المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 حزيران/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.june12.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

َلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام. سَيَكُونُ لَكُم في العَالَمِ ضِيق. ولكِنْ ثِقُوا: أَنَا غَلَبْتُ العَالَم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/تأليه السياسي يفسده ويجعل من مؤلهيه قطعان من المواشي وعبيد

الياس بجاني/الإستكبار ونفخة الصدر أمراض فارسية تاريخية

الياس بجاني/حزب الله الإرهابي والإيراني يحتل الجنوب ولم يحرره

الياس بجاني/في ظل احتلال وإرهاب وسطوة حزب الله عبثاً يحاول البناؤون

 

عناوين الأخبار اللبنانية

206 إصابات كورونا وخمس وفيات.. و15 ألفاً تلقّحوا الخميس

لجنة عوائل شهداء تفجير المرفأ: دياب أجاب على هواجسنا وأكد أنه تحت القانون

اليونيفيل: اختتام تدريب العاصفة الفولاذية بالذخيرة الحية مع القوات المسلحة اللبنانية

الجيش تسلم آليات عسكرية مقدمة من السلطات الصينية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 11/06/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 حزيران 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قدرة الصمود لدى اللبنانيين بدأت تتضاءل

“حكومة البياضة” سقطت: باسيل “مصدّق الكذبة”!

بكل شفافيّة"... دياب يُحدِّد المسؤول الأوّل عن إنفجار المرفأ!

لا حكومة... وباريس تستعدّ للأسوأ لبنانيّا!

سيناريو الدم يتقدم

غاردنر يقرأ موقع إيران و"حزب الله" اليوم.. وهذا اسم الرئيس القادم

حمادة: أصدقاء لبنان انتقلوا الى مستوى جديد من العمل والاداء

"رابطة المودعين: التعميم 158 خطِر.. ولا توقِّعوا أي تعهد

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الشيوخ الأميركي: منزعجون من رفع عقوبات عن كيانات إيرانية/اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ أكدت أنه يجب على جو بايدن معالجة التهديدات الإيرانية

مشروع قانون يطلب موافقة الكونغرس قبل الاتفاق مع إيران/المشروع يحذر إيران من أن الصفقة النووية لن تدم تحت أي إدراة جمهورية

مساعد روحاني: مهاجمة سفارات جيراننا أضرّ بسمعة إيران/معزي: من يهاجم سفارة جيراننا لا يمكن أن يكون شريكاً سياسياً

فتح 30 خزنة.. هكذا سرق "الموساد" أرشيف إيران النووي

هكذا سرق الأرشيف النووي من طهران.. كوهين يكشف/كيف سرق الأرشيف النووي من قلب طهران في عملية سرية يوم 31 يناير2018؟

البنتاغون: وزير الدفاع يضع نصيب عينيه تصرفات إيران

واشنطن بوست- روسيا ستزود إيران بقمر صناعي متطور

انتخاب الإمارات عضو غير دائم في مجلس الأمن.. ومحمد بن زايد: يعكس ثقة العالم

الغارديان- إسكات الفلسطينيين يطيل أمد الصراع في الشرق الأوسط

التلغراف- صداع بايدن

فرنسا: تصفية زعيم من “القاعدة” في مالي

اجتماع أميركي طارئ لبحث التهابات القلب بعد لقاح كورونا

بوتين: العلاقات مع أميركا في أدنى مستوياتها ولا أعرف أي شيء عن تقارير قالت إن روسيا تزود إيران بتكنولوجيا الأقمار الصناعية

دون علم سلطات ليبيا.. طائرة وزير دفاع تركيا تحط بمعيتيقة/استقبال وزير الدفاع التركي ووفده الأمني في مطار معيتيقة من قبل ضباط أتراك فقط

سعيّد يهاجم الغنوشي ضمنيا: يعتقد نفسه رئيس تونس

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفدرالية اللبنانية على المقاس الإيراني/قاسم مرواني/المدن

المنظومة" تلجأ إلى التحريض الطائفي.. والحريري "يدرس" اعتذاره/منير الربيع/المدن

تحذير غربيّ من انفلات الشارع اللبناني : لا نريد سوريا أخرى/هيام القصيفي/الأخبار

باسيل والحريري والحكومة: "طريق الرجعة اطول واصعب"/علي منتش/لبنان 24

ماذا فعل الأميركيون عند فيصل كرامي؟/كلير شكر/نداء الوطن

مشاورات “الخليلين” مع باسيل “طبخة بحص”/عمر البردان/اللواء

"القمصان البيض"... هذه المرة!/نبيل بومنصف/النهار

خفايا الدّعم الدّولي للجيش اللبناني: الخوف من الانهيار الكبير وتداعياته الأمنية... واللاجئين/رياض قهوجي/النهار العربي

نحو صيغةٍ تسوويةٍ بين «الحزب» والدولة/طوني عيسى/الجمهورية

الجيش رئة التواصل مع الخارج/أحمد الأيوبي/اللواء

بكركي “بالمختصر المفيد”… لا تأجيل ولا تمديد!/ألان سركيس/نداء الوطن

الشعب “مُخدّر” من التعذيب: سياسة الأسد في لبنان؟!/كارولين عاكوم/الشرق الاوسط

حسابات الـ 50 ألف دولار قيد التصفية… من المستفيد؟/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

العهد "غير معني" بمعاناة اللبنانيين والفساد وهمّه كسر عزلته/غسان ريفي/سفير الشمال

الصراع على العرب والإسلام... مع الحماسيين!/رضوان السيد/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون التقى شريف ووفد المؤتمر القومي الاسلامي: إرادتنا في مواجهة التحديات ثابتة ولا بد للمجتمع الدولي من المساعدة على ايجاد حلول لازماتنا

قائد الجيش استقبل رئيس مؤسسة ميريو الفرنسية وشكره على مبادراته لدعم المؤسسة العسكرية

البطريرك الراعي التقى ممثلة الامين العام للامم المتحدة الجديدة في لبنان يوانا فرويتسكا

كتاب من مجموعات 17 تشرين وأحزاب الى غوتيريش: السلطة لا تؤتمن على حقوق الشعب ولا على مصالحه في ملف ترسيم الحدود البحرية

قرار من عويدات بحفظ شكوى ضد رئيسي الجمهورية وشورى الدولة وحاكم المركزي

نقابة المصورين دانت الاعتداء على رمزي الحاج وطاهر والقصيفي اتصلا متضامنين

روكز في افتتاح مؤتمر لبنان وطني: أمد اليد إلى الثوار الحقيقيين لنسعى معا لتحقيق ما يبغون

مجلس نقابة محامي بيروت: إضراب المحامين مستمر طالما أن المعنيين في القضاء لم يصححوا العلاقة معنا

لقاء في بقاعصفرين بحث في اعتداءات القرنة السوداء فتفت: لا عداء بيننا وبين أهل بشري بل خلاف والقضاء يحله

 

عناوين الإيمانيات

تطويب الأبوين الكبوشيين ليونار وتوما في لبنان

رينيه ديكارت (بالفرنسية: Renι Descartes)‏ (31 مارس 1596 – 11 فبراير 1650)/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام. سَيَكُونُ لَكُم في العَالَمِ ضِيق. ولكِنْ ثِقُوا: أَنَا غَلَبْتُ العَالَم

إنجيل القدّيس يوحنّا16/من29حتى33/:”قالَ التَلاميذُ لِيَسوع : «هَا إِنَّكَ تَتَكَلَّمُ الآنَ عَلانِيَةً، ولا تَقُولُ مَثَلاً وَاحِدًا. أَلآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيء، ولا تَحْتَاجُ أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَد. بِهذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ خَرَجْتَ مِنْ لَدُنِ الله». أَجَابَهُم يَسُوع: «هَلِ الآنَ تُؤْمِنُون؟! هَا إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَةٌ وقَدْ أَتَتْ، فيهَا تَتَبَدَّدُونَ كُلٌّ في سَبِيلِهِ، وتَتْرُكُونِي وَحْدِي، ولَسْتُ وَحدِي، لأَنَّ الآبَ مَعِي. كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام. سَيَكُونُ لَكُم في العَالَمِ ضِيق. ولكِنْ ثِقُوا: أَنَا غَلَبْتُ العَالَم»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

تأليه السياسي يفسده ويجعل من مؤلهيه قطعان من المواشي وعبيد

الياس بجاني/12 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99661/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%84%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%8a%d9%81%d8%b3%d8%af%d9%87-%d9%88%d9%8a%d8%ac%d8%b9%d9%84-2/

من أكثر المصائب خطورة وكارثية وتدميراً التي تعاني منها شرائح لا بأس بها من شعبنا اللبناني “الغفور” (كما سماه الراحل فليمون وهبة في مسرحية من مسرحيات الرحابنة) هي تقديس البعض منها لسياسيين ورجال دين والتعامل معهم من موقع الزلم والأتباع والعبيد والأدوات، ما يفسد هؤلاء القادة الزمنيين والروحيين ويملأ ويحشو عقولهم العفنة برزم وموبوءات الأوهام وأحلام اليقظة، وبكل مركبات عقد التعالي والاستكبار والتوحش المرضية ويسلخهم عن واقع وأحاسيس كل ما هو بشر وبشرية.

بنتيجة هذا التأليه المرّضي واللا إيماني والانبطاحي الفاضح والمذل، يتحول القادة هؤلاء إلى مخلوقات نهمة لا تشبع، وبشعة ومفترية، ولاانسانية فكراً، وممارسات، وثقافة، تتفوق بمرات على همجية ودموية ووحشية الحيوانات المفترسة.

في جردة موضوعية على كل السياسيين والقادة من أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية اللبنانية، مسلمين ومسيحيين، يتبين لمن لا يزال يتمتع بقواه العقلي، وبحاسة النقد الفاعلة، وبالضمير الحي، وبالقدرة على التفكير السليم، يتبين أن كل هؤلاء، “وكلهم هنا يعني كلهم” هم في مواقعهم الحزبية والنيابية والقيادية والإقطاعية أبديون وسرمديون ولا يفكرون بتركها لأي سبب من الأسباب، وإن فعلوا فمجبرون بسبب الموت.

يرث أولادهم من الذكور والأناث، أو أحد أفراد عائلاتهم من بعدهم رئاسة شركاتهم المسماة زوراً أحزاباً، وهنا لا استثناءات بالمرة. كما يتبين بجلاء أن غالبية هؤلاء، خصوصاً الموارنة منهم، قد تم تقديسهم وتأليههم وسلخهم عن إنسانيتهم خلافاً لكل القيم والمبادئ والمفاهيم الإيمانية المسيحية، كما وبهرطقة ما بعدها هرطقة يتم تصويرهم كما يُصوّر البررة والقديسون، وتنشد لهم الأغاني والأشعار التبجيلية بمناسبة وغير مناسبة. وأليس هوبرة: “بالروح والدم منفديك”، استفراغ كلامي غبي يلخص هذه الحالة المرضية واللاإيمانية المدمرة؟!

أصبح العالم في القرن الواحد والعشرين فيما شرائح من مجتمعاتنا تعيش راضية بالهوان وخانعة للذل والإفقار والحرمان من أبسط مسلتزمات الحياة الكريمة من أمن وقانون وماء وكهرباء وطرقات وضمان صحي وتعليمي وفي وسط أكوام القمامة. هذه الشرائح الغنمية ورغم كل تعتيرها تتزلم لقادة وأصحاب شركات أحزاب وتتعامل معهم وكأنهم آلهة في حين أنهم هم سبب كل معاناتها. في حين أن شرائح أخري لا بأس بها تداهن وتمجد المحتل الإيراني الذي يفترس بلدنا ويصادر حريتنا واستقلالنا وسيادتنا، وتقدس سلاحه الغزواتي ودويلاته دون حراك وتتركه يهجرنا من أرضنا، ويفكك كل مؤسسات دولتنا، ويهدم كياننا، ويلغي رسالتنا، ويدمر بلدنا وكل مقوماته على جماجمنا التي كثر منها فارغة من غير النفاق والتقية والذمية.

ولأن من يسكت على علته تقتله، نسأل: كيف يمكن أن نُصوّب ممارسات ومواقف وتحالفات أي سياسي، أو رجل دين في حال كنا رفعناه إلى مستوى الآلهة وقدسناه وأنشدنا له الأغاني ورسمناه كما نصور القديسين وارتضينا أدوار الزلم والأتباع والأدوات؟!

نعم، إن وطننا لبنان في خطر كياناً، وهوية، ووجوداً، ورسالة. ونعم، من واجبنا أن نقاوم ونرد عنه الوحوش الكاسرة من محليين وغرباء. ولكن لنتمكن من المواجهة علينا أولاً وقبل أي عمل آخر أن نحرر أنفسنا من موبوءات التزلم والتبعية والغنمية ونتوقف عن التذاكي والتشاطر والتلطي خلف نفاق التقية والذمية. والأهم أن نتوب ونؤدي الكافرات عن خطايا تقديس وتأليه السياسيين ورجال الدين، وننتج من بيننا قيادات متواضعة ومؤمنة وغير نرسيسية، وعندها فقد تبدأ رحلة الألف ميل، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الإستكبار ونفخة الصدر أمراض فارسية تاريخية

الياس بجاني/11 حزيران/2021

من يراجع تاريخ الفرس يدرك أن الإستكبار هو مرضهم القاتل وهذا كان دائماً يقودهم للهزائم في كل فتوحاتهم وحروبهم. نفخة صدر سيد امونيوم ورفع اصبعه والمفاخرة  بالأوهام نمودج فج

 

حزب الله الإرهابي والإيراني يحتل الجنوب ولم يحرره

الياس بجاني/10 حزيران/2021

لكل من يتملق أو يخاف حزب الله فالحزب اللاهي هذا لم يحرر الجنوب في 25 أيار 2000، بل احتله بالتوافق مع إسرائيل ووضعه تحت سلطة إيران.

 

في ظل احتلال وإرهاب وسطوة حزب الله عبثاً يحاول البناؤون

الياس بجاني/10 حزيران/2021

مستحيل حل أي مشكل بظل احتلال حزب الله وأية انتخابات قبل الخلاص من هيمنته تشرعن احتلاله وتجعل من كل الذين يُنتخبون عبيداً في خدمته.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

206 إصابات كورونا وخمس وفيات.. و15 ألفاً تلقّحوا الخميس

المدن/12 حزيران/2021

ذكّرت وزارة الصحة المواطنين بماراتون فايزر، الذي يبدأ صباح الغد السبت في 12 حزيران. وعادت ونشرت أسماء المستشفيات والمراكز لتلقي اللقاح، للفئة العمرية ما فوق 55 عاماً، في محاولة لرفع نسبة الإقبال، وخصوصاً في المناطق.

الجامعة اللبنانية

ومع وصول المزيد من الدفعات من لقاح "فايزر"، يفترض أن يستمر المعدل المرتفع للجرعات المنفذة يومياً حتى نهاية شهر تموز المقبل. وفي الموازاة، بدأت الجامعة اللبنانية بحملة التلقيح ضد كورونا بلقاح "فايزر"، لأهل الجامعة. وافتتحت الحملة صباح اليوم بتلقيح مجموعة من الأساتذة والإداريين في مبنى كلية طب الأسنان، ومجموعة من طلاب كليتي الصحة والصيدلة في المركز الصحي الجامعي بمدينة رفيق الحريري الجامعية-الحدث. وكانت الجامعة اشترت مئة ألف جرعة من هذا اللقاح، مخصصة لمن هم دون الثلاثين عاماً ولمن يزيد عمرهم عن 65 عاماً. لذا، ومع بدء الجامعات بحملات التلقيح هذه، والتي تتزامن مع ارتفاع معدلات التلقيح التي تقوم بها وزارة الصحة، سيشهد الشهران المقبلان ارتفاعاً ملحوظاً في حملة التلقيح. أما على مستوى مؤشرات كورونا، فيواصل عداد كورونا بتسجيل أرقام جيدة. وسجل لبنان يوم أمس 5 وفيات، و206 إصابة جديدة بينها 9 لوافدين من الخارج، وفق التقرير اليومي لوزارة الصحة العامة، اليوم الجمعة في 11 حزيران. فيما لم يسجل القطاع الصحي أي إصابة. وبات العدد التراكمي للإصابات 542375، والوفيات 7790، منذ تفجر الأزمة في شباط العام 2020.  وفي تفاصيل بعض المؤشرات تم إجراء 16064 فحصاً، أما نسبة الفحوص الموجبة التراكمية فاستقرت عند معدل 1.7 في المئة. وكذلك انخفضت نسبة الحدوث لكل 100 ألف شخص إلى 47، فيما نسبة الوفيات لكل عشرة آلاف شخص فمستقرة عند 3 فقط. أما عدد المرضى في المستشفيات فواصل انخفاضه وبات العدد الكلي 136 حالة، منها 78 في العناية المركزة، يحتاج 22 بينهم لتنفس اصطناعي.

حملة التلقيح

على مستوى حملة التلقيح، وصل العدد يوم أمس إلى نحو 15 ألف جرعة. فتلقى 11407 شخصاً الجرعة الأولى، و3546 الجرعة الثانية. وبات العدد التراكمي للملقحين بالجرعة الأولى نحو 597 ألف شخص، بنسبة وصلت إلى 12.5 في المئة من السكان، و313 ألف شخص بالجرعة الثانية، جعلت نسبتهم 6.6 في المئة. وبلغ عدد الجرعات المنفذة حتى اليوم، نحو 956 ألف جرعة، منها نحو 736 ألف جرعة فايزر، ونحو 130 ألف جرعة أسترازينيكا، ونحو 80 ألف جرعة سبوتنيك، ونحو 8 آلاف جرعة سينوفارم. أما عدد المسجلين الجدد على المنصة لتلقي اللقاح فوصل إلى 16217 شخصاً جديداً، رفعت إجمالي المسجّلين عليها إلى نحو مليون و644 ألف شخص، ما نسبته 24.1 في المئة من إجمالي عدد السكان.

 

لجنة عوائل شهداء تفجير المرفأ: دياب أجاب على هواجسنا وأكد أنه تحت القانون

الجمعة 11 حزيران 2021

وطنية - أعلنت لجنة عوائل شهداء تفجير مرفأ بيروت في بيان، أن وفدا منها "التقى اليوم، رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب اليوم، حاملا جملة مطالب منها:

1- إعلان 4 آب ذكرى حداد وطني في ظل عدم مبادرة أي احد بالدولة بالمبادرة بذلك خلال اكثر من عشرة أشهر على المجزرة، رغم تكرار مطالبتنا بذلك مرارا وتكرارا.

2- الطلب من رئيس الحكومة في حال تم استدعاؤه من قبل المحقق العدلي، تلبية طلبه دون اللجوء للحصانات التي نرفضها أمام فظاعة وهول المجزرة التي ألمت بنا، وقد وعدنا بذلك.

3- كذلك طلب الوفد منه تسهيل مهمة استدعاء رؤساء الأجهزة الأمنية التي تخضع لسلطته، وأبدى استعداده لذلك.

4- عرض الوفد المظلومية التي لحقت بجرحى التفجير الآثم وخاصة الذين اصيبوا بإعاقات دائمة أو شبه دائمة، والذين حرموا من التقديمات المالية، وتم الاتفاق على البحث بآلية تعديل القانون بما يضمن حقوق الجرحى".

وأشار البيان الى أن "دولته أجاب على هواجس وأسئلة الوفد التي تضمنت سببب تأجيل نزوله الى مرفأ بيروت إبان الانفجار، وأكد للوفد أنه تحت القانون وأنه أدلى بكل ما لديه من قبل دون زيادة ولا نقصان".

 

اليونيفيل: اختتام تدريب العاصفة الفولاذية بالذخيرة الحية مع القوات المسلحة اللبنانية

الجمعة 11 حزيران 2021

وطنية - اختتمت اليوم، تدريبات بالذخيرة الحية استمرت خمسة أيام، بين جنود حفظ سلام تابعين لليونيفيل وجنود من القوات المسلحة اللبنانية، حيث جرى التدريب في ساحة مفتوحة تقع جنوب المقر العام لليونيفيل في الناقورة. وأشار بيان لليونيفيل، الى أن "تدريب "العاصفة الفولاذية"، الذي تولت قيادته قوة الاحتياط التابعة للقائد العام لليونيفيل والذي يتم اجراؤه بين القوتين مرتين في السنة، تضمن استعمال عتاد مدرع ومدفع رشاش ونيران حية من أسلحة خفيفة". ولفت الى أنه "خلال التدريب الذي جرى هذا الأسبوع، شارك جنود من القوات المسلحة اللبنانية وجنود حفظ سلام من قوة الاحتياط التابعة للقائد العام لليونيفيل (فنلندا وفرنسا) والقطاع الغربي (غانا وجمهورية كوريا وماليزيا وبولندا وإيرلندا وإيطاليا) والقطاع الشرقي (الهند وإندونيسيا ونيبال وإسبانيا)"، مشيرا الى أنه "شارك في التدريب عناصر اللواء الخامس وعناصر اللواء السابع وفوج التدخل الخامس في القوات المسلحة اللبنانية على مدار الأسبوع". وذكر البيان أنه "بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي يشكل جوهر ولاية اليونيفيل، تدعم بعثة الأمم المتحدة القوات المسلحة اللبنانية المسؤولة الرئيسية عن الأمن والاستقرار في جنوب لبنان. وإحدى الطرق للقيام بذلك هي من خلال الأنشطة المنسقة، مثل هذا التدريب الذي جرى خلال هذا الأسبوع"، موضحا أن "الأنشطة المنسقة تساعد في بناء القدرات وتساعد القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل على العمل معا بشكل أفضل للحفاظ على الأمن في الجنوب. وتعمل هذه الأنشطة على تحسين المهارات والخبرات، الى جانب الحفاظ على الكفاءة والمعرفة المتبادلة، والتدريب على إجراءات الدعم الناري، وإرساء آليات التنسيق المناسبة، وضمان الارتباط الفعال على جميع المستويات". وأشار الى أنه "في العام الماضي، وفي سياق ترحيب مجلس الأمن الدولي بتوسيع الأنشطة المنسقة بين القوتين، دعا إلى "تعزيز هذا التعاون" بشكل أكبر. وفي عام 2020 وحده، تم تنفيذ ما مجموعه 1070 نشاطا منسقا - بما في ذلك تدريبات وبرامج تدريبية وورش عمل - في البر والبحر".ولفت الى أنه "خلال تدريب "العاصفة الفولاذية" هذا الأسبوع، كان الحد من أي إزعاج محتمل لسكان المنطقة من الأولويات. وقد عملت سفن البحرية اللبنانية المدعومة من قوة اليونيفيل البحرية على تأمين السلامة في البحر".

 

الجيش تسلم آليات عسكرية مقدمة من السلطات الصينية

الجمعة 11 حزيران 2021

وطنية - أقيم قبل ظهر اليوم في اللواء اللوجستي حفل تسلم آليات عسكرية عبارة عن 40 شاحنة و60 جيب وقطع بدل عائدة لها، مقدمة هبة من السلطات الصينية لصالح الجيش ، حضره سفير جمهورية الصين الشعبية وانغ كيجيان والملحق العسكري الصيني العميد الركن Zheng Yuchong والمفتش العام اللواء الركن ميلاد إسحق ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون. ونوه السفير الصيني في كلمته ب"العلاقة التي تجمع الجيشين الصيني واللبناني"، مشيرا إلى أن "هذا التعاون يعكس مشاعر الصداقة العميقة تجاه شعب لبنان وجيشه". وألقى اللواء الركن إسحق كلمة، أشار فيها إلى "أهمية الهبة التي تساهم في تحسين حركية الوحدات المنتشرة على الأراضي اللبنانية".وختاما، تلا اللواء الركن إسحق كتاب شكر باسم العماد قائد الجيش وسلمه إلى السفير الصيني، وقدم له وللعميد الركن Yuchong درعين تذكاريتين تقديرا لجهودهما".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 11/06/2021

وطنية/الجمعة 11 حزيران 2021

* مقدمة اخبار " تلفزيون لبنان"

كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالأمس عن وجوب تعاون دولي للحفاظ على استمرار تقديم الخدمات الأساسية للبنانيين في نكبتهم بات الأمل الوحيد أمام المواطنين المنهكين فلا أمل بعد يرتجى من قادة لبنانيين، ساقوا الناس إلى جهنم.

والأنكى من ذلك هو تحول بعض المواطنين من أصحاب المصالح التجارية إلى ذئاب تنهش ما تبقى من أجساد مواطنيهم، وما مشهد المستلزمات الطبية المكدسة في مستودعات الحازمية وفرن الشباك كما مشهد محطات الوقود المقفلة أمام الزبائن رغم ملاءتها كما حصل في دير القمر اليوم إلا دليل على توحش هؤلاء أمام وجع مريض أو حرقة منتظر على قارعة الطريق.

ولأن (البلد سايب) والمعالجات غائبة والأفق السياسي مقفل واصل الدولار تحليقه أمام الليرة في السوق السوداء ليتعدى الـ15000 ليرة لبنانية.

سياسيا، وبعد حفلة البيانات بين بيت الوسط من جهة والبياضة وبعبدا من جهة ثانية أمس ترقب لما سينتج عن اجتماع المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في جلسته التي تنعقد غدا في دار الفتوى والمقرر أن يشارك فيها رؤساء الحكومات السابقون بمن فيهم الرئيس المكلف سعد الحريري. وفيما أشارت مصادر المشاركين في الاجتماع إلى أن المشاورات مستمرة لبلورة موقف نوعي يخلص اليه الاجتماع رأت أوساط متابعة أن الخيارات مفتوحة أمام لقاء دار الفتوى من دون أن تستبعد خيار الإعتذار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

الدولار بات بخمسة عشر الفا... الأزمات تكوي يوميات اللبنانيين بالأسود... تحرق أعصابهم... تفرض عليهم الوقوف وأحيانا النوم في طوابير الذل أمام المحطات... تدفعهم إلى البحث عن مستشفى... عن إبرة دواء... عن علبة حليب للأطفال في كومة داء الإحتكار... عن ربطة خبز...

أما الخشية من الانقطاع التام للكهرباء فباتت أمرا واقعا كالعتمة مع إعلان أصحاب المولدات الخاصة عدم شراء مادة المازوت من السوق السوداء بغير السعر الرسمي والإلتزام بتزويد المشتركين بالكهرباء حتى نفاذ كميات المازوت المتوفرة.

شمعة الضوء الوحيدة في ظل كل هذه العتمة كانت باخرة "الغاز أويل" التي أفرغت حمولتها في معملي الزهراني ودير عمار ما سيؤدي إلى زيادة التغذية بالتيار الكهربائي لساعتين او ثلاث ساعات يوميا وفق معلومات ال NBN.

وعلى رغم كل ذلك وفيما كل هذه الأزمات لا تحتمل الإنتظار وحدها مبادرة لبنان مازالت تنتظر التجاوب مع مساعي الرئيس نبيه بري بعد كربجة أصابت النقاش في شأن تفاصيل آخر العقد وما تبع ذلك.

وفي هذا الإطار علمت NBN ان حالا من الجمود أصاب الإتصالات خلال الساعات الماضية فيما عكست التسريبات المتبادلة بين مصادر كل من بعبدا وبيت الوسط واقع المراوحة تأليفا والتوتر الواقع بين أهل التأليف.

وفي معلومات ال NBN أيضا، أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيحضر غدا إجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في دار الفتوى.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

وفيما الناس يجوعون وتحرق كراماتهم وأعصابهم ويموت أطفالهم امام طوارىء المستشفيات المقفلة ورفوف الصيدليات والسوبرماركات الفارغة، معركة تشكيل الحكومة ما عاد يصح تسميتها كذلك، فالمعركة تدور رحاها الآن على الطريقة العشائرية حول من يحق له التأليف ومن لا يحق له التدخل في الطبخة.

نعم، المعارك تدور عند هذا المربع، أما السبب أو الأسباب، فتعود الى شعور الرئيس المكلف بأنه يتعرض في ماتش الذهاب الى إهانة مستورة من الثنائي الشيعي الذي سوق إعلامه بأنه هو من يشكل الحكومة فيما الرئيس المكلف جالس على مقاعد الاحتياط.

وفي ماتش الإياب يتعرض الى استفزاز من باسيل المسترئس الذي حول البياضة الى قصر رئاسي مؤقت تعد في مطابخه الحكومات انطلاقا من عدم قدرة الرئيس المكلف أو عدم رغبته في التشكيل.

وما استفز الحريري أن يحمله الثنائي عون-باسيل مسؤولية فشل مبادرة بري، وقولهما بأنهما يسترجعان للمسيحيين، في عملية تشكيل الحكومة ما سلبهم إياه الطائف لصالح الطائفة السنية.

في سياق متصل يشارك الرئيس الحريري في اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي في دار الفتوى المنعقد السبت برئاسة المفتي دريان، والسبب الداعي هو الظرف الاستثنائي وطنيا وما تتعرض له الطائفة السنية من تطاول على هامش عملية التشكيل.

في الإطار علمت الإم تي في بأن الطائفة ستعيد تظهير حدودها وتلوينها وتسييجها قبل أن تقف صفا واحدا، ما عدا بعض الخوارج، وراء الرئيس الحريري، مكلفا أو مشكلا، لكنها سترفض قطعا اعتذاره من التكليف.

إذا، قضية التشكيل صارت قضية مشكل وما عادت قضية وزيرين مسيحيين، أو إذا كان التيار الوطني الحر سيمنح الحكومة العتيدة الثقة أم سيحجب نور ثقته عنها بحكم كونه القابض تاريخيا على ديجنكتورات وزارة الطاقة وكهرباء لبنان.

تخلي المنظومة وتلهيها بمعاركها فيما البلاد تغرق وتنهار، دفع القوى الدولية وفي مقدمها الفاتيكان معنويا، وفرنسا تشغيليا، الى البدء بعملية بناء شبكة حماية دولية للبنان التائه، تتدرج من الرعاية الانسانية الانمائية، لمنع مؤسساته الحيوية من الانهيار، وشعبه من الجوع والهجرة، وجيشه وقواه الأمنية من التشتت والانقسام، الى عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان يسبق الانتقال الى مقاعد الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإكساب مقرراته الشرعية القانونية الحامية، الأقوى من القانون المحلي.

أما الرسالة المباشرة التي سيوجهها المؤتمرون الى المنظومة، فهي أن شعب لبنان ليس قطيعا محللا للذبح، ولبنان الكيان السياسي - الجغرافي ليس أرضا سائبة، والنقطة الأهم أن أمن العالم من أمن لبنان، وأمن لبنان يستعاد بصيانة أمنيه القومي والاجتماعي وباستعادته رسالته ودوره وازدهاره وحياده.

وسط الغيبوبة الحكومية، استفاق الرئيس حسان دياب واستل قلمه ليعلن الرابع من آب يوم حداد وطني بدلا من أن يعلنه يوم إحقاق العدالة والقبض على من أهمل وتواطأ وسكت حتى وقعت الجريمة النكراء، وما تلاها من إهمال وسعي الى إخفاء الحقيقة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لقد فجر الاهمال المرفأ بحسب رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، فهل يفجر الحقد السياسي الازمة؟

كطوابير البنزين طوابير المطبلين من سياسيين واعلاميين، محاولين الرقص على اوجاع اللبنانيين وهم من زمرة هذا البلاء المسبب لكل ازمات البلاد، الذي يبدأ بالعدوان الاميركي المتمثل بالحصار ولا ينتهي بجماعته ممن تسيدوا الاقتصاد والمال لسنوات، فهندسوا على قياساتهم وحموا وكالاتهم الحصرية، وعندما حوصروا بخياراتهم التي فجرت البلاد وقفوا يتباكون، فيما اللبنانيون المثكولون يبحثون بطوابير الصبر عن البانزين والطحين والدواء وحتى مخدر المستشفيات.

وكلما اشتدت الازمة وارتفعت دعوة البحث عن خيارات جديدة للحل، حلت البركات كما سفن البانزين التي بشر بها مستوردو النفط وموزعوه، الذين طمأنوا اللبنانيين ان الامور نحو الحل، والا داعي للوقوف بالطوابير.

وبالوقوف عند ازمة الكهرباء، فلا داعي للخوف من العتمة كما قال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي طمأن ان طلائع المليون طن من النفط العراقي ستصل الى لبنان قريبا بعد اتمام الاجراءات بين البنك المركزي العراقي ونظيره اللبناني، وان العراق الشقيق لن يبخل بالمزيد ان احتاج اللبنانيون لذلك.

حاجة اللبنانيين الى حكومة عاجلة لا يبدو انها ستحرك احدا من الخارج لايجادها، اما داخليا فان المشاورات تنازع من اجل البقاء، لكن مبادرة الرئيس نبيه بري ما زالت تتنفس...

في فلسطين المحتلة انفاس الاحتلال معلقة على مسيرة للمتطرفين تعيد لهم بعض اعتبار اطاح به الشعب الفلسطيني، شعب قدم اليوم شهيدا هو الفتى (محمد حمايل) ابن الخمسة عشر عاما برصاص جيش الاحتلال الصهيوني قرب نابلس، كما اصيب ستة فلسطينيين بجروح مختلفة اثناء تصديهم لمحاولات الصهاينة الاستفزازية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

الهدوء حذر على جبهة تأليف الحكومة اليوم يفتح المجال أمام تحليلات تصب في أكثر من اتجاه، في ضوء غياب المعطيات الدقيقة.

التحليل الأول، يشدد على أن مسعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالتعاون والتنسيق مع حزب الله مستمر، وأن ما تحقق حتى الآن من إيجابيات لا بد أن يبنى عليه بعد تجاوز باقي المطبات، للعبور بتشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري إلى بر الأمان.

وفي هذا السياق، صب كلام عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لل أو.تي.في اليوم، حيث اعتبر أن الاجواء الحكومية ملبدة والاتصالات استمرت لكن بوتيرة اقل، مؤكدا أنها لن تتوقف وأن مبادرة بري مستمرة.

أما التحليل الثاني، فيذهب إلى أبعد من ذلك، معتبرا أن اعتذار الحريري خيار عاد إلى مصاف الاحتمالات الجدية، في ضوء انسداد الأفق الداخلي أمام نجاحه في التأليف من جهة، والمعطى الإقليمي الثابت حتى الآن الذي لا يصب في مصلحته من جهة أخرى.

واليوم، لفت لقاء الحريري بوفد من الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية أثنى بعده المجتمعون على المواقف السياسية لرئيس الحكومة المكلف، قائلين حرفيا وفي البيان الذي وزعه المكتب الإعلامي للحريري: نحن نشد على يديه في اتخاذ أي قرار مناسب لمصلحة لبنان وبيروت بالأخص، وبخاصة في هذه الظروف السياسية الضاغطة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.

لكن، في موازاة الهدوء الحذر على الجبهة السياسية، اشتعال للنيران على كل الجبهات الحياتية والمعيشية، من سعر صرف الدولار إلى حليب الأطفال، مرورا بالبنزين والدواء والرغيف، من دون أن تنجح الحلول الموقتة التي يتم التوصل إليها في ضبط حالات الهلع المحقة التي تنتاب المواطنين، ليس دائما بناء على معطيات علمية وبالأرقام، إنما جراء التجارب السوداء مع منظومة معروفة تخوض مواجهة شرسة مع كل أمل بالإصلاح، وتوجه إلى بناء دولة حقيقية، لا تشبه غالبية الطبقة السياسية التي تحكمت بالبلاد منذ ثلاثين عاما في شيء.

وفي سياق الموضوع الحياتي والمعيشي، دق موقف صندوق النقد الدولي أمس ناقوس الخطر حول موضوعي الكابيتال كونترول وتعميم الأربعمئة دولار. ولكن، في الموضوع الأول تأكيد من المعنيين على أنه القانون لم يطرح أساسا خارج إطار خطة شاملة، أما في الموضوع الثاني، فقد أكد مصدر مطلع على جو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للأوتيفي أن التعميم الذي صدر أخيرا سيطبق، وأن موقف صندوق النقد تم تحويره. والبداية من هذا الموضوع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

لماذا التستر على إسم شركة تبيع مستلزمات طبية بتلاعب بالأسعار وبتحقيق أرباح خيالية تتجاوز ال 1500 في المئة؟

لماذا لا يبق وزير الصحة بحصة الأسماء ليعرف الرأي العام أي نوع من المجرمين يتحكمون بصحتهم ويسمون أنفسهم وكلاء مستلزمات طبية؟

وزير الصحة مطالب بكشف الأسماء وإلا يكون يضع جميع الوكلاء وكأنهم جميعهم مقصودون، لكن عند التسمية يعرف من هو صاحب الضمير ومن هو الذي مات الضمير عنده واصبح في جيبه أو في رقم حسابه.

يقول وزير الصحة: "غير مقبول ان ما يجب ان يكون ب 27 دولارا تمت فوترته ب 509 دولارات، وال 49 دولارا ب 526"، ما يحصل ليس شرعيا وهو سرقة فالواضح للعلن ان صاحب المستودع والمستشفى يتآمران على صحة المريض، وهذا ما سيؤكده ويكشفه القضاء".

السيد الوزير، كلامك إخبار ولكن في حق من؟ من هو صاحب المستودع المتآمر؟ كنت تداهم في سد البوشرية، اليس من حق الرأي العام عليك أن تسميه؟ ماذا عن الذين دفعوا 509 دولارات بدل 27 دولار؟ هل يحق لهم أن يستردوا الفرق الذي هو 482 دولار من صاحب المستودع؟

الغريب في الموضوع كيف ان صاحب المستودع مازال خارج التوقيف! لماذا سرقة المواطنين تتم بسرعة صاروخية ومقاضاة الذين يسرقونهم تتم ببطء؟ هل لأن بعض أصحاب المستودعات هم اصحاب جاه ونفوذ ولديهم في السلطة من يحمونهم؟ ربما المطلوب من نقابة مستوردي الأدوية والمستلزمات الطبية أن تأخذ هي المبادرة فتكشف اسماء المتلاعبين بالأسعار وتنقي قطاعها لئلا يحتسبوا جميعا في خانة واحدة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن قطاع المحروقات ليس افضل من قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية: خزانات مليئة وخراطيم فارغة، لماذا؟ لأن الجميع ينتظرون رفع الدعم ليبيعوا على السعر غير المدعوم، وهم أيضا يستفيدون ممن يدعمهم داخل السلطة تماما كما يدعمون وكلاء المواد الغذائية...

فيا ايها المواطن، أنت تعيش تحت رحمة ثلاثة أنواع من الوكلاء: بعض وكلاء الأدوية والمستلزمات الطبية... بعض وكلاء المحروقات... وبعض وكلاء المواد الغذائية... أما آن الأوان لوضع لوائح "البلا شرف" بهؤلاء؟ ممن يخاف القضاء ولا يكشف أسماءهم؟ عرفنا المسروق، وهو الشعب، ألا يحق لنا أن نعرف من هو السارق؟ الكرة في ملعب النقابات والقضاء، وما لم يحدث ذلك يكون التواطؤ هو سيد الموقف، والمتواطئ في الجرم شريك فيه.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

قبل أن ينتصف النهار كانت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ميمونة شريف تنوه بمواقف رئيس الجمهورية وإدارته الحكيمة للأوضاع في لبنان أو هذا ما جاء في بيان قصر بعبدا عن النشاط الرسمي اليوم انتهى البيان...

وخرجت الناس إلى الشوارع لتكرر التنويه، لكن كل على طريقته.. شريحة تطلب الحليب لأطفالها...

طوابير اندفعت لحرق أعصابها بين المحطات... صيدليات أقفلت ابتهاجا... قمصان بيض طلبت النجدة من منظمة الصحة العالمية مودعون أطلوا على ودائعهم في اعتصام أمام مصرف لبنان لكن الأكثر ابتهاجا بالإدارة الحكيمة كان الدولار المرفوع على أكف الليرة... فضرب الى خمسة عشر ألفا واستعد لمزيد وهذه اليوميات ستكرر نفسها في العهد "الميمون" وسط رفع الخراطيم في المحطات السياسية وإحراق مراحل التأليف ومع أن الثنائي الشيعي لم يعلن انتهاء المبادرة لتاريخه، فإن الرئيس المكلف سعد الحريري سيحيل ملفه الى "المفتي" وسيبلغ المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى غدا في دار الفتوى قراره بعدما سدت الطرق أمام التأليف ليبنى على التشاور مقتضاه.

وترجح المعلومات أن الحريري صار على طريق الاعتذار بعدما ارتطم الثنائي الشيعي بجدار باسيل واستمر رئيس التيار في التعطيل بعد أن قطع اماله بلقاء سعد لكن أي أجواء تبلغها الخليلان وصفا من اجتماعات البياضة؟ وهل فائض القوة لدى حزب الله خسر أمام جبران؟ أم انجرف الحزب مع التيار...

ساعات والثنائي يناقش ويقدم طروحا وعروضا وموازين وأرقام حكومات ويوزع حقائب فكيف أخفق ولم يتمكن من إقناع الحليف بالسير في التأليف... إلا إذا كانت هواجس الطرفين مشتركة حيال "تسليم سعد الحريري البلد" في مرحلة سيطول أمدها ثم كيف تجري عملية التفاوض مع شخصية أعلنت أنها غير معنية ولن تعطي الثقة ولم تسم الرئيس المكلف ولماذا بقي رئيس الجمهورية ميشال عون خارج هذه المفاوضات التي جرت في مراحلها الأولى في ملعبه بعد احتلال قصره بكتيبة باسيل الرئاسية.

وفي بضعة أجوبة عن كل ذلك أن باسيل أمكنه تصنيع "خليلين اثنين" هذه المرة... وكل خليل برأي: فعلى جناح بري أصبحت الأمور أوضح بأن رئيس التيار يريد كل شيء من دون أن يمنح شيئا واحدا... أما على ضفة حزب الله فإن "الإخوان" يلتمسون لباسيل مخاوفه من مرحلة يمسك بها الحريري زمام مفاصل البلاد ويسلمها لصندوق النقد والبنك الدولي وعلى هذا التقويم فإن مسؤولية التعطيل لن "يتلبسها" رئيس التيار وحده غدا بل سيعاونه فيها حزب الله.

لكن أين سعد الحريري من كل ذلك ولماذا يحيل أمره الى دار الافتاء وهو المحتكم على أمر الشورى فيما بينه وقادر على التوجه إلى الرأي العام لوضعه في حقيقة ما جرى ولديه الإمكانات في إجراء مداهمات سياسية... ومواجهة مع المعطلين وهذه الطرق اتبعها صحيا اليوم الوزير حمد حسن الذي ضبط مباشرة على الهواء أوسع عملية احتيال طبية ودهم مستودعات تلاعبت بالاسعار المدعومة وفي انتظار استكمال هذه المداهمات على قطاعات اخرى لاسيما مادة المحروقات... فإن "الترياق" جاء من العراق إذ كشف المدير العام للامن العام الللواء عباس ابراهيم أن النفط العراقي سيصل في غضون عشرة أيام... والدفع بالليرة اللبنانية وقال للاخبارية العراقية إن لبنان لن يدخل العتمة بفضل النفط العراقي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 حزيران 2021

وطنية/الجمعة 11 حزيران 2021

الجمهورية

توقفت مصادر مراقبة عند التحركات الشعبية الأخيرة متسائلة: هل هي رسائل مرمزة قبل انتهاء أسبوع الحسم؟

ألغى أحد المسؤولين لقاء مع مجموعة وصفت بأنها من المفكرين ليكتشف أنها مجموعة حزبية من بلد يشهد خضات أمنية كبيرة.

لوحظ أنّ الهدنة التي طلبها مسؤول يعمل على خط ملف أساس بين جهتين معنيتين بهذا الملف لم يجرِ الإلتزام بها.

اللواء

لا تخفي دوائر إقليمية معلومات عن تطورات اقليمية - دولية، ذات اتصال مباشر بإعادة إحياء مؤسسات الدولة في لبنان!

لا ينسق معظم الوزراء مع مسؤول مستنكف، لأسباب يعزوها كل وزير لحسابات خاصة به.

تساءلت أوساط اقتصادية عن أسباب الغياب الكامل لحماية المستهلك ووزارة الاقتصاد، ومؤسسات المجتمع المدني عن مراقبة الارتفاع الجنوني لأسعار السلع؟

نداء الوطن

علم ان زيارة نائبة رئيس "التيار الوطني الحر" للشؤون السياسية مي خريش الى الشوف والتي كانت مقررة يوم السبت المقبل، قد تم ارجاؤها لأسباب عائلية محض تتعلق بها، وان جولتها لم تلغَ بل ارجئت الى موعد يحدد لاحقاً.

ينشغل بعض الوزراء بالإعلان عن مشاريع واقتراحات لا تزال قيد المناقشة في إطار التسويق السياسي والانتخابي لأنفسهم، خشية حدوث خرق في ملف التأليف وتنفيذ تلك المشاريع في عهد من يخلفهم في تولي الحقيبة الوزارية.

تردد ان وزيراً سيادياً اختصاصياً يخصص اكثر من ساعة يومياً لأخذ قيلولة في مكتبه خلال اوقات الدوام الرسمي على الرغم من أهمية الملفات التي تُعنى بها وزارته.

الأنباء

تتولى جهة محددة ترويج معلومات مغلوطة بقصد التشويه مسبقاً على مضمون زيارة مرتقبة لمرجعية سياسية إلى دولة كبرى.

تغيب الهيئات المعنية بشكل تام عن مراقبة الفوضى المخيفة في تسعير المستلزمات الطبية التي يعمد بعض المستوردين الى وضع اسعار خيالية لها.

البناء

عقّب مصدر سياسيّ على تعليق جعجع حول استيراد البنزين الإيرانيّ بالليرة اللبنانية أنه إذا صدقنا كل تحليل جعجع حول ان الاستيراد يؤمن لحزب الله المساعدة الإيرانية عبرالبنزين فلمَ لا يتوسط جعجع مع السعودية لتفعل ذلك وعدم الدفع بالدولار وحدَه يخفض سعر الصرف فيستفيد اللبنانيون مرتين. وصحتين على قلبه بالعائدات.

أبدى إعلاميون استغرابهم لدرجة الالتزام العقائدي لقناة الجزيرة مع جبهة النصرة لدرجة أنها نقلت خبر اغتيال احد قادة النصرة في ادلب عبر رسالة مباشرة تقول إن غارات استهدفت مدنيين و"صودف" مرور مسلحين في المنطقة قاموا بمحاولة إسعاف المدنيين و"صودف" أن بينهم مسؤول النصرة فقتل في الغارة الثانية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قدرة الصمود لدى اللبنانيين بدأت تتضاءل

الجمهورية/الجمعة 11 حزيران 2021

اعتبرت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، أنّ «الثابت في المشهد السياسي هو انّ قدرة الصمود لدى اللبنانيين بدأت تتضاءل وتتراجع، وهذا الأمر بدا جلياً في ردود فعل الناس التي لم تعد تقوى على التحمُّل، فيما لا يبدو انّ حسّ المسؤولية لدى المعنيين يفعل فعله، وعلى رغم سعي رئيس المجلس الحثيث، واللقاءات المكوكية التي تجريها اللجنة المنبثقة من المبادرة، فإنّ الأمور ما زالت تراوح، وما يكاد يتقدّم التفاؤل حتى يتراجع مجدّداً، ولا يُعرف بعد ما الأفكار او الخطوات التي يمكن ان يلجأ إليها صاحب المبادرة لكسر هذه المراوحة السلبية». وأضافت: «بدلاً من أن يكون التأليف الذي يتمّ على وقع أزمة مالية وقلق شعبي، مسهّلاً من أجل القيام بالمستحيل لمعالجة هذه الأزمة تداركاً للأسوأ، وبالتالي التضحية السياسية في سبيل البلد والناس، ما زالت الأمور تتأزّم أكثر فأكثر، الأمر الذي يعطي انطباعاً وكأنّ هناك من لا يريد تأليف الحكومة أساساً، لاعتبارات وأسباب ما زالت مجهولة، ولكن الأكيد أنّ لبنان وشعبه هما الضحية».

 

“حكومة البياضة” سقطت: باسيل “مصدّق الكذبة”!

نداء الوطن/الجمعة 11 حزيران 2021

لا تزال المراوحة الحكومية على حالها من العرقلة والتراشق بين ضفتي “البياضة” و”بيت الوسط”، وسط تأكيد المعطيات التي رشحت خلال الساعات الأخيرة على أنّ العد العكسي لإقدام الرئيس المكلف سعد الحريري على خطوة الاعتذار انطلق ولم يعد يفصل عنها سوى وصول مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى “خط النهاية” وسحبها من على الطاولة. وفي الانتظار، حرص الحريري أمس على إسقاط محاولة رئيس “التيار الوطني الحر” الإيحاء بأنّ الحكومة تتشكل في “البياضة”، بوصفها “محاولة ساذجة لتكريس أعراف من المستحيل أن “يمشي” بها الرئيس المكلف”. وبينما وضعت مصادر “بيت الوسط” الأجواء التي يسعى باسيل إلى ضخها إعلامياً في خانة “البروبغندا الغبية”، رأت أنّ الأخير “يحاول ان يخترع دوراً له بعدما بات معزولاً فنصّب نفسه رئيساً للجمهورية و”مصدّق” الكذبة”، معيدة تصويب الأمور باتجاه الدستور الذي “لن يزيح عنه” الحريري، ونصّه الذي يقول بأنّ “الحكومة تتألف بالتفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ونقطة على السطر”. وفي المقابل، سارعت مصادر “التيار الوطني” إلى الرد باتهام الحريري بأنّ لديه “موانع تحول دون التأليف”، مبديةً أسفها لـ”تفويت الفرصة التي سنحت في اليومين الأخيرين” مع تشديدها على أنّ “اجتماعات البياضة” هي بمثابة “تشاور طبيعي بين الكتل النيابية وأتت بطلب من الثنائي الشيعي”.

باسيل يستفز الحريري

علمت «الجمهورية» أنّه لم يطرأ أي جديد على المفاوضات الخاصة بتأليف الحكومة، وقد عُلّقت كل الاجتماعات وتفرملت خطوط التفاوض بفعل التسريبات التي تلت اجتماع البياضة. وقالت مصادر متابعة لملف التأليف لـ«الجمهورية»، انّ الاجواء التي تقصّد باسيل تعميمها من انّه «قدّم كل التسهيلات والكرة اصبحت في ملعب الحريري»، استفزت الرئيس المكلّف الذي اعتبرها «مخططاً سيئاً يُراد منه القول انّ الحريري لا يريد ان يشكّل حكومة، فيما حقيقة الامر انّ باسيل في العلن يبدي مرونة ويتعفف، أما تحت الطاولة فهو يفاوض على انّه الحاكم بأمره الذي يريد كل شيء ولا يفرج عن الحكومة إلّا اذا كانت له الكلمة الفصل فيها».

 

بكل شفافيّة"... دياب يُحدِّد المسؤول الأوّل عن إنفجار المرفأ!

وكالات/الجمعة 11 حزيران 2021

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب لوفد أهالي شهداء المرفأ: "أنتم أصحاب الجروح العميقة الذين خسروا أحباءهم، وكل تعاطف الدنيا لا يوازي خسارتكم ولا يعيد لكم أحباءكم, غضبكم مفهوم ومشروع، لأن الذي حصل هو أحد نتائج الفساد في البلد". وأضاف, "قضية شهداء المرفأ هي قضية وطن وليست قضية شخصية تخصكم وحدكم, ولذلك، الدولة، بكل مؤسساتها، والقوى السياسية، بكل تلاوينها، معنية بهذه القضية، سواء بتداعياتها، أو بحيثياتها, وهناك محاولات حصلت لتضييع القضية عبر التركيز على هوامشها وليس على أساسها". وتابع, "أقول، بكل شفافية، أن الفساد المستشري والذي يتحكّم بالدولة، هو المسؤول الأول عن انفجار المرفأ, لكن طبعًا يجب أن نعرف الحقيقة الكاملة ولن يرتاح الشهداء في عليائهم، إلا بكشف الحقيقة. ومن حق الجرحى، والذين تضررت منازلهم ومؤسساتهم وأملاكهم، أن يعرفوا هذه الحقيقة". وأردف, "أنا أعترف أن الفساد هزمني لأنني كنت وحدي تقريبًا في هذه المواجهة، لذلك نحن بحاجة لنتكاتف كلنا حتى ننتصر عليه". وختم الرئيس دياب، بالقول: "رحم الله شهداءنا الذين اغتالهم الفساد في انفجار مرفأ بيروت, الله يحميكم، ويحمي لبنان".

 

لا حكومة... وباريس تستعدّ للأسوأ لبنانيّا!

المركزية/الجمعة 11 حزيران 2021

بعد حرب البيانات التي اشتعلت مجددا بين الفريق الرئاسي من جهة وبيت الوسط من جهة ثانية، عصر امس، بدا ان مسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري يلفظ انفاسه الاخيرة، وأننا باقون في الشغور الحكومي والمأساة الاقتصادية المعيشية حتى اشعار آخر. لم يكن احتدام جبهة الداخل الدليل الوحيد الى هذا الانسداد، بل ان مؤشرات كثيرة اتت من الخارج تؤكد هذه الحقيقة المرة، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"... من هذه المؤشرات مواقف للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تحدث فيها عن شبكة امان يُعمل على تشكيلها استعدادا للأسوأ اجتماعيا. فقد قال ماكرون امس انه "يعمل مع شركاء دوليين لإنشاء آلية مالية تضمن استمرار الخدمات العامة اللبنانية الرئيسية في حال حدوث أيّ اضطراب سياسي". واعلن في مؤتمر صحافي، مواصلة العمل للدفاع عن خريطة الطريق بشأن لبنان وانه سيدافع عن جهوده لتشكيل حكومة من شأنها أن تقود الإصلاحات وتطلق العنان للمساعدات الدولية". الى هذا الكلام الذي يشير الى فترة انهيار اضافية مقبلة الى لبنان، وبعدم تعويل باريس بعد اليوم على اي خرق حكومي من الممكن توقّعه، سُجّلت مواقف تذهب في الاتجاه عينه على لسان صندوق النقد الدولي، لا تدفع الى الطمأنينة بل العكس. ففي تعليقه على اقتراحات مراقبة وضبط رأس المال والسحب من الودائع، اعتبر الصندوق أنها "تحتاج أن تكون جزءاً من إصلاحات أوسع للسياسات حتى تكون مستدامة". وقال المتحدث باسم الصندوق جاري رايس، في إفادة صحافية "لا نرى حاجة لتطبيق قانون مراقبة وضبط رأس المال (الكابيتال كونترول)، خاصة من دون دعم من سياسات ملائمة مالية ونقدية وأخرى لسعر الصرف". وتابع "من وجهة نظرنا، فإنّ اقتراحات تطبيق قانون لمراقبة وضبط رأس المال وإضفاء  الصفة الرسمية على السحب من الودائع سيحتاج لأن يكون جزءا من مجموعة أوسع من إجراءات السياسة والإصلاحات حتى تصبح مجدية ومستدامة". إلى ذلك، رأى رايس أنه "ليس واضحاً بالنسبة لصندوق النقد الدولي كيف سيُموّل السحب من الودائع، نظراً للتراجع الحادّ في النقد الأجنبي في لبنان خلال السنوات القليلة الماضية"، مشيراً إلى "خطر بالغ" حيال إمكانية أن يزيد المتداوَل من العملة المحلية من جديد عمّا وصفها بالمستويات المرتفعة فعلاً. وأضاف "يزيد هذا من الضغوط التضخمية وانخفاض قيمة العملة، وهو ما سيكون مضرّاً بشدّة بمستويات المعيشة". على اي حال، تشير المصادر الى التحرّكات التي عادت الى الشارع في اليومين الماضيين، حيث تقطع الطرقات في عدد من المناطق احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية، معطوفة الى الارتفاع الذي يصيب سعر صرف الدولار، والى مشاهد طوابير الذل امام محطات المحروقات والمستشفيات والمصارف والافران، وتوسّع رقعة الازمات التي لم توفّر قطاعا الا وضربته، وسط غياب اي حلول جذرية او نية حقيقية بايجاد حلول، هذه المعطيات كلّها تؤكد ان ما نبّه منه ماكرون لم يعد بعيدا، وانه أوعى من المسؤولين اللبنانيين وحريص اكثر عليهم، فهو يعدّ العدّة ليكون حاضرا للأسوأ، بينما المنظومة التي يجب ان تتولى عملية انقاذ شعبها، تتفرّج... تختم المصادر

 

سيناريو الدم يتقدم

القناة 23/الجمعة 11 حزيران 2021

يستغرب المراقبون هذا الصمت المدوي للشعب اللبناني عن "المهزلة" التي يعيشونها في ظل غياب كل مقومات الحياة في البلاد وانهيار المنظومة الصحية التربوية المالية وكل ما يتصل بها من خدمات. الشعب الذي سلَّم أمره وينتظر دوره أمام محطات البنزين التي وصلت الطوابير أمامها في اليومين الماضين الى مسافة 3 كيلومتر وأكثر، وارتضى مهمة البحث عن علبة حليب ولم يأبه بأي بيان صادر عن المستشفيات والمختبرات تعلن فيه توقفها عن استقبال المرضى الى حين ايجاد حل للأزمة. رغم كل هذا التدهور، حافظ اللبناني على صمته نتيجة الاحباط الذي مُني به في ثورة 17 تشرين، والتي كانت في معظمها حزبية تحت عباءة مطالب المواطن الجائع، ومن كان فعلاً "ثورة" لم يقدم للرأي العام المحايد مشروعاً جدياً يمكن البناء عليه، بل كان عبارة عن وجه آخر لعملة السلطة هدفه ازاحة الطبقة السياسية ليجلس مكانها، وما نشهده اليوم من قطع طرقات شبه يومي وعلى مدى ساعات قليلة خير دليل على احباط المواطن المحايد من جهة، وتحكم الاحزاب بالشارع من جهة ثانية، فالقوات اللبنانية عندما اتخذت قرارها بالنزول الى الشارع في 17 تشرين تمكنت من اقفال كل الطرقات في مناطقها "جل الديب الزوق جبيل..."، وعندما قررت الانسحاب أفرغت الشارع، وعليه يمكن تعميم سيناريو القوات على الاحزاب الاخرى كالاشتراكي والمستقبل وغيرهم. اليوم بات الخوف مزدوجاً، اذ تشير تقارير غربية أعدتها منظمات غير حكومية الى أن الازمة قد تدفع بالمشهد اللبناني الى الانحدار نحو السيناريو الدموي، لا سيما وأن الاشكالات في المناطق ترتفع وتيرتها، وأي تصريح سياسي يمكن أن يغلق منطقة بأكملها، كما حصل بين الشياح وعين الرمانة قبل ايام بعد تصريحات نارية أطلقها نواب في التيار الوطني الحر بحق الرئيس نبيه بري، اضافة الى أن المشهد العام يسجل بشكل يومي موجات من السرقة في المناطق، هذا بالاضافة الى التوترات على خلفية تعبئة البنزين والاشكالات التي تحصل لأسباب تافهة بالمعنى الامني للكلمة، اذ يسجل بشكل يومي اطلاق نار وقذائف داخل الاحياء نتيجة خلافات عائلية. التقارير الغربية، تحذر من الانفجار الاجتماعي مع اكتمال عوامله، حيث بدأت المستشفيات تتحصن بالسياج الحديدي وبلوكات الباطون تحسباً لأي هجوم من قبل المرضى بعد قرارها الاقفال التام على خلفية النقص في المعدات واللوازم الطبية، كما أن اصحاب المولدات في عدد كبير من المناطق اعتمدوا التقنين القاسي، فيما لجأ البعض الآخر الى الخيار الاصعب عبر اطفاء المولد، الى جانب قرار الصيدليات الاقفال التام بعد نفاذ كمية الدواء. وفي حين تتحدث التقارير عن وجود السلاح وبكميات كبيرة لدى بعض الجهات، ثمة مخاوف من إطلاق شرارة المواجهة في وقت قريب، فيما المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية تعاني من استنزاف كبير في قدراتها اللوجستية والجندي الذي يواجه صعوبات للالتحاق بمركز خدمته نتيجة تردي الاوضاع وفقدان البنزين، ومُعَرَّض أيضا لضغوط حياتية قد تذهب به الى اماكن بعيدة تحمل الكثير من التداعيات على مستوى المؤسسة.

من هنا، جاء تحرك قائد الجيش في أكثر من اتجاه للحفاظ على وحدة هذه المؤسسة وعدم تعريضها لأي اهتزاز في زمن قد نشهد فيه تقلبات واسعة. وهدف الدول الغربية والعربية اليوم الحفاظ على المؤسسة العسكرية عبر رفدها بالمساعدات المتنوعة لأنها ستلعب دوراً مهما في المستقبل القريب أبعد من فتح طريق وفض اشكال، وثمة من يراهن على تفكيك هذه المؤسسة مغتنماً فرصة ما يحصل في البلاد. أيام سوداء بانتظارنا لأن هناك من اتخذ قرار المواجهة على المستوى الاقليمي والدولي، وأي حل لمعضلات تكوين السلطة يعيدنا من جديد الى ما قبل الطائف وويلات الحرب الاهلية.

 

غاردنر يقرأ موقع إيران و"حزب الله" اليوم.. وهذا اسم الرئيس القادم

ترجمة فاطمة معطي/القناة 23/الجمعة 11 حزيران 2021

بالتزامن مع تعاقب جولات مفاوضات فيينا غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريراً للمحلل ديفيد غاردنر أكّد فيه أنّ لجم طموحات إيران الإقليمية يظل أملاً بعيد المنال بالنسبة إلى الدول الغربية. يرى غاردنر أنّ إعادة إحياء الاتفاق سيضع المنطقة أمام مجوعة جديدة أخرى من اللحظات الحرجة، في ظل الصعوبات التي تواجهها القوى الإقليمية والدولية للجم التدخلات الإيرانية في الشرق الأوسط، المتمثلة باستخدامها الناجح للمجموعات المسلحة العربية (في تلميح إلى "الحشد الشعبي" و"حزب الله") بهدف شق ممر شيعي من بحر قزوين وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى الخليج العربي عبر اليمن والبحرين. ويوضح غاردنر: "بالنسبة إلى الأمم المتحدة والدول الأوروبية الثلاثة الموقعة على اتفاق العام 2015، يرتبط هذان الهدفان ببعضهما البعض. أمّا بالنسبة إلى إيران، القادرة عموماً على الاعتماد على دعم روسيا والصين، فينفصلان". في هذا السياق، يبيّن غاردنر أنّ طهران تعتبر الأجندة الإقليمية مسألة يمكن التفاوض عليها مع جيرانها مثل السعودية وغيرها من "القوى السنية"، مشيراً إلى أنّ المفاوضين الإيرانيين "المهرة" يستخدمون في ألعاب الشطرنج الثلاثية المستويات هذه مجموعة من النزاعات بالوكالة بين أبناء الطائفتيْن السنية والشيعية كبيادق على رقعة الشطرنج الجيوسياسية،حيث تواجه طهران الولايات المتحدة والغرب.

يعود غاردنر إلى ولاية الرئيس باراك أوباما، لافتاً إلى أنّ إدارته أصرّت على التعاطي مع الملف النووي والسلوك النووي الإيراني في المنطقة باعتبارهما مسألتيْن منفصلتيْن، إذ خشي الرئيس الأميركي من إقدام طهران على مقايضة أجهزة الطرد المركزي المسموح بها في عمليات تخصيب اليورانيوم بتقلبات في وتيرة أنشطة المجموعات المسلحة التي تدعمها وتتحكم بها. وإذ يتحدّث غاردنر عن نجاح القوات الإيرانية، مثل الحرس الثوري الإيراني، والمجموعات المدعومة إيرانياً مثل "حزب الله" و"الحشد الشعبي" في مواجهة الجهاديين، يقول إنّ الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن "قلقة"، معتبراً أنّها تسير حتى اللحظة على خطى أوباما. في مطالعته، يسلّط غاردنر الضوء على "المشاكل الجلية" الواقفة أمام العودة إلى الوضع السابق لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، موضحاً أنّ طهران تخصب اليورانيوم اليوم عند مستويات عالية من النقاء قريبة من تصنيع الأسلحة النووية، ومحذراً من أنّ سرعة أجهزة الطرد المركزي تمثّل واقعاً جديداً. كذلك، يلفت غاردنر إلى أنّ إيران تريد ضمانات على مستوى العقوبات، كما تريد شطب اسم "الحرس الثوري الإيراني" من على لائحة الإرهاب. وهنا، يعلّق غاردنر: "تظل هذه المسألة إشكالية، طالما أنّ قادة الحرس الثوري الإيراني يديرون العمليات شبه العسكرية في الشرق الأوسط، ويتحكمون بأهم قطاعات الاقتصاد الإيراني". غاردنر الذي يؤكد حاجة إيران الماسة إلى المال وإلى الدولار، يرجح فوز إبراهيم رئيسي، القاضي الإيراني المتشدد في الانتخابات الرئاسية، قائلاً إنّ المسؤولين الإيرانيين المتشددين المحيطين بالمرشد الإيراني آية الله علي خامنئي يريدون التوصل سريعاً إلى اتفاق نووي بما يخوّلهم تحميل الرئيس الحالي حسن روحاني مسؤولية أي تنازلات تقدّم. وعلى الرغم من وصف غاردنر القادة على أمثال خامئي ورئيسي بأّنهم "عنيدون"، يضيف قائلاُ إنّهم ضعفاء في مواجهة "أعمال التمرد في الداخل، أمّا في الخارج، فيواجهون صعوبة للسيطرة على ما يبدو كمجموعة من الدول المنهارة أكثر منه محور قوى"، لا سيما بعد اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني. ويتابع غاردنر: "مع عودة الاحتجاجات الشعبية (الشيعية بأغلبها)، فقد الإيرانيون السيطرة على المجموعات العراقية المسلحة التابعة لهم (..)". وفي لبنان "حيث يعود القرار النهائي لحزب الله"، يذكّر غاردنر بتصنيف الأزمة اللبنانية بأنّها من بين الأسوأ منذ القرن التاسع عشر. في ما يتعلق بروسيا والصين، فيستبعد غارندر أن تسددا فاتورة إعادة الإعمار التي قد تزيد عن مليار ليرة. وعليه، يختم غاردنر: "يضيف البعض أنّ إعادة إحياء الاتفاق النووي سيفرج عن توافق إقليمي وهندسة أمنية جديديْن، تعقبهما عملية إعادة إعمار ضخمة يمكن للاعبين الخليجيين العرب الاستفادة منها عبر تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط"، مستدركاً: "لكن أحداً ليس متفائلاً".

 

حمادة: أصدقاء لبنان انتقلوا الى مستوى جديد من العمل والاداء

الجمعة 11 حزيران 2021

وطنية - أكد النائب المستقيل مروان حماده في تصريح أن "تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاستمرار في المبادرة سعيا وراء حكومة اختصاصيين، اقترن بتحديث لافت عبر تشديده على آلية تمويل يفرضها المجتمع الدولي من أجل استمرار تأمين الخدمات العامة الاساسية للبنانيين، برعاية مباشرة من فرنسا ودول الاتحاد الاوروبي، ما يؤكد أن اصدقاء لبنان انتقلوا الى مستوى جديد من العمل والاداء، مع تيقنهم أن الدولة صارت شبه منهارة وان الوضع مرشح الى مزيد من الاضطراب السياسي". أضاف: "إن تعاطي المجتمع الدولي مع لبنان ارتقى الى انتهاج نوع من التدويل الذي هيأ له البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي أرضية صالحة، والذي قد يقود الى مؤتمر دولي عن لبنان، يؤكد الاعتراف بحدوده البرية والبحرية، ويفرض العودة الي نظام ديموقراطي حر عبر انتخابات نيابية بإشراف دولي، ويفتح المجال امام بلاد الارز للعودة الى حضنها العربي وحيادها خارج المحاور المتصارعة". وختم: "تظهر كل تلك المستجدات، قصر نظر الذين يراهنون على النفط من هنا واستمرار سطو السلاح على البلد ومنع تصويب السياسات التي ادت في عهد الرئيس ميشال عون الى عزل لبنان وافلاسه وافقاره واندثار مؤسساته الاقتصادية والتربوية والصحية والاجتماعية والمصرفية".

 

"رابطة المودعين: التعميم 158 خطِر.. ولا توقِّعوا أي تعهد

المدن/12 حزيران/2021

بعد تفنيدها تعميم مصرف لبنان رقم 158 وتدقيقها بتفاصيله وتداعياته، حذّرت رابطة المودعين من التعميم المذكور، واصفة إياه بـ"الخطر". وأعلنت في بيان لها، أن "المصرف المركزي قام عبر القرار الأساسي رقم 13335 تاريخ 8/6/2021 بإقرار إجراءات استثنائية، تحت ما سماه تسديداً تدريجياً لودائع بالعملات الأجنبية، وهو أمر خال من الصحة"، معتبرة أن "القرار المذكور كسوابقه، مصمم لتحميل الكلفة لأصحاب الودائع الصغيرة والمتوسطة، وباطنه تجميد للحسابات المصرفية، ويشكل حماية للمصارف على حساب المودعين".

وناشدت "أصحاب الودائع الصغيرة والمتوسطة عدم الرضوخ لمحتوى القرار"، مطالبة "القضاء المعني باتخاذ الإجراءات لكف يد حاكم مصرف لبنان عن العبث بالأمن الاجتماعي وتعديه السافر على القانون والدستور"، محملة "المسؤولية الأكبر للكتل السياسية في البرلمان اللبناني والسلطة التنفيذية".

بالتشريع

من الناحية التشريعية، رأت رابطة المودعين أن القانون لا يعطي حاكم مصرف لبنان الحق في وضع الضوابط على السحوبات وتحميل المودعين haircut على ودائعهم، فالسلطة التشريعية هي وحدها مخولة إقرار ضوابط على التدفقات المالية. وتعليل حاكم مصرف قراره بالمادتين 70 و174 من قانون النقد والتسليف هو تعد على الدستور وعلى صلاحيات السلطة التشريعية والقضائية. إذ أن المادتين المذكورتين لا تعطيان مصرف لبنان الحق في تحديد كيفية إعادة هذه الودائع التي هي وفق قانون النقد والتسليف وقانون التجارة، وقانون الموجبات والعقود، يجب أن تعاد كما هي، بعملة الإيداع. وقرار تقسيط الودائع بناء على المادتين 70 و174 يعتبر هرطقة قانونية بأفضل الحالات". وأشارت إلى أن "هذا التعميم يقوم بتجاوز السرية المصرفية المنصوص عنها قانوناً، والتي تذرع بها الحاكم لمنع إقرار تحقيق جنائي في حساباته سابقاً، بينما يتجاوزها اليوم بسهولة للانقضاض على أصحاب الودائع الصغيرة والمتوسطة. كما أن التعميم يكرس التفريق غير القانوني بين أموال قديمة وجديدة، وأموال أودعت قبل 31/2/2019 وبعدها. وهو أمر مرفوض من المودعين، فالوديعة تعاد كما هي بكاملها كما ينص قانون الموجبات والعقود، وقانون النقد والتسليف".

تجميد ودائع

واعتبرت الرابطة أن "القرار يجمد الودائع ويقتص من قيمتها"، وقالت: "بينما يجري التسويق للقرار على أنه تسديد تدريجي للودائع بالعملات الأجنبية، فإن مضمونه خطير لناحية تجميده الودائع لأمد غير معروف، قابل للتجديد بشكل اعتباطي، وغير خاضع لأي ضابط قانوني واضح، فكل مودع يريد أن يشمله هذا التعميم يتوجب عليه أن يحول مبلغاً لا يتجاوز 50 ألف دولار إلى حساب خاص متفرع مبهم الشروط والأحكام. كما أن آلية التسديد الطويلة الأمد، التي تعطي نصف القيمة بالدولار الأميركي والنصف الآخر على سعر الصيرفة المحدد من المصرف المركزي، والذي غالباً ما يكون أقل بكثير من السعر الحقيقي للدولار، يشي أن هذا القرار هو توأم للقرار 151 باستهدافه قيمة الودائع الصغيرة والمتوسطة، حيث يجري اقتطاع نسبة لا يستهان بها من الودائع، علما أن القرار يحوي على مهل متناقضة فهو يقول إن مدته سنة واحدة قابلة للتعديل من جهة، ويذكر في المادة 11 من القرار نفسه، أنه سيبقى سارياً لغاية تحرير كل الأموال المحولة إلى الحساب الخاص من جهة أخرى". ورأت أن "القرار خال من رؤية اقتصادية واضحة"، معتبرة أن "قرار الحاكم بتسييل الالتزامات المصرفية عبر طبع النقد لتسديد نصف قيمة السحوبات بالليرة اللبنانية، إضافة الى عدم قانونيته، ستكون له تداعيات مدمرة على الاقتصاد الوطني. وتشير توقعات اقتصاديي رابطة المودعين إلى أن هذا القرار سيزيد حجم الكتلة النقدية المتداولة خارج مصرف لبنان بنسبة 69 في المئة، الأمر الذي سيؤدي الى تضخم مفرط في المستقبل القريب، خصوصاً في ظل غياب خطة تثبيت ماكرواقتصادية ومالية تعيد الانتظام إلى القطاع المصرفي والاقتصاد الكلي". وأشارت إلى أن "صندوق النقد الدولي كان عبّر أيضاً عن مغبة اتباع هذه الخطة الهوجاء، حيث أن التضخم سيعمل على الاقتطاع من قيمة الودائع التي يجري سحبها بالعملة اللبنانية، كما ستكون له تبعات مجرمة على الأكثر فقرا في لبنان".وحملت "مصرف لبنان والمصارف والسلطة التشريعية والتنفيذية المسؤولية الكاملة على انهيار الأمن الاجتماعي التي يشهده لبنان"، وقالت: "إضافة الى ذلك، من غير الواضح كيف ستعمد المصارف على تسديد التزاماتها بالدولار، وبشكل مستدام، على خمس سنوات".

