المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 حزيران/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.june15.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/حرب حزب الله ومعه الإسلام السياسي بكل متفرعاته على الثقافة والهوية اللبنانية

الياس بجاني/سلطات لبنان المهيمن عليها حزب الله ترهب وتفتري على كثر من المغتربين بحجة خدمتهم في جيش لبنان الجنوبي….الإفراج عن المواطن اللبناني-الأميركي جعفر أحمد غضبوني واحتجاز جوازه

الياس بجاني/الحزبيين بأكثريتهم بلبنان هم جماعة طرابيش وقطعان وعبدة الأصنام

الياس بجاني/يلي عينو ع البلد ما بيغطي يلي محتلو وبيعمل زلمة بري

الياس بجاني/ضحية جديدة في لبنان المحتل قد تكون استنساخاً لجريمة اعتقال الشهيد اللبناني الأميركي عامور فاخوري والتسبب في موته

الياس بجاني/تأليه السياسي يفسده ويجعل من مؤلهيه قطعان من المواشي وعبيد

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 3 حالات وفاة وتسجيل 45 إصابات جديدة

الأوروبي” يوصي بإعلان “حزب الله” بجناحيه إرهابياً

بيان صادر عن حزب حراس الارز – حركة القومية اللبنانية: لن يكتب لكم البقاء الا اذا كنتم اقوياء

دول الاتحاد الأوروبي تحت تهديد “الحزب”؟

لبنان بين البلدان الأكثر فشلاً في العالم!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 14/6/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 14 حزيران 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مهلة نصرالله “المفتوحة” سقطت: “يا أبيض يا أسود”!

ولادة الحكومة هذا الأسبوع؟

تأجيل خطوة الحريري الحاسمة!

أزمة الأدوية… اللبنانيون مهددون بالموت!

لا حكومة حتى نهاية العهد؟

بعد فترة من الصمت..المفتي قباني يحذّر من حدث خطير!

بري في خندق الحريري: معادلة حكومية جديدة تجبر العهد على التنازل؟

إشكال البترون تابع.. والد ياسمين المصري يزور باسيل ويعتذر منه

بين "تجديد" التكليف وتعطيل التأليف: الأمر للفوضى

مساعدات إماراتية لـ 35 ألف أسرة في شمال لبنان

نزار زكا يكشف عن العلاقة بين السعودية وسوريا

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

نتانياهو يسلّم مهام رئاسة الوزراء لبينيت… ويتعهد إسقاطه قريباً/"فتح" والفصائل تعهدوا مواجهة "مسيرة الأعلام" الصهيونية في القدس... "مهما بلغ الثمن"

حكومة لبيد-بينيت:إئتلاف هش لن يصمد طويلاً

بايدن يقدم تنازلات "سخيّة" لإيران..لإحياء الإتفاق النووي

الناتو يطالب إيران بوقف كل أنشطة الصواريخ الباليستية ودد قادة الحلف بالتهديد المتنامي الذي يشكله تعزيز الترسانة العسكرية لروسيا

أحمدي نجاد للعربية: السعودية وإيران إخوة وجيران.. وعليهما التعاون ويمكن دائماً توسيع نطاق التعاون بين إيران والسعودية لضبط الأمن في مياه الخليج، ولحل المشاكل العالقة في اليمن وأفغانستان وسوريا

هل انشق أحمدي نجاد عن النظام الإيراني؟

واشنطن: طهران اقتربت من مرحلة “خارج السيطرة” ببرنامجها النووي

الاستخبارات الإيرانية نصحت أحمدي نجاد بمتابعة علاجه النفسي

2000 رأس نووي في حال استنفار تُهدد مستقبل العالم

بايدن: سأوضح لبوتين الخط الأحمر في التعامل مع أميركا وسنعمل مع أفغانستان حتى لا تصبح ملاذا آمنا للإرهاب مجددا

الخزعلي: قرار التصعيد ضد القوات الأميركية في العراق تم اتخاذه/عصائب أهل الحق تهدد بالرد على عدم الانسحاب الأميركي الكامل من العراق

السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بشأن “سد النهضة”

ترقب تركي لقمة أردوغان وبايدن اليوم

حكم نهائي بإعدام 12 إخوانياً بأحداث “فض رابعة”… ومقتل “داعشي” في سيناء

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدول والسيادة … السيادة ليست فقط أعتراف الآخرين لنا بالاستقلال والسلطة لادارة البلاد، ولكنها ايضا شعور داخلي بالفخر والانتماء/الكولونيل شربل بركات

أميركا تحرّك "الترسيم".. ولبنان يشترط/ملاك عقيل /أساس ميديا

عون: الحكومة غير منظورة والدولة مسوِّسة.. والانتخابات بموعدها/منير الربيع/لمدن

تزوير الخاتمة الأخطر/نبيل بومنصف/النهار

في صبيحة اليوم  606 على بدء ثورة الكرامة.....وبدأ الفصل الجديد من ملهاة التأليف/حنا صالح/فايسبوك/14 حزيران/2021

حبة الكرز على قالب الحلوى الإيراني/سام منسى/الشرق الأوسط

هل يُطيح الخلاف حول الحكومة بـ”تفاهم مار مخايل”؟/كلير شكر/نداء الوطن

“صقور المستقبل”… هل يعودون تحت “الراية الزرقاء”؟/ألان سركيس/نداءالوطن

3 لاءات لــ"حزب الله" في التعامل مع المرحلة/بولا اسطيح/الكلمة اولاين

الحريري يعلّق اعتذاره... ويشترط/غادة حلاوي/نداء الوطن

الجيش و”الحزب”: الحسابات الساخنة/رولان خاطر/الجمهورية

الحريري سيحشُر عون: تشكيلة وزارية جديدة؟/محمد شقير/الشرق الأوسط

بايدن وموعد مثير مع «بلاتوف»/غسان شربل/غسان شربل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون اكد لدوروشيه رغبة لبنان في استمرار مفاوضات ترسيم الحدود غير المباشرة بوساطة أميركية: لا يمكن لإسرائيل فرض وجهة نظر أحادية

الراعي افتتح أعمال السينودس: بعدم تأليف الحكومة تتعطل مقدرات الدولة ويتفشى الفساد والتهريب

قائد الجيش استقبل دوروشيه مع وفد وعرض الاوضاع مع علم الدين وستريدا جعجع

لقاء سيدة الجبل: الأولوية اليوم تكمن في خوض معركة تحرير لبنان من الاحتلال الايراني

جعجع: الاولوية اليوم لإعادة تكوين السلطة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة

 

عناوين الإيمانيات

ديفيد هيوم (بالإنجليزية: David Hume)‏/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ

إنجيل القدّيس متّى18/من06حتى10/”ومَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنِينَ بي، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ رَحَى الحِمَار، ويُزَجَّ بِهِ في عُمْقِ البَحْر.أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ.فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَو رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَعُ أَو أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ أَو رِجْلانِ وتُلْقَى في النَّارِ الأَبَدِيَّة. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ بِعَيْنٍ وَاحِدَة، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّمِ النَّار. أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني: نوفل ضو للمعرابي المتذاكي والموهم بكرسي الرئاسة المخلع: أين الوعود السابقة؟!

الياس بجاني/15 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99758/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%b0%d8%a7%d9%83%d9%8a/

علّق منسق عام “التجمع من أجل السيادة” الناشط والإعلامي نوفل ضو، في تغريدة على “تويتر”، على كلام رئيس شركة حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي أتى بعد انتهاء اجتماع تكتل “الجمهوريّة القويّة”.

وكتب ضو “بعدما قالوا لنا إن تسوية انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون تقوي المسيحيين ومنطق الدولة، وبعدما قالوا لنا ان قانون الانتخاب النسبي يقوي المسيحيين ويصحح تمثيلهم، ابلغونا الليلة بكل بساطة ان القرار هو بيد حزب الله وعون! فأين الوعود السابقة؟ هل كانت خاطئة أو كاذبة؟”.

وأضاف، “في الحالتين، مكابرة الانكار كارثة!”. وتابع ضو، “عندما نسمع من يقول إن القرار اليوم هو بيد حزب الله وعون، ألا يعني ذلك إن التسوية الرئاسية وقانون الانتخاب ومن صنعهما وشارك فيهما سلموا لبنان ومؤسساته الدستورية ورئاسة الجمهورية ومواقع القرار لحزب الله؟

يشار هنا إلى أن المعرابي المتعالي يرفض الاعتراف بخطيئته المميتة وهي مشاركته الفاعلة والفوقية والإستكبارية والشاذة في الصفقة الرئاسية الجريمة بحق لبنان وسيادته واستقلاله ودماء وتضحيات الشهداء. تلك الصفقة الغبية التي سلمت البلد لحزب الله وفرطت وشتت عقد تجمع 14 آذار.

المعرابي، هذا المخلوق الدكتاتوري والباطني كان رفع شعارات بالية ونفاقية وشعبوية يوم دخل بنوايا خبيثة وشيطانية الصفقة من مثل الواقعية والتعايش مع سلاح ودويلة واحتلال حزب الله. وكذلك فعل من خلال اتفاق معراب حيث وصل جشعه وأنانيته وجنوحه إلى الاتفاق السري مع عون وصهره على تقاسم المسيحيين حصص ومغانم…

وبعد كل أخطائه وخطاياه وشذوذه السياسي والوطني لا يزال المعرابي صاحب شركة حزب القوات يعيش وهم الرئاسة المرّضي ويتعامى عن واقع احتلال حزب الله ويسوّق بفجور ووقاحة لهرطقة الانتخابات التي في مفاهيمه الموروبة والشاذة ستأتي به رئيساً.

بؤس هكذا قائد ذمي منسلخ عن واقع الإحتلال ونظرته ورؤياه ومفاهيمه كلها أنانية ونرسيسية وتونالية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حرب حزب الله ومعه الإسلام السياسي بكل متفرعاته على الثقافة والهوية اللبنانية

الياس بجاني/14 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99753/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d9%85%d8%b9%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7/

بداية فإن كل لبناني سيادي واستقلالي ولأي شريحة اجتماعية أو مذهبية انتمى ويؤيد حزب الله الإيراني والمذهبي والإرهابي مباشرة أو مواربة ويرى فيه مقاومة وممانعة وشريحة من النسيج اللبناني، هو بالتأكيد الأكيد أولاً عدو لنفسه ولحريته ولكرامته ولاحترامه لنعمة العقل، وثانياً عدو غبي وجاهل لهوية وثقافة وكيان وحاضر ومستقبل وتاريخ لبنان الرسالة ولنموذج نمط عيش اللبناني المتميز بقبول الآخر المختلف.

إن خطورة حزب الله الكبرى لا تكمن فقط في سلاحه وعسكره ودويلاته وحروبه، بل هي أكثر خطورة لجهة مخططه الفارسي والملالوي الممنهج والهادف للقضاء على ثقافة وحضارة لبنان وتشويه تاريخه وإرهاب مفكريه السياديين والاستقلاليين وهدم صروحه التعليمية، ولنا في ما تتعرض له الجامعة اللبنانية من وقاحة وعهر ثقافي وتفكيك وتدمير خير مثال على خطورة الهجمة الفارسية على ثقافة لبنان.

إن حزب الله ومعه الجهاديين وجماعات الإسلام السياسي وبكافة فروعهم ومسمياتهم يسعون ليلاً نهاراً بالقوة والإرهاب وعن طريق شراء ضمائر ضعاف النفوس لفرض ثقافة بالية هي ثقافة شرعة الغاب ومعها نمط حياة متوحش كان سائداً في قرون ما قبل الحجرية.

فمن يشاهد المسلسلات التي تعرض على كل محطات التلفزة في لبنان يتأكد من حقيقة وجدية ومنهجية هذه الهجمة الثقافية الخبيثة حيث أن كل هذه المسلسلات لا تمت للبنان ولثقافته ولنمط حياه أهله بصلة، ومعظمها مدبلج بلهجات سورية.

إن الإيراني والسوري والإخونجي والتركي وكل من يدور في فلك الإسلام السياسي السني والشيعي على حد سواء هم جميعا شركاء متكافلين ومتضامنين في مخطط إبليسي هدفه تدمير ثقافة وهوية وتاريخ الكيان اللبناني بكل مقوماته وأسسه.

يبقى أنه مهم جداً أن يعي كل لبناني حر وسيادي واستقلالي خطورة هذه الهجمة الثقافية الكبيرة جداً والتي هي عملياً أخطر بمليون مرة من سلاح ودويلة وحروب واحتلال حزب الله الإيراني الذي يحتل لبنان منذ العام 2005.

بالمختصر المفيد: إن كل لبناني هو مع حزب الله مباشرة أو مواربة أو ساكتاً عن احتلاله وعن خطورة مخططه الثقافي هو عدو للبنان ولكل ما هو لبناني وحضاري ورسالة.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

سلطات لبنان المهيمن عليها حزب الله ترهب وتفتري على كثر من المغتربين بحجة خدمتهم في جيش لبنان الجنوبي….الإفراج عن المواطن اللبناني-الأميركي جعفر أحمد غضبوني واحتجاز جوازه

الياس بجاني/15 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99737/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%8a%d9%85%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87%d8%a7/

من منا لا يتذكر الشهيد عامر الفاخوري المواطن اللبناني- الأميركي الذي تم استدراجه إلى لبنان من بعض السياسيين المرتمين في حضن حزب الله حيث تم اعتقاله بشكل اعتباطي ودون أي مسوغ قانوني وركبت لها ملفات الخيانة والتعامل مع إسرائيل ومن ثم تسميمه في السجن كما تقول عائلته ولم يفرج عنه إلا وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وفي نفس هذا السياق الإرهابي يمنع حزب الله الذي يهيمن على كل مؤسسات الدولة وبشكل خاص على المحكمة العسكرية عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000 ويرهب كل من يعودون منها أكان من إسرائيل أو من أي بلد آخر استقروا فيه وحازوا على جنسيته.

وفي هذا الإطار ذكرت اليوم صحف عربية ومواقع الكترونية لبنانية على أنه ورغم الدعوات التي صدرت لمحاكمته من قِّبل منافقين وتجار مقاومة وتحرير وأبواق يسارية وإيرانية وبعثية مأجورة، وإنزال أشد العقوبات بحقه، أفرج مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي عن المواطن اللبناني- الأميركي “جعفر أحمد غضبوني”، وحجز على جواز سفره اللبناني، تاركاً معه الجواز الأميركي.

هذا وكان الأمن العام قد أوقف في مطار الحريري الدولي بتاريخ 06 حزيران الجاري المواطن غضبوني الذي كان قادماً من الولايات المتحدة الأميركية عن طريق دبي، وذلك لورود اسمه على البرقية 303 التي تضم ظلماً وعدواناً مطلوبين متهمين في مجالي العمالة لإسرائيل والإرهاب غب أجندة حزب الله الإرهابي الذي يحتل لبنان ويهيمن على حكمه وحكامه ومؤسساته. المواطن غضبوني كان عضواً سابقاً في جيش لبنان الجنوبي المتحالف مع الجيش الإسرائيلي ويحمل حالياً الجنسية الأميركية.

غضبوني هاجر إلى أميركا عن طريق إسرائيل وذلك بعد إليها في العام 2000 عقب انسحاب إسرائيل الأحادي من الجنوب وتفكيك جيش لبنان الجنوبي وكذلك فرار معظم أفراد الجنوبي مع عائلاتهم إلى إسرائيل خوفاً على حياتهم من إجرام حزب الله الإرهابي والإيراني الذي احتل الجنوب عقب خروج إسرائيل منه تنفيذاً للقرار الدولي 425 وحوله إلى معسكر وقاعدة ودويلة فارسية ملالوية وهجر سكانه ويمنع عودة أهاليه الأبطال والشرفاء الذين لجئوا إلى إسرائيل ويفبرك لهم التهم الباطلة للمحافظة على كذب ونفاق مقاومته وممانعته.

جعفر أحمد غضبوني وبعد لجوءه إلى إسرائيل سامر إلى الولايات المتحدة، حيث عاش واستقر فيها وحاز على جنسيتها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الحزبيين بأكثريتهم بلبنان هم جماعة طرابيش وقطعان وعبدة الأصنام

الياس بجاني/13 حزيران 2021

قديش صعب احترام أي زلمة صاحب شركة حزب صنمي ومربوط برقبته بحبل ذل. هيك مخلوق متخلى عن نعمة الحرية وراضي بعبادة صنم ما إلو عازي!!

 

يلي عينو ع البلد ما بيغطي يلي محتلو وبيعمل زلمة بري

الياس بجاني/12 حزيران 2021

الحريري قال عينو ع لبنان. معقولي عينو تكون ع لبنان وهو مغطي احتلال حزب الله وزلمة بري وشريك جعجع وعون بالصفقة الرئاسية الخطيئة؟

 

ضحية جديدة في لبنان المحتل قد تكون استنساخاً لجريمة اعتقال الشهيد اللبناني الأميركي عامور فاخوري والتسبب في موته

الياس بجاني/السبت 12 حزيران 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99671/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b6%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%af-%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86/

ذكرت مواقع الكترونية لبنانية اليوم بأن الأمن العام قد أوقف في مطار بيروت الدولي بتاريخ 06 حزيران 2021 اللبناني – الأميركي”جعفر أحمد غضبوني” (مواليد ١٩٦٨) الذي كان قادماً من الولايات المتحدة الأميركية عن طريق دبي، وذلك لورود إسمه على البرقية 303 التي تضم أسماء مطلوبين خطيرين في مجالي العمالة لإسرائيل والإرهاب.

يحمل غضبوني الذي انتمى سابقاً إلى جيش لبنان الجنوبي الجنسية الأميركية بعد اضطراره خوفاً على حياته من إجرام الإرهابي حزب الله إلى الفرار إإلى دولة إسرائيل في العام 2000 مثله مثل الآلاف من أبناء الجنوب وذلك عقب انسحاب إسرائيل منه ومن ثم غادر إلى الولايات المتحدة حيث عاش واستقر فيها وحاز على جنسيتها.

طبقاً للتقارير فإنه وبعد توقيفه في المطار تم تحويل السيد غضبوني إلى المحكمة العسكرية حيثُ تُمارس ضغوط كبيرة على مفوَّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي من أجل إطلاق سراحه. الخوف كل الخوف أن يلقى السيد غضبوني نفس المصير المأساوي الذي لقيه الشهيد عامر فاخوري الذي كان اعتقل بنفس الطريقة اللاقانونية والإرهابية ومن ثم تم تسميمه داخل السجن كما تؤكد عائلته ولم يفرج عنه إلا بعد ضغوط أميركية وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تأليه السياسي يفسده ويجعل من مؤلهيه قطعان من المواشي وعبيد

الياس بجاني/12 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99661/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%8a%d9%81%d8%b3%d8%af%d9%87-%d9%88%d9%8a%d8%ac%d8%b9%d9%84-2/

من أكثر المصائب خطورة وكارثية وتدميراً التي تعاني منها شرائح لا بأس بها من شعبنا اللبناني “الغفور” (كما سماه الراحل فليمون وهبة في مسرحية من مسرحيات الرحابنة) هي تقديس البعض منها لسياسيين ورجال دين والتعامل معهم من موقع الزلم والأتباع والعبيد والأدوات، ما يفسد هؤلاء القادة الزمنيين والروحيين ويملأ ويحشو عقولهم العفنة برزم وموبوءات الأوهام وأحلام اليقظة، وبكل مركبات عقد التعالي والاستكبار والتوحش المرضية ويسلخهم عن واقع وأحاسيس كل ما هو بشر وبشرية.

بنتيجة هذا التأليه المرّضي واللا إيماني والانبطاحي الفاضح والمذل، يتحول القادة هؤلاء إلى مخلوقات نهمة لا تشبع، وبشعة ومفترية، ولاانسانية فكراً، وممارسات، وثقافة، تتفوق بمرات على همجية ودموية ووحشية الحيوانات المفترسة.

في جردة موضوعية على كل السياسيين والقادة من أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية اللبنانية، مسلمين ومسيحيين، يتبين لمن لا يزال يتمتع بقواه العقلي، وبحاسة النقد الفاعلة، وبالضمير الحي، وبالقدرة على التفكير السليم، يتبين أن كل هؤلاء، “وكلهم هنا يعني كلهم” هم في مواقعهم الحزبية والنيابية والقيادية والإقطاعية أبديون وسرمديون ولا يفكرون بتركها لأي سبب من الأسباب، وإن فعلوا فمجبرون بسبب الموت.

يرث أولادهم من الذكور والأناث، أو أحد أفراد عائلاتهم من بعدهم رئاسة شركاتهم المسماة زوراً أحزاباً، وهنا لا استثناءات بالمرة. كما يتبين بجلاء أن غالبية هؤلاء، خصوصاً الموارنة منهم، قد تم تقديسهم وتأليههم وسلخهم عن إنسانيتهم خلافاً لكل القيم والمبادئ والمفاهيم الإيمانية المسيحية، كما وبهرطقة ما بعدها هرطقة يتم تصويرهم كما يُصوّر البررة والقديسون، وتنشد لهم الأغاني والأشعار التبجيلية بمناسبة وغير مناسبة. وأليس هوبرة: “بالروح والدم منفديك”، استفراغ كلامي غبي يلخص هذه الحالة المرضية واللاإيمانية المدمرة؟!

أصبح العالم في القرن الواحد والعشرين فيما شرائح من مجتمعاتنا تعيش راضية بالهوان وخانعة للذل والإفقار والحرمان من أبسط مسلتزمات الحياة الكريمة من أمن وقانون وماء وكهرباء وطرقات وضمان صحي وتعليمي وفي وسط أكوام القمامة. هذه الشرائح الغنمية ورغم كل تعتيرها تتزلم لقادة وأصحاب شركات أحزاب وتتعامل معهم وكأنهم آلهة في حين أنهم هم سبب كل معاناتها. في حين أن شرائح أخري لا بأس بها تداهن وتمجد المحتل الإيراني الذي يفترس بلدنا ويصادر حريتنا واستقلالنا وسيادتنا، وتقدس سلاحه الغزواتي ودويلاته دون حراك وتتركه يهجرنا من أرضنا، ويفكك كل مؤسسات دولتنا، ويهدم كياننا، ويلغي رسالتنا، ويدمر بلدنا وكل مقوماته على جماجمنا التي كثر منها فارغة من غير النفاق والتقية والذمية.

ولأن من يسكت على علته تقتله، نسأل: كيف يمكن أن نُصوّب ممارسات ومواقف وتحالفات أي سياسي، أو رجل دين في حال كنا رفعناه إلى مستوى الآلهة وقدسناه وأنشدنا له الأغاني ورسمناه كما نصور القديسين وارتضينا أدوار الزلم والأتباع والأدوات؟!

نعم، إن وطننا لبنان في خطر كياناً، وهوية، ووجوداً، ورسالة. ونعم، من واجبنا أن نقاوم ونرد عنه الوحوش الكاسرة من محليين وغرباء. ولكن لنتمكن من المواجهة علينا أولاً وقبل أي عمل آخر أن نحرر أنفسنا من موبوءات التزلم والتبعية والغنمية ونتوقف عن التذاكي والتشاطر والتلطي خلف نفاق التقية والذمية. والأهم أن نتوب ونؤدي الكافرات عن خطايا تقديس وتأليه السياسيين ورجال الدين، وننتج من بيننا قيادات متواضعة ومؤمنة وغير نرسيسية، وعندها فقد تبدأ رحلة الألف ميل، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 3 حالات وفاة وتسجيل 45 إصابات جديدة

وزارة الصحة العامة/14 حزيران/2021

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 45 إصابات جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي الى 542649 كما تم تسجيل3 حالات وفاة.

 

الأوروبي” يوصي بإعلان “حزب الله” بجناحيه إرهابياً

بيروت ـ”السياسة” /14 حزيران/2021

أوصى الاتحاد الأوروبي، في جلسته المنعقدة مطلع الأسبوع الجاري، بضرورة إعلان جميع الدول الأعضاء “حزب الله” بجناحيه، السياسي والعسكري كـ”منظمة إرهابية”، لكن القرار لايزال قيد المراجعة من جانب عدة دول تخشى استهدافه مصالحها من جانب القوات العسكرية لحزب الله في حال هذا الإعلان، وفقاً لتقرير موقع “ساوث فرونت”.  وذكر التقرير، أن بعض الدول الأوروبية تخشى استهداف مصالحها في الشرق الأوسط من جانب الجماعات التابعة للتنظيم، كما تخشى أيضا من تنفيذ عمليات انتقامية على أراضيها، وهو ما يدفعها للتأني والحذر بشأن أي خطوات في هذا الصدد، خاصة أن التنظيم عزز إمكانياته العسكرية خلال السنوات الماضية بشكل مثير للقلق. إلى ذلك، نفذت هيئة ممثلي الأسرى والمحررين، أمس، وقفة أمام المحكمة العسكرية، وذلك منعا للسماح بسفر “العميل” جعفر غصبوني من لبنان دون محاكمة، ورفضاً لعودة أي عميل إلى لبنان دون عقاب.

 

بيان صادر عن حزب حراس الارز – حركة القومية اللبنانية: لن يكتب لكم البقاء الا اذا كنتم اقوياء

14 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99743/%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

عندما انطلقت ثورة ١٧ تشرين المباركة تنادي برحيل المنظومة الحاكمة التي ملأت الدنيا فساداً وإفساداً، والتهمت خزينة الدولة وأموال المودعين ولم تبقِ حتى على فلس الأرملة، فأفقرت البلاد و جوّعت الناس… يومها عمدت هذه المنظومة المجرمة الى استخدام كافة أساليب القمع وكل فنون التنكيل للقضاد على هذه الثورة، فسقط عدد من الجرحى والشهداء، واقتُلعت العيون وامتلأت السجون بالمناضلين الشرفاء، وأسفرت المواجهة يومذاك بين الطرفين عن النتيجة التالية:

-المنظومة المجرمة حققت نصف نجاح حين تمكنت بأساليبها الشيطانية من تشتيت شمل الثوار واختراق صفوفهم وتفريقها، ما أدى إلى كبح جماح الثورة وضمورها وانكفائها، من دون ان تتمكن من القضاد عليها أو إطفاء شعلتها المتوقّدة في نفوس الثوار حتى الساعة.

_ الثورة حققت هي الأخرى نصف انتصار عندما هزّت عروش الطبقة الحاكمة برمّتها وزعزعت كيانها من دون التمكّن من الأطاحة بها، بينما مفاعيلها أدّت الي نزع الشرعيتيْن الداخلية والدولية عنها ما دفع بدول الغرب الى فرض عقوباتٍ قاتلة على بعض رموزها مع الوعد بتوسيع رقعة هذه العقوبات لتشمل غالبية أفراد هذه العصابة بعد أن صنّفتها في مرتبة الطبقة الأشد فساداً منذ مئتي سنة على هذا الكوكب.

اليوم، وبعد أن دخلت البلاد مرحلة الموت السريري، وراحت مؤسساتها تتحلّل تباعاً وتتفكّك، وبدأ العد العكسي للأرتطام الكبير بقعر “جهنم”… أصبح أمام الثوار خياراً من أثنين:

أما الأستسلام للقدر والأذعان للأمر الواقع والقبول بالمصير الكارثي المرتقب.

وأما العودة إلى ساحات الشرف افواجاًً متراصة في ثورةٍ طاحنة لا تتوقف حتى تقتلع تلك الجثث المحنّطة المتحكمة أبداً بخناقهم ومصائر أولادهم، وجرفها الى مزبلة التاريخ، واستبدالها بمنظومة نخبوية تعيد الحياة الي لبنان و تضعه على سكة الخلاص.

فيا ايها الثوار الأبطال، عليكم بالخيار الثاني، فلا تعوّلوا بعد اليوم على حلولٍ مستوردة او مبادرات غبيّة، بل على سواعدكم فقط وأصراركم على الانبعاث من حالة الذل والموت الى الحياة الحرة والكريمة.

ايها الثوار، لن يُكتب لكم البقاء الا اذا كنتم أقوياء، وانكم لكائنون.

لبيك لبنان.

قيادة الإعلام

ملاحظة: الصورة المرفقة هي في مكتب حزب حراس الأرز في مرحلة تأسيس القوات اللبنانية وتجمع من اليمين، كل من أبو أرز  وجورج عدوان والشيخ بشير وداني شمعون

 

دول الاتحاد الأوروبي تحت تهديد “الحزب”؟

 سكاي نيوز عربية/14 حزيران/20212

في جلسته المنعقدة مطلع الأسبوع الجاري، أوصى الاتحاد الأوروبي بضرورة إعلان جميع الدول الأعضاء “حزب الله” اللبناني بجناحيه، السياسي والعسكري كـ”منظمة إرهابية، لكن القرار لايزال قيد المراجعة من جانب عدة دول تخشى استهدافه مصالحها من جانب القوات العسكرية لحزب الله في حال هذا الإعلان”، حسمبا كشف تقرير لموقع “ساوث فرونت”. وذكر التقرير أن بعض الدول الأوروبية تخشى استهداف مصالحها في الشرق الأوسط من جانب الميليشيا التابعة للتنظيم، كما تخشى من تنفيذ عمليات انتقامية على أراضيها، وهو ما يدفعها للتأني والحذر بشأن أي خطوات في هذا الصدد، خاصة أن التنظيم عزز إمكاناته العسكرية خلال السنوات الماضية بشكل مثير للقلق. ووفق تقدير الموقع، فإن عدد المجندين في “حزب الله” تجاوز 65 ألف مقاتل، منهم 12 ألف مقاتل محترف، فيما يمتلك الحزب ترسانة ضخمة من الصواريخ يقدر عددها بنحو 50 إلى 120 ألف قطعة. ويصف رئيس المركز الأوروبي للاستخبارات ودراسات مكافحة الإرهاب جاسم محمد موقف حزب الله بـ”المعقد”، بعد أن تحول من كونه “حركة مقاومة” إلى “حرة مسلحة”، وخاصة بعد أن أعلنت دول أوروبية في مقدمتها ألمانيا حظر الحزب بجناحية السياسي والعسكري واعتباره منظمة إرهابية. وأشار محمد في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرج الجناح العسكري لحزب الله على قوائم الإرهاب بالفعل، لكن هناك تحركات حثيثة في الوقت الحالي لإدراجه على قوائم الإرهاب بجناحيه العسكري والسياسي. ورأى الخبير الأمني أن إعلان ألمانيا سوف يشجع دول أوروبية أخرى على اتخاذ الخطوة، وكذلك بريطانيا، مشيراً إلى أن الخطوة تعد سابقة تاريخية في السياسة الألمانية، أو خطوة غير تقليدية، من شأنها أن تنعكس على وجود حزب الله في ألمانيا وأنشطته في أوروبا. وتابع: “بدون شك الوضع القانوني الى حزب الله في ألمانيا سيختلف كثيرا، وسيخضع للمراقبة، وذلك سينعكس على جميع دول الاتحاد الأوروبي”. ووفق محمد تعد فرنسا المعارض الأبرز للتوصية الخاصة بإدراج الحزب بجناحيه على قوائم الإرهاب، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يصنف حاليًا “الجناح العسكري” لحزب الله على أنه جماعة إرهابية وليس الجناح السياسي. وقال: “صحيح أن حزب الله هو في الوقت نفسه أحد أكبر الأحزاب في البرلمان اللبناني، لكن الفصل بين جناحي الحزب السياسي والعسكري، مهمة صعبة وربما غير صائبة، وعلى الاتحاد ألأوروبي ان يضع مصلحة الشعب اللبناني أولا”. ومنتصف أيار الماضي، حظرت النمسا، نشاط حزب الله اللبناني واعتبرته منظمة إرهابية، بجناحيه السياسي والعسكري، متجاوزة في ذلك سياسة الاتحاد الأوروبي لحظر التي تكتفي بحظر الذراع العسكري فقط. وقال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ إن “هذه الخطوة تعكس واقع الجماعة نفسها التي لا تميز بين الذراع العسكرية والسياسية”. وفي كانون الثاني عام 2020، صنفت وزارة الخزانة البريطانية حزب الله بجميع أجنحتها جماعة إرهابية كما قررت تجميد أرصدتها، ولم تقف بريطانيا وحدها في خط المواجهة مع شبكات حزب الله في أوروبا، حيث اتخذت الداخلية الألمانية قرارا في أبريل الماضي، بحظر الحزب بجناحيه العسكري والسياسي. لكن هولندا تعد أول دولة أوروبية تحظر حزب الله، ففي عام 2004، أعلنت أمستردام حظر نشاطات حزب الله بالكامل على أراضيها، لتصبح أول دولة أوروبية تتخذ هذه القرار. ,اعتبر مركز مكافحة الإرهاب التابع للجيش الأميركي أن تصنيف الجناح العسكري لـ”حزب الله” منظمة إرهابية غير كاف، مشددا على ضرورة مقاطعة الدول الأوروبية للحزب بأكمله فضلا عن العقوبات المالية والدبلوماسية الموسعة.

ودعا المركز دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض عزلة دبلوماسية على إيران، وذلك بعد اعتقال الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي في ألمانيا بتهمة التخطيط لمهاجمة تجمع للمعارضين لنظام طهران في باريس.

 

لبنان بين البلدان الأكثر فشلاً في العالم!

سبوتنيك عربي/14 حزيران/20212

كشف مرصد الأزمة التابع للجامعة الأميركية في بيروت، عن أن خطر سقوط لبنان في مرتبة الدول الفاشلة بات واقعا، بعد تراجعه 36 مركزا على مدى 5 سنوات، ليصبح ترتيبه في عام 2021 بين الدول الـ 34 الأكثر فشلًا من أصل 179 دولة. وبحسب الدراسة، لبنان “يتعثر أكثر فأكثر في انهياراته بعد عام ونيف من التقهقر في القطاعات كافة وفي معظم نواحي حياة الناس”. وتراجع لبنان 6 مراكز في الترتيب العالمي بين عامي 2020 و2021، حيث بلغ تراجعه خلال خمس سنوات 36 مركزا ليصبح ترتيبه في عام 2021 بين الـ 34 دولة الأكثر فشلا من أصل 179 دولة يشملها التصنيف (تحتل اليمن أعلى تصنيف بين الدول الفاشلة، فيما تعد فنلندا بينها الأقل فشلا). وأشارت الدراسة إلى أن “لبنان انضم إلى الدول العربية والدول النامية المعرضة للتفكك بسبب الحروب والصراعات الحادة -كاليمن والصومال وسوريا وليبيا والعراق وتشاد وأفغانستان والكونغو- أو تلك التي تعاني أزمات اقتصادية عميقة وأزمات حكم شديدة، كفنزويلا وزيمبابوي وباكستان وكوريا الشمالية”. وشملت الدراسة 12 مؤشرا في لبنان أبرزها: الخطر الأمني والعنف السياسي، انقسام النخب والجماعات السياسية، الانحدار الاقتصادي، فقدان مشروعية الدولة، ازدياد التدخلات الخارجية، تراجع اوضاع حقوق الإنسان وحكم القانون، النزوح والتهجير، ولاسيَّما بعد انفجار مرفأ بيروت.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 14/6/2021

وطنية/الإثنين 14 حزيران 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

انها مشاهد الإذلال اليومية تتكرر فطوابير السيارات أمام المحطات على مد عينك والنظر ولا حل جديا للازمة على رغم توزيع كميات من المحروقات، الا ان التهريب على حاله ولا رادع لكارتيلات الشركات، والدواء مازال مفقودا في الصيدليات، وأزمات المستشفيات الى تفاقم، على رغم المداهمات التي وان افرجت عن المستلزمات المخزنة الا ان اسعارها ستكون وفق سعر الدولار الجنوني الذي يواصل تحليقه الصاروخي متجاوزا عتبة الخمسة عشر الف وخمسمئة ليرة ولا منصة تلجمه،انه الانهيار الكبير والسريع.

يصح فيه القول انهيار اقتصادي ليس عجزا في الفلوس، لكنه فائضا في اللصوص، ومع كل هذه المآسي التي يعيشيها اللبنانيون الذين باتوا يواجهون الجوع والمرض ألا يستحق لبنان تنازلا من هذا الطرف أو ذاك؟ فتشكل حكومة تعمل على انقاذ البلاد والعباد من مصير مأساوي؟

وفي جديد المعلومات على ضفة التشكيل الحكومي يتوقع ان تتبلور الصورة غدا ويتظهر الخيط الابيض من الاسود،اذ ترددت معلومات عن زيارة سيقوم بها الرئيس الحريري قبل ظهر غد الى عين التينة وفي ضوء هذا الاجتماع بالرئيس بري يتحدد موقف الرئيس المكلف من الاعتذار او يستمر في التكليف.

في وقت تعمل خلية الازمة في الاليزيه في اتصالاتها مع عين التينه وبيت الوسط والبياضة وبكركي على مواكبة المشاورات الداخلية لدفع مبادرة الرئيس بري قدما وفرملة اعتذار الحريري.

في مجال آخر ملف ترسيم الحدود البحرية الى الواجهة من جديد فقد حط الوسيط الأميركي جون دوروشيه اليوم في بيروت وقد ابلغه رئيس الجمهورية رغبة لبنان في استمرار المفاوضات غير المباشرة بهدف الوصول الى تفاهم في شأن ترسيم الحدود البحرية طالبا منه ان يمارس دوره للدفع نحو مفاوضات عادلة ونزيهة.

البداية من لهيب ارتفاع الدولار الذي قد يصل الى مستويات جنونية وفق الخبير المصرفي بهيج الخطيب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

لا عزاء لمن يمعن في ضرب القواعد الدستورية عبر محاولة خلق أعراف جديدة تمس أسس التوازنات الوطنية والمرتكزات التي أرساها إتفاق الطائف بعد تغليفها بالشعارات والمزايدات الشعبوية الفارغة والبيانات والتسريبات الإعلامية التافهة التي لا يمكن أن تبني بلدا ولا تضبط سوقا سوداء ولا توفر حبة دواء او تنكة بنزين او علبة حليب للناس الموجوعة.

لا عزاء لهؤلاء لأن مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري مستمرة ومبادرته باقية ولا خيار سواها في نسختها الثالثة للحل وهي تحظى بموافقة عربية واقليمية ودولية وغربية مهما زادوا في طغيانهم يعمهون...

لا عزاء لهم لان الرئيس بري حريص جدا على احترام الدستور وتطبيقه ولن يسمح باستهدافه او تجاوزه او خرقه تحت أي مسميات

لا عزاء بل إعتذار منهم كونهم الساعين بخفة إلى دفع الرئيس سعد الحريري الى الاعتذار... وكأن مسألة تغيير الرئيس المكلف بالبساطة التي يظنون... لا يا سادة هي أكثر تعقيدا مما تفترضون كونها تشرع الباب أمام المزيد من التعقيدات، وتفتح الوضع الداخلي على جملة أسئلة إختصرها رئيس مجلس النواب نبيه بري متسائلا: من هو البديل عنه؟ هل لديهم بديل مقنع وحقيقي قادر على مواجهة تداعيات الازمة الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الانهيار؟.

وانطلاقا من هذه المخاطر حذر المكتب السياسي لحركة امل من النتائج الكارثية لتعطيل مبادرة لبنان التي بناها الرئيس بري على ركائز المبادرة الفرنسية لتكون بوابة حكومة إصلاح تنقذ البلد وتضعه على سكة الخروج من أزماته.

وإلى حين ان يتحرر ملف التأليف من العصي التي توضع في دواليبه تحرك الأسرى المحررون امام المحكمة العسكرية، واصدروا حكما مبرما بمنع سفر العميل جعفر غضبوني من لبنان من دون محاكمة ورفضا لعودة اي عميل الى لبنان من دون عقاب فجرم خيانة الوطن لا يمكن أن يسقط بتقادم الزمن.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

انها ازمة الثقة التي تتقاطع عندها كل ازمات اللبنانيين.

فالبنزين في طريقه الى محطات التوزيع، لكن الطوابير على حالها، لا لشيء الا لعدم ثقة المواطن لا بالحديث عن عدالة التوزيع ولا عن الكميات الموزعة.

والدواء موجود ويكفي لاشهر كما تؤكد لوائح وزارة الصحة، الا ان لوائح المحتكرين جعلته حبيس المخازن ومنعته عن مستحقيه، ما جعل اللبناني غير واثق بتأمين دوائه ممن جعلوا المريض سلعة، فاستحقوا لقب تجار الارواح والدواء.

والدولار باثني عشر الف ليرة بحسب منصة مصرف لبنان، التي لا يثق بها المواطن ولا اصحاب المصارف والصرافون، الذين يشترون الدولار من السوق السوداء بما يفوق الخمسة عشر الف ليرة...

اما اصعب ازمات الثقة فهي تلك التي بين السياسيين، التي تضع اللبنانيين على مفترق تاريخي ولا من يقدر خطورة المرحلة.

لا جديد سوى ان اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن تأليف الحكومة مؤجل الآن، وهو لن يصيب مبادرة الرئيس نبيه بري بخطوة كهذه، طالما ان الرئيس بري متمسك بها حتى الرمق الاخير.

اما على خط "حزب الله" فمخطئ من يظن ان تمسكه الدائم بالمبادرات يعطي المعنيين المباشرين بعملية التشكيل مزيدا من الوقت، فالمسارعة لتشكيل الحكومة وتلبية الاحتياجات الضرورية امر ملح بحسب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، الذي دعا الى حل الازمة التي هي اكبر بكثير من اي فكرة طائفية او سياسية او شخصية خاصة. فيما حذر المكتب السياسي لحركة امل من النتائج الكارثية لتعطيل مبادرة الرئيس نبيه بري، واضاعة الوقت والفرص، وتجاهل صرخات الناس وآلامهم، وضرب القواعد الدستورية التي ارساها اتفاق الطائف..

في فلسطين المحتلة ما ارسته معادلة سيف القدس لا يمكن للعدو التلاعب به، فبيان فصائل المقاومة الفلسطينية واضح من ان اي استفزاز صهيوني عبر مسيرة الاعلام التي تنوي استباحة القدس سيضع التهدئة على المحك، لان الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يسكتوا، ولن يرفعوا الاعلام البيضاء لمسيرة الاعلام التي ينوي ان ينظمها المتطرفون الصهاينة غدا...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

سرعة انهيار.. وتريث في الاعتذار وعلى صورة بلاد تشبه محطة بنزين قابلة للاشتعال، تدور محركات التأليف الثالثة للرئيس نبيه بري، الذي كان أقرب إلى خيار الأميركيين مع مخايل الضاهر في الثمانينات لكن بتغيير الاسم والمنصب: سعد الحريري أو الفوضى ورئيس المجلس في سلسلة مواقف صحافية مكتوبة ومرئية، أعرب عن انزعاجه الشديد من الأوضاع الراهنة، ووصف استمرار حال التردي بأنه سيؤدي إلى خراب كبير لا تحمد عقباه.

وسع رئيس المجلس "بيكار" الرافضين اعتذار الحريري، قائلا: "عليهم أن يقنعوني بالبديل، ويقنعوا أيضا نصرالله والمجلس الشرعي الإسلامي والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وجنبلاط وفرنجية والفرزلي وعليهم أيضا إقناع الفقراء و"المعترين" أم إن الجرة لا تسمع صرخة العطشان" "والفاخوري المحرك" لعجلات التأليف وضع الرئيس المكلف أمام "كومة حنان سياسي" يضاف إلى جرة اللبن...

وبات على الحريري بموجب هذه الأسلاك الإيجابية أن يبادر إلى تقديم تشكيلة الأربعة والعشرين وزيرا وأن يزور بعبدا لمناقشتها مع رئيس الجمهورية، فإذا رفضها في الجولة التاسعة عشرة يرفع الحريري عنه "الكلفة" ويصبح في حل من الاتهام بالتعطيل أما اللجوء إلى الاعتذار وبعد ثمانية أشهر من الذهاب والإياب في الداخل والخارج.. فإنه أقرب إلى الاستسلام والتسليم بحكم الفراغ المؤبد بإدارة رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر وكما التكليف كان بالتشاور...

فإن الاعتذار أيضا يستدعي جولات من الأفق مع كل من باريس أولا والقاهرة وموسكو وأبو ظبي.. وصولا إلى عين التينة التي تخوض معركته اليوم بكل أنواع الأسلحة التقليدية السياسية والسلاح بالقوس والنشاب السياسي إذا سقط.. سيكون بديله استبداد مكرر لن ينتهي بنهاية العهد ليس لأن الطائفة السنية الكريمة لا تحتكم إلى أسماء ومرشحين مؤهلين للمنصب بل لأن من استأثر بوضع الشروط والمعايير وفرض على سعد الحريري تعبئة الخانات وطوقه بالأعمدة البهلوانية.

سوف يكرر شروطه وشروره على أي رئيس يكلف لاحقا ولن يكون غافلا على أحد أن رئيس المجلس يعمل لدنياه كأنه باق أبدا.. وأن حزب الله يحاول ترويض جبران باسيل لكنه مقتنع بمطالبه ويقف عند خاطره.. وأن كلا من الشخصيات الواردة في احتضان الحريري إنما تحصن مواقعها من خلف حصونه وعلى تخوم البيادق السياسية.. "كش ملك" برأسين جمهوريين سياميين قبضا على المؤسسات وألغيا مفاعيلها بمراسيم أصبحت طائرة من فوق القصر الجمهوري يوميا على أن مرسوما واحدا يحسب للجمهوري.. ليصبح العناد مفيدا في قضايا الصراع مع العدو إذ ان زيارة الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم لحدود البحرية جون دوروشيه جددت الحديث عن استئناف التفاوض مع اسرائيل فاكد الرئيس ميشال عون للضيف المستطلع الاميركي ان لبنان يرفض حصر التفاوض بمساحة الثمانمئة وستين كلم مربع اي الاتلزام بخط هوف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

الأولوية لتشكيل الحكومة. أما الاعتذار، فخيار لا ينبغي أن يكون مستبعدا في حال استمرار الفشل، منعا لإبقاء البلاد والعباد أسرى دوامة التعطيل التي تبحث لنفسها عند كل محطة عن ذريعة جديدة.

فبعد إزالة لغم الثلث المعطل، صارت الثقة هي العنوان. وكأن المطلوب "تغطيس" التيار الوطني الحر في ما لا يريد، بعدما أعلن منذ اليوم الأول عدم رغبته في المشاركة في الحكومة، داعما لما يراه رئيس الجمهورية مناسبا في هذا الشأن. "وكأنهم يريدوننا أن نشارك بالقوة في حكومة لسنا مقتنعين بإمكان نجاحها"، يصف مصدر معني بمفاوضات التأليف المشهد على مسار التأليف، "أما الباقي فتفاصيل.

وإلى جانب مسألة الثقة "يللي عملو منها قضية" يتابع المصدر، ثمة معضلة دائمة تتعلق بالنظرة الجديدة لرئيس الحكومة المكلف حول طريقة التشكيل. فحتى أمس القريب، لا يزال فريقه يبلغ أكثر من طرف، ومنهم الفرنسيون، أن دور رئيس البلاد يقتصر على الموافقة أو الرفض على أي تشكيلة تطرح، من دون أن يكون شريكا كاملا في عملية التشكيل، حيث أن الحكومة وفق الدستور، تشكل بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وإذا قبلنا بغير المنطق الدستوري الواضح، والذي يعبر عن أبرز صلاحية أبقيت في يد رئيس الدولة بعد اتفاق الطائف، فعلى لبنان وصيغة المناصفة والشراكة الوطنية السلام.

وإلى جانب ما تقدم، تبقى المثالثة المقنعة التي تسللت إلى عملية تشكيل الحكومة من باب شعار "الثلاث ثمانات" إشكالية مطروحة. فإذا كان المقصود ألا ثلث معطلا لأحد، "فأهلا وسهلا بالثمانات الثلاث"، يتابع المصدر. "أما إذا كان الهدف الإيحاء وكأن التوزيع السياسي في البلاد بات يقوم على ثلاثية معينة، بدل ثنائية التناصف الميثاقي، ففي الأمر ما يطرح أكثر من علامة استفهام، خصوصا في ضوء "النقزة" الشعبية الكبيرة، التي أدت إليها تصريحات اليومين الماضيين، حيث عادت الذاكرة مجددا إلى عام 2005 بتحالفه الرباعي الشهير، الذي دفع اللبنانيون بكل طوائفهم ومذاهبهم ثمنا كبيرا بسببه، ولا يجب أن يدفعوه من جديد.

أما في الشأن المعيشي، فالمسؤولية في انتظار التكليف على عاتق حكومة تصريف الأعمال ومجلس النواب، والمطلوب من الإثنين أن يفعلا عملهما على المستويين التنفيذي والتشريعي، وخصوصا ما يتعلق بترشيد الدعم واقرار بطاقة التمويل، عوض التلهي بالمزايدات من جهة، ومحاولة التنصل من مسؤولية السنوات الثلاثين العجاف من جهة أخرى.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

في الماضي، أيام البحبوحة، "كانوا يعملوا دعاية للبنزين"... أحد الإعلانات كان يقول: برصاص أو بلا رصاص؟ ويأتي الجواب: بلا رصاص أحسنلك".

اليوم في الإمكان التذكير بهذا الإعلان، ولكن ليس بسبب نوعية البنزين بل لأن بعض المحطات تشهد إطلاق رصاص على أفضلية التعبئة... إشكالات فصراخ وصولا إلى إطلاق الرصاص... هذه الحال الهستيرية يرجح ان تتضاعف مع ازدياد الانتظارات أمام المحطات.

لكن على رغم الرصاص، فالجواب: فالج لا تعالج، فلبنان وسوريا "شعب واحد في صهريجين": صهريج للبنان وصهريج لسوريا، على قاعدة: كونوا إخوة واقسموا قسمة الحق... فعلى رغم كل الأصوات المرتفعة، وعلى رغم كل الإذلال الذي يتعرض له الشعب اللبناني، مازال التهريب إلى سوريا شغالا من حساب المودع اللبناني، فيما بطولات الوعود بأن التهريب سيتوقف أو سينحسر، تذهب سدى، فالتهريب سيستمر حتى آخر دولار من آخر اعتماد سيفتح من أموال اللبنانيين، ومن يجرؤ على الكلام خصوصا إذا كان التهريب إلى سوريا جزء من مقاومة حزب الله في سوريا؟ وطالما أن "منصة التهريب" ستبقى قائمة وشغالة فإن منصة الدولار ستبقى متعثرة، فالدولارات للتهريب وليس لأي شيء آخر.

هل من مخرج من هذه المعضلة؟

في معلومات خاصة بال "ال بي سي آي" أن شركات استيراد المحروقات تدرس مع وزارة الطاقة تسعيرتين: تسعيرة ال 98 أوكتان غير مدعوم، وتسعيرة ال 95 أوكتان مدعوم، وهكذا يكون الدعم قد خف كما ان الزحمة تتراجع، ولكن يبقى السؤال: هل ستتم الموافقة على هذا المقترح؟ في حال تمت الموافقة، كيف بالإمكان مراقبته؟

في مطلق الأحوال، يبدو ان المواطن سيبقى حقل اختبار لمقترحات وحلول ليست سوى ترقيع علما أن الخطوة الأولى للمعالجات هي سياسية وليست تقنية، أي بتشكيل حكومة جديدة، وهذا المطلب مازال صعبا إلى درجة الإستحالة، حتى إشعار آخر.

البداية من أزمة المحروقات على المحطات والتي لا تمر من دون رصاص ، لا من الخراطيم بل من الأسلحة .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

ورقة الاعتذار طويت موقتا، فاعيد خلط الاوراق السياسية من جديد. رئيس الحكومة المكلف، وللمرة الثانية على التوالي، يحجم في اللحظة الاخيرة عن اتخاذ القرار الصعب، وذلك تحت ضغط عاملين: حالة الاستنهاض السنية التي استطاع تأمينها حول شخصه، والدعم العلني غير المسبوق الذي يقدمه له الرئيس نبيه بري.

لكن دعم بري سلاح ذو حدين. اذ بات من شبه المؤكد ان رئيس مجلس النواب، وبعد كل ما حصل، لم يعد قادرا على لعب دور الوسيط لأنه اظهر انحيازه الى جانب الرئيس سعد الحريري، حتى صارا في خندق واحد ضد فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر.

من هنا ورغم كل الكلام عن استمرار بري في مبادرته، فإن الوقائع تكذب ذلك، وجل ما في الامر ان بري والحريري يسعيان إِلى كسب الوقت في سبيل تسجيل هدف جديد في مرمى بعبدا والبياضة عبر التسويق لتشكيلة جديدة يقدمها الحريري الى رئيس الجمهورية. فاما ان يقبل بها الاخير وهذا امر مستبعد، واما ان يرفضها فيعلن عندها الحريري اعتذاره راميا المسؤولية على عون وفريقه ليبدأ عندها فصل جديد من المعركة المفتوحة بين فريقين وتوجهين.

هذا داخليا. اما خارجيا فانتظار لموعد له اهمية الاستحقاق. ففي الرابع والعشرين من الجاري تنعقد في بروكسيل القمة الاوروبية التي تبحث في الازمة اللبنانية، انطلاقا من تقرير ستقدمه فرنسا. وتسبق القمة زيارة يقوم بها المفوض السامي للسياسة الاوروبية الخارجية جوزف بوريل Borel بهدف تكوين مقاربة اوروبية لما يحصل. فهل تنتج من القمة المنتظرة مبادرة ما،ام ان لبنان سيبقى وحيدا في مواجهة مصيره، مع منظومة تحلل كل شيء لنفسها، ولا تبالي الا بمصالحها ومحاصصاتها؟

والدليل انه فيما كان الدولار يواصل تحليقه ليبلغ 15 الفا و500 ليرة للدولار الواحد، كان الرئيس بري يتحدث عن مبادرته في نسختها الثالثة محذرا من خراب كبير لا تحمد عقباه. فكم مرة سمعنا مسؤولين يحذرون وينبهون؟ واذا كان دور المسؤولين التحذير والتنبيه، فماذا على الناس العاديين ان يفعلوا؟ وهل مطلوب منهم ان يتحولوا اصحاب قرار وان ينقذوا هم الوطن؟ حقا انه وطن العجائب والغرائب ، وبلد الادوار المقلوبة!

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 14 حزيران 2021

وطنية/الإثنين 14 حزيران 2021

صحيفة البناء

ـ خفايا

قال مصدر سياسي على صلة بالملف الحكومي إنه بعد الاجتماع الذي عُقد في دار الفتوى وحضره المجلس ‏الشرعي وخطباء الجمعة تكرّس عرف جديد يقدّم بموجبه الرئيس المكلف تقريره للمجلس الطائفيّ بدلاً من مجلس ‏النواب. وينال ثقتهم قبل التقدّم بحكومته لنيل الثقة النيابية وبذلك صارت شروط أي تكليف برئاسة الحكومة مقيّدة ‏بنيل هذه الثقة.

ـ كواليس

اعتبر دبلوماسي مخضرم أن نهاية عهد بنيامين نتنياهو في قيادة كيان الاحتلال تعلن نهاية مرحلة الاستقلال ‏وانتقال الكيان الى عهد الوصاية الأميركيّة بعدما فشل نتنياهو بتثبيت معادلة الردع في حرب سيف القدس، وبذلك ‏سقط آخر هامش للمناورة الذي كان يمتلكه الكيان كحليف لواشنطن.

صحيفة الجمهورية

ـ أكد نائب من فريق السلطة أنه إذا ألفت حكومة كحكومة دياب في حال اعتذر الحريري لن يدخل دولار واحد إلى ‏البلد.

ـ مرجع كبير بدأ بإجراء عملية تقويم العلاقة مع حزب حليف في ضوء التطورات الأخيرة المتصلة بتشكيل ‏الحكومة.

ـ يحمّل مسؤول كبير حزبا مثيرا للجدل بأنه يحتبىء خلف فريق حليف له في تعطيل تأليف حكومة إنقاذي.

صحيفة اللواء

ـ يعتبر رئيس حكومة سابق أن بيان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى قطع الطريق على إمكانية تكليف أية ‏شخصية جديدة التأليف الحكومة في حال أقدم الرئيس الحريري على الاعتذار!

- طلب أحد المفاوضين من الثنائي الشيعي من مرجعيته إعفائه من الإستمرار في التفاوض مع النائب جبران باسيل ‏بعد وصول الجولة الأخيرة إلى طريق مسدود بسبب معاندة رئيس التيار الوطني الحر!

ـ رغم احتدام أزمات المحروقات والأدوية والمعدات الطبية ما زالت عمليات التهريب ناشطة على أكثر من معبر ‏حدودي فضلا عن الشحنات الجوية إلى بلدان أفريقية!

صحيفة النهار

ـ يُنقل أنّ عاصمة عربية كبرى تضطلع بدور بارز في الملف اللبناني بعيداً من الأضواء وتدعم مرجعية سياسية ‏وتسوّق لها عربياً ودولياً.

ـ تستغرب جهات نيابية كيف ان الدولة اللبنانية تشتري مشتقات نفطية من شركة موضوعة في خانة الاتهام وقد ‏ختمت مكاتبها بالشمع الاحمر.

ـ قال مستشار حكومي ووزير سابق انه لو عرض عليه اي منصب وزاري او نيابي لاعتذر فوراً بعدما لم تعد ‏المناصب لا شرفاً ولا ترفاً.

صحيفة نداء الوطن

ـ إرتابت أوساط القطاع الصحي من استثناء وزير الصحة في مداهماته المستودع الرئيس التابع لنقيب الصيادلة، ‏والذي يُقال إنه يمتنع عن تسليم الأدوية وحليب الأطفال من بداية الأزمة.

ـ أخفى التفتيش المركزي تقارير وردته حول مخالفات إدارية ومالية في ملفات الدعم المتعلقة بالمواد الغذائية ‏والمدخلات الزراعية والأعلاف.

ـ قالت مصادر متابعة أن خبر تهريب جبران باسيل مبلغ 55 مليون دولار الذي نشره موقع "النشرة" صحيح، ‏وإن مصدره شخصية نيابية بارزة تولّت مسؤوليات مالية لفترة طويلة. ولاحظت هذه المصادر ان باسيل طلب ‏تقديم أدلة وإثباتات، ولم يُلوِّح برفع دعوى على الموقع.

صحيفة الأنباء

*محاولات الوزير‎ ‎

لم تصل كل الاتصالات الجارية حيال ملف حيوي الى نتيجة رغم محاولات الوزير المعني بأكثر من اتجاه.

*غياب التعليق

سُجّل غياب أي رد أو تعليق على حديث مباشر وواضح وجّهه مرجع غير سياسي الى مسؤول رسمي.

صحيفة الأخبار

بعد الاعتراض الحاسم من سكان منطقة جنوبيّ الليطاني، وبعد تبلّغه موقفاً واضحاً من الجيش اللبناني برفض ‏مشروع كاميرات المراقبة، بعث قائد قوات اليونيفيل الجنرال ستيفانو ديل كول، بكتاب إلى الأمم المتحدة، يبلغها ‏فيه بصعوبة تنفيذ المشروع. وكانت القوات الدولية قد بدأت التحضير لتركيب كاميرات مراقبة ذات تقنيات متطورة ‏في منطقة انتشارها، تغطي بها الثغرات في كاميرات المراقبة العائدة للعدو الإسرائيلي، وهو ما عُدّ محاولة من ‏اليونيفيل لمساندة العدوّ استخبارياً. وتصدّى الأهالي لهذا المشروع، بما أدى إلى إفشاله..

قرر المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء عماد عثمان، وقف التغطية الصحية وكلّ التقديمات لعائلات العسكريين ‏الذين يفرّون من الخدمة. ويُعدّ هذا الإجراء عقوبة جماعية لعائلات أفراد يطالب معظمهم بقبول "تسريحهم" من ‏الخدمة قانونياً بعد قضائهم السنوات المنصوص عليها لتقديم طلبات التسريح، إلا أن المديرية ترفض قبول "تقاعدهم" ‏المبكر، بذريعة خفض النفقات. ويزيد هذا القرار من تبعات الأزمة الاقتصادية التي يعانيها عموم سكان لبنان، وإن ‏بدرجات متفاوتة، علماً بأن عائلات العسكريين باتت تصنّف من الأكثر فقراً، نتيجة انهيار قيمة الرواتب، ربطاً بانهيار ‏سعر صرف العملة الوطنية في مقابل الدولار

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مهلة نصرالله “المفتوحة” سقطت: “يا أبيض يا أسود”!

نداء الوطن/14 حزيران/20212

“هناك من يمنع تشكيل الحكومة ويريد أن يقفل البلد ويتسلّم مفاتيحه”… رسالة واضحة من البطريرك الماروني بشارة الراعي كادت أن تسمي الأشياء بأسمائها لجهة اتهام الشريحة الأكبر من اللبنانيين “حزب الله” بأنه “المايسترو” الأساس لعرقلة التأليف من خلف “بارافان” العهد العوني وتياره. وبهذا المعنى جاء تصويب الراعي أمس على “سياسة الشعب المحروق” التي ينتهجها أهل الحكم “الغارقون في لعبة جهنمية”، وربطه المباشر بين “قهر وإذلال” اللبنانيين وبين “لعبة المحاور الإقليمية التي قضت على علاقات لبنان العربية والدولية وضربت سمعته”، ليضع بذلك الإصبع على مكمن الاستنزاف الحقيقي للدولة ومقدراتها، بعد اتساع رقعة القناعة الوطنية بكون “حزب الله” هو من يقف خلف إجهاض الحلول وترسيخ الانهيار الشامل على أرضية الجمهورية الثانية، توصلاً إلى غرس “اللبنة الأولى” على أنقاضها لمشروع “المؤتمر التأسيسي” الرامي إلى إقامة جمهورية ثالثة تتسلم فيها الدويلة القائمة مقاليد الدولة القادمة.

وليس بعيداً عن هذه القناعة، تُدرج أوساط مواكبة للملف الحكومي رفض الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة تقييد عملية تأليف الحكومة بسقف زمني محدد وتشديده على وجوب ابقاء المهلة “مفتوحة” أمام محاولة إنجاح مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في خانة السعي إلى “إتاحة أوسع مجال ممكن أمام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل للاستمرار في سياسة التصدي لمحاولات التأليف”. غير أنّ كلام نصرالله هذا، بحسب الأوساط نفسها، أدى إلى “رد فعل عكسي” لدى كل من عين التينة وبيت الوسط، سرعان ما أسفر عن إسقاط مناورة “المهل المفتوحة”، تحت وطأة مسارعة بري إلى شنّ هجمة سياسية وإعلامية مرتدّة ضد العهد وتياره، وإدارة الرئيس المكلف سعد الحريري محركات “الاعتذار” فارضاً بذلك مهلة زمنية محددة لا تتجاوز أيام هذا الأسبوع ليحسم “حزب الله” خياره “يا أسود يا أبيض” من عملية التأليف. وعلى هذا الأساس، رأت المصادر أنّ الأسبوع الجاري سيكون بمثابة “المحطة المفصلية” لمبادرة بري ولتكليف الحريري على حدّ سواء، لا سيما وأنّ “خيط الاعتذار بات مرتبطاً عضوياً بانتهاء هذه المبادرة وإعلان فشلها”، موضحةً أنّ “الرئيس المكلف يبدو في مجالسه مقتنعاً بعدم جدوى الرهان على إحداث أي تغيير في ذهنية التعطيل المستحكمة بأداء عون وباسيل”، ومن هذا المنطلق كثف مشاوراته مع المجلس الشرعي الأعلى ورؤساء الحكومات السابقين لوضعهم في أجواء خياراته ورسم معالم خطواته اللاحقة.

 

ولادة الحكومة هذا الأسبوع؟

 الجمهورية/14 حزيران/20212

للمرة الأولى منذ تكليف الرئيس سعد الحريري يتقدّم خيار الاعتذار على خيار الاستمرار في التكليف، وبدأ النقاش الجدّي في إيجابيات كل من الخيارين وسلبياته، خصوصاً مع وصول معظم المعنيين إلى إقتناع بأنّ العهد يفضِّل استمرار الفراغ مع حكومة تصريف الأعمال على تأليف حكومة مع الحريري، وكل العِقد القديمة والمُحدَثة تؤكّد ان لا رغبة في تأليف حكومة، وانّ الرئيس المكلّف أمام خيارين: الاستمرار في التكليف على رغم ضغط الوضع المالي والشعبي والسياسي والمرشّح إلى التصاعد مع تفاقم الأزمة المالية، او الاعتذار وترك العهد يتخبّط بأزمته ويتحمّل مسؤولياته، لأنّه حاول الخروج من هذه الأزمة من خلال الحكومة المستقيلة وفشل، واي محاولة جديدة لن تختلف عن سابقاتها. ولكن، في مقابل هذين الخيارين، سادت امس معطيات عن احتمال انكشاح العراقيل، بما يؤدي الى ولادة الحكومة هذا الاسبوع. وذلك في ضوء اتصالات ومشاورات ناشطة يجريها رئيس مجلس النواب نبيه بري في كل الاتجاهات.

 

تأجيل خطوة الحريري الحاسمة!

الجمهورية/14 حزيران/20212

أشارت مصادر مطلعة، إلى أنه على مسافة أيام قليلة من الحديث عن إمكان اعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري، فرملت أحداث ليل الجمعة ـ السبت ويوم السبت الخطوة من دون ان تلغيها. وأضافت: فبعد تمني الرئيس نبيه بري بداية ليل الجمعة على الحريري تأجيل خطوته الحاسمة لثلاثة ايام، تلاحقت المواقف التي تناغمت مع هذه الرغبة من دون اي تنسيق مسبق. وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»، انّ ما شهده اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وحضور الحريري، شكّل محطة إضافية لدعوة الحريري الى التريث في خطوة اعتذاره قبل الإعلان عن انتهاء مبادرة بري. فبعد ساعة ونصف الساعة على المناقشات التي تلت مداخلة الحريري، الذي استهل بها اللقاء بعد كلمة للمفتي دريان وشرحه للظروف التي املت مشاركة الحريري فيه شخصياً، انتهت الى فرملة خطوات الرئيس المكلّف من دون ان تلغيها نهائياً، وهو ما تجدّد في اللقاء الذي جمعه في «بيت الوسط» بعد ظهر اليوم عينه مع رؤساء الحكومات السابقين.

 

أزمة الأدوية… اللبنانيون مهددون بالموت!

إذاعة صوت كل لبنان/14 حزيران/20212

رأى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أن الأوضاع الطبية أصبحت لا تحتمل، واليوم هو الفرصة الأخيرة للإفراج عن الأدوية الموجودة في المستودعات لدى المستوردين والتي تكفي حاجة السوق بما يقارب السبعين بالمئة. وشدد عراجي على ضرورة “إيجاد حل للدواء والمستلزمات الطبية، لأنها تهدد حياة الآلاف وتضعهم أمام خطر تدهور حالتهم الصحية أو الموت”. كما لفت، في حديث لـ”صوت كل لبنان”، الى أننا “في حال تعبئة عامة وعلى وزارة الصحة أن تجري كشفا واحصاء على كل هذه المستودعات وتتخذ اللجنة الوزارية قرارها وتفرج عن هذه الأدوية، على أن تحفظ الدولة حق المستوردين بهذه الموجودات وتجد بعد ذلك حلا لها مع حاكم مصرف لبنان”.

 

لا حكومة حتى نهاية العهد؟

إذاعة صوت كل لبنان/14 حزيران/20212

أكد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش أن “الحكومة الوحيدة التي يمكن السير بها هي التي تخلو من أي ثلث معطل”، لافتا الى أن “اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري ستكون نتائجه كارثية وعندها إمكان عدم تشكيل حكومة حتى نهاية العهد ستكون الفرضية المرجحة”. وأشار علوش في حديث الى “صوت كل لبنان” الى أن “قرار الاعتذار من قبل الحريري كان متخذا الأسبوع الماضي، إلا أن الموقف الواضح من اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ووزراء الحكومات السابقين وقاعدة تيار المستقبل أكد على عدم الاعتذار، كما أن الرئيس نبيه بري مصرّ على استمرار المبادرة للوصول الى نتيجة”.

 

بعد فترة من الصمت..المفتي قباني يحذّر من حدث خطير!

مواقع ألكترونية/14 حزيران/20212

اعتبر المفتي الشيخ محمد رشيد قباني، أن أي «رئيس مكلّف بتشكيل حكومة قد أعطاه الدستور الحق بالاعتذار عن التكليف، ولكن لا يجوز له أن يعتذر نتيجة دفعه للقيام بذلك عبر الرفض المستمر للتشكيلات، ما يجعل من رئيس الجمهورية مشرعاً يبتدع لنفسه حقاً لم يمنحه إياه الدستور، وهو رفض الاسم المكلف للتشكيل».وفي بيان له، رأى قباني أنه «لا بد وللمسؤولية التاريخية من التذكير والتحذير من حدث خطير يمسّ بالدستور اللبناني والنظام العام الذي أقرّه اتفاق الطائف وشكّل ما يُعرف بالجمهورية الثانية في لبنان»، مشيراً إلى أن هذا «الحدث» هو «محاولة حمل أي رئيس مكلّف على الاعتذار عن تشكيل الحكومة نتيجة وضع الحواجز في طريقه لتعجيزه عن التشكيل لحمله على الاعتذار عن تشكيلها».

 

بري في خندق الحريري: معادلة حكومية جديدة تجبر العهد على التنازل؟

المركزية/14 حزيران/20212

لم تعد المعطيات السياسية التي كانت قائمة الاسبوع الماضي تصلح للاستخدام اليوم. فالتطورات التي حملها "الويك اند" حكوميا، فرزت واقعا "تشكيليا" جديدا، من دون ان يعني ذلك بالضرورة، انها ستقود الى ولادة حكومية. بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة، فإن ما بعد اجتماع المجلس الشرعي الاعلى السبت الماضي، بحضور الرئيس المكلف سعد الحريري، ليس كما قبله. فالطائفة السنية بايعت الحريري والتفّت حوله، مكرّسة اياه المرشح الاول والاخير لرئاسة الحكومة. مقررات "المجلس" لم تقل ذلك بالمباشر، الا ان محادثات الحضور البعيدة من الاضواء، وشكلَ الاجتماع، أكدا ان لا بديل من الحريري سنّيا وان اي شخصية اخرى قد يطرحها ايُ فريق آخر لتولّي مهمة التشكيل، لن تحظى بالغطاء السني وستكون شبيهة بحسان دياب غداة تكليفه. التحلّق الروحي حول الحريري، استُتبع بدعم سياسي ايضا، اعطاه اياه رؤساء الحكومات السابقون الذين التقاهم الرئيس المكلّف السبت ايضا. بعد الامر الواقع هذا- وهو ليس بجديد بل اكتسب اهميته هذه المرة لانه اتى في ظل الدفع المستمر الذي يمارسه العهد على الحريري ليردّ التكليف ويعتذر- وفيما قرر الاخير في ضوء محادثاته، التريثَ واعطاء محاولات التوسط بينه والفريق الرئاسي مهلة اضافية، تشير المصادر الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، بدوره، بات اليوم يقف في خندق الحريري بوضوح، محذّرا من ان ايجاد بديل منه مهمة شبه مستحيلة. ومع انه بموقفه هذا، ابتعد عن الفريق الرئاسي ولم يعد "وسطيا" - وقد اشتعلت على الهامش "ميني حرب" بين معاونه النائب علي حسن خليل ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل منذ ايام - الا ان بري سيستمر في وساطته، وربما تواصل مع الحريري لإقناعه بحمل تركيبة وزارية جديدة الى قصر بعبدا في غضون الايام القليلة المقبلة. وعليه، إما يكون الإجماع السني على "الحريري او لا أحد" معطوفا الى دعم بري للاخير، بالاصالة عن نفسه وبالنيابة عن حزب الله طبعا، كافيين في قلب المعادلة ودفع العهد الى تليين موقفه والتراجع عن فكرة إحراج الحريري، فتكون حكومة... او يصرّ العهد على المواجهة، وعندها إما يستمر الحريري في حمل لقب الرئيس المكلف، او يستقيل، بعد التنسيق مع بري، فيتوقّف مسعى الاخير، وندخل في أزمة تكليف جديدة، فيما البلاد غارقة في بحر أزمات لا تنتهي...

 

إشكال البترون تابع.. والد ياسمين المصري يزور باسيل ويعتذر منه

لبنان 24/14 حزيران/2021

ذكرت مصادر التيار"الوطني الحر" الإعلامية أنّ "والدَ ياسمين المصري التي وجهت إهانات للنائب جبران باسيل يوم أمس في البترون، زار الأخير، اليوم الاثنين، وقدّم له الاعتذار عمّا حصل".

 

بين "تجديد" التكليف وتعطيل التأليف: الأمر للفوضى

أساس ميديا/14 حزيران/20212

تناقل مسؤولون في تيّار المستقبل عبر هواتفهم في اليومين الماضييْن "تويت" نائب حركة أمل علي حسن خليل، الذي ردّ فيه على النائب جبران باسيل واصفاً إيّاه بالمسبّب الأوحد لتعطيل تشكيل الحكومة، وذلك كمستند "رسميّ" يلخّص اجتماعات "الخليلين" مع رئيس تكتّل "لبنان القوي". تقول شخصية معنيّة مباشرة بمفاوضات التأليف: "حركة أمل وحزب الله يدركان جيّداً أنّ سعد الحريري وباسيل يعطّلان معاً تشكيل الحكومة، كلٌّ لأسبابه التي باتت شبه معروفة. والطرفان بما يمثّلان، والمكلّفان في الحدّ الأدنى إبقاء مبادرة نبيه بري قيد التداول، لا يزالان يغطّيان بالكامل الرئيس المكلّف، مع فارق أنّ عين التينة لا تتوانى عند اللزوم عن التذكير بخلافها العميق مع بعبدا، الذي تأجّج طوال ثلاث سنوات من العهد، لكن بقي تحت السيطرة بأمرٍ من الضاحية. أمّا حزب الله الذي استفزّ عون وباسيل بوقوفه في منطقة الوسط بين الحريري ورئيس الجمهوريّة فليس بوارد هزّ علاقته مع حليفه المسيحيّ ما دام عون في بعبدا. أمّا علاقة الحزب مع الحريري فيحميها الصراع المتأجّج بين الرئيس المكلّف وباسيل في ظل تحييد الحريري الكامل لأيّ دورٍ تعطيليّ للحزب في مسار تأليف الحكومة. وهذه إشارة تطرح علامات استفهام عن الأسباب الحقيقيّة لمهادنة الرئيس المكلّف لحزب الله".

في الشكل تُختصَر عقبات التأليف بثلاث:

- إصرار الحريري، وليس أيّ طرف آخر، على تسمية الوزيرين المسيحيّين من حصّته على أن تأتي الموافقة اللاحقة من رئيس الجمهورية، ووضعه شروطاً تبدو تعجيزيّة بنظر عون. ويعترف معنيّون بتأليف الحكومة أنّ "الحريري يستغلّ التكليف لخوض معركة تكسير رأس العهد كسباً لنقاط خسرها من اللحظة التي وقّع فيها على التسوية الرئاسيّة مع العهد". - وضع باسيل فيتو على من سيتمّ اختياره لحقيبة الطاقة "إذا لم تنطبق عليه المعايير المطلوبة، وأوّلها عدم تبعيّته للنائب السابق سليمان فرنجية"، كما يقول المطّلعون.

- إصرار باسيل على نيل رئيس الجمهوريّة حصّة من ثمانية وزراء، مع عدم منحه الثقة للحكومة، والترويج السياسي المنظّم بأنّه غير مشارك فيها، لزوم شدّ العصب وتقوية النَفَس المعارض على أبواب الانتخابات النيابيّة، كما يؤكّد خصومه. وهو أمرٌ مرفوضٌ بالكامل من جانب الحريري.

لكن في الوقائع، تجاوزت التداعيات الخطيرة للأزمة الماليّة والمعيشيّة الملفّ الحكومي وتفاصيل التأليف "المُنفصِمة" عن الواقع. باتت جهود تشكيل الحكومة كمَنْ يحاول إغلاق نافذة لسدّ الهواء في منزلٍ منهارٍ بالكامل وأبوابه "مشلّعة". مع ذلك، وبرغبة من عين التينة، "طبخة" برّي باقية تحت نارٍ خافتة حتى لو كانت مكوّناتها من البحص غير القابل للتفتيت.

حتى "تجديد" تكليف الحريري، من دار الفتوى أمس، لمدّة ستكون قصيرة على الأرجح، لا يقدّم معطىً مؤثّراً في مشهد التأزيم بقدر ما يكرّس الغموض في شأن مصير الحكومة في ظلّ واقعين: أوّلاً، تمترس أفرقاء الصراع عند مواقفهم، ورفض التنازل عن مكتسباتهم في لعبة محض شعبويّة، وتقصّد المشاركين في اجتماعات البياضة، التي تجمّدت، تعميم أجواء إيجابيّة مصطنعة لا تعكس حقيقة المداولات. وثانياً، بدء تحرّك دوليّ يأخذ بالاعتبار العجز الفاضح عن تشكيل حكومة للاستعداد لمساعدات عاجلة للشعب اللبناني المنكوب تقيه الأسوأ الذي لم يبدأ بعد، وما بينهما عودة لغة تبادل الرسائل من خلال الشارع وقطع الطرقات.

إذاً، في المشهد العامّ تحوَّل مشروع الحكومة برمّته و"شكوى" الحريري أمام دار الفتوى، حيث اتّهم الفريق الرئاسي مباشرة بـ"إثارة النعرات الطائفيّة والمذهبيّة التي ستعرّض لبنان للفوضى"، إلى تفصيلٍ في أزمة تبدو كتسونامي سيطيح بمرحلة كاملة أنتجها نظام ما بعد الطائف، وتتراكم مؤشّراتها بشكل متسارع إلى حدّ الانفجار الوشيك. في هذا السياق، تفيد معلومات أنّ رئيس الجمهوريّة أجرى اتصالات في الساعات الماضية بمسؤولي الأجهزة الأمنيّة بهدف حثّهم على منع قطع الطرقات، وتفعيل العمل الاستخباريّ من خلال "تتبّع" حركة المحرّضين على افتعال حوادث لغايات سياسيّة فتنويّة وليس معيشيّة.

 

مساعدات إماراتية لـ 35 ألف أسرة في شمال لبنان

بيروت – وكالات/14 حزيران/2021

 قدم وفد من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بالتعاون مع سفارة الإمارات في بيروت، مساعدات عبارة عن قسائم شرائية إلى 35600 أسرة لبنانية في محافظة شمال لبنان، بهدف التخفيف من معاناتهم لمواجهة الظروف الصعبة التي يعيشونها. وقالت وكالة أنباء الإماراتية إن المساعدات تأتي “خصوصا في ظل تفاقم الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعانيها الشعب اللبناني وذلك في إطار الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به الإمارات في العديد من الدول الشقيقة والصديقة، من خلال مساعداتها الإنسانية ومبادراتها الإغاثية والتنموية”. من جهته، صرح القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة الإمارات لدى لبنان فهد الكعبي أن هذه الحملة بدأت الأسبوع الماضي في عاصمة الشمال مدينة طرابلس وستستكمل على مدار شهر كامل لتوزيع ما يقارب الـ35600 قسيمة شرائية على 178000 مستفيد”.

 

نزار زكا يكشف عن العلاقة بين السعودية وسوريا

الكلمة أولاين/14 حزيران/2021

كشف نزار زكا رئيس لجنة الرهائن والمفقودين حول العالم والمحرر من السجون الايرانية عن معطيات جديدة في ملف المفقود اللبناني في السجون السورية نجيب الجرماني بعدما أعاد فتح ملفّه، واعتبر أن قضيته متكاملة من حيث المعطيات المتوافرة حولها، وقال:"وصلنا الكثير من التفاصيل حول القضية وقد تواصل معنا الكثير من الأشخاص وأعطوا تفاصيل وبدأت تنفضح بعض الأمور ولقد طرحنا هذه القضية على الأمم المتحدة ،"وأعرب عن اعتقاده بأن الأمم المتحدة أرسلت طلباً لأخذ معلومات مباشرة في القضية من السلطات اللبنانية والسلطات السورية، وتمنى أن تفتح هذه القضية الباب على ملف كامل المفقودين اللبنانيين في السجون السورية. وفي سياق متصل، كشف ايضا زكا ضمن برنامج "المشهد اللبناني" عبر قناة "الحرة" مع الاعلامية ليال الاختيار عن وساطة سعودية مع سوريا لإطلاق الرهينة الأميركي الصحافي أوستن تايس، وقال:"إن السعوديين حاليا هم الصوت الدولي للعلاقة مع سوريا ويحاولون ترتيب وضعها مع المجتمع الدولي. وضمن الشروط فإن موضوع اوستن تايس اساسي والسعوديين يعملون عليه بشكل جدي وتحريره سيكون أكبر هدية يمكن ان يقدموها للرئيس بايدن"، واعتبر زكا ان الأسد يأخذ تايس رهينة له شخصيا ولا شيء آخر يمكن ان يأخذه سوى الرئاسة مقابل إخلاء تايس. الى ذلك، طالب زكا باسم المخطوفين السابقين في السجون الايرانية بضرورة ربط اي اتفاق نووي جديد مع إيران بشرط إطلاق الرهائن الذين ما زالوا في سجونها. وعن احتمال حصول صفقة تبادل رهائن وسجناء بين الولايات المتحدة وايران، لم يستبعد زكا الأمر كاشفا عن حديث يتعلق برفع الحجز عن بعض الأموال الإيرانية مقابل الرهائن وتقدّر بنحو 6 مليار دولار، وتوقع ان تستمر ايران بسياسة حجز الرهائن حتى بعد التوصل الى اتفاق نووي معها،معتبرا ان حزب الله هو عنصر اساسي في سياسة اخذ الرهائن "فهو يساعد بتحضير الملفات وجمع المعلومات ويرسلها للحرس الثوري وهناك تواصل بين الحرس الثوري وخلايا في حزب الله".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

نتانياهو يسلّم مهام رئاسة الوزراء لبينيت… ويتعهد إسقاطه قريباً/"فتح" والفصائل تعهدوا مواجهة "مسيرة الأعلام" الصهيونية في القدس... "مهما بلغ الثمن"

رام الله، تل ابيب، عواصم – وكالات/14 حزيران/2021

 سلم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو مهامه لخلفه نفتالي بينيت، في أقل من نصف ساعة، متعهداً بإسقاط الحكومة الجديدة في أسرع وقت والعودة إلى الحكم. وتعهّد نتانياهو بكلمة له في الكنيست بإسقاط الحكومة الجديدة في أسرع وقت والعودة إلى الحكم.

واقتصرت مراسم تسليم المهام بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو، وخلفه نفتالي بينيت، على اجتماع استغرق نصف ساعة فقط.وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “أن نتانياهو أطلع بينيت على الأمور الحيوية، التي يجب معالجتها، ولم يصدر أي بيان عن الاجتماع كما لم تنشر أي صور منه، ورفض إجراء مراسم احتفالية، بمناسبة تسليم مهام منصبه إلى بينيت”. وصوت الكنيست، ليل أول من أمس، لصالح منح الثقة لـ “حكومة التغيير” المعارضة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بأغلبية 60 صوتا مقابل 59 لصالح الحكومة السابقة، منهيا بذلك فترة رئاسة نتانياهو التي استمرت 12 عاما على التوالي كرئيس للوزراء، في حين أدت الحكومة الجديدة اليمين في ساعة متأخرة من ليل اول من أمس، وبدأت عملها صباح أمس. وسيترأس الحكومة الجديدة بالتناوب رئيسا حزبي “يمينا” اليميني، نفتالي بينيت، و”هناك مستقبل” الوسطي، يائير لابيد، حيث سيتولى بينيت كرسي رئيس الوزراء حتى أغسطس 2023، فيما سيعود إلى لابيد في هذه الفترة منصب وزير الخارجية، ثم سيتبادلان المنصبين حتى انقضاء صلاحيات الدورة الحالية من الكنيست في نوفمبر 2025. وبينما عقدت الحكومة الجديدة جلسة احتفالية في مقر الكنيست، خرج الآلاف في تل أبيب والقدس المحتلة احتفالا بالإطاحة ببنيامين نتانياهو.وكشف رئيس القائمة العربية الموحدة الإخواني منصور عباس بعد التصويت على منح الثقة للحكومة الإسرائيلية الجديدة، أن القائمة تسعى إلى اعتماد خطاب يرمي إلى إقامة علاقات أفضل بين اليهود والعرب. واعتبر المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيل أبو ردينة، أن هذا شأن داخلي إسرائيلي. وأكد “ما نريده واضح دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس قرارات الشرعية الدولية”. ومن جانبه، أكد المتحدث باسم حركة “حماس”، فوزي برهوم أن “شكل الحكومة في إسرائيل لن يغير الطريقة التي ينظرون بها للكيان الصهيوني”. وأضاف، “هذا كيان محتل ومستعمر ينبغي مقاومته بالقوة لاستعادة حقوقنا”. وفي أول رد فعل دولي، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن اتفق في اتصال مع بينيت على تشاورهما وتشاور فريقيهما عن كثب بشأن جميع الأمور المتعلقة بالأمن الإقليمي، بما في ذلك إيران. وبدوره، هنّأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمس بينيت، مؤكدا “التطلع إلى تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل من أجل ازدهار مشترك ونحو سلام واستقرار إقليمي دائم”.كما أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رغبتها في العمل “بشكل وثيق” مع بينيت.

وبعث رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أيضا تهانيه إلى بينيت، قائلا إنه “يتطلّع” إلى العمل معه ومع نائب رئيس الوزراء يائير لبيد. من جانبه، أعرب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عن “سروره لمواصلة التعاون في مجالات الأمن والتجارة وتغيّر المناخ والعمل معًا لضمان السلام في المنطقة”. وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد، نفتالي بينيت، بمناسبة توليه منصبه هذا، مشيرا إلى أن التعاون البناء يلبي المصالح الأساسية لشعبي البلدين. في سياق أخر، دعت القوى الوطنية الفلسطينية داخل الخط الأخضر إلى “شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك اليوم، لحمايته من اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين في مسيرة الإعلام”. هذا ودعت لجنة المتابعة العليا والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى “غضب عارم اليوم، في كل أرجاء فلسطين”، مطالبة “المقاومة” في غزة، ولبنان بـ “الاستنفار لمنع مسيرة الأعلام الإسرائيلية “.

ومن جانبها، اعتبرت حركة “حماس” أن مسيرة الأعلام، “صاعق انفجار لمعركة جديدة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى”. وقال الناطق باسم “حماس”، عبداللطيف القانوع: “وهو ما يتطلب استنفار أهلنا في القدس والداخل المحتل، وتصديهم لقطعان المستوطنين بمختلف الوسائل والأدوات، وشعبنا معكم وخلفكم بمقاومته لإفشال مخططات الاحتلال”. وفي الاطار، دعت حركة “فتح”، كوادرها وجماهير الشعب الفلسطيني، إلى “التصدي لمسيرة المستوطنين، والوقوف صفا واحدا للدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية”، مشيرة إلى أن “الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وقطاع غزة والداخل والشتات سيهزم هؤلاء الفاشيين من اليمين الصهيوني العنصري”. في الجهة المقابلة، أشار الإعلام الإسرائيلي إلى اجتماع بين وزير أمن إسرائيل الداخلي الجديد، وقائد الشرطة، لدراسة الإجراءات الخاصة بمسيرة الأعلام في القدس، وأعقبه اجتماع آخر للكابنيت “المجلس الوزاري المصغر”.

 

حكومة لبيد-بينيت:إئتلاف هش لن يصمد طويلاً

المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات المدن/14 حزيران/2021

خلفيات تشكيل الحكومة

بعد ظهور نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة في آذار/ مارس 2021، كلف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، رئيس الحكومة القائم، نتنياهو، بتشكيل الحكومة بعد حصول حزب الليكود منفردًا على أكبر عدد من مقاعد الكنيست؛ أي 30 مقعدًا من أصل 120. حاول نتنياهو تشكيل حكومة ائتلافيه تستند إلى معسكر اليمين المؤيد له، والبالغ 52 مقعدًا، وإلى حزب "يمينا" وله 7 مقاعد، وإلى القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية الجنوبية)، ولها 4 مقاعد. وقد وافق كل من حزب يمينا والحركة الإسلامية الجنوبية على دخول ائتلاف نتنياهو الحكومي. لكن حزب "الصهيونية الدينية" الفاشي، التابع لمعسكر نتنياهو، وله سبعة أعضاء، رفض المشاركة في حكومة تستند إلى دعم قائمة عربية. وقد مارس نتنياهو ضغوطًا كبيرة على قيادة هذا الحزب لتغيير موقفه، من ضمنها ترتيب اجتماع بين رئيس القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، والحاخام حاييم دروكمان، الأب الروحي للاستيطان اليهودي في الأراضي العربية المحتلة، وأحد أبرز الحاخامات المتطرفين، لحثه على إقناع قيادة حزب "الصهيونية الدينية" بقبول المشاركة في ائتلاف حكومي يقوده نتنياهو وتشارك هذه القائمة فيه، أو دعمه من خارج الائتلاف الحكومي. بيد أن دروكمان رفض ذلك، وأعلن تأييده موقف قيادة حزب "الصهيونية الدينية" الرافض للمشاركة في حكومة ائتلافيه تستند إلى دعم الحركة الإسلامية الجنوبية.

وعلى إثر فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، انتقل تكليف تشكيل الحكومة إلى لبيد، زعيم حزب "يوجد مستقبل"، وهو الحزب الثاني في الكنيست، وله 17 مقعدًا. حاول نتنياهو بشتى الطرق إفشال مهمة لبيد، بما في ذلك تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة، خاصة في الأقصى وفي الشيخ جراح. ورغم أن الصواريخ الأولى التي أطلقتها حماس تضامنًا مع هبة الأقصى كانت تحذيرية، ولم تُلحق أضرارًا، وكان في إمكان إسرائيل استيعابها أو الرد عليها بما يتناسب معها، فقد انتهز نتنياهو الفرصة لشنّ حرب على قطاع غزة، استمرت أحد عشر يومًا.

تزامنًا مع ذلك، قام نتنياهو بشن حملة تحريض واسعة على حزب "يمينا" ورئيسه بنيت، وعلى مجمل معسكر التغيير المناوئ له، محاولًا نزع الشرعية عنه لتشكيل حكومة بديلة. وفي هذا السياق، دعا نتنياهو أنصاره وقادة حاخامات التيار الصهيوني الديني للضغط على بنيت، وعلى أعضاء حزب "يمينا" في الكنيست، وأيضًا على جدعون ساعر، زعيم حزب "أمل جديد"، الذي انشق عن الليكود، لمنعهم من تشكيل حكومة بديلة من حكومة نتنياهو. وقد أصدر غلاة الحاخامات، وفي مقدمتهم الحاخام دروكمان، بيانًا أعلنوا فيه أنه "يجب القيام بكل شيء" لمنع تشكيل ائتلاف حكومي بديل. ووصل التحريض إلى درجة دفعت رئيس المخابرات الداخلية (الشاباك) ناداف أرغمان إلى إصدار بيان حذّر فيه من مخاطر التحريض السائد، ومن إمكانية حصول اغتيال سياسي بسببه، كما حصل عام 1995، حين اغتيل رئيس الوزراء الأسبق، إسحاق رابين، على يد أحد المتطرفين اليهود.

تشكيلة الحكومة وخطوطها العريضة

حازت حكومة بنيت – لبيد ثقة الكنيست، بحصولها على دعم 60 عضو كنيست ومعارضة 59 وامتناع عضو واحد عن التصويت، لتنهي بذلك حكم نتنياهو الذي استمر 12 عامًا. وتتألف هذه الحكومة من 27 وزيرًا وستة نواب وزراء، وهي ثالث أكبر حكومة في تاريخ إسرائيل من حيث عدد وزرائها ونواب الوزراء. وقد جاء هذا العدد الكبير للوزراء في الحكومة لإرضاء الأحزاب الكثيرة المشاركة في الائتلاف غير المتجانس الذي تستد إليه، ولتشجيع أعضاء الكنيست المعارضين لنتنياهو على دعمها بحصول قسم كبير منهم على مناصب وزارية. يتشكل الائتلاف الحكومي من ثمانية أحزاب مختلفة سياسيًا وأيديولوجيًا؛ إذ ينتمي ثلاثة منها إلى اليمين المتطرف، واثنان إلى اليمين، وينتمي آخران إلى اليسار الصهيوني، إضافة إلى حزب عربي ذي توجه إسلامي. وهذه الأحزاب هي: حزب "يمينا" برئاسة بنيت رئيس الحكومة ووزير الاستيطان وله ثلاثة وزراء (بقي له ستة نواب في الكنيست بعد أن تركه أحد أعضاء الكنيست احتجاجًا على تشكيل بنيت للحكومة مع المعسكر المناوئ لنتنياهو)، وحزب "يوجد مستقبل" برئاسة لبيد، وهو رئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية وله سبعة وزراء (17 نائبًا في الكنيست)، وحزب "أزرق أبيض" بقيادة بيني غانتس، وزير الأمن وله أربعة وزراء (8 نواب)، وحزب "العمل" برئاسة مراف ميخائيلي وزيرة المواصلات وله ثلاثة وزراء (7 نواب)، وحزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة أفيغدور ليبرمان، وزير المالية، وله ثلاثة وزراء (كان له سبعة نواب ولكن أحدهم ترك الحزب في يوم تشكيل الحكومة لعدم تعيينه وزيرًا فبقي له 6 نواب)، وحزب "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر، نائب رئيس الحكومة ووزير القضاء، وله أربعة وزراء (6 نواب)، وحزب "ميرتس" برئاسة نيتسان هوروفيتس، وزير الصحة، وله ثلاثة وزراء (6 نواب)، و"الحركة الإسلامية الجنوبية" بقيادة عباس (4 نواب) وله نائب وزير، وفق ما جاء في اتفاق الائتلاف.

وفي ما يخص عملية اتخاذ القرارات في الحكومة، نصّ اتفاق الائتلاف بين لبيد وبنيت على أن الحكومة تتكون من كتلتين، الأولى كتلة حزب "يمينا" وتشمل حزب "أمل جديد"، والثانية كتلة "يوجد مستقبل" وتشمل أحزاب "أزرق أبيض" و"العمل" و"إسرائيل بيتنا" و"ميرتس". واتفق على أنه في إمكان وزراء كل كتلة من هاتين الكتلتين تعطيل اتخاذ أي قرار في الحكومة في حال وجود إجماع بين وزراء الكتلة التي تريد تعطيل قرار الحكومة. ومنح ذلك قوة كبيرة لحزبي "يمينا" و"أمل جديد" الممثليْن بسبعة وزراء فقط في الحكومة؛ إذ في إمكانهما تعطيل اتخاذ أي قرار في الحكومة لا يوافقان عليه.

أما في ما يخص تشكيلة الكابينت السياسي - الأمني، فقد تقرر أن يتشكل من 12 وزيرًا مناصفة بين الكتلتين، أي أنه سيكون لحزبي "يمينا" و"أمل جديد" ستة وزراء في الكابينت السياسي الأمني، بينما سيكون فيه للأحزاب الخمسة الباقية ستة وزراء. وهذا يعني أن أحزاب اليمين المتطرف التي يمثلها 12 نائبًا فقط وضعت شروطًا قصوى للانضمام إلى تحالف ضد نتنياهو، وقد استجيب لها. فمن ناحية، يعدّ ذلك إنجازًا لليمين يمنع الحكومة من اتخاذ أي قرارات لا تروقه. ومن ناحية أخرى، تبدو هذه الأحزاب في نظر غالبية اليمين الإسرائيلي بمنزلة خائنة للأمانة لأنها تحالفت مع "اليسار والعرب"، في مقابل كل هذه المناصب، وتحقيق حلم بنيت بأن يصبح رئيس حكومة من دون حق، فقد حاز حزبه على 7 مقاعد فقط في الانتخابات البرلمانية.

يتضح من وثيقة الخطوط العريضة للحكومة، ومن اتفاقات الائتلاف الحكومي أن القضايا الاقتصادية والاجتماعية، والقضايا الداخلية الأخرى في المجتمع الإسرائيلي، تحتل الأولوية في برنامج الحكومة، لا سيما أن الاقتصاد الإسرائيلي لا يزال يعاني الأزمة الاقتصادية التي سببتها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). إلى جانب ذلك، أولت الخطوط العريضة للحكومة أيضًا أهمية لطابع الدولة؛ فقد أكدت أن الحكومة ستعمل على تعزيز أسس إسرائيل بصفتها دولة يهودية وديمقراطية، وأنها ستعزز وحدة الشعب اليهودي في العالم وستشجع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل وستزيد من التفاهم المتبادل بين إسرائيل ويهود العالم.

كما أكدت الخطوط العريضة أن الحكومة الإسرائيلية ستستمر في تهويد مدينة القدس. وجاء في اتفاقية تشكيل الائتلاف أن الحكومة ستعمل من أجل "نمو وازدهار القدس عاصمة إسرائيل وأنها ستستمر في البناء فيها بشكل كبير من أجل تحويلها إلى ميتروبولين دينامي ومتجدد"؛ ما يعني تعزيز الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية المحتلة. وأكدت الخطوط العريضة أيضًا أن الحكومة ستنقل جميع وزاراتها ووحداتها القطرية إلى القدس في أقرب وقت؛ وذلك من أجل تعزيز مكانتها بصفتها رمزًا وقاعدة للحكم. ووفقًا لما جاء في اتفاق الائتلاف، ستقدم الحكومة دعمًا ماليًا إضافيًا لميزانية جامعة أريئيل المقامة في مستوطنة أريئيل في الضفة الغربية المحتلة. وأكد بنيت في خطابه أمام الكنيست لنيل ثقتها بحكومته، على أن الحكومة ستستمر في بناء المستوطنات وتعزيز الاستيطان اليهودي في كل أنحاء أرض فلسطين.

ومن الملاحظ أن الخطوط العريضة للحكومة واتفاقات الائتلاف الحزبية تجاهلت القضية الفلسطينية تجاهلًا تامًّا، وفي الوقت نفسه أكد أحد بنود اتفاق الائتلاف المبرم بين حزبَي "يوجد مستقبل" و"يمينا" وجوب ضمان المصلحة الإسرائيلية في المنطقة (ج) في الضفة الغربية المحتلة. ومن أجل تحقيق ذلك، فإن الحكومة الإسرائيلية ستقوم بتعزيز الإدارة المدنية في وزارة الأمن بوظائف وبإمكانات من أجل منع الفلسطينيين من البناء فيها، ومنعهم من تثبيت وجودهم على أراضيهم فيها. ومن هذه الناحية تحديدًا، قد تكون هذه الحكومة أسوأ من سابقتها؛ إذ تهدف إلى تكريس وضع حرمان السلطة الفلسطينية من أي صلاحيات في غالبية أراضي الضفة الغربية (المنطقة ج) وتوسيع الاستيطان اليهودي فيها.

تحديات تواجه الحكومة

تواجه الأحزاب الثمانية التي يتشكل منها الائتلاف الحكومي تحديًا كبيرًا، يتمثل في كيفية الحفاظ على هذه الحكومة التي تكثر بين أحزابها التناقضات والخلافات السياسية والأيديولوجية، أطول فترة ممكنة. فالائتلاف الحكومي يضم أحزابًا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار الصهيوني، إلى جانب الحركة الإسلامية الجنوبية. فثلاثة منها تنتمي إلى اليمين الصهيوني المتطرف، وهي أحزاب "يمينا" و"أمل جديد" و"إسرائيل بيتنا"، وكان قادتها ينتمون إلى الجناح اليميني المتطرف في حزب "الليكود"، وقد انشقوا عنه بسبب خلافاتهم الشخصية مع نتنياهو وليس بسبب أي خلاف سياسي أو أيديولوجي. وتقف هذه الأحزاب الثلاثة ضد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وضد إنشاء دولة فلسطينية في المناطق الفلسطينية المحتلة سنة 1967، وهي تدعم الاستمرار في الاستيطان اليهودي وتعزيزه في مجمل أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، وتدعو إلى ضم أجزاء واسعة منها إلى إسرائيل. ويُعدّ رئيس الحكومة بنيت - وهو أول رئيس حكومة من التيار الديني الصهيوني، وقد عمل في السابق أمينًا عامًا لمجلس المستوطنات اليهودية في الضفة المحتلة - من أشدّ القادة الإسرائيليين عداء للفلسطينيين واستخفافًا بحقوقهم، ومن أكثرهم مثابرة في الدعوة إلى ضم إسرائيل ما يطلق عليها منطقة (ج) التي تبلغ مساحتها نحو 62 في المئة من مجمل مساحة الضفة المحتلة.

صحيح أن هذه الأحزاب تمكنت بعد جهود كبيرة من الاتفاق على الخطوط العريضة للائتلاف الحكومي، بيد أن هذه الخطوط التي شكلت القاسم المشترك الذي يمكن الاتفاق عليه، تجنبت التطرق إلى قضايا الخلاف الحقيقية، التي ستواجهها الحكومة على أرض الواقع. ولعل قسمًا كبيرًا من التحديات والمشكلات التي ستواجهها الحكومة يرتبط بالقضية الفلسطينية، فحدة التناقضات بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، لا سيما في ما يخص استمرار التطهير العرقي في القدس الشرقية المحتلة وتعاظم اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وصلت في الشهور الأخيرة إلى ذروة جديدة.  وتواجه حكومة بنيت العديد من القضايا الملحة التي عليها اتخاذ قرارات بشأنها وفي مقدمها: قضية إخلاء العائلات الفلسطينية من بيوتها في حي الشيخ جراح عند صدور قرار بذلك من المحكمة الإسرائيلية خلال الأسابيع المقبلة، وقضية تعاظم وتيرة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، ومصير البؤرة الاستيطانية التي أقيمت مؤخرًا في قلب الضفة الغربية المحتلة، والوضع القانوني للبؤر الاستيطانية المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة، والموقف من حماس وقطاع غزة؛ أتستمر في السياسة التي اتبعها نتنياهو في هذه المسألة في العقد الأخير أم أنها ستغيرها كما كان يدعو علنًا قادة الائتلاف الحكومي قبل وصولهم إلى الحكم؟ وهل تبقى الحركة الإسلامية الجنوبية، أو حزب ميرتس، جزءًا من الائتلاف الحكومي وتتحمل المسؤولية القانونية والسياسية الكاملة عن أعمال الحكومة وجرائمها؟ ماذا سيكون موقف الحركة إنْ أقدمت حكومة بنيت مثلًا على إخلاء العائلات الفلسطينية من الشيخ جراح، وزادت من اقتحامات المستوطنين للأقصى بغية الصلاة فيه تمهيدًا لتهويده، وإذا لم تقم الحكومة بإزالة البؤرة الاستيطانية غير القانونية وفق القانون الإسرائيلي، التي أقيمت قبل عدة أيام في قلب الضفة المحتلة؟

ومن التحديات التي ستواجه الحكومة أن نتنياهو سيستمر في قيادة حزب الليكود وقيادة معارضة حكومة بنيت؛ بغية إسقاطها في أسرع وقت ممكن والعودة إلى الحكم مجددًا، كما فعل في المرتين السابقتين اللتين خسر فيهما الحكم. ويبدو أن نتنياهو، الذي لا يزال يتمتع بشعبية - رغم تقديمه للمحاكمة في ثلاث قضايا فساد - تفوق بكثير شعبية أي قائد إسرائيلي آخر، مصرّ على الاستمرار في قيادة حزب الليكود وقيادة المعارضة. ومن المرجح أنه سيتغلب على أي منافس له من داخل حزب الليكود إذا حاول أحد قادته منافسته على قيادة الحزب. ومن المرجّح كذلك أن يسعى نتنياهو، من خلال حزب الليكود ومن خلال علاقاته القوية بقادة اليمين المتطرف الاستيطاني واليمين الفاشي، إلى إثارة المشكلات - إن استطاع - في وجه الحكومة؛ مثل تنظيم الاحتجاجات والمظاهرات ضدها، وتكثيف اقتحامات الأقصى، والقيام بنشاطات استفزازية من أجل نزع شرعية الحكومة، وتشجيع الخلافات بين مركباتها بغرض إسقاطها.

خاتمة

تبدو هذه الحكومة، لمن يتفحص خطوطها العريضة وشخوصها حكومة اليمين واليمين المتطرف، مستترةً بغطاء من اليسار الصهيوني والحركة الإسلامية الجنوبية. ويعتمد مصير هذه الحكومة، التي تشكلت أساسًا بهدف إسقاط نتنياهو، على مدى تماسك مكوناتها الحزبية وقدرتها على حل التناقضات القائمة فيما بينها ومدى استعداد الحركة الإسلامية الجنوبية وحزب ميرتس في الاستمرار في دعم الحكومة عند إقدامها على تنفيذ سياساتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني سواء في القدس، لا سيما في الشيخ جراح والأقصى، أو في الضفة وغزة. وفي كل الأحوال، يبدو أن هذه الحكومة التي تستند إلى أغلبية هشة في الكنيست لن تتمكن من الاستمرار في صيغتها الحالية فترة طويلة، وخصوصًا في ضوء قيادة نتنياهو للمعارضة. بعد مفاوضات صعبة، تمكن تحالف مناوئ لبنيامين نتنياهو من وضع حد لحكمه الذي استمر 12 عامًا، وتشكيل حكومة ائتلافيه من ثمانية أحزاب، يتناوب على رئاستها نفتالي بنيت، رئيس حزب "يمينا"، ويئير لبيد، رئيس حزب "يوجد مستقبل"، بحيث يرأسها الأول في العامين الأولين.

 

بايدن يقدم تنازلات "سخيّة" لإيران..لإحياء الإتفاق النووي

المدن/14 حزيران/2021

تناولت مجلة "ناشونال انترست" الأميركية في تقرير، تطوّر العلاقة بين واشنطن وإيران، في ظل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، واستراتيجية الأخير في الشرق الأوسط، كاشفة أن "بايدن حذف إسم إيران من تقرير انتهاكات حقوق الإنسان". وقالت المجلة إن نهج الولايات المتحدة المتمثل في عدم التدخل، أو حتى رفع يدها عن الشؤون الإيرانية، يقابله اعتقاد إيراني بأن النظام لن يعاني من أي عواقب لانتهاكه العقوبات الأميركية وتعزيز استراتيجيته الإقليمية "المزعزعة للاستقرار". وأشارت المجلّة إلى أنه في كانون الأول/ديسمبر 2020، انتهكت إيران العقوبات بشحن النفط إلى فنزويلا مقابل الذهب. كما احتجزت إيران في نيسان/أبريل 2021 ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية، بهدف الضغط على سيول من أجل الإفراج عن أصول لها بمليارات الدولارات مجمدة في كوريا الجنوبية بموجب العقوبات الأميركية. وأضافت الصحيفة أنه في فيينا، تحاول إدارة بايدن عزل ملف المفاوضات النووية مع إيران عن التوترات الحاصلة بين طهران وحلفاء الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، تتعامل واشنطن مع مخاوف حلفائها الأمنية، وهم إسرائيل والإمارات والسعودية، بطريقة تفصل فيها بين طموحات إيران النووية من جهة، والدور الذي تلعبه في "رعاية الإرهاب"، من جهة أخرى.

وكشفت المجلة أن إدارة بايدن حذفت إيران من التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان في آذار/مارس. كما امتنعت هذه الإدارة عن ذكر تورط طهران في المعركة الأخيرة بين إسرائيل وحركة "حماس". وبالتالي، تكرر إدارة بايدن نهج إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) لعام 2015، التي سعت إلى فصل ملف البرنامج النووي الإيراني عن دورها في زعزعة الاستقرار الإقليمي. واعتبرت المجلة أن "استرضاء إيران يعزز استراتيجيتها لزعزعة الإستقرار الإقليمي، وتقويض أمن حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين".

ولفتت المجلة الى التقرير الإستخباراتي الأميركي الأخير بعنوان "تقييم التهديد العالمي"، الذي نُشر في 9 نيسان/أبريل 2021، والذي تضمّن توقعات لمسؤولين حكوميين بأن تقوم إيران بالمجاذفة في التصعيد وتهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في 2022. وتهدف استراتيجية إيران بزيادة التوترات الإقليمية، كمواجهة حلفاء الولايات المتحدة كما حصل في المعركة الأخيرة بين إسرائيل و"حماس"، الى التأثير على الولايات المتحدة لرفع العقوبات الإيرانية في محادثات فيينا حول الإتفاق النووي، وهو شرط إيران للإمتثال مجدداً لخطة العمل الشاملة المشتركة، بحسب المجلة. وقالت المجلة إن إيران تزود "حماس" بالمخطط والقدرات التقنية والتكنولوجيا لتصنيع الصواريخ. وتابعت أن إيران تحتفظ بقدرتها على إعادة تجديد هجمات "حماس" كجزء من أهدافها الجيو-سياسية الواسعة للاستفادة من المحادثات النووية لرفع العقوبات الأميركية عنها. وبحسب الصحيفة، تتمثّل الصفقة الإيرانية الجديدة في مفاوضات فيينا في تخفيف العقوبات عليها بمليارات الدولارات، ما يصب في مصلحة تمويل وكلائها في المنطقة مثل "حماس" و"حزب الله". وقالت المجلة إن "التغاضي عن أنشطة إيران المزعزعة للإستقرار تجاه حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين يعكس فشل إدارة بايدن في تحديد أهدافها الاستراتيجية في الشرق الاوسط".

وخلال الحملة الانتخابية، دعا بايدن إلى نبذ السعودية بسبب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كما فرض مؤخراً عقوبات وحظر تأشيرات على مسؤولين سعوديين، فيما قامت إدارة بايدن في شباط /فبراير 2021 بشطب الحوثيين رسمياً من قائمة واشنطن للتنظيمات الإرهابية، رغم الإتجاه المتزايد للحوثيين بشن هجمات عبر الحدود. وقالت المجلة إنه في ظل غياب استعداد الولايات المتحدة لمحاسبة إيران، هاجمت إسرائيل في نيسان/أبريل 2021، سفينة "سافيز" الإيرانية التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني للتجسس. لتردّ إيران في الشهر نفسه وتقوم بمهاجمة سفينة إسرائيلية في مياه الخليج قبالة ساحل الإمارات. كما استهدفت إسرائيل ما لا يقل عن 12 سفينة تنقل النفط الإيراني بشكل غير قانوني إلى سوريا منذ عام 2019، في محاولة لتمويل "حزب الله". وخلال عامي 2017 و2020، نفذت إسرائيل ألف غارة جوية على مواقع إيرانية في مناطق تشمل العراق والسودان وسوريا ولبنان. وأضافت المجلة أنه "لا يمكن التعامل مع المخاوف الأمنية لحلفاء الولايات المتحدة بشكل منفصل عن الخطر الإيراني. فقد دفع الهجوم الإلكتروني الإسرائيلي على منشأة "نطنز" النووية الإيرانية في نيسان/أبريل 2021، إدارة بايدن للتعبير عن حرجها في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لبدء محادثات مع إيران. ورداً على الهجوم الإسرائيلي، تم إطلاق صاروخ من داخل سوريا باتجاه مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي في نيسان/أبريل 2021، كما أعلنت إيران أنها سترفع تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة. وتابعت المجلة أن استعداد حلفاء الولايات المتحدة للعمل بشكل مستقل عنها نابع من تصور أن محاولة الولايات المتحدة تقديم تنازلات لإيران سببه التحول في أولويات الإدارة الاميركية نحو التحديات الجيوسياسية التي تفرضها الصين وروسيا. ورأت "ناشونال انترست" في ختام تقريرها، أن "نجاح المفاوضات النووية مع إيران هو أمر مشروط بتأكيد الولايات المتحدة لحلفائها أنه ستظل ملتزمة بالإستقرار الإقليمي، وبالتالي، وقف التهديد الإيراني". وهذا يستلزم، بحسب المجلة، تقديم الولايات المتحدة الدعم للسعودية والإمارات وإسرائيل، ما سيجعلهم ينسقون استراتيجيتهم مع الولايات المتحدة، وبالتالي، نشوء تنسيق إقليمي يساعد في خلق جو "أكثر ملائمة" في المفاوضات حول الإتفاق النووي.

المفاوضات مستمرة

وفي آخر تطورات مفاوضات العودة للاتفاق النووي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن مفاوضات فيينا لم تصل إلى الطريق المسدود، وهي مستمرة للحديث عن النقاط الخلافية المتبقية. وأضاف أنه "ما زالت هناك بعض التفاصيل الفنية والقانونية والتنفيذية التي لا تقلّ أهمية عن القضايا الرئيسية"، وأن "المحادثات تدرس حالياً كيفية تطبيق واشنطن لتعهداتها، وكيفية وقف إيران لخطواتها الاحترازية". بدوره، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن طهران لا تحتاج إلى أسلحة دمار شامل للدفاع عن أراضيها وأمنها، وإنها لا تسعى للحصول على أسلحة نووية عبر برنامجها النووي. وأضاف روحاني خلال مراسم تدشين سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الإيرانية، أن رسالة إيران واضحة، إذا التزمت كل الأطراف بالاتفاق النووي ستتراجع طهران عن خطوات خفض التزاماتها النووية وستنفذ الاتفاق بالكامل. وتابع أن بلاده لا تسعى لإشعال الحروب أو تعزيز التوتر، و"لكنها ستقف في وجه أي معتد على أراضيها".

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إنه "منذ انسحابنا من الاتفاق النووي بدأت إيران في تجاهل القيود التي فرضها الاتفاق"، مضيفاً أن إيران تتقدم إلى الأمام وتقوم بتخصيب المزيد من المواد، وعند مستويات أعلى مما هو مسموح به بموجب الاتفاق. ولهذا السبب، تابع  بلينكن إن ثمة إلحاحاً لمعرفة ما إذا كانت المحادثات الجارية في فيينا ستؤدي إلى وقف تقدم البرنامج النووي الإيراني.

 

الناتو يطالب إيران بوقف كل أنشطة الصواريخ الباليستية ودد قادة الحلف بالتهديد المتنامي الذي يشكله تعزيز الترسانة العسكرية لروسيا

بروكسل - فرانس برس/14 حزيران/2021

دعا قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الاثنين، إيران إلى وقف كل أنشطة الصواريخ الباليستية، وأدانوا دعم إيران المالي والعسكري للميليشيات. واتفق القادة على تعزيز دفاعهم المشترك "ضد كل التهديدات من كل الجهات". وحول ليبيا، حث قادة الناتو، السلطات الليبية على "الالتزام بخارطة الطريق وتنظيم الانتخابات في موعدها". وفي الملف الروسي، ندد القادة في البيان الختامي لقمة الحلف في بروكسل بالتهديد المتنامي الذي يشكله تعزيز الترسانة العسكرية لروسيا، ودعوا موسكو خلال قمتهم السنوية في بروكسل إلى احترام القانون الدولي. وقال القادة: "ما دامت روسيا لا تظهر أنها تحترم القانون الدولي وتفي بالتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته". وحول الصين، أعرب قادة الحلف عن "قلقهم" حيال طموحات الصين المعلنة وتطوير ترسانتها النووية ما يشكل "تحديات لأسس النظام الدولي". وأعلن القادة في البيان الختامي أن "طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكل تحديات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف". وفي وقت سابق، أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" هو حليف مهم للولايات المتحدة، قائلا: "نريد أن نقول لكل أوروبا إن أميركا موجودة". ووجه رسالة لروسيا داعيا إياها إلى عدم التصرف بشكل أحادي" كلام بايدن جاء خلال أعمال قمة بروكسل، اليوم الاثنين. وقبيل بدء الاجتماعات، أوضح أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ أن القمة ستبحث تهديدات الصين العسكرية وسعيها للنفوذ عالمياً. وأضاف أن "علاقاتنا بروسيا في أدنى مستوياتها منذ انتهاء الحرب الباردة". وقال: "سنتحاور ونناقش الصين وروسيا، لكن وفق منظور متطلبات السلام العالمي". ودعا إلى الوحدة "في التعامل مع روسيا والصين إذا أردنا الانتصار لقيم الحرية". وتابع: "لا توجد حرب باردة جديدة مع الصين بل تكيف مع التحديات". وكان الرئيس الأميركي بايدن وصل إلى بروكسل للمشاركة في قمة للحلف، والاجتماع مع رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، قبل أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء في جنيف. وحطت الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" مساء الأحد، في مطار ميلسبروك العسكري في بروكسل آتية من لندن حيث أجرى بايدن أول زيارة دولة له بعد مشاركته في قمة لمجموعة السبع في كاربيس باي. وكان في استقبال بايدن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو. وبعد مصافحة وحديث قصير، استقل بايدن سيارة ليموزين مصفحة تابعة للرئاسة الأميركية متوجها إلى سفارة الولايات المتحدة في بروكسل حيث يقيم خلال زيارته. واتخذت تدابير مشددة لضمان أمن الرئيس الأميركي وقادة الدول الـ29 الأخرى الأعضاء في الأطلسي خلال إقامتهم. وأبلغ سكان بروكسل بالصعوبات التي تنتظرهم في تنقلاتهم خلال أيام زيارة بايدن. وتحيي قمة الأطلسي التقارب بين واشنطن وحلفائها بعد توتر شاب العلاقات خلال ولاية دونالد ترمب، ويتوقع أن تستمر جلسة العمل ثلاث ساعات على أن يتم تبني إعلان تفاوضت في شأنه العواصم. ويريد الحلفاء توجيه رسالة حازمة إلى روسيا قبل قمة تجمع بايدن وبوتين الأربعاء في جنيف. وسيُطلقون أيضاً مراجعة للمفهوم الاستراتيجي للحلف بهدف إعداده لمواجهة التهديدات الجديدة في الفضاء والفضاء السيبراني وتوسّع نفوذ الصين.

 

أحمدي نجاد للعربية: السعودية وإيران إخوة وجيران.. وعليهما التعاون ويمكن دائماً توسيع نطاق التعاون بين إيران والسعودية لضبط الأمن في مياه الخليج، ولحل المشاكل العالقة في اليمن وأفغانستان وسوريا

دبي – قناة العربية/14 حزيران/2021

قال الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، في مقابلة مع قناة "العربية"، إن ما يجمع بين دول المنطقة أكبر بكثير مما يفرقها. واعتبر أحمدي نجاد أن التنافس بين السعودية وإيران "مضر لمصالح الطرفين"، فالبلدان "إخوة وجيران والقواسم المشتركة بينهما أكبر بعشرات المرات من نقاط الاختلاف"، مشدداً على أن "عليهما التعاون سوياً لإدارة المنطقة". ودعا إلى تأسيس "اتحاد" بين دول المنطقة على غرار الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن "أوروبا تقاتلت طويلاً قبل أن تصل في النهاية إلى تجربة الاتحاد لصالح شعوبها". وأضاف أحمدي نجاد أن "القوى الدولية تحاول السيطرة على المنطقة الغنية بالطاقة والثقافة"، مضيفاً أن "هذه القوى هي التي تخلق مشاكل في المنطقة بهدف السيطرة عليها". واعتبر أن "لا مجال لهيمنة قوة واحدة على مقدرات المنطقة"، مضيفاً: "الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أراد أن يكون الأعلى شأناً في المنطقة.. لكنه واجه مشاكل جمة". وعن أمثلة التعاون الذي يقصده بين بلدان المنطقة، قال الرئيس الإيراني السابق إنه خلال فترة ولايته تعاون مع السعودية أكثر من مرة لرفع سعر النفط في العام 2012، مضيفاً أن خلال ولايته "لم تكن هناك تهديدات متبادلة بين الرياض وطهران". أحمدي نجاد مع العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله خلال قمة لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة في 2007وتابع: "يمكن دائماً توسيع نطاق التعاون بين إيران والسعودية لضبط الأمن في مياه الخليج، ولحل المشاكل العالقة في اليمن وأفغانستان وسوريا، فكلها قضايا يمكن حلها بالتفاهم والتعاون". وقال أحمدي نجاد إنه يختلف مع كثيرين ممن هم في موقع المسؤولية في إيران حالياً. وأشار إلى أنه لم يتم الإعلان عن سبب استبعاده من الترشح للانتخابات الرئاسية، مضيفاً أنه لا يستطيع الجزم بأن هذه الانتخابات ستكون مزوّرة "لكن مسار الأمور لا يُطمئن بأنه سيكون لدينا دولة قوية تحظى بالدعم الشعبي"، حسب تعبيره.

 

هل انشق أحمدي نجاد عن النظام الإيراني؟

المدن/14 حزيران/2021

حدثان قادا الى الاعتقاد بأن الرئيس الايراني الاسبق محمود أحمدي نجاد قد انشق عن النظام، وهو الذي هدد النظام الايراني في حال رفض طلبه للترشح للانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في هذا الاسبوع، وبدأ بتنفيذ تهديده.  ونجاد، الرئيس المحافظ الذي اختبرت ايران غي عهده أقسى الضغوط بسبب الملف النووي الايراني، وكان مقرباً من المرشد، وقمعت في عهده التظاهرات الاحتجاجية في العام 2009، بات اليوم مغضوباً عليه في السلطة. فقد استبعد مجلس صيانة الدستور الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، من الترشح للانتخابات الرئاسية. وأعلن انه في حال استبعاده، سيعارض الانتخابات ولن يشارك فيها، من خلال الامتناع عن التصويت أو دعم مرشح آخر. ولم يقتصر رد نجاد على معارضة الانتخابات. ثمة حدثان اعلاميان قام بهما، لا يمكن أن يقدم عليهما أي شخص من أركان النظام، ما يعزز فرضية ذهابه بعيداً عن الموقف الايراني الرسمي. أولهما تطرقه في مقابلة تلفزيونية، يوم الجمعة، عن سبب النفوذ الإستخباراتي الإسرائيلي وتأثيره في جهاز المخابرات والأمن في النظام الإيراني. وأشار نجاد إلى أن "أعلى مسؤول لمكافحة التجسس الإسرائيلي في وزارة الاستخبارات الإيرانية كان هو نفسه جاسوساً لإسرائيل"، وفقاً لما نقله موقع "إيران إنترناشيونال". أما ثانيهما، فهو الإدلاء بحديث خاص لقناة "العربية" السعودية، رغم التوتر بين البلدين. وقال في المقابلة إن "إبعاد الناس عن مركز اتخاذ القرار انحراف كبير عن نهج الثورة". وقال إن "هناك تدخلات أجنبية تخلق المشاكل في المنطقة".  وتطرق الى علاقة ايران بالسعودية، وقال: "كانت علاقاتنا جيدة مع السعودية وينبغي أن تعود الصداقة والإخاء"، داعياً الى تشكيل قوة مشتركة للاشراف على أمن الخليج.  كما تطرق الى ملف اليمن، وهو اكثر الملفات اشكالية، وقال: "إذا وقفت السعودية وإيران معاً في اليمن ستحل القضية بسرعة".  وكان نجاد واحداً من شخصيات عديدة معروفة تم استبعادها من السباق الانتخابي، الى جانب علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية، ورئيس مجلس الشورى الإيراني بين عامي 2008 و2020، بالإضافة إلى الإصلاحي إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الحالي، حسن روحاني.

 

واشنطن: طهران اقتربت من مرحلة “خارج السيطرة” ببرنامجها النووي

الاستخبارات الإيرانية نصحت أحمدي نجاد بمتابعة علاجه النفسي

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/14 حزيران/2021

 حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من أن إيران اقتربت من مرحلة في برنامجها النووي تصعب السيطرة عليها، قائلا: “إن تطور برنامج إيران النووي يدفعنا إلى التوصل لاتفاق بسرعة”، ومردفا أن “حاجتنا لروسيا في المحادثات النووية، لن تجعلنا نتغاضى عن دعمها لإيران”. في غضون ذلك، نصح المساعد الخاص لوزير الاستخبارات الإيراني، الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بـ “متابعة العلاج النفسي وإزالة الهلوسة”، واصفا تصريحاته بشأن نفوذ إسرائيل في أجهزة الاستخبارات ومكافحة التجسس والأمن الإيرانية، بأنها جاءت بسبب “توهمات ذاتية”. وكان نجاد أكد أن المسؤول الأعلى المكلف بالتصدي للجواسيس الإسرائيليين في وزارة الاستخبارات، “هو نفسه جاسوس إسرائيلي”، موضحا أنه إذا كانت إسرائيل قادرة على تنفيذ عمليات معقدة في إيران وسرقة أهم الوثائق النووية والفضائية من مراكز حساسة، فإن عدم الكشف عن أسماء الجواسيس هو بسبب نفوذ شبكة واسعة من هؤلاء الجواسيس. من جانبه، وفي أول تعليق على الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، أن سياسات الكيان الصهيوني لن تتغير بتغيير قادته، لأنه كيان غاصب. على صعيد آخر، أكد زادة أن “محادثات فيينا لم تصل إلى طريق مسدود ومن المبكر الحديث عن نهايتها”، لافتا إلى أن “الجولة الحالية لن تكون الأخيرة”، زاعما ردا على بيان قمة الدول السبع، أن”القرار الدولي 2231 لا يحد من البرنامج الصاروخي الإيراني، والدول السبع تدرك تفسير القرار ومن الأفضل لها إنهاء تدخلها في شؤون الدول الأخرى، وأن تسهم في السلام والاستقرار بالمنطقة”. ولفت إلى أن “المحادثات مع السعودية لا تزال متواصلة”، مؤكدا أن “طهران ترحب بالحوار مع دول الجوار كافة، والسعودية ليست مستثناة”. من جانبه، عبر رئيس السلطة القضائية المرشح الرئاسي، الذي يُنظر إليه على أنه الأوفر حظا للفوز في الانتخابات المقررة الجمعة المقبلة إبراهيم رئيسي، عن دعمه لمحادثات فيينا، قائلا إنه سيواصلها إذا تم انتخابه، لكنه “لن يتعامل مع الاتفاق على أنه شاغل وطني رئيسي”. في غضون ذلك، انضمت المدمرة “دنا” وكاسحة الألغام “شاهين” إلى أسطول الجنوب التابع للقوة البحرية للجيش الإيراني في بندر عباس، في مراسم جرت عبر الارتباط المرئي، أشاد خلالها الرئيس حسن روحاني بجهود القوات المسلحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

 

2000 رأس نووي في حال استنفار تُهدد مستقبل العالم

ستوكهولم – وكالات/14 حزيران/2021

كشف معهد الدراسات الستراتيجية الدولي، أمس، أن ألفي رأس نووي في العالم في حالة استنفار، مشيراً الى أن عدد الرؤوس النووية ارتفع عالمياً من 3720 رأس نووي، إلى 3825 رأساً خلال عام واحد. وذكر المعهد، في بيان، أن التراجع في عدد الأسلحة النووية الذي شوهد منذ أوائل تسعينات القرن الماضي، يبدو أنه قد تباطأ، مع وجود بعض المؤشرات على زيادة في أعدادها، وذلك في الوقت الذي التزمت فيه الدول النووية بتجديد ترساناتها أو توسيعها في بعض الأحيان. من جهته، قال الباحث في معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام “سيبري” هانز كريستنسن، إنه “يبدو أن خفض الترسانات النووية الذي اعتدنا عليه منذ نهاية الحرب الباردة في طريقه إلى التراجع”. وأضاف، “إننا نشهد برامج تحديث نووي مهمة للغاية في جميع أنحاء العالم وفي كل الدول النووية”، مشيراً إلى أنه يبدو أيضاً أن الدول النووية ترفع من “الأهمية التي توليها للأسلحة النووية في ستراتيجياتها العسكرية”. وأوضح، أن “هذا التغيير يمكن ملاحظته لدى كل من روسيا والولايات المتحدة”.

 

بايدن: سأوضح لبوتين الخط الأحمر في التعامل مع أميركا وسنعمل مع أفغانستان حتى لا تصبح ملاذا آمنا للإرهاب مجددا

العربية.نت، وكالات/14 حزيران/2021

وعد الرئيس الاميركي جو بايدن الاثنين بأن يحدد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما المرتقب الاربعاء في جنيف ما هي "خطوطه الحمراء". وصرح بايدن خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة حلف شمال الاطلسي في بروكسل "لا نسعى الى نزاع مع روسيا، لكننا سنرد إذا واصلت روسيا انشطتها الضارة".

وأكد الرئيس الأميركي على أن الولايات المتحدة ستعمل مع أفغانستان حتى لا تصبح ملاذا آمنا للإرهاب مجددا  وفي حديثه عن أوكرانيا، أكد بايدن أن الولايات المتحدة ستفعل ما في وسعها لوضع كييف في موقع لتكون قادرة على مقاومة روسيا. وألمح بايدن، الأحد، إلى إمكانية العمل مع روسيا للتوصل إلى تسوية في سوريا، وذلك قبيل اجتماعه المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 16 يونيو الجاري. وقال بايدن في تصريحات صحفية نقلتها وكالة رويترز في ختام اجتماعات مجموعة السبع، إن سوريا هي مثال للعمل بين الدولتين، وهي مجال يمكن للقوتين العمل فيه معاً للتوصل إلى "تسوية". وأضاف بايدن أن روسيا انخرطت في أنشطة نعتقد أنها تتعارض مع الأعراف الدولية، إضافة إلى أنها تواجه مشاكل حقيقية بموضوع التوسع الذي يفوق قدراتها في سوريا. ولفت أن موسكو "أضعف مما يمكن تصوره"، معتبراً أن روسيا لديها مشكلاتها الخاصة المتمثلة في التعامل مع اقتصادها، والتعامل ليس فقط مع الولايات المتحدة وأوروبا على نطاق واسع، بل وفي الشرق الأوسط. وقال بايدن في تصريحات سابقة إن إدارته عازمه على فتح صفحة تعاون جديدة مع الشركاء الدفاعيين في ضفة الأطلنطي الشرقية ضد أية تهديدات من الصين أو روسيا ، كما أكد بايدن التزام إدارته بتقديم التمويل اللازم لدفع أنشطة حلف شمال الأطلنطي إلى الأمام كمظلة دفاعية جماعية، و قال إنه اطلع على وثيقة " ناتو 2030 " و يؤيدها بقوة. وأضاف إن إجمالي الانفاق الدفاعي الأمريكي في أوروبا و كندا ستتم زيادته بنحو 260 مليار دولار أمريكي بدءا من العام الجاري. وخرج المتابعون للجلسة النقاشية، أن ما صدر عن بايدن من تصريحات خلالها يشكل توجها مغايرا عن سلفه دونالد ترامب الذى قاوم الانفاق بسخاء على أنشط الناتو الدفاعية، مما وضع على الدول الأوروبية مزيدا من الأعباء التمويلية لدفع عجلة العمل في الحلف والحفاظ على بقائه وتفوقه، معتبرين أن ذلك انسحابا أمريكيا جزئيا من برامج الحلف. وكان أمين عام حلف شمال الأطلنطى ستولينبيرج قد أجرى مشاورات مهمة مع الرئيس الأمريكى جو بايدن الذي وصل إلى مقر الحلف في بروكسيل للمشاركة في قمة قادته للعام 2021 ، وأشاد ستولينبيرج بالإسهام الأمريكي القوي لتعزيز مسيرة الحلف وأنشطته. و تعد الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في موازنة حلف شمال الأطلنطي الدفاعية منذ تأسيسه، ففي موازنة العام الجاري بلغ إنفاق الدفاع للولايات المتحدة 811 مليار دولار أمريكى مقابل 653 مليار دولار في العام 2014، وتلتها بريطانيا بفارق إنفاقي كبير حيث اعتمدت 72 مليار دولار في العام الجاري لتغطية التزاماتها تجاه الناتو وذلك بارتفاع عن 65 مليار دولار قدمتها بريطانيا لذات الغرض فى العام 2014.

 

الخزعلي: قرار التصعيد ضد القوات الأميركية في العراق تم اتخاذه/عصائب أهل الحق تهدد بالرد على عدم الانسحاب الأميركي الكامل من العراق

العربية.نت/14 حزيران/2021

أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق العراقية قيس الخزعلي، الاثنين، أن الحركة التي أدرجتها الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب لن تتوقف مطلقا عن الخيار العسكري إلا بالخروج الفعلي للقوات الأميركية. وشدد الخزعلي في كلمة له، إن الجميع أعد نفسه لكافة التحديات والاحتمالات ولا يتصوروا اننا نخاف من التهديد وأن قرار التصعيد ضد القوات الأميركية في العراق تم اتخاذه. موالو الحشد الشعبي في تظاهرة لإحياء ذكرى سليماني في بغداد 3 يناير 2021 وكانت ميليشيات الحشد الشعبي قد جددت الجمعة، مطالباتها وتهديداتها بإخراج القوات الأميركية من البلاد. وقال رئيس هيئة الحشد، فالح الفياض، بحسب ما نقلت عنه قناة تابعة لميليشيا النجباء، "إن خروج القوات الأميركية من البلاد يعطي العراق حقيقة استقلاله من سيطرة المحتلين". كما أضاف "لابد من الرد على جريمة اغتيال قادة النصر بإخراج المحتل"، في إشارة إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني مع نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس بطائرة مسيرة، العام الماضي في محيط مطار بغداد. يذكر أنه منذ مطلع الشهر الحالي تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة في العراق، مع حلول الذكرى الأولى لاغتيال سليماني. وكانت الإدارة الأميركية اتهمت ميليشيات مدعومة من طهران باستهداف قواتها ومقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد أواخر الشهر الماضي. فيما كشفت حركة النجباء الأسبوع الماضي عن استحداث فصائل مسلحة مؤخرا، بهدف استهداف القوات الأميركية. وقال رئيس المكتب السياسي للحركة الموالية لإيران، علي الأسدي، في حوار مع صحيفة إيرانية: هناك فصائل مستحدثة تشكلت بعد اغتيال سليماني، وأبو مهدي المهندس، وتهاجم الأرتال العسكرية الأميركية. وتزامنت تلك الصريحات في حينه مع تحركات مكثفة للحكومة العراقية والقوات الأمنية من أجل ضبط الأمن في العاصمة وحماية مقرات البعثات الأجنبية، وضبط السلاح المنفلت

 

السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بشأن “سد النهضة”

الخرطوم – وكالات/14 حزيران/2021

 أعلن وزير الري السوداني، ياسر عباس، ان المعلومات التي تصل الخرطوم تؤكد أن إثيوبيا ماضية في عملية الملء الثاني لسد النهضة. وقال عباس، في مؤتمر صحافي أمس: “منذ اجتماعات كنشاسا ليس هناك أي جديد في مسار التفاوض” بين الدول الـ 3 (مصر والسودان وإثيوبيا).

واعتبر أنه “لا بد من تغيير طريقة التفاوض بشأن السد عبر تقوية دور الاتحاد الإفريقي والمنظمات ذات الثقل”، مضيفاً: “لا نريد خروج ملف سد النهضة من الاتحاد الإفريقي”. وأكد عباس أن “السودان ليس لديه مانع في إعادة النظر في تقاسم المياه شريطة أن يكون خارج إطار مفاوضات سد النهضة”. كما كشف أن “السودان بصدد مخاطبة مجلس الأمن بشأن الإجراءات الأحادية لإثيوبيا”، مشدداً على أن “الملء الثاني للسد النهضة يؤثر تأثيراً مباشراً على السودان… نحن البلد الأكثر تأثراً من سد النهضة الإثيوبي”. ولفت إلى أن الخرطوم رفضت “مقترحاً من إثيوبيا لا يتضمن اتفاقاً ملزماً” حول ملء وتشغيل السد”، مؤكداً أن أديس أبابا “تضع شروطاً تعجيزية لعدم التوصل لاتفاق”.

 

ترقب تركي لقمة أردوغان وبايدن اليوم

أنقرة – وكالات/14 حزيران/2021

 يسود الأوساط السياسية التركية حالة من الترقب للقمة المنتظرة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن، والتركي رجب طيب أردوغان، في بروكسل، اليوم الثلاثاء، إذ ينظر إليه مراقبون على أنه فرصة لإصلاح الأضرار التي لحقت بعلاقات الحليفين في السنوات الماضية. وقال مراقبون، أمس، إن العلاقات التركية – الأميركية تمر حالياً بمرحلة مخاض عسير ومفترق طرق وليس من السهل تبسيط الأمر إلى مجرد فتور عابر في العلاقات، بل وجود مشكلات معقدة ويكاد يكون صراع المصالح هو الأخطر في الخلاف بين الطرفين. وتوقعوا، استمرار المراوغة بالعلاقات بين انقرة وواشنطن بين الانفتاح مرة والتوقف مرة أخرى، مشيرين إلى أن العلاقات بين الجانبين ستتواصل في أطر المصالح المشتركة الكثيرة. في سياق متصل، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أول من أمس، إن بايدن سيناقش مع أردوغان، الشؤون المتعلقة بسورية وإيران وليبيا. في سياق آخر، ناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأردوغان، أمس، الحاجة إلى العمل معاً للتصدي للمشكلات في سورية وليبيا. وقال ماكرون، إن المحادثات مع أردوغان أسفرت عن توضيح بشأن الإسلام وأظهرت هدفاً مشتركاً للعمل معاً بشأن ليبيا وسورية.

 

حكم نهائي بإعدام 12 إخوانياً بأحداث “فض رابعة”… ومقتل “داعشي” في سيناء

القاهرة- وكالات/14 حزيران/2021

 قضت محكمة النقض المصرية، أمس، بتأييد إعدام 12 متهماً من بينهم قيادات من تنظيم “الإخوان” الإرهابي، لتكون أحكاما نهائية واجبة النفاذ ضمن قضية اعتصام رابعة العدوية التي يعود تاريخها إلى عام 2013. وجاء حكم محكمة النقض بتأييد الإعدام لكل من عبدالرحمن البر ومحمد بلتاجي وصفوت حجازي وأسامة ياسين وأحمد عارف وإيهاب وجدي محمد ومحمد عبدالحي ومصطفى عبدالحي الفرماوي وأحمد فاروق كامل وهيثم السيد العربي ومحمد محمود علي زناتي، وعبدالعظيم إبراهيم محمد في قضية تدبير اعتصام رابعة العدوية. كما خففت المحكمة العقوبة لـ 31 من إعدام إلى مؤبد وانقضاء الدعوي لمتهم للوفاة وتأييد باقي الأحكام. وتعود القضية إلى عام 2013، عندما اعتصم الآلاف من أنصار تنظيم “الإخوان” في ميدان رابعة العدوية في منطقة مدينة نصر بالقاهرة، في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. في غضون ذلك، نفذ الجيش المصري عملية نوعية استهدفت خلية إرهابية كبيرة في مدينة بئر العبد شمال سيناء. وكشفت مصادر قبلية، أن قوات الجيش نفذت عملية نوعية استهدفت بؤرة إرهابية كانت تختبئ في الظهير الصحراوي، في إحدى المزارع بنطاق مدينة بئر العبد بشمال سيناء. وبحسب المصادر، أسفرت العملية عن مقتل عدد كبير من الإرهابيين بينهم قيادي داعشي كبير.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدول والسيادة … السيادة ليست فقط أعتراف الآخرين لنا بالاستقلال والسلطة لادارة البلاد، ولكنها ايضا شعور داخلي بالفخر والانتماء

الكولونيل شربل بركات/14 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99756/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7/

مفهوم سيادة الدولة على أراضيها هو مفهوم شامل لكل مظاهر سيطرة الدولة بقواها الذاتية واشرافها على كل ما يحصل في البلاد. ومن جملة المظاهر والاعتراف بهذه السيادة الكاملة للدولة على أراضيها هو استقبال الضيوف والحلفاء. وعادة ما يكون هذا الاستقبال بنسبة درجة الزائر، فمثلا عندما يزور رئيس بلد ما بلدا معينا يجب أن يستقبله بحسب البروتوكول رئيس البلد المضيف كرمز لاحترام الضيف وسيادة البلد بنفس الوقت، فأهمية الضيف تظهر باستقباله على مدخل البلد وأحترام سيادة البلد من قبل الضيف بأنه يعترف بمضيفه ويعتبره سيدا على أرضه وهو من يحق له دعوة واستقبال الضيوف.

إحدى مظاهر غياب السيادة عن البلد هو عندما يزورها رموز من بلد آخر بدون دعوة وبدون استقبال من قبل نظرائهم المحليين. وهذه الأمور يراد منها أذلال المسؤولين في البلد وأظهار عدم سلطتهم على بلادهم واستخفاف الضيف بهم وعدم احترامه لهم. من هنا لفتني تعليق على أحدى محطات التلفزة اليوم عن زيارة قام بها وزير الدفاع التركي إلى ليبيا مؤخرا حيث لم يكن اي مسؤول باستقباله ولم تكن السلطات الليبية حتى على علم بالزيارة. وقد قام الجنود الأتراك بالاستغناء عن رجال الأمن الليبيين والسيطرة على المطار ومسؤولية حمايته أثناء زيارة وزير الدفاع والوفد المرافق له. وفي تعليقه على الموضوع أشار الصحافي في تلك القناة إلى موقف الرئيس الأسد الذي لم يكن يعلم بزيارة رئيس الأركان الروسي يومها، وقد أستدعي إلى القاعدة الروسية لمقابلة أحد القادة، وقد علّق هو نفسه على ذلك أمام الصحافيين بأنه لم يعرف بأن الزائر هو رئيس الأركان الروسي. ومن ثم ما جرى معه يوم زار بوتين أيضا نفس القاعدة (قاعدة حميميم) ولم يسمح للرئيس الأسد بمرافقته إلى استعراض حرس الشرف ولا إلى المنصة التي القى خطابه عليها.

وقد حضرتني زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى لبنان في تشرين أول من سنة 2010 زمن الرئيس “المزعوم” ميشال سليمان حيث لم يكن باستقباله اي من رموز الدولة، لا بل كان الرئيس بري حاضرا بين المستقبلين بصفته رئيس حركة أمل الموالية لحزب الله وليس كرئيس للمجلس النيابي اللبناني. وقد جرى الاستقبال وكأنه زيارة لإحدى المستعمرات الايرانية يومها، وبدون وجود لرئيس الجمهورية ولا رئيس الوزراء ولا أي وجود لعناصر الحماية والأمن اللبنانيين أو حرس الشرف وما يقام بالعادة من تشريفات رسمية، وذلك فقط لكي يظهر حزب الله وإيران بأن لبنان هو مستعمرة إيرانية لا سيادة لدولة عليها ولا سلطة لأحد فوق سلطتهم والزيارة هي زيارة داخلية لأحد الأقاليم في دولة نجاد. وقد كان الاستقبال حتى الشعبي منه استقبالا شيعيا حصرا، إن في الضاحية الجنوبية أو على طريق المطار أو عندما زار نجاد الجنوب، حيث لم يرافقه أي من المسؤولين اللبنانيين، سيما وأن تلك المنطقة تقع تحت سلطة القوات الدولية مبدئيا، والقرار 1701 يمنع اي ظهور مسلح حتى للدولة اللبنانية إن لم يكن منسقا مع القوات الدولية.

وكانت قمة الذل عندما أقام رئيس الجمهورية مأدبة عشاء في القصر الجمهوري في بعبدا لتقديم مظاهر الخضوع والاستسلام لنجاد. وقد طلب إلى بعض اللبنانيين المنظورين الحضور لتقديم الولاء والخضوع للزائر المضيف لا الضيف، حيث كانت المنافسة بين الزعماء المحليين على من سيكون مدعوا فينال الرضى، ليس من قبل نجاد، بل من قبل ميليشياته التي كانت سيطرت بالقوة على بيروت وأنهت عرس ثورة الأرز الذي كللته إدوات إيران بالدم باغتيال كل من سولته نفسه معارضتهم والقيام بفرض سلطتهم مجددا على الساحة كلها بعد خروج القوات السورية المحتلة. وبعد اغتيال الفكر بدأ الجزء الثاني العملي من الخطة الايرانية أولا باستدراج إسرائيل إلى حرب في 2006 كلفت لبنان سقوط السيادة الكاملة والخضوع للاحتلال الإيراني ووقف عملية التخلص من ذيول الاحتلال السوري وسيطرة حزب إيران، وكانت يومها أكبر أغلاط السنيورة الذي يدّعي بأنه “قومي عربي” عدم القبول بتنفيذ القرارالدولي تحت البند السابع، حيث كان العالم جاهزا لذلك، وكان من جرائه الانتهاء من كل مشاكل لبنان واحلال سلطة الدولة كاملة على كل ربوعه. وقد يكون الخوف من أن تقوم الأمم المتحدة بالاشراف على توزيع المساعدات واعادة الاعمار ومن ثم غياب امكانية الاستفادة من تلك المساعدات وعودة دولة المؤسسات من جديد ما قد يؤدي إلى مساءلة الكل على تصرفاته الغير قانونية، هو ما دفع السنيورة وغيره من المتزعمين لعدم القبول بوضع البلد تحت البند السابع للأمم المتحدة. وثانيا القيام بعملية السابع من ايار التي أدت إلى سيطرة “القمصان السود” وذلك بغياب تدخل الجيش كسلفة من قبل سليمان لتسهيل انتخابه رئيسا، بعد أن كان سكت على اغتيال مساعده وقائد العمليات في الجيش اللبناني يومها، بطل نهر البارد العميد فرنسوا الحاج، والذي عوقب على خرق “خط نصرالله الأحمر” الذي كان رسمه الأخير حول “امارة العبسي” في مخيم نهر البارد، والتي، مثل “داعش” من بعدها، كان أريد لها أن تحجّم سيطرة الدولة بدأ من الشمال، وبواسطة عصابات سنية الشكل والمظهر ولكنها بالحقيقة جزءً من الخطة الإيرانية التي نفذت بعد ذلك في سوريا لافراغها من المواطنين العرب والسوريين واستبدالهم بمستوطنين من الأفغان والباكستانيين الشيعة الموالين للأمبراطورية الإيرانية.

زيارة نجاد يومها كانت مثل زيارة وزير الدفاع التركي إلى ليبيا اليوم ومثل زيارة كيسينغر يوم نزل في رياق ليفهم “فخامة” الرئيس فرنجية الذي عذّب نفسه وذهب إلى الأمم المتحدة مدافعا عن فلسطين، بالرغم من تحذير الأميركيين له، وإذا بعرفات نفسه يصبح الخطر الأكبر على لبنان، والذي يمر معه طريق القدس بجونية، ويطالب قبل كل شيء باسقاط فرنجية والمارونية السياسية وما تمثله في لبنان. كيسينغر يومها أراد أن يدرك فرنجية بأن لا سلطة له على مطار بيروت، بالضبط كما أراد نجاد أن يفهم العالم واللبنانيين بشكل واضح بأن لبنان أصبح تحت سلطة وولاية الولي الفقيه. وكما يحاول أردوغان أن يفهم الليبيين وغيرهم بأنه لن يترك ليبيا ترتاح بدون أن تعود صاغرة تحت الحكم العثماني، الذي أورثه اياه، كما يقول، توجه “أتاتورك” وبعض المتطوعين للقتال في ليبيا ضد سيطرة الايطاليين ومحاولة “تشكيلات محسوسة” (وهي جهاز المخابرات العثماني) اثناء الحرب العالمية الأولى تشتيت تركيز القوات البريطانية عن جبهة السويس بتجنيد بعض الليبيين والمصريين ضدها.

العالم يرى بوضوح ما ترمز إليه مثل هذه التصرفات ويرى كيف تدخلت إيران بواسطة سليماني في السابق (وما أتحفنا به مؤخرا السيد حسن بأنه من أمر ورافق كل عمليات الحرب سنة 2006 وبعدها كل أحداث سوريا وسيطرت المليشيات على العراق) وقاآني اليوم والذي فرض في آخر زياراته اطلاق سراح موقوف بتهمة قتل المتظاهرين والتحريض على الوقوف بوجه الدولة والقانون وفرض سيطرة ميليشاته على البلد، تماما كما فرض سليماني، وجبن القادة اللبنانيين، سيطرة ما يسمى بحزب الله على لبنان وسقوط كل مظاهر الدولة فيه، لا بل استعداء العالم واستجلاب العقوبات والبعد عن مساعدته للقيام من جديد. فهل إن اللبنانيين كما الليبيين والعراقيين وغيرهم من الشعوب المقهورة تعي ما يحدث في بلادها وتدرك بأن سياسة الامبراطورية تقوم على انهاء اي سيادة وسلطة محلية على البلدان التي تتبعها وأن ما يسمى مقاومة هو بالفعل قوى التسلط التي تجندها آلة الهيمنة لقهر المواطنين ومنعهم من الاستفادة من حرية القرار وترف المساواة والمطالبة بالعدل والسعي إلى الرفاه؟

لعلنا ندرك ما يرسم لنا ولو بعد فوات الأوان، لأن الشعوب ولو متأخرة عندما تعرف طريقها وتبدأ في المسير لا بد لها أن تصل، فالادراك هو باب التحرر، والسعي أول الطريق إلى السيادة. فهل يقوم لبنان الذي يحاولون دفع أهله إلى تركه بكل الوسائل ومنها الافقار وفتح مجالات الهجرة وتسهيل كل شيء سوى

الاستقرار والحلم بالسلطة الوطنية الحقيقية، التي ربما تبدأ السعي إلى قيام دولة ما يمكن أن نبني عليها فنتأمل بالاستقرار وعودة الرفاه والعزة الوطنية؟

الحرب على لبنان لم تنتهِ بعد منذ بدأت في 1969 يوم توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم. ولم يعرف من في راس الهرم بعد التخلص من عرفات وجماعته في 1982 أن يسعى إلى السلم فيبرم اتفاقية خروج القوات الاسرائيلية وعودة الهدنة كبداية للالتحاق بقطار السلم، فما كان من أعداء لبنان الحقيقيين والمصطادين دوما بالماء العكر، إلا أن خلقوا منظمة إرهابية جديدة سيطرت شيئا فشيئا على البلد، ومن ثم صدّرت كل الحقد الذي رباه عليها تلامذة الكا جي بي وملالي الخمينية العائدة من مجاهل التاريخ، وبثته في الجوار فأسقطت العراق وسوريا وليبيا وبلاد شمال أفريقيا واليمن، واستجلبت عداوة عرب الخليج، ومن ثم استعملت لبنان واللبنانيين حول العالم لتمرير مشاريع انفلاشها، وهي اليوم تسعى لتهجير أصحاب الأرض وتغيير الديموغرافيا كما فعلت في سوريا، فتسكن أفواجا، ربما من الصين هذه المرة، في البلاد التي لم يتركها أهلها في اصعب الظروف، لا بل قاوموا كل غازي ومستبد وانتصروا بتمسكهم وتعلقهم بالأرض وثباتهم مع القلة في أحلك الظروف حتى انقضى الظلم وذهب الغي وبقيوا، هم وخبرتهم في الحياة، مرفوعي الجبين يتباهون أمام شعوب الأرض قاطبة، بأنهم مستمرون منذ أقدم العصور ومنتصرون بصمودهم بالرغم من كل المآسي والويلات.

السيادة ليست فقط أعتراف الآخرين لنا بالاستقلال والسلطة لادارة البلاد، ولكنها ايضا شعور داخلي بالفخر والانتماء لا يقبل التنازل عن الحق ولا عن الأرض والقرار ولو اجتمع العالم كله علينا. فهل نخاف عملاء ايران ومرتزقة الأسد ونحن من أذاقهم المر خلال التاريخ كما قالها شاعرنا يوما:

أنرهب أن الشام تقصد ذبحنا وأن الذي فيها علينا تأسّد

ونعرف أن الأسد وهي أصيلة إذا قابلتنا تسبق السيل شردا

وأن الذي أعلى الشآم بسيفه بلانا فأدى جزية وتحيّد

أنرهب؟… أنا نرهب الصدع بيننا….

ليت الأهل يدركون عظمة لبنان وقوة شعبه المتجذر في هذه الأرض الطيبة، ورسالته الأساسية التي لا ترضى بالذل ولا تقبل الهزيمة، وهي تنتفض على الظلم وتنجح دوما بالبقاء والاستمرار، ولن يقدر الغزاة الطامعون على لي ذراعنا ولا على دفعنا للتسليم أو ترك الأرض لهم مهما حاولوا، فلبنان سيعود دولة لكل بنيه، حرا سيدا مستقلا عن كل وصاية، أهلا لصداقة وتعاون شعوب الأرض قاطبة، محيّدا شعبه عن التجاذبات والصراعات، عاملا لتفاهم الشعوب من حوله، ساعيا دوما للسلم والازدهار والتقدم. ونقول لكل من تسوّله نفسه أن يحاول إذلال اللبنانيين، بأن يقرأ التاريخ ويفهم مساره، ويعرف بأن كثيرين حاولوا ولم يقدروا، والأفضل له أن يسعى لأن يفهم دور لبنان ويتعظ من تجارب الآخرين فلا تحل عليه لعنته أو يمزّقه تأثير غضب السماء.

 

أميركا تحرّك "الترسيم".. ولبنان يشترط

ملاك عقيل /أساس ميديا/الثلاثاء 15 حزيران 2021

ما الجديد الذي أتى به الوسيط الأميركي السفير جون ديروشيه لكسر الجمود على خطّ استئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل في الناقورة؟ وفق معلومات "أساس" لم يقدّم الوسيط الأميركي، خلال لقائه رئيس الجمهورية والوفد اللبناني المفاوض، اقتراح حلّ لاستئناف التفاوض، ولم يتمّ التطرّق إلى الجوانب التقنيّة للملفّ كالخطّ 29 وفكرة الاستعانة بخبراء دوليّين. فالسفير ديروشيه، مكلّفاً من الإدارة الأميركية الجديدة، يحاول الوصول إلى نقاط مشتركة تعيد طرفيْ النزاع إلى طاولة الناقورة، بعدما تبنّى بالكامل، في جولة التفاوض الأخيرة، وجهة النظر الإسرائيلية القائمة على حصر النقاش بمساحة 860 كلم مربعاً فقط. يؤكّد مطّلعون أنّ الإسرائيلي يسعى إلى استقرار في منطقته البحرية تتيح للشركات الأجنبية العمل بأمان، وأن لا يكون فشل الترسيم حجّة لعدم الاستقرار تبدو الزيارة، وفق مطّلعين، مرتبطة بشكل وثيق بتسلّم الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت مهمّاتها، ونيلها الثقة يوم الأحد، بعد 12 عاماً من حكم بنيامين نتانياهو. والأهمّ أنّها ترتبط بـ"الدرس" الإسرائيلي من حرب غزّة بعدما طالت الصواريخ  منصّة الغاز الطبيعي في حقل "تامار" في مياه البحر المتوسط، وهو ما دفع وزارة الطاقة الإسرائيلية إلى إغلاق الحقل لأيّام.

ومن المعلوم أنّ العدو الإسرائيلي يملك أكثر من ثمانية حقول للغاز الطبيعي في مياه المتوسط، إلى جانب آبار تخزين وقود في موانئ أشدود وعسقلان وحيفا، تعرّض بعضها للهجوم بالصواريخ.

ويؤكّد مطّلعون أنّ "الإسرائيلي يسعى إلى استقرار في منطقته البحرية تتيح للشركات الأجنبية العمل بأمان، وأن لا يكون فشل الترسيم حجّة لعدم الاستقرار". وتقول مصادر رئاسة الجمهورية لـ"أساس" إنّ "السفير ديروشيه أراد الاستماع إلى وجهة نظرنا حول مبدأ استئناف التفاوض واستعداداتنا لذلك. وقد سمع كلاماً صريحاً من الرئيس ميشال عون عن تمسّك لبنان باستئناف التفاوض، مع رفضه الشرط الإسرائيلي المسبق بحصر التفاوض بمساحة 860 كلم مربعاً، وضرورة الركون إلى القانون الدولي لحلّ النزاع القائم". ووفق المعلومات، أكّد السفير ديروشيه لعون والوفد اللبناني المفاوض، الذي التقاه في اليرزة، أنّه سيجتمع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد ووزير الطاقة، ويتلمّس إذا كان لدى الإسرائيليين أيّ توجّه جديد قد يصل إلى حدّ تغيير الوفد المفاوض. ويقول مطّلعون إنّ واشنطن باتت أكثر اقتناعاً بأنّ التصلّب في المواقف لدى الطرفين سيؤخّر الحلّ، وقد يعطّله بالكامل، وهي النقطة الأساسية التي ينطلق منها الوسيط الأميركي.

وفيما سوّق أكثر من مسؤول أميركي بأنّ لبنان صاحب مصلحة بالترسيم الفوري، لأنّ استكشاف النفط والغاز سيكون الحلّ السحريّ لأزمته الاقتصادية، فإنّ الجواب اللبناني ركّز على أن "لا غاز ولا نفط قبل سبع سنوات، على الأقلّ. والمشكلة الاقتصادية القائمة ليست مشكلة حدود، بل هي أزمة غياب استقرار، والحلّ لا يكون إلا بالسياسة وبالإصلاح". تقول مصادر شاركت في اللقاء مع السفير ديروشيه والوفد المرافق: لقد سمع الوسيط الأميركي كلاماً واضحاً بأنّنا أصحاب مصلحة بترسيم الحدود، لكن الشرط المسبق بالتفاوض حول مساحة 860 كلم مربعاً مرفوض بالكامل، وهناك انفتاح ومرونة إلى أبعد حدود للوصول إلى حلٍّ يرضي الطرفين وسينقل الوسيط الأميركي، خلال لقائه المسؤولين الإسرائيليين، موقفاً واضحاً سمعه في قصر بعبدا، وخلال لقائه الوفد اللبناني المفاوض، ومفاده: "لبنان يريد حلّاً عادلاً في موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وشرطه الأوّل أن يكون مقبولاً لدى الشعب اللبناني. وهذا الأمر لا يتمّ إلا بترسيمٍ يتوافق مع مندرجات القانون الدولي. ونحن نقبل بأيّ خطّ يحترم القانون الدولي". ويبدو أنّ الجانب اللبناني يحاول أن يقنع الوسيط الأميركي بأنّ هذه المعادلة هي لمصلحة الطرفين اللبناني والإسرائيلي.

وتقول مصادر شاركت في اللقاء مع السفير ديروشيه والوفد المرافق: "لقد سمع الوسيط الأميركي كلاماً واضحاً بأنّنا أصحاب مصلحة بترسيم الحدود، لكن الشرط المسبق بالتفاوض حول مساحة 860 كلم مربعاً مرفوض بالكامل، وهناك انفتاح ومرونة إلى أبعد حدود للوصول إلى حلٍّ يرضي الطرفين وفق ما يقوله القانون الدولي"، مشيرة إلى "عدم تمسّكنا بالخطّ 29 بقدر التمسّك بالخطّ الذي يمنح لبنان حقوقه في مياهه وفق مندرجات القانون الدولي".   وفي هذا السياق، تؤكّد المعلومات أنّ تعديل المرسوم 6433 لا يزال خياراً قائماً، لكن لبنان لن يستخدم هذه الورقة طالما أنّ لدى الوسيط الأميركي اقتراحات حلول.

وتقول مصادر معنيّة بالتفاوض إنّ "تعديل المرسوم ليس هدفنا، بل الوصول إلى حلّ. وإذا بقي الجانب الإسرائيلي على موقفه فلن يكون من خيار أمامنا سوى تعديل المرسوم وإيداعه الأمم المتحدة".   يُذكر أنّه في 5 أيار الماضي ألغى ديروشيه موعد الجلسة السادسة، التي كانت مقرّرة لاجتماع الوفدين اللبناني والإسرائيلي إثر استئناف التفاوض بعد أشهر من توقّفه. وقد أسفر هذا التفاوض عن جلسة يتيمة في 4 أيار كرسّت التباعد في الطروحات: فمن جهة رفض لبنان الشروط المسبقة، وتمسّك الوفد المفاوض بالنقاش بكلّ الخطوط، استناداً إلى قانون البحار والقانون الدولي، ومن ضمنها الخط 29 الذي يمنح لبنان، وفق دراسة أعدّها الجيش، مساحة إضافية في مياهه تصل إلى 2290 كلم مربعاً. ومن الجهة المقابلة تعنّت إسرائيلي - أميركي بالتفاوض على مساحة 860 كلم مربعاً تحصر النقاش بين الخطّ 1 (الإسرائيلي) والخطّ 23 (اللبناني) المودع لدى الأمم المتحدة". وقد طُرحت أسئلة جدّيّة عن "المعطى" الذي دفع الوفد اللبناني آنذاك إلى الجلوس مجدّداً إلى طاولة التفاوض في أيار الماضي، والرابط مع زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هايل لبيروت منتصف نيسان، واجتماعه مع رئيس الجمهورية، ثم مغادرته مطمئنّاً إلى عدم توقيع لبنان للمرسوم 6433، الذي من شأن تعديله أن يكرّس حق لبنان بمساحة 1430 كلم مربعاً، مضافةً إلى الـ860 كلم مربعاً، بحيث يصبح المجموع 2290 كلم مربعاً.

 

عون: الحكومة غير منظورة والدولة مسوِّسة.. والانتخابات بموعدها

منير الربيعالمدن//14 حزيران/20212

الاستعصاء السياسي وصل إلى حد انعدام الحوار بين القوى السياسية. الكلام بات صعب الوصول كما هو من دون أثقال التأويلات والنوايا المسبقة. اللغة السياسية معطوبة على نحو يمنع الوصول إلى أي تفاهم. جدار الخصومات بات عالياً بما يكرس القطيعة ويثبّت المأزق الوطني الكبير. بهذا المعنى، من المهم الإصغاء مباشرة، ومرة جديدة لكل طرف. الاستماع القريب إلى الهواجس والمنطلقات والأفكار والمواقف. ولذا، كان من المهم الاستماع إلى رأيه عن قرب. يخوض رئيس الجمهورية، ميشال عون، المعارك ضد الجميع. لم يأنفها. ولا يزال مصرّاً على الإستمرار بها، ولو أن ما تبقى من عهده سنة وبضعة أشهر. لا أجواء تعبّر عن إمكانية الارتياح قريباً.. فالأزمات المتلاحقة التي تعصف بالبلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومالياً، مستمرة. ومن الواضح أنها ستتصاعد أكثر في المرحلة المقبلة. يعيش عون صراعاً مع القوى السياسية، ومع الواقع الدستوري القائم، إما أن يلتزم باتفاق الطائف، أو أن الحاجة تقتضي تعديله،.وهو ما ينطبق على عرقلة عملية تشكيل الحكومة، بالاستناد إلى الدستور. فيقول إن الرئيس المكلف محصن بتكليف لا مهلة ملزمة لانتهائه. وبالتالي، يمكن للأزمة السياسية أن تستمر وتطول. معتبراً أنه يخوض معركة ضد كل القوى السياسية. ويعترف في مكان ما بأن هذه القوى عرقلت مشاريعه، أو انتصرت عليه. أما عن التسويات والوصول إلى اتفاقات معها، فيعتبر أن لبنان محكوم بالتوافق.

من السعودية إلى جنبلاط

يتابع الرئيس عون في يومياته كل الملفات وتفاصيلها، من فقدان الأدوية وأزمة المحروقات وحليب الأطفال والأزمات المالية، إلى جانب الأزمات السياسية، لا سيما معركة تشكيل الحكومة. يرفض تحميله مسؤولية التعطيل ويؤكد: "لم أطلب الثلث المعطّل. وأنا أريد تشكيل الحكومة. المشكلة حالياً تتعلق نظرياً باختيار وزيرين مسيحيين. أبديت كل الاستعداد للتفاهم حول آلية تسميتهما بالتوافق، لكن رئيس الحكومة المكلف يرفض ذلك ويتمسك بتسميتهما بنفسه". يقول ذلك، ليشير إلى أن أسباب عدم تشكيل الحكومة أكبر من ذلك. ويعتبر أن الحريري زار الكثير من الدول، وكأنه سيشكل الحكومات في الخارج، علماً أن الحكومة تتشكل في لبنان، و"هناك آليات واضحة للتشكيل، من خلال التشاور مع الكتل النيابية ورؤسائها، للاتفاق على الحكومة وصيغتها. لكن الحريري لا يريد ذلك". ويعتبر أن هناك مشكلة بين الحريري والسعودية. وهي لا تريده رئيساً للحكومة. ولذلك، لن يتمكن من تشكيل الحكومة. كما يعتبر عون أن الموقف السعودي، إلى جانب الخوف من الانفجار الاجتماعي ومواجهة استحقاقات مالية، ورفع الدعم.. تدفع الحريري إلى تفضيل عدم التشكيل. أما عن المطالبة بالثلث المعطلّ، فينفي ذلك بشكل كامل. ويقول "إن هناك منهجية في الكذب والدعائيات وصلت إلى فرنسا. علماً أنني أكدت أكثر من مرة بأنني لا أريد الثلث المعطل". ويقول أيضاً: "جنبلاط هو الوحيد الذي يقول الحقيقة. وجاء إليّ وتم الاتفاق على تشكيلة حكومية من 24 وزيراً برئاسة الحريري ومن دون ثلث معطّل. وافقت على ذلك، وطلبت منه أن يتم العمل على إنضاج هذه الصيغة. لكن المحاولات لم تنجح". ويعتبر أن جنبلاط ليس معه وفي الوقت نفسه لا يؤيد سلوك الحريري.

مجلس النواب ودار الفتوى

أمام هذا الواقع المعقد، لا يمتلك رئيس الجمهورية أي حلّ. فهو غير قادر على سحب التكليف، وغير قادر على القيام بأي خطوة لتغيير الواقع القائم. معتبراً انه في حال استمرت الأوضاع على حالها، فلن يكون هناك حكومة في الأفق. بالإضافة إلى أن الأزمات ستتزايد. ويشير إلى أنه استخدم صلاحياته في إرسال رسالة إلى مجلس النواب، والتي لم تحقق أي خرق. لا يتحدث عن التفكير في البديل، طالما أن الحريري متمسك بالتكليف وهناك قوى سياسية تدعمه، خصوصاً نبيه برّي. أما حزب الله فيقف على الحياد: "ونحن لا نسأل لماذا الوقوف على الحياد بل نتبلغ الموقف فقط". لكنه هنا يتذكر قولاً للإمام علي: "المحايد خذل الحق ولم ينصر الباطل". ويشير عون إلى الاجتماع الذي عقده المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى يوم السبت، بحضور الحريري، ومنحه غطاءً سنياً واسعاً، معتبراً أن لا حاجة لمثل هذه المواقف الطائفية، أو التي تتخذ طابعاً دينياً، وكأن هناك انقساماً في لبنان.. و"إذا اعتبر الحريري أنه استعاد التكليف من قبل الطائفة السنّية، فالأجدر به العودة إلى المجلس النيابي وتعزيز تكليفه من خلاله. فهذا أفضل من اللجوء إلى الطائفة، لأن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية عليه".

باسيل والانتخابات

ويرى عون أن هناك حملة ممنهجة لتحميله هو وجبران باسيل المسؤولية: "فتارة يتهمونه بالتعطيل، وتارة أخرى يتهمونه بتشكيل الحكومة، ويصفونه برئيس الظل، بينما باسيل هو تربيتي في السياسة، ونما على يديّ. فكيف يمكنه أن يتخذ القرار عنّي. هذا الكلام فيه إهانة لي وأنا لا أقبلها". أما عن الكلام الذي يقال حول طلبه من رؤساء الكتل والأحزاب النقاش والتشاور مع باسيل، فيعود -حسب الرئيس عون- لسبب أساسي وواضح، أن "باسيل رئيس أكبر كتلة نيابية، ورئيس حزب، أما أنا فرئيس للجمهورية. ولذلك أقول لمن يراجعني بشأن موقف التيار أو التكتل، أن يراجع باسيل، لأنني لست معنياً بذلك". أما عن ترشيح باسيل لرئاسة الجمهورية، فيقول:"لا ترشيح الآن للانتخابات الرئاسية. ولا يزال الأمر مبكراً للحديث بهذا الأمر". مشدداً على أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها. وبعد بضعة أشهر ستتم دعوة الهيئات الناخبة. كذلك يشدد على أن الانتخابات الرئاسية يفترض أن تجري في موعدها.

الفساد والتهريب

يشير عون إلى الأزمة العميقة التي يعيشها لبنان، والمتعلقة أصلاً بالفساد، وتنعكس على مختلف المجالات، معلناً أنه سيستمر في خوض معاركه، ويقول: "الدولة مسوِّسة". يشير في ذلك إلى مختلف المؤسسات والقطاعات الإدارية والاجتماعية حتّى، مستنداً على مقررات صدرت عن المجلس الأعلى للدفاع، بتوقيف المهربين ومصادرة الكميات المهربة والآليات التي تستخدم في التهريب.. "ولكن في ما بعد نكتشف أنه تم إطلاق سراح الجميع، بسبب الفساد الذي ينخر مختلف المؤسسات"! ويعتبر أن هناك أسباباً متعددة لفقدان المواد الأساسية في الأسواق. أولاً بسبب جشع التجار والذين تتم ملاحقتهم. وهذه المعركة ستستمر كما حصل في الأيام الماضية ضد مستودعات الأدوية، بالإضافة إلى التهريب إلى خارج الحدود، والتي كلما عمل الجيش على رفع سواتر ترابية، سرعان ما تتم إزالتها وتُستأنف عمليات التهريب التي تقوم بها جهات متعددة، ومنها أفراد عاديون يعملون على تعبئة سياراتهم والذهاب بها إلى سوريا وتفريغها هناك، لأن صفيحة البنزين في سوريا تباع بالدولار، أو تبلغ قيمتها بالليرة اللبنانية حوالى 240 ألف ليرة، بينما في لبنان يمكن شراؤها بأربعين ألف ليرة. لا ينفي عون وجود جهات عديد تقف خلف التهريب، وليس حزب الله وحده من يتحمل المسؤولية، بل مختلف الأطراف. ويعترف عون أنه لم ينجح في مواجهة الفساد. لافتاً إلى أن كتلة لبنان القوي 29 نائباً، وهي غير قادرة على فعل شيء بوجه 99 نائباً آخرين. كما أن السلطة الإجرائية بيد الحكومة، فيما هو صلاحياته محدودة.

 

تزوير الخاتمة الأخطر!

نبيل بومنصف/النهار/14 حزيران/20212

لا يمكن مع اقتراب ازمة تشكيل الحكومة من شهرها الثامن ، ما لم يستبق الرئيس سعد الحريري الموعد بالضربة القاضية عبر الاعتذار،  ان يتمادى هذا الردح الذي يزور جوهر الازمة ويمضي بها بما يحقق للفريق المعطل ابرز أهدافه . نعني بذلك ، ومن الآخر ، انه لم يعد جائزا في أي شكل تبرير أي فريق سياسي او حزب او كتلة نيابية البقاء على الحياد او الصمت وعدم الجهر علنا بان خواتيم المعركة تتصل بالصراع على النظام الدستوري برمته وبكل مصيريته وليس اقل من ذلك ابدا . هذه المهزلة الجارية في انكشاف اهداف الفريق المعطل ومن يقف داعما له في الحديقة الخلفية تجاوزت أساسا كل المنطق السياسي السوي عندما خدمت القوى الموالية للعهد مباشرة كما المناهضة له سواء بسواء منطق حصر الصراع بين العهد والرئيس المكلف كأنها معركة لي ذراع شخصية وجهوية وفئوية صرفة . تصرف الموالون والمناهضون كما تستدعي مصالحهم الذاتية والطائفية ، وهذا امر لا يستدعي الغرابة وفرك الاكف طبعا في السلوكيات البديهية للطبقة السياسية اللبنانية الملتزمة أولا وأخيرا معايير الانشداد الى البيئة الطائفية في المقام الأول . نحن لا نزعم ادانة او تأثيم الانشدادات الطائفية الآن في هذه العجالة فيما تتهاوى كل معالم المعايير التقليدية والمحدثة في ما يسمى السياسة في لبنان على اثر انهيار صورة الدولة الحامية والقادرة والمتماسكة امام صورة عملاقة تطوف العالم وتصنف لبنان دولة فاشلة تتقدم لائحة الدول الذاهبة الى قعر قعر المصائر القاتمة .  ولكننا لا نقيم حتما ،ولو لوهلة ،عند هم تعويم المفاهيم الطائفية البائدة من مثل حماية الطائفة للحقوق المزعومة وكل هذا الدجل البغيض الذي يذر الغبار في عيون اللبنانيين ويراد له ان يزور جوهر المعركة الأخطر التي نعتقد ان العهد العوني وحليفه الداعم "حزب الله" لم يتطوعا يوما ، ولم يبددا لحظة ، شكوك فئات واسعة جدا من اللبنانيين في انهما ينخرطان فيها على خلفية تجويف وتفريغ وقضم النظام الدستوري تمهيدا لتسديد الضربة القاضية اليه في اللحظة الإقليمية والدولية المؤاتية.

لا نرى كل فصول المهزلة الجارية في دفع عملية تشكيل الحكومة ،التي صارت سرابا ، سوى من هذا المنظار حصرا لان الأخطر من المناورات المملة لاسقاط عملية التأليف على يد الرئيس المكلف هو استغلال فريق التعطيل للأجندات الذاتية للافرقاء الآخرين الوازنين الذين يلتزمون الحياد او الصمت او الترقب لنهايات الصراع باعتباره معركة ثنائية فقط فيما هم واقعيا ينأوون بأنفسهم عن اخطر صراع يتهدد النظام والدستور عند مفترق قاتل .

لسنا نمجد او نعول على أي مبادرة اطلقت او لا تزال مطروحة في هذا الصراع الا من باب تفحص مفاعيل خدمتها في منع الفريق المعطل وحليفه من اسقاط النظام بعد سقوط الدولة ، لا اكثر ولا اقل . لذا اذا كان الفرنسيون هم أيضا غرقوا في الوحول اللبنانية وفقدوا زمام المبادرة فان البعد الإيجابي الباقي لمبادرة الرئيس نبيه بري بات ينحصر الان في كسر محاولة تطييف ومذهبة المعركة واسقاط هذا الهدف الأخطر عند خواتيم المعركة ، بما بات يحفز واجبا وليس خيارا لدى الافرقاء الاخرين الذين يؤمنون بضرورة الدفاع عن النظام . انه الفصل النهائي الأخطر عند أسوار النظام وليس اقل من ذلك .

 

في صبيحة اليوم  606 على بدء ثورة الكرامة.....وبدأ الفصل الجديد من ملهاة التأليف!

حنا صالح/فايسبوك/14 حزيران/2021

دعكم من حكايات صراع الصلاحيات والأحجام وحقوق الطوائف، ودعكم من بطولات جبران الجبار وعمه القوي جداً، ودعكم من علك الكلام عن الإصلاح والمبادرة الفرنسية وقدرات خارقة لدى الحريري وكأن الناس نسيت القول المأثور من جرب المجرب..، أما "الصديق" الذي شغّل محركاته، بعدما استعان به السيد وقد رفض ربط التأليف بسقف زمني وشدد على أن تكون مهلة التأليف مفتوحة، فدعكم مما يوزعه من روشيتات عن الإصلاح ومكافحة الفساد، يطلقها ذراعه الأيمن النزيه علي حسن خليل، ودعكم من مواقف بقية كومبارس منظومة الفساد والقتل الذين عندما يتحدثون يريدون الإبلاغ من أنهم ما زالوا على قيد الحياة!

قلنا وكررنا في هذه اليومية، أنه منذ تغول الدويلة على الدولة، لم يعد تأليف الحكومات في لبنان شأن منظومة الفساد التي يملاء ضجيجها الفضاء، هناك جهة واحدة-حزب الله- أمسكت منفردة مفاصل القرار منذ التسوية الرئاسية المشينة، وتدفع الأمور باتجاهين:

أولهما التعطيل لتكريس الفراغ وما يصاحبه من إنهيارات متتالية للسطة والمؤسسات، ليتفاقم العوز وتتسع المجاعة، فيخدم هذا المنحى مشروع تفكيك لبنان ما يسهل استتباعه فهم يريدونه مجرد جغرافيا.. ولقد تحقق الكثير على هذا الطريق الخطير، فيكشف هذا الصباح "مرصد الأزمة" في الجامعة الأميركية أنه بالنظر إلى مؤشر الدول الفاشلة الذي يصدره الصندوق العالمي من أجل السلام يبرز تراجع لبنان 6 مراكز في الترتيب العالمي ليصبح ترتيبه بين ال34 دولة الأكثر فشلاً من أصل 179 دولة يشملها التصنيف!

وثانيهما الاحتفاظ بهذا الوضع كورقة في أجندة المفاوض الإيراني في فيينا. لقد كان واضحاً أن العودة إلى الاتفاق النووي ليست باليسر الكبير رغم كل ما بدا وتبلور، وهي تعقدت بعدما استبعد أي مرشحٍ إصلاحي، ومن الأساس يرفضها الخامنئي في هذا التوقيت تلافياً لتأثيرها في الانتخابات الرئاسية..أما وقد تم ترحيلها واقعياً إلى ما بعد الرئاسيات وتكوين الفريق الحكومي الإيراني الجديد، فالثابت أن المسار تبدل، وجديده ما أوردته "الواشنطن بوست" أن المفاوض الأميركي بصدد طرح العديد من الملفات من الدور الإقليمي إلى السلاح البالستي والأهم حقوق الانسان في إيران!

عليه ليستمر الوضع اللبناني محجوزاً، وهناك فصيل من الساسة التابعين يتولون تغطية ما يرتكب بحق لبنان واللبنانيين، ولابأس من إشغال عشرات ألوف المواطنين المتواجدين في طوابير الإهانة أمام محطات الوقود بجعلكة الكلام المكرر بين مذياع وآخر عن مساعي ساكن القصر إلى اعتماد كل السياسات غير المتوقعة لفتح طريق التوريث أمام "الهيلا هيلا هو"، واعتزام ساكن عين التينة حجز الاعتذار عن التأليف لمنع انتصار وهمي عن باسيل وعمه، أما المكلف ف"ما خلوه" يعتذر لأن 90% من التيار يرفض ومعهم رؤساء الحكومات ودار الفتوى و"أنا بري واحد"!

هزلت، شركاء في منهبة سلب المواطنين حقوقهم وشركاء في الإجرام وإذلال الناس يمضون في أقبح مسرحية –ملهاة فيما تغطي طوابير السيارات محطات الوقود طعماً ببضعة ليترات من البنزين، وكثير من الناس يسألون هل فتحت الصيدليات لتبدأ الرياضة اليومية بحثأ عن حبة دواء، وماذا عن الرغيف، فيما أكثرية من العائلات لم يعد بمقدورها تناول الفاكهة المنتجة لبنانياً، ودعكم من نسبة من المواطنين، في احسن الأحوال، لا يتجاوز عددها ال 15% من أهل البلد ، يذهبون إلى البحر أو المقهى أو المطعم! منصة رياض سلامة ( صيرفة على سعر صرف ال ليرة12000 )، دفعت الإنهيار خطوات إضافية فسعر السوق الموازي مبيعاً عند كتابة هذه اليومية كان 15150 ليرة، وعليه تهدوا منيح فلن يمر الكثير من الوقت قبل بلوغه محطة ال20 ألفا!

إن كل الامكانات موجودة لفرملة الانهيار وبدء انتشال البلد واستعادة الدولة المخطوفة المصادرة القرار، ويكفي التأمل بحجم ونوعية الكفاءات المتعددة خصوصاً لدى الجيل الشاب وهي رأس الثروة، إلى قدرات مادية لدى الكثير من أبنائه الذين تعيدهم سلطة سياسية موثوقة وشفافة، وإلى قدرات البلد وما يختزنه من خير.. ولا يأس من التأكيد دوماً أننا كلبنانيين مدعوين لخلق أدواتنا الكفاحية، التي تجمع قوى شعبنا وتستعيد الفضاء العام، وتفرض الحجر على كل منظومة الفساد والإجرام، فلا يتجرأ فاسد مكشوف أمام الداخل والخارج، ومعاقب دولياً بدعوة الأتباع إلى الإعتداء الآثم والمباشر على من ينتقده ويشتمه، الشتيمة هي أدنى حقوق مواطنينا بوجه هذه الطبقة السياسية الفاجرة المنافقة التابعة للخارج، وألف تحية لك ياسمين المصري.

وبعد، حدث المتوقع وفازت لائحة السلطة في انتخابات نقابة المهندسين في طرابلس كما ورد هذا الصباح. ومعروف انه تم تمديد الاقتراع وتاخير اعلان النتائج وان الشوائب لا تعد، وقد نال رئيسها بهاء حرب شخصياً نحو45% من الناخبين وهو متهم بانه تولى تسديد اشتراكات كما قدم الكثير من " الهدايا"، فيما معدل اللائحة الفائزة كان دون ال35% من أصوات الناخبين وقد  تعرضت لخرقٍ واحد، مع التنبيه أنها ضمت إئتلافاً سلطوياً واسعاً جمع أحزاب وقوى: القوات والمردة والمستقبل والعزم وقوى إسلامية وغيرهم.. حدث يستدعي التأمل والتوقف بتأني عند أبعاده فيما كل العيون الآن على انتخابات نقابة المهندسين في بيروت، حيث يواصل تجمع المهندسين المستقلين بذل كل جهد ممكن لبلوغ وحدة القوى ذات المصلحة في استعادة النقابة..هناك طريق واحد للنصر الوحدة حول الفريق  الأكفاء والأكثر أهلية وحالة تمثيلية، وللبحث صلة!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

حبة الكرز على قالب الحلوى الإيراني

سام منسى/الشرق الأوسط/14 حزيران/2021

صرّح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن بلاده ستبقي مئات العقوبات على إيران حتى لو تم التوصل إلى تسوية لإنقاذ الاتفاق النووي. يؤشر كلامه إلى أن التسوية مع طهران باتت على الأبواب، ما يسمح برفع عقوبات رئيسة ومهمة عنها، لكن بعكس المتوقع من انفراجات جراء تسوية مقبلة، تلوح مؤشرات كثيرة مقلقة في الإقليم تصب في كفة إيران وحلفائها المستفيدين من رفع العقوبات عنها وإراحتها من هذا العبء الكبير على أوضاعها الاقتصادية والمالية وحتى السياسية:

- تصاعد التوتر في اليمن واستخدام الطائرات المسيًرة ضد القواعد الأميركية رغم الانفتاح الأميركي على الحوثيين والوساطة العمانية، مع نأي إيران بنفسها عن الأحداث وتحميل مسؤوليتها للسعودية والحوثيين، وهذا من صلب الأداء السياسي الإيراني الذي يتبرأ من مسؤوليته عن أعمال البيئات المحلية التي يستخدمها لغاياته.

- في خطابه الأخير، بشّر حسن نصر الله اللبنانيين بعدم ضرورة وضع سقف زمني لتشكيل الحكومة، ما يعني أنه لا حكومة في لبنان على المديين القصير والمتوسط. وبشرنا أيضاً باستيراد الحزب بنفسه النفط من إيران خارج السلطات الرسمية المختصة متوعداً بالقول: «فلتمنعنا الدولة»، وأصدر ما يشبه الفتوى بأن لا انتخابات مبكرة، مصراً على إجرائها في موعدها. وكلامه هذا هو الاستكبار الذي يدعي مناهضته لدى الآخرين، يُبرر بشعور بالقوّة استمده من تطورات المنطقة التي تخدم مصلحة محوره.

- إطلاق سراح القيادي في الحشد الشعبي الموالي لطهران قاسم مصلح مقابل وقف التصعيد «لعدم كفاية الأدلة»، إضافة إلى ما يشهده العراق من مواصلة الهجمات ضد التحالف الدولي بقيادة أميركا.

- عودة الموضوع الفلسطيني إلى الواجهة وهذا أمر إيجابي، إنما الجانب السلبي فيه أنه عاد على صهوة جواد جبهة الممانعة المتمثلة بـ«حماس» مع ما يستتبع ذلك من استخدامه مجدداً لصالح هذه الجبهة الإيرانية الولاء.

- إعادة انتخاب بشار الأسد على رأس الدولة السورية بدعم إيراني، ما يسدل الستار عن آخر فصول الربيع العربي بتثبيت «الشاهد» على قبره كما عن جرائمه.

كل هذه التطوّرات تصب في مصلحة إيران، والخوف من أن تكون حبة الكرز التي تزينها هي إعادة تعويم الأسد دولياً وإقليمياً رغم أفعاله بحجة إبعاد دمشق عن طهران. ولا يمكن فهم فظاعة كهذه خارج فكرتين لدى من يروّج لها بعيدتين عن مصلحة الشعب السوري.

الأولى هي قناعة براغماتية في الفكر السياسي لبعض هؤلاء من جهة واستسهال الحلول من جهة ثانية ومحاولة إخفاء الأوساخ تحت السجادة، والقول إنه بعد التجربة تبيّن استحالة حكم سوريا من دون نظام آل الأسد ووجود بدائل متاحة.

الثانية هي سذاجة مؤذية لأصحابها تتمثل في اعتقادهم بإمكانية أن يتغير هذا النظام إذا جرى التطبيع معه، بمعنى أن يخرج من تحت العباءة الإيرانية. العجيب الغريب لدى هؤلاء هو ضعف الذاكرة وعدم استفادتهم من تجارب الماضي القريب والبعيد.

ولو صح أن السياسة في واقعيتها وانتهازيتها وضروراتها تسمح بالتغاضي عن مسؤولية هذا النظام عن هول ما حصل في سوريا من قتل وتعذيب وتهجير ودمار غير مسبوقين، هل يمكن محو ممارسات النظام على مستوى السياسة العربية بعامة والمنطقة بمجملها منذ سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم؟

في الشأن الفلسطيني، منع النظام قادتهم الشرعيين المعنيين بالقضية الفلسطينية من التفرد بها بحجة أنها قضية قومية، وبدلاً من خدمة القضية استخدم المنظمات الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير وحركة فتح بشتى السبل، ناهيك عن تلك التي أنشأها بنفسه. ولا ننسى دور سوريا بتفخيخ معظم إن لم نقل كل مبادرات السلام العربية وآخرها مبادرة قمة بيروت عام 2002.

ولا يمكن أيضاً أن ننسى الدور السوري في الشأن الفلسطيني إبان دخوله إلى لبنان عام 1976 بحجة إنقاذ الفلسطينيين، لكنه ما لبث أن انقلب عليهم، ومارس كل صلف ممكن بحقهم حتى أنه لحق بياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى طرابلس بعد إخراجهما من بيروت عقب الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982 حتى تأكد من خروجهما كلياً من المنطقة. وليست حرب المخيمات الفلسطينية في بيروت عام 1985 تفصيلاً عرضياً في هذا السياق.

لبنانياً، لا ننسى عبث النظام بلبنان على مدى أكثر من أربعين سنة ويعجز حجم المساحة المتاحة للكتابة من تفصيله، ولكن نختصره باتهامه بالوقوف وراء الاغتيالات التي طالت شخصيات عدة إبان الحرب، وصولاً لزلزال اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وما تبعه من مسلسل القتل، كما بالانهيار الراهن الذي تشهده البلاد.

وتتصدر عربياً مواقف نظام الأسد المناقضة للإجماع العربي لا سيما إبان الحرب الإيرانية العراقية، والأكثر إيلاماً كان إدخال إيران وتثبيتها في الجسم العربي لا سيما في المشرق عبر البوابتين السورية واللبنانية. وفي حين استخدم نظام حافظ الأسد الإيرانيين كأداة لتوطيد حكمه وتوسيع نفوذه، بات الأسد الابن اليوم هو الأداة بيدهم بعد أن سمح بتغلغلهم في عمق مفاصل النظام سياسياً وعسكرياً ومخابراتياً وأمنياً واقتصادياً، فضلاً عن الجانب الاجتماعي عبر التشيع ونشر عقيدة ولاية الفقيه وتغيير الديموغرافيا وشراء الأراضي.

كل ذلك يحثنا على التساؤل عن جدوى الانفتاح على هذا النظام لا سيما بعد الجرعة المنشطة لإيران إثر عودتها المتوقعة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها.

لعل جردة سريعة للعواقب المتوقعة لهذا الانفتاح الدولي أو الإقليمي على نظام الأسد تنعش ما قد يكون سها عن المروجين له.

أولاً، هذا الانفتاح مبني على افتراض خاطئ بأن الحرب قد انتهت، وبات من الضروري تالياً احتواء نظام الأسد وإبعاده عن إيران. إن الحرب الأهلية لم تنته بعد رغم شبه الانتصار الذي حققه الأسد، إضافة إلى أن سوريا دولة محتلة من خمس دول هي تركيا وروسيا وإيران وأميركا براً، وجواً من إسرائيل.

ثانياً، إن تطبيع العلاقة مع النظام يعني إعطاء إيران صكاً بانتصارها ونجاح سياستها في المنطقة بعامة، والإذعان بأنها باتت تتحكم في أربع دول فعلياً، فيما الدول الأخرى تدعمها اقتصاديا وتنموياً. باختصار، دول تدفع المال وإيران تدير السياسة، وهذه معادلة أتقنتها طهران وتستميت إلى اعتمادها مستقبلاً عبر إعادة إعمار سوريا وانتشال لبنان وغزة من أزمتهما.

ثالثاً، ضعف ثقة النظام بمحيطه العربي، بحيث يسكن إلى العلاقات مع النظام الإيراني لأسباب أبرزها الخشية من الغلبة السنية داخل البلاد وعلى مستوى العالم العربي.

رابعاً، التطبيع مع النظام سيمكنه من الإفلات من المساءلة الدولية لانتهاكه حقوق الإنسان واستعمال الأسلحة الكيماوية. وينبغي هنا ألا يغيب عن الأذهان أن الإدارة الأميركية متمسكة على الأقل علناً بقضايا حقوق الإنسان، ولن تتسامح مع سجل النظام السوري بهذا الشأن.

خامساً، توقع ما قد تتعرض له المعارضة من تنكيل بعد تمكين هذا النظام من استعادة قوته ومساحات جديدة من البلاد، لا سيما إذا انسحبت الولايات المتحدة من مناطق وجودها تاركة الأكراد وغيرهم فريسة لانتقام نظام تاريخه الظالم يشهد عليه.

أخيراً، مع تجدد البريق الفلسطيني سيستعيد النظام السوري الرئة التي يتنفس منها منذ أكثر من خمسين سنة ليتاجر من جديد بالقضية الفلسطينية، ويرفع سهامه بوجه دول الاعتدال العربي لا سيما تلك التي طبّعت مع إسرائيل ما يعرقل أي تسوية عربية إسرائيلية محتملة لصالح الشعب الفلسطيني.

في الخلاصة أدخل النظام السوري بلاده إلى معسكر الدول غير الطبيعية المهتمة دوماً بقمع داخلها وتصدير المشاكل إلى محيطها، حتى باتت تتقن فن إشعال الحرائق لتلعب لاحقاً دور الإطفائي لإخمادها. هكذا دول لا تشبه الدول الطبيعية التي تعنى بجوانب الحياة العادية وتأمين العيش الرغيد لمواطنيها، والمشكلة أن الغرب وبعض العرب لا يزالون غير مقتنعين بأنه من الصعب التقاء هذين النمطين من الدول.

 

هل يُطيح الخلاف حول الحكومة بـ”تفاهم مار مخايل”؟

كلير شكر/نداء الوطن/14 حزيران/2021

يعترف أحد المقرّبين من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بأنّ الثنائي الشيعي، ومن ضمنهما طبعاً “حزب الله”، يحاول قدر المستطاع اقناع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بتدوير الزوايا للوصول إلى تفاهم يسمح بولادة الحكومة، علّها تتمكن من وقف التدهور الحاصل.

بتقديره، إنّ الأيام القليلة المقبلة ستكون فاصلة في ما خصّ الملف الحكومي. إمّا ينجح “الخليلان” في تذليل العقد والعقبات، وآخرها منح “تكتل لبنان القوي” الثقة للحكومة، بعدما جرى التفاهم على معظم الحقائب، فتولد الحكومة قبل أيام قليلة من الانفجار الكبير… وإمّا يحصل الافتراق الحتمي من خلال اعلان الحريري اعتذاره، لينتقل فوراً إلى صفوف المعارضة لخوض معركته الانتخابية، المصيرية.

فعلياً، تلقي الانتخابات النيابية بثقلها على الاستحقاق الحكومي. “تيار المستقبل” يخشى خوض غمار الحلبة النيابية اذا لم يكن متخففاً من بعض أثقاله، ولذا يتردد في تأليف حكومة اذا لم تكن إنقاذية الطابع، قادرة على تحقيق الانجازات وتضع حداً للانهيار. كذلك يخاف “التيار الوطني الحر” الالتحام بحكومة مقدّر لها أن تغرق في مستنقع الخلافات فتتحول إلى نسخة طبق الأصل عن حكومة الحريري الأخيرة، ولو أنّ اشتراط باسيل عدم منح فريقه النيابي الثقة للحكومة فيه شيء من الانفصام السياسي، لكون “التيار” هو حزب العهد ويده التنفيذية، مهما حاول العونيون رسم خطوط وهمية للفصل بينهم وبين رئاسة الجمهورية.

ولذا راح العونيون يشحذون سكاكين خطابهم الانتخابي. واولى “طعناته” جاءت في “ظهر” حليفهم الشيعي، أي “حزب الله”، من خلال حملات المزايدة التي يمارسونها ضدّ سلاح “حزب الله” وسلوكه في إدارة الدولة، ما يشي بأنّ “التيار” قد ينقلب على خطابه التحالفي، فيوجّه سهام انتقاداته إلى “حليف مار مخايل”، لاعتقاده أنّ الشارع المسيحي بات أقرب إلى هذا الخطاب والذي سيكون عنوان حملات الخصوم المسيحيين، الانتخابية، خصوصاً وأنّ “التيار” يعاني تراجعاً هائلاً في شعبيته ويواجه تحدي تحسين موقعه في الشارع، الأمر الذي قد يفرض عليه خيارات صعبة لا سيما على مستوى الخطاب.

والأرجح أنّ هذا السيناريو بات على طاولة نقاش الكثير من القوى السياسية. اذ يقول بعض خصوم العونيين، إنّ الاستحقاق الحكومي قد يكون آخر اختبارات تفاهم مار مخايل، لاقتناع أنّ لـ”الحزب” مصلحة في تأليف الحكومة فيما حليفه العوني لا يجاريه في هذا المشروع، ولو أنّ العهد أكثر المتضررين من الفوضى المرجّح حصولها في حال عدم تأليف حكومة. ولذا يرون أنّ تفاهم “مار مخايل” بات على المحك، وقد يطيحه الخلاف حول الحكومة، من دون أن يعني ذلك تحوّل “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” إلى خصوم، لكنّ التباين بين الفريقين سيترك ندوباً عميقة في العلاقة، التي شهدت في السنوات الأخيرة الكثير من “النزلات” والاخفاقات والاختلافات في وجهات النظر. والأرجح أنّ هذه القراءة تدفع الحريري إلى انتظار ما ستؤول إليه مساعي “صديقه” رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أن “يبق بحصة” الاعتذار. وهو جدّد حديثاً “تمسكه بمبادرة رئيس البرلمان المستمدة من روحية المبادرة الإنقاذية التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي “تأخذ البلد إلى الخلاص من أزماته”. ما يعني أنّ رئيس الحكومة المكلّف يعوّل على حراك “الخليلين” ويعتبره آخر خرطوشة يمكن الركون اليها في التأليف.

على ضفّة “حزب الله”، لا تبدو الخشية من انقلاب في خطاب “التيار الوطني الحر”، حاضرة في مقاربة الحزب إلى حليف مار مخايل. وفق المطلعين على موقفه، فإنّ جبران باسيل يعرف كيف يحافظ على التوازن في خطابه، بين توجيه الانتقادات حيناً والدفاع عن “الحزب” أحياناً، وهو يعتمد هذه الاستراتيجة منذ فترة غير قليلة. والأرجح أنّه لن يحيد عنها عشية الانتخابات النيابية. عملياً، تعاني العلاقة بين حليفي “تفاهم مار مخايل” تشوّهات خلقيّة صارت جلية للعيان، لكنها لم تصل يوماً إلى حدّ الافتراق، ولو أنّ “التيار” راح ينتقد “الحزب” طوال الفترة الماضية لعدم مساندته في مكافحة الفساد، ما يعني تحميله مسؤولية الانهيار الناجم عن سوء الإدارة المالية للدولة. فهل سيتمكن من تبرير هذا التوازن في خطابه أمام الجمهور؟

 

صقور المستقبل”… هل يعودون تحت “الراية الزرقاء”؟

ألان سركيس/نداءالوطن/14 حزيران/2021

تفرض كل مرحلة سياسية رجالاتها، وإذا كانت فترة التسوية تحتاج إلى كوادر مسالمين، إلاّ أنه في مرحلة المواجهة فإن الصقور هم من يقودون المعركة. لا شكّ أن تيار “المستقبل” بعد 2005 بات مغايراً لما كان عليه قبل ذاك التاريخ المفصلي في لبنان، فاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ومن ثمّ إتجاه المنطقة نحو صراع سني- شيعي ساهم في خروج صقور من صفوف “المستقبل”، وهؤلاء كانوا في خطوط المواجهة مع “حزب الله”. أتت التسوية الرئاسية عام 2016 وما سبقها من تسويات خفية لتقضي على حضور صقور “المستقبل”. ففي كل منطقة كان هناك نائب أو وزير يُعتبر متشدّداً أو حازماً في مواقفه السياسية، لا يهادن بل هو قادر على الصعود إلى المنبر ومخاطبة الجمهور “الأزرق” والرأي العام اللبناني. ولعل فترة إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وانقلاب “حزب الله” وحركة “أمل” على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ومن ثمّ اجتياح بيروت في 7 أيار 2008، ساهمت في بروز تلك الشخصيات والتي أكملت طريقها بعد مغادرة الحريري لبنان، على خلفية إسقاط حكومته في كانون الثاني 2011، فأدار هؤلاء الصقور المواجهة في أصعب مرحلة ترافقت مع إندلاع الحرب السورية في 15 آذار 2011.

ومن بين هؤلاء الصقور النائب والوزير السابق أحمد فتفت الذي كان المواجِه الأول للرئيس إميل لحّود على طاولة مجلس الوزراء ومن ثمّ على الساحة الوطنية طوال الفترة الماضية، وأكمل المواجهة بعد الإنقلاب على حكومة الحريري عام 2011 حيث أطلق على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لقب “حكومة نجيب الغريب”، إضافة إلى كل الألقاب الأخرى التي كانت تتداول في تلك المرحلة وأبرزها حكومة “القمصان السود”. أما عكارياً، فكان النائب خالد الضاهر سيّد المواجهة، ومعروف وقوفه وتصديه لمحاولة نقل الحزب “السوري القومي الإجتماعي” أحداث 7 أيار إلى عكار، كذلك سطع نجمه في مواجهة مشروع “حزب الله” وكل من يدور في فلكه ودعم المعارضة السورية، وكذلك فان الوزير السابق معين المرعبي بات بعيداً عن قرار “المستقبل” والذي عُرف أيضاً بمواقفه الحازمة. وبرز دور النائب السابق مصطفى علوش في طرابلس بعد فوزه بالنيابة في إنتخابات 2005 لكن تمّ استبعاده نتيجة تسوية الحريري- ميقاتي في إنتخابات 2009، وما لبث أن انقلب الرئيس نجيب ميقاتي على الحريري وترأّس الحكومة عام 2011، فيما بقي علوش في موقعه وعلى مبادئه لذلك استعان به الحريري مجدداً في هذه المرحلة الصعبة.

أما الرجل الثاني الطرابلسي الذي كان يُعتبر من الصقور فهو اللواء أشرف ريفي، ووقع الخلاف الأساسي مع الحريري بعدما كان وزيراً للعدل، واكتشف أن هناك مؤامرة تُحاك بالنسبة إلى محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة، فانتفض على الواقع ولا تزال إنتفاضته مستمرّة.

ومن الوجوه المستقبلية البيروتية التي كانت معروفة بحدتها النائب نهاد المشنوق، فعلى رغم طبيعته التسووية وفتحه خطوط تواصل مع الجميع، فإنه يُعتبر متشدّداً في بعض المواقف ووقف دائماً إلى جانب سعد الحريري، لكنّ هناك أموراً كثيرة دفعت الحريري إلى التخلّي عنه.

وبقاعاً، كان الوزير جمال الجرّاح من أكثر الصقور تشدداً، حتى ذهب النظام السوري إلى إتهامه بدعم المعارضة السورية، وقد تراجع دوره في الآونة الأخيرة نتيجة تقدّم وجوه أخرى، فيما علاقته مع الحريري لا تزال جيدة. وإذا كان الرئيس فؤاد السنيورة يمارس مهامه من خلال نادي رؤساء الحكومات السابقين، إلا أن الإنتقادات توجّه إلى الحريري بأنه تخلّى عن هذه الصقور لصالح التسوية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل، وتمّ استبدال تلك الوجوه بنواب مسالمين مثل رلى الطبش وديما جمالي وطارق المرعبي ومحمد سليمان، وعندما انفرط عقد التسوية عاد الحريري إلى المواجهة الصعبة… ولكن وحيداً.

ويحاول نادي رؤساء الحكومات السابقين دعم الحريري في مواجهته مع عون وباسيل لكي يشكّلوا تعويضاً عن النقص، على رغم عدم إقتناعهم بكل شيء يفعله الحريري. إذاً، عاد الحريري إلى مرحلة المواجهة مع كثرة الحديث عن نيته الإعتذار، فهل يعود عن قراراته السابقة باستبدال فريق عمله؟ الحقيقة بحسب أوساط مستقبلية أنّ قسماً كبيراً من الشخصيات المذكورة بات في مكان آخر، أما الإنتخابات النيابية فلديها حسابات أخرى على الأرض وكل شيء مرهون بوقته، ومن المبكر الحديث عن عودة أسماء أو نسج تحالفات على الساحة السنية، وبالتالي فإن معركة “المستقبل” في مكان آخر، والحريري مصرّ على تأليف حكومة وفق منطق المساواة والشراكة وإنطلاقاً من روحية المبادرة الفرنسية إذا تراجع عن فكرة الإعتذار.

 

3 لاءات لــ"حزب الله" في التعامل مع المرحلة

بولا اسطيح/الكلمة اولاين/14 حزيران/2021

تبدع القوى السياسية في لبنان في المراوغة والتذاكي وايهام الناس انها تنكب على اجتراح الحلول للازمات التي باتت تنهش يوميات اللبنانيين.. فبعدما كان من المفترض ان يكون الاسبوع الماضي حاسما في عملية تشكيل الحكومة، ارتأى المعنيون بالملف تمديد حلقات المسلسل الذي تحول مملا ومستفزا في آن، فضربوا موعدا جديدا للحسم نهاية الاسبوع الحالي، وهم يعلمون تماما ان ما فشلوا بانجازه طوال الاشهر ال٨ الماضية لن ينجزوه في يومين او ٣. ولعل ما يجعل اي خرق في الايام والساعات المقبلة اقرب للخيال، هو اشتعال جبهة جديدة وليس اي جبهة، باعتبار انها تعني من يفترض انه الوسيط الذي يقود مبادرة لتقريب وجهات النظر بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. فمن ظن ان التراشق بين عين التينة والبياضة عابر، يخطىء كثيرا اذ انه يعني انهيار الوساطة رغم اصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على منحها فرصة اخيرة. ومن هنا كان تمني واصرار بري على الحريري التريث بالاعتذار باعتبار انه سيشكل صفعة لجهوده كافة خاصة وانه الاب الروحي لرئيس "المستقبل" والداعم الاول لتكليفه بعد الاطاحة برئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب.

ويمكن الحديث عن معطيين اثنين طبعا الحركة السياسية الاسبوع الماضي. الاول مرتبط بتجديد الغطاء "السني" الممنوح للحريري، ما يعني دعم طائفته لاي خيار يتخذه سواء بالتمسك بالتكليف او الاعتذار وصولا لمنحه صلاحية القبول بالسير بمرشح جديد لخلافته او عدمه. وتعتبر مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ان اي شخصية متحمسة لخلافة الحريري سواء النائب فيصل كرامي أو النائب فؤاد مخزومي او غيرهما، سيكون عليها ان تعيد حساباتها وتطلب دعم رئيس "المستقبل" لترشيحها الا اذا كانت ترتأي الدخول بمواجهة مع الشارع السني. اما المعطى الثاني الذي يمكن الحديث عنه فهو قرار باسيل على ما يبدو عدم اعطاء اي فرصة جديدة للحريري كونه اصلا ورئيس الجمهورية غير مقتنعين على الاطلاق بامكانية التعايش معه من جديد تحت سقف اي حكومة مقبلة. من هنا كان تشدده في جولة المفاوضات الاخيرة كما قرار فتح النار على مجلس النواب من بوابة البطاقة التمويلية.

وتتجه الانظار حصرا اليوم الى بيت الوسط، بحيث انه لم يعد هناك اجوبة تقدمها البياضة التي باتت واضحة بموقفها الذي يقوم بشكل اساسي على افتقاد عامل الثقة بين "الثنائي" عون- باسيل والحريري، اذ يدرس الاخير خياراته بدقة بالتنسيق المباشر واليومي مع بري الذي ينسق بدوره مع حزب الله. وهنا يمكن الحديث بحسب المعلومات عن ٣ لاءات للحزب مرتبطة بالمرحلة الحالية: اولا، لا للانتخابات النيابية المبكرة، وهو ما اعلنه امين عام الحزب السيد حسن نصرالله صراحة في اطلالته الاخيرة، وما يتفق به تماما مع رئيس البرلمان الذي يتعاطى مع مجلسه كخط احمر. لذلك يمكن الحديث عن قرار واضح وصريح لدى "الثنائي الشيعي" بالتصدي لاي مشروع يؤدي بنهاية المطاف للاطاحة بهذا المجلس. اما ال"لا" الثانية التي يرفعها حزب الله فمرتبطة برفضه الاطاحة بالرئيس عون واصراره على وجوب بقائه في بعبدا حتى آخر يوم من ولايته، سواء أستمر الفراغ الحكومي ام تم تجاوزه.

وتبقى ال"لا" الاكبر التي يعتبرها الحزب اولوية، مرتبطة بالوضع الامني الذي يرفض بتاتا المس به. وهو بحسب المعلومات مستعد ليعيد كل حساباته في حال تم المس بالامن. علما ان هناك من يروج لبحث الحزب امكانية تقصير ولاية عون باطار تسوية سياسية تأتي امتدادا للتسوية الكبرى الاميركية- الايرانية المنتظرة على ان يتم الاتفاق على قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا مقبلا للبلاد يحظى بدعم دولي كبير للنهوض بالبلد من جديد. وبين لاءات الحزب وتشدد باسيل وضياع الحريري، من المرتقب ان تشتد حدة الازمات كافة بعدما بات محسوما ان احدا لن يلتفت الى لبنان قبل الارتطام الكبير والمدوي..

 

الحريري يعلّق اعتذاره... ويشترط!

غادة حلاوي/نداء الوطن/14 حزيران/2021

تبدي مصادر مواكبة لمفاوضات تشكيل الحكومة أسفها للاجواء المتوترة التي بلغتها مراحل تشكيل الحكومة بعد ان كانت الجهات المعنية أحرزت تقدماً كبيراً على مستوى توزيع الحقائب، ووضعت تشكيلة شبه مكتملة لولا ظهور عقدتي الوزيرين المسيحيين، ورفض رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل رفضاً مطلقاً لأن يسميهما الرئيس المكلف سعد الحريري، كما يرفض منح الثقة لحكومة برئاسة الحريري، الذي يرفض بالمقابل منح باسيل ستة وزراء، بينما يصر على حجب الثقة عن الحكومة. حجب لا يرضي سعاة الخير والمساعدين بتشكيل الحكومة ممن استنفدوا طاقاتهم وانهكوا دون نتائج مرجوة.

بعيداً من الحقائب والاسماء فالبلد عالق عند خلاف الى حد العداوة بين رئيس مكلف أقسم اليمين على الّا يلتقي باسيل ولو خرب البلد، ورئيس تيار سياسي أقسم اليمين على الّا يكون الحريري رئيساً للحكومة ولو انهار البلد. وعلى ضفة عنادهما احتار رئيس مجلس النواب واستنفد كل ارانبه، ورغم ذلك لا يزال صابراً على المر تلافياً لما هو أمرّ.

خلال اليومين الماضيين ابلغ الحريري غالبية من حوله رغبته الجدية بالاعتذار، نصحه المجلس الشرعي ورؤساء الحكومات السابقون بالتريث، بينما وعد بري بأن يكمل الثنائي الشيعي مساعيه التي لا يرفضها الحريري ولكنه طالب بوضع سقف زمني كي لا يطول الانتظار. صارت المسألة استنزافاً للوقت وقراره هذه المرة لم يأت من باب المناورة بل ان الرئيس المكلف يجد نفسه مطوقاً وحبل التكليف يضيق على خناقه، وسط كومة من الصعوبات وانسداد الأفق الاقليمي والدولي تجاه لبنان وهل يمكن ان يبقى منتظراً نتائج مفاوضات اقليمية ودولية قد تطول لعام وأكثر قبل أن يبدأ لبنان تلمس نتائجها. قال الحريري ايضاً انه وضع نفسه أمام خيارات عدة وهو الذي لمس عن قرب انقساماً داخل الطائفة السنية، ما بين الناصح بالاعتذار والراغب باستمرار المحاولة وثالث ينصحه التصعيد حتى نهاية العهد. لكل وجهة نظر حساباتها وخلفياتها وخصوصياتها. ينصت الحريري وعينه على سيد عين التينة حيث لن يكون اي قرار من دون مشورته وبالتنسيق معه وقد عبر عن ذلك بصراحة، مثبتاً شرعيته برعاية أعلى مرجعية روحية في طائفته.

ليست المرة الاولى التي تُلبس دار الفتوى عباءتها للرئيس المكلف. لكنها هذه المرة سيّجت تكليفه وحالت دون اعتذاره، بعدما أحال اليها مخاوفه وخياراته منبهاً الى ان البلد يدنو من الانهيار. بحضوره اجتماع المجلس الشرعي في دار الفتوى كرس الحريري نفسه رئيساً مكلفاً ترعاه المرجعية الأعلى في طائفته كزعيم سياسي للسنة، وفي حال الاعتذار فمرجعية الطائفة الدينية رفعت مظلتها وأوصدت ابوابها امام اي مرشح محتمل لرئاسة الحكومة خلفاً له، ليقطع بذلك الحريري الطريق على إمكانية ان يسمي بديلاً عنه في حال اعتذاره.

خطوة الحريري باللجوء الى دار الفتوى لم ترُق للبعض ممن تساءل عن الخيارات التي يمنحها الاستنفار السني للرئيس المكلف سوى تصعيب المهمة عليه ومن يأتي بعده؟ اختلفت أجواء اليومين الماضيين عما كانت عليه من قبل وتعقّد تشكيل الحكومة وصار مستحيلاً. ما يفرض عليه حسم خياراته بعدما ضاق باب المناورة ودخل الجميع مرحلة البحث عن بديل، او اقله عن مرحلة ما بعد اعتذار الحريري.

تؤكد مصادر بيت الوسط ان الحريري وللمرة الأولى يضع أمامه كل الخيارت المتاحة وهو كان صريحاً بذلك أمام اجتماع المجلس الشرعي في دار الفتوى، قائلاً ان العين على البلد المتجه نحو الانهيار بلا أفق لتفاديه الا في حالة تشكيل الحكومة وليس اي حكومة، بل حكومة بمواصفات معينة تستجلب دعماً خارجياً و"اذا لم يتوافر هذا الخيار فلا أفكر بالاستمرار". كان هذا جوهر النقاش الذي طرحه الحريري ويطرحه مع كتلته النيابية ومسؤولي "تيار المستقبل".

يمكن التأكيد ان الحريري ولولا التزامه برأي من حوله لكان بحكم المعتذر اليوم. داخلياً لم يعد للحريري غير رئيس مجلس النواب كمظلة داخلية تحميه بعد ان ضاقت سبله وسدت كل منافذه الخارجية، بما فيها الجانب الفرنسي الذي لم يغفر له بعد رفضه الزيارة للقاء يجمعه مع باسيل برعايته.

وعتبه على "حزب الله" يزيد مع تزايد العقبات لاعتباره ان "حزب الله" بإمكانه لو اراد ان يضغط على العهد وباسيل في سبيل التنازل لتشكيل الحكومة، ومثله يفعل باسيل الذي يلاحظ كيف يتغاضى عن رفع سقف انتقادات نواب تكتله في مواجهة "حزب الله"، حتى ليظن البعض ان "التيار الوطني الحر" يجترح الحجج لاعلان انفصال سياسي عن "حزب الله" يطلق له العنان لخوض انتخاباته حراً طليقاً. غير ان "حزب الله" ليس بوارد لا الطلب من الحريري الاعتذار ولا الضغط على باسيل من دون ان يحول ذلك دون استكمال المساعي.

هي أزمة مفتوحة في حالتي اعتذار الحريري او استمراره رئيساً مكلفاً ولو حتى آخر العهد، مع إمكانية توقع الاسوأ من السيئ بعد.

 

الجيش و”الحزب”: الحسابات الساخنة

رولان خاطر/الجمهورية/14 حزيران/2021

لا تهدأ البطريركية المارونية ولا سيّدها عن التنديد بمسؤولية الحكّام عما آلت إليه الظروف الحياتية والسياسية في لبنان، والتنبيه في كل مرّة من وجود نوايا لدى بعض الأطراف، قاصداً «حزب الله»، لدفع لبنان نحو الانهيار، للسيطرة على البلد وتغيير هويته. ولا ينسى سيّد بكركي أن يذكّر اللبنانيين والعالم أجمع بأهمية الرهان على الجيش اللبناني والمحافظة عليه، القوة اللبنانية العسكرية الشرعية الوحيدة. أمام تعاظم التهديدات والأخطار، يزداد الرهان على الجيش اللبناني لحماية ما تبقّى من هيبة الدولة والمؤسسات والأهم الكيان اللبناني، في ظل وجود دولة داخل الدولة، التي هي في الأساس هشّة، وغير متماسكة، ووجود قوى مسلّحة رديفة للجيش اللبناني الشرعي، وميليشيا تملك قرار الحرب والسلم، أخذت لبنان إلى حيث لا يجب أن يكون، وحوّلت أرضه معسكراً لأجندات خارجية. فيزداد الخوف من وجود نيّة لدى الحزب للإطاحة بالمؤسسة العسكرية، كواحدة من أهم مؤسسات الدولة اللبنانية، بهدف استكمال السيطرة على البلد.

نيّة الحزب

هذا الخوف، لا تؤيّده مصادر عسكرية، وتؤكّد لـ«الجمهورية»، أنّ أحداً ليس من مصلحته أن ينهار الجيش، بمن فيهم «حزب الله»، فعندها ماذا يمكن له أن يفعل، هل يستطيع ان يسيطر على البلد؟.

وتشدّد هذه المصادر، على أنّ الدعم الدولي للجيش، والمؤتمر المرتقب في 17 حزيران المقبل والمخصّص لهذا الدعم، هما ترجمة فعلية لقرار دولي كبير، هو أنّ الجيش خط أحمر، وهو العمود الفقري والآمن للدولة اللبنانية. وتأكيداً لوجود رعاية دولية للمؤسسة العسكرية لكي تبقى صامدة، ورسالة لكلّ من يعنيهم الأمر، لن يكون هناك أي قوى عسكرية بديلة عن الجيش». بدورهم، يتفق الخبراء والمحلّلون السياسيون على أنّ «حزب الله» أدهى من أن يعمل على الإطاحة بالمؤسسة العسكرية، «ولكنّه بالتأكيد يعمل على الإمعان في إضعافها». ويتفق كل من المحلل الاستراتيجي الجنرال خليل الحلو والنائب السابق فارس سعيد على «أنّ الحزب يريد استنساخ التجربة الإيرانية أو العراقية أو اليمنية، بمعنى وجود قوتين عسكريتين، واحدة رسمية والأخرى غير رسمية، وان تكون المؤسسة الرسمية تابعة للميليشيا». ففي إيران، يقول الحلو «هناك «الباسيج» و»الحرس الثوري»، ولهما كل السلطة والقرار، فيما دور الجيش الإيراني ثانوي جداً. وفي لبنان، يريد «حزب الله» دولة وجيشاً، دورهما ثانوي، ويكون له الدور الرئيسي». ويعتبر سعيد انّ «الحزب يريد في لبنان جيشاً ضعيفاً يتعايش مع ميليشيا أقوى منه، كما هو حاصل في إيران، فهناك جيش وطني يعيش ويتعايش مع الحرس الثوري، وفي العراق هناك جيش وطني يعيش ويتساكن مع الحشد الشعبي».

في الوقت نفسه، يرى الحلو أنّ «ضعف الجيش يؤثر سلباً على الحزب»، مذكّراً بأنّ من قضى على «داعش» في البقاع الشمالي هو الجيش، ولو كان في استطاعة الحزب أن يواجه «داعش» لفعل، وبالتالي الجيش هو من قام بعملية «فجر الجرود» وليس «حزب الله»، على مساحة جغرافية تصل إلى 450 كلم مربع، ضمن أكبر عملية جوية وبرية في تاريخ الجيش اللبناني، لا يملك «حزب الله» القدرة على القيام بها. فالحزب لا يملك قدرات جوية ولا قوات برية ولا سلاح مدفعية كالتي يملكها الجيش، وبالتالي، حاجة الحزب للجيش واضحة، وهي التي تجعله يغض النظر عن المساعدات الغربية، مع حذر مستمر من أن تشكّل هذه المساعدات في مرحلة ما عاملاً مغيّراً في موازين القوى». ويضيف: «الحزب في حاجة للجيش وللدولة، لكن لدولة يسيطر عليها». الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أمين حطيط، القريب من «حزب الله»، يصف كل حديث عن انّ «حزب الله» يريد نسف المؤسسة العسكرية، بالتمنيات والأوهام لدى البعض. فمنذ العام 1990 اعتمد الجيش اللبناني عقيدة قتالية ما زالت تُعلّم للضباط، وهي تحدّد من هو العدو وواجبات الجيش. وهذه العقيدة شكّلت عصباً منع الاهتزازات داخل الجيش رغم المخاطر الكبرى، وخصوصاً بعد العام 2000.

ويؤكّد حطيط انّ «الجيش كان في محطات يعمل و»حزب الله» في اتجاه واحد، وفي محطات اخرى، لم يتوقف عمل الجيش على ارادة وقبول «الحزب». ويوضح انّ هناك «قناعة مطلقة لدى المسؤولين في الجيش، أنّه طالما هناك تمسّك بالعقيدة القتالية طالما يكون عمل الجيش واضحاً، وعندما تهتز هذه العقيدة عندها ينفجر الجيش كما حصل في الـ75، والـ84، والـ88، مؤكّداً أنّ العماد جوزف عون آخر من يتخلّى عن العقيدة القتالية. وإذ يشدّد على أنّ «الحزب» لا يختلف مع الجيش، ومن يتصور انّ الجيش يمكن ان يتلقّى اوامر من الخارج لضرب الحزب فهو واهم، يشير حطيط إلى أنّ «حزب الله» الذي يقاتل تحت معادلة الثلاثية الذهبية، يضع الجيش أولاً، والحزب يعرف ضرورة وجود جيش قوي بجانبه، لأنّه يعرف أنّه حيث يمكن ان يكون الجيش لا يستطيع أن يكون الحزب. فالجيش ضرورة وطنية وحاجة وطنية للحزب. والحزب حريص على الجيش بمقدار حرص الجيش على نفسه.

مصلحة لبنانية وغربية

هذه المعطيات تؤكّد أنّه يجب المراهنة على دور الجيش الأمني وبقوة. ويقول الحلو إنّ هناك مصلحة مشتركة للبنان وللدول الغربية في ان يبقى الجيش صامداً، لأنّ انهيار الدولة المركزية في لبنان وتحديداً انهيار الجيش، سيكون البديل عنه:

ـ أولاً، تعزيز سطوة الميليشيات التي ستوجد في المناطق اللبنانية لغياب السلطة المركزية، والميليشيا الأقوى اليوم هي ميليشيا «حزب الله» التي ستعزز وجودها العسكري ليس في مناطق نفوذ الحزب فقط، بل قد توسّع نفوذها إلى مناطق لبنانية اخرى، مما سيولّد ميليشيات أخرى في هذه المناطق لمواجهة «حزب الله»، أكانت ميليشيا مسيحية أو درزية أو سنيّة. وهذا يُعتبر قفزاً في الفوضى، ولا يلائم المصلحة اللبنانية أولاً، ولا مصلحة المجتمع الدولي ثانياً، ولا مصلحة الدول العربية ثالثاً.

ـ ثانياً، سيؤدي تنازع هذه الميليشيات إلى عودة التنظيمات الارهابية كـ»داعش» و»النصرة» وغيرها إلى العمل وتجنيد أتباع لها في مناطق مختلفة وتدريبهم وتسليحهم وإرسالهم إلى أوروبا مثلاً لتنفيذ عمليات إرهابية. وهذا إن كان لا يحصل اليوم فمردّه لوجود جيش فاعل وقوى أمنية واستخباراتية قوية.

ـ ثالثاً، انّ انفلات الوضع قد يؤدي إلى هجرة غير شرعية إلى الدول الأوروبية والغربية، ليس فقط للاجئين السوريين، إنما ايضاً للبنانيين.

الدور السياسي

«الدور الأمني للجيش، وامتلاكه القدرات العسكرية والأمنية المتفوقة للحفاظ على الستاتيكو الحالي، وعدم السماح بتفلّت الوضع، لا يعني ان يكون للجيش دور سياسي، فهو وجد للدفاع والأمن»، كما يقول الحلو.

فأهمية الجيش، كما يقول سعيد من جهته، «ليس في قدرته العسكرية فقط ولا في تنظيمه، بل لأنّه المؤسّسة الوحيدة التي تحافظ على العيش المشترك، واذا انهار الجيش انهارت منظومة العيش المشترك في لبنان كلياً، من هنا، تكمن الأهمية في الحفاظ على وحدة الجيش وحماية هذه المؤسسة». ويضيف: «ليس تفصيلاً عابراً، ان يوجد ضابط مسيحي على رأس قيادة الجيش يعطي أوامر لعسكر من طوائف أخرى، هذا الأمر ليس موجوداً إلّا في لبنان، ويجب ان نحافظ عليه لأنّه المعنى الحقيقي للبنان».

 

الحريري سيحشُر عون: تشكيلة وزارية جديدة؟

محمد شقير/الشرق الأوسط/14 حزيران/2021

يقول مصدر سياسي لبناني مواكب عن كثب للأجواء التي سادت لقاء رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، وتمام سلام، بالرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، المعطوفة على المداولات التي تخللت الاجتماع الدوري للمجلس الإسلامي الشرعي، إن تأكيد الحريري على أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لا يعني في المطلق أن اعتذاره عن تأليفها سيكون على رأس أولوياته، وإن كان لا يزال واحداً من الخيارات ما لم يبادر «رئيس الظل» للجمهورية، زعيم «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل إلى إعادة النظر في أولوياته، بدءاً بوقف رهانه على انهيار البلد كشرط يعيد تأسيس نفسه سياسياً.

ويؤكد المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» أن ما يشاع حول جنوح الحريري للاعتذار هذا الأسبوع عن تشكيل الحكومة ليس في محله، وهذا ما ينسحب على استعداد نواب كتلة «المستقبل» للاستقالة من البرلمان، ويقول إنه لن يقدّم اعتذاره على طبق من فضة لباسيل ما لم يأت في سياق خطة سياسية متكاملة، لأن الاعتذار لن يحل المشكلة، وبالتالي لن يؤدي إلى إخراج البلد من المأزق السياسي الذي يتخبط فيه؛ خصوصاً أن باسيل في اتباعه سياسة الهروب إلى الأمام أوقع نفسه في أزمة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري بلا أي مبرر.

ويكشف المصدر نفسه عن أن لدى الحريري خيارات أخرى غير الاعتذار على الأقل في المدى المنظور، ولن يتردد في السير فيها لحشر الرئيس ميشال عون في الزاوية، ولا يستطيع أن يقاوم هذه الخيارات بالمكابرة أو بالعناد، علماً بأن الرئيس المكلف قدّم كل ما لديه من تضحيات قوبلت بالرفض من التيار السياسي المحسوب على باسيل الذي حوّل أحد الأجنحة في القصر الجمهوري إلى «غرفة أوضاع» يدير فيها بغطاء من عون معركته ضد عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة التي توسّعت أخيراً لتشمل رئيس البرلمان.

ولم يستبعد المصدر السياسي أن يبادر الحريري إلى التقدُّم من عون بتشكيلة وزارية جديدة بنفس المواصفات والشروط التي التزم بها عندما تقدم بتشكيلته الأولى، وإن كان يعتقد بأن لا شيء نهائياً في هذا الخصوص، كاشفاً أنها واحدة من الأفكار التي طُرحت سابقاً في لقاء رؤساء الحكومات السابقين بالرئيس المكلف.

ويضيف أن مجرد موافقته على أن يتقدم بهذه التشكيلة الوزارية يعني أنه باقٍ على التزامه بالمبادرة الفرنسية التي سعى بري لإنقاذها، لكنه اصطدم برفض باسيل الذي افتعل اشتباكاً سياسياً معه، فيما يلوذ عون بالصمت بعدما أوكل إلى وريثه السياسي مهمة الإطاحة بالحريري لمنعه من تشكيل الحكومة.

ويؤكد المصدر أن باسيل قرر أن يشتبك مع بري ليس لصرف الأنظار عن تحميله مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة فحسب، وإنما لأنه يصرّ على فتح ثغرة في الأفق المسدود ليعيد الاعتبار للمبادرة الفرنسية، وهذا ما لا يروق لباسيل ومن خلاله عون، وينقل عن قطب نيابي قوله إن بري يتمسك بالحريري رئيساً للحكومة لأنه يتمسك في المقابل ببقاء لبنان واتفاق الطائف.

ويرى أن باسيل لا يخفي انزعاجه من بري الذي بات يشكل رافعة لتشكيل الحكومة من جهة ويُطبق عليه الحصار السياسي من جهة ثانية، وإلا لماذا تذرّع بتأخّر البرلمان عن إقرار البطاقة التموينية، مع أنه لم يتردد فور إرسال مشروع القانون الموقّع من عون ورئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب في هذا الخصوص بطلب إحالته على اللجان النيابية المشتركة لدراسته.

ويلفت إلى أن بري استخدم «الخط العسكري» في إرساله لمشروع القانون هذا، مع أن تمويل كلفة سريان مفعول البطاقة ليستفيد منها مستحقوها سيتم من «حواضر البيت» أي مما تبقى من الاحتياط لدى مصرف لبنان في ظل تلكؤ من يعنيهم الأمر عن الدخول في مفاوضات جدية مع صندوق النقد الدولي.

ويعتبر أن «العهد القوي» لم ينفك عن الخوض في المزايدات الشعبوية لتلبية احتياجات السواد الأعظم من اللبنانيين، مكتفياً بالبيانات الإعلامية اليومية لمكافحة الجوع الذي يدق أبواب اللبنانيين ويهددهم بلقمة عيشهم، ويقول إن «التيار الوطني» دخل على خط المزايدات وأعد اقتراح قانون في هذا الخصوص بعد أيام من تسلم رئاسة المجلس مشروع القانون، وما كان من بري أن ألحقه به وطلب إحالته على اللجان.

لذلك، فإن الاعتذار في حال حصوله سيأتي كخيار أخير من الخيارات المطروحة وسيتلازم مع وضع خطة تحرك ستكون بمثابة بدء معركة مفتوحة مع العهد ووريثه يراد منها رسم الخطوط الحمر لما بعد الاعتذار لا يمكن تجاوزها وتحديداً من قبل من يقدّمون أنفسهم لخلافة الحريري بتشكيل الحكومة، وهم على علاقة مع باسيل. كما أن الخطة، التي ستُدرج على جدول أعمال المناوئين لـ«العهد القوي» الذي أطاح بالمرجعية التي أمّنها له الدستور ليكون الجامع بين اللبنانيين، ستضع من يطمح لخلافة الحريري في موقع انتحاري إذا ما وجد نفسه في مواجهة مع مرشح بديل يتبنى المواصفات التي تمسك بها الرئيس المكلف؛ خصوصاً أن الرهان على اللقاء التشاوري النيابي كمعارض للحريري لا يعكس الواقع السياسي الراهن بعد انفتاح الأخير على النواب عبد الرحيم، وجهاد عبد الصمد، وعدنان طرابلسي ممثل جمعية المشروعات الخيرية (الأحباش) في البرلمان.

وعليه، فإن إحياء لقاء البياضة الذي جمع المعاونين السياسيين لرئيس البرلمان النائب علي حسن خليل، والأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل، بباسيل، لم يعد ممكناً، بعد أن أقحم الأخير نفسه في اشتباك سياسي غير مسبوق مع بري، قوبل بأعنف هجوم لا مثيل له من قبل قيادات حركة «أمل» وانضمت إليهم لاحقاً المحطة التلفزيونية «الشبكة اللبنانية للإرسال» التابعة لبري في مقدمة نشرتها الإخبارية، مساء أول من أمس، التي شنّت هجوماً من العيار الثقيل.

ويبقى السؤال؛ كيف سيتصرف «حزب الله»؟ وهل تصلح أدواته السياسية السابقة التي كان يستخدمها لإصلاح ذات البين بين حليفين؛ خصوصاً أن إصراره على التموضع في منتصف الطريق يعني أنه ماضٍ بلعب دور «شيخ صلح» بينهما، علماً بأن البادئ في فتح النار على رئيس البرلمان كان باسيل؟

فـ «حزب الله» بات محشوراً في الزاوية، لأنه لا يستطيع أن يرأب الصدع بين حليفيه اللذين لم تعد بينهما كيمياء سياسية يمكن التعويل عليها لإنهاء الخلاف الذي بدأ بالتباين حول تشكيل الحكومة، ولن ينتهي إلا بتوفير الشروط لولادتها.

 

بايدن وموعد مثير مع «بلاتوف»

غسان شربل/غسان شربل/14 حزيران/2021

المخرج الذي أعد تفاصيل أول إطلالة خارجية للرئيس جو بايدن لا تنقصه البراعة. تمثل الرحلة الأوروبية تحدياً صريحاً لعصر «كورونا» الذي أرغم الرؤساء على الجلوس وراء كماماتهم وجدران مكاتبهم. إنَّها أول إطلالة على العالم بعد انحسار الحرب العالمية التي أوقدها «الفيروس الصيني» وأودت حتى الآن بحياة أربعة ملايين شخص. وهي إطلالة عبر المسرح الأوروبي الذي استجار في القرن الماضي بالقوة الأميركية الصاعدة لقطع عنق أدولف هتلر وإنقاذ العمق الأوروبي من أنياب جوزيف ستالين.

قمة لمجموعة السبع. وقمة أوروبية. وقمة أطلسية. ومسك الختام قمة في جنيف مع «القاتل» الوافد من الجليد الروسي. جاء بايدن لإبلاغ من تقرر أن يلتقيهم رسالة صريحة مفادها أنَّ «أميركا قد عادت». ولهذا بدا مهتماً بتوزيع الابتسامات واللفتات والضمادات والضمانات.

وأثارت إطلالة بايدن الواسعة تلك الأسئلة التي تطلُّ برأسها عند تغيير اسم ساكن البيت الأبيض، خصوصاً بعد الامتحانات الأفغانية والعراقية ونتائجها المخيِّبة. هل أميركا مهتمة فعلاً بالعودة إلى قيادة العالم على غرار ما كانت؟ هل لا تزال تملك ثمنَ القيام بمثل هذا الدور كثير الأعباء؟ هل صحيح أنَّ علاقاتها بالقارة القديمة لم تقترب من التقاعد، وأنَّ التزامها بنود ميثاق حلف الأطلسي لم يترهل؟ وهل صحيح أنَّ أميركا مدعوّة إلى معركة حاسمة مع الصين التي تريد انتزاع الموقع الاقتصادي الأول والتي تشكل تجربتها تحدياً صارخاً للنموذج الغربي الذي يربط الازدهار بالرفاهية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟

كان على مائدة بايدن الكثير من المواضيع: الوباء ومسؤولية تلقيح العالم للخروج من عصر «كورونا»، والمناخ، والتجارة، والعلاقات مع «عدوانية القيصر»، و«شراهة ورثة ماو»، ومسؤولية محاربة الإرهاب والهجمات السيبرانية. وخلال تلك القمم حاول بايدن التأكيد أنَّ أميركا حاضرة للمشاركة في قيادة العالم، لكنَّها لن ترقص منفردة بل هي واثقة بالعثور على شركاء موثوقين.

القمة الأميركية الروسية ستفتح بدورها باب المقارنات. لم يَحُلْ استخدام بايدن كلمة «قاتل» في وصف نظيره الروسي دون تحديد موعد القمة. بوتين ليس من قماشة الانفعاليين، وعلّمته هواياته الرياضية أنَّ تبادل الضربات طبيعي وقد يصل إلى الضرب تحت الحزام. أوحى بايدن بأنَّه سيكون صارماً في نقل الرسالة إلى بوتين. رسائل صارمة تتعلق بالتدخل في الانتخابات الأميركية والهجمات السيبرانية ومطاردة المعارضين في الداخل والخارج. ورسائل تتعلَّق بزعزعة استقرار الدول المجاورة وفي طليعتها أوكرانيا، وصولاً إلى الملف السوري وقبله الملف الإيراني، حيث يمكن أن تطلب واشنطن مساعدة موسكو لتليين موقف طهران نووياً وإقليمياً وباليستياً. لكن القيصر ليس موزِّع هدايا، وهو يريد الثمن في العلاقات والعقوبات وسلوك «الناتو».

وفي قمة جنيف بين بايدن وبوتين سيتذكر العالم حقيقة لافتة. أميركا أقوى من روسيا، لكن القيصر أقوى من سيد البيت الأبيض. والصور السابقة تؤكد ذلك. كان ذلك في يوليو (تموز) 2018. كنت بين الصحافيين الذين توافدوا لمواكبة القمة بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين. ولم يكن سراً أنَّ المؤتمر الصحافي المشترك كان ذروة الإثارة في الموعد الفنلندي. زعيمان قويان يطلان معاً. الأميركي مغامر جاء من خارج المدرسة. والروسي لاعب شطرنج جاء من عمق المؤسسة الأمنية.

كنت أتداول مع زميلنا كميل الطويل في نقاط قوة كل من اللاعبين ونقاط ضعفه. لم يكن سراً أنَّ بوتين قوي وصارم وبارع في تسديد الضربات، لكن لم يغب عن بالنا أنَّ حجم اقتصاد بلاده يوازي حجم اقتصاد إيطاليا، وأنَّه رغم طول الإقامة لم ينجح في إنجاز شيء يشبه المعجزة الصينية. وكان واضحاً في المقابل أنَّ ترمب هو القائد الأعلى لأبرز قوة عسكرية في التاريخ تستطيع إصابة أي هدف على امتداد العالم. ولم يكن غائباً أنَّ الولايات المتحدة هي صاحبة الاقتصاد الأول والأقوى وإن كانت المنافسة التي تقودها بكين تسجل نقاطاً ليست بسيطة. في المقابل لم يكن باستطاعة الصحافي الحاضر أن ينسى مقدار الطمأنينة الذي كان يلازم وجه سيد الكرملين؛ ليس لديه كونغرس يخاف منه، ولا مبرر لديه للقلق من قسوة الشاشات وكيديات المانشيتات. القيصر مزارع صارم. يقتلع الأعشاب المخربة قبل استفحالها، وهذا يصدق دائماً في الداخل ويصدق في الخارج عند الاضطرار. لهذا كان يبدو واثقاً بصباح اليوم التالي. لم يكن ترمب المحارب يتمتع بمثل هذه الطمأنينة، فقد كان متأكداً أنَّ الصحافيين الأميركيين سيبادرون إلى إغماد الخناجر في خاصرته فور فتح باب الأسئلة، علاوة على «السموم» التي ستُطبخ في مطابع الصحف الكبرى.

المشاعر نفسها راودتني في السنة الأخيرة من القرن الماضي حين ذهبنا في مارس (آذار) لتغطية أعمال القمة الأميركية - السورية. لم يكن سراً أنَّ أميركا أقوى بكثير من سوريا وفي كل الميادين. لم يكن الرئيس حافظ الأسد في أفضل حال صحية، لكنه بدا واثقاً بأخبار اليوم التالي في بلاده؛ ليس لديه كونغرس ينغّص فرحته، وليست لديه صحافة «مسمومة»، فمدير المخابرات يعرف عناوين اليوم التالي إن لم يكن شارك في تدبيجها. وخالجني إحساس أن بيل كلينتون يشعر بالقلق من عناوين صحف اليوم التالي.

قمة جنيف مهمة بالتأكيد. أغلب الظن أنَّ بوتين سيحجز لنفسه دوراً في المرحلة المقبلة. أميركا التي كانت قبل عقود تلعب الورقة الصينية لإضعاف الاتحاد السوفياتي قد ترتفع فيها أصوات تدعو إلى لعب الورقة الروسية لإضعاف العملاق الصيني. وإذا ظهرت هذه الأصوات لن يتردد بوتين في السباحة في هذه المياه لتعزيز موقع بلاده لدى واشنطن وبكين معاً، خصوصاً أن فيروس الصعود الصيني أخطر على بلاده منه على الولايات المتحدة.

لا يخطئ مستشارو بايدن إذا عارضوا المؤتمر الصحافي المشترك مع «القاتل». طول الإقامة في مجلس الشيوخ أو أروقة البيت الأبيض لا يساعد على مواجهة الضابط الوافد من الأكاديمية العليا لـ«كي جي بي». ففي تلك الأكاديمية كان اسم بوتين المستعار «بلاتوف». تدرَّب على العيش بأوراق مزورة وتسميات وهمية. تدرَّب على الكتابة بالحبر السري وعلى أساليب التمويه والتضليل. الرجل الذي أقام قرب جدار برلين بحجة إدارة بيت الصداقة السوفياتي - الألماني الشرقي كان في الحقيقة جاسوساً بارعاً يطوّع الجواسيس ويطارد الجواسيس. كان هناك وسارع إلى إتلاف الوثائق لدى تداعي الجدار. ويبدو أنه أقسم على الانتقام مما سمّاه «أكبر كارثة جيوسياسية شكّلها انهيار الاتحاد السوفياتي». مهمة بايدن مستحيلة. يصعب إقناع «القاتل» بالتخلي عن مهنته.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون اكد لدوروشيه رغبة لبنان في استمرار مفاوضات ترسيم الحدود غير المباشرة بوساطة أميركية: لا يمكن لإسرائيل فرض وجهة نظر أحادية

الإثنين 14 حزيران 2021

وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الوسيط الأميركي لعملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية السفير جون دوروشيه الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، "رغبة لبنان في استمرار المفاوضات غير المباشرة في الناقورة بوساطة أميركية واستضافة دولية، وذلك بهدف الوصول الى تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية، على نحو يحفظ حقوق الأطراف المعنيين بالاستناد الى القوانين الدولية". وطلب الرئيس عون من الوسيط الأميركي ان "يمارس دوره للدفع نحو مفاوضات عادلة ونزيهة ومن دون شروط مسبقة لان ذلك يضمن قيام مفاوضات حقيقية مستندة الى الحق الذي يسعى لبنان الى استرجاعه". واعرب الرئيس عون عن امله في ان "تلقى المساعي التي سوف يبذلها السفير دوروشيه مع المسؤولين الاسرائيليين، نتائج إيجابية آخذين في الاعتبار وجود حكومة جديدة في إسرائيل، الامر الذي يتطلب ربما جهدا إضافيا لعدم حصول المزيد من التأخير في المفاوضات التي لا يمكن لإسرائيل ان تفرض وجهة نظر أحادية على مسارها". وشدد الرئيس عون على "انفتاح لبنان على الأفكار المطروحة ضمن اطار السيادة اللبنانية الكاملة برا وبحرا"، لافتا الى ان "لدى لبنان خيارات عدة في حال عدم تجاوب الإسرائيليين مع الجهود المبذولة لتحريك المفاوضات".

 

الراعي افتتح أعمال السينودس: بعدم تأليف الحكومة تتعطل مقدرات الدولة ويتفشى الفساد والتهريب

الإثنين 14 حزيران 2021

وطنية - بدأت صباح اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، اعمال سينودس الكنيسة المارونية برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار وتستمر لغاية ظهر يوم السبت المقبل حيث سيصدر البيان الختامي ،ويتضمن الامور كافة التي تم بحثها. وبعد الصلاة المشتركة ألقى البطريرك الراعي كلمة الافتتاح قال فيها: إخواني السادة المطارنة الأجلاء، الآباء المحترمين، بعد ما أنهينا بنعمة من الله رياضتنا الروحية وتأملنا مع مرشدها في السؤال: "كنيستي إلى أين؟"، زدنا اقتناعا بأن كنيستنا هي كنيسة الرجاء. وبهذه الصفة تواصل مسيرتها مع شعبها. تسير أمامه في مواجهة المصاعب، لحمايته من أضرارها، وتسير في وسطه، لكي تتضامن معه وتساعده، فالتضامن فضيلة تشعرنا بأننا كلنا مسؤولون عن كلنا، وتسير وراءه لكي تجمعه، وتساعد الضعيف في المسيرة وتحمي الشعب من التفكك والشرود والضياع.

أضاف: "في الظروف الصعبة التي نعيشها بدرجات متفاوتة في لبنان والنطاق البطريركي، وفي بلدان الانتشار، يسطع نجم كنيستنا بأنها كنيسة الرجاء. هكذا سطعت لنا في السينودس الروماني الخاص بلبنان وفي إرشاده الرسولي الذي وقعه في لبنان القديس البابا يوحنا بولس الثاني، في 17 أيار 1997، وهو بعنوان "رجاء جديد للبنان"، وهكذا سطعت لنا في المجمع البطريركي الماروني المنعقد ما بين 2003 و 2006، إذ كنا في ذروة الأزمة السياسية، والاحتلالات، فكان النص الأول والأساس لجميع نصوصه بموضوع "كنيسة الرجاء".

وتابع: "هي إياها اليوم مسيرة "كفاح الرجاء" الذي نساعد به، روحيا وماديا ومعنويا، شعبنا على الصمود في وجه أصعب محنة يعيشها بسبب إهمال كامل من المسؤولين في الدولة أدى ويؤدي إلى تعطيل السلطة الإجرائية المتمثلة بالحكومة، وبعدم تأليفها تتعطل مقدرات الدولة الاقتصادية والمالية، ويتفشى الفساد في إداراتها العامة، ويحتضن التهريب عبر معابرها الشرعية واللاشرعية بل وفي مرافقها من مطار ومرافئ. هذا الواقع أفقر نصف الشعب اللبناني، وقضى على الطبقة الوسطى، وأتاح لقلة أن تصبح أكثر ثراء، وهجر خيرة قوانا الحية".

وقال: "بهذا الرجاء نبدأ معالجة المواضيع المدرجة على جدول الأعمال ومن بينها: الليتورجيا ينبوع الرجاء والثبات، ورسالة أبرشياتنا والصعوبات التي تعترضها، وتنشئة كهنة الغد في إكليريكياتنا، وخدمة العدالة لمن هم بحاجة إليها في محاكمنا، وتنظيم خدمة المحبة الإجتماعية والمبادرات الإضافية الجديدة، وتنسيقها مع المنظمات الاجتماعية غير الحكومية، والشأن الوطني في لبنان: لجهة الحياد الناشط، والمؤتمر الدولي الخاص به برعاية منظمة الأمم المتحدة".

وختم: "إننا نضع أعمال هذا السينودس المقدس تحت أنوار الروح القدس، وشفاعة أمنا مريم العذراء، وأبينا القديس مارون. فليكن كل شيء لمجد الله وخير كنيستنا وجميع أبنائها.

مع الشكر لإصغائكم".

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #الراعي #بكركي

 

قائد الجيش استقبل دوروشيه مع وفد وعرض الاوضاع مع علم الدين وستريدا جعجع

الإثنين 14 حزيران 2021

وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، كلا من النائب عثمان علم الدين والنائب ستريدا جعجع، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان.

كما استقبل عون وسيط التفاوض بين لبنان والعدو الاسرائيلي في موضوع ترسيم الحدود الجنوبية الدبلوماسي الأميركي John Desrocher على رأس وفد مرافق.

 

لقاء سيدة الجبل: الأولوية اليوم تكمن في خوض معركة تحرير لبنان من الاحتلال الايراني

14 حزيران 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، د. جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، حسان قطب، الباحث حسن منيمنة، خليل طوبيا، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فتحي اليافي، فادي أنطوان كرم، كمال الذوقي، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد صالح حيدر وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :

يؤكد "لقاء سيدة الجبل" أن الأولوية اليوم تكمن في خوض معركة تحرير لبنان من الاحتلال الايراني لتحرير الشرعية، وإفساح المجال لبناء دولة تأخذ على عاتقها تأمين الحقوق للمواطن الفرد والضمانات للجماعات وفقاً للدستور ووثيقة الوفاق الوطني.

إن أوضح صور الاحتلال تظهر اليوم في رفض "حزب الله" تشكيل حكومة تنفيذاً لأوامر ايرانية. ولا يمكن أن يقنعنا هذا الحزب، الذي يتمتع بنفوذ سياسي وعسكري مطلق في لبنان، انه غير قادر على "التفاهم" مع هذه الشخصية السياسية أو تلك. إن "هؤلاء المعرقلين" ليسوا إلا شخصيات تلعب أدواراً هامشية في معركة عدم تشكيل الحكومة.  لقد تجلّت فظاعة هذا الإحتلال وبشاعته في أعظم وأخطر إنهيار للنظام الإقتصادي والمصرفي في تاريخ لبنان الحديث، لذلك فإن بداية إنقاذ للوضع المالي والإجتماعي لا يتمّ إلا من خلال رفع الإحتلال الإيراني.

يعتبر "اللقاء" ان "حزب الله" لا يريد حكومة والا فرض حكومة على لبنان. إن رفع الاحتلال الايراني هو مسؤولية وطنية مشتركة، من خلال إعادة استنهاض القوى الحية القادرة على حمل أمانة لبنان الواحد الحر السيد المستقل، القائم على العيش المشترك، وليس من خلال العودة إلى داخل المربعات الطائفية. إن "لقاء سيدة الجبل" لا يمكنه أن ينظر إلى المرجعيات الروحية، المسيحية والاسلامية، إلا من منظار الصروح المفتوحة أبوابها لتلاقي جميع اللبنانيين من كل الطوائف. فـ"حزب الله" يدفع الجميع باتجاه مربعاتهم الطائفية بهدف التلاعب بهم؛ مرة هو حليف "التيار الوطني الحر" في مواجهة "تيار المستقبل"، ومرة أخرى يشجع على اصطفاف إسلامي- "تكاملي" في مواجهة التيار العوني. يؤكد "لقاء سيدة الجبل" أن الخروج من هذه الأزمة يكون للجميع او لا يكون وبالجميع او لا يكون. أيها اللبنانيون، نظّموا صفوفكم لإطلاق مقاومة مدنية سلمية ديموقراطية في مواجهة الاحتلال الايراني، وحوّلوا ساحات  بيروت، وكل مدينة وقرية، إلى مكانٍ للحوار والصمود وإعلاء الصوت في وجه الظلم. نحن نستحق الحياة والمدرسة والجامعة والمستشفى والمصرف؛ نحن نستحق السلام والاستقرار والقانون والدستور؛ نحن نسحق احترامنا كبشر أسوة بجميع الشعوب.

 

جعجع: الاولوية اليوم لإعادة تكوين السلطة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة

الإثنين 14 حزيران 2021

وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مؤتمر صحافي في معراب ، أن "لدينا رئيس جمهورية جالس في بعبدا إلا أنه في الحقيقة غير موجود، كما أن لدينا رئيس حكومة تصريف أعمال، وهنا أود أن أكرر التأكيد للجميع أن رئيس حكومة تصريف الأعمال هو رئيس حكومة ولو أن الحكومة هي تصريف أعمال، لذا لدينا رئيس حكومة جالس في السرايا الحكومية وهو فعليا غير موجود، كما وأن ثمة أكثرية نيابية جالسة في مجلس النواب وهي فعليا غير موجودة، وبالتالي فاننا في حاجة ماسة إلى إعادة إنتاج السلطة والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إجراء انتخابات نيابية الآن".

وقال: سأتناول اليوم في تصريحي ثلاثة مواضيع وهي الحكومة، طوابير المحروقات والدواء والمستلزمات الطبية واللاجئين، إضافة إلى الحلول الممكنة". وفي ما يتعلق بموضوع الحكومة، لفت جعجع إلى أننا "ضعنا كما ضاع الناس جميعهم في مسألة من يتحمل المسؤولية ومن ليس مسؤولا عن تعطيل التأليف، فما نشهده من مبادرات "طالعة" وأخرى "نازلة" وذهبوا والتقوا واجتمعوا والخليلين والحسنين والأنطونين ليست سوى ملهاة كبيرة في الوقت الذي نتعذب جميعا أشقى العذابات والجميع يرى أين أصبح اليوم الشعب اللبناني". وشدد جعجع على أن "من يتحمل مسؤولية تأليف الحكومة هي الأكثرية النيابية لسبب بسيط وهو أنها هي من أتت برئيس الجمهورية وهي من كلفت الرئيس المكلف وهذه الأكثرية النيابية جوهرها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" لذا على هذين الحزبين أن يريا ما يجب عليهما القيام به من أجل حل هذه المسألة. وأكد جعجع أن "مركز السلطة في البلاد هو مجلس النواب وتحديدا الأكثرية النيابية، وعليها أن ترى ما يجب عليها القيام به من أجل حل مسألة تشكيل الحكومة.وما هو حاصل اليوم هو أن "حزب الله" يريد الحفاظ على جميع تحالفاته من أجل الحفاظ على وضعيته بغض النظر عما يتعرض له الشعب اللبناني اليوم،وإنما جل ما يهمه هو الحفاظ على راحته السياسية عبر الاستمرار في ربط عون من هنا والحريري من هناك وذاك من هناك وهذا من هنا بغض النظر عما ينعكس هذا الأمر على البلاد". وشدد جعجع على أن "مسؤولية تأليف الحكومة تقع على عاتق الأكثرية النيابية وتحديدا عند تحالف (حزب الله) و(التيار الوطني الحر) باعتبار أن هذا التحالف هو عصب الأكثرية النيابية الحالية".

أما بالنسبة إلى موضوع طوابير المحروقات ومسألة انقطاع الدواء والمستلزمات الطبية، قال جعجع: "لم يعد مقبولا تبعا لأي مقياس من المقاييس ما نشهده يوميا من طوابير للذل أمام محطات الوقود التي ينتظر فيها المواطن لساعات من أجل أن يحصل على صفيحة أو نصف صفيحة من البنزين، وبالنسبة إلى المسؤولية فهي تقع على رئيس الجمهورية طالما أن لدينا رئيس جالس في قصر بعبدا، وطالما أن لدينا رئيس حكومة جالس في السرايا الحكومية، إضافة إلى الحكومة ولو كانت حكومة تصريف أعمال فهي مسؤولة".

وتوجه جعجع إلى رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال وحكومة تصريف الأعمال بالقول: "أنتم المسؤولون عن كل ما يجري اليوم، والسبب أنه إذا ما هو حاصل بالشعب اللبناني اليوم لا يأتي في سياق تصريف الأعمال، فإذا ما هو تصريف الأعمال؟ فإذا كان موت الشعب ليس من نطاق تصريف الأعمال، فما هو تصريف الأعمال أهو فقط التوقيع على المرتبات الشهرية للموظفين؟". وأوضح جعجع أن "سبب ما نعيشه اليوم من أزمة محروقات ودواء ومستلزمات طبية بسيط جدا وهو أن الدولة لا تملك المال للاستمرار بالدعم ولا يريدون أن يظهرون بمظهر غير شعبي عبر رفعهم الدعم، وأن رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال لا يريدان رفع الدعم، وبالتالي هما يتركان الأزمات تتفاقم في شكل كبير وخطر من أجل أن يرفع الدعم لوحده من دون أن يظهرا وكأنهما هما من رفعا الدعم غير آبهين بما يتعرض له المواطن من إهانة بالانتظار في طوابير الذل".

وتوجه للحكومة المستقيلة بالقول: "إما أن تجوبوا العالم وتذهبوا إلى أقاصي الدنيا لتأمين المال للدعم من أجل الإستمرار به، وإلا في حال أنتم غير قادرين على القيام بذلك فعليكم رفع الدعم فورا، عندها يدرك المواطن أقله أن الدواء الذي هو بحاجة له متوفر ولو كان بسعر باهظ ومن الممكن أن يضطر لبيع أرضه من أجل شرائه لا أن نستمر كما نحن اليوم خرابا فوقه خراب فوقه خراب حيث أن الدعم متوقف والدواء مقطوع، فكل شيء خراب بخراب كوجوههم ولا يجوز الدرك الذي وصلنا إليه أبدا". وبالنسبة إلى مسألة اللاجئين السوريين في لبنان، قال جعجع: "بعدما تم إجراء ما أسموه انتخابات في سوريا فقد قام رئيس الجمهورية بالاتصال ببشار الأسد وهنأه بالانتصار "الفظيع" الذي حققه في ما أسمي انتخابات، وفي هذا الإطار ما دام أن خطوط الاتصال انفتحت ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال كان قد زار سوريا عدة مرات حيث التقى بمسؤولين سوريين من المستويات كافة ووضع تصورا لحل مسألة النازحين السوريين وقام بتقديمه إلى مجلس الوزراء الذي قام الموافقة عليه، فهل يمكننا أن نعرف لماذا لم تبدأ بعد مرحلة عودة اللاجئين السوريين؟".

لذا على الأمن العام، وفي حال لم يكن لديه اللوائح يمكنه الحصول عليها من السفارة السورية باعتبار أن لديه علاقات مع الجميع، كما أنه على الحكومة وأتمنى أن يكون رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال يسمعان ولا سيما أن كل ما نشهده يأتي في سياق تصريف الأعمال، ليقوموا بتنظيم اللوائح المطلوبة ومهما كان العدد 150 ألف 200 ألف 250 ألف فهذا أمر جيد وأفضل من لا شيء في الوقت الراهن، وبما أنكم فتحتم العلاقات مع نظام بشار الأسد باشروا بإعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا".

واعتبر أنه "يتبين من مجمل ما قمنا باستعراضه أن لدينا رئيس جمهورية جالس في بعبدا إلا أنه حقيقة غير موجود، كما أن لدينا رئيس حكومة تصريف أعمال وهنا أود أن أجدد التأكيد للجميع أن رئيس حكومة تصريف الأعمال هو رئيس حكومة ولو تصريف أعمال، لذا لدينا رئيس حكومة جالس في السراي الحكومي وهو فعليا غير موجود، كما أن هناك أكثرية نيابية جالسة في مجلس النواب وهي فعليا غير موجودة. وتابع: "نحن في حاجة ماسة إلى إعادة تكوين السلطة، فهل من طريقة أخرى غير اجراء انتخابات نيابية؟ لماذا إذا لا نجريها اليوم أي بعد شهر أو شهرين كحد أقصى ونكون بذلك قد وفرنا على الشعب اللبناني 9 أو 10 أشهر من العذاب في انتظار الانتخابات، هذا إن لم يحاولوا عرقلة إجرائها في موعدها الدستوري". وجدد التأكيد أن "مطلبنا الوحيد والأساسي والجوهري في الوقت الراهن هو انتخابات نيابية مبكرة باعتبار أنه ليس هناك من شيء من شأنه إنقاذ الشعب اللبناني الذي يقبع انتظارا أمام محطات الوقود أو الذي ينتظر الحصول على دواء أو فرصة عمل سوى الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة من أجل إحداث التغيير المطلوب في مجلس النواب لكي تبدأ عملية الإصلاح المطلوبة".

وختم جعجع: "لا يعتقدن أحد أن الوضع في البلاد ميؤوس منه، إلا أننا لدينا الآن مجموعة سياسية في السلطة ميؤوس منها في شكل كبير وعلينا أن نجد الطريق الأسرع من أجل التخلص من هذه المجموعة".

وردا على سؤال، هل يطرح حل الانتخابات النيابية المبكرة من منطلق شخصي محض باعتبار أنه يعلم أن شعبية حزب "القوات اللبنانية" في ظل تموضعها في المعارضة ومهاجمتها للآخرين ستجعلها تفوز بمقاعد نيابية أكثر في هذه الانتخابات وليس من أجل البلد، قال جعجع: "أسمع كثيرا هذا التحليل، وأقول لدعاته ليقم أي منهم بإعطائي حلا آخر، عندما نقوم بطرح مسألة ما أتمنى على الناس أن يقوموا بالحكم على الطرح انطلاقا من الطرح نفسه وليس انطلاقا من الشخص الذي يطرحه ويقومون بوضع أسباب موجبة لطرحه ما يطرح كأنه قوي أو ضعيف أو أن شعبيته قوية. لنقل أننا نسينا هذا الطرح، فليقدم من لديه طرح آخر من أجل إحداث التغيير المطلوب اليوم في السلطة". وردا على سؤال عن عدم استقالة نواب "القوات اللبنانية" من مجلس النواب وعما إذا كان الآخرون لم يقبلوا بالإستقالة معهم، قال جعجع: "لا يقبل أحد بالإستقالة معنا، استقالة النواب الذين ترونهم جالسين إلى هذه الطاولة ليس في منازلهم وإنما في جيوبهم وفي لحظة واحدة يمكنهم تقديمها، إلا أن نقوم نحن منفردين بالإستقالة فهذا الأمر من شأنه أن يفيد الفريق الآخر في السلطة ويسمح له بالبقاء في السلطة لمدة زمنية أطول الامر الذي لا نريده ونحاول إقناع الآخرين إلا أنهم لم يقتنعوا حتى هذه اللحظة، وأجدد دعوة من لديه حل لإعادة إنتاج السلطة غير الانتخابات النيابية المبكرة ليتفضل ويطرحه علينا، ونحن والله جاهزون لأي حل من أجل عدم الإستمرار في الوضعية الحالية". أما بالنسبة إلى المشاركة في الحكومة من أجل حل مسألة الوزيرين المسيحيين، قال جعجع: "هذه كلها ملهاة كبيرة، فإذا ما تم حل مسألة الوزيرين المسيحيين سيأتينا عقد وزيرين مسلمين وإذا ما حلينا هذه سيأتينا مسألة الثلث المعطل، وإذا ما حلينا مسألة الثلث المعطل سيأتينا عقدة أخرى، ما يحصل ليس فقط ملهاة وإنما مأساة كبيرة نعيشها جميعا كل يوم. حرام ما هو حاصل حرام، وأبعد من السياسة أقول إن رئيس الجمهورية والأكثرية النيابية ورئيس حكومة تصريف الأعمال الذي يأتينا اليوم ليقول لا دخل لي، هم المسؤولون، صحيح أن رئيس حكومة تصريف الأعمال لا دخل له في وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه إلا أنه ارتضى ولم يجبره أحد أن يأتي رئيسا للحكومة في هذه الظروف لذا عليه تحمل مسؤوليته في هذا الإطار على صعيد تصريف الأعمال، فأنا لا أدعوه لوضع خطة عشرية عن كيفية تطوير تلال جبل صنين، وإنما جل ما أقوله إن هناك مسائل طارئة كالناس الذين ينتظرون أمام محطات الوقود، فهل هذه تقع ضمن إطار تصريف الأعمال أم لا؟ ما هو تصريف الأعمال إذا؟ إذا ما كان ثمة مواطن سيموت غدا لأنه بحاجة لدواء مفقود فهل هذا تصريف أعمال أم لا؟ على رئيس حكومة تصريف الأعمال أن يتفضل ويتخذ قرارا واضحا في مسألة الدعم، فإذا ما كان قادرا على الاستمرار بالدعم ليقم بالدعم وإذا ما كان غير قادر على الاستمرار به ليرفع فورا وعندها ترى الناس كيف عليها أن تتدبر أمورها، وعندها نتساعد جميعا من أجل تأمين حاجيات من ليس لديه القدرة والإمكانية".

وردا على سؤال عن استيراد مادتي البنزين والمازوت من إيران التي طرحها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قال جعجع: "هل صدقتم هذا الأمر؟ ليقوموا باستيراد البنزين، ليتفضلوا ويقوموا بذلك، هل ثمة من يمنعهم عن استيراده؟ فهل المسألة عائدة لنا إذا قبلنا أم لا؟ ليقوموا باستيراده شرط ألا يكون ثمنها أكثر بعشرة أضعاف من عدم وجودها، ولكن لماذا القيام بهذا الأمر في حين أن لدينا طريقة أخرى وهي أن تتخذ الدولة قرارا في استمرار الدعم إذا ما كانت تملك المال للقيام بذلك وهنا طبعا من دون المساس بالاحتياطي الإلزامي باعتبار أنه حرام وعيب كبير أن يقوم أحد بالمساس به لأن هذا هو ما تبقى من مال الناس".

 

تفاصيل الإيمانيات

ديفيد هيوم (بالإنجليزية: David Hume)‏

الأب سيمون عساف/14 حزيران/2021

(ولد في 26 أبريل 1711 - توفي في 25 أغسطس 1776)، فيلسوف واقتصادي ومؤرخ اسكتلندي وشخصية مهمة في الفلسفة الغربية وتاريخ التنوير الاسكتلندي.

اشتهر كمؤرخ بداية، لكن الأكاديميين في السنوات الأخيرة ركزوا على كتاباته الفلسفية. وكان كتابه تاريخ إنكلترا

مرجعا للتاريخ الإنجليزي لسنوات طويلة.

كان أول فيلسوف كبير في العصر الحديث يطرح فلسفة طبيعية شاملة تألفت جزئيا من رفض الفكرة السائدة تاريخيا بأن العقول البشرية نسخ مصغرة عن "العقل الإلهي".

بدأ تشكيك ديفيد هيوم برفضه هذه "البصيرة المثالية"

والثقة المشتقة منها بأن العالم هو كما يمثله البشر.عارض هيوم حجج وجود الاله كالحجة من التعقيد والحجة من المحرك الأول، كما رفض الديانات والمسيحية وكتبها كدليل على وجود خالق. وبدلا من ذلك رأى أن أفضل ما يمكن القيام به تطبيق أقوى المبادئ التجريبية والمفسرة الموجودة من أجل دراسة ظاهرة العقل البشري، فبدأ بمشروع شبه نيوتني "علم الإنسان".

قال عنه كانت، لقد أيقظني هيوم من "السبات الدوغمائي".

تأثر ديفيد هيوم جدا بتجريبيين مثل جون لوك وجورج بركلي وبكتاب فرنسيين وبمفكرين إنكليز واسكتلنديين مثل إسحاق نيوتن وساميل كلارك وفرانسس هتشون وآدم سميث وجوزف بتلر.

قامت فلسفة هيوم على عدم الثقة بالتأمل الفلسفي. ولكنه آمن أن كل معرفة جديدة تأتي نتيجة للخبرة، وأن كل الخبرات لا توجد إلا في العقل على شكل وحدات فردية من الخبرة، وكان يعتقد أنّ كل ما مَرّ به الفرد مباشرةً من خبرة لم يكن أكثر من محتويات شعوره الخاص، أو ما يتضمنه عقله الخاص. كما كان ديفيد هيوم يعتقد بوجود عالم ما خارج منطقة الشعور الإنساني، ولكن لم يطرأ على ذهنه أنّ هذا الاعتقاد كان من الممكن إثباته. انظر: الشكوكية؛التجريبية.

أطلق هيوم على وحدات الخبرة الحيوية الفعّآلة اسم المدركات الحسِّية، أما وحدات الخبرة الأقل حيوية وفعالية فقد أطلق عليها اسم المعتقدات أو الأفكار. فالكلمات والمدركات لها معانيها عند الشخص إذا كانت لها علاقة مباشرة بوحدات الخبرة هذه. وكانت كل وحدة من الخبرة منفصلة متميزة عن بقية الوحدات الأخرى جميعها، على الرغم من أن الوحدات عادة ما تُمارس وتُجرب على أنها مرتبطة بعضها ببعض. وطبقًا لما يراه هيوم، فقد ربطت ثلاثة مبادئ الأفكار المتحدة بعضها ببعض: 1- التشابه 2- التّماس أو التجاور 3- السبب والنتيجة (الأثر). ففي التشابه؛ إذا ما تشابهت وحدتان من الخبرة، فإن التفكير في واحدة قد يؤدي إلى التفكير في الأخرى. أما في حالة إذا ما تلازمت وتجاورت وحدتان الواحدة مع الأخرى، فإن التفكير في واحدة قد يثير التفكير عن الأخرى. وفي حالة السبب والنتيجة، فإذا ما سبقت وحدة واحدة باستمرار وحدة أخرى، فإن فكرة الوحدة الأولى ستظهر في فكرة الوحدة الثانية. وقد اشتهر هيوم بهجومه على مبدأ السببية. ويقرر هذا المبدأ أنه لا يمكن أن يحدث أو يظهر إلى عالم الوجود شيء من غير سبب. وكان هيوم يعتقد أنه بالرغم من أن حدثًا واحدًا (مجموعة من الانطباعات) يسبق دائمًا حدثًا آخر، إلا أن هذا لا يثبت أن الحدث الأول سبّب الحدث الثاني. وقال هيوم كذلك: إن التزامن المتواصل بين حدثين، ينشئ توقعًا بأن الحدث الثاني سوف يتم حدوثه بعد الأول. ولكن لم يكن هذا شيئًا أكثر من اعتقاد راسخ، أو عادة عقلية علمتنا إياها الخبرة، ولم يستطع أحد أن يبرهن أن هناك ارتباطات سببية بين الانطباعات وقد بنى هيوم نظريته عن الأخلاقيات على الخبرة، رافضًا الرأي القائل بأن العقل في استطاعته التمييز بين الفضيلة والرذيلة. وقد فحص الظروف التي كان فيها الناس يتحدثون عن الأخلاقيات. وختم أقواله بأن الميزات الفاضلة عند الناس هي تلك التي كانت سائغة أو نافعة لهم. وكان هيوم يزعم أن الناس جميعًا يملكون عاطفة الخيرية؛ ومعناها الرغبة الطيبة، وأن هذه العاطفة كانت أساس الأحكام الأخلاقية.

حياته وأعماله

ولد ديفيد هيوم في مدينة أدنبرة باسكتلندا شمال بريطانيا سنة 1711م لأب يعمل محامياً. توفي أبوه وهو في الثالثة ورباه عمه جورج الذي كان راعي كنيسة متشدد. وفي سنة 1722م التحق هيوم وهو في الحادية عشر بمدرسة أدنبرة التي أصبحت فيما بعد جامعة شهيرة. ودرس فيها علم الفيزياء الذي كان يسمى آنذاك بالفلسفة الطبيعية، وتعرف فيها على نظرية نيوتن، وتلقى تعليماً راقياً في الآداب الكلاسيكية اللاتينية التي عرفته على أعمال المدارس اليونانية الأبيقورية والرواقية التي سوف تسهم في تشكيل فكره الفلسفي. وفي قراءاته تعرف هيوم على أعمال الفلاسفة المحدثين وعلى رأسهم بيكون ومالبرانش وبايل. وعمل بالتجارة لفترة وجيزة في بريستول، لكن الحياة التجارية لم تكن تستهويه، ففضل السفر متنقلاً في أوروبا وخاصة فرنسا، ثم استقر لفترة في مدينة لافيش غرب فرنسا حيث كتب أحد أهم مؤلفاته وهو "بحث في الطبيعة البشرية". وعاد إلى لندن سنة 1737م لينشر الكتاب، لكنه لم يحظ بالنجاح الذي كان يتوقعه منه، وهذا هو السبب في أنه أعاد وضع فلسفته في صورة أبحاث أصغر هي «بحث في الفهم الأنساني» سنة 1746م، و"بحث في مبادئ الأخلاق" سنة 1751م.وتعرف هيوم بعد عودته إلى لندن على هتشسون الفيلسوف الإسكتلندي الذي كان يشغل منصب أستاذ الفلسفة بجامعة غلاسكو، وكان هتشسون أستاذ آدم سميث المفكر الاقتصادي الشهير حيث تعرف عليه هيوم عن طريقه. وفي سنة 1746م عمل هيوم سكرتيرًا لدى الجنرال سانت كلير، وصحبه معه في مهام دبلوماسية إلى فيينا بالنمسا وتورينو بإيطاليا. وكان هيوم قد تقدم لنيل وظيفة أستاذ للفلسفة بجامعة غلاسكو سنة 1741م، لكن طلبه قد رفض نظراً لتشدد المتدينين هناك. وعاد سنة 1751م للتقدم لنفس الجامعة، فأخفق في نيل الوظيفة أيضاً، مما جعله يبحث عن وظيفة أخرى وهي محافظ مكتبة كلية المحامين في جامعة أدنبرة سنة 1752م. وهناك تمكن من الاطلاع على الكتب والوثائق والسجلات التي مكنته من تأليف كتابه عن تاريخ إنجلترا الذي استغرق منه الفترة من 1754م إلى 1761م. وفي هذا الكتاب اتبع هيوم طريقة جديدة غير مسبوقة في كتابة التاريخ، إذ بدأ بالأحدث متنقلاً إلى الأقدم، حيث بدأ بحكم جيمس الثاني (1430م-1460م) منتقلاً منه إلى الوراء حتى وصل إلى غزو يوليوس قيصر لإنجلترا سنة 55 ق.م.وبين سنتي 1763م و1766م شغل هيوم منصب سكرتير السفارة الإنجليزية في باريس، وهناك تعرف على أشهر الفلاسفة الفرنسيين وأهمهم أصحاب الموسوعة الذين عرفوا بمذهبهم المادي وهم دالمبير وديدرو ودولباك وهلفسيوس. وبعد أن عاد إلى لندن سنة 1766م طلبت منه الكونتيسة الفرنسية بوفلور أن يوفر لجان جاك روسو مكانًا للإقامة في إنجلترا بعد أن طردته مدينة جنيف. واستجاب هيوم لطلبها واصطحب معه روسو إلى لندن، لكن حياة المدن الكبيرة لم تكن تروق لروسو، فوفر له هيوم بيتاً في الريف. وهناك شب نزاع بينهما، كان سببه اختلاف آرائهما ومزاج روسو السوداوي والكئيب ونفسيته الميالة إلى الشك من كل شئ ووساوس الاضطهاد والمطاردة، حيث كان هيوم أحد الأصدقاء المقربين من فلاسفة الموسوعة ألد أعداء روسو. وأخيراً شك روسو أن الحكومة البريطانية تريد قتله عن طريق هيوم، فهرب من إنجلترا إلى فرنسا. وفي سنة 1767م صار هيوم وكيلاً للوزارة، وفي سنة 1769م عاد إلى أدنبرة مسقط رأسه في اسكتلندا، حيث قضى فيها السنوات الباقية من حياته، وصادق فيها آدم سميث الذي تأثر بأفكار هيوم في كتابة عمله الأساسي "ثروة الأمم" سنة 1776م. وفي نفس هذه السنة توفى هيوم.

المنهج التجريبي في دراسة الطبيعة البشرية

ينظر هيوم إلى كل معرفة تخص الإنسان على أنها فلسفة أخلاقية بما فيها نظرية المعرفة ومبحث السياسة والدين والاقتصاد. ومعنى هذا أن ما يفهمه هيوم من مصطلح "الفلسفة الأخلاقية ليس مقتصرًا على ما يُفهم عادة منه أنه يخص مبحث الأخلاق فحسب هيوم تنقسم المعارف البشرية إلى فلسفة طبيعية تضم كل معارفنا عن الطبيعة بالمعنى الفيزيائي والكيميائي والأحيائي والرياضي، وفلسفة أخلاقية تضم كل ما يخص الإنسان، ولأن المعرفة ظاهرة إنسانية هي والسياسة والاقتصاد والدين، فقد نظر إليها هيوم على أنها تنتمي إلى الفلسفة الأخلاقية. وكان في ذلك منطلقاً من الاعتقاد في أن ما يحدد كل إنتاج إنساني هو طبيعته الأخلاقية من انفعالات ومشاعر وعواطف وإدراك حسي ومخيلة وفهم.

ولذلك فإن هيوم قد وضع لبحثه في الطبيعة البشرية عنواناً فرعياً هو "محاولة لإدخال المنهج التجريبي في الموضوعات الأخلاقية"، وهو يقصد بالموضوعات الأخلاقية كل أجزاء كتابه: الفهم الإنساني والانفعالات والأخلاق.

لم يكن هيوم هو أول من بحث في الطبيعة البشرية، ذلك لأن هذا البحث كان ملازماً للفكر الفلسفي منذ ظهوره لدى اليونان، لكنه يعد أول من بحث فيها انطلاقاً من المنهج التجريبي. وهو يقصد من المنهج التجريبي تتبع موضوعات الفلسفة من معرفة وأخلاق انطلاقاً من بداياتها الأولى، فهو يدرس المعرفة انطلاقاً من الإدراك الحسي وانطباعات الحواس، ويدرك الأخلاق انطلاقاً من الانفعالات. والحقيقة أن البدء بالإدراك الحسي والانفعالات لدراسة المعرفة والأخلاق يجعل نظريته سيكولوجية، وهو يعترف بذلك بالفعل ويذهب إلى أن علم النفس هو العلم الفلسفي الحقيقى عن جدارة. والملاحظ أن علم النفس الذي يفهمه هيوم هو علم الطبيعة البشرية، ولذلك نستطيع أن نفهم مصطلح "الطبيعة البشرية" باعتبارها العنوان العام لفلسفته على أنه الطبيعة السيكولوجية للبشر. ولهذا السبب ينظر إلى هيوم على أنه من إرهاصات علم النفس التجريبي الحديث.

كما يقصد هيوم من تطبيق المنهج التجريبي على الموضوعات الفلسفية والأخلاقية أن يكون مُشِّرح الطبيعة البشرية، مثلما يفعل الطبيب ودارس الجسم الإنساني عندما يشرح الجسم ويكشف أن الأنسجة والتكوين الداخلي ووظائف الأعضاء. وهدف هيوم من ذلك الوصول إلى الدقة العلمية التي حازتها العلوم الطبيعية في مجال الموضوعات الأخلاقية.

كما يهدف هيوم من تشريح الطبيعة الإنسانية الوصول إلى المبادئ الأساسية الحاكمة لهذه الطبيعة. وقد أخذ إيحاءه في ذلك من الإنجاز الذي حققه نيوتن لعلم الطبيعة أو الفيزياء. اكتشف نيوتن عدداً قليلاً من المبادئ التي تحكم كل حركة فيزيائية سواء على الأرض أو في الأفلاك، وينظر هيوم إلى الطبيعة البشرية على أنها في النهاية طبيعة، يمكن دراستها والوصول فيها إلى المبادئ الأساسية الحاكمة لها تماماً مثلما أمكن لنيوتن أن يتوصل إلى مبادئ الطبيعة الفيزيائية ولأن العلم النيوتوني هو في الأساس علم للحركة، فقد نظر هيوم أيضاً إلى علم الطبيعة البشرية على أنه علم للحركة، لكنها الحركة النفسية لا الحركة الفيزيائية، وبذلك انطلق من المبادئ الأساسية التي تحرك النفس الإنسانية مثل الانفعالات والأحاسيس، والمشاعر، مؤسساً عليها نظريته في المعرفة وفي الأخلاق.

لكن هيوم الذي بدأ بالاعتقاد في أن علم الطبيعة البشرية يجب أن يكون علماً لحركة النفس، وذلك في "بحث في الطبيعة البشرية" انتهى في مؤلفاته اللاحقة إلى النظر إلى ذلك العلم على أنه علم وظائف لا علم حركة، ذلك لأنه اكتشف أن حركة النفس صادرة عن وظائف للنفس. ولذلك فهو لم يطبق نموذج العلم النيوتوني بحذافيره، لأن المنهج التجريبي عند تطبيقه على الموضوعات الأخلاقية لن يكون بحثاً عن الحركة مثلما هو الحال مع الفيزياء. بل سيصبح بحثاً عن الوظيفة. وهذا هو بالضبط ما يميز هيوم عن توماس هوبز مثلاً، وهو أيضاً السبب الذي جعل هيوم يتوصل إلى أن أفعال النفس صادرة عن ملكات معرفية وأخلاقية، وتحدث بتوسع عن الإدراك الحس والمخيلة والفهم باعتبارها ملكات معرفية.

إن سبب إعجاب هيوم بالعلم الطبيعي النيوتوني هو أن هذا العلم قد نجح في تفسير حركة الأجسام الأرضية والسماوية بقليل من المبادئ العامة والكلية، وهذا ما جعله يحاول دراسة الطبيعة الإنسانية بنفس الأسلوب الذي درس به نيوتن الطبيعة الفيزيائية، هادفاً التوصل إلى أهم القوانين والمبادئ التي تحكم الطبيعة البشرية والسلوك الإنساني، الأخلاقي والمعرفي والسياسي والاقتصادي. وكان هيوم ينظر إلى المنهج التجريبي على أنه هو المنهج العلمي، وأن الدراسة العلمية للطبيعة البشرية هي دراسة من منطلق المنهج التجريبي.

ومن متطلبات المنهج التجريبي رفض الانطلاق من أي تصورات قبلية مسبقة عن الطبيعة الإنسانية، بل ترك البحث يأخذ مجراه الطبيعي ملاحظاً سلوك الإنسان تاركاً التأملات القبلية في الطبيعة الإنسانية، مثل الافتراض بأنها طبيعة خيرة أو طبيعة شريرة، مثلما كان يفعل الفلاسفة القدماء، ولا يمكن أيضاً الانطلاق من ملاحظة سلوك الباحث نفسه والتأمل في ذاته على طريقة ديكارت. ذلك لأن هيوم يرفض التأمل الباطني باعتباره وسيلة يتوصل بها إلى الطبيعة الإنسانية. هذه الطريقة استخدمها ديكارت، وتوصل بها إلى أن الإنسان ذو طبيعة مفكرة في الأساس ويوجد باعتباره شيئاً مفكراً، وما الجسد الإنساني سوى ملحقاً بالعقل. وقد توصل ديكارت إلى هذه النتيجة الخاطئة من وجهة نظر هيوم لأنه اعتمد على التأمل وحده وعلى الحدس الداخلي الذي أثبت به وجود الأنا أفكر ووجود الإله والعالم، وعندما يعكف المفكر على تأمل فكرة ذاته وحسب يدرك خطأ ً أنه وجود مفكر وحسب. وفي مقابل ديكارت يرفض هيوم طريقة التأمل الداخلي هذه ويشرع في بحث سلوك الناس وما يكشف لنا هذا السلوك من انفعالات وعواطف. وفي ذلك يقول هيوم

ديفيد هيوم  يجب علينا ممارسة تجاربنا في هذا العلم من الملاحظة الدقيقة والحذرة للحياة الإنسانية، وأخذها كما تظهر في العالم، عن طريق سلوك البشر في اجتماعهم وتسيير شئونهم وفي مشاعرهم 

ديفيد هيوم

وتقترب طريقة تفكير هيوم من نيوتن ومنهجه في جانب أساسي من فلسفته، وهو المتعلق بالمعرفة. ذلك لأن نيوتن قد درس الطبيعة على أنها مكونة من ذرات بسيطة ومن حركة عامة هي الجاذبية. وهيوم كذلك يدرس الطبيعة البشرية من منطلق أنها مكونة من إدراكات بسيطة يصنع منها الفهم إدراكات مركبة، كما يدرس هذه الإدراكات على أساس الترابط بينها في الذهن، وهو ما يعرف بنظرية ترابط الأفكار. وترابط الأفكار هذا ينظر إليه هيوم على أنه شبيه بالتجاذب بين الأجسام في مجال الفيزياء النيوتونية. يقول هيوم في ذلك "هذه هي إذن مبادئ اتحاد وتجانس أفكارنا البسيطة، والتي تقدم لنا في المخيلة رابطاً لا ينفصل، بها تتحدد في الذاكرة. ونجد هنا نوعاً من الجذب، الذي سوف نكتشف أن له آثاراً كبيرة في العالم العقلي مثلما كان له في العالم الطبيعي".

يُشِّبه هيوم في هذا النص ترابط الأفكار وفق مبدأ عام بالاتحاد والتفاعل بين الأجسام الفيزيائية وفق مبدأ الجاذبية، وهو يستعير نفس مصطلح "الجاذبية" ليصف ما يحدث بين الأفكار في المخيلة والذاكرة، وهو ذاته المصطلح الذي يصف حركة الأجسام في الفيزياء النيوتونية.

ينطلق هيوم في بحثه في الطبيعة البشرية من فكرة أساسية، لم يتوصل إليها ببرهان عقلي أو استدلال، بل عن طريق ملاحظة سلوك البشر. تذهب هذه الفكرة إلى أن ما يحكم السلوك الإنساني، سواء كان معرفياً أو أخلاقياً أو فنياً، هو الإحساسات. فلأننا نتلقى إحساساً باللون الأحمر نعتقد في وجود هذا اللون، ولأننا نتلقى أحاسيس اللذة والألم تكون لدينا أفكاراً عن اللذة والألم، ونسعى بذلك للحصول على اللذة وتجنب الألم. والطبيعة الإنسانية مؤسسة بحيث تجعلنا نستحسن أشياء ونرفض أشياء أخرى، ويعني هذا أن قبول أو رفض شئ ما سواء كان صحيحاً أو خاطئاً، جميلاً أو قبيحاً، خيراً أو شريراً، لا يعتمد على قرار نتخذه عن طريق الموازنة العقلية والاستدلال والبرهان، بل يعتمد على طبيعتنا البشرية التي هي في الأساس إحساسات ومشاعر. أما العقل فلا يحتل دوراً في هذه المجالات، ويقتصر دوره على المجال العلمي وحده. والهدف الأساسي لدى هيوم هو اكتشاف الإمكانات والتوجهات الكامنة في الطبيعة البشرية التي تجعلها تسلك سلوكها المعروف عنها. وأهم توجهات الطبيعة الإنسانية التي تتحكم في سلوك الإنسان ومعرفته ومعتقداته هي الانفعالات. ويعلي هيوم من شأنها حتى أنه يعطيها الأولوية على العقل ذاته، ويجعل العقل نفسه خاضعاً لها. ويقول في ذلك "العقل عبد للانفعالات، ولا يمكنه أن يفعل أي شئ سوى أن يخدمها ويطيعها".

والحقيقة أن هذه النظرة للطبيعة الإنسانية والتي تعطي الأولوية للانفعالات على العقل مناقضة تماماً للنظرة التقليدية للإنسان والتي سادت التفكير الفلسفي منذ أرسطو الذاهبة إلى أن الإنسان كائن عقلاني في الأساس، والتي تُعِّرفه على أنه حيوان ناطق، وتميزه عن باقي الكائنات الحية بما لديه من عقل وقدرة على التفكير. لكن هيوم يقف ضد هذا الميراث الطويل ويقر بأن الانفعالات والأحاسيس والعواطف هي ما يشكل الطبيعة الإنسانية. وقد كان مبرره في ذلك قوياً، لأن الإنسان يسلك في حياته اليومية حسب نفس الصفات التي حددها هيوم للطبيعة البشرية، بالإضافة إلى أن استخدام العقل والتفكير العقلاني مقصور على الممارسة العلمية. إذا أردنا البحث عن الدوافع الأولى والأساسية للسلوك البشري فيجب علينا الانتهاء حتماً إلى الانفعال والإحساس والعاطفة لأن العقل لا يمكن أن يشكل دافعاً للسلوك. فحسب فلسفة هيوم فإن العقل الإنساني ليس سوى ملكة منظمة لما يتلقاه الإدراك من انطباعات على المستوى المعرفي، أو ما تتلقاه النفس الإنسانية من لذة وألم. هذا الدور التنظيمي المحدود للعقل يجعل للانفعال الأولوية القصوى لدى هيوم، فلا يمكن للشئ الذي يقتصر دوره على التنظيم أن يكون موجهاً، أو دافعاً للسلوك، بل إن العقل نفسه لدى هيوم يعد ملكة في خدمة الانفعال، حيث تضفي شيئاً من العقلانية والتبرير العقلاني المنطقي لدوافع وتوجهات ليس لها أدنى علاقة بالعقل بل تنتمي كلها إلى الانفعال. ويصر هيوم على أن العقل ليس له أي دور في حياة البشر وسلوكهم. كما أن دوره منعدم في مجال الاعتقاد، ولا يمكن للبشر أن يسلكوا ويستمروا في الحياة بدون اعتقاد وعلى أساس العقل وحده لا يمكن الوصول إلى أي اعتقاد، وإذا كان البشر يسلكون وفقاً للعقل لتوقفوا عن الإيمان بأي اعتقاد لكن هذا غير صحيح بالمرة، فالبشر يمارسون الاعتقاد كل يوم وفي كل وقت، وهذا أكبر دليل على أن العقل لا يشكل أى دور في حياتهم.

المعرفة

كتاب بحث في الطبيعة الإنسانية

يتكون كتاب "بحث في الطبيعة الإنسانية من ثلاثة كتب، الأول عن الفهم، وفيه يتناول هيوم الأفكار من حيث أصلها وأجزاءها وما يجري عليها من تجريد وما يحدث بينها من علاقات، بالإضافة إلى أفكار الزمان والمكان والسببية والاعتقاد والاحتمال. والكتاب الثاني عن الانفعالات، وفيه يتناول هيوم الكبرياء والتواضع، والحب والكره، والإرادة. والكتاب الثالث عن الأخلاق، وفيه يتناول الفضيلة والرذيلة، والعدالة والظلم، والخير والإحسان. والكتاب بهذه الصورة يحتوي على نظرية في المعرفة في الكتاب الأول، وسيكولوجيا للانفعالات في الكتاب الثاني، ونظرية أخلاقية في الكتاب الثالث. لكن سبق أن قلنا أن أساس نظرية هيوم في الطبيعة البشرية هو النظرة إلى الكائن البشري من منطلق الانفعال لا العقل، ولذلك فإن البداية الحقيقية لنظرية هيوم هي في الكتاب الثاني حول الانفعالات لا الكتاب الأول حول الفهم والمعرفة. وهذا ما جعل أبرز الباحثين في فلسفة هيوم وهو نورمان كيمب سميث إلى الذهاب إلى أن الكتاب الثاني هو البداية الحقيقية لفلسفة هيوم، وما الكتاب الأول حول الفهم والمعرفة سوى تطبيق لنظرية حول الانفعالات لم يقدمها هيوم إلا في الكتاب الثاني. وقد ذهب كيمب سميث إلى أن بداية هيوم بالمعرفة كانت خاطئة، إذ كان عليه أن يبدأ بالانفعالات منطلقاً منها إلى المعرفة والأخلاق لا العكس، وأن هذه البداية الخاطئة أدت إلى سوء فهم لفلسفة هيوم، إذ أدت إلى اشتهار هيوم بأنه فيلسوف الشك، وإلى النظر إلى الفهم الإنساني على أنه يشكل أساس الانفعالات والأخلاق وهذا غير صحيح. فلم يتبنى هيوم نظرة شكية في الفلسفة من منطلقات ابستمولوجية بل من المنطلق السيكولوجي الذي وضعه في الكتاب الثاني حول الانفعالات، ما الشكية الابستمولوجية عنده والتي تنصب حول السببية والاعتقاد وأفكار الجوهر والعلاقة سوى توسيع لنظرته الشكية حول الانفعالات. وهذا ما جعل سميث يعيد ترتيب أفكار هيوم ويبدأ بالانفعالات منتقلاً منها إلى الأخلاق وأخيراً إلى المعرفة.

هيوم قبل أن يعرض للانفعالات كان عليه أن يتعامل مع عناصر الإدراك الحسي البسيط، ومع الكيفية التي يفهم بها العقل الأشياء، فتلقي الانطباعات الحسية من الخبرة التجريبية له الأولوية على تكوين النفس للانفعالات. ويبدو أن هيوم كان مدركاً أن البحث في الطبيعة البشرية، حتى ولو كان أساسها انفعالي، يجب أن يبدأ بالقدرة على تلقي الانطباعات الحسية وتكوين الأفكار وإقامة الصلات بينها، فهذا هو أول مستوى يكشف عن تعامل الطبيعة الإنسانية مع الخبرة.

الانطباعات والأفكار

لا يطلق هيوم على موضوعات العقل مصطلح "الأفكار" كما فعل لوك، بل يطلق عليها "إدراكات"، وهو يقسم هذه الإدراكات إلى نوعين: الانطباعات والأفكار. ويميز هيوم بين الموضوعات التي تدخل العقل على أساس تمييزه بين الإحساس والخبرة من جهة والتفكير والاستدلال من جهة أخرى، ذلك لأنه كي يتمكن العقل من التفكير والاستدلال فيجب أن يكون حاصلاً في البداية على انطباعات تأتي من الإحساس والإدراك الحسي. وفي حين أطلق لوك مصطلح "الأفكار" على كل عناصر العقل سواء كانت حسية أو عقلية، مجردة أو انفعالية، فإن هيوم يضع في البداية "الإدراكات" ويقسمها بعد ذلك إلى انطباعات حسية وأفكار، محتفظاً في هذا التقسيم بالمعنى الأصلي للأفكار والذي يدل على الجانب العقلي المجرد من عناصر التفكير.

ويميز هيوم بين الانطباعات والأفكار على النحو التالي

   ديفيد هيوم 

إن الفرق بينهما يتمثل في درجة القوة والحيوية التي تؤثر بها على العقل وتدخل عن طريقها في التفكير والوعي. فتلك الإدراكات التي تدخل بكل قوة وعنف يمكن أن نسميها الانطباعات، وتحت هذه التسمية أفهم كل إحساساتنا وانفعالاتنا وعواطفنا كما تظهر لأل مرة في النفس. وأعني بالأفكار الصور الخافتة لهذه في التفكير والاستدلال، مثل تلك التي تظهر في هذا البحث.

   ديفيد هيوم

ومعنى هذا أن الفرق بين الانطباعات والأفكار هو فرق في الدرجة لا في الطبيعة، والاثنان عنده من نوع واحد، إذ هما معاً إدراكات. وإذا كانت الانطباعات حسية فالأفكار أيضاً حسية، وكل الفرق بينهما أن الانطباعات إدراكات تنطبع على الإدراك الحسي، والأفكار إدراكات تنطبع على العقل. وما ينطبع على الإدراك الحسي يكون قوياً وعنيفاً، وما ينطبع على العقول يكون خافتاً ضعيفاً. والإدراك المنطبع على الإدراك الحسي هو تأثر مباشر للحواس بالأشياء وبالخبرة التجريبية، أما الإدراك المنطبع على العقل فهو مجرد صورة خافتة للأشياء والخبرة. وإذا كان الإدراك الحسي يتلقى تأثيرات قوية من الخارج فإن العقل لا يتلقى إلا صوراً، بمعنى أنه لا يتلقى الانطباع الحسي نفسه بل يتلقى صورة ذهنية عنه.

ولأن هدف هيوم الأساسي سواء في الكتاب الأول من "بحث في الطبيعة البشرية" أو في كتابه الآخر في المعرفة وهو "بحث في الفهم الإنساني" الكشف عن الطريقة التي يفكر بها الإنسان والتي تتحدد وفق طبيعته، ولأن هذه الطبيعة لدى هيوم طبيعة انفعالية في الأساس، فلقد ذهب إلى أن التفكير غير ممكن إلا بحضور إدراكات في الذهن، وهذه الإدراكات إما أن تكون انطباعات أو أفكار. ولأن الأفكار ذاتها ليست سوى صور عقلية لانطباعات حسية فمعنى هذا أن كل تفكير بالنسبة لهيوم ينطوي على استقبال لانطباعات، وبذلك يعطي الأولوية للإدراك الحسي في المعرفة. ويمكننا النظر إلى هذه النظرية على أنها سيكولوجية أو تكوينية. فهي سيكولوجية لأنها ترد ا لمعرفة إلى تأثر الحواس بالأشياء في صورة انطباعات وأفكار، وهي تكوينية لأنها تتبع عملية المعرفة إلى أبسط مكوناتها أو مدخلاتها الأولى من الإحساسات. كما أنها في نفس الوقت تطورية، ذلك لأن النظر إلى المعرفة على أنها تبدأ بمرحلة الإحساس، ثم الإدراك الحسي الذي يتلقى الانطباعات ثم الذهن الذي تنطبع فيه الإحساسات في شكل صور ذهنية، ثم صنع الذهن من هذه الصور الذهنية لأفكار ثم لعلاقات، يعد نظرية تطورية في المعرفة، شبيهة بعلم النفس المعرفي التطوري عند جان بياجيه. ولقد سبق أن لاحظنا أن هذا التشابه مع بياجيه ينسحب على نظرية المعرفة عند لوك. ولذلك ينظر إلى لوك وهيوم على أنهما من إرهاصات علم النفس المعرفي الحديث، ومن الممهدين لبياجيه. والذي يجعل نظرية هيوم في المعرفة نظرية سيكولوجية أنها تركز على عملية التفكير باعتبارها عملية وظيفية إجرائية، حتى أنه يميل إلى النظر إلى الانفعال المعرفي للذهن البشري على أنه يرجع إلى ملكات ذهنية، إذ يذهب في سياق شرحه لنظريته في المعرفة إلى النظر إلى الإحساسات والربط بينها على أنها وظيفة لملكة الذاكرة والمخيلة على التوالي، والنظر إلى وظيفة الربط بين الانطباعات والأفكار على أنها وظيفة لملكة الفهم. هذا التأكيد على الملكات المعرفية باعتبارها قائمة بوظائف هو الذي يميز نظرية هيوم عن نظرية لوك، وهو أيضاً الذي جعل هيوم هو المؤثر الأكبر على كانط الذي سوف تكتمل على يديه نظرية المعرفة باعتبارها نظرية في وظائف وملكات الذهن البشري.

ويضيف هيوم إلى نظريته حول العلاقة بين الانطباعات والأفكار توضيحاً ضرورياً، يقول فيه أنه مثلما أن الأفكار صور للانطباعات، فيمكننا أن نكوِّن أفكاراً ثانوية تكون صوراً للأفكار الأولية. فاللون الأحمر الذي أفكر فيه هو صورة ذهنية لإدراكي الحسي لهذا اللون، وهذه الصورة الذهنية هي فكرة أولية، تؤدي إلى تكوين لفكرة ثانوية تكون صورة ذهنية من مستوى ثاني أكثر تجريداً عن فكرة اللون ذاتها. ويذهب هيوم إلى أن هذا التمييز بين فكرة أولية وفكرة ثانوية ليس استثناءً من نظريته حول أولوية الانطباعات على الأفكار بل هو تأكيد لها، ذلك لأن هذا التمييز يثبت إمكان أن تقوم الفكرة الأولية بدور انطباع من مستوى ثاني يؤدي إلى ظهور فكرة ثانوية. ومعنى هذا أن ما يسميه هيوم بالانطباع ينسحب على ما تستقبله الحواس من إدراكات، وأيضاً على ما يستقبله العقل من أفكار أولية.

ويميز هيوم بين نوعين من الانطباعات: انطباعات الإحساس وانطباعات التفكير أو الانعكاس. ويقول عن انطباعات الإحساس أنها "تنشأ في النفس أساساً، من أسباب غير معروفة".

لكن كيف تكون أسباب انطباعات الإحساس غير معروفة؟ إن هذا التصريح من قبل هيوم يعد من أكثر أجزاء فلسفته غموضاً، وكان مصدراً لاعتراضات كثيرة من قبل دارسي فلسفته، ويمكننا تبرير فكرة هيوم هذه بمعرفة رأيه في النفس. كان الأحرى لهيوم أن يؤكد تأكيداً حاسماً على أن انطباعات الإحساس تتمتع بصحة ويقين مطلق مثلما ذهب لوك، إلا أنه لم يفعل ذلك واختلف عنه. وتعد هذه النقطة من أهم الجوانب التي اختلفت فيها تجريبية هيوم عن تجريبية لوك. إن هيوم في العبارة السابقة لا يتحدث عن وجود الانطباعات الحسية ذاتها، فهو لا يشك في وجودها أو في الموضوعات الحسية التي تؤثر على أعضاء الحس، بل يشك في كيفية الانطباع نفسه، في النفس الإنسانية، ذلك لأن عملية الانطباع في حد ذاتها تنطوي على موضوع مدرك حسياً ينطبع في النفس، وعلى النفس التي يظهر فيها الانطباع. لا يشك هيوم في وجود وحقيقة الموضوع المنطبع أو الانطباع ذاته، بل يشك في موضوع الانطباع وهو النفس، ذلك لأن النفس ذاتها لا تعرف بانطباع حسي بل بعملية استدلال عقلية مجردة. وما يعرف بانطباع حسي يكون ضرورياً، أما ما يعرف باستدلال وبرهان يكون احتمالياً. كيف إذن تُعرف الانطباعات الضرورية بشئ محتمل مثل النفس؟ وكيف يُعرف ما هو مباشر وغير متوسط عن طريق وسيط غير مباشر وغير واضح لدى الذات الإنسانية أثناء عملية الانطباع؟ كل هذه الصعوبات هي التي جعلت هيوم يضع العبارة السابقة التي يشك فيها في أسباب نشوء الانطباعات الحسية في النفس، ذلك لأن النفس لا تعرف مباشرة وبوضوح أثناء عملية الانطباع، وتأتي معرفتها بعد ذلك بممارسة التفكير في العمليات الذهنية التي تقوم بها. وكل ما نعرفه عن النفس هو تلك العمليات الذهنية، أما النفس ذاتها من حيث الجوهر فلا نعرفها، ذلك لأن هيوم لا يعتقد في أن النفس الإنسانية جوهر ثابت بعكس ما ذهب ديكارت ولايبنتز، وكل ما نعرفه عنها هو آثارها وأفعالها، وهي في حقيقتها ليست سوى هذه الأفعال، فهي وظيفة وليست جوهراً ومن أجل ذلك ذهب إلى أن سبب الانطباع لا يمكن معرفته بما أننا لا نعرف النفس معرفة حقيقية باعتبارها جوهراً. وإذا فكرنا في النفس على أنها ليست سوى مجموعة من الأفعال الذهنية فكأننا بذلك نردها إلى وظيفتها الحسية وحسب، أما جوهرها العقلي فلا يمكن معرفته. وإذا كانت النفس هي سبب نشوء الانطباعات فيها لكانت بذلك جوهراً، لكنها ليست جوهراً، بالتالي فسبب الانطباعات لا يمكن معرفته. أما انطباعات التفكير فيذهب هيوم إلى أنها ترجع إلى الأفكار. فعندما يؤثر انطباع ما على أعضاء الحس ويجعلنا ندرك الحرارة أو البرودة، العطش أو الجوع، اللذة أو الألم، فإن لهذا الانطباع نسخة أخرى يستقبلها العقل تبقى فيه بعد أن يختفي الانطباع، وهذه النسخة هي ما يسميها هيوم فكرة. هذه الفكرة عن اللذة والألم عندما ترجع إلى النفس، تنتج انطباعات جديدة بالرغبة والإحجام، أو الرجاء والخوف، وهي ما يطلق عليه هيوم انطباعات التفكير لأنها مستقاة من التفكير حول الانطباعات الأولية السابقة. ومعنى هذا أن انطباعات التفكير تسبق الأفكار، لكنها لا تعتمد على انطباعات الإحساس. وبذلك يمكننا ترتيب العملية الذهنية في الترتيب التالي: انطباعات الحواس ، وأفكار أولية، وانطباعات التفكير، وأفكار ثانوية، وأفكار مجردة (المكان والزمان والسببية والاعتقاد).

ملكات المعرفة

بعد أن يشرح هيوم العلاقة بين الانطباعات والأفكار، يأتي على أحد أهم جوانب نظريته في المعرفة وهو المتعلق بالملكات المعرفية، وهو يشرح بالتفصيل ملكتين هما الذاكرة والمخيلة يذهب هيوم إلى أن الانطباع عندما يحضر للعقل يكون فكرة، وهذه الفكرة توجد فيه بطريقتين: إما أن تحضر الفكرة بشئ من الحيوية، أو أن تفقد هذه الحيوية وتصبح فكرة كاملة. والملكة التي يستعيد بها الذهن الفكرة بحيويتها وكما تلقاها من الحواس هي الذاكرة، والملكة التي يفكر بها الذهن في الأفكار بعد أن تكون إحساساتها قد غابت عن الإدراك الحسي تسمى المخيلة. ومعنى هذا أن ملكتي الذاكرة والمخيلة يختصان باستحضار الفكرة بعد أن يكون إحساسها قد غاب عن الإدراك الحسي، الذاكرة تستعيد الفكرة كما حدثت وترسمها بألوانها الحقيقية، أما المخيلة فهي استحضار صورة ذهنية باهتة عن الفكرة. ويبدو من شرح هيوم لملكة الذاكرة والمخيلة أن الفرق بينهما هو فرق في الدرجة، بحيث تستحضر الذاكرة الفكرة الحيوية وتستحضر المخيلة فكرة باهتة. لكن الفرق بينهما ليس فرقاً في الدرجة وحسب، بل فرق في النوع أيضاً. ذلك لأن الذاكرة لا يمكنها إلا التفكير في الأفكار الحسية، أما المخيلة فتختص بالتفكير في الأفكار المجردة أو بانطباعات الدرجة الثانية. ويعطي هيوم الأولوية للذاكرة في العمليات العقلية الأكثر رقياً وتعقيداً، مثل إدراك التوالي أو التتابع، والاستدلال والحكم.

والحقيقة أنه أخطأ في ذلك، لأن هذه العمليات العقلية تعتمد على الأفكار المجردة وعلى الكليات، وهذه ليست من إنتاج المخيلة بل من إنتاج الفهم، ومعنى هذا أن إدراك العلاقة بين فكرة وأخرى وإدراك السببية والقيام بفعل الحكم لا يمكن أن يعتمد على الذاكرة وحدها بل على المخيلة، ذلك لأنها هي القدرة على استحضار علاقات بين انطباعات ليست موجودة في الحواس، وهذا الاستحضار للعلاقات في المخيلة هو في الحقيقة ليس استحضاراً لشئ كان موجوداً أمام الحواس وغاب عنها كي تستعيده الذاكرة، بل هو إنتاج لهذه العلاقات التي لم يعيها الإدراك الحسي منذ البداية. تبدو ملكة المخيلة عند هيوم على أنها سلبية ومتلقية وحسب، في حين أنها إيجابية، ذلك لأنها تكتشف وتقيم علاقات بين الأفكار لم تكن واضحة للحواس. وكان عدم قدرة هيوم على التمييز الدقيق بين وظيفتي الذاكرة والمخيلة من بين النقاط التي نقدها كانط وميز على أساسها بين وظيفتين للمخيلة، متلقية ومنتجة.

وعلى الرغم من تلك الانتقادات التي توجه لنظرية هيوم في ملكة المخيلة، إلا أنه في الحقيقة يلحق بها شيئاً من الاستقلال عن الذاكرة ويجعلها في مرتبة وسط بينها وبين ملكة الفهم، ذلك لأنه يلحق بها وظيفة تداعي الأفكار (بالإنجليزية:association of ideas). يذهب هيوم إلى أن المخيلة تفصل بين الأفكار البسيطة وفي نفس الوقت تربط بينها، لكنها لا تقوم بهذا الربط اعتباطاً بل على أساس مبدأ موجه وهو تداعي الأفكار. ولم ينظر هيوم إلى القدرة على إحداث التداعي بين الأفكار على أنها خاصة بالمخيلة وحدها بل ذهب إلى أن للذاكرة دوراً أساسياً في هذا التداعي.

ولذلك فهو لا يزال يعطي الأولوية للذاكرة. أما المخيلة ذاتها فتختص بالقيام بفعل التداعي نفسه، وهذا الفعل يقوم بوظيفته على أساس ثلاث مبادئ: التطابق (بالإنجليزية:Resemblance) والاختلاف (بالإنجليزية: Contiguity) والسبب والنتيجة (بالإنجليزية:Cause and Effect). فالمخيلة تستطيع الانتقال من فكرة إلى أخرى والربط بينهما إذا كان بينهما تطابق، وإذا كان بين الفكرتين اختلاف فإن حضور الواحدة منهما يؤدي إلى تداعي الفكرة الأخرى، وكذلك الحال بالنسبة للسبب والنتيجة، فحضور السبب يؤدي إلى تداعي النتيجة في الذهن عن طريق المخيلة حتى لو لم تكن النتيجة حاضرة، والعكس صحيح أيضاً إذا حضرت النتيجة ويتم تداعي سببها في المخيلة. لكن لا تزال هناك صعوبات في نظرية هيوم في المخيلة، فإذا كانت المخيلة تقوم بوظيفة التداعي بين الأفكار على أساس مبادئ التطابق والاختلاف والسببية، فهل يعني هذا أن هذه المبادئ الثلاثة قبلية في المخيلة؟

لم يطرح هيوم هذا السؤال وبالتالي لا نجد عليه إجابة في فلسفته. فما هو مصدر مبادئ التداعي الثلاثة في المخيلة؟ يميل هيوم إلى الذهاب إلى أن هذه المبادئ تنمو بتلقائية بناء على اعتماد المخيلة على استعادة الانطباعات الحسية. لكن هل يمكن النظر إلى هذه المبادئ على أنها مبادئ عقلية خالصة أم أنها مجرد أفعال تلقائية؟ لا ينشغل هيوم بهذه النوعية من الأسئلة، تلك التي سوف تشغل كانط في "نقد العقل الخالص"، وكل ما كان يهم هيوم في استعراضه لملكة المخيلة وأفعالها في التداعي هو توضيح أن السببية ليست قانوناً حاكماً للعلاقة بين الأشياء يكتشفه العقل البشرى بقدر ما هي طريقة المخيلة في الربط بين الأفكار، بمعنى أن السببية فعل ذهني وحسب يصدر بناء على طبيعتنا البشرية ولا يمكن أن يؤدي إلى معرفة أي حتمية خاصة بالطبيعة، فكل ما في الطبيعة احتمالي وممكن.

وعند هذا الوصف لمبادئ التداعي لدى المخيلة ينتهي حديث هيوم عنها، وينتقل منها إلى أفكار ثلاثة أخرى، لا تخص المخيلة بل تخص ملكة الفهم وهي أفكار العلاقات والأحوال والجواهر. وهو ينتقل من مبادئ التداعي في المخيلة إلى مبادئ ملكة الفهم في فقرة يقول فيها "ومن بين آثار هذا الاتحاد أو الترابط بين الأفكار ليس هناك ما هو أكثر أهمية من تلك الأفكار المركبة والتي هي الموضوعات العامة لتفكيرنا واستدلالاتنا، والتي تنشأ من اتحاد أصلي بين أفكارنا البسيطة. هذه الأفكار المركبة تنقسم إلى العلاقات والأحوال والجواهر."

إن هيوم بذلك يؤسس تلك الأفكار المركبة على أساس أفعال المخيلة وقوانين التداعي الثلاثة فيها. والملاحظ أن هيوم لا يتناول مسألة وجود علاقات أو أحوال أو جواهر في العالم الحقيقي، فليس هدفه أنطولوجياً في الأساس، بل هدفه الأساسي إبستمولوجى، وبمعنى أدق سيكومعرفي، إذ يهدف توضيح العمليات الذهنية التي ندرك عن طريقها علاقات وأحوال وجواهر. وبذلك لن تكون ملكة الفهم التي تشتغل بأفكار العلاقة والحال والجوهر مستقلة في أفعالها بل ستكون تابعة لملكة المخيلة، إذ تعتمد عليها في إمدادها بنظام وترتيب معين للأفكار في صورة تطابق أو اختلاف أو سبب ونتيجة. وهذا عكس وضع ملكة الفهم عند كانط والتي تحوز على استقلال عن ملكة المخيلة بما لديها من مبادئ قبلية في التركيب بين الظاهرات.

وعلى الرغم من أن القدرة على إقامة العلاقات تخص الفهم، إلا أن للمخيلة نصيب فيها، إذ يتمثل دورها في إدراك أدنى أنواع العلاقات وهي التطابق والهوية. التطابق هو العلاقات التي تدركها المخيلة، أما الفعل المعرفي الذي يقوم به الفهم على أساس التطابق فهو المقارنة. والهوية هي العلاقة التي يكتشفها الذهن في الموضوع الدائم المستمر، لكنه المستمر في زمان ومكان مختلف. ولذلك يأتي هيوم على فكرة الزمان والمكان مباشرة مع مفهوم الهوية، وهما يعدان أساس المقارنة وفق الأبعاد المكانية والزمانية مثل التجاور والمسافة والقبل والبعد. ومن بين العلاقات الأخرى التي يعددها هيوم تلك المتعلقة بالكم مثل العدد، والمتعلقة بالكيف مثل الدرجة، وعلاقة أخرى يبدو أنها لا تقيم أي صلة بين الأفكار لكنها في الحقيقة تقيم صلة من نوع ما وهي التنافر، وأخيراً هناك علاقة السبب والنتيجة التي سوف يتوسع هيوم في شرحها في بقية بحثه.

الجواهـــر

أما الجوهر فإن لهيوم نظرية خاصة فيها، إذ يرفض أن يكون للجوهر وجود حقيقي في الأشياء ويذهب إلى أنه مجرد طريقتنا نحن في التفكير، وهو يختزل الجوهر إلى الانطباعات. يقول هيوم: "إنني أسأل هؤلاء الفلاسفة الذين يؤسسون كثيراً من استدلالاتهم على التمييز بين الجوهر والعرض والذين يتخيلون أننا نحوز على أفكار واضحة حول كل منهما، هل يمكن لفكرة الجوهر أن تستقي من انطباعات الإحساس أو انطباعات التفكير؟ إذا كانت فكرة الجوهر تؤكدها لدينا حواسنا، فأنا أتساءل بأي حاسة منها وبأي طريقة؟ إذا كانت هذه الفكرة مدركة بالعين فيجب أن تكون لوناً، وإذا كانت مدركة بالأذن فيجب أن تكون صوتاً وإذا كانت مدركة باللمس فيجب أن تكون شيئاً ملموساً، أو باللسان فيجب أن تكون طعماً. لكنني أعتقد أن أحداً لن يقر بأن الجوهر لون أو صوت أو ملمس أو طعم. وبالتالي يجب أن تكون فكرة الجوهر مستقاة من انطباعات التفكير إذا كانت موجودة على الحقيقة. لكن انطباعات التفكير تختزل إلى انفعالاتنا ومشاعرنا، وليس لأحد منها أن يقدم لنا جوهراً. إننا بالتالي ليس لدينا فكرة عن الجوهر مختلفة عن مجموع صفات جزئية .. إن فكرة الجوهر كما فكرة الحال، ليست سوى مجموع من أفكار بسيطة، موحدة عن طريق المخيلة، ويلحق بها اسم نستطيع عن طريقه استدعائها، سواء لأنفسنا أو للآخرين".

ليس هناك وجود حقيقي لما يسمى بالجوهر. وسبب حضور هذه الفكرة في أذهاننا عادة عقلية في جمع صفات جزئية وأفكار بسيطة ترتبط معاً بعلاقات تحدثها المخيلة، ويطلق عليها اسماً عاماً بهدف إمكان التواصل مع الآخرين وإفهامهم ماذا نقصد. وبالتالي فالجوهر ليس سوى اسم كلي لمجموعة من الصفات والأفكار البسيطة. ولأن هيوم قد نظر إلى الجوهر على أنه مجرد اسم فإن مذهبه في المعرفة يسمى لهذا السبب بالمذهب الإسمي (بالإنجليزية: Nominalism). وتعد نظريته هذه حول الجوهر من أكثر النظريات الفلسفية ثورية في العصر الحديث، وأثرت على فلاسفة التحليل والوضعية المنطقية من جورج مور وراسل إلى فتجنشتين وآير، الذين اختزلوا البحث الفلسفي إلى بحث لغوى في معنى ودلالة الكلمات.

الســـببية

يذهب هيوم إلى أن ما يجعلنا ندرك أن شيئاً ما سبب لشئ آخر هو قدرة الذهن على الربط بينهما وملاحظة أن الأول سبب أو مؤثر والثاني مسبب أو أثر. استخدام السببية في التفكير إذن هو عادة ذهنية. لكن يبحث هيوم عن أساس السببية وهل هو مفهوم الضرورة أم لا. الحقيقة أن كل الفلاسفة السابقين قد أسسوا السببية على الضرورة، حيث اعتقدوا أن هذا المفهوم قائم على ما في الطبيعة من ضرورة وكذلك على القوانين المنطقية والطابع المنطقي للتفكير. لا ينكر هيوم هذه الوجهة في النظر، ويذهب إلى أن السببية ليست إلا انتظاماً معيناً لتسلسل ما، وعلى هذا الأساس فلا يمكننا تقديم تبرير عقلي لسبب باعتباره قادراً على إحداث نتيجة ما، لأن السببية بذلك سوف تكون مجرد تتابع لأحداث، وليس في هذا التتابع أي ضرورة طبيعية أو منطقية. وكل ما تؤكده الخبرة هو ارتباط سبب بنتيجة في الماضي، أما الانتقال إلى حتمية هذا الارتباط في المستقبل فلا يمكن تبريره. بناءً على أحداث الماضي لا يمكن التنبؤ بأحداث المستقبل وما كان منتظماً في الماضي يمكن ألا يكون منتظماً في المستقبل دون الوقوع في أين تناقض عقلي. يقول هيوم في ذلك "إذا طرأ أي شك حول إمكان تغير نظام الطبيعة، وأن الماضي يمكن ألا يكون قاعدة للمستقبل، فسوف تصبح كل الخبرة بدون فائدة، ولن تؤدي بذلك إلى أي استدلال أو نتيجة. من المستحيل أذن أن تكون أي حجة من الخبرة قادرة على ذلك التضامن بين الماضي والمستقبل، بما أن هذه الحجج مقامة على أساس هذا التطابق". وإذا لم يكن من الممكن تقديم حجة من الخبرة على ضرورة السببية، فإن هذا يفسر على أنها نتيجة استعداد ما في العقل البشري، وهذا الاستعداد هو العرف والعادة "طالما أنتج كل تكرار لفعل أو عملية نفس النتيجة، دون تدخل من استدلال أو عملية تخيلية يقوم بها الفهم، فنحن نقول أن هذا التوجه هو أثر للعادة. وباستخدامنا لهذا المصطلح لا نهدف تقديم سبب نهائي لهذا التوجه. نحن فقط نشير إلى مبدأ في الطبيعة الإنسانية، متعارف عليه عموماً، ومعروف جيداً عن طريق آثاره". وبهذه الطريقة فإن العادة هي التي تمكننا من التنبؤ بالمستقبل بناء على الماضي، وبالتالي نستطيع بها الحصول على أهدافنا، ونحدث انسجاماً بين نظام الطبيعة وتتابع أفكارنا. أما الاعتقاد في وجود أسباب نهائية أو علل أولى كما يعتقد أصحاب المذاهب الميتافيزيقية فلا مبرر له، وهو مجرد وهم وخرافة".

وليس هناك وجود لأي ضرورة في مفهوم السببية الذي يعتمد على العادة، ذلك لأن المستقبل يمكن ألا يكون على شاكلة الماضي. وكل ما نستطيع أن نؤكده بناء على هذا المفهوم للسببية هو أن الانتظام الذي اكتشفته الخبرة في الماضي يمكن أن يحدث ويمكن ألا يحدث في المستقبل، بمعنى أن هذا الانتظام، وذلك الاتفاق بين الماضي والمستقبل يدخل في مجال الاحتمال probability وليس له أي علاقة بالضرورة. والاحتمال هو المفهوم الوحيد الذي يمكن التوصل إليه من الخبرة السابقة بناء على استدلال عقلي( 26). ولا يمكن التوصل إلى أي ضرورة باستدلال عقلي، لأن هذا الاستدلال ليس سوى الاعتقاد في أن المستقبل سوف يكون على شاكلة الماضي، الاستدلال إذن قائم على اعتقاد وتوقع لا على أي ضرورة منطقية أو حتمية.

الاعتقـــاد

يتساءل هيوم عن أصل اعتقادنا في وجود موضوعات العالم، وما إذا كان مؤسساً على الحس أو على العقل. ويقطع هيوم بأن الاعتقاد في الوجود المستقل للموضوعات عن العقل الإنسانى واستمرارها في هذا الوجود لا يعتمد على الحس أو العقل أو حتى المخيلة. فالحواس غير قادرة على تأكيد الوجود المستمر للموضوعات في حالة غيابها عن أعضاء الحس( 27). فإذا ذهبنا إلى أن الحواس قادرة على إدراك الموضوعات بعد أن تختفى فكأننا بذلك نقول أنها تعمل في غياب هذه الموضوعات، وهذا غير صحيح. وإذا كان للحواس دور في إدراك الموضوعات، فإن هذا الدور يتمثل في إدراكها للاختلاف والتمايز بين هذه الموضوعات، لا إدراكها لاستمرارها في الوجود. فكل انطباع للحواس هو إدراك لشئ واحد بسيط ليس فيه أي استمرار. وإذا كانت الحواس قادرة على إدراك الأشياء وإدراك شئ آخر غيرها وهو النفس الإنسانية، إلا أنها ليست قادرة على التمييز بينهما، ذلك لأن الحواس لا تدرك إلا الجسد الإنساني باعتباره شيئاً مادياً مثله مثل أي شئ مادي آخر في هذا العالم، لكنها لا تستطيع أن تدرك النفس ولا أن تميز بين النفس والجسد( 28). ويأتي هيوم على الاحتمال الآخر هو أن العقل هو مصدر الوعي بوجود الموضوعات واستمرارها، ويذهب إلى أن هذه الحجة هي حجة الفلاسفة وحدهم، في حين أن كافة الناس يعتقدون في وجود واستمرار الموضوعات دون معرفتهم بالحجج العقلية التي يستخدمها الفلاسفة، وبالتالي يستبعد هيوم احتمال أن يكون العقل هو مصدر هذا الاعتقاد. أما الذاكرة والمخيلة فينكر هيوم أيضاً احتمال كونهما مصدر الاعتقاد في وجود الموضوعات لأن الذاكرة تحتفظ بما هو دائم في الخبرة، وكذلك المخيلة تتعرف على الموضوعات وعلى ثباتها واستمرارها بناء على اعتقاد مسبق في أنها مستمدة في الوجود. ومعنى هذا أن الاعتقاد في وجود الموضوعات واستمرارها يسبق تعرف الذاكرة والمخيلة عليها في الخبرة. ولا يبقى أمام هيوم سوى القول بأن مصدر الاعتقاد في وجود واستمرار الموضوعات ليس سوى الاعتقاد الطبيعي Natural Belief، ويعني به نزوعاً أو توجهاً في الطبيعة البشرية يكمن في مستوى الوعي العادي والبسيط في الاعتقاد في وجود واستمرار الموضوعات، وما الحواس التي توهمنا بهذا الوجود، أو الذاكرة والمخيلة التي تستخدم هذا الاعتقاد وتطبقه في مجال الخبرة سوى أدوات في يد هذا الاعتقاد الطبيعي. هذا الاعتقاد الطبيعي مرتبط بالنزوع الإنساني وما لديه من توجهات وأهداف وغايات، أي مرتبط بالطبيعة الانفعالية للنفس البشرية لا بأي طبيعة عقلانية أو منطقية.

الاحتمـــال

المعرفة عند هيوم هي إقامة علاقة بين الأفكار، سواء كانت هذه الأفكار ترجع مباشرة إلى انطباعات الحواس أو كانت ترجع إلى انطباعات التفكير. ومعنى هذا أن المعرفة تضم المضمون المادي الذي تمثله انطباعات الحواس والشكل النظري المجرد الذي تمثله انطباعات التفكير. ويذهب هيوم إلى أن كل العلاقات التي يمكن أن تظهر بين الأفكار تتمثل في سبعة: التطابق والهوية والعلاقات الزمانية والمكانية، والكم أو العدد، ودرجات الكيف، والتنافر، والسببية. ويقسم هيوم هذه العلاقات إلى نوعين: الأول يعتمد حصرياً على الأفكار التي تقارنها ببعضها البعض، وذلك مثل التطابق التنافر ودرجات الكيف وأعداد الكم. أما النوع الثاني فيعتمد على شئ من الاستدلال مثل الهوية والعلاقات الزمانية والمكانية والسببية. فعلى سبيل المثال فإن السببية لا تعتمد على إقامة مقارنة بين فكرة وأخرى بل تعتمد على استدلال من السبب إلى النتيجة أو العكس( 29). وينظر هيوم إلى الهندسة على أنها الفن الذي نقوم فيه بتثبيت التناسب بين الأشكال، وعلى الرغم من أنها تفوق أحكام الإحساس والمخيلة في درجة العمومية والدقة، إلا أنها لا تصل إلى النهاية القصوى للصدق، ذلك لأن المبادئ الأولى للهندسة تعتمد على ظهور الموضوعات العامة في الخبرة التجريبية، وبالتالي فإن نتائجها لا تزال مرتبطة بإمكانية تحققها في هذه الخبرة التجريبية. ويقصد هيوم بذلك أن الهندسة ليست يقينية تماماً. وقد كان هذا الرأي غريباً في عصر هيوم، لكن ثبتت صحته خاصة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين عندما تم اكتشاف الهندسات اللاإقليدية التي تعتمد على مسلمات خاصة بالمكان تختلف عن مسلمات إقليدس. الهندسة الإقليدية مقامة على أساس تصور المكان باعتباره سطحاً ممتداً ذا أبعاد ثلاثة، أما الهندسات اللاإقليدية فتعتمد على تصور مختلف عن المكان باعتباره منحنياً وكروياً، وثبت بذلك أن الهندسة الإقليدية التي كان يعتقد في يقينها التام ليست إلا نوعاً من هندسات عديدة ممكنة كلها صحيح، وهي في نفس الوقت احتمالية، ذلك لأن كل نسق هندسي يعتمد على مسلمات خاصة عن طبيعة المكان، وبالتالي نتائج كل هندسة يقينية بالنسبة لمسلماتها فقط لا بالنسبة لتحققها في الواقع. ويبدو أن هذا ما كان يقصده هيوم من إدخال فكرة الاحتمال في الهندسة. وعلى عكس الهندسة فإن الجبر والحساب يتمتعان باليقين التام، وذلك لسبب رئيسي وهو عدم اعتمادهما على الظواهر أو الخبرة التجريبية بل على استدلال عقلي خالص بناء على أفكارنا عن العدد( 30). لا يتضمن الجبر والحساب ما إذا كانت نتائجها صحيحة بالنسبة للواقع، إذ ليس لهما علاقة بالخبرة التجريبية، والعلاقة الوحيدة التي يقيمانها هي مع العدد وحده الذي هو فكرة مجردة. ومن فكرة مجردة يمكن الوصول عن طريق الاستدلال العقلي إلى نتائج حتمية، وهذه الحتمية ليس مصدرها حتمية التطابق مع الواقع بل حتمية التطابق مع الفكرة المجردة عن طريق الاستدلال العقلي. ويبحث هيوم في طبيعة الفكرة والاعتقاد، ويذهب إلى أن كل اعتقاد هو اعتقاد في فكرة. ولأنه يميز بين الفكرة على مستوى الحس والفكرة على مستوى العقل، فهو كذلك يميز بين الاعتقاد في فكرة حسية والاعتقاد في فكرة عقلية. والاعتقاد في فكرة حسية يعتمد على تلقي انطباعات حسية عنها ولذلك فهو يقيني، أما الاعتقاد في فكرة عقلية لا يتمتع باليقين المطلق بل بمجرد الاحتمال، لأن الفكرة العقلية مجرد صورة ذهنية عن الانطباع الحسي، أو هي ملاحظة ما يحدث في العقل من أفعال عند التعامل مع الانطباعات. والاحتمال عند هيوم هو الاستدلال من افتراضات، وينقسم إلى نوعين، نوع يؤسس على الصدفة ونوع ينشأ عن الأسباب. فكل استدلال يبني على وجود شئ بالصدفة يتصف بأنه احتمالي والاستدلال المؤسس على الأسباب أيضاً احتمالي، لأنه يفترض أن الحالات التي تثبت فيها صلة بين سبب ونتيجة سوف تتكرر، أو أن السبب الذي أحدث نتيجة في الماضي سوف يحدث نفس النتيجة في المستقبل، لكن ليس هناك ما يؤكد لنا هذا الانتظام الحتمي بين السبب والنتيجة في الحالات التي لم تخضع بعد للخبرة التجريبية، وبالتالي فالاستدلال من الأسباب هو أيضاً احتمالي( 31).

الهوية الشخصية

ليست أشياء العالم الخارجي وحدها هي التي نعتقد في وجودها واستمرارها عبر الزمان، فهناك أيضاً الأشخاص، وأولهم الذات أو المرء باعتباره شخصاً. لكن كيف نحصل على فكرة عن الهوية الشخصية، أو وعي المرء بذاته باعتباره موجوداً ومستمراً عبر الزمان؟ ذهب هيوم إلى أن الذي يجعلنا نقطع بوجود شئ واستمراره عبر الزمان هو استقبالنا المستمر والدائم لانطباعات من هذا الشئ. لكن النفس الإنسانية ليست كذلك، فنحن لا نتلقى منها انطباعات مستمرة عبر حياتنا. وإذا كنا نحصل على انطباع عن أنفسنا، فإن هذا الانطباع يحدث في زمن محدد ولا يتكرر دائماَ. وبالتالي يصل هيوم إلى القول بأن فكرة النفس لا ترجع إلى الحواس، ويقول في ذلك: «عندما أتأمل في ذاتي دائماً ما أقف عند إدراك معين أو آخر، عن الحرارة أو البرودة، الضوء أو الظل، الحب أو الكره، الألم أو اللذة. لكنني لا أستطيع أن أمسك بذاتي في أي وقت دون إدراك ما، ولا يمكنني أن ألاحظ أي شئ سوى هذا الإدراك الحسي»( 32). فكل ما يحدث عندما ألاحظ نفسى هو سلسلة من الإدراكات الحسية التي تحضر أمام الحس الداخلي. هذه السلسلة من الإدراكات المتتابعة هي مجرد مجموعة من الانطباعات الجزئية، أما إلحاق هذه الانطباعات حول النفس بما يمكن أن يكون القوام أو الحامل أو الجوهر بالنسبة لها فهذا ما يرفضه هيوم، لأننا لا نتلقى انطباعاً بشئ يمثل جوهر النفس. وما ينطبق على الإدراك الداخلي للانطباعات النفسية ينطبق كذلك على نتلقاه من انطباعات من أشياء العالم الخارجي، فليس في هذه الانطباعات ما يبرر القول بأننا نرى الأشياء واحدة وذات هوية ثابتة ووجود مستمر عبر الزمن. ورغماً عن ذلك فإننا نستمر في إلحاق الهوية بالأشياء وبذواتنا، وهذا يرجع إلى دافع أو نزوع طبيعي في طبيعتنا البشرية، وليس له ما يبرره في العالم الواقعي.

الأخـــلاق

ينظر هيوم إلى السلوك الإنساني على أنه مشروط بالطبيعة الإنسانية، ولأنه ينظر إلى هذه الطبيعة الإنسانية على أنها طبيعة انفعالية في الأساس ولا يحتل فيها العقل إلا دوراً ضعيفاً، فهو يذهب إلى أن كل سلوك إنساني صادر عن الانفعالات Passions. وهذه الانفعالات تشكل أسباباً ودوافع للفعل، تماماً مثلما أن كل حادثة في الطبيعة تسبقها حادثة أخرى تسببها. ولا يعطي هيوم شأناً كبيراً بالحرية أو الإرادة في مجال السلوك الإنساني، فهو عنده مقيد بما لدى الإنسان من انفعالات، وهي تضم السعي نحو اللذة وتجنب الألم والحصول على المنفعة. والأهداف الإنسانية كلها ليست أهدافاً عقلية أو صادرة عن مبادئ عقلية، ولا يسلك الإنسان سلوكه اليومي بناء على قواعد العقل، بل بناء على طبيعته الانفعالية. لكن صدور كل الأفعال الإنسانية عن العواطف والرغبات والأهواء لا يجعلها ثابتة تتبع خط سير واحد ومعروف، بل يجعلها متقلبة ومتغيرة. يقول هيوم في ذلك: «ليس هناك ما هو أكثر تقلباً من الأفعال الإنسانية. فما هو الأكثر تغيراً سوى أهواء البشر؟ إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يشذ بعيداً عن العقل السليم، بل وعن شخصيته واستعداده. إن ساعة واحدة، بل لحظة واحدة، كفيلة بأن تجعله يتغير من النقيض إلى النقيض.. إن الضرورة ثابتة ويقينية. لكن السلوك الإنساني غير ثابت وغير يقيني. وبالتالي فإن السلوك الإنساني لا يمكن أن ينشأ عن الضرورة»( 33). وهكذا ينكر هيوم أي انتظام أو ضرورة في السلوك الإنساني، وينكر خضوعه لأي قواعد عقلانية ثابتة. وإذا كان السلوك الإنساني يتبع أسساً ما، فإن هذه الأسس هي ذاتها تتغير. إنها الأهواء والرغبات والانفعالات، تلك التي تجعل السلوك الإنساني غير منتظم مثلها تماماً. ورغماً عن ذلك فإن الإنسان لا يستطيع أن يقوم بأي فعل إلا بناء على افتراض بأن الآخر سوف يقوم برد فعل معين إزاء أفعالنا، ولذلك فإن السببية هي اعتقاد يوجه السلوك، لكنها ليست سببية حقيقية بل مفترضة ومتوهمة، لأن الآخر يمكن أن يصدر عنه رد فعل مختلف عما كنا نتوقعه منه. فالسببية في الأفعال مثلها مثل السببية في الطبيعة، مجرد اعتقاد نتمكن به من التعامل مع المجتمع مثلما نتمكن من التعامل مع الطبيعة. أما عن حرية الفعل الإنساني فإن لهيوم رأي خاص فيها. يُعتقد دائماً أن الحرية الإنسانية تتمثل في القدرة على القيام بأفعال بناء على الإرادة الحرة، ويُنظر إلى هذه الإرادة الحرة على أنها الإرادة العقلانية التي تؤدي إلى سلوك عقلاني سليم متفق مع قواعد العقل. لكن هيوم ينظر إلى الحرية الإنسانية على أنها صادرة عن إمكانية تغيير الإنسان لسلوكه بناء على رغباته وأهدافه. ليست الحرية الإنسانية عند هيوم مفهومة في إطار العقل والمنطق، بل مفهومة في إطار الطبيعة الانفعالية المتغيرة للبشر. فهو ينظر إلى تقلب السلوك البشري على أنه هو هذه الحرية الإنسانية ذاتها. فليس العقل هو ما يجعل الإنسان حراً، بل طبيعته المتغيرة المتقلبة المشروطة بالانفعالات. فلا يمكن أن يكون العقل مصدراً للحرية، لأن اتباع العقل هو الضرورة وهو الحتمية بعينها، ويستطيع الإنسان الانفلات من الضرورة والحتمية بناء على طبيعته المضادة للعقل. ولا يعني خروج السلوك الإنساني عن العقل أن هذا السلوك غير منتظم وبدون أسباب، بل على العكس، إذ يعني أن السلوك الإنساني مبدأه الأساسي العاطفة والانفعال والرغبات والأهواء. هذه هي القواعد اللاعقلانية للسلوك الإنساني. ويجب أن نتنبه هنا إلى أن هيوم بعكس معظم الفلاسفة السابقين عليه لا يصف السلوك الإنساني كما يجب أن يكون، بل يصف السلوك الإنساني كما هو قائم بالفعل. لقد درج الفلاسفة دائماً على الربط بين السلوك الإنساني والعقل والحرية، هادفين بذلك إثبات أن الحرية الإنسانية لا يمكن أن تتحقق إلا في إطار العقل، لكنهم بذلك لم يكونوا يصفون ما هو قائم بل ما يجب أن يكون، ولقد آثر هيوم أن يصف السلوك الإنساني كما هو حادث بالفعل، كجزء من منهجه التجريبي الذي لا يقحم أي معيار خارجي يراد للسلوك الإنساني أن يتوافق معه، بل الذي يبحث في السلوك القائم بالفعل كما يوجهه. ومثلما أنكر هيوم أن يكون للعقل دور في السلوك الإنساني، فهو أيضاً ينكر دوره في مجال الأخلاق. ويثبت هيوم ذلك عن طريق توضيح أن ما يجعلنا نصدر أحكاماً أخلاقية حول ما إذا كان فعل ما فضيلة أو رذيلة، صح أو خطأ، مستحق الثناء والمديح أو اللوم والذم، لا يعتمد على فكرة مجردة أو قيمة عقلية نتوصل إليها باستدلال أو برهان، بل يعتمد على ما لدينا من رغبات وانفعالات وأهواء. فإصدار حكم أخلاقي يعتمد على انطباع ما، وهذا الانطباع يأخذ صورة إحساس أو انفعال. فالبشر يجدون أنفسهم مدفوعين نحو القيام بفعل ما لأنهم يعتقدون أنه خيِّر أو صحيح، أو لأنهم يعتقدون أنه لن يؤدي إلى الخطأ أو إلى نتائج سلبية وخيمة. وعلى الرغم من أن هذا الاعتقاد يبدو عليه العقلانية إلا أنه ليس كذلك، لأنه موجه عن طريق السليقة والتلقائية لا البرهان العقلي أو الاستدلال من قيم أخلاقية عليا. «العقل وحده عاجز في هذا المجال. إن قواعد الأخلاق ليست ناتج استدلالي عقلي»( 34). بل نتاج اعتياد الناس على جني المنافع وتجنب الضرر، والسعي نحو المنافع وتجنب الأضرار شئ خاص بالانفعال لا العقل. وما يجعل فعل ما فضيلة أو رذيلة ليس أي مبدأ عقلي أو قيمة أخلاقية بل الدوافع الانفعالية التي أدت إلى هذا الفعل والظروف المحيطة بالفعل. ولأن هذه الظروف المحيطة معطاة سلفاً ويجد الفاعل نفسه محاطاً بها، فإن أي سلوك إنساني يصدر وفقها لن يكون صادراً عن الاحتكام للعقل بل سيكون مجرد رد فعل عليها أو استجابة لها. ودائماً ما يكون الفعل الصادر عن الظروف المحيطة مجرد رد فعل، تنتفي فيه الإرادة العقلانية وتتحكم فيه الأهواء والمصالح الذاتية. ويميل هيوم إلى اعتبار أن الفضيلة والرذيلة ليستا إلا وجهة نظر إنسانية بحتة صادرة عن الطبيعة البشرية وليس لهما وجود موضوعي في العالم، ذلك لأنهما مؤسسان على فكرتي الخير والشر. والخير والشر عنده مجرد انطباع انفعالي. فالفيضانات والبراكين والزلازل ليست إلا ظواهر طبيعية، أما في نظر الإنسان فتصبح شراً أو عقاباً، وذلك لما لها من آثار سلبية على الحياة الإنسانية. وكذلك الحال بالنسبة للأفعال الإنسانية التي توصف بالفضيلة أو الرذيلة، أو الخير أو الشر، فهذه الأشياء ليست قيماً مطلقة وليس لها وجود واقعي مستقل عن انفعالات البشر، لكن يستخدمها الناس باعتبارها مبادئ أخلاقية بالنظر إلى ما يعود عليهم من نفع أو ضرر. وليست الفضيلة واحدة أو ثابتة، بل هي نسبية، لأن الفعل الفاضل في ظروف معينة يمكن أن ينقلب إلى رذيلة في ظروف أخرى، والحال كذلك مع الرذيلة التي يمكن أن تتحول إلى فضيلة في ظروف مختلفة. ومعنى هذا أنه ليست هناك قيم أخلاقية واحدة وثابتة، بل هي دائماً نسبية ومتغيرة، والظروف المحيطة هي التي تحدد ما إذا كان فعل ما فضيلة أو رذيلة. والفضيلة والرذيلة لا يحددان السلوك قبل أن يقوم الإنسان بالفعل، بل هما نتيجة التأمل في توابع هذا الفعل بعد أن يحدث، ولذلك فهما لا يوجهان أي شئ بل هما مجرد انطباع أخلاقي عن الفعل الذي تحقق في السابق. ويضرب هيوم مثالاً توضيحياً على ذلك بالقتل المقصود. يُعتقد أن القتل المقصود رذيلة، إلا أن الحرب ليست إلا هذا القتل المقصود بعينه ويُنظر إليها على أنها فضيلة، بل على أنها أسمى درجات الشرف. ولا يدخل البشر في حروب بعد أن يحددوا ما إذا كانت فضيلة أم رذيلة، بل يدخلون في الحرب أولاً ثم يبررون سلوكهم هذا بأنه فضيلة، وآخرون ينظرون إلى نفس هذه الحرب على أنها رذيلة، ربما إذا كانوا الطرف المهزوم. بعد أن تضع الحرب أوزارها ينظر إليها فريق عل أنها كانت فضيلة وهم الطرف المنتصر وينظر إليها الطرف الآخرة المهزوم على أنها كانت رذيلة، أو اعتداء سافر على الرغم من أن هذا الطرف كان يمكن أن ينظر إليها على أنها فضيلة إذا كان هو المنتصر.

تركة هيوم

كانت المشكلة الأساسية بالنسبة لهيوم هي مشكلة المعرفة: طبيعتها ووجودها. استفاد هيوم من لوك في حله لهذه المشكلة، ذلك لأنه استعار من لوك «المنهج التجريبي في الاستدلال أو البرهان»، واعترف بأن لوك قد سبقه في البدء بدراسة الفهم البشري كنقطة أولى لدراسة المعرفة. إلا أن استخدام هيوم للمنهج التجريبي تميز عن استخدام لوك له في الدقة والصرامة المنهجية، بل والشجاعة التي أدت بهيوم إلى السير مع الفلسفة التجريبية حتى نهايتها المنطقية والتي تمثلت عنده في نزعة شكية أو نسبية، إذ ذهب هيوم إلى أن كل معارفنا نسبية ودرجة الاحتمال فيها عالية، وأننا لا نستطيع أن نعرف بدقة الطبيعة الحقيقية لموضوعات الميتافيزيقا مثل النفس والألوهية والحرية والغائية. كل ما نعرفه معرفة يقينية هو أشياء العالم الحسي التجريبي الخاضع للإدراك الحسي والخبرة التجريبية، فهذا هو الحد النهائي للمعرفة البشرية الذي لا تستطيع تجاوزه. والحقيقة أن كانط سوف لن يتوصل إلى أكثر من هذه النتيجة، حتى أن بعضاً من أوائل قراء كتاب كانط «نقد العقل الخالص» ذهب إلى أن كانط ليس إلا هيوم ألماني، هيوم يكتب بالألمانية. لكن يجب أن نحذر القارئ هنا من الاعتقاد أن كانط لم يفعل شيئاً إلا أن كرر فلسفة هيوم أو وصل إلى نفس نتائجه لكن بطرق أخرى عقلية بدلاً من الطريق التجريبي لهيوم، ذلك لأن فلسفة كانط، وعلى الرغم من أنها تؤكد على النتيجة التي توصل إليها هيوم حول محدودية المعرفة البشرية، لم تكن تهدف إلى مجرد بيان حدود ونطاق المعرفة البشرية بل هدفت في المقام الأول نقد الميتافيزيقا التقليدية من منطلق نقد الملكة الذهنية المختصة بالبحث في موضوعات الميتافيزيقا وهي العقل الخالص. ومن هنا نستطيع القول بأن هيوم قد استبق كانط في جزء صغير ومحدد في فلسفته وهو بيان حدود الإدراك الحسي وملكة الفهم البشري، إلا أن كانط قد فاقه بمراحل في فحص ملكة العقل الخالص التي لم يبحثها هيوم مطلقاً. ذهب هيوم إلى أن كل معرفة هي معرفة بشرية، أي ظاهرة إنسانية، وكي نعرف طبيعة المعرفة البشرية ونوضح النسق العام الذي يضم كل العلوم التي يمكن أن تنتجها المعرفة البشرية فيجب البدء بالبحث في الطبيعة البشرية. ولهذا ا لسبب يضع هيوم عنوان أحد أهم مؤلفاته تحت اسم «بحث في الطبيعة البشرية». والطبيعة البشرية عنده تبدأ بالإحساس وبملكة الإدراك الحسي، ثم ملكة الفهم التي تستقبل من الحواس انطباعات تعاملها كأفكار وتشتغل عليها وتقيم بينها علاقات. إن الطبيعة البشرية التي يقصدها هيوم هي طبيعة سيكولوجية، ولذلك فإن نظريته في المعرفة لكونها تعطي الأولوية للإدراك الحسي فهي تعد نظرية سيكولوجية. وقد ذهب هيوم إلى أن العلم الحقيقي للطبيعة البشرية هو علم النفس، وإلى أن الفلسفة الحقة يجب أن تكون سيكولوجيا للمعرفة، الفلسفة الحقة عنده هي علم النفس. وقد كان هذا الإعلان من قبل هيوم ثورياً في عصره، إذ لم يسبق لأحد من المفكرين أن قطع بأهمية علم النفس في الفلسفة، وكان هيوم بذلك سابقاً لسلسلة من المفكرين في القرنين التاسع عشر والعشرين الذين عاملوا علم النفس على أنه الباب الذي يجب أن تدخل منه الفلسفة لدراسة موضوعاتها، مثل وليم جيمس وهرمان لوتزه وهوسرل. والملاحظ أن هؤلاء الذين أعطوا علم النفس الأولوية كأداة للبحث في موضوعات الفلسفة ينتمون إلى مذاهب في غاية الاختلاف، فوليم جيمس براجماتي، وهرمان لتوتزة مثالي، وهوسرل هو مؤسس فلسفة الفينومنيولوجيا أو علم ظواهر الوعي. والحقيقة أنه من كثرة الانتقادات والهجوم الذي تعرضت له فلسفة هيوم منذ أن ظهرت هذه الفلسفة وطوال القرون من الثامن عشر إلى العشرين قد جعل مهاجميه لا ينتبهون إلى تأثيره القوي على كل الاتجاهات الفلسفية من بعده.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 14-15 حزيران/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

الياس بجاني: نوفل ضو للمعرابي المتذاكي والموهم بكرسي الرئاسة المخلع: أين الوعود السابقة؟!

الياس بجاني/15 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99758/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%b0%d8%a7%d9%83%d9%8a/

علّق منسق عام “التجمع من أجل السيادة” الناشط والإعلامي نوفل ضو، في تغريدة على “تويتر”، على كلام رئيس شركة حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي أتى بعد انتهاء اجتماع تكتل “الجمهوريّة القويّة”.

 

حرب حزب الله ومعه الإسلام السياسي بكل متفرعاته على الثقافة والهوية اللبنانية

الياس بجاني/14 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99753/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d9%85%d8%b9%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7/

بداية فإن كل لبناني سيادي واستقلالي ولأي شريحة اجتماعية أو مذهبية انتمى ويؤيد حزب الله الإيراني والمذهبي والإرهابي مباشرة أو مواربة ويرى فيه مقاومة وممانعة وشريحة من النسيج اللبناني، هو بالتأكيد الأكيد أولاً عدو لنفسه ولحريته ولكرامته ولاحترامه لنعمة العقل، وثانياً عدو غبي وجاهل لهوية وثقافة وكيان وحاضر ومستقبل وتاريخ لبنان الرسالة ولنموذج نمط عيش اللبناني المتميز بقبول الآخر المختلف.

 

سلطات لبنان المهيمن عليها حزب الله ترهب وتفتري على كثر من المغتربين بحجة خدمتهم في جيش لبنان الجنوبي….الإفراج عن المواطن اللبناني-الأميركي جعفر أحمد غضبوني واحتجاز جوازه

الياس بجاني/15 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99737/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%8a%d9%85%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87%d8%a7/

من منا لا يتذكر الشهيد عامر الفاخوري المواطن اللبناني- الأميركي الذي تم استدراجه إلى لبنان من بعض السياسيين المرتمين في حضن حزب الله حيث تم اعتقاله بشكل اعتباطي ودون أي مسوغ قانوني وركبت لها ملفات الخيانة والتعامل مع إسرائيل ومن ثم تسميمه في السجن كما تقول عائلته ولم يفرج عنه إلا وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 14 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99730/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1087/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/June 14/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99732/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-june-14-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin