المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 تموز/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.july09.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الإِيْمَانُ إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/هل صحيح إن هدف زيارة السفيرتين الفرنسية والأميركية إلى السعودية هي اقناع قادتها بعدم معارضة مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية الجديدة؟

الياس بجاني لتلفزيون سفنتين/لبنان دولة يحتلها حزب الله، حكامها وأحزابها أدوات، ولا خلاص بغير إعلان البلد دولة فاشلة وتسليمه للأمم المتحدة

الياس بجاني/حزب الله جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكورونا اليوم في لبنان: 400 إصابة جديدة وحالتا وفاة

الفاتيكان: فحوصات البابا سلبية بعد إصابته بحمى

تقريرٌ فرنسي يوصي بإرسال قوات دوليّة إلى لبنان .. اليكم التفاصيل

فيديو وتقرير مفصل عن حفل اطلاق كتاب “علاقة البطريركية المارونية بالمملكة السعودية” الذي أقيم اليوم بكركي برئاسة البطريرك الراعي مع رزمة من التقارير والتعليقات ذات الصلة

المجلس العالمي لثورة الأرز: ندعم زيارة السفيرة الاميركية والفرنسية الى السعودية ونطلب خطة امنية لتنفيذ القرار 1559 مرحليا"...

جهود الفاتيكان تثمر.. لبنان في “العناية الدولية” الفائقة!

عودة قوية للسعودية: هذا لبنان الذي نريد وهكذا سيبقى!

ديناميّة قطار الحلّ الدولي العربي/الياس الزغبي/فايسبوك

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 8/7/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الطيران المدني: الطائرة سقطت في غوسطا بعد انحرافها عن مسار خطة طيران تمت الموافقة عليها مسبقا

قتل 3 مدنيين في تحطم طائرة سياحية صغيرة فوق جبل غوسطا

لقاءات السفيرتين في السعودية... ماذا في التفاصيل؟

صحيفة إسرائيلية: نصرالله أمام معضلة مزدوجة في أزمة لبنان

مهرّب مازوت ومحتكر ومتلاعب بالأسعار والكميّات... وتدخّل سياسي لحمايته

الملف الحكومي عالق… و”الحزب” يستنفر ضدّ “الانتداب”!

هل يلقى “البيطار” مصير “صوان”؟!

اللواء ابراهيم: سأمثل امام القضاء عندما تكون الامور سالكة وفقا للاطر الادارية

نظام الحصانات يُنقذ اللواء عباس ابراهيم من "إنفجار بيطار"!

أزمة المحروقات الى الإنحسار؟

ريفي لـ ” السياسة”: لحظات الارتطام مع العهد قريبة جداً ولا بديل عن إسقاط المنظومة

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

صيف أوروبي ساخن لاقتلاع جذور “الإخوان” والإرهاب

إجراءات مشددة في النمسا وألمانيا بحظر رموز وشعارات الجماعة

السعودية: التصعيد الإيراني يُعرقل أي تفاوض ويثير الشكوك

خالد بن سلمان بحث مع بلينكن جهود الحفاظ على الأمن والسلام الإقليمي والدولي

الجيش الأميركي يغلق ثلاث قواعد عسكرية له في قطر

بايدن يستقبل العاهل الأردني 19 الجاري في البيت الأبيض

بايدن: أنفقنا تريليون دولار لتدريب القوات الأفغانية

بايدن: سيطرة طالبان بشكل كامل على أفغانستان أمر غير مرجح

التهريب يُشعل الاشتباكات بين الفصائل التركية في حلب

"دول أستانا" أكدت التزامها بسيادة سورية وتعهدت مكافحة الإرهاب

إثيوبيا تحتشد شعبياً لحماية “سد النهضة” وإكمال الملء الثاني

وزير خارجية مصر: سندافع عن حقوقنا بكل الوسائل المتاحة وإثيوبيا رفضت كل الحلول التوافقية لأزمة سد النهضة

محادثات مغربية – إسرائيلية لبحث تطوير التعاون الثنائي

السودان يتهم شبكات خارجية باستهدافه بالشائعات

انفجار يهز ميناء جبل علي بسبب حريق على سفينة من جزر القمر

السلطات الإماراتية سيطرت عليه في 40 دقيقة وأعلنت استئناف العمليات اللوجيستية وفتحت تحقيقاً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اطلبُ حلًّا لا تسوية/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار

ماذا بعد لقاء الفاتيكان؟/راكيل عتيق/الجمهورية

بخاري: لبنان في قلب السعودية قيادة وشعبًا/ثائر عباس/الشرق الأوسط

الحريري يفرمل الاعتذار بانتظار عودة السفيرتين/بولا اسطيح/الكلمة أولاين

اعتذار الحريري أقرب من أي وقت… فمن يتجرأ بعده؟/عمر البردان/اللواء

دياب يتناغم مع نصرالله… والمجتمع الدولي يحاصره سياسيًا/محمد شقير/الشرق الأوسط

أوروبا: نعمل على إنقاذ الشعب اللبناني وليس السياسيين/أنطوان غطاس صعب/اللواء

كواليس الحراك الدولي حول لبنان/ناصر زيدان/الأنباء الكويتية

من كان دياب يخاطب… اللبنانيين أم السلك الديبلوماسي؟/جورج شاهين/الجمهورية

في أحدث إحصاء… مليون ونصف مليون سوري في لبنان!/كلير شكر/نداء الوطن

لبنان ..المجتمع الدولي..وشرعية الإنتخابات/العميد الركن خالد حماده/اللواء

عندما يلبس دياب “القميص الأسود”… الحكومي!/علي الأمين/نداء الوطن

في صبيحة اليوم ال630 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

إسقاط الحصانات مدخل لتحقيق العدالة في تفجير مرفأ بيروت!/حنا صالح/الشرق الأوسط

الادّعاء بحصار لبنان أخطر من التّبرؤ من المسؤوليّة وأخبث/فارس خشان/النهار العربي

أي إيران ستكون في عهد رئيسي؟/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

أفغانستان مستهدفة وتهدّدها «طالبان» الإيرانية!/صالح القلاب/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية نفى خبرا نشر في احد المواقع: العلاقة المتينة بين الرئيسين عون ودياب قائمة على التعاون والتنسيق

مجموعات من الثورة: تعلن مجموعاتنا دعمها المطلق للقاضي بيطار الذي اثبت جرأة وشجاعة ومناقبية وتصميما على كشف هوية مجرمي العصر

باسيل: يُحزننا اعتذار الحريري… نحن أكثر الخاسرين

الوفاء للمقاومة: لبناء دولة قانون ومؤسسات تمنع تسلل الفاسدين والناهبين

فؤاد سليمان (1912-1951م) أديب وشاعر لبناني ملهم/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

 الإِيْمَانُ إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ

رسالة القدّيس يعقوب02/من14حتى23/:”يا إخوتي: مَا النَّفْعُ، يا إِخْوتِي، إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيْمَانًا ولا أَعْمَالَ لَهُ؟ أَلَعَلَّ الإِيْمَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِذَا كانَ أَخٌ أَو أُخْتٌ عُرْيَانَيْن، يُعْوِزُهُمَا القُوتُ اليَّومِيّ، ووَاحِدٌ مْنكُم قَالَ لَهُمَا: «إِذْهَبَا بِسَلام، وٱسْتَدْفِئَا وٱشْبَعَا»، وأَنْتُم لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الجَسَد، فَأَيُّ نَفْعٍ في ذلِكَ؟ كذلِكَ الإِيْمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ. ورُبَّ قَائِلٍ يَقُول: «أَنْتَ لَكَ الإِيْمَان، وأَنا ليَ الأَعْمَال»، فأَقُولُ لَهُ: أَرِنِي إِيْمانَكَ بِدُونِ الأَعْمَال، وأَنَا أُرِيكَ بِالأَعْمَالِ إِيْمَانِي. أَتُؤمِنُ أَنْتَ أَنَّ اللهَ وَاحِد؟ حَسَنًا تَفْعَل! والشَّياطِينُ أَيْضًا تُؤْمِنُ وتَرتَعِد! أَتُرِيدُ أَنْ تَعْرِف، أَيُّهَا الإِنْسَانُ البَاطِلُ الرَّأْي، أَنَّ الإِيْمَانَ بِدُونِ الأَعْمالِ عَقِيم؟ أَمَا تَبَرَّرَ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَال، لَمَّا قَرَّبَ إِسْحقَ ٱبْنَهُ على المَذْبَح؟ فأَنْتَ تَرَى أَنَّ الإِيْمَانَ كانَ يُعَاوِنُ أَعْمَالَهُ، وبِالأَعْمَالِ صَار إِيْمَانُهُ كامِلاً. فتَمَّ الكِتَابُ القائِل: «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالله، فَحُسِبَ لَهُ ذلِكَ بِرًّا»، ودُعِيَ خَلِيلَ الله”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

هل صحيح إن هدف زيارة السفيرتين الفرنسية والأميركية إلى السعودية هي اقناع قادتها بعدم معارضة مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية الجديدة؟

الياس بجاني/08 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100460/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d8%ad-%d8%a5%d9%86-%d9%87%d8%af%d9%81-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1/

ترددت اخبار وتغريدات وبوسطات غير مؤكدة عن الهدف الحقيقي لزيارة السفيرتين الفرنسية والأميركية الغير مسبوقة إلى السعودية والتي سُوّق لها على أنها لحث السعودية على مساعدة لبنان مالياً وانسانياً.

غير أن ما نشر اليوم من تغريدات ومن اخبار تناقلها كثر من المتابعين للوضع اللبناني وتحديداً في بلاد الإغتراب اشارت إلى أن المسعى الأميركي-الفرنسي المشترك غايته الأساسية اقناع قادة المملكة العربية السعودية بعدم معارضة مشاركة حزب الله في أي حكومة جديدة سيتم الإتفاق عليها.

مما يعطي هذه التوقعات بعض المصداقية هو ما كان أُدلىَّ به من تصريحات افرادية ومشتركة من قبل وزيري خارجية فرنسا وأميركا مؤخراً، حيث أنهما لم يأتيا على ذكر احتلال حزب الله لا من قريب ولا من بعيد، بل كان تركيزهما على “المنظومة الحاكمة” فقط.

في حال كان هذا التوجه الفرنسي الأميركي صحيحاً، ففالج لا تعالج، وهو أمر بغاية الخطورة، ويعطي المحتل الإيراني بركات الدولتين للإستمرار في هدم لبنان وكل ما هو لبناني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني لتلفزيون سفنتين/لبنان دولة يحتلها حزب الله، حكامها وأحزابها أدوات، ولا خلاص بغير إعلان البلد دولة فاشلة وتسليمه للأمم المتحدة

05 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100351/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%87%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%8a-%d8%aa%d9%84/

الياس بجاني/فيديو مقابلة أجراها معي تلفزيون سفتنين 17 وتناولت غالبية الملفات التي تهم اللبنانيين وفي مقدمها احتلال حزب الله وإرهابه وامسكه برقاب وألسنة وركاب الطبقة السياسية العفنة، والحالة المذرية  والمأساوية على كافة الصعد التي وصل إليها اللبناني بسبب الاحتلال واسخريوتية وطروادية أصحاب شركات الأحزاب التجار، وسخافة وتبعية فاقدي الرؤية والبصر والبصيرة من مثل الداعين بفجور ووقاحة لانتخابات بظل الاحتلال، والراضين بدور الأدوات وتركيز على الحل الدولي وإعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة. إضافة إلى دور السياسيين ال 14 آذاريين الخياني والنرسيسي وفي أولهم سمير جعجع وذلك على خلفية الصفقة الرئاسية الخطيئة التي جاءت بميشال عون رئيساً وسلمت البلد لحزب الله بعد تفكيك وخيانة ثورة الأرز وتجمع 14 آذار.

http://eliasbejjaninews.com/archives/100351/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%87%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%8a-%d8%aa%d9%84/

 

حزب الله جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/04 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/72962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3/

هل فعلاً “حزب الله” هو من النسيج اللبناني، كما يشيّع مسؤولون وسياسيون لبنانيون بهتاناً وزوراً يدورون في فلك الحزب اللاهي، على خلفية المصالح والمنافع السلطوية الذاتية وغير الوطنية؟

بالطبع، لا لأن “حزب الله” هو تنظيم عسكري إيراني ومذهبي، من ألفه حتى يائه، ومن رأسه إلى أخمص قدميه، وليس فيه أي شيء لبناني غير كون عسكره وقادته يحملون الجنسية اللبنانية، وهذا وضع مشابه لحالة أي لبناني أو متحدر من أصول لبنانية يحمل الجنسية الأميركية أو الكندية أو الفرنسية أو الأسترالية، أو أي جنسية أخرى، ومنخرط في واحد من جيوش هذه البلدان.

فهل اللبناني الكندي المجند في جيش كندا، على سبيل المثال، هو من النسيج اللبناني عسكرياً وسياسياً؟ بالطبع لا.

صحيح ان “حزب الله” هو جيش إيراني مكون من لبنانيين وموجود في لبنان وغير لبنان، لكن قرار هذا الجيش ومرجعيته وسلاحه، وتمويله وعقيدته وثقافته، وحتى ثيابه كلها إيرانية وهو ذراع إيرانية تدور في الفلك الملالوي.

هل هذه الوضعية غير السوية واللا وطنية أمر غير مسبوق في التاريخ الحاضر والغابر؟

بالطبع لا، فمعظم أفراد عسكر الجيش الفرنسي، وكذلك الإنكليزي، الذي كان موجوداً في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، كان من المرتزقة، أي من غير الفرنسيين والإنكليز.

ولأن الحزب هو في هذه الوضعية اللا لبنانية فإن المنطق والعقل والتجارب، والتاريخ، كلها عوامل تؤكد أنه آني ومارق، ولن يقوى على الاستمرار بوضعيته المسلحة والإرهابية الحالية، لا في لبنان، او سورية، ولا في أي مكان آخر تحت أي ظرف، كما أن أسياده ورعاته الملالي قد يتخلصون منه في النهاية، ويتخلون عنه، ويتفاوضون على مصيره، عندما لا تعد هناك حاجة لدوره، والمسألة هي مسألة وقت.

كما أن إيران الملالي التي عملت على تصدير ثورتها وإرهابها لسنوات عبر”حزب الله” وغيره من الأذرع العسكرية المرتزقة هي حاليا في مرحلة تبدل مصيرية وجذرية، وذلك بعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي، واقر سلسلة شديدة وقاسية جداً من العقوبات التي بدأت نتائجها تظهر بجلاء، ولنا في خطاب السيد نصرالله الأخير الذي تطرق فيه للأزمة المالية التي يعاني منها حزبه خير دليل على فعاليتها.

من هنا من المؤكد أن رحلة أفول “حزب الله” الهجين قد بدأت، محلياً وإقليميا ودولياً، وسوف تستمر بتصاعدها لجهة وضعه على قوائم الإرهاب في غالبية الدول، العربية والاجنبية، مع رزم من العقوبات المالية والاقتصادية عليه وعلى رعاته الملالي.

يعلمنا التاريخ المعاصر أن الجماعات المسلحة، الإرهابية والإجرامية والمافياوية والمذهبية، وخصوصاً المرتزقة منها، كما هي وضعية “حزب الله” دمارها واندثارها، وتفككها، يكون باستمرار منها وفيها، لأنها تتورم وتنتفخ بسرعة سرطانية، وبما يفوق أحجامها وقدراتها وأدوارها.

هذا الحزب الملالوي، وعلى خلفية غياب وضعف وتفكك الدولة اللبنانية يهيمن حالياً، بالقوة والبلطجة والسلاح والمال والتمذهب، على شريحة كبيرة من مكونات لبنان وقد أخذها رهينة رغم إرادتها خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطن الأرز منذ العام 1982، وذلك نتيجة مؤامرات سورية وملالوية خسيسة باتت معروفة وجلية أهدافها، التوسعية والاستعمارية والمذهبية، المعادية للكيان اللبناني ورسالته التعايشية والحضارية، لكل الشعوب العربية وأنظمتها.

الحزب اللاهي يستعمل شباب بيئته وقوداً لحروبه الملالوية في لبنان وسورية واليمن والعراق، وفي العديد من الدول العربية وغير العربية من دون رادع أو محاسبة، وكما يتوقع كثر من المتابعين للحالة الملالوية، ولأذرعتها الإرهابية، فإن نهاية “حزب الله” العسكرية سوف تنطلق شرارتها من داخل بيئته، طبقاً لتقارير نشرها قادة وإعلاميون وناشطون شيعة لبنانيون.

من هنا فإن المطلوب من الطاقم السياسي المعارض للمشروع الإيراني التوسعي أن يتوقف أفراده جميعاً عن تقديم المزيد من التنازلات المذلة وغير المبررة لـ”حزب الله”، وعدم الرضوخ لإرهابه وبلطجته، ورفع سقف المواجهة السلمية معه.

كما أن على هؤلاء أن يقفوا سداً منيعاً بوجه كل مطالب الحزب السلطوية التي تهدف إلى ضرب الدستور وإلغاء مبدأ التعايش بين الشرائح اللبنانية، وبالتالي تثبيت هيمنته دستورياً على المؤسسات، التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية،

والأهم هو عدم الانجرار خلفه في مشروع المؤامرة الملالوية والسورية الهادفة إلى اقتلاع لبنان من محيطه الشرق أوسطي، ومن موقعه الدولي المميز، وربطه بالسياسة الإيرانية المعادية للسلام والحضارة والديمقراطية والتعايش والانفتاح.

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكورونا اليوم في لبنان: 400 إصابة جديدة وحالتا وفاة

/08 تموز/2021/وزارة الصحة العامة

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 400 إصابة جديدة بفيروس كورونا في لبنان، ما يرفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 546766. كما أعلنت تسجيل حالتي وفاة جديدة بالفيروس ترفع الحصيلة الإجمالية للمتوفين إلى 7869.

 

الفاتيكان: فحوصات البابا سلبية بعد إصابته بحمى

الشرق الأوسط أونلاين/08 تموز/2021

قال الفاتيكان، اليوم (الخميس)، إن البابا فرنسيس، الذي يتعافى بعد جراحة في الأمعاء في أحد مستشفيات روما، أصيب بحمى، لكن نتيجة فحوصات الأحياء المجهرية والأشعة على الصدر والبطن كانت سلبية. ويواصل البابا (84 عاماً) تلقي علاجه في مستشفى جيميلي، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.

وقال ماتيو بروني، المتحدث باسم الفاتيكان، في بيان: «أمضى قداسة البابا فرنسيس يوماً هادئاً وتناول طعامه وتحرك دون مساعدة»، وأضاف أن الحمى التي أصابته مساء أمس كانت مؤقتة. وخضع البابا لجراحة استئصال جزء من القولون استغرقت ثلاث ساعات مساء الأحد. ومن المتوقع أن يظل لسبعة أيام في المستشفى تحسباً لأي مضاعفات.

 

تقريرٌ فرنسي يوصي بإرسال قوات دوليّة إلى لبنان .. اليكم التفاصيل

أم تي في/08 تموز/2021

صدر عن لجنة الدفاع والقوات المسلّحة في البرلمان الفرنسي تقريرٌ يوصي، في البند رقم ٦، بإرسال قوات دولية الى لبنان بشكل طارئ تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي في سبيل تعزيز الأعمال الإنسانية ومساعدة اللبنانيين، ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظ الأمن والإستقرار. كما شدد التقرير على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في العام ٢٠٢٢.

 

فيديو وتقرير مفصل عن حفل اطلاق كتاب “علاقة البطريركية المارونية بالمملكة السعودية” الذي أقيم اليوم بكركي برئاسة البطريرك الراعي مع رزمة من التقارير والتعليقات ذات الصلة

http://eliasbejjaninews.com/archives/100432/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d9%81%d9%84-%d8%a7%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%82-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d9%84/

الراعي في حفل اطلاق كتاب علاقة البطريركية المارونية بالمملكة السعودية: تتخطى المحاور إلى محور جامع هو الشراكة المسيحية الإسلامية بخاري: نجدد الشراكة والأخوة تحت مظلة عروبية جامعة

الخميس 08 تموز 2021

 

المجلس العالمي لثورة الأرز: ندعم زيارة السفيرة الاميركية والفرنسية الى السعودية ونطلب خطة امنية لتنفيذ القرار 1559 مرحليا"...

08 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100427/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%86%d8%af%d8%b9%d9%85-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9/

صدر عن الأمانة العامة للمجلس العالمي لثورة الأرز تعليقا على خبر زيارة السفيرة الأميركية والسفيرة الفرنسية للملكة العربية السعودية البيان التالي:

- إن المجلس العالمي لثورة الأرز بالنيابة عن اللبنالنيين المقيمين والمنتشرين في دول العالم يشكر الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية أهتمامهم بالأوضاع المعيشية للبنانيين.

- ولكننا ننتظر منهم وقبل أي شيء آخر تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1559 ما سيمكن الدولة اللبنانية من أن تصبح شريكا معكم وليس مستعمرة أيرانية كما هو وضعها الحالي.

- إن ما يتوقعه اللبنانيون من المجتمع الدولي أولا وقبل اي شيء آخر هو تجريد الميليشيا من سلاحها.

- يمكن البدء بدعم الجيش اللبناني لتنفيذ القرار 1559 ولو جزئيا باقامة منطقة أمنية في لبنان لكي يبدأ المواطنون بالثقة ويتمكن الشتات والدول العربية من المساعدة بالتمويل.

- بالوضع الحالي لا أحد يثق بحكومة يسيطر عليها حزب الله.

- أنتم تعلمون ونحن نعرف والعالم كله ايضا بانه لا يمكن أجراء اصلاحات أو تشكيل حكومة مستقلين ولا حتى تفعيل قوة الجيش اللبناني بوجود سلاح حزب الله.

من هنا لا يمكن التأمل بنتائج ملموسة من هذا التحرك الذي تقوم به سفيرتي الولايات المتحدة وفرنسا أو وزراء خارجية الدولتين بالاشتراك مع المملكة العربية السعودية من دون قرار حاسم بموضوع هيمنة سلاح حزب الله في لبنان.

 

جهود الفاتيكان تثمر.. لبنان في “العناية الدولية” الفائقة!

وكالة الانباء المركزية/08 تموز/2021

تأكّد لمراقبي الشأن السياسي المحلي، في الساعات الماضية، ان ثمة فعلا ما تحرّك دوليا على خط معالجة الازمة اللبنانية. هذه الدينامية التي اطلقها الفاتيكان منذ اسابيع، يبدو انطلقت عمليا لانقاذ الوطن الصغير.

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن الكرسي الرسولي باشر مساعيه لاخراج اللبنانيين من مأساتهم، من خلال حثّه واشنطن عبر وزير خارجيتها انطوني بلينكن الذي كان موجودا في روما، على فعل “شيءٍ ما”. فكان اللقاء البارز الذي جمع الاخير الى نظيريه الفرنسي جان ايف لودريان (المتابع الاول للملف اللبناني دوليا، منذ آب الماضي) والسعودي فيصل بن فرحان، في لقاء كان لبنان، الطبق الاساس على مائدته. بعد ذلك، نظّم الكرسي الرسولي يوم الصلاة والتأمل من اجل لبنان في الاول من تموز الجاري، وقد اراد منه البابا فرنسيس ليس فقط الصلاة من اجل بلد الارز، بل ايضا فرض لبنان اولوية اجندة عواصم القرار واستنهاض هممها ودفعها الى حشد قواها لمساعدة لبنان. ويبدو ان هذه المبادرة البابوية بدأت تعطي ثمارها. ففي خطوة قلّ نظيرها – كي لا نقول غير مسبوقة – في تاريخ العلاقات الدولية، توجّهت سفيرتا الولايات المتحدة وفرنسا الى السعودية امس، للتباحث من كثب، مع مسؤولي المملكة في القضية اللبنانية… البيانان الصادران عن السفارتين، اوضحا ان الزيارة تأتي امتداداً للقاء المشترك الثلاثي الذي انعقد في إيطاليا في 29 حزيران الفائت، على هامش قمة مجموعة العشرين، مشيرين الى ان الدبلوماسيتين ستعرضان لخطورة الوضع في لبنان وستؤكدان على أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي، مع بحث ما يمكن فعله للاسراع في تشكيل حكومة تجري الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة.

لكن، بحسب المصادر، فإن الزيارة، من حيث شكلها وتوقيتها، توحي بأن ثمة شيئا كبيرا يُطبخ للبنان في كواليس الفرنسيين والاميركيين، على شكل تسويةٍ تتجاوز مفاعيلُها حلَّ المعضلة الحكومية، لتطال جوهرَ اسباب ازمات لبنان، كتغييرِ وجهه العربي وامساكِ احد مكوّناته بسلاح غير شرعي، والتي تُعتبر الدوامةُ الحكومية والكارثة المالية المعيشية الانسانية، من نتائجها. واشنطن وباريس، وفق المصادر، تحاولان على ما يبدو، جسّ نبض الرياض من توجّهٍ كهذا، ومعرفةَ مدى استعداد المملكة للعب دور في هذه التسوية ورعايتها. فنفضُ الرياض يدَها نهائيا من الواقع اللبناني، منذ اشهر لا بل منذ سنوات، أثّر سلبا على الاوضاع اللبنانية على الصعد كافة (وسهّل جرّه نحو المحور الايراني في المنطقة)، كما ان هذا الانكفاء اليوم، لن يساعد في التوصل الى حلّ صلب وقوي وطويل الامد للازمة اللبنانية، بل على العكس. وفي وقت لا تستبعد ان يكون هذا الجهد الثلاثي يعدّ العدة لمؤتمر دولي حول لبنان، وربما ايضا لاعلان “حياده الايجابي”، بما يعيد ربطَه بمحيطه العربي ويؤسس تاليا لعودة الروح والحياة الى بيروت بعد ان فقدتها بسلخها عن مداها الحيوي الطبيعي، تلفت المصادر الى ان لبنان بدأ يرى بالعين، نتائج لقاء 1 تموز، وهي ستتخذ معالم اكثر وضوحا في المرحلة المقبلة، خاصة وان الادارة الاميركية “البايدنية” عادت لتولي ملفات المنطقة بأسرها، ولبنان ضمنا، اولوية مطلقة، بعد فترة تريّث عقب دخول الرئيس الديموقراطي البيت الابيض. وبعد، فإن هذا الزخم الدولي لرعاية لبنان، يعني ان الخارج بات مقتنعا بأن طاقم قيادة السفينة اللبنانية، عاجزٌ ومتواطئ ومتخاذل، ويأخذ الركاب الى الغرق المحتم كرمى لمصالحه. وبالتالي لا بد له (اي للخارج) من التدخّل سريعا لمنع “الموت الجماعي” الآتي وتصويب المسار نحو برّ يشبه طموحات شبابه الذين ثاروا على المنظومة في 17 تشرين.. يمكن القول اذا ان مرحلة وضع لبنان تحت “وصاية دولية” وإن غير معلنة، لادارة شؤونه وانقاذ شعبه، انطلقت، تختم المصادر.

 

عودة قوية للسعودية: هذا لبنان الذي نريد وهكذا سيبقى!

وكالة الانباء المركزية/08 تموز/2021

أبعد من مجرد الاحتفال التاريخي بمئوية العلاقة بين البطريركية المارونية والمملكة العربية السعودية، على اهميته، توقيته البالغ الدقة والاشارات التي ارسلها الى “من يعنيهم الامر” في شأن عدم تخلي المملكة عن لبنان وتركه للمصير الاسوّد الذي يرسمه “اتباع المحاور”، على رغم ابتعادها عنه ظرفيا، تواصلا وحضورا، بفعل سلوك السلطة السياسية البعيد عن هوية لبنان العربية لمصلحة المشروع الايراني المناهض في المنطقة. كان يمكن للادارة السعودية ان  تبقى على مسافة مما يجري وتترك لبنان يتخبط في انهياراته المتتالية، غير انها أبت الا ان تجدد الحرص على عمق العلاقات المسيحية- السعودية اولا ووجه لبنان المسيحي- الاسلامي الذي يعكس الرغبة الجامحة بالتمسك بالتعايش والشراكة، والاطلالة من بكركي تحديدا لتعلن ان “هذا لبنان الذي نريد”. لبنان الذي تجسده مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السيادية من الهوية العربية الى الحياد. لبنان غير المنحاز الى المحور الايراني الذي دفع الشعب ثمنه انتقالا من الرخاء والبحبوحة والتطور والازدهار الى الفقر والعوز وهجرة الادمغة والانهيار. وفي الاطلالة – العودة من الصرح البطريركي ايضا في هذا التوقيت بالذات، حيث يقبع لبنان على حافة الارتطام الكبير، مسلوخا عن هويته عنوة، رسالة تناغم مع مواقف سيد الصرح  المنبعثة من الرحم الفاتيكاني، تزامنا مع الزخم الدولي والحراك الاميركي- الفرنسي- المصري- الفاتيكاني المنسق مع السعودية، لقناعة هؤلاء ان ليس من رافعة سياسية واقتصادية ومالية للبنان في مواجهة مشروع ايران سوى المملكة التي لطالما كانت نقطة الارتكاز الاساسية لهذا الوطن وتاريخها خير شاهد. ما جرى في بكركي اليوم وما تضمن من مواقف تتصل بالعمق الاستراتيجي العربي للبنان والرسائل غير المباشرة للمسؤولين عن حرفه الى محور ورّطه في الحروب، لهو خير دليل الى ان لبنان ليس متروكا وقد قالها السفير وليد البخاري بالفم الملآن ” لا تسمح المملكة بالمساس بالهوية الوطنية اللبنانية ولا المساس بنسيج العروبة تحت اي ذريعة.. لا شرعية لاي سلطة تتناقض مع ميثاق العيش المشترك، لا شرعية لخطاب الفتنة والتقسيم والشرذمة لا شرعية لخطاب يقفز فوق هوية لبنان العربي ولا شرعية لمفهوم الاقلية امام هوية مسيحية اسلامية عربية جامعة.”العودة السعودية القوية الى الساحة اللبنانية في مئوية العلاقة مع البطريركية، ليست محصورة في زمانها ومكانها والمناسبة، هي امتداد من نافذة بكركي الى شرفة الفاتيكان تلاقي تطلعاته وتتقاطع مع مشروعه للبنان العربي الهوية المحايد، النائي بنفسه عن صراعات الخارج، لبنان التنوع والانفتاح على العالم، لبنان الحوار والسلام..هكذا كان وهكذا سيبقى، متحدياً رغبات مستخدميه ورقة في صراعات الامم.

 

ديناميّة قطار الحلّ الدولي العربي

الياس الزغبي/فايسبوك/08 تموز/2021

لم يعد خافياً أن لبنان دخل عملياً طريق الحلّ الأممي، في مسار تنسيقي دولي عربي.

- فليس تفصيلاً تقاطع التحركات وتلاقي المواقف بين عدد من العواصم، وخصوصاً باريس وواشنطن والرياض، مع الڤاتيكان.

- وليس صدفة أن تتابع السفيرتان شيا وغريو في السعودية ما اتفق عليه الوزراء بلينكن وبن فرحان ولو دريان في إيطاليا.

- وليس فولكلوراً ما صدر عن احتفال بكركي اليوم من إشارات بليغة إلى التزام لبنان عمقه العربي ورفضه المحور الإيراني.

- وليس مسألة عابرة الحديث في البرلمان الفرنسي عن قوة دولية تحت راية الأمم المتحدة تساعد لبنان على حفظ استقراره وحماية خطة إنقاذه.

- كما ليس عبثاً ارتفاع عقيرة "حزب اللّه" ضد كل هذا الحراك الدولي لمعالجة أزمة لبنان، وتوجيهه تحذيراً سافراً إلى فرنسا، عبر جريدة "الأخبار" ، بأنها "تلعب بالنار"!

وفي الحقيقة، لقد انطلقت ديناميّة دولية عربية لإخراج لبنان من مأزقه، واللبنانيين من انهيار وضعهم ومستقبلهم، وبات واضحاً من هي الفئتان المتضررتان من عملية الانقاذ الدولية:

فئة الحكّام العاجزين الغارقين في حسابات السلطة والمال،

وفئة الرابضين سعداء بمشروع سلاحهم على عنق الأزمة.

وهما حليفتان محكومتان بالسقوط أمام قطار الانقاذ الدولي العربي المتقدّم.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 8/7/2021

وطنية/الخميس 08 تموز 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

لا شيء يوحي بإنفراج حكومي قريب فيما تضاربت المعلومات في شأن اعتذار الرئيس المكلف في وقت يتابع المراقبون ما يمكن أن ينتج عن حراك السفيرتين الفرنسية آن غريو والاميركية دوروثي شيا في السعودية، حيث التأليف سيحضر على جدول الإجتماعات.

واذا كان التحرك الديبلوماسي في الرياض محور متابعة، فإن العلاقات اللبنانية - السعودية والحرص على استمرارها كانت حاضرة في بكركي حيث لفت البخاري الى أن البعض يحاول العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان ومحيطه العربي وإدخاله في محاور تتنافى مع الدستور اللبناني آملا من الأفرقاء السياسيين تغليب المصلحة اللبنانية.

وفي تطور دولي لافت صدر عن لجنة الدفاع والقوات المسلحة في البرلمان الفرنسي تقرير يوصي في البند رقم 6 بإرسال قوات دولية الى لبنان بشكل طارئ تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي في سبيل تعزيز الأعمال الإنسانية ومساعدة اللبنانيين ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظ الأمن والإستقرار كما شدد التقرير على ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية والرئاسية في العام 2022

وفي إطار المسعى الدولي لتقديم مساعدات للشعب اللبناني تحرك في بيروت للديبلوماسي الفرنسي بيار دوكان تمهيدا لإنعقاد المؤتمر الدولي في باريس الشهر الجاري في حضور عدد من رؤساء الدول والحكومات.

توازيا ألمساعدات القطرية للجيش اللبناني وصلت عصرا الى بيروت.

في المقابل الأزمات المعيشية الى مزيد من التفاقم والدولار يحلق صعودا ملامسا عتبة التسعة عشر ألف ليرة والمواطن الى مزيد من الذل بحثا عن حبة دواء ومع إعلان الصيدليات الإضراب بدءا من الغد تبلغ وزير الصحة من المصرف المركزي بدء التحويلات المصرفية لشركات الأدوية.

أما أزمة البنزين فوعود بالإنفراج بعد موافقة مصرف لبنان على فتح اعتمادات بقيمة 160 مليون دولار لشراء محروقات.

ولكن قبل الدخول في تفاصيل النشرة نبدأ مع مأساة رحلة سياحية على متن طائرة خاصة إنتهت بفاجعة في غوسطا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

مهما تكن التوصيفات التي اطلقت على زيارة السفيرتين الأميركية والفرنسية في بيروت إلى السعودية مثلت سابقة دبلوماسية مستغربة أو خطوة مهمة على طريق مساعدة لبنان على الخروج من نفق أزمته إلا أن الواقع أن هذه المبادرة المشتركة كانت مفاجئة من حيث طبيعتها.

وفيما كانت السفيرتان (دوروثي شيا) و(آن غريو) تيممان وجهيهما شطر السعودية كانت وجهة سفير المملكة نحو بكركي على جناح مئوية العلاقة بين البطريركية المارونية والسعودية.

في الصرح البطريركي خرج السفير السعودي عن صمته التقليدي ليطلق أكثر من (نعم) وأكثر من (لا) ومنها:.

- نعم للحفاظ على الوحدة الوطنية في لبنان.

- نعم لتغليب المصلحة اللبنانية.

* لا للمساس بالهوية اللبنانية.

* لا لإدخال لبنان بمحاور تمس هوية لبنان العربية.

* لا للعبث بالعلاقة بين لبنان وعمقه العربي.

واما البطريرك الماروني فاستوقفه ان السعودية لم تعتد على سيادة لبنان يوما ولم تستبح حدوده ولم تورطه في حروب.

وإذا كان البطريرك بشارة الراعي قد شدد على ضرورة تشكيل الحكومة فإن كلمة السفير وليد البخاري خلت من أي إشارة إلى هذا الملف علما بأن الشأن الحكومي هو واحد من المواضيع التي ستثار في زيارة السفيرتين الأميركية والفرنسية للمملكة.

على أي حال الملف الحكومي يواصل دورانه في الحلقة المفرغة في مقابل دفع الرئيس نبيه بري باتجاه إبقاء باب التواصل والتشاور مفتوحا إستنادا إلى مبادرته التي تشكل ضرورة ملحة في زمن الإنهيار المريع الذي اندفع في ظله الدولار إلى ما فوق ثمانية عشر ألف ليرة اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

فتح الاعتمادات وتقفل بقرار من حاكم المال، ولا من يقفل الستار على هذه المسرحية المعروفة السيناريو والبداية والختام، وما غيرت يوما بواقع الحال ولا بمشاهد الطوابير المصطفة امام محطات البنزين.

جديد الوعود مئة وستون مليون دولار وافق حاكم مصرف لبنان على فتحها كاعتمادات لشراء المحروقات، وهو اعتماد جديد جاء بعد اجتماع عقد في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وحضور الحاكم .

ولان المثل اللبناني بات يقول: "ما تقول بانزين تتغيب الطوابير"، فان الوعد الجديد بتوفير حاجة السوق التي تخفي الطوابير ستكون ابتداء من الاسبوع المقبل، هذا ان لم يعتمد حاكم مصرف لبنان على رأي آخر.

في آخر الآراء الاميركية عن الازمة اللبنانية تلخصها توصيات "مؤتمر معهد الشرق الاوسط التمهيدي لسياسة لبنان"، الذي دعا الى الاستثمار في الازمة الاقتصادية اللبنانية حتى الانتخابات النيابية، فيما تستثمر سفيرة بلادهم ونظيرتها الفرنسية في لبنان بالعجز السياسي اللبناني كما الازمة الاقتصادية المفتعلة، وباتت الصورة الحكومية معلقة على لقاءاتهما في الرياض، فيما الالتقاء اللبناني على حكومة ما زال متعذرا.

لكن الوقت لا يزال يسمح باستنهاض بعض الاوضاع عبر تشكيل حكومة انقاذية قادرة وفاعلة اذا ما صدقت النوايا بحسب كتلة الوفاء للمقاومة، التي دعت المعنيين بتشكيل الحكومة الى حسم المواقف وعدم خسارة الوقت.

وبعد خسارة الكثير من الوقت ورفض المحققين العدليين مصارحة اللبنانيين ولو بنتائج التحقيقات الفنية حول انفجار مرفأ بيروت، تسريب للتحقيق الفرنسي ينفي فرضية انه تفجير من الجو، ويرجح فرضية الحادث العرضي الذي تسببت به عملية التلحيم.

في فلسطين المحتلة وبعد نزال ملحمي مع الاحتلال، انتصر الغضنفر الفلسطيني ابو عطوان على ارادة العدو، وانتزع بامعائه الخاوية الحرية من سجانه، حيث تم ابطال اعتقاله الاداري على ان يتم الافراج عنه قريبا..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

بشرى إلى مهربي المحروقات "وصحتين على قلوبكن" ... مئتان وثمانون مليون دولار "فريش" ستكون في تصرفكم، وهي قيمة الاعتمادات التي فتحها مصرف لبنان لاستيراد المحروقات.

كميات ضئيلة ستكون في المحطات من أجل تشكيل طوابير الإنتظار عليها، فيما الكميات الكبرى ستتوجه إلى سوريا، ولمن يجرؤ، ليصور طوابير الصهاريج المتوجهة إلى سوريا حيث لا أحد يجرؤ على توقيفها، اما تمثيليات مصادرة غالون أو سيارة صغيرة، "فحطوا بالخرج" فهذه حركات لا تنطلي على أحد.

ما رايكم لو تفتح الإعتمادات لاستيراد البنزين والمازوت مباشرة إلى سوريا؟ فلماذا كل هذا اللف والدوران؟ والله عيب!

أيها اللبناني، مرة جديدة تتعرض للتشليح من ودائعك، من الأحتياط الإلزامي، لأن هناك من قرر أن يخضع للمهربين الذين يتنعمون باموالك "الفريش".

إذا كان المهربون يفرضون شروطهم على الدولة، فسلموهم الدولة لأنكم "أجبن" من أن تواجهونهم.

تتم "بعزقة" مئات ملايين الدولارات فيما الدولة "دايرتها عالشحادة" علها تحصل على ما يسد الجوع في المؤسسات التي ما جاعت لولا " جوع " المسؤولين إلى السرقة والنهب والإهدار.

سياسيا وحكوميا وديبلوماسيا، كان لافتا ما أعلنته السفارة الأميركية في بيروت أن "السفيرة الفرنسية آن غريو والسفيرة الأميركية دوروثي شيا تقومان بمشاورات ثلاثية مهمة مع المملكة العربية السعودية لمناقشة الوضع في لبنان والسبل التي من خلالها يمكنهم معا دعم الشعب اللبناني والمساعدة في استقرار الاقتصاد".

اللافت أن السفيرتين عقدتا اجتماعا عبد الله الربيعة المستشار في الديوان الملكي السعودي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

تزامنت لقاءات السفيرتين مع اجتماعات نائب وزير الدفاع السعودي في الخارجية الأميركية، ولفت البيان الذي اعقب الاجتماع أنه تحدث عن "مناقشة الحاجة إلى إصلاح إقتصادي والمساعدة الإنسانية للشعب اللبناني".

بالحد الأدنى، هناك مساعدات انسانية، بالحد الأقصى هناك محاولات على مستوى الملف الحكومي، لكنها محاولات محفوفة بعدم التفاؤل، حتى الساعة.

في ملف كورونا، لا تراجع في الإصابات، اليوم أربعمئة إصابة مع تسجيل حالتي وفاة... فعلا هناك داع للهلع إذا لم تتضاعف اللقاحات وتتسرع وإذا لم تطبق الإجراءات بجدية وبحذافيرها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

الدولار يلامس التسعة عشر الف ليرة.

الصيادلة يضربون غدا، ولولا تدخل رئيس الجمهورية اليوم، لما كان من أمل في أي حلحلة لأزمة المحروقات.

كل تلك الأزمات تتمدد، ورئيس الحكومة المكلف لا يزال يتردد، سواء لناحية التشكيل او الاعتذار.

ولعل في اللقاءات التي تواصلها السفيرتان الاميركية والفرنسية في الرياض الاشارة الاصرح الى اصل مشكلة الرئيس سعد الحريري، خصوصا في ضوء تساؤل رئيس التيار الوطني الحر اليوم عن الدافع الى الاعتذار اذا حصل، بعد تذليل كافة العقبات، بدءا من الثلث المعطل مرورا بالوزيرين، وانتهاء بالثقة.

وفي انتظار نتائج لقاءات الرياض، الانظار غدا الى عين التينة، لرصد الموقف من مسألة رفع الحصانات في موضوع انفجار المرفأ، علما أن أهالي الشهداء تداعوا الى تحرك في محيط مقر الرئاسة الثانية تحت عنوان "يوم الغضب المقدس"، وتحت شعار "الضغط على المجتمعين لرفع الحصانات من دون اي تردد".

ولكن، قبل الدخول في تفاصيل النشرة، وكأنما المآسي لا تكفي: فقد سقط ثلاث ضحايا اليوم في حادث تحطم طائرة تدريب مدنية فوق غوسطا، ومن هذه الكارثة نبدأ النشرة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

نزحت سفيرتان: أميركية وفرنسية إلى السعودية طلبا للحل ..فيما الرابط في "اللقلوق" غامرت دورثي شيا وان غريو بالأسلاك الدبلوماسية الشائكة والأعراف وأدوار السفراء لتخطفازيارة للرياض وتوجها الدعوة إلى السعودية للمشاركة في الإنقاذ الإنساني والسياسي في لبنان.

لكن حتى ولو عادت السفيرتان بلبن العصفور من مستودعه السعودي فإن الحسم السياسي سيكون عند جبران باسيل الذي يترقب بفارغ الصبر اعتذار الرئيس المكلف لكي يقيم الموائد الاحتفائية ويطلق الأسهم النارية من بعبدا إلى أعالي جبل لبنان مقر الرئاسة الصيفي.

وعملا بأحكام الدستور المخلع "والملقلق" سيبقى حسان دياب تصريفا لكن بمتصرفية جديدة يرأسها العهد الممسك لختم التواقيع الذي لن يسلم الرئاسة "ع الهين" .. وسيختار حزب الله تفعيل الموجود بعدما ترنحت مهمته كصديق وبات يطالب كغيره بسرعة التأليف واليوم رأت كتلة الوفاء للمقاومة أن كل ما نشهده على الساحة اللبنانية من تطورات وخيبات وتحولات يفرض الإسراع في حسم المواقف كي لا يبقى الوضع رماديا.

وبهذا الموقف الرمادي لكتلة الوفاء للمقاومة بدا وكأن حزب الله قد اعتزل المهمة وعاد إلى صفوف الجماهير لكنه لم يفصح عن الجهة التي أحبطته ولم يسم المعرقلين والمعطلين الواردة نعوتهم في البيان من دون توصيف أشكالهم.

الحزب يتنحى قبل سعد... والرئيس المكلف لا يزال في إطار عصف الأفكار للخروج من أسر التأليف مع وعد بإفراغ "كسارات البحص والرمل" هذه المرة. وبالاعتذار إذا وقع...

فإن الحريري بدوره إلى صفوف المشاهدين حتى يقضي الله انتخابات كانت مفعولا بها... لا يشكل هذا العرض شيئا للجماهير المنهوبة... المنتظرة يوميا على أبواب المحطات والصيدليات والأفران والمستشفيات... فهم باتوا أسرى حكم يغامر بمصائرهم ويدفع بهم إلى الهجرة "وقلن انك لبناني"...

فعلى هذه الأرض ما لم يعد يستحق الحياة... في وقت يمضى المواطنون أيامهم الذليلة بين الطوابير وقد شكلوا لليوم الطابور الخامس الفعلي المتوزع بين المواد الأساسية.

وبخرق وحيد يتأمل به اللبنانيون فقد أفيد بأن حاكم مصرف لبنان وقع استثنائيا وبسرعة قياسية تسديد فواتير قديمة لجميع الشركات المستوردة للمحروقات وأعطى موافقات استيراد مسبقة تغطي البواخر القادمة في الأيام المقبلة وعليه ستفتح شركات استيراد المحروقات أيام السبت والأحد لتسليم كميات أكثر من معدلها اليومي وهذا ما سيشكل انفراجا وتبدأ الأزمة بالانحسار اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل، ولحين الافراغ فإن العالم بدأ بافراغ مخزونه في لبنان إذ أصدرت لجنة الدفاع والقوات المسلحة في البرلمان الفرنسي تقريرا نصح بإرسال قوة ذات مهمة محددة تكون تابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي لتعزيز الاعمال الانسانية كالغذاء والاستشفاء والرعاية والتعليم فضلا عن التطوير في قطاعي الكهرباء والماء.

وأكدت مصادر الجديد أن لا صحة لما يجري تداوله عن طلب قوات عسكرية في التقرير وليس هناك سوى نصيحة فرنسية بإرسال مجموعة تتولى الشأن الإنساني والإنمائي، المهام الإنسانية دخلت أيضا من البوابة القطرية بوصول طائرة محملة بسبعين طنا من المواد الغذائية هبة للجيش اللبناني

اما المعونات السياسية فهي تنتظر عودة السفيرتين " سعيدتين " من السعودية في وقت كان سفير المملكة وليد البخاري يحتفي بمئوية العلاقة بين البطريركية المارونية والمملكة العربية السعودية، برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، ومن الصرح أمل البخاري أن يغلب الفرقاء السياسيون المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات التي يعيشها لبنان، ومن بينها محاولة البعض العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان وعمقه العربي وإدخاله في محاور أخرى تتنافى مع مقدمة الدستور اللبناني، أما الراعي فقد وجه دروسا الى المهاجرين اللبنانيين وقال إن أبناءنا حين يهاجرون، فللعمل لا للسياسة، وللدخل لا للتدخل؛ وهم رسل لبنان لا رسل دولة أخرى، أو مشروع اخر. متوجها الى كل لبناني يعيش في المملكة أو يعمل فيها أن يحب شعبها ويحترم قيادتها ويلتزم قوانينها وتقاليدها ويحفظ أمنها.

فالذي لا يكون مستقيما في الدولة التي تحتضنه لا يكون أمينا للوطن الذي أنجبه.

متنت البطريركية المارونية علاقتها بالمملكة في كتاب الاباتي ضو... لكنها تخفق لليوم عن تمتين أواصر المحبة بين الموارنة أنفسهم...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

كان يوم لبنان في السعودية ويوم السعودية في لبنان، العنوان براق زاخر بالأمل بعدما زرعت في رؤوس بعضنا فكرة أن لبنان سقط من اهتمامات السعودية، والسعودية اغتيل دورها في لبنان الى غير رجعة. أكثر من ذلك، لقد بلغ ورم الثقة في رؤوس البعض حد التصرف وكأن الجريمة الكاملة حصلت، وتم محو لبنان الذي نعرفه عن رادارات العالم وسيق الى متاهات الشرق.

لكن الدينامية التي ولدها البابا فرنسيس في يوم الصلاة وما سبقه وما تلاه من دبلوماسية نشطة في الكواليس والعواصم، نجحت في تحريك مدمج لفرنسا والولايات المتحدة لنصرة لبنان ولو رغما عن منظومته الخاطفة، وهذا تجلى في الكلام المباشر والقاسي الذي سمعه رئيس حكومة تصريفالاعمال في لبنان حسان دياب من السفيرتين الفرنسية والأميركية وباقي السفراء الحاضرين في ذلك اليوم المهين في السراي، والذي انتهى بسفرهما الى السعودية طلبا للدعم والرعاية.

والتوجه الى السعودية لم يأت من عبث فقبل المساعدات العينية والمادية المطلوب من الرياض أمران: وقف انزلاق لبنان الى خارج الحضن العربي واعادة التوازن السياسي بين مكوناته الرئيسية، والذي اختل بفعل سطوة السلاح والانقلاب المتمادي على الطائف كميثاق عيش واحد وكدستور، والأهم، كإعلان كوني لإنهاء الحرب وتثبيت نهائية لبنان كوطن متنوع عالمي النموذج والرسالة، ينتمي بفخر الى الأسرتين العربية والدولية.

كل ما تقدم لقي تفسيره الواضح والصريح في الاحتفال بمئوية العلاقات بين بكركي والمملكة السعودية حيث شدد السفير بخاري على القيم المؤسسة للبنان الكبير في مئويته، والتي تشكل سبب استمراره لمئات مقبلة.

وقد رفض بخاري عبث البعض بانتماء لبنان العربي وميثاقه ، فاستعار من الدستور ابلغ مواده: لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، ومن الإمام محمد مهدي شمس الدين رفضه مفهوم الأقليات الدينية في لبنان والعالم العربي، ليخلص بخاري من هذا الى حتمية إعدام هرطقة ما يعرف بتحالف الأقليات.

في المقابل سمع بخاري من البطريرك الراعي، المؤتمن على ارث الآباء المؤسسين، ما يفترض أن يسمعه من المنظومة من تعلق بلبنان السيد الحر المنفتح المتنوع، وهي تمتنع عن ذلك مسايرة لأجندات خبيثة ومصالح خاصة. الاستنهاض الداخلي الاقليمي والدولي أثار غضب حزب الله، فتعامل معه بعدائية لافتة، لما تعد به من استرجاع للسيادة وعودة للبنان الى الحضن العربي.

توازيا، توجه السفيرتين الى السعودية لم يحرك الجمود الحكومي لكنه جمد في المقابل كل الاحتمالات المتعلقة بالتشكيل والتي كانت في التداول، ودفع منطقيا الرئيس المكلف الى انتظار نتائج الرحلة الى السعودية ليبني على الشيء مقتضاه.

أمر واحد لم يتأثر ولم يتفرمل: الانهيار المتسارع للأوضاع الصحية والمالية والاقتصادية والاجتماعية، بعد أن جفت الخزانات وفرغت الخزائن والمستودعات على أنواعها من كل شيء.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الطيران المدني: الطائرة سقطت في غوسطا بعد انحرافها عن مسار خطة طيران تمت الموافقة عليها مسبقا

الخميس 08 تموز 2021

وطنية - صدر عن المديرية العامة للطيران المدني البيان الآتي: "بتاريخ 8 تموز 2021، تقدمت شركة الأجواء المفتوحة Aviation sky open، وهي شركة تدريب على قيادة الطائرات بطلب إلى رئاسة مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت لإصدار بطاقات دخول يومية إلى حرم مبنى الطيران العام وحظيرة الطائرات لشخصين، وذلك بهدف السياحة على متن إحدى طائراتها من نوع 172s Cessna ذات تسجيل OD_AAB. أقلعت الطائرة المذكورة أعلاه بتاربخ 8/7/2021، عند الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي باتجاه جونيه - جبيل ساحليا، وذلك استنادا إلى خطة طيران تمت الموافقة عليها مسبقا من قبل مصلحة الملاحة الجوية التابعة للمديرية العامة للطيران المدني. وحوالى الساعة 13,50 بالتوقيت المحلي، سقطت الطائرة في منطقة غوسطا - قضاء كسروان، وذلك بعد انحرافها عن مسار خطة الطيران التي تمت الموافقة عليها مسبقا، وعلى متنها ثلاثة أشخاص، بمن فيهم قائد الطائرة. وعلى الفور، شكل وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار لجنة تحقيق تضم خبراء مختصين للتحقيق بهذا الحادث، وأعطى توجيهاته للجنة بانجاز التحقيق بأسرع وقت ممكن".

 

قتل 3 مدنيين في تحطم طائرة سياحية صغيرة فوق جبل غوسطا

الخميس 08 تموز 2021

وطنية - جونيه - قتل 3 مدنيين في ارتطام طائرة تدريب سياحية صغيرة بصخور في جبل غوسطا، بعد انطلاقها من مطار بيروت، بسبب سوء الرؤية، كما افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام". وضرب الجيش طوقا امنيا في مكان الحادث.ونقل الصليب الاحمر اللبناني ضحايا الحادث الى المستشفى. وتفقد المكان النائب فريد الخازن ورئيس البلدية زياد الشلفون. وأفادت معلومات اولية ان الاشخاص الذين كانوا على متن الطائرة هم قائدها، وشخصان آخران من عائلة واحدة هما: هـ.م. و ج.م. وتستخدم هذه الطائرات عادة للتدريب أو القيام بجولات سياحية أو لاحتفالات خاصة لقاء كلفة مالية.

 

لقاءات السفيرتين في السعودية... ماذا في التفاصيل؟

تويتر/الخميس 08 تموز 2021

أعلنت وزارة الخارجية السعودية عبر "تويتر" أن وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير عيد بن محمد الثقفي، التقى في ديوان الوزارة بالرياض اليوم، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دورثي شيا وسفيرة الجمهورية الفرنسية لدى لبنان آن غريو.

وأشارت إلى أن هذا الاجتماع يأتي، وفقا لما تقرر مؤخرا في اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث في مدينة ماتيرا بالجمهورية الايطالية، باستمرار التعاون والتنسيق بينهم لدعم الشعب اللبناني ومساندته، في ظل الأوضاع التي يواجهها حاليا.

 

صحيفة إسرائيلية: نصرالله أمام معضلة مزدوجة في أزمة لبنان

القدس العربي/ الخميس 08 تموز 2021

تناولت صحيفة "هآرتس" العبرية الشأن اللبناني الداخلي، وجاء في أحد مقالاتها:

"العناوين الكبيرة التي صنعها خطاب رئيس الحكومة الانتقالية في لبنان، حسن دياب، والتي تقول إن “لبنان يقف أمام انفجار اجتماعي بعد أيام معدودة”، لم تؤثر على آن غريو، السفيرة الفرنسية في بيروت. دياب، الذي دعا سفراء الدول الأجنبية إلى إجراء لقاء طارئ خاص ودعاهم فيه إلى إنقاذ لبنان واتهم المجتمع الدولي بفرض الحصار على لبنان، يبدو أنه أمل بالحصول على تضامن دولي والتزام سريع بإنقاذ دولته من الأزمة التي تخنقها منذ سنتين.

لكن غريو، وهي ممثلة الدولة التي فعلت أكثر مما فعلت الدول الأخرى من أجل مساعدة لبنان، لم تستطع ضبط النفس. ففور انتهاء كلامه، أوضحت له مصدر المشكلات في لبنان. “ما يخيف، سيدي رئيس الحكومة، هو أن هذا الدمار نتيجة متوقعة لإدارة فاشلة وغياب العمل طوال سنوات. هذا الدمار ليس نتيجة حصار خارجي. أنت المسؤول عن هذه النتيجة، جميعكم مسؤولون، كل المستوى السياسي، هذا هو الواقع”.

غريو تعرف عما تتحدث، مثلما باقي السفراء ورؤساء الدول ومن تهمهم مصالح لبنان، وهو أن الأزمة الشديدة التي يمر فيها لبنان هي نتاج صنع أيدي السياسيين في الدولة. “الحصار” الذي قصده دياب هو عدم موافقة الدول المانحة على إلقاء المزيد من مليارات الدولارات في برميل لبنان المخروق، أموال ستذهب مباشرة إلى جيوب النخبة الاقتصادية والسياسية. غريو ذكّرت دياب بحقيقة أن حكومة انتقالية تدير الدولة لا تفسر تصميمه على عدم إجراء نقاشات أو إجراء إصلاحات هامة. ولا يوجد سبب يمنع الحكومة الحالية عن إجراء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وتتوصل معه إلى تفاهمات، على الأقل حول الإصلاحات التي يطلبها الصندوق كشرط لإعطاء القروض.

“الخطاب المتباكي” لدياب، مثلما سمته بعض صحف لبنان، لم يؤثر في ممثلي الدول العربية. وزير الخارجية القطري، محمد آل ثاني، أعلن بأن دولته ستقف دائماً إلى جانب لبنان، وستسعى إلى إزالة العقبات التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة. ولكنها في كل ما يتعلق بالمساعدات المالية، تكتفي قطر في هذه الأثناء بالوعد بإرسال 70 طناً من الغذاء والدواء كل شهر للجيش اللبناني، الذي سافر قائده جوزيف عون في أيار لجمع الصدقات لجيشه.

إن تشكيل حكومة هو الشرط للحصول على أموال المساعدات بمبلغ 11 مليار دولار، والتي تم وعد لبنان بها قبل نحو ثلاث سنوات، قروض من مؤسسات تمويل دولية ومساعدات أخرى بالقدر الذي يوافق فيه أصدقاء لبنان على التبرع به. الفرضية هي وجود حكومة جديدة متفق عليها تتخذ القرارات الاقتصادية والقانونية الصعبة، قرارات ستبرر المساعدات وستشكل نظام رقابة وسيطرة على الأموال التي ستصل إلى الدولة. هذه فرضية عمل طموحة جداً مثلما تعلمنا تجربة الماضي.

ولكن من أجل تشكيل هذه الحكومة يجب حل الخلافات العميقة بين سعد الحريري والرئيس ميشيل عون وصهره جبران باسيل، العدو اللدود لسعد الحريري. رفض عون تشكيل الحكومة التي عرضها الحريري، وطلب إضافة وزيرين مسيحيين لها، وهو طلب لم يوافق عليه الحريري. ولكن هذا يبقى عائقاً هامشياً. فاللغم المتفجر يكمن في طموح عون (86 سنة) بمواصلة فترة رئاسة أخرى بعد الفترة الحالية التي يتوقع أن تنتهي في أيار 2022، أو اهتمامه بأن يصبح صهره باسيل الرئيس القادم. الرئيس اللبناني انتخبه البرلمان وهو بحاجة إلى تأييد ثلثي الأعضاء. وخوف عون هو من أنه إذا جرت انتخابات مبكرة، مثلما يطلب الحريري، فإن حركته، التيار الوطني الحر، التي يرأسها صهره، ستفقد قوتها بسبب التآكل الجماهيري العميق الذي أصابهما في السنوات الأخيرة.

اعتمد عون حتى الآن على التحالف السياسي الذي عقده مع “حزب الله” منذ العام 2006، والذي أصبح بفضله رئيساً يتلاعب بالحكومة. ولكن منظمة “حزب الله” التي أقنعت قبل خمس سنوات سليمان فرنجية، السياسي المسيحي المخضرم والذي كان جده رئيساً للحكومة، بعدم التنافس أمام عون، يمكن أن تغير توجهها وتدعم فرنجية في هذه المرة. وطالما أن مؤيدي عون ينجحون في تأجيل الانتخابات واتخاذ قرار حاسم حول ولاية الرئيس، فإنهم يعتقدون أن بإمكانهم التلاعب بتعيين واحد منهم، الرئيس الحالي أو صهره.

في الوقت نفسه، يقوم نصر الله، الذي يستغل الأزمة بشكل جيد، بطرح موقف معقد؛ فهو يؤيد عون، لكنه لا يعارض تولي الحريري رئاسة الوزراء، وحتى أنه يؤيد تشكيل الحكومة التي عرضها، وإن كان قد امتنع عن اتخاذ موقف علني حول ذلك. فمن جهة، يحذر رئيس “حزب الله” من أن يظهر كمن يفشل تشكيل الحكومة ولا يساعد على حل الأزمة الاقتصادية. ولكنه في الوقت نفسه، يضمن بأن الحريري لن يضر بمكانة وقوة المنظمة إذا شكّل الحكومة. لذلك، غضب “حزب الله” من التقارير التي تفيد بأن عون وجبران باسيل ينويان زيارة بشار الأسد لطلب المساعدة منه في تشكيل حكومة كما يريدان. ولا يريد نصر الله أي وساطة لا تمر من خلاله، حتى لو كان الوسيط هو الأسد.

في المقابل، يجب على “حزب الله” أن يعد نفسه لوضع يملي فيه الضغط الدولي والأزمة الاقتصادية برنامج عمل خارجي سيشمل، ضمن أمور أخرى، المطالبة بإبعاد “حزب الله” عن الحكومة. ولكن في ذلك شكاً إذا ما تحققت نية كهذه، لأن الخلافات بين فرنسا التي لا تعارض إشراك “حزب الله” في الحكومة وبين الولايات المتحدة التي ما زالت تتمسك بموقفها التقليدي الذي يقول إنه لا يوجد أي مكان لمنظمة إرهابية في الحكومة، أعمق من أن تمكن من التوصل إلى قرار متفق عليه، فضلاً عن شعور حزب الله بالأمان النسبي في الساحة الدولية.

العقدة السياسية لا تنفصل عن الخوف من الإصلاحات الاقتصادية التي قد تمس بصنبور الأموال التي تغذي الأحزاب الكبيرة ورؤساءها. حزب الله في الحقيقة هو أقل اعتماداً على أموال الدولة وعلى النظام البنكي في لبنان، فمصادره المستقلة، بالأساس إيران، توفر له الأموال التي يحتاجها، لكنه غير مستعد للتنازل عن نصيبه في ميزانية الدولة الذي يصله من خلال الوزارات الحكومية التي هو مسؤول عنها. ويجب عليه أن يضمن، إذا كان الأمر كذلك، بأن مشاركته في أي حكومة ستبقى، وأن سيطرته على الوزارات الاقتصادية لن تتوقف.

احتمالية تربيع الدائرة السياسية والاقتصادية تكمن الآن في مسألة هل ستوافق الدول المانحة على تبكير تقديم المساعدات الاقتصادية قبل تشكيل الحكومة في لبنان، أم ستواصل النظر إلى لبنان وهو يغوص في الضياع إلى درجة أن لا يكون هناك مناص عدا ضخ المساعدات الحيوية له من أجل تمكين المواطنين فيه من البقاء. في الحالتين، ستكون النتيجة متشابهة. ثمة خيار آخر، وهو إعطاء لبنان مساعدة محددة، مثل مخصصات وقود لتشغيل الخدمات الحيوية وتعزيز التزويد بالكهرباء بواسطة سفن كهربائية وتمويل مشاريع تحت رقابة دولية وتعزيز الجيش اللبناني. كل ذلك لن يحل الأزمة السياسية ولن يدفع قدماً بإجراء إصلاحات اقتصادية، لكن ربما سيوفر للبنان المزيد من أوكسجين التنفس."

 

مهرّب مازوت ومحتكر ومتلاعب بالأسعار والكميّات... وتدخّل سياسي لحمايته

أم تي في/الخميس 08 تموز 2021

تبرز، في الأزمات، أسماء تستغلّ وجع الناس وحاجاتها الى المواد الأساسيّة المفقودة أو المقنّنة. في الأزمة الحاليّة التي يشهدها لبنان على صعيد المحروقات، يبرز إسم توفيق أبي اللمع. يملك توفيق أبي اللمع سجلّاً حافلاً في التلاعب بالكميّات المسلّمة من المازوت. يُروى أنّه كان متعاقداً مع إحدى الإدارات الرسميّة ليملأ خزاناتها بالوقود، فكان، بدل أن يملأ الخزانات، يعمد الى تفريغها، بمشاركة أحد الموظفين. وعدا عن التلاعب، تورّط أبي اللمع في تهريب المازوت الى سوريا، وفي مخالفاتٍ كثيرة استدعت توقيفه الأسبوع الماضي من قبل أمن الدولة، ولكنّه حظي بمساعدة سياسيّة فعومل معاملة مميّزة في التوقيف، وأبقي على هاتفه معه، الى أن تدخّلت قاضية معروفة بقربها من مرجعيّة سياسيّة لإخلاء سبيله. وإذا كان الناس غالباً ما يشكون من جشع التجّار والمحتكرين والمتلاعبين بالأسعار والكميّات، من دون أن يعرفوا أسماء هؤلاء ومن دون أن تتحرّك الجهات القضائيّة المعنيّة لتوقيفهم، فإنّنا نضع بتصرّف الرأي العام إسم توفيق أبي اللمع. فاسدٌ في مجال بيع المحروقات، وَجُب توقيفه إن صحّ أنّ ما نعيش فيها هي دولة.

 

الملف الحكومي عالق… و”الحزب” يستنفر ضدّ “الانتداب”!

نداء الوطن/08 تموز/2021

بعدما تيقّن القاصي والداني أنّ الطاقم الحاكم تتملّكه نوازع انتحارية في قيادة دفة المركب اللبناني، متجاهلاً كل نداءات الاستغاثة التي يطلقها شعبه ومتعامياً عن كل رسائل الإنذار والتحذير التي يوجّهها الأشقاء والأصدقاء… يبدو أنّ المجتمع الدولي قرّر تلقف زمام المبادرة ودفة المسؤولية بنفسه بعد أن تخلى عنها أهل الحكم في لبنان، فاستنفر طواقمه الديبلوماسية في بيروت وأدار محركاته لقيادة الشعب اللبناني نحو ضفة آمنة تنأى به وباحتياجاته الحيوية عن أمواج السلطة المتلاطمة.

بالمبدأ، لو أنّ لدى أركان الحكم اللبناني ذرّة حياء لكانوا دفنوا رؤوسهم “تحت سابع أرض” لمجرد سماع هذا الكمّ غير المسبوق من البهدلات التي تنهال عليهم يومياً من عموم اللبنانيين والديبلوماسيين، لكنهم عوضاً عن ذلك آثروا الاستمرار في سياسة “دفن الرؤوس في الرمال” والانفصام عن الواقع، الأمر الذي لم يترك خياراً أمام الدول المعنية بالملف اللبناني سوى التداعي لإنشاء “كونسولتو” ديبلوماسي في ما بينها لتدارس الطرق الآيلة إلى اتخاذ خطوات مشتركة تحول دون انفجار صاعق القنبلة الاجتماعية والمؤسساتية العسكرية والأمنية على الساحة اللبنانية.

وتحت هذا العنوان، تقاطعت التصريحات والتحركات الأميركية والفرنسية والإيطالية والأممية خلال الساعات الأخيرة تزخيماً لقنوات التواصل في ما بين المجتمعين الدولي والعربي على نية البحث في سبل إنقاذ اللبنانيين… لكن وعلى قاعدة “لا برحمك ولا بخلّي ألله يرحمك” استنفر “حزب الله” مقدمة نشرة “المنار” المسائية لتوجيه صلية من المواقف العدائية تجاه السفيرتين الفرنسية والأميركية معتبراً أنّ تحركهما يجسد “انتداباً سياسياً بكل وقاحة” على البلد، ومشبّهاً إعلانهما الذهاب إلى الرياض لنقاش كيفية مساعدة لبنان بذهاب “مندوب سامٍ لدولة الانتداب للتفاوض باسم أو على الدولة المنتدَبة”.

وكانت السفارتان الأميركية والفرنسية قد أعلنتا في بيانين منفصلين متزامنين توجّه السفيرتين دوروثي شيا وآن غريو اليوم الى المملكة العربية السعودية للقاء عدد من المسؤولين السعوديين، في سياق ترجمات الاجتماع الثلاثي الذي عقد في إيطاليا نهاية الشهر الفائت حول لبنان بين وزراء الخارجية الأميركية والسعودية والفرنسية. وأوضحت شيا أنها تعتزم إثارة مسألة “خطورة الوضع في لبنان وأهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني وزيادة دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي” خلال اجتماعاتها في السعودية، مع الإشارة إلى مواصلة العمل على “تطوير الاستراتيجية الديبلوماسية للدول الثلاث (أميركا – فرنسا – السعودية) التي ترتكز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة”.

كما أضاءت غريو في بيانها على نتائج الاجتماع الثلاثي الذي خلص في ضوء “عجز القادة السياسيين اللبنانيين عن تغليب المصلحة العامة للبنان على مصالحهم الخاصة” إلى الاتفاق على “ضرورة أن تعمل فرنسا والولايات المتحدة معاً لإخراج لبنان من الأزمة”، مشيرةً إلى أنها ستشرح خلال لقاءاتها مع المسؤولين السعوديين أنه “من المُلحّ أن يشكل المسؤولون اللبنانيون حكومة فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقا لتطلعات الشعب اللبناني، وستعرب مع نظيرتها الأميركية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل”، وسط التشديد في الوقت عينه على “ضرورة تقديم مساعدات إنسانية مباشرةً للشعب اللبناني وللقوات المسلحة اللبنانية ولقوى الأمن الداخلي”.

تزامناً، وعلى وقع توجيه الخارجية الأميركية دعوة متجددة إلى “القادة اللبنانيين لإظهار ليونة لتشكيل حكومة تطبق إصلاحات لإنقاذ الاقتصاد المتدهور”، وصل منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان إلى بيروت للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين في إطار التمهيد لمؤتمر الدعم الإنساني للبنان الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في وقت استرعى الانتباه أمس اتصال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بنائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، مبدياً خلال الاتصال “قلقه من الوضع في لبنان”، ومؤكداً “ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن للحفاظ على إستقرار وأمن لبنان”.

كما نبّه وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني خلال تقديمه إحاطة برلمانية بشأن مشاركة إيطاليا في المهمات العسكرية الدولية إلى أنّ “لبنان ما يزال يمر بواحدة من أعمق أزماته الاقتصادية والاجتماعية، حيث لا مفرّ من قيام حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات”، لافتاً إلى أنّ “الجيش اللبناني يحتاج اليوم إلى دعم عاجل وفوري من جانب المجتمع الدولي”. بينما شدد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو على أن “دور المجتمع الدولي ضروري لعكس الديناميات التي تفاقمت بسبب العديد من الأزمات المتداخلة” في لبنان.