حماية المصارف

وفي قراءة لموقف المصارف علّقت رابطة المودعين بالقول "إن بيان جمعية المصارف في 3 حزيران 2021 يشي بأن المصارف غير قادرة على تأمين العملات الصعبة، وهي فعلياً متوقفة عن الدفع منذ نهاية 2019. فيصبح مصدر التمويل بأكثريته من الاحتياطي الإلزامي. أي من آخر ما تملكه الدولة اللبنانية. ومرة أخرى، تنجو المصارف من العقاب وفشلها الدائم بالقيام بأبسط الأمور كتطبيق ما طلب في التعميم 154، لناحية تكوين سيولة 3 في المئة لدى المصارف المراسلة. فكان حرياً بالمصرف المركزي، بدل محاولة إنقاذ المصارف عبر شعوذات مالية فاشلة غير مستدامة، الإعلان عن خطة مالية واضحة تعيد الانتظام إلى القطاع المصرفي، عبر الاعتراف بالخسائر، وإقرار آلية واضحة وعادلة لتوزيعها". وأشارت إلى أن "هذا القرار سيقوم، إذا نفذ، بزيادة مستوى الإقصاء المالي الذي عمدت المصارف إلى تنفيذه في الفترة السابقة، حين عمدت المصارف لإقفال حسابات المودعين قسراً وبشكل غير قانوني"، لافتة إلى أنها "كانت قد تقدمت بدعاوى عدة تلزم بها المصارف إعادة فتح هذه الحسابات". وأعلنت "إن إقفال الحسابات نتيجة لهذا القرار ستكون له تبعات اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد على التنمية الاقتصادية، وقدرة لبنان على النهوض، حين سيرمي بمئات الآلاف من اللبنانيين خارج النظام المصرفي. كما يضرب هذا القرار بعرض الحائط ثوابت النظام الاقتصادي الحر في لبنان. وله تبعات سلبية على حق اللبنانيين وحريتهم بالولوج الى الاقتصاد العالمي، الأمر المصان في الدستور". واعتبرت أن "هذا القرار يستهدف حماية المصارف وأصحابها عبر تحميل الخسائر لأصحاب الودائع الصغيرة والمتوسطة، الذين هم في أمس الحاجة إلى المال ليعتاشوا، ويستغل ضعف ويأس الناس لتنفيذ اقتطاع غير قانوني من قيمة ودائعهم تحت مسمى تسديدها". وناشدت "المودعين رفض التوقيع على أي عقد أو تعهد يلزمهم عدم المطالبة بوديعتهم وحقوقهم، المكفولة بالدستور والقانون، وألا يقعوا فريسة احتيال تعاميم الحاكم المحابية للمصارف على حساب حقوق المودعين".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الشيوخ الأميركي: منزعجون من رفع عقوبات عن كيانات إيرانية/اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ أكدت أنه يجب على جو بايدن معالجة التهديدات الإيرانية

دبي - العربية.نت/12 حزيران/2021

أكدت اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأميركي، الجمعة، انزعاجها من رفع بعض العقوبات عن كيانات إيرانية. وعبرت عن قلقها العميق من عودة الرئيس الأميركي للاتفاق النووي، مشيرة إلى أن خطة العمل المشتركة لا تتصدى بشكل كافٍ لتهديدات طهران النووية. كما أكدت أن إيران هي الراعي الأول للإرهاب في العالم، وقالت "نظام طهران أصبح أكثر عدوانية منذ بداية عهد بايدن". وقالت إن "العقوبات الأميركية انتهكت كثيرا منذ بداية عهد بايدن"، مطالبة الرئيس الأميركي بمعالجة التهديدات الإيرانية ومسار طهران النووي. وأشارت اللجنة إلى أن الرئيس الأسبق باراك أوباما لم يرفع عقوبات عن إيران، حينما وقع الاتفاق النووي. ورفعت الولايات المتّحدة التي تُجري منذ شهرين محادثات غير مباشرة لإنقاذ الاتّفاق النووي الإيراني، عقوبات فرضت سابقاً على ثلاثة مسؤولين حكوميين إيرانيين سابقين وشركتَين، كان يُنظر إليهم على أنهم متورطون في شراء أو حيازة وبيع أو نقل وتسويق مواد بتروكيماوية إيرانية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية مساء أمس الخميس في بيان إنها رفعت عقوبات عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين سابقين، بينهم رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية السابق أحمد قاليباني. كما أضافت: "إن عمليات الشطب من لائحة العقوبات تأتي نتيجة تغيير في السلوك أو الوضعية من جانب الأطراف الخاضعة للعقوبات تمّ التحقّق منه، وتُظهر التزام الحكومة الأميركية برفع العقوبات في حال حدوث تغيير".يشار إلى أن تلك العقوبات التي رفعت أمس تمثل جزءا يسيرا من طيف واسع من العقوبات الأميركية المفروضة على النظام الإيراني، ولا يُتوقع أن تسفر عن أي تخفيف من وطأة أي أعباء مالية أو اقتصادية في البلاد.

 

مشروع قانون يطلب موافقة الكونغرس قبل الاتفاق مع إيران/المشروع يحذر إيران من أن الصفقة النووية لن تدم تحت أي إدراة جمهورية

واشنطن - العربية.نت بندر الدوشي/12 حزيران/2021

قدم الجمهوريون في مجلس الشيوخ الجمعة تشريعا يلزم الرئيس جو بايدن بالحصول على موافقة الكونغرس قبل أن يوقع على أي اتفاق نووي جديد مع إيران، وفقا لنسخة من مشروع القانون حصلت عليها صحيفة واشنطن فري بيكون. ويعتبر التشريع رسالة هامة لنظام طهران بأن الصفقة النووية لن تصمد في حال تولي البيت الأبيض رئيس جمهوري. ففي حين أن فرصة الجمهوريين في مجلس الشيوخ لفرض مشروع القانون ضئيلة نظرا لسيطرة الديمقراطيين على الكونغرس إلا أن الإجراء يمثل محاولة أخيرة من قبل صقور الحزب الجمهوري لمنع إدارة بايدن من منح إيران مليارات الدولارات على شكل مكاسب نقدية بسبب تخفيف العقوبات. كما يضع مشروع القانون حدا لأشهر من مناورات الجمهوريين في مجلسي الكونغرس لعرقلة الدبلوماسية المستمرة للإدارة مع إيران. واتخذت وزارة الخارجية يوم الخميس خطوة أحادية الجانب بإلغاء العقوبات عن العديد من المسؤولين والشركات الإيرانية السابقة، ما أدى إلى تكهنات بأن صفقة ما تلوح في الأفق.

 

مساعد روحاني: مهاجمة سفارات جيراننا أضرّ بسمعة إيران/معزي: من يهاجم سفارة جيراننا لا يمكن أن يكون شريكاً سياسياً

دبي – العربية.نت/12 حزيران/2021

بعد يوم واحد على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني بخصوص الاعتداء على مقار دبلوماسية في بلاده، أوضح مساعد الرئيس لشؤون الإعلام علي رضا معزي، أن الهجوم على سفارة عربية أضرّ بسمعة إيران، في إشارة إلى الاعتداء على السفارة السعودية عام 2016. كما أضاف أن التوترات الداخلية أضرت بالمصدرين في البلاد، قائلا "التجارة تتطلب الاستقرار وليس المغامرة وخلق الأعداء، وذلك في معرض تأييده لتصريحات روحاني أمس. وكتب في تغريدة عبر حسابه الخاص على "تويتر" أن "من يهاجم سفارة جيراننا لا يمكن أن يكون شريكاً سياسياً، كما لا يمكنه أن يرفع في نفس الوقت شعار التجارة مع الجيران". وتابع "التجارة تتطلب الاستقرار وليس خلق أعداء". روحاني: من نفّذ الهجمات أضر بعلاقاتنا مع الجيران وكان روحاني اعتبر أن تلك الأعمال خربت علاقات بلاده مع دول الجوار، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف السفارة السعودية في طهران والقنصلية بمشهد قبل سنوات. وقال في كلمة ألقاها الخميس: "لا يغفر الله لمن لم يسمحوا لنا بإقامة علاقات طيبة مع بعض جيراننا، لقد قاموا بأشياء طفولية وغبية، هاجموا المراكز الدبلوماسية". يشار إلى أن تصريحات إيرانية عدة صدرت في الآونة الأخيرة ملمحة إلى أهمية التقارب مع دول الجوار لاسيما السعودية. تحريض من الباسيج والحرس الثوري

وكان عدد من موالي الباسيج والحرس الثوري الإيراني اقتحموا السفارة السعودية بطهران في 2 يناير 2016. وأقر حسن كرد ميهن، في رسالة مفتوحة وجهها إلى الرئيس الإيراني في أغسطس 2016، بتدبيره فكرة الهجوم وتحريضه عناصر وصفهم بـ"أبناء حزب الله الثوريين" من الباسيج والحرس الثوري لتنفيذه.

وينتمي كرد ميهن لميليشيات "أنصار حزب الله" بمدينة كرج، جنوب غربي طهران، وهي مجموعة مقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، شاركت في قمع احتجاجات الانتفاضة الخضراء عام 2009، والاحتجاجات الطلابية عام 1998.

 

فتح 30 خزنة.. هكذا سرق "الموساد" أرشيف إيران النووي

المدن/12 حزيران/2021

كشف الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي-الموساد، يوسي كوهين، عن عمليات قامت بها بلاده ضد إيران، ومن ضمنها سرقة أرشيف إيران النووي الذي يضم آلاف الوثائق، كما ألمح إلى ضلوع إسرائيل في تدمير منشأة نطنز النووية الإيرانية، وفي اغتيال عالم نووي. وتحدث كوهين، في حوار للتليفزيون الإسرائيلي، مساء الخميس، عن تفاصيل سرقة أرشيف إيران النووي، في اشارة الى آلاف الوثائق الخاصة بالأرشيف النووي عبر مداهمة نفذها عملاء للموساد العام 2018. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، قد كشف عن الوثائق المسروقة في مؤتمر صحافي العام 2018، وحاول حينها إثبات أن إيران حاولت سراً تصنيع سلاح نووي وأنها تمتلك بشكل سري المعرفة اللازمة لذلك - وهي مزاعم تنفيها إيران. وقال كوهين في حوار، الخميس، إن التخطيط لعملية الحصول على الأرشيف النووي الإيراني استغرق عامين. وقالت الصحافية إيلان دايان، التي أدارت الحوار مع كوهين، إن 20 من عملاء الموساد شاركوا في العملية على الأرض، ولم يكن أي منهم إسرائيلياً. وتابع رئيس الموساد سير العملية من مركز قيادة في تل أبيب، وتسلل عملاء إلى مستودع واضطروا إلى كسر أكثر من 30 خزينة. وقال كوهين إن كل الذين نفذوا العملية، نجوا، وأنهم الآن بخير، رغم أن البعض اضطر إلى الخروج من إيران. وتقاعد كوهين عن رئاسة الموساد، الأسبوع الماضي. وكان نتنياهو قد عيّنه رئيساً للموساد في أواخر العام 2015.وكان كوهين قد التحق بجهاز المخابرات العام 1982 بعد إتمام دراسته الجامعية في لندن. وكشف في حوار، الخميس، حيازته المئات من تأشيرات السفر حصل عليها خلال عمله.

 

هكذا سرق الأرشيف النووي من طهران.. كوهين يكشف/كيف سرق الأرشيف النووي من قلب طهران في عملية سرية يوم 31 يناير2018؟

دبي - العربية.نت/12 حزيران/2021

في أول مقابلة تلفزيونية مطولة له، بعد تركه منصبه، كشف رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين تفاصيل عن سرقة الأرشيف النووي الإيراني. ولفت في حديث إلى البرنامج الاستقصائي بالقناة 12 الإسرائيلية "يوفدا" (الحقيقة)، إلى أن تلك العملية تمت بشكل سري في 31 من يناير2018.

كما أضاف أن حوالي 20 عميلا شاركوا فيها، إلا أنه لفت إلى عدم قدرته على كشف هوياتهم أو ما إذا كانوا جميعا إسرائيليين.  إلى ذلك، أوضح أن الأرشيف وصل إلى تل أبيب رقميا، فور اقتحام المبنى المعني في طهران، وحتى قبل مغادرة العملاء لمقر العملية، في إيران نفسها. وأكد كوهين أن عملية السرقة الضخمة هذه تم التخطيط لها قبل عامين من تاريخ تنفيذها، عندما علم الموساد أن الأرشيف المطلوب موجود في مجمع أو مقر ما في ضواحي العاصمة الإيرانية، وبأن عملاء الموساد بنوا مقرا كاملا في دولة ما ـ دون ذكرها ـ للمحاكاة والتدريب على كيفية اقتحام هذا المبنى، قبل القيام بالعملية نفسها. بالإضافة إلى ذلك، قدم رئيس الموساد المنتهية ولايته أقرب اعتراف، بحسب وكالة أسوشييتد برس، على أن بلاده كانت وراء الهجمات الأخيرة التي استهدفت برنامج إيران النووي والعالم محسن فخري زاده. كما وجه تحذيرًا واضحًا لعلماء آخرين في البرنامج النووي الإيراني بأنهم قد يصبحون أيضًا أهدافًا للاغتيال حتى في الوقت الذي يحاول الدبلوماسيون في فيينا التفاوض على شروط لمحاولة إنقاذ اتفاق إيران النووي مع القوى العالمية.

 

البنتاغون: وزير الدفاع يضع نصيب عينيه تصرفات إيران

العربية.نت/11 حزيران/2021

قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تراقب عن قرب تصرفات إيران السيئة في المنطقة وما أبعد من المنطقة بما فيها الصواريخ والإرهاب وإعاقة الملاحة الدولية. وأضاف أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يضع نصب عينيه هذه الأمور.

كان وزير الدفاع الأميركي، قد قال أمس الخميس، إن إيران تواصل دعم الجماعات المسلحة التي تعمل بالوكالة، والتي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط في محاولة لتهديد جيرانها الإقليميين. كما أكد أنها مستمرة في تطوير برامجها النووية والصاروخية الباليستية. وفي معرض استعراض ميزانية الدفاع الأميركية، أشار إلى أن جزءا من هذه الميزانية يهدف للتصدي للصواريخ الباليستية لدول مثل إيران. وقبل أيام، حذر البنتاغون من احتمالية حدوث هجمات إيرانية داخل المحيط الأطلسي، كتلك التي تقع بالخليج العربي. يأتي ذلك على خلفية رصدها، مع وكالات المخابرات الأميركية، وجود سفن مطاطية سريعة على ظهر ناقلات إيرانية متوجهة نحو الأطلسي. من جهته، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس بمثل هذه التكهنات، وقال للصحفيين إنه "لا علاقة على الإطلاق" بين المفاوضات وقرار التراجع عن العقوبات. ويتصدر السناتور الجمهوري رون جونسون و21 من زملائه في الحزب الجمهوري مشروع القانون، الذي ينص على أن أي صفقة تتوصل إليها إدارة بايدن يجب اعتبارها معاهدة وتقديمها إلى مجلس الشيوخ للموافقة عليها. كما يجب أن يتم التصديق على المعاهدات من قبل ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، مما يعني أن الديمقراطيين لن يحصلوا على الأصوات اللازمة لتمريرها بالنظر إلى أغلبيتهم الضئيلة. وتجنبت إدارة أوباما عرض الاتفاقية النووية الأصلية على مجلس الشيوخ للتصديق عليها كمعاهدة بسبب مخاوف من أنها ستفشل في الحصول على عدد كافٍ من الأصوات. وقال جونسون في بيان "من الواضح أن إدارة بايدن تعمل على استرضاء خصوم مثل روسيا والدول الراعية للإرهاب مثل إيران ووكلاء إيران الإرهابيين. وبدلاً من معالجة التهديدات التي يشكلها هؤلاء، فإن الإدارة سوف تدلل النظام الإيراني وتتجاهل أفعاله الخبيثة النشطة في جميع أنحاء المنطقة".

 

واشنطن بوست- روسيا ستزود إيران بقمر صناعي متطور

وكالات/11 حزيران/2021

قالت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الخميس إن روسيا تستعد لتزويد إيران بقمر صناعي متطور سيمكنها من تعقب أهداف عسكرية محتملة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن الخطة ستقضي بتسليم قمر صناعي روسي الصنع من طراز كانوبوس-في ومزود بكاميرا ذات دقة عالية ويمكن إطلاقه من روسيا في غضون شهور. ونُشر التقرير قبل أيام من لقاء مقرر بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف وفي وقت تشارك فيه إيران والولايات المتحدة في محادثات غير مباشرة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بهدف وضع قيود على برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكرها بالاسم أن القمر الصناعي “سيسمح بمراقبة مستمرة للمنشآت من المصافي النفطية في الخليج العربي والقواعد العسكرية الإسرائيلية إلى الثكنات العراقية التي تستضيف قوات أمريكية”. وقالت إن المصادر هي مسؤول أمريكي حالي وآخر سابق ومسؤول حكومي بارز في الشرق الأوسط تلقى إفادة مقتضبة عن الصفقة. وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن الدعاية للقمر الصناعي كانوبوس-في تشير إلى أنه مخصص للاستخدامات السلمية، فإن قادة الحرس الثوري الإيراني أجروا عدة زيارات لروسيا منذ عام 2018 للمساعدة في التفاوض بشأن الاتفاق. وأضافت أن خبراء من روسيا سافروا إلى إيران خلال الربيع للمساعدة في تدريب الطواقم التي ستشغل القمر الصناعي من منشأة مبنية حديثا قرب كرج إلى الغرب من طهران. وقالت واشنطن بوست إن القمر الصناعي مزود بأجهزة روسية “من بينها كاميرا بدقة 1.2 متر، وهو ما يمثل تحسنا كبيرا بالمقارنة بقدرات إيران الحالية لكنه لا يزال بعيدا جدا عن جودة أقمار التجسس الأمريكية”. وقال الحرس الثوري في أبريل نيسان 2020 إنه نجح في وضع أول قمر صناعي عسكري إيراني في مداره مما دفع وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو إلى الدعوة إلى محاسبة طهران لأنه يرى في الخطوة تحديا لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

 

انتخاب الإمارات عضو غير دائم في مجلس الأمن.. ومحمد بن زايد: يعكس ثقة العالم

وكالات/11 حزيران/2021

انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، دولة الإمارات عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، إثر حصولها على 179 صوتا، وهو ما يتوج عملا ديبلوماسيا دؤوبا جرى تحت شعار "أقوى باتحادنا". ويعدُ التصويت على عضوية الإمارات عن مجموعة آسيا والمحيط الهادئ، تتويجا لمسار الدولة البارز في العمل الإنساني ودعم السلم الدولي والتشبث بمبادئ الأمم المتحدة. وعلق نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على هذه الخطوة، بالقول: "انتخاب دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، يعكس دبلوماسيتها النشطة وموقعها الدولي ونموذجها التنموي المتميز". وأضاف في تغريدة على حسابه في تويتر: "كل الشكر لفريق الدبلوماسية الإماراتي بقيادة الشيخ عبد الله بن زايد.. ونتطلع لفترة عضوية فاعلة وإيجابية ونشطة في مجلس الأمن الدولي". وقال الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إن "انتخاب دولة الإمارات اليوم لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة من 2022-2023 يجسد ثقة العالم في السياسة الإماراتية، وكفاءة منظومتها الدبلوماسية وفاعليتها". وأضاف الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على "تويتر"، أنه "انطلاقاً من المبادئ والقيم التي تأسست عليها، ستواصل الإمارات مسؤوليتها من أجل ترسيخ السلام والتعاون والتنمية على الساحة الدولية". ويؤكد هذا التصويت مكانة الدبلوماسية الإماراتية ، وما تضطلع به من وساطة نشطة في مسارح نزاعات رئيسية، من خلال تحركاتها لتحقيق مبدأ حفظ السلم والأمن الدوليين. وتحث الإمارات بقوة على تغليب لغة الحوار في التعامل مع القضايا والأزمات كافة، ففي ساحات العطاء والاستجابة الإنسانية، تضطلع الإمارات بدور ريادي، إقليميا ودوليا. وعلى مستوى التزاماتها الإنسانية، تسعى دولة الإمارات بشكل دؤوب لتعزيز وتنسيق برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإنمائية. وقد حددت الإمارات نهجاً واضحاً يقوم على عدم ربط المساعدات التي تقدمها، بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة. بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، مما يؤكد شراكتها المتميزة في ضمان صيانة السلم والأمن الدوليين.

عمل دؤوب

وفي وقت سابق، أكدت لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية للشؤون السياسية المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أن الإمارات تؤمن بأن لديها الكثير لتقدمه إلى مجلس الأمن وإلى النظام المتعدد الأطراف بأكمله. وتعقد الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، جلسة اقتراع سري، لانتخاب 5 أعضاء جدد غير دائمين في مجلس الأمن للفترة 2022 و2023، مع ترشح دولة الإمارات لمقعد مجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ. وقالت لانا نسيبة في حوار لوكالة أنباء الإمارات (وام)، إن "الإمارات دولة ديناميكية في المنطقة تتطلع إلى المستقبل وتسعى لبناء جسور مع المجتمع الدولي كما تقوم بدور قيادي في مجال العمل الإنساني وتعتبر مركزا عالميا للاقتصاد والتجارة والابتكار". وأضافت "رغم اختلاف عالمنا اليوم عما كان عليه في الفترة 1986-1987 عندما كانت دولة الإمارات تشغل عضوية مجلس الأمن لأول مرة في تاريخها، فإننا مازلنا نؤمن بأن أفضل وسيلة لتحقيق السلم والأمن الدوليين هي وقوف المجتمع الدولي معا ووضع العمل المتعدد الأطراف في صلب جهودنا لذلك فإن شعار حملتنا يدور حول مفهوم نحن أقوى باتحادنا". وأوضحت أن "التعاون يعتبر أحد القيم المتأصلة في تاريخ دولة الإمارات منذ تأسيسها وقد سعت دائما للعمل مع الشركاء لإيجاد حلول مفيدة لمجتمعنا الإنساني"، مؤكدة أن الانضمام لمجلس الأمن وهو الجهاز المسؤول في الأمم المتحدة عن حفظ السلم والأمن الدوليين يعتبر فرصة كبيرة لتنفيذ مبدأ حفظ السلم والأمن الدوليين على أعلى مستويات العمل المتعدد الأطراف من أجل معالجة أهم القضايا العالمية.

 

الغارديان- إسكات الفلسطينيين يطيل أمد الصراع في الشرق الأوسط

وكالات/11 حزيران/2021

في الغارديان مقال رأي لغادة كرمي، بعنوان "الصراع في الشرق الأوسط مستمر بإسكات الفلسطينيين". وتقول الكاتبة إن "إسكات القصة الفلسطينية ليس بالشيء الجديد. في الخمسينيات من القرن الماضي في بريطانيا، وبعد سنوات قليلة من قيام إسرائيل، لم يعد يستخدم حتى اسم فلسطين. عندما سئلت عندما كنت طفلة من أين أتيت، اعتقد الناس أنني قلت باكستان". وتضيف غادة "لقد استغرق الأمر مني سنوات لفهم هذه التشويهات في التاريخ باعتبارها تعبيرات عن عنصرية عميقة وغير معلن عنها ضد الفلسطينيين. فرضيتها الأساسية هي أنه فيما يتعلق بفلسطين، فإن حقوق الفلسطينيين تكون دائما أدنى من حقوق الشعب اليهودي".

وتذكر الكاتبة أنه "كما قال آرثر بلفور في عام 1919 في فلسطين لا نقترح حتى الخوض في شكل التشاور مع رغبات السكان الحاليين للبلاد، لأن الصهيونية كان لها ادعاء ذو أهمية أعمق بكثير من رغبات وتحيزات 700 ألف عربي يسكنون الآن تلك الأرض القديمة". ولكن الأمور بدأت تتحسن في الثمانينيات والتسعينيات، عندما اكتسب الفلسطينيون حضورا إعلاميا، وظهرت كتاباتهم بشكل متزايد في المطبوعات، كما قالت الكاتبة. وتضيف: "أما اليوم، الوضع مختلف إلى حد كبير. كان تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 وانتفاضتا 1987 و2000 من الأحداث التي أعادت فلسطين إلى الساحة الدولية. منحت اتفاقية أوسلو عام 1993، رغم عيوبها العديدة، قضية فلسطين وزنا دبلوماسيا. ظهرت حركات التضامن في العديد من الدول الغربية، وركزت حملة المقاطعة 'بي دي إس' الانتباه على سوء معاملة إسرائيل للفلسطينيين". أما في بريطانيا، فالمساحة التي فتحت لفترة وجيزة للرواية الفلسطينية، تتقلص، بحسب الكاتبة. وقد "تبنت حكومة بريطانيا و28 دولة أخرى تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وقد تقوم الولايات المتحدة بدمجه في القانون الفيدرالي. وتبني الجامعات البريطانية القانون بشكل قسري، على الرغم من أن دراسة استقصائية أجريت في سبتمبر/أيلول الماضي أشارت إلى أن 29 فقط من أصل 133 تبنتها، كان لها بالفعل تأثير مخيف على حرية التعبير حول القضية الفلسطينية". وتخلص الكاتبة إلى أنه "إذا كان حل الدولتين للنزاع، والذي تحبه الحكومات الغربية، قد نجح، لكان هذا هو أدق تعبير عن هذه العنصرية المستمرة. اقتراحها هو قيام دولة فلسطينية مستقلة على أراضي ما بعد 1967. من شأن ذلك، في أحسن الأحوال، تقسيم سكان فلسطين الأصليين إلى 22٪ من وطنهم الأصلي، وترك 78٪ المتبقية لإسرائيل". وتختم قائلة" "إنها ليست طريقة لحل الصراع. يجب أن يستند القرار الدائم إلى العدالة ولا يمكن أن يأتي إلا من مفاوضات بين أنداد حقيقيين. ولا يمكن أن يحدث ذلك ما لم يتم الكشف عن العنصرية التي أفسدت حياة الفلسطينيين، وحمت إسرائيل وأنصارها، ومعالجتها بشكل مباشر".

 

التلغراف- صداع بايدن

وكالات/11 حزيران/2021

في التلغراف، تقرير لنيك آلين بعنوان "رحلة جو بايدن إلى بريطانيا هي هروب من الصداع في الوطن". ويقول الكاتب إن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدا وكأنه "لا يستطيع الانتظار حتى يبتعد، خلال مغادرته بلاده متوجها إلى بريطانيا" حيث "راحة مرحب بها من المشاحنات التي اجتاحت أجندته المحلية في واشنطن".

ويشرح الكاتب: "بدأ بايدن سريعا بحزمة إغاثة من فيروس كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار، وبرنامج التطعيم، واقتصاد متجدد .. لكن خططه الكبرى الآن بدأت في الركود بينما فشلت الوعود بسياسة جديدة من الحزبين. إنه ليس غارقا في المعارك مع الجمهوريين فحسب، بل أيضا مع شخصيات بارزة في حزبه" الديمقراطي. ويوضح الكاتب: "يشك أحدهم في أن بايدن سيكون أكثر سعادة برؤية بوريس جونسون وإيمانويل ماكرون وأنغيلا ميركل وآخرين، من بعض أعضاء مجلس الشيوخ في الكابيتول هيل". ويشير الكاتب إلى أن انتباه بايدن "تحول إلى القضايا العالمية فيما قيل إنه كان يقرأ كيف تموت الديمقراطيات".

ويقول إن "بايدن مقتنع بأننا نمر بلحظة محورية في التاريخ، فيما يعتقد القادة الاستبداديون - وبالتحديد شي جينبينغ وفلاديمير بوتين - أن الديمقراطية في حالة تدهور نهائي". ويخلص الكاتب إلى أنه "في هذه الرحلة، سيحشد بايدن الحلفاء لتقديم جبهة موحدة ضد روسيا والصين، ويعيد التزام الولايات المتحدة بقوة بالمبادرات متعددة الأطراف مثل اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني، وتعهد أيضا بمشاركة مئات الملايين من اللقاحات مع العالم". غير أن الكاتب يستدرك قائلا إنه "قد يجد بايدن نفسه في نهاية المطاف في وضع مماثل لموقف باراك أوباما، الذي أُشيد به في العواصم الأجنبية بينما يواجه الجمود التشريعي في الداخل".

 

فرنسا: تصفية زعيم من “القاعدة” في مالي

وكالات/11 حزيران/2021

أعلنت الحكومة الفرنسية عن تصفيتها زعيما لتنظيم “القاعدة” تعتبره مسؤولا عن خطف وقتل صحفيين فرنسيين اثنين عام 2013 في منطقة الساحل. واشارت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورانس بارلي في بيان مسجل أصدرته اليوم الجمعة الى أنّ القوات المشاركة في عملية “برخان” رصدت في الخامس من حزيران الجاري استعدادات من قبل مسلحين لشن هجوم بقذائف هاون على نقطة للأمم المتحدة في شمال مالي. ولفتت الوزيرة إلى أن قوات “برخان” أطلقت عملية استباقية أسفرت عن القضاء على أربعة إرهابيين، بينهم الزعيم في تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” يدعو بايه أغ باباكو Baye ag Babako، وهو يعد مسؤولا عن خطف وقتل الصحفيين من فريق إذاعة RFI، غيسلين دوبونت وكلود فيرلون، في الثاني من تشرين الثاني 2013.

 

اجتماع أميركي طارئ لبحث التهابات القلب بعد لقاح كورونا

وكالات/11 حزيران/2021

تعقد لجنة استشارية للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، اجتماعا طارئا في 18 يونيو الجاري، لمناقشة تقارير نادرة عن التهاب القلب بعد تلقي جرعات من لقاحات "كوفيد-19". وسيأتي الاجتماع في حين تنظر المراكز في حالات قليلة من التهاب عضلة القلب، والتهاب غشاء القلب، أو "التهاب التامور"، لدى عدد من الشباب والمراهقين الذين تلقوا اللقاح. وخلال اجتماع للجنة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء الأميركية بشأن اللقاحات، يوم الخميس، كشفت مراكز مكافحة الأمراض أنها حددت 475 حالة إصابة بالتهابات قلبية لدى أشخاص تقل أعمارهم عن 30 عاما. وتشير البيانات الأولية إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى قد تعافوا تماما من أعراضهم، وأن نسبة الإصابات كانت أعلى لدى من تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عاما، بعد جرعة اللقاح الثانية. لكن توم شيمابوكورو، مسؤول سلامة اللقاحات في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أشار إلى أنه ليس جميع الحالات المبلغ عنها حقيقية، حسبما ذكرت شبكة "سي بي إس" نيوز. وأضاف أن التقارير لا تزال "أولية، ولن يتضح أن كل هذه الحالات هي التهاب حقيقي في عضلة القلب، أو التهاب التامور". وقد سلطت دراسة نُشرت في مجلة "طب الأطفال"، الأسبوع الماضي، الضوء على سبع حالات لمراهقين تتراوح أعمارهم بين 14 و 19 عاما، ظهرت عليهم أعراض التهاب عضلة القلب بعد أيام من تلقي جرعتهم الثانية من لقاح "فايزر بيونتك". وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أواخر الشهر الماضي، إنها تحقق في عدد "قليل نسبيا" من حالات التهاب عضلة القلب بعد التطعيم. ووفقا لبيانات المراكز الصحية الأميركية، فقد تم إعطاء أكثر من 166 مليون جرعة من لقاح "فايزر بيونتك"، و127 مليون جرعة من لقاح "مودرنا".

 

بوتين: العلاقات مع أميركا في أدنى مستوياتها ولا أعرف أي شيء عن تقارير قالت إن روسيا تزود إيران بتكنولوجيا الأقمار الصناعية

دبي - العربية.نت/12 حزيران/2021

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل اجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء المقبل في جينيف، إن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في أدنى مستوياتها خلال السنوات الأخيرة. وأوضح بوتين خلال مقابلة مع شبكة (إن. بي. سي نيوز ) نشت مقتطفات منها مساء الجمعة "لدينا علاقة ثنائية تدهورت إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة". وأضاف في رد على سؤال عن وصف بايدن له بأنه قاتل، إنه سمع اتهامات كثيرة من هذا القبيل وهو أمر لا يقلقه. رغم هذا، أشار إلى أن بايدن "يختلف كثيرا" عن سلفه، دونالد ترمب، لافتا إلى أن الرئيس الأميركي الحالي يعمل في مجال السياسة تقريبا كل حياته الراشدة ولهذا السبب لا يتوقع أن "يتخذ خطوات مندفعة"، وأشاد بترمب ووصفه بأنه "شخص استثنائي وموهوب. كما نفى تقريرًا صحافيًا أميركيًا مفاده أنّ موسكو مستعدّة لتقديم نظام أقمار صناعيّة متقدّم لإيران من شأنه تحسين قدراتها التجسّسية إلى حدّ كبير، واصفاً التقرير بأنّه "هراء". تأتي تصريحات بوتين، عقب نشر صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا، قالت فيه إن روسيا ستزود إيران بأنظمة متطورة لتكنولوجيا الأقمار الصناعية ستمكن القوات الإيرانية من التجسس على أهداف عسكرية بما في ذلك القوات الأميركية في العراق وأهداف استراتيجية في المنطقة.

 

دون علم سلطات ليبيا.. طائرة وزير دفاع تركيا تحط بمعيتيقة/استقبال وزير الدفاع التركي ووفده الأمني في مطار معيتيقة من قبل ضباط أتراك فقط

دبي - العربية.نت/12 حزيران/2021

في زيارة غير معلنة للسلطات الليبية، وصل وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار الجمعة، إلى مطار معيتيقة في ليبيا. وأفادت مصادر في مطار معيتيقة في طرابلس أن سلطات المطار لم تكن على علم برحلة الوزير التركي عبر رحلة مجهولة قادمة من صقلية. كما أفادت بأن الجنود الأتراك فقط كانوا على علم بزيارة آكار وطلبوا من الحراس الليبيين بقاعدة معيتيقة ألا يتواجدوا بمكان هبوط الطائرة. وأشارت المصادر إلى وزير الدفاع ورئيس المخابرات التركيين توجها فور وصولهم لمقر قيادة القوات التركية المتمركزة غرب قاعدة معيتيقة الجوية بطرابلس. وقالت المصادر الليبية إن ما حدث كان مهينا ومحرجا وخارج عن العرف الدبلوماسي والصداقة بين الدول. من جهتها، قالت وسائل إعلام تركية بأن الوفد التركي رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والدفاع والداخلية ورئيس الاستخبارات ورئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية ومتحدث الرئاسة. يذكر أن الحكومة التركية أرسلت في 8 مارس الماضي، 380 مرتزقاً إلى ليبيا، وفق المرصد السوري، فيما هناك أكثر من 6630 ما زالوا مرابضين على الأراضي الليبية. ويبدو بحسب المرصد أن هناك نوايا تركية لإبقاء مجموعات من الفصائل السورية الموالية لها في ليبيا لحماية القواعد التركية. يشار إلى أنه بحسب الأمم المتحدة، لا يزال أكثر من 20 ألف شخص بين مرتزقة وعسكريين أجانب منتشرين في ليبيا، رغم الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف الليبية وتوقيعها اتفاقا لوقف إطلاق النار منذ شهر أكتوبر العام الماضي، ينص أحد أهمّ بنوده على ضرورة إنهاء وجودهم في البلاد. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أكد أن ليبيا لم تشهد أي تراجع في عدد المقاتلين الأجانب أو أنشطتهم، لا سيما في وسط البلاد.

 

سعيّد يهاجم الغنوشي ضمنيا: يعتقد نفسه رئيس تونس

دبي - العربية.نت/12 حزيران/2021

في إشارة إلى رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، قال الرئيس التونسي، قيس سعيد اليوم الجمعة إنه صمت على العديد من التجاوزات في وقت من الأوقات، "ومن يعتقد أنه رئيس لمؤسسة أو رئيس للدولة فهو مخطئ". وأضاف أن هناك جهات حاولت توظيف الدستور لصالحها، مشيرا إلى جهات تعمل وراء الستار وتغير مواقفها بناء على مصالحها.كما أضاف "أعرف من يحرك الشارع ويفتعل الأزمات ولن أترك الدولة تسقط"، لافتا إلى أن النيابة كان عليها التحرك ضد الإساءات التي طالت رئيس الدولة. أما فيما يخص مشاهد ضرب وتعرية وسحل شاب في الطريق العام على يد رجال الشرطة، ما تسبب في غضب واسع في تونس، أبلغ الرئيس التونسي، رئيس الحكومة هشام المشيشي، باستيائه من تجاوزات تهدد وحدة الدولة. وقال إن الدولة التونسية واحدة وإن الدستور منحه واجب الحفاظ عليها، مشدداً على أن "لا أحد فوق القانون". كما أكد أنه لا مجال لاستغلال أي منصب لتحويله إلى مركز قوّة أو ضغط لضرب وحدة البلاد، بحسب ما أعلنته الرئاسة. جاء ذلك، على خلفية تعرض شاب للضرب والتعرية والسحل في الطريق العام على يد رجال الشرطة في ضواحي العاصمة. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الأربعاء، مقطع فيديو، وثّق لاعتداء عنيف تعرض له شاب على يد رجال الأمن في منطقة سيدي حسين السيجومي، وظهر الشاب وهو ملقى على الأرض ويتعرض للضرب والدهس بالأرجل بعد تجريده بالكامل من ثيابه ثم جرّه وسحله واقتياده عارياً إلى سيارة الشرطة أمام المارة، الذين ارتفعت أصواتهم للكف عن ضربه. ودان عدد من النواب خلال الجلسة العامة للبرلمان التونسي الخميس، الحادث واصفين المشهد بـ "الصادم والمسيء لصورة البلاد"، مطالبين السلطات القضائية بفتح تحقيق. وكانت منطقة سيدي حسين السيجومي شهدت مساء الخميس، مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن لليلة الثالثة على التوالي، استعملت خلالها الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفدرالية اللبنانية على المقاس الإيراني

قاسم مرواني/المدن/12 حزيران/2021

جدد برنامج "صار الوقت" الاشكالية المرتبطة بنقاش الفدرالية كمدخل للحل في لبنان، وهو مادة جدلية لا تستقر على موقف موحد بين اللبنانيين الذي يثبتون كل يوم عجزهم عن التعايش مع بعضهم البعض، أو عدم رغبتهم في ذلك من الأساس. والطرح، الذي يصوّر الحياة الهادئة المشتهاة، بدلاً من الصراعات الدائمة والتحاصص الطائفي والمذهبي، دفع البعض الى تفضيل اللجوء إلى التقسيم، تحت شعار الفدرالية، حيث يكون لكل طائفة سيادتها الخاصة على مناطقها، تمارسها عبر حكومة ومجالس حكم محلية خاضعة جميعها إلى حكومة مركزية.  من "صار الوقت"، إلى منصة "كلوب هاوس" التي تحتوي دائماً على غرفة محادثة تروّج للفدرالية، إلى "تويتر" حيث انتشر وسم "صار وقت الفدرالية"، يرى مواطنون لبنانيون أن تجارب التعايش اللبناني لم تكن سوى صراعات طويلة حاولت فيها كل طائفة فرض إرادتها وسيادتها وأسلوب حياتها على طائفة أخرى، ولم تكن أيام السلم بين الطوائف سوى نتاج لانتصار إحداها حيث استطاعت رسم  سياسات  لبنان وفرض رؤيتها. النظام اللبناني القائم أصلاً على ديموقراطية توافقية بين الطوائف وعلى المحاصصة بينها، يظهر من البعيد على أنه يحمي التعايش بين المكونات الطائفية في البلد، غير أن الحقيقة هو أن هذا النظام يكرس التقسيم الطائفي، حيث لكل طائفة مكتسباتها وقوانينها الخاصة ومناطقها وأحزابها، إلى درجة يمكن القول أن الفدرالية أمر واقع في لبنان لكن ليس على المستوى الرسمي. تجد الفدرالية مؤيديها بشكل خاص لدى أحزاب الطوائف المسيحية، وتحديداً "القوات اللبنانية". هذا ما أسفرت عنه النقاشات التي تلت حلقة "صار الوقت" منذ ليل الخميس. يعتبر الجمهور المؤيد للفدرالية أن النظام المركزي لن يكون قادراً على حمايتهم وحماية خصوصياتهم من المدّ الإسلامي المتزايد في المنطقة، لذلك، يفضلون الانعزال داخل كنتون ضيق، له قوانينه وخصوصياته. يرى هؤلاء أيضاً أنهم في لبنان، يتحملون وزر سياسات لم يشاركوا في صنعها، خصوصاً أن القرارات  في لبنان لا تتخذ عبر مؤسسات الدولة إنما عبر المؤسسات والأحزاب الطائفية خارج الدولة، ويرون أن "حزب الله" هو المسيطر الرئيس على القرار السياسي  في البلد. التوجهات والتحالفات الدولية والعداوات التي فرضها "حزب الله" على اللبنانيين ساهمت، بالنسبة لأنصار الفدرالية، في تفاقم الأمور، ما جعلهم يتجهون إلى عزل أنفسهم عن شظايا معارك الحزب وقراراته. "حزب الله" بشكل خاص، والشيعة بشكل عام، كطائفة تعتبر نفسها الأقوى في لبنان، يعارضون التقسيم والفدرالية، إذ يعتبرون أن ذلك سيؤدي إلى عزلهم  داخل لبنان، في منطقة قد لا تكون ظروفها الاقتصادية والمعيشية والثقافية وحتى الصحية والتعليمية مشابهة لباقي المناطق، وسيكون هناك تفاوت كبير بين الكنتونات خصوصاً مع ضعف الدولة المركزية.

