتمر الدولي

منير الربيع/المدن/02 آذار/2021

تُفسر مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي في اتجاهات كثيرة متناقضة، هدفها إفراغها من مضمونها.

سيناريوهات لإفشال بكركي

أولاً، هناك سعي إلى تحويلها صراعاً مسيحياً - مسيحياً.

ثانياً، تنتظر أطراف عديدة حدثاً ما، أو مرور مدة، لطي صفحة سبت بكركي وموقف البطريرك، للانتقال إلى التلهي أو الانشغال بمسائل أخرى.

ثالثاً، هناك أكثر من جهة سياسية تحضِّر - في حال انعقاد مؤتمر دولي لبحث الأزمة اللبنانية - لجعل المؤتمر مناسبة لطرح مسألة النظام اللبناني برمّته، وعدم البحث فقط في مسألة الحياد والحفاظ على التركيبة اللبنانية. وهذا للقول إن الأزمة في لبنان أزمة حكم ونظام، ولا بد من تغييرهما وإيجاد تركيبة جديدة ملائمة وغير قابلة للتهافت.

رابعاً، انتظار حصول أي اعتداء اسرائيلي أو موقف دولي يتعارض مع مصلحة لبنان، للقول إن مبدأ الحياد غير قابل للتطبيق في لبنان.

العونيون والفدرالية

من بين هذه السيناريوهات، هناك اثنان مركزيان (الأول والثاني) يُفَعّلان على نحو مكثف ومركّز. الأول يتصدره التيار العوني بإصراره على اعتبار خطاب البطريرك الراعي وتوجهاته مع القوى التي تسانده وتؤيده، لا تمثل حقيقة توجهات البيئة المسيحية في لبنان. وهذا وجه أساسي للرسالة التي أرسلها التيار إلى الفاتيكان. وبالتزامن مع حدث بكركي، تحركت عبارة "الفيدرالية هي الحل" على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان واضحاً أن جهات مؤيدة للتيار العوني تعمل على شد العصب المسيحي من خلال هذين الشعار والطرح. لا سيما أن استطلاعات رأي كثيرة أجريت في الفترة الأخيرة، أوضحت حماسة المسيحيين إلى الفيدرالية. وبالتالي هي محاولة لحشر كل القوى المسيحية الأخرى، خصوصاً المؤيدة لخيار الطائف والدستور.

حزب الله والعونيون

لا ينفصل هذا الشعار عن نشاط واضح يقوم به التيار العونيّ، الذي يجد نفسه مجدداً في حضن حزب الله إلى أقصى الحدود. والحزب إياه أرسل موقفاً واضحاً للتيار: العلاقة بيننا تحتاج إلى تعزيزها أكثر فأكثر في المرحلة المقبلة. وهنا يلتقي طرح الفيدرالية مع محاولات أخذ أي مؤتمر دولي يعقد لبحث الأزمة اللبنانية إلى ما يشبه مندرجات مؤتمر سان كلو في العام 2007: طرح صيغة النظام وبحثها مجدداً، والعمل على إحياء منطق المثالثة، حلاً وحيداً للأزمة القائمة. وهذا يتقاطع مع معلومات تفيد بأن جهات دولية وديبلوماسية عاملة في لبنان منفتحة على مثل هذا الطرح. وقد تعتبر أن هذا الخيار هو الوحيد المتاح لحل الأزمة اللبنانية، وتتجنب إثارة مواضيع لها علاقة بسلاح حزب الله الذي يمثل موضع خلاف. وهناك أيضاً قناعة لدى بعض الجهات المحلية: الولايات المتحدة الأميركية، في ظل جو بايدن، لا تبدي اهتماماً أساسياً بمعضلات الشرق الأوسط، وخصوصاً لبنان. وقد يكون الأنسب لأميركا بايدن اعتماد مثل هذه الحلول، على قاعدة إعادة تكوين السلطة بما يتلاءم مع موازين القوى. هذا فيما يكون التركيز الأساسي على المسائل الاستراتيجية: توفير حلول تنسجم مع المصلحة الإسرائيلية، سواء بترسيم الحدود أو بمسألة الصواريخ أو ضبط المعابر بين لبنان وسوريا. 

 

الراعي.. بطريرك نداء الـ2000؟ 2005؟ أم 2009؟

نذير رضا/المدن/02 آذار/2021

تختلط أوصاف البطريرك الماروني، بشارة الراعي، في مواقع التواصل الاجتماعي، ولدى المجموعات التي تهاجمه منذ السبت الماضي، وتتعدد المقارنات مع تجارب البطريرك الراحل نصرالله صفير. هل هو بطريرك العام 2000 الذي أسس لـ"نداء بكركي"، ومهّد بذلك للانسحاب السوري من لبنان؟ أم بطريرك العام 2005 الذي بارك ثورة الأرز ومنع إسقاط رئيس الجمهورية إميل لحود؟ أم بطريرك العام 2009 الذي أطلق نداء قبيل الانتخابات النيابية التي خسرتها قوى 8 آذار؟  تتعدد التعليقات وتتضارب الإسقاطات. ثمة جمهور يريد مقارنة البطريرك الماروني بشارة الراعي مع سلفه، الخصم في السياسة، لإنتاج تشابه يبرّر الهجوم عليه، وهو هجوم آخذ في التضخم، ويتنقل من مراكز القوى الدينية الى مراكز القوى السياسية، وصولاً الى الشارع الذي شهد مسيرة دراجات نارية رفضاً لطروحات البطريرك الجديدة.  تلك الإسقاطات، على اختلاف ظروفها، تلتقي عند نقطة واحدة تستحق التشبيه، هي تجربة "نداء بكركي" الذي مهّد للانسحاب السوري بعد خمس سنوات، مروراً بمباركة "لقاء قرنة شهوان" ثم بالاحتجاجات في 7 آب 2001 ضد الوجود السوري. كان النداء بمثابة طريق تم شقّه للخروج السوري. وتثير نداءات الراعي، اليوم، بخصوص المؤتمر الدولي والحياد، هواجس لدى الجمهور الممانع من تأسيس جبهة تصل في نهاية المطاف الى ضغط يُلزم "حزب الله" بتسوية بخصوص سلاحه.

فالهجوم غير المنظم، يطرح كل الفرضيات بغرض تبرير مخاوفه، وهو على معرفة كاملة بأن قدرات التأثير لدى بكركي، ما زالت قائمة. فالنداء الذي أطلقه البطريرك الراحل قبيل الانتخابات النيابية، ساهم في كسر قوى "8 آذار"، على ضفتيها المسيحية والإسلامية، كما أن الموانع التي فرضها صفير في وجه إسقاط الرئيس الراحل اميل لحود، أبقته في سدة الرئاسة حتى اليوم الأخير من ولايته. وعليه، فإن أي نداء أو مبادرة من بكركي، تأخذها القوى السياسية على محمل الجدّ، فيما تعبث الجماهير على الهامش، رفضاً أو تهويلاً لا يُصرف في النقاشات السياسية. ما زال من المبكر النظر الى مبادرة بكركي بخصوص الحياد أو المؤتمر الدولي، كمبادرة قابلة للتطبيق فوراً، فهي محكومة بتوافق دولي في مجلس الأمن، ما زال غير متوافر حتى الآن، ذلك أن الولايات المتحدة لا تضع لبنان ضمن لائحة الدول المهمة لها في الشرق الاوسط، بحسب تقرير نشرته "فورين بوليسي" السبت الماضي. أما الحياد، فلا يحظى بإجماع من قوى مؤثرة، وفي مقدمتها "حزب الله"، لكن أبواب النقاش ما زالت مفتوحة، ذلك أن بكركي لم تتم مواجهة طروحاتها بـ"بلوك" شيعي، بدليل عدم إدلاء "المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى" بموقف واضح، في مقابل تصعيد الإفتاء الجعفري على لسان المفتي أحمد قبلان. ولم تعمد القوى السياسية الشيعية الى "كسر الجرة" مع بكركي. فإلى جانب دعوات "حركة أمل" الى وقف المزاودات السياسية، لم يقفل "حزب الله" باب النقاش، وهو موقف يخفي أصلاً الفتور في العلاقة مع بكركي منذ الصيف الماضي، علماً أن العلاقة كانت متوهجة إثر زيارة الراعي الى دمشق في 2013، وخمدت الى حد كبير لدى زيارته القدس في 2014. كل النقاشات مؤجلة، حتى هذا الوقت، ما لم تتحرك قوى دولية تجاه دعم المبادرة أو تأجيل البحث فيها. فهي مرتبطة بظروف موضوعية، لا تترك للهامش الذي يتحرك فيه المناصرون هجوماً أو تأييداً، أي موقع في المعادلة، للتأثير في مجرياتها، وهو كلام يصعد مثل "تريند" في مواقع التواصل، ولا يبقى منه إلا الذكرى.

 

البطريرك ينتزع التفويض المسيحي من الحزب

عوني الكعكي/الشرق/الإثنين 01 آذار 2021

وقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أمس، متحدثا أمام حشد كبير، أَمَّ مقر البطريركية المارونية في بكركي.. فكان كلامه هادئاً، رصينا، حازما وبسيطاً، لكنه كلام الواثق من نفسه، وجّه خلاله غبطة البطريرك رسائل مباشرة في كل الاتجاهات، ولمن يعنيه الأمر… كلمات وجهها تؤلم في الوقت نفسه، أولئك الذين تمرّدوا على الدولة، فوصفهم صاحب الغبطة بالانقلابيين… وبحق كان كلام البطريرك يوم السبت بطريرك الكلام.

كان صوت "الراعي"، بطريرك لبنان واللبنانيين، وبطريرك انطاكية وسائر المشرق، مدويّاً… خصوصا حين أعلن غبطته "أن لبنان يكون للجميع أو لا يكون". وحذّر من محاولة انقلابية على مصالح اللبنانيين، كل اللبنانيين، وعلى مستقبلهم ومقدّراتهم وموقعهم في هذا المشرق.

ويبدو أن البطريرك وضع مشروعاً، هو استمرار لمشروع بدأه منذ مدّة، وسار به وهو برأيي لن يتوقف. واعتقد هنا أن صاحب الغبطة حاول من خلال كلمته، التعبير عن مخاوف مسيحية معينة لكن هذه المخاوف تصبّ وبالتأكيد في خانة الوحدة الوطنية وضرورة العيش مع المسلمين في هذا الوطن، في ظلّ دولة عادلة قادرة على بسط سيطرتها على كامل التراب اللبناني، فالدولة الحقيقية برأيه، لا تقبل "شريكاً لها" فلا يجوز ان تكون هناك دولة داخل الدولة، ولا يجوز أن يكون هناك جيش آخر، غير الجيش اللبناني… وأكد الراعي ان تحرير الأرض يجب ان يتبعه تحرير الدولة.

إن ما قاله البطريرك الراعي يوم السبت، له بعد سياسي عميق، ويتعلق باللحظة الراهنة التي يعيشها اللبنانيون. هذا ومن المؤكد أن غبطته، وعلى رغم ثباته على موقفه، لعب دور المطمئن، فمدّ الجسور مع شركاء الوطن.. أما إذا لم تفلح محاولات التفاهم… فالمطالبة بمؤتمر دولي، برعاية الأمم المتحدة أمر ضروري، قبل انهيار لبنان ولات ساعة مندم.

كان صوت "الراعي"، بطريرك لبنان واللبنانيين، وبطريرك انطاكية وسائر المشرق، مدويّاً… خصوصا حين أعلن غبطته "أن لبنان يكون للجميع أو لا يكون". وحذّر من محاولة انقلابية على مصالح اللبنانيين، كل اللبنانيين، وعلى مستقبلهم ومقدّراتهم وموقعهم في هذا المشرق

ان انفجار مرفأ بيروت – برأي غبطته – بمثابة جرس انذار، فبعض المناطق في لبنان تحوّلت الى حقول متفجرات، لا يعلم أحد متى ستنفجر ومن سيفجّرها…

لقد حان الوقت برأي صاحب الغبطة لسحب الأسلحة والمتفجرات غير الشرعية من الأيدي، ليشعر المواطنون انهم في أمان في بيوتهم… لافتا الى أن الحياد لا يقبل التجزئة في مكوّناته الثلاثة المتكاملة والمترابطة، وليس هو موضوع وفاق، بل يستلزم أولاً وفاقا على الولاء للبنان، قبل الوفاق على الحياد، فمتى حصل الوفاق على الولاء للبنان، يصبح القبول بالحياد أمرا بديهيّاً.

وهنا أؤكد وبكل موضوعية أن كلام البطريرك الراعي، قد عرّى الرئيس ميشال عون وتياره من "ادعائهما" بأنهما ينطقان باسم أغلبية الموارنة وأنهما، وقّعا مع حزب الله اتفاقا في "مار مخايل"، فوّضا الحزب العظيم بالسيطرة الكاملة على مقدرات الدولة… فجاء البطريرك يوم السبت لينتزع من حزب الله هذا التفويض، لأن الناطق الحقيقي، الذي يتحدث باسم المسيحيين هو صاحب الغبطة، وهو ليس على استعداد أبداً لإعطاء هذا التفويض للحزب بعد اليوم أبدا.

الأكيد ان موقف البطريرك يتلاقى مع المبادرة الفرنسية، ويعكس توجهات موقف الفاتيكان، في ظل تنسيق مستمر ودائم… وتكشف مصادر مطّلعة، ان موقف البطريرك الماروني ليس خارجا عن سياق ما قاله البابا، وما وضعه الفرنسيون، لاسيما بعد إسقاط مبادراته، والحلول التي طرحها. وهي نابعة من ضرورة الحفاظ على الدولة والدستور والكيان والمناصفة، ولا يمكن أن تكون حساباته تنطوي على مصلحة سياسية او اعتبارات شخصية…

إلى ذلك يحرز البطريرك تقدما ملحوظا في خطواته السياسية والمبدئية التي يطرحها… باختصار اعتقد ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، سحب البساط من تحت قدمي رئيس الجمهورية وصهره "المدلل" جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، وقطع عليهما طريق استثمار مذهبي او طائفي في الأزمة القائمة. فالراعي يقول كلاما واضحا في مجالسه، عن تحميل عون وباسيل، مسؤولية ضرب الدولة ومؤسساتها، وجعل مصيرها مهدداً بمؤتمر تأسيسي قد يقضي على المناصفة. لذلك سارع الراعي الى الدعوة لعقد مؤتمر دولي، لحماية لبنان والطائف والمناصفة. وهذا الواقع من شأنه أن يعيد التقارب بين حزب الله والتيار العوني، كي لا يصير الحزب معزولاً تماما في الداخل اللبناني. لكن التيار الوطني الحر سيكون في حالة حرج كبير، في حال تحالفه الجديد مع حزب الله، فيما بكركي والأجواء المسيحية، أصبحت في مكان آخر، مختلف كليّاً.

ان انفجار مرفأ بيروت – برأي غبطته – بمثابة جرس انذار، فبعض المناطق في لبنان تحوّلت الى حقول متفجرات، لا يعلم أحد متى ستنفجر ومن سيفجّرها

لقد حقق صاحب الغبطة – كما اعتقد – إجماعاً لبنانيا استثنائيا في هذه المرحلة، وإجماعاً إقليميا ودوليا، تظهره زيارات السفراء الى الصرح البطريركي. إضافة الى استمرار تقاطر الوفود المؤيدة… وهذه الحركة تجعل حزب الله مهتما في البحث عن أفق، لتحسين علاقاته الداخلية، او إبعاد النظر عن الاهتمام بتدويل الأزمة.

لقد كرّس غبطة البطريرك دعوته الى "تدويل الملف اللبناني" من خلال مطالبته بمؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، وأرفقها بجملة لاءات قد تؤجج السجالات في لبنان، الذي يعيش في دوامة أسئلة مصيرية عن كيانه ومستقبله.

إقرأ أيضاً: باسيل والحزب: تغييب روح المسيحية باسم حقوق المسيحيين (2/2)

ان لاءات البطريرك، حملت رسائل سياسية تجاه حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون، وجاءت من خلال مناشدته للبنانيين:

– لا تسكتوا عن تعدد الولاءات…

– لا تسكتوا عن الفساد وسلب أموالكم..

– لا تسكتوا عن الحدود السائبة وعن فشل الطبقة السياسية وعن الخيارات الفاضحة والانحياز.

– لا تسكتوا عن فوضى التحقيق في تفجير المرفأ وعن تسييس القضاء.

– لا تسكتوا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني.

– ولا تسكتوا عن عدم تشكيل الحكومة.

إن الراعي في موقفه هذا، أحيا دور البطاركة… وعزّز موقع البطريركية في الحياة السياسية اللبنانية، وفي المواقف الجذرية في الحياة اللبنانية.

باختصار – البطريرك الماروني انتزع من حزب الله، تفويضا سلمه إياه الرئيس عون وتياره العوني.

وأخيرا فإن موقف البطريرك الراعي يتماهى مع موقف سماحة الامام المغيّب موسى الصدر الذي قال: "ان لم نتمكن من تحييد لبنان، فلن نحرّر شبرا من فلسطين، وسنخسر وطننا ونتحول الى لاجئين".

 

عروبة بكركي

العميد الركن خالد حماده /اللواء/02 آذار/2021

إلتفاف اللبنانيين حول بكركي في مطالبتها بالحياد الناشط الإيجابي وبمؤتمر دولي برعاية الأمم المتّحدة يوجّه رسالتين بالغتي الوضوح والدلالة. الأولى باتّجاه الداخل، قال عبرها اللبنانيون من موقع وطني له دوره الطليعي، أنهم ملتزمون الثوابت الوطنية التي يكرّسها الدستور لجهة نهائية الكيان وعروبته وسيادته وحياده الإيجابي عن المحاور الإقليمية، وفي هذا رد على الإنقلاب المستمر الذي يمارسه حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر على وثيقة الوفاق الوطني والدستور والدولة المدنيّة، عبر تدمير وإفشال كل ما يمتّ إلى  إرث لبنان منذ إمارة فخر الدين المعني الكبير وحتى اغتيال رفيق الحريري، لبلوغ المؤتمر التأسيسي. وقالت بكركي ومعها مسيحيون من أحزاب تقليدية وقوى مجتمع مدني وثوار 17 تشرين أنهم مختلفون عن القيادات المسيحية القابعة في مواقع القرار السياسية والإدارية في النظرة إلى لبنان الدولة والدور. وفي هذا رد على مشروع تحالف الأقليات الذي  يتشاركه التيار الوطني الحر مع الأذرع الإيرانية المنتشرة من العراق إلى لبنان، محاولاً إسكانه في اللاوعي الماروني لتحويل الموارنة إلى حوثيي لبنان كمقدّمة لعزل المسيحيين عن إنتمائهم الوطني الحقيقي.

الردود من الداخل على كلمة البطريرك الراعي التي حاولت الإيحاء بقصور رؤية بكركي عن تقدير المخاطر المحدقة بلبنان، وبعدم جواز الحياد في زمن الإحتلال والإرهاب، كما ورد في تصريح الشيخ أحمد قبلان،  لم تنل من المسار التراكمي الذي اعتمدته البطريركية المارونية في مقاربتها محاولات الإطاحة بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني. فقد توجّه غبطة البطريرك في الخامس من تموز ٢٠٢٠ الى رئيس الجمهورية مناشداً «العمل على فك الحصار عن الشرعيّة وعن القرار الوطني الحر، ومطالباً منظمة الأمم المتّحدة العمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته وتطبيق القرارات الدولية وإعلان حياده».وتابع في عِظة ١٢ تموز ٢٠٢٠ استعراض مسببات ومسوّغات خيار الحياد لـ «تجنّب الإنخراط في سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، والحؤول دون تدخّل الخارج في شؤون لبنان.... والحرص على وحدته الوطنية وسلمه الأهلي والتزامه بقرارات الشرعيّة الدولية»، مؤكداً على «الإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقّة والمطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر وتنفيذ قرارات الشرعيّة الدولية ذات الصلة»، محذّراً من «محاولة أيٍّ طرف بتقرير مصير لبنان بشعبه وأرضه وحدوده وهويته وصيغته ونظامه وإقتصاده ورفض العبث من قِبل أيٍّ أكثرية شعبية أو نيابية بالدستور والميثاق والقانون».  باتّجاه الخارج، لا تقتصر دعوة البطريرك الراعي إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان على حلّ مسألة لبنانية داخلية أثارها من خلال جملته الصادمة « لأننا لم نعد قادرين على التفاهم ولا على قيام أي حوار بيننا»، بل هي دعوة للقوى العظمى للإجابة عن استمرار مضيّها في الخيارات التي اعتُمدت منذ ثمانينيات القرن الماضي، التي ارتكزت إلى نظرية صدام الثقافات كخلفيّة إيديولوجية لإسقاط وتدمير دول الشرق الأوسط. والتي شُكّلت على أساسها وترعرعت كلّ تنظيمات العنف والإرهاب وابتُكرت نظرية الفاعلين غير الحكوميين التي قادها المحافظون الجدد في الإدارات الأميركية. وفي هذا رد على طهران التي  تعتدي عبر أذرعها ومشروعها النووي وصواريخها على الشرعيّتين العربية والدولية اللتين احتضنتا إتّفاق الطائف وأنهتا الحرب الإقليمية / الأهلية في لبنان، وربما ستحوّل المسيحيين لاحقاً إلى زينبيّي لبنان وفاطميّيه ينتشرون على تخوم الإمبراطورية الفارسية بنسختها الإسلامية لحماية ثغورها.

المؤتمر الدولي الخاص بلبنان هو أكثر من ضرورة في ضوء مرحلة صقل العلاقات بين طهران وواشنطن، وتحوّل الرسائل الأميركية من الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي إداراته الى مادة للإبتزاز وإبرام الصفقات بين واشنطن وطهران، وتحوّل الوسطاء الأوروبيين الى مروّجين للهرولة الأميركية وإيجاد الطرق لامتثال إيران لمطالب الوكالة الدولية دون العبء بمغامرات الحرس الثوري الإيراني وأذرعه التي تنسف سيادة الدول في المنطقة.

تكتسب دعوة البطريرك الراعي الى مؤتمر دولي من أجل لبنان بعداً عربياً ينطلق من حاجة المنطقة العربية برمّتها لمؤتمر إقليمي يلاقي هواجسها، إذ لا يمكن فصل ما يتعرّض له لبنان عن المشهديّة الكاملة للتهديدات الإيرانية للأمن والإستقرار العربي، التي تبدأ  بالإعتداءات على المناطق الآهلة والمنشآت النفطيّة في المملكة العربية السعودية، ولا تنتهي بما يعانيه الشعب السوري يومياً من دمار نتيجة استعراض القوة المتبادل بين إسرائيل وطهران مروراً بما يشهده العراق من إضطرابات وأعمال عنف آخرها في ذي قار والناصرية.

تكتسب بكركي ومعها اللبنانيون من خلال التمسّك بثوابت الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والدولة المدنيّة بُعداً وطنياً حداثياً في ظلّ مشهد عربي يعبّر برمّته عن إستعصاء النهوض بالدولة واستحالة الإستقرار والإصلاح في ظلّ قيادة أحزاب دينية أظهرت التجربة عدم قدرتها على الحكم وإدارة أمور الدولة.

*مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

الراعي ومعركة لبنان

خيرالله خيرالله/العرب اللندنية/01 آذار/2021

يمكن تلخيص كلمة بشارة الراعي البطريرك الماروني في لبنان بأنّه قال كلّ ما يجب قوله عن “حزب الله” وما يمثّله الحزب بصفة كونه حالة “انقلابية”. قال ذلك كلّه، في حضور مسيحيين وشيعة وسنّة ودروز ولكن من دون تسمية الحزب مكتفيا بالإشارة إلى أن ليس في استطاعة دولتين العيش في دولة واحدة.

كشفت كلمة الراعي في الوقت ذاته وجود مقاومة لبنانية حقيقية لمحاولة الحزب، ومن خلفه إيران، تغيير طبيعة لبنان وموقعه العربي والإقليمي وتغيير طبيعة مجتمعه المنفتح.

أثبت البطريرك الماروني عبر كلمته التي ألقاها، في حضور عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين تجمعوا في ساحة المقرّ البطريركي في بكركي، أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل، رئيس “التيّار الوطني الحر” معزولان عن محيطهما المسيحي ومعزولان عن الواقع اللبناني وعمّا يدور في المنطقة والعالم.. وأنّهما ليسا سوى تابع لـ”حزب الله”.

لا يؤكد ذلك غياب التيّار العوني عن التجمع الذي شهدته بكركي فحسب، بل يؤكّده أنّه لم يصدر أيضا عن عون وباسيل أيّ نفي لقول الوزير السابق بيار رفّول بالصوت والصورة عن أنّ “رئيس الجمهورية والتيّار الوطني الحرّ، هما في جبهة المقاومة والممانعة”، أي في المحور الإيراني. ليس بيار رفّول شخصا عاديا في الدائرة القريبة من رئيس الجمهورية وصهره، بل هو مبعوث ميشال عون القديم – الجديد والدائم إلى دمشق..

كانت كلمة البطريرك، بغض النظر عمّا إذا كانت بالتنسيق مع الفاتيكان أم لا، كلمة في غاية الأهمّية. تعبّر الكلمة عن وجود عصب لبناني يرفض الهيمنة الإيرانية. الأهمّ من ذلك كلّه أن الراعي قال كلاما كبيرا، إن في شأن “الحياد النشط” للبنان أو في شأن المؤتمر الدولي الواجب انعقاده برعاية الأمم المتحدة من أجل إنقاذ البلد وتمكينه من استعادة سيادته والدفاع عن مصالحه. يدرك البطريرك الماروني أنّ ثمة حاجة إلى صيغة لإنقاذ لبنان وأنّ ثمة حاجة إلى شجاعة وجرأة لتفادي السقوط في فخّ الشعارات الفارغة عن المقاومة والممانعة وما شابه ذلك. لم يجد الراعي أفضل من إعلان “الحياد النشط للبلد” و”المؤتمر الدولي برعاية الأمم المتحدة” كي يستعيد اللبنانيون بعض الأمل بأن بلدهم قابل للحياة وأن هناك مخرجا آخر لهم غير الهجرة والفقر والبؤس والتخلّف والعيش في ظلّ “عهد حزب الله”.

من هذا المنطلق، اعتبر البطريرك الماروني “أننا نواجه محاولة انقلابية على كل ‏ميادين الحياة العامة على المجتمع وعلى ما يمثّل وطننا من خصوصية حضارية، وعلى وثيقة الوفاق ‏الوطني التي أقرت في اتفاق الطائف. نحن طالبنا بمؤتمر دولي كي يجدد دعم النظام الديمقراطي، ‏وإعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب وأرض الانقسامات بل يـتأسس على قوة التوازن ‏لا على موازين القوى التي تنذر بالحروب”. ‏وأشار إلى أن “الهدف من إنشاء دولة لبنان هو خلق كيان حيادي في هذا الشرق يشكل صلة وصل وجسر ‏تواصل بين الشرق والغرب. لو تمكنت الجماعة السياسية عندنا من إجراء حوار مسؤول لما طالبنا بتاتاً بمؤتمر دولي برعاية ‏الأمم المتحدة يساعدنا على حل العقد التي تشل المؤسسات الدستورية”. ‏لم يخجل البطريرك من القول “نريد من المؤتمر الدولي أن يُثبّت الكيان اللبناني المُعرّض جدّياً للخطر وأن يعيد تثبيت حدوده الدولية”.‏

وفي انتقاد للحزب المسلّح (حزب الله) قال “نريد من المؤتمر الدولي تنفيذ القرارات الدولية بما يسمح للدولة اللبنانية أن تبسط سلطتها الشرعية على ‏كامل الأراضي اللبنانية من دون شراكة أو منافسة.‏ نريد من المؤتمر الدولي أن يوفّر الدعم للجيش اللبناني ليكون الوحيد القادر على الدفاع عن لبنان ‏واستعادة القدرات الموجودة لدى الشعب من خلال نظام دفاعي يمسك بقرار الحرب والسلم. نطرح مشاريع حلول لا مشاريع مشاكل والحلول هي لكل لبنان ولكل لبناني ولبنانية. ‏فالحلّ الحقيقي هو حل لكل الشعب لا لفئة منه دون سواها”.

هل يمكن البناء على كلمة البطريرك الماروني الذي لم يترك موضوعا يهمّ اللبنانيين إلّا وطرحه؟ طرح مسألة “تسييس القضاء” ومصادرة المصارف لأموال اللبنانيين وغير اللبنانيين وعدم تشكيل حكومة. لم ينس خصوصا تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب – أغسطس الماضي. كان خطابه بالفعل شاملا. أراد أن يؤكد للبنانيين أن الأمل لم يفقد كلّيا بعد.

في الواقع، كانت كلمة البطريرك بمثابة خريطة طريق للخروج من الأزمة العميقة التي يعاني منها لبنان. دقّ ناقوس الخطر أظهر أن اللبنانيين ما زالوا يقاومون هيمنة “حزب الله” وإيران. ليست هذه الهيمنة قدرا. لكنّ السؤال الذي سيطرح نفسه عاجلا أم آجلا هو الآتي: هل من رغبة لدى قوى نافذة، بدءا بالإدارة الأميركية الجديدة، وصولا إلى الفاتيكان والبابا فرنسيس الذاهب قريبا إلى العراق من زاوية اهتمامه بمسيحيي الشرق، في عمل شيء من أجل إخراج لبنان من حال الانهيار؟

بشّر البطريرك بثقافة الحياة. لعلّ العبارة الأهمّ في خطابه هي تلك التي قال فيها “ولدنا لنعيش في مروج السلام الدائم لا ساحات القتال الدائم”. خلاصة الكلمة التاريخية للراعي أن على لبنان الاختيار بين ثقافة الحياة وثقافة الموت. تلك هي معركة لبنان الذي يدفع ثمن خروجه عن الحياد وتحوّله منذ ما يزيد على نصف قرن إلى “ساحة” للآخرين. حصل ذلك منذ توقيع اتفاق القاهرة في أواخر ستينات القرن الماضي. قضى السلاح الفلسطيني على التركيبة اللبنانية. ورثته الوساطة السورية وصولا إلى الهيمنة الإيرانية القائمة حاليا. لا يمكن تبرئة اللبنانيين من كلّ ما حل ببلدهم إلّا أن الثابت أنّهم في وضع لا يحسدون عليه مع سقوط بلدهم وتحولّه إلى دولة فاشلة.

سيتبيّن قريبا هل كلمة بشارة الراعي مجرّد كلمة.. أم أنّها أكثر من ذلك بكثير وسيكون لها تابع على الصعد العربيّة والأوروبية والدوليّة. كان البطريرك واضحا كلّ الوضوح عندما أكّد أنّه ما كان ليذهب إلى الدعوة إلى مؤتمر دولي لولا استطاع الزعماء اللبنانيون إيجاد تسوية داخلية. كلّ ما في الأمر أنّه وضع اللبنانيين أمام مسؤولياتهم لا أكثر ولا أقلّ.

 

المعارضة الأميركية والاتفاق النووي ... "سيسعى الجمهوريون بقيادة ترمب إلى عرقلة توجهات إدارة بايدن حيال إيران"

د. وليد فارس /انديبندت عربية/02 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96555/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d9%81/

انقسمت أميركا حول انتخاباتها، واتجاهاتها السياسية والثقافية بشكل غير مسبوق تاريخياً على مدى العام المنصرم، ما يطرح السؤال دولياً وداخلياً حول انقسامها بشأن السياسة الخارجية بعامة وتجاه إيران بخاصة، حالياً وفي الأشهر والسنوات المقبلة. إلا أن الجواب غير تقليدي، ففي عقود مضت، كان معروفاً عن الولايات المتحدة أنها تنقسم انتخابياً وسياسياً حول الشؤون الداخلية، لكن "بيروقراطيها" كانت تؤمّن الاستمرار في سياسة الأمن القومي والسياسة الخارجية. وكان ذلك واضحاً خلال الحرب الباردة والعقد الذي سبق ضربات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. لكن منذ اندلاع "الحرب على الإرهاب" والإدارات الأميركية تسير في اتجاهات متناقضة في السياسات الخارجية، بشكل غير مسبوق.

خلافات السياسات الخارجية

شنت إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش حملة على تنظيم القاعدة وصنّفت إيران و"حزب الله" كطرفين إرهابيَين. كما أخرجت القوات السورية من لبنان، ووقفت إلى جانب عرب الاعتدال بوضوح لا يحتاج إلى تفسير. أما إدارة الرئيس السابق باراك أوباما فقلبت الاتجاه رأساً على عقب، وفتحت ذراعيها لـ "الإسلامويين" لا سيما "الإخوان"، وبنت جسراً مع نظام الخميني. ووصلت إدارة أوباما إلى توقيع اتفاق مع طهران حول تجميد التخصيب النووي في مقابل الحصول على مليارات من الأرصدة المجمدة. كذلك تغيرت سياسة البيت الأبيض في عهد أوباما اتجاه السعودية والبحرين والإمارات بسبب تصديهم لإيران والاتفاق النووي، وتجاه مصر بسبب انتفاضتها ضد الرئيس السابق محمد مرسي والإخوان. أوباما عكس سياسة بوش بشكل كامل.

لا أولوية للخارجية

إلا أن الرأي العام الأميركي تقليدياً لا يولي السياسة الخارجية كثيراً من الاهتمام، ولا يعتبرها ضمن الأولويات. لذا فالتبدلات الطفيفة بين الرؤساء جورج بوش الأب وبيل كلينتون، وبين الأخير وبوش الابن لم تكن لها تأثيرات عميقة في المواقف الدولية، بما فيها الموقف من إيران. إذ إن الأزمة العميقة التي تفجرت بين البلدين إثر أزمة السفارة والرهائن في عام 1979 طبعت النظرة الأميركية العامة للنظام الإيراني، كخطر على أمن الأميركيين وليس كشريك في أي صيغة.

تغيير أوباما

إلا أن الأمر تغير مع وصول أوباما إلى البيت الأبيض، إذ سارع فريق عمله إلى إجراء تغيير عميق في السياسة الأميركية تجاه طهران الخمينية. فمنذ رسائل أوباما إلى المرشد الإيراني علي خامنئي في عام 2009 بهدف توقيع الاتفاق النووي في عام 2015، انقلبت السياسة الأميركية رأساً على عقب، وتم إنتاج "عقد تبادلي" هائل بين الطرفين، تفتح بموجبه الإدارة الأميركية أبواب التمويل لطهران، بما فيها تحويل الأموال المجمدة، في مقابل التزام إيران عدم تخصيب اليورانيوم.

وقامت معارضة من الحزب الجمهوري ضد هذه السياسة منذ بدايتها في عام 2009، وانتقدها ميت رومني، المرشح الرئاسي في عام 2012. إلا أن إدارة أوباما وقّعت الاتفاق النووي على الرغم من المعارضة الكثيفة في الكونغرس. وبرز ثلاثة مرشحون كبار للرئاسة في خريف ذلك العام في مجابهتهم للاتفاق وهم السناتور تيد كروز والسناتور ماركو روبيو ورجل الأعمال حينها، دونالد ترمب. و مع اختيار الاخير كمرشح رئاسي للحزب الجمهوري، بات رأس حربة المعارضة ضد الاتفاق بين أوباما وخامنئي.

حملة ترمب

في المقابل، فإن حملة ترمب، التي كانت في المعارضة قبل نجاحها في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، اتهمت إدارة أوباما بمحاربتها سراً. وبعدما دخل ترمب البيت الأبيض، اتهم مؤيدوه المعارضة التي قادها سلفه بشكل غير علني، بالعمل على تقويض سلطة إدارة الرئيس الجمهوري عبر "التحقيق الروسي" ثم "الأوكراني" وأحداث الشغب التي جرت في ولايات أميركية عدة الصيف الماضي.

معارضة الجمهوريين وترمب لأوباما وكلينتون شملت ملف إيران عبر رفض الاتفاق النووي. وعندما دخلوا البيت الأبيض، ألغوا الاتفاق في عام 2018. في المقابل، حشدت المعارضة الديمقراطية قوتها لإسقاط ترمب، بطريقة أو أخرى، لتعيد العمل بالاتفاق النووي. ومع خروج ترمب من السلطة، بات واضحاً أن إدارة بايدن عائدة إلى الاتفاق، والمعارضة التي سيقودها ترمب ستطالب بالخروج منه مجدداً.

طريق بايدن

يبدو واضحاً أن البيت الأبيض الحالي سيسلك طريق "العودة" إلى الاتفاق، ولكن بتأنٍ ظاهر، وسرعة خفية. في المواقف العلنية، ستطمئن إدارة بايدن الرأي العام، وبخاصة المعارضة المحافظة ومؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة، إلى أن هنالك شروطاً كثيرة ومواقف متشددة من إيران قبل أي "عودة". ولعل الغارة الأميركية الأخيرة على موقع لميليشيا عراقية مرتبطة بايران على الحدود السورية، هي مَثَل على ذلك. فالغارة ليس رسالة تتعلق بمحتوى الاتفاق النووي، لأن العودة إليه تم التفاهم حولها، بل إنها "ضرورة" عسكرية للإبقاء على صورة الردع قائمة، بعد قصف موقع أميركي في كردستان العراق. ورسالة إلى الداخل الأميركي لتفادي انتقادات المعارضة إدارة بايدن.

أما في الواقع العملي، فإن إدارة بايدن تحاول "إضعاف" المعارضة الإقليمية، من جانب العرب من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، للاتفاق، عبر الضغط في اليمن، وعلى السعودية والإمارات، وحكومة بنيامين نتنياهو، ليسهلوا العودة إلى "طاولة الاتفاق". وأحد أهم أهداف البيت الأبيض من هذه الضغوطات الشرق أوسطية هو نزع هذا الملف من بين يدي الجمهوريين وترمب "العائد" إلى الساحة السياسية. وذلك عبر تمييع موقف "شركائه" السابقين في المنطقة. فكيف يمكن استشراف موقف المعارضة الأميركية بقيادة ترمب من سياسة بايدن تجاه إيران؟

معارضة ترمب

بعودته إلى الساحة السياسية عبر خطابه أمام منظمة "سيباك" CPAC للمحافظين، في مؤتمرها السنوي في فلوريدا الأسبوع الماضي، هاجم ترمب المعارض، السياسة الخارجية لإدارة بايدن، لا سيما في ما يتعلق بإيران و"العودة إلى دعمها مالياً بمقابل استمرارها بالنهج العدواني". إذاً دخلت أميركا مرحلة جديدة، حيث باتت المعارضة ذات قوة مؤثرة في السياسة الخارجية للإدارة.

أوباما نظّم المعارضة سراً منذ عام 2017 لإسقاط ترمب والعودة إلى "الاتفاق". وترمب الآن عارض هذا الاتفاق "علناً"، وسيعمل مع أنصاره في الحزب الجمهوري على "إسقاط العودة".

قدرات المعارضة

لكن السؤال الحقيقي الآن هو، ماذا بإمكان ترمب المعارض أن يفعل في هذا الموضوع وما هي قدراته؟ في السنوات الأربع الماضية حشدت المعارضة كل طاقاتها عبر أوباما ونانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، واسترجعت مجلس النواب الذي تحول إلى رأس الحربة ضد ترمب، ولكن السيطرة على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ هي التي سمحت بقلب الأوضاع لصالح اللوبي الإيراني.

ترمب، الذي أنقذ رأسه في محاكمة العزل الأخيرة، عاد إلى الحلبة مع جيش سياسي كبير من ملايين الناخبين، وعشرات الولايات، وبعض الإعلام المحافظ. كذلك فإن أنصاره في مجلسَي الكونغرس، على قاب قوسين أو أدنى من انتزاع الأكثرية. إذاً لترمب قدرات كبرى للضغط داخلياً على السياسة الخارجية. إلا أن الواقع هو أنه على الرغم من قوته السياسية لن يكون بإمكانه فرض سياسة المعارضة على الإدارة، لأن السياسة الخارجية تنحصر بيد السلطة التنفيذية.

السيناريوهات المحتملة

إذاً ما هي السيناريوهات المحتملة؟ هنالك احتمالات عدة. الأول، هو أن يعود بايدن إلى الاتفاق بسرعة عبر قرار تنفيذي، وعلى الرغم من المعارضة.

الثاني، هو أن يعود الجمهوريون أكثرية في الكونغرس في عام 2022 ويقيّدوا إدارة بايدن تجاه إيران.

أما الثالث، فهو أن يعود الجمهوريون إلى الببت الأبيض في 2024 ويغيروا السياسة من جديد.

السيناريو الرابع، هو أن تعصف رياح جديدة في الشرق الأوسط قبل الانتخابات الأميركية، وتغّير المعادلة كلياً.

سنعود إلى هذه السيناريوهات خلال تطورها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون عرض مع غريو للعلاقات بين لبنان وفرنسا وسبل تطويرها

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم، سفيرة فرنسا آن غريو والمستشار السياسي في السفارة جان هلبرون. واجرت السفيرة غريو مع الرئيس عون جولة افق تناولت "التطورات الداخلية الراهنة والعلاقات اللبنانية - الفرنسية وسبل تطويرها في المجالات كافة". وتطرق البحث الى "الازمة الحكومية ورغبة فرنسا في ايجاد حلول سريعة تسفر عن تشكيل حكومة تواجه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد". وتم تأكيد "وقوف فرنسا الى جانب لبنان لمساعدته على تجاوز الازمات التي يمر بها، لا سيما وان الشعب اللبناني يستحق ان يعيش مطمئنا ومرتاح بال وفي ظروف اجتماعية واقتصادية افضل".

 

بري استقبل رئيس واعضاء ايدال ورئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فواز : لا قيامة للدولة إلا بالمحافظة على مؤسساتها وصونها

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس مجلس ادارةالمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان - ايدال مازن سويد ونائبي الرئيس علاء حمية وسيمون سعيد، والاعضاء رنا دبليز، وليم شرو ومحمدالمهتار، حيث جرى عرض لعمل المؤسسة وشؤون تشريعية متصلة بالقوانين التي من شأنها تشجيع الاستثمارات في لبنان . كما بحث رئيس المجلس اوضاع الجاليات اللبنانية في الخارج، خلال استقباله رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز واعضاء الهيئة الادارية في الجامعة.وبعد اللقاء قال فواز: "قمنا بزيارة دولة الرئيس واطلعناه على نشاطات الجامعة في الخارج والخطوات التي انجزناها لتوحيد الجامعة ونشاطات الفروع والمجالس القارية في القارات الست ، كما وضعنا دولة الرئيس في أجواء المشاريع المستقبلية لاسيما انشاء المنصة الإلكترونية التي تعنى بتسجيل المغتربين اللبنانيين كما ونوعا ومؤسساتهم في الخارج ". وأضاف: "نقلنا لدولة الرئيس تمنيات المغتربين بأهمية المحافظة على مؤسسات الدولة ، باعتبار أن لا قيامة للدولة إلا بالمحافظة على مؤسساتها وصونها، وبقاؤها لا يكون الا بجهد جميع اللبنانيين مقيمين ومغتربين، بدوره،وضعنا دولة الرئيس بأجواء الجهد الذي يبذل من أجل المحافظة على أموال المودعين اللبنانيين المقيمين والمغتربين منهم وسبل تفعيل دور الاغتراب في المساهمة بإعادة النهوض بالوضع الاقتصادي".

 

وهبه التقى ممثلين عن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث: التزام الاتفاق النووي يسهم في تعزيز الأمن

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - عقد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه اجتماعا مع ممثلين عن مجموعة الدول الاوروبية الثلاث E3. شارك في الاجتماع سفير ألمانيا اندرياس كيندل ونائبة رئيسة البعثة البريطانية اليسون كينغ والمستشار السياسي في السفارة الفرنسية سيباستيان لوسولنييه الذين وضعوه في أجواء الجهود التي تبذلها حكوماتهم من اجل اعادة احياء الاتفاق النووي Jcpoa. ورحب وهبه بتلك الجهود معتبرا ان "التزام الدول الموقعة على الاتفاق النووي ببنوده وبقرار مجلس الامن رقم 2231 الصادر في العشرين من تموز العام 2015 من شأنه ان يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ويعزز من فرص الوصول الى منطقة شرق أوسطية خالية من أسلحة الدمار الشامل". ورأى أن "إعادة إطلاق الحوار البناء بين الإطراف في الاتفاق المذكور هو السبيل الاكثر نجاحا لإحياء الاتفاق النووي من أجل تعزيز فرص التوصل الى حلول مرجوة للعديد من الازمات في المنطقة".

سفير اليمن

وعرض الوزير وهبه مع سفير اليمن لدى لبنان عبدالله عبد الكريم الاوضاع والتطورات التي تمر بها بلاده خصوصا بعد اشتداد الحصار على مأرب والحديدة. وتمنى على "جميع الاطراف اليمنية سلوك طريق الحوار الوطني الداخلي لأنه يبقى الاكثر أمانا والاقل ضررا من أجل الخروج من الازمات التي يعانيها اليمن الشقيق حاليا".

أوراق اعتماد

واليوم تسلم الوزير وهبه نسخة عن اوراق اعتماد السفير الجديد للنروج لدى لبنان مارتن ايترفيك وسفير رومانيا الجديد لدى لبنان رادو ماردار، تمهيدا لتقديمها في وقت لاحق الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

 

المكتب السياسي لحركة أمل قدر عاليا زيارة البابا فرنسيس الى العراق: لتجاوز المزايدات والإسراع في تشكيل الحكومة تجنبا للانهيار الحتمي

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - عقد المكتب السياسي لحركة أمل اجتماعا برئاسة جميل حايك ومشاركة الأعضاء.وناقش المجتمعون الأوضاع المحلية والاقليمية وما يواجه لبنان من تحديات. وبعد الإجتماع، صدر بيان أشار الى ان "المكتب السياسي، توقف عند تصاعد الإعتداءات الإسرائيلية والخروق التي تطال لبنان برا وبحرا وجوا، وآخرها العدوان الصهيوني البيئي الذي هدد الشاطئ اللبناني بكارثة حقيقية ومتجاوزا كل القرارات الدولية، مذكرين بأن هذا العمل هو جريمة متمادية منذ قصفه لمستودعات الفيول في منطقة الجية والتسرب الذي هدد الساحل، وتمنع العدو الصهيوني عن تنفيذ القرار الدولي بالتعويض على لبنان بحوالي 800 مليون دولار اميركي". أضاف البيان:"أن هذه الجريمة ليست حادثا عابرا، بل تستوجب إهتماما حكوميا ومن هيئات المجتمع المدني للاسراع في تقديم الشكوى للجهات الدولية المعنية، وإقرار خطة لتنظيف الشاطئ المصاب وتأهيله بيئيا. ومن جهة أخرى يبدو واضحا أن العدو الإسرائيلي يرفع مستوى التوتر في المنطقة بأكملها من خلال تصعيد إجراءاته الاستيطانية في فلسطين المحتلة، إلى استباحة الأجواء اللبنانية لتنفيذ إعتداءاته المستمرة على الشقيقة سوريا، وليس آخرها جريمته المتمادية بالأمس من قصف على ضواحي دمشق، وهذا يعيدنا إلى أهمية تحصين وضعنا الداخلي، خاصة في أجواء التحولات الدولية والإقليمية الكبرى، وتأكيد أهمية المقاومة وتكاملها مع الجيش اللبناني، في رد يذكرنا في أجواء شهر آذار، بالمحطات المضيئة في حياة الوطن من الرد على القبضة الحديدية بالقبضة الحسينية التي قادها الشهداء القادة (محمد سعد وخليل جرادي وإخوانهم) في بلدة معركة والزرارية وحومين ومواجهات الطيبة ورب ثلاثين، والتي عطلت آلة النار الاسرائيلية، كما والتوقف بإجلال أمام ذكرى إغتيال المناضل الوطني معروف سعد". وجدد المكتب السياسي لحركة "أمل"، "الدعوة الملحة لتجاوز المزايدات السياسية وطرح الاشكالات الدستورية والقانونية والإسراع في إنجاز تشكيل الحكومة لمعالجة حالة الانهيار الحتمي للوضع الإقتصادي والاجتماعي وإنعكاسه على الاستقرار الامني والذي لن يبقي لأي طرف حصة أو دور لتحقيق مصالحه الخاصة نتيجة هذا الانهيار، وأبرز تجلياته اليوم الفلتان غير المسبوق في سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وتخطيه كل الحدود وإنعكاسه ارتفاعا جنونيا في الأسعار بعيدا عن أي رقابة حقيقية تقوم بها الوزارات المعنية".

وشدد المكتب السياسي للحركة في بيانه، مجددا على "حق كل المواطنين بالحصول على اللقاح المضاد لوباء كورونا وعلى ضرورة تسهيل إجراءات إستيراد القطاع الخاص له وفق البروتوكولات العلمية لتأمين المناعة المجتمعية، وفي هذا المجال يستنكر المكتب السياسي لحركة أمل كلام ممثل البنك الدولي في لبنان في تعليقه على ما حصل في المجلس النيابي وتهديده المتسرّع وغير المبني على وقائع كان قد عرضها بشكل دقيق ومعبر دولة الرئيس ايلي الفرزلي". وطالب المكتب السياسي الحكومة ب"تقديم التعهد الخطي المطلوب من قبل اللجان النيابية المشتركة التي ناقشت مشروع القرض المقدم من البنك الدولي كشرط أساس لإقراره في الهيئة العامة للمجلس النيابي". وختم البيان :"يتطلع المكتب السياسي، بتقدير عال إلى الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرانسيس إلى العراق الشقيق، وأهمية هذه الزيارة في تعزيز صورة المنطقة الحاضنة للديانات والحضارات والحضور المتنوع فيها، كما واللقاء الإستثنائي المهم الذي سيجمعه مع سماحة المرجع آية الله السيد علي السيستاني، يدفع قدما إلى الأمام في صون صيغة العيش المشترك والمصير الواحد لأبناء هذه المنطقة".

 

لقاء أحزاب طرابلس: الحديث عن الفدرلة والحياد والسلاح والتدويل في لبنان يخرق مفهوم السيادة الوطنية

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - طرابلس - اشار منسق لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس عبدالله خالد في تصريح حول التطورات الاخيرة في لبنان، الى انه "يصعب على المرء أن يصدق ما تراه العين المجردة، جسدتها مجموعة من التناقضات التي جمعتها الرغبة في إبقاء القديم المتجسد بالنظام الطائفي - المذهبي". اضاف: "علمانيون يرفعون شعار المواطنة برعاية وقيادة رجال الدين ويرفضون من جهة أخرى المقاومة، في وقت يفترض فيه البحث عن قواسم مشتركة تسمح بتسريع تشكيل الحكومة التي تشكل المدخل لبدء مسيرة الإنقاذ والإصلاح، بعد أن بدأ الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي، وخير اللبنانيون بين الموت جوعا أو بواسطة كورونا، مترافقا مع زيادة مشبوهة لسعر صرف الدولار، أفقد الليرة أكثر من 80 % من قيمتها الشرائية، بسبب الإصرار على الفساد والمحاصصة والهدر ونهب المال العام ورفض إقرار قانون ال"كابتيل كونترول"، وعرقلة التدقيق الجنائي المالي والإصرار على الإستدانة وبيع ما تبقى من المؤسسات ورفض دعم الإقتصاد المنتج". واعتبر انه "في هذا المناخ بدأت القضايا الملحة التي تهم المواطن العادي وتحديدا الفقير والكادح وصاحب الدخل المحدود تتراجع لمصلحة قضايا، أقل ما يقال فيها أنها مشبوهة، تزيد التوتر بين اللبنانيين في مرحلة تتضمن المزيد من التضامن والتوافق وتطرح قواسم مشتركة تحقق المصلحة العامة وتبتعد عن المصالح الذاتية والفردية، التي ترافقت مع ضغوط خارجية على أكثر من صعيد تجسدت بحصار وعقوبات اقتصادية وتزامنت مع محاولات لفرض وقائع في موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة"، لافتا الى انه "بدأنا نسمع عن مساع جادة للعودة بالبلاد إلى ما قبل اتفاق الطائف واستعادة لطرح القرار 1559 وغيرها من القرارات الدولية الأخرى، وتكرر الحديث عن الفدرلة والحياد وسلاح المقاومة والمؤتمر الدولي برعاية الأمم المتحدة يعتمد الفصل السابع الذي يخرق مفهوم السيادة الوطنية".

 

لجنة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب اكدت دعمها لموقف الراعي

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - عقد أعضاء من لجنة متابعة "مؤتمر المسيحيين العرب"، اجتماعا عبر وسائل التواصل الرقمي شارك فيه، بحسب بيان للجنة، "من لبنان: فارس سعيد، انطوان قربان، بهجت سلامة، حسين عطايا، خليل طوبيا، رودريك نوفل، سام منسى، سعد كيوان، طوني حبيب، منى فياض، ومن سوريا: أيمن عبد النور، سميرة مبيض وجورج صبرة ومن العراق ياقو إيليش. واستعرض المجتمعون، بحسب البيان، "معالم سياسة الادارة الاميركية الجديدة في المنطقة"، وأكدوا التزامهم "قضايا المنطقة المرتكزة على احترام حقوق الانسان، وضرورة قيام دول ديموقراطية قادرة على تأمين حقوق المواطن وضمانة حقوق الجماعات في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين والعراق ومصر". كما اكدوا "متابعة زيارة البابا فرنسيس إلى العراق مع دوائر القرار في الفاتيكان"، وتوقفوا أمام "مبادرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التي قدمها يوم السبت الماضي، خاصة فيما يتعلق بدعم الكنيسة قيام دولة ينتسب إليها المواطن الفرد بوصفه مواطنا وليس من خلال هويته الدينية". وفي ختام الاجتماع أكد "مؤتمر المسيحيين العرب" دعمه لموقف البطريرك الراعي.

 

المرابطون: لبنان أرض واحدة لكل اللبنانيين في دولة مستقلة وسيادة تامة

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - دعت الهيئة القيادية في "حركة الناصريين المستقلين -المرابطون" في بيان بعد اجتماعها الدوري الكترونيا برئاسة أمينها العام العميد مصطفى حمدان، "كل اللبنانيين لمواجهة من يحاول نشر الفوضى الأمنية المتنقلة بين المناطق وإرباك الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى لفرض الأمن الذاتي المشؤوم الذي كلف اللبنانيين بالزمن الأسود مئات آلاف الشهداء. وبالتالي الدفاع عن الجيش، الركن الأساسي في مواجهة التفتيت والتقسيم وفدرلة لبنان الوطن ألاكبر من أن يبلع وألاصغر من أن يقسم. استنادا إلى الدستور فأن لبنان أرض واحدة لكل اللبنانيين في دولة مستقلة ذات وحدة لا تتجزأ وسيادة تامة".

واستغربت الهيئة "أن يصدر عن مرجعيات سياسية ودينية كلاما يهدد مناعة منظومة الردع اللبناني في إطار المستجدات الخطيرة للواقع الوطني والإقليمي والعالمي المحيط بنا"، معتبرة ان "المقولات التي كانت متداولة منذ زمن النظام الطائفي نتاج الانتداب الفرنسي، زمن مقولة قوة لبنان في ضعفه، جعل من الكيان اليهودي التلمودي قادرا على مدى عقود استباحة أرض لبنان، حتى وصل إلى عاصمته واحتل القصر الجمهوري وتجول معربدا حول كل المقامات الدينية والمؤسسات الرسمية، مستهترا بكل القيم الوطنية والدينية والأخلاقية اللبنانية. وكي لا ننسى فإن صمود أهلنا اللبنانيين ومقاومتهم لهذا الاحتلال بالدم والسلاح من بيروت سيدة العواصم حتى جنوبنا الشامخ، طرده وحرر لبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وجعل أركان هذا النظام الفاشل يتربعون على كراسي الحكم، الذي أثبتت النتائج التي وصلنا إليها اليوم على صعيد لبنان أنها كانت أكبر منهم بكثير". واعتبر ان "ما صدر من كلام عن التدويل والحياد والبند السابع هو مرفوض، ليس فقط من قبل اللبنانيين إنما من قبل من تسعى إليهم وتستجديهم من الدول الأجنبية، لأنهم غارقون في الواقع العالمي المتدهور صحيا وكثرة الأزمات الاقتصادية والتصادم الدولي في ما بينهم. لبنان الذي تتحملون أنتم جميعا جعله دولة فاشلة ليس في أولوياتهم".

ورأى أن "هذا الضجيج المؤذي وطنيا بطروحاته، يقطع كل صلاته بالوطن الجامع دستوريا، والذي يؤكد في مقدمة الدستور أن لبنان وطن سيد حر مستقل ونهائي لجميع أبنائه، واحد أرضا وشعبا ومؤسسات في حدوده المنصوصة عنها في هذا الدستور والمعترف به دوليا، ولبنان عربي الهوية والانتماء. بالتالي لا يشرف أحدا بالتأكيد، طرح معادلات خارج الأطر الدستورية لا تنال إجماع كل اللبنانيين، بل يساعد على تقوية مرجعيات الكانتونات ال

 

واكيم: ندين كل ما من شأنه إثارة الإنقسامات بين اللبنانيين وازكاؤها

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - رأى رئيس "حركة الشعب" نجاح واكيم في بيان، "انه في ذروة الأزمات التي يمر بها لبنان على الصعد كافة، السياسية والمالية والإجتماعية والصحية، جاءت عراضة 27 شباط في بكركي لتنقل لبنان إلى مرحلة جديدة وخطيرة من أزماته، ولتضعه على شفير فتنة دموية لا يعرف أحد تداعياتها ونتائجها". وقال:"صحيح أن ما بعد 27 شباط لن يكون كما قبله، ولكن ماذا بعد 27 شباط؟ لن نناقش عناوين المبادرات التي يطرحها البعض، وفي مقدمتهم البطريرك بشارة الراعي، كـالحياد والمؤتمر الدولي و التدويل، فهذه كلها لا تصمد أمام أبسط قواعد المنطق وعلم السياسة. لكننا، وبعد أن بدأت تظهر تفاعلات عراضة بكركي، نسأل:هل أدت العراضة إلى تعميق الإنقسامات في الشارع، سواء ذلك الذي احتشد في بكركي أو الذي واجهه في اليوم التالي؟ ألم تؤد الشعارات التي أطلقت وما استدعته من ردود إلى زيادة الإحتقان بين اللبنانيين وتسعير السجلات بينهم؟". وتابع متسائلا:" ألم تعلمنا دروس الماضي، وهي كثيرة جدا، مآل هذه السجلات وفداحة كلفتها على لبنان واللبنانيين؟ ألم تلاحظ يا صاحب الغبطة أن الساسة الدجالين الذين طبلوا لمبادرتك كانوا أول من نزع عنها ورقة تين الحياد؟".وختم:"وبعد، كنا في السابق نستنكر كل ما من شأنه إثارة الإنقسامات بين اللبنانيين وإزكاؤها، أما اليوم، وبعد عراضة 27 شباط، فإننا ندين. نعم ندين. حمى الله لبنان الذي أعطي مجده للعقلاء من أبنائه".

 

الحسنية في احتفال في ذكرى مولد سعاده في ضهور الشوير:وحدنا بفكره فأصبحنا شعبا واحدا في وطن نبنيه بوقفات العز لا بمواقف الحياد

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - أحيت منفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى مولد أنطون سعاده، بوقفة في ضهور الشوير، بدأت بالتجمع أمام نصب سعاده، حيث أقيم حفل رمزي تحدث فيه العميد فادي داغر باسم منفذية المتن الشمالي، ورئيس الحزب وائل الحسنية، وتم وضع باقة زهر على النصب. وتخللت الوقفة أناشيد وأغان قومية. وقام المشاركون بإنارة "دار سعاده" ومحيط العرزال، كما قامت مجموعة من القوميين بإنارة الشوارع ومحيط مكتب المنفذية في المروج والتلال المحيطة وقمة جبل صنين. شارك في الوقفة عند نصب سعاده، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية وعدد من المسؤولين، ومخاتير ضهور الشوير طوني ابو زيد ومخايل صوايا وجمع من القوميين الاجتماعيين والمواطنين. بداية بالنشيدان اللبناني والقومي، ثم أداء التحية الحزبية أمام النصب.

داغر

وألقى فادي داغر كلمة منفذية المتن الشمالي فقال: "نقف اليوم في الأول من آذار هنا على بوابة الشوير حيث ولد فتى آذار قبل 117 عاما لنحتفي بمولد النور لأمة لم ترض القبر مكانا لها تحت الشمس. بمولد حضرة الزعيم فنستحضر ما قاله في الأول من آذار: "قسمي المثبت في الدستور، هذا القسم الذي لم يكن شرطا في العقد بيني وبين القوميين الاجتماعيين. كان قسمي في صميمه أني وقفت نفسي على هذه الأمة على أن أسعى لرفعها من حضيض الذل والاستعباد إلى الرقي والمجد". ومن منا لا يستوقفه هذا القول: "وقفت نفسي"، نعم إنه وقف نفسه من أجل نهضة هذه الأمة". أضاف: على بعد مئات الأمتار من هذا المكان، عرزال حضرة الزعيم الذي منه نشر فكره وأطلق عقيدته إلى رحاب الأمة، مؤسسا حزبا نهضويا مقاوما أرسى فيه دعائم الحق والحرية والصراع في مواجهة الهيمنة والتفتيت الاستعماريين وفي مواجهة محاولات تجهيل وطمس هوية وحضارة وتاريخ شعبنا وأمتنا. حزب سعاده شكل الخطة المعاكسة بوجه الخطة الصهيونية الاحتلالية العنصرية المدعومة من القوى الاستعمارية الطامعة بثروات بلادنا واستعباد أمتنا والهيمنة عليها. إن حزبنا هو خشبة خلاص لشعبنا، فهو يعمل بهدي تعاليم سعاده لتحقيق وحدة الأمة ونبذ الطائفية والمذهبية والقبلية وكل عناصر التفتيت والهدم التي تستهدف وحدة مجتمعنا. وقاومنا التقسيم والتشرذم والتفتيت لأننا حزب صراع وحزب وحدة ولأن عقيدتنا هي عقيدة وحدة وحياة وصراع". وقال: "إننا في ذكرى مولد باعث نهضتنا نؤكد التزامنا الثابت الراسخ بالمبادئ المحيية التي هي ذخيرتنا لمواجهة يهود الداخل والخارج. في الأول من آذار نؤكد مضاء العزيمة والتصميم على مواصلة نهج الصراع والمقاومة دفاعا عن أمتنا كل أمتنا. ففلسطيننا مغتصبة من قبل يهودي عنصري استيطاني، وعراقنا منهك بمشاريع التقسيم والتفتيت والانفصال، وشآمنا تواجه حربا كونية إرهابية تستهدف النيل من صمودها وثباتها، وأردننا ينوء تحت وطأة الضغوط التي تكفلت بها اتفاقية العار في وادي عربة، ولبناننا لا يزال في عين عاصفة التحديات حيث إن نظامه الطائفي ولادة أزمات على كل الصعد، والطائفية تنهش جسده وتعيث فيه تفتيتا لإلغاء دوره كنطاق ضمان للفكر الحر، وللنيل من عناصر قوته، هذه القوة التي تمثلت بالمقاومة التي أطلقناها في مواجهة الاحتلال ومشاريع التقسيم".

وختم: "في الأول من آذار نعاهدك يا زعيمي بأننا سنظل على إيماننا ومبادئنا وعقيدتنا نحارب الفساد وكل الآفات التي تهدد مجتمعنا. نعاهدك أننا ماضون في مسيرة الصراع حافظين لتضحيات الشهداء، لدمك الذكي ولدماء الشهداء".

الحسنية

وألقى وائل الحسنية كلمة قال فيها: "أردناها وقفة رمزية، نتيحة جائحة كورونا لكي نعلن بأننا على نهج سعاده مستمرون، وبأن الاحتفال بذكرى مولد سعاده احتفال بولادة الأمة السورية والإنسان الجديد والمجتمع الجديد والقضية الجديدة. سبق أن تحدث حضرة العميد فادي عن معاني مولد سعاده، لذلك سأوجز قائلا: من يريد حقا دولة مدنية لا طائفية، فإن طرح الحزب السوري القومي الاجتماعي ومشروعه هو قيام الدولة المدنية. ومن يريد الوحدة حقا، فإنّ الحزب القومي هو النموذح الحي للوحدة والإخاء القومي، فقد وحدنا أنطون سعاده بفكره وعقيدته، فأصبحنا شعبا واحدا في مجتمع واحد ووطن واحد".

وتابع: "إن السبيل لمعالجة الأزمات في لبنان بسلوك طريق الإصلاح سبيلا للنهوض، وهذا لن يتم إلا عن طريق الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يشدد على ثقافة الوحدة وعلى اعتماد اقتصاد الإنتاج فكرا وصناعة وغلالا. من يريد تحرير الأرض حقا عليه أن يلوذ بالقوة المؤيدة بصحة العقيدة، وهذه القوة هي التي نادى بها أنطون سعاده، والقوة هي نهج المقاومة ووقفات العز، لا بمواقف الحياد. بالشهداء من سناء محيدلي ووجدي الصايغ إلى كواكب الاستشهاديين، نرسم خطنا البياني المقاوم. ولفلسطين نقول إننا قادمون، وللبنان سنسترد مزارع شبعا. نعم سنسترد كل أرض مغتصبة، ولأصحاب مشاريع التقسيم والتفتيت نقول: سنقاوم مشاريعكم، لكي تبقى بلادنا حرة سيدة تحيا بعز وكرامة". وختم: "يا زعيمي، نعاهدك بأن نبقى على خطاك، وأن يظل حزبك أقوى، في ميادين النضال ومواقع العز. نعاهدك ان نبقى متراصين لنحمي الحزب ومؤسساته من كل الآفات. وأن يكون هتافنا مدويا، لتحيا سورية وليحيا سعاده".

وفي ختام كلمته شكر الحسنية جميع الأجهزة الأمنية وخص بالذكر الجيش اللبناني البطل المقاوم والقوى الأمنية.

 

اللقاء الكاثوليكي اكد دعمه للعبسي: اللبنانيون يتألمون والحلول غائبة ومغيبة وممنوعة واللامسؤولية مهيمنة

الإثنين 01 آذار 2021

وطنية - عقد المجلس التنفيذي للقاء الكاثوليكي إجتماعه الدوري، بحث خلاله في "الأوضاع القائمة والمحتملة دوليا واقليميا ولبنانيا، كما تطرق الى تطور مجريات الأمور والمواقف المتعلقة بالكنيسة الملكية للروم الكاثوليك". بعد الإجتماع، اصدر اللقاء بيانا اعتبر فيه ان "الإقتصاد والتكنولوجيا أساس الصراعات القائمة والمحتملة مستقبلا، ومن يسيطر على هذين المجالين له السيطرة سياسيا وعسكريا وثقافيا وموارد وازدهار". وسأل: "دوليا، هل سيبقى الدولار عملة التعامل والتبادل واساس الثروات؟ هل ستبقى عملات الدول الكبرى الصاعدة على هامش التبادل؟ والبترو دولار؟ ماذا عن العملة الإلكترونية ومن يسيطر عليها ومن يتحكم بها؟ من سيربح معركة البحث العلمي والتقدم التكنولوجي والذكاء الإصطناعي خلال القرن الواحد والعشرين؟"، مشيرا الى ان "الإجابات تحدد مسار مستقبل البشرية جمعاء". اقليميا، رأى اللقاء ان "مسار التطبيع يتقدم بسرعة وثبات وصمت يثير العجب والريبة، وان القضية الفلسطينية انتهت او تكاد ولا ممانعة و/او مقاومة و/او رفض و/او انتفاضات. الشعوب العربية تروضت كما الأنظمة"، لافتا الى انه "منذ سنوات طوال نبهنا الى ان "مصائر الكيانات السياسية والإثنية والدينية لشعوب المنطقة ترسم بخطى سريعة ومقلقة والجماعة التي تغيب نفسها في هذه المرحلة الدقيقة، يرسم مستقبلها في غيابها..."ماذا نقول اليوم؟ ببساطة " من ينتقي دوره ينتقي وجوده"، فهل هناك من يسمع ويعي ويتصرف بحكمة كالحيات وبوداعة كالحمام، فتتغلب الحكمة والوداعة على الجهل والشر؟". لبنانيا، أعلن اللقاء الكاثوليك أن "لا حكومة ولا إصلاح ولا مال ولا مصارف ولا سياحة ولا استشفاء ولا حركة تجارية ولا قدرة امام الفقر والبطالة والفساد والتآكل والركود الإقتصادي والإجتماعي والفضائح والتفلت والتهريب والإحتكار والهدر والعجز على انواعه والعقوبات والضغوط والحصار. اما القضاء والأمن والخدمات والثقة والمرجعيات والأمان والإنتاج والإستثمار والرقابة والمحاسبة فحدث ولا حرج. اللبنانيون يتلهون ويتألمون والكيان يهتز والمستقبل مجهول والحلول غائبة ومغيبة وممنوعة واللامسؤولية مهيمنة". اضاف: "اما كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية فقد عانت وغيبت وتراجعت بوضع اليد من اشخاص وجهات استغلوا وتلاعبوا لمصالح شخصية وقصور وتبعية، وصولا الى تجرؤهم على رأس الطائفة الملكية ورمزها وممثلها الدستوري والكنسي والروحي غبطة البطريرك يوسف العبسي، مستغلين محبته وتسامحه وترفعه وصبره لسنوات علهم يرعوون. بمحبته الجريئة ومسؤوليته الراعية وهدوئه المدوي، رفع السيد البطريرك الغطاء بترفع وكبر ومسؤولية عمن كان السبب في غياب طائفتنا وتغييبها وضعفها. ثم لاقاه السادة الأساقفة بالموقف الجريء والإجتماع الجريء والتحرك الجريء والإنقاذي لإعادة المسار الى الطريق الصحيح". وختم البيان: "اللقاء الكاثوليكي يشكر ويؤيد ويدعم ويضع امكاناته بتصرف صاحب الغبطة والسادة الأساقفة لمصلحة طائفتنا الكاثوليكية والوطن كما الحق والحقيقة. الشهادة للحق واجب لا خيار ولينزو المرتكبون".

 

كتُب اليهود

الأب سيمون عساف/01 آذار/2021

س : ما المقصود بكلمة "تنخ" أو "تناخ"، و"ترجوم" (والثلاثة ترجومات) و"مدراش"، و"تلمود" و"المشناة"، و"الجمارا"؟ وهل حوى التلمود بعض الأساطير والخرافات؟ وما هو رأي السيد المسيح في التلمود؟ وما هو رأي التلمود في شخص السيد المسيح؟

 ج: 1- تنخ:

كلمة "تنخ" كلمة عبرية يُقصَد بها أسفار العهد القديم، فالحرف الأول من الكلمة (التاء) يرمز إلى التوراة، والحرف الثاني (النون) يرمز للأنبيــاء (أسفار الأنبياء)، والحرف الثالث (الكاف أو الخاء) يرمز إلى المكتوبات.

 2ــ ترجوم:

كلمة "ترجوم" كلمة عبرية يقابلها في العربية "ترجمة"، فالمقصود بالترجوم الترجمة الآرامية لأسفار العهد القديم المدوَّنة باللغة العبرانية، وذلك لعجز الشعب عن فهم اللغة العبرية بعد العودة من السبي، إذ صاروا يتكلمون الآرامية، و"الترجوم" يمثل ترجمة تفسيرية وليست ترجمة حرفية، قام بها الكتبة وهم في أرض السبي ببابل، وأتمُّوها في فلسطين بعـد العودة من السبي: "كان دور الترجمان يتراوح، أحيانًا كثيرة، بين الترجمة الحرفية، والترجمة التفسيرية، لأن همَّه الأكبر كان إيصال الفكرة والمعنى بشكل أوضح وأسهل. من هنا نجد نصوص التراجيم، أوسع بكثير من النصوص العبرية الأصلية: يسمع الترجمان، النص العبري ويترجمه إلى الآرامية، بمعنى أن يفسره عند الضرورة، إذا كان المعنى الحرفي لا يفي تمامًا بالغرض المنشود، كما ورد في نحميا 8 : 8 حيث جاء: "فقرأها (اللاويون) في كتاب شريعة الله وترجموها لهم وفسروا معناها". ليس هَمْ الترجمان إذًا، أن يترجم النص فحسب، بل أن يُفهمه للجماعة وأن يجعل معانيه، تحاكي ظروف معيشتها الدينية والسياسية والاجتماعية حيث تدعو الحاجة"..

"كان الترجوم من أفعل الأساليب القديمة لإيصال كلمة الله إلى المؤمنين بها، فهو من مجرد ترجمة من العبرية الكتابية إلى الآرامية المحلية، تطوَّر ليصبح تفسيرًا شفهيًا مطولًا حُفظ من الاندثار، بتدوينه في مجموعات كبيرة، صار معها جزءًا لا يتجزأ من الأدب الرابيني، وبالتالي عنصرًا مكوّنًا من عناصر التوراة الشفهية".

 وتوجد ثلاثة ترجومات للتوراة:

 أ - الترجوم الفلسطيني. ب - الترجوم الأورشليمي. جـ - ترجوم أونكيلوس.

 وكان لدى السامريين الترجوم السامري للتوراة السامريـة، بالإضافة إلى "ترجوم نيوفيتي" ويُسمى "ترجوم أسفار التـوراة الخمسة الأورشليمــي"، و"ترجوم يوناتان بن عوزئيل" لأسفار الأنبياء، و"ترجوم يونان" لسفر يونان، و"ترجوم سفر أيــوب"، و"ترجوم سفر المزامير"، و"ترجوم سفر الأمثال"، و"ترجــوم سفري أخبار الأيام"، و"ترجوم اللفائف الخمسة" ويشمل أسفار راعوث، ونشيد الأناشيد، والمراثي، والجامعة، وأستير، ومن الملاحظات على هذه الترجومات:

أ - لا تذكر اسم الجلالة بل تستعيض عنه بكلمة "ممرا" ومعناها "الكلمة" (كما جاء في يو 1 : 1).

ب - تتحاشى خلع الصفات والمشاعر البشرية على الله، فلا تنسب لله وجه وعينان وأذنان ويدان ورجلان، أو أنه يفرح ويحزن ويتأسى ويغضب ويقوم ويجلس وينزل ويصعد.. إلخ.، لأن اللاهوت منزَّه عن كل هذه الأمور الجسدية، مع أن هذه التعبيرات تناسبنا نحن البشر، فقولنا أن "الرب نزل" تفيد أن الله أعلن ذاته لنا.

ج - حوت بعض الترجومات بعض القصص التي تهدف إلى توضيح المعنى الكتابي.

 3 - مدراش Midrash:

اسم عبري من الفعل "درش" أي دَرَس وبحثَ وفحص بدقة وجمع ميدراش "ميدراشيم" شروحات للأسفار المقدَّسة. آية آية في صورة شعرية، فهو تفسير للنص الحرفي باستخراج التطبيقات العملية والمعاني الجديدة، واستنباط الأمور القانونية. " غاية المدراش هيَ البحث عن الرب نفسه، في البيبليا، وشتى الوسائل التي يمكن للإنسان أن يستعملها ليصل إلى ضالته. وما العمل الضخم الذي نجم عن هذا البحث، إلاَّ دليل ساطع على السعي اليهودي الحثيث، لفهم كلام الله في البيبليا وهيَ، كما قال ابن بَجْبَجْ، معين للحياة لا ينضب: "اقلبها ثم اقلبها لأن كل شيء فيها، فندها فتشيب وتشيخ في دراستها، ولا تتخلَ عنها لأن ليس لك قاعدة أفضل منها" (مش، أبوت 5 : 2).. إذًا لقد نشأ المدراش، عندما بوشر بشرح التوراة علانية أمام الشعب، تحت شكل عظات تدعى في العبرية دِرَشوت"( وظهر من الميدراشيم: ميدراش هالاكاه - ميدراش الهاجاداه

أ - ميدراش هالاكاه Midrash Halakah :

ومعنى "هالاكاه" في اللغة العبرية أي "سارة"، ويمثل ميدراش هالاكاه القوانين العملية لسلوك الإنسان اليهودي في حياته الدينية والاجتماعية والأخلاقية، فهيَ قوانين تساعد الإنسان اليهودي على السلوك في شريعة الرب باستقامة. "إن لفظة "هَلَخاه" تشتق من الجذر "هـ ل خ".. أي سلك، سار ومشى، والهَلَخَاه تعني السلوك، والمدراش هَلَخَاه هو المدراش الذي يبحث عن أحكام السلوك وقواعده في نصوص التوراة: يفسّر الباحث الآيـات ليترجمها قاعدة سلوك، تكون للشعب سبيلًا للعيش بحسب إرادة الله. أسلوب الهَلَخَاه تشريعي جاف بعض الشيء وبعيد عن اجتذاب سمع الحاضرين" .

 ب - ميدراش الهاجاداه Midrash Haggadah:

وكلمة "هاجاداه" من الفعل العبري "تاجاد" أي أخبر أو قصَّ أو روى، فميدراش الهاجاداه يجمع سير رجال الكتاب المقدَّس، كما يجمع أمثلة وقصص تساعد على فهم الشريعة المكتوبة. "والمدراش أجَّدَاه هو المدراش الذي يبحث في التوراة عن ما لا يعطيه نص التوراة المقتضب، فيذهب الباحث في إرواء غليله، وغليل المستمعين، إلى الاستفاضة في تفسير تصرفات الأشخاص ومسار الأحداث سعيًا وراء معانٍ دينية، وعِبَر حياتية، وأمثال تفسيرية، تسهّل على المستمع فهم كلمة الرب وبالتالي عيشها ببساطة وعمق.

 يلجأ الدرشان إلى المدراش أجَّدَاه لكي يلطف درسه أو عظته في موضوع من الهَلَخَاه، فيجذب سمع الحاضرين إليه، بإسماعهم بعض الحكم والأمثــال والقصص المعبّرة".

 ويقول "دكتور أميل ماهر": "فالهَلَخة" (هالاكاه) وبمعنى ما يسير الواحد بموجبه، تتضمن التفسير العملي وقواعد السلوك المستنبطة من تطبيقات الشريعة الموسوية في أمور لم يَرد ذكرها مباشرة في الشريعة. وهكذا فإن مدرش الهَلَخة يتعلّق بالتصرف وفقًا لأحكام الشريعة في مواقف غير متوقعة، بل وحتى في أتفه الأمور في الحياة اليومية.

 أما الهجَّادة، ومعناها قصة أو رواية أو إعلان، فتتعلّق بالجزء النظري الذي لا يتضمن توجيهات للسلوك، ومِدرش الهجَّاده يقدم روايات تاريخية أو حكايات أسطورية مطوَّرة بأسلوب أخلاقي تثقيفي".

4ــ التلمود Talmud:

هو موسوعة التقاليد اليهودية،  فهو بمثابة ملحق تفسيري لأسفار الكتاب المقدَّس، وشمل مواد غزيرة تمثل التراكم الثقافي خلال سبعة قرون، فتحدث عن أمور الدين والأخلاق والتاريخ والفلكلور والتراث الشعبي.. إلخ.. "يعتبر التلمود، من حيث أهميته كتوراة شفهية، موازيًا للبيبليا أو التوراة الكتابية.. هو الكتاب الأكثر تأثيرًا على حياة الجماعة الإسرائيلية، طوال قرون عديدة، ولا يزال حتى أيامنا هذه. لا نغالي إن قلنا أن الفضل الأكبر، في استمرارية الشعب اليهودي، وباعتراف من حكمائهم ومؤرخيهم، يعود إلى التلمود.. إذ لا غنى لليهودي التقي عن محتواه في تنظيم حياته، بما يتطابق وإرادة الرب المحفوظة أصلًا، في توراة موسى المكتوبة".

 ويوجد التلمود الفلسطيني (الأورشليمي) والتلمود البابلي، والفلسطيني أقدم من البابلي والتلمود البابلي أكبر وأكثر دقة وذكاء وبراعة من الفلسطيني، لأن المربيين الذين عاشوا في بابل تعاملوا مع نصوص المشناة بشيء من الحرية، حتى أنهم استبدلوا بعضها بأحكام الهالاكاه Halakah، وهيَ القوانين التي تم تجميعها خارج عن التلمود، ويتكون التلمود البابلي من مليونين ونصف مليون كلمة دُوّنت على 5894 صفحة، ثلثه من الهالاكاه وثلثيه من الهاجاداه Haggadah، بينما تبلغ نسبـة الهاجاداه في تلمود أورشليم السدس فقط، ويشمل تلمود أورشليم 750000 سبعمائة وخمسون ألف كلمة منها 15 % من الهاجاداه، وتمثل القصص والحكايات اليهودية. وتم تدريس تلمود بابل في المدارس اليهودية البابلية، وصار هو التلمود الرسمي المُعتَرف به والذي تستخدمه التجمعات اليهودية في العالم كله، وقد تمت طباعته.

إن التلمود الفلسطيني (الأورشليمي): هو التلمود الذي جُمع ودون في فلسطين، وله عدة تسميات: تلمود أرض إسرائيل.. أو جِمَرَا أرض إسرائيل.. أو تلمود الغرب.. جميع هذه التسميات، يمكن اختصارها بتسمية "فلسطين".. أما التسمية "أورشليمي".. فهيَ تسمية اصطلاحية متأخرة، تعود إلى القرون الوسطى، إذ لا علاقة لمدينة أورشليم بتدوين هذا التلمود، الذي دوَّن في طبرية أيام كانت أورشليم محظورة على اليهود، منذ حرب كوزيبا (132 - 135م)، وما عادوا إليها إلاَّ بعد دخول العرب المسلمين إلى فلسطين، واحتلالهم إياها، فـي منتصف القرن السابع للميلاد، ونقلوا مدرسة طبرية إليها. قد يكون هذا سبب التسمية المتأخرة".

أما التلمود البابلي.. فهو تفسير مدارس بابل لمادة المشناة، والمدارس هيَ: مدرسة سورا، ومدرسة بوبديتا، ومدرسة نهردعا.. ومن المتعارف عليه، أن القرن السادس للميلاد شهد في أوائله، ختام التلمود البابلي، على يد كل من راب أشي (352 - 427م) ورابينا (+ 499)، اللذين كانا بالتوالي رئيسي مدرسة سورا القريبة من بغداد.

 وكل من التلمود الأورشليمي، والتلمود البابلي يشمـل طبقتيـن، الأقدم "المشْنَاة" Mishanh وهيَ كلمة عبرية معناها يكرر أو يذكر، وتتضمن تعاليم اليهود الشفاهية، والأحدث هيَ "الجمارا" Gemara من الفعل الأرامي "جمر" أي أكمل أو أنجز أو تعلم، وتتضمن الجمارا تعليقات ومناقشات حول المشناة.

 وضم التلمود نص التوراة بالإضافة إلى شرح النص (المشناة)، بالإضافة إلى تعليقات على الشرح (الجمارا)، ثم إضافات لاحقة دُعيت توسيفوت.

التلمود = التوراة + المشناة + الجمارا + توسيفوت (ملاحق للجمارا).

 ومن الملاحظ أن نصوص المشناة التي فسَّرها كل من تلموديّ بابل وأورشليم قد اختلفت في بعض المواضيع، فاعتمد تلمود بابل على نص المشناة الذي قـام بتدريسه الرابي "يهوذا هناسي" في شيخوخته، بينما خلا تلمود أورشليــم مــن قسمي "قداشيم" و"طهاروت"، فبلغ عدد الرسائل في تلمود أورشليم 39 من أصل 63 رسالة حواها التلمود البابلي.

 ويعتبر التلمود أهم كتاب يهودي، وبالرغم من أنه حـوى بعض الأساطير والخرافات، والآراء الشاذة، والقدح في شخصية السيد المسيح، إلاَّ أنه حوى أيضًا بعض القصص الرمزية الرائعة والآراء المفيدة التي تُلقي الضوء على الخلفية الروحية واللاهوتية لليهود في أيام السيد المسيح، كما تساعدنا على تفهم بعض نصوص العهد الجديد. وبلغ اهتمام اليهود بالتلمود أنه في سنة 1242م عندما صادر بابا روما التلمود وأحرق نسخة منه، اعتبر اليهود أن هذا اليوم كيوم خراب أورشليم وحرق الهيكل، ونظموا يومًا سنويًا يصومون فيه في عشية سبت الهوكات Hukkat كذكرى لحرق التلمود ونظموا مرثاة لهذا، والأمر العجيب أن أول من طبع التلمود خلال الفترة (1520 - 1523م) بعد اختراع آلة الطباعة هو "دانيال بومبرج" وهو شخص مسيحي بعد أن حصل على تصريح من بابا روما لطباعته. وفي الطبعات الحديثة للتلمود حذف اليهود ما يثير الاستنكار والاشمئزاز لدى القارئ غير اليهودي.

  الأساطير والخرافات التلمودية:

ما أكثر الأساطير والخرافات التي احتواها التلمود، نذكر منها هنا النذر اليسير:

أ - أن الله يُقسّم ساعات النهار إلى أربعة أقسام، كل قسم ثلاث ساعات، في القسم الأول يطالع الشريعة، وفي الثاني يحكم البشرية، وفي الثالث يطعم العالم، وفي الرابع يلعب مع الحوت ملك الأسماك.

ب - ندم الله لأنه ترك اليهود في حالة تعاسة، فأخذ يلطم ويبكي كل يوم، فتسقط دمعتان من عينيه في البحر فيحدثان دويًا قويًا تسمعه الدنيا كلها، وتضطرب المياه وتحدث الزلازل.

جـ - عاتب القمر الله لأنه خلقه صغيرًا فاعترف الله بخطئه وطلب من الناس أن يقدّموا عنه (عن الله) ذبيحة تكفير.

د - وضع الله في البشر الطبيعة الفاسدة، فهم غير مسئولين عن الخطايا التي تصدر عنهم، مثلما أخطأ داود مع زوجة أوريا الحثي، وقتل أوريا.

هـ - هناك قسم من الملائكة خالد لا يموت، وقسم يموت بعد سنين طويلة، وبعضهم يموت يوم خلقته بعد أن يقرأ التلمود ويسبح الله، وخلق الله بعضهم من النار، كما أحرق الله جيشًا جرارًا منهم بطرف إصبعه الخنصر.

و - حدث تزاوج بين الشياطين وحواء، وبين آدم وبعض الشيطانات، وإحدى الشيطانات عصت آدم، فعاقبها الله بموت مائة من أولادها كل يوم يموتون أمامها، وإحدى الشيطانات لا تكف عن الرقص، وبعضهن يولولن مثل الكلاب، وما زال يولد للأم شياطين حتى الآن.

ز - عندما يموت اليهودي تخرج روحه، وتدخل في جنين يهودي، وكان لقايين ثلاثة أرواح، وروح يافث دخلت في شمشون، وروح حواء دخلت في إسحق.

ح - اليهود الذين يقتلون يهوديًا، بعد موتهم تدخل أرواحهم في حيوانات أو نباتات، ثم تذهب للجحيم حيث تتعذب اثنى عشر شهرًا، ثم تعود وتدخل في الجماد، ثم الحيوانات، ثم الوثنيين، وبعد ذلك تُطهَّر لتعود إلى أجساد اليهود.

ط- الذين في النعيم يأكلون لحم طير كبير لذيذ جدًا، ولحم أوز سمين، ويشربون نبيذ لذيذ معتَّق.

ي - إذا أهان الأممي يهوديًا فكأنه أهان العزة الإلهيَّة، فيستحق الموت، فبسبب اليهودي أعطى الله الشمس والمطر والحياة للكائنات.. الفرق بين اليهودي وبقية الشعوب، هو الفارق بين الإنسان والحيوان.

ك - يصفح الله عن الإنسان الوثني حتى لو جدف على الله، أو قتـل إنسان غير يهودي، أو أخطأ مع امرأة غير يهودية، وذلك متى تهوَّد، ولكن إذا قتل إنسانًا يهوديًا أو أخطأ مع إمرأة يهودية، فلا يصفح عنه حتى لو تهوَّد وصار يهوديًا.

ل - المرأة لا تساوي شيئًا، فإذا كان المطلوب حضور عشرة رجال في المجمع، وحضر تسعة فقط، فإن مليون امرأة لا يكفين كبديل لرجل واحد.

م - عندما يأتي المسيا فإن السماء ستطرح خبزًا، وملابس من الصوف، وقمحًا ينمو في سنابله حجمه مثل حجم كُلى الثيران، وسيكون لكل يهودي 2800عبدًا يخدمونه، وسيقبل المسيا هدايا من الشعوب لاسترضاء وجهه، ولكنه سيرفض هدايا المسيحيين، وفي أيام المسيا أيضًا ستملك الأمة اليهودية على جميع أموال العالم، حتى أن مفاتيح خزانة الأموال يحتاج ثلمائة حمار يحملونها، وعندئذٍ سيتهوَّد كل سكان الأرض باستثناء المسيحيين الذين سيهلكون لأنهم من نسل الشيطان.

ن - نعت التلمود المسيحيين بالكافرين حاملي الصليب، وحوت طبعة التلمود سنة 1645م في أمستردام على الكثير من كلمات الإهانة والتشهير بالسيد المسيح. (راجع راهب من دير البراموس - التلمود - نشأته - تاريخه - متقطفات من نصوص ص 76 - 93).

5ــ المشناة:

تمثل مجموعة التقاليد الشفهية التي يعتقد اليهود أن موسى تسلّمها من الله عند استلامه الشريعة المكتوبة، ودعـى اليهــود التوراة المكتوبة "توراة شبيكتاب" Torah Shebiktab، كما دعوا التوراة الشفهيـة (المشناة) "توراة شبيل بيه" Torah Shebl Peh التي سلمها موسى لتلميذه يشوع وللشيوخ السبعين الذين ساعدوه، فالمقصود بالمشناة التعليم الشفاهي بينما يقصــد بلفظـة "مِقْرا" التوراة الكتابية، وتمثل المشناة مجموعة الفتاوي والشرائع الدينية منذ فترة السبي سنة 538 ق. م، وتشمل المشناة أحكام سلوكية تُدعى الهَلَخاه، أي أحكام العبادة، والقضاء، والمبادئ الأخلاقية والدينية، وأيضًا تشمل على أمثال وحِكم وقصص دينية، وتُدعى "الأجَّداه" وكُتبت المشناة بلغة آرامية بلهجة فلسطينية، وجمعها "يهوذا هاناسي" (138 - 217م) نحو سنة 200م، وجمعها من أربع مدارس من المدارس الرابينية وهيَ:

أ - تعاليم رابي بوحَنان بن زكَّاي وتلاميذه في القرن الأول الميلادي، وكان قد جمعها رابي  جَملْيِئل.

ب - تعاليم رابي جَملْيِئل في القرن الأول الميلادي، وكان قد جمعها رابي عَصَيبا.

ج - تعاليم تلاميذ رابي جَملْيِئل في نهاية القرن الأول وبدايـة الثاني الميلادي، نسقها رابي شيمَعون بن جَملْيِئل.

د - تعاليم تلاميذ رابي عَصَيبا وأشهرهم رابي يئير في القرن الثاني الميلادي.

 فجمع يهوذا هناسي هذه التقاليد الأربعة ورتبها في (6) أنظمة، و(63) مقالًا، مقسّمة إلى فصول ومقاطع.

 ويقول "جون درين" عن المشناة: "أما افتتاحيتها تبدأ بعبارة: "أجعلوا سياجًا حول الناموس" أي أحموا الناموس من التجاوزات بواسطة نواميس إضافية احترازية لتكون كإشارات تحذيرية توقف الناس على مسافة كافية من الكسر الفعلي للوصية. بالطبع أدى هذا إلى مضاعفة الوصايا حتى الصغيرة منها حتى أصبح الناموس عبئًا ثقيلًا بدلًا من فرص للابتهاج بصلاح الله كما قصد هو، فمثلًا بخصوص وصية السبت لم يكن مسموحًا للخياطين أن يحملوا إبرًا في جيوبهم قبل السبت بيوم في غروب اليوم السابق حتى لا يُضبطوا حاملين إياها في يوم السبت. ولكنهم كأي إنسان آخَر لم يكونوا ممنوعين من ممارسة المشي طالما المسافة في حدود 2000 ذراع، والتي تم تقنينها بتلك المسافة بين شعب الله وتابوت العهد عندما دخلوا أرض الموعد (يش 3 : 4)، وهو ما عُرِف فيما بعد بـ "مسيرة سبت"...

 وتشمل "المشناة" ستة أقسام تحمل أسماء تدل على محتوياتها، وهيَ:

(1) زِرعَيم (بذور): وتشمل 11 مقالًا تهتم بالأمور الزراعية وكيفية التصرف في المحصول.. إلخ..

(2) موُعِد (عيد): وتشمل 12 مقالًا تهتم بالأعياد والسبوت والأصوام.. إلخ..

(3) نَشيم (نساء): وتشمل سبعة مقالات تدور حول النساء من زواج وطلاق.. إلخ..

(4) نِزيقين (أضرار): وتشمل عشرة مقالات تدور حول الخسائر والإصابات والمسئوليات وتشكيل المحاكم.. إلخ..

(5) قُدَشيم (مقدسات): وتشمل 11 مقالًا تدور حول الأمور المقدَّسة مثل الذبائح والقرابين والبكور.. إلخ..

(6) طهُروت (طهارات): وتشمل 12 مقالًا وتدور حول الأشياء الطاهرة والنجسة، مثل جثة الميت والبرص وماء النجاسة.. إلخ..

 وكانت عبارات التلمود متناسقة متماثلة مما ساعد على حفظها والتغني بها بحسب وصية الرابي "أكيفا" Akiva (عقيبة) الذي قال لتلاميذه أن يشدوا بالتلمود شدوًا، فالأداء الموسيقي ساعد على حفظ التلمود.

 6- الجمارا: وتشمل التعليقات والشروحات على المشناة، وكان هناك: جمارا أورشليم - جمارا بابل:-

أ - جمارا أورشليم:

وقد وصفه الرابي "جوناثان" Jonathan مع آخرين، ويشمل 39 فصلًا من الشروحات، وانتهى منه سنة 230م.

ب - جمارا بابل:

وابتدأ يجمعه الرابي "آشي" Ashe، وصرف في هذا العمل ستون عامًا من سنة 327 إلى سنة 387م، وفي سنة 427م أكمل الرابي "ماريمار" Maremar، ثم الرابي "أبينا" Abina حيث وضع الشكل النهائي سنة 500م وشمل 36 فصلًا من التفسيرات على المشناة.

 وبعد ذلك تم عمل ملاحق للجمارا، وهيَ التي دُعيت "توسيفوت" Tosephoth من الكلمة توسيفيت Tosepheth أو توسيفته Tosiphta ومعناها "ملاحق".

 7ــ رأي السيد المسيح في التلمود ورأي التلمود في السيد المسيح:

أضاف الكتبة والفريسيون تعليمات كثيرة تخص كل مناحي الحياة من عندياتهم، حتى أثقلوا على الشعب، وقالوا للسيد المسيح: "لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ حَسَبَ تَقْلِيدِ الشُّيُوخِ بَلْ يَأْكُلُونَ خُبْزًا بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ" (مر 7 : 5)، ودافع السيد المسيح عن تلاميذه مهاجمًا تعاليم الفريسيين التي تعبر عن روح التلمود قائلًا: "حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ. هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. وَبَاطِلًا يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ.. رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ.. مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ" (مر 7 : 6 - 13).

 وقد اتهم التلمود يسوع المسيح بأنه ابن زنا، إذ اتهم العذراء مريم بأنها زنت مع جندي روماني يُدعى "بنديرا"، وأن يسوع ساحر، سافر إلى مصر وعاد منها بتعاليم سحرية، فهو ساحر ومضلل، وادَّعى أنه ابن الله. وجاء في التلمود البابلي، تعنيت 65 ب: "إذا قال للواحد: أنا هو الله، يموت، أو : أنا ابن الله، سيندم في آخِر المطاف" وانتقد رابي "شمعون بـن لقيس" بلعـام (يقصد يسوع)، الذي يدعي أنه أحيا نفسه بِاسم الله "(تل (تلمود)، (بابلي): سنهدرين 106 أ)، وجاء في التلمود البابلي أيضًا (سنهدرين 67 أ) أن السيد المسيح حوكم، والسلطات الدينية اليهودية منحت يسوع مهلة أربعين يومًا يخرج خلالها الكارز ينادي من لديه ما يدافع به عن يسوع فليأت ليخبر، ولكن دون جدوى، فنُفِّذ الحكم ليلة الفصح وكانت ليلة سبت.

 وجاء في التلمود البابلي (سنهدرين 43 أ): "وكرز كارز أمامه: أمامه - منذ البداية - هوذا تعليم "نارجي" (بريتا) يقول: في مساء الفصح علَّقوا يشو.. الناصري، وخرج الكارز أمامه أربعين يومًا: سيُرجم (يشو الناصري) لأنه مارس السحر فأغوى إسرائيل وضلَّله، فكل من عنده ما يدافع به عنه ليأتي ويخبر، فلم يجدوا شيئًا لصالحه، فعلَّقوه في مساء الفصح. قال "عولا": أتعتقدون أن ليشو الناصري حق في هذا النداء؟ مُضلّل هو، و"رحمانا" قال: "لا ترق له ولا تستره"! (تث 13 : 8)، إلاَّ أن الأمر يختلف مع يشو لأنه مُقرَّب من السلطة.. ".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم  01 آذار- 02 شباط/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/March 01/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/96525/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-march-01-2021/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 01 آذار/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/96527/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-987/

 

الياس بجاني: ادعوكم لزيارة موقعي الألكتروني للإطلاع كل ما له علاقة بالتطورات اللبنانية باللغتين العربية والإنكليزية/ نشرات أخبار يومية ومختارات من التعليقات والتحاليل

Elias Bejjani/Visit My LCCC Web site/All That you need to know on Lebanese unfolding news and events

http://eliasbejjaninews.com/

 

Deadly consequences of indulging Iran’s hostage diplomacy/ Baria Alamuddin/Arab News/February 28/2021
 
بارعة علم الدين/العواقب المميتة للانغماس في دبلوماسية الرهائن الإيرانية
 
ولدت جمهورية الملالي من رحم جرائم خطف الرهائن وهي مستمرة في هذا النهج الإرهابي واللاانساني الذي تجني منه ملايين الدلارات. في هذا السياق تخطف الأجانب ومواطنيها الحاصلين على جنسيات أخرى في حين تخطف الشعب الإيراني بأكمله وتأخذه رهينة ولبنان هو رهينة من رهائن الملالي..وحزب الله الإداة الملالوية في لبنان يعطل تشكيل الحكومة فيه بانتظار أن يتمكن الملالي في نجاحهم التفاوض مع إدارة بايدن.
 The Islamic Republic of Iran was born out of hostage taking, and it continues to reap billions of dollars by abducting foreign nationals and assets, while holding entire nations to ransom.
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/96540/%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%b9%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d9%8a%d8%aa%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%ba/

 

رقصة التانغو الأخيرة في بيروت… رهان سعد الحريري على شراكة سنّية-شيعية في المرحلة المقبلة لا يقلّ خطرًا عن تحالفه مع ميشال عون/مايكل يونغ/مركز مالكوم كير-كارنيغي/01 آذار/2021

Last Tango in Beirut..Saad al-Hariri’s wager on a Sunni-Shi‘a partnership in the next phase is no less risky than was his alliance with Michel Aoun/Michael Young/Carnegie MEC/March 01/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96529/%d9%85%d8%a7%d9%8a%d9%83%d9%84-%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%ba-%d8%b1%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d9%86%d8%ba%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1/

 

من نداء المطارنة إلى صرخة الراعي إحذروا الإنقلابيين الجدد/الاستنجاد بالأمم المتحدة ليس نقيصة، انما هو شعور بالمسؤولية تجاه شعب تستفرد به سلطة، تدمر فرص وجوده واستمراره وتهدد وجود الدولة

علي الأمين/نداء الوطن//01 آذار/2021

سيطرة الدويلة التي يمثلها “حزب الله” على الدولة ليست اتهاماً او وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب، انها واقع ملموس في هذه الدولة، وهذه السيطرة ليست في سياق تعزيز منطق الدولة ومعاييرها، بل في سياق تعزيز الدويلة التي لا تستقيم الا بمزيد من اضعاف الدولة، وتحويل مؤسساتها الى ادوات لتعزيز نفوذ نقيضها.

http://eliasbejjaninews.com/archives/96536/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%86-%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b5%d8%b1%d8%ae%d8%a9%d8%a7%d9%84/

 

The US and the UN Nuclear Inspectors Must Stop Appeasing Iran/Con Coughlin/Gatestone Institute/March 01/2021

كون كوغلين/معهد كايستون: على الولايات المتحدة والمفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة التوقف عن استرضاء إيران والتملق لها

في أحدث مثال على نهج إيران المتهور بما يتعلق بملفها النووي، هدد آية الله علي خامنئي بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة أي أقل بقليل من عتبة 90 في المائة المطلوبة لإنتاج مواد تستخدم في صنع الأسلحة. وفي حين ادعى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المحادثات كانت ناجحة تجد الوكالة نفسها في موقف العجز حيث هي لن تتمكن من التأكد مما إذا كانت إيران تعمل بنشاط لإنتاج أسلحة نووية إلا بعد انجازها ما تريد .

http://eliasbejjaninews.com/archives/96542/con-coughlin-gatestone-institute-the-us-and-the-un-nuclear-inspectors-must-stop-appeasing-iran-%d9%83%d9%88%d9%86-%d9%83%d9%88%d8%ba%d9%84%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83/