المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 تموز/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.july23.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اذَا كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ فاللهُ الَّذي لَمْ يَبْخُلْ بِٱبْنِهِ، بَلْ سَلَّمَهُ إِلَى المَوْتِ مِنْ أَجْلِنَا جَميعًا، كَيْفَ لا يَهَبُ لَنَا مَعَهُ أَيْضًا كُلَّ شَيء

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/الميقاتي صناعة سورية اسدية ودمية حكومة القمصان السود

الياس بجاني/سليمان فرنجية بوق رخيص لمحور اسياده بشار الكيماوي وسيد امونيوم

الياس بجاني/رفيق الحريري يتقلب في قبره لاعناً ابنه سعد الحامي حصانة نواب متآمرين وأذلاء

 

عناوين الأخبار اللبنانية

غارات إسرائيلية على «مواقع حزب الله» وسط سوريا/ثاني قصف من نوعه خلال يومين

إسرائيل تطالب مجلس الأمن بإدانة حزب الله اللبناني

جلسة حول 1701: لتحقيق شفاف بانفجار المرفأ والانتخابات بمواقيتها

فرونتسكا تطلع مجلس الأمن على تطبيق القرار 1701: الأمم المتحدة تبذل ما في وسعها للتخفيف من حدة الأزمة ولكن الإنقاذ في أيدي القادة اللبنانيين

مآثر ربط لبنان بمحور الممانعة: عزلة دولية ونيترات وخراب اقتصادي!

إذا لم يطبّق القرارات الدولية..واشنطن ستطلق يد تل ابيب في لبنان!

لبنان نحو تعليق الدّستور وقيادة عسكرية - مدنيّة لعامَين؟

اعتراض على قداس 04 آب في مرفأ بيروت

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 22 تموز 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عملية تسلّل من لبنان إلى إسرائيل

لبنان ينزلق إلى "الحالة الفنزويلية" مع اجتياح الغلاء للأمن المعيشي

المأساة اللبنانية تابع: لا مازوت ولا مولّدات ولا مؤسّسات

مناورة عون.. احراج لحزب الله

أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت: كلنا ثقة بعمل القاضي بيطار

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الملك الأردني يحذر من تدهور الأوضاع في لبنان

احتجاجات الأحواز تتجدد.. وقوات خاصة تطلق الرصاص الحي

البنتاغون: الولايات المتحدة تفكر في ردع إيران وميليشياتها

مقتل متظاهرين وشرطي إيراني في «احتجاجات المياه»/تأهب في طهران وحملات تضامنية مع حراك الأحواز

واشنطن: نهاية مهمتنا بالعراق مرتبطة بالإنجاز لا بالزمن

تقرير الأمم المتحدة عن الاحتلال في فلسطين: سياسات وممارسات تمييزية

مقتل 7 من عائلة واحدة في قصف نفّذته قوات النظام السوري في إدلب

حرب السايبر» تستنزف إسرائيل... استخباراتياً ومالياً...مؤتمر تل أبيب أكد أن الجيش الإسرائيلي فتح جبهة قتالية جديدة

الكاظمي يبدأ غداً زيارته «الحاسمة» إلى أميركا

واشنطن: معارضة بكين لتحقيق منظمة الصحة حول منشأ كوفيد غير مسؤولة

صواريخ روسية» تتصدى لهجوم إسرائيلي شمال سوريا/موسكو وجهت رسائل غير مباشرة إلى تل أبيب

لماذا تخلت الصين عن «وهم تغيير النظام» السوري؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"قرار المواجهة" اتخذ.. الحريري "مُهدّد" وحزب الله قد يتحرّك لـ"حمايته"/لبنان 24/ محمد الجنون

الحريري اعتذر على الفاضي/حسن سعد/ليبانون فايلز

هل تسبق التسوية في لبنان الانفجار أم العكس؟/بارعة الأحمر/سي أن أن

حلّ مأزق لبنان الحكومي عند نوّاف سلام: كيف ولماذا ومتى؟/فارس خشان/النهار العربي

ماذا بعد اعتذار سعد الحريري؟/رضوان السيد/الشرق الأوسط

لبنان... ذروة السقوط/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

على بايدن توخي الحذر في فيينا/أمير طاهري/الشرق الأوسط

سوريا: اغتيال الحلّ الأممي!/محمد قواص/النهار العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون يطلب من عكر إعلام الأمم المتحدة باستمرار انتهاك إسرائيل سيادة لبنان

مجلس النواب يردّ على اتهامه ويطلب من القضاء التحرّك

استقالة أمين عام حزب الوطنيين الأحرار بيار جعاره بسبب خلاف مع رئيسه

الأمين العام السابق للأحرار ردا على بيان الحزب: لا يمكن بناء شيء على اخفاء الحقيقة والمواربة

فيديو وبالنص/ مقابلة من جريدة النهار مع المطران عوده: أقول للحكام "عودوا إلى ضمائركم" وعلى اللبنانيين تجنّب الانجرار وراء زعماء يستغلّونهم

فؤاد سليمان( 1912 - 1951 م)/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِذَا كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ فاللهُ الَّذي لَمْ يَبْخُلْ بِٱبْنِهِ، بَلْ سَلَّمَهُ إِلَى المَوْتِ مِنْ أَجْلِنَا جَميعًا، كَيْفَ لا يَهَبُ لَنَا مَعَهُ أَيْضًا كُلَّ شَيء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة08/من28حتى39/:”يا إِخوتي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَعْمَلُ كُلَّ شَيءٍ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَهُ، أُولئِكَ الَّذينَ دَعَاهُم بِحَسَبِ قَصْدِهِ؛ لأَنَّ الَّذينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُم، سَبَقَ أَيْضًا فحَدَّدَهُم أَنْ يَكُونُوا مُشَابِهينَ لِصُورَةِ ٱبْنِهِ، حَتَّى يَكُونَ ٱبْنُهُ بِكْرًا لإِخْوَةٍ كَثِيرِين. والَّذِينَ سَبَقَ فحَدَّدَهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا دَعَاهُم، والَّذِينَ دَعَاهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا بَرَّرَهُم، والَّذِينَ بَرَّرَهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا مَجَّدَهُم. إِذًا فَمَاذَا نَقُولُ بَعْد؟ إِذَا كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ فاللهُ الَّذي لَمْ يَبْخُلْ بِٱبْنِهِ، بَلْ سَلَّمَهُ إِلَى المَوْتِ مِنْ أَجْلِنَا جَميعًا، كَيْفَ لا يَهَبُ لَنَا مَعَهُ أَيْضًا كُلَّ شَيء؟ فَمَنْ يَشْكُو مُخْتَارِي ٱلله؟ أَللهُ يُبَرِّرُهُم. فَمَنِ الَّذي يَدِين؟ هوَ المَسِيحُ يَسُوعُ الَّذي مَات، بَلْ أُقِيم، وهوَ أَيْضًا عَنْ يَمينِ ٱلله، وهُوَ أَيْضًا يَشْفَعُ لَنَا! مَنْ يَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ المَسِيح؟ أَضِيقٌ، أَمْ شِدَّةٌ، أَمِ ٱضْطِهَادٌ، أَمْ جُوعٌ، أَمْ عُرْيٌ، أَمْ خَطَرٌ، أَمْ سَيْف؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ النَّهَارَ كُلَّهُ، وقَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْح!». إِلاَّ أَنَّنَا في كُلِّ ذلِكَ نَغْلِبُ بِالَّذي أَحَبَّنَا. فإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّهُ لا مَوْتَ ولا حَيَاة، ولا ملائِكَةَ ولا رِئَاسَات، ولا حَاضِرَ ولا مُسْتَقْبَل، ولا قُوَّات، ولا عُلْوَ ولا عُمْق، ولا أَيَّ خَلِيقَةٍ أُخْرَى تقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الميقاتي صناعة سورية اسدية ودمية حكومة القمصان السود

الياس بجاني/22 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100812/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%8a-%d8%b5%d9%86%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%af%d9%8a/

عملياً نجيب ميقاتي هو أسوأ، وأعطل، وأخطر، وأكثر ملالوية، مَّنْ قد يُكلفهم حزب الله مهمة تشكيل حكومة من الدمى والطرواديين، لتكون غطاءً  “ووج بربارة” لإحتلاله، وإرهابه، ومشروعه الملالوي المدمر.

تاريخ هذا السياسي الملياردير “البخيل” ليس فيه غير التبعية والسمسرات والمتاجرة بكل شيء خدمة لمصالحه ولثروته.

وهل ممكن أن ينسى أي لبناني “مش ماسح ذاكرته” بأن الميقاتي هذا، هو الدمية الطروادية التي جاء بها سيد أمونيوم لترأس حكومة القمصان السود؟.

وهل ممكن أن يغفل أي لبنان “عندو عقل وحر وبيحترم حاله” بأن الميقاتي واخيه طه، قد جمعا معظم ثروتهما من خلال شراكتهم الكاملة والمحمية مع ومن عائلتي الأسد ومخلوف، وكل من يدور في فلكهما البعثي السوري؟

الميقاتي، في حال قرر المحتل الإيراني تكليفه، وهذا أمر مرجح حتى الآن، فهو لن يشكل، بل سوف يترأس حكومة يشكلها سيد أمونيوم وأسياده الملالي الفرس، ويكون فيها للأسد البراملي والكيماوي بعض الزلم والأبواق.

أما موافقة فيصل كرامي على تكليف الميقاتي، فهي صدى ومجرد صدى لتعليمات سيد الدويلة، وفي نفس الإطار يأتي الموقفف المرحب بالميقاتي من تيار الحريري “التعتير” الذي أمسى رئيسه سعد مجرد كناراً  “مزروب” في قفص الثنائية الشيعية، وأداة طيعة بيدها.

وما يعري الحريري أكثر وأكثر من أي هامش من الإستقلالية، هو موقفه المشين والغبي  والجاحد المؤيد بوقاحة وتخدر ضمير، لعدم رفع الحصانة عن النواب المتهمين بتورطهم في جريمة تفجير حزب الله مرفأ بيروت.

في الخلاصة فإن أي حكومة قد تشكل بظل احتلال حزب الله، وكائن من سيكون رئيسها وأعضائها، فلن تكون غير فريقاً من العبيد الملجميين مهتهم فقط، وفقط تغطية الإحتلال الإيراني… ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

سليمان فرنجية بوق رخيص لمحور اسياده بشار الكيماوي وسيد امونيوم

الياس بجاني/21 تموز/2021

فرنجية يفاخر بعمالته للمجرم والكيماوي الأسد وبوقاحة وعن غباء وجهل يقف خلف سيد امونيوم ويسفه التحقيق بجريمة تفجير محوره المرفأ.

 

رفيق الحريري يتقلب في قبره لاعناً ابنه سعد الحامي حصانة نواب متآمرين وأذلاء

الياس بجاني/21 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100785/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a8-%d9%81%d9%8a-%d9%82%d8%a8%d8%b1%d9%87/

كم هو الأمر صعب ومخيب للآمال على أي لبناني شريف وسيادي وحر، ويؤمن بالحق والقانون والعدل، أكان مقيماً في الوطن الأم المحتل، أو مغترباً في بلاد الله الواسعة، كم هو صعب أن يتقبل موقف الرئيس سعد الحريري المعيب والمذل والجبان والخنوعي، الخاص بحماية تكتل نواب تياره (تيار المستقبل) للنواب المتآمرين والمتهمين بالتورط في جريمة تفجير مرفأ بيروت، الذي دمر أكثر من نصف المدينة، وتسبب بوقوع مئات الضحايا والآف الجرحى والمهجرين والمشردين.

كم هو عار على ابن الشهيد رفيق الحريري، الذي اغتاله حزب الله ونظام الأسد وملالي إيران، أن يقف عائقاً بوجه العدالة دون خجل أو وجل، ويحمي نواب مطلوبين للتحقيق في جريمة العصر.

كم أن سعد الحريري بموقفه هذا هو ناكراً لجميل اللبنانيين الذين دعموا المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وكلفتهم ملايين الدولارات، والتي أنشأت خصيصاً لمحاكمة المجرمين الذين اغتالوا والده ومعه العشرات.

كم أن هذا السعد بموقفه المذل هو تعيس، وكم هو انتهازي ووصولي وتاجر هيكل؟

مما لا شك فيه بأن ضمير هذا السعد هو مخدر، كما أن وجدانه ميت، وإلا لما كان حمى الأبالسة والمجرمين، وتنكر حتى بجحود حتى لاستشهاد والده.

وبالتأكيد فإن الشهيد رفيق الحريري يتقلب غضباً في قبره لاعناً مواقف ابنه التي تعيد قتله مرات ومرات وتحمي قتلته.

يبقى أن كل من يحمي أي متهم أو متورط أو متآمر في جريمة تفجير مرفأ بيروت، هو نكرة ومرذول وعدو للحق والحقيقة والعدل، ولكل لبنان وما هو لبناني.

نُذكِّر السعد وكل الأبالسة النواب الذين يحمون المجرمين، بأن الله هو حق، ومن يتمكن من التلفت من قضاء وعدل الأرض، لن يكون بمقدره أن يتفلت من قضاء الله العادل، وحساب اليوم لأخير حيث يكون البكاء وصرير الأسنان.

صلاتنا من أجل راحة أنفس ضحايا تفجير مرفأ بيروت ومن أجل شفاء كل المصابين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

غارات إسرائيلية على «مواقع حزب الله» وسط سوريا/ثاني قصف من نوعه خلال يومين

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»/23 تموز/2021

تصدت الدفاعات الجوية السورية فجر الخميس لصواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لـ«حزب الله» بمنطقة القصير في محافظة حمص بوسط البلاد، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي السوري، في ثاني قصف جوي إسرائيلي على سوريا هذا الأسبوع. ونقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)» عن مصدر عسكري قوله إنه فجر الخميس «نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من شمال شرقي بيروت مستهدفاً بعض النقاط في منطقة القصير بريف حمص» الغربي. وأضاف: «تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان، وأسقطت معظمها، واقتصرت الأضرار على الماديات». من جهته؛ أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنّ «الضربات الإسرائيلية طالت مواقع عسكرية تابعة لـ(حزب الله) اللبناني في منطقة مطار الضبعة العسكري والقصير» في ريف حمص الغربي. وخاض «حزب الله» في عام 2013 أولى معاركه العلنية ضدّ الفصائل السورية المعارضة في منطقة القصير. وقد سيطرت القوات الحكومية السورية عليها بدعم أساسي منه في يونيو (حزيران) من العام ذاته إثر معركة ضارية. وأسفرت الضربات الإسرائيلية الخميس، وفق «المرصد»، عن تدمير مستودعات للأسلحة والذخائر في المواقع المستهدفة. وهذه الضربات الإسرائيلية هي الثانية هذا الأسبوع؛ إذ قتل الاثنين 5 مقاتلين موالين لإيران على الأقل في قصف إسرائيلي طال مواقع يتمركزون فيها بمحافظة حلب شمالاً، وفق «المرصد». وكان الإعلام الرسمي السوري أفاد بأنّ الدفاعات الجوية السورية تصدّت لصواريخ إسرائيلية فوق ريف حلب الشرقي و«أسقطت معظمها». وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل عشرات الغارات في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله».

ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر في تقريره السنوي أنّه قصف خلال عام 2020 نحو 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدّم تفاصيل عنها. وأفاد «المرصد»، أول من أمس، بأن إسرائيل استهدفت منذ بداية العام مواقع في سوريا 14 مرة، وأصابت 40 «هدفاً»، ما أسفر عن مقتل «99 عنصراً من النظام والمسلحين الموالين و(حزب الله) اللبناني والقوات الإيرانية والميليشيات الموالية؛ بينهم 61 من جنسيات غير سورية». وتكرّر إسرائيل أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها. وكان رئيس «المركز الروسي للمصالحة» في سوريا، فاديم كوليت، قال إن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من تدمير 7 صواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية على مواقع داخل سوريا، وإن صاروخاً واحداً أصاب هدفه خلال الهجوم. ووفقاً لمعطيات العسكريين الروس، فإن 4 مقاتلات إسرائيلية من طراز «إف16» دخلت الأجواء السورية بين الساعة 23:39 و23:51 ليلة الاثنين - الثلاثاء، من فوق منطقة التنف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة. وأطلقت الطائرات الإسرائيلية 8 صواريخ موجهة إلى مواقع جنوب شرقي مدينة حلب، مؤكداً أن قوات الدفاع الجوي السورية نجحت في التصدي للهجوم ودمرت 7 صواريخ باستخدام نظامي «بانتسير إس» و«بوك إم2» الروسيين. في حين أصاب الصاروخ الأخير مبنى مركز للأبحاث في مدينة السفيرة بريف حلب. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها متحدث عسكري روسي في قاعدة «حميميم» نتائج عملية التصدي لهجمات إسرائيلية، وكانت وزارة الدفاع تلتزم الصمت عادة حيال تلك الهجمات، في حين صدر عن المستوى الدبلوماسي الروسي انتقادات في أكثر من مرة؛ إما لطبيعة الأهداف لأنها تابعة للجيش السوري أو لوحدات تابعة له، وإما بسبب عدم التزام إسرائيل باتفاقات التنسيق العسكري التي تفرض عليها إبلاغ الجانب الروسي بالأهداف المتوقعة، وتوقيت شن العمليات قبل فترة كافية من تنفيذ الهجوم. في كل الأحوال؛ تجنبت موسكو دائماً انتقاد الهجمات الإسرائيلية إذ استهدفت مواقع يبدو الوجود الإيراني أو وجود قوات تابعة لطهران ظاهراً فيها.

 

إسرائيل تطالب مجلس الأمن بإدانة حزب الله اللبناني

دبي - العربية.نت/23 تموز/2021

وجه سفير إسرائيل لدى الأمم الأمم المتحدة، جلعاد إردان، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وأعضاء مجلس الأمن الدولي حثهم فيها على إدانة ميليشيا حزب الله اللبناني، وفق ما أفادت صحيفة "تايمز إوف إسرائيل" اليوم الخميس. واستشهد إردان في رسالته بإطلاق حزب الله صواريخ من لبنان على إسرائيل خلال التصعيد الأخير مع حركة حماس في مايو الماضي ومرة أخرى في وقت سابق من هذا الأسبوع. كما لفت إلى أن هذه الحوادث تقدم مثالاً آخر على الوضع المضطرب داخل منطقة عمليات اليونيفيل وتشكل دليلاً واضحاً على وجود أسلحة وذخائر غير مصرح بها في المنطقة. إلى ذلك شدد على أن "إسرائيل تتوقع من اليونيفيل إجراء تحقيق سريع وشامل فيما يتعلق بالهجوم وإحالة نتائجه إلى مجلس الأمن الدولي". يذكر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، كان أكد الثلاثاء أن إسرائيل سترد على أي "خرق" للسيادة يأتي من لبنان. كما شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أيضاً على أن من سيحاول إحداث ضرر بإسرائيل "سيدفع ثمناً باهظاً". أتت هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن صاروخين أطلقا من جنوب لبنان تسببا في انطلاق صافرات الإنذار في شمال إسرائيل. وقال إن الدفاعات الصاروخية أسقطت أحد الصاروخين بينما سقط الآخر في منطقة مفتوحة ولم يسفر عن وقوع أضرار، مضيفاً: "سنبقى متأهبين على كل الجبهات". من جهته، ذكر الجيش اللبناني حينها أن منطقة وادي حامول تلة أرمز جنوب البلاد تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي بعد إطلاق صاروخين من جنوب لبنان خلال الليل. وأصدر الجيش بياناً أوضح فيه أن القصف لم يؤد لوقوع إصابات أو حدوث أضرار، مضيفاً أن المنطقة استُهدفت بـ12 قذيفة مدفعية عيار 155. يشار إلى أن إطلاق الصواريخ من لبنان الثلاثاء كان أول حادث من نوعه عبر الحدود منذ مايو الماضي، عندما أطلق مسلحون فلسطينيون صواريخ على إسرائيل خلال الحرب التي استمرت 11 يوماً بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. وعام 2006 خاضت إسرائيل حرباً مع ميليشيا حزب الله. وظلت منطقة الحدود هادئة معظم الوقت منذ ذلك الحين.

 

جلسة حول 1701: لتحقيق شفاف بانفجار المرفأ والانتخابات بمواقيتها

المدن/الخميس 22 تموز 2021

انعقدت اليوم الخميس في مقر الأمم المتحدة جلسة خاصة بمتابعة تنفيذ القرار 1701. وفيها، أطلع كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونِتسكا، ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، جان بيار لاكروا، والقائد العام لليونيفيل، ستيفانو ديل كول، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مسار تطبيق القرار 1701، بناءً على التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وركزت السيدة فرونِتسكا على التطورات الأخيرة في لبنان، مسلطةً الضوء على الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية المتعددة والمتراكمة في البلاد وتأثيرها على الناس.

وكررت دعوات الأمم المتحدة لتشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة بإمكانها وضع البلاد على طريق التعافي، قائلةً إن "الأمم المتحدة تبذل ما في وسعها للتخفيف من حدة الأزمة، ولكن المسؤولية في إنقاذ لبنان تكمن في نهاية المطاف في أيدي القادة اللبنانيين". كما ركزت المناقشات في مجلس الأمن على أهمية إجراء الانتخابات في العام 2022 ضمن المهل الدستورية، وبشكل يتسم بالحرية والنزاهة، كمؤشر أساسي للمساءلة الديموقراطية وكفرصة للشعب للتعبير عن مظالمه وتطلعاته. وفيما يفصلنا أقل من أسبوعين عن الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت المأساوي، في 4 آب، كررت السيدة فرونِتسكا نداء الأمين العام لإجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف. وقالت إن "عائلات الضحايا وكذلك الآلاف الذين تغيرت حياتهم للأبد بسبب ذلك الانفجار ما زالوا ينتظرون. انهم يستحقون العدالة والكرامة".وفي إشارة إلى هدف القرار 1701 المتمثل في تعزيز أمن لبنان وسيادته وسلطة الدولة فيه، اعربت المنسقة الخاصة عن أملها في التزام حقيقي بتنفيذ ذلك القرار بكامل مندرجاته. واشادت بالدور الذي يؤديه الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، بما في ذلك تعاونه الوثيق مع اليونيفيل، ودعت إلى استمرار دعم هذه المؤسسة الرئيسية. وفي الختام، رحبت المنسقة الخاصة باستعداد المجتمع الدولي المستمر لمساعدة لبنان.

 

فرونتسكا تطلع مجلس الأمن على تطبيق القرار 1701: الأمم المتحدة تبذل ما في وسعها للتخفيف من حدة الأزمة ولكن الإنقاذ في أيدي القادة اللبنانيين

الخميس 22 تموز 2021

وطنية - أعلن مكتب المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان في بيان، أن "كلا من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام السيد جان بيار لاكروا والقائد العام لليونيفيل ستيفانو ديل كول أطلعوا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم، على تطبيق القرار 1701، بناء على التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وركزت السيدة فرونتسكا على التطورات الأخيرة في لبنان، مسلطة الضوء على "الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية المتعددة والمتراكمة في البلاد وتأثيرها على الناس". وكررت دعوات الأمم المتحدة الى "تشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة بإمكانها وضع البلاد على طريق التعافي"، قائلة: "إن الأمم المتحدة تبذل ما في وسعها للتخفيف من حدة الأزمة، ولكن المسؤولية في إنقاذ لبنان تكمن في نهاية المطاف في أيدي القادة اللبنانيين". كما ركزت المناقشات في مجلس الأمن على "أهمية إجراء الانتخابات في العام 2022 ضمن المهل الدستورية وبشكل يتسم بالحرية والنزاهة، كمؤشر أساسي للمساءلة الديمقراطية وكفرصة للشعب للتعبير عن مظالمه وتطلعاته". وفيما يفصلنا أقل من أسبوعين عن الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت المأساوي في 4 آب، كررت السيدة فرونتسكا نداء الأمين العام لإجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف. وقالت: "إن عائلات الضحايا وكذلك الآلاف الذين تغيرت حياتهم للأبد بسبب ذلك الانفجار ما زالوا ينتظرون. انهم يستحقون العدالة والكرامة". وفي إشارة إلى هدف القرار 1701 المتمثل في تعزيز أمن لبنان وسيادته وسلطة الدولة فيه، اعربت المنسقة الخاصة عن أملها في "التزام حقيقي بتنفيذ ذلك القرار بكامل مندرجاته". وأشادت بالدور الذي يؤديه الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، بما في ذلك تعاونه الوثيق مع اليونيفيل، ودعت إلى "استمرار دعم هذه المؤسسة الرئيسية". وفي الختام، رحبت المنسقة الخاصة ب "استعداد المجتمع الدولي المستمر لمساعدة لبنان".

 

مآثر ربط لبنان بمحور الممانعة: عزلة دولية ونيترات وخراب اقتصادي!

وكالة الأنباء المركزية/22 تموز/2021

تبيّن أكثر يوما بعد يوم، كم هو كبير الضرر الذي يتسبب به إلحاق بيروت بمحور الممانعة بقيادة ايران، من خلال امساك حزب الله بمفاصل الحكم كلّها في لبنان، على البلد الصغير، وعلى الصعد كافة. فإلى سلخه عن محيطه الحيوي وابتعاد اشقائه العرب والخليجيين عنه، بما كانوا يمثّلون من سند وداعم للبنان اقتصاديا وسياحيا وماليا واستثماريا وسياسيا واستراتيجيا، بات لبنان – الدولة، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، معزولا ومنبوذا يُعتبَر في نظر معظم المجتمع الدولي وعواصمه الكبرى، مصدّرا للارهاب ومصدرَ تهديد للامن العالمي. فمنذ ساعات قليلة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر تمديد حالة الطوارئ الوطنية تجاه لبنان، بسبب "استمرار الأنشطة المهددة للأمن القومي الأميركي". وقال البيت الأبيض في بيان إن "بعض الأنشطة مثل عمليات نقل الأسلحة المستمرة من إيران إلى حزب الله، والتي تشمل أنظمة متطورة، تعمل على تقويض السيادة اللبنانية، وتساهم في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة، وتستمر في تشكيل تهديد غير عادي للأمن القومي الأميركي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة". وأضاف "لهذا السبب فإن حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بلبنان والمعلن عنها في الأمر التنفيذي رقم 13441 للـ1 من آب 2007، يجب أن تبقى سارية المفعول بعد الـ1 من آب 2021". وبينما جال وفد اميركي في بيروت باحثا ضرورة تعاون المؤسسات والاجهزة المعنية المحلية، في مجال مكافحة تمويل الارهاب، وتركيزُ الوفد هنا هو على ضرورة منع حزب الله من استخدام الانظمة المالية والمصرفية اللبنانية لغسل الاموال وتمويل الارهاب (علما ان الادارة الجديدة تواصل سياسات السابقة لناحية فرض عقوبات على قيادات الحزب وداعميه وعلى المؤسسات التي يستخدم وآخرها "القرض الحسن")، كان جانبٌ آخر من جوانب "البلاء" الذي حلّ بلبنان كرمى لمحور المقاومة ومصالحِ دُوَله، يتظهّر من جديد. فقد نشرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية مقالاً للكاتب رينو جيرار، تحت عنوان "التمرين الصعب لفرنسا في لبنان"، تناول فيه الوضع في لبنان بشكل عام، مروراً بثورة 17 تشرين الاول 2019 وانفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، حيث ذكر المقال أن "حزب الله خزّن نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت لصالح النظام في سوريا". بحسب المصادر، فإن هذه المعلومات لا تنشر للمرة الاولى، بل أفادت تحقيقاتٌ صحافية محلية وغربية عدة، على مر الاشهر الماضية، ان النيترات الذي وصل الى بيروت، ضالعٌ في شرائه متموّلون سوريون مقرّبون من النظام السوري، أتوا به الى لبنان حيث تم إنزاله في المرفأ بإِشرافٍ من الحزب، الذي استخدمه لاغراض عسكرية في لبنان والعالم، كما صدّر جزءا منه للنظام السوري الذي لجأ اليه ايضا في حربه ضد المعارضة. هذا امنيا. اما اقتصاديا و"استراتيجيا" اذا جاز القول، فالحدودُ سائبة وتسرح وتمرح عبرها البضائعُ المدعومة بـ"اللحم الحيّ" من اموال اللبنانيين، من البنزين الى المازوت مرورا بالادوية. كما انها مشرّعة امام تصدير السلاح والمخدرات والممنوعات الى العرب والدول الخليجية، من دون ان يجرؤ اي من الجالسين في كراسي السلطة على اتخاذ قرار بإقفالها وضبطها، لأن في تركها "فلتانة" مصلحةً لحزب الله ولمحور المقاومة. هذا غيض من فيض "مآثر" محور الممانعة وأفضاله على لبنان. وبينما لا تزال البلاد تنتظر المحروقات الايرانية الموعودة، تقول المصادر اننا سننتظر طويلا قبل ان تأتي وعلى الارجح لن تأتي. فايران ترسل الصواريخ والمال لحزب الله، ولا تهتم كثيرا الى ما يحلّ باللبنانيين او بدولتهم وهيبتها.. فهي لا تبالي اصلا بمصالح شعبها القابع دون محروقات ومياه منذ اسابيع... امام هذا المشهد القاتم، يمكن الجزم بأن لا خلاص حقيقيا للبنان قبل تحرير الحكم فيه من قبضة حزب الله وحلفائه، وكلّ ما دون ذلك تفاصيل، تختم المصادر.

 

إذا لم يطبّق القرارات الدولية..واشنطن ستطلق يد تل ابيب في لبنان!

وكالة الأنباء المركزية/22 تموز/2021

علّق وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على حادثة "إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه إسرائيل" امس، محذرا من أن بلاده "لن تسمح للأزمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في لبنان بأن تصبح تهديدا أمنيا لإسرائيل". وأضاف "المسؤول عن إطلاق النار الليلي هو الدولة اللبنانية التي تسمح بتنفيذ الأعمال الإرهابية من أراضيها.. ستتصرف إسرائيل في وجه أي تهديد لسيادتها ومواطنيها، وسترد وفقا لمصالحها في الزمان والمكان المناسبين". وتابع "إنني أدعو المجتمع الدولي إلى العمل على إعادة الاستقرار إلى لبنان"... وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اشار عبر حسابه في "تويتر"، الى "إطلاق صافرات الإنذار في منطقة الجليل الغربي بعد إطلاق صاروخين من جنوب لبنان تم اعتراض أحدهما". وأفاد أنّ "الصاروخ الثاني سقط في منطقة مفتوحة، ولا توجد أي تعليمات خاصة للجبهة الداخلية حتى الساعة". تزامناً، ردّت المدفعية الإسرائيلية بقصف مواقع في جنوب لبنان، سُمع صداها في القرى الحدودية، فجر الثلثاء... في المقابل، اعلنت قيادة الجيش ان "وحدة من الجيش عثرت في محيط منطقة القليلة على 3 مزاحف لإطلاق صواريخ نوع غراد 122 ملم على أحدها صاروخ كان معدا للاطلاق تم تعطيله من قبل الوحدات المختصة".

هذه التطورات لافتة للانتباه من حيث توقيتها، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، اذ تبدو الجهات التي أطلقت الصواريخ، والتي لم تكشف عن نفسها، تريد التحريض على فتح جبهة الجنوب، بين تل ابيب وبيروت. مَن المستفيد من تصعيد كهذا؟ لا جواب واضح بعد، لكن الاكيد ان حزب الله لا يناسبه اليوم الدخول في اي مواجهة عسكرية، بينما بيئته، تماما كما كل اللبنانيين، تعاني من ضائقة مادية واقتصادية ومعيشية خانقة. على الارجح، هذه الجولة لن تستكمل وانتهت صباحا عند حد اطلاق الصواريخ اللقيطة والرد الاسرائيلي عليها، الا ان اوساطا دبلوماسية لا تستبعد عبر "المركزية"، ان يستفيد الكيان العبري من تكرار "استفزازات" كهذه لاطلاق عملية عسكرية واسعة ضد الحزب. فهي تكشف ان ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن ما عادت تمانع اطلاق يد تل ابيب في لبنان، اذا لم يلتزم الاخير في المرحلة المقبلة، بتنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها الـ1701 والـ1559، لجهة حصرية السلاح بيد الشرعية. فالتسويات التي يعمل عليها الديموقراطيون والمجتمع الدولي لأزمات المنطقة، تلحظ من ضمن اولوياتها، إبعاد التهديد الايراني عن الكيان العبري، اي ان كل اذرع ايران العسكرية المنتشرة في محيط الاراضي المحتلّة، مطلوبٌ إنهاؤها، وعلى رأسها حزب الله المنتشر في لبنان وسوريا وقوات الحشد الشعبي والحرس الثوري الايراني، الموجودة في سوريا. واذا لم تقرر الدولة اللبنانية التحرّك جديا لتحقيق ذلك، بما هو تطبيقٌ للقرارات الدولية، فإن واشنطن قد تقرر اعطاء تل ابيب الضوء الاخضر، للتحرك بما تراه مناسبا، ضد الحزب. في الانتظار، تشرح الاوساط ان بايدن سيعطي ايران فرصة للتجاوب والتعاون في مسألة أذرعها والحزب، عبر القنوات "الدبلوماسية" في فيينا، عبر محاولة ترغيبها بأن ابداءها مرونة في هذا الملف سيُقابل برفع للعقوبات الاقتصادية وبإفراج عن الاموال الايرانية المحتجزة في المصارف بسبب العقوبات، غير ان الادارة الاميركية، في حال لمست تصلّبا من الجمهورية الاسلامية، فإنها ستلجأ حتما الى الخيار "العسكري"، وستكون اسرائيل أداتَها التنفيذية.. فهل نشهد حربا جديدة، تكون حاسمة هذه المرة، اذا أخفقت المحادثات في سويسرا؟

 

لبنان نحو تعليق الدّستور وقيادة عسكرية - مدنيّة لعامَين؟

وكالة الأنباء المركزية/22 تموز/2021

في وقت يكثر الحديث عن احتمال انتهاء استشارات الاثنين المقبل بتكليف الرئيس نجيب ميقاتي، بحيث يتولى هو، بمباركة من الرئيس سعد الحريري، عملية تأليف الحكومة الجديدة، لا تزال هذه المعطيات كلّها غير مؤكّدة. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإن خروج الدخان الابيض من بعبدا الاثنين، لن يعني حكما ان التأليف بات مضمونا، الا اذا كانت الاتصالات التي ينشط على خطّها الفرنسيون والروس والمصريون والاميركيون، ومعهم عين التينة، تلحظ ضمانات قويّة من الجميع، محليا واقليميا، ولا سيما من العهد والرياض وطهران، بأنهم سيسهّلون مهمة ميقاتي ولن يعودوا الى التمسّك بشروطهم التي اطاحت مصطفى اديب وبعده الحريري. في الانتظار، يبحث المجتمع الدولي عن خيارات بديلة، ويتحسّب للأسوأ، اي لسيناريو اخفاق الطبقة الحاكمة في التكليف وفي التأليف، انطلاقا من التجارب السابقة المرّة، معها. وللغاية، تجري عواصم القرار محادثات في الكواليس تطرح خلالها اكثر من خطوة يمكن اللجوء اليها لتخفيف وطأة الانهيار على اللبنانيين. في هذه الخانة، تصب المعلومات التي كشف عنها النقاب في الساعات الماضية كبيرُ الصحافيين في صحيفة لوفيغارو الفرنسية رينو جيرار، اذ اشار خلال تطرّقه إلى الأزمة اللبنانيّة وكيفية معالجتها "كلّ الحلول مطروحة على الطّاولة، ويدرسها اللبنانيون والغربيّون، وقد تصل إلى إمكان عقد مؤتمرٍ دوليّ تشارك فيه فرنسا إلى جانب السّعودية وإيران وروسيا والولايات المُتّحدة لوَضع لبنان تحت الوصاية الدوليّة عبر تفعيل الفصل الثالث عشر من ميثاق الأمم المتحدة". وتابع "في خضمّ هذه المسألة، أخذت فرنسا المبادرة بالتعاون مع الولايات المتحدة للإستجابة لمطالب الجيش اللبناني حيث أنّه الأمل الأخير لإنقاذ لبنان من الفوضى التامّة، والأمل أيضًا أن تكون الإنتخابات المتوقّع إجراؤها في حزيران 2022 نزيهة".  وليس بعيدا، تكشف اوساط دبلوماسية عبر "المركزية" عن اقتراحات عدة قيد التداول او التسويق من قبل جهات محلية وخارجية، منها: قيام قيادة عسكرية- مدنية مؤقتة تتولى السلطة في البلاد لمدة سنتين بعد تعليق الدستور. وتشير الى ان هذه القيادة يفترض ان تعمل تحت رقابة واشراف امميّين، فتسعى الى تنفيذ الاصلاحات والبدء بعملية الانقاذ والتعافي الاقتصادي ولوضع لبنان على سكّة النهوض، على ان تعقب هذه الفترة، انتخاباتٌ نيابية، تجري وفق قانون جديد، ومن بعدها تكون الانتخابات الرئاسية. فهل يمكن ان نشهد تطوّرا كبيرا كهذا في لبنان، فيعلّق الدستور كما قبيل استقلال 1943، وتوضع البلاد تحت رعاية دولية مشددة؟ الامر وارد بقوة اذا لم تضع المنظومة خلافاتها جانبا بسرعة ولم تشكّل سريعا، حكومة إنقاذ تلاقي الشروط الدولية وتذهب فورا للتعاون مع صندوق النقد، تختم المصادر.

 

اعتراض على قداس 04 آب في مرفأ بيروت

صفحة وي بريفيل/22 تموز/2021

يعترض الثوار على توقيت القدّاس الإلهي المزمع أن يحتفل به غبطة البطريرك الرّاعي في مرفأ بيروت في ٤ آب إذ لا يتناسب مع اللحظة المنتظرة لتفجير الغضب الشعبي الذي يتمّ التحضير والحشد له! لذلك، نرجو من أبينا البطريرك تأجيل موعد القدّاس إلى ما بعد هذا التاريخ، إذا أمكن، بسبب أي استفزاز وأي حضور لسياسيّين فاسدين مرفوضين من الثوّار ولا سيّما من ذوي ضحايا التفجير المزلزل، ما قد يشوّه رمزيّة هذا الاحتفال ذي الطابع الرّوحي الرسميّ.. الثوريّ بامتياز! هل يجوز تفجير الغضب الذي يترجم بالشتم والسّباب والصراخ والمطالبة بتعليق مشانق المجرمين من عصابة الحكم في لبنان وصيحات التأييد للقاضي طارق بيطار.. بالتّزامن مع رفع الصلوات، في هذه الذكرى السنوية الأليمة لخالق السّماء والأرض، الله له المجد الذي ينصر المظلومين ويجازي بالعدل كل إنسان بحسب أعماله؟!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 22 تموز 2021

وطنية/الخميس 22 تموز 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

وسط المزيد من مشاهد الانهيار على طول البلد وعرضه والارتفاع الجنوني في مستوى الأسعار بما ينذر بعجز معظم المواطنين عن الحصول على حاجاتهم الضرورية للبقاء على قيد الحياة علما أنه من لم يمت من نقص الغذاء والداوء والماء مات في طوابير الذل على محطات المحروقات كما حصل نهارا في بلدة جويا الجنوبية..

واليوم حذرت نقابة أصحاب الافران من فقدان الرغيف بدءا من الاسبوع المقبل جراء نفاذ مادة المازوت الذي يعد الناس أيضا بالمزيد من العتمة مع لجوء بعض أصحاب المولدات لإيقاف مولداتهم عن العمل..

وسط هذا المشهد الكارثي يمارس أهل الحكم لعبة تحدي الذات بإجرائهم وعلى البارد مروحة موسعة من الاتصالات بين المقرات الرسمية ومختلف القوى الفاعلة للوصول الى توافق على اسم الشخصية التي سيتم تكليفها بتشكيل حكومة نهار الاثنين المقبل بحسب الموعد الذي حددته رئاسة الجمهورية..

وتفيد آخر المعطيات المتحصلة من مشاورات ما قبل الاستشارات الملزمة بأن أسهم الرئيس نجيب ميقاتي ترتفع وإن لم يحسم الأمر بين معظم الكتل النيابية بعد بانتظار ما ستحمله الساعات المقبلة لا سيما لجهة الضمانات التي قيل أن ميقاتي سيطلب توفرها لدخول ساحة التأليف.

فما هي الشروط التي يضعها ميقاتي للقبول بالمهمة وهل تتكرر معه تجربة الرئيس الحريري؟.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

إنها ليست نظرية المؤامرة... بل هي المؤامرة بعينها الوقحة ولسانها الكاذب وإعلامها المشبوه وأقلامها المأجورة... هي مؤامرة سياسيي وإعلام النيترات والدولارات على حق اهالي شهداء المرفأ في معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة قبل أي أحد آخر.

في الأسباب الموجبة أن من يريد فعلا الحقيقة لا يسلك درب الشعبوية لان هذا الدرب لا يوصل الى العدالة التي يؤمنها حصرا الإلتزام بالقانون والدستور كما فعل مجلس النواب إنطلاقا من واجباته وصلاحياته بالإتهام... ومسؤولياته في المراقبة والمحاسبة وفق الأصول الدستورية والقانونية.

أما سياسيو وإعلام النيترات والدولارات فلا يحق لهم اصدار الاتهامات والاحكام خلافا لنصوص الدستور ولقواعد القانون والعدل وتضليلا للحقيقة التي ما من لبناني الا ويريدها إحقاقا للحق وصونا للعدالة وإنصافا لدماء الشهداء والجرحى.

وهنا لا بد من سؤال القضاء عن دوره في التحرك لوضع حد لهذه الاساءة الموصوفة لمهمته ولمنطق القانون والعدالة كما نسأل اعلام النيترات والدولارات الذي يعرف كل شيء كما يدعي ويروج كل ما يخطر بباله من سيناريوهات مفبركة نسأله: لماذا لا يقول للناس من ادخل النيترات الى المرفأ وكيف حصل الانفجار؟؟.

على أية حال فإن مجلس النواب وفي بيان لمديرية الاعلام جدد التأكيد اليوم وكما منذ اول يوم على انه تعاون ويتعاون وسوف يتعاون مع القضاء وان مهمته الاولى الآن تأليف لجنة تحقيق وفقا لما نص عليه القانون رقم 13 والسير بالتحقيق من البداية الى النهاية بعيدا عن أي إستثمار سياسي او شعبوي يطيح بالنتيجة التي تؤدي الى العدالة.

وبناء على ما تقدم.. هل تعرفون من هو المشبوه حقيقة؟ المشبوه هو دور هذا الأعلام من باعة الهوا المفتوح على مصراعي الأكاذيب...

أيها اللبنانيون... إحذروا إعلام النيترات... إحذروا باعة الهوا بالدولارات الـ FRESH.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بلقيس ملكة سبأ حذرت قومها أهل اليمن كما ورد في القران الكريم "ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها"، كما إن التجارب في لبنان تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الساسة الفاسدين اذا ما دخلوا قضية محقة أفسدوها، وكادوا أن يفسدوا القضاء معها. فمع اقتراب الذكرى الاولى لكارثة العصر الانفجار الكبير في الرابع من آب، أبواق من كل حدب وصوب ومنهم من تلطخت أيديهم بالدماء تطلق كلام حق يراد به باطل، اتهامات مسبقة ومحاكمات وأحكام خدمة لاجندة تدفع بالبلد نحو الانفجار الاكبر.

مجلس النواب دعا القضاء وخاصة المحقق العدلي للتحرك ووضع حد للاساءة الموصوفة بحقه ولمنطق القانون والعدالة، مجلس النواب دعا القضاء لمعرفة حقيقة من أدخل النيترات الى المرفأ وكيفية حصول الانفجار بعيدا عن أي إستثمار سياسي وشعبوي.

حكوميا، جدية هي المشاورات السياسية التي تسبق الاستشارات النيابية لتكليف رئيس الحكومة، وكثيفة هي المساعي الداخلية والخارجية لانتاج حكومة ملحة، لكن التجارب تفرض أن نقول: لا تقولوا حكومة قبل اصدار مراسيمها..

برسم المسؤولين اللبنانيين كان العدوان الصهيوني فجر اليوم على سوريا ولبنان، بصواريخ عبرت الاجواء اللبنانية باتجاه حمص السورية، سقط احدها في منطقة الكورة شمال لبنان، وحالت العناية الالهية دون وقوع كارثة. والكارثة هي كأن شيئا لم يكن، وبات للعديد من الجهات اللبنانية اذن طرشاء تدار لكل اعتداء يصيب السيادة اللبنانية من اسرائيل وحلفائها في المنطقة، وكاصوات الصواريخ الصهيونية المدوية التي لم يسمعها السياديون، فهم لم يريدوا كذلك ان يسمعوا الفضيحة المدوية عبر اجهزة التجسس الاسرائيلية بيغاسوس التي استخدمها السعوديون والاماراتيون للتجسس على رؤساء لبنانيين ووزراء وسياسيين وقادة أجهزة امنية وصحفيين.

اما بعض الصحافة والاعلام فغارقون بالدفاع عن كرتيلات الاحتكار من دواء ومحروقات، وهم الفاعلون في احراق البلد بالازمات. والازمة ان من بين اللبنانيين من يصدق هذا الاعلام، وبات يفضل الموت بدل الدواء الايراني والعتمة بدل النفط العراقي والعطش بدل العرض الصيني لتكرير المياه، ويتسلح بالنكد السياسي لمواجهة العرض الروسي المتشعب للمساعدة في حل الكثير من الازمات. استفيقوا أيها اللبنانيون فمن يعول عليهم البعض كأميركا لا تريد لكم الا الاختناق.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أل بي سي آي"

لا يكمن الشيطان في التفاصيل وحسب، بل في طول المدة بين الإعلان عن موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وبدء هذه الإستشارات.

من اليوم إلى الإثنين، موعد الاستشارات، ثلاثة أيام كفيلة بحرق الأعصاب لمن لا يجيد نعمة الإنتظار، فحتى قبل هذه الأيام الثلاثة، بدأت المكونات السياسية اللبنانية تتعاطى مع استحقاق التكليف على أن الرئيس نجيب ميقاتي هو الذي سيسمى.

ميقاتي ليس سعد الحريري ولا حسان دياب ولا نواف سلام ولا مصطفى أديب ولا سمير الخطيب:

لا يستطيع أن ينتظر تسعة أشهر كما انتظر الرئيس المكلف (المعتذر) سعد الحريري.

لا يستطيع أن يكون حسان دياب، كأن تشكل له حكومته ويقال له "دبر راسك".

لا يستطيع ان يكون حقل اختبار كسمير الخطيب، ولا إسما يراه البعض مستفزا كنواف سلام، ولا كمصطفى أديب الذي كان ميقاتي أول من سماه، ليجد أن الألغام التي وضعت أمامه جعلته أسير غرفته في الفندق الذي نزل فيه في بيروت.

نجيب ميقاتي يعرف في قرارة نفسه أن الوضع لم يعد يحتمل انتظارا، وأن الأسماء التي طرحت للمناورة، لم تكن سوى "للزكزكة" لا أكثر ولا أقل، وأن تحديد رئيس الجمهورية موعد الإستشارات لم يكن متسرعا على الإطلاق، بل إن "الأنتينات" في قصر بعبدا التقطت إشارات أن ليس بالميدان سوى "نجيب"...

هبط الإسم فتحدد موعد الإستشارات، لكن ميقاتي لا يرضى أن يكون رئيسا مكلفا فقط، يريد أن يكون مؤلفا بالتوازي مع التكليف، فهل ينجح في "هندسته الحكومية"؟

وجوده خارج لبنان حتى ما بعد غد، ربما اتاح له إجراء مروحة من الإتصالات العربية والدولية، ليعود إلى لبنان قبل ثمان واربعين ساعة من بدء الاتصالات وعينه على الكتل التي ستسميه للشروع في التأليف.

خارجيا، يحظى ميقاتي بتسويق فرنسي وموافقة أميركية وبجهد مصري، لكن السؤال الدائم: ماذا عن السعودية؟ وما هو موقفها؟

معلومات موثوق بها أشارت إلى ان عملية استمزاج رأي المملكة فهم منها انها وان كانت لا تتدخل، بما يعني أنها لا تعطي موافقتها على التسمية، فإنها لن تقف حجر عثرة أمام تسميته وأمام تأليفه الحكومة.

أوساط مخضرمة إطلعت على فحوى استمزاج الرأي، قرأت فيه أن المملكة لم تقفل الباب كليا ولم تفتحه كليا، بل اعتمدت اسلوب "قبة الباط" كما يقال بالعامية، وهذه الخطوة كافية كمرحلة أولى ليحقق الرئيس المكلف، الإثنين المقبل، ما لم يحققه سلفه في التكليف.

ولكن ماذا عن مواقف الداخل؟

لا مشكلة للرئيس ميقاتي مع الثنائي الشيعي، تبقى الأنظار موجهة إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. ماذا سيكون عليه موقفه؟

المطلعون على مضمون هذا الموقف يكشفون أن باسيل يأخذ مسافة من كل هذه العملية: تسمية ومشاركة وثقة.

يوضح المطلعون فيقولون إن باسيل يعتبر نفسه غير معني، وبالتالي لن يسمي ميقاتي ولن يطلب حصة وزارية ولن يمنح حكومته الثقة، ولكن يجب التنبه إلى أن هذا الموقف عالي السقف ربما يكون فصلا في كتاب "لعبة التفاوض" التي يدركها ميقاتي جيدا، بعدما واكب جيدا مرحلة التسعة أشهر للرئيس الحريري، والتي لا يرضى أن يكررها.

وبين اليوم، ويوم الإثنين، الملفات والأزمات تتراكم:

الرئيس دياب يطلب فتح تحقيق لكشف المتلاعبين ومحتكري مادتي البنزين والمازوت، وإعلان أسمائهم الى الراي العام.

ربما فات الرئيس دياب أن وزارة الطاقة تعرفهم إسما إسما، والأجهزة الأمنية تعرفهم إسما إسما، وأصحاب الصهريج يعرفون الصهاريج التي تهرب إلى سوريا. الأسماء معروفة يا دولة الرئيس، المسألة لا تحتاج إلى تحقيق بل إلى جرأة على كشف الأسماء، فمن يجرؤ؟

هناك لوائح عار يا دولة الرئيس، رائحتها بنزين ومازوت وتمتد من الكازخانات إلى معابر التهريب.

لكن البداية من "كل يوم 4 آب" حيث لائحة العار فعلت فعلها وإن كان هناك في مجلس النواب من يرى أن اللائحة سترمم، ليبقى الرقم كافيا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

إعلاميا، أسهم الرئيس نجيب ميقاتي تتقدم. أما الحسم، فينتظر مواقف الكتل في استشارات الإثنين المقبل، إذا لم تؤجل بطلب معلل او مبرر، كما شدد رئيس الجمهورية أمس.

غير أن الأهم من التكليف السريع إذا حصل، أن يكون التأليف سريعا، والمدخل إلى التأليف السريع هو إدراك المعنيين حجم الكارثة التي حلت بالوطن، وانطلاقهم من احترام ثلاثية الدستور والميثاق ووحدة المعايير، من دون الغرق مجددا في محاولات إعادة عقارب الشراكة والمناصفة إلى ما قبل عام 2005، إذ من المستحيل أن يكتب لها النجاح.

في كل الأحوال، نية التعاون تبقى الأساس، وهي من ناحية رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي متوفرة، ليس من اليوم، بل منذ اليوم الأول للعهد الرئاسي، وطيلة مرحلة تكليف الرئيس سعد الحريري، بدليل التسهيلات التي قدمت في الثلث المعطل والوزيرين المسيحيين والثقة وغيرها من العناوين التي كانت خلافية.

وفي جولة سريعة على مواقف الكتل، وفيما من المؤكد أن الرئيس نبيه بري يؤيد تسمية ميقاتي، شددت مصادر حزب الله لل أو.تي.في. على أن موقف كتلة الوفاء للمقاومة يحدد في قصر بعبدا الاثنين. اما الحزب الاشتراكي، فشددت مصادره على ضرورة عدم تكرار تجربة حكومة حسان دياب كما تجربة التكليف من دون تأليف. وفيما تجتمع كتلة القوات اللبنانية غدا لتحديد الموقف، لا يزال التيار الوطني الحر على ثوابته المعروفة في هذا الاطار.

وفي انتظار بلورة صورة التكليف بشكل أكبر، والتي تجري وسط ضغط فرنسي غير مسبوق لإنجاز التأليف قبل الرابع من آب المقبل، كما كشفت ال أو.تي.في. الاثنين الماضي، توزع الاهتمام الداخلي اليوم بين قضيتين: العدالة في انفجار المرفأ، والانفجار الذي أرعب أبناء لحفد وقضاء جبيل ليل الأمس.

في موضوع انفجار المرفأ، الاعتراض قوي، لكن العريضة صامدة حتى الآن.

أما في موضوع لحفد، فقد طلب رئيس الجمهورية من وزيرة الخارجية بالوكالة إبلاغ مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة بضرورة إعلام الأمانة العامة للامم المتحدة باستمرار انتهاك السيادة اللبنانية من قبل القوات الإسرائيلية، لا سيما في ضوء استخدام الأجواء اللبنانية من أجل استهداف الأراضي السورية، والتي كان آخر نماذجه فجر اليوم، ما أدى الى وقوع أضرار في بلدتين لبنانيتين نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي الصاروخي لسوريا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أم تي في"

بالفعل، لا يكتمل المشهد الجهنمي إذا لم تسقط على رؤوسنا صواريخ تدمر منازلنا وتضيء بعض ليلنا مجانا من دون دفع بدل إشتراك. نعم لم يكن ينقص اللبنانيين الذين هربوا إلى هدأة قراهم بحثا عن بعض أمان سوى أن تعربد إسرائيل، وترد عليها سوريا في سماء لحفد الجبيلية والمجدل الكورانية، وغدا من يدري أي قرية أو مدينة ستستهدف على هذا المسطح الذي كان اسمه وطنا، وخسر هذا المسمى بعدما لزمت المنظومة سيادته B.O.T بمناقصة مهينة ذهبت عائداتها إلى خزائن طهران ووكيلها المحلي يصرفانها ويجيرانها كما يشاءان على طاولة فيينا ويهددان بها إسرائيل ويغازلانها كيف ما دعت الحاجة.

نعم، لا يمكن ترك السماء من دون "أكشن" فيما الأرض تموج على الكوارث السياسية والإجتماعية والإقتصادية والمالية والأمنية، وتتقاذفها الأهواء الفردية والأمزجة المريضة لأهل المنظومة الذين يتسلون بعرائض رد الإعتبار غير آبهين بأعراض التحلل المتسارع لكل مقومات الدولة وقد تجاوزت مؤشراتها الحيوية كل الخطوط الحمر. لا كهرباء، لا فيول، لا مازوت لا مولدات، لا بنزين، والمستشفيات إلى الإقفال وكذلك السوبرماركت والأفران، أما الموعد التقريبي لحلول الخسوف الكامل والشامل فمتوقع الإثنين المقبل. كل هذا الصراخ والأنين وأجراس الإنذار، وشباب المنظومة يتقاتلون ويتناكدون على غبار الدولة بعدما أجهزوا على فتاتها.

وإذ يجمع الكون على أن مفتاح الحل هو حكومة، تفيد كل المعلومات بأننا لا زلنا ندور في المربع الأول. فالحديث عن إمكانية تكليف الرئيس نجيب ميقاتي مهام التشكيل لم يقترن حتى الساعة بأي مؤشر إيجابي. فللرجل شروط حريرية تبدأ بحرصه الشخصي الكراماتي على النجاح في المهمة، وعلى كتفه مسؤولية حفظ الدور الدستوري والميثاقي للطائفة السنية. وهو يريد ضمانات أكيدة بأن العهد يريده ولا ينوي استدراجه الى مطهر التكليف ويحرمه فرصة التأليف. في المقابل، لم تظهر أي إشارات تشي بتبدل في شروط عون وباسيل لإتاحة التأليف. إ

ضافة الى ذلك، لم يظهر في الأجواء ما يؤكد وجود ضامن يأخذ على عاتقه إقناعهما ببعض الليونة وبعدم تراجعهما عما يعدان به. توازيا، موعد الرابع من آب يقترب، وسط إصرار ظاهر من نواب العريضة على عرقلة عمل القضاء، وقد انتقلوا بوقاحة قل نظيرها، من الدفاع العبثي عن عرقلة التحقيق العدلي الى مطالبة القضاء نفسه بملاحقة الاعلام وكل من اتهمهم بالتقصير ووصف عريضتهم المخزية بأنها عريضة العار وقد خدش حياؤهم، معتقدين بأنهم قادرون على الانتقال من تهريب العدالة الى ترهيب المطالبين بإحقاقها، وقد سها عن بالهم بأن هؤلاء يشكلون مجموع الشعب اللبناني، وكل أمم الأرض التي ضاقت ذرعا بإجرامهم وباستخفافهم بكل القيم.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إنها قيام الساعة وعقاربها حشر في مستشفيات لبنان حيث جمع المرضى في طبقات محددة لتوفير مادة المازوت في ظل أزمة تهدد القطاع الصحي وتلحق بها الأفران والمخابز فماذا بعد؟ في بلد يعيش على "موتير" موصول بجهاز تنفس بلا أوكسجين؟ وأصحاب الحل يعيشون في مجرة أورور فغالي التي لم تستطع متابعة موضوع شح المازوت بسبب عطلة عيد الأضحى. رئيس حكومة تصريف الانهيار طلب فتح تحقيق لكشف المتلاعبين والمحتكرين والجهة أو الجهات التي أخلت باتفاق حصل بين مصرف لبنان وأصحاب الشركات لتأمين حاجة السوق من مادتي البنزين والمازوت مدة ثلاثة أشهر. سلكت التحذيرات الممرات الرسمية وكان الله يحب المحسنين لكنها وبغياب الرقابة واستقالة الوزارات المعنية عن القيام بدورها جعلت من تجار الأزمات ملوكا على عرش لقمة عيش المواطن وصحته وحقه في الحصول على التيار الكهربائي فالبنزين متوافر في السوق السوداء والمازوت مخزن في عنابره بانتظار بيعه في أنابيب الصرف ومافيا المولدات ترفض تركيب العدادات وتأخذ المواطن رهينة العتمة الشاملة وتزيد صفرا تلو صفر على تسعيراتها.

على عين ما تبقى من دولة صرخ نقيب المستشفيات بأن حياة المرضى مهددة وعلى المدى المنظور لا أسرة للناس ولا علاج إلا للمقتدر ومثلما الأمن الصحي ينذر بكارثة، فإن الانهيار لامس المحظور ودق أبواب المؤسسات العسكرية والأمنية وما يحكى عن عمليات فرار من الجندية أصبح واقعا متأهبا.

عمليا دخل لبنان في موت سريري وأولياء الأمر السياسي يبحثون في جنس المسؤوليات على مشارف الرابع من آب ويتحصنون بتواقيع الذل على عرائض التنصل من يوم الحساب وبين مؤيد ومعترض ومنسحب برز موقف دستوري وقانوني يقول إن التواقيع المسحوبة لا تزال محسوبة إذ لم يتقدم أصحابها بكتاب رسمي لإلغائها وبمحضر يسجل في مجلس النواب. وأبعد من ذلك أضاف رئيس مؤسسة جوستيسيا بول مرقص إن القضاء الجزائي ينظر في الجرائم أما المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء واللجان النيابية فينظران في الإخلال بالواجبات وبالتالي نحن أمام جريمة ولسنا فقط أمام تقصير وإخلال بالواجبات وبالتالي إذا رفض المجلس النيابي رفع الحصانة فعلى المحقق العدلي أن ينتظر تأليف الحكومة ونيلها الثقة لأن المجلس حاليا في دورة انعقاد استثنائية حكما وبعد التشكيل ونيل الثقة لا تعود الهيئة العامة لمجلس النواب ملتئمة بدورة انعقاد وعليه لا حصانة ولا لزوم لرفع الحصانة.

إذا عند تشكيل الحكومة يمكن أن يلاحق المحقق العدلي القاضي طارق البيطار النواب من دون طلب رفع الحصانة فهل يكون مربض الخيل السياسي هنا؟ وهل نتجه الى تعطيل جديد؟ فقد ثبت بوجه التكليف السابق وعدم التأليف ثم الاعتذار أن لا أحد يريد تأليف حكومة واليوم فإن أولياء التعطيل ضربوا موعدا لاستشارات تقدم بورصتها نجيب ميقاتي الآتي من رئاسة حكومتين سابقتين والمرضي عنه في نادي رؤساء الحكومات السابقين. وفي معلومات الجديد أن التيار الوطني الحر أبدى امتعاضه من تأييد حزب الله لتسمية ميقاتي وذلك خلال تواصل جرى بين باسيل وحزب الله في حين أكدت مصادر لـ"الشرق الأوسط" أن المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل اتصل برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فور اعتذار الحريري ولمح له بوجود قرار لدى دول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على المعطلين، وكان رد فعله بأنها لن تقدم أو تؤخر ما دامت العقوبات الأميركية المفروضة عليه لا تزال سارية المفعول ما يعني أن باسيل سيبني على رفع العقوبات المقتضى والى الاثنين المؤهل للتأجيل فان اسم ميقاتي يطير بسرعة الصاروخ لكن وفق شروط بدأ يرسمها رئيس تيار العزم على قبول التكليف.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عملية تسلّل من لبنان إلى إسرائيل

وكالات/22 تموز/2021

أعلن "الجيش الإسرائيلي" أن مشتبه فيهما تسللا من لبنان الى داخل "إسرائيل" وتقوم قواته بملاحقتهما وتتخذ الوسائل للقبض عليهما كما تقوم بخطوات لعزل المنطقة تتضمن نشر القوات وإغلاق بعض الطرقات وتم الايعاز لسكان المستوطنات بالبقاء في المنازل.

 

لبنان ينزلق إلى "الحالة الفنزويلية" مع اجتياح الغلاء للأمن المعيشي

الشرق الاوسط/22 تموز/2021

لم تترك الوقائع الميدانية المتوالية في أسواق الاستهلاك مجالاً للشك بأن لبنان انزلق فعلياً إلى الحالة الفنزويلية في مكابدة سكانه لموجات غلاء جديدة هي أقرب إلى «التسونامي»، في ظل إدخال السلع الأساسية، باستثناء الطحين ولوائح منتقاة من الأدوية المخصصة للأمراض المزمنة والمستعصية، إلى أتون التسعير بالدولار الذي يحطم يومياً مستوياته القياسية إزاء العملة الوطنية. وتكتسب مؤشرات موجات الغلاء المتزايدة وتفاقمها إلى «التضخم المفرط»، صدقية من خلال جنون أسعار أغلب المواد الغذائية والاستهلاكية بنسب تراوحت بين 50 و100% خلال الشهر الحالي وحده، بما فيها المواد المنتجة محلياً كالألبان والأجبان والبيض واللحوم بأصنافها كافة والخضراوات والفواكه وغيرها من الاحتياجات اليومية والملحّة للأسر، فيما طاول ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تعدت نسبته 14 ضعفاً على السعر الرسمي لليرة، أسعار السلع المستوردة غذائية كانت أم مستهلكة. ولا تقتصر مخاوف المستهلكين على التداعيات المحققة حتى الساعة، إذ تعلو، بحدة غير مسبوقة، الهواجس في أوساطهم من «الآتي الأعظم»، ربطاً برفع الدعم الكلي والجزئي، خلال أسابيع قليلة، عن المشتقات النفطية من بنزين وديزل وغاز منزلي، وتخصيص مبلغ لا يزيد على 40 مليون دولار شهرياً لتمويل دعم الدواء وحليب الأطفال ومستلزمات طبية تتصف بالضرورة القصوى، بسبب نفاد احتياطي العملات الصعبة في البنك المركزي وتلويح جمعية المصارف باللجوء إلى إجراءات للحؤول دون المس بالاحتياطي الإلزامي من الدولة أو المصرف المركزي.

 

المأساة اللبنانية تابع: لا مازوت ولا مولّدات ولا مؤسّسات

أم تي في/22 تموز/2021

تتعمّق المأساة اللبنانية ساعةً بعد أخرى، كأنّ كلّ أزمة نصلها تليها أزمة أكبر. مع دخول اللبنانيين أيّام العتمة البائسة، بدأ أصحاب المولّدات الكهربائيّة في عدد من المناطق بإطفاء مولّداتهم بسبب الإنقطاع من مادّة المازوت، علماً أنّ بعضها تشهد انقطاعاً للكهرباء منذ صباح الأربعاء، ما أدّى إلى إقفال عدد من المؤسّسات التجاريّة لعجزها عن الإستمرار على هذه الحالة.وأفاد عضو نقابة الأفران أسعد بو حبيب بأنّ "حوالي ٧٠ في المئة من الأفران ما زالت تعمل، لكن بدءاً من الاثنين ستتوقف الافران كافة إذا لم تؤمَّن مادة المازوت". وأعلن نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، في حديث لموقع mtv، أنّه "وصلنا إلى شحّ نهائي في المازوت لدى عدد من المؤسسات الإستشفائية صباح اليوم والكمية الموجودة لدى الشركات الموزّعة لم تعد تكفي لأكثر من ٣ أيام". وكانت المديرة العامة لمنشآت النفط في وزارة الطاقة أورور فغالي أوضحت، لـmtv، أنّه "لم أستطع متابعة موضوع شح المازوت بسبب عطلة عيد الأضحى لكنني سأتواصل مع مصرف لبنان غداً". وأطفأ أصحاب المولّدات في مختلف المناطق اللبنانية محرّكاتهم منذ ساعات الصباح الأولى بعد نفاد المازوت وتعذّر الإستمرار. فإلى أين سيصل اللبنانيون مع نهاية تمّوز؟تتعمّق المأساة اللبنانية ساعةً بعد أخرى، كأنّ كلّ أزمة نصلها تليها أزمة أكبر.

 

مناورة عون.. احراج لحزب الله

ايناس كريمة/لبنان 24/22 تموز/2021

يستمر الجمود السياسي المترافق مع الأزمة السياسية المرتبطة بتسمية رئيس جديد للحكومة ومع الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم يوما بعد يوم من دون اي قدرة للقوى السياسية على اتخاذ قرارات جذرية بهدف الحد منها أو أقلّه التخفيف من سرعتها. لكن الجديد هو دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون للاستشارات النيابية من دون أي تنسيق مع القوى الداخلية. فما الهدف من الخطوة السريعة التي قام بها عون؟ رغم أن خطوة عون دستورية وبدت جيدة عموما خصوصا وأنها لا تخدم في قبض رئيس الجمهورية على ملف التكليف ومساومته على قضايا وشروط سياسية وحكومية قبل تسمية أي شخصية للحكومة، ولكن في ظل الازمة السياسية التي تواجه البلاد لا بد من اعتبار هذه الخطوة قراراً متسرعاً. والتسرع لا يعني ضرورة حصول اتفاق سياسي قبل التشكيل بل على العكس من ذلك، يجب تسمية شخصية لتقوم بنفسها بمشاورات التأليف، غير ان الامر لا يمنع، تفادياً لتزايد وتيرة الازمة، من تنسيق رئيس الجمهورية مع سائر الفرقاء المعنيين او اعطائها مهلة، فماذا إذاً تغيّر؟  يسعى عون الى اثبات حسن نيّته امام الرأي العام، والإيحاء بأنه لا يريد التعدي على صلاحيات رئيس الحكومة وهو بذلك يحاول مخاطبة الجمهور السنّي والتلميح الى أن الرئيس سعد الحريري قد بالغ في هواجسه على مسألة الصلاحيات، لكن في الواقع فإن عون يرمي كرة النار من حضنه في إشارة الى انه لم يكن المعطّل في الأساس بل الساعي الى تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن. خطوة عون لا تعفيه، سياسياً، من عدم رغبته بتشكيل حكومة، ذلك لأنه يعلم ان لا ولادة للحكومة بلا مشاورات واتصالات في ظل الازمات الحاصلة ومن بينها تمسك بعض القوى بوجود غطاء سني، ومع انعدام هذا الغطاء فإن عون يناور ويحاول الالتفاف على الرأي العام لإظهار براءته من التعطيل. وقد اعتبرت مصادر سياسية مطلعة أن الرئيس ميشال عون يهدف من وراء خطوته الى احراج حليفه "حزب الله" وإلزامه بتسمية شخصية يرضى عنها عون لأن الوقت الذي وضعه كان قصيراً ويحرج القوى السياسية ولا سيما الحزب الذي سيسارع، من وجهة نظر عون، الى طرح شخصية مقبولة كي لا يسبقه خصومه مستغلين بعض الخلافات مع حلفائه. من هنا يظن  عون انه يستطيع إجبار الجميع على التفاوض معه بشكل كامل والرضوخ لشروطه في أزمة التكليف.

 

أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت: كلنا ثقة بعمل القاضي بيطار

الخميس 22 تموز 2021

وطنية - شدد أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت، في بيان أصدروه بعد مؤتمر صحافي عقدوه عصر اليوم في ثكنة فوج الإطفاء في بيروت- الكرنتينا، وتلته أنطونيللا حتي، على أن "أبطالنا شهداء فوج إطفاء بيروت قتلوا مرة ودفنوا أكثر من مرة، وممنوع أن يقتلوا مرة ثانية". وأكدوا أن "ما من منصب أعلى من المحاسبة، والمؤكد من براءته فليمثل أمام العدالة، ومن هو واثق أن دم أخواتنا وأولادنا ليس برقبته فلماذا يخاف من القضاء؟ البريء لا يخاف، ومن يتلطى وراء التراتبية العسكرية نقول له ما من رتبة أعلى من الشهادة، وواجبكم المثول أمام العدالة". واعتبروا أن "ما حصل جريمة منظمة، وكل جريمة وراءها مجرم ومنظم ومسهل للجرم، وبما أن المتهم بريء لحين إثبات إدانته، فنحن سننتظر القرار الظني وسنسير في ضوئه، ولكن نحذر اننا لن نسير بشكل أعمى، فأعيننا مفتوحة وقلوبنا ملآنة، وأي قرار أو محاولة تذاك على مسار التحقيق لن نسكت عنها وسنواجه بكل الوسائل، وكلنا ثقة بعمل القاضي بيطار ونقدم له كل الدعم ليستمر بعمله، ونطلب منه ألا يخاف إلا من التقصير، وندعو كل الجسم القضائي والقانوني الى أن يضرب بيد من حديد، لأن وقت المحاسبة قد حان". وناشدوا "كل الشعب اللبناني الذي هجر ودمر وهو اليوم يذل في أبسط حقوقه، أن يكون الى جانبنا ومعنا، فجميعنا دمرت بيوتنا وتحطمت أحلامنا وكلنا معا في هذا الخندق، أخواتنا وأولادنا بالأمس، وإذا سكتنا عن تماديهم سيأتي دورنا ودور من نجا من جرائمهم، لذلك ندعوكم باسم شهداء فوج الإطفاء وكل الشهداء الأبرياء والمظلومين، الى أن تشاركوا معنا بالذكرى الأليمة يوم 4 آب الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر في بيت شهداء فوج الإطفاء الثاني في ثكنة الكرنتينا، لننطلق معا بمسيرة شعارها الوحيد صور الشهداء الأبطال، ونلتقي عند تمثال المغترب مع مسيرات لأهالي الضحايا والمجروحين والمنكوبين من كل المناطق في بيروت، ونطلق صرخة الوجع من قلب المرفأ ونصلي معا، مسلمين ومسيحيين، ونعلي الصوت ليصل عند من نحب". وختموا بيانهم: "كلمتنا في هذا اليوم ستكون موجهة فقط الى غبطة البطريرك الذي سيترأس القداس، والأسبوع المقبل سنعقد مؤتمرا صحافيا بالتعاون مع مطرانية بيروت لإطلاع الشعب على كل تفاصيل هذا اليوم الذي سيكون نهارا للشعب من دون حضور أي سياسي أو قادة أجهزة أمنية".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الملك الأردني يحذر من تدهور الأوضاع في لبنان

الخميس 22 تموز 2021

وطنية - حذر الملك الأردني عبدالله الثاني خلال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، من تدهور الأوضاع في لبنان خلال أسابيع إذا استمر الوضع على ما هو عليه من دون انفراج، بحسب ما ذكرت جريدة "الدستور" الأردنية. ولفت رئيس التحرير المسؤول للصحيفة مصطفى الريالات عضو الوفد الاعلامي المرافق للملك أن "جلالة الملك وضع على طاولة اجتماعاته مع القيادات الامريكية كل قضايا المنطقة والاقليم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والحرص على تحقيق السلام العادل والشامل، بناء على حل الدولتين، اضافة للشأن العراقي والسوري وغيرها من قضايا المرحلة الهامة". وأشار إلى أن "القضية الفلسطينية وقضايا المرحلة في طليعة اجندته في زيارته لواشنطن، وسيبحث مع الادارة الاميركية والكونغرس الشؤون السورية واللبنانية والعراقية الى جانب القضية الفلسطينية وتأكيد حل الدولتين".

 

احتجاجات الأحواز تتجدد.. وقوات خاصة تطلق الرصاص الحي

دبي - العربية.نت/الخميس 22 تموز 2021

في حين تتواصل احتجاجات شح المياه وسوء الأوضاع المعيشية في جنوب غرب إيران، لليلة الثامنة على التوالي رغم الانتشار الأمني الكثيف، أفادت مواقع إيرانية، مساء الخميس، عن قيام القوات الخاصة باطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على متظاهرين في مدينة معشور. وأفادت منظمة NetBlocks، التي تراقب حرية الإنترنت في العالم، بحدوث انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في الأحواز، مشيرة إلى أن الحكومة الإيرانية تريد منع المحتجين من التعبير عن غضبهم. كما قام محتجون في قضاء السويسة التابع لمدينة الأحواز بقطع الطريق مع مدينة عبادان. وانضمت أيضاً مدينة اليكودرز بمحافظة رستان إلى احتجاجات شح المياه. إلى ذلك، نقل موقع "إيران إنترناشيونال" عن قائد الشرطة الإيرانية قوله، إن المتظاهرين في الأهواز تحت مراقبة الشرطة، وأنهم سيُعاقَبون على أفعالهم، على حد قوله. يأتي ذلك، فيما وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني محافظ خوزستان بجنوب غرب البلاد، والتي تشهد احتجاجات منذ أيام بسبب نقص المياه، باستخدام جميع الإمكانيات اللازمة بالتنسيق والتعاون مع كل الأجهزة للمبادرة إلى حل مشاكل المحافظة على وجه السرعة. وأسفرت الاحتجاجات على شح المياه في خوزستان عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في الأيام الأخيرة. وأظهرت مقاطع فيديو للاحتجاجات في مناطق عدة من الأهواز لليوم الثامن على التوالي تعامل قوات الأمن بالشدة مع المحتجين. فيما تعتبر الأحواز المطلة على الخليج، واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31 في إيران، وهي من المناطق التي تقطنها أقلية كبيرة من العرب. كما سبق لسكان المحافظة أن اشتكوا من تعرضهم للتهميش من قبل السلطات، وقد شهدت في 2019، احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضاً مناطق أخرى من البلاد.

 

البنتاغون: الولايات المتحدة تفكر في ردع إيران وميليشياتها

دبي - العربية.نت/الخميس 22 تموز 2021

أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس، أن الولايات المتحدة تفكر في ردع إيران وميليشياتها. وقال مسؤول أميركي لمراسل "العربية"، إن إيران تمول وتسلح الميليشيات التي تهاجم المصالح الأميركية. كما أضاف "شهدنا استمراراً في الهجمات على قواتنا، ونرى نمطاً واضحاً من التدريب والتمويل والتسليح الايراني لهذه الميليشيات التي تهاجمنا". وأوضح المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن الإدارة تستعمل مبدأ "حماية الجنود" للدفاع عن نفسها عندما تتمّ مهاجمة الأميركيين، وهذا حقّ طبيعي وأن مسألة حماية القوات الأميركية والمقرات الدبلوماسية هو جزء من المباحثات الأميركية العراقية.

وكان المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أكد أن على إيران وقف دعمها للميليشيات في العراق. وقال في تصريحات لـ"العربية/الحدث"، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة قلقة من الهجمات على مصالحها في العراق. كما أفادت مصادر أمنية، في وقت سابق، بأن قيادات بالحرس الثوري الإيراني قد أعطت أوامر لميليشيات عراقية من أجل مهاجمة أهداف تابعة للولايات المتحدة. ونقلت المصادر عن مصدرين أمنيين عراقيين، تحدثا لوكالة رويترز، ورفضا الكشف عن هويتهما، أن قائداً كبيراً في ميليشيا الحرس قد اجتمع مع فصائل عراقية في بغداد قبل أيام، وأعطاهم الأوامر لتنفيذ بهجمات. كما لفتت المعلومات إلى أن قيادات الحرس ورغم إعطائها الأوامر، إلا أنها شددت على ضرورة عدم المبالغة، وذلك لتجنّب التصعيد مع الأميركيين. أما التعليمات، فقد شملت استهداف مواقع أميركية في سوريا والعراق، وذلك حسبما أفاد أحد كبار قادة الميليشيات المحلية الذي اطلع على الاجتماع. كما نقلت مصادر الوكالة، أن حسين طائب رئيس استخبارات الحرس الثوري اجتمع مع ميليشيات عراقية للضغط على واشنطن، كاشفة عن أن مسؤولين إيرانيين قد سلما الميليشيا خرائط لمواقع القوات الأميركية. يذكر أنه منذ بداية العام، استهدف أكثر من 40 هجوماً المصالح الأميركية في العراق، بينها السفارة في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضم أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، فضلا عن مواكب لوجستية للتحالف الدولي ضد داعش، الذي تقوده واشنطن. فيما بات استخدام طائرات بلا طيار خلال الآونة الأخيرة يشكل مصدر قلق للتحالف لأن هذه الأجهزة الطائرة يمكنها الإفلات من الدفاعات التي عمد الجيش الأميركي إلى تركيبها للدفاع عن قواته ضد الهجمات الصاروخية.

 

مقتل متظاهرين وشرطي إيراني في «احتجاجات المياه»/تأهب في طهران وحملات تضامنية مع حراك الأحواز

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/ الخميس 22 تموز 2021

ارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات على تجفيف مجرى الأنهار في جنوب غربي إيران إلى نحو 6 قتلى في صفوف المحتجين بعد لجوء قوات الأمن إلى العنف لاحتواء الحراك في المنطقة التي تقطنها أغلبية من العرب في البلاد. واشتغلت النيران في شوارع عدة أحياء من مدينة الأحواز، في إطار الاحتجاجات التي اندلعت الأسبوع الماضي، ضد مشروع تجفيف الأنهار وتحويل مجراها إلى العمق الإيراني. وسمع دوي إطلاق النار في الأماكن المكتظة بالمحتجين، واستخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأفادت تقارير أن محمد كروشات (20 عاماً)، وحمزة فريسات في حي الثورة في الجانب الغربي من مدينة الأحواز. وشهدت مدن المحمرة وعبادان ومعـشور والفلاحية ودزفول، وبهبهان وإيذج، في وقت قطعت السلطات خدمة الإنترنت عبر الهاتف الجوال. وعلى مدى الأيام الستة الماضية، رصدت عدسات أجهزة الموبايل بيد المحتجين لحظات من إطلاق قوات الشرطة النار باتجاه المحتجين. وردّد المتظاهرون هتافات، تتهم السلطات بالسعي لـ«التهجير» وتغيير التركيبة الديموغرافية. وعادت المظاهر الأمنية إلى شوارع الخفاجية، بعد اختفائها مساء الاثنين، ورشق المحتجون قوات الأمن بالحجارة، وسمع دوي إطلاق الرصاص لساعات متأخرة في المدينة. والتهمت نيران المحتجين الغاضبين دبابة من مخلفات الحرب الإيرانية - العراقية، في بوابة حديقة، وسط المدينة. وقال ناشطون في الخفاجية إن تصدي قوات الأمن لمسيرات حاشدة في مختلف مناطق المدينة، أدى إلى جرح أكثر من 100 شخص، مؤكدين أن الغالبية يتلقوا العلاج في المنازل خشية تعرضهم للاعتقال. وقال أحد الجرحى، باللغة العربية: «لقد وعدونا بألا يطلقوا النار، لم نردد شعارات معادية أو سياسية، لكنهم حاصرونا، وأطلقوا النار علينا بسلاح الصيد». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أوفدت السلطات وحدات من قوات مكافحة الشغب من المحافظات الأخرى، بهدف إخماد الاحتجاجات، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة بين سكان المنطقة وعموم الإيرانيين، للجوء قوات الأمن للقوة المفرطة. وعشية اليوم السابع على اندلاعها، جنحت الاحتجاجات شرق محافظة الأحواز بالقرب من روافد نهري كارون والكرخة على سفوح جبال زاغروس، بعدما انطلقت في عدة مناطق عربية، وانضمت مدينتا بهبهان وإيذج إلى الاحتجاجات. وشهدت مدينة إيذج أجواء ملتهبة، ردد فيها المتظاهرون هتافات منددة بالمرشد علي خامنئي، وأخرى تشيد بمؤسس النظام السابق، رضا خان بهلوي والد شاه إيران، محمد رضا بهلوي، التي أسقطته ثورة 1979. وتضاربت المعلومات عن سقوط اثنين إلى 3 قتلى، بعدما واجهت قوات الأمن مسيرات حاشدة بإطلاق النار. وأفادت وكالة رويترز أن مقطع فيديو من مدينة إيذج أظهر متظاهرين يهتفون: «رضا شاه بارك روحك». ومع توسع رقعة الاحتجاجات، تنتقل هتافات المحتجين من المطالبة بحق المياه في الأنهار ووقف مشروع تحويل مجراها إلى هتافات سياسية تستهدف رأس المؤسسة الحاكمة في نظام ولاية الفقيه، المرشد علي خامنئي.

- الرواية الرسمية

اعترف التلفزيون الإيراني بسقوط قتيل في مدينة إيذج، وكتب: «ليلة الأمس نزل الناس إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم من المشكلات الحالية، لكن بعض الانتهازيين أطلقوا شعارات معادية، واشتبكوا مع قوات الشرطة». وأضاف: «تفيد بعض التقارير أن شخصاً قتل في الاضطرابات وجرح عدد آخرين».

أما وكالة «فارس» فقد نقلت عن حاكم مدينة إيذج أن «هادي بهمني أصيب برصاص مثيري الشغب، ولقي حتفه في المستشفى من شدة الجروح». وأضاف أن «عملية البحث جارية لتحديد هوية المسؤولين». وخلال الأيام الماضية، استخدمت وسائل الإعلام الرسمية تسمية «مثيري الشغب» في وصف المحتجين على سوء الإدارة. وركزت وكالة الصحافة الفرنسية الضوء على الرواية الرسمية، أمس، ونقلت عن وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) أن ضابطاً في قوات الأمن قتل «إثر أعمال شغب» مساء الثلاثاء، في بلدة الكورة (طالقاني) في مدينة بندر معشوق (ماهشهر) الساحلية. وبعد اعتباره مقاطع فيديو عن الاحتجاجات «مزيفة» قبل أيام، نفى حاكم الأحواز، قاسم سليماني - دشتكي، تقارير تحدثت عن ارتفاع عدد القتلى. وصرح: «أكّدنا على القوات الأمنية والعسكرية عدم مواجهة الناس بالعنف، وخصوصاً عدم إطلاق النار»، مضيفاً: «إذا كان البعض مسلحين ويقومون بأمور أخرى (غير الاحتجاج السلمي)، القانون يقول لنا (إنه ينبغي التعامل معهم) بشكل مختلف. لكن الناس عزيزون علينا». ورغم الرواية الرسمية التي تداولت الوكالات الحكومية، فإن بعض الصحف وجّهت انتقادات لسياسة إدارة المياه وتشييد السدود على روافد نهر كارون والكرخة. وكتبت صحيفة «آفتاب يزد» أنه «في جزئية خوزستان نحن مذنبون». أما صحيفة «شهروني» فقد نشرت صورة من «هور» العظيم والجاموس العالقة في الوحل، بينما يزحف الجفاف في الأراضي الرطبة الحدودية مع العراق، وعنونت: «كور العظيم». وكور هو القبر بالفارسية. أما صحيفة «آرمان» فكتبت على صفحتها الأولى: «أبطال الأمس يريدون الماء فقط».

وبدورها كتبت صحيفة «سازندكي» في عنوان الصفحة الأولى: «قتلنا الحزن على خوزستان».

وحاولت وسائل الإعلام الحكومة تهدئة الذعر والاستياء مما يجري في محيط نهري كارون والكرخة. ونشرت وكالة «أرنا» الرسمية تقريراً قالت فيه: «بعد 18 يوماً من التوتر المائي وصلت المياه دشت آزادكان»، وهي التسمية التي تطلقها السلطات الإيرانية على المدن الثلاث القريبة من هور العظيم على الحدود مع العراق، الخفاجية، والحويزة والبستين. ونشرت بدورها وكالة «فارس» مقاطع فيديو من تدفق المياه من نهر الكرخة، ووصولها إلى مناطق قريبة من هور الحويزة، وهو الأمر الذي لم تؤكده المصادر المحلية. وعرض التلفزيون الرسمي، الأربعاء، لقطات لصهاريج مياه، قال إنها مرسلة من قبل «الحرس الثوري» إلى المناطق التي تعاني من الجفاف، وذلك غداة تقرير مماثل عن إرسال صهاريج من قبل الجيش، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكتب وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، عبر قناته على تطبيق «تليغرام»، إن «حل المشكلات وتلبية مطالب الناس المحقة، غير ممكنةٍ معالجها بالكلام». وأضاف: «خوزستان مثل الشرف للإيرانيين... يحتاج حل مشكلاته إلى إجماع وطني ولا غير». وفي الأسبوع الماضي، انتقد نواب في البرلمان بشدة مشروع «بهشت آباد» لحفر أنفاق عملاقة من روافد الأنهار، التي تمنع تدفقها إلى سهل الأحواز عشرات السدود في غرب جبال زاغروس.

- حملة إدانة للقمع

تناقل ناشطون مقاطع فيديو، تظهر انتشار قوات خاصة من الشرطة الإيرانية في ميدان أزادي، أكبر ميادين العاصمة طهران، بعدما شهدت محطة صادقية، بالقرب من ميدان آزادي، هتافات منددة بـ«ولاية الفقيه» والمرشد «خامنئي». وردّد سكان حي نارمك، شمال طهران، مساء الثلاثاء، هتافات «الموت لديكتاتور» و«الموت لخامنئي» من أعلى سقف منازلهم، تضامناً مع احتجاجات الأحواز. في مدينة كرمانشاه، غرب البلاد، أفادت تقارير أن محتجين أكراداً عرقلوا حركة المرور في شوارع المدينة تضامناً مع احتجاجات العرب في الأحواز. وأعربت عدة نقابات في إيران، أمس، عن تضامنها مع الاحتجاجات للمطالبة بحق المياه، منتقدين لجوء السلطات الإيرانية إلى القمع في معالجة مطالب المحتجين. وأصدرت اللجنة التنسيقية لنقابة المعلمين، ونشطاء المجتمع المدني، ومنظمة معلمي إيران، ونقابة عمال وسائل النقل العام، ونقابة المتقاعدين، بيانات منفصلة للتأكيد على تضامنها مع الاحتجاجات الجنوبية، وفقاً لما نقلته إذاعة «راديو فردا» الأميركية، الناطقة بالفارسية. وتندد البيانات بقمع احتجاجات واستخدام القوة المفرطة ضد الاحتجاجات السلمية، ويقول بيان منظمة المعلمين إن «أهل 20 مدينة و770 قرية الذين تحملوا تكاليف حرب الثمانيات وتبعات الدفاع عن الوطن، لا يستحقون هذه الأوضاع». وقال عمال شركة النقل العام، في بيانهم، إن «عناصر الأمن والشرطة يستخدمون الغاز المسيل للدموع، ويطلقون النار على الناس العزل، وتحولت الاحتجاجات السلمية إلى العنف». وانتقدت نقابة المتقاعدين بناء السدود ومشروع نقل المياه «لأهداف شخصية وحزبية لجنرال البناء وحكومة بهار»، في إشارة إلى دور الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي يلقب بـ«جنرال البناء»، وحكومة «بهار» أو الربيع هو المسمى الذي أطلقه محمود أحمدي نجاد على حكومته. وقال بيان للّجان التنسيقية للمعلمين إن «طلب الحق والسعي وراءه لا يمكن تعطيله، ولا يمكن القضاء عليه بالقمع»، معلناً تضامنه مع «الشعب المظلوم في خوزستان». ونظّم عدد من نجوم السينما والتلفزيون الإيراني وقفة احتجاجية للتضامن مع المحتجين، حسبما أوردت وكالة «هرانا». وأعلن حارس مرمي وقائد المنتخب الإيراني السابق، أحمد رضا عابد زاده، الذي ينحدر من عبادان، تضامنه مع أبناء محافظته، وكتب في «إنستغرام»: «الناس ليست لديهم مياه، كان الله في عونهم».

واحتج الممثل الإيراني حامد بهداد على حملة تبرعات، أطلقها عدد من الإيرانيين لشراء مياه الشرب لأهالي المحافظة المتأزمة. وكتب عبر صفحته على «إنستغرام»: «أهل خوزستان لا حاجة لهم إلى التبرع بالمياه، بإمكانهم شراء جميع المياه من المحلات التجارية في إيران. أهل خوزستان ليسوا محتاجين أو في فاقة. إنها يعتصمون للدفاع عن حقهم وحق كل الشعب الإيراني. اجتمعوا لكي يقولوا إن جفاف سهل خوزستان يدمر كل الهضبة الإيرانية».

 

واشنطن: نهاية مهمتنا بالعراق مرتبطة بالإنجاز لا بالزمن

البنتاغون – بيير غانم/الخميس 22 تموز 2021

أكدت الإدارة الأميركية أن جولة الحوار الإستراتيجي مع العراق هي الأخيرة وسيكون الملف العسكري جزءاً منها، لكنه يبقى وإلى حدّ كبير الجزء الأهم. وعقد في مبنى وزارة الدفاع الأميركية اجتماع بين المسؤولين العراقيين والأميركيين يوم الخميس، وقال مسؤول كبير في البنتاغون تمهيداً لهذه المباحثات "أن الولايات المتحدة موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية ولمهمة واضحة هي مهمة القضاء على تنظيم داعش"، وأضاف ان المباحثات العسكرية تركز على الشراكة بين البلدين في المهمة ضد داعش وعلى التحوّل في مهمة القوات الأميركية". يريد الاميركيون التأكيد على أن "التحوّل في المهمة الأميركية" يعني انها ستركّز في المستقبل على تقديم الاستشارة والتدريب ومعلومات الاستخبارات للقوات العراقية وتدعمها في مهمتها عندما تحارب التنظيم الإرهابي. يبدو من التمهيد الاميركي أن ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن تأخذ بعين الاعتبار الضغوطات السياسية في العراق، فمن جهة هناك من يطالب ببقاء القوات الاميركية، خصوصاً القوات المسلحة العراقية والبيشمرجه والاكراد، وعدد كبير من الشيعة والسنة العراقيين الذين يرون في بقاء القوات الاميركية ضماناً لعدم انزلاق العراق في بؤرة النفوذ الايراني، كما ان هناك اجنحة موالية لإيران تمارس ضغوطات على الحكومة العراقية الحالية لوضع برنامج للانسحاب فتظهر بالتالي الولايات المتحدة وكأنها خسرت الجولة والنفوذ وتركت العراق للسقوط في مدار طهران.

لا جدول زمني

المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاميركية قال في حوار مقفل مع الصحافيين وطلب عدم ذكر اسمه، انه يجب ابقاء القوات الأميركية في العراق، وان البيان الختامي سيشير الى ذلك بوضوح، وسيربطه بمهمة القضاء ومنع عودة داعش، وأشار الى ان العراقيين يريدوننا ان نبقى وان الكلام عن ان الوفد العراقي سيطلب الانسحاب هو كلام غير صحيح. هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الاميركيين للتحدث عن استمرار مهمتهم في العراق، ويريدون التأكيد على ان المقارنة غير موجودة بين انسحابهم من افغانستان وبين استمرار مهتمهم في العراق، وهم يعرضون للنجاحات التي تمّ تحقيقها في السنوات الماضية لجهة القضاء على داعش ولجهة تسليح وتدريب القوات الحكومية العراقية ويعتبرون الآن ان القوات الاميركية لجهة العدد تتناسب مع ما يمكن اعتباره مهمة جديدة في العراق. كما يعتبرون أن بقاء القوات الأميركية في العراق مهم ايضاً لأستمرار مهمة القوات الأميركية في سو ريا خصوصاً أن قواعد العراق تقدّم الدعم للقوات الموجودة شمال شرق سوريا وفي محيط منطقة التنف.

ردع ايران والميليشيات

لا يريد المسؤولون الأميركيون التحدّث صراحة أو بشكل غير مباشر عن وظيفة القوات الاميركية كـ "جدار" بوجه التمدّد الإيراني، لكنهم يتحدثون بصراحة أكثر عن الدور السيء والسلبي الذي تقوم به ايران وميليشياتها في العراق. وقال المسؤول في البنتاغون "ان الولايات المتحدة تفكّر في ردع ايران وميليشياتها، وقد شهدنا استمراراً في الهجمات على قواتنا، ونرى نمطاً واضحاً من التدريب والتمويل والتسليح الايراني لهذه الميليشيات التي تهاجمنا" واشار الى ان "المهمة ليست لردع ايران" ولكن هناك ضرورة القيام بذلك لان الهجمات هي تهديد للاميركيين وللعراق والعراقيين وللمهمة التي يقوم بها الاميركيون.

كما أوضح المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن الإدارة تستعمل مبدأ "حماية الجنود" للدفاع عن نفسها عندما تتمّ مهاجمة الأميركيين، وهذا حقّ طبيعي وأن مسألة حماية القوات الأميركية والمقرات الدبلوماسية هو جزء من المباحثات الاميركية العراقية.

لا جدول زمني

كما أجاب المسؤول في وزارة الدفاع الاميركية بالقول "نعم" عندما سألناه ان كانت المباحثات تدور حول اتمام المهمة وليس على الجدول الزمني للانسحاب. هذه الجواب يحمل أهمية خاصة اولاً لأن اصواتاً مؤيّدة لإيران تطالب بخروج القوات الاميركية من العراق، ووضع جدول واضح لذلك، وثانياً لأن الاميركيين علّقوا أهمية كبيرة على ذلك في السابق، ودارت نقاشات حامية بين اعضاء جمهوريين في الكونغرس من جهة وادارة الرئيس باراك اوباما حول هذه القضية، ويعتبر الجمهوريون بشكل خاص ان الخروج الآن من أي مسرح عمليات وفقاً لجدول زمني هو خطأ فادح يدفع ثمنه الاميركيون خسارة في الأمن وفي النفوذ. وفيما أكد المسؤول في وزارة الدفاع أن البيان الختامي سيذكر صراحة ان القوات موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية وللمساعدة في محاربة داعش، أشار الى ان حكومة مصطفى الكاظمي تشارف على انتهاء ولايتها وهذا سبب أضافي في الوصول إلى نتيجة نهائية في الحوار الإستراتيجي وأوضح المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاميركية انه لو طلبت الحكومة العراقية المقبلة انسحاب القوات الاميركية وانهاء مهمة التدريب والاستشارة فان الاميركيين سيضعون آلية لمناقشة كيف سيحدث ذلك، وأضاف "الواقع هو أن قادة القوات العراقية يوصون بقوة بأنهم بحاجة الى دعم القوات المتحالفة". وأشار إلى أن لدى الاميركيين قرابة 2500 جندي تقريباً في العراق وحلف الاطلسي يعمل على رفع عدد جنوده في مهمة موازية، ولم يشأ التحدّث عن امكانية رفع العدد في المستقبل عند الضرورة، لكنه اشار الى ان المهمة هي مهمة عسكرية وتحمل في طياتها امكانية التصرّف بحسب الضرورة.

كل يفهم ما يريد

هناك وجه آخر لبقاء القوات الاميركية في العراق ويرتبط بعملية بناء الثقة، فالمسؤولون الاميركيون يفهمون ان الانسحاب من افغانستان كان له وقع على الاطراف في الشرق الاوسط، كما ان الانسحاب من العراق في العام 2011 تسبب بفراغ وفوضى وفتح الطريق امام داعش والميليشيات المؤيدة لإيران، ويقول المسؤولون الاميركيون الآن ان تجربة العام 2011 لن تتكرر مع ان القائمين اليوم على شؤون الامن القومي الاميركي كانوا هم ذاتهم في الحكومة الاميركية ايام باراك اوباما، ومنهم الرئيس بايدن وكان نائبا للرئيس، وطوني بلينكن وكان في البيت الابيض ثم وزارة الخارجية، ووزير الدفاع الحالي كان قائد القوات الأميركية في العراق. من المنتظر أن يصدر البيان الختامي لهذه المحادثات بعد ختام مصطفى الكاظمي لقاءه مع الرئيس الاميركي جوزيف بايدن لكنه من الواضح الآن ان الاميركيين باتوا يتحاشون التحدث عن قوة قتالية في العراق ويؤكدون على بقائهم فقط ويشيرون الى ان البيان الختامي سيكون واضحاً وسيفهم منه كل طرف ما يريد ان يفهمه.

 

تقرير الأمم المتحدة عن الاحتلال في فلسطين: سياسات وممارسات تمييزية

الخميس 22 تموز 2021

وطنية - أعادت الأمم المتحدة في تقرير دوري لها التأكيد أنه "من شبه المستحيل تحقيق التنمية المستدامة في الأرض الفلسطينية المحتلة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي والسياسات والممارسات التي ينتهجها". وأكد التقرير، الذي يتناول الفترة الممتدة من نيسان 2020 إلى آذار 2021، "ضرورة وقف التدابير التي تعيق جهود مكافحة جائحة كوفيد-19 وتوفير المساعدات الإضافية للفلسطينيين في هذا الإطار". وحذر من "تدهور إضافي متوقع نتيجة للجائحة والإجراءات والممارسات الإسرائيلية، إذ كان أكثر من نصف الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال بحاجة إلى مساعدة إنسانية وحماية قبل ظهورها".

ولفت إلى أن "عددا من الإجراءات والسياسات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة منذ العام 1967، بما في ذلك الحصار على غزة وقتل المتظاهرين والتوسع الاستيطاني، يتنافى مع القانون الدولي. وقد يصل بعض هذه الممارسات إلى حد التمييز والعقاب الجماعي والترحيل القسري والاستخدام المفرط وغير المشروع للقوة. وشهد العام 2020 والأشهر الأولى من العام 2021 عمليات هدم المنشآت وتشريد السكان بنسبة أعلى من السنوات الماضية، مترافقة مع عمليات مصادرة منازل في القدس الشرقية ذات طبيعة تمييزية ضد الفلسطينيين".وأشار إلى "الإجراءات الإسرائيلية التي تفتت الضفة الغربية إلى نحو 100 كانتون وتعزلها عن القدس الشرقية وعن قطاع غزة، والتي أدت إلى ظهور اقتصادات فلسطينية منفصلة، مما يفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين. فكان عام 2020 من أسوأ الأعوام التي يشهدها الاقتصاد الفلسطيني منذ العام 2002، حيث انكمش بنسبة 11,5%. وتحمل غزة العبء الأكبر في هذا المجال، حيث تعاني من النكوص في التنمية وانهيار القطاعات الاقتصادية، فكانت نسبة البطالة فيها 47% بينما كان ثلاث أرباع السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي". وذكر ب"عدم شرعية ضم إسرائيل للجولان السوري المحتل وبانتهاكات إسرائيل لحقوق المواطنين السوريين والتمييز الذي يعانون منه. وخلص التقرير إلى أن الامتثال للقانون الدولي وعدم الإفلات من العقاب شرطان أساسيان لتحقيق السلام والعدالة لجميع شعوب المنطقة". وتعد لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا - الإسكوا، كل عام تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للاحتلال الإسرائيلي على الأحوال المعيشية للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل. وعرض مدير مجموعة الحوكمة والوقاية من الصراعات في الإسكوا طارق العلمي، التقرير على المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في 21 تموز 2021، وناقشه ممثلو الدول الأعضاء في المجلس بالإضافة إلى ممثلي دولة فلسطين والجمهورية العربية السورية واقترحوا مشروع قرار بشأنه. وسيتم عرض التقرير مجددا على الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها المقبلة ليتم اتخاذ قرار آخر بشأنه.

 

مقتل 7 من عائلة واحدة في قصف نفّذته قوات النظام السوري في إدلب

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/الخميس 22 تموز 2021

قُتل سبعة مدنيين على الأقلّ من عائلة واحدة بينهم أطفال، اليوم الخميس، بقصف مدفعي لقوات النظام استهدف بلدة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتتعرض مناطق واقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى في محافظة إدلب منذ يونيو (حزيران) لقصف متكرر من قوات النظام السوري، فيما ترد الفصائل باستهداف مواقع سيطرة القوات الحكومية في مناطق محاذية، رغم سريان وقف لإطلاق النار في المنطقة منذ أكثر من عام. وأفاد المرصد بأن سبعة مدنيين من عائلة واحدة هم أم وأطفالها الأربعة وجدهم وعمهم قتلوا صباح الخميس في قصف بري لقوات النظام على قرية إبلين في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، مشيراً إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى، بينهم والد الأطفال، وبعضهم في حالات خطرة. وشاهد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية في إبلين امرأة متشحة بالسواد تنتحب إلى جانب المنزل المدمر، وشخصاً يبكي فوق جثة رجل عجوز لُفت بغطاء رمادي. وقُتل السبت 14 مدنياً في قصف صاروخي لقوات النظام طال بلدتين على الأقل في ريف إدلب الجنوبي، كما قتل تسعة مدنيين في الثالث من الشهر الجاري في قصف على بلدة إبلين. وأغلق عشرات المواطنين بالاطارات المشتعلة طرقاً مؤدية إلى نقاط مراقبة تركية في منطقة جبل الزاوية، احتجاجاً على عدم تحرك الاتراك لوقف قصف قوات النظام في المنطقة.

 

حرب السايبر» تستنزف إسرائيل... استخباراتياً ومالياً...مؤتمر تل أبيب أكد أن الجيش الإسرائيلي فتح جبهة قتالية جديدة

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/الخميس 22 تموز 2021

كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، وغيره من قادة الجيش والمخابرات، عن ألوف الهجمات التي تقوم بها وحدات السايبر على أهداف خارجية. وأكد هؤلاء القادة أن «إسرائيل تتعرض لهجمات متواصلة من دول وأفراد هاكرز، ولا تستطيع الاكتفاء بعمليات دفاع لصدها وهي مضطرة للهجوم أيضاً».

جاءت هذه التصريحات في «مؤتمر السايبر» السنوي، الذي افتتح، أمس (الأربعاء)، بمبادرة من معهد أبحاث السايبر في جامعة تل أبيب وجهاز السايبر الحكومي ووزارتي الخارجية والاقتصاد. وأكد القادة العسكريون الإسرائيليون أن الجيش فتح جبهة قتالية جديدة بجانب ساحات البر والبحر والجو، هي جبهة الحرب الإلكترونية (السايبر). وحسب كوخافي، فإن هذه الحرب تستنزف إسرائيل استخباراتياً ومالياً بشكل باهظ، ما يتطلب تسليط الضوء عليها، وإظهار أهميتها وخطورتها، وحجم الخسائر التي تسببها لإسرائيل، والجهات التي تستهدفها عبر الشبكة العنكبوتية، والوسائل المضادة التي ابتكرتها إسرائيل لحماية نفسها من هذه الجبهة التي تضربها في خاصرتها الرخوة. وقد منح المؤتمر «جائزة حصان طروادة» لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي «أمان»، على دورها وإنجازاتها في هذه الحرب. وقال رئيس الشعبة، الجنرال تمير هايمن، إن أفضل دفاع في هذه الجبهة هو الهجوم. وكشف أن قواته اعتمدت على «السايبر» والمعلومات التي يوفرها اعتماداً أساسياً في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، في شهر مايو (أيار) الماضي. وبفضل هذه المعلومات كان أداء الجيش الإسرائيلي أقوى وأدق وأفضل بما لا يقاس مع الحروب السابقة، وجاءت ردود فعله أسرع، وعملياته أكثر جدوى ومع أقل عدد من الإصابات البشرية. وقال كوخافي إن إسرائيل نفذت ألوف الهجمات في إطار حرب السايبر، وستواصل ذلك في المستقبل، بشكل سري وبشكل علني. ولمّح إلى أن هذه العمليات تشمل كل ساحات العمل وجبهات الحرب الإسرائيلية، مشدداً على لبنان وملمحاً إلى سوريا وإيران. وقال: «على أولئك الذين يحاربون إسرائيل على مختلف الجبهات أن يعرفوا أنهم يخاطرون ويغامرون وسيدفعون ثمن مغامراتهم، كما حصل لهم عدة مرات في السنوات الأخيرة». وكان خبراء السايبر الذين تحدثوا في المؤتمر قد استعرضوا النشاط الإسرائيلي في هذا المجال طيلة 16 سنة ماضية، عندما بدأ كحروب سرية بهجمات مجهولة المصدر، ولكن مدمرة، وتطورت في السنوات الأخيرة إلى حروب شبه علنية. وأشاروا إلى أن هذه «الحرب ذات الظلال السرية» تغدو واحدة من أكثر الأسلحة المضادة للجيش الإسرائيلي. وأكدوا أنه «في مقابل التطور الهائل لهذا السلاح في إسرائيل، يطوّر (العدو) أيضاً من قدراته وبات يشكل تهديداً خطيراً على مرافق البنى التحتية الإسرائيلية، بما فيها استهداف مواقع حكومية وأمنية، واستهداف شركات المياه والصرف الصحي، واختراق آلاف الحواسيب، ومراكز القيادة والسيطرة في هيئات المياه والبنوك والمؤسسات المالية الأخرى».

 

الكاظمي يبدأ غداً زيارته «الحاسمة» إلى أميركا

بغداد: «الشرق الأوسط»»/الجمعة 23 تموز 2021

يبدأ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي غداً (السبت) زيارة «حاسمة» إلى الولايات المتحدة الأميركية للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن. وفيما سيكون الكاظمي ثاني زعيم عربي بعد الملك الأردني عبد الله الثاني، يلتقي بايدن في البيت الأبيض، فإن الملفات التي سيناقشها الكاظمي مع بايدن وباقي أركان الإدارة الأميركية تتسم بـ«الأهمية البالغة»، طبقاً لما أبلغ به مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء «الشرق الأوسط». وبيّن أن «الوفد فني 100%، كون الكاظمي ركز على الوفد في الحوار الاستراتيجي العراقي - الأميركي، وبالتالي عمله ليس سياسياً بل فني يحاول مناقشة الأمور والفرص والتحديات والشراكات بصورة فنية مهنية معيارها الأول هي المصلحة الوطنية العراقية والاحتياج الوطني للتعاون والشراكة». وبشأن الوفد العسكري المرافق للكاظمي، يقول المصدر إن «وجود عدد من القادة العسكريين ضمن تشكيلة الوفد يأتي في سياق أن الحوار الاستراتيجي سينتهي بنتيجة كبرى للقطاع الأمني وهي وضع جدول زمني لانسحاب الأميركيين من العراق، وسيتوسع الحوار نحو تفعيل تفاهمات مشتركة في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي تتمثل في العودة بالعلاقات العراقية - الأميركية إلى مرحلة ما قبل سقوط الموصل عام 2014 وتفعيل برامج الشراكة والتعاون في التدريب وتبادل المعلومات الاستخبارية واستدامة السلاح العراقي ذي المنشأ الأميركي». ويرى المصدر أن «هناك أموراً مهمة سوف يبحثها الكاظمي مع الجانب الأميركي مثل الكهرباء، سواء من حيث الشراكة في برامج تأهيل الطاقة وجذب الاستثمارات والحوار مع شركة (جنرال إلكتريك) أم من حيث مسألة التسوية للدفوعات المالية للغاز الإيراني وقضية الإعفاء والعقوبات الدولية على إيران، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات في مجال الطاقة».

وطبقاً لهذا التوصيف سواء للوفد أو جدول المباحثات، فإن الكاظمي الذي سبق أن أجرى ثلاث جولات حوار سابقة مع الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، يسعى في الحوار الذي سيجريه مع بايدن إلى العودة إلى مرحلة ما قبل دعوة الحكومة العراقية خلال عهدي رئيسي الوزراء السابقين نوري المالكي وحيدر العبادي، الولايات المتحدة لإرسال قوات عسكرية لمحاربة «داعش» في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقّعة بين البلدين عام 2008 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، حين كان يشغل بايدن منصب نائب الرئيس. وحيث إن بايدن كان مسؤول الملف العراقي في إدارة أوباما طوال 8 سنوات وكان قبلها سيناتوراً مهتماً بالشأن العراقي وزار العراق عشرات المرات وهو صاحب الدعوة الشهيرة لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات (سنية، شيعية، كردية)، فإن الكاظمي يراهن على حسم ملف العلاقة مع واشنطن بصورة لا تدع مجالاً لمزيد من الصراعات والخلافات والنقاشات التي يمكن أن تلي هذه الزيارة التي تأتي بعد أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات العراقية. وطبقاً للمراقبين والخبراء العراقيين، فإن الكاظمي ليس مسؤولاً عن دعوة الحكومات العراقية السابقة للأميركيين إلى العودة إلى العراق لمحاربة «داعش» وهي الدعوة التي نفّذتها واشنطن خلال حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي. كما أن الكاظمي ليس هو مَن وقّع اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع واشنطن بل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، لكنه مسؤول عن كيفية التعامل معهما كونهما تمثلان التزاماً سياسياً وسيادياً على حكومته. وفي هذا الإطار، فإن الكاظمي -والكلام للمصدر المقرب- «سوف يعود بالعلاقة إلى سابق عهدها مع واشنطن طبقاً للاتفاقيات السابقة، في وقت سيتم تحديد جدول واضح للانسحاب الأميركي من العراق»، مبيناً أن «السياقات الأخرى في العلاقة بين البلدين كانت قد وضّحتها اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تتضمن الاتفاق على الكثير من القضايا الخاصة بالتعاون المشترك بين البلدين».

من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الذي يرافق الكاظمي في هذه الزيارة، أن لقاء رئيس الوزراء والرئيس الأميركي سيناقش مجمل العلاقات بين البلدين، ومن بينها عدم الإبقاء على أي قاعدة أميركية في العراق. وفي تصريحات صحافية، قال حسين إن جولة الحوار ستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأميركي من كل الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن الأميركيين يوجدون في معسكرات عراقية وليست أميركية. وبيّن الوزير العراقي أن الإدارة الأميركية الحالية تفهم الأوضاع في العراق بشكل يخالف الإدارة السابقة، لافتاً إلى أن الجانبين قد يعودان لاتفاق 2008.

 

واشنطن: معارضة بكين لتحقيق منظمة الصحة حول منشأ كوفيد غير مسؤولة

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الخميس 22 تموز 2021

وصفت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، اليوم الخميس، معارضة بكين لتحقيق منظمة الصحة العالمية بشأن مصدر كوفيد بأنها «غير مسؤولة» و«خطيرة». وقالت ساكي للصحافيين إن «موقفهم (الصينيين) غير مسؤول وبصراحة خطير. الآن ليس وقت المماطلة»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وجاء هذا التصريح بعدما انتقدت بكين بشدة طلبا تقدّمت به منظمة الصحة العالمية للتدقيق في أنشطة مختبرات في المناطق حيث رصدت أولى الإصابات بالوباء، بما فيها مدينة ووهان التي تفشى فيها المرض بشكل واسع أواخر العام 2019. وكانت منظمة الصحة قد أعلنت يوم الجمعة الماضي أن المرحلة الثانية من التحقيق حول منشأ الفيروس يجب أن تشمل تدقيقاً في مختبرات صينية، وذلك وسط تزايد الضغوط من الولايات المتحدة لإجراء تحقيق في أنشطة «معهد ووهان لعلم الفيروسات» وقبيل زيارة تجريها مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان للصين في نهاية الأسبوع. والمقترح الذي عرضه المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس يشمل «عمليات تدقيق في (أنشطة) مختبرات ذات صلة ومؤسسات بحثية تعمل في منطقة تسجيل الإصابات البشرية الأولى التي تم رصدها في ديسمبر (كانون الأول) 2019»، في إشارة إلى مدينة ووهان. وقال نائب وزير الصحة الصيني زنغ يشين الخميس في مؤتمر صحافي إنه «فوجئ للغاية» بالمقترح الذي ينم عن «عدم احترام للمنطق، وغطرسة إزاء العلم».

 

صواريخ روسية» تتصدى لهجوم إسرائيلي شمال سوريا/موسكو وجهت رسائل غير مباشرة إلى تل أبيب

موسكو: رائد جبر الخميس 22 تموز 2021

حمل إعلان وزارة الدفاع الروسية أمس، عن نجاح القوات السورية في التصدي لهجوم صاروخي إسرائيلي، استهدف قبل يومين مركزا للأبحاث قرب حلب، إشارة غير مسبوقة للجانب الإسرائيلي بعدما كانت موسكو غضت الطرف عن غالبية الضربات التي وجهها الطيران الإسرائيلي إلى الأراضي السورية خلال السنوات الماضية. ورغم صيغة البيان المقتضب الذي أصدرته الوزارة عن الهجوم، فإنه جاء في صياغته ومضمونه ليعكس تصاعد الاستياء الروسي من استمرار الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، بشكل يحالف في بعض الحالات اتفاقات موسكو وتل أبيب حول عمل قنوات التنسيق العسكرية. وأفاد البيان الذي أصدره رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا فاديم كوليت، بأن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من تدمير 7 صواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية على مواقع داخل سوريا، وأن صاروخا واحدا أصاب هدفه خلال الهجوم. ووفقا لمعطيات العسكريين الروس، فإن 4 مقاتلات إسرائيلية من طراز «إف - 16» دخلت الأجواء السورية بين الساعة 23:39 و23:51 ليلة الاثنين - الثلاثاء، من فوق منطقة التنف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة. وأطلقت الطائرات الإسرائيلية 8 صواريخ موجهة إلى مواقع جنوب شرقي مدينة حلب، مؤكدا أن قوات الدفاع الجوي السورية نجحت في التصدي للهجوم ودمرت، سبعة صواريخ باستخدام نظامي «بانتسير إس» و«بوك إم 2» الروسيين. في حين أصاب الصاروخ الأخير مبنى مركز للأبحاث في مدينة السفيرة بريف حلب. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها متحدث عسكري روسي في قاعدة «حميميم» نتائج عملية التصدي لهجمات إسرائيلية، وكانت وزارة الدفاع تلتزم الصمت عادة حيال تلك الهجمات في حين صدر عن المستوى الدبلوماسي الروسي انتقادات في أكثر من مرة إما لطبيعة الأهداف كونها تابعة للجيش السوري وإما لوحدات تابعة له، أو بسبب عدم التزام إسرائيل باتفاقات التنسيق العسكري التي تفرض عليها إبلاغ الجانب الروسي بالأهداف المتوقعة، وتوقيت شن العمليات قبل فترة كافية من تنفيذ الهجوم. في كل الأحوال كانت موسكو تجنبت دائما انتقاد الهجمات الإسرائيلية إذ استهدفت مواقع يبدو الوجود الإيراني أو وجود قوات تابعة لطهران ظاهرا فيها. ومع أن معلقين روسا رأوا في البيان العسكري الروسي مسعى للترويج لمنظومتي «بانتسير» و«بوك» وهما منظومتان دفاعيتان تقول موسكو إنهما من أفضل أنظمة الحماية للمنشآت، ضد الهجمات القريبة أو المتوسطة،، لكن برغم تأكيد فاعليتهما فقد فشلت القوات السورية في استخدامهما بشكل فعال لمواجهة هجمات إسرائيلية سابقة ما أثار انتقادات داخل أوساط عسكرية روسية.

لكن الأهم من هذا المنحى وفقا لمعلقين أن الموقف الجديد، يعكس نفاد صبر موسكو من تكرار الهجمات على مواقع تشرف عليها القوات الروسية بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل مراكز القيادة والتوجيه التابعة للجيش السوري أو مراكز الأبحاث العلمية والعسكرية.

وسبق أن وجهت موسكو انتقادات واضحة للإسرائيليين في هذا الشأن، كان أكثرها قوة بداية العام عندما وجهت إسرائيل سلسلة ضربات قوية ضد مواقع في سوريا، استهدفت إحداها مركزا عسكريا تستخدمه قوات إيرانية لكنه يقع على مقربة من نقطة تمركز عسكرية روسية، وقالت موسكو في حينها إن قنوات التنسيق الروسية الإسرائيلية لم تعمل بشكل فعال، وإن الجانب الإسرائيلي أبلغ موسكو بالضربة قبل دقائق معدودة من شنها ما يعني أنه لم تتوافر لدى موسكو فرصة إجلاء قواتها من المنطقة، ما عرضها للخطر.

وبعد ذلك مباشرة، سعى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى توجيه رسالة للإسرائيليين بأهمية الاتفاق على «قواعد جديدة» للتحرك في سوريا، وقال في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي إن بلاده تحافظ على «تنسيق وثيق» مع الجانب الإسرائيلي. وزاد أن موسكو ترفض استخدام الأراضي السورية ضد إسرائيل، داعياً في الوقت ذاته، إلى عدم تحويل سوريا إلى ساحة صراع بين الأطراف الإقليمية. وكشف لافروف في حين ذلك أن بلاده اقترحت على إسرائيل إبلاغها بالتهديدات الأمنية الصادرة عن أراضي سوريا لتتكفل بمعالجتها حتى لا تكون سوريا ساحة للصراعات الإقليمية.

وخلال إجابته عن سؤال حول الغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع في سوريا، قال لافروف إن موسكو «لديها تنسيق قوي مع تل أبيب». وزاد أنّ الرئيس فلاديمير بوتين ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكثر من مرة الوضع حول سوريا، ومسألة الغارات التي تشكل انتهاكاً للقرار 2254. وقال لافروف: «إذا كانت إسرائيل مضطرة، كما يقولون، للرد على تهديدات لأمنها تصدر من الأراضي السورية، فقد قلنا لزملائنا الإسرائيليين عدة مرات: إذا رصدتم مثل هذه التهديدات، فيرجى تزويدنا بالمعلومات المحددة حول ذلك ونحن سنتعامل معها».

وتعهد لافروف في المقابل بأن روسيا لا تريد «أن تستخدم الأراضي السورية ضد إسرائيل، أو أن تستخدم، كما يشاء كثيرون، ساحة للمواجهة الإيرانية ـ الإسرائيلية». وكانت تلك المرة الأولى التي يكشف فيها لافروف أن بلاده قدمت عرضاً للجانب الإسرائيلي بتبادل المعلومات حول التهديدات المحتملة على الدولة العبرية، مع التعهد بأن موسكو ستتعامل مع هذه التهديدات. في غضون ذلك، ركزت وسائل الإعلام الحكومية الروسية على بيان الخارجية السورية حول هجوم سلاح الجو الإسرائيلي الأخير على أطراف مدينة حلب الذي طالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات لـ«منع تكرار مثل هذه الأعمال العدوانية».

 

لماذا تخلت الصين عن «وهم تغيير النظام» السوري؟

الندن: إبراهيم حميدي/22 تموز/2021

الخطة التي حملها وزير الخارجية الصيني وانغ يى، إلى الرئيس بشار الأسد في 17 الجاري، كانت الثالثة التي تقدمها بكين في العقد الأخير من الحرب السورية، وتعكس التدرج في خفض السقف السياسي للدولة الصاعدة في العالم من الحديث عن «هيئة حكم انتقالية» في 2012 إلى الدعوة إلى ضرورة «التخلي عن وهم تغيير النظام» السوري في 2021. وهي بذلك، تواكب التغييرات الكبرى في الميدان والمنطقة ومواقف الدول المنخرطة في الأزمة السورية. فبعد مرور سنة على بدء الاحتجاجات، قدمت الصين في مارس (آذار) 2012 أول مبادرة سياسية، نقلها إلى وزير الخارجية الراحل وليد المعلم، المبعوث لي هوا شين من نظيره الصيني يانغ جيتشي، وتضمنت: «الوقف الفوري والشامل وغير المشروط لكل أعمال العنف من الحكومة السورية والأطراف المعنية، وإطلاق فوري لحوار سياسي شامل، من دون شروط مسبقة ولا حكم مسبق، بين الحكومة السورية ومختلف الأطراف تحت الوساطة النزيهة للمبعوث الأممي كوفي عنان»، إضافةً إلى «دور قيادي للأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية»، و«احترام سيادة سوريا»، و«رفض التدخل العسكري»، و«التزام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة».

أما المبادرة الصينية الثانية، فجاءت لدى حضور وزير الخارجية يانغ جيتشي، اجتماعاً دولياً - إقليمياً أسفر عن «بيان جنيف» في يونيو (حزيران) 2012، الذي أقر تشكيل «هيئة حكم انتقالية» في سوريا. وركز الوزير الصيني في حينه على أربع نقاط هي: «أولاً، التمسك بالاتجاه الصحيح للحل السياسي عبر الحوار السياسي الواقعي. ثانياً، الدعم القوي لجهود الوساطة للمبعوث الخاص كوفي عنان. ثالثاً، احترام الخيار المستقل للشعب السوري. رابعاً، (المزاوجة بين) إلحاح الحل السياسي للمسألة السورية والتحلي بالصبر». وطوّرت بكين هذه الأفكار إلى مبادرة رباعية النقاط، قُدمت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، ونصّت على «أولاً، وقف العنف بصورة تدريجية، والتعاون مع جهود (المبعوث الجديد الأخضر) الإبراهيمي. وثانياً، يعين كل طرف مفوضين عنه يتولون معاً، بمساعدة الإبراهيمي ومنظمات المجتمع الدولي المعنية، وضع خريطة طريق للانتقال السياسي، عبر مشاورات مكثفة يقوم بها مجلس انتقالي يضم أكبر نسبة ممكنة من الأطراف المتنازعة. ثالثاً، دعم جهود الإبراهيمي لإحراز تقدم حقيقي في تنفيذ بيان مؤتمر جنيف. رابعاً، دعوة جميع الأطراف لاتخاذ خطوات ملموسة لتخفيف المعاناة الإنسانية في سوريا».

تزامن قبول بكين فكرة «الانتقال السياسي» مع استقبال شخصيات سورية معارضة بينهم عبد العزيز الخير، القيادي في «هيئة التنسيق» والمختفي منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2012، ولقاءات صينية رفيعة مع المبعوثين الأمميين مع استمرار اللقاءات مع ممثلي الحكومة بينهم المستشارة الرئاسية بثينة شعبان، واعتماد عماد مصطفى سفيراً في بكين بعد سحبه من واشنطن. وبعد غياب سياسي رفيع، لعشر سنوات عن سوريا واستخدام حق النقض (فيتو) لمرات غير مسبوقة في تاريخ الصين في مجلس الأمن، إلى جانب الحليف الروسي، زار وزير الخارجية وانغ يى، دمشق قبل أيام، والتقى في خطوة رمزية الرئيس الأسد بعد أدائه القسم لولاية رئاسية رابعة، وقدم خطته الرباعية الجديدة التي نصّت على: «أولاً، احترام سيادة سوريا الوطنية وسلامتها الإقليمية، واحترام الخيار الذي ارتضاه الشعب السوري، والتخلي عن وهم تغيير النظام، والسماح للشعب السوري بتقرير مستقبله ومصير بلاده بصورة مستقلة. ثانياً، منح الأولوية لمصلحة وازدهار الشعب السوري، كما ينبغي تسريع عملية إعادة الإعمار (...) والرفع الفوري لكل العقوبات أحادية الجانب، ووقف الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا. ثالثاً، يتعين التمسك بموقف ثابت حول مكافحة الإرهاب بشكل فعال. وترى الصين أنه يتعين القضاء على كل المنظمات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن الدولي، مع رفض واضح للمعايير المزدوجة. رابعاً، تشجيع التوصل إلى حل سياسي شامل ومصالحة للقضية السورية، عبر تسوية بقيادة سورية وجبر الخلافات بين جميع الفصائل».

لكن لماذا تخلت بكين عن «وهم تغيير النظام»؟ أمور كثيرة دفعت الصين للعودة السياسية إلى سوريا، بينها التغيرات في الميدان واستقرار سوريا على ثلاث «مناطق نفوذ» وتدخل من جيوش خمس دول، والقلق من انهيار «الدولة السورية» وحصول فوضى وتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية، وتنامي دور «الجيش الإسلامي التركستاني» الذي يضم نحو 2500 مقاتل من «الإيغور» الصينيين، الذي ينتشرون شمال غربي سوريا قرب قاعدة حميميم الروسية، واحتمال عودة دورهم في الصين وآسيا، خصوصاً بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتصاعد التوتر الغربي - الصيني. يضاف إلى ذلك تراجع دور أميركا في المنطقة، واحتمال انسحابها من العراق وسوريا، فضلاً عن رغبة الصين في البناء على مذكرة التفاهم الاستراتيجية التي وقّعتها مع إيران، التي تضمنت جوانب عسكرية واقتصادية وسياسية، والتعاون في مجالات الإعمار وخطوط الحديد والنفط والموانئ، وبينها إعادة إعمار سوريا وأفغانستان. ولا شك في أن الجانب السوري يراهن على الدور الصيني و«التوجه شرقاً»، خصوصاً في مجال الإعمار، بسبب استمرار العقوبات الأميركية والأوروبية، وتنامي الأزمات الاقتصادية في سوريا. لكنّ ذلك يطرح أسئلة كثيرة: هل تقبل روسيا أو إيران بدور اقتصادي للصين وقيامها بـ«الهندسة الاجتماعية» في سوريا بعد التدخل العسكري لطهران منذ 2013 ولموسكو منذ 2015؟ هل تستطيع الصين القيام بدور اقتصادي وسياسي حقيقي من دون أدوات عسكرية لديها أو مغامرات عسكرية في هذه المنطقة؟ وإلى أي حد تقبل الشركات الصينية الإقبال على عقود في «سوريا الصغيرة» والتخلي عن أسواق عالمية محكومة بشروط العقوبات الغربية و«قانون قيصر»؟ هل تعبر الصين في حقل الألغام السوري بانحيازها فقط لموقف دمشق، من دون مراعاة مواقف اللاعبين الآخرين؟ هل تضم بكين، سوريا إلى مبادرة «الحزام»؟ وهل كتبت بكين النقاط الأربع الجديدة بحبر مختلف عن النقاط الأربع القديمة قبل عشر سنوات؟

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"قرار المواجهة" اتخذ.. الحريري "مُهدّد" وحزب الله قد يتحرّك لـ"حمايته"

لبنان 24/ محمد الجنون/22 تموز/2021

لم يكن القرار الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري بـ"المواجهة" سهلاً أبداً، في وقت أنه بات مُجرداً من حلفائه القدامى الذين "لطشهم" علناً مثل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وفي الوقت نفسه، شاء الحريري أن يوسع دائرة الاستهداف أكثر، وأطلق النيران باتجاه "حزب الله" الذي كان يضغط باتجاه وصوله إلى السراي الحكومي والتمسك به رئيساً مكلفاً. وفعلياً، فإن الحريري "مستاء من حزب الله"، واعتبر أن الأخير لم يساهم بالشكل المطلوب في كسر "شوكة النائب جبران باسيل" بملف تشكيل الحكومة. ومع هذا، فإن سهام الحريري باتجاه الحزب طالت أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ولو بشكل غير مباشر، كونه "الحليف الأول والأساس لحزب الله".  وفي هجومه على الحزب، أراد الحريري استمالة الرأي العام السني اتجاهه أولاً، والتأكيد ثانياً للسعوديين أن الخلاف مع "حزب الله" لا يمكن أن ينتهي، وما المشاورات والاتصالات القائمة بين بيت الوسط وحارة حريك سوى لـ"تسوية أمور داخلية تتعلق بالسياسة والحكومة"، أما في غير ذلك، فإن الطلاق قائم إلى حد كبير.وفي الواقع، فإن الكثير من الأطراف كانت ترى في خطوة اعتذار الحريري عن عدم تشكيل الحكومة إعلاناً لـ"بداية نهاية حياته السياسية"، وهذا الأمر الذي قد يقلب المعادلة رأساً على عقب. ولذلك، بدا الحريري متمسكاً بخوض معركة البقاء، متخذاً من الانتخابات النيابية منصة أساسية لذلك، خصوصاً أنه يعتبر نفسه مهدداً بالإقصاء الكلي. وبشكل أو بآخر، كان يمكن أن يساهم دخول الحريري إلى السراي من جديد في تكريس قوته وتمكينه من تثبيت نفسه أكثر، خصوصاً أن الانهيار سيحتّم تعاون الجميع معه لأن العرقلة ستنقلب على رأسه وعلى حلفائه وكل الأطراف الأخرى. ومن خلال رئاسة الحكومة، كان يمكن للحريري أن يساهم في الحد من التدهور القائم إلى حد ما، والعمل على إيجاد الحلول للمشاكل القائمة والتواصل مع المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، لأن الدول تطالب بحكومة إنقاذية لتقدم يد العون.

في المقابل، فإن الحريري كان سيصطدم بقرارات غير شعبية مثل الإعلان النهائي عن رفع الدعم وفقاً للشروط التي يطرحها صندوق النقد الدولي، في حين أنه كان سيتطلب منه مواجهة الاحتكار في قطاعي الدواء والمحروقات، وسيتكبد الكثير من المسؤوليات بشأن تقلبات الدولار وتثبيت سعره.

ورغم كل ذلك، ووسط كل المصاعب التي قد يواجهها، فإن إدارة الحريري للأزمة من بوابة رئاسة الحكومة ومن خلال السلطة التنفيذية، ستكون ورقة رابحة له مهما كانت المهمات صعبة. لكن هذا الأمر كان يجب أن يقترن بخطة واضحة المعالم. وهنا، يقول مرجع سياسي بارز لـ"لبنان24" أنه "حتى الآن، لم تكتمل معالم خطة الحريري الاقتصادية، إذ أن المستشارين كانوا يعملون عليها وكان سيطرحها فور اكتمالها في حال وصوله إلى رئاسة الحكومة". أما اليوم.. فما هي أوراق الحريري التي سيخوض بها مواجهة البقاء عبر الانتخابات؟

ومن دون أدنى شك، فإن الانتخابات النيابية القادمة لن تكون سهلة على أي طرف من الأطراف. فكل الطبقة السياسية "مأزومة" وتعيش أزمة ثقة مع الناس. وفي ما خصّ الحريري، فقد اعترف بالتراجع المالي علناً، وهو اليوم يواجه التراجع السياسي والشعبي أيضاً.

ولهذا، فإن الأنظار تتجه إلى أوراق معركته الانتخابية، وتتساءل الأطراف عن نوعها. وفي هذا الإطار، تقول مصادر سياسية لـ"لبنان24": "الحريري قال إنه يريد الرد على كل من استهدفه.. ما هي مقومات النجاح التي بيده وما هي الخطة التي من خلالها سيعيد طرح نفسه بقوة؟".

في الحقيقة، فإن ما قد يساهم بانتكاسة جديدة للحريري في الانتخابات هو الإبقاء على قانون الانتخاب الحالي الذي ساهم في خسارته الكثير من المقاعد النيابية خلال العام 2018. ولهذا، فإن خوض المعركة على أساس القانون القائم سيساهم في انتكاسة أكبر للحريري وسيخسر مقاعد نيابية أكثر.

ومن ناحية الخطاب، فإنّ الحريري يجب أن يطرح أموراً عملية لكي يكسب المعركة في الانتخابات، في حين أن الاحتكام إلى الوتر المذهبي ومسألة مقارعة "حزب الله" لن تنجح هذه المرة، خصوصاً بعد التنسيق الكبير الذي كان مع الحزب واضحاً. واليوم، فإن قواعد اللعبة اختلفت والظروف تبدلت، والناس بحاجة إلى خطابٍ تنموي داخلي، وتطالب بالنجاة من الانهيار لا أكثر وإعادة انتظام الأمور. وحتى الآن، فإن ما تبين أن الحريري سيخوض معركة "استعادة صلاحيات رئاسة الحكومة"، وهو الأمر الذي سيلجأ إليه لاستقطاب الناس حوله. ورغم هذا، فإنه على الحريري دراسة أموره بشكل جدي، والبحث في الخطط التي سيخوض بها الانتخابات لتجنب خروجه من الحياة السياسية كما يراهن البعض. لكن وسط كل ذلك، فإن التوازنات القائمة حالياً ونجاح الحريري في إفشال الفتنة السنية – الشيعية ستجعل الأطراف المناوئة له تلتف حوله لتحصينه. وفعلياً، فإن أي خسارة أو خروج للحريري سيفتح الباب أمام صراعٍ طويل جديد. ولهذا، قد يبادر "حزب الله" إلى تحصينه وسيعمل جنبلاط على ذلك، وما سيناريو العام 2018 في الجبل (بين حزب الله وجنبلاط) سوى دلالة على ذلك، حينما اتخذ القرار على صعيد الثنائي الشيعي في الشوف بدعم لائحة "المصالحة" التابعة لجنبلاط والتي ضمنها المستقبل والقوات، وذلك لضمان بقاء نفوذ زعيم المختارة نيابياً وسياسياً وحماية زعامته التاريخية من جهة والحفاظ على التوازنات السياسية من جهة أخرى.

 

الحريري اعتذر على الفاضي..

حسن سعد/ليبانون فايلز/22 تموز/2021

إذا كان اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة العتيدة قد منح كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل انتصاراً شخصياً، لا خلاف على أن تأثيره الإيجابي على حل الأزمة الحكومية يكاد أن يكون معدوماً. فإن التعقيدات السياسية الداخلية والخارجية والخلافات الشخصية والمحاذير الطائفية، القائمة والمستمرة من دون أفق، قد حرمت العهد وفريقه مما يلي:

أولاً: من تسجيل انتصار سياسي على الرئيس الحريري ومن يدعمه.

ثانياً: من إمكانية السيطرة على مسار، والتحكم بنتيجة، عملية تأليف حكومة جديدة، قبل وأثناء وبعد الاستشارات النيابية الملزمة. مبدئياً، ومن خلال اعتذاره، الرئيس الحريري خسر جولة لا يمنع الدستور خوض جولة جديدة، أما فعلياً، فهو لم يخسر معركة قضت نهائياً على آماله بالعودة إلى السراي الكبير، ولو بشكل غير مباشر.عملياً، على قاعدة "ما لا يدرك كُلّه لا يترك جُلّه"، وطالما أنه المخوَّل طائفياً بتسمية البديل منه، قد يحاول الحريري خوض جولة جديدة في المعركة الحكومية عبر اتخاذه قراراً بأن يتمثّل بوزراء وحقائب في الحكومة أياً كان رئيسها، وذلك لتحقيق أحد الهدفين التاليين:

- إما، تسهيل ولادة حكومة وحدة وطنية، ولو غير شاملة، فيساهم في إنقاذ لبنان عبر ما أمكن وتوفر من قدراته الشخصية وقدرات من سيسمي من وزراء اختصاصيين.

- أو، تعمّد وضع العهد وفريقه في مأزق كبير، على سبيل "رد الإجر" على إحراجه وإخراجه بعد قرابة تسعة أشهر من التكليف بسلة فارغة، لعله بذلك يرد الصاع صاعين.

المشكلة أن جولة الحريري الجديدة، في حال خاضها، لن تبدّل، لناحية الأعداد شيئاً، في حصة الفريق السياسي الذي يضمه وقادة الأحزاب المتفاهمين معه شكلاً "المتحالفين ضمناً"، فتلك الحصة كانت مؤلفة من (12 وزيراً) عندما كان الحريري ما يزال رئيساً مكلفاً، ومن شبه المؤكد أنها ستبقى على العدد نفسه بعد اعتذاره وتكليف اسم آخر برضاه، والتي قوامها "السابق والمقبل":

- رئيس الحكومة الجديد، تيار المستقبل (4)، حركة أمل (3)، الحزب التقدمي الاشتراكي (1)، تيار المردة (2)، الحزب السوري القومي الاجتماعي (1).

أما ما سيتبدّل لناحية التسميات، فهو خسارة كلٍ من الحريري والرئيس المكلّف منه "حق" تسمية وزيرين مسيحيين، وبالتالي الحجم المنشود ضمناً.

بينما الإيجابي في المأزق الكبير، الذي "ربما" كان أحد هدفي الحريري لو نجح في أن يتمثّل في الحكومة الموعودة، فهو أن حصة الفريق السياسي الذي يضم الفريق الرئاسي وحلفائه الثابتين، ستبقى على عددها المؤلف من (12 وزيراً)، والتي قوامها "السابق والمقبل":

- رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر (9)، الحزب الديمقراطي اللبناني (1)، حزب الله (2).

أما ما سيتبدّل لناحية الأحجام والتسميات، فهو ربح الرئيس عون والنائب باسيل وزيرين مسيحيين، الثلث المعطل "الصافي"، إضافة إلى حرمان الحريري وفريقه من النصف زائداً واحداً.

في الخلاصة، في البلد هناك من يقول: ليته لم يُكلَّف ولم يعتذر، فالحريري وضع العهد في مأزق إيجابي واعتذاره كان على الفاضي.

 

هل تسبق التسوية في لبنان الانفجار أم العكس؟

بارعة الأحمر/سي أن أن/22 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100796/%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%b1-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%b3%d8%a8%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b3%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7/

تلوح في الأفق مبادرات سياسية عربية، تسعى لإدارة الإنهيار في لبنان، من خلال التوصل الى تسوية تستنخ سابقاتها التي جمعت المتقاتلين في العام 2008 و 1989 لوقف الاشتباك. وفي انتظار اتفاق أميركي إيراني معقد جدا، تحاول بعض الدول العربية نسج صيغة مؤقتة لجمع المنظومة الحاكمة، ودعمها كجزء من الحل لفرضها مرّة أخرى على اللبنانيين الذين يعيشون الذل والفقر والمهانة نتيجة انتهاكات هذه المنظومة بالذات. وكما في التسويات السابقة، سيكون الضوء الأخضر أميركيًّا-سعوديًّا-فرنسيًا، وستُعقد الصفقة في عاصمة عربية، حيث يُعاد توزيع المغانم والمناصب والأموال، وإحياء "ستاتيكو" النهب والتكاذب الذي استفحل ما بين "دوحة 1" عام 2008 وانتفاضة اللبنانيين التي انطلقت في 17 أكتوبر / تشرين الأول من عام 2019. ويدور لبنان حول نفسه منذ أكثر من نصف قرن. تحكمه مجموعات "الدولة العميقة"، التي تتسلح بالمال والامتيازات وتعتمد على حصانات دولٍ أجنبيّة، وعلى حماية أجهزة عسكريّة ومخابراتيّة محليّة. تنتهج ترويع اللبنانيين وإيهامهم بانّها الطبقة التي لا يُمكن الاستغناء عنها، على الرغم من أنها تختفي في قصورها خلال الأزمات الصعاب، مستفيدة من تكديس الألقاب وجنى السرقات، تنتظر الفرصة المقبلة، تحملها إليها التسوية المُقبلة، على موجة المؤامرات المقبلة. ثم تطل برأسها حين تتلاقى المصالح الدولية على إسقاطها على مصير اللبنانيين من جديد.

لا يسمع اللبنانيون أصوات المنظومة الحاكمة لأنها تتلطى وتحتمي في أوكارها، تنتظر الضوء الأخضر وإشارات انطلاق التسوية، وستعود كما في كلّ مرّة للتآمر، من خلال احتجاز الشعب اللبناني في أنبوب العناية الفائقة مروَّضًا مخدّرًا. وهكذا تتكرر الأخطاء ويقف تاريخ لبنان في مكانه لا يتقدّم، بل يربض ويتعطل ويدخل في دوران حول ذاته، ليظن البعض إنّه يُعيد نفسه. ومقابل ذلك، تغرق القوى المعارضة بالثرثرة على وسائل التواصل، وفي أوهام الإنتخابات وحلم التغيير من داخل المجلس النيابي، وبتحويل انفجار بيروت إلى المحكمة الجنائيّة الدوليّة، وباستعادة أموال خزينة الدولة المنهوبة وأموال الناس التي استولت عليها في المصارف. هم يتلهون بأمور كثيرة والمطلوب واحد: إنفجار كرامة اللبنانيين في وجه التسويات والمؤامرات وانفجار ولائهم لوطنهم في وجه مَن يحاولون النيل من الهويّة اللبنانيّة بمساعدة من في الداخل، بدءًا من النظام السوري، مرورا بأحزاب علمانيّة لا تعترف بكينونة لبنان، وصولا الى حزب الله خاتم التنظيمات الإلهية"

إستعادة صيغة التسويات في هذه المرحلة، تعني أنّ القضاء اللبناني لن يُسقِط الأقنعة عن وجوه المُجرمين، كالعادة. ولن يقوى على رفع الحصانات عن المطلوبين، لاستكمال التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت. وتعني كذلك أنه لن يُحقِّقَ لعائلات القتلى سوى المزيد من الغضب والإحباط، وسيستمر الغموض حول هذه الجريمة، ويجري التعتيم على المتسبّبين بها، أسوةً بباقي الجرائم والاغتيالات السياسية في لبنان.

توصل المبادرات العربية الى تسوية تعني أنّ لبنان سيتراجع إلى الحقبة التي أنتجت الأزمة السياسية والكارثة الاقتصادية والاجتماعية، وهي مرحلة أقل ما يُقال فيها إنّها زائفة، ساستها خونة وجبناء، يُباعون بالمال ويُشترون بالمناصب، وشعبها خامل متواطئ ينتظر حكم الأقدار.

إلا أن هذه التسويات تُناسب الأمريكيين والأوروبيين والعرب. إذ تُبعد عنهم شبح الانفجار الاجتماعي والأمني في لبنان، وتساعدهم على التنصل، ولو إلى حين، من التزاماتهم تجاه هذه الدولة، العضو في الأمم المتّحدة وجامعة الدول العربيّة، والتي ترزح تحت أثقال السلاح غير الشرعي لحزب الله، والهيمنة الإيرانيّة، ولاجئي دول الجوار. لبنان الحلم انتهى وبات استرجاعه صعبًا. لبنان الجديد لا يزال في المختبر.

الضوء الأخضر آت، من المملكة العربيّة السعوديّة ومن أنتوني بلينكن (وزير الخارجية الأميركية) ومن صديقه جان ايف لودريان (وزير الخارجية الفرنسي) والكلّ ينتظر: الأنتلجنسيا اللبنانية المغرورة والموهومة، والأحزاب التي لم يتبقَ منها إلا الصورة والسلطة المهجورة. الكلّ يكذب على نفسه، ويصدّق التضليل. يصدق بأنّ القبول بتسوية جديدة سيُجَنب لبنان الانفجار. فهل ستسبق التسوية الانفجار أم العكس؟ لن يعرف اللبنانيون من الذي قتل أولادهم، لكنهم يعرفون جيدا من يقتل رؤساء الجمهورية ورؤساء الحكومة منذ نصف قرن ويعرفون وجوه من اغتال الدولة ودمرها. هم اليوم يلهثون خلف الثروات والتسويات إلى أن تحين ساعتهم، وترفع عائلات القتلى صورَ الأحباب في الشوارع والساحات، تصرخ ظلما وألما، الى جانب الفقراء، يحملون فقرهم وصدورهم العارية وحناجرهم المجروحة وصلوات الأمّهات.

 

حلّ مأزق لبنان الحكومي عند نوّاف سلام: كيف ولماذا ومتى؟

فارس خشان/النهار العربي/22 تموز/2021

يقترح الدكتور نواف سلام في الصفحتين 166 و167 من كتابه الأخير "لبنان بين الأمس والغد" من جملة ما يقدّمه من اقتراحات تهدف الى إعلاء شأن دولة المؤسسات من خلال معالجة الاختلالات في "اتفاق الطائف"، أن يتم إجراء تعديل متوازن على النص الدستوري الخاص بتشكيل الحكومة، بحيث يتم إلزام الرئيس المكلّف بمهلة ثلاثين يوماً للتشكيل، واذا عجز عن إقناع رئيس الجمهورية ضمن هذه المهلة، بتصوره، يعتذر، ولكن إذا عاد واختاره النواب، ثانية، في الاستشارات النيابية الملزمة، وجب على رئيس الجمهورية أن يوافق على الصيغة الجديدة المقترحة، إذا نالت موافقة الأكثرية في مجلس النواب، على أن يخسر الرئيس المكلّف حق التكليف، لمرة ثالثة، إذا رفض المجلس تشكيلته المقترحة (نص اقتراح سلام في ذيل هذا المقال).

ويهدف اقتراح سلام الذي يندرج في سياق مشروع متكامل يراعي توازن السلطات وتعاونها، الى الحيلولة دون أن يضرب التنافس الطائفي نبل هذا المبدأ الديموقراطي.

ويمرّ لبنان، منذ جريمة انفجار مرفأ بيروت، بوضع شاذ للغاية. المشكلة في هذا الوضع الذي تختلط فيه الطائفية بالأنانية وبالتبعية، أنّه يتدثّر بالنص الدستوري.

والدساتير، في المبدأ، لم تكن من أجل أن تغطّي الانحرافات بل بهدف قطع دابرها.

وفي الأنظمة التي تسعى الى إعلاء شأن المؤسسات وتعمل على الدفاع عن مصالح المواطنين، فإنّ الطبقة السياسية، في حال عمد أيّ طرف الى استغلال أيّ غموض في النص الدستوري، لا تتصرف كقراصنة المعلوماتية والهاتف والبحر والبر، بل تسارع، مثل الكيانات الحريصة على قوتها ومصالحها وديمومتها، الى سدّ هذه الثغرات.

ما يحصل في لبنان أنّ الطبقة القيادية أصبحت طبقة قراصنة بامتياز، بحيث تسقط الوطن بأكمله باستغلال الثغرات الدستورية. هذا ما يحصل لجهة حماية المشتبه بتورطهم بالجرائم الكبرى، كما سبق أن حصل على مستوى إحداث فراغ رئاسي طويل ممّا وفّر الظروف الملائمة لإيصال ميشال عون إلى القصر الجمهوري، وهذا ما يحصل، منذ أيلول (سبتمبر) الماضي للحيلولة دون تشكيل حكومة جديدة تحلّ مكان حكومة حسّان دياب التي استقالت بقرار صدر عن صانعها الرئيس، أي "حزب الله"، الذي أراد بعد انفجار مرفأ بيروت، بين ما أراده، احتواء غضب عارم استهدف تسلّطه على الدولة كما مخازن أسلحته الموزّعة، وفق مشيئته، ليس على تخوم المناطق السكنية فحسب بل ضمنها ايضاً.

ولم تصدّق غالبية اللبنانيين وغير اللبنانيين أنّ لا علاقة لـ"حزب الله" بمخزن "نيترات الأمونيوم" الذي تسبّب بفجيعة وطنية كبرى، فهو، بالاضافة الى ثبوت استعماله هذه المادة الكيميائية في عملياته العسكرية والأمينة، في لبنان والخارج، يملك وحده القدرة على تنظيم عملية أمنية - قضائية - سياسية متكاملة سمحت بالمحافظة على "عبوة العنبر الرقم 12"، من دون معالجة، على الرغم من معرفة الجميع بمدى خطورتها.

إذن، منذ استقالة حكومة حسّان دياب، عجزت الطبقة السياسية اللبنانية عن تشكيل حكومة، بحيث حرق الممسكون بالقرار، بواسطة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تكليفين مدعومين من المجتمع الدولي الذي يشترط تشكيل حكومة فعّالة وذات مصداقية لإطلاق برنامج مالي - اقتصادي إنقاذي.

وبفعل العراقيل التي كان عون واجهتها، اعتذر مصطفى أديب بداية، ولحق به سعد الحريري بعد تسعة أشهر.

وعلى الرغم من أنّ الشبهات السياسية تحوم حول وجود قرار سياسي كبير يقضي بمنع تشكيل حكومة في لبنان تتناغم مع المجتمع الدولي، من جهة وتبعده عن الأجندة الإيرانية التي تريد ترسيخ لبنان متراساً اقليمياً" متقدماً لها، من جهة أخرى، فإنّ الغطاء الوحيد لهذه العملية التعطيلية التي ضاعفت مآسي الكارثة اللبنانية، كان النص الدستوري.

إنّ اقتراح نوّاف سلام، لو حسنت النيات، يمكن اعتماده، في هذه الظروف الإستثنائية، حتى من دون نص دستوري، لأنّه يفتح الأفق المسدود، أمام تشكيل حكومة معقولة في لبنان، على اعتبار أنّ حكومة ترضي تطلعات الجميع في الداخل والخارج، غير ممكنة، في الوقت الراهن، برئاسة "مرشح غير طبيعي" لرئاسة الحكومة، خصوصاً أنّ الأغلبية النيابية في الاستشارات النيابية الملزمة الأخيرة، كانت قد وافقت على ترشيح الحريري لنفسه، على قاعدة قوله: "أنا المرشح الطبيعي لرئاسة الحكومة".

ويدرك الجميع استحالة استمرار حكومة تصريف الأعمال، بعدما أضحى تفعيلها، في ضوء مواقف أطلقها رئيسها، مراراً وتكراراً، غير دستوري، ناهيك عن أنّ حسّان دياب يتربّع على رأس قائمة "المدّعى عليهم" لدى التحقيق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت.

 وليس في هذا التوجّه أيّ تطاول على صلاحيات رئيس الجمهورية، بل يشكّل محاولة لضبط التعطيل المنسوب إليه، في إطار روحية الدستور التي حرّفها، بحيث إنّه، أدرك ذلك أو لم يدركه، يحاول أن يفرض على البلاد رئيساً للحكومة يناسب تطلعاته هو، ليس من خلال الاستشارات النيابية الملزمة، بل من خلال فرض إرادته فرضاً على الرئيس الذي تكلّفه الأغلبية النيابية تشكيل الحكومة.

ووفق مصطلحات هذا العهد منذ انفجار الشعب في 17 تشرين الأول (اكتوبر) 2019، مروراً بانفجار مرفأ بيروت، وصولاً الى انفجار الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية، فإنّ رئيس الجمهورية لا يتحمل أيّ مسؤولية، لا عن أفعاله ولا عن ارتكابات الحكومات، في حين أنّ رئيس الحكومة، في المقابل، يتحمّل هاتين المسؤوليتين، وتالياً فإنّ نوعية التفسيرات التي يعتمدها رئيس الجمهورية للنصوص الدستورية، تجعل منه رئيساً في نظام ديكتاتوري، كما هي عليه الحال في سوريا، وليس في نظام ديموقراطي برلماني، كما هي عليه الحال في لبنان.

وليس من مسؤولية رئيس الجمهورية التدقيق في ما اذا كانت الحكومة سوف تنال الثقة في مجلس النواب، لأنّ رئيس الحكومة، في حال لم يأخذ الثقة، هو الذي يدفع الثمن، في حين أنّ رئيس الجمهورية يبقى ثابتاً في منصبه، وتكون "اللاثقة" مناسبة له، لرؤية النواب مجدداً، وتصوير نفسه معهم، منشغلاً بشؤون البلاد وساهراً على هموم العباد.

وعلى ما يجيب المسؤولون الفرنسيون، كلّما قيل لهم إنّهم في الشأن اللبناني، مثلهم مثل "مرتا" الانجيلية، "يهتمون بشؤون كثيرة فيما المطلوب واحد"، فـ"نحن لسنا سذّجاً"، بطرح هذا المخرج الذي يقترحه نوّاف سلام، بل، هذه محاولة، للقول إنّ لبنان يملك ما يكفي من عقول لاجتراح الحلول لكل مشكلة تعترضه، لو لم يكن ضحية "أجندة" خطرة للغاية.

إنّ نواف سلام، في كتابه "لبنان بين الأمس والغد" بدا، بوضعه لبنان تحت "سكانر سياسي - عقلي - دستوري" مرشّحاً طليعياً لأعلى المناصب، لو أنّه ينتمي الى دولة تختار قياداتها بناء على انتاجهم وفكرهم وتطلعاتهم وخبرتهم وعلمهم، ولكنّه ينتمي الى لبنان حيث الاختيار يتم على قاعدة العصبية الطائفية، الأمر الذي يؤكّد أنّ وصوله الى أيّ موقع، مهما كثرت المناورات السياسية، "شبه مستحيل"، ليس للأسباب التخوينية التي يوردها "حزب الله" ضدّه زوراً، بل لأنّه يسعى، بواقعية، الى تقديم حلول ممكنة للأزمات المستعصية.

وفي لبنان لا تستعصي الأزمات على الحلول، ببراءة، بل بفعل تدبير يسهر عليه الحلف الجهنّمي المعقود بين السلاح الميليشيوي الذي يريد أن يكرّس هيمنته على الناس وبين الفساد السياسي الذي يريد تكريس هيمنته على الطوائف.

* اقتراح نوّاف سلام ذو الصلة بالمقال، وهو مقتطف من كتابه المنشور بالفرنسية والعربية بعنوان "لبنان بين الأمس والغد":

إذا لم ينجح رئيس الحكومة المكلّف، بعد انقضاء مهلة ثلاثين يوماً على تسميته، في اقتراح مشروع حكومة على رئيس الجمهورية أو نيل موافقته على تشكيلها، وُجب اعتباره متنحيّاً عن هذه المهمة وكان على رئيس الجمهورية الدعوة مجدداً إلى استشارات نيابية من أجل تسمية رئيس مكلف جديد. وفي حال أسفرت نتائج هذه الاستشارات عن إعادة تسمية الرئيس المكلف نفسه، وتبيّن أنّ هذا الأخير بقي على خلاف مع رئيس الجمهورية على صيغة الحكومة، كان عليه أن يقدم الصيغة المقترحة منه إلى مجلس النواب لأخذ موافقته عليها بعد ثلاثين يوماً على إعادة تكليفه. وفي حال وافق المجلس على هذه الصيغة، وجب عندها على رئيس الجمهورية إصدار مرسوم تشكيلها. أمّا في حال لم يتقدم الرئيس المكلف في المهلة المذكورة بصيغة حكومية الى رئيس الجمهورية أو فشل في الحصول على موافقة أغلبية مجلس النواب عليها، فيجب اعتباره متنحياً عن هذه المهمة، كما أنه يخسر عندها إمكان تسمية مجلس النواب له للمرة الثالثة لتولي هذه المهمة.

 

ماذا بعد اعتذار سعد الحريري؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/23 تموز/2021

اختلفت ردود الفعل على اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة اختلافاً شاسعاً. الصحافي العريق سمير عطا الله كتب ساخراً عن أسرار انتصار جبران باسيل على الجميع. وعماد الدين أديب اعتبر أن غربة جبران باسيل وغرابته جعلته بمثابة كائن فضائي. وإبراهيم الأمين جاءت مطالعته مليئة بالسخرية والشماتة. في حين ذهبت نايلة التويني أنه على جماعة رئيس الجمهورية أن لا يتسرعوا بإعلان الانتصار، لأنهم في تقديرها لن يجدوا سياسياً سنياً يحترم نفسه يقبل التكليف برئاسة الحكومة في عهد عون الخالد!

أما أنا فمضيتُ إلى الجانب الآخر. لقد رُحتُ أقدّر ماذا يكون على سعد الحريري القيام به بعد الاعتذار من مراجعة شاملة نقدية وعلنية، وأنّ عليه أن يعودَ إلى جمهوره، وإلى الرؤية الوطنية الكبيرة لوالده وللمسلمين السُنة. طالبتُه بذلك ليس لأنني على أملٍ فيه، أعني بأن تكونَ عنده شجاعة المراجعة، لأنني أعرفُ من أوساطه (فأنا لا أتواصل معه منذ العام 2017) أنه غارقٌ إلى أذنيه في تعداد «الخيانات» التي ارتكبها الآخرون في حقّه وسواء أكانوا حلفاء سياسيين أو من الأوساط الإسلامية التي كانت ولا تزال تلتفُّ من حوله مثل رؤساء الحكومة السابقين.

لقد رأيتُ أنّ المطالبة بالمراجعة النقدية تتضمن برنامجاً سياسياً وإعلامياً بديلاً بعد أن تكرر الفشل ولسببين ذاتيين قبل الحديث عن الأسباب الأُخرى المتعلقة بالتسوية الرئاسية، وباستيلاء الحزب المسلُّح. والسبب الأول هو التفرد بدون داعٍ ولا مسوِّغ وفي محطات تكررت منذ احتلال بيروت عام 2008 ما نجح سعد الحريري في تفرده إلاّ في انتخابات العام 2009، مع أنه انكفأ بلا تعليل من بعدها. وفيما عدا ذلك تساوى الفشل في حالتي الاندفاع والانكفاء. فقد اندفع على سبيل المثال طوال تسعة أشهر في مواجهة عون وباسيل، ثم انكفأ مرة واحدة. وفي الحالتين ما استشار أحداً من جمهور والده من أهل الخبرة والذين يريد منهم الآن أن يدعموه في الانتخابات القادمة. قبل قرابة العام وعندما رشّح نفسه لرئاسة الحكومة في مقابلة على قناة تلفزيونية محلية، ما كان أحدٌ من أصدقائه وخصومه يتوقع منه ذلك، وبخاصة أنّ حسان دياب كان قد فشل واستقال، ويوشك هو وعون أن ينتهيا معاً بعد انفجار المرفأ. الكلُّ كان محتاجاً إليه وكان يستطيع - قبل الترشح - أن يفرض شروطه. لكنه ما تحدث مع أحد ولا أصغى لأحد. وعندما انكفأ أخيراً بعد التجربة المريرة، ما سأل أحداً وأول من فوجئ باعتذاره رؤساء الحكومة السابقون الذين كانوا - مع المجلس الشرعي - مصرّين على عدم اعتذاره، وكان يُظهر حماساً لوجهة نظرهم.

ولأنني تعودتُ على اندفاعاته وانكفاءاته فقد كتبتُ قبل شهرٍ وبعد اجتماعه بالمجلس الشرعي داعياً له للاعتذار والذهاب بمراجعة وبرنامج إلى المعارضة. هل التفرد دليل شجاعة أو قوة شخصية؟ أبداً بدليل لجوئه دائماً وهو ينكفئ وبعد اندفاع إلى التعليل بالخيانة من جانب الأصدقاء والأعداء، ومن دون تأملٍ ولا مراجعة وإفادة من التجارب، بحيث يصبح التحولُ فشلاً وهزيمة.

أما السبب الثاني لمطالبته بالمراجعة والبرنامج بعد هذا الاستطراد الطويل، فهو طريفٌ حقاً ويتعلق بوعي الجمهور السني وحالته الذهنية في لبنان في العقود الثلاثة الأخيرة. بعد الطائف ودستوره الذي رعته المملكة العربية السعودية وأنهى الحرب، طلع على لبنان من المملكة أيضاً رفيق الحريري. والسعوديون والحريري أو بواسطة الحريري، وقد أعادوا بناء لبنان في زمن السلم، أنجزوا أيضاً وعياً جديداً عند السُنة بالذات بالوطن وبضرورة الزعامة الشاملة. ومن هذا الوعي الذي يتضمن أملاً لا شفاء منه بالخلاص على يد الزعيم، لا يزال سعد الحريري يستفيد ويعتمد. ويبلغ من سوء تقديره لالتفاف أهل السنة من حوله، قوله في إحدى المقابلات التلفزيونية إنه أفلس بعد أن كان مليونيراً لأنه أنفق فلوسه علينا (!). وعلى أي حال فإنّ الراحة مع المملكة والحريري الأب والتي عاشها أهل السنة، تزعزعت وتصدعت إلى حدود الزوال بعد استشهاده والأحداث العاصفة التي أحاطت بإنسانهم وعمرانهم. لكنّ سعداً بعد والده (وهم لم يجدوا بديلاً معتبراً) ظلَّ خشبة الخلاص في حالي الاندفاع الهائج أو الانكفاء الكئيب، لأنّ الأمل بالحريري لم يتضاءل لدى العامة على الأقلّ. إذا اندفع سعد مضوا وراءه متحمسين، وإذا انكفأ عكفوا عليه حانين ومشفقين!

دعوتُ سعد الحريري إذن للمراجعة ولاستعادة النهج الوطني والبرنامج الوطني، لأقول للجمهور إنّ تأييد الزعيم مرتبطٌ بالفكرة وبالمسلك السياسي وبالمصالح. وهذه الأمور الثلاثة تضاءلت مع سعد بل ضاعت. وبالطبع فإنّ ما نزل بأهل السنة خلال خمسة عشر عاماً، ما كان سعد علته، بل علته الرئيسية الذين قتلوا رفيق الحريري أو أفادوا من قتله. لكنّ قيادة سعد ما وقتْ من خَطَرٍ ولا صانت مصلحة ولا بعثت على أمل ولا حفظت رئاسة الحكومة. ولذلك يكون علينا جميعاً وفي حالتنا الحاضرة، التماس البدائل بمراجعة تجربة القيادة، وتتبُّع أهوال الخصوم، والتفكير في طرائق وأساليب لحفظ المصالح مع نُخَبٍ جديدة ما أخذت فلوساً من سعد، ولا التمست رضا الحزب المسلَّح وجبران باسيل. وهذا الفوات للبرنامج والمصالح يبدأ بالدستور وبالعيش المشترك والسلم الأهلي والحرية والاستقلال، ولا ينتهي عند ضياع الوظائف في الدولة في عهد عون وباسيل وسعد الحريري!

البلاد في حالة خرابٍ كامل. ولا بد أن يتحمل العهد بكافة فروعه مسؤوليات الانهيار. وقد تعودنا في لبنان أن لا يراجع أحدٌ نفسه باستثناء وليد جنبلاط دون أن تترتب على «اعترافاته» مسؤوليات بالطبع. أما الآخرون وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، فما عرفنا له مراجعة للسيرة والمسيرة منذ كان قائداً للجيش في الثمانينات من القرن الماضي. فلماذا نطمع أن يجترح سعد الحريري فضيلة المراجعة وهو دون غيره؟! وكما سبق القول: ما أردتُه هو أن يخرج المسلمون والوطنيون من الحالة الذهنية والنفسية الحاضرة فلا نكتفي بمقاطعة رئيس الجمهورية (وأنا أرى في المقاطعة واجباً وطنياً!)، بل نفكّر أيضاً في أنّ البلاد تحتاج إلى حكومة، وأنّ رئيسها ينبغي أن يكون غير سعد الحريري إنما على غير شاكلة حسّان دياب! وأن نفكّر منذ الآن أنّ رئيس البلاد المقبل لا يجوز بالطبع أن يكون على شاكلة الجنرال عون!

 

لبنان... ذروة السقوط

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/23 تموز/2021

ليس مبالغة القول إننا كلبنانيين في ذروة السقوط، حيث لم تعد المعادلة فيما يمكن إصلاحه، بل هل هنالك ما يمكن إنقاذه؟ وحتى محاولات الإنقاذ مع هذه الطبقة الحاكمة شبه مستحيلة، والاستحالة مبنية على واقعين؛ الأول تفاقم الأزمة المعيشية والاقتصادية واقترابها من الانفجار الشامل، والآخر انعدام المسؤولية لدى جميع أعضاء المنظومة الحاكمة وإصرارهم على ممارسة كيديات سياسية، كأن شيئاً لم يتغير منذ حراك 17 أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار 4 أغسطس (آب). في الواقع الأول، هناك ما هو أخطر مما يحذّر منه الباحثون أو الخبراء في المجال الاجتماعي، من مخاطر ثورة الجياع التي تُنتج فوضى عارمة، ولا تقدر أن تكون أداة للتغيير، لكن ما فات الجميع في لبنان أن هناك طبقة جديدة يمكن تسميتها حديثي الفقر، وهؤلاء في معظمهم من نادي الطبقة المتوسطة والأعلى من المتوسطة بقليل، وبلغت الأرقام هناك أكثر من 160 ألف حساب بنكي تتراوح ودائعها ما بين نصف مليون دولار ومليونين ونصف المليون دولار، تعود لأسر عملت لسنوات، إما في الخارج، وإما كانت تدير مصالح متوسطة في الداخل، وقد ادّخرت أموالها في المصارف المحلية أو كانت تمارس أعمالاً تجارية ومهنية، وفّرت لها دخلاً مرتفعاً.

هذه الطبقة خسرت الآن جنى عمرها، وتحولت أسرها من حال اليسر إلى حال الفقر، فتغيرت طبيعتها الاجتماعية والحياتية، وباتت تعيش أزمة تكيف مستحيلة مع واقع لم تصنعه، إنما هناك طبقة سياسية، لم تكتفِ بسرقة المال العام، بل استولت على المال الخاص، وهذا ما سوف يدفعها حتماً إلى المحاسبة والانتقام، بعد خسارتها لجودة الحياة والتعليم والطبابة، وخسارتها لرأس مال يمكّنها من إعادة نشاطها الاقتصادي، إضافةً إلى صعوبة البحث عن أسواق خارجية، لكي تهاجر إليها من جديد، أو تدفع أبناءها إلى هجرة أخرى، خصوصاً بعد ما تركته جائحة «كورونا» من مصاعب اقتصادية، دفعت بالدول ذات الأسواق المفتوحة، إلى ممارسة أنانية وطنية، بهدف الحفاظ على ثرواتها وإعطاء الأولوية لكوادرها المحلية.

مما لا شك فيه أن هذه الطبقة يمكن أن تتحول إلى رأس حربة إذا عاد الزخم إلى الساحات، وسيكون لها تأثير أفقي، سيترك بصماته على باقي الطبقات المسحوقة، وهذا ما يعزز دور نخبها في المرحلة المقبلة، وسيعرقل خطط المنظومة الحاكمة، التي تراهن على فوضى الجياع، التي عادةً ما تكون محصورة في مطالب معيشية، بينما ستتمكن طبقة حديثي الفقر، بتنوعها وغناها المعرفي والاجتماعي ووعيها السياسي، من أن تصبح رافعة لمطالب الجياع، ولمنع الانزلاق إلى الفوضى التي تريدها السلطة. في المقلب الآخر، أو الواقع الثاني لذروة السقوط اللبناني، تمارس المنظومة الحاكمة عنجهية موصوفة في محاولة تعطيل تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، ولجأت مؤخراً، إلى بدعة مجلس النواب، من أجل تحصين أعضائه وإعاقة رفع الحصانة عنهم، كأن هذه الطبقة حتى الآن، لم تتعلم من تجارب التاريخ أن هناك كوارث وأحداثاً غيّرت مجرى التاريخ، من قنبلة هيروشيما التي كانت إيذاناً بدخول سلاح جديد على الصراعات الدولية يؤدي إلى حسمها بسرعة، إلى انفجار مفاعل تشرنوبيل النووي، الذي كشف عن اهتراء المنظومة السوفياتية، وبشّر بقرب سقوطها، حيث لم تنفع القيادة السوفياتية حينها، لا قدراتها الاستخبارية، ولا قوتها العقائدية، ولا عملية تعتيمها على ما جرى لتشرنوبيل، من إخفاء الحادث ومضاعفاته على صورة النظام الشيوعي داخلياً وخارجياً.

حتى الآن، تدير المنظومة أذنها الطرشاء، تفرض التعاون أو التنازل وتتوغل في تعنتها خارجياً وداخلياً، غير آبهة لا بأعراف أو قوانين محلية أو دولية، وتراهن على فوضى منظمة وعنف مدبر، تحتوي من خلالهما الشارع الذي وصل إلى ذروة غليانه وأصبح أشبه بتحالف الضحايا ابتداءً من ضحايا المرفأ والاغتيالات إلى اللبنانيين كافة بوصفهم ضحايا السلطة الأحياء، الذين ضاقت خياراتهم ما بين موت جماعي أو انفجار جماعي.

 

على بايدن توخي الحذر في فيينا

أمير طاهري/الشرق الأوسط/23 تموز/2021

نتحدث أو لا نتحدث؟ هذا هو التساؤل الأكبر أمام إدارة جو بايدن في واشنطن فيما يخص المفاوضات «المجمدة» مع إيران حول ما يطلق عليه «طموحاتها النووية». في بادئ الأمر، بدا بايدن حريصاً على دفع العملية قدماً بحيث يتمكن من إحياء ما لا يزال رئيسه الأسبق باراك أوباما يقدمه باعتباره أعظم إنجازاته على صعيد السياسة الخارجية، وبالتالي يخفف من حدة الخناق الذي أحكمه دونالد ترمب حول رقاب الملالي في طهران. ومع ذلك، في الطريق إلى المنتدى حدث أمران. أولهما أن ما يطلق عليهم «المعتدلون» داخل طهران الذين دائماً ما يتحدثون على نحو يشبه الأعضاء في الأطراف الهامشية داخل الحزب الديمقراطي الأميركي، جرى طردهم بعيداً عن طاولة السلطة داخل «الجمهورية الإسلامية»، وحل محلهم حاشية تقول إنها ترغب في تحويل البيت الأبيض إلى حسينية بمجرد نجاح الحركة الخمينية العالمية من فرض سيطرتها على الولايات المتحدة. أما الأمر الثاني، فتمثل في الإعلان الصادم من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) عن مخطط لاختطاف مسيح علي نجاد، وهي مواطنة أميركية وناشطة في مجال حقوق الإنسان في إيران، ونقلها من نيويورك إلى طهران عبر فنزويلا. ويبدو هذا أمراً مثيراً للانزعاج، خاصة أن علي نجاد، التي تحظى بعدد ضخم من المتابعين في الفضاء السايبري، تعمل لدى إذاعة «صوت أميركا»، التي تعد كياناً يتبع الحكومة الأميركية. وقد زاد ذلك من صعوبة إقدام بايدن على فتح قنوات النقد أمام طهران.

إذن، هل نتحدث أم لا نتحدث؟

تتمثل الإجابة في الكلمة اليابانية «مو»، وتعني «اسحب سؤالك» أو «أعد طرح سؤالك» على نحو يتجاوز إجابة بسيطة لا تتجاوز نعم أو لا.

والآن، فإن إعادة طرح السؤال على النحو الياباني يمنحنا ذلك: من ينبغي الحديث إليه وعن ماذا؟

الحقيقة أن شخصاً يعتنق أفكار تيار الوسط ويتسم بقدر من الغرور مثل أوباما فقط هو من ربما يعتقد أنه ما دام الحديث مستمراً فإنه ما من أهمية لمن يتحدث وحول ماذا.

أما الإجابة عن الأسئلة التي أعدنا طرحها فلا يمكن سوى أن تأتي بالإيجاب. وعليه، فإنه يجب على الرئيس بايدن البدء في التعرف على من سيتحدث إليه: دُمى يجري تحريكها من خلف الستار داخل «الجمهورية الإسلامية» أم محرك الدمى شخصياً.

أما الخطوة التالية والأهم فهي أنه ينبغي لبايدن تحديد ما الذي سيتحدث بشأنه. وكثيراً ما أكدنا أن ما يطلق عليه «القضية النووية» لطالما كانت مجرد أداة لتشتيت الانتباه باتجاه شبح خيالي بينما الوحش الحقيقي يستمر في التجول في الأرجاء ممسكاً بخنجر تسيل منه الدماء ومسبباً لحالة من الفوضى والدمار. ويجري استخدام الأسلوب نفسه من جانب السحرة في السيرك، ذلك أنهم يعمدون إلى لفت الأنظار إلى يد بعينها بينما تسحب اليد الثانية الأرنب من القبعة.

لقد زأر أوباما مزهواً بانتصاره لأنه من المفترض أنه أقنع الملالي بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم لما هو أكثر من 5 في المائة، الأمر الذي لم يكونوا بحاجة إليه ولم يكن باستطاعتهم استخدامه ولم تكن قدرتهم المالية تسمح بتحمل تكاليفه. إلا أنه أخفق، أو رفض، أن يطرح الأسئلة الحقيقية: هل تشكل «الجمهورية الإسلامية» تهديداً للسلام الإقليمي والحكم القانوني على الصعيد العالمي بوجود من دون استعراض تخصيب اليورانيوم السخيف الذي تقدمه؟

ألم تكن «الجمهورية الإسلامية» الراعي الأول عالمياً للإرهاب الدولي على مدار أربعة عقود مع أو من دون تخصيب اليورانيوم؟ هل احتجاز أكثر من 600 رهينة من 32 دولة، بينها الولايات المتحدة وجميع الدول الأوروبية الكبرى، له أدنى صلة بتخصيب اليورانيوم؟

في الواقع، لم يمر يوم واحد طوال العقود الأربعة الماضية من دون أن تحتجز «الجمهورية الإسلامية» بعض الرهائن. وماذا عن مهاجمة سفارات 17 دولة في طهران وشن غارات إرهابية ضد السفارتين الأميركية والفرنسية وقواعد عسكرية في لبنان؟

هل كان مئات الجنود الأميركيين الذين فقدوا حياتهم في العراق بسبب العبوات الناسفة المزروعة على جانب الطريق من قبل طهران، ضحايا لتخصيب اليورانيوم؟ وماذا عن اغتيال 118 منشقاً إيرانياً داخل 20 عاصمة ومدينة بمختلف أرجاء العالم، منها واشنطن وبرلين ولندن وباريس ودبي؟

في الواقع، لا تعد الناشطة مسيح علي نجاد أول هدف أمام عصابات الاختطاف الخمينية. وتبعاً للتقديرات، فإنه على امتداد 40 عاماً، اختطف النظام الخميني أكثر من 50 صحافياً معارضاً من دون اللجوء لتخصيب اليورانيوم.

وقد تعرض المركز الثقافي اليهودي في بوينس آيريس للتفجير بدون الحاجة لتخصيب اليورانيوم، وكذلك تفجير محطة مترو سانت ميشيل في باريس. كما أن الهجمات الإرهابية ضد مقار إقامة المتعاقدين الأميركيين في الخُبر وعدد من الأهداف في تايلند وباكستان والكويت لم تستلزم هي الأخرى تخصيب اليورانيوم.

كما دفعت «الجمهورية الإسلامية» لبنان نحو حافة كارثة وطنية عبر جرها للتورط في مغامرات مميتة لا علاقة لها بالمصالح الوطنية اللبنانية. كما أن سياسات طهران الرامية لإطالة أمد الحرب في اليمن، وتأجيج الاضطرابات في البحرين، وإلحاق الضعف بسلطة الحكومة العراقية عبر رعاية وحدات مرتزقة والعمل كجنود مشاة لروسيا داخل سوريا لا صلة لها بقضية تخصيب اليورانيوم. وكذلك الحال مع محاولات دعم جماعة «طالبان» داخل أفغانستان على أمل إثبات، مثلما ذكرت صحيفة «كيهان» اليومية، أن الولايات المتحدة منيت بـ«هزيمة أخرى».

وتكمن المفارقة في كل ذلك في أن الولايات المتحدة حاولت التحدث إلى الملالي عن تخصيب اليورانيوم، رغم أنه أمر قانوني تماماً في الإطار الذي أقرته معاهدة حظر الانتشار النووي وتتولى تنفيذه بصورة روتينية 18 دولة أخرى على الأقل بمختلف أرجاء العالم، في الوقت الذي لم تتناول واشنطن النشاطات الأخرى غير القانونية، ناهيك عن الإجرامية، التي ترعاها طهران على نحو يشكل خرقاً للقانون الدولي - نشاطات مثل تفجير الأبرياء في لندن أو باريس واختطاف أشخاص من واشنطن وإسطنبول.

وعند رسم خريطة للإرهاب العالمي خلال العقود الأربعة الماضية، سيتضح أن «الجمهورية الإسلامية» تورطت، على نحو مباشر أو غير مباشر، في عدد أكبر من الهجمات داخل عدد أكبر من الدول عما اقترفته جماعات أخرى مشابهة لها آيديولوجياً، مثل «القاعدة» و«طالبان» و«داعش» و«بوكو حرام».

ويفترض الملالي أنه طالما باستطاعتهم خداع العالم، خاصة الأميركيين الذين يحلو لهم خداع أنفسهم، من خلال الترويج لشبح «النووي»، فإن باستطاعتهم التمتع بحرية القتل والاختطاف وتدمير أسس الدولة في بلاد أخرى إقليمية، في الوقت الذي يتلقون مكافآت نقدية من الولايات المتحدة وكبار حلفائها الذين يتظاهرون بأنهم حماة القانون والنظام العالمي.

من ناحية أخرى، فإن الأمر ربما يستغرق بضعة أسابيع أخرى قبل أن تتمكن طهران من تكوين فريقها التفاوضي الذي ربما يتضمن محمد جواد ظريف وربما لا. ويوفر هذا بعض الوقت أمام إدارة بايدن لإقرار سياسة تتسم بقدر أكبر من الحذر قبل العودة إلى فيينا. ويجب أن تتضمن هذه السياسة عكس ترتيب القضايا التي يجري الحديث عنها، بمعنى أنه يجري الحديث أولاً عن الإرهاب وتصدير الثورة وغسل الأموال والاختطاف ومجموعات القنص دونما حدود. وبعد ذلك فقط، يمكن أن تنتقل دفة الحديث إلى تخصيب اليورانيوم ورفع التجميد عن الأصول.

بجانب ذلك، هناك حاجة لأن يتحدث بايدن وحلفاؤه حول «حقوق الإنسان» وأمور أخرى مشابهة، تحولت إلى عنصر رئيسي في دبلوماسية عالمية جوفاء، لأن مَن يطالبون باحترام مثل هذه الحقوق لا يعنون حقاً ما يقولونه ومن يستمعون إليهم يدركون هذا الأمر.

وعليه، فإنه على الإدارة الأميركية أن تتحدث إلى ملالي طهران، لكن مع العمل على ضمان الحديث حول قضية مهمة حقاً وتوصيل رسالة واضحة بهذا الشأن مفادها: الكف والمنع!

 

سوريا: اغتيال الحلّ الأممي!

محمد قواص/النهار العربي/22 تموز/2021

تمتلك روسيا دون منازع بوصلة الراهن في سوريا كما واجهات أي تسوية تطال هذا البلد في المستقبل. ولئن تُنافس تركيا وإيران، بأحوال مختلفة، الدور الروسي، غير أن ذلك يظل مضبوطا منضبطا ولا يهدد السطّوة الروسية التي تكاد تكون نهائية. فالمنظومة الغربية برمّتها، وعلى رأسها الولايات المتحدة، ما زالت تعترف بالدور الروسي ولا تقترح أي انتقاص أو منافسة له.

تقررت الرعاية الغربية للانخراط الروسي في سوريا يوم التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي باراك أوباما في أيلول (سبتمبر) ٢٠١٥ على هامش قمة الأمم المتحدة في نيويورك. أفضت هذه القمّة إلى مسلّمتين:

الأولى، بدء الهجوم العسكري الروسي في ٣٠ من الشهر نفسه، وبالتحديد بعد ساعات من قمة بوتين-أوباما، بما أوحى دون لبس أن زعيم الكرملين حظي ببركة سيّد البيت الأبيض للانخراط في ورشة عسكرية في سوريا لا تريد الدول الغربية الانخراط بها.

الثانية، بدء استقالة الدائرتين العربية والغربية المتدرجة من أي دعم وازن للمعارضة السورية، كما حرمان القوات العسكرية المناهضة للنظام في دمشق من أي سلاح نوعيّ قد يشكّل عائقا للهجمات العسكرية الروسية. بمعنى أوضح، فإن الغرب في سوريا امتنع عن مواجهة روسيا في سوريا على منوال ما فعله وأدى إلى هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي.

دعمت المنظومة الغربية روسيا في سوريا حتى لو كانت بعض المظاهر الكلامية أوحت بغير ذلك. بالمقابل أجادت موسكو صيانة هذا الدعم باستباقه بالتفاهم الكامل مع إسرائيل وضمان مصالحها عبر سلسلة لقاءات، سبقت قمة نيويورك الأميركية الروسية، جمعت الرئيس الروسي برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو. وقد حافظت موسكو على أمن إسرائيل وكانت ضالعة معها (وربما محرضة لها) على نحو مكشوف لضرب "أخطار" يفترض أنها حليفة لروسيا.

غير أن حساب حقل الحروب يختلف عن حساب بيدر التسويات. ينقلب الغرب حين يسعى الرئيس الروسي إلى تسويق بضاعته للحلّ النهائي في سوريا. تدفع موسكو باتجاه تعويم نظام دمشق ورئيسه بصفتهما قاعدة أصيلة، فيما المعارضة هوامش وفروع. وتدعم إجراء انتخابات رئاسية في ٢٦ أيار (مايو) الماضي، تنتخب نفس الرئيس لولاية رابعة تحت مسوغ تجنب "فراغ دستوري". ولا تلقي بالا للقرار الأممي ٢٢٥٤ الذي وضع للتسوية السورية آليات لا تعترف بالأمر الواقع وتدعو إلى واقع جديد.

والقرار صدر عن مجلس الأمن عام ٢.١٥، بالاجماع، ولم تعارضه روسيا بالفيتو الشهير. قضى القرار بضرورة إطلاق عملية سياسية انتقالية، يجريها السوريون، وتيسّرها الأمم المتحدة، وتقوم وفق دستور جديد أو معدّل يُتفق بشأنه بين المتنازعين. والقرار ما زال حتى الآن المرجعية القانونية الدولية الوحيدة، حتى بالنسبة للروس، تتفيأ به المنظومة الغربية كشرط للإفراج عن أي تمويل لإعادة إعمار البلد المنكوب.

لم تنجح روسيا، مغلوبة أو متواطئة، في دفع السوريين لإنتاج تسوية سورية خلاقة. أغرق وفد النظام اجتماعات اللجنة الدستورية بأطنان من الدفوع الشكلية تأجيلا للبحث في لبّ النصّ وتجاوز القشور. ولم تُظهر موسكو ما بإمكانه إقناع المجتمع الدولي بجدية في السعي إلى إنجاز أحد الأضلاع الأساسية للقرار الأممي. والظاهر أيضا أن الرئيس بوتين، وخصوصا بعد قمته الأخيرة مع نظيره الأميركي جو بايدن في جنيف في ١٦ حزيران (يونيو) الماضي، لم يشعر أن الدول المانحة الغربية جدية في شروطها لإطلاق التسوية السورية الكبرى.

والحال أن سوريا ملف توتر سياسي، لكنها ليست أولوية داهمة على الأجندة الدولية هذه الأيام. لم تتجاوز المأساة، في قمّة جنيف كما في التوافق الروسي الأميركي لفتح معبر باب الهوى الحدودي لإدخال المساعدات الأممية، البعد الإنساني حصرياً، على نحو هدفه تخفيف المعاناة الداخلية ومنع انتاجها لتدفقات من اللاجئين صوب أوروبا. وفي ظل هذا الواقع تلا الرئيس بشار الأسد خطاب تنصيبه في ١٧ تموز (يوليو) الجاري.

يقوم نصّ الخطاب على معطى غياب أي معالم لتسوية جدية يسعى لها المجتمع الدولي، على عكس ما يحاول مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون الإيحاء به. وتنهل مواقف الأسد من اكتفاء بايدن بما حققه في باب الهوى، وبالتالي من انعدام أي ضغوط جديدة من واشنطن بعد تراجع ضغوط قديمة لا تزيد عما وفّره قانون قيصر. لا يضير دمشق ما يصدر عن الإدارة الأميركية والأوروبيين من عدم اعتراف بشرعية الأسد ونزاهة الانتخابات (أعلن فوزه بها بنسبة ٩٥,١ بالمئة)، فذلك يعزز من مشروع النظام، مدعوماً بحلفائه، من أجل الإدلاء بدلو واحد لا تعارضه موسكو وتأتي بكين في يوم التنصيب لرفده ورعايته من خلال زيارة وزير الخارجية الصيني لدمشق في هذا اليوم بالذات.

يصوّب الأسد في خطابه نيرانا باتجاه مشروع قيام دستور جديد. فوفد المعارضة في اللجنة الدستورية، بالنسبة له، "عميل لتركيا"، ودور الأمم المتحدة "مرحب به ما دام يحترم سيادة البلد". يغتال الأسد الورشة الإصلاحية الدستورية التي يُشتم منها نقيض لحكمه وولايته الرابعة. حتى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف كان قال في ٣ حزيران (يونيو) الماضي (أي بعد أسبوع على الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إن إجراء انتخابات مبكرة في سوريا خيار محتمل في حال نجاح الحكومة والمعارضة هناك في تنسيق وإجراء إصلاح دستوري.

بعد مرور عشر سنوات على الصراع في سوريا يمتلك الأسد من المعطيات هذه الأيام ما يجعله يسوّق لخطاب ينكر فيه وجود معارضة، وبالتالي وجود أزمة سياسية دستورية، ويرفض فيه الذهاب إلى تعديلات في نصوص الحكم. لم ير الرئيس السوري في خطابه احتلالا إسرائيليا. حتى تكاد تكون الضربات الإسرائيلية تفصيلا لا يستحق الذكر. بل رأى "احتلالا للإرهابيين المدعومين من تركيا وأميركا"، على نحو يوحي بتأثره بـ "الستايل" الروسي في مقاربة الأزمة.

لم يعترف الأسد أمام الرأي العام الداخلي والخارجي بأن أزمة حكم تسبب انهيارا اقتصاديا. عزا المأزق المالي إلى مليارات تجمّدها مصارف لبنان، ولبنان دون غيره، بما يوحي بأن خلاص سوريا مرتبط بالاطلالة التي ربما يعد بها على لبنان ومصارفه. لم يتحدث إلا عن أموال سورية مودعة في لبنان، علماً أن الجلّ الأعظم من الأموال السورية الهاربة مودعة في مصارف دولية تخضع لقوانين قديمة ومستحدثة بشأن سوريا.

حتى ينقشع غبار النزال في فيينا وتظهر العلامات الواضحة لمستقبل أفغانستان ويستكين الاختلال في علاقات الغرب مع روسيا والصين، فإن دمشق ستبقى تتحدث لغتها دون أي تأثر برياح لا تشتد قوتها. خطاب الأسد متحصّن باللحظة الإيرانية، متمسك بالحلّ العسكري دون غيره، مستفيد من غياب تسوية دولية ترد عنها "قدر" الانتخابات الرئاسية المسبقة الذي لسعت به موسكو فرحة الرئيس بولاية رابعة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون يطلب من عكر إعلام الأمم المتحدة باستمرار انتهاك إسرائيل سيادة لبنان

الخميس 22 تموز 2021

وطنية - طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، من نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع وزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، إبلاغ مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي "ضرورة إعلام الأمانة العامة للامم المتحدة باستمرار انتهاك السيادة اللبنانية من قبل القوات الإسرائيلية، لا سيما في ضوء استخدام الأجواء اللبنانية من أجل استهداف الأراضي السورية، والتي كان آخر نماذجه فجر اليوم، ما أدى الى وقوع أضرار في بلدتين لبنانيتين نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي الصاروخي لسوريا". تجدر الإشارة الى ان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان من البر والبحر والجو تشكل خرقا لقرار مجلس الأمن الرقم 1701.

 

مجلس النواب يردّ على اتهامه ويطلب من القضاء التحرّك

وطنية/22 تموز/2021

صدر عن مديرية الاعلام في مجلس النواب البيان الآتي: منذ انفجار المرفأ المشؤوم الذي أصاب بنتائجه الكارثية والمأساوية جميع اللبنانيين في الصميم، تواصل بعض الجهات المعروفة الهوى والانتماء التصويب على المجلس النيابي وعلى السادة النواب، وأمس بلغت حملة الاستهداف هذه ذروتها من الجهات نفسها، مطلقة النعوت والصفات التي ترقى الى حد إصدار الاتهامات والاحكام خلافا لاحكام ونصوص الدستور ولقواعد القانون والعدل وتضليلا للحقيقة التي ما من لبناني الاّ ويريدها إحقاقاً للحق وصوناً للعدالة وإنصافاً لدماء الشهداء والجرحى.  إن مديريه الاعلام في مجلس النواب تهيب بالقضاء وخصوصاً المحقق العدلي وجوب التحرك لوضع حد لهذه الاساءة الموصوفة لمهمته ولمنطق القانون والعدالة وبنفس الوقت الاساءة للشهداء وحق ذويهم بمعرفة حقيقة ما حصل في الرابع من آب ومعرفة حقيقة من ادخل النيترات الى المرفأ  وكيفية حصول الانفجار .إن المجلس النيابي الذي دمرّت أجزاء منه وأصيب العشرات من موظفيه وأفراد حرسه جراء التفجير المشؤوم، يجدد التأكيد على انه تعاون ويتعاون وسوف يتعاون مع القضاء وان مهمته الاولى الآن تأليف لجنة تحقيق وفقاً لما نص عليه القانون رقم 13 والسير بالتحقيق من البداية الى النهاية بعيداً عن أي إستثمار سياسي او شعبوي يطيح بالنتيجة التي تؤدي الى العدالة.

 

استقالة أمين عام حزب الوطنيين الأحرار بيار جعاره بسبب خلاف مع رئيسه

فايسبوك/22 تموز/2021

قدّم المهندس بيار جعاره اليوم استقالته من منصب الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار ومن عضوية الحزب أيضاً، معلناً انضمامه الى "الثورة والمجتمع المدني بوجه المنظومة الفاسدة"، كما جاء في كتاب استقالته.

وأعاد جعاره أسباب الاستقالة الى "عدم التوافق ورئيس الحزب على بعض التعيينات الحزبية وعلى إدارته للحزب بما يتعارض مع النهج العلمي ولتجربة جعاره بالعمل في الشأن العام".

 

الأمين العام السابق للأحرار ردا على بيان الحزب: لا يمكن بناء شيء على اخفاء الحقيقة والمواربة

الخميس 22 تموز 2021

وطنية - اصدر الامين العام السابق لحزب الوطنيين الاحرار المهندس بيار جعاره بيانا رد فيه على بيان الحزب الصادر عقب تقديم استقالته، وفند فيه بعض النقاط التي طالته بخصوص انتخابات نقابة المهندسين في بيروت. واوضح جعاره أنه "لم يكن للوطنيين الاحرار أي مرشح حزبي وكانت المشاركة تقتصر على دعم بعض المرشحين المستقلين (غير الحزبيين) بحسب قرار المجلس الأعلى للحزب." وأضاف أن "انتخابات نقابة المهندسين هي مسؤولية رئيس هيئة المهندسين وليس الأمانة العامة، علما أن الاخيرة قد سبق واتفقت مع رئيس الهيئة والمجلس الأعلى في الحزب على هذا القرار قبل الإنتخابات." وختم "إن كل الأحزاب الكبرى التي خسرت الإنتخابات في نقابة المهندسين لم يتم طلب إستقالة الأمين العام لديها. لذلك نثمن على ما تبقى من مصداقية لإستعماله في إعادة بناء الحزب، فلا يمكن بناء شيء على اخفاء الحقيقة والمواربة."

 

فيديو وبالنص/ مقابلة من جريدة النهار مع المطران عوده: أقول للحكام "عودوا إلى ضمائركم" وعلى اللبنانيين تجنّب الانجرار وراء زعماء يستغلّونهم

ميشيل تويني/النهار/22 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100798/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9/

متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس #المطران الياس عوده مقل في الكلام من خارج عظته الاسبوعية التي تروي ظمأ الشرفاء في لبنان، لانه يتحدث باسم الاكثرية المظلومة والمتألمة، ويرفض الانتماءات العمياء التي قادت البلد الى الحضيض. من هنا بات كثيرون يرفضونه لانه يضيء لهم على واقعهم المرير الصعب الخروج منه بالنسبة لهم. اما الاخرون فينتظرون موقفه الاسبوعي. المطران الياس عوده خص "النهار" بالمشاركة في برنامج "لحظات" عبر "تلفزيون النهار" عبر الموقع الالكتروني وموقع فايسبوك. 

بدأت الحديث مع المطران عودة بلحظة خوف، سألناه عما اذا كان يخاف على مستقبل لبنان ؟

أجاب: طبعاً أخاف إذا بقي الوضع على ما هو عليه. إذا لم يجرِ إصلاحٌ حقيقي وتغييرٌ في النظرةِ إلى الحكم على انه خدمةٌ عامةٌ لن يستقيمَ الوضع. نحن في دولة ينخرها سوس الفساد والاستنفاع والاستزلام والمحسوبية. معظم الذين يعملون في السياسة يستغلون الدولة والمواطن. اذا لم تتغيّر النظرة الى ماهية العمل السياسي مستقبل لبنان في خطر نحن نعيش بوادره. وقت يكون الوضع مثل وضعنا لا يعود هنالك اصلاح وتغيير. 

اما اللحظة الثانية فهي لحظة مع الثورة، يقول المطران  للطبقة السياسية الحاكمة التي حتى الان لم تنجح بتأليف حكومة في ظل اكبر انهيار يعيشه البلد، "أقول لكل الطبقة الحاكمة ولا أستثني أحداً: عودوا إلى ضمائركم واسترشدوا بتعاليم ربكم. أنتم وكلاء عن الشعب للعمل من أجل خيره. وسوف يحاسبكم الشعب. كذلك سوف تقدّمون حساباً أمام ربكم.

أما الشباب فأنصحُهم ألا يفقدوا الأمل وألا يتركوا الوطن. عليهم التمييز بين مَن يخدمُ مصلحتَهم ومَن يخدمُ مصلحتَه. كما عليهم المحاسبة. على الشباب مسؤوليةٌ عظيمة هي انتخابُ طبقةٍ جديدة تتحلّى بالصدق والنزاهة والوطنية والإخلاص. عليهم تجنّب الانجرار وراء زعماء يستغلّونهم. عليهم رفض كل استعباد لهم ولطاقاتهم. عليهم الثورة على كل ظلم وخطأ. لكن الثورة تهدف إلى التغيير لا إلى التدمير. أعمال العنف والشغب ليست ثورة بل هي أداة تدميرية للوطن وللشعب. ماذا ينفع تكسير أعمدة الكهرباء أو اقتحام الإدارات أو المصارف؟ أليست من مال الشعب؟ أنصح الشباب أن يطالبوا بحقوقهم إنما بحضارة ودون إخلال بالأمن. الكلمة الجريئة تفعل أكثر من العنف".

اما اللحظة الثالثة فهي لحظة مع الطوائف والدولة المدنية. ناقشنا ضمن هذه الوقفة مع المطران عودة موقفه حيال الدولة المدنية خصوصا ان مجموعات الثورة والاحزاب الجديدة تطالب اليوم بفصل كلي بين الدين والدولة ولا تقبل تدخل رجال الدين في السياسة وتطالب بالزواج المدني؟

يجيب: "طبعاً أنا مع الدولة المدنية، دولة العدالة والمساواة بين المواطنين، وحكم القانون الذي يسري على الجميع. هذه الدولة تصون حق كل مواطن وعلى المواطن أن يقوم بواجبه تجاه دولته وأن يحترم قوانينها ولا يتعدى على حق غيره بحجة انه مسؤول أو قريب مسؤول.

هذه الدولة لا تتعارض مع الإيمان لأنّ المؤمن الحقيقي مواطن صالح يحب وطنه ويحب أخاه المواطن ويؤمن بالحق والعدالة والمساواة بين البشر ويحترم القانون.

أما الزواج المدني فنحن معه إذا كان عاماً ومفروضاً على الجميع كما في معظم الدول والجميع يخضعون لقانون الأحوال الشخصية المدني. ومَن أراد أن يبارك زواجه في الكنيسة فهذا دليلٌ على إيمانه وهو مرحَّب به".

بعد ذلك سألته عن املاك وممتلكات الكنيسة ولباس رجال الدين الباهظ الثمن والاوقاف والايقونات. لماذا لا يبيع رجال الدين لا يبيع رجال الدين كل تلك المقتنيات لمساعدة الشعب الفقير ؟

يؤكد المطران "ان لباسهم هو لباس متواضع وانهم لا يرتدون الذهب بل التنك وما يعتبر لؤلؤا هو تنك وان الكنيسة تساعد كثيرا عبر الجمعيات والمدارس ولكن تكريم الرب ليس خطأ بل فضيلة ولا يجب على الناس ان يخدعوا بلباس لانه ليس باهظا ومن يطلق تلك التساؤلات فهي لالحاق الضرر بالكنيسة.

وانتقلنا الى لحظة انفجار مرفأ بيروت وسألنا المطران عن شعوره بعد سنة على اكبر انفجار بتاريخ لبنان ادى الى مقتل اكثر من 200 شخص ودمرت الاف المنازل؟

"إنفجار بيروت جريمة العصر. مجرمٌ حقيقي كل مَن ساهم في التسبّب بهذا الإنفجار الذي حصد الضحايا الأبرياء والجرحى وغيّر وجه العاصمة وطمس معالمها. بيروت الجوهرة المشعة فقدتْ بريقها لأنها فقدتْ أبناءها وتاريخَها. أبنيتُها التراثية انهارت أو دُمّر جزءٌ منها. نحن خسرنا دار المطرانية التاريخية التي تعود إلى سنة 1860 كما دُمرّ مستشفى القديس جاورجيوس وأُصيبت مدارسُنا كلُّها ومنها مدرسة الثلاثة أقمار الأقدم في بيروت، كما أُصيبت كنائسُنا وبيوتُ أبنائنا لأن الأرثوذكس كما تعلمين هم سكان بيروت الأصليين ويسكنون بكثافة في الأشرفية والرميل. خسرنا أيضاً أبطالاً من فوج الإطفاء وممرضات كنّ في خدمتهن في المستشفى وخسرنا مرضى وزواراً. بيروت فقدتْ أبناء أعزاء وفقدتْ شيئاً من تاريخِها وتراثِها وحتى الآن لا نعرف الحقيقة وهذا ظلمٌ للضحايا كلِّهم ولأهلِهم. إن لم تتحققْ العدالة ويُدان المجرمون لن يرتاح أهل بيروت. وبدون محاسبة جدّية قد نشهد خروقات أخرى لأمن العاصمة ولأمن لبنان.

أقول لأهالي بيروت لا تفقدوا الأمل واستمروا بالمطالبة بالحقيقة وثقوا أنّ عدالة السماء ايضا لا بدّ آتية".

ونسأل المطران الياس عودة عن سبل التخلص من طبقة حاكمة فاسدة:

"في إنجيل هذا الأحد نقرأ: "لا تقدرون أن تعبدوا اللهَ والمال". مشكلة الإنسان قلة الإيمان وعدم القناعة وعبادة المال. هذا هو سبب الفساد الذي نعيشه والذي أوصلنا إلى الهاوية. في أحد الأمثال التي نقرأها على لسان الرب يسوع أن إنساناً جمع محاصيل كثيرة لم تتسع لها مخازنُه فهدمها وبنى أكبر منها تتسع لجميع غلاّته ونام مطمئناً لما يملك، فقال له الله "يا غبي، هذه الليلة تُطلب نفسُك منك، فهذه التي أعدَدْتَها لمن تكون؟" (لو5:12).

الغنى ليس بالمال بل بالمحبة والعطاء. نحن في بلد انهار لأنّ المسؤولين فيه لا يهتمون للشعب بل لمصالحهم ومستقبل أولادهم وأقاربهم. إدارات الدولة تعج  بالفساد وبالموظفين التابعين للزعماء عوض أن يكونوا مختارين لكفاءتهم. هذا ما جعل مؤسسات الدولة غير نافعة. في الماضي كانت مؤسسات الكنيسة من مدارس وجامعات ومستشفيات تعوّضُ النقصَ وتقوم بما على الدولة القيام به. أما الآن فمؤسسات الكنيسةُ لم تعد قادرة على الاستمرار بسبب الانهيار الاقتصادي والحاجات التي تضاعفت وأصبحت تفوق القدرة. مطرانية بيروت مثلاً تحاول منذ سنين طويلة القيام بواجبها الإنساني والوطني في مجالات التعليم والإستشفاء والمساعدات الاجتماعية ومد يد المعونة لكل محتاج ولا تدع اليدَ اليمنى تعلم بما تفعل اليد اليسرى. والدولة شبه غائبة والمسؤولون منشغلون بمصالحهم. بعد الكارثة التي حلّت ببيروت تضاعفت المسؤولية وشحّت الموارد. كان علينا مساعدة أبنائنا في ترميم منازلهم لكي يبقوا في منطقتهم، بالإضافة إلى ترميم مؤسساتنا، المستشفى والمدارس والكنائس ودار المطرانية. كذلك تأمين المنح الدراسية لكي يستمر أولادنا في المدرسة والاهتمام بكبار السن وحاجاتهم. هذا واجبنا ونحن نقوم به بفرح.  جمعية القديس بورفيريوس التابعة للمطرانية توزّع  حصصاً غذائية دورياً لآلاف العائلات بالاضافة الى حليب للاطفال ومواد معقمة وادوية وقد رمّمت حوالي 150 بيتاً وجهّزتها بما يلزم من أدوات كهربائية. أما مجموع المساعدات المدرسية فبلغت المليارات، لكن أين الدولة وما هو دورها؟ أليس من واجبها تأمين الحياة الكريمة لمواطنيها؟

مع هذا أقول للبنانيين لا تيأسوا. اتكلوا على الله وهو لا يترككم. وطالبوا بحقوقكم لأن واجب الدولة الاهتمام بمواطنيها. لا تتكيّفوا مع كل واقع يفرضونه عليكم. وحاسبوهم. الانتخابات قريبة والكلمة لكم.

وفي اللحظة الثقافية سألنا المطران عن كتاب مفضل ينصح الشباب فاجاب "أنا أقرأ كثيراً في اللاهوت والفلسفة والتاريخ والأدب وطبعاً الكتاب المقدس. وأنصح الشبابَ والكهول بالقراءة لأنها تغذي العقل والنفس. طبعاً أنصحهم بقراءة الكتاب المقدس لأنّ فيه إجابات عن كل أسئلتهم. في كلّ مرة أقرأ نصاً من الإنجيل أو الرسائل أكتشف بُعداً جديداً. إنها خير نصوص للتأمّل والتعلّم. وهي تهذّب النفس وتفتح لها افاقاً واسعة.

https://www.annahar.com/arabic/section/76-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/19072021091826394

 

فؤاد سليمان( 1912 - 1951 م)

الأب سيمون عساف/21 تموز/2021

افؤاد بن خليل سليمان. ولد في قرية فيع (منطقة الكورة - شمالي لبنان)، وتوفي في بيروت.

عاش حياته في لبنان. أطلق على نفسه لقب «تمّوز».

تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة دير البلمند المجاورة لقريته، ثم انتقل إلى مدرسة الصفا في قرية قلحات واستمر بها لمدة عام، حيث أغلقت عام 1924، ثم

درس في معهد الفرير في طرابلس، حيث نال شهادته الثانوية، انتقل بعد ذلك إلى بيروت فدرس الأدب العربي في المعهد الشرقي التابع لجامعة القديس يوسف محرزًا إجازته.

عمل مدرسًا في الكلية الثانوية بالجامعة الأمريكية في بيروت منذ عام 1937 وحتى وفاته.

رأس تحرير مجلة «صوت المرأة» من (1948 - 1950)، إلى جانب تحريره لزاوية «صباح الخير» في الصفحة الأولى من جريدة «النهار»، تلك التي ظل يكتبها حتى وفاته، وفيها اختار اسمه المستعار.

كان له الفضل في تأسيس جمعية «أهل القلم» في لبنان، إضافة إلى مساعدته في إنشاء جمعية الثبات الخيرية.

الإنتاج الشعري:

- له ديوان «أغاني تمّوز» - دار الأحد - بيروت 1953. (يقع في 98 صفحة، كتب له أخوه مقدمة عنوانها «ضياء المشرق») صدر الديوان في طبعة ثانية عن الشركة العالمية للكتاب - بيروت 2001، بنفس محتويات الطبعة الأولى، وله مجموع شعري من خمس قصائد في «ديوان الشعر الشمالي» الصادر عن المجلس الثقافي للبنان الشمالي، كما نشرت له صحف عصره عددًا من القصائد منها: «إلى أين؟» - مجلة المعرض - بيروت 27 من أكتوبر 1934، و«الشرير الأحمر» - مجلة الجمهور - بيروت أبريل 1939.

الأعمال الأخرى:

- له عدد من المؤلفات في مجالات الإبداع والنقد منها: «درب القمر» - دار الأحد - بيروت 1952، و«تمّوزيات» - دار الأحد - بيروت 1953، و«يوميات ورسائل» - الشركة العالمية للكتاب - بيروت 2001، و«يا أمتي إلى أين» - الشركة العالمية للكتاب - بيروت 2001، و«القناديل الحمراء» - الشركة العالمية للكتاب - بيروت 2001، و«كلمات لاذعة» - الشركة العالمية للكتاب - بيروت 2001، و«في رحاب النقد»، وله رواية تحت عنوان «الشريعة الوالدية»، وكان آخر ما كتبه «حكاية العاصفة الجبلية» التي وجهها إلى أخته قبيل الاحتضار.

شاعر ذاتي وجداني، معظم شعره يدور حول المرأة، ومعانقة الطبيعة، وما بين حرقة الهجر والبعاد وقليل من نشوة اللقيا تتولد عذاباته، مؤمن بثنائية الحياة والموت، فهو عاشق للحياة وممتن لهدأة الموت كذلك، فكما أن للحياة متعتها، فللموت - فيما يرى - متعته أيضًا. مجدد في موضوعاته، به مس شعري مهجري يتبدى في لغته وخيالاته، يمتلك روحًا أثيرية محلقة. كتب الشعر ملتزمًا النهج الخليلي.. حصل على وسام المعارف من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية اللبنانية عام 1951.

أطلق عليه مكرّموه عددًا من الألقاب أهمها: شاعر القرية، أديب الأمة، أمير الحب، سيد الكلمة العربية.

مصادر الدراسة:

1 - اعتدال خالد الغوش: فؤاد سليمان والأدب العربي الحديث - رسالة لنيل شهادة الكفاءة في اللغة العربية وآدابها - كلية التربية بالجامعة اللبنانية - أعدت عام 1979.

2 - ديوان الشعر الشمالي في القرن العشرين - المجلس الثقافي للبنان الشمالي (ط 1) - دار جروس برس - طرابلس 1996.

3 - سيمون الديري: قراءة في لغة فؤاد سليمان - رسالة لنيل شهادة الكفاءة في اللغة العربية وآدابها - كلية التربية بالجامعة اللبنانية - أعدت عام 1971.

4 - عباس عبدالساتر: رومنطيقية فؤاد سليمان - رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية - أعدت عام 1981.

5 - فؤاد سليمان: بأقلامهم - الشركة العالمية للكتاب (ط 1) - بيروت 2001.

6 - يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية (جـ 2) - القسم الأول: الراحلون (1800 - 1955) - منشورات جمعية أهل القلم في لبنان بيروت 1956.

أول ما يلفت انتباهنا في هذا المسعى تعيينه المعنى (أو القيمة) تبعاً للموقع. فليست كل الدروب دروباً، إذ أن بعضها متميز عن غيره، أو تلحق به صفات مستحسنة، بخلاف غيره مما تصيبه صفات مستقبحة. وهو، مع ذلك، لا يخص الدروب بالقرية، ولا الشوارع بالمدينة، متحدثاً في آن عن الدروب في القرية كما في المدينة، ولكن من دون أن تكتسب الدروب هذه وتلك المعاني نفسها. لا يتأتى المعنى من اللفظ، بل تزيد على حمولته الأصلية معان مستقاة من الموقع الذي تشير إليه أو تعينه. دروب القرية هي التي تفوز بأوصاف إيجابية، ومنها خصوصاً درب سليمان، "درب القمر".

وللقرية دروب، تشير إلى تعدد المسالك فيها، بل إليها بوصفها المدونة التاريخية والشخصية لمجريات القرية وناسها، ومنهم سليمان نفسه. ذلك أنه لا ينطلق من الجغرافيا وحسب، بل من الأصل الطبيعي، أي المنشأ، بل يغنيه أيضاً بمعايشات التاريخ. فـ"دروبنا في الجبل حكايات": واحدة للجرار الحمر، وثانية للخدود الحمر، وثالثة للغناء والحداء، وأخرى للعناقيد وغيرها، من دون أن يعني التعداد لائحة منتهية أو محسوبة. ذلك أن الدرب، هنا، خط جديد، تدوين مكاني، إلا أنه ينطلق من حسابات أو من معايشات شخصية. فلكل دربه، أو لكل أن ينتهج أو أن يخط دربه؛ وله إذا حفر في هذا المدى –الذي يبدو أبيض، مثل ورقة الكتابة - حكاية له، معنى جديد، هو الذي يمحض القرية تاريخها ومعانيها بالتالي. فلفؤاد سليمان، على سبيل المثال، دربه الخاص، وهو "درب القمر"، أي الدرب الذي قاده إلى "شباك الحبيبة": "كأن القمر لا يطلع إلا فيها". وهذا كله كما لو أن للهوية، أو السيرة، خريطة طوبوغرافية، أساسها لزوم الغناء بموقع

قد تكون صورة "الدرب" من أقوى الصور التي نقع عليها في كتابات فؤاد سليمان، لا بل يمكننا القول إنها تنتسب إلى الصور الاستحواذية التي تتحكم بالكتابة في صريحها وضمنيها، عدا أنها تحيل على معاقد نفسية في أغوار الكائن.

فـ"الدرب" نقع عليها منذ عناوين عدد من كتبه: "درب القمر"، "درب الخلود"؛ وهما الكتابان اللذان يشكلان فاتحة وخاتمة أعماله الكاملة (12 عملاً). فما "الدرب

موقع المنشأ، لا العيش والعمل بالضرورة.

وهو ما نلقاه في صور عكسية في أوصاف المدينة القبيحة: فهي "موكب التائهين"، و"مدينة الأموات"، و"الراديو" فيها "عفريت غريب". كيف لا، وهو لا يتأخر عن تشبيه نفسه وغيره، من سكان المدن، بالحيوانات: "حيوان يمشي مع حيوانات، بهيمة تعيش مع بهائم (...) ملعون مع ملاعين الدنيا (...) أجر جناحي المنتف ورائي على الدروب وفي الشوارع".

وإذا كان سليمان يسترسل في الغناء أحياناً، واجداً في القرية محلاً للفخار والزخرفة الأسلوبية في آن، فإنه يسرد ذلك كله طمعاً بتأكيد الخاتمة المأسوية لهذه الصورة الفتانة: فشجرة اللوز "شاخت"، و"كسرتْها العاصفة"؛ و"العريشة الخضراء"، هي الأخرى، "يبست"؛ و"السنديانة العتيقة" أحرقت حطباً في الشتاء ... ويعود هذا كله إلى عامل لا تحده سيرة شخصية، بل جماعية، على ما تقول الأم لابنها: "لكنكم هجرتم هذه الأرض يا ولدي (...) إلى المدينة. وبقيت أنا وحدي (...) فبارت الأرض عندنا".

لا يتغنى سليمان بالضيعة بقدر ما يعلن صارخاً نهايتها: "منذ عام مات الفلاح اللبناني الأخير في ضيعتي"، كما لو أنه ليس فلاحاً بعينه، أي أبا وهيب، بل الفلاح عموماً، وإلا ما وجد حاجة لنسبه بـ"اللبناني". والكاتب في هذا الإعلان لا يتحقق من أحوال الهجرة إلى بلدان الاغتراب أو إلى بيروت وحسب، بل تصدمه واقعاً أحوال العيش في المدن، فيهرب منها، أو يصور الضيعة التي فارقها في صورة مثالية، أو يندم في صورة مغالية خافياً خيبته من المدينة: يحن إلى القرية، ولكن من دون أن يعود إليها، إذ يزورها وحسب، على ما نتحقق في غير موضع من الكتاب. يزورها أو يتمنى العودة إليها، بعد أن زال بريق الهجرة والتمدن، أو بعد أن خبا إشعاع جواهر التغرب عبر البحار. فسليمان يحدثنا عن "جبال من الزمرد والياقوت" في البحار، على ما يعتقد شبان القرى الذين يهاجرون ولا يعودون، أو يعودون مثل أبيه من دون الجواهر الموعودة. أهذا ما عاشه سليمان في انتظار ثروة... الأب المغترب؟ هل يمتنع عن الإفصاح عن خيبته، وربما – بلسانه – عن خيبة الأم المنتظرة، عندما عاد والده "مختلفاً" عما كان عليه؟ هذا ما نقع عليه في حوار لافت بين سليمان وأمه:

"(من حديث الأم) ستفيض بالخيرات، حينما يعود والدك.

- ولِمَ لا يعود والدي، يا أمي؟

- البحر لنا عنده ثارات، يا بني، وأميركا قلبها من جديد...

ماؤها قاس يابس...

اكتبْ له أن يعود...

في كتاباتك، يا بني، حنان...

اكتبْ له (...)

وفي صدر أمي غصات، رأيتها تفيض في عينيها (...)

وفي رصيف المرفأ لقيت والدي...

عاد ذات يوم مع البحر ...

أخذه البحر منا، في الفتوة العنيفة، وفي العنفوان الأشد، في الخطوة الواثقة...

وأعاده البحر ذات يوم إلينا غير ما أخذه منا".

يُكثر سليمان في هذا المقطع من استعمال "النقاط الثلاث"، التي تشير، في أدوات التنقيط، إلى تقطعات في الأفعال والأزمنة، وإلى تغييبات متعمدة عما لا يريد البوح. ففي الإفصاح وجع، ذلك أنه يطاول من دون شك جراحاً لم تندمل. وقد يكون إقباله على الكتابة، على قول وجع الأم الصابرة، بلسانها، أو هو عنها، نوعاً من التفريج عن النفس. وقد لا يكون الحديث "التجميلي" عن القرية افتناناً طفولياً وطبيعياً بها وحسب، بل نوع من التعويض الرمزي، ولو بعد وقت، عن لهاث الأب خلف الثروة البعيدة، ومن ورائه الأم والأولاد.

هكذا نرى في مقابل "الجبل" الهانئ والجميل (وهو مجموع القرى) "البحر" العادي. فهو يغيِّب المهاجرين، لا إلى المدينة هذه المرة، بل إلى بلاد الاغتراب، مثل والد سليمان نفسه. والبحر يبدلهم في أي حال، حتى لو عادوا منه. وهو معادٍ بقدر ما هو جذاب وفتان. فهو يَعِد بـ"جبال من الزمرد والياقوت"، وبـ"صبيات حلوات"، هن حارسات الكنوز المرصودة في البحر، حتى أنه "هبط من الجبال شبابها، خلف الحكاية الحلوة"، ما يفسر الساحات المقفرة في القرى، والعناقيد اليابسة في الكروم، وأجراس الكنائس الكئيبة، وبيوت القرميد المعتمة، و"البنيات الصبايا مكسورات على الشبابيك عيونهن في البحر وراء الحكاية". هكذا يعلو سليمان في غير موضع بالدعاء: "إلى أرضهم يا بحر رُدَّهم، فأرضهم فيها الكنوز المرصودة"، بعد أن "كذَّب" عليهم البحر، وبعد أن وعد غير ابن أمه بعودته من البحر بأكداس من الجوهر.

خيبة طالبِ الثروة المفتون بالبحر هي التي تجعل أيضاً من القرية "الملجأَ" الأمين والوفي، ومجال الاستثمار الممكن. وخيبة النازل إلى المدينة، المنبهر بأضوائها ووعودها، هي التي تجعل الضيعة من ذهب أكيد، ولو محدود، لا مزور، ولو بدا وفيراً. ما يعنينا من هذه الأقوال تبينُنا لمحلات وجع في الكتابة، في الوجدان، عما آل اليه الاغتراب بعد الفتن الطائفية (1840 و1860) والمجاعة (1914) في لبنان، وعما أدى إليه النزول الكثيف إلى بيروت - هذا النزول الذي عرفته بيروت بعد الأزمة الطائفية الدامية في 1860، والذي تأكد بعدها، مع وقوع لبنان تحت الانتداب، ومع استقلاله، والذي شهد سليمان فصولاً عديدة منه. هل ما يكتبه سليمان موافق، وفي السنوات نفسها أحياناً وقبلها بعقدين على الأكثر، للنزعة الغنائية – الانطباعية في الأدب والتصوير في لبنان في فترة ما بين الحربين؟

ندقق في هذه المعاني، ذلك أن أمين نخلة سعى قبله إلى الحديث عن الدروب، مقارناً بينها في القرية وفي المدينة. فإذا كان نص سليمان، "درب القمر"، يرقى إلى العام 1949، فإن طباعة "المفكرة الريفية" تعود إلى العام 1942. ماذا يقول نخلة فيها؟

يفتتح نخلة "مفكرته" بالحديث عن "درب الريف"، ويوضح منذ السطر الأول: "الدرب في الريف غير الدرب في المدينة"، ذلك أنها في القرية "تمشي على هواها"، بينما الدرب في المدينة "تمشي في خط مستقيم"؛ وهي في القرية بيضاء، وفي المدينة سوداء، عدا أننا نقوى على تمييز الخطى في الضيعة بينما تتشابه الأقدام في الشوارع، مؤكداً على "قِدَم" الدروب في القرى، وعلى كونها "محطات للتذكر"، بخلاف ما هي عليه الشوارع.

لن نعقد المقارنات بين نخلة وسليمان، أو بينهما وغيرهما من الأدباء اللبنانيين، فهذا يتعدى غرضنا؛ غير أننا لا نغفل بالمقابل عن العملية الجارية في الأدب والتصوير في مدى العقود بين الحربين العالميتين في لبنان، والتي أدت إلى تأسس تقليد إبداعي محلي ذي مرجعية منفصلة عما كان عليه الأدب في غير بلد عربي. هذا ما نقع عليه في أدب سعيد عقل،لا سيما في المسرحية الشعرية "قدموس" وفي "الجبل الملهم" لشارل القرم، وفي كتابات ميشال شيحا وغيرهم، وقبل كتابات فؤاد سليمان، من تأسيس لموضوعة "الريف"، بل "القرية" تحديداً وحصراً، في الإبداع اللبناني. وهي الموضوعة التي ستتأكد لاحقاً كمصدر للكتابة والفن عموماً في أعمال الرحابنة وغيرهم. وقد يتبادر إلى الذهن، ونحن نتحدث عن عقل وشيحا والقرم على الأقل – وقد كان لهم دور بارز ومعروف في تدبيج الإيديولوجية "اللبنانية" الخالصة قبل استقلال لبنان وبعده خصوصاً -، أن هذه الموضوعة خصت أدباء بعينهم، ودون غيرهم، تبعاً لنزعة إيديولوجية محضة. وهو اعتقاد صحيح في بعضه، غير أنه لا يشمل سائر الأدباء والفنانين الذين عنوا في لبنان بموضوعة "القرية"، من أمين نخلة حتى مارون عبود في الأدب، أو من صليبا الدويهي حتى رشيد وهبي في التصوير. وهذا يصح في "القرية"، كما في أمور الغناء بالموقع، أو بالأرض، أو بالأساطير القديمة الخاصة بالشاطئ اللبناني. فمن الفنانين خصوصاً من اعتنى بتصوير المشهد الطبيعي اتباعاً للمدرسة الاستشراقية ذات المنزع الاتنولوجي، أي رسم المناظر والعادات والوجوه وفق منظور يؤكد على التمايز العرقي أو الفولكلوري عند هذه الجماعة أو تلك. أما في الأدب، فيمكننا القول إن نزعتين إيديولوجيتين متضادتين تنافستا في الفترة عينها على استلهام الأساطير القديمة، الكنعانية أو الفينيقية، هما النزعة القومية اللبنانية والنزعة القومية السورية، اللتين وجدتا في الأساطير القديمة للشاطئ الفينيقي ما يبعث الروح في رماد التاريخ، بعد الفترة "العروبية" خصوصاً. فـ"دليلة" كانت في هذه السنوات موضوع استلهام عند أدباء مختلفي النزعات، مثل الياس أبي شبكة وأدونيس وفؤاد سليمان نفسه. وإذا كانت "دليلة" أبي شبكة دينية التكوين، أخلاقية المنزع، فإنها عند أدونيس وسليمان "بطلة قومية". يقول فؤاد سليمان: "فلا الحب، ولا الغيرة، ولا الشهوة هي التي قادت دليلة إلى وادي سورق لتلاقي الجبار الإسرائيلي فترديه صريعاً عند أقدامها... ولكنه شيءأقوى من الحب وأبقى... إنه الصراع بين شعبين، شعب غريب تائه، يجيء أرض كنعان بالسيف والحديد والنار، فاتحاً غازياً بكل ما في الفتح من قوة، وما في الغزو من إرهاب، وشعب هو ابن هذه الأرض، زرع كرومها وأنبت صخورها، وروى حقولها، يحارب من أجل البقاء، في الأرض التي هي أرضه"(من "درب القمر").

هي الحاجة إلى أساطير تأسيسية، من جهة، في طور النزاع على تاريخ لبنان، وعلى صيغته، التي كانت محل اجتهاد وتنافس في آن. وهي الحاجة أيضاً التي تستدعيها، من جهة ثانية، متطلبات الغناء بالموقع الطبيعي. إن هذه العلاقة بين "الجبل" و"البحر"، التي تأكدت مع "أسطرة" عدد من أخبار لبنان السالفة أو القريبة، ستكون محل غناء عند سعيد عقل، ولا سيما في "قدموس"، حيث "يذري" البطل الفينيقي في "كل شط" "القرى" اللبنانية، أشبه ببذرة الفلاح التي "تزرع" لبنان أينما تحل خطواته. وهو أدب روَّجه المقيمون من اللبنانيين، لا المهاجرين منهم على أي حال. فاللبناني "الشاطر" أو "بائع الكشة"، و"المغترب"، أو "جوّاب الآفاق"، ليس سوى تلفيق محلى لخطاب، ما أريد منه فقط تجميل ملحمة الاغتراب اللبناني الصعبة والموجعة والذليلة في عدد واسع من محطاتها، ولا سيما في عهد الهجرات الأول، بل أُريد منه أيضاً تجميل الصورة لما جرت تسميته بـ"المعجزة اللبنانية" الحرة في لبنان، القادرة بقدرة قادر على جني الثروات كيفما كان.

هكذا يندرج سليمان في سياق، نجد فيه ما يفسر عنايته المتأنية بعالم الريف وأوصافه، والتي تصدر عن افتتان طبيعي بالأرض، بمحلاتها ومشاهدها وأشجارها وثمارها، وعن توافق أسلوبي أيضاً، أو عن استثمار تعبيري في محل بعينه. وهي التشاركات عينها التي نقع عليها، في السنوات نفسها، في اللوحات الزيتية لصليبا الدويهي وعمر فروخ وجورج القرم ورشيد وهبي وغيرهم، من رواد "المدرسة اللبنانية" في تصوير المشاهد الطبيعية.

ولكن إذا كان أمين نخلة يتحدث عن "الريف" و"المدينة" في تقابلٍ لازمٍ مولدٍ للمعاني والقيم، فإن سليمان يتحدث عن "الجبل" و"البحر" (والمدينة أحياناً)؛ وهي قطبية سنجد لها رنيناً ووقعاً في الكتابات اللبنانية، أشد وأقوى مما هو عليه التناظر عند نخلة: لبنان لا يقوم على تقابل بين ريف ومدينة، مثلما نرى ذلك في غير بلد، بل على تقابل آخر، أو على صيغة مخصوصة منه، هي بين "الجبل" و"البحر". يندرج سليمان، إذن، في هذا السياق، إلا أن منزعه مختلف عن أقرانه تماماً. فهو إذا أنشد، فلنشيده وقع الشكوى والتحسر، لا الاحتفال والمدح على أي حال. هو مغنٍٍّ مأسوي، تشوب نبراته نقمة رومانسية، تستمد نَفَسَها من تمرد جبران، لا من انتصارية سعيد عقل. كتابة ناقمة تقع في الصراخ والمباشرة أحياناً (معززة بما تطلبه الصحافة من استهداف شديد للمعنى)، فلا تقترب من صقل أمين نخلة الشديد لعبارته، ولا من كثافتها التعبيرية المركبة. وفؤاد سليمان في ذلك يتناول العربية بعد أن فقدت "هيبتها" الدينية والاسلوبية في النثر اللبناني، وباتت لغة مدينية، إذا جاز القول، وتسعى إلى جذب قرائها بجمالها المأنوس، لا إلى التباري الاسلوبي في حلقات المتأدبين الفصحاء.

"أنتم تذكرون" و"أنا أذكر": هذا التقابل بين الكاتب والجماعة، الذي يقيمه المتكلم الفردي ويخاطب به الجمع، قريب من تقابل "أنا" و"أنتم" في أدب جبران. ونتبين فيه أثراً للخطابة (ومعها الصحافة) في الكتابات العربية منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر، الذي راج بين أوساط الجمعيات الأدبية والسياسية وحسب. كما نتبين خصوصاً حال الافتراق وطلب التمايز بين الكاتب وغيره: تأكيد الفردانية، لا طلباً للتمايز وحسب، بل ممارسة لدور توجيهي إرشادي، هو الصورة الأولى للداعية الإيديولوجي في الكتابة العربية.

كما نقع، في غير موضع من كتاباته، على عبارات إنجيلية المنشأ، كما في هذه الجملة–المطلع: "أنا جئت أحدثكم..."، أو هذه: "الحق أقول لكم..."، اللتين تذكراننا بأحاديث المسيح إلى الرسل؛ وهي المطالع عينها التي نقع عليها في كتابات جبران، ولا سيما في "النبي". مثلما نقع أيضاً على صور واستعارات سارية في الكتابات والمعتقدات المسيحية، مثل صورة الحية وسمومها، أو "درب الآلآم"، أو "نجمة المشرق" وغيرها الكثير. وهي صور لا تتأتى من الذاكرة الكتابية وحسب، بل من المعين الاعتقادي أو من متبقياته، خاصة وأن سليمان لا يتأخر عن النهل من معين أخلاقي، شديد التباين بين عالمين؛ وهو المعين نفسه الذي اصطرعت في رحابه المعاني عند الياس أبو شبكة بين "الخطيئة" و"الرغبة"، بين مقتضيات التربية المسيحية الكاثوليكية ومواقعات اللذة في العلاقات المدينية الناشئة.

وإذا كنا نقع على عبارات وجمل وألفاظ مستلة من القاموس الديني المسيحي، ومن الكتب الدينية المسيحية(التوراة، الأناجيل)، فإننا نقع أيضاً على عبارات عامية المنشأ. وكان الأديب الراحل ميخائيل نعيمة تنبه إلى هذا الأمر في تقديمه في العام 1952 لكتاب "درب القمر"، وفسره وفقاً لحاجات ضاغطة على النفس عند الكتابة، ما جعل سليمان ينصاع إلى إملاء النفس، فلا يراقب أو يدقق فيما كتبه: "وذلك الصدق المتناهي، وقد اقترن بحس الشاعر وذوق الفنان، هو مصدر العذوبة التي تتسرب إليك من خلال هذه الفصول، والتي من أجلها تغفر لفؤاد سليمان انتهاكه في بعض الأحيان لحرمة اللغة انتهاكاً تشتم منه التصميم أكثر من العجز. فكأني به وقد ازدحمت به الخيالات والخواطر في صدره، كان يخشى أن يفوته. ولذلك كان يقتنصها بقلمه من أقصر السبل. وأقرب السبل قد يكون كلمة عامية، أو انتقاصاً من كرامة قاعدة لغوية. ولذلك جاءت عباراته لجوجة، مقتضبة، وجاءت نبراته سريعة عالية".

غفر نعيمة لسليمان هذه "الانتهاكات" اللغوية، ولو أنه رأى فيها شيئاً من "الضغط" في الإملاء، الملازم للكتابة ما إذا أسلست قيادها لإيقاعات الجسد المتناوبة. "غفر" ذلك وحسب، لأنه لا يقرأ واقعاً – منسجماً في ذلك ومتوافقاً مع "تراث" الكتابة العربية التقليدية – بالهز المتمادي لبنية اللغة الفصيحة، ولا لأساليبها البيانية، وهو "الهز"، أو التجديد، الذي قامت عليه "المدرسة اللبنانية" في النثر الفني، مع أعلامها البارزين منذ جبران خليل جبران مروراً بأمين نخلة وصولاً إلى فؤاد سليمان نفسه.

لهذا قد يعجبنا حتى أيامنا هذه البيان في أدب أمين نخلة، و"النَفَس" الرؤيوي في عبارة جبران، وقد تبدو جملة سليمان، مع تقادمها، أقل جمالاً وسحراً، إلا أنها، بخلاف هذه وتلك، تبدو أشد تعبيراً عن التخلعات في الوجدان اللبناني عند مفترق حيوات وأزمنة ودروب.

(جريدة "الحياة"، لندن، 1997).

يوسف غصوب شاعر لبناني، (1893م - 1972م).

يستذكر الماضي فيأسف على صباه المضيّع في فرار الزمن. ويسأم رتابة الوجود ومتاعب الحياة، فيحاول الهروب إلى فردوس وهمي، إلى سكرة الحب، عصب الحياة، إلى الطبيعة وجمالاتها المذهلة عن واقع نثري جاف.

وأصغى الى نداء البواخر يدعوه الى الإنفلات من حياة تذوب حسرة في عقيم المنى، فهفت نفسه إلى صوت هابط من عالم خفي، عالم المتلهفين إلى عناق الإله.

في قهوة المنشية في ساحة الشهداء كان يلتقي عدداً من الشعراء ومنهم: أحمد شوقي، الجواهري، حافظ إبراهيم، شبلي الملاط، معروف الرصافي، الياس ابو شبكة، الأخطل الصغير، خليل مطران وعمر فاخوري. والعام 1924 عهدت إليه المفوضية الفرنسية العليا في بيروت، رئاسة قلم الترجمة وظلّ في هذا المنصب حتى إعلان إستقلال لبنان. العام 1929 تزوج من هيلين الهاني. وفي أيار 1972 فقد لبنان علماً من أعلامه الشعراء بموت شاعرنا يوسف غصوب. فقد عرّف ديوانه بهذه الأبيات:

«هذي أناشيد موقعة                      أنغامها الحرّى على كبدي

لا حكمة فيها ولا عظة                   بل صورتي صوّرتها بيدي

حالات نفس في مسرّتها                 أو في كآبتها ولم أزدِ»

أما ديوانه الأخير «الأبواب المغلقة» فقد صدر العام 1965، ونال عليه جائزة «أصدقاء الكتاب». إنطوى هذا الديوان على فصلين تلوّنا بلونين مختلفين: لون رمادي يعكس الماضي بشجونه وكأنه رجع صدى الدواوين السابقة، ولون وردي مستمد من أجواء الطبيعة المبرئة في كنف الجبل منذ بدأت تتفتح أمام الشاعر أبوابه المغلقة. وعبّر عن هذا التضاد في اللونين بقوله:

«عالم موصدة أبوابه

يتولاه ظلام وضياء»

الشاعر والمرأة

برع يوسف غصوب في إبراز جاذبية حواء: جسد يختلج، نهد يعربد، شفاه تلتهب، كما في وصف إنفعاله حيالها وقد غمرته النشوة فأنسته أمسه وغيّبت عنه التطلّع إلى غده فتشبث بالهنيهات الهاربة، شأنه شأن كبار الرومانسيين، ولئن غالى في وصف مفاتن المرأة وفي تفجير حسّه الجامح، فذلك، على ما بدا، إستجابة لحاجة تعبيرية لأنه، من خلال ملهمته، تطلّع الى أبعد، إلى شهوانية صوفية. فعرائس يوسف غصوب هنّ، بوجه عام، أقرب إلى بياتريس دانتي عروس الفردوس المستعاد التي تنقذ من بأساء الوجود، وتثير الحنين إلى الجذور السماوية، منها إلى دليلة التي تمارس سيطرة استعباد وإغواء على أشد الرجال:

«مدى نفسي في الضحى والعشي                 تناديك من وجدها أضلعي

خيالك حتم على ناظري                            وصوتك حتم على مسمعي

أما حان أن ترتوي شفتاي                          وعيناي من وجهك الأروع

فأنشق منك نعيمي ونحيا                            بحبك، أنشى وتنشي معي»

 إنه حضور كمثل كوكب من الحزن يدور في فلك من رجاء الفكر وتفاؤل الإرادة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 22-23  تموز/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/July 22/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100794/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-july-22-2021/

 

#LCCC_English_News_Bulletin

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100792/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1125/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

رزمة من التقارير “عربي وانكليزي” تغطي الغارات الإسرائيلية على مواقف حزب الله في حمص وجلسة مجلس الأمن لمراجعة تنفيذ القرار 1701 وملف تفجير المرفأ/

A Bundle of reports A/E covering the Israeli raids on Hezbollah’s positions in Homs, and the Security Council session to review the implementation of UN Resolution 1701 and the port Explosion Crime

http://eliasbejjaninews.com/archives/100823/%d8%b1%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a-%d8%aa%d8%ba%d8%b7%d9%8a-%d8%a7/

UN hits out at Lebanon’s ‘leaders’ during hearing on Hezbollah-Israel ceasefire

Joseph Haboush, Al Arabiya English/22 July ,2021

Ardell says UNIFIL is aware of reports of two persons’ arrest after crossing to Israel

2 Missiles Hit Lebanon amid Israeli Raid on Hizbullah in Syria

Israel Targets Hezbollah Ammunitions, Weapons Depots in Homs

Asharq Al-Awsat/Thursday, 22 July, 2021

UN Special Coordinator Briefs the Security Council on the Implementation of Resolution 1701

غارات إسرائيلية على «مواقع حزب الله» وسط سوريا/ثاني قصف من نوعه خلال يومين

إسرائيل تطالب مجلس الأمن بإدانة حزب الله اللبناني

فرونتسكا تطلع مجلس الأمن على تطبيق القرار 1701: الأمم المتحدة تبذل ما في وسعها للتخفيف من حدة الأزمة ولكن الإنقاذ في أيدي القادة اللبنانيين

جلسة حول 1701: لتحقيق شفاف بانفجار المرفأ والانتخابات بمواقيتها