وخلافاً ليساريين وعلمانيين وأنصار التيار المدني في لبنان، ينظر قسم كبير من اللبنانيين إلى قضاياهم من منظور المصالح الطائفية الضيقة، وما زالوا يفكرون بالمنطق التقسيمي نفسه. ففكرة الفدرالية ليس  بعيدة جداً من فكرة استيراد النفط من إيران التي نادى بها أمين عام حزب الله، محاولاً حجز مكان لنفسه في كارتيل استيراد النفط إلى لبنان. وحتى لو كان سيوزع، بطريقة طائفية عبر بطاقة "سجاد"، إلا أنه يؤمن مصالح الطائفة واستمرارها، في حين أن مشاكل اللبنانيين وهمومهم تبدأ بالطبابة والتعليم والنظام والمؤسسات ولا يشكل تأمين وقود للسيارات سوى الجزء الأصغر منها.

 

المنظومة" تلجأ إلى التحريض الطائفي.. والحريري "يدرس" اعتذاره

منير الربيع/المدن/12 حزيران/2021

خلف الأزمات المعيشية الداهمة المهينة، تسعى القوى السياسية إلى شحذ آلياتها التقليدية للاستمرار في إذلال اللبنانيين. وآليات الحلّ السحري الدائم هي اللجوء إلى منطق: "يا غيرة الدين"، أو "هيهات منا الذلة". أي تسعير الخطاب المذهبي ورفع المتاريس، أو التمترس خلف المرجعيات والمؤسسات الدينية.

طائفيات متقابلة

وبما أن الحسابات كلها أضحت انتخابية، فلا بد من تعزيز "ثقافة الكراهية" و"الخوف من الآخر" التي يحتاجها كل طرف لشحذ العصبية الطائفية في بيئته الحاضنة. والتستر على ذلك عبر اختلاق اصطلاحات يومية، مثل النزاع على تفسير الدستور، أو معركة استعادة الصلاحيات وحمايتها. وهذا ليس أقل من الإهانة اليومية لعقول اللبنانيين، وتهشيم ما تبقى من مفهوم الدولة بمؤسساتها وقوانينها. ويتخذ الخطاب العصبوي في الصراع المفتوح على تشكيل الحكومة، طابعاً مؤسساتياً أكثر فأكثر: الرئيس المكلف يلجأ إلى المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، ساعياً لتحقيق اصطفاف سنّي حوله. وهذا بعد أيام من لقائه شخصيات سنّية لم تكن محسوبة على تياره السياسي، في سياق الحاجة إلى وحدة الطائفة، أو على قاعدة "المصيبة تجمع". ويعمد الحريري في حضور جلسة المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، لبث أكثر من رسالة: أولاً أنه لا يزال الزعيم الأقوى في طائفته، ويرفض الاعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة. ثم يسجل رفضه لتثبيت أعراف جديدة في عملية تشكيل الحكومة. وتستدعي هذه الخطوة نوعاً من شد العصب المقابل لدى التيار العوني: استخدام خطاب شعبوي مذهبي وطائفي في حملة إعلامية وسياسية تستنفر بيئته المسيحية من الآن حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة. وعليه، تكاد حرب التسريبات بين تيار المستقبل والتيار العوني أن تتجدد، معطوفة على تغليف "طائفي ومذهبي للأزمة"، وفق مقتضيات شد العصب الشعبي.

اعتذار الوقت المناسب

في المقابل، لا يريد الرئيس نبيه برّي نعي مبادرته، كي لا تبدأ عملية البحث عن بديل. وهو يعلم أنه لم يعد بالإمكان القيام بأي خطوة جدية على طريق تشكيل الحكومة بالتعاون بين ميشال عون وسعد الحريري. وحزب الله لا يزال على موقفه، مع تحميله مسؤولية ما يجري للطرفين، أي الحريري وباسيل معاً. وهذا يحرج رئيس المجلس أكثر فأكثر في المرحلة المقبلة. فيما الرئيس المكلف يستمرّ بدراسة خياراته: البقاء على موقفه وعدم التنازل، أو الدخول في تسوية، أو الاعتذار. وثمة من يقترح على الحريري إعداد تشكيلة حكومية كما يراها مناسبة، ويذهب بها إلى القصر الجمهوري ويقدمها للرئيس ميشال عون. وفي حال رفضها تكون فرصة الحريري للاعتذار وتحميل رئيس الجمهورية مسؤولية التعطيل ورفض كل صيغ الحلّ. وعندها يذهب إلى المعارضة الشاملة تحضيراً للانتخابات النيابية. وهناك من يعتبر أن فكرة الاعتذار جدية لدى الحريري، لكنه يترك لنفسه اختيار التوقيت المناسب.

رئيس تيار الهجرة

على ضفة رئيس الجمهورية، حاضرة لعبة استخدام اللغة التي تستدعي شد العصب المسيحي. وهو يستخدم هذا السلوك في إدارة الدولة بكل تفاصيلها، في لقاءاته واتصالاته. وسيتوّجها بتوسيع رقعة حملته مستهدفاً الحريري، وتحميله مسؤولية التعطيل وانهيار البلد. ولا يتوقف عن القول إنه لن يسمح له بتسمية وزيرين مسيحيين، لأن عهد ميشال عون يختلف عن عهد ميشال سليمان وإميل لحود والياس الهراوي. ويتابع قائلاً إن الرئيس القوي هو الذي يسمي الوزراء المسيحيين. وهو في هذا كله يلبي رغبة جمهوره المتعطش لسماع كلمة العهد القوي، علماً أن النسبة الأكبر الراغبة في الهجرة، سُجلت عند المسيحيين في هذه السنة. المسيحيون الذين ينظرون إلى انهيار كل القطاعات التي يعتبرون أنفسهم أصحابها ومن أركانها: القطاع المصرفي، شركات القطاع الخاص ومؤسساته، المؤسسات الطبية والصحية والتعليمية، وحتى المرفأ. وهذه كلها يعتبرها المسيحيون أساس نهضتهم التاريخية، مالياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، وها هي تتهيأ للأفول والتبدد أمام أبصارهم، في زمن العهد القوي. العهد الذي جعل المسيحيين غرباء عن وطنهم، وأعينهم تشخص إلى ما وراء البحار.

.. والنفط الإيراني

وهناك شريحة واسعة من المسيحيين تستاء من مواقف أمين عام حزب الله حسن نصر الله الأخيرة، في ما يتعلق بشعارات: الاتجاه شرقاً، واللجوء إلى النفط الإيراني والدواء الإيراني. وهذا فيما من يدّعي تمثيل المسيحيين والدفاع عن حقوقهم، يراقب مجريات الاتفاق النووي، منتظراً نتائجه وتداعياته على لبنان.

وفي فيينا يتم البحث في إمكان تخفيف أو رفع القيود والعقوبات على النفط الإيراني والسماح للدول بشرائه. وهنا لا بد من العودة إلى طرح نصر الله والإتيان بالنفط من إيران، استكمالاً لتعبيد الطريق الشرقية. فيما يعلق مسيحيون على ذلك قائلين: "انتهى العهد ولم يقص رئيس الجمهورية شريط افتتاح مشروع واحد. ولم يضع حجر الأساس لتشييد مبنى عام واحد أو ما شابه".

 

تحذير غربيّ من انفلات الشارع اللبناني : لا نريد سوريا أخرى

هيام القصيفي/الأخبار/الجمعة 11 حزيران 2021

رغم كل الأسباب الموجبة لانفلات الشارع في لبنان تحت وطأة الضغوط الاقتصادية، فإن نسبة الاطمئنان إلى عدم الانهيار تبدو كبيرة. ثمّة رسائل غربية تحذّر القوى السياسية من لعبة تحريك الشارع، خشية تعريض المؤسسات الأمنية لهزّات. تحذر أوساط أمنية غربية من مغبّة السماح بانفلات الشارع اللبناني في هذه المرحلة، وتؤكد أن الحاجة ملحّة إلى لجم أي تحركات واسعة، خشية انفراط عقد القوى الأمنية إذا تُركت الساحة الداخلية في حال فوضى وتظاهرات كما حصل في 17 تشرين الأول 2019. بحسب المصادر نفسها، فإن المتداول حالياً، في دوائر غربية معنية مباشرة بالوضع اللبناني، أن العواصم الأساسية «لا تريد سوريا أخرى» في لبنان، لأن أي انفلات جديد في ظل تراكم الانهيارات قد يؤدي بلبنان إلى منزلق خطر. إذ أن التجربة أثبتت أن تغيير السلطة في دول كهذه ليس أمراً سهلاً، وما حصل في سوريا، رغم العقوبات والحرب الطويلة، كان إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد مجدداً. ولأن الأمر يبدو مماثلاً في لبنان، تراجع الكلام عن عقوبات أظهرت أن نتائجها ضد المستهدفين بها لم تكن على قدر التوقّعات، ولم تترك التأثيرات المأمولة.

الرسالة وصلت إلى من يعنيهم الأمر، سياسيين وحزبيين وأمنيين، ممن كانوا يساهمون في تغذية التحركات الشعبية، بأن أي تحرك حالي لا يصبّ في مصلحة الاستقرار وقد يعرّض المؤسسات الأمنية لهزّات داخلية. وهذا كان أحد الدوافع لتحرك بعض الدول لتقديم مساعدات عينية للقوى الأمنية التي ترزح تحت وطأة الضغوط وتعيش على وقع انهيار محتم نتيجة انحسار التقديمات التي يتلقّاها عناصرها وتدني قيمة رواتبهم. وتفيد التقارير الغربية بأنه، رغم حدّة الكوارث الاجتماعية، فإن حجم السيطرة الأمنية يبدو عالياً نتيجة استمرار التنسيق بين القوى السياسية والأمنية والمالية. لكنّ التحذيرات تبقى من انفلات عشوائي في لحظة غير محسوبة أمنياً، خصوصاً في ظل ما يعانيه اللبنانيون من أزمات حياتية (كالبنزين والكهرباء) تكون ردود الفعل عليها، عادة، مباشرة وحادّة، ويمكن أن تتوسع إذا لم يتخذ المعنيون ضوابط للجمها. يؤشر الكلام الأمني الغربي إلى معطيين لافتين: الأول يعيد التأكيد أن الانتفاضة الشعبية التي انطلقت عفوياً وشارك فيها آلاف اللبنانيين، في أكثر من منطقة، جرى استثمارها داخلياً وخارجياً، عبر قوى سياسية أعطتها زخماً من خلال قطع الطرق وتأمين الحشود والمستلزمات الضرورية إعلامياً ولوجستياً. وما يحصل اليوم من ترهّل فاضح في مواجهة الضغوط المعيشية المضاعفة عمّا كانت عليه الحال قبل نحو عامين، يؤكد أن الالتزام الحزبي بعدم توتير الشارع عالي المستوى.

المؤشر الثاني أن من شاركوا حقيقة في الانتفاضة الشعبية، من غير المنتمين إلى الأحزاب وقدموا أموالاً ودعماً يومياً، وشنوا «معاركهم» الخاصة ضد القوى الحزبية التي أرادت حرف التظاهرات عن هدفها الأساسي، هم اليوم منكفئون أو مهاجرون أو استسلموا للضغط الكبير الذي تمارسه القوى الحزبية في السلطة وخارجها. وحتى الحرب اللافتة على المصارف انكفأت تحت وطأة الحملة السياسية والإعلامية والأمنية المضادة للدفاع عنها. من هنا لا يمكن إلا التوقف عند الحرب الافتراضية التي تدور على مواقع التواصل الاجتماعي ضد السلطة بكل مكوّناتها، منذ أيام، نتيجة أزمات المحروقات والدواء والقطاع الصحي وانقطاع الكهرباء والمياه ووضع المصارف يدها على أموال الناس. كل السباب والشتائم والنكات والتوصيفات التي تُطلق ضد القوى السياسية، لا تشبه بشيء ما جرى في 17 تشرين الثاني. وهو أمر يفترض معاينته بدقّة في لحظة إعادة قراءة ذلك المشهد، مقارنة بما يجري اليوم، رغم كل مظاهر الوجوم على وجوه الواقفين على أبواب المصارف وفي طوابير محطات المحروقات، ومشاهد العسكريين الذين يحملون المساعدات وهم خارجون من مراكزهم. في وقت بدأت تتحول الذكرى السنوية الأولى لانفجار الرابع من آب، بكل المآسي التي خلّفها، مناسبة لاستذكار الضحايا وحزن عائلاتهم. لكنها تبدو في الوقت ذاته مناسبة للسلطة للظهور بمظهر «الناجية» من الانفجار، لأنها تمكّنت من النفاذ من أضخم كارثة إنسانية حلّت ببيروت، بعدما نفذت من استحقاق 17 تشرين، وهي تنفذ اليوم نتيجة تدخلات خارجية عادت لتطرح إمكان إبقاء مظلتها فوق لبنان حماية للاستقرار فيه، لأن أحداً في الوقت الراهن غير مستعدّ للغرق في رماله المتحركة التي تتحول مستنقعاً للبنانيين وحدهم.

 

باسيل والحريري والحكومة: "طريق الرجعة اطول واصعب"!

علي منتش/لبنان 24/الجمعة 11 حزيران 2021

كل الاجواء الحكومية لا توحي بالايجابية، فالمماطلة هي السائدة في المفاوضات اليوم، وبالرغم من كل الضغوط التي يمارسها "حزب الله" على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لفكفكة العقد من اجل تعجيل تشكيل الحكومة، لا تزال العقد تخرج من عند باسيل ، ولا يزال الرئيس سعد الحريري يرفض العروض ولا يعطي اجوبة. ينظر باسيل للحكومة العتيدة بأنها حكومة الاشهر المقبلة وهي التي ستملأ الفراغ الرئاسي في حال حصل، وهي التي ستشرف على الانتخابات النيابية والبلدية والتي ستدير الامور كحكومة تصريف اعمال بعد هذه الانتخابات، لانه سيتعذر اتمام تشكيل سريع لحكومة جديدة. انطلاقا من هذه النظرة، يرغب باسيل بأن تكون له كلمة جدية داخل مجلس الوزراء وهذا لا يمكن تأمينه الا من خلال تعزيز حصته عددا ونوعا، واضعاف حصة خصومه المباشرين وغير المباشرين. هكذا تدار المفاوضات في دارة باسيل ، خصوصا وانه يعتبر غالبية المشاركين في الحكومة خصوما فعليين، من "المردة" الى "المستقبل"ف" الاشتراكي" و" حركة امل". بأنه رغم التحالف المتين مع "حزب الله" فإن الاخير لن يدخل في اشتباك وزاري وسياسي كبير مع حركة امل، وبالتالي لن يكون سندا حقيقيا ل"التيار" داخل الحكومة، وهذا يعني انه لا يمكنه الاعتماد عليه في مثل هذه القضايا. هكذا يصبح تقديم التنازلات الحكومية صعبا على باسيل، وهو، وبحسب قيادي عوني، يجب عليه بالتوازي مع تسهيل التشكيل، الحصول على ضمانات سياسية من "حزب الله" ان لا تشكل حركة "امل" جبهة سياسية ضده داخل الحكومة وان لا تعرقل له مشاريعه واقتراحاته. لم يؤكد القيادي ما اذا كان باسيل طلب فعلا ضمانات ام لا، لكنه يعتبر ان خسارة الثلث المعطل من دون الحصول على وزارات اساسية، مثل الداخلية او المالية، يتطلب تأمين دعم سياسي من حليف قوي قادر على تأمين غطاء جدي في الحكومة. ويذكر القيادي بتغريدة للوزير باسيل توجه فيها للحريري بالقول، "طريق الرجعة رح تكون اطول واصعب عليك"، معتبراً ان "على الحريري ان كان يريد فعلا تشكيل الحكومة ان يخوض مفاوضات طويلة وجدية تغوص تفاصيل التشكيل وعمل الحكومة"، معتبرا" ان تقديم التنازلات اذا ما تم اليوم سيجعل الحريري يستسهل الاستقالة في اي لحظة والعودة الى الحكومة رئيسا متى يشاء".

 

ماذا فعل الأميركيون عند فيصل كرامي؟

كلير شكر/نداء الوطن/الجمعة 11 حزيران 2021

تواجه مشاورات التأليف أفقاً مسدوداً على الرغم من المحاولات الحثيثة التي يقودها الثنائي الشيعي مع كل من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي انتقل في هذه الجولة من الكواليس إلى الواجهة، ليقود المفاوضات بشكل مباشر، بعدما كان رئيس الجمهورية ميشال عون يتولى المهمة نيابة عن “التيار الوطني الحر”. حتى الآن، لا خرق جدياً قد يشي بأنّ الانفراج الحكومي بات قريباً ولو أنّ المتابعين يتحدثون عن ضغوط دولية وإقليمية مرشّح لها أن تشتدّ خلال الأيام القليلة المقبلة، لكون الدول المعنية بالملف اللبناني لا ترغب بانفجار الوضع بشكل قد يطيح بكامل الاستقرار، وتفضّل قيام حكومة اصلاحية تلبّي أجندة الشروط المالية والاقتصادية لكي تعيد الانتظام إلى الوضع اللبناني. إلا أنّ حسابات القوى اللبنانية أشد تعقيداً من امكانية معالجتها بقرار ذاتي، حيث لا يبدو أنّ الحريري مستعجل على التأليف اذا لم يأته ضوء أخضر سعودي، ليس جاهزاً بعد، فيما باسيل يفضّل أن يجيّر توقيع رئاسة الجمهورية لمصلحة ضمان مستقبله السياسي، ولا يبدو أنّ أياً من الدول المعنية بالملف اللبناني على استعداد لتقديم هذه الضمانات لرئيس “التيار الوطني الحر”. وهذا ما يزيد تعقيد مشهدية التأليف، أقله في الوقت الحالي.

ولهذا تعتقد بعض الجهات الفاعلة أنّ رئيس “تيار المستقبل” سيذهب حكماً إلى الاعتذار خلال الأشهر القليلة المقبلة اذا ما استمر الأفق الاقليمي مقفلاً بوجهه، لا سيما وأن بعض العواصم المعنية خرجت من اطار الأسماء الضيقة، وباتت تبحث عن خريطة طريق حكومية تكبح جماح الانهيار بمعزل عمن سيرأس هذه الحكومة. وهنا تتحدث التقديرات عن احتمال اعلان الحريري اعتذاره عن التأليف، نهاية العام الحالي، ليكون على مسافة قريبة من الاستحقاق النيابي (الربيع المقبل)، ليخوض حملته الانتخابية من باب المعارضة لا السلطة.

على هذا الأساس، يصير لحركة النائب فيصل كرامي الكثير من المعاني والرسائل، كونها تأتي في لحظة متغيّرات اقليمية، قد تصبح مع الوقت لمصلحته، وعلى حساب خصومه، من دون أن يعني أنّ النائب الطرابلسي قد يدخل السراي الحكومي بين ليلة وضحاها، لكنه بالنتيجة، قد يصير حكماً أحد المرشحين البارزين لدخولها. ولهذا يصرّ الرجل على أنّ فحوى جولته على القوى السياسية والمرجعيات الدينية لا تدخل أبداً ضمن تسويق ترشيحه، ولكنه ضمن حراك لا بدّ منه لبلورة أي صيغة قد تخرج البلاد من عنق الانهيار الحاصل، وفي ضوء الانسداد الحاصل بين رئيس الجمهورية وفريقه السياسي ورئيس الحكومة المكلف من جهة مقابلة، خصوصاً وأنّ هذا الخلاف قد يحول دون تمكّن الحكومة، في ما لو شكّلت، من القيام بدورها الانقاذي على أكمل وجه. اذ لا يمكن لأي رئيس حكومة أن ينجح في مهمته اذا لم يكن على تفاهم تام مع رئيس الجمهورية، بدليل ما شهدته التجارب الماضية من اخفاقات حين كان الخلاف سيد العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة. لكن هذا التحرك لا يلغي الواقع بأنّ كرامي ليس طارئاً على الحياة السياسية أو مسقطاً بالبراشوت، فيما أفكاره وثوابته معروفة للجميع، إن لناحية عروبية خطابه أو ايمانه بالعيش المشترك، فيما نظرة الكرامية السياسية لفرادة التركيبة اللبنانية مثبتة بالتجربة، كما سلوكها في إدارة شؤون الدولة. من هنا، تحمل زيارة وفد السفارة الأميركية إلى كرامي في هذا التوقيت بالذات، دلالات معبّرة، خصوصاً في ضوء ما يتسرب من كلام عن دبلوماسيين غربيين تهتم بلدانهم بالشأن اللبناني، حيث ينقل عن هؤلاء اعتقاد بلدانهم بأنّ البحث عن حلول تقي لبنان شرّ الوقوع في مستنقع الفوضى، قد يقضي تجاوز هوية رئيس الحكومة للبحث في أفكاره ورؤيته السياسية والإقتصادية الإنقاذية. ولذا من غير المستغرب ألّا يدخل الأميركيون، خلال لقائهم مع كرامي في الكثير من التفاصيل، والاكتفاء بالاستماع إلى وجهة نظره من كافة التطورات والأحداث، كما إلى نظرته للأمور… ففي بعض الأحيان، يكون عنوان الخبر هو الحدث بحدّ ذاته.

 

مشاورات “الخليلين” مع باسيل “طبخة بحص”

عمر البردان/اللواء/الجمعة 11 حزيران 2021

يصح أن يطلق على المشاورات التي تجري بشأن تشكيل الحكومة التي قد لا ترى النور، بأنها فعلاً عبارة عن «طبخة بحص»، وأن كل ما يجري هو عبارة عن تقطيع وقت، لأن هناك من لا يريد تأليف الحكومة، من خلال اختلاق الشروط التي تجعل الرئيس المكلف يرفض الاستجابة لها، باعتبار أنها تمس صلاحياته الدستورية، بعد إصرار العهد وفريقه السياسي على عدم السماح للرئيس المكلف، بتسمية وزيرين مسيحيين من خارج حصة رئيس الجمهورية، ما اعتبر استهدافاً لمبادرة الرئيس نبيه بري التي يحاول الفريق العوني، إفراغها من مضمونها، من خلال رفض الاستجابة لبنودها، بدليل أن الاجتماعات التي عقدها «الخليلان» مع النائب جبران باسيل، لم تفض إلى نتائج إيجابية تقود إلى توقع تصاعد الدخان الأبيض في الأيام المقبلة. ولا يبدو أن هناك مؤشرات من شأنها أن توحي بإمكانية تجاوز العقبات التي لا زالت تحول دون تأليف الحكومة. إذ إن المعلومات التي توافرت لـ«اللواء» من مصادر في «تيار المستقبل»، تشير إلى أنه «ليس هناك ما يدعو للتفاؤل بقرب التوصل إلى تشكيل حكومة جدديدة، بفعل العقبات التي يضعها العهد الذي يبدو بوضوح أنه يعمد إلى افتعال الأزمات، لإبعاد الرئيس الحريري عن رئاسة الحكومة. ولذا يصر على تلبية شروطه بما يتصل بالتشكيلة العتيدة. وهذا الفريق نفسه، وإن أبدى استعداده لتذليل بعض العقد التي تواجه التأليف، إلا أنه ما يلبث أن يختلق عقبات جديدة من أجل الالتفاف على المساعي الجارية لتجاوز الوضع القائم». وتشير إلى أن «الرئيس الحريري أبدى كل استعداد للتعامل بمرونة مع مبادرة الرئيس بري، لكنه في الوقت نفسه، لا يمكن أن يتنازل عن الأسس التي وضعها للتشكيل، وهو سيبقى مستعداً للتجاوب مع المساعي التوفيقية الجارية، وإنما بالتأكيد لن تكون مهلة الانتظار مفتوحة، لأنه سيجد نفسه مضطراً إلى اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحة البلد الذي يواجه ظروفاً بالغة التعقيد». وتكشف المصادر، أن «جولات «الخليلين» مع رئيس «العوني» لم تنجح في الحصول على تعهد من جانب هذا الأخير، بأنه مستعد فعلاً للتنازل عن شروطه من أجل الإسراع في ولادة الحكومة، وأنه يتبع سياسة المماطلة والتسويف، لإظهار الرئيس المكلف بأنه مسؤول عن تعطيل التشكيل، وبالتالي العمل لدفعه نحو الاعتذار، ولو أدى ذلك إلى مزيد من الخسائر التي يدفع اللبنانيون ثمنها من أرواحهم وممتلكاتهم، على غرار ما هو حاصل اليوم، حيث أن لا أحد يهتم لمصالح الناس وأرزاقهم، مع تفاقم الأزمات المعيشية والحياتية التي تنغص عيش اللبنانيين وتدفعهم إلى اليأس». في الموازاة، تساءلت أوساط سياسية، عن «مدى قدرة «حزب الله» على استيراد البنزين والمازوت من إيران، وهي التي تواجه عقوبات أميركية صارمة؟ كذلك سألت ألا يجدر بالحزب أن يقومبمنع تهريب المواد النفطية إلى سوريا عبر المعابر غير الشرعية؟». ولفتت الأوساط، إلى أن «استيراد النفط من إيران لا يمكن أن يحصل بهذه السهولة، لأن أحداً لن يتجرأ على القيام بهذه المهمة، بالنظر إلى مخاوفه من العقوبات، وبالتالي فإن لبنان لا ينقصه عقوبات أميركية جديدة، ستزيد في معاناته أكثر فأكثر».

ووسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية، ومع توالي الاستعدادات لتنظيم تظاهرات في مختلف المناطق اللبنانية، رداً على وصول الوضع في لبنان إلى مرحلة شديدة الخطورة، مع فقدان المواد الأساسية من الأسواق، ما ينذر بحصول مجاعة حقيقية تتهدد اللبنانيين، إذا استمرت هذه المعاناة التي تتفاقم بشكل غير مسبوق، فإن هناك مخاوف جدية على الاستقرار الأمني، بالنظر إلى أنه في حال خرجت الأمور عن السيطرة، رغم حرص الجيش على عدم المس بالسلم الأهلي، فإن الوضع سيتجه إلى مرحلة شديدة الخطورة، ما يحتم كما تقول مصادر عسكرية، ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، قبل فوات الأوان، لحماية البلد من الآتي الأعظم.

 

"القمصان البيض"... هذه المرة!

نبيل بومنصف/النهار/11 حزيران/2021 

ثلاثة أيام مرت  منذ اعلن السيد حسن نصرالله بنبرة آمر الدولة اللبنانية وناهرها والمتشاوف عليها من دون رفة جفن نياته الصريحة الحاسمة بانه ذاهب الى استيراد النفط الإيراني الى مرفأ بيروت "إياه" ، الذي أصيب بنكبة العصر في 4 آب الماضي ، " ولتمنعنا الدولة " من ادخال البواخر ...ولا من مجيب !

مرة في عز فوضى الحرب والسلاح والعصابات الفالتة في بيروت الغربية ومناطق "الحركة الوطنية" قال الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط ، اعرق الزعماء اللبنانيين في شفافيته وصراحته في التعبير الحر المباشر عن مكنوناته ، وكان في قلب الحرب والمعارك مع معسكر أحزاب "الجبهة اللبنانية" : " نيالو بشير الجميل ..عندو امن".  اين من "زعامات"  ورئاسات ومسؤولي هذه الدولة المزعومة اليوم من يقول للسيد نصرالله "نيالك انت الدولة "، ليس فقط بقوة حزبه وترسانته المسلحة والصاروخية وانما أولا وأخيرا باندثار الدولة الشرعية وكل معالمها في مواجهة الانهيارات المتلاحقة التي تضرب لبنان وباتت تسوغ للسيد نصرالله ما يتصور ولا يتصور من توظيف الكارثة في مصالح حزبه ومحوره الإقليمي .

مخزي ومعيب ومهين مشهد الناس في طوابير الذل حتما،ومع ذلك فانه لا يوازي اطلاقا هذا الصمت المخزي والمعيب والمهين اكثر عن تحدي طرف مسلح في النهاية للدولة ورموزها وأركانها فيما هؤلاء غارقون في ابشع صورة عرفتها دولة في تاريخ سقوط الدول ونهاياتها الدراماتيكية .

 لماذا الاستغراب ان تمكن الحزب الحديدي غدا من فرض كل ما يشاء في توظيف الكارثة الاقتصادية والمالية والاحتكارية والانهيارات لاحلال "نظامه" الخاص وتوسيعه تدريجا في مناطق نفوذه وابعد ما دام  انتهى ما يسمى ميزان قوى سياسي في مواجهته وما دامت الدولة سبقت بانهيارها كل الانهيارات ؟

 لم تكن تلك "طرفة" عابرة ان يعرض السيد نصرالله على الدولة "مساعدة" عشرين الف "متطوع" من حزبه في معركة مكافحة الاحتكارات بل بدا عرضا اكثر من جدي ومكرر ولو ادرك السيد مسبقا ان "شجعان" السلطة التي يسيطر عليها دوما ويصور نفسه "حليفها "ساعة يشاء سيتجاهلون أي رد عليه طبعا . نخال امام هذه التصورات والإيحاءات اننا سنستفيق يوما على ذوي "القمصان البيض" لا "السود" هذه المرة،  ينتشرون في سائر انحاء العاصمة والضواحي تحت صورة "مدنية متمدنة " لا تبغي الربح ولا الترهيب ولا السيطرة بل فقط مساعدة الناس في الاقتصاص من المحتكرين !

مع دولة كهذه الرازحة راهنا تحت أسوأ ما يمكن ان تبلغه كوابيسك ، يمكن كل شيء ويجوز أي تصور "مرضي" حتى . الا يجري الان تفويض سلطات رئيس الدولة مثلا لرئيس تياره السياسي في مفاوضة المعاونين السياسيين لزعيمي الثنائي الشيعي وعبرهما الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ؟ أي مهزلة هذه تجري على "عينك يا تاجر" تسرب فيها المعلومات التي تقول انه جرى الاتفاق على كذا وكذا وبقي الخلاف على كذا وكذا وماذا بقي من الدستور مع كل هذا ؟

وترانا نسأل :اي فارق بين صمت دولة عن تحدي زعيم حزب لم يقف عند توريط لبنان في حروب الميادين الإقليمية بل يستدرج تداعياتها الى الداخل ، والانصياع لتدمير الدستور كما يجري الان في ابتزاز ما يسمى الفرصة الحكومية الأخيرة على امل ان يسقط الرئيس المكلف هذه المهزلة مهما كلف الثمن؟

 

خفايا الدّعم الدّولي للجيش اللبناني: الخوف من الانهيار الكبير وتداعياته الأمنية... واللاجئين

رياض قهوجي/النهار العربي/11 حزيران/2021 

يثير موضوع اهتمام المجتمع الدولي بدعم الجيش اللبناني العديد من التساؤلات داخل لبنان وخارجه، وتحديداً لماذا تتصدر دول غربية قائمة الجهات الداعمة له، بخاصة أن القيادة السياسية الممسكة بزمام السلطة فيه حالياً تتبع لمحور الممانعة الذي تقوده إيران ويتناغم مع روسيا. فالولايات المتحدة الأميركية تتصدر قائمة الدول المانحة للجيش بميزانية سنوية تقارب 200 مليون دولار، تليها بريطانيا وألمانيا وفرنسا. وكانت المساعدات سابقاً تقتصر على الأسلحة والمعدات والذخائر والتدريب.

 أما اليوم ونتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة وانهيار الليرة اللبنانية، فبات الدعم يشمل مساعدات غذائية وطبية لتمكين المؤسسة العسكرية من توفير الطعام والطبابة لنحو 84000 جندي وضابط باتت خزينة الدولة المفلسة عاجزة عن تأمين متطلباتهم المعيشية لممارسة مهامهم العديدة والخطرة. وشهد مطار بيروت أخيراً وصول طائرات نقل عسكرية تحمل مساعدات طبية وغذائية من جيوش عربية وغربية للجيش اللبناني، ويتوقع أن يأتي المزيد في وقت تسعى فرنسا لتنظيم مؤتمر دولي في باريس خلال الأسابيع المقبلة لدعم الجيش اللبناني لتمكينه من الاستمرار وتنفيذ مهامه كافة.

ويقول أرام نيرغيزيان، الباحث في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن الحكومة الأميركية تميّز بين مؤسسة الجيش المحترفة والناجحة والحكومة اللبنانية ذات الأداء المتدني. فلقد أثبتت المؤسسة العسكرية نفسها بجدارة في أكثر من مناسبة، كان أهمها هزيمة "داعش" و"القاعدة" والقضاء على المجموعات المتشددة. ويضيف نيرغيزيان أن واشنطن تعتبر أن مؤسستي الجيش اللبناني والمصرف المركزي هما أهم ما يحافظ على وجود لبنان وكيانه كنظام ديموقراطي ذي اقتصاد حر، ويتم اليوم استهدافهما لإضعافهما لتسهيل السيطرة التامة على هوية الدولة ومقوماتها وقدراتها كافة، وإخضاعها كلياً لسيطرة قوى خارجية مثل إيران وروسيا. ولقد أعلنت السفيرة الأميركية في 28 أيار (مايو) الماضي عن قرار بزيادة المساعدات الأميركية للجيش هذه السنة 15 مليون دولار لتصبح 220 مليون دولار. كما أقرت وزارة الدفاع الأميركية هبة 59 مليون دولار لمساعدة الجيش في مهام حماية الحدود، بالإضافة الى تقديم ثلاث سفن دورية طراز بروتكتر (طول 27 متراً) لتعزيز قدرات البحرية اللبنانية على حماية الحدود البحرية من عمليات التهريب بكل أشكاله.

التركيز على مسألة أمن الحدود هدف أساسي ومحفز رئيسي للدول الغربية لمساعدة الجيش. فهذه الدول تراقب كيف ينهار الأمن الإنساني في لبنان نتيجة فشل الدولة والتدهور الاقتصادي. والأمن الإنساني في مكوّناته السبعة – الأمن الاقتصادي والأمن الصحي والأمن التربوي والأمن السياسي والأمن البيئي والأمن الشخصي والأمن الاجتماعي – يتفكك بسرعة في دولة بات أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر وتستضيف مليوناً ونصف مليون لاجئ سوري وفلسطيني. وبالتالي، فإن الانفجار الاجتماعي الكبير قادم مع انعدام الحلول السياسية لأزمات البلد المتعددة والمترابط بعضها مع أزمات المنطقة. وسينعكس الانهيار الكبير في لبنان مباشرةً على الأوضاع في سوريا، كون لبنان هو الرئة والمتنفس الاقتصادي لسوريا. تدهور الأوضاع في لبنان دراماتيكياً وانعكاسه على سوريا سيولد موجة نزوح كبيرة من لبنان ومن سوريا عبره باتجاه أوروبا. كما أن هذا الوضع سيوجد بيئة حاضنة للمجموعات الإرهابية المتشددة، بخاصة أن "داعش" لا يزال نشطاً في البادية السورية.

تقديم العون للجيش اللبناني هو إذاً حركة استباقية من قبل الغرب لمنع تمدد المجموعات المتطرفة الى لبنان، ولوقف أي عمليات هجرة عبر البحر أو عبر الحدود اللبنانية باتجاه البحر للوصول الى شواطئ أوروبا. كما أن ذلك يساعد على تمكين الجيش من أن يحكم السيطرة يوماً ما على المنافذ البرية والبحرية والجوية لمنع دخول الممنوعات كافة، ومنها السلاح – بعد توفر الغطاء السياسي الدولي والداخلي لمثل هذه الخطوة التي تبدو صعبة في الوقت الراهن. ويلعب الجيش اللبناني اليوم أدواراً أمنية عدة ليست من مهامه الأساسية مثل مكافحة المخدرات وتهريب البشر. وطبعاً ستساهم عملية تعزيز البحرية اللبنانية من تنفيذ مهام حماية منشآت النفط والغاز مستقبلاً في المياه اللبنانية، بالإضافة الى عمليات البحث والإنقاذ البحري. ومن المتوقع أن يناقش المؤتمر الذي تعدّ له فرنسا خططاً واقتراحات لسبل دعم الجيش قد تتضمن منحاً مالية لتحسين الأوضاع المعيشية لعناصر الجيش وضباطه، وهو أمر أساسي لإبقاء معنويات جميع أفراده مرتفعة، ما يساعد على استمرارية الانضباط والتراتبية الهرمية داخل المؤسسة. فالجندي الجائع أو عائلته جائعة لا يقاتل.

مع استمرار فشل السلطة السياسية الحاكمة والانهيار الاقتصادي، سيزداد الاهتمام  بالمؤسسة العسكرية، إن كان من الجهة التي تريد تعزيز دوره وتقويته أو من الجهة التي تخشاه وتسعى إما خلف تدميره أو استغلاله والسيطرة عليه. ولذلك ستجد المؤسسة العسكرية نفسها تحت الأضواء بشكل متزايد في المراحل المقبلة، ما يضع قيادتها أمام مسؤولية كبيرة مقابل عناصرها والشعب اللبناني. فهي المؤسسة التي يراهن عليها كثر لاستمرارية لبنان بنظامه الديموقراطي المتعدد واقتصاده الحر. كما يجب أن تسعى قيادة الجيش بمساعدة القوى التي تساندها من أجل العمل مع مجلس النواب لاستصدار قوانين تمكنه من أن تكون له قدرة إنتاجية لتغطية بعض مصاريفه، كما الحال في الجيش المصري حيث تدخل المؤسسة في مناقصات حكومية ولدى القطاع الخاص لتنفيذ مشاريع بنية تحتية وبناء. كما تقوم بمشاركة مستثمرين في بناء مصانع لتصفيح السيارات وتصديرها وصنع الملابس والأحذية وغيرها. يمكن للجيش اللبناني الذي يملك كفاءة ومصداقية كبيرتين أن يوفر لصندوق الجيش أموالاً من خارج خزينة الدولة عبر مشاريع عدة، يفيد ويستفيد مالياً منها، ويوفر حاجات جنوده وضباطه ولا يكون مضطراً لطلب العون والإغاثة من الخارج. فالحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ اتفاق الطائف لم تكن يوماً سخية مع الجيش اللبناني، بل كانت مجحفة بحقه في أفضل أيامها ولم تعط المؤسسة أكثر مما يكفيها لدفع الرواتب وتغطية مصاريف الغذاء والمكافآت العادية. لذلك، يجب التأسيس لآلية دائمة تؤمن مدخولاً مالياً للمؤسسة العسكرية بعدما باتت الدولة اليوم عاجزة عن تغطية أبسط متطلباتها.

 

نحو صيغةٍ تسوويةٍ بين «الحزب» والدولة

طوني عيسى/الجمهورية/11 حزيران/2021

لم تكن إطلالة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الأخيرة كسابقاتها. لقد ظهر أكثر ثقة في مواقفه وخطواته، بل ذهب في التحدّي، في مسألة البنزين الإيراني مثلاً، إلى القول: «سنفعل وليجرُؤوا على منعِنا!». ولهذه الرسالة مغزاها، خصوصاً في هذا التوقيت.في بيئة «الحزب»، يسود الارتياح أكثر من أي يوم مضى، وهناك انطباع بأنّ خيارات «الحزب» هي التي انتصرت أو على وشك الانتصار، وأنّ الجميع سيجد نفسه يوماً بعد يوم مضطراً الى الرضوخ لها، لأنّ أحداً لم يستطع أن يُلحِق به الهزيمة. وعناصر قوة «حزب الله» داخلياً تتكامل:

1- باب النقاش في ملف السلاح والاستراتيجية الدفاعية وقرار الحرب والسلم أقفِل تماماً، ولم يعد مطروحاً حتى من باب المناورة السياسية.

2- «الحزب» وحلفاؤه يمسكون بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، وقرارهم في السلطة هو الراجح.

3- فيما البلد ينهار مالياً واقتصادياً ونقدياً، ومؤسساته المصرفية مشلولة، والجوع يستشري، يتمتَّع «الحزب» بقدرات مالية توفِّرها إيران، وتديرها مؤسساته المالية الخاصة.

ولكن، ثمة مَن يسأل: هذا النفوذ كان موجوداً منذ مدَّة طويلة، وقد ترسَّخ عبر سنوات، فما الجديد الذي يجعل «الحزب» اليوم أكثر ثقة في نفسه؟

المتابعون يتحدثون عن تحوُّلات سياسية مُهِمّة في المناخ الإقليمي والدولي يراهن عليها «الحزب» في لبنان، وأخرى يراهن عليها المحور الإيراني على مستوى الشرق الأوسط. وهذه التحوُّلات يرى «حزب الله» أنها بدأت تتحقّق على الأرض، وهو يتحضّر لقطف ثمارها.

فالحصار الذي فرضته واشنطن على لبنان، منذ العام 2017، بهدف إضعاف «الحزب»، يقود إلى انهيار متزايد للدولة والمؤسسات، لكن «حزب الله» لم يتأثّر به. وكذلك، لم تنجح العقوبات في فكّ سيطرته على القرار في لبنان. وبعد انفجار المرفأ، دخل الفرنسيون بمبادرتهم على الخط. وعندما اكتشفوا فشلها، حمّلوا المسؤولية للجميع ولوّحوا بعقوبات على كثيرين، لكنهم لم يُظهِروا أي سخونةٍ تجاه «الحزب». وعلى العكس، إن قنوات الاتصال بينهم وبينه مفتوحة، وهم يحرصون على مراعاة «خصوصية» الوضع اللبناني و»حساسيته». ولطالما كانت هذه نقطة خلاف بينهم وبين واشنطن زمن الرئيس دونالد ترامب.

كما يراهن «الحزب» على أنّ خطوط الاتصال المفتوحة بين واشنطن وطهران، وبين الرياض وطهران، وعبر خطوط عربية وأوروبية أخرى، ستوفر له الحماية والتغطية في لبنان.

فالأميركيون في عهد الرئيس جو بايدن يحرصون على إنجاح المفاوضات مع طهران. وأياً تكن المطبّات التي تتعرّض لها مفاوضات فيينا، فعلى الأرجح ستنتهي بتسويات تشمل الملف النووي والصواريخ البالستية ودور إيران الإقليمي. وهذا التبريد سيستفيد منه «الحزب» لتكريس موقعه في الداخل اللبناني. ويكتسب الأمر أهمية مع اقتراب الاستحقاقات النيابية والرئاسية التي يمكن أن تتكفل بنقل لبنان إلى خيارات أخرى أو تكرّس بقاءه في «الستاتيكو». حتى الآن، «الحزب» لا يخشى هذه الاستحقاقات لأنّه يتحكّم بمسارها. وهو يدرك أنّ أي انتخابات نيابية أو رئاسية لن تمرّ الّا برضاه. وهذا يعني أنّها ستجدِّد له التغطية والاعتراف بالنفوذ. وأما الانهيار المالي والمؤسساتي، وحتى الأمني، فلا يشكّل له أي إحراج. وعلى العكس، هو يجعله الأقوى داخلياً، والأكثر تماسكاً وتنظيماً فيما كل شيء مفكَّك.

إذاً، هل يعني ذلك أنّ «الحزب» على وشك تكريس مزيد من السيطرة على قرار الدولة المركزي، أياً تكن المتغيّرات الآتية؟

المؤيّدون لـ«الحزب» لا يستبعدون حدوث ذلك في الأشهر المقبلة، ويقولون: في النهاية، هو صمَد وأحبط محاولات إضعافه ودفع الشعب إلى الانتفاض عليه. ومِن حقِّه أن يجيِّر انتصاره سياسياً، وعلى الخصوم أن يقتنعوا بالهزيمة ويتراجعوا.

ولكن، هناك مَن يقول: الأميركيون والفرنسيون والخليجيون العرب قد يُبرِمون صفقاتٍ مع إيران، ولكن ليس في مصلحتهم أن يخلوا لها الساحة في لبنان ويسحبوا أيديهم منه نهائياً. ولذلك، رهانُهم قوي على الجيش كحصان رابح للحفاظ على البلد وتجنيبه أي صدمة، حتى وصوله إلى التسويات الكبرى.

طبعاً، لا يمانع «الحزب» أن يحظى الجيش بالدعم. ولعقودٍ من الزمن هو أتقن التعايش مع المؤسسات، ولاسيما العسكرية والأمنية، وتقاسَم معها هوامش السلطة. لكنه يحاذر أن يكون هناك مَن يراهن على تبدُّل موازين القوى إقليمياً وداخلياً لإحداث تَنافس أو تَصادُم مع هذه المؤسسات.

وفي الخلاصة، هناك اقتناع لدى مراقبين جدّيين بأنّ عملية خلط الأوراق الناتجة من ورشة الاتصالات الجارية أو المتوقعة، بدءاً من مفاوضات فيينا، ستنعكس على لبنان. وفي ضوئها، «سيعاد تركيبُه» من الحضيض، بعد بلوغ الانهيار مداه الأقصى.

وضمن هذا التصوُّر، سيتقرَّر موقع «الحزب» ودوره داخل الدولة، ربما وفق نموذج «الحشد الشعبي» في العراق- كما يرى البعض- حيث حدّد قانون 2016 تشكيلات «الحشد» بأنّها «كيانات قانونية تتمتع بالحقوق وتلتزم بالواجبات، باعتبارها قوة رديفة ومساندة للقوات الأمنية العراقية، ولها الحقّ في الحفاظ على هويتها وخصوصيتها». أو ربما يتقرَّر موقع «الحزب» ودوره وفق أي نموذج آخر تحدِّده الصيغة التي ستولد في الحوار، أو المؤتمر التأسيسي. ولكن، في أي حال، ليس واقعياً أن يتوقع أحد نزع الامتيازات الحالية من «حزب الله».

وفي المقابل، ليس واقعياً أن يسيطر «الحزب» على الدولة برمتها. فبين الخيارين سيكون هناك مكان لصيغة تسووية لا يخرج منها أحد مهزوماً. والصيغة المنتظرة يُفترض أن تحدّد النقطة التي سيتموضع فيها لبنان، بين نظامه المركزي الموجود فيه اليوم نظرياً، وواقعه اللامركزي الذي وصل إليه بالانهيارات الشاملة. الحصار الذي فرضته واشنطن على لبنان، منذ العام 2017 بهدف إضعاف «الحزب» يقود إلى انهيار متزايد للدولة والمؤسسات.

 

الجيش رئة التواصل مع الخارج

أحمد الأيوبي/اللواء/الجمعة 11 حزيران 2021

لا يختلف مشهد لبنان عن مشهد نهاية الأندلس على يد ملوك الطوائف. فالدولة تنهار بينما يتنازع من يحسبون أنفسهم «ملوكاً»، كراسيّ السلطة فيحطمون في اختصامهم مداميك الكيان ويدمرون العمارة والبنيان، ويقضون على معالم الحضارة، ويعيدون الناس إلى زمن الفحم والحجارة.. وهم يتصايحون باسم الطائفة والمذهب، ولا يرون جوع الناس الذي بات عابراً للمناطق والطوائف، ولا يوقفهم أنين الضحايا ولا صراخ الاحتجاج. فوضى هائلة تجتاح لبنان وتسمي نفسها سلطة، تنظم السلب وتدعم النهب، ولا تراعي في المواطنين إلا ولا ذمة، ويحاول القائمون عليها إقناع اللبنانيين بأنهم يتصارعون من أجلهم لا عليهم، فتتطاير الفتاوى الدستورية المجنونة ويتصارع القضاة في حلبات الشركات وساحات القضاء، ويخرج المرشد ليعلن بدء شحن المشتقات النفطية من إيران التي تعاني الشحّ والعطش النفطي بشكلٍ فاضح.

سلطة التمييز الجائر.. ضد طرابلس

ماذا يمكن أن ننتظر من سلطة تسبب تواطؤها مع السلاح في تخسير اللبنانيين منافذ التصدير إلى الخليج، وهي لا تستحي من لعب أدوار البطولة على بعض صغار المهربين لتوحي للعالم أنها فعلاً تكافح التهريب المنفلت براً وبحراً وجواً. هذه السلطة لم تستحِ من أن تعلن بكلّ صفاقة ووقاحة وفجور، بأنّها تريد حرمان مرفأ طرابلس، النظيف السمعة والذائع الصيت بالثقة والنجاح والتطوير، لصالح مرفأ بيروت المفجّر والمستباح بما يسمى «خط المقاومة»، والذي خرجت منه بعد جريمة تفجيره عشرات شحنات المخدرات إلى مصر والسعودية واليونان وغيرها من دول العالم. في مسرحيات التكاذب البشعة هذه يخرج نائب «البطاطا» ميشال ضاهر ليدعي زوراً تصليح جهاز السكانر في مرفأ طرابلس، وهو جهاز «سليم معافى» لا يشكو عطلاً ولا ضرراً، وليعلن هذا النائب أنه يدرس نقل الجهاز من مرفأ طرابلس الناشط، إلى مرفأ بيروت المعتلّ والفاقد لضمانات السلامة الأساسية.

سدّ بسري من جديد.. ونموذج سد المسيلحة قائم

لا تكفّ هذه السلطة ونوابها المتسلّقون الباحثون عن الصفقات السوداء على ابتكار الحيل وابتداع الأكاذيب، ولا تتوانى عن إعادة طرح العمل في مشروع جريمة سدّ بسري، وكأنها لا ترى كارثة سدّ المسيلحة، الذي تحوّل إلى أطلالٍ لذكرى لعينة إلى جوار قلعة تاريخية شكلت نموذجاً للإنجاز المعماري قبل قرون، بينما ورّطنا «مهندس الخراب» جبران ابن باسيل بكارثة السد الذي يبتلع الماء بلا ارتواء. سلطة الوهم والخراب هذه تتباهى بأن التخريب من أعمال المقاومة، وتعتقد أنّ بإمكانها أن توهم العالم بقدرتها على الإنقاذ وهي إلى القعر تسقط بسرعة الضوء، فإذا بالانهيار يتسارع وبالدولار يتطاير وبمصائر الناس تصبح معلّقة بأيدي سفاحين لا يخافون الله ولا يعرفون للقيم مكاناً في حياتهم.

سقوط كلّ الخيارات

وصل الخواء بتحالف السلاح والفساد إلى درجة أن تشكيل الحكومة أو عدمه أصبح سواء، وأنّ أي رئيس يتولى منصب الرئاسة الثالثة سيكون في وضعية الانتحار، بعد أن أضاع الحاكمون فرص تدارك الكارثة، سواء بالتباطؤ في التفاوض مع الجهات المالية الدولية، أو في وقف الهدر والحدّ من فوضى استغلال الدعم في التهريب.. فلم يعد أمام الناس سوى انتظار وقوع البلاء في صحتهم وأرزاقهم ومستقبلهم.

سقوط مؤسسات الدولة

تتساقط سريعاً مؤسسات الدولة، فبعد القضاء على القضاء، سيطر الوهن على الضمان وأصبح القطاع الصحي في حالة العناية الفائقة، وأقفل فوج إطفاء بيروت، فوج الأبطال والشهداء، أبوابه لعدم تأمين المحروقات لآلياته ولغياب التغطية الصحية لأعضائه، وقريباً لن يبقى أيّ قطاع قادراً على تقديم الخدمات للناس. يبقى الجيش والأجهزة الأمنية فرصة لبنان الأخيرة لتدارك البلد من الاندثار، وما يفعله قائد الجيش العماد جوزاف عون اليوم، هو مسعى جادّ للتعويض عن غياب الدولة أمام المجتمعين العربي والدولي، لتقديم نموذج صالح للتعاون معه، خارج بلطجة السلطة المتهالكة والغارقة في الفساد، والعائمة على وهم قوة السلاح واعتبار عنصر القوة العسكرية بأنّه الحل الحاسم. لو أنّ القوة تكفي لكانت المجتمعات سلّمت قيادها لشريعة الغاب، ولما احتاجت للقوانين الناظمة لحياة الناس، ولا إلى اعتبار التداول السلمي للسلطة من قواعد النجاح في إدارة المجتمعات الإنسانية. ولو أنّ هذا النمط من الحكم نجح في إنماء حياة الشعوب، لما كانت كوريا الشمالية دولة للموت والرعب، ولا كانت إيران دولة للقرصنة والإرهاب، بينما شعبها يعاني المرارات وشظف العيش، بسبب سياسات التوسع القومية التي تعتمدها طهران في المنطقة. أيّ نموذج للحكم يريده أهل السلاح للبنان، وهل يعتقدون أنّهم إذا ألغوا هوية بلدنا المتنوعة والمنفتحة والحضارية، سيصلون بالبلد إلى نموذج أفضل، فيكفي النظر إلى نماذجهم في إيران والعراق وسوريا واليمن، لندرك أي بلاء بانتظارنا.

فرص للنجاة

يبقى أنّ لدى اللبنانيين فرصتين تتكاملان مع بعضهما البعض:

– فرصة بقاء الجيش صامداً للحفاظ على أساس الدولة.

– وفرصة شدّ الهمم في الانتخابات النيابية المقبلة لاختيار المرشحين القادرين على الصمود في وجه السلاح وفي وجه الفساد، لتحرير الدولة من هيمنة السلاح واحتلاله، وفرض التوازن من جديد، واستعادة المسافة الفاصلة والآمنة بين «حزب الله» والدولة، تمهيداً لطرح الملفات الكبرى على الطاولة من دون خوف ولا وجل، فزمن الانقلابات المسلحة في لبنان إذا عاد، سيسقط الانقلابيين أولاً وأخيراً.

 

بكركي “بالمختصر المفيد”… لا تأجيل ولا تمديد!

ألان سركيس/نداء الوطن/الجمعة 11 حزيران 2021

شكّل كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد صدمة للجميع، خصوصاً عندما تحدّث عن وجود مخطط من وراء عدم تأليف الحكومة، للوصول إلى تأجيل الإنتخابات النيابية وتطيير الإنتخابات الرئاسية. ليس جديداً على البطريرك الماروني إطلاق التحذيرات والتنبيه من المخططات التي تريد ضرب الكيان والسيطرة على الدولة، لكن الراعي هذه المرّة كان أكثر تصويباً إذ سرد ذاك المخطط والأهداف من ورائه والتي تصل إلى حدود القضاء على الكيان في مئويته الثانية. ويبدو أن هناك قوى غير متحمّسة لإجراء الإنتخابات، إذ إن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله نسف أي مسعى لإنتخابات نيابية مبكرة بعد الحديث عن إستقالات لعدد من الكتل في مجلس النواب. وتشدّد مصادر كنسية على أن كلام الراعي أكثر من واضح ولم يأتِ من عبث، بل إنه ينظر إلى مسار الأمور ويكتشف أن هناك قوى تعرقل مسيرة الإنقاذ، ومن بين هذه التصرفات عدم السماح بولادة حكومة جديدة.

وترى المصادر أن الراعي من خلال تصويبه على مسألة تأجيل الإنتخابات وضع الإصبع على الجرح، فهو لا يناور أو لديه أجندات سياسية أو مصالح خاصة، بل كان يتأمّل خيراً بإمكان تأليف حكومة تضع حدّاً للإنهيار وتتحدّث مع المجتمع الدولي من أجل الحصول على مساعدات عاجلة وضرورية، لكنّ تعنّت كل فريق أدّى إلى إبقاء البلاد بلا حكومة. وفي السياق، فإن عتب الراعي الأساسي موجّه إلى كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وكل تقصير من أحدهما سيُسرّع عجلة الإنهيار بدل لجمها. ويؤكّد الراعي انه ليس فقط مع عدم تأجيل الإنتخابات، بل إنه يؤيّد إجراء إنتخابات مبكرة واليوم قبل الغد، من أجل إعادة إنتاج سلطة تشريعية وتنفيذية تضع خريطة طريق إنقاذية وتحافظ على وجه البلد الذي يتغير. شكّلت إنتفاضة 17 تشرين 2019 ضربة قوية لمعظم القوى السياسية، وقد برز “التيار الوطني الحرّ” برئاسة النائب جبران باسيل كأكثر الخاسرين شعبياً وسياسياً، وتلاه تيار “المستقبل” برئاسة الحريري، وما لعبة شدّ الحبال بين الحريري وباسيل إلا محاولة لتعويم كل طرف وشدّ عصب الجماهير، في حين أن البلاد تنهار والشعب يواجه الإذلال في كل مكان. وفي مقارنة بين كلام البطريرك الراعي الأخير عن تطيير الإنتخابات وانتفاضة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي منذ فترة، والذي حذّر من مخطط يُعدّه “التيار الوطني الحرّ” شبيه بما حصل بين العامين 1988 و1990، فإن “التيار الوطني” يكون في قفص الإتهام خصوصاً وأن كل الإحصاءات والتحليلات تدلّ على تراجع شعبيته، وسط الحديث عن أن عون لن يترك قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته إلا في حالة واحدة وهي انتخاب باسيل خلفاً له.

وتتخوّف بكركي من وجود مخطط من هذا النوع وترفض رفضاً قاطعاً التمديد للرئيس عون، فكيف الحال إذا انتهت ولايته ولم يُمدّد له ورفض مغادرة القصر الجمهوري؟ لذلك فإن حسابات “التيار” في هذا السياق خاطئة إذا ما قرر الدخول في مثل هكذا سيناريو. ويبدو واضحاً أيضاً أن “حزب الله” الذي يحافظ على قبضته على الساحة الشيعية، مرتاب من النتيجة التي قد يُحقّقها حليفه العوني في الدوائر المسيحية، لذلك فهو غير متحمّس لتلك الانتخابات، لأنه لا يريد أن يخسر في عام واحد الأكثرية النيابية والغطاء المسيحي ورئيس جمهورية ستنتهي ولايته وشكّل الغطاء الأول لدويلته.

 

الشعب “مُخدّر” من التعذيب: سياسة الأسد في لبنان؟!

كارولين عاكوم/الشرق الاوسط/الجمعة 11 حزيران 2021

لا يكاد يمرّ يوم في لبنان من دون الأخبار التي تتوالى عن فقدان المواد الغذائية والاستهلاكية وارتفاع أسعارها، إن وجدت في الأسواق، من الخبز إلى الدواء والمحروقات وغيرها، لكن السؤال الذي بات يطرح أينما كان اليوم هو: لماذا لا يزال الشعب اللبناني ساكتاً على هذا الوضع الذي يتفاقم من دون سقف في غياب أي تحركات جدية وفعلية على الأرض بوجه كل ما يحصل، وهو الذي كان قد انتفض في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 رفضا للتعريفة على خدمة الواتساب، بينما ما يدفعه اليوم، ماديا ومعنويا، يفوق أضعاف ما كان سيدفعه لهذه الخدمة؟

وانشغال اللبنانيين في السباق على تأمين لقمة عيشهم يختصر هذا الواقع، وقد يكون كافيا لفهم سبب غياب التحركات الشعبية بعدما باتت لقمة العيش هي الهدف الذي يسعى له كل مواطن ورب عائلة رغم كل العذاب الذي يتكبده في هذه المهمة التي باتت «شبه مستحيلة»، وهو ما يتوافق عليه كل من أستاذ السياسات والتخطيط في الجامعة الأميركية في بيروت ناصر ياسين والأستاذة في علم الاجتماع منى فياض، معتبرين أن همّ اللبناني الذي بات يرتكز على تأمين خبزه اليومي، بات يطغى على أي أولوية أخرى، مع بعض الاختلاف فيما بينهما، لجهة اعتبار ياسين أن هذا الواقع سيعيد الناس إلى الشارع إنما بنسبة أقل من تلك التي شهدتها الشوارع عام 2019، فيما تعتبر فياض أن كل ما يحصل سيؤدي إلى انفجار قد يتجسد في عنف مجتمعي. ويتحدث ياسين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أسباب عدة حالت دون عودة التحركات الشعبية إلى الشارع، مشيرا بداية إلى انتشار وباء «كورونا» إلى جانب أسباب رئيسية أخرى مرتبطة بشعور اللبنانيين بفقدان الأمل بعدما لم تنجح انتفاضة الخريف في التوصل إلى نتيجة فيما لم تعمل مجموعات الانتفاضة في عدد منها إلى تحديث أدوات الاحتجاج. ويلفت أيضا إلى الشق النفسي المرتبط بهذا الواقع، حيث ينشغل الناس الذين يعيشون تحت الضغط على كل الصعد بأمورهم الحياتية وتأمين حاجاتهم الأولية من الدواء والبنزين وحليب الأطفال والكهرباء، فيما يلجأ البعض الآخر إلى البحث لتأمين مستقبله عبر الهجرة أو الحصول على عمل وغيره، ورغم ذلك، يقول ياسين: «هذا لا يعني أنه لن يحصل تحركات احتجاجية إنما لن تكون على غرار تلك التي رأيناها في خريف عام 2019».

من جهتها، تقول فياض لـ«الشرق الأوسط» نحن موجودون في سجن وليس في بلد طبيعي والسلطة تجرّب بالشعب كل أنواع التعذيب بحيث بات يشحذ لقمة العيش لأبنائه ليبقى السؤال هل ينزل رب الأسرة إلى الشارع ليتظاهر أم أنه يفضل البحث لتأمين لقمة العيش لأبنائه؟، مضيفة: «بالتالي باتت سياسة السلطة اليوم إلهاء الناس بلقمة عيشها في سياسة تذكرنا بسياسة نظام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد مع شعبه».

من هنا ترى فياض أن الشعب اللبناني أصبح كالذي تعرّض للتخدير نتيجة العذاب المتراكم والأزمات التي يعيشها على جبهات عدّة وهذا نتيجة طبيعية لهذا الواقع الذي تتطلب مواجهته المقاومة بكامل القدرات ورفض الاستسلام»، معتبرة أن الشعب اللبناني وإن كان اليوم مخدرا لكنه لن يبقى كذلك طويلا وهو في النهاية سينتفض ولن يستسلم وقد نصل إلى مرحلة الانفجار بأشكال متعددة قد يكون عبر عنف مجتمعي أو أي صيغة أخرى». لذا تشدد فياض على أنه «حان الوقت للمقاومة السلمية الفعلية تحت شعار واحد هو مقاومة هذا الاستبداد الجديد». ولا يختلف رأي الناشط السياسي إبراهيم منيمنة الذي يقرّ بأن انتفاضة 2019 فشلت في تحقيق التغيير وبالتالي بات هناك حالة من فقدان الأمل في أوساط اللبنانيين المنشغلين بهموم تأمين متطلباتهم اليومية. ويقول منمينة لـ«الشرق الأوسط»: «هناك حالة إحباط وعدم ثقة بأننا قادرون على التغيير بسبب فشل الانتفاضة الشعبية بتحقيق تغيير سياسي وتغيير موازين القوى وبعدما باتت التحركات في الشارع تقمع بسهولة ولا تؤدي إلى نتيجة». ويلفت منيمنة أيضا إلى سبب آخر، إضافة إلى انشغال اللبنانيين بالسباق لتأمين مقومات العيش من الخبز والدوار والحليب، هو عدم القدرة على الاستثمار السياسي لأي تحرك، في غياب القيادة أو جهة معينة تدعو لهذه التحركات وتدعو لها ومن ثم قيادة التغيير في السلطة».

مع العلم أنه يسجّل في الأيام الأخيرة تحركات شعبية خجولة على الأرض في بعض المناطق، حيث يتم إقفال طرقات وإحراق إطارات رفضا لتردي الأوضاع المعيشية، إنما تبقى محدودة في غياب أي تنظيم ودعوات واسعة للمشاركة، كما سُجل أيضا إضراب سلمي دعا له الاتحاد العمالي العام الأسبوع الماضي شاركت فيه قطاعات مختلفة في موازاة المواقف المستنكرة لكل ما يحصل. وفي السياق نفسه، عاد وحدد أمس الاتحاد العمالي العام يوم الخميس المقبل، يوم إضراب وطني نقابي وعمالي وشعبي على كافة الأراضي اللبنانية استكمالا للضغط تحت شعار الإسراع وعدم التلكؤ في تأليف حكومة إنقاذ وطني وإسقاط الذرائع الواهية والحسابات الحزبية والسياسية في حين تغرق البلاد كل يوم في مشكلة ومأساة جديدة، داعيا كافة فئات الشعب اللبناني للمشاركة في هذا التحرك السلمي، ولفت إلى أنه يتم وضع جدول أعمال بتحركات تصعيدية على المستوى الوطني».

 

حسابات الـ 50 ألف دولار قيد التصفية… من المستفيد؟

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/الجمعة 11 حزيران 2021

بعد “حرب ضروس” خاضها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع جمعية المصارف في لبنان بعيد إعلان عزمه إصدار “تعميم يجيز للمودع سحب 400 دولار شهرياً نقداً و400 دولار بالليرة اللبنانية”، خرج التعميم المنتظر رقم 158 أمس الى العلن، بعد إنجاز التعديلات الأخيرة عليه.

فالإشتباكات كانت على أوجّها امس بين الفريقين، على خلفية إحتجاج المصارف على بعض النقاط الواردة في التعميم وعدم قدرة البنوك على دفع أي دولار نقداً، لكنها عادت ورضخت لتعميم الأمر الواقع.

يبدأ العمل بالتعميم اعتباراً من 30 حزيران 2021 ولمدة سنة قابلة للتجديد، لحين تحرير جميع الأموال المحوّلة من حسابات المستفيد الى “الحساب الخاص المتفرّع” الجديد الذي ستفتحه المصارف خصيصاً للعمل بهذا التعميم، والتي تصل في حدّها الأقصى الى 50 ألف دولار.

وفي التفاصيل، أوجب التعميم على المصارف تحديد العملاء الذين يستوفون الشروط المحدّدة وهم: أصحاب الحسابات المفتوحة قبل 31 تشرين الأول 2019 والتي لا تزال موجودة محتسبة على اساس الأرصدة الموجودة بتاريخ 31 آذار 2021، شرط ألا تتجاوز قيمتها تلك التي كانت متوفّرة في 31 تشرين الأول الماضي. فإذا كان على سبيل المثال لدى صاحب الحساب في 31 تشرين الأول 2019 ما قيمته 10 آلاف دولار وتدنى الى 7 آلاف في 31 آذار 2021، تحتسب القيمة على أساس الـ 7 آلاف دولار فقط، والعكس صحيح أي اذا كان لدى المودع 10 آلاف دولار وأصبحت وديعته 12 ألف دولار في آذار، يحتسب المبلغ على أساس ما كان عليه في 31 تشرين الأول 2019. لكن ماذا لو كان للمودع حسابات عدة؟ عندها تُعتمد ارصدة حساباته كافة بالعملات الأجنبية مضافاً اليها الحسابات التي يكون شريكاً فيها لدى أي مصرف على حدة، بعد تنزيل أو حسم المبالغ المحولة من الليرة الى العملات الأجنبية بعد 31 تشرين الأول 2019، والحسابات المجمّدة كضمانة نقدية مقابل قروض أو تسهيلات، وتحسم قيمة الجزء من حساباته المدينة بالعملات الأجنبية، التي تم وسيتمّ تسديدها طوال فترة استفادته من أحكام التعميم بالليرة.

أما عن الإجراءات التي على المودع القيام بها للإستفادة من تعميم 158، فحُدّدت كالتالي:

– على صاحب الحساب أن يطلب من المصرف المعني فتح حساب خاص متفرّع (Special Sub Account) يحوّل اليه مبلغ 50 ألف دولار اذا كان لديه هذا المبلغ أو أقل، وفقاً للمبالغ المتوفرة لديه لدى المصارف بالدولار أو أي عملة أجنبية أخرى.

– اذا كان لدى المودع أكثر من حساب، عليه أن يحدد الحسابات التي سيتمّ التحويل منها، واذا كان الحساب مشتركاً مع شخص آخر عندها لا يستفيد الا بمبلغ حدّه الأقصى 50 ألف دولار، كون التعميم الصادر قابلاً للتجديد وكونه سيقسط مبلغ الـ50 ألف دولار لسنوات معدودة.

– على المستفيد أن يرفع حصراً السرّية المصرفية عن “الحساب الخاص المتفرّع” الجديد فقط لصالح مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف، وبالتالي لا ترفع السرية مطلقاً عن حساباته كافة.

أما عن آلية سحب الوديعة المحوّلة الى الحساب الجديد الذي نقلت اليه الأموال ويسمى “الحساب الخاص المتفرّع”، فتتمّ كما يلي:

– مبلغ 400 دولار شهرياً يدفع نقداً لصاحب الحساب و/أو عن طريق تحويل الى الخارج، و/أو بواسطة البطاقات المصرفية التي يمكن استعمالها في لبنان والخارج و/أو إيداعها في حساب جديد، على ألا يتجاوز مجموع ما يمكن سحبه بالدولار من المصارف كافة سنوياً 4800 دولار.

– إضافة إلى ما يوازي 400 دولار أميركي بالليرة اللبنانية شهرياً على اساس السعر المحدّد على منصّة Sayrafa، أي على سعرالـ12 ألف ليرة للدولار. على أن تدفع منها نسبة 200 دولار “لصاحب الحساب” نقداً و200 دولار بواسطة البطاقات المصرفية، على ألا يتجاوز مجموع السحوبات 4800 دولار على سعر الـ12000 ليرة للدولار. وبذلك يكون مجموع السحوبات التي يمكن سحبها 4800 دولار نقداً و4800 دولار بالليرة اللبنانية خلال سنة واحدة من بدء العمل بالتعميم. والنقطة اللافتة، ان التعميم اجاز للمودع سحب المبالغ المحددة والمودعة في “الحساب الخاص المتفرّع” الجديد وقت يشاء باعتبارها تراكمية وليست شهرية. تبقى المعلومة الأهمّ في القرار والتي كانت “نداء الوطن” أول من أضاء عليها، وهي أن من يستفيد من تعميم الـ”400 دولار” لفترة عام، لا يمكنه سحب ودائع العملات الأجنبية وفق سعر الـ3900 ليرة للدولار، طوال فترة استفادته من أحكام التعميم رقم 158 الحالي. وبذلك، تكون المصارف ملزمة بتطبيق التعميم تحت طائلة تعرضها للعقوبات، لا سيما وأنّ “المركزي” فتح باب الشكاوى ضد المصارف غير الملتزمة أمام لجنة الرقابة على المصارف. ومساءً، عقدت جمعية المصارف إجتماعاً لها خصصته للبحث في التعميم، فأبدت تحفظها عليه، إلا انها أعربت في الوقت نفسه عن التزامها بتطبيقه. وعلمت “نداء الوطن” أنّ بعض المصارف تناول خلال الاجتماع المشاكل التقنية التي يمكن ان تواجهها لتطبيق التعميم، لافتة الى أن مصرف لبنان اعطى جمعية المصارف مهلة 48 ساعة لوضع ملاحظاتها وطلب توضيحات في حال وجودها، مع تأكيد المصرف المركزي عدم إمكانية ادخال اي تعديلات على جوهر التعميم.

 

العهد "غير معني" بمعاناة اللبنانيين والفساد وهمّه كسر عزلته

غسان ريفي/سفير الشمال/الجمعة 11 حزيران 2021

كل ما يتعرض له اللبنانيون سواء في السياسة أو في تفاصيل حياتهم اليومية، يرقى الى مستوى "الخيانة العظمى" التي من المفترض أن يُنزل القانون بأصحابها أقسى العقوبات، خصوصا أن كل المعنيين من سياسيين ومسؤولين باتوا متهمين بقتل الشعب اللبناني عن سابق تصور وتصميم.

بعدما ثبُت بالوجه الشرعي أن القيادات السياسية المعنية بتشكيل الحكومة تفتقر الى المسؤولية الوطنية، حيث ترقص على عذابات اللبنانيين وتلهو بشروط وشروط مضادة وبحرب بيانات ومصادر بهدف تحقيق مكاسب شخصية. ثبُت أيضا، أن في لبنان كثيرا من المجرمين المقنعين الذين ينتمون الى فئة التجار والمستوردين وأصحاب الشركات الذين يحتكرون البضائع لتحقيق أرباح مالية طائلة بحمايات سياسية وعلى حساب الشعب اللبناني الذي يمضي ساعات يومه في الانتظار لتعبئة البنزين وفي التفتيش عن الغذاء والدواء وفي التسول على أبواب المستشفيات للحصول على خدمة طبية بسيطة.

في المداهمة التي نفذها وزير الصحة حمد حسن أمس لعدد من المستودعات تبين وجود كميات هائلة من الأدوية تشكل 80 بالمئة من تلك المفقودة في الصيدليات، إضافة الى كميات مماثلة من المعدات والمستلزمات الطبية، وحليب الأطفال.

وتشير الاحصاءات الأولية الى أن ما تم إكتشافه أمس يكفي حاجة البلاد لنحو ستة أشهر، إلا أن أصحاب تلك المستودعات الذين تخلوا عن أخلاقهم وضمائرهم وإنتمائهم الوطني يحتكرونها لبيعها بأسعار مرتفعة، حتى وصل بهم الأمر الى تهريب كميات من الأدوية وحليب الأطفال التي شارفت صلاحيتها على الانتهاء الى السوق السوداء لبيعها بثلاثة أو أربعة أضعاف سعرها الحقيقي، في حين كانت نقابة المستشفيات تعلن بأنها عاجزة عن تأمين مستلزمات غسيل الكلى الذي قد يتوقف في الاسبوع المقبل، ما يعني وضع نحو 4500 شخصا يعانون من قصور كلوي في لبنان على مقصلة الاعدام، علما أن حالات وفاة كثيرة سجلت خلال الأسابيع الماضية نتيجة فقدان الأدوية، ما يجعل المسؤولين عن هذا الاحتكار مهما علا شأنهم متهمين بقتل هؤلاء المرضى.

في غضون ذلك، كان صادما بيان المجلس المركزي في مصرف لبنان الذي عقد إجتماعا مع وزير الطاقة ريمون عجر، حيث كشف أن مستودعات شركات المحروقات تحتوي على 66 مليون ليتر من البنزين، إضافة الى 109 ملايين ليتر من المازوت، عدا عن ملايين الليترات الموجودة في المحطات، ما يكفي حاجة السوق اللبناني مع إمكانية تهريب ثلث هذه الكمية لاسبوعين، وفي حال إعتماد بعضا من التقنين في التوزيع فإن المخزون يكفي الى ما يقارب الشهر ونصف الشهر، في وقت تحاول فيه هذه الشركات الضغط على مصرف لبنان باستقدام بواخر المحروقات وتركها في عرض البحر لفتح إعتمادات لها وتفريغها ومن ثم تهريبها الى سوريا لتحقيق أرباح طائلة على حساب المواطنين الذين يتقاتلون على أفضلية الدور أمام المحطات التي تصطف السيارات أمام أبوابها في مسافة تصل في بعض المناطق الى أكثر من كيلومتر. والامر نفسه ينطبق على المواد الغذائية، فإذا كانت الضائقة المالية والاقتصادية تشتد على خناق المواطنين الذين باتوا يفتشون على كفاف يومهم، فأين تذهب كميات المواد الغذائية، ومن يشتريها طالما أن 90 بالمئة من الشعب دخل نادي الفقراء بشكل أو بآخر، ما يؤكد أن هذه المواد تُسحب كلها الى المستودعات لتخزينها بانتظار إرتفاع سعر صرف الدولار لاعادة طرحها بأسعار مضاعفة.

وما يزيد الطين بلة، هو قيام عدد من إدارات المصارف بتخفيض سقف السحوبات الشهرية وعدم إعطاء الموظفين كامل رواتبهم في حال كانت تتخطى هذا السقف ما ينذر بأزمة جديدة من شأنها أن تضاعف من معاناة المواطنين الذين يحتاجون الى كل ليرة اليوم ليسدوا العجز الذي يواجهونه.

تؤكد مصادر سياسية مطلعة أن “الفساد في عهد الرئيس القوي بات أفقيا، وأنه بدل أن يستخدم قوته في حماية شعب لبنان العظيم، يسخرها لحماية الفاسدين الذين يمارسون كل أنواع الموبقات والسرقات الموصوفة والاحتكارات وصولا الى القتل العمد بحجب الأدوية عن مجتمع المرضى الذي يواجه الموت البطيء.

وترى هذه المصادر أن رئيس الجمهورية لا يحرك ساكنا تجاه معاناة اللبنانيين وكأنه غير معني بها، بل يعمل ما بوسعه على كسر العزلة التي يواجهها بإستقبال نواب تياره السياسي على مدار أيام الاسبوع، وينشغل في كيفية إضعاف المؤسسات الدستورية لمصادرة صلاحياتها، حيث يستفيد مع صهره جبران باسيل من ضعف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب المستقيل من كل المهام لتكريس نظام رئاسي يترجم في كثير من الممارسات، فيما يفتح باسيل معركة رئاسة الجمهورية ويخوض حرب إلغاء ضد الرئيس المكلف سعد الحريري، فيما البلاد تواجه كل أنواع المخاطر من الفوضى الأمنية الى المجاعة وصولا الى الزوال عن الخارطة. هذا السلوك الباسيلي، إستدعى دق نواقيس الخطر من كثير من النواب وكان آخرهم أمس نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي حمّل "صهر العهد" مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، والنائب جهاد الصمد الذي "بق البحصة" واصفا باسيل "بالشرير الذي لا يعرف الله".

 

الصراع على العرب والإسلام... مع الحماسيين!

رضوان السيد/أساس ميديا/الجمعة 11 حزيران 2021

في يومي الأحد والاثنين (6 و7 يونيو/ حزيران 2021) أقِرُّ بأنني فوجئتُ مفاجأة أكبر من مفاجآت الحرب على القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وسلوان... إلخ، فقد شاهدتُ على الفضائيات: «البعثة» الحماسية في صنعاء تقدّم درعاً لمحمد علي الحوثي، بعلّة نُصرة الحوثيين لفلسطين، ونضالاتهم، نعم نضالاتهم، لحماية المقدسات الإسلامية! والمفاجأة هنا متعددة النواحي والمناحي. فلا أحد يعرف ولا المنجّم يدري بنضالات الحوثيين من أجل المسجد الأقصى وفلسطين، وإلى غزة، وإلاّ فليقل لنا الحماسيون أين وكيف، إلا إذا عنوا بذلك شعارهم الشهير: الموت لأميركا، الموت لإسرائيل. وقد رأيتُ هذا الشعار رأْي العين لآخر مرة في صعدة عام 2004 إبان حربهم الأولى على الرئيس علي عبد الله صالح. وقلتُ لحامل إحدى الرايات: لكنكم مختلفون مع الرئيس اليمني ولا شيء من حولكم يشير إلى تحدٍّ أميركي أو إسرائيلي؟! فتلبّث قليلاً كأنما يريد أن يسأل أحد قادة حركة «الشباب المؤمن»، لكنه قرر إجابتي عندما لم يعثر عليه: ما اسمك يا رجل؟ ولما ذكرت له اسمي قال ونحن: يا رضوان علي عبد الله صالح هو أميركا وإسرائيل معاً، ثم إنّ السيد نصر الله انتصر بهذا الشعار، ونحن سائرون على خطاه، أفلا تستحي من السؤال؟!

المفاجأة الثانية أو الثالثة أن لـ«حماس» (وربما لـ«الجهاد الإسلامي») بعثة أو ممثلاً مع الحوثيين بصنعاء، وبالطبع أرسلتهم إلى هناك قيادة سليماني كما أرسلت بعثات وكتائب «حزب الله»، أولم يقل نصر الله في عز العدوان الحوثي، إن الحرب باليمن على السعودية أهمُّ من الحرب على الثورة السورية، بل وأهمّ من الحرب على إسرائيل؟! إنّ المفاجأة الرابعة أو الخامسة في هذا المعرض أنّ قادة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في لبنان كانوا (في الأعوام 2012 – 2015) يأتون إلينا شاكين باكين من النظامين السوري والإيراني اللذين أقفلا مكاتبهما في دمشق، واغتالا بعض عناصرهم، لأنهم رفضوا القتال ضد الشعب السوري كما فعل أحمد جبريل، وبعد أن كانوا يستطيعون الاجتماع بسليماني عندما يطلبون، ما عاد ذلك ممكناً، وانقطع عنهم الدعم المادي، وهم يعانون من المجاعة (!) بعد طول إعزازٍ واحتضان. فالذي يبدو أو يغلب على الظن أنهم بعد عام 2015، وقد جاء الروس بعد الإيرانيين لنجدة النظام السوري، عادوا إلى حضن طهران. قلتم لنا إنكم لم تريدوا قتال السوريين لأنهم لم يسيئوا إليكم بل احتضنوكم، فبماذا أساء إليكم الشعب اليمني؟! وبالمناسبة بعد خروج الفلسطينيين من لبنان عام 1982، مارأيتُ لهم مخيمات إلاّ في صنعاء وعدن، وثاني مرة في حياتي رأيتُ فيها أبو عّمار رأيتُه في اليمن يزور الفلسطينيين هناك، ويحتفل بذكرى الثورة اليمنية، ثم قيام الوحدة!

لقد بدأت أُدرك هول المُصاب المضاعَف الذي يوشك أن ينزل بنا نحن العرب، عندما سمعتُ خطاب إسماعيل هنية في الدوحة، وهو يشكر إيران، ويخصُّ بالذكر عبد الملك الحوثي! ولا شكّ أنّ ذلك كان بطلبٍ إيراني. ثم إذا بـ«حماس» ولـ«حماس» بعثة أو ممثّل بصنعاء المحتلّة أُمر بالظهور علناً للمرة الأُولى لامتداح «جهاد» الحوثي الموهوم وغير المعلوم من أجل المقدسات في فلسطين. كلُّ آمالكم أيها الموهومون العرب أنّ الفلسطينيين من خلال قتال يحيى السنوار أخذوا راية فلسطين من إيران و«حزب الله» لا مستند لها، ويُضافُ إلى أحلام اليقطة تلك الأحلام بأن دماء أطفال ونساء غزة وحلب وحمص ودرعا يمكن أن يكون لها ثمنٌ لصالح حريتي الشعبين السوري والفلسطيني، توشك أن تتحول إلى كوابيس! إيران لا تزال تمتلك رايات وسطوة الاستعباد والاتجار حرباً وسلماً بمصائر شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمـن وفلسطين! يا ناس، حتّى «حماس» تستطيع إيران استخدامها في الدعاية للسلاليين الحوثيين، وفي وجه كل العرب!

وهناك صراعٌ يمكن أن يكون أشد هولاً على المصائر، هو الصراع على الإسلام، مع «الإخوان». أصدرتُ في عام 2004 كتاباً عنوانه: الصراع على الإسلام، قلتُ فيه بعد طول استعراضٍ وتأمُّل إنه وبعد عام 2001 وغزو أفغانستان والعراق، وصيرورة الإسلام مشكلة عالمية، يصارع على الإمساك بروح الإسلام أربعة أطراف: الجهات الدولية التي تشنُّ حرباً عالمية على الإرهاب السني، وتدعو «المعتدلين» من العرب والمسلمين إلى التضامن معهم لتحرير الإسلام من خاطفيه، والأنظمة العربية والإسلامية التي تريد استعادة الاستقرار بالدواخل، والمؤسسات الدينية التي لا تزال قائمة وتريد استعادة السكينة في الدين، والإحيائيون (كما كنتُ أسميهم) والصحويون الذين يريدون الإفادة من تطرف الإرهابيين ومن توجُّس الأنظمة من جاذبيات المتطرفين لدى الجمهور، للاستثمار فيما صار يُعرف بالإسلام السياسي. وفي كتابي عام 2014: أزمنة التغيير، الدين والدولة والإسلام السياسي، وفي ذروة شرور الدواعش والقاعديين، ظلَّ همّي للوعي العميق بالخطر أن يتسنَّم الصحويون جاذبيات حركات التغيير الجماهيرية (والعين على ما كان جارياً بمصر منذ عام 2012). ولذلك عقدت في الكتاب فصلاً عن «ولاية الفقيه وولاية المرشد» والتناظر بينهما وإمكان تحالُفهما لأنهما يحملان الفكرتين الأساسيتين: استعادة الإسلام للمجتمعات والدول (بزعم غفلة المجتمعات أو خروجها على الدين)، والكراهية العمياء للدولة الوطنية الحديثة في العالمين العربي والإسلامي. لن يصبح السنة شيعة، لكنّ التشيع كان يحمل راية الجهاد ضد الإمبريالية وضد نظام الدولة الوطنية التي أسقطها في إيران. والآن صارت لـ«الإخوان» راية جهادية في الموطن الذي هو قضية كبرى عربية وإسلامية، كأنما الشعب الفلسطيني الذي يقاتل منذ عشرينات القرن العشرين (انظر حرب البُراق!) قد بدأ نضاله الآن بصواريخ إيران الإسلامية! فإن هذا أمر خطير على العرب الآن. إنما الأخطر حاضراً ومستقبلاً أنّ هناك تنظيماً عالمياً سنياً يملك مشروعاً سياسيا بديلاً لنظام الدولة الوطنية وباسم الإسلام. هو دينٌ سياسي جديد يعرض شرعية ومشروعية باعتباره يمثل استعادة للإسلام في المجتمع والدولة، وهذه المرة ليس رجعياً أو تقليدياً بل هو تجديدٌ إسلامي، ولذلك فكما يخاصم الدول (العلمانية)، يخاصم المؤسسات الدينية التقليدية لأنها لا ترفع راية التجديد والجهاد، وتتعاون مع الأنظمة وتخضع لها!

كان تلميذي وصديقي الدكتور محمد أبو رمان الذي كتب دراساتٍ شديدة الدقة عن الحركات الإسلامية، كلما قرأ لي نصاً عن حداثيات الظاهرة الإحيائية منذ كتابي: سياسيات الإسلام المعاصر (1997) يقول لي: عُد إلى كلاسيكيات الإسلام التي أبدعْتَ فيها ودعْكَ من الإحيائيات (بتعبيرك) فهي ظواهر منقضية! وأرجو أن يكون قد أدرك الآن أنّ أعمارنا توشك أن تنقضي دون أن تنقضي تلك الشعبويات المدمِّرة في الدين والدولة! نعم، لدينا تقصير وسوء تقدير كبير (مثقفون وعلماء دين وإدارات)، لكن هل كان أطفالنا وشيوخنا وفتياتنا يستحقون بسبب أخطائنا أن يسيطر على مصيرهم ومستقبلهم مسلحو الحماسيين والحوثيين و«القاعدة» و«داعش» و«أحزاب الله» وعبدة السلطة من كل لون؟! أعان الله مصر المقتدرة، والمملكة العربية السعودية الصاحية والمتوفزة على تجديد تجربة الدولة الوطنية، والإسهام المصمم على إنجاز حل الدولتين، واحتضان الإسلام حتى لا يستولي على روحه الغُلاة المسلَّحون في ديارنا وفي العالم!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون التقى شريف ووفد المؤتمر القومي الاسلامي: إرادتنا في مواجهة التحديات ثابتة ولا بد للمجتمع الدولي من المساعدة على ايجاد حلول لازماتنا

الجمعة 11 حزيران 2021

 وطنية - ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية ل"برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية" ميمونة محمد شريف، خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان الذي يواجه ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة، يتطلع الى دعم منظمات الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة كي يتمكن من الخروج من الضائقة التي يعيشها منذ اشهر". واكد ان "المساعدات التي تلقاها لبنان ليست كافية بالنظر الى ما أصابه من اضرار، سواء بعد الانفجار في مرفأ بيروت او انتشار جائحة "كورونا"، ومسألة النزوح السوري الذي تضاعف خلال سنوات الحرب السورية، حتى وصلت اعداد النازحين السوريين الى مليون و800 الف نازح، وتجاوزت الكلفة التي تكبدها لبنان 45 مليار دولار، فضلا عن الانعكاسات السلبية على الاقتصاد اللبناني بعد اقفال الحدود اللبنانية - السورية وتعذر حركة تصدير المنتجات اللبنانية". واعتبر الرئيس عون انه "من المستحيل الاستمرار في استقبال هذا العدد الضخم من النازحين السوريين، وعلى المجتمع الدولي من جهة والأمم المتحدة من جهة ثانية، العمل على اعادتهم الى قراهم في سوريا لا سيما تلك التي باتت آمنة". وإذ رأى الرئيس عون ان "التضامن الدولي مع لبنان هو دليل ثقة بمستقبل هذا البلد وشعبه، على الرغم من كل الظروف القاسية التي يمر بها حاليا"، وشدد على ان "إرادة اللبنانيين في مواجهة التحديات ثابتة، ولا بد للمجتمع الدولي ان يلعب دوره في المساعدة على إيجاد حلول للازمات المتلاحقة في بلدنا". ونوه رئيس الجمهورية ب"المساعدات التي قدمها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "UN HABITAT" الذي يعمل من اجل مستقبل حضري افضل وتحقيق التنمية العمرانية المستدامة، لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت، حيث اجرى مسحا ميدانيا للأضرار وجمع 160 الف طن من الركام. كما اطلق مشروع مساعدة طوارئ بقيمة 157.7 مليون دولار، وأعاد تأهيل 23 مدرسة في بيروت وجبل لبنان و100 وحدة سكنية. وتمنى ان يستمر عمل البرنامج في مجالات اختصاصه كافة".

وكانت السيدة ميمونة شريف أعربت عن سعادتها لوجودها في لبنان مع الوفد المرافق، واطلعت الرئيس عون على "النشاطات التي قام بها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والمشاريع التي يعتزم الاستمرار بتحقيقها، وعددها 24 مشروعا، الى جانب ما قدمه البرنامج من استجابة لكارثة بعد انفجار مرفأ بيروت".

وأشارت الى ان "اولويات البرنامج تحقيق تنمية حضرية مستدامة واندماجية، وتطوير اطر التنمية وجعل المدن قادرة على الصمود والتغلب على التحديات التي تواجهها لمواصلة النمو". وعبرت شريف عن "تضامن البرنامج مع لبنان رئيسا وحكومة وشعبا"، مؤكدة "استمرار العمل على تقديم كل المساعدات الممكنة كي يتمكن لبنان من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها". ولفتت الى ان "البرنامج عمل بعد حرب تموز في العام 2006 على تقديم المساعدات الفورية، كما يعمل حاليا لمعالجة ازمة النازحين السوريين ويقدم الدعم للبلديات"، منوهة ب"مواقف رئيس الجمهورية وادارته الحكيمة للأوضاع في لبنان، وتصميمه الدائم على التنسيق مع منظمات الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة"، مؤكدة "وضع استراتيجية لتحقيق اهداف قريبة المدى وأخرى بعيدة"، متمنية "الحصول على دعم الحكومة اللبنانية لها".

ورافق السيدة ميمونة شريف في زيارتها، رئيسة البرنامج القطري لموئل الأمم المتحدة السيدة تاينا كريستيانسن، مدير المكتب التنفيذي الدكتور نيل خور والممثل الإقليمي لموئل الأمم المتحدة في العالم العربي عرفان علي.

وفد عربي للتهنئة بعيد المقاومة والتحرير

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون وفدا من "المؤتمر القومي الاسلامي"، ضم رؤساء احزاب ونوابا وشخصيات سياسية ونقابية من لبنان وعدد من الدول العربية، حضرت الى القصر الجمهوري لتقديم التهنئة لمناسبة "عيد المقاومة والتحرير".

السفياني

في مستهل اللقاء تحدث المنسق العام ل-"المؤتمر القومي الاسلامي" الدكتور خالد السفياني، فأكد "مشاركة لبنان في احتفاله بذكرى عيد المقاومة والتحرير، كما مشاركة المقاومة الفلسطينية بانتصارها العظيم على الكيان الصهيوني"، لافتا الى أن "هذه الزيارة لم تكن لتكتمل من دون لقاء الرئيس عون الذي اصبح يشكل رمزا للصمود والثبات والحكمة وهو مشهود له بمواقفه الوطنية والقومية". وتوجه السفياني الى الرئيس عون بالقول: "نحن نعتز بمواقفكم وبصمودكم امام التآمر الذي يستهدف لبنان النموذج للديموقراطية والتعايش الحقيقي بين مكوناته المختلفة. ونعتبر أن أمن لبنان جزء اساسي من امننا القومي، وأن تقدمه اساسي لتقدم الامة على الرغم من كل الصعاب التي يمر بها، في ظل عهد رئيس للجمهورية استطاع أن يدير مرحلة من اصعب المراحل التي تمر بها الامة ولبنان، لا سيما وأن رئيس لبنان لم يتخل عن اي جزء من ثوابت هذه الامة".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معربا عن سعادته باستقباله "الاصدقاء والاشقاء العرب من كل المنطقة، من المشرق والمغرب"، مؤكدا ان "لبنان يحتفل في كل عام بعيد المقاومة لأنها شكلت نموذجا للصلابة والصمود وبالتالي للنصر". وذكر الرئيس عون بمواقفه ابان حرب تموز، مشددا على ما قاله حينها بأنه "لن تكتب الغلبة لإسرائيل بعد هذه الحرب، وهي اصبحت عاجزة عن تحقيق النصر في اي حرب تخوضها. وهذا ما كان واضحا في حرب غزة الاخيرة، حيث تفاجأ العدو الاسرائيلي كما العالم بالمقاومة وما حققته فانقلبت الموازين"، متمنيا ان "تعود القضية الفلسطينية القضية الاساس للعرب". وضم الوفد ممثلين عن لبنان، الغرب، موريتانيا، تونس، الأردن، مصر، ليبيا، السودان، التشاد، البحرين، اليمن، المملكة العربية السعودية، الكويت والصومال.

 

قائد الجيش استقبل رئيس مؤسسة ميريو الفرنسية وشكره على مبادراته لدعم المؤسسة العسكرية

الجمعة 11 حزيران 2021

وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون، في مكتبه في اليرزة، رئيس مؤسسة ميريو Mιrieux الإنسانية - فرنسا آلان ميريو Alain Mιrieux، وشكره على "مبادراته المتكررة لدعم المؤسسة العسكرية في مجال الطبابة".

 

البطريرك الراعي التقى ممثلة الامين العام للامم المتحدة الجديدة في لبنان يوانا فرويتسكا

بكركي - الجمعة 11 حزيران 2021

استقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الجمعة 11 حزيران 2021، في الصرح البطريركي في بكركي، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرويتسكا في زيارة بروتوكولية بعد استلامها لمهامها الجديدة في لبنان. وكانت مناسبة جرى فيها عرض لدور الامم المتحدة في مساعدة لبنان للخروج من ازمته الحالية فضلاً عن التوقف عند طروحات غبطة البطريرك للانقاذ لا سيما عقد مؤتمر دولي من اجل لبنان يكرس حياده الايجابي الفاعل.

بعد اللقاء قالت فرويتسكا:" لقد تشرفت بلقاء غبطة البطريرك، واستمعت إلى آرائه حول الوضع في لبنان، وثمّنت إيمانه باستقرار البلاد والتعايش فيها، وهو ما تؤيده الأمم المتحدة بقوة. كما اتفقنا على الحاجة إلى حلول عاجلة للتخفيف من الهموم التي يعانيها الشعب اللبناني في حياته اليومية وللمساعدة في استعادة امله وثقته بمستقبل أفضل."

#البطريركية_المارونية #شركة_ومحبة #البطريرك_الراعي

 

كتاب من مجموعات 17 تشرين وأحزاب الى غوتيريش: السلطة لا تؤتمن على حقوق الشعب ولا على مصالحه في ملف ترسيم الحدود البحرية

الجمعة 11 حزيران 2021

وطنية - أعلنت "بيروت مدينتي" في بيان، أنه "في إطار متابعة ملف ترسيم الحدود الجنوبية، زار عدد من الأحزاب ومجموعات 17 تشرين ومجموعات الإغتراب، أمس الخميس، المشرف على مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية غير المباشرة لدى الأمم المتحدة علاء السيد حسين عبد العزيز".

ولفت البيان الى أن "الوفد ضم: طارق عمار من بيروت مدينتي، العميد مارون خريش من تحالف وطني، نادين موسى من الجمعية اللبنانية السويسرية، جوانا المجذوب من ثورة لبنان، ومارك تويني من مغتربين مجتمعين". وأشار الى أن "الوفد أرسل كتابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، باسم عدد من المجموعات، مطالبا بتفعيل دور الأمم المتحدة بشكل أقوى، والتحرك لحماية ثروة الشعب اللبناني البحرية في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية، واعتبار المنطقة الواقعة بين الخطين 1 و29 منطقة متنازعا عليها ومنع التنقيب فيها واستخراج أي نفط او غاز منها، لحين حل النزاع نهائيا. وتضمن الكتاب تخوفا جليا من سلب جديد من السلطة الحاكمة بحق الشعب اللبناني يتعلق بثروة وطنه البحرية".

نص الكتاب

وجاء في نص الكتاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بواسطة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون لبنان جوانا ورونيكا:

"الموضوع: ترسيم الحدود البحرية الجنوبية في لبنان

حضرة الأمين العام،

نحن الموقعين أدناه، مجموعات وأحزاب سياسية، نمثل شريحة واسعة من الشعب اللبناني المنتفض بوجه حكامه، نناشدك اليوم التدخل في موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية، لأن السلطة الحالية الحاكمة في لبنان لا تؤتمن قطعا على حقوق الشعب اللبناني ولا على مصالحه. يا حضرة الأمين العام، ليس خفيا عليكم أن فساد حكامنا وسوء إدارتهم لشؤون البلاد قد تجاوز أسوأ الاحتمالات الممكن تصورها. كما أن الشكوك بتورط عدد كبير من المسؤولين في عمليات تبييض أموال كبرى قد بدأت تتكشف بقوة مما استوجب فتح تحقيقات حولهم في أكثر من دولة أجنبية. ليس خفيا عليكم يا حضرة الأمين العام، أن الشعب اللبناني أصبح ضحية لأكبر عملية نصب واحتيال في التاريخ، وأن مدخرات المواطنين قد نهبت، وأن اكثر من نصف الشعب اللبناني بات يرزح تحت خط الفقر، والسلطة الحاكمة لم تكترث لاتخاذ أي تدابير اقتصادية إنقاذية. ليس خفيا عليكم أيضا، أن استهتار السلطة الحاكمة بحياة شعب بأكمله قد أوصله إلى الجحيم، فالتلوث يحيط به من كل صوب، وجريمة المرفأ ما زالت بلا محاسبة، ولا صدور لأي تحقيقات رسمية بعد مضي تسعة أشهر على نكبة بيروت. لا شك بأنكم تعلمون يا حضرة الأمين العام، بأن السلطة الحاكمة في لبنان هي أشبه بسلطة احتلال، تعتبر المال العام مال ربح خاص لها، سلطة تمعن في افقار شعبها واذلاله لضمان حكمها وتسلطها عليه، سلطة فقدت شرعيتها يوم امتلأت الشوارع والساحات في كل لبنان بشعب منتفض يطالب برحيلها. وتعلمون كذلك أن السلطة ما انفكت تنتهك حقوق الانسان في التعبير والتجمع، وتمارس سياسة القمع وكم الأفواه بحق المنتفضين. تحاكم المدنيين أمام المحاكم العسكرية وترمي بهم في السجون. أما اليوم، يا حضرة الأمين العام، إضافة إلى كل ما سبق، يتعرض الشعب اللبناني إلى سلب جديد، يتعلق بثروة لبنان البحرية. فالسلطة الحاكمة في لبنان مستعدة للتفريط في ثروة لبنان البحرية من أجل مصالح خاصة وفئوية كما ولمحاولة ضمان استمراريتها في الحكم. ونحن الشعب اللبناني لا نأتمنها على التفاوض في ترسيم الحدود البحرية. إن اعتماد النقطة (23) حسب المرسوم 6433 الذي أودعته الدولة اللبنانية الأمم المتحدة في العام 2011 يؤدي إلى خسارة الشعب اللبناني لمساحة اقتصادية من حقه تبلغ 1430 كلم مربع في أقل تقدير. إن للبنان الحق في مساحات إضافية جنوب النقطة (23) حسب دراسات لبنانية وأجنبية عدة، أهمها دراسة للجيش اللبناني ودراسة مكتب الهيدروغرافيا البريطاني UKHO التي أعدها بتاريخ 17 آب/أغسطس 2011. وقع على مرسوم التعديل كل من رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب، ووزيرة الدفاع زينة عكر، ووزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار، أما رئيس الجمهورية ميشال عون فامتنع عن توقيع مرسوم التعديل، مفرطا بحقوق اللبنانيين والأجيال القادمة في ثروة لبنان البحرية. وعليه، بناء على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982، وبناء على دور الأمم المتحدة في ضمان استخدام البحار والمحيطات استخداما تعاونيا وسلميا ومحددا قانونا، وذلك لصالح البشرية على المستويين الفردي والجماعي، نطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها وحماية ثروة الشعب اللبناني البحرية في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية واعتبار المنطقة الواقعة بين الخطين 1 و29 منطقة متنازع عليها ومنع التنقيب فيها واستخراج أي نفط او غاز منها، لحين حل النزاع نهائيا.

هذا مطلبنا، وهذا دوركم في مساعدتنا.

مع فائق الاحترام والتقدير.

المجموعات والأحزاب الموقعة:

بيروت مدينتي

انا القرار CCG

تحالف وطني

شباب 17 تشرين

عامية 17 تشرين

ثورة لبنان

الجمعية اللبنانية السويسرية

مغتربين مجتمعين

الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

Califorleb

The Lebanese diaspora network (TLDN)

العمل من من أجل الديمقراطية في لبنان (عدل)، فرنسا

التجمع اللبناني في فرنسا".

 

قرار من عويدات بحفظ شكوى ضد رئيسي الجمهورية وشورى الدولة وحاكم المركزي

الخميس 10 حزيران 2021

وطنية - أصدر النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات قرارا بحفظ الشكوى المقدمة ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالجرم المنصوص عنه في المادة 419 من قانون العقوبات. وورد في نص القرار أنه "تبين أن المدعين المحامين: ديالا شحادة، واصف الحركة، عبد السلام فتاح ووائل همام كانوا قد تقدموا بشكوى مع اتخاذ صفة الإدعاء الشخصي ضد كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة بجرم المادة 419 عقوبات، معللا قراره بأن مجلس القضايا في مجلس شورى الدولة قد أقر مبدأ التعاون بين القضاء والإدارة في مراجعات الإبطال لتجاوز حد السلطة بحيث يجوز للقاضي الإداري إرشاد الإدارة نحو السبل الواجب سلوكها لتأمين احترام مبدأ المشروعية (مجلس القضايا قرار رقم 2002/484 تاريخ 7/5/2003)، وبالتالي فإن دعوة رئيس الجمهورية كل من القاضي فادي الياس الذي يحوز في الوقت عينه على صفة رئيس مكتب مجلس شورى الدولة وحاكم مصرف لبنان الى اجتماع في قصر بعبدا إثر البلبلة التي أحدثها في الشارع قرار وقف تنفيذ أحد التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان لا يشكل التماسا لأي طلب متعلق بمراجعة قضائية".

 

نقابة المصورين دانت الاعتداء على رمزي الحاج وطاهر والقصيفي اتصلا متضامنين

الجمعة 11 حزيران 2021

وطنية - صدر عن نقابة المصورين الصحافيين بيان، أشار الى "تعرض الزميل المصور رمزي الحاج للاعتداء بالضرب وتحطيم كاميراته والشتائم والاخطر بما حصل انه لم يتدخل أحد من المواطنين الكثر الموجودين في المكان لحمايته"، واستنكر البيان "هذا الاعتداء"، ودعا الى "محاسبة الفاعلين ومعاقبتهم والزامهم بدفع بدل الضرر للذي لحق بالزميل رمزي ومعداته". وأوضح البيان أنه و"أثناء قيام الزميل رمزي الحاج بواجبه المهني في منطقة الرحاب - قرب الغبيري لتصويره معاناة المواطنين والاذلال الذي يتعرضون له على محطات البنزين، وبدل ان يتم مساعدته وتسهيل عمله لايصال صوتهم وصورتهم ونقل معاناتهم للاسف قاموا بالاعتداء عليه بوحشية وتحطيم كاميراته ومصادرة الفيلم".اننا نضع هذا الاعتداء امام الجميع ونناشد كل المعنيين فتح تحقيق بما حصل واعتقال المعتدين ومحاسبتهم".واتصل نقيب المصورين عزيز طاهر بالزميل الحاج واطمئن عليه وهنأه بالسلامة. وأكد "ان النقابه حاضرة لاي خطوة قانونية وكل امكاناتها بتصرف الزميل الحاج". وقد اتصل نقيب المحررين جوزيف القصيفي بنقيب المصورين واستنكر ودان ما تعرض له الزميل رمزي الحاج من اعتداء معلنا تضامنه "الكامل ودعم نقابة المحررين المطلق لحق حرية العمل للاعلاميين".

 

روكز في افتتاح مؤتمر لبنان وطني: أمد اليد إلى الثوار الحقيقيين لنسعى معا لتحقيق ما يبغون

الجمعة 11 حزيران 2021

وطنية - افتتح مؤتمر " لبنان وطني" اعماله في بيت عنيا في حريصا، في حضور النائب شامل روكز ،الوزير السابق زياد بارود، وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية . بعد النشيد الوطني اللبناني وكلمة ترحيبية، عرض فيلم وثائقي عن لبنان بين الأمس واليوم ، ثم القى النائب روكز كلمة أشار فيها إلى أن "الشاعر الفرنسي Jacques Prιvert يقول "عندما لا تكون الحقيقة حرة، فالحرية لا تكون صحيحة". ولأننا نرفض أن نكون غير شهود للحقيقة، ولأنه معروف عنا الاستماتة في سبيل الحرية الحقة، نحن هنا. لأننا نرفض التدجين والولاءات دون مساءلة، نحن هنا. لأننا نريد وطنا على قياس طموحاتنا وطموحات شعبنا، نحن هنا". وقال: "إن اللحظة التي نعيشها اليوم، وبعد مضي عام ونصف العام على حراك شعبي غير مسبوق، وإفلاس سياسي واقتصادي وأخلاقي قل نظيره في التاريخ الحديث، مقرونا بلامبالاة من قبل عصابة حاكمة أطبقت على البلد ومقدراته وثروات أهله، تستدعي منا التوقف والتفكير مليا في كيفية مساهمتنا في إنقاذه، نحن الغيارى على المستقبل، والمدركين هول المأساة التي يمر بها شعبنا". وسأل: "أأكتفي بتوصيف الأزمة؟ كيف أوصفها وكل لبناني بات خبير توصيف بسبب المآسي التي يعيش: من الصيدلية، إلى رغيف الخبز، إلى محطة المحروقات، إلى المصارف، إلى الكهرباء وغيرها. لقد حجموا أحلامنا وطموحاتنا وقزموها، جاعلينها على قياسهم. أأكتفي بكلام منمق عن طائر الفينيق والأمل الآتي؟ فجميعنا كفر بالأوهام والكلام غير المرتبط بأي خطوات عملية، وسئم التنصل من المسؤولية وتراشق التهم لتبرير الفشل. أأكتفي بكلام هجومي على الحكام والمسلطين؟ حتى الهجومات، مل اللبنانيون منها، وفضح من في السلطة شركاءهم، وبات كل لبناني يعرف معاصي الكل، وإن حاول البعض التستر عن معاصي زعيم آمنوا به، أو شخصية انتخبوها".

أضاف: "في السابع عشر من تشرين 2019، انطلقت ثورة شعبنا، وما الثورة هذه إلا رفضا للتوصيف، وقرفا من الكلام المعسول. وسيكون للشعب ما يريد، حتى وإن حاول من إئتمن على خدمتهم الهروب إلى الأمام واللجوء إلى الإنكار. سيكون للشعب ما يريد، لأنه وبالرغم من ظلامية المشهد، فالحرية ستعرف دائما طريقها إلى النور، ولبنان الآتي سيشق الدجى ويولد. ولأنني أشعر بواجبي تجاه هذا الشعب، الذي طالما سعيت بما أعطاني الرب في خدمتي العسكرية التي بها أفتخر، أن أضحي في سبيله حتى بذل الذات، أن أضع بين يديه، ومن خلال كلمتي هذه، رؤيتي للبنان الآتي التي أسعى من خلالكم، ومن خلال المؤتمرين، أن أضع برنامجا علميا لكيفية وضعها حيز التنفيذ، ساعيا عبرها، وكما عهدتموني، أن أكون مشروع حل لا طرفا بين أطراف، ولا فريقا ضد فريق، مع تمسكي بحقي المشروع بالشهادة للحق والحقيقة، وعدم مناصرتي ومد اليد للسارقين والفاسدين. فالنيابة التي كلفني بها الشعب، ما مارستها إلا تشريعا وخدمة، ولم أحسبها يوما تشريفا أو مركزا، وما استغليتها للمنفعة الشخصية، ذلك لأنني أرفض أن أتنكر في حاضري لتاريخي، وألا يكون مسقبلي امتدادا لهما".

وتابع: "ثار شعبنا، وحدد بكلماته العفوية ما يريده من حركته المشرفة والسلمية، وإن حاول بعض المغرضين إخراجها عن سياقها وتحويلها إلى مواجهات ميليشياوية في وجه أبنائنا في الجيش والقوى الأمنية. وأنا أعلن من على هذا المنبر مد اليد إلى الثوار الحقيقيين، لنسعى معا من أجل تحقيق ما يبغون".

وقال: "أيها الشعب الطيب، أنا معكم ومثلكم، أريد قضاء حرا نزيها ومستقلا، يقضي على الفساد الذي يجهز على الدولة ومرافقها، دون رحمة ولا تمييز، ودون فتح ملفات وتسكير أخرى بهدف المقايضة والتسويات. أنا معكم ومثلكم، أسعى للتخلص من التمييز الطائفي الذي يغذيه رؤساء الأحزاب لأهداف انتخابية رخيصة، علهم بذلك يحافظون على زعاماتهم الفارغة من المضمون، وتاريخي في المؤسسة التي حضنتني وربتني خير شاهد على ما أقول. أنا معكم ومثلكم، أريد تطهير الإدارة وتنظيمها، ومحاربة الفساد المستشري في حناياها، وحماية موظفيها من التدخلات والضغوطات والمحسوبيات. أنا معكم ومثلكم، أحلم لوطني بإدارة تكون في خدمة الشعب، إدارة بسيطة، مستقيمة، كفوءة، لا هدف عندها غير قضاء المصلحة العامة، لا تأمين خدمات لمسؤول من هنا ومسؤول من هناك. والإدارة تحتاج إلى حماية موظفيها وتأمين حقوقهم ليؤدوا واجباتهم بثقة، وإلى جهاز إداري عصري وصالح ليكون السند للبلاد، ولكل من يتولى الأحكام. أنا معكم ومثلكم، أطالب، وأعدكم أن أسعى من موقعي للوصول إلى قانون انتخابي عصري وعادل، يحاكي طموح تحقيق الدولة المدنية البعيدة عن دولة التمثيل الطائفي، ولا مجال فيه لحيتان المال من استغلال حاجاتكم في هذه الأيام الصعبة، ولا لغيرهم ممن في السلطة أن يخيط قانونا على قياس حجمه. أنا معكم ومثلكم، أطالب وأسعى لتشريع أكثر عصرية على المستويات الحياتية كافة. معكم ومثلكم أطالب بنظام مالي شفاف. معكم ومثلكم أطالب بحماية من الفقر والمرض والعوز، وبسياسة صحية تضمن كرامتكم، ونظام تربوي يخلق من أبنائكم مواطنين صالحين، منتمين إلى وطنهم، أحرارا، واضعين كرامتهم وكرامة الوطن فوق كل اعتبار. أنا معكم ومثلكم، أطالب بالانفتاح والتعاون مع أشقائنا في الدول العربية، تعاونا لا استغلال فيه ولا وصولية، وبتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، مستثنين طبعا الصراع العربي - الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية".

وتابع: "نحن، في لقاء لبنان وطني، أردنا للقائنا هذا أن يشكل رفضا للرضوخ للواقع الكئيب الذي أرغمونا على الوصول إليه، وأن يؤسس لمبادرة وطنية تكون خشبة خلاص من النفق المظلم، نقطة مضيئة وفسحة من الأمل لتقديم الحلول الناجعة لاسترداد الدولة والنهوض بها على أسس سليمة. نعم، لقاؤنا اليوم هو انتفاضة بوجه واقع أليم، وتأكيدا أننا لن نرضخ لمصير أكرهونا على القبول به. هو لقاء للبدء بالعبور إلى دولة المؤسسات الناضجة والمتمكنة، ذات نظام ديموقراطي يصونه دستور يحاكي تطلعات اللبنانيين، فيه فصل واضح للسلطات، وتعاون جدي في ما بينها، ويتمتع بقضاء مستقل ومقدام، وإدارة عصرية، وسياسة خارجية فاعلة تعيد للبنان تألقه ومركزه في المنطقة والعالم، وجيش قادر على حمايته، واقتصاد منتج، وبيئة نظيفة، وشبكات أمان صحية وغذائية واجتماعية مستدامة".

أضاف: "تعالوا لنبدأ بتحقيق حلمنا بلبنان، ولنعبر معا لمرحلة انتقالية طال انتظارها، تخرجنا من معاناتنا وتعبر بنا إلى بر أمان ننشده جميعا. فلبنان الذي نحلم باستعادته من المغتصبين، هو مساحة إنسانية، وأرض للتلاقي والحوار، لا أرض انغلاق وتقوقع وعداواة. أرض الانفتاح على الشرق والغرب، ومغتربونا دليل ساطع على طموحاتنا التي لم تعرف الحدود يوما، لا أرض تقزيم الأحلام وقتل الطموحات. أتمنى لنا جميعا نقاشات غنية ومفيدة، تعطينا ما نستنير به على طريق الخلاص".

وختم "أختم، مستعيدا ما قلته يوما في سنة 2019 مستشهدا بالأديب الفرنسي Victor Hugo "حين تعيق مستقبل شعب، تكون الثورة". فاستمروا أنتم بإعاقة طموحاتنا، والعبث بكرامة الشعب والوطن، واحتقار دماء شهداء أروت ترابه، وأنا أعدكم أن الثورة آتية".

بعدها، بدأت جلسات حوار تناولت مواضيع عدة ابرزها : تكون السلطة التشريعية وقانون الانتخاب ، الإدارة اللبنانية : الممارسة والرقابة ، السياسة الخارجية اللبنانية وترسيم الحدود والإستراتيجية الدفاعية .

تستمر جلسات المؤتمر يومين ويشارك فيها دكاترة ونقباء واختصاصيين.

 

مجلس نقابة محامي بيروت: إضراب المحامين مستمر طالما أن المعنيين في القضاء لم يصححوا العلاقة معنا

الجمعة 11 حزيران 2021

وطنية - أثنى مجلس نقابة المحامين في بيروت في بيان، بعد اجتماعه الدوري، ظهر اليوم، على "نداء نقيب المحامين الدكتور ملحم خلف الذي أطلقه في 8/6/2021"، لافتا إلى أنه "إضاءة شفافة ووافية على مصائب جناحي العدالة في آن، وصرخة مدوية في وجه كل من يحاول النيل من السلطة القضائية، قبل النيل من نقابة المحامين؛ وخارطة طريق نحو استقلالية القضاء المنشودة تحريرا لمرفق العدالة برمته. كما أنه موقف متقدم متناسب مع الظروف الحياتية المأسوية التي تطغى على يوميات المحامين والقضاة وكل المواطنين. من المحزن، ألا يتم تلقف هذا النداء بإيجابية من المعنيين، مع العلم أن اللبنانيين يزدادون إلتفافا حوله، يوما بعد يوم، كقوة مجتمعية حية تحقيقا للعيش الكريم". وأكد "أن إضراب المحامين مستمر طالما أن المعنيين في القضاء لم يصححوا العلاقة مع نقابة المحامين، هذه العلاقة التي اعترتها مخالفات جمة لقوانين النقابة لم تكن آخرها المخالفة الوحيدة، بل سبقتها العديد من مخالفات صارخة للأصول القانونية، وإن النقابة سبقت ومدت يد التعاون مرات عديدة، ولم تجد من الجهات القضائية المعنية أي تجاوب. وهذا الإضراب العام سيعلق فور تصحيح الخلل القانوني. أما الانتفاضة الكبرى فستبقى قائمة رفضا للواقع المرير الذي وصلنا إليه المنوه عنه في نداء سعادة النقيب".وشدد "في كل زمان ومكان، على مناصرة حقوق المتقاضين بمن فيهم الموقوفون"، متفهما "معاناتهم في سياق إضراب المحامين العام، لكن من يوقف سير العدالة والمحاكمات ليس المحامين، بل من يقف في وجه تصحيح العلاقة مع نقابة المحامين والمحامين المتعثرة بسبب عدم تطبيق القوانين المرعية الإجراء. ومن الجدير التنويه به مجددا، أن من مطالب اتنفاضة المحامين الكبرى هي تعزيز أوضاع مرفق العدالة وإعادة إنتظام العمل القضائي وتفعليه مما يصب حتما في إحقاق حقوق المتقاضين، ومن صبر ظفر".وأعلن "استمرار الإضراب العام، طالبا من "الزميلات والزملاء التقيد به بشكل كلي، ما عدا المراجعات المتعلقة منها بالمهل"، معتبرا أن "هذا الإضراب -على مرارته - يصب في مصلحة المحامين العليا".

 

لقاء في بقاعصفرين بحث في اعتداءات القرنة السوداء فتفت: لا عداء بيننا وبين أهل بشري بل خلاف والقضاء يحله

الجمعة 11 حزيران 2021

وطنية - الضنية - عقد إجتماع طارىء في قاعة مسجد أبي ذر الغفاري في بلدة بقاعصفرين، بدعوة من رئيس البلدية بلال زود، بحث في الإعتداءات الأخيرة في القرنة السوداء على مواطنين ورعاة من الضنية. حضر الاجتماع النائب سامي فتفت، رئيس إتحاد بلديات جرد الضنية غازي عواد، نائب رئيس إتحاد بلديات الضنية ناصر الشامي، ممثلون عن منسقيتي تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" في الضنية، رئيس رابطة مخاتير الضنية عمار صبرا، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

اسماعيل

بعد كلمة من المحامي مازن إسطمبولي، قال الشيخ فؤاد اسماعيل: "القرنة السوداء حق مكتسب للضنية، وجميع الخرائط الموجودة تؤكد ذلك، ونفتخر بها جدا في الضنية، ولكننا في الوقت نفسه لا نريد إشعال فتنة، ولا تشويه الحقائق ولا أن يزايد أحد علينا". أضاف: "تربطنا بأهالي بشري علاقات حسن جوار، ولا نريد ولا نسعى وراء الفتنة معهم، ولكن نريد الحفاظ على كرامتنا وألا يرقص أحد على جراحنا".

داود

بدوره، قال الأب جورج داود: "هذا المأزق مع الجوار في بشري قد طالت مدته، وعلى الدولة إجراء مسح الأراضي وتحديد الحدود النهائية بين القضاءين، لأننا لا نريد أن نتقاتل مع مسؤولين يعيشون على خلافاتنا ومشاكلنا من أجل البقاء على كراسيهم". وأشار الى أن "القرنة السوداء هي المعلم الأهم في دنيا العرب"، معلنا دعم "لجنة المتابعة في بلدية بقاعصفرين في هذه القضية في سبيل إحقاق الحق".

فتفت

أما فتفت فقال: "القرنة ملك أهل الضنية، وهناك خرائط ممسوحة في هذا المجال، انما المشكلة الأساسية أن النزاع حول ملكية القرنة السوداء أخذ بعدا سياسيا، وهناك خمسة محامين يتابعون القضية في القضاء، ولكننا نريد توحيد الجهود في هذا المجال. نحن وراءهم وندعمهم، لأن اتحادنا قوة".

أضاف: "ليس هناك عداء بيننا وبين أهل بشري، بل خلاف والقضاء يحله".

وتابع: "نريد معرفة الأشخاص الذين اعتدوا على الراعي وأغنامه، ومن أطلق النار، والتعويض عليه، وعلى الجيش الأجهزة الامنية التحرك ومعرفة الفاعل، خشية من طابور خامس، ولأن هناك جهات معينة تريد ضرب موسم الإصطياف في منطقتنا". وختم: "الجيش اللبناني وعدنا باستحداث نقطة عسكرية في المنطقة، وعلى البلديات واتحادات البلديات القيام بدوريات في المنطقة، لأن علينا تحمل مسؤولياتنا".

زود

من جهته، قال رئيس بلدية بقاعصفرين: "ما زلنا في كنف الدولة وهي ما تزال مسؤولة عن حقوقنا، ونحن لا نريد مواجهة مع أهل بشري، ولا الإنجرار إلى فتنة". أضاف: "إننا أمام أناس متربصين بالأمن والأمان، نجهل هويتهم ويتبعون سياسة الجبناء التي لطالما اعتادوا عليها خلال سنوات خلت. لا أحد يعرف هوية الفاعلين، ولا أهالي بشري كلهم مسؤولون عنهم". وتابع: "البيانات التي صدرت عن نائبي بشري وبلديتها تدل أن الحادثة لا تزال مبهمة لديهم، وينفونها كليا. وعلى القوى الامنية التحرك لكشف ملابسات القضية، وتوقيف المتورطين، وعند كشفهم وعدم محاسبيتهم سنرد الصاع صاعين". وختم: "لا أعترف سوى بالحدود المعروفة تاريخيا بين الضنية وبشري، الموجودة قبل ولادة دولة لبنان الكبير، ولن أتنازل عن حدودي، واستقالتي أهون علي من هذا التنازل".

خرائط

وعرض الناشط محمد جواد فتفت وثائق وخرائط تعود إلى عهد العثمانيين والإنتداب الفرنسي وما بعد الإستقلال، تؤكد أن القرنة السوداء تقع ضمن قضاء الضنية، وكذلك خرائط بشري والبقاع، وخرائط المديرية العامة للشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني، متهما "بعض الجهات بمحاولة التلاعب بالخرائط".

 

تفاصيل الإيمانيات

تطويب الأبوين الكبوشيين ليونار وتوما في لبنان

الوكالة الوطنية للإعلام/الجمعة 11 حزيران 2021

أعلن الرئيس العام للرهبانية الكبوشية في لبنان الأب عبدالله النفيلي في رسالة إلى المؤمنين أن “أمانة سر دولة الفاتيكان حددت تاريخ الاحتفال بتطويب الراهبين الكبوشيين البعبداتيين الأبوين ليونار عويس ملكي وتوما صالح، في لبنان، في 4  حزيران 2022”.

وجاء في الرسالة: “إخوتي وأخواتي في المسيح، سلام وخير. على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان، وصلنا من أمانة سر دولة الفاتيكان خبر تحديد تاريخ الاحتفال بتطويب الراهبين الكبوشيين البعبداتيين الأب ليونار عويس ملكي والأب توما صالح، في لبنان، بتاريخ 4 حزيران 2022.

ونحن في ذكرى استشهاد الأب ليونار، بتاريخ 11 حزيران، نشكر الرب على هذه النعمة التي منحنا إياها ونشكره على أخوينا اللذين عاشا في القداسة وفي بذل الذات ليكونا مثالا وقدوة لنا في حياتنا المسيحية. سنعقد لاحقا مؤتمرا صحافيا، في حضور النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران سيزار إسيان، ونعلمكم لاحقا بتفاصيل التطويب. مع محبتي وصلاتي”.

نبذة

وأورد نبذة عن الراهبين كالآتي:

“ولد الأب توما صالح (الإسم المدني: جريس)، الراهب الكبوشي، في بلدة بعبدات اللبنانية سنة 1879، واستشهد في مرعش، سنة 1917، كرها بالإيمان.

ولد الأب ليونار عويس ملكي (الإسم المدني: يوسف)، الراهب الكبوشي، في بلدة بعبدات اللبنانية سنة 1881، وقتل في ماردين، سنة 1915، كرها بالإيمان.

كان الشابان جريس ويوسف قد اختارا أن يكونا راهبين كبوشيين، لا بل مرسلين، إثر قدوم الكبوشيين إلى بلدتهما بعبدات. ذهبا سنة 1895 إلى اسطنبول، إلى المعهد الرسولي للشرق التابع للرهبنة الكبوشية، الذي يعد المرسلين للشرق. بعد أن دخلا الابتداء، وأنهيا دروسهما وسيما كاهنين، زارا بلدتهما بعبدات، سنة 1906، قبل الانطلاق إلى الرسالة، إلى بلاد ما بين النهرين. وتنقلا بين مراكز ماردين، وأورفا، وخربوط، وديار بكر، عاملين في شتى حقول الرسالة (المدارس، التعليم، الوعظ، التعليم المسيحي، الشبيبة، الرهبنة الثالثة، الاعترافات…)، إلى أن حلت الحرب العالمية الأولى، فاستشهد:

الأب ليونار، في ماردين، في 11 حزيران 1915، مع قافلة كبيرة من بينهم الطوباوي إغناطيوس مالويان، فيما استشهد الأب توما، في مرعش، في 18 كانون الثاني 1917، بعد أن خبأ في ديره كاهنا أرمنيا، فحكم عليه بالاعدام، لكنه توفي من جراء التيفوس والمعاملة السيئة في السجن، قبل تنفيذ الحكم.

يعتبر هذا الحدث بمثابة رجاء جديد للبنان، وبخاصة في هذه الظروف الصعبة، الشبيهة بتلك التي عايشها الأبوان توما وليونار، اللذان جاءا لينضما إلى رفيقهما الطوباوي يعقوب الحداد الكبوشي. مبروك للبنان وطن القديسين”.

 

رينيه ديكارت (بالفرنسية: Renι Descartes)‏ (31 مارس 1596 – 11 فبراير 1650)

الأب سيمون عساف/الجمعة 11 حزيران 2021

 فيلسوف، وعالم رياضي وفيزيائي فرنسي، يلقب بـ"أبو الفلسفة الحديثة"، وكثير من الأطروحات الفلسفية الغربية التي جاءت بعده، هي انعكاسات لأطروحاته، والتي ما زالت تدرس حتى اليوم، خصوصًا كتاب (تأملات في الفلسفة الأولى-1641م) الذي ما زال يشكل النص القياسي لمعظم كليات الفلسفة. كما أن لديكارت تأثير واضح في علم الرياضيات، فقد اخترع نظامًا رياضيًا سمي باسمه وهو (نظام الإحداثيات الديكارتية)، الذي شكل النواة الأولى لـ(الهندسة التحليلية)، فكان بذلك من الشخصيات الرئيسية في تاريخ الثورة العلمية.

وديكارت هو الشخصية الرئيسية لمذهب العقلانية في القرن 17 الميلادي، كما كان ضليعًا في علم الرياضيات، فضلًا عن الفلسفة، وأسهم إسهامًا كبيرًا في هذه العلوم، وديكارت هو صاحب المقولة الشهيرة التي تدعى الكوجيتو : "أنا أفكر، إذًا أنا موجود"

حياته

ولد ديكارت في 31 مارس عام 1596 م في مدينة لاهي آن تورن الفرنسية، لكن أسرته كانت ترجع في أصلها إلى هولندا. ينتمي ديكارت إلى أسرة من صغار النبلاء، حيث عمل أبوه مستشارًا في برلمان إقليم بريتانيا الفرنسي. وكان جده لأبيه طبيبًا، وجده لأمه حاكمًا لإقليم بواتيه. وفي عام 1604 التحق ديكارت بمدرسة لافلشي La Fliche، وهي تنتمي إلى طائفة دينية تسمى باليسوعية، وقد تلقى ديكارت فيها تعليمًا فلسفيًا راقيًا يعد من أرقى الأنواع في أوروبا وبدأ فيها ديكارت في تعلم الأدب، والمنطق، والأخلاق ثم الفلسفة وأخيرًا الرياضيات والفيزياء. ونال إجازة الحقوق من جامعة بواتيه حيث تخرج ديكارت من الكلية عام 1612 حاملًا شهادة الليسانس في القانون الديني والمدني عام 1616.وعلى عادة النبلاء في ذلك العصر، نصحه أبوه بالالتحاق بالجيش الهولندي، إذ كان هذا الجيش أفضل جيوش أوروبا نظامًا وخبرة، وكان يشكل مدرسة حربية لكل من أراد أن يتعلم فن الحرب. وبالفعل رحل ديكارت إلى هولندا عام 1618 وتعرف هناك على طبيب هولندي يدعى اسحق بيكمان، وكان متبحرًا في العلوم، وشجعه على دراسة الفيزياء والرياضيات وعلى الربط بينهما، وكانا يمارسان معًا طريقة جديدة في البحث تطبق الرياضيات على الميتافيزيقا، وترد الميتافيزيقا إلى الرياضيات، وقد كان لهذه الطريقة أبلغ الأثر في تطور ديكارت الفكري وفي تشكيل فلسفته، إذ أن منهجه ومذهبه الفلسفي لن يختلف كثيرًا عن طريقة البحث هذه.

تطوع للخدمة في الجيش الهولندي عام1618 م، وخاض معه عدة معارك، وفي عام 1622 م عاد ديكارت إلى فرنسا وصفى جميع أملاكه ليستثمر الأموال في تجارة السندات المالية وقد أمنت له دخلا مريحا لبقية حياته. وفي الفترة بين 1628 م و1649 م عاش ديكارت حياة علمية هادئة في هولندا، وألف فيها معظم مؤلفاته، والتي أحدثت ثورة في مجالي الرياضيات والفلسفة.

غادر ديكارت هولندا عام 1619 وذهب إلى ألمانيا، وهناك اكتشف الهندسة التحليلية التي اشتهر بها ووضع يده على قواعد منهجه الفلسفي. وفي عام 1620 بدأ في السفر متنقلًا بين العديد من المدن الأوربية لمدة تسع سنين، وفيها باع أملاكه التي ورثها عن أمه، وعرض عليه أبوه أن يشتري له وظيفة حاكم عسكري فرفض ديكارت وآثر أن يعيش حياة العزلة. وفي عام 1628 غادر فرنسا إلى هولندا حيث قضى فيها فترة كبيرة من حياته. والذي جعله يفضل هولندا أنها كانت آنذاك من أقوى وأغنى الدول الأوروبية وأكثرها ازدهارًا في العلوم والفنون. وفي عام 1629 بدأ ديكارت في كتابة رسالته «العالم Le Monde» وفيها يبحث في الطبيعة على أساس النتائج التي توصل إليها كوبرنيكوس وكبلر وجاليليو في النظام الشمسى ودوران الأرض حول الشمس. لكن حدث أن أدانت محكمة التفتيش والكنيسة الكاثوليكية في روما العالم الإيطالي جاليليو عام 1633، خوفًا من أن تؤدي آراء جاليليو الجديدة إلى سقوط الاعتقاد القديم بأن الأرض ثابتة في الكون والنجوم والكواكب تدور حولها وعندئذ خشى ديكارت أن يكون مصيره نفس مصير جاليليو، فلم يكمل الرسالة وكاد أن يحرق أوراقها وعزم على ألا يكتب أي شيء على الإطلاق،

مما أدى إلى توقف ديكارت عن نشر بعض أفكاره، وفي عام 1643 م أدانت جامعة أوتريخت الهولندية الفلسفة الديكارتية. في هولندا تتلمذ في علوم الرياضيات على يد الأستاذ ياكب يوليوس في جامعة لايدن

لكن سرعان ما أدرك ديكارت أنه لا يمكن أن يتوقف عن الكتابة نهائيًا وهو الفيلسوف الذي بدأ صيته ينتشر وعندما أحس أن الناس يتشوقون لمعرفة فلسفته عكف على الكتابة مرة أخرى، وأخرج ثلاث رسائل تدور كلها حول الموضوعات الرياضية والطبيعية وهي عن انكسار الأشعة والأنواء الجوية والهندسة، وقدم لها بمقال صغير وهو «مقال عن المنهج» عام 1636 وبلغ حد خوف ديكارت أن طبع الكتاب دون أن يكتب اسمه على الغلاف. وقرر ديكارت أن يضع مذهبًا للفلسفة ويطبقه على الميتافيزيقا فأخرج عام 1641 كتاب «التأملات في الفلسفة الأولى» الذي أهداه إلى الأميرة إليزابيث البلاتينية التي راسلها كثيرًا وأخذ يشرح لها فلسفته ويناقشها في أمور الأخلاق والسياسة. وعندما ذاعت شهرته وضع له ملك فرنسا راتبًا سنويًا يقدر بثلاثة آلاف جنيه عام 1647 لكنه لم يتلق منه شيئًا إذ آثر حياة العزلة. وفي عام 1648 تعرف على ملكة السويد كريستينا التي ناقشته طويلًا في فلسفته عبر سلسلة من الرسائل، وأصرت على دعوته للسويد ليكون عونًا لها في إدارة الحكم وشئون البلاد كمستشار، وعندما قبل الدعوة سافر إلى استوكهلم عاصمة السويد في أواخر عام 1649. وكانت الملكة تتردد عليه طويلًا لمناقشته في فلسفته، لكن الطقس البارد للسويد لم يكن مناسبًا لصحته، فأصيب بالتهاب رئوي، فرفض نصائح الأطباء وآثر أن يعالج نفسه بنفسه، وعندما اشتد عليه المرض توفى في 11 فبراير عام 1650.

أهم أفكاره

نظرية المعرفة

شك ديكارت في المعرفة الحسية سواء منها الظاهرة أو الباطنة، وكذلك في المعرفة المتأتية من عالم اليقظة، كما شك في قدرة العقل الرياضي على الوصول إلى المعرفة، وشك في وجوده، ووجود العالم الحسي، إلى أن أصبح شكه دليلا عنده على الوجود، فقال "كلما شككت ازددت تفكيرا فازددت يقينا بوجودي".

المنهج الديكارتي

هو المنهج الجديد في الفلسفة، وبسببه سمي ديكارت بـ"أبو الفلسفة الحديثة". إن من درس فلسفة ديكارت يندهش عندما يعلم أن تخصص ديكارت الأساسي لم يكن الفلسفة بل الرياضيات والجبر والبصريات. فالمطلع على مجمل أعماله يلاحظ أنها تشكل عدة مجلدات تعد ست مجلدات من القطع الكبير في بعض الطبعات، تنصب أساسًا على الموضوعات الرياضية والهندسية ولا تحتل أعماله الفلسفية التي اشتهر بها سوى جزء ضئيل لا يكاد يصل إلى نصف مجلد. لقد كان ديكارت رياضيًا في الأساس، ولم يكن فيلسوفًا إلا في أوقات فراغه من دراساته الرياضية. لكن هذا الجزء الفلسفي الصغير نسبيًا من مؤلفاته هو السبب في شهرته كفيلسوف وهو الذي صنع منه مؤسس الفلسفة الحديثة. ومعنى هذا أن الجزء الفلسفي من أعماله يعد ملحقًا على أعماله الرياضية الأساسية، أو هامش فلسفي على متن رياضي هندسي. ويرجع السبب في ذلك إلى أن ديكارت الذي شهد درجة النجاح المذهل الذي حققته الرياضيات في عصره من دقة المنهج ويقين النتائج التام أراد للفلسفة أن تصل إلى نفس الدقة المنهجية واليقين المطلق الذي وصلته الرياضيات في عصره وعلى يديه هو شخصيًا. ويتمثل تأثر ديكارت بالمنهج الرياضي في فلسفته في سعيه نحو الوصول إلى نقطة أولى يقينية واضحة بذاتها يؤسس عليها فلسفته كلها، وهي وجود الأنا أفكر. فهذا الأنا أفكر كان بالنسبة له المبدأ الأول الشبيه بمبادئ الرياضيات التي تؤسس لكل المبرهنات الرياضية التالية عليها. كما يسير ديكارت بالطريقة الاستنباطية السائدة في الرياضيات في مذهبه الفلسفي حيث يستنبط وجود الإله والعالم وخلود النفس من وجود الأنا أفكر. ويقوم المنهج الديكارتي على أساسين، هما:

1. البداهة: أي التصور الذي يتولد في نفس سليمة منتبهة عن مجرد الأنوار العقلية.

2. الاستنباط: أي العملية العقلية التي تنقلنا من الفكرة البديهية إلى نتيجة أخرى تصدر عنها بالضرورة.

والحقيقة أن محاولة الوصول إلى اليقين في الموضوعات العلمية والفيزيائية سهل يسير باتباع الطريقة الرياضية، لكنه ليس كذلك بالنسبة للموضوعات الميتافيزيقية. فلا يمكن التعامل مباشرة مع موضوعات مثل وجود الإله وخلود النفس بالطريقة الرياضية. وقد كان ديكارت صادقًا في ذلك مع نفسه، إذ أنه لم يبدأ دراسة هذه الموضوعات مباشرة، بل وضعها كلها موضع الشك وتوقف عن الحكم عليها منذ البداية. يقول ديكارت في التأمل الأول: «وإذا لم يكن في مقدوري الوصول إلى معرفة أي حقيقة، فليكن أن أفعل ما هو في مقدوري على الأقل، أي التوقف عن كل حكم، وأتجنب أن أعطي أي مصداقية لأي شيء باطل».

وعندما فكر ديكارت في وضع منهج في الفلسفة أقامه على أساس أسلوب التفكير الرياضي والهندسي. وهذا هو المعنى الحقيقي لقواعد المنهج الأربعة التي وضعها في كتابه «مقال عن المنهج». تنص القاعدة الأولى على «ألا أقبل شيئًا على أنه حق ما لم أعرف يقينًا أنه كذلك، بمعنى أن أتجنب بعناية التهور، والسبق إلى الحكم قبل النظر، وألا أدخل في أحكامي إلا ما يتمثل أمام عقلي في جلاء وتميز، بحيث لا يكون لدي أي مجال لوضعه موضع الشك».

وتسمى هذ القاعدة بقاعدة اليقين، لأنها تدخل إلى يقين بديهي بسيط لا يتطرق إليه شك. ويتضح ارتباط هذه القاعدة بالهندسة الرياضية من الأمثال التي يضربها ديكارت عليها، فاليقين عنده هو القول بأن المثلث هو الشكل المكون من ثلاث أضلاع، وأن المساويان لشيء ثالث متساويان. ولا يهدف ديكارت من هذه القاعدة تأسيس الرياضيات أو الهندسة على أسس يقينية، ذلك لأنهما مؤسسان على اليقين بالفعل، بل يهدف استعارة هذا اليقين الرياضي والهندسي لتطبيقه على موضوعات الفلسفة. وعندما نطبق هذه القاعدة على الفلسفة تبدأ باعتبارها شكًا منهجيًا، ذلك لأنها تنص على «ألا أقبل شيئًا على أنه حق ما لم أكن على يقين أنه كذلك»، فنص القاعدة يبدأ بالسلب، أي بألا يقبل شيئًا، وهذا هو الشك الذي هو الخطوة الأولى في المنهج الفلسفي عند ديكارت. ومعنى هذا أن قواعد المنهج عامة وكلية، وعندما تتم مناسبتها كموضوعات الفلسفة لوضع منهج خاص بالفلسفة تنقسم القاعدة الأولى إلى خطوتين، الخطوة الأولى هي الشك في كل شيء شكًا منهجيًا للوصول منها إلى يقين أول. فبعد أن يشك ديكارت في وجود العالم، ينطلق من هذا الشك نفسه ليتوصل إلى أول يقين وهو أن الشك يتضمن التفكير، والشخص الذي يفكر يجب أن يكون موجودًا: أنا أشك إذن أنا أفكر إذن أنا موجود.

وتنص القاعدة الثانية على «أن أقسم كل واحدة من المعضلات التي سأختبرها إلى أجزاء على قدر المستطاع، على قدر ما تدعو الحاجة إلى حلها على ذلك»،

وتسمى هذه القاعدة بقاعدة التحليل. وتقول القاعدة الثالثة: «أن أُسِّير أفكاري بنظام، بادئًا بأبسط الأمور وأسهلها معرفة، كي أتدرج قليلًا قليلًا حتى أصل إلى معرف أكثرا ترتيبًا، بل وأن أفرض ترتيبًا بين الأمور التي لا يسبق بعضها الآخر بالطبع».

وتسمى هذه القاعدة الثالثة بقاعدة التركيب. أما القاعدة الرابعة والأخيرة فهي تنص على «أن أجري في كل الأحوال الإحصاءات والمراجعات الشاملة ما يجعلني على ثقة من أنني لم أغفل شيئًا»، وتسمى هذه القاعدة بالاستقراء التام.

وبذلك فإن قواعد المنهج الأربعة، من يقين وتحليل وتركيب ومراجعة واستقراء، هي نفسها طريقة التفكير المتبعة في الرياضيات والهندسة. ويحاول ديكارت تطبيقها على موضوعات الفلسفة، لأنه أراد الوصول في الفلسفة إلى نفس درجة الوضوح واليقين الذي وصلت إليه الرياضيات والهندسة.

إن ديكارت لا يطبق المنهج الرياضي نفسه على الفلسفة بل يطبق طريقة التفكير في الرياضيات، فإذا كان يستعير المنهج الرياضي فهو ليتبع طريقة البدء بالبديهيات والمسلمات والفروض ولانطلق منها إلى مبرهنات ثم قضايا تلزم عنها ضرورةً، ولو كان قد فعل ذلك لرأينا مؤلفاته الفلسفية تأخذ شكل الاستنباط والبرهان الرياضي. لكن لا تظهر طريقة الاستنباط الرياضي في فلسفة ديكارت، وكل ما يستعيره من الرياضيات هو طريقة التفكير المتبعة فيها وحسب. والملاحظ أن طريقة البرهان الرياضي الهندسي والتي لم يتبعها ديكارت قد اتبعها من بعده سبينوزا بحذافيرها. وبذلك يكون سبينوزا قد سار خطوة أبعد من ديكارت، ذلك لأن ديكارت اتبع مجرد طريقة التفكير في الرياضيات والتي تتمثل في القواعد الأربعة: اليقين أو الوضوح، والتحليل والتركيب والاستقراء التام، وما رفضه ديكارت وهو تطبيق المنهج الهندسي من تعريفات ومصادرات ثم مبرهنات وقضايا مستنبطة منها قد تبناه سبينوزا نجد بحذافيره. وهكذا يكون سبينوزا أكثر جرأة وثورية من ديكارت الذي وقف عند حدود التفكير الرياضي فقط ولم يصل إلى درجة تطبيق المنهج الرياضي الهندسي نفسه في الفلسفة.

الثنائية الديكارتية

يفرق ديكارت بين النفس والجسد، ويرى أنهما جوهران مختلفان تماما، ويقول:"إنني لست مقيما في جسدي كما يقيم الملاح في سفينته، ولكنني متصل به اتصالا وثيقا، ومختلط به بحيث أؤلف معه وحدة منفردة، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما شعرت بألم إذا أصيب جسدي بجرح، ولكني أدرك ذلك بالعقل وحده، كما يدرك الملاح بنظرة أي عطل في السفينة".

الله

يعتقد ديكارت أن الله يشبه العقل من حيث أن الله والعقل يفكران ولكن ليس لهما وجود مادي أو جسمي، إلا أن الله يختلف عن العقل بأنه غير محدود، وأنه لا يعتمد في وجوده على خالق آخر، ويقول:"إنني أدرك بجلاء ووضوح وجود إله قدير وخير لدرجة لا حدود لها".

الأخلاق

جعل ديكارت علم الأخلاق رأس الحكمة، وتاج العلوم، وأنه لابد من الاطلاع على كل العلوم قبل الخوض في علم الأخلاق، وقال:"مثل الفلسفة كمثل شجرة جذورها الميتافيزيقيا، وجذعها العلم الطبيعي، وأغصانها بقية العلوم، وهذه ترجع إلى ثلاثة علوم كبرى، هي: الطب، والميكانيكا، والأخلاق العليا الكاملة، وهذه الأخيرة تتطلب معرفة تامة بالعلوم الأخرى، وهي أعلى مراتب الحكمة".

ومن العجيب أن مذهب الشك الديكارتي لم يصل بديكارت إلى الإلحاد بل لقد كان مؤمن بوجود الإله ولكنه أوصل الكثيرين إلى الإلحاد.

الميتافيزيقيا

1-نظرة عامة على كتاب "التأملات في الفلسفة الأولى"

ينقسم كتاب "التأملات في الفلسفة الأولى" إلى ستة تأملات. في التأمل الأول يطبق ديكارت نظرته المنهجية الأولى وهي الشك، ويتناول فيه الأشياء التي يجب أن توضع موضع الشك، ومبرراته لهذا الشك، ويصل إلى الشك في كل شيء. وفي التأمل الثاني يصل إلى أول يقين واضح بذاته يقدم نفسه بعد خطوة الشك وهو وجود الفكر أو العقل الإنساني، ويميزه عن الجسد ويذهب إلى أن معرفته أيسر وأوضح من معرفة الجسد. وبعد أن يثبت ديكارت وجود الفكر ينتقل في التأمل الثالث إلى إثبات وجود الإله. ويقدم ثلاثة براهين على وجوده. وفي التأمل الرابع يميز بين الصدق والكذب أو الوضوح وعدم الوضوح، وفيه يشرح بمزيد من التفصيل بعض موضوعات التأمل الأول والثاني حول العلاقة بين النفس والجسد وحول الإله. وفي التأمل الخامس يتناول ماهية الأشياء المادية، ويقر بأن ماهيتها الامتداد، وأن ماهية الإله الروح والفكر، وتظهر في هذا التأمل ثنائية ديكارت الشهيرة بين الفكر والامتداد وأنهما جوهرين متمايزين. وفي التأمل السادس يتناول وجود الأشياء المادية ويثبت أنها زائلة، ويميز بين النفس والجسد، ويثبت أن الجسد فاني والنفس خالدة.

والحقيقة أن هذه التأملات الستة متداخلة، فالشك المنهجي الذي يتناوله في التأمل الأول يعاود الظهور في كل تأمل تالي، إذ يستخدمه في التمييز بين النفس والجسد والجوهر الفكري والجوهر الممتد، على أساس شكه في كمال الجسد وفي الوجود الحقيقي للأشياء الممتدة. وإثبات وجود الله الذي يظهر في التأمل الثالث يعاود الظهور في التأمل الخامس عندما يشرح ويفسر طبيعة الإله الروحية والفكرية. وثنائياته الشهيرة بين الفكر والامتداد والنفس والجسد تتكرر عبر كل التأملات. ومن ثم نستطيع تناول فلسفة ديكارت في كتاب التأملات بإقامة ترتيب وتنسيق بين كل هذه الموضوعات الجذرية على التأملات الستة، فنبدأ بالخطوة الأولى وهي الشك المنهجي، ثم نتناول تمييزه بين النفس والجسد والفكر والامتداد موضحين بذلك اليقين الأول وهو إثبات وجود الذات المفكرة ثم نتناول كل ما قاله عن الإله وإثبات وجوده وطبيعته.

الشك المنهجي

هذا الشك منهجي لأن ديكارت لا يستخدمه إلا كوسيلة للوصول إلى يقين أول واضح بذاته، ولا يأخذ الشك موقفًا نهائيا له. يقول ديكارت: «يجب النظر إلى كل ما يمكن أن يوضع موضع الشك على أنه زائف».

ولا يقصد ديكارت بذلك الحكم بزيف كل شيء، أو بزيف كل ما يوضع محل الشك، بل يقصد أنه لن يقبل بأي شيء على أنه حقيقي ما لم يُخضع لامتحان الشك، الذي يستطيع به الوصول إلى شيء يقيني عن طريق برهان عقلي. وهو يذهب إلى أننا سوف نتمكن من التأكد من صحة ويقين أشياء كثيرة ومنها العلوم بعد أن نمارس خطوة الشك، وليس ذلك إلا لأننا تمكنا من تأسيسها على أسس من اليقين والوضوح العقلي. ولذلك فهو عندما يضع موضع الشك كل العلوم بما فيها الرياضية والهندسية فليس ذلك إلا بغرض تأسيسها على أسس يقينية واضحة. والحقيقة أنه يقوم بذلك بالفعل ابتداء من التأمل الرابع، حيث يثبت يقين العلم الطبيعي من منطلق أنه في العقل فكرة واضحة ومتمايزة ويقينية عن الامتداد الذي هو جوهر العالم الطبيعي.

لكن يضع ديكارت أشياءً أخرى كثيرة محل الشك وتسقط في هذا الاختبار وبالتالي يستبعدها تمامًا لأنها لم تصل إلى درجة اليقين والوضوح والتمايز الذي يبتغيه. ومن هذه الأشياء كل ما تعلمناه سواء من الحواس أو من خلالها، أي أنه يرفض كل ما تأتى به الحواس من إدراكات ويرفض الإدراك الحسي نفسه كأداة معرفية وهذا يتضمن كل شيء نعرفه عن العالم الخارجي وكذلك عن أنفسنا باعتبارنا أجسادًا. وهو يرفض شهادة الحواس لأنها دائمًا ما تخطئ، ودائمًا ما تكون الحواس عرضة للأوهام أو الاعتقادات الخاطئة، ويذهب ديكارت في ذلك إلى أنه «من الحكمة ألا نثق في الذي خدعنا ولو لمرة واحدة».

فإذا ثبت أن الحواس لم تكن محل ثقة في أحيان فكيف لنا أن نثق بها في كل الأحيان؟ وهناك سبب آخر يقدمه ديكارت لعدم الثقة في الحواس، وهو أنه لو لم نكتشف أننا ننخدع بالحواس ونسلم بهذا فما أدرانا أننا لا نحلم؟ ذلك لأن المرء في الحلم يشاهد أشياء كأنه يراها على الحقيقة في حين أنها ليست كذلك، وبالتالي فمن الممكن أن يكون كل ما نراه ونحس به حلم كبير والحالم غالبًا ما لا يعلم أنه يحلم وبالتالي فمن الممكن أن نكون في حلم ونحن لا نعلم ذلك.

ثم يأتي ديكارت بعد ذلك إلى تناول حقائق الحساب والهندسة ويذهب إلى أننا يجب أن ننحيها جانبًا على الرغم مما هو فيها من وضوح وتمايز، حتى أنه الحقيقة القائلة أن اثنين زائد ثلاثة تساوي خمسة وأن المربع هو ما له أربع أضلاع ليست محمية من الشك، فمن الممكن أن يكون هناك شيطان ماكر هو الذي أوحى لي بهذه الأشياء وأوهمني أنها حقائق وهي ليست كذلك، وينتهي ديكارت إلى القول بأنه «ليس هناك أي شيء كنت أعتقده في السابق أنه حقيقي لا يمكن أن أضعه موضع الشك، وذلك بناء على أسباب قوية ومعتبرة».

والحقيقة أن ديكارت الذي شك في حقائق الحساب والهندسة في التأمل الأول على أساس افتراض الشيطان الماكر لن يعود إلى إثباتهما إلا في التأمل الرابع عندما يثبت أن الإله الرحيم العادل لن يتركه يخضع لسلطة هذا الشيطان ولن يجعله ينخدع ويثق في أشياء باطلة وذلك بعد أن يثبت وجود الإله في التأمل الثالث.

اليقين الأول - إثبات وجود الذات

هذا هو موضوع التأمل الثاني، وفيه يبدأ ديكارت من النقطة التي انتهى عندها في التأمل الأول، قائلًا: «سأستمر بتنحية كل ما فيه قليل من الشك.. حتى أصل إلى شيء يقيني». يذهب ديكارت إلى أنه حتى ولو كان افتراض وجود شيطان ماكر صحيحًا، وحتى لو كان هذا الشيطان الماكر يخدعه بأن يصور له وجود عالم لا وجود له، فإن هذا الشيطان الماكر لا يمكن أن يخدعه في وجوده ذاته، فلا يمكن أن يصور له أنه موجود في حين أنه ليس موجودًا. وبذلك يتوصل ديكارت إلى أول يقين وهو وجود الذات، ويقول أنه يشعر بوجوده وبهويته،وبالتالي فهو موجود.ويستخدم ديكارت حجة شبيهة في «مبادئ الفلسفة» إذ يقول: «لا يمكننا الشك في وجودنا أثناء عملية الشك»، ذلك لأن الكائن الذي يشك يجب أن يكون موجودًا في البداية، «ذلك لأن من التناقض الاعتقاد في أن الذي يفكر لا يوجد أثناء التفكير». فالتفكير في حد ذاته دليل على وجود الذات التي تفكر، «هذا الاستنتاج القائل (أنا أفكر، إذن أنا موجود Cogito, erg osum) هو أول شيء يقيني على الإطلاق».والحقيقة أن ديكارت ينطلق إلى تأكيد هذه النتيجة على أساس العلاقة التقليدية بين الجوهر والأحوال، أو الموضوع والمحمول، فحسب هذه العلاقة التقليدية لا يمكن أن تكون هناك أحوال دون جوهر تحمل عليه، ولا يمكن أن يكون هناك محمول، بالمعنى المنطقي بدون موضوع، ولا يمكن أن يكون هناك فعل دون قائم بهذا الفعل.

والتفكير فعل يجب أن يكون له فاعل أو محل يحدث فيه أو شيء يقوم به وهو الذات المفكرة. وهكذا نرى أن الثورة الفلسفية التي أتى بها ديكارت تكمن خلفها بعض الاتجاهات التقليدية القديمة في الفلسفة. هذا بالإضافة إلى أن الانطلاق من الفكر إلى الوجود، أي من واقعة حضور شيء ما في الفكر إلى القطع بوجوده الواقعي، مثلما سيفعل ديكارت مع فكرة الإله الكامل، هو أيضًا اعتقاد فلسفي تقليدي موغل في القدم يصل إلى فلاسفة ما قبل سقراط وعلى رأسهم بارمنيدس.

ويتساءل ديكارت بعد ذلك عن طبيعة وجود هذه الذات التي اكتشف وجودها اليقيني والواضح، ويذهب إلى أنه يدرك نفسه باعتباره جسمًا، أي ممتلكًا لإحساسات معينة ورغبات ومشاعر. وعلى الرغم من أنه يمكن الشك في الأشياء الحسية، إذ يمكن أن تكون مجرد أوهام، إلا أنه لا يمكن الشك في أن المرء حاصل على وعي بالإحساسات، وهذا الوعي في حد ذاته موجود وحاضر ولا يمكن أن يكون وهمًا. ويتوصل ديكارت من ذلك إلى أن الوعي بالجسد نفسه يأتي من الفكر، ذلك لأن الإحساس والرغبة والمشاعر كلها عناصر فكرية يدركها المرء بفهمه وعقله، وينتهي ديكارت إلى القول بأن الذات توجد باعتبارها شيئًا مفكرًا،Richard Schacht: op. cit, PP. 8 – 12. أي فكر خالص يعد هو نفسه أساس الوعي بالحالات الجسدية. لكن يقف ديكارت طويلًا على مفهوم آخر مرتبط بالجسد، وبكل الأشياء الجسمية، ويتساءل: هل أمتلك وعيًا بذاتي بفضل امتلاكي لجسد ممتد، أي ذي أبعاد تشغل حيزًا من الفراغ؟ ويجيب بالنفي، ذلك لأن إدراك الشيء الممتد، بما فيه الجسم الإنساني لا يعتمد على الحواس بل على الفكر. ويضرب مثالًا على ذلك بقطعة من الشمع. فهذه القطعة لها شكل معين ولون وملمس، وعندما تتعرض للحرارة تذوب ويتغير شكلها وملمسها ولونها، وليس معنى هذا أنها اختفت أو كفت عن الوجود بل يظل الفكر يعرف أنها باقية، وذلك من كونها لا تزال شيئًا ممتدًا. ومعنى هذا أنه لا الشكل أو اللون أو الملمس قادر على إبقاء هوية شيء ثابتة في الفكر، والامتداد وحده هو القادر على ذلك. هذا الامتداد ليس شيئًا تتلقاه الحواس مثل اللون والملمس والرائحة بل هو شيء يدرك بالفكر وحده.

ومعنى هذا أن الفكر لا يدرك ماهية المادة من الإحساسات التي يتلقاها منها بل من فكرة الامتداد التي يدركها الفكر مباشرة على أنها ماهية كل ما هو جسمي بما فيه الجسم الإنساني.

التمييز بين الفكر والامتداد، وبين النفس والجسم

على أساس نظريته في الأفكار الواضحة والمتمايزة، يذهب ديكارت إلى أن ما يدركه العقل بوضوح وتمايز يتمتع بحقيقة وواقعًا موضوعيًا يفوق ما يدركه العقل غامضًا ومختلطًا. وعندما يبحث في أفكاره عن المادة والأجسام المادية يدرك أن أفكاره عنها ليست واضحة، ذلك لأن مصدر هذه الأفكار الحواس والإدراك الحسي وهي غالبًا ما تخطئ في المعرفة وتتعرض للزيف والأوهام. ونظرًا لأن ديكارت يشك في قدرة الإدراك الحسي على إمداده بمعرفة واضحة يقينية فهو أيضًا يشك في إمكان الحصول على أفكار واضحة عن موضوعات هذا الإدراك الحسي مثل المادة والجسد.

فموضوعات الإدراك الحسي دائمًا ما تكون مختلفة بطبيعتها، فهي دائمة التغير والتحول، مثل مثال قطعة الشمع الذي يستخدمه. وينتهي ديكارت إلى القول بأن معرفة الفكر أيسر وأوضح من معرفة المادة، ومعرفة النفس أيسر وأوضح من معرفة الجسد، ذلك لأنه من اليسير على الإنسان ملاحظة ما يدور في عقله من عمليات فكرية، فالفكر هو النشاط الأساسي للإنسان، وما الجسد سوى ملحق بالعقل والفكر، كما أن الجسد نفسه يعرف بوضوح ويقين عن طريق الفكر ذاته، أما إذا استعملنا الجسد لمعرفة الجسد فسوف نخطئ ونقع في الأوهام، مثل استخدامنا للإدراك الحسي لمعرفة أجسادنا. كل ما نعرفه عن الجسد هو آثاره العقلية، أي ما يثار في العقل من إحساسات وانفعالات. وبالتالي فالعقل هو الذي يعرف الجسد، ومن هنا فإنه له الأولوية على الجسد.

ويؤسس ديكارت تمييزه بين النفس والجسد على أساس نظريته القائلة أن ما يدركه العقل متمايزًا أو منفصلًا عن الآخر يوجد على الحقيقة متمايزًا ومنفصلًا. وهو يستطيع أن يفكر في النفس في استقلال عن الجسد، وبالتالي فهما في الحقيقة منفصلان.

كما يذهب ديكارت إلى أن في الوجود جوهرين منفصلين ومتمايزين هما الفكر والامتداد، والفكر هو جوهر النفس، والامتداد جوهر الجسد، وعلى هذا الأساس يكونا منفصلين نظرًا لانفصال وتمايز جوهري الفكر والامتداد. لكن الإنسان في النهاية يمثل اتحادًا بين النفس والجسد، وفي نفس الوقت فهذا الاتحاد تظهر فيه النفس والجسد متمايزان ومنفصلان، والدليل على ذلك ما يدركه الإنسان بوضوح عن انفصالهما. ولا يميل ديكارت إلى الرأي القائل أن الاتحاد بين النفس والجسد يصنع موجودًا جديدًا هو الإنسان نفسه، بل يصر على أن هذا الاتحاد ما هو إلا تلازم جوهرين من طبيعتين مختلفتين تمامًا. ويثبت ديكارت رأيه هذا على أساس معادلة حسابية بسيطة وهي 1 + 1 = 2 فالنفس زائدة الجسد يساويان اثنين نفسًا وجسدًا. ولا يصرح ديكارت بهذه المعادلة الحسابية بل هي متضمنة في تحليلاته. كان يمكن لديكارت أن يلجأ إلى معادلة حسابية أخرى وهي 1 Χ 1 = 1، بمعنى أنه كان يمكنه النظر إلى اتحاد النفس والجسد على أنهما عملية ضرب لا عملية إضافة. لو قام ديكارت بهذه المعادلة لأدرك أن اتحاد النفس بالجسد سوف يصنع موجودًا مختلفًا عنهما، لا هو بنفس فقط ولا هو بجسد فقط، بل هو كائن جديد ليس في العالم مثله وهو الكائن الإنساني، وكان يمكنه أيضًا أن ينظر إلى اتحاد النفس والجسد على أنه شبيه بامتزاج العناصر الكيميائية لصنع عنصر جديد لكنه لم يستطع أن يجري تلك المعادلة أو هذا التشبيه لأنه يعتقد منذ البداية بتمايز واختلاف الفكر والامتداد وأنهما لا يمكن أن يمتزجا لصنع وجود جديد هو الوجود الإنساني. ومن أجل ذلك اعتقد ديكارت أن اتحاد هذين الجوهرين المختلفين أشد ا لاختلاف في الكائن الإنساني ليس إلا فعلًا للإرادة الإلهية ونتيجة لقرار إلهي بأن يوجد الإنسان الذي هو فكر ونفس في الأساس في جسد معين في هذا العالم.وعلى عكس كثير من الفلاسفة المحدثين، فإن ديكارت لا ينتهي باختزال الجسم إلى العقل، أو العقل إلى الجسم، بل يؤكد على أن لدينا عقلًا وجسمًا في نفس الوقت، وأن الاثنين مختلفان عن بعضهما تمامًا، لكنهما في نفس الوقت في اتحاد تام. ويذهب ديكارت إلى أن هذا الاتحاد ليس تشاركًا بين متساويين، ذلك لأنه كما يصر على حقيقة الجسم ولا يختزله إلى العقل، فإنه كذلك يقطع بأن الجسم هو مجرد شيء امتلكه، في حين أن العقل أو النفس هو شيء أكونه، أي هو ما يشكل هويته الحقيقية، بمعنى أنني عقل أو نفس في الأساس وبالدرجة الأولى، ولهذا العقل أو لهذه النفس جسد تمتلكه. والحقيقة أن ديكارت يقع في تناقض خطير في نظريته حول ثنائية العقل والجسد، فحسب منطق تفكيره الذي يعتمد على النظرية التقليدية في العلاقة بين الجوهر والأحوال، والموضوع والمحمول، والتي يقول بحسبها أن التفكير نشاط أو فعل في حاجة إلى فاعل أو جوهر يقوم به وهو النفس،

فإن رأيه هذا غير مبرر ومتناقض، ذلك لأنه من الممكن القول بأن التفكير فعل ذهني لفاعل أو حامل مادي هو الجسم، وأن العقل أو النفس ذاتها ما هي إلا صفة أو حال للجسم. كل ما فعله ديكارت أنه ألحق النشاط الفكري بجوهر مفكر هو النفس، في حين أنه كان من الممكن أن يلحقه بالجسم دون أي تناقض، فمن المفترض أن يكون الجوهر والقوام مادي ويكون الحال أو الفعل فكري أو روحي، والحقيقة أن سبينوزا سوف يفضل هذا الخيار، وهو إلحاق الفكر بالجسم وليس العكس كما ذهب ديكارت.

ويبني ديكارت افتراضه بأولوية النفس على الجسم على افتراض أن الشيء المفكر يجب أن يكون حائزًا على جوهر مفكر وهو العقل أو النفس، وأن الشيء الممتد يجب أن يرجع إلى جوهر مادي، فالفكر في حاجة إلى عقل كي يقوم به، والامتداد في حاجة إلى جسم مادي كي يقوم به، وهذه هي الثنائية الديكارتية الشهيرة في أعلى صورها. لم يكن ديكارت ليتصور إمكان وجود نشاط فكري في جوهر مادي أو وجود صفة الامتداد في جوهر روحي أو عقلي خالص، وقد كانت هذه الاعتقادات المسبقة هي الميدان الأفلاطوني الذي استمر متخفيًا في فلسفة ديكارت، ومن هنا لا تكون فلسفته ثورية تمامًا كما اعتقد الكثيرون بل تقليدية للغاية، حتى وإن كانت التصورات الفلسفية التقليدية غير واضحة في مذهبه للوهلة الأولى. وكدليل على أن في فلسفة ديكارت عناصر فلسفية تقليدية أن معظم الفلسفات الحديثة التالية له سوف تنقد هذه العناصر التقليدية وترفضها، وأهمها فلسفة سبينوزا التي سوف تنظر إلى الفكر الامتداد على أنهما صفتين لجوهر واحد، وإلى النفس والجسم على أنهما شيء واحد ولا يمكن تصور أحدهما بدون الآخر، وجون لوك الذي سوف يرفض أولوية الفكر على الامتداد وينقد نظرية ديكارت في الأفكار الفطرية، وديفيد هيوم وإمانويل كانط اللذان سوف يرفضان استنتاج الوجود من الفكر وحده. لكن هذا الاستنتاج هو الذي تمسك به ديكارت في كل مؤلفاته وأصر عليه، وأقام عليه تمييزه بين الفكر والامتداد، والنفس والجسم، من منطلق أن ما يمكن التفكير فيه بمعزل عن الآخر هو في حقيقته متمايز ومختلف عن الآخر، والفكر يمكن التفكير فيه بمعزل عن الامتداد، ويمكن التفكير في النفس بمعزل عن الجسم، وبالتالي فهما متمايزان على الحقيقة، ويقول في ذلك «يكفي أن أكون قادرًا على إدراك شيء ما بمعزل عن الآخر كي أكون على يقين أن الواحد منهما مختلف عن الآخر».

إن ديكارت بذلك يعتقد أنه إذا كان من الممكن التفكير في جوهرين منفصلين ومتمايزين هما الفكر والامتداد، فإن هذا يكفي لاعتبارهما منفصلين في الواقع. هذا الأسلوب في التفكير الذي يتوصل إلى الوجود الحقيقي من خلال الفكر وحده هو ما ثارعليه لوك وهيوم وكانط. أيضًا معظم الفلاسفة المحدثين قد بنوا فلسفاتهم عن طريق معارضته ونقد أفكاره الأساسية لا عن طريق السير وراءها أو توسيعها أو تطويرها، ناهيك عن الفلاسفة المعاصرين الذين أعطوا الأولوية للجسم والامتداد على النفس والفكر. لقد انبنت الفلسفات الحديثة والمعاصرة على أساس اختلافها مع ديكارت لا اتفاقها معه، ومثلت ابتعادًا مستمرًا عنه لا اتباعًا له.

لقد كان استخلاص الوجود من الفكر، والاعتقاد في وجود جوهرين متمايزين هما الفكر والامتداد، وأن الذات الإنسانية توجد على أنها فكر وأن الجسم ما هو إلا زائد أو ملحقًا بالعقل، كل هذه الأشياء كانت مسلمات في فلسفة ديكارت ورثها من فلسفة العصور الوسطى دون وعي منه ودون أن يضعها موضع الفحص، ولم يشك فيها أبدًا أو يطبق عليها منهجه الشكي، ذلك لأنها كانت ضمنية أقامها واستخدمها في فلسفته دون وعي منه. إن ديكارت الذي بدأ تأمله الأول بالشك المنهجي وبرفض الاعتقادات والآراء السابقة لم يرفض في الحقيقة كل تلك المسلمات السائدة في فلسفات العصور الوسطى، إذ ظهرت لديه بقوة ووضوح.

لكن إذا كان ديكارت قد فصل بين النفس والجسم هذا الانفصال التام والنهائي فكيف نظر إلى إشكالية اتصالهما واتحادهما في الفرد الإنساني؟ إن هذا الفصل يجعل من تفسير اتصالهما في الإنسان مشكلة عويصة واجهت ديكارت وحاول أن يبحث لها عن حلول. وقد قدم ديكارت عددًا من الحلول لهذه المشكلة، مشكلة اتصال النفس بالجسم، وذهب إلى أن الجسم ما هو إلا آلة Machine تحركها النفس. فالجسم شيء مادي مثله مثل باقي الأشياء المادية الموجودة في العالم، وقوانينه الحاكمة له هي نفس القوانين الحاكمة لكل الأجسام المادية، لكنه في نفس الوقت جسم خاص لنفس معينة. هذه الآلة التي هي الجسم الإنساني لا تستطيع أن تعمل بدون النفس، وتتوقف عن العمل إذا فارقتها النفس. ويذهب ديكارت إلى أنه على الرغم من تمايز النفس والجسم، إلا أن الوجود الإنساني في العالم يتمثل في اتحاد النفس بالجسم، ذلك لأن الله أراد من الإنسان في هذا العالم أن يكون نفسًا وجسمًا في نفس الوقت. فليس في اتحاد النفس والجسم أي صدفة أو عرض، ذلك لأن هذه هي إرادة الله التي صنعت هذا الاتحاد.

ولم يؤدي هذا الحل إلى حل إشكالية اتصال النفس بالجسم، ذلك لأن الثنائية التي وضعها ديكارت بينهما كانت قوية، وعادت مشكلة اتصالهما إلى الإلحاح عليه. فكيف يمكن للنفس التي هي فكر خالص أن تتحد في الجسم الذي هو مادي خالص؟ وكيف تحرك النفس الجسم وتحدث فيه أفعالًا وحالات، وكيف تؤدي الأحداث الجسمية إلى حدوث أفكار في العقل؟ وكل هذه المشكلات أتى ديكارت بافتراض لحلها وهو قوله بوجود شيء في الجسم يمثل اتحاد النفس بالجسم ويتصف بالصفة العقلية والصفة الجسمية في نفس الوقت، وهو الغدة الصنوبرية التي تقع وراء المخ.

فعن طريق هذه الغدة يرسل العقل إشارات عصبية إلى الجسم كي يتحرك ويفعل، وعن طريقها أيضًا يستقبل العقل أحداث وإحساسات الجسم لنقلها إلى العقل. وعلى الرغم من هذا الحل الجديد الذي يبدو عليه البراعة والذكاء إلا أنه لم يحل إشكالية اتصال النفس بالجسم، ذلك لأن ديكارت كان قد وصف الجسم بأنه آلة، والآلة لا تحركها إلا آلة مثلها، والغدة الصنوبرية ليست آلة بل هي جزء من الجسم، وكأن ديكارت يقول بأن جزءًا من الجسم يحرك الجسم كله، ويظل دور النفس غائبًا، لأن هذه الغدة ليست جزءًا من النفس بل هي وظيفة من وظائف الجسم. وهكذا لم يستطع ديكارت حل إشكالية الاتصال وظلت ثنائية النفس والجسم لديه قائمة على الرغم مما يبدو عليه افتراض الغدة الصنوبرية من تجديد، وعلى الرغم من أن هذا الافتراض سوف يلقي أصداء لدى علم النفس التجريبي الحديث الذي سوف يحل نفس المشكلة بتبني الافتراض الديكارتي.

وجود الإله وطبيعته

يعتقد ديكارت أن الله يشبه العقل من حيث أن الله والعقل يفكران ولكن ليس لهما وجود مادي أو جسمي، إلا أن الله يختلف عن العقل بأنه غير محدود، وأنه لا يعتمد في وجوده على خالق آخر، ويقول:"إنني أدرك بجلاء ووضوح وجود إله قدير وخير لدرجة لا حدود لها".

مبررات ديكارت لإثبات وجود الإله:

ينتقل ديكارت في التأمل الثالث إلى تناول وجود الإله وطبيعته، ويثبت وجوده بدليلين، وفي التأمل الخامس يستخدم دليلًا ثالثًا. وجدير بالذكر أن الذي جعل ديكارت ينتقل من إثبات وجود الذات المفكرة إلى البحث عن يقين آخر وهو الإله ويشرع في إثبات وجوده هو أنه استمر في ممارسة شكه، ذلك لأنه رأى أن مجرد إثبات وجود الذات لا يكفي كي يصل إلى يقين مطلق حول باقي أفكاره وحول العالم، حتى أنه لا يزال يشك في التأمل الثالث في الحقائق الحسابية والرياضية ويفترض أن هناك من يخدعه حولها وأن هذا المخادع هو الذي جعله يعتقد في صدقها في حين أنها ليست كذلك. ويتناول ديكارت يقينه الأول الذي وصل إليه وهو وجود الذات ويذهب إلى أن هذا الوجود لا يكفي في حد ذاته لإثبات حقائق العالم المختلفة،

حتى أنه يفترض أن الذات تحصل على يقينها من خلال نور فطري في النفس الإنسانية لا يرجع إلى العالم الخارجي. لكنه يعود ليشك في هذا النور الفطري ذاته لأنه لا يذكر عنه سوى ما تلقاه من حقائق في العالم الخارجي، وبذلك يكون النور الفطري مجرد عامل مساعد يظل معتمدأً على ما تتلقاه الذات من العالم الخارجي. وهذا الاعتماد للنور الفطري على أشياء العالم لا يجعله عند ديكارت يقينًا مستقلًا بالذات، بل يمكن أن يكون هو نفسه عرضة للشك، لأن النور الفطري يقتصر دوره على ما تتلقاه الذات من العالم، وبذلك فهو ليس فاعلًا بل منفعلًا، ليس إيجابيًا بل سلبي. والنور الفطري ليس سوى تأكيد الذات على حقائق العالم بناء على وضوح وتميز أفكارنا عنه. هذا الوضوح والتمييز في حد ذاته عرضة للشك لأنه يمكن أن ينتهي في النهاية إلى مجرد خداع أو إلى شيطان ديكارت الذي لا يكف عن افتراض وجوده دائمًا في مؤلفاته. وفي مواجهة عدم كفاية اليقين الأول وهو وجود الذات، وبسبب أن هذه الذات يمكن أن تكون منخدعة، يشرع ديكارت في البحث عن أساس ثان لليقين يستطيع به تأسيس يقينه بحقائق العالم. وعندما يبحث في فكره عن أفكار يدركها في وضوح وتميز يجد أنه يستطيع التفكير في إله كامل. فبعد أن ينحي العالم كله ويستبعده من تفكيره هو والأفكار المتعلقة به وما يؤكده من نور فطري الذي هو في حد ذاته محل للشك، يتناول الفكرة الثانية التي تطغي على تفكيره بعد فكرة الذات المفكرة مباشرة وهي فكرة الإله. ويجعل ديكارت فكرة الإله هي الفكرة الوحيدة القادرة على تخليصه من شكه، لأنه بدون هذا الإله لن يستطيع أن يكون على يقين من أي شيء، ولن يستطيع أن يتخلص من فكرة الشيطان الماكر الذي يخدعه دائمًا، ويقول في ذلك: «يجب أن أبحث فيما إذا كان هناك إله بمجرد ما أن تأتي الفرصة لذلك، وإذا اكتشف أن هناك إله، يجب علىَّ أيضًا أن أبحث فيما إذا كان مخادعًا»، ذلك لأن الإله إذا كان مخادعًا فلن يكون هو الإله الحقيقي بل سيصبح الشيطان الماكر بعينه، «ذلك لأنه بدون معرفة بهاتين الحقيقتين، أي وجود الإله وأنه ليس مخادعًا، فلا يمكن أن أصبح على يقين من أي شيء»، عدا كونه وجودًا مفكرًا وحسب.

أدلة وجود الإله:

الملاحظ أن ديكارت يتوصل إلى وجود الذات المفكرة لا بأدلة وبراهين عقلية مثل التي يستخدمها في إثبات وجود الله، بل بالحدس والبصيرة. ذلك لأن السلسلة التي ينتقل فيها من الشك إلى اليقين بوجوده باعتباره كائنًا مفكرًا، والتي يقول فيها: «أنا أشك إذن أنا أفكر، إذن أنا موجود» ليست ببرهان عقلي بل هي في حقيقتها برهان حدسي، يقوم على البصيرة والنور الفطري. وعندما يأتي ديكارت لتناول فكرة الإله كفكرة في الذهن وحسب، وكي يوضح أنه ليس مجرد فكرة وأنه يتمتع بوجود حقيقي يشرع في تقديم أدلة عقلية وبراهين منطقية على وجوده. ومعنى هذا أن ديكارت يقدم أدلة وبراهين على ما توصل إليه عن طريق حدس باطني وبصيرة داخلية، ذلك لأنه يبحث في ذاته عن فكرة أخرى غير فكرة الذات المفكرة ويجد فكرة الإله، وهذا هو طريق الحدس، الذي يثبته بعد ذلك عقليًا في صورة أدلة. إن كثيرًا ممن يعرض لفلسفة ديكارت ينتقل مباشرة من إثباته لوجود الذات المفكرة إلى أدلته على وجود الإله، متناسيًا الكيفية التي ظهرت بها فكرة الإله لديه. فهو لم يتوصل إلى هذه الفكرة بأدلة عقلية بل بحدس باطني وبصيرة داخلية، وهذه هي النقطة التي لم يركز عليها أغلب من تناولوا فلسفته من مؤرخي الفلسفة. فكرة الإله ذاتها يعرفها ديكارت بحدس وبصيرة داخلية، أماوجوده فيعرفه أو يثبته بأدلة وبراهين عقلية. وكونه يعرف فكرة الإله بحدس باطني يجعل فلسفته مشابه لفلسفة القديس أوغسطين التي تعتمد على نفس الوسيلة وهي الحدس والبصيرة الداخلية لاكتشاف فكرة الإله داخل النفس. ومرة أخرى نرى كيف أن فلسفة ديكارت ليست جديدة تمامًا بل تنطوي على عناصر تقليدية سبق ظهورها في فلسفات العصور الوسطى.

الدليل الأول:

وهو دليل الكمال. يميز ديكارت بين نوعين من الوجود: الوجود الموضوعي والجود الفعلي أو الواقعي. الوجود الفعلي هو وجود الأشياء المحسوسة الحاضرة أمامنا في هذا العالم، أما النوع الآخر من الوجود فهو الوجود الذي يتمتع بصفات الكمال. يمكنني أن أفكر في الحصان الطائر مثلًا، على الرغم من أنه غير موجود، ويمكنني أيضًا أن أفكر في المائدة الحاضرة أمامي وأدرك أنها موجودة، وأفكر كذلك في إله كامل. ومن بين هذه الأفكار نرى أن فكرة الحصان الطائر موجودة في ذهني فقط وليس لها وجود فعلي، والمائدة موجودة أمامي وهي بذلك تتصف بالوجود الفعلي إلى جانب كونها فكرة حاضرة في ذهني. وعلى الرغم من أن الإله غير حاضر أمامي إلا أن وجوده موضوعي، ذلك لأن ما يتصف بصفات الكمال يتمتع بوجود أكثر موضوعية من الأشياء الموجودة بالفعل، لأنها في النهاية ناقصة ومصنوعة، وفكرة الخالق أكثر موضوعية من فكرة المخلوق حتى ولو لم يكن هذا الخالق حاضر فعليًا أما الحواس. وفي ذلك يقول ديكارت: «إن إلهًا أعلى – أبدي – لا متناهي – كلي العلم والقدرة وخالق لكل شيء خارجًا عنه حاصل على حقيقة موضوعية في ذاته أكثر من تلك العناصر المتناهية».

ويبني ديكارت استدلاله هنا على أساس أن الخالق أكثر حقيقة من المخلوق، والكامل أكثر حقيقة من الناقص، والكلي العلم والقدرة أكثر حقيقة من ناقص العلم والقدرة، واللامتناهي أكثر حقيقة من المتناهي. ويذهب ديكارت إلى أن كل تلك الصفات التي نعرفها عن الإله يجب أن تكون لها أسباب لوجودها، ولا يكون الإنسان هو مخترعها، ذلك لأن الإنسان ناقص وبذلك لا يمكن أن يكون هو سبب فكرة الكمال. كما أن كل تلك الصفات يجب أن ترجع إلى علة كافية وضرورية وهي الإله نفسه الموجود وجودًا فعليًا. فمن صفات الكمال الوجود، وإذا لم تكن فكرة الكمال ترجع إلى كائن موجود بالفعل فسوف تصبح فكرة ناقصة وهذا تناقض. وبالتالي فالكائن الكامل يجب أن يكون موجودًا، لأنه لو افتقر إلى الوجود لأصبح غر كامل ولكان مجرد فكرة في الذهن.

الدليل الثاني:

وفيه يثبت ديكارت وجود الإله انطلاقًا من وجوده هو، بمعنى أنه ليس سببًا لوجود نفسه، وبالتالي يجب أن يكون هناك كائن خالق هو الذي أوجده. يقول ديكارت: «واسأل نفسي، من أين أحصل على وجودي؟ ربما من ذاتي أو من والديَّ، أو من أي مصدر آخر أقل كمالًا من الإله؟».

ولا يمكن أن يكون سبب وجوده شيء ناقص أو مفتقر إلى الكمال، وبالتالي فالإله الكامل هو سبب وجوده، وبما أنه موجود فالإله أيضًا موجود. وهو يفترض جدلًا أن يكون والديه هما السبب في وجوده، إذ يمكن أن يكونا سببًا في ميلاده كجسم وحسب، في حين أنه يوجد في الحقيقة باعتباره فكرًا منفصلًا ومتمايزًا عن الجسد. فالوالدان يمكن أن يكونا سببًا لوجود هذا الجسم المادي، لكنهما لا يمكن أن يكونا السبب في النفس أو الروح. ويناقش ديكارت احتمال أن يكون السبب في وجوده شيء أكثر كمالًا من الوالدين لكن أقل كمالًا من الإله مثل الطبيعة مثلًا، ويرفض ديكارت هذا الاحتمال، ذلك لأن الأقل كمالًا من الإله لا يمكن أن تكون لديه القدرة على الخلق من العدم. ويستمر ديكارت في المزيد من توضيح هذا الدليل، ويذهب إلى أنه باعتباره جوهرًا مفكرًا موجود لكنه لم يكن يوجد دائمًا بل إن وجوده حادث، أي حدث بعد أن لم يكن. وعندما يبدأ شيء في الوجود بعد أن لم يكن فمعنى هذا أنه أتى من العدم، أي خُلق. والقدرة على إيجاد شيء من العدم تتطلب قدرة تفوق قدرة إدراك الأشياء.

وبما أن الإنسان لا يحصل إلا على قدرة على إدراك الأشياء وفهمها وحسب وليس حائزًا على قدرة إيجادها أو خلقها من العدم، فهذا يعني أن الإنسان لا يمكن أن يكون سببًا في وجوده، وبالتالي فهذا السبب يكون أكثر قدرة من الإنسان. وإذا كان الإنسان قادرًا على إيجاد نفسه من العدم فمعنى هذا أنه قادر على الحصول على الكمال، لكن الإنسان ناقص، وبالتالي، فهو لا يمكن أن يكون سببًا في وجود ذاته، ولا يمكن أن يكون سبب الوجود إلا الإله الكامل.

ويقدم ديكارت حجة أخرى في إطار هذا الدليل، ويذهب إلى أن الوجود عبارة عن المرور عبر لحظات الزمن، وهذا المرور عبر الزمن يفترض القدرة على جعل الشيء الموجود في لحظة يستمر في الوجود في كل لحظات الزمن. وبما أن الإنسان ليس قادرًا على إيجاد أي شيء يستمر حاضرًا في كل الأزمنة، فلا يمكن أن يكون هو السبب في استمرار وجوده في الزمن. وبذلك فيجب أن تكون هناك قدرة على استمرار الإيجاد في الزمان، وهذه القدرة غير متوافرة في الإنسان، وبالتالي فالإله هو هذه القدرة التي تجعل وجودي، ووجود الأشياء كلها. مستمرة في الزمان. والملاحظ أن هذه الحجة هي في حقيقتها ليست حجة لإثبات وجود الله وحسب بل حجة على استمرار خلقه واستمرار العناية الإلهية. فديكارت يعتقد في أن الإله لم يخلق الإنسان والعالم في لحظة من الزمان ثم انتهى عمله عند ذلك، بل كان يعتقد في نظرية الخلق المستمر والعناية الإلهية تلك النظرية المستمدة من فلسفات العصور الوسطى.

الدليل الثالث:

ويسمى هذا الدليل بالدليل الأنطولوجي، وذلك لسببين، الأول أنه يستخلص وجود الإله من فكرة الكائن الكامل، والثاني أنه يوحد الفكر والوجود في حالة الإله، ويعتبر أن الإله باعتباره فكرة مساويًا للإله باعتباره وجودًا حقيقيًا. ويحتوي هذا الدليل على مسلمة منطقية تذهب إلى أن ما هو ممكن ومقبول منطقيًا يمكن وجوده واقعيًا، بمعنى أننا إذا كنا نستطيع تصور أن المفهوم أ ينطوي على المفهوم ب، فمعنى هذا أن الشيء المسمى أ ينطوي على الشيء المسمى ب، فالعلاقة المنطقية التي تدرك بيقين وتميز في الفكر يمكن وجودها واقعيًا خارج الفكر. ويسير الدليل الثالث بنفس الطريقة، إذ يذهب ديكارت إلى أن لديه فكرة واضحة ومتميزة عن الكائن الكامل، وهذا الكائن لا يمكن أن يفتقر إلى أي صفة بما فيها صفة الوجود. ومن التناقض تصور فكرة الإله باعتباره الكائن الكامل دون تصور وجوده، ذلك لأن الكائن الكامل غير الموجود حقيقة يعد تناقضًا ونقصًا في فكرة الكمال ذاتها، وبالتالي فإن الوجود جزء من مفهوم الإله، إذن الإله موجود.

العالم وأشياؤه

لم يثبت ديكارت حتى التأمل الخامس سوى وجود الذات والإله، وميز بين النفس والجسد، أما في التأملين الخامس والسادس فينطلق إلى إثبات وجود العالم وحقيقة أشياءه. وأول ما يتناوله ديكارت في هذا الشأن ليس وجود المادة في حد ذاتها أو الأجسام المادية أو العالم في كليته بل حقائق الحساب والهندسة، ويذهب إلى التمييز بين معرفة العالم باعتباره مادة ومكونًا من أشياء مادية، والمعرفة الرياضية، ويقر بأن المعرفة الرياضية تتمتع ببداهة وصدق داخلي، والضمان الوحيد لهذا الصدق الداخلي هو أن الإنسان قادر على الحكم في المسائل الرياضية بيقين، وهذه القدرة على الحكم الصحيح ليست زيفًا أو خداعًا، لأن الإله الذي خلق الإنسان هو الذي وضع فيه القدرة على الحكم الصحيح، ولأنه ليس مخادعًا فهو الذي يضمن وصول الإنسان إلى اليقين في الرياضيات طالما استخدم ملكة الحكم لديه على نحو صحيح. والحقائق الرياضية من حساب وهندسة يتوصل إليها العقل وحده دون الاعتماد على الحواس، ودون أن يلاحظ الأشياء ويستقرأها ويستخلص منها القوانين الرياضية. وحقائق الرياضيات مستقلة عن العالم المادي، ولا يهم ما إذا كانت هناك أشياء مادية تتحقق فيها القوانين الرياضية أو لم تكن، فهذه الحقائق موجودة وموضوعة على مستوى الفكر وليست في حاجة إلى العالم المادي كي تتحقق. وهي موجودة قبليًا وما على العقل إلا اكتشافها، وهو يكتشفها بنفسه بدون الاستعانة بالإدراك الحسي.

ولا ينشغل ديكارت فيما إذا كانت الرياضيات هي التعبير الحقيقى عن جوهر الطبيعة وماهيتها، بعكس ما سيفعل من بعده سبينوزا ونيوتن والعلم الحديث كله، فالطبيعة عنده مادة في الأساس وهى في ذلك مختلفة من حيث طبيعتها وجوهرها عن الرياضيات التي هي فكر خالص، فالرياضيات عنده تتمتع بالصحة واليقين سواء كان هناك عالم أم لا. وكأن ديكارت بذلك يعتقد في وجود عالم قائم بذاته للرياضيات مثل عالم الماهيات والمثل عند أفلاطون. والحقيقة أن في فلسفة ديكارت الكثير من العناصر الأفلاطونية في صور مسلمات ضمنية لم يكن على وعي بها، فالتمييز بين النفس والجسم وبين الفكر والامتداد، أو المعقول والمحسوس، كلها تمييزات ترجع إلى أفلاطون الذي يعد أول من أدخلها في التفكير الفلسفي.

أما عن طبيعة الأشياء المادية فيذهب ديكارت إلى التمييز فيما بين ما يدركه العقل منها وما تدركه الحواس. فالعقل يدرك الصفات الأولية للأشياء، مثل الامتداد والشكل والعدد، والحواس تدرك الصفات الثانوية مثل اللون والطعم والرائحة والملمس. ويذهب ديكارت إلى أنه طالما يدرك العقل الصفات الأولية في الأشياء بوضوح وتميز فمعنى هذا أن هذه الصفات موجودة بالفعل في المادة وهي ما تشكل ماهيتها، أما الصفات الثانوية فليست في المادة نفسها بل هي ناتجة عن تأثر الحواس بالمادة، ذلك لأن لون الشيء ورائحته وملمسه يمكن أن يتغير مع بقاء هذا الشيء على حاله من حيث الامتداد والعدد.

وبالتالي تكون الصفات الثانوية غير داخلة باعتبارها جزءًا جوهريًا في المادة، فالمادة في الأساس امتداد وعدد وشكل وحركة. هذه الصفات الأولية يدركها العقل لأنها صفات يستقبلها العقل منها، وبما أن العقل هو الذي يستقبلها فمعنى هذا أنها حقيقية، أما الصفات الثانوية فلا تستقبلها الحواس من المادة بل تتأثر بها وحسب، والاستقبال عند ديكارت يختلف عن التأثر إذ أن الاستقبال لشيء حقيقي موجود بالفعل، في حين أن التأثر يمكن أن يكون عائدًا إلى طريقة تركيب وطبيعة حواسنا، وبالتالي فنحن لا نعرف من الأشياء على الحقيقة إلا ما نستقبله منها بوضوح وتميز وهو الامتداد والحركة والعدد، أما ما تتأثر به حواسنا فلسنا على يقين من أنه داخل في طبيعة المادة، بل هو صفات ثانوية فيها يمكن أن تتغير مع بقاء الصفات الأولية للمادة كما هي.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 11-12 حزيران/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 11 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99657/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1084/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/June 11/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99659/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-june-11-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin