المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 تموز/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.july21.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ المَخْفِيَّة، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/الحريري يقتل ابيه مجدداً برفضه رفع الحصانة عن النواب المتوطين في تنفجير المرفأ

الياس بجاني/بظل الإحتلال كل من يشارك بالحكم وعلى أي مستوى يكون مجرد اداة بيد المحتل

الياس بجاني/لا احترام ولا مصداقية لمن يرتضي بذل دور البوق والمتزلم لصاحب شركة حزب

الياس بجاني/لا حلول في لبنان بظل احتلال الإرهابي حزب الله قبل التدول وتنفيذ القرارات الدولية

الياس بجاني/حزب الله لم يحرر الجنوب بل هو من يحتله ويهجر ويفقر ويذل أهله

الياس بجاني/فيصل كرامي من يومه الأول بالسياسة اداة تيرسو بيد سيد أمونيوم

الياس بجاني/شارل جبور وسرج داغر في برنامج "صار الوقت": الطرح ونقيضه

الياس بجاني/الحريري لم يعتذر، ولكن حزب الله “شحتو” بعد أن عطل من خلاله تشكيل الحكومة ل 9 أشهر خدمة لإملاءات الملالي الفرس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الشهيد كميل كركور: ثاني شهداء حراس الأرز الذين رووا بدمائهم تراب لبنان ليبقى شامخاً وعلى جبينه مسحات عز وعنفوان/أبو أرز- اتيان صقر

إسرائيل تتوعد بالرد "علناً أو سراً" على كل خرق يأتي من لبنان..يأتي ذلك بعد ساعات من سقوط صاروخين أطلقا من جنوب لبنان في شمال إسرائيل ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق 12 قذيفة مدفعية

إطلاق صاروخين من لبنان على إسرائيل.. وتل أبيب ترد

“اليونيفيل”: نحقق في إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل

إسرائيل تستهدف منطقة في الجنوب بـ12 قذيفة!

إسرائيل: لن نسمح بأن تتحوّل الأزمة في لبنان إلى تهديد أمنيّ لبلادنا...

بينيت: لن نقبل بانزلاق الأوضاع في لبنان إلى إسرائيل

خلصنا من سكرة نقابة المهندسين، ماذا عن طلب رفع الحصانات؟/مروان الأمين/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 20/7/2021

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 20 تموز 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مسح ميداني من قبل الجيش لمكان إطلاق الصواريخ في سهل القليلة

باسيل يُحضّر “مفاجأة”.. والتسمية بين ميقاتي ونواف سلام؟

جنبلاط مع الحريري في التسمية والتسوية... والتزكية!

عون يحفظ "حق التأجيل"... فهل يتكرّر سيناريو "الطاشناق"؟

"تومبولا" التكليف: خلط أوراق بانتظار "سحب" الإثنين!

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

متظاهرون إيرانيون في مدينة إيذج يطلقون شعار الموت لخامنئي

إيران إنترناشيونال: اعتقال ناشطين خلال تجمع أمام وزارة الداخلية بطهران لدعم الأهواز

روسيا: طالبان "سئمت" من الحرب ومستعدة لتسوية سياسية .. جاءت تصريحات الموفد الروسي بعد جولة تفاوض بين ممثلي طالبان والحكومة الأفغانية استضافتها الدوحة

اليمن: إيران ألقت بكل قدراتها في المعارك الأخيرة/وزير الدفاع اليمني يؤكد أن طهران تتوهم بأن "طريق التمدد ستكون سهلة"

السيسي يؤكد لجونسون تمسك مصر بحقوقها التاريخية في مياه النيل

رئيس وزراء بريطانيا شدد للسيسي على أهمية استئناف التفاوض للتوصل لحل عادل بشأن سد النهضة

بايدن يمدد حالة الطوارئ الخاصة بلبنان... ويحذر: نقل الأسلحة الى حزب الله يهدد أمننا القومي

سوريا دولة مخدرات تصنيعاً واستخداماً..الكبتاغون "نعمة" للأسد

مخيمات الشمال السوري.. مُدن مكتظة بلا آمال بالعودة

قتلى للنظام بقصف مكثّف للمعارضة في ريفي إدلب وحلب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون يستعجل الاستشارات وميقاتي يراجع حساباته/منير الربيع/المدن

التغيير المنشود لا يتوقف عند الإعتذار/العميد الركن خالد حماده/اللواء

في تَفاهَةِ المنظومَةِ وارتِهانِها... فِعْلٌ اجراميٌ فاضحٌ/د. حارث سليمان/جنوبية

الإغتيال في لبنان والعراق: البصمة... واحدة/فارس خشان/النهار العربي

العهد: «أُكِلتُ» يوم أُكِلَ «الثور الأبيض»/جورج شاهين/الجنهورية

السلطة تُمهِّد للقمع في 4 آب/طوني عيسى/الجمهورية

السرّ في الصندوق/سناء الجاك/نداء الوطن

علّمه والده كيف يواجه سخرية الناس وينظر في عيونهم..قالوا عنه "قزماً" فابتسم لهم وحلّق ممتلئاً بالنِعم/نوال نصر/نداء الوطن

دفن إميل بيطار اليوم مرتين...لماذا لفلفة قضيّة الطعم المزوّر في مستشفى البترون؟/نوال نصر/نداء الوطن

الأسد يبتزّنا بـ"ودائع السوريّين" بعد تحسّسه قرب وقف الدعم/عماد الشدياق/أساس ميديا

فصل ثالث من كتاب فايز قزي "حارس قبر الجمهورية"... قبرٌ لا قصر/نداء الوطن

"المجلس الأعلى" يُعيد كرة حصانة صليبا إلى المحقّق العدلي/كلير شكر/نداء الوطن

"عريضة" طائفية لحماية رؤوس "رفيعة" غارقة في "حفرة" النيترات النووية/ألان سركيس/نداء الوطن

عون يستبق الاستشارات بمجلس حكومي مصغّر/منير الربيع/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية أبرق الى الرئيس العراقي ورئيس الوزراء معزيا: لاجتثاث الارهاب من جذوره

شمعون عرض الاوضاع مع سعيد

التيار المستقل: عقد التكليف والتشكيل تكمن في صراعات مزمنة أنتجها الطائف بصلاحيات مبتورة

الكتائب: نقل ملف انفجار المرفأ الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء تثبيت لنظرية الإفلات من العقاب

الأحرار: نعول على الجيش والقوى الأمنية للجم الانفلات الأمني

أمين الريحاني: خطاب طويل في سبيل الإنسانية/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ المَخْفِيَّة، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون

إنجيل القدّيس لوقا11/من42حتى46/قالَ الرَبُّ يَسُوع: «ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ وَالسَّذَابِ وَكُلِّ البُقُول، وَتُهْمِلُونَ العَدْلَ وَمَحَبَّةَ ٱلله. وَكانَ عَلَيْكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ وَلا تُهْمِلُوا تِلْكَ. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الفَرِّيسِيُّون! يَا مَنْ تُحِبُّونَ صُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، وَالتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات.أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ المَخْفِيَّة، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون». فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّوْرَاةِ وَقَالَ لَهُ: «يا مُعَلِّم، بِقَوْلِكَ هذَا، تَشْتُمُنا نَحْنُ أَيْضًا». فَقَال: «أَلوَيْلُ لَكُم، أَنْتُم أَيْضًا، يا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرهِقَة، وَأَنْتُم لا تَمَسُّونَ هذِهِ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُم.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الحريري يقتل ابيه مجدداً برفضه رفع الحصانة عن النواب المتوطين في تنفجير المرفأ

الياس بجاني/20 تموز/2021

توقيع المستقبل العريضة النيابية الرافضة رفع الحصانة عن النواب المطلوبين في جريمة تفجير المرفأ تؤكد تبعية الحريري لسيد امونيوم

 

بظل الإحتلال كل من يشارك بالحكم وعلى أي مستوى يكون مجرد اداة بيد المحتل

الياس بجاني/20 تموز/2021

بظل احتلال حزب الله كل النواب ورؤساء الحكومات والوزراء، ومين ما كانوا، وشو ما كانت اساميهم، وشو ما كانت وعودهم هم ادوات بيد المحتل

 

في حال كُلّف نواف سلام لتشكيل الحكومة سيكون مجرد أداة بيد المحتل الإيراني وأسير سيد أمونيوم

الياس بجاني/19 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/99548/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%81-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%8a%d8%b3%d9%82%d8%b7-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%b1%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82/

عاد التداول باسم نواف سلام بشكل لافت لتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك عقب اعتذار سعد الحريري الذي كان كلفه حزب الله ليس ليشكل بل لتضييع الوقت خدمة للأجندة الإيرانية المدمرة. ومع العودة إلى التداول بأسم سلام هذا نعيد نشكر ما كنا كتبناه عن استسلامه وخنوعه، وعن مواقفه “المخصية” سيادياً والمتناغمة مع هيمنة وأحتلال حزب الله الشهر الماضي.. نذكر لعلى في الذكرى بعض الفائدة.

***

نواف سلام يُسقط بالضربة القاضية الذاتية الأقنعة عن شخصه والهالة معاً ويقدم أوراق اعتماده لحزب الله

الياس بجاني/07 حزيران/2021

 

لا احترام ولا مصداقية لمن يرتضي بذل دور البوق والمتزلم لصاحب شركة حزب

الياس بجاني/18 تموز/2021

صعب احترام صحافي أو سياسي أو نائب قابل بذمية دور البوق عند صاحب أو وكيل شركة حزب خصوصاً عندما يكون الحزب عميل للخارج ومجند بعسكره

 

لا حلول في لبنان بظل احتلال الإرهابي حزب الله قبل التدول وتنفيذ القرارات الدولية

الياس بجاني/18 تموز/2021

لبنان بلد يحتله حزب الله الفارسي والإرهابي وحكامه وأطقمه السياسية والحزبية دمى وأدوات. الخلاص فقط بالتدويل وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان

 

حزب الله لم يحرر الجنوب بل هو من يحتله ويهجر ويفقر ويذل أهله

الياس بجاني/18 تموز/2021

كل ذمي لا يزال يقول بأن حزب الله حرر الجنوب سنة 2000 ولم يحتله هو عدو للحقيقة ولكل ما هو لبنان ولبناني. حزب الله يحتل كل لبنان

 

فيصل كرامي من يومه الأول بالسياسة اداة تيرسو بيد سيد أمونيوم

الياس بجاني/16 تموز/2021

قمح بدها تاكل حني إذا فرنسا والسعودية متبنين الحاقد والأردوغاني والأداة الملالوية فيصل كرامة لرئاسة الحكومة. غباء وذمية وجبن دولي

 

شارل جبور وسرج داغر في برنامج "صار الوقت": الطرح ونقيضه

الياس بجاني/16 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100673/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%ac%d8%a8%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%b3%d8%b1%d8%ac-%d8%af%d8%a7%d8%ba%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7/

سامي الجميل لقناة الحدث: “لن نتمكن من إنقاذ لبنان ما دام حزب الله يسيطر عليه”. (الجمعة 16 تموز 2021)

بداية كيف يرى سامي الجميل بأن الحل هو بالذهاب إلى انتخابات نيابية، في حين هو يقول ومش حدا غيرو واليوم ومش مبارح: “لن نتمكن من إنقاذ لبنان ما دام حزب الله يسيطر عليه”.. هذا ضياع بوصلة ما بعده ضياع!!

حصل أمس في حلقة "صار الوقت" عبر شاشة الـ mtv، مع مرسال غانم، أنّ شارل جبور (قوات المعرابي) وِسرج داغر (كتائب الفتى ابن بيّو)، لم يتركا تهمة لها علاقة بالتعطيل والهيمنة إلّا وأطلقاها على حزب الله.

لا شكّ أنّ تشخيصهما واقع سيطرة حزب الله على لبنان، من ألفه إلى يائه، كان صائبًا و "كتّر الله خيرُن"، لأنّ هذا الحزب الإرهابي والإجرامي والملالوي، والفارسي النشأة، هو فعلا يحتلّ البلد ويُحكم الإمساك برقاب كل الحكّام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب "النرسيسيين" فيه، ويتحكّم بألسنتهم ورُكبهم، وهم عملياً مجرد أدوات ذليلة ومطواعة و "ذمّيّة" و "طروادية" تنفّذ ما يُقرّره الحزب عنها ولا تُقرّر، وهم مُكتفون بما ينعم عليهم به من فتات حكمه وسلطته ومغانمه المالية، وهي مغانم حرام.

إلا أنّ الفرحة لم تكتمل أمس، إذ ما لبث الجبّور أن عاد "وكسرها بدلًا من أن يجبرها" حين بدأ يُسوّق للانتخابات النيابيّة، ومثله كسرها السَّرج وعلى نفس الموجة الشعبوية. فبعد أن أكّد الاثنان، كلّ بدوره، أنّ حزب الله هو مَن يُدير دفّة البلاد ويسيّرها من دون رادع وحسب أجندته الإيرانيّة، عاد الاثنان، وكلّ بدوره أيضًا، وناقضا نفسيهما ودعيا الناس إلى التغيير من خلال صناديق الاقتراع!

تناقض ما بعده تناقض... إذا كان الحزب مهيمنًا على البلد ومتحكّمًا بحكّامه وقراره، وهذا هو الواقع 100%، فكيف تكون الانتخابات بظله هي الحلّ؟

وهل المنظومة الحاكمة التي يُطالبان بتغييرها هي من تقرر وتنفّذ، أم هي مجرد وجه "بربارة" و "بَرَڨان" يتلطى خلفهما المحتل اللاهي؟

الجبّور والسَّرج يُريدان تغيير المنظومة الحاكمة التي بحسب كلامهما هي مسيَّرة بآلة تحكّم يُمسكها حزب الله ويمعن بتخريب البلاد بتوجيه المنظومة من خلالها!

وبأيّ قانون انتخابي يُريد الجبور والسَّرج التغيير؟ بالقانون نفسه الذي أعطى في العام 2018 حزب الله الأكثريّة وآلة التحكّم! 

وعلى مَن يتّكلان للتغيير؟ هما يتّكلان على أصوات الثوّار، والثوّار من حزبيهما بَراء! فالأوّل (الجبّور) لا ينفك يهاجم الثوّار لأنّهم يعتبرون حزبه من "كلن"، إذ يخجل حزبه أن يجاهر بانضمامه إلى الثورة، ولا يجرؤ على تحديد موقف واضح منها. بينما الثاني (السَّرج) انضمّ حزبه إلى الثورة متأخّرًا أحد عشر شهرًا، وهو غير مقبول بعد من أطيافها كافة، وتسبّب بشرخ داخل صفوفها.

ماذا نُسمّي أشكال جبّور والسَّرج مِمَّن يُشخّصون مرض السرطان في حزب الله الاحتلالي، ويكتفون بوصف "ريشتّات" بأدوية مسكّنة لآلام باطن يد المنظومة الحاكمة!!؟ ماذا نُسمي أشكال هؤلاء ممّن يضيّعون الناس ويحاولون جرّهم إلى انتخابات لا القانون فيها لصالحهم، ولا يُصيبون أصل العلّة من خلالها، ولا أصوات الناس مؤيّدة لسلوكهم لاسيّما بعد انحرافهم عن مسلكهم النضالي إلى "الذمّيّة"!!؟ ماذا نُسمّي هؤلاء؟؟؟ خونة؟ متآمرين؟ دمى بيد المحتل؟ أم أغبياء جاهلين؟ في الحقيقة كلّ هذه الصفات تصحّ فيهم.

نحن نرى، ومعنا كثر، أنّ عمى البصر والبصيرة السيادي والاستقلالي و "التونالي" هو سبب "بومرة" المعرابي والفتى الببغائي المملّ، على لازمة "المنظومة الحاكمة"، وما غايتهما سوى زيادة عدد نوابهما ولو عن طريق استرضاء المحتل الفارسي واستعطافه لنيل رضاه بإقامتهما مكان "المنظومة الحاكمة" الحالية.

باختصار، إنّ كلّ من يسعى لتغيير المنظومة الحاكمة عن طريق انتخابات تخدم المحتل، وليس تحرير لبنان من الاحتلال، هو كالأفعى التي تبدل جلدها دون أي تغيير في طبيعة سمومها، ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ قبل فوات الأوان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الحريري لم يعتذر، ولكن حزب الله “شحتو” بعد أن عطل من خلاله تشكيل الحكومة ل 9 أشهر خدمة لإملاءات الملالي الفرس

الياس بجاني/16 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100648/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%b9%d8%aa%d8%b0%d8%b1%d8%8c-%d9%88%d9%84%d9%83%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8/

بداية، فإن الحريري وعون وكل أفراد المنظومة السياسية والحزبية المافياوية، وكل من يلف لفهم ويقول قولهم، هم مجرد أدوات ذليلة وطروادية بيد المحتل اللاهي، حزب الله.

هم جميعاً في هذه الوضعية المخجلة وبرضاهم، لأنهم عبدة سلطة ونفوذ ومال، وآخر الهموم على قلوبهم المتكلسة، وعلى ضمائرهم المخدرة مصالح لبنان واللبنانيين.

ومن هنا، فالحريري اليوم حقيقة لم يعتذر عن تشكيل الحكومة لأن حزب الله لم يكلفه أصلاً ليشكل، بل ليعطل التشكيل خدمة لأجندة ملالي إيران اللذين يستعملون لبنان وشعبه من خلال حزبهم الإرهابي، حزب الله، كورقة في تعاطيهم مع أميركا والغرب والعرب لا أكثر ولا أقل.

وعملياً، فإن الحريري كان انتهى كسياسي حر وسيادي وصاحب مصداقية يوم ارتضى الرضوخ لإرهاب حزب الله سنة 2016، وهو يعلم علم اليقين بأنه اغتال والده.

يومها دخل برجليه القفص الإيراني، وبصم بالعشرة عند حزب الله على الصفقة الرئاسية الخطأ والخطيئة، ووافق بموت ضمير، وطروادية، وجشع سلطوي ومالي، وبمعيته المعرابي ما غيرو، وافق على التعايش بذل وخنوع، وعمى بصر وبصيرة، وموت وطني واستقلالي على احتلال الحزب للبنان، وعلى دويلته، وسلاحه، وحروبه وإجرامه، وذلك مقابل فتات سلطة وعمولات صفقات وسمسرات على حساب البلد وأهله واستقلاله.

والأخطر في تكويعة هذا السعد الذي لم يجلب للبنان وللبنانيين غير التعاسة والكوارث، ليس فقط دخوله قفص حزب الملالي، والبصم على الصفقة الرئاسية التي سلمت الحزب لبنان، بل تخليه ودون أن يرمش له جفن عن المحكمة الدولية وركنها في أدراج قريطم.

المزعج في تعاطي هذا “السعد” مع اللبنانيين هو تكراره الببغائي والممل ل لازمة “انه يضحي” من أجل لبنان، فيما الحقيقة أنه ضحى بلبنان وبسيادته وباستقلاله وبقراره وبحاضر ومستقبل اللبنانيين، وذلك عن جهل وغباء، وعلى خلفية جشع مالي وسلطوي غرائزي قاتل.

في النهاية خسر “هذا السعد” كل شيء، ومعه ومع المعرابي المتشاطر والموهوم بكرسي رئاسة مخلع، ومع عون وصهره “الفجعانين والترابيين والعاشقين لمفهوم وثقافة الأبواب الواسعة”، وصل لبنان إلى قعر ما تحت قعر جهنم، وأصبح تحت حكم وسلطة وفجور واحتلال حزب الله.

يبقى أن المحتل، حزب الله الإرهابي والمجرم، هو من يحكم البلد، وهو من يتحكم برقاب وألسنة وركاب وقرار الحكام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب كافة، وبالتالي لا خلاص للبنان، قبل الخلاص من هذا المحتل الفارسي وتحرير البلد من احتلاله، وبنفضة “وتكنيس” لكل إفراد الطاقمين السياسي والحزبي العفنين.

إن الخلاص المنشود هذا لن يأتي من داخل لبنان، لأن البلد وأهله هم رهائن ومخطوفين، بل من الخارج وعسكرياً، وذلك بإعلانه دولة فاشلة ومارقة، واستلام حكمه بالكامل من قبل الأمم المتحدة، وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي، اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559، 1701 و1680.

في الخلاصة فإن كل الدلائل المحلية والدولية والإقليمية تشير إلى قرب التدخل الغربي والعربي عسكرياً، وعن طريق الأمم المتحدة لفك اسر لبنان واللبنانيين، ولإنهاء دور ووجود وفجور حزب الله العسكري والإحتلالي.. وغداً لناظره قريب

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الشهيد كميل كركور: ثاني شهداء حراس الأرز الذين رووا بدمائهم تراب لبنان ليبقى شامخاً وعلى جبينه مسحات عز وعنفوان

أبو أرز- اتيان صقر/20 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100765/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d9%83%d9%85%d9%8a%d9%84-%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%88%d8%b1-%d8%ab%d8%a7/

الشهيد كميل كركور هو ثاني شهداء حراس الأرز الذين رووا بدمائهم تراب لبنان ليبقى شامخاً وعلى جبينه مسحات عز وعنفوان. استشهد وعمره ١٦ ربيعا”، يحمل البكالوريا اللبنانية. كانت هواياته الصيد وكرة القدم. من الميزات التي تحلى بها: اثبات الشخصية والوجود، حساس وذكي، شريف ذو طيبة ونظافة أخلاقية، نظامي وواقعي يتصف بالنضج المبكر الذي يمكّنه من تحمل المسؤوليات على أنواعها، اضافة الى حنانه وطاعته وتواضعه.. اجمل ما فيه تفرده بالمسؤولية وبأنه اذا اراد ان يقوم بمهمة او تنفيذ امر ما وجدته بين الأوائل الذين ينفذون حتى الدقة اللامتناهية. كان الشهيد كميل كركور ذا شخصية محببة الى الأهل والاصدقاء والاقارب، في عينيه مشاريع تصميم كثيرة. تشعر وانت تحدثه كأنك في حضرة انسان يفتش عن الأجمل والأفضل ويلهث دوما" وراء الواقع غير المزيف أو المتصنع. جريء مقدام في طليعة المقاتلين. كان صبورا" عنيدا" يقظا" حذرا" يدفعه حب لبنان دفعا" مجانيا".

عندما تحدثك أم البطل كميل عن كميل تقول: "أرادني دوما" ان اكون واقعية، طبيعية وان اخلع عني ثوب التقاليد القديمة البالية"، وتضيف: " انا اليوم انفذ قدر المستطاع وصيته لي بأن أكون أم البطل كميل. عندما أصيب ذهبت الى المستشفى لأشاهده التفتت اليه التفاتة اعجاب دون ذرف أية دمعة وقلت له: "مع السلامة يا بطل" عندما جيء به الى البيت شهيدا" للبنان وامته استقبلته بهذه العبارة التي أتحدى فيها الموت عن سابق تصميم واقتناع: "يا اهلا، يا اهلا بالبطل كميل". ام ابكه وما كنت اطيق ان ابكيه لأنه هيأني سلفا" لتقبّل كل ما سيحدث. كنت أطرد خارجا" كل من كان في بيتي يبكيه، وكانوا يقولون أن في ذلك بعض القسوة واللاحنان ! فأجيب انها وصيته لي وانا انفذها باقتناع وتصميم أكيدين وأحب كلمة على قلبي هي أن يقال أني "ام كميل البطل". بعض من أقواله المأثورة: "طلعوا من هالاشيا القديمة، ما تبكوا على ميت. ما تمثلوا انكن حزنانين وبعدين تضحكوا،  كونوا واقعيين" وجهت والدته اليه هذه الكلمات: "صنعت مجدك بيديك، أعطيت الشيء الكثير للبنان ونحن لا نستطيع ان نعطيه القليل الذي اعطيته، احب ترداد سيرتك باستمرار لانك لم تكن جبانا" كما الاخرون احببت وطنك حتى الاستشهاد، عانقت الموت من أجل لبنان"انتسب الشهيد كميل كركور الى حراس الأرز في ٢٠-١- ١٩۷٦ واستشهد في معركة الفنادق.

الرحمة لشهدائنا الأبطال الأبرار

#لبيك_لينان

 

إسرائيل تتوعد بالرد "علناً أو سراً" على كل خرق يأتي من لبنان..يأتي ذلك بعد ساعات من سقوط صاروخين أطلقا من جنوب لبنان في شمال إسرائيل ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق 12 قذيفة مدفعية

دبي – العربية.نت/20 تموز/2021

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل سترد على أي "خرق" للسيادة يأتي من لبنان. ووفقا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فقد قال كوخافي: "لبنان في مرحلة انهيار، ولحزب الله دور مهم في هذا الانهيار. رغم ذلك، لن نسمح بإطلاق نار من النوع الذي تم في الصباح الباكر باتجاه البلدات الشمالية، وسنرد ونهاجم علناً أو سراً على كل خرق للسيادة يأتي من لبنان". وأوضح أدرعي أن تصريحات كوخافي جاءت خلال حضوره اليوم ندوة "لتلخيص سلسلة تدريبات للقوات البرية لفحص جاهزيتها للحرب على جبهة لبنان". من جهته، قال الجيش اللبناني اليوم، إن منطقة وادي حامول تلة أرمز جنوبي البلاد تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي بينما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن القوات الإسرائيلية ألقت قنبلة دخان خارج بلدة شبعا، بعد إطلاق صاروخين من جنوب لبنان خلال الليل. وأصدر الجيش بياناً أوضح فيه أن القصف لم يؤد لوقوع إصابات أو حدوث أضرار، مضيفاً أن المنطقة استُهدفت بـ12 قذيفة مدفعية عيار 155. وأضاف البيان: "عثرت وحدة من الجيش في محيط منطقة القليلة على 3 مزاحف لإطلاق صواريخ من نوع غراد 122 ملم على أحدها صاروخ كان معداً للإطلاق تم تعطيله من قبل الوحدات المختصة". ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أن صاروخين أطلقا من جنوب لبنان تسببا في انطلاق صافرات الإنذار في شمال إسرائيل. وأضاف أن الدفاعات الصاروخية أسقطت أحد الصاروخين بينما سقط الآخر في منطقة مفتوحة ولم يسفر عن وقوع أضرار، مضيفاً: "سنبقى متأهبين على كل الجبهات". من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في كلمة صباح اليوم، إن "كل من سيحاول الاعتداء علينا سيدفع ثمنا باهظا"، واصفاً لبنان بأنه "على حافة الانهيار مثله مثل كل دولة تتموضع فيها إيران"، وأن مواطنيه قد أخذوا "رهائن بيد خامنئي ونصر الله في خدمة المصالح الإيرانية". وأضاف: "هذا مؤسف ولكن لن نقبل بانزلاق الأوضاع في لبنان إلى داخل إسرائيل". بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان، إن لبنان مسؤول عن إطلاق الصواريخ الليلة الماضية، وإن "إسرائيل ستتصرف ضد أي تهديد لسيادتها ومواطنيها". وأضاف غانتس: "لن نسمح للأزمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في لبنان بأن تتحول إلى تهديد أمني لإسرائيل". وكان إطلاق الصواريخ من لبنان أول حادث من نوعه عبر الحدود منذ مايو الماضي، عندما أطلق مسلحون فلسطينيون صواريخ على إسرائيل خلال الحرب التي استمرت 11 يوماً بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

 

إطلاق صاروخين من لبنان على إسرائيل.. وتل أبيب ترد

سكاي نيوز عربية/20 تموز/2021

أفاد الجيش الإسرائيلي بأن صاروخين أطلقا من لبنان، الثلثاء، تسببا في انطلاق صافرات الإنذار في شمال إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الصاروخية أسقطت أحد الصاروخين، بينما سقط الآخر في منطقة مفتوحة، ولم يسفر عن وقوع أضرار. وفي المقابل، قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي في منطقة جنوب لبنان ردًا على إطلاق القذيفتيْن الصاروخيتيْن من لبنان نحو إسرائيل. ودوت صفارات الإنذار في منطقة الجليل الغربي بعد رصد إطلاق قذيفتيْن صاروخيتيْن من داخل لبنان نحو إسرائيل. ولم يتم إنذار السكان بأي تعليمات جديدة من قبل قيادة الجبهة الداخلية.

 

“اليونيفيل”: نحقق في إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل

الوكالة الوطنية للإعلام/20 تموز/2021

أصدر نائب مدير المكتب الاعلامي لـ”اليونيفيل” كانديس آرديل البيان الآتي:

“عند حوالى الساعة الرابعة من صباح هذا اليوم، رصد رادار لليونيفيل إطلاق صواريخ من منطقة تقع الى الشمال الغربي من القليلة باتجاه إسرائيل. كما رصد رادارنا في وقت لاحق إطلاق نيران مدفعية من قبل الجيش الإسرائيلي. إن اليونيفيل على اتصال مباشر مع الأطراف للحث على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد. كما ان آليات الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها تقوم بعملها على أكمل وجه. وجنبا الى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية، عززنا الأمن في المنطقة وبدأنا تحقيقا”.

 

إسرائيل تستهدف منطقة في الجنوب بـ12 قذيفة!

الجيش اللبناني/20 تموز/2021

أعلنت قيادة الجيش– مديرية التوجيه في بيان أنه “بتاريخ 20 / 7 / 2021 ما بين الساعة 3.35 و4.45، تعرضت منطقة وادي حامول تلة ارمز لقصف مصدره مدفعية الجيش الاسرائيلي، ولم يفد عن وقوع إصابات أو حدوث أضرار. وقد استهدفت المنطقة بـ 12 قذيفة مدفعية عيار 155 على خلفية ادعاءات اسرائيل بسقوط صاروخين في أراضيها مصدرها لبنان.وقد عثرت وحدة من الجيش في محيط منطقة القليلة على 3 مزاحف لإطلاق صواريخ نوع غراد 122 ملم على أحدها صاروخ كان معداً للإطلاق تم تعطيله من قبل الوحدات المختصة”.

 

إسرائيل: لن نسمح بأن تتحوّل الأزمة في لبنان إلى تهديد أمنيّ لبلادنا...

الجمهورية/20 تموز/2021

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في أول تعليق له على إطلاق صاروخين من لبنان تجاه شمالي إسرائيل، في وقت سابق فجر اليوم الثلاثاء، أنه "لن يسمح بأن تتحول الأزمة في لبنان إلى تهديد أمني لبلاده". واعتبر غانتس في تغريدات على حسابه عبر "تويتر": "المسؤول عن إطلاق الصواريخ الليلة الماضية هو الدولة اللبنانية التي تسمح بتنفيذ الأعمال الإرهابية من أراضيها". وأضاف، أن بلاده ستعمل على مواجهة "أي تهديد لسيادتها ومواطنيها وسترد وفقا لمصالحها في الزمان والمكان المناسبين". وتابع غانتس في تغريدة منفصلة: "لن نسمح للأزمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في لبنان بأن تصبح تهديدا أمنيا لإسرائيل"، مضيفا "أدعو المجتمع الدولي إلى التحرك لإعادة الاستقرار إلى لبنان". في سياق متصل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن هناك تقديرات في إسرائيل تشير إلى أن "عناصر فلسطينية في لبنان هي المسؤولة عن إطلاق صاروخين تجاه منطقة الجليل الغربي شمال إسرائيل، أسقطت منظومة القبة الحديدية أحدهما بينما سقط الآخر في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات". وردت المدفعية الإسرائيلية بإطلاق قذائف تجاه جنوب لبنان، عقب إطلاق الصاروخين، وفق المصدر ذاته.

 

بينيت: لن نقبل بانزلاق الأوضاع في لبنان إلى إسرائيل

 روسيا اليوم ة/20 تموز/2021

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، تعقيبا على إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، “أننا لن نسمح بالمساس بالسيادة الإسرائيلية وبأمن إسرائيل”. وأضاف بينيت من مدينة معالوت الشمالية: “أقول بشكل قاطع وواضح: لن نسمح بالمساس بالسيادة الإسرائيلية وبأمن إسرائيل. كل من سيحاول الاعتداء علينا سيدفع ثمنا باهظا”. وشدد على أنه “لن نقبل بانزلاق الأوضاع في لبنان إلى داخل إسرائيل”، مشيرا إلى أن “كل من سيحاول الاعتداء علينا سيدفع ثمنا باهظا”.وتابع: “نعمل باستمرار، ليل نهار، على جميع الساحات وسنواصل ذلك. لبنان على حافة الانهيار، مثله مثل كل دولة تتموضع فيها إيران”. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “مواطني لبنان أخذوا رهائن بيد المرشد الإيراني علي خامنئي والأميم العام لحزب الله حسن نصرالله في خدمة المصالح الإيرانية”، معتبرا أن الأمر مؤسف.

 

خلصنا من سكرة نقابة المهندسين، ماذا عن طلب رفع الحصانات؟

مروان الأمين/فايسبوك/20 تموز/2021

١- في نواب، وزير داخلية، مجلس أعلى للدفاع، رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس الوزراء، الخ، يرفضون التجاوب مع طلب رفع الحصانات.

٢- في نواب بكل فجور يريدون حماية المتهمين من خلال عريضة لتشكيل "المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء"، طز فيكم وبهالمجلس وبالرؤساء والوزراء.

٣- وين نقابة المحامين من يلي عم يصير؟؟؟ وين نقيب المحامين يلي وصلتو "الثورة"؟؟ ليه ما استثنوا قضية تفجير المرفأ من إضراب المحامين؟؟؟

٤- وين مجموعات "الثورة"؟؟ وين الضغط على السلطة للتجاوب مع طلب رفع الحصانات؟؟؟ وين كانت مجموعات الثورة لما كانوا اهالي الضحايا عم يتحركوا وينضربوا؟؟

٥- وين موقف مجموعات "الثورة" من نقيبهم في نقابة المحامين؟؟ ام ان الهدف خوض معركة من أجل "المعركة" فقط؟؟ ما بتستنفر مجموعات الثورة إلا إذا في انتخابات وصراع على منصب، بعد الحصول عليه تدخل في سبات.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 20/7/2021

وطنية/الثلاثاء 20 تموز 2021

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أضحى مبارك، وعسى معاني التضحية ومفاهيمها تشفع بهذا الوطن لبنان واللبنانيين المضحين الصامدين ما بعد حدود الصمود، والصابرين ما فوق طاقة أيوب وصبره، والمتوجسين بما يوازي توجس النبي إبراهيم.

ولعل جوهر مسار التضحية من أبي الأنبياء كبير القوم النبي إبراهيم بولده، يدل على سمو النفس ومسؤولية الكبار في حياة شعب وقوم وحياة وطن وأمة، فيما عين الخالق ترى مليا معاناة الذين يتكبدون ويسعون ويصبرون، وتعلم ما يختلج الناس الذين ينتهجون التضحية الحقيقية، مثلما ترى الذين يتشبثون بأنانياتهم وعنجهياتهم ومصالحهم الضيقة ما يجعل مواطنيهم، هم الأضاحي...

عطلة الأضحى المبارك اليوم وغدا وبعده وإلى نهاية هذا الأسبوع في لبنان، من المفترض أن تكون مجالا لتشاور في اتجاه تأمين أجواء سياسية ملائمة، من أجل أن يحل بإيجابية عالية يوم الإثنين المقبل- موعد الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري لتسمية شخصية تكلف تشكيل الحكومة.

أوساط سياسية مراقبة، وضعت الإحتمالين السلبي والإيجابي مناصفة في كفتي ميزان الوضع المتعلق باستشارات التكليف... فقد أوضحت أن "أكثر من أربعة أسماء من الشخصيات السنية مطروحة، لكن غطاء المكون السني في الوطن وموقف رؤساء الحكومات السابقين من أي شخصية مرشحة للتسمية والجو العام أمر غير واضح أو غير متوافر حتى الآن"، فيما اتصالات ستظهر غدا وبعده ومنها عبر قصر بعبدا، قد تفضي بنتائجها الى انقشاع إسم من الأسماء المطروحة ليتكلف تأليف الحكومة، وإلا سيتقدم احتمال إرجاء الاستشارات...

في الوقت نفسه، الأوساط لم تغفل تأثيرات الأوضاع الإقليمية وملفاتها في مسار الأمور على الساح اللبنانية.

خطب الاضحى المبارك في بيروت والمناطق ركزت على إدانة "العيشة غير الكريمة"، وظروف الذل التي يكابدها ثمانون في المئة من الشعب اللبناني"، وحملت "الموجودين في السلطات كامل المسؤوليات"... الخطبة المركزية القاها الشيخ أمين الكردي في جامع الامين، ممثلا المفتي دريان الموجود في الحج في مكة المكرمة. ورأى فيها أن "مصيبتنا هي أن كثيرا من الذين تولوا السلطة هم من أمراء الحرب أو من الفاسدين والمفسدين، أو من الساكتين عنهم".

لكن قبل أن ترفع صلوات العيد وأن يؤم المشايخ المصلين في الجوامع والمساجد صبيحة هذا اليوم، سجل في الثالثة والنصف فجرا حادث في الجنوب اللبناني الحدودي، حيث أطلق صاروخان مجهلا الهوية في اتجاه فلسطين المحتلة..وبعد وقت قصير قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالمدفعية منطقة وادي حامول قرب القليلة- قطاع صور... مواقع إخبارية وضعت ما حصل في خانة تبادل الرسائل.

كورونيا، تم تسجيل حالة وفاة واحدة، و 632 إصابة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

تفاصيل النشرة نبدأها من الذي حصل فجرا في الحدود الجنوبية، وخرق الرتابة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أضحى مباركا.. يحل العيد على اللبنانيين وهم ليسوا في أحسن حال، والبهجة التي يزرعها في نفوسهم عادة تغيب هذا المرة، تحت وطأة هجمة شياطين الهموم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية، ووحوش الغلاء الفاحش الذي لا يبقي ولا يذر.

وفي السياسة، تتصدر المشهد الاستشارات النيابية التي ضرب لها رئيس الجمهورية موعدا الإثنين المقبل. ومن الآن حتى الإثنين، يفترض أن تستغل الكتل السياسية فترة الأسبوع التي تسبق هذا الموعد، بما فيها عطلة العيد، لإجراء إتصالات في ما بينها في محاولة لوضع رسم تشبيهي للشخصية التي يمكن ان تخوض مغامرة التكليف، فالتأليف الحكومي.

أما مغامرة الإنفلات الاقتصادي والمعيشي فتتكرر مشاهدها جنونا في الدولار والأسعار، وطوابير أمام محطات البنزين، ومولدات في حال تقنين بسبب شح المازوت، ناهيك عن الأدوية ونيرانها...

وعلمت الـNBN أن إعتمادات البواخر ستفتح يوم الجمعة للبنزين والمازوت، ما يمكن أن يعكس نسبة إنفراج محدودة في السوق المحلي والإستهلاك، لا سيما في مادة المازوت التي تعاني شحا كبيرا نتيجة تخزينها وبيعها في السوق السوداء.أما عيدية الفقراء، فكانت قرارا صباحيا برفع سعر ربطة الخبز إلى 4500 ليرة.

وفي الشأن الأمني، توتر محدود على الحدود اللبنانية-الفلسطينية تخلله إطلاق قذائف متبادل. وفي الوقت نفسه عدوان إسرائيلي جديد على سوريا،استهدف هذه المرة ريف حلب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

رمى الحجيج جمراتهم على الشياطين، وقدموا الأضاحي وقصروا شعورهم وفق المناسك والتعاليم، فيما شياطين الأمة لم يقصروا عن رمي جمرات حقدهم على كل من خالفهم الرأي، بل على الموالين لهم قبل المعارضين.

أبعد من فضيحة كشفها "بيغاسوس" pegasus الإسرائيلي يوم أداره السعودي والإماراتي، فبرنامج التجسس هذا سلطه محمد بن سلمان على اللبنانيين، وفق ما كشفه الفرنسيون ضمن فضيحة هي الاصعب منذ قرار ولي العهد السعودي قتل الصحفي المعارض جمال الخاشقجي.

بالمقدمة نفسها التي بدأها في قضية الخاشقجي - أي التجسس على هاتفه، بدأ بن سلمان برنامج التجسس في لبنان، كما فصلت صحيفة "لوموند" الفرنسية. فبرنامج "بيغاسوس" pegasus الذي اشترته السعودية والامارات من شركة إسرائيلية، استخدمته للتجسس على رئيس الجمهورية اللبنانية، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورؤساء أحزاب موالية له واخرى معارضة، ونواب ووزراء وقادة أمنيين، وعدد من الصحفيين.

وما يفوق الفضيحة السعودية- الإماراتية هذه، هو صمت جل اللبنانيين - سياسيين وأمنيين ومسؤولين وإعلاميين - أدعياء السيادة والحرية والعلاقات الأخوية مع السعودية، الذين يحجون الى سفارتها كلما انزعج خاطر المملكة او سفيرها بكلمة او موقف، ولم يجدوا لأنفسهم ولكراماتهم موقفا من هذه الجريمة التي يرتكبها ثنائي التخريب العربي، بحق الدولة اللبنانية ومسؤوليها وأمنها وشعبها.

وعسى أن يكون هذا الدليل الإضافي تأكيدا للمواطنين العاقلين عن نوايا هؤلاء التخريبية بحق لبنان، شركاء الحصار والتجويع والتأزيم السياسي والمالي، المتربصين مع أحقادهم بهذا البلد وأهله.

فيما السؤال الخطير، لماذا هذا التجسس وما هي أهدافه؟، ولماذا ضد الموالين لهم قبل المعارضين؟، هل هو مقدمة للتلاعب الأمني في لبنان عبر اغتيالات وتفجيرات؟، وهل من نوايا للتصعيد بعد أن صمد اللبنانيون في الحرب الاقتصادية المفروضة عليهم الى الآن؟. لعل عند مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق ديفد شينكر الجواب، الذي دعا قبل أيام أتباعه في لبنان، للاستعداد للتحركات كما في العام 2005..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إذا تريث رئيس الجمهورية في الدعوة الى استشارات التكليف، إفساحا في المجال أمام المشاورات بين الكتل، قالوا إنه يعطل تسمية رئيس جديد للحكومة ويتجاوز الصلاحيات ويخالف الدستور ويضرب الطائف ويؤسس لنظام رئاسي لا برلماني. أما إذا سارع إلى الدعوة، لأن الظرف لا يحتمل مزيدا من إضاعة الوقت، ولوضع الكتل أمام مسؤولياتها الدستورية، فموعد الاستشارات بالنسبة إليهم "إرتجالي"، والهدف من الدعوة ليس "التكليف" بل "حشر"الكتل.

إنها بكل بساطة حكاية "إبريق الزيت" لدى بعض القوى السياسية، التي لا تعمل، ولا تدع أحدا يعمل، ولا تحيد من درب الذين يرغبون بالعمل.

فالكسل السياسي لدى هؤلاء بلغ مداه، والنتيجة أنهم بعد سنة ونصف السنة على بدء الأزمة الحالية، تراهم إما يتفرجون أو يثرثرون.أما التصدي للمشكلات، فطريقه الوحيد بالنسبة إليهم هو الهرب الى الامام، وتفادي الخوض في مسار الإصلاح، على أمل مساعدات خارجية قد تأتي لتمدد لهم ولأبنائهم وأحفادهم وأقاربهم من بعدهم، الإقامة في مراكز السلطة، التي استطابوها منذ ثلاثين عاما على الأقل.

لكن في كل الحالات، فليقولوا ما يقولون وليثرثروا ما يشاؤون. فلرئيس الدولة في لبنان صلاحيات واضحة محددة في الدستور الذي أقسم عليه. وصلاحياته سيمارسها حتى آخر فاصلة، تحت سقف الميثاق الوطني والتفاهم بين اللبنانيين والوحدة بين المكونات.

والمطلوب عوض الثرثرة اليوم، أن تسمى شخصية جديدة لتشكيل الحكومة، وأن تشكل الحكومة الجديدة بأسرع وقت يمكن، لأن الأوضاع المعيشية لم تعد تطاق، وليس مقبولا تحميل الناس مسؤولية النهب المتواصل على مدى ثلاثة عقود، وأن ينتقل الناهبون المعروفون من ممارسة السرقة، الى التنظير في الإصلاح.

ومجددا نقول، إذا كان المطلوب حكومة تطيل الأزمة الوصفة جاهزة، إذ تكفي العودة الى تركيبة معظم الحكومات المتعاقبة منذ عام 1990، لإدراكها.

وإذا كان المطلوب حكومة تتعايش مع الأزمة، فالوصفة أيضا جاهزة، ولا يتطلب تطبيقها أكثر من استنساخ تركيبة حكومة تصريف الأعمال الحالية.

أما اذا كان المطلوب حكومة تطلق مسار الخروج من الازمة، عبر تحقيق الاصلاحات المعروفة، وهذا ما يأمل فيه جميع الناس، فالوصفة ايضا وايضا جاهزة: دستور وميثاق ووحدة معايير لناحية التشكيل، وكفاءة ونظافة كف ومشروع محدد لناحية العمل والانجاز.

رئيس الجمهورية حدد الموعد اذا. فتحملوا مسؤولياتكم وهلموا الى التسمية. وليكن التعاون بين اللبنانيين عنوان المرحلة المقبلة، لأن الخلافات لن تنتج إلا مزيدا من الغرق والفشل، وفي هذا السياق تصب كل الجهود المبذولة لبنانيا وفرنسيا ودوليا في في هذا الوقت بالذات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أضحى مبارك، بالرغم من أن أهل المنظومة طيروا البركة من الجيوب والمعاجن والقلوب، وبلغت بهم السادية حد توفير خواريف العيد، وتقديم اللبنانيين ذبائح وأضاحي في هياكل جشعهم، ولم يرف لهم جفن، تماما كما شوهوا الدولة وفككوا أوصالها ونهبوها ببشرها وحجرها والمؤسسات.

في هذه الأجواء المناقضة لمفاهيم السماء والأرض ولمفاهيم قيام الدول، تدار شؤون لبنان. فعلى خط البحث عن تكليف بديل من الرئيس الحريري، لا تزال دعوة الرئيس ميشال عون إلى الاستشارات الاثنين المقبل، تثير التساؤلات، ليس لجهة تحديد الموعد، وهو في صلب مهمات رئيس الجمهورية وصلاحياته، ولكن لجهة الواقع الضبابي غير المهيأ الذي نجم عن اعتذار الرئيس الحريري، والذي خلق إرباكا كبيرا لدى القوى السياسية على اختلافها، على ضفتي المواجهة.

فقد أظهرت الساعات التي تلت الإعتذار، أن الحريري الذي كان مكلفا التشكيل دستوريا بحسب الطائف، لا يزال هو الرئيس المكلف بحسب طائفته، ولكن من دون أن يرتب عليه الدور الجديد أي مسؤولية تجاه أحد. "فالزلمة حتى الساعة حردان"، لن يشارك في الإستشارات، وإن شارك فلن يسمي أحد، وبالتالي هو لن يسهل ولن يغطي أي شخصية سنية من بعده، وطائفته تبصم وتؤيد.

وعندما يواجهه خصومه بأن مسؤوليته معنوية ومفاعيلها ثقيلة على الوضع الداخلي المتدهور، تجيب أوساطه بأن جل ما يفعله هو الرد على الرئيس عون وصهره بالأسلحة التي طالما استخدماها ضده، طيلة فترة سعيه إلى التشكيل، وآخرها مواجهتهما تشكيلته الأخيرة التي قصمت ظهر التكليف.

مختصر الأمر إذا، أن الحريري يقول لعون وباسيل: "إذا كنتما قادرين على التأليف لا تتأخرا". هذا الواقع بدد زهوة الانتصار التي دفعت بالرئيس عون الى التعجيل في الدعوة الى الاستشارات، وها هو يصطدم بغضب سني وبعدم استعداد "حزب الله" لاستفزاز السنة بدعمه ترشيح أي سني، وفي عدم حماسة بري الى مكافأة عون وباسيل الذين سفحا شريكه الحريري وأطاحا مبادرته.

من هنا يتوقع مراقبون، سيناريو من اثنين ستتظهر فصولهما في الأيام المتبقية الفاصلة عن الإثنين: الأول، أن يواصل الرئيس عون وباسيل اندفاعتهما المغطاة بقشرة دستورية واهية، ومن شأن هذا أن يوصل مستنسخا غير معدل وغير محسن لحسان دياب.

والسيناريو الثاني، أن يكون الرئيس عون وباسيل يسعيان من خلال مناورة الدعوة الى الاستشارات الى استرضاء الدول الكبرى، والى تحميل القوى السياسية كلها، مسؤولية عدم انصياعها لتلبية رغبتهما برد التراب على الحالة الحريرية. عندها يوقف الرئيس الاستشارات، ويذهب الى المشروع الدفين الأحب الى قلبه: تفعيل حكومة تصريف الأعمال بقيادته مترئسا المجلس الأعلى للدفاع.

اكتشاف محاذير السيناريو الأخير سهلة، فأفلامه الترويجية نشاهدها بأم العيون في الشوارع، جوعا ومرضا وشحا في كل أسباب الحياة، واضطرابات أمنية متنقلة سترتفع وتيرتها لتبلغ الذروة في يوم الغضب الوطني الكبير في الرابع من آب، هذا اليوم الذي تسعى مجموعات نيابية كبيرة ومرجعية الى تجهيل مفتعلي بركانه القاتل وحمايتهم بعريضة عار تعطل عمل القضاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أضحى مبارك ... اللبنانيون لم يعيدو، فكيف للضحية أن يعيد في عيد الأضحى؟.

أفاق يوم العيد على قرار من وزير الإقتصاد راوول نعمة برفع سعر ربطة الخبز إلى 4500 ليرة ... وكأن المواد التي تدخل في صناعة الخبز ارتفعت يوم العيد.

أفاق على أزمة بدأت تأخذ منحى تصاعديا هي أزمة عدم توافر الدواء، وإذا توافر فبأسعار فاحشة ...

وزير الإقتصاد مع أصحاب الأفران، تماما كما وقف مع مستوردي المواد الغذائية وأصحاب السوبرماركت ... إختفى المدعوم ثم ظهر بعدما رفع الدعم عنه.

وزير الصحة طرح حلا رفضه الأطراف الثلاثة المعنيون به: المستوردون والصيدليات والمريض. إذا تم الإستيراد على دولار 22 الفا، فكيف يباع الدواء للصيدليات على 12 ألف، وحتى على 12 ألفا كيف سيستطيع المواطن تأمين ثمنه الذي يراوح بين 1500 ليرة للدولار أو 3900 ليرة؟.

وإذا كانت العيون شاخصة على ال 860 مليون دولار من صندوق النقد الدولي، فكيف ستوزع هذه الملايين على الدواء والمحروقات والطحين، إذا كانت كل هذه السلع ما زالت تهرب إلى سوريا؟.

وإذا كانت الضغوط متواصلة على حاكم مصرف لبنان لفتح اعتمادات من الاحتياط الإلزامي، فكيف سيصمد هذا الإحتياط؟.

هكذا مر اليوم الأول من العيد، حزينا، حمل الغصات للأهالي أكثر مما حمل الهدايا والألعاب والثياب الجديدة للأطفال.

وفي اليوم الأول للعيد، غاب أي خبر عن الملف الحكومي فيما ازدهرت التكهنات: تبقى الاستشارات في موعدها؟، من المتقدم بين الأسماء؟، هل الدور هذه المرة لعاصمة الشمال؟، هل الرئيس ميقاتي هو المتقدم؟، ووفق أي شروط؟، هل ما زال النائب فيصل كرامي مطروحا في هذه الحال؟، ومن يزكيه؟.

هل يعود الرئيس الحريري عن قراره عدم التسمية في حال هبت رياح زميله في نادي رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي؟. ماذا عن الموقف السعودي من الذي ستتم تسميته؟، هل من دور لواشنطن وباريس؟، ماذا سيقرر "حزب الله" بعد كل هذه البانوراما؟. الإثنين المقبل لناظره قريب.

عداد كورونا قفز اليوم قفزة كبيرة إذ بلغ عدد الإصابات 632 إصابة، فيما سجلت حالة وفاة واحدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

خضت تسريبات "بيغاسوس" العالم ما عدا لبنان ..البلد الواقع على فيلق تجسس بالعين المجردة ومن دون وسطاء وتقنيات بالغة التعقيد ..والمسؤولون هنا "يشربحون" لبعضهم البعض مباشرة ومن فوق السطوح ..

أما في ما خص اسم رئيس مجلس إدارة "الجديد" تحسين الخياط الوارد ضمن عمليات التنصت فلا "يتعبوا" قلبهم ويخسروا أموالا على استراق السمع، لأن كل ما يدار خلف الهواتف الذكية سيرونه مباشرة على الهواء.

لكن هذه الفضائح هزت العالم وقلبت كيانه وشرعت دول بفتح تحقيقات عن استخدام واسع النطاق لبرنامج تجسس من قبل 20 بلدا على الأقل، وهذا ما اعتبرته الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار هجوما كبيرا على الصحافة الناقدة، فيما تحدثت

المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه عن أخطار كثيرة لترهيب المنتقدين وإسكات المعارضين.

وفي تسريبات "بيغاسوس" الحكومية فإن الأمور ستدار عالمكشوف، لكن لغاية اللحظة لا زلنا في مرحلة البحث عن رئيس .. وقد اجتزنا العقبة الأولى في وضع إعلان نطلب فيه رئيسا لحكومة لبنان، ومن المتوقع أن تبدأ السير الذاتية بالوصول الى قصر بعبدا لتشريحها وسحب "الخزعة" السياسية.

وفي التفاف نيابي على الحصانات، برزت اليوم عريضة بتوقيع 26 نائبا تطلب إحالة القضية الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. ووقع على العريضة كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة وعدد من نواب المستقبل. لكن التصويت على الإحالة سوف يستلزم أصوات ثلثي أعضاء مجلس النواب أي ب 86 نائبا.

ربما كانت هذه المعجزة متوفرة إذ كانت النيات تتجه نحو "ركلة الى الأعلى" واخضاع النواب المتهمين الى محاكمة بين أياد أمينة..إذ إن نصف أعضاء المجلس الأعلى هم نواب، والنصف زائدا واحدا هم من القضاة الذين تم تعينهم مناصفة في مجلس النواب والحكومة.

وبهذه الحالة، فإن المجلس النيابي يصبح سيد نفسه..رفع الحصانة من هنا.. ومنحها من هناك.. ويا بيروت ما دخلك شر.

على أن محاكمة المتهمين ستكون في شارع الرابع من آب، أما العراقيل التي يتم وضعها أمام قاضي التحقيق طارق البيطار فلم يتاثر بها حتى تاريخه، وهو يستند الى القانون وحكم الشعب في آن .. ويتسلح بحق عائلات الشهداء والمصابين وكل من خسروا منازلهم، وما زالت بيوتهم مشرعه للريح صيفا كما الشتاء.

ولن يخفى على القاضي بيطار أن طبول الحرب السياسية عليه قرعت ولا تزال.. وأنه يواجه عصيانا من كل متضرر سياسي وفي طليعة هؤلاء: مجلس النواب بمن حضر متهما.. ووزير الداخلية و"حزب الله" والعهد .. لكن ذكرى المئتي شهيد ستغلب قوى الأمر الواقع .. والرابع من آب لشهدائه قريب.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 20 تموز 2021

وطنية/الثلاثاء 20 تموز 2021

البناء:

قدّرت مصادر مصرفيّة كميّة الدولارات التي اشتراها مصرف لبنان من السوق بـ 600 مليون دولار خلال النصف الأول من شهر تموز وتسبّبت بارتفاع سعر الصرف، لأنها زادت عن حجم التدفق الذي وفرته حركة السياحة بينما كان الدولار سينخفض الى 10 آلاف ليرة لولا هذا التدخل

قالت مصادر إعلاميّة أميركيّة إن إيران نجحت بخوض حرب نفسية على إدارة الرئيس جو بايدن تحت عنوان الاستعداد الفوري لتبادل السجناء فحرّكت أهالي السجناء الأميركيين وجماعات الضغط المساندة لهم لإلقاء اللوم على إدارة بايدن بتعطيل العملية

اللواء:

يتجه التعاون الاميركي - الفرنسي لفرض منهجية عمل في البلد بدات بخطوة قبل ايام ومستمرة حتى اجزاء الانتخابات.

اشترط مرجع ان يوقف تيار موال حملته لا سيما جيشه الالكتروني قبل ان يقرر المهادنة مجدداً.

يسجل على الرئيس المعتذر انه كان بإمكانه اللجوء إلى خطوات اكبر قبل إعلان كتاب الاعتذار!

نداء الوطن:

لا يتردّد مرجع حكومي في القول علناً ان مقابلته الأخيرة لم تؤدِّ وظيفتها لا بل كانت فاشلة.

يتردّد ان إحدى جمعيات المجتمع المدني ترصد لحملتها الانتخابية أكثر من عشرة ملايين دولار وهي ستحاول ترشيح 128 مرشحاً.

تردّد أن نائباً يخفي رغبته بالترشح لرئاسة الحكومة ولكن مشكلته أنه لا يمكن أن يحصل إلا على صوته من بين أصوات النواب السنة

الجمهورية:

تتساءل اوساط رقابية عن سبب عدم مداهمة مستودعات كبيرة فيها أدوية مدعومة بملايين الدولارات علما ان الجهات المختصة على علم بها.

لم يتبلغ المعنيون الحكوميون بعد بمضمون زيارة معلن عنها الى بلد صديق لعقد إتفاقية قبل ايام قليلة على الموعد.

نقل عن سفير دولة عربية قوله: قلنا للبنانيين نحن معكم والى جانبكم ولكننا لسنا نفهم لماذا يخربون بلدهم.

الأنباء:

*بورصة الأسماء

بورصة الأسماء البديلة لمهمة وطنية بدأت تنحصر في دائرة محددة تدور حولها الاتصالات.

*موقف بعد الحياد؟

تساؤلات حول موقف دولة معنية كانت طوال فترة على حياد، وعما اذا سيصدر عنها توصية محددة أم لا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مسح ميداني من قبل الجيش لمكان إطلاق الصواريخ في سهل القليلة

الجمهورية/20 تموز/2021

تفقد قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش العميد الركن مارون قبياتي وكبار ضباط الجيش، مكان إطلاق الصواريخ في منطقة سهل القليلة جنوب صور. واطلعوا ميدانيا على عملية تفكيك المنصات والصاروخ الذي لم يطلق، والذي نقل الى مكان آخر، فيما انتشرت وحدات من الجيش في محيط المكان، وقامت بعملية مسح ميداني للمنطقة، ومنعت الاقتراب منها. وسير عناصر الجيش دوريات على طول الساحل بين رأس العين وسهل القليلة جنوب صور، وأقام حواجز ظرفية وثابتة، دقق خلالها بالسيارات وبالاوراق الثبوتية.

 

باسيل يُحضّر “مفاجأة”.. والتسمية بين ميقاتي ونواف سلام؟

نداء الوطن/20 تموز/2021

كما كان متوقعاً لم يتأخر رئيس الجمهورية ميشال عون في الاتصال امس برئيس مجلس النواب نبيه بري، وتشاورا في موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة تشكيل الحكومة الجديدة. وعلى الاثر صدر عن رئاسة الجمهورية بيان اعلنت فيه انه تم تحديد يوم الاثنين 26 تموز الحالي موعداً لاجراء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس حكومة، على ان تجرى الاستشارات في يوم واحد. ولفت في مواعيد الاستشارات ان اول موعد هو للرئيس نجيب ميقاتي، فاذا خرج من لقائه عون واعلن من سمى ستكرّ سبحة التسميات او الامتناع، واذا لم يعلن التسمية فيعني ان هناك شيئاً ما اعد خلف الستار.

وكشف مصدر واسع الاطلاع عن انه “منذ اعلان الرئيس سعد الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة، تكثفت الاتصالات ومحورها القصر الجمهوري وميرنا الشالوحي، حتى ان رئيس الجمهورية المح في لقاءاته الى احد الاسماء وهو مصطفى نجا النائب الثاني الاسبق لحاكم مصرف لبنان، بينما كان النائب جبران باسيل يعرض اصوات كتلته النيابية على الجهات الديبلوماسية لشراء الرضى الاميركي والسعودي. وقال المصدر “ان باسيل ابلغ الى “حزب الله” انه يحضّر في الاستشارات مفاجأة وهي تسمية السفير نواف سلام، وهو في ذلك كان يفحص ردة فعل “حزب الله” الا انه لم يلق اي تعليق على محاولته استمزاج موقف الحزب الذي لم يجبه لا سلباً ولا ايجاباً، اذ يبدو ان قيادة الحزب ستعتمد في الاستشارات الثالثة التي تجرى منذ استقالة حكومة الرئيس حسان دياب اسلوب الصوم عن الكلام، وهي ربما نذرت صوماً الى حين انتهاء الاستشارات لتبني على الشيء مقتضاه”.

واوضح المصدر ان “اكثر من شخصية وجهة نصحت رئاسة الجمهورية بأن لا تذهب مجدداً الى مرشح استفزاز للخارج الاميركي والاوروبي والعربي او ان تذهب الى تسمية بلا لون او طعم او رائحة او دور، لا بل اكثر من ذلك صبت النصيحة بوجوب اشراك الغرب والسعودية خصوصاً في استمزاج الرأي حول شخصيات مقترحة، وهذه النصائح ستظهر مع ما ستعلنه كتلة لبنان القوي التي حدد لها الموعد الاخير في الاستشارات”.

 

جنبلاط مع الحريري في التسمية والتسوية... والتزكية!

نداء الوطن/20 تموز/2021

تتكثّف الإتصالات في الساعات المقبلة لتحديد هوية رئيس الحكومة المكلّف الجديد، ومن سيرث كرة النار التي تتدحرج لتحرق الجميع معها إذا استمر الوضع على حاله.

حتى الآن، لا يوجد أي اسم بارز او محسوم لتولّي منصب الرئاسة الثالثة، فما واجهه الرئيس المعتذر سعد الحريري مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد يواجهه أي رئيس حكومة ينوي التأليف، مع فارق جوهري ومهمّ أنّ الخلاف الشخصي الذي كان موجوداً بين الحريري وحليفه القديم رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل، لن يكون موجوداً مع الرئيس المكلّف الجديد. ويتذكّر الجميع أن حكومة الحريري طارت في كانون الثاني 2011 تحت تأثير وإصرار فريق 8 آذار على فتح ملف "شهود الزور"، وبعدما أتى هذا الفريق بالرئيس نجيب ميقاتي خلفاً للحريري تمّ تمويل المحكمة الدولية وأُغلق ملف "شهود الزور" نهائياً ولم يعد أحد يتحدّث به. وتحاول القوى السياسية قراءة مرحلة ما بعد إستقالة الحريري والبديل، وإذا كان الترويج يتمّ على أعلى المستويات لعودة الرئيس ميقاتي، إلا أن هذه العودة مرتبطة بموقف الحريري ونادي رؤساء الحكومات السابقين، في حين أن رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط كان أول من قرأ جيداً ماذا ينتظر الحريري وبأنه لن ينجح في التأليف بسبب الخلاف الشخصي مع عون وباسيل.

وفي السياق، فإن العلاقة بين الحريري وجنبلاط ليست في أحسن أحوالها بل إنها تميل نحو الأسوأ، فجنبلاط يُحمّل الحريري جزءاً كبيراً من المسؤولية مثله مثل عون والعهد، ويُعيب عليه عدم رؤيته الواضحة لعوامل الداخل المرتبطة بتأليف الحكومة، وعوامل الخارج المتعلّقة بإقفال باب المملكة العربية السعودية في وجهه.وعلى رغم الجفاء في العلاقة الجنبلاطية - الحريرية والتباعد الحاصل وغير المخفي، إلاّ أن جنبلاط يعتبر أن إقدام "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" والفريق الحاكم على تسمية رئيس حكومة بلا غطاء حريريّ وسنّي، يعني أن البلاد دخلت في مرحلة مواجهة محتّمة لا يستطيع أي فريق تحمّل تبعاتها.

وأمام كل هذه الوقائع فإن موقف جنبلاط البعيد عن الحريري واضح في هذا السياق، ويدعو الحريري إلى تزكية رئيس حكومة جديد من أجل عدم الدخول في مشكل طائفي، ويدعمه في هذا الحقّ. وليس لجنبلاط أي مشكلة في أي تسمية تخرج عن الحريري، إذ إن الزعيم الدرزي يقبل بمن يزكّيه "بيت الوسط". وفي السياق، توجد إشارات جنبلاطية بقبول ميقاتي إذا نال الغطاء السنّي المطلوب، علماً ان جنبلاط شارك وحيداً من قوى 14 آذار سابقاً في حكومة ميقاتي 2011 وشكّل مع وزراء الرئيس ميشال سليمان ووزراء ميقاتي توازناً لضمان عدم جنوح فريق "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" في الحكم، وتصدّوا سوياً لبعض الملفات. إذاً، حسم جنبلاط موقفه في الإتكال على تسمية الحريري، في حين أنه ما زال عند موقفه الداعي إلى إبرام تسوية داخلية، مع علمه أن هذه التسوية بين القوى الكبرى قد تأتي على حسابه، وعلى رغم ذلك ما زال ينادي بهذا المنطق. وبانتظار أن تبصر التسمية الجديدة لرئيس الحكومة النور، لا شيء يُعيد العلاقة الحريرية ـ الجنبلاطية إلى سابق عهدها، بل أصبحت على "القطعة" على رغم التلاقي في بعض المواقف الكبرى والأساسية، وهذا الأمر يُبرز حجم المأزق الذي وصلت إليه القوى السياسية، إذ إن أطر الحوار منقطعة والوضع ذاهب نحو مزيد من التأزم.

 

عون يحفظ "حق التأجيل"... فهل يتكرّر سيناريو "الطاشناق"؟

"تومبولا" التكليف: خلط أوراق بانتظار "سحب" الإثنين!

نداء الوطن/20 تموز/2021

تأكيداً على ما تفرّدت "نداء الوطن" في الكشف عنه أمس، وضع رئيس الجمهورية ميشال عون "سقفاً زمنياً" للمشاورات السياسية الجارية على نية التوافق على اسم شخصية سنية يتم تكليفها تشكيل الحكومة العتيدة، فحدّد يوم الاثنين المقبل موعداً "معجّلاً مؤجّلاً" للاستشارات النيابية الملزمة فارضاً بذلك على الكتل النيابية حسم خياراتها خلال "بحر" هذا الأسبوع ومجاراة استعجال رئيس "التيار الوطني الحر" لإيجاد بديل قادر على "طيّ صفحة سعد الحريري". وكما هي حال الطبقة الحاكمة في مقاربتها مجمل الملفات والتحديات، لم تخرج الدعوة إلى الاستشارات عن دائرة المراوحة والتخبط الطاغية على أداء قوى الأكثرية، إلى درجة لم تتردّد معها مصادر السلطة في وصف يوم الاستشارات المرتقب بأنه أشبه بـ"التومبولا"، وما يجري راهناً لا يعدو كونه محاولة "خلط أوراق في صندوق الترشيحات"... بانتظار "سحب" الاثنين!

وعلى هذا الأساس، خلصت أجواء مختلف الكتل الضالعة في المشاورات الحكومية إلى خلاصة وحيدة تؤكد أنّ "الضياع" سيّد الموقف ولا أحد يملك تحديد "بوصلة" مسار التكليف ربطاً بتشرذم المواقف وتضارب المصالح والأجندات، حتى أنّ أوساطاً قيادية في قوى الثامن من آذار أعربت عن قناعتها بأنّ "الأمور لن تنتهي على خير... وحكومة جديدة "ما في" قبل الانتخابات"، موضحةً أنّ "المعادلة واضحة: أي مرشح يطرحه جبران باسيل سيكون "محروقاً" سلفاً عربياً وسنياً، وأي مرشح لا يحظى بغطاء الطائفة السنية لن يسير به الثنائي الشيعي، وعليه فإنّ الأمور مفتوحة على مزيد من التعقيدات في ظل قرار الحريري عدم تغطية أي اسم بديل عنه في سدة الرئاسة الثالثة". وفي هذا السياق، جددت أوساط مستقبلية التأكيد على خيار "النأي بالنفس" عن عملية التكليف، مشيرةً إلى أنّ المطروح اليوم على طاولة البحث لا يتخطى حدود النقاش في "المشاركة أو المقاطعة" يوم الاستشارات النيابية، وأوضحت أنّ الحريري بصدد تحديد موقفه بعد التشاور مع رؤساء الحكومات السابقين للخروج معهم بتصور مشترك إزاء كيفية مقاربة عملية التكليف الجديدة. أما على ضفة "عين التينة"، فلا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يحافظ على مسافته المتباعدة عن التوجهات العونية، بخلاف ما روّجت له أوساط بعبدا خلال الساعات الأخيرة من أجواء توحي بوجود تنسيق بين رئيس الجمهورية وبري حيال مشاورات التكليف، لا سيما وأنّ أوساطاً مطلعة على أجواء عين التينة رفضت إعطاء أي بُعد لإشارة القصر الجمهوري إلى حصول اتصال بين عون وبري قبل تحديد موعد الاستشارات، واضعةً الاتصال في الخانة "البروتوكولية البحتة" وفق ما درجت عليه العادة الرئاسية قبل كل استشارات نيابية، باعتبار أنّ رئيس المجلس هو المعني الأول في ما ستفضي إليه الاستشارات النيابية الملزمة، ولذلك يقوم رئيس الجمهورية بالاجتماع به وإطلاعه على نتائجها فور انتهائها، قبل دعوة المرشح الحائز على أصوات أكثرية النواب إلى قصر بعبدا لإبلاغه بقرار تكليفه تشكيل الحكومة.

وفي المقابل حرصت أوساط عونية على أن تحفظ "خط الرجعة" لرئيس الجمهورية عن الموعد الذي ضربه لإجراء الاستشارات النيابية الاثنين المقبل، مشيرةً إلى "حق فخامة الرئيس في إرجاء هذا الموعد إذا طلبت منه كتلة نيابية ذلك إفساحاً في المجال أمام إجراء مزيد من المشاورات السياسية بهدف التوصل إلى أرضية توافقية أوسع بين الكتل حيال عملية التكليف"... الأمر الذي دفع بعض المراقبين إلى عدم استبعاد لجوء عون إلى تكرار "السيناريو" نفسه، حين عمد إلى تأجيل الاستشارات بطلب من كتلة "الطاشناق" طمعاً بنجاح محاولة ثني الأكثرية عن تسمية الحريري رئيساً مكلفاً، لافتةً إلى أنّ قرار رئيس الجمهورية في هذا السياق سيكون مرهوناً بما ستفضي إليه المشاورات التي يجريها رئيس "التيار الوطني الحر" مع "حزب الله"... فإذا اقتضت مصلحة باسيل الإبقاء على الاستشارات في موعدها "كان به" وإذا اقتضت التأجيل "كان به" أيضاً.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

متظاهرون إيرانيون في مدينة إيذج يطلقون شعار الموت لخامنئي

إيران إنترناشيونال: اعتقال ناشطين خلال تجمع أمام وزارة الداخلية بطهران لدعم الأهواز

دبي – العربية.نت/اللواء/20 تموز/2021

انطلقت مظاهرات حاشدة لليوم السادس على التوالي، اليوم الثلاثاء، أول أيام العيد في إيران، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجات حاشدة في مدينة إيذج، التي هتف فيها العشرات من المحتجين بشعارات "الموت لخامنئي". وتصاعدت حدة غضب الإيرانيين جراء انقطاع مياه الشرب عن محافظة خوزستان ومناطق الأهواز وغيرها. وتجددت الاحتجاجات، مساء اليوم الثلاثاء بمناطق مختلفة من محافظة خوزستان جنوب إيران التي تقطنها أغلبية عربية بسبب أزمة المياه. وأظهرت مقاطع فيديو ترديد المحتجين شعار "الموت لخامنئي"، فيما هتف آخرون "أبناء اللور والعرب أخوة لا يفترقان"، في تأكيد على رفض مساعي النظام ومؤيديه إثارة النعرات القومية والعنصرية في خوزستان. وجاءت هذه الشعارات المناهضة للمرشد الإيراني علي خامنئي وسط تواجد كثيف للقوات الأمنية. كما خرجت احتجاجات مماثلة في مناطق أخرى من بينها الأهواز عاصمة خوزستان ومدينة الخفاجية والفلاحية ومعشور وغيرها بسبب أزمة المياه.

اعتقال ناشطين في طهران

وفيما تواصلت الاحتجاجات في الأهواز (جنوب غرب إيران) أمس الاثنين لليوم الخامس، وذلك احتجاجاً على شح المياه، اعتقلت السلطات الإيرانية ناشطين خلال تجمع أمام وزارة الداخلية بطهران لدعم الأهواز، وذلك وفق ما ذكر "إيران إنترناشيونال". وأظهرت لقطات مصورة نشرها ناشطون من حي الثورة في الأهواز، إطلاق القوات الأمنية وابلاً من الرصاص على المتظاهرين مما أدى لسقوط جرحى. كما وقعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن بحي شلنك أباد في الأهواز. وقد كشفت مقاطع الفيديو التي تم التقاطها في الأهواز العاصمة عن حجم التظاهرات الشعبية اليومية التي تخرج متحدية قوات الأمن احتجاجاً على سوء الأوضاع والخدمات وقطع المياه وتجفيف الأنهر. وقد تركزت أغلب التظاهرات في حي الدائرة وحي الثورة. وتأتي التظاهرات رغم انتشار واستقرار الآلاف من القوات الخاصة والوحدات الأمنية في مدن محافظة الأهواز. وقد أكدت مصادر موقع "إيران إنترنشنال" أنه بعد احتجاج أهالي حي علوي في مدينة الأهواز، تم إرسال الشرطة والحرس الثوري الإيراني إلى المنطقة للتعامل مع المتظاهرين. وفي احتجاجات ليل الاثنين في عدة مناطق من الأهواز، تم إطلاق الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل على المتظاهرين، كما أطلقت الشرطة والحرس الثوري الرصاص الحي على متظاهرين في علوي وكمبلو ومندلي وعدة مناطق أخرى بالأهواز، بحسب موقع "إيران إنترنشنال". يذكر أن حضور النساء في احتجاجات ليلة الاثنين كان أكثر من الليالي الأربع الماضية.

 

روسيا: طالبان "سئمت" من الحرب ومستعدة لتسوية سياسية .. جاءت تصريحات الموفد الروسي بعد جولة تفاوض بين ممثلي طالبان والحكومة الأفغانية استضافتها الدوحة

العربية.نت، وكالات/اللواء/20 تموز/2021

رأى الموفد الروسي إلى أفغانستان زامير كوبولوف، الثلاثاء، أن قادة حركة طالبان التي تشن هجوماً واسعاً مع بلوغ انسحاب القوات الأجنبية من البلاد مراحله الأخيرة، مستعدون للتوصل إلى تسوية بعد 20 عاماً من القتال. وقال خلال مؤتمر تم بثّه عبر الإنترنت: "أشعر وأرى، لا من خلال المواقف فحسب بل أيضاً عبر النوايا التي يتم التعبير عنها بأشكال مختلفة، إنهم مستعدون لتسوية سياسية، ولكن من وجهة نظرهم، يجب تقديم التسوية السياسية بكرامة". وأضاف "بعد عشرين عاماً، سئم الجزء الأكبر من قادة (طالبان) بالطبع من الحرب، وهم يدركون أنه من الضروري البحث عن حلول سياسية للخروج من الجمود الراهن". لكنّه شدّد في الوقت نفسه على أن مقاتلي طالبان الأصغر سناً والأكثر "تطرّفاً" هم أقل استعداداً لوقف القتال. وتحدث كوبولوف عن "جيل ثالث أو حتى رابع من المقاتلين الشغوفين الذين ما زالوا يتمتعون بقدر كبير من الحماسة وممن لم يختبروا العيش أبداً في أفغانستان حرّة وغير محتلّة". وجاءت تصريحات الموفد الروسي بعد جولة تفاوض بين ممثلي طالبان والحكومة الأفغانية استضافتها الدوحة السبت والأحد، من دون أن تحرز أي تقدّم. وانتهت بتأكيد الطرفين على أهمية إيجاد "حل عادل". وشنّت طالبان هجوماً شاملاً على القوات الأفغانية أوائل مايو، مستغلّة بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرّر أن يكتمل بحلول نهاية آب/أغسطس. وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفيّة شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً من معاقلها التقليدية في الجنوب، مقابل مقاومة خجولة من القوات الأفغانية التي باتت محرومة من الغطاء الجوي الأميركي ولا تسيطر إلا على محاور رئيسية وعواصم الولايات. إلا أن موفد الكرملين قال الثلاثاء إن "طالبان ليست بعد في وضع يسمح لها بالاستيلاء على المراكز الرئيسية للولايات". وأضاف "لا أستبعد أنهم قد يتمكنون في القريب العاجل من أخذ اثنين أو ثلاثة (من هذه) المراكز. لكن ليس لديهم القوة الكافية للسيطرة وخصوصاً الاحتفاظ لوقت طويل بالولايات الكبيرة".

وشدّد كوبولوف على أنه "من دون إحراز تقدّم حقيقي في عملية المصالحة الوطنية. سيتغير التوازن العسكري لصالح طالبان. وعندها سيصبح تصوّر استيلائهم على السلطة بالقوة ممكناً حقاً". وتشعر روسيا، القوة الإقليمية التي ظلت قريبة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى، بالقلق من زعزعة الاستقرار في المنطقة حيث تحتفظ بقواعد عسكرية. ووصلت الدبابات الروسية المتمركزة في طاجيكستان الثلاثاء إلى ميدان عسكري قرب الحدود مع أفغانستان، استعداداً لإجراء مناورات عسكرية مقررة في آب/أغسطس المقبل.

 

اليمن: إيران ألقت بكل قدراتها في المعارك الأخيرة/وزير الدفاع اليمني يؤكد أن طهران تتوهم بأن "طريق التمدد ستكون سهلة"

العربية.نت، وكالات/20 تموز/2021

قال وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي، الثلاثاء، إن إيران ألقت بكل قدراتها في المعارك الأخيرة، معتبرا إياها "متوهمة بأن طريق التمدد ستكون سهلة". ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الوزير قوله، خلال زيارته للمنطقة العسكرية السابعة، إن "صلابة" القوات المسلحة "ستفشل كل الأطماع الفارسية وعليها يقع الرهان في دفن مخططات ميليشيا الإرهاب وداعمتها الإيرانية التي رمت بكل قدراتها وقواتها وتجاربها في المعارك الأخيرة".وثمن المقدشي دعم وجهود قوات تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية في إسناد القوات المسلحة اليمنية في مواجهة الحوثيين. وكانت قوات الجيش اليمني حققت، الاثنين، تقدماً جديداً في جبهات القتال جنوب محافظة مأرب، وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران. وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني، في بيان، إن أبطال الجيش والمقاومة، حرروا اليوم مواقع ومرتفعات حاكمة باتجاه وادي الوينان، منها جبال المنصاعة وأم القبور والشهيد وتويلقه وتباب علفا.كما أكد سقوط العديد من عناصر الميليشيا الحوثية بين قتيل وجريح، إضافة إلى خسائر أخرى في العتاد. يأتي ذلك بعد ساعات من تحرير قوات الجيش والمقاومة لجبل قبيس والكتف بحيد آل أحمد شرق مديرية رحبة.ولا تزال المعارك مستمرة حتى الآن في أكثر من محور وسط تقدّم متواصل لقوات الجيش والمقاومة وانهيار وخسائر كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي الإيرانية، بحسب البيان.

 

السيسي يؤكد لجونسون تمسك مصر بحقوقها التاريخية في مياه النيل

رئيس وزراء بريطانيا شدد للسيسي على أهمية استئناف التفاوض للتوصل لحل عادل بشأن سد النهضة

دبي – العربية.نت/20 تموز/2021

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، تطورات قضية سد النهضة الإثيوبي. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان، أن السيسي وجونسون بحثا أيضاً "أبرز ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة التعاون التجاري والاستثماري والصحي والأمني وجهود مكافحة الإرهاب، فضلاً عن تبادل وجهات النظر والتقدير بشأن آخر مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك". وأضاف أن السيسي أكد خلال الاتصال "موقف مصر الثابت بالتمسك بحقوقها التاريخية من مياه النيل وبالحفاظ على الأمن المائي لمصر حالياً ومستقبلاً، مع التأكيد في هذا الصدد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته لدفع عملية التفاوض بجدية وبإرادة سياسية حقيقية للوصول لاتفاق شامل وعادل وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة". من جانبه، أبدى رئيس الوزراء البريطاني دعمه لجهود استئناف عملية التفاوض بشأن سد النهضة "من أجل الوصول إلى حل عادل لتلك القضية"، بحسب ما ورد في البيان. وذكر المتحدث أن الجانبين توافقا على "أهمية توثيق وتطوير التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، خاصة فيما يتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة وتأمين الحدود". كما تناول الاتصال آخر تطورات القضية الفلسطينية "والتأكيد على الأولوية القصوى لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، إلى جانب ضرورة التحرك خلال الفترة المقبلة لاتخاذ مزيد من التدابير التي تهدف إلى تعزيز التهدئة وتوفير الظروف اللازمة لتوفير مناخ موات لإحياء المسار السياسي المنشود وإطلاق مفاوضات جادة وبناءة بين الجانبين". وتبادل الجانبان أيضاً الرؤى حول آخر مستجدات الأزمة الليبية وأهمية المضي قدماً في العملية السياسية الانتقالية بالبلاد بهدف تسوية الأزمة بشكل نهائي وصولاً إلى الانتخابات المرتقبة نهاية العام الجاري، مع التأكيد على "ضرورة خروج المرتزقة والميليشيات والقوات الأجنبية من ليبيا والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وسلامة مؤسساتها الوطنية"، وفقاً للمتحدث الرئاسي المصري.

 

بايدن يمدد حالة الطوارئ الخاصة بلبنان... ويحذر: نقل الأسلحة الى حزب الله يهدد أمننا القومي

وكالات/20 تموز/2021

مدد الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الثلاثاء حالة الطوارئ الوطنية الخاصة بلبنان والتي كان مقررًا انتهاء أجلها مطلع/ أب المقبل. وقال بايدن في رسالة الى مجلس الشيوخ ان "بعض النشاطات المستمرة مثل نقل الاسلحة الى حزب الله والتي تشمل انظمة متطورة جدا، تستخدم لتقويض سيادة لبنان،تشكل تهديدا استثنائيا للامن القومي والسياسة الخارجية الاميركية". البيت الأبيض: تزايد نقل أسلحة متطورة من إيران إلى حزب الله يزعزع سيادة لبنان واقتصادهالبيت الأبيض: تزايد نقل أسلحة متطورة من إيران إلى حزب الله يزعزع سيادة لبنان واقتصادهبايدن يوجه لاستمرار وضع لبنان ضمن حالة الطوارئ الوطنية بالنسبة للولايات المتحدةبايدن يوجه لاستمرار وضع لبنان ضمن حالة الطوارئ الوطنية بالنسبة للولايات المتحدة لهذا السبب قرر بايدن انه من الضروري مواصلة العمل بالطوارئ الوطنية المعمول بها بموجب الامر التنفيذي 13341 للبنان وحالة الطوارئ الوطنية هي حق يمنحه الكونغرس للسلطة التنفيذية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسها الرئيس، للتعامل مع الأزمات الطارئة بسرعة وحسم، ويحق له أن يتجنب أي قيود أو حدود على قراراته المتعلقة بالتعامل مع الأزمات. ويمنح الدستور الأمريكي للرئيس حق مواجهة الحالات الطارئة بما يستدعي سرعة الحركة واتخاذ قرارات حاسمة أمام ظروف طارئة تمثل تهديدات كبرى للولايات المتحدة الأمريكية.

 

سوريا دولة مخدرات تصنيعاً واستخداماً..الكبتاغون "نعمة" للأسد

المدن/20 تموز/2021

قال تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن سوريا تحولت إلى دولة مخدرات تشكل أقراص الكبتاغون صادرها الرئيسي، كما أن الاستخدام الداخلي لهذه الأقراص انتشر بشكل واسع وأصبح يلحق أضراراً بالشباب. واعتبر التقرير أن الكبتاغون أصبح نعمة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، على الأقل في المدى القصير، كما  أصبحت بلاده أكبر مروّج في العالم لاستخدامه. وأفاد أنه مع انهيار الاقتصاد الرسمي تحت وطأة الحرب والعقوبات والحكم القمعي لعائلة الأسد، "أصبحت المخدرات الصادر الرئيسي لسوريا ومصدر العملة الصعبة فيها"، مشيراً إلى أن مركز تحليل العمليات والبحوث، وهو شركة استشارية مقرها قبرص، أفاد بأن السلطات في أماكن أخرى صادرت العام الماضي مخدرات سورية بقيمة لا تقل عن 3.4 مليارات دولار، مقارنة بأكبر تصدير قانوني لسوريا وهو زيت الزيتون الذي تبلغ قيمته حوالي 122 مليون دولار في السنة. وأشار الموقع إلى أن سوريا كانت متورطة في إنتاج وبيع المخدرات في التسعينيات عندما حكمت لبنان، وكان سهل البقاع المصدر الرئيسي للحشيش في المنطقة، لكن الإنتاج الضخم للمخدرات داخل سوريا لم يبدأ إلا بعد اندلاع الحرب عام 2011، حيث أصبح الضباط يعطون جنودهم أقراص الكبتاغون. وجلب المقاتلون الشيعة من أفغانستان ولبنان -الذين جاؤوا لدعم النظام السوري- مهاراتهم في صناعة المخدرات والاتجار بها. وحصل حزب الله اللبناني، بحسب المجلة، على مساحات شاسعة عبر الحدود في جبال القلمون السورية، وتوسّع في زراعة الحشيش وطوّر صناعة منزلية جديدة لإنتاج الكبتاغون. وبدأت سوريا في تصدير الكبتاغون حوالي عام 2013، بالتزامن مع انكماش اقتصادها الرسمي بسبب الحرب والعقوبات الاقتصادية والفساد داخل النظام. وتحولت مصانع الكيمياويات في مدينتي حلب وحمص إلى مصانع لهذه الأقراص. وقال التقرير الذي ترجمه موقع "الجزيرة"، إن هامش الربح من مبيعات الكبتاغون في الخليج يمكن أن يصل إلى 50 ضعف تكلفتها في سوريا.

وأضاف أن عمليات مصادرة الشرطة للكبتاغون في المياه الأجنبية تكشف حجم هذه التجارة، إذ قبضت الشرطة الإيطالية العام الماضي على 84 مليون حبة دواء تزيد قيمتها على مليار يورو على متن سفينة واحدة، وقيل بعد ذلك إنه أكبر اعتراض للعقاقير المرتبطة بالأمفيتامينات في العالم. وفي أيار/مايو، قامت السلطات الماليزية -بناءً على بلاغ سعودي- بمصادرة 95 مليون حبة، ويقال إن ميناء بنغازي الليبي -المرتبط بطريق شحن منتظم إلى سوريا- هو مركز تجاري رئيسي. وحذّر التقرير من أن المخدرات ربما تدمر الشباب الذين تبقوا داخل سوريا بعد عقد من الحرب الأهلية، مشيرا إلى أن الشباب الذين لم يُقتلوا أو يُنفوا أو يُسجنوا أو يغادروا البلاد، أصبحوا مدمنين.

 

مخيمات الشمال السوري.. مُدن مكتظة بلا آمال بالعودة

المدن/20 تموز/2021

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنه مع استمرار الحرب السورية التي يبدو أن لا نهاية لها، وموجات العنف في عدد من المحافظات كإدلب، تتزايد موجات النزوح إلى مخيمات اللاجئين ومن بينها مخيم أطمة الذي تحول إلى مدينة مكتظة بالعائلات. وأشارت الصحيفة إلى أن إدلب تشهد تحولاً بعد سنوات من قلق المجتمع الدولي بشأن مصيرها، لافتةً إلى أن الكثافة السكانية والأسواق التجارية ترتفع بشكل ملحوظ في الشمال، كما تعجّ المدارس بالطلاب ويحصل السكان في عدد من الأحياء على الكهرباء. لكن في المقابل، لا تزال أجزاء واسعة من المحافظة مهملة ومهجورة خصوصاً في المناطق التي تقع ضمن الخطوط الأمامية للمواجهات. وأضافت أن التحول الحاصل في إدلب يعود سببه إلى موجات النزوح لملايين السوريين، لافتة إلى أن المناطق في الشمال تبدو مزدهرة، إلا أنه بالنسبة إلى الكثيرين "هي أحياء مكتظة بالسكان الذين يعيشون على معونات من المنظمات الإنسانية وينتظرون العودة إلى قراهم وبلداتهم".

وتابعت الصحيفة أن قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى إدلب لم يأتِ بنتائج إيجابية على المدينة التي وصفتها الصحيفة ب"الهشة" و"اللغز الذي لم يُحل". وأشارت الصحيفة إلى وجود معدات بناء تشير إلى بناء مدن جديدة في مناطق شمال سوريا. ونقلت عن سكان محليين أن مخيم أطمة في ريف إدلب هو "مركز الذين تقطعت بهم السبل على الحدود"، أي بعد فشل محاولتهم للعبور بشكل غير قانوني إلى تركيا. ونقلت الصحيفة عن أحمد الحجازي، الموظف في منظمة غير ربحية أنه في عام 2013 كان يقطن المخيم حوالى 13 ألف عائلة وتشير الأمم المتحدة إلى تلك الأسر بأنها "مجموعة أطمة"، أما الآن فيوجد أكثر من 30 ألف عائلة، أي حوالى 160 ألف شخص. وقال حجازي الذي دُمر منزله في جنوب إدلب: "لقد تحوّل المخيم إلى مدينة"، مضيفاً "لا أمل لدينا بالعودة إلى منازلنا في المستقبل القريب، أقله ليس في السنوات العشر المقبلة". ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما فقد السوريون الأمل في العودة إلى مدنهم وقراهم، بدؤوا في بناء منازل لهم في منطقة أطمة، فحجازي مثلاً، بنى مسكناً بكلفة تبلغ 10 آلاف دولار، مضيفة أن الأثرياء كانوا يبنون مبانٍ من طابقين وثلاثة طوابق، متابعة أن فورة البناء أتاحت للعمال المزيد من الوظائف إلا أن الراتب اليومي كان يزيد قليلاً عن ال3 دولارات يومياً فقط. وأضافت أن "أطمة تبدو وكأنها مقاطعة في تركيا حيث تُستخدم الليرة التركية كعملة محلية بالإضافة إلى الدولار، وتتوفر خدمات الهاتف المحمول على الشبكة التركية، كما تقوم منظمة تركية غير حكومية ببناء عشرات الآلاف من المنازل". وتحاول تركيا تهيئة ظروف معيشية مواتية لمنع السكان في الشمال من عبور حدودها. كما تسعى هيئة تحرير الشام لتحقيق الاستقرار في المنطقة لإقناع الدول الغربية والمانحين الأجانب بأنها تخلّت عن سياستها المتطرفة وتستحق الاعتراف الدولي. ووصفت الصحيفة الهدنة في إدلب بأنها "هشة" خصوصاً عند بلدة معرة النعسان، حيث تفصل أمتار قليلة فقط بين مواقع فصائل المعارضة ومواقع قوات الأسد. ونقلت الصحيفة عن سكان محليين أن قوات الأسد قصفت البلدة في اليوم الذي زار فيه صحافيون مجموعة من المدنيين.

 

قتلى للنظام بقصف مكثّف للمعارضة في ريفي إدلب وحلب

المدن/20 تموز/2021

قُتل 5 عناصر من قوات النظام السوري وأصيب آخرون في قصف مكثّف لفصائل المعارضة على محاور في ريفي إدلب وحلب، في حصيلة مرجحة للإرتفاع لوجود حالات خطرة بين الجرحى. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عملية الاستهداف أدت أيضاً إلى مقتل عنصريْن تابعين للفصائل، فيما قال موقع "زمان الوصل" السوري إن "قصفاً صاروخياً ومدفعياً مكثفاً للفصائل استهدف ما يزيد عن 50 موقعاً وثكنة عسكرية لقوات النظام والميليشيات المرتبطة بروسيا وإيران في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية". وأكد الموقع مقتل كلٍ من النقيب ماجد حسون وهو من مرتبات الحرس الجمهوري، والملازم أول أيهم سليمان ليل الاثنين، إثر قصف صاروخي  للفصائل استهدف حاجز البركان القريب من معسكر جورين في منطقة سهل الغاب. كما قُتل الملازم أول سعيد علي زكريا إثر قصف صاروخي لـلجبهة الوطنية للتحرير استهدف معسكراً للفيلق الخامس داخل مدينة معرة النعمان. وقُتل عنصران من الفيلق الخامس واحترقت  آليات عسكرية تابعة للمجموعة إثر قصف مكثف بصواريخ "غراد" استهدف معسكراً للفيلق في بلدة صلنفة. واندلعت حرائق ضخمة في محيط مدينة القرادحة ومحيط معسكر جورين الذي يضم قوات إيرانية وروسية، إثر قصف مكثف براجمات الصواريخ طال أطراف المنطقتين "رداً على المجازر المرتكبة بحق المدنيين في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي". في المقابل، قُتل شخصان وأصيب 4 آخرون في هجوم لقوات النظام على منطقة الباب بريف حلب، عشية عيد الأضحى. وقال موقع "تلفزيون سوريا" إن القصف استهدف عناصر الجيش الوطني السوري المتمركزة عند معبر أبو زندين جنوبي الباب.والاثنين، ارتكب النظام السوري مجزرة في بلدة إحسم بجبل الزاوية، حيث قصفت قواته بقذائف مدفعية موجّهة بالليزر على الأحياء السكنية ما تسبب بمقتل 3 أطفال و3 نساء من عائلة واحدة. وقال بيان صادر عن الدفاع المدني السوري إن قصفاً مماثلاً طاول أيضاً بلدة بليون، ما أسفر عن إصابة طفلتين، وآخر استهدف كلاً من قريتي إبلين والفطيرة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون يستعجل الاستشارات وميقاتي يراجع حساباته

منير الربيع/المدن/20 تموز/2021

هل تكون الاستشارات النيابية الملزمة التي حدد موعدها رئيس الجمهورية ميشال عون، مهلة حثّ فقط، أم أنها ستخرج بنتيجة واضحة: تكليف شخصية برئاسة الحكومة؟

عهد بحكومة

تؤكد مصادر القصر الجمهوري أن عون، ومنذ اللحظة الأولى لاعتذار الرئيس سعد الحريري، قرر الذهاب إلى استشارات سريعة، للقول إن مشكلته ليست مع السنّة ولا مع رئاسة الحكومة، بل مع الحريري فقط. وانطلاقاً من هذه النقطة، وبسبب الضغط الدولي الكبير، استعجل عون تحديد موعد الاستشارات عملاً بالدستور. وكان قد أبلغ حزب الله بذلك. فنصحه الحزب إياه بالتريث، في انتظار مشاورات سياسية. لكن عون أصر على الاستعجال. فبذلك يضغظ على كل القوى والكتل ويضعها أمام مسؤولياتها، ولا يترك العهد بلا حكومة.

حثّ على المشاورات

وستشهد الأيام المقبلة اتصالات كثيرة للوصول إلى توافق على شخصية معينة. حالياً تجري عملية "جوجلة" الأسماء بين الحلفاء، وسط إصرار الجميع على عدم تبني أي اسم غير ذي بعد تمثيلي. أي استبعاد المرشحين غير المدعومين من الطائفة السنّية ورؤساء الحكومة السابقين.

وتستمر المشاورات مع الحريري بهدف إقناعه بتسمية البديل، لكنه لم يقتنع به بعد. وتقول مصادر القصر الجمهوري إن هدف عون من تحديد موعد الاستشارات هدفه دفع القوى السياسية والكتل النيابية إلى كشف أوراقها، وفتح البازار جدياً، فإما أن يصل إلى نتيجة أو أن تتحول الدعوة للاستشارات إلى مهلة حثّ، تفترض تحديد موعد جديد بعد تأجيلها، فتندفع القوى السياسية إلى التوافق على اختيار اسم الرئيس المكلف.

حيرة ميقاتي

في المقابل، هناك أجواء في البلد تعتقد أن يوم الإثنين المقبل قد يخرج فيه اللبنانيون برئيس مكلف تشكيل الحكومة. فبعض المصادر تشير إلى وجود احتمال كبير بتكليف نجيب ميقاتي، والذي من الواضح أنه يتمتع بدفع فرنسي. ويعلم ميقاتي أن المرحلة لن تكون سهلة. وهي قد تتحول إلى محرقة. لذلك يحاول وضع شروط متعددة في سبيل تجنّب هذه الكأس، وضمان الحصول على مساعدات ودعم في حال شكّل الحكومة.

أميركا وفرنسا

وتزامناً مع هذه المشاورات التي لم تصل إلى نتيجة بعد، هناك مزيد من الضغط الدولي على الأفرقاء اللبنانيين للوصول إلى توافق. فزيارة وفد من وزارة الخزانة الأميركية إلى لبنان، أتت بمهمة مخصصة للبحث في التجاوزات المالية التي يشهدها لبنان، إضافة إلى حالات الفساد والمرتبطة بشكل مباشر بالتهريب، وهدفها التشديد على ضرورة الالتزام بمندرجات ومقررات قانون قيصر. وقد يجيز فرض عقوبات على أي جهة أو حكومة أو دولة تعمل على تسهيل الأمور المالية للنظام السوري. وهذا لا بد أن ينطبق أيضاً على موضوع التهريب. ويفترض ان يزور لبنان يوم الجمعة المقبل وفد فرنسي يضم أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ الفرنسي. ويعقد الوفد لقاءات مع جمعيات وقوى المجتمع المدني، بهدف البحث في ملفات مستقبلية والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، إضافة إلى الاتفاق على وضع برامج إصلاحية، إلى جانب التنسيق حول المؤتمر الدولي الذي دعت إليه باريس في الرابع من آب، ذكرى تفجير مرفأ بيروت لتقديم مساعدات إنسانية ومالية للبنان.

 

التغيير المنشود لا يتوقف عند الإعتذار

العميد الركن خالد حماده/اللواء/20 تموز/2021

لم يبدّل إعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري عن تشكيل حكومة جديدة من صمت القبور المخيّم على رئاسة الجمهورية المسجاة في بعبدا، بعد أن أطلقت النار على نفسها عند كلّ بارقة أمل لاحت في الأفق. كالعادة عادت رئاسة الجمهورية الى الدوران في الحلقة الفارغة والبحث من خارج السياق الدستوري عن متطوّع طري العود هلامي الشكل، ليس لديه ما يخسره لإلقائه مجدداً في حلبة التدافع الحكومي. ومهما اختلفت الآراء في تقييم الرابح والخاسر بعد ماراتون التشكيل الذي امتد لتسعة أشهر، فإنّ الشقاء الذي يعيشه اللبنانيون بشكل يومي يفوق كلّ المبارزات التافهة وتسجيل النقاط والمواقف التي واكبت مهمة التشكيل المحكومة بالفشل، كما إنّ الإمعان في إسقاط رئاسة الجمهورية كمؤسسة وكقيمة في الحياة الدستورية والسياسية وتحويلها من مركز الحكم إلى واجهة لمشروع سياسي من خارج الحدود يعني بالدرجة الأولى السقوط المسبق لشاغل الموقع.

تظاهرة الـ(talk show) التي شهدتها شاشات التلفزة المستنفرة لمواكبة حدث الإعتذار شكّلت جزءاً مكمّلاً لمشهد الفشل المخيّم على الجمهورية. لم تستطع محاوِرة الرئيس المكلّف الخروج من سرديات سياسية درجت عليها محطتها الإخبارية، ولم تسعفها في ذلك لغة الجسد التي استخدمتها بكثافة. كذلك لم ينجح الرئيس الحريري في القفز فوق رتابة الأسئلة لإطلاع الجمهور اللبناني على «سعد الحريري الجديد» الذي اختبر تجربة سياسية خاطئة أعدّ قراراتها متطفلون هواة ملأوا أروقة بيت الوسط لسنوات، والمُراهن على التغيير في الإنتخابات النيابية المقبلة. إعتراف الرئيس الحريري بأنّ الصفقة الرئاسية استندت إلى الرهان على قدرة العماد عون على تعديل موقف حزب الله من بعض الملفات يدل على سذاجة المستشارين بالعوامل والسياقات التي أوصلت العماد لتبوّء كافة المسؤوليات منذ توليه قيادة الجيش وما قبلها، كما يدل على جهلهم بآليات اتّخاذ القرار في الجمهورية الإسلامية والمناورة المحدودة وربما المعدومة للحزب في التأثير على هذه القرارات.

وعلى شاشة أخرى لم تتمكّن البيادق التي استحضرها معدّ البرنامج لإدارة لعبة إعتادها، من استعادة بعضاً من نسبة المشاهدة، وربما أتى في هذا السياق الإتصال الهاتفي برئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي أضحى مطلوباً منه وضع مفهوم جديد للتسوية السياسية وحدودها وضوابطها وتقنيات التعايش مع تسويات مفتوحة لا نهاية لها.

أمام جمود المشهد الإقليمي والدولي يمكن قراءة بعض المعطيات المواكبة للأزمة وربما تلمسّ منهج الخروج منها:

1- إنّ الجهد العربي المواكب للأزمة  اللبنانية لم يتعدَ مستوى المراقبة لما يجري، مع تقييم الجهد الدبلوماسي الملحوظ لا سيما لجمهورية مصر العربية على الصعيد السياسي والإقتصادي، فيما تقارب المملكة العربية السعودية لبنان من خلال ما يتّفق مع الرؤية الدولية للبنان وبالتنسيق معها، وهذا يتجلى بالثوابت التي أعلنها سفير المملكة العربية السعودية من بكركي ومنها التمسّك بالطائف ووحدة لبنان، بالإضافة إلى اللقاءات مع الهيئات الإقتصادية، ولا يبدو أنّ هناك جهداً عربياً حقيقياً لإحداث أي تعديل في الموازين القائمة في أكثر من بلد عربي إنطلاقاً من الساحة اللبنانية.

2- إنّ الجهد الدولي الذي ظهر في الفاتيكان وما تلاه من لقاءات للسفيرتين الأميركية والفرنسية في المملكة العربية السعودية لم يبلغ مستوى إحداث أي تغيير نوعي في المقاربة الدولية. كما إنّ ما رشح عن زيارة السفيرتين لرئيس الجمهورية قبيل إعتذار الحريري يظهر بما لا يقبل الشك أنّ مسألة النفوذ الإيراني في المنطقة محكومة حتى الآن بالمكابرة الأميركية وعدم الرغبة بالإعتراف بروسيا والصين كشركاء في المنطقة وبالضياع الاوروبي وغياب الاستراتيجية الواضحة. يبدو أنّ العلاقات الدولية الأوروبية العربية تمرّ بمرحلة تحول عن القيم المعهودة نحو الرهان على التسلل واستلحاق بعض النفوذ على فتات الإختلاف الإيراني الأميركي على دور طهران.

3- إنّ الاعتذار الذي قدّمه الرئيس الحريري قد لا يكون الإعتذار الأخير في مسلسل عقم السلطة في لبنان. وإنّ الرهان على موجات احتجاج عارمة بوسائل ديمقراطية لإحداث تغيير سياسي جذري في لبنان، أو انتظار التغيير بعد النتائج التي ستفضي إليها الإنتخابات النيابية هو رهان غير واقعي. فالتغيير الهادئ من خلال المؤسسات والمواثيق تفرضه إرادة دولية، وهذا يستند بدوره إلى تعاون دولي/إقليمي ومحلي لتغيير المشهد في الإقليم، وقد يكون إحداث تغيير في البرلمان هو أحد الواجبات المطلوبة. إنّ إبقاء الداخل اللبناني جاهزاً للشراكة مع المجتمع الدولي، هو التّحدي الحقيقي الذي يعتمد بالدرجة الأولى على إبعاد عناصر التفجير الداخلي منعاً لتكرار النسخة السورية التي نجح النظام بالتحصّن خلفها، لا سيما بعد قصور المؤسسات الأمنية عن القيام بدورها بلّ والتماهي مع السلطة بعد تجربة تفجير مرفأ بيروت وتسيّب الحدود أمام التهريب.

إنّ الذهاب الى بناء شراكات ذات طابع إنساني وإقتصادي إنتاجي بين المجتمع المدني والمنظّمات الدولية يبدّد المطالبة الإقليمية والدولية بمظهر شعبوي للتغيير - أثبت عدم جدواه في لبنان - لصالح بناء جسور الثقة بين نخب لبنانية متنوعة ومتخصّصة مع المجتمع الدولي، وإفساح المجال لإقتصاد يحمي الأمن الإجتماعي والإستقرار الداخلي بعيداً عن سلطة أثبتت فشلها وفسادها، قد يكون المنهج الحقيقي، المنفتح على الجميع، والقادر على تقديم نموذج حقيقي لحوكمة رشيدة يقدّمها لبنانيون جديرون وقادرون على تغيير وجه لبنان.

*مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات

 

في تَفاهَةِ المنظومَةِ وارتِهانِها... فِعْلٌ اجراميٌ فاضحٌ

د. حارث سليمان/جنوبية/20 تموز/2021

 السياسةُُ أصلاً، وبمعناها النبيلُ  هي إدارةُ الشأنِ العامِ ومصالحِ الناس، بالعملِ على تأمينِ حُقوقِ عموم المواطنين الأساسيةِ، في الأمن والحرية والتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، وتنميةُ مهاراتِهم وقدراتِهم وتوسيعُ مواردهم بغية رفع مستوى معيشتهم، وتأمينُ استشفائهم، وتعليمُ ابنائهم، وتحسينُ نوعية استهلاكهم... وهي جَهْدٌ منسقٌ، لتسييرِ المرافقِ والخدماتِ العامة وتطويرِ مواردِ البلاد الإقتصادية وثرواتها الوطنية، وحمايةِ حدودِها وسيادَتِها ومصالحِها الأساسية، وصونِ وحدة الوطنِ وسلامة أراضيه... والقيادةُ السياسيةُ حين تُنجزُ هذه المهماتِ وتَلتزِمُ هذه الواجباتِ، تَنالُ ثِقَةَ القاعدةِ ورضا المحكومين وقبولَهم.

ولذلك فان تبوأ المناصب السياسية أكانت نيابة، أو وزارة، أو رئاسات سلطات دستورية كرئاسة الجمهورية أو الحكومة أو المجلس النيابي، هو تكليف مؤقت ومشروط؛ مؤقتٌ يخضعُ لمُهلَةٍ مُحدَّدةٍ ومُنقطعَةٍ، تُقرِّرُ بِدايةَ الولايةِ ونهايتها، ومشروطةٌ بنجاحِ مَنْ يتولى المسؤولية في إنجازِ العملِ، الذي أُنتُدِبَ له، ولذلك فإن إشغالَ المنصبِ العامِ، هو أشبه بوديعةٍ أو أمانةٍ، يُسَلِّمُها الشعبُ أو يُودِعَها لِمَنْ يَنْتَخِبُهُ أو يَخْتارُه لحَمْلِ المسؤولية، ويَستطيعُ أن يَسترِدَّ الوديعةَ متى شاءَ، خاصةً عندما يَفشلُ المسؤولُ في تَوَلِّي مُهِمَته وإِنجازها، فيتقدمُ باستقالتِه ويُعْفَى من مَهامِهِ،  فليس هناك أيُ حقٍ مُكرّسٍ، لأي جهة أو شخص بأي سلطة، حين لا يتحقق الصالح العام، والولاية الدستورية لأية سلطة يَقطَعُ الفشلُ حَبلَها، ويُنهي أمَدَها، خُروجُ أَداءِ السُلطةِ عن الصالح العام.

لا ينهي عدم توفر الصالح العام، والوقوع في دائرة العجز والفشل في ممارسة المسؤولية، وِلايةَ أو انتدابَ أو تكليفَ السلطاتِ المنتخبة فقط، بل يُنهي أيضاً، وللضرورة توليَّ المناصبَ التنفيذيةَ والمهماتِ الاداريةَ والامنيةَ، ومن بداهة الامور، أن انفجار مرفأ بيروت كان يعني من ضمن معانيه الكثيرة، فشلَ المنظومةِ الأمنيةِ اللبنانيةِ، بأجهزتها كافة، في حماية العاصمة ومرفئها وسكانها، وكان طبيعيا وبديهيا أن يلجأَ رؤساءُ الأجهزة كافة، الى تقديمِ استقالاتٍ فوريةٍ وطوعيةٍ، تحملاً منهم، لفشل في أداءِ واجباتِهم الوظيفية، وامتثالاً لمبدأ الخضوعِ لميزان المساءلة الادارية والاخلاقية على الاقل!! أما اللجوء الى التلطّي برفضِ إعطاء اذونات الملاحقة، او التمترس خلف الحصانات النيابية، فليس إلّا محاولةٌ لجعل اصحابِ السلطة والنفوذ فوقَ القانون، وخارج ميزان العدالة والمساءلة.

 أمَّا التفويضُ الشعبي، لإنتاج سلطة سياسية، فترعاه وتحدُدُه القوانين والدساتير وتقاليدُ الأنظمة السياسية، وآلياتُ تَكَوُّنِ السُلطَةِ وتداوِلِها وإعادةُ تكوينها، والالتزامُ بذلك، يُنْتِجُ قانونيةَ السُلطَةِ ويُضْفي على القِيادة المُنْتخَبَة صِفَة الشرعية.

والشرعية التي يَتمتّعُ بها الحاكم، مشروطةٌ بسلوكه الإلتزام بأحكام الدستور وإختياره الطوعي تطبيقَ القانون، وفي حالة رئيس الجمهورية، يضاف الى ما تقدم وظيفة السهر على تطبيق الدستور واحترامه، واذا كانت مضبطة الاتهام، التي صدرت عن جهابذة العلم الدستوري في لبنان، قد ثبتّتْ في متنها؛ أنَّ الجنرال عون قد خرق الدستور في أربعة عشر ممارسة سياسية، فأن شرعية رئيس الجمهورية اصبحت معلقة وواهنة، بانتظار نتائج محكمة ينبغي أن يُنشِأها مجلس النواب ويبت فيها، إمَّا إدانة رئيس الجمهورية وعزله لخرقه الدستور،  او اسقاط الاتهامات عنه وتثبيت شرعيته.

 فهل يدعو مجلس النواب الى جلسة تخصص لهذا الامر ويتم التوصل فيها الى قرار!؟

بين رضا المحكومين من جهة أولى، وولاية السلطة من جهة ثانية، كتكليف مؤقت بمدة محددة، ومشروط بالصالح العام، والشرعية الدستورية من جهة ثالثة، المستندة لالتزام بآليات شفافة وقانونية لتكوين السلطة، تكتمل أهلية السلطة لاحتكارها، استعمال العنف طبقا للقانون وليس خروجا عليه، وتتولى الإمرة على القوات المسلحة وادارة المرافق العامة والثروات الوطنية.

يتضح مما تقدم ان انعقاد المجلس الاعلى للدفاع برأسه واعضائه هو فاقد للاهلية السياسية والقانونية، حتى لو التزم حدود صلاحياتها التي يوردها قانون انشائه، وهو هرطقة مضحكة مبكية حين يُستعمَلُ بديلاً عن مجلس وزراء،  لحكومة مستقيلة لا تجتمع!!؟

 من البديهي أنَّ مسألةَ القيادة السياسية تكتسبُ خطورةً، لا حدود لها، في تقرير مصائر الشعوب ومستقبل أجيالها، ولذلك ففي المجتمعات الحديثة، فإن القاعدة العامة هي؛ أن لا إرثَ في السياسة، لأن المنصبَ ليس ملكيةً خاصة يتصرف بها صاحبها في حياته، ويوصي بها لأقرب احبائه من بعد وفاته.

وغنيٌّ عن القول أنَّ ممارسة التوريث السياسي عبر الاحزاب والانتخابات هي ممارسة متخلفة تنتمي مفاعيلها الى انظمة القبيلة الابوية، أمَّا إستعمالُ مقاليدَ الدولةِ وصلاحياتِ سلطاتِ المؤسسات الجمهورية من أجل تمكينِ الوريثِ من استلام السلطة كتركة أو إرث من صاحبها، فهو أمرٌ يستدعي الإدانة كجريمة سياسية في الحياة العامة، والرفض، كفساد موصوف بمحاباة الأقرباء، وانتهاك صارخ لمبدأ تداول السلطة واعادة تكوينها.

وغني عن القول ان استعمال صلاحيات الرئيس وحقه بتوقيع مراسيم تشكيل الحكومة، كورقة ابتزاز  وضمان لتوريث صهره منصبا او نفوذا في السلطة، هو أمر غير مسبوق في تاريخ الدول، ويرقى الى جريمة تمارسها منظومات مافوية اجرامية.

ويُظهر جليا ان مهمة القيادة السياسية في أي بلد، هي مهمة لا يصح أنْ يتولاها إلّا هاماتٌ وطنيةٌ، تتصفُ بالقيَّم العُليّا والخِبْرة والمعرفة، وتلتزمُ القوانينَ والدستور،َ وتضبطُ خطواتِها وممارساتِها، طِبْقاً لنصوصِها ومعاني حيثياتها.

فهل تَنطبقُ السياسةُ وابعادُها على واقعنا اللبناني، بحيث أنَّ سُلطتَنا الحاكمةَ تَنتَظِمُ في منطق المفاهيم السياسية الواردة أعلاه، و هل يلتزمُ رجالُ السياسة، بالضوابطِ التي تفرضُها آلياتُ الدولةِ الحديثة!؟

قبل انتفاضة ١٧ تشرين وافتضاحِ نتائج الأزمة الاقتصادية والمالية، وتعرية المنهبة التي مورست في حق شعب لبنان واجياله كافة، لم تَكُنْ  السلطةُ في لبنان تُمارِسُ الانتظامَ السياسي والدستوري، فمؤسساتُ النظامِ  السياسي، كانت عاطلة عن أي عمل، وكانت الدولة تُسيَّر من خارج هيكلياتها، وتؤخذ القرارات فيها خلافا للدستور، وانتهاكاً للقوانين كل القوانين، من قانون السير ... الى قانون التنظيم المديني والبناء... الى قوانين الملكية الخاصة والعامة، وصولا الى قانون المحاسبة العمومية... وقانون النقد والتسليف، وكانت تُسَيَّر القرارات والالتزامات والمناقصات لمصلحة مجموعة ضيقة من رجال الاعمال والمال من " الهبيشة"، وهم شركاء وغطاء،  لنادي مقفل  للسلطة الحقيقية، ناد عدده لا يتعدى سبعة أشخاص فقط، هم، بدورهم أيضا، مندوبون حصريون لقوى اقليمية متعددة، قوة كل واحد منهم من قوة حامله الاقليمي،  وضعفه من ضعف راعيه، وقرارهم جميعا من قرارات أسيادهم.

لذلك يَخْتلِطُ في لبنانَ، مَعنَى السياسةِ في أذهان العامة، مع معاني أُخرى غريبة عن معناها المحدد أعلاه، وتتلخص بالنسبة لقسم كبير من الشعب، بكونِها سعيٌ لحيازة السلطة والتحكمِ في قراراتها، وممارسةُ النفوذِ وَصَرْفِهِ، والقدرةُ على توزيعِ مغانمِ الحُكم وتجييرُ خدمات المرافق العامة، أمّا لمنفعة خاصة، واثراءٍ من السلطة وإمّا لتوزيعها على شبكة زبائنية من الأنصار والمحاسيب. .

 لذلك سادَ ويسودُ في أوساط لبنانية عديدة، خطابٌ يزدري  السياسةَ ويتنصَّلُ من ممارستِها، ويتبدى ذلك في بيئات عديدة تتبرأ من العمل في السياسة وتتعفف عن ممارسته، ويظهر ذلك أولا في خطابات رجال الاعمال والفعاليات الاقتصادية، فينبري العديد من هؤلاء الى المطالبة بفصل الاقتصاد عن السياسة، وهم يقصدون أن لا يؤثِّر الخلافُ بين الاحزابِ السياسية حول النفوذ والحُصَصِ في السُلطةِ على قطاعاتِ الاقتصاد ونشاطاته، وتَظْهَرُ هذه الدعوةُ ساذجةً خادعةً، بسبب حقائقَ بسيطة، أولها أن الدعوة لتحييد الاقتصاد عن السياسة،  اي أن تُفسِحَ شبكةُ مصالح زعماء الأحزاب السياسية الطائفية، والمرتهنة لرعاتها في الإقليم، أنْ تُفسِحَ هذه الشبكةُ على مسطح معاركها، لحيِّزٍ يُتيحُ لرجالِ الأعمالِ والاقتصاد أنْ يمارسوا نشاطاتهم ويحققوا أرباحاً وانجازات اقتصادية.

المقولة هذه تفترض أن هذه الطبقة السياسية، محكومة بنزقٍ أيديولوجي وعقائدي، يجعلها لا تُبالي بالأرباحِ وحركة الرساميل، وفاتَ هؤلاء أنَّ هذه الطبقة تتمسح بالايدلوجية والعقائد وحتى المقدسات، لا لشيء إلّا لتحقيق الأرباح وجني الأموال والثروات، ولذلك فهي في الوقت الذي تملؤ فيه الدنيا ضجيجا من أجل العقائد والمقدسات، تلعب تحت الطاولة لعبة الصفقات والبازارات ... فالدّاعون الى فصل الاقتصاد عن السياسة، ليسوا أكثرَ من سُذَجٍ بسطاءَ في أحيانٍ قليلة، او في أكثر الاحيان، اصحابِ مصالحَ يحاولون غواية اصحاب القرار بحصص من التنفيعات.

ومن المعروف والمسلم به أنَّ  مُهِمَّاتِ وواجباتِ، أيّ سلطةٍ طبيعية، هي إعادةُ توزيعِ الثروةِ، من خلالِ النظام الضرائبي وخدمات التعليم، و الاستشفاء، وتقديمات الرعاية الاجتماعية.

 لذلك فإنَّ الخياراتِ الاقتصاديةَ، هي مسألةٌ سياسيةٌ بامتياز، وممارسةُ السياسة تعني تنفيذَ قراراتٍ وبرامجَ إقتصاديةً، تَختلِفُ اتجاهاتُها ونتائجُها باختلافِ أجنداتِ الأحزابِ السياسيةِ وتوجهاتها.

وأمَّا الحيزُ الذي كان هؤلاء، يطالبون به قبل الازمة وتداعياتها، لممارسة النشاطات الاقتصادية من خارج السياسة، فإنه الحيِّزُ ذاتَهُ، الذي تركه حزب الله متاحا لغيره، بعد أنْ أمسك بمفاصل القرار الاستراتيجي والسياسي والأمني على مساحة لبنان، وتحَكَّم بحدود لبنان ومعابره وعلاقاته العربية والدولية، وقيمته لا تتعدى قيمة جائزة ترضية تعطى لبقية أطراف السلطة، بعد أن استولى حزب الله على كل الجوائز الكبرى في السحب الوطني الكامل، وهذا الحَيِّزُ هو ورقةُ تينٍ، ضروريةٌ لستر عَوْرَةِ هيمنةِ إيرانَ على لبنان ولتخفيف أكلافِ هذه الهيمنة.

أما اليوم فإنَّ حزبَ الله، المأزوم إقتصاديا، في ظل العقوبات الاميركية على إيران، وتشكيلات فيلق قدسها في لبنان والاقليم، وفي ظلِّ قانون قيصر على نظام الاسد، فلم يَعُدْ قادراً على ترك الحَيِّزِ الذي اعتاد تَرْكَهُ، كجوائزِ ترضية، من عائدات الفساد والصفقات التي كان يَتكرَّمُ بها على أطراف المنظومة المشاركة في سلطته في لبنان، بهذا المعنى فان إنفراطَ عَقْدِ التسوية الرئاسية وتفكك وحدة المنظومة الفاسدة الحاكمة، في لبنان، لم يكونا إلّا مظهرا ونتيجة، لنضوب عائدات الفساد في لبنان، والا ثمرة لاضطرار حزب الله لاستبدال مصادر تمويله ودعمه، التي شحت ونضبت من ايران، الى استبدالها بمصادر أموال لبنانية، منها ما فرضه على مصرف لبنان امداده بها، تحت عناوين المواد الاستهلاكية المدعومة كالوقود والادوية، ومنها ما جناه من عمليات التهرب من الرسوم الجمركية، والضريبة على القيمة المضافة، وأخيرا من عوائد  تجارة المخدرات والسلع الممنوعة.

في الطّوْرِ الذي وصلت إلَيْهِ أزمة لبنان، أصبح واضحا أنَّ أحزاب السلطة السياسية، لم تكتفي بأنْ تَنتهِكَ كُلَّ مقاييس السياسة بكُلِّ أبعادها؛ من ثُنائية رضا المحكوم وشرعية الحاكم، الى احترام مُهَلِ الولاية، ومشروطية انقطاعها بسبب الفشل، الى خرق الدستور والقانون وعدم مراعاة الصالح العام،  بل انتقلت الى طور إدارة اقتصاد أسود موازي، وصولاً إلى تهريب المخدرات وتبييض الاموال وانتهاك القانون  المحلي والدولي.

و بناءً لكل ما تقدم، تنفرد منظومة الأحزاب  اللبنانية في السلطة، بأسبقيتها عالميا، لتحويل الحياة السياسية وأجهزة السلطة، من إدارة للصالح العام، الى هيكل يغطي أفعالا جُرمية ويسهل ارتكابها.

تلك الممارسةُ السياسيةُ صنعت الكارثةَ وبددَّت مُدَّخَرات شعب بكامله، ودفعت لبنان  الى هاوية الإنهيار والمستقبل المجهول.

لم يكن ذلك قدرا محتوما، ولم يكن صعبا أنْ يتيسر للبنان، ساسة اكفياء و نُخبٌ شرفاء يُعيدونَ تأسيسَهُ وتعريفَ دورِه ووظائفه، طِبْقا لشروط العصر والحداثة،  وتحديد ميزاته التفاضلية، لتأسيس اقتصاد المعرفة والبحث العلمي وتطوير قطاعاته المنتجة وزيادة تنافسيتها، وإستغلال كفاءاته العلمية الشبابية، ورفع الانتاجية الاقتصادية فيه ، ولإصلاح إدارة الدولة وبيئة الاعمال، وضمان عدالة قضائية منصفة وسريعة،  وقد بيَّنَتْ تجارب كثيرة في الحياة السياسية اللبنانية وجود هامات وطنية قادرة على تنكب هذه المهمة وانجازها، لكن تفاهة البنى الطائفية وانقياد قواعدها الى صراع الهويات الزائف والقاتل اسقط هذه الهامات جميعا، وأدى الى تجويف الداخل اللبناني، ليصبح خاويا انتاجا واعلاما وثقافة ومالا، و أدى ارتهان قوى الداخل للخارج الاقليمي، و أدت سياسات اسرائيل وسورية الاسد، وصولا الى الخراب الزاحف من ايران عقائد وحروب ودسائس وجيوش وفيالق، الى جعل وطن الارز رهينة هيمنة ايرانية بطبعة واحدة، تقاوم أي تعديل!!. ولعله من نقطة النهاية هذه، يمكن ان تبدأ اول بدايات اعادة تأسيس الوطن.

 

الإغتيال في لبنان والعراق: البصمة... واحدة

فارس خشان/النهار العربي/20 تموز/2021

واكب لبنانيون كثر كل ما يتّصل بإعلان السلطات العراقية اعتقال ضابط الشرطة أحمد الكناني، المتهم الرئيس بتنفيذ اغتيال هشام الهاشمي، في 6 تموز (يوليو) 2020، أمام منزله في بغداد.  ولم تكن هذه المواكبة من باب "حبّ الاطلاع"، بل انطلاقاً من "وحدة الحال" التي لا تجمع الشهداء في البلدين فحسب، بل المجرمين أيضاً. وفي هذه المتابعة، يتبيّن أنّ المتهم "مناصر" لـ"حزب الله" العراقي، فيما الهاشمي، عشية اغتياله، كان، وفق الجهة التي قتلته، "عميلاً أميركياً". وهذه ميزة توحّد الدماء اللبنانية والعراقية، إذ إنّ جميع الشهداء، أحياء في السماء أم في الأرض، من مروان حمادة الى لقمان سليم، كانوا قد تعرضوا، قبل الهجوم عليهم، لحملة تخوين مماثلة. ويذكّر المتهم بتنفيذ اغتيال الهاشمي بالمحكوم عليه بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والمتهم باغتيال جورج حاوي ومحاولة اغتيال الياس المر ومروان حماده، إذ إنّ سليم عيّاش كان من عداد "الدفاع المدني"، في حين أنّ أحمد الكناني من عداد الشرطة. 

القاتلان اللذان يوصفان قانونياً بأنهما "مناصران" يعيشان، في ظلال مؤسسات تابعة للدولة. وتتمايز الحكومة العراقية التي يترأسها مصطفى الكاظمي، بفضل "الحراك الشعبي" الذي ينتفض على الفساد السياسي والاستتباع الإيراني في آن، عن الحكومة اللبنانية، في أنّها هي التي كشفت القاتل وشركاءه واعتقلتهم وتجهّز محاكمتهم، في حين أنّ الحكومة اللبنانية، وقفت موقف المتفرّج الحيادي جداً، حيال اتهام وتجريم المحكمة الخاصة بلبنان سليم عيّاش. ولكن هذا التمايز لا يلغي أنّ السلطات العراقية تعاطت بحذر كبير مع "إنجازها الأمني"، بحيث غيّبت كليّاً كل حديث عن الجهة التي يرتبط بها قتلة الهاشمي، بحيث بدا وكأنّها قضية جنائية وليست عملية إرهابية. وهنا تظهر "وحدة الحال" العراقية - اللبنانية أيضاً، فالحكومة العراقية تخشى على نفسها، كياناً وشخصيات، من "غضب" الجهات المتورّطة، إذ إنّ هذه الحكومة، تعيش، كلّما اتّخذت إجراءً ضدّ هذه الجهات التي تبسط نفوذها بفضل ارتكاباتها، تحت خطر تعرّضها لهجوم دموي شبيه بـ"غزوة 7 أيّار" التي قادها "حزب الله" ضد أركان الحكومة اللبنانية، عام 2008. وينقل ديفيد أغناثيوس، في "نيويورك تايمز"، عن الكاظمي تبريره لهذا النهج الحكومي، إذ يقول: "عندما وصلتُ الى رئاسة الحكومة، كانت أمامي ثلاثة خيارات: أولًا أن أشن حرباً مفتوحة ضد الميليشيات والفصائل. وثانياً أن أستسلم للفصائل والميليشيات وأصبح رئيس وزراء تابعاً، وثالثاً أن أتبنى استراتيجية تدريجية من الكر والفر، وهذا ما اخترته".

وتملك الحكومة العراقية الحالية هامشاً أوسع للتحرك من الحكومات اللبنانية التي تشكلت بعد ذاك السابع من أيار (مايو) 2008، على اعتبار أنّها تحاول أن ترضي شارعاً أرهقته التبعية لإيران، وتسعى الى أن تحتلّ بغداد مكاناً محترماً في العالم العربي كما في المجتمع الدولي.

وخسرت الحكومة اللبنانية هذا الهامش، عندما سطا "حزب الله" على القرار وصانعيه، بالقوة حيناً وبالإغراء أحياناً.

وفشلت المكوّنات السياسية اللبنانية، بما فيها تلك التي تقدّم نفسها على أنّها "سيادية"، في إفادة البلاد من الثورة الشعبية التي اندلعت في 17 تشرين الأول (أكتوبر)، لأنّها، وخوفاً على مكتسباتها السلطوية، انضوت، عملياً، تحت لواء "حزب الله" الذي قاد عملية إفشال هذه الثورة، ميدانياً وسياسياً.

وما فعله "حزب الله" ضد "الثورة" اللبنانية، فعله "أشقاؤه" ضد "الثورة" العراقية، بدموية وصلت الى مستوى قتل أكثر من 600 شخص، ناهيك عن اغتيال وخطف عشرات آخرين.

ولا يقتصر التشابه اللبناني - العراقي، بمناسبة اعتقال قتلة هشام الهاشمي، على ذلك، بل يتخطاه الى نقطة مذهلة: التضليل.

في مقالته التي نشرتها "النهار العربي"، في 17 تموز (يوليو) الجاري، كتب محمد سلطاني الآتي:

"بعد كل عملية اغتيال كانت تطال ناشطاً عراقياً مناهضاً للنفوذ الإيراني والميليشيات، كاغتيال الإعلامي أحمد عبد الصمد في البصرة، أو هشام الهاشمي في بغداد، أو إيهاب الوزني في كربلاء، كانت الجماعات الإلكترونية والإعلامية المرتبطة بإيران و"الحشد الشعبي"، تردّد عبر صفحات التواصل، وشاشات التلفاز، رواية مُنسّقة وموحّدة، تتهم فيها الولايات المتحدة أو إسرائيل أو الإمارات أو السعودية، أو النشطاء أنفسهم بتنفيذ عمليات الاغتيال، وتبرئ ساحة المجاميع المرتبطة بـ"الحشد الشعبي" وإيران من العمليات الدموية".

وتابع: "الحملات كانت تنطلق برِتم واحد، يبدأ باتهام النشطاء الشيعة بأنهم "شيعة السفارة الأميركية"، والسنّة بأنهم "إرهابيون"، والمسيحيين بأنهم عملاء للولايات المتحدة، ثم تنتهي إلى عمليات التصفية الجسدية، ليأتي دور الماكنة الإعلامية المرتبطة بإيران والحشد الشعبي، في إثارة الأسئلة ورمي الكرة بعيداً نحو الإمارات أو تل أبيب أو أي طرف يقرر صانع الخطاب الإعلامي الحشدي إقحامه كيفما اتفق".  هذه الملاحظات التي دوّنها سلطاني عن النسق التضليلي الذي تعتمده "بروباغندا" القتلة في العراق، لا تختلف أبداً عن الملاحظات التي سبق أن دوّنها الكتّاب والصحافيون والمراقبون والمحقّقون عن النسق الذي يتّبعه القتلة في لبنان، بعد كل جريمة تحصل في البلاد. وهذا يفيد بأنّ شهداء لبنان والعراق ينتمون الى خط تحرّري واحد، تماماً كما ينتمي خصومهم الى نهج قاتل واحد. ويخشى من يعتمدون الجريمة نهجاً، على الرغم من قوّتهم العسكرية والأمنية والمالية والدعائية، من تأثير شخصيات لا تملك ما يحميها حتى من "لفحة هواء".

وهذه الخشية تعود الى أنّ الوجدان الوطني يتفاعل مع طروحات الشخصيات التي تتمّ تصفيتها، لأنّها توقظ حقيقة راقدة في النفوس.  ويرتكب جريمة وطنية لا تُغتفر كلّ من يتهاون، مسؤولاً كان أو مواطناً، مع أيّ مسار اغتيالي، لأنّ من يذعن له اليوم سيكون ضحيته غداً، على اعتبار أنّ حَمَلة القضايا التغييرية، لا يلجأون الى التصفية، بل الى الإقناع، بكل الوسائل المشروعة المتاحة. وحدهم الذين يريدون رمي الأوطان في لجّة الجحيم يفعلون ذلك. ومن يشكّك في أهمية مواجهة القتلة، ليس عليه سوى أن يدقّق في ما وصلت اليه أحوال لبنان التي بدأت تدحرجها، في تلك اللحظة التي تربّع فيها القاتل مرجعية سياسية ووطنية وعسكرية وأمنية وإعلامية واقتصادية ومالية.

 

العهد: «أُكِلتُ» يوم أُكِلَ «الثور الأبيض»

جورج شاهين/الجنهورية/20 تموز/2021

ليس من السهل إخفاء ردات الفعل السلبية التي تركها اعتذار الرئيس سعد الحريري عن مهمّة تشكيل الحكومة لدى الخصوم قبل الحلفاء. وإن كان بعض المؤيّدين قد استوعبوا ما حصل، فمن بين من ساهموا في أبعاده كثير مما يدفعهم سراً الى الأسف عّما آلت اليه الاوضاع. وفي اعتقادهم انّ ما سيواجهه العهد في ما تبقّى من ولايته ينطبق عليه القول المأثور»أُكلتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض». فلماذا وكيف؟

 اياً كانت الظروف التي قادت الحريري الى الاعتذار عن المهمّة، فإنّ من بين ما هو متوقع من سيناريوهات يبقى أشدّ خطورة وايلاماً من اي تفاهم كان يمكن التوصل إليه مع الرجل في وقت سابق. فمهما كانت الكلفة المقدّرة فإنّ اعتذاره وضع أركان السلطة امام مأزق كبير لا يمكن الخروج منه بسهولة، وهو ما يترجمه التريث في الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة وحجم الفيتوات المتبادلة التي تقود الى صعوبة اختيار البديل إن وجد في القريب العاجل.

ليس في هذه المعادلة ما يؤدي الى مزيد من التشنج السياسي بسبب التأخير في الدعوة الى هذه الإستشارات الملزمة فحسب، إنما في ما سيتناوله الوسط السياسي من اتهامات يمكن ان تُوجّه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه، لتمهّله في تحديد موعدها، طالما انّه على ما يبدو بات رهناً بالتفاهم المسبق على هوية وشخصية الرئيس الذي سيُكلّف بالمهمة والظروف التي يمكن توفيرها لتسمح له ان يكون الرجل «المنقذ»، الذي يمكن ان يستعيد الثقة الداخلية والخارجية المفقودة بالدولة ومؤسساتها، وبالمنظومة السياسية المتحكّمة بحاضر ومستقبل المواطنين الذين باتوا اسرى عدد من الأزمات المتناسلة التي تقض مضاجعهم ليل نهار. وإن عبرت هذه المرحلة الدستورية التي لا بدّ منها، فإنّ مهمة الرئيس المكلّف ستكون أصعب بكثير من مهمة سلفه. فالحديث عن العلاقات الشخصية بينه ورئيس الجمهورية ورئيس «التيار الوطني الحر» وما عبّرت عنه المواقف التصعيدية، لا يمكن العودة اليها او استنساخها. وانّ البحث سيتناول عناوين أخرى أكثر خطورة، بسبب ملامستها المحظورات الاقليمية والدولية التي اعاقت مهمة الحريري ـ إن صدقت الروايات التي نُسجت عن تخلّي المجتمع الدولي عنه - قبل الحديث عن المواقف الداخلية التي فرزت المواقف منه ومن التشكيلة التي اقترحها الحريري وطريقة اختيار الوزراء والمواصفات الواجب توفرها، كما على مستوى توزيع الحقائب السيادية والخدماتية والأمنية. هذا عدا عن الشروط الاخرى التي اثارت غباراً كثيفاً سمح بتغليف كثير من الحقائق التي بقيت غامضة في ظل اعتماد الاطراف المتنازعة على نشر المحاضر «الملغومة» و«المشوهة» لئلا يُقال «المزورة» للجلسات الإحدى والعشرين بين عون والحريري، عدا عن تلك التي شارك فيها وسطاء مختلفون على مدى الأشهر التسعة الفاصلة بين التكليف والاعتذار.

وطالما أنّه لم تتوافر الجهة الصالحة والموثوق بها للتعاطي مع ما حصل بصدق وشفافية، وكشف الحقائق الملتبسة، سيبقى الخيال واسعاً امام توقّع ما يمكن ان يكون عليه الوضع في المرحلة المقبلة، وخصوصاً إن نجح العهد في عبور مرحلة التكليف واختيار الشخصية التي تحظى بثقة الأكثرية النيابية من دون المجتمع الدولي، فتوافرهما شرط أساسي لا يمكن التفريط به اياً كانت حدّة المواقف من حجم المصالح المتنازعة. فباعتراف الجميع ومن مختلف الاطراف، انّ المواصفات المطلوبة بكل مقوماتها الداخلية والخارجية ليست متوافرة حتى اليوم في اي ممن شملتهم التسريبات. بل العكس، فإنّ بعضاً من المواقف يوحي انّ عملية اختيار البديل ستحمل كثيراً من المخاطر، ليس على مستوى مصير الشخص المكلّف، انما على مستوى قدرته على مواجهة الاستحقاقات المقبلة وكلفتها المقدّرة تجاه ما يتعرض له اللبنانيون من صدمات.

ومرد هذه المخاوف يعود الى ما بلغته الأزمات المتراكمة والمتناسلة، حتى شملت مختلف وجوه حياة اللبنانيين، الى درجة لن يكون من السهل فكفكتها في ظلّ القدرات الهزيلة للدولة اللبنانية ومؤسساتها. وعليه، فإنّ المخاطر المتوقعة ستظهر على حقيقتها عندما يفشل الداخل في حل اي منها، فيضطر امام عجزه المتمادي مرغماً الى طلب النجدة من الخارج، في ظل اسوأ الظروف التي تعيشها المنطقة والعالم بسبب ما تركته جائحة كورونا والأزمات الدولية الكبرى، من فرز خطير بين محاور وقوى دولية، وضعت كل قدراتها العسكرية والاقتصادية والمالية والديبلوماسية الهائلة في ميزان المواجهة المتعددة الأطراف، من أجل تحقيق مصالحها المشروعة وغير المشروعة. وهي ستجعل من اللبنانيين وقوداً على مذبح المفاوضات الحامية، والتي تهدّد مصالح الدول الصغيرة والشعوب الفقيرة.

وإن كان ما سبق من توصيف للوضع في لبنان لا يخضع لأي نقاش مستفيض، فإنّ من بين المطلعين من يرى انّ هناك قوى محلية لا تهاب الوصول الى مرحلة الانهيار الكامل على اكثر من مستوى. بدليل أنّها وفّرت مخارج ممكنة للتقليل من حجم وآثار الأزمة على «مجتمعها الضيّق». فعالجت أوضاع الفقراء من بينهم، وساهمت قدراتها المالية في اتخاذ ترتيبات تخفف من حال التشنج الداخلي لضمان صمودها ووفائها لمشاريعها، بغض النظر عن انعكاساتها على مساحة الوطن، إلى ان تصل ساعة الصفر للانقضاض وتغيير الموازين، بنحو يضمن تغيير وجه لبنان وتقديمه للمجتمع الدولي في صورة جديدة غير مألوفة.

على هذه الخلفيات، هناك من بين اهل الحكم من يعيد توزيع المسؤوليات مجدداً، ويحمّل فريقه مسؤولية ما بلغته الأمور، الى درجة بلغ فيها النقاش ذروته ضمن الجدران الاربعة. وفي رأي هؤلاء، انّ الآليات التي اعتُمدت لإقفال المسارب المؤدية إلى تطبيق المبادرة الفرنسية لم يكن بالخطأ، وانّ بعض المواقف والشروط التي رُفعت كانت تستهدف دفن وعرقلة الوصول إلى خطوات أخرى يمكن ان تكون إنقاذية. وإن طُلب اليه احصاءها فإنّه يضع كل الإصلاحات المطلوبة في رأس قائمة الضحايا، وإن تقدّمها الحديث عن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي فإنّ التدقيق الجنائي من بينها ايضاً. ويُضاف اليها اي مخرج لحل ازمة الكهرباء على أنقاض المشاريع الفاشلة. فكيف عندما يتصل الامر بعدم القدرة على توفير لقمة الخبز وصفيحة البنزين والمازوت وحبة الدواء التي شغلت اللبنانيين عن النزول الى الشوارع واسقاط هياكل السلطة المتداعية.

ومن غير الحاجة الى التوغل في تفاصيل أخرى، فإنّ من بين اهل الحكم من يتوجس في قراءة ما هو آتٍ، الى درجة يعتقد اننا بتنا في المرحلة ما قبل الأخيرة لـ «الانهيار الكبير»، ليصح القول في مصير بعضهم، ما جاء به المثل القائل «أكلت يوم أكل الثور الأبيض». وعندها لن ينفع الندم، فليس في قدرة أحد اعادة البلاد 9 أشهر الى الوراء، ولا الى ما قبل تفجير مرفأ بيروت، وسقوط النظام المصرفي قبل الصحي والإجتماعي والتربوي.

 

السلطة تُمهِّد للقمع في 4 آب

طوني عيسى/الجمهورية/20 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100758/100758/

مثيرةٌ المعلومات التي تكشفها الأوساط القريبة من بعض أحزاب السلطة، والتي تتحدث عن استنفار غير عادي تعتمده هذه السلطة، استعداداً لمواجهة «الانتفاضة» أو «الثورة» المتوقَّع انفجارها قريباً، وعلى الأرجح في الذكرى الأولى لكارثة المرفأ، في 4 آب المقبل. والأكثر إثارة للقلق هو أنّ هذه السلطة تتعاطى مع «الثورة» بصفتها مؤامرة يجب ضربها، بالمفهوم السياسي... وبالمفهوم الأمني إذا اقتضت الحاجة ذلك!

 في المعلومات التي يجري تسريبها منذ أيام، أنّ السلطة أوعزت إلى الأجهزة العسكرية والأمنية أن تحتسب لأعمال مشبوهةٍ قد تقع خلال الحراك الاعتراضي الجاري، والذي يُتوقّع أن يزداد تصعيداً في الفترة المقبلة.

وعمَّمت السلطة تحذيرات من أعمال تخريب قد تتعرّض لها مؤسسات عامة أو خاصة، ومن احتكاكاتٍ قد يجري افتعالها في الشارع بين المتظاهرين والقوى الأمنية لزعزعة الاستقرار أو بين المتظاهرين وجماعات أخرى، ذات انتماءات حزبية أو طائفية أو مذهبية معينة، وفي مناطق يمكن وصفها بـ«الحسّاسة».

وثمة حديث عن توصيات تمّ تزويد الأجهزة بها، تقضي بعدم التهاون في مواجهة إقفال الطرق، خصوصاً في مناطق معينة محسوبة على فئات طائفية معينة لكنها «حيوية» لفئات طائفية أخرى، كالأوتوستراد الساحلي المؤدّي إلى الجنوب. وهذه التدابير لطالما جرى اعتمادها، لكنها ستزداد حزماً في الأيام المقبلة، إذ سيتمّ نشر مزيد من القوى للرصد والمتابعة على امتداد الأوتوستراد.

وهنا تبدو المواجهة الأمنية التي جرت أخيراً في طرابلس، بين مدنيين وعسكريين، ذات مغزى شديد الحساسية، خصوصاً أنّ ساحتها بعل محسن، بطابعها المعروف مذهبياً وسياسياً.

وفي العامين الفائتين، حصلت احتكاكات بين مدنيين وعسكريين في مناطق طرابلسية أخرى ذات طابع مختلف، في سياق انتفاضة 17 تشرين وخارجه. وثمة مَن يعتقد أنّ مواجهات بعل محسن الأخيرة ربما تكون مفتعلة، بهدف استثارة مناخات فتنوية في المدينة.

هل هذه المخاوف الأمنية في محلّها فعلاً؟ وهل صحيح أنّ على السلطة أن تخشى وجود ثغرات أمنية في عدد من المناطق اللبنانية، قد يستغلها «الطابور الخامس» لدفع الحراك الشعبي عن مساره المطلبي والاجتماعي وإغراقه في مواجهات غير محسوبة، ذات طابع فئوي، وتهدّد البلد بفتنة؟

أوساط الانتفاضة لا تعتقد أنّ هذه المخاوف في مكانها، أو على الأقل هناك تضخيم كبير ومتعمّد لها. وتقول: تجربة 17 تشرين الأول 2019 أظهرت مستوى عالياً جداً من النضج الوطني لدى الذين نزلوا إلى الشارع. فقد حافظ هؤلاء بنحو غير مسبوق على الطابع السلمي في الشارع، وعلى سلوك حضاري نادر في التعبير، حتى عندما تعرَّضوا لقمع القوى الأمنية. وفي المقابل، جاءت ممارسة العنف من جهة بعض أجهزة السلطة.

ولكن، الأخطر هو أنّ السلطة دفعت أحزابها وجماعاتها، أي مدنيين، إلى الشارع مزوَّدة أدوات التعنيف التي تمّ استخدامها ضدّ المتظاهرين المسالمين، أي مدنيين آخرين.

وفيما شارع الانتفاضة متنوع طائفياً ومذهبياً في شكل انصهاري ما اعتاده اللبنانيون، فإنّ الجماعات التي تصدّت له كانت أحادية الانتماء الطائفي والمذهبي عموماً. ولذلك، ليس منطقياً أن تقوم السلطة نفسها بالكلام عن الفتنة الطائفية والمذهبية، فيما هي التي تستثيرها، لا الآخرين.

وكذلك، وفيما ناسُ الانتفاضة يتوزّعون مناصفةً، تقريباً، بين الجنسين، فإنّ الجماعات التي تصدّت لهم كانت حكراً على الرجال. وهذا يعني أنّ المطلوب من هؤلاء استخدام العضلات، إضافة إلى «الموتوسيكلات» طبعاً.

وبحسب الأوساط، هناك خشية من تكرار هذه التجربة المريرة في الأيام المقبلة. وفي هذه الحال، ستكون السلطة هي التي تفتعل الفتنة لا «الطابور الخامس» المزعوم، في موازاة ممارستها القمع ببعض أدواتها الأمنية. وقوى السلطة وحدها تملك أدوات العنف، فيما أدوات الانتفاضة معروفة: الحراك في الشارع ورفعُ الصوت. توحي السلطة أنّها بدأت تُجهّز العدّة لإحباط الحراك المنتظر، والذي سيبلغ ذروته في ذكرى كارثة المرفأ، خوفاً من أن يؤدي هذا الحراك إلى إطاحتها في الشارع. ولذلك، لن تتورّع السلطة عن استخدام أي أسلوب لإسكات الحراك، بما في ذلك المخادعة السياسية والوعود السرابية بالخطوات المالية والاقتصادية، وطبعاً بالعنف في نهاية الأمر.

وتضيف الأوساط: «نحن لا نخشى دخول الطوابير في صفوفنا وارتكاب أعمال التخريب أو افتعال فتنة طائفية أو مذهبية. فنحن نعرف تماماً سلوك مجموعاتنا التي تتحرك في الشارع، وهي قادرة على فرز أي دخيل وكشفه وطرده. وأما الطوابير والدخلاء الحقيقيون فليسوا في الواقع سوى عملاء قوى السلطة الذين يندسّون في الشارع، ويقومون بأعمال تُخرِج الحراك عن هدوئه وسلميته وحضاريته. وبعد «شيطنة» الحراك أمام الرأي العام، يصبح مبرَّراً قمعُه. وهذا السيناريو هو الذي تعمل قوى السلطة لتنفيذه مجدداً».

هل ستنجح قوى الاعتراض في فضح هذا المخطَّط أمام الرأي العام المحلي والدولي وإسقاطه، أم ستنجح قوى السلطة مجدداً في إسقاط «ثورة 4 آب» كما أسقطت «ثورة 17 تشرين»؟

 

السرّ في الصندوق

سناء الجاك/نداء الوطن/20 تموز/2021

بين الإحتفالات العراقية بإنهاء زمن الإفلات من العقاب (المتفائلة بعض الشيء) ونتائج انتخابات نقابة المهندسين خط بياني واضح، يطل بين فترة وأخرى في رد فعل واضح ورفض أوضح بمواجهة إستفحال إرتكابات المحور الممانع، بحق الشعوب المصادرة سيادتها على يد هذا المحور.

وهذا الخط هو ما يؤشر للتغيير المأمول الذي لن يحصل بكبسة زر، ولكن بكثير من النضال، بالمعنى الساخن للكلمة، وبتراكمات لا بد أن يزهر ربيعها، على الرغم من الخطط الممنهجة لإماتة الأمل والطموح ومقتدرات دول المحور المنهوبة.

وفي القراءة التلقائية لما حصل في نقابة المهندسين، ينفتح باب الأمل بأن القليل من التوافق والتنظيم يؤدي إلى هزيمة المنظومة السياسية، التي مهما نهش أعضاؤها لحوم بعضهم البعض، هم حاضرون ليتوحدوا ويفخخوا أي تحرك يضعهم "كلهن يعني كلهن" في خانة واحدة مسؤولة عن إنهيار البلد.

السر في صناديق الإقتراع إذا ما أُحسن التعامل معها، والاستحقاقات آتية، لا ريب في ذلك. وواهم من يظن أنه يستطيع تزوير محتوى هذه الصناديق "كلها يعني كلها" لحماية المنظومة خدمة لأجندة المحور.

قد يكون الأمر ممكناً في مناطق بعينها. لكن ليس في كل المناطق. ففي بعضها يمكن فرض الإرادة الشعبية الرافضة لهؤلاء المتاجرين بدماء الناس. بالتالي يمكن إختراق المعادلة القائمة في خطوة أولى تجر خطوات أخرى وصولاً إلى التغيير المنشود.

وفي الطريق، علينا أن نتوقع سقوط المزيد من الضحايا، فالمايسترو بات يلعب على المكشوف. وهو سارع غداة تحركات 17 تشرين الأول 2019 الإحتجاجية إلى ضرب "المجتمع المدني" ليصنفه خلايا تجمع عملاء بدعم من الشيطان الأكبر وأعوانه وتوجيه وتمويل منهم للقضاء على المقاومة.

وبروفة الشائعات التي رافقت انتخابات نقابة المهندسين لا بد ستستكمل ويتم رفدها بعناصر ومكونات جديدة وصولاً إلى التهويل بحرب أهلية جديدة، لا يملك أدواتها إلا المحور ومرتزقته، مادياً وتحريضياً على أساس المذهب، وليس انتهاءً باستجرار حرب مع العدو الإسرائيلي لقلب الطاولة على هذا "المجتمع المدني" الذي يتحرك بناءً على أوامر السفارات.

فالحزب الناظم والحامي لباقي الأحزاب الطائفية التي تغار منه وتسعى إلى كسب وده، يعرف يقيناً أن الهزيمة في صندوق الانتخابات، أياً كان هذا الصندوق وأياً كانت صفته، لا يمكن مقارنتها بتظاهرة احتجاجية مهما استقطبت من مشاركين.

السرّ في الصندوق. يعلم ذلك جيداً المايسترو. ويحسب حساب هذه المعلومة، ولا يتغاضى عن مفاعيلها.

لذا ما ينتظرنا في المدى القريب والمتوسط، هو معارك كسر عظم. وذكرى مرور سنة على جريمة الرابع من آب محطة لا يستهان بها على درب هذه المعارك.

ولن يكتفي المايسترو بزيادة الضغط على اللبنانيين بافتعال رفع سعر صرف الدولار حتى بلوغه مستويات قاتلة لموارد الناس، او بقطع الدواء او الوقود. فالعتمة والعطش والجوع والعجز عن الاستشفاء والتعليم تبقى تفاصيل صغيرة من خطة العمل، اذا ما كان التحدي متعلقاً بصناديق اقتراع لا بد أن يحين أوانها.

لا يزال الأمن ورقة كسِّيبة، وقد بدأ العبث به، سواء في بؤره الجاهزة أصلاً، إن في طرابلس، أو المخيمات الفلسطينية، أو حيث تدعو المصلحة العليا للمحور.

المهم أن يصار إلى تجنب الكأس المرة لهذه الصناديق. وليس فقط بعصا غليظة، ولكن بالحديد والنار..

لكن هل ينجح المحور الممانع في لعبه المكشوف؟؟ فلنتبع ونراقب تطورات الخط البياني... ونُؤْمِن ونعمل لتكريس السرّ في الصندوق..

 

علّمه والده كيف يواجه سخرية الناس وينظر في عيونهم..قالوا عنه "قزماً" فابتسم لهم وحلّق ممتلئاً بالنِعم

نوال نصر/نداء الوطن/20 تموز/2021

هو في الشكل، "قصير القامة" أما في المقام فعرف كيف يشق طريقه بعقل وقّاد وثقافة عالية وعينين لمّاعتين عرف من خلالهما كيف يُلاحق من سخروا من قصر قامته ظنّاً منهم ان الإنسان يُحدّده الطول والعرض لا العلم والدماغ والتميّز. الإختصاصي في علوم المختبرات الدكتور غسان حلاق منحه الله مع الإرادة القوية القدرة على التعامل مع حالته مستخدماً أسراراً همس بها والده في أذنيه ذات يوم فأصبحت دستور حياته.

"إسمي غسان جوزف حلاق... كم تعطونني عمراً؟". يسأل. يبتسم. ويعترف: تجاوزتُ سن السبعين (مواليد 1948) وما زلتُ شاباً. حياة الشاب غسان حلاق، في هذا المجتمع الصعب، لم تكن دائماً سهلة أبداً لكن العطايا السماوية الكثيرة التي نالها مكّنته من تجاوز القطوع تلو القطوع حتى أصبح ما أصبح عليه.

ولد في السودان، حيث كان يعمل والده، وعاد الى البلد الأم وهو في السابعة من عمره. درس في "برمانا هاي سكول" وانتقل الى لندن حيث تابع دراسته الجامعية في علوم المختبرات طوال أحد عشر عاماً. وعاد الى لبنان في العام 1978 ليبني مستقبله. غسان حلاق يبدو وهو يُخبرنا عن حالِهِ واثقاً جداً بنفسه. هو عرف منذ كان صغيراً أنه لا يُشبه كل الآخرين، أو 99,999 من الآخرين. لاحظ ذلك منذ كان في سن الخامسة، فأصحابه يزدادون "طولاً" أما هو فلا. وشقيقه الذي هو أصغر منه بأربعة أعوام أصبح أكثر طولاً منه. وهنا، بدأ يسأل ويتساءل كثيراً: "لماذا أنا أقصر من كل الآخرين؟".

سأل غسان، ووالده أجاب، فهل أقنعته الإجابة؟ هل فهم ابن الخمس سنوات أن خللاً جينياً سيجعله حسب التصنيف الإجتماعي، قزماً؟ يجيب الدكتور حلاق بلسان كل من يعانون من حالات خاصة: "هناك أهالٍ يحاولون أن يضحكوا على أطفالهم بإجابات واهية، غير أن والدي قال لي منذ البداية الحقيقة. قال لي: مثلما هناك أشخاص بعينين زرقاوين وآخرون بعينين سوداوين، ومثلما هناك أناس بدناء وآخرون نحفاء، هناك أطفال يولدون بجينة تبقيهم قصار القامة وهناك آخرون عمالقة. قال والدي الحقيقة ببساطة شديدة فأقنعني".

ماذا عن نظرة المجتمع إليه؟ هل أربكته؟ هل ضايقته؟ هل سخرية البعض جعلته يبكي؟ يصرخ؟ يواجه؟ يجيب "أهلي جعلوني والحمدلله أستعدّ لمواجهة نظرة الناس، التي كثيراً ما تسيء الى الآخرين حتى ولو عن غير قصد. هذا التحضير المسبق مهم جداً وأساسي لأنه يجعل الطفل، الذي يعاني من حالة ما، يلاقي رفاقه واثقاً بنفسه قوياً".

ثقة غسان حلاق بنفسِهِ كبيرة لكن الإنسان، أي إنسان، قد يمرّ في لحظات ضعف. هو شعر بالضعف حين رأى كل أقرانه يلعبون كرة السلة فيما هو واقف، عاجز عن المشاركة، يشاهد فقط ولا يشارك. كما تضايق حين لاحظ أن زميلته الجميلة، التي أعجب بها، لا تبالي به بسبب طوله. لكن هل معنى هذا أنه استسلم؟ يجيب بحسم: لا، رحتُ أبحث عن المقومات التي في أعماقي التي تجعلني أصل لأهدافي التي يصل إليها رفاقي لأنهم أكثر طولاً مني. قدمتُ الى رفيقتي وردة أعجبتها ففرحت هي بها ونجحتُ أنا في لفت نظرها. تعلمتُ أن في داخل كل إنسان مقومات مختلفة".

كبُر غسان حلاق وتزوج بامرأة رائعة، طويلة جداً، وجميلة جداً. هي إنكليزية الجنسية وثقافتها الأوروبية جعلتها تنظر الى القوة التي في داخله لا الى طوله ويقول: "الثقافة تلعب دوراً. ففي السودان حيث ولدت كان الأطفال يضحكون عليّ، وبعضهم كان يدفعني ليرى إذا كنت سأقع بسبب قصري. أما في لبنان فالوضع بدا أفضل قليلاً وكان الناس ينظرون إليّ باستغراب، وكأنني إنسان آت من المريخ، ويتوجهون إليّ بكلمات تجرحني أحياناً. في حين كانت الثقافة الأوروبية مختلفة تماماً، وزوجتي تتحدر من تلك الثقافة، فلم تجد مشكلة في الإرتباط بي. أعجبتها شخصيتي القوية فأتت الى لبنان، في أحلك ظروف البلد، زمن الحرب الأهلية، وأصرت على أن تبقى الى جانبي".

ولدان في رصيد غسان العائلي هما: شريف ونادين. ولديه حفيد يدعى نوح. ويقول "إبنتي كانت تتضايق في البداية من نظرات الناس إليّ فعلًمتها ما علمني إياه والدي يوم كنت صغيراً وبعض الناس ينظرون إليّ ويضحكون. قال لي: حين ينظر إليك أحدهم نظرة تزعجك أنظر في عينيه، في قلب البؤبؤ، واستمر في التركيز فيهما. وحينها سيحاول حجب نظره عنك. لكن لاحقه بعينيك لأنه سيعود وينظر الى الوراء ليتأكد من أنك أزحت نظرك عنه. لكنه سيشاهدك ما زلت تنظر إليه. لا تتكلم معه. لا تقل له أي كلمة. بل إستمر في التحديق في عينيه وحينها سيتعلم أنه أخطأ في نظرته نحوك". وما علّمه إياه والده علّمه لابنته ونجح كلاهما به. الآن أصبحت ندى بعمر السابعة والثلاثين وهي جد فخورة بوالدها. أما ابنه الموجود حالياً في سلوفينيا فلم يبال منذ البداية بآراء الآخرين.

أكثر ما يُضاعف مشكلة من يولدون قصار القامة هو نظرة الناس إليهم، ومحاولة أهلهم إبعادهم عن النظرات السيئة من خلال حثهم على الإنزواء. والداه لم يفعلا ذلك بل جعلاه قوياً فخوراً بنفسه موقناً أن فيه قوة ليست في سواه. وهذا ما يتأكد منه كل من يجلس قبالته. فهو ذكي جداً وواثق بنفسه جداً وفخور بكل ما وهبه إياه الله. فالله يعطي كل كائن نعمة بدليل أن الصمم في حدّ ذاته نعمة لا يقدّرها إلا من عاش في ضجيج. والصحة أفضل نعمة والله وهبه الصحة.

في لبنان عدد ليس كبيراً من قصار القامة. لكنه حاول أن يمدّ اليد والعون الى هؤلاء ليعلمهم ما علمه إياه والده. ويقول: "يولد البعض قصار القامة بسبب تحول في جين معين. وهذا ما قد يحدث في أي بيت، في أي عائلة، وهناك قصير القامة يولد من بين كل خمسين ألف ولادة في العالم". وهو تعرّف الى مجتمع يضم هؤلاء في أميركا باسم LPA (Little people of America) ويوم عاد الى لبنان فكر في إنشاء مجموعة مماثلة في لبنان لكن العدد هنا قليل. لكنه عمد الى الإتصال بأهالي هؤلاء الذين يسمونهم أقزاماً ودعاهم الى الإستثمار في قدرات أطفالهم المختلفين. عليهم أن يخبروا أطفالهم أنهم ولدوا هكذا وسيمضون العمر هكذا وعليهم أن يشاركوا في بناء المجتمع كما هم. ويتذكر الرجل القوي غسان حلاق أمراً آخر علمه إياه والده. قال له: "في طريق الحياة ستقع، قد تبكي، قد تتألم، لكن عليك أن تقف مجدداً لأن لا أحد سيساعدك على الوقوف إذا لم تفعل أنت ذلك".

نجاح مهني وعائلي

ولده شريف طويل القامة. إبنته نادين أيضاً. وحفيده نوح يملأ حياته. وهو يضجّ فرحاً في مختبره "سانت إيلي" في أنطلياس. ندخل الى مختبره فنشعر بمقدار الحبّ الذي يغدقه مع فحوصات الدم المخبرية. فالدكتور غسان الذي علمته الحياة قيمة النعم التي يغدقها الله على من يخال أنه خسر نعمة ما، استخدم "الحبّ" في نهجه، واستحق مختبره نيل أرفع شهادة إعتماد في أوروبا. فقصر القامة ليس معناه قصر العين والعقل. وحالته لم تمنعه من أن يكون المخّ القادر على اجتراح أفضل النتائج في هذه الحياة المليئة بالصعاب على أنواعها.

راه يلقي التحية على المرضى. نراه مبتسماً دائماً على الرغم من كل ما قاساه من نظرة مجتمع مريض يخال أن الإنسان يُحدده الطول لا العقل. ويتذكر هنا ذاك الأب الذي كان يمشي في "المول" مع ولده فراح إبنه يقول له: بابا بابا ليش هالرجال هيك؟". وكان الوالد يحاول إبعاد ولده وكتم فمه كي يسكت فاقترب منه الدكتور حلاق وقال للولد: "أنا هيك لأنو الله بيخلق ناس طوال وناس قصار وناس شقر وناس سمر". فتدخل الوالد وقال له: "لا تؤاخذني هذا طفل وشكلك جعله يستغرب". فأجابه حلاق "عليك أن تخبر ولدك أن الناس أجناس وأشكال وصفات وحالات بدلاً من أن تقمعه وتجعله يكبر معتبراً أن من هم أمثالي ليسوا كائنات بشرية". من هنا تبدأ المشكلة ومن هنا تنتهي المشكلة. فثقافة المجتمع هي التي تجعل الدكتور حلاق ومن هم أمثال الدكتور حلاق مهمشين في حين أنهم يتمتعون بقدرات هائلة.

يبقى لسان حال الدكتور القصير القامة "لا تقل إني معاق مدّ لي كفّ الأخوة ستراني في السبق أعبر الشـوط بقوة".

قصير القامة غسان جوزف حلاق

 

دفن إميل بيطار اليوم مرتين...لماذا لفلفة قضيّة الطعم المزوّر في مستشفى البترون؟

نوال نصر/نداء الوطن/20 تموز/2021

أن "تتلفلف" قضيّة وتُطوى وكأن شيئاً لم يكن فهذه جريمة. وأن يتحوّل الجرم الى وجهة نظر من معنيين في الشأن العام فهذا جرم آخر! هناك، في مدينة البترون الجميلة، قبحٌ أخذ مداه وتمثل بلفلفة جريمة تحت حجة أن أدواتها مجرد حقنة "ميّ وملح" والملح والمياه لا يؤذيان! فهل انتهى جرم ضخّ اللقاح المزيف في مستشفى البترون عند هذه النقطة؟ ومن هو "الوالي" الذي يقف وراء لفلفة جريمة موصوفة تسقط فيها، لو جرت في غير لبنان، رؤوس كبيرة؟

جلس ناشطون بترونيون وانطلقت أسئلتهم مشحونة بكثير من الغضب: لماذا لفلفة جريمة إعطاء لقاح المياه والملح بدل فايزر في مستشفى البترون؟ وأين أصبح الجناة؟ وأين إدارة المستشفى من كل ما حصل؟ وأين النيابة العامة؟ وأين وزارة الصحة؟ واين وأين...؟؟ اسئلة كثيرة دارت تكرر فيها وصف من يعبث بالملف "بالوالي"! فهل في البترون "ولاة"؟ هل هناك من يُقرر ويُنفذ ويمنع ويحجب ويقفل الملفات ويضع النقاط الحمر حين يشاء؟

99 في المئة من الفاعليات البترونية التي كانت حاضرة هي "مع تشكيل قوة ضاغطة من أجل الحثّ على متابعة القضية" لكن ما فاجأ كثيرين هو وقوف بعض من كانوا يدعون "نصرة العدالة" الى جانب طيّ هذا الملف. والسبب؟ هم تابعون. فهل "ضبضبة" القضية تكفي لإزالة الجرم؟

"لا، لن نقبل بطيّ هذه القضية". هذا ما جزم به شارل خوري (قريب الدكتور جورج طنوس الذي اتهمته من اقترفت الجرم سيلين زكريا بتقاضي المال لقاء مساعدتها قبل أن تعود وتتراجع). والحلّ؟ يجيب خوري "ما استخلصناه هو أن هناك إما متورطين أو من يغضون الطرف من أجل حسابات خاصة أو من تعرضوا الى ضغوطات ما كي لا يتقدموا بدعاوى. لذا سنقوم نحن، شباب البترون، بتحرك أمام المستشفى نطالب فيه الأجهزة الامنية والقضائية بالتحرك".

شارل خوري هو من تلقى إتصالاً من محامي المتهمة ويدعى إسطفان كرم قال له فيه "إن سيلين زكريا أعطت إفادة كاذبة أن ابن عمتك (الدكتور طنوس) تقاضى منها مالاً وستتراجع عن إفادتها على أن يتراجع الطبيب عن دعواه ضدها". يضيف خوري "حصل ذلك حين طلبنا داتا الإتصالات وتابعنا الكاميرات في الساحة حيث قالت المرأة إنها دفعت الى الدكتور طنوس ثلاث مرات فتأكدنا من كذبها، فتراجعت عن أقوالها عند كاتب العدل. حينها تراجع الدكتور طنوس أيضاً عن الدعوى الشخصية التي قدمها ضدها لكن بقي حق النيابة العامة بأن تتحرك".

النيابة العامة لم تتحرك. مدير مستشفى البترون الدكتور أيوب مخباط لم يتقدم بأي دعوى، لا بل أكثر من كل ذلك، حين راجعه أحد أطباء المستشفى في الموضوع أجاب: حصل ما حصل خارج المستشفى، في الكافيتريا، ولا علاقة لنا بما يحصل فيها. وحين سُئل عن كيفية حصول المتهمة على العبوات الفارغة أقفل الخط. الدكتور عارف ضاهر، أحد الأعمدة سابقاً في المستشفى، يخشى هو أيضاً من "لفلفة" قضية الطعم المزور ويقول "هناك تقصير وغضّ نظر واضحان. ويجب عدم السماح مطلقاً بالتدخلات السياسية وتأمين غطاء لأي شخص".

وكأننا ندور في حلقة مفرغة. كلهم ضدّ "اللفلفة" والجرم يكاد يصبح وراء الجميع! فهل هناك من هو أقوى منهم جميعاً؟ المتهمون حتى إشعار آخر (سيلين وشقيقها سيزار المسؤول عن المختبر ووالدتها مستثمرة الكافيتريا) أقفلوا صفحاتهم الخاصة على "السوشيل ميديا" وأخذوا الفرص السنوية. وكأن هناك من همس في آذانهم: إبتعدوا حالياً عن المستشفى الى ما بعد عيد الأضحى أو ربما أكثر بأسبوع بعده. والأيام كفيلة بجعل ما اقترفتموه يُنتسى. هكذا "تلفلف" القضايا في لبنان.

تتسع حلقة البترونيين الحوارية حول تطورات قضية المستشفى. ويتركز الكلام حول دور مدير المستشفى أيوب مخباط. هو كان قبل ثلاثين عاماً مديراً أيضاً لنفس المستشفى وأبعد عنه بسعي من أهالي البترون أنفسهم. هذا المستشفى هو مستشفى الدكتور إميل البيطار، الذي كان من أهم المستشفيات بمقياس ذاك الزمن، واليوم يتكرر الكلام نفسه: وجوب إبعاد مدير المستشفى إذا لم يقم بمتابعة الجرم الذي حصل. أحد البترونيين يقترح نزع صورة إميل البيطار واسمه من بهو المستشفى لأنه بلا شك حزين في قبره على ما يدور فيه. وهو قد دفن جراء كل ذلك مرتين.

البترونيون، أو لنقل كثير من البترونيين، يريدون متابعة القضية الى الآخر، لكن ما لا يريدونه هو أن تستخدم القضية من أجل القضاء على مستشفى إميل بيطار الذي يشكل الرئة لسكان القضاء.

الناشط البتروني كمال ريشا يتذكر "يوم انتفض المجتمع المدني في المدينة في وجه الفساد في مستشفى البترون وذلك بقيادة "هيئة الطوارئ الشعبية" ويقول: يومها إنتفضنا ولاحقت السلطة الخوري طانيوس خشان وجورج واكد وآخرين وكانت مصلحة المستشفى والمريض الدافع والمحرك. واليوم، أعتقد أن الحاجة أصبحت ملحة للإنتقال من الشكوى الى التحرك العملي وأعتقد أننا من خلال مسمى تنظيمي مدني بتروني نستطيع إحداث فرق جوهري وأساسي على مستوى المنطقة".

ريشا يتذكر أيام كان أيوب مخباط مدير المستشفى الحالي مديراً للمستشفى أيضاً. كثيرون غيره يتذكرون أيضاً ذلك. ويُحمّلون "المدير" مغبة طيّ ما أصاب مستشفى البترون حالياً. وهناك من يقول "تناهى الى مسمعي عن ضغوطات طاولت أشخاصاً كي "يلفلفوا" القضية، حتى قيل أن الشيخ رضا أحمد من منطقة راشكيدا في البترون تدخل أيضاً في الموضوع.

وكأن قضية مستشفى البترون أكبر من المكان والقضاء وبحجم لبنان وفساده.

نعود الى كمال ريشا الذي يدعو "المجتمع المدني للتحرك واتخاذ طبيعة الإدعاء الشخصي على من تسبب في جريمة التزوير والتقدم بإخبار للنيابة العامة". يطالب ريشا في إختصار بعدم دفن الرأس في الرمال كما النعامة. فالموضوع كبير ويحتاج حتماً وحكماً الى تحقيق واتهام وملاحقة.

الكلام كثير. الخوف على مستشفى البترون كبير. وشعور يطغى بأن هناك من يلعب بالناس كما لو كانوا كرة في ملعب تنس. فمن يجرؤ أن يزوّر لقاحاً في زمن نحن في أشدّ الخوف فيه من تفشي جائحة فهو إما غبي أو مجرم أو مدعوم. وما فاجأ الأهالي أكثر من كل ذلك قول رئيس بلدية أميون أن "لا أحد تضرر فاللقاح المزور من المياه والملح" وبالتالي الموضوع "ما بيحرز". فهل هذا معناه أن ننسى ونقلب الصفحة؟ وهل صحيح ما يتم تناقله أن من لقحوا "بالمياه والملح" في كافيتريا مستشفى البترون أخذوا من أحد فاعليات القضاء الى جامعة البلمند ولُقحوا هناك من جديد وطُلب منهم "الصمت"؟

صحيح أن اللقاح "ميّ وملح" ولا يؤذي لكن ماذا لو أصيب من ظنّ أنه أصبح يملك مناعة جراء اللقاح بالفيروس ومات؟ أليست هذه مسؤولية؟ وهل سأل مدير المستشفى نفسه من أين أتت من زورت اللقاح بالعبوات الفارغة؟ ماذا عن النفايات الطبية في المستشفى؟ أين تُرمى؟ وهل تعيين ثلاثة أفراد من عائلة واحدة في ثلاثة أقسام في المستشفى حصل صدفة أم أن "الوالي" أمر بتعيينهم؟ ماذا عن تقرير وزارة الصحة؟ اين أصبح؟ وهل هي الجهة المولجة بالتحقيق في جريمة موصوفة؟ وأين رئيس لجنة التطعيم في لبنان الدكتور عبد الرحمن البزري من كل ما يجري؟ وأين التفتيش المركزي الذي يفتخر رئيسه جورج عطيه بأدائه؟ وأين من تلقوا اللقاحات؟ هل يخافون؟ هل هم جبناء؟ هل حصلوا على مكاسب لاحقة ليصمتوا؟ أليس بينهم رجال ونساء قادرون على المطالبة بحقوقهم؟ غريب عجيب هو ما رأيناه في قضية البترون. والأسوأ أن جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر ونائب البترون، لم يطلّ على البترونيين كي يقول: آسف لما حصل وأتبرأ مما فعلوه "زِلمي" أو على الأقل من اعتبروا "زلمي" وأنا براء منهم. المحسوبيات السياسية تدخل بالطول والعرض في قضية بحاجة بالفعل الى "إصلاح وتغيير" لا الى مجرد شعارات واهية. هي قضية لا يكفي فيها أن تقول "المقترفة": "ما بقا عيدا". ولا يكفي أيضاً أن يقول المستشفى "لا علاقة لي بما حصل". وأن تقول القوى الأمنية المولجة "لم يتقدم أحد ذو صفة بدعوى في الموضوع". بلى، هناك دعوى وهناك بدل الإخبار الواحد إخبارات. والقضية ستبقى مفتوحة وفاعليات بترونية ستعلن قريباً التحرك لأن الصمت ما عاد يجدي ولا يجلب سوى مزيد من الفساد. فلننتظر ونرَ.

وها هو النائب فادي سعد يتقدم بإخبار في الموضوع، فلتهطل الإخبارات في جريمة موصوفة.

 

الأسد يبتزّنا بـ"ودائع السوريّين" بعد تحسّسه قرب وقف الدعم

عماد الشدياق/أساس ميديا/الأربعاء 21 تموز 2021

في أقلّ من 9 أشهر، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية والنقدية الخانقة، زادت أموال المودعين السوريين في لبنان نحو 40 مليار دولار، لكنّ هذه الزيادة موجودة فقط في مخيّلة رئيس النظام السوري بشّار الأسد، الذي أراد أن يكذب في لحظة قَسَم تنصيبه رئيساً لنظام دولة فارغة من المقدّرات والثروات والطاقات، وزاخرة بالجيوش الأجنبية والأساطيل والميليشيات. قَسَم يعيده رئيساً لدولة نصف شعبها مهجّر خارج الحدود، فيما أرضها وسيادتها مستباحة ولا سلطة له عليها.

يعرف الأسد جيّداً أنّ دعم مصرف لبنان للمحروقات شارف على الانتهاء، فاختار أن يبتزّ اللبنانيين من بوّابة الودائع السورية، بل بالأحرى من بوّابة ودائع المواطنين السوريين، وليس ودائع الدولة السورية أو النظام. هو يعتبر أنّ ما للمواطن السوري هو للنظام، وهي استباحة إضافية يمارسها فوق الاستباحات كلّها التي يمارسها بحقّ السوريين منذ عام 2011.

لقاءات الوفد مع مصرف لبنان ستتناول عمليات التهريب إلى سوريا، التي يضعها الأميركيون في إطار خرق "قانون قيصر"، وخصوصاً تهريب المشتقّات النفطية التي يواصل "المركزي" تمويلها إلى اليوم

خلال شهر تشرين الأول الفائت، أطلّ الأسد في تسجيل فيديو واعتبر أنّ "السبب الجوهري لتفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا يعود إلى حجز ودائع بمليارات الدولارات تعود لسوريّين في البنوك اللبنانية". في حينه كشف الأسد أنّ "ما بين 20 و42 مليار دولار من هذه الودائع ربّما فقدت في القطاع المصرفي اللبناني، وهذا الرقم بالنسبة إلى اقتصاد سوريا رقم مخيف".

ثمّ عاد الأسد إلى المعزوفة نفسها قبل أيام، وقال السبت "إنّ العائق الأكبر أمام الاستثمار في البلاد يتمثّل في الأموال السورية المجمّدة في البنوك اللبنانية المتعثّرة"، وإنّ التقديرات تشير إلى وجود "ما بين 40 مليار دولار و60 ملياراً من الأموال السورية المجمّدة في لبنان... وكلا الرقمين كافٍ لإحباط اقتصاد بحجم اقتصادنا".كشف مصدر مصرفي لبناني لـ"أساس" أنّ "تقديرات الأسد ليست دقيقة على الإطلاق، لأنّ الودائع السورية في لبنان هي في حدود 6 أو 7 مليارات دولار فقط، بحسب التقديرات. وهي مشتركة بين لبنانيين وسوريين بسبب شراكات عمل، أو للبنانيين من أصول سورية مجنّسين، وهؤلاء من عائلات عريقة موجودة في لبنان منذ عقود".

أكّد المصدر نفسه "ضرورة التفريق بين الودائع السورية قبل عام 2011، أي قبل اندلاع الثورة السورية، وبين الودائع التي وصلت إلى القطاع المصرفي اللبناني بعد الثورة".

فقبل عام 2011، أبقى معظم السوريين أموالهم في المصارف السورية، ولم يودعوها في المصارف اللبنانية، لأنّه خلال تلك الحقبة كان لبنان، في جزء منه على المستويين الشعبي والرسمي، في حالة مواجهة مع النظام السوري، وذلك من خلال التُهم التي وُجّهت إليه باغتيال الحريري، ومن خلال لجان التحقيق الدولي وما استتبعها من محكمة دولية وحكومات لـ14 آذار... لذا ما كان رجال الأعمال السوريون ليجرؤوا على نقل أموالهم إلى بلد "شبه معادٍ" للنظام السائد في بلدهم، وكان جلّهم أصلاً "مقرّبين من النظام".

يعرف الأسد جيّداً أنّ دعم مصرف لبنان للمحروقات شارف على الانتهاء، فاختار أن يبتزّ اللبنانيين من بوّابة الودائع السورية، بل بالأحرى من بوّابة ودائع المواطنين السوريين، وليس ودائع الدولة السورية أو النظام

أمّا بعد عام 2011، خرجت أموال من سوريا، ودخلت النظام المصرفي اللبناني، لكن "بشكل مؤقّت"، أي على شكل "ترانزيت" أو محطة، قبل نقلها مرّةً ثانيةً إلى دبي أو تركيا أو مصر. لكلّ هذا، لم يكن كلام الأسد دقيقاً على الإطلاق، والأرقام التي "أطلقها الأسد جزافاً كان مبالغاً فيها بشكل كبير جداً".

لم يُعرَف ما الذي استند إليه الأسد حتّى بنى هذه التقديرات. فهل احتسب الأموال المودعة في المصارف اللبنانية الموجودة في سوريا ضمن هذا الرقم، أم استثناها؟ وكيف اعتبر أنّ أموالاً خاصة لمواطنين سوريين هي حكماً أموال تخصّ النظام السوري أو تدخل في الحسابات الاقتصادية السورية؟ هل يحمل أصحاب هذه الأموال أموالهم ويتوجّهون إلى الأسد هرولةً إذا دفعتها المصارف اللبنانية "كاش" في هذه اللحظة؟

يُشار إلى أنّ 7 مصارف لبنانية تعمل في سوريا، وهي: بنك عودة سوريا، بنك سوريا والمهجر، بنك بيبلوس سوريا، بنك بيمو السعودي الفرنسي، فرنسبنك سوريا، بنك الشرق (يملكه البنك اللبناني الفرنسي)، وبنك سوريا والخليج. ولكنّ هذه المصارف منفصلة عن تلك اللبنانية في محاسبتها ومجالس إدارتها، ويُفترض ألاّ يكون لها أيّ علاقة بالأزمة اللبنانية.

أمّا عن سبب إدلاء الأسد بهذه التصريحات أكثر من مرّة، وتكرارها الآن، فأشار المصدر إلى أنّ "كلام رئيس النظام السوري يدخل في خانة الابتزاز العلني. فبعدما مصّ دم اللبنانيين بعمليات التهريب، واكتشف أنّ دعم المصرف المركزي صار في أواخره، رفع هذه البطاقة بوجه مصرف لبنان والدولة اللبنانية اليوم من باب الضغط. فالنظام مجتهد في الابتزاز، لكنّ الأسد فاته أنّ هذه الودائع قد تبخّرت وتبخّرت أضعافها بسبب الفساد الذي كان النظام السوري يرعاه في مرحلة من المراحل، وخصوصاً تهريب السلع والمحروقات إلى بلاده... فهل يريد اليوم أن يحمّلنا نحن اللبنانيين مسؤولية ما اقترفه هو في بلادنا وبلاده؟".

ورجّح المصدر أن "ينقلب كلام الأسد التنبيهيّ إلى مزيد من الضغوط على رأس حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي بات اليوم بين "سندان" محور الممانعة الذي يدعوه إلى الرضوخ لطلباته الماليّة، وبين "مطرقة" الدعاوى القضائية التي تقام ضده في لبنان وفي الدول الأوروبية، يُضاف إليها الضغوط الأميركية، التي بدأت أمس، في ما يبدو، مع وصول وفد من الخزينة الأميركية إلى بيروت، وذلك حسبما كشفت مصادر خاصة بـ"أساس"، من أجل جمع المزيد من المعلومات عن "جهات مصرفية وجمعيات ومؤسسات خاصة قد تكون على علاقة بحزب الله ومؤسساته"، مثل جمعية "القرض الحسن"، أو ربّما مثل بعض مؤسسات الصيرفة التي أدرجتها الخزينة الأميركية قبل سنوات على لوائح العقوبات، وتبيّن أنّ المصرف المركزي لم يشطبها عن لوائحه".

وتكشف المعلومات أيضاً أنّ لقاءات الوفد مع مصرف لبنان ستتناول عمليات التهريب إلى سوريا، التي يضعها الأميركيون في إطار خرق "قانون قيصر"، وخصوصاً تهريب المشتقّات النفطية التي يواصل "المركزي" تمويلها إلى اليوم "من سُكات" وبلا أيّ اعتراض.

 

فصل ثالث من كتاب فايز قزي "حارس قبر الجمهورية"... قبرٌ لا قصر

نداء الوطن/20 تموز/2021

في هذا الفصل يغوض فايز قزي في شخصية ميشال عون و"نرجسيته" و"طاووسيته" ويروي كيف أن عون الرئيس قتل عون الجنرال وكيف تحول إلى أداة بيد المشروع الإيراني بعد الإتفاق الذي تم معه قبل عودته إلى لبنان. ويروي أيضاً كيف انقلب عون على أقرب معاونيه وكيف حول القصر إلى مغارة وكيف سخر الرئاسة من أجل العائلة وتوريث صهره جبران باسيل. ويعتبر قزي أن القصر لا يصير قصراً إذا لم يكن من يسكنه بقامة رئيس يليق به القصر لذلك يعتبر أن القصر تحول مع عون إلى مغارة ليخلص كيف أن عون قتل الجمهورية التي طالما قال إنه يسعى لاستعادتها وتحول إلى حارس القبر لا رئيس القصر.

في 31/10/2016 وصل إلى قصر بعبدا زائرٌ ببدلةٍ مدنية يتمتّع بكلّ مواصفات الحارس لا الرئيس. فاستقبلته ثلّةٌ من حرّاس القصر باحتفال رسمي. ولكن الوافد إلى القصر لم يكن غريباً عنه بل سبق وسكنه ببذّةٍ عسكرية، ورغم ذلك لم يجد القصرَ الذي تركه للشعب، ولا القصرُ تعرّف إلى صوت ساكنه السابق الذي صدح بخطابات الحرّية والسيادة والاستقلال. وبدأ التفاعل السلبي بين المستأجر الجديد والقصر القديم.

القصر في العلوم السياسية هو مركز السلطة الأعلى في البلاد. وهذه السلطة تفسّخت وتقسّمت بعد الطائف، وخاصةً في عهد ميشال عون ورعاية المفوّض السوري وشريكه الفقيه، وباتت فعلاً منازل لسلطة موزّعة على ثلاثة رؤوس، في بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي، واغتصبت ألقاب رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الوزراء. لقد مرَّ على قصر بعبدا ثلاثة غير مستحقّين ولا شرعيين. تدرَّجوا بين دمشق وعنجر والدوحة. من رئيسٍ شبه شرعي وشبه منتخب إلى معيّنين بقناعٍ انتخابي صنعه وفرضه المحتلّ السوري. وجاء عون معيّناً من محتلٍّ إيراني مقنّع بالمقاومة.

...عاد عون إلى قصر بعبدا فكان مشهد جلوسه على الكرسي حافلاً بمظاهر النصر الطاووسية بين جدران وكراسٍ عاشت فراغ سنتَين ونصف ليبقى منها بيان بعبدا الذي أنجزه ساكن القصر الأخير قبله ميشال سليمان ليملأ غرف بعبدا بمكاتب لأفراد عائلته ويخصّص صهره جبران بغرفة خلفية يمسك منها بكلّ مفاصل الجمهورية...

نبؤاتٌ نرجسية وبدعة تشكيل الحكومة وعودة مفخّخة

جاءت تجربة تشكيل الحكومة الأولى التي لم تكن أقل هرطقة، وكانت تؤشّر إلى اتّجاهٍ سلطوي يطيح بالقوانين والأعراف التي اعتمدها مشرّعو الدستور، وآباء الوطن الأصليون فهي غير مطابقة لسلوك ومزاج "بيّ الكلّ" الذي تجاوز "الثمانين عاماً ولم يسأم".

... بعد أن اكتشف عون لاحقاً أن الزيارة التي قام بها إلى الولايات المتّحدة عام 2003 حيث استعان باللوبي الصهيوني الذي استغلّ شهادته أمام الكونغرس الأميركي لإصدار قرار بإدانة سوريا، ستحرمه من حلم العودة إلى لبنان، وافق على تكليفي بالتفاوض مع السوريين على شروط العودة. واستمرّ التفاوض حوالى ستة أشهر منذ بداية حزيران حتى نهاية كانون الأول 2004. وتمّ الاتّفاق على كامل التفاصيل. وتكلّلت المفاوضات بإرساله مندوباً إلى سوريا في أوائل كانون الثاني 2005 ليقترح توجيه دعوة إلى سوريا لحضور مؤتمر مصالحة في باريس. فاستقبل وزير خارجيتها في دمشق موفدَه الأميركي الجنسية غابي عيسى، الذي عيّنه عون لاحقاً سفيراً للبنان في الولايات المتّحدة.

تعمّقت ظاهرة انقلابه على الآخرين حتى استهلكت أكثر القيادات والروّاد في التيّار العوني. فكان شهداؤها العدد الأكبر من الذين عَبَروا التجربة العونية فسقطوا في الإنكار. ليخلفهم شُذَّاذ الاستغلال السياسي والمالي... هذه هي الطبقة الجديدة التي حطّت في بعبدا لتحوّله من قصر الماضي إلى قبر المستقبل.

معرفتي بالرجل ومواكبتي لكافة مراحل تقلّبه ومنهجه السلوكي العام والخاص تخوّلني وتفرض عليّ تسجيل ملاحظات ربما تساعد على قراءة هذا الفصل. إن الحالات النرجسية أو الطاووسية في سلوكه وطبعه، ولو أخفى ريشه في مواسم الريح الغاضبة التي تهدّده بحصاده مع أجنحته الطاووسية، فإنها تبقى كامنة وهو شديد التمسّك بها...

أما التشبّه عنده بالجنرال ديغول، فكان حلماً يعيشه نائماً أو صاحياً من دون أن يقرأ أن الجنرال ديغول عاد من المنفى مقاوماً ومنتصراً على الاحتلال. أما الجنرال عون ومن أجل عودته، فقد تقاطعت مصالحه مع المحتلّ السوري، وعقد اتّفاقاً ووقَّع تفاهماً مع الاحتلال الإيراني. ليجلس في رتبة حارس مكلّف، مرتزقاً كقائد فرقة المئة على قبر الجمهورية، التي قاتل تراجعياً وبشراسة للحصول فقط على لقب رئاستها بائعاً حتى لقميصها.

هذه الملاحظة اليوم، دليلي عندما أراقب انحراف وتطبّع "الرئيس" المتمرّد في اتّجاه استعادة دور القيادة الأقرب لطبعه. وهذا يزيد قناعتي بتحوّل القصر إلى قبرٍ للجمهورية اللبنانية كما بناها الأوائل والشهداء.

كانت صدمتي كبيرة عندما لم أفهم فوراً كيف قدّم أوراق تنازله بعد عودته من باريس في 7 أيار ومهاجمته في أول خطاب، الإقطاع المالي (الحريري) بعد زيارةٍ قصيرة للضريح في مسجد الأمين، والإقطاع السياسي (جنبلاط) الذي وصفه بالتسونامي. لم تكن الإشارتان كافيتَين لتكشفا عن ارتباط الجنرال في نيسان وأيار 2005، بمفاوضات سرّية أجراها كريم بقرادوني وإميل إميل لحّود مع السوريين و"حزب الله"، التي عاد بنتيجتها الجنرال إلى بيروت داعماً ومؤيّداً عهد إميل لحّود حتى اكتماله، وفاتحاً خطّاً سرّياً مع "حزب الله"، بواسطة أنطوان نصر الله والدكتور كمال يازجي، وأنطون الخوري حرب وزياد عبس، والتي وضعت وأنضجت كلّ التحضيرات اللازمة لإتمام حلف سياسي بشكل مذكّرة "التفاهم" في 6 شباط 2006، ليصل إلى قصر بعبدا برتبة رئيس ولو مجرّداً من التزامه بقسمه العسكري والدستوري.

كانت هذه خطوة العونية المدنية والسياسية المفاجئة والعجيبة وغير المتوقّعة ولا المنسجمة مع أدبيات ومنهج الجنرال العسكري ميشال عون "مدّعي التحرير وعدو الميليشيات"، مناسبة لكشف القطيعة السياسية بيننا وتظهير مدى التباعد في العقيدة والقناعة الوطنية، ونقلتني إلى اتّهامه بقتل الجنرال ليستحق زوراً عمامة الرئيس.

بيّ الكلّ يدعو ويتراجع

صدر عن قصر بعبدا يوم الخميس 1/12/2016 بيان: يؤكّد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرصه على هواجس الجميع، وتصميمه على معالجتها. وهو لذلك يتوجّه بدعوةٍ أبوية إلى أي مسؤول أو سياسي للاجتماع به في القصر الجمهوري، كي يودع هواجسه لدى فخامته، المؤتمن على الدستور، وعلى تحقيق عدالة التمثيل في السلطات الدستورية، كما على حسن عملها وفقاً لاحكام جوهر الدستور ونصّه... طالما الغاية هي المصلحة الوطنية العليا.

حاولت أن أصدق هذه الدعوة، ورغم انقطاع العلاقات بيننا منذ شباط 2006، طلبت من بي الكلّ موعداً للاشتراك في الدعوة الأبوية لتذكيره بفتح ورشة بناء الجمهورية، التي كانت الهدف الذي تظاهر بحمله دائماً، وأن تكون حكومته الأولى (وبسبب الانتخابات) مستقلّة عن الأحزاب أو الأفراد المرشّحين المحتملين للانتخابات، لأن ذلك ينبئ بخطر استغلال السلطة والمرافق العامة ويبدّد الآمال باعتماد سلوك جديد لاستعادة الجمهورية الضائعة.

ولكن صمت القصر وامتناعه عن الجواب، أكّد لي أن هذه الدعوة لا تختلف عن سابقاتها... فندمتُ وتراجعتُ. وأسفت لأنني خُدِعْتُ ولُدِغتُ من جُحرهِ كثيراً وليس مرّتَين فقط. وعدت إلى عزلتي مع "المصلحة الوطنية العليا".

تأمين الخلافة والقصر مكتب انتخابي

في إطلالته الأولى بعد انتخابه أو تعيينه رئيساً للجمهورية قال عون لمحطّة LCI الفرنسية إنه "لا يفكّر بولاية ثانية ولكنه ملزم بتأمين خلافة جيّدة... وإنه يعدّ العدّة لذلك". إنه حلم الخلافة والأسوأ من التمديد الذي مارسه سواه ممن اتّهمهم بالخروج على الدستور.

يكاد ميشال عون يكشف منذ بدء ولايته أنه في صدد إمّا أن يؤمّن خليفاً جيّداً لوراثته أو يحتفظ بحقه في تمديد ولايته وفقاً لبدع خيالية يغطّيها مستشاروه بفذلكات قانونية تعتمد التذاكي المستند إلى القوّة الفائضة لحلفائه. وقد نفّذ عون نظريته هذه بتحويل القصر إلى منزلٍ عائلي: تعيين ميراي مستشارة في القصر، وكلودين مستشارة ورئيسة لجنة المرأة، وزوج ابنته الثالثة مشرفاً فعلياً على أعمال القصر والجمهورية، بتجربة الانتخابات النيابية الأخيرة بفرض القانون النسبي الأفضلي، وبالإشراف من مكتبه في بعبدا على إدارة الانتخابات والتدخّل المباشر باستدعاء الأشخاص والبلديات والمخاتير والكهنة وأصحاب المصالح وتركيزه خاصة على المتقاعدين من العسكريين والأمنيين حتى بلغ في استدعاء قضاة طامحين بدعمه، ومن كلّ المناطق الانتخابية لدعم مرشّحين معيّنين أو مرشّحي التيّار الوطني الحر، مغتصباً قسَمه الدستوري بحسن إدارة البلاد والمؤسّسات وفقاً للدستور والقانون.

متلازمة حلم الفراغ ومشروع

"حزب الله"في المقابلة نفسها مع المحطة الفرنسية قال: "إنه يفضّل حصول الفراغ في المجلس على إجراء الانتخابات وفق قانون الستّين". ولعل هذا الفراغ الذي مارسه فعلاً الجنرال عون وتمنّاه منذ بدأ حملته السياسية لقطف رأس الجمهورية. فتقاطع هذا مع مشروع الفراغ الذي اعتمده "حزب الله"، حليفه لتفريغ الجمهورية ومؤسّساتها فتقع لتصبح ولاية وهو مكلّفٌ بحراسة قصرها.

وكان عون قد صرّح إلى قناة "سي.بي.سي" المصرية قائلاً: "طالما أن هناك أرضاً تحتلّها إسرائيل، وطالما أن الجيش اللبناني لا يتمتّع بقوّة كافية لمواجهة إسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود سلاح "حزب الله"، الذي لا يتناقض مع مشروع الدولة وأن وجود "حزب الله" في سوريا هو فقط ضد المنظّمات الإرهابية، ولا يدخل في الصراع الإقليمي".

متلازمة الاستراتيجية الدفاعية لتغطية الاحتلال

بعد أن استقرّ ميشال عون في بعبدا سارع إلى سحب وعده بوضع الاستراتيجية الدفاعية لحلّ مشكلة علاقة سلاحه مع الجيش وأفتى: "إن سلاح "حزب الله" يخضع للاستراتيجية الدفاعية التي كنا نحاول أن نضعها وقد سبقتنا الأحداث"، وأضاف: "إن لبنان غير قادر على بناء قوّة عسكرية قادرة على المواجهة مع العدو، لذلك عليه أن يستعمل طرقاً للقتال تشترك فيها القوى النظامية والشعبية".

وكانت هذه مؤشّرات واضحة بأن ساكن بعبدا الجديد، الحارس المدني أقدم على اغتيال الجنرال القديم العسكري ومزَّق بذلة الشرف والتضحية والوفاء خاصةً ليخدم أهواء ومصالح وليٍّ عيّنه بانتخابات شكلية لا أساس وطنياً أو شرعياً لها.

ويكبر السؤال هل هناك قصرٌ في لبنان تعمل مؤسّساته على ضخّ الحياة في شريان الديموقراطية والمواطنية والعدالة والمساواة أم هذا الذي كان قصراً خلال حقبات الاستقلال بقي يتراجع إلى أن حوّله وصول ميشال عون إلى مغارةٍ أو قبرٍ لشعبه العظيم وجمهوريته الناهضة؟

إن القصور في الدول الديموقراطية هي الأبنية التي تبنيها الشعوب وتؤجّرها بملء إرادتها ورضاها مجاناً لرؤساء الجمهورية المنتخبين وفقاً للوائحها الانتخابية لولاية شرعية كاملة، ليصبح القصر مسكناً ومكتباً للرمز الأول للسلطة ليدير شؤون الوطن ومؤسّساته الدستورية ونظامه الديموقراطي. ومن هنا تستعمل الدول العريقة في الديموقراطية لرؤسائها لقب مستأجر القصر "Le Locataire".

أما في الدول الديكتاتورية فهو المكان الذي يحتلّه الديكتاتور ويغتصب حق سكنه مجاناً بعد أن يُخضع الشعب ويحتلّ المكان الأعلى في السلطة. وفي الحالَين تبدأ حياة ساكنه بلقب المستأجر وتنتهي في حال الديموقراطية بحلول أجلها ونهاية العقد السياسي للرئاسة. وفي الديكتاتورية، تبدأ بالاغتصاب ولا تنتهي إلّا بالانقلاب المعاكس والنفي أو القبر.

لكن في لبنان، القصر يأخذ شخصية صاحبه بولائها وأوصافها الأدبية والمعنوية والمادية.

عندما يشغله شخص متعامل مع المحتلّ، الذي يزرع فيه وزراء أوصياء على ساكن القصر، وعندما يتناوب على مكاتبه انتهازيون جشعون يصطادون مغانم وأرباحاً في مراسيم العفو الخاص، ومنح الجنسية، وتوزيع المخصّصات والسفر إلى الخارج على حساب الجمهورية. وعندما لا يسكنه رئيس ينفّذ قسَمه بإخلاص ووفاءً لشؤون الدولة وتطبيق الدستور ورعاية الشعب وحفظ الكيان والسيادة، فلا يكون قصراً بل قبراً يسكنه حارس معيّن.

لا يستحقّ هذا البناء بذاته اسم القصر إن لم يكتمل هيكله كقصر بوجود رئيس. يفقد ساكن البناء في بعبدا صفة الرئيس ويكتفي بقناع الرئاسة وبذّتها ليفتح لعائلته وثلّةٍ من الذين ولدتهم أمّهاتهم بوجوه وعقول مستعارة، يبرعون في سمسرة الصفقات المالية والسياسية من دون حدودٍ رادعة حتى حدود السيادة والاستقلال ويفقد صفته كقصر، خاصةً إذا أريد له أن يكون قصراً للجمهورية، بينما الجمهورية غير موجودة ومحجوزة في قمقم الولاية. ولا يغيّر الحارس مهما اجتهد وانتحل من أعذار وحيل في استعادة وصف البناء بالقصر.

أما اليوم، وبعد أن وصل الحارس المعيّن، بعنوان رئيس، انعكس هذا التعيين على شخص الحارس وراح يتصرّف باندفاع لإرضاء ولي أمر تعيينه بهذا المنصب.

وقد تحقّق رفيقا دربه سمير جعجع وسعد الحريري، بعد مرور ثلاثة أعوام، من أن ما كان يُسمّى في بعبدا قصراً للجمهورية وساكنه رئيساً، بات لا يزعجهما من منطلقَي اللا رئيس واللا قصر. تحوّل الرئيس إلى حارسٍ والقصر إلى مغارة.

...وعندما يسعى ساكن بعبدا للتدخّل في انتخابات ويتحوّل إلى مكتب انتخابي للتيّار لانتخابات 6 أيار 2018، فيساهم بجرم وتفخيخ السلطة الشرعية. ويستدعي المفاتيح الانتخابية القابلة للتأثير، وما أكثرها في لبنان، في الإدارات الرسمية والعسكر المتقاعد والمخاتير والبلديات التي تخضع أو تتمنّى تلبية دعوات القصر "للتشاور والتودّد والتمنّي وإلّا". فهل هكذا تكون قصور الجمهورية؟ لا إنه قبر. لتنام فيه الجمهورية التي قتلها حارسها.

* الكتاب صادر عن "دار سائر المشرق" ويوزّع قريبا في المكتبات

 

"المجلس الأعلى" يُعيد كرة حصانة صليبا إلى المحقّق العدلي

كلير شكر/نداء الوطن/20 تموز/2021

أقل من أسبوعين يفصلان عن الذكرى الأولى لجريمة انفجار المرفأ. كلّ الأنظار صوب المحقق العدلي القاضي طارق بيطار وعما اذا كان سيسطّر فعلاً دفعة ثانية من الإدعاءات، علّها تتمكن من سدّ فجوة الاتهام بالاستنسابية التي طالته منذ خروج الدفعة الأولى إلى العلن، فيما سلكت عريضة الاتهام النيابية التي وقّعها أكثر من 26 نائباً (معظمهم ينتمون إلى ثلاث كتل أساسية، كتلة "المستقبل"، و"كتلة التحرير والتنمية" و"كتلة الوفاء للمقاومة")، مسارها القانوني عبر إبلاغ المدّعى عليهم من رئيس حكومة ووزراء سابقين، يفترض أن يجهّزوا دفوعهم ردّاً على الاتهام الموجّه إليهم، قبل أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الهيئة العامة للمجلس للاجتماع والاستماع إلى المدعى عليهم، قبل التصويت على قرار إنشاء لجنة تحقيق برلمانية تتولى التحقيق في القضية.

في هذه الأثناء، لم ينتظر مجلس الدفاع الأعلى كثيراً للالتئام ومناقشة الاستشارة التي سطرتها هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، في ما خصّ تحديد المرجعية التي يحق لها إعطاء اذن ملاحقة مدير عام جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا، بعدما اعتبرت الهيئة أنّ المجلس الأعلى هو صاحب هذا الاختصاص، وذلك على أثر طلب المحقق العدلي من رئاسة الحكومة، إعطاء الإذن لاستجواب صليبا كمدعى عليه، ما دفع رئاسة الجمهورية إلى استشارة هيئة الاستشارة حول الجهة الصالحة في بتّ الطلب.

وبالفعل اعتبرت هيئة الاستشارات أنّ "المرجع الذي يملك السلطة بمنح ترخيص أو إذن هو ذلك المحدد قانوناً والذي هو عادة له حق الرقابة و/أو الإمرة على المستفيد من الحصانة".

واستندت الهيئة إلى المادة 3 من المرسوم التنظيمي لإنشاء المديرية العامة لأمن الدولة التي تنصّ على أنّه في حال وقوع خلاف بين رئيس الجهاز ونائبه، تكون صلاحية البتّ للمجلس الأعلى، كذلك إلى المادة 35 التي تقول إنه في حال إعلان الطوارئ تخضع المديرية لقرار المجلس الأعلى للدفاع.

وبالتالي رأت أنّ المجلس الأعلى هو السلطة التي تخضع لها مديرية أمن الدولة وبالتالي هي الصالحة لاعطاء الإذن. وعلى هذا الأساس، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون المجلس الأعلى للانعقاد لبتّ المسألة، وذلك قبيل انقضاء المهلة القانونية للطلب (15 يوماً) والتي ستنتهي مع انتهاء عطلة عيد الأضحى.

إلا أنّ المجلس قرر سلوك منحى مختلف عما كان متوقعاً منه، أي رفض إعطاء الإذن، وأعاد الكرة إلى ملعب المحقق العدلي القاضي بيطار، حيث طلب رئيس الجمهورية من رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ابلاغ المحقق العدلي بمضمون هيئة الإستشارات، قبل اتخاذ أي قرار، وعلى اعتبار أنّ رئاسة الحكومة هي الجهة التي تلقت طلب إعطاء الاذن.

وقد اكتفى البيان الختامي للمجلس الأعلى بالإشارة إلى أنّ "المجتمعين بحثوا في الأوضاع الأمنية في البلاد، لا سيما مع حلول عطلة عيد الأضحى المبارك وضرورة جهوزية القوى العسكرية والأمنية للمحافظة على الامن والاستقرار خلال فترة العيد".

وعلى هذا الأساس، سينتظر المعنيون كيف سيكون رد فعل المحقق العدلي بعد إبلاغه بمضمون الاستشارة لأنه سيكون أمام واحد من احتمالين: إمّا يتبنى ما خلصت إليه الاستشارة فيعود إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، ليحيل إليه طلب الإذن ما يعني اجتماع المجلس من جديد لبتّ الطلب، وإمّا يعتبر نفسه غير معني بمضمون الاستشارة ويتعاطى مع الطلب على أساس أنّ انقضاء مهلة الخمسة عشر يوماً هي موافقة ضمنية، ما يفسح المجال عندها أمام اللواء صليبا لتقديم دفوع شكلية على اعتبار أنّ طلب الاذن جرى خلافاً للأصول.

 

"عريضة" طائفية لحماية رؤوس "رفيعة" غارقة في "حفرة" النيترات النووية

ألان سركيس/نداء الوطن/20 تموز/2021

تواصل الطبقة الحاكمة سياستها المعهودة بمحاولة ضرب التحقيق الذي يقوده المحقق العدلي طارق بيطار من أجل حماية رأسها، لأنه يظهر جلياً أن هناك رؤوساً كبرى "رفيعة" متورّطة في قضية "نيترات الأمونيوم".

يحاول الحكّام الهروب من قضية "النيترات" ويظهر كأنهم لا يدرون ماذا يحصل، فيما الحقيقة أن المسؤوليات في هذه القضية تتوزّع على الجميع من دون إستثناء.

وبدل ترك القاضي بيطار يقوم بواجبه الوطني المقدّس إجلالاً لشهداء الإنفجار وآلام الجرحى، ها هي بعض القوى السياسية تواصل لعبتها المفضّلة وهي محاولة الإلتفاف على التحقيق.

وفي السياق، يتمّ التصرّف في هذا الملفّ من قِبل بعض السياسيين من منطلق طائفي وليس وطنياً، فعلى سبيل المثال، فإن الرئيس سعد الحريري خاض معركة إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وسانده فيها معظم الشعب اللبناني ومُوّلت المحكمة من جيوب اللبنانيين، لكن المفارقة أنه عندما إستدعى المحقّق العدلي فادي صوّان رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب للإستماع إلى إفادته "قامت الدنيا ولم تقعد"، وباتت الطائفة عند الحريري مهدّدة وأهل السنّة في خطر، وأنهى قطيعته لدياب وزاره في السراي داعماً تمرّده على القانون و"داعساً" على أوجاع أهالي الشهداء والمصابين.

ومن جهة ثانية، فإن الأمين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصرالله لا ينفكّ يعلن مع كل إطلالة أن التحقيق في إنفجار المرفأ إنتهى ويجب إعلان النتائج، في حين أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي يحمي وزيري حركة "أمل" ويحاول تجنيبهما الإستماع إلى إفادتيهما والإدعاء عليهما.

وهنا يُطرح سؤال جوهري وهو لماذا يتصرّف الثلاثي "الحريري ونصرالله وبري" من منطلق طائفي، فهل لأن الإنفجار وقع في منطقة ذات غالبية مسيحية؟ فهل لو لا سمح الله وقع هذا الإنفجار في الطريق الجديدة أو الضاحية لكانوا تصرّفوا من المنطلق نفسه؟

وما يزيد "الطين بلّة" هو تقدّم الثلاثي النيابي، أي كتل كل من "المستقبل" و"الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير"، بعريضة نيابية للإلتفاف على طلب القاضي بيطار الذي وجّه كتاباً إلى مجلس النواب طلب فيه رفع الحصانة النيابية عن كل من وزير المال السابق علي حسن خليل، وزير الأشغال السابق غازي زعيتر ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، تمهيداً للادعاء عليهم وملاحقتهم.

وسلكت العريضة الثلاثية الممهورة بتواقيع نواب أغلبيتهم الساحقة مسلمين مسارها، وذلك تمهيداً لإنشاء لجنة تحقيق برلمانية تُحيل المعنيين إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء في حال ثبوت التهم عليهم. وما يدعو إلى القلق أن النواب الذين وقّعوا على العريضة هم من غالبية إسلامية وينتمون إلى الكتل الثلاث المذكورة، في حين أن وجود نواب مثل هادي حبيش وميشال موسى هو بمثابة إعطاء ديكور لهذه العريضة، ويعلم الجميع أن هناك عدداً من النواب المسيحيين دائماً في كنف الكتل "الإسلامية"، في حين أن الكتل المسيحية الكبرى وعلى رأسها "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية" ونواب آخرون لم يوقّعوا على هذه العريضة. وأمام كل ما يحدث، يتمّ التساؤل عن سبب مسايرة الحريري لـ"الثنائي الشيعي" في هذه القضية إلى هذا الحدّ، وهو إبن الشهيد رفيق الحريري ويعتبر نفسه أميناً على "الطائف" والعيش المشترك ويتكلّم دائماً باسم بيروت، لكن للأسف ظهر أنه يعود إلى زمن الحرب ولا يهمه إلا بيروت الغربية بعدما نبذ الشعب كل تلك المصطلحات والتسميات. ومن جهة أخرى، فإن "حزب الله" لديه مصلحة كبرى في ضرب نتائج التحقيق وفرملة إندفاعة القاضي بيطار، لذلك وجد في برّي الشخص الذي يُفتي تشريعياً ويستعمله من أجل ضرب التحقيق.

يُصرّ أهالي الشهداء والجرحى على معرفة الحقيقة كاملة، مثلهم مثل كل الشعب اللبناني، لذلك فان مثل هكذا عريضة طائفية موقّعة من نواب من غالبية معروفة لن تصل إلى أي نتيجة، لأنه مهما حاول الحكّام الإلتفاف على التحقيق فإن الحقيقة ستظهر عاجلاً أو آجلاً وستكشف الرؤوس المتورّطة.

 

عون يستبق الاستشارات بمجلس حكومي مصغّر

منير الربيع/المدن/20 تموز/2021

شكّل رئيس الجمهورية ميشال عون حكومته: المجلس الأعلى للدفاع، الذي دعاه إلى اجتماع أُبقيت مقرراته سرية للمرّة الأولى. والأغرب هو ما تضمنه البيان الختامي للاجتماع: متابعة المجلس التطورات الأمنية في البلاد. فيما لم يحضر الاجتماع قادة الأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية.

بعبدا 1988

أما رئاسة الجمهورية فأصدرت عقب الاجتماع إياه بياناً حددت فيه موعد إجراء الاستشارات النيابية الملزمة يوم الاثنين المقبل. وبذلك تنجلي الصورة وتتضح الرسالة العونية: رئيس الجمهورية حوّل المجلس الأعلى للدفاع مجلساً وزارياً مصغّراً، يترأسه ويتحكم بمقرراته. وكأنه يعلن أنه مستمر في إدارة البلد على طريقته وهواه -تماماً كما فعل عندما كان رئيس حكومة عسكرية في قصر بعبدا الرئاسي الخالي من الرئيس- في حال لم يتوافق الآخرون معه على تشكيل حكومة. وبذلك يعزز موقعه وصلاحياته التي يعتبر أن دستور الطائف قد سلبه إياها شخصياً.

إدارة الخراب

ويضع عون خصومه وسواهم أمام خيار من اثنين: إذا لم تُعقد معه تسوية لتشكيل الحكومة التي بريدها، يستمر بإدارة البلاد بمجلس أعلى للدفاع. وهنا لا بد من الإشارة إلى مسألة أخرى: استبعاد قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية عن الاجتماع الأخير للمجلس المذكور، خلفياته ودلالاته عديدة. وقد يضعها البعض في سياق عدم موافقة عون على إشراك بعض المسؤولين الأمنيين المدعى عليهم في قضية تفجير المرفأ. لكن آخرين يعتبرون أن عون يفضل استبعاد الجميع، لأنه ليس على وفاق سياسي مع معظمهم، وهناك خلافات بينه وبينهم. وقد يكون الأهم أنه يصر على أضفاء صبغة غير تقنية على اجتماعات المجلس الأعلى. وإذا أضفنا إليها اجتماعات عون المالية والسياسية والوزارية والإدارية التي يعقدها يومياً مع وزراء ومدراء، وصولاً إلى اتصالاته بموظفين لمتابعة العمل الروتيني، تتشكل لدينا صورة واضحة لإدارته الحصرية لأوضاع البلاد، التي قد لا يرغب أحد سواه في إدارتها.

بالهدوء والتروي

ويبدو أن عون يستعد لمرحلة طويلة على هذا المنوال. فهو عازم على تكثيف اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، الذي أحيطت مقرراته الأخيرة بالسرية وانطوت على قرارات سياسية وإدارية لا علاقة لها بالتطورات الأمنية. وتكريس هذا النموذج يُبيّتُ إطالة أمد الأزمة الحكومية. وعلى الرغم من تحديد موعد للاستشارات، فقد تتأجل فجأة إلى حين التوافق على تسمية رئيس للحكومة. وفي المعلومات، لم تبدأ المشاورات السياسية إلا على نحو خجول وبين بعض القوى، للوصول إلى توافق على شخصية لتكليفها برئاسة الحكومة.

هناك مثلاً تواصل بين حزب الله وعون، الذي ينصحه الحزب إياه بضرورة الهدوء والتروي، وعدم التصعيد والذهاب إلى خيارات غير محسوبة، قد تؤدي إلى توتر في البيئة السنّية. وهذا ما يمنع حزب الله من الذهاب إلى خيار حكومة اللون الواحد. وينتهز عون فرصة عيد الأضحى لإجراء اتصالات سياسية بجهات داخلية وخارجية، لاستمزاج الآراء حول ما يمكن الوصول إليه من الآن حتى الإثنين المقبل.

عون على حاله

في المقابل يعمل الرئيس نبيه برّي على التواصل مع الرئيس سعد الحريري، بهدف إقناعه التراجع عن موقفه الذي أطلقه في إطلالته الأخيرة وألزم نفسه به: عدم تسميته أي شخصية لرئاسة الحكومة، وعدم توفيره الدعم لها وعدم منح الحكومة الثقة. يسعى برّي إلى إقناع الحريري بتغيير موقفه. فهناك اتفاق سابق بينهما على أن يسمي الحريري شخصية بديلة في حال اعتذاره، ويوفر لها الدعم. لكن مصادر الحريري ورؤساء الحكومة السابقين تؤكد حتى الآن أن لا شيء تغيّر في موقفهم: لا يريدون تسمية أو تغطية أي شخصية. لكن الاتصالات مستمرة، ولربما تصل إلى توافق. أما عون فعلى حاله. وهو أوصل رسالة إلى برّي تقول إنه يلتزم بمبادرته، وغير مستعد للتنازل عما توافق عليه مع الحريري، قبل إدخال الحريري لتعديلات على تشكيلته التي سلّمها لعون قبل 24 ساعة من اعتذاره. يتمسك عون إذاً بالحصول على وزارتي العدل والداخلية، وتظل مشكلة تسمية الوزيرين المسيحيين قائمة. وترجح مصادر أن بورصة التكليف والتأليف قد تكون مشابهة لتموجات مرحلة تكليف الحريري. ولا تسقط المصادر من حساباتها احتمال تأجيل الاستشارات. ولا حتى احتمال الفشل في تشكيل حكومة، حتى لو حصلت الاستشارات بنجاح، وكلفت شخصية ما لرئاستها.

وعلى الصعيد الدولي، لا يمكن إغفال الحضور الفرنسي القوي على خط الدفع في سبيل الوصول إلى توافق. لكن ذلك لا يبدو مضموناً، إلا إذا حصل توافق فرنسي–أميركي-سعودي ينجح في تحقيق خرق جدّي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية أبرق الى الرئيس العراقي ورئيس الوزراء معزيا: لاجتثاث الارهاب من جذوره

الثلاثاء 20 تموز 2021

وطنية - أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى كل من الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، معزيا بضحايا الانفجار الارهابي الذي استهدف أمس سوق بغداد وسقوط العديد من الشهداء والجرحى، عشية عيد الاضحى المبارك. وشدد الرئيس عون في برقيتيه، على "وقوف لبنان وتضامنه مع العراق وشعبه في هذا الظرف العصيب، وعلى أن العمل على اجتثاث الارهاب من جذوره، لا بد أن يستمر، ولا يجب الركون أو التخفيف من الجهود الرامية الى تحقيق هذا الهدف، مهما كانت الظروف والاوضاع ضاغطة على الصعد الصحية والاجتماعية والاقتصادية". وحذر من أن "الارهاب مصمم على القضاء على هويات الدول العربية وقيمها والمبادئ التي قامت عليها، والتي لا تلتقي بأي جزء منها مع مبادىء الارهابيين والاسس التي يعتمدونها في اعتداءاتهم".

 

شمعون عرض الاوضاع مع سعيد

الثلاثاء 20 تموز 2021

وطنية - زار النائب السابق الدكتور فارس سعيد مركز حزب "الوطنيين الاحرار" في السوديكو، والتقى رئيس الحزب كميل دوري شمعون، في حضور المجلس الاعلى. وكانت مناسبة للتداول في التطورات السياسية الراهنة على الساحة اللبنانية، و"خطورة سيطرة السلاح على قرارات الدولة".وشدد المجتمعون على "ضرورة تضافر الجهود والالتفاف بين القوى السيادية من أجل الوصول الى ايجاد حلول للازمة الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان".

 

التيار المستقل: عقد التكليف والتشكيل تكمن في صراعات مزمنة أنتجها الطائف بصلاحيات مبتورة

الثلاثاء 20 تموز 2021

وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري الكترونيا، برئاسة رئيسه اللواء عصام أبو جمرة، وأصدر بيانا توجه فيه إلى "المسلمين بصورة خاصة واللبنانيين بصورة عامة بالمعايدة بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك"، آملين أن "يحل في العام المقبل وقد تخلص لبنان من أزماته الخانقة وحل في ربوعه الامن والاستقرار والبحبوحة". وتداولوا فى عقد التكليف والتشكيل، فأكدوا أنها "تكمن في نوايا مبيتة وصراعات مزمنة موروثة، أنتجها اتفاق الطائف بصلاحيات مبتورة أو متضاربة كانتفاء المهل التي غالبا ما استحضرت تعطيل الحكم حتى الشلل والازمات حتى الافلاس، عوض أن يشكل هذا الدستور المستند الرئيس لعمل المؤسسات بشكل منتظم، الحائل دون تطور هكذا أزمات الى صراعات طائفية ومذهبية تؤدي الى الحقد والكيدية التي تجلب للبلاد الخراب والدمار". وسأل المجتمعون الرئيس الحريري عن "اعتذاره بعد تسعة أشهر من شد الحبال والمواجهة، بدل متابعة الشد بقوة حتى الاتفاق مع رئيس الجمهورية على التأليف أو تقاسم مسؤولية الفشل بالحكم، باستقالة رئيس الجمهورية التي تؤدي حكما الى استقالة رئيس الحكومة وانتاج سلطة تنفيذية بديلة قادرة على انتشال البلد من مجمل أزماته الخانقة". وتوجه المجتمعون بالتهنئة لفائزي "الثورة" في انتخابات نقابة المهندسين، وتمنوا أن "تشكل مبعثا لتحقيق الانتصارات في نقابات أخرى وصولا لانتخابات نيابية في ربيع العام المقبل، تأتي بممثلين فعلا لارادة الثورة". واستغربوا "لفلفة جريمة مستشفى البترون التي أقدم عليها مرتكبون حتما مدعومين عرفت بلقاح "المي والملح" جريمة رغم انقضاء اسبوعين على اكتشافها ورغم أنها طالت المئات من المواطنين. فطالبوا أجهزء الامن بتوقيف الفاعلين وتقديمهم للعدالة لانزال أشد العقوبات بهم، لما طالت به الامن الصحي وسلامة المواطنين". وتساءل المجتمعون: "لماذا الرئيس السوري بشار الاسد يشكو من حجز ودائع للسوريين في المصارف اللبنانية قدرها ب 60 مليار دولار!!! ويعلم حتما من هم الفاعلون من السوريين وغيرهم، لماذا لم يأمر السوريين برفع دعاوى لاستيفاء حقوقهم نتيجة المعلومات الصحيحة؟".

 

الكتائب: نقل ملف انفجار المرفأ الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء تثبيت لنظرية الإفلات من العقاب

الثلاثاء 20 تموز 2021

وطنية - هنأ حزب الكتائب، في بيان أصدره بعد اجتماع مكتبه السياسي، المهندسات والمهندسين "الذين باقتراعهم في وجه أحزاب السلطة وضعوا نقابتهم في صلب التغيير الحقيقي، واثبتوا للبنانيين والعالم أن لبنان لم يفرغ من الإرادة في الاصلاح والنهوض، وان البديل الصالح موجود ويستحق الدعم والمساندة، وأن اللبنانيين لن يترددوا في المحاسبة في صناديق الاقتراع متى اتيحت لهم الفرصة. فعلى الرغم من محاولات التطييف والتشهير والتهويل، أثبتت التجربة مرة جديدة أن وحدة الصف المعارض هي الحصن الأمتن للوصول الى الهدف المنشود، على أمل أن تتكرر التجربة في كل الميادين وصولا إلى استعادة كل المؤسسات المخطوفة". وتوقف المكتب السياسي أمام "النهاية المحتمة التي وصلت إليها عملية تشكيل الحكومة، وهي نهاية ستتكرر طالما حالة الانكار على حالها، في حين ان السبيل الوحيد للخروج من هذه الدوامة هو بإعادة تكوين السلطة كاملة، عبر استقالة النواب ورئيس مجلسهم فرحيل رئيس الجمهورية، فوحدها صناديق الاقتراع قادرة على إحداث التغيير المطلوب ووقف اغتيال البلد والإفادة من دعم الدول الصديقة التي ما زالت تؤمن بامكانية إنقاذ لبنان". ورأى أنه "فيما المنظومة تتلهى بلعبتها القاتلة بين التكليف والاعتذار والاستشارات، يئن اللبنانيون تحت نير الحرمان والاذلال، ولا يتوانى تحالف الميليشا بالتكافل مع المافيا بالتلاعب بمقدرات العيش الأساسية لتحقيق المكاسب، فتترك البلاد على ابواب عطلة العيد الطويلة بلا مازوت ولا كهرباء ولا بنزين، والدواء شبه مفقود والأسعار نار حارقة حرمت الأكثرية الساحقة من اللبنانيين من شراء الأساسيات لبقائها"، محذرا من "المحاولات الجارية لتوظيف آلام اللبنانيين ومعاناتهم في مآرب سياسية وعلى رأسها تغيير الهوية اللبنانية من باب الاقتصاد، بدءا بفتح الباب امام الدواء الايراني والقضاء على قطاع صناعة الدواء في لبنان وصولا الى استجلاب النفط الايراني". واعتبر أن "حزب الله الذي تسلم البلد على طبق المحاصصات والتسويات السيئة الذكر، يجد في المستنقع الذي اغرقت فيه المنظومة اللبنانيين أرضا خصبة لتحقيق أجندته الدولية، ولن يتوانى عن الاستفادة من هذه الحقيقة لابقاء قبضته على البلد ولو بالتلهي بإطلاق صواريخ على اسرائيل دون الأخذ في الاعتبار العواقب، بانتظار التفاهمات الخارجية التي لن يكون لبنان على رأس أولوياتها". كما رأى "وعلى بعد أيام من الذكرى السنوية الأولى لجريمة 4 آب، في التوافق السياسي الحاصل من خلال الاحتماء وراء نظام الحصانة النيابية أو وراء عريضة الاتهام النيابية، محاولة مكشوفة لنقل الملف الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء مع ما يعني ذلك من تثبيت لنظرية الإفلات من العقاب ولاستحالة احراز اي محاكمة محايدة، مستقلة وشفافة من خلاله، نظرا للفساد السياسي والمحاصصة في تكوينه وتقاطع مصالح الكتل النيابية في حماية المطلوبين الى التحقيق". وختم المكتب السياسي بيانه مهنئا اللبنانيين بحلول عيد الاضحى ومتمنيا "ان يتكرر في سنوات تحمل الى لبنان الخلاص والتعافي".

 

الأحرار: نعول على الجيش والقوى الأمنية للجم الانفلات الأمني

الثلاثاء 20 تموز 2021

وطنية - رأى المجلس الأعلى في "حزب الوطنيين الأحرار"، في بيان أصدره بعد اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحزب كميل دوري شمعون، أن "حالة الانزلاق الأمني الحاصل ستزداد سوءا، وهذا يذكرنا بسنوات 1974- 1975، ونعول على الجيش والقوى الامنية للجم الانفلات المرتقب". وأعلن أن الحزب "يستمر بالتواصل مع الأحزاب والمجموعات الثورية السيادية وكل من يشبهه لتوحيد الجهود والتوافق على وحدة المواقف من الأمور المطروحة". كما أعلن شجبه العريضة النيابية، معتبرا إياها "احتيالا وتهربا من العدالة؛ اهمال، اختلاس، اجرام، ارهاب كلها مفاهيم توصف آداء البعض فلا عجب ان تمسكوا بالشكليات القانونية لانهم شكليا موجودون". وختم الحزب بيانه بتوجيه الشكر الى "كل ما يقوم به كل من الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي والسعودية ومحبي لبنان لتأمين مواد غذائية وأدوية إلى الشعب اللبناني مباشرة".

 

أمين الريحاني: خطاب طويل في سبيل الإنسانية
الأب سيمون عساف/20 تموز/2021

الأديب والمؤرخ والمفكر أمين الريحاني، أحد أعمدة الأدب المهجري في القارتين الأمريكيتين، أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.

ولد أمين فارس أنطون يوسف بن المطران باسيل البجاني ــ وهو اسمه الحقيقي ــ يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1876 في بلدة الفريكة في جبل لبنان، من أسرة مارونية، ولُقب بالريحاني لكثرة شجر الريحان المحيط بمنزله.

في عام 1888 رحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعمره لم يتجاوز 12 سنة. عاش في بيئتين مختلفتين، المشرق وأمريكا، وكان لذلك بالغ الأثر في تكوين شخصيته، وإثراء معارفه وصقل رؤاه الأدبية والنقدية. ففي عام 1998، عاد إلى لبنان حيث اشتغل مدرّساً للإنكليزية في مدرسة أكليريكية. وكان للشرق أثر بارز في بلورة شخصيته. ففي الشرق تعلم اللغة العربية، التي استفاد منها في الكتابة الصحافية في بداية المشوار، حيث استخدم جريدة «الإصلاح» منبراً للهجوم على الدولة العثمانية التي كانت آنذاك تحتل بلاد الشام. وفي عام 1902، قفل إلى نيويورك حيث استهل مشواره الأدبي بكتاب «نبذة عن الثورة الفرنسية» 1902. تلاه كتاب «المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية» 1903، ثم «المكاري والكاهن» 1904. لم يكتب أمين الريحاني باللغة العربية وحسب، بل أيضا بلغة شكسبير التي كان يتقنها، على منوال ديوان «المر واللبان» عام 1905.

سخط رجال الدين

كان للبيئة الجديدة المتمثلة في أمريكا وقع أكبر في بلورة فكر الريحاني وتوجهه. فالحياة في أمريكا فتحت عينيه على واقع جديد، وحقائق مختلفة، وغرست في نفسه أسمى معاني المحبة والإنسانية، فتجلى ذلك في كتاباته، لا سيما كتاب «الريحانيات»، صفوة مؤلفاته، الذي حمل رؤاه الفلسفية، ومواقفه الإنسانية، ومبادئه الاجتماعية، وآراءه الإصلاحية، وكان له منصة لقصف التعصب والتمييز والطائفية الدينية، التي كان يتخبط في أوحالها الشرق. يتجلى ذلك في فصل (مناهج الحياة) حيث يقول: «أليس في وسع المرء أن يعيش في هذا العالم بدون أن تُطبع رُوحُه بطابع الملة، وتُصبغ بصبغة الطائفة، ألا يقدر أن يكتسب ثقةَ إخوانه البشر، بدون أن يُعلن تَشَيُّعَهُ ويُفاخر بتعصبه، ويكابر بغيرته الدينية مثلًا، أو السياسية، ألا يقدر أن يحب فئة من الناس بدون أن يبغض سواها». وسرعان ما أثارت دعوته الإنسانية هذه غضب رجال الدين، لاسيما اليسوعيين الذين نظروا إلى أفكاره على أنها انحراف عن الصراط المستقيم وزندقة وإلحاد. من هؤلاء الراهب اليسوعي الكلداني لويس شيخو اليسوعي (1859 ـ 1927) الذي انتقد الريحاني وجبران وفرح أنطون في مجلة «المشرق» في تموز/يوليو 1923 قائلا عنهم: «وقد تحامل هؤلاء الكتاب على الدين، وبلغوا في تحاملهم على الدين الكفر والزندقة، فهم في هذا الميدان أيضاً كخيل الرهان، يتسابقون فيه، فيرون في الدين وأهله مجموع الآثام، فينسبون إليه قبائحهم وفظائع قلوبهم». ويفجّر شيخو غضبه في الريحاني نفسه قائلاً: «الريحاني، «ذو الرائحة النتنة»، لا يتوقف في كل كتاباته عن نفث سمومه في الدين وممثليه».

ثورة على التعصب الديني

إذا تأملنا ما خلّفه لنا الريحاني، أدركنا أن خصمه اللدود كان بالأحرى التعصب الديني. إذ نراه في أكثر من موضع يدعو المؤمنين في شتى الديانات إلى التواضع والتساهل والتعايش بعيدا عن دنس الطائفية: «ألا يقدر أن يكون شريف الروح نزيهها عفيف النفس أبيَّها، بدون أن يحفر على صفحات قلبه أو على جبينه بأحرف كبيرة: «أنا يهودي» أو «أنا مسلم» أو «أنا مسيحي»؟».

ونلمحه في أكثر من مقام يدعو المؤمن إلى المحبة والإحسان إلى الآخر، حتى إن لم يكن مؤمنا مثله: «ألا يستطيع أن يرفأ ثوبه بدون ن يمزق ثوب جاره، أليس في مُكْنَتِهِ أن يصلي بدون أن يسب ويلعن ويتمنى لمن لا يصلي مثله الاصطلاء بنار الأبدية، هل تقوم محبة الله بغير محبة الإنسان، هل يستحق أن يكون في ظل الأبوة الإلهية مَنْ لا يساعد على تعزيز الإخاء البشري في الأرض؟».

ديانات أحادية التفكير

الريحاني يستغرب ظاهرة «أحادية التفكير» في هذه الأديان المتصارعة من حوله، وتعصب المؤمن، الذي لا يرى سبيلا غير سبيله للفوز بالثواب، فمن يتبع غير دينه دينا لا يُقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين: «هذا يصيح قائلا: طريقي طريق الخلاص. وذاك يصرخ مناديا: إليّ إليّ إن طريقي سهلة رحبة. شُعب كثيرة وحراس وأدلاء كثيرون. كل يمجد طريقه ويسهلها في وجهنا».

خرافات

يعبّر الريحاني عن حيرته من أمر هؤلاء المؤمنين، الذين يراهم يتبعون معتقدات بشكل آلي بدون سؤال: «وبينما هم في فوضى الكلام وأنا غائص في بحر مضطرب من الأحلام، وصل جمهور من المسافرين، فاتخذ كل منهم طريقا من الطرق العديدة بدون سؤال أو تردد». يُقبِلون على هذه المعتقدات، ويَقبلونها كما هي، ويؤمنون بكل ما تدعو إليه، حتى إذا كان مخالفا للعقل والمنطق.

الحق في النقد الديني

الريحاني يعدّ من أتباع حركة التنوير التي انطلقت في أوروبا قبل انتشارها في أمريكا الشمالية، ودافعت عن العقل والمنهج العلمي والحرية والرقي، والتسامح والإخاء، وشككت في الدين. تأثر الريحاني بهذه الفلسفة، جلي في كتاباته بما في ذلك التشكيك في الدين: «أرى في كل التعاليم والعقائد شيئًا من الحقيقة، وكثيرًا من الخرافات، لماذا نشتري إذن بدون انتقاء واختيار؟ أنقبل على أنفسنا أن يغشَّنا الجوهري بحليةٍ ذات طلاء وبهرج، أَمِنَ العدل أن نُتاجر ببرميل تُفاح، نصفه فاسد ونصفه صحيح، ونوهم الناس أن ما سوى التفاح من الثمار سامٌّ قَتَّال؟ أعطني ما هو صحيح من التفاح والإِجَّاص والدَّرَّاق والرمان وخَلِّ لك الفاسدَ منها، جئني بما هو صحيح من المبادئ فأقبله وأُحافظ عليه، ولكن لا تعطني مذق لبن نصفه ماء وأنت تقول هذا من نهر الجنة، التي تُدِرُّ لبنًا وعسلًا فأشربه ولا تشرب سواه، لا تسقني سائلًا مصبوغًا وتقل لي هو الخمر، لا تجئني بماء عكر وتقل لي هذا مقدس هذا من نهر الأردن، فتبارك وبارك أهلك وأصحابك، وإياك أن تشرب من بئر زمزم أو من نهر القنج فتموت ملعونًا».

التحرر

يتأمل الريحاني هؤلاء البشر وهم يتبعون سبلا متنازعة، فيختار الانحراف عنهم ليسير في سبيله، سبيل الحرية والإنسانية والحياة، غير آبه بما كان يلقاه من تكفير وتهديد، إذ يقول: «مَن منهم أتبعُ وأيا منهم أرافق؟ كل منهم عرف طريقه فسار فيها، أما أنا فترددت وسألت وبحثت وقابلت؛ فوجدت أن طريق الحياة الأصلية واسعة منيرة رحبة جميلة وشُعَبها العديدة ضيقة وعرة مخوفة مظلمة. فحدت عنها كلها غير مكترث لتهديد الأدلاء، ووعيد الحراس، وتنديد المسافرين. وظللت سائرا في الطريق التي أوجدتني بها العناية الربانية منذ البدء، فلا يعترض أحد مسيري ولا أحتاج فيها إلى حارس يحرسني، أو قائد يقودني، أو دليل يدلني».

هكذا أعلن أمين الريحاني رفضه الانصياع الأعمى لأي مذهب من المذاهب المتعددة المتناحرة، المقيدة لعقل الإنسان وحريته: «أي أحسن؟ أن يبقي المرء عقله ونفسه مطلقي الحرية والإرادة، أو يقيدهما بقيود الملل والشيع والطوائف، ويشوههما بصبغة التحزب الأعمى؟ أي أحسن؟ أن تبقي هذه النفس ذخيرة لك أو أن تخاطر بها على طريق من الطرق العديدة التي يجب أن تسير فيها صامتًا مطيعًا؟ العاقل لا يخاطر باستقلاله، الحر لا يتاجر بروحه، الحكيم لا يرهن عقله لشيعة ما ولا يتقيد بسلاسل التقليد».

كن نفسك لا سواك

من هذا المنطلق، نرى أمين الريحاني يدعو البشر إلى عالم متحرر من الطائفية، والخلفيات التي ما فتئت تفرّق البشر منذ فجر الإنسانية: «لا يا صديقي، ليست هذه النفس قطعةَ أرضٍ أو سلعةً لترهنها أو تَبِيعَها، ليس هذا العقل برميلًا من التفاح تتاجر به. سر في طريق الحياة الأصلية الرحبة، واترك – إن استطعت – الشُعب المتعددة لأدلائها. إنزع عنك العلامات الصناعية، إرفع عن رأسك الإعلانات الطائفية، امح عن صفحات قلبك ما خَطَّهُ أجدادُك من كلام الغَيْرَة والتعصب، نظِّف ــ يا أخي ــ لوح النفس، نظفه جيدًا، وكن أنت الكاتب عليه لا سواك، أنقش عليه هذه الكلمات الجميلة العذبة: الحرية، الحقيقة، المحبة، الاستقلال؛ كن إنسانًا صرفًا، كن للإنسانية على الإطلاق».

رائد الإصلاح الاجتماعي

أمين الريحاني لم يكن شاعرا وروائيا ومترجما وإعلاميا، وأحد عمالقة الفكر في عصره فحسب، بل أيضا طبيبا اجتماعيا أفنى عمره في معالجة أمراض الشرق وعقده المتجذرة في الخلفيات الهدامة والتقاليد العمياء، والقومية البغيضة والمواقف المتصلبة، والأفكار المتعصبة. واليوم، بعد مرور ثمانين سنة على رحيله، يبقى أحد أبرز رجال الإصلاح الاجتماعي في القرن العشرين، وأحد رواد التقارب والتواصل والتفاعل بين الثقافات والحضارات، تجسده كتاباته الداعية إلى التسامح والتعايش مع الآخر، وهو ما يلخصه شعاره الشهير الذي استهل به كتاب «الريحانيات» ورافقه في كتاباته، إلى آخر لحظة في حياته: «قلْ كلمتك وامشِ».

وثائق تثبت أن ميخائيل نعيمة زوّر التاريخ وشطب الريحاني من «الرابطة القلمية»

في مثل هذا الشهر، ابريل (نيسان)، تأسست في نيويورك الجمعية الادبية الاشهَر في العالم العربي، والمعروفة باسم «الرابطة القلمية». ولكن، في اي عام تمّ التأسيس؟ ومن كتب بيانها الاول؟ وهل غاب امين الريحاني عن الورشة التأسيسية، وتاليا عن العضوية؟ وما سبب غيابه او تغييبه؟ كلها أسئلة ما تزال الإجابات عليها غير وافية، ويشوبها الكثير من اللبس، فمن المسؤول؟ وكيف لعب ميخائيل نعيمة دوراً تضليلياً، يخلو من براءة.

لم يهتم الباحثون بأية جمعية ادبية عربية اكثر من اهتمامهم بـ«الرابطة القلمية». ويعود ذلك الى عاملين: اولهما ان هذه الجمعية احدثت تغييرا في الكتابة الادبية على صعيدي الشكل والمضمون، والثاني، ان بعض مؤسسيها حازوا شهرة عالمية، وخاصة عميدها جبران خليل جبران.

كان ميخائيل نعيمة اول واهم مؤرخي الرابطة. فقد خصص لها مقالا من ست صفحات في كتابه «جبران ـ حياته، موته، ادبه، فنه»، وفي كتابه «سبعون» كرس اثنتي عشرة صفحة للرابطة وفرسانها. ذكر نعيمة في كتابه عن جبران، ان الرابطة تأسست بعد جلستين، عُقدت اولاهما في منزل عبد المسيح حداد، مالك ورئيس تحرير جريدة «السائح» النيويوركية العربية، بتاريخ 20 أبريل (نيسان) 1920. وورد في محضر هذه الجلسة التي دونها نعيمة بيده على حد تأكيده، ان «احدهم رأى ان تكون لأُدباء المهجر رابطة تضم قواهم وتوحد مسعاهم في سبيل اللغة العربية وآدابها. فوافقت الفكرة استحسان كل الادباء الحاضرين وهم: جبران، نسيب عريضة، وليم كاتسفليس، رشيد ايوب، عبد المسيح حداد، ندرة حداد، ميخائيل نعيمة».

وفي 28 منه، عقدت الجلسة الثانية والحاسمة في منزل جبران بحضور الادباء، الذين حضروا الجلسة التمهيدية، اضافة الى الاديب الفكه الياس عطا الله. تمت الموافقة على دستور الجمعية، وانتخب المؤسسون جبران عميدا للرابطة، وميخائيل نعيمة مستشارا، ووليم كاتسفليس خازنا، وكلفوا نعيمة مهمة تنظيم قانونها. وهنا ايضا، اكد نعيمة ان ما اورده من معلومات، كان نقلا عما دونه خلال تلك الجلسة التاريخية.

وفي كتابه «سبعون» كرر نعيمة ما ذكره في كتابه «جبران»، واضاف عليه: «اما امين الريحاني، فلم نضمه الى الرابطة لسببين: اولهما انه كان متغيبا عن نيويورك عند تأسيسها. وثانيهما، وهو الأهم، انه كان على خلاف بلغ حدّ الجفاء مع جبران».

نستخلص مما كتبه نعيمة، ان الرابطة القلمية تأسست عام 1920، وان الريحاني لم يكن من مؤسسيها، ولم ينتم اليها بعد التأسيس، بسبب خلافه الحاد مع عميدها. ولما كان نعيمة من اركان الرابطة، ومن ابرز ادباء الوطن والمهجر، فقد اعتمد معظم المؤرخين والصحافيين ما اورده، من غير تدقيق كبير، ومنهم مؤلفو «المنجد» وكذلك النحات المقيم في بوسطن خليل جبران (وهو ابن أخ الأديب جبران) وزوجته جين، في كتابهما «خليل جبران: حياته وعالمه». وتبنى بعض الباحثين معلومة خلاف الريحاني مع جبران، ووافقوا نعيمة على انه ـ الخلاف ـ السبب الرئيسي في عدم انتساب فيلسوف الفريكة الى الرابطة.

كنتُ مقتنعا بكل ما كتبه نعيمة حول الرابطة، حين توجهت من لندن الى مكتبة الكونغرس في واشنطن دي سي، لتقميش مقالات جبران المنشورة في الدوريات العربية ـ النيويوركية، وفي طليعتها جريدة الرابطة الرسمية «السائح». وفوجئت عندما واجهتني عشرات المقالات المتوجة بأسماء ذيلت بعبارة «عضو الرابطة القلمية»، في الدوريات الثلاث، مجلة «الفنون» وجريدتي «مرآة الغرب» و«السائح» المنشورة كلها في عام 1916، أي قبل تأسيس الرابطة ـ بحسب زعم نعيمة ـ بأربع سنوات.

ولعجب قارئ نعيمة ومتتبع أخبار الرابطة في كتبه، يجد مقالة لأمين الريحاني بعنوان «بلادي» منشورة في «السائح» 25 ايار عام 1916، تقول إنه عضو في الرابطة القلمية.

وتصدرت صورة الياس عطا الله الصفحة الاولى من «السائح» الصادرة في 14 ايار 1916، وكتبت تحتها العبارة التالية: «يحرر هذا العدد الياس عطا الله عضو في الرابطة القلمية». والجدير ذكره ان من مبتكرات صاحب «السائح» الطريفة، ان يتولى احد اعضاء الرابطة تحرير عدد بكامله. وكان جبران بين الذين اشتركوا في تحرير عدد «السائح» الصادر في 20 ابريل 1916.

وليس ذلك كل شيء. فقد نشرت «السائح» لامين مشرق، مقالة طويلة بعنوان «الرابطة القلمية»، احتلت صفحة كاملة من العدد الصادر في 29 يونيو (حزيران) 1916، وطرح في مستهلها الاسئلة التالية: «ما هي الرابطة القلمية؟ وما هي غايتها؟ وكم عمرها؟ ومن هم اعضاؤها؟ ومن هو رئيسها؟ ولماذا هي مختبئة الآن؟ وما هي سياستها؟». ويجيب مشرق: «انها سؤالات تنصبّ كل يوم، بل كل ساعة، على رؤوس اعضاء الرابطة القلمية». مما يعني ان الرابطة كانت قد عرفت في تلك السنة. ويضيف مشرق: «ماذا اقول لكم؟ جمعية؟ كلا. ناد؟ كلا. ليطمئن بال الجمعيات العزيزة! فليس من مزاحم جديد». ونوَّه مشرق باحد مبادئ الجمعية الادبية، الذي ينص على الآتي: «انما تُدخل (الرابطة) في عضويتها من تستحسنهم بطلب منها لا منهم. نحن نعتقد انه يوجد بين الشعب من هم اقدر منا وارفع منزلة في عالم الادب. وسيكون لنا الفخر بدعوتهم في المستقبل لمشاركتنا». وانتقل مشرق الى اللغة، ليؤكد انها «ليست إلها ولا شيطانا ولا جنًّا. هي لغة كسائر اللغات. تنحطّ الى ادنى الدركات. وتسمو الى اعلى الدرجات. وتموت بموت شعبها. وتحيا بحياة المتكلمين بها». لذلك، فإن اعضاء الرابطة «شرعوا بتهيئة اللغة العربية لطورها الجديد الاتي». وهذا الطور، لا يقتصر على الشكل، وانما يشمل «المحافظة على الجرثومة الباقية من آداب اللغة وتغذيتها بالجديد المفيد، وهذا يستدعي من الرابطة ان تنتخب من حقل هذا الشعب النباتات والشجيرات المستعدة للنمو والصالحة للحياة وتغذيها بضمها اليها».

ولننتقل الى بيان الرابطة رقم 2 الذي نشرته «السائح» في 17 يونيو 1920، الذي يؤكد نعيمة في كتابيه «جبران» و«سبعون» انه بقلمه، ويزعم انه البيان التأسيسي. فنجد ان نعيمة يعد بجمعية متميزة وبنتاج ادبي جديد، وبغيرها من الوعود التي سبق واطلقها مشرق قبل خمس سنوات. قال نعيمة ان «الرابطة القلمية جمعية ولكنها لا كالجمعيات». وأضاف انها «جمعية لا تطلبها الناس، ولكنها تنتدبهم اليها». وأكد أن الرابطة «عامدة الى احياء الادب واللغة معا». ذلك ان «الروح التي تحاول بكل قواها حصر الآداب واللغة العربية ضمن دائرة تقليد القدماء في المعنى والمبنى، فهي، في عرفنا، سوس ينخر جسم آدابنا ولغتنا». واستدرك ليقول «اننا اذا عملنا على تنشيط الروح الادبية الجديدة، فلا نقصد بذلك قطع كل علاقة مع الاقدمين». ونادى نعيمة بتنقية اللغة، وقال «اللغة بنظرنا كيان حي ينمو ويتطور كما تنمو وتتطور الكائنات الحية في العالم». وعاد نعيمة الى المضمون ليؤكد ان «من حاجات يومنا ان نعيد للادب سلطانه بجعله ترجمان الامة الناطق بعواطفها وافكارها ومنارتها التي تضيء لها السبيل وتساعدها على السير من محجة الى محجة في منعرجات التقدم الروحي والاجتماعي». ووعد نعيمة بان الايام «ستبرهن على كفاءة الرابطة».

من كل ما سبق يجعلنا نكتشف، اولا: ان الرابطة القلمية لم تتأسس في عام 1920، بل في 1916. ولكن انشغال فرسانها بالعمل السياسي عبر «لجنة تحرير سورية وجبل لبنان»، أَدى إلى تعليق نشاطها، حتى اذا انتهت الحرب وانتفى بنهايتها مبرر وجود الجمعية السياسية، استأنفت الرابطة نشاطها.

ثانيا: كان الريحاني من مؤسسي الرابطة، ولكنه غاب عند استئناف نشاطها عام 1920، لانه كان بصدد القيام بسلسلة من الرحلات، مقدمة لتأليف كتبه عن ملوك البلدان العربية. وهذا المشروع استغرق سنوات من جهوده.

ثالثا: لم يكن ميخائيل نعيمة من مؤسسي الرابطة في عام 1916، ولا من الذين انتسبوا اليها انذاك. مع ان بقية الاعضاء، بدءا من جبران، اشتركوا في تأسيسها عام 1916 واستأنفوا نشاطها في عام 1920. وغياب هذا الركن وحضور ركن آخر، امر مألوف في كل الجمعيات، خصوصا التي اضطرتها الظروف الى تجميد نشاطها فترة غير قصيرة.

رابعا: لعب امين مشرق الدور نفسه في مرحلة تأسيس الرابطة، الذي لعبه ميخائيل نعيمة في مرحلة استئناف نشاطها. فالاديبان كتبا تعريفا بالجمعية واهدافها. ثم ان تطابق المضمون، بعناوينه وخطوطه الرئيسية، يدعو الى الاستنتاج بان نعيمة اقتبس الكثير عن مشرق. وبالمقابل غاب توقيع نعيمة عن البيان الثاني، لان الاخير كان بمثابة دستور الرابطة وتضمن تحديدا رسميا لاهدافها.

خامسا: ليس صدفة ان تستأنف الرابطة نشاطها في شهر ابريل. فقد تأسست في الشهر نفسه قبل خمس سنوات. ذلك ان الجمعيات والدوريات، التي تضطرها الظروف الى التوقف، تستأنف نشاطها بتاريخ له دلالة. ولا يجوز اعتبار رابطة 1920 غير رابطة 1916، لمجرد ان سنوات خمسا تفصل بين الاثنين.

سادسا واخيرا: يتحمل نعيمة معظم الاخطاء الرئيسية المتعلقة بتاريخ ولادة الرابطة وظروف توقفها واستئناف نشاطها وتغييب دور الريحاني في ورشة تأسيسها، وتقزيم احجام معظم فرسانها. ولكن المؤرخين والباحثين والصحافيين يتحملون جزءا من المسؤولية، بسبب تبنيهم لمعلومات نعيمة من غير تمحيص. كذلك، لا يمكن تبرئة جبران وعبد المسيح حداد وسائر اعضاء الرابطة، من بعض الاخطاء المتعمدة. فقد كان عليهم التنويه بتاريخ التأسيس عند استئنافهم نشاط الرابطة، ولفت نظر نعيمة الى ذلك لحظة تكليفه بصياغة بيان 1920. كذلك، كان من واجبهم ـ وكانوا جميعا باستثناء جبران ـ ان يصححوا الاخطاء الواردة في المقال الخاص بالرابطة الذي احتضنه كتاب نعيمة عن جبران.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 20-21  تموز/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/July 20/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100755/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-july-20-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 20 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100753/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1123/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

رزمة من التقارير(عربي/انكليزي) تتناول مسرحية تبادل اطلاق الصواريخ اليوم بين حزب الله وإسرائيل

A Bundle of E/A Reports Addressing The Theatrical Israeli-Hezbollah Show Of Firing Missiles Across The Israeli-Lebanese Borders

http://eliasbejjaninews.com/archives/100762/%d8%b1%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d9%85/

إطلاق صاروخين من لبنان على إسرائيل.. وتل أبيب ترد

سكاي نيوز عربية/20 تموز/2021

“اليونيفيل”: نحقق في إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل

الوكالة الوطنية للإعلام/20 تموز/2021

إسرائيل تستهدف منطقة في الجنوب بـ12 قذيفة!

الجيش اللبناني/20 تموز/2021

إسرائيل: لن نسمح بأن تتحوّل الأزمة في لبنان إلى تهديد أمنيّ لبلادنا…

الجمهورية/20 تموز/2021

بينيت: لن نقبل بانزلاق الأوضاع في لبنان إلى إسرائيل

روسيا اليوم ة/20 تموز/2021

2 Rockets Fired at Israel from Lebanon Drawing Artillery Response

Agence France Presse/Associated Press/July 20/2021

Is Iran behind Lebanon rocket fire – and is this the new normal?

Jerusalem Post/July 20/2021

PM Bennett: We won’t tolerate rocket fire from Lebanon

The Jerusalem Post/July 20/2021