وفي الغضون، لا يزال الملف الحكومي عالقاً بين ضفتي التكليف والتأليف بانتظار “خطوة مرتقبة قريباً” من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحسم مسار الأمور والاتجاهات، وفق ما نقلت مصادر مواكبة للملف الحكومي، مشيرةً إلى أنّ الحريري وضع أعضاء كتلته النيابية في أجواء “العناوين العريضة لخياراته في هذه المرحلة تحت وطأة استحكام النهج التعطيلي في أداء العهد وتياره وإجهاضهما كل المحاولات والمبادرات الآيلة إلى تأليف حكومة إنقاذية من الاختصاصيين”.

وتوازياً، وجّه البطريرك الماروني بشارة الراعي من منبر قصر بعبدا رسالة مباشرة إلى الرئيس المكلف حثّه فيها على “أن يعجّل بأسرع ما يمكن في تأليف الحكومة مع فخامة رئيس الجمهورية، وفق روح الدستور، لأن كل يوم نتأخر فيه تغرق السفينة أكثر فأكثر”. وإذ كرر بلباقة كلامه من روما حيث لم يستثن رئيس الجمهورية ميشال عون من مخالفة الدستور قائلاً رداً على استفسارات الصحافيين في قصر بعبدا: “الجميع يخالف الدستور، نعم جميعهم يخالف الدستور”، شدد الراعي إثر لقائه عون على أنّ “من أوصلنا إلى هنا هو عدم وجود حكومة، فعندما لا تكون هناك حكومة يخرب الاقتصاد والتجارة والسياحة والحياة وتتوقف المصارف والمصالح، وتزيد الهجرة والبطالة، وتقفل المحال والمؤسسات”، وأضاف: “الحكومة هي الباب، لكن أين هي؟ ليست موجودة فلا يتم اتخاذ أي قرار والنتيجة أنّ البلد يموت… ونحن لا نقدر بروح المسؤولية الوطنية أن نتأخر “ربع دقيقة” عن عدم التأليف”.

 

هل يلقى “البيطار” مصير “صوان”؟!

جريدة الأنباء الكويتية/08 تموز/2021

توحي حركة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار أنه ماض قدما في مسار التحقيقات والملاحقات القضائية التي توصل إلى إصدار قراره الظني في كارثة انفجار مرفأ بيروت قبل نهاية العام الحالي. فهو قد استفاد من تجربة سلفه القاضي فادي صوان، عمل على تفادي الثغرات التي سقط فيها، لاسيما على صعيد الادعاء على نواب حاليين كانوا يشغلون مراكز وزارية على صلة بمرفأ بيروت، ووجه رسائل الى مجلس النواب ونقابة المحامين لرفع الحصانات، ووسع دائرة الادعاءات والاستدعاءات، وقد لجأ الى اتباع هذا المسار الحازم ردا على حالة التجاهل لدى جهات أمنية وغير أمنية كان أرسل لها استنابات تفيد التحقيق ولم يلق جوابا. ولكن يبدو أن مهمة القاضي البيطار لن تكون سهلة، وإنما ستكون محفوفة بالصعوبات والعثرات، نظرا لحجم هذا الملف وتعقيداته والغموض الذي يكتنفه. وقد بدأت بوادر هذا المسار الصعب تظهر مع بروز اعتراضات من جهات فاعلة ومؤثرة، على الدفعة الأولى من أسماء المسؤولين المدعوين للمثول أمام المحقق العدلي، وإعطاء إفاداتهم إما كشهود أو كمدعى عليهم. ولم يكن بالأمر العابر والبسيط أن تصدر ردة الفعل الأولى عن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وأن يقود موقف التصدي لما وصفه بـ«التوظيف السياسي للقضية»، متحدثا عن عدالة ما تزال بعيدة وحقيقة ما تزال مخفية، ومتسائلا: هل ثمة عمل قضائي حقيقي أم ثمة استهداف سياسي؟! وهذا «التشكيك الاتهامي» الصادر عن قيادة حزب الله تكمله مجموعة تساؤلات طرحت عبر أوساط إعلامية ودوائر سياسية، وركزت على «الاستنسابية» التي تعامل بها المحقق العدلي من خلال ادعائه على جهات معينة وإهماله لآخرين، وعدم اعتماد وحدة المعايير، ومن دون أن يكون هناك معيار واضح، بحيث جرى استدعاء رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ولم يتم استدعاء رؤساء حكومات تعاقبوا على هذا المركز منذ العام 2014 وحتى نهاية العام 2019. كما لم يتم استدعاء كل وزير عدل ووزير مالية ووزير أشغال في الفترة نفسها، وفيما تم استدعاء قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي ومدير المخابرات في تلك الفترة العميد كحلي ضاهر، لم يتخذ الإجراء نفسه مع قائد الجيش الحالي ومدير المخابرات.

لشرح و«تبسيط» الموضوع وطبيعة المشكلات التي يمكن أن تعترض هذا الملف الحساس والدقيق. يمكن القول إن اللائحة التي أصدرها المحقق العدلي تشمل 3 فئات:

1 – فئة النواب (علي حسن خليل، غازي زعيتر، نهاد المشنوق)، وهؤلاء طلب القاضي البيطار رفع الحصانة النيابية عنهم، وقد لقي طلبه تجاوبا فوريا من الرئيس نبيه بري الذي عين موعدا لجلسة نيابية يتأمن نصابها بأكثرية النصف زائد واحد (65 نائبا)، ويؤخذ قرار رفع الحصانة فيها بالأكثرية النسبية (أكثرية الحضور). ولكن هذا التجاوب السريع من جانب بري، ومن باب التزام القانون وفصل السلطات وقطع الطريق على أي استغلال سياسي لقضية وطنية وإنسانية، لا يعني أن طريق رفع الحصانة «معبد» وسالك. هناك أولا احتمال عدم توافر النصاب القانوني للجلسة. وهناك ثانيا احتمال التصويت لمصلحة عدم رفع الحصانة بسبب عيوب في الشكل والأصول.

2 – فئة الوزراء السابقين، ومنهم من أصبح نائبا مثل علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق، ومنهم من لم يصبح نائبا مثل يوسف فنيانوس. وهؤلاء يحالون الى المجلس الأعلى لمحاكمة الوزراء والرؤساء (غير الموجود حاليا)، طالما أن التهمة الموجهة الى الوزراء هي «الإهمال» ولا ينطبق عليهم السند القانوني الذي ينص على «جرم القتل عمدا» أو النتيجة الجرمية الناشئة عن الفعل أو عدم الفعل إذا كان الفاعل توقع حصولها وقبل المخاطرة.

3 – فئة رؤساء الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية. وهنا برز بشكل خاص اسم مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ليس فقط لأنها المرة الأولى التي يرد اسمه في هذه القضية ومن دون مقدمات، وإنما نظرا لموقعه ودوره اللذين يتجاوزان مركزه ووظيفته، خصوصا أن ما حققه من إنجازات على مر السنوات الماضية وما نسجه من علاقات دولية، وما يحكى عن دور سياسي مستقبلي له، كل ذلك دفع الى طرح تساؤلات عن سبب استدعائه، وإذا كان من أهداف وجهات تقف وراءه. وإذا كان مثول رؤساء الأجهزة الأمنية يتوقف على ما سيقرره ويفعله اللواء إبراهيم، فإن هذا الأمر خاضع لاعتبارات كثيرة.

 

اللواء ابراهيم: سأمثل امام القضاء عندما تكون الامور سالكة وفقا للاطر الادارية

وطنية /08 تموز 2021

استقبل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الخلية القانونية التي تشكلت لمتابعة التحقيقات في قضية تفجير المرفأ.

ووزع المحامون وسام محمد المذبوح ،احمد المستراح وباسل عباس، بيانا باسم الخلية ونيابة عن اعضائها، بعد اللقاء، قالوا فيه: "ارادوها شركا للايقاع بصاحب المسيرة المشرفة الواضحة، الذي نذر نفسه رسول خلاص وسلام ومحبة، من اعزاز الى راهبات دير معلولا وصولا الى كل قضية انسانية من شأنها ان تزيل ظلما او تبعد فتنة، وقبلهم الكثير من السعي الصامت كصدقة السر وعدهم الكثير الذي ربما يكشف مع الايام وربما لا يكشف، الا انه حولها الى فرصة لكشف الحقيقة الساطعة كما يجب ان تكون في جريمة تفجير مرفأ بيروت التي كان يراد منها ان تشكل الزلزال الثاني بعد زلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

اضاف البيان: "ليس صدفة ان تتقاطع الحملات المنظمة على شخص المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم مع "التسريبة" القضائية المتضمنة ملاحقة بصفة الادعاء بما يتناقض مع ابسط القواعد والاعراف في العمل القضائي، خصوصا في قضية محالة على المجلس العدلي، وهذا "الادعاء التسريبة" كان التمهيد له عن قصد او بالمصادفة من خلال بث شائعات تريد توتير الجو الجنوبي ربطا بالاستحقاق النيابي، ولان الجنوب يختصر كل جهات الوطن، فالهدف هو توتير الجو الوطني تحضيرا لسيناريوهات خطيرة منبعها احقاد شخصية واحلام من سراب، الا ان المعنيين الذين صهرتهم التجارب وأدوها في مهدها وجعلوا من نارها بردا وسلاما على لبنان الذي يحتاج الى كل بقعة ضوء وجمع الارادات الصادقة لاستنقاذه من قعر لا يشبهه ولا يليق به". وتابع: "فبعد طلب المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار استجواب شخصيات سياسية وعسكرية وامنية كمدعى عليهم في هذه القضية، ومن بينهم المدير اللواء ابراهيم، تداعى عدد من كبار المحامين الى تشكيل خلية قانونية زارته في مكتبه في جلسة مناقشة للتطورات الاخيرة المتعلقة في قضية مرفأ بيروت، ونقل الزوار عنه تأكيده انه "من الحريصين على حقوق اهالي الشهداء بكشف الحقيقة ومعاقبة كل متورط".

اما اعضاء الخلية فقد اكدوا ان "اكبر جريمة بحق الشهداء وعوائلهم هي رمي الاتهامات جزافا، تنفيذا لمآرب سياسية واقصاء لرجال مؤسسات، وحدهم القادرين على القيام بالدولة من الرماد، ونحن بصدد تشكيل خلية قانونية لمراقبة التحقيقات حرصا على حقوق اهالي الشهداء ومنعا لجعل ملف التحقيق شماعة سياسية تستعمل للنيل من رجل دولة ومؤسسات خرج من زواريب الطوائف والمذاهب والمحسوبيات عابرا بمؤسسة الامن العام ولبنان من الوطن الى كل العالم، مستحقا بجدارة توصيف "رجل الامن الانساني"، ولم يتصرف يوما الا وفقا للاطر الادارية والقانونية".

واشار البيان الى ان "السؤال الذي يطرح، لا بل وطرح مباشرة على المدير العام للامن العام ، هل اللواء ابراهيم فوق القانون؟ والجواب الذي سمعه اعضاء الخلية حاسم وواضح لا يحتمل التفسير او التأويل الا وهو "ان مسيرتي الشخصية وانا ابن المؤسسة العسكرية دائما وابدا احترم السلطة القضائية وانا لست فوق القانون، وسأمثل امام القضاء عندما تكون الامور سالكة وفقا للاطر الادارية والقانونية".

والسؤال الاخر الذي طرح ايضا، لماذا الان تشويه صورة اللواء ابراهيم من خلال ادراج اسمه في ملف تفجير المرفأ وتحويل الاموال الى الامارات وبيانات من بعض النواب ومحاولة افشال زيارة واشطن وغيرهم الكثير؟، لا يتردد باسماع اعضاء الخلية موقفه المباشر القائل "ربما لا يريد البعض ابقاء روح العمل والامل لدى اللبنانيين، وهناك انزعاج من الدور الوطني العابر للطوائف والمذاهب والقوى السياسية على اختلافها، لا سيما اعادة المفقودين والموقوفين والمحتجزين، وصولا الى الخوف الذي يلامس حالة الذعر من اي دور سياسي وطني.

وتنفتح الاسئلة المباشرة من قبل اعضاء الخلية اكثر في السؤال المحدد عما اذا كان هناك طموح سياسي للواء ابراهيم؟ ليأتي الجواب الذي لا شبهة فيه بتأكيده "لقد قلتها اكثر من مرة واكررها امامكم، انني افضل العمل في المستوى التنفيذي الحكومي اي اجرائيا، وليس في الهيئة التشريعية".

وعن كيفية مقاربته لانفجار مرفأ بيروت؟، يعتبر اللواء ابراهيم "انها كارثة وطنية وانسانية ويجب ان يقدم القضاء تقريره للرأي العام حول تحديد اسباب الانفجار، وأحيي ارواح الشهداء الذين ارتقوا واشد على ايدي اهاليهم، ومن البديهي رسم علامات استفهام كبرى حول لماذا لم يُسأل عن اصحاب الباخرة التي اتت بنيترات الامونيوم؟، فالفرضيات ما زالت كثيرة والسبب ان هذه المادة لا تنفجر الا اذا احتكت بمواد متفجرة".

ولدى سؤال اعضاء الخلية عن اسباب الحملة على شخص اللواء ابراهيم اكد "انها حملة مشبوهة وسنعلن للرأي العام قريبا من يقف وراء هذه الحملة، فالبعض في الداخل والخارج يعمل على اغتيال اللواء ابراهيم معنويا، وبقي امامهم الاغتيال الجسدي ولست اهم من اي شهيد ارتقى من اجل لبنان، فطبيعة الاستهداف شخصية، والا لماذا لم يتم الحديث عن باقي الاجهزة التي لها علاقة بمرفأ بيروت".

وحول الحملة الاعلانية التي انطلقت داعمة لشخص اللواء ابراهيم فانه اوضح لاعضاء الخلية انه "يشكر محبة الناس الذي يعبرون بصدق عن مشاعرهم الصادقة نحوي، وهذه الحملة انطلقت ثم تصاعدت اثناء وجودي خارج لبنان".

 

نظام الحصانات يُنقذ اللواء عباس ابراهيم من "إنفجار بيطار"!

سبوت شوت/08 تموز 2021

مع رفض وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة محمد فهمي، إعطاء الإذن للمحقق العدلي طارق البيطار، بملاحقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قضائياً، بعد أن ادّعى عليه في قضية انفجار المرفأ، ومع ما بقي أمام المحقق العدلي من خيارات، أشار المحامي بالإستئناف جورج خوري الى أن المادة 61 من قانون نظام الموظفين تنص على أنه "لا يجوز ملاحقة أي موظف بسبب فعل ناشئ عن الوظيفة، إلا بعد الإستحصال على إذن من الإدارة المختصة". وشرح خوري في مقابلةٍ مع "سبوت شوت" أن القاضي بيطار يُحيل طلب إذن الملاحقة الى النيابة العامة التمييزية، التي بدورها تحيله الى وزارة الداخلية لإعطاء الإذن، منوهًا بأنه "على وزير الداخلية خلال مدة 15 يوم التي تلي ورود الطلب الى الوزارة أن يعطي قراره بهذا الموضوع، ويجب أن يكون معلَّلاً، وإذا لم يُعطِ الوزير قراره خلال هذه المدة يُعتبر أن هناك موافقة ضمنية، وبالتالي الإذن ممنوح". وفي حال رفض وزير الداخلية إعطاء هذا الإذن، أشار خوري الى أنه "حينها، تُحيل النيابة العامة التمييزية هذا الملف الى النائب العام لمحكمة التمييز ليبتّ بهذا الموضوع، وإذا لم يعطِ هو الأخير قراره خلال مدة 15 يومًا ايضًا، يعتبر ذلم موافقة ضمنية منه، أي أن الإذن يكون قد أعطي بالملاحقة". وشدد خوري على "مسألة هامة"، وهي أنه "في حال لم تتجاوب النيابة العامة التمييزية، ورفض النائب العام لمحكمة التمييز إعطاء الإذن بالملاحقة، فعندها تتوقف الملاحقة بحق الموظفين، لأن المادة 61 في بدايتها تنص على أنه لا يجوز ملاحقة الموظف إلّا بعد أخذ الإذن من الإدارة، التي في هذه الحالة تكون وزارة الداخلية والوزير محمد فهمي، وهما لم يعطيا الإذن بعد، وبالتالي لا تجوز الملاحقة".

 

أزمة المحروقات الى الإنحسار؟

إم تي في اللبنانية/08 تموز 2021

كشف رئيس مجلس إدارة Liquigaz وكورال اوسكار يمين أنّ “مصرف لبنان، ولحلّ الازمة المتفاقمة والحدّ من معاناة اللبنانيين، قام إستثنائيا بتسديد مستحقات جميع الشركات المستوردة”. واضاف يمين: “كما اعطى موافقات استيراد مسبقة تغطي البواخر القادمة خلال 10 أيام مقبلة، وعليه ستسلم الشركات بكل طاقاتها خلال عطلة نهاية الاسبوع لكي تبدأ الازمة بالحلحلة بداية الاسبوع المقبل”. وأكد أن “هذا ما سيشكل انفراجاً وتبدأ الازمة بالانحسار ابتداء من يوم الثلثاء.”

 

ريفي لـ ” السياسة”: لحظات الارتطام مع العهد قريبة جداً ولا بديل عن إسقاط المنظومة

بيروت ـ “السياسة” /08 تموز 2021

 أكد وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي، أن “هناك استحالة في تشكيل حكومة جديدة في ظل العهد الحالي”، مطالباً بـ”إسقاط هذه المنظومة التي تتحمل مسؤولية أساسية في وصول الوضع إلى ما وصل إليه”. وقال لـ”السياسة”، إن “لحظات الارتطام أصبحت قريبة جداً، في مقابل وجود جهود عربية ودولية لمنع البلد من الانهيار، ما يحتم الدخول في مرحلة انتقالية، ستكون صعبة، لكنها أشبه بمرحلة مخاض عسير، ولا بد من الخروج من النفق في آخر المطاف”. وشدد ريفي، على “ضرورة قيام حكومة إنقاذية انتقالية من أشخاص وطنيين، نزهاء وحياديين وسياديين، داعياً إلى “إسقاط ما تبقى من هذا العهد، والمجيء بأشخاص من خارج هذه الطبقة الفاسدة، لا علاقة لهم بكل المسؤولين الحاليين من أجل الانتقال إلى مرحلة مختلفة كلياً عن وضعنا الراهن”. وأشاد ريفي بأداء المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار. وقال إن “المطلوب تأمين حماية للقاضي البيطار تفوق حماية رئيس الجمهورية، لأنه دخل منطقة حساسة جداً في تحقيقاته، وبالتالي فهناك خطر على حياته من المافيات الإجرامية، وكذلك تأمين الحماية للفريق الأمني الذي يساعده. وهذا يعني أن حماية القاضي البيطار، باتت مسؤولية وطنية عليا”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

صيف أوروبي ساخن لاقتلاع جذور “الإخوان” والإرهاب

إجراءات مشددة في النمسا وألمانيا بحظر رموز وشعارات الجماعة

فيينا- وكالات/08 تموز 2021

 ضربة جديدة موجعة تلقتها جماعة الإخوان في النمسا، وذلك بالتزامن مع تضييقات غير مسبوقة على نشاط الجماعة في أوروبا، بدأت منذ منتصف العام الماضي، وتكثفت بعد إقرار الاتحاد الأوروبي قانون مكافحة الإرهاب والتطرف بآليات جديدة.  وأشار مراقبون إلى أن الخطوات الأوروبية المتلاحقة ضد الإخوان والتنظيمات الإرهابية ستضاعف أزمات التنظيم الحالية، خصوصا أنه اعتمد على عدة دول كملاذ آمن لأنشطته واستثماراته كان كلها داخل أوروبا، فضلا عن كون الحظر الأوروبي يتزامن مع تضييق غير مسبوق على أنشطة الجماعة في تركيا، ما قد تسبب في شل حركة التنظيم وعدم تمكنه من ممارسة أي نشاط. وأوضحت مصادر، أن الهجوم الإرهابي الذي حدث مؤخراً في العاصمة النمساوية فيينا كان له الأثر الأكبر في دفع أوروبا باتخاذ إجراءات شديدة وجديدة ضد المنظمات والجمعيات المتعلقة بالإسلام السياسي، والتي باتت تنتشر بشكل إخطبوطي في عدة دول منسقة عدة مشاريع متشددة مع بعضها البعض، ولا سيما بعد تصريحات النمسا بأنها صادرت أكثر من 20 مليون يورو من أموال الجماعة التابعة للإخوان، حيث أكدت السلطات النمساوية أن تلك الأموال تستخدم في تمويل الإرهاب. وأقر المجلس الوطني في النمسا قانون جديد لمكافحة الإرهاب والتطرف يستهدف تعزيز جهود الدولة لحظر نشاطات التنظيمات الإرهابية وملاحقة مموليها. ووفق وزير الداخلية النمساوي كارل نيهمر تتيح التشريعات الجديدة تغليظ العقوبات على البيئات الحاضنة للمتطرفين وتسهل عملية مراقبتهم وكذلك مراقبة خطاب الكراهية والتشدد الديني واستغلال شبكة الانترنت في هذه الأغراض.

وقال نيهمر، إن البرلمان وافق على الإلزام بوضع السوار الإلكتروني في الكاحل في حالة الإفراج المشروط عن المدانين بالإرهاب كما تتضمن الحزمة أيضًا الاعتراف بالجريمة الجنائية ذات الدوافع الدينية. وذكر الوزير أن الإرهابيين يهدفون إلى تقسيم المجتمع ولم ينجح المتطرفون في القيام بذلك في الهجوم الإرهابي، الذي وقع في فيينا في 2 نوفمبر الماضي، مشددًا على أن قوات الأمن تتخذ الاحتياطات اللازمة للحد من مخاطر وقوع هجوم إرهابي آخر. وكانت السلطات الألمانية أعلنت حظر جماعة “أنصار الدولية” في 6 مايو 2021 بسبب تورطها في تمويل منظمات إرهابية كـ”هيئة تحرير الشام” في سورية و”حركة الشباب الصومالية”. وبعد يوم واحد، 7 مايو الفائت، أقر البرلمان الألماني تعديلاً على قانون مكافحة التطرف والكراهية على شبكة الإنترنت، يسمح القانون بتوسيع صلاحيات الشرطة والقضاء لاتخاذ إجراءات كثيرة جداً وأكثر حسماً ضد أي أشكال تحريض.

من جانبه، أكد رئيس المجلس الأوروبي للاستخبارات ودراسات مكافحة الإرهاب جايم محمد على أهمية القانون الذي اعتبره خطوة جيدة نحو مزيد من الإجراءات القانونية التي تواجه انتشار وتغلغل التنظيمات الإرهابية داخل المجتمعات الأوروبية، وفق الستراتيجية التي أقرها الاتحاد الأوروبي نهاية العام الماضي بهذا الصدد. وقال محمد في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، حظرت النمسا نشاط حزب الله اللبناني واعتبرته منظمة إرهابية، بجناحيه السياسي والعسكري، متجاوزة في ذلك سياسة الاتحاد الأوروبي لحظر التي تكتفي بحظر الذراع العسكري فقط. وبداية من 1 مارس 2019، بدأ سريان قانون حظر رموز وشعارات التنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتها الإخوان وحزب الله وتنظيم الذئاب الرمادية التركي. وينص القانون على حظر كافة الشعارات السياسية والأعلام الخاصة بجماعة الإخوان من الوجود في الشوارع والأماكن العامة. وحددت النمسا غرامة تتراوح بين (4000) يورو إلى (10000) يورو للأشخاص الذين سيخالفون القرار.

 

السعودية: التصعيد الإيراني يُعرقل أي تفاوض ويثير الشكوك

خالد بن سلمان بحث مع بلينكن جهود الحفاظ على الأمن والسلام الإقليمي والدولي

الرياض، عواصم – وكالات/08 تموز 2021

 أكد السفير السعودي لدى النمسا ومحافظ السعودية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان، أن توجه إيران السلبي يؤثر على أي مفاوضات نووية، مشددا على أن سعي إيران لتخصيب يورانيوم بنسبة 20 في المئة “مثير للقلق”، متسائلاً عن نوايا إيران الحقيقية وراء الخطوة. وقال بن سلطان في سلسلة تغريدات على “تويتر” إن الخطوات التصعيدية التي أعلنت عنها إيران لا تتواكب مع تصريحاتها حول سلمية برنامجها النووي، وتؤكد نواياها وسعيها للحصول على قدرات إنتاج سلاح نووي، معتبرا أن سياسة التصعيد تعرقل اي حوار وتفاوض، وترفع من شكوك المجتمع الدولي حيال ايران ونواياها. وحذر من أن إيران تكتسب خبرة نووية لا يمكن عكسها، معتبراً أن “توجهات طهران تؤكد سعيها للحصول على سلاح نووي”. من جانبه، عقد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، لقاءات في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، شارك فيها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. وكتب الأمير خالد بن سلمان على حسابه في “تويتر”: “التقيت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن واستعرضنا الشراكة بين البلدين وسبل تنميتها، وكذلك أبرز التطورات في المنطقة وبحثنا التعاون في الملفات ذات الاهتمام المشترك، ودعم جهود الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي”. كما ذكر أنه التقى أيضاً وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، مضيفاً: “تناولنا التنسيق المتبادل في إطار الشراكة بين البلدين ومستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”. من جهتها، ذكرت الخارجية الأميركية في بيان أن المسؤولين الأميركيين بحثوا مع الأمير خالد بن سلمان أمن المنطقة، والدعم الأميركي للسعودية للدفاع عن نفسها بوجه الهجمات العابرة للحدود. كما تم بحث الجهود لإرساء وقف لإطلاق النار في اليمن والمسار السياسي لحل الأزمة اليمنية، بالإضافة للحاجة إلى إصلاحات اقتصادية في لبنان ولإرسال مساعدات إنسانية للشعب اللبناني، وغيرها من المسائل المشتركة. بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن الأمير خالد بن سلمان بحث مع المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، والمبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، الوضع في إثيوبيا ومواصلة الحوار حول آليات تعزيز السلام والأمن في البحر الأحمر، والتخفيف من الأزمة الإنسانية في اليمن والخطوات اللازمة لإنهاء الصراع هناك

 

الجيش الأميركي يغلق ثلاث قواعد عسكرية له في قطر

واشنطن، عواصم – وكالات/08 تموز 2021

 أغلق الجيش الأميركي ثلاث قواعد عسكرية في قطر، ونقل المعدات والجنود منها إلى الأردن، في خطوة تهدف للتقليل من خطر الهجمات الصاروخية في المنطقة من قبل إيران وميليشياتها. وكانت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أصدرت بياناً الأسبوع الماضي، أكدت فيه أن الجيش الأميركي أغلق معسكر السيلية الرئيسي في قطر الشهر الماضي، إلى جانب معسكر السيلية الجنوبي، ونقطة إمداد بالذخيرة تسمى “فالكون”، مضيفة أن المعسكر كان بمثابة نقطة انطلاق أمامية للإمدادات الأميركية في الشرق الأوسط، حيث يحتوي على 27 مستودعاً لتخزين الدبابات وناقلات الجند المدرعة ومجموعة متنوعة من المعدات. وقال بيان للقيادة المركزية الأميركية “سينتكوم” إن الإمدادات من القواعد الثلاث، بالإضافة إلى مهمة دعم متمركزة هناك، أصبحت الآن جزءاً من مجموعة دعم المنطقة في الأردن.

 

بايدن يستقبل العاهل الأردني 19 الجاري في البيت الأبيض

واشنطن – وكالات/08 تموز 2021

 أعلنت الولايات المتحدة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيستضيف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بالبيت الأبيض في 19 يوليو الجاري، ليكون اللقاء هو الأول بين بايدن وزعيم عربي منذ انتخاب الرئيس الأميركي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في بيان، أمس، إن زيارة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا وولي العهد الأمير الحسين للولايات المتحدة تسلط الضوء على الشراكة الدائمة والستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن. وأضافت، إن بايدن يتطلع إلى الترحيب بالملك وقرينته وولي العهد في البيت الأبيض، موضحة أن هذه الزيارة ستتيح الفرصة لمناقشة العديد من التحديات التي تواجه الشرق الأوسط وإبراز دور الأردن القيادي في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وأشارت، إلى أن بايدن يتطلع إلى العمل مع الملك لتعزيز التعاون الثنائي في العديد من القضايا . من ناحية ثانية، أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، خلال زيارته معبر حدود جابر، مع سورية، أمس، إيقاف العمل بنظام الـ “باك تو باك”، من دون المساس بالاشتراطات الصحية.

 

بايدن: أنفقنا تريليون دولار لتدريب القوات الأفغانية

بايدن: سيطرة طالبان بشكل كامل على أفغانستان أمر غير مرجح

دبي - العربية.نت/08 تموز 2021

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن بلاده ستنجز مهمة الانسحاب من أفغانستان في أواخر أغسطس، مشيرا إلى أن القادة العسكريين نصحوه بالانسحاب بسرعة من هذه البلاد التي طالت فيها الحرب لنحو 20 عاماً. وأضاف في مؤتمر صحفي مساء الخميس، أن الجيش الأميركي أنجز مهمته بفاعلية في أفغانستان، لافتا إلى أن المهمة مستمرة حتى نهاية شهر أغسطس. كما أشار إلى أن القوات الأميركية قضت على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ومنعت تحول البلاد إلى منطلق لمهاجمة أميركا ومصالحها. وأوضح أن قوات بلاده عملت على تدريب القوات الأفغانية وقدمت لها الأسلحة المتطورة، كاشفا أنه تم إنفاق تريليون دولار لتدريب وتجهيز قوات الأمن الأفغانية. إلى هذا، نصح القادة الأفغان بأن يتوحدوا لتوفير مستقبل أفضل لمواطنيهم، مستبعدا سيطرة طالبان بشكل كامل على أفغانستان. وكشف الرئيس الأميركي عن تنسيق إدارته مع الشركاء في العالم لتأمين المطار الدولي في كابول، موضحا أن دولا في المنطقة تساعد من أجل التوصل لتسوية سلمية في أفغانستان. أما فيما يخص ملف المتعاونين مع القوات الأميركية ويخشون انتقام حركة طالبان فأكد أن واشنطن ستساعد الأفغان الذين ساعدوا القوات الأميركية لا سيما المترجمين، قائلا "الولايات المتحدة مفتوحة للمواطنين الأفغان الذين ساعدوا قواتنا". وقال "لن نبقى في أفغانستان للأبد وعلى القادة هناك تحملوا مسؤولياتهم"، لافتا إلى أن إدارة سلفه ترمب توصلت لاتفاق مع طالبان لسحب قواتنا في مايو الماضي. إلى ذلك، شدد بايدن على أن التهديد الإرهابي اتسع نطاقه ولم يعد يقتصر على أفغانستان، مطالبا بضرورة تركيز موارد أميركا على تحقيق التفوق على الصين. كذلك أضاف أن بلاده دفعت تكلفة باهظة وتضحيات كبيرة في أفغانستان، وأردف "ننهي أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة". وفي حين عبر الرئيس الأميركي عن عدم ثقته في حركة طالبان، أكد ثقته في قدرة الجيش الأفغاني. وقال إن "الهدف من الذهاب لأفغانستان كان لقتل بن لادن وشل قدرة القاعدة على مهاجمتنا، ونجحنا في ذلك". يشار إلى أنه مع اقتراب إتمام انسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل من أفغانستان، تواصل حركة طالبان سيطرتها على مزيد من الولايات والمناطق في البلاد، بعد ارتفاع حدة القتال بينها وبين القوات الحكومية.

 

التهريب يُشعل الاشتباكات بين الفصائل التركية في حلب

"دول أستانا" أكدت التزامها بسيادة سورية وتعهدت مكافحة الإرهاب

دمشق – وكالات/08 تموز 2021

 اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس، بين لواء شمر، التابع لـ”فرقة الحمزة” من جهة، و”الجبهة الشامية وحركة أحرار الشام” من جهة أُخرى، في منطقة السكرية، الواقعة قرب مدينة الباب شرق حلب، وذلك بسبب خلافات على فتح طريق للتهريب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “الاشتباكات وقعت بسبب خلاف على فتح طريق للتهريب نحو مناطق النظام السوري من المنطقة، من دون ورود معلومات عن حجم الخسائر البشرية”. وأشار، إلى أن “هذه الاشتباكات جاءت بعد أيام من اندلاع اشتباكات، بين ميليشيا جيش النخبة وصقور الشمال، الموالين لتركيا، في قرية درويش ميدانكي بريف عفرين شمال حلب، ما أدى لوقوع ست إصابات من كلا الطرفين، فيما لا يزال التوتر يسود المنطقة بين تلك الفصائل”. من ناحية ثانية، أكد المجتمعون في الاجتماع الدولي الـ16 بصيغة “أستانا”، في البيان الختامي، مواصلة العمل المشترك لمكافحة الإرهاب في سورية، حتى القضاء عليه بشكل نهائي، ورفض الأجندات الانفصالية الهادفة إلى تقويض سيادة سورية ووحدة أراضيها. وقالوا، إن “الدول الضامنة تجدد التزامها القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها” رافضين جميع المحاولات الرامية لإيجاد وقائع جديدة على الأرض بذريعة مكافحة الإرهاب، ونهب عائدات النفط التي ينبغي أن تكون ملكاً لسورية. ودانوا، الاعتداءات الإسرائيلية على سورية، مشددين على التزام الدول الضامنة بدفع العملية السياسية التي يقودها ويملكها السوريون وتيسرها الأمم المتحدة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254. من جهته، قال رئيس وفد النظام إلى “أستانا” أيمن سوسان، إن “مواصلة التركي دعم التنظيمات الإرهابية في سورية انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وتفاهمات أستانا”.

وأكد، أن بعض الدول لا تزال تتجاهل إرادة السوريين وتواصل ممارساتها العدوانية، في إشارة إلى الجانب التركي، مضيفاً إن “الاحتلال الأميركي والتركي لأجزاء من الأراضي السورية يمثل أهم أسباب إطالة أمد الأزمة في سورية، والاحتلالان يواصلان نهب الثروات السورية”.

بدوره، قال رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة، إن “الأسد بعد الانتخابات بات أكثر تشدداً بعكس ما كان يقول قبلها”، مؤكداً أن الوضع في إدلب أفضل من بقية سورية. من ناحية ثانية، أشار “المرصد”، أول من أمس، إلى أن أربعة عناصر من قوات النظام، بينهم ضابط برتبة ملازم، قتلوا، وأصيب اثنان آخران، جراء استهداف سيارة عسكرية بعبوة ناسفة مزروعة على الطريق الواصل بين قريتي نافعة – عين ذكر في ريف درعا الغربي. على صعيد آخر، أرجئ التصويت في مجلس الأمن الدولي على تمديد آلية إدخال المساعدات إلى سورية، الذي كان مقرراً أمس، رغم أن غداً السبت، سينتهي تفويض الأمم المتحدة لإدخال المساعدات إلى سورية عبر الحدود، الساري منذ العام 2014، بعدما تم تخفيضه بشكل حاد في العام الماضي، بضغط من موسكو. وأوضح ديبلوماسي غربي، أن الفكرة حالياً هي إجراء التصويت اليوم الجمعة، بينما قال مصدر آخر، إن التأجيل يمنح “مزيداً من الوقت لاستكمال المفاوضات”.

