المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 حزيران/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.june26.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال السامري المؤمن قولاً وفعلاً الذي اسعف مصاباً وجده على قارعة الطريق في حين كان اهمله وغض الطرف عنه الكاهن واللاوي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/في كلمته خلال “مؤتمر دروع من أجل لبنان الموحّد”، طالب المخرج يوسف الخوري باسم “الندوة اللبنانية الجديدة”بمقاطعة الإنتخابات النيابية كي لا يُشرّعن حزب الله، وناشد المغتربين بأن يتوقفوا عن إرسال دولاراتهم كي يَسْلَم لبنان

المخرج الخوري باسم "الندوة اللبنانية الجديدة": "قاطعوا الإنتخابات النيابية كي لا "تشَرْعنوا" حزب الله. لا ترسلوا الـ Fresh Dollars كي يَسْلَم لبنان" 

الياس بجاني/أنت في حزب لبناني: إذاً أنت إنسان آلي يتم التحكم بك بريموت كونترول

الياس بجاني/مع احتلال حزب الله وشياطينه فالج لا تعالج

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 163 إصابة و4 وفيات

لئلا ننسى اهم عامود من اعمدة المقاومة ...الايمان بلبنان. الحرب ليست على الكيان اللبناني بل على هوية لبنان وتحديدها/ادمون الشدياق

شيا: للتخلص من الفساد في “الطاقة”… والنفط الإيراني ليس حلًا

تعاونٌ أميركيّ - فرنسيّ لبنانيّاً: لإنهاء المأساة

مؤتمر صحافي في الفاتيكان عرض برنامج لقاء الأول من تموز

هل تطير الانتخابات النيابية؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/6/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 حزيران 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جهنّم بدأت تحرق اللبنانيين.. ثورة الجياع والفلتان تقترب!

في هذه الحالة… الانتخابات النيابية تطير!

الهدر في قطاعات الدولة على حاله… هل من يوقفه؟

بدأت "الثورة" في ١٧ تشرين، وإنتهت مع إستقالة الحريري/مروان الأمين/فايسبوك

وفد فرنسي في بيروت الشهر المقبل.. ماذا عن جدول الأعمال؟

"التدقيق الجنائي" ينتظر الاتفاق على كيفية دفع المستحقات

"الوضع خطير".. هل "يُعمَّم" لقاء خلدة على كامل الوطن؟

بين لبنان والفاتيكان: ماذا سيحصل في الأول من تموز؟

فدراليّو 17  تشرين: بخصوص مغامرين على يمينهم، وتقليديّين على اليسار/هشام أبو ناصيف/فايسبوك

التقرير العالمي للمخدرات لعام 2021 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

أميركا: العقوبات باقية وباب التفاوض لن يبقى مفتوحا للأبد وطهران تربط الالتزام بالاتفاق برفع العقوبات

وكالة الطاقة الذرية: لمواصلة مراقبة إيران

إيران: تفاهماتنا مع الوكالة لا تلزمنا بتنفيذ مطالبها

أبادي: تفاهماتنا مع الوكالة الذرية لا تلزمنا بتنفيذ طلباتها

حوار دولي جديد لتسوية في سوريا.. بيدرسن إلى روسيا/"حوار دولي بناء جديد بهدف بحث خطوات محددة"

مصر: لن ندفع لإثيوبيا ثمن مياهنا/"الذهاب لمجلس الأمن يضع المسؤولية على المجتمع الدولي لإيجاد حل"

قتلى وجرحى.. ألمانيا تكشف جنسية منفذ عملية الطعن/الشرطة أطلقت النار على ساق المهاجم لشل حركته

البنتاغون: عملياتنا العسكرية في أفغانستان مستمرة و"موعد الانسحاب الأميركي لن يتغير"

مبنى ميامي المنهار.. تحرك جديد من بايدن/عمال الإنقاذ يواصلون البحث بين حطام المبنى المكون من 12 طابقا

جورج فلويد يرقد بسلام.. الحكم على قاتله بالسجن 22 عاماً/ممثلو الإدعاء بثوا تسجيلاً لابنة الراحل في إفادة لتأثير الضحية

هل يوجد كائنات فضائية؟..أخيراً المخابرات الأميركية تجيب"لا نملك حاليا معلومات كافية في قواعد البيانات لمعرفة التفاصيل"

بايدن قد يتراجع عن الاعتراف ب"سيادة" إسرائيل على الجولان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجيش جزء من الدولة وليس من الحكم… لأن الحكم لم يعد له مستقبل/إذا لم يكن هناك بديل لعون سوى صهره فهذا الشعب يستحق أن يموت/ المحامي عبد الحميد الأحدب

جو بجّاني… بطل أم ضحية أم لغز؟/جان الفغالي/نداء الوطن

كيف يحوك “حزب الله” إيرانية لبنان بإبر المآسي والخضوع؟/فارس خشّان/الحرة

التحريض على الجريمة بحق العلاّمة الأمين مستمر.. نجله يفنّدها ويكشف مسيرة تهديد وتجنٍّ عمرها 12 عامًا/السيد حسن الأمين/جنوبية

فرنسا-أميركا و"الضغط" على المسؤولين اللبنانيين: عقوبات شاملة؟/نادر فوز/المدن

نصرالله يجرد حساب عون وباسيل والآخرين: ذبحٌ بالقطنة/منير الربيع/المدن

نصر الله يختار الحياد في معارك "القوات" و"الوطني الحر"/نور الهاشم/المدن

الفدراليّة التي تناسب الجمهوريّة اللبنانيّة الثالثة/إدغار قبوات

الدروز أمام خيارين: لبنان الكبير السيادي الحر أو الدولة الدرزية/السفير د. هشام حمدان

لبنان من جمهورية الفساد إلى جمهورية البرغش والفلتان/د.اليان سركيس

الأجهزة ترفع آخر التقارير… تحضّروا للانفجار الكبير/ألان سركيس/نداء الوطن

في صبيحة اليوم ال617 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

رفض التشكيل ضربة قاضية من بري-الحريري لعهد عون/سمير سكاف/اللواء

غداً... حين ينفجرون/نبيل بومنصف/النهار

جبهات حراكية تُسابق الوقت مع السلطة قبل الإنتخابات/عمّار نعمة/اللواء

خيارات نصر الله لن تخرج عن تدوير الزوايا لـ«الاستعصاء السياسي»/رلى موفّق/اللواء

إيران: العمامة السوداء تتبع الأخرى البيضاء/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون التقى القائم بأعمال السفارة البابوية

ماينزا بعد لقائها الراعي: الولايات المتحدة كانت ولا تزال مهتمة بمساعدة ودعم لبنان

ابي نصر حذر من حرمان المغتربين من الاقتراع:الرابطة المارونية ترى ضرورة اجراء الإنتخابات النيابية في موعدها

حزب الله والوطني الحر: لالتزام المحازبين والمؤيدين أعلى معايير الانضباط

المكتب الاعلامي لدياب: إعطاء الموافقة الاستثنائية لتمويل استيراد المحروقات على تسعيرة 3900 بدلا من 1500

سفير لبنان في فرنسا منح الشاعر أدونيس باسم الرئيس عون وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الفضية

سينودس الروم الكاثوليك: للتخلي عن الافكار التقسيمية وعدم انتظار الحلول الاقليمية والدولية لانتشال البلد من المستنقع

نص كلمة نصر الله: باسيل استعان بي كصديق وأنا كنت استعنت ببري كصديق وكل هذه الجهود هدفها أن نصل إلى مكان يكون مرضيا للرئيس عون وللحريري

 

عناوين الإيمانيات

الصحافة والأدب المهجري/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مثال السامري المؤمن قولاً وفعلاً الذي اسعف مصاباً وجده على قارعة الطريق في حين كان اهمله وغض الطرف عنه الكاهن واللاوي

 إنجيل القدّيس لوقا10/من25حتى37/”إِذَا عَالِمٌ بِالتَّوْرَاةِ قَامَ يُجَرِّبُ يَسُوعَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ ٱلحَياةَ الأَبَدِيَّة؟». فَقَالَ لَهُ: «مَاذَا كُتِبَ في التَّوْرَاة؟ كَيْفَ تَقْرَأ؟». فَقَالَ: «أَحْبِبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَكُلِّ نَفْسِكَ، وَكُلِّ قُدْرَتِكَ، وَكُلِّ فِكْرِكَ، وَأَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَقالَ لَهُ يَسُوع: «بِالصَّوابِ أَجَبْتَ. إِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا». أَمَّا هُوَ فَأَرادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لِيَسُوع: «وَمَنْ هُوَ قَريبِي؟». فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَال: «كانَ رَجُلٌ نَازِلاً مِنْ أُورَشَلِيمَ إِلى أَرِيحَا، فَوَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص، وَعَرَّوهُ، وَأَوْسَعُوهُ ضَرْبًا، وَمَضَوا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْت. وَصَدَفَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلاً في تِلْكَ الطَّرِيق، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى. وَمَرَّ أَيْضًا لاوِيٌّ بِذلِكَ المَكَان، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى. ولكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا مَرَّ بِهِ، وَرَآهُ، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَدَنَا مِنْهُ، وَضَمَّدَ جِرَاحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْها زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَذَهَبَ بِهَ إِلى الفُنْدُق، وٱعْتَنَى بِهِ. وفي الغَد، أَخْرَجَ دِينَارَينِ وَأَعْطاهُمَا لِصَاحِبِ الفُنْدُق، وَقَالَ لَهُ: إِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ عَوْدَتي. فَمَا رَأْيُكَ؟ أَيُّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ كَانَ قَريبَ ذلِكَ الرَّجُلِ الَّذي وَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص؟». فَقَالَ: «أَلَّذي صَنَعَ إِلَيْهِ ٱلرَّحْمَة». فَقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ، وٱصْنَعْ أَنْتَ أَيْضًا كَذلِكَ».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/في كلمته خلال “مؤتمر دروع من أجل لبنان الموحّد”، طالب المخرج يوسف الخوري باسم “الندوة اللبنانية الجديدة”بمقاطعة الإنتخابات النيابية كي لا يُشرّعن حزب الله، وناشد المغتربين بأن يتوقفوا عن إرسال دولاراتهم كي يَسْلَم لبنان

المخرج الخوري باسم "الندوة اللبنانية الجديدة": "قاطعوا الإنتخابات النيابية كي لا "تشَرْعنوا" حزب الله. لا ترسلوا الـ Fresh Dollars كي يَسْلَم لبنان" 

الياس بجاني/25 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100034/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%af%d9%88%d8%a9/

متحدّثاً باسم "الندوة اللبنانية الجديدة" في مؤتمر "دروع من أجل لبنان الموحّد"، حدّد المخرج يوسف الخوري موقفاً حاسماً من مسائل مصيرية يواجهها لبنان، في مقدّمها الإنتخابات النيابية المرتقبة وتحكّم حزب الله بمقاليد السلطة في لبنان. وظهّر الخوري معالم خارطة طريق واضحة لإخراج لبنان من أزمته الراهنة.

في موضوع الإنتخابات النيابية، شدّد الخوري على أنّ المشاركة في هذه الإنتخابات، ترشيحاً وتصويتاً، هي "اعتراف بالإحتلال" المتمثل بهيمنة حزب الله، وهي تمَنَحُ حزب الله "صكّاً شرعياً – دستورياً" يرفعه في وجه دول القرار للتنديد بمحاربتها له فيما أعاده الناخب اللبناني بالاقتراع إلى البرلمان. أمّا عدم المشاركة، فهي تنديد علني باحتلاله وضمان لاستمرار الثورة في وجهه.

وقد اعتبر الخوري أنّ فوز حزب الله وأزلامه محسوم سلفاً في ظل دستور معطّل منذ ما يزيد على ثلاثين سنة، وقانون إنتخابي مفصّل على قياس المتحكّمين بالسلطة، وماكينات متمرّسة تحترف شتّى الألاعيب الانتخابية، ومال انتخابي ميسَّر لمرشّحي المنظومة الحاكمة، فيما أموال "الثوّار" محتجزة في المصارف. كما أشار إلى عدم جهوزيّة الثورة لمجاراة التنظيم والالتزام المحكمَيْن لدى أحزاب المنظومة الحاكمة. أمّا الرهان على الـ 52% من اللبنانيين الذين لم يشاركوا في انتخابات العام 2018، فاعتبره الخوري واهياً بما أنّ الأسباب التي أدت بهؤلاء إلى عدم المشاركة غير واضحة، كما أنه من غير المؤكد أنهم من مؤيّدي الثورة.

في المقابل، أشار الخوري إلى النجاحات التي حققّتها مقاطعة الانتخابات بين العامين 1992 و2005: صدور القرار 1559؛ إخراج الجيش السوري من لبنان؛ عودة العماد ميشال عون من المنفى؛ خروج رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع من السجن... فيما انتخابات سنوات 2005 و2009، وعمليتا التجديد في عامي 2013 و 2018، وانتخابات 2018 أسفرت عن إفلاس لبنان وتفجير عاصمته!

وفي سياق تصويب النظرة إلى الثوّار، إعتبر الخوري أنّ "الذي يحرق دولاب ويسكّر طريق" هو الثائر الفعليّ، ولولاه لما تمهّدت الطريق أمام "الطاحشين المطالبين بانتخابات مبكّرة"، مندّداً بأداء بعض "الإنتليجنسيا" و"المستقيلين" من النوّاب الذين يدّعون الثورة فيما هم مُهَرْوِلون باتجاه الإنتخابات المقبلة. كما أبدى تمسّكه بشعار "كلّن يعني كلّن" حفاظاً على ديمومة الثورة ومصداقيتها، خلافاً لمحاولات البعض المفاضَلة بين أركان المنظومة الحاكمة لحسابات سياسية.

وخصّ الخوري الللبنانيين الموجودين في واشنطن بمطلب محدّد: وقف إرسال Fresh Dollars إلى لبنان لأنّ هذا الأمر يمدّد عمر الأزمة فيما المطلوب إستثمار يعيد بناء اقتصاد الوطن. وإذ أشار إلى عدم احتلال لبنان مكانة محورية في السياسىة الخارجية الأميركية، طالب الإدارة الأميركية بالكف عن تلزيم لبنان لأطراف إقليمية كجائزة ترضية.

ختاماً، حدّد الخوري أولويات واضحة لإخراج لبنان من وضعه المتأزم:

*تقويض حزب الله وإنهاء الإحتلال الإيراني للبنان وإجبارهما على دفع تعويضات للبنان لقاء الخسائر التي ألحقوها به.

*منع أركان المنظومة الحاكمة من المشاركة في أيّ حلّ مرتقب وإفساح المجال للنخب من مفكّرين وفلاسفة.

*إلزام المصارف بدفع فوائد للمودعين لقاء أموالهم المحتجزة لديها، بانتظار الوقت المناسب لاسترجاع هذه الأموال. وبهذا الخصوص، على البنوك تصفية موجوداتها التي تفوق قيمتها ودائع الناس بـ 100 مليار دولار، وإعادة الودائع لأصحابها.

تقديم رجال دولة، لا مجرّد سياسيين، لاستلام مقاليد الحكم بعد نهوض لبنان.

 *مساهمة المغتربين بشكل فعّال في نهوض لبنان، وذلك عن طريق الاستثمار وليس الهبات...

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ربنا يكون مع الحق يلي سيد امونيوم هو نقيضه وعدوه رقم واحد

الياس بجاني/25 حزيران/2021

قال سيد أمونيوم رداً على صديقه جبران بأنه مع الحق حكوماً وليس حيادياً. الله يساعد هالحق الذي هو يذبحه مع ملاليه وعصابته ع مدار الساعة

 

أنت في حزب لبناني: إذاً أنت إنسان آلي يتم التحكم بك بريموت كونترول

الياس بجاني/25 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/91837/91837/

ترى هل في لبنان أحزاب بمعايير ومفاهيم أحزاب الدول الغربية والديمقراطية حيث مبدأ تداول مواقع السلطة والشفافية المالية والانتخابات والمحاسبة والقوانين المؤسساتية الضابطة والأهداف العلنية إضافة إلى قيم وأسس احترام العقل والعلم والحرية والمنطق وخدمة الوطن وليس الأفراد أو الدول الأجنبية أو الجماعات الجهادية؟ بالطبع لا، وما تسمى أحزاب في لبنان جميعها، ودون أية استثناءات هي إما شركات تجارية وعائلية، أو جهادية ووكيلة لمرجعيات أو دول أجنبية.

 

مع احتلال حزب الله وشياطينه فالج لا تعالج

الياس بجاني/22 حزيران/2021

لا حلول في أي مجال معيشي صحي أمني حكومي انتخابي بظل احتلال حزب الله السرطان ومن يتعامى عن هذه الحقيقة هو إما ذمي أو عميل للحزب.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 163 إصابة و4 وفيات

وزارة الصحة العامة/25 حزيران/2021

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 163 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” في لبنان، ما يرفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 544165. كما أعلنت تسجيل 4 حالات وفاة جديدة بالفيروس ترفع الحصيلة الإجمالية للمتوفين إلى 7839.

 

لئلا ننسى اهم عامود من اعمدة المقاومة ...الايمان بلبنان. الحرب ليست على الكيان اللبناني بل على هوية لبنان وتحديدها.

نقلاً عن صفحة ادمون الشدياق/25 حزيران/2021

بس للتذكير ... منعاً للإحباط وما حدن ياخدكم بالعرض. لبنان بلش مع بدء الحضارة، أثر بمسار الحضارة، ولح يضل مصدر للحضارة بشرق الهمجيات والعالم.  اسم لبنان ذكر (كلبنان) في ألواح إيبلا (بعدها قيد الترجمة، ما خلصت كلها)، ويعود لمنتصف الألف الثالث (2500 ق.م.). اسم لبنان ذكر ايضاً (كلبنان) في ملحمة جلجامش اي في القرن التاسع عشر قبل الميلاد. ورد اسم لبنان في الكتاب المقدس ٧٠ مرة، والأرز ٧٥ مرة، ومدينة صور ٥٩ مرة، وصيدا وصيدوني ٥٠ مرة. ذكر الكتاب المقدس نحو ٣٥ مدينة وقرية، و١٠ مناطق تقع جميعها في لبنان. وتحدث عن ١٠ شخصيات لرجال ونساء من لبنان.  لبنان يستحق أن نناضل من أجله وان نعرف تاريخه وان نحافظ على حريته وان نكون جزء من مستقبله.

 

شيا: للتخلص من الفساد في “الطاقة”… والنفط الإيراني ليس حلًا

مواقع الكترونية لبنانية/25 حزيران/2021

أعلنت السفير الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا أنها “زارت واشنطن منذ أسبوع تقريبًا، والتقت كبار المسؤولين الذين يحرصون على لبنان بشدّة، ولاحظت في كلامهم مدى خطورة الوضع أكثر ممّا تلاحظه في بيروت”. وقالت في حديث لـ”الجديد”: “يعيش المسؤولون حياتهم هنا بشكل طبيعي، لذا لا أعلم ما إذا يجب علينا إلقاء اللوم على حزب معيّن، لكن يمكنني القول إنّ البلد بأمسّ الحاجة إلى حكومة متمكّنة تمامًا تلتزم بإجراء الإصلاحات”.

ودعت لـ”تشكيل حكومة ووقف هذا النزيف والبدء بتحقيق استقرار اقتصادي والمساعدة على إصلاح الاقتصاد لكي يتمكّن اللبنانيون من تأمين لقمة عيشهم”.

وتابعت: “أدرك أنّ اللوم يقع على أكثر من حزب واحد لكنّ حجم المسؤولية يختلف من جهة إلى أخرى واللبنانيون أجدر منّي بالإجابة عن من يعطل لكن أعتقد أن هذا الأمر واضح”.

وأكدت أنها “مع الرؤية التي عبّر عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما قال إنّ ما يحتاجه لبنان فعلاً هو حكومة مَهمّة”. وأضافت: ” حكومة المَهمّة التي تحدث عنها ماكرون في ذلك الوقت تركّز على معالجة تداعيات الانفجار والتصدي لوباء كورونا والبدء بتنفيذ بعض الإصلاحات الرئيسية الضرورية لإحداث استقرار اقتصادي واستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”.

ورأت أن “الحكومة المتمكّنة أيًا كانت يجب أن تبدأ بالتحضير للإنتخابات المقرّر إجراؤها في غضون أقل من السنة”. ووعن الثلث المعطل قالت شيا: “لا أعلم ما هو دافع وراء الثلث المعطل وقد سمعت إداعاءات بأنّ لا أحد يسعى إليه وإن كان ذلك صحيحًا فهو رائع لكن حين أقوم بالحسابات غالبًا ما أتوصّل إلى هذا “الرقم السحري”، ولفتت إلى أن “الثلث المعطل يتعارض مع حكومة المَهمّة ومع الرؤية التي عبر عنها الرئيس ماكرون”.

وأوضحت أن “الولايات المتحدة تنظر إلى أي محاولة لتعطيل الحكومة على أنها معارضة لنوع الحكومة التي يحتاجها لبنان خلال هذه الأزمة”. وعن تقييم عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، قالت: “تعاملت كثيرًا مع فخامة رئيس الجمهورية وهذا دوري كسفيرة فهو رئيس دولتكم لكن سأترك هذا السؤال للشعب اللبناني لكي يقيم أدائه. وأردفت: “أتعامل مع قائد الجيش جوزيف عون بمنصبه الحالي ولا أمتلك أي رأي عمّا إذا من الممكن أن يكون مرشحًا مناسباً لرئاسة الجمهورية لكنّه شريك جيد لنا في منصبه الحالي كقائد للجيش”.

وقالت: “استثمرنا 2.2 مليار دولار في الجيش اللبناني خلال السنوات العشرة الماضية وأعتقد أنّ الاستثمار الذي قمنا به مهم ونحن نفتخر بهذا الاستثمار”. وعن معاناة الجيش، قالت: “أعلم أنّ الكثير من جنود الجيش اللبناني يعانون فعلاً في هذه الأوضاع الإقتصادية العصيبة لذا يقع على عاتقنا وعاتق المستثمرين الأخرين محاولة مساعدتهم خلال هذه الأزمة الاقتصادية”.

وأعلنت أننا “سنضاعف المساعدات المقدمة للجيش اللبناني لهذا العام بـ15 مليون دولار من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي التابع لوزارة الخارجيّة وبالتالي سنستثمر في 120 مليون دولار مع شركائنا في المعدّات والتدريب”. وأضافت: “سألت جميع زملائي في واشنطن عن الصلاحيات القانونية التي تخولنا مساعدة الجيش اللبناني والجنود على نحو خاص وقدّمنا حوالي 59 مليون دولار من المبالغ المسدّدة لتغطية النفقات التي تكبدّها الجيش اللبناني لتعزيز أمن الحدود”. وعن تفريغ شحنات نفط إيرانيّة في مرفأ بيروت، اعتبرت أن “هذا ليس حلاً بالفعل وإن تخلّصتم من الفساد المستشري في قطاعي الطاقة والكهرباء فستُحلّ نصف المشكلة على الفور”. ولفتت إلى أن “ما تتطلّع إليه إيران هو نوع من دولة تابعة يمكنها أن تستغلّها لتنفيذ جدول أعمالها وتتوفّر حلول أفضل بكثير من اللجوء إلى إيران”.

 

تعاونٌ أميركيّ - فرنسيّ لبنانيّاً: لإنهاء المأساة

أم تي في/25 حزيران/2021

قال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، خلال استقباله نظيره الاميركي انطوني بليكن في باريس: "قررنا التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص أزمة لبنان ونعرف من هم الذين يتسببون بالأزمة". وأضاف "يجب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة التي تعيشها بلادهم".

من جهته، قال بلينكن: "ناقشت مع لودريان الأزمة في لبنان والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية". وأضاف "نبحث عن قيادة حقيقية في لبنان لمساعدته". وأردف "فرنسا حليف تاريخي وسنعيد الشراكة معها ويجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين".

 

مؤتمر صحافي في الفاتيكان عرض برنامج لقاء الأول من تموز

الجمعة 25 حزيران 2021

وطنية - الفاتيكان - عقد في حاضرة الفاتيكان منذ قليل، مؤتمر صحافي عن لبنان، شارك فيه امين السر في حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، وزير خارجية الفاتيكان المطران بياترو كاليغر. وكان عرض لبرنامج اللقاء في 1 تموز مع الطوائف المسيحية العشرة في لبنان بالاضافة إلى الرهبانيات الموجودة في روما وفي ختام اللقاء كلمة لقداسة البابا. وأكد المسؤولون الثلاثة "أهمية اللقاء الذي سوف لا يقتصر على الصلاة بل ستتبعه سلسلة من المبادرات التضامنية". وأكد كاليغر ردا على سؤال لمندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عما اذا كان بإمكان الفاتيكان مساعدة لبنان بمفرده، للخروج من أزمته، أن "الفاتيكان ليس بمقدوره لوحده مساعدة لبنان لذلك يرى أنه على الأسرة الدولية كلها أن تقف إلى جانب هذا البلد. أردنا، من لقاء الاول من تموز، تكوين رؤية مشتركة مع رؤساء الطوائف ليكون لدينا وضوح في الرؤية ولنتحرك كما يجب".

 

هل تطير الانتخابات النيابية؟

المركزية/الجمعة 25 حزيران 2021

تشدّد العواصم الكبرى كلّها، على ضرورة احترام الآجال الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وهي تبلغ اهلَ المنظومة عبر موفديها الى بيروت، ان الاستحقاق يجب ان يحصل في ايار المقبل. آخرُ النداءات في هذا الشأن، نقله الى لبنان مسؤولُ السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الذي قال من قصر بعبدا اثر لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "على الانتخابات النيابية المتوقعة في 2022 أن تحصل في موعدها من دون أي تأجيل ومستعدون لإرسال لجنة مراقبة، في حال طلب منا ذلك، لمراقبة الانتخابات والتأكد من انها تتم بشفافية"... قبله باسابيع، كانت مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان تعرب عن اساها إزاء استمرار الجمود السياسي في عملية تشكيل الحكومة، داعية القادة اللبنانيين الى تنحية خلافاتهم جانباً من أجل المصلحة الوطنية وألا يتأخروا أكثر من ذلك في تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على الاصلاح، مشددة في الوقت عينه على اجراء الانتخابات في مواعيدها حفاظا على ديموقراطية لبنان في سياق أزمته المستمرة، وقد حثّت جميع السلطات اللبنانية المعنية على البدء بالأعمال التحضيرية في الوقت المناسب وفقًا للجدول الزمني المحدد للانتخابات. وما بين الموقفين، كانت الامم المتحدة على لسان ممثلتها في بيروت تصرّ ايضا على أولوية اجراء الاستحقاق النيابي في موعده. ومع ان رئيس الجمهورية اكد مرارا في الاسابيع الماضية، أمام زواره وفي احاديثه الصحافية، ان "الاستحقاقات الانتخابية النيابية والبلدية في عام 2022 ستجري في موعدها"، الا ان مصادر سياسية معارضة تشير لـ"المركزية"، الى ان انذارات المجتمع الدولي المبكرة هذه، تبدو مبرّرة ومشروعة، في ظل معلومات تصل اليه عن محاولات اركان المنظومة لتطيير الانتخابات، المعوَّل عليها لتكون المدخل الى التغيير السياسي الشامل في بيروت، والمحطة التي منها سينطلق رسميا قطار اخراج لبنان من مأساته الاقتصادية والمالية والمعيشية... ووفق المصادر، مساعي نسف الانتخابات ستشتدَ في المرحلة المقبلة، وكلّما اقتربنا من ايار 2022، الموعد المفترض لها، خاصة اذا لم يشعر اهلُ السلطة ان نتائج الصناديق ستصبّ في صالحهم. الثنائي الشيعي مرتاح الى وضعه، تتابع المصادر، الا ان حزب الله يريد ان يضمن إمساكه بأكثرية مريحة في البرلمان تطمئنه الى استمرار امساكه بورقة رئاسة الجمهورية اصالح مرشح 8 اذار، وان يبقى يتمتّع ايضا بالغطاء المسيحي الذي يؤمّنه له اليوم التيار الوطني الحر. اي ان الحزب يريد  لحلفائه، مسيحيين وسنّة ودروزا، ان يحصدوا سكورات جيدة في الانتخابات... وهو الامر الذي يريده طبعا هؤلاء ايضا... فهل هذه الاهداف مضمونة في ظل تصاعد كتلة مؤيّدي المجتمع المدني والقوى الثورية، من جهة، وتراجُع شعبيّة "البرتقالي" ورئيسه النائب جبران باسيل، من جهة ثانية؟ قطعا لا، تجيب المصادر.

من هنا، من غير المستبعد ان تُفتَح في قابل الايام، اوراقُ قانون الانتخاب العتيد، مجددا على طاولة البحث، بدفعٍ من رئيس مجلس النواب نبيه بري، غير الراضي على القانون الحالي منذ ان ابصر النور. ووفق المصادر، قد يُصار ايضا الى رمي اقتراحاتٍ من قَبيل خفض سن الاقتراع او رفع عدد الاصوات التفضيلية ليصبح 2 بدلا من 1 أو التخلّي عن فكرة اقتراع المغتربين، من ضمن حملةٍ "بريئة" في الشكل تحت شعار "تأمين التمثيل الاصحّ والافضل"، لكن "شرّيرة" في المضمون، هدفُها الحقيقي تطييرُ الاستحقاق (لأن اقرار اي قانون جديد سيحتاج اشهرا اضافية) او "تدجينُه" عبر تفصيل قانونٍ على قياس مصالح احزاب السلطة، علما ان فريق 8 اذار يتحدث عن ان لا فراغ في السلطة وهو لن يتنازل عن غالبيته قبل ان تتضح صورة التسويات الاقليمية والدولية. القوى الدولية والاممية، تماما كما الصرح البطريركي والاحزاب المعارِضة والتيارات الثوريّة، حذّرت سلفا المنظومةَ من "دعسة ناقصة" كهذه.. لكن مع الاخيرة، أثبتتِ التجارب ان لا النداءات ولا التنبيهات ولا التظاهرات والثورات، تنفع. واذا لم تطمئن بالَها الى انها عائدة الى البرلمان، وربّما ايضا الى بعبدا، فإن ضربَها الاستحقاقَ الدستوري عرض الحائط واردٌ وواردٌ جدا، تختم المصادر..

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/6/2021

وطنية/الجمعة 25 حزيران 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

وافق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على إعتماد صفيحة البنزين بـ 3900 ليرة

وهذا من شأنه أن يعالج أزمة البنزين.

يبقى المازوت مادة مؤثرة في الأعمال وفي الكهرباء وينتظر أن يكون لها حل كذلك.

الخبر بدوره يتجه الى رفع سعر ربطة الرغيف بدعوة من نقابة أصحاب الأفران.

وفي الأزمات أيضا أرجأ وزير التربية دفع الأقساط المدرسية الى آخر شهر آب.

وقبل الدخول في التفاصيل لا بد من الإشارة الى موقف لافت لوزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الذي لفت الى الإتفاق على التعاون مع الولايات المتحدة في شأن أزمة لبنان. وقال: يجب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة.

أما وزير الخارجية الأميركية فقال إن الشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية الحاكمة.

إذا إجماع فرنسي - أميركي على معاقبة المنظومة الحاكمة بحسب تعبير لودريان وبلينكن.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون" nbn "

المسكنات قد تخفف من الألم ولكنها ليست علاجا فيه الشفاء وبداية العلاج لا بد أن يبدأ من تأليف الحكومة وكل ما عدا ذلك عبثا تحاولون.

الدولار تجاوز في السوق السوداء ستة عشر ألف ليرة... فيما شح المحروقات الذي يترجم طوابير بنزين امام المحطات وعتمة مازوت مفقود في المولدات الخاصة دفعت الناس التي تتألم لتعبر عن جوعها ووجعها في الشارع مجددا... وما توقيع قرار استيراد النفط وفق سعر 3900 سوى حبة مسكن لن تدوم فعاليتها طويلا.

وسط كل هذه الأجواء وفيما تنتظر مبادرة لبنان التجاوب أعلن وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان ان باريس وواشنطن ستتحركان معا للضغط على المسؤولين عن عرقلة حل الأزمة في لبنان وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن: نعلم من هم هؤلاء.

إلى ذلك أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معلنا ان لبنان غير حاضر في أي من المفاوضات التي تحصل لا في فيينا ولا بين طهران والرياض وهو لا يقدم ولا يؤخر فيها.

وفي الموضوع الحكومي أشار السيد نصرالله إلى أن ‏المبادرة التي قام بها الرئيس نبيه بري وما زال يقوم بها أدت مع الأطراف المختلفة للوصول الى نقطة مهمة، وهي الاتفاق على عدد وزراء الحكومة أي 24 وزيرا وعلى توزيع الحقائب كأعداد على الاحزاب والطوائف، ‏نافيا ما تم ترويجه حول الاتفاق على ثلاث ثمانات ما أحدث التباسا لدىبعض الأصدقاء وكأنها شكل من أشكال المثالثة وقال: لم نفكر أبدا في الطائفة الشيعية بالمثالثة ولم نطرحها بل غيرنا طرحها علينا ولم نقبل بها.

أما في موضوع الثلث المعطل فأكد نصرالله ان الحزب يتفهم رفض أطراف ان يكون لجهة واحدة ثلث معطل او ثلث ضامن وهذا حق لافتا في شأن آخر إلى أن باسيل استعان به كصديق وهو استعان بالرئيس بري كصديق وهذا الاطار هو الاطار الوحيد المنطقي والطبيعي الذي يمكن من خلاله الوصول الى نتيجة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

أهل المنظومة تنكروا للبنان وحولوه، قسم منهم إلى مربع يصدر الأمن ويستورد اللا أمن، وقسم آخر حوله إلى كونتوار للسمسرات والتهريب، والفساد وسوء الإدارة والتنفيعات والتوريث السياسي والإتجار بالطائفية والبشر، حتى انهارت الجمهورية وجاع البشر.

لكن لبنان في عيون قسم كبير من أبنائه وفي عيون الدول الصديقة يبدو نابضا بالحياة، وما يمر هو غيمة سوداء لا بد سترحل مهما كبرت ظلالها وطال مكوثها في سمائه.

من الآن وحتى الأول من تموز موعد اليوم اللبناني الذي دعا إليه البابا فرنسيس في الفاتيكان، دبلوماسية الدول المؤثرة على تواصل في الكواليس وفي العلن لإنقاذ لبنان من خاطفيه بدءا بالقيمين على شؤونه.

فقد شهد الفاتيكان اليوم نشاطا غير مسبوق خصص للبنان إذ اجتمع وزير الخارجية الكاردينال غالاغر، ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري، وأمين سر الدولة بييترو بارولين بإيعاز من قداسة البابا، وقد أعلن الكاردينال غالاغر إثر الاجتماع ليس في مقدور الفاتيكان وحده مساعدة لبنان، وعلى الأسرة الدولية الوقوف إلى جانب هذا البلد".

النداء الصادر من القلب سرعان ما عبر الألب ووصل إلى باريس حيث كان وزيرا خارجية الولايات المتحدة وفرنسا بلينكن ولودريان مجتمعين، وقد خصصا حيزا واسعا من لقائهما للشأن اللبناني المأزوم.

وقد عبر الرجلان بقساوة عن رأيهما في الطبقة السياسية إذ أكدا أن باريس وواشنطن تتعاونان من أجل إيجاد الحلول الإنقاذية للوضع في لبنان، وقالاها صراحة، نحن نعرف المتسببين بالأزمة، والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية ولوحا بعقوبات قريبة على أركان المنظومة.

في المقلب اللبناني، انطلقت عملية التصفية النهائية للاحتياط الالزامي عبر إطلاق البطاقة التمويلية وتخفيف دعم المحروقات، وقد حظيت العملية بتوقيع رئيس حكومة التصريف حسان دياب.

كل هذا الانحراف الجنائي الجرمي أسهل على المنطومة من تشكيل حكومة تضع حدا لما نعانيه، فيما المستشفيات والأفران والسوبرماركات تغلق أبوابها.

في السياق الحكومي، السيد حسن نصرالله الذي وصلته مناشدة جبران باسيل وتحكيمه إياه وقبوله بما يقبل به لإيجاد الحل، أجابه بأنه لبى النداء وهو يعمل على الحلحلة من دون أن يضع سقفا زمنيا لمسعاه.

وكان نصرالله مهد للاجابة بتصحيح متعال لأمرين: الأول، أنه ليس حكما، مبطنا أنه لا يريد إحراج الرئيس بري، والثاني أن أحدا في لبنان لا حليفا ولا خصما يرضى و يسلم بما يرضى ويريده حزب الله للبنان.

والسيد بهذا الكلام حسم أن لا حلفاء له في لبنان بل مقاطعجية، والأخطر أن ما يخبئه الحزب للبنان هو غير ما يظهره في يومياته السياسية، التي يعتبرها مرحلية، و تسقط عندما ينضج مشروعه الكبير المنتظر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

الحدث الأول اليوم، كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي أعلن فيها أنه سيلبي دعوة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، فنحن حليف وصديق، وسندافع عن حقوق كل لبناني، وهذا من واجباتنا، كما قال.

نصرالله الذي ذكر بالموقف من المثالثة، معتبرا أن تعبير الثمانات الثلاث غير صحيح، أعلن تقديم أفكار جديدة لمعالجة بقية النقاط العالقة في ملف تشكيل الحكومة، بما يرضي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، اللذين يوقعان مرسوم التشكيل، مذكرا ردا على اتهام حزب الله بالوقوف على الحياد في ملف تشكيل الحكومة، بالمواقف التي أطلقها رفضا للمس بصلاحية رئاسة الجمهورية في عملية التأليف، أو لأي انتقاص من الحقوق.

وفي سياق آخر، أوضح نصرالله موقف حزب الله من الدعم الأميركي للجيش، كما تطرق إلى موضوع رفع الدعم الذي سنصل إليه عاجلا أو آجلا، بقرار أو من دون قرارن مقترحا تشكيل لجنة من القوى السياسية التي شاركت في الحكومات السابقة لتحمل مسؤولية هذا الموضوع، حتى لا تلقى على جهة واحدة.

أما في موضوع استيراد البنزين والمازوت من إيران، فأعلن الأمين العام لحزب الله أن المقدمات اللوجستية للموضوع أنجزت، لكنه دعا الدولة الى تحمل مسؤولياتها لحل الموضوع قبل الوصول الى هذا الخيار.

غير أن الحديث الثاني اليوم، فجاء من باريس، حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أن باريس وواشنطن ستتحركان معا للضغط على المسؤولين عن الأزمة التي يغرق فيها لبنان منذ أشهر، مضيفا: نحن نعرف من هم.

ولفت لودريان الى ان فرنسا والولايات المتحدة تلاحظان معا المأساة التي يمكن أن تحصل في حال تفتت لبنان أو زال، وأضاف “قررنا أن نتحرك معا للضغط على المسؤولين.

وكشف لودريان أنه وبلينكن يتشاركان التقييم نفسه للوضع بشأن الانهيار المأسوي للبنان، منتقدا القادة السياسين، وعجزهم عن مواجهة أدنى تحد أو الشروع بأدنى عمل لإنهاض البلد.

أما بلينكن، فذكر من جهته أنه تمت مناقشة الأزمة الاقتصادية في لبنان، مجددا التأكيد أن فرنسا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي مستعدون لمساعدة لبنان، ومشددا على إنهاء معاناة اللبنانيين المستمرة منذ سنة ونصف السنة، منوها بأن اللبنانيين يطالبون بإنهاء الفساد الذي يمارسه السياسيون.

في كل الأحوال، كيف سيترجم الحدثان على الملف الحكومي؟ الايام المقبلة كفيلة بالجواب.

وفي الانتظار، المواجهة مستمرة بين الناس والازمات المعيشية التي تتكاثر يوما بعد يوم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

بعد ستة أيام على طلب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الإستعانة بصديق يكون السيد حسن نصرالله، للمساعدة في تشكيل الحكومة، أعلن السيد نصرالله أنه سيلبي دعوة "الصديق" جبران باسيل، كما وصفه، لكن ما ركز عليه السيد نصرالله هو دور الرئيس بري الذي كان باسيل قد وصفه بأنه وسيط غير نزيه.

إذا ستعود محركات التاليف إلى الدوران وفق الآلية التي كانت معتمدة سابقا، اي "آلية المعاونين": باسيل، حسين خليل ووفيق صفا وعلي حسن خليل.

لكن السؤال هنا: ما لم تحققه هذه الآلية في السابق، كيف لها أن تحققه اليوم؟ هل من معطيات جديدة، أم أن الإستعانة بالصديق نصرالله تعني أن الفشل ممنوع؟

الطرف الآخر في المعادلة، الرئيس المكلف سعد الحريري، مازال على صمته، وما زال في الخارج منذ السبت الفائت، فهل تكون العودة مؤشرا إلى أن المحركات قد عاودت عملها؟

في الإنتظار البلد غارق في الطوابير، صحيح ان أموال دعم البنزين ستسلك طريقها إلى التنفيذ من أموال، أو ما تبقى من أموال المودعين في مصرف لبنان، بعدما أرجأ الرئيس حسان دياب توقيعه إلى قبل ظهر اليوم، لكن الصحيح ايضا ان الطوابير مازالت على حالها، ربما للافادة من السعر الحالي قبل ان يقفز هذا السعر.

مع ذلك، يبقى التهريب شغالا، والتهريب ابتكار وفنون!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

لا يطفئ لهب الغضب والانفعال، الا الحكمة ورقي القول ووضوح الافعال.

وبها وبسمو القيادة اطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله فاتحا نوافذ للحلول، ان في السياسة او الاقتصاد، او البحث عما يخفف هموم الناس.

بالوعد الصادق أكد السيد نصر الله انجاز كل المقدمات الادارية واللوجستية للمجيء بالبانزين والمازوت من ايران، ومتى عجزت الدولة او قصرت عن تأمينهما فان حزب الله سيبدأ بالاستيراد مهما كلف الثمن.

فالحزب مستعد ليفعل اي شيء ليبقى مجتمعنا بعزة وكرامة أكد الامين العام لحزب الله، داعيا كل جهة لبنانية للاستفادة من صداقاتها لمصلحة الشعب اللبناني بدل تفرغ البعض للنق وقطع الطرقات امام الحلول المقترحة.

وان كانت المرحلة صعبة فعلى الناس الانتباه، وعدم الانجرار الى سجالات او اشكالات – كما ناشدهم الامين العام لحزب الله – فوأد الفتنة اولى من اي شيء آخر، ونعمة السلم الاهلي والمجتمعي غالية، ومن قدم الشهداء يعرف غلاوة الوطن اكثر من غيره.

وكما الوضوح مع الناس، هو الوضوح في غير ذلك من الملفات، فحزب الله ليس على الحياد بالملف الحكومي، أكد السيد نصر الله، بل مع الحق ولن يخذله، وحريص على حقوق الجميع.

وبعد الشكر للوزير جبران باسيل على ثقته ومحبته، والمعرفة الاكيدة انه لم يكن يقصد الايقاع بين حزب الله وحركة امل لانه اذكى من ذلك، اكد السيد نصر الله انه سيلبي دعوة باسيل كصديق، وتم اللقاء معه من خلال موفدين من حزب الله وستكون لقاءات مع الرئيس نبيه بري ايضا، وهناك امور تم انجازها وامور لا تزال عالقة، وحزب الله يمكن ان يقدم افكارا جديدة، والعمل مع الاصدقاء والحلفاء لايجاد مخارج حكومية.

سنبذل اقصى جهد أكد السيد نصر الله، وما نشاهده من معاناة الناس يجب ان يكون حافزا وضاغطا اخلاقيا ونفسيا لايجاد الحلول.

اما محاولات التحريض الاميركية للجيش اللبناني وعليه، فقد ابطلها السيد نصر الله داعيا الى دعم الجيش لو اميركيا، معتبرا انه الضمانة الحقيقية للامن والاستقرار ووحدة لبنان، وهو جزء اساسي من معادلة القوة الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

على زمن رفع الدعم استخدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاحتياط الإلزامي السياسي، وفتح اعتمادا لدعم رئيس التيار جبران باسيل وفق القاعدة الاثني عشرية حكوميا. لست حكما.

لكن: نعم قبلت لم "يدوبل" نصرالله على الصديق الأول نبيه بري، لكنه أدرج مساعدة حزب الله في المسار نفسه المتبع من قبل الثنائي، ورأى أن باسيل أذكى من أن يقدم على خطوة الإيقاع بين الحزب والحركة، ودافع عن رئيس التيار في طلب المساعدة، منتقدا التكفير السياسي واللغة الطائفية والعنصرية البغيضة التي قامت في وجهه على طريقة "داحس والغبراء".

وأعلن نصرالله أن الحزب بدأ تلبية دعوة باسيل، لكنه كرر موقفه السابق الذي يتفهم من خلاله رفض الرئيس المكلف الثلث المعطل، ونفى الأمين العام لحزب الله وجود "تلات ثمانات" في الصيغة المقترحة، وقال إننا لم نطالب بها يوما مؤيدا حق رئيس الجمهورية بالشراكة في التأليف، قائلا: "حيث يكون الحق كنا وسنكون ونحن حريصون على حقوق الجميع".

وإذ شن حربا على اتهامهم بالمثالثة فإن نصرالله لم يسم جبران باسيل كمرجعية سياسية شبه وحيدة تخوفت من المثالثة، وأفردت لها مساحة في مؤتمره الصحافي الاخير، وفي ما خلا إعلانه عن استمرار التفاوض الحكومي والاتفاق على صيغة الأربعة والعشرين وزيرا وتوزيع الحقائب، فإن الامين العام لحزب الله لم يكشف عن "محاصيل" الوساطة أو قرب التفاوض من التوافق على تأليف الحكومة وما كشفه عن رفع الدعم كان اقرب الى الامر الواقع.

لكنه دعا المزايدين في موضوع طلب الدعم من ايران وحتى نتجنب العقوبات أن يشكلوا وفدا ويذهبوا الى دول الخليج طلبا للنفط وسنكون نحن أول المؤيدين وسألهم: "ليش واقفين بس عم تتفرجوا على اذلال الناس والحوادث الدامية اعملوا شي" فنحن نحاول ونعمل ومستعدين أن نشتغل في اخرتنا بالبنزين والمازوت لا بل مستعدين ان نعمل "زبالين" عند اهلنا، لكن أنتم تسكنون في برجكم العاجي وتخونون ولا تحركون ساكنا ولا تشعرون بجوع الناس.

وعن المساعدة الاميركية للجيش اللبناني رأى نصرالله أن تبرير الدعم اللوجسيتي للمؤسسة العسكرية هو من باب المواجهة من حزب الله، لكنه لزم التحريض الاميركي لوسائل الإعلام الأميركية ولم يفتح جبهات مع الادارة السياسية، وعلى هذا الدعم قالت السفيرة الأميركية دورثي شيا للجديد إن الاستثمار الذي قامت به الولايات المتحدة في الجيش اللبناني مهم وقد استثمرنا بمليارين ومئتي مليون دولار في السنوات العشر الماضية، واضافت: أعلم أن كثيرا من جنود الجيش يعانون فعلا الأوضاع الاقتصادية العصيبة لذا يقع علينا عاتق مساعدتهم وسنضاعف هذه المساعدات هذا العام بخمسة عشر مليون دولار من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي التابع لوزارة الخارجية.

وبالتالي سنستثمر بمئة وعشرين مليون دولار مع شركائنا، ليشمل المعدات والتدريب وكشفت عن تسعة وخمسين مليونا من المبالغ المسددة وصلت حساباتها هذا الأسبوع وأجرت السفيرة الأميركية حساباتها الحكومية في الثلث المعطل وقالت: لا اعلم ما الدوافع وراء الثلث المعطل, وقد سمعت ادعاءات بأن ما من أحد يريده لكن حين اقوم بحساباتي غالبا ما اتوصل الى هذا الرقم السحري وقد تكون حساباتي خاطئة واشارت الى أن الثلث المعطل يتعارض ورؤية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

أي حكومة المهمة هذه الرؤية التي جمعت حزب الله والسفيرة الاميركية على رفض ثلث معطل.. فإنها ايضا وحدت فرنسا واميركا على تأكيد نيتهما التعاون من أجل إنهاء المأساة التي يعيشها اللبنانيون، فقد التقى وزيرا خارجية البلدين جان إيف لودريان وأنطوني بلينكن في باريس على ازمة لبنان وأكد الوزير الاميركي أن الشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية، مشددا على ضرورة إنهاء معاناة اللبنانيين المستمرة منذ سنة ونصف، وقال إن فرنسا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي مستعدون للمساعدة على التغيير.

لكننا بحاجة إلى قيادة حقيقية في بيروت لا قيادة حقيقة بل قيادات مزيفة تبدأ طلائع إنجازاتها في تطبيق رفع الدعم، قبل ان ننتقل الى ازمة توقف المولدات الكهربائية مع نفاد مخزون المازوت وإذا ما أطفأت المولدات أنوارها فإن اصحاب السوبرماركت بدورهم سيلجأون الى الاقفال لعدم قدرتهم على العمل بلا طاقة كهربائية رديفة العالم يصلي لاجلنا. وبينها صلوات رفعها الفاتيكان اليوم فيما اجهزة لبنان السياسية .. قلبها ليس معنا. وسيوفها علينا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 حزيران 2021

وطنية/الجمعة 25 حزيران 2021

النهار

لوحظ أنّ مواطنين يتابعون مباريات اليورو عبر بطاريات سياراتهم، مثلما كان يحصل في مراحل الحرب، بعد التقنين الذي لجأ إليه أصحاب المولدات وانقطاع التيار بشكل مستمر.

علم أنّ زعيماً سياسياً سيزور بلدات في منطقة الجبل بعد لقاء خلدة غداً السبت، وسيتوّج ذلك بزيارة ولقاء مع مرجعية روحية بارزة.

لوحظ أن وسائل اعلام الثنائي الشيعي "المنار" و"ان بي ان" واذاعات تجنبت الترويج لكلام النائب جبران باسيل أو التعليق عليه أو اعطائه الأهمية اللازمة.

جرت محاولات لاصلاح ذات البين بين زعيم ومسؤول حزبي تم تعيينه في موقع اداري قبل مدة كما كان عيّن سابقاً في مؤسسة كبيرة حيث تقاضى رواتبه وتعويضاته من دون التزام الدوام.

اتصل ضابط بعنصر في قوى الامن لاستدعائه للخدمة فرد العنصر بأنه لا يريد الالتحاق بالسلك مجددا واقفل الهاتف.

اجتماع بين "حزب الله" وحركة "امل" أوصى الناشطين بعدم الدخول في اي سجالات على مواقع التواصل الاجتماعي "مما لا ينتج منه الا خلافات عقيمة بين ابناء البيت الواحد".

بدأت مصارف تمتنع عن سداد الرواتب بالليرة اللبنانية الا بالزام المؤسسات تسديد نسبة معينة من الرواتب للمصرف او توفير الاموال نقداً لمصرف تجنباً لرسوم اضافية.

ناشطون في حركة "أمل" ينظمون حملة اعلامية على "حزب الله" والتيار الوطني الحر" معاً في قضية التحقيق مع مدير عام مياه بيروت وجبل لبنان والذي كلف وزير الطاقة موظفا محسوبا على الحزب ترؤس لجنة التحقيق معه.

الجمهورية

يواصل حزب فاعل الدفع لعناصره وتقديم مساعدات لمناصريه بالدولار.

نقل عن قيادي في حزب بارز قوله لنواب من تيار سياسي حليف: مشكلتنا ومشكلتكم أن رئيس تياركم وبعدما فشلت أحلامه الرئاسية قرر أن يمارس السادية السياسية.

قال دبلوماسي أوروبي إنّ المسؤولين يتلهون ويلهون الناس بمئة قضية حياتية يوميا فيما المطلوب واحد وهو توقيع مراسيم الحكومة.

اللواء

وقع إشكال كبير داخل "كتلة قوية" على خلفية تصرفات رئيسها!

تحرص جهة سياسية لمعرفة موقف كتلة من نائب حليف، لجهة وقوفه إلى جانب مرجع على خلاف حاد مع الجهة المعنية.

بات بحكم المؤكد أن حزباً بارزاً، بات قاب قوسين أو أدنى من الإتيان بالبنزين من دولة إقليمية نافذة؟

نداء الوطن

شبّه مرجع مالي التطمينات التي يتم تعميمها حول الوضع المالي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بتلك التطمينات التي سبقت الانهيار تحت عنوان الليرة بخير والقطاع المصرفي متين، وحذر من مفاجأة منتظرة تتمثل بانهيار دراماتيكي لفروع الصندوق.

في مفارقات البطاقة التمويلية التي أقرتها اللجان المشتركة والتي تنص على اعطاء مساعدة بقيمة 93 دولاراً لمن تقل رواتبهم عن مليوني ليرة، سيصبح راتب الموظف الذي يتقاضى مليون وتسعماية الف ليرة ما يوازي ثلاثة ملايين وخمسمائة الف ليرة، في حين ان الموظف الذي يتقاضى مليوني ليرة لن يستفيد من اي مساعدة.

تبين ان المتوجبات على مصرف لبنان من ملف الدعم للتجار توازي 1.4 مليار دولار بينما كلفة الدعم المدفوعة حتى تاريخه هي 15 مليار دولار، وبالتالي فإن تسديد هذه المتوجبات سيكون من الاحتياطي الالزامي من التوظيفات الالزامية للمصارف.

الأنباء

أزمة سيولة جديدة ولكن هذه المرة لا تتعلق بالعملات الأجنبية وتهديد مباشر للرواتب الشهرية.

خط أحمر عريض تم عملياً تجاوزه وعلى هذا الأساس تُتخذ معظم الإجراءات مؤخراً.

البناء

قالت مصادر فلسطينية إن عملية اغتيال الناشط الفلسطيني نزار بنات تمّت لحساب أجهزة الاحتلال لإحباط التحضيرات لشبكة دعم لمواجهة المستوطنين في بيتا والخليل، لكنها كشفت وجود شخصيات في النيابات العامة وعناصر منظمة في الأجهزة الأمنية تعمل بإمرة أجهزة أمن الاحتلال.

شكلت سفارات عربية وأجنبية لجان أزمة وغرف عمليات تبدأ العمل أول الشهر المقبل لمتابعة تطورات غير عادية يتوقع أن يشهدها لبنان ولمواكبة ما يجب فعله بصورة سريعة سواء بخصوص أمن الدبلوماسيّين أو الرعايا واتخاذ القرارات المناسبة إضافة لإخطار عواصمها بالتطورات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جهنّم بدأت تحرق اللبنانيين.. ثورة الجياع والفلتان تقترب!

وكالة الانباء المركزية/25 حزيران/2021

جهنم التي اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذهاب اليها اذا لم.. بدأت نارها تحرق اللبنانيين اللاهثين وراء تحصيل الحد الادنى من مقومات العيش والحياة من حليب وارز وسكر وأدوية ومحروقات فيما اهل الحكم والسلطة مستمرون بمعاركهم الشخصية والكيدية لتحقيق المصالح الذاتية والظرفية من دون الالتفات الى المعاناة الانسانية والاجتماعية للمواطنين الذين يفترشون الساحات والطرقات احتجاجا بدأت رقعته بالاتساع وينذر استمراره وتمدده بالخطورة سيما وان بعضه بدأ يخرج عن السيطرة ويلامس حد التشليح على ما جرى في عكارحيث اقدم عدد من الشبان على الاستيلاء على صهريجي بنزين وشاحنة محملة بعلب الحليب بحجة انها مهربة الى سوريا في حين أن اوراقها الثبوتية كانت تؤكد العكس وانها لتامين حاجة المنطقة . ومع سقوط المبادرات والمساعي المحلية والخارجية الرامية الى تشكيل حكومة تبادر الى تنفيذ الاصلاح وتمهد الطريق لمساعدة لبنان على النهوض من ازمته على ما وعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من جهة واستمرارالمسؤولين في كباشهم المزعوم حول الصلاحيات والحقوق، تستمر الاوضاع الحياتية في التدهور كما الحركات الاحتجاجية في التوسع والتفاقم لتشمل كافة الاراضي اللبنانية حيث تستحيل عندها السيطرة عليها خصوصا اذا ما اتجهت الى  الفلتان الامني وارتدت طابع القوة والعنف على ما حدث في عكار أمس وسابقا لدى اقتحام مسلحين عددا من الصيدليات للحصول على الدواء او الحليب المخصص للاطفال أو امام محطات المحروقات التي تشهد يوميا عمليات أطلاق نار من اسلحة حربية . وتضيف الاوساط صحيح ان القوى العسكرية استطاعت أمس توقيف المرتكبين في عكار والقبض عليهم ولكنها وعلى رغم ما تبذله من جهد وبعد الانهيار الكبير الذي بات في حكم الاكيد والفلتان العام والشامل المتوقع أن يرافقه لن يكون في أمكانها التحكم بمجريات الارض ليس لعدم تمكنها من  ذلك أنما لعدم قدرتها على نشر عسكري وعنصر أمني عند كل مفرق وامام كل محل ومنزل والشواهد على ذلك عديدة في البلدان التي شهدت سقوط الانظمة وعرفت ثورات الجياع .

 

في هذه الحالة… الانتخابات النيابية تطير!

وكالة الانباء المركزية/25 حزيران/2021

تشدّد العواصم الكبرى كلّها، على ضرورة احترام الآجال الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وهي تبلغ اهلَ المنظومة عبر موفديها الى بيروت، ان الاستحقاق يجب ان يحصل في ايار المقبل. آخرُ النداءات في هذا الشأن، نقله الى لبنان مسؤولُ السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الذي قال من قصر بعبدا اثر لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “على الانتخابات النيابية المتوقعة في 2022 أن تحصل في موعدها من دون أي تأجيل ومستعدون لإرسال لجنة مراقبة، في حال طلب منا ذلك، لمراقبة الانتخابات والتأكد من انها تتم بشفافية”… قبله باسابيع، كانت مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان تعرب عن اساها إزاء استمرار الجمود السياسي في عملية تشكيل الحكومة، داعية القادة اللبنانيين الى تنحية خلافاتهم جانباً من أجل المصلحة الوطنية وألا يتأخروا أكثر من ذلك في تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على الاصلاح، مشددة في الوقت عينه على اجراء الانتخابات في مواعيدها حفاظا على ديموقراطية لبنان في سياق أزمته المستمرة، وقد حثّت جميع السلطات اللبنانية المعنية على البدء بالأعمال التحضيرية في الوقت المناسب وفقًا للجدول الزمني المحدد للانتخابات. وما بين الموقفين، كانت الامم المتحدة على لسان ممثلتها في بيروت تصرّ ايضا على أولوية اجراء الاستحقاق النيابي في موعده. ومع ان رئيس الجمهورية اكد مرارا في الاسابيع الماضية، أمام زواره وفي احاديثه الصحافية، ان “الاستحقاقات الانتخابية النيابية والبلدية في عام 2022 ستجري في موعدها”، الا ان مصادر سياسية معارضة تشير لـ”المركزية”، الى ان انذارات المجتمع الدولي المبكرة هذه، تبدو مبرّرة ومشروعة، في ظل معلومات تصل اليه عن محاولات اركان المنظومة لتطيير الانتخابات، المعوَّل عليها لتكون المدخل الى التغيير السياسي الشامل في بيروت، والمحطة التي منها سينطلق رسميا قطار اخراج لبنان من مأساته الاقتصادية والمالية والمعيشية…

ووفق المصادر، مساعي نسف الانتخابات ستشتدَ في المرحلة المقبلة، وكلّما اقتربنا من ايار 2022، الموعد المفترض لها، خاصة اذا لم يشعر اهلُ السلطة ان نتائج الصناديق ستصبّ في صالحهم. الثنائي الشيعي مرتاح الى وضعه، تتابع المصادر، الا ان حزب الله يريد ان يضمن إمساكه بأكثرية مريحة في البرلمان تطمئنه الى استمرار امساكه بورقة رئاسة الجمهورية اصالح مرشح 8 اذار، وان يبقى يتمتّع ايضا بالغطاء المسيحي الذي يؤمّنه له اليوم التيار الوطني الحر. اي ان الحزب يريد  لحلفائه، مسيحيين وسنّة ودروزا، ان يحصدوا سكورات جيدة في الانتخابات… وهو الامر الذي يريده طبعا هؤلاء ايضا… فهل هذه الاهداف مضمونة في ظل تصاعد كتلة مؤيّدي المجتمع المدني والقوى الثورية، من جهة، وتراجُع شعبيّة “البرتقالي” ورئيسه النائب جبران باسيل، من جهة ثانية؟ قطعا لا، تجيب المصادر. من هنا، من غير المستبعد ان تُفتَح في قابل الايام، اوراقُ قانون الانتخاب العتيد، مجددا على طاولة البحث، بدفعٍ من رئيس مجلس النواب نبيه بري، غير الراضي على القانون الحالي منذ ان ابصر النور. ووفق المصادر، قد يُصار ايضا الى رمي اقتراحاتٍ من قَبيل خفض سن الاقتراع او رفع عدد الاصوات التفضيلية ليصبح 2 بدلا من 1 أو التخلّي عن فكرة اقتراع المغتربين، من ضمن حملةٍ “بريئة” في الشكل تحت شعار “تأمين التمثيل الاصحّ والافضل”، لكن “شرّيرة” في المضمون، هدفُها الحقيقي تطييرُ الاستحقاق (لأن اقرار اي قانون جديد سيحتاج اشهرا اضافية) او “تدجينُه” عبر تفصيل قانونٍ على قياس مصالح احزاب السلطة، علما ان فريق 8 اذار يتحدث عن ان لا فراغ في السلطة وهو لن يتنازل عن غالبيته قبل ان تتضح صورة التسويات الاقليمية والدولية. القوى الدولية والاممية، تماما كما الصرح البطريركي والاحزاب المعارِضة والتيارات الثوريّة، حذّرت سلفا المنظومةَ من “دعسة ناقصة” كهذه.. لكن مع الاخيرة، أثبتتِ التجارب ان لا النداءات ولا التنبيهات ولا التظاهرات والثورات، تنفع. واذا لم تطمئن بالَها الى انها عائدة الى البرلمان، وربّما ايضا الى بعبدا، فإن ضربَها الاستحقاقَ الدستوري عرض الحائط واردٌ وواردٌ جدا، تختم المصادر.

 

الهدر في قطاعات الدولة على حاله… هل من يوقفه؟

وكالة الانباء المركزية/25 حزيران/2021

وسط فشلها على كلّ الأصعدة، تنجح الطبقة الحاكمة فقط في هدر مال شعبها وإفقاره بسبب فسادها وحبّها الأعمى للمناصب. إذ إن رغم صعوبة المرحلة التي يمرّ فيها البلد، لا تحرّك ساكناً لتطبيق الحلول المختلفة والجاهزة، بل تبقي الهدر والنفقات غير الضرورية على حالها في كلّ مفاصل الدولة، في الاستشفاء أو التوظيفات أو التلزيمات أو الطاقة، أو السيارات الحكومية، أو الجمعيات…عوض شدّ الأحزمة للحدّ الأقصى والتخفيف قدر الإمكان من تداعيات الأزمة. في الواقع، تكثر الأرقام وتتشعب المجالات التي تعالج مكامن الهدر أو النفقات وتتنوّع بالتوازي مع الحلول السريعة الممكن تطبيقها والمقترحة من قبل الخبراء والاختصاصيين. عن بعض هذه الأرقام يتحدّث الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين لـ “المركزية”، لافتاً إلى أن “القطاع الكهربائي من أكثر القطاعات التي تصرف فيها أموال يمكن توفيرها”، سائلاً “لماذا دعم الكهرباء؟ في حين يمكن وقفه ورفع التعرفة المحدّدة منذ العام 1994 حين كان برميل النفط بـ 15$ أما اليوم فهو بـ 75$. كذلك، ثمن استيراد الفيول 700 مليون دولار ما يوازي 10500 مليار ليرة مقابل فواتير قيمتها 700 مليار ليرة تقريباً ما يعني أن الجباية لا تتخطّى الـ 6 أو الـ 7 في المئة من قيمة الكلفة”. المصاريف غير الضرورية مرتبطة ايضا بالسلك الديبلوماسي، حيث اشار شمس الدين إلى أن “كلفة السفارات في الخارج في حدود 91 مليون دولار، يمكن إغلاق بعضها والتخفيف من العاملين فيها، واستناداً إلى سعر الصرف في السوق السوداء المبلغ هائل إذ يوازي 1365 مليار ليرة”. وتابع “أما كلفة الأبنية الرسمية، فتوازي 250 مليار ليرة. العديد منها غير ضروري وبعضها يمكن دمجه وتقليل عددها إلى النصف تقريباً. ويكبّد القطاع الاستشفائي خزينة الدولة 470 مليار ليرة في حين أن العديد من الخدمات وهمية”. كلّها مبالغ تبذّر مدخّرات اللبنانيين، في حين أن على الدولة إرساء الخطط اللازمة وتطبيقها للحدّ من الفوضى وإعادة النظر في دور القطاع العام وتشديد الرقابة. فهل من يسعى او يريد؟

 

بدأت "الثورة" في ١٧ تشرين، وإنتهت مع إستقالة الحريري.

مروان الأمين/فايسبوك/25 حزيران/2021

الحريري هو الذي أنهى الثورة فعلياً، بإستقالة حكومته فقدت الثورة الهدف التي تصوّب عليه. راحت من بعدها التصويب على "البلوكات الاسمنتية" حول المجلس النيابي والسراي. انتهت "ثورة ١٧ تشرين" ضد منظومة الفساد-السلاح، وبدأت "معركة البلوكات" العبثية. الدفاع عن "معركة البلوكات" من قبل وجوه الثورة ومجموعاتها كان تبريراً للفشل في إيجاد هدف بديل للتصويب عليه بعد حكومة الحريري. "معركة البلوكات" أدت الى انسحاب "ناس ١٧ تشرين" من الشارع. لم يبقَ في شارع "معركة البلوكات" إلا "مجموعات الثورة" وبعض المشاغبين. كان لهم بعض المحاولات اليائسة لإسترجاع "ناس ١٧ تشرين" إلى الشارع من خلال بعض التحركات إلى بعبدا، ولكن too late. أفرزت الثورة الكثير من الوجوه التي ظهرت من خلال الإعلام، معظمهم كانوا عاطفيين، عفويين، شعبويين، لكنها لم تنتج سياسيين خبثاء بما فيه الكفاية للتعامل مع التركيبة اللبنانية التي تحتاج إلى كثيرٍ من "الخبث" لتحقيق الأهداف.

 

وفد فرنسي في بيروت الشهر المقبل.. ماذا عن جدول الأعمال؟

أخبار اليوم/25 حزيران/2021

علمت وكالة "اخبار اليوم" ان ثمة زيارة قيد الاعداد لوفد من مجلس الشيوخ الفرنسي الى لبنان في تموز المقبل، وعلى جدول الاعمال لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين وبحث في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتشكيل الحكومة، وخصوصاً ان ثمة اهتماماً فرنسياً بالاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية للبنان، كما سيكون ثمة تركيز على دعم المدارس الفرنكوفونية. وافادت مصادر دبلوماسية انه كان من المفترض ان تتم الزيارة في بداية العام الحالي، لكن تمّ تأجيلها والاستعاضة عنها في حينه بلقاءات افتراضية. انما تدهور الأوضاع في لبنان وإصرار الشيوخ على القيام بالزيارة قبل فصل الصيف حملهم على تنظيمها فور الإعلان عن رفع الحجر الذي فرض بسبب جائحة كورونا. في المقابل، أكدت المصادر الدبلوماسية ان وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن الذي يزور فرنسا حالياً، سيتطرق الى الملف اللبناني في لقاءاته في باريس، لا سيما مع نظيره الفرنسي

 

"التدقيق الجنائي" ينتظر الاتفاق على كيفية دفع المستحقات

داود رمال/أخبار اليوم/25 حزيران/2021

لا يزال ملف التدقيق الجنائي ضائعا في دهاليز النكايات السياسية والمماطلة المتعمّدة، بدل الاسراع بالمباشرة فيه لاعطاء اشارة الى المجتمع الدولي عن جدية لبنانية في محاربة الفساد، والدخول الى زمن الشفافية والاصلاح. ووفق بورصة التدقيق الجنائي واين وصلت الخطوات العملية على هذا الصعيد، قال مصدر واسع الاطلاع لوكالة "أخبار اليوم" انه "لم يحصل شيء عملي بعد، انما شركة "ألفاريز آند مارسال" وافقت على الاجوبة التي وردت من مصرف لبنان ردا على عشرات الاسئلة التي سبق ووجهتها الى المصرف، ولكنها طلبت زيادة بدل اتعابها استنادا الى توسيع مهمتها في التدقيق والتي لم تعد محصورة في مصرف لبنان". واضاف المصدر: "تم تكليف وزير المال غازي وزني التفاوض مع "الفاريز" حول طلبها رفع بدل اتعابها، والعقبة الوحيدة التي لا زالت قائمة هي ان الشركة تريد ان يكون الدفع نقدا بالعملة الصعبة (الدولار)، لانها تتخوف من حصول تطورات دراماتيكية في لبنان تؤثر سلبا على دفع المبلغ المتفق عليه". واوضح المصدر ان "موضوع الدفع نقدا وليس عبر شيكات مصرفية او غيرها من الوسائل، يحتاج الى قرار في ظل الظروف المالية والنقدية الصعبة جدا التي يمر بها لبنان، لذلك بدأ البحث عن مخارج وصيغ معينة لتمكين الشركة من الحصول على مستحقاتها وفق الالية المقررة في العقد مع وزارة المال، مع ترجيح ان لا يطول الامر وان ينطلق التدقيق قريبا". وأشار المصدر الى ان "لا بد من تسجيل الامور التالية:

اولا: ان من يماطلون في ملف التدقيق الجنائي ويمنعون انطلاقه بشتى الوسائل نجحوا حتى الساعة في نصب الافخاخ ووضع العراقيل.

ثانيا: لقد مرّ حتى يومنا الحاضر اكثر من سنة وثلاثة اشهر على صدور القرار عن مجلس الوزراء بالتدقيق الجنائي من دون دخوله حيز التنفيذ.

ثالثا: لقد مرّ اكثر من ستة اشهر على اقرار وصدور قانون تعليق السرية المصرفية المحددة بسنة، وايضا من دون مباشرة التدقيق".

ولفت المصدر الى ان "كل ذلك يتم تحت مرأى ومسمع القوى السياسية التي لا تتورع عن الزعم بأنها مع مشروع محاربة الفساد وكشف مكامن الهدر والسرقة في مالية الدولة نتيجة ممارسات الحكومات المتعاقبة، وتكاد معظم القوى السياسية تنأى بنفسها عن دعم ملف التدقيق وهي تعمل خلف الستار لتعطيله وعدم انطلاقه". وينقل زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "انه مصمم على المضي في معركة المباشرة بالتدقيق الجنائي ولن يتراجع عنها مهما عظمت التحديات واشتدت الصعوبات، لانها المفتاح في فتح ابواب مغارة الفساد".

 

"الوضع خطير".. هل "يُعمَّم" لقاء خلدة على كامل الوطن؟

لبنان 24/25 حزيران/2021

إلى خلدة، حيث دارة رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" الوزير طلال أرسلان، تتّجه الأنظار في الساعات المقبلة، لترقّب اللقاء "الجامع" الذي تستضيفه، ويضمّ، إلى أرسلان، كلاً من رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، في مشهدٍ "وحدويّ" لافِت، يأمل الكثير من اللبنانيّين أن يُعمَّم على سائر القيادات. قد لا يكون لقاء خلدة الأول من نوعه على مستوى "البيت الدرزي"، بل لعلّه يأتي استكمالاً للقاءات سابقة جمعت جنبلاط وأرسلان ووهاب، وتتويجًا لـ"المصالحة" بينهما، علمًا أنّ التاريخ القريب غير البعيد، يشهد على "خصومات" لم يغب عنها الطابع الدمويّ، بين جماهير الزعماء الثلاثة، لم يكن حتى أرسلان ووهاب بعيدين عنها رغم تموضعهما في معسكر واحد تاريخيًا، هو فريق الثامن من آذار. لكن، مع ذلك، يبقى أنّ للقاء أهميته الاستثنائية والمُضاعَفة في التوقيت الحاليّ، إذ يُعَدّ وفق ما يقرأ الكثير من المراقبين والعارفين، مؤشّرًا على "خطورة" المرحلة الحاليّة، التي استدعت عقده، والتي لا يمكن للساحة الدرزيّة أن تكون مغيَّبة عنه، في ظلّ "التخبّط" السياسيّ على كلّ المستويات، وانعكاساته الخطيرة اجتماعيًا واقتصاديًا، في ضوء تصاعد "كرة النار"، والتأهّب لسيناريوهات قد لا تكون "محمودة" على الإطلاق.

"تحصين البيت الدرزيّ"

 بحسب المعنيّين بلقاء خلدة المرتقب، فإنّ جدول أعماله، أو "أجندته" إن جاز التعبير، تُختصَر بعنوان واحد، ولو كان واسعًا وفضفاضًا، ألا وهو "تحصين البيت الدرزيّ". ورغم حرصهم على نفي الطابع "الطائفي" للقاء، يشدّدون على أنّ هذا العنوان أساسيّ، نظرًا لحساسيّة منطقة الجبل التي يمثلها القادة الثلاثة، وتفاديًا لتكرار سيناريوهات السابق، يوم دفعت الساحة الدرزية تحديدًا "فواتير" التحالفات والانقسامات، كما حصل في حادثة قبرشمون الشهيرة مثلاً.  انطلاقًا من ذلك، لن يكون الملفّ الحكوميّ على رأس "أجندة" اللقاء، وإن كان يُتوقَّع أن يأتي "على هامشه"، ليس لأنّ الأمر لا يشكّل "أولوية" للمجتمعين، أو لأنّهم يعيشون مثلاً "انفصامًا" عن الواقع، ويتنكّرون لجوهر الأزمة القائمة، ولكن بكلّ بساطة، لأنّ "العقدة" ليست عندهم، وأنّهم قدّموا كلّ التسهيلات الممكنة، لا سيّما وأنّ ما أثير سابقًا عن "عقدة درزية" انتهى في أرضه، بعدما "تفاهموا" على القفز فوقها، وإن كان البعض يعتقد أنّ العقد تبقى "مفتعَلة". ولعلّ ما سيركّز عليه اللقاء، في هذا الإطار، وفق ما يقول العارفون، هو التنبيه من المجهول، وبالتالي الدعوة لسلوك مسار التسوية، في تكرار للمواقف التي يعلنها الزعماء الدروز الثلاثة، وعلى رأسهم النائب السابق وليد جنبلاط، الذي يبدو واضحًا منذ فترة غير قصيرة، أنه "خائف" على الوطن والمصير، وهو لا يفوّت مناسبة إلا ويحذّر من عقبات استمرار التصعيد وعدم تشكيل حكومة، وهو موقفٌ يتشاركه معه أرسلان ووهاب، وفق المعطيات المتوافرة.

ما بعد اللقاء

يقول العارفون إنّ اللقاء، من حيث الشكل قبل المضمون، مهمّ، فهو يكرّس أولاً "المصالحة الدرزية" التي يخشى كثيرون أنّها لم تترجَم على الأرض بعد، كما أنّه يعطي رسالة "إيجابية" إلى جميع الأفرقاء بضرورة تغليب مناخ التوافق والوئام، على التخاصم والتنافر، وهو "منطقٌ" لو نجح لقاء خلدة في "تعميمه" لوفّر على البلاد الكثير من ويلات السجالات "الدونكيشوتية" التي يشهدها البلد منذ فترة، والتي يدرك أركانها أنّها لن تقدّم ولن تؤخّر شيئًا. لكنّ اللقاء وحده لا يكفي، بل قد يكون ما بعده هو الأهمّ، سواء على المستوى الدرزيّ الضيّق، أو المستوى الوطني العام. ففي الإطار الأول، يعود البعض بالذاكرة إلى اجتماع عين التينة قبل أشهر، الذي تمّ بموجبه الاتفاق على تشكيل لجنة لمتابعة شؤون الطائفة والمشاكل الدرزية، إلا أنّ هذه اللجنة بقيت حبرًا على ورق، ولذلك فقد يكون المطلوب الاتفاق على آلية واضحة لترجمة الإيجابيّة، حتى لا تُفوَّت الفرصة مرّة أخرى، وتذهب نتائج الاجتماع مع الريح. وإذا كان هناك من يذكّر بأنّ "الصورة" لا تكفي، وأنّ المطلوب من جنبلاط وأرسلان ووهاب مدّ أيديهم لبعض البعض، ولكن أيضًا لشركائهم في الطائفة والوطن، ثمّة من يعتبر أنّ انعكاسات اللقاء تبقى مهمّة على المستوى الوطني، لا سيّما وأنّه يستطيع أن يؤسّس لمبادرة فاعلة وجدّية، ولو كان المجتمِعون يعتبرون مثلاً أنّ الملفّ الحكوميّ ليس من اختصاصهم، وذلك لأنّ المراوحة لم تعد تكفي، والكلام لا قيمة له، في حين أنّ كلّ جهد يمكن أن يُبذَل مُبارَكٌ وأكثر.  قد يكون لقاء خلدة "الجامِع" الاستثناء في المشهد العام، الذي تحوّل منذ أيام استقطابيًا، انتخابيًا. فبخلاف الصورة الوحدوية درزيًا، صورة نافرة مسيحيًا، مع سجال "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" الذي شُرّعت معه كلّ الأسلحة الكلامية، واستُحضِر الخطاب "التخويني". يبرّر البعض ذلك بأنّها "الحسابات الانتخابية"، وقد بدأت تفعل فعلها قبل الأوان، عذرٌ يبدو لكثيرين "أقبح من ذنب" في زمن "الانهيار" الذي يكاد يطيح بالأخضر واليابس دفعة واحدة!

 

بين لبنان والفاتيكان: ماذا سيحصل في الأول من تموز؟

أم تي في/25 حزيران/2021

عقد في حاضرة الفاتيكان مؤتمر صحافي عن لبنان، شارك فيه امين السر في حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، وزير خارجية الفاتيكان المطران بياترو كاليغر. وكان عرض لبرنامج اللقاء في 1 تموز مع الطوائف المسيحية العشرة في لبنان بالاضافة إلى الرهبانيات الموجودة في روما وفي ختام اللقاء كلمة لقداسة البابا. وأكد المسؤولون الثلاثة "أهمية اللقاء الذي سوف لا يقتصر على الصلاة بل ستتبعه سلسلة من المبادرات التضامنية". وأكد كاليغر ردا على سؤال عما اذا كان بإمكان الفاتيكان مساعدة لبنان بمفرده، للخروج من أزمته، أن "الفاتيكان ليس بمقدوره لوحده مساعدة لبنان لذلك يرى أنه على الأسرة الدولية كلها أن تقف إلى جانب هذا البلد. أردنا، من لقاء الاول من تموز، تكوين رؤية مشتركة مع رؤساء الطوائف ليكون لدينا وضوح في الرؤية ولنتحرك كما يجب".

 

فدراليّو 17  تشرين: بخصوص مغامرين على يمينهم، وتقليديّين على اليسار

هشام أبو ناصيف/فايسبوك/25 حزيران/2021

من خارج الضوضاء الحاليّة، تحاول مجموعة من الناشطين اللبنانيّين التفكير بجواب على السؤال التالي: أيّ سبيل للخروج من المأساة المستدامة، ووضع بلادنا على مسار يوصلها يوما ما الى استقرار فاتها، ورخاء تستحقّه؟ ترى هذه المجموعة الجواب مرتكزا على أعمدة أوّلها استعادة السيادة، وثانيها الحياد التامّ، وثالثها شكل من أشكال الفدراليّة المعطوفة على عقد اقتصادي جديد معني بالعدالة الاجتماعيّة، والتوزيع العادل لما بقي من ثروة. على يمين هذه المجموعة، هناك خطاب لا يمكن وصفه سوى بخطاب حرب أهليّة دائمة. تحّرك هذا الوعي مفاهيم أبرزها :1) الاعداء هم كذلك بصفتهم الثقافيّة، مهما فعلوا سياسيّا. 2) السلاح غير الشرعي حليف بوجه "الاكثريّة".3) اللامركزيّة الاداريّة مرفوضة بالمطلق ولوعلى قاعدة خذ وطالب، والقائلون بها مارقون خونة. 4) الفدراليّة تطرح بغضّ النظر عن المسألة السياديّة. ليست صدفة أن تكون الخلفيّة السياسيّة لمن ينتهج هذا النوع من التفكير قريبة من عبقري استراتيجيا وعد يوما بتكسير رأس الاسد، قبل سنة واحدة من اكمال الاسد اطباقه على بلادنا.على يسار هذه المجموعة، كليشيهات تدرج بين الناس كبشر. تطرح المجموعة المذكورة على نفسها أسئلة من نوع: "حسنا. كيف يمكن تحسين ظروف المواجهة بين اللبنانيّين العاديّين والزمر الحاكمة عبر تحويل السلطة من المركز الى المناطق؟" ؛ أو "ينبغي لطرابلس أن تكون درّة على المتوسّط، ولكنّها أفقر مدنه. ما العمل من أجلها؟"؛ أو "ماذا فعلت دول أخرى عانت من صراعات الهويّة لادارة تنوّعها سلميّا؟" ؛ أو أيضا "كيف نحافظ على مجتمعنا من الزوال بينما الهجرة الكثيفة تقصم ظهره؟". تبحث المجموعة عن أجوبة لهذه الاسئلة بتفكير منهجي، وجديّة أكاديميّين يكثرون بين مؤسّسيها، لتقابل بكليشيهات من نوع: "الفدراليّة تقسيم"؛ "الفدراليّة ضدّ عروبة لبنان"؛ "الفدراليّة ضدّ رسالة لبنان"؛ وسائر ترهات جيل من اللبنانيّين ربي على الكسل الفكري، أوالكراهيّة الطائفيّة المضمرة؛ أو الاثنين معا. بين الشعبويّة على اليمين، والزجل الرديء على اليسار، وضدّ الاستسلام واليأس أيّا تكن صعوبة المرحلة، هناك قوّة هادئة قرّرت القطيعة مع التهريج، وفهمت أنّ التغيير مسار لا حدث. تعمل هذه القوّة بهدوء، وتكبر بهدوء أيضا، وستقدّم لمواطنيها طريقة مختلفة للتفكير بالسياسة، وأيضا، لممارستها.

ومن يعش ير.

 

التقرير العالمي للمخدرات لعام 2021 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة

الجمعة 25 حزيران 2021

وطنية - وزع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة التقرير العالمي للمخدرات لعام 2021 أشار فيه إلى أن "حوالى 275 مليون شخص تعاطوا المخدرات في كل أنحاء العالم خلال العام الماضي، بينما يعاني أكثر من 36 مليون شخص من الاضطرابات الناتجة من تعاطي المخدرات".

وذكر أن "خلال السنوات ال24 الأخيرة، ازدادت قوة التأثير العقلي للقنب بمعدَّل وصل إلى 4 أضعاف في بعض أنحاء العالم، إلا أن عدد المراهقين الذين يرون أنه ضار انخفض بنسبة تصل إلى أربعين في المائة، وذلك رغم وجود أدلة تشير إلى أن تعاطي القنب يرتبط بالكثير من الأضرار الصحية وغيرها، لا سيما بين المستخدمين بشكل منتظم، وعلى المدى البعيد". وأشار البيان إلى أن "البلدان في معظمها أبلغت عن زيادة معدل تعاطي القنب أثناء الجائحة، وأكدت الدراسات الاستقصائية التي أجراها العاملون في قطاع الصحة ب77 بلدا أن تعاطيه ازداد بنسبة 42 في المئة. كما لوحظ ارتفاع في الاستخدام غير الطبي للعقاقير الصيدلانية في الفترة ذاتها"، لافتا إلى أن "تعاطي المخدرات في تزايد، إلا أن العلاج القائم على أساس علمي أصبح أكثر توافرا"، وقال: "لقد ازداد عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات في الفترة الممتدة بين عامي 2010 و2019 بنسبة 22 في المئة، ويرجع ذلك إلى أسباب منها النمو السكاني العالمي. واستنادا إلى التغيرات الديمغرافية وحدها، تشير التوقعات الحالية إلى زيادة في عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات على الصعيد العالمي بنسبة 11 في المئة بحلول عام 2030. كما تشير، وبصفة خاصة، إلى زيادة ملحوظة قد تصل إلى نسبة 40 بالمئة في إفريقيا، بسبب النمو السريع لسكانها ولصغر أعمارهم".

أضاف التقرير: "طبقا للتقديرات العالمية الأخيرة، فإن حوالى 5.5 في المئة من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل في العام الماضي، بينما يعاني 36.3 مليون شخص أو 13 في المئة من إجمالي عدد الأشخاص المتعاطين، من اضطرابات التعاطي. وعلى الصعيد العالمي، يقدَّر عدد متعاطي المخدرات عن طريق الحقن بأكثر من 11 مليون شخص، نصفهم يعاني من التهاب الكبد الوبائي C، ولا تزال المواد الأفيونية تشكل العبء الأكبر من الأمراض المرتبطة بتعاطي المخدرات. وعلى مدى العقدين الماضيين، تيسر الحصول على الأفيونيات الصيدلانية الأكثر استخداما في علاج المصابين باضطرابات استخدام المواد الأفيونية، وهي الميثادون والبوبرينورفين. كما ازدادت الكميات المتاحة للاستخدام الطبي بستة أضعاف منذ عام 1999، من 557 مليون جرعة إلى 3,317 مليون جرعة يوميا بحلول عام 2019، مما يشير إلى أن العلاج الدوائي القائم على أساس علمي أصبح متاحا في الوقت الحالي أكثر مما كان عليه الأمر في الماضي".

وتابع: "رغم عدم ظهور أسواق المخدرات على شبكة الإنترنت المظلمة إلا خلال العقد الأخير، فإن مبيعات الأسواق الرئيسية من خلالها أصبحت تقدر حاليا بما لا يقل عن 315 مليون دولار سنويا. ووضعا في الاعتبار أن هذا التقدير لا يمثل سوى نسبة بسيطة من إجمالي مبيعات المخدرات، فإن هذا الاتجاه تصاعد بنسبة أربعة أضعاف من 2011 إلى منتصف عام 2017، ومن منتصف عام 2017 إلى 2020". وأشار إلى أن "الابتكار السريع في التكنولوجيا، إلى جانب قدرة وتكييف أولئك الذين يستخدمون منصات جديدة لبيع المخدرات والمواد الأخرى، من المتوقع أن يؤدي إلى سوق عالمية تتوافر من خلالها كل أنواع المخدرات بسهولة في كل مكان، ويمكن أن يؤدي ذلك بدوره إلى تغييرات متسارعة في أنماط التعاطي وأن تترتب عليه آثار على الصحة العامة كما ورد في التقرير". وأوضح التقرير أن "أسواق المخدرات استأنفت عملياتها بشكل سريع بعد الانقطاع الأولي في بداية الجائحة، وأدى ذلك إلى بعض التطورات في السوق العالمية للاتجار غير المشروع في المخدرات. كما أسرع من بعض التطورات الأخرى، ومن بينها: زيادة في الشحنات التي تحمل كميات أكبر من المخدرات، وأيضا في استخدام الطرق البرية والمائية في الاتجار، فضلا عن زيادة استخدام الطائرات الخاصة لذلك الغرض، وتصاعد استخدام الأساليب التي لا تتطلب الاحتكاك الشخصي المباشر لتوصيل المخدرات إلى المستهلكين. هذا وأثبتت أسواق المخدرات مرونتها من جديد أثناء الجائحة، وقدرة المتاجرين على التكيف السريع مع البيئة والظروف المتغيرة". ولفت إلى أن "تنوع سلاسل توريد الكوكايين إلى أوروبا يؤدي إلى انخفاض الأسعار وارتفاع الجودة، وبالتالي يهدد القارة بمزيد من التوسع في سوق الكوكايين. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى اتساع نطاق الضرر المحتمل في المنطقة. ولقد انخفض عدد المؤثرات العقلية الجديدة التي ظهرت في السوق العالمية من 163 في عام 2013 إلى 71 في عام 2019، مما يعكس الاتجاهات في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا. وتشير النتائج إلى أن نظم الرقابة الوطنية والدولية نجحت في الحد من انتشار المؤثرات العقلية الجديدة في البلدان ذات الدخل المرتفع، وهي الدول التي ظهرت فيها المؤثرات العقلية الجديدة للمرة الأولى منذ عقد مضى". وأشار إلى أن "جائحة كوفيد-19 أدت إلى ابتكار في الخدمات المقدمة للوقاية والعلاج من المخدرات. وقام الكثير من الدول بتوظيف الخدمات الطبية عن بعد وتوسيع نطاقها بسبب الجائحة، مما يعني أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يمكنهم الآن تقديم المشورة أو التقييمات الأولية لمتعاطي المخدرات عبر الهاتف، واستخدام النظم الإلكترونية لتقديم الوصفات الطبية الخاضعة للرقابة". وختم التقرير: "لا يزال أثر جائحة كوفيد-19 على التحديات المتعلقة بالمخدرات غير مفهوم بشكل كامل حتى الآن، إلا أن التحليلات تشير إلى أن الجائحة جلبت صعوبات اقتصادية متزايدة من شأنها أن تجعل الزراعة غير المشروعة للمخدرات أكثَر جاذبية للمجتمعات الريفية الهشة. كما تجدر الإشارة إلى أن التأثير الاجتماعي للجائحة تضمن زيادة الفقر وعدم المساواة واضطرابات الصحة العقلية، خصوصا بين الفئات المستضعفة، وبالتالي فإنه قد يدفع المزيد من الناس إلى تعاطي المخدرات".

والي

وتحدثت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة غادة والي فقالت: "إن قلة الإدراك بمخاطر تعاطي المخدرات ترتبط بارتفاع معدلات التعاطي، حيث تبرز نتائج التقرير العالمي للمخدرات لعام 2021 الصادر عن المكتب الحاجة إلى سد الفجوة بين التصور والواقع، من أجل توعية الشباب والشابات وحماية الصحة العامة". أضافت: "إن عنوان اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها لهذا العام هو "شارك حقائق عن المخدرات. أنقذ الأرواح"، وهو العنوان الذي يؤكد أهمية تعزيز القاعدة الاستدلالية وزيادة الوعي العام، حتى يتمكن المجتمع الدولي والحكومات والمجتمع المدني والأُسر والشباب والشابات من اتخاذ قرارات مستنيرة وتوجيه جهودهم الرامية إلى الوقاية من تعاطي المخدرات وعلاجه، والتصدي للتحديات العالمية المتعلقة بالمخدرات على نحو أفضل".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

أميركا: العقوبات باقية وباب التفاوض لن يبقى مفتوحا للأبد وطهران تربط الالتزام بالاتفاق برفع العقوبات

دبي - العربية.نت/الجمعة 25 حزيران 2021

بينما اعتبر سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، قد ردّ بأن بلاده تربط العودة لالتزاماتها بالاتفاق النووي برفع العقوبات الأميركية، ردّ المبعوث الأميركي لإيران، روبرت مالي، أن واشنطن لن توافق على رفع جميع العقوبات. وأضاف أن بلاده ستنسحب من مفاوضات فيينا إذا كان الاتفاق الذي تريده طهران ليس في صالحها، مشددة على أن نافذة التفاوض مع إيران لن تظل مفتوحة إلى الأبد. كما أوضح أن هدف التفاوض الرئيسي يكمن بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، لافتاً إلى وجود تشاور مع إسرائيل لأن الهدف مشترك، وفق تعبيره. كذلك شدد أنه على إيران التواصل مع الوكالة الذرية دون تأخير لضمان استمرار مراقبة مواقعها. وجاء كلام المسوؤل الأميركي في وقت قال فيه سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، إن بلاده تربط العودة لالتزاماتها بالاتفاق النووي برفع العقوبات الأميركية، مطالباً أميركا وفرنسا اتخاذ القرارات النهائية حول الاتفاق النووي. فيما اعتبر كاظم غريب أبادي مندوب إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن بلاده غير ملزمة بالرد على طلب الوكالة بخصوص تمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووي. ورأى أن التفاهم مع الوكالة الذرية يتمثل في تسهيل المفاوضات السياسية، وأن تفاهمات إيران حصراً لا تلزمها بتنفيذ طلباتها، وفق قوله. وكانت قد ذكرت الوكالة في بيان أن الرد الفوري من إيران ضروري في هذا الصدد، مضيفة أن مدير عام الوكالة رفائيل غروسي شدد على أهمية مواصلة الوكالة جمع البيانات عن بعض الأنشطة التي تجريها إيران، وفق رويترز. و حدت طهران في فبراير/شباط، من نشاط مفتشي الوكالة وترفض مذاك تسليم تسجيلات الكاميرات وأدوات أخرى في الوقت المحدد. غير أن الوكالة الذرية تمكنت من التوصل إلى تسوية مع طهران مدتها 3 أشهر لضمان درجة مطلوبة من المراقبة، وتم تمديدها في مايو حتى 24 يونيو، وفق فرانس برس.

 

وكالة الطاقة الذرية: لمواصلة مراقبة إيران

روسيا اليوم/الجمعة 25 حزيران 2021

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الحكومة الإيرانية لم ترد حول مسألة اتفاق المراقبة، مشددة على ضرورة مواصلة عمليات التحقق من الأنشطة النووية في إيران. وذكرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، في بيان أن إيران لم ترد على المبادرة الخاصة بتمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووية الذي انقضى سريانه بحلول 25 حزيران، وقالت في هذا السياق: “من الضروري أن تقدم إيران ردا فوريا حول هذه المسألة”. وأضافت الوكالة أن مديرها العام، رافائيل غروسي، شدد على “الأهمية الحيوية” لمواصلة أنشطة التحقق والمراقبة في إيران وجمع بيانات حول بعض المنشآت النووية في إطار الاتفاق.

 

إيران: تفاهماتنا مع الوكالة لا تلزمنا بتنفيذ مطالبها

أبادي: تفاهماتنا مع الوكالة الذرية لا تلزمنا بتنفيذ طلباتها

دبي - العربية.نت/الجمعة 25 حزيران 2021

في وقت أعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، أن إيران لم ترد عليها بخصوص تمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووية الذي انتهى أجله الليلة الماضية، مطالبة برد فوري، جاء الرد أخيراً على لسان مندوب طهران. فقد اعتبر كاظم غريب أبادي مندوب إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن بلاده غير ملزمة بالرد على طلب الوكالة بخصوص تمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووي. ورأى أن التفاهم مع الوكالة الذرية يتمثل في تسهيل المفاوضات السياسية، وأن تفاهمات إيران حصراً لا تلزمها بتنفيذ طلباتها، وفق قوله. جاء ذلك بعدما ذكرت الوكالة في بيان أن الرد الفوري من إيران ضروري في هذا الصدد، مضيفة أن مدير عام الوكالة رفائيل غروسي شدد على أهمية مواصلة الوكالة جمع البيانات عن بعض الأنشطة التي تجريها إيران، وفق رويترز.تسوية لـ 3 أشهر وكان موقع التلفزيون الرسمي الإيراني قد نقل، الأربعاء، عن محمود واعظي مدير مكتب الرئيس حسن روحاني، أن المجلس الأعلى للأمن القومي سيتخذ قراراً حول هذه القضية خلال اجتماعه الأول بعد انتهاء مدة الاتفاق، من دون أن يعلن موعداً لذلك. الجدير ذكره أن إيران كانت حدت في فبراير/شباط، من نشاط مفتشي الوكالة وترفض مذاك تسليم تسجيلات الكاميرات وأدوات أخرى في الوقت المحدد. غير أن الوكالة الذرية تمكنت من التوصل إلى تسوية مع طهران مدتها 3 أشهر لضمان درجة مطلوبة من المراقبة، وتم تمديدها في مايو حتى 24 يونيو، وفق فرانس برس. كما كان الهدف من ذلك أيضاً منح المفاوضين في فيينا وقتاً أطول لإنقاذ الاتفاق الدولي الذي وقع عام 2015. إلى ذلك حذرت الولايات المتحدة وفرنسا، الجمعة، إيران من أن الوقت ينفد لإنقاذ الاتفاق، وحضتا الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي على اتخاذ "قرارات شجاعة وقوية". إلا أن سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، قد ردّ بأن بلاده تربط العودة لالتزاماتها بالاتفاق النووي برفع العقوبات الأميركية. وطالب أميركا وفرنسا اتخاذ القرارات النهائية حول الاتفاق النووي.

 

حوار دولي جديد لتسوية في سوريا.. بيدرسن إلى روسيا/"حوار دولي بناء جديد بهدف بحث خطوات محددة"

دبي - العربية.نت/الجمعة 25 حزيران 2021

وسط تحذيرات من كارثة، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن عن نيته زيارة موسكو قريبا ودعا إلى إطلاق حوار دولي جديد لتسوية النزاع. وينوي بيدرسن ينوي زيارة موسكو قريبا، داعياً لإطلاق حوار دولي جديد بشأن سوريا وتحديد موعد جولة جديدة من مفاوضات أستانا بشأن سوريا.

كما أكد، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، أنه كان على تواصل مستمر مع كبار المسؤولين من روسيا والولايات المتحدة قبل وخلال القمة التي عقدت في وقت سابق من الشهر الجاري في جنيف بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن. فيما شدد الدبلوماسي النرويجي على أن الجولة الجديدة من المفاوضات بشأن التسوية السورية بصيغة أستانا ستنعقد في عاصمة كازخستان مدينة نور سلطان أوائل الشهر القادم. ودعا إلى تمديد آلية تقديم المساعدات عبر الحدود إلى سوريا وتوسيعها لإنقاذ ملايين الأرواح، وأعرب عن قناعته بضرورة إطلاق "حوار دولي بناء جديد بهدف بحث خطوات محددة" يمكن اتخاذها في سبيل تسوية النزاع السوري، وفق قوله. يشار إلى أن هذا الإعلان جاء في وقت شددت فيه منظمة العفو الدولية، على أن معبر باب الهوى هو شريان الحياة الوحيد المتبقي الآن للمدنيين في شمال غربي سوريا. وحذرت الجمعة، من أن أكثر من مليون شخص في شمال غربي سوريا يواجهون خطر فقدان الغذاء والماء والدواء إذا لم يجدد مجلس الأمن الدولي تفويض نقل المساعدات عبر الحدود مع تركيا. يذكر أن الأمم المتحدة كانت أعلنت الأربعاء، أنها حضت مع دول عدة روسيا على عدم الاعتراض على تمديد فترة إبقاء معبر باب الهوى بين تركيا وسوريا مفتوحاً لإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام السوري. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي: "أطالب بإلحاح أعضاء المجلس بالتوصل إلى توافق حول الإذن بالعمليات العابرة للحدود بصفتها شريان دعم حيوياً، لعام إضافي". وشدد على أن "عدم تمديد الإذن الصادر عن مجلس الأمن ستكون له تداعيات مدمرة. الشعب السوري بحاجة ماسة إليه، ومن الأهمية وتجري مفاوضات حول مشروع قرار أعدته إيرلندا والنروج، العضوين غير الدائمين في مجلس الأمن، وسط خشية من فيتو من روسيا التي أبدت رغبتها في إغلاق معبر باب الهوى. إلى ذلك يتيح معبر باب الهوى دخول المساعدات الإنسانية من دون رقابة النظام، فيما تبرر روسيا رفضها تمديد الإذن بأن هناك معابر بديلة تمر بالعاصمة السورية.

 

مصر: لن ندفع لإثيوبيا ثمن مياهنا/"الذهاب لمجلس الأمن يضع المسؤولية على المجتمع الدولي لإيجاد حل"

دبي - العربية.نت/الجمعة 25 حزيران 2021

بينما أعلنت الخارجية الإثيوبية، الجمعة، أنها بعثت برسالة الأربعاء إلى مجلس الأمن، مسجلة رفضها سعي مصر والسودان للتدخل في قضية السد الضخم الذي تبنيه، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على أن أديس أبابا رفضت على مدار عقد من الزمن، الوصول إلى أي اتفاق حول الأزمة. وأضاف أن الجانب الإثيوبي لم يصل إلى الأعمال الإنشائية التي تٌمكنّه من الملء الثاني بشكل كامل. كما تابع في تصريح إعلامي، فجر السبت، أنه من غير الوارد ولا مجال للحديث عن إمكانية دفع مصر بعض الأموال لإثيوبيا من أجل الحصول على مياه النيل، وهذه قاعدة لم تستقر إطلاقا وليست مطبقة، مؤكدًا أن مجرد الحديث عنه يهدف إلى إثارة الشائعات. واعتبر أيضاً أن الذهاب لمجلس الأمن يضع المسؤولية على المجتمع الدولي لإيجاد حلول لأزمة سد النهضة، مشيراً إلى أن بلاده تسعى لاستخدام الوسائل السلمية وأتها لن تتهاون في الدفاع عن مصالح شعبها. كذلك شدد على أن مصر تعلم حقوقها المائية وكيفية الدفاع عنها، معتبراً أن إثيوبيا لم تلتزم باتفاق المبادئ الموقع في 2015. يشار إلى أن إثيوبيا كانت اعتبرت في رسالتها أن المحادثات الثلاثية التي تهدف لتعزيز التعاون حول هذا الملف الشائك والعائق منذ سنوات، يجب ألا تستغل من قبل دول المصب لفرض إرادتها عليها. كما أشارت الخارجية الإثيوبية في بيانها الجمعة، إلى أن الرسالة المذكورة، اعتبرت الإجراءات الأخيرة للقاهرة والخرطوم، استمرارا لمخطط منظم جيدًا لتقويض العملية التفاوضية التي يقودها الاتحاد الإفريقي، وإعلان عدم فعاليتها في نهاية المطاف، مضيفة أن هذا لن يؤدي إلا إلى تآكل الثقة بين الدول الثلاث.إلى ذلك، اتهمتهما بتعطيل المفاوضات 9 مرات، وتقويض الجهود الحقيقية للاتحاد الإفريقي. يذكر أن مصر كانت أعلنت سابقا أن مسار المفاوضات الحالية تحت رعاية الاتحاد الإفريقي لن يحدث أي تقدم ملحوظ، بعد أن تصاعدت التوترات منذ تعثر المحادثات التي توسط فيها بين الدول الثلاث في أبريل الماضي (2021). وكانت كل من القاهرة والخرطوم جددتا بوقت سابق أيضا دعوة المجتمع الدولي من أجل المساعدة في حل نزاعهما المستمر منذ عقد مع إثيوبيا حول السد العملاق، الذي تشيده أديس أبابا على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل. كما تمسكتا بضرورة التوصل لاتفاق دولي ملزم ينظم مراحل الملء، وكمية المياه التي تطلقها إثيوبيا في اتجاه مجرى النهر، لاسيما في حالة حدوث جفاف لعدة سنوات، وهو ما ترفضه الأخيرة. كذلك، اعتبرتا أن الخطة الإثيوبية القاضية بإضافة 13.5 مليار متر مكعب من المياه في يوليو 2021 إلى خزان السد تشكل تهديدًا لهما. في حين تتمسك أديس أبابا بخططها، مؤكدة أن السد الذي تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار ضروري، للغالبية العظمى من سكانها الذين يفتقرون إلى الكهرباء.

 

قتلى وجرحى.. ألمانيا تكشف جنسية منفذ عملية الطعن/الشرطة أطلقت النار على ساق المهاجم لشل حركته

دبي - العربية.نت/الجمعة 25 حزيران 2021

أفادت الشرطة المحلية الألمانية، عبر تويتر، الجمعة، بسقوط عدد من 3 قتلى و6 جرحى في اعتداء حادث طعن مدينة فيرتسبورغ الألمانية، وفق ما أفادت الشرطة المحلية عبر تويتر. وأعلنت اعتقال المهاجم، الذي تبيّن من التحقيقات أنه صومالي الجنسية. كما أكدت الشرطة على أنه لا وجود لخطر يهدد السكان، إلا أنها لم تدل بأية تفاصيل عن دوافعه. من جهتها، ذكرت صحيفة "بيلد" من دون أن تشير إلى مصادرها، أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب ستة آخرون في هجوم طعنا نفذه رجل هاجم مشاة في هذه المدينة الواقعة في ولاية بافاريا. وأضافت أنه تمت السيطرة عليه لاحقا بعدما أطلقت الشرطة النار على ساقيه. كذلك كتبت الشرطة على تويتر أن لا مؤشر على احتمال وجود مهاجم آخر. بدورها، أفادت مراسلة العربية بإغلاق بعض الشوارع بمدينة فورتسبورغ بعد حادث الطعن، مشيرة إلى أن هناك اهتمام إعلامي كبير في ألمانيا بالاعتداء ومستجداته. إلى ذلك، أوضحت أن مدينة فورتسبورغ شهدت حوادث مماثلة قبل سنوات.

 

البنتاغون: عملياتنا العسكرية في أفغانستان مستمرة و"موعد الانسحاب الأميركي لن يتغير"

دبي - العربية.نت/الجمعة 25 حزيران 2021

بينما شدد البيت الأبيض على أن موعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان لن يتغير، أعلنت وزارة الدفاع، الجمعة، أن عملياتها الجوية في البلاد مستمرة لتقديم غطاء للقوات الحكومية. وأضاف مسؤول في البنتاغون في تصريح لـ"العربية/الحدث"، أن أي تهديد للأراضي الأميركية من أفغانستان سيدفع واشنطن للعودة وضرب مصادره. وتابع أنه من الضروري منع أفغانستان من أن تصبح بؤرة للإرهابيين مرة أخرى. يشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، كان أكد الجمعة، أن الشراكة بين الولايات المتحدة وأفغانستان "لن تنتهي وستستمر" على الرغم من الانسحاب المخطط للقوات الأميركية. وجاء تصريح بايدن خلال اجتماع مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، وفق ما نقلته وكالة "رويترز". كما شدد الرئيس الأميركي على أن الأفغان بحاجة إلى تقرير مستقبل بلادهم. بالمقابل، شدد الرئيس الأفغاني على أن بلاده تدخل مرحلة جديدة من الشراكة مع الولايات المتحدة. الجدير ذكره أنه ومع دخول الجيش الأميركي المراحل الأخيرة من الانسحاب، يتعرض البيت الأبيض لضغوط شديدة من المشرعين والمسؤولين العسكريين لحماية الحلفاء الأفغان من هجمات طالبان الانتقامية. وقرر بايدن في نيسان/أبريل سحب 2500 جندي أميركي لا يزالون موجودين في أفغانستان بحلول 11 ايلول/سبتمبر يوم الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية المعروفة. فيما يأتي الخروج النهائي للقوات الأجنبية وسط تصاعد القتال بين مقاتلي "طالبان" والقوات الأفغانية في عدة أقاليم. وكان البيت الأبيض قد شدد قبل أيام، على أن موعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان لن يتغير، وأن الإدارة الأميركية تحاول إخراج الأفغان الذين ساعدوها بأرقام قياسية، فيما خلص تقييم للاستخبارات الأميركية، الأسبوع الماضي، إلى أن الحكومة الأفغانية قد تنهار أسرع من المتوقع وتحديداً بعد ستة أشهر من اكتمال الانسحاب.

 

مبنى ميامي المنهار.. تحرك جديد من بايدن/عمال الإنقاذ يواصلون البحث بين حطام المبنى المكون من 12 طابقا

دبي - العربية.نت/الجمعة 25 حزيران 2021

بعد ساعات من موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن، على إعلان حالة الطوارئ في فلوريدا، عق انهيار مبنى مؤلفاً من 12 طابقاًَ في المدينة، تواصل الرئيس مع حاكم الولاية عارضاً المساعدة. وفي اتصال هاتفي، أمر بايدن بتقديم المساعدة الفيدرالية في جهود الإنقاذ، وذلك عقب الإعلان عن أن الحادث خلف 4 قتلى على الأقل، و11 جريحا، ونحو 150 آخرين في عداد المفقودين. بدوره، أوضح البيت الأبيض في بيان، أن الرئيس فوض الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ "فيما"، لتنسيق جميع جهود الإغاثة في حالات الكوارث، التي تهدف إلى تخفيف المعاناة التي تسببها الطوارئ على السكان المحليين، وتقديم المساعدة المناسبة لتدابير الطوارئ المطلوبة. وأتى هذا الإعلان بعد انهيار برج "تشامبلين ساوث كوندو" جزئيا، في الساعات الأولى من فجر الخميس، مما تسبب في انهيار حوالي 55 وحدة من أكثر من 130. وقال مكتب عمدة مقاطعة "ميامي ديد" لصحيفة واشنطن بوست، إن عدد القتلى ارتفع إلى 4 بعد أن أكد سابقا وفاة شخص واحد، وتم انتشال 35 شخصا من المبنى حتى ظهر الخميس. إلى ذلك، أفاد مسؤولون، صباح الجمعة، بأن عمال الإنقاذ يواصلون البحث بين حطام المبنى المكون من 12 طابقا في بلدة "سيرفسايد"، عن ناجيين.

 

جورج فلويد يرقد بسلام.. الحكم على قاتله بالسجن 22 عاماً/ممثلو الإدعاء بثوا تسجيلاً لابنة الراحل في إفادة لتأثير الضحية

دبي - العربية.نت/الجمعة 25 حزيران 2021

بعد أكثر من عام على قضية مقتل جورج فلويد التي هزت شوارع مينيابولس في مدينة مينيسوتا الأميركية والولايات المتحدة كافة، أصدرت المحكمة حكما على ضابط الشرطة السابق ديريك شوفين بالسجن 22 عاماً ونصف، بتهمة القتل أثناء عمله. وأصدر القاضي مذكرة من 22 صفحة مع وثيقة الحكم الخاصة به تتضمن تفاصيل حول كيفية توصله إلى قراره بالحكم على شوفين بالسجن 270 شهراً. فيما قدم ممثلو الإدعاء تسجيل فيديو لابنة جورج فلويد جيانا فلويد في إفادة لتأثير الضحية، وذلك قبل النطق بالحكم. الجدير ذكره أنه وفي أبريل/ نيسان الماضي، أُدين شوفين بالقتل بعدما جثا بركبته على رقبة جورج فلويد لأكثر من 9 دقائق. وأثار الحادث، في مايو/ أيار 2020، احتجاجات في شتى أنحاء العالم ضد العنصرية. وقبل تلاوة الحكم، قال القاضي إنه يُقر بألم عائلة فلويد، إلا أنه شدد على أن حكمه غير قائم على العواطف أو الرأي العام. يشار إلى أن هيئة الإذاعة الوطنية الأميركية NBC، كانت نشرت فيديو أظهر جزءًا من المواجهة قبل تصاعد الأمور، حيث يمكن سماع فلويد مرارا وهو يتوسل الضباط بأنه لا يستطيع التنفس، حيث يقول فلويد بينما يجلس الضباط الثلاثة فوقه: قائلا: "من فضلك، لا أستطيع التنفس، من فضلك، دعني أقف". ويتابع فلويد في المقطع: "معدتي تؤلمني. رقبتي تؤلمني، من فضلك من فضلك. لا أستطيع التنفس".

إلى ذلك، أثارت وفاة فلويد، في 25 مايو/آيار، أثارت جدلاً كبيراً في أميركا والعالم، كما خلَّفت وراءها أعمال عنف وفوضى، في ولايات مينيسوتا وعدد من الولايات الأميركية، كان آخرها إحراق مركز كبير للشرطة بالكامل في الولاية.

 

هل يوجد كائنات فضائية؟..أخيراً المخابرات الأميركية تجيب"لا نملك حاليا معلومات كافية في قواعد البيانات لمعرفة التفاصيل"

دبي - العربية.نت/الجمعة 25 حزيران 2021

في حين أثارت المقاطع التي التقطها عسكريون أميركيون لأجسام مجهولة الهوية، مثار جدل على المستويات كافة في الولايات المتحدة، أعلنت المخابرات الأميركية الجمعة في تقرير طال انتظاره أنه لا يوجد دليل على وجود كائنات فضائية. إلا أنها أقرت في تقرير نشره مكتب المدير المخابرات القومية، أن عشرات الظواهر التي شاهدها طيارون عسكريون لا يمكن تفسيرها. وأضاف أنه ربما لا يوجد تفسير واحد لهذه الظواهر، مؤكداً أمنه لا يملك حاليا معلومات كافية في قواعد البيانات ليعزو هذه الحوادث إلى أسباب محددة. الجدير ذكره أن رئيس ناسا الجديد بيل نيلسون كان بذل جهداً لإجراء مزيد من الدراسة لتلك الأجسام خلال الشهر الأول له في المنصب. وأوضح خلال مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، أجراها أوائل يونيو/حزيران الجاري، أنه ليس من الواضح لأي شخص حتى في المستويات العليا من وكالة الفضاء الأميركية، ماهية هذه الأجسام فائقة السرعة التي رصدت من قبل طياري البحرية. كما، أضاف أنه لا يعتقد أن الأجسام الغريبة دليل على زيارة كائنات فضائية للأرض. وقال "أعتقد أنني سأعرف" إذا كان الأمر كذلك. لكنه اعترف أنه سيكون من السابق لأوانه استبعاد ذلك كاحتمال. وقال نيلسون: "لا نعرف ما إذا كانت من خارج كوكب الأرض، أو ما إذا كان عدواً"، معقباً "لا نعتقد أنها ظاهرة بصرية بسبب الخصائص التي وصفها طيارو البحرية".يذكر أن الأجسام الطائرة المجهولة لطالما كانت موضع جذب في الولايات المتحدة وخارجها، وقد تم تأجيج هذا الهوس في عام 2017 من خلال تقرير "نيويورك تايمز" حول العديد من الحوادث التي لاحظ فيها الطيارون العسكريون الأميركيون أجساماً مستطيلة وغامضة تتجول بسرعات عالية وسرية.

 

بايدن قد يتراجع عن الاعتراف ب"سيادة" إسرائيل على الجولان

المدن/الجمعة 25 حزيران 2021

قال موقع "واشنطن فري بيكون" الأميركي إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتراجع عن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على منطقة مرتفعات الجولان المحتلة، ما يمثّل ضربة كبيرة لإسرائيل ولأحد قرارات السياسة الخارجية لإدارة الرئيس السابق دونالد بترامب. وأوضح الموقع أن هذا التحول في السياسة الأميركية يثير غضباً بين المشرعين الجمهوريين الذين أيدوا قرار ترامب وأعربوا عن أملهم في استمراره، كما قد يثير قلق الإسرائيليين، الذين يقولون إن "هضبة الجولان مهمة لأمن إسرائيل في ضوء التهديدات المستمرة من حزب الله اللبناني والقوى المسلحة الأخرى المتمركزة في الأراضي السورية. ونقل الموقع عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن "هضبة الجولان ليست ملكاً لأحد، والسيطرة عليها يمكن أن تختلف بحسب التغييرات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف المسؤول أنه "طالما أن الرئيس السوري بشار الأسد باق في السلطة، وأن إيران موجودة في سوريا، فإن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والنظام السوري أيضاً باقية، وهي جميعها تمثل تهديداً أمنياً كبيراً لإسرائيل، لذلك تظل السيطرة على الجولان ذات أهمية حقيقية لأمنها"، وتابع أن "السياسة الأميركية الحالية غير واضحة بشأن هذا الأمر". وردّ وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف على احتمال تراجع واشنطن عن اعترافها بسيادة اسرائيل على الجولان قائلاً إن "الهضبة ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية، حتى لو تم سحب الاعتراف الأميركي بذلك". ونقلت القناة "13" الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله إن "القضية لم تطرح خلال الحوار مع الأميركيين"، مضيفاً أن "الجولان سيبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد".

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركية السابق مايك بومبيو، الذي كان له دور محوري في قرار إدارة ترامب بشأن هضبة الجولان، في حديث مع "واشنطن فري بيكون"، إن "الإدارة الحالية تعرض أمن إسرائيل للخطر، في وقت يواصل فيه المسلحون المدعومون من إيران التخطيط لهجمات على مناطق شمالي سوريا".

وتابع أن "اقتراح إعادة هذه الأراضي إلى سوريا، حتى لو كان مشروطاً بتغييرات في النظام السوري، فهو يتعارض مع الأمن الإسرائيلي والقانون الدولي". وقام ترامب عام 2019 بتوقيع إعلان تعترف واشنطن بموجبه بسيادة إسرائيل "الكاملة" على هضبة الجولان، التي احتلتها عام 1967 وضمتها إليها في عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وجدد بومبيو إصرار الولايات المتحدة على هذا الاعتراف في زيارة له إلى هضبة الجولان المحتلة عام 2020، حيث قال إنها "جزء رئيسي من إسرائيل". لكن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أثار أسئلة بشأن وجهة نظر إدارة بايدن بشأن هذه المسألة في شباط/فبراير، عندما لم يصرح ما إذا كانت وزارته ستستمر في الالتزام بقرار الإدارة السابقة بشأن هضبة الجولان واكتفى بالقول إنها "لا تزال ذات أهمية حقيقية لأمن إسرائيل"، لكن وضعها الرسمي لا يزال غير واضح.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجيش جزء من الدولة وليس من الحكم… لأن الحكم لم يعد له مستقبل/إذا لم يكن هناك بديل لعون سوى صهره فهذا الشعب يستحق أن يموت

http://eliasbejjaninews.com/archives/100024/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%ac%d8%b2%d8%a1-%d9%85/

 المحامي عبد الحميد الأحدب/25 حزيران/2021

يوم أُبرِمت الوحدة بين مصر وسوريا وأطلّ عبد الناصر ومعه شكري القوتلي من شرفة قصر الضيافة يحيّي الملايين التي تهتف له وللوحدة، يومها بعد دخولهم الى صالون الإستراحة، إلتفت شكري القوتلي الى عبد الناصر يهنئه على هذا الحدث التاريخي العظيم، ثم التفت شكري القوتلي الى عبد الناصر ليقول له ضاحكاً:

"إنك لا تعرف ماذا أخذت. إنك لا تعرف الشعب السوري. فقد ورثت أمة نصف أفرادها من السياسيين، وربع آخر من أفرادها يعتبرون أنفسهم من الأنبياء، وربع الأمة يعتبرون أنفسهم من الآلهة. إن في سوريا أناساً يعبدون الله وأناساً يعبدون الشيطان (طائفة اليزيديين) بل إن هناك طوائف وفرقاً تعبد عضواً معيناً من اعضاء المرأة لأنها تعتبره ينبوع الحياة" .

والشعب اللبناني، كما الشعب السوري، فيه كثير من "الأنبياء"، وفيه كثير من الآلهة وكثير من عبدة الشيطان، واكثر منهم من الأبالسة الشياطين! فيه الملائكة، كما جبران خليل جبران الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بمؤلفاته وأدبه ورفع اسم لبنان عالياً خفاقاً، وفيه جبران باسيل الذي سلم حماية حقوق المسيحيين الى صديقه الإمام حسن نصرالله الإيراني الهوية، ورئيس الميليشيا المسلحة التي تحكم لبنان وتخرجه عن عروبته!

فالشعبان السوري واللبناني متشابهان، وفي لبنان ايضاً ملائكة مثل فؤاد شهاب وريمون اده وصائب سلام ورياض الصلح، ولكن الشياطين كانوا اقوى من الملائكة، لهذا سقط لبنان بعد أن سقطت سوريا وكان لكل واحد سقطته.

وفي لبنان نساء أرجَل من الرجال في قول الحق، ورفع راية الوطنية، "ياسمين المصري"، مثقفة ووطنية لبنانية، كانت تجلس في المقهى في البترون مع صديقاتها، فإذا بجبران باسيل صديق حسن نصرالله والذي نصّب نفسه حامياً ومرافعاً عن حقوق المسيحيين، يمر امامها بعنجهية ويرافقه بلطجية التيار الوطني، يفاخرون بأنهم عهدوا الى الشيخ حسن نصرالله حماية حقوق المسيحيين، فلا تتمالك ياسمين المصري نفسها امام هذه القذارة، من ان تقول له: ""تفو"، فانقضّ بلطجيته على السيدة النبيلة بالضرب والإهانة، والأنكى، ان البلطجية حوّلوا والدها الى جبان يأتي فيعتذر من جبران باسيل، ولكن البطلة ياسمين المصري اصدرت بياناً ترفض فيه اعتذار والدها وتعتبره كأنه لم يكن!

وتُذَكِّر هذه الحكاية بفترة توتر بين عبد الناصر وخروشوف، تبادل فيها الزعيمان رسائل العتاب، وأنهى خروشوف رسالته الى عبد الناصر بالقول: "لا تبصق في البئر، فقد تحتاج الى شرب مائها" .

وردّ عبد الناصر على خروشوف في ختام رسالته الجوابية: "اليد الواحدة لا تصفق"، "نريد ان نشعر بأن يدنا الممدودة اليكم بالصداقة لن تُتْرَك معلقة في الفراغ" .

ولم تبصق ياسمين المصري في البئر، بل هي بجرأتها تفوهت بما يتفوه به كل لبنان، مسلم ومسيحي، حين يسمع جبران باسيل يوكل حماية وتحصين حقوق المسيحيين الى شيخ دين ذو نزعة ايرانية، يقود ميليشياته الى تهريب المخدرات وتبييض الأموال، ويحمي الفساد والفاسدين، ويحول لبنان مع "ابو الكل" الى جحيم مخيف!

على الأقل رفعت ياسمين صرخة امام الذل والقذارة! ورفعت رأس لبنان!

ولبنان الذي وصفه شكري القوتلي بأن فيه آلهة وفيه شياطين، لبنان هذا روى عبد الناصر للمارشال "تيتو" حكايته، التي رواها له شكري القوتلي، لبنان متعدد الديانات، ويوغوسلافيا متعددة القوميات، ولبنان سريع العطب كما يوغوسلافيا متعددة القوميات واللغات. وانضبط الوضع في لبنان ايام فؤاد شهاب، وسأل الكاتب العظيم سمير عطالله سفير لبنان في يوغوسلافيا، الشيخ منير تقي الدين، في زمن "تيتو"، وزمن فؤاد شهاب، ماذا بعد "تيتو" وفؤاد شهاب؟ فأجاب السفير: انا مطمئن على لبنان مع فؤاد شهاب، ويوغوسلافيا في امان مع "تيتو"، ولكن بعد ذلك!! من يدري؟؟

وكان "تيتو" يقول لعبد الناصر حين يروي له ما قاله شكري القوتلي عن سوريا، كان يُفَصِّل له وضع يوغوسلافيا التي تتحول الى البلقان المتحارب بدون "تيتو" فكان يقول:

"انني اعاني سبع مشكلات معقدة. فنحن دولة واحدة لكننا نستخدم ابجديتين اللاتينية والسلافية. ويتكلم شعبنا ثلاث لغات الصربية والكرواتية والسلوفانية – المقدونية. وعندنا اربع ديانات: الإسلام والمسيحية الأرثوذكسية والمسيحية الكاثوليكية واليهودية. وعندنا خمس قوميات: السلوفينية والكرواتية والصربية وقومية الجبل الأسود والمقدونية، كما أن عندنا ست جمهوريات وتحيط بنا سبع دول مجاورة" !

اليوم وصل لبنان الى القعر، ونحن في البلقنة واكثر بكثير!

وهذا النظام بتركيبته الحالية، لا يملك اي فرصة للحياة! فحين نتكلم عن النظام، لا نتكلم عن البلد، ولكن على وضع السلطة! فهل الجيش جزء من السلطة؟ بالطبع لا! الجيش جزء من الدولة وليس جزءاً من النظام الحاكم في هذه اللحظة الفارقة في تاريخ البلاد، لأن الحكم لم يعد له مستقبل! وصار واضحاً منذ 17 تشرين ان الحكم الحالي مات من الناحية التاريخية! وتم شلّه سياسياً عبر حكومة هو شكّلها، ثم حكومة تصريف اعمال! ثم خلايا من المستشارين الذي لا يفقهون ولا يعرفون شيئاً. اما السلطة السياسية فقضية اخرى، قد يأتي بها حزب او تأتي بها انتخابات، ولكنها تدخل على الدولة لكي تُسيّر اجهزتها، ولهذا فأجهزة الدولة باقية، ولكن الجهة المكلفة بتسييرها في هذه الأوقات غير موجودة. وهذا جزء كبير من الأزمة، وكل الناس يرونها، مؤسسات الدولة موجودة ولكن القدرة الخاصة بتسيير تلك المؤسسات غير موجودة، لأنها اصيبت بالشلل!

مؤسسة الجيش في لبنان لها وضع خاص، وتلعب دوراً معيناً، المؤسسة ليست من صنع النظام، بل من صنع تاريخ وطبيعة لبنان! ولا اتصور ان يستعملها اي شخص ضد الشعب. اول ثورة في لبنان الحديث كانت ثورة طانيوس شاهين، وقادتها قوى مسلحة، ثم قامت ثورة 1958، وكانت القوات المسلحة تفرّق المتقاتلين! في 17 تشرين انتحلت قوى الفساد صفة القوات المسلحة، خاصة جيش حماية المجلس النيابي واعتدت على الأبرياء وقلعت عيون كثيرين، ولكن هذه القوات التي لبست ثياب القوات المسلحة لم تكن لها علاقة بالجيش ولا بقيادته!

الرئيس ميشال عون الذي سمى نفسه "ابو الجميع"، ترك المؤسسة العسكرية بعد هزيمته فيما سماه حرب التحرير ولجأ الى فرنسا عشرين عاماً! ولما عاد أسس حزباً!

النظام انتهى بكل المعايير وعندما تلجأ سلطة الحكم الى طلب القوات المسلحة، فهذا معناه أنها في أزمة، وإذا أمرته بضرب الشعب فهذا يعني انها تعاني تقريباً حالة انتحار.

لا توجد أية قوة عظمى تستطيع أن تساعد نظاماً لم يعد قادراً على حماية نفسه!

إذا لم يكن هناك بديل لميشال عون سوى صهره، فهذا الشعب يستحق أن يموت. الذي لا بديل له هو الشعب. الشعب يستطيع تغيير حاكمه، ولكن لا يستطيع حاكم أن يغير شعبه!

واذا استمرت السياسة اللبنانية على هوى عون وصهره، فسيتغير الشعب ليصبح ايرانياً!

الأحزاب كلها منهكة، لكن النظام أنهك كل الناس.

نحن أمام تحديات عديدة، بنوك مغلقة أو لا تدفع حقوق المودعين، الكهرباء مقطوعة، الاستشفاء في العناية الفائقة، التعليم عالق بين حانا ومانا، مخزون الطعام، مخزون الطاقة غير كافٍ، النظام يدفع بالبلد الى فوضى مدمرة.

الموقف قد يحتاج الى قوى سياسية ناضجة تستطيع أن تمد جسر يملأ الفراغ بين الشرعية والسلطة، ولكن القوى السياسية لا تبدو قادرة، ولعله كان من المبالغة انتظار دور فاعل منها. العالم كله القريب فيه والبعيد والصديق والغريب، صار في الأزمة، وصار جزءاً منها، وصار يحاول حلّها، وصار عقدة من عقدها!

فهذا العالم يرى أمامه سلطة لم تعد تملك أهلية تمثيل وطن! المشكلة ان العالم يريد ان يلامس الحقيقة في لبنان، فهو يرى حركتها ويسمع صوتها ولكنه حتى هذه اللحظة لم يستطيع ان يترجم ما تطلبه، وهو مع الحقيقة في شرعية ما تمثله، ولكنه حتى هذه اللحظة لم يستطيع أن يترجم ما تطلبه، وهو مع الحقيقة في شرعية ما تمثله ومشروعية ما تطالب به، ولكنه يريد أن يفهم أكثر لكي يعرف على الأقل كيف يتعامل معها؟

الحقيقة التي تبدو واضحة وجلية، ان المستقبل أصبح في يد القوات المسلحة، فهذه القوات هي رمز السيادة واداتها، أمامها الآن مستويات عظمى ليس هناك غيرها من يقوم بها.

 

جو بجّاني… بطل أم ضحية أم لغز؟

جان الفغالي/نداء الوطن/25 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100026/%d8%ac%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%ba%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%ac%d9%88-%d8%a8%d8%ac%d9%91%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b7%d9%84-%d8%a3%d9%85-%d8%b6%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d9%84%d8%ba/

جو بجاني: أسئلة كثيرة وملف فارغ

في يوم “الخميس الابيض” الذي سبق “الإثنين الاسود”، غمرت جو بجاني وعائلته الفرحةَ الكبرى لأنه تبلّغ الموافقة على طلب الهجرة إلى كندا، ولم يبقَ احدٌ من اقاربه ومعارفه وأصدقائه إلا وعرف من جو بانّ الموافقة جاءت، وانه باشر بتحضير أوراقه.

الإثنين، يوم الجريمة، كان يُفتَرض بجو ان يأخذ مستندات طلب الهجرة للمباشرة بترجمتها لإنهاء المعاملات تمهيداً للسفر.

لكن القدَر اللئيم كان أسرع. بضعُ رصاصات أنهت حلمَ العائلة، فوضعت حداً لحياة جو، وسجنت العائلة في كابوس الجريمة التي ما زالت لغزاً على رغم مرور ستة اشهر على وقوعها.

العائلة والمقربون وابناء بلدة الكحالة يطرحون سيلاً من علامات الاستفهام، فلماذا يحوم هذا الكَم من الاسئلة حول الجريمة على رغم ان الذي يحقِّق فيها هو اعتى وأهم جهاز امني لبناني هو شعبة المعلومات؟

ومن علامات الاستفهام التي يطرحها مقربون وأبناء بلدة المرحوم جو:

لماذا باشرت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني التحقيق في الجريمة ثم تولته لاحقاً، وبعد ساعات، شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي؟

لماذا تأخر الملف ستة اشهر ليُحال إلى قاضي التحقيق بسام الحاج؟ وهل يتضمن الملف شيئاً غير الإدعاء على مجهول وكل مَن يُظهره التحقيق؟

هل هي قلة إحتراف لدى المجرمين ان يسقط منهم الهاتف الخليوي للضحية؟ ام أنهم تركوه عرضاً؟

هل عدم تسجيل داتا إتصالات ايَّ اتصال هاتفي بين المجرمين يعني انه لم يكن معهم اي هاتف خليوي؟

كيف يخاطرون بألا تكون معهم هواتف خليوية؟ كيف يتواصلون؟ هل من خلال اجهزة لاسلكية لا يمكن تعقبها؟

ماذا تضمَّنت كاميرات المراقبة المنتشرة على الطريق التي سلكها الجناة بعد ارتكابهم الجريمة؟

لماذا اصدر الجيش اللبناني بياناً نفى فيه اي صلة لجو بجاني به؟

إذا كانت فرضية أن يكون جو قد صوَّر أشياء حسَّاسة في الجنوب، مستبعدة، فهل فرضية التصوير في اماكن اخرى غير مستبعدة؟ ومَن يعرف ماذا يصوِّر جو او ماذا صوّر جو؟

مَن يعرف ماذا يعرف جو؟

يقول عارفون بجو، وعايشوه، انه غالباً ما كان يحب أن يلعب دور البطل، فيحقق إنجازات ولا يتوانى عن التباهي بتحقيقها، فهل دفع ثمن أحد أدوار البطولة وكان ضحيتها؟

أسئلة كثيرة ما زال أبناء البلدة والعائلة يطرحونها حول هذه الجريمة!

جرائم اكثر منها تعقيداً تمكنت شعبة المعلومات من كشف خيوطها بايام واحياناً بساعات، فلماذا تمر ستة أشهر على جريمة قتل جو بجاني وليس في الملف قُصاصة ورق واحدة؟

هل هذا الغموض يُريح احداً؟

هل المطلوب ان تتحول جريمة اغتيال جو بجاني إلى لغز؟ وتبقى في خانة اللغز؟

لا يمكن مقارنة جريمة اغتيال جو بجاني بما سبقها من جرائم، وإنْ كانت مماثلة لها، جامع مشترك واحد يجمع بين هذه الجرائم هو “الغموض المتعمَّد”، من دون ان يعني ذلك ان هناك خلفيات واحدة لهذه الجرائم او أن جهة واحدة تقف خلفها.

 

كيف يحوك “حزب الله” إيرانية لبنان بإبر المآسي والخضوع؟

“أيرنة” لبنان قد كسبت جولة جديدة، في عملية ممنهجة تجري على حساب الشعب ورفاهيته واستقراره.

فارس خشّان/الحرة/25 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100021/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d8%ad%d9%88%d9%83-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86/

ثمة قناعة يرسّخها الأداء السياسي، بأنّ الكارثة التي تعصف بلبنان، ليست سوى “رأس جبل الجليد”، وتالياً، فإنّ الآتي أعظم. وهذه قناعة تتخطّى تشاؤم بعض اللبنانيين، لتترسّخ في دوائر القرار الدولي التي بدأت، رويداً رويداً، تُهمل الملف اللبناني كليّاً أو جزئياً، لتحصر اهتمامها بالزوايا التي تهم مصالحها المباشرة أو غير المباشرة، كترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، وكالتحكّم بموجات هجرة اللبنانيين واللاجئين، بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

ولأنّ لا مكان للصدف، في المسائل السياسية، فإنّ أوضح رسالة تلقاها اللبنانيون، بهذا المعنى “الإهمالي”، كانت في توقف، متزامن، لمروحة واسعة من الدول عن تمويل “المحكمة الخاصة بلبنان” التي كانت، حتى أشهر خلت، محور مديح دولي، على اعتبار أنّها واحدة من أهم وسائل التصدّي لمحاولات إخضاع اللبنانيين بواسطة الإرهاب.

ويبدو واضحاً أنّ “أصدقاء لبنان” قد قرّروا ترك اللبنانيين لمصيرهم، وترجموا ذلك بتوجّه سيفضي الى إقفال هذه المحكمة في آخر يوليو المقبل. ولا يمكن إخراج هذا التوجّه من سياق نهج كامل حيال التعاطي الدولي مع لبنان على أساس أنّه “ميؤوس منه”. ويعيد الجميع سبب اليأس من لبنان إلى طبقته السياسية التي تتعّدد صفاتها بتعدّد المرجعيات التي تذمّها، فهي “فاسدة”، “أنانية”، “مسترهنة”، “ضعيفة”، “تافهة”، “خائنة” و…الحبل على الجرّار.

ثمّة دولة واحدة لم تيأس من لبنان، وتستعمل في توصيف اللبنانيين كلمات ممعنة في الإيجابية، إنّها إيران التي تجد في “حزب الله” النموذج والقدوة، وبه تختصر كلّ بلاد الأرز. إنّ المقارنة بين ما يقوله المجتمع الدولي عن الطبقة السياسية اللبنانية، من جهة وبين ما تقوله إيران عن “حزب الله” من جهة أخرى، تمكن أن “تشي” بما ينتظر لبنان، في المستقبل.

ومن شأن هذه المقارنة، أيضاً أن تُبيّن ما يمكن أن يُعاني منه لبنان، في المديين القريب والمتوسّط، إذ إنّ آمال “محور الممانعة” المستقبلية، سوف تدفعها الى ممارسة كل ما تملكه من نفوذ لإبقاء لبنان، أطول فترة ممكنة، في الهوّة الجحيمية، بمساعدة كبيرة من “عفاريت” الطبقة السياسية اللبنانية. وهذا أساس صالح لقراءة الأزمة السياسية التي تعمّق الكارثة المالية-الاقتصادية الاجتماعية التي تعصف بلبنان.

الملف الحكومي

لم يعد سرّاً أنّ “حزب الله” يغذّي أزمة تشكيل الحكومة، من خلال تحكّمه بتوازن القوة بين طرفين أساسيين في هذه العملية الدستورية: رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري. إنّ التدقيق في نهج “حزب الله” يظهر أنّه كلّما مال ميزان القوة لمصلحة عون يدعم الحريري، وكلّما مال لمصلحة الحريري يدعم عون.

وهذه الرعاية لتوازن القوة يعطّل تشكيل الحكومة، لأنّ أهداف عون، حليف “حزب الله”، مختلفة عن أهداف الحريري، حليف “حركة أمل”، لا بل أنّ كل طرف يربط مستقبله بإضعاف الطرف الآخر وتفشيله.

وإذا استندنا إلى تقنيات العلم الجنائي، فإنّ مراجعة بسيطة لأسلوب عمل “حزب الله” تظهر أن هذا الحزب لا يريد تشكيل حكومة في لبنان، لأنّه، في فترات سابقة، كان يشغّل محركات الحسم، في هذا الاتجاه أو ذاك، كلّما وجد له مصلحة في تشكيل حكومة.

تيئيس المجتمع الدولي

لقد أسفرت رعاية “حزب الله” لتوازن القوة هذه، ليس إلى منع تشكيل حكومة في لبنان، فحسب بل تيئيس المجتمع الدولي من لبنان، أيضاً. ولعلّ هذا التيئيس هو “بيت القصيد”، فحزب الله يريد إبعاد الأصدقاء عن لبنان، ليبعد لبنان عن النموذج الذي كان عليه سابقاً. ولم يسبق في تاريخ لبنان الحديث أن ذمّ طرف بالنموذج اللبناني كما ذمّ “حزب الله”.

وكان هذا الحزب قد كشف رفضه للنظام اللبناني، وفق النموذج الذي كان قائماً حتى حصول الانهيار، ولم يتردّد، يوماً، ولو تعدّدت أساليب التعبير، في الإعراب عن رغبته في تغيير الأسس التي يقوم عليها لبنان.

ويتذكّر اللبنانيون، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، ما قاله رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة”(نواب “حزب الله”) محمّد رعد، في كلمة له تعود إلى 12 نوفمبر 2013، إذ أعلن، على الملأ، وحرفياً، أنّ “الوجه الطبيعي للبنان هو الوجه المقاوم. كان لبنان مكان عقد صفقات وكان ساحة للملاهي الليلية وللسمسرات، لكنّنا الآن نريد أن نخلق لبنان الجديد الذي ينسجم مع وجود مقاومة”.

إنّ الوصول الى لبنان الذي يطمح إليه “حزب الله” يقتضي أن يهرّب أصدقاءه التقليديين الذين يرغبون ومعهم غالبية الشعب اللبناني بإبقاء النموذج اللبناني حيّاً، ولو مع بعض التعديلات على آليات نظامه الدستوري.

وهذا المشار “التهشيلي” جرى اعتماده، بداية مع دول الخليج العربي عموماً ومع المملكة العربية السعودية خصوصاً، بعدما حوّل “حزب الله” لبنان إلى منصة للعدوان عليها، ومن ثمّ حصل مع الأوروبيين عموماً والفرنسيين خصوصاً الذين وجدوا أنّ لبنان لا يملك الأدوات اللازمة التي تسمح لهم بمساعدته على النهوض من الكارثة التي وقع فيها. لقد جعلتهم “الواقعية” يُسلّمون ل”حزب الله” بما يريد، حتى يتمكّنوا، من خلاله، لاحقاً، في حماية مصالحهم، بدءاً باليونيفيل في الجنوب وصولاً الى النازحين في كل لبنان.

تسييد إيران

وعليه، لم يبق أمام لبنان سوى إيران التي يرتبط “حزب الله” بها ارتباطاً مالياً وسلاحياً وعقائدياً وولائياً، وتالياً لا بأس إن عانى اللبنانيون ممّا يعاني منه الإيرانيون، على قاعدة أنّ “شريك الغرم اليوم هو شريك الغنم غداً”.

وعلى مستوى المشاركة في الغُرم، لقد نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تحقيقاً من داخل إيران يتمحور حول أزمة الدواء فيها، فبيّنت أنّ المرضى الإيرانيين ينتظرون لساعات، أمام عدد محدّد من الصيدليات، في محاولة منهم للحصول على الأدوية التي يحتاجونها لأمراضهم المزمنة، في وقت تنتعش السوق السوداء التي تبيع الدواء “المقطوع” بأسعار مرتفعة للغاية يصل بعضها الى أكثر من الحد الأدنى للأجور المحدّد، بسعر الدولار الأميركي في السوق السوداء، بنحو أربع وخمسين دولار، في الشهر.

إنّ اللبنانيين لم يصلوا بعد الى هذا المستوى، ولكنّهم على الدرب يسيرون، وبسرعة فائقة.

ويعد “حزب الله” اللبنانيين بحل إيراني للمشاكل التي يعانون منها، ومن لا يصدّق يحيله على التصريحات الدولية التي تؤكد أنّ الاتفاق النووي وما سوف ينتج عنه من “بحبوحة” بعد رفع العقوبات المرتبطة به، “آت بمجد عظيم”. وهذا وهم سبق أن اختبره الإيرانيون، بعد الاتفاق النووي بالصيغة التي مزّقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وفي مطلق الأحوال، فإنّ الهندسات التي يطبقها “حزب الله” على لبنان، من شأنها أن تحوّله، في المستقبل، الى مجرّد “محافظة” إيرانية، أو، بأدبيات الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله إلى” جزء من “الجمهورية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق، الولي الفقيه الإمام علي خامنئي”.

ولكن، في السياسة لا حتميات. كل الخطط، مهما كانت محكمة ومهما كانت قوة الجهات التي تقف خلفها، تتغيّر، بمواجهتها.

المشكلة في لبنان، حتى تاريخه، أنّ قوى المواجهة إمّا جرى “تطويعها” بسياسة “العصا والجزرة”، وإما جرى “عزلها”.

المجتمع الدولي ليس سعيداً بالمصير الذي ينتظر لبنان، ولكنّه، بعد كل المحاولات التي بذلها، لم يجد في لبنان قوى تملك القدرة على الإستفادة من هذه المحاولات، وملاقاة المساعي الدولية في منتصف الطريق.

وهكذا، تكون “أيرنة” لبنان قد كسبت جولة جديدة، في عملية ممنهجة تجري على حساب الشعب ورفاهيته واستقراره.

 

التحريض على الجريمة بحق العلاّمة الأمين مستمر.. نجله يفنّدها ويكشف مسيرة تهديد وتجنٍّ عمرها 12 عامًا

السيد حسن الأمين/جنوبية/25 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100028/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b6-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a8/

يخوض السيد حسن الامين نجل العلامة السيد علي الامين في حقيقة حملة "حزب الله" المركزة والممنهجة على والده منذ قبل العام 2006 وبعد حرب تموز. حيث شنت حملات عسكرية وامنية وحوصر دار الافتاء الجعفري في صور. وهُجّر هو وعائلته من الجنوب بقوة السلاح، فلم يُوفر منزله وصودرت مقتنياته ومكتبته بسبب رفضه لسياسات الاملاء والامر الواقع التي يمارسها "حزب الله" على الشيعة في الجنوب ولبنان. كما يتطرق الى حملة الافتراءات الظالمة وتشويه السمعة والنيل من قامة فقهية ودينية وحوارية اسلامية وشيعية، يشهد لها القاصي والداني بحكمتها وعلمها وفقهها وانفتاحها.

ويكشف الامين انه كان حاضراً مع والده في مؤتمر البحرين لحوار الاديان بالاضافة الى الحاضرين من لبنان وهم: السفير اللبناني في البحرين الأستاذ ميلاد نمور، وزوجة النائب فؤاد مخزومي رئيسة مؤسسة مخزومي، والمطران اللبناني نيفون صيقلي، وبالتالي تحريك القضاء ضد جريمة تواصل او تطبيع لم تحصل هو جريمة مستمرة للتصفية الجسدية والقضائية ولإغتيال العلامة الامين معنوياً قبل الجسد. وجاء في مقال السيد حسن الامين : ” بداية أوجّه تحيةً من لبنان الذي نحلم به جميعاً، لبنان الرسالة لبنان الوطن والدولة والعيش المشترك. تحية لبيروت، لبيروت الجريحة، والشمال والجبل والبقاع والجنوب وكل زاوية من لبنان. تحية لكل الحالمين بوطن طال الوجع فيه. تحيةُ لبنان الذي أقسمنا بشرقه وجنوبه وشماله وغربه وجباله وبكل مكوناته وجهاته، مسيحيين ومسلمين. وبعدُ أقول أن الوالد العلاّمة السيد علي الأمين وهو من سعى ويسعى لإطفاء الفتن المذهبية المتنقلة في لبنان والعالم العربي والإسلامي، وعمل ويعمل على مدّ جسور الأخوة بين المسلمين و المسيحيين، و بقي يحمل معوله ليهدم الحواجز المصطعنة بين اللبنانيين .. وهذا أمر يقرُّ به الكثيرون من اللبنانيين وفي العالمين العربي والإسلامي حتى منهم ممن يخالفونه في الرأي ويكابر على ذلك آخرون. جريمة تحريض مستمرة بالنسبة للدعوى الادعاء المقام ضد الوالد، هو ادعاء فيه تحريض على الجريمة وقبوله هو قبول لهذا التحريض على الجريمة ضد المختلفين بالرأي.  العلاّمة السيد علي الأمين في مؤتمر البحرين، كان يحضر حواراً للأديان فيه من كل الأديان والثقافات ولم يكن يجري مفاوضات لا سياسية ولا غيرها مع العدو الإسرائيلي لترسيم الحدود مع دولة إسرائيل كما قال وفعل بعضهم. وأما الادعاء على العلاّمة الأمين بإثارة النعرات الطائفية وإثارة و تحقير الشعائر الدينية فإنّه مما يضحك الثكلى والصغير والكبير على مدى العالم العربي و المسيحي والإسلامي.

للحقيقة ما حصل ويحصل على مدى شهور من تحريض مباشر على سماحة الوالد العلاّمة السيد علي الأمين، هو أمر دبر في ليل، وهو تحريض على الجريمة بحقه وهو تعدّ على اللبنانيين الأحرار، الذين يحلمون بوطن ودولة ومؤسسات، في أبشع صورة تشويهية وتوريط للقضاء والمؤسسات، لم يشهدها لبنان في تاريخه الديني والأخلاقي والسياسي، حيث يتعرض لأشرس حملة تشويهية من قبل ظلاميين، تحريضاً ممنهجاً على الجريمة. وكان يفترض في الأصل أن لا يقبل القضاء الخضوع للتحريض الممنهج على الجريمة الذي استمر على فترة شهور بحق سماحة الوالد، بل أن يكون مانعاً لهذا التحريض الممنهج على الجريمة والتحريض المؤدي الى الجريمة والجريمة من أصلها.

خطاب الكراهية

لقد ربيت وتعلمت في بيت أبي أن أؤمن أن حق الشيعي لا معنى له، إن لم يصل الحق لأخيه السني والدرزي والأرثوذكسي والماروني والكاثوليكي والأرمني والعلوي وكل لبنانيّ. وغير ذلك هو خلاف صارخ لقول رسول الله محمد: (ما آمن بي من بات شبعانَ وجارُه جائع).

تقدمت الدول بمحاربة خطاب الكراهية، وأولى أن تقوم به الفئات التي تدّعي التديّن، وتشنّف أذان الناس بقول رسول الله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، والقرآن الذي يقول: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين….. ولا تجسسوا .. ولا تنابزوا بالألقاب…)، فإذا بهذه الفئات تستخدم خطاب الكراهية ليل نهار في التحريض على الوالد … وقد ورد في الحديث النبوي: من خاف الناسُ لسانَه فهو من أهل النار) فكيف بمن خاف الناسُ سلاحه؟ هذا عداك عمن يفتك الناس بسلاحه. ورد في الحديث: شر الناس من أكرمه الناس اتقاء شره)

ألم تشبعوا بعدُ من تهجير السيد علي الأمين وعائلته وأكل لحمه على مدى اثني عشر عاما ً؟ وهو الذي لم يدخر جهداً في تجنيب لبنان و اللبنانيين في أنحاء العالم، كل المآسي والويلات والتجارب التي تعلمونها ولا تعلمونها وتعلمون نتائجها ولا تعلمون نتائجها، حتى وصلت الحال إلى ما وصلت إليه حال هذا الوطن المكلوم المقهور! لقد استهوتهم شهوة السلطة والسلطان، وهي شهوة من الشهوات، أخلدوا فيها وجوههم الى الأرض فأعرضوا عن كل نصح. هو لتخويف الناس، من بني وطنهم ومحيطهم… هل هذا ما أصبحتم تعيشون عليه؟ هذا الأمر الذي قاموا به على مدى سنين، هو رسالة أنه إذا فعلوا بالسيد علي الأمين هكذا، هذه الهامة الفقهية والعلمية والوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية، فسيقول آخرون ماذا سيفعلون بنا!!! … كانت تلك خطوة لثني الناس وتخويفهم بالبطش والديكتاتورية وتحريف الحقائق والاتهامات الباطلة.

إن البطش والديكتاتورية لا يجلبان إلا المآسي الداخلية والخارجية وكل تسلط زائل، وكل ظلم ظلمات يوم ينادي الظالم بالحسرة. متى كان حوار الأديان حراماً؟ هذه محاكمات ميدانية تبدأ بتكثيف التحريض على الجريمة، ويحاول مُكثّف التحريض فيها إخضاع المؤسسات لهذا التحريض، وبالتالي شلّ هذه المؤسسات عن دورها الأساس، الذي هو وقف التّحريض على الجريمة وتحوير دورها. وأزيد، إن ضعف الدولة والسلطة اللبنانية وسكوتَها وسكوتَ المسؤولين فيها عن حصر السلاح بها وعن الفساد في مؤسساتها وسكوتَ مسؤوليها عن تسلط الأحزاب والزعامات عليها وعلى مقدراتها وعلى سلطتها الكاملة، التي يجب أن تكون كما في كل الدول في أوطانها، والإمتناع عن قيامها بواجباتها والخضوع لصالح ضغط الدويلة، سيؤدي إلى استضعاف المهاجر والمغترب اللبناني في قارات العالم من أفريقيا إلى آسيا إلى أوروبا إلى الأمريكيتين وغيرها وغيرها..  إنها جريمة بحق اللبناني وسمعته وانجازاته وصيته بين الأمم.

استهداف ممنهج منذ 12 عاماً!

هذا السكوت: أُخرج والدي من الجنوب منذ اثني عشر عاما من الجنوب بقوة السلاح وصودرت مكتبته وكتبه وسكت القضاء، وتم تهجيره في وطنه على مدى هذه السنوات، والتسلط بالسلاح عليه من الذين يفترض بهم حفظ القانون ومنع الاعتداء على المواطنين، ثم يهاجمونه على حوار الأديان الذي هو رسالة لبنان . إنّ عسكرة المذاهب والأديان، هو خطر كبير على الرسالات السماوية… ونرى البعض أنه يرفض الإجرام مثلا ضد المقتولين ظلما باسم الإسلام في نيس وغيرها من أصقاع الأرض، من هذه الأحزاب الدينية المسلحة… هل تدينون هذه الجريمة وتقولون أنّ الإسلام يرفضها ويرفض التحريض عليها … ألا يرفض الإسلام التحريض على الكراهية ثم التحريض على الجريمة ليل نهار، بحق أستاذكم وأستاذ كثيرين منكم، السيد علي الأمين، ومن قبل الدوائر المقربة منكم وفرق “الأهالي” المدربة؟

هذا الادعاء هو في الأصل كان يجب أن يُرفض وهو جناية أخلاقية وأنتم تدينون أنفسكم بهذا التصرّف وإن أهل الأديان والرسالات من المسيحيين وغيرهم من رجالات الدّين ليخجلون أن يتعاملوا مع علمائهم ومن درسوا عندهم هكذا وأن يتطاولوا بهذه الطريقة الرخيصة على العلماء فضلا على من تلقوا علوماً عندهم. إنّ ميداننا الأول هو أنفسنا، فإن قدرنا على بنائها على قيم العدل والمحبة والتسامح والإحترام قدرنا حينئذ على بناء وطننا وبناء إنسانه والقيام بحقوقه، وكنا على رسالته وغير ذلك أقدر، وإن عجزنا عنها كنا على غير ذلك أعجز، وغير ذلك تضليل. لم تكن الميليشيا والمافيا لتتغوّل على الدولة في لبنان لولا وجود أيدٍ من داخل الدولة تساعدها على ذلك.

حضور لبناني في المؤتمر

أنا كنت حاضراً في مؤتمر حوار الأديان في مملكة البحرين برفقة سماحة الوالد، وهو مؤتمر ديني حضرته ملل وأديان، مسلمونَ ومسيحيونَ، ويهودُ وبوذيون، وسيخ وهندوس وبهائيون، وأرثوذكس وكاثوليك وممثلو البابا تواضروس عن الكنيسة القبطية في مصر، وسنة وشيعة ودروز، ورجال دين شيعة من البحرين،  وحضر من مصر ولبنان والأردن وفلسطين وعدة دول، وكان حاضرا من لبنان السفير اللبناني في البحرين الأستاذ ميلاد نمور، وزوجة النائب فؤاد مخزومي رئيسة مؤسسة مخزومي، والمطران اللبناني نيفون صيقلي، وسفير مصر والأردن وسفير فلسطين، ومفتي المسلمين في روسيا وممثلين عن مفتي فلسطين الخ الخ  … هو حوار أديان وثقافات ولا علاقة له بالسياسة والمفاوضات ولا عقد الاتفاقات، إنما هو نشر رسالة لبنان بأديانه وطوائفه في مقابل العنصرية الأحادية … وإلا فلينسحب لبنان من المؤسسات الدولية ومن الأمم المتحدة وغيرها ولتعلن الدولة ذلك … وبالنهاية عندما تذهب لدعوة ما كالمناسبات الإجتماعية وغيرِها، فإن الداعي لا يعطيك لائحة بالمدعوين ولا تعلم من هم الحضور ولا جنسياتهم وتتكلم فكرك وكلمتك … وقد انبهر الحضور بكلمة الوالد سنة وشيعة ومسيحيون وسيخ وهندوس وبوذيون وجاؤوا ليسلموا على الوالد، إذ لم يسمعوا أن اللبنانيين أو الشيعة هكذا يتكلمون، فهم لا يسمعون إلا لغة التهديد والوعيد من فئات لبنانية … وقد أصدر مكتب سماحة السيد الوالد بيانا حول هذا الأمر في ذلك الحين يمكن العودة إليه والاطلاع عليه … أما سبب الحملة فواضح اغتيال معنوي مقدمة لاغتيال آخر …

هي حملة تحريض على الجريمة بدأت ببيان صادر عن منظمة حزب الله وعن كتلتها النيابية وبتهييج  فرقة “الأهالي” من الذباب الإلكتروني وبكل الوسائل المتاحة من استخدام مخبرين وغيرها  في محاولات لفصل الوطنيين عن بعضهم في كل الطوائف بتخويفهم للانكفاء إلى طوائفهم ، ولا تزال هذه الحملة ولم تنته، ولكن للأسف هذه الأخلاقيات الّتي وصلوا إليها وكما يقول أحمد شوقي: وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلا أحب أن أذكر بما قاله الإمام السيد موسى الصدر سنة 1977: “ولا أظن أن اللبنانيين، بعد التجارب المريرة التي عانوها، لا يعودون الى الصراط المستقيم، والطريق القويم، طريق التعامل، طريق الأخوة، طريق الخضوع لسلطان الدولة، طريق الحوار باللغة، بالكلمة، بالمخاطبة، بالاقناع، وليس طريق فرض الموقف والآراء بالقوة وبالسلاح”. هو كان يريد أي يخضع الجميع للدولة وأن ينادوا بها وكان يريد سلاح المقاومة أيضا أن يكون تحت سلطان الدولة. أما ما يحصل الآن هو فرض للموقف والرأي بالقوة والسلاح. لذلك وجب وضع هذا السلاح مهما كان لونه وشكله وانتماؤه تحت سلطة مؤسسات الدولة أوّلاً، وبعدها فليتكلموا عن المؤسسات و المواطنة والدولة المدنية و القضاء والشراكة و المشاركة .. إن الأحزاب أصغر من الطوائف، والطوائف ليست مُلكاً للأحزاب والوطن أكبر من الإثنين وعلينا أن نجعل المواطن أولاً. إقرأ أيضاً: تخوين العلّامة الأمين: لن يتقدم اللبنانيون بوجود مكون أقوى من الدولة! وأُذكّر أيضا بموقف الكاردينال البطريرك الراعي حين أطلق صرخته عن كل اللبنانيين في قضية التحريض والتجني على سماحة العلاّمة السيد علي الأمين: لا يسعنا إلا التّعبير عن أسفنا لرؤية رجل دين معروف بوطنيته وحرصه على العيش المشترك، واحترامه لكل دين وطائفة وإخلاصه للبنان، يُستدعى أمام القضاء لمجرد إبلاغ معروف مصدره وغايته، أبهذه البساطة أصبح يتحرك القضاء عندنا!!!…” إنّه إخبار فتنوي رخيص وتحريضي وتفتيتي ومثير للنعرات ومسيء للمقامات الروحية، ومسيء لرسالة لبنان بين الأمم ومسيء للقضاء.

وأُذكّر بقضية الشهيد الأول الفقيه محمد بن جمال الدين بن مكي العاملي الجزيني : في وقتها وقع ثمانون شحصا من وجهاء ومخاتير النبطية وما حولها وألف شخص من الساحل بسبب كرههم السياسي له وحسدِهم له، وقعوا على صحيفة يشهدون بها على انه مرتبط بالمماليك الاتراك (مثل ادعاء تهمة العميل) و يسب الخلفاء والصحابة ويفرق كلمة المسلمين ويشق صفوفهم ( مثل ادعاء اثارة النعرات والتحريض بين الطوائف ضد سماحة السيد علي الأمين)، مع أن ما كان  يقوم به العكس – رمتني بدائها وانسلّت – …أدى ذلك الى اعتقاله من السلطات وسجنه وقتله وصلبه وحرقه فيحمل الوشاة دمَه إلى يوم القيامة

هل هذا ما تفعله هذه الأحزاب الدينية و “حزب الله” بالتحريض على الفقيه الكبير السيد علي الأمين، بتحريك الالاف من الذباب الالكتروني والجهلاء ورمي التهم والوشايات عليه لتشويه صورته والافتراء عليه والتحريض عليه؟ وهل إذا تكلم العقلاء وقتها هل كان تم إباحة دم الشهيد الأول؟ يتباكى بعضهم ويحرك الغرائز على كمّ الشتائم على وسائل التواصل والإعلام …بينما موظفوه المبرمجون والمنظمون، الخاصة والمحزبين والعامة منهم، ليل نهار، وجيوش الكترونية موظفة، لا يتركون عِرضاً لمعارض ومختلف بالرأي إلا وينتهكونه بالتخوين والاتهامات والانتهاكات والشتائم والفحش وبذاءة اللسان والتهديد والتجبر وقلة الأدب والتوقير في كل وسائل التفاصل من السوشال ميديا والإعلام والصحافة الصفراء… الفحش ليس فحش اللسان فقط .. هذا الأسلوب الذي علمته الأحزاب لهذه الأتباع سيرتد عليها لأنها شرعنته لأتباعها.. أليس كلّ ساقٍ سيسقى بما سقى؟ أين الدرس الأساس: الإحتياط في الأموال والدماء والأعراض؟ وكما يقول العلاّمة السيد علي الأمين: من عجائب الأمور وقاصمات الظهور، الإحتياط في المستحبات والمكروهات، وترك الإحتياط في دماء الناس وحرماتهم وأموالهم .. لقد أنست الطبقة الحزبية الميليشيوية والدينية التي تحت سيطرتها، التي تتدثر بالتشيع كتدثر العباسيين بشعار (الرّضا من آل محمد) لإحكام السيطرة وتسلق السلطة حينها، أنْسَتْ المجتمعَ الرسالي ذا الدور التوحيدي ولملمة التشتت، في طريقها للصراع على السلطة والولع بالديموغرافيا والسيطرة، أنسته مبادئَ الإمام علي عليه السلام الذي قال: (لأسلّمن ما سلمت أمور المسلمين ولو لم يكن جَورٌ إلا عليّ خاصّة) وقال: (دعوني والتمسوا غيري .. أنا لكم وزير خير لكم مني أمير ) .. فازدادت الانقسامات وزينوا الإنحدار المجتمعي وأعطوا صورة، ستكون مؤقتة بإذن الله، مشوهة عن الشيعة بأنهم فئة تقلق من يسكن بينها ويجاورها ويصعب العيش معها بعد أن كانت تعاليم أهل البيت عليهم السلام لهم ظاهرة في سلوك أئمتهم ومراجعهم: (شيعتنا سلمٌ لمن خالطوا، بركةٌ على من جاوروا، وإذا غضبوا لم يظلموا) .

هذه الطبقة أمام أمرين:

إما أنّ ما قاله الإمام علي وأهل البيت، تعتبره هذه الطبقة بينها وبين نفسها خاطئا، من خلال اعتباره ضعفاً، وأنها تقدمت عليهم في طروحاتها، وهذا ضرب من الجنون، وقسم من هؤلاء الذين في السلطة يعظون أنصارهم ومخالفيهم باتباع هذه الطريقة تخفيفا عن الضغط عنهم واستئثاراً بحلاوة ما يدره التسلط عليهم…

وإما أنها تعتبره صحيحاً، فهي تخالفه صِراحاً، وتجدُ المعاذير للصراع على السلطة، وتجعل نفسها وحدة قياس وليس أهل البيت عليهم السلام. نسأل الله أن ينقذ وطننا لبنان وأن تسود وتعود لغة العقل والحوار، لا لغة الاستقواء والتخوين لنراه مزدهراً في حياتنا وحياة أبنائنا ليعود إلى دوره بين الأمم.

 

فرنسا-أميركا و"الضغط" على المسؤولين اللبنانيين: عقوبات شاملة؟

نادر فوز/المدن/الجمعة 26 حزيران 2021

الموقف الفرنسي الأميركي المشترك بشأن لبنان، جاء ليفتح كوّة جديدة في جدار الأزمات المتلاحقة التي تعصف في البلد، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وزيرا الخارجية، جان إيف لودريان وأنطوني بلينكن، أكدا على "العمل سوياً من أجل الضغط على المسؤولين اللبنانيين الذين قادوه إلى هذه الأزمات منذ أشهر". "نعرف المسؤولين عن هذا الانهيار"، قال لودريان. الجميع يعرف المسؤولين عن هذه الأزمة. علّق اللبنانيون صور زعمائهم في ساحة الشهداء وشنقوها في مجسمّات طلباً للعدالة والحقيقة والمحاسبة عن كل الجرائم المرتكبة في البلاد. لكن فعلياً، لم ينعكس ذلك في مواقف الخارجية الفرنسية منذ انفجار 4 آب، سوى كلاماً. وكان اجتماعاً أولاً وثانياً وثالثاً بالقيادات اللبنانية التي أدّت إلى كل هذا الفشل. فبدأ التلويح بالعقوبات، التي لا تزال إلى اليوم غير واضحة المعالم والوجهة والعناوين.

عقوبات شاملة

بالنسبة للسفير اللبناني الأسبق في واشنطن، عبد الله أبو حبيب، الحركة تجاه لبنان اليوم "هي مبادرة فرنسية". سقطت مبادرة باريس الأولى، بعد جريمة 4 آب، فتكوّنت حماسة فرنسية أخرى تتجلّى في المبادرة التي عبّر عنها لودريان وبلينكن في المؤتمر الصحافي المشترك. فشلت المبادرة الأولى، لكون التعويل على إيجاد الحلول والإصلاحات، تمّ على الطبقة السياسية نفسها التي وجّهت البلد نحو الكارثة. التلويح بالضغط على المسؤولين اللبنانيين لا يعني سوى العقوبات. وعلى ما يقول أبو حبيب، "إذا لم تكن هذه العقوبات شاملة على كل المسؤولين والأطراف فلن تأتي بنتيجة".

عقوبات منتقاة

عملياً، تلاحق العقوبات الأميركية حزب الله منذ عقود واشتدّت في العقد الأخير. تأثّر الحزب وتضرّرت بيئته، وبات كل داعم له هدفاً شرعياً للحكومات الغربية. لكنّ الحزب، على ما هو واضح، استمرّ وقويَ بدل أن يضعف. لكنّ العقوبات الأخيرة التي طالت حلفاء الحزب، الوزراء علي حسن خليل ويوسف فنيانوس وجبران باسيل، قوّضت حركة الحلفاء. باتوا موضوعين تحت المجهر ومعياره الأساسي سياسي، إضافة لمعايير أخرى متعلّق بصفقات وفساد ومراكمة ثروات. لكن هذه العقوبات المنتقاة غير قادرة على إنقاذ البلد. بالنسبة لأبو حبيب "يجب أن تشمل العقوبات جميع المسؤولين اللبنانيين لتنجح في مبتغاها".. مع تحييد مسؤولين اثنين فقط في الدولة اللبنانية، هما رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب.

موقف مفيد

أما الباحث في السياسات العامة، الدكتور أنطوان حداد، فيؤكد من جهته أنّ الموقف الفرنسي الأميركي المشترك "مفيد وله معنى". وفي الملف، عودة إلى العقوبات من جهة وإلى المفاوضات من جهة أخرى على هامش طاولة فيينا. هل عاد لبنان إلى قائمة الاهتمام الدولي؟ هل ثمة غرفة مفاوضات جانبية؟ يبقى كل هذا في إطار الفرضيات، أو ربما رجاء، طالما أن لا شيء ملموساً بعد، على ما يقول حداد. فيحُور الملف اللبناني ويدور ويعود إلى المفاوضات الإيرانية. إن تمّ الاتفاق قد يبدو الوصيّ الإيراني عنصراً جاهزاً لإدارة البلد. إن فشل، الساحة اللبنانية إلى انزلاق إضافي، إلى قعر انهيارات أعمق. فتبقى المفاضلة متروكة بين هذين الخيارين.

بغض النظر عن هذه الخيارات، وبغض النظر عن عقوبات مفترضة على المسؤولين اللبنانين، يبقى السؤال الأهم حول كيفية الخروج من الأزمة في لبنان. هل منع جبران باسيل من الدخول إلى أميركا أو أوروبا يعيد الكهرباء إلى منازل بيروت؟ هل تجميد أموال سعد الحريري يعيد ملأ خزينة الدولة المنهوبة؟ هل تنغيص رحلة عائلية سياحية لوليد جنبلاط على سواحل إيطاليا أو اليونان؟ على الأرجح لا، إلا أنه قد يكون مدخلاً لتقويض هذه الزعامات الطائفية المتحجرّة الهاربة من تشكيل الحكومة، خوفاً من انفجار الانهيار المنتظر في وجهها. وهنا، يعود شعار "كلن يعني كلن"، متواطئون وشركاء الفشل. وكلن يعني كلن يجب وضعهم على لوائح العقوبات.

 

نصرالله يجرد حساب عون وباسيل والآخرين: ذبحٌ بالقطنة

منير الربيع/المدن/الجمعة 26 حزيران 2021

يتصرف أمين عام حزب الله حسن نصر الله مع جميع القوى السياسية سواء -أكانت على خصومة معه أم على تحالف- من منظور الواثق، غير الخائف، والذي لا يمانع احتضان الجميع، ولو كانت مواقفهم متعارضة مع مواقفه. وركيزته في ذلك ثقته بنفسه، بحزبه وبقدرته على التأثير على حلفائه. ولو اقتضى الأمر تمرير تنازلات معينة في الشكل، فيما يكون هو ممسكاً بكامل الزمام في المضمون. وهو يعرف جيداً كيف يقدّم نفسه سياسياً أمام جمهوره وجمهور الآخرين. ويعرف كيف يحاول بناء خطاب سياسي قادر على إحراج خصومه، وأمام بيئاتهم أيضاً. وهذا ما يفتقده معظم السياسيين الآخرين.

القدير ومحتضن الجيش

هذه "المميزات"، إضافة إلى قدرة حزب الله التنظيمية وقوته الشعبية، هي التي تمنحه الدور المقرر برضى الجميع. وفي هذا السلوك لعب عميق على العامل النفسي لدى الجميع. فحتى خصومه أصبحوا في مكان ما ينشدون منه شهادة حسن سلوك. وهذا ناجم عن ضعف في نفوسهم أو سوء في إدارتهم، وعن عدم قدرتهم على مجاراة حزب الله. وهذا الواقع يتيح لنصرالله لعب دور الناصح، أو الطرف الأقدر على تناول المعضلات كلها. ويعرف نصر الله كيف يعمل على استقطاب الجميع وتطويعهم بطريقة هادئة. كما هو الحال في آلية تداوله في ملف الجيش اللبناني، بدعوته حزبه وجمهوره إلى احتضانه. وهنا سيكون الجيش محرجاً حيال الوفاء لهذا الموقف والتوأمة معه وملاقاته. وذهب نصرالله إلى أبعد من ذلك: وضع على عاتقه الحفاظ على الأمن والاستقرار، ووصفه بالضامن لحمايته وحدة لبنان. ولذلك أعاد إحياء المعادلة الثلاثية: الجيش والشعب والمقاومة. والأهم هو موقفه بأن الجيش خاضع لقرار السلطة السياسية، وليس مؤسسة قائمة بذاتها. هذه رسالة واضحة: لا يمكن للجيش إلا أن يكون صاحب حسابات مع الواقع السياسي في البلاد. أي عدم التفكير في الصدام مع الطبقة السياسية، خاصة أنه يحتاج إلى دعم الجميع واحتضانهم.

ذابح باسيل ومسعفه

وفي ملف الحكومة تمسك نصر الله بموقف برّي ومبادرته، وردّ على كلام باسيل من دون أن يسميه حول مسألة الثلاث ثمانيات والمثالثة، معتبراً أن هذا الطرح خاطئ. وهو في ذلك تبنى موقف برّي كاملاً. والأسلوب نفسه اعتمده نصر الله مع باسيل في توجيه النصائح له وإرشاده، من خلال نفيه أي مسعى لدى باسيل لإيقاع الشرخ بين حزب الله وحركة أمل. وخصوصاً عندما قال إن باسيل يعلم أن ذلك غير ممكن على الإطلاق. وبذلك يكون نصرالله قد ختم الرسالة التي أوصلها وفيق صفا لباسيل: طي هذا الأمر، مع الحفاظ على العلاقة مع التيار العوني ومع حركة أمل أيضاً. وأغدق نصر الله على باسيل تفسير كلامه ومضمونه لإكرامه فإحراجه أكثر، واحتضانه. إنه أسلوب الذبح بالقطنة، مع الاستعداد للمعالجة السريعة والتضميد.

محاكمة التيار العوني

وردّ نصر الله على عون في الأساس، وفي موضوع الحياد. فرئيس الجمهورية هو أول من قال إن حزب الله يقف على الحياد. وفي ردّه تعمّد نصرالله أن يعدد مواقف كثيرة كان فيها إلى جانب التيار العوني، وذكره بأنه هو من حمى صلاحيات رئيس الجمهورية. ولم يشأ أن يذكّر عون بأن موقف حزب الله هو الذي أدى إلى انتخابه رئيساً للجمهورية. إنها طريقة نصر الله في الردّ على الحلفاء: وضع النقاط على الحروف، ومن دون افتعال أي مشكلة معهم. ويدعوهم إلى أن يراجعوا حساباتهم. صحيح أنه دافع عن باسيل في البيئة المسيحية، وهاجم خصومه. لكنه أبقاه وكيلاً شبه حصري. أما الاجتهاد فمن اختصاص الشيعة، وللاجتهاد ظروف متعددة. ومن بين الردود على باسيل رفضه أن يكون حكماً، ومقارنة التيار العوني بحزب الله، ووضع باسيل نفسه في منزلة حزب الله. وقال نصرالله أنه لا ينصح أحداً من الحلفاء بأن يلزم نفسه بما يقبله حزب الله. فلحزب الله حسابات وحيثيات مختلفة. وما يقصده نصر الله هنا هو بعيد المدى: أولاً لدى حزب الله أكثر من 400 ألف صوت انتخابي، مقابل عدد بسيط -مقارنة بهذا الرقم- لدى التيار العوني. وبالتالي، لا يمكن للتيار أن يطالب بحصة 9 وزراء في الحكومة، فيما حزب الله يطالب بوزيرين فقط. ولذا، تعمّد نصرالله الحديث عن مسألة الأحجام في السلطة. وعلى طريقته "المحتضنة"، قدم جردة حساب كاملة مع عون وباسيل. فبدا كمن يسدد الضربة ويجلِّس طربوش من يتلقاها.

 

نصر الله يختار الحياد في معارك "القوات" و"الوطني الحر"

نور الهاشم/المدن/الجمعة 25 حزيران 2021

رسم أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، آلية جديدة لضبط الخطاب الاعلامي، منعاً لتغيير مسارات سياسية يرسمها الحزب من الآن وحتى الانتخابات النيابية المقبلة، تتمثل في تهدئة مع الحلفاء، وتجنب للخصوم. للمرة الأولى في تاريخه، يقف الحزب على الحياد في معارك خصومه وحلفائه الانتخابية. لا يعطي أياً منهم أي ذريعة لبناء خطاب اعلامي تخويفي، يبني عليه مسارات النفوذ في الانتخابات النيابية المقبلة، إسوة في الاستحقاق الحكومي. وتوصلت القوى السياسية الى قناعة بأنه لا مجال لتأجيل الانتخابات. تقود المؤشرات الدولية الى ضغط يمارسه الخارج على عدم تأجيل الاستحقاق بوصفه غير مسموح ولا تساهل معه في حال حدث. وعليه، انطلقت القوى السياسية في رحلة التحشيد للاستحقاق، ومن بينها القوى المسيحية التي لا تستطيع أن تحشد أكثرية من دون الاشتباك مع "حزب الله". وعليه، اختار نصر الله الحياد. لا يريد أن يعطي أياً من الطرفين المسيحيين المعنيين بالاستحقاق، اي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، أفضلية انتخابية من الآن. جانبهما، وترك الساحة لهما لخوض معاركهما من دون أن ترتبط بالحزب، ذلك المصطلح القادر على تغيير معادلات انتخابية في الشارع المسيحي. يمضي الحزب في خطته بتطبيق استراتيجية الحياد. في المقلب الأول، مع الحلفاء، يذهب الى تهدئة. هو غير معنيّ بخلافات بعيدة منه. يحتوي التوترات، بما يمنع الاصطدام، وبالتالي، منحهم الذريعة لتحقيق نتيجة انتخابية باستقطاب الشارع باسم الخلافات مع الحزب، فذلك يقوّض أي مستقبل للتعامل السلس في مراحل لاحقة.

ولا يريد، على ضفة الخصوم، أن يمنحهم القوة التي تمكنهم من تحقيق نتائج انتخابية كبيرة، بشعارات الخصومة مع الحزب ومناكفته. فذلك سيقويهم أيضاً، ويكسر معادلة التحالفات القائمة. ولا يمكن لأي طرف أن يكسب معركة انتخابية ضد الحزب، الا في حال مساجلته. وهي فرصة، يحاول الحزب منحها للخصوم، وهو ما دفعه لمواجهتها.  آلية المواجهة، هي التجنب. يدرك نصر الله أن دعوة مشابهة لا يمكن أن تنجح من غير قوة ضاغطة. تعامل معها "كرجل دين". وجهها الى القيادات ورجال الدين بتحريم، كونها تؤدي الى الفتنة، وهو جانب أساسي من الدعوة لا يلغي الجانب الآخر المتصل بالمستقبل السياسي.

 والحال أن البناء على التغيير السياسي باستخدام الإعلام، لا تنتفي منه فرضية مواقع التواصل. تلك غير الخاضعة، عرفاً، لسلطة أحد، كونها أعطت الجميع حق القول والتعبير. لكن طبيعتها في لبنان، مخالفة لمبادئ انشائها. هنا، تستطيع القوى السياسية ضبطها. آليات التنسيق والتواصل بين الأحزاب، تخمد أي اعتراض، وتنهي أي اشتباك، والعكس صحيح، يؤجج أي اشتباك. تستطيع الأحزاب والقوى السياسية أن تضبط منصات التواصل، وتتحكم فيها. الاجتماعات بين القوى السياسية وفتاوى التحريم والتخويف من الفتن، بوسعها أن تمنع التغريد، وأن تدفع المناصرين لحذف تغريداتهم وردودهم أيضاً. هذا المنطق يقود الى حقيقة بأن التغيير المنشود في لبنان، بناء على الوعي وعبر صناديق الاقتراع، لا يتخطى كونه أوهاماً. فمن يضبط التغريد في مواقع التواصل، يضبط اتجاهات رأي الغالبية نحو صناديق الاقتراع، وهو أمر شائع لدى جميع القوى السياسية التقليدية بلا استثناء.

 

الفدراليّة التي تناسب الجمهوريّة اللبنانيّة الثالثة

إدغار قبوات/25 حزيران 2021

التعددية اللبنانية متجذّرة تاريخيا في لبنان، هذا امر محسوم، ولكنها متجذّرة ايضا ثقافيا وسياسيا، ويمكن إستنتاج هذا الأمر من عدة حقبات تاريخية، واحداث سياسية محوريّة، عبّر فيها كل مكوّن عن نظرة مختلفة حيال القضية الواحدة، ليصار بعد ذلك إلى إستنتاج بأن الهوية اللبنانية ليست واحدة.

بالفعل، عند سقوط السلطنة العثمانية عام 1918، إقترن هذا الحدث بإحباط إسلامي وبإرتياح مسيحي، و كذلك الأمر، مع تجربة الحكم الفيصلي في سوريا بين 1918 و1922، التي إقترنت بترحيب إسلامي ورفض مسيحي. اما قدوم الفرنسيين وبسط إنتدابهم على لبنان عام 1920 ، فإقترن بترحيب مسيحي ورفض مسلم، وعند إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، إقترن هذا الحدث بترحيب مسيحي ورفض إسلامي. كذلك الأمر عند إقرار الدستور اللبناني عام 1926، رحّب المسيحيون بذلك، وقاطع المسلمون الدستور، وعند إعلان إستقلال لبنان من السلطة المنتدبة الفرنسية، رحب المسلمون بذلك، ورفضه المسيحيون.

إقترنت بعد ذلك الموجة الناصرية عام 1958 بترحيب إسلامي وبرفض مسيحي، كما إقترنت حادثة إنفلاش السلاح الفلسطيني في الستّينات بترحيب إسلامي وبرفض مسيحي عارم، وصولا إلى دخول الجيش السوري الأراضي اللبنانية عام 1976 والذي إقترن بترحيب مسيحي ورفض إسلامي. إقترنت بعد ذلك عام 1979 الثورة الإسلامية الإيرانية بترحيب إسلامي وبرفض مسيحي، اما الإجتياح الإسرائيلس فرحب به المسيحيون ورفضه المسلمون. اكثر من ذلك، إن إنتخاب الرئيس بشير الجميل عام 1982 إقترن بترحيب مسيحي ورفص إسلامي. اما إتفاق الطائف فإقترن برفض مسيحي وقبول إسلامي. إن ثورة الأرز شارك فيها المسيحيون والمسلمون السنة والدروز، اما الحضور الشيعي فكان خجولا جدّا، وصولا إلى ثورة 17 تشرين 2019 حيث الحضور الشيعي تراجع كثيرا.

يتبين إذا من خلال مراجعة نقدية وتاريخية للمسار السياسي للطوائف اللبنانية، لا سيما من خلال التجربة السياسية الممتدّة سحابة مئة سنة حتى تاريخه، بأن الهوية اللبنانية الواحدة الموحّدة هو مجرّد وهم لا اساس له، وبأن نظرية الوطن- الأمّة مجرّد مصطلح شعبوي، الأمر الذي يستفاد منه ان التعددية اللبنانية راسخة، وناثرة لشباكها على متخلف الميادين الثقافية والسياسية للمكوّنات اللبنانية، لترتقي إلى مرتبة الخلاف والتصادم في ظل النظام المركزي الراهن، وليس الإختلاف كما يحلو للبعض توصيفها. فلا يمكن لمجتمع يتحلّى بهويّة مركّبة ان ينعم بالإسقرار، دون ان يتبنّى نظاما سياسيا يعكس هويّته المركّبة هذه.

مداميك المشروع السياسي والأسباب الموجبة لإعتماده

إن الفدرالية ووحدة لبنان لا يتعارضان. المعادلة التالية صحيحة في كلّ مكان من العالم : الفدراليّة تفيد الجماعات كلّها في المجتمعات التعدديّة، بغضّ النظر عن لعبة الاعداد والاحجام الديموغرافيّة. مثلا، صحيح أنّ الفدراليّة بكندا تعطي ضمانات للاقليّة الفرنكفوفونيّة، ولكنّها لا تسيء بالضرورة الى الغالبيّة الانغلوفون. الفدراليّة ببلجيكا تضمن حقوق الوالون، ولكنّها لا تضطهد بالضرورة الفلامند، والحال أنّ رفض الفدراليّة عامّة يستبطن وعي أكثري يحتقر الاقليّات. مثلا، في العراق، النخب الكرديّة كانت تطالب بالفدراليّة، والنخب الحاكمة العربيّة ظلّت تصرّ على أكثر درجة ممكنة من الحكم المركزي، الى أن بدأ الاكراد يطالبون بالتقسيم. المتطرّف الحقيقي، والتقسيمي الحقيقي، هو من لا يبالي بقضايا الاقليّات لأنّه يحتقرها. كما لا تعارض ايضا بين الفدراليّة والعلمنة، ونحن مع الطرحين. كندا، وبلجيكا، وسويسرا دول فدراليّة وعلمانيّة في آن. مؤسف أن ينقسم لبنان بين مدافع عن الفدراليّة، ومدافع عن العلمنة، كأنّ الاولى تنفي الثانية، أو العكس. العلمنة هي حلّ لمشكلة نزعة الاديان للسيطرة على الفضاء العام، والقوانين الناظمة للحياة العامّة. الفدراليّة حلّ للتحدّيات التي تطرحها التعدّديّة المجتمعيّة. يمكن للطرحين أن يتكاملا، كما هو الحال في كندا، أو بلجيكا، أو سويسرا، وكلّها دول فدراليّة وعلمانيّة في آن. نحن لا نستسيغ تدخّل الدين ورجاله في الفضاء العام، أيّ أن مقاربتنا لعلاقة المقدّس بالدنيوي علمانيّة؛ كما نحن مقتنعون بالوقت عينه أنّ المجتمعات التعدّدية تحتاج لنوع من أنواع اللامركزيّة السياسيّة أو الفدراليّة، لتستقرّ أمورها.

نحن مع الحياد بقدر ما نحن مع الفدراليّة، ونكاد نقول، أكثر. بمعنى آخر، نحن مع معادلة : فدراليّة + حياد. الفدراليّة طريقة من طرق ادارة التعدّديّة المجتمعيّة. الحياد ضروري لكفّ شرّ المحيط عنّا، ولكي لا نستخدم مجدّدا، كما استخدمنا دوما، ونستخدم اليوم، كساحة لتصفية الحسابات الاقليميّة. الحياد ضروري، كما الفدراليّة ضروريّة، ولا تعارض طبعا بين الاثنين. الدولة المحايدة كيان يمتنع عن المشاركة بالحروب الدوليّة، والتحالفات العسكريّة؛ ودول مثل سويسرا، النمسا، ايرلندا، السويد، مالطا، تركمانستان، الفاتيكان، محايدة. عند وقوع نزاعات مسلّحة، تمنع الدولة المحايدة المتصارعين من استعمال أراضيها عسكريّا. كما تعامل الدولة المحايدة هذه الاطراف على قدم المساواة، أي، تتجنّب ما يغيّر موازين القوى بينها.  بالمقابل، يفترض بالاطراف المتصارعة الامتناع عن دخول أراضي الدولة المحايدة، أو السعي للهيمنة عليها. كما يفترض فيها الامتناع عن تجنيد، أو تمويل، جماعات داخلها، لغايات سياسيّة، وهذا بالظبط  ما نريده للبنان.

بالخلاصة، لم يجر التعدي على العيش المشترك كما جرى في المرحلة السابقة. ولم يسبب نظام حكم من مساوئ أكثر مما سببه النظام المركزي. فهل ما جرى في 1958 و1967 و1969 و1975 و1989 و2005 و2008 و2019 كان ضمن سياسة الحفاظ على العيش المشترك أم كانت نتائجه مدمرة على الجميع ولو إختلفت المراحل؟ من هنا نجد أن الخنق الذي مارسته صيغة الحكم السابقة على اللبنانيين، لا يمكن أن يستمر كونه قضى، تحت شعار الحفاظ على العيش المشترك، على الشعب اللبناني وأدى الى تهجير مشترك وجماعي لنسبة مهولة منه. إن النظام الفدرالي يوائم بين الوحدة من جهة، والإعتراف الفعلي بالتعددية من جهة اخرى، وهذا هو الهدف الأسمى الذي ينبغي تحقيقه في لبنان.

إننا نرى ان الفدرالية المقترنة بالحياد هي المعادلة التي تليق بجمهورية لبنان الثالثة، والتي من شأنها ان تؤمن مخرجا لائقا من الجمهورية المتسكّعة الكسيحة الحالية التي اثبتت فشلها على المستويات كافة. هذه المعادلة هي التي تحفظ وحدة الدولة، ايا كانت نوعية تعددية شعبها، كما تقيم وفاقا وطنيا حرّا وصلبا وثابتا. فهي تكوكب ايضا شعبا تعدديا، بقضّه وقضيضه، من اجل الدفاع عن كيان وطنه إذا ما تهدد، كما تجعل الوطن يساهم، اخذا وعطاء، في عولمة متماسكة ومتكافئة ، وتقف في وجه اي طامع خارجي. إلا ان هذه الفدرالية بحاجة إلى إجماع وطني، لكي لا تنفجر على غرار النموذجين السوفياتي واليوغسلافي. بعبارة اخرى، وكما خلص انطوان نجم، "الفدرالية مدخل، وعتبة وإمكان". بالمقابل، وتأكيدا على المسلّمة التي تقول بأن الفدرالية ليست الحل لسلاح حزب الله او غيره، إنما تحقق الحل الدستوري والسياسي المستدام للمكونات المجتمعية اللبنانية على المدى الطويل. فنقول على الملأ بأنه لا مؤتمر تأسيسي في لبنان قبل إستعادة السيادة الوطنية بالكامل. فهذه المسألة لا مساومة عليها، ناهيك إلى انها تتولى المرتبة الأولى في سلّم اولويّاتنا. وإستطرادا، لا حوار حول مستقبل لبنان وشعبه قبل تسليم السلاح للشرعية اللبنانية. فهذا التسليم هو المدخل الوحيد لفتح النقاش المذكور على مصراعيه.

 

الدروز أمام خيارين: لبنان الكبير السيادي الحر أو الدولة الدرزية

السفير د. هشام حمدان/ 25 حزيران 2021

تتتابع الأحداث في الجبل سريعا، إذ من الواضح أنّ السيّد وليد جنبلاط أخذ قرارا حاسما بشأن تموضعه السياسي إبّان هذه المرحلة المصيريّة من تاريخ لبنان. وقد قام السيد جنبلاط بهذه الخطوة، قبل أيام فقط من لقاء أركان الكنيسة في لبنان، مع قداسة البابا، وفي الوقت الذي تقترب فيه الدول الكبرى من حسم مستقبل هذا الوطن. موقف السيد جنبلاط كان ضروريا. لم يعد أمامه خيار البقاء على هواية الرسائل الظرفيّة على تويتر. أنا كنت دائما أدعوه لاتخاذ موقف وعدم البقاء في المحطة الضبابية. المحطة الضبابية ورسائل تويتر حافظت على دوره وموقعه السياسي خلال مرحلة التسويات الحكوميّة. أمّا الآن فالتسويّة لم تعد عبارة متعلّقة بتشكيل الحكومة بل بالتموضع السياسي. ونظرا لما يقوم به السيد جنبلاط فعلا من تحركات، فإنّ التسوية هنا تعني الخروج من حالته الضبابية وتحديد خياراته بين التيّار السيادي الذي كان جزءا منه في تلاقي 14 آذار، أو التيّار التّبَعي "المقاوم" المتمثل بفريق 8 آذار. هو ألان أمام قرار مصيري. سارعت إلى لفته إلى مفاعيله حرصا مني على تاريخ البيت الجنبلاطي ولاسيما تاريخ الكمال الذي جعل اسمه على كل شفة في العالم، وايضا على تاريخ الدروز كبناة لهذا الوطن ورعاة لبقائه وتطوّره الحضاري. خيار السيد جنبلاط  لا يصيبه وحده، ولا يصيب البيت الجنبلاطي كلّه، أو حزبه الإسمي فحسب، بل يصيب أيضا وللأسف، وبشكل خاص، الدروز كطائفة بكاملها، وكل لبنان بكل طوائفه.  جنبلاط يعلم أنّ الحزب الإشتراكي هو فلول في القرى الدرزيّة، كما قال هو نفسه في إحدى حواراته التلفزيونية، وأنّه لم يعد جماهيريا ولا حزبا قياديا في لبنان، وأنّ مصيره مرتبط به وبقراراته.

رسالتي إلى السيّد جنبلاط وضعتني في مشكلة مع بعض أبناء قريتي ومحيطي.  لكنّها خلقت أيضا فرصة لكثيرين من أحرار الدروز للتعبير عن تأييد يخفي ما كان معروفا وإن مكتوما أحيانا في نفوس الغالبية. لم يردعني رد فعل بعض أهلي الذين أكن لهم كلّ المحبة، فسارعت  لأنقل في رسالة أخرى، الواقع الراهن للعقليّة الدرزيّة ملفتاً إياه مجدّدا أنّ الغالبية الكبرى من الدروز لن يقبلوا بتلك التسويّة، وأنّ كلّ الذين أيدوه هم من  فئة "البلطجيّة" المغمضة بسبب التعصّب الطائفي والقحط الفكري وثقافة الإنهزام، وفئة الحزبيين المهذبين الذين ما زالوا معه تحت عنوان الوفاء بحجّة أنّه قادهم في معارك حفظ الكرامة، وبالطبع فئة الإيديولوجيين الذين سرّهم أن ينتقل إلى ضفتهم.

ربما أنّ السيد جنبلاط يدرس رسائلي لكن ما صدر عنه خلال يوم البارحة واليوم يؤكّد أنّه يسير قدما في خطواته ولن يتراجع. ولذلك كان لا بدّ من هذه الرسالة وهي الثالثة، والتي أرجو مجدّدا أن تحوّل القراءة لتحركاته  من المفهوم الطائفي والسياسي الضيّق، إلى المفهوم الوطني وهو ما كنت أهدف له منذ رسالتي الأولى. 

كثيرون من الذين تابعوا رسائلي طالبوني ببدائل قائلين: "جنبلاط لا يجد بديلا له عن هذه التسوية". هذا الكلام غير صحيح. فالبدائل قائمة وواضحة ومعلنة، وعمّدتها ثورة 17 تشرين المجيدة بدماء شهداء من بينهم: علاء أبو فخر وحسين العطّار وعمر زكريا  وأحمد محمد توفيق. هي قائمة فيما أعلنه غبطة البطريرك الراعي بشأن الحياد والمؤتمر الدولي للأمم المتّحدة. كما هي موجودة على صفحتي تحت عنوان "برنامج إنقاذي للبنان". السيد جنبلاط يعرف كل هذه البدائل، والقائمون على حزبه حتى في قرية البنّيه يعرفونها ويدركون مواقفي. وقد قدّمت رأيي بصراحة في ندوة في مركز الحزب وفي مؤتمر كانوا جزءا منه. ولديهم كتابنا عن العدالة للبنان وشعبه الذي يشرح بوضوح كلّ حقوقنا الوطنية. وهي موجودة في مقالات الأحرار المنشورة على صفحات الجرائد اليومية. البدائل موجودة وبكثرة نحسد عليها. المشكلة ليست في عدم وجود بدائل بل أيّة بدائل نختار.  والسيد وليد إختار البديل، ولو تحت عنوان التّسويّة. العنوان لا يخفي الغرض، فلا تقفوا أمام الكلمة، بل أنظروا في المضمون. عندما دخل الغرب والصهيونية بلعبة تقسيم المنطقة، رفعوا "الرّبيع العربي" عنوانا لها، فيما هي تورية على خطة " الفوضى الخلّاقة" التي سمحت بالتدخل الإيراني والتركي لتقسيم طائقي مذهبي لبعض الدول العربيّة.

واقع لبنان اليوم يعني أنّ على الدروز الخيار بين اتجاهين لا ثالث لهما فمرحلة الضبابية انتهت. الإتجاه الأول سيادي والإتجاه الثاني تَبَعي. الإتجاه الأول يعني وبكل بساطة، أن نتحالف مع القوى السياديّة وهي في غالبيتها مسيحيّة وسنيّة وبعضها شيعي، فنخرج لبنان نهائيا من اللعبة الدوليّة والإقليمية في المنطقة. أمّا الإتجاه الثاني يعني أن نتحالف مع قوى التبعيّة وهي في معضمها شيعيّة وبعضها مسيحي طارئ (جبران باسيل وسليمان فرنجية)، ودرزي (وئام وهاب وطلال ارسلان)  وسني أيضا.

أنا لا أريد أن أتحدث في هذه الرسالة عن خياري. فخياري السيادي معروف للقريب والبعيد ومقالاتي خير دليل على ذلك. لكنّني أودّ أن أعرض لما يعنيه كل من الخيارين.

الخيار السيادي يعني أن نطالب بلبننة حزب الله، ونزع سلاحه وصواريخه وقنابله المخبأة بين بيوتنا فلا تقع كارثة جديدة مماثلة لكارثة المرفأ، ويتمّ تسليمها إلى الجيش اللبناني الذي يبقى وحده من يملك صلاحيّة الدفاع عن لبنان. كما يعني استعادة الدولة على كامل مساحة الوطن.

الخيار السيادي يعني المطالبة بتفعيل إتفاقيّة الهدنة لعام 1949، بغية ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل وفقا لآليّته، أي وفقا للحدود المعترف بها دوليا منذ عام 1923، والتي أكّدت عليها تلك الإتّفاقيّة بموافقة إسرائيل. وكذلك لحفظ الأمن بيننا وبين إسرائيل بحيث لا يسمح باستخدام لبنان مجدّدا لحروب الآخرين على أرضه تحت عنوان مقاومة أو تحرير أو غيره. وأن لا يسمح لإسرائيل بانتهاك سيادته أو استخدامه في نزاعها مع دول اخرى. من يريد المقاومة فليذهب إلى حيث الأراضي ما زالت محتّلة أي في فلسطين المحتّلة والجولان السوري، فتحرير فلسطين والجولان لا يتمان من جونية بل من دمشق وغزّة. لبنان دفع فاتورته كاملة فماذا بعد؟

الخيار السيادي يعني المطالبة بتطبيق كل قرارات الأمم المتّحدة منذ عام 1949 مرورا بالقرار 194 المتعلّق بتسوية موضوع الّلاجئين الفلسطينيين على أرضه، سواء بإعادتهم إلى بلدهم أو توطينهم في دول ترحّب بهم. وكذلك إستكمال تنفيذ القرار 425 من خلال ترسيم الحدود البريّة والبحرية مع سوريا بمساعدة الأمم المتحدة، فتنتهي مشكلة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ومشكلة تقاسم النفط في شمال لبنان. وايضا تنفيذ القرار 1559 بغية بسط سلطة الدولة على كامل أراضي البلاد، ووقف المعابر غير الشرعيّة والتهريب. أيضا وايضا تنفيذ القرار 1701 أي التطبيق الكامل لاتفاق الطائف والدستور وصولا إلى مجلس شيوخ ومجلس نيابي خارج القيد الطائفي، وإلى إقامة نظام ديمقراطي حر يحفظ الكرامة والحريّة لكلّ مكوّنات الشعب في إطار مفهوم العيش المشترك.

الخيار السيادي يعني تبنّي حياد لبنان الناشط والإيجابي فلا نتدخل في نزاعات الآخرين ولكننا نحتفظ بحقنا الطبيعي للدفاع عن بلدنا ضدّ أيّ اعتداء خارجي. كما يعني احتفاظنا بالتزاماتنا مع جامعة الدول العربيّة والأمم المتّحدة، فنبقى جزءا من العالم العربي، ونلعب دورنا كاملا وفقا لقواعد القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتّحدة بما في ذلك الدّفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

الخيار السيادي يعني أن نطالب الأمم المتّحدة بالإعتراف للبنان وشعبه بأنّهما كانا ضحيّة منذ عام 1969، أي منذ فقد سيادته على قراره الوطني مع توقيع اتّفاق القاهرة المشؤوم. وتقديم التعويضات له، وحذف الكثير من ديونه، ومساعدته على إقامة مؤتمر مصارحة ومصالحة كما حصل في جنوب إفريقيا، بغيّة طيّ صفحة الحرب الأهليّة، وإقامة مصالحة حقيقية تطلق برامج إعادة بناء السلام في بلدنا بالتعاون مع المجتمع الدولي. كما يعني إقامة محكمة خاصة وطنية لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، والدّفع قدما بملاحقة مرتكبي جرائم الإرهاب والجرائم ضد ألإنسانيّة وجرائم الحرب على أرضه.

أما الخيار الثاني أي خيار التبَعيّة فيعني، الإلتحاف بقرارات ولي الفقيه في إيران وبشّار الأسد في سوريا. وبما أنّنا ندرك أنّ بشار لم يعد له حيلة ولا يخرج من قصره إلا بإذن من الروس، فإن هذا يعني أن نتبع حزب الله وولي الفقيه. وهذا الخيار يعني أنّ على الدروز الذين قدّموا الدم عام 2008 لمنع سيطرة حزب إيران على جبلهم ودوس كراماتهم، أن يسلّموه سلما وطوعا هذا الجبل فيقيم على تلال الباروك موقعه العسكري ويصبح الشوف والجبل جزءا من بقعة حربه ضدّ العالم.

هذا الخيار يعني أنّ الدروز يقبلون أيّة تسوية أخرى يقيمها حزب إيران مع الخارج كمثل تقسيم لبنان بمنح جبران باسيل الجزء الشمالي بعد خط الشام وبيروت ليكون هو الجمهورية اللبنانية وتسليم حزب إيران كل منطقة جنوب خط الشام بدءا من الضاحية وصولا إلى الحدود الجنوبية والبقاع شرقا وغربا مرورا بالجبل.

هذا الخيار يعني أيضا ألدّخول في لعبة الصهيونية القديمة مع غلاة الأنكلوسكسون والهادفة إلى تقسيم المنطقة طائفيا. وهو ما كان بدأ أصلا مع بدايات "الربيع العربي"، والذي من أجله إنضمّت تركيا وإيران إليها. فالتّقسيم الحالي أحبرت عليه  الدول الملحقة به، أي إيران وتركيا. لكنها تعاند الآن لكي لا يصبح نهائيا بانتظار قيام ظروف مناسبة لاستكمال الخطة. التقسيم النهائي يعني إقامة الدولة الكردية في العراق، واقتطاع منطقة من شماله السني لإلحاقة بتركيّا (في المنطقة التي تحتلها في العراق)، فيما تبقى كل المناطق الشيعية ا باسم العراق كجرم تابع لإيران. كما يعني تقسيم سوريا بين دولة علويّة بعد أن تمّ تحقيق الواقع الديموغرافي لها، وأخرى سنيّة تبقى تحت إسم سوريا ولكن بعد اقتطاع إدلب لتتبع تركيا. ويتم تقسيم لبنان لتقوم دولة درزية من ساحل الشوف حتى الحدود الجنوبية وصولا إلى الجولان وإلى جبل الدروز في سوريا. اما المناطق الشيعية الأخرى في البقاع فتلحق بالدولة العلويّة. هذه المعلومات موجودة في الوثائق التاريخيّة عن التخطيط الصهيوني القديم للمنطقة.

هذا الخيار التّبَعي يعني إبقاء المشاعر الطائفية سائدة وغالبة. ممّا يبقى اللبنانيين متمسّكين بطوائفهم وزعاماتهم الطائفية ويبقي الدروز بالتالي متمسّكين بالبيوت الإقطاعيّة عندهم. من الواضح أنّ خيار الأستاذ وليد هذا، هدفه الأول حماية إبنه تيمور وضمان مكانة له في حالة لا تقوم إلا على المشاعر الطائفية. لكن حتّى ضمن هذا الخيار فانا لا أثق أنّ البيت الجنبلاطي سيبقى قائما. لقد بلغني أنّ قيادات لحزب الله أعلنت في أكثر من مناسبة أن البيت الجنبلاطي سيقفل. أنا لا أريد ذلك ولهذا السبب كانت رسالتي الأولى. أنا لا أعتقد أنّ  "البلطجيّة" الذين يدافعون عن جنبلاط الآن سيفعلون ذلك لاحقا وخاصة بعد رحيل الوليد. هؤلاء مع الواقف. هذه الفئة من الناس كانت تخدمه خلال المرحلة الضبابيّة، لكنّها لن تخدمه بعد ذلك، فهي ستتحول إلى القوي الذي سيكون السيد وئام وليس السيد تيمور. السيد تيمور مترسّخ في زعامة تقليديّة، فيما الوئام حالة يمكن أن تتبدّل دائما. لذلك من الأفضل لإيران أن يكون حلفاؤها من الذين لا يملكون أيّة فرصة للخروج من عباءتها.

هذا علما أنّ كثيرين من الذين حملوا السلاح في حروب السيّد جنبلاط  قبل العام 1990، تركوه، وأنّ الطيّبين الذين ظلّوا معه فإنما كان وفاء منهم لمرحلة الحرب. سيتركونه عندما يدركون أنّه يقوم الآن، سلما وطوعا، بتسليم ما حافظوا عليه عبر السنوات والقرون، بدمائهم الزكيّة. إلى سوريا الأسد وحزب إيران، ويتنازل طوعا عن كرامة الموقف الحر، كل ذلك بحجّة  أنّ الدروز أقليّة صغيرة  وبحاجة لحماية وأنّه ينشد لذلك حماية الشقيق السوري والصديق الإيراني لهذا الغرض. هو يقامر بمستقبل إبنه وبيته وأيضا بمستقبل طائفته وأبنائها، ووطنه. هذا الحيار يترك الجبل ساحة مفتوحة لحروب جديدة. والحروب الجديدة تعني دماء غزيرة أخرى وخسارة بيوتنا من جديد، والتشرّد داخليا وخارجيا وصولا إلى مجهول.

إسرائيل لم تعد تهمّها المرحلة الأخرى من التقسيم لكنها لا تعارض ذلك. كل ما يهمها الآن، أن لا تملك إيران القنبلة النووية ولا الصواريخ الباليستية. ويهمها أن لا يخرج العرب منها بعد أن إنساقوا أليها. هي تفضّل الآن استكمال السوق المشتركة الشّرق أوسطيّة. بالطبع سيسعدها أن يبقى لبنان ساحة حرب لكي لا ينهض فينافسها في هذه السوق المشتركة، هي لا تمانع أن يبقى حزب الله حاميا لحدودها إضافة إلى قوات الطوارئ الدوليّة لكن بعد نزع أسنانه المتمثلة بالصواريخ الباليستية.

 إذا المستقبل يتوقف على قرار الغرب فهل يتابع فكرة بناء السوق المشتركة الشّرق أوسطيّة، ويقنع إيران وتركيا بفائدة السوق ويخرجهما من اللعبة، أم يترك الأمور لحروب أخرى؟ أنا لا أتصوّر أنّ من مصلحة الولايات المتّحدة وفرنسا والكنيسة في العالم أن يتركوا الأمور لحروب جديدة سيكون المسيحيون ولا شكّ وقودا جديدا لها. لبنان هو البلد المسيحي الأول في هذا الشرق. وسيكون من غير المتوقّع أن يتمّ التنازل عنه إلى القوى الإسلاميّة. بعد الترتيب القائم حاليا في المنطقة، لا حاجة لذلك الآن.

خيار التسوية للأستاذ وليد يبعدنا عن أخواننا المسيحيين السياديين ولو انّه يقربنا من جبران الميكيافيللي. ترى ماذا سيقول لي أحد قادة الحزب الذي تمنى لو أنّني "قوّصته" عند خلافي معه؟ وأنّني اخشى أن يتحوّل هذا الخيار إذا قبل به الدروز، كعلامة فارقة لحروب المستقبل مع أخواننا المسيحيين كما كانت حروب الستينات التي جاءنا بها المستعمر الدولي لاحتلال وطننا في القرن التاسع عشر.

 

لبنان من جمهورية الفساد إلى جمهورية البرغش والفلتان!!! 

د.اليان سركيس/25 حزيران/2021

فضائح الفساد المعلنة والخفية لكل الطبقة السياسية الحاكمة والمتحكّمة أكثر من ٣٥ سنة في مصير البلاد والعباد بلكذب، وقدرتها السحرية على تطويع الشعب اللبناني أو تحييده في لعبة الصراع القائم بين مكوّناتها للإمساك بالقرار السياسي وللسيطرة المطلقة على الثروات والمواقع، ووضع اليد على ملفات تفتح أمامها آفاق ربح إضافي في السلطة وخارجها. الحقيقة  والأمل المعقود على القوى الوطنية والطبقة السياسية ساهم في إيصال لبنان إلى عن قصد بتعميم ثقافة الفساد وحماية المفسدين والمرتكبين الجرائم والبلطجيين  حتى ضرب الفساد في كلّ موقع وكل مفاصل الدولة، فتاجروا بالمحظورات والممنوعات والأدوية وغذاء الناس وحياتهم والنفايات وحتى برغيف الخبز وحليب الاطفال وادوية المرضى لم تسلم من طمعهم وجشعهم. كلها ملفات ساخنة فاحت منها روائح الصفقات والسمسرات، والمواطن الفقير  وحده يدفع الثمن لا غير . 

 هذه الطبقة المرتهنة العميلة للخارج كلياً ولأنانيتها  باتت عاجزة عن تاليف حكومة ومن المبادر في التاليف؟ هم ذاتهم زعماء الفساد والخراب والتدمير هم من اوصلونا الى مانحن عليه هل يعقل بانهم سينقذون البلد ؟ اذا هم عاجزون عن انجاز تاليف حكومة فكيف عن انتخابات النيابية ورئيس جديد للجمهورية هل اصبحوا في خبر كان ؟ هم ذاتهم من حوّلو  جلسات الحكومة إلى حلبة لصراع الديوك على توزيع الاسهم والمحاصصة وفشلو في تفعيل دور وظيفة مجلس النواب التشريعي والرقابي واصبح هذا الاخير مشرع للفساد، وتعطيل القوانين ، كما عطلوا مصالح المواطنين وحوّلو المجلس والوزارة إلى ملتقى لبعض «نواب الكذب الممدد لهم » ووزراء التعطيل ليتبادلون فيه القبلات والمجاملات وارتشاف القهوة بكل وقاحة والشعب جوعان . لكن الأسئلة المحيّرة إزاء ما يحصل، أين الشعب من كلّ ما يجري وانا اقصد الشعب باكمله ليس كم ثائر من هنا وكم مندس من هناك، صحيح الثورة حققت الكثير ولكن علينا نحن تقديم البديل والطروحات،  اين توحيد صفوف الثورة هل يعقل ان نكون خمسين جبهة واذا استمرينا بهذا الخط ما الذي يميزنا عن السلطة الحاكمة ؟ على الاكثر ان يكون هناك جبهتين يسارية و يمينية ؟ وهذا امر طبيعي بالحياة الديمقراطية.

هل من قيم الثورة التكسير والحريق الاماكن العامة وترك اللصوص يمرحون ويسرحون على راحتهم ؟ ماذا فعلنا لوضع حدّ لهذا الفلتان القاتل؟

ونقول لاهل السلطة الجبانة الغاشمة ما هي الإجراءات التي قدمتوها لحماية لبنان وشعبه من الذل والفقر والموت والامراض المستعصية ؟ ايها الفاسدين السراقين والزعران لماذا لم تجرؤا  بوحي من ضميركم إذا وُجد أو من مسؤولياتكم إذًا وجدت أن نقولوا  كفى متاجرةً وكفى استخفافاً بهذا الشعب الطيب وبهذا البلد الجميل الذي يتغنّى العالم بجماله وإبداع شعبه وتوقه الدائم إلى السلام والحرية !ولكن على الشعب ان يتحمل مسؤوليته ويتحرك لاننا نحن الضحية الاولى  ونحن مَن يدفع الثمن الباهظ وليس بالانانية والاحادية نصنع بلد!

ألم يحِن الأوان ليقول هذا الشعب كلمته ويقف على رجليه ويتصدّى لمن يصادر قراره وحريته وحقه بالعيش الكريم في وطنه وبين أهله بدلاً من الرحيل الموجع؟

ومتى يستفيق هذا الشعب من تخديره وينتفض في وجه جلاّديه وكل مَن شلّ قدرته وحوّله حجر داما روح وتعا.. . هل نشهد ولادة لبنان جديد فتتبدّل المعادلة السائدة ويعود إلى الوطن سلامته وعافيته ويكون الحكم للمؤسسات الفاعلة والمؤثرة التي تحكم بالعدل والحق وتقدّم النزيه والكفوء وتحاسب الفاسد والمرتشي والأزعر ومغتصب الحقوق، أم أنّ هذا الشعب دخل في الكوما الابدية وسلم امره للقدر؟ لا يا اخوان مستمرون الى ما لا نهاية واليوم قبل الغد سنضغط حتى  *ترحلوا* لكل هذه الطبقة السياسية الحاكمة على شرط روحة بلا رجعة والى الأبد، نحن بحاجة لأوجه جديدة نظيفة الكف وكفوئين...وما تقنعوني اذا اردنا فنحن قادرين على الفعل . علينا الاستمرارية مهما كان الثمن ونحن مستمرون وعقارب الساعة لم تعود الى الوراء ، والامل سيتحقق لا محال . #الثورة_مستمرة

 

الأجهزة ترفع آخر التقارير… تحضّروا للانفجار الكبير!

ألان سركيس/نداء الوطن/25 حزيران/2021

لا يمكن فصل الأزمات المتلاحقة التي تضرب الوطن عن الأزمة السياسية الحادة التي ترفع منسوب باقي المشكلات، لذلك فإن المشكلة الأساس تبقى العجز عن تأليف الحكومة. تسقط كل الوساطات الداخلية والخارجية أمام الضربات التي يوجّهها أفرقاء الحكم، وهذه التصرّفات تدفع الوسطاء إلى اليأس سواء كانوا خارجيين أو من أقطاب الداخل. وفي هذه الأثناء، يرتفع منسوب الخوف الأمني مع تزايد حدّة الأزمة الإجتماعية، فالخطر لم يعد فقط يأتي من الحدود الجنوبية أو البقاعية أو الشمالية أو من نشاط الجماعات الإرهابية والحركات التخريبية، بل إنّ الأزمة الكبرى اليوم هي اتّساع رقعة الجوع وسط غياب المعالجات الجذرية. وعلى رغم الإرتياح الأمني إن كان على الحدود أو في الداخل، إلا أن الهاجس الأكبر والأهم يبقى إندلاع ثورة الجياع، عندها لن تكون هناك أي قوّة قادرة على ضبطها.

وفي السياق، فإن الوضع اليوم مختلف كلياً عن الأوضاع التي كانت سائدة لحظة 17 تشرين 2019 وما بعدها بقليل، وقتها كان يوجد نواة دولة وكان العسكري مكتفياً إلى حدّ ما، وكان الوضع السياسي مختلفاً كلياً، وكان هناك أمل بالحلّ. أما اليوم، فإن الأمور إنقلبت رأساً على عقب، الأزمة الإقتصادية والإجتماعية تزداد، الناس جاعوا، المواد الأساسية مفقودة وآخرها البنزين والمحروقات، والأهم من هذا كله أن العسكري بات يعاني مثله مثل بقية الشعب وإن لم نقل أكثر. ومن الزاوية الأمنية، وبحسب التقارير، تُسجّل يومياً حالات فرار فردية من السلك العسكري ككل، لكنّ هذا الفرار يبقى في الإطار الفردي ولم يصل إلى مرحلة تهديد ترابط أي سلك أو جهاز أمني، وبالتالي فإن الأمور لا تزال مضبوطة لكن هذا لا يسمح لقادة الأجهزة بالنوم على حرير لأن الأزمة ستتفاقم، ما يزيد من نسبة العناصر العسكرية الفارّة. أما الأهم، فهو عدم رغبة الأجهزة بقمع الشعب في حال ثار مجدداً، خصوصاً وأن الأزمة أصابت العسكري مثل المدني، في حين أن قيادة الجيش اتخذت مع بقية الأجهزة قراراً بعدم الإصطدام مع الشعب وعدم التساهل مع المخرّبين، وهذا الأمر يُفقد السلطة السياسية الحاكمة إحدى أهم أدواتها القمعية منذ عقود، في حين أن المشكلة تبقى أن الشعب لا يثور.

ومن جهة ثانية، تُبدي الأجهزة الأمنية في آخر تقاريرها، مخاوف جدية من تفلّت الوضع في كل أنحاء البلاد نتيجة الأزمة الإقتصادية، حتى ذهب البعض إلى القول إن “الجيش يمكن أن ينزل إلى محطات البنزين ليضبط الوضع”، في صورة تعكس عمق الأزمة الحاصلة وغياب الحلول. وأبلغت غالبية الأجهزة الأمنية القيادة السياسية بخطورة الأوضاع، وأن حلّ المشكلات لا يتمّ باستعمال العصا الأمنية أو قمع المواطنين، خصوصاً وأن الأزمات والطوابير تتلاحق، فمن الزيت والسكر المدعومين والبنزين والمازوت وصولاً إلى جديد الطوابير على البن، كلها أزمات متلاحقة تخلق إشكاليات في كل مكان. وأمام كل هذه المعطيات، فإن تحذيرات الأجهزة باتت واضحة بأن الإنفجار الكبير بات قريباً ولا يمكن إيقافه، وهذا الإنفجار هو كناية عن مشاكل متنقلة في كل مكان ومن الصعب ضبطه، لأن التعامل مع الجائع مغاير تماماً للتعامل مع الثائر أو الذي يتظاهر من أجل مطالب سياسية او إصلاحية. ما يُبقي بارقة الأمل موجودة هو وجود قرار دولي بدعم الجيش ومنع لبنان من الإنهيار، لكن هذا الأمر لا يكفي إذا لم يترافق مع حلول جذرية للأزمة اللبنانية.

 

في صبيحة اليوم ال617 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/25 حزيران/2021

حيتان المال والفساد ينقضون على فلس الأرملة! قال البنك الدولي في الأول من حزيران أن خروج لبنان من الانهيارات التي أوقع فيها يتطلب 29 سنة، واليوم بعد الانقضاض على "الاحتياط الالزامي" قرروا خنق البلد وتلاشيه وقتل الأمل فيه!

القرار الخطير "الجيوستراتيجي" بنقل الأموال من لبنان إلى خارجه، يشمل من اليوم، الاحتياط الإلزامي أو المتبقي من ودائع للبنانيين في المصارف! أخطر قرار مدمر لكل إمكانية لانتشال البلد من القعر الذي أوصلوه إليه، اتخذ في اجتماع انعقد في القصر الجمهوري ضمّ عون والوزيرين وزني وغجر وسلامة، و"أرغم" لاحقاً دياب على البصم عليه بعد تمنعه عن الحضور، ورفضه عقد اجتماع لمجلس الوزراء لاتخاذ القرار! نعم "رضخ" دياب للقرار الخطير وهو يعرف أنهم أتوا به إلى السراي لتنفيذ سياسات تدمير البلد ومعاقبة اللبنانيين الرافضين نهج الإذلال! وما من لبناني سينسى أن دولته "رضخ" أيضاً في تموز الماضي ولم يقم بدوره ومسؤوليته ككل الطبقة السياسية فكان تفجير المرفأ وبيروت، وما زالوا على كراسيهم! والبشع في الأمر أن التخريجة للقرار الخطير استوجبت تحركاً منظماً في الشارع بدأ قبل 48 ساعة وشهد قطع طرقات رئيسية سبقه "قبة باط" من حزب الله وشركائه، وهو المستفيد الأكبر من القرار، وحمل التحرك العنوان الطبيعي: نريد بنزين ومازوت ونريد كهرباء ونريد دواء ونريد الرغيف!

سلطة النهب والإفقار وارتهان البلد للمحور الإيراني، التي بددت 17 مليار دولار منذ "17 تشرين"، أموال طائلة كانت كافية لإعادة تكوين المالية العامة، هي نفسها المسؤولة عن عزل لبنان وإلحاقه بالممانعة، وهي المسؤولة عن فرض حصار التجويع والإذلال على الشعب اللبناني، قررت القضاء على آخر فلس، هو من تعب المواطنين وليس مالاً عاماً! والحصيلة لن تتأمن المحروقات فالتهريب المقونن سيتسع، ولن تتأمن الكهرباء فالعتمة باقية مع اللبنانيين، ولن يتأمن الدواء ولا الرغيف، فالأمول التي تم اتخاذ أخطر قرار بالاستيلاء عليها ستزيد من الأرباح الفاحشة للمحتكرين وحماتهم في المنظومة السياسية، وستؤمن التمويل الإضافي للدويلة، وسترتفع حصص ميليشيات النظام السوري وكل شبكات المافيا المتحكمة باللبنانيين.

سلطة الإجرام إياها التي قررت قبل سنوات السلسة الشهيرة وكانت أخطر رشوة للمواطنين قبل الانتخابات النيابية في العام 2018، وأداتها زمرة "نقابية" تابعة ومسيرة من أطراف في الحكم، جددت جريمتها فقررت أمس في اللجان النيابية "البطاقة التمويلية" كرشوة جديدة لتتحول بطاقة انتخابية، وسيكون تمويلها من الإحتياط الإلزامي:ال500 ألف عائلة التي قيل أن البطاقة ستشملها سيتم تمويلها من أموال الناس، بعد إنكشاف الهريان الخطير للسلطة وكل مؤسساتها وعجزها عن الإيفاء بالحد الأدنى من الشفافية لاستخدام قرض البنك الدولي 246 مليون دولار ، وعدم رغبتها التزام الشفافية أمام المؤسسات الدولية للإستفادة من مبلغ 950 مليون دولار هي قروض للبنان مجمدة لم يتم تنفيذها، وأبدى البنك الدولي كل الاستعداد لتحويل وجهة استخدامها لدعم الحاجات الأولية للشعب اللبناني!

أين هم القضاة؟ أين هم رجال القانون ونقاباته لا يطلقون مواجهة قانونية وقضائية بوجه الإجرام المنفلت الذي يتهدد كل اللبنانيين الذين قدرهم أن تتحكم بمصيرهم أخطر منظومة فساد سلمت قرار البلد إلى الخارج!

وبعد، لاستكمال هذا المشروع المدمر تبذل سلطة الفساد الجهود المضنية من أجل الاستمرار في القبض على نقابة المهندسين، فإلى المؤشرات عن توافقات بين هذه القوى على دعم لائحة نقابية واجهتها حريرية، يسعى أيضاً الكارتل الحزبي المشكل أساسأ من واجهات لحزب الله والمهيمن على تجمع "النقابة تنتفض" لتوجيه ضربة للانتخابات، خدمة لأسياده المتحكمين بالرقاب. خطة الكارتل الحزبي انفضحت عشية انتخاب المندوبين والفروع، عندما ضرب المفاوضات وقرر فرض أمر واقع يقوم على استبعاد المستقلين وهم الجزء الأكبر من الجسم الهندسي في لبنان، ما كان سيتسبب باعتكاف هندسي عن التصويت!

لكن القوى الأوسع تأثيراً والقادرة على تحقيق النصر الأكيد، رفضت الاعتكاف وإخلاء الساحة لمخططٍ مشبوه يريد تيئيس المهندسين، فأعلن تجمع: مهندسون مستقلون"، وتجمع "لنا النقابة المستقلة" و"المجموعة المهنية – الخيار المهني" عن إطلاق لائحة "المهندس أولاً – الثورة النقابية المستقل"، وسيعلن هذا التحالف الممتد تأثيره على طول وعرض الرقعة الهندسية عن لائحته الموحدة في مؤتمر صحفي اليوم 25 الجاري الساعة الواحدة والنصف في نادي الصحافة.

التحالف الثلاثي المستقل وجه نداء لكل المهندسين للإنخراط بقوة في معركة استرجاع النقابة بمواجهة لولئح سلطة الفساد وقوى المحاصصة الحزبية الواجهة للمتسلطين! مشدداً على هدف كسر المتحكمين بالنقابة منذ فترة طويلة الذين غطوا الموبقات، ومؤكداً على أهمية" دور النقابة المحوري في مسيرة الشعب اللبناني نحو الحرية وبناء الدولة وإسقاط نظام المحاصصة بكافة تلاوينه الحزبية والطائفية والنقابية".

الكرة الآن في مرمى قوى خيّرة داخل تجمع "النقابة تنتفض"، مدعوة على الفور ودون إبطاء إلى الانضمام إلى القوى المستقلة المنبثقة من "17 تشرين"، والمشاركة في معركة رد الكيد إلى نحر هذا الكارتل الحزبي الذي ارتضى دور الواجهة لقوى التسلط! وليكن مفهوماً لا أعذار ولا مبررات بعد، وقد لمس جميع من شارك في التفاوض السابق الذي أفشله هذا الكارتل، أن المهيمنين بدوا في ممارستهم أشبه ب "مصلحة تشخيص مصلحة النظام" المعروفة في إيران!

المهندسون المستقلون العمود الفقري للنقابة وجهوا البوصلة إلى الوجهة الصحيحة ولن يضيعوا الهدف، و"ما النصر إلاّ صبر ساعة"!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

رفض التشكيل ضربة قاضية من بري-الحريري لعهد عون

سمير سكاف/اللواء/24 حزيران/2021  

يهندس الرئيس نبيه بري المواجهة مع الرئيس ميشال عون! فهو يدير ما يجري على الحلبة الحكومية بدعم الرئيس المكلف سعد الحريري في مواقفه. وهو «الثلث الضامن» له في التشكيل، في حين أن حزب الله لا يلعب هذا الدور مع عون! ولا مانع لبري – الحريري من ابقاء الوضع على ما هو عليه حتى نهاية العهد، والى ما بعد بعد نهاية العهد! فالعهد انتهى مع استقالة حكومة الحريري. وما تشكيلة الرئيس حسان دياب إلا دمية اخترعها فريق 8 آذار من دون قناعة من الرئيس بري، ومن دون دعم ولا عرقلة من الرئيس الحريري! فالرئيسان بري – الحريري، الحليفان اللدودان، مقتنعان بحكومة سياسية على الرغم من موافقة صورية على حكومة مستقلة في مبادرة فرنسية وُلدت ميتة. ولكن لا مانع لديهما من ابقاء تصريف الأعمال حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. علماً أن كل التشكيلات الحكومية الممكنة بين اهل السلطة تمّ اختبارها. وهي أثبتت فشلها. لا بل إنها اوصلت اللبنانيين الى «جهنم»! ولن تنفع إعادة تدوير التشكيلات الحكومية السابقة المسماة حكومات «الوفاق الوطني». فالوفاق مفقود والوطني بعيد عن الحكم! ما يعني أن رهان بري – الحريري قادر على اسقاط عون، ولكنه غير قادر على الانقاذ من دون حكومة مستقلة بالكامل مدعومة منهم وتحظى بثقة الخارج والداخل معاً، قادرة على الحصول على الدعم المالي المطلوب للاقلاع بالاقتصاد ولتنفيذ الاصلاحات الاساسية والبنيوية! لم يعد لرئيس الجمهورية وللعهد المنتهي صلاحيته سوى سند موقت ومرحلي له، وهو سند حزب الله. ومع ذلك، فإن الرئيس وصهره يسيئان التقدير عندما يعتبران تقاربهما مع الحزب يتقدم على تقارب الحزب مع الرئيس بري. فحتى إشعار آخر، إن «الزواج الماروني» الوحيد في السياسة اللبنانية اليوم هو بين حزب الله وحركة أمل الى ما شاء الله… من أعمار بيده!

نهاية العهد تنهي اتفاق مار مخايل

إن نهاية العهد ستنهي مفاعيل اتفاق مار مخايل حيث سيصبح هيكلاً لا حياة فيه! فلا التيار البرتقالي سيكون قادراً بعدها على تأمين الغطاء المسيحي الكبير للحزب ولا الحزب قادر أن يقدم رئاسة برتقالية ثانية على التوالي! وذلك، مع عودة أسهم سليمان فرنجية للتقدم ودخول اسم قائد الجيش في بورصة الرؤساء المحتملين. واحتمالات ما بعد نهاية العهد الأساسية هي انتخاب رئيس جديد للبلاد، ومن دون فراغ رئاسي! إذ إن درس الفراغ الرئاسي كان قاسياً على لبنان. ولن يحمله أحد في الظروف الجهنمية الحالية، بمن فيهم حزب الله. ومن الأرجح أنه لن يتكرر. فالمعادلات الرئاسية ستكون واضحة المعالم هذه المرة مع احتمالات ضيقة. أما التعويل على الفراغ الرئاسي وإمكانية بقاء الرئيس في القصر فسيعتبر بمثابة انقلاب عسكري لا يستطيع الجيش تحمله! ولن يحمله حزب الله وحده في وجه كل اللبنانيين من دون أي مردود سياسي له! والأكيد أن معركة بري – الحريري ضد عون هي لصالح الثنائي الحليف! وذلك، لأنهما يملكان عامل الوقت، في حين أن العد العكسي لأيام العهد لا يترك للرئيس عون أي قدرة على المناورة. فأساليب المواجهة استنفدت. والخيارات أمام الرئيس عون قليلة. فإما البقاء واقفاً من دون حكومة حتى نهاية العهد. وإما الخضوع للثنائي الحليف بحكومة لا ناقة له بها ولا جمل! وبين المر والعلقم… السقوط قد تمّ في النقاط. ولا أحد يستعجل ضربة قاضية أو استقالة رئاسية في الوقت القليل المتبقي… «ما بقى تحرز»! ويبقى أن الأخطر هو فلتان الدولار وجنون أسعار المحروقات وانقطاع الدواء والكهرباء والموتورات والانترنت… وتسونامي الفوضى!

 

غداً... حين ينفجرون!

نبيل بومنصف/النهار/24 حزيران/2021  

صحيح ان " النسخة " المدنية والسلمية للانهيار اللبناني الجاري منذ سنتين والآخذ بالتطور نحو انفجار شمولي تختلف عن النسخة الحربية القتالية التي عاش اللبنانيون فصولها إبان الحرب بين السبعينات والتسعينات من القرن الماضي ولكن ثمة في النسخة المحدثة الان ما يفوق سابقتها من الاخطار بآلاف الأضعاف . والمعنى المقصود بالأخطار هذه لا يقتصر على ان الانهيار يصيب الآن الشعب اللبناني بمجمله بتداعيات الإفلاس المالي وكل ما ينجم عنه من كوارث وانما أيضا تعمق خطر الانهيارات والكوارث المشتقة نحو فكفكة "تاريخية" اذا صح التعبير لكل معالم الاستقرار الاجتماعي والأسري والمؤسساتي بما سيقود حتما في الحصيلة الى انهيار وفوضى امنية غير مسبوقين على المستوى الاجتماعي .  عرف لبنان في تاريخه تجارب قتالية وفتن وحروب لا تحصى بالمعنى التقليدي للصراعات الداخلية كما للحروب الخارجية عليه وفيه ، وهو امر كان يمكن ان يشكل له المخزون الابدي لمناعة ضد التفكك والانهيارات اقله حيال اخطار استعادة أي أنواع من الاضطرابات . ولكن الجاري في ابشع تجاربه هذه مع الانهيار الموشك على بلوغ ذرواته الدراماتيكية المخيفة يضع البلد امام واقع كأنه لم يعرف أي نموذج سابق ولا يمتلك أي أداة دفاعية في ما يؤهله لمواجهته .

لن نقف مجددا امام اضخم مذلة عرفها ويعرفها شعب في العالم للحصول يوميا على حاجاته البديهية والطبيعية والحيوية الأساسية من الاستشفاء الى الدواء الى الغذاء الى المحروقات ، فتلك "المعزوفة" تجرح آذان من يوصفوا بالمسؤولين عندنا وهم واقعيا يفترض ان يكونوا امام أقفاص المحاكم لو كنا في بلد سوي ودولة حقيقية بالمعايير الأقل من طبيعية للدول . ما يعنينا الان مع اليأس من تلك التجربة التي قامت بها الانتفاضة وانتهت الى خيبة عملاقة الا تتحقق ابشع كوابيسنا في أسوأ تفكك مجتمعي لان مسببات الانهيار وعوارضه وتداعياته المتسعة بالطول والعرض في كل الاتجاهات ستشعل في القريب العاجل تلك الفوضى التي لا تقاس بها حتى الفتنة الطائفية .

والحال ان من لا يعاين مباشرة مستويات الاحتقانات الاهلية والفردية والجماعية الحاصلة في يوميات اللبنانيين عند مخانق الانهيار ، من بوابة البيت الى أبواب السوبرماركت والصيدليات والمستشفيات ومحطات المحروقات بلوغا حتى المؤسسات الخاصة والعامة في زمن الكارثة المالية والاقتصادية هذه يستحيل عليه ان يستدرك ذاك الانهيار الاتي المرعب الذي يدق أجراس الانذار بقوة مخيفة . ما يعيشه اللبنانيون في يوميات الإذلال والقهر والإفقار المتسارع في كل يوم لا يجعل الخبراء الحقيقيين يتخوفون من حريق امني وتفكك مجتمعي غير مسبوقين فحسب بل تراهم منذهلين امام تأخر اكبر حريق سيشهده لبنان متى اشتعلت الشرارة الأولى الكبيرة إيذانا بالانفجار .

التفككات اللًبنانية السابقة كانت من طبيعة "تقليدية" طائفية في الغالب بدليل انها طبعت لبنان بتركيبة انقسامية تطبع معها اللبنانيون تبعا للتوزيعات الجغرافية الانقسامية التي خلفتها الحرب . اما في النسخة التفكيكية "قيد التشكل" الان فاننا امام "المجهول المعلوم" الأشد خطرا في فتنة لا مقياس لها سوى انفجار الاحتقانات الفردية والجماعية من دون تمييز ولا لون ولا طائفة ولا مذهب ولا جهة ولا حزب ولا أي شيء يمكن ان يردع الغضب المتفجر حين يتفجر بكل احتقاناته . ما يظهره اللبنانيون في غالبيهم حتى الساعة هو انهم لا ينازعون بقايا التماسك والصمود المضني والموجع امام اعتى الانهيارات فحسب وانما يردعون انفسهم عن انفسهم امام أسوأ انفجاراتهم اطلاقا !

 

جبهات حراكية تُسابق الوقت مع السلطة قبل الإنتخابات

عمّار نعمة/اللواء/24 حزيران/2021  

تتخذ خطوات مجموعات الحراك الشعبي هذه الأيام صفة التنظيم للتحضير لما سيواجه البلاد من استحقاقات لعلمها بأن لبنان المتجه نحو تعمُّق كارثته الاجتماعية المتأتية اولا من طبقته السياسية وتعنتها الحكومي، سيكون في حاجة الى التنظيم في موازاة تحركات على الارض تستعيد زخم 17 تشرين من دون ان يتخذ الطابع نفسه كما في ايامه الاولى. باتت كل المجموعات والشخصيات في الانتفاضة تعي ضرورة تغيير الاداء في وجه السلطة والتركيز على قضم الحقوق رويدا رويدا مع فشل اقتلاع السلطة المتجذرة عبر «ثورة» شعبية على الارض. حتى ان المجموعات باتت تستعجل خوض المعركة الانتخابية مع السلطة برغم الظروف القائمة التي يتعذر معها التغيير الجذري وأولها قانون الانتخاب الطائفي.

لذا سرى بين جميع الفاعلين على الارض رأي يقضي بخوض المعركة من داخل النظام. وفي وجه كل الصعوبات يرى هؤلاء ان من غير الصحيح ان النزاع مع المنظومة سيكون اسهل من السابق بعد فشلها في مهامها، ذلك ان احزاب الحكم افادت من الوضع المعيشي المزري وقدرتها المالية لاستعادة بعض الشعبية التي كانت افتقدتها في ظل زخم 17 تشرين. وهو أمر لا يقتصر عند احزاب معينة في الحكم، بل انه يشمل كل من هو مستفيد من السلطة ومن الدعم الخارجي في سباق بين تلك الاحزاب والوقت لتحصيل المكتسبات المفقودة قبل موعد الانتخابات النيابية التي من المفترض ان تجري بعد أقل من عام من الآن، وبمقدار ما يبتعد موعد الانتخابات وطبعا مع رفض وافشال اجراء انتخابات مبكرة، في امكان اركان الحكم استعادة شعبية ما عبر الإعانات التي تقدمها لطبقات شعبية باتت شبه مسحوقة.

في وجه ذلك، يجري العمل بين الحراكيين على تنظيم النفس واقامة الجبهات والائتلافات في كل المناطق وان كانت تلك الجبهات لم تتبلور بالكامل وسيكون خزانها من أولئك الذين خبروا خوض هذا الاستحقاق في الماضي.

واضافة الى الجبهة التي يحضَّر لها والتي أطلقت من مقر «حزب الكتلة الوطنية» وتضم خصوصا بولا يعقوبيان وواصف الحركة ومجموعات متحركة بقوة على الارض مثل «المرصد الشعبي لمحاربة الفساد» و«ثوار بيروت» وغيرهم وهي تتوسع في اتجاه المناطق وتحضر للقاء مقبل في مدينة زحلة، يصيغ حزب «الكتائب» جبهته الخاصة بالتعاون مع بعض المجموعات مثل «خط أحمر»، لكن يعيب الحزب عدم تعاونه مع آخرين ويقول البعض في الحراك إن الحزب يريد فقط جبهة يترأسها ويديرها سياسيا ومقدار تعاونه مع المجموعات في الانتفاضة سيتعلق بهذين العاملين.

«نحو الوطن»

وكشفت الايام الماضية عن ولادة تجمعات اخرى وهي ليست سوى ارهاصات لما سيلحق بها في الاسابيع المقبلة. ومن تلك المجموعات يبرز إسم «نحو الوطن» التي تتصل بالشخصيات الحراكية في مختلف المناطق وتريد تقديم ترشيحات في كل المناطق. ولذلك تتصل هذه المجموعة التي يبدو انها تملك رصيدا ماديا تقول إنه «إغترابي»، بالجميع ووصل بها الامر الى محاولة التنسيق مع الحراك في الجنوب مثلا وتريد تقديم 128 إسما في الانتخابات على قياس مقاعد مجلس النواب. وهي تشترط لذلك توحيد جميع الجهود في إطار بوتقة واحدة لكي لا تضيع الجهود ويتم تحقيق الخرق المطلوب.

في هذه اللحظة وفي ظل المزاج الشعبي الحالي، يمكن القول إن المجموعات المختلفة ستحقق خرقا ما لكن لا يمكن التنبؤ بمداه، وبين الحراكيين من يذهب في القول الى اعتبار العدد بين 20 و40 نائبا على مساحة لبنان. قد يكون رقما مبالغا به وسط موازين القوى الحالي والقانون الطائفي، مثلما ان الأمر سيتعلق ببعض المناطق حيث هناك صعوبة كبيرة في الخرق كما هو الحال في الجنوب مثلا. كما ان انه يتعلق بوحدة اللوائح، ففي ظل الواقع الحالي لا يبدو ان الحراكيين سيوحدون الجهود لتحقيق الانجاز المفترض، مع التشديد على الاستثمار السياسي لبعض القوى الدخيلة على الحراك والتي شكلت ركنا في سلطات سابقة.

 

خيارات نصر الله لن تخرج عن تدوير الزوايا لـ«الاستعصاء السياسي»

مقاربة باسيل للأزمة مربحة وتعزز أوراقه سواء بقي النظام أو تغيّر!

رلى موفّق/اللواء/25 حزيران/2021

ثمة أجوبة ينتظرها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بعدما استعان به يوم الأحد الماضي كصديق ليكون حكماً وأميناً على «حقوق المسيحيين» التي أعلنها باسيل عنواناً لمعركته الراهنة. أساساً لا مناسبة معلنة لإطلالة نصرالله، وإن كان متوقعاً أن يظللها عنوان «سلام على إبراهيم»، تبريكاً لانتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مرحلة حساسة ومصيرية من تاريخ إيران المنطقة، وما تحييه تلك «الرئاسة الثورية» من «آمال لدى الشعب الإيراني وشعوب منطقتنا المظلومة بالمستقبل القريب الآتي وفي القدرة على مواجهة كل التحديات والصعاب والتغلب عليها»، وفق تعبيراته في برقية التهنئة.

ما سيقوله نصر الله في الشأن الداخلي اللبناني سيحدد المسار الذي سيحكم البلاد في المرحلة المقبلة، ذلك أن باسيل رمى الكرة بقوة في ملعب «سيد حارة حريك»، واضعاً إياه أمام خيارات صعبة وواضحة بعدما حرق كل المراكب أمام بقائه في «المنطقة الرمادية». رغم أن كثيرين أخذوا على «وريث التيار العوني» تناقضه في رفع «معركة الدفاع عن حقوق المسيحيين» ثم اللجوء إلى الزعيم الشيعي من أجل تحصيلها، لكن الرجل ضمّن كلامه «لمن سلمه أمره» رسائل تهديد مبطنة باحتمال إدارة الظهر لتحالفهما السياسي (تفاهم مار مخايل) الذي ما كان يمكن للطرفين من دونه أن يحققا منه ما حققاه. يدرك باسيل أن «حزب الله» في هذه المرحلة لا زال يحتاج له كحليف مسيحي وأنه هو يحتاج لـ«حزب الله» لإيصاله إلى سدة الرئاسة. ويعلم تالياً أن «حزب الله» يريد تمرير فترة السنة وأربعة أشهر الفاصلة عن الاستحقاق من دون وعود وتعهدات له قد لا يكون الحزب راغباً بتقديمها او ليس ضامناً لقدرته على الوفاء بها.

نسف باسيل كل ما جرى التوصل إليه من توافقات أو إنجازات على صعيد تأليف الحكومة، والتي اعتبر «الثنائي الشيعي» أن هذه الإنجازات يتم وضعها مع كل جولة مباحثات في «صندوقة» للمراكمة عليها في الجولة التي تلي. عاد بالبحث إلى المربع الأول، وأطاح بمبدأ الثلاثة أثلاث (8-8-8) في حكومة 24، معتبراً انها ليست لعبة توازنات وزارية وسياسية بل مفهوم من مفاهيم المثالثة المقنعة المرفوضة التي تمس للدستور والتوازنات الوطنية في البلد. لجأ إلى مقاربة ما عاد ممكناً معها لأي مسعى جدي، حتى لو كان القائم به نصر الله، من احداث خرق في الملف الحكومي وفق المعايير التي كان يتم البحث بها. شخَّص الأزمة التي ظهَّرتها عملية تأليف الحكومة على أنها أزمة نظام وأزمة حكم وليست نتاج حسابات سياسية ومصلحية.

«الحزب البرتقالي» يعد العدة لانتخابات نيابية تفرز «حالة باسيلية» بديلة لـ«الحالة العونية»

ينظر البعض إلى أن باسيل يتصرف على قاعدة «انا الغريق فما الخوف من البلل»، لكن ذلك فيه الكثير من القراءة المغلوطة. الرجل يخوض معركته بكل ما أوتي له من فرص وأدوات. أمامه اليوم استحقاق الانتخابات النيابية التي عليه ان يحشد لها. وعنوان الدفاع عن حقوق المسيحيين هو من أكثر العناوين حساسية ضمن بيئته وطائفته، وأكثر العناوين قدرة على التجييش والتحشيد بغض النظر عن تداعياته المدمرة على مستوى العلاقة بين المكونات الطائفية. أكثر ما يرغب به باسيل أن يرى تحالفاً رباعياً جديداً في وجهه على غرار انتخابات 2005، فهذا يعطيه ورقة قوية لقلب الطاولة على الجميع وفي مقدمهم حليفه «حزب الله» الذي يحشره في توقيت لا يراه مناسباً ولا ناضجاً لخوض معارك داخلية ورسم نهائيات المشهد السياسي في الملف اللبناني من ضمن ملفات المنطقة المُعلَّقة والمُنتظِرة لما سينتج عن المفاوضات الإيرانية - الأميركية حول النووي واستتباعاً نفوذ إيران في الساحات المتحكمة بها.

هو يضع نصر الله مجدداً في مواجهة شريكه الشيعي نبيه بري بعدما نزع عنه صفة «الوسيط النزيه والمرغوب به»، وشن حملة على أدائه في «مجلس النواب الذي ليس ملكية خاصة فيها سند، او ماركة مسجلة لصاحبها»، مطالبا بتعديل النظام الداخلي لتحديد المهل وإلغاء كل استنسابية بموضوع طرح القوانين وإقرارها. قطع كل خطوط الرجعة مع بري - وإن كان لا خصومة ثابتة في السياسة - كأنه يقول لـ«الصديق الذي يأمن»: «إن أوان الخروج من الحياد قد حان»! فما الذي سيختاره نصر الله؟ وهل ستضع إطلالته اليوم النقاط على حروف باسيل؟

سيكون على الأمين العام لـ«حزب الله» أن يتعامل مع كلام باسيل وعرضه، وإن عمد إلى تدوير الزوايا. ما يريده راهناً إبقاء قنوات وخطوط التواصل مفتوحة بمعزل عن النتائج التي قد تترتب عنها ولا سيما على صعيد تأليف الحكومة التي سيعيد نصر الله التأكيد على أهمية تأليفها بسرعة بالتوافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وثمة من رأى ان طلب باسيل الاستعانة بنصر الله ما كان ليحصل من دون «تنسيق ما» مع الحزب أو إعلامه بالأمر، لكن ما سيجعل الطلب مستعصياً هو الهجوم الذي شنه على بري والذي سيجد الحزب صعوبة في هضمه لضرورات تتعلق بـ«البيت الشيعي» وضرورات الحفاظ على الوحدة الداخلية صوناً للدور الأبعد استراتيجيا الذي يلعبه الحزب والذي يتطلب بالحد الأدنى حماية ظهره وسط بيئته وطائفته.

في رأي متابعين لحركة التيار البرتقالي، أنه مهما رسم كلام نصر الله من مسارات للمرحلة المقبلة، فإن باسيل سيكون قادراً على توظيفها في معركته، سلباً أو إيجاباً، وعلى تحديد السقف الذي سينطلق منه للتعامل مع المستقبل. وتكبير حجز الأزمة على أنها أزمة نظام ستخرجه رابحاً سواء ذهبت المعادلة نحو تغيير النظام باتجاه نظام فيدرالي او لا مركزية موسعة. وإذا جرى الإبقاء على النظام الحالي، يكون قد عزز أوراقه كجزء أساسي منه وكفريق قوي فيه، ذلك أن ما يرمي إليه راهناً هو اعداد العدة والبرنامج لخوض الانتخابات النيابية كـ«حالة باسيلية» أكثر من كونها حالة عونية. وهو تالياً باق في الحياة السياسية، وبمقدور خطابه المسيحي أن يشد العصب داخل بيئته لنيل كتلة وازنة يكون لها تأثيرها في الاستحقاق الرئاسي حتى ولو بدا كرسي قصر بعبدا بعيداً عنه في اللحظة الراهنة.

 

إيران: العمامة السوداء تتبع الأخرى البيضاء

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 حزيران/2021

وماذا الآن؟ هذا هو التساؤل الذي يطرحه الإيرانيون هذه الأيام في محاولة امتصاصهم صدمة الانتخابات الأخيرة التي دفعت برجل معمم آخر إلى مقعد رئاسة الجمهورية الإسلامية. وبخلاف أول رئيسين؛ اللذين لم تستمر رئاستهما إلا لفترة وجيزة للغاية على نحو لا يجعلها محل اهتمام، تعاقب على الجمهورية الإسلامية خمسة رؤساء. ومن بين هؤلاء واحد فقط؛ محمود أحمدي نجاد، لم يُبد اهتماماً بارتداء الملابس التقليدية التي اعتاد نظراؤه الآخرون ارتداءها. ومن بين الأربعة الباقين، نجد اثنين؛ هاشمي رفسنجاني وحسن روحاني، ارتديا العمامة البيضاء التي تخص «العوام»، بينما ارتدى الاثنان الآخران؛ علي خامنئي ومحمد خاتمي، العمامة السوداء التي تصنف صاحبها على أنه «سيد»؛ وهو لقب في الفارسية يطلق على أحفاد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من نسل ابنته فاطمة الزهراء، وبالتالي فهم يتميزون بالخصوصية. الملاحظ أن الرئيس الجديد المنتخب إبراهيم رئيسي يرتدي هو الآخر عمامة سوداء، مما يشير إلى عزم النخبة الحاكمة على تعزيز وحدة صفوفها تحت لواء بني هاشم. ومع ذلك؛ يبقى هناك عدد من الاختلافات في حالة رئيسي مقارنة بسابقيه... يتمثل أول هذه الاختلافات في أنه أول من يفوز بالرئاسة وهو يتقلد لقب «آية الله»؛ ذلك أن الرؤساء المعممين الآخرين دخلوا الرئاسة وهم يحملون لقب «حجة الإسلام» فقط؛ وهو لقب يخص رجال الدين الشيعة من مرتبة متوسطة. يذكر أن رفسنجاني ترقى إلى مرتبة «آية الله» بعد سنوات من انتهاء رئاسته، بينما بدأ خامنئي في استخدام لقب «آية الله» بعد خروجه من الرئاسة عندما وصل بالفعل لقمة النظام وأصبح «المرشد الأعلى». أما الآخر الباقي؛ خاتمي، فلم يتقدم قط لما وراء «حجة الإسلام».

ويبدو أن رئيسي لم يقنع بلقب «آية الله» وحده؛ ذلك أنه ثاني رئيس للجمهورية الإسلامية بعد روحاني يستخدم لقب «دكتور». يذكر في هذا الصدد أن أياً من الرؤساء المعممين لم يَخُضْ تدريباً دينياً حقيقياً والذي يتطلب عقوداً من الدراسة والتدريب، قبل الحصول على لقب «حجة الإسلام»، ناهيك بلقب «آية الله». فيما يخص خامنئي، فقد تلقى تعليماً دينياً عادياً قبل أن يصبح ناشطاً سياسياً، لينتهي به الأمر إلى النفي عن الإقليم الذي يضم مسقط رأسه لمدة أربع سنوات. وبعد الثورة، قضى خامنئي عقداً في نشاطات رسمية؛ منها أربع سنوات رئيساً للبلاد؛ الأمر الذي حال دون حضوره دروساً دينية. وعليه؛ فإن ترقيه إلى «آية الله» ومن بعدها «آية الله العظمى»، لم يكن سوى إجراء يتعلق بالعلاقات العامة فحسب. من جانبه؛ كان رفسنجاني قبل الثورة مقاولاً في مجال البناء ورجل أعمال، ثم تحول إلى رجل دين بارتدائه عمامة بيضاء وإطلاقه على نفسه لقب «حجة الإسلام». وقبل الثورة، لم يسعَ خاتمي هو الآخر نحو بناء مسيرة مهنية على أنه رجل دين؛ وإنما سعى للحصول على درجة في الكيمياء من جامعة طهران. وكان روحاني يسعى للحصول على درجة «دبلوما» في تصميم المنسوجات عندما أقنعته الثورة بارتداء عمامة بيضاء والقفز في القطار الكاسح القادم الذي يقوده الخميني. وفي وقت لاحق، وسعياً للتمويه على افتقاره إلى التعليم الديني، روج روحاني لنفسه على أنه «دكتور»، وادعى أنه حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة في أسكوتلندا.

وبذلك يكون رئيسي أول من بدأ رئاسته بثلاثة ألقاب؛ «آية الله» و«دكتور» و«سيد». ويعني ذلك أنه يملك بالفعل كل ما ادعاه سابقوه لأنفسهم وأكثر. الأهم من ذلك؛ ونظراً لأنه كان في سنوات المراهقة عندما رحل الشاه ووصل آيات الله للسلطة، أن رئيسي يشكل نتاجاً خالصاً للنظام الجديد الذي أسسه الخميني: إنه أشبه بإنسان آلي جرى تجميعه من جانب الآلة الجهنمية للدولة الخمينية، ويعكس جميع ادعاءاتها وتناقضاتها. كما أنه أقرب إلى الجيل الجديد من أصحاب المناصب البيروقراطية الرفيعة من سابقيه المعممين.

وتبدو هذه النقاط جديرة بالاهتمام؛ لأن النظر إلى رئيسي على أنه رجل دين يترأس نظاماً دينياً سيكون خطأً، فهو بعيد من أنه رجل دين؛ تماماً مثلما أن صدام حسين كان بعيداً من أنه «فيلد مارشال». وسيكون من الخطأ كذلك النظر إليه على أنه أكثر «انفتاحاً على العالم»، مثلما يقترح بعض «الليبراليين» الأميركيين، وذلك بفضل ادعائه الحصول على شهادة الدكتوراه. من ناحية أخرى؛ ينظر كثيرون إلى رئيسي بوصفه مجرد شخص كان في وقت مضى قاضياً صغير السن شارك مع مجموعة من الملالي الذين أصدروا المئات؛ بل عشرات الآلاف، حسبما يقول البعض، من أحكام الإعدام بحق معارضين للنظام ومنشقين عنه. ومع ذلك، فإن النظر إلى رئيسي على أنه مجرد دمية تلعب دور القاضي الدموي سيكون أمراً مضللاً.

الحقيقة أن رئيسي صنيعة شبكة من المصالح على نحو يشبه عصابات «المافيا» على صلة بالجهازين العسكري والأمني، والتي سيطرت على الأمة الإيرانية وامتصت دماءها. وينبغي لمن يأملون في التعامل مع الجمهورية الإسلامية أن يعلموا أنهم لا يتعاملون هنا مع هيئة رجال دين شيعية، أو مع إيران بوصفها دولة قومية؛ بل وحتى من ينظرون إلى الجمهورية الإسلامية على أنها أداة آيديولوجية لتصدير «الثورة»، ينبغي لهم إعادة النظر في أفكارهم. الحقيقة أن فوز رئيسي هو فوز زمرة لا تهتم بأمر إيران ولا بأمر الثورة إلا في حدود ما يعزز قبضتها على السلطة ويحمي مصالحها ومكاسبها التي نالتها على نحو غير مشروع. أما خامنئي؛ فهو الساحر الشرير الذي أسهم في خلق هذا الوحش، وفي الوقت المناسب أصبح الوجه المعبر عنه. ومثلما كشفت الانتخابات الأخيرة، فإن هذه الزمرة المعنية لا يزال بإمكانها الاعتماد على دعم نحو 30 في المائة من الناخبين الإيرانيين، الذين يتركزون بمعظمهم في المدن الصغيرة ومتوسطة الحجم. في المقابل؛ نجد أن إقبال الناخبين على المشاركة داخل جميع المدن الكبرى تقريباً، بما في ذلك طهران، كان أقل من 30 في المائة. بصورة إجمالية؛ كان المتخلفون عن المشاركة ومن أضاعوا أوراق انتخابهم في المرتبة الثانية بعد من انتخبوا رئيسي، مما ترك نسبة هزيلة من الأصوات للمرشحين الثلاثة الآخرين. حول ما يخص معارضي النظام، فإن النبأ السار هنا يتمثل في أن رئيسي يتمتع بقدر أقل من الشرعية الشعبية من أي من سابقيه، في الوقت الذي يعاني فيه النظام من أوضاع متردية جراء الانهيار الاقتصادي وسوء الإدارة في عهد روحاني؛ الأمر الذي قد يحول دون إقدام النظام على أي مغامرات داخلية أو خارجية لافتقاره إلى الموارد اللازمة. وثمة إمكانية كذلك أن يؤدي تهميش من يطلق عليهم «فتية نيويورك» إلى تمكين من يطلق عليهم «فتية موسكو» من نيل سلطة أكبر؛ الأمر الذي يدفع بالجمهورية الإسلامية للاقتراب أكثر من فلاديمير بوتين. ولم يكن من قبيل المصادفة أنْ كان بوتين أول زعيم أجنبي يهنئ رئيسي بفوزه. وحتى في هذه الحالة، سيبقى الكثير معتمداً على قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ما إذا كان سينقذ النظام الخميني بفتح خزائن المال أمامه مثلما فعل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، أم سينتظر ليرى ما إذا كان بوتين سيتمكن من كبح جماح الوحش الخميني مثلما فعل مع نظام الأسد في سوريا. وتكمن المفارقة في أن تركيز السلطة في يد فصيل يشكل خامنئي الوجه المعبر عنه، ربما يعني أن طهران الآن ربما تقدم تنازلات أكبر من أي وقت مضى. وإذا ما ساءت الأمور بالداخل، مثلما يبدو محتملاً حال استمرار السياسات الحالية، فإن الزمرة الحاكمة لن يكون باستطاعتها حينها إلقاء اللوم على «فتية نيويورك».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون التقى القائم بأعمال السفارة البابوية

الجمعة 25 حزيران 2021

وطنية - سلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القائم بأعمال السفارة البابوية جوسيبي فرانكوني رسالة خطية الى البابا فرنسيس شكره فيها على دعوته للقاء القيادات الروحية المسيحية اللبنانية في الفاتيكان في الأول من تموز وعرض له رؤيته لدور لبنان واللبنانيين في محيطهم والعالم.

 

ماينزا بعد لقائها الراعي: الولايات المتحدة كانت ولا تزال مهتمة بمساعدة ودعم لبنان

الجمعة 25 حزيران 2021

وطنية - استقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، عضو المجلس الرئاسي لمفوضية الولايات المتحدة لحرية الديانات العالمية نادين ماينزا، يرافقها ألكسي مكرزل ، وجرى عرض للواقع اللبناني والأزمات التي يتخبط بها لبنان ودور الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي في مساعدته.

ماينزا

بعد اللقاء قالت ماينزا: "لقد تشرفت بزيارة صاحب الغبطة وعرضنا للأوضاع الحالية الصعبة التي تمر بها البلاد، وأثنيت على التعايش الذي ما زال قائما على الرغم من كل الظروف الصعبة، وقد ساعدني غبطته على فهم الوضع اللبناني بشكل دقيق، وأكدت لصاحب الغبطة أن الولايات المتحدة كانت ولا تزال مهتمة بمساعدة ودعم لبنان".أما عن موضوع الحياد الناشط والمؤتمر الدولي من أجل لبنان، قالت ماينزا: "أعتقد أن الولايات المتحدة يمكنها أن تساعد من خلال فتح قنوات حوار وتقريب وجهات النظر، وأرى أن هناك ضرورة للمساعدات الانسانية في هذه المرحلة، وهذا جزء من دور الولايات المتحدة التي ستسعى لتأمين ما يلزم كي يبقى لبنان بلد التعايش المشترك بين مختلف الأديان".

 

ابي نصر حذر من حرمان المغتربين من الاقتراع:الرابطة المارونية ترى ضرورة اجراء الإنتخابات النيابية في موعدها

الجمعة 25 حزيران 2021

وطنية - حذر رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله ابي نصر من "وجود اتجاه عند بعض المسؤولين لحرمان اللبنانيين في الخارج من المشاركة في الانتخابات النيابية في أماكن وجودهم"، معتبرا أن "هذا الأمر في حال حصوله وثبوته، يقضي على شرعية الانتخابات ومشروعيتها، لأن فيه انتقاصا لمبدأي الديموقراطية والعدالة، كما المساواة بين المواطنين". ولفت أبي نصر في بيان،الى أنه "في ظل الأزمة الإقتصادية والمالية غير المسبوقة في تاريخ لبنان الحديث، وخصوصا بعد تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب، غادر عشرات آلاف من المواطنين هربا من الحال المأسوية، وهم تركوا وطنهم قسرا بعدما ضاقت السبل في وجوههم، وبالتالي ، فإن حرمانهم من حقهم في الاقتراع حيثما هم، هو امعان في سلبهم ابسط حقوقهم الدستورية". اضاف: "انطلاقا من ذلك دعت الرابطة المارونية إلى إدخال تعديلات على قانون الانتخابات، تسمح للبنانيين في الخارج بممارسة حقهم الانتخابي في الاقتراع والترشح في أماكن وجودهم، بعد أن يتسجلوا في القنصليات والسفارات اللبنانية في بلدان الانتشار لهذه الغاية، أسوة بما تعتمده دول العالم بالنسبة إلى منتشريها في الخارج". وتابع: "ان الرابطة المارونية ترى ضرورة اجراء الإنتخابات النيابية المقبلة في موعدها القانوني، هكذا تتحقق أوسع مشاركة شعبية في هذا الاستحقاق المفصلي الذي ينتظره اللبنانيون، على أمل أن يستخدم هذا الحق في الاتجاه الصحيح، ويكون فاتحة للتغيير المنشود". وختم ابي نصر: "الجريمة الكبرى، هو أن يتذرع بعض المسؤولين عندنا، لتأجيل الإنتخابات، بعدم توافر الأموال اللازمة لتغطية مصاريف اجرائها في السفارات والقنصليات". كيف يجرؤ هؤلاء المسؤولين، مجرد التفكير بهكذا حجج، وآلاف العائلات اللبنانية تعيش اليوم من الأموال التي تتدفق لهم من الإغتراب؟".

 

حزب الله والوطني الحر: لالتزام المحازبين والمؤيدين أعلى معايير الانضباط

الجمعة 25 حزيران 2021

وطنية - عقد مسؤولو الإعلام في "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، بالإضافة إلى مديري الأخبار في الوسائل الإعلامية والمسؤولين عن ملفات التواصل الاجتماعي لدى الطرفين، لقاء تنسيقيا في مقر التيار في ميرنا الشالوحي. وكان اللقاء بحسب بيان، "إيجابيا جدا وبحث في سبل تعزيز التنسيق والتعاون الاعلامي في المرحلة المقبلة، خصوصا في ظل كم الاشاعات التي تطاول العلاقة بين ثنائي تفاهم مار مخايل، وهي إشاعات مغرضة ومعروفة الأهداف". واتفق الطرفان على "استكمال التواصل ودورية اللقاءات والاجتماعات الثنائية، التي تنعقد كذلك على مستوى باقي اللجان والقطاعات التنفيذية". وشدد الطرفان على "ضرورة التزام المحازبين والمؤيدين على وسائل التواصل الاجتماعي أعلى معايير الانضباط والتحلي بروحية التفاهم والعلاقة الوطيدة بين الطرفين".

 

المكتب الاعلامي لدياب: إعطاء الموافقة الاستثنائية لتمويل استيراد المحروقات على تسعيرة 3900 بدلا من 1500

الجمعة 25 حزيران 2021

وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب البيان الآتي:

"انطلاقا من مسؤولياته الوطنية، وبالتزامن مع إقرار البطاقة التمويلية في اللجان النيابية المشتركة تمهيدا لإقرارها في جلسة نيابية عامة الأسبوع المقبل، وبما ينسجم مع توجه دولة الرئيس الدكتور حسان دياب بهذا الخصوص، وفي سياق المساهمة بتخطي الأزمة التي تمر بها البلاد، والتي ستساعد في ضبط عملية شراء الدولار الأميركي في السوق الموازية وفقا لما ورد في كتاب المديرية العامة لرئاسة الجمهورية. وبهدف تأمين المحروقات للمواطنين لفترة الثلاثة أشهر المقبلة، خصوصا وأننا على أبواب موسم صيفي سيسمح بزيادة قيمة العملات الصعبة التي ستأتي إلى لبنان مع قدوم المغتربين والسياح، مع ما يترتب على ذلك من نتائج إيجابية. وبالتوافق مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على صيغة جديدة، أعطى دولة الرئيس الدكتور حسان دياب صباح اليوم الموافقة الاستثنائية على اقتراح معالي وزير المالية بما يسمح بتأمين تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية، بدلا من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، استنادا للمادة 91 من قانون النقد والتسليف".

 

سفير لبنان في فرنسا منح الشاعر أدونيس باسم الرئيس عون وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الفضية

الجمعة 25 حزيران 2021

وطنية - منح سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الشاعر أدونيس وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الفضية تقديرا لعطاءاته ونجاحاته واسهاماته الثقافية، في احتفال في بيت السفير في باريس، في حضور عائلة المكرم وعدد من أصدقائه، من بينهم رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان، الكاتب النمسوي بيتر هاندكه جائزة نوبل عام 2019، المؤرخ والاستاذ الجامعي أندريه ميكال. وألقى السفير عدوان كلمة شدد فيها على دور أدونيس في ربط الشعر العربي بالفكر الغربي، وعلى سماته، "فهو رجل مبادئ يحمل العروبة في عروقه، ورجل معارك يكافح دور الدين في السياسة، ورجل مشاعر رفع المرأة والأنوثة إلى أرفع المستويات". وشكر أدونيس رئيس الجمهورية والسفير عدوان وعبر عن تقديره لمنحه الوسام.

 

سينودس الروم الكاثوليك: للتخلي عن الافكار التقسيمية وعدم انتظار الحلول الاقليمية والدولية لانتشال البلد من المستنقع

الجمعة 25 حزيران 2021

وطنية - المتن - انهى سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك عصر اليوم جلساته المستمرة منذ الاثنين الماضي في 21 الحالي في المقر البطريركي في الربوة، برئاسة البطريرك يوسف العبسي ومشاركة المطارنة أعضاء السينودس المقدس الوافدين من الشرق الاوسط وبلدان الانتشار والرؤساء العامين للرهبانيات وجمعية المرسلين البولسيين. وأصدر بيانا ختاميا تطرق فيه الى مجمل القضايا الكنسية والوطنبة، جاء فيه :

"يوم الاثنين الحادي والعشرين من حزيران 2021، افتتح غبطة البطريرك يوسف بطريرك أنطاكية وسائر المشرق أعمال سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في المقر البطريركي في الربوة، وذلك بمشاركة أصحاب السيادة أعضاء السينودس المقدس الوافدين من الشرق الأوسط وبلدان الإنتشار والرؤساء العامين للرهبانيات وجمعية المرسلين البولسيين.

استهل صاحب الغبطة الجلسة باستدعاء الروح القدس، وبكلمة افتتاحية تطرق فيها لأهم الأحداث الكنسية على الصعيد المحلي وعلى صعيد الكنيسة الجامعة، والنشاطات التي قام بها. ثم استعرض غبطته المواضيع التي ستطرح في جلسات السينودس المقدس، ومن أهمها الوضع الاقتصادي المتعثر في لبنان وسورية وكيفية تفعيل المؤسسات الكنسية لتكون حاضرة وفاعلة، دراسة أمور إدارية وإجراء انتخابات للأبرشيات الشاغرة.

ثم وجه آباء السينودس رسالة إلى قداسة الحبر الروماني البابا فرنسيس طالبين بركته لأعمال السينودس. وأكدوا على الشركة الدائمة مع الكرسي الرسولي، وعبروا عن محبتهم الخاصة له وأثنوا على دعوته رؤساء الكنائس للبحث في وضع المسيحيين في لبنان للمشاركة في يوم صلاة وتأمل مخصص أعلنه يوم الخميس الأول من تموز.

استمع الآباء إلى عرض عن التطبيق الليترجي الالكتروني وفق ما يفرضه التيبيكون الكنسي على أن تنهي اللجنة المكلفة العمل في وقت قريب جدا.

اجتمع آباء السينودس بأعضاء مكتب الشبيبة البطريركية الوافدين من لبنان وسورية والأردن واستمعوا منهم عن خارطة الطريق التي رسموها من أجل اتباعها في الأبرشيات وإلى خطة العمل والنظام النابعين من فكر الشبيبة وآمالهم لكي يوافق عليها السينودس المقدس فتصبح بمثابة عمل موحد يجمع الأبرشيات كلها.

تناول الآباء الشأن اللبناني بدءا من الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون. وجددوا وضع كافة المؤسسات الكنسية في خدمة المحتاجين. ودعوا المؤمنين إلى التعاون في ما بينهم بحيث يساعد الميسور المتعثر. وثمنوا المزيد من هذه المبادرات التي اتخذت خلال الأحداث المتعاقبة لا سيما في انفجار المرفأ وما تلاه. وبخصوص هذه الجريمة النكراء، حذر الآباء من اختلاط السياسة في عمل القضاء معولين على التحقيق في الإسراع بتحديد المسؤوليات.

كما عبر السادة المطارنة عن شكرهم لأبناء الاغتراب اللبناني الذين يمدون يد المساعدة لإخوتهم في لبنان، لا سيما مبادرات مطارنة الأبرشيات في الانتشار والمؤسسات الإنسانية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية.

ثم دعا الآباء المسؤولين اللبنانيين على كافة شرائحهم أن يتخلوا عن الفئوية على اختلاف أشكالها مؤثرين مصلحة الوطن لأنه يغرق. كما دعوا اللبنانيين إلى التخلي عن أفكار تقسيمية للبنان الكبير التي تضعف لبنان الرسالة وتفكك وحدته، متمسكين بقرارات مؤتمر الطائف الذي لم يطبق إلا جزئيا آملين أن يستكمل أركان الدولة تطبيقه بالكامل حرصا على المصلحة الوطنية العامة ووحدة لبنان وسلامة أراضيه.

كما شدد الآباء على ضرورة تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن والتطلع إلى الداخل لإنقاذ البلاد والاتكال على النفس وإجراء المقتضى دون انتظار الحلول الإقليمية والدولية بهدف انتشال البلد من المستنقع الذي نحن فيه وإجراء الإصلاحات الضرورية.

توقف المجتمعون عند الأحداث المؤلمة التي جرت في فلسطين والتي ذهب ضحيتها مئات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. وشكروا التضامن العربي لإيقاف الحرب ودعم القضية الفلسطينية والسعي إلى حل عادل لها.

وجه الآباء نداء إلى المحافل الدولية لرفع العقوبات عن شعوب دول المنطقة التي يعاني منها بالأكثر لبنان وسورية والعراق.

انتخب الآباء رعاة جددا لكراسي بعض الأبرشيات الشاغرة. وسيعلن في وقت لاحق أسماء المطارنة المنتخبين بعد موافقة الكرسي الرسولي الروماني.

في نهاية السينودس، دعا الآباء جميع المؤمنين إلى المشاركة يوم الأحد المقبل في 27 حزيران في يوم الصلاة الذي دعا إليه بطاركة الشرق الكاثوليك تحت عنوان "يوم السلام للشرق".

 

نص كلمة نصر الله: باسيل استعان بي كصديق وأنا كنت استعنت ببري كصديق وكل هذه الجهود هدفها أن نصل إلى مكان يكون مرضيا للرئيس عون وللحريري

السبت 26 حزيران 2021

وطنية - عرض الأمين العام لـ "حزب الله" للتطورات في كلمة متلفزة له، تناول فيها آخر التطورات المحلية.

وقال نصر الله: "حديث هذه الساعة مُخصص للقضايا المحلية وللتطورات المحلية، لكن في البداية أنا سوف أتحدث عن عناوين الفهرس، بعض النقاط السريعة: الأميركان والإعلام - الأميركان والجيش اللبناني - الملف الحكومي الذي سوف يأخذ الجزء الأساسي من الكلام - المشتقات النفطية والوضع المعيشي - حراك الناس - وآخر شيء لدي كلمة شكر عراقية، وهذه صارت لها علاقة بالموضوع المحلي والإقليمي في الختام...

أَدخل إلى نقاط الحديث، وبعضها سوف أتحدث عنها بإختصار من أجل أن يتسع الوقت لأغلب ما أُريد أن أتحدث عنه.

النقطة الأولى: لا بد من التوقف أمام خطوة الإدارة الأميركية الأخيرة في المصادرة أو السيطرة ، يعني حذف ومنع عشرات المواقع الإلكترونية التابعة لعشرات وسائل الإعلام في دول المنطقة، وليس من باب الصدفة أن هذه المواقع كلها تتبع لجهات ووسائل إعلام كان لها دورها الكبير وتضامنها العالي مع الفلسطينيين في معركة "سيف القدس" الأخيرة، لها موقف من المشروع الصهيوني والكيان الصهيوني، لها موقف من الهيمنة الأميركية على المنطقة، لها موقف من الفتنة، لها موقف من الإرهاب، والإرهاب التكفيري على وجه التحديد، والملفت أن بعض هذه وسائل الإعلام هي دينية بحتة، لا تتدخل في الشأن السياسي، تمّ ضمّها أيضاً إلى هذه اللائحة.

على كلٍ، هذا الأمر يَكشف مجدداً ويُقدم دليلاً إضافياً لشعوبنا ولشعوب العالم ولأحرار العالم حول الإدعاءات الزائفة للإدارات الأميركية المتعاقبة، التي تَدعي الحرية والدفاع عن الحرية وحرية التعبير وحرية الرأي وحرية المعتقد وما شاكل، هذه كلها أكاذيب وأضاليل وإدعاءات باطلة، وكل يوم الإدارات الأميركية المتعاقبة كانت تُقدم دليلاً جديداً على زيف هذه الإدعاءات، وفي نفس الوقت نجد أن وسائل الإعلام التابعة لأنظمة ديكتاتورية ولأنظمة إرهابية ولجماعات إرهابية لا تُمس، في الحد الأدنى لا تُمس، إن لم تَكن تَحظى بالدعم والرعاية والمساندة من قبل الإدارة الأميركية.

على كلٍ، لا يَسعنا أمام هذه النقطة سوى أن نُعبّر عن إدانتنا وعن تنديدنا بهذا العدوان الأميركي الإعلامي على وسائل إعلام تنتمي كلها أو بأغلبها إلى ثقافة المقاومة ومحور المقاومة في معركة كم الأفواه وفي معركة تغييب الوعي وفي معركة إبقاء الفضاء مفتوحاً للتدجيل والتضليل والتزوير والتحريف، وسد الفضاء أمام كل كلمةٍ تُريد أن تُيين الحقيقة للرأي العام ولشعوب الأمة.

النقطة الثانية: الأميركان والجيش اللبناني: في الأيام والأسابيع القليلة الماضية قرأنا وسمعنا تصريحات أميركية متعددة، طبعاً كانت تُقال في أميركا في جلسات رسمية أو نَقلتها الصحافة الأميركية ووسائل الإعلام الأميركية، تصريحات أميركية متعددة عندما تُحاول أن تُبرر للرأي العام الأميركي أو للكونغرس أو لجهات معينة سبب دعمها اللوجستي للجيش اللبناني، فإنهم يقولون: "إنما نَدعم الجيش اللبناني لأنه الجهة الوحيدة القادرة على مواجهة حزب الله"، أحياناً يقولون:"من أجل مواجهة حزب الله"، بالأمس كان تصريح لأحد القادة الكبار في الجيش الأميركي يقول أن:"حزب الله هو الذي يقف عائق أمام تقوية الجيش اللبناني".

على كلٍ، هنا واضح أننا أمام تحريض أميركي مكشوف، ليس في الجلسات المغلقة وإنما في وسائل الإعلام، تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، لأن هذا الجيش هو جيش لبناني والمقاومة هي مقاومة لبنانية وحزب الله هو حزب لبناني، ويَتم تحريض اللبنانيين على بعضهم، وهذا هو دأب السياسات الأميركية القائمة على نشر الفتنة والفوضى في بلادنا.

اليوم أنا أُريد أن أُعلق على هذا الكلام لأقول: أن الهدف الحقيقي من خلال هذا التحريض ليس فقط تحريض الجيش اللبناني، وإنما هو تحريض المقاومة وتحريض حزب الله وتحريض جمهور المقاومة من خلال إثارة الشك والريبة والمخاوف من تقوية الجيش اللبناني.

أنا أولاً أُريد أن أَرد على هذه المسألة بما يلي، بعدة نقاط:

النقطة الأولى: نحن أساساً في كل مواقفنا وخطاباتنا، أنا وإخواني، وفي مواقفنا المعلنة والغير معلنة والعملية، كُنا دائماً نَدعو إلى تقوية الجيش اللبناني، وإلى مدّه بكل عناصر القوة، كُنا نُطالب أن يكون لديه سلاح جو حقيقي وقوي وقدرة صاروخية ودفاع جوي حقيقي، وأن يكون الجيش اللبناني قادراً على الدفاع عن لبنان، عن سيادة لبنان وأرض لبنان ومياه لبنان وشعب لبنان وكرامة لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، وفي مواجهة أي عدوان إسرائيلي، هذا كان دأبنا وهذا هو موقفنا، وحتى في سلوكنا العملي، نحن الذين سَعينا لدى بعض الدول الصديقة مثل الجمهورية الإسلامية في إيران أن تَمد يد المساعدة،أن تُقدم السلاح والذخيرة للجيش اللبناني، وتمّ ترتيب زيارة لوزير الدفاع آنذاك ولكن القرار السياسي اللبناني منع من حصول ذلك نتيجة حسابات تتصل بالأميركيين.

إذاً، نحن أولاً: مع تقوية الجيش ولا يُقلقنا ولا يُثيرنا ولا يُثير فينا أي شك أو شبهة في هذا الأمر، حتى ولو كان الذي يقوم بتقوية الجيش هي الولايات المتحدة الأميركية.

وثانياً: نحن نرى في الجيش اللبناني، ولذلك اليوم أنا أُريد أيضاً أن أَدعو إلى مساندة الجيش ودعم الجيش محلياً، نرى في مؤسسة الجيش اللبناني، إلى جانب الأجهزة والمؤسسات الأمنية اللبنانية الأخرى التي تقوم بجهود محترمة ومُقدرة، ولكن في نهاية المطاف وفي حقيقة الأمر إن الجيش اللبناني هو الضمانة الحقيقية للأمن والإستقرار في لبنان وأيضاً لوحدة لبنان، لأنه توجد بدايات مُقلقة بإتجاه لبنان أو بإتجاه المنطقة، فيما يتعلق بالوحدة الجغرافية لهذا البلد أو لذاك البلد، نحن هكذا نَنظر إلى مؤسسة الجيش اللبناني.

وثالثاً: نحن نرى أن الجيش اللبناني دائماً في ثقافتنا هو جزء أساسي من المعادلة الذهبية لقوة لبنان، عندما نتحدث عن الجيش والشعب والمقاومة، أليس كذلك؟ وأي تحريض من هذا النوع لا يُثير فينا قلقاً لعدة أساب، منها: أن قيادة وضباط ورتباء وأبناء الجيش اللبناني، جنود الجيش اللبناني، هم أبناء هذا الشعب، والمقاومة في لبنان هم أيضاً أبناء هذا الشعب، ونحن ننتمي إلى نفس الشعب وإلى نفس العائلات، ولا يُتوقع أن مؤسسة وطنية من هذا النوع أن تَقبل تحريضاً من هذا النوع، وأيضاً العقيدة الوطنية للجيش اللبناني، وأيضاً أن الجيش اللبناني هو مؤسسة عسكرية في لبنان تابعة للسلطة السياسية، ليست سلطة قائمة بذاتها ويُمكن أن تعمل بمعزل عن السلطة السياسية، التي يَتشارك فيها اللبنانيون ويَحضر فيها اللبنانيون في سلطة القرار.

في كل الأحوال، الذي يُعيق، هو يقول أن حزب الله مُعيق، يجب أن يَشرح هذا الأمر، كيف يعني مُعيق؟ الذي يُعيق في الحقيقة تقوية الجيش اللبناني على كل صعيد هي الإدارة الأميركية، التي تُقدم له بعض المساعدة، ولكنها تَمنع من أن تَصل إليه الكثير من المساعدات الحقيقية من دول المنطقة ومن دول العالم، لأن الإدارة الأميركية تخشى من هذا الجيش، الذي لو تمّ تسليحه بقدرات حقيقية وبما يمتلك من عقيدة وطنية وبما يمتلك بشرياً من ثقافة، هي ثقافة هذا الشعب اللبناني الذي يرقض العدوان والتهديد والإذلال، هي تخاف من هذا الجيش، من أن يكون في موقع حقيقي وجاد في مواجهة ربيبتها وحبيبتها وصاحبتها "إسرائيل" في المنطقة، الذي يُعيق والذي يُعطل والذي لا يَسمح أن يُصبح هذا الجيش قوياً هي الإدارة الأميركية، من خلال فيتواتها ومَنعها وإجراءاتها المعروفة لدى المسؤولين في لبنان ولدى الشعب اللبناني، فلا يجوز أن تُحملنا نحن هذه المسؤولية، وهذا شكل من أشكال التضليل الذي تُمارسه الإدارة الأمريكية تجاه الشعب اللبناني. اليوم هذا الجيش، هذه المؤسسة الوطنية هي بحاجة إلى دعم الجميع، دعم السلطة بالدرجة الأولى، وإلى دعم الجميع واحتضان الجميع لكي تساعد من حيث هي ضمانة حقيقية للحفاظ على الأمن والاستقرار ووحدة لبنان أمام الظروف الصعبة التي نتجه إليها، وسنتحدث عن بعضها بعد قليل.

ثالثًا الملف الحكومي:

في الملف الحكومي هناك عدة عناوين، بعضها فيه توضيح، وبعضها لإعطاء الجواب. ونقول فهمنا وجوابنا للدعوة التي أطلقها الصديق رئيس التيار الوطني الحر معالي الوزير جبران باسيل يوم الأحد الماضي. وأودّ التعقيب على كل الملف الحكومي بما يتّسع له الوقت وإن كان هناك الكثير من الكلام أؤجله إلى وقت آخر.

في الملف الحكومي النقطة الأولى:

البعض في لبنان من خلال تصريحاته السياسية، سياسيين، وإعلاميين من خلال ما يكتبونه في المقالات وما تتداوله وسائل الإعلام طبعًا عندما يأتون لتحميل مسؤولية التعطيل لأنّه يوجد تعطيل واضح. عندما يمر أكثر من ثمانية أشهر ولا تشكّل حكومة يعني في مكان ما هناك تعطيل لتشكيل الحكومة. طبعًا في بلد يفتقد فيه بعض الناس للإنصاف، وبعض الناس يستغلّون كل حدث لتشويه صورة خصومهم، أو لتشويه صورة الآخرين، أو لتصفية الحسابات السياسية يصبح الباب مفتوحًا أمام الكلام على عواهنه. الأمر الذي يتعلق بنا بالتحديد في هذه النقطة أودّ الإجابة عليه، البعض مازال مصرًا على أنّه حتى الآن يكتب ويصرّح ويقول ويحمّل المسؤولية لإيران وحزب الله في عدم تشكيل الحكومة. البعض يقول إنّ إيران طلبت من حزب الله عدم السماح بتشكيل حكومة في لبنان بانتظار مفاوضات فيّينا النووية، أنا أشرت إلى هذا الكلام سابقًا، ولكن لا بدّ من الإعادة والتكرار من أجل الرأي العام، هناك أناس حقيقة هي لا تستوعب ولا تفهم وغير حاضرة أن تسمع أصلًا لأقول لهم وساعقّب على فيّينا أو بانتظار المحادثات السعودية الإيرانية التي جرت بعض حلقاتها في بغداد منذ مدة. ولذلك إلى أن تنتهي فيينا وإلى أن تنتهي المحادثات الإيرانية السعودية سيمنع تشكيل الحكومة في لبنان من قبل حزب الله.

تعليق فقط، علمي وعاقل، إيران أصلًا في فيينا، لمعلوماتهم هؤلاء إذا لديهم معلومات يتحدثون بخيالات وأوهام يستطيع الفرد أن يتحدّث بما يريد، في فيينا لا يوجد حديث إلا بالنووي أي أمر آخر "ما في".

ثانيًا إيران كانت ترفض ومازالت وستبقى ترفض أن يفتح معها الملفات الأخرى، أصلًا الأمريكان أصحابكم أصدقاؤكم هم الذين يحاولون رهن الملف اللبناني، وملفات المنطقة بالمفاوضات مع إيران. إيران هي التي ترفض ولا تقبل أن تفاوض لا على الصواريخ البالستية ولا على ملفات المنطقة، وتصرّ على أن تحصر المفاوضات والمحادثات فقط في الجانب النووي. ولا أحد يقترب صوب لبنان، ولا أحد يذكر لبنان، ولا أحد منتبه للبنان، ولا أصلًا لبنان يقدّم أو يؤخّر شيئًا في المفاوضات النووية الجارية في فيينا.

أيضًا في موضوع المحادثات السعودية الإيرانية في اللقاءات التي حصلت عدّة لقاءات كانت تركز، يمكنكم سؤال السعوديين إذا تحدّثوا لكم، أنا أصدقائي الإيرانيين يقولون لي كل شيء، لأنّنا سادة عند الولي الفقيه. في كل المحادثات السعودية الإيرانية لم يتمّ الحديث عن لبنان لا الإيراني أصلًا في وارد فتح بحث لبنان، ولا السعودي تطرّق إلى لبنان للإنصاف. كان التركيز على العلاقات الثنائية، نعم السعودي فتح ملف اليمن لأنّ مشكلته الحقيقية الآن وأولويته هي معالجة المأزق الذي ورّط نفسه فيه من خلال عدوانه على اليمن. أمّا لبنان لم يتحدّث عنه أحد ولم يقاربه أحد، ولن يقدّم ولن يؤخر بكل ما يسمّى محادثات سعودية إيرانية أو تفاهمات وتوافقات سعودية إيرانية.

وأنا قلت سابقًا، وأودّ أن أؤكد هذا الكلام، الجمهورية الإسلامية في إيران لا تفاوض نيابة عن أحد أبدًا لا عن اللبناني في لبنان، ولا عن السوري في سوريا، ولا عن الفلسطيني في فلسطين، ولا عن اليمني في اليمن، ولا عن العراقي في العراق، ولا عن البحريني في البحرين، ولا عن الأفغاني في أفغانستان هي لا تفاوض بالنيابة عن أحد. نعم هي حاضرة أن تقدّم المساعدة إذا طلب منها صديق، مساعدة صديق، كما سنتحدّث بالبحث اللبناني. لذلك أنا أتمنّى من هؤلاء الذين يحاولون دائمًا تحميل المسؤولية ليكون هذا واضحًا، وثانيًا بالعكس نحن دائمًا كنّا نرفض أي فراغ حكومي في البلد، للتذكير عندما حصلت المظاهرات الكبيرة في 17 تشرين 2019 أنا وقفت والمظاهرات كانت كبيرة، والحكومة اهتزت، قلت بكل صراحة، نحن نرفض إسقاط العهد كما كانوا يطالبون، نرفض انتخابات مبكّرة، ونرفض استقالة الحكومة، كنّا مع بقاء الحكومة، حكومة الرئيس سعد الحريري في ذلك الحين، ولكنّ الرئيس سعد الحريري بعد أيام استقال. بعد استقالته سعينا كثيرًا للتوافق على رئيس حكومة لم نصل إلى نتيجة تمّ تكليف الرئيس حسان دياب سعينا لأن تشكّل حكومة من الجميع، وأن يتحمّل الجميع المسؤولية لم يحصل التوفيق. لكي لا يكون هناك فراغ قبلنا بحكومة من لون واحد، أو شبه لون واحد، وكنّا نرفض ذلك دائمًا هربًا من الفراغ.

بعد انفجار المرفأ في 4 آب والظروف التي أحاطت بحكومة الرئيس حسان دياب، الكل يعرف أنّنا كنّا نرفض استقالة تلك الحكومة، وبعد استقالتها كنّا دائما ندعو إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن. إنّ اتهامنا دائما بأنّنا لا نريد أو نعطّل، أو أنّ مصلحتنا هو في أن لا تكون حكومة في لبنان هو افتراء، هو ظلم، هو تضليل، هو عدوان بكل ما للكلمة من معنى من قبل هؤلاء الذين يكتبون، ويقولون ويتهمّون، وهم يعرفون أنّهم كاذبون وظالمون ومزورون ومتّهمون زورًا. وهؤلاء في الحقيقة وهذه الجملة الأخيرة في هذه النقطة هؤلاء لا يعنيهم لا آلام الشعب اللبناني ولا معاناة الشعب اللبناني، ولا كل هذا الذلّ الذي يعيشه الناس في الطرقات، وإنّما هؤلاء يشتغلون أدوات وكتبة عند الخارج ويقبضون أموالًا في مقابل هذه الاتهامات، أو في أحسن الأحوال هم أشخاص حاقدون غارقون في أهوائهم الشخصية وحساباتهم الحزبية. ولذلك مع غيرنا أيضًا عندما يوجّهون أسهم الاتهام شمالًا أو يمينًا وظلمًا ومن دون دليل أيضًا يأتي في هذا السياق.

نحن لا ننتظر المساعدة من الخارج، ولا يجوز للبنانيين ولا ينبغي لهم أن ينتظروا المساعدة من الخارج يجب أن تتكاتف كل الجهود في الداخل لتتشكل الحكومة وليخرج البلد من هذا المأزق.

النقطة الثانية أيضًا في سياق توضيح أمر يحصل عليه التباس من خلال ليس فقط وسائل التواصل الاجتماعي، وإنّما أيضًا من خلال ما يطرح في المواقف السياسية. ومنذ تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة التي لم تشكّل حتى الآن نحن كنّا حريصين على التشكيل في أسرع وقت ممكن، وكنّا نساعد قدر استطاعتنا، أنا شخصيًا أول من دعا وبشكل واضح وبكل وضوح إلى الاستعانة بصديق، وسمّيت هذا الصديق، وقلت دولة الرئيس نبيه بري لما يملك من موقعية ومن مميزات وصفات. وهو كان قد بدأ في كل الأحوال، هو لم يكن ينتظر دعوة منّي أو من غيري، ولكن بالتأكيد دعوتي هي دعوة مشجعة، وخصوصًا الوعد من حزب الله بأنّنا سنكون مساندين ومساعدين في هذا الجهد وفي هذه المبادرة.

بالفعل هذا الجهد وهذه المبادرة التي قام بها دولة الرئيس نبيه بري ومازال قائمًا بها مشكورًا أدّت أن نصل مع الأطراف المختلفة إلى نقطة مهمّة يمكن البناء عليها، وهي الاتفاق على عدد الحكومة أن يكون 24 وزيراً، لأنّه كان مطروحًا 14، و18 وكان رئيس الحكومة المكلف متشدّد في موضوع الـ 18. في كل الأحوال جرى توافق على موضوع الـ 24، وأيضًا تمّ الاتفاق على توزيع الحقائب كأعداد على الجهات والطوائف لأنّ هذه تركيبة البلد، وحتى في توزيع الحقائب يمكننا القول هناك بعض النقاش نهائي. بشكل عام هذه المرحلة أنجزت خلال الأسابيع الماضية من خلال الجهد الذي حصل من قبل حركة أمل، وحزب الله، والتيار الوطني الحر واللقاءات المشتركة التي عقدت ما قبل السجالات السياسية والإعلامية الأخيرة.

الشاهد الذي أودّ التطرّق إليه هنا في النقاش قيل في الأدبيات السياسية والإعلامية أنّه تمّ الاتفاق على حكومة ثلاث "ثمانات" هذه قصة الثلاث ثمانات أدّت لالتباس، لأنّنا نحن لم نستخدم هذه الأدبيات، أدّت لالتباس عند بعض الأصدقاء أو بعض المحللين السياسيين، أو المتابعين السياسيين في لبنان وأنّ هذه مثالثة، هذا شكل من أشكال المثالثة. طبعًا عندما تقول مثالثة يبدأ الإحساس بالخطر، ذاهبين لعرف جديد وتغيير النظام، لتغيير الأعراف السياسية أو الدستورية القائمة، لا أعرف إن كان يصحّ تعبير عرف دستوري وما شاكل، وبالتالي تتولّد أوهام وتبنى على مواقف سياسية خاطئة أودّ التطرق إليها قليلًا قبل الدخول إلى الدعوات الأخيرة، أصلًا تعبير ثلاث ثمانات هو تعبير غير صحيح والـ 24 بناء على التوزيع الذي تمّ التفاهم عليه باستثناء الوزيرين المسيحيين اللذان بقيا عالقين، لا يوجد ثلاث ثمانات أصلًا، غير صحيح هذا التقسيم. مثلًا كيف نحتسب؟ عندما يقال مثالثة، يقولون مسيحي سنّي شيعي، هذا ما يقصدون به المثالثة طبعًا التي سأعلّق عليها، وأذكر بموقفنا.

عندما نأتي للشيعي نقول ثمانية للشيعة، كيف؟ هم خمس وزراء. عندما يحتسب أحد ثمانية يحسب وزيري تيار المردة ووزير الحزب القومي إنّ هؤلاء من حصة الشيعة هم ثلاثة مسيحيين، والكل يعرف، وهذا ينسحب على البقية أيضًا أنّه بالحكومة كلّ جهة تصوت حسب قناعتها، لا يوجد لا جبهات ولا ائتلافات ولا ثمانات ولا تسعات ولا عشرات ولا شيء.

بتجربة حكومة الرئيس حسان دياب، وبتجربة حكومة الرئيس سعد الحريري الحكومة السابقة، وبتجربة الحكومات السابقة كل العالم، النّاس تجلس على الطاولة في مجلس الوزراء، تجد حتى الذين يسمّون حليف وحليف الحليف وحليف حليف الحليف كل واحد يصوّت بشكل مختلف، لأنّ كلّ واحد يصوّت حسبما يقتنع في القضايا والشؤون اللبنانية، وبالتالي ليس صحيحاً أن تقول أنّ هذا ثلثٌ للشيعة، وكذلك عندما تكون ثمانية تقول هذا ثلثٌ للسنة، على أي أساس!؟ إذا افترضنا خمسة وزراء سنة مع رئيس الحكومة من تحسبون معهم ليصبحوا ثمانية؟ الوزير المحسوب على الحزب التقدمي الاشتراكي!؟ هل قرار الحزب التقدمي الاشتراكي عند تيار المستقبل؟ وبهكذا ظروف؟ الكل يعلم أنه ليس كذلك. فضلاً عن الوزيرين المسيحين اللذين لم يحسما حتى الآن لنقول أن هؤلاء ثمانية من حصة الطائفة السنية الكريمة. حتى عندما نذهب إلى الثمانية - ويمكن من هنا جاءت الشبهة - أن هذه حصة الرئيس والتيار، الكل يعرف أن حزب الطاشناق بكثير من المواقف هو لا يصوت مثل ما يصوت التيار الوطني الحر. بتكليف رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري الطاشناق لم يكن موقفه مثل موقف التيار، بكثير من القضايا داخل الحكومة الطاشناق يقول رأيه - صحيح هو جزء من التكتل - المير طلال ذات الشيء، أحياناً يصوت مع أحياناً يصوت ضد، حاله مثل حال بقية القوى السياسية.

إذاً أصل قصة "ثلاث ثمانات" هي تشبيه خاطئ، لا يوجد شيء اسمه في الأربع وعشرين وزيراً "ثلاث ثمانات" حتى تنشأ عند البعض شبهة أن هذا شكل من أشكال المثالثة ويتم الاتهام وعادةً يجري اتهام الفريق الشيعي أنه أنتم تريدون المثالثة وتدفعون الأمور باتجاه المثالثة.

طبعاً هنا أريد أن أذكر بموقفنا، وهذا موقفنا نحن وحركة أمل والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى وكل الأطراف الموجودة في الطائفة الشيعية اللبنانية الكريمة، نحن ولا يوم تحدثنا عن المثالثة أو فكرنا بالمثالثة ولا يوم طالبنا بالمثالثة لا الآن ولا في الماضي ولا في المستقبل، غيرنا يتحدث عن المثالثة، غيرنا يفترض، غيرنا الذي طرح، نعم، وطُرح علينا ونحن لم نوافق ولم نقبل وتتذكرون هذا موضوع تحدثنا فيه كثيراً. لذلك أنا أرجو أن تنتهي هذه القصة حتى لا تولد مخاوف والمخاوف تولد أوهام والأوهام تؤدي إلى مواقف سياسية خاطئة ونحن في لبنان بلد مأزوم إلى حد لا يحتاج إلى المزيد من المواقف السياسية الخاطئة وإلى المزيد من الأخطاء في تقدير الموقف وإلى المزيد من الحساسيات وإلى المزيد من العداوات، فليكن هذا الأمر واضحاً جداً.

أنتقل إلى النقطة الثالثة، نأتي إلى المباشر بالدعوة التي وجهت يوم الأحد الماضي من قبل معالي الوزير جبران باسيل، بعد أن عرض للتطورات ومجريات الأوضاع هو قال أنا أريد أن أستعين بصديق وسماني شخصياً وأنا أشكر له هذه الثقة وهذه المحبة. لكن قبل أن أقول فهمي لما طرحه معالي الوزير وجوابي أيضاً على هذا الطرح أريد أن أتوقف قليلاً عند بعض ردات الفعل من بعض القوى والشخصيات وخصوصاً في بعض الوسط المسيحي - أقول بعض وبعض حتى أحطاط - لأن هذا يساعدني قليلاً على فهم ما طرحه الوزير باسيل. نحن سمعنا ردود فعل سريعة طبعاً، يعني مباشرة بعد الانتهاء من خطابه، هناك أناس ظهروا على التلفاز، رؤساء أحزاب وشخصيات ونواب ووزراء سابقين وإعلاميين وضجت مواقع التواصل الاجتماعي وسمعنا الكثير من اللغة السياسية والشتائم والتكفير السياسي وأيضاً الكثير من اللغة الطائفية البغيضة وبعض اللغة العنصرية، أنه كيف الوزير باسيل يقول هذا الشيء لفلان، الآن يمكنكم أن تأخذوها على الاعتبار السياسي، على الاعتبار الديني، على الاعتبار المذهبي، وهجموا على الرجل وعملوا داحس والغبراء. أنا أريد أن أستفيد من هذا الحادث لأضيء على مشلكة موجودة في لبنان وأنا أشعر فيها بشكل واضح جداً، لأنه مثلاً أنا عندما أخطب أو غيري عندما يخطب ثاني يوم يبدأون بالرد عليّ أنا أكون متأكداً من خلال الردود أن هؤلاء لم يسمعوني ويمكن لم يقرأوا، يمكن ليس لديهم وقتاً ليسمعوا الخطاب - هذا حقهم الطبيعي - وإذا أريد أن أحسن الظن أقول الذي يقدم لهم الخلاصات - إذا نريد أن نحسن الظن - يقدم خلاصات مخلة بالمعنى، فأنت تكون تتحدث بواد تجد العالم تهجم عليك وترد عليك بوادٍ آخر، المهم أن تهجم عليك، المهم أن ترد عليك، ويقولونك ما لم تقل ويعطوك جُملا أنت أصلاً لم تقلها ولم تخطر في بالك - الآن أقول تقييمي لهؤلاء مثل تقييمي قبل قليل - عندما نأتي لكلمات هم استخدموها الرجل لم يقلها أساساً، أنه كيف الوزير باسيل يفوض السيد حسن بحقوق المسيحيين، الرجل لم يفوض، بكل جمله - أنا سمعته وعدت وقرأت نصه لأتأكد لأعرف ماذا أجاوب وأعلق - أصلاً لم يستخدم كلمة تفويض، وهجموا على الرجل، فوض وكيف يفوض، الآن بمعزل عن هجومهم على من فوض، لأنه هنا المشكلة الأساسية كيف يفوض زيد من الناس. هو لم يستخدم عبارة تفويض وليس فيما طلبه تفويض - لأن هذا مهم للذي سأجاوب به - اثنين، ليس في طلبه تسليم أمر، بالعكس هو كان واضحاً وقال أنا لا أسلم أمري ولا أمر من أمثل، ليس هناك لا تفويض ولا تسليم أمر - الآن جاء الالتباس من كلمة "حكم" أعود لها بعد قليل - إذاً لا يوجد تفويض ولا يوجد تسليم أمر ولا شيء، خير؟ هناك حليف يستعين بحليف، صديق يستعين بصديق، لا يفوضه ولا يسلمه أمره ولا يقول له خذ القرار الذي تريده، لماذا هذه الحملة؟ هذا دليل، اسمحوا لي لأنه أنا لا أريد أن أرد على اللغة الطائفية وعلى اللغة العنصرية التي استخدمت بلغة قاسية لكن أريد أن أكتفي بهذا المقدار لأقول هؤلاء لا يسمعون ولا يقرأون وإذا سمعوا أو قرأوا لا يعقلون، لا يفهمون، وإذا فهموا أو عقلوا ينكرون، لا يسلمون بالحقيقة، لماذا؟ لأن الأحقاد والضغائن والعنصرية والطائفية تعمي العقول والقلوب وليس الأبصار فقط، هذا عمى، هذا أول تعليق. من هذا المدخل، أنا أقول فهمي للذي طلبه الوزير باسيل رئيس التيار الوطني الحر، أنه من الطبيعي عندما تصل الأمور السياسية وحتى الأمور العائلية، الأمور الاقتصادية، الأمور الاجتماعية، الواحد يا أخي يُحضّر ليجري امتحاناً يجد سؤالاً لا يستطيع الجواب عليه، طبيعي جداً جداً جداً أنه يستعين بصديق، ونحن سبقنا إلى الاستعانة بصديق، إذاً هذا طبيعي. وأنا أقول أيضاً في جوابي نحن سنلبي هذه الدعوة وبدأنا بتلبية هذه الدعوة، نعم نحن حليف ونحن صديق ونريد أن نلبي هذه الدعوة وأن نمد يد المساعدة وأن ندافع عن حقوق وحق كل لبناني له حق وهذا من واجباتنا أيضاً وسأشرح كيف، ما هو الإطار حتى لا أحد يذهب إلى مكانٍ آخر. وأنا طبعاً لم يخطر في بالي ولا لحظة أن الوزير باسيل عندما أطلق هذه الدعوة أنه يريد الايقاع بين حزب الله وبين حركة أمل على الإطلاق لأنه هو يعرف طبيعة العلاقة بين حزب الله وحركة أمل وهذا الأمر تناقشنا فيه طويلاً أنا وهو في الجلسات الداخلية والوزير باسيل على ما أعرفه هو أذكى من أن يقدم على خطوة من هذا النوع، الرجل ينظر إلى أزمة سياسية صعبة وكبيرة في لبنان وهو يقوم بعمل طبيعي كما قمنا به نحن، كما يقوم به أي إنسان طبيعي في البلد وهو الاستعانة بصديق، وأنا لا أريد أن أفتح ملفات الماضي وأقول لهؤلاء الشتامين والتكفيريين السياسيين الذين كفروه للرجل وللتيار بالأيام القليلة الماضية، لا أريد أن أفتح الماضي وأقول بأي صديقٍ استعنتم وبأي عدو استعنتم، دعوا هذا ليوم آخر، إن شاء الله لا نحتاج أن نفتح هكذا ملفات.

نعم نحن سنلبي هذه الدعوة وبدأنا بتلبية هذه الدعوة وسأقول في أي إطار، لكن بالتأكيد هناك نقطتين وردوا في كلام الوزير باسيل أريد أن أعقب عليهم أيضاً لنحدد المضمون الذي سنعد به ونلتزم به.

هناك كلمة الحكم، "نقبل بك حكماً"، طبعاً أنا لا أستطيع القيام بدور الحكم، فيما هو مطروح هذا ليس حكماً، هي عبارة على كل حال تعبر عن مزيد من الثقة، لكن ليس المقصود منها مثل ما يقولوا المعنى الدقيق لها حتى لا نستخدم مصطلحات الآن، ليس المقصود المعنى الدقيق لها، لأنه عندما أقول لشخص ما أو لجهة ما أنت حكم يعني أنا أسلمه أمري وأفوضه أمري وألتزم بقراره أيً يكن هذا القرار، والرجل لم يقل ذلك بل كان واضحاً وقال أنا لا يعني أنني أسلم أمري وأسلم أمر من أمثل، ثانياً أن الحكم يحتاج إلى قبول الطرفين وتفويض الطرفين وتسليم الطرفين وهذا الأمر غير موجود وغير مطروح، وثالثاً أنا لست في موقع من يريد أن يلعب دور الحكم في مسائل من هذا النوع. في كل الأحول يمكن هذه العبارة ولدت التباساً عند بعض الناس.

نقطة أخرى أيضاً وردت في الخطاب يمكن أيضاً هي ولدت التباساً وأنا أعتبرها هي عبارة أخلاقية، يعني نحن عندما أحد يطلب من أحد أن يساعده يستعمل هذه العبارة أنه أنا أقبل بما تقبل به، طبعاً أنا لا أنصح أحداً بأن يتعاطى معنا على قاعدة "أنا أقبل بما تقبلون به لأنفسكم"، لأنه ظروف حزب الله مختلفة، أولويات حزب الله مختلفة، موقعية حزب الله مختلفة، ولذلك له ضمن هذه الأولويات، له سياسات، له سلوك معين، فيما يتعلق بالانتخابات، فيما يتعلق بالتمثيل في الحكومة، نوع التمثيل، حجم التمثيل، فيما يتعلق بالإدارة، فيما يتعلق بالسلطة عموماً في البلد، ولذلك هو يقبل لنفسه من هذا الموقع، وإلا أنا لا أظن أن هناك قوة سياسية في لبنان، يعني حزب الله بما يمتلك من قوة سياسية وشعبية وأيضاً غير سياسية في الداخل اللبناني ومن خلال حضوره وتأثيره الإقليمي لا أعتقد أن قوة أخرى تمتلك حجماً مشابهاً تقبل لنفسها ما يقبل به حزب الله، إلا إذا كانت تملك ظروفه وأولوياته ومخلصة لهذه الأولويات. لذلك هذا الأمر أيضاً لا نريد أن نعالج المسألة على هذه القاعدة لأن حزب الله كما قلت موقعه ظروفه أولوياته مختلفة ويقبل لنفسه ما لا يقبله الآخرون من قوى سياسية في لبنان أو من أغلب القوى السياسية في لبنان لأنفسهم، لذلك هذه أيضاً نضعها جانباً.

ننتهي بالقول أن المطروح هو في الحقيقة مساعدة صديق، هذا إن شاء الله نحن بدأنا الجهد فيه، هو على كل حال السجال الذي حصل في الآونة الأخيرة أثر على المبادرات القائمة، نحن من خلال إخواننا إلتقينا مع الوزير باسيل، استمعنا أيضاً وتناقشنا بأفكار جديدة لمعالجة بقية النقاط العالقة، هناك نقاط أنجزت، هناك نقاط عالقة سوف نكمل هذا النقاش مع دولة الرئيس نبيه بري أو من خلال من يوفده وأيضاً هو سيناقش مع الرئيس المكلف كما كنا نعمل سوياً سوف نكمل سوياً، الوزير جبران استعان بي كصديق وأنا كنت قد استعنت بالرئيس بري كصديق ونحن كأصدقاء بمعزل الآن عن ما بين الأصدقاء وما بين الحلفاء، هذا الإطار هو الإطار الوحيد المتاح الطبيعي المنطقي الذي يمكن أن يوصل إلى نتيجة وكل هذه الجهود هدفها أن نصل إلى مكان يكون مرضياً لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولدولة رئيس الحكومة المكلف الرئيس سعد الحريري حتى إذا تفاهما وتوافقا أمكن إخراج الحكومة إلى الوجود.

نحن أيضاً يمكن أن نقدم أفكاراً جديدة لمعالجة بقية النقاط العالقة لكن ما سيكون من أثر هذا النداء أو هذا الخطاب هو في الحقيقة بذل المزيد من الجهود، وأنا هنا أقول بكل وضوح نعم الوقت ضيق، صحيح نحن لا نريد أن نسقف زمنيا حتى لا تيأس الناس، يجب دائما أن نتحلى بالامل، ودائما كنا نقول أن المدخل الطبيعي للخروج من الأزمة ومعالجة المشاكل التي يعانيها الشعب اللبناني في كل المناطق اليوم هو إيجاد حكومة قادرة على إتخاذ القرارات حتى لو كانت قرارات صعبة أو غير شعبية. نحن في كل الأحوال سنبذل أقصى الجهد وأعود وأقول أن ما نشاهده في الشارع، في محطات البنزين وفي موضوع الكهرباء وفي موضوع الدواء وفي موضوع الغذاء وفي موضوع الدعم وتخفيف الدعم أو رفع الدعم من معاناة شعبنا وأناسنا وأهلنا يجب ان يكون حافزا وضاغطا أخلاقيا بالدرجة الاولى وإنسانيا ونفسيا على كل المعنيين بتشكيل الحكومة للذهاب الى تشكيل حكومة.

نقطة أخيرة في الملف الحكومي لأن هذا ورد في سياق بعض العتب من بعض أصدقائنا بالتحديد في التيار الوطني الحر، أنا أحب أن أعلّق عليها لأنه أيضا يوجد بعض الأصدقاء الأخرين يمكن وحصل لديهم هذه الشبهة، وأنا رغم ان هذا الموضوع لا أحب ان اناقشه في الإعلام ولكنه طرح كثيرا في الإعلام ومن موقع الصداقة والتفاهم والحوار العاقل والهادف.

في موضوع الحياد، أنكم انتم حزب الله تقفون على الحياد في هذه الأزمة الحكومية، هذا إذا كنت أريد أن أقول غير صحيح هو غير صحيح، لكن أريد أن أستعمل عبارة لائقة قليلا وسأقول غير دقيق، لكنه غير صحيح، نحن إذا يتذكر أصدقاؤنا في التيار الوطني الحر وكل الناس في البلد أيام تشكيل حكومة الرئيس المكلف مصطفى أديب، كان يوجد أجواء داخلية صعبة وكان يوجد ضغط خارجي، فرنسي وغير فرنسي على فخامة الرئيس، أنه القائمة التي سيكتبها الاستاذ مصطفى يجب ان توقع عليها وغير ذلك انت تعطل الحكومة، أتذكرون موقفنا نحن ؟ ولعله أنا كنت من القلائل الذين خرجوا في خطاب ساعة ونصف وجاوبت على خطاب الرئيس مكرون عندما حمل كل الناس وقتها المسؤولية، من جملة النقاط التي ذكرتها انا انه هذا الذي كان يحصل كان سيسلب من رئيس الجمهورية اهم صلاحية حفظت له في إتفاق الطائف وفي الدستور الحالي وهي صلاحية المشاركة في تشكيل الحكومة اللبنانية، نحن لم نتكلم هذا في السابق، نحن تكلمنا مع الفرنسيين ومع غير الفرنسيين، ولكن انا قلت هذا في كلام واضح وفي الرد على خطاب الرئيس الفرنسي، لأنه هذا حق ويجب أن نقف إلى جانبه، وحتى عندما كلف الرئيس سعد الحريري نحن علنا وضمنا كنا دائما نقول رئيس الجمهورية شريك في تشكيل الحكومة، لا نقبل أن يتحول إلى باش كاتب، اليس هذا موقفنا؟ هذا على الحياد؟ هذا له علاقة بالأزمة الحكومية، هذا له علاقة بجور الأزمة الحكومية، حسنا إذا هذا حقا وقفنا الى جانبه ولم نبال، من جهة أخرى عندما الاغلبية في مجلس النواب، وليس الاغلبية التي يتكلمون عنها الان، أي أغلبية حزب الله وحركة امل والتيار وحلفائهم، هذه الاغلبية يعني تحتاج الى نقاش، هل هي موجودة بالفعل أو بالشكل أو بالصورة، ليس لدي الوقت الكثير لأتكلم عنها، وإلا هي والمشهد السياسي والتحالفات وتركيبة القوى السياسية الموجودة في البلد، أنا كنت قد كتبت سابقا عن الموضوع ولكن سأقوم بتأجيلها فقط لانه ليس هناك متسع من الوقت، أغلبية النواب أو الكتل النيابية سمت الرئيس سعد الحريري، حسنا، نحن لم نسمه والتيار لم يسمه، مع ذلك إعتبرنا انه رئيس مكلف، طبعا نحن كنا نقبل ضمنا بتسميته ولكننا لم نسمه، رئيس مكلف، فلنشكل حكومة، حسنا، هناك أيضا كان هناك حق في مكان ما، نحن وقفنا معه، وفي مكان اخر لم يكن هناك حق، نحن وقفنا مع فخامة الرئيس، سأضرب المثلين، المثل الأول موضوع الثلث المعطل، عندما كان يقال أن الرئيس والتيار يطالبون بثلث معطل إن كان الوزير جبران في أكثر من مرة ينفي هذا الموضوع، حسنا نحن قلنا، أنا تكلمت في خطاب وقلت نحن نتفهم انه رئيس الحكومة المكلف واطراف أخرى أيضا مشاركة وستشارك في الحكومة نتفهم أن يكون لجهة واحدة ثلث معطل او ثلث ضامن، هنا نحن نتكلم حق، لانه أي رئيس او أي أطراف أخرى عندما تعتبر أن هناك حزب واحد في الحكومة لديه ثلث معطل يعني أصبحت مشاركة الآخرين شبه شكليّة، هذا حق وقفنا معه، ولكن عندما طرح في تشكيلة الحكومة أنه نريد ان نعطي للرئيس وللتيار 4 وزراء، نحن كنا ضد ذلك، لأن الرئيس المكلف يعلم وأنا أرسلت له أنه إذا التيار يقبل بذلك نحن حزب الله لا نقبل، ونرفض، هذا إجحاف بحق الرئيس وبحق التيار، إذاً عندما تتكلم عن الحياد نحن لسنا على حياد، عندما يكون للموقف حق نأخذ الموقف الى جانب الحق، نعم قد نختلف مع هذا الصديق أو ذاك الصديق ومع هذا الحليف او ذاك الحليف أن هذا الموقف حق او ليس بحق، هذا لا يعني أننا نقول فلان على باطل ونحن على حق، هنا أصبح للموضوع علاقة بالفهم، أصبح له علاقة بالإجتهادات، نحن لا نخذل الحق ولم نخذل الحق في يوم من الأيام، وأما الباطل لا نقف على الحياد، نحن في الأزمة الحكومية حيث يكون الحق كنا وسنكون بكل تأكيد، وحريصون على حقوق الجميع كما أننا ندافع عن حقوقنا الطبيعية، أحببت هذه النقطة أيضا أن أعلق عليها بكل محبة.

آتي إلى النقطة الاخيرة أو ما قبل الأخيرة فيما يتعلق بالأزمة المعيشية والوضع القائم الان والبنزين والمازوت والدواء وهموم الناس، طبعا حصل شيء أمس يساعد اليوم أن نتكلم قليلا، يهوّن الخطاب، حصلت إتصالات بين فخامة الرئيس ودولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين ومصرف لبنان إلخ... والذي سمعناه اليوم في وسائل الإعلام والإخوان أيضا قالوا لي أنه وقّع قرار الإتفاق على إصدار قرار إستثنائي من فخامة الرئيس ودولة رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال يسمح للمصرف المركزي بإصدار إعتمادات أو إقرار إعتمادات تؤمّن المشتقات النفطية من هنا إلى 3 أشهر، طبعا إذا صدرت هذه الإعتمادات وإستطاعت الشركات أن تأتي بمشتقات نفطيّة، أهم شيء أن يتابع هذا الأمر بكل الجدية المطلوبة حتى في الحقيقة يكون هذا سبيل إلى معالجة المشكلة، لكن مع ذلك أنا اليوم أريد أن أؤكد على وعد كنت أطلقته قبل أيام قليلة، وأريد أن أقول أيضا ماذا فعلت في هذا الوعد، أنا وعدت وقلت كلمتي وما زلت عند وعدي وعند كلمتي أنا قلت إذا الدولة جاء وقت وصارت عاجزة أن تستورد مشتقات نفطية خصوصا البنزين والمازوت نحن سنكون مضطرين أن نذهب إلى إيران ونأتي بالبنزين والمازوت ونأتي بها مقابل الشواطىء اللبنانية وليس شرط ميناء بيروت، حيث يصح أو يمكن نقل هذه المحمولات من البنزين ومن المازوت إلى لبنان حتى لو أن هذا الموضوع خلق لنا مشكل مع الدولة مع أن الدول اصدقائنا. في هذه النقطة انا في الحقيقة أحب ان أقول أنه للإستفادة من الوقت بالوقت الذي كنا نبذل فيه جهدا مع المسؤولين في الدولة، نحن لم نترك الموضوع، كنا نبذل مع المسؤولين في الدولة من خلال إتصالاتنا وإتصالات بقية القوى المعنية ايضا لكي يعالج هذا الموضوع من قبل الدولة، لأنها هي المسؤولة وهي التي يجب أن تعالج، نحن قررنا ان نستفيد من الوقت ولذلك كل المقدمات الإدارية واللوجستية لإنجاح خطوة من هذا النوع يعني المجيء بالبنزين والمازوت من ايران وإستيعابه في لبنان وآلية توزيعه ليصل إلى المواطنين، هذه المقدمات نحن خلال الأيام الماضية كلها أنجزناها، يعني إذا وصلنا بشكل جدي للنقطة التي تكلمت عنها أنا وهي عجز الدولة اللبنانية أو تخلي الدولة اللبنانية عن المجيء بهذه المشتقات النفطية نحن نحتاج الى إذن التحرك فقط، فقط التحرك لنأتي بهذه المواد الى لبنان، المقدمات الإدارية واللوجستية وكيف وأين ومن، كل هذا أنجزناه نحن وواضح لدينا، فقط عندما ننفذ نذهب به إلى التنفيذ، وهذا الوعد لا يزال قائما، لكن انا في هذه النقطة أحب ان أعلّق على شيء أثير عندما انا تكلمت عن هذا الوعد، لكي تروا بعض السخافة الموجودة في لبنان، يوجد من خرج ليقول وبعضهم كتب أن السيد يعدنا لكي يأتي لنا ببنزين ومازوت من إيران، هل يوجد بنزين ومازوت بإيران؟ إيران لديها أزمة بنزين ومازوت، طبعا مشكلتنا نحن في لبنان انه يوجد من يعتبر نفسه أنه يفهم في كل شيء، يفهم في السياسة وفي الاستراتيجية والتكتيك وفي العسكر والامن والاقتصاد والمال والصحة والطب والجيولوجيا والفلك ويعرف في كل شيء، على كل حال، تعليق بسيط، هؤلاء جهلة، كل من تكلم في هذا الموضوع هم جهلة مع إحترامي لهم، جهلة ولا يعرفون شيئا، أصلا الدنيا كلها ضجّت بالسفن الإيرانية الذاهبة الى فنزويلا، ماذا كانت تحمل إلى فنزويلا يا جهلة؟ كانت تحمل بنزين ومازوت ومشتقات نفطية، كانت تحمل أدوات لمعالجة مصافي النفط الفنزولية لأن الاميركيين يحاصرونهم ويمنعونهم من الحصول على الادوات وعلى التكنولوجيا التي تساعدهم على تشغيل مصاف النفط، هم لديهم نفط، ولكن لكي يصفّوا نفطهم ويخرجون منه مشتقات نفطية.

ثانيا، هناك من خرج ليقول السيد سيأتي لنا بالعقوبات على لبنان، لدي هنا نقاشين، النقاش الأول، عندما نأتي نحن بالبنزين والمازوت بهذه الطريقة يعني ليس عن طريق مصرف لبنان ولا عن طريق وزارة الطاقة، وتستطيع الدولة اللبنانية أن تقول للأميركيين نحن قبلنا بذلك رغما عنا، نقوم بحرب أهلية لمنعهم؟ بالعكس هذا لا يجلب عقوبات.

ثانيا، حسنا يا أخي نحن صديقنا يأتي الينا بالعقوبات، تكلمنا سابقا أنه نحن اللبنانيين على خصوماتنا وعلى عداواتنا، اليس كلنا نقول لبنان وسلامة لبنان وقوة لبنان وعافية لبنان ورفاه لبنان ورخاء لبنان هو طمعنا وهدفنا كلنا، حسنا جيد، دائما انا كنت أقول أنه فلنستفيد كل واحد منا من صداقاته من موقعه، لمصلحة لبنان، نحن لدينا صداقات مع سورية فلنستفيد من هذه الصداقات لمصلحة لبنان، لدينا صداقة مع إيران لنستفيد من هذه الصداقة لمصلحة لبنان ولمصلحة الشعب اللبناني، لدينا صداقة مع الإخوان العراقيين فلنستفيد منها لمصلحة الشعب اللبناني، نحن صداقاتنا في العالم ليست كثيرة، حسنا أنتم لديكم صداقة مع أميركا ومع فرنسا ومع أوروبا ومع السعودية ومع دول الخليج فلتستفيدوا من صداقاتكم لمصلحة العشب اللبناني كما نفعل نحن لمصلحة الشعب اللبناني ونستفيد من صداقاتنا، لكي لا يحل على البلد عقوبات تفضلوا شكلوا وفدا وأنا أدعو لكم أن تنجحوا، فلتشكلوا وفدا ويذهب الى السعودية والى دول الخليج وأطلبوا منهم بنزين ومازوت وفيول وبالليرة اللبنانية وليس مجانا، وليعطوكم ذلك ونحن أول المؤيدين وأول المساندين وأول المباركين، وهذا لا يأتي لكم بعقوبات، هذه أصدقاء أميركا، أميركا لن تفرض عقوبات، تفضلوا لماذا تقفون فقط وتتفرجون على إذلال الناس على المحطات صباحا ومساء، وعلى المشاكل والتي بدأت تكبر على المحطات وعلى إطلاق النار وعلى الحوادث الدامية، فقط شغلتكم أن تنتقدوا وتهاجموا وتصفّوا حسابات؟ فلتقوموا بشيء ما، نحن نحاول أن نقوم بشيء، ولو أن هناك عبىء، الان في يوم من الأيام أنا انظر أنا وإخواني كنا جالسين مع بعضنا، أنه الان آخرتها أصبحنا نحن نشتري البنزين والمازوت؟ لم نكن نتوقع أن يأتي يوم ونصل إلى هذا. لكن نحن جاهزون أن نشتغل بالبنزين والمازوت والفيول وحتى زبالين عند مجتمعنا وعند ناسنا وعند اهلنا ليكونوا أهل كرامة وأهل عزة وأهل شرف، هؤلاء من قدم دماءً وقدموا تضحيات ولكن انتم كل واحد منكم يجلس في برجه العاجي وهو يُنظّر بأن هذه لا وهذه لا وتلك لا ويشتّم ويسبّ ويخوّن ويتّهم ولا يُحرّك ساكناً وعايش، في الأصل هو لا يشعر بجوع الناس ولا بمعاناة الناس ولا بآلام الناس ولا بوجع الناس ولا بشيء، انا أريد ان أسألك سؤالاً، الامريكان قالوا نحن في السنوات الماضية القليلة قدمنا للبنان 10 مليارات دولار، من المؤكّد أنهم لم يُعطوهم لحزب الله، ولا لحلفائنا حلفاء حزب الله، أعطوهم لكم ولجمعيات المجتمع المدني، هل هناك من أحد منكم يقول لنا ويقول للشعب اللبناني هذه الـ 10 مليارات دولار اين هي؟ مثل الأمير محمد بن سلمان حيث تناقلها اكثر من مصدر، انه قال نحن في لبنان من 2005 الى 2017 صرفنا 20 مليار دولار! هل بإمكان أحد أن يقول لنا هذه الـ 20 مليار دولار أين هي؟ يا أخي فلتظهروهم لنا أنتم الذين أخذتم هذه المليارات من الدولارات ارونا اياها مؤسّسات، مستشفيات، مدارس وجامعات، ارونا اياها بنى تحتيّة، ارونا اين هي هذه المليارات؟ كيلا نقول أننا فقط نُسجّل على بعضنا نقاط ونُناكد، إذا أنتم - انزعج خاطركم- لأننا نحن جدّياً ذهبنا وبدأنا وجهّزنا المقدمات لنُحضر بنزين ومازوت الى لبنان، اتّكلوا على الله أنتم وأصدقائكم، اتكلوا على الله وصُدقاً وليس على سبيل المحاججة ولا على سبيل تسجيل نقاط، أنا سوف أدعوا لكم وأنا أدعو لكم أن يوفقكم الله بأن تذهبوا الى السعودية والى دول الخليج والى الامريكان وتُحضروا مازوت وبنزين وفيول للكهرباء، وأيضاً إذا أمكنكم أن تحضروا مواد غذائية لكي تكسروا الاحتكار والأسعار الموجودة في البلد اتكلوا على الله، لكن هذه السّلبية والجلوس في الأبراج العاجية والسّباب والشتائم والاتهامات والتّخوين والفلسفة على الناس هذا لم يعد مقبولاً، وهذا في الحقيقة أمر يجب على الشعب اللبناني أن يُقيّم ماهية هذه الظاهرة وهذه الحالة! هناك أناس يحاولون بذل الجُهد ليساعدوا، وهناك اناس يقفون على الطريق يقطعون الطريق وممنوع ان تساعد، هذه لا، وهذه لا، وهذه لا... حسناً ما هو المسموح؟ اذهب واعمل المسموح الذي يناسب البلد وانا معك. حسناً في هذا السياق ايضاً، نحن نريد ان نطالب، أننا لماذا سنبقى نستورد ومرهونين بموضوع البنزين والمازوت بهذه الطريقة وتأتي الشركات والاحتكار والف مصيبة فوقها، أنا قمت بمراجعة مختصّين خلال الفترة الماضية وقالوا لي انه يمكن ان يتم انشاء مصفاة صغيرة في منطقة الزهراني خلال 6 اشهر، وفي طرابلس ايضاً يمكن انشاء مصفاة صغيرة خلال 6 اشهر، وهناك شركات أجنبية شرقية - ليست شرقية بل من الشرق - جاهزين بدون أن تدفع الدولة اللبنانية ولا فلس او دولار او ليرة بإنشاء هذه المصافي وتشغيلها خلال 6 اشهر ‏، عندها الذي سيحصل هو أن تقوم بإحضار نفط خام وتقوم بتصفيته في لبنان وتستخرج منه مشتقات نفطية بأقل كلفة وأسهل علينا كبلد، حسناً 6 أشهر - غمض عين وفتّح عين بيمرقو - بسهولة، لماذا لا تلجأ الدولة الى هذا الخيار؟ حتى حكومة تصريف الأعمال تستطيع ان تلجئ الى خيار من هذا النوع، وإذا لجأت الى هذا الخيار لا يجوز لأحد أن يقف في وجهها ويعترض عليها أو يتهمها، وأنا أدعوهم الى ذلك، هذا يساعد كثيراً كي لا نبقى مُقبعين في هذه الازمة، هذا شكل من اشكال الحلول، حين ذلك عندما نستورد نفط من العراق - هذا أدعه أخيراً بكلمة الشكر وهو جزء من الشكر له علاقة بالعراق - لذلك بدل أن تحتار الدولة اللبنانية أين تريد ان تأخذ النفط الخام العراقي لهذه الدولة أو لتلك الدولة وهذه الشركة ويصبح هناك اتهامات شمالا ويميناً وكلام عن سمسرات وصفقات وغيرها تحت الطاولة وفوق الطاولة، يكون لدينا مصفاة صغيرة في منطقة الزهراني ومصفاة صغيرة في منطقة طرابلس في الشمال يستطيعون من خلالها تأمين جزء كبير من حاجات السوق اللبنانية وهذا في متناول اليد، أنا أقول لكم أنّ هناك شركة جاهزة لأن تنفّذ هذا المشروع وهي فقط تنتظر موافقة وتوقيع، اتكلوا على الله لماذا الانتظار، هذا يساعد ايضاً بالمعالجة.

بالمعاناة المقبلين عليها، انا حقيقة في الخطاب الماضي قلت شيء لم أكن مضطراً لأن اقوله ولا أعلم ان كان غيري مضطر أن يقوله أو جاهز لقوله، لكن حقيقة الأمر الوضع في البلد لنكون صريحين وعلى علم، نحن ذاهبين الى مرحلة شدّ الاحزمة، ولا يقدم أحد على اعطاء الناس وعود غير صحيحة، بقرار أو بدون قرار وهل هذا الشيء مقصود أو غير مقصود هذا يحتاج الى نقاش، البلد متّجه نحو رفع الدّعم تلقائياً بشكل طبيعي وبدون قرار لا من حكومة تصريف الأعمال ولا من الحكومة الآتية اذا شُكّلت، لأنه سيأتي وقت مصرف لبنان ليقول أنا لم يعد لدي مال والان هو يقول انه لم يعد لديه المال، وإذا اردت ان ادعم هنا او هناك او افتح اعتماد هنا، احتاج إذن للتّصرف بالاحتياطي الالزامي، حسناً ويوم بعد يوم ترد أخبار بأن هذه المادّة قد توقّف الدّعم عنها وتلك المادّة ايضاً والسُّكّر توقف والخميرة ايضاً، وهذا أهم شيء لأن له علاقة بالخبز والمواد الغذائية المتبقية، عدا عن ذلك أتى الحديث انه ماذا علينا ان نفعل بالمشتقات النفطية وهناك نقاش بالدواء، طبعاً بالدواء علينا ان نبذل اقصى الجهد، وهناك مواد يجب ان يبقى فيها دعم ولو دعم مرشّد ولو دعم محسوب ومدروس وليس كيفما كان، مثل في موضوع الادوية المزمنة والمستعصية الى اخره، هناك تفاصيل عادةً وزارة الصحة هم من يقومون بمتابعتها مع الجهات المعنية، وبعض المواد الغذائية والبنزين والخبز والمازوت ووو.. لكن هناك واقع يتّجه نحوه البلد، ويجب علينا ان نجلس جميعنا ونرتّب أمورنا على قاعدة انه حتى الان عندما يأتي ويتم الضغط على حكومة تصريف الاعمال بترشيد الدعم، نحن خلافنا ليس بترشيد الدعم او لا، ترشيد الدعم يحمل مسؤولية كبيرة، لماذا عليهم ان يحملوها اناس دون اخرين، انا قد قلت في الخطاب السابق واكرر، انا اتفهّم الرئيس حسان دياب في هذا الموضوع يقدّم رِجلاً ويؤخّر أخرى، لأنه عندما يريد التوجه بترشيد الدعم، الجهة المعنية عن ترشيد الدعم تخرج كل الناس وتشتمها، تريدون ان نرشّد الدعم تعالوا لنشكّل لجنة، لا طاولة حوار ولا شيء الامر لا يحتاج طاولة حوار، لجنة يشارك فيها كل من شارك في الحكومات السابقة، لا يجوز انّ كل الذين شاركوا في الحكومات السابقة ويتحملون مسؤولية الاوضاع التي وصلنا اليها ان يأتي أحد غيرهم - لوحده - ليأخذ القرارات الصعبة ويتحمل الشتائم من الناس، لا! نحن جاهزين ان نكون في هذا القرار الصعب وانما على قاعدة كل الذين كانوا شركاء في الحكومات السابقة تفضّلوا لنشكّل لجنة نُرسل من طرفنا ممثّلين عندها نجلس ونناقش ترشيد الدّعم ونتّخذ قرار ترشيد الدّعم أو رفع الدّعم في حال كنا متّجهين الى مكان بأنه لا يوجد مال بحقّ او مساعدات او قروض او او او.. هذا يحتاج الى قرار جريء وشجاع من الجميع، الجميع عليهم ان يضعوا اكتافهم ويتحملوا المسؤولية، لا يصح - بالأمثلة- ان يُصعد أحدهم الحمار على المأذنة ومطلوب من آخر أن ينزله، لا! كل الذين اصعدوه عليهم انفسهم أن ينزلوه، الجميع عليهم ان يتحملوا المسؤولية في هذا الموضوع، الان بمعزل عن هذا النقاش، نحن دعونا وأيّدنا البطاقة التمويلية، اللّجان المشتركة قامت بتأييدها وهي متّجهة خلال أيام نحو الهيئة العامّة ونحن نأمل أن يُعالج هذا الأمر إن شاء الله في الهيئة العامّة، لأنه في حال أنّ البلد متّجه تلقائياً نحو رفع الدعم او متّجه تلقائياً نحو ترشيد الدّعم حتى ولو بدون قرار لأنه عملياً يُقصّ الدّعم ببعض الأماكن، حسناً البطاقة التموينية تستطيع ان تساعد مئات الالاف من العائلات اللبنانية للصّمود في هذه المرحلة الصّعبة، نحن مسؤوليتنا جميعاً أن ندع هذه العائلات تصمُد ونخفّف معاناتها، دائماً يجب علينا ان نفتّش عن أفكار حتى في إطار ترشيد الدّعم، نحن لدينا أفكار وهناك تجارب موجودة في الكثير من دول عانت مثل معاناة لبنان ويمكن اللجوء اليها ويمكن للدولة اللبنانية ان تنفذها اذا في حال يوم من الايام تشكّلت لجنة من هذا النوع او حدث نقاش جدّي ضمن هذا الاطار ان شاء الله، نقوم بتقديم هذه الأفكار. أريد أن أختم في نهاية الشكر بالنسبة للناس، الناس عليهم ان يلتفتوا الى كيفية التعاطي مع هذه المرحلة التي نحن في خضمّها والمتّجهين نحوها، لا شك بأنها مرحلة صعبة وقد تكلّمنا كثيراً في اسبابها، هذه الازمة سيحاول كل واحد ‏ان يلقي بالمسؤولية على الاخر ويصفّي حسابات ويضيع البلد بين القبائل وتبقى المعاناة، المطلوب الان هو كيف نعمل لنخفّف المعاناة، في اطار تخفيف المعاناة أنا اريد ان أعاود وأقول للناس وخصوصاً الناس الطيبين، واعرف ان هذا الكلام بالنسبة لبعض الناس هو غير شعبي مثل خطابي بعد مظاهرة تشرين و 2019، بكل صدق يا ناس وبكل صراحة، ان تقوم الناس وتطلق النار على بعضها على محطات البنزين هذا لا يحل مشكلة، اذا كان هناك من أحد لديه هدف من تخريب لبنان وتدمير لبنان وجرّ لبنان الى الفتنة والتخريب نحن بهذا نحقّق له هدفه، تخريب المنشآت العامّة لا يخدم ولا يحلّ أزمة، قطع الطرقات على الناس هذا يؤذي الناس، أنت تدّعي أنك متألّم وموجوع، هؤلاء الذين تقطع عليهم الطرقات أنت تقوم بأذيتهم وايجاعهم وتزيد من وجعهم، من فترة يومين وربما الان وانا اخطب وربما بعد انتهائي من الكلام نرى طابورين للذلّ، انتم تزيدون الطّابور طابوراً، هناك طابور على محطّة البنزين أو محطّة المازوت أو الصيدلية وما شاكل، وهناك طابور ذُلّ ثاني، طابور هوان ثاني، طابور وجع ثاني انتم تقومون به عندما تقومون بقطع الطرقات، وتقف السيارات كيلو متر وأكثر وهناك رجال ونساء واطفال ومرضى جالسين على الطريق، ما القضية؟ القضية ان هناك شباب غاضبون من الوضع القائم نزلوا وقطعوا الطريق! حسناً، نزلتم وقطعتم الطريق ماذا يقدّم ويؤخّر هذا الأمر؟ الذين تقوم بقطع الطريق بسببهم كي تهزّم أو تحرّكهم لا يحرّكهم قطع الطريق مطلقاً، انت بهذا تؤذي ناسك وأهلك وتقوم بإيجاعهم الناس، واذا استمرّ قطع الطريق سيتحوّل الأمر كما يحصل في المحطّات، وهذا حصل خلال الايام الماضية نزلت الناس وتقاتلت مع بعضها وتضاربت - بوكس- مع بعضها وقد يتحول الامر الى حمل السلاح على بعض، هكذا تتم المعالجة؟ نحن في البلد لدينا مجموعة كبيرة من الازمات لكننا نمتلك نعمة من أعظم النعم اسمها الامن، اسمها الاستقرار، اسمها السلم الأهلي، اسمها الأمن الاجتماعي، حسناً المطلوب ان نخرّب بيوتنا بأيدينا؟ هذا المطلوب؟ اذا خرّبنا بيوتنا بأيدينا يصبح لدينا بنزين ومازوت وخبز ودواء ومواد غذائية ونحل مشكلة الدّين ونخلق فرص عمل؟ اذا خرّبنا بيوتنا بأيدينا واطلقنا النار على بعضنا وقطعنا الطرقات على بعضنا واذا شتّمنا بعضنا على مواقع التواصل الاجتماعي عند اصغر مناسبة، اليوم اللبنانيين وخصوصاً الناس المتألّمين والموجوعين الذين يحملون أكبر معاناة هم محتاجون ان يتكاتفوا مع بعضهم ويتفهّموا بعضهم ويتحمّلوا بعضهم ويصبروا على بعضهم البعض، واذا ما غضب أحد على الاخر فليتحمّله، واذا تأفّف أحد على الاخر فليتحمّله، واذا لطّش أحدكم الاخ فليتحمّله، نحن اليوم محتاجين الحفاظ على الأمن والاستقرار والسّلم الأهلي وبعض السلام الداخلي النفسي كي نستطيع ان نتعاون مع بعضنا البعض، لنخفف معاناة بعضنا البعض، لنحل مشكلة البلد، والاّ هناك اناس لا يريدون ان يأخذوا البلد الا نحو التفجير، هؤلاء ماذا يريدون؟ هؤلاء مفسدون في الارض بكل ما للكلمة من معنى، هؤلاء يخدمون العدوّ يعلمون او لا يعلمون، انا مع كل وسيلة تخدم الهدف، تُريد التعبير عن غضبك يمكنك ان تتظاهر، تعتصم، تُضرِب عن الطعام ضمن الحدود الشرعية، تُضرب عن العمل، يمكنك ان تقوم بعصيان مدني وتعزُب عن دفع الضرائب والرسوم ووو.. كل هذه وسائل مشروعة، لكن ان تعتزم وسيلة تتسبب فيها بالأذية لناسك وأهلك تزيد في معاناتهم وأوجاعهم والآمهم وفواجعهم، هل هذه وسيلة عقلاء وحكماء؟ وهل هؤلاء يخدمون الهدف؟ انا اتمنى وأدعو بشكل جدي في هذه الشدة والمحنة الى الوعي أكثر والى صبر أكثر. نحن محتاجون أن نتحمل اكثر، وان نتحمل بعضنا اكثر، وإلى تعاون اكثر، ومحتاجون إلى تدوير زوايا أكثر، حتى نستطيع أن نعبر من هذه المحنة والا البلد سوف يذهب من أيدي الجميع، وليس من أيدي أناس دون أناس، او من أيدي منطقة دون منطقة، وعندما يخرب البلد سوف يخرب كله، وعندما نخسر البلد سوف نخسر كلنا. ان شاء الله نقدر كلنا حماية البلد ونحمل المسؤولية. نحن اليوم نضرب مثلاً عن أنفسنا، مثلا إذا أردنا أن نرد على كل الذين يتهجموننا، ومن هنا اوجه ندائي بالخصوص إلى اخواننا واخواتنا، وارسل نداءً خاصاً لجمهور المقاومة، جمهور حزب الله بالتحديد، نحن منذ أشهر وسنوات مثلاً مع تيار المستقبل ومن الجديد عندنا علاقة جيدة وطيبة مع الرئيس سعد الحريري ونتواصل ونتكلم وهو لا يتكلم علينا، لكن نائب رئيس تيار المستقبل، نواب تيار المستقبل، مسؤولي تيار المستقبل كل من هو في تيار المستقبل، ليلاً نهاراً "هاجمين" على حزب الله، لا نرد عليهم، من أشهر، من سنوات، خير ان شاء الله، هل "صار علينا شي" "نقص منا شي" "يقولوا لبدهم ياه" "يحكوا لبدهم ياه"، ماذا نفعل؟ ماذا ينفع السجال غير ان يثير اجواء واحقاد وضغائن. حسناً اذا هو مصر أن يكمل على هذا الطريق رغم اننا نحن مصرون على التعاون وعلى التكامل ومتهمون اننا نقف معه.

حسناً هذه القوات اللبنانية من رئيسها ونزولاً، "في القوات ما في مناسبة الا ما يهجموا علينا من رئيس الحزب ووزراء الحزب مسؤولي الحزب ونواب ووزراء سابقين ومواقع تواصل والى آخره ما منرد نقص منا شي صرلنا شي خير ان شاء الله" يعني اريد ان اقول: نحن لدينا وجهة نظر فلنبينها، نحن لا نريد "مشكل" مع أحد في البلد، ونحن لا نريد ان ندخل بسجال مع أحد في البلد، حتى مع الذين يسبوننا، حتى مع الذين يشتموننا، حتى مع من يخوّننا، حتى مع من يتهمنا، نحن أناس نحمل مسؤولية، البلد غال على الكل، لكن من المؤكد أن الذين قدموا الشهداء يصبح البلد غال عليهم أكثر ، ولسنا وحدنا من قدم شهداء، نحن وغيرنا، كل الذين قدموا الشهداء يجب أن يكون البلد غال عليهم، لانه دفع ثمن التحرير دم، ودفع ثمن السيادة دم، ودفع ثمن الامن والاستقرار دم، ودفع ثمن السلم الاهلي دم، ودفع ثمن الكرامة دم، والذي دفع ثمنه دم لا يجوز أن يضيعه أحد. نحن أناس لا نريد ان نضيعه، ونريد ان نحافظ عليه، وعلينا التحمل، ولا نريد الذهاب الى سجال، وليس عند أقل كلمة على موقع تواصل هنا او هناك "بدها تقوم الدنيا وتقعد" ولجنة هنا لتنسيق ولجنة هناك للتنسيق. وانا أقول لجمهور حزب الله، للمسؤولين، للمشايخ، للعلماء، وانا أتحدث اليكم بصفة الشرعية وليس الحزبية، أي كلام يأخذ إلى الفتنة في هذا الظرف هو حرام ومن كبائر الذنوب. اليوم منع الفتنة ووأد الفتنة هو أولى من أي شيء آخر، والذي يتصور في ظل التحريض والسجال والفتنة يستطيع أن يعالج ازمة اقتصادية او معيشية او سياسية هو واهم، هو يخرب البلد، ويدمر البلد. نحن هذا البلد غال علينا كثيراً، يجب أن نحميه ليس فقط برموش عيوننا وإنما بدمنا، بدم أعزائنا، بفلذات اكبادنا، كما فعلنا خلال كل العقود الماضية.

كلمة اخيرة، كلمتي شكر للعراق وللحكومة العراقية، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في العراق اخذت قراراً ان تتعاون مع لبنان بموضوع المليون طن نفط، وهذا الموضوع يحتاج إلى متابعة، والشكر للحكومة العراقية وللعراقيين على هذا القرار الأخوي والانساني، والشكر الآخر لقيادة كتائب حزب الله في العراق التي اعلنت خلال الأيام الماضية أنها أيضا ستكون جزءا من المعادلة الاقليمية لحماية المدينة المقدسة، ولحماية القدس، ولحماية بيت المقدس، والمسجد الاقصى المبارك. هذا موقف يحتاج الى شكر. الشكر للحكومة العراقية وللمقاومة في العراق والشكر لكل اصدقاء لبنان، لكل من يريد واقعاً ان يساعد لبنان وشعب لبنان والدولة في لبنان على الصمود، على البقاء، على عبور هذه المرحلة، والتنديد والادانة لكل اولئك الذين يحاصرون لبنان ويفرضون العقوبات على لبنان ويمنعون احداً من ان يقدم مساعدة للبنان وفي مقدمهم الشيطان الاكبر الولايات المتحدة الاميريكية صديقة البعض الذي يجوع ويتألم في لبنان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

تفاصيل الإيمانيات

الصحافة والأدب المهجري

الأب سيمون عساف/25 حزيران/2021

صحافة مهجرية..أدب مهجري..مواضيع تُنشر..دواوين شعرية تُطبع..مؤلفات توقع..ندوات أدبية..دعوات لأدباء وشعراء من الأوطان..جائزة جبرانية عالمية..استحسان وتشجيع..نقد وهجاء وتقريع..ضجيج فكري..سجال أدبي..رعاية دينية..ومشاركة دبلوماسية.

وسط هذه الأعراس الفكرية، لا بدَّ وأن ترجع بنا الذاكرة إلى فجر نشأة هذا التحرك الأدبي العربي في أستراليا.

يعود تاريخ الهجرة العربية إلى عام 1860م، إلا أن الصحافة العربية قد بدأت بوادرها في الظهور عام 1957م، وهو تاريخ صدور أول نشرة نصف شهرية اسمها” الوطن العربي “ ولم تستمر أكثر من عام. وفي العام 1965م صدرت جريدة “القمر” النصف شهرية ثم جريدة ”الهدف” الأسبوعية. وفي أواخر الستينات صدرت صحيفة “صوت المغترب” ثم غابت ثم عادت، وكانت عودتها بداية انتظام الصحف اللبنانية والعربية، تبعتها جريدة “التلغراف” كل خميس “ وفي عام 1975م، أصبحت التلغراف ملك لأربعة شركاء هم: بطرس عنداري، إدوارد عبيد، جورج جبور، وجوزيف خوري” وما زالت تصدر حتى الآن ثلاث مرات في الأسبوع. وفي العام 1977م، تم تأسيس جريدة “النهار” وهي مازالت تصدر حتى الآن مرتين في الأسبوع. وفي العام 1986م، صدرت جريدة “البيرق” وهي تصدر حالياً ثلاث مرات في الأسبوع. وصحفنا العربية اليوم تصدر جميعها بانتظام، وبدأت تستعمل التكنولوجيا الحديثة التي تُمكنها من نسخ نصف موادها عن الصحف العربية، حتى أنها تستعمل نفس أسماء الصحف العربية في الوطن الأم.

يقول تقرير سليم الزبال في مركزه للمعلومات، إن مائة جريدة ومجلة عربية صدرت في أستراليا منذ عام 1957م، حتى صدور مركزه للمعلومات عام 1989م، “منها حوالي 36مجلة”.

واختصاراً للوقت، سأكتفي بإدراج أسماء أوائل المجلات العربية التي صدرت في أستراليا.

أوائل المجلات العربية في أستراليا:

يقول هذا التقرير المعلوماتي إن أول مجلة صدرت في مدينة ملبورن عام 1963م كانت مجلة “النور” واستمرت تصدر حتى عام 1867م، شهرية وأحياناً نصف شهرية. وإن مجلة “ المنارة” كانت أول مجلة دينية صدرت عن اتحاد المجالس الاسلامية في أستراليا عام 1964م، وكانت تصدر أربع مرات في السنة، ثم أصبحت تصدر مرتين سنوياً، وتحتوي على مقالات بالعربية والانكليزية. وإن مجلة “ الرسالة “ كانت أول مجلة سياسية اجتماعية، صدرت في ملبورن عام 1975م، شهرية استمرت لمدة عامين. وإن مجلة “الثقافة” كانت أول مجلة حزبية شهرية تصدر في أستراليا عام 1975م، استمرت لعدة سنوات. وإن مجلة “الاقباط” كانت أول مجلة دينية تصدر عن الهيئة القبطية الأسترالية عام 1977م، وتوقفت بعد إصدار عددها الثاني.

وهكذا استمرت المجلات العربية بالصدور، منها من يستمر، ومنها من يتوقف بسرعة تدل على أن الأعباء المادية، وضآلة التوزيع هما السبب في هذه المعاناة. ومع ذلك ما زلنا نقرأ مجلات التسعينيات، حتى صدور مجلة “الجذور” في ملبورن التي نتمنى لها قوة الاستمرار.

هكذا، وبعد هذا العرض المختصر، نجد بل ونستنتج أن الصحافة العربية كانت ومازالت تصر على تأكيد وجودها، ولو بشق الأنفس، بل ومازالت الدليل الصارخ على رغبة المهاجر اللبناني خاصة، والعربي عامة، في التمسك بلغته وتراثه،

“ وكما نعلم أن أكثر مشاريع الصحف كانت تجارية وثقافية معاً”.

رابطة إحياء التراث العربي:

ننتقل الآن للحديث عن هذا الحدث الثقافي العربي في المغترب الأسترالي.

تأسست رابطة إحياء التراث العربي في سدني عام 1981م ”في سنة جبران العالمية”، وبدأت نشاطها تحت اسم”تجمع أصدقاء جبران” وفي الحفل الذي أحياه التجمع للمشاركة بتكريم جبران، أعلن عن إنشاء جائزة وقدرها “500دولار” تُمنح لأفضل بحث أو دراسة تتنأول سيرة جبران وأدبه، وأن تحمل هذه الجائزة اسم”جبران خليل جبران” وكما قرر التجمع أن يتخذ اسم”رابطة إحياء التراث العربي في أستراليا” وحدد أهدافه في دستور، وكان من بين أهدافه إحياء التراث العربي في أستراليا. وفي عام 1984م، احتفلت الرابطة بأول جائزة تحمل اسم “جبران خليل جبران” وكان الحفل حافلا بالمؤيدين والخطباء، حيث فازت السيدة وداد الياس بالجائزة الولى، وفاز السيد إيلي ناصيف بالجائزة الثانية، وهكذا استمرت الرابطة باقامة الندوات وتقديم الدعوات ومنح جائزتها الجبرانية لمن تقرر لجنتها أنه يستحقها، إلى أن سجلت نجاحها بعد أن فردت أجنحتها إلى الأوطان العربية، وإلى المغتربات والمهاجر العربية الاخرى.

وسأورد هنا مقابلة كنت قد أجريتها مع السيد كامل المر/مؤسس ورئيس الرابطة ونشرتها في جريدة البيرق المهجرية بتاريخ 1992م، ضمن استفتاء عام حول نشأة هذا الادب العربي المهجري في أستراليا قال فيها: “بعد نجاح التجربة الأولى، قررت الرابطة أن تعيد النظر بشأن الجائزة، فأوقفت العمل بقرارها السابق حتى عام 1987م، حيث جعلت من جائزة جبران جائزة تقديرية تُمنح لنتاج أدبي مُميّز يلتزم قضية الحرية عامة، وحرية الكلمة على الخصوص، ويلتزم قضية الانسان بالمطلق، كما رأت ألا تقتصر الجائزة على النتاج الأدبي الصادر في أستراليا، بل تتعداه إلى الوطن الأم، وإلى المغتربات العربية الأخرى، فاستمدت بذلك صفتها العالمية. وقد منحت على مدى الأعوام الماضية إلى مجموعة من الأدباء الأعلام في لبنان والعراق، ومصر وسوريا، والأردن، والبرازيل، والأرجنتين، بالاضافة إلى عدد في أستراليا، عرباً وغير عرب.

ذكرنا سابقاً أن اتساع نشاطات الرابطة الأدبية قد دفع حركة النشر إلى الأمام، وإلى مدى بعيد، فصدرت عشرات الدواوين الشعرية بالفصحى والعامية، كما صدرت عشرات الكتب، تتفاوت طبعاً من حيث الأهمية والاتساع. وأستطيع أن أقول إن لنا في أستراليا، ولا سيما في حقل الشعر، شعراء يضاهون شعراء الوطن الأم. كما أنه عندنا من المفكرين والأدباء، من نفتخر بهم ونعتز، وأتجرأ وأقول، إن أوطاننا الأم تفتخر بهم بدورها وتعتز. أما عن دور الصحافة المهجرية في نشر الأدب والشعر في المهجر الأسترالي غني عن القول أن صدور صحف باللغة العربية في أستراليا، هو بحد ذاته نشاط أدبي ملحوظ، فكيف إذا كانت هذه الصحافة تحتضن النتاج الأدبي فتنشر قصيدة إلى هذا الشاعر، ومقالة إلى ذلك الكاتب، وهذا ما يشجع الشاعر أو الكاتب على الإنتاج. ولكن الصحافة مطالبة بدور أكبر في عملية النشر والدراسة والتقييم، وهذا من شأنه أن يساعد على تقدم الأديب وتسديد خطاه. وأخيراً أتمنى أن يكون للصحافة العربية المهجرية دور أكبر في التعريف بنتاجنا الأدبي المهجري، وفي أية حال فلها الشكر على ما قامت به وتقوم به في هذا المضمار”. وفي مقابلة كنت قد أجريتها مع البرفسور نديم نعيمة/ رئيس الدائرة العربية ولغات الشرق الأدنى في جامعة بيروت الأمريكية أثناء وجوده في أستراليا لتسلم جائزته الجبرانية عام 1992م، سألته فيها عن رأيه بالحركة الأدبية المهجرية في أستراليا، وهل يرى فيها بوادر لأدب عربي مهجري واعد يبعث على التفاؤل؟ فأجابني بالآتي:

“ أنا كنت معجباً طبعاً بالحركة الأدبية نثراً وشعراً في أستراليا، وأعتقد أن لهذه الحركة، إذا قيض لها أن تستمر وأن تتطور، مستقبلاً يجعلها واحدة من حركاتنا الأدبية المهجرية، التي سبق وعرفناها في الأمريكيتين. والذي أرجوه أن تولي هذه الحركة المزيد من الاحتكاك والتفاعل مع الأدب الأسترالي المحلي بشكل خاص، والأدب الإنكليزي والعالمي بشكل عام. مثل هذا الاحتكاك، وهذا التفاعل، هو الذي كان وراء عالمية أدبنا المهجري في أمريكا الشمالية، وجعل أعمالاً كالتي كانت لبطاركة هذا الأدب المهجري أمثال: نعيمة وجبران والريحاني تحتل مكانها في معظم لغات العالم الحية". بقي أن نقول إن رابطة إحياء التراث العربي، قد منحت على مدى ثمانية عشر عاماً ما يزيد عن ستين جائزة جبرانية لنخبة من الكُتاب والشعراء والمفكرين محلياً وعالمياً: من وزن الشيخ عبد الله العلايلي، والأديب مارون عبود، والشاعر نزار قباني، والمفكر أمين العالم، وهذا العام منحتها للمؤرخ أحمد داوود، وعالم الآثار البرفسور نجيب قنواتي، وأم الطفل زهية سلمان. أما محلياً فقد منحتها لأدباء وأديبات وكتاب وشعراء يضيق المجال عن ذكر أسمائهم. من الملاحظ أن الأسماء التي نالت الجائزة هذا العام كانت جميعها من خارج أستراليا فما سبب ذلك؟ هل لأن الانتاج المحلي قد خفَّ أم أن جائزة جبران قد وجدت من يليق بها أكثر؟ وقبل أن أنهي هذا البحث دعونا نفتش عن المرأة، في هذا الجزء الهام من تاريخ أدبنا المهجري في أمريكا أولاً ونتساءل: هل كان للمرأة فيها دور؟ هل بَعدَتْ المرأة؟ أم هل استبعدت؟ هل ساهمت ثم هُمّشت؟ واقتصرت الأضواء على الرجال كالعادة؟

لمعلوماتي المتواضعة أن سيدة ”لا أذكر اسمها” كانت مع “الرابطة القلمية” في نيويورك، ولكن ذكرها قد اختفى ولم يظهر لأسباب لا نعرفها. والذي يبعث على الإطمئنان هو أن رابطتنا لإحياء التراث العربي في أستراليا، قد منحت أكثر من جائزة جبرانية لأديبات وفنانات وسيدات عربيات، كذلك منحتها لشاعرة أسترالية. ونعلم أيضاً أن في الرابطة بعض العضوات، ولكن ليس للمرأة في لجانها التأسيسية والتنفيذية وجود. بمعنى أن مشاركتها رمزية بعيداً عن وضع القرار. وكل ما نرجوه أن يبقى للمرأة وجود في سجل الرابطة مستقبلاً، إذا أصبح لها سجل. كذلك إذا عدنا للحديث عما أسميناه بنشأة الأدب العربي المهجري في أستراليا ورجعنا للحديث عما قدمته الصحافة العربية، وما تقدمه الرابطة، فهذا لا يعني وجود محأولات لمنتديات أدبية في سدني وفي ملبورن وباقي ولايات أستراليا، ولم يكتب لها النجاح والاستمرار لأسباب لا نعرفها. ولا يعني أيضاً أننا نستطيع أن نقلل من أهمية ما نتج عن وجود صحافة عربية، ووجود رابطة أدبية ثقافية، وما نتج عن وجودهما من نهضة فكرية بين أبناء جاليتنا العربية، تذكيها روح المنافسة، خاصة في مدينة سدني، حيث تصدر جميع الصحف العربية، وحيث يوجد مقر رابطة إحياء التراث العربي وندواتها الأدبية والثقافية، وحيث أثمرت هذه اليقظة الإعلامية والادبية، الكثير من المؤلفات الأدبية والتسجيلية، ومن الدواوين الشعرية الجيد منها والمتواضع. والذي أذكره ولا أنساه، ذلك النقاش الحاد، الذي تطور إلى نقاش جادّ بين شاعرين من الأوائل، حول من ألف أولاً في أستراليا، ومن طبع أولاً في أستراليا ”مع أن تاريخ الإصدار ومكان الطبع” بإمكانهما حسم النقاش الحاد ببساطة تحفظ لكلٍ منهما حقه في الأولوية المنشودة. طبعاً كان لهذه الحركات الأدبية تأثيرها الايجابي الكبير على وجود نتاج فكري كبير في الجالية، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن: ماذا عن مستقبل أدبنا العربي المهجري في أستراليا؟ وهل سيبقى محصوراً في مؤسساته؟ أو مقصوراً على أستراليا فقط؟ أم أنه سينطلق إلى آفاق أوسع من المشاركة والتشاور؟ وإلى عالمية أدب نعيمة وجبران؟

الأدب المهجري: تأّثره بالغرب وتأثيره فيه

بقلم الكاتب: د. نعيم نعيمه

 شرط الكلام على تأّثر وتأثير بين فرد وفرد أو جماعة وجماعة أو بين حضارة وحضارة، أن يكون لكل من الاثنين المتفاعلين شخصية واضحة وكيان معروف وهوية محددة، ألا يتوّفر ذلك في أي من الاثنين المتفاعلين، انقلب الكلام من تأثير وتأّثر بينهما إلى متبوع وتابع وصانع ومصنوع، بل إلى مولى مقطوع النسب وسيد به وإليه يتم الانتساب. لقد كان من الغرب الحديث في أخريات القرن الثامن عشر أن فاجأ العربية وأهلها في عقر ديارهم وهم في غفلة شبه تامة، لا عنه وعن حقيقة آدابه وتراثه وحضارته فقط، بل عن واقع حالهم هم وحقيقة لغتهم وآدابهم وتراثهم، بل عن هويتهم ومكانهم في التاريخ. جلّ ما كانوا يعونه من أمرهم، شعور غائم أّنهم عثمانيون، وأن غربا يقتحم أبوابهم كما فعل نابوليون في مصر 1798 لا يعدو كونه غراما متطفلا عن أرض هي أرض السلطان، على حد ما قاله أهل الإسكندرية ومماليك القاهرة لمحّذريهم الانكليز من خطر الفرنسيين: "هذه بلاد السلطان، وليس للفرنسيين ولا لغيرهم عليها سبب فاذهبوا عّنا... إذا جاء جميع الإفرنج فلا يقفون في مقابلتنا وإّننا سندوسهم بخيولنا". فلا عرب بلاد السلطان يومها، والتركية لغة أمتهم الرسمية، كانوا بالنسبة إلى أنفسهم عربا وأهل عربية حية فاعلة، ليؤّثر الغرب الطارئ بلغتهم وآدابهم، ولا الغرب هذا كان بالنسبة إليهم، والإسلام مرتكز دولتهم، أكثر من إفرنجي غامض مضلل متطفل مصيره حوافر خيولهم، كي يكون له تأثير في إسلامهم أو كي يتأّثروا بشيء من تراثه وحضارته. قصة التأثير والتأّثر في الآداب العربية منذ الجبرتي إذن، بل ربما قصة التراث العربي الحديث جميعا، هي في مدى استفاقة العربية وأهلها على ذاتهم كشعب وكتارث من جهة، وفي درجة يقظتهم من جهة أخرى بفعل تلك الاستفاقة ونتيجة لها، على هوية الغرب وحقيقة تراثه وحضارته. إذ ليس لنقيض أن يفعل أو ينفعل بنقيضه إلا في مدى وعيه حّقا كم هو مختلف ونقيض. لذلك يقتضي كل بحث في موضوع الأدب العربي وتأّثره بالغرب أو تأثيره فيه أن يتمحور حول مسألة الهوية. بين عرب بلاد السلطان المتحفزين لإبادة الغرب الطارئ ودوسه بحوافر خيولهم وبين المهجريين النازحين عن تلك البلاد في نيويورك، "دردور" الحياة الغربية، كما وصفها ميخائيل نعيمه، وأحد أهم مجسات نبضها، قرن كامل.

إّنه قرن تململ أهل العربية واستفاقتهم المتنامية على ذاتهم كشعب وتراث تحت ضغط المد الغربي المتفاقم وبسبب منه. وإّنه ليصعب الإلمام بطبيعة الأثر الذي كان للغرب على الأدب العربي خلال تلك الفترة، وما بعدها، بما فيه المهجريون ومدرستهم التي نعتبر مقال أمين الريحاني "خطبة في التساهل الديني" سنة 1900 فاتحة لها، من غير أن نرافق عند أبناء العربية مسارهم الجدلي مع الغرب وتنامي وعيهم له ولأنفسهم كما انعكس في تراثهم حّتى في ذلك التاريخ. لعلّ أبرز ما يستوقف الباحث عند الجيل الأول من أجيال ما يمكن أن نسميه "الجدلية العربية الغربية في أرض السلطان" أثران اثنان استثارت كلا منهما ظاهرة واحدة هي نابوليون والوجود الفرنسي في المشرق العثماني، واحد للجبرتي في مصر وآخر لنقولا الترك، أحد شعراء بلاط الأمير بشير في لبنان. ففي الأول استفاضة في الكلام على ما كان للحملة النابوليونية من مساوئ وقباحات خاصة في ما يتعّلق بالقيم الأخلاقية والاجتماعية والروحية بحيث أن زوال تلك الحملة الملحدة يقرب من أن يكون قدرا إلهيا لصون نقاء حياة المصريين وشرف دينهم وتراثهم. لذلك لم يجد الجبرتي لتسمية كتابه خيرا من مظاهر التقديس في زوال دولة الفرنسيس. أما كتاب الترك تملك جمهور الفرنساوية الأقطار المصرية والبلاد الشامية الذي يرجح أن يكون بتكليف من أميره الحريص، نظرا إلى موقعه الحساس، على معرفة طبيعة المستجدات حوله في المنطقة، فيتناول الحملة بروح أقل عداء وإن لم يكن أكثر قبولا. وإذا لم يغب عن باله أن نابوليون هو في الحقيقة ابن الثورة الفرنسية، يقبل على هذه الثورة، وبأسلوب لا يعوزه الذكاء، فيتحدث عن بعض مسبباتها ومرتكزاتها دون أن يذهل كما لم يذهل الجبرتي، عن أن جماعتها دهريون وأن خطرهم على الدين والأخلاق والمجتمع عميهم. ليس المقصود من الأثرين هنا التوقف عند المضامين، ذلك أن حقيقة الحملة وبطلها ومن ورائها الثورة الفرنسية بما أحدثته أو رمزت إليه من انقلاب هائل في مجرى الحياة الغربية برمتها، ظلت أبعد من أن يلم بها قلما الكاتبين. المهم في الأمر ما تجّلى واضحا عند الرجلين وعند أبناء جيل من متفقهي العصر حولهما، من تبديات شعور ال "نحن" وال "هم" فكانت تعني "الفرنجة" أو الغرب على وجه العموم، على تنسم، وإن بعد غامضا، لما يعنيه ذلك الغرب، خاصة غرب الحداثة بالمعنى العلمي والفكري والحضاري، وأما ال "نحن" وقد أصابتها الهزة وعصفت بسقفها ريح الحداثة فلم يعد بوسعها أن تبقى مستكينة تحت ذلك السقف مطمئنة إلى ثوابت وجودها ومطلقات قناعاتها ولا نهائية نظرتها إلى الكون والحياة. لقد تسبب الغرب في المنطقة، إضافة إلى الهزة العسكرية التي أحدثها مجيئه، بعدد من الأفكار والممارسات وطرائق الحياة التي كانت مغايرة، بل نقيضة للمعهود والمسّلم به والمتعارف عليه.

وهكذا لم يعد ممكنا لهذه ال"نحن" باسم هويتها الضبابية القائمة أن تتعامل مع هذه المستجدات بمجرد التجاهر والرفض. فحّتى الرفض ذاته أصبح يقتضي العودة إلى الذات لتبرير ما هو مقبول. وهكذا دخلت الذات العربية ما بعد جيل الجبرتي والترك، وقد هزها الغرب وربما لأول مرة في تاريخها الحديث، جدلية الرفض والقبول. فالجبرتي مثلا، الذي كان في رأس ما أزعجه عند الفرنسيين فساد المرأة وتفّلتها في مقابل المرأة المسلمة المتميزة، يسترسل في الكلام على فظاعة هذا المسلك، وخطره على دين أهل الإسلام وأخلاقهم وقيمهم. ولا يخفى تشّفيه المثلج بابنة البكري التي خالطت، وعددا من مثيلاتها، الفرنسيين وتشبهت بهم، عندما دّقوا عنقها بعد رحيل الحملة وعودة مصر ثانية إلى سلامة ما كانت سابقا عليه. أما المفارقة ففي أن ما ارتاح له الجبرتي بعد جلاء الفرنجة من إغلاق لباب المرأة، ومن اطمئنان إلى سلامة هويتها من المؤّثرات الغربية، لم يكن إغلاقا على الإطلاق، بل كان فتحا لذلك الباب من حيث لم يدر الجبرتي يومها، على قضية مستحدثة لا عهد للتراث بها من قبل: إّنها المسألة النسانية التي ما لبثت أن شغلت فكر ما بعد الجبرتي من الطهطاوي مرورا بقاسم أمين واستطرادا حّتى العصر الحاضر.

إلا أن مشكلة هذا الفكر جميعا ففي أّنه من منطلق الإيمان بوجود هوية ثابتة ومميزة للمرأة المسلمة وبوجوب بلورتها والحفاظ عليها في مقابل المرأة الغربية المباينة، عمد إلى تحريك تلك الهوية وإعادة رسمها باستمرار، بحيث غدت عند واحدة كنوال السعداوي في أخريات هذا القرن، غربية خالصة، زواجا وطلاقا وعملا وحرية واستقلالا وقيما وغيرها، تكاد لا تحمل من سماتها الأولى غير الاسم. فالمفارقة هي في أن المرأة الشرقية من حيث المبدأ لم تصبح غربية لأّنها تنكرت لذاتها وتغربت، بل أن الحرص على التباين من باب إعادة رسم الهوية وترسيخها هو الذي أفضى في نهاية الأمر إلى التماثل. والذي يقال في المرأة وقضيتها في ضوء جدلية الرفض والقبول، وال"نحن" وال"هم" التي دخلها أهل العربية منذ مطلع القرن الماضي، يصح أيضا وبالتمام في مجمل ما أتى به الغرب إلى الشرق من مقومات ترتكز إليها هويته الحضارية الحديثة: من شريعة وسلطة مصدرهما الشعب وليس الله، إلى علمانية تفصل في المجتمع بين الحياة الدينية والحياة المدنية، وفي المعرفة بين ما يتعّلق منها بالطبيعة وما يّتصل منها بعالم الماوراء، إلى تركيز على الفرد كقيمة نهائية، إرادة وحرية فعل وفكر واعتقاد، إلى الديموقراطية كسبيل أمثل للحكم، إلى الأمة المّتخذة من الأرض والتاريخ والنفع القومي مبدأ انتماء، إلى غير ذلك مما يتصل بهذه جميعا ويتفرع عنها ويكون ما اصطلح على تسميته الغرب الحديث. وأّنه من باب الحرص نفسه كما في المسألة النسائية على التباين بين ال"نحن" وال"هم" في كل هذه القضايا، أن أفضى الأمر بالنسبة إليها جميعا إلى تماثل يكاد يكون خالصا. فالطهطاوي مثلا الذي عايش في باريس أواخر العشرينات من القرن الماضي نظرة أوروبا الوضعية العلمانية إلى المجتمع والشريعة والسلطة والفضائل والمعارف والعلوم، لم يستطع، على إعجابه بمنجزات الغرب، أن يتقبل النظرة الكامنة وراءها. وهكذا وجد نفسه مسوقا، مراعاة لهذا الإعجاب من جهة وحرصا على التميز هوية من جهة أخرى، إلى تحريك تلك الهوية معتبرا، وفي ذهنه كمسلم أن الله خالق كل شيء بما في ذلك الطبيعة، أن لا كبير فرق بين مبادئ القانون الطبيعي الوضعي ومبادئ القانون الإلهي المتمّثل في الشريعة الإسلامية، فاتحا هكذا الباب أمام الجيل اللاحق للتأكيد بلسان إمام ذلك الجيل الشيخ محمد عبده في مقولته فقد كان من شأن هذه المقولة عند الأجيال التالية من مريدي .

« الإسلام دين العلم والعقل والمدنية » : الشهيرة الإمام، لا أن تعطي العقل والعلم والمدنية هوية إسلامية كما هو مقتضى التميز المطلوب، بل أن تضفي على الإسلام هوية علمية بالمعنى الغربي للعمل، فينتهي بذلك إلى التماثل الذي سبق رفضه. ذلك بين لا في تفسير الإمام عبده للقرآن الكريم فقط حيث يحاول فهم الكثير من آيات الكتاب في ضوء معطيات العلوم الحديثة، بل في أعمال تلامذته ومتأّثري مدرسته من قاسم أمين إلى علي عبد الرازق وحسين هيكل ولطفي السيد وطه حسين في القرن العشرين. إذا كان الإسلام هويتي التي بها أتميز، وكان في الوقت نفسه دين العلم والمدنية، مناص، إذا أدت العلوم الوضعية في الغرب إلى اعتماد العلمنة، من أن اعتبر الإسلام قائلا بها كذلك. وهكذا خرج كتاب عبد الرازق الإسلام وأصول الحكم بأن الإسلام لم يكن دولة في الأصل إذ لا نص على الخلافة في القرآن ولا هي في السّنة ولا حصل بشأنها إجماع. بل "الحق أن الإسلام بريء من تلك الخلافة التي يتعارفها المسلمون"، التي كانت "نكبة على الإسلام والمسلمين وينبوع شر وفساد" وإذ زال هكذا كون الإسلام دينا ودولة انفتح الباب أمام المشرقي على مصراعيه كي يكون مسلما إيمانا وهوية، وعلمانيا في الوقت ذاته، ذا نظرة وضعية غربية خالصة إلى سائر شؤون الكون والحياة. أما وقد بلغ التمايز عند جيل عبد الرازق بمن فيهم لطفي السيد وحسين هيكل في الباكر من إنتاجه حد التماثل، خاصة في مجال الفكر القومي والقومية المصرية، فأي جدوى يمكن بعد أن تجنى من بقاء ال"هم" وال"نحن".

وهكذا يأتي طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة في مصر تتويجا لهذا المسار، فيلغي الجدلية من جذورها ويدمج ال"نحن" بال"هم" على أساس أّننا والغرب أبناء حضارة واحدة والمقومات موحدة الجذور والمنطلقات والأهداف، فلا تمايز أو تماثل ولا رفض أو قبول، بل "سنسير سيرة الأوروبيين في الحكم والإدارة والتشريع" جاهدين في أن نمحو من قلوب المصريين، أفرادا وجماعات، هذا الوهم الآثم الشنيع الذي يصور لهم أّنهم خلقوا من طينة غير طينة الأوروبي وفطروا على أمزجة الأوروبية، ومنحوا عقولا غير العقول الأوروبية... علينا أن نصبح أوروبيين في كل شيء، قابلين ما في ذلك من حسنات وسيئات... علينا أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادا ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره وما يحمد فيها وما يعاب. إذا كانت جدلية الرفض والقبول قد أفضت بمسلمي العربية تحت شعار التمايز هوية وحضارة، إلى التماثل التام بل إلى الوحدة الخالصة فشرعنت دخول الغرب حضاريا إلى المنطقة من الباب الأوسع، فإّنها بالنسبة إلى مسيحي العربية منذ بدايات القرن وحّتى المهجرين قد سلكت، وإن على تواز، خطا آخر ترتبت عليه نتائج مختلفة. ذلك أن مبدأ ال"نحن" في المنطقة عند من استجار به من مسيحيي العربية في وجه ال"هم"، لم يكن الإسلام بل اللغة العربية. والأصعب أن يفسر تفسيرا كاملا هذا الإقبال الملفت عند مثقفي المسيحيين المحليين منذ أوائل القرن الثامن عشر، على العربية وسائر علومها امتدادا من حلب إلى لبنان ولبنانيي مصر على امتداد القرن التاسع عشر. إن محاولات هؤلاء التعبيرية حّتى بدايات القرن الماضي ظّلت على وجه العموم ركيكة ومخلخلة مما جعل شاعر أحد بلاطات بغداد في حينه يحجم مثلا عن أن يحتفل بقصيدة شائعة ألا فاعفنا من رد شعر » : لأحد شعراء الأمير الشهابي في لبنان طلب إليه سيده داود باشا أن يعارضها، قائلا تنصرا. ألا إّنها ركاكة كان يحتدم خلفها جهد حار لتجاوزها إلى عربية أولى أصيلة خالصة تطلب لذاتها لا كوسيلة تقتضيها حاجة إلى إبلاغ، في ضوء هذا تفهم تلك الغيرة الشديدة مثلا التي يبديها نقولا الترك في إحدى قصائده على الشعر، بسبب قصور مجايليه الفاضح عن الوفاء بمقتضياته البنائية وصون مقدساته اللغطية وحرماتها. كما يفهم حرصه على التزام الأسلوب المقامي في التوجه إلى مولاه الأمير بشير وفي محاولاته الترفيه عنه.

الأدب المهجري: تأّثره بالغرب وتأثيره فيه2

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 25-26 حزيران/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100014/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1098/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/June 25/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100011/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-june-25-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

الياس بجاني/في كلمته خلال “مؤتمر دروع من أجل لبنان الموحّد”، طالب المخرج يوسف الخوري باسم “الندوة اللبنانية الجديدة”بمقاطعة الإنتخابات النيابية كي لا يُشرّعن حزب الله، وناشد المغتربين بأن يتوقفوا عن إرسال دولاراتهم كي يَسْلَم لبنان

المخرج الخوري باسم "الندوة اللبنانية الجديدة": "قاطعوا الإنتخابات النيابية كي لا "تشَرْعنوا" حزب الله. لا ترسلوا الـ Fresh Dollars كي يَسْلَم لبنان" 

الياس بجاني/25 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100034/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%af%d9%88%d8%a9/

متحدّثاً باسم "الندوة اللبنانية الجديدة" في مؤتمر "دروع من أجل لبنان الموحّد"، حدّد المخرج يوسف الخوري موقفاً حاسماً من مسائل مصيرية يواجهها لبنان، في مقدّمها الإنتخابات النيابية المرتقبة وتحكّم حزب الله بمقاليد السلطة في لبنان. وظهّر الخوري معالم خارطة طريق واضحة لإخراج لبنان من أزمته الراهنة.

في موضوع الإنتخابات النيابية، شدّد الخوري على أنّ المشاركة في هذه الإنتخابات، ترشيحاً وتصويتاً، هي "اعتراف بالإحتلال" المتمثل بهيمنة حزب الله، وهي تمَنَحُ حزب الله "صكّاً شرعياً – دستورياً" يرفعه في وجه دول القرار للتنديد بمحاربتها له فيما أعاده الناخب اللبناني بالاقتراع إلى البرلمان. أمّا عدم المشاركة، فهي تنديد علني باحتلاله وضمان لاستمرار الثورة في وجهه.

 

Director Yussuf ElKhoury on behalf of the "Nouveau Cenacle Libanais (NCL): Boycott Lebanon's parliamentary elections so as not to “legitimize

Hezbollah. Do not send Your Fresh Dollars In an attempt to keep Lebanon Safe

Elias Bejjani/June 25/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100043/elias-bejjani-director-yussuf-el-khoury-on-behalf-of-the-nouveau-cenacle-libanais-ncl-boycott-lebanons-parliamentary-elections-so-as-not-to-legitimize-hezbollah-do-not-send-y/

Speaking on behalf of the "Nouveau Cenacle Libanais (NCL) at the “Shields for a Unified Lebanon” conference on June 24/2021, director Youssef El Khoury outlined a decisive position on vital fateful issues facing Lebanon, foremost of which is the upcoming parliamentary elections and Hezbollah’s control of the reins of power in the country. Al-Khoury presented the features of a clear road map to get Lebanon out of its current dire crisis.