المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 تموز/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.july12.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي. سَأَجْعَلُ رُوحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/احتلال حزب الله الفارسي هو من اغتال الطفلة جوري السيد ابنة بلدة عانوت

الياس بجاني/نتاق وهرار الحريري وباسيل يفضح حقيقتهما القذرة والشيطانية

الياس بجاني/حزب الله هو من فجر المرفأ ولهذا يحمي أداوته الإجرامية

الياس بجاني/علامات استفهام كبيرة وراء امتناع اللواء عباس إبراهيم تلبية طلب القاضي بيطار

فيديو للياس بجاني يحاكي خطيئة المشاركة بالإنتخابات النيابية والرئاسية بظل احتلال حزب الله الملالوي

الياس بجاني/هيدي هويتي وبس هيك

الياس بجاني/المحتل والإرهابي حزب الله يحمي أداوته المتهمين بتفجير المرفأ ويمنع رفع الحصانة عنهم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

يا رَبّ، عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ كَما عَلَّمَ يوحَنّا تَلاميذَهُ»

البابا يواصل مسيرة التعافي

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم 11 تموز/2021 البطريرك الراعي في كنيسة الديمان ونص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة

مسؤول إسرائيلي: "حرب لبنان" الثالثة مسألة وقت فقط!

إسرائيل: اللبنانيون يدفعون ثمنًا كبيرًا بسبب سيطرة إيران

قضية وفاة الطفلة جوري السيد تتفاعل: فتح تحقيق وغضب وحزن.. ووزير الصحة يتحرك

وقفة في عانوت غضبا وحزنا على الطفلة جوري السيد

الموت يخطف ورود لبنان"... اليوم جوري وعمر غدًا من؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 11/7/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قمة ثلاثية في قبرص… هل يشارك عون؟

مؤتمرٌ صحافي مشترك لجعجع وبخاري غدًا!

الحقيقة الكاملة لوفاة "الملاك جوري"...

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

إيرانيو المنفى يطالبون أميركا وأوروبا بالحزم مع الملالي

الآلاف طافوا شوارع برلين ولندن وبروكسل وعواصم أوروبية بالمشانق ودعوا لمحاسبة رئيسي

تقارير استخباراتية أوروبية: “الإخوان” أخطر من “داعش”

ميليشيات إيران تقصف القوات الأميركية في قاعدتي “الكونيكو” و”العمر”

مصر: أحكام نهائية بالمؤبد ضد مرشد وقيادات “الإخوان”

السودان: إعلان الطوارئ في كردفان بسبب عنف قبلي

أسرة الشاه تنعى جيهان السادات

اتحاد دولي يدرج تركيا بين أسوأ 10 دول تنتهك حقوق العمال

جماعة “وزير الجريمة”: نتانياهو وعائلته هربوا كاللصوص في الليل

قناة عبرية تكشف شروط الرئيس الفلسطيني للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل

الولايات المتحدة تتعهد الالتزام بدعم أفغانستان بعد انسحاب قواتها'

التحالف الدولي: ميليشيات طهران تدفع سُنة العراق وسورية للانضمام إلى “داعش”

الجبير: الزيارة تأكيد على عمق العلاقات الديبلوماسية

ضغوط أميركية على بايدن لردع ميليشيات إيران في العراق

بغداد لوَّحت بإجراءات دولية ضد طهران لاسترجاع حقوقها المائية

مدينة صوْر و"الثنائي الشيعي": مدرسة المصطفى ومقاهي البطالة

السعودية و عُمان توقعان مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس التنسيق المشترك

 فيصل بن فرحان: التبادل التجاري بين البلدين بلغ 10.6 مليار وصادرات المملكة 3.62 مليار ريال

 بدر البوسعيدي: مجلس التنسيق يوفر المظلة والمرجعية التي تؤطر المرحلة المقبلة من التعاون

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان على شفير هاوية حقيقية/كتبت بولا اسطيح/ الشرق الاوسط

الحزب "محشور"...و شيا تستجيب لنداء نصر الله/ليبانون ديبايت/ميشال نصر

الترميم والتعويم والبِدَع في المبادرة الفرنسية - الأميركية للبنان/راغدة درغام /النهار العربي

محاكاة “حيّة” لتفجير المرفأ: تلحيم… أو اعتداء؟/ملاك عقيل/أساس

هل يجوز أن ينتهي لبنان؟/رامي الريس/الشرق الأوسط

البروباغندا أداة إيران وميليشياتها للتلاعب بالعقول/منى فياض/الحرة

القاتل محمّد فهمي «على قدّه»/خالد صاغيّة/ميغافون

قصة "تعقيم" القضاء اللبناني لقطع نسل العدالة/فارس خشان/ النهار العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي: التكليف لا يعني تكليفا أبديا ولن نسمح بسقوط البلاد لتكن نزاهة القضاء المشجع الأول للمثول أمامه من أجل الحقيقة

المطران عودة: الحصانة تسقط أمام الحس بالمسؤولية الوطنية والواجب الإنساني

الرئيس أمين الجميل في ذكرى شهداء كفرعبيدا: نحن رواد وحدة ومصلحة وطنية عليا لا أنانية وتفرقة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يعلم تلاميذه صلاة الأبانا

إنجيل القدّيس لوقا11/من01حتى04/:”كَانَ يَسُوعُ يُصَلِّي في أَحَدِ ٱلأَمَاكِن. وَلَمَّا ٱنْتَهَى قَالَ لَهُ أَحَدُ تَلامِيذِهِ: «يا رَبّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّي، كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا تَلامِيذَهُ». فَقَالَ لَهُم: «عِنْدَمَا تُصَلُّون، قُولُوا: أَيُّهَا ٱلآب، لِيُقَدَّسِ ٱسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.أَعْطِنَا خُبْزَنا كَفافَنَا كُلَّ يَوْم. وَٱغْفِرْ لَنَا خَطايَانَا، فَنَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مُذْنِبٍ إِلَيْنا. وَلا تُدْخِلْنَا في التَّجْرِبَة».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

احتلال حزب الله الفارسي هو من اغتال الطفلة جوري السيد ابنة بلدة عانوت

الياس بجاني/12 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100548/100548/

والد الطفلة الضحية المفجوع، (مازن السيد: "طفلة عمرها 10 أشهر رحلت، ونحن نفتش عن غرفة عناية للأطفال، لم يردوا على الطبيبة، التي ولمدة ساعة ونصف وهي تحاول تأمين مكان في العناية والطفلة تلفظ أخر أنفاسها، لمن سأوصل صوتي، للتماسيح؟ لا أحد يسمع سوى الله". "إبنتي فراشة كما أتت رحلت، ومن أعطاني إياها أخذها، يا عيب الشوم، وعلى الجميع أن يعرف أن لا غرفة عناية للأطفال في كل لبنان، وإذا وجدت تحتاج إلى واسطة".

نعم، فإن وضعية احتلال حزب الله الإرهابي والفارسي للبنان، وما تسبب به هذا الاحتلال التدميري من تفكيك وتفريغ وتعطيل وتدمير متعمد وممنهج للمؤسسات اللبنانية كافة ومنها الصحية، هي الوضعية نفسها التي قتلت عن سابق تصور وتصميم ابنة ال عشرة أشهر الطفلة جوري السيد ابنة بلدة عانوت.

وفي نفس السياق هذا، فإن الاحتلال الفارسي للبنان هو المسؤول بالكامل مباشرة أو مواربة، عن كل ما يواجهه اللبناني حالياً من مآسي إنسانية، ومعيشية، ومالية، وتعليمية، وفوضى، وتفلت امني، وسرقات وسمسرات، وعهر وفجور وجشع حكام ومسؤولين وأصحاب شركات أحزاب أبالسة، واقتتال بين الناس على رغيف الخبز، وعزلة عربية ودولية، وفقر، وتعتير، وجوع، وتشريع للحدود.

والحزب الفارسي هذا، وبفجور ووقاحة حول لبنان إلى ثكنة عسكرية إيرانية، ومخزناً لأسلحتها المدمرة، وقاعدة دولية لتصنيع وتهريب كل الممنوعات ولتبييض وغسل الأموال الحرام.

نعم، وألف نعم، فإن هذا التنظيم الإيراني المذهبي والمؤدلج والعسكري الميليشياوي هو من أوصل لبنان إلى الحالة التي هو فيها، وهي حالة غير مسبوقة في تاريخه الغابر والحديث.

إن الطفلة البريئة جوري السيد التي توفيت جراء فقدان وسائل وخدمات العناية الطبية، ما كانت لتواجه هذا المصير المأساوي، لو أن في لبنان دولة وقانون ومحاسبة وسلطة واحدة وخدمات صحية وغير صحية، ومؤسسات فاعلة، والحزب هو من يعطل كل هذه الخدمات الأساسة، وهو من يقف حاجزاً إرهابياً في وجه قيام كل مؤسسات الدولة بأداء واجباتها المطلوبة منها.

وفي نفس الإطار الإحتلالي وفي نتائجه الكارثية، فإنه لولا احتلال حزب الله ما كانت الحدود مع سوريا سائبة ومشرعة للتهريب بكافة إشكاله وأنواعه.

ولو لم يكن حزب الله يحتل لبنان ويجره إلى جهنم، والحكام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب التجارية هم في سوادهم الأعظم مجرد أدوات بيده وبأمرته، ما كان لبنان أصبح دولة فاشلة ومارقة.

من هنا، فإن لا حلول في لبنان، أكانت كبيرة أو صغيرة، وعلى أي مستوى، وفي أي مجال، ما دام احتلال حزب الله قائماً، وأدواته ودماه الحكام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب في مواقعهم ينفذون مشروعه التدميري خدمة لأطماع وأوهام جنون ملالي إيران.

المطلوب، وبعد أن أمست كل الحلول الداخلية معطلة وشبه مستحيلة للتخلص من احتلال حزب الله الفارسي، أن يُعلن لبنان دولة مارقة وفاشلة، وتتولى حكمه عسكرياً ومدنياً مباشرة الأمم المتحدة، وذلك بهدف تنفيذ كل القرارات الدولية (اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559 و1701 و1680) وإعادة تأهيل اللبنانيين حتى يصبحوا قادرين على حكم انفسهم.

صلاتنا من أجل أن يُنعم الرب على ام وأب الطفلة الضحية وعلى أسرهما بكل عطايا الصبر والسلوان…فالرب أعطا والرب أخذ فليكن أسمه مباركاً.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نتاق وهرار الحريري وباسيل يفضح حقيقتهما القذرة والشيطانية

الياس بجاني/10 تموز/2021

حرب البيانات بين باسيل والحريري وصنوجهما بتقرف وتعريهم وتبين أنهم أدوات قذرة بيد حزب الله. شياطين وتجار هيكل وعبدة مال وسلطة.

 

حزب الله هو من فجر المرفأ ولهذا يحمي أداوته الإجرامية

الياس بجاني/10 تموز/2021

الوزير فهمي مُعين من قّبل حزب الله، وبالتالي هو مجرد أداة وينفذ أوامر من عينه. حزب الله الذي فجر المرفأ يحمي أدواته الإجرامية

 

علامات استفهام كبيرة وراء امتناع اللواء عباس إبراهيم تلبية طلب القاضي بيطار

الياس بجاني/10 تموز/2021

إذا كان فعلاً اللواء عباس ابراهيم بريئاً ولا علاقة له بتفجير المرفأ فلماذا يمتنع عن تلبية طلب القاضي بيطار للتحقيق معه، ولماذا الحملة الدعائية والترويجية لشخصه ولأدواره في لبنان وأميركا بشكل لافت!!!؟

 

فيديو للياس بجاني يحاكي خطيئة المشاركة بالإنتخابات النيابية والرئاسية بظل احتلال حزب الله الملالوي

10 تموز/2021

مشكلة لبنان: الإحتلال الإيراني.

وكل ما عدى الإحتلال من صعاب وأزمات أكانت كبيرة أو صغيرة وفي أي مجال وعلى أي مستوى هي كلها أعراض لمرض الإحتلال.

الحل: اعلان لبنان بلد فاشل ومارق واستلامه عسكرياً من قبل قوات دولية لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، واعادة تأهيله حتى يصبح قادراً على حكم نفسه.

باختصار فإن كل من يسعى للإنتخابات بظل احتلال حزب الله هو يعرّض نفسه برخص وذل وذمية ليكون بديلاً لما يسمونه بهدف التمويه والتعامي عن واقع الإحتلال”بالمنظومة الحاكمة”.

http://eliasbejjaninews.com/archives/100505/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%83/

10 تموز/2021

https://www.youtube.com/watch?v=5THyyFKtPMQ

 

هيدي هويتي وبس هيك

الياس بجاني/08 تموز/2021

الهوية اللبنانية هي هوية كل اللبنانيين. نحترم هويات الآخرين من عرب وإيرانيين وغيرهما ونتوقع من الجميع التعاطي معنا كلبنانيين وبس.

 

المحتل والإرهابي حزب الله يحمي أداوته المتهمين بتفجير المرفأ ويمنع رفع الحصانة عنهم

الياس بجاني/08 تموز/2021

رفض رفع الحصانات عن القادة الأمنين والنواب المطلوبين للتحقيق يدينهم ويؤكد تورطهم في جريمة تفجير المرفأ. حزب الله يحمي اداواته

 

الياس بجاني/فيديو ونص:  حزب الله سيحصل على أكثرية نيابية مريحة في أية انتخابات ما دام يحتل البلد ويمسك بكل مفاصله ويخطف طائفته ويأخذها رهينة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/100173/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%a6%d8%ac-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%86/

أية انتخابات نيابية أو رئاسية تجري في ظل احتلال حزب الله العسكري والإرهابي، وفي ظل هيمنته المطلقة على وطن الأرز، وعلى حكامه ومؤسساته وحدوده، وعلى 99% من أصحاب أحزابه الشركات والوكالات التجار، ستكون خدمة لمشروع الحزب الفارسي العامل منذ العام 1982 على اقتلاع ودفن وتعهير كل ما هو لبنان ولبناني، وإقامة جمهورية ولاية فقيه ملالوية تابعة لملالي إيران.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

يا رَبّ، عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ كَما عَلَّمَ يوحَنّا تَلاميذَهُ»

إنّ الكلمات هي ضروريّة لنا خلال الصلاة، لكي تذكّرنا وتجعلنا نرى ما الّذي يجب أن نطلبه؛ لا نعتقدَنَّ بأنّ ذلك هو لكي نبلغ الربّ أو نستعطفه. فبالتالي، عندما نقول: "لِيُقَدَّسِ ٱسمُكَ"، نحن نحثّ أنفسنا على رغبة أن يكون اسمه، الّذي هو دائمًا قدّوس، مقدّسًا عند البشر أيضًا، أي ألّا يكون مزدرى، وهذا يعود نفعًا على البشر وليس على الله. ومتى نقول: "لِيَأتِ مَلَكوتُكَ"، في حين إنّه آتٍ بلا شكّ، نزيد رغبتنا في هذا الملكوت، كي يأتي إلينا، ونحصل على الملكوت فينا. عندما نقول: "لتكن مشيئتُك في الأرض كما في السماء"، نطلب تلك الطاعة من أجلنا، كي تتمّ مشيئته فينا كما هي في السماء بملائكته.

عندما نقول: "أَعفِنا مِن خَطايانا، فَإِنَّنا نُعفي نَحنُ أَيضًا كُلَّ مَن لَنا عَلَيه"، نذكّر أنفسنا في كلّ مرّة بما نطلبه وما يجب علينا فعله كي يُستجاب لنا... عندما نقول: "نجّنا من الشرّير"، نذكّر أنفسنا أنّنا لسنا بعد في حالة الخير حيث لا يوجد شرّ نخشاه. وهذه الكلمات الأخيرة في الصلاة الربّية لها من عظمة كبيرة إذ، مهما كانت المحنة الّتي يمرّ فيها المسيحيّ، مهما يكون سبب أنينه ودموعه، تبقى هي المكان الّذي يجب أن يبدأ، يستمرّ، وينهي صلاته. نحن بحاجة إلى هذه الكلمات كي نعهِد حقائقنا بذاتها إلى ذاكرتنا. إذ مهما كانت الكلمات الّتي نتلفّظ بها...، لا نقول شيئًا غير ما يوجد سابقًا في هذه الصلاة الربيّة، إذا كنّا نصلّي بطريقة صحيحة ومناسبة.

 

البابا يواصل مسيرة التعافي

الأحد 11 تموز 2021

وطنية - الفاتيكان - أكدت دار الصحافة لدى الكرسي الرسولي أن "البابا فرنسيس يواصل مسيرة التعافي". وقالت في بيان تسلمه مكتب "الوكالة الوطنية للاعلام": "يوم هادىء آخر في مسيرة تعافي البابا فرنسيس الذي يعود تدريجا إلى العمل، ويتوجه بفكره إلى العاملين الصحيين الذين يختارون وجه الألم عبر علاقة شخصية إنسانية مع المرضى، والعمل بتفان". وأشارت إلى أن "البابا تلقى العلاج المقرر ويعود تدريجا إلى العمل ويواصل السير في ممر المستشفى".من جهة أخرى، ترأس الأب الأقدس قداسا بعد ظهر أمس في الكابيلا الخاصة، وتناول العشاء مع من يعتنون به.

 

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم 11 تموز/2021 البطريرك الراعي في كنيسة الديمان ونص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة/الراعي: التكليف لا يعني تكليفا أبديا ولن نسمح بسقوط البلاد لتكن نزاهة القضاء المشجع الأول للمثول أمامه من أجل الحقيقة/المطران عودة: الحصانة تسقط أمام الحس بالمسؤولية الوطنية والواجب الإنساني

الأحد 11 تموز 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100531/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-11/

المطران عودة: الحصانة تسقط أمام الحس بالمسؤولية الوطنية والواجب الإنساني

الراعي: التكليف لا يعني تكليفا أبديا ولن نسمح بسقوط البلاد لتكن نزاهة القضاء المشجع الأول للمثول أمامه من أجل الحقيقة

 

مسؤول إسرائيلي: "حرب لبنان" الثالثة مسألة وقت فقط!

سبوتنيك/الاحد 11 تموز 2021

قال مسؤول أمني إسرائيلي بارز، اليوم الأحد، إن الحرب الإسرائيلية الثالثة على لبنان مجرد مسألة وقت فحسب. وأفاد الموقع الإلكتروني "واللا" الاسرائيلي، اليوم الأحد، بأن "مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى لم يذكر اسمه قد هدد بأن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها لبنان، ربما تكون سببا في اندلاع حرب لبنان الثالثة، خاصة مع زعمه بأن هناك حالة من الفراغ السلطوي في البلاد، ما يدفع بكل من "حزب الله" اللبناني وإيران إلى توسيع نفوذهما وسيطرتهما في الأراضي اللبنانية". ورأى المسؤول الإسرائيلي أن "حزب الله" يعمد إلى فتح شبكات صرافة آلية ودعم منتجات غذائية ودعم للوقود في بلاده، رغم انهيار النظام الاقتصادي وشح الوقود في لبنان، وهي تحولات خطيرة لصالح الحزب اللبناني على حد وصفه مدعياً أن "الحزب يقوم بعملية تطوير وتقدم بشأن الصواريخ المتقدمة لديه، وهو ما يهدد حرية الحركة الجوية للمقاتلات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، فضلا عن تهديده للجبهة الداخلية في إسرائيل نفسها". وناشد المسؤول الإسرائيلي حكومة بلاده بضرورة تعزيز قدراتها العسكرية، في ظل التفوق النوعي لـ"حزب الله" في الفترة الأخيرة، ولعدم قدرة إسرائيل على الاجتياح البري مجددًا للأراضي اللبنانية، فضلا عن التخوف الإسرائيلي الداخلي من تفتت الجيش اللبناني لصالح قدرات "حزب الله".

 

إسرائيل: اللبنانيون يدفعون ثمنًا كبيرًا بسبب سيطرة إيران

وكالات/الاحد 11 تموز 2021

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن “لبنان على شفا الانهيار كما كلّ الدول التي سيطرت عليها إيران”. وقال بينيت إن “سكان لبنان  يدفعون ثمناً كبيراً بسبب سيطرة إيران”.

وتابع: “نواصل التأهب ومتابعة ما يجري في لبنان عن كثب”.

 

قضية وفاة الطفلة جوري السيد تتفاعل: فتح تحقيق وغضب وحزن.. ووزير الصحة يتحرك

وكالات/الاحد 11 تموز 2021

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" في إقليم الخروب أن فصيلة شحيم، التابعة لقوى الأمن الداخلي، فتحت تحقيقا، بحادثة وفاة الطفلة جوري السيد من بلدة عانوت، بناء لإشارة القضاء المختص، لمعرفة ملابسات الوفاة. وقفة غضب وحزن: وتزامنا،  نفذ شباب وأهالي عانوت، وقفة سلمية بعنوان: "من أجل أطفالنا وأطفال كل لبنان"، على أثر الحادثة الاليمة التي ذهبت ضحيتها إبنة البلدة الطفلة جوري مازن السيد، وسط حالة من الغضب والحزن لفت البلدة لخسارة الطفلة جوري. وألقى والد الطفلة جوري مازن السيد كلمة قال فيها: "طفلة عمرها 10 أشهر رحلت، ونحن نفتش عن غرفة عناية للاطفال، لم يردوا على الطبيبة، التي ولمدة ساعة ونصف وهي تحاول تأمين مكان في العناية والطفلة تلفظ أخر أنفاسها، لمن سأوصل صوتي، للتماسيح؟ لا أحد يسمع سوى الله". أضاف: "إبنتي فراشة كما أتت رحلت، ومن أعطاني إياها أخذها، يا عيب الشوم، وعلى الجميع أن يعرف أن لا غرفة عناية للأطفال في كل لبنان، وإذا وجدت تحتاج إلى واسطة".

وكانت تصريحات لأبناء البلدة الغاضبين أجمعت على رفض الواقع الذي تعيشه، وعدم السكوت أمام هذه المأساة "وهي ليست الاولى، ولن تكون الأخيرة". وأعلن المحتجون عن وقفة أخرى يوم غد، سيشارك فيها كل أبناء الإقليم. المستشفى المركزي في مزبود يوضح:

وكانت الإدارة الطبية للمستشفى المركزي في مزبود قد اوضحت في بيان اليوم، ملابسات وفاة الطفلة جوري. وقالت: أحضرت الطفلة جوري السيد مساء 10/7/2021 الى قسم الطوارىء في المستشفى المركزي بحال حرجة مع نقص حاد بأوكسيجين الدم وبقع زرقاء على الجسم septic shock. أعطيت العلاج الكامل المناسب مع كل ما يلزم من أدوية، مع توفر قسم للعناية خاص بالأطفال. ولاحقا اتخذ قرار خارج على إرادة الطاقم الطبي وموافقته بنقل الطفلة لمستشفى آخر، مع التحذير بخطورة الحال من دون وجود وسيلة نقل مجهزة. وختمت: أخرجت المريضة من قسم الطوارىء بسيارة خاصة بعد التوقيع على ورقة عدم مسؤولية المستشفى، لتعود بعد دقائق بحال توقف قلبي وهبوط رئوي، وأخضعت لعملية الإنعاش من دون نتيجة إيجابية. كما صدر عن وزارة الصحة العامة البيان الآتي: أوعز وزير الصحة العامة حمد حسن بفتح تحقيق بملابسات وفاة الطفلة جوري السيد، وقد تم الإتصال بكافة الجهات المعنية الطبية والإدارية وعائلة الطفلة بهدف إعداد تقرير تفصيلي ستتم دراسته في اللجنة المختصة بطب الأطفال في وزارة الصحة العامة لإجراء المقتضى.   إن وزارة الصحة العامة تتقدم من عائلة الطفلة بأحر التعازي، مؤكدة ضرورة إبداء المعنيين في القطاع الصحي والطبي أقصى درجات التضامن مع المرضى لعبور هذه المرحلة الدقيقة.

 

وقفة في عانوت غضبا وحزنا على الطفلة جوري السيد

وكالات/الأحد 11 تموز 2021

وطنية - نفذ شباب وأهالي عانوت، وقفة سلمية بعنوان: "من أجل أطفالنا وأطفال كل لبنان"، على أثر الحادثة الاليمة التي ذهبت ضحيتها إبنة البلدة الطفلة جوري مازن السيد، وسط حالة من الغضب والحزن لفت البلدة لخسارة الطفلة جوري. وألقى والد الطفلة جوري مازن السيد كلمة قال فيها: "طفلة عمرها 10 أشهر رحلت، ونحن نفتش عن غرفة عناية للاطفال، لم يردوا على الطبيبة، التي ولمدة ساعة ونصف وهي تحاول تأمين مكان في العناية والطفلة تلفظ أخر أنفاسها، لمن سأوصل صوتي، للتماسيح؟ لا أحد يسمع سوى الله".أضاف: "إبنتي فراشة كما أتت رحلت، ومن أعطاني إياها أخذها، يا عيب الشوم، وعلى الجميع أن يعرف أن لا غرفة عناية للأطفال في كل لبنان، وإذا وجدت تحتاج إلى واسطة".وكانت تصريحات لأبناء البلدة الغاضبين أجمعت على رفض الواقع الذي تعيشه، وعدم السكوت أمام هذه المأساة "وهي ليست الاولى، ولن تكون الأخيرة".وأعلن المحتجون عن وقفة أخرى يوم غد، سيشارك فيها كل أبناء الإقليم.

 

الموت يخطف ورود لبنان"... اليوم جوري وعمر غدًا من؟

"ليبانون ديبايت"/الاحد 11 تموز 2021

لبنان لم يَعُد مؤهلًا كوطن، بعدما فقد أبسط مقوّمات العيش، لبنان يعيشُ "النكبة" بكل معنى الكلمة بعد أن إنزلقت الأمور إلى حدّ يُنذر بالوصول إلى القعر الذي لا "رجعة" منه. لم تفرّق الأزمات بين طفل وشاب وكهل، حيث أودت اليوم الاحد بحياة 3 مواطنين نتيجة إنقطاع الكهرباء والماء والدواء. وأدى انقطاع الدواء وفشل الخدمات الطبية إلى وفاة الرضيعة جوري مازن السيد من بلدة عانوت الشوفية بعد ارتفاع في درجة حرارة جسمها الطري بسبب بروز أسنانها الأولى. ونعى الشاب هادي حدبا والده على صفحته على "فيسبوك"، حيث كتب: "انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي وتاج رأسي نتيجة استمرار انقطاع الكهرباء والوالد رحمه الله كان بحاجة لمكنة (آلة) تنفس بشكل دائم شكراً دولة لبنان الكبير وزعماءنا ورؤساءنا الزعران". وتوفّي الشاب عمر جيلاني إثر سقوطه عن سطح منزله في الطابق الخامس أثناء تفقده لخزان المياه بعد إنقطاع المياه لأيام. ما يحدث في لبنان لا يحدث بسواه، أما آن لضمير السياسيين أن يصحى؟ اليوم جوري وعمر غدًا دور من؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 11/7/2021

وطنية/الأحد 11 تموز 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لم يطرأ على المشهد السياسي العام أي تطور قد يبلور مسار الوضع في الأيام المقبلة، وترقب لما يمكن أن يتخذه الرئيس الحريري من قرار نهائي وحاسم في خصوص الاستمرار او الاعتذار عن التكليف، بعد ترجيح كفة الخيار الثاني. وقد أجل خطوة إعلان اعتذاره أياما قليلة بغية إفساح المجال أمام فرصة أخيرة لتشكيل الحكومة، خصوصا بعد تقاطع الاتصالات الخارجية على خط المشاورات الحكومية.

وفي هذا الاطار يشكل الاجتماع المرتقب للرئيس المكلف مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس المقبل في القاهرة، محطة سياسية في سياق مشاوراته العربية والدولية يتطلع من خلالها إلى استقراء آفاق المرحلة السياسية في لبنان، والموقف الذي سيتخذه.

وفي معلومات التشكيل، تردد أن الحريري يعتزم تقديم تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيرا لرئيس الجمهورية، قبل حسم موقفه النهائي، وفي انتظار حسم الرئيس الحريري لموقفه، موقف لافت للبطريرك الراعي، أعلن فيه أن "التكليف لا يعني تكليفا أبديا ولن نسمح بسقوط البلاد".

وفيما لبنان الغارق في أزماته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن لبنان أصبح حاليا على حافة الانهيار، نتيجة لـ"استيلاء إيران" عليه، "وهذه المرة المواطنون اللبنانيون يدفعون الثمن، ويجب الفهم أن اللبنانيين يدفعون ثمنا باهظا بسبب استيلاء إيران على دولتهم"، مؤكدا أن "تل أيبب تتابع التطورات في هذا البلد عن كثب".

ووسط المآسي اليومية التي يعيشها اللبنانيون جراء تردي الاوضاع الاقتصادية والصحية، مأساة جديدة هزت اللبنانيين علها تهز ضمير المسؤولين، الطفلة جوري ماتت ضحية الفساد وانهيار القطاع الصحي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هل يحمل الأسبوع الطالع مؤشرات حاسمة في ملف التأليف الحكومي؟. هذا التساؤل يستولد من رحم المعلومات التي أبلغتها مصادر للـNBN، وفيها أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيقدم الأسبوع المقبل تشكيلة حكومية جديدة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، لعلها تكون فرصة أخيرة للإنقاذ.

وفي المعلومات أن الحريري ذاهب إلى قصر بعبدا بروحية منفتحة، فهل ستقابلها روحية مماثلة تؤمن الحاضنة المناسبة للولادة الحكومية، أم أن اللقاء المرتقب سينضم إلى ما سبقه من لقاءات من حيث نتائجه؟!!.

في الكلام المباح، تساؤل لدى الإعلام البرتقالي عما إذا كان قيام الحريري بتقديم تشكيلة جديدة هو مؤشر إلى فرصة أخيرة وممكنة للإنقاذ، أم مناورة سياسية.

وفي كلام مصادر من "تيار المستقبل" أن الرئيس المكلف لا يستطيع أن يبقى مشمولا بتحمل مسؤولية التعطيل التي يمارسها العهد.

وبين الضفتين، موقف لرأس الكنيسة المارونية فيه إتهام للمعنيين بتبادل الشروط المفتعلة قصدا لتأخير تأليف الحكومة، معتبرا ألا عبارة "الإتفاق مع الرئيس المكلف تعني تعطيل التشكيل ولا التكليف يعني تكليفا أبديا من دون تأليف حكومة".

أما ما لفت الإنتباه اليوم، فالهدوء الذي ساد الجبهة البرتقالية - الزرقاء بعد يوم مشحون بالسجالات العنيفة التي دارت بين التيارين، وكانت أشبه بالهجاء السياسي الذي افتتحه النائب جبران باسيل، باتهام الرئيس المكلف بذبح البلد، الأمر الذي رد عليه "تيار المستقبل" باعتبار المسلخ في قصر بعبدا.

في موضوع انفجار مرفأ بيروت، يقفل المسار القضائي - النيابي هذا الأسبوع على تأكيد الرئيس نبيه بري "عدم سكوت مجلس النواب عن أي مرتكب أو مقصر"، وتشديده على "حق أهالي الشهداء وكل اللبنانيين في الوصول إلى الحقيقة".

والوصول إلى الحقيقة يتطلب سلوك القنوات القانونية والدستورية كتلك التي اتبعتها الجلسة المشتركة لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل، عندما طلبت خلاصة الأدلة الواردة في التحقيق، وهي تنتظر الحصول عليها لرفعها إلى الهيئة العامة، لأن القرار بيدها، أما محاولات الإستثمار السياسي فشيء آخر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بتنا بلدا قاحلا لا ينبت فيه جوري، الوردة ابنة العشرة أشهر ذبلت حتى فارقت الحياة، كل ما كانت تتوسله حبة دواء تسكن المها، وتخفف حرارتها في بلد تغلي فيه الأزمات على درجات صهرت قلب أهل جوري السيد، وفطرت قلوب اللبنانيين جميعا.

أيعقل أن يصل البلد الى مرحلة تفقد فيه أدوية مخفضات الحرارة، بين احتكار تجار الأزمات وإمضاء الحاكم بأمره، بالتأكيد لم تكن تعلم جوري وهي غير معنية أن تعلن أننا في بلد يزهر بالمعضلات ومصاصي الدماء، من يقتاتون على أشلاء شعب مزقته الأنا والخلافات والمؤامرات.

ونظرة على جدول الازمات: بشرى بأن ساعات التغذية الكهربائية ستزداد بين ساعتين وأربع ساعات بسبب عودة معمل الزهراني الى العمل، إلا أن ما ينغص هذه الفرحة العارمة أن مخزون البلد من المازوت في تناقص مستمر، وهو ما يؤدي الى مزيد من ساعات التقنين من قبل أصحاب المولدات الخاصة.أما على جبهه طوابير البنزين، فقد رصد تقلص ملحوظ في امتدادها دون أن يلغي احتمال عودتها في أي لحظة مع سياسة الترقيع.

أما على صعيد الكباش الحكومي، فلا جديد، استراحة محارب في البيانات والبيانات المضادة التي استخدمت فيها كل انواع الألفاظ المهددة للوحدة الوطنية، وما بين احتمالات الاعتذار والتشكيل، كلام للبطريرك الراعي في قداس الأحد، بأن "التكليف لا يعني تكليفا الى الأبد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

رأينا نقوله بكل حرية، ولا نخشى أحدا، أيا يكن: عندما نريد أن نتهم، نتهم. وعندما لا نقصد الاتهام، لا يستطيع أحد أن يهول علينا بأن يقولنا ما لم نقل. عندما نريد أن نهاجم، نهاجم.

أما عندما لا نتعمد الهجوم، فمرفوض تحوير ما نقول أو تفسير أقوالنا العامة المبدئية، وكأنها تصويب في اتجاه محدد ما، من دون أن تكون كذلك.

وفي كل الأحوال، لغتنا دوما هي لغة الأخلاق لا قلة الأخلاق، والاحترام لا قلة الاحترام، والمهنية لا السوقية.

هذا هو لبنان، وهؤلاء هم اللبنانيون: هكذا كانوا وهكذا سيبقون ونحن منهم. أما وقد قلنا ما قلناه، فلنعد إلى ملف التكليف، وهو أولوية الأولويات في الأسبوع الطالع. فهل يحسم رئيس الحكومة المكلف أمره هذا الأسبوع، تأليفا أم اعتذارا، فيكسر بذلك الحلقة المفرغة التي أدخل البلاد فيها منذ تسعة أشهر؟.

فلا عبارة الاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف تعني تعطيل التشكيل، ولا التكليف يعني تكليفا أبديا من دون تأليف حكومة، فمصلحة الشعب تعلو على كل التفسيرات الدستورية، كما قال البطريرك الراعي اليوم.

في المحصلة، غالبية اللبنانيين تتمنى أن يقدم على التأليف، طبعا بشرط الاتفاق مع رئيس الجمهورية وفق الدستور، ومن خلال احترام الميثاق ووحدة المعايير. أما اذا لم يكن قادرا على ذلك، لأسباب تعنيه…داخلية وفق البعض، وخارجية وفق البعض الآخر، فمصلحة جميع اللبنانيين تقتضي بأن يفسح في المجال أمام شخص آخر يتولى المهمة، لأن الوضع المتدهور لم يعد يحتمل المراوحة القاتلة، والترقب الخائب والرهان الساقط.

الرأي الراجح لدى أوساط معظم الكتل اليوم، ومنها "المستقبل"، أن الرئيس سعد الحريري حسم قراره بالاعتذر. أما ما هو غير مؤكد أو غير واضح، فموعد إعلان القرار وشكل الإعلان، وكذلك الأسماء المرشحة للتكليف الجديد.

فهل يفاجئ الحريري اللبنانيين بتشكيلة منطقية، تفتح صفحة جديدة من التعاون بين اللبنانيين للخروج من الأزمة؟، فلنأمل بذلك، لأنه المرتجى منذ اليوم الأول. أما في حال خيب أمل الناس من جديد فكفى إضاعة للوقت. غير أن بداية النشرة من الملفات المعيشية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بإسم الشعب، ثابتة تعتلي كل الأحكام القضائية منذ القدم ، لكن ما كان لهذا العنوان يوما هذه الرمزية ولا هذه الصدقية كما هو عليه اليوم، على خلفية جريمة الجرائم بل جريمة العصر، تفجير مرفأ بيروت.

ويمكن الجزم بأن أي قاض لم يستند إلى الشعب في لبنان بالقدر الذي يستند إليه المحقق العدلي طارق بيطار. لماذا ؟ لسببين: الأول، أن القضاء اللبناني إغترب طويلا عن الشعب وما عاد ينطق باسمه في لبنان منذ تولت منظومة الفساد الجمهورية، وحولتها مزرعة، ومذ كان لبعض القضاء أكثر من دور في شرعنة الخروج على القانون، وفي حماية الخارجين على القانون وفي اغتيال الحق وأصحابه.

والسبب الثاني، أن بركان المرفأ هو أكبر الجرائم التي تعرض لها لبنان في تاريخه، وأكثرها شيطانية على الإطلاق. فبدلا من اغتيال زعيم سياسي أو افتعال حرب صغيرة أم كبيرة، فجر الإجرام الناس بما هم روح الدولة وعلة وجودها، واغتال بيروت العاصمة تحديدا، بما هي عنوان تلاقي التنوع اللبناني وعنوان هيبة الدولة.

من هنا، أيها القاضي بيطار حملك ثقيل لأنك تحمل حقوق الضحايا وأهلهم وهم استرجاع الدولة الممزقة، لكن في المقابل ما عددناه يخففك ويطلق أشرعتك. بمعنى أدق، إن أردت نزعت عن بيروت وصمة مدينة الفظائع وأعدتها أما للشرائع .. منشان هيك أنا معك وكلنا معك.

ويكبر التحدي أمام بيطار، لأن المنظومة مدعومة من الحزب القائد وإعلامه تتعاطى بعدائية موصوفة معه، موحية بأنها ومن أجل حمايتهم هي مستعدة لترفيع أفرادها الملاحقين الى مصاف القديسين إن لزم الأمر، تماما كما تعاطت مع المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

على خط التشكيل الوضع ليس أفضل، فالتراشق العنيف بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" أودى بالآمال الضعيفة التي بانت خجولة من التحركات الدولية-العربية الساعية الى انقاذ لبنان، من خلال تشكيل حكومة. في السياق ذكرت المركزية ان الرئيس الحريري المتوجه الى القاهرة، سيستمزج رأي الرئيس السيسي قبل أن يعود بيروت فبعبدا، حيث يسلم الرئيس عون تشكيلته الحكومية المتوافق عليها مع الثنائي الشيعي، إن أعجبت الرئيس وقعها، وإن أحجم يتخذ الحريري موقفه النهائي من التكليف.

توازيا فوجىء الوسط السياسي عموما، والسني المستقبلي خصوصا، بموقف عال للبطريرك الراعي توجه فيه الى الرئيس الحريري قائلا بأن "التكليف لا يعني تكليفا ابديا". الخطوة التي لقيت ردودا عنيفة من بعض قيادات المستقبل، مرشحة للتطور إن لم يضبطها الحريري، هذا إن لم ينضم اليها على طريقته، هو الذي لم يكن يتوقع هذ اللسعة من الراعي.

لبنان في هذه الأثناء، بلا كهرباء ولا ماء ولا استشفاء ولا محروقات، والدولار يتراقص حول رقم العشرين ألفا مقابل الليرة البائسة المترنحة، متسببا بالتكافل مع إجرام المنظومة وإنكارها بتجويع اللبنانيين وقتلهم، لعدم توفر أبسط انواع الدواء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

منطقيا، لا سقف يحدد سعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وهو أي الدولار كما ارتفع الاسبوع الفائت ليلامس العشرين الف ليرة لبنانية، ممكن أن يواصل ارتفاعه الجنوني هذا الاسبوع.

كلما ارتفعت حدة مخاطر التلاعب السياسي الداخلي، وكلما ازدادت حدة الاشتباك الإقليمي والدولي، من العلاقات الإيرانية الأميركية، الى العلاقات حتى الصينية الأميركية، كلما ارتفع سعر الدولار محليا، والخوف أن يبلغ أرقاما، تجعل التعامل به شبه مستحيل، فيفقد حتى في السوق السوداء، فتطير الأسعار، وتختفي المواد الأولية من الأسواق اللبنانية.

هذه هي الصورة السوداوية التي يفترض أن تواجهها أي سلطة في العالم، فتدق النفير العام، لوقف الانهيار، قبل السقوط الأخير.

لكننا في لبنان، حيث الواقع السياسي منفصم عن واقع الحال، وحيث الاشتباك الحكومي على أشده، بين 3 افرقاء هم: الرئيس ميشال عون وخلفه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من جهة، والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري من جهة اخرى.

تقول المعطيات إن الاسبوع المقبل سيكون حاسما حكوميا، وان لقاء الرئيس المصري السيسي، بالرئيس المكلف الحريري مفصلي، فهل يتمسك الحريري بعد القاهرة بالتأليف أم يعتذر، وهو الأمر الأكثر ترجيحا حتى الساعة، وماذا بعد الاعتذار، وهنا الأهم؟.

ما هو واضح حتى الآن، أن الحريري لم يسم او يوافق بعد على أي اسم يتبوأ رئاسة الحكومة. الشخصيات السنية المعنية برئاسة الحكومة غير مستعدة لمهمة انقاذية شبه انتحارية.وهذه الشخصيات غير مستعدة للاصطدام بالشروط التي وضعها باسيل للحريري، كون نتائجها معروفة مسبقا.

فهل يقبل الرئيس بري اعتذار الحريري من دون التوافق على اسم آخر، أم يتوافق على اسم يؤلف حكومة، مهامها إجراء الانتخابات وبدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي للخروج من الأزمة؟.

هذا في حال اعتذر الحريري، لان معلومات اخرى استبعدت الاعتذار، بانية على التحرك الدولي والعربي في اتجاه لبنان وضرورة تشكيل حكومة فيه. كل الاحتمالات الحكومية مفتوحة، وأي معطى قد يقلب الاعتذار الى تشبث بالتأليف او العكس، وفي الانتظار، عين اللبنانيين على ما يهمهم فعليا.

هل يرفع المصرف المركزي الدعم عن كل الادوية، ويبقيها فقط على الأدوية المستعصية والمزمنة خلال جلسة المجلس المركزي الأربعاء؟

وماذا عن ملف التحقيقات ورفع الحصانات في انفجار المرفأ، بعدما هدأت تحركات أهالي الضحايا اليوم لتستكمل غدا، وتتوجه صوب النيابة العامة التمييزية، حيث ألف سؤال وسؤال، أبرزها: من سرب محاضر استدعاءات الوزراء والنواب والأمنيين ولماذا؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من صفحات لبنان السود، أن "جوري" بلغت سن الموت في عمر الأشهر العشرة.. وأن وردة غفت في الطريق بين المستشفى والعناية. وأيا كانت الأسباب فإنها رمز بلد مرتفع الحرارة.. منخفض المعالجة والقيمة، وأن صحة الناس ستكون القلق اليومي في غياب مظاهر الدولة.

لقد أوعزت وزارة الصحة بفتح تحقيق في ملابسات وفاة الطفلة جوري السيد، وعلى هذا المنوال فإن نظام فتح التحقيقات يتذكره اللبنانيون منذ جريمة الرابع من آب، حيث وعد أهالي الشهداء بأيام خمسة، لمعرفة الحقيقة. ولما سطر قاضي التحقيق استدعاءاته قامت الحصانات ولم تقعد وهي المعركة المستمرة المفتوحة على كل ادعاء.. فيما المدعى عليهم تحصنوا بعباءة مرجعياتهم السياسية ومشهد الحصانات عالية السقوف السياسية تقود إلى نهاية مأساوية ثانية، ستنتهي بتقديم التعازي لذوي الضحايا "وألله بيعوضكن"..

وسلامة من بقي حيا وقام من بين الدمار.. وكل ذلك فدا من يحكم الوطن وحتى لا يصاب أي مسؤول أو نائب أو وزير بأذى.. ولنحمد الرب أن المسؤولين لم يفجروا أكثر ويذهبوا باتجاه اتهام الضحايا بتفجير المرفأ بأنفسهم.. وأن يرتكبوا حماقة بتوجيه التهمة إلى أهالي الجميزة ومار مخايل والأشرفية، بإشعال شرارة التلحيم والتحرش بنتيرات الأمونيوم قدر الله ولطف.. لاسيما أن القيمين على حكم البلد قد اتخذوا من ادعاءات القاضي بيطار شرارة لإشعال الحروب فيما بينهم وتسديد اللكمات السياسية..

وخوض آخر معارك تأليف الحكومة تحت وهج آب اللهاب في الاعتذار وتقديم تشكيلة الفرصة الأخيرة، وعلى ضوء لهب المرفأ يجري الإعداد لقرار ظني سياسي بعدما استشعر "التيار الوطني الحر" بقيادة جبران باسيل أن إيجابيات قد تظهر في ما سمي الفرصة الأخيرة، والتي تحيط بها عوامل عدة: من بينها دعوة روسيا إلى الرئيس الحريري لأن يبقى مكلفا.. وزيارة الحريري وهو في منصب التكليف إلى القاهرة ولقاؤه الاربعاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسط تأييد القاهرة لثبات الحريري على صموده من دون اعتذار.

وبناء على معطيات إقليمية دولية وزيارة مصر.. دخل باسيل "بسد نهضة" من الفرع الإثيوبي لاعبا في "نيل" التأليف.. ونجح الرجل في استدراج "تيار المستقبل" إلى المياه العكرة وإلى استصدار بيان "منيل" أزرق، جاء بطابع مقزز ولا يرقى إلى مستوى المكلفين تشكيل حكومات. وحرب التيار مع الحريري لم يخضها جبران بمفرده.. بل كان يتكأ على فائض قوة الدعم لدى "حزب الله" الذي توجس بدوره من حراك السفيرتين السعيدتين إلى الرياض.

وتقدم السفيرتان غدا أوراق زيارة المملكة إلى السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، في لقاء ثلاثي يجري تقييما لمحادثات المملكة. والبخاري الذي يفتتح نهاره بشيا وآن غريو.. يختتمه مع سمير جعجع في معراب، حيث يعقد مؤتمر صحافي حمل عنوان "إعادة تصدير الأمل" بحضور شخصيات اقتصادية وزراعية.

وجعجع الذي يصدر الأمل زراعيا.. إنما أخفى محاصيله سياسيا، وأحجم عن المشاركة في القطاف أو في زرع أمل حكومي.. ومنح بذلك العهد حصرية حق التعطيل بذريعة الحفاظ على حقوق المسيحيين، فاستئثار جبران بالحقوق اليوم كان بسبب دور جعجع السلبي بالأمس.. فألغى كتلته النيابية من المفاوضات، وتمنع عن المشاركة في الحل لوطن يموت يوميا.. وراح يحصد المحاصيل الرئاسية من حال إصراره على زرع نبتة الانتخابات النيابية المبكرة ومنذ ذلك الحين صار السبب في عدم تأليف الحكومة، هو عدم رغبة السعودية في دعم الحريري..

تمسك جعجع "بانتخابات حتما" كحالات التي لم تكن يوما حتما.. عطل الحكومة.. وجرى نسب التعطيل إلى السعودية وفي الزراعات البديلة.. وفيما تردد أن وفدا فرنسيا رفيعا سيصل إلى بيروت غدا.. علم أن هذا الوفد هو وزاري تجاري، سيضطلع بمهمة فصل القمح في مرفأ بيروت عن مواد حديدية.. ولا علاقة له بالتكليف والتأليف، الذي يبدو حتى الساعة "مجرد زيوان".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قمة ثلاثية في قبرص… هل يشارك عون؟

 وكالة الانباء المركزية/الاحد 11 تموز 2021 

تعمل دوائر القصر الجمهوري على الاعداد لزيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى قبرص في ايلول المقبل للمشاركة في القمة الثلاثية اللبنانية – القبرصية- اليونانية والتي كان من المفترض ان تعقد في حزيران من العام 2019 وتم ارجاؤها بسبب التطورات السياسية في قبرص الى اذار 2020 ولكن انعقادها تعثر مع تفشي جائحة كورونا.وبحسب معلومات “المركزية”، سيوقع الرؤساء الثلاثة سبع اتفاقيات في مجالات التعاون الامني والتعليم والتجارة الاقتصادية والتعاون الثقافي اضافة الى اتفاقية في مجال السياحة والتي ستشمل مبادرة استراتيجية تسمى الطريق الفينيقي. والاتفاقيات ستوقع

على اساس احترام القانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الحقوق الأساسية للأمم المتحدة. من المواضيع الهامة التي سيتفق عليها قادة الدول الثلاث حفظ امن واستقرار المنطقة  ومنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين والتعاون الامني لصد قوارب الموت التي تقل المهاجرين من لبنان وسوريا بحرا  فضلا عن العمل على تخفيف اعباء لبنان في استضافة اللاجئين السوريين عبر السعي لدى المنظمات الدولية الى عودتهم الآمنة  إلى بلادهم.  وتهدف القمة الى تعزيز التشاور السياسي وتبادل الرؤى حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقة شرق البحر الابيض المتوسط، لا سيما بذل الجهود لدى الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان ماليا واقتصاديا لتكمينه من التعافي من ازمته الحادة،  والتعاون في المجال  النفطي. يذكر ان الدولتين الاوروبيتين تعقدان قمما ثلاثية مماثلة منذ حوالي عقد من الزمن مع كل من مصر واسرائيل.

 

مؤتمرٌ صحافي مشترك لجعجع وبخاري غدًا!

الاحد 11 تموز /الاحد 11 تموز 2021 2021

يعقد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع وسفير المملكة العربيّة السعوديّة في لبنان وليد بن عبدالله بخاري مؤتمراً صحافياً مشتركاً في المقر العام لحزب "القوّات اللبنانيّة" في معراب، تحت عنوان "لبنان – السعوديّة إعادة تصدير الأمل"، في حضور شخصيات اقتصادية وزراعيّة، وذلك عند الساعة 5:00 من بعد ظهر الغد الإثنين 12 تموز 2021. برنامج المؤتمر الصحافي: كلمة افتتاحية للإعلامي موريس متى. كلمة رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع. كلمة سعادة سفير المملكة العربيّة السعوديّة وليد بن عبدالله بخاري. مناقشات مع أهل الاختصاص. قراءة التوصيات بكلمة لرئيس حزب "القوّات اللبنانيّة".

 

الحقيقة الكاملة لوفاة "الملاك جوري"...

موقع ليبانون ديبايت/الاحد 11 تموز 2021   

توفّيت اليوم الاحد الطفلة الملاك جوري مازن السيد من بلدة عانوت - إقليم الخروب. وتدوال روّاد مواقع التواصل الإجتماعي صورًا لـ"جوري"، وقيل ان" سبب الوفاة هو عدم توفر الدواء لخفض حرارتها". وفي المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت"، أنّ "الملاك جوري كانت تُعاني من إرتفاعٍ في الحرارة نتيجة نمو أسنانها وإلتهابات في الإذن، ولم تستطع عائلتها من العثور على الدواء رغم تواجدها في أحد مستشفيات المنطقة، ممّا دفعهم إلى نقلها إلى أحد مشتشفيات صيدا، إلّا أنّه وأثناء نقلها تقيّأت "جوري" ممّا أثّر سلبًا على رئتيها وتسبّب لها بنزيف داخلي فتوفّيت على الفور.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

إيرانيو المنفى يطالبون أميركا وأوروبا بالحزم مع الملالي

الآلاف طافوا شوارع برلين ولندن وبروكسل وعواصم أوروبية بالمشانق ودعوا لمحاسبة رئيسي

برلين، طهران، عواصم – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 خرج آلاف الإيرانيين في المنفى، إلى شوارع برلين ولندن وبروكسل وعواصم أوروبية عدة، في تجمعات احتجاجية، للمطالبة باحترام حقوق الإنسان في وطنهم، حيث دعا المتظاهرون الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي إلى سياسة حازمة تجاه النظام الإيراني، وطالبوا بإلغاء عقوبة الإعدام وإطلاق سراح السجناء السياسيين في إيران. ووضع المتظاهرون حبالا بشكل رمزي حول أعناقهم، في نسخة طبق الأصل من المشنقة الموضوعة بالقرب من بوابة براندنبورج، وحملوا أعلاما وبالونات بألوان العلم الإيراني، ووجهوا انتقادات لسياسة إيران النووية، فيما قالت السلطات الأمنية الأوروبية إن التظاهرات التي جاءت جزءا من القمة العالمية المنعقدة على الإنترنت بعنوان “إيران الحرة 2021، كانت سلمية، مشيرة إلى مشاركة الآلاف من جميع أنحاء أوروبا فيها. وأكد المنظمون أن مؤيدين لهذه التظاهرات من 105 دولة، شاركوا فيها بالعديد من الأماكن حول العالم، حيث تختتم القمة العالمية اليوم، بينما تسعى الحركة لمواصلة احتجاجاتها السلمية حتى الرابع عشر من الشهر الجاري، في منتزه شريفينبارك بمدينة كيل شمال ألمانيا. وبالتزامن، تتواصل في ألبانيا فعاليات المؤتمر السنوي لقمة “إيران الحرة 2021، بمشاركة شخصيات سياسية دولية عبر الإنترنت، أبرزها وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، حيث يناقش المؤتمر أزمة بقاء النظام الايراني في السلطة وخطورة سياساته الخارجية ونهجِه القمعي. وربط المؤتمر عبر الإنترنت آلاف المنتمين لمنظمة “مجاهدي خلق” في معسكرهم أشرف الثالث في ألبانيا مع مؤيديهم حول العالم، وبينهم شخصيات سياسية غربية، وافتتح المؤتمر يوم السبت الماضي، بتوجيه انتقادات حادة للرئيس الإيراني المنتخب ابراهيم رئيسي، حيث دانت الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية مريم رجوي، الانتخابات الرئاسية الايرانية ووصفتها بـ “الزائفة”. وقالت رجوي، إن “نظام الملالي في مأزق، والشعب الإيراني يقترب من النصر وسيحرر إيران”، متوقعة أن يطار فوز المتشدد إبراهيم رئيسي، المرشد علي خامنئي، معتبرة أن “لا شيء يفسر تعيين رئيسي، سوى الخوف من الانتفاضة والاحتضار السياسي لولاية الفقيه”. وأضافت: “لكنهم حفروا قبورهم بأنفسهم. إنهم مثل عقرب يلدغ نفسه عندما تحاصره ألسنة اللهب… تاريخ انتهاء صلاحية الديكتاتورية الدينية أزف”، واصفة خامنئي ورئيسي والرئيس الجديد للسلطة القضائية غلام إيجئي بأنهم “قطيع من آكلي لحوم البشر، يجب أن يوجه إليهم الاتهام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية”. من جانبه، قال وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، إن رئيسي سيلعب دور “وريث” خامنئي”، مكرراً المطالبة بمحاسبته على مجازر عام 1988، مضيفاً أن النظام في أضعف نقطة له منذ عقود، ومحذرا أوروبا من التفاوض مع رئيسي، معتبرا “أي تعامل مع رئيسي سيكون بمثابة التعامل مع قاتل جماعي”. وحض المعارضين الإيرانيين على “مواصلة القتال” ضد النظام المتشدد، معتبرا أن “هناك الكثير من العمل الجيد الذي يمكن للمجتمع المدني الأميركي القيام به لتعزيز هذا الهدف”. ومن المتحدثين البارزين في المؤتمر، رئيس البرلمان البريطاني السابق جون بيركو، ورئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر، ووزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير. vعلى صعيد آخر، زعم قائد القوة البحرية للجيش الإيراني حسين خانزادي، أن “الولايات المتحدة مرعوبة من تواجد الدوريات البحرية الإيرانية بالمحيط الأطلسي، رغم أنها تبعد مسافة خمسة آلاف ميل عنها”، لافتا إلى أن “القوة البحرية الإيرانية تتواجد في شمال المحيط الهندي كقوة بحرية مقتدرة عابرة للمحيطات”.

 

تقارير استخباراتية أوروبية: “الإخوان” أخطر من “داعش”

عواصم – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 كشف سياسي ألماني، عن تقارير استخبارتية أوروبية نبهت إلى الخطر الذي يمثله تنظيم الإخوان الإرهابي، مشيرا إلى أن بعض تلك التقارير اعتبرت الإخوان أكثر خطورة من تنظيمي داعش والقاعدة. وقال نائب رئيس مجلس الإندماج وعضو مجلس محلي هيدنهاوزن، شمال الراين فيستفاليا، حسين خضر، لموقع “سكاي نيوز عربية” أن السنوات القليلة الماضية كشفت عن طبيعة تنظيم الإخوان الذي يستخدم السلاح والإرهاب للوصول للسلطة، وأسقط عنها الادعاءات التي اعتاد ترويجها عن نفسه داخل المجتمعات الأوروبية باعتبارها منظمة دعوية أو حزب سياسي. وألمح خضر إلى التعديلات التي أجرتها ألمانيا على قانون الشرطة، لمواجهة نشاط الإخوان، وكذلك تصريحات رؤساء أجهزة الاستخبارات والسياسيين التي تعبر عن وجهة النظر الألمانية، باعتبار الإخوان تنظيم متطرف، وتمارس العنف والإرهاب من أجل الوصول للسلطة في البلاد العربية، كما أنها تتبنى خطابا متطرفا في الداخل الأوروبي وتقدم دعما للتنظيمات الإرهابية في الخارج.

 

ميليشيات إيران تقصف القوات الأميركية في قاعدتي “الكونيكو” و”العمر”

دمشق – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 تعرضت قاعدة الجيش الأميركي، في حقل الكونيكو للغاز الطبيعي، بريف دير الزور الشرقي، شرق سورية، لقصف صاروخي بقذائف “الهاون”، يعتقد أن ميليشيات موالية لإيران كانت وراءه. وقال مصدر عسكري في دير الزور، ليل أول من أمس، إن هجوماً بقذيفة هاون على الأقل، نفذه مجهولون على القاعدة الأميركية، مؤكداً عدم ورود معلومات عن إصابات بشرية. وأضاف، إن “صوت انفجار قوي سمع في حقل الكونيكو، وعلى أثره انطلقت صافرات الإنذار في القاعدة الأميركية، مشيراً إلى عدم ورود رصد أي إشارات إلى وقوع إصابات في القوات الأميركية، والقوات الحليفة لها ضمن “التحالف الدولي”. وأشار، إلى أنه “على الفور، بدأت الطائرات الأميركية المسيرة بتمشيط المنطقة والتحليق فوق الحقل ومحيطه لرصد أي تحركات، ومعرفة مصدر إطلاق القذائف”. وفي وقت لاحق، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، سقوط صاروخ محلي الصنع يرجح أن مصدره مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية غرب الفرات، استهدف قاعدة حقل العمر النفطي، أكبر قاعدة للتحالف الدولي في سورية. من جهته، قال مسؤول عسكري أميركي، إن القوات الأميركية في شرق سورية تعرضت “لهجوم غير مباشر بالأسلحة النارية”. في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء النظام السوري” سانا”، أمس، بأن التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، نقل رتلاً مؤلفا من نحو 24 شاحنة محملة بالقمح “المسروق” من محافظة الحسكة، إلى العراق. من ناحية ثانية، أشاد النظام السوري، أول من أمس، بدعم إيران له في مكافحة الإرهاب والظروف العصيبة التي مرت بها سورية. وقالت مستشارة رئيس النظام السوري بثينة شعبان، خلال لقائها رئيس لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية الإيرانية عباس كلرو، والوفد البرلماني الإيراني المرافق له في دمشق، إن بلادها تشيد بالدعم الإيراني، سواء من القيادة أو الحكومة أو الشعب الإيراني نفسه، لسورية حكومة وشعباً، خلال الظروف الصعبة التي اجتازتها سورية. وأضافت، إن سورية لم تنس تضحيات قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، مؤكدة أن سورية تؤمن بأن تضحيات الإيرانيين في التغلب على الأزمة السورية لن تنسى، وسيحتفظ التاريخ في سجلاته بدعم الإيرانيين لأشقائهم السوريين. على صعيد آخر، أصدر الرئيس بشار الأسد، أمس، مرسومين تشريعيين برفع رواتب العاملين المدنيين والعسكريين وأصحاب المعاشات التقاعدية، بنسبة 50 في المئة. ويقضي المرسوم الأول، برفع الحد الأدنى العام للأجور، فضلا عن الحد الأدنى لأجور المهن لعمال القطاع الخاص والتعاوني والمشترك، غير المشمولة بأحكام القانون الأساسي للعاملين في الدولة ليصبح 71.5 ألف ليرة سورية، شهرياً، في حين قضى المرسوم الثاني بمنح أصحاب المعاشات التقاعدية، من العسكريين والمدنيين، زيادة وقدرها 40 في المئة من المعاش التقاعدي.

 

مصر: أحكام نهائية بالمؤبد ضد مرشد وقيادات “الإخوان”

القاهرة، عواصم – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 أيدت محكمة النقض في مصر أمس، الأحكام بالمؤبد لمرشد جماعة “الإخوان” محمد بديع وآخرين من قيادات الجماعة، لإدانتهم بقضية اقتحام الحدود الشرقية للبلاد. وقضت محكمة النقض، في حكم بات، بتأييد حكم الجنايات الصادر بمعاقبة بديع، والقياديين محمد الكتاتني ومحمد البلتاجي ومحيي حامد وأربعة آخرين بالسجن المؤبد، لإدانتهم بقضية اقتحام الحدود الشرقية في البلاد. والمتهمون المؤيد ضدهم حكم المؤبد، هم محمد بديع، رشاد بيومي، محيي حامد، محمد سعد الكتاتني، سعد عصمت الحسيني، مصطفى الغنيمي، محمد البلتاجي، إبراهيم أبوعوف.

 

السودان: إعلان الطوارئ في كردفان بسبب عنف قبلي

الخرطوم- وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 أعلنت السلطات المحلية في ولاية جنوب كردفان جنوبي السودان، حالة الطوارئ في ست محليات على خلفية تجدد العنف القبلي. وقالت وكالة الأنباء السودانية “سونا” إن والي جنوب كردفان، حامد البشير إبراهيم، أصدر مرسوما مؤقتا تم بموجبه إعلان حالة الطوارئ في محليات “تلودي، والليري، وقدير، وأبو كرشولا، وأبو جبيهة، وهبيلا”. وأرجع والي جنوب كردفان ذلك القرار إلى أنه بسبب تصاعد أحداث العنف في محلية قدير. وحذر الوالي من أنه سيتم تطبيق عقوبات تشمل السجن والتغريب والجزاءات المالية، تجاه كل من يخالف ويتجاوز قانون الطوارئ. وتسببت تلك الاشتباكات القبلية في مقتل نحو تسعة أشخاص.

 

أسرة الشاه تنعى جيهان السادات

عواصم – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 نعت أسرة شاه إيران السابق، جيهان السادات، أرملة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، التي توفيت الجمعة الماضية بعد صراع مع المرض. وأكد نجل شاه إيران رضا بهلوي، عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر” أن “جيهان السادات كانت صديقة وفية ووطنية مخلصة، لن أنسى أبدا الدعم والكرم اللذين قدمتهما هي والرئيس السادات لعائلتي، وكذلك الدعم المعنوي الذي قدموه للإيرانيين من خلال منح والدي مكانا هادئا موقتا للراحة”. وتابع في تغريدة أخرى: “نيابة عن أسرتي وأبناء بلدي، أتقدم بأحر التعازي لأسرة السادات والشعب المصري”. وكان الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وافق على استضافة شاه إيران علي رضا بهلوي، في مارس عام 1980، بعد اندلاع ثورة في بلاده، وفي 27 يوليو من نفس العام، توفي شاه إيران بعد صراع مع سرطان الغدد اللمفاوية، وأقيمت له جنازة مهيبة في مصر.

 

اتحاد دولي يدرج تركيا بين أسوأ 10 دول تنتهك حقوق العمال

أنقرة – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 أظهر تقرير دولي جديد، أمس، تعرض العمال الأتراك ونقاباتهم لانتهاكات حقوقية جسيمة على خلفية الحملات الأمنية التي تقودها السلطات التركية ضدهم. وذكر الاتحاد الدولي لنقابات العمال، في تقرير السنوي، أن الشرطة التركية حاصرت مقر اتحاد “نقابات العمال التقدمي”، المعروف اختصاراً بـ”ديسك”، في مايو الماضي، عندما اعتقلت رئيسه أرزو سيركيز أوغلو، وأمينه العام عدنان سيردار أوغلو، و25 آخرين من أعضاء الاتحاد، الذي يعد واحداً من أكبر نقابات العمال في تركيا، متهماً، الحكومة التركية، باتباع سياسات معادية للعمال وممثليهم في النقابات. وصادق أكبر اتحادٍ لنقابات العمال الأتراك على المعلومات التي وردت في تقرير “الاتحاد الدولي لنقابات العمال”.

 

جماعة “وزير الجريمة”: نتانياهو وعائلته هربوا كاللصوص في الليل

قناة عبرية تكشف شروط الرئيس الفلسطيني للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل

رام الله، تل ابيب – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو وأسرته، مقر إقامته الرسمي في القدس، بعد منتصف ليل أول من أمس، بعد نحو شهر على منح الحكومة الجديدة برئاسة اليميني نفتالي بينيت الثقة. وقال متحدث باسم العائلة في بيان: “غادرت عائلة نتانياهو المنزل في شارع بلفور بعيد منتصف الليل”. ورصدت شاحنات وسيارات سوداء خارج مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي. وعلقت جماعة “وزير الجريمة” التي عكفت على تنظيم احتجاجات أسبوعية خارج مقر إقامة نتانياهو السابق منذ أكثر من عام، على طريقة خروجه. وكتبت عبر حسابها على فيسبوك: “إن المتهم وعائلته هربوا كاللصوص في الليل”. إلى ذلك، أفاد موقع “واللا” العبري نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأن مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، هادي عمرو، وصل أمس، إلى القدس ورام الله بالضفة الغربية. وأشار موقع “واللا” إلى أن هادي عمرو سيجتمع مع مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية الجديدة ومع مسؤولين فلسطينيين، موضحا أن هذه الزيارة ستكون أول زيارة لمسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

ولفت الموقع إلى أنه من المتوقع أن يجتمع عمرو بكبار المسؤولين في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزارة الخارجية ووزارة الأمن، أما في رام الله فمن المتوقع أن يجتمع مع مستشاري رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ومسؤولين آخرين فلسطينيين.

وذكر موقع “واللا” أنه وفق مسؤولين إسرائيليين، فإن “أحد أسباب زيارة عمرو هو التعرف بشكل شخصي على المسؤولين الجدد في الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة للاستماع إلى سياسة الحكومة الجديدة فيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، وأحد المواضيع الأساسية التي سيناقشها مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية في إسرائيل هو إعادة إعمار قطاع غزة والآلية الجديدة لإدخال المنحة القطرية إلى القطاع عبر الأمم المتحدة”. وبحسب الموقع العبري، يقدر مسؤولون إسرائيليون أن عمرو سيتطرق خلال مباحثاته إلى قضية هدم الجيش الإسرائيلي لمنازل الفلسطينيين في الضفة الغربية، وذلك بعدما انتقدت إدارة بايدن هدم منزل المعتقل الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الأميركية، منتصر شلبي، فجر الخميس الماضي، في حين أنه من المتوقع أن يناقش عمرو الأزمة السياسية الداخلية في السلطة الفلسطينية في رام الله، بعد وفاة الناشط نزار بنات. في سياق آخر، كشفت قناة عبرية عن شروط الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، التي سيقدمها للرئيس الأميركي جو بايدن، لإعادة استئناف المفاوضات مع اسرائيل. وجاء في تقرير مطول للقناة الـ 12 العبرية، أمس، أن أغلب تلك الشروط يرتبط بالضفة الغربية، على رأسها إعادة فتح مؤسسات مغلقة في القدس الشرقية، واستعادة الوضع القديم في المسجد الأقصى، ووقف إخلاء منازل المقدسيين في مدينة القدس، وإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، ووقف توسيع المستوطنات، وإخلاء البؤر الاستيطانية. ومن بين المطالب الأخيرة للرئيس محمود عباس، وقف اقتحامات الجيش الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية، وإعادة أسلحة أخذت من الأجهزة الفلسطينية، إضافة إلى تجديد عملية لم شمل الأسرة، وزيادة رخص العمل في إسرائيل. وأضافت: “كما سيطالب عباس بعودة شرطة السلطة وضباط الجمارك إلى جسر اللنبي، وتشغيل معبر البضائع على جسر الدميا وإصدار تصريح بإقامة مطار دولي في الضفة الغربية، وكذلك تصريح بإقامة منطقة تجارة حرة بالقرب من مدينة أريحا.

ميدانيا… أصيب 51 فلسطينيا بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في بلدتي بيتا وقصرة جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

 

الولايات المتحدة تتعهد الالتزام بدعم أفغانستان بعد انسحاب قواتها

كابول – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 أكد المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، أمس، أن انتهاء مشاركة الولايات المتحدة العسكرية في أفغانستان لا يعني إنهاء التزاماتها تجاهها. وقال خليل زاد، على حسابه بموقع “تويتر”، إن الولايات المتحدة عازمة على العمل بقوة مع جميع الأطراف الأفغانية وأصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين؛ لمحاولة مساعدة الحكومة الأفغانية وحركة “طالبان” على إيجاد طريق لإنهاء الحرب المشتعلة بينهما. وأضاف، إن “الديبلوماسية الأميركية في التعامل مع أفغانستان تسعى إلى اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان”. من ناحية ثانية، قال مسؤولون أفغان، أمس، إن “مطار كابول زُوّد بنظام دفاع جوي لمواجهة الصواريخ المحتملة”، في الوقت الذي تواصل فيه “طالبان” شن هجوم عنيف في جميع أنحاء البلاد. وذكرت وزارة الداخلية، في بيان، أن “نظام الدفاع الجوي الذي تم تركيبه حديثاً يعمل في كابول، لقد أثبت النظام فائدته في صد الهجمات الصاروخية والصواريخ، من دون أن تقدم تفاصيل عن نوع النظام أو من قام بتركيبه. على صعيد آخر، بعد الاستيلاء على نحو ثلث مناطق أفغانستان، وصلت “طالبان”، إلى مقاطعة بدخشان الشمالية الشرقية إلى الحدود الجبلية مع منطقة شينجيانغ الصينية. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أنه “بالنظر إلى العلاقات التاريخية لطالبان مع الجماعات المسلحة الأويغورية في شينغيانغ المرتبطة بالقاعدة، فإن هذا التقدم يثير قلق بكين”، مشيرة إلى أن “طالبان”، تبذل حالياً قصارى جهدها لتهدئة مخاوف الصين. في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتن، أمس، انتهاء مشاركة بلاده في الحرب الأفغانية، مشيراً إلى أن انسحاب آخر 80 عنصراً من القوات الأسترالية جرى “في الأسابيع الأخيرة”

 

التحالف الدولي: ميليشيات طهران تدفع سُنة العراق وسورية للانضمام إلى “داعش”

بغداد – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 حذر التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”، أن التنظيم أعاد تنظيم صفوفه في محافظة ديالى العراقية ومناطق أخرى في شرق سورية، ملقياً اللوم في ذلك على الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران التي تضيق الخناق على السكان المحليين. وأوضح قائد مركز التنسيق المشترك في التحالف الكولونيل ديف وليامز، أول من أمس، أن “داعش” ينظم صفوفه في ديالى، مشيراً إلى أن “الميليشيات الخارجة على القانون تضايق السكان السُنة وتدفعهم إلى الانخراط في صفوف التنظيم”. وقال، إن “هجمات تلك الميليشيات المستمرة ضد القوات الأميركية قد أدت إلى تشتيت الأخيرة عن مهمتها الأساسية في العراق المتمثلة بمحاربة داعش”، مضيفاً إن “المضايقات الطائفية التي يتعرض لها السنة في العراق، يدفع الشباب للانخراط في صفوف داعش”. وأكد، أن “داعش مازال يشكل خطراً كبيراً”، مشيراً إلى أن “التحالف الدولي يحاول القضاء عليه، بينما تخلق الميليشيات الخارجة عن القانون مشاكل كثيرة في هذا الإطار”.

 

الجبير: الزيارة تأكيد على عمق العلاقات الديبلوماسية

الرياض – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، أن زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، إلى السعودية، تعكس عمق العلاقات الديبلوماسية والأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين، والتطلع إلى رفع مستوى التنسيق والشراكة في مختلف المجالات. وأوضح أن الزيارات المتبادلة بين البلدين أسهمت في رفع مستوى التنسيق بينهما وتوسيع آفاق التعاون الثنائي، والعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك. وبشأن مبادرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “الشرق الأوسط الأخضر”، قال الجبير إن السلطان هيثم بن طارق أبدى مساندة سلطنة عُمان لجميع الجهود التي تبذلها المملكة في هذا الشأن، وأتى ذلك خلال تباحثه مع ولي العهد عن التحديات البيئية التي تواجهها المنطقة وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والصحية وما تضمنه إعلان مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” من مبادرات نوعية تعالج هذه التحديات. وأشار الجبير إلى أن المملكة وعُمان عملتا بنجاح للتصدي لجائحة فيروس “كورونا”، من خلال العمل والتعاون والتنسيق المشترك عبر مجلس الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج، وهذا كان له بالغ الأثر في السيطرة على انتشار الفيروس والحد من تبعاته.

 

ضغوط أميركية على بايدن لردع ميليشيات إيران في العراق

بغداد لوَّحت بإجراءات دولية ضد طهران لاسترجاع حقوقها المائية

واشنطن، بغداد – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 أدت الهجمات من قبل الميليشيات الموالية لإيران، ضد الأميركيين في العراق وسورية، إلى زيادة الضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن، لردع هذه الميليشيات. وانتقد جمهوريون، نهج بايدن، الذي وصفوه بالحد الأدنى في مواجهة الميليشيات الإيرانية، مشيرين إلى أن ضربتيه الانتقاميتين فشلتا في ردع وكلاء إيران في العراق. وأضافوا، إن “الوضع الحالي لا يمكن تحمله، يعترض حلفاء بايدن الديمقراطيون على أن الرئيس لا يملك السلطة لشن ضربات هجومية ضد الميليشيات من دون السعي للحصول على موافقة الكونغرس أولاً”. من جهته، قال عضو لجنة القوات المسلحة جيم إينهوف، في بيان، إنه “لا يمكن التسامح مع استمرار هجوم الميليشيات المدعومة من إيران على الأميركيين في العراق، يجب على بايدن أن يطرح ستراتيجية حقيقية لردع هذه الهجمات وإنهائها، بدلاً من الاستمرار في نهجه المتسم بالحد الأدنى، والذي يفشل في ردع إيران أو ميليشياتها ويعرض حياة الأميركيين لخطر متزايد”.

بدوره، دعا مسؤولون سابقون في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، بايدن، إلى المواصلة في الرد على الهجمات، مشيرين إلى أن “إيران بحاجة إلى معرفة أنها لا تستطيع الاختباء وراء قواتها بالوكالة”.

من ناحية ثانية، حذر وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني، أمس، إيران، باللجوء للمحافل الدولية حال إصرار الأخيرة على قطع الروافد المائية المشتركة عن مناطقه الشرقية، وعدم التعاون مع العراق حيال الأزمة المائية وفق المواثيق الدولية، واتفاقيات تقاسم أضرار شح المياه الإقليمية.

وقال، إن طهران لم تبد تجاوباً، وما زالت تقطع المياه عن أنهر وجداول سيروان والكارون والكرخة والوند في محافظة ديالى، ما تسبب بأضرار جسيمة للسكان الذين يعتمدون بشكل مباشر على المياه الآتية من إيران. وأشار، إلى “رفضه الذهاب إلى هكذا حلول (الشكاوى الدولية)، والأمر مرهون بتعاون الجانب الإيراني وفق أسس علاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة”. على صعيد آخر، أعلنت مفوضية الانتخابات العراقية، في بيان، أمس، عن تنفيذ عملية المحاكاة الأولى للتصويت العام والخاص على انتخابات مجلس النواب اليوم الإثنين، للتأكد من دقة وسرعة الأجهزة الالكترونية الانتخابية. وأشارت، إلى تشكيل لجان لمتابعة حملات المرشحين، مشددة على ضرورة “عدم الاعتداء على حملات الآخرين، ولا على الملصقات الانتخابية على الجدران، وأن لا تقترب الحملة الانتخابية مسافة مئة متر من أي مركز اقتراع”. وأوضحت، أن “الشروط تنص كذلك على أن لا تتضمن الحملة الانتخابية دعوات إلى النعرات الطائفية والقومية والتكفيرية التي تدعو الى زرع الكراهية في نفوس الآخرين، إضافة إلى عدم استخدام دور العبادة ومؤسسات الدولة والمال العام”، بالإضافة إلى “عدم استخدام صور أو أسماء أشخاص ورموز لا ينتمون للكتلة أو التحالف”. من جهة أخرى، أفادت خلية الإعلام الأمني، في بيان، أمس، بأن الجيش أحبط محاولتين لتفجير أبراج لنقل الطاقة الكهربائية في محافظتي نينوى وديالى.إلى ذلك، زار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الناشط علي المكدام، في أحد مستشفيات بغداد، ليل أول من أمس، بعد تحرير القوات الأمنية له، من خاطفيه، ونقله إلى المستشفى.

 

مدينة صوْر و"الثنائي الشيعي": مدرسة المصطفى ومقاهي البطالة

محمد أبي سمرا/المدن/11تموز/2021

من مدينة صور الجنوبية هذه الشهادة - السيرة التي تروي حال مدينة محلية، بعض أطفالها ومدارسها، فتيانها وشبانها ومقاهيها في الزمن الاجتماعي لسيطرة المنظمتين الشيعيتين عليها. وقد روى هذه الشهادة شاب من صور نشأ وتربى فيها.

قصاص "أمل"

أهلي من عائلات مدينة صور، وفيها ولدت سنة 1999، وعشتُ طفولتي وفتوتي وشبابي الأول، وخالطت أقراني في بيئتها المحلية. ولما غبتُ وأقمتُ في سنوات دراستي الجامعية الثلاث في بيروت ولندن، لم أنقطع عنها وظللت على صلة وثيقة بما يحدث فيها. وذلك بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي الفوري. وهذا ما يحملني على القول إنني صوريٌّ وعلى معرفةٍ بأهل المدينة وبتقلبات حياتهم الاجتماعية وحوادثها. والدي طبيب. ودرس الطب في دولة شرقية سابقاً بمنحة دراسية حزبية، وبغربية لاحقاً. وانتسب إلى "حركة أمل" في صور، فصار من مسؤولي إقليم جبل عامل. لكنه استقال من منصبه هذا ومن الحركة سنة 2003، لأسباب سياسية، أخلاقية ومبدئية، بعدما حاصرته اجتماعيًا ومهنيًا، قصاصا له على استقالته منها. لذا هاجر إلى إفريقيا، فعمل هناك في التجارة وتوسعت أعماله، وظلت إقامته موزعة بين أفريقيا وصور. ومنذ بداية انتفاضة 17 تشرين 2019 مكث في مدينته وانخرط مع سواه من معارفه ومجايليه في حراك صور. أما أمي فمهندسة، وموظفة في مصلحة حكومية منذ سنة 1995، وهي ليست على أي ميل أو نشاط سياسي.

مدرستا "المصطفى" و"الحريري"

وأمضيت المرحلة الإبتدائية من تعلمي في "مدرسة المصطفى" التابعة لـ"حزب الله" في صور. وعلى الرغم من جدّية نظامها التعليمي ونجاح تلامذتها دراسيًا، كانت حياتنا المدرسية فيها مشوشة وسيئة: تربية أخلاقية وسلوكية متدينة تدينًا "رساليًا"، وتعبئة دينية حزبية دائمة منذ الطفولة، ومنها عروض فيديو عن عمليات "المقاومة" العسكرية وبطولاتها وشهدائها. وبعد حرب تموز – آب 2006، تضاعفت هذه التعبئة – البروباغندا الحزبية في المدرسة، وبلغت حدًا خرافيًا: أحاديث وحكايات يومية عن قتال الإمام المهدي إلى جانب جيش "حزب الله" في الحرب. والإمام الغائب طفلًا في حكايات الأولين هو من نصَرَنا، نحن "أشرف الناس" و "جند الله" الذين تقدمهم في المعارك مع الإمام علي وولده الحسين.

وحيال هذه التعبئة المتصاعدة، قرر والدي ألا نتابع دراستنا في "مدرسة المصطفى" نحن الطفلين، لئلا نصير من "جند الله"، فنقلنا إلى مدرسة أخرى قريبة من صور. وهي مدرسة خاصة مستواها التعليمي حسن، وتغيب عنها التعبئة الدينية الحزبية، السياسية الحربية. وبعد إنهائي مرحلة التعليم المتوسطة في هذه المدرسة، تابعتُ المرحلة الثانوية في صيدا، في مدرسة خاصة للطبقة الوسطى والعليا في صيدا وجوارها، وتغلب فيها أجواء "تيار المستقبل". لكن من دون أن تكون هذه الأجواء ضاغطة على أمثالي، أنا الشيعي القادم إليها يوميًا من صور. فلا يظهر في المدرسة تمييز طائفي في التعامل والمسلك، ولم أشعر بأنني قد أتعرض لسلوك طائفي انتقامي، على خلفية التعبئة التي كانت قائمة في البلاد بين السنة والشيعة، بعد اغتيال رفيق الحريري سنة 2005 وحرب تموز 2006. غير أن هذا "التسامح" لا يلغي أن يظل الشيعي يُعامل بوصفه شيعيًا، مهما كان رأيه السياسي، ولا يوالي "حركة أمل" و"حزب الله". وكانت تُنظم في المدرسة احتفالات في مناسبة عيد ميلاد رفيق الحريري، وفي ذكرى اغتياله، إضافة إلى ندوات ومحاضرات للطلاب يتحدث فيها إعلاميون وسياسيون من قوى 14 آذار: بولا يعقوبيان، مروان حمادة، وبهية الحريري، على سبيل المثال.

المقاهي مرآة المجتمع الصوري

وفي حياتنا البيتية والعائلية في صور، ترك لنا أبي وأمي حرية الاختيار في ميولنا. فلم نتعرض منهما لضغوطٍ ونواهٍ وروادع تلزمنا بمثالٍ يقررانه لنا مسبقًا في التفكير والسلوك، بلا مناقشةٍ وتبادل الرأي. وقد يكون ساهم في ذلك خروج والدي على تحزّبه لـ"حركة أمل" ومعارضته لها ولـ"حزب الله"، وحرصه على تنشئتنا على حرية الرأي والاختبار والاختيار، والمطالعة والمناقشة. وإذا كان والدي وأهله على تعارض مع سياسات "الثنائي الشيعي"، فأهل أمي يوالون "حركة أمل" وبعضهم ينخرط فيها تنظيميًا. لكن والدتي الملتزمة دينيًا التزامًا عاديًا، تؤدي فرائض الصلاة والصوم، وظلّت في حلّ من الميول السياسية والتحزب السياسي.

وقد تكون تنشئتي البيتية والعائلية هذه، عاملًا أساسيًا في تفتحي واختلاطي ببيئات متنوعة ومختلفة في صور، فلم انطويت ولا انعزلت أو انغلقت في بيئة واحدة محددة وتشرنقت فيها. ولما بلغتُ سن السادسة عشرة تطوّعت في الدفاع المدني، وانتسبت إلى فريق لكرة قدم في صور، وكلما سنحتْ لي فرصة الجلوس في مقاهي المدينة، جالست روادها من فئات ومشارب كثيرة: أغنياء لا تواجههم مشكلات في حياتهم المادية، نتيجة توفر المال لديهم من مصادر متنوعة، منها الولاء والاستزلام لأهل النفوذ والسلطة في صور. ومنهم متوسطو الحال من موظفي إدارات عامة وفروع مصارف، وكذلك معلمو مدارس ومنخرطون في الأجهزة الأمنية الرسمية أو الحكومية. وبين هؤلاء كثرة من الذين كانت الواسطة سبيلهم إلى الوظيفة. وهناك أيضًا فقراء معدمون ومتبطلون فاتتهم فرص العمل في لبنان وفرص الهجرة. والطلاب لهم حضورهم في مقاهي صور. ويكفي أن تقوم بجولة على مقاهيها الكثيرة كالفطر، لتدرك أن المقاهي معرضٌ للمجتمع الصوري المحلي بفئاته كافة، وتشكل المتنفس الأساسي للحياة العامة فيها.

أما في الصيف فتتدفق على صور ومقاهيها موجة المهاجرين العائدين من إفريقيا للاصطياف وزيارة أهلهم. وهذه الفئة من جلاّس المقاهي -وغالبًا ما يكون أفرادها ممن لم يستطيعوا تحصيل شهادات تمكنهم من الوظائف في لبنان أو الهجرة إلى أوروبا لمتابعة تحصيلهم الدراسي العالي- تهاجر إلى إفريقيا، لئلا تستنقع مديداً في البطالة ومقاهيها. وحين يعود هؤلاء إلى صور صيفًا يستعيدون حياتهم وعلاقاتهم السابقة على الهجرة، ويكون في حوزتهم بعض المال الذي حصلوه من أعمالهم في إفريقيا التي يعودون إليها في نهاية فصل الصيف.

وفي الخريف والشتاء تفرغ منهم المدينة ومقاهيها، فيمكث فيها موظفون محليون وأصحاب مهن وحرف، وعاملون في مصالح متنوعة مع أهلهم، وسواهم من الغارقين في بطالة أو عطالة مطلقة. وهذه متفشية وواسعة، وقاسية جدًا في صور. والعاطلون المتبطلون هؤلاء، يمضون سنوات من أعمارهم يجترون الوقت والكلمات المتكلسة، أو يجترهم الوقت وتلك الكلمات في المقاهي. ومنهم من يبدأ تردده على المقاهي في الرابعة عشرة من عمره، ويظل يداوم فيها حتى الثلاثين. وقد يكون بعض هؤلاء موالين لـ"حركة أمل" فيعتاشون في بطالتهم على التكسُّب والاستزلام لهذا أو ذاك، فيقول واحدهم لشخص يعرفه من رواد المقاهي وأفضل منه حالًا ماديًا: هيا اعطني عشرين أو ثلاثين ألف ليرة، فأحميك وأصير محسوبك ولا أدع أحدًا يقترب منك. ومنهم من يلجأ إلى ترويج المخدرات لتحصيل قوته، وربما يتعاطى المخدرات ويدمنها.

و"حزب الله" و"حركة أمل" في صور مرتاحان في تقاسمهما السيطرة على المدينة. وقد تجد في هذا المقهى أو ذاك شيوعيًا أو يساريًا، لكنه مغلوب على أمره لا يجرؤ على الإفصاح عن رأي، فيكتمه أو يخنقه في صدره، كي لا يعرّضه إعلان رأيه إلى ما لا تحمد عاقبته.

وربما لأن معظم معارفي وأصدقائي في صور ومقاهيها كانوا من "حركة أمل"، كنت أستطيع الإفصاح عما أفكر فيه وأناقشه معهم ملتزمًا حدودًا أو سقفًا معينًا، فلا أتجاوزه. وهم بدورهم منفتحون ويتقبلون المناقشة تحت ذاك السقف، وغير منغلقين اجتماعيًا، على خلاف محازبي "حزب الله" الذين تتعرف إليهم من سلوكهم وقيافتهم، وملامح وجوههم المقطِّبة المغلقة، وذقونهم غير الحليقة، وألوان ثيابهم الداكنة، وياقات قمصانهم المزررة تحت ذقونهم. وإذا تكلموا فبأصوات خفيضة تفتعل الوقار.

ومن يجلس من شبان "حزب الله" في مقهىً في صور، يجلس حذرًا قليل الكلام في مقهىً محدد، تعوّد على الجلوس فيه مع أمثاله وأقرانه. وهم لا يلعبون الورق ولا يدخنون، ولا يخالطون سواهم. وإذا جنحت بأحدهم رغبته في لعب الورق، فغالبًا ما يواعدُ قرينه ويذهبان إلى منزل أحدهما ويلعبان خلف باب مغلق. أما الحذر الذي يساورهم أثناء جلوسهم في مقهاهم المحدد، فمبعثه خشيتهم من أن يبصرهم مسؤولهم الحزبي، أو أحد سواه يشي بهم لدى المسؤول إياه. وفي الحالتين يتعرضون لمحاسبة أو قصاص تنظيمي. لذا تعوّدت أن أخالط في صور ومقاهيها شبان "حركة أمل" مخالطةً اجتماعية. وإلا قد أتعرض لاختناق أو استنقاع اجتماعي في مدينة محلية.. تذكرانني أحياناً بهجرة والدي إلى إفريقيا، بعد خروجه من الحركة إياها التي ضربت عليه حصارًا أرغمه على الهجرة.

 

السعودية و عُمان توقعان مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس التنسيق المشترك

* فيصل بن فرحان: التبادل التجاري بين البلدين بلغ 10.6 مليار وصادرات المملكة 3.62 مليار ريال

* بدر البوسعيدي: مجلس التنسيق يوفر المظلة والمرجعية التي تؤطر المرحلة المقبلة من التعاون

نيوم، عواصم – وكالات/الاحد 11 تموز 2021

 وقعت سلطنة عُمان والسعودية بقصر نيوم ليل أمس، مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس التنسيق المشترك، بهدف تعزيز وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين. وجاء التوقيع على مذكرة التفاهم استنادا إلى توجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز والسلطان هيثم بن طارق، ويهدف المجلس “التشاور والتنسيق المستمر في الأمور والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في جميع المجالات”، فضلا عن “تعزيز واستدامة وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين والتوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بما يحقق المصالح المشتركة”. وفي السياق، تبادل الملك السعودي مع سلطان عمان الأوسمة، حيث منح السلطان هيثم الملك سلمان وسام “آل سعيد” والذي يعد أرفع الأوسمة العُمانية، كما منح الملك سلمان السلطان هيثم قلادة “الملك عبد العزيز”، التي تعد أرفع الأوسمة السعودية التي تمنح إلى الملوك والرؤساء. وعقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وسلطان عمان هيثم بن طارق، جلسة محادثات رسمية جرى خلالها استعراض العلاقات الأخوية التاريخية والراسخة بين قيادتي البلدين، كما بحثا آفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه وتطويره في شتى المجالات. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقدمة مستقبلي السلطان هيثم بن طارق في مطار خليج نيوم، حيث جرت مراسم استقبال رسمية، وقدمت طائرات الصقور السعودية استعراضاً جوياً رسمت فيه ألوان العلم العماني، وأطلقت المدفعية السعودية 21 طلقة، ترحيبا بقدومه، في زيارة هي الأولى له خارج بلاده منذ تقلده منصبه في يناير 2020.وجاءت الزيارة التي استمرت يومين وتختتم اليوم، بناء على دعوة تلقاها السلطان هيثم بن طارق من الملك سلمان وهي “زيارة دولة”. وقال بيان رسمي سعودي إن “الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة بين قيادتي البلدين، وتوسيعًا لآفاق التعاون المشترك وسبل تطويره في مختلف المجالات بما يعود على شعبي البلدين بالخير والنماء”. من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وما وصلت إليه من مستويات مُتقدمة من التنسيق الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، انطلاقا من الحرص على تطويرها والسير بها إلى آفاق أرحب بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.

وقال إن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة تكتسب أهمية كبيرة كونها أول زيارة رسمية له، إضافة إلى ما تحمله من دلالات تعكس عمق تقديره للمملكة وقيادتها وشعبها، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 10.6 مليارات ريال في 2019، وبلغت حجم صادرات المملكة إلى سلطنة عُمان نحو 3.62 مليار ريال لعام 2019، وبلغ حجم الواردات إلى المملكة من السلطنة نحو 6.95 مليار ريال في 2019.

وتم خلال الزيارة “بحث جوانب التعاون التي من شأنها أن ترتقي بالبلدين إلى المستويات التي تلبي تطلعات أبنائهما وتحقق الأهداف المرسومة والغايات المنشودة؛ وصولا لنتائج تخدم المصالح المشتركة للبلدين، وتكفل حاضرًا ومستقبلا أكثر ازدهارًا ورخاءً وإشراقًا”، وفق ما أكده البيان الرسمي للزيارة الذي بثته وكالة الأنباء العمانية. بدوره، كشف وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عن تشكيل مجلس تنسيقي بين السلطنة والسعودية، مشيرا أن المجلس “سيوفر المظلة والمرجعية التي تؤطر المرحلة المقبلة من التعاون بين البلدين”، مؤكدا في الوقت نفسه أن الزيارة ستشمل “التوقيع على كثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في كل المجالات الداعمة للمصالح والمنافع المشتركة”. ويتوقع أن تتوج الزيارة بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون في عدد المجالات وإعلان لمجلس تنسيق سعودي – عماني، وبحث جميع أوجه التعاون الذي من شأنه الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى مستويات تخدم مصلحة البلدين والشعبين وتحقق الاهداف المرسومة في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والبشرية، الى جانب تعزيز التعاون على المستويات الثقافية والسياحية والرياضية. وتكتسب زيارة سلطان عمان للمملكة والتي تأتي تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين أهمية كبيرة في دفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين تحقيقا لمستهدفات (رؤية المملكة 2030) و(رؤية عمان 2040) بالاستثمار في المشاريع التنموية الكبرى بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين. وتجدر الاشارة إلى أن البلدين يسعيان الى امكانية انشاء منطقة صناعية سعودية في عمان والعمل فيها كتطوير وتشغيل وادارة المنطقة وبناء مسارات لوجستية لنقل البضائع بين المناطق الاقتصادية الخاصة السعودية والعمانية والاستفادة من الأثر الاقتصادي المشترك. وتؤكد الزيارات المشتركة الاخيرة لكبار المسؤولين بين البلدين وجود رغبة جادة في تكريس الجهود وبناء شراكات ستراتيجية قوية بين البلدين في مختلف المجالات الى جانب الارتقاء بحجم التبادل التجاري الذي بلغ نحو 6ر58 مليار ريال خلال السنوات الست الماضية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان على شفير هاوية حقيقية

كتبت بولا اسطيح/ الشرق الاوسط/الاحد 11 تموز 2021

: يواجه لبنان اليوم عدداً قياسياً من الأزمات، تجعل مواطنيه بحالة صدمة، تفسّر عجزهم عن التحرك، كما فعلوا في تشرين الأول 2019 للإطاحة بالمنظومة الحاكمة. إذ تراهم منهمكين بتأمين قوتهم اليومي ومقومات الاستمرار والصمود بعد فقدان معظمها نتيجة نضوب احتياطي الدولار الأميركي لدى مصرف لبنان (البنك المركزي)، ما يهدّد بانهيار كل القطاعات، وأبرزها قطاع الطاقة والقطاع الصحي... بعدما تلاشى معظم القطاعات الأخرى. ويعتبر الدكتور ناصر ياسين، أستاذ السياسات والتخطيط في الجامعة الأميركية في بيروت والمشرف على «مرصد الأزمة»، أن «الأزمة اللبنانية لا تشبه أي من الأزمات الأخرى التي شهدناها في العقود الماضية»، موضحاً أنها «عبارة عن 3 أزمات كبيرة، مرتبطة الواحدة بالأخرى، الأزمة الأولى، أزمة الفجوة المالية المقدّرة بنحو 3 مليارات دولار والمكونة من 3 أضلع؛ تعثر المصارف، وإفلاس مالية الدولة، وتراجع موجودات مصرف لبنان. وهذه مجتمعة تشكل سابقة غير موجودة في أي دولة أخرى، ومن الصعب الخروج منها نتيجة صعوبة إعادة تكوين الأموال، لأن الأضلع الـ3 متعثرة، ما يعني الحاجة الماسة لضخ أموال من الخارج». أما الأزمة الثانية، بحسب ياسين، فتكمن في «الدور الذي يلعبه بعض الأفرقاء اللبنانيين في الإقليم، وارتباط أحزاب وجماعات لبنانية بالصراع الإقليمي، ما أدى لازدياد العزلة الإقليمية وخسارة لبنان التحصين العربي، حتى الحصانة الدولية. وحل هذه الأزمة يتطلب نقاشاً على مستوى وطني لتحديد دور لبنان والأفرقاء اللبنانيين في الصراعات الإقليمية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التمعن بهذه المشكلة يجعلنا نفهم لماذا لبنان متأزم أكثر وغير قادر على الخروج من الفجوة المالية الكبيرة التي يتخبط فيها».

ويصف ياسين الأزمة الثالثة، بـ«أزمة إدارة الحكم»، معتبراً أن «الحديث عن أزمة نظام تبسيط للمشكلة التي تكمن بإدارة التعددية والاختلافات». ويضيف: «حق الفيتو مثلاً يعطل البلد منذ سنوات، ما ينعكس على كل شيء وبخاصة على عجزنا عن التعاطي مع الأزمة المالية الاقتصادية كما التعاطي مع المجتمع الدولي وإدارة قطاعات مهمة. فقوة الفيتو موجودة في أبسط الأمور كتعيين موظف، أو إنتاج كهرباء»، مشدداً على وجوب حصول «نقاش وطني لتحديد من يلعب دور الحَكَم، الذي يفترض برأيي أن يلعبه رئيس الجمهورية فلا يكون طرفاً. لكن للأسف ومع التركيبة اللبنانية الحالية وتنافس الجماعات بطريقة تعزّز سياسات الهوية، تحوّل الرئيس طرفاً لا مرجعاً فوق الاختلافات بين الجماعات.

 

الحزب "محشور"...و شيا تستجيب لنداء نصر الله

ليبانون ديبايت/ميشال نصر/الاحد 11 تموز 2021

ترى مصادر ديبلوماسية، أن "حزب الله" اليوم "محشور في الزاوية"، وسيكون أمام وضع كارثي في حال دفعه إلى تعويم الحكومة الحالية، بعد ما بلغته من عزلة دولية ونقمة شعبية، ساهمت هي نفسها في تأجيجها. في وقت غابت الحركة السياسية الداخلية واقتصرت المواقف على التحركات المُطالِبة برفع الحصانات النيابية والأمنية من هنا، وبعض الإحتجاجات المعيشية من هناك، اشتعلت البيانات النارية بين التيارين "البرتقالي" و"الأزرق"، والتي باتت "موضة دارجة هالأيام"، مدخلةً مصطلحات "اللحّامين" من مذابح ومسالخ، بعد دموع التماسيح. وسط كل ذلك، برز الإهتمام الدولي المركّزعلى كيفية مساعدة الشعب اللبناني، حيث تُصنّف في هذه الخانة، وفقاً للمعلن، زيارة السفيرتين الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو الى المملكة العربية، إذ "لم تكذّبا خبراً" ، فركبتا الطائرة "وبوجهم" الى السعودية، عملاً بنصيحة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، تاركتين خلفهما "ماكينة لتّ وعجن" وسط وجهات النظر المختلفة بين واشنطن والرياض حول نوع المساعدات وآلياتها، والجهات التي يجب أن تستفيد منها، وربط كل ذلك بالوضع السياسي. بالتأكيد، ليست المسألة مجرد رحلة طلب "كرتونة مساعدات أو شوالات حبوب وطحين للمؤسّسات العسكرية والأمنية"، فاكتشاف أهداف الرحلة إلى المملكة لم يطل وقتها كثيراً،

إذ يكفي تشريحها وجدول أعمالها ومراجعة ردود الفعل عليها، إضافة إلى مجموعة الأحداث التي تزامنت معها، لمعرفة المستور منها، وأبرز هذه الأمور:

ـ حملة التصويب التي تولّتها أبواق "المقاومة" والممانعة، والتي رأت فيها مشروع انتداب جديد وتدخّل فاضح في الشؤون الداخلية اللبنانية، وانصياعاً للرغبات الإسرائيلية، متناسين أن سبب "حشر العالم يده"، يعود إلى سياسة الأمر الواقع التي فرضها محورهم بالقوة على اللبنانيين، وأدّت إلى ما أدّت اليه، وما نموذج اجتماع السراي الأخير الذي دعت إليه "حكومة حزب الله" سوى خير دليل .

ـ مجموعة العبارات والنصوص الموحّدة التي اعتُمدت في سلسلة البيانات الصادرة، بدايةً عن الخارجية السعودية، مروراً بذلك المشترك للسفيرتين، فالناطق بإسم الخارجية الأميركية، وصولاً إلى البنتاغون..

ـ إطلالة الناطق الرسمي بإسم البنتاغون، وضعت النقاط على الحروف في إطار أشمل، عندما تحدث في ملخص حديثه اليومي عن الوضع الحرج في لبنان، والرهان على الجيش اللبناني من أجل ضمان الإستقرار، وربطه بالسياسة الخارجية الأميركية تجاه أذرع إيران في المنطقة، مضيئاً على مسؤولية طهران عما يجري في المناطق المشتعلة من عمق الشرق الأوسط الى طرفي الخليج العربي.

ـ ترجمة الإدارة الأميركية لوعدها المقطوع لبابا روما بتفعيل الإهتمام بلبنان، فكان اللقاء الوزاري الثلاثي الذي انعقد في إيطاليا، وترجمة مقرّراته من خلال تلك الزيارة إلى الرياض، التي وجهت رسالةً واضحة في الشكل، من خلال هوية مسؤوليها الذين شاركوا في اللقاءات.

ـ الزيارة اللافتة شكلاً ومضموناً لنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الشقيق الأصغر لولي العهد، إلى واشنطن ولقاءاته الرفيعة المستوى، وأهمها مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، والتي حملت الكثير من الدلالات، في إشارة واضحة إلى الشراكة الإقليمية المتجدّدة بين الرياض وواشنطن، حيث بيروت أبرز ساحاتها، في الوقت الذي تتحدث فيه أوساط الإدارة الأميركية عن فرملة الأخيرة لمسار الإنفتاح تجاه طهران. وهنا، يبدو جلياً أن التوجّه الأميركي إلى إعادة خلق توازن جديد في لبنان في مواجهة "حزب الله" وطهران، حيث الحاجة إلى الحليف التقليدي العربي.

ـ "التوصيات اللبنانية" التي أصدرتها لجنة الدفاع في الجمعية الوطنية الفرنسية، خلال تقييمها لدور القوات المسلحة الفرنسية في الشرق الأوسط، عشية توقيع وزيرة الجيوش لإتفاق تعاون أمني "أوسع" مع الأميركيين في مواجهة الإرهاب، في أي بقعة من العالم. وسيكون لنا عودة لاحقاً إلى هذا الملف بالتفصيل.

ـ زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري لساعات إلى بيروت، وتواصله فور عودته بنظيره الأميركي ناقلاً إليه الأجواء السلبية التي سمعها من المسؤولين اللبنانيين رداً على الرسائل التي حملها.

ـ الهجوم الذي تعرّضت له السفيرة الفرنسية عقب موقفها في لقاء السراي.على هذا الصعيد، تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية، أن الإدارتين في باريس وواشنطن أرادتا إيصال رسالة واضحة إلى المسؤولين اللبنانيين، بأن السفيرتين المفوّضتين، هما ركيزتان أساسيتان في سياسة بلديهما في لبنان، في ردّ واضح على الحملات التي تتعرّض لها السفيرتان والحملات التي تُشن خارجاً لاستبدالهما.

ـ إحتفال بكركي برمزيّته، خصوصاً أنه جاء عقب لقاء الفاتيكان وما أمّنه من دفع معنوي لمواقف البطريرك بشارة الراعي، بعد مواقف المونسنيور كميل مبارك النارية.

في الشكل الظاهر إذاً، الزيارة طابعها إنساني ـ إغاثي، لاستكمال الخطوات التنفيذية للخطة الإقتصادية ـ الميدانية، مع غياب تام لبحث المسألة الحكومية، وهو ما تبيّنه صور اللقاءات التي عُقدت، وما ذكر الموضوع الحكومي في البيان الرسمي الصادر إلاّ من باب الأدبيات الديبلوماسية الذي بات مرافقاً لصدور أي موقف حول لبنان، أمّا باطنها ففي علم التقارير الديبلوماسية التي رُفعت إلى العواصم المعنية.

هي خطوة جديدة على طريق التدويل، الذي استجلبه المحور ذاته مع خياره بالذهاب بحكومة اللون الواحد التي أمر بها السيد..... فمن حزن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وأسفه الصادقين على قرار رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، بالإعتذار مع وقف التنفيذ، إلى اللعب على حبال الحصانات والملاحقات، تقترب البلاد أكثر فأكثر من مرحلة اللاعودة، على قاعدة "ومن الحُب ما قتل"، في ظل معادلة "إمّا التنين جوا أو التنين برّا"، بكل مندرجاتها.... على ما يقول الشاطر حسن، "فالكأس يلّلي بتشرب منه رح تشرب منه"....

 

الترميم والتعويم والبِدَع في المبادرة الفرنسية - الأميركية للبنان

راغدة درغام /النهار العربي/الاحد 11 تموز 2021      

استيقظت إدارة بايدن أخيراً على خطورة ترفعِّها عن مسألة لبنان واعتبارها له ملحقاً صغيراً عديم الأهمية في الاعتبارات الجغرافية - السياسية، إلا أن هذه الاستفاقة أتت ببطء شديد، وبكلفة عالية، وهي تفتقد الزخم والحيويّة والاستراتيجية التي يتطلّبها الوضع الراهن في لبنان. فالمطلوب ليس مجرد الإنقاذ، بل الاستدراك الجدّي والعمل على استئصال المرض الذي سبّبته الطبقة الحاكمة المستبدّة وهو ثقتها العارمة أنها فوق المحاسبة، وأشطر من أن تقع فريسة إدارة أميركية مستقتلة على إحياء الاتفاق النووي JCPOA مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ما لم يتبنَ الرئيس جو بايدن سياسة جدّيّة نحو هذه الزمرة الفاسدة ونحو تسلّط "الحرس الثوري الإيراني" عبر "حزب الله" على لبنان ومصادرة الدولة والقرار السيادي، فإن خطر المبادرة الأميركية المتأخِّرة يكمن في إعطاء الانطباع بأن هذه الفورة الأخيرة في الحماس، وتلك السابقة التي تمثّلت في إيفاد السفيرة الأميركية بمرافقة السفيرة الفرنسية المعتمدتين في لبنان الى الرياض لجذب السعودية الى العمل الثلاثي، ليس سوى عملية ترميم وتعويم للطبقة السياسية. الفضل في الترميم والتعويم يعود أولاً الى الدبلوماسية الفرنسية على أعلى المستويات، بالذات الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي رفع السقف متعهِداً المحاسبة والعقاب والعقوبات ثم تراجع خطوة بخطوة الى الوراء. تسبّب ذلك في نفخ الثقة في الزمرة المستبدّة والزمرة الفاسدة، فأخذ جميع هؤلاء الى الإمعان في إسقاط البلاد في حفرة الانهيار وعمّقوا للشعب نحو الحضيض في غضون فترة قصيرة بلا هوادة.

إدارة بايدن وقفت متفرِّجة في البدء، ثم قرّرت تفويض فرنسا وفشلها مهمّة لبنان كي تغسل أياديها منه وترتاح. وعندما صفعها واقع انهيار الاقتصاد، واحتمال انهيار الجيش اللبناني، وبدء الانهيار الأمني، بدأت بإعادة النظر في استهتارها، إنما بخطوات خجولة وناقصة حتى الآن.

قداسة البابا فرنسيس له الفضل الكبير في يقظة إدارة بايدن لا سيّما لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن مؤخراً. تحرّك بلينكن وأجرى لقاءات حول لبنان مع نظيريه الفرنسي جان - ايف لودريان والسعودي فيصل بن فرحان آل سعود في 29 حزيران (يونيو) الماضي على هامش مؤتمر قمّة العشرين في ايطاليا. البطريرك بشارة بطرس الراعي كاد "ينشف ريقه" وهو يخاطب الداخل اللبناني والخارج الأميركي والفرنسي والسعودي وغيره كي يسرعون جميعاً الى اعتماد "الحياد" عنواناً لإنقاذ لبنان من مصير الانهيار والتشرذم والفوضى والاضمحلال. "حزب الله" خوّنه. السياسيون اللبنانيون خذلوه. الأميركيون تجاهلوه. والفرنسيون افترضوا أنهم أكثر ذكاءً وعِلماً بالسياسة. فقط البابا فرنسيس التقط المناشدة واستوعب ضرورة تفعيل دور الفاتيكان على الصعيد الإنساني والسياسي والاستراتيجي على السواء.

للفاتيكان قدرات فائقة في الدبلوماسية الدولية وكذلك لدى الجاليات في العالم، وهو في صدد تفعيلها بما هو في مصلحة جميع اللبنانيين وليس مجرد المسيحيين منهم. انه الوسيلة لانتشال لبنان من حفرة الانهيار ومن مخالب "حزب الله" وبقية الطبقة السياسية المستبدّة الجشِعة وراء السلطة والمال.

تُحسِن إدارة بايدن التفكير المجدي إذا أحسنت الاستماع والتنسيق مع البُنية الدبلوماسية لدى الفاتيكان. لا مانع من أن تضع يدها في يد فرنسا. أما أن تولي الى باريس مقعد القيادة، فإن إدارة بايدن بذلك تكون مستمرّة في التهرّب من مسؤولياتها الأخلاقية والاستراتيجية. فهذا بلد تنتهك فيه الطبقة الحاكمة حقوق إنسان المواطن بنمطية قاتلة وتغض النظر عن جرائم ضد الإنسانية كتلك التي وقعت في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) الماضي - وإدارة بايدن تزعم أنها تتبنّى الدفاع عن حقوق الإنسان. هذا أخلاقياً.

أما استراتيجيّاً، فليس في المصلحة القوميّة الأميركية أن تقدّم لبنان الى المحور الإيراني - الروسي - الصيني، وهو الجار المباشر لإسرائيل ولسوريا موقعه على المتوسط قبالة القارة الأوروبية. وليس ذكاءً منها أن تتظاهر أن "حزب الله" الذي صنّفته الولايات المتحدة في خانة "الإرهاب" لا يمتلك كامل خيوط التلاعب بلبنان وجيرته كما بمشاريعه الإقليمية والدولية.

ماذا في ذهن الدبلوماسية الأميركية إذاً في هذه المرحلة من الثنائية الأميركية - الفرنسية نحو لبنان والتي تسعى وراء إقناع السعودية بتحويلها الى ثلاثية؟ وماذا في ذهن الدبلوماسية الروسية، ووراءها الدبلوماسية الصينية الصامتة، في إطار تحالفهما مع إيران في لبنان؟

التفكير داخل إدارة بايدن يدور في فلك إيجاد سبل التأثير في السياسيين اللبنانيين الفاسدين للضغط عليهم فرداً فرداً لإبلاغهم بحزم أن الأبواب ستكون مغلقة أمام دخولهم الأراضي الأوروبية والخليجيّة والأميركية ما لم يتبنوا الإصلاحات اللازمة. أي أن الرسالة هي: ابقوا في دياركم وعالجوا أمور البلد. فإذا فعلتم، نحن مستعدون للدعم. وإذا لم تفعلوا، ستكونون محتجزين في بلادكم وممنوعين من زيارة أولادكم وممتلكاتهم في بلادنا.

هذه الفكرة الفرنسية الأصل هي ما تبنّته إدارة بايدن، وهي فكرة ناقصة وخطيرة لأنها تضفي الشرعيّة المسبقة على الطبقة الفاسدة والمتحكِّمة والمتسلّطة وتقدّم اليها جزرة تعميق تسلّطها وعصا باهتة لا قيمة لها. انها مفارقة رهيبة.

فأن يُقال للسياسيين والمستبّدين الذين هرّبوا أموالهم الى الخارج ولديهم البيوت الفخمة في فرنسا أو أميركا إن معادلة الترغيب والترهيب تقتصر على منعهم وعائلاتهم من زيارة قصورهم في أوروبا وأميركا، فإن تلك بدعة فرنسية تضيف الإهانة الى الجرح في صميم اللبناني.

المطلوب من الدبلوماسية الأميركية أن تضغط على الدبلوماسية الأوروبية أجمع، وبالذات على سويسرا التي تختبئ وراء نظامها المالي، أن تتبنّى عقوبات ذات أسنان تطاول أموال الطبقة السياسية الفاسدة والمستبدّة. وإلا فكلام العقاب هذا هراء، والفاسدون يفهمون لغة المواربة الفرنسية والأميركية وخلوّها من أدوات التأثير الفاعلة وهي جيوبهم وأموالهم، وليس فرض حظر سفر موقت.

إدارة بايدن تخطئ كثيراً إذا أقنعتها الدبلوماسية الفرنسية بالتخلّي عن "قانون ماغنتسكي"، بل إنها إذا فكّرت في التخلّي عن ذلك القانون، تكون نشرت غطاء السماح فوق رؤوس الفاسدين والمستبدّين، وأنقذتهم من المحاسبة.

بدعة التخلّي عن العقوبات التي سبق لإدارة دونالد ترامب أن تَبنتها كي تستبدلها إدارة بايدن بالتركيز على معاقبة الأفراد بتخويفهم من عدم القدرة على السفر إنما تفتح الباب أمام مساومات قذِرة. إنها فكرة الضغوط الجماعية لدول عدة في آن واحد على مجموعة من الأفراد.

من حيث المبدأ، حسناً. إنما عند التعمّق في فكرة المقايضة بين حسن السلوك للأفراد الذين دمّروا لبنان - من سياسيين الى ميليشيات - مقابل تتويج حكمهم وتشديد قبضتهم على البلد، إنها صفقة البدعة الهزيلة التي تهين أحلام التخلّص من هذه الزمرة. التبرير هو أن هذا ليس وقت الخطوات الكبرى وإنما هو وقت وقف الزحف داخل الانهيار. ولذلك إن المقايضة هي: القليل من الإصلاحات الأساسية من قِبل الزمرة نفسها لتلقّي الأموال للانتشال من الحفرة، والكثير من المكافآت المالية وإضفاء الشرعية على تحكّم الزمرة بمستقبل البلاد.

ساذجاً كان هذا التفكير أو براغماتياً، انه سطحي ومؤذٍ طالما لا ينطوي على آليات المحاسبة القانونية الدولية لهذه الزمرة التي قطعت أرزاق الناس واستولت على أموالهم وأحلامهم وحقوقهم، وطالما سويسرا خارج مجموعة الدول التي تتصوّر المبادرة الفرنسية - الأميركية انها ستكون فاعلة.

السعودية تبدو جاهزة للدخول طرفاً في الثلاثي الأميركي - الفرنسي - السعودي، لكنها مترددة وتريد ضمانات. وهي محقّة في عدم استعدادها للهرولة، وفي انفتاحها على مساعدة لبنان لإنقاذه من الإنهيار التام. الرياض تعي أن التنازلات الفرنسية أربكت المبادرة الفرنسية، وأن قرارات "حزب الله" في طهران، وأن الدخول في الثلاثية لتعويم الطبقة السياسية وترميم الحكم القائم، خطير.

روسيا غير قلقة. فهي في انتظار وضوح هدف التنسيق الثلاثي لتتفهمه، وهي تنظر الى لبنان من زاوية علاقاتها بإيران حصراً. لبنان سيكون حاضراً فقط عبر الطروحات الإيرانية أثناء اللقاء المتوقّع بين وزيري الخارجية الروسي والإيراني أواخر الشهر الجاري، ومن زاوية "الاستقرار" وقدرات "حزب الله" وحده على ضمانه، من وجهة نظرها. رأي روسيا هو إذا كان الثلاثي قادراً على تقديم ضمانات الاستقرار في لبنان، فليثبت ذلك بالأفعال. وعندئذ، لمَ لا؟ انما موسكو لا تثق بقدرة الثلاثي على ذلك، وهي عازمة على إعادة هيكلة كامل علاقاتها مع طهران كأولوية قاطِعة. إنها أيضاً تنظر الى كامل العلاقات لجميع اللاعبين في لبنان من منظار مصير المفاوضات النووية في فيينا. كلمة أخيرة. لماذا قرّرت واشنطن وباريس كسر التقاليد الدبلوماسية وإيفاد السفيرتين المعتمدتين في لبنان، الأميركية دورثي شيا والفرنسية آن غريو الى الرياض للبحث في ملف لبنان؟ حسناً، كلتا السفيرتين تتقنان الملف اللبناني بجدارة، وهذا سبب من الأسباب. الأسباب الأخرى لوجستية. ذلك أن انهماك الوزراء ووكلائهم بملف إيران أدّى بهم الى اتخاذ قرارات براغماتية لوجستية شكّلت دبلوماسية غير مسبوقة، فبدت بدورها وكأنها بدعة في زمن الانهيار.

 إنما كل هذا لا ينفي جدوى اليقظة الأميركية، وضرورة الانخراط الأوروبي بكامله، وأهمية عودة الاهتمام السعودي والخليجي بلبنان، ولربما تكمن أعجوبة انتشاله في براغماتية الضغوط الجماعية الجديّة لهذه الدول على كل السياسيين فيذوقوا طعم المرّ فرداً فرداً، ويدب الهلع فيهم أفراداً وجماعةً.

 

محاكاة “حيّة” لتفجير المرفأ: تلحيم… أو اعتداء؟

ملاك عقيل/أساس/11 تموز/2021

دخل عنصرٌ جديد على خطّ التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، هو الاستعداد الميداني الذي اُستُكمِلت عناصره للقيام بمحاكاة للحريق الذي سبق الانفجار.

المحاكاة كانت ستتمّ قبل أسابيع قليلة، ثمّ تأجّلت أكثر من مرّة. وهي مرتبطة بشكل أساسي، وفق مطّلعين، بالأحوال المناخية التي يُفترض أن تكون مشابهة تماماً ليوم الانفجار، وهو الأمر الذي يتمّ التنسيق فيه مع مصلحة الأرصاد الجويّة بهدف إجراء المحاكاة في “بيئة وظروف” تتماهى بالكامل مع يوم الرابع من آب 2020. ومن أجل تنفيذ هذه المحاكاة، التي ستكون الأولى من نوعها في تاريخ القضاء اللبناني، بُنِي مجسّم للعنبر رقم 12 في مرفأ بيروت من أحجار الباطون المستخدمة في البناء على بعد أمتارٍ قليلة من الفجوة الهائلة التي أحدثها انفجار الرابع من آب.

تشير المصادر إلى أنّ أهمّيّتها الأساسية تكمن في “إعادة تمثيل” تفصيليّ لمرحلة التلحيم الأخيرة للباب الرئيسي وذلك بعد أربعة أيام من تلحيم أبواب أخرى للعنبر. وبالتالي التحقّق ممّا إذا كان للتلحيم تأثير مباشر في التسبّب بالحريق بداية، ثمّ الانفجار. وسيتمّ ذلك باستخدام أدوات التلحيم نفسها

وتمّ الالتزام بتفاصيل “وضعية” العنبر رقم 12 قبل انفجاره، فجُهِّز ببوّابة رئيسية مشابهة لتلك التي قيل إنّها خضعت لعملية تلحيم بهدف سدّ فجوة تُستعمل لسرقة محتويات العنبر ومنها نيترات الأمونيوم (تلحيم دلاية على الباب الرئيس، ووضع قفل رصاصي لها)، إضافة إلى إحداث فجوة في الجدار الجنوبي للعنبر، وسقف من الاترنيت. مع العلم أنّ العنبر لم يكن مجهّزاً، على الرغم من خطورة المواد الموجودة داخله، بمطافئ آليّة تعمل تلقائياً عند حصول حريق.

ومن المتوقّع أن يحضر المحاكاة ممثّلٌ عن النيابة العامة التمييزية ووكلاء المدّعى عليهم والمحقّق العدلي، وستتمّ بسريّة تامّة بعيداً من الإعلام، وسيجري تصويرها لتُضَمّ إلى أوراق القرار الاتهامي.

وتمّ الإعداد اللوجستي للمحاكاة من قبل لجنة مشتركة برئاسة ضابط من الجيش اللبناني، تضمّ ضباط وعناصر من الجيش (الشرطة العسكرية) وشعبة المعلومات والدفاع المدني وأحد القضاة.

وعن الأهميّة التي تكتسبها هذه العملية، وتأثيرها في مسار التحقيق، تقول مصادر قضائية بارزة لـ”أساس”: “لمّا كان انفجار المرفأ هو الأكبر في تاريخ لبنان، واعتبر من الانفجارات غير النووية الأكبر في العالم، فلا شكّ أنّ المحاكاة ستكون فريدة من نوعها. لكن عملياً لا تُعتمَد كدليل حاسم يمكن أن يغيّر مجرى التحقيقات، والأرجح أنّ القاضي البيطار لجأ إليها للاستئناس”.

من المتوقّع أن يحضر المحاكاة ممثّلٌ عن النيابة العامة التمييزية ووكلاء المدّعى عليهم والمحقّق العدلي، وستتمّ بسريّة تامّة بعيداً من الإعلام، وسيجري تصويرها لتُضَمّ إلى أوراق القرار الاتهامي

وتشير المصادر إلى أنّ “أهمّيّتها الأساسية تكمن في “إعادة تمثيل” تفصيليّ لمرحلة التلحيم الأخيرة للباب الرئيسي (التي يفترض أنها قادت  إلى حصول الحريق) وذلك بعد أربعة أيام من تلحيم أبواب أخرى للعنبر. وبالتالي التحقّق ممّا إذا كان للتلحيم تأثير مباشر في التسبّب بالحريق بداية، ثمّ الانفجار. وسيتمّ ذلك باستخدام أدوات التلحيم نفسها”.

ووفق المعلومات، ستوضع عيّنات مشابهة لمحتويات العنبر رقم 12 من مفرقعات وزيوت وأسمدة كيمياوية وأكياس النيترات… بهدف إجراء محاكاة افتراضية للانفجار، مع العلم أنّ دخان الحريق ظهر بعد نحو ساعة على مغادرة عمّال التلحيم المكان. وهنا تكمن قطبة مخفيّة في أسباب الانفجار.

وستشكّل هذه العملية بالتأكيد الوجه الآخر للسؤال الأكبر عن سبب حصول الانفجار الهائل، الذي كان المحقّق العدلي قد وضع ثلاثة احتمالات له، ثمّ أقرّ خلال لقائه عدداً من الإعلاميين أنّ واحدة من ثلاث فرضيّات لأسباب الانفجار استُبعدت بنسبة 80%، مشيراً إلى “أنّ التقرير الفنّي الفرنسي الأخير ساعد في استبعاد هذه الفرضية بهذه النسبة الكبيرة” (فرضية الصاروخ).

والفرضيات الثلاث، التي كان حدّدها البيطار سبباً للانفجار، هي:

1- حريق سببه التلحيم.

2- ضربة جوية

3- قنبلة.

وأقرّ أمام الاعلإميين بأنّه استجوب عدداً من العمال خلال عملهم في المرفأ في توقيت حصول الانفجار، مؤكّداً أنّ “أهمية إفاداتهم تكمن في مسألة تقاطع بعضها مع البعض الآخر، لمعرفة إذا كانوا شاهدوا طائرة فوق المرفأ عند حصول الانفجار”.

 

هل يجوز أن ينتهي لبنان؟

رامي الريسلشرق الأوسط/11 تموز/2021

ليست الأزمة الحادة التي يمر بها لبنان راهناً الأولى من نوعها، وإذا كُتب له الخروج منها سالماً، فمن المرجح ألا تكون الأخيرة. فهذا الوطن الصغير كان دائماً محط الأنظار إما سلباً أو إيجاباً. يسحر أبناؤه العالم أحياناً بنجاحاتهم الفردية الباهرة التي غالباً ما يحققونها خارج أراضيه، كما يُدهش بعض مسؤوليه العالم أيضاً بلا مبالاتهم وقلة اكتراثهم إلا لمصالحهم الخاصة، حتى لو اهتز الهيكل وسقط على رؤوس الجميع، بما فيه رؤوسهم.

إنه بلد الظواهر المتناقضة إلى حد التشرذم السياسي والمجتمعي. فيه من كل الألوان السياسية: المحترفون الذين يجيدون الرقص على حافة الهاوية ولكن يدركون في الوقت ذاته متى ينسحبون من السباق الدامي وكيف يحصون خسائرهم وأرباحهم، وفيه أيضاً الهواة الذين يعتبرون أن التاريخ الحافل الذي شهدته البلاد لم يبدأ إلا معهم وأن الآخرين ليسوا سوى متطفلين على الحياة السياسية تورمت أحجامهم وانتفخت بفعل عوامل محلية وإقليمية في لحظات معينة وآن الأوان لإعادتهم إلى أحجامهم «الطبيعية»، وهو ما يعكس فهماً سطحياً لحقيقة البلاد القائمة على توازنات عميقة وحساسة، لا تحتمل الاهتزاز، لأن في اهتزازها ما يسقط الاستقرار الهش ويفتح الباب أمام شياطين الانقسامات الطائفية والمذهبية لتغذي الأحقاد وتنصب الجدران وتحمّي فوهات البنادق.

إنه بلد المفارقات العجيبة إلى حد الاستغراب. فمرويات المزايا المناخية التفاضلية والفصول الأربعة وملحمة السباحة والتزلج في آن عكست في حقبات معينة «عظمة» لبنانية مصطنعة أخفت في طياتها أمراضاً خبيثة كتلك الأمراض التي لم يكن أحد يريد أن يعترف بوجودها خوفاً من تفشيها، وكأن إدارة الظهر لها توقف سريانها السريع في كل مفاصل المجتمع، فعندما يصبح المرض ظاهراً إلى درجة يصبح غض النظر عنه غير متاح؛ يكون قطار العلاج قد تجاوز المحطات المطلوبة وأصبح الخروج من المأزق إما يتم من خلال اجتراح معجزات غائبة وإما اشتعال الصراع وصولاً إلى حدوده القصوى بما يتيح ولادة قيصرية جديدة. إنه بلد الاحتكارات والسمسرات والوكالات الحصرية في التجارة غير الحرة. إنها نيو – ليبرالية لبنانية من نوع خاص. تستطيع حفنة صغيرة من الشركات والتجار، بكثير من الجشع، أن توقف توزيع الأدوية على الصيدليات وهي مكدسة في المستودعات، وأن توزع المحروقات بكميات لا تروي ظمأ السوق، فتدفع المواطنين للانتظار ساعات أمام المحطات بهدف الحصول على عدد قليل من اللترات للوصول إلى أعمالهم التي أصبحت مداخيلها لا تكفي القوت اليومي بعد التدهور المريع للعملة الوطنية الذي لا يبدو أن ثمة سقوفًا له حتى الآن.

إنه بلد السياحة والاصطياف الذي إن لم يستقطب زواراً من الخارج، ينعش أهله سياحتهم الداخلية وكأن لا هموم في البلد أو مشاكل حياتية ومعيشية؛ وفي الوقت ذاته، يرتاد اللبنانيون المطاعم فيسددون فاتورة وجبة عشاء التهموه في أقل من ساعتين تفوق بمجموعها الراتب الشهري للساقي الذي لا تغادر وجهه الابتسامة محافظاً على السمعة اللبنانية القديمة في حسن الضيافة والاستقبال، حتى لو كانت تخفي بين ثناياها ألماً وحسرة وقنوطاً وخيبة أمل من وطن لا بديل له عنه، مهما جار عليه الزمن.

إنه البلد الذي سقطت طبقته الوسطى بالضربة القاضية، وسقط معها صمام الأمان الاجتماعي الذي تشكله من حيث استيعابها لعشرات الآلاف من الشبان والشابات الذين يتمتعون بكفاءات علمية متقدمة أو مهارات مهنية متميزة، فإذا بها تُسحق في فيضانات الفوضى والتقهقر والتراجع والانكسار الذي يكتب كل يوم فصلاً جديداً من فصوله القاسية في الساحات والشوارع والطرقات فتلتقطه الهواتف الذكية وتنقله في لحظته إلى باقي مكونات المجتمع التي تتفرج متحسرة وتتناقله دون أن تتحرك لتغير الواقع القائم بعد أن تجاوزت مرحلة الغضب ودخلت مرحلة الذهول وشبه الاستسلام.

إنه البلد الذي تتلاشى دولته وقد أصبحت الطرف الأضعف بين الأطراف الأقوياء، يستدعونها حينما يريدون وحيثما يريدون، ويتغاضون عن وجودها أيضاً حينما يريدون وحيثما يريدون. دولة غب الطلب. دولة حاضرة في مكان وغائبة في أماكن. هنا محضر ضبط لمخالفة سير، وهناك تهريب في وضح النهار على الحدود اللبنانية – السورية بما استنزف الاقتصاد اللبناني الذي لا يمكنه تمويل اقتصادين ومجتمعين ودولتين. هذا يفوق قدرة لبنان. هذا يفوق قدرة أي دولة في العالم.

إنه بلد الأحلام المتكسرة، والأمهات المتحسرة، والحلول المتعسرة. بلد النكايات والتجاذبات والانهيارات. بلد الطموحات المهزومة، والكرامات المهدورة، والحقوق المهضومة. بلد اللاعدالة واللامساواة واللامبالاة. بلد لا محاسبة فيه ولا مساءلة، لا شفافية ولا مسؤولية. بلد تُصدر سلطته التشريعية قوانين لا تُنفّذ، وتتخذ حكوماته قرارات لا تُطبق. بلد المعايير المزدوجة والحسابات الملتوية والسلوكيات السياسية المنحرفة.

ولكنه، مع كل ذلك، بلد الحريات والثقافة، التعددية والتنوع، بلد المهرجانات والفنون. بلدٌ يولد من الطاقات البشرية ما لا يُضاهى قياساً إلى إمكاناته وقدراته. بلدٌ تمسّك بعروبته ولو جارت عليه، ودفع أثماناً باهظة للحفاظ عليها عندما واجه الاحتلال الإسرائيلي الذي أراد طمس هويته والوصاية السورية التي أرادت مصادرة قراره. من دون تذمّر أو تأفف، يواصل المواطن اللبناني كفاحه اليومي في الحياة بعد أن أصبح متروكاً إلى قدره، يلهث خلف قوته، ويحوّل نكباته المتتالية إلى فكاهة يتناقلها على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

البروباغندا أداة إيران وميليشياتها للتلاعب بالعقول

منى فياض/الحرة/11 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100543/100543/

هناك فئات تمتعض من شعار "إيران برا" أو أنها قوة احتلال. يتبجح من وقت لآخر أحد مسؤولي نظام الملالي باحتلالهم لأربع عواصم عربية، أضافوا أفغانستان إليها بعد الانسحاب الاميركي.

في البداية، وبعد الصدمة الأولى، كانت ترتفع اعتراضات المسؤولين ولو بخجل، بعد ضغط الرأي العام، فيطلبون تفسيراً من السفارة، يرفض السفير الذهاب في سياق استجواب ويجعلها "زيارة". لكن مع تكرار الأمر بدأت اعتراضات المسؤولين تخفت وكأنهم سلّموا أمرهم ويريدوننا أن نسلّم بالاحتلال. بالمقابل، بدأ الرفض للتدخل والاحتلال الإيرانيين يتصاعد في الشارع ويتعمم كشعار. وهناك فئات تمتعض من شعار "إيران برا" أو أنها قوة احتلال. منها من يجهل هذه التصريحات لأن الإعلام الممانع لا ينقلها. وهناك من يخاف أن يرفع صوته ضد الاحتلال وهناك من يستقوي به. المضحك في الأمر أن من يعرف تصريحات إيران يزوّر الوقائع بممارسات بهلوانية بوقاحة. وآخرها اغتنام فرصة ذهاب سفيرتي كل من الولايات المتحدة وفرنسا إلى الرياض لمناقشة الأوضاع ولمنع الانهيار، فتعلق المنار بما يلي: "بلدٌ أعلنت اليوم السفارتان الاميركية والفرنسية في بيان لهما الانتداب السياسي الذي كان بالخفاء وبات بكل وقاحة وعلى العيان". ما يهمني في هذا السياق فهم كيف نجحوا بهذه الممارسة الازدواجية وبتحوير الوقائع وإقناع الآخرين بها؟

لقد نجحت إيران وحزبها، وبمهنية عالية، في بناء وسائط متعددة، على غرار ما قامت به من اعتماد وكلاء أو وسطاء أو عملاء وحشود تُحارب عنها، في كل بلد من التي "تحتلها"، يشكلون ستارة تختبئ خلفها، على طريقة المافيا وشبكاتها. منذ التسعينيات، حصل تقاسم أدوار وسلطة بين الثنائي الشيعي. أُوكلت أعمال الدولة وسمسراتها لنبيه بري، أما الإدارة من الخلف فاحتكرها الحزب، كما احتكر "المقاومة". استفادت حركة أمل ورئيسها من وظائف الدولة ومكاسبها، فالتصقت بهما حصرياً تهمة الفساد. استطاع الحزب بهذه الطريقة إبعاد نفسه عن الشراكة بالفساد؛ مع أنه أصبح مع الوقت أكثر تغلغلاً في سراديب ومفاصل الدولة ومنافعها. والدليل ملفات الفساد –المجمدة- لصاحبها حسن فضل الله. وكأن بالإمكان ضبط ملفات فساد دون الضلوع بها. وعلى هذا المنوال، نسج علاقاته وأوجد الشخصيات "المستقلة" لتقوم مقامه بالأعمال.

فجاء برئيس "قوي" يدافع عن المقاومة ويعلن أن الجيش عاجز عن الحماية. واعتمد على الصهر الذي بدا كوزير خارجية لإيران وسوريا، وتكفل توصيل رسائل حليفه والدفاع عن مصالحه. ناهيك عن رؤساء الحكومات ووزرائها الذين يتبعون تعاليم المرشد الخطابية وينفذونها حرفياً. وآخرها فضيحة وزير الاقتصاد، راوول نعمة، الذي نفذ حرفياً تعاليم المرشد الخطابية وأرسل كتابا إلى القضاء يطلب فيه اعتبار التحقيق بانفجار 4 آب كإهمال لصرف قروش التعويضات. كما تأنيب حسان دياب للسفراء الأجانب.

يتناهش "حلفاؤه - الأعداء"، بري والحريري وباسيل لحم بعضهم؛ ثم يتبرع للعب دور الإطفائي والوسيط ومهدئ الخواطر.

لذا، عندما تقول لمحدثك أننا تحت الاحتلال الإيراني بواسطة حزب الله، يعترض ويجيب: أنتم لا تجيدون سوى اتهام الحزب، ما دخله بالبنزين والطحين والدواء و و... متجاهلين الحدود الفالتة بحمايته. كما أنه يعتبر أن التهريب فعل مقاومة. حزب الله أوجد وسائط تقوم بأعماله ليظل خارج إطار الصورة. أوصل إلى المفاصل الأساسية رموز عمل دجنها عبر التهديد والوعيد والامتيازات وقانون الانتخاب الهجين وانتهاك الدستور والقوانين والمهل وخلق أعراف جديدة هرطوقية.

عندما استمع إلى تعليقات الناس، في الشارع وفي سيارات الأجرة وعلى الإذاعات، كيف يوصّفون أوضاعهم، تجدهم اعتادوا على عاصفة البنزين والانتظار من الخامسة صباحاً بالطابور إلى جانب طوابير شحاذة أموالهم من المصارف، وطوابير الدواء والاستشفاء والخبز. وفوق كل ذلك، طوابير الشبيبة من جميع القطاعات أمام أبواب مختلف السفارات. كأن الخطة إفراغ لبنان من كوادره بالحرب الاقتصادية كما أُفرغت سوريا بالحرب العسكرية. فيتوزع اللبنانيون بين خاضعين ومهاجرين. وبدل سؤال لماذا ليس لدينا بنزين ومازوت أو دواء ومستشفى وخبز وكهرباء وماء؟ يكتفون بكيل الشتائم للسياسيين و"لمهرجي مجلس النواب"، ولا يوفرون الشعب. فالحق دائماً على الآخرين. في كل ذلك يتم تجهيل الفاعل ليغرقوا في النتائج وتفاصيلها.

ينسى المواطن أن المشكلة تمكن في تقصير الحكومات وهدر أموال الوزارات وخصوصاً الطاقة؛ لرمي المسؤولية فقط على الموزع والنقابة والمخازن، سواء كانت للوقود أو الدواء أو الرغيف أو المستشفى أو الكهرباء و"موتيراتها". فتتوالى المعارك والاقتحامات للمحطات والأفران والصيدليات والمستشفيات و و و وتتكاثر البطولات على غرار غارات وزير الصحة على مخازن الدواء التي لم تُصرف لها أموال الدعم. بينما كان يكفي إيقاف التهريب. المشكلة الأخرى؛ إلقاء المواطنون اللوم على طريقة استهلاك الوقود والدواء وتخزين السلع. وعندما يفشل قطاع أو مسؤول يلقى اللوم على قطاع أو مسؤول آخر.

فكيف توصل الممسكون بالسلطة إلى هذه التعمية وإلى تجهيل الفاعل؟

سبق أن استخدم غوبلز النازي كتاب "البروباغندا"، لإدوارد برنايز، الذي يعرض آليات الدعاية والتسويق، لصالح النازية. أيضاً إيران وحزبها تفوقوا على الاثنين في استخدام هذه التقنيات. التقنية الأولى؛ المُساعَدَة على تحول إدراك الجمهور لموضوع معين عبر إيجاد طرف ثالث، يبدو في الظاهر نزيهاً، كي يخدم كوسيط موثوق بين الجمهور وموضوع الخلاف ويعدل الرؤية. فيبحثون عن الفئة التي لها أكبر تاثير في الموضوع ويتوجهون إليها لتقوم بمهمة التأثير غير المباشر. وصرنا على علم بمليارات الدولارات التي تصرفها إيران سنوياً على محطات التلفزة والصحف العالمية وكبار الصحافيين والكتاب ومراكز البحث الغربية، فيجندوهم للدعاية لإيران وتمرير سياساتها. وجاء في هذا السياق منع حوالي 100 منصة إعلامية "مستقلة" ظاهرياً، لأنها تقوم بالدعاية لمشاريع إيران. التقنية الثانية؛ بدل أن نصِف ببساطة مميزات منتج ما، قضية أو شخص، تعمد الدعاية، المستوحاة من النظرية الفرويدية، إلى ربط شيء معين بشيء آخر لا يمكن للجمهور إلا أن يرغب به. الحزب عدل عن الترويج لعقيدته الدينية ولدولته الإسلامية، وأحسن استغلال القضية الفلسطينية وتحرير الجنوب، واحتكرهما مع إيران وصار اسمه "المقاومة". فأي عربي لن يناصر من يريد تحرير فلسطين؟

أيضاً عند مقتل أحد أو اغتيال أو اعتداء على أبرياء، يعمد مسؤول الدعاية - لتهدئة النفوس- إلى الصحافة وإلى قادة الرأي لإعداد النشرات التي تحتوي على أنباء ومعلومات منحازة ومجتزأة وخاطئة. كما يتم التوجه إلى القيادات التي تؤطر الجماهير بتشكيلات جماعية، لإثارة تيارات عاطفية ونفسية بالخطابات فتتفاعل في داخلهم وتعمل لصالح القائمين بالبروباغندا. وبدلاً من معالجة مقاومة المعارضين وجهاً لوجه، يسعون إلى إزالة هذه المقاومة. وأحد عقائد هذه المدرسة النفسية أن تكرار الحافز أو المثير، ينتهي بخلق عادة جديدة، وأن الفكرة التي تتكرر دائما تتحول إلى قناعة.

يجب أيضاً ربط المحتوى بكليشيه معين، فيصبح كل معارض هو: جاسوس، عميل، إمبريالي، على غرار كليشيه شهود الزور. فالبروباغندا تنطلق من خلال الكليشيهات أو الشعارات أو الصور التي ترمز إلى مجموعة كاملة من الأفكار أو التجارب. وبما أن الجماهير تحذو حذو القائد الذي كسب ثقتها بشكل عام، يكفي أن يعطي المرشد تعليماته لينفذوها. وبواسطة استغلال هذه الآليات، لا يتم الربط بين الحزب وإيران وبين ما يجري في لبنان.

 

القاتل محمّد فهمي «على قدّه»

خالد صاغيّة/ميغافون/11 تموز/2021

فور انتشار خبر طلب قاضي التحقيق طارق بيطار الإذن لملاحقة اللواء عباس ابراهيم، صرّح وزير الداخليّة محمد فهمي أنّه لن يتردّد في إعطاء الإذن ما دام الطلب قانونياً. بعد ثلاث ساعات لا نعرف ما جرى خلالها من «سحاسيح»، تراجع الوزير نفسه قائلاً إنّ عليه مراجعة الدوائر القانونيّة في وزارة الداخليّة. لكنّ الأخطر لم يكن تبدُّل رأي فهمي، بل إلحاقه رأيه المستجدّ بسلسلة مدائح حول إنجازات اللواء ابراهيم، أوّلها تدخّله الشخصي من أجل «دَوْبَلة» حجم هبة النفط العراقيّة التي لم تصل.

لم يصبح محمّد فهمي شريكاً في جريمة المرفأ، أمس.

بدأت شراكته في 2 تموّز، حين اختار أن يجيب عن السؤال حول رفع الحصانة عن ابراهيم بالإشادة بإنجازاته النفطيّة. لا يمكن أن تُفهم تلك الإشادة النفطيّة بعباس ابراهيم إلا كدعوةٍ للمقايضة، وإن كان فهمي لم يحدّد بعد بكَم برميل نفط يريد أن يبيع قضية انفجار المرفأ. كم برميلاً لننسى؟

لم يصبح محمّد فهمي شريكاً في جريمة المرفأ، أمس.

بدأت شراكته في 8 آب 2020 حين أطلق عناصره الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بمحاسبة من فجّر مدينتهم. يومها رفعت القنابل الغازيّة لوزارة الداخليّة فيتو المحاسبة، قبل المراسلات الرسميّة.

لم يصبح محمّد فهمي شريكاً في جريمة المرفأ، أمس.

بدأت شراكته في 4 آب 2020 لحظة الانفجار، حين أعلن أنّ التحقيق ينتهي خلال خمسة أيّام. لم يكن يفكّر لحظة ذاك الإعلان الأبله بكشف المتورّطين. كان يفكّر بحمايتهم. تصريح لتهدئة الناس وأهالي الضحايا. ثمّ يتكفّل الزمن بالنسيان.

لم يصبح محمّد فهمي شريكاً في جريمة المرفأ، أمس.

بدأت شراكته في 26 حزيران 2020 يوم أعلن في مقابلة تلفزيونيّة أنّه «قتل تنين». اعترف بذلك من دون أن يخطر له أنّه قد يواجه المحاسبة. كلّ ما كان يعنيه هو أن يخبر المشاهدين كيف حماه ميشال عون آنذاك، فنمت علاقة الاحترام والولاء بينهما فوق جثث الضحايا. انتهى الأمر بأن حذفت المحطّة التلفزيونيّة هذا المقطع من المقابلة، وأُقفِل الموضوع.

لكن، هل القضيّة هي فعلاً محمّد فهمي، واحد من أولئك العمداء المتقاعدين الذين لم يكن ليتذكّرهم أحد، لولا البحث المضني عن وزير سنّيّ يتفوّق عليه حسان دياب من حيث الذكاء والكاريزما؟ حتماً، لا. القضية ليست محمّد فهمي. القضيّة هي الميديوكريتي القاتلة. تلك الشخصيات الميديوكر المسمّاة تكنوقراط، من حسان دياب إلى محمد فهمي، والتي بات اللصوص والقتلة يستخدمونها لإذلالنا وقتلنا. لصوص نهبوا كلّ شيء ويتلذّذون وهم يتفرّجون على الانهيار من حولهم، وخطّ قتل محترف يتنقّل من المتفجرة إلى كاتم الصوت إلى نترات الأمونيوم.

كيف نترجم ميديوكر إلى العربيّة؟ سأل أحد الأصدقاء قبل أن يجيب إنّه لم يعثر على مفردة تفي الـMediocrity حقّها، وأنّ أفضل ترجمة تستدعي اللجوء للمصريّة المحكيّة: «على قدّه». القاتل محمد فهمي «على قدّه».

 

قصة "تعقيم" القضاء اللبناني لقطع نسل العدالة

فارس خشان/ النهار العربي/11 تموز/2021

في الأوّل من تموز (يوليو) الجاري، فوجئ وزير العدل الفرنسي إريك دوبون موريتي ومعاونوه، بحضور عشرين قاضياً ومحققاً الى مكاتبهم، لإجراء واحدة من أوسع عمليات التفتيش عن أدلّة تتعلّق بدعوى تفيد بأنّ "نجم الحكومة" استغلّ منصبه الوزاري لاتخاذ إجراءات انتقامية بحق ثلاثة قضاة سبق أن تصدّوا له، حين كان لا يزال محامياً.  استمرت عملية التفتيش خمس عشرة ساعة متواصلة، تضمنت مصادرة هواتف الوزير ومعاونيه وكذلك بريدهم الالكتروني. وبعيد مغادرة "فرقة التفتيش" جناح "حارس الأختام" في وزارة العدل في ساحة "فوندوم" التي تتوسّطها مسلّة طويلة يستقر عليها تمثال نابليون بونابرت، تلقى موريتي المقرّب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استدعاءً الى جلسة تحقيق من المقرر أن تنعقد، في قصر العدل في باريس، يوم الجمعة المقبل، وسط توقّعات بأن يتم الادّعاء عليه، بالجرائم المنسوبة إليه.  وكان لافتاً للانتباه أن وكلاء موريتي، وفي تعليقهم على ضخامة عملية التفتيش، قالوا: "يحسب المرء أنّ هناك جريمة فظيعة قد ارتُكبت". إنّ هذا التعليق يفيد بأنّ فظاعة الجريمة تبرّر ضخامة الاجراءات التحقيقية.

يصعب على أيّ شخص معني بلبنان أن يمر على هذا التعليق، مرور الكرام، وهو يشاهد، يوماً بعد يوم، مآل التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع آلاف القتلى والجرحى وشرّد مئات الآلاف من منازلهم المدمّرة. بطبيعة الحال، لا يطمح المرء الى أن تكون العدالة اللبنانية بفاعلية العدالة الفرنسية، لأنّ العدالة، ولو كانت نظرياً مبدأ إنسانياً شاملاً، إلّا أنّها في الواقع مسألة "تناسبية"، فحيث تنمو الديموقراطية تسمو العدالة، وحيث تتهاوى الديموقراطية تتشلّع العدالة. ولكنّ المقارنة هنا، ليست بين ملف وزير فرنسي مرموق استغلّ منصبه لتحقيق أهداف خاصة فلوحق، ووزير لبناني ارتكب الجرم نفسه فبُرئ. هذه المقارنة أسقطها اللبنانيون من حساباتهم، منذ وقت طويل، لأنّه في بلادهم، يبدو أنّ استغلال الوظيفة تحقيقاً لغايات خاصة، هو شرط لا غنى عنه، في معايير التوزير والتنويب والتوظيف. إذاً "بيت القصيد" ليس في هذه النوعية من نزاهة السلطة، بل يكمن في ما هو أبسط بكثير. إنّه في المقارنة بين عدم توافر أي حصانة في فرنسا لوزير بمقام وزير عدل عامل، بجرم استغلال منصبه، في مقابل، فرض هذه الحصانة فرضاً، بطريقة تتناقض مع روح الدستور، لمصلحة وزراء سابقين وموظفين، في جريمة بحجم جريمة انفجار مرفأ بيروت.

ولم تصل العدالة في فرنسا، الى حيث وصلت، بين ليلة وضحاها، بل كانت رحلتها تراكمية. لقد اكتشف قادة البلاد، بفعل تراكم التجارب، أنّ العدالة هي اللقاح الأهم الذي يحمي الديموقراطية من الفيروسات التي تفتك بها. وتبيّن أن تحصين "النخبة الحاكمة" يقوّي التطرف والانفصال والانتقام والاحتقار ويمكن أن يؤدي الى ثورة.  وكان لا بد من رفع رايات العدالة عالياً، لجسر الهوّة التي راحت تفصل بين الطبقة السياسية، من جهة، والشعب من جهة أخرى. وعليه، لم يكن أمام قادة فرنسا سوى إصلاح نظام محاسبة الرؤساء والوزراء. كان ترك موضوع مساءلتهم للمجلس النيابي بمثابة حماية تامة من المساءلة، بفعل الحسابات السياسية والحزبية. ولهذا جرى إنشاء "محكمة عدل الجمهورية" التي يجوز لها أن تلاحق الوزراء، عاملين أو سابقين، بالجرائم المرتبطة بمواقعهم الدستورية، من دون أي إذن من أيّ كان، في وقت لم تعد ملاحقة كبار الموظفين، أمام القضاء المختص، تحتاج الى أن تمر برؤسائهم التسلسليين. لقد اكتشف المشرّع الفرنسي، وعن حق، أنّ الحصانة فقدت فلسفتها التأسيسية وتحوّلت الى "شريك جرمي"، على اعتبار أنّها تشكّل عاملاً أساسياً من عوامل تشجيع "المحصّن" على ارتكاب جريمته، بما يتوافر له من يقين بأنّه سوف يفلت من العقاب.  وعليه، أصبحت حصانة الجميع متوافرة في السلطة القضائية التي تمّ تزخيمها بما يلزمها من مقوّمات حتى تكون مستقلة، بما يكفي، عن السلطة التنفيذية كما عن قوى الضغط السياسية الأخرى.  بعض أوجه رحلة العدالة الفرنسية تظهر، بوضوح، في كتاب جديد أصدره القاضي المتقاعد حديثاً رينو فان رومبك، المعروف بمحاربته للفساد السياسي، ويحمل عنوان: "مذكرات قاض مستقل جدّاً".

في لبنان الذي انطلق قضاؤه من قواعد تشريعية وتنظيمية فرنسية، حصل العكس تماماً، إذ إنّ السلطة التنفيذية التي تناوبت عليها هذه الطبقة السياسية، عملت، بلا هوادة، لنزع كل استقلالية من السلطة القضائية. ومع توالي الأيّام، أصبحت غالبية قضاة لبنان، ولا سيما في المراكز - المفاتيح، بتصرّف الطبقة الحاكمة، بفعل الآليات التي اعتُمدت في التشكيلات القضائية. ويمكن اعتبار تجميد التشكيلات القضائية الأخيرة، بقرار من رئيس الجمهورية ميشال عون، نموذجاً صارخاً من ذلك، فعون، عندما عجز عن فرض قضاة موالين له في مناصب تصب في مصلحته، مارس صلاحية التعطيل. وضرب القضاء في لبنان شكّل مصلحة مشتركة للطبقة السياسية، فجميع قواها من دون استثناء، توكيداً لقوتها، تريد فرض وصاية على القضاء.

الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وكلّما اتّخذ قاض قراراً لا يعجبه، هاجم ووعظ وأرشد. رئيس مجلس النواب نبيه بري قال، يوماً، ومن دون وجل، إنّ "الضعيف فقط يذهب الى القضاء". الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري لم يتردد في الإقدام على محاولة استيعاب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب بمناصرته على حساب استدعائه الى التحقيق في ملف انفجار المرفأ، بصفة مدعى عليه.  وهذه الوقائع ليست سوى نماذج بسيطة من طموح مستقر لدى الطبقة الحاكمة، بفرض سيطرتها التامة على القضاء لحماية "الأزلام" وترهيب "المتمرّدين" في نظام سياسي يراد له أن يكون "زبائنياً" بامتياز.

وفي لبنان، مع توالي الأيام، تمّ تعميم ثقافة تحقير القضاء، لإبقاء الإجرام ضمن عدّة العمل السياسي: الاغتيال، النهب، الرشوة، الإهمال و…إلخ.

إنّ ضحايا انفجار مرفأ بيروت يتكبّدون ثمن هذه الطبقة السياسية، ولقد كانت خسارتهم كبيرة جداً بعزل المحقق العدلي السابق فادي صوّان، الذي لم يجد أمامه لملاحقة من تحميهم الحصانات، سوى إسقاطها عنهم، ودفع السلطة القضائية الى فتح صفحة جديدة تعينها على "أن تربّي بعض العضل" في سواعد العدالة اللبنانية. ولم يكن مقدّراً أن تسكت الطبقة السياسية على هذا النهج القضائي، فأحرقت فادي صوّان، لتجعله عبرة لكل قاض يمكن أن يفكّر بأن يرفع رأسه، يوماً.

إنّ المأساة التي تعصف بلبنان حالياً، لم تهب من فراغ، بل هي نتاج بديهي لغياب منطق العدالة وحضور منطق القوة. ومنطق القوة الذي حلّ مكان منطق العدالة هو الذي يبقي هؤلاء المتحكمين بالبلاد والعباد، في مواقعهم بدءاً بـ"حزب الله" الذي يُسجَّل له أنّه "بطل العالم" بالوقاحة، دفاعاً عن المجرمين.

على أيّ حال، فيما وزير العدل الفرنسي يواجه احتمال الادعاء عليه، بعدما كان قد خضع لواحدة من أوسع عمليات التفتيش، نجحت الطبقة السياسية اللبنانية في تحويل الضمانات الدستورية التي أريد بها حماية المستضعف من المستقوي، الى رافدة للمستقوي حتى يرتكب ما يشاء من الجرائم ضد المستضعف.

في الحالة الفرنسية، وعلى الرغم من المشهديات القوية التي تُحسب للعدالة، هناك من يطالب بالمزيد، أمّا في الحالة اللبنانية، فمن المؤسف إبلاغ ضحايا جريمة المرفأ وغيرها من الجرائم الإرهابية والخطرة، أنّ انتظار العدالة من القضاء لن يجدي، ففاقد الشيء لا يعطيه. القضاء نفسه يعيش أبشع صنوف الظلم. ليس في قوانين تجعل سلطته جهيضة واسماً على غير مسمّى فحسب، بل أيضاً، في توزيع الأعمال على القضاة أنفسهم، بحيث "يعفّن" المستقل فعلاً، في زوايا مهملة، ويتألّق التابع الموثوق، في المناصب المرموقة.  وعليه، إن من يريد العدالة عليه، حتى إشعار آخر، ألّا يطلبها من قصور العدل بل من الساحات. إنّ الرابع من آب (أغسطس) المقبل يمكن أن يكون مناسبة وطنية، "إذا الشعب يوماً أراد العدالة"، لأنّ ترك الأمور على عاتق الطبقة السياسية الحالية، يعني الاستسلام لمزيد من الظلم والحرمان والفقر والنهب والقتل والاغتيال والتهجير والتدمير والذل والتسويف. إن انفجار مرفأ بيروت، لم يكن في الواقع، سوى كارثة تعبيرية عن حال وطن بأكمله، خسر أوّل ما خسر، عدالته!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي: التكليف لا يعني تكليفا أبديا ولن نسمح بسقوط البلاد لتكن نزاهة القضاء المشجع الأول للمثول أمامه من أجل الحقيقة

الأحد 11 تموز 2021

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه فيه المطران حنا علوان والقيم البطريركي في الديمان الأب طوني الآغا والاب شربل بيروتي وأمين سر البطريرك الأب هادي ضو. وحضر القداس وفد من مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" وعدد من المؤمنين. وخدمت القداس جوقة حدشيت.

بعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة الأحد الثامن من زمن العنصرة بعنوان "هوذا عبدي الذي اخترته" (متى 12: 18). وقال فيها: "عبد الله، في الكتاب المقدس تشتق لفظته من فعل عبد. وبالتالي هو عابد الله المحب والحافظ رسومه ووصاياه. فيختاره الله ويرسله. عبد الله بامتياز هو يسوع المسيح الذي تنبأ عنه أشعيا النبي، وعن اختياره وإرساله لفداء العالم بآلامه. عبد الله المختار والمرسل هو كل مسيحي بحكم المعمودية والميرون، وكل كاهن وأسقف بحكم الدرجة المقدسة، وكل راهب وراهبة بحكم النذور الثلاثة: الطاعة والعفة والفقر. والكنيسة إياها، بكونها جسد المسيح السري هي أيضا عبد الله. وقياسا، نستطيع القول إن كل مسؤول في العائلة والمجتمع، والكنيسة والدولة، هو نوعا ما عبد الله لأنه مختار إما من الله كما هي الحال في العائلة والكنيسة، وإما من الشعب في المجتمع والدولة. وهو بهذه الصفة خادم الخير العام والجماعة".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية التي نقدمها ذبيحة شكر لله على نجاح العملية الجراحية التي خضع لها في هذا الأسبوع قداسة البابا فرنسيس. ونصلي كي يستعيد كمال صحته فيواصل رسالته المقدسة على رأس الكنيسة. واذ أرحب بكم جميعا، وخاصة بالوفد من مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية، وبعائلة المرحومة أنطوانيت بيلان البيروتي: زوجها العزيز جورج، وأولادها الممثلين عزيزنا الأب شربل بيروتي، الراهب اللبناني الماروني. وقد ودعناها معهم بدموع الأسى والصلاة منذ أسبوعين، نصلي لراحة نفسها في الملكوت السماوي، ولعزاء أسرتها".

وتابع: "يضع الله روحه على كل من هو عبد الله المحب لله الذي يختاره، ويرسله لكي يبشر الأمم بالحق، لأن في الحقيقة خير كل إنسان وسعادته وخلاصه. هذه الحقيقة مثلثة وهي حقيقة الله، وحقيقة الإنسان، وحقيقة التاريخ. وتجلت بكاملها في شخص المسيح وسلمت إلى الكنيسة لإعلانها لجميع الأمم. هذه الحقيقة المطلقة تنير كل الحقائق النسبية، وتحرر وتجمع. يصف أشعيا النبي روحانية عبد الله المرسل وفضائله وهي: المحافظة على روح الرب الذي أفيض عليه سواء بالمعمودية والميرون أو الدرجة المقدسة أو النذور الرهبانية، الهدوء والوداعة في القول والعمل: لا يصيح ولا يماحك ...، الصبر ورجاء الانتظار: قصبة مرضوضة لا يكسر، وسراجا مدخنا لا يطفئ، الثبات في إعلان الحق بوجه الباطل والرفض والاضطهاد مع اليقين بأن النصرة تأتي من عند الله: يعلن الحق حتى النصر، أن يكون الرسول محط آمال الشعب وعلامة رجائهم: على اسمه تتكل الأمم".

وقال: "في ضوء نبوءة أشعيا النبي في إنجيل اليوم لا بد من تذكير المسؤولين في الدولة عندنا وكل الذين يتعاطون الشأن السياسي، أنهم انتدبوا من الشعب من أجل توفير الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل مواطن، لا لخدمة خيرهم الخاص، ومصالحهم، على حساب الدولة والشعب، كما حذرهم البابا فرنسيس في كلمته الختامية ليوم التفكير بشأن لبنان، والصلاة من أجل السلام فيه في أول تموز الجاري. إنه لمن المخزي حقا أن يمعن هؤلاء المسؤولون عندنا في هدم الدولة ومؤسساتها وإفقار شعبها وتهجير خيرة قواها الحية، وتقويض وحدتها الداخلية، فيما حاضرة الفاتيكان والدول العربية والغربية تولي اهتماما بالغا بالقضية اللبنانية. وما زالت الدول، الحريصة على بقاء هذا الوطن المميز، تلتقي وتتشاور وتعمل معا على بلورة حل سياسي بين اللبنانيين يعالج إشكالية وجود لبنان كدولة تتعرض دوريا لخضات وأزمات وحروب بسبب تعدد ولاءات مكوناتها واختلافها على السلطة، وبسبب التدخلات الخارجية السلبية والمشاريع المذهبية التي تطوف في الشرق الأوسط وتجول. وحري بالأطراف اللبنانيين أن يلبننوا الحل الدولي بتقديم مشاريع حلول بناءة عوض الإمعان في هدم الموجود من دون تقديم بديل واقعي ينسجم مع الشراكة المسيحية ـ الإسلامية، وجوهر وجود لبنان الكبير، ودوره الحضاري في المنطقة".

أضاف: "إننا بالامتنان نثمن المساعي التي تقوم بها هذه الدول للتخفيف من معاناة اللبنانيين، كل اللبنانيين، في مجالات الصحة والغذاء والتعليم والطاقة، ونشجع المترددين، حتى الآن، إلى مساعدة شعب لبنان، بعيدا عن أي اعتبار عقائدي أو سياسي. فلا سياسة في الحالات الإنسانية، والصديق عند الضيق".

وتابع: "مطلوب من الدولة اللبنانية وبإلحاح ملاقاة المجتمع الدولي من خلال تأليف حكومة تتمتع بالمواصفات الإصلاحية والحيادية. إن العالم يكرر نداءاته، فيما المعنيون بتشكيل الحكومة يمتنعون عن القيام بواجباتهم الدستورية والوطنية حتى شكليا. فرغم الانهيار الشامل لا يزالون يتبادلون الشروط المفتعلة قصدا لتأخير تأليف الحكومة. فلا عبارة الاتفاق مع الرئيس المكلف تعني تعطيل التشكيلات المقدمة، ولا التكليف يعني تكليفا أبديا من دون تأليف حكومة. إن مصلحة الشعب تعلو على كل التفسيرات والاجتهادات الدستورية والحساسيات الطائفية. لن نسمح، مع ذوي الإرادة الحسنة، بسقوط البلاد بين أطراف لا تريد حكومة وأطراف أخرى لا تريد دولة".

وقال: "إن وحدة الدولة تبقى ركيزة الوجود الوطني. فلا دولة مستقلة ومستقرة وآمنة مع تعدد السلطات فيها، فيفتح كل طرف سياسة خارجية على حسابه، وسياسة دفاعية على حسابه، ويقرر تطبيق الدستور ساعة يشاء، ويعطله متى يحلو له. إن الصداقات مع الدول شيء، والانحياز الاستراتيجي إلى محاور عربية وإقليمية ودولية شيء آخر. لذلك، إن الحياد هو حل خلاصي للبنان، وخصوصا أنه لا يحول دون تعزيز العلاقات مع أي دولة وتقوية الصداقة معها لمصلحة لبنان، باستثناء تلك التي لا تكف عن استعدائنا".

أضاف: "اليوم، ونحن على عتبة السنة الأولى من مأساة تفجير مرفأ بيروت، لم تعرف بعد، بكل أسف، ملابسات هذه المجزرة المشبوهة: من تسبب بها؟ كيف حصلت؟ إننا ندعم القضاء لبلوغ الحقيقة وفق عمل نزيه ومتجرد بعيدا عن الضغوط السياسية. ونطالب الجماعة السياسية تسهيل عمل القضاء لأن الشعب لا يغفر لمن يعرقل مسار التحقيق أو لمن يسيسه أو لمن يغطي أي شخص تثبت التهمة عليه. ويدمي القلب أن يجعل السياسيون من رفع الحصانة عن وزراء ونواب وعسكريين استدعاهم القضاء لسماعهم، قضية تفوق ثمن دماء المايتي ضحية ودموع أهاليهم النازفة ومصيباتهم، وثمن آلام الخمسة آلاف جريح، وثمن خسارة سبعة آلاف من البيوت والمؤسسات التي تهدمت، وثمن تشريد وتهجير منطقة من بيروت، وثمن هدم المرفأ ومحتوياته هدما كاملا، وقطع هذا المرفق عن محيطه، وهو منذ سنة مائل أمام أعيننا كشبح الموت. فيا للعار! فلتكن نزاهة القضاء المشجع الأول للمثول أمامه من أجل الحقيقة. فلماذا تخافون إذا كنتم أبرياء؟ يجب التمييز بين الأذونات الإدارية لرفع الحصانة، والبحث القضائي عن الأدلة".

وختم الراعي: "نكل أمرنا اللبناني إلى العدالة الإلهية، لتنير عدالة الأرض".

 

المطران عودة: الحصانة تسقط أمام الحس بالمسؤولية الوطنية والواجب الإنساني

الأحد 11 تموز 2021

وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل، قال في عظته: "نعرف تماما أن الطمع يدمر الطبيعة. فرغبة الإنسان الدائمة في زيادة الممتلكات، وإنفاقه أضعاف ما يحتاج إليه قد أخلا بتوازن البيئة الطبيعية. لقد اعتاد البشر، كلما طرأت مشكلة ما، أن يبتدعوا نظريات فلسفية وأساليب لمواجهتها، إلا أن حل المشاكل لا يكمن في النظريات، لأنها هي أيضا تخلق المشاكل، وفيها انتهاك للحقيقة. كل نظرية إيديولوجية بشرية هي ديكتاتورية روحية تعيق رؤيتنا الواضحة للأمور. حل المشاكل يكمن في مكان آخر، أي في علاج تفكك الإنسان الداخلي الذي منه تنبع المشاكل".

أضاف: "تدلنا قراءة إنجيل اليوم على السبب الحقيقي للشر الذي يزعزع عناصر الطبيعة: إنه قلق الإنسان من أجل الطعام واللباس، واضطرابه من السؤال: ماذا سآكل وأشرب أو ماذا سألبس؟ يتحول هذا السؤال عذابا يقض مضجع الإنسان عندما تنقسم نفسه بين الله والمال، أي عندما لا يضع كل رجائه على الله، بل يعتمد بالأكثر في حياته على الغنى، ظانا أنه ضمانة المأكل واللباس، والراحة بشكل عام. هنا لا بد من التذكير بأن المال أصبح السبب الأساسي لعدم الراحة، بعدما ضاع كل جنى عمر شعبنا بين أيدي المصارف والتجار والمحتكرين، فأصبح عنصر قلق وتشنج بدلا من الراحة. لنتدكر قول الرب: لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون، بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس وصدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا (مت 6: 19-21)".

وتابع: "لا يستطيع أحد أن يعبد ربين كما سمعنا في الإنجيل، أو أن يكون خادما لسيدين. يوضح لنا كلام الرب أن الذين يعتمدون في حياتهم على أمور أو قوى خارجة عن الله، هم في الحقيقة بعيدون عنه جدا. ليس الله سيدهم، بل يعيشون وثنيا، لأن عبادة الأوثان في جوهرها اعتماد على المخلوقات لا على الله. هي الإلتصاق بالخليقة لا بالخالق. ألا تظنون معي أن إنجيل اليوم دينونة لكل لبناني مستميت في الدفاع عن زعيمه وتأليهه، بدلا من الإعتراف بألوهة الله فقط، وحب هذا الوطن الذي منحنا إياه، والإستماتة في الدفاع عنه، وطنا لجميع أبنائه، وليس وطنا لمن يرضى عنه الزعماء؟ الكلام الإنجيلي البسيط يبرز أمامنا مسائل صعبة الحل. نرى المسيح يربط العبودية للمال بالإنشغال من أجل الطعام والشراب واللباس. من هنا أتت الوصية: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون (مت 6: 25). هذه الأمور كلها تبحث عنها الأمم، أي الوثنيون. أما المسيحي فيعمل، متكلا على الله، ومؤمنا أنه لا يتخلى عنه طالما كان قلبه مع الله. لكن المؤسف أن الوضع الذي أوصلنا إليه المسؤولون جعل الشعب لا يفكر إلا بما يأكل ويشرب ويلبس. إنها حيل الشيطان الذي يحاول الإيقاع بنا، لكن الله معنا فلن يكون أحد علينا. المهم أن نجاهد ضد الشيطان وألاعيبه ونعمل بكد لننال الخلاص المرجو.

وسأل: "ما معنى العمل الذي هو وصية من الله؟ إن الله قبل السقوط أعطى الجنة لآدم ليعملها ويحفظها (تك 2: 15)، وبعد السقوط قال له: بعرق جبينك تأكل خبزك (3: 19). تشمل عبارة بعرق جبينك إجتهاد الإنسان من أجل توفير حاجاته. إن عرق الجبين عند البشر يأتي من التعب الجسدي، وأيضا من قلق النفس التي تواجه مشاكل المعيشة الضخمة. لافت أن الله يربط بين عرق الإنسان والموت: بعرق جبينك تأكل خبزك، حتى تعود إلى الأرض التي منها أخذت، لأنك تراب وإلى التراب تعود (3: 19). يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي إن العمل قبل السقوط كان اهتماما بالأمور الإلهية. لكن وصية لا تهتموا لا تعني لا تعملوا أو لا تهتموا بمن أنتم مسؤولون عنهم من أهل وعائلة، إذ نسمع في رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس: إن كان أحد لا يعتني بخاصته... فقد أنكر الإيمان (8: 5). لكن الإهتمام لا يقف عند حدود الماديات، بل تدعونا الكنيسة في كل طلبة من أجل أن نودع أنفسنا وبعضنا بعضا للمسيح الإله، لأننا نؤمن بأن ما لا يستطيع البشر تأمينه، سيؤمنه الرب، إذا كان مناسبا، وطبعا شعرة واحدة من رؤوسنا لن تسقط من دون مشيئته. يطلب منا الرب ألا نهتم، وهو يريد أن ينتزع انتباهنا من الأشياء الخارجية، ويوجهه إلى دواخلنا، حيث ملكوته (لو 17: 21). يريد أن يعتقنا من الإضطرابات الباطلة ويكرسنا للأمور الجوهرية، وأن ننمي العمل الداخلي الذي يحركه أولا البحث عن النعمة الإلهية بالصلاة: أطلبوا أولا ملكوت الله وبره (مت 6: 33)، وسائر الأمور الأخرى ستعطى لكم بلا قلق".

وقال: "إذا عدنا إلى البيئة التي يدمرها الإنسان بدلا من أن يحفظها بعمله، فإن هذا يحدث لأن البشر فقدوا الحس تجاهها. لقد غلظت المشاعر البشرية وأصبح الإنسان لا يرى الخليقة كعطية من الله، فصار يتمتع بثمارها إنما دون شكر. القلق من المجهول يعذب البشر بضمير مريض. فعندما ننفصل عن الرجاء الحي الذي يولده الإيمان بالله، تؤول بنا الصعوبات إلى الأنانية. لهذا، نحن اليوم نرى البشر يتقاتلون أمام الأفران والمحطات والصيدليات وشتى مصادر الخدمات، لأن مسؤولي هذا الشعب زرعوا في داخلهم القلق من المستقبل المجهول، فأماتوا الضمير الحي الذي وضعه الله داخل كل إنسان. لذلك، نسمع يوميا بأشخاص خزنوا في منازلهم المواد الغذائية، والمحروقات، والأدوية، مانعين إياها عن إخوتهم البشر. أما التجار المحتكرون، فحدثوا بلا حرج عن أفعالهم البعيدة كل البعد من الإنسانية".

أضاف: "لكي ينهض بلدنا، يجب العمل على إعادة إحياء روح الله داخل أبنائه، مسؤولين ومواطنين، تلك الروح الإلهية-الإنسانية التي تحب الآخر حتى الموت، وبلا مقابل. إن عدم الأمان الذي يشعر به الإنسان يرميه في الإنشغال المضطرب بجمع الغنى والخيرات، وتكديسها، حتى لو كانت ستفسد، عساه يجد ما يؤمن حاجاته. يجب ألا ننسى أن الحضارات التي أقامت وثن الرفاهية المادية مكان الله فقدت الرجاء واندثرت. خلاص بلدنا الوحيد هو في العودة إلى الله، الأمر الذي أراد الإجتماع المسيحي في الفاتيكان أخيرا تذكيرنا به. الحل الوحيد للمشاكل يكمن في وصية لا تهتموا، وفي وضع رجائنا على الله فقط، لا على الرؤساء وبني البشر، الذين ليس عندهم خلاص (مز 146: 3). الكل بحاجة إلى عين بسيطة، عل الجميع يرون محبة الله وقوته في الخليقة كلها، وعنايته في أدق التفاصيل. أنظروا إلى طيور السماء فإنها لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في الأهراء، وأبوكم السماوي يقوتها. أفلستم أنتم أفضل منها؟ (متى 6: 26)".

وتابع: "الكل يحتاج إلى نور الإيمان بالمسيح الذي يملأ حياتنا بالرجاء. نحن لا ننتظر رجاء من زعيم أو سياسي، وقد انهار بلدنا بسبب سوء إدارتهم وفسادهم. حتى الجريمة التي أصابت عاصمتنا ما زالت غامضة الأسباب والمسببين. بعد شهر سوف نصلي معا من أجل راحة نفوس الضحايا الأبرياء، الذين سقطوا بسبب الإنفجار، وما زالت دماؤهم تستصرخ العدالة. أملنا أن يتوصل التحقيق قريبا إلى جلاء الحقيقة، كما نأمل أن يكون الجميع في خدمة العدالة لكي ينجلي الغموض القاتل الذي يلف هذه القضية، ولكي ترتاح نفوس الضحايا الذين كانوا مفعمين بالحياة ولم يشاؤوا الموت، لكن الجريمة أودت بهم ظلما وأحرقت قلوب ذويهم. هؤلاء يستحقون أن يضع الجميع أنفسهم وما يعرفون بتصرف التحقيق، ولنتذكر أن لا أحد فوق القانون. وكما قلنا سابقا البريء لا يخشى شيئا ولا يتمسك بحصانته، لأن الحصانة تسقط أمام الحس بالمسؤولية الوطنية والواجب الإنساني، ولأن الشهادة أمام القاضي ليست عيبا، إنما التهرب من الإدلاء بالشهادة مريب، والتشكيك بالتحقيق نسف للتحقيق وطعن للمظلومين. حرام بل جريمة الإستهانة بأرواح اللبنانيين ودمائهم، لذلك من واجب المعنيين عدم المماطلة أو التوقف أمام أي عائق، أو الإختباء وراء أية حجة، وعدم حماية أنفسهم على حساب دماء الضحايا وألم المصابين ودمار العاصمة".

وقال: "أملنا أن تحظى هذه القضية بتعاون الجميع وتعاطفهم، مواطنين ومسؤولين، وأن لا تتدخل السياسة في عمل القاضي، بل أن يتعاون الجميع معه من أجل إظهار الحقيقة وإحقاق العدالة. ألا يكفي ما خلفته هذه الكارثة من ضحايا ومصابين ودمار؟ أملنا أن يكون المسؤولون قدوة في هذه القضية، وأن يضعوا الشعارات التي أطلقوها موضع التنفيذ، وأن لا يكونوا كمن يستخف بعقولنا. كما نأمل من جميع الزعماء والمسؤولين أن يكفوا عن تبادل الإتهامات، وأن يتوقفوا عن التشاتم والتذابح لأنهم بعملهم هذا يذبحون لبنان. نحن واثقون من عدالة رب السماء والأرض، الذي نقرأ في الكتاب المقدس قوله: لي النقمة، أنا أجازي يقول الرب (رو 12: 19)".

وختم عوده: "دعوتنا اليوم ألا نفقد الأمل والرجاء، وألا نهتم بل أن نلقي أتعابنا وهمومنا على الرب وهو يعرف كيف ومتى يبلسم جراحنا. في هذا الوقت، علينا أن نعمل بكد، من أجل خلاص أنفسنا أولا، ومن أجل مساعدة إخوتنا في ظل الظروف القاسية التي تمر علينا. جاهدوا، ثابروا، اثبتوا في أرضكم، لا تدعوا أحدا يسلبكم الرجاء ولا الأرض التي أنجبتكم، لأن العدالة آتية لا محالة، والرب سيجازي كل واحد حسب أفعاله. وليتذكر كل مسؤول أن الله يجازي بعدل".

 

الرئيس أمين الجميل في ذكرى شهداء كفرعبيدا: نحن رواد وحدة ومصلحة وطنية عليا لا أنانية وتفرقة

الأحد 11 تموز 2021

وطنية - أحيا قسم كفرعبيدا الكتائبي، ذكرى شهداء البلدة الذين سقطوا في الحرب، في قداس قرب مدفنهم في باحة كنيسة سيدة الخندق.

احتفل بالذبيحة الالهية خادم الرعية المونسنيور بطرس خليل عاونه الشماس نسيب الفغالي، في حضور الرئيس الأسبق أمين الجميل، رئيس إقليم البترون الكتائبي النائب السابق سامر سعاده، نقيب الطوبوغرافيين العرب الدكتور سركيس فدعوس، ممثلة بلدية كفرعبيدا عضو المجلس البلدي أرليت سركيس، مختار كفرعبيدا أنطوان رومانس، منسق حزب الكتائب في أميركا جو راشد، رئيس إقليم الكورة ماك جبور، ممثل مصلحة الشهداء عبدو عبدالله، رئيس مصلحة القطاع العام فيليب يوسف فيليب، رئيس مصلحة الانتخابات رالف صهيون، مستشار الرئيس للشؤون الخارجية مروان عبدالله، ممثل حزب "القوات اللبنانية" رفيق شاهين وممثلة "التيار الوطني الحر" كارلا الخوري، أعضاء مجلس بلدية كفرعبيدا، الأستاذ رفيق الفغالي، رئيس قسم كفرعبيدا ميشال بطرس، ممثلي جمعيات واندية ورؤساء أقسام وأعضاء من مجالس أقاليم الكورة وجبيل والبترون وأهالي الشهداء وعدد من أهالي البلدة.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى خليل عظة قال فيها: "من يحب وطنه يبذل ذاته في سبيله ولا يتاجر لكي يخسر وطن. نحن اليوم نحتفل بالذبيحة الالهية بعد مرور 45 سنة على هجوم شكا وصد الهجوم الذي سقط فيه شهداء من كفرعبيدا وغيرها ونحتفل بالذبيحة الالهية لراحة نفوس شباب قدموا ذاتهم على مذبح الوطن وعلى مذبح الكنيسة لذلك هم شهداء." وتوجه إلى الجميل بالقول:" أعتذر منكم فخامة الرئيس انا لا أسميهم شهداء الكتائب بل الشهداء فقط، لأن كل من بذل ذاته من أجل الحفاظ على كنيسته وشعبه إنما فعل ذلك بدافع إيمان لا بدافع معاشات ولا بدافع انتماء حزبي. الشباب حملوا سلاح الصيد في 1975 و 1976 حتى يحموا الوجود المسيحي في لبنان وحتى لا يكون لبنان أرضا لناس أحببناهم واستقبلناهم وفتحنا قلوبنا وأسكناهم في أجمل المناطق في لبنان فاعتقدوا أننا ضعفاء باستطاعتهم إزالتنا بمعركتين او ثلاثة ويحضرون البواخر التي كانت جاهزة ويتخلصوا منا".

أضاف: "من هنا، وبإيمان الشباب نحن ما زلنا هنا، بدمهم وتضحياتهم. الكنيسة لا تزال تدق أجراسها وحضورنا، بالرغم من كل ما يحصل اليوم من انحطاط سياسي واجتماعي ومادي واقتصادي وعائلي وكنسي نحن ما زلنا موجودين وبنعمة ربنا نحن نبقى موجودين عندما نستشهد كل يوم على مذبح يسوع المسيح الشهيد الأول والشهيد الأعظم، ملكنا الذي قدم ذاته على الصليب لكي يخلص البشرية، كل البشرية. لذلك، شهداؤنا لم يموتوا لكي يخلصوا المسيحيين فقط بل بالاضافة الى كنيسة لبنان ولكي تبقى اجراسنا تدق، قدموا ذاتهم حتى يبقى لبنان وطن الحرية، ملاذا لكل طالب حرية في هذا الشرق ونحن الدولة الوحيدة الديموقراطية، واليوم يعلمنا شهداؤنا امثولة مهمة جدا، أن نرص الصفوف، لأن ال14 شهيدا ليسوا فقط شهداء الكتائب بل هم شهداء المردة والقوات والتيار الوطني والإحرار والتنظيم والحراس، إذ في 1975 لم تكن الكتائب على جبهة والمردة في جبهة أخرى وغيرهم وغيرهم ولم يكن احد يبحث عن مصالحه وحصصه من الوزراء والنواب والكراسي كما يحصل اليوم، فلم يعد هناك الا كراس مهترئة وما زلنا نسعى وراء الكراسي".

وتابع: "في سنة 1975 كانت هناك جبهة لبنانية مسيحية واحدة بهدف واحد هو بقاؤنا في هذه الأرض، بقاؤنا بكرامتنا وعزنا وحريتنا في هذه الأرض لذلك سقط شهداؤنا. أما اليوم، وللأسف، الاحزاب هي للتفرقة، لتفرقة الأخ عن أخيه، والأب عن إبنه، واستغلال قرانا لمصلحة الأحزاب بدلا من العكس. مجتمعنا اليوم مشرذم بسبب الأحزاب والمطلوب رص الصفوف فلا نكون ملحقين بلا كرامة، ولا نكون بوقا لاحزاب ودول ومحاور تريد إزالة لبنان عن الخريطة. المطلوب منا اليوم، أن نكون الرواد والجميع يتبعنا لنكون رواد الحضارة والمحبة وبذل الذات في سبيل بعضنا، أن نكون شعبا مقدسا نفتدي بعضنا. إنها رسالتنا وليس الحقد والبغض والضغينة والشرذمة. عندما نكون يدا واحدة وقوة واحدة لا يمكنهم أن يكسرونا، وكل من يتغنى بالمسيحية والدفاع عن حقوق المسيحيين ولا يضحي بشيء المسيح براء منه ومن كل مسيحي معمد لا يبذل ذاته من أجل غيره ولا يقدم ذاته على مذبح الرب ولا يسعى لعيش المحبة."

وقال: "إما ان نشهد لايماننا وإما ان نشهد لمصالحنا كما يفعل البعض اليوم، وقد أصبحنا صفر على 24 كهرباء، مياه ملوثة، النفايات في الشوارع. انها الحضارة في القرن الحادي والعشرين. انا لا احمل المسؤولية لأحد إنما هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم، وهذا الواقع لا يشرفنا ابدا كمسيحيين. لذلك شهداؤنا يدعوننا اليوم لكي نتضامن ونتكاتف لكي نحافظ على وجودنا والا على الدنيا السلام. نحن لا نطلب التغيير من الزعماء بل من الشعب الذي يستطيع أن يحب زعيمه وحزبه ولكن لا يجوز أن يكون حزبه سببا لخلافه مع أخيه او مع احد أفراد عائلته كما يحصل اليوم في عدد من عائلاتنا".

ورأى أن "الثورة لا تقوم من فوق بل من الأسفل، من الشعب، عندما ينضج الشعب ويعرف جيدا من هو الذي يبذل ذاته بعيدا من أي مصلحة، عندها يدرك من هو الشخص الذي يجب أن يتبعه. وكل من يستغل الشعب للوصول إلى الكرسي علينا أن نرذله، انا لا اتهم السياسيين بأنهم فاسدون، فالبابا يوحنا بولس الثاني أدى السياسة ولكن بات السياسيون في لبنان في تصنيف معين من كل مسؤول يزور لبنان ولا أدري إذا كانوا كلهم هكذا ولن أحمل ضميري واتمنى أن لا يكونوا كلن يعني كلن. واتمنى ألا يكونوا من صنف الانانيين الذين لا تهمهم الا جيوبهم، ولكن لا يمكنهم ان ينذروا العفة. المطلوب منا اليوم ان نصلي، ليس لارواح شهدائنا لأنهم هم يصلون من أجلنا، بل علينا أن نكون أوفياء لدمهم الذي رووا به ارض الوطن وقدسوا به ارض الوطن وانا اليوم أعني شهداء كفرعبيدا الأربعة عشر".

وختم: "شهداؤنا الحقيقيون هم شهداء الإيمان هم الشهداء الأوفياء لوطنهم وقضيتهم ولم ينتظروا اي مقابل مادي او معنوي. نصلي لكي يعيش كل فرد منا محبته على مقياسه ويبذل ذاته من أجل غيره مهما كان لونه فنتضامن لمواجهة المؤامرة الكبرى التي تحدث عنها قداسة البابا وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلى الطوبى وكل دول العالم التي تريد أن تساعدنا فيما نحن نرفض ذلك ولا نريد الا النزول إلى قعر البئر لنموت فيه."

تكريم الشهداء

بعد القداس ألقيت كلمات قدمت لها كارلا الفغالي سمعان، فشكرت لرئيس البلدية استقباله الرئيس الجميل، ونقلت اعتذاره عن عدكمالحضور ل "الدواعي الصحية المعروفة"، فكلمة رئيس القسم الذي رحب بالحضور وقال: "تصاعدوا كرائحة البخور تصاعدوا، كالترانيم والاناشيد المقدسة ، وسفكت الدماء لكي تروي أرض الوطن من الشمال إلى الجبل وبيروت. إنها كفرعبيدا منذ 44 عاما،تحمل الشعلة كالراية الشامخة وجاء الرابع من آب وفي البيت المركزي أبى الامين العام إلا أن يشارك بيروت زلزالها بأقل من الاستشهاد. نعم كنا هكذا وسنبقى، في السلم كما في الحرب، كلما نادى الوطن نلبي النداء وعندما يحين موعد الحسم تقول الكتائب كلمتها، نعم لاستقالة النواب فنحن نرفض أن نكون شهود زور ولا نشهد الا للحق، هكذا علمنا شهداؤنا وهكذا علمتنا كفرعبيدا. واليوم، ماذا نقول للوطن الجريح، ماذا نقول للشعب المعذب؟ استيقظوا ايها الشباب، استيقظوا لكي ينهض لبنان كطائر الفينيق، فالموت لا يليق بنا ولا يليق بالارز الا الشموخ. رحم الله الشهداء وستبقى ذكراهم خالدة".

سعاده

وألقى سعاده كلمة شكر فيها كل من شارك في تنظيم اللقاء. وقال: "كما في كل تموز من كل عام نلتقي هنا لأن رمزية شهر تموز في البترون هي رمزية الشهادة والمقاومة التي كان فخامة الرئيس على رأسها في قيادة معركة تحرير المنطقة. نلتقي اليوم لإحياء ذكرى 14 شهيدا من هذه البلدة لنتذكر من خلالهم آلاف الشهداء الذين سقطوا على امتداد هذا الوطن. هؤلاء الشهداء الذين قدموا حياتهم في سبيل القضية لم تكن مقاومتهم مقابل بدل مادي وهذا ليس غريبا على تلاميذ مدرسة المؤسس بيار الجميل الذي قدم الكثير في سبيل لبنان والقضية".

أضاف: "هؤلاء توجهوا إلى الجبهة للدفاع عن أهلهم وعائلاتهم وعن أولادهم لكي يعيشوا من بعدهم بكرامة التي سلبت منهم اليوم ويدفعون ثمنها ذلا في السوبرماركت ومحطات المحروقات والصيدليات والمستشفيات والمدارس. للأسف أن هناك جيلا في لبنان يولد على العتمة، ليس عتمة الكهرباء فقط، بل عتمة الظلامة والظلم التي أوصلتنا إليها طبقة سياسية فاسدة وحولوا البلد إلى سلعة لملء جيوبهم ومراكمة الثروات ويستغلوه ويعيشوا هم بكرامة ويتقاسموا الحصص فيما شعبهم يعيش الذل كل يوم. صحيح أننا من المنادين بالوحدة ولكن الوحدة ليست هدفا بل هي الوسيلة والهدف هو القضية ولبنان. وعندما نختلف حول القضية والهدف لا قيمة للوحدة. نحن معشر الكتائبيين، زرعنا وتعبنا وقدمنا التضحيات والشهداء ولكننا لم نقطف ثمار زرعنا وجاء غيرنا يحصد ما زرعنا وبالرغم من كل ذلك لم تكن لدينا مشكلة طالما أن القضية هي الهدف ولكن ما تبين لاحقا ان السلطة هي الهدف وعندما غبنا عن قيادة المسيرة رأينا لبنان كسفينة تتلاطمها الأمواج والعناية الالهية وحدها اليوم تحميها من الغرق. كنا نسمع الرعيل الأول ومنهم والدي يقولون المستقبل كفيل بأن يظهر تضحياتنا للبنان وفخامة الرئيس كان يردد دائما ذلك ولكن آن الأوان ان تظهر الحقيقة ونقول للناس حقيقة كل الأمور كما هي". وانتقد "التسوية - الصفقة وانتخاب رئيس من صلب 8 آذار وكانت الحجة يومها المصالحة المسيحية التي تبيت لاحقا انها محاصصة وليست مصالحة، وما ظهر ان هناك صفقة وتقاسم حصص علما بأننا كنا ضد المصالحة المسيحية التي أصبحت في خبر كان. أما قانون الانتخابات الذي حذرنا منه فقد أوصلنا إلى وضع البلد تحت الهيمنة الايرانية وهذا ما حذرنا منه عندما كانوا يتحدثون عن إعادة حقوق المسيحيين وأي حقوق للمسيحيين اليوم واي كرامة لهم. لطالما حذرنا من انهيار البلد وهم وعدونا بازدهار وبحبوحة واتهمونا بالشؤم وها نحن ندفع ثمن أخطائهم اليوم". وختم: "التزامنا اليوم تجاه أهلنا إعادة الإيمان والقوة إلى قلوب اللبنانيين ولن يتحقق ذلك الا بإعادة قيادة المسيرة الى الكتائب التي تبين أن تراجع الكتائب أودى بلبنان إلى الهاوية وسنسعى لانتشاله منها ولن تثنينا التهم الجديدة بأننا انتقلنا إلى اليسار باعتبار ان الدفاع عن حقوق وكرامة اللبنانيين ولقمة عيشهم أصبح تهمة الا أننا فخورون بهذه التهمة مهما كانت تسمياتها، يسارا او يمينا او وسطا، سنبقى ملتزمين مع ناسنا وسنكون بالواجهة، وفي البترون بالذات".

الجميل

ثم ألقى الجميل كلمة قال فيها: "أنا عدت اليوم إلى بيتي، عدت مع اهلي والجميع يعرف ماذا تعني كفرعبيدا لي، لأمين الجميل بالذات. عدنا اليوم 46 سنة إلى الوراء، واتذكر عندما اتصل بي الشيخ يوسف الضاهر وشعرت من نبرة صوته أن هناك ما يدعو للقلق في بلدة شكا وفي الكورة والبترون ولا يجوز أن نبقى يومها مكتوفي الأيدي خصوصا أن بشير لم يكن في لبنان. وعلى الفور، ولاننا كلنا شكا والبترون والكورة وكلنا في سبيل الدفاع عن الوطن، قمنا بما يفرضه علينا الواجب في ظل وضع مأساوي حيث كان الفلسطينيون يسيطرون على معظم المنطقة فأجريت اتصالات بكل قيادات بشري وزغرتا وعائلاتها لدعوتهم إلى لقاء إستثنائي في بيت الكتائب في عين عكرين في الكورة للتداول في الخطوات اللازمة لحماية المنطقة وهذا ما حصل دفاعا عن شكا ومنعا لسقوطها". ورأى أن "الانتصار الأول قبل الانتصار في المعركة العسكرية كان تلبية دعوة الجميع واجتماع كل العائلة اللبنانية في الشمال للدفاع عن لبنان وعن الحرية والاستقلال. وضعنا كل الحساسيات جانبا وتمكننا من إعطاء الاولوية للقضية اللبنانية والمصلحة لبنان ولتحرير الأرض ويومها التقينا بروح المحبة والتضامن وتوزعنا المسؤوليات واليوم نحن نحتفل بهذه الوحدة قبل الاحتفال بالانتصار العسكري الذي جاء نتيجة الانتصار الأول، الانتصار على الذات وانتصار الوحدة في سبيل مصلحة لبنان". وتابع: "لطالما كانت الكتائب تنادي بالوحدة والتضامن لتحقيق الهدف الذي يخدم مصلحة لبنان. انتخابي رئيسا للجمهورية حصل نتيجة إجماع لبناني ولم أكن لأقبل يومها لو لم يكن هناك إجماع علي ومن هنا نذكر من لديه أدنى شك أننا رواد وحدة ومصلحة وطنية عليا ولسنا رواد أنانية ومصالح ذاتية وتفرقة وتمسك بأهداف خاصة وأنانيات وفئوية قاتلة. نحن نذرنا حياتنا من أجل لبنان ووحدته وسيادته ومن كفرعبيدا التي أحب وتعني لي الكثير ولن ننسى شهداءها ونذكر ايضا الشهداء الأحياء الموجودين هنا أو في أستراليا، نذكرهم في كل لحظة ونذكر الذين فارقونا جسديا وكل الشهداء الأحياء الذين كان لهم الفضل في تحرير بلدة شكا". وختم معربا عن حبه لكفرعبيدا وتقديره لتضحياتها وتضحياتها أهلها "وأنا جزء من هذه البلدة ومن أهلها وعائلاتها لأنني أعرف ما يحملون في قلوبهم من إيمان واندفاع في سبيل القضية اللبنانية. كفرعبيدا التي لم تتأخر يوما عندما ناداها الواجب وكانت دائما في الطليعة وأعطت الرخيص والغالي في سبيل لبنان سيد حر مستقل. واتمنى ان تبقى كفرعبيدا موحدة ومناضلة والمقاتلة في سبيل الحق والحقيقة وانا سأبقى عضوا في هذه العائلة ومعا سنبقى قلبا واحدا ويدا واحدة خصوصا في هذا الظرف الدقيق فنحافظ لبنان ونعيد لشعبه السيادة والحرية". في الختام قدمت الدروع وهي عبارة عن صور الشهداء رسمتها الشابة هيلاري باخوس طنوس عربون وفاء وتقدير، ثم انتقل الجميع إلى مدفن الشهداء حيث وضع الجميل وسعاده أكاليل الغار.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 11-12 تموز/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 11 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100523/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1114/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/July 11/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100529/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-july-11-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

فيديو للياس بجاني يحاكي خطيئة المشاركة بالإنتخابات النيابية والرئاسية بظل احتلال حزب الله الملالوي

10 تموز/2021

مشكلة لبنان: الإحتلال الإيراني.

وكل ما عدى الإحتلال من صعاب وأزمات أكانت كبيرة أو صغيرة وفي أي مجال وعلى أي مستوى هي كلها أعراض لمرض الإحتلال.

الحل: اعلان لبنان بلد فاشل ومارق واستلامه عسكرياً من قبل قوات دولية لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، واعادة تأهيله حتى يصبح قادراً على حكم نفسه.

باختصار فإن كل من يسعى للإنتخابات بظل احتلال حزب الله هو يعرّض نفسه برخص وذل وذمية ليكون بديلاً لما يسمونه بهدف التمويه والتعامي عن واقع الإحتلال”بالمنظومة الحاكمة”.

http://eliasbejjaninews.com/archives/100505/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%83/

10 تموز/2021