 

إثيوبيا تحتشد شعبياً لحماية “سد النهضة” وإكمال الملء الثاني

عواصم – وكالات/08 تموز 2021

 دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد علي، أمس، المواطنين الإثيوبيين إلى دعم جهود الملء الثاني لخزان سد النهضة، معتبرا أن ذلك يعد دفاعا عن سيادة بلاده.

وكتب آبي أحمد على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “ندافع جميعا عن إثيوبيا، وإكمال الملء الثاني من خزان سد النهضة”. وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن بلاده مستمرة في عملية الملء الثاني لخزان سد النهضة. وأضاف: “دعونا نسعى جاهدين لدعم سيادتنا وديبلوماسيتنا والعديد من المجالات”.

وأتت هذه التصريحات قبيل ساعات من اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن السد، حيث قدمت تونس لشركائها الـ 14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو أديس أبابا إلى التوقف عن ملء خزان سد النهضة. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال إنه سيحث مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار يدعو الدول الثلاث المعنية بقضية سد النهضة، مصر والسودان وإثيوبيا، إلى التوصل لاتفاق ملزم خلال ستة أشهر. وأضاف شكري، في مقابلة مع وكالة “أسوشييتد برس”، ليل أول من أمس، أن مصر والسودان دعتا إلى اجتماع لمجلس الأمن في ظل “التهديد الوجودي” لشعبي البلدين من سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى قرار إثيوبيا بدء ملء خزان السد للمرة الثانية، والذي قال إنه ينتهك اتفاقية عام 2015. وأعرب شكري عن تأييد بلاده لنص مشروع القرار التونسي، ووصفه بأنه “متوازن”، وقال إنه “يعزز الدور المركزي لرئيس الاتحاد الأفريقي من إجراء مفاوضات بصيغة مُحسَّنة” من أجل إيجاد طرق لحل “القضايا التي أعاقت الوصول إلى نتيجة لهذه المفاوضات”. وفي الاطار، قال الوفد المصري في مفاوضات “سد النهضة”، أمس، إن “السد العالي سيعوض أي نقص بالمياه خلال العام المقبل”، مشيرا إلى أن السودان سيكون الأكثر تضررا من الملء الثاني لـ “سد النهضة”. وقال الوفد المصري إن “إثيوبيا أخطرت مصر بنيتها حجز 13 مليار متر مكعب خلال يوليو وأغسطس ورفضت إمكانية إخراج أي مياه حال حدوث الجفاف”، مؤكدا أنه “من الصعب على إثيوبيا أن تصل لهذا المقدار من تخزين المياه الذي تنوي ملأه”. ولفت إلى أن “تأثير الملء الثاني لسد النهضة على مصر، سيكون غير مباشر ولن يشعر به المواطن العام المقبل، ولكن سيظهر في تناقص قدرة السد العالي على مجابهة الجفاف لنقص المياه، كما أن التأثير سيكون تراكمي على مدار السنوات”، موضحا أن “الاتفاق حول ملء وتشغيل السد يقضي بأن تخرج إثيوبيا كمية من المياه لمواجهة الجفاف ما يقلل من الضرر، وهو ما ترفضه أديس أبابا”. وعن تأثير الملء الثاني للسد على السودان في حالة تم كاملا، ذكر أنه “سيكون له تأثير مباشر ولحظي خاصة لأنه سيمنع المياه في فترة معينة”، مضيفا أن “السودان يعمل على اتخاذ مناورات مائية لتجنب حدوث عطش ونقص في المناسيب”.

 

وزير خارجية مصر: سندافع عن حقوقنا بكل الوسائل المتاحة وإثيوبيا رفضت كل الحلول التوافقية لأزمة سد النهضة

دبي - العربية.نت/08 تموز 2021

عقب انتهاء جلسة مجلس الأمن حول سد النهضة، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن بلاده ستدافع عن حقوق مواطنيها بكل الوسائل المتاحة، مشددا على أن المفاوضات يجب أن تتم في إطار زمني محدد.وقال إن مصر أقرت بحق إثيوبيا في إقامة السد لكنها -أي مصر- تريد حماية مصالحها، مضيفا أن الجانب الإثيوبي يريد مواصلة التفاوض إلى ما لا نهاية.  وكان شكري أكد أيضا خلال كلمته أمام مجلس الأمن، أن مصر تواجه تهديدا وجوديا بسبب سد النهضة. كما اتهم إثيوبيا بتعمد إخراج الحوار الذي قاده الاتحاد الإفريقي عن مساره، مشددا على أن سد النهضة يشكل خطرا على مصالح مصر.

إلى ذلك، اعتبر أن أديس أبابا تستخدم المفاوضات كباب خلفي لتكريث وضع سد النهضة. وحث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الإقليميين، معربا عن أمله في أن يدرك مجلس الأمن خطورة أزمة سد النهضة. كما أشار إلى أن مصر ستبذل كل الجهود للتوصل لاتفاق بشأن السد الإثيوبي، رغم أن إثيوبيا رفضت كل المقترحات المصرية والسودانية لحل الأزمة. وأوضح أن إثيوبيا قوضت محادثات برعاية واشنطن وأخرى عقدت في السودان، لافتا إلى أن النهج الإثيوبي المؤسف أحبط كل جهود حل أزمة سد النهضة. كما لفت إلى أن سد النهضة سيؤدى لأضرار لا تعد ولا تحصى لمصر، مؤكدا أن الضرر الذى سينتجه سد النهضة حال عدم التوصل لاتفاق قانوني ملزم، سيؤدي لحرمان الملايين من المصريين من المياه، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي لتدمير آلاف الأفدنة وزيادة التصحر في البلاد.

وطالب المجتمع الدولي بأن يبذل جهودا كبيرة لمنع تحول سد النهضة لتهديد وجودي لمصر، بالدعوة للأطراف الثلاثة للتوصل لاتفاق في إطار توقيت زمني محدد، موضحا أنه إذا تعرض بقاء مصر للخطر، فلن يكون أمامنا بديل لحماية حقها في الحياة. بدورها، حذرت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، في كلمتها أمام مجلس الأمن، من مخاطر سد النهضة، قائلة إنه "بدون التوصل إلى اتفاق تتحول فوائد سد النهضة الإثيوبي إلى مخاطر حقيقية". كما شددت على ضرورة الاطلاع على ملء وتشغيل سد النهضة لأهمية ذلك للمشاريع الزراعية السودانية، معتبرة سلوك إثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة بأنه يهدد السودانيين. وكشفت عن أن سد النهضة سيقلل نسبة الأراضي الزراعية 50%، موضحة أن ملء إثيوبيا الأول تسبب بانخفاض مستوى المياه في النيل الأزرق. إلى ذلك، قالت إن هذا السد يؤثر على نصف سكان السودان وكامل سكان مصر، ورغم ذلك تصر إثيوبيا على الملء الثاني رغم معرفتها بالأضرار. وطالبت المجتمع الدولي بإلزام إثيوبيا بعدم اتخاذ خطوات أحادية، مؤكدة أن صمت مجلس الأمن سيرسل رسالة خاطئة. آلية لفض النزاع من جهته، دعا المبعوث الأممي للقرن الإفريقي بارفيه أونانغا الدول الثلاث إلى التوصل لاتفاق علي آلية فض النزاع بشأن السد، مشيراً إلى أن فشل تلك الأطراف في التوصل لآلية تعاطي مع القضايا الخلافية في الوقت السابق يدعو للقلق. كما دعا إلى تجنب التصريحات التي من شأنها زيادة التوتر بين تلك الدول. وحذر من الفشل في التوصل لآلية توافقية في القضايا الفنية، داعياً الدول الثلاث إلى تفادي أي تصريحات تزيد التوتر. كذلك، طالبت مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنغر أندرسن، بتجاوز الخلافات القائمة بين مصر والسودان وإثيوبيا.

 

محادثات مغربية – إسرائيلية لبحث تطوير التعاون الثنائي

الرباط – وكالات/08 تموز 2021

 عقدت، في الرباط، محادثات مغربية – إسرائيلية، خلال لقاء جمع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية ألون أوشبيز. وترأس المحادثات، التي جرت، أول من أمس، في مقر وزارة الخارجية المغربية بالرباط، مدير عام الشؤون السياسية بوزارة الشؤون الخارجية فؤاد يازوغ، وأوشبيز، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب على رأس وفد من بلاده، بعد لقائه مع بوريطة. وذكرت وزارة الخارجية المغربية، في بيان، أن “يازوغ وأوشبيز تطرقا خلال المحادثات، للعلاقات الثنائية، كما بحثا في سبل إعطاء مضمون لهذا التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، وذلك طبقا للاتفاق الثلاثي الموقع بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، في ديسمبر العام 2020”. وأضافت، إن “الجانبين تبادلا أيضاً وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

السودان يتهم شبكات خارجية باستهدافه بالشائعات

الخرطوم – وكالات/08 تموز 2021

 أثارت الحكومة السودانية مجدداً، أمس، مسألة انتشار الشائعات، وتقويض السلطة الانتقالية في البلاد التي رزحت لسنوات تحت حكم عمر البشير. وكشفت وزارة الثقافة والإعلام السودانية أنها رصدت انتشار شبكات تعمل عبر وسائط التواصل الاجتماعي بشكل منهجي من أجل إنتاج وبث الشائعات والأنباء الكاذبة السلبية عن البلاد. وأوضحت أن تلك الشائعات تهدف لإثارة الكراهية والنعرات العنصرية والجهوية والقبلية وتشويه صورة السودان في محيطه الإقليمي والدولي سعياً لتقويض المرحلة الانتقالية وإعاقة استكمال مهام الثورة، مشيرة إلى أن هذه الشبكات مرتبطة بالنظام البائد “وبعض الجماعات الإرهابية المتطرفة بالمنطقة”. وكانت نيابة المعلوماتية حجبت في 29 يونيو الفائت، 32 موقعاً إلكترونياً، من المواقع التي تقدم خدمات صحافية.

 

انفجار يهز ميناء جبل علي بسبب حريق على سفينة من جزر القمر

السلطات الإماراتية سيطرت عليه في 40 دقيقة وأعلنت استئناف العمليات اللوجيستية وفتحت تحقيقاً

دبي، عواصم – وكالات/08 تموز 2021

 أعلن وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي أمس، استئناف العمليات اللوجستية في ميناء جبل علي، بعد توقف بسبب انفجار هز الميناء ليل أول من أمس، نجم عن حريق في حاوية على متن سفينة حاويات بالميناء، مشددا على أن “أولويتنا الآن هي ضمان عدم تأثير الحادث على البيئة البحرية”. من جانبها، باشرت سلطات ميناء جبل علي، تحقيقًا موسعًا حول سبب الحريق، مشيرة في بيان إلى استمرار عمليات الميناء كالمعتاد دون أي تعطيل لجدولها الزمني. ووفق البيان، لم ينجُم عن الحادث وقوع إصابات بفضل الإجراءات السريعة التي اتخذتها الجهات المعنية، والتي أمرت بإخلاء السفينة الراسية في المحطة رقم (1) القديمة والتي تستخدم لتفريغ البواخر الصغيرة، بينما استمرت المحطات الأخرى (2)، (3)، (4) في العمل بشكل طبيعي وضمان استمرار عمليات الميناء دون انقطاع. وقال: “اندلع قبل منتصف ليل الأربعاء حريق في إحدى حاويات سفينة تحمل مواد قابلة للاشتعال، واتخذت سلطات الميناء، والدفاع المدني، وشرطة دبي، إجراءات سريعة لإخماد الحريق، وتم بالفعل السيطرة عليه في نحو 40 دقيقة من دون تسجيل أية أضرار أو تعطيل لعمليات الميناء”. وتفقد الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد، ميناء جبل علي، حيث اطلع على جهود فرق العمل التي تعاملت في وقت قياسي واحترافية عالية مع الحريق، معربا عن تقديره لفرق العمل وعناصر الدفاع المدني التي تواجدت منذ اللحظات الأولى في موقع الحادث، ولجهودهم في الحفاظ على سلامة الجميع وضمان استمرارية العمل في الميناء.وكان المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أعلن أن حريقا اندلع في سفينة في ميناء جبل علي، جراء انفجار في حاوية، وقالت المدير العام لمكتب دبي للإعلام منى المري، إن الحريق الذي وقع في أكبر مركز شحن في الشرق الأوسط، نتج عن حاوية تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، ووصفته بأنه “حادث عادي”، مضيفة أن الأجهزة المعنية سيطرت بكفاءة عالية على الحريق الذي اندلع في حاوية على متن سفينة، كانت تستعد للرسو على أحد الأرصفة، بعيداً عن الخط الملاحي الرئيسي للميناء دون حدوث أي إصابات أو وفيات، حيث تم إخلاء السفينة من طاقمها في الوقت المناسب. وذكرت أنه يجري التحقيق في سبب الانفجار، مشيرةً إلى احتواء إحدى الحاويات بعض المواد القابلة للاشتعال. وبينما تردّد صدى الانفجار في أنحاء دبي، وشعر بعض السكان باهتزاز منازلهم، قالت شرطة دبي إن الانفجار ربما كان بسبب “الاحتكاك أو درجات الحرارة المرتفعة”، خلال طقس الصيف الحار، بينما قال مكتب إدارة السفن، إن السفينة كانت تستعد للرسو على رصيف “بعيدًا عن خط الشحن الرئيسي بالميناء”. وقال القائد العام لشرطة دبي عبدالله المري: إن الباخرة التي تعرضت للحادث، رست على رصيف 14 وكانت حمولتها 130 حاوية، وبعض الحاويات تحمل موادًا قابلة للاشتعال، لكنها خالية من أي مواد مشعة أو متفجرات. من جانبه، كشف قال مسؤول في حكومة دبي أن السفينة وصلت إلى ميناء جبل علي، قادمة من جزر القمر، مضيفا أنه تم إخلاء طاقم السفينة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أَطلبُ حلًّا لا تسوية....

أيُّ تسويةٍ تَحدُثُ اليومَ ستؤدّي إلى غالبٍ ومغلوبٍ لأنَ التسوياتِ تَحصُل على أساسِ موازينِ القِوى

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/08 تموز 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100455/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%81%d8%aa%d8%aa%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d9%91%d8%a9%d9%8f-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d9%8e%d8%b7/

يجتازُ لبنانُ أزمةً وجوديّةً بموازاةِ أزَماتِه المتعدِّدةِ تَستدعي أن نقاومَها ونَهزِمَها لئلّا يَتفكّكَ المجتمعُ اللبنانُّي ذاتيًّا من دون حاجةٍ إلى قرارٍ سياسيّ. صار لهذه الأزمةِ الوجوديّةِ ديناميّةٌ خاصّةٌ بها، ومسارٌ نفسانيٌّ مستقلٌ عن مسارِ الأزَمات الأخرى. اللبنانيّون ليسوا سعداءَ في حياتِهم. اِسْأَلُوا وجوهَهُم ووجومَهُم. اِسْأَلُوا عيونَهم ونظراتِهم. اِسْأَلُوا صَمتَهم وتهيبّوا غضبَهم. أفْقَدوهم مشيئةَ الحياةِ ليُحبِطوا إرادةَ الثورة، إذ لا ثورةَ من دونِ قابليّةِ الحياة. حتّى أنَّ الاستشهادَ هو دفاعٌ عن الحياة.

تلاشَت اللمْعةُ التي مَيّزت طلَّةَ اللبنانيّين وغمْزةَ لقاءاتِـهم. اختفَت علاماتُ الفرَحِ وبحيراتُ الابتسامة. إنْ فَرِحوا شَعَروا بحَياءٍ تجاه الآخَرين، وإن حَزِنوا أحَسّوا بالظلمِ لأنّهم أبناءَ الفرحِ يُدعَوْن. كالوَشْم، نُقِشَت صورةُ المرفأِ المتفَجِّرِ على جِباهِهم وتَسرَّبَت إلى الضمير؛ فانْطَووا على ذواتِهم واعتذَروا من البهجَة. ليس بالانكفاءِ يَتِمُّ تخطّي الصعوبات، بل بالمواجهةِ الشاملةِ طالما أنَّ الأزمةَ شاملة. لكن، أين قادةُ المواجهة؟ جميعُهم أصبحوا تسوويّين، حتى الّذين يَدّعون الثورةَ والتغييرَ يخافون قولَ الحقيقةِ. الـــ"نَعَمُ" لديهم باهتةٌ والـ"لا" باردة. تأقَلموا مع الطموحاتِ السياسيّةِ وتَغافلوا عن النضالِ من أجلِ الطموحاتِ الوطنيّة. ومنهم من فَضّلَ السفاراتِ على الساحات.

يَشعُر اللبنانيّون بامتِعاضٍ مُبهَمٍ. يَتحدّثون عنه ويَعجَزون عن تحديدِه. يأتي ويَروح. يَكبُر ويَصغُر. لا يَعرِفون مصدرَه: أطَلعَ منهم أم دَخلَ إليهم؟ أهي ضِيقةٌ مادّيةٌ أم ضيقةٌ نفسيّةٌ أم ضيقةٌ حضارية؟ أيَستَدْعون طبيبًا، أم يَجلِسون بقربِ حبيبٍ، أم يَلوذون بالعائلة، والعائلةُ مُشتتَّةٌ في مشارقِ الدنيا ومغاربِها؟ ظّنوا أنّهم بالحركةِ والرياضة، بالانشغالِ والعمل، بالترفيهِ والقراءة، بالسفرِ والهِجرةِ، يَطردون تلك الضيقةَ الغريبة، لكنّها سُرعانَ ما تُعود إليهم ولو بَلغوا الصين... خالُوها انتقلَت إليهم مع وباءِ كورونا، لكنّهم أخذوا اللَقاحَ مرّةً ومرّتين وثلاثًا، وبَقيَت الضيقةُ جاثمةً على العقلِ والقلبِ والصدرِ وعلى مفاصلِ العافية تتحدّى عزيمتَهم الأسطوريّةَ وصمودَهم التاريخيَّ وقدرَتَهم على التكيّفِ مع المصائب.

كان اللبنانيّون يعيشون بين الخفَرِ والفَرح، فإذا بهم اليوم بين الفَقْرِ والقرَفِ. نتيجةَ الأحداثِ تَعرّض وجودُهم لوعكةٍ نفسيّة. نَتج عنها اكتئابٌ أنيقٌ يناجي الشِعر، وأنينٌ شَجِيٌّ يحاكي التراتيل. انخفَضت نسبةُ السرورِ والبهجةِ في الدّمِ، وارتفعَت نسبةُ الحزنِ والشوقِ والمرارةِ والقلق. صاروا يُنصِتون إلى تغريداتِ العصافيرِ متقطِّعةً كصدى جَرسِ الحزنِ في كنيسة الوادي. وصاروا يَتوهَّمون، تحت هاجِسِ الهِجرة، أمواجَ البحرِ راحلةً، فيما هي آتيةٌ صوْبَنا تَرتمي على الشاطئ.

جُزءٌ من هذه الضيقةِ النفسيّةِ والوطنيّةِ يعود إلى هذه العهدِ الذي كان ثُلثُه الأوّلُ وعودًا، وثُلثُه الثاني قنوطًا، وبات ثُلثُه الثالثُ انهيارًا. والجُزءُ الآخَرُ يعود إلى أنَّ اللبنانيّين تهرّبوا من القيامِ بالمراجعةِ الوطنيّةِ والفكريّةِ والوِجدانيّةِ بعد كلِّ حربٍ ومعركةٍ واحتلالٍ منذ سنةِ 1958 إلى الآن. تَجمَّعت مُكوِّناتُ الأزَماتِ وبقاياها وتراكمَت، وأمْسَت أعْتى من مُكوِّناتِ الوطن، فانفجَرت اليومَ مع الانهيارِ الكبير. وعِوضَ أن نَلجُمَ الانفجارَ ونُسيطرَ عليه، راحت الأطرافُ السياسيّةُ تتقاسَمُ الأزَماتِ كما تَتقاسمُ الغنائم، على أملِ أنْ تَستثمِرَها في الحلِّ لاحِقًا.

ما كان يُمكن معالجتُه سابقًا بجُرعةِ دواءٍ لا يُعالَـجُ اليومَ إلا بالجِراحة. ومَدعاةُ العجبِ أنَّ اللبنانيّين، في العقودِ السالِفة، عالجوا بالجِراحةِ ما كان يُمكن معالجتُه بجُرعةِ دواء، واليومَ يريدون أن يعالجوا بجُرعةِ دواء ما لم يَعُد يُمكنُ معالجتُه إلا بالجراحة. إنَّ خطورةَ الحالةِ اللبنانيّةِ هي في كونِ التناقضاتِ الفكريّةِ والعقائديّةِ والسياسيّةِ والمجتمعيّةِ صارت عصيّةً على الأُلفَةِ في ما بينَها، وفَقدَت أواصرَ الجَدليّةِ الموحِّدَة. الخطورةُ أنَّ تاريخَ الأممِ يَكشِفُ أنَّ مثلَ هذه الحالاتِ لا تُعالَـجُ عَبرَ تسوياتٍ جديدةٍ، إنما من خلالِ حلولٍ جذريّةٍ. حبّذا لو كانت التسوياتُ بعدُ مُتاحةً، لكنَّ عمقَ الصراعِ طوى مرحلةَ التسويات. فلو كانت التسوياتُ ممكِنةً لحصَلَت في هاتين السنتين العابرتَين ولعالَجت مجموعَ الأزَماتِ المتفجِّرة.

أيُّ تسويةٍ تَحدُثُ اليومَ ستؤدّي إلى غالبٍ ومغلوبٍ لأنَ التسوياتِ تَحصُل على أساسِ موازينِ القِوى ـــ ولو كانت القوّةُ مستعارةً وغيرَ شرعيّة ــــ بينما الحلُّ الجذريُّ يَجري على أساسِ الثوابتِ الوطنيّةِ وخصوصيّاتِ المجتمع. الحلُّ يَخرُجُ بمشروعٍ وطنيٍّ مُحدَّثٍ على قياسِ اللبنانيّين الطامحين إلى التغيير. وهذا ممكنٌ لأنّ مفهومَ التغييرِ سيتَخطّى مركزيّةَ الدولة إلى رِحابٍ أخرى تقرِّرُها الإرادةُ اللبنانيّةُ برعايةِ الأممِ المتّحدة. وأصلًا، ليس "لبنانُ الكبير" حلًّا ولا تسويةً. هو مشروعٌ وطنيٌّ بخلفيّةٍ حضاريّة. لذا، لا نَترَدَّدْنَ في ولوجِ منطقِ الحلولِ الكبرى للبنان لئلّا نَستفيقَ غدًا فاقدينَ القدرةَ على السيطرةِ على مصيرنِا، فيَسقُط المشروعُ نهائيًّا.

في تغييبِ الحلول، يَعيشُ لبنانُ على الموقَّت. شَتاتُ المعارضةِ لا يُطالبُ باستقالةِ رئيسِ الجمهوريّةِ جِدّيًا خَشيةَ عدمِ حصولِ انتخابِ رئيسٍ آخَر. الرئيسُ المكلّفُ لم يَعتذر بعد، رغمَ مرورِ عشرةِ أشهرٍ على تكليفِه، خَشيةَ عدمِ قدرةِ أيِّ رئيسٍ مُكلَّفٍ آخَرَ على التشكيل أيضًا. الرئيسُ نبيه بري يَصمُد في رئاسةِ المجلسِ النيابيِّ محافظًا على المؤسّسةِ التشريعيّة خَشيةَ أن يَخلُفَه نائبٌ من حزبِ الله. هذا يعني أنَّ الخوفَ من البديلِ أو من الشغورِ يُعطِّلُ التغيير. وفي ظلِّ هذا الواقعِ يُصبح مُلحًّا وضعُ آلياتٍ دستوريّةٍ تنفيذيّةٍ تَحمِلُ الصِفةَ الإلزاميّة، فدستور الطائف لَحظَ جميعَ الحالات سوى تعليقِ الدستورِ وتعطيلِه كأمرِ واقع. تَرك للأخلاقِ هامشًا فصُدِم.

هكذا، أنّى التَفتْنا نَصطَدمُ بحالاتٍ تَزيدُ الضيقةَ النفسيّةَ وتُعمِّقُ الانقسامَ الوطنيَّ. أضحى شعبُ لبنانَ يَنظُر إلى حياة الشعوبِ المتحضِّرةِ ويَشتهي حياتَها وسيمفونيّاتها واخضرارَها وبيئتَها وتهذيبَها ونظافتَها وهدوءَها واستقرارَها وسِلمَها. وأصلا، هذه كانت حياةَ اللبنانيّين حتى الأمس القريب. كنا الحضارةَ في هذا الشرق وكنا السيمفونيّةَ. ليست الأُميّةُ في عدم القراءةِ والكتابةِ، بل في عدمِ قراءةِ الحضارةِ وكتابةِ السلام.

مأساة لبنان أنه كان بلدًا متقدِّمًا وحضاريًّا وتراجَع، فيما دولٌ أخرى هي أساسًا دولٌ متخلّفة. فكيف أصبح أنجحُ بلدٍ في الشرق، لبنان، أفْشلَ بلد؟ أعرفُ الّذين جَعلوه أنجحَ بلدٍ بين 1920 و1975، لكن من يعرِفُ أولئكَ الّذين جعلوه أفشلَ بلدٍ من سنةِ 1990 إلى اليوم؟ لا حاجةَ هنا إلى الاستعانةِ بصديق.

 

ماذا بعد لقاء الفاتيكان؟

راكيل عتيق/الجمهورية/08 تموز/2021

تكثُر التحليلات والتوقعات عن لقاء الفاتيكان الذي عُقد في 1 تموز الجاري بين قداسة البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس في لبنان، على رغم أنّ هذا اليوم كان مخصّصاً للتأمل والصلاة من أجل لبنان، ومن أهدافه استماع الحبر الأعظم الى وجهات نظر القادة المسيحيين الروحيين عن الوضع اللبناني، فيما كان البابا مكتفياً بالإنصات الى البطاركة خلال الإجتماعات ولم يُبدِ رأياً، بل حدّد وجهة نظر الكرسي الرسولي في الكلمة التي ألقاها في ختام هذا النهار، والتي كانت واضحة ومباشرة. وبالتالي، إنّ كلّ ما يُحمَّل لهذا اليوم الفاتيكاني – اللبناني وما يُفسّر عن كلام قداسة البابا هو مجرد تحليلات أو توظيفات، بحسب مصادر مطّلعة على لقاء 1 تموز.

البابا فرنسيس أكد في كلمته المؤكّد باستمرار من الكرسي الرسولي، ومن أسلافه: لبنان الرسالة ونموذج العيش معاً. وطالبَ بالكَف عن استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية، ودعا القادة السياسيين فيه الى أن يجدوا وفق مسؤولياتهم حلولاً عاجلة للأزمة. وبدعوته هذه، يقصد الحبر الأعظم تأليف حكومة والخروج من المصالح الضيقة، بحسب مصادر ديبلوماسية.

وأتى لقاء 1 تموز تتويجاً لمسار من الدعم الفاتيكاني للبنان، والذي لن ينتهي. وانطلاقاً من مبدأ مُسلّم به أنّ «الكرسي الرسولي لن يترك لبنان»، ستكون هناك متابعة للوضع اللبناني في مرحلة ما بعد اللقاء، وهذه المتابعة تتطلّب تحضيراً ووقتاً، وتَشاركاً في المسؤوليات بين لبنان والمجتمع الدولي ومن ضمنه الفاتيكان الذي يرحّب بأي متابعة أو مساعدة أو دعم للبنان. لكن، في الوقت نفسه، يكمن التحدي الأساس في لبنان، والذي ينطبق على الفاتيكان وعلى المجتمع الدولي عموماً، في أنّ الطريق إذا كانت غير مفتوحة، أي لا يوجد سلطة مسؤولة وحكومة، فإنّ أي دعم للبنان على الأصعدة كلّها من المجتمع الدولي ستكون له حدود، والدليل ما يحصل الآن، إن لجهة الفاتيكان بحيث يدعم مؤسسات منها تابعة للكنيسة، وإن للمجتمع الدولي عموماً، بحيث عقد مؤتمر لدعم الجيش حصراً على سبيل المثال، بحسب ما توضِح المصادر نفسها. وفيما لا يكفّ الكرسي الرسولي عن طرح دعم لبنان ومساعدته مع الدول الكبرى والمؤثرة، تماماً كما طرح مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، بحيث أعربَ الفاتيكان عن رأيه بالحاجة الى دعم لبنان والشعب اللبناني بكامله، من مسيحيين ومسلمين، بات هذا كلّه مرتبط أكثر، يوماً بعد آخر، بالوضع في لبنان، وبمَن سيتلقّى هذا الدعم وكيف سيجري التعامل معه؟

على صعيد الموقف الفاتيكاني، لم يتبنَّ البابا في كلمته أي مشروع معيّن في لبنان. وانطلاقاً من ذلك، إنّ أي تفسيرات لكلام الحبر الأعظم لا تعدو كونها إلّا تحليلات أو توظيفات لمشاريع واقتراحات تُطرح، ولا تعني الكرسي الرسولي ولا يتدخّل فيها، مثل الحاجة الى عقد مؤتمر تأسيسي جديد للبلد. وبالتالي، إنّ كلمة البابا تعبّر عن توجهات الكرسي الرسولي، وفق ما تشير المصادر المطّلعة، مركّزةً على أنّ الهَم الفاتيكاني كلّه ينصبّ على طريقة دعم لبنان ومساعدته للخروج من الأزمات التي يعانيها، وبأي وسيلة ممكنة، وأي طريقة تساعد البلد للخروج من أزماته، يدعمها الفاتيكان. وفيما أنّ هناك مساعٍ عدة الى دعم لبنان، لا مبادرات فاتيكانية في وقتٍ قريب، أي فور انتهاء اللقاء، خصوصاً أنّ العطلة السنوية الصيفية بدأت في الفاتيكان وتستمرّ الى مطلع أيلول المقبل. لكن حتى لو كانت هناك مبادرات جديدة، فلن تنفع إذا لم يتجاوب أحد في لبنان معها، بحسب المصادر إيّاها.

على صعيد «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان» شكلاً، كان يُمكن أن لا يحضره البابا أو يكتفي بالمشاركة فيه جزئياً، لو لم يكن لديه اهتمام وقلق كبير على لبنان. وعلى صعيد المضمون، كان من أهداف هذا اللقاء أن يستمع البابا فرنسيس الى وجهات نظر جميع المشاركين من رؤساء الكنائس في لبنان. وكان قداسة البابا ومعاونوه مستمعين ومُصغين بانتباه واهتمام ويدوّنون الملاحظات. وشكّلت مداخلات البطاركة معطيات إضافية الى تلك المكوّنة لدى الكرسي الرسولي. وكانت هناك مداخلات لجميع رؤساء الكنائس الذين أبدوا آراءهم حيال الوضع اللبناني، كلّ بحسب وجهة نظره والأولويات بالنسبة الى لبنان كما يراها. وسيأخذ الكرسي الرسولي في الاعتبار وجهات النظر كلّها والنقاش الذي حصل في الجلسات خلال ذلك النهار. كذلك حصلت بين البابا ورؤساء الكنائس تداولات في لقاءات جانبية. لكن، وبعكس كثير ممّا يُقال ويُكتب في لبنان، إنّ أحداً من رؤساء الكنائس في لبنان لم يأتِ الى الفاتيكان بأجندة سياسية لمصلحة طرف أو فريق أو دولة، بحسب ما تؤكد المصادر المطّلعة.

وتوضح هذه المصادر أن ليس هناك من دور مباشر للفاتيكان في تأليف الحكومة، فأمور لبنان التفصيلية الداخلية والتجاذبات السياسية غير معني بها إطلاقاً. وإنّ الكرسي الرسولي، بعد اللقاء الفاتيكاني اللبناني، يتابع من خلال قنواته الديبلوماسية دعم لبنان، ويحضّ المجتمع الدولي على إنقاذ لبنان الرسالة. وباتَ هناك زخم جديد لدعم الفاتيكان القائم منذ ما قبل اللقاء، وهو جاهز لتقديم أيّ دعم للبنان، إن كان ديبلوماسياً أو إنسانياً أو مادياً أو معنوياً، لكن كلّ تحرّك يأتي في وقته ولا شيء معدّ سلفاً. ويبقى الإشكال الأساس في كيف يمكن أن يؤثر هذا الدعم إيجاباً على لبنان في ظلّ غياب سلطة؟ وهذا لسان حال الفاتيكان وغيره من دول المجتمع الدولي.

 

بخاري: لبنان في قلب السعودية قيادة وشعبًا

ثائر عباس/الشرق الأوسط/08 تموز/2021

يُظهر التزامن الحاصل بين مئوية لبنان الكبير، ومئوية العلاقة بين البطريركية المارونية والمملكة العربية السعودية، تجذُّر العلاقة التي سبقت استقلال لبنان منذ نحو 78 عاماً، ودفء هذه العلاقة الذي تعكسه الرسائل المتبادلة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، ويُكشف عنها النقاب اليوم في احتفال تقيمه الكنيسة المارونية بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في بيروت وليد بخاري، سيتم خلاله إطلاق كتاب يؤرِّخ لهذه العلاقة ويوثِّق مجرياتها.

تأتي هذه المئوية التي وصفها السفير بخاري لـ«الشرق الأوسط» بأنها «مئوية الشركة والأخوة» في لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة ولبنان، أسفرت عن فشل نظرية «حماية الأقليات» التي روجت لها إيران ومحورها في حمأة الأزمة السورية وارتداداتها اللبنانية، كما يقول ناشر الكتاب الزميل نوفل ضو، كما أنها تأتي في ظل لحظة مهمة في تاريخ لبنان حيث «يتم تصوير الصراع على الحصص الحكومية على أنه صراع لحماية حقوق المسيحيين في مواجهة المسلمين من قِبل فريق رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره». ويقول ضو: «إن ما يشهده لبنان من محاولات لتغيير هويته، ومحاولة وضع المسيحيين في مواجهة المسلمين تحت ستار الصلاحيات حيناً، وصحة التمثيل حيناً، هي أمور تسقط عندما يتوضح للجميع من مضمون هذا الكتاب عُمق العلاقة وطبيعتها»، معتبراً أن «الرسائل المتبادلة من شأنها أن تُلقي أضواء مهمة على العلاقة، ومن شأنها أن تُسقط كل الخطط لانتزاع لبنان من محيطه العربي وإلحاقه بإيران».

أما مؤلف الكتاب الآباتي أنطوان ضو الأنطوني، فيرى أن «ميزة هذه العلاقات أنّها احترمت استقلال لبنان وسيادته وحريّته، كما احترمت التنوّع فيه، وصيغة العيش المشترك، ولم تميّز بين اللبنانيين، إنّما انتهجت سياسة واعية، حكيمة وجامعة، قائمة على احترام خصوصيّة لبنان، فدعمته على كل المستويات، وفي كل الظروف، ليبقى وطن الرسالة».

وتتجسد أهمية العلاقة بين المملكة، ببُعدها العربي والإسلامي الوازن، مع الكنيسة المارونية وبُعدها اللبناني الضارب في عمق تاريخ هذا البلد الصغير، المتنوع الثقافات والديانات، مع إجماع على عروبته التي تتخطى البُعد الديني.

ويرى السفير بخاري أن هذه المئوية «صفحة مجيدة تجسّد مسيرة تاريخية لعمق العلاقة بين المملكة العربية السعودية والبطريركية المارونية». ويرى أن «(رؤية السعودية 2030) ترسم آفاق المستقبل أمام عولمة العروبة التي تتسع للجميع».

ويشرح السفير بخاري أن «هذه الرؤية ترتكز، كما رسمها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في خطابه، على مرتكزات ثلاثة هي: موقع استراتيجي متميز، وقوة استثمارية رائدة، وعمق عربي وإسلاميّ»، ويرى بخاري أن «توصيف هذا العمق من قِبل سيدي ولي العهد يشير إلى أن القيادة السعودية كانت ولا تزال في موقع الحفاظ على هذا التنوع المهم في المنطقة، من وجهة نظر إنسانية غير ضيقة وغير فئوية وغير مذهبية. أما فيما يخص لبنان، فهو كان دائماً في قلب المملكة قيادةً وشعباً، وهو ما تعبّر عنه بوضوح مواقفها الثابتة من الحفاظ على وحدته واستقلاله وحرية قراره».

ويذكِّر السفير بخاري بما ورد في الكتاب موضع الاحتفال وكيف أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن عبد العزيز، طبع زيارته لبنان في 23 أبريل (نيسان) 1946، بعد سوريا في أعقاب استقلال البلدين بمواقف رددها في كل محطات الزيارة، شددت على استقلال لبنان وسيادته في تعبيرٍ عن السياسة الثابتة للملك عبد العزيز آل سعود، وكيف رد على سؤال وجهه إليه أحد الصحافيين اللبنانيين عن المطالبات بالوحدة السورية اللبنانية بالقول: «إن استقلال لبنان استقلالاً تاماً وكاملاً بحدوده الطبيعية المعترف بها من جميع الدول وفي مقدمها الدول الشقيقة هو غاية من غايات جلالته في أهدافه السياسية الجوهرية التي يُعنى بها ويؤيدها». وقال رداً على سؤال آخر: «إن كل تغيير أو تعديل في أوضاع البلدان العربية الراهنة يعد نقضاً صريحاً لميثاق الجامعة العربية».

أما الملك سعود، فقد زار لبنان بدوره عندما كان ولياً للعهد، وقد سجّلت الصحافة اللبنانية أنه خلال معانقة الرئيس كميل شمعون للأمير سعود بن عبد العزيز مودّعاً سمع ولي العهد السعودي يردد عبارته الشهيرة التي طبعت زيارته للبنان والتي لا يزال يرددها اللبنانيون حتى اليوم كلما تحدثوا عن الأمير الذي تولى المُلك لاحقاً بعد وفاة والده الملك عبد العزيز، بقوله: «إنني أغادر لبنان وأترك قلبي في ربوعه».

 

الحريري يفرمل الاعتذار بانتظار عودة السفيرتين

بولا اسطيح/الكلمة أولاين/08 تموز/2021

في تحرك أكثر من لافت تتجه السفيرتان الاميركية والفرنسية في بيروت الى الرياض خلال الساعات المقبلة لعقد لقاءات مع مسؤولين سعوديين. بحسب بيانين صادرين عن سفارتي واشنطن وباريس في بيروت فان هذه الحركة تأتي استكمالا للاجتماع الثلاثي بشأن لبنان الذي عقد على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين، في إيطاليا بين وزراء الخارجية الأميركي، الفرنسي والسعودي. بوقتها تحدثت المعلومات عن فشل اللقاء في احداث اي خرق وبالتحديد في تليين الموقف السعودي المتشدد ازاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كما ازاء الوضع اللبناني ككل بعد قرار الرياض تحييد نفسها عن الملف ومراقبته من بعيد. سواء صح ذلك ام لا، ففي كلتي الحالتين يبدو ان هناك قرارا اميركيا- فرنسيا واضحا بتجنب الانهيار اللبناني الكلي لذلك كان الايعاز لسفيرتيهما في بيروت للتحرك باتجاه الرياض لعلمهما بأن اي حل حقيقي للازمة اللبنانية يمر حكما في المملكة.

ليس محسوما بعد ما اذا كان الفرنسيون والاميركيون قادرين على التأثير على القيادة السعودية، لكن ما يمكن جزمه ان تحرك السفيرتين فرمل قرارا منجزا للحريري بالاعتذار، وان كانت المعلومات تتحدث عن محاولة أخيرة من قبل واشنطن وباريس لإقناع السعوديين بحزمة معينة من دون ان يتضح ما اذا كانت تلحظ حكومة برئاسة الحريري او تسوية تخرجه من السراي اقله في المرحلة الراهنة من دون ان تقضي على مستقبله السياسي.

وتؤكد مصادر مطلعة على موقف الحريري انه حسم امره بالاعتذار ولكنه ارجأ الاعلان عنه بعدما كانت الاجواء تتحدث عن توجه للحسم نهاية الاسبوع الجاري، لافتة الى انه ليس متحمسا لطرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري القائل بتقديم تشكيلة جديدة لرئيس الجمهورية، اذا رفضها يقدم على اثرها اعتذاره.

وليس خافيا على احد ان الرئيس المكلف سيعود بسرور ليفعل نشاطه ومشاوراته في حال نجحت السفيرتان باسقاط الفيتو السعودي وصياغة تسوية ما تعيده الى السراي بغطاء من الرياض. اما خلاف ذلك، فقد اتخذ قراره بالتنحي حتى قبل الاتفاق على ملامح المرحلة المقبلة لاعتباره ان كل ساعة اضافية وهو رئيس مكلف تنهش من رصيده الشعبي عشية الاستحقاق النيابي. وبحسب المعلومات لم ينجح عراب الحريري السياسي، الرئيس بري حتى الساعة باقناعه بتقديم تشكيلة جديدة للرئيس عون قبل الاعتذار او حتى باختيار شخصية تخلفه علما ان رئيس البرلمان كان قد أبلغ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قبيل اطلالته الاخيرة انه سيعمل على حسم الموضوع الحكومي سلبا او ايجابا قبل نهاية الاسبوع، لذلك خرج نصرالله ليتحدث عن "ايام مقبلة حاسمة". ووفق المعطيات المستجدة وبالتحديد الحراك الفرنسي- الاميركي فقد تم حتما تأجيل الحسم حتى مطلع الاسبوع المقبل مع امكانية ان يتم تمديد المهل مجددا في حال تطلب المسعى الخارجي مزيدا من الوقت، خاصة انه يبدو الفرصة الاخيرة قبل تسليم الجميع بتداعي الكيان اللبناني. ولعل رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب كان الاكثر صراحة مؤخرا حين تحدث امام عدد من السفراء والدبلوماسيين عن ان "لبنان على مسافة أيام قليلة من الانفجار". ويعي الجميع، وبخاصة المسؤلون اللبنانيون كما الدبلوماسيون الاجانب ان الانفجار قد يحصل في اي وقت وان السباق معه بات مضنيا.. فهل يكون العداءون الفرنسيون والاميركيون اسرع منه ام تغرقهم رمال الصحارى السعودية ونشهد جميعا على غرق السفينة اللبنانية، قادة ومواطنين!؟!

 

اعتذار الحريري أقرب من أي وقت… فمن يتجرأ بعده؟

عمر البردان/اللواء/08 تموز/2021

من الطبيعي أن يتخذ الرئيس المكلف سعد الحريري قراره بالاعتذار عن قرار تكليفه بتشكيل الحكومة، بعدما أطاح العهد ومعه «التيار الوطني الحر» بكل المبادرات الهادفة إلى إنقاذ لبنان والإسراع في التأليف، وكان آخرها مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري القائمة على أساس تشكيلة الـ24. ولا يبدو أنه في ظل الظروف الراهنة واستمرار وجود عقبات جدية تحول دون تشكيل حكومة، أنه سيكون أمراً سهلاً تكليف شخصية أخرى غير الرئيس الحريري، بتأليف حكومة ستكون الأخيرة في ما تبقى من عهد الرئيس ميشال عون. وبالتالي فإن المخاوف تتزايد من أن لا يصار إلى تشكيل حكومة حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الأول 2022، ما سيدفع بالأمور إلى مزيد من التدهور المفتوح على كل الاحتمالات.

وكشفت معلومات لـ«اللواء»، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن سفر سفيرتي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا دوروثي شيا وآن غريو المفاجئ إلى المملكة العربية السعودية، يعكس مدى القلق من المصير القاتم الذي يتهدد الشعب اللبناني، في ظل وجود نقمة عارمة لدى الثلاثي الأميركي الفرنسي والسعودي، على أداء المسؤولين اللبنانيين المخيب والمخزي، حيث أن هناك إجماعاً لدى المجتمع الدولي بأن الطبقة السياسية الفاسدة مسؤولة بشكل أساسي عن وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، وأن لبنان يحتاج إنقاذاً عاجلاً قبل أن السقوط المدوي الذي لم يعد بعيداً، بعدما بلغ الانهيار على كافة الأصعدة مرحلة شديدة الخطورة.

وتكشف أن التحرك الأميركي الفرنسي باتجاه الرياض، تزامناً مع زيارة الموفد الفرنسي بيار دوكان إلى بيروت، لا يبدو بعيداً عن المساعي الفاتيكانية التي برزت بوضوح خلال اللقاء الأخير الذي عقده البابا فرانسيس مع قادة الكنائس في لبنان، وما عبر خلاله من دعم للبنان، وضرورة مساعده لإخراجه من أزمته، في حين تلاقى كل هذا التحرك مع الزيارة التي قام بها إلى بيروت، نائب رئيس مجلس الوزراء القطري، وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث أجرى جولة محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، تركزت حول سبل الخروج من هذا المأزق الذي تواجهه عملية التأليف. وقد علم أن الوساطة القطرية المستجدة، تأتي استكمالاً لمساعي الدوحة من أجل إصلاح ذات البين بين القيادات اللبنانية، وبما يساعد على إزالة العقبات من أمام ولادة الحكومة، في ظل وجود سعي قطري لتقريب المسافات بين القيادات اللبنانية، أملاً بالإسراع في التأليف. وكان الوزير القطري واضحاً، بالتأكيد أن بلاده مستعدة لتقديم كل دعم للبنان، في حال جرى التوافق على تشكيل حكومة في أقرب وقت، لأن وضع البلد كارثي، ولا يمكن الانتظار أكثر من ذلك».

وفي حين استكمل الرئيس المكلف سعد الحريري لقاءاته مع المسؤولين، شارحاً موقفه من التأليف، وفي ظل استمرار تمسك فريق العهد بمطلبه الحصول على الثلث المعطل، أكدت مصادر نيابية بارزة في «تيار المستقبل» ل»اللواء»أن « الأجواء غير مريحة ولا توحي بكثير تفاؤل، استناداً إلى المعطيات الراهنة، ولذلك فقد وضع الرئيس الحريري كل الاحتمالات على الطاولة بما فيها الاعتذار»، وأضافت : «لا معطيات استجدت تسمح بإمكانية إحداث خرق في جدار التشكيل، لأن فريق العهد لم يتراجع عن مطالبه وفي مقدمها اشتراط حصوله على الثلث المعطل، وهذا أمر لا يمكن أن يسهل عملية التأليف».

وتشير المصادر، إلى أن «فريق العهد لم يبد أي استعداد للتعاون إيجاباً مع مبادرة الرئيس بري، الأمر الذي أضاف عراقيل جديدة على طريق ولادة الحكومة. وهو إن دل على شيء، فعلى وجود رغبة لدى هذا الفريق بقطع الطريق نهائياً على وصول الرئيس الحريري إلى السرايا. وهذا أمر لم يعد خافياً على كل المعنيين بالشأن الحكومي، ما يزيد من أسباب إقدام الرئيس الحريري على الاعتذار، بعدما سبق له وأعلن أنه لن يتردد في اتخاذ هذا القرار، إذا أدرك أن العهد لا يريد تشكيل حكومة، وبالتالي فإن مصلحة البلد والناس تأتي قبل أي اعتبار». ويتوقع في هذا الإطار، أن يحصل تواصل بين بكركي والرئيس المكلف، بعد زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى الرئيس عون، حيث سيكون الرئيس الحريري واضحاً في وضع البطريرك في حقيقة ما يواجهه من عراقيل تمنعه من إنجاز مهمته بعد ما يقارب تسعة أشهر على تكليفه، فيما البلد يعاني الأمرين، في وقت بدا للجميع أن فريق العهد لا يريد تسهيل مهمة الحريري بعد كل هذه المدة، وليس أدل على ذلك، من أن البطريرك الراعي لم يتردد في القول أن رئيس الجمهورية يخالف الدستورية، ما يحمله مسؤولية أساسية في عرقلة التأليف.

 

دياب يتناغم مع نصرالله… والمجتمع الدولي يحاصره سياسيًا

محمد شقير/الشرق الأوسط/08 تموز/2021

قال مصدر دبلوماسي غربي إن عدداً من السفراء اضطروا إلى تنظيم هجوم سياسي مضاد استهدف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، على خلفية ما صدر عنه في اجتماعه بالسفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى لبنان، باتهامه المجتمع الدولي بالوقوف وراء الحصار المفروض على لبنان، وتحميله مسؤولية انهياره، وعجز حكومته عن توفير الحد الأدنى من الحلول للاحتياجات الحياتية الضرورية للبنانيين. وكشف لـ«الشرق الأوسط» أن السفراء فوجئوا بالحملة التي أُريد منها تحويل الأنظار عن إخفاق المنظومة الحاكمة في استجابتها لخريطة الطريق الفرنسية لوقف انهياره.

ولفت المصدر الدبلوماسي الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن دياب تسبب في إغضاب السفراء، بتحميله بلدانهم مسؤولية الحصار المفروض على لبنان، وقال إنهم انتفضوا عليه في اللقاء لأنهم قرأوا في إصراره على رمي مسؤولية الانهيار في حضن المجتمع الدولي محاولة مكشوفة للتناغم في موقفه مع اتهام السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا بتدمير العملة اللبنانية، بالتلازم مع اتهام بلادها بفرض حصار على الشعب اللبناني والبيئة الحاضنة للمقاومة تريد منه التحريض على المقاومة.

وقال: «لنفترض أن الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله قال نصف الحقيقة في هذا الخصوص، مع أنه لا يمت بصلة إلى الحقيقة، فأين النصف الآخر من الحقيقة؟ ومن يتحمل مسؤوليته؟ ولماذا قرر الهروب إلى الأمام برمي كرة التقصير في مرمى المجتمع الدولي؟ وهل كان دياب مضطراً للسير بلا ضوابط في تبنيه لاتهامات الحزب؟ إلا إذا كان لا يدرك حقيقة موقف الدول الداعم للبنان، ويتجاهل ما قدمته من نصائح تتيح لحكومته الانتقال بالبلد من مرحلة التأزم إلى التعافي المالي».

وغمز من قناة دياب بتجهيله للمسؤول الذي يقف وراء انهيار لبنان. وسأل المصدر السياسي عن موقفه من كل ما صدر عن نصر الله في خصوص التحقيقات التي يتولاها المحقق العدلي القاضي طارق بيطار في جريمة تفجير مرفأ بيروت، في ضوء طلبه رفع الحصانة عن 3 وزراء سابقين هم الآن أعضاء في البرلمان من جهة، وبطلب الإذن الذي يسمح له بملاحقة قادة أمنيين وعسكريين سابقين؟

ورأى أن موقف نصر الله من رفع الحصانة عن الوزراء السابقين، وطلب الإذن لملاحقة القادة الأمنيين، يتعارض مع الاحتكام إلى ما ستؤدي إليه التحقيقات لتحديد المسؤولية، وبالتالي من غير الجائز أن يستبقها بذريعة أن هناك من يحاول توظيفها سياسياً، وصولاً إلى الاستهداف السياسي.

وعد المصدر نفسه أن المجتمع الدولي، وإن كان يدعو باستمرار إلى تشكيل حكومة مهمة تلتزم بالمواصفات والشروط الإصلاحية التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مبادرته، فإنه في المقابل لا يبرر لدياب انكفاءه عن ممارسة مهامه في تصريف الأعمال، وغيابه غير المبرر في غالب الأحيان عن الحضور إلى مكتبه في السراي الحكومي، وحصر معظم نشاطاته في تشكيل اللجان الوزارية التي بقيت مشلولة غير قادرة على تفعيل حكومة تصريف الأعمال، علماً بأن بعض اللجان كانت قد شُكلت بأعداد فضفاضة، وضمت في عضويتها أعضاء يفوق عددهم عدد أعضاء الحكومة.

وسأل المصدر نفسه: هل المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية كانت وراء تدمير علاقات لبنان بعدد من الدول العربية والأجنبية، من دون أن تبادر الحكومة قبل أن تستقيل لتصحيحها، باعتماد سياسة النأي بلبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة شرطاً لإعادة ترميمها؟ وقال إن السؤال نفسه ينسحب على رئاسة الجمهورية، بعد أن طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي بفك الحصار عن الشرعية.

وأكد أن الحكومة، قبل أن تستقيل، لم تأخذ بالنصائح التي أُسديت لها، وخلاصتها أن مساعدة المجتمع الدولي للبنان تبدأ بمبادرة اللبنانيين إلى مساعدة أنفسهم، وقال إن مشكلة لبنان الأولى تكمن في تخلي الشرعية، الممثلة بالرئيس ميشال عون، عن دورها التوفيقي في جمع اللبنانيين تحت سقف إعلان حالة طوارئ اقتصادية وسياسية، تضع في أولوياتها إنقاذ البلد، ومنعه من السقوط في الهاوية.

وعد أن إصرار بعضهم على العناد والمكابرة يعيق التوصل إلى إعلان حالة تضامن وطني باتت أكثر من ضرورة بعد جريمة العصر التي تمثلت في انفجار مرفأ بيروت، وقال: «هل المجتمع الدولي هو من أعاق التفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدة مالية لخفض منسوب الكوارث الاقتصادية والاجتماعية التي يرزح تحت وطأتها السواد الأعظم من اللبنانيين، أو حال دون الاستجابة، فعلاً لا قولاً، للمبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان؟».

وتوقف أمام التفات المجتمع الدولي إلى المؤسسات والمنظمات العاملة في نطاق المجتمع المدني، ومبادرته إلى تقديم المساعدات لها، وقال إن السبب يعود إلى انعدام الثقة بالمنظومة الحاكمة والطبقة السياسية ووزارات وإدارات الدولة، باستثناء المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية الأخرى التي ينظر إليها المجتمع الدولي على أنها آخر ما تبقى من معالم الدولة، ولا يمكن مساواتها بالآخرين الذين تدور من حولهم شبهات الفساد وهدر المال العام وسوء استخدامه.

وفي هذا السياق، سأل المصدر: هل كان لحجب المساعدات العربية والأجنبية عن إدارات الدولة، وحصرها بالهيئات العاملة في المجتمع المدني، من دوافع تقف وراء الأسباب «المجهولة» التي استعان بها دياب لشن هجومه على المجتمع الدولي، محملاً إياه الحصار المفروض على لبنان؟ وقال إن الأخير لم ينتظر طلب الحكومة للمساعدة، إنما بادر إلى تقديمها من دون العودة إليها.

لذلك فإن دياب -بحسب المصدر- أوقع نفسه في مشكلة مجانية مع المجتمع المدني كان في غنى عنها، لما سيترتب عليها من ردود فعل لن تكون لمصلحة الحكومة المستقيلة التي يتعامل معها المجتمع الدولي على أنها استقالت وتخلت عن مسؤوليتها قبل أن تستقيل تحت ضغط الفاجعة غير المسبوقة التي أصابت لبنان من جراء تفجير المرفأ.

وعليه، لم يكن دياب مضطراً بعد هجوم نصر الله على الولايات المتحدة إلى أن يشاركه في هجومه، بتحميل الخارج مسؤولية الانهيار بذريعة الحصار المفروض على لبنان الذي تحاصره في الواقع المنظومة الحاكمة، برفضها الالتزام بخريطة الطريق الأممية لإنقاذه، بدءاً بتشكيل حكومة مهمة.

ويبقى السؤال: كيف سيتعامل دياب مع الحصار المفروض عليه، أو الذي فرضه على نفسه بتجاوزه للأصول الدبلوماسية المتعارف عليها في مخاطبته للدول والمؤسسات الدولية؟ وأين يقف عون من الاشتباك السياسي الذي تسبب به دياب؟ وهل يشكل له محطة ليعيد النظر بعلاقته مع «حزب الله»، بما يتيح له تجاوز ما يتعرض له من انتقادات محلية ودولية، على خلفية توفير الغطاء السياسي له داخلياً وخارجياً، والاستقواء به في مواجهة معارضيه؟

 

أوروبا: نعمل على إنقاذ الشعب اللبناني وليس السياسيين

أنطوان غطاس صعب/اللواء/08 تموز/2021

يُنقل بأن الإتصالات السياسية والتي بلغت ذروتها في الساعات الماضية إنما تتناغم مع مشاورات تجري بين بيروت مع عدد من الدول الأوروبية المعنية بالملف اللبناني في حين تجزم أن زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت إنما هي للدعم وليس هناك من أية تسوية أو صيغة يحملها معه وزير الخارجية القطري لأن هذه التسوية ستحتاج إلى وقت طويل وأقله في الخريف على خلفية تبلور مشهد المفاوضات الإيرانية-الأميركية النووية لذلك هذه الجهود التي تحصل اليوم إنما تأتي بعدما وصلت الأوضاع في لبنان إلى قلق المجتمع الدولي من أن تندلع أي حرب جديدة ربطاً بهذا التدهور الإقتصادي والحياتي وهذا ما حذر منه سفير أوروبي في مجالسه الخاصة وقال لمحدثه أننا نعمل اليوم على إنقاذ الشعب اللبناني وليس السياسيين ولهذه الغاية مساعداتنا ستنصب على دعم الجيش اللبناني باعتباره القادر على الإمساك بالأمن والإستقرار في لبنان وهذا ما اثبتته كل التجارب والمراحل السابقة إضافة إلى دعم إنساني للبنانيين والمؤسسات الصحية والتربوية ويركز على الشق الطبي والإنساني من خلال مساعدات اجتماعية تاتي من خلال الصليب الأحمر ومؤسسات إنسانية دون أن يكون للدولة اللبنانية أي دور في هذه المسائل.

من هنا أن الحلول لتأليف حكومة أو الإعتذار فكل ذلك مرتبط بأي إشارة دولية قد تظهر معالمها في وقت قريب لأنه ومن المؤكد لا يمكن تشكيل حكومة دون أن تكون محصنة من المجتمع الدولي ولا سيما الدول المانحة للبنان لذا البلد أمام محطات صعبة وعليه الترقب ليُبنى على الشيء مقتضاه أما أن تحصل حلول إعجازية في هذه المرحلة فذلك فيه الكثير من الإستحالة نظراً لعدم اكتمال المشهد الإقليمي أكان على صعيد المفاوضات أو الصراع المستمر في اليمن ودول اخرى تشهد نزاعات مسلحة.

لذلك الجميع يؤكد بأن هذا الأسبوع هو للحسم بين التأليف والإعتذار وربما بروز مفاجآت إلا أن الأكثرية الساحقة من المسؤولين ترجح الإعتذار بعد ما يكون المخرج قد أنجز وهذا ما يجري العمل له بين الرئيس المكلف ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.

 

كواليس الحراك الدولي حول لبنان

ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/08 تموز/2021

كشف كلام بابا الفاتيكان فرنسيس أسباب الأزمة اللبنانية على حقيقتها، عندما قال أمام اجتماع لعشرة من رؤساء الكنائس الشرقية واللبنانية في روما: كفى استخدام لبنان لمصالح خارجية ولمنافع شخصية، ولبلد الرسالة حق البقاء بسلام واستقرار، ولشعبه حق العيش بكرامة وبحبوحة.

في كواليس دوائر دولة الفاتيكان، حديث عن قناعة البابا فرنسيس بأن لبنان ضحية استثمار خارجي، وتم توظيفه لخدمة طموحات محورية ودولية، كما أنه حمل أكثر مما يستطيع بسبب الأزمة السورية المستمرة منذ عشر سنوات، ووظفت مقدرات لبنان السياسية والمالية والأمنية لخدمة ترسيخ المقاربة التي يتبناها محور الممانعة، وكان ذلك جليا من خلال توفير مقومات الصمود للحكومة السورية وتأمين المواد الأولية التي منعتها العقوبات الأميركية والغربية من الوصول إلى سورية، كما أن دور المقاتلين الذين ذهبوا من لبنان إلى سورية لمساندة الحكومة، كان لهم الدور الأساسي في منع سقوط النظام، لاسيما بعد العام 2014، ولم يتم تقديم أي مساعدة اقتصادية للبنان مقابل هذا الدور، بل على العكس فقد بدأت المصائب ترتد عليه من جراء ذلك، رغم أن الذين سخروا لبنان لخدمة مشروعهم، كان بإمكانهم مساعدته ببعض النواحي، كتسهيل مرور صادراته إلى دول الجوار على سبيل المثال.

وفي أروقة الفاتيكان كلام واضح عن استثمار لبنان لمنافع شخصية من قبل «الجماعة الحاكمة» على ما يردد البطريرك بشارة الراعي، وفي ذلك إشارة واضحة إلى التسوية التي حصلت في العام 2016 وأوصلت العماد ميشال عون لسدة الرئاسة، وحكم فريقه عن طريق تبادل خدمات النفوذ الداخلية مع فريق حزب الله الذي له همومه المحورية الإقليمية الواضحة.

وفي خطاب البابا فرنسيس وردت عبارة صريحة تتناول هذه المسألة، برغم أنه يتجنب بالعادة الدخول في تفاصيل ما يجري في أي بلد، وهو يتحدث بالعناوين العامة فقط. الفاتيكان أطلق ماكينته الديبلوماسية لمساندة البلد الغريق، وفريقه سيتواصل مع كل القادرين على المساعدة في أي مكان في العالم، برغم أن بعض الدول الكبرى المؤثرة لم تكن على سوية في تعاملها مع لبنان في السنوات الأخيرة، فمنها من اكتفت بالإدانة الكلامية لما يجري، ومنها لديها مصالح كانت تراعيها على حساب لبنان، ومنها دول تعاونت مع فئات محلية تحت شعارات «ثورية» مختلفة وأغدقت عليها المساعدات، ولكن النتيجة كانت مزيدا من الفوضى والانهيار. وبالفعل، فقد ترك لبنان مكشوفا من دون أي غطاء أو حماية دولية، وكانت هذه الوضعية فرصة مناسبة للقوى التي تستثمر بالفوضى لتحقيق مصالحها، كما استغلتها فئة المنتفعين لتوسيع حجم انتفاعها، من دون مراعاة لخصوصيات لبنان، وهو لا يستطيع العيش إلا مع الحرية والانفتاح على محيطه العربي وعلى العالم. بشائر تغيير المقاربات الدولية اتجاه لبنان كانت من خلال التحرك الأميركي الأخير، بعد غياب، ولكن الخشية قائمة من أخطاء قد ترتكبها الإدارة الجديدة، عن طريق تبني دعم جمعيات موازية للمؤسسات الإنسانية والحكومية، وبالتالي تعطي فرصة للقوى المناهضة كي تتصرف مثلها بهذه الطريقة التي تساهم في زيادة الفوضى. اما روسيا فقد أدركت مؤخرا أن انهيار لبنان المالي والاقتصادي قد ينعكس موتا خانقا على سورية، وقد ارسلت وفدا اقتصاديا رفيعا لاستطلاع ما يمكن عمله لتحاشي الدخول في الانهيار، مع إمكانية تحصيل أموال لمعارضين سوريين في البنوك اللبنانية تسد منها بعض ديونها المستحقة على دمشق. رغم معرفة كامل أسباب الأزمة وتداعياتها، يبقى السبيل الوحيد للبدء بإنقاذ الوضع، هو تأليف حكومة قادرة على اتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية حازمة، والتعاون مع الهيئات الدولية القادرة على المساعدة.

 

من كان دياب يخاطب… اللبنانيين أم السلك الديبلوماسي؟

جورج شاهين/الجمهورية/08 تموز/2021

مخطئ من كان يعتقد انّ خطاباً مماثلاً لخطاب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب يمكن ان يمرّ على السلك الديبلوماسي، فهم مطلعون على كل شاردة وواردة يمكن ان تكون فاتته. فالخطاب الرسمي لأركان السلطة لم يعد له موقع مهم في الأوساط الديبلوماسية وأروقة المجتمع الدولي، الذي صُمّت آذانه على مضمون مذكراتهم وخطاباتهم، ما لم يُقدموا على ما هو مطلوب وما تعهّدوا به. فكيف يمكن تبرير ذلك؟

إن كان خطاب دياب لم يتغيّر بعد رغم المتغيّرات التي طرأت على الظروف التي تعيشها البلاد، فحال الشكوى من أقطاب الداخل، التي عبّر عنها طوال فترة تولّيه المسؤولية، سحبها في الأمس على الخارج والمجتمع الدولي، محمّلاً اياهما المسؤولية عمّا آلت إليه ظروف البلاد. فهو تجاهل بعبارات ادبية وشعرية مجّها العالم، كل المبادرات الدولية والأممية لمساعدة اللبنانيين على سلوك خريطة الطريق التي رسمتها المبادرة الفرنسية منذ أيلول العام الماضي، لبلوغ مرحلة الإنقاذ والتعافي. كذلك بالنسبة الى المساعدات التي جاءت من كل حدب وصوب، لتجاوز ما تركه انفجار مرفأ بيروت، فيما كان يقف عاجزاً دون لملمة النفايات والردم او ترميم مسكن، عدا عن الفشل في إدارة برامج المساعدات التي أُبعِدت عنها الحكومة ومعها كل المؤسسات والاجهزة الرسمية، بسبب تفشي الفساد وفقدان الثقة بها.

وإن كان دياب في بداية تولّيه مهماته الحكومية، قد شكا المسؤولين الذين قوّضوا حكومته بعد الانفجار بأيام قليلة، وأجبروه على الإستقالة، في اعتباره أضعف حلقات «المجموعة السلطوية» التي يمكن التضحية بها على مذبح «نكبة بيروت»، فإنّه لم ينجح في تحقيق أي خطوة قالت بها حكومة «مواجهة التحدّيات» منذ تشكيلها. فبقيت النفايات في الشوارع، وتعاظمت أزمة الطاقة والمشتقات النفطية، ولم تنجح عشرات اللجان التي شُكّلت في أي خطوة ادارية او مالية، ولم يستطع التوصل الى مشروع لـ «الكابيتال كونترول» ولا في تحديد خسائر القطاع المصرفي ومصرف لبنان، فشنّ حروبه على القيادات المالية والمصرفية، قبل ان يضطر إلى الجلوس معها من اجل ضمان إبقاء خطط الدعم الفاشلة التي طيّرت ما تبقّى من مليارات في حسابات مصرف لبنان المركزي. وكل ذلك جرى بعدما اعتبر وقف دفع قيمة سندات اليوروبوند وما رتبته من الديون الخارجية في بداية آذار العام الماضي «انجازاً ما بعده إنجاز»، ليفتح الطريق واسعاً الى ما نعيشه اليوم من حصار مالي وتهديد جدّي بعزل لبنان عن النظام المصرفي العالمي، ودفع إلى انهيار الليرة اللبنانية، الى مرحلة باتت تهدّد وحدة الدولة والكيان والمؤسسات، بعدما عطّلت قسماً منها وشلّت ابسط الخدمات العامة من كهرباء وماء ودواء.

وعلى وقع اصراره على تصريف الاعمال بأضيق الحدود التي لا يجاريه احد في مدى تطبيقها، فهو يتفرج على الأزمات تتوالى من دون أي حراك. ولم يُظهر اي تجاوب مع مجموعة التمنيات والنصائح التي قالت بضرورة ان تقوم الحكومة بمهماتها، تجاه أوضاع استثنائية لم تعرفها البلاد من قبل، فإنّه ما زال يعمل على القطعة، إلى ان أطلق اتهاماته أمس في اتجاه المجتمع الدولي، معتمداً خطاباً يتجاهل الأسباب التي دفعت العالم بأجمعه الى مقاطعة السلطة بكل مواقعها. وجاء اتهامه لهذا المجتمع بالحصار المطبق على لبنان واللبنانيين في أسوأ توقيت كان يجب ان يتنبّه الى خطورته. فهو أطلّ في اليوم التالي لخطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، مستنسخاً عنه تفسيرات تتجاهل ما قام به المجتمع الدولي وما زال، من أجل الحفاظ على الحدّ الادنى من مقومات العيش في البلاد، وليس أقلّها دعم الجيش اللبناني الذي فقد القدرة التمويلية لضباطه وجنوده، فعوّضتها ورش الدعم والمؤتمرات الدولية والمساعدات التي وصلت من أكثر من دولة عربية وغربية.

قد يقول قائل، انّ تحميل المسؤولية لدياب وحده في كل ما جرى، يحمل كثيراً من الظلم. فالمسؤولية نسبية، وهو أحد أركان السلطة التي لم تنجح في مواجهة اي أزمة من أزمات البلاد، وهي تتمادى في انكار الحقائق التي أدّت بالانهيار المحقق في بعض القطاعات نتيجة سياسات جعلت لبنان في عين العاصفة، وسمحت ان يكون مصطفاً في محور لا يجني منه اللبنانيون سوى أشكال العقوبات المختلفة والحصار المضروب والإهمال الدولي. فلبنان الذي كان مدعواً من المجتمع الدولي وأصدقاء لبنان الى تجنّب الانخراط في حروب الآخرين والنأي بنفسه عن النزاعات الاقليمية والدولية الكبرى، انساق اهل الحكم عكس ما هو مطلوب منهم. فمنذ تشكيل الحكومة الاخيرة، انخرط الجميع في هذا المحور. ولم يكتفوا بذلك، فسلّموا امرهم أخيراً من اجل تشكيل الحكومة وتوفير الحصص المطلوبة من الحقائب إلى «حزب الله»، ليرتضوا بما يرتضيه امينه العام. كما من اجل توفير المخرج الذي يتجاوز ما قالت به المبادرة الفرنسية من المواصفات المطلوبة بالحكومة العتيدة، لتستعيد الثقة الخارجية والداخلية معاً، وبقي المعنيون من أهل السلطة اسرى البحث عن الحقائب التي تضمن مصالحهم والاحتفاظ بما تبقّى من المغانم المفقودة.

هذا غيض من فيض الآراء المتداولة في الصالونات الديبلوماسية. ولم يكن ينقص ليطفح الكيل بالديبلوماسيين المعتمدين في لبنان، وتحديداً ممثلي مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، أكثر مما حمله خطاب دياب امس الاول، من تجنٍ على المجتمع الدولي، وخصوصاً عندما تجاهل العون الدولي الذي ناله لبنان، تعويضاً عن العجز المتمادي في كل القطاعات الحيوية والحياتية، من طبية واستشفائية وبيئية وتربوية وصحية واجتماعية، والتي لم تكن لتتوافر للمنكوبين بعد مسلسل هزات إنفجار المرفأ وتداعيات جائحة كورونا والإنهيار المالي، في ظل الفشل الرسمي في إدارة المرحلة وتأمين الطريق المؤدي الى التعافي.

على كل حال، فقد كان الردّ الذي تولّته السفيرة الفرنسية آن غريو ونظيرتها الأميركية دوروثي شيا ومعهما مجموعة من السفراء العرب، بجرأة متناهية، ليتجاوز شخص رئيس الحكومة وليشكّل إدانة لأهل السلطة بكاملها بلا استثناء، بما فيها المؤسسات الدستورية التي قصّرت في تأدية واجباتها تجاه اللبنانيين، ومن أجل فك أسر التشكيلة الحكومية لترى النور. وفي الخلاصة، لا يخفي اصدقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال عند الدفاع عنه، قلقهم من بعض الأخطاء المرتكبة، ومن بينها انّه كان عليه ان يعرف الى من يتوجّه في خطابه. فهو في الأمس كان يخاطب اللبنانيين العاجزين عن فهم ما يجري في لبنان، وليس السفراء الذين يعرفون «البئر وغطاه»، ولا يمكنهم السكوت على الفشل المتمادي في ادارة شؤون البلاد والعباد، ويعرفون الخفايا على حقيقتها من دون أي تلوينة يريد ان يعطيها البعض، او ابتداع اي سيناريو يخفي عوراتهم.

 

في أحدث إحصاء… مليون ونصف مليون سوري في لبنان!

كلير شكر/نداء الوطن/08 تموز/2021

يقول وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية إنّه سيزور دمشق قريباً لبحث مسألة النازحين السوريين. سبق له أن قام بخطوات مماثلة قاصداً العاصمة السورية في أكثر من جولة والتقى مسؤولين هناك، ولكن من دون أن يشهد هذا الملف أي تقدم أو تطور نوعي، خصوصاً وأنّ المبادرة التي قادتها موسكو لمعالجة هذه القضية الحيوية اصطدمت بجدار من العوائق والعراقيل، وأهمها إعادة إعمار سوريا تسهيلاً لعودة النازحين. إلا أنّ الزيارة المرتقبة لوزير شؤون النازحين متوقّفة على إحصاء يجرى العمل عليه مع السلطات المحلية، وتحديداً البلديات، لرفعه إلى السلطات السورية التي يقول مطلعون على موقف مشرفية، إنّها أبدت استعدادها للتعاون مع لبنان في هذا الملف، لا سيما في ما خصّ النازحين من مناطق باتت آمنة لم تعد تشهد أي أعمال عسكرية.

يشير المواكبون لملف النازحين إلى أنّ السلطات اللبنانية هي التي ترتكب التقصير في هذا المجال بعد أكثر من عشر سنوات على بداية الحرب السورية وبدء النزوح، حيث تلكأت الإدارات المعنية عن تجميع أرقام دقيقة حول واقع النزوح أو حتى تسجيل الولادات، خصوصاً وأنّ السوريين أبلغوا اللبنانيين عدم ممانعتهم في عودة من يرغبون إلى بلداتهم بعد تأمين الحد الادنى من مقومات العيش. ولهذا طلبت السلطات السورية تزويدها بإحصاءات دقيقة حول واقع النزوح السوري في لبنان يتضمن خريطة المناطق التي نزح منها هؤلاء الموجودون على الأراضي اللبنانية، لبحث امكانية إعادتهم بعد توفير مقومات البقاء في بلداتهم. وعلى هذا الأساس بدأ العمل على إجراء هذا الإحصاء.

يقول الوزير مشرفية لـ”نداء الوطن” إنّ الرقم المتوفر الآن لدى وزارة الشؤون الاجتماعية يظهر أنّ هناك مليوناً ونصف المليون سوري على الأراضي اللبنانية، بين نازحين وعمّال. وقد تبيّن أنّ هذا الإحصاء هو نتيجة عمل قامت به وزارة شؤون المهجرين المكلفة بالجانب التقني ضمن اللجنة الوزارية للتنمية الريفية، وقد عملت الوزارة بالتنسيق مع التفتيش المركزي، وبالتعاون مع البلديات على إجراء احصاء كامل لكل القطاعات والخريطة الديموغرافية في كل البلدات اللبنانية. تقول وزيرة المهجرين غادة شريم لـ”نداء الوطن” إنّ الوزارة أنجزت أكثر من 88% من هذه المهمة التي قامت على أساس استمارات، تمّت تعبئتها الكترونياً من جانب البلديات عبر منصة impact التي جهّزها التفتيش المركزي، فيما وقع النقص في البلدات التي تمّ حلّ مجالسها البلدية أو تلك التي لا مجلس بلدياً فيها وبدت المهمة صعبة على مخاتيرها، حيث تحاول الوزارة التعويض عن هذا النقص من خلال ايكال المهمة إلى عناصر تابعين للوزارة لتعبئة الاستمارات.

وتشير إلى أنّ هذه الاستمارة تتضمن خريطة مفصلة لكل القطاعات الموجودة في نطاق كل بلدية، من قطاعات زراعية، صناعية، سياحية، تربوية، صحية… إلى جانب الخريطة الديموغرافية من لبنانيين وغير لبنانيين، وتحديداً سوريين وفلسطينيين. وتلفت إلى أنّ هذه الاستمارة اقتصرت على الأعداد فقط من دون تفاصيل، وقد تبيّن أنّ عدد السوريين الموجودين في لبنان يقارب المليون ونصف المليون، لافتة إلى أنّ هذه الداتا تخضع للتدقيق والتحليل قبل أن تكون بتصرف بقية الوزارات والإدارات الرسمية وحتى الرأي العام لتكون متاحة أمامهم، مشيرة إلى أنّ أهمية هذه الداتا أنها خاضعة للتعديل والتطوير، ومرجعيتها هي البلديات، فيما تقوم الوزارة بعملية تقاطع للمعلومات مع المنظمات الدولية.

بالتوازي، يقول أحد المواكبين لملف النزوح في وزارة الشؤون الاجتماعية إن العمل جار على وضع إحصاء متكامل عبر وزارة الداخلية والبلديات، حسب قرارات اللجنة التسييرية لبرنامج الاستجابة للأزمة السورية التي يترأسها وزير الشؤون الاجتماعية، والتي أوصت بوضع احصاء دقيق للنازحين السوريين يتناول العدد، كيفية توزّعهم على الأراضي اللبنانية، فضلاً عن تحديد المناطق التي نزحوا منها من سوريا كونه العنصر الأهم لتحقيق العودة الطوعية، لكي يكون التنسيق اللبناني- السوري على أساس المناطق الآمنة والتي تتمتع بحماية اجتماعية واحتضان من الدولة وسبل عيش تحفظ كرامة النازحين وحياتهم.

ويشير إلى أنّ وزارة الداخلية طلبت من كل المحافظين والقائمقامين ورؤساء البلديات الانطلاق في العمل لتأمين هذه الداتا، لافتاً إلى أنّ المعلومات التفصيلية الموثقة موجودة الآن لدى جهاز الأمن العام اللبناني ومفوضية شؤون النازحين، التي تملك حوالى 850 ألفاً مسجلين لديها وحوالى 250 ألفاً مأخوذ العلم فيهم ولكن غير مسجلين. أما الهدف فهو تسجيل كل النازحين ضمن قوائم رسمية تتضمن كل المعلومات الضرورية لمعالجة ملف العودة بشكل سليم يضمن فعالية التنفيذ.

أما ومتى الانتهاء من هذا الإحصاء؟ فالإجابة صعبة جداً في ظل حالة التحلل التي تصيب كل المؤسسات الرسمية!

 

لبنان ..المجتمع الدولي..وشرعية الإنتخابات

العميد الركن خالد حماده/اللواء/08 تموز/2021

لا تمتثل أي اشارة للخروج من المياه الآسنة التي تتخبط بها المنظومة السياسية، والجدار المرفوع بوجه اللبنانيين وما بينهم قد أصبح عصياًّ على بناته. لم تعد الخطب المذهبية التي امتهنها الوزير باسيل من حين لآخر قابلة لإحداث أي إختراق، كذلك هي حال سرديات المقاومة التي درج الأمين العام لحزب الله على استخدامها لإضفاء الثقة على قدرة طهران وحزب الله على امتلاك المخارج الإستثنائية. الفقر والجوع وطوابير الذل أمام محطات الوقود والصيدليات أحبطت كل السرديات. أضحى المواطن في لبنان إلى أي منطقة أو طائفة انتمى، مدركاً أنّ كلّ العناوين المرفوعة لم تكن سوى فيضٍ من أوهام دفع ثمنها من استقراره ومستقبله ومواطنيته. البنزين الإيراني الذي ربما يحجم العديد من اللبنانيين على التذكير به، التحق مؤخراً بكلّ البناءات الوهمية للإقتصاد الممانع، الذي اقتصرت تعبيراته على تصدير حبوب الكبتاغون الى الدول العربية للقضاء على آخر ما تبقّى من العلاقات الإقتصادية للبنان.وبالتوازي مع ذلك سُجلّت آخر معالم سقوط الدبلوماسية اللبنانية بزيارة إسماعيل هنيّة لبيروت ـــ هو الذي لم يكن لديه أيّة إطلالة إعلامية من أي عاصمة عربية ــ لوضع الرؤساء الثلاثة بتداعيات انتصار غزة. المغزى ليس في استخدام هنيّة لبيروت كمنصّة متاحة لكلّ عابر سبيل، بل في إحجام لبنان، هو الذي لا يزال مقحماً بتكليف شرعي في الصراع، عن بحث الموضوع مع جامعة الدول العربية أو مع جمهورية مصر العربية التي أدارت بكفاءة مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.

الحراك الدولي الذي ظهر مؤخراً في الأروقة الدولية دفع بالأزمة اللبنانية مجدداً الى شرفة الإهتمام، وبالطبع ليس من قبيل الضرورة التي تتكىء عليها الطبقة السياسية اللبنانية في ممارسة إستئثارها وفسادها. لقاء الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين كان المقدّمة التي أطلقت دينامية دولية عبّر عنها لقاء وزير خارجية الولايات المتّحدة أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي لودريان مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان على هامش إجتماع وزراء مجموعة العشرين في إيطاليا لبحث الأزمة اللبنانية، واستتبع ذلك بإجتماع وزير الخارجية الأميركي مع البابا فرنسيس قبل انعقاد إجتماع قادة الكنائس المسيحية في لبنان. لقاء وزيريّ الخارجية الفرنسي  والأميركي الذي سبقه تأكيد أميركي على دعم المبادرة الفرنسية،يؤكّد أنّ فرنسا أضحت مدركة أنّ أجندتها المعلنة التي حاولت ملاءمتها مع الصراعات الداخلية اللبنانية ليست مدخلاً قابلاً للنجاح، وإن التدخل الأميركي وإن بشكل غير مباشر يشكّل دافعاً معنوياً ومحفّزاً لطهران الساعية لترتيب موقعها في الأجندة الأميركية. وبهذا المعنى يشكّل الملف اللبناني أحد منصات تبادل الرسائل الباردة بين واشنطن وطهران، بصرف النظر عن تبلوّر حلول قريبة.هذا بالإضافة أنّ إشتراك وزير الخارجية السعودي في الإجتماع المذكور سيشكّل حافزاً إضافياً لكلّ من طهران والرياض بإضافة منصّة جديدة الى جانب منصّة بغداد التي انطلقت للحوار بينهما. ربما يندفع  الجانب الإيراني للحوار ليقينه أنه سيؤسّس لانتزاع إعتراف بسيطرته على لبنان، فيما تعتقد المملكة السعودية أنّ اللقاء يشكّل فرصة لتثبيت الإستقرار في لبنان بضمانة دولية وهو مقدّمة لانحسار دور الميليشيات وعودة الدولة.

على المقلب الآخر،شكّل لقاء البابا فرنسيس برؤساء الكنائس المسيحية في لبنان الثمرة الأولى والصدى الدولي الأول للمواقف الصلبة التي صدرت عن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والتي أكدت على حياد لبنان الإيجابي وتمسكت بالدستور وبالدولة المدنية. يأتي لقاء وزير الخارجية الأميركي بلينكن بالبابا فرنسيس قبل ثلاثة أيام من الإجتماع الكنسي لتأكيد تلازم الدور الذي يؤديه الكرسي الرسولي في الحفاظ على التنوّع اللبناني مع المبادرات الدولية المعنيّة بالإستقرار، وبمعنى أدق إعطاء المبادرة الفاتيكانية مقوّمات المواجهة وربما الوقوف بوجه ما قد يذهب إليه بعض رؤساء الكنائس بالجنوح نحو تحالف الأقليات في المشرق وهو ما عانى منه البطريرك وعانت منه بكركي مراراً.

لا توحي المبادرات الدولية بتوفر مقاربات ناجعة للأزمة اللبنانية، ولكنها تؤكّد أنّ لبنان لن يكون بمنأى عن التسويّات التي يتمّ إنضاجها، وهو لا يزال مصنفاً كدولة ضمن المشهد الإقليمي وهذا يشكّل بحدّ ذاته معطى إيجابياً. لكن الجديد أنّ هذه الدولة الجديدة ستخضع لعملية صياغة جديدة  لجهة الدور ومعايير وأطر الحوكمة الرشيدة،عملية مدفوعة بالعقوبات الأميركية والأوروبية التي أضحت من ثوابت الأدبيات  الدولية المستخدمة مع لبنان.

 يجمع كلّ المتدخلين بالشأن اللبناني، أوروبيون وأميركيون ومنظّمات دولية أنّ السلطة اللبنانية فقدت شرعيتها، وهذا ما يبرر اللامبالاة الدولية وتمرير الوقت  بأقل الخسائر الممكنة لدى مقاربة الأزمة اللبنانية، كما يجمع هؤلاء أنّ الإنتخابات النيابية المقبلة هي المدخل الحقيقي والضروري لإنتاج منظومة سياسية تتمتع بشرعية جديدة. وما بين ثابتة الإهتمام الدولي بلبنان كجزء من مشهد إقليمي جديد،والثابت الزمني الذي يفصلنا عن الإنتخابات المقبلة بما تمثّله من  حاجة لأي سلطة الى شرعية جديدة ، يقف لبنان على عتبة أشهر مصيرية قد تدفع بالكثير من المغامرين إلى خيارات غير محسوبة.

* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

عندما يلبس دياب “القميص الأسود”… الحكومي!

علي الأمين/نداء الوطن/08 تموز/2021

يغرق رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب في رمال “حزب الله” المتحرّكة، التي أوقع وأغرق نفسه فيها، منذ قبوله بارتداء “القميص الأسود” الحكومي وحتى اليوم. ومن خطاب الى خطاب، ينكشف دياب على منظومة الحزب، وينفّذ أجندته الإيرانية بحذافيرها، حتى لو اضطره الأمر سابقاً الى “لحس” الكثير من تصريحاته وقراراته، قبل أن يتعلّم الدرس جيداً، ويُقلع عن إرتجال المواقف الإرتجاعية في الفترة الأولى.

في خطابه الأخير، “أبدع” دياب في الترويج لأفكار “ترفع” من شأن “حزب الله” عبر تزوير الحقائق والمحاولة الفاشلة الفاقعة لنفض يد الحزب من أي مسؤولية عن الإنفجار الذي يبشّر به، الأمر الذي لم يعد ينطلي على أحد، لا بل ذهب الى أبعد و”أجرأ” من ذلك، بتحميل المسؤولية الى الدول التي تعادي الحزب او تتحفّظ عليه، إلى حدّ انه سمع توبيخاً فرنسياً مباشراً غير مسبوق، في موازاة رئيس بلاد يشحذ باسم العباد، ويصلي كل يوم.. “أعطنا “فتاتنا” كفاف يومنا!”.

يعكس خطاب دياب الأخير، أن “المنظومة” التي أتت به ودفعته للاستقالة، تستشعر عزلة حقيقية عن المحيط العربي والدولي، فتحذيره من الانفجار الاجتماعي لم يلق آذاناً صاغية، طالما أن سيل التحذيرات الدولية من اللامبالاة تجاه حسم أمر التشكيلة الحكومية ظاهر للعيان، كما هي حال إرادة المنظومة التي تمنع تشكيل حكومة جديدة ولو بشروطها كاملة من دون نقصان. تساهلت الدول الغربية في طبيعة الحكومة، ورضخت كما رضخ الكثير من اللبنانيين الى فكرة حكومة محاصصة بإدارة “حزب الله” وإشرافه، لكن بالرغم من ذلك لا حكومة تشكّلت، ولا حكومة مستقيلة قامت بما يجب من تصريف الأعمال.

خرج الرئيس دياب على سفراء الدول الغربية والعربية الثلثاء، محمّلاً دولهم مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع في لبنان، وهو ما استدعى ردوداً من بعض السفراء، تقدّمتهم السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو التي رفضت هذا الموقف، وذكّرت رئيس الحكومة بمسؤولية اركان السلطة تجاه تشكيل الحكومة.

بالطبع لم يكن الرئيس دياب ليطلق مثل هذه المواقف، من دون أن تسطّر له المنظومة عناوين الخطاب ومضمونه، ولعلّ صمت أطرافها عن التعليق على الخطاب، يعكس رضى وقبولاً بما تضمّنه، بخلاف الصدمة التي اصابت السفيرة الفرنسية واقرانها في اجتماع السراي. كلام الرئيس دياب امام السفراء هو اشبه بإعلان افلاس، ليس لرئيس الحكومة المستقيلة فحسب، بل للمنظومة التي باتت أسيرة لعبة ابتزاز الخارج في مصالحه بالحرب او الاستقرار، في وقت فقدت هذه المنظومة بكافة مكوناتها، القدرة على ممارسة نفس الخديعة، بعدما صارت هي نفسها مهدّدة، ليس من عدوّ خارجي إسرائيلي او إرهاب، بل من الداخل اللبناني ومن داخل هذا الداخل، أي في كل البيئات التي شكّلت في السابق حاضنة لهذه المنظومة.

الانفجار الاجتماعي قد يكون له بعض التأثيرات الخارجية، ولكن لا يمكن مقارنتها بالتدمير الذاتي للمنظومة نفسها وللبنان بوجه عام، وبالتالي فإنّ الفخ الذي وقعت فيه المنظومة، لم يكن نتيجة براعة خارجية، بقدر ما كان نِتاج بيع الأوهام الذي امتهنته هذه المنظومة في كل سياساتها الداخلية والخارجية، وعلى رأسه بيع أوهام الإرهاب، الذي انتهى وفقد قيمته التي كان عليها، كما فقدت أموال المودعين في البنوك اللبنانية اضعاف قيمتها، وكما انكشفت الليرة اللبنانية على حقيقة الواقع، كم كانت قيمتها وهمية بعدما سلبتها المنظومة قيمتها الفعلية، بالنهب المنظّم وبالمحاصصة وبتهشيم الدولة، وتهميشها طيلة السنوات العشر الأخيرة في الحدّ الأدنى.

لم يعد لدى المنظومة ما تبيعه، وما سيصل الى اللبنانيين من الخارج هو مجرّد فتات، حتى قطر باتت معوناتها بالقطارة، ولا يتأخر رئيس الجمهورية عن تدبيج رسائل شكر للدول التي ترسل بعض المساعدات الى شعبه، كلّما وصلت بضعة أطنان من الغذاء لا تُسمن ولا تُغني من جوع. ولّى زمن المليارات التي كانت تتدفّق نحو لبنان على شكل مساعدات او ودائع واستثمارات، من الدول العربية والخليجية على وجه التحديد، وانتهى زمن مؤتمرات باريس و”سيدر”، كلّ ذلك يعني أنّ لبنان لم يعد في الأهمية التي كان عليها، قبل أن يصبح في الحضن الإيراني بشكل كامل. المنظومة التي يشكّلها ويديرها “حزب الله” لم تصل الى قناعة بعد، بأنّها فقدت قدرتها على ابتزاز المجتمع الدولي، انطلاقاً من إقتناع لديها بأنّ هذا المجتمع الدولي هو أشدّ حرصاً على سلامة المجتمع اللبناني ولبنان منها، وهذا ما انطوى عليه خطاب الرئيس دياب، أي أن الانهيار والانفجار هو حتمي وهو مسؤولية خارجية وليس لبنانية.

في حقيقة الأمر، دياب هو ساعي بريد، لا يستنتج، انّما ينقل رسالة إيرانية بأنّ الكارثة الاجتماعية في لبنان، يجب أن يعالجها الخارج بضخّ المساعدات ووقف الإجراءات العقابية ضدّ “حزب الله” وبعض حلفائه. قد تبدو دعوة عبثية وغير مفهومة في الظاهر، لكنّها في الجوهر تنطوي على ربط الأزمة الحكومية بتخفيف العقوبات عن ايران، ذلك أنّ المِحور الإيراني أو مِحور المقاومة كما يسمّيه أمين عام “حزب الله”، هو وحدة متكاملة غير منفصمة، وايران التي استثمرت في لبنان وكسبت الكثير، ليست قلقة من الانفجار الاجتماعي الذي أدرجه رئيس الحكومة المستقيلة دياب في سياق المؤامرة الخارجية، عندما حمّل المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري في لبنان، وربط بشكل ضمني بين تشكيل أي حكومة، ولو كان كل أعضائها في “حزب الله” وبين مهمّة استعادة وظيفة الدولة، وبالتالي التضييق الطبيعي على دويلة “حزب الله”، وهذا ما لا تريد المنظومة مقاربته، قبل انقشاع الضوء في غرف فيينا.

 

في صبيحة اليوم ال630 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/08 تموز/2021

الحدث اللبناني الحقيقي يجري اليوم في الرياض، ومنظومة الفساد تعيش المفاجأة والصدمة! لم تخرج المنظومة بعد من وطأة الصفعة غير المسبوقة، التي وجهتها السفيرة الفرنسية "أن غريو"، لكل الطبقة الفاسدة، وليس ل حسان الذياب الألعوبة بيد حزب الله وحده، حتى تلقت صدمة أكبر مع التطور الديبلوماسي الذي ينطوي على دلالات عميقة أقلها أن للشعب اللبناني اصدقاء لهم تأثير كبير.

 برز التطور الديبلوماسي المفاجيء، مع تزامن صدور بيانين عن السفارة الأميركية والسفارة الفرنسية والإعلان عن زيارتي السفيرتين "دوروتي شيا" و"أن غريو" إلى السعودية، التي سبقهما إليها السفير وليد البخاري، ويصلها اليوم لودريان وزير الخارجية الفرنسي. ليتبين أن هذا الحدث تتمة لبحث تناول المسألة اللبنانية آخر الشهر الماضي، جرى بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، الذين التقوا على هامش قمة العشرين، ليشكل كل ذلك الإعلان الصريح بأنه بالنسبة للقوى العالمية المؤثرة تم سحب الإعتراف بمنظومة الفساد المتحكمة بلبنان واللبنانيين!

 بهذا السياق تبدو مباحثات الرياض، ترجمة لتفاهم ثلاثي بشأن مد اللبنانيين بمساعدات حيوية تحول دون انهيار البلد، وأن الدعم سيتجاوز ما تقرر للجيش وسيشمل كذلك قوى الأمن الداخلي، وأن آليات جديدة ستعتمد كي تصل المساعدات مباشرة لمستحقيها دون المرور بمؤسسات الدولة خشية من سرقتها. وبدا أن الوجه الآخر للسياسة التي ستتبعها هذه البلدان  مع حلفائها، هي ممارسة كل الضغوط الممكنة لفرض تشكيل حكومة تمتلك شروط الاستقلالية حتى يكون متيسراً للمجتمع الدولي أن يتعامل معها، وكذلك حتمية إجراء إصلاحات عاجلة في لبنان.

 التزمت منظومة الفساد الصمت حيال الحدث، ووحده حزب الله من خلال شاشة "المنار" شن حملة شرسة ضد التحرك الديبلوماسي، ولم يتمكن من إخفاء المفاجأة التي أذعجته. قالت قناة "المنار" أن تحرك شيا وغريو "يمثل انتداباً سياسياً بكل وقاحة على البلد"..وقفزت هذه الشاشة فوق كل ما يقال: معاشاتنا، وأكلنا وشربنا وسلاحنا من إيران! وتابعت جريدة الأخبار هذا الصباح الحملة، وينتظر اليوم على جاري العادة صدور الكثير من المواقف عن فريق الممانعة..

 وبموازاة كل ذلك يواصل حزب الله الإمساك بقراراحتجاز تأليف الحكومة تلبية لرغبة طهران وخدمة لأهدافها في نفاوضات فيينا، ويترك ل"حليفيه"، الحريري وباسيل ومن خلفه القصر، تقاذف المسؤولية عن التعطيل. وتردد أن الحريري صارح كتلته أن الأبواب مغلقة أمام مهمته، لكنه التزم مع بري "التشاور والتوافق" قبل خطوة الإعتذار التي رفضها نادي رؤوساء الحكومات السابقين. والأمر اللافت أنهم جميعاً دفنوا الرأس بالرمال ولم يعلقوا على العاصفة التي شهدتها السراي، فيما بالمقابل تتسع الانتقادات الداخلية للدرك الذي بلغه الأداء السياسي للحريري الذي سلّم موقع الرئيس المكلف إلى رئيس المجلس النيابي، فبات الأخير في الاقتراحات والمبادرات الفريق الآخر في التأليف مقابل رئيس الجمهورية، مع كل ما يعنيه ذلك من تجويف للصلاحيات الدستورية لرئاسة الحكومة!

*** الأنظار ستنصب غداً على اجتماع مكتب مجلس النواب بمشاركة لجنة الإدارة والعدل للبحث في طلب قاضي التحقيق العدلي طارق بيطار رفع الحصانة عن النواب علي حسن خليل ونهاد المشنوق وغازي زعيتر. ورغم ما يشاع من اتجاه لافتعال العقبات أمام الطلب، والتمسك بالحمايات بالزعم أن الأمر من صلاحية المجلس الأعلى، والاستناد إلى الرفض الكبير من جانب حزب الله للطلب القضائي، وتوازياً قالت معطيات مختلفة أن اللواء عباس ابرهيم الذي غادر لبنان سيؤخر عودته بانتظار جلاء الصورة!

في هذا الوقت يبرمج الرئيس بيطار خطواته المحسوبة بدقة، بحيث يبدأ الاثنين استجواب المدعى عليهم والذين سيليهم استجواب الكثير من المرؤوسين، وهاجسه الوصول إلى معرفة من استقدم شحنة الموت، ومن هو صاحبها، وما الأدوار الحقيقية لشركائه اللبنانيين ومن هم وما الأدوار المختلفة في التغطية والتعمية على مسألة بهذا الخطورة؟؟..وكل ذلك يتم في توقيت لافت  عشية الذكرى السنوية الأولى لجريمة تفجير المرفأ. ويدرك قاضي التحقيق العدلي حجم الدعم الشعبي والمطالبة العارمة بمعرفة الحقيقة وتطبيق العدالة، كما يعرف حجم الدعم الخارجي لما يقوم به، ويعرف اتساع رفض السلطة لخطواته، لكن الكثير من الأوساط القضائية والقانونية تقول أنه متعذر عليهم إبعاد البيطار عن مهمته لأن "بتتخن وما حدن فيه يحملها"!

 *** وأيام قليلة تفصل عن يوم 18 الجاري، موعد انتخاب نقيب للمهندسين ومعه 5 اعضاء إلى مجلس النقابة، التي تعتبر أم النقابات لما يعول على دورها الوطني، وهو دور يلامس القسم الأكبر من الناتج الاقتصادي، ويمكن أن تكون النقابة التي لا أولوية على استعادتها لموقعها ودورها، رافعة ليس فقط لمسار ثورة تشرين، بل وكذلك لأي خطة نهوض اقتصادي لبنان الغد بأمس الحاجة إليها.

بالتأكيد المعركة قاسية جداً، ومن الصعب التصور أن منظومة الفساد لا تعد العدة لخوضها بلائحة موحدة لإبقاء سيطرتها، والكل يعرف أن المنظومة إياها بحاجة فقط للفوز ب3 مقاعد كي تستمر سيطرتها للسنوات الثلاث القادمة.

لكن اللافت أن التطورات على جبهة القوى التي تحمل لواء التغيير، تبدو وكأن صناع القرار هنا لا يتعاطون كع كل الصورة كما حجم الحدث ومخاطره وأبعاده، فيظهر بعض الاستخفاف بالمسألة المحورية وهي أنه لا يجوز تضييع أي صوت لإذا كان الهدف هزيمة تحالف أحزاب السلطةز وأنه على الفريق الذي سيخوض العركة عبء إقناع الكثير من المهندسين/ات المترددين، لأن يشاركوا ويرفعوا إيجاباً نسبة الإقتراع.

من الآخر من حق تحالف "النقابة تنتفض" أن يرشح، وليس من حق أي كان أن يرفض رغبات الفريق الذي حاز النسبة الأعلى من التصويت في المرحلة الأولى، لكن مهلاً النسبة قد لا تكون كافية لاستعادة النقابة فبعضهم قال أن هناك حاجة ليس لأقل من ألفي صوت بعد للفوز. إذن خوض هذه المعركة لاستعادة هذه النقابة مسألة أبعد مما تم طرحه ،ومن الخيارات التي تم الوصول إليها، ويقيناً أن الكل مدرك أن الكثير من الشعارات التي تتردد عن دور القاعدة وحكاية "النهج التشاركي الديموقراطي"  أعجز من أن تتيح تغطية بروز مخطط إقصائي يعبر عن قوة إقصائية والإقصاء قد يكون السبب لعدم استعادة النقابة.

اللافت أيضاً أن هذه الجماعة، رغم وجود مخلصين صادقين كثر من بين أفرادها، تذهب بعيدا إلى القول: مستقبلاً "مش رح نقبل مرشحين نجوم مسقطين على الناس باتفاقات"، فهل هذه الانتخابات البالغة الأهمية حقل تجربة لأمر مستقبلي آخر؟ وحكاية المعايير ما قصتها وقد تهاوت أمام الشراكة العضوية مع قوى حزبية تقليدية قامت على التوريث، وكذلك مع قوى طائفية مذهبية في صفوفها!

الحريصون على استعادة نقابة المهندسين لن يتراجعوا عن أولوية مواجهة المنظومة وإسقاطها، والأكيد لديهم القراءة الأدق والأشمل والقدرة على تحريك الجو المستقل الحقيقي، وهو الأوسع والذي يطمح لوجود فريق قيادي مختلف، ولن يكون أمراً مفاجئاً لأحد أن الأكثرية الساحقة التي رفضت استتباع النقابة لقوى الظلام، ترفض نهج الإقصاء وتعرف خطورته وكم هم متعارض مع المناخ الذي أوجدته ثورة تشرين.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

إسقاط الحصانات مدخل لتحقيق العدالة في تفجير مرفأ بيروت!

حنا صالح/الشرق الأوسط/08 تموز/2021

الحقيقة في جريمة تفجير مرفأ بيروت التي وقعت قبل أكثر من 11 شهراً، والعدالة للضحايا وللبنان باتت مسألة مرتبطة بـ«الحصانات»، التي تتلطى خلفها منظومة سياسية فاسدة، كرّست لعقود خلت نهج الإفلات من العقاب، غير آبهة بأن التفجير الهيولي الذي حدث في الرابع من أغسطس (آب) 2020 صُنِّف كجريمة ضد الإنسانية، وما زالت تداعياته مستمرة على حياة اللبنانيين ومعيشتهم... وأكثر من ذلك فإن استمرار هذه «الحصانات» سيمنع أي محاسبة حقيقية لمنظومة الفساد والقتل التي نهبت وأفقرت وجوّعت وغطت اختطاف الدولة وارتهان البلد وعزله عن محيطه العربي وانتهاك السيادة والدستور.

اتخذ قاضي التحقيق العدلي طارق بيطار قراراً شجاعاً واستثنائياً، فادعى بجناية «القصد الاحتمالي لجريمة القتل» وجنحة «الإهمال والتقصير»، على كل البنية السياسية والإدارية والعسكرية والأمنية وحتى القضائية لـ«نظام المحاصصة الطائفي»، المسؤول عن جريمة 4 أغسطس. كلُّ من طالهم الاتهام، وهم دفعة أولى، مشتبه بتورطهم في إهمال كبير وكانوا يعلمون وفق تقارير مرفوعة حجم الأخطار وتغاضوا عنها!

شملت هذه الدفعة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزراء السابقين وبينهم 3 نواب حاليين: علي حسن خليل، نهاد المشنوق، غازي زعيتر ويوسف فنيانوس. ووفق الأصول طُلب من المجلس النيابي رفع الحصانة عن المدعى عليهم، كما تم أصولاً طلب أذونات لملاحقة بعض كبار القادة الأمنيين السابقين والحاليين، ومنهم في الخدمة اللواء طوني صليبا رئيس جهاز أمن الدولة، واللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام. هذا الادعاء هو الأول من نوعه بتاريخ الجمهورية، كما جريمة الحرب وهي الأضخم عالمياً من خارج التفجيرات النووية، ففتح ذلك وبقوة معركة إسقاط «الحصانات» التي يتمترس خلفها أصحاب النفوذ، وهي معركة يتطلب الانتصار فيها وحدة المواطنين في الدفاع عن حق كل اللبنانيين بالعدالة.

للوهلة الأولى بدا أن منظومة الحكم أخذت على حين غرة، وهي كانت تعتقد بعد نجاحها في إبعاد قاضي التحقيق السابق فادي صوان، بأن بديله لن يقارب «الحصانات»، وربما يركز على بعض الجوانب الأمنية والإهمال! لذلك كل التجاوب الظاهري الذي أبداه بعض المدعى عليهم، كذلك ما نُسِب إلى الرئيس بري من إيجابية حيال القرار القضائي، بدا كأنه مشروط برغبة كامنة لاستيعاب الصدمة التي أحدثها قاضي التحقيق العدلي، بانتظار بلورة رؤية مغايرة للرد على القرار. سرعان ما بدأت الحملة مع بخ السموم المنسوبة مرة إلى «مرجع قضائي» وأخرى إلى «جهة قانونية»، وكلها تفتعل حيثيات وكأن المكلفين بالانتقاد هم المرجع القضائي الذي ينبغي أن يستند إليه القاضي بيطار، الذي لم ينجر إلى فخ الردود والتصريحات الإعلامية.

في هذا السياق من الملاحظ أن «حزب الله» دخل هذه المرة مبكراً على الادعاء. في السابق طالب الأمين العام للحزب حسن نصر الله علانية باعتماد نتائج التحقيق الأولى، الذي أجرته الأجهزة الأمنية، والذريعة أن ذلك التحقيق يفتح الباب لمطالبة شركات التأمين بتعويض الجهات المؤمنة! وقال في 16 فبراير (شباط) الماضي إنه على المحقق العدلي «تصحيح مسار عمله في التحقيق... إن طريقة صوان فيها ارتياب»! وخلاصة تلك الحملة آنذاك أنه تم بعد يومين فقط كف يد القاضي صوان بقرار بالأكثرية اتخذته محكمة التمييز بدعوى «الارتياب المشروع»! ومساء الاثنين الماضي عندما كانت الجهات المدعى عليها بالكاد تسلمت حيثيات الادعاء، أعاد نصر الله «النصيحة» إلى القاضي بيطار بأن يتم الأخذ بـ«الملف التقني والتحقيق الفني حول هذه الحادثة المهولة» وذلك تحت وطأة التشكيك والاتهام: «هل ثمة عمل قضائي حقيقي أم ثمة استهداف سياسي؟».

لهذا التطور الذي جاء بعد 11 شهراً على الجريمة، التي حفرت عميقاً في وجدان اللبنانيين والبيارتة خصوصاً، تفسير واحد، قد يكون تبلور قناعة ما لدى الجهة القضائية مفادها أن المدعى عليهم يعلمون من هي الجهة التي استقدمت شحنة الموت إلى بيروت، ومن هم الشركاء، وكيف تم تهريب ألوف الأطنان من «نيترات الأمونيوم» من العنبر «رقم 12»، وهل هناك مستودعات موت أخرى في لبنان وأين؟ وما صحة ما أعلنه وليد جنبلاط من أن هذه المواد الخطرة تم نقلها إلى سوريا، واستخدمت في البراميل المتفجرة التي ألقيت على رؤوس السوريين!

قصة «الحصانات» في لبنان قديمة جداً، كانت باكورتها فرض النظام السوري المحتل، قانون العفو عن جرائم الحرب بتاريخ 26- 8 - 1991 من دون الأخذ في الاعتبار أي حقوق للضحايا الذين سقطوا خلال 15 سنة من الاقتتال الأهلي. كما لم يتم التوقف عند أولوية معرفة مصير نحو 17 ألف مخطوف لا يزال أهلهم يسألون عن مصيرهم. صبّ ذلك القانون في مصلحة زعماء الميليشيات الذين استولوا على السلطة تحت الرعاية السورية، فتحولوا من متهمين بارتكاب جرائم كبرى إلى قادة طوائف معصومين وفوق القانون. ومنذ ذلك الوقت تعزز منحى «الحصانات» وما تتطلبه من «محاكم خاصة»، وحمايات من خلال تعديلات قانونية غب الطلب، حتى طويت كلياً صفحة المحاسبة والمساءلة وغابت الشفافية مع تقدم منحى تجويف الدولة وإضعافها لتسهيل اختطافها، حتى أن هناك قولاً مأثوراً لرئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة يقول: «الفساد مشرعٌ بالقانون»! والقانون كان يتم تفصيله على مقاس زعماء مافيا الحكم، والحصيلة يعرفها كل اللبنانيين ويراها العالم، فبعد السطو على المال العام والخاص، ما من متهم من منظومة الحكم التي قاطعها العالم لفسادها، لكنها متربعة على كراسي الحكم وصدور اللبنانيين مستندة إلى فائض قوة الدويلة؟

ورغم الانهيارات الخطيرة وقد بات أكثر من 70 في المائة من الأسر اللبنانية تجد صعوبة في تأمين قوتها بالحد الأدنى المطلوب، بعدما فقدت الليرة 99 في المائة من قيمتها الشرائية، ويقول تقرير حديث لليونيسيف أن 30 في المائة من أطفال لبنان ينامون من دون عشاء، يستمر المجلس النيابي في إصدار القوانين التي تمنع أي ملاحقة مستقبلاً كما تحول دون التقدم بأي دعوة لاستعادة حقوق نهبت! والمثال القانون الجديد لاستعادة الأموال المنهوبة، الذي تضمن صيغاً هجينة تفترض بأي جهة تنوي الادعاء انطلاقاً من شبهة بالنهب، أن تثبت سلفاً أن الأموال موضوع الادعاء منهوبة فعلاً، وإلاّ يسقط الادعاء ويتم تغريم صاحبه! حتى أن تعاميم المصرف المركزي تجاوزت حد القانون لجهة حماية الكارتل المصرفي من أي ملاحقة مستقبلية!

اللبنانيون أمام التحدي اليوم، تحدي التعاضد والالتفاف حول الادعاء الذي سطّره القاضي بيطار، وخصوصاً مطلب رفع «الحصانات». والأهم أنه عشية الذكرى السنوية الأولى لتفجير المرفأ، إن استمرار الحمايات بأشكالها المختلفة يكرس منحى الإفلات من العقاب، ويغلق الكثير من الأبواب التي يمكن عبرها محاسبة منظومة الفساد عن ارتكاباتها، وليس فقط المحاسبة في قضية تفجير بيروت.

 

الادّعاء بحصار لبنان أخطر من التّبرؤ من المسؤوليّة وأخبث

فارس خشان/النهار العربي/08 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100449/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%af%d9%91%d8%b9%d8%a7%d8%a1-%d8%a8%d8%ad%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d9%85%d9%86/

يحتاج ما أقدم عليه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب في "لقاء السفراء" الى تحليل معمّق، لأنّه يستحيل على شخص يتمتع بالحد الأدنى من الحنكة، أن يدعو أبرز ممثلي دول العالم في لبنان الى لقاء، ليوجه إليهم فيه، وفي خطاب منقول مباشرة على الهواء، تهمة تجويع اللبنانيين وتهديم وطنهم.

لماذا فعل دياب ما فعله؟ تحتاج الإجابة عن هذا السؤال الى تكوين صورة واضحة عن ظروف دياب الخاصة والعامة. وفي هذا السياق، من الواضح أنّ هذا الدكتور الجامعي الطموح يخشى أن يخرج من "المولد" ليس "بلا حمّص" فحسب بل بكثير من الحصى في قدميه، أيضاً فهو "لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير".

ولقد تعاملت غالبية اللبنانيين معه، منذ اللحظة الأولى التي دخل فيها الى "السرايا الكبيرة"، على أنّه "صيّاد مناسبات"، إذ استغلّ رفض الشخصيات السنية "المرموقة" ترؤس حكومة هدفها احتواء مفاعيل الزلزال الشعبي في السابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) 2019، وفق رؤية "حزب الله" الاستراتيجية التي تناسب "الشبق السلطوي" لدى رئيس الجمهورية ميشال عون.

 وتحوّل دياب، أثناء تولّيه مركزه، الى خادم أمين لدى "حزب الله"، بحيث كان، وفق من أتوا معه الى الحكومة والى "السرايا الكبيرة"، ومن ثمّ أهملوه ونكروه وهجروه، يُنفّذ توجيهات ترده من خارج "البيت الحكومي"، إذ إنّه كان يتّخذ قراراً في النهار ليعود عنه في الليل، بمجرد أن يصله همس من "حارة حريك".

إنّ القرارات المالية التي اتخذها دياب، وأدّت الى تكريس الانهيار الكبير، لم تخرج عن هذا الإطار، فقرار التوقف عن دفع لبنان للمستحقات عليه، لم يكن وليد التشاور مع المعنيين في شؤون المال، بل كان رضوخاً لتوجيهات "حزب الله"، لأنّ أهل الاختصاص دعوا الى ربط هذه الخطوة التي ستكون لها تداعيات خطرة على البلاد، إذا ما كانت هدفاً قائماً بذاته، بإنجاز خطوات أخرى مكمّلة لها، بحيث تأتي متوافقة مع أجندة زمنية واضحة ترتكز على وصول المفاوضات مع "صندوق النقد الدولي" إلى قاعدة متينة يكون حجر الزاوية فيها التأكّد من توافر النيات الصافية لدى صاحب القرار الحقيقي في البلاد.

وقبيل استقالته، وحتى بعد انفجار مرفأ بيروت، كان دياب يتصرّف أمام الوزراء على أساس أنّ حكومته باقية حتى لما بعد الانتخابات النيابية، ولا يريد أن يسمع كلمة "استقالة"، ولكن، لحظة وصلته التعليمة من حارة حريك، لم تغمض له عين قبل أن ينتهي من تدوين كتاب استقالته.

وفي فترة تصريف الأعمال، لم يحبط يوماً التوجيهات التي ترده من "حزب الله"، ولكنّ ذلك لم يحل دون أن يتحوّل، وهو يصرّف الأعمال، الى مدعى عليه في ملف انفجار مرفأ بيروت. واذا كان "حزب الله" قد أبدى صدقاً في الدفاع عنه في مواجهة المحقق العدلي في حينه فادي صوّان، فإنّ مرجعيات الطائفة السنية سارعت الى توفير حصانة له، ليس حبّاً به ولا إيماناً بقراراته، بل لتحول دون تحويله الى سابقة من شأنها "استضعاف" موقع رئاسة الحكومة، في مقابل تكريس "حصانة مطلقة" لموقع رئاسة الجمهورية.

وفي لبنان، يتقاطع "الطائفيون" عند نقاط كثيرة، ولو أنّهم ظهّروا أنفسهم مختلفين.  وتعاطى المجتمعان العربي والدولي مع دياب على قاعدة أنّه "مأمور" من "حزب الله"، بعدما اكتشفا، بالأدلة الملموسة، أنّه يترجم قرارات يتّخذها الحزب الى سياسات حكومية، ولم يكن صدام دياب مع وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، في زيارته بيروت التي سبقت انفجار المرفأ، سوى غيض من فيض. وعشية دعوته السفراء الى "السرايا الكبيرة"، شعر دياب بالحاجة الى "تكبير الحجر"، خصوصاً بعدما أبقاه المحقق العدلي الجديد طارق بيطار، مدعى عليه في ملف انفجار المرفأ الذي لا يزال يحظى بمتابعة لبنانية وإقليمية ودولية حثيثة.

لم يكن سهلاً عليه أن "يطير" محقق ويغطّ آخر، ويبقي هو في ...الحفرة نفسها.  ووضع دياب خطة لهذا اللقاء، فهو يريد، بما يلائم توجّهات "حزب الله" ويستقطب مزيداً من رضاه، أن يظهر نفسه مدافعاً عن الشعب ويفرض نفسه ناطقاً باسمه.

لقد استعمل دياب في كلمته كلّ الكلمات المفاتيح التي تتضمنها أدبيات "محور الممانعة" مثل: الحصار، التوجّه شرقاً، فتح البحر أمام هجرة اللاجئين، تفجير المنطقة.

ووقّت كلمته لتأتي كرجع صدى لكلمة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله الذي كان قبل يوم واحد قد "أدلج" نظرية "الحصار"، وأعاد الحياة الى "أسطورة" الاستثمارات الروسية والصينية، ونام على "طبّة" بنزين إيران المجاني - الليراتي - الإنساني - الروحاني - الشرعي، حتى يترك عاصفة قطع طهران للتيار الكهربائي - بروح أخوية عالية الجودة - عن الشعب العراقي، في عزّ موسم الحر والقيظ، تمر. ولكنّ الفارق بين نصر الله ودياب، أنّ الأول يتحدث مع كاميرا، وهو يستغل موقفاً أميركياً ليرد عليه من موقع "إقليمي"، فيما الثاني يستدعي السفراء من موقع لبناني، ويعمّم عليهم "تهمة" الحصار، من دون توافر مبرّر حقيقي لفعل هذا. ومن حق السفيرة الفرنسية، بالتحديد، أن تستشيط غيظاً من "ببغائية" دياب، فهي تمثّل الدولة التي "تعرف البير وغطاه"، فهو يتحدّث أمامها عن حصار فيما دولتها، منذ عام 2001 وحتى تاريخه، تحاول أن تنقذ لبنان من نفسه. بدأت جهودها مع مؤتمر باريس-1 ولم توقفها حتى مع إفشال مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون. وآن غريو، إنْ صمتت عن تهمة الحصار، فهذا يعني أنها تقبل بإهانة كل الدول التي لم تخذل دعوة فرنسية واحدة لمساعدة لبنان والشعب اللبناني، في حين أنّ دياب الذي يوجّه هذه التهم الخطرة الى دول حاولت، مراراً وتكراراً، أن توقظ الضمير السياسي اللبناني من سباته العميق، ينطق باسم أخطر فريق في لبنان، بحيث جلب عليه الكوارث والويلات، لتوريطه في صراعات المنطقة وحروبها، وتحويله الى جبهة متقدمة لمصلحة "الحرس الثوري الإيراني" وإمعانه في نسف العلاقات الدولية للبنان، وكراهيته المعروفة لطبيعة النظام المالي - الاقتصادي - الثقافي المعتمد، والشريك القوّي لمنظومة الفساد وموزّع الحصص السلطوية عليها.

عملياً، ماذا يطلب حسن نصر الله عبر حسّان دياب؟

ببساطة، يريد أن تهبّ دول العالم الى إرسال مساعدات وهبات واستثمارات الى لبنان (وفق طلب نصر الله حرفياً، في إطلالته الأخيرة)، من دون قيد أو شرط، أي أن تسارع الى توفير مقوّمات الديمومة لحلف جهنمي قائم بين السلاح والفساد، وإذا لم تفعل ذلك تكون في وضعية محاصرة لبنان وتجويع اللبنانيين.

وهذا ما لن يفعله المجتمع الدولي أبداً، ليس من موقع عقائدي بل من موقع عملي، إذ إنّ هذا "الحلف الجهنّمي"، إذا ثابر على وتيرته المعهودة، فهو قادر على استنزاف احتياطات العالم كلّه، لأن لديه "شهية الغيلان " و"همّة التنابل" و"وطنية المرتزقة".

غريو وغانتس ونصر الله

لعلّ السفيرة الفرنسية آن غريو، وهي تستمع الى كلمة دياب عن الحصار، كانت تفكر بمواقف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس حيال لبنان، لأنّه على ذمّة محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، يمثّل توجّهاً إسرائيلياً جدّياً لتوفير مساعدات للشعب اللبناني، ويعكس وقائع عن إجراء تل أبيب محادثات مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ودول أوروبية أخرى لتوفير مساعدات للبنان "تضمن استقراره وتمنع سيطرة إيران من خلال حزب الله". إنّ هذا الكلام الإسرائيلي إذا صحّ يعني أنّ تجويع اللبنانيين، بمنع تشكيل حكومة "فاعلة"، من جهةٍ أولى، والإمعان بالإساءة الى علاقات لبنان الخارجية، من جهة ثانية، واللجوء الى رمي المسؤولية على المجتمع الدولي، من جهة ثالثة، أصبح خطة معتمدة تهدف الى تكريس هيمنة إيران "حزب الله" الكاملة على لبنان.  إنّ التدقيق بتعليق "حزب الله" على إعلان زيارة ستقوم بها سفيرتا فرنسا والولايات المتحدة الأميركية في لبنان للمملكة العربية السعودية، يعطي مصداقية للحديث عن "خطة خبيثة". لقد اعتبر الحزب عبر مقدمة نشرة الأخبار في قناة "المنار" الناطقة باسمه، أن زيارة السفيرتين للسعودية للبحث في الموضوع اللبناني هي إعلان لـ"الانتداب السياسي للبنان الذي كان بالخفاء وبات بكل وقاحة وعلى العيان".

وأضاف "حزب الله" من خلال "المنار" في تعليقه على هذه الزيارة التي تهدف الى دفع الرياض لتعيد اهتمامها بلبنان، سياسياً ومالياً: "هي أقل ما يقال إنّها فضيحة سياسية ودبلوماسية، لكنّها تكشف من يعطّل ومن يفاوض ومن ينازل على هذا البلد الذي أهانت سفيرة فيه رئيس حكومته يوم طلب المساعدة، وتنصّب نفسها اليوم وصية على البلد وحكومته".  بعد صدور هذا التعليق عن جهة سبق أن جاهرت على لسان أمينها العام بأنّ ميزانيتها وكل ما تأكله وتشربه، وسلاحها وصواريخها من إيران، يُظهر أنّ حسّان دياب، في هذه الخطة، ليس سوى لاجئ سياسي في "التعبئة الإعلامية".

 

أي إيران ستكون في عهد رئيسي؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/08 تموز/2021

انتخاب إبراهيم رئيسي لرئاسة إيران مهم لأنه هو مختلف. فرئيسي هو أول رئيس قضائي تولى هذا المنصب منذ عام 1979. جاء أسلافه من السلطتين التنفيذية والتشريعية قبل توليهم مناصبهم. قبل أن يصبح رئيساً، خدم آية الله علي خامنئي في البرلمان وكان نائباً لوزير الدفاع. الأمر نفسه بالنسبة لعلي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي كان رئيساً للبرلمان. وكان الإصلاحي محمد خاتمي وزيراً للثقافة، أما محمود أحمدي نجاد فكان رئيساً لبلدية طهران، وكان حسن روحاني؛ الرئيس الأكثر براغماتية، سكرتير «المجلس الأعلى للأمن القومي». ومع ذلك؛ يتمتع رئيسي بخلفية غارقة في أحكام السجن والجلد والإعدامات والقمع والدماء. إن صعوده يدل على أن الجمهورية الإسلامية ترسي الأساس لانتقال قيادي في نهاية المطاف.

هناك ثلاث ديناميكيات للنظام تجب مراقبتها في الأسابيع المقبلة: عضوية جديدة في «المجلس الأعلى للأمن القومي»، ومَن الذي يقرر رئيسي تعيينه في المناصب الرئيسية، وتخطيط الوراثة.

بالنسبة إلى «المجلس الأعلى للأمن القومي»؛ لن يغير الرئيس المنتخب رئيسي الخطوط العريضة لسياسات إيران الخارجية والأمن القومي و«النووي»؛ ذلك لأن المرشد الأعلى لإيران سيبقى هو القائد العام للقوات المسلحة، وأن «الحرس الثوري» مَن يقود عملية صنع القرار بشأن العديد من هذه الملفات. ومع ذلك؛ فإن الديناميكيات الداخلية لـ«المجلس الأعلى للأمن القومي» حيث تناقَش مثل هذه السياسات لبناء توافق في الآراء، سوف تتغير. كان رئيسي عضواً في هذا «المجلس» بصفته رئيساً للمحكمة العليا منذ عام 2019، ولكن بصفته رئيساً للجمهورية سيكون رئيس «المجلس الأعلى للأمن القومي»، كما سينضم أعضاء إدارته؛ بمن فيهم وزيرا الخارجية والاستخبارات. وبالتالي؛ سيحتفظ ببعض القدرة على إدارة النقاش داخل «المجلس».

كما دفع صعود رئيسي لمنصب الرئاسة بالمرشد إلى تعيين رئيس جديد للمحكمة يوم الخميس الماضي؛ هو غلام حسين محسني إيجئي. سيواجه رئيسي ديناميكية مختلفة عن روحاني في «مجلس الأمن القومي». مع وجود روحاني رئيساً؛ كان عليه أن يتعامل مع رئيسي، وهو منافس سياسي سابق، بصفته عضواً آخر في «مجلس الأمن القومي». لكن رئيسي سيجلس الآن في الغرفة مع نائبه السابق محسني إيجئي؛ الذي سيُرقّى لخلافته في منصب رئيس القضاء. ومع ذلك؛ فإن هذا لا يعني أن رئيسي سيكون قادراً على التلاعب برئيس المحكمة العليا الجديد بطريقة لم يستطع روحاني القيام بها مع رئيسي، أو أنه لن يكون هناك احتكاك. عُيّن محسني إيجئي في منصبه نائباً أول لرئيس المحكمة خلال فترة سلف رئيسي؛ صادق لاريجاني، وأظهرت التقارير عبر سنوات، التوتر بين الرجلين اللذين لهما تاريخ وظيفي مماثل. على سبيل المثال؛ عمل كلاهما نائباً أول لرئيس القضاة والمدعي العام. من الممكن دائماً أيضاً أن يقرر المرشد نقل ملف المفاوضات النووية من وزارة الخارجية الإيرانية إلى «مجلس الأمن القومي»، الذي كان قد بدأ في الملف قبل انتخاب روحاني للرئاسة في عام 2013. وقد يؤدي ذلك إلى وضع من يقرر خامنئي ورئيسي تعيينه وزيراً لـ«مجلس الأمن القومي» بوصفه المحاور الرئيسي مع القوى العالمية بشأن الاتفاق النووي.

نظراً لموقعه ووعده، بوصفه قائداً أعلى محتملاً في المستقبل، حصل رئيسي على العديد من التأييد خلال الانتخابات الرئاسية. علي ناكيذاد، الذي شغل منصب نائب رئيس البرلمان ورئيس مقر حملة رئيسي، شخص يمكن مشاهدته بوصفه لاعباً كبيراً محتملاً في إدارة رئيسي. شغل ناكيذاد سلسلة من المناصب خلال إدارة أحمدي نجاد؛ بما في ذلك منصب حاكم إقليمي وعضو في حكومته مسؤول عن وزارات عدة. ومن بين المرشحين الآخرين المرشحون للرئاسة الذين انسحبوا أو استُبعدوا وأيدوا رئيسي، مثل سعيد محمد؛ القائد السابق لـ«مقر بناء خاتم الأنبياء» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، وكذلك سعيد جليلي، ممثل المرشد الأعلى في «المجلس الأعلى للأمن القومي». قد يكون السفير السابق لدى البحرين نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، الذي له علاقات وثيقة مع «الحرس الثوري» الإيراني، وعلي باقري كاني، نائب رئيسي للشؤون الدولية في القضاء وصهر ابنة خامنئي، من بين كبار المسؤولين في أدوار بالسياسة الخارجية. إن اختيار رئيسي المناصب الرئيسية، خصوصاً وزير الخارجية، سيظل بالطبع خاضعاً لحق النقض من قبل خامنئي.

الخدمة عبر الرئاسات لها سابقة في الجمهورية الإسلامية. لقد شغل علي أكبر ولايتي منصب وزير الخارجية في إدارات متعددة. ومحمد جواد ظريف، وزير الخارجية الحالي، شغل منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة خلال عهد خاتمي وفي السنوات الأولى من حكم أحمدي نجاد.

رئيسي يختلف عن سلفه حسن روحاني في نواحٍ مهمة. قبل توليه منصبه؛ كان روحاني يتمتع بخبرة واسعة على الساحة الدولية بصفته كبير المفاوضين النوويين. جاء إلى الرئاسة بشبكة اتصالات وعلاقات يفتقر إليها رئيسي. لذلك من الممكن أن يقوم خامنئي ورئيسي بتعويض هذا العجز من خلال الاحتفاظ بشخصيات مثل نائب وزير الخارجية عباس عراقجي؛ على الأقل في المدى القصير.

لقد سبق أن أظهر رئيسي الحاجة إلى إدارة مستقلة غير فئوية. ويمكن القول إن إبراهيم رئيسي هو العضو الأكثر تأهلاً في المؤسسة الإيرانية لخلافة خامنئي مرشداً أعلى. عندما يتولى الرئاسة، سيتمكن رئيسي من ادعاء أنه ترأس فرعين للحكومة. في الواقع؛ رغم أنه رجل دين متوسط الرتبة، فإن بعض وسائل الإعلام الإيرانية بدأت تشير إليه على أنه «آية الله»، بدلاً من «حجة الإسلام» الأدنى مرتبة. وهي علامة أخرى على أن بعض عناصر النظام يهيئون الأرضية له لتولي القيادة العليا ذات يوم. لكن ليس هناك ما يضمن أن رئيسي سيكون وريث خامنئي. بالنظر إلى تاريخ الرئاسة في أنها حكم بالإعدام السياسي على شاغليها؛ فإن ما سيكون حاسماً فيما يتعلق بمصير رئيسي هو ما إذا كان خامنئي يمكّن الرئيس الجديد أم يلومه. ومع ذلك؛ وبسبب تاريخ رئيسي في الخضوع المخلص للمرشد الأعلى، فهو رهان آمن بالنسبة إلى «آية الله» المتقدم في السن. مع تنصيب محسني إيجئي رئيساً للمحكمة، يضمن خامنئي أيضاً أن الأيدي الموثوق بها والقمعية ستكون حاضرة في حال انتقال القيادة، حيث سيكون رئيسي ومحسني إيجئي في موقعين دستوريين للعمل في «مجلس قيادة مؤقت» إذا توفي خامنئي خلال فترة ولايتهما. في النهاية، فإن فترة رئيسي تشبه تدريب المرشد الأعلى. ستكون فترة التدريب هذه حاسمة في ظهور الزعيم المستقبلي للجمهورية الإسلامية.

من جانبهم؛ عرض قيادات «الحرس الثوري» الإيراني خيارات سياسية على الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي فيما يتعلق بالقضايا السياسية الداخلية لإيران، لكنهم على الأرجح التزموا الصمت عمداً بشأن السياسة الخارجية. فقد نشرت صحيفة «جافان» الناطقة باسم «الحرس الثوري» 3 مقالات يوم الثلاثاء حول الانتخابات الرئاسية في 18 يونيو (حزيران) الماضي. تناول اثنان من المقالات رئيسي بشكل مباشر. في أحد المقالات شكر وثناء لقوله «لا» رداً على سؤال من مراسل روسي سأل رئيسي خلال أول مؤتمر صحافي له عما إذا كان على استعداد للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن. في إشارة إلى أن رئيسي أمامه مهمة صعبة خلال السنوات الأربع المقبلة؛ نصحت الصحيفة رئيسي بإصدار توجيهات لمسؤولي إدارته بنسيان الماضي وعدم إثارة الرأي العام. وذكّرت «جافان» بأن جميع الإدارات جزء لا يتجزأ من النظام السياسي برمته. مع العلم بأن المقربين من «الحرس الثوري» ووسائل إعلامه كانوا الأكثر صراحة في مهاجمة حسن روحاني وحكومته. كانت النصيحة الثانية من «الحرس» لرئيسي حول أولئك الذين تجمعوا حوله على أمل الفوز بمنصب في الإدارة المقبلة. وذكّر المقال رئيسي بأنه شخصية سياسية مستقلة غير مدينة لأحد. هذا بالضبط ما قاله رئيسي في خطابه الأول للأمة وكرره خلال المؤتمر الصحافي. وأوضح أنه «مع كل الاحترام لجميع الشخصيات والجماعات والأحزاب السياسية... دخلت الانتخابات مرشحاً مستقلاً، ولست مديناً لغير الشعب». عُدّت هذه رسالة من رئيسي إلى السياسيين والجماعات السياسية الذين يريدون نصيباً من السلطة السياسية. رغم أن معظم المتشددين دعموا المرشح رئيسي، فإنه حصل أولاً وقبل كل شيء على دعم خامنئي، وكان الجميع يعرف ذلك. كان الخيار السياسي الثالث المقدم إلى رئيسي هو عدم البحث عن كبش فداء لإخفاقاته وأوجه قصوره على طريقة الإدارات السابقة. لا تقل «لا يتركونني أعمل» كما فعل أسلافك؛ كانت نصيحة الصحيفة. وكان الخيار السياسي الأخير لرئيسي مصدر قلق مشتركاً بين الإصلاحيين الإيرانيين. اقترح «الحرس الثوري» الإيراني أن على رئيسي تقريب الساسة الإصلاحيين والمعتدلين والعمل معهم... وعلى سبيل المثال؛ قال النائب الإصلاحي السابق داريوش غنباري، يوم الاثنين، إن الإصلاحيين في إيران يتوقعون تشكيل رئيسي حكومة غير حزبية. وقال إنه يؤمن بوعد رئيسي بأن يكون سياسياً مستقلاً. لكن في انتظار شهر أغسطس (آب) المقبل، عندما يتسلم رئيسي، يخلق الله ما لا تعلمون.

 

أفغانستان مستهدفة وتهدّدها «طالبان» الإيرانية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/08 تموز/2021

لا بد من التأكيد في البداية على أن أفغانستان كانت قد تقلبت بين أْلسنة نيران احتلالات كثيرة وأنها عملياً لم تلتقط أنفاسها إلا في الفترة الأميركية، وأن إحدى مشاكلها الأساسية هي أنها دولة حبيسة، تقع في آسيا الوسطى وتحيط بها من الشمال طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان ومن الغرب إيران ومن الشرق الصين ومن الجنوب باكستان ثم وهي ذات موقع «جيواستراتيجي» وحلقة وصل بين آسيا ولذلك فإنها بقيت تشكل هدفاً للعديد من الشعوب الغازية وللفاتحين وعلى مدى فترات طويلة من التاريخ، ثم إنه قد قامت فيها الكثير من الدول والممالك ومن الكوشانيين والهياطلة والصفويين والساسانيين والغزنويين والتيموريّين والكثير من الممالك الأخرى التي كانت قد شكلت دولاً عظمى وكانت قد هيمنت على العديد من الدول المجاورة القريبة والبعيدة.

ولعل ما تجدر الإشارة إليه هو أن أفغانستان هذه المهددة الآن بالتمزق وبسيطرة حركة طالبان فعلاً عليها بقيت تعاني من حروب أهلية مدمرة متلاحقة من بينها الحرب الأهلية التي تلت انقشاع الاحتلال السوفياتي عنها في عام 1989 والتي تتالت عليها بعد ذلك الانقلابات المتلاحقة وحتى سيطر الأميركيون عليها بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 التي استهدفت برجي التجارة العالميين.

والمعروف أن هذا البلد، الذي لم تستقر الأوضاع فيه إلا لفترات قصيرة من بينها سيطرة القوات السوفياتية عليه في عهد حفيظ الله أمين وبابراك كارمال والذي يتكون من أربع وثلاثين ولاية كل ولاية منها تتصرف كدولة مستقلة في معظم الأحيان، وحيث إن السكان بصورة عامة يتكونون من مجموعات عرقية متعدّدة من بينها البشتون الذين يشكّلون أغلبية من نحو 62 في المائة ثم الطاجيك والهزارة والتركمان والأوزبك ومجموعات أخرى متعددة تشكل نحو 2.5 في المائة من عدد السكان من بينها أقلية عربية.

ولهذا فإنّ اللغات المتداولة في هذا البلد، بالإضافة إلى اللغة الفارسية الدرية واللغة البشتوية هي الأوزبكية والإنجليزية والتركمانية والأردية والبشائية والنورستانية والعربية والبلوشية، أما بالنسبة للدين فإنّ المسلمين السنة يشكّلون من السكان بين 84.7 في المائة و89.7 في المائة وذلك في حين أنّ المسلمين الشيعة «الهزارا» يشكلون بين 10 - 15 في المائة. أما بالنسبة للأقليات الصغيرة التي من بينها السيخ والهندوس وغيرهم فإنهم يشكلون نسبة 3 في المائة، وهنا فإنّ ما يغيّر هذه النسب كلها هي أنه كانت هناك ولا تزال متغيرات دائمة وأنّ حدود هذا البلد مفتوحة دائماً للداخلين والخارجين.

وهنا فإن ما تجدر الإشارة إليه هو أنّ هذا البلد غير المستقر والذي بقيت تتناوب على حكمه أنظمة متلاحقة قد أعطى للإسلام والمسلمين، وخصوصاً العرب منهم، عدداً كبيراً من القادة العظماء ومن الرموز الإسلامية الفاعلة كجمال الدين الأفغاني وجلال الدين الرومي وأبو الفتح الشهرستاني وحقيقة ورغم كل هذه المتغيرات التي بقيت تمرُّ بها أفغانستان فإنها قد دأبت على إنجاب العديد من الكفاءات السياسية والثقافية.

لقد قمت بعدد من الزيارات الصحافية إلى هذا البلد في «المرحلة السوفياتة» بدءاً بعام 1979 وصاعداً، حيث كانت قد تحوّلت أفغانستان من نظام «قبائلي ملكي» إلى نظام جمهوري شيوعي على رأسه حفيظ الله أمين ثم بابراك كارمال الذي أطاح به نجيب الله.. وهكذا وإلى أن حقّق من وُصفوا بأنهم «مجاهدون» الانتصار في عام 1989 على القوات السوفياتية وأجبروها على الانسحاب وحيث سقط ذلك النظام الأفغاني ولجأ رموزه إلى الاتحاد السوفياتي وإلى بعض الدول الاشتراكية في أوروبا الشرقية.

وتجدر الإشارة هنا أن أناهيتا راتب زاده كانت من أهم رموز تلك المرحلة الشيوعية وكانت وزيرة للتربية والتعليم وأيضاً ومن أهم كبار قادة «الحزب الديمقراطي الشعبي الأفغاني» وكان قد نصحني أحد التجار العرب الذين كانوا يتردّدون على العاصمة كابل بأن أراها وأن أتحدث معها كصحافي عن مستقبل بلدها وقد تمّ لقائي بها بأسرع مما توقعت، وكانت مفاجأتي أنها كانت صريحة أكثر من اللزوم وأنها «أبلغتني» بأن النظام الشيوعي في أفغانستان سيزول قريباً وأنّ الأنظمة القبلية ستعود لتحكم هذا البلد، والمعروف أن كل هذا الذي قالته هذه السيدة التي كان دورها رئيسياًّ في تلك الحقبة قد تحقّق لاحقاً، وإذْ إن انهيار الشيوعية في هذا البلد كان بداية لانهيار الشيوعية في روسيا وفي كل دول أوروبا الشرقية.

والمهم هنا هو أن أناهيتا راتب زاده هذه كانت قد نصحتني بزيارة مدينة «مزار شريف» التي يقع فيها «المسجد الأزرق» الذي يقع فيه مرقد الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، والذي حسب ما هو متداول في أفغانستان أنه بعد استشهاده في بلاد الرافدين وضع جثمانه على ظهر ناقة «وضحاء»، أي بيضاء، وتركت لتسير كما تشاء وهكذا إلى أن وصلت إلى تلك المدينة الأفغانية الآنفة الذكر، وحيث ادّعى البعض أن صاحب هذا الضريح هو علي بن أبي طالب البلخي سفير الدولة السلجوقية، وهذا يصفه معظم الأفغانيين بأنه غير صحيح على الإطلاق وحسب بعض ما يقال من أن جنكيز خان قد قام بتدميره قد أعيد بناؤه في القرن الخامس عشر الميلادي من قبل السلطان حسين ميرزا.

وحقيقة فإن هذه هي أفغانستان التي بقيت تتقلب في أوضاع متعبة وغير مستقرة متلاحقة والتي بعد انسحاب الأميركيين الأخير منها قد عادت إليها حركة «طالبان» وبقرار ملزم من إيران ومن الولي الفقيه علي خامنئي تحديداً وهؤلاء، الذين يوصفون خطأ بأنهم «شيعة» «هزارا»، قد باشروا هجومهم على هذا البلد، الذي كانوا قد احتلوه وسيطروا عليه سابقاً، على الفور والقوات الحكومية لا تزال تحاول صدهم ولكن بدون أي إنجاز حقيقي وفعلي ما يعني أنه ما لم يكن هناك دعم فعلي ومن الولايات المتحدة تحديداً ومعها بعض الدول المناوئة لإيران فإن دولة الولي الفقيه هذه ستحقق وبالتأكيد «إنجازات فعلية» في هذه الدولة كـ«الإنجازات» التي كانت حققتها في العراق وفي سوريا وبالطبع في لبنان وأيضاً وفي بعض المناطق اليمنية التي يسيطر عليها «الحوثيّون»، وهنا فإن هناك بعض المعلومات التي تشير إلى أن هؤلاء الإيرانيين قد حققوا بعض الاختراقات في ليبيا.

ثم إن ما هو واضح لا بل مؤكد أنه إن لم يكن هناك إسناد حقيقي وفعلي من الولايات المتحدة ومن العديد من الدول المعنية للأفغانيين، فإن أفغانستان هذه ستصبح ملحقة بدولة الولي الفقيه وأنها ستأخذ معها بعض دول تلك المنطقة «الاستراتيجية» وعندها فإن الرئيس الأفغاني أشرف غني سيأخذ زوجته رولا سعادة اللبنانية المارونية التي هي في حقيقة الأمر قد أثبتت وجودها وأصبحت إحدى مائة امرأة متفوقة في العالم كله.

وهنا فإن المعروف أن الولايات المتحدة هي من أخرجت حركة «طالبان» من أفغانستان، التي كانت قد احتلتها بدعم من إيران ومن بعض الدول الأخرى المجاورة، وحقيقة أنه إن لم يكن هناك دعم حقيقي وفعلي من أميركا ومن إدارة الرئيس جو بايدن تحديداً وأيضاً من بعض الدول الإسلامية المعنية فإن هذا البلد «الاستراتيجي» والهام سيعود إلى ما كان عليه من صراعات داخلية ومن اقتتال دموي وهكذا فإن المستفيد الوحيد من هذا كله ستكون دولة الولي الفقيه، التي تسيطر الآن على العراق وسوريا وعلى لبنان... وأيضاً على المناطق التي يسيطر عليها «الحوثيون» في اليمن ومعها بعض الدول الآسيوية وهذا غير مؤكد بصورة ثابتة وقاطعة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية نفى خبرا نشر في احد المواقع: العلاقة المتينة بين الرئيسين عون ودياب قائمة على التعاون والتنسيق

الخميس 08 تموز 2021

وطنية - نفى مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، "ما نشره موقع "ليبانون ديبايت" من توصيف مرفوض عن اللقاء الذي عقد امس في قصر بعبدا، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، والذي يهدف الى الاساءة الى العلاقة المتينة بين الرئيسين القائمة على التعاون الدائم، وعلى التنسيق الكامل في كل ما يتصل بالشؤون الوطنية والوزارية".

 

مجموعات من الثورة: تعلن مجموعاتنا دعمها المطلق للقاضي بيطار الذي اثبت جرأة وشجاعة ومناقبية وتصميما على كشف هوية مجرمي العصر

08 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100429/%d9%85%d8%ac%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%86-%d9%85%d8%ac%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%a7%d8%aa%d9%86%d8%a7-%d8%af%d8%b9%d9%85%d9%87/

بيان صادر عن مجموعات من الثورة على اثر  التطورات الاخيرة في ملف التحقيق بجريمة المرفأ البيان التالي:

١-تعلن مجموعاتنا دعمها المطلق للقاضي بيطار الذي اثبت جرأة وشجاعة ومناقبية وتصميما على كشف هوية مجرمي العصر فأستحق بجدارة سلطة الحكم بإسم الشعب اللبناني،مناشدة اياه  عدم التراجع او التردد مهما اشتدت الضغوطات والرسائل المبطنة لانه يمثل بارقة الامل الوحيدة للشعب اللبناني الذي  هو حصانته ووراءه بكل خطواته مهما كانت الأثمان غالية .

٢-   نؤكد ان كل من يحاول عرقلة التحقيق بعدم الاستجابة لرفع الحصانات عن المتهمين هو مضلل للتحقيق  وشريك في هذه الجريمة ومتورط في دم الأبرياء. وبالتالي اننا ندعو جميع المعنيين بالاستجابة الى طلب رفع الحصانات وتسهيل سير  التحقيق تحت طائلة محاسبتهم من الشعب ،وان الغد لناظره قريب.

٣- اننا ندعو امين عام ميليشيا حزب الله ،المتهم الاول ونظامه الامني بكل المصائب التي حلت بالشعب اللبناني، الى وقف تهديداته ورسائله المبطنة للمحقق العدلي وللسلطة القضائية عامة ،والتي اصبحت مكشوفة من الاقربين والابعدين .واننا نحمله مسؤولية اي اعتداء او إيذاء قد يتعرض له القاضي بيطار مستقبلا.

٤- نطالب الاجهزة الامنية  اللبنانية بتحمل مسؤوليتها في حماية القاضي طارق البيطار وأفراد عائلته  والحفاظ على سلامتهم.

٥-نناشد للمرة الالف الامم المتحدة والاسرة الدولية بوجوب اجراء تحقيق دولي لكشف اسباب انفجار مرفأ بيروت والجهة المسؤولة عنه. كما نناشد مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان والمنظمات الحقوقية العالمية بالتدخل لحماية الشعب اللبناني مما يتعرض له من انتهاك مروع لحقوق الانسان على يد سلطة  مافيوسياسية ومليشيا مسلحة اتخذت من الشعب اللبناني رهينة لصالح مشروع فارسي

لا يمت الى ثقافتنا وتاريخنا بصلة

٦- تؤكد مجموعاتنا  مرة جديدة على ثوابت ثورة ١٧ تشرين من اجل لبنان السيادة والحرية والاستقلال وبناء الدولة القوية العادلة التي تحفظ كرامة الانسان .

FIST Group

طريق الثوار

Pyramid Platform

ACT

Avengers

 

باسيل: يُحزننا اعتذار الحريري… نحن أكثر الخاسرين

النهار/08 تموز/2021

أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أنّ “اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري هو خسارة بالنسبة الينا وليس ربحاً كما يعتبر البعض، بل نحن أكثر الخاسرين، ويحزننا جداً أن يعتذر، ونحن قمنا بكل شيء كي تنجح عملية التشكيل، ومستعدون للقيام بأي خطوة من شأنها المساهمة في استمرار الحريري بمهمته وعدم إضاعة المزيد من الوقت الذي يجب أن نستثمره في ضبط الانهيار”. ورداً على سؤال في شأن إمكان التفاهم مع الحريري إذا تشكلت الحكومة، قال باسيل: “في الماضي تفاهمنا مع الحريري على الكثير من المواضيع، وبإمكاننا اليوم الاتفاق، ولا شيء من جهتنا يمنعنا من التفاهم معه، وأنا جاهز كما في السابق للنقاش في كل الأمور وسنجد مساحة مشتركة تصبّ في مصلحة الجميع”. وفي موضوع إصرار”التيار الوطني الحر” ورئيس الجمهورية على تسمية الوزيرين المسيحيين، أكّد باسيل أن “عون لم يطالب يوماً بتسمية اي من الوزيرين المسيحيين، والاقتراح المنطقي يقضي بموافقة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على اسمين من لائحة مقترحة عليهما تتضمّن أسماء اختصاصيين غير محسوبين على أي منهما، فيتفقان على الإسمين بما يؤدّي الى ان لا يحصل رئيس الجمهورية بأي شكل على الثلث الضامن، ولا تنحصر كذلك التسمية بالرئيس المكلّف. كما انّ موضوع الثقة قد تمّ معالجته، فلماذا الاعتذار؟”.

 

الوفاء للمقاومة: لبناء دولة قانون ومؤسسات تمنع تسلل الفاسدين والناهبين

الخميس 08 تموز 2021

وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة"، بعد ظهر اليوم، اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، وصدر عنها بيان قالت فيه: "بالمباشر، ومن دون أي مقدمات، إن كل ما نشهده على الساحة اللبنانية من تطورات وخيبات وتحولات، يفرض الإسراع في تشكيل الحكومة ليس من أجل استنهاض أوضاع البلاد فقط، بل من أجل الحؤول دون الانهيار التام والشامل لبنية الدولة وما تبقى من مؤسساتها المرتفعة الهياكل، والمعطلة الدور والفاعلية. وإننا نرى أن التردي المريع لأوضاع الدولة وبنية مؤسساتها ودورها لم يحرِّك لدى المعنيين البدائل المتاحة حتى الآن، ولا يزال التعاطي مع التعثر الحكومي كأنه أمر عادي جدا قد اعتاد اللبنانيون عليه ولهم تجاربهم العديدة في التكيف مع التعطيل الناجم عنه".

أضاف البيان: "إن كتلة الوفاء للمقاومة التي تشارك المواطنين هواجسهم إزاء تعثر التشكيل الحكومي، وتطلعاتهم نحو إيجاد حلول ومعالجات للمشاكل التي توالت خلال الفترة الماضية على المستويات الاقتصادية والنقدية والاجتماعية، أو على مستوى المعاناة من الغلاء الفاحش لأسعار المواد الغذائية والأساسية، أو صعوبة الحصول على المواد الحيوية كالدواء والبنزين والمازوت، يهمها أن يدرك اللبنانيون ما يأتي:

1 - إن الوقت لا يزال يسمح باستنهاض بعض الأوضاع عبر تشكيل حكومة إنقاذية قادرة وفاعلة، يتم التفاهم عليها بين كل القوى السياسية الحريصة، إذا ما صدقت النوايا وعلا هم الانقاذ على كل هم آخر.

2 - تدعو الكتلة المسؤولين المعنيين بتأليف الحكومة إلى حسم المواقف، كي لا يبقى الوضع رماديا وكي لا يبقى اللبنانيون في حيرة من أمرهم. ورغم كل شيء، فإن ما يتيحه الحسم اليوم للبنانيين، هو أفضل مما لو تأخر لأن في ذلك خسارة للوقت ولفرص قد لا تتوافر لاحقا.

3 - لقد أثبتت المحنة التي يمر بها لبنان منذ أكثر من عام أن الدولة الرخوة التي لا تطبق فيها القوانين ولا تصان فيها الحقوق، هي الدولة التي تفضل القوى والدول الناهبة في العالم التعامل معها لتمرير سياساتها وتوظيفها فيما يخدم مصالحها المحلية والإقليمية. إن اللبنانيين جميعا مدعوون لحزم أمرهم والتوجه لبناء دولة القانون والمؤسسات التي تمنع تسلل الفاسدين والناهبين لإيقاع البلد في محن مماثلة.

4 - مع بدء فقدان الأدوية والهجرة الملحوظة للأطباء من لبنان وبعد التحقق من وجود اصابات بالمتحور الجديد لفيروس كورونا (دلتا) المعروف بسرعة انتشاره وسهولة العدوى به، تدعو الكتلة وبشدة إلى التزام الارشادات والاجراءات الصحية المطلوبة والإقبال الكثيف على أخذ اللقاح.

5 - ختاما، تتقدم الكتلة بأحر التعازي الاخوية من الشعب الفلسطيني المقاوم ومن كل قوى النضال القيادي أحمد جبريل - أبو جهاد وقيادة الجبهة الشعبية القيادة العامة، التي كان له شرف تولي أمانتها العامة. وتعتبر أن القضية المركزية التي قضى عمره الكفاحي في سبيل نصرتها والدفاع عنها ستبقى أمانة لدى كل أبناء فلسطين والأحرار في المنطقة والعالم".

 

فؤاد سليمان (1912-1951م) أديب وشاعر لبناني ملهم.

الأب سيمون عساف/08 تموز/2021

درّس الأدب العربي في المعهد الشرقي، في جامعة القديس يوسف في بيروت، وعلّم في الكلية الثانوية العامة في الجامعة الأميركية عاماً، وتولّى كتاب: "تموزيات" وهو تعليقات اجتماعية وجدانية كان ينشرها في جريدة النهار بتوقيع تموز.

ديوان: "أغاني تموز"

• "درب القمر"

• "القناديل الحمراء"

فؤاد بن خليل سليمان.

ولد في قرية فيع (منطقة الكورة - شمالي لبنان)، وتوفي في بيروت.

عاش حياته في لبنان.

أطلق على نفسه لقب «تمّوز».

تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة دير البلمند المجاورة لقريته، ثم انتقل إلى مدرسة الصفا في قرية قلحات واستمر بها لمدة عام، حيث أغلقت عام 1924، ثم

درس في معهد الفرير في طرابلس، حيث نال شهادته الثانوية، انتقل بعد ذلك إلى بيروت فدرس الأدب العربي في المعهد الشرقي التابع لجامعة القديس يوسف محرزًا إجازته.

عمل مدرسًا في الكلية الثانوية بالجامعة الأمريكية في بيروت منذ عام 1937 وحتى وفاته في بيروت ثلاثة عشر.

رأس تحرير مجلة «صوت المرأة» من (1948 - 1950)، إلى جانب تحريره لزاوية «صباح الخير» في الصفحة الأولى من جريدة «النهار»، تلك التي ظل يكتبها حتى وفاته، وفيها اختار اسمه المستعار.

كان له الفضل في تأسيس جمعية «أهل القلم» في لبنان، إضافة إلى مساعدته في إنشاء جمعية الثبات الخيرية.

الإنتاج الشعري:

- له ديوان «أغاني تمّوز» - دار الأحد - بيروت 1953. (يقع في 98 صفحة، كتب له أخوه مقدمة عنوانها «ضياء المشرق») صدر الديوان في طبعة ثانية عن الشركة العالمية للكتاب - بيروت 2001، بنفس محتويات الطبعة الأولى، وله مجموع شعري من خمس قصائد في «ديوان الشعر الشمالي» الصادر عن المجلس الثقافي للبنان الشمالي، كما نشرت له صحف عصره عددًا من القصائد منها: «إلى أين؟» - مجلة المعرض - بيروت 27 من أكتوبر 1934، و«الشرير الأحمر» - مجلة الجمهور - بيروت أبريل 1939.

الأعمال الأخرى:

- له عدد من المؤلفات في مجالات الإبداع والنقد منها: «درب القمر» - دار الأحد - بيروت 1952، و«تمّوزيات» - دار الأحد - بيروت 1953، و«يوميات ورسائل» - الشركة العالمية للكتاب - بيروت 2001، و«يا أمتي إلى أين» - الشركة العالمية للكتاب - بيروت 2001، و«القناديل الحمراء» - الشركة العالمية للكتاب - بيروت 2001، و«كلمات لاذعة» - الشركة العالمية للكتاب - بيروت 2001، و«في رحاب النقد»، وله رواية تحت عنوان «الشريعة الوالدية»، وكان آخر ما كتبه «حكاية العاصفة الجبلية» التي وجهها إلى أخته قبيل الاحتضار.

شاعر ذاتي وجداني، معظم شعره يدور حول المرأة، ومعانقة الطبيعة، وما بين حرقة الهجر والبعاد وقليل من نشوة اللقيا تتولد عذاباته، مؤمن بثنائية الحياة والموت، فهو عاشق للحياة وممتن لهدأة الموت كذلك، فكما أن للحياة متعتها، فللموت - فيما يرى - متعته أيضًا. مجدد في موضوعاته، به مس شعري مهجري يتبدى في لغته وخيالاته، يمتلك روحًا أثيرية محلقة. كتب الشعر ملتزمًا النهج الخليلي.. حصل على وسام المعارف من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية اللبنانية عام 1951.

أطلق عليه مكرّموه عددًا من الألقاب أهمها: شاعر القرية، أديب الأمة، أمير الحب، سيد الكلمة العربية.

مصادر الدراسة:

1 - اعتدال خالد الغوش: فؤاد سليمان والأدب العربي الحديث - رسالة لنيل شهادة الكفاءة في اللغة العربية وآدابها - كلية التربية بالجامعة اللبنانية - أعدت عام 1979.

2 - ديوان الشعر الشمالي في القرن العشرين - المجلس الثقافي للبنان الشمالي (ط 1) - دار جروس برس - طرابلس 1996.

3 - سيمون الديري: قراءة في لغة فؤاد سليمان - رسالة لنيل شهادة الكفاءة في اللغة العربية وآدابها - كلية التربية بالجامعة اللبنانية - أعدت عام 1971.

4 - عباس عبدالساتر: رومنطيقية فؤاد سليمان - رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية - أعدت عام 1981.

5 - فؤاد سليمان: بأقلامهم - الشركة العالمية للكتاب (ط 1) - بيروت 2001.

6 - يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية (جـ 2) - القسم الأول: الراحلون (1800 - 1955) - منشورات جمعية أهل القلم في لبنان بيروت 1956.

قد تكون صورة "الدرب" من أقوى الصور التي نقع عليها في كتابات فؤاد سليمان، لا بل يمكننا القول إنها تنتسب إلى الصور الاستحواذية التي تتحكم بالكتابة في صريحها وضمنيها، عدا أنها تحيل على معاقد نفسية في أغوار الكائن.

فـ"الدرب" نقع عليها منذ عناوين عدد من كتبه: "درب القمر"، "درب الخلود"؛ وهما الكتابان اللذان يشكلان فاتحة وخاتمة أعماله الكاملة (12 عملاً). فما "الدرب

أول ما يلفت انتباهنا في هذا المسعى تعيينه المعنى (أو القيمة) تبعاً للموقع. فليست كل الدروب دروباً، إذ أن بعضها متميز عن غيره، أو تلحق به صفات مستحسنة، بخلاف غيره مما تصيبه صفات مستقبحة. وهو، مع ذلك، لا يخص الدروب بالقرية، ولا الشوارع بالمدينة، متحدثاً في آن عن الدروب في القرية كما في المدينة، ولكن من دون أن تكتسب الدروب هذه وتلك المعاني نفسها. لا يتأتى المعنى من اللفظ، بل تزيد على حمولته الأصلية معان مستقاة من الموقع الذي تشير إليه أو تعينه. دروب القرية هي التي تفوز بأوصاف إيجابية، ومنها خصوصاً درب سليمان، "درب القمر".

وللقرية دروب، تشير إلى تعدد المسالك فيها، بل إليها بوصفها المدونة التاريخية والشخصية لماجريات القرية وناسها، ومنهم سليمان نفسه. ذلك أنه لا ينطلق من الجغرافيا وحسب، بل من الأصل الطبيعي، أي المنشأ، بل يغنيه أيضاً بمعايشات التاريخ. فـ"دروبنا في الجبل حكايات": واحدة للجرار الحمر، وثانية للخدود الحمر، وثالثة للغناء والحداء، وأخرى للعناقيد وغيرها، من دون أن يعني التعداد لائحة منتهية أو محسوبة. ذلك أن الدرب، هنا، خط جديد، تدوين مكاني، إلا أنه ينطلق من حسابات أو من معايشات شخصية. فلكل دربه، أو لكل أن ينتهج أو أن يخط دربه؛ وله إذا حفر في هذا المدى –الذي يبدو أبيض، مثل ورقة الكتابة - حكاية له، معنى جديد، هو الذي يمحض القرية تاريخها ومعانيها بالتالي. فلفؤاد سليمان، على سبيل المثال، دربه الخاص، وهو "درب القمر"، أي الدرب الذي قاده إلى "شباك الحبيبة": "كأن القمر لا يطلع إلا فيها". وهذا كله كما لو أن للهوية، أو السيرة، خريطة طوبوغرافية، أساسها لزوم الغناء بموقع – موقع المنشأ، لا العيش والعمل بالضرورة.

وهو ما نلقاه في صور عكسية في أوصاف المدينة القبيحة: فهي "موكب التائهين"، و"مدينة الأموات"، و"الراديو" فيها "عفريت غريب". كيف لا، وهو لا يتأخر عن تشبيه نفسه وغيره، من سكان المدن، بالحيوانات: "حيوان يمشي مع حيوانات، بهيمة تعيش مع بهائم (...) ملعون مع ملاعين الدنيا (...) أجر جناحي المنتف ورائي على الدروب وفي الشوارع".

وإذا كان سليمان يسترسل في الغناء أحياناً، واجداً في القرية محلاً للفخار والزخرفة الأسلوبية في آن، فإنه يسرد ذلك كله طمعاً بتأكيد الخاتمة المأسوية لهذه الصورة الفتانة: فشجرة اللوز "شاخت"، و"كسرتْها العاصفة"؛ و"العريشة الخضراء"، هي الأخرى، "يبست"؛ و"السنديانة العتيقة" أحرقت حطباً في الشتاء ... ويعود هذا كله إلى عامل لا تحده سيرة شخصية، بل جماعية، على ما تقول الأم لابنها: "لكنكم هجرتم هذه الأرض يا ولدي (...) إلى المدينة. وبقيت أنا وحدي (...) فبارت الأرض عندنا".

لا يتغنى سليمان بالضيعة بقدر ما يعلن صارخاً نهايتها: "منذ عام مات الفلاح اللبناني الأخير في ضيعتي"، كما لو أنه ليس فلاحاً بعينه، أي أبا وهيب، بل الفلاح عموماً، وإلا ما وجد حاجة لنسبه بـ"اللبناني". والكاتب في هذا الإعلان لا يتحقق من أحوال الهجرة إلى بلدان الاغتراب أو إلى بيروت وحسب، بل تصدمه واقعاً أحوال العيش في المدن، فيهرب منها، أو يصور الضيعة التي فارقها في صورة مثالية، أو يندم في صورة مغالية خافياً خيبته من المدينة: يحن إلى القرية، ولكن من دون أن يعود إليها، إذ يزورها وحسب، على ما نتحقق في غير موضع من الكتاب. يزورها أو يتمنى العودة إليها، بعد أن زال بريق الهجرة والتمدن، أو بعد أن خبا إشعاع جواهر التغرب عبر البحار. فسليمان يحدثنا عن "جبال من الزمرد والياقوت" في البحار، على ما يعتقد شبان القرى الذين يهاجرون ولا يعودون، أو يعودون مثل أبيه من دون الجواهر الموعودة. أهذا ما عاشه سليمان في انتظار ثروة... الأب المغترب؟ هل يمتنع عن الإفصاح عن خيبته، وربما – بلسانه – عن خيبة الأم المنتظرة، عندما عاد والده "مختلفاً" عما كان عليه؟ هذا ما نقع عليه في حوار لافت بين سليمان وأمه:

"(من حديث الأم) ستفيض بالخيرات، حينما يعود والدك.

- ولِمَ لا يعود والدي، يا أمي؟

- البحر لنا عنده ثارات، يا بني، وأميركا قلبها من جديد...

ماؤها قاس يابس...

اكتبْ له أن يعود...

في كتاباتك، يا بني، حنان...

اكتبْ له (...)

وفي صدر أمي غصات، رأيتها تفيض في عينيها (...)

وفي رصيف المرفأ لقيت والدي...

عاد ذات يوم مع البحر ...

أخذه البحر منا، في الفتوة العنيفة، وفي العنفوان الأشد، في الخطوة الواثقة...

وأعاده البحر ذات يوم إلينا غير ما أخذه منا".

يُكثر سليمان في هذا المقطع من استعمال "النقاط الثلاث"، التي تشير، في أدوات التنقيط، إلى تقطعات في الأفعال والأزمنة، وإلى تغييبات متعمدة عما لا يريد البوح. ففي الإفصاح وجع، ذلك أنه يطاول من دون شك جراحاً لم تندمل. وقد يكون إقباله على الكتابة، على قول وجع الأم الصابرة، بلسانها، أو هو عنها، نوعاً من التفريج عن النفس. وقد لا يكون الحديث "التجميلي" عن القرية افتناناً طفولياً وطبيعياً بها وحسب، بل نوع من التعويض الرمزي، ولو بعد وقت، عن لهاث الأب خلف الثروة البعيدة، ومن ورائه الأم والأولاد.

هكذا نرى في مقابل "الجبل" الهانئ والجميل (وهو مجموع القرى) "البحر" العادي. فهو يغيِّب المهاجرين، لا إلى المدينة هذه المرة، بل إلى بلاد الاغتراب، مثل والد سليمان نفسه. والبحر يبدلهم في أي حال، حتى لو عادوا منه. وهو معادٍ بقدر ما هو جذاب وفتان. فهو يَعِد بـ"جبال من الزمرد والياقوت"، وبـ"صبيات حلوات"، هن حارسات الكنوز المرصودة في البحر، حتى أنه "هبط من الجبال شبابها، خلف الحكاية الحلوة"، ما يفسر الساحات المقفرة في القرى، والعناقيد اليابسة في الكروم، وأجراس الكنائس الكئيبة، وبيوت القرميد المعتمة، و"البنيات الصبايا مكسورات على الشبابيك عيونهن في البحر وراء الحكاية". هكذا يعلو سليمان في غير موضع بالدعاء: "إلى أرضهم يا بحر رُدَّهم، فأرضهم فيها الكنوز المرصودة"، بعد أن "كذَّب" عليهم البحر، وبعد أن وعد غير ابن أمه بعودته من البحر بأكداس من الجوهر.

خيبة طالبِ الثروة المفتون بالبحر هي التي تجعل أيضاً من القرية "الملجأَ" الأمين والوفي، ومجال الاستثمار الممكن. وخيبة النازل إلى المدينة، المنبهر بأضوائها ووعودها، هي التي تجعل الضيعة من ذهب أكيد، ولو محدود، لا مزور، ولو بدا وفيراً. ما يعنينا من هذه الأقوال تبينُنا لمحلات وجع في الكتابة، في الوجدان، عما آل اليه الاغتراب بعد الفتن الطائفية (1840 و1860) والمجاعة (1914) في لبنان، وعما أدى إليه النزول الكثيف إلى بيروت - هذا النزول الذي عرفته بيروت بعد الأزمة الطائفية الدامية في 1860، والذي تأكد بعدها، مع وقوع لبنان تحت الانتداب، ومع استقلاله، والذي شهد سليمان فصولاً عديدة منه. هل ما يكتبه سليمان موافق، وفي السنوات نفسها أحياناً وقبلها بعقدين على الأكثر، للنزعة الغنائية – الانطباعية في الأدب والتصوير في لبنان في فترة ما بين الحربين؟

ندقق في هذه المعاني، ذلك أن أمين نخلة سعى قبله إلى الحديث عن الدروب، مقارناً بينها في القرية وفي المدينة. فإذا كان نص سليمان، "درب القمر"، يرقى إلى العام 1949، فإن طباعة "المفكرة الريفية" تعود إلى العام 1942. ماذا يقول نخلة فيها؟

يفتتح نخلة "مفكرته" بالحديث عن "درب الريف"، ويوضح منذ السطر الأول: "الدرب في الريف غير الدرب في المدينة"، ذلك أنها في القرية "تمشي على هواها"، بينما الدرب في المدينة "تمشي في خط مستقيم"؛ وهي في القرية بيضاء، وفي المدينة سوداء، عدا أننا نقوى على تمييز الخطى في الضيعة بينما تتشابه الأقدام في الشوارع، مؤكداً على "قِدَم" الدروب في القرى، وعلى كونها "محطات للتذكر"، بخلاف ما هي عليه الشوارع.

لن نعقد المقارنات بين نخلة وسليمان، أو بينهما وغيرهما من الأدباء اللبنانيين، فهذا يتعدى غرضنا؛ غير أننا لا نغفل بالمقابل عن العملية الجارية في الأدب والتصوير في مدى العقود بين الحربين العالميتين في لبنان، والتي أدت إلى تأسس تقليد إبداعي محلي ذي مرجعية منفصلة عما كان عليه الأدب في غير بلد عربي. هذا ما نقع عليه في أدب سعيد عقل،لا سيما في المسرحية الشعرية "قدموس" وفي "الجبل الملهم" لشارل القرم، وفي كتابات ميشال شيحا وغيرهم، وقبل كتابات فؤاد سليمان، من تأسيس لموضوعة "الريف"، بل "القرية" تحديداً وحصراً، في الإبداع اللبناني. وهي الموضوعة التي ستتأكد لاحقاً كمصدر للكتابة والفن عموماً في أعمال الرحابنة وغيرهم. وقد يتبادر إلى الذهن، ونحن نتحدث عن عقل وشيحا والقرم على الأقل – وقد كان لهم دور بارز ومعروف في تدبيج الإيديولوجية "اللبنانية" الخالصة قبل استقلال لبنان وبعده خصوصاً -، أن هذه الموضوعة خصت أدباء بعينهم، ودون غيرهم، تبعاً لنزعة إيديولوجية محضة. وهو اعتقاد صحيح في بعضه، غير أنه لا يشمل سائر الأدباء والفنانين الذين عنوا في لبنان بموضوعة "القرية"، من أمين نخلة حتى مارون عبود في الأدب، أو من صليبا الدويهي حتى رشيد وهبي في التصوير. وهذا يصح في "القرية"، كما في أمور الغناء بالموقع، أو بالأرض، أو بالأساطير القديمة الخاصة بالشاطئ اللبناني. فمن الفنانين خصوصاً من اعتنى بتصوير المشهد الطبيعي اتباعاً للمدرسة الاستشراقية ذات المنزع الاتنولوجي، أي رسم المناظر والعادات والوجوه وفق منظور يؤكد على التمايز العرقي أو الفولكلوري عند هذه الجماعة أو تلك. أما في الأدب، فيمكننا القول إن نزعتين إيديولوجيتين متضادتين تنافستا في الفترة عينها على استلهام الأساطير القديمة، الكنعانية أو الفينيقية، هما النزعة القومية اللبنانية والنزعة القومية السورية، اللتين وجدتا في الأساطير القديمة للشاطئ الفينيقي ما يبعث الروح في رماد التاريخ، بعد الفترة "العروبية" خصوصاً. فـ"دليلة" كانت في هذه السنوات موضوع استلهام عند أدباء مختلفي النزعات، مثل الياس أبي شبكة وأدونيس وفؤاد سليمان نفسه. وإذا كانت "دليلة" أبي شبكة دينية التكوين، أخلاقية المنزع، فإنها عند أدونيس وسليمان "بطلة قومية". يقول فؤاد سليمان: "فلا الحب، ولا الغيرة، ولا الشهوة هي التي قادت دليلة إلى وادي سورق لتلاقي الجبار الإسرائيلي فترديه صريعاً عند أقدامها... ولكنه شيءأقوى من الحب وأبقى... إنه الصراع بين شعبين، شعب غريب تائه، يجيء أرض كنعان بالسيف والحديد والنار، فاتحاً غازياً بكل ما في الفتح من قوة، وما في الغزو من إرهاب، وشعب هو ابن هذه الأرض، زرع كرومها وأنبت صخورها، وروى حقولها، يحارب من أجل البقاء، في الأرض التي هي أرضه"(من "درب القمر").

هي الحاجة إلى أساطير تأسيسية، من جهة، في طور النزاع على تاريخ لبنان، وعلى صيغته، التي كانت محل اجتهاد وتنافس في آن. وهي الحاجة أيضاً التي تستدعيها، من جهة ثانية، متطلبات الغناء بالموقع الطبيعي. إن هذه العلاقة بين "الجبل" و"البحر"، التي تأكدت مع "أسطرة" عدد من أخبار لبنان السالفة أو القريبة، ستكون محل غناء عند سعيد عقل، ولا سيما في "قدموس"، حيث "يذري" البطل الفينيقي في "كل شط" "القرى" اللبنانية، أشبه ببذرة الفلاح التي "تزرع" لبنان أينما تحل خطواته. وهو أدب روَّجه المقيمون من اللبنانيين، لا المهاجرين منهم على أي حال. فاللبناني "الشاطر" أو "بائع الكشة"، و"المغترب"، أو "جوّاب الآفاق"، ليس سوى تلفيق محلى لخطاب، ما أريد منه فقط تجميل ملحمة الاغتراب اللبناني الصعبة والموجعة والذليلة في عدد واسع من محطاتها، ولا سيما في عهد الهجرات الأول، بل أُريد منه أيضاً تجميل الصورة لما جرت تسميته بـ"المعجزة اللبنانية" الحرة في لبنان، القادرة بقدرة قادر على جني الثروات كيفما كان.

هكذا يندرج سليمان في سياق، نجد فيه ما يفسر عنايته المتأنية بعالم الريف وأوصافه، والتي تصدر عن افتتان طبيعي بالأرض، بمحلاتها ومشاهدها وأشجارها وثمارها، وعن توافق أسلوبي أيضاً، أو عن استثمار تعبيري في محل بعينه. وهي التشاركات عينها التي نقع عليها، في السنوات نفسها، في اللوحات الزيتية لصليبا الدويهي وعمر فروخ وجورج القرم ورشيد وهبي وغيرهم، من رواد "المدرسة اللبنانية" في تصوير المشاهد الطبيعية.

ولكن إذا كان أمين نخلة يتحدث عن "الريف" و"المدينة" في تقابلٍ لازمٍ مولدٍ للمعاني والقيم، فإن سليمان يتحدث عن "الجبل" و"البحر" (والمدينة أحياناً)؛ وهي قطبية سنجد لها رنيناً ووقعاً في الكتابات اللبنانية، أشد وأقوى مما هو عليه التناظر عند نخلة: لبنان لا يقوم على تقابل بين ريف ومدينة، مثلما نرى ذلك في غير بلد، بل على تقابل آخر، أو على صيغة مخصوصة منه، هي بين "الجبل" و"البحر". يندرج سليمان، إذن، في هذا السياق، إلا أن منزعه مختلف عن أقرانه تماماً. فهو إذا أنشد، فلنشيده وقع الشكوى والتحسر، لا الاحتفال والمدح على أي حال. هو مغنٍ مأسوي، تشوب نبراته نقمة رومانسية، تستمد نَفَسَها من تمرد جبران، لا من انتصارية سعيد عقل. كتابة ناقمة تقع في الصراخ والمباشرة أحياناً (معززة بما تطلبه الصحافة من استهداف شديد للمعنى)، فلا تقترب من صقل أمين نخلة الشديد لعبارته، ولا من كثافتها التعبيرية المركبة. وفؤاد سليمان في ذلك يتناول العربية بعد أن فقدت "هيبتها" الدينية والاسلوبية في النثر اللبناني، وباتت لغة مدينية، إذا جاز القول، وتسعى إلى جذب قرائها بجمالها المأنوس، لا إلى التباري الاسلوبي في حلقات المتأدبين الفصحاء.

"أنتم تذكرون" و"أنا أذكر": هذا التقابل بين الكاتب والجماعة، الذي يقيمه المتكلم الفردي ويخاطب به الجمع، قريب من تقابل "أنا" و"أنتم" في أدب جبران. ونتبين فيه أثراً للخطابة (ومعها الصحافة) في الكتابات العربية منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر، الذي راج بين أوساط الجمعيات الأدبية والسياسية وحسب. كما نتبين خصوصاً حال الافتراق وطلب التمايز بين الكاتب وغيره: تأكيد الفردانية، لا طلباً للتمايز وحسب، بل ممارسة لدور توجيهي إرشادي، هو الصورة الأولى للداعية الإيديولوجي في الكتابة العربية.

كما نقع، في غير موضع من كتاباته، على عبارات إنجيلية المنشأ، كما في هذه الجملة–المطلع: "أنا جئت أحدثكم..."، أو هذه: "الحق أقول لكم..."، اللتين تذكراننا بأحاديث المسيح إلى الرسل؛ وهي المطالع عينها التي نقع عليها في كتابات جبران، ولا سيما في "النبي". مثلما نقع أيضاً على صور واستعارات سارية في الكتابات والمعتقدات المسيحية، مثل صورة الحية وسمومها، أو "درب الآلآم"، أو "نجمة المشرق" وغيرها الكثير. وهي صور لا تتأتى من الذاكرة الكتابية وحسب، بل من المعين الاعتقادي أو من متبقياته، خاصة وأن سليمان لا يتأخر عن النهل من معين أخلاقي، شديد التباين بين عالمين؛ وهو المعين نفسه الذي اصطرعت في رحابه المعاني عند الياس أبو شبكة بين "الخطيئة" و"الرغبة"، بين مقتضيات التربية المسيحية الكاثوليكية ومواقعات اللذة في العلاقات المدينية الناشئة.

وإذا كنا نقع على عبارات وجمل وألفاظ مستلة من القاموس الديني المسيحي، ومن الكتب الدينية المسيحية (التوراة، الأناجيل)، فإننا نقع أيضاً على عبارات عامية المنشأ. وكان الأديب الراحل ميخائيل نعيمة تنبه إلى هذا الأمر في تقديمه في العام 1952 لكتاب "درب القمر"، وفسره وفقاً لحاجات ضاغطة على النفس عند الكتابة، ما جعل سليمان ينصاع إلى إملاء النفس، فلا يراقب أو يدقق فيما كتبه: "وذلك الصدق المتناهي، وقد اقترن بحس الشاعر وذوق الفنان، هو مصدر العذوبة التي تتسرب إليك من خلال هذه الفصول، والتي من أجلها تغفر لفؤاد سليمان انتهاكه في بعض الأحيان لحرمة اللغة انتهاكاً تشتم منه التصميم أكثر من العجز. فكأني به وقد ازدحمت به الخيالات والخواطر في صدره، كان يخشى أن يفوته. ولذلك كان يقتنصها بقلمه من أقصر السبل. وأقرب السبل قد يكون كلمة عامية، أو انتقاصاً من كرامة قاعدة لغوية. ولذلك جاءت عباراته لجوجة، مقتضبة، وجاءت نبراته سريعة عالية".

غفر نعيمة لسليمان هذه "الانتهاكات" اللغوية، ولو أنه رأى فيها شيئاً من "الضغط" في الإملاء، الملازم للكتابة ما إذا أسلست قيادها لإيقاعات الجسد المتناوبة. "غفر" ذلك وحسب، لأنه لا يقرأ واقعاً – منسجماً في ذلك ومتوافقاً مع "تراث" الكتابة العربية التقليدية – بالهز المتمادي لبنية اللغة الفصيحة، ولا لأساليبها البيانية، وهو "الهز"، أو التجديد، الذي قامت عليه "المدرسة اللبنانية" في النثر الفني، مع أعلامها البارزين منذ جبران خليل جبران مروراً بأمين نخلة وصولاً إلى فؤاد سليمان نفسه.

لهذا قد يعجبنا حتى أيامنا هذه البيان في أدب أمين نخلة، و"النَفَس" الرؤيوي في عبارة جبران، وقد تبدو جملة سليمان، مع تقادمها، أقل جمالاً وسحراً، إلا أنها، بخلاف هذه وتلك، تبدو أشد تعبيراً عن التخلعات في الوجدان اللبناني عند مفترق حيوات وأزمنة ودروب.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 08-09 تموز/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 08 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100424/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1111/

 

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/July 08/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100422/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-july-08-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin