المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 تموز/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.july19.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/لا احترام ولا مصداقية لمن يرتضي بذل دور البوق والمتزلم لصاحب شركة حزب

الياس بجاني/لا حلول في لبنان بظل احتلال الإرهابي حزب الله قبل التدول وتنفيذ القرارات الدولية

الياس بجاني/حزب الله لم يحرر الجنوب بل هو من يحتله ويهجر ويفقر ويذل أهله

الياس بجاني/فيصل كرامي من يومه الأول بالسياسة اداة تيرسو بيد سيد أمونيوم

الياس بجاني/شارل جبور وسرج داغر في برنامج "صار الوقت": الطرح ونقيضه

الياس بجاني/الحريري لم يعتذر، ولكن حزب الله “شحتو” بعد أن عطل من خلاله تشكيل الحكومة ل 9 أشهر خدمة لإملاءات الملالي الفرس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو القداس الإلهي الذي اليوم الأحد 18 تموز/2021 الذي ترأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في المقرّ البطريركي - الديمان/ ونص عظتي البطريرك الراعاي والمطران الياس عودة

لبنان الى الأسوأ… إسرائيل تحذّر من استغلال إيراني!

إسرائيل تخشى على أمنها من تفكك لبنان

فوز لائحة النقابة تنتفض بانتخابات المهندسين وعارف ياسين نقيبا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 18/7/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ديبلوماسيون عرب لـ”السياسة”: الطبقة السياسية فاشلة

“الاستشارات الملزمة” لتشكيل حكومة لبنان تصطدم بمقاطعة سُنية وبـ “نادي الرؤساء”

الراعي: نواجه انقلاباً جارفاً... وقبلان: أوقفوا إطلاق النار سياسياً

عملية تصفية مبرمجة للبنانيين!

مصادر مصرفية: كلام الأسد لا يطابق الواقع

تقرير إسرائيلي عن لبنان: وضع الجيش "خطير"

العسومي: تشكيل حكومة أولوية لا تحتمل التأجيل

السلطة تحاول اخافة الشعب من تحركات 4 اب في خطوة غير محسوبة... والشعب يرد "معش تمرق هالحركات"

المشاورات حول الحكومة: سلام وعدرة يتصدّران!

حزب الله متوجّس وينتظر

هذه قيمة ودائع السوريين في البنوك اللبنانية

بعبدا في ورطة... والحارة "عم تحفرلها"؟

مرحلة ما بعد الحريري: 3 سيناريوهات محتملة...هل يفعلها عون؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

“يديعوت أحرونوت” تُسرِّب مخطط تل أبيب لضرب “نووي” إيران

إيران: رقعة احتجاجات العطش تتوسع والمتظاهرون يُغلقون الطرق… والشرطة تقمع بالرصاص الحي

واشنطن: طهران تُماطل ومستعدون لاستئناف محادثات فيينا

اطلاق نار على المتظاهرين بالأهواز.. وشن حملة اعتقالات

الكاظمي: قاتل الهاشمي ينتمي لمجموعة خارجة عن القانون والمفاوضات السعودية الإيرانية ستستمر

مجلس الأمن يناقش الوضع في سورية والأسد يتناول “الشاورما” بدمشق

الجيش العراقي يقيّد تحركات «الحشد» في معسكراته

اتخذ إجراءات لتقليل هجمات «الدرون» على البعثات الأجنبية قبيل زيارة الكاظمي لواشنطن

استقالات بالجملة لمديري مستشفيات ذي قار

ولي عهد أبوظبي يبحث في السعودية تعزيز العلاقات واليمن واتفاق الرياض

سلطان عُمان والرئيس المصري يُنسِّقان بشأن قضايا المنطقة

فيضانات عُمان تُخلِّف قتلى ومفقودين وتتسبّب بانجرافات وتصدُّع أودية

منخفض جوي ضرب السلطنة واحتجز أشخاصاً ومركباتهم... والجيش والطيران يشاركان بجهود الإنقاذ

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله ينتظر توافقاً إقليمياً.. ليتجرع كأس نواف سلام؟/منير الربيع/المدن

النقابة تنتفض وتنتصر بالضربة القاضية للمهندسين/وليد حسين/المدن

سفينة لبنان المختطفة تغرق بعيداً عن مرفأ آمن/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

لبنان والجنرال والتعطيل/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

هل يمكن تحقيق خلاص لبنان من خلال المسالك الدستورية؟/د. توفيق هندي/المركزية

واقعية الأسد وخطايا العرب في سورية/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

الاحتلال الإيرانيّ لا ميشال عون/نديم قطيش/أساس ميديا

"باسيل" سياسيّ لبنانيّ أم كائن فضائيّ/عماد الدين أديب/أساس ميديا

بعبدا لم تُسقطْ الحريري!/محمد قواص/سكاي نيوز

هؤلاء هم قتلى حزب الله ومجندوه بسوريا: صُورْ نموذجًا/محمد أبي سمرا/المدن

المرفأ فجّره صاروخ... استهدف ذخيرة!/جمال مرعشلي/أساس ميديا

سعد الحريري  وسياسة الانتظار/المحامي ادوار حشوة

حذاري "المسيح الدجّال"/بولس عيسى/ليبانون ديبايت

خشية دولية من تدهور الوضع الأمني: قلقٌ روسي ....و خيارات أميركية لمواجهة الإنهيار/شربل أنطوان/الحرة

مطلوب رئيس مكلف قبل آب!/عمر حبنجر/الأنباء” الكويتية

بعد الحريري عون!/طارق الحميد/الشرق الاوسط

الحزب يدير الفراغ حَكَماً ويدبّر الانتخابات حاكماً/منير الربيع/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: لتتكاتف القوى وتسم شخصية سنية على مستوى التحديات البلاد لا تواجه أزمة حكومية عادية بل انقلابا جارفا على الدستور والمؤسسات

المطران عوده: تغليب العواطف السلبية لا يبني بلدا والمطلوب تضحيات

تعليقات روحية/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا

إنجيل القدّيس لوقا1من33حتى36/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيَضَعُهُ في مَكانٍ مَخْفِيّ، وَلا تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلَى المنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور. سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا. وَإِنْ كَانَتْ سَقِيمَة، فَجَسَدُكَ أَيْضًا يَكُونُ مُظْلِمًا. تَنَبَّهْ إِذًا لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذي فِيكَ ظَلامًا. إِذاً، إِنْ كانَ جَسَدُكَ كَلُّهُ نَيِّرًا، وَلَيْسَ فِيهِ جِزْءٌ مُظْلِم، يِكُونُ كُلُّهُ نَيِّرًا، كَمَا لَوْ أَنَّ السِّراجَ بِضَوئِهِ يُنيرُ لَكَ».

 

كلمـة إيليا باللغـة العبريـة "الياهو" والصيغة اليونانية لهذا الإسم "إيلياس  وتعني "الهي هو اللـه".

 إيليا إذاً هو إنسان متصل باللـه وغيور على مصلحة الله. ولذلك تصدحنا جملتان له "غيرةً غرتُ لرب الجنود"، و "حي هو الرب الذي أنا واقف أمامه"، أي أنني أرى الرب أمامي ولا أرى سواه.

أنت يا إيليا الذي أقمت ميتاً من بين الأموات، وأهبطت الملوك إلى الهلاك، وبكلام الرب أغلقت السماء، وأنزلت النار ثلاث مرات» (سيراخ 48: 3-6). هكذا كان يؤمن الشعب القديم الذي يرى في شخصية ايليا وجهاً من وجوه الأنبياء الكبار، وجهاً للثبات والغيرة والايمان، وسمّوه «الحي» لعمق تأثيره في حياة الشعب.  فليس من باب الصدفة أن يحظى بتكريم من بين جميع أنبياء العهد القديم في العهد الجديد و تبنى له كنائس على إسمه و تطلب شفاعته. كل عيد مار الياس الحي وأنتم بخير، ينعاد على الجميع بالصحة والبركة و خاصة من يحمل إسمه

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

لا احترام ولا مصداقية لمن يرتضي بذل دور البوق والمتزلم لصاحب شركة حزب

الياس بجاني/18 تموز/2021

صعب احترام صحافي أو سياسي أو نائب قابل بذمية دور البوق عند صاحب أو وكيل شركة حزب خصوصاً عندما يكون الحزب عميل للخارج ومجند بعسكره

 

لا حلول في لبنان بظل احتلال الإرهابي حزب الله قبل التدول وتنفيذ القرارات الدولية

الياس بجاني/18 تموز/2021

لبنان بلد يحتله حزب الله الفارسي والإرهابي وحكامه وأطقمه السياسية والحزبية دمى وأدوات. الخلاص فقط بالتدويل وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان

 

حزب الله لم يحرر الجنوب بل هو من يحتله ويهجر ويفقر ويذل أهله

الياس بجاني/18 تموز/2021

كل ذمي لا يزال يقول بأن حزب الله حرر الجنوب سنة 2000 ولم يحتله هو عدو للحقيقة ولكل ما هو لبنان ولبناني. حزب الله يحتل كل لبنان

 

فيصل كرامي من يومه الأول بالسياسة اداة تيرسو بيد سيد أمونيوم

الياس بجاني/16 تموز/2021

قمح بدها تاكل حني إذا فرنسا والسعودية متبنين الحاقد والأردوغاني والأداة الملالوية فيصل كرامة لرئاسة الحكومة. غباء وذمية وجبن دولي

 

شارل جبور وسرج داغر في برنامج "صار الوقت": الطرح ونقيضه

الياس بجاني/16 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100673/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%ac%d8%a8%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%b3%d8%b1%d8%ac-%d8%af%d8%a7%d8%ba%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7/

سامي الجميل لقناة الحدث: “لن نتمكن من إنقاذ لبنان ما دام حزب الله يسيطر عليه”. (الجمعة 16 تموز 2021)

بداية كيف يرى سامي الجميل بأن الحل هو بالذهاب إلى انتخابات نيابية، في حين هو يقول ومش حدا غيرو واليوم ومش مبارح: “لن نتمكن من إنقاذ لبنان ما دام حزب الله يسيطر عليه”.. هذا ضياع بوصلة ما بعده ضياع!!

حصل أمس في حلقة "صار الوقت" عبر شاشة الـ mtv، مع مرسال غانم، أنّ شارل جبور (قوات المعرابي) وِسرج داغر (كتائب الفتى ابن بيّو)، لم يتركا تهمة لها علاقة بالتعطيل والهيمنة إلّا وأطلقاها على حزب الله.

لا شكّ أنّ تشخيصهما واقع سيطرة حزب الله على لبنان، من ألفه إلى يائه، كان صائبًا و "كتّر الله خيرُن"، لأنّ هذا الحزب الإرهابي والإجرامي والملالوي، والفارسي النشأة، هو فعلا يحتلّ البلد ويُحكم الإمساك برقاب كل الحكّام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب "النرسيسيين" فيه، ويتحكّم بألسنتهم ورُكبهم، وهم عملياً مجرد أدوات ذليلة ومطواعة و "ذمّيّة" و "طروادية" تنفّذ ما يُقرّره الحزب عنها ولا تُقرّر، وهم مُكتفون بما ينعم عليهم به من فتات حكمه وسلطته ومغانمه المالية، وهي مغانم حرام.

إلا أنّ الفرحة لم تكتمل أمس، إذ ما لبث الجبّور أن عاد "وكسرها بدلًا من أن يجبرها" حين بدأ يُسوّق للانتخابات النيابيّة، ومثله كسرها السَّرج وعلى نفس الموجة الشعبوية. فبعد أن أكّد الاثنان، كلّ بدوره، أنّ حزب الله هو مَن يُدير دفّة البلاد ويسيّرها من دون رادع وحسب أجندته الإيرانيّة، عاد الاثنان، وكلّ بدوره أيضًا، وناقضا نفسيهما ودعيا الناس إلى التغيير من خلال صناديق الاقتراع!

تناقض ما بعده تناقض... إذا كان الحزب مهيمنًا على البلد ومتحكّمًا بحكّامه وقراره، وهذا هو الواقع 100%، فكيف تكون الانتخابات بظله هي الحلّ؟

وهل المنظومة الحاكمة التي يُطالبان بتغييرها هي من تقرر وتنفّذ، أم هي مجرد وجه "بربارة" و "بَرَڨان" يتلطى خلفهما المحتل اللاهي؟

الجبّور والسَّرج يُريدان تغيير المنظومة الحاكمة التي بحسب كلامهما هي مسيَّرة بآلة تحكّم يُمسكها حزب الله ويمعن بتخريب البلاد بتوجيه المنظومة من خلالها!

وبأيّ قانون انتخابي يُريد الجبور والسَّرج التغيير؟ بالقانون نفسه الذي أعطى في العام 2018 حزب الله الأكثريّة وآلة التحكّم! 

وعلى مَن يتّكلان للتغيير؟ هما يتّكلان على أصوات الثوّار، والثوّار من حزبيهما بَراء! فالأوّل (الجبّور) لا ينفك يهاجم الثوّار لأنّهم يعتبرون حزبه من "كلن"، إذ يخجل حزبه أن يجاهر بانضمامه إلى الثورة، ولا يجرؤ على تحديد موقف واضح منها. بينما الثاني (السَّرج) انضمّ حزبه إلى الثورة متأخّرًا أحد عشر شهرًا، وهو غير مقبول بعد من أطيافها كافة، وتسبّب بشرخ داخل صفوفها.

ماذا نُسمّي أشكال جبّور والسَّرج مِمَّن يُشخّصون مرض السرطان في حزب الله الاحتلالي، ويكتفون بوصف "ريشتّات" بأدوية مسكّنة لآلام باطن يد المنظومة الحاكمة!!؟ ماذا نُسمي أشكال هؤلاء ممّن يضيّعون الناس ويحاولون جرّهم إلى انتخابات لا القانون فيها لصالحهم، ولا يُصيبون أصل العلّة من خلالها، ولا أصوات الناس مؤيّدة لسلوكهم لاسيّما بعد انحرافهم عن مسلكهم النضالي إلى "الذمّيّة"!!؟ ماذا نُسمّي هؤلاء؟؟؟ خونة؟ متآمرين؟ دمى بيد المحتل؟ أم أغبياء جاهلين؟ في الحقيقة كلّ هذه الصفات تصحّ فيهم.

نحن نرى، ومعنا كثر، أنّ عمى البصر والبصيرة السيادي والاستقلالي و "التونالي" هو سبب "بومرة" المعرابي والفتى الببغائي المملّ، على لازمة "المنظومة الحاكمة"، وما غايتهما سوى زيادة عدد نوابهما ولو عن طريق استرضاء المحتل الفارسي واستعطافه لنيل رضاه بإقامتهما مكان "المنظومة الحاكمة" الحالية.

باختصار، إنّ كلّ من يسعى لتغيير المنظومة الحاكمة عن طريق انتخابات تخدم المحتل، وليس تحرير لبنان من الاحتلال، هو كالأفعى التي تبدل جلدها دون أي تغيير في طبيعة سمومها، ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ قبل فوات الأوان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الحريري لم يعتذر، ولكن حزب الله “شحتو” بعد أن عطل من خلاله تشكيل الحكومة ل 9 أشهر خدمة لإملاءات الملالي الفرس

الياس بجاني/16 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100648/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%b9%d8%aa%d8%b0%d8%b1%d8%8c-%d9%88%d9%84%d9%83%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8/

بداية، فإن الحريري وعون وكل أفراد المنظومة السياسية والحزبية المافياوية، وكل من يلف لفهم ويقول قولهم، هم مجرد أدوات ذليلة وطروادية بيد المحتل اللاهي، حزب الله.

هم جميعاً في هذه الوضعية المخجلة وبرضاهم، لأنهم عبدة سلطة ونفوذ ومال، وآخر الهموم على قلوبهم المتكلسة، وعلى ضمائرهم المخدرة مصالح لبنان واللبنانيين.

ومن هنا، فالحريري اليوم حقيقة لم يعتذر عن تشكيل الحكومة لأن حزب الله لم يكلفه أصلاً ليشكل، بل ليعطل التشكيل خدمة لأجندة ملالي إيران اللذين يستعملون لبنان وشعبه من خلال حزبهم الإرهابي، حزب الله، كورقة في تعاطيهم مع أميركا والغرب والعرب لا أكثر ولا أقل.

وعملياً، فإن الحريري كان انتهى كسياسي حر وسيادي وصاحب مصداقية يوم ارتضى الرضوخ لإرهاب حزب الله سنة 2016، وهو يعلم علم اليقين بأنه اغتال والده.

يومها دخل برجليه القفص الإيراني، وبصم بالعشرة عند حزب الله على الصفقة الرئاسية الخطأ والخطيئة، ووافق بموت ضمير، وطروادية، وجشع سلطوي ومالي، وبمعيته المعرابي ما غيرو، وافق على التعايش بذل وخنوع، وعمى بصر وبصيرة، وموت وطني واستقلالي على احتلال الحزب للبنان، وعلى دويلته، وسلاحه، وحروبه وإجرامه، وذلك مقابل فتات سلطة وعمولات صفقات وسمسرات على حساب البلد وأهله واستقلاله.

والأخطر في تكويعة هذا السعد الذي لم يجلب للبنان وللبنانيين غير التعاسة والكوارث، ليس فقط دخوله قفص حزب الملالي، والبصم على الصفقة الرئاسية التي سلمت الحزب لبنان، بل تخليه ودون أن يرمش له جفن عن المحكمة الدولية وركنها في أدراج قريطم.

المزعج في تعاطي هذا “السعد” مع اللبنانيين هو تكراره الببغائي والممل ل لازمة “انه يضحي” من أجل لبنان، فيما الحقيقة أنه ضحى بلبنان وبسيادته وباستقلاله وبقراره وبحاضر ومستقبل اللبنانيين، وذلك عن جهل وغباء، وعلى خلفية جشع مالي وسلطوي غرائزي قاتل.

في النهاية خسر “هذا السعد” كل شيء، ومعه ومع المعرابي المتشاطر والموهوم بكرسي رئاسة مخلع، ومع عون وصهره “الفجعانين والترابيين والعاشقين لمفهوم وثقافة الأبواب الواسعة”، وصل لبنان إلى قعر ما تحت قعر جهنم، وأصبح تحت حكم وسلطة وفجور واحتلال حزب الله.

يبقى أن المحتل، حزب الله الإرهابي والمجرم، هو من يحكم البلد، وهو من يتحكم برقاب وألسنة وركاب وقرار الحكام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب كافة، وبالتالي لا خلاص للبنان، قبل الخلاص من هذا المحتل الفارسي وتحرير البلد من احتلاله، وبنفضة “وتكنيس” لكل إفراد الطاقمين السياسي والحزبي العفنين.

إن الخلاص المنشود هذا لن يأتي من داخل لبنان، لأن البلد وأهله هم رهائن ومخطوفين، بل من الخارج وعسكرياً، وذلك بإعلانه دولة فاشلة ومارقة، واستلام حكمه بالكامل من قبل الأمم المتحدة، وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي، اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559، 1701 و1680.

في الخلاصة فإن كل الدلائل المحلية والدولية والإقليمية تشير إلى قرب التدخل الغربي والعربي عسكرياً، وعن طريق الأمم المتحدة لفك اسر لبنان واللبنانيين، ولإنهاء دور ووجود وفجور حزب الله العسكري والإحتلالي.. وغداً لناظره قريب

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو القداس الإلهي الذي اليوم الأحد 18 تموز/2021 الذي ترأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في المقرّ البطريركي - الديمان/ ونص عظتي البطريرك الراعاي والمطران الياس عودة

http://eliasbejjaninews.com/archives/100716/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7-2/

البطريرك الراعي: لتتكاتف القوى وتسم شخصية سنية على مستوى التحديات البلاد لا تواجه أزمة حكومية عادية بل انقلابا جارفا على الدستور والمؤسسات/المطران عوده: تغليب العواطف السلبية لا يبني بلدا والمطلوب تضحيات

المطران عوده: تغليب العواطف السلبية لا يبني بلدا والمطلوب تضحيات

 

لبنان الى الأسوأ… إسرائيل تحذّر من استغلال إيراني!

 قناة العربية.نت/18 تموز/2021

اعتبر معهد “الدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي” أن التسارع واضح بمسار الأحداث في لبنان الذي يتجه إلى الأسوأ، حيث إن المعطيات السلبية في الوضع الاقتصادي الصعب، وتفشي الفساد، والأزمة السياسية المستمرة التي لا توحي بحل قريب، وكذلك الوضع المعيشي للسكان الذي لا ينذر بالخير أبداً.

وأشار إلى أزمة الطاقة الملحة، والتي تتجلى بالطوابير الطويلة أمام محطات الوقود، وانقطاع التيار الكهربائي على مدار الساعة، وكذلك نقص بالمنتجات الأساسية وبالأدوية وارتفاع حاد في خط الفقر، وعليه اعتبر أن كل ما يحدث له أضرار كبيرة. وأكد المعهد أن الاضطرابات السياسية في لبنان سيكون لها آثارها الأمنية على إسرائيل، موضحاً أن هناك مخاوف من أن يستغل حزب الله تلك الفوضى، ويقوم بتشديد قبضته على البلاد أكثر، وبالتالي يزداد النفوذ الإيراني قوة. كما تابعت المعلومات أن لتفكك الدولة اللبنانية آثارا أمنية على إسرائيل، حيث ستعمل الميليشيا على استغلال الوضع لتشديد قبضتها على البلد المنهك، وبالتالي تقوم إيران الداعمة الأكبر للحزب بتنفيذ مخططاتها. الى ذلك، أوضح أنه من الممكن أن تقوم طهران بتحقيق أهدافها من باب تقديم المساعدات، وعبر إمداد لبنان بالنفط، فيما يستغل حزب الله الوضع لتسريع مشاريع بناء قوته العسكرية، وإنتاج صواريخ. ولفتت المعلومات إلى أن الميليشيا ستكون حذرة جداً من أي رد إسرائيلي، عبر ضرب قدرات الحزب العسكرية وما إلى ذلك من خطوات، وسط غياب التفهم الدولي لأي ضرر قد يلحق بالبنية التحتية لدولة لبنان في حال اندلاع حرب مستقبلية بين الطرفين (إسرائيل والميليشيا). يشار إلى أن لبنان يعيش هذه الأيام أسوأ أيامه بعد الحرب الأهلية، وسط وضع اقتصادي متدهور جداً وأزمة سياسية بلا حل. فقد عادت الاحتجاجات واندلعت مجدداً في عدة مناطق، بعدما أعلن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة، رغم مرور 9 أشهر من تكليفه، بسبب خلافات مع الرئيس ميشال عون.

 

إسرائيل تخشى على أمنها من تفكك لبنان

بيروت ـ”السياسة”/الأحد 18 تموز 2021

بعد سلسلة التطورات الأخيرة التي شهدها الأسبوع الماضي، من تصعيد بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان، وما شهدته من إحباط محاولات تهريب أسلحة وغيرها من اكتشاف مخازن، لاحت في الأفق سيناريوهات للتصعيد. وأكدت مصادر إسرائيلية، أن لـ”تفكك الدولة اللبنانية آثارا أمنية على تل أبيب، وأن ذلك سيترك مجالاً لازدياد الخيارات”. واعتبر معهد “الدراسات الستراتيجية الإسرائيلي”، أن التسارع واضح بمسار الأحداث في لبنان الذي يتجه إلى الأسوأ، حيث إن المعطيات السلبية في الوضع الاقتصادي الصعب، وتفشي الفساد، والأزمة السياسية المستمرة التي لا توحي بحل قريب، وكذلك الوضع المعيشي للسكان الذي لا ينذر بالخير أبداً”. كما أشار إلى “أزمة الطاقة الملحة، والتي تتجلى بالطوابير الطويلة أمام محطات الوقود، وانقطاع التيار الكهربائي على مدار الساعة، وكذلك نقص بالمنتجات الأساسية وبالأدوية وارتفاع حاد في خط الفقر، وعليه اعتبر أن كل ما يحدث له أضرار كبيرة”. وأكد أن “الاضطرابات السياسية في لبنان سيكون لها آثارها الأمنية على إسرائيل”، موضحاً أن هناك مخاوف من أن يستغل حزب الله تلك الفوضى، ويقوم بتشديد قبضته على البلاد أكثر، وبالتالي يزداد النفوذ الإيراني قوة”. ولفت إلى أن “لتفكك الدولة اللبنانية آثارا أمنية على إسرائيل، حيث ستعمل المجموعة على استغلال الوضع لتشديد قبضتها على البلد المنهك، وبالتالي تقوم إيران الداعمة الأكبر للحزب بتنفيذ مخططاتها”.

 

فوز لائحة النقابة تنتفض بانتخابات المهندسين وعارف ياسين نقيبا

الأحد 18 تموز 2021

وطنية - فازت لائحة "النقابة تنتفض" المدعومة من الحراك المدني بعشرة أعضاء في انتخابات نقابة المهندسين في بيروت، ونال مرشحها لمركز النقيب المهندس عارف ياسين 5798 صوتا، في حين نال منافساه مرشح تيار المستقبل باسم العويني 1528 صوتا والمرشح المستقل عبدو سكريه 1289 صوتا.

وفاز عن الفرع الاول (فرع المهندسين المدنيين الاستشاريين) المهندس جوزف مشيلح 6166 صوتا، وعن الفرع الثاني (فرع المهندسين المعماريين الاستشاريين) فازت المعمارية ديفينا ابو جوده التي حصدت 6447 صوتا، وعن الفرع السادس (مهندسو القطاع العام) فاز مرشح حركة امل المهندس سلمان صبح بنيله 1766 صوتا، في حين فاز عن الفرع السابع (المهندسون الزراعيون الاستشاريون) المهندس علي درويش ونال 6107 أصوات.

وفاز عن الهيئة العامة 6 اعضاء هم: شارل فاخوري (5726)، يوسف ابو كرم (5701)، كميل حنا هاشم (5662)، ابراهيم حسن حجازي (5638)، يسار عنداري (5587)، ربيع حسن (5570).

وفاز عن ادارة الصندوق التقاعدي كل من ريمون الخوري (6119) وحسين نصر الله (1699).

وعن لجنة مراقبة الصندوق التقاعدي فاز كل من احمد البساط (5809)، سلمان دبيسي (5713)، وحسان كزما (5712).

وبلغ عدد المقترعين 8842 مهندسا من اصل 47938 مسددين اشتراكهم السنوي.

ووجه النقيب الجديد عارف ياسين التحية للمهندسات والمهندسين، معتبرا ان "الناس يعانون ومتروكون لمصيرهم وقدر اللبنانيين المعاناة".

وقال "على عاتقنا ان نحمي وطننا"، مؤكدا "ان المؤسسات استمرارية وكل انجاز في النقابة سنحميه وكل الثغرات سنعمل على معالجتها من دون خوف او تردد". داعيا جميع المهندسين الى تقديم اقتراحاتهم بهدف تطوير النقابة ولما فيه مصلحة وحماية المهندسات والمهندسين".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 18/7/2021

وطنية/الأحد 18 تموز 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يومان ويحل عيد الاضحى المبارك، لكنه سيكون على غير عادته هذا العام، بسبب حال الفقر عند معظم اللبنانيين الذين تكوي الاسعار جيوبهم الفارغة أساسا، بفعل انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي من جهة، وعدم قدرة البعض على سحب أموالهم من المصارف.

كذلك العيد يؤجل المداولات في الموضوع الحكومي، الذي وإن جرت الاستشارات النيابية سيكون للحريري نصيب وافر من أصوات النواب، رغم اعتذاره عن تأليف الحكومة، ومن الواضح أن أي شخصية سنية من مستوى الحريري غير متوافرة، كما أن "اختيار بديل لن يمر بسهولة، إلا إذا سماه الحريري"، على ما تقول أوساط "بيت الوسط".

أما أوساط رئاسة الجمهورية فتقول إن "المشاورات جارية بين الأطراف السياسية لاختيار بديل عن الحريري".

وفي شأن آخر، تتواصل عملية انتخابات نقابة المهندسين لاختيار نقيب وتسعة أعضاء في مجلس النقابة، في ظل صراع ديمقراطي.

الى ذلك، قضية الزميل أحمد عثمان الذي أصيب في عينه أثناء إحدى التظاهرات، لا تزال تتفاعل بعدما رفضت المستشفيات استقباله، وقد دعت وزيرة الإعلام الى "سرعة الاهتمام بحالته الصحية".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لبنان في فلك عطلة عيد الأضحى، واللبنانيون أضاحي وضحايا سيف الأزمات متعددة الأوجه من السياسة إلى الاقتصاد والمعيشة.

في السياسة يظل العنوان الحكومي متربعا على عرش الأولويات. وبعد ثلاثة أيام على إعلان الرئيس سعد الحريري اعتذاره عن عدم التأليف، يسود جمود في العلن، لكن لا تهدأ الدعوات إلى الإسراع بإنجاز الخطوات الدستورية المطلوبة لتشكيل الحكومة، وتجنب إهدار المزيد من الوقت.

آخر هذه الدعوات أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي حث القوى السياسية على أن "تتكاتف بحكم المسؤولية الوطنية، وتسمي في الاستشارات النيابية المقبلة شخصية سنية تكون على مستوى التحديات، وتتعاون للإسراع في التأليف.

فالتأليف ينتظره اللبنانيون بفارغ الصبر، ليس فقط لأنه استحقاق دستوري رئيسي، بل لأن الحكومة مطلوبة في هذه الظروف بالتحديد من أجل تدارك الإنهيار الخطر. ناهيك عن ذلك فإن التأليف ليس مطلبا داخليا فقط، إذ يكفي الالتفات إلى مسارعة العديد من الدول والجهات العربية والدولية للتشجيع على إنجاز هذا الاستحقاق، الذي تربط تقديم المساعدات للبنان بإتمامه.

خارج أزمة التكليف والتأليف، يبدو الأمن الاجتماعي في أسوأ حالاته، وجديده الأزمة الدوائية بعد رفع الأسعار وفق خطة وزارة الصحة.

الخطة لم تنج من الانتقادات التي انهالت عليها من كل حدب وصوب، ذلك أن جنون أسعار الأدوية لا يتحمله اللبنانيون الذين بات 77 بالمئة من أسرهم يعجزون عن شراء الطعام، وفق ما جاء في تقرير لليونسيف.

وعلى صعيد صحي آخر، لا يبدو الوضع مطمئنا من ناحية أرقام الإصابات بكورونا وسلالاتها المتحورة، الأمر الذي يستدعي المزيد من الانتباه سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أيام قليلة على العيد الأكبر، تعود المناسبة على بلد بات ذبيحا، وقدم أضحية على مذبح الأهواء والمصالح الشخصية، فلا من يفتديه بكبش أو بفض كباش واشتباك تواصل لشهور بين مسؤوليه، وانتهى الى ما انتهى اليه من اعتذار وأعذار لا تصرف بمعيار المصلحة الوطنية، على أن تبدأ جولة جديدة بعد العيد مع انطلاق الاستشارات النيابية للتأليف.

استشارات يؤمل أن لا يخوضها المعنيون وعيونهم فقط على الانتخابات النيابية المقبلة، في وقت عجل الفقر بحسم الأكثرية الساحقة الى مصلحته، فمعظم اللبنانيين جوعى، فيما السفيرة الأميركية في الطليعة لافتتاح السباق الإنتخابي عبر جولة على السوبرماركات متفقدة ما أحدثه دولارها في الليرة اللبنانية، وما ارتكبه المحتكرون والجشعون بحق شعب أعزل.

ومتسلحا بحق المنافسة لما فيه مصلحة المواطن، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن فتح الباب أمام استيراد الدواء من مصادر متعددة ضمن الضوابط الفنية ومعايير الجودة، بهدف توفير الدواء الجيد والفعال بسعر تنافسي، ووضع حد للتخزين والاحتكار واستنسابية الاستيراد، بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة. فهل يفتح باب الوزير حمد الدوائي الأبواب لوضع حد للاحتكار، ويكسر الطوق المحكم لزمرة يتحكمون بسلع وخدمات ونفط وغاز وحتى هواء البلد؟.

أما في ما يتعلق بالنفط العراقي، فقد أفادت مصادر "المنار" انه لم يبق سوى الامور اللوجستية والشكلية، حيث تقرر في السادس والعشرين من الشهر الجاري، أن يزور بغداد المدير العام للامن العام اللواء ابراهيم ووفد من وزارة الطاقة اللبنانية يرأسه الوزير ريمون غجر، وأن تسهيلات واسعة تنتظر الوفد في سبيل انطلاق البواخر التي ستعمل على خط نقل مليون طن من النفط العراقي، الى الموانئ اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

المطلوب اليوم أمر واحد هو الخروج من الأزمة. والخروج من الأزمة يتطلب أمرا واحدا، هو مقاربة جريئة لأبعادها الثلاثة: البعد السياسي والبعد الاقتصادي والبعد المعيشي.

وإذا كان البعد المعيشي هو الجزء الظاهر من جبل الجليد، بفعل التداعيات اليومية من دواء ومحروقات وما بينهما، فهذا البعد هو نتيجة حتمية لمسار اقتصادي سيء طويل بدأ قبل ثلاثين عاما، وهو باق ومستمر، ولا مجال لاستبداله إلا بالتصدي للبعد الأساسي للأزمة، أي البعد السياسي، بشقيه الداخلي والخارجي.

في الشق الداخلي، المسار معروف: استشارات نيابية ملزمة، فتكليف، فاستشارات نيابية غير ملزمة، فتشكيل، فبيان وزاري، فثقة على أساس مشروع إصلاحي وإنقاذي محدد في العناوين والزمان، كي يبدأ الإنقاذ.

وحتى يسلك هذا المسار طريقه من دون مطبات، المطلوب نوايا حسنة أولا، ومشاورات منفتحة ثانيا، وتسمية شخصية سنية لرئاسة مجلس الوزراء الجديد ثالثا، تكون على مستوى التحديات الراهنة، وتتعاون للاسراع في التأليف، تماما كما طالب البطريرك مار بشاره بطرس الراعي اليوم، مشددا على أنه "وقت تحمل المسؤوليات لا وقت الانكفاء، فالبلاد لا تواجه أزمة حكومية عادية، بل أزمة وطنية شاملة تستدعي تضافر الجهود من الجميع".

أما في الشق الخارجي، فالمسار أيضا معروف: سياسة خارجية مستقلة، تحفظ مصلحة لبنان واللبنانيين قبل أي شيء آخر. سياسة متوازنة، تستعيد التواصل المفقود، وتبني الجسور المهدومة، لتيعد وصل ما انقطع على أساس من الثوابت الوطنية المتوافق عليها في لبنان.

هذه هي خارطة الطريق المنطقية للخروج من الأزمة. فلا الشعارات تنفع بعد اليوم، ولا الوعود الفارغة، والأهم لا التعميم ولا مساواة الجلادين بالضحايا، لا لسبب إلا لأن الوقائع تدحض هذا المنطق، وما موضوع التدقيق الجنائي الذي نادى به رئيس الجمهورية منذ عقود، والذي لا يزال يتابع مساره بصمت حتى اليوم ليبلغ النتيجة المرجوة، إلا الدليل القاطع الذي يقطع الشكوك المزورة، والاسئلة غير البريئة التي طرحها البعض هذين اليومين، باليقين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

المشاورات قبل الاستشارات. إنه التكتيك الذي سيعتمده رئيس الجمهورية لمقاربة عملية التكليف. أجواء بعبدا تشير الى أن عون سيدعو غدا الى الاستشارات النيابية الملزمة، التي سيحدد موعدها إما السبت المقبل او الإثنين الذي يليه.

في هذا الوقت المشاورات بدأت، حيث تواصل رئيس الجمهورية مع البطريرك الماروني الذي زار الديمان أحد مستشاريه، وكان عرض لتطورات المرحلة المقبلة واحتمالاتها. والملف الحكومي تطرق اليه البطريرك الراعي في عظته، فدعا القوى السياسية الى أن " تسمي في الاستشارات النيابية شخصية سنية لرئاسة الوزراء تكون على مستوى التحديات الراهنة لتأليف الحكومة". وهو موقف رد عليه احد مسؤولي تيار "المستقبل"، الذي سأل البطريرك في تغريدة: "من هي الشخصية السنية التي ترقى بمسؤوليتها على الرئيس الحريري"، وحذر في نهاية تغريدته من استدراج بكركي من موقعها الوطني لجعلها منصة طائفية".

فبما أساء البطريرك الى الحريري و"المستقبل" ليرد عليه احد مسؤولي "المستقبل"؟، وهل أفقد اعتذار الحريري أركان تيار "المستقبل" أعصابهم؟ وهل مسموح التطاول على البطريرك بهذه الطريقة وتحذيره بهذا الاسلوب؟، وأخيرا، هل بكركي هي التي تسأل عن موقفها الوطني وتحذر من عدم انجرارها الى الخطاب الطائفي؟ حقا هزلت!.

في أي حال، الجدية المكثفة لتكليف شخصية سنية مكان الحريري لن تبدأ قبل نهاية عيد الاضحى، أي بدءا من يوم الجمعة المقبل. ثمة من يستند الى هذا المعطى ليستخلص أن رئيس الجمهورية قد يؤخر الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة، وخصوصا أن التوافق لم يتم حتى الان على شخصية تتوافر فيها القدرة على مواجهة عوامل المرحلة.

فبورصة المرشحين المحتملين للتكليف تتضمن حتى الان خمسة أسماء هي: نجيب ميقاتي، فؤاد مخزومي، فيصل كرامي، جواد عدرا ونواف سلام. لكن الأخير يلقى رفضا من "حزب الله" الذي يضع فيتو قويا عليه، ما يخرجه من دائرة التنافس. وعليه فان الأسماء الواقعية تنحصر بأربعة، ويبقى ميقاتي الأول بين متساوين، وخصوصا أنه يلقى دعما فرنسيا واضحا، حتى الان على الاقل.

فهل نحن أمام تكليف سريع، أم أن الحريري سيستنهض الشارع السني بشكل أو بآخر وبالتالي ستمتنع مختلف الشخصيات السنية المطروحة عن السير بعملية التكليف؟. إذا صح هذا الاحتمال فان حسان دياب سيبقى رئيسا لحكومة تصريف الأعمال حتى الانتخابات النيابية التي ستجرى في الربيع المقبل.

نقابيا: مرشحو "النقابة تنتفض" سجلوا تفوقا كبيرا على منافسيهم، وحصدوا حوالى أربعة أضعاف الاصوات التي حصل عليها مرشحو أحزب السلطة. ألا يؤشر هذا الأمر الى امكانية إسقاط المنظومة الفاسدة ديمقراطيا، في ما لو عرفت قوى التغيير كيف تدير معركتها الانتخابية في الانتخابات النيابية المقبلة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

عارف ياسين نقيبا للمهندسين، وفق أحدث الأرقام... "النقابة تنتفض" والمهندسون ينتفضون ...الأحزاب والتيارات تتراجع في النقابات، بالأمس في نقابة المحامين، اليوم في نقابة المهندسين ...التحولات تتوالى، فهل هو مسار يقود إلى الإنتخابات النيابية؟. من السابق لأوانه التوقع، لكن منطق التطورات يجيز طرح السؤال.

حكوميا، لا شيء يلوح في الأفق، فالإستشارات النيابية الملزمة لم يحدد موعدها بعد وبالتأكيد ستكون بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، ما يعني أن لا إستشارات الأسبوع الطالع، وحتى المشاورات غير الملزمة التي تسبق عادة الاستشارات الملزمة، لم يسجل على خطها أي اتصال .

صحيح أن البلاد دخلت في مدار عطلة عيد الأضحى المبارك، لكن الصحيح أيضا أن هناك ملفات لا تنتظر ولا تعرف عطلات، في مقدم هذه الملفات ملف أسعار الدواء الذي يتوقع أن يشهد فوضى عارمة، ربما تؤدي ببعض الصيدليات إلى الإقفال طوعا، إلى حين تنظيم عملية التسعير ...

أكثر من ذلك، هناك تطور دوائي قد يشكل معالجة وأزمة في آن، وهو ما طرحه وزير الصحة من فتح باب الاستيراد على مصراعيه، على أن تستكمل الوثائق لاحقا وليس مسبقا، فهل هذه الإتاحة ستؤدي إلى فوضى في قطاع الدواء؟.

في مطلق الأحوال، كل المعالجات للأزمات لا تدعو للإرتياح، لأنها غالبا ما تأتي إما مرتجلة وإما متسرعة وإما ردة فعل، وليست انطلاقا من مبادرة، أليس هذا ما حصل في قطاعات المواد الغذائية والمحروقات واليوم الدواء؟.

قبل كل هذه التفاصيل، قبل سبعة عشر يوما على 4 آب، كل يوم 4 آب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وضعت انتخابات نقابة المهندسين انتفاضة تشرين على هندسات ثورية تقلق أحزاب السلطة، وتعبد الطرق نحو أفول نجم هذه الأحزاب، أو على الأقل وصولها منهكة إلى المقاعد الانتخابية. و"النقابة تنتفض" التي خاضت معركتها بالمهندس عارف ياسين دخلت الاقتراع بـ"طاسة" موحدة في مقابل انقسام سلطوي ضاعت فيه الطاسة بين مرشح حزبي وآخر ينتحل صفة الاستقلالية، لكنه لا يمانع بأصوات الأحزاب.

ثلاثة وثلاثون مرشحا لمنصب النقيب أكد معظمهم انتماءه إلى الانتخابات المهنية، لكن أحزاب السلطة كانت تتنقل في الخفاء والعلن وراء المرشحين.. فتتلوى الألوان الحزبية وتتخذ تموضعها.. ويتحالف الخصوم في السياسة لصالح هزيمة المهندسين المنتفضين وكل من تحارب سياسيا.. كان يجري عملية ربط نزاع مرحلية لتمرير المصلحة "الوطنجية" العليا.

وفي النتائج التي بدأت بالظهور، أن مرشح "النقابة تنتفض" عارف ياسين قد حاز أصواتا بفارق ثلاثة أضعاف، بعد فرز أكثر من نصف الأصوات. وهدنة نقابة المهندسين تنتهي سياسيا مع إقفال صناديق الاقتراع لتفتتح صناديق الاستشارات النيابية، وراء الكواليس قبل إطلاقها رسميا بعد عيد الأضحى، إذا أفرج عنها رئيس الجمهورية ولم يحتجز مواعيدها كما الاستشارات السابقة.

وقد بدأت معامل التحليل الجنائي تفرز أسماء مرشحة للمنصب، لكن إشارة من البطريرك الراعي اليوم كانت كفيلة بترك تساؤلات في "بيت الوسط"، حيث لا يزال الرئيس سعد الحريري خيارا وطرحا على الرغم من الاعتذار. ومع ذلك فقط، طالب الراعي القوى السياسية كافة بأن "تسمي في الاستشارات النيابية شخصية سنية لرئاسة الوزراء تكون على مستوى التحديات الراهنة، وتتعاون للإسراع في تأليف الحكومة".

هذا التعاون متروك إلى قصر بعبدا ومدى استعداده لاستدراك خطورة المرحلة وإزالة الحواجز التي كان وضعها في وجه المكلف السابق سعد الحريري، وبدأت هذه الشروط ترتفع من صوب الرئيس نجيب ميقاتي الذي لا يمانع، لكنه لن يدخل حقول تفكيك الألغام وإذا كان الميقاتي يريدها على هندساته، فإن اسماآخر من المحفل الطرابلسي بدأ يدخل بقوة، المرشح الطبيعي وهو فيصل عمر كرامي الذي سبق وتلقى اتصالا من الرئيس المعتذر سعد الحريري.

ويجمع كرامي تقاطعا محليا ولم يسبق أن واجه انغلاقا خليجيا، علما أن آخر لقاء بينه وبين السفير السعودي في لبنان وليد البخاري اتسم بالإيجابية والانفتاح. ومن الآن حتى موعد فتح صناديق الاستشارات، فإن الأسماء سوف تنهال في الملعب الحكومي، غير أن اللاعب الاساسي فيها سيكون الرئيس نبيه بري الواقع على خطي وفاق ومصالح في آن، بين الميقاتي وكرامي.. وهو كان قد أهداه في السابق حقيبة الشباب والرياضة من الحصة الشيعية. فهل سيلعب بري "الطرنيب" السياسي، أم إنه سيحتفظ "باوراق مخفية" إلى حين الكشف عن كل مصير اللعبة؟

لا أجوبة واضحة بعد .. على أن الواضح فقط كان التغيير القادم من صوب انتخابات نقابية وجامعية سبق وهزمت الأحزاب وطردتها من معقل وجودها المزمن .. وإحدى هذه النتائج بدأت بالظهور هذا المساء في نقابة المنهدسين، ومن هناك نبدأ.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ديبلوماسيون عرب لـ”السياسة”: الطبقة السياسية فاشلة

بيروت ـ “السياسة” /18 تموز/2021

 أكدت مصادر ديبلوماسية عربية لـ”السياسة”، أن “الفشل في تشكيل حكومة بعد تسعة أشهر من التكليف تتحمل مسؤوليته الطبقة السياسية بكل مكوناتها، لأنها لم تكن على قدر المسؤولية، بعدما وضعت مصلحتها قبل مصلحة اللبنانيين”، مشددة على أن “الحراك العربي والدولي القائم، محصور في الجانب الإنساني لإنقاذ الشعب اللبناني، ولن يكون هناك أي تدخل عربي أو دولي في ما يتعلق بالشأن السياسي، وتحديداً في المساعدة على تشكيل حكومة”، مشيرة إلى أن “لبنان أمام مرحلة شديدة الخطورة يتحمل مسؤوليتها الطبقة السياسية الحاكمة التي أوصلته إلى هذا المنحدر”. وفي السياق، دعا رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، إلى “سرعة تشكيل حكومة لبنانية جديدة لإنهاء حال الفراغ السياسي في البلاد، لان استمرار حال الجمود السياسي، ستكون لها نتائج وخيمة على عمل مؤسسات الدولة ومستقبل الوضع في البلاد”. وشدد على “ضرورة أن تكون الحكومة الجديدة من التكنوقراط، الذين لديها القدرة والكفاءة على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة ومعالجة التحديات، وصون مقدرات الشعب، والحفاظ على وحدة نسيجه الوطني”. ورأى العسومي، أن “تشكيل الحكومة الجديدة، يمثل خطوة مهمة لتحفيز المجتمع الدولي على مساندة الشعب وتقديم المساعدات الاقتصادية اللازمة للخروج من الوضع الحالي المتأزم”.

 

“الاستشارات الملزمة” لتشكيل حكومة لبنان تصطدم بمقاطعة سُنية وبـ “نادي الرؤساء”

الراعي: نواجه انقلاباً جارفاً... وقبلان: أوقفوا إطلاق النار سياسياً

بيروت ـ “السياسة” /18 تموز/2021

مع الدخول في أجواء عطلة عيد الأضحى المبارك، دخلت الحركة السياسية في شبه استراحة من أجل مزيد من المشاورات في ما يتعلق بالملف الحكومي بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري، حيث يتوقع أن تدعو رئاسة الجمهورية، كما أبلغت أوساط رئاسية “السياسة”، إلى الاستشارات النيابية الملزمة أواخر هذا الأسبوع، أو مطلع الذي يليه، مشددة على أن “الاستشارات ستجري بسلاسة، وسيتم تكليف الشخصية التي تحظى بأكبر عدد من الأصوات النيابية، باعتبار أن هناك إجماعاً لدى القوى السياسة على ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة، لإخراج الوضع من حالة التردي القائمة على مختلف المستويات”.

وفي حين لم تتضح بعد صورة المشاورات المتصلة بالتكليف، وتحديداً ما يتعلق بموقف الكتل النيابية، ووسط مخاوف كما قالت لـ”السياسة”، مصادر سياسية، من أن “لا يصار إلى تشكيل حكومة، باعتبار أنه قد لا يصار إلى تسمية رئيس مكلف إذا حصلت مقاطعة سنية للاستشارات الملزمة، بسبب إبعاد الحريري، كشف الرئيس فؤاد السنيورة، أن “رئيس الجمهورية ميشال عون ليس لديه استعداد لتسهيل تشكيل الحكومة”، لافتاً إلى أن “حزب الله يحاول زيادة عذابات اللبنانيين لتستثمرها إيران في مفاوضاتها النووية، ولديه مصلحة أكيدة في استمرار حالة الفراغ في البلاد”. وأشار السنيورة إلى ان “لبنان سيعاني مزيدا من الانهيار إذا لم يتم تشكيل حكومة قوية”. وعن ترشحه لتشكيل الحكومة، قال: “هذا أمر غير وارد بالنسبة إلي، وحزب الله يعتبرني اسما محظوراً”. ولفت نائب تيار “المستقبل” مصطفى علوش، إلى أن “كتلة المستقبل اتخذت قرارها بالامتناع عن التسمية في الاستشارات النيابية المقبلة”، مشيراً إلى أن لا أحد من نادي رؤساء الحكومات السابقين مستعدٌ للتشاور مع رئيس الجمهورية بعد ممارساته مع الرئيس الحريري، لا سيما في مسألة اتهامه بالكذب وإصراره الدائم على التنسيق مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل”. وأشار عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، إلى أن “الاتصالات السياسية بدأت بدائرة ضيقة للاتفاق على اسم لتكليفه بتشكيل الحكومة وهناك أسماء عديدة”. وقال: “حاول الحريري تقديم تشكيلة يصعب رفضها، وكان يراهن على حصول بعض الجهود لجهة التشكيلة الحكومية وهو كان مستعداً للنقاش حول بعض الأسماء لكن القرار كان “فليرحل الحريري”. وعن تسمية الرئيس ميقاتي، قال “هناك تفاهم بين اركان رؤساء الحكومات السابقين حول إمكانية تسمية الرئيس ميقاتي والأخير متوجّس من الأمر لأنه يريد ضمان عدم تكليفه ورميه بالبحر”. وفي الإطار، طالب البطريرك بشارة الراعي، “القوى السياسية كافة ان تتكاتف بحكم المسؤولية الوطنية وتتشاور فيما بينها، وتسمي في الاستشارات النيابية شخصية سنية لرئاسة الوزراء تكون على مستوى التحديات الراهنة وتتعاون للإسراع في تأليف الحكومة، مشددا على انه وقت تحمل المسؤوليات ولا وقت الانكفاء”. وقال خلال قداس في الدمان، أمس، على أن “البلاد لا تواجه أزمة حكومية عادية بل أزمة وطنية شاملة تستدعي تضافر الجهود من الجميع وتواجه انقلابا جارفا على الدستور والمؤسسات الشرعية”.

من جانبه، رأى المطران إلياس عودة، أن “تغليب العواطف الشخصية السلبية لا يجدي ولا يبني بلدا، المطلوب من الجميع، بلا استثناء، التخلي عن العناد، واعتماد الحوار والتواصل الإيجابي البناء، وتقديم التضحيات”، متسائلا: “ما هذا العبث الصبياني بمصير البلاد والعباد؟”. من جهته، لفت المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، إلى أن “الحل الملح الآن يمر بوقف إطلاق النار سياسياً لأنه لم يبق عندنا مقدس إلا بقاء هذا البلد، فإذا طار طارت مقدساتنا وصرنا شعبا نازحا بوطن ضيعه أهله، والمطلوب كسر الجليد لأن البلد لا يقوم إلا بتضامن قواه السياسية وتبديد القلق والإتفاق على المرحلة الجديدة”.

 

عملية تصفية مبرمجة للبنانيين!

صوت لبنان/18 تموز/2021

أشار النائب المستقيل مروان حمادة الى أن كل يوم يأتي على لبنان بأحداث جديدة، مضيفاً: ما كان يوصف بالضبابية تحول الى عتمة كاملة على الصعيد السياسي. وقال حمادة في حديث عبر “صوت لبنان”: هناك من يستمر في الحفر للوصول الى قعر القعر وكأن المقصود أن لا يوفر شيء على اللبنانيين، لافتاً الى ان “هناك عملية تصفية مبرمجة”. وأشار الى أن البطاقة التمويلية هدفها أن نبقى في الجورة، مضيفاً: لا تنظيمات مسلحة بل هناك جيش أول وجيش ثاني. وقال حمادة: في البلد إحتلال إيراني والمشكلة أن هناك إنكاراً للأمر من قبل عدد من اللبنانيين. ورأى أنه كل ما كان عهد الرئيس ميشال عون قصيراً كان ذلك رأفة بلبنان. وتابع: بعد التجارب المتتالية، أصبح هناك حذر من أي مرشح لرئاسة الحكومة. ولفت حمادة الى أن الفاتيكان لديه ديبلوماسية تدخل الى كل مكان بذكاء، مضيفاً: لديه نفس الحفاظ على لبنان. وشدد على أن الرئيس السوري بشار الأسد موجود بفضل الكرملين. وعن تحقيقات إنفجار المرفأ، قال: يجب الوصول الى من أحضر النيترات الى مرفأ بيروت. واعتبر أن حكومة حسان ديان أعلنت إفلاس لبنان في وقت لم يكن مفلساً بل مديوناً. وقال: بعد مطهر باريس، إعتقدنا أن ميشال عون سيعود بجمالية المبادئ ولكن ما حصل بالحقيقة هو إتفاق مار مخايل.

 

مصادر مصرفية: كلام الأسد لا يطابق الواقع

أخبار اليوم/18 تموز/2021

ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس السوري بشار الأسد عن أن في المصارف اللبنانية ما يتراوح بين ٤٠ إلى ٦٠ مليار دولار كودائع للسوريين محتجزة في هذه المصارف ولذلك لا يتمكن الاقتصاد السوري من النهوض. مصادر مصرفية لبنانية استغربت عبر وكالة "أخبار اليوم" هذا الكلام وقالت إن سبب عدم نهوض الاقتصاد السوري هو الحرب التي شهدتها البلاد منذ العام ٢٠١١، والعقوبات المفروضة على سوريا ونظامها ومؤسساته، إضافة إلى أن عملية إعادة الإعمار لم تبدأ بعد وليس من دولة واحدة حليفة للنظام السوري بدأت عملها في هذا الإطار، وشددت هذه المصادر على أن كلام الأسد يأتي في إطار الذرائع التي يريد من خلالها تبرير ركود وتراجع الاقتصاد السوري، وتجاهلا للمشاكل الداخلية التي يعانيها النظام هناك. وأكدت هذه المصادر أن حجم الودائع السورية في المصارف اللبنانية قد لا يصل إلى ٦ مليار دولار، لأن المتمولين السوريين وحتى قبل اندلاع الحرب في سوريا وأبان الوصاية السورية على لبنان كانوا يتجنبون وضع أموالهم في المصارف اللبنانية لعلمهم بسهولة وصول أجهزة النظام السوري إلى هذه الودائع ومعرفة حجمها والضغط على أصحابها لذلك فضل هؤلاء الذهاب بودائعهم ومصالحهم إلى دول أخرى مثل مصر والإمارات والأردن وتركيا ودول أوروبية أيضا، علما ان العلاقة بين النظام المصرفي اللبناني ومودعين سوريين هي علاقة قديمة تعود إلى الستينيات بسبب الهاجس الذي كان موجودا عند هؤلاء من تأميم هذه الأموال والممتلكات، كما أن بعض هؤلاء قدامى المودعين اصبحوا حاملين للجنسية اللبنانية. المصادر المصرفية قالت إن المصارف اللبنانية لا تصنف الودائع حسب جنسيات المودعين ولذلك لا يمكن تحديد رقم دقيق يتعلق بقيمة ودائع السوريين ولكنها في كل الأحوال من المستحيل أن تصل إلى الأرقام التي تحدث عنها الأسد، وكشفت هذه المصادر إن الودائع بالدولار بالمصارف اللبنانية تبلغ ١٠٧ مليار دولار فهل يعقل أن يكون للسوريين أكثر من نصفها؟ علما أن حجم ودائع غير المقيمين يبلغ ٢١% من مجموع الودائع بالدولار والليرة اللبنانية والتي تصل إلى ١٣٥ مليار دولار ومن ضمن هؤلاء اللبنانيين المنتشرين في العالم.

 

تقرير إسرائيلي عن لبنان: وضع الجيش "خطير"

روسيا اليوم/18 تموز/2021   

أفادت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية في تقرير نشرته يوم الجمعة، بأن وضع الجيش اللبناني خطير وقارنت بين رواتب قادة الجيش وعناصر حزب الله. وقالت الصحيفة إن المعطيات التالية يمكن أن تعكس الوضع الذي يعيشه الجيش، حيث أشارت إلى أن قائد الجيش اللبناني جوزف عون يتقاضى 677 دولارا شهريا، بينما راتب أصغر عنصر في "حزب الله" يتجاوز الـ500 دولار. ولفتت إلى أنه "قبل الأزمة الاقتصادية كان الجنرالات الكبار في الجيش اللبناني برتب موازية لعميد ولواء، يتقاضون راتبا شهريا يتراوح بين 4 آلاف و6 آلاف دولار. وأضافت أن "تفكك الجيش اللبناني بكل نقاط ضعفه لا يبشر بالخير لإسرائيل.. ففي كل مكان ينشأ فيه فراغ يزداد انتشار حزب الله ومقاتليه". وتابعت الصحيفة الاسرائيلية في تقرير نشرته بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على حرب لبنان الثانية: "في حالة انهيار منهجي كامل، الجيش الإسرائيلي لا يرى الوضع الحالي على أنه عامل يزيد من احتمالات الحرب مع حزب الله في هذه المرحلة، لكنها منزعجة للغاية من التفكك المحتمل للجيش اللبناني وسيطرة إيران والحزب على مراكز قوة إضافية في بيروت، والحكومة اللبنانية". ورأت أن "أزمة الأنظمة المتعددة التي تؤثر على جميع مجالات الحياة في الاقتصاد اللبناني والسياسة والمجتمع، والنسيج الحساس للعلاقات بين الطوائف المختلفة والجيش، يمكن أن تؤدي إلى تفكك الجار في الشمال"، موضحة أن إسرائيل منزعجة من عواقب ذلك. وأضافت: "الوضع بين الجنود أخطر بكثير، الجيش اللبناني متعطش للخبز واستمرار عمله في هذه المرحلة يكاد يكون معجزة". وبينت الصحيفة أنه لا توجد علاقة سلام بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني، ولا يوجد في إسرائيل أي توقع من الجيش اللبناني أنه سيتصرف ضد مصالح حزب الله، لدى حدوث أي شيء في جنوب البلاد، مشيرة إلى أن التنسيق لا يزال اللازم قائما على طول الحدود. وختمت: "حيثما يحدث فراغ يتكثف وجود "حزب الله" ومقاتليه، وسيحطم بالكامل ما تبقى من قرار الأمم المتحدة رقم 1701 بعد حرب لبنان الثانية، والمتعلق بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان، وعلى طول الحدود مع إسرائيل".

 

العسومي: تشكيل حكومة أولوية لا تحتمل التأجيل

الأحد 18 تموز 2021

وطنية - دعا رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، إلى "سرعة تشكيل حكومة لبنانية جديدة لإنهاء حال الفراغ السياسي في البلاد، وبخاصة بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن عدك تشكيل الحكومة، فاستمرار حال الجمود السياسي، ستكون لها نتائج وخيمة على عمل مؤسسات الدولة ومستقبل الوضع في البلاد".ودعا كل الأطراف السياسيين في لبنان إلى "تحمل مسؤولياتهم الوطنية وإعلاء المصلحة العليا للشعب، والبدء الفوري بمحادثات جادة وعاجلة من أجل تشكيل حكومة جديدة، فذلك أولوية عاجلة لم تعد تحتمل أي تأجيل من أجل إنقاذ البلاد من وضع أكثر سوءا من الوضع الراهن"، وشدد على "ضرورة أن تكون الحكومة الجديدة حكومة تكنوقراط، لديها القدرة والكفاءة على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة ومعالجة التحديات، وصون مقدرات الشعب، والحفاظ على وحدة نسيجه الوطني". ورأى أن "نجاح اللبنانيين في تشكيل الحكومة الجديدة، يمثل خطوة مهمة لتحفيز المجتمع الدولي على مساندة الشعب وتقديم المساعدات الاقتصادية اللازمة للخروج من الوضع الحالي المتأزم". ونوه ب "إعلان وزارة الخارجية الفرنسية عقد مؤتمر دولي جديد لدعم لبنان في 4 آب المقبل، بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبرعاية الأمم المتحدة، وتخصيصه للاستجابة لحاجات الشعب الذي يعيش أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة"، داعيا المجتمع الدولي إلى "تقديم الدعم للجيش اللبناني، حفاظا على الدولة ومؤسساتها".

 

السلطة تحاول اخافة الشعب من تحركات 4 اب في خطوة غير محسوبة... والشعب يرد "معش تمرق هالحركات"

القناة الثالثة والعشرون/18 تموز/2021

الحكومة بأساليبها وسياساتها الملتوية الفاسدة أصبحت مكشوفة للشعب ومضحكة، بل مثيرة للسخرية. الشعب فعلا استيقظ، رغم كل محاولات وضعه تحت خانة القطيع او ال "مضحوك عليه"، الا انه فتح عينيه الى غير رجعة!! الشعب فتح عينيه بعد سنين طويلة من ابر المورفين الني كانت تعطى في الخطابات، بعد وهم سنوات بأن الزعيم يخاف على الطائفة ومصلحتها، بعد سنين من الانصياع لأوامر اولئك الذين ينامون في قصورهم، بعد سنين من العيش تحت جناح الاحزاب دون فائدة. واليوم بعد الوصول للكارثة، وبعد اكتشاف ان لا احد يريد مصلحة الشعب الا نفسه، أصبحت ألاعيب السلطة مكشوفة ككتاب مفتوح... فمثلا، تحاول السلطة التمهيد الى اقفال البلد واخافة الناس من كورونا والمتحور الجديد (دلتا) قبل ذكرى تفجير المرفأ في ٤ آب! هذا لأن الشعب واهالي الضحايا تحديدا يتوّعدون للسلطة في هذا اليوم الأليم. فكيف لا تخاف السلطة المجرمة التي تعلم انها سبب موت الناس وابتلاع نصف المدينة؟ كيف لا ترتجف ولا تحاول اصدار قرارات تعيق غضب الشعب وثورتهم.. خاصة ان هذا الغضب ممزوج بالجوع والتعب والفقر والحرمان... والشعب اذا جاع بياكل حكامه.. وهم يعلمون!

تنبّهوا في كل مرة تحاول السلطة اخافتكم ووضعكم في موضع الشك والقلق لحبسكم في البيت وراء الجدران. "يسقط خوفنا".. فليكن شعار المرحلة.

 

المشاورات حول الحكومة: سلام وعدرة يتصدّران!

الانباء الكويتية/18 تموز/2021       

تتمحور المشاورات القائمة حول اسمين، بحسب معلومات “الانباء الكويتية”، وهما القاضي الدولي نواف سلام المدعوم دوليا، وغير المقبول من جانب حزب الله، ورجل الأعمال الطرابلسي جواد عدرة، زوج نائبة رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع والخارجية في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر، وصاحب مؤسسة «الدولية للمعلومات»، الواسع العلاقات والاتصالات. ويمكن اضافة صداقة النائب جبران باسيل الى السيرة الذاتية لعدرة. والسؤال هنا، هل سيسهل رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد لحريري، والمعارضون المفترضون عملية الاستشارات على النحو الذي تتطلبه الاستحقاقات الملحة؟

 

حزب الله متوجّس وينتظر

لبنان 24/18 تموز/2021    

تردد أوساط سياسية في الآونة الاخيرة كلاما مفاده ان حزب الله لا يريد تشكيل حكومة وانه فعلا ينتظر المفاوضات النووية، فهو لم يبذل جهود جدية وحقيقة تفضي الى تأليف حكومة، بل اكتفى بعقد جلسات مع النائب جبران باسيل نجحت في وضع حد للخطاب المتوتر بين التيار العوني وتيار المستقبل، لكنها لم تحقق المرجو منها على الصعيد الحكومي، وهذا ما ازعج حلفاء الحزب قبل غيرهم. وهنا تظن المصادر ان حزب الله الذي يواصل الحديث عن الحصار الإقتصادي الدولي على لبنان مع توجه منظمات دولية الى الغاء عقود كانت قد وقعتها مع لبنان تتصل بقطع الغيار للمؤسسات المياه والكهرباء، يفضل الاستمرار في سياسة الترقب الى حين ان يتضح مسار مفاوضات فيينا، ليبنى على الشيء مقتضاه، خاصة وان المشهد الراهن لا يزال ضبابيا على صعيد المستجدات في المنطقة، مع إشارة المصادر الى ان الحزب يتوجس من الاموال الغربية التي تنفق في الشارع المسيحي على وجه الخصوص، و انعكاسها السلبي على حلفائه في الانتخابات المرتقبة خاصة وان الازمة الاقتصادية والمالية سترخي بظلالها على الاستحقاق النيابي.

 

هذه قيمة ودائع السوريين في البنوك اللبنانية

الشرق الاوسط/18 تموز/2021

أعاد الرئيس السوري بشار الأسد قضية الودائع السورية في المصارف اللبنانية إلى دائرة الضوء والجدل وقال، أمس، في خطاب بمناسبة بدء ولايته الرابعة رئيساً لسوريا، إن «العائق الأكبر أمام الاستثمار في البلاد يتمثل في الأموال السورية المجمدة في البنوك اللبنانية المتعثرة»، وأضاف أن «بعض التقديرات تشير إلى أن ما بين 40 مليار دولار و60 ملياراً من الأموال السورية مجمدة في لبنان». وأبدى مسؤول مصرفي كبير لـ«الشرق الأوسط» استغرابه من «التكرار الممل لهذه المقولات التي تتناقض تماماً مع طبيعة الأعمال المصرفية والمالية»، وعد أن «جنسية أي مودع لا تمنح دولته الأصلية حق الشراكة بأمواله في الداخل، فكيف إذا كان الحديث عن ودائع خارج البلاد! وبالتالي هل يحق للدولة اللبنانية مثلاً أن تحتسب أموال الملايين المودعة في بنوك خارجية لعاملين في الخارج والمغتربين، وأيضاً لآلاف من المقيمين الذين يحوزون حسابات في بنوك إقليمية ودولية؟»، ويجيب متهكماً: «لو كان ذلك ممكناً، لأصبح لبنان أغنى بلد في العالم، قياساً باغتراب ما يوازي 4 أضعاف المقيمين في ربوعه، بل سيفضي هذا الاحتساب الخاطئ تماماً إلى فوضى عارمة في قيود كل البنوك حول العالم». وبالاستدلال الموضوعي، تقدر مصادر مصرفية أن تكون حصة السوريين المقيمين وغير المقيمين، ومن غير حملة الجنسية اللبنانية من بينهم، التي تم اعتمادها في عقود فتح الحسابات، بما يتراوح بين 6 و7 مليارات دولار في أعلى الاحتمالات، علماً بأن المصارف اللبنانية كافة عمدت منذ سنوات إلى التشدد البالغ في قبول فتح حسابات لسوريين بسبب العقوبات الدولية والسيادية على النظام السوري، وآخرها تفعيل قانون «قيصر» الأميركي منتصف العام الماضي الذي يشمل في بنوده حظر أي تعاملات مالية ومصرفية يمكن أن يستفيد منها النظام السوري. وقد سبق للرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف، سمير حمود، أن قدر «قيمة ودائع السوريين في لبنان بنحو 6 في المائة من إجمالي الودائع؛ أي أنها لا تتجاوز 7 مليارات دولار»، منوهاً بأن «الجزء الأكبر من ودائع السوريين في المصارف اللبنانية يعود إلى أفراد لا علاقة لهم بالأعمال التجارية».

 

بعبدا في ورطة... والحارة "عم تحفرلها"؟

ليبانون ديبايت/18 تموز/2021       

مع تقلّب الحرارة في جمهورية جهنّم، حيث "يُسلَق" اللبناني "بطنجرة الهموم والأزمات" الغارق فيها على نار حامية، ويُشوى على جمر بورصة سعر الدولار "الآخد مجده طلوع"، تدخل البلاد مرحلةً سياسية جديدة طوت معها صفحة الحريرية، أقلّه إلى ما بعد الإنتخابات النيابية، لتفتح صفحة جديدة لم تتضح معالمها بعد، بحسب ما تتقاطع عليه رؤية الثورة و"التيار الوطني الحر"، مع سقوط العمود الأول، حيث التمحيص في الصورة وخلفياتها وقراءتها بأعصاب باردة، يتبيّن لنا الكثير من حقيقة هذا الصراع وأطرافه كما دوافعه وغاياته، مع ما أفضت إليه من اعتذار وما بعد بعده.

فتطوّرات الأيام الماضية "حكومياً"، تدلّ على أننا دخلنا نفقاً مظلماً طويلاً لن نخرج منه قريباً، مع المأزق الذي يبدو الفريق الرئاسي وحليفه "حزب الله"، قد وضعا نفسيهما ولبنان فيه، مع إعلان الشيخ سعد اعتذاره عن التشكيل، رغم أن الظاهر يبيّن أن الحارة وبعبدا قد انتصرتا مجدداً على "الإرادة الدولية"، ما لم يكن هناك من أرنب مخفي بانتظار إفلاته.

في الظاهر، يسيطر جمود ثقيل على الساحة السياسية، مع محاولة العهد وحلفائه "هضم" قرار الحريري، بعدما "تغدّاه رئيس الجمهورية قبل ما يتعشاه"، للإنطلاق في رحلة البحث عن البديل، التي تبدو حتى الساعة شبه مستحيلة، مع تعذّر توفّر انتحاري "سنّي" لترؤس حكومة، "مزلّطة سنياً"، نتيجةً لعدم حماسة أي من أعضاء نادي الرؤساء السابقين، أو حتى الوزير السابق فيصل كرامي، الذي وضع لائحةً من الشروط لخوض غمار تسمية، قد لا توصل إلى تشكيل، وسط "إفشال" مقصود لمسعى "الإستيذ" ، لانتزاع إسم من الحريري.

بالتالي، وأمام هذه المعطيات، تُطرح تساؤلات عديدة أبرزها، لما أقدمت الرئاسة الأولى على القفز في المجهول؟ وهي على دراية بأنها غير قادرة على التعامل مع بيت الوسط، من جهة، والواثقة من أن الأخير كان يعمل على تأمين مخرج آمن له من "مغطس" الحكومة؟

في الواقع، إن فريق رئيس الجمهورية، وقبل أشهر من الإعتذار، إن لم نقل منذ صدور مرسوم التكليف، أدرك أن تشكيل حكومة، كي لا نقول التعايش مع الرئيس الحريري، أمر يحتاج لمعجزة، بحكم كل الظروف الحاكمة للتوازنات القائمة، لذلك، كانت اجتماعات طويلة ولقاءات ركّزت على البدائل، عندما تستحق ساعة الحقيقة، حيث تمّت جوجلة وغربلة الكثير من الأسماء، طرح بعضها كبالونات اختبار وأُبقي البعض الأبرز منها طي الكتمان لحمايتها من الحرق.

ومن بين ما طُرح يومها مجموعة احتمالات لكلّ منها ظروفها وشروطها، لجهة حكومة انتخابات أو مهمّة، سياسية أم تكنوقراط، بتزكية من الحريري أو بدون، وغيرها الكثير من النقاط والأمور الأساسية، لتُوضع لكلّ من تلك السيناريوهات، إسم شخصية قادرة على تأمين الحدّ الأدنى من التوافق مع بعبدا، حيث جاءت نتائج "السحب" ، لصالح إسمين تقدّما على ما عداهما، الأول، وزير الداخلية العميد محمد فهمي، في حال السير بحكومة إنتخابات، أمّا الثاني فهو النائب فؤاد مخزومي، الذي عقد سلسلة لقاءات في بعبدا، كان استبقها بتأمين مروحة إتصالات عربية ودولية قادرة على تأمين مظلّة له، والأهم تواصله مع أطراف فاعلة في الثورة، أفضى إلى "إقناعها" بالمشاركة بحكومة يترأسها.

طط جنرال بعبدا التي كانت تُعدّ في السر، والتي ظنّ أنها بمأمن عن ضربها، لم تكن كذلك، إذ ثمة "ثغرة ما"، أدت إلى نسف مشروعه الأساسي، بالسير بحكومة إنتخابات برئاسة وزير الداخلية، الذي كان حتى الأمس "مقبولاً" دولياً وعربياً، وإلى حدّ ما داخلياً، غير أن رياح المحقّق العدلي في قضية انفجار المرفأ، دفعت بسفن الخيار الرئاسي إلى غير اتجاه، وساعد في ذلك "هفوة أبو كلبشة" الذي خانه حسّه الأمني، وخضع لضغط الإسراع في إصدار قرار رفض إعطاء الإذن بملاحقة المدير العام للأمن العام، فوقع في كمين مُحكَم حرق فيه كل مراكبه الحكومية، والتي قد تطال موقعه في الداخلية، بحسب سفير دولة كبرى في بيروت، واضعاً "سكين أهل الضحايا على رقبته"، مع دخول أطراف ثالثة على الخط، من الثورة، والأهم من حركة "أمل"، المتّهم الأول بعمليات الشغب والتكسير التي حصلت أمام منزله ودفعته إلى التواري عن الأنظار مع عائلته في مكان مجهول.

وهنا، يُطرح السؤال الكبير، خصوصاً إذا ما بنينا على بعض المعطيات التي رافقت تلك الأحداث، والتي لا مكان لذكرها الآن: هل أن عين التينة قرّرت تنفيذ هجوم استباقي ضد العهد، بعدما أيقنت أن "حصانها" بات خارج اللعبة، وساعدتها في ذلك حارة حريك؟ فكيف سيردّ جنرال بعبدا وأين؟

في كل الأحوال، رئيس المجلس غير البعيد عن هذا الواقع، أجرى حساباته وحدّد مكامن القوة والضعف، وقرّر الخروج إلى الإعلام، لتوضيح حقيقة موقفه، والتي لم يعرفها أحد حتى الساعة. وفي ظل تضارب المواقف المسرّبة، كشفت معلومات مقرّبين من "الإستيذ" عن تحضير معاونه للشؤون السياسية لمؤتمر صحافي، يشرح خلاله الملابسات التي رافقت الفترة الماضية، وسرّ المبادرة التي بقيت بنودها حتى الساعة طي الكتمان، حتى بالنسبة للأفرقاء المعنيين مباشرةً بالتكليف، خصوصاً أن عين التينة كانت سبقت الإعتذار بقولها إن التشكيلة تراعي مطلب الجميع بما فيها مبادرتها.

عود على بدء في كل الملفات... ففي ذكرى الرابع من آب زلزال شعبي منتظر لن تقلّ مفاعيله عن انفجار الأمونيوم، فيما الحصانات "حجّة يلّي لا استحوا ولا ماتوا"... موجة رابعة من كورونا على الأبواب، إن لم تكن تخطّت العتبة، "والسهر داير ولا مين يسأل"... تسمية جديدة إن حصلت نتيجتها "رئيس مكلّف ورئيس مكتّف"... وعلى هذا المنوال حدّث ولا حرج... "وخود من إيدك وعطيها قد ما بدّك عدّ ملفات"... يقول الشاطر حسن الذي يذكر بأن "القلّة صحيح بتولّد النقار"بحسب المتل ولكن "جيبة اللبناني الفاضي بتولّد انفجار بوجه حزب الله"... "إذا حدن حابب يسمع ويفهم".

 

مرحلة ما بعد الحريري: 3 سيناريوهات محتملة...هل يفعلها عون؟

وكالات/18 تموز/2021

كتبت جريدة "الأنباء" الإلكترونية: توقعت مصادر سياسية عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية ألّا يعلن رئيس الجمهورية، ميشال عون، موعداً للاستشارات النيابية الملزمة قبل الخامس والعشرين من الجاري، لتعذّر تحديدها الأسبوع المقبل بسبب إجازة عيد الأضحى المبارك، وإقفال البلد ثلاثة أيام.

المصادر تحدثت عن ثلاثة سيناريوهات محتملة: الأول، اجتماع تنسيقي لما يسمّى قوى 8 آذار، أو فريق الممانعة، للاتفاق على اسم الشخص الذي سيكلّف تشكيل الحكومة، والتفاهم على عناوين المرحلة المقبلة. وهنا يبرز اسمان هما النائب فيصل كرامي، وجواد عدرا.

 الثاني، وينطلق من مفهوم التسوية التي يطالب بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، اللّذان يحرصان ألّا تكون الشخصية التي قد تكلّف تشكيل الحكومة مستفزة للرئيس الحريري ودار الفتوى. وترجّح المصادر اسم أيّ شخصٍ توافق عليه دار الفتوى إذا بقي الحريري مصرّاً على عدم تسمية أحد.

 أما السيناريو الثالث، فيتعلّق بموقف التيار الوطني الحر وفريق العهد اللذين يصرّان على أن يكون الشخص الذي سيكلّف بتشكيل الحكومة مشابهٌ تماماً للرئيس حسان دياب، أو النائب فيصل كرامي، وإذا تعذّر ذلك فلا مانع من الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال حتى الانتخابات النيابية المقبلة.

المصادر أشارت إلى أنّ هذه السيناريوهات الثلاثة قابلة للتعديل، ولا شيء محسوماً بعد بانتظار أن يقول حزب اللّه كلمته، وما إذا كان يريد حكومة أم لا، معربةً عن خشيتها من فوضى في الشارع، على غرار ما حصل في جبل محسن، لأنّ استهداف الجيش بداعي الحاجة للمازوت، أو أي أمرٍ آخر مؤشرٌ خطيرٌ جداً.

ورأت المصادر أنّ لا حلّ إلّا بتشكيل حكومة تبادر إلى معالجة الانهيار الاقتصادي قبل الانزلاق في أتون الفوضى المرفوضة من الجميع.

كتب طارق الحميّد في "الشرق الاوسط": حسناً فعل سعد الحريري، رئيس الوزراء المكلف، عندما خرج في مقابلة تلفزيونية تحدث فيها للجميع، وسمى الأشياء بأسمائها، وقد يقول البعض إن الطريق المسدودة التي وصل إليها الحريري كانت متوقعة، وإن اعتذاره كان يجب أن يكون منذ زمن طويل.

وهذه وجهة نظر، لكن الأهم الآن أن الحريري سمى الأشياء بأسمائها، واعتذر عن «عدم تشكيل حكومة ميشال عون»، حيث أصر الرئيس عون على العقدتين اللتين عرقلتا تشكيل الحكومة طوال 9 أشهر، وهما الإصرار على «الثلث المعطل»، أي منح القوة لـ«حزب الله»، ورفض نواب «التيار الوطني الحر» منح الثقة للحكومة. والأهم كذلك أن الحريري رمى الكرة في ملعب الرئيس اللبناني الذي قال للحريري: «لن نتمكن من التوافق»، رغم أن عون قال الجمعة الماضي، إن رهانه هو على «جيل الشباب في بناء مستقبل لبنان الذي نريده»!

وعليه فلماذا لا يسير الرئيس اللبناني على خطى الحريري؟ لماذا لا يعتذر عون، ويقدم استقالته، ويفتح الباب لجيل الشباب، ويسمح بظهور طبقة سياسية جديدة في لبنان؟ لماذا لا يفعلها عون، خصوصاً أن المجتمع الدولي كله يلوم الطبقة السياسية في الفشل الحاصل بلبنان، وهذا صحيح، ورأس حربة فشل ودمار لبنان هو «حزب الله»، فلماذا لا يستقيل الرئيس عون، ويخرج شارحاً كل ما لديه على التلفاز... وكما فعل الحريري؟ لماذا لا يستقيل عون والدولة اللبنانية برمتها تقترب من السقوط المروع لتصبح دولة فاشلة، وربما أكثر، خصوصاً أن الدول العربية أيضاً على قناعة بأنه لا أمل من الدعم المفتوح للبنان هكذا، ومثلما كان قديماً؟ وهذا الموقف العربي، والخليجي، هو موقف عقلاني، ومنطقي، فلماذا أدعم دولة لا هي بدولة، ولا هيبة للدولة فيها، وهي أرض مختطفة بسلاح «حزب الله» الإيراني؟ بل لماذا لا تقوم إيران بدعم لبنان، وليس «حزب الله» فقط؟ قناعتي أن الحريري فعل ما عليه، وخرج وتحدث بما يجب أن يقال، ولا يهم إن كان تأخر أو لا، والدور الآن على الرئيس عون ليقوم بتقديم استقالته، والدعوة إلى تقديم طبقة جديدة تتصدى لكارثة لبنان، وما يجب فعله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

“يديعوت أحرونوت” تُسرِّب مخطط تل أبيب لضرب “نووي” إيران

عواصم – وكالات/18 تموز/2021

 كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قدم موافقته لوزارة الأمن والجيش، للمضي قدما في إعداد مخطط لتوجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية والبنية التحتية المرتبطة بها، ناقلة عن الخبير الأمني والعسكري رون بن يشاي، المعروف بصلاته مع أصحاب القرار، إن هناك “إجماعا استثنائيا” بين بينيت ووزير الأمن بيني غانتس ووزير المالية أفيغدور ليبرلمان بشأن هذه المخططات. وقالت الصحيفة، إن الميزانية المرصودة للعملية المتوقعة حُددت بقيمة خمسة مليارات شيكل إسرائيلي، لمدة خمس سنوات مقبلة، بما يعادل خمسة أضعاف المبلغ السابق الذي كانت إسرائيل حددته.

 

إيران: رقعة احتجاجات العطش تتوسع والمتظاهرون يُغلقون الطرق… والشرطة تقمع بالرصاص الحي

واشنطن: طهران تُماطل ومستعدون لاستئناف محادثات فيينا

طهران، عواصم – وكالات/18 تموز/2021

 تتواصل احتجاجات العطش في إيران، واتسعت رقعتها بعد مقتل محتج من أبناء الأقلية العربية في محافظة خوزستان جنوب البلاد، على يد القوات الأمنية أثناء محاولة فض الاحتجاجات، وهو ما أشعل غضباً واسعاً في المنطقة. وأكد ناشطون إيرانيون أن الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، مصطفى نعيماوي لقي مصرعه خلال احتجاجات شهدتها مدينة الفلاحية، مؤكدين أن قوات الأمن ومكافحة الشغب هي التي أطلقت الرصاص الحي على المحتجين في المدينة. وفي الليلة الرابعة من احتجاجات خوزستان، نزل الأهالي في مدن الحميدية ومعشور والخفاجية /‏ سوسنكرد والشوش وشادغان (الفلاحية) ومناطق كانتيكس وعين دو في الأهواز وعدد من مدن المحافظة الأخرى إلى الشوارع، للاحتجاج على نقص المياه، كما انضمت مدينة الحويزة إلى الاحتجاجات. كما شهدت مدينة سوسنغرد (الخفاجية)، احتجاجات واسعة ضد نقص المياه، حيث تظاهر محتجون في أزقة المدينة وتجمعوا في ساحة بلدية سوسنغرد، وأفادت مصادر محلية بأن قوات الأمن والشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص على المتظاهرين الذين أغلقوا طريق الأهواز – الشوش، كما أغلقوا طريق كوت عبدالله – الأهواز. وأكد تقارير غير رسمية وقوع عدد كبير من الإصابات بين صفوف المتظاهرين، وفي إحدى الحالات وفاة أحد المتظاهرين بسبب إطلاق النار المباشر من قبل قوات الأمن. في غضون ذلك، اتهمت واشنطن طهران بالمماطلة، حيث اعتبرت الخارجية الأميركية، التصريحات التي أدلى بها كبير الفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، تهدف إلى “التهرب من اللوم” على الأزمة الحالية، مؤكدة استعداد واشنطن للعودة للمفاوضات النووية في فيينا.

وقالت الخارجية الاميركية في بيان، إن “واشنطن مستعدة للعودة إلى المفاوضات النووية في فيينا”، مضيفة أن تصريحات عراقجي عن أميركيين محتجزين لدى إيران تهدف لتعزيز الأمل لدى عائلاتهم، مؤكدا أنه لم يجر التوصل لاتفاق بين الطرفين”. وكان عراقجي قال: إن “بلاده تمر بمرحلة انتقالية، وأن على الأطراف في مفاوضات فيينا انتظار الإدارة الجديدة”، مضيفا أن “على أميركا وبريطانيا ألا تربطا الجانب الإنساني لتبادل السجناء بالاتفاق النووي، ويجب أن لا نجعل تبادل السجناء رهن الأهداف السياسية، وإن فعلنا فقد نخسر التبادل والاتفاق معا”. في المقابل، قلل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية مجتبى ذو النوري، من المخاوف بشأن توجهات الحكومة المقبلة، قائلا إنه “رغم أن الاتفاق النووي لم يكن جيدا، كان بمثابة مكبح لنا، لكن من المؤكد أن الحكومة المقبلة لن تقول: بسبب أن الاتفاق لم يكن جيدا فإننا لا نريده، على العكس من ذلك الحكومة ستطالب بالاتفاق”. وأكد أن “الحكومة الجديدة لن تقلب الطاولة على الاتفاق النووي، وستكون أقوى من الحكومة السابقة في الحصول على حقوق الشعب الإيراني، ومن جهة ثانية، على الطرف الآخر الذي يسعى وراء حفظ الاتفاق النووي أن يدفع ثمن ذلك لكي تحل المشكلات الاقتصادية لنا”.

بدورها، كشفت وسائل إعلام إيرانية نقلاً عن مصادر مقربة من الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، أن رئيس لجنة متابعة المفاوضات النووية علي باقري كني، منع استئناف حكومة الرئيس المنتهية ولايته، حسن روحاني، للمفاوضات النووية في فيينا، موضحة أن “الرئيس المنتهية ولايته روحاني حاول إنهاء محادثات فيينا قبل نهاية حكومته، لكن باقري نيابة عن فريق رئيسي لم يسمح بذلك”.

 

اطلاق نار على المتظاهرين بالأهواز.. وشن حملة اعتقالات

دبي - العربية.نت/18 تموز/2021

مع استمرار الاحتجاجات على شح المياه في إيران، أفادت وسائل إعلام محلية، مساء الإثنين، عن إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في مدينة الخفاجية جنوب غرب البلاد.  وشنت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات في مدينة المحمرة جنوب شرق الأهواز، وسط انتشار أمني واسع.

كما اظهر فيديو متداول صوت لإطلاق النار على المتظاهرين في الخفاجية. وقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص من المتظاهرين على يد قوات الأمن الإيرانية خلال الاحتجاجات التي شهدتها المدن العربية الإيرانية في الليالي الثلاث الماضية ومنها الأهواز والخفاجية والفلاحية والسوس وشاوور والحميدية والحويزة والمحمرة.وكان حاكم مدينة الفلاحية، أميد صابري بور، اعترف مساء السبت، بمقتل محتج من أبناء الأقلية العربية في المدينة التابعة لمحافظة خوزستان جنوب البلاد بسبب أزمة المياه دون أن يوضح الجهة التي أطلقت النار، إلا أن ناشطين أكدوا أن الشاب توفي على يد القوات الأمنية أثناء محاولة فض الاحجاجات، وهو ما أشعل غضباً واسعاً في المنطقة. فيما ذكر ناشطون إيرانيون أن الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، مصطفى نعيماوي لقي مصرعه خلال احتجاجات شهدتها مدينة الفلاحية الليلة الماضية، مؤكدين أن قوات الأمن ومكافحة الشغب هي التي أطلقت الرصاص الحي على المحتجين في هذه المدينة.

يشار إلى أن الاحتجاجات كانت انطلقت في مدن مختلفة من محافظة خوزستان، جنوب غربي البلاد، خلال الأيام الماضية، ضد نقص المياه، ومشاريع النظام لنقل مياه خوزستان، وإجبار سكان هذه المحافظة على "الهجرة القسرية".كما يذكر أن السلطات الإيرانية تنسب عادة مقتل المتظاهرين إلى "عناصر مشبوهة" و"معادون للثورة"، وهو أحد الأساليب المستمرة لوسائل الإعلام والشخصيات التابعة للحكومة الإيرانية خلال الاحتجاجات المختلفة في إيران. وخلال احتجاجات يناير 2018 ونوفمبر 2019 التي عمت مختلف المدن الإيرانية، دأبت الوسائل الإعلامية وأعضاء البرلمان الإيراني على التحدث عن دور العدو في قتل المواطنين المتظاهرين، لكن حتى الآن لم يتم تقديم أي وثيقة بهذا الشأن.

 

الكاظمي: قاتل الهاشمي ينتمي لمجموعة خارجة عن القانون والمفاوضات السعودية الإيرانية ستستمر

دبي - قناة العربية/18 تموز/2021

أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أن متابعة قضية قتلة الناشطين والمتظاهرين العراقيين. وقال في مقابلة خاصة لـ"العربية"، " تعرفنا على قتلة الخبير الأمني والمحلل السياسي هشام الهاشمي مع وقوع الجريمة لكنهم هربوا للخارج"، موضحاً وعدنا منذ اللحظة الأولى بالبحث عنهم وتقديمهم للعدالة. كما أضاف أن موظف الداخلية قاتل الهاشمي ينتمي لمجموعة خارجة عن القانون، مؤكداً أن اعتقال قتلة الناشطين دليل على قوة حكومة الكاظمي.وقال إن "هناك تشكيك بخطواتنا في ملاحقة قتلة الناشطين من بعض المتضررين"، مضيفاً أن الجيش العراقي تعرض لكثير من الطعنات. وفي ملف حرائق المستشفيات أكد الكاظمي أن الفساد والمحسوبية وراء هذه الحوادث، مؤكداً أن النظام السياسي والدستور يحتاجان لإعادة نظر كاملة.

صراع سياسي ونفوذ

كما تابع " الصراع السياسي والنفوذ أفسدت تقديم خدمات للعراقيين"، متمنياً ألا تكون الغايات السياسية وراء تخريب أبراج الكهرباء، وذلك بعدما استهدفت خطوط نقل الطاقة في عدة مناطق مؤخراً بأعمال تخريبية، مما أدى إلى توقف الخطوط عن العمل. كما شدد على وجوب إصلاح قطاع الكهرباء الذي يعاني من الفساد منذ 2003، مضيفاً أن 85% نسبة إنجاز الربط الكهربائي مع دول الخليج. إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي أن ظروف قبوله للمنصب جاءت نتيجة انهيار شامل، وقال "لو لم أقبل المنصب لشهدنا حربا أهلية نتيجة الانهيار آنذاك". مة الكهرباء في العراق (فرانس برس)

الانتخابات في موعدها

وأضاف "سنعمل بكل جد لإجراء الانتخابات في موعدها"، مبيناً "واهم من يعتقد أنني أسعى لتأجيل الانتخابات للذهاب لحكومة طوارئ". كما تابع "سنحمي الانتخابات وأدعو الناشطين للمشاركة بقوة وتحفيز الناس".

وقال أنه تحقق مطلب العراقيين بمراقبين دوليين للانتخابات، مشيرا إلى دعم مفوضية الانتخابات بموازنة خاصة. وقال "سندعو لاجتماع للقوى السياسية لإعلان مبادئ المنافسة الشريفة".

3 محاولات اغتيال

وتابع " عدم مشاركتي في الانتخابات رسالة بحيادية حكومتي"، مبيناً أنه تعرض لـ 3 محاولات اغتيال وقال "أنا لست قلقا أو خائفا". وأوضح أنه عند تسلمه الحكومة وجد الطائفية متوغلة بالجيش والقوى الأمنية، وقال إن المؤسسة العسكرية تحتاج لهوية وطنية عراقية بعيدا عن المذهبية. كما قال إنه اختار سياسة الصمت لا الصدام، وتابع " تم تضخيم التجاوزات من المؤمنين باللادولة". "الحشد مؤسسة دستورية" وأكد إن الحشد مؤسسة دستورية ولاؤها للقائد العام للقوات المسلحة، مضيفاً "الحشد الشعبي مؤسسة فتية يحصل فيها كثير من المشاكل". وتحدث الكاظمي عن جماعات اللادولة، مؤكداً انها تستهدف البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف، وأنها تريد تحويل العراق إلى ساحة صراع.

القرار السياسي عراقي بامتياز

وأيضاً أكد اتخاذ خطوات جدية لحماية البعثات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن الحكومة مسؤولة عن السيادة وعليها حماية البعثات مؤكداً أن القرار السيادي عراقي بامتياز. وقال إن زيارته لواشنطن تأتي لتنظيم العلاقات وسحب القوات المقاتلة، مضيفاً "نتمنى بألا نكون ساحة لصراع الولايات المتحدة وإيران"، موضحاً أن الحوار الأميركي الإيراني سيحمل انعكاسات على المنطقة. كما أضاف "نتحدث مع الجانب الإيراني لأننا بحاجة للاستقرار، وسأزور طهران بعد تنصيب رئيسها".

العلاقة مع السعودية ممتازة

وأكد الكاظمي لـ"العربية"، أن علاقة العراق مع السعودية ممتازة جدا، مضيفاً "ولي العهد السعودي صديق شخصي وأفرح لجهوده الإصلاحية". كما شدد على أنه لن يسمح بأن تكون بلاده منطلقا لتهديد الجيران، وقال "حماية الحدود أولوية والثغرات قليلة جدا، نجحنا في اعتقال عشرات الإرهابيين على الحدود مع سوريا".

وأوضح أن المفاوضات السعودية الإيرانية ستستمر.

عمليات اعلامية لا نوعية لداعش

وعن تنظيم داعش، قال إن التنظيم الإرهابي يحاول استغلال الظروف ويبحث عن عمليات إعلامية لا نوعية. كما تطرق للعلاقات مع تركيا، وقال أن هناك تحسن بسبل الحوار مع أنقرة في ملف المياه. وقال رئيس الوزرا ءالعراقي، أنه يسعى لاستعادة الدور التاريخي في المنطقة وتقريب وجهات النظر، مضيفاً " يجب أن نؤمن بالمستقبل وتغيير الواقع بالانتخابات وأن ننسى السلاح". مساعدة أبناء سنجار كما أضاف "العلاقة مع أوروبا تساعد في الوضع الاقتصادي والإداري"، مبيناً أن التنسيق مع مصر والأردن ليس محورا جديدا. إلى ذلك، شدد على أهمية مساعدة أبناء سنجار في الدفاع عن مناطقهم، وأضاف "الحروب العبثية وعمليات التهجير أدت لاكتظاظ بغداد". وقال الكاظمي نسعى إلى رفع اسم العراق من قائمة الدول المتهمة بغسل الأموال.

 

مجلس الأمن يناقش الوضع في سورية والأسد يتناول “الشاورما” بدمشق

دمشق، عواصم – وكالات/18 تموز/2021

 يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم، جلسة مغلقة بشأن الوضع السياسي في سورية، تعتبر الأولى من نوعها منذ اعتماد المجلس بالاجماع القرار 2585 في التاسع من يوليو الجاري، الذي جدد تفويض آلية إيصال المساعدات الانسانية عبر الحدود إلى سورية. ورجحت مصادر مطلعة، أن يطلع المبعوث الأممي غير بيدرسون، المجلس، على جهوده الأخيرة للترويج لمبادرته لإجراء حوار دولي بشأن سورية، يهدف إلى “مناقشة الخطوات الملموسة التي ينبغي أن تكون متبادلة ومحددة بالواقعية والدقة مع امكانية التحقق من تنفيذها بالتوازي”. وقالت، إن بيدرسون سيطلع المجلس على نتائج لقاءاته مع المسؤولين الروس والأتراك، وتواصله مع الحكومة في دمشق، والمعارضة السياسية السورية، بالإضافة إلى مشاركته في لقاء “أستانا”، مؤكدة أن مجلس الأمن، سيعمل، خلال المرحلة المقبلة، على دفع المسار السياسي في سورية. على صعيد آخر، بحث رئيس النظام السوري بشار الأسد، أول من أمس، مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح آفاق أوسع للتعاون الثنائي في المجالات كافة، بما يخدم المصالح المشتركة. وأكد وزير الخارجية الصيني، معارضة بلاده أي محاولة للسعي لتغيير النظام في سورية، واستمرار بكين في دعم الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب ومواجهة الحصار والعقوبات اللا إنسانية المفروضة عليه، والوقوف ضد التدخل في الشؤون الداخلية للشعب السوري وكل ما يمس سيادة سورية ووحدة أراضيها. على صعيد آخر، قام الأسد وعقيلته أسماء وأولادهما، ليل أول من أمس، بجولة في حي الميدان بالعاصمة دمشق، وتناول “الشاورما”، وتحدث مع المواطنين هناك، حيث وثقت صور لحظة وصولهم إلى الحي، وقيامه وعقيلته أسماء وأولادهما بجولة هناك. ونشرت المستشارة في الرئاسة السورية بثينة شعبان، مقطع فيديو وعلقت قائلة، إن “السيد الرئيس بشار الأسد في حي الميدان الدمشقي بين شعبه وأهله ومحبيه”. ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أول من أمس، بسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام إثر قصف للفصائل المسلحة في ريفي إدلب وحلب، مضيفاً إن نشطاءه رصدوا عمليات استهداف متبادلة بين قوات النظام من جهة، وفصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” و”الفتح المبين” من جهة أخرى، على محاور ريفي حلب وإدلب. وفي سياق آخر، أفادت أنباء صحافية، أمس، بأن طائرة مسيّرة أميركية استهدفت شاحنة نقل مواد غذائية في بلدة السويعة، قرب مدينة البوكمال في ريف دير الزور، ما أدى إلى تدمير الشاحنة، من دون وقوع إصابات.

 

الجيش العراقي يقيّد تحركات «الحشد» في معسكراته

اتخذ إجراءات لتقليل هجمات «الدرون» على البعثات الأجنبية قبيل زيارة الكاظمي لواشنطن

بغداد: «الشرق الأوسط»/18 تموز/2021

كشفت مصادر عسكرية عن إجراءات متسارعة لتنظيم العلاقة بين الجيش العراقي وقوات «الحشد الشعبي» في المواقع المشتركة بينهما، وذلك قبل أيام من انطلاق الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، واللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في العاصمة الأميركية، نهاية الشهر. وتجيء الخطوة بعد أسابيع من ارتفاع وتيرة الهجمات التي تشنها الفصائل ضد منشآت عسكرية ودبلوماسية. وتشمل الإجراءات الجديدة «فرض مزيد من الضوابط على نشاط قوات الحشد الشعبي، ومنع استخدام المواقع العسكرية التابعة للجيش في شن هجمات معادية»، ضد القواعد العسكرية والبعثات الأجنبية. وحثت وزارة الخارجية الأميركية حكومة بغداد على «التصدي للميليشيات العراقية وتقديم عناصرها إلى العدالة»، فيما أكدت أن «الحوار الاستراتيجي بين البلدين سيركز على توسيع التعاون، بغض النظر عمن يحكم في بغداد، وماذا يريد جيرانه».ويستقبل الرئيس بايدن رئيس الوزراء العراقي في 26 يوليو (تموز) في واشنطن، حسبما أعلن البيت الأبيض. وستتيح هذه الزيارة «تأكيد الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين، وفق بيان للبيت الأبيض. وأشارت الرئاسة الأميركية إلى أنّ بايدن «يتطلع أيضاً إلى تعزيز التعاون الثنائي مع العراق في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية». ويُفترض أن يؤدّي الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن إلى وضع جدول زمني لانسحاب التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم «داعش». ولا يزال هناك نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة، بينهم 2500 أميركي، لكنّ إتمام عمليّة انسحابهم قد يستغرق سنوات.

واستهدف نحو خمسين هجوماً صاروخيّاً أو بطائرات مسيّرة المصالح الأميركيّة في العراق منذ بداية العام. وتُنسب هذه الهجمات التي لم تتبنّها أيّ جهة إلى الحشد الشعبي وهو تحالف من فصائل موالية لإيران مندمجة في القوات الحكومية العراقية. واستهدف أحدث هجوم كبير في السابع من يوليو قاعدة عين الأسد العسكرية في غرب العراق، حيث سقط 14 صاروخاً من دون تسجيل إصابات. وشنت الولايات المتحدة من جهتها ضربات نهاية يونيو (حزيران) على مواقع للحشد في العراق وسوريا، ما أسفر عن مقتل نحو عشرة في صفوف مقاتلين موالين لإيران. ويثير ذلك مخاوف من اندلاع صراع مفتوح في العراق، بين حليفتي بغداد؛ الولايات المتحدة وإيران. وقالت مصادر عراقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سياقاً جديداً في الأوامر العسكرية بدا واضحاً في غالبية القطعات العسكرية، يمضي باتجاه تحييد الأنشطة الخارجة عن القانون». وأضافت المصادر، التي طلبت حجب هويتها، أن «الفصائل غيرت من استراتيجيتها الميدانية بالتموضع في مواقع جديدة في أطراف المدن، أو قرب الحدود، لتفادي الضربات الجوية، أو بالاستفادة من غطاء يوفره وجودها داخل قواعد مشتركة مع الجيش العراقي، أو الشرطة الاتحادية». وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن مكتب القائد العام للقوات المسلحة فرض مؤخراً إجراءات تشمل مراقبة أنشطة ألوية للحشد داخل قواعد الجيش، ومنع استخدامها في نشاط خارج عن القانون. ومنذ انتهاء معارك التحرير ضد تنظيم «داعش»، نشأت روابط حذرة وغير تقليدية بين الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي، لا سيما في المواقع المشتركة، وصلت إلى درجة التوتر في بعض الحالات، لا سيما بعد استهداف المصالح الأميركية. وقال قيادي في «الحشد الشعبي»، وهو يقود فصيلاً كبيراً في قاطع كركوك (شمال بغداد)، إن الإجراءات الجديدة خلقت صدامات متفرقة بين الجانبين، سببها التفوق الذي حققته الفصائل في الشهرين الماضيين على حساب الأجهزة الأمنية الأخرى. وبحسب مصادر ميدانية، فإن «خلافات حادة وصلت إلى حد المشاجرة بين ضباط عراقيين في إحدى القواعد الجوية العسكرية ولواء بارز للحشد الشعبي، شمال بغداد، على خلفية إطلاق طائرات مسيرة تحمل معدات متفجرة». وحث ضباط القاعدة الجوية عناصر لواء الحشد على إزالة منصات الإطلاق والتوقف عن إطلاق طائرات «الدرون» التي تحمل الصواريخ، لكن قادة اللواء رفضوا الانصياع لطلبات الجيش وتفاقم الأمر إلى مشاجرة داخل القاعدة. وترغب الحكومة العراقية في فرض سيطرة أكبر على مواقع الجيش الرسمية، بالتزامن مع تصاعد الهجمات على مواقع حيوية في بغداد والأنبار وأربيل. وتنشر الفصائل العراقية عشرات المعسكرات التابعة لها، من مناطق شمال الموصل، وصلاح الدين والأنبار، لكنها تقوم بتغييرها بين حين وآخر، طبقاً للمعطيات التي يفرضها الصدام مع الولايات المتحدة. ويحتاج رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى فرض مزيد من القوة ضد الفصائل العراقية، إذا أراد تحقيق نتائج مضمونة مع الأميركيين في الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي، نهاية الشهر الحالي.

 

استقالات بالجملة لمديري مستشفيات ذي قار

بغداد – وكالات/18 تموز/2021

 أكدت السلطات الصحية العراقية، أمس، أن العديد من مديري المستشفيات في محافظة ذي قار، استقالوا من مناصبهم، منذ الحريق الذي أتى على وحدة “كورونا” في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية، أخيراً.وقال المسؤول العام عن الهيئات الصحية سعد المجيد، إن مديري ونواب مديري نحو خمس مستشفيات في المحافظة غادروها، تاركين إدارة المؤسسات لموظفين أقل أهلية. وأوضح، أن الدافع وراء الاستقالات هو الخوف من تحميلهم المسؤولية في حال وقوع كارثة جديدة مع تتالي الحرائق في مستشفيات العراق المتداعية.

 

ولي عهد أبوظبي يبحث في السعودية تعزيز العلاقات واليمن واتفاق الرياض

الرياض، عواصم – وكالات/18 تموز/2021

 يصل ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد إلى السعودية اليوم، في زيارة رسمية تدوم يوما واحدا يلتقي خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقال مصدر خليجي في الرياض لوكالة الأنباء الألمانية “د. ب. أ” إن بن زايد سيترأس وفدا وزاريا، لمناقشة العديد من القضايا، يأتي في مقدمتها البحث في اتخاذ قرار بشأن سياسة إنتاج النفط ضمن تحالف “أوبك+”، بعد أن تعثر التحالف في التوصل لاتفاق بسبب الخلاف المتفاقم بين السعودية والإمارات بشأن حجم الإنتاج.كما يبحث الجانبان تطورات الوضع على الساحة اليمنية وسبل تنفيذ اتفاق الرياض بين الأطراف اليمنية، وهو الاتفاق الذي تتهم الحكومة اليمنية الشرعية الإمارات بعرقلته وعرقلة أي مسعى يهدف لإنهاء الحرب في اليمن، إلى جانب مناقشة تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي. كما يبحث ولي عهد أبو ظبي مع نظيره السعودي، انعكاسات القرارات السعودية الأخيرة بتعديل قواعد الاستيراد من دول الخليج، على اقتصاد الإمارات التي تعتبر المتضرر الأكبر منها. وبموجب القرارات، استبعدت السعودية السلع التي تنتجها شركات بعمالة تقل عن 25 في المئة من العمالة المحلية من اتفاق الإعفاء الجمركي بين دول مجلس التعاون، كما استبعدت البضائع التي يدخل فيها مكون من إنتاج إسرائيل أو صنعته شركات مملوكة بالكامل أو جزئيا لمستثمرين إسرائيليين، أو aشركات مدرجة في اتفاق المقاطعة العربية لإسرائيل.

 

سلطان عُمان والرئيس المصري يُنسِّقان بشأن قضايا المنطقة

مسقط، عواصم – وكالات/18 تموز/2021

 أكد سلطان عمان هيثم بن طارق والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، على أهمية التنسيق الثنائي بشأن قضايا المنطقة، وشددا حرص بلديهما على تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والاستثماري وزيادة معدلات التبادل التجاري، لتصل إلى المستوى المتميز للعلاقات السياسية. وخلال اتصال هاتفي تناول عددا من ملفات وقضايا المنطقة، أشاد السلطان هيثم بن طارق بتميز العلاقات المصرية العمانية، وأواصر المودة والأخوة التي تجمع بين الشعبين، معرباً عن حرص عمان على فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بينهما، فضلاً عن مواصلة التشاور والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية، مشددا على دور مصر المحوري في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، إلى جانب سعي بلاده للاستفادة من التجربة التنموية الرائدة والملهمة لمصر. من جانبه، أعرب السيسي عن التمنيات بالتوفيق للسلطان هيثم بن طارق، لاستكمال مسيرة التنمية الشاملة التي أرسى قواعدها وبدأها السلطان الراحل قابوس بن سعيد، والنجاح في تحقيق رؤية “عمان 2040، مشيدا بالعلاقات التاريخية مع سلطنة عمان، والتي تشكلت عبر عقود ممتدة من التضامن والوقوف صفاً واحداً ضد الأزمات والتحديات.

 

فيضانات عُمان تُخلِّف قتلى ومفقودين وتتسبّب بانجرافات وتصدُّع أودية

منخفض جوي ضرب السلطنة واحتجز أشخاصاً ومركباتهم... والجيش والطيران يشاركان بجهود الإنقاذ

مسقط، عواصم – وكالات/18 تموز/2021

 باشرت لجنة إدارة الحالات الطارئة في محافظات سلطنة عمان، جهودها للتعامل مع الأضرار التي سببها المنخفض الجوي الذي ضرب محافظات السلطنة. وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن شرطة عمان وهيئة الدفاع المدني والإسعاف، قامت بالتعامل مع العديد من بلاغات انجراف واحتجاز أشخاص في مركباتهم في عدد من ولايات محافظة شمال الباطنة. كما تواصل فرق البحث الميدانية التابعة لشرطة عمان السلطانية وهيئة الدفاع المدني والإسعاف منذ صباح يوم أمس الباكر، عملية البحث عن أربعة مفقودين جراء نزول الأودية في ولايتي صور وجعلان بني بو علي بمحافظة جنوب الشرقية. وتتمركز عدد من الطائرات العمودية التابعة لطيران شرطة عُمان في محافظة جنوب الشرقية، لتقديم المساعدة وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ. وسجلت صباح أمس حالتا غرق لطفلين في بِرك مائية تجمعت بعد هطول الأمطار بالقرب من منازل ذويهما، أحدهما بمنطقة عوقد بولاية صلالة والآخر بولاية جعلان بني بو حسن. وكانت الحالة الجوية أدت أول من أمس إلى انجراف شخص من جنسية آسيوية بوادي لزغ بولاية سمائل، وتم انتشاله عن طريق فريق هيئة الدفاع المدني وهو مفارقٌ للحياة. وفي سياق متصل، أوضحت آخر تحاليل المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة، استمرار تأثير أخدود منخفض جوي من بحر العرب على أجواء السلطنة ويستمر إلى يوم أمس. ومن المحتمل أن يستمر تدفق السحب وتكونها على جميع محافظات السلطنة مع فرص لهطول أمطار متفرقة، تكون رعدية أحيانا مصحوبة برياح هابطة نشطة وجريان الأودية. وفي السياق، واصلت القواتُ المسلّحة العمانية تقديم الدعم والإسناد وتسخير مقدراتها الوطنية، في إطار التعامل مع تداعيات المنخفض الجوي الذي يتعرض لها بعض مناطق السلطنة. وبدأ لواء “المشاة 23” في تقديم عددٍ من أوجه الدعم والإسناد لبعض قرى محافظة جنوب الشرقية إثر تعرضها للمنخفض الجوي، كتوفير صهاريج المياه الصالحة للشرب وإزالة المخلفات من على الطرق التي أغلقتها السيول الجارفة، فضلًا عن خدمة النقل للأهالي والمقيمين إلى مناطق آمنة. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن السلطنة تدعم الجهود والمساعي لإحلال السلام في اليمن، قائلا لصحيفة “عكاظ” السعودية: “نشعر بقلق بالغ إزاء معاناة الشعب اليمني، وندعم كافة الجهود والمساعي لإحلال السلام في هذا البلد المجاور لنا”.

وعن وجهة النظر العُمانية حيال القضية الفلسطينية قال البوسعيدي: “لقد حُرم الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة فترةً طويلةً جدّاً، لذلك نحن ندعو باستمرار إلى تحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية”. وتوقع أن تشهد الفترة القادمة بين المملكة وسلطنة عمان تطورات مهمة لتحقيق الأهداف المشتركة من التقارب والتكامل بينهما، قائلا: إن “الزيارة التاريخية التي قام بها السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة الأسبوع الماضي، ذات ثقل ستراتيجي مهم”، موضحا أن مجلس التنسيق السعودي – العُماني الذي تم الإعلان عنه، سيكون بمثابة المظلة والمرجعية المركزية للتعاون، ومتابعة التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في المجالات الداعمة للمصالح المشتركة، وبما يعزز ويقوّي اللبنة التي تجمع البلدين، وتحرص عليها القيادتان في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله ينتظر توافقاً إقليمياً.. ليتجرع كأس نواف سلام؟

منير الربيع/المدن/18 تموز/2021

يتجه المشهد اللبناني إلى مزيد من السوداوية. فلا مقومات حتى الآن للاتفاق بين القوى المتناحرة. والتضارب في وجهات النظر بين القوى السياسية مفتوح على مصراعيه.

عون يتسرع فيستمهله سيده

رئيس الجمهورية يصرّ على إجراء الاستشارات النيابية قريباً، وهو يقول إنه يريد أن يحدد موعدها بعد عيد الأضحى. والموعد قد تؤجله الاتصالات السياسية. وعون راسل حزب الله حول هذا الأمر، قائلاً: "أنا مصرّ على إجراء الاستشارات بعد عيد الأضحى. وأي مرشح ينال النسبة الأعلى من الأصوات أسير به". وتلقى الحزب إياه الرسالة، فردّ عليه بنصيحة التروي في انتظار الوصول إلى تفاهم سياسي. وتفيد المعلومات أن عون يفضل تكليف فيصل كرامي تشكيل الحكومة. وفي حال رفضه هناك خيار آخر: فؤاد مخزومي. في المقابل، تفيد الاتصالات بين الرئيس سعد الحريري وكرامي أن الأخير أبدى موقفاً واضحاً: لا يريد تشكيل الحكومة. أما حزب الله والرئيس نبيه بري فيفضلان التريث والتوافق مع الطرف السني، معتبرين أن لا مجال لأي مرشح لرئاسة الحكومة من دون نيله شرعية سنية وغطاء واضحاً من طائفته. وغير هذا يؤدي إلى توتر سني - شيعي لا يريده الثنائي. ويراهن بري على ما يمكن أن يحققه في التواصل مع الحريري.

حزب الله وبري

على مقلب رؤساء الحكومة السابقين، القرار واضح: لا تسمية ولا تغطية. ولتأخذ اللعبة الديمقراطية مجراها، ولتعمل الأكثرية على تسمية مرشحها لتشكيل حكومة. وليحكم اللبنانيون في ما بعد على الأداء والنتائج، وفي مدى مقبولية الدول العربية والغربية لهذا الخيار، وفي ما يمكن تحقيقه من نتائج على صعيد تحصيل المساعدات. ووسط هذا المشهد المفتوح على خيارات التصعيد، يعتبر حزب الله أنه يتعرض لضغوط كبيرة، بتحميله مسؤولية ما يجري في لبنان. وهو حتمًا لن يتساهل، بل يتشدد في ذلك. فوفق منظوره لا يمكنه تقديم أي تنازل في هذه المرحلة، والتضحية بكل ما نسجه من سيناريوهات. وهو يحاول أن يتجنب اللجوء إلى مثل هذا الخيار حالياً. ولكن في حال استمرت الأوضاع على حالها، فقد يكون خياره في النهاية الذهاب إلى حكومة اللون الواحد.

ونواف سلام كاظمي لبنان؟

وسط هذا المشهد، هناك من يعتبر أنه لا مجال للخروج من المأزق بدون اتفاق سعودي - إيراني مباشر، ويتناول التفاوض المفتوح بين الطرفين الملف اللبناني بكل تفاصيله، وصولاً إلى تسوية ترضي الجميع. وبعض المعلومات تفيد أن ذلك مؤجل، ويحتاج إلى الكثير من الوقت، وقد يؤدي إلى استنساخ التجربة العراقية: قبول إيران وحزب الله بمرشح لرئاسة الحكومة لا يقبلان به. وهنا يعود طرح اسم نواف سلام في التداول، باعتباره الخيار الأمثل للخروج من الأزمة، وتتوفر فيه الثقة الخارجية والداخلية. ويرى آخرون أن المرحلة حالياً هي لحرق الأسماء. وبالتالي ليس الظرف ملائماً لطرح اسم سلام، بل من الأفضل تأجيل اللجوء إلى هذا الخيار إلى ما بعد الانتخابات النيابية وما قد تفرزه. في هذا الإطار وجهت نصائح كثيرة لسلام بالعودة إلى بيروت، ليطلق حركة سياسية جديدة تتماهى مع الثورة التي سمّته وأعلنته مرشحها الإنقاذي للخلاص من الأزمة. ولم تخل الرسائل التي تلقاها سلام من تحفيزه إلى العودة وخوض غمار المعركة الانتخابية، كنموذج قادر على تمثيل صرخات اللبنانيين الذين ومطالبتهم به رئيساً للحكومة. ويعتبر المراهنون على ذلك بأن عودة سلام ومشاركته في الانتخابات، يفترضان أن يكون عنواناً أساسياً للتغيير الانتخابي. 

 

النقابة تنتفض وتنتصر بالضربة القاضية للمهندسين

وليد حسين/المدن/18 تموز/2021

فوز كامل وشامل للنقابة تنتفض. فوز غير مسبوق بتاريخ الانتخابات النقابية كلها في لبنان، وتكلل بحصد مقعد النقيب وأعضاء مجلس النقابة ورؤساء الفروع. فقد أفضت انتخابات نقابة المهندسين في لبنان، اليوم الأحد في 18 تموز، إلى اكتساح المعارضة، متمثلة بـ"النقابة تنتفض" هذه الانتخابات، التي أجلتها قوى السلطة مرات عدة عن موعدها، بنسبة أكثر من 67 بالمئة من الأصوات. وكانت بمثابة استفتاء سياسي على مدى توحد قوى المعارضة في مواجهة قوى السلطة مجتمعة. تقدم لائحة النقابة تنتفض جعل الأحزاب تتفق على الاقتراع لبعض أعضاء مجلس النقابة، بعدما اختلفوا على ترشيح النقيب. فنحيت الخلافات التي أعاقت الاتفاق على ترشيح نقيب جانباً، لصالح الاقتراع لأعضاء مجلس النقابة. وحشد كل من المعارضة والأحزاب طاقته كلها، فاقترع في الانتخابات 8727 عضواً من أصل أكثر من 46 ألف مهندس مسجل في النقابة.

فوز شامل

وفازت لائحة النقابة تنتفض بفارق خيالي بعدد الأصوات بلغ أكثر من أربعة أضعاف أصوات أحزاب السلطة مجتمعة. فحصل عارف ياسين على 5798 وبات نقيباً للمهندسين خلفاً لجاد ثابت، بينما مني مرشح تحالف تيار المستقبل وحركة أمل باسم العويني بهزيمة ماحقة بـ1528 صوتاً، ومثله أيضاً مرشح باقي قوى السلطة عبدو سكرية الذي حصل على 1289 صوتاً فقط لا غير.  وكسرت النقابة تنتفض الأعراف التي كانت أحزاب السلطة تكرسها بتعيين مهندس سني لمعقد النقيب. وكسرت هيمنة الأحزاب في هذه النقابة الأكبر في لبنان. وفازت النقابة تنتفض بكل أعضاء الهيئة العامة الست بفارق فاق أصوات مرشحي لوائح السلطة بأكثر من أربعة أضعاف أيضاً، وهم: إبراهيم حجازي وربيع حسن وشارل فاخوري وكميل هاشم ويسار العنداري ويوسف أبو كروم. وكذلك فازت النقابة تنتفض بمرشح رئاسة الفرع الأول جوزيف مشيلح، ومرشحة رئاسة الفرع الثاني ديفينا أبو جودة، ومرشح رئاسة الفرع السابع علي درويش. وكذلك بمرشحي لجنة مراقبة الصندوق التقاعدي سلمان صبحي وأحمد البساط، وحسان كزما وبمرشح لجنة إدارة الصندوق التقاعدي ريمون خوري.

خسارة ماحقة

لم تنجح قوى السلطة بأي شيء، بل حصدت هزيمة ماحقة، أسوة بعدم نجاحها في التوحد حول شخصية النقيب، ونزلت بلائحتين مختلفتين ومرشحين مختلفين لمرشح النقيب. لكنها توحدت على معركة مجلس النقابة لتمنع قوى التغيير من اكتساحه. وكان أن تحالف تيار المستقبل في لائحة "لنقابة وطنية مهنية" برئاسة باسم العويني وباقي أحزاب السلطة في لائحة "النقابة بيتنا" برئاسة عبدو سكرية. لكن كلا اللائحتين ضمت أعضاء ثلاثة: جورج خوري وبرونو سلوان وربيع خليفة. وذلك بغية الفوز بالعدد الأكبر من أعضاء مجلس النقابة، طالما أنها لم تتفق على مقعد النقيب. لكن النتائج أفضت إلى فوز كامل للمعارضة، وخسارة ماحقة لأحزاب السلطة، التي عملت على بث الشائعات حول مرشح النقابة تنتفض لمقعد النقيب عارف ياسين. فتارة يتهم بأن حزب الله يدعمه للقضاء مرشح تيار المستقبل السني البيروتي باسم العويني وجعل هذا المنصب من حصة الشيعة، فقط لأن ياسين شيعي على الهوية. وتارة بأن ياسين يمثل الطيف الشيوعي الذي يسيطر على لبنان (لا أحد يعلم كيف!) كما دأبت الماكينة الانتخابية لحزب القوات وغيرها من قوى السلطة.

المعارضة تسيطر

وكانت النتيجة أن اتفقت أحزاب السلطة، من تيار المستقبل وحزب الله والقوات والعونيين  والطيف السلطوي كله، ضد لائحة النقابة تنتفض، للاقتراع لأعضاء مجلس النقابة. لكن الهزيمة كانت محتمة، كما بينت صناديق الاقتراع. ومنذ الصباح الباكر دأبت الماكينات الانتخابية لقوى السلطة على نشر الشائعات عن فوز كل المهندسين في لائحة النقابة تنتفض، وأن لا دعي للتوجه لصناديق الاقتراع. وذلك بغية عدم رفع نسبة المشاركة في الانتخابات. فقوى السلطة بماكيناتها الانتخابية تعلم كل مهندس كيف يصوت من المهندسين الذين يشاركون في انتخابات النقابة، وبالتالي تفضل إبقاء نسب الاقتراع على ما كانت عليه في السنوات السابقة، لأن المقترعين الجدد ليسوا مضمونين. ولا تعلم الماكينات الحزبية كيفية تصويتهم. لكن "النقابة تنتفض" كسرت هيمنة الأحزاب في فوز كامل، أتى بعد الفوز الشامل الذي حققته بأغلبية أعضاء مجلس المندوبين منذ نحو ثلاثة أسابيع. ما يعني أن قوى المعارضة باتت تسيطر على هذه النقابة الأكبر في لبنان. وهذا درس لأي انتخابات مقبلة لكل قوى الاعتراض في ظل الأزمة السياسية والانهيار الشامل الذي يعيشه لبنان جراء الهدر والفساد اللذين ارتكبتهما أحزاب السلطة في السنوات الماضية.

 

سفينة لبنان المختطفة تغرق بعيداً عن مرفأ آمن

اللبنانيون العقلاء لم يُفاجأوا مطلقاً بتخلَي الحريري عن تشكيل الحكومة، لأن المفاجأة حصلت قبل نحو تسعة أشهر، عندما أعلن وسط ذهول الناس أنه «مرشح طبيعي» للمنصب

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/18 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100722/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%b3%d9%81%d9%8a%d9%86%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%aa%d8%b7%d9%81%d8%a9-%d8%aa%d8%ba%d8%b1/

لطيفان جداً تعليقا وزيري الخارجية الفرنسي والأميركي جان إيف لودريان وأنتوني بلينكن على تخلي سعد الحريري عن محاولة تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة.

«لطيفان» هي وحدها الكلمة المهذّبة التي مرّت في بالي... أصلاً، ماذا يمكن أن يقول المرء في قوّتين يعرف خبراؤهما عن لبنان أكثر مما يعرفه عنه ساسته، ومع ذلك يختار قائدا دبلوماسيتهما الإعراب عن «الأسف» و«لوم الطبقة السياسية» على «صغائرها» التي تحول دون توافقها على إنقاذ البلد.

حالة فظيعة من «تجاهل العارف» وانعدام البراءة ومحاولة «شخصنة» الأزمة، بينما تدرك باريس وواشنطن تماماً الأبعاد الإقليمية للحالة اللبنانية. والواقع المؤلم حقاً أن العاصمتين المنشغلتين بمفاوضات فيينا النووية مع إيران، والحريصتين على إنجاحها، تفضلان أسلوب «إدارة الأزمة» بمسكّنات سياسية «إلهائية» على مواجهة السبب الحقيقي للأزمة... ألا وهو المشروع التوسعي الإيراني في العراق وسوريا ولبنان، من دون أن ننسى اليمن.

لا فرنسا كما تبين من مبادراتها ومحاولاتها المخيّبة للأمل في لبنان، ولا الولايات المتحدة من واقع مقارباتها لأوضاع العراق وسوريا واليمن، تبدوان في وارد اعتماد سياسات براغماتية صريحة وناجعة لنزع فتيل التفجير الإقليمي... اللهم إلا إذا كان خلف إطلاق يد حركة «طالبان» في أفغانستان سياسة أميركية جيو - استراتيجية جديدة للمنطقة. سياسة ترسم معادلات جديدة على الأرض، وتحديداً، في جبهات القتال والابتزاز الأمني والمذهبي، مع حكم الملالي و«الحرس الثوري» في إيران.

اللبنانيون العقلاء لم يُفاجأوا مطلقاً بتخلَي سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، لأن المفاجأة حصلت قبل نحو تسعة أشهر، عندما أعلن وسط ذهول الناس أنه «مرشح طبيعي» للمنصب. وما يُذهل أن سعد الحريري قال هذا الكلام مع أنه يدرك جيداً أن «حزب الله»، ذراع إيران في لبنان، هو القوة المقرّرة والحاكمة فعلياً في البلد. نعم، «حزب الله»، الذي أدانت «المحكمة الدولية الخاصة بلبنان» أحد عناصره، سليم عياش، بقتل رفيق الحريري. الحزب الذي تشن منابره الإعلامية الرسمية وغير الرسمية، يومياً، هجمات تخوينية متواصلة على إرثه السياسي والاقتصادي وعلاقاته الداخلية والخارجية وكل ما يرتبط به من مواقف وصداقات. كذلك، جاء إعلان سعد الحريري ترشحَه رغم أنه كان يعلم تماماً أنه يتعامل مع الرئيس ميشال عون، العدو العلني الأول لأبيه وإرث أبيه، والرجل الذي رسّخ زعامته الطائفية المسيحية بالمزايدة على البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير وأكبر ميليشيا مسيحية مقاتلة في رفض «اتفاق الطائف»... وادعاء الدفاع الحصري عن «حقوق المسيحيين». بل أكثر من هذا، نسي الحريري - أو تناسى - أن عون هو الذي تباهى بأنه قطع له تذكرة سفر بلا عودة «ون واي تيكيت» عندما أسقط له حكومته… يوم كان الحريري في واشنطن بانتظار اللقاء مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

ثم إن صهر عون، وزير الخارجية جبران باسيل، كان القوة الأساسية العاملة بعناد على تهميش رئاسة الحكومة وتجاوزها وتعمّد إهانة شاغلها ومحاصرته. وهذا بعدما كان سعد الحريري وتياره «تيار المستقبل» قد انتخبوا عون، مرشح «حزب الله» في حينه، رئيساً، وأيّدوا قانون الانتخاب الذي فرضه «حزب الله»، ثم أعطوا باسيل وعدّة من النواب العونيين الأصوات التفضيلية في الانتخابات النيابية الأخيرة ليضمنوا فوزهم ودخولهم البرلمان.

هنا قد يقول قائل إن تقديم سعد الحريري بسرعة استقالة حكومته، تجاوباً مع مطلب «انتفاضة أكتوبر (تشرين الأول) 20019 الشعبية»، ربّما شجعه على الاعتقاد بأنه موقف سيكسبه تعاطفاً ما - على الأقل - داخل الأوساط السنّية. ومعلوم أنه كان هناك تحفظ سنّي مفهوم عن إقدام الحريري على انتخاب عون، وأيضاً عن سكوته الطويل عن استفزازات باسيل وإصرار الأخير على تهميشه.

ربما يكون ذلك صحيحاً...

غير أن الرهان الساذج على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان - على الأرجح - العامل الأقوى وراء مجازفة الحريري بترشيح نفسه في ساحة معادية غايتها إلغاؤه، كحال عون وتياره، أو استنزاف صدقيته و«إحراقه» شعبياً كما هي نية «حزب الله» ومشغّليه وحلفائه الإقليميين.

لقد ربط الحريري مصيره السياسي كله بموقف رئيس فرنسي توسّل فيه حرصاً على الحد الأدنى من استقلال لبنان وسيادته وخصوصيته، ولكن فاته وغفل عنه أن لباريس أولويات أخرى. فاته أن لدى باريس اليوم اهتمامات دولية وإقليمية تتجاوز «رومانسية» الثقافة والدين، وتفاني «الأم الحنون»... التي أحبها بعض اللبنانيين إبان القرنين الـ19 والـ20. ولئن كان كثيرون يفضّلون ألا يربطوا حماسة القيادة الفرنسية للاتفاق النووي الإيراني - الذي لا ينص على واقع «سيطرة إيران على أربع عواصم» من دون الحاجة إلى سلاح نووي - كان لافتاً تعامل باريس «الطبيعي» مع «حزب الله» بعد إطلاق ماكرون مبادرته اللبنانية. إذ تعمد ماكرون ألا يتطرق إلى «ثقل» «حزب الله» في الملعب اللبناني، بل والإقليمي، وفائض قوته المستغّل أيضاً محلياً وإقليمياً. وكانت النتيجة أن مبادرته تآمرت على نفسها ونسفت صدقيته بنفسها.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، في عهدها الديمقراطي الجديد، فقد كانت مواقفها «الرمادية»، وما زالت، أكثر صراحة. ثم إنه بعد مواقف إدارة باراك أوباما من المحنة السورية، لم يعُد هناك لبناني حصيف يتوقع من الرئيس جو بايدن، نائب أوباما بين 2009 و2017، تغيّراً جذرياً في مقاربة الأزمات الإقليمية... يُمكن أن ينتج عنه ولو التلويح بعصا غليظة لوقف عربدة طهران في مناطق توسعها وهيمنة ميليشياتها. وبالفعل، على الرغم من تعهد واشنطن بدعم الجيش اللبناني، والتحرّك الاجتماعي والسياسي النشط للسفيرة الأميركية دوروثي شاي، فإن قلة يتوقّعون من واشنطن تعاملاً جدياً مع لبنان، وبالأخص في ظل موقفها الملتبس إزاء التعطيل الذي مارسه رئيس الجمهورية بعناد طيلة تسعة أشهر... أمام خلفية الانهيار الاقتصادي، والضائقة المعيشية، واستمرار عمليات التهريب عبر الحدود السورية.

اليوم، سفينة لبنان المختطفة تغرق بسرعة... بعيداً عن مرفأ آمن تلوذ به، ولكن إذا كان انفجار مرفأ بيروت المدمّر قبل سنة قد نبّه العالم إلى وجود كارثة، فإن الغرق الصامت قد يمرّ هذه المرة بهدوء لا يزعج أسماع المتواطئين.

 

لبنان والجنرال والتعطيل

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/18 تموز/2021

«مشكلة لبنان هي ميشال عون»؛ هذا ما انتهى إليه سعد الحريري بعد جولات ماراثونية تعدت العشرين من المفاوضات والحوارات مع الجنرال عون، ففي الزيارة العشرين إلى قصر بعبدا، وبعد أن رفض الرئيس عون التشكيلة الحكومية التي قدمها الحريري، اعتذر سعد الحريري وحمّل عون مسؤولية فشل التوافق بين القوى السياسية، قائلاً: «المشكلة أن الرئيس ميشال عون متحالف مع (حزب الله)، بينما المملكة العربية السعودية لم تقدم للبنان سلاحاً ولم تقم بـ7 أيار، فالسعودية أعطت السلام للبنان ولا تريد إلا الخير للبنان كما كل دول الخليج»، مؤكداً أنه لا توافق ممكناً مع عون و«حزب الله».

اصطفاف الرئيس عون مع «حزب الله» جعل من العملية السياسية في لبنان أكثر تعقيداً وصعوبة في إنتاج حل قابل للحياة في ظل التعنت المعروف في سياسة الحزب المسلح، كما أن هذا التحالف يعد مخالفة صريحة لاتفاق الطائف الذي جاء بعون رئيساً للبنان في 2016 رغم رفضه له في عام 1988، فاتفاق الطائف ضمن للطائفة المارونية التي يتحدر منها الجنرال عون منصب رئيس الجمهورية، كما ضمن للطائفة السنية منصب رئيس الحكومة، ومنصب رئيس البرلمان للطائفة الشيعية فيما عرف بالرئاسات الثلاث، وأي اصطفاف بين طرفين سيكون بالتأكيد موجهاً ضد الطرف الثالث.

الرئيس عون بمغازلته لـ«حزب الله» وضع رئاسة الجمهورية في أزمة اصطفاف غير مقبولة من الطرف الآخر الذي يرى أنه يجب أن يكون منصب رئاسة الجمهورية بعيداً عن أي اصطفاف، خصوصاً أنه في ظل وجود تحالف بين عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية السابق جبران باسيل، و«حزب الله» المسلح، فإن أي تسوية سياسية في لبنان تصبح رهينة للاحتكام للسلاح وليس للصندوق الانتخابي أو سلطة القانون، ما دام طرف من التسوية مسلحاً بسلاح وعتاد عسكري خارج سلطة الدولة.

ميليشيا «حزب الله» كانت دائمة التبرير لسلاحها، بحجة «المقاومة» التي لم تحقق شيئاً للبنان، سوى الدمار ولم تحقق سوى تصدير الإرهاب لدول الجوار اللبناني، ستتحمل تبعاته الدولة اللبنانية طالما أعلى سلطة في الدولة تعد «حزب الله» شريكاً سياسياً.

«حزب الله» حزب مسلح لا يأتمر بأمر الدولة، والدليل تدخله العسكري والعلني خارج حدود لبنان في سوريا والعراق واليمن وحتى في غزة وليبيا، الأمر الذي يضع الدولة اللبنانية أمام مسؤولية قانونية حيال ما يرتكبه «حزب الله» المسلح، باعتباره شريكاً سياسياً في السلطة في لبنان.

بعيداً عن الشعارات غير الواقعية التي أطلقها البعض مثل «إذا ما خربت ما بتعمر» أو التعبير على أن الحالة السياسية هي حالة «طلاق بالثلاثة» كما وصفته الصحف المقربة من «حزب الله»، تبقى الأزمة اللبنانية ليست في حالة رفاهية مع الوقت، خصوصاً في ظل وجود أزمة الجائحة وأزمة اقتصادية خانقة جعلت الليرة اللبنانية تتراجع أمام سعر صرف الدولار نحو ألف ليرة. اعتذار الحريري جاء بعد عشرين زيارة لقصر بعبدا، ما يؤكد سياسة النفس الطويل التي انتهجها الحريري، مقابل التعنت والرفض والتعاطي برفاهية مع الوقت من قبل الطرف المعرقل للتشكيل الحكومي في قصر بعبدا والضاحية الجنوبية، بينما لبنان والبلد وكما قال الحريري في اعتذاره عن تشكيل الحكومة: «الله يعين البلد».

 

هل يمكن تحقيق خلاص لبنان من خلال المسالك الدستورية؟

د. توفيق هندي/المركزية/18 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100724/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82-%d8%ae%d9%84/

المسالك الدستورية ثلاثة: إنتخابات رئاسية، إنتخبات نيابية، تشكيل حكومة.

للإجابة على هذا التساؤل، نورد أولا” الملاحظات العامة التالية :

1) إن هذه المعالجات، ولا سيما الإنتخابات النيابية، تتطلب وقتا” طويلا” نسبيا” في حين أن مسار تدهور الوضع سريع وسريع جدا”، وقد يودي بلبنان الدولة والكيان والشعب.

2) عندما تصبح قضية لبنان وجودية، لا يصح حينها إلا إتباع سياسة راديكالية ولن يعود السعي للوصول إلى السلطة الدولتية هو السبيل إلى التغيير. فمن الواضح أن لبنان هو تحت الإحتلال الإيراني، والدولة والمجتمع في حالة تحلل ولبنان يعيش حالة اللادولة. لذا، لا معنى للسعي لرئاسة جمهورية غير موجودة، أو السعي لتشكيل حكومة لا سلطة لها، أو المطالبة بإجراء إنتخابات نيابية تجدد شباب الطبقة السياسية المارقة، فتشكل حجة لبعض الخارج للتعاطي معها.

3) إن مآل الأوضاع في لبنان كما بأي بلد، يحدده أول بأول ميزان القوى. إن المكون الرئيسي لميزان القوى هو المكون العسكري-الأمني وهو يسبق بالأهمية المكونات السياسية والدولاتية والشعبية والإقتصادية والمالية والثقافية…، كما أن مكونات ميزان القوى هي داخلية وخارجية في آن معا”.

فداخليا”، حزب الله هو الأقوى عسكريا” وأمنيا”، كما أنه مسيطر على الطبقة السياسية ومفاصل الدولة كافة، مباشرة و/أو من خلال القوى التابعة له، ولا سيما على المؤسسات الدستورية الثلاث :

فرئيس الجمهورية هو حليفه إلى يوم القيامة، وهو يتمتع بالأغلبية الخالصة في البرلمان وأي حكومة سوف تشكل سوف يكون قرارها بيده.

أما خارجيا”، فبات واضحا” أن مفاوضات فيينا سوف ينتج عنها العودة إلى الإتفاق النووي بنسخته الأصلية، مع إبقاء موضوعي الصواريخ البالستية والتمدد في المنطقة خارج المفاوضات. فترفع العقوبات عن إيران وتتدفق الأموال الإيرانية المجمدة على الجمهورية الإسلامية ويتعافى الإقتصاد الإيراني ويفّعل بنيجتها فيلق القدس ومحور المقاومة، علما” أن حزب الله هو المكون الرئيسي للمجموعتين ونصر الله القائد غير المعلن لهما خلفا” لقاسم سليماني. يمكنكم الإطلاع على مقال لي تجدونه على حسابي وصفحتي فيسبوك بعنوان “قريبا” عودة إلى الإتفاق النووي”.

4) إنطلاقا” من سياسة المهادنة (appeasement) المتبعة من إدارة بايدن والإتحاد الأوروبي تجاه إيران، يمكن توصيف سياسة الغرب تجاه لبنان (أميركا، فرنسا، الإتحاد الأوروبي،…)، وعنوانها العريض هو : عدم وصول لبنان إلى وضع يستوجب تدخله الجدي. تتمحور هذه السياسة حول النقاط التالية :

أ) ضرورة تشكيل حكومة لمعالجة الأزمة الإقتصادية-المالية-الإجتماعية من خلال إجراء إصلاحات، إنما عمليا” حتى من دون هذه الإصلاحات.

ب) إعتبار أن عدم تشكيل الحكومة سببه داخلي بحت، وذلك مراعاة” لإيران بعدم التعرض إلى المشكلة الحقيقية، أي ضغط إيران إقليميا” من خلال الميليشيات التابعة لفيلق القدس وأطراف محور المقاومة للدفع بإتجاه إلزام بايدن بشروطها في مفاوضات فيينا. إن ترجمة هذا الضغط الإيراني في لبنان يتجسد بإمساك حزب الله بورقة تشكيل الحكومة وعدم الإفراج عنها إلا عند العودة إلى الإتفاق النووي بشروط إيران.

ج) التهديد بعقوبات لن تجدي نفعا”.

د) الضغط الكلامي لإجراء إنتخابات نيابية في وقتها.

ثمة من يطرح إستقالة رئيس الجمهورية كمدخل لإعادة إنتاج السلطة كونه المسؤول الأول عن وضع البلاد وحليف حزب الله الأساسي والذي يؤمن له الغطاء المسيحي. ثمة إستحالة لتحقيقه سياسيا” وشعبيا” حتى عبر مسيرة مليونية تطالب بالإستقالة على أبواب بعبدا. الرئيس عون لن يستقيل وهو إن أراد، يمنعه حزب الله من ذلك، وهذا الأخير قادر على منعه. من ناحية أخرى، لا شك أن البديل عنه بنظر حزب الله هو جبران باسيل الذي فضّل الحزب على أميركا عندما خيّر بينهما. وحزب الله يمتلك الأغلبية النيابية لإنتخابه وبري لا يمكنه مناقضة حزب الله إذا طلب منه أن يفسر المادة 49 من الدستور عبر مكتب المجلس بإمكانية إنتخاب الرئيس بالأغلبية العادية. وما هّم حزب الله إذا كان رئيس جمهورية لبنان واقعا” تحت العقوبات الأميركية (التي قد لا تدوم مع بايدن)؟! العكس صحيح لأن هذه العقوبات تجعل باسيل أكثر حاجة” لحزب الله وإلتصاقا” به للذهاب بلبنان شرقا”.

أما الطرح الثاني، فهو طرح حكومة مستقلين أو غير حزبيين أو حكومة مهمة. فهو أيضا” مستحيل التحقيق ليس فقط بسبب أو بحجة تناقض مصالح أطراف الطبقة السياسية المارقة (وهم من غير اللاعبين بل الملعوب بهم!) بل أساسا” لأن تشكيل الحكومة مرتبط بإرادة حزب الله. في مطلق الأحوال، لن يقبل حزب الله بتشكيل حكومة إلا إذا كان له اليد الطولى فيها. هل هو قادر على ذلك؟! نعم لأنه يمتلك السلاح والسطوة الكاملة على الطبقة السياسية.

وإستطرادا”، إذا إفترضنا أن أحدهم أصبح وزيرا”، وهو “آدمي” وذات إختصاص ومن صفوف الثورة، ماذا عساه أن يفعل وإدارة وزارته من أعلى الهرم إلى إسفله تنتمي إلى هذا “الزعيم” أو ذاك؟!

أما الطرح الثالث، فيعتبر أن المدخل لإنتاج سلطة بديلة يكون من خلال إنتخابات نيابية مبكرة أو غير مبكرة ينتج عنها أغلبية جديدة فرئيس جديد وحكومة جديدة. ولكن لماذا يخاطر حزب الله ولو بواحد بالمئة بأي إنتخابات مبكرة أو غير مبكرة يمكن أن تفقده الأغلبية النيابية المباشرة التي من خلالها يتحكم بسهولة بالمسارات والآليات الدستورية وبالمؤسسات الدستورية الثلاث؟! وإستطرادا”، في حال فقدانه لها،  لن تتأثر كثيرا” سطوته على الطبقة السياسية، إنما إنتخاب باسيل يتطلب حينها ضغوط أكبر عليها. والبديل عن الإنتخابات عنده هو تمديد ولاية البرلمان. وما أسهل إختلاق المبررات (أحداث أمنية، خلاف حول قانون الإنتخاب،…)!

أما إذا إفترضنا أن المستحيل حدث، وهو أن يقبل حزب الله بإجراء إنتخابات نيابية وكان إجرؤها تحت ضغط الخارج ورقابته، فلن يكون التغيير ذات شأن من حيث تمثيل الثورة، ولو حصّلت هذه الأخيرة بعض النجاحات المحدودة.

فلا يزال حزب الله والطبقة السياسية المارقة بمكوناتها كافة تمتلك عناصر القوة التالية: غطاء السلاح الذي يؤمنه حزب الله لنفسه ولها، المال الوفير المتراكم منذ سنين من خلال نهب المال العام والخاص ومن خلال “المساعدات” الدسمة من الخارج، التنظيم الحزبي، إمتلاكها الخبرة الإنتخابية، إمتلاكها الماكينات الإنتخابية المجربة، الإمساك بإدارة العملية الإنتخابية، المساعدة الهامة التي توفرها لها الدولة العميقة وأخيرا” غباء بعض الحالات الشعبية الغنمية التي تؤلّه “زعيمها” الفاسد الذي “بياكل وبتطعمي”.

من الخطء أن تنادي بعض الثورة عن حسن نية عند بعضهم وعن سؤ نية عند بعضهم الآخر، بالمطالبة بإجراء الإنتخابات لأن لها قواعد شعبية تريد أن تحافظ عليها و/أو تناغما” مع بعض الخارج. لماذا؟ لأن إجراء الإنتخابات تحت الإحتلال لا يخدم إلا الإحتلال ولأن منطق التغيير من خلال إجراء الإنتخابات خاصة أو من خلال الآليات الدستورية عامة يناقض منطق خريطة الطريق التي توصل إلى خلاص لبنان. فلمن يريد أن يحافظ على قواعده الشعبية يمكنه الإستعداد العملي للإنتخابات دون المطالبة بها كوسيلة للتغيير وأن يناقض نفسه بنفسه.

خارطة الطريق لخلاص لبنان التي عرضتها مرارا” والوحيدة المجدية برأيي:

لبنان في خضم الصوملة الكاملة النهائية، و”الحبل عالجرار”، مما سوف يحوله إلى قنبلة موقوتة تهدد الأمن والإستقرار والسلام الدولي والإقليمي، ويحوله بالتالي تهديدا” للمصالح الدولية والإقليمية.

كيف ؟ الطرف الوحيد في لبنان الذي سيزداد قوة” وفعالية” وقدرة” على التدخل في المنطقة، ولا سيما مع رفع العقوبات عن إيران، هو حزب الله في بحر من الفوضى الأمنية في المناطق اللبنانية الخارجة عن نفوذه المباشر، بالإضافة إلى إمكانية كبيرة لتطور دراماتيكي خطير لوضع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وبعض اللبنانيين خاصة في شمال البلاد، من حيث سهولة إختراق بيئتهم من داعش وأخواتها، بالإضافة أيضا” إلى إمكانية كبيرة لحدوث هجرة غير شرعية إلى أوروبا.

لكل هذه الأسباب، تراني مقتنعا” بأن مصلحة أميركا وروسيا وحتى الصين والدول الغربية والدول العربية والإقليمية الوازنة يمكنها أن تتلاقى في مرحلة ليست ببعيدة على معالجة جدية للوضع في لبنان.

وهنا يبرز دور بكركي المحوري في مسيرة التدويل الإنقاذية لملأ الخواء الوطني الذي أحدثته الطبقة السياسية المارقة. فبكركي تدعم ثورة الشعب اللبناني وتطالب بتحقيق الحياد الناشط والإيجابي وبمؤتمر دولي، إستنادا” على المرجعيات التالية:

المرجعيات اللبنانية: وهي الدستور، ووثيقة الوفاق الوطني (إتفاق الطائف 1989)، وإعلان بعبدا (2012) المعتمد كوثيقة رسمية من قبل الأمم المتحدة.

المرجعيات العربية: ينتمي لبنان إلى العالم العربي وهوعضو مؤسس لجامعة الدول العربية ويلتزم ميثاقها ومقررات قممها.

المرجعيات الدولية: وهي شرعة الأمم المتحدة، والشرعة العالمية لحقوق الإنسان، وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بلبنان لا سيما القرارات 1559 و 1680 و 1701، وإتفاقية الهدنة مع إسرائيل الموقعة في آذار 1949.

ولكن، ما هي خريطة الطريق التنفيذية من أجل تحقيق هذا التدويل ؟

إن مفتاح الحل يكمن بالعمل الديبلوماسي الجاد لإقناع أصحاب القرار الدولي بأن مصلحتهم هم، هي بخلاص لبنان وليس بإندثاره وأن تقدم لهم خارطة طريق قابلة التحقيق مرتكزة على تدويل الوضع اللبناني بمعنى إتخاذ مجلس الأمن قرارا” يضع قرارات مجلس الأمن 1559 و 1680 و 1701 تحت الفصل السابع ويوسع مهام القوات الدولية (Finul) ويتخذ قرار بوضع لبنان تحت الإنتداب الدولي وفقا” للفصل الثاني عشر والثالث عشر من شرعة الأمم المتحدة، وذلك لأن لبنان بلد مخطوف  ليس بمقدوره أن يحرر نفسه ولأن اللبنانيين باتوا غير قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم ولأن لبنان محتل ولأن الدولة اللبنانية باتت في خبر كان وبالتالي فقدت عضويتها حكما” في الأمم المتحدة ولأن لبنان أسير قضية إنسانية غير قابلة للمعالجة لبنانيا” في ظل سلطة مجرمة، والأهم أن لبنان بات قنبلة موقوطة للأمن والإستقرار والسلام في المنطقة.

في إطار الوصاية الدولية الآنفة الذكر، يجب تشكيل سلطة مؤقت عسكرية-مدنية على شاكلة ما حدث في السودان، مشكلة من نخبة عسكرية ونخبة مدنية، تعلق الدستور وتعمل تحت الرقابة الدولية على تنظيف مؤسسات الدولة كافة من آثار المحاصصات والفساد بهدف العودة في مرحلة لاحقة إلى تنفيذ الدستور. فتجرى حينذاك إنتخابات نيابية وفق قانون جديد ثم إنتخابات رئاسية وتشكيل حكومة، مما يشكل تمهيدا” لرفع الوصاية الدولية وتعافي لبنان السريع في كل المجالات، ولا سيما في المجالين الإقتصادي والمالي، على قاعدة إعادة ثقة الشعب وثقة المجتمع الدولي والعربي والإنتشار اللبناني بالدولة اللبنانية.

عندها، تصبح الطريق معبدة داخليا” وخارجيا” لإستحصال لبنان على حياده الناشط والإيجابي، صونا” لكيانه ودولته وشعبه على المدى الإستراتيجي.

ويبقى كل الأمل في أن شبيبة الثورة سوف تعرف كيف تحافظ على لبنان وتمنع إعادة إنتاج طبقة سياسية مارقة بعد قيام السلطة المؤقت بإقتلاع آثارها في مؤسسات الدولة كافة.

 

واقعية الأسد وخطايا العرب في سورية

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/18 تموز/2021

خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في جلسة القسم لولاية رئاسية رابعة كان واقعياً بمقاربته لوضع بلاده، إذ لم يلجأ إلى لغة الشعارات الحماسية كما هي عادة زعماء الجمهوريات الثورية، بل مد يد التعاون إلى كل العرب، رغم ما ارتكبوه من خطايا ضد سورية، نظاماً وشعباً، وهي الرسالة الواجب عربياً فهمها جيداً.

في هذا الشأن لا بد من تنحية خطاب الأحقاد الغرائزي في التعاطي مع سورية، فلا نتهم الرئيس المنتخب من شعبه، حتى لو بنسبة لا تتعدى 50 في المئة أنه مغتصب سلطة، لأن هذا القول مردود عليه بكثير من الواقعية، فغالبية الحكام العرب يعتبرون مغتصبي سلطة، فلا الأكثرية المذهبية أو الطائفية هي من تحدد شرعية الحاكم، لأن الانتخاب رغم علله هو نوع من ممارسة الديمقراطية. عندما فاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة لم يخرج أحد من الأميركيين ويقول إن الرجل اغتصب الحكم، حتى في إيران، التي كانت نسبة الاقتراع فيها نحو 43 في المئة، ورغم كل النقائص التي تعتري الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، قبل الجميع بالنتيجة. الحكم في أي بلد شأن داخلي، وليس لأحد من الخارج أن يحدد إذا كان الحاكم، الذي اختاره الشعب، شرعياً أو غير شرعي، وثمة عبرة في تاريخ بريطانيا حين غير الملك هنري الثامن في القرن السادس عشر مذهب المملكة الديني من أجل قصة حب انتهت باتهام زوجته بالزنا فيما بعد، يومذاك قبل الشعب هذا التغيير من دون قمع، بينما المعارضة جاءت من الكرسي البابوي لأن الكنيسة كانت تسيطر على غالبية ثروة بريطانيا حينها، ولم تخرج تظاهرات تطالب بتنحي الملك لأنه غيَّر مذهب الدولة، ولا تجمع المرتزقة من مختلف دول العالم لقتله كما جرى في سورية التي كانت أبرز التهم الموجهة إلى الرئيس أنه ينتمي إلى الطائفة العلوية. هذا التجييش المذهبي هو الذي أدى الى تخلف العالم العربي، فالاحتكام إلى إثارة الغرائز، منع تطور الدولة، بل أدى إلى تفككها، وأفسح في المجال لاحتلالها عبر ميليشيات وعصابات تابعة لقوى خارجية طائفية، كما هي حال نظام الملالي مع لبنان والعراق واليمن. على العرب الاعتراف أنهم أخطأوا مع سورية، ونظامها، وسعوا إلى تخريبها، وأنفقوا عشرات المليارات في هذا الشأن، لكن الحصيلة كانت بقاء النظام، الذي وصفوه بكل المثالب، فيما كان جيشه يدافع عن نفسه وبلده، وهو حق مشروع. سنوات الحرب العشر في سورية فرضت التدخل الإيراني والتركي والروسي، فيما كان على العرب، ولا يزال من واجبهم، العمل على مساعدة دمشق والوقوف إلى جانبها من أجل التخلص من هذه القوى الأجنبية، والإقلاع عن الخطاب المذهبي فالعالم اليوم تحكمه قوانين عصرية وليس الكيدية المذهبية التي تزدحم بها خطب المساجد والحسينيات التي أغرقت العالم العربي في بحور الدم، تماماً كما كانت أوروبا العصور الوسطى التي لم تخرج من نفق الظلام الدموي إلا بالدولة المدنية.

 

الاحتلال الإيرانيّ لا ميشال عون

حزب الله هو المشكلة يا دولة الرئيس وليس ميشال عون..

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 18 تموز 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100729/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%91-%d9%84%d8%a7-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84/

فيما عدا الإشارة إلى انتساب سليم عيّاش، المدان دولياً بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلى حزب الله، والنقد العابر لقلّة جهود الحزب في تليين موقف ميشال عون في مفاوضات تشكيل الحكومة، غاب الحزب وغابت إيران عن المقابلة الأخيرة للرئيس سعد الحريري. خلاصة اللقاء أنّ عون هو مشكلة لبنان، أو أنّ تحالفه مع حزب الله الذي “يريحه على وضعه” هو المشكلة.

خلاصات الحريري ليست قصوراً في الفهم، وهو أكثر مَن اختبر الجانب الدموي في سلوك حزب الله، مِن رفيق الحريري إلى محمد شطح، مروراً، داخل بيته، بوسام الحسن ووسام عيد، وقذائف السابع من أيار على جدران قصره. لكنّها خلاصات لا تزال تقيم في المكان نفسه لمنطق التسوية الذي يستحيل كلّ مرّة استسلاماً للوقائع، وتفكيراً بالتمنّيات بأنّ المعركة التي يخوضها حزب الله لا يمكن أن تكون في الواقع المعركة التي يُحكى عنها، لا في لبنان وحسب، بل في الإقليم برمّته.

خلاصات الحريري ليست قصوراً في الفهم، وهو أكثر مَن اختبر الجانب الدموي في سلوك حزب الله، مِن رفيق الحريري إلى محمد شطح، مروراً، داخل بيته، بوسام الحسن ووسام عيد، وقذائف السابع من أيار على جدران قصره

توقّفت عند غياب إيران عن نصّ المقابلة، لأنّ إيران في لحظة تصعيد عالي السقف من العراق إلى اليمن إلى فيينا.. ولا سبب عندي للاعتقاد أنّ لبنان سيكون خارج ساحات التصعيد، ولا سيّما أنّه ساحة الاحتلال الإيراني الأوضح..

لنترك ميشال عون جانباً.. الرجل يمتلك كلّ مواصفات النزق السياسي والعناد والسلبيّة، وهذا تعريف دقيق لتجربته في كلّ مفاصلها الرئيسيّة.. هكذا تصرّف مع أمين الجميّل، ومع سمير جعجع، ومع البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، ومع حافظ الأسد، ومع حزبه وتيّاره وبناته، ومع كلّ قريب وبعيد.. بيد أنّ كلّ هذا النزق ما كان ليصير ما صاره، وعون هو الرئيس، من دون أن يخضع “للتخصيب” في “أجهزة الطرد المركزي” السياسية لحزب الله. هنا بيت القصيد.

أحياناً، تنطبق على السياسة قواعد الرياضيات، وأهمّها، في حالة ارتباك البحث عن الحلّ، العودة إلى أساس المشكلة في المعالجة.

لنعد إلى الأساس. مَن قتل رفيق الحريري، وهو حزب الله بحسب الإشارات الضمنيّة لقرار المحكمة الخاصّة بلبنان، قتله في سياق مشروع توسّع مذهبي أعقب سقوط صدام حسين في العراق، واستفاد من وفاة ياسر عرفات في فلسطين، ورأى في الحريري حائط سدّ، وقائداً لمجموعة سياسية لبنانية في الغالب، سنّيّة في التفاصيل، عربية في الانتماء، دوليّة في الحضور والمعنى، تجب إزالتها.. وأُزال الحريري في 14 شباط 2005.

ومنذ تلك اللحظة يعمل هذا العقل الإيراني على منع ولادة بديل سنّيّ، عربي، دولي، في عموم المشرق العربي، ولا سيّما في لبنان حيث إمكان الولادة كان أكبر من أيّ مكان آخر، بسبب الإرث العميق للحريرية الوطنية، ولأنّ سنّة لبنان نجوا، حتى الآن، من لعنات التهجير وتدمير حواضرهم على يد القتيل قاسم سليماني، من الموصل إلى إدلب وما بينهما وفوقهما وتحتهما… ولأنّ لسُنّة لبنان خصوصية حريرية هي قدرة التجسير مع بقية الطوائف والتخفيف من المكوِّن الطائفي في الهويّة السياسية..

إذا كان لبنان محتلّاً إيرانيّاً عبر ميليشيا حزب الله، فإنّ عون ليس أكثر من ضابط الارتباط الذي يعيّنه الاحتلال ويديره الاحتلال ويشغّله الاحتلال

في سياق جهود هذا العقل الإيراني، صُمِّمت الانتخابات النيابية الأخيرة بطريقة واضحة تُوْكِل إلى سلاح حزب الله تعطيل كل التفاصيل التحديثية في قانون الانتخاب، وجاءت نتائجها متوافقة مع مقاصد مديريها، إذ سدّدوا عبرها ضربة سياسية وشعبية هائلة للحريري. في تلك الأيام كان يردّد أمامي أحد العارفين ببواطن التقيّة الشيعيّة أنّ الهدف العميق لحزب الله هو “هرغلة” سعد الحريري و”إنهاؤه”.. ومضت استراتيجية “الهرغلة” باستدراج الحريري بشكل غير مفهوم حتى اللحظة، إلى إعادة طرح نفسه مرشّحاً لرئاسة الحكومة، لتجري مراوغته لتسعة أشهر قبل إخراجه على النحو المثير للشفقة الذي خرج به.. في قصر بعبدا لم ينجح في إنتاج لحظة تلفزيونية وهو يعلن قرار الاعتذار. وهي واحدة من أهم اللحظات في أرشيفه السياسي، بل أرّخ تلك اللحظة الوجومُ في صوت الصحافيين الذين فاجأهم الاعتذار وهو متوقّع..

أمّا من المقابلة الأسوأ في تاريخ ظهوره الإعلامي، فليس بوسع مَن تابعها أن يذكر عبارة واحدة تعلق في الذهن، أو لمعة سياسية تذهب مثلاً.

كلّ هذا من فعل حزب الله لا ميشال عون، أياً تكن الوظيفة الأداتيّة لعون في هذا السياق. فإذا كان لبنان محتلّاً إيرانيّاً عبر ميليشيا حزب الله، فإنّ عون ليس أكثر من ضابط الارتباط الذي يعيّنه الاحتلال ويديره الاحتلال ويشغّله الاحتلال..

ميشال عون ليس مشكلة لبنان، بل الاحتلال الإيراني عبر ميليشيا حزب الله، وهذا ما كان يرتّب على الحريري أداءً مختلفاً منذ الأيام المئة الأولى للتسوية، أو الأسبوعين الأوّلين بعد مؤتمر سيدر، في أبعد تقدير، وأن يخرج إلى المعارضة ويغامر بتسليمهم البلد بالكامل، حتى إذا ما جاء الانهيار، كان الانهيار، كما هو الآن، النتيجة المباشرة لحكومة الاحتلال الإيراني.

هذا كلام تأخّر كثيراً. انتهت البلاد التي يكون لمثل هذا النقاش فيها معنى. فلا الحريري قادر على الحكم ولا مكان له على مقاعد المعارضة..

صحيح أنّ الحريريّة لم تنتهِ .. لكنّها جزء من ذاكرة بلاد انتهت، تماماً كما أراد حزب الله..

حزب الله هو المشكلة يا دولة الرئيس وليس ميشال عون..

 

"باسيل" سياسيّ لبنانيّ أم كائن فضائيّ

عماد الدين أديب/أساس ميديا/الأحد 18 تموز 2021

كان ونستون تشرشل يقول: السلطة هي حلم كلّ سياسيّ، ولكن يبقى السؤال: وفق أي شروطّ؟

هنا يبرز السؤال الكبير: إذا كان معالي جبران باسيل يسعى إلى السلطة من خلال الحصول على منصب رئيس الجمهورية المقبل، فهل في ذلك أيّ لوم أو خطأ أو خطيئة؟

الإجابة المباشرة: من حقّ معاليه أن يسعى إلى الترشّح ما دامت تنطبق عليه شروط الدستور.

معاليه مسيحي، ماروني، وزير سابق، نائب، حاصل على شهادة الهندسة، وحتى الآن لا توجد أيّ موانع قانونية تمنع ترشّحه.

أزمة معاليه أنّه يؤمن بأنّ الترشّح يأتي بالوراثة لكونه متزوجاً ابنة الرئيس.

أزمة معاليه أنّه يؤمن بأنّ الصوت المسيحي وحده هو صاحب الحقّ الحصري في تقرير مستقبل لبنان.

أزمة معاليه أنّه يؤمن بأنّ الموارنة وحدهم دون سواهم هم "معمل" صناعة الزعماء.

أزمة معاليه أنّه يؤمن بأنّ التيار الوطني الحر، الذي يرئسه، هو وحده دون سواه صاحب الامتياز الحصري في تمثيل طائفة المسيحيين الموارنة في السلطة.

قاعدة القوّة لدى معاليه هي أنّه رئيس مجلس إدارة قصر بعبدا، بمعنى أنّه الرئيس الظلّ الذي يتعيّن على أيّ قرار كبير أو صغير

أزمة معاليه أنّه يؤمن بأنّه هو الفرد الواحد الوحيد المنفرد المؤهّل لقيادة البلاد والعباد.

ولأنّه يؤمن بهذه الضلالات السياسية التي تُعبِّر عن نفسيّة تعيش في عالم خاصّ بها بعيد تماماً وكلّيّاً عن حسابات الواقع، قرّر معاليه أن يفعل كلّ شيء وأيّ شيء، وبأيّ ثمن، كي يصل إلى منصب الرئاسة.

قاعدة القوّة لدى معاليه هي أنّه رئيس مجلس إدارة قصر بعبدا، بمعنى أنّه الرئيس الظلّ الذي يتعيّن على أيّ قرار كبير أو صغير (.....)، فيه تعيينات إدارية أو توظيفات حكومية، أن يمرّ من خلاله، ويحصل على "بركته" السياسية.

هذا كلّه خلق حالة يعرفها كلّ سياسيّ في لبنان، وهي أنّ قرار الرئاسة في لبنان له قناة واحدة اسمها جبران باسيل.

حتى القضايا، التي يقتنع بها فخامة الرئيس مع غيره من الساسة عند اتصاله أو لقائه بهم، ويمنح موافقته المبدئية أو حتى النهائية عليها، يعود بعد مراجعة معاليه إلى إلغائها أو تأجيلها أو تعديلها.

من هنا لا يمكن أن تتمّ عمليّات إرساء الكهرباء، أو الطرق أو السدود أو المحاجر والمرافىء، أو استيراد البترول والمازوت إلا عبر إرادة ومصالح معاليه.

هو موجود في كلّ قرار عبر "بعبدا"، وعبر وجود "عمّه" في جلسات مجلس الوزراء، وعبر كتلته البرلمانية في المجلس.

إنّها جمهورية جبران، وليست جمهورية لبنان.

قوّة جبران من عمّه، وقوة عمّه من دعم حزب الله، وقوة حزب الله من إيران.

إذن معاليه هو وكيل عن عمّه الوكيل عن الحزب الوكيل عن إيران.

هنا يُصبح "المُشغِّل الرئيسي" لجبران هو رجل قابع في طهران.

لذا يُخطىء مَن يعتقد أنّ جبران هو وحده صاحب المصلحة في تعطيل تشكيل حكومة بلا ثلث معطِّل، وتضمّ اختصاصيين غير حزبيين.

قرار تعطيل الحكومة مرتبط بالأجندة الإيرانية في المفاوضات النووية في فيينا.

لبنان هو ورقة من أوراق الابتزاز النووي التي تستخدمها إيران في صفقة المقايضة مع الدول الـ"5+1".

هل لدى إيران، وحزب الله، وسوريا، وميشال عون والتيار الوطني الحر جميعهم مجتمعين القدرة على تنصيب جبران باسيل رئيساً لجمهورية لبنان؟

الإجابة لديها ثلاثة عناصر:

1- حسابات القوى.

2- الكتلة التصويتية في البرلمان.

3- الرأي العام اللبناني ككلّ.

يخطىء معاليه في اعتقاده أنّ الدعم الحالي الذي يحصل عليه في "حياة الجنرال"، متّعه الله بالصحة والعافية، سيستمرّ كما هو في حال رحيله.

المذهل أنّ كل ما يفعله معاليه من كيد سياسي، واغتيال معنوي لمعارضيه، وتعطيل كامل إلى حدّ الشلل لمؤسسات الدولة عبر سيطرته على قرار بعبدا، لن يساعد أو يُمهّد له الطريق لمقعد الرئاسة

ويخطىء معاليه في ظنّه أنّ أركان التكتّل (التيار الوطني الحر، أنصار سوريا، حزب الله) لن يبيعوه لِمَن يعطيهم ميزات سياسية أفضل عندما تحين لحظة الاختيار والمفاضلة لمنصب الرئيس.

ويخطىء معاليه إذا اعتقد أنّه زعيم شعبوي جماهيري يجمع بين شعبية فؤاد شهاب وانضباط إلياس سركيس والخبرة المحليّة لإلياس الهراوي.

يخطىء معاليه إذا اعتقد أنّه قادر صباح اليوم أن يسير بحراسة أو بلا حراسة في منطقة "الجمّيزة" أو "وسط بيروت" أو "الشوف" أو "طرابلس" أو "صيدا".

يخطىء معاليه إن يعتقد أنّه يمكنه أن يحصل على مقعد الرئاسة وهو يهمّش نصف تيّاره وبقيّة الموارنة وكلّ المسيحيين، وغالبيّة السُنّة ومعظم الدروز وبعض الشيعة.

لا يمكن، حسب تركيبة لبنان، أن يأتي رئيس الجمهورية إلا بصيغة توافقية.

ولا نريد أن نعكّر صفو معاليه إذا قلنا إنّه يحصل دائماً في كلّ استقصاءات وأبحاث الرأي العام على الترتيب الأول في تصنيف السياسي الأكثر كراهية في لبنان.

المذهل أنّ كل ما يفعله معاليه من كيد سياسي، واغتيال معنوي لمعارضيه، وتعطيل كامل إلى حدّ الشلل لمؤسسات الدولة عبر سيطرته على قرار بعبدا، لن يساعد أو يُمهّد له الطريق لمقعد الرئاسة.

بالحسابات السياسية والمنطقية الإنسانية فإنّ جبران باسيل يتآمر على مستقبله السياسي بفاتورة باهظة يدفع ثمنها 4,5 ملايين لبناني.

إنّها لحظة تاريخية تواجه كلّ صاحب سلطة على أيّ مستوى، وتنطبق عليها مقولة "مونتسكيو" الخالدة: "إذا أردت أن تعرف أخلاق أيّ رجل، فضَعْ السلطة بين يديه، ثمّ أنظر كيف يتصرّف".

إنّها عبث العبث، واللامنطق في علم المنطق الإنساني.

ذلك كلّه يوصلني إلى قناعة كنت أشكّ فيها لزمن طويل، فتأكَّدَتْ بعد إفشال حكومة الحريري الأخيرة، وهي: "إنّ هناك شكّاً كبيراً في أنّ حسابات جبران السياسية لا علاقة لها بعلوم البشر. إنّها حسابات كائن فضائيّ".

 

بعبدا لم تُسقطْ الحريري!

محمد قواص/سكاي نيوز/18 تموز/2021

حوالي تسعة أشهر مضت دون أن يُسمح لسعد الحريري بتشكيل حكومته. وتعبير "يُسمح" يعود إلى فعل مقصود مبيّت ونهائي لمنع الرجل من إنجاز مهمته. والاستنتاج بسيط مفاده أن الحريري كُلّف بالمهمة على مضض وجرى بدأب وخبث تعجيزه حتى اليأس، وأن الحريري الذي، من خلال التسوية الرئاسية الملتبسة، قدّم لعون ما لا يجيزه الدستور وما لم يقدّم لرئيس جمهورية من قبل، يدفع هذه الأيام ثمن خطأ تطور إلى خطيئة.

العنوان المزيّف لهذا السلوك موجود في بعبدا يتولاه رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي بزعامة صهره جبران باسيل. مادة هذا السلوك في الشكل دفاع عن "حقوق المسيحيين"، وهو شعار ناجح ناجع، نهل منذ عودة عون من منفاه عام 2005. من غرائز مسيحية أهدته الدعم ومحضته بكتلة برلمانية وازنة. غير أن مادة هذا السلوك في المضمون تنحصر في صيانة وتدعيم حظوظ "الصهر" في وراثة العمّ في منصبه والسطوّ على أي حكومة ستصل بالبلد إلى برّ الانتخابات في العالم المقبل.

ذلك هو العنوان المزيّف الذي يُتاح لأصحابه التغطرس دون رادع ضد كل القوى السياسية التواقة إلى تشكيل حكومة تنتشل البلد من مصابه ومصائبه. أما العنوان الحقيقي فهو في مكان آخر.

الظاهرة العونية هي حقيقة لا لبس فيها داخل المجتمع المسيحي اللبناني، وتعبّر في اللاوعي الجمعي عن "مظلومية" مزعومة فرضها اتفاق الطائف عام 1989 الذي انتزع صلاحيات من موقع الرئاسة المسيحي ومنحها للحكومة مجتمعة، أي إلى مجلس تنفيذي تجتمع داخله القوى السياسية في البلد. وبما أن رئاسة الحكومة، وفق الأعراف اللبنانية، هي المركز الأول للسنّة في النظام السياسي، فكان يسهل تسويق كراهية طائفية ضد الآخر لاسترجاع حقوق الذات.

التمرين سهل بسيط يستخدمه كل الشعبويين في الماضي والحاضر ويستند على تلفيق روايات تعظّم من حجم الأنصار والمقترعين. وعلى الرغم من أن قوى مسيحية أساسية وتاريخية في حكاية البلد، بما في ذلك البطريركية المارونية، كانت داعما ومؤسسا ورافدا لاتفاق الطائف، وعلى الرغم من تنامي نضجّ ووعيّ داخل المجتمع المسيحي حول أصول الشراكة التي تقادمت عن "ميثاق" بشارة الخوري ورياض الصلح لعام 1943، فإن العونية وجدت لها أصولا وروافد تلهمها نوستالجيا مسيحية لا تعترف بالزمن.

على أن تلك الظاهرة في تطوّرها لا تعتمد على دينامياتها الذاتية حصراً. فتلك البضاعة التي تمنحها حيّزا، لا يمكن أن تسلّحها بالتفوّق الذي يجعل منها موطن حلّ وربط في العملية السياسية في السنوات الأخيرة. وليس عبقرية اكتشاف خصال الدعم غير المشروط الذي يحظى به عون وتياره من قبل حزب الله منذ "تفاهم مار مخايل" عام 2006، فعظّم من شأن الذاتي وضخّ بها جرعات الغرور والتعجرف والاستهزاء بكل الطبقة السياسية في لبنان.

لا يمكن لحزب الله الذي يفاخر علنا بالولاء التام لجمهورية الوليّ الفقيه في إيران أن يجد حليفا وفيّا مخلصا مُذعنا داخل الوسط المسيحي كالذي وجده في عون وصحبه. برر عون كل الأدوار التي قام بها الحزب، وكل الآثام التي ارتكبها داخل لبنان، وكل الحملات ضد العرب والعالم التي شنّها من لبنان، موفّرا في الداخل اللبناني كما لدى الدائرتين العربية والدولية غطاء سياسيا مسيحيا لا لبس فيه. بالمقابل ثمّن الحزب انجازه في "مار مخايل"، وسمّن نفوذ شريكه في ذلك "التفاهم". وقف داعماً له حين منع تشكيل الحكومات دون عضوية "الصهر"، أو حين أقفل قصر بعبدا وردع أي انتخابات لا تأتي بميشال عون، فقط، رئيسا للجمهورية.

ليس صحيحاً أن حزب الله يجاري عون، بل أن الأخير وفريقه يتحركان فقط ضمن الهامش الذي يتيحه هذا الحزب. يُروى أن عون قد رفع من سقف مطالبه حين كان الفرقاء اللبنانيون يتفاوضون في الدوحة لانتاج التسوية الشهيرة عام 2008. وحين أفضت الاتصالات إلى تسهيل طهران أمر تلك التسوية، فرض حزب الله على حليفه انهاء الجدل وتوقيع الاتفاق. وعلى هذا، فمتاح للحليف التعنت والتعطيل ورفع السقوف طالما أن أجندة الحزب ومن خلفه طهران تبيح ذلك ولا تردعه إرادة مضادة يكفي أن تومي بها.

أسقط ميشال عون سعيّ سعد الحريري برعاية ودعم كاملين من حزب الله. جرت مدارة الأمر خلال أشهر التكليف وفق واجهات خبيثة لم تخجل من الاستهتار بحال الانهيار الذي يفتك بالبلد. جرى الحرص على تكرار تسريبات مضجّرة تبالغ في تأكيد تمسّك الحزب بالحريري ودعمه في مهمته. وجرى أيضا خروج أمينه العام متصنعا الحياد في شأن يفترض أنه يمتلك مفاتيحه، طالباً وساطة شريكه زعيم حركة أمل نبيه بري. وجرى أيضا ضخّ أنباء لا تحترم العقول عن مشادات حصلت بين جبران باسيل وبين موفدين من الحزب (وفيق صفا وغيره) للإيحاء بأن الحزب يسعى ويستميت من أجل الحلّ دون طائل.

لم تأت أي إشارة من طهران تعطي الضوء الأخضر لقيام حكومة يرأسها الحريري كي يتحول سعي الحزب "الدؤوب" إلى أمر عمليات حازم. تفاوض إيران أميركا في فيينا، فيما واشنطن وباريس والرياض والقاهرة وغيرها يدفعون باتجاه انضاج طبخة حكومية. تتولى تلك العواصم التحرك وممارسة الضغوط فيما طهران مستثناة من أمر هي صاحبة الأمر به دون منازع. فلماذا تتبرّع إيران برفع يدها مجانا في عزّ موسم المفاوضات والمواجهات التي وفقها يتحدد موقع إيران المقبل ومستقبلها.

تملك إيران أوراقها في "العواصم الأربع" ولن تسلّم تلك الأوراق إلا على طاولة التسويات الكبرى. فإذا ما كان لبنان ميداناً يهمّ العرب والعجم إلى درجات تتصاعد، فحريّ بالحليف في بعبدا أن يقفل أي مخارج لا يرضى الوليّ الفقيه بفتحها، وردّ الحريري وغيره عن حكم بيروت طالما أن قرارها في طهران.

 

هؤلاء هم قتلى حزب الله ومجندوه بسوريا: صُورْ نموذجًا

محمد أبي سمرا/المدن/18 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100720/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d8%b1%d8%a7-%d9%87%d8%a4%d9%84%d8%a7%d8%a1-%d9%87%d9%85-%d9%82%d8%aa%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d9%85/

من مدينة صور الجنوبية هذه الشهادة التي تروي بعضًا من أحوالها في زمن التعبئة والتجنيد اللذين اتبعهما "حزب الله" لحضّ فتيانها وشبانها على القتال في سوريا ضد ثورة شعبها، وإلى جانب نظام بشار الأسد. وقد روى هذه الشهادة شاب من صور ونشأ وتربى فيها. وقد سبقتها حلقة أولى في "المدن" 11 تموز الجاري.

"قوقعة" مصطفى خليفة

كانت قد مضت أكثر من سنة على بداية الثورة السورية لما قرأتُ في الرابعة عشرة من عمري كتاب "القوقعة" لمصطفى خليفة، فهالني وروعني ما قرأتُ فيه عن سجون نظام حافظ الأسد: شهادة روائية ملحمية في سوداويتها عن مسالخ بشرية، كشفت لي وقائعها حقيقة ذاك النظام الذي راح "حزب الله" يرسل مقاتليه ومجنديه للدفاع عنه ونصرته على ثورة السورين عليه للخلاص منه ومن سجونه – المسالخ البشرية. وقبل قراءتي "القوقعة" لم أكن أقوى بعدُ عن التعبير بسهولة عن عدم قناعتي بما يقوله "حزب الله" ويذيعه في تعبئته العامة في صور ضد الثورة السورية، تمهيدًا لقتاله إلى جانب نظام الأسد، فزودني ذاك الكتاب - الشهادة الحية عن سجونه التي ليست سوى مرآة خفية ولما فعله ويفعله بالسوريين، وذهب "حزب الله" إلى ديارهم ليساعده في أفاعيله، التي لا يمكن لقضية مهما كبُرت أو صغرت أن تسوِّغها وتمنحها ذرة من الصدق والحق. فأي قضية يمكنها أن تبرر ذلك المسلخ البشري الذي وصفه خليفة في قوقعته؟!

لذا حملني ما قرأت في كتابه – الشهادة على حسم خياري وموقفي من نظام الأسد وداعميه جميعًا: لم أعد قادرًا على التسامح معهم، بعدما بدت لي أقاويلهم كذبًا خالصًا. فعزفت عزوفًا كاملًا وحاسمًا عن تصديق تلك البروبغندا التي يذيعها "حزب الله" وأنصاره، ولم أعد أطيق سماع كلمة واحدة عن قضيتهم التي يقولون إنهم ذهبوا إلى سوريا لنصرتها. وفي المقابل ازددت يقظة وانتباهًا لما يدور حولي في صور، فرحتُ أتتبع أخبارًا ومعلومات عن مجندي "حزب الله" الصوريين للقتال في الديار السورية. وهي في الحقيقة والواقع أخبار مطروحة في الطريق وعلى الملأ في مجتمع مدينتي المحلي وبين أهلها، مهما حاول الحزبُ إياه التسترَ عليها، خنقها وإبقاءها في دوائر ضيقة من المجتمع الصوري.

مجندون وقتلى 

أعرفُ فتيانًا وشبانًا كثيرين من صور وجوارها جنّدهم "حزب الله" وساقهم إلى القتال في سوريا، فقُتِل بعضهم هناك وعادوا "شهداء"، فشيّعوا في مآتم حزبية إلى مقابر ديارهم وأهلهم الذين ساروا في جنازات إبنائهم غاضبين ساخطين. لكن بعض المجندين لم يعد حيًا ولا "شهيدًا" إلى دياره، بل أختفى أثره في ديار الحرب السورية، وعبثًا حاول أهله أن يعلموا خبرًا عن اختفائه وماذ حلّ به في تلك الديار. وبعض المجندين الصورين، العائدين أحياء و"شهداء" إلى ديارهم وأهلهم، كانوا رفاقًا لي في طفولتي على مقاعد الدراسة في المرحلة الإبتدائية بمدرسة "المصطفى" التابعة لـ "حزب الله" في صور. ومن جيراننا في الحي الذي نسكنه، أعرف أربعة شبان جندوا وقاتلوا في سوريا، فقتلوا هناك وشيّعوا "شهداء" في صور.

أما العدد الأكبر من المجندين فكانوا يقيمون في محلة سكنية تدعى الحوش، ولا تبعد من صور مسافة لا يستغرق اجتيازها في السيارة أكثر من دقائق عشر، وكان لي فيها أصحابًا كثرًا أزورهم في بيوتهم بين وقت وآخر. وتطغى على الحوش بيئة "حزب الله" لا سيما في حي الجامع، الأكثر فقرًا واكتظاظًا بين أحيائها. وللحزب إياه في ذاك الحي مركز أو مقر للاستقطاب والتأطير والتجنيد. ويخفت طغيان "حزب الله" ويتضاءل تدريجيًا في أحياء الحوش الأقل فقرًا، وصولًا إلى المرتاحة ماديًا واجتماعيًا. وفي بعض زياراتي أصحابي هناك، لاحظت أن شوارع أحياء الحوش الأفقر كانت تخلو تقريبًا من الشبان في أوقات اشتداد التعبئة الحربية للقتال في سوريا، وعندما كان نظام بشار الأسد مهددًا بالسقوط.

وأذكر حادثة وقعت في الحوش في مناسبة الاحتفالات بعاشوراء: نشب شجار بين عناصر من "حزب الله" على حاجز عسكري لهم وعائلة في سيارة تجاوزت الحاجز، فأطلق مسلحوه النار على السيارة وقتلوا شخصًا من ركابها. ولم تسكت العائلة على الحادثة وقتيلها، فبادر مسلحوها - على غرار العشائر البعلبكية في ثاراتها المتبادلة، أو في نزاع إحداها مع "حزب الله" - إلى الاستنفار والاشتباك مع مسلحي الحزب إياه من دون أن يسقط قتلى جددًا من الطرفين.

تمرد مقاتلين وأهل قتلى

وأعرف شبانًا من صور جُندوا وقاتلوا في سوريا، وراحوا يتذمرون مما عاشوه وشاهدوه وفعلوه هناك أثناء قتالهم في الديار السورية، بعد عودتهم منها إلى أهلهم وديارهم في صور. ومن هؤلاء شبان ثلاثة انقلبوا على "حزب الله"، وخرجوا من صفوفه وصاروا ضده، لكثرة المجازر التي عاشوها وشاهدوها في سوريا، وبعضهم شارك فيها. أحدهم روى أنه كان يقصف أحياء سكنية بالمدفعية. وقال آخر إنه لم يعد يقوى على تحمِّل ما شاهده من قتل سوريين مدنيين. وأجمع الثلاثة على شكوكهم في القضية التي جُندوا وعُبئوا للقتال في سبيلها. فأي قضية هذه التي تدفع إلى قطع رؤوس القتلى والتمثيل بجثثهم، وإلى دفن جرحى أحياء؟! وهذا ما يرويه بعض مقاتلي "حزب الله" عن حربهم في سوريا، ساخطين قائلين: لا، لم نستطع أن نقاتل إلى جانب من رأيناهم يرتكبون تلك الأعمال، بصرف النظر عن أي عقيدة سياسية.

وكنت أعرف شابًا وأجالسه في مقاهي صور، ثم جنده "حزب الله" وساقه للقتال في سوريا، فعاد بعد مدة قتيلًا وشُيّع "شهيدًا"، فسرت في جنازته الحزبية التي سار فيها أهله وأقاربه غاضبين ساخطين، فأطلق بعضهم سيلًا من الشتائم الدينية تعبيرًا عن سخطهم ممن ساق ابنهم إلى الموت. ولما أقاموا عزاءً في بيتهم ذهبتُ إليه، فرأيت والد القتيل يطرد من بيته عناصر "حزب الله" وأنصاره الذين توافدوا إليه معزين. لكن كثرة الزيارات والضغوط الاجتماعية التي اعتمدتها جماعة "حزب الله" سبيلًا إلى حصار والد "الشهيد" وأهله، أدت بعد مدة إلى إخماد غضبهم وسخطهم على فقد ابنهم وعلى الحزب الذي ساقه إلى الموت في سوريا.

وأعرف أخوين من صور جند "حزب الله" أكبرهما في التاسعة عشرة من عمره وأخذه للقتال في سوريا، فاختفى أو فُقد هناك ولم يعد ولم يعلم أهله شيئًا عن مصيره. وبعد مدة دفعت النقمة أخاه الأصغر إلى أن يتجند في السابعة عشرة من عمره ويذهب الى سوريا. كأنه استجاب لنداء أخيه الأكبر المفقود والمجهول المصير، فعاد من هناك بعد مدة قتيل ذاك النداء الأخوي. وماذا يمكن القول عن عائلة الأخوين هذه، سوى أنها نُكبت بفقد ولدين في أقل من سنة واحدة، شأن عائلات أخرى سِيقَ أبناؤها إلى الموت ليبقى نظام "القوقعة" ومسلخها البشري حاكمًا في الديار السورية؟  

شهداء مجهولون وغرباء

ويعلم كثر من أهالي صور أن "حزب الله" في بدايات مشاركته في الحرب السورية، أقام في مدينتهم مواكب تشييع "شهداء" ليسوا من عائلات صور ولا من بلدات قضائها. وقد شاعت بين الصوريين تساؤلات وتحليلات كثيرة عن غاية الحزب إياه من دفن أولئك "الشهداء" المجهولين أو الغرباء في المدينة المحلية التي يصعب - إن لم يكن يستحيل - أن يوارى الثرى في مقابرها "شهداء" لا تدري عائلات المدينة وبلداتها المجاورة من يكونون، ولا ينتسبون إليها.

وأنا كنت قد حضرت موكب تشييع أحد أولئك الغرباء، وشاركت في اللغط والتحليلات التي ترددت كثيرًا على ألسنة الصوريين عن غاية "حزب الله" من ذلك: محاولته إقناع الصوريين، في بداية قتاله في سوريا، بأن شبانًا من مدينتهم استجابوا حملته الدعائية للقتال و"استشهدوا" هناك.

فالشهداء والاستشهاد أقوى وسائل الحزب إياه في غرس آلته التنظيمية الحزبية في قلب شبكات الاجتماع العائلي والأهلي التي يجذبها ويضمها إليه: فكلما سقط شهيد من عائلة ما، تصير هذه العائلة أو تلك، بالقوة وغصبًا أو بالاستدراج والإرادة، "عائلة شهيد"، ويصير والده "والد الشهيد" وكذلك أمه وأخته وأخوه. وهؤلاء كلهم يصير شهيدهم "ابن حزب الله" الذي يعني تخلي العائلة عن حزبه – الأب، تخليهم عن الابن والأخ الشهيد. والشهيد إن لم يجلب شهيدًا آخر وشهداء آخرين من العائلة، فيكفي أن يكسب الحزب إياه ولاء عائلته.

وكان أولئك "الشهداء" الغرباء الذين دفنوا في صور وألصقت على جدران شوارع في المدينة صورهم المذيلة بأسمائهم، تقول للصوريين إن مدينتهم توالي "حزب الله" وتؤيد قتاله في سوريا. وهذا يذكِّر بما حصل سابقًا في الثمانينات: أقدم "حزب الله" على أن يشتري من أهلِ شهداء قبورَ أبنائهم الذين كانوا في "حركة أمل" و"استشهدوا" في عمليات مقاومة "الحركة" الاحتلالَ الإسلائيلي بعد العام 1982، عندما لم يكن لـ "حزب الله" من وجود بعدُ. وبعد شرائه أولئك الشهداء "الحركيين" من أهلهم، قام الحزب إياه - مقاومته الوليدة في العام 1985 وما بعده على انقاض المقاومات السابقة - باستبدال شواهد قبور شهداء "أمل" الذين اشتراهم بشواهد أخرى يُدَوّن علها أنهم شهداء "حزب الله"، لثبت بذلك أنه هو أم "المقاومة" وأبوها ورائدها، وليس من "مقاومة" قبله ولا بعده. وقد سمعتُ في صور أخبارًا كثيرة من قدامى "حركة أمل" عن شراء شهداء "حركيين" من أهلهم بمبالغ تتراوح ما بين 500 وألف دولار، واستبدال الشواهد "الحركية" لقبورهم بأخرى لـ "حزب الله".

الدولار والحصار

أما تجنيد "حزب الله فتيانًا وشبانًا صوريين للقتال في سوريا، فتتراوح كلفة الواحد الشهرية منهم ما بين 500 – 700 دولار. والمجند الشهري براتب أدنى (500 دولار)، غالبًا ما لا يتجاوز عمره 18 سنة، ويخضع لدورة تدريبية سريعة (10 – 15 يومًا) قبل إرساله إلى جبهات القتال السورية مدة تتراوح ما بين 15 – 30 يوم، يعود بعدها إلى أهله ودياره للراحة والاستجمام. وأهل هؤلاء المجندين غالبًا ما يرفضون ويمانعون تجنيد أبنائهم، وينقمون بصمت على "حزب الله". وبعضهم يسكتهم العوز والحاجة والمبلغ المالي الذي يتقاضاه ابنهم المجند وينقذه من البطالة، ويحسِّن أحوال أهله المعيشية الصعبة. لكن من هم أكبر سنًا ويكونون من مقاتلي الحزب إياه، فيمكثون أوقاتًا طويلة في سوريا، ويتقاضون 700 دولار شهريًا، ومنهم من تطول مدة مكوثهم على جبهات القتال أكثر من سنة.

ومن يُقتل من هؤلاء، وينقم أهله على "حزب الله" ويعلنون نقمتهم في البداية، سرعان تتلاشى هذه النقمة جراء الحصار والضغط الاجتماعيين الذين يتّبعهما الحزب إياه لعلاج تذمرهم واسكاتهم: فإلى استمرارهم بتقاضي مرتب شهري لقاء "استشهاد" ابنهم، هناك زيارات تستمر هيئاتٌ حزبية في القيام بها لأهالي "الشهداء". وهي هيئات كثيرة: الهيئة النسائية، الهيئة الاجتماعية، أمهات الشهداء. ولمشايخ "حوب الله" نصيبهم من زيارات والد الشهيد وإخوته. وألسنة أعضاء هذه الهيئات والمشايخ تردد دائمًا: أنتم وابنكم في الجنة، والسيد نصر الله يسلم عليهم وراضٍ عنكم، وكذلك الإمام علي وسائر الأئمة وآل البيت.

أما أنا من أروي هذا كله فلا ألوم الناس الذين تعرضهم ظروفهم إلى مثل هذه الأقدار، وأقول: الله وحده يساعد هؤلاء الناس على مصابهم ومصائبهم. ولمن يوالي "حزب الله" ويسير في ركابه أقول: نموذج الحياة الذي يقدمه هذا الحزب للناس يتجلى في بعلبك والضاحية الجنوبية، بل في ضواحي تلك الضاحية. فالنسبة الكبرى من قتلى الحزب إياه في حروبه السورية، ليست من الجنوب، بل من بعلبلك والضاحية.

 

المرفأ فجّره صاروخ... استهدف ذخيرة!

جمال مرعشلي/أساس ميديا/18 تموز/2021

ما حقيقة انفجار المرفأ؟ وعلى ماذا سترسو التحقيقات؟ هل هو حريق بفعل التلحيم أم تفجير مفتعل عبر عمليّة أمنيّة على الأرض بعدما اُستُبعدت نظرية القصف الصاروخي من الجوّ؟

بعيداً من التحليلات السياسية، ألقت "أساس" الضوء على هذه الاحتمالات عبر نظرة علميّة في حوار مع الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد أحمد تمساح، وهو ضابط مراقب رادار وموجّه قتال والتحام جوي بين الطائرات الحربية. تابع دورتين عسكريتين، الأولى في فرنسا والثانية في الولايات المتحدة الأميركية، ودورة أركان ثالثة في كلية الحرب العليا بإيطاليا.

- ما رأيكم في القول إنّ نيترات الأمونيوم تولِّد لدى انفجارها عمودَ دخانٍ أصفر لا بنّيّ، وإنّ اللون البنّيّ الذي شاهدناه في الانفجار خاصّ باحتراق معدن الليثيوم؟

- ما شاهدناه هو ألوان الموادّ الحربيّة التي فُجِّرت في العنبر.

لكنّ الخبراء الفرنسيين أسقطوا احتمال قصف العنبر، فأسقطه البيطار، وبقيت مسألتان: التلحيم، والقاضي ينتظر نتيجة المحاكاة، والعمل الأمني الداخلي الذي لم يتطرّق إلى تفاصيله في الإعلام

- فُجِّرت؟

- نعم. أنا لا أقول إنّ العنبر لم تكن فيه نيترات، ولكنّ كمّيّتها كانت قليلة جدّاً. وليد جنبلاط يقول إنّها 400 طنّ فقط. نعم، الأصوات التي سُمعت في العنبر هي أصوات ذخيرة، وما فُجِّر هو ذخيرة. وبصرف النظر عن سماع بعضهم صوت طائرات أو لا، إلا أنّ الحقيقة في نظري أنّ الجميع لا يريد الوصول إلى الحقيقة في قضية المرفأ.

- ألا تتعرّض المفرقعات التي تُخزَّن 13 سنة، للرطوبة البحرية، ثمّ للفساد؟ فكيف انفجرت؟ وبرأيكم هل المفرقعات هي التي أحدثت الانفجارَ الأوّل فعلاً أم شيء آخر؟ إذ خلت أصوات احتراقها من صوت صفير يصاحب في العادة انفجار المفرقعات؟ وهل تعتقدون أنّ فوسفات الأمونيوم والفتيل، اللذين ذكر تقرير قناة mtv أنّهما كانا في العنبر، هما السبب في الانفجار الأول؟

- ربّما يكون ما بثّته "mtv" صحيحاً، وقد يكونون حصلوا عليه من المانيفستو الخاص بالبضائع.

بخصوص المفرقعات فلديك كل الحق في ما قلتَه. أذكر أنّنا ونحن صغار كنّا نخبّئ المفرقعات في كيس نايلون من عيد الفطر إلى عيد الأضحى، ثمّ بعد شهرين كنّا نجدها وقد ذابت، فما بالك بـ13 سنة؟! وإنّني أذكر أنّ الإجراء الأوّل، الذي كان يتّخذه قيصر عامر (أكبر مستورد مفرقعات وقتها)، هو إخلاء المفرقعات فوراً، وعلى وجه السرعة من المرفأ. لقد كان هناك حكم مؤسسات وقتها، وليس حكم شخص أو حزب. ثانياً، المفرقعات عندما تنفجر تُصدر شهباً وألواناً وأشكالاً، أمّا ما رأيناه وسمعناه قبل الانفجار الأوّل فهو أصوات ذخيرة فُجِّرت بصاروخ.

السلطات الفرنسية تتعامل مع الحدث بخفّة، فلم يسلّموا الصور، ثمّ فجأة أعلنوا أنّهم سلّموها، ومرّة قالوا إنّ أقمارنا الصناعية كانت موجّهة إلى نقطة أخرى

- لكنّ الخبراء الفرنسيين أسقطوا احتمال قصف العنبر، فأسقطه البيطار، وبقيت مسألتان: التلحيم، والقاضي ينتظر نتيجة المحاكاة، والعمل الأمني الداخلي الذي لم يتطرّق إلى تفاصيله في الإعلام.

- السلطات الفرنسية تتعامل مع الحدث بخفّة، فلم يسلّموا الصور، ثمّ فجأة أعلنوا أنّهم سلّموها، ومرّة قالوا إنّ أقمارنا الصناعية كانت موجّهة إلى نقطة أخرى... ربّما يستطيعون الضحك على الناس البسطاء، لكنّهم لا يستطيعون الضحك على الخبراء المحترفين، وكأنّه لا يوجد إلا قمر صناعي واحد في السماء، فيما هناك مئات الأقمار الصناعية، من أميركية وروسية وفرنسية وبريطانية وغيرها. لقد أسقطوا احتمال قصف العنبر كي لا يضطر حزب الله إلى الردّ، وهو ليس في وارد الدخول في حرب مع إسرائيل لا تُبقي ولا تذر، ولا حتى إسرائيل تريدها، وخصوصاً أنّ الظروف الاقتصادية المأسوية لن تسمح لأحد بإيواء أيّ مهجّر، وقد تقع عندها حرب أهلية، فلجأوا إلى رواية "التلحيم"، وإلا فضحوا كل شيء بالتفصيل. إبحث عن اللعبة الإيرانية في الأمر وفي مفاوضات فيينا. إيران "تتدلّل" على جماعة الغرب وتطالبه بثمن المهمة التي كلّفها بها.

- نعلم أنّ هناك خمسة أنواع من التلحيم: بالأوكسيجين، بالكهرباء، بالألومينيوم، بالنحاس، بالأرغون. هل تعلمون نوعاً آخر؟ وهل لديكم فكرة عن نوع اللحام المستخدم يوم التفجير؟ وهل تعتقدون بواقعية النظرية التي تقول إنّ شرارات تطايرت وتسبّبت بحريق؟ هل تعتقدون بعمل أمنيّ تخريبي تسبّب بالحريق ثمّ الانفجار؟

- برأيي الشخصي أنّ رواية الشرارة الناتجة من التلحيم متهافتة، إذ لا يمكن أن تكون شرارة هي القادح الذي تسبّب بانفجار "ذرّيّ"، كالذي حدث في المرفأ. فالقادح أو المفجِّر أو الـcatalist، باللغة العسكرية، لا يمكن أن يكون إلا طاقة قويّة جدّاً أكبر ممّا يستطيعه أيّ عمل محليّ.

- كيف تفسّرون تغيّر ألوان عمود الدخان من الأبيض إلى الداكن فالأسود عند الانفجار الأول، والبنّيّ عند الانفجار الكبير؟

- هي ألوان الموادّ العسكرية والحربية التي فُجِّرت، كما أسلفتُ لك. وقد تكون بينها مواد كيميائية أو سريعة الاشتعال أو زيوت، وهي الأكبر كمّاً برأيي، وقد انفجرت مع النيترات الأقلّ كمّاً.

 

سعد الحريري  وسياسة الانتظار !

المحامي ادوار حشوة/18 تموز/2021

  في لبنان لا حل لمشاكله وفساد بعض رجالات السياسة فيه بدونحل موضوع سلاح حزب الله ودولته الفارسية وتسلطه على قرار الدولة !. وهذا الحل ليس بقدرة ولا بمتناولاللبنانين وحدهم .! جزء من تحقيقه بيد اسرائيل واجزاء أخرى بيد المجتمع الدولي.

وفي كلا الحالتين سيمر الحل في حقول من الدم اللبناني.!

الصدام  مع حزب الله  قد يأخذ  حتما شكل حرب  سياسية ستتحول الى حرب اهلية يورط  فيها حزب الله الطائفة الشيعية بالاقتناع او بالاكراه تماما كما ورط الاسد طائفته من أجل كرسي حكمه وحرامية نظامه.!

الحرب  ضد حزب الله  مع وجود السلاح والصواريخ  دون وجود سلاح مماثل حتى لدى الجيش سوف يحرق كل لبنان ويهدم كل ما اعاد رفيق الحريري اعماره وسوف يكون الامر قريبا جدا مما جرى في سورية !.

 سعد الحريري كان يتخوف من حرب اهلية ويريد تفاديها مكرها لا مقتنعا منتظرا حلا دوليا لسلاح حزب الله ودولته لا يمر بحرب داخلية لبنانية تدمر البلد وتهجر سكانه.!

 كان امام سعد الحريري احد خيارين إما ان يذهب الى مقاطعة حزب الله  ونقل الصراع السياسي معه الى حرب وإما أن ياخذ بنظرية النأي بالنفس عن الحرب وقبول الشراكة بانتظار تطور دولي يحل له مشكلة  سلاح حزب الله!.

 اختار الشراكة في الحكم مع حزب الله (وهدهده ) الجنرال عون.

 ففشلت التجربة  في المشاركة فخسر السعودية ولم يتبدل واقع السيطرة المطلقة لحزب الله على قراري الحرب والسلام وخرج حزب الله على الاتفاق اللبناني  معه على سياسة النأي بالنفس عن الصراع في سورية الى درجة المشاركة بالحرب الى جانب الاسد دون مشورة الحكومة وأنشأ معابر على الحدود لا تخضع  الدولة فتحولت الى ممر لتهريب المخدرات والبضائع بلا جمارك!.

الانهيار الاقتصادي بدأ مع  خروج حزب الله على سياسة الناي بالنفس والتي اغضبت السعودية والخليج فاوقفوا الدعم الاقتصادي والسياحي وسحبوا الودائع بالتدريج !.

اسرائيل وقفت ودعمت وسهلت تدخل حزب الله  في سورية للمحافظة على نظام الاسد الى حين تتحقق من البديل الذي يلتزم بالسلام الواقعي على حدودها مع سوريا والذي استمر لاربعين عاما دون اي اختراق!.

كان بامكان اسرائيل لو لم تكن موافقةعلى تدخل حزب الله في سورية ان تردعه وتمنعه  ومن ناحية أخرى ارتاحت لاستهلاك سلاحه ورجاله في حرب يقتتل فيه العرب مع بعضهم !!

لا يمكن بأي مقياس سياسي ان تقبل السعودية بتحول لبنان الى التحالف العسكري مع ايران كما لن يقبل الاسرائيليون والاميركيون ذلك .

الآن سعد الحريري في مأزق لا هو قانع بشراكة حكم تتكرر ولا هو بمواجهة الانهيار الاقتصادي يريد ان يدفع البلد الى حرب اهلية تدمر لبنان  قبل ان يكون المجتمع الدولي حليفا وداعما ومشاركا فيها .!

حياد لبنان هدف لا يمكن تحقيقه قبل الانتصار على دولة ايران في لبنان.

والقرار الدولي بالحياد بدون أسنان تجرد حزب الله من السلاح هو سباحة في الفراغ  وقصاصة من الورق.!

 كل الدلائل تشيرالى اقتراب حل سياسي او عسكري مع ايران .!

لذلك يلعب الحريري بورقة الزمن ويتشدد متمسكا بنص دستوري لا يحدد له موعدا لانتهاء تكليفه.!

لا اعتقد ان سعد الحريري ينتظر موافقة حزب الله وعون على تجريدهما من الاكثرية التي تعطل قرارات مجلس الوزراء ليقبل بعودة الشراكة.!

سعد الحريري في مأزق  انتظار الحل الدولي وحزب الله  ينتظر قرار ايران لاعلان الحرب الداخلية كما هدد.

فمن يسبق من ؟ هذا هو السؤال

 

حذاري "المسيح الدجّال"

بولس عيسى/ليبانون ديبايت/18 تموز/2021  

اختلط الحابل بالنابل في البلاد، ملفات ساخنة متعددّة وأزمة مستفحلة تقضّ مضاجع المواطنين ، وانهيار متسارع كبُر سلّم احتسابه ليصبح على قاعدة ما بين ساعة وتاليتها وليس أبداً ما بين يوم وآخر. إلاّ أن المشكلة الأكبر في البلاد اليوم يمكن توصيفها بقول لنيل دوغراس تايسون: "إن أحد أهمّ التحديات في الحياة هو معرفة ما يكفي عن موضوع أو مسألة ما لتظنّ أنّك على حق، ولكن ليس بما فيه الكفاية لتدرك أنك على خطأ".

المشكلة الأساس في بلادنا اليوم هي أن الجميع يظنّ أنه على حق، وكل واحد من هذا الجميع يصمّ أذنيه عن أي معلومة إضافيّة يجهلها أو واقع ملموس بعيد عنه أو حقيقة مثبتة لم تجد له سبيلاً، والأخطر هو عدم وجود رغبة أو قابليّة لدى أي من هذا الجميع لإجراء علمي مبني على كل هذه المعلومات والحقائق، وإنما تحوّل النقاش السياسي في البلاد إلى جدل لا طائلة منه فهذا الجميع لا يسمع أصلاً ما يقال له وجلّ ما يقوم به هو انتظار دوره للكلام ليغدق علينا نظريات معمّمة لا تدعمها أي معلومات أو حقائق سوى مقولة "أنا مقتنع هيك".

نحن ندرك تماماً أن الديمقراطيّة أساسيّة جداً في تطوّر المجتمعات وبحسب فرانسيس فوكوياما هي "نهاية التاريخ"، ولكن الأخطر في بلادنا اليوم هو أن هذا الجميع ينجرف رويداً رويداً باسم الديمقراطيّة نحو الغوغاء.

قد أصبح اليوم دقّ ناقوس الخطر أمراً واجباً على كل مواطن لبناني عمل وجهد وناضل وكافح في سبيل لبنان لان كل ما ناضلنا من أجله وضحينا من أجله ودفعنا الشهداء له، بات مهدداً بالزوال ليس من قبل شرّ مستطير أو محور تمكن من أن يقبض على الدولة ببراثن الأمر الواقع الذي يفرضه، وإنما بسبب مشكلّة بالتطوّر الاجتماعي لدينا أظهرت اليوم في مجتمعنا كمّاً كبيراً من الـ"أنا" القاتلة التي جعلت من كل فرد في هذا الجميع، أي كل مواطن سياسي وكل مواطن إقتصادي وكل مواطن خير دستوري وكل مواطن خبير استراتيجي... إلى آخره.

وإذا ما أردنا الغوص أكثر في دراسة المشكلة التي بدأت ملامحها تظهر اليوم، نجد أن الأساس في كل هذا هو الطغمة الحاكمة الجاهلة التي تحكّمت بالبلاد والعباد على مرّ عقود، والتي كان كل مواطن من هذا الجميع وعلى مرّ عقود خلت يقوم بتقييم نفسه انطلاقاً منها، وهذا أمر طبيعي، ليجد في نهاية المطاف أن لديه قدرات ومعرفة في مسألة ما أكثر بكثير من المسؤول عن هذه المسألة نفسه، وهذا بحد ذاته يُفقد المسؤول شيئاً فشيئاً الشرعيّة العامة لقراراته "La Légitimation Publique" لتفقد الدولة بعد طول ممارسة معتورة مثل هذه ، شرعيتها العامة فيصبح تطبيق القانون في البلاد وجهة نظر والزاميّة القرارات مجرّد توصيات اختياريّة.

إلا أن الأمور لم تقف عند هذا الحد أبداً وإنما أتتنا الدويلة بسلاحها غير الشرعي لتكون زيتاً على زيتون انهيار الدولة في مفهومها السياسي العميق، بعدما فرضت بحكم الامر الواقع صيفاً وشتاءً تحت سقف واحد وشرّعت استباحة القوانين، ما هشّم هيبة الدولة بشكل تام وأفقدها حصريّة استعمال القوّة القاهرة في المجتمع، الأمر الذي جعل من بعض هذا الجميع يشعر بفائض قوّة يسمح له بالتعدي على باقي الجميع من دون حسيب أو رقيب، الأمر الذي فرض شبه شريعة غاب في البلاد.

لماذا نقول هذا اليوم؟ لأننا وصلنا إلى الحضيض وأصبح من الملحّ جداً أن نقارب المواضيع في عمقها بدل البقاء نتلهى بالمناكفات عند القشور، فبحسب جورج أورويل: في وقت الخداع العالمي يصبح قول الحقيقة عملاً ثوريّاً، والأخطر هو أننا مع وصولنا إلى الحضيض ليس واضحة تماماً أمامنا ، إمكانيّة المراهنة على الوعي الجماعي لكل الأسباب التي ذكرناها آنفاً، ولسبب إضافي ومهم جداً علينا بمكان ما الكلام عنه وهو أن "بيننا يغل خائنون".

من هم هؤلاء؟ إنهم أقليات هادفة ولديها منطلقات فكريّة واضحة وأهدافاً ضمنيّة إلا أنها معروفة تماماً، هذه الأقليات تتسلّل من تحت جناح الدويلة للإستفادة من الخلل الاجتماعي الجزئي من أجل العمل على تحويله إلى اعتوار دائم عبر حملات دعائيّة سياسيّة أقلّ ما يقال بها أنها مضلّلة وتقوم أساساً على تجهيل الفاعل والتعميم. هذه المجموعات المكشوفة تحاول جاهدةً ألا تطلّ برأسها على المجتمع لأنها أساساً مفلسة تماماً والتاريخ قد أعطى حكمه الواضح بما يتعلّق بمطلقاتها الفكريّة التي أكل عليها الدهر وشرب، إلا أنها تعمد إلى التغلغل في المجتمع لدفع بعض من الذين ينطبق عليهم قول نيل دوغراس تايسون، ويعرفون ما يكفي عن موضوع أو مسألة ما أنهم على حق من أجل استعمال هذه المعرفة الجزئيّة لديهم وتحويلها تارةً بالشعبويّة أو تارةً أخرى بمنطق أرسطي من أجل صمّ آذان هذا البعض وتحويله إلى أبواق إجتماعيّة تدعو في حقيقة الأمر إلى الجهل باسم المعرفة، وكل هذا لسبب واحد وهو صم آذان أكثريّة الجميع منعاً من أن تصل إليهم المعرفة الحقيقيّة وبما فيه الكفاية ، ليدرك الرأي العام أولاً أن هذه المجموعات الهادفة على خطأ وأن هناك حقيقةً واحدة في التاريخ لا يمكن تجاهلها أبداً بالتعميم الغبي، هذه الحقيقة التي بحسب مارك توين يمكن للكذب أن يلفّ العالم بانتظار أن تلبس حذاءها.

كل ما تقدّم لنقول بشكل واضح حذاري "المسيح الدجّال"، أو بالأحرى "المسحاء الدجّالين"، الذين في يومنا هذا يطلّون علينا من اليمين واليسار، تارةً بطلاقة كلاميّة شعوبية معمّمة لإخفاء قصورهم الفكري وتارةً أخرى بصورة رجال أعمال مثقفين يتقلّبون في الجملة الواحدة ما بين الفرنسيّة والإنجليزيّة والعربيّة معتبرين أنهم بذلك يرسمون لأنفسهم صورة المثقف العليم. حذاري من المتنصّل من تاريخه، المرائي الذي تسلّل بغفلة من الزمن وجراء بؤس القدر وقسوته إلى صلب جماعة تاريخيّة فنقض كل تاريخها.

على الرأي العام أن يستفيق من كبوته، صحيح أن الزمن رديء والأوضاع ضاغطة إلا أنه لم يعد لدينا متسّع من الوقت من أجل ان تحكمنا ردود الفعل، بل علينا أن نقف ونتنفس الصعداء لنرى من يهمس في أذننا اليسرى ومن في اليمنى ومن يقول لنا جهاراً الحقائق. علينا أن نميّز ما بين من تكلّم طيلة حياته ولم يفعل شيئاً سوى الكلام ومن هم المناضلون الفعليون في سبيل هذا الوطن. على الرأي العام أن يختار، فبيده وحده المستقبل وعلى كاهله تقع اليوم المسؤوليّة الوطنيّة التي سيحاسب كل فرد منا على خياراته اليوم أمام الله والتاريخ، فإمّا أن نحكّم المنطق والوعي ، وإمّا ان نكمل بمسرحيّة التعميم والشعبوية الكاذبة التي جُرّبت في التاريخ وكان مصيرها الزوال. والسلام.

       

خشية دولية من تدهور الوضع الأمني: قلقٌ روسي ....و خيارات أميركية لمواجهة الإنهيار

شربل أنطوان/الحرة/18 تموز/2021   

أشارت مصادر مطّلعة عبر "القبس" الكويتية إلى وجود الخشية كبيرة دوليا من اهتزاز الأمن جراء الازمة السياسية – الاقتصادية الضاغطة. ومن هنا، فإن عواصم القرار، ستواصل جهودها واتصالاتها للاسراع في التكليف والتأليف، خوفا من السقوط في المحظور.  كما أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الى إن "موسكو قلقة من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، في ظل استقالة الرئيس سعد الحريري." وأضافت زاخاروفا، في تعليق تم نشره على موقع الوزارة اليوم: "في 15 تموز، أعلن رئيس مجلس وزراء الجمهورية اللبنانية سعد الحريري، عن تخليه عن تكليف تشكيل الحكومة. للأسف، منذ الموافقة على ترشيحه في تشرين الاول الماضي، لم تتمكن القوى السياسية اللبنانية من التوصل إلى اتفاق على تشكيل مجلس الوزراء. ويثير القلق كون الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب في البلاد، قد ازداد سوءا خلال هذه الفترة". وأشارت زاخاروفا، إلى أن "موسكو تعتبر العمل المستقر والفعال لجميع فروع السلطة ومؤسسات الدولة في لبنان، بمثابة ضمانة ترسيخ السيادة الوطنية ووحدة أراضي البلاد." وتابعت زاخاروفا القول: "ندعو إلى قيام اللبنانيين أنفسهم بحل جميع القضايا المستعصية الموجودة في جدول الأعمال السياسي الداخلي وذلك ضمن المجال القانوني، من خلال حوار يتم خلاله التوصل إلى توافق وطني واسع، دون تدخل خارجي". وأعربت زاخاروفا عن أملها في أن يتم التوصل في المستقبل القريب، بعد المشاورات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و رئيس مجلس النواب نبيه برّي، إلى اتفاق على ترشيح رئيس جديد للحكومة.

أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الى إن "موسكو قلقة من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، في ظل استقالة الرئيس سعد الحريري."

وأضافت زاخاروفا، في تعليق تم نشره على موقع الوزارة اليوم: "في 15 تموز، أعلن رئيس مجلس وزراء الجمهورية اللبنانية سعد الحريري، عن تخليه عن تكليف تشكيل الحكومة. للأسف، منذ الموافقة على ترشيحه في تشرين الاول الماضي، لم تتمكن القوى السياسية اللبنانية من التوصل إلى اتفاق على تشكيل مجلس الوزراء. ويثير القلق كون الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب في البلاد، قد ازداد سوءا خلال هذه الفترة".

وأشارت زاخاروفا، إلى أن "موسكو تعتبر العمل المستقر والفعال لجميع فروع السلطة ومؤسسات الدولة في لبنان، بمثابة ضمانة ترسيخ السيادة الوطنية ووحدة أراضي البلاد."

وتابعت زاخاروفا القول: "ندعو إلى قيام اللبنانيين أنفسهم بحل جميع القضايا المستعصية الموجودة في جدول الأعمال السياسي الداخلي وذلك ضمن المجال القانوني، من خلال حوار يتم خلاله التوصل إلى توافق وطني واسع، دون تدخل خارجي".

وأعربت زاخاروفا عن أملها في أن يتم التوصل في المستقبل القريب، بعد المشاورات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و رئيس مجلس النواب نبيه برّي، إلى اتفاق على ترشيح رئيس جديد للحكومة.

أين لبنان في لائحة أولويات واشنطن؟ وما هي سياسة إدارة بايدن تجاه بلاد الأرز؟ وإلى ماذا سيؤدي التعاون الأميركي - الفرنسي -السعودي بشأن الوضع اللبناني؟

مناظرة قناة الحرّة عبر برنامج "عاصمة القرار" غاصت في هذه المسألة مع ديفيد شنكر،مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، وإيلي أبو عون، مدير برامج الشرق الأوسط في معهد الولايات المتحدة للسلام. وتضمنت الحلقة مداخلات من وزير الإعلام اللبناني السابق ملحم رياشي، ومارشال بيلنغسلي، مساعد وزير الخزانة الأميركي السابق. يعتقد ديفيد شنكر أن هناك "استمرارية" بين إدارتيّ بايدن وترامب في السياسة تجاه لبنان، بمعنى أن الإدارتين تعتبران أن النخبة السياسية اللبنانية مسؤولة عن تشكيل حكومة قادرة وملتزمة بتنفيد إصلاحات لخدمة الشعب اللبناني. ما لم يتم ذلك، لا يمكن لواشنطن وشركائها الدوليين والإقليميين فعل المزيد،باستثناء الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية، برأي ديفيد شنكر. من جهته، يطالب إيلي أبوعون إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"إعادة النظر بمستوى دعمها للبنان، ورفعه إلى مستويات أعلى بكثير" مما هو عليه اليوم، لأن لبنان ينزلق إلى مستوى خطير قد يؤدي به إلى "الوقوع في الفوضى أو في الكنف الإيراني كلّياً" إن لم يكن هناك استجابة دولية على مستوى أكبر مما هي عليه حالياً، برأي إيلي أبو عون. من جهته، يقول وزير الإعلام اللبناني السابق ملحم رياشي، إن "الفوضى قائمة في لبنان، والوضع متفلت ولا نعرف أين نهايته، والجوع هو الزعيم الأقوى" في البلاد.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن "الطبقة السياسية في لبنان أهدرت الشهور التسعة الماضية"، فيما "الاقتصاد اللبناني في حالة سقوط حرّ، والحكومة الحالية لا تقدم الخدمات الأساسية بطريقة موثوقة". فما يحتاجه "شعب لبنان بشدة" هو أن "يقوم قادة البلاد، بصورة عاجلة، بتشكيل حكومة ملتزمة وقادرة على تطبيق إصلاحات للتعامل مع أزمة لبنان الاقتصادية"، كما طالبهم وزيرا خارجية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا خلال اجتماع بلينكن ولودريان في واشنطن. فيما يخشى النائب الأميركي الجمهوري داريل عيس من أن يكون لبنان قد "انتقل من كونه دولة نامية تقريباً إلى بلد ينافس البلدان التي تعاني من أسوأ الأوضاع الإنسانية". ويطالب السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس مورفي بـ"توظيف المساعدات الأميركية للبنان كورقة ضغط لمحاولة إنقاذ هذا البلد من أزمة تهدد بجرّه في غضون أشهر إلى الفوضى واستمرار السقوط الاقتصادي الحر وربما إلى حربٍ أهلية".

يقول إيلي أبو عون إن الانتخابات النيابية هي بداية التغيير في المجلس النيابي، ولكنها لا تشكل حلاً لوحدها. فالانتخابات حسب "المعادلة الراهنة" لن تأتي بنتائج إيجابية. ويضيف أبو عون مطالباً واشنطن والمجتمع الدولي، بالإصرار على إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها، وفي ظل "هيئة إدارة مستقلة تحت إشراف دولي"، وليس تحت إشراف وزارة الداخلية اللبنانية، وإلا ستكون الانتخابات "فرصة تغيير ضائعة" برأيه. يوافق شنكر على أن الانتخابات ليست هي الحلّ لوحدها، لان "تغيير عشرة مقاعد لن يُغيّر الأكثرية النيابية" في البرلمان اللبناني. ويضيف شنكر: لن تتغيّر النخبة السياسية إن تغيّر البرلمان بشكل طفيف. من جهته، طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن تبدأ الحكومة -المزمع تشكيلها- في "التحضير للانتخابات البرلمانية عام 2022 والتي يجب إجراؤها في موعدها وبشكل حر ونزيه". حسب تعبير بلينكن.

يعتقد ديفيد شنكر أن على اللبنانيين بأن "يبدأوا حراكهم نحو التغيير كي يحصلوا على الدعم الدولي" ، كما حدث عام 2005 حين دعمت أميركا ثورة الأرز التي أنهت الاحتلال السوري للبنان . فعلى اللبنانيين – برأي شنكر- أن يكونوا "شجعاناً لأن حزب الله لن يستطيع قتل كل اللبنانيين، رغم أن هذا الحزب هو آلة قتل". في المقابل، يقول إيلي أبو عون أنه يجب أن "تكون مسارات التغيير متوازية لبنانياً ودولياً"؛ فعلى المجتمع المدني اللبناني التحرّك الجدّي لفرض بعض الأمور، وأن على المجتمع الدولي ملاقاة اللبنانيين في سعيهم للتغيير؛ إن رهان المجتمع الدولي على الطبقة السياسية اللبنانية هو رهان خاطئ، برأي أبو عون، الذي يطالب المجتمع الدولي بفرض "عقوبات جديدة على الأشخاص والأحزاب، عقوبات ناجحة تجبرهم على إعادة النظر في حساباتهم" السياسية. يقول مساعد وزير الخزانة الأميركي السابق مارشال بيلنغسلي، إن "مصير لبنان في أيدي اللبنانيين لا في الخارج، فالدول الكبرى لا تمتلك حلاً سحرياً" للأزمة اللبنانية. ويضيف بيلنغسلي: على أميركا وأوروبا والسعودية إبلاغ القادة السياسيين اللبنانيين بأن الطريق المسدود ليس حلاً، وبأنه لا بدّ لهم من تشكيل حكومة توفر الخدمات الأساسية للبنانيين.

يقول إيلي أبو عون إن المقاربة الفرنسية الراهنة للملف اللبناني خاطئة، لأنها تبدو كمن يطلب من الطبقة السياسية الانتحار ؛ لا يُمكن الطلب من هذه الطبقة أن تقوم بالإصلاح الذي سينهي وجودها؛ وبالتالي فالمبادرة الفرنسية متناقضة ويجب إعادة النظر فيها. فيما يطالب ديفيد شنكر فرنسا بفرض "عقوبات على السياسيين اللبنانيين الذين يخشون العقوبات الفرنسية أكثر من الأميركية، خاصة النخبة الحالية كجبران باسيل وحزب الله". ففرنسا تحتاج إلى أكثر من فرض قيود على سفر السياسيين، المطلوب أن تأتي فرنسا إلى الطاولة بعقوبات جدّية، وإذا أرادت فستدخل أميركا على هذا الخط أيضاً، حسب تعبير ديفيد شنكر.

هل تدعم واشنطن حكومة عسكرية في لبنان؟ يعتقد ديفيد شنكر أن واشنطن "لا تؤيد انقلاباً أو سيطرة عسكرية" في لبنان، رغم أن الجيش اللبناني هو المؤسسة الوحيدة التي ما زالت تعمل في البلاد. ويضيف أن وقف الانهيار يبدأ حين تتوافق النخبة السياسية على العمل لمصلحة الشعب اللبناني، لا أن "يُصرّ رئيس الجمهورية ميشال عون على الحصول على الثلث المعطل في الحكومة لضمان انتخاب صهره جبران باسيل للرئاسة"؛ فهذا ليس من مصلحة الشعب اللبناني، الذي يريد حكومة إنقاذ وإصلاحات لا حكومة استمرار التدهور، برأي شنكر. في هذا الإطار، يقول مساعد وزير الخزانة الأميركي السابق مارشال بيلنغسلي، إن علينا أن نبدأ أولاً "بإنهاء التحالف بين رئيس الجمهورية وحزب الله. ودعم الجيش اللبناني بكل الأشكال ليصبح الجيش هو القوة الشرعية الوحيدة" في لبنان، حيث "يواجه الشعب الأعزل مجموعة مسلحة (حزب الله) تحاول السيطرة على البلاد بقوة السلاح" الإيراني. من جهته يقول إيلي أبو عون إن "الحكومة العسكرية لن تنجح في لبنان، وإن خيار تسلّم الجيش للسلطة يُضِّرُ بالجيش أولاً وبأمن لبنان ثانياً".

يقول مساعد وزير الخزانة الأميركي السابق مارشال بيلنغسلي، إن "حزب الله هو سرطان الاقتصاد اللبناني، فالحزب لا يساهم بتاتاً في تعافي البلد، بل يشكل عبئاً على الشعب اللبناني". وينفي بيلنغسلي أن تكون هناك علاقة بين تدهور الاقتصاد اللبناني والعقوبات الأميركية على حزب الله وبعض السياسيين اللبنانيين. تلك العقوبات "كانت فاعلة وأتمنى المزيد منها". فالعقوبات تساهم في كبح الفساد وتساهم في التوجه نحو الحلّ رغم أنها لا تشكل حلا لوحدهان برأي بيلنغسلي. فيما يُشكك الأستاذ الجامعي الأميركي جوشوا لانديس بجدوى العقوبات في مكافحة الفساد في لبنان، فالعقوبات الأميركية والأوروبية "لم تنجح بتحقيق ذلك في أي مكان آخر " برأيه . يخشى مارشال بيلنغسلي من "التأثير المأساوي على لبنان" لعودة الرئيس بايدن إلى الاتفاق النووي مع إيران. لان تلك العودة – إن حصلت- ستساهم "بضخ 700 مليون دولار سنوياً على حزب الله من إيران"، نتيجة رفع العقوبات عن طهران. وهذا ما نجح ترامب بمنعه عبر قطع التمويل عن الحرس الثوري الإيراني، حسب تعبير بيلنغسلي. يوافق ديفيد شنكر على توصيف بيلنغسلي، ويضيف بأن "زيادة تمويل حزب الله من إيران سيجعل الأوضاع في لبنان أكثر سوءاً". إذا عادت الأطراف إلى الاتفاق النووين فإن ذلك سيتيح لحزب الله موارد مالية أكثر وهذا "خطير على لبنان" برأي إيلي أبو عون، الذي يضيف بأن إيران "ستستمر باستعمال لبنان كورقة تفاوض"، في حال لم تتم العودة للاتفاق النووي . يقول وزير الإعلام اللبناني السابق ملحم رياشي، إن "هناك استعصاءً بين مجموعتين سياسيتين كبيرتين تبدآن في واشنطن ولا تنتهيان في إيران وصولاً إلى المسرح اللبناني، الذي أصبح بشكل أو بآخر جزءاً من هذا الصراع". ويضيف بأن "الدور الدولي في دعم لبنان – الدولة هو دور استراتيجي لمنع الضربة القاضية لأخصام الدولة"، معتبراً أن الحياد الفاعل على الطريقة النمساوية "يجنب لبنان كل هذه الأحداث، ويزيحه من طريق الفِيلة وهذه الصراعات العميقة بين الدول". فيما يعتقد مايكل يونغ،محرّر مدوّنة "ديوان" في "مركز كارنيغي للشرق الأوسط" في بيروت، أن "حزب الله لا يُقدم أي شيء سوى المزيد من البؤس إن قرر جرّ لبنان إلى مزيد من المواجهة مع الغرب والعالم العربي، خاصة دول الخليج". وبرأي الباحث اللبناني الأميركي وليد فارس فإن " لبنان ليس دولة فاشلة منبثقة عن دولة ناجحة. لبنان دولة محتلة، أدت إلى دولة فاشلة... الاحتلال الارهابي هو المشكلة" . أما الأستاذ الجامعي الأميركي راسل بيرمان فيقول "إن على بايدن التصدي لطموحات إيران في لبنان"، محذرا من أن "انهيار لبنان يقوي إيران وأكثر وكلائها عداءً لأميركا: حزب الله".

 

مطلوب رئيس مكلف قبل آب!

عمر حبنجر/الأنباء” الكويتية/18 تموز/2021 

مطلوب رئيس لتشكيل الحكومة قبل 4 آب المقبل لسببين: احتواء التفاعلات الشعبية المنتظرة في احتفالات يوم ذكرى الانفجار الكبير الذي دمر 25% من جغرافية بيروت، وتأمين التمثيل الحكومي في مؤتمر باريس لدعم لبنان المقرر في الرابع من آب ايضا برعاية الرئيس ايمانويل ماكرون، ولو على مستوى رئيس مكلف، لتعذر تمثيل البلد برئيس حكومة مستقيلة، ومصرفة للأعمال. وللوصول الى هذا الهدف، يتجه الفريق الرئاسي، الى اجراء، مشاورات غير ملزمة، للتفاهم على شخصية محددة وتسميتها، تلتها استشارات نيابية ملزمة حول اسم الشخص الذي يكون سمي بالمشاورات غير الملزمة.

المشاورات بدأت عمليا، منذ إعلان الرئيس سعد الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة وستستمر خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، حتى يوم الخميس المقبل، ليحدد موعد الاستشارات النيابية بعدها، يومي الجمعة والسبت، وعلى أمل اكتمال «النقل بالزعرور قبل افتتاح مؤتمر باريس». لعبة الاستشارات قد تطول وتطول اذا تجاوز الرئيس الحريري، وبسبب من الاسباب وعده بالتسهيل، اقله من قبيل رد الرجل للفريق الرئاسي، الذي استهلك تسعة اشهر من الزمن من اجل كسر شوكة سعد الحريري، وتنفيذا لمعادلة: سعد وجبران داخل الحكومة أو سعد وجبران خارجها.

الراهن ان اعتذار الحريري زاد من تعقيدات الأزمة، ولم يحلها، خلافا لاستنتاجات الفريق الرئاسي الذي اعتبر في الاعتذار انتصارا لثنائي عون – باسيل وهزيمة للرئيس الحريري ومعه الرئيس بري، وكل من قام بوجه محميات باسيل الكهربائية والنفطية والمائية، وصولا الى سدود المياه الجافة، وكل مستنزفات الشعب اللبناني. القوات اللبنانية ردت برودة موقفها من اعتذار الحريري، الى أنها كانت تتوقع امرا من اثنين، اما ان يعتذر في نهاية المطاف، واما ان تلقى حكومته مصير حكومة حسان دياب، التي لم تتمكن من تقديم أي انجاز، واعتبرت المصادر القواتية انه كان من الأجدر الذهاب الى استقالة مشتركة لنواب المستقبل والقوات والاشتراكي، لفرض الانتخابات المبكرة. ووسط هذه الاجواء، صدر تحذير عن وزارة الدفاع الاميركية «الپنتاغون»، وعلى لسان نائبة مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون الشرق الاوسط، دانا ستراول ابدت فيه تخوفها من ان تؤدي الاوضاع الاقتصادية في لبنان الى تدهور امني كبير.

قائد الجيش العماد جوزف عون، قال من جهته أمس: لن نسمح لأحد بزعزعة الأمن، ولا العودة الى الماضي. وأكد ان الأمن خط أحمر، والجيش لن يسمح بالعبث بالأمن في منطقة بعلبك، او أي منطقة اخرى.. مهما كانت الاثمان والتضحيات. وأضاف: «في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية تزداد معاناة الشعب اللبناني والعسكريين ايضا».

 

بعد الحريري عون!

طارق الحميد/الشرق الاوسط/18 تموز/2021  

حسناً فعل سعد الحريري، رئيس الوزراء المكلف، حين اعتذر عن عدم تشكيل الحكومة، وتحميله الرئيس اللبناني مسؤولية ذلك الفشل، خصوصاً عندما قال الحريري إن اعتذاره كان عن «عدم تشكيل حكومة ميشال عون». وحسناً فعل الحريري عندما خرج في مقابلة تلفزيونية تحدث فيها للجميع، وسمى الأشياء بأسمائها، وقد يقول البعض إن الطريق المسدودة التي وصل إليها الحريري كانت متوقعة، وإن اعتذاره كان يجب أن يكون منذ زمن طويل. وهذه وجهة نظر، لكن الأهم الآن أن الحريري سمى الأشياء بأسمائها، واعتذر عن «عدم تشكيل حكومة ميشال عون»، حيث أصر الرئيس عون على العقدتين اللتين عرقلتا تشكيل الحكومة طوال 9 أشهر، وهما الإصرار على «الثلث المعطل»، أي منح القوة لـ«حزب الله»، ورفض نواب «التيار الوطني الحر» منح الثقة للحكومة. والأهم كذلك أن الحريري رمى الكرة في ملعب الرئيس اللبناني الذي قال للحريري: «لن نتمكن من التوافق»، رغم أن عون قال الجمعة الماضي، إن رهانه هو على «جيل الشباب في بناء مستقبل لبنان الذي نريده»! وعليه فلماذا لا يسير الرئيس اللبناني على خطى الحريري؟ لماذا لا يعتذر عون، ويقدم استقالته، ويفتح الباب لجيل الشباب، ويسمح بظهور طبقة سياسية جديدة في لبنان؟

لماذا لا يفعلها عون، خصوصاً أن المجتمع الدولي كله يلوم الطبقة السياسية في الفشل الحاصل بلبنان، وهذا صحيح، ورأس حربة فشل ودمار لبنان هو «حزب الله»، فلماذا لا يستقيل الرئيس عون، ويخرج شارحاً كل ما لديه على التلفاز… وكما فعل الحريري؟

لماذا لا يستقيل عون، وبحسب ما نقلت صحيفتنا عن مصادر قريبة من رؤساء الحكومات السابقين، فإن ما قام به عون «يمثل انقلاباً على اتفاق الطائف»، إذ إنه يخالف «الدستور الذي ينص على أن التشكيل يتم بالتوافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف»؟ لماذا لا يستقيل عون والدولة اللبنانية برمتها تقترب من السقوط المروع لتصبح دولة فاشلة، وربما أكثر، خصوصاً أن الدول العربية أيضاً على قناعة بأنه لا أمل من الدعم المفتوح للبنان هكذا، ومثلما كان قديماً؟ وهذا الموقف العربي، والخليجي، هو موقف عقلاني، ومنطقي، فلماذا أدعم دولة لا هي بدولة، ولا هيبة للدولة فيها، وهي أرض مختطفة بسلاح «حزب الله» الإيراني؟ بل لماذا لا تقوم إيران بدعم لبنان، وليس «حزب الله» فقط؟ قناعتي أن الحريري فعل ما عليه، وخرج وتحدث بما يجب أن يقال، ولا يهم إن كان تأخر أو لا، والدور الآن على الرئيس عون ليقوم بتقديم استقالته، والدعوة إلى تقديم طبقة جديدة تتصدى لكارثة لبنان، وما يجب فعله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

والحقيقة أن المتابع للشأن اللبناني يتعجب، أوليس بالطبقة السياسية اللبنانية من هو بشجاعة الفنانة إليسا التي غردت: «ارفعوا الاحتلال الإيراني عن لبنان»، وألحقتها بتغريدة موجهة لـ«حزب الله» تقول فيها: «يعني فعلاً حتى بالاحتلال فاشلين»؟ الآن فعلها الحريري، وسمى الأشياء بأسمائها، فلماذا لا يخرج الآخرون؟ أعتقد أن الدور الآن على الرئيس عون ليستقيل إنقاذاً للبنان.

 

الحزب يدير الفراغ حَكَماً ويدبّر الانتخابات حاكماً

منير الربيع/المدن/18 تموز/2021

تتجدد المراوحة السياسية في لبنان، على وقع مشاورات تجري بحثاً عن شخصية لتكليفها برئاسة الحكومة. فيما السؤال الأساسي المطروح هو كم ستطول مدة الفراغ؟ وهل سيتم الوصول إلى تسوية حكومية مرتقبة؟ أم سيكون التركيز على تشكيل حكومة انتخابات، لا سيما أن الجميع أصبح يركز على الاستحقاق الانتخابي ونتائجه.

رغبات عون وبرّي

الصراع الأساسي هو بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي. هناك مصالح متضاربة وصراع على السلطة، ولكنه يبقى مضبوطاً تحت سقف حزب الله. يعتبر عون أنه أعطى حزب الله ما لم يكن للحزب قدرة على تحصيله، أولاً في السلطة، وثانياً شعبياً واجتماعياً على الصعيد المسيحي، بالإضافة إلى المواقف الخارجية، وعادى الجميع من أجله. فهو يفترض نفسه أنه يجب أن يكون المدلل لدى الحزب. ليس الصراع حتماً هو على الإصلاح ولا على أي برنامج من هذه البرامج والشعارات المرفوعة. الوصول إلى رئاسة الجمهوية كان يرتبط بتحالفات وتفاهمات مع من يتهمهم رئيس الجمهورية بأنهم فاسدون، ومع “التسوية” عام 2016 سقطت كل الشعارات التي بنيت عليها تلك الشعبية. أما المعركة السياسية التي يخوضها، فهدفها السلطة وليس شيئاً آخر، فيما يظهر عدم ارتياح مسيحي على الإطلاق لهذا المشروع الذي يقوده عون. في المقابل، تقوم استراتيجية حزب الله على إبقاء الوضع على حاله، في سبيل حماية دوره ونفوذه. وهو يعلم أن أي حكومة لن تأتي بالمال إلى لبنان، فيما الرئيس نبيه برّي يجيد لعب دور سياسي على الصعيدين المحلي والدولي، والذي من شأنه أن يريح حزب الله. فالعلاقة معه تتقدم على أي علاقة أخرى، لأنه لا يمكن التفريط بالوحدة الشيعية في المواقف السياسية، ولا يقبل بتسرب أي خلاف إلى داخل البنية الاجتماعية للثنائي. هذا مع أن اعتذار سعد الحريري ورفضه تسمية البديل ساهم بإضعاف برّي أكثر في حركته السياسية.

طمأنينة حزب الله

أما الكلام الذي سرده الحريري في إطلالته التلفزيونية، حول الحلف أو العلاقة مع برّي وفرنجية، فهذا لا يهدد مصالح حزب الله. وكذلك بالنسبة الى الصراع بين عون وبرّي فلن يتضرر حزب الله منه، إنما يتعزز موقعه أكثر من خلال تصوير نفسه كوصي على الجميع أو كمصلح فيما بينهم، فيكونون جميعهم بحاجة إليه. خصوصاً أن الوضع لم يصل إلى تسوية إقليمية مُنحت إيران بموجبها دوراً أساسياً في لبنان. فقبل الوصول إلى هذا الاتفاق، الجميع يلعب تحت سقف حزب الله. خصوصاً أن هناك من يؤكد بأن الحل في لبنان بالنهاية يبدأ بمفاوضات مباشرة سعودية إيرانية قابلة لإنتاج تسوية.

ليس لدى حزب الله استشعار بوجود أي خطر خارجي يتهدده، أو أن هناك جهات خارجية تعمل على وضع إطار سياسي جدي للعب دور سياسي وأمني في مواجهة حزب الله، فهذا غير مطروح على الإطلاق. والمطروح بكل جدية فقط هو دعم الجيش والمؤسسات. وهذا يدفع الحزب إلى الاطمئنان أكثر، واستبعاد خيار الاستدراج إلى مواجهة داخلية مع أي طرف.

الانتخابات

تلك الوقائع تدفع حزب الله إلى الرهان على الانتخابات المقبلة. وهذا ما يجب التوقف عنده باهتمام، في مقابل مواقف القوى الدولية التي تركز على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها بناء على تعاطٍ طفولي معها، أساسه الظن والتوهم أو الرهان على قوى المجتمع المدني، التي لن تكون قادرة على إحداث الخروقات المطلوبة. بهذه اللعبة سيعرف حزب الله كيف يدير عملية الإنتخابات على طريقته، والتي من خلالها سيركز استعادة شرعية سياسية، من خلال تحويل المعركة الانتخابية إلى داخل الشارع المسيحي بين التيار الوطني الحرّ وكل خصومه. وهذا ما يدفع التيار إلى حضنه أكثر. هذا بالإضافة إلى تدخل حزب الله أكثر في الانتخابات على الساحة السنية. إذ سيكون له دور أساسي ومؤثر في مجريات العملية الانتخابية، فيعود هو المقرر والمتحكم بهذه اللعبة، بالتزامن مع قدرته إلى جانب حركة أمل على ضبط الساحة الشيعية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: لتتكاتف القوى وتسم شخصية سنية على مستوى التحديات البلاد لا تواجه أزمة حكومية عادية بل انقلابا جارفا على الدستور والمؤسسات

الأحد 18 تموز 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100716/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7-2/

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه فيه القيم البطريركي في الديمان الأب طوني الآغا وأمين سر البطريرك الأب هادي ضو. وحضر القداس النائب جورج عطاالله ورئيس مستوصف دير مار شربل الجديدة ايلي تنوري وعدد كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "روح الرب علي: مسحني وأرسلني" (لوقا 4: 18). وقال فيها: "دخل يسوع كعادته يوم السبت إلى مجمع الناصرة، وقام ليقرأ من نبوءة أشعيا كلاما قيل فيه قبل خمسماية سنة وهو: روح الرب علي: مسحني وأرسلني (لوقا 4: 18). بهذه النبوءة انجلت هويته ورسالته التي أشرك فيها الكنيسة، جسده السري وهو رأسها. فأصبحت بالتالي هوية المسيحيين ورسالتهم يقبلونها بمسحة الروح القدس في المعمودية والميرون. وفي النبوءة أيضا اعتلن الزمن المسيحاني الجديد".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل بهذه الليتورجيا معكم ومع رعية الديمان العزيزة فنحيي كاهنها الخوري حبيب صعب، ولجنة الوقف ورئيسها الخوري خليل عرب وكل ابناء وبنات الديمان الاحباء. فنهنئكم على ما أنجزتم في الكنيسة الجديدة بسخائكم وسخاء أبناء الديمان المنتشرين والمحسنين. نذكرهم ونذكركم جميعا في هذه الذبيحة المقدسة، أحياء وأمواتا، أصحاء ومرضى. ونلتمس من الله، بشفاعة القديس شربل في يوم عيده، أن نلتزم بحفظ هويتنا المسيحية والقيام برسالتنا. روح الرب علي: مسحني وأرسلني. هذه هي هويتنا المسيحانية،

الروح يملأ بشرية يسوع ويكرسه لرسالة الفداء والخلاص. فظهر إنسانا مثلنا بملء إنسانيته، وكشف الإنسان للإنسان، ودعوته السامية. اشتغل بيدي إنسان، وعمل بإرادة إنسان، وأحب بقلب إنسان. وشابهنا في كل شيء، ما عدا الخطيئة (عب 4: 15). لكون المسيح رأس جسده الذي هو الكنيسة، فقد أشرك كل أعضاء الجسد بمسحة الروح بواسطة سري المعمودية والميرون. هذا الروح جعلنا كمسيحيين على شبه صورة المسيح في إنسانيته، الذي هو على ما قال بولس الرسول: البكر بين أخوة كثيرين (روم 8: 29؛ كول 1: 18)".

وتابع: "وأرسلني: هذه رسالتنا المسيحانية، رسالة المسيح الخلاصية بحسب نبوءة أشعيا تشمل ستة أبعاد، وسلمها للكنيسة ليقوم بها رعاتها وأبناؤها وبناتها، بالوسائل الروحية والأسرارية، وبواسطة مؤسساتها على اختلاف أنواعها. هذه الأبعاد هي: أولا تبشير المساكين أي حمل البشرى الإلهية لكل إنسان منفتح العقل والقلب على الله، بوداعة وتواضع، للاستنارة بنوره، والامتلاء من عزائه ومحبته، من دونهما فراغ في حياة الانسان عبر عنه القديس أغسطينوس بقوله: لقد خلقتنا لك يا رب، ويظل قلبنا مضطربا فينا إلى أن يستقر فيك. ثانيا، شفاء منكسري القلوب يعني الغفران للتائبين، والتعزية للحزانى، والتشجيع للذين يعيشون ألم التهميش أو عدم فهمهم أو العزلة. ثالثا تحرير الأسرى بممارسة العدالة الملطفة بالانصاف والرحمة؛ عدالة مرتكزة على الحقيقة الموضوعية، ومنزهة من كل كذب وتضليل وافتراء، ومحررة من كل تدخل سياسي أو تسييس. وتحرير من هم أسرى مواقفهم وآرائهم المتصلبة، وأسرى الإدمان على المخدرات أو المسكرات. رابعا، إعادة البصر للعميان يعني بصر العقل المنحرف عن نور الحقيقة، وبصر الضمير الذي يخنق صوت الله، وبصر القلب المتحجر ورافض الحب والمشاعر الإنسانية. خامسا، الإفراج عن المظلومين من كل أنواع الظلم والعبوديات، ومن الاستغلال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وانتشالهم من حالة الخطيئة والعادات السيئة. سادسا، إعلان سنة مرضية عند الرب: هذا هو الزمن المسيحاني الجديد. إنه زمن ملكوت الله: ملكوت الحقيقة المحبة والحرية والعدالة والأخوة والسلام. هذا الزمن يشكل التزام الكنيسة بنشر هذه الثقافة المسيحية".

وقال: "إننا باسم الشعب الفقير والمقهور والجائع والمشتت كخراف لا راعي لها، وباسم وطننا لبنان الواقع في حال الانهيار، نطالب القوى السياسية كافة بأن تتكاتف بحكم المسؤولية الوطنية، وتتشاور في ما بينها، وتسمي في الاستشارات النيابية المقبلة شخصية سنية لرئاسة مجلس الوزراء الجديد، تكون على مستوى التحديات الراهنة، وتتعاون للاسراع في التأليف. إنه وقت تحمل المسؤوليات لا وقت الانكفاء. فالبلاد لا تواجه أزمة حكومية عادية، بل أزمة وطنية شاملة تستدعي تضافر الجهود من الجميع، وتواجه انقلابا جارفا على النظام والدستور والمؤسسات الشرعية، وتفككا للقوى الوطنية التي من شأنها خلق واقع سياسي جديد يعيد التوازن ويلتقي مع مساعي الدول الصديقة. ينبغي بحكم المسؤولية الوطنية تجاوز الأنانيات والمصالح والحسابات الانتخابية الضيقة التي تسيطر بكل أسف على عقول غالبية القوى السياسية، على حساب المصلحة الوطنية العليا".

وسأل: "كيف تسير الدولة من دون السلطة الإجرائية؟ فبها منوط إجراء الإصلاحات في البنى والقطاعات التي هي شرط للدعم الدولي المالي من أجل قيام الدولة وإنقاذها من حال الانهيار، وبها منوط ضبط الوزارات والإدارات ووضع حد للفساد المالي فيها والإفراط في ممارسة سلطة هذا أو ذاك من الوزراء أو المدراء العامين كأنه سيد مطلق، في وزارته، ولإيقاف التعدي على العاملين بإخلاص وفبركة ملفات كاذبة بحقهم لأغراض سياسية أو طائفية أو مذهبية، ومنوط بها دعم المحقق العدلي بشأن انفجار مرفأ بيروت، وحل إشكالية رفع الحصانة عن الوزراء والنواب والعسكريين المعنيين، فالحصانة تتبخر أمام ثمن الضحايا والأحزان والجرحى والدمار. كيف يعاد بناء المرفأ والمنطقة المهدمة من بيروت، وكيف يعوض على الأهالي من دون وجود سلطة إجرائية؟ من غير الحكومة يأمر وينفذ التدقيق الجنائي الشامل في مصرف لبنان وكل وزارة من الوزارات وكل صناديق المجالس وأجهزة الرقابة؟ ومن غير الحكومة يضبط ويضع حد للتهريب والهدر وسرقات المال العام؟ ومن غير الحكومة ينهض بالإقتصاد في كل قطاعاته، ويعيد الحركة المالية، يؤمن فرص العمل، ويعيد لليرة اللبنانية قيمتها، ويحافظ على شبيبتنا وقوانا الحية والخلاقة ويجنبهم هجرة الوطن؟

أضاف: "إن ما جرى ويجري من إهمال وانتفاء للحوار والتعاون، يعزز فكرة عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان لإخراج لبنان واللبنانيين من ضيقتهم المتعددة الأوجه. فالجماعة السياسية تعطي كل يوم الدليل بعد الدليل على عجزها عن القيام بأبسط واجباتها تجاه الشعب والوطن، وعلى فشلها في الحفاظ على مؤسسات الدولة واستقلالية الشرعية الوطنية. هذه الجماعة عاجزة عن حل للمسائل اليومية البسيطة كالنفايات والكهرباء والغذاء والدواء والمحروقات، وعاجزة عن مكافحة الفساد، وتسهيل عمل القضاء، وضبط ممارسة الوزارات والإدارات، وإغلاق معابر التهريب والهدر، وعاجزة عن تحصين نفسها بتأليف حكومة، وعاجزة عن معالجة القضايا المصيرية كإجراء إصلاحات وترسيم حدود وحسم خيارات الدولة، واعتماد الحياد".

وختم الراعي: "اليوم في عيد القديس شربل، قديس لبنان، نحن نؤمن انه لن يدع لبنان ينهار. اليه نكل وطننا وشعبنا ملتمسين منه كعجائبي مرضي عند الله، أعجوبة خلاصنا من هذا الإنهيار الشامل".

 

المطران عوده: تغليب العواطف السلبية لا يبني بلدا والمطلوب تضحيات

الأحد 18 تموز 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100716/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7-2/

وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل المقدس، قال عوده في عظته: "في هذا الأحد تقيم كنيستنا المقدسة تذكار الآباء القديسين الملتئمين في المجمع المسكوني الرابع، المنعقد في خلقيدونية عام 451، والذي جرى خلاله تحديد العقيدة المتعلقة بشخص المسيح وطبيعته. إن شخص المسيح هو مركز تاريخ العالم بأسره، فهو "الألف والياء، الأول والآخر، البداية والنهاية" (رؤ 22: 13). لذلك، تختلف مسيرة المؤمنين المسيحيين الروحية تماما عن مسيرة سواهم من البشر. حياة المسيحي مركزها المسيح فقط، الذي أتى وسيأتي أيضا، الحاضر في العالم، والمنتظر في الوقت نفسه. المسيحي مرتبط بالمسيح بعلاقة شخصية حية تشمل معاني الحياة كلها. المسيح هو الطريق والحق والحياة (يو 14: 6)، هذا يعني أن مركز العالم شخص واحد، هو في الوقت نفسه إنسان مثلنا ورب ضابط الكل. إنه الإله - الإنسان. لكن، في أيامنا هذه، كثيرون يعتبرون أنفسهم مركز حياة البشر، ومحركيها، بعضهم للأسف مسيحيون في سجل القيد فقط، أما حياتهم فجحود للمسيح وتعاليمه. المسيح أتى ليعيد إحياءنا بعد أن سقطنا ودخل الموت حياتنا، فخلصنا بثمن غال هو دمه، أما هم، فلا يفعلون سوى التنكيل بخليقة الرب من أجل مصالحهم الخاصة وطموحاتهم".

وأضاف: "المسيحيون المعمدون لم يدركوا بسهولة حقيقة شخص المسيح. ففي تاريخ الكنيسة ظهر عدد كبير من الحكماء والفهماء بحسب مقاييس العالم، هؤلاء لم يستطيعوا أن يتقبلوا إيمان الكنيسة ببساطة قلب. منهم من تأثر باليهودية أو بالفلسفة اليونانية، فأفسدوا الإيمان وعلموا الشعب تعاليم هرطوقية. عندئذ، واجهت الكنيسة الهرطقات بتعاليم الآباء القديسين الملهمة من الله. هؤلاء الآباء اجتمعوا في مجامع عديدة، وحددوا الإيمان القويم بمصطلحات لها سلطة جامعة، وأهم تلك المجامع ما أعطي صفة المسكونية. هذه دعا إليها أباطرة وشارك فيها ممثلون عن كل الكنائس المحلية. ويجب القول إن مجرد انعقاد أحد المجامع، ولو راعى الشروط القانونية كلها، لا يضمن إيمانه القويم، لأن الضمانة في الكنيسة هي الآباء القديسون الذين تتبعهم المجامع. المجمع لا يصنع الآباء، إنما يتألف من آباء، لذلك يكون ملهما من الله. مجمع بلا أشخاص ملهمين من الله لا يكون هو ملهما من الله. الكنيسة، عندما تعيد للمجامع المسكونية السبعة، التي انتصرت على هرطقات القرون الثمانية الأولى، تريد أن تظهر بلهجة قاطعة الإيمان القويم بشخص المسيح، وفي الوقت نفسه تود تكريم الآباء القديسين الذين عقدوا هذه المجامع للدفاع عن الإيمان القويم".

وتابع عودة: "العيد اليوم يعني اعترافا بالإيمان وعرفانا بالجميل، نعترف بإيمان المجامع المسكونية، ونعترف بالجميل لله الذي منحنا الآباء أنوارا على الأرض، فنمجده، لم تقم المجامع المسكونية "بحل الناموس" الذي عاشت الكنيسة بموجبه، إنما "كملته" بصياغتها له كي تحافظ على حياة أعضائها. عبرت، في ظروف مختلفة، عن الحقيقة القائلة إنه في المسيح "يحل ملء اللاهوت جسديا" (كو 2: 9).

كنيستنا آبائية، أي يأتي الآباء ليكملوا عمل الآباء الذين سبقوهم، لا ليهدموا عملهم حتى يبنوا من جديد. كم كنا نتمنى أن يكون عمل المسؤولين عندنا آبائيا أيضا. في بعض البلدان يحترمون "الآباء المؤسسين" في إشارة إلى المسؤولين الذين وضعوا الدساتير ووسعوها وأسسوا العمل بموجبها ورسخوا هذا الفكر في أبناء بلدانهم. كل من أتى بعد الآباء المؤسسين عمل بنهجهم، ولم يهدم ما بنوه حتى يظهر أنه هو المخلص الوحيد الحقيقي، لأنه يعرف أنه إن هدم، سيهدم تراثا كاملا ويعود إلى الوراء بدلا من التقدم، وستنتفي المصلحة العامة. حبذا لو تصرف الزعماء والسياسيون عندنا بمسؤولية تجاه هذا البلد وشعبه. ليتهم احترموا الدماء التي أهرقت على مدى الأجيال من أجل الاستقلال الحقيقي. ليتهم ساروا في النهج المؤسساتي الذي يضمن حسن سير العمل ونزاهته واستقلاليته، ولم يسكن قلوبهم شيطان الأنانية وحب الظهور والجشع والتسلط الأعمى. المسيح نفسه قال في إنجيل اليوم: "لا تظنوا أني أتيت لأحل الناموس والأنبياء، إني لم آت لأحل لكن لأتمم". لم ينقض المسيح أي ناموس وضع قبل مجيئه على الأرض، لكنه أكمل وسد الثغرات وأرسى المحبة أساسا للحياة. أما عندنا، فلا حرمة لدستور أمام مصالحهم، ولا قانون يطبق إلا بما يوافقهم، ولا حصانات تسقط من أجل المصلحة العامة، بل هم فوق القانون والمحاسبة. يتغنون بالمؤسسات لكنهم يعملون على هدمها بتصرفاتهم الرعناء، يرفعون الشعارات لكنهم لا يقومون بأي عمل من أجل تطبيقها، ينتقدون بعضهم بعضا وينصبون أنفسهم ديانين، وأفعالهم تفضح نواياهم، والمواطنون يدفعون الثمن".

وقال: "لقد أتى المسيح "ليكمل" الناموس، وبحسب بولس الرسول: "المحبة هي كمال الناموس" (رو 13: 10). كشف لنا المسيح حقيقة الله والإنسان، وأظهر لنا أن الحق يتماهى مع المحبة. هذا يعني أنه ما من حق خارج المحبة، وما من محبة خارج الحق، ذلك لأن المحبة ليست مشاعر ظاهرية، ولا خطابات رنانة، ولا وعودا واهية، كما أن الحق ليس أمرا يتعلق بالمنطق الجامد. معرفة الحق هي الدخول في شركة مع المسيح الإله والإنسان.

من خلال تحديدها للايمان الصحيح بشخص المسيح، حفظت المجامع المسكونية شروط المحبة الخالصة، ومنحتنا فرصة الخلاص، الذي هو الشركة مع المسيح والإتحاد به. وكما أن من واجب الكنيسة أن تصلي من أجل مسؤولي البلاد، من أجل أن يعملوا الأعمال الصالحة، وهكذا يصلون إلى الملكوت السماوي، كذلك على كل مسؤول أن يعمل من أجل الخير العام، لكي يجعل البلد المسؤول عنه تذوقا مسبقا للملكوت، وفردوسا أرضيا لأبناء بلده، لا مقبرة جماعية. لسوء حظنا، لقد أصبح لبنان مقبرة لمن تبقى من أبنائه الذين يماتون كل يوم ألف مرة. فمن التفتيش عن الدواء المفقود، إلى اقتناص بعض الطعام بأسعار جنونية، إلى الوقوف ساعات من أجل قطرات وقود، إلى العيش في الظلام، والنوم أو بالأحرى عدم النوم بسبب الطقس الحار الذي اكتوى نوابنا ببعض لهيبه في إحدى جلساتهم. لكن المصيبة أننا لا نعاني من حر الصيف فقط، إنما نكتوي بأعمال المسؤولين وفسادهم وسوء إدارتهم ونرجسيتهم في كل لحظة".

وأردف: "لقد سمعنا في رسالة اليوم كلاما يجب على كل مسؤول أن يسير بهديه. يقول الرسول بولس لتلميذه تيطس: "صادقة هي الكلمة وإياها أريد أن تقرر، حتى يهتم الذين آمنوا بالله في القيام بالأعمال الحسنة، أما المباحثات الهذيانية والأنساب والخصومات والمماحكات الناموسية فاجتنبها، فإنها غير نافعة وباطلة، وليتعلم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالحة للحاجات الضرورية حتى لا يكونوا غير مثمرين. الإثمار السريع مطلوب في لبنان قبل الوصول إلى الفوضى والإضمحلال. إتقوا الله في عبيده، يا أيها المسؤولون، إن كنتم مسؤولين، واعملوا على إحقاق الحق ونبذ التجاذبات والحقد والمناكفات والخصومات والمماحكات لأنها لا تنفع أحدا".

وختم عوده: "إن تغليب العواطف الشخصية السلبية لا يجدي ولا يبني بلدا، المطلوب من الجميع، بلا استثناء، التخلي عن العناد، واعتماد الحوار والتواصل الإيجابي البناء، وتقديم التضحيات. الشعب جائع، الأطفال بلا حليب، المرضى بلا دواء، الظلام دامس، الحر حارق، الليرة في أدنى مستوياتها ولم نشهد تنازلا لإنقاذ البلد من هذا الجحيم. لقد سرقتم حياة اللبنانيين وآمالهم وقضيتم على طموحاتهم وأوصلتم البلد إلى أقصى الجحيم. ما هذا العبث الصبياني بمصير البلاد والعباد؟ ألا تعرفون الرحمة؟ والتوبة؟ والبكاء على الأخطاء؟ تذكروا أن الله كما أنه كثير الرحمة هكذا هو شديد العقاب، فيقضي على الرجل بحسب أعماله" (يشوع بن سيراخ 16: 13). ودعوتنا أن نتشبث بإيماننا، وأن نثق بأن الرب الذي ساعد آباء الكنيسة على الإطاحة بالهرطقات السامة، سيساعدنا في أية محنة نمر بها، مهما اشتدت العواصف وحاولت اقتلاعنا، آمين".

 

تعليقات روحية

الأب سيمون عساف/18 تموز/2021

لا تَفرَحوا بِأَنَّ الأَرواحَ تَخضَعُ لَكُم

يا إخوتي، إنّني أرجوكم بالله الذي هو محبّة، أرجوكم أنتم الذين تبشّرون وتصلّون وتعملون يدويًّا، الإكليروس والعلمانيّين منكم، أن تلتزموا بالتواضع في كلّ شيء: ألاّ تمجّدوا أنفسكم، ألاّ تجدوا فرحكم وألاّ تفتخروا في داخلكم بكلام الله وبأعماله الحسنة التي يجريها أحيانًا فيكم أو من خلالكم؛ إذ إن الربّ قد قال: "لا تَفرَحوا بِأَنَّ الأَرواحَ تَخضَعُ لَكُم" (لو10: 20). فلنكن مقتنعين تمامًا: نحن لا نملك سوى الأخطاء والخطايا... من كان مطيعًا لروح الرّبّ، فيرغب في إخضاع كلّ ما هو تكبّر ورذيلة ودناءة في هذا الجسد. ويلتزم بالتواضع والصبر والبساطة التامة وسلام الروح الحقيقي...

لِنَرُدَّ كلّ الصّالحات إلى الّرب الإله العليّ والملك: لنعترف أن كلّ صلاح هو ملكه؛ لنقدّم له الشّكر على كلّ شيء، إذ منه تأتي كلّ الصّالحات. هو، الله العليّ والملك، الإله الحقيقي الواحد، لِنقدّم له، ليقبل كلّ مجد وإجلال، كلّ تسابيح وبركات، كلّ شكر وتمجيد: إذ إنّ كلّ صلاحٍ له، هو وحده الصالح (راجع مر 10: 18).

ونحن من جهّتنا، عندما نرى أو نسمع لعنةً، فلنبارك؛ وعندما نرى عملَ الشّر، فلنعمل الخير؛ وحين نلقى تجديفًا، فلنسبّح الرّب المبارك إلى أبد الآبدين. أمين.

هوغوس للقدّيس فيكتور(؟ - 1141)، راهب ولاهوتي

دراسة حول أسرار الإيمان المسيحيّ مَن سَمِعَ إِلَيكُم سَمِعَ إِليَّ. ومَن أَعرَضَ عَنكم أَعرَضَ عَنِّي»لا شيء ممّا هو جزء من الجسد بمائت، ولا شيء ممّا هو منفصل عن الجسد بحيّ. فبالإيمان نصبح أعضاء وبالحبّ نحيا. بالإيمان ننال الوحدة؛ بالمحبّة ننال الحياة. سرّ المعموديّة يوحّدنا؛ جسد الرّب يسوع المسيح ودمه يحييانا. بالمعموديّة نصبح أعضاء الجسد، وبجسد المسيح، نشترك بحياته.

كما أنّ نَفَس الإنسان يمرّ عبر الرأس لينزل نحو الأعضاء ويُحييها، كذلك يأتي الرُّوح القدس إلى المسيحيين بواسطة الرّب يسوع المسيح. فالرّب يسوع المسيح هو الرأس والمسيحيّون هم الأعضاء. فهناك رأس واحد وأعضاء كثيرة، جسد واحد مكوّن من الرأس والأعضاء، وفي هذا الجسد الواحد يوجد الرُّوح الواحد بكليّته في الرأس وموزّعًا على الأعضاء. فإن لم يكن هناك إلاّ جسد واحد، فليس هناك أيضًا إلاّ روح واحد. وما ليس في الجسد لا يمكن أن يحيا بالرُّوح حسب ما ورد في الكتاب المقدّس: " مَن لم يَكُنْ فيه رُوحُ المسيح فما هو مِن خاصَّتِه". (رو 8: 9). لأنّ من ليس عنده روح الرّب يسوع المسيح، لا يكون من أعضائه.

لا شيء ممّا هو جزء من الجسد بمائت، ولا شيء ممّا هو منفصل عن الجسد بحيّ. فبالإيمان نصبح أعضاء وبالحبّ نحيا. بالإيمان ننال الوحدة؛ بالمحبّة ننال الحياة. سرّ المعموديّة يوحّدنا؛ جسد الرّب يسوع المسيح ودمه يحييانا. بالمعموديّة نصبح أعضاء الجسد، وبجسد المسيح، نشترك بحياته.

القدّيس ساويرُس (نحو 465 - 538)، بطريرك أنطاكية

الرّب يسوع المسيح يداوي جراح البشرية المتألمة

وأخيرًا "وَصَلَ إِلَيه سَامِرِيٌّ مُسافِر"... إن الرّب يسوع المسيح يعطي لنفسه، في سياق مُخطّطه الخلاصي، اسم السامريّ... لقد سبق لليهود بأن نعتوه بالسّامريّ لإغضابه: "أَلَسْنا على صوابٍ في قَولِنا إِنَّكَ سامِريّ، وإِنَّ بِكَ مَسّاً مِنَ الشَّيطان؟" (يو 8: 48)...

إذًا فالسامريّ المسافر هو الرّب يسوع المسيح – إذ إنه يسافر فعلاً – قد رأى البشرية المعذّبة على الأرض. فلم يمرّ مرور الكرام، لأن هدف سفره هو "افتقاد شَعبَه" (لو 1: 68 + 78)، نحن الذين نزِل من أجلنا من السماء وسكن عندنا وبيننا، لأنه في الواقع "لم يظهر على الأَرض فحسب بل عاش بَينَ البَشَر"... (راجع با 8: 38)

لقد بلسم جراحنا بالخمر، خمر الكلمة، وبما أن خطورة جراحنا لم تتحمل كلّ قوّته، مزجها بالزّيت، زيت طيبته "ومَحَبَّتُه لِلبَشَر" (تي 3: 4)، ثم أخذ الرجل الى الفندق. لقد قصد بكلمة "فندق" الكنيسة التي أصبحت مكان السّكن والملاذ لكلّ الشعوب... وعند وصولهما الى الفندق، أظهر السامري الصالح للرجل الذي أنقذه معاملة أفضل واهتم به أكثر: فالرّب يسوع المسيح بذاته هو في الكنيسة يمنح كلّ النعم...

وصاحب الفندق يرمز الى الرّسل والكهنة وملافنة الكنيسة الذين خَلَفوا الرّب يسوع المسيح والذين منحهم عند ذهابه – أي صعوده إلى السماء – "دينارَيْن" لكي يهتموا كثيرًا بالمرضى، فالديناران يرمزان الى العهدين القديم والجديد، عهد الشريعة والأنبياء وعهد الأناجيل والرسل، فالإثنين من الله نفسه ويعكسان صورة الله الواحدة في السموات، كقطع النقود التي تحمل صورة الملك الواحد، كذلك العهدين يطبعان في قلوبنا الصورة الملوكية الواحدة بواسطة الكلمات المقدّسة لأنها أتت من الرُّوح القدس الواحد... هذه هي رمزية الدّينارين لنفس الملك، واللتين سُلّمتا في الوقت عينه من قبل الرّب يسوع المسيح الى صاحب الفندق...

ففي اليوم الأخير، سيقول كهنة الكنائس المقدّسة الى الرّب حين يعود: "يا سَيِّد، سَلَّمتَ إِليَّ وَزْنَتَين، فإِليكَ معَهُما وَزْنَتَينِ رَبِحتُهما". لقد زاد قطيعي. حينها يجيبه الرّب يسوع المسيح: "أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! كُنتَ أَميناً على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ" (متّ 25: 31). وأخيرًا "وَصَلَ إِلَيه سَامِرِيٌّ مُسافِر"... إن الرّب يسوع المسيح يعطي لنفسه، في سياق مُخطّطه الخلاصي، اسم السامريّ... لقد سبق لليهود بأن نعتوه بالسّامريّ لإغضابه: "أَلَسْنا على صوابٍ في قَولِنا إِنَّكَ سامِريّ، وإِنَّ بِكَ مَسّاً مِنَ الشَّيطان؟" (يو 8: 48)...

إذًا فالسامريّ المسافر هو الرّب يسوع المسيح – إذ إنه يسافر فعلاً – قد رأى البشرية المعذّبة على الأرض. فلم يمرّ مرور الكرام، لأن هدف سفره هو "افتقاد شَعبَه" (لو 1: 68 + 78)، نحن الذين نزِل من أجلنا من السماء وسكن عندنا وبيننا، لأنه في الواقع "لم يظهر على الأَرض فحسب بل عاش بَينَ البَشَر"... (راجع با 8: 38)

لقد بلسم جراحنا بالخمر، خمر الكلمة، وبما أن خطورة جراحنا لم تتحمل كلّ قوّته، مزجها بالزّيت، زيت طيبته "ومَحَبَّتُه لِلبَشَر" (تي 3: 4)، ثم أخذ الرجل الى الفندق. لقد قصد بكلمة "فندق" الكنيسة التي أصبحت مكان السّكن والملاذ لكلّ الشعوب... وعند وصولهما الى الفندق، أظهر السامري الصالح للرجل الذي أنقذه معاملة أفضل واهتم به أكثر: فالرّب يسوع المسيح بذاته هو في الكنيسة يمنح كلّ النعم...

وصاحب الفندق يرمز الى الرّسل والكهنة وملافنة الكنيسة الذين خَلَفوا الرّب يسوع المسيح والذين منحهم عند ذهابه – أي صعوده إلى السماء – "دينارَيْن" لكي يهتموا كثيرًا بالمرضى، فالديناران يرمزان الى العهدين القديم والجديد، عهد الشريعة والأنبياء وعهد الأناجيل والرسل، فالإثنين من الله نفسه ويعكسان صورة الله الواحدة في السموات، كقطع النقود التي تحمل صورة الملك الواحد، كذلك العهدين يطبعان في قلوبنا الصورة الملوكية الواحدة بواسطة الكلمات المقدّسة لأنها أتت من الرُّوح القدس الواحد... هذه هي رمزية الدّينارين لنفس الملك، واللتين سُلّمتا في الوقت عينه من قبل الرّب يسوع المسيح الى صاحب الفندق... ففي اليوم الأخير، سيقول كهنة الكنائس المقدّسة الى الرّب حين يعود: "يا سَيِّد، سَلَّمتَ إِليَّ وَزْنَتَين، فإِليكَ معَهُما وَزْنَتَينِ رَبِحتُهما". لقد زاد قطيعي. حينها يجيبه الرّب يسوع المسيح: "أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! كُنتَ أَميناً على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ" (متّ 25: 31).

القدّيس باسيليوس (نحو 330 - 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، ملفان الكنيسة أحبِبِ الربَّ إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ»إذا ما سُئلنا عن كيفيّة الحصول على محبّة الله، نُجيب أنّ محبّة الله لا يمكن تعلّمها. نحن لم نتعلّم قطّ أن نفرح بوجود النور، ولا أن نحبّ الحياة ولا أن نحبّ أهلنا ولا الذين أطعمونا؛ فلا يمكن بالحريّ لمحبّة الله أن تكون وليدة تعليم خارجي.

غير أنّه يوجد في قلب كلّ منّا شعورٌ حميم يُشبه البذرة التي، ولأسباب خاصّة بها، تدفعنا إلى التعلّق بالله. كانت التعاليم الإلهيّة تستحوذ عندئذٍ على هذا الشعور، فتنمّيه وتطوّره وتوصله إلى الكمال. إذًا، فحيث أنّ الله جيّد، وحيث أنّ الجميع يحبّون ما هو جيّد عادةً، يمكننا حينها القول إنّ الجميع يحبّون الله.

إنّ عمل الخير الذي نقوم به إراديًّا يوجد في داخلنا بشكل طبيعي، إلاّ إذا كان الشرّ قد أفسد أفكارنا. فحتّى لو لم نعرف الله من خلال مفاعيل طيبته، علينا أن نحبّه بلا مقياس، بفضل ذلك الشعور بأنّه قد انتشلنا من العدم وبأنّه خالقنا. علاوة على ذلك، مَن برأيكم من الذين يملكون الحقّ الطبيعيّ في أن نحبّهم، قد غمرنا بوافر خيراته أكثر من الله؟

إسحَق السريانيّ (القرن السابع)، راهب في نينوى بالقرب من الموصل في العراق الحاليّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة

أحاديث نسكيّة، السلسلة الأولى، الرقم 20

«القَصَبةُ المَرضوضَةُ لن يَكسِرَها، والفَتيلةُ المُدَخِّنةُ لن يُطفِئَها... وفي اسمِه تَجعَلُ الأُمَمُ رجاءَها»

يا إخوتي، أريد أن أفتح فمي لأحدّثكم عن موضوع التواضع السامي. وأنا شديد الخشية، مثل شخص يعرف تمامًا أنّه لا بدّ له من الكلام عن الله بلغة تترجم أفكاره الشّخصيّة. ذلك أنّ التواضع هو زينة الألوهيّة. عندما تجسّد الكلمة، اكتسى بالتواضع. ومن خلاله، عاش معنا في جسده. وكلّ مَن كان حوله أصبح شبيهًا بحقّ بالذي نزل من علوّه وغطّى عظمته ومجده بكساء التواضع، لئلاّ تُستنفد الخليقة عند رؤيته. فالخليقة لم تكن لتتأمّل به لو لم يأخذ التواضع على عاتقه ولو لم يعِش معها. إنّ الخليقة لم تكن لتتمكن من الوقوف وجهًا لوجه معه. ولم تكن الخليقة لتسمع الكلمات الخارجة من فمه...

لهذا السبب، عندما رأت الخليقة رجلاً يشبه معلّمه، كرّمته واحترمته تمامًا كما تفعل مع معلّمها الذي رأته يعيش معها، بتواضع تامّ. في الواقع، أيّ مخلوق لا يرقّ قلبه عندما يرى هذا التواضع؟ ولكن، طالما أنّ مجد التواضع لم يُكشف بعد للكلّ في الرّب يسوع المسيح، كانت هذه النظرة المفعمة بالقداسة محتقَرة. أمّا الآن، فإنّ عظمته ارتفعت في نظر العالم. لقد حصلت الخليقة هبة رؤية خالقها عبر تأمّل رجل متواضع. ولهذا السبب، لا أحد يحتقر المتواضع، ولا حتّى أعداء الحقّ. فمَن تعلّم التواضع يلقى الاحترام بفضلها، كما لو كان يضع تاجًا على رأسه ويحمل صولجانًا في يده.

« القدّيس رافاييل أرناييز بارون (1911 – 1938)، راهب ترابيست إسباني

كتابات روحيّة بتاريخ 04/03/1938كُلُّ مَنْ شَهِدَ لي أَمامَ النَّاسِ، يَشهَدُ له ابنُ الإِنسانِ أَمامَ مَلائِكَةِ اللهالقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

«يا رَبّ، عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ كَما عَلَّمَ يوحَنّا تَلاميذَهُ»

إنّ الكلمات هي ضروريّة لنا خلال الصلاة، لكي تذكّرنا وتجعلنا نرى ما الّذي يجب أن نطلبه؛ لا نعتقدَنَّ بأنّ ذلك هو لكي نبلغ الربّ أو نستعطفه. فبالتالي، عندما نقول: "لِيُقَدَّسِ ٱسمُكَ"، نحن نحثّ أنفسنا على رغبة أن يكون اسمه، الّذي هو دائمًا قدّوس، مقدّسًا عند البشر أيضًا، أي ألّا يكون مزدرىً، وهذا يعود نفعًا على البشر وليس على الله. ومتى نقول: "لِيَأتِ مَلَكوتُكَ"، في حين إنّه آتٍ بلا شكّ، نزيد رغبتنا في هذا الملكوت، كي يأتي إلينا، ونحصل على الملكوت فينا. عندما نقول: "لتكن مشيئتُك في الأرض كما في السماء"، نطلب تلك الطاعة من أجلنا، كي تتمّ مشيئته فينا كما هي في السماء بملائكته.

عندما نقول: "أَعفِنا مِن خَطايانا، فَإِنَّنا نُعفي نَحنُ أَيضًا كُلَّ مَن لَنا عَلَيه"، نذكّر أنفسنا في كلّ مرّة بما نطلبه وما يجب علينا فعله كي يُستجاب لنا... عندما نقول: "نجّنا من الشرّير"، نذكّر أنفسنا أنّنا لسنا بعد في حالة الخير حيث لا يوجد شرّ نخشاه. وهذه الكلمات الأخيرة في الصلاة الربّية لها من عظمة كبيرة إذ، مهما كانت المحنة الّتي يمرّ فيها المسيحيّ، مهما يكون سبب أنينه ودموعه، تبقى هي المكان الّذي يجب أن يبدأ، يستمرّ، وينهي صلاته.

نحن بحاجة إلى هذه الكلمات كي نعهِد حقائقنا بذاتها إلى ذاكرتنا. إذ مهما كانت الكلمات الّتي نتلفّظ بها...، لا نقول شيئًا غير ما يوجد سابقًا في هذه الصلاة الربيّة، إذا كنّا نصلّي بطريقة صحيحة ومناسبة.

أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ

عظات عن سفر يشوع، الصراع الروحي

إن لم تكن الحروب (في العهد القديم) رمزًا للحروب الروحيّة، أعتقد أنّ كتب اليهود التاريخيّة ما كانت لتُنقل لتلاميذ الرّب يسوع المسيح الذي أتى ليعلّم عن السَّلام. وما كان التّلاميذ لينقلوها كقراءات تُتلى في الجماعات المسيحيّة. بالفعل، ما نفع وصف هذه الحروب لمَن يسمع الرّب يسوع يقول له: "سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم" (يو 14: 27)، وللذين يسمعون الرسول بولس يأمرهم قائلاً: "لا تَنتَقِموا لأَنْفُسِكم" (رو 12: 19) و"لِمَ لا تُفَضِّلونَ احتِمالَ الظُّلْم؟ ولِمَ لا تُفَضِّلونَ احتِمالَ السَّلْب؟"(1كور 6: 7)

يعرف بولس جيّدًا أنّنا لم نعد مُضطَرين إلى شنّ حروب ماديّة، بل يجب علينا محاربة أعدائنا الرُّوحيّين بمجهود كبير في أنفسنا. كقائد للجيش، أعطى بولس هذا الأمر لجنود الرّب يسوع المسيح: "تَسلَّحوا بِسِلاحِ الله لِتَستَطيعوا مُقاوَمةَ مَكايدِ إِبليس" (أف 6: 11). ولكي نتمكّن من استقاء أمثلة للحروب الرُّوحيّة من أعمال السابقين، أرادنا أن نقرأ في المجمع قصص إنجازاتهم. هكذا، إن كنّا روحيّين، نحن الذين نتعلّم أنّ "الشريعة روحيّة" (راجع رو 7: 14)، نشبّه بهذه القراءة "الأُمور الرُّوحِيَّة بِعِباراتٍ رُوحِيَّة" (1كور2: 13) هكذا، نقدّر عبر هذه الأمم التي هاجمت ظاهريًّا إسرائيل الماديّة، قدرة أمم الأعداء الرُّوحيّين، هذه "الأَرواحِ الخَبيثةِ في السَّمَوات" (أف 6: 12)، التي تقيم حروبًا ضد كنيسة الربّ، إسرائيل الجديدة.

لقدّيس لويس - ماري غرينيون دو مونفور (1673 - 1716)، واعظ ومؤسِّس جماعات دينيّة

سرّ الورديّة الصلاة بثقة وبثبات

صلّوا بثقة شديدة، مبنيّة على صلاح الله وسخائه اللامتناهيَين، وعلى وعود الرّب يسوع المسيح(...).

إنّ رغبة الآب الأزليّ الكُبرى حِيالنا هي أن يعطينا مياه نعمته الشافية ومياه رحمته، وهو ينادي: تعالوا واشربوا من مياهي بالصلاة؛ وحين لا نتضرّع إليه، فهو يشكو من إهمالنا له: "تَرَكوني أَنا يَنْبوعَ المِياهِ الحَيَّة" (إر 2: 13). ما يُفرح الرّب يسوع المسيح هو أن نلتمس نِعَمه، وإن لم نفعل، فسيشتكي بِحُب: "حتَّى الآن لم تَسألوا شَيئًا بِاسمي... نعم، اُطلبوا وسأعطيكم، ِابحثوا عنّي، فتجدونني، اِقرعوا بابي، فسأفتحه لكم" (راجع يو 16: 24؛ مت 7: 7؛ لو 11: 9). بالإضافة الى ذلك، ولكي يَهبَك ثِقة أكبر كي تصلّي إليه، التزمَ بكلامه، ما يعني أنّ الآب الأزليّ سوف يعطينا كلّ ما نطلبه بِاسمه.

لكن، لنُرفِق ثقتَنا بالثبات في الصلاة. فمن يطلب ويبحث ويقرع بثبات، هو الّذي ينال، ويجد ويدخل.

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة

«إنَّ الرُّوحَ النَّجِس... هامَ في القِفارِ يَطلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُها فيَقول: أرجع إلى بيتي الذي منه خرجت»

يمثّل هذا الرجل بمفرده كلّ الشعب اليهوديّ الذي كان قد تحرّر بالشريعة من الرُّوح النجس. ولكن، بما أنّ قلوب الأمم الّتي كانت جافّة في البدء، ومن ثم أصبحت نديّة لاحقًا بقطرات ندى الرُّوح القدس من خلال المعموديّة، لم يكن لها أن تؤمّن للشيطان مكانًا للراحة، لأنّها تؤمن بالرّب يسوع المسيح، الّذي هو شعلة ناريّة تلتهم الأرواح النجسة وتحرقها، عاد الشّيطان إلى الشعب اليهوديّ فلم يجده فقال: "أَرجعُ إِلى بَيتيَ الَّذي مِنهُ خَرَجْتُ". وهذا يعني أنّني سأرجع إلى أبناء إسرائيل الذين لم يكن لديهم أيّ شيءٍ إلهيّ، إلى هؤلاء الذين يشبهون الصحراء ليقدّموا لي مكانًا أسكن فيه. "فيأتي فَيَجِدُهُ مَكْنوساً مُزَيَّناً".

ولكن، خلف هذه الطّهارة الخارجيّة والظاهرة، كان الداخل أكثر قذارة وأسوأ من حالته الأولى؛ لأنّ تلك الطّهارة لم يكن بوسعها أن تطهّر نفسها من القذارات ولا أن تطفئ نيران الشغف في مياه الينبوع المقدّس؛ كذلك كان الروح النجس متحمّسًا للعودة إلى ذلك البيت، برفقة سبعة أرواح أخبث منه: "فيَذْهَبُ ويَستَصحِبُ سَبعَةَ أَرواحٍ أَخبَثَ مِنه، فيَدخُلونَ ويُقيمونَ فيه". إنّه لعقاب عادل على هذه الجريمة التي ارتكبها ذلك الشعب الدّنس عبر انتهاكه أسبوع الشريعة، وسرّ اليوم الثامن. فمثلما تنتشر النعمة بوفرة بيننا من خلال مواهب الرُّوح القدس السبع، هكذا فإنّ كلّ خبث يصدر من الشيطان يفتك أيضًا بذلك الشعب من خلال أرواحه السبع النجسة؛ لأنّ الرقم سبعة، في الكتاب المقدّس، يعبّر عادةً عن الشموليّة

أنا اليوم أكتب لكي تكون كلماتي، بِخَطِّها على الورقة البيضاء، تمجيدًا دائمًا لله المبارَك، مُبدِع حياتي ونفسي وقلبي. أودّ أن يصبح الكون كلّه، مع الكواكب وكلّ النجوم والمجرّات التي لا تحصى، مساحة شاسعة، مصقولة ولامعة، حيث يمكنني أن أكتب اسم الله. أودّ أن يكون صوتي أقوى من ألف رَعد، وأقوى من ضجيج البحر وأفظع من هدير البراكين، فقط لكي أقول: يا الله! أودّ أن يكون قلبي كبيرًا كالسماء، نقيًّا كقلب الملائكة، وديعًا كالحمامة (راجع مت 10: 16)، لكي أضع الله فيه! ولكن، بما أنّ كلّ هذه العظمة الّتي تحلم بها لا يمكنها أن تصبح واقعيّة، فاكتَفِ بالقليل وبذاتك أنت الّذي هولا شيء، أيّها الأخ روفائيل، لأنّ اللاشيء ذاته يجب أن يكفيك...

لماذا نصمت؟ لماذا نخبئه؟ لماذا لا نصرخ للعالم كلّه ولا نعلن للأقطار الأربعة عجائب الله؟ لماذا لا نقول للناس ولجميع الّذين يريدون سماعه: أترون ما أنا؟ أترون ما كنتُ عليه؟ أتَرَوْنَ بؤسي مُتَسَكِّعًا في الوحل؟ إنّ هذا غير مُهِمّ؛ اندهشوا: فرغم هذا كلّه، أنا أملك الله. الله هو صديقي! لِتنهَرِ الأرض وليَجِفّ البحر من الذهول! إنّ الله يحبّني حبًّا، لو فَهِمَه العالم كلّه، لأصبحت كلّ الخلائق مجنونة ولَصَرَخَت من الدهشة. وهذا أيضًا قليل. إنّ الله يحبّني لدرجة أنّ الملائكة ذاتها لا تفهم شيئًا من هذا الحبّ! (راجع 1بط 1: 12).

إنّ رحمة الله كبيرة! أن يحبّني، أنا؛ أن يكون صديقي وأخي وأبي وسيّدي. أن يكون هو الله، وأن أكون ما أنا عليه!... كيف لا أصبح مجنونًا؛ كيف يمكننا أن نحيا ونتناول الطعام وننام ونتكلّم ونتواصل مع الجميع؟... كيف يمكن هذا، يا ربّ؟! أنا أعلم، فقد شرحتَ لي ذلك: إنّه بفضل أعجوبة نعمتك.

القدّيس ثيودورس الأستوديّ (759 - 826)، راهب في القسطنطينيّة

دروس تعليم مسيحيّ، رقم 130

«هُوذا العَريس! فَاخرُجْنَ لِلِقائِه!»

يا إخوتي، "لِكُلِّ أَمرٍ أَوان ولكُلِّ غَرَض تَحتَ السَّماءَ وَقْت" (جا 3: 1). فهناك وقت للبذر وآخر للحصاد، وقت للسلم وآخر للحرب، وقت للانشغال وآخر للترفيه (راجع جا 3). ولكن من أجل خلاص النّفس، فإنّ كلّ وقت يصبح مناسبًا وكل نهار ملائمًا... هذا على الأقل إن أردناه. هكذا إذًا، فلنبق دائمًا في حركة نحوا الخير، سَلسين في التّنقل، مُفعمين بالنّضارة، محوّلين الأقوال إلى أفعال. لأنّه، وكما يقول بولس الرسول: "فلَيسَ الَّذينَ يُصْغونَ إِلى كَلامِ الشَّريعةِ همُ الأَبرارُ عِندَ الله، بلِ العامِلونَ بِالشَّريعةِ همُ الَّذينَ يُبَرَّرون" (رو 2: 13)... هل هو وقت الحرب الرّوحية؟ فينبغي المحاربة بزخم، وبعون الله مطاردة الأفكار الشيطانية التي تنمو فينا...؛ وإن كان الوقت، على عكس ذلك، وقت الحصاد الروحي، فيجب الحصاد بزخم وجمع مُؤن الحياة الأبدية في الأهراء الروحية...

إنه دائما وقت الصلاة، وقت الدموع، وقت المصالحة بعد الهفوات، وقت اختطاف ملكوت السماوات. لِما التأخير بعد الآن؟ لِما إرجاء الأمور إلى وقت لاحق؟ لِما تأجيل تحسين الأمور يوما بعد يوم؟ "لأَنَّ صُورةَ هذا العالَمِ في زَوال" (1كور 7: 31). هل ندوم إلى الأبد؟ ألا يُخيفنا مَثل العذارى العشرة؟ يقول الإنجيل: "هُوذا العَريس! فَاخرُجْنَ لِلِقائِه!" فذهبت العذارى الحكيمات للقائه مع مصابيح برّاقة ودخلن إلى العرس؛ في حين أن العذارى الجاهلات صَرخن وقد تأخّرن لانعدام الأعمال الخيِّرة: "يا ربّ، يا ربّ، اِفتَحْ لَنا" لكنّه أجاب: " الحَقَّ أَقولُ لَكُنَّ: إِنِّي لا أَعرِفُكُنَّ!" وأضاف قائلاً: "فَاسهَروا إِذاً، لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة". فينبغي إذا السّهر وترويض النّفس على الرّصانة وتأنيب الضمير والتّقديس والتّنقية والاستنارة، لتفادي أن يُغلِق الموتُ البابَ أمامنا وألّا نجد أحدًا ليفتح لنا ويساعدنا.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 18-19  تموز/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100709/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1121/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/July 18/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100713/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-july-18-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin