المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 تموز/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.july05.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «أَيَّ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وقَبِلُوكُم، فكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُم. وٱشْفُوا المَرْضَى فيها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني لتلفزيون سفنتين/لبنان دولة يحتلها حزب الله، حكامها وأحزابها أدوات، ولا خلاص بغير إعلان البلد دولة فاشلة وتسليمه للأمم المتحدة

الياس بجاني/حزب الله جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/من أرشيف عام 2018/إلى جعجع والحريري والنائب القواتي المودال 2018: مشاركة حزب الله في الحكومة تحرر الآلة العسكرية الإسرائيلية للتملص من الغطاء الدولي والعربي على لبنان

الياس بجاني/فيديو ونص: نتائج انتخابات نقابة المهندسين في بيروت لن تنعكس على أية الانتخابات نيابية في ظل احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

صلاتنا من أجل شفاء قداسة البابا فرنسيس الذي ادخل المستسفى اليوم لإجرار عملية جراحية

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم الأحد 04 تموز/2021 البطريرك الراعي في المقرّ البطريركي/الديمان/ونص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة

نصب تذكاري لشهداء جيش لبنان الجنوبي الأبطال

بيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية حول اقامة نصب تذكاري لشهداء جيش لبنان الجنوبي

الكورونا اليوم في لبنان: حالتي وفاة و تسجيل 207 إصابة جديدة

البابا فرنسيس في المستشفى!

تعليق الكولونيل شربل بركات على مناسبة تخليد الذكرى والتراث في بلدة المطلة الأسرائيلية

من أرشيف عام 2015/الخرافة الكبرى؛ حزب الله مقاومة وجيش لبنان الجنوبي عميل/جولي ابوعراج

الجيش الإسرائيلي: “الحزب” وراء تهريب المخدرات إلى البلاد

إسرائيل تتهم مسؤولاً في “حزب الله” بتهريب السلاح

تجمّع لذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في ذكرى مرور 11 شهراً على الكارثة

أزمة المحروقات تهدّد المستشفيات والأفران في لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 4/7/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بدعم فاتيكاني لمبادرته… الراعي يستأنف وساطته الحكومية

"فاولات" جعجع بالجملة

بعد 13 عاماً... الرئيس عون إلى سوريا قريبا و تحضيرات للزيارة

انفجار المرفأ… التضحية بأقرب المساعدين لن تزعج الزعماء

مقاولو الحريري الى الخارج: صفقة هروب أم قرف؟

حكومة دياب لا تصرّف الأعمال والحريري لا يشكّل و بري مستمر في مبادرته

لبنان يغرق بالأزمات… وتحرك أوروبي لمعاقبة سياسييه

في لبنان: شبكة دعارة ناشطة تشتري و تبيع الفتيات... بالجملة والمفرق

الفاتيكان قلق على الحضور المسيحي في لبنان

ابراهيم متورط بتهريب الأمونيوم إلى سوريا؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

بريطانيا.. نصف وفيات متحور “دلتا” ملقحون بجرعتين!

إبسيلون.. متحور من كورونا أخطر من “دلتا”!

بينيت: أي عملية تنطلق من غزة ستقابل برد قاس

نواب فرنسا: حان الوقت لمواجهة إرهاب إيران

صور جوية “تكذّب” إيران… أضرار بمركز نووي في كرج

كوخافي طرح في واشنطن خطط إحباط المشروع الإيراني النووي/حكومة بنيت تعهدت إضافة مبالغ كبيرة لسد فجوات تتعلق بالجاهزية

«إسرائيل تتهم إيران باستهداف سفينتها التجارية في المحيط الهندي

بينيت: لا حقائب دولارات لغزة بعد الآن وأي عمليات من القطاع ستُقابل برد قاس

تظاهرات فلسطينية غاضبة في رام الله تطالب برحيل الرئيس عباس

واشنطن تتحضر لسيناريوهات صعبة في أفغانستان و”طالبان” تمدد سيطرتها بالأقاليم وتحاصر العاصمة

شبكة المصالح» تُجهض المحادثات الليبية في جنيف وواشنطن تتحدث عن إدخال «حبوب سامة» لمنع إجراء الانتخابات

الدبيبة: متمسكون بإجراء الانتخابات الليبية في موعدها

تركيا تقصف منصات صواريخ الأسد في ريف إدلب و"الداعشيات" يهربن من "الهول" بالزواج

الكاظمي: تجنّبنا “الهاوية”وطالبنا طهران وواشنطن بإبعادنا عن خلافاتهما/كلّف الجيش بحماية خطوط الكهرباء وسط سقوط 7 قتلى بتصاعد الهجمات على شبكات الطاقة

الحرائق تجتاح غابات قبرص… وسقوط قتلى

 أفريقيا.. أقراص بنكهة الفراولة للأطفال المصابين بالإيدز

أب موجوع: “بنتي صرلها 6 إيام حرارتها 40!”

الحريري في بيروت… لقاءات ومشاورات

الفلبين.. مقتل 45 شخصا في حادث تحطم الطائرة العسكرية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نص دراسة استراتجية للدكتور توفيق هندي عنوانها: خريطة الطريق لخلاص لبنان/د. توفيق هندي

الدروز بين الحداثة والإنغلاق/السفير د. هشام حمدان

المنظومة السياسية فشلت… دعوات لتسلّم الجيش زمام الأمور/عمر حبنجر/الأنباء الكويتية

لبنان ما بعد لقاء الفاتيكان… أي صدى لـ”الصرخة البابوية”؟/وسام أبو حرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية

الرهان الدولي على الانتخابات النيابية كفرصة لإنقاذ لبنان تحوطه مخاطر من «انقلاب كبير»/رلى موفّق/القدس العربي

فن الحرب والتعذيب يجمع حزب الله بالطاغية/منى فياض/الحرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي متوجها للمسلمين: ليس في السلام غالبون ومغلوبون بل إخوة يسيرون من الصراع الى الوحدة

المطران عودة: عسى اهتمام البابا يحرك ضمائر المسؤولين ويحضهم على القيام بما يلزم سريعا

فوزي بن عيسى إسكندر المعلوف (1317-1348 هـ/1899-1930 م)شاعر لبناني رقيق/الأب سيمون عساف

الجميل نعى نائب رئيس الكتائب السابق شاكر عون: شكرا لكل ما اعطيت للبنان والكتائب

حركة سياسية جديدة... افرام يطلق "مشروع وطن الإنسان"

عميد كلية الطب في اليسوعية: نحن أبناء الرجاء والرجاء محرك المقاومة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «أَيَّ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وقَبِلُوكُم، فكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُم. وٱشْفُوا المَرْضَى فيها

إنجيل القدّيس لوقا10/من08حتى12/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «أَيَّ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وقَبِلُوكُم، فكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُم. وٱشْفُوا المَرْضَى فيها، وقُولُوا: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُم مَلَكُوتُ الله! وَأَيَّ مَدينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُم، فَٱخْرُجُوا إِلَى سَاحَاتِهَا وقُولُوا: إِنَّنَا نَنْفُضُ لَكُم حَتَّى الغُبَارَ العَالِقَ بِأَرْجُلِنَا مِنْ مَدِينَتِكُم. وَلكِنِ ٱعْلَمُوا هذَا أَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ الله. وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سَدُومَ سَيَكُونُ مَصِيرُهَا في ذلِكَ اليَوْمِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِ تِلْكَ المَدِينَة.”

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني لتلفزيون سفنتين/لبنان دولة يحتلها حزب الله، حكامها وأحزابها أدوات، ولا خلاص بغير إعلان البلد دولة فاشلة وتسليمه للأمم المتحدة

05 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100351/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%87%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%8a-%d8%aa%d9%84/

الياس بجاني/فيديو مقابلة أجراها معي تلفزيون سفتنين 17 وتناولت غالبية الملفات التي تهم اللبنانيين وفي مقدمها احتلال حزب الله وإرهابه وامسكه برقاب وألسنة وركاب الطبقة السياسية العفنة، والحالة المذرية  والمأساوية على كافة الصعد التي وصل إليها اللبناني بسبب الاحتلال واسخريوتية وطروادية أصحاب شركات الأحزاب التجار، وسخافة وتبعية فاقدي الرؤية والبصر والبصيرة من مثل الداعين بفجور ووقاحة لانتخابات بظل الاحتلال، والراضين بدور الأدوات وتركيز على الحل الدولي وإعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة. إضافة إلى دور السياسيين ال 14 آذاريين الخياني والنرسيسي وفي أولهم سمير جعجع وذلك على خلفية الصفقة الرئاسية الخطيئة التي جاءت بميشال عون رئيساً وسلمت البلد لحزب الله بعد تفكيك وخيانة ثورة الأرز وتجمع 14 آذار.

 

حزب الله جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/04 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/72962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3/

هل فعلاً “حزب الله” هو من النسيج اللبناني، كما يشيّع مسؤولون وسياسيون لبنانيون بهتاناً وزوراً يدورون في فلك الحزب اللاهي، على خلفية المصالح والمنافع السلطوية الذاتية وغير الوطنية؟

بالطبع، لا لأن “حزب الله” هو تنظيم عسكري إيراني ومذهبي، من ألفه حتى يائه، ومن رأسه إلى أخمص قدميه، وليس فيه أي شيء لبناني غير كون عسكره وقادته يحملون الجنسية اللبنانية، وهذا وضع مشابه لحالة أي لبناني أو متحدر من أصول لبنانية يحمل الجنسية الأميركية أو الكندية أو الفرنسية أو الأسترالية، أو أي جنسية أخرى، ومنخرط في واحد من جيوش هذه البلدان.

فهل اللبناني الكندي المجند في جيش كندا، على سبيل المثال، هو من النسيج اللبناني عسكرياً وسياسياً؟ بالطبع لا.

صحيح ان “حزب الله” هو جيش إيراني مكون من لبنانيين وموجود في لبنان وغير لبنان، لكن قرار هذا الجيش ومرجعيته وسلاحه، وتمويله وعقيدته وثقافته، وحتى ثيابه كلها إيرانية وهو ذراع إيرانية تدور في الفلك الملالوي.

هل هذه الوضعية غير السوية واللا وطنية أمر غير مسبوق في التاريخ الحاضر والغابر؟

بالطبع لا، فمعظم أفراد عسكر الجيش الفرنسي، وكذلك الإنكليزي، الذي كان موجوداً في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، كان من المرتزقة، أي من غير الفرنسيين والإنكليز.

ولأن الحزب هو في هذه الوضعية اللا لبنانية فإن المنطق والعقل والتجارب، والتاريخ، كلها عوامل تؤكد أنه آني ومارق، ولن يقوى على الاستمرار بوضعيته المسلحة والإرهابية الحالية، لا في لبنان، او سورية، ولا في أي مكان آخر تحت أي ظرف، كما أن أسياده ورعاته الملالي قد يتخلصون منه في النهاية، ويتخلون عنه، ويتفاوضون على مصيره، عندما لا تعد هناك حاجة لدوره، والمسألة هي مسألة وقت.

كما أن إيران الملالي التي عملت على تصدير ثورتها وإرهابها لسنوات عبر”حزب الله” وغيره من الأذرع العسكرية المرتزقة هي حاليا في مرحلة تبدل مصيرية وجذرية، وذلك بعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي، واقر سلسلة شديدة وقاسية جداً من العقوبات التي بدأت نتائجها تظهر بجلاء، ولنا في خطاب السيد نصرالله الأخير الذي تطرق فيه للأزمة المالية التي يعاني منها حزبه خير دليل على فعاليتها.

من هنا من المؤكد أن رحلة أفول “حزب الله” الهجين قد بدأت، محلياً وإقليميا ودولياً، وسوف تستمر بتصاعدها لجهة وضعه على قوائم الإرهاب في غالبية الدول، العربية والاجنبية، مع رزم من العقوبات المالية والاقتصادية عليه وعلى رعاته الملالي.

يعلمنا التاريخ المعاصر أن الجماعات المسلحة، الإرهابية والإجرامية والمافياوية والمذهبية، وخصوصاً المرتزقة منها، كما هي وضعية “حزب الله” دمارها واندثارها، وتفككها، يكون باستمرار منها وفيها، لأنها تتورم وتنتفخ بسرعة سرطانية، وبما يفوق أحجامها وقدراتها وأدوارها.

هذا الحزب الملالوي، وعلى خلفية غياب وضعف وتفكك الدولة اللبنانية يهيمن حالياً، بالقوة والبلطجة والسلاح والمال والتمذهب، على شريحة كبيرة من مكونات لبنان وقد أخذها رهينة رغم إرادتها خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطن الأرز منذ العام 1982، وذلك نتيجة مؤامرات سورية وملالوية خسيسة باتت معروفة وجلية أهدافها، التوسعية والاستعمارية والمذهبية، المعادية للكيان اللبناني ورسالته التعايشية والحضارية، لكل الشعوب العربية وأنظمتها.

الحزب اللاهي يستعمل شباب بيئته وقوداً لحروبه الملالوية في لبنان وسورية واليمن والعراق، وفي العديد من الدول العربية وغير العربية من دون رادع أو محاسبة، وكما يتوقع كثر من المتابعين للحالة الملالوية، ولأذرعتها الإرهابية، فإن نهاية “حزب الله” العسكرية سوف تنطلق شرارتها من داخل بيئته، طبقاً لتقارير نشرها قادة وإعلاميون وناشطون شيعة لبنانيون.

من هنا فإن المطلوب من الطاقم السياسي المعارض للمشروع الإيراني التوسعي أن يتوقف أفراده جميعاً عن تقديم المزيد من التنازلات المذلة وغير المبررة لـ”حزب الله”، وعدم الرضوخ لإرهابه وبلطجته، ورفع سقف المواجهة السلمية معه.

كما أن على هؤلاء أن يقفوا سداً منيعاً بوجه كل مطالب الحزب السلطوية التي تهدف إلى ضرب الدستور وإلغاء مبدأ التعايش بين الشرائح اللبنانية، وبالتالي تثبيت هيمنته دستورياً على المؤسسات، التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية،

والأهم هو عدم الانجرار خلفه في مشروع المؤامرة الملالوية والسورية الهادفة إلى اقتلاع لبنان من محيطه الشرق أوسطي، ومن موقعه الدولي المميز، وربطه بالسياسة الإيرانية المعادية للسلام والحضارة والديمقراطية والتعايش والانفتاح.

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/من أرشيف عام 2018/إلى جعجع والحريري والنائب القواتي المودال 2018: مشاركة حزب الله في الحكومة تحرر الآلة العسكرية الإسرائيلية للتملص من الغطاء الدولي والعربي على لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/64852/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%a6%d8%a8/

انيس نصّار لتلفزيون المر: لا يمكن استبعاد حزب الله من الحكومة

وكالات/الاثنين 21 أيار/2018

سعد وسمير داكشا السيادة وثورة الأرز و14 آذار والشهداء بالكراسي

حزب الله هو حاملة طائرات إيرانية وليس من النسيج اللبناني

حزب الله بثقافته ومشروعه الملالوي هو جسم دخيل وغريب على بيئته وعلى اللبنانيين

 

الياس بجاني/فيديو ونص: نتائج انتخابات نقابة المهندسين في بيروت لن تنعكس على أية الانتخابات نيابية في ظل احتلال حزب الله

الياس بجاني/30 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100173/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%a6%d8%ac-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%86/

أولاً، فإن أية انتخابات نيابية أو رئاسية تجري في ظل احتلال حزب الله العسكري والإرهابي، وفي ظل هيمنته المطلقة على وطن الأرز، وعلى حكامه ومؤسساته وحدوده، وعلى 99% من أصحاب أحزابه الشركات والوكالات التجار، ستكون خدمة لمشروع الحزب الفارسي العامل منذ العام 1982 على اقتلاع ودفن وتعهير كل ما هو لبنان ولبناني، وإقامة جمهورية ولاية فقيه ملالوية تابعة لملالي إيران.

والأخطر أن أية انتخابات رئاسية أو نيابية في ظل الاحتلال الفارسي هذا ستشرعن احتلال حزب الله وتسلمه مجدداً ودستورياً قرار مجلسي النواب والوزراء، ومعهما موقع رئاسة الجمهورية، مما يعني ببساطة ضرب قاتل لكل الأطروحات والمشاريع والمبادرات السيادية، وفي مقدمها مبادرة البطريركية المارونية المطالبة بتحييد لبنان، وبتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، واسترداد السيادة المُهيمن عليها.

ثانياً، فإن الانتخابات النقابية هي 100% مختلفة بقوانينها وبعوامل كثيرة وأساسية ومهمة للغاية عن الانتخابات النيابية، وبالتالي فإن نتائجها لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون نفس نتائج الانتخابات النيابية لا من قريب ولا بعيد.

فالتزوير في الانتخابات النقابية شبه معدوم، وعنصر المال (البرطيل) ليس ذو أهمية كبيرة، والأهم أن النقابيين (المهندسين والأطباء والمحامين) هم طبقة مثقفة، وفي غالبيتهم من أصحاب الرأي الحر، ومن غير الحزبيين.

ورغم كل هذه العوامل النقابية الإيجابية والمختلفة عن الانتخابات النيابية، فنتائج انتخابات المحاميين في طرابلس كانت لمصلحة المحتل ولأدواته من شركات الأحزاب والطرواديين، وذلك على خلفية فشل وجود لائحة موحدة لمعارضي الاحتلال.

وما اعتبر بحينه فوز غير مسبوق للثورة في نقابة المحاميين بوصول السيد ملحم خلف لموقع النقيب، فقد تبين لاحقاً بأن مواقف الرجل هي بغالبيتها رمادية وانتهازية وذمية وتتماهى مع أجندات قوى الأمر الواقع رغم أسلوبه الشعبوي والمسرحي المموه لحقيقة أجندته.

والحقيقة التي يتعامى عنها كل المطالبين بالانتخابات النيابية والمسوقين لها، وذلك عن سابق تصور وتصميم وخبث، انه وحتى أذا فازوا ب 128 نائباً، فلن يكون بمقدورهم تغيير أي شيء، لأن حزب الله إما سيلجأ للاغتيالات، أو سيقفل المجلس النيابي كما كان يتصرف يوم كانت الأكثرية لتجمع 14 آذار قبل أن حصوله على الأكثرية النيابية في الانتخابات الأخيرة.

والأغرب في دجل ونفاق “المستقتلين” على إجراء الانتخابات تحت شعار لازمة “إسقاط المنظومة الحاكمة” هم غالبية النواب الذين استقالوا، حيث أن مبررات استقالاتهم هي التي تفضح أجنداتهم النرسيسية والسلطوية والتي يمكن اختصارها بقاعدة، “قوم تا اقعد محلك”… ومش مهم في احتلال أو ما في..هم يقدمون لحزب أنفسهم كأدوات بديلة عن الأدوات الحالية، لا أكثر ولا أقل.

يبقى أن حزب الله سيحصل على أكثرية نيابية مريحة في أية انتخابات ما دام يحتل البلد ويمسك بكل مفاصله ويخطف طائفته ويأخذها رهينة.

ففي المناطق الشيعية سيأتي الحزب بكل النواب ولن يسمح بأي اختراق.

درزياً سيكون له حصة وازنة وكذلك سنياً.

التغيير الوحيد قد يكون في بعض نواب تيار باسيل-عون، أما كتائب الفتى فلن تفوز بأفضل الظروف بأكثر 2 أو 3 نواب.

أما ما يسمى ثورة فربما يسمح لها بنائب أو اثنين كديكور لا أكثر، كما ان الثورة بالغالب لن تتمكن من تشكيل لوائح موحدة، كون معظم المتصدرين مجموعاتها طامعين بالكرسي النيابي

ومن العوامل المهمة التي ترجع حصول حزب الله وطروادييه وأدواته على أكثرية نيابية مريحة:

القانون الانتخابي المفصل على مقاس مشروعه الإحتلالي.

رهبة وفاعلية سلاحه والتهديد والإرهاب وربما الاغتيالات.

التزوير وتبديل الصناديق.

اللعب بقوائم الشطب.

الانتخاب عن الموتى والمغتربين.

المال.

إمساكه بالسلطة المشرفة على الانتخابات.

وتطول القائمة.

أما وجود مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات في حال تم، فسيكون مجرد ديكور، وشرعنة لاحتلال الحزب ولفوزه بالأكثرية، كون فاعلية المراقبين هؤلاء في كل الانتخابات التي جرت في بلدان العالم الثالث كانت صفر مكعب.

وعن الإدعاء بأن 52% الذين لم يقترعوا في الانتخابات النيابية الأخيرة سيصوتون ضد الأحزاب وأدوات المحتل الفارسي ويصطفون مع الثورة، فقد لفتني تعليق لأحد المواطنين على الفايسبوك يقول: “من أصل ال 52% هؤلاء يوجد 35% مغتربين على أقل تقدير، ونسبة كبيرة من المستهترين الذي لا يشاركون في أية انتخابات، إضافة إلى تعطيل فاعلية الذين اقترعوا أو لم يقترعوا في القرى المسيحية في الجنوب وشرقي صيدا حيث الهيمنة كانت هناك لحزب الله، وما زالت على حالها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

الياس بجاني/فيديو ونص: نتائج انتخابات نقابة المهندسين في بيروت لن تنعكس على أية الانتخابات نيابية في ظل احتلال حزب الله

https://www.youtube.com/watch?v=Lcp42KOP-tQ

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

صلاتنا من أجل شفاء قداسة البابا فرنسيس الذي ادخل المستسفى اليوم لإجرار عملية جراحية

Our prayers Go for the recovery of His Holiness Pope Francis, who was admitted to the hospital today to undergo A Colon surgery

http://eliasbejjaninews.com/archives/100348/%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%aa%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ac%d9%84-%d8%b4%d9%81%d8%a7%d8%a1-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%b3/

 

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم الأحد 04 تموز/2021 البطريرك الراعي في المقرّ البطريركي/الديمان/ونص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة

البطريرك الراعي متوجها للمسلمين: ليس في السلام غالبون ومغلوبون بل إخوة يسيرون من الصراع الى الوحدة

المطران عودة: عسى اهتمام البابا يحرك ضمائر المسؤولين ويحضهم على القيام بما يلزم سريعا

http://eliasbejjaninews.com/archives/100308/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7/

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطران بيتر كرم والقيم البطريركي في الديمان الاب

طوني الآغا، وشارك فيه عدد من الآباء. حضر القداس جماعة من الراهبات وعدد من المؤمنين.بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “الحصاد كثير والفعلة قليلون” (لو 10: 2(

 

نصب تذكاري لشهداء جيش لبنان الجنوبي الأبطال

بيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية حول اقامة نصب تذكاري لشهداء جيش لبنان الجنوبي

Monument For South Lebanese Army (SLA) In the northern Israeli town of Metula

Israeli Ministry of Defense Spokesperson’s Statement

تعليق الكولونيل شربل بركات على مناسبة تخليد الذكرى والتراث في بلدة المطلة الأسرائيلية

وقد تم النقش على النصب بالعبرية والعربية بالنص التالي: “سنتذكر جنود جيش لبنان الجنوبي الذين سقطوا أثناء الدفاع عن بلدات جنوب لبنان وشمال إسرائيل”. كما يتضمن بعض المعلومات الأساسية التاريخية حول بطولة جنود جيش لبنان الجنوبي وقادتهم.

http://eliasbejjaninews.com/archives/100319/%d9%86%d8%b5%d8%a8-%d8%aa%d8%b0%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

 

الكورونا اليوم في لبنان: حالتي وفاة و تسجيل 207 إصابة جديدة

وزارة الصحة العامّة /الاحد 04 تموز 2021

أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا اليوم الأحد عن " تسجيل 207 إصابة جديدة بكورونا ( 200 محلية و7 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 545570".

ولفتت الوزارة في تقريرها، إلى تسجيل "حالتي وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 7861".

 

البابا فرنسيس في المستشفى!

 رويترز/04 تموز/2021

أعلن المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني، أن البابا فرنسيس دخل مستشفى في روما بعد ظهر اليوم الأحد لإجراء “جراحة مقررة” للقولون. وقال بروني إن البابا (84 عاما) يعاني من “تضيق رتجي مصحوب بأعراض” في القولون. ولم يتضح موعد إجراء الجراحة، لكن بروني قال إن بيانا آخر سيصدر في وقت لاحق.

 

نصب تذكاري لشهداء جيش لبنان الجنوبي الأبطال

بيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية حول اقامة نصب تذكاري لشهداء جيش لبنان الجنوبي

وزارة الدفاع الإسرائيلية/04 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100319/%d9%86%d8%b5%d8%a8-%d8%aa%d8%b0%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي يفتتحان النصب التذكاري لجيش لبنان الجنوبي وتوزيع الأوسمة على قادة الجيش، وستقام مراسم الافتتاح مساء اليوم الأحد الموافق 04 تموز/2021 تخليدا لذكرى جنود جيش لبنان الجنوبي الذين سقطوا في المعارك بين عامي 1982-2000. وسيحضر المراسم وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي ورئيس قسم الذكرى والتراث في وزارة الدفاع أرييه المعلم مع قدامى المحاربين في جيش لبنان الجنوبي وعائلات الضحايا. خلال المراسم  سيقوم وزير الدفاع غانتس ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي  الجنرال أفيف كوخافي، بتوزيع  الأوسمة على القادة المخضرمين من جيش لبنان الجنوبي الذين قاتلوا جنباً إلى جنب مع جنود جيش الدفاع الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك  ستتم تلاوة صلاة تذكارية خاصة باللغة العربية تكريما للقتلى من الجنود.

يقع النصب التذكاري الذي سيتم الكشف عنه هذا المساء بالقرب من “الجدار الطيب” في بلدة المطلة شمال إسرائيل.

تم بناء النصب من قبل قسم الهندسة والبناء في وزارة الدفاع، ويضم ساحة تذكارية مع شعلة رمزية وممر تذكاري، وموقع مشاهدة، وحديقة مشجرة، وموقف سيارات للزوار. تبلغ مساحتها 2800 متر مربع وتم بناؤها على مدى ثمانية أشهر. وهي تحل مكان النصب التذكاري الأصلي الذي كان أقيم بالقرب من قرية مرجعيون في جنوب لبنان ودمره إرهابيو حزب الله بعد انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000.

وقد تم النقش على النصب بالعبرية والعربية بالنص التالي: “سنتذكر جنود جيش لبنان الجنوبي الذين سقطوا أثناء الدفاع عن بلدات جنوب لبنان وشمال إسرائيل”. كما يتضمن بعض المعلومات الأساسية التاريخية حول بطولة جنود جيش لبنان الجنوبي وقادتهم.

بادرت دائرة العائلات والتكريم والتراث في وزارة الدفاع ببناء هذا النصب تخليداً لذكرى جنود جيش لبنان الجنوبي رغبةً منها في تخليد ذكرى وتكريم أولئك الذين قاتلوا جنباً إلى جنب مع جنود جيش الدفاع الإسرائيلي في لبنان. يحكي النصب قصة تعاون جيش لبنان الجنوبي مع جيش الدفاع الإسرائيلي وسيكون مكانًا لتكريم الشهداء العائلات التي حُرمت من حق زيارة قبور أحبائها في لبنان. سيفتح النصب التذكاري للجمهور كل أيام الأسبوع.

 

تعليق الكولونيل شربل بركات على مناسبة تخليد الذكرى والتراث في بلدة المطلة الأسرائيلية

المنسقية/04 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100319/%d9%86%d8%b5%d8%a8-%d8%aa%d8%b0%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

إن قيام قسم العائلات في جيش الدفاع الاسرائيلي بتدشين نصب "الذكرى والتراث" الذي اقيم في منطقة المطلة الاسرائيلية القريبة من "الجدار الطيب" والذي كان افتتح لمساعدة الجنوبيين سنة 1976 وأغلق بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي وتفكيك جيش لبنان الجنوبي، يعتبر بادرة مهمة من قبل الحكومة الاسرائيلية  وجيش الدفاع لأبناء جنوب لبنان خاصة الذين يسكنون في اسرائيل بعد تهجيرهم القسري لمنع أي عمليات انتقامية من قبل جماعة حزب الله بعد انسحاب اسرائيل سنة 2000، وسوف يوزع بالمناسبة "وسام الحرب في الحزام الأمني" على جميع الذين شاركوا في عمليات جيش الدفاع داخل لبنان. وقد أقيم الاحتفال الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم الأحد الرابع من تموز بتوقيت اسرائيل وحمل عنوان "الذكرى والأخوة والأمل" بحضور وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة بالجيش وعائلات شهداء جيش لبنان الجنوبي. وقد حمل المنشور الذي وزع في كافة أنحاء اسرائيل كما الدعوات عنوانا لافتا يقول: "هولاء هم اخوتي". ومن الجدير بالذكر أن جيش لبنان الجنوبي كان اقام في تل النحاس متحفا ونصبا لذكرى شهدائه الذين يبلغون حوالي ألف ومئتي جندي وضابط ومدني خلال الفترة بين 1976 و2000 ولكن حزب الله قام بتدمير كافة تلك المنشآت انتقاما من الحجر عندما لم يستطع الانتقام من البشر. ويعتبر هذا التدشين الرسمي مهما في اسرائيل إذ سوف يصبح هذا النصب أحد المراكز التي تتلى فيها الصلوات الخاصة في يوم عيد استقلال دولة اسرائيل ما يعيد الاعتبار لأبناء جنوب لبنان بعد أن قامت دولتهم تحت ضغط الارهاب والاحتلال الايراني بمنعهم من العودة إلى بلداتهم التي لم يتركوها في أحلك الظروف لا بل هم من حفظها بثباتهم فيها ومنع أي كان عن الادعاء بأنه احتلها أو حررها أو حماها.

 

من أرشيف عام 2015/الخرافة الكبرى؛ حزب الله مقاومة وجيش لبنان الجنوبي عميل

جولي ابوعراج/22 أيار/2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/22226/%d8%ac%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d8%a8%d9%88%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b1%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d8%b1%d9%89%d8%9b-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

خمسة عشر عامًا خارج حدود الوطن.

عقد ونيف من الزمن على مسار مشوه من العدالة شاء أن يرسم قدر أبناء الجنوب اللبناني، الذين دفعوا ثمنًا باهظًا، كونهم ضحايا التاريخ والجغرافيا. خمسة عشر عامًا على منفى فرض علينا أن نكون خارج حدود الوطن بعد أن تأقلمنا معه أكثر من ثلاثين عامًا في قلب الوطن، دفاعًا عن هوية وأرض.

أعوام كفيلة في إعادة صياغة معنى العدل في لبنان الذي لا يزال مغيبًا لغياب الضمائر، ولكن الحق لا يعلى عليه، لتكفل التطورات والمستجدات التي تعصف بالمنطقة كشف الحقائق التي غُيبت لتستر عورة من ادعوا مرارًا وتكرارًا أنهم مقاومون فاذا بهم قوم بهاتون عيابون .. اتهم “جيش لبنان الجنوبي” بالعمالة لإسرائيل، في الوقت الذي دافع عن أرضه وعرضه وهويته في وجه المد الفلسطيني الذي لم يتوان عن ارتكاب أبشع المجازر بحق أبناء المنطقة الحدودية، ولا نغالي إن قلنا إنه كان صورة عن “داعش” اليوم بتفاصيله الإرهابية. قاوم “الجنوبي” بفخر وبسالة مشروع الدولة الفلسطينية البديلة التي كانت نموذجًا عن ” القوس السني” ونفوذه، ليصطدم بعد ذلك، بولاية الفقيه وتصدير مشروع الهلال الشيعي الذي شاء القدر والظلم أن يكون لبنان موطئ قدم له، فاستمرت القضية ليكون “الجنوبي” أول من حذر ونبه من المشاريع الاستيطانية الهادفة للقضاء على لبنان الرسالة. لبنان الرسالة الذي تجسد أيقونة في قلب المنطقة الحدودية، فالطائفية التي مزقت أديم لبنان وقفت عند حدودها لتصوغ التعايش الحقيقي، فكان المسيحي والشيعي والسني والدرزي في خندق واحد دفاعًا عن لبنان الهوية الواحد الأحد السرمدي الأزلي. ويل لأمة! زورت معنى العدالة وقلبت المفاهيم، فأبناء المنطقة الحدودية صنفوا “عملاء” رغم أنهم لم يحاربوا من أجل إسرائيل، مهمتهم كانت دفاعية، حفاظًا على الأرض والكرامة، في حين أن حزب الله يعرف بـ “الوطني والمقاوم”، على الرغم من دوره كشرطي أمين لإيران، في سوريا والعراق واليمن. بئس وطن! يرتدي فيه “الجنوبي” ثوبًا فصل لـ”حزب الله” وأعوانه في لبنان .

على مدى أعوام خلت، تناول اللبنانيون ما طبخته إيران و”حزب الله”، وابتلعوه حتى بات الشعب، من دون أن يعرف، بمثابة إسفنجة لا تمتص من الماء إلا ما يتسرب إليها من الإسفنجة الأخرى، ما يجعله بمنتهى الضعف والاتكال، هذا هو حال لبنان من قضية الجنوبيين الذين دخلوا إسرائيل.

نعم ! تعاون أبناء المنطقة الحدودية مع إسرائيل .. ولكنهم لم يكونوا يومًا شرطي سير لها، غير مستسلمين لمشيئتها. كانت إسرائيل في أرضنا دون أن تنتقص من سيادتنا، ليست لأنها حضارية بل لأننا شعب لا يعرف الذل ولا يرضى بأحد عليه سيدًا . والمفارقة، أن “الجنوبي” كان من أول الداعين لخروج الجيش الإسرائيلي من لبنان، مطالبًا الدولة اللبنانية بممارسة واجباتها رافضًا أن يرمي بنفسه تحت الدبابة أسوة بحسن نصرالله في تعقيبه على إنسحاب الاحتلال السوري من لبنان. بعد خمسة عشر عامًا، اللبنانيون في إسرائيل غير نادمين، لأنه شعب جعل حياته ضحية على مذبح الحق والحرية ولن يتوانى ان يجعلها بخورًا … لقد اخذوا منه ارضه .. وسعادته وحرموه اهله لكنهم لم يأخذوا توقيعه على تسليم لبنان وهذا شرف لتاريخ ولشعب فضل الانكسار على الذل والتسليم لمشيئة الغرباء.

 

الجيش الإسرائيلي: “الحزب” وراء تهريب المخدرات إلى البلاد

قناة الحرة/04 تموز/2021

كشف الجيش الإسرائيلي أن حزب الله متورط في عملية تهريب الأسلحة والمخدرات إلى إسرائيل عبر الحدود اللبنانية. وذكر في بيان أن (خ.ح) المسؤول في حزب الله متورط في عمليات تهريب أسلحة ومخدرات إلى إسرائيل عبر الحدود اللبنانية، أحبطت الشهر الماضي. وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في البيان إلى أن المتهم تولى “قيادة وحدات خاصة في الحزب، ويعتبر أحد القياديين المهمين في إدارة أذرع الإرهاب. ويشرف اليوم على عمليات تهريب مخدرات وأسلحة عبر الحدود اللبنانية”. واضاف: “يبدو أنه متورط رئيس في عملية التهريب التي أحبطت على يد قوات جيش الدفاع وشرطة إسرائيل في 2 يونيو 2021، حيث تم ضبط 15 مسدسا و36 كيلوغراما من الحشيش وعشرات مخازن رصاص تقدر قيمتها بنحو 2,000,000 شيكل” (615 ألف دولار تقريبا). وأوضح أدرعي أن “عمليات تهريب الأسلحة من لبنان تستخدم لأهداف إرهابية داخل إسرائيل”، مشيرا إلى أن هذا “نوع جديد من الجهاد يمارسه حزب الله وهو جهاد المخدرات”، حسب وصفه. وتساءل عن كيفية وصول مسؤول رفيع المستوى في حزب الله إلى أن يكون تاجر مخدرات، على حد وصفه.

 

إسرائيل تتهم مسؤولاً في “حزب الله” بتهريب السلاح

تل أبيب – وكالات/04 تموز/2021

اتهم الجيش الإسرائيلي، أمس، مسؤولا في حزب الله اللبناني بتهريب سلاح ومخدرات عبر الحدود اللبنانية مع إسرائيل. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على “تويتر”، أمس، زعم من خلالها أن مسؤولا في حزب الله شغل منصب مستشار أمني سابق للأمين العام للحزب، حسن نصرالله، متورط في عمليات تهريب سلاح ومخدرات عبر الحدود اللبنانية مع إسرائيل. وزعم أدرعي، أن هذا المسؤول، هو خليل حرب، مدعياً “أنه متورط رئيس في عملية التهريب”، وهي العملية التي أحبطها الجيش الإسرائيلي، مطلع الشهر الماضي، مؤكدا أنه تم ضبط 15 مسدسا و36 كيلوغراما من الحشيش، فضلا عن عشرات مخازن رصاص تقدر قيمتها بنحو مليوني شيكل.

 

تجمّع لذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في ذكرى مرور 11 شهراً على الكارثة

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/04 تموز/2021

تجمّع قبالة مرفأ بيروت العشرات من أقرباء ضحايا انفجار الرابع من أغسطس (آب) الماضي، وذلك في ذكرى مرور 11 شهراً على الكارثة، مبدين استياءهم إزاء تحقيق في القضية لا يزال يراوح في مكانه. وتسبب انفجار مروّع في 4 أغسطس الماضي، عَزَته السلطات إلى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم بلا إجراءات وقاية، في سقوط أكثر من مائتي قتيل وإصابة أكثر من 6500؛ إضافة إلى تدمير أحياء عدة. واليوم الأحد، تجمّع عند أحد مداخل مرفأ العاصمة عشرات الأشخاص؛ بينهم زوجات وذوو وأطفال الضحايا، على غرار ما يفعلونه شهرياً منذ نحو عام، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ورفع بعض النسوة صور أقرباء قضوا في الانفجار. وعُلّقت صور للضحايا على أعمدة على طول الرصيف. ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها: «دماء شهداء المرفأ توحّدنا»، و«أين أصبحت نتائج التحقيقات؟»، وأيضاً: «لا للتسييس... لا للتضييع». وقالت رغدة الزين (47 عاماً)؛ وهي أم لثلاثة أولاد قضى زوجها علي في الانفجار: «شعوري لا يوصف»، مشددة على أنها فقدت ركيزة المنزل و«كل شيء». وتابعت مشيرة إلى المسؤولين: «إنهم بلا ضمير». وبعد نحو عام على بدء التحقيقات، لم يعلَن عن أي نتائج. والجمعة، أعلن المحقق العدلي في القضية، القاضي طارق بيطار، أنه يعتزم استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، تزامناً مع إطلاقه مسار الادعاء على عدد من الوزراء السابقين ومسؤولين أمنيين وعسكريين، بعد إنهائه مرحلة الاستماع إلى الشهود. وكُتب على إحدى اللافتات: «حصانة الوزراء ليست لإخفاء الجرائم... لا تمنعوا المحقق العدلي من ملاحقتهم». وشدد المتحدث باسم أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت، إبراهيم حطيط، الذي خسر في الكارثة شقيقه ثروت، على ضرورة التوصل إلى كشف «حقيقة» ما جرى. وقال: «نعيش في بلد فيه عصابات ونحارب على كل الجبهات». وبيّنت وثائق رسمية أن مسؤولين كثراً كانوا على علم بمخاطر تخزين مادة الأمونيوم في مرفأ بيروت؛ بدءاً برئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة حسان دياب، ووزراء... وصولاً إلى مسؤولين أمنيين. وقال العسكري المتقاعد إلياس طانيوس معلوف الذي خسر في الانفجار ابنه جورج: «هذه سلطة فاسدة ومجرمة»، لكنه أعرب عن أمله في أن يتمكن القضاء من إحقاق العدالة.

 

أزمة المحروقات تهدّد المستشفيات والأفران في لبنان

الشرق الأوسط/04 تموز/2021

يهدّد استمرار أزمة المحروقات وشح مادة المازوت في لبنان عدداً من القطاعات الحيويّة، لا سيّما الأفران والمستشفيات التي حذّرت من أنّ مخزونها وصل إلى الحافة، ما يضع حياة مئات من المرضى في خطر، خصوصاً مع استمرار التقنين القاسي لتغذية كهرباء الدولة. وحذّر نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون من أنّ مخزون المستشفيات من المازوت بات قليلاً جداً، ووصل إلى الحافة، وأنّ المستشفيات تشتري المازوت بشكل يومي من دون أن يكون لديها المخزون الكافي لأكثر من يومين، في حين أنه يجب أن يكون لأسبوعين في الظروف الطبيعية، فكيف في ظلّ التقنين القاسي لكهرباء الدولة؟ مشيراً في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أنّ عدم تأمين المازوت يعرّض حياة المرضى للخطر. وأوضح هارون أنّ المستشفيات تضطر إلى شراء المازوت من السوق السوداء في بعض الأحيان، وأنها تواصلت مع وزارة الطاقة التي وعدت بحلحلة الأمور. بدوره، اعتبر مدير مستشفى بيروت الحكومي فراس أبيض أنّ الهم الرئيسي وبالنسبة لمعظم المستشفيات في لبنان ليس متحور كورونا «دلتا» ولا نقص الإمدادات، بل تأمين الكهرباء الذي تحول إلى مصدر القلق الرئيسي، إذ من دونها لا يمكن تشغيل المعدات الطبية. وأوضح أبيض في تغريدة له أنّه لا يمكن للمولدات القديمة الاستمرار في العمل من دون توقف، وعندما تنهار، ستكون الأرواح في خطر. وكانت شركة كهرباء لبنان أعلنت أنها ستعمد إلى توقيف معملي دير عمار والزهراني بالتتابع، ما سيخفض القدرة الإنتاجية الإجمالية بنحو 150 ميغاواط، وذلك بسبب عدم توافر كميات الفيول أويل الكافية، ما يعني تراجع تغذية الكهرباء إلى ساعتين فقط في النهار.

وتستمر أزمة المحروقات المتمثلة بشح مادتي المازوت والبنزين على الرغم من رفع وزارة الطاقة أسعار المحروقات أكثر من 40 في المائة خلال الأسبوع الحالي في إجراء يهدف إلى حلحلة الأزمة. وجاء قرار رفع الأسعار استكمالاً لقرار الحكومة اللبنانية خفض دعم المحروقات لمدة ثلاثة أشهر، إذ رفعت قيمة دولار استيراد المحروقات الذي يدعمه مصرف لبنان من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد (السعر الرسمي) إلى 3900 ليرة. وفي الإطار نفسه، حذّر نقيب الأفران علي إبراهيم من أنّ مخزون المازوت لدى الأفران يكفي ليوم غد (الاثنين) فقط، مطمئناً بأنّ الأفران ستفتح أبوابها اليوم (الأحد)، وستكون هناك كميات من الخبز، وذلك بعدما قدّم الجيش اللبناني جزءاً من مخزون المازوت لديه للأفران، فيما عمدت أفران أخرى إلى شراء المازوت من السوق السوداء حتى لا تتوقّف عن العمل. وشدّد إبراهيم في حديث مع «الشرق الأوسط» على أنّه في حال عدم توافر المازوت يوم الاثنين، ستكون الأفران أمام مشكلة كبيرة وسيفتح من يتوافر عنده المازوت، فيما سيقفل العدد الأكبر كما حال محطات الوقود. ويؤكّد مصدر في وزارة الطاقة أنّ باخرة من المازوت قد أفرغت حمولتها في منشأتي النفط التابعتين للدولة بعد فتح اعتماد لها من مصرف لبنان، مضيفاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّه سيصار إلى توزيع المازوت الذي سيصبح متوافراً يوم الاثنين مع إعطاء الأولوية للمستشفيات ولهيئة «أوجيرو». وكان مدير عام هيئة «أوجيرو» عماد كريدية كشف أنّ مولدات الكهرباء في الشركة أنهكت لتعوّض النقص في انقطاع التيار الكهربائي، وأنه ما دامت الاعتمادات متوفرة لتأمين المازوت ستستمر الشركة بالعمل وبتأمين الإنترنت من خلال طاقتها الذاتية، مستبعداً فكرة وجود ما يُسمّى «تقنين إنترنت»، لأن الإنترنت إما أن يكون موجوداً أو لا يكون. ويعود سبب أزمة شح المازوت إلى تأخر مصرف لبنان بفتح الاعتمادات المخصصة لاستيراد المحروقات، فضلاً عن تخزين هذه المادة، إما بهدف تهريبها أو بيعها في السوق السوداء. وفي الإطار، داهمت قوى الأمن أمس، مستودعاً يقوم بتخزين المازوت وبيعه في السوق السوداء بمنطقة العمارة شمال لبنان. وضبطت في المستودع خزّاناً سِعة 40 ألف لتر، وخزانات حديد سِعة 15 برميلاً، و16 غالوناً سِعة 10 لترات.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 4/7/2021

وطنية/الأحد 04 تموز 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الى متى سيتمكن اللبنانيون من الصمود، في خضم فصول كارثية متسارعة نحو الانهيار الشامل المدمر الى القعر، فالأزمات تتفاقم والعد التنازلي للانفجار الاجتماعي بدأ.

اللبنانيون يعيشون النكبة تلو الاخرى.. لا فيول، لا مازوت، لا بنزين، لا دواء، والاستشفاء مستعصي، ولا حياة لمن تنادي. فالطبقة السياسية عصية على كل النداءات الداخلية والخارجية لتأليف حكومة جديدة، وآخرها الكلام المدوي للبابا فرنسيس من حاضرة الفاتيكان، والذي قال عنه اليوم البطريرك الماروني من الديمان، إنه "يشكل لنا جميعا خريطة الطريق للخروج من مختلف الأزمات..

حكوميا، مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج، ينتظر تبلور معطيات خصوصا وأن الرئيس نبيه بري متمسك بمبادرته.. وفي السياق أشار النائب قاسم هاشم "لتلفزيون لبنان" الى أن مبادرة بري تشكل الفرصة الأخيرة أمام اللبنانيين، وقد لاقت تأييدا محليا وعربيا ودوليا كونها تحاكي الأزمة من كل جوانبها، وتتضمن آلية لفك العقد التي تحول دون تأليف الحكومة..

وعن إمكان حصول خرق في الجدار الحكومي مع عودة الحريري، لفت هاشم إلى أننا في بلد المفاجآت "وقد يحصل أي معطى جديد، وأن قنوات الاتصالات بقيت مفتوحة بين القوى السياسية، ولكن لغاية اليوم الوضع الحكومي لا زال في دائرة المراوحة، والرئيس بري يلعب دور الاطفائي متخطيا اتهامات هذا الفريق او ذاك، فالمرحلة تتطلب الابتعاد عن كل ما يفرق".

ووسط تحليق الدولار الجنوني والانشغال المقلق بمتحور "دلتا"، والدعوات للاقبال على التلقيح درءا لموجة جديدة من الوباء، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي، عن تسجيل 207 إصابات جديدة بفيروس كورونا، مع تسجيل حالتي وفاة..

وفي سياق اخر، لا تزال الملاحقات القضائية التي أصدرها القاضي طارق البيطار يتردد صداها، قبل شهر واحد بالتمام من الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، وسط معلومات في الكواليس تشير الى احتمال صدور قرار ظني في عملية التفجير مطلع الخريف المقبل..

وفي هذا السياق، نفذ أهالي شهداء تفجير مرفأ بيروت وقفة أمام البوابة رقم 3 للمرفأ، واعتبر المتحدث باسم أهالي تفجير مرفأ بيروت في كلمة له، بأن "استدعاءات المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، جاءت كضربة معلم بالشكل والمضمون، وأثلجت قلوب عوائل الشهداء".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لم يعد من الضروري تكرار لائحة أوجه الإنهيارات الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية في لبنان.

في البلد المعذب.. حتى النفس بات مقطوعا عن اللبنانيين المدفوعين قهرا، ليكونوا عناصر في مشاهد البهدلة والإذلال أمام محطات المحروقات والصيدليات والمستشفيات والأفران والمصارف...

هذا الإنزلاق نحو كارثة إجتماعية يجري، فيما لا سلطة تنفيذية ترعى شؤون الشعب اليتيم وتخفف عنه أعباء الأزمات، وما أكثرها.

وحتى يكتمل المشهد، لم يكن ينقص لبنان سوى حلول المتحور الهندي (دلتا) ضيفا ثقيلا في ربوعه، مهددا الأمن الصحي.

في الشأن السياسي، إنسداد قاتل وإستعصاء دائم يحول دون تشكيل الحكومة، علما بأن القاصي والداني يعرف أن التشكيل هو باب الخروج من الجحيم اللبناني. على ضفاف هذا المشهد، كان تأكيد- ل "تيار المستقبل" على ان العلاقة بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، هي خط أحمر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنه الحلم اللبناني لعام الفين وواحد وعشرين: تفويل السيارة بنزين، أو العثور على واحد من أدوية مخفضات الحرارة، لطفل تخطت حرارته الأربعين.

لم تسترح عطلة نهاية الأسبوع من طوابير البنزين، ولم يفلح دولار 3900 في التخفيف من عبء الازمة، ولم تقفل الأسواق السوداء حنفياتها ولو للحظة واحدة، من أصغر تاجر الى أكبر شركة، فهل فعلا دخلت شركات عملاقة مستثمرة على ظهر المواطن، لتبيع المحروقات بالسوق السوداء، مستغلة الموسم السياحي؟.

رسميا دخل "دلتا" الساحة اللبنانية، فيروس كورونا المعزز بقدرة أكبر على الانتشار والفتك صار بيننا، في وقت يشهد القطاع الصحي مزيدا من التراجع بسبب إخلال المصرف المركزي ببنود الاتفاق مع وزارة الصحة: فقدان لمئات الادوية، والمعدات طبية، وإقفال بالجملة لأقسام العناية بالأطفال وغيرها.

وسط هذا المشهد المتأزم بارقة أمل في مطار بيروت الدولي، مع تأكيد المعنيين أن هذا المرفق يسجل أرقاما تفاؤلية، فالمعدلات المسجلة في حركة المغتربين والسياح لم يشهدها لبنان منذ أكثر من سنتين. وحتى لا تضيع الفرحة الاقتصادية بغفلة او إهمال صحي، المعنيون مدعوون لاتخاذ أقصى اجراءات الحيطة والحذر.

سياسيا المعنيون مدعوون لصحوة ضمير، فطابور الأزمات غطى البلاد، وبتنا في الوقت بدل الضائع، فهل من جدية لكي لا تضيع آخر الفرص؟. أما صانع الفرص، وعلى جديته المعهودة يطل الأمين العام ل- "حزب الله" غدا، للحديث عن آخر التطورات في مؤتمر تجديد الخطاب الإعلامي وإدارة المواجهة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ما يقوله الآخرون ويفعلونه مهم، لكنه ليس الأهم. فالأهم، ما نقوله ونفعله نحن. فالآخرون سيظلون على هجومهم علينا، مهما حصل، وممارساتهم الهادفة الى إضعافنا وإلغائنا ستبقى على حالها في الأحوال؟.

بعد ال2005، قالوا: لسنا معكم لأنكم تفاهمتم مع "حزب الله"، ولأنكم اعتبرتم أن الانسحاب السوري من لبنان يجب أن يمهد لعلاقة طبيعية بين البلدين. وربطوا أقوالهم هذه بأفعال تحريض في الداخل والخارج.

فإذا كان سبب معارضتهم لنا بعد ال 2005 هو القرب من "حزب الله" وسوريا وإيران، كما زعموا، فلماذا كانوا ضدنا بين عامي 90 و2005؟، واليوم يقولون: لسنا معكم لأنكم أفلستم البلد وفشلتم في إدارة الدولة، ونحملكم مسؤولية كل ما حل بلبنان واللبنانيين منذ 17 تشرين الأول 2019. ويحرضون الناس والدول لمواجهتنا، مع علمهم الأكيد بأننا أقل المسؤولين، بفعل الصلاحيات التي ساهموا في ضربها والأكثريات النيابية والوزارية التي عرقلتنا، وكانوا هم في صلبها.

وإذا كانت معارضتهم لنا اليوم لأننا فاسدون وفاشلون، فلماذا كانوا ضدنا بين سنتي 2005 و2016؟، ولماذا كانوا يرفضون ما كنا ننادي به تحت شعار التغيير والاصلاح؟، لماذا كانوا يعطلون كل الخطط والمشاريع؟، لماذا كانوا حلفاء الأفرقاء الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن السياسات المالية الخاطئة؟، ولماذا عبَّروا عن خالص المودة لشخصيات سياسية كان لها باع طويل في الوصول الى ما نحن فيه اليوم؟.

في كل الاحوال، ليس الأهم ما يقولون او يفعلون. بل ما نقول ونفعل نحن. ونحن نقول اليوم، إننا كما في كل يوم متمسكون بحقوق ثلاثة يستحيل التنازل عن أي منها: الحق في الحياة الكريمة، والحق في الدور السياسي، والحق في العدالة.

نقول بالحياة الكريمة ونفعل نضالا متواصلا لتحقيق المشاريع التي عرقلوها، والتي لو نفذت لما وصلنا الى هنا. نقول بالدور السياسي ونفعل رفضا للتفريط بالميثاق والمناصفة والشراكة الفعلية لا الشكلية. نقول بالعدالة ونفعل رفضا للتراجع في التدقيق الجنائي وقوانين الاصلاح، والوقوف الى جانب القضاء الجريء والعادل.

في كل ما سبق، نحن لسنا شخصا ولا حزبا ولا تيارا…ولا أنتم.. نحن في كل ما سبق شعب يعاني لكنه لن يستسلم، وأنتم في كل ما سبق، منظومة فاسدة قوية لكنها آيلة حتما الى الزوال.

وقبل الغوص في التفاصيل السياسية، البداية من المطار ومنتشري لبنان المؤمنين له والعائدين اليه في هذه الأيام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

نهاية أسبوع هادئة تؤسس لمرحلة جديدة في الأسبوع الطالع. فرئيس الحكومة المكلف عاد إلى لبنان، ليواصل حسب المصادر المقربة منه، اتصالاته الهادفة إلى إيجاد مخرج للمأزق الحكومي. وهو سيلتقي لهذه الغاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورؤساء الحكومة السابقين.

إذا لا لقاء مع رئيس الجمهورية حتى الآن على الأقل، ما يعني أن لا جديد على صعيد التأليف. في المقابل يبدو أن الحريري طوى، مرحليا، صفحة الإعتذار عن عدم تشكيل الحكومة. فعلام ما زال يراهن وخصوصا بعدما أضحى وحيدا، وخسر كل أوراقه الرابحة؟، إذ حتى فرنسا التي كانت مصرة عليه فقدت إصرارها، وهي في مرحلة البحث عن البدائل. فهل يثبت الحريري في موقعه كرئيس مكلف ويواصل اتصالاته عل وعسى، أم يهرب من الإستحقاقات المتوجبة عبر تشميع الخيط من جديد، والقيام برحلة ما إلى الخارج؟.

كل هذا يحصل، فيما البلد المنهك صار على آخر رمق، نتيجة أزماته الحياتية المعيشية. فهل هذه هي نهاية الشعب اللبناني، أن يبقى إلى ما شاء الله رهينة حكومة مستقيلة لا تريد أن تتحمل أي مسؤولية، ورئيس حكومة مكلف عالق بين الإعتذار الصعب والتأليف المستحيل؟.

في المواقف لفت اليوم موقف البطريرك الراعي، الذي كرر دعوته الى "الحياد الايجابي الناشط، والى مؤتمر دولي يخرج لبنان من أزمته المصيرية". الموقف البطريركي ليس جديدا، لكن أهميته أنه يصدر بعد ثلاثة أيام على انتهاء لقاء روما الذي دعا اليه البابا فرنسيس. وهذا يعني ان رأس الكنيسة المارونية تلقى دعما بابويا لمواقفه.

أكثر من ذلك ثمة معلومات تؤكد أن الحبر الأعظم، والذي اعتبر القضية اللبنانية أمانة في عنقه، صار مقتنعا بأن لا خلاص للبنان إلا بالحياد وبمؤتمر دولي. من هنا فان الديبلوماسية الفاتيكانية ستبدأ من يوم غد حراكا منظما لحمل الدول المؤثرة في الواقع اللبناني على السير بهذين الطرحين.

في الأثناء، يتذكر لبنان اليوم جريمة المرفأ. فمنذ أحد عشر شهرا تماما، استكملت المنظومة الحاكمة جرائمها ضد اللبنانيين، فكان انفجار النيترات.الأهالي الذين تذكروا اليوم الجريمة، بدوا مرتاحين لسلسلة الادعاءات التي قام بها القاضي طارق البيطار بحق عدد من السياسيين والعسكريين والأمنيين.

في المقابل، يبدو واضحا أن أهل المنظومة بدأو يحاولون تفخيخ القرارات عبر التمترس وراء الشكليات والحصانات على أنواعها. فيا أهل المنظومة إعلموا جيدا أن الدم الذي أهرق والدمار الذي عم في الرابع من آب أسقطا كل الحصانات. فاخجلوا واصمتوا واذهبوا صاغرين الى التحقيق ثم الى المحاكمة، وأعلموا انكم، وإن تمكنتم من قتل الكثير من الناس والأحلام والطموحات، لكنكم ستظلون عاجزين عن قتل الحقيقة!.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

اليوم 4 تموز، يبدأ الشهر الثاني عشر على انفجار المرفأ، ويقترب كالسكين في جرح الرابع من آب حين دوى أكبر انفجار غير نووي في التاريخ، فدمر مرفا بيروت وأوقع أكثر من مئتي ضحية وآلاف الجرحى والمتضررين ...

في الشهر الأخير من "سنة أولى انفجار"، المحقق العدلي القاضي طارق بيطار يسابق الوقت، صحيح أنه على الأرجح لن يقدم لأهالي الضحايا في ذكرى الإنفجار، ما يبرد قلوبهم المشتعلة، كما اشتعل المرفأ واحترق آباؤهم وأطفالهم وأحباءهم، وهو القرار الظني، لكن بالتأكيد سيكون اقترب من إنجاز كتابة هذا القرار الذي للتوصل إليه، وليأتي "مبكلا".

قام بخطوة الإستدعاءات والإدعاءات والتي نزلت بردا وسلاما على أهالي الضحايا، وامتعاضا مكتوما لدى البعض، وإن كان هذا البعض لا يجرؤ على إخراج امتعاضه إلى العلن لأنه يدرك أنه سيكون في مواجهة الرأي العام، لأن قضية المرفأ أصبحت قضية رأي عام ولن يكون فيها أسباب تخفيفية أو أعذار أو تبريرات.

القاضي بيطار يأمل أن يتوصل إلى ما إذا كان الإنفجار سببه تفجير او إهمال، وفي الحالين من المسؤول؟، خصوصا أن نيترات الأمونيوم لم تنزل بالمظلة عشية الرابع من آب 2020، بل هي موجودة في المرفأ منذ العام 2013، أي منذ سبعة أعوام قبل انفجارها، فكيف تكون مفاجئة ومفاجأة؟.

ال- LBCI ستباشر اعتبارا من اليوم، وصولا الى الرابع من آب المقبل عملية مواكبة لقضية المرفأ على كل المستويات، لئلا ينجح أحد في تحويلها إلى قضية منسية.

في ملف آخر، ولكن وبائي، المتحور الهندي لفيروس كورونا بدأ يسبب "وجع رأس" لكثير من دول العالم وبينهم لبنان، لكن مواجهته متوافرة وهي اللقاح ثم اللقاح ثم اللقاح.

حكوميا، لا جديد سوى أن الرئيس المكلف عاد إلى بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وصل المتحور الهندي والرئيس المكلف سعد الحريري على متن انتشار واحد، يسابق الزمن الصحي والسياسي، فالدلتا أصبحت واقعا معطوفا على أسوأ كارثة صحية في المستشفيات وانقطاع المستلزمات واختفاء الدواء، أما المتحور السياسي فينبئ بإصابات غير شافية وعوارض اعتذارات.

ومع عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، تبدأ طلائع الاجتماعات اعتبارا من هذا المساء في تنسيقيات عاملة على وساطة التأليف، وهذه الاجتماعات لن تغفل احتمالات توجه الحريري إلى الاعتذار، والبدء بالتنقيب عن اسم انتحاري بديل بموافقة الحريري نفسه، وذلك بعدما تعذر مسار التأليف للشهر التاسع على التوالي وارتطامه بتعطيل مصدره بعبدا ومتفرعاتها.

ولقيامة التأليف لم تنفع كل ضغوط العالم الدولية ووساطات أميركا وفرنسا وصلوات البابا فرنسيس، الذي أدخل اليوم إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية، ربما لأن السياسيين اللبنانيين قد سلطوا شياطين دعواتهم عليه، واستمع القادة المحليون إلى صلوات البابا فرنسيس مع تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون أن اللبنانيين سيلاقون دعوة الحبر الأعظم إلى الإنقاذ، لكن كيف لهذه الملاقاة أن تحصل إذا كان الرئيس يمنع تأليف الحكومة، ويتحصن ببدعة حقوق المسيحيين التي أسندت إلى بابا روما مع طوائف مسيحية صلت في الأول من تموز على نية لبنان.

ومع هذا البلد، لا الكنيسة القريبة منحتنا الشفا ولا الكنائس البعيدة.. وعقدة التأليف تمضي في مسارها المتعطل إلى أن يتمكن عون وجبران، من إزاحة الرئيس المكلف عن شرعية تكليفه، ليدخل لبنان أزمة استشارات تمتد كطوابير المحطات والبقاء لله وحده..

في بلد تعطلت فيه لغة الكلام والتحاور وتقدمت عليه الأزمات المتفاقمة حياتيا، إذ أصبحت الأيام اللبنانية معاناة مستمرة.. وتفتح مع كل صباح على أزمة متحورة اجتماعيا.. وكل شيء يرتفع سعره إلا أسعار المسؤولين والقادة، الذين هبطت أسهمهم إلى مستويات دنيا.

وبعد المحطات.. تستعد الأفران لطوابير مماثلة، أما الأخطر فهو وضع المستشفيات والدواء والمستلزمات.. بحيث يتوقع الأطباء ألا يكون في مقدور المريض إجراء أي عملية بسبب فقدان "البنج"، ولفت في هذا الإطار تحذير لوزير الصحة السابق الدكتور محمد جواد خليفة عن فقدان كامل لمعظم الأدوية المرتبطة باستمرارية الحياة.

وشريان الحياة المتقطع بدأ يرمي بثقله على الطرقات، إذ دوت اليوم صرخة رفعها المواطن الطرابلسي بسام الصمدي، الذي لم يجد دواء لابنته بعدما عانت حرارة مرتفعة على مدى ستة أيام. وفي صرخات الشارع، لكن على ضفة المرفأ، فقد اختار ذوو الشهداء توجيه تبليغات شفهية إلى النواب، وقصدوا محيط مبنى المجلس دعما لقرار قاضي التحقيق طارق البيطار، على أن مسار التبليغات الرسمية لم يكن قد سلك طريقه بعد، في انتظار بداية الأسبوع.

واللغط الوحيد الذي نفته مصادر القاضي بيطار "للجديد" هو كل ما يتعلق بشائعات طالت المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، لناحية تورطه مع ضباط سوريين بصفقات تهريب الأمونيوم إلى سوريا أو لناحية الصكوك المالية. وقالت إن نسب هذه الشائعات إليه معيب ومسيء ومفبرك، وقد تحرك الوكيل القانوني لإبراهيم كريم بقرادوني على خط اتخاذ الخطوات القانونية، ولفصل الترويج السياسي عن التحقيقات القضائية التي ستسري على الجميع.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بدعم فاتيكاني لمبادرته… الراعي يستأنف وساطته الحكومية

السياسة الكويتية/04 تموز/2021

كشفت مصادر روحية قريبة من بكركي عن أن “البطريرك بشارة الراعي الذي عاد إلى بيروت بزخم فاتيكاني قوي دعماً لمبادرته، سيقوم باستئناف وساطته، وتكثيف اتصالاته مع القيادات الرسمية المعنية بتأليف الحكومة، من أجل إعطاء دفع قوي لعملية التشكيل المتعثرة”. وأكدت لـ”السياسة” أن “بكركي لن تألو جهداً من أجل الإسراع في الولادة، بعدما بلغت الأمور حداً لا يمكن السكوت عنه، وبالتالي لم يعد جائزاً القبول بهذا الواقع المزري الذي وضع البلد على شفير الانهيار” . وأكد الراعي، أنه سيتصل بـ”المسؤولين اللبنانيين فردا فردا وبالقادة الروحيين المسلمين لمتابعة نتائج لقاءات الفاتيكان”، مشيرا إلى “أننا تمنينا على البابا فرنسيس دعوة القيادات السياسية المسيحية والقادة الروحيين المسلمين للقاء في الفاتيكان”، وكاشفا أن “موضوع حزب الله كان موجودا في المداخلات”.

 

"فاولات" جعجع بالجملة

ليبانون ديبايت/04 تموز/2021

أخطأ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مجدداً في قضية الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة. وقال جعجع: "لو يتم الآن الإعلان عن موعد للإنتخابات المبكرة، نحن قادرون على إجرائها خلال شهرين لا أكثر. لكن سقط من بال رئيس حزب "القوات"، أن الدعوة يجدر أن تتم عبر حكومة أصيلة، والقانون الساري المفعول يفرض دعوة الهيئات الناخبة قبل 90 يوماً من موعد الإنتخابات. وفيما لو قرّرت الحكومة الحالية "ترفيع" حضورها وعقدت جلسة مثلاً منتصف الشهر الجاري وعلى جدول أعمالها بنداً واحداً وهو الدعوة، فهذا بدوره لا يؤدي حصول الإنتخابات ضمن مهلة شهرين، وفيما لو حصل الإجتماع، فيمكن للإستحقاق أن يحصل في موعد يبدأ من منتصف تشرين الأول وطلوع!". الأمر الثاني، يتصل بتناول جعجع للدعم الإنتخابي، إذ قال: "سيُدخل إلى لبنان عشرات ملايين الدولارات. وهذه بحد ذاتها ستؤدي إلى توفير العملة الأجنبية. إذاً، هذان سببان كافيان لإجراء الإنتخابات المبكرة"، وهذا إنما يستبطن اعترافاً ضمنياً من قبل جعجع حول وجود "جهات خارجية" تتكفل بتمويل الإستحقاق الإنتخابي، كما كان يحصل في العادة.

 

بعد 13 عاماً... الرئيس عون إلى سوريا قريبا و تحضيرات للزيارة

علي ضاحي/ الديار/04 تموز/2021

وفداً حزبياً يمثل جبران باسيل ومن قيادات في «التيار الوطني الحر» زار سوريا قبل نحو اسبوع، وعقد لقاءات مع الجانب السوري وبعيداً من الاضواء ولاسباب سياسية ولبنانية خاصة بعون وباسيل، ومنعاً للمزايدة من بعض القوى المسيحية المعارضة في لبنان وحتى من خصوم سوريا. وتؤكد اوساط سورية رفيعة المستوى لـ «الديار»، ان البحث تناول عودة النازحين السوريين والتحضيرات اللبنانية والسورية لعقد مؤتمر دولي برعاية روسية لعودة النازحين. كما تطرق البحث الى تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين ولتطبيق الاتفاقات المعقودة بينهما، وكذلك تفعيلها بما يخدم مصلحة البلدين، وكذلك تصحيح العلاقة وتطبيعها بما يخدم الطرفين وبعيداً من الكيدية السياسية. وتكشف الاوساط ان هناك رغبة من قبل رئيس الجمهورية و»التيار الوطني الحر»، بترتيب زيارة الى دمشق ولقاء الرئيس الاسد وذلك لتتويج اعمال اللجنة بعد انجازها البنود المتفق عليها ومن دون تحديد سقف زمني لهذه التحضيرات او موعد الزيارة. في المقابل تؤكد اوساط في 8 آذار وحليفة لسوريا ومعنية بالملف اللبناني في دمشق لـ «الديار»، ان الجانب السوري يتعامل بـ «برودة» مع الملف اللبناني، وخصوصاً مع الحلفاء وهو لديه حلفاء مباشرين ومقربين للغاية كحزب الله والوزير سليمان فرنجية وبدرجة اقل العديد من قوى واحزاب 8 آذار ولا يريد لاي لقاء او تواصل لبناني ان يفسر على غير موضعه، وخصوصاً ان هناك استحقاقات لبنانية داهمة كتشكيل الحكومة ومن بعدها الانتخابات النيابية والرئاسية. ويتعاطى الجانب السوري بهدوء وحذر في تفاصيل الملف اللبناني. وتضيف الاوساط يبدو ان باسيل «طاحش» في تطبيع العلاقة مع سوريا ومع القصر الرئاسي وهذا الامر يتعامل معه السوري بدقة. هذا التقارب بين سوريا والقصر الجمهوري وميرنا الشالوحي ليس جديداً، لكنه لافتاً في التوقيت والمضمون وفق الاوساط حيث زار دمشق منذ اسبوع ايضاً احد قياديي «التيار الوطني الحر» ولكنه شارك بصفته كمحام في وفد اتحاد المحامين العرب والذي اتى الى دمشق متضامناً مع سوريا ومهنئاً الرئيس الأسد بالانتخابات الرئاسية. وايضاً زار وفد من «التيار» السفارة السورية في اليرزة منذ اسبوعين ونيف للتهنئة بانتخاب الاسد، كما شارك ممثل «التيار» امس الاول بزيارة «لقاء الاحزاب والشخصيات الوطنية» الى سفارة سوريا في اليزرة للتضامن مع سوريا والتهنئة بإنتخاب الاسد. وتؤكد الاوساط ايضاً ان العلاقة بين بعبدا وقصر الشعب في سوريا مستمرة. ولا يزال الوزير السابق بيار رفول يتواصل مع الجانب السوري ويزور سوريا بشكل دوري ومن دون انقطاع .

 

انفجار المرفأ… التضحية بأقرب المساعدين لن تزعج الزعماء

صحيفة العرب اللندنية/04 تموز/2021

قابل زعماء الأحزاب اللبنانية اتهامات طارق بيطار قاضي التحقيق في تفجير مرفأ بيروت تجاه وزراء سابقين ونواب في البرلمان وقيادات أمنية بالصمت، بالرغم من أن المتهمين هم في الصف القيادي الثاني لأبرز الأحزاب، ما يوحي بوجود استعداد للتضحية بهم مقابل وقف التحقيقات عند هذا الحد.

وقالت مصادر لبنانية مطلعة إن تلافي التصريحات من قادة الأحزاب الذين لديهم مساعدون مشمولون بالاتهام في القضية يظهر أن التحقيق هذه المرة أكثر جدية، وأنه قد يكون مسنودا من دول خارجية تشترط مقابل دعمها للبنان أن تتم إماطة اللثام عن الجهات المتورطة في التفجير كخطوة أولى ضرورية في مسار الحرب على الفساد. وأضافت هذه المصادر أن الجميع منصاع لما جاء في اتهامات بيطار لوجوه الخط الثاني من الملحقين بالشخصيات السياسية الكبرى، وذلك خوفا من أن يضع أيّ تدخل للتأثير على القاضي، أو الضغط عليه لتغيير الاتهامات والمتهمين أو السعي لإجباره على التنحي كما حصل مع سلفه فادي صوان، الخط الأول من السياسيين أمام المساءلة الدولية في ظل مشاركة محققين أجانب بينهم أميركيون وفرنسيون في التحقيقات الجارية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن القاضي بيطار سيستدعي رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وآخرين، لكنها قالت إنه لم يتم تحديد مواعيد بعد.

وأضافت الوكالة أن بيطار وجه “كتابا إلى مجلس النواب طلب فيه رفع الحصانة النيابية عن كل من وزير المال السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال السابق غازي زعيتر ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، تمهيدا للادعاء عليهم وملاحقتهم”. وخليل وزعيتر محسوبان على حركة أمل الشيعية التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما يحسب المشنوق على تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري. كما تشمل لائحة التحقيق في الانفجار، الذي تسببت فيه مواد كيمياوية مخزنة لسنوات بطريق غير آمنة، وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس. وقالت وسائل إعلام لبنانية إن قائمة القاضي بيطار تشمل ضباطا في القيادتين السابقة والحالية للجيش، بينهم قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي ومدير المخابرات الأسبق العميد كميل ضاهر، إضافة إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا. ولاحظ مراقبون لبنانيون أن أهمّ شخصية تم ذكرها في قائمة بيطار هي شخصية اللواء عباس إبراهيم القريب من حزب الله، والذي لديه ترتيباته الخاصة مع الفرنسيين والأميركيين، وهو ما يوجه رسالة قوية على جدية التحقيق ويعتقد المراقبون أن التضحية بالأسماء التي وردت في التحقيق أمر ممكن، ما قد يساعد في تهدئة الأوضاع وامتصاص الغضب الشعبي، وهو ما تريده الطبقة السياسية، وخاصة حزب الله الذي لا يهمه من ستتم محاكمتهم، ولكن ما يهمه هو الحفاظ على التوازنات القائمة التي تمكنه من الاستمرار كفاعل رئيسي في البلاد. وأشاروا إلى أنه في الوقت الذي لن يعترض فيه برّي ولا الحريري على وزرائهما، فإن حزب الله سيظل راضيا طالما أن التحقيقات تقف عند حدود تهمة الإهمال بالنسبة إلى المسؤولين الذين بلغتهم معلومات بوجود متفجرات شديدة الانفجار في المرفأ ولم يتحركوا لمنع الكارثة، ومن بين هؤلاء قادة كبار في الأمن والجيش. وحذّر المراقبون من أن يكون التحقيق الجديد جهدا استعراضيا لا قيمة له إذا لم يحدد الجهة التي تقف وراء جلب مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار وتخزينها بكميات كبيرة، وكل المؤشرات تقول إن حزب الله هو من يقف وراء ذلك. وأبدى الكثير من اللبنانيين تفاؤلهم بمسار التحقيقات في ملف انفجار بيروت. واتهم القاضي فادي صوان الذي كان يقود التحقيق في السابق نفس المسؤولين في العام الماضي، لكنهم رفضوا استجوابهم كمشتبه بهم واتهموه بتجاوز صلاحياته. وأُبعد صوان عن التحقيق بقرار من محكمة التمييز بعد طلب من خليل وزعيتر. وشكل ذلك انتكاسة كبرى بالنسبة إلى ذوي الضحايا الذين يطالبون بتحقيق العدالة. وبررت محكمة التمييز تنحية صوان بما وصفته بشكوك مشروعة في حياديته لأسباب منها أن منزله لحقت به أضرار في الانفجار. وتشير المصادر السابقة إلى أن قادة الأحزاب يعرفون أن الوضع بلغ درجة من السوء إلى درجة أن الضغط لتغيير القاضي قد يشعل ثورة ثانية في البلاد في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وتحميل الطبقة السياسية مسؤولية الظروف القاسية التي يعيشها اللبنانيون. وتنامى غضب اللبنانيين من عدم محاسبة أيّ مسؤولين كبار عن الانفجار الذي قتل المئات وأصاب الآلاف ودمر أحياء بأكملها في وسط بيروت، وسط شكوك في أن تفضي التحقيقات إلى نتائج ذات قيمة بسبب تجارب سابقة أكدت قدرة الأحزاب على تزوير تلك التحقيقات وإفراغها من أيّ مضمون. وتحسبا لردود فعل شعبية غاضبة أظهر بعض الذين وردت أسماؤهم في التحقيق تفهما واستعدادا للتعاون.

وأصدر زعيتر وهو نائب من كتلة رئيس البرلمان نبيه برّي وخليل بيانا مساء الجمعة وقالا إنهما سيتعاونان مع قاضي التحقيق للمساعدة في تحديد المسؤولين عن الانفجار حتى قبل إصدار الإذن. وقال سمير جعجع قائد القوات اللبنانية إن القرارات التي أصدرها القاضي طارق بيطار هي نقطة بداية جدية للكشف عن ملابسات جريمة انفجار مرفأ بيروت وتوقيف المجرمين وإحقاق الحق. وأضاف جعجع في تغريدة له على تويتر السبت “نحن من جانبنا سنضع كل جهودنا لعدم ترك أيّ أحد أو جهة تعرقل مسار العدالة”.

 

مقاولو الحريري الى الخارج: صفقة هروب أم قرف؟

ليبانون ديبايت/04 تموز/2021

فتح قرار رجل الاعمال جهاد العرب، اقفال كل مؤسساته وإنهاء اعماله في لبنان والتوجه إلى الخارج، شهيّة البعض على الكثير من الاسئلة والاسباب التي دفعت بالرجل الى الاقدام على هذه الخطوة وما يترتب عليها من تداعيات، لا سيما وأن العرب يُعتبر رجل المناقصات الاول في الدولة اللبنانية، ويتهمه الفريق المعارض للرئيس المكلف سعد الحريري بأنه "قاشوش" المناقصات التي كانت تُحاك على قياسه. ويُعطي هؤلاء نفق سليم سلام مثالاً على تعهداته التي شابها الكثير من المغالطات، في حين يؤكد البعض الآخر المقرَّب من المستقبل والعرب أن الرجل هو الوحيد الذي واجه كل التحديات وظل صامداً، يدفع في بعض الاحيان من جيبه الخاص لتسيير امور الدولة، وهذا ما أكده القضاء في القرارات التي صدرت بحقه. بين النظريتين ثمة فوارق كثيرة تتعلق بسوء ادارة ملف المناقصات، وكشف القضاء جزءاً منها في قضايا رفعها محامون بوجه متعهدين أساؤوا الامانة في تنفيذ المشاريع. بعض هذه الاسماء أرغمها القضاء على دفع تعويضات على المخالفات المرتكبة بعد صدور احكام بحقها. ولكن خبر انتقال العرب الى الخارج واقفال مؤسساته من دون علم موظفيه كما يُستشف من بيانهم الأخير، والذي ناشدوه من خلاله العودة الى العمل في لبنان، يؤكد أن الرجل فكر ملياً قبل اتخاذ هذا القرار، ولم تكن "قصة" اعتراض اولاده في أحد مقاهي بيروت قبل ايام هي الدافع الاساس لذلك، بل هناك اسباب ودوافع سرَّعت اتخاذ القرار بعضها يتصل بالوضع العام في البلاد واللاستقرار. ووفق المعلومات، هناك اسماء جديدة لمتعهدين مقربين من الرئيس الحريري سيعلنون تباعاً اقفال مؤسساتهم وانهاء اعمالهم في لبنان والتوجه نحو الخارج، وفي هذا الإطار يبرز اسم رجل الاعمال ع ا، صاحب شركة ومقرب من الحريري، والذي رشحه ضمن لوائح المستقبل، وهو اليوم بصدد الالتحاق بجهاد العرب بعد أن أبلغ الموظفين لديه قرار الاقفال والمغادرة الى الخارج. تؤكد مصادر متابعة أن قرار العرب سيجر خلفه منظومة كاملة من رجال الاعمال التي تعهدت مشاريع كبيرة في الدولة اللبنانية منذ أكثر من عشرين سنة، وهم مقربون من دائرة الرئيس المكلف سعد الحريري، وقد نسمع في الاسابيع المقبلة انسحاب أسماء بعض رجال الاعمال من الساحة الداخلية والالتحاق بالخارج. وفي السياق تحذر جهات حقوقية من هذه الخطوات، لا سيما ان كانت هناك دعاوى قضائية مرفوعة بوجه هؤلاء المتعهدين، وأي قرار بمغادرة البلاد من قبلهم واقفال كل حساباتهم واغلاق مؤسساتهم يعني أنهم غير عائدين الى البلد، وهذا امر بالغ الخطورة، مشيرة الى أن المرحلة المقبلة هي مرحلة تصفية حسابات وانقلاب كبير داخل المنظومة السياسية، وبالتالي فإن اي ملاحقة قضائية أو قانونية لرجال اعمال ومتعهدين كبار في الدولة يجب أن تواكَب على مستوى الشخص وتمكِّن القضاء من استجوابه في حال استُدعي الى التحقيق. تؤكد الوقائع أن قطاع المتعهدين يعاني كثيراً من افلاس الدولة اللبنانية، وعلَت صرخة هؤلاء في المدة الاخيرة بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها بعضهم بسبب سعر صرف الدولار المعتمد في عقود الدولة وهو الـ 1500 ليرة لبنانية، ما دفع بالكثير من المقاولين والمتعهدين الى الانسحاب لوقف الخسائر، في حين تصرّ الدولة على تمديد العقود لفشلها بإبرام مناقصات جديدة وفق سعر صرف الدولار في السوق السوداء، ويلحظ هؤلاء عملية تقشف كبيرة من قبل الادارات والمؤسسات العامة التي تمضي بالإخلال بالعقود بحجة فقدان السيولة. وامام كل هذا الواقع المرير وتداركاً لأي تطور مستقبلي، قد يؤثر على كبار المتعهدين والمقاولين، قرر هؤلاء البدء جدياً بنقل اعمالهم الى الخارج في هذه المرحلة الدقيقة، ريثما تستقر الاوضاع في لبنان وتحت اي نظام حكم سنكون.

 

حكومة دياب لا تصرّف الأعمال والحريري لا يشكّل و بري مستمر في مبادرته

وكالات/04 تموز/2021

كتبت" الديار": حكومة حسان دياب لا تجتمع لتناقش أزمة الكهرباء، فانقطاع التيار الكهربائي ووصول التغذية الكهربائية لساعتين أو ثلاث في اليوم، واستغاثة المستشفيات حفاظاً على أرواح مرضاها، ليست بالمسألة الضرورية. وانقطاع الأدوية في الصيدليات وتعريض حياة آلاف المواطنين لخطر الموت لا يجعل الحكومة تجتمع لتسيير شؤون الناس والأمن الصحي والإجتماعي. المسؤولية لا تقع فقط على حكومة حسان دياب، ففي الوقت ذاته ارتأى النواب تسمية الرئيس سعد الحريري رئيساً مكلفاً لتشكيل حكومة حسب المبادرة الفرنسية منذ أكثر من 8 أشهر، وحتى اللحظة لم يقم الحريري بتشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والحال أن الطرفين يتحملان مسؤولية التأخير والتعطيل، حيث طغت المصالح الفئوية والشخصية والحسابات الحزبية والطائفية و"الرئاسية" على عملية تشكيل الحكومة بدل أن يكون الهدف الأساس من عملية التشكيل خدمة المصلحة العامة وانتشال البلاد من القعر والانهيار اللذين وصل اليهما على كل الأصعدة والذي بات يهدد وجود لبنان كدولة وتمساكه ووحدة أراضيه. الجميع يتحمّل مسؤولية التعطيل و"البهدلة" التي يعاني منها الشعب اللبناني يومياً، والكل ساهم بذلك بأدوار وأحجامٍ مختلفة. لم يعد يجدي نفعاً الاتصال بهذه المصادر، فليس لديها من جديد سوى تكرار ما أصبح معلوماً من قصة الوزيرين المسيحيين وسعي بعبدا للحصول على الثلث المعطل أو أن الحريري لا يريد التشكيل كي لا يغضب السعودية ويحاول الاستحواذ على "حقوق المسيحيين" في السلطة.

كتبت" الانباء الالكترونية": يبقى الملف الحكومي على حاله من الجمود وكأن القوى السياسية المعنية تشكيل الحكومة مسلّمة بالأمر الواقع بأن لا حكومة في المدى المنظور رغم تأكيد مصادر عين التينة عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية استمرار مبادرة الرئيس نبيه بري من دون الكشف عن الاتصالات التي يجريها في هذا السياق، في حين يتابع الرئيس المكلف سعد الحريري جولته الخارجية التي بدأها من دولة الامارات مرورًا بتركيا وصولًا الى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي. مصادر بيت الوسط أشارت عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية الى ان لا تبديل في مواقف الحريري وأن فكرة الاعتذار عن التأليف في الوقت الحاضر غير واردة، والجولات العربية والاقليمية التي يقوم بها حتى اليوم محورها لبنان وتأمين الدعم ما أمكن لهذا البلد ماليا واقتصاديا وصحيا. من جهتها، تحدثت مصادر سياسية مطلعة عن 3 ملفات يحملها الحريري في جولته الحالية، الأول يتعلق بموضوع الكهرباء وكيفية مساعدة لبنان لإنقاذ هذا القطاع المتهالك واخراج البلد من العتمة والكلفة الباهظة التي يتكبدها اللبنانيون جراء التقنين الحاد للكهرباء وارتفاع فاتورة المولدات. أما الملف الثاني فيتعلق بالعمل على فتح خط بين لبنان والدول العربية وبالتحديد المملكة العربية السعودية، والثالث يتعلق بالتشجيع على الاستثمار في لبنان واستثمار اللبنانيين في الدول العربية. وأكدت المصادر عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية ان خيار الحريري لا يزال تشكيل حكومة مهمة تتولى إنقاذ لبنان، وهو رغم كل العراقيل التي واجهته يصرّ عليها لأنها الخيار الوحيد لانقاذ البلد، ادراكًا منه ان الاعتذار سيعقد الأمور اكثر وينهي بذلك كل بارقة أمل بقيام الدولة وهو ما لا يريده.

 

لبنان يغرق بالأزمات… وتحرك أوروبي لمعاقبة سياسييه

قناة العربية.نت/04 تموز/2021

منذ صيف 2019 يشهد لبنان انهيارًا اقتصاديًا متماديًا، فقدت معه العملة المحلية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار. وبات أكثر من 55% من السكان يعيشون تحت خط الفقر على وقع تدهور قدراتهم الشرائية. وفيما لا تلوح في الأفق أي حلول جذرية لإنقاذ البلاد، ويغرق المسؤولون في خلافات سياسية حادة حالت منذ انفجار مرفأ بيروت في آب الماضي من دون تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات يضعها المجتمع الدولي شرطاً لحصول لبنان على دعم مالي، بدأ الاتحاد الأوروبي مساراً قانونياً لفرض عقوبات أوروبية على معرقلي العملية السياسية في لبنان، وذلك لوضع كل مسؤول أمام مسؤوليته. هذا ما أعلنه سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، موضحاً أن “العقوبات وسيلة ندرس كيفية استعمالها لتحسين الوضع في لبنان ضمن مفهوم المساعدة وليس العقاب”. ولفت في مقابلة مع قناة “mtv” المحلية مساء السبت، إلى أن “لبنان وصل إلى لحظة بالغة الصعوبة وهي أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة ولم يعد الشعب قادراً على الاستمرار والتحمل”. كما دعا إلى اتخاذ قرار عاجل لأن “طول الأزمة سيؤدي إلى مزيد من المشاكل، فاللبنانيون عاطلون عن العمل ولا طعام على موائدهم، من دون أن ننسى الخسائر التي تكبدوها من تفشي فيروس كورونا وانفجار مرفأ بيروت”. إلى ذلك تحدث عن قناعة أوروبية بأن “النظام السياسي بات في حاجة ماسة إلى شرعية جديدة”، مطالباً السلطة الحالية بـ”إجراء الانتخابات النيابية في موعدها عام 2022 وببذل قصارى جهدها لضمان تنظيم وإجراء هذه الاستحقاقات الديمقراطية حتى يسلك التغيير مساره الطبيعي في لبنان”.

 

في لبنان: شبكة دعارة ناشطة تشتري و تبيع الفتيات... بالجملة والمفرق

المحرر القضائي/القناة23 /04 تموز/2021

لدى التدقيق والمذاكرة وبعد الإطلاع على تقرير النيابة العامة الإستئنافية في بيروت الذي تطلب بموجبه إتهام المدعى عليهم: علي.م (سوري)، عباس.ع(لبناني)، محمد.ص (سوري) بالجناية المنصوص عليها في المادة ٥٨٦ من قانون العقوبات المعدلة بالقانون رقم ٢٠١١/١٦٤، والظنّ بالمدعى عليهما سلوى.ع (سورية) وماجدة.ع (سورية) بالجنحتين المنصوص عليهما في المادة ٥٢٣ من قانون العقوبات و٣٦ من قانون الأجانب، كما الظنّ بالمدعى عليه علي.م(سوري) بجنحة المادة ٣٦ وإتباع الجنحتين بالجناية للتلازم. ففي الوقائع، توافرت معلومات لدى رئيس مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب مفادها أن المدعى عليهما علي وعباس يسهلان الدعارة لعدد من الفتيات السوريات في بيروت ويستعملان لهذه الغاية أرقاماً هاتفية عدة. وبناءً لإشارة النيابة العامة الإستئنافية، تمكن عناصر المكتب المذكور بواسطة أحد المخبرين من التواصل مع علي وعباس والإتفاق معهما على إرسال فتاتين الى محلة الحمرا لممارسة الجنس مدة ساعة مقابل مبلغ مئة دولار لكل فتاة. وقرابة الحادية عشر ليلاً، وصلت الفتاتان الى المكان المتفق عليه فتم توقيفهما من قبل دورية المكتب، وقد ضُبط بحوزة كل منهما واقيان ذكريان، وبإستجلاء هويتهما تبيّن أنهما المدعى عليهما سلوى وماجدة.

وبعد إلقاء القبض على الفتاتين، توجهت الدورية الى مقربة أحد المطاعم في الحمرا حيث ألقت القبض على عباس وعلي. وخلال التوسع بالتحقيق، أفادت المدعى عليها سلوى بأنها سبق أن أوقفت بجرم ممارسة الدعارة ثلاث مرات، وهذه المرة هي الرابعة التي يتم توقيفها فيها، وأنها بعد أن خرجت من السجن في آخر مرة، تعرفت الى علي وعباس اللذين إستأجرا لها غرفة في فندق، وكانت تتقاضى مبلغ مئة دولار أميركي لقاء ساعة تقضيها مع الزبون، ثم تسلم عباس المبلغ، وأنه قبل عشرة أيام من تاريخ توقيفها تعرفت الى المدعى عليها ماجدة وعلمت بأن الأخيرة تعمل لدى المدعى عليه محمد.ص وقد زودتها برقم محمد فإتصلت به واتفقت معه على مبلغ ١٥٠٠ دولار كضمان، أي مقابل شرائها من المدعى عليه عباس الذي وافق على بيعها، وبدأت العمل مع هؤلاء الثلاثة واستلمت حتى تاريخ توقيفها مبلغ ٥٠٠ دولار. وأكدت أنها كانت تتعرض للضرب من المدعى عليه عباس لإرغامها على الخروج مع الزبائن وممارسة الجنس معهم، وأن المذكور كان يقوم بسلبها المال الذي تجنيه من عملها في الدعارة، كما أشارت الى أن المدعى عليه علي كان في بعض الأحيان يستلم المال من الزبائن من دون تسليمها أي منه، وختمت بأنها تعاطت المخدرات قبل يومين من توقيفها مع علي وعباس، ومارست الجنس مع الأخير، وأن لدى محمد.ص فتيات عدة يعملن في الدعارة وأنها أهملت تجديد إقامتها في لبنان. وصرّحت المدعى عليها ماجدة أنها كانت طالبة جامعية في اللاذقية، وقد تعرفت الى شاب يدعى أحمد.س، أقدم على اغتصابها ولكي لا تحصل خلافات بينها وبين عائلتها، زوّدها برقم هاتف المدعى عليه محمد.ص طالباً منها التواصل معه، وأن الأخير استغل مشكلتها وبدأ يسهل الدعارة لها، وحجز لها غرفة في فندق وكان يتصل بها ويطلب منها التوجه لملاقاة الزبائن، بعد أن يحدد لها الإسم ورقم الغرفة والمبلغ الذي ستتقاضاه منه، وأن فتاة إسمها آنجي كانت تحضر كل يومين وتأخذ منها المال كله لتعطيه للمدعى عليه، وأن الأخير سلمها طيلة فترة وجودها في لبنان وهي أقل من شهر مبلغ ٣٠٠ دولار أميركي فقط، وأشارت الى أنها لم تتعرض للضرب أو التهديد للعمل في الدعارة، إنما أضطرت للعمل في هذا المجال بسبب الحادثة التي تعرضت لها. كما أضافت أن المدعى عليه سمير.م يقوم ببيع الفتيات السوريات الى مسهلي الدعارة في لبنان وأنه قد تم بيعها لمحمد لقاء مبلغ ١٥٠٠ دولار.

وبعد أن تأيدت الوقائع المسرودة آنفاً بالأدلة، وبالتحقيقين الأولي والإستنطاقي، قررت الهيئة الإتهامية بالإتفاق إتهام المدعى عليهم علي وعباس ومحمد وسمير بجناية المادة ٥٨٦ المضافة الى قانون العقوبات، وإصدار مذكرة إلقاء قبض في حق كل منهم، وإحالتهم الى محكمة الجنايات في بيروت لأجل محاكمتهم بما اتهموا به، كما قررت الظنّ بالمدعى عليهما سلوى وماجدة بجنحتي المادتين ٥٢٣ من قانون العقوبات و٣٦ من قانون الأجانب، وإتباع الجنحتين بالجناية للتلازم.

 

الفاتيكان قلق على الحضور المسيحي في لبنان

القدس العربي/04 تموز/2021

الصلاة التي رفعها البابا فرنسيس في الفاتيكان مع رؤساء الكنائس المسيحية من أجل «بلاد الأرز» كما يحلو للحبر الأعظم تسمية لبنان، تأتي لتعكس مدى الاهتمام بـ»وطن الرسالة» والخوف على بلد الشراكة المسيحية الغسلامية في وقت يشهد الحضور المسيحي الأبرز في منطقة الشرق الأوسط تراجعاً سياسياً وديموغرافياً، الأمر الذي يهدّد بتراجع الدور الذي لعبه المسيحيون ولاسيما الموارنة منذ تأسيس لبنان الكبير عام 1920. وليست المرة الأولى التي يبدي فيها الكرسي الرسولي اهتماماً بهذا البلد حيث دعا البابا يوحنا بولس الثاني عام 1997 إلى سينودوس من أجل لبنان تلاه توقيع الارشاد الرسولي في خلال زيارته في ايار 1997 ثم كانت زيارة للبابا بنديكتورس السادس عشر في ايلول 2012 وقبلها بسنوات وتحديداً عام 1964 محطة للبابا بولس السادس في مطار بيروت. وإذا كانت فرنسا اعتُبرت على مدى عقود بمثابة «الأم الحنون» للموارنة، فهي لم تعد تلعب فعلياً هذا الدور وباتت لها مصالحها في المنطقة، ولم تعد طريق فرنسا تمرّ بالضرورة في بكركي، إذ إن التقليد التاريخي كان أن يخصّص الرئيس الفرنسي زيارة إلى الصرح البطريرك للقاء البطريرك الماروني عند أي زيارة إلى لبنان، فيما لوحظ أن الرئيس إيمانويل ماكرون بدّل هذا التقليد والتقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في قصر الصنوبر، فيما لم يزُر وزير خارجيته جان إيف لودريان بكركي في آخر زيارة إلى بيروت، الأمر الذي سبّب امتعاضاً في الصرح تمّت معالجته بالطلب من السفيرة الفرنسية آن غريو الاجتماع بالبطريرك وإطلاعه على نتائج المحادثات الفرنسية اللبنانية.

ومع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتحالفه مع حزب الله ومحور الممانعة، تدهورت العلاقة مع الدول العربية وخصوصاً الخليجية، ما انعكس سلباً على الوضع المسيحي الذي بسبب سياسات «التيار الوطني الحر» ورئيسه جبران باسيل بات يُحسَب في الخانة الإيرانية والسورية، ما جعل العلاقة الرسمية بين لبنان والمملكة العربية السعودية تشهد فتوراً ووقفاً للدعم الذي دأبت عليه دول الخليج منذ إقرار اتفاق الطائف، وبدلاً من أن يتخذ الرئيس اللبناني مواقف وسطية تحافظ على علاقات لبنان بأشقائه العرب زاد التصاقه بحزب الله المصنّف كمنظمة إرهابية في عدد من الدول الخليجية.

وإذا كان المسيحيون يقوون في دولة قوية وقادرة، فإن تلاشي الدولة ومؤسساتها لصالح الدويلة انعكس سلباً على الحضور المسيحي فزادت الهجرة في السنتين الأخيرتين ولاسيما بعد الانفجار المدمّر في مرفأ بيروت الذي أصاب الجزء المسيحي من العاصمة، وترك أضراراً جسيمة في المستشفيات والمدارس التي تميّز بها المسيحيون، وباتوا عاجزين حالياً عن إعادتها إلى تألّقها بسبب الأوضاع الاقتصادية والمالية المنهارة بعد انهيار القطاع المصرفي الذي يُعتبر أيضاً من أهم المؤسسات التي يقف وراءها رجال أعمال مسيحيون. ومع الواقع الذي بلغه الموقف الفرنسي الراعي التاريخي للمسيحيين، ومع الواقع الذي بلغه الموقف العربي الراعي الأساسي لاتفاق الطائف الضامن للمناصفة، بات المسيحيون اللبنانيون لأول مرة يشعرون بأن مصيرهم في البلد الذي أسّسوه مهدّد، وبأن مستقبلهم في بلاد الأرز غير مستقر. أكثر من ذلك فإن الخطاب العوني الذي يوصف بالتحريضي ضد اتفاق الطائف وضد بعض الطوائف بات يثير الغرائز والأحقاد والانقسامات ويهدّد بالعودة إلى لغة الحرب. من هنا، استشعر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الخطر وبدأ رفع الصوت بضرورة تحرير الشرعية والقرار الوطني وإعلان حياد لبنان ورفض أي تسوية على حساب لبنان أو أن يكون جائزة ترضية لأحد مؤكداً التمسك باتفاق الطائف والمناصفة ورفض المثالثة، وجاءت زيارته إلى الفاتيكان حيث وضع البابا فرنسيس في صورة الواقع اللبناني بشكل عام والمسيحي بشكل خاص. ولم يتأخر بابا روما في تلقّف الرسالة والتنبيه من خطورة إضعاف المكوّن المسيحي في لبنان الذي كما قال في خطابه أمام السلك الدبلوماسي «يهدّد بالقضاء على التوازن الداخلي» مؤكداً «على ضرورة أن تحافظ بلاد الأرز على هويتها الفريدة من أجل ضمان شرق أوسط تعددي متسامح ومتنوّع، يقدّم فيه الحضور المسيحي إسهامه ولا يقتصر على كونه أقلية فحسب» ومتبنياً فكرة الحياد من خلال التحذير من»الانغماس في التجاذبات والتوترات الإقليمية».

لقاء تفكير

وكان البابا يرغب وما زال في زيارة لبنان، لكنه يرهن هذه الزيارة بتشكيل حكومة، وهو لا يترك مناسبة إلا وتكون له لفتة تجاه هذا الوطن الصغير. ويعوّل كثيرون على أهمية الزيارة البابوية ولو معنوياً لأنها كما زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في زمن الوصاية السورية والإحباط المسيحي عام 1997 تعطي أملاً ودفعاً للحضور المسيحي في البلد، وتؤسّس للتغيير، وهو ما تحقّق بعد 5 سنوات على إطلاق البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير نداء المطارنة الموارنة الشهير في ايلول من عام 2000 والذي طالب بجلاء الجيش السوري عن لبنان. وإلى أن تتشكّل حكومة وتتم زيارة البابا، استضاف الفاتيكان رؤساء الكنائس المسيحية في لبنان من أجل عقد لقاء تفكير وصلاة من أجل بلاد الأرز. وهذه الصلاة ليست البداية ولن تكون النهاية، بل ستكون محطة في مسار جهود فاتيكانية لمساعدة لبنان على بقائه وطن الشراكة المسيحية الإسلامية وتلاقي الحضارات ودولة الممارسة الحرة والديمقراطية. وكان معبّراً كلام البطريرك الراعي قبيل مغادرته إلى روما عندما قال «لا نذهبُ إلى الفاتيكان حاملين همَّ المسيحيين وحدهم، بل همَّ جميع اللبنانيين، نحمل قضيةَ لبنان بما هي قضية الحريةِ والحوارِ والعيش المشترك المسيحي الإسلامي بالمساواة والتضامن والتعاون في هذا الشرق. إنَّ صِحّةَ الشرقِ من صِحّةِ لبنان. نذهب لنؤكد لقداسته حِرصَ اللبنانيين على الحياةِ معًا رغم جميعِ الخيباتِ والحروبِ التي مروا فيها بسببِ تَعدّدِ الولاءات، أو بسببِ أخطائِهم أو خصوصًا بسبب التدخلِّ الخارجيّ المقيت في شؤونهم». ولم يكن طرح «حياد لبنان» غائباً عن الفاتيكان ولا الدعوة إلى مؤتمر دولي انطلاقاً من رغبة بكركي في تحقيق الاستقرار السياسي وعودة الازدهار الاقتصادي الذي لطالما تميّز به لبنان قبل عقود إلى حد توصيفه بـ»سويسرا الشرق». وتشير أوساط بكركي إلى «رفض أي تشويه للنظام اللبناني وميثاقه الوطني وأي اختلال في علاقات لبنان العربية والدولية ورفض إلصاق أي هويات تتناقض مع الهوية اللبنانية».

هل ستكون هناك حلول فورية للأزمة؟

قد لا تكون هناك حلول سحرية وسريعة لهذه الأزمة في ظل وجود» شياطين» السياسة في لبنان وحالة الإنكار الغريبة لدى من بيدهم زمام السلطة، لكن الأهم أن القضية اللبنانية التي يحمل همّها البطريرك الماروني وصلت إلى أعلى مرجعية روحية مسيحية في العالم، وهذه المرجعية لن تقبل بزوال التجربة اللبنانية التعددية وبزوال آخر وجود مسيحي فاعل في الشرق وفي الدول العربية. والأهم أن البابا فرنسيس صوّب البوصلة في كلمته في ردّ ضمني على من ينادي بحقوق المسيحيين ويثير الغرائز ويفتح دفاتر الماضي بتأكيد انفتاحه على»إخوتنا المسلمين والاستعداد للتعاون لبناء الأخوّة وتعزيز السلام، السلام ليس فيه غالبون ومغلوبون بل إخوة وأخوات يسيرون من الصراع إلى الوحدة، رغم سوء التفاهم وجِراح الماضي» مضيفاً «بكوننا مسيحيين نجدّد التزامنا ببناء مستقبل معاً، نحن المسيحيين مدعوون لأن نكون زارعي سلام وصانعي أخوّة وألا نعيش على أحقاد الماضي والتحسّر، وألا نهرب من مسؤوليات الحاضر» ومؤكداً على تحييد لبنان عن النزاعات بقوله «كفى استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية».

 

ابراهيم متورط بتهريب الأمونيوم إلى سوريا؟

الجديد/04 تموز/2021

نفت مصادر مقرّبة من المحقق العدلي القاضي طارق البيطار عبر كل المعلومات التي نُسِبَت إليه عن التوصّل إلى تورط اللواء عباس ابراهيم مع ضباط سوريين في تهريب الأمونيوم إلى سوريا. كما نفت المصادر عبر “الجديد” كل ما تردد عن تزويد الإمارات للمحقق العدلي بحسابات مصرفية للواء ابراهيم، معتبرة أنّ ما يُنقل باسمه معيب ومُسيء ومُفبرك.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

بريطانيا.. نصف وفيات متحور “دلتا” ملقحون بجرعتين!

 روسيا اليوم/04 تموز/2021

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن ما يقرب من نصف وفيات Covid-19 الأخيرة في بريطانيا، هم من الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاحات مضادة للفيروس. وأعلنت بيانات السلطات الصحية في إنجلترا أنه كان هناك 117 حالة وفاة من بين 92000 إصابة بمتحور “دلتا” تم تسجيلها حتى 21 حزيران، 50 منها أي 46%  تلقوا جرعتين من لقاح كورونا. وأكدت الصحيفة أن المملكة المتحدة هي أرض اختبار لكيفية تأقلم اللقاحات، حيث يتسابق متحور “دلتا” في جميع أنحاء البلاد، إذ أنه بحلول منتصف حزيران الماضي، كانت 97 % من الإصابات عبارة عن عدوى “دلتا”. وأدى انتشار “دلتا” إلى قيام حكومة المملكة المتحدة بتأجيل إنهاء قيود كورونا لمدة شهر حتى 19 تموز الجاري، لكن الوزراء في الحكومة واثقون بشكل متزايد من أن إنهاء الإغلاق سيحدث كما هو مخطط له لأن التطعيمات قد كسرت سلسلة العدوى. ومتحور “دلتا” من فيروس كورونا الذي تم تحديده لأول مرة في الهند، انتشر حتى اليوم في 85 دولة على الأقل.

 

إبسيلون.. متحور من كورونا أخطر من “دلتا”!

 قناة العربية.نت/04 تموز/2021

أثار متحور جديد لفيروس كورونا القلق في الولايات المتحدة، وذلك لقدرته على إضعاف فاعلية الأجسام المضادة التي تفرزها اللقاحات الحالية أو عدوى فيروس كورونا السابقة. كما أقلق هذا المتحور بعض المراقبين لتفوقه من حيث الخطورة على متحور دلتا واسع الانتشار، بحسب ما أفادت إحدى المجلات الطبية المرموقة. إذ يمتلك القدرة على الهرب تماماً من الأجسام المضادة “وحيدة النسيلة” (monoclonal antibodies) المستخدمة في العيادات، بالإضافة إلى تقليل فعالية الأجسام المضادة من بلازما الأشخاص الذين تم تلقيحهم. وفي التفاصيل، وضع عدد من العلماء تصورا لفهم آلية عدوى هذا المتحور مقارنة بفيروس كورونا الأصلي، والآثار المترتبة عليه، بحسب ما أظهرت ورقة بحثية نشرتها مجلة Science على موقعها الالكتروني اليوم الأحد. وأظهرت أحدث بيانات تلك الدراسة أو البحث أن متحور”إبسيلون” يعتمد على استراتيجية غير مباشرة وغير مألوفة للهروب والمراوغة. إلى ذلك، حدد التحليل ظهور المتحور في مايو 2020 في ولاية كاليفورنيا الأميركية. وبحلول صيف العام ذاته، كانت قد تباعدت سلالات المتحور B.1.427 وB.1.429، وزادت عدد حالاته بسرعة، وانتشر في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 34 دولة أخرى على الأقل. كذلك اختبر الباحثون المرونة ضد متحور “إبسيلون” من بلازما الأشخاص الذين تعرضوا للفيروس أو الذين تلقوا اللقاح لمعرفة المزيد حول خصائصه. وكشفت النتائج أنه تم تقليل فعالية تحييد البلازما ضد المتحور المثير للقلق بمقدار 2 إلى 3.5 أضعاف. إلى ذلك، أوضحت الورقة البحثية أن المتحور الجديد يصيب الخلايا المستهدفة من خلال البروتين السكري glycoprotein. ووجد الباحثون أن طفرات “إبسيلون” كانت مسؤولة عن إعادة ترتيب المناطق الحرجة من البروتين glycoprotein. وأظهرت الدراسات المجهرية تغيرات هيكلية في هذه المناطق، ما يساعد في تفسير سبب صعوبة ارتباط الأجسام المضادة بالبروتين السكري المرتفع. كما أثرت إحدى الطفرات الثلاث في متحور “إبسيلون” على مجال ربط المستقبلات على البروتين السكري المرتفع. وقللت هذه الطفرة من نشاط 14 من أصل 34 من الأجسام المضادة، بما في ذلك الأجسام المضادة في المرحلة السريرية. فيما أثرت الطفرتان الأخريان من الطفرات الثلاث في المتحور على المجال الطرفي N (N-terminal) في البروتين السكري.

ونتج عن ذلك خسارة كلية بنسبة 10 من أصل 10 للأجسام مضادة التي تم اختبارها خاصة بمجال N-terminal في البروتين السكري المرتفع.

 

بينيت: أي عملية تنطلق من غزة ستقابل برد قاس

روسيا اليوم/04 تموز/2021

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في جلسة الحكومة الأسبوعية، الأحد، أن “إسرائيل ليست معنية بالتصعيد، لكن الأمور تغيرت وأي عملية تنطلق من قطاع غزة ستقابل برد قاس”. وأضاف بينيت: “الجيش الإسرائيلي شن ليل أمس غارة على غزة ردا على البالونات الحارقة.. أريد أن أوضح مرة أخرى أن الأمور قد تغيرت”. وأشار إلى أن “إسرائيل تريد الهدوء ولا نريد المساس بسكان قطاع غزة، ولكن العنف والبالونات والمسيرات والإزعاجات على أشكالها ستقابل برد قوي”. من جهة أخرى، أكد بينيت العمل أيضا على إيجاد حل سيسمح بتقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، ولكن بدون حقائب الدولارات، وفق تعبيره.

 

نواب فرنسا: حان الوقت لمواجهة إرهاب إيران

باريس، عواصم – وكالات/04 تموز/2021

 دعا 59 عضوا في الجمعية الوطنية الفرنسية، إلى إعادة النظر في سياسة فرنسا وأوروبا تجاه النظام الإيراني، معربين في بيان بعنوان “إيران في أزمة” عن دعمهم لخطة الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية مريم رجوي. وكتب أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية في بيانهم، إن “جمهورية تقوم على انتخابات حرة، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وحظر التمييز العرقي والديني في برنامج مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية تستحق دعمنا”، معربين عن قلقهم من الدور المزعزع للنظام الإيراني والميليشيات التابعة له في الشرق الأوسط، معتبرين أنه “حان الوقت للتوضيح لحكومة طهران أن مثل هذا السلوك لن يتم التسامح معه”. وقالوا: “نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار انتهاكات حقوق الإنسان، ومن استخدام النظام الإيراني للإرهاب في أوروبا ضد معارضيه، دون رد مناسب ومنسق من أعضاء الاتحاد الأوروبي، كما نعرب عن قلقنا من الدور المزعزع للاستقرار الذي يقوم به النظام الإيراني والميليشيات التابعة له في الشرق الأوسط”. وأضافوا: “نحن قلقون من البرنامج النووي للنظام الإيراني، ويجب أن يأخذ أي نهج تجاه النظام الإيراني في الاعتبار الحالة المتفجرة للمجتمع الإيراني ودعوة الإيرانيين إلى الديمقراطية، وندعو حكومتنا إلى تبني سياسة حازمة تجاه النظام الإيراني، وإدانة قمع الاحتجاجات، وإدانة استخدام النظام للإرهاب في أوروبا، وأخذ رهائن مزدوجي الجنسية لابتزاز أعضاء الاتحاد الأوروبي”.

 

صور جوية “تكذّب” إيران… أضرار بمركز نووي في كرج

وكالات/04 تموز/2021

بعد أيام قليلة من مزاعم نائب قائد الحرس الثوري الإيراني وموقع مقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي عن “إحباط” و”فشل” خطة الهجوم على مركز نووي في مدينة كرج، نشر معهد “إينتل لب” للأبحاث صوراً من الأقمار الصناعية تظهر الأضرار التي لحقت بالمركز. وكتب المعهد السبت: “تطرق موقع “نور نيوز” إلى “إحباط” الهجوم على مبنى تابع لمنظمة الطاقة الذرية في كرج، لكن صور الأقمار الصناعية في الأول من تموز تظهر قصة مختلفة”، وفق موقع “إيران إنترناشونال”. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرها المعهد أن أحد المباني في المجمع الذي تبلغ مساحته 40 × 15 متراً، قد تضرر أو دمرت أجزاء منه. إلى ذلك، كتب بعض النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أن منظمة الطاقة الذرية ادعت كذباً أن الهجوم قد تم إحباطه. يذكر أن موقع “نور نيوز”، المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، كان أفاد في 23 حزيران الماضي بوقوع “عملية تخريبية” استهدفت أحد مباني منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، مشيراً إلى أن المحاولة “باءت بالفشل” ولم تتسبب في “خسارة مادية أو بشرية” دون أن يقدم مزيداً من الإيضاحات أو التفاصيل حول الهجوم. وعلى الرغم من أن الموقع أعلن عن إجراء تحقيق في “كيفية وقوع الحادث والتعرف على هوية المتورطين”، فإن المسؤولين الإيرانيين لم يعلقوا بعد على تفاصيل الحادث وأسبابه. في المقابل، ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن “التخريب الذي تعرض له أحد المواقع النووية الإيرانية صباح 23 حزيران تسبب في أضرار جسيمة”. من جهته، قال نائب قائد الحرس الثوري، علي فدوي، إن “العملية التخريبية في منطقة البرز باءت بالفشل ولم تسفر عن خسائر بالأرواح والأنظمة”. إلى ذلك نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر إيرانية مطلعة، أن “طائرة مسيّرة صغيرة استهدفت المبنى”، لكن مسؤولاً مطلعاً آخر نفى الهجوم بطائرة مسيرة على المجمع، قائلاً إن المكان “تعرض للتخريب”.

 

كوخافي طرح في واشنطن خطط إحباط المشروع الإيراني النووي/حكومة بنيت تعهدت إضافة مبالغ كبيرة لسد فجوات تتعلق بالجاهزية

الشرق الأوسط/04 تموز/2021

كشفت مصادر عسكرية مطلعة في تل أبيب، أمس الجمعة، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، نقل خلال زيارته إلى واشنطن، الأسبوع الماضي، رسائل واضحة إلى الإدارة الأميركية بشأن احتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وشملت هذه الرسائل تهديدات بهجوم عسكري إسرائيل في إيران، وطرح الخطط التي تصب في هذا الاتجاه. وحسب المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، فإن كوخافي الذي أمضى أسبوعاً كاملاً في واشنطن، عرض خططه خلال محاضرة مغلقة لمجموعة جنرالات، وكذلك خلال لقاءاته مع المسؤولين، وهم: وزير الدفاع، لويد أوستن؛ رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي، مارك ميلي؛ مستشار الأمن القومي، جاك سوليفان؛ رئيس «سي آي إيه»، وليان بيرنز؛ نائبة رئيس «دي آي إيه» وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع، سوزان وايت، قال لهم إن إسرائيل اتخذت قراراً بإحباط «المشروع النووي العسكري الإيراني» قبل سنة من انتخابات الرئاسة الأميركية، وقبل بدء الحديث عن العودة إلى الاتفاق النووي. وأضاف كوخافي، حسب الصحيفة، أن الجيش الإسرائيلي وضع ثلاث خطط عسكرية على الأقل من أجل إحباط المشروع الإيراني، وأن الحكومة الإسرائيلية السابقة، برئاسة بنيامين نتنياهو، خصصت ميزانية لهذه الخطط، وأن الحكومة الحالية، برئاسة نفتالي بنيت، تعهدت بإضافة مبالغ كبيرة من أجل سد فجوات تتعلق بالجاهزية في أقرب وقت. وتبدو كل واحدة من الخطط العسكرية مستقلة عن الأخرى ومختلفة من حيث استهداف القدرات العسكرية النووية الإيرانية. لكنه أشار إلى أن «المطبات» الماثلة أمام الخطط الإسرائيلية أكبر بالقياس مع خطط عسكرية إسرائيلية وُضعت قبل عشر سنوات، وأن حجم منظومة الدفاع الجوي الإيرانية أكبر بست مرات عما كانت عليه قبل عشر سنوات، وكذلك الصواريخ الإيرانية المتطورة المضادة للطائرات، وتزايد عدد المنشآت تحت سطح الأرض.

وطالب كوخافي المسؤولين الأميركيين بعدم تحديد تواريخ من خلال الاتفاق النووي، مثل موعد بدء تطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة أكثر أو إمكانية أن تكون إيران حرة في المجال النووي بحلول عام 2031. وقال إن موعد انتهاء الاتفاق يجب أن يكون وفقاً للتطورات السياسية، مثل تغيير النظام الإيراني، أو تغيير جوهري في رؤيته على الأقل. وبعد تصريح بايدن بأنه لن يسمح لإيران بحيازة سلاح نووي خلال ولايته، تساءل مسؤولون أمنيون إسرائيليون حول ما سيحدث بعد رحيل بايدن عن البيت الأبيض، بعد أربع أو ثماني سنوات، في إشارة إلى أن الاتفاق النووي يجب أن يكون متشدداً ضد إيران. وأشارت الصحيفة إلى أن كوخافي قال إن «كل شيء مفتوح الآن: بإمكان الأميركيين الاستمرار في التشاور مع إسرائيل وإطلاعها حول تقدم الاتصالات مع إيران، وبإمكانها ألا تفعل ذلك. والمداولات قد تمتد لأشهر طويلة، وقد تنتهي قريباً جداً. ولن يندهشوا في إسرائيل إذا أعلنت الإدارة خلال عدة أسابيع عن توقيع الاتفاق. وفي مقابل ذلك، الموقف الإسرائيلي شفاف وواضح بالكامل. وهي لا تخفي عن الأميركيين الاستعدادات العسكرية».

من جهة ثانية، قال المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، إلى واشنطن، ستتم في الشهر المقبل، قبل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. وأضاف «يبدو من الآن أن كوخافي وفي أعقابه الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، نجحا خلال زيارتهما للعاصمة الأميركية في استئناف حوار موضوعي أكثر مع إدارة بايدن، وتمكنا من التعامل مع الاتفاق الآخذ بالتبلور بشكل مهني». وأضاف أنه «يتضح تدريجياً أن القرار النهائي حول اتفاق جديد موجود بالأساس في الملعب الإيراني، وعلى ما يبدو أن القيادة في طهران أقل تحمساً للعودة إلى الاتفاق مما كان يخيل في البداية». وأضاف هرئيل أن الاعتقاد في إسرائيل، حتى قبل أسابيع عدة، هو أن وجهة الإدارة الأميركية نحو الاتفاق، وأن إيران ستوقع على الاتفاق أيضاً لأنها ستتحرر بذلك من العبء الهائل الذي فرضته العقوبات الأميركية عليها. ولكن إيران تتريث الآن، سواء لأنها توصلت إلى استنتاج بأن الاتفاق ملح بشكل أقل لها أو لأنها تقدر أنها ستتمكن من ابتزاز تنازلات أكثر. ومحادثات فيينا لم تسجل تقدماً ملحوظاً، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، حذر من أن الولايات المتحدة تقترب من مغادرة هذه المحادثات على خلفية إصرار إيران على مواصلة التقدم في تخصيب اليورانيوم.

 

«إسرائيل تتهم إيران باستهداف سفينتها التجارية في المحيط الهندي

تل أبيب/الشرق الأوسط/04 تموز/2021

استأنفت مرة أخرى حرب الظل الإيرانية - الإسرائيلية في أعماق البحار. وتعرضت سفينة شحن مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، لهجوم بـ«سلاح مجهول» في المحيط الهندي وأعربت مصادر سياسية في تل أبيب عن تقديرها بأن إيران هي التي تقف وراء استهداف السفينة التجارية، علما أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم. والسفينة التي تدعى (CSAV TYNDALL) وتحمل علم لايبيريا ويملكها عدد من الشركاء بينهم رجل الأعمال الإسرائيلي، إيلي عوفر، كانت تبحر شمالي المحيط الهندي ومتجهة إلى الإمارات. وقد جرى قصفها بسلاح مجهول، لكن وسائل إعلام إسرائيلية رجحت أن يكون الهجوم بواسطة «درون» متطور، أو ربما يكون هذا لغما بحريا زرع في طريق السفينة. وقد اشتعلت النار في إحدى جنبات السفينة ولكن من دون إصابة أي من الملاحين. وتابعت مسارها حتى وصلت مساء أمس إلى ميناء دبي. ونفت مصادر صحيفة «جيرزاليم بوست» أن يكون طاقم السفينة إسرائيليا. وذكرت قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يحاولون التأكد مما إذا كانت القوات الإيرانية هاجمت سفينة في طريقها إلى الإمارات. وقالت القناة نقلا عن مصادر لم تسمها داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إن طاقم السفينة لم يصب بأذى ولم تلحق أي أضرار بالغة بالسفينة، حسب رويترز.

بدوره، نقل موقع «واينت» الإخباري عن مصادر لم تسمها في إسرائيل قولها إنه يشتبه في أن إيران وراء هجوم على سفينة مملوكة لإسرائيل في المحيط الهندي أثناء توجهها إلى الإمارات. وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن هذه الضربة تعتبر عودة إيرانية الى حرب السفن، وإنها جاءت ردا على واحدة من العمليات الكثيرة التي تنفذها إسرائيل ولم تنشر تفاصيلها. وربطت مصادر صحيفة جيروزاليم بوست بين الهجوم على السفينة وبين الهجوم الذي تعرضت له منشأة نووية إيران، تصنع أجهزة الطرد المركزية في ضاحية مدينة كرج، غرب العاصمة طهران، بطائرة مسيرة صغيرة.وقد استندت المصادر الإسرائيلية على تلميحات وردت في تقرير قناة «الميادين» اللبنانية الموالية لإيران. وقال المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، إن هذه الضربة هي إشارة إلى تشدد السياسة الإيرانية التي يبشر بها انتخاب المحافظ ايراهيم رئيسي. وانتقلت حرب الظل بين إيران وإسرائيل إلى أعماق البحار منذ أواخر فبراير (شباط) الماضي، وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن هجمات استهدفت سفن شحن.في أبريل(نيسان)، تعرضت سفينة «ساويز» لوجستية إيرانية تعرضت لأضرار في البحر الأحمر في انفجار لم تحدد طبيعته.وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يومها أن السفينة استهدفت بهجوم «انتقامي» إسرائيلي بعد «هجمات سابقة لإيران على سفن إسرائيلية».

 

بينيت: لا حقائب دولارات لغزة بعد الآن وأي عمليات من القطاع ستُقابل برد قاس

تظاهرات فلسطينية غاضبة في رام الله تطالب برحيل الرئيس عباس

رام الله، تل ابيب، عواصم – وكالات/04 تموز/2021

 أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في جلسة الحكومة الأسبوعية، أمس، إن “إسرائيل ليست معنية بالتصعيد مع غزة، لكن الأمور تغيرت وأي عملية تنطلق من قطاع غزة ستقابل برد قاس”. وتأتي تصريحات بينيت، غداة مهاجمة الجيش الإسرائيلي ليل أول من أمس، “موقعا لإنتاج الأسلحة تابعا لحركة حماس ومنصة لإطلاق الصواريخ في قطاع غزة ردا على إطلاق بالونات حارقة”، مهددا بمواصلة هجماته. وقال بينيت: إن “الجيش الإسرائيلي شن غارة على غزة ردا على البالونات الحارقة، وأريد أن أوضح مرة أخرى أن الأمور قد تغيرت”. وأضاف أن “إسرائيل تريد الهدوء ولا نريد المساس بسكان قطاع غزة، ولكن العنف والبالونات والمسيرات والإزعاجات على أشكالها ستقابل برد قوي”. من جهة أخرى، أكد بينيت العمل أيضا على إيجاد حل سيسمح بتقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، ولكن بدون حقائب الدولارات، وفق تعبيره. في سياق متصل، نقلت صحيفة “القدس” عن مصادر فلسطينية مطلعة، قولها إن الأمم المتحدة وافقت على مقترح لتولي المسؤولية عن عملية صرف المنحة القطرية للعائلات في قطاع غزة. وقالت المصادر إن المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، عقد لقاءات وأجرى اتصالات مع عدة أطراف، ومنها إسرائيل وقطر وأبلغهم بموافقة الأمم المتحدة على تولي المسؤولية عن المنحة وصرفها للعائلات بغزة. ولفتت المصادر إلى أن الأموال ستصرف عبر بنوك تتبع لسلطة النقد الفلسطينية في رام الله، مثل بنك فلسطين وغيره، وليس عبر البريد أو البنوك التي تعمل تحت مسؤولية اللجنة الحكومية التابعة لحركة “حماس” والتي تدير شؤون قطاع غزة.ومن جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من “حماس” قولها إنه لا مانع لديها من هذه الخطوة، خصوصا وأن الحركة لم تتدخل يوما في عملية صرف المنحة القطرية أو الحصول على أي أموال منها، وأن ما يعنيها فقط هو وصولها لمستحقيها لإعانة العائلات.

فلسطينيا… تظاهر مئات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله مطالبين برحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد وفاة ناشط سياسي منتقد لعباس خلال عملية اعتقاله الأسبوع الماضي.وهتف المتظاهرون الذين ساروا باتجاه مقر الرئيس الفلسطيني “ارحل ارحل يا عباس، الشعب يريد إسقاط النظام، يسقط يسقط حكم العسكر”. ولم يسمح لهم الأمن بالوصول لمقر الرئيس وأغلق الطريق أمامهم بحاجز بشري دون استخدام القوة. ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية وصورا للناشط نزار بنات الذي توفي خلال احتجازه في مدينة الخليل الأسبوع الماضي إضافة إلى الأعلام الفلسطينية ولافتة كبيرة كتب عليها باللون الأحمر مرتين “ارحل يا عباس”. ميدانيا… عرضت وكالة “شهاب” للأنباء الفلسطينية مقطع فيديو يظهر عددا من المستوطنين الإسرائيليين وهم يقتحمون أرضا لعائلة مقدسية في سلوان، ويشرعون بتركيب درج فيها. ونشرت مواقع إعلامية، أن الشرطة الإسرائيلية صادرت حمارا في بلدة العيسوية، شمالي مدينة القدس المحتلة، بزعم استخدامه في أعمال مناهضة أو مقاومة لإسرائيل.وفي الاثناء، كشف محافظ مدينة القدس عدنان غيث، أن 36 ألف مواطن مقدسي معرضون للتهجير القسري، مؤكدا أن قوات الاحتلال الإسرائيلية أفرطت في استعمال القوة ضد المقدسيين واعتقلت 323 مواطنا وأصدرت 46 قرارا بالإبعاد خلال الشهر الجاري.

 

واشنطن تتحضر لسيناريوهات صعبة في أفغانستان و”طالبان” تمدد سيطرتها بالأقاليم وتحاصر العاصمة

كابول – وكالات/04 تموز/2021

مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان تدخل البلاد نفقاً مظلماً، ويحيط الخطر بالسفارة الأميركية في كابول من كل الجهات، في وقت تتمدد فيه حركة “طالبان” بسيطرتها على عدد كبير من الأقاليم، ومحاصرتها العاصمة. وأظهرت “خطة عمل طارئة” للسفارة الأميركية لدى أفغانستان، عمرها ثلاث سنوات، أبرز السيناريوهات المطروحة والتي قد يواجهها الديبلوماسيون الأميركيون في حالة حدوث أي طارئ. وذكر موقع “بوليتيكو” الإخباري، أن “من أبرز نقاط خطة الطوارئ هذه، حدوث هجوم إرهابي داخل كابول أو المناطق المحيطة بالعاصمة، أو حتى اندلاع مواجهات عنيفة قد تهدد المحيط الأمني للسفارة، وهي مخاطر استعدت لها البعثة الديبلوماسية وواجهتها لفترة طويلة”. وأضاف، إن الخطة تضمنت أيضاً سيناريو وقوع “عطل طويل الأجل أو فعلي للمرافق والوقود والمياه والسلع والخدمات (بما في ذلك وسائل الاتصالات)، ما يقوض قدرة السفارة على الحفاظ على ظروف آمنة وصحية للعاملين”. وأشارت، إلى أن أحد السيناريوهات المطروحة افترض حدوث “تدهور في الوضع الأمني عامة في أفغانستان بحيث تتضاءل قوات الأمن في كابول أو تكون غير متوافرة بطريقة ما، ما يضعف قدرة الحكومة المضيفة على الاستجابة، لطلبات الدعم الأمني”، مضيفة إنه وفقاً لخطة عمل الطوارئ الخاصة، تشمل إحدى النقاط المهمة احتمال تعطل “الوصول البري أو الجوي إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، واحتمال توقف الرحلات الجوية التجارية”. في غضون ذلك، أعلنت “طالبان”، أمس، سيطرتها على مديرية فراه رود بلإقليم فراه، معلنة أسرها الجنود، واستيلائها على أسلحة وذخيرة، فيما أشارت وزارة الدفاع الأفغانية، إلى مقتل 143 مسلحاً من الحركة، وإصابة 121 آخرين، خلال الـ 24 ساعة الماضية. وكانت وسائل إعلام أفغانية، أكدت في وقت سابق، سقوط خمس مناطق على الأقل في قبضة “طالبان”، ليل أول من أمس، وهي مديريات بنغواي ، بإقليم قندهار، وزيروك بإقليم باكتيكا، وكوفاب وأركو وكوهستان في أقليم بدخشان.

 

شبكة المصالح» تُجهض المحادثات الليبية في جنيف وواشنطن تتحدث عن إدخال «حبوب سامة» لمنع إجراء الانتخابات

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/04 تموز/2021

عاد الأفرقاء السياسيون، بعد أربعة أيام من المحادثات والنقاشات الساخنة في جنيف، إلى ليبيا دون التوصل إلى توافق حول القاعدة الدستورية التي من المفترض أن تُجرى على أساسها «الانتخابات الوطنية» قبل نهاية العام الجاري؛ لكن الفشل الذي مُنيت به جولة أعضاء «ملتقى الحوار» كشف عن تحكم ما يعرف بـ«الأطراف الفاعلة» في مجريات المفاوضات عن بُعد من خلال ممثلين لها يتبنون أفكارها ويناضلون من أجل تحقيق مصالحها، وهو ما يهدد بإطالة أمد المرحلة الراهنة. وبشيء من المرارة، قال الأمين العام المساعد، ومنسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، رايزدون زينينغا، في الجلسة الختامية لـ«ملتقى الحوار» بجنيف، مساء أول من أمس،: «قبل خمسة أيام، أتيتم إلى هنا بهدف محدد للغاية وهو الوفاء بالالتزامات التي قطعتموها أمام الشعب الليبي والاتفاق على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهذا الموعد أنتم مَن حددتموه وليس جديداً؛ غير أن الاختلافات لا تزال تتسبب في الانقسام بينكم، وتحيد بكم عن التركيز على القضايا العالقة التي تم إبرازها بوضوح في مناقشاتكم». وتحدث مصدر مقرب من اجتماعات جنيف إلى «الشرق الأوسط» عن وجود شخصية ليبية كبيرة ظلت تقيم بأحد الفنادق القريبة من قصر الأمم المتحدة بجنيف الذي احتضن الاجتماعات وتلتقي في نهاية كل يوم بعض المشاركين في «ملتقى الحوار»، لمناقشتهم فيما تود طرحه في الاجتماعات، مشيراً إلى أن هذه الشخصية «كانت تحث أعضاء الملتقى على ضرورة التمسك بشروط الترشح للرئاسة، وإجرائها بأي صيغة ممكنة».

وليست هذه الرواية الوحيدة التي خرجت من كواليس اجتماعات جنيف، فهناك أحاديث متطابقة عن انتشار لـ«المال السياسي» وبروز دور «شبكة المصالح»، خصوصاً من الراغبين في إبقاء الوضع على ما هو عليه في ليبيا، وتعطيل مسار الانتخابات، وهي الاتهامات التي أحاطت بأعمال الملتقى منذ انطلاقه في تونس، ووعدت الأمم المتحدة بالتحقيق فيها، لكنّ شيئاً لم يكن. وإذا كان زينينغا رأى أن الملتقى «لم يخفق»، وأن ما حدث ليس إلا مجرد «انسداد»، فإن المبعوث الخاص للولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، ذهب إلى أبعد من ذلك، وقال إن الولايات المتحدة تابعت عن كثب اجتماعات الملتقى الأسبوع الماضي، «بما في ذلك العديد من الأعضاء الذين يبدو أنهم يحاولون إدخال (حبوب سامة) تضمن عدم إجراء الانتخابات - إما عن طريق إطالة العملية الدستورية وإما من خلال خلق شروط جديدة تجب تلبيتها لإجراء الانتخابات».

ومضى يقول: «يدعي بعض هؤلاء الأفراد أنهم يعملون نيابة عن القادة السياسيين الذين قدموا للولايات المتحدة تأكيدات واضحة بأنهم يدعمون الانتخابات في 24 ديسمبر، لكن السفير الأميركي، الذي لم يعهد عليه هذا الأسلوب في انتقاد الأوضاع في ليبيا، أضاف: «في نهاية المطاف، لا يمكن تحديد مستقبل ليبيا إلا من قبل الليبيين»، مثمناً جهود البعثة الأممية، التي رأى أنها عملت بجهد من أجل تسهيل المناقشات، رغم التحديات التي طرحتها جائحة «كورونا»، «لكنها لا تستطيع اتخاذ قرارات نيابة عن الليبيين».

وعبّر عن أمله في أن يعيد أعضاء الملتقى وهم 75 شخصاً تكريس أنفسهم للسماح لـ7 ملايين ليبي في جميع أنحاء البلاد بالتعبير عن رأيهم في تشكيل مستقبل بلادهم، متحدثاً في الوقت ذاته عن استعداد بلاده لمساعدة حكومة «الوحدة الوطنية» على تقديم الخدمات الأساسية والتحضير للانتخابات الوطنية حتى انتهاء ولايتها في ديسمبر المقبل. وانتهى نورلاند قائلاً: «نتطلع إلى الاستماع إلى منهجيات ومواقف المرشحين الليبيين، وهم يناقشون أفضل السبل لحل قضايا طويلة الأجل مثل أزمة الكهرباء، وتوفير السيولة لقطاع الأعمال الليبي، ومحاربة الفساد، والتعامل مع القوات الأجنبية و(المرتزقة)، وخلق فرص العمل، وضمان الأمن، وإيجاد طريق لليبيا الغنية بالموارد والتاريخ - لتزدهر بسلام». وأثمرت النقاشات التي توصلت إليها لجنة الصياغة بالملتقى، ثلاثة خيارات لإجراء الانتخابات؛ الأول انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة في 24 ديسمبر على قاعدة دستورية مؤقتة، والثاني انتخابات برلمانية في 24 ديسمبر على أساس قاعدة دستورية مؤقتة - يليها استكمال المسار الدستوري وتنظيم انتخابات رئاسية على أساس الدستور الدائم، والطرح الثالث إجراء انتخابات بموجب الدستور المعدل بتاريخ 24 ديسمبر، وبما لا يتجاوز المدة الإجمالية للمرحلة التمهيدية، على أن يحصل أي مقترح على 75 في المائة كي يتم التوافق عليه.

وعقب فشل التوصل إلى توافق، قالت عضو الملتقى آمال بوقعيقيص متسائلة: «عندما نعجز عن الحصول على كل شيء، أيهما أفضل أن نعود بسلة خاوية، أم بعصفورين؟ انتخابات برلمانية ولجنة فنية تتولى تعديل الدستور ثم ننتخب الرئيس على أساسه، فالصراع شرس ومحتدم وثلاث جبهات قوية تتحالف، فهل نقبل النتيجة صفراً؟ أو نقول نجحنا بدرجة مقبول ولعله جيد في ظل هذه الظروف، ماذا ترون والوقت أزف؟». وحثّ رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، «الأطراف الوطنية كافة والبعثة الأممية على الاضطلاع بمسؤولياتهم وتغليب المصلحة العامة والتوافق حول صيغة كفيلة بإجراء الانتخابات في موعدها وتمكين الشعب الليبي من ممارسة حقه»، فيما رفض فتحي باشاغا وزير الداخلية بحكومة «الوفاق» السابقة الخروج عن خارطة الطريق، «ومحاولة البعض التمديد للحكومة أو طرح مقترحات جديدة قد تعرقل المسار الديمقراطي». وتحدث باشاغا، في كلمة مصورة، عن وجود جزء من المشاركين في الملتقى «سبب الأزمة التي تعيشها ليبيا، وأنهم ينتمون إلى شبكة مصالح واسعة متداخلة لا تهمها معاناة المواطنين»، وانتهى بالإشارة إلى أن «مَن يخالف خارطة الطريق بعد أن تعارضت مع مصالحه الشخصية أمامه خيار الانسحاب من فريق الحوار».

 

الدبيبة: متمسكون بإجراء الانتخابات الليبية في موعدها

طرابلس – وكالات/04 تموز/2021

 أعلن رئيس الحكومة الليبية الموقتة عبدالحميد الدبيبة، أن الانتخابات العامة في البلاد ستقام في موعدها. وأضاف الدبيبة، أمس، خلال حفل افتتاح المركز الإعلامي لتغطية الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل، أن حكومة الوحدة الوطنية ستوفر كل الدعم لحماية الانتخابات وإعداد خطة تشمل تأهيل 30 ألف شرطي لتأمين صناديق الاقتراع، وضمان نزاهة العملية وعدم التلاعب بها. كما أوضح، أن الحكومة تعمل على تحسين ظروف المواطن الحياتية ورفع أداء المؤسسات الأمنية لترسيخ الأمن. إلى ذلك، دعا كل الأطراف في ليبيا لتقديم ما يمكن من تنازلات لتوفير البيئة المناسبة لإنجاح الانتخابات وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية أو الشخصية. من جهته، أكد السفير الأميركي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، خلال كلمته في المؤتمر، أن “الانتخابات ستخلص ليبيا من التأثير الخارجي للتدخل في شؤونها”. بدوره، قال رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح، إنه تقرر البدء في عملية تحديث سجل الناخبين تمهيداً للانتخابات وإتاحة الفرصة للذين لم يسجلوا من قبل أو الذين غيروا أماكن إقامتهم، داعياً الليبيين إلى ممارسة حقوقهم السياسية والمشاركة.

 

تركيا تقصف منصات صواريخ الأسد في ريف إدلب و"الداعشيات" يهربن من "الهول" بالزواج

دمشق – وكالات/04 تموز/2021

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات تركية في ريف إدلب قصفت بالمدفعية الثقيلة منصات إطلاق صواريخ ومدفعية تابعة لقوات النظام السوري. وذكر “المرصد”، في بيان، ليل أول من أمس، أن القصف وقع بمعسكرات في بلدة خان السبل وقرية الحامدية جنوب إدلب، مضيفاً إن الاستهداف التركي جاء رداً على قصف قوات النظام قرى وبلدات في ريف إدلب، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين، بينهم 6 أطفال. من جهتها، استنكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، أمس، مقتل ستة أطفال في هجمات استهدفت ثلاث قرى جنوب إدلب، ودعت إلى حمايتهم من العنف غير المبرر.

من ناحية ثانية، أفادت أنباء، بأن “نساء مقيمات في مخيم الهول بتن يلتقين بأزواجهن عبر الإنترنت باستخدام وسائل التواصل، وذلك عبر حسابات حاولن فيها إظهار تغيير في سلوكهن”. وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في تقرير، إلى أن “تلك النسوة طلبن تبرعات من الرجال عبر الإنترنت، إما لتمويل محاولات هروبهن، وإما تحسين نوعية حياتهن في المخيم، فيما لا تزال أخريات يسلكن طرقاً ثانية للهروب إلا أنها لم تعرف حتى اليوم، وسط أنباء عن أن تكلفة الخروج من المخيم تصل إلى 15 ألف دولار”. وأوضحت، أن بعض الزيجات لا تتعدى كونها “افتراضية”، أما غاية بعض الرجال، فهي التباهي بزوجة “داعشية” في “المواقع المتطرفة”. وكشفت، أيضاً، عن أن بعض تلك “الزيجات” تتم عبر الهاتف، ولا يكون من الضروري عادة أن تكون المرأة جزءا من المكالمة، كما لا تتضح أماكن تواجد النساء المهربات”، مشيرة إلى أن مكالمة تجمع بين العريس وشيخ وسيط، ينصب فيها الأول كولي على العروس التي تتلقى مبلغاً من المال، أو هاتفاً جديداً كمهر لها. إلى ذلك، زعمت وكالة أنباء النظام السوري “سانا”، أن القوات الأميركية أخرجت 45 آلية محملة بالقمح والنفط من منطقة رميلان بريف الحسكة الشمال الشرقي. ونقلت، عن مصادر محلية في قرية السويدية، إن “رتلاً من 45 شاحنة وصهريجاً محملة بالقمح والنفط غادرت رميلان، ودخلت معبر الوليد غير الشرعي إلى شمال العراق”.

 

الكاظمي: تجنّبنا “الهاوية”وطالبنا طهران وواشنطن بإبعادنا عن خلافاتهما/كلّف الجيش بحماية خطوط الكهرباء وسط سقوط 7 قتلى بتصاعد الهجمات على شبكات الطاقة

بغداد – وكالات/04 تموز/2021

 أكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، أمس، أن بلاده طلبت من الأميركيين والإيرانيين الابتعاد عن تصفية حساباتهم في العراق، في حين كلف، الجيش، بحماية خطوط نقل الطاقة الكهربائية، وذلك بعد سلسلة هجمات تعرّضت لها على مدى الأيام الماضية، أسفرت عن سقوط سبعة قتلى وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي. وقال الكاظمي، في تصريحات أدلى بها خلال زيارته إلى العاصمة الإيطالية روما ونشرها مكتبه الإعلامي، أمس، “طلبنا من الأميركيين والإيرانيين الابتعاد عن تصفية حساباتهم في العراق، لقد كنا منذ سنوات ساحة للتصادم والصراع، وعلينا اختيار طريق الحوار السياسي لحل الخلافات، وسيستفيد الجميع من ثمار التهدئة”. وأضاف، “تجنبنا الهاوية التي كان العراق يتدهور نحوها نتيجة أحداث خريف العام 2019، لكن التحديات التي نواجهها تبقى قوية”. من جانبها، ذكرت الحكومة العراقية في بيان، أن الكاظمي ترأس اجتماعاً طارئاً لمحافظي المحافظات، تقرر فيه أن تتولى قيادة العمليات المشتركة حماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية وتخصيص قوة لهذه المهام، بالإضافة لقيام قيادات الشرطة والمحافظين بحماية المنشآت الكهربائية والعاملين فيها وتخصيص مفارز خاصة بذلك. ونقلت، عن الكاظمي، قوله، إنه لا يمكن تحميل حكومته “مسؤولية 17 سنة من الفساد والفوضى والهدر في مجال الكهرباء”.

وتعهد الكاظمي، بالمضي قدماً في مشروع الربط الكهربائي مع دول الجوار، وذلك في إطار مساعيه لحل أزمة الكهرباء، مبدياً استغرابه “لحصر الربط الكهربائي لبلاده طيلة السنوات الماضية بايران”. وأشار، إلى أنه أصدر قبل عام قرارات لربط منظومة العراق الكهربائية بكل دول الجوار، مضيفاً أن “هذا الامر سيتطلب الوقت والصبر لإكمال منظومات الربط الكهربائي مع الأشقاء والجيران”. في غضون ذلك، ذكرت خلية الإعلام الحكومي، أن الهجمات التي تعرضت لها شبكة الكهرباء الوطنية أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص، وإصابة 11 آخرين، بالإضافة إلى تخريب 61 خطاً رئيسياً.من جهته، أعلن “الحشد الشعبي”، في بيان، أمس، عن إحباطه محاولة لتنظيم “داعش”، لتفجير أبراج لنقل الطاقة جنوب محافظة نينوى. من ناحية ثانية، أعلنت مفوّضية الانتخابات، في بيان، أمس، عن وضع آليات وضوابط جديدة لعملية التصويت، في الانتخابات المقبلة، مؤكدة وجود ضوابط خاصة بتغيير أسماء الأحزاب.

وحددت، طريقة استخدام البطاقة الإلكترونية “قصيرة الأمد”، الأمر الذي يضمن دقة عملية التصويت من خلال إبراز الوثائق الرسمية. وأشارت، إلى أن إجراء عملية المطابقة لأصحابها ستكون بموجب القانون الانتخابي التي تتيح استخدام بصمات الأصابع العشرة بعد تسجيل أصحابها بايومترياً، عازية السبب وراء التغيير، إلى ترصين العملية الانتخابية وضمان إجرائها وفقاً للمعايير الدولية.

 

الحرائق تجتاح غابات قبرص… وسقوط قتلى

سكاي نيوز عربية/04 تموز/2021

عثر على 4 جثث متفحمة، يعتقد أنها جثث مصريين، في منطقة لارنكا في قبرص، حيث يشتعل حريق غابات كبير لليوم الثاني على التوالي، وفق ما أعلن وزير الداخلية. وقال نيكوس نوريس للصحافيين: “توجه محققون متخصصون في الطب الشرعي إلى الموقع لتحديد هويات القتلى. تدل جميع المؤشرات إلى أن الجثث لأربعة مفقودين نبحث عنهم منذ السبت”. وأضاف: “يُعتقد بأن القتلى الأربعة يحملون الجنسية المصرية”، حسبما نقلت “فرانس برس”. وكان الاتحاد الأوروبي قد أرسل مساعدة جوية لمعاونة قبرص على احتواء حريق غابات ضخم شمالي مدينتي ليماسول ولارنكا. وألحق الحريق، الذي أشعلته الرياح العاتية، أضرارا بما يقل عن ست بلدات في سفوح سلسلة جبال ترودوس وهي منطقة تغطيها غابات الصنوبر وشجيرات كثيفة الخضرة. وقالت المفوضية الأوروبية إن طائرات لمكافحة الحرائق غادرت اليونان، وإن إيطاليا تعتزم أيضا إرسال طائرات لمكافحة الحرائق. وأفاد تشارالامبوس ألكسندرو، مدير إدارة الغابات، لقناة أوميجا بقبرص بأنه “أسوأ حريق غابات في تاريخ قبرص. وتُبذل جهود حثيثة للحيلولة دون عبور الحريق الجبال ووقفه قبل الوصول إلى ماتشيراس وهي غابة من أشجار الصنوبر وإحدى أعلى القمم في قبرص”.

 

 أفريقيا.. أقراص بنكهة الفراولة للأطفال المصابين بالإيدز

روسيا اليوم/04 تموز/2021

وزعت وكالة إغاثة عالمية، أقراصا بنكهة الفراولة على أطفال مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية “إيدز” في 6 دول إفريقية، هي نيجيريا وملاوي وأوغندا وكينيا وزيمبابوي وبنين. وأعلنت وكالة الصحة العالمية UNITAID، إن وكالات الإغاثة وزعت أقراصا بنكهة الفراولة على الأطفال المصابين، في أول نسخة عامة للأطفال من دواء رئيسي للإيدز. ولفت إيرفيه فيرهوسيل المتحدث باسم UNITAID في بيان إلى أن الوكالة ومبادرة كلينتون اشترتا 100 ألف عبوة من تركيبة “دولوتجرافير”، مشيرا إلى أنه “بعد توزيع هذه الحبوب على الأطفال في 6 دول، فإن المشروع الذي أعلن عنه لأول مرة في ديسمبر الماضي أصبح الآن حقيقة واقعة”. وأكد أن هذه المشتريات مصممة لبدء الطلب وإن كبار المانحين “انتقلوا بسرعة إلى الشراء المستدام، مما سيمكن من التوسع الوطني والوصول على نطاق واسع لجميع الأطفال المؤهلين بوتيرة غير مسبوقة”. ويعيش حوالي 1.8 مليون طفل في جميع أنحاء العالم مع فيروس نقص المناعة البشرية، لكن نصفهم فقط يتلقون علاج، بسبب صعوبته نظرا لطعمه المر أو جرعات غير صحيحة عن طريق سحق حبوب البالغين، فيما يموت حوالي مئة ألف طفل بسبب الإيدز سنويا.

 

أب موجوع: “بنتي صرلها 6 إيام حرارتها 40!”

الجديد/04 تموز/2021

قطع أحد المواطنين الطريق بسيارته التي أوقفها في منتصف الشارع أمام صيدلية علم في طرابلس، عند إشارة عزمي، ذلك احتجاجًا على عدم وجود الدواء لابنته المريضة التي ما تزال منذ 6 ايام تعاني من حرارة مرتفعة بدرجة 40 من دون ان يجد لها الدواء المناسب المفقود من كل الصيدليات. وقد خرج الأب، بحسب “الجديد”، من سيارته وبدأ بالصراخ في الشارع مؤكدا انه “فتش عن الدواء في كل الصيدليات ولم يجده بينما خسرت ابنته من وزنها 3 كيلوغرامات ونصف ويكاد جسدها ان “ينشف” بفعل الحرارة المرتفعة”، مطالبا الدولة والجيش بـ”توفير الدواء للمواطنين”.

 

الحريري في بيروت… لقاءات ومشاورات

الجديد/04 تموز/2021

عاد الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت، بحسب معلومات الـ”mtv”. وأفادت “المركزية” بأن “عودة الحريري ستواكبها حركة سياسية، حيث سيجري جولة مشاورات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورؤوساء الحكومات السابقين”.

 

الفلبين.. مقتل 45 شخصا في حادث تحطم الطائرة العسكرية

روسيا اليوم/04 تموز/2021

أعلنت وزارة الدفاع الفلبينية، أن حصيلة القتلى بتحطم طائرة عسكرية جنوبي البلاد الأحد ارتفعت إلى 45 شخصا. وكان العميد في الجيش الفلبيني ويليام لورينزو، أفاد بأن الكارثة أدت إلى مقتل 29 شخصا وفقدان 17 آخرين، فيما نقل 50 مصابا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأوضح قائد الجيش الفلبيني سيريليتو سوبيجانا في تصريحات سابقة إن طائرة نقل عسكرية من طراز C-130 تحطمت بعدما لم تتمكن من الهبوط على المدرج وسط محاولات لاستعادة السيطرة عليها. ووقع الحادث على بعد كيلومترات قليلة من مطار جولو بإقليم سولو في أقصى جنوب البلاد، حيث كان يخوض الجيش حربا طويلة في مواجهة متشددين إسلاميين من جماعة أبو سياف وفصائل أخرى. واستبعد المتحدث باسم الجيش الكولونيل إدجارد أريفالو وجود مؤشر على وقوع أي هجوم على الطائرة، لكنه قال إن التحقيق في الحادث لم يبدأ وإن الجهود تركز على الإنقاذ.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نص دراسة استراتجية للدكتور توفيق هندي عنوانها: خريطة الطريق لخلاص لبنان

د. توفيق هندي/05 حزيران/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100342/100342/

لبنان بخطر الوجود. اللبنانيون باتوا غير قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم. إنهم بحاجة إلى وصاية دولية، والوصاية الدولية بحاجة لكي تتحقق لتتقاطع المصالح الدولية والعربية عليها، وبحاجة أن تتبناها قوى الثورة وتجهد دبلوماسيا” للتسويق لها. للوهلة الأولى، يبدو هذا الطرح صعب المنال، لا بل مستحيل. ولكن، إذا نظرنا إلى الواقع بحركيته، يتبين لنا أنه ممكن أن يتحقق، لا بل أنه السبيل الوحيد لخلاص لبنان، ليس فقط بإخراجه من حالة التحلل والإندثار التي تتهدده، ولكن أيضا” لوضعه على سكة الخروج نهائيا” من تخلف بنيته الإجتماعية-السياسية. وضع خريطة طريق يتطلب قراءة” ثاقبة للوضع ليس فقط على المستوى الآني التكتي، إنما على المستوى الإستراتيجي والبنيوي.

بدأت ثورة 17 تشرين بشكل عفوي بعنوان محاربة الفساد. فمن هي المنظومة الفاسدة ؟ وكيف يمكن تعريف الفساد في لبنان ؟

المنظومة الفساد في لبنان ثلاث مكونات: المنظومة السياسية، الدولة العميقة والمنظومة المالية.

المنظومة السياسية الفاسدة مكونة من الطبقة السياسية المارقة المجرمة. أما حزب الله الذي أبقى نفسه خارج إطار الدولة في مرحلة الإحتلال السوري، إنخرط فيها مباشرة منذ عام 2005، وأمن للطبقة السياسية الغطاء وأصبح راعيها بشكل كامل منذ التسوية-الصفقة عام 2016 حيث بات يمسك بمفاصل الدولة كافة وحيث إبتلعت الدويلة الدولة وحولتها إلى لادولة وبات حزب الله هو السلطة الحقيقية الوحيدة. ومع إزدياد الضغوط الدولية والعربية عليه، حوّل الطبقة السياسية إلى غطاء دولاتي شكلي تجاه خارج معادي له وأمسك برسن قياداتها وأحزابها المدجنة ولعب بمهارة على تناقضات مكوناتها وضبط إيقاعها.

أما الدولة العميقة، فهي مكونة من مؤسسات وأجهزة الدولة كافة بما فيها القضاء. الفساد معشعش فيها من أعلى الهرم إلى أسفله، نتيجة” للمحاصصات والزبائنية السياسية المزمنة. وأخيرا”، المنظومة المالية المكونة من حاكمية مصرف لبنان وغالبية أصحاب المصارف ومدرائها العامين.

لا شك أن المنظومة السياسية تفسد الدولة العميقة محوّلة” إياها إلى أداة حكم في يدها كما تفسد المنظومة المالية التي تساعدها على نهب المال العام والخاص وتشاركها بهذا النهب.

إن هذا الترابط والتكامل بين مكونات منظومة الفساد الثلاثة أدّى إلى إنهيار الوضع الإقتصادي والمالي والنقدي والمعيشي وتحلل الدولة والمجتمع.

غير أن المنظومة السياسية وعلى رأسها اليوم حزب الله، هي المسؤولة الأولى عن فساد الدولة العميقة والمنظومة المالية.

ولكن الفساد في لبنان بنيوي. فبالرغم من بعض مظاهر الحداثة التي يتحلى بها الفرد اللبناني ، فان المجتمع اللبناني يعاني من آفات تجعله مشابها” لأكثر المجتمعات تخلفا” في العالم. المشكلة تكمن في بنيته الاجتماعية-السياسية وهي مزيج هجين من الإقطاع الآري والقبلية السامية، كما يوصفها اوهانيس باشا كويومجيان آخر متصرف للبنان، وهي تتمظهر بما يمكن تسميته بالبيوتات السياسية الكبيرة والصغيرة، القديمة والمستحدثة، التي تفرض سيادتها على الحياة السياسية والاجتماعية العامة والخاصة بكل مفاصلها.

وفي واقع الحال، أن هذه البنية متجذرة بأيديولوجيتها وأنماط العلاقات الملازمة لها في الاجتماع والسياسة، بحيث لا تكمن المشكلة فقط في كينونة وتصرفات “زعامات” هذه البيوتات، إنما أيضا” في خضوع الشعب الطوع لها وهو الذي يرتضيها مولاة له، فتحقق له مصالحه خارج المسالك القانونية والنظامية وتحميه من ملاحقة الدولة المركزية ، أيا” تكن السلطة التي تتولاها، مقابل ولائه الأعمى واستزلامه البخس لها. فلبنان، بإستثناء حزب الله، نظرا” لأنه جسم غريب عن لبنان لكونه جزء عضوي من الجمهورية الإسلامية في إيران، عبارة عن مجموعة قبائل متناحرة متنافسة تتشكل من البيوتات السياسية، تسعى كل منها إلى اقتطاع أكبر حصة ممكنة من سلطة الدولة المركزية لحساب زعامة رئيس قبيلتها ومن أجل تقوية نفسها مقابل القبائل الأخرى. فهي بذلك تشبه المافيات التي يتوقف قوة رئيس كل منها ليس على عدد الذين هم على إستعداد للموت من أجله بل على عدد الذين هم على إستعداد للقتل بأمر منه. فالساحة السياسية اللبنانية يسودها ما يمكن توصيفه بتوازن الرعب فيما بين هذه المافيات. هذا ما يفسر المحاصصة والزبائنية السياسية والفساد والحاجة لميسترو ينظم تنافسها، الإحتلال الأسدي سابقا” والإحتلال الإيراني الممثل بحزب الله حاضرا”.

وواقع الأمر أن التنظيمات التي صنفت نفسها تغييرية لم تتمكن من تكملة مسيرة التغيير، وهي تحولت من جماعات سياسية تلتف حول مشاريع سياسية وطنية وتغييرية إلى مجموعة أزلام تدين بالولاء البدائي والغددي والأعمى لزعيم بيت سياسي مستجد، يختصر “القضية” بشخصه ويشكل نموذجا” مسخا” عن تلك الزعامات التي طرح نفسه أصلا” بديلا” عنها. هذه حالة الغالبية العظمى للأحزاب اللبنانية: الرئيس هو أبدي سرمدي لا “يرثه” إلا أقرب الناس إليه بالدم أو بالزواج. فنظام حكم البيوتات السياسية لا يرتضي وجود أي جسم سياسي غريب عنه إلا إذا حوله إلى مثيله، أي إلى بيت سياسي مستجد. ولا علاقة عضوية بين طبيعة النظام السياسي مع منظومة البيوتات السياسية التي تتحكم منذ عصور بلبنان وهي سبب بلائه الأساسي. لماذا؟ بسبب نوعية أدائها السياسي المرتبط بطبيعتها الأنانية وعدم اكتراثها بالمصلحة العامة وجشعها السياسي. كما أن الإحتلال، أي إحتلال يفرض تحكمه بالبلد أي يكن نظامه السياسي. هذا ما حصل مع الإحتلال السوري في الجمهورية الأولى والثانية وهذا ما يحصل اليوم مع الإحتلال الإيراني.

إن ثورة 17 تشرين كسرت شوكة هذه البيوتات السياسية وطرحت قضية الإحتلال الإيراني، ولكن لن تتمكن حتى الآن من إزالتهم عن بكرة أبيهم. الدستور يحتوي على ما يكفي من المواد لتطوير النظام، بحيث يتلاءم مع طبيعة المجتمع اللبناني. لكن أي تغيير في النظام مرفوض قبل تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني ومن الطبقة السياسية المارقة. إن هذا التوصيف الدقيق لمكونات منظومة الفساد ومصدره يستدعي الملاحظات العامة التالية:

1) محاربة الفساد لن تكون بإستبدال شخص فاسد بآخر غير فاسد لأن هذا الآخر قد يكون إنتهازيا” متسلقا” على ظهر الثورة للوصول إلى السلطة أو أن تحول البنية السياسية-الإجتماعية دون تحقيق طموحاته التغييرية وتحوله إلى عكس ما هو عليه، كما أشرنا سالفا”. محاربة الفساد يتطلب أولا” كسر هذه البنية. كيف ؟ هذا ما سوف نراه لاحقا”.

2) لقد حاول الرئيس فؤاد شهاب (1958-1964) أن يكسر هذه البنية وأن يبني دولة المؤسسات. ولكنه لم يتمكن من إنجاز المهمة لأنه، بالرغم من حسن نواياه، كان تقليديا” في مقاربته للموضوع وأعتمد على ما كان يسمى بالمكتب الثاني (أي مخابرات الجيش).

3) لا يمكن كسر هذه البنية إلا تحت رقابة دولية مشددة على السلطة اللبنانية التي سوف توكل إليها القيام بهذه المهمة، حتى لو لم تكن هذه السلطة الرقابية ملائكية.

4) من الحكمة إستغلال التناقضات بين مكونات الطبقة السياسية المارقة وتسعير حدتا بهدف تفككها. الصعوبة هنا تكمن في أن ضابط الإيقاع، أي حزب الله، لا يزال مقتدرا”. ولكن يجب التنبه أن إستغلال التناقضات لا يعني التحالف مع بعض الكونات والسماح لها بالتسلل إلى صفوف الثورة.

ولكن هل يمكن تحقيق خلاص لبنان من خلال المسالك الدستورية : تشكيل حكومة، إنتخابات نيابية ورئاسية ؟ للإجابة على هذا التساؤل، نورد أولا” الملاحظات العامة التالية :

1) إن هذه المعالجات، ولا سيما الإنتخابات النيابية، تتطلب وقتا” طويلا” نسبيا” في حين أن مسار تدهور الوضع سريع وسريع جدا”، وقد يودي بلبنان الدولة والكيان والشعب.

2) عندما تصبح قضية لبنان وجودية، لا يصح حينها إلا إتباع سياسة راديكالية ولن يعود السعي للوصول إلى السلطة الدولتية هو السبيل إلى التغيير. فمن الواضح أن لبنان هو تحت الإحتلال الإيراني، والدولة والمجتمع في حالة تحلل ولبنان يعيش حالة اللادولة. لذا، لا معنى للسعي لرئاسة جمهورية غير موجودة، أو السعي لتشكيل حكومة لا سلطة لها، أو المطالبة بإجراء إنتخابات نيابية تجدد شباب الطبقة السياسية المارقة، فتشكل حجة لبعض الخارج للتعاطي معها.

3) إن مآل الأوضاع في لبنان كما بأي بلد، يحدده ميزان القوى. إن المكون الرئيسي لميزان القوى هو المكون العسكري-الأمني وهو يسبق بالأهمية المكونات السياسية والدولاتية والشعبية والإقتصادية والمالية والثقافية…، كما أن مكونات ميزان القوى هي داخلية وخارجية في آن معا”. فداخليا”، حزب الله هو الأقوى عسكريا” وأمنيا”، كما أنه مسيطر على الطبقة السياسية ومفاصل الدولة كافة، مباشرة و/أو من خلال القوى التابعة له، ولا سيما على المؤسسات الدستورية الثلاث: فرئيس الجمهورية هو حليفه إلى يوم القيامة، وهو يتمتع بالأغلبية الخالصة في البرلمان وأي حكومة سوف تشكل سوف يكون قرارها بيده. أما خارجيا”، فبات واضحا” أن مفاوضات فينا سوف ينتج عنها العودة إلى الإتفاق النووي بنسخته الأصلية، مع إبقاء موضوعي الصواريخ البالستية والتمدد في المنطقة خارج المفاوضات. فترفع العقوبات عن إيران وتتدفق الأموال الإيرانية المجمدة على الجمهورية الإسلامية ويتعافى الإقتصاد الإيراني ويفّعل بنيجتها فيلق القدس ومحور المقاومة، علما” أن حزب الله هو المكون الرئيسي للمجموعتين ونصر الله القائد غير المعلن لهما خلفا” لقاسم سليماني. يمكنكم الإطلاع على مقال لي تجدونه على حسابي وصفحتي فيسبوك بعنوان “قريبا” عودة إلى الإتفاق النووي”.

4) إنطلاقا” من سياسة المهادنة (appeasement) المتبعة من إدارة بايدن والإتحاد الأوروبي تجاه إيران، يمكن توصيف سياسة الغرب تجاه لبنان (أميركا، فرنسا، الإتحاد الأوروبي،…)، وعنوانها العريض هو : عدم وصول لبنان إلى وضع يستوجب تدخله الجدي. تتمحور هذه السياسة حول النقاط التالية :

أ) ضرورة تشكيل حكومة لمعالجة الأزمة الإقتصادية-المالية-الإجتماعية من خلال إجراء إصلاحات، إنما عمليا” حتى من دون هذه الإصلاحات.

ب) إعتبار أن عدم تشكيل الحكومة سببه داخلي بحت، وذلك مراعاة” لإيران بعدم التعرض إلى المشكلة الحقيقية، أي ضغط إيران إقليميا” من خلال الميليشيات التابعة لفيلق القدس وأطراف محور المقاومة للدفع بإتجاه إلزام بايدن بشروطها في مفاوضات فينا. إن ترجمة هذا الضغط الإيراني في لبنان يتجسد بإمساك حزب الله بورقة تشكيل الحكومة وعدم الإفراج عنها إلا عند العودة إلى الإتفاق النووي بشروط إيران.

ج) التهديد بعقوبات لن تجدي نفعا”.

د) الضغط الكلامي لإجراء إنتخابات نيابية في وقتها.

ولكن بالرغم من وضوح الصورة، بعض الثوار والسياديين لا يزالون مقتنعين بإمكانية خلاص لبنان من خلال الآليات الدستورية. فثمة من يطرح إستقالة رئيس الجمهورية كمدخل لإعادة إنتاج السلطة كونه المسؤول الأول عن وضع البلاد وحليف حزب الله الأساسي والذي يؤمن له الغطاء المسيحي. ثمة إستحالة لتحقيقه سياسيا” وشعبيا” حتى عبر مسيرة مليونية تطالب بالإستقالة على أبواب بعبدا. الرئيس عون لن يستقيل وهو إن أراد، يمنعه حزب الله من ذلك، وهذا الأخير قادر على منعه. من ناحية أخرى، لا شك أن البديل عنه بنظر حزب الله هو جبران باسيل الذي فضّل الحزب على أميركا عندما خيّر بينهما. وحزب الله يمتلك الأغلبية النيابية لإنتخابه وبري لا يمكنه مناقضة حزب الله إذا طلب منه أن يفسر المادة 49 من الدستور عبر مكتب المجلس بإمكانية إنتخاب الرئيس بالأغلبية العادية. وما هّم حزب الله إذا كان رئيس جمهورية لبنان واقعا” تحت العقوبات الأميركية (التي قد لا تدوم مع بايدن)؟! العكس صحيح لأن هذه العقوبات تجعل باسيل أكثر حاجة” لحزب الله وإلتصاقا” به للذهاب بلبنان شرقا”.

وثمة من يتمسك بطرح حكومة مستقلين أو غير حزبيين أو حكومة مهمة. فهو أيضا” مستحيل التحقيق ليس فقط بسبب أو بحجة تناقض مصالح أطراف الطبقة السياسية المارقة (وهم من غير اللاعبين بل الملعوب بهم!) بل أساسا” لأن تشكيل الحكومة مرتبط بإرادة حزب الله. في مطلق الأحوال، لن يقبل حزب الله بتشكيل حكومة إلا إذا كان له اليد الطولى فيها. هل هو قادر على ذلك؟! نعم لأنه يمتلك السلاح والسطوة الكاملة على الطبقة السياسية.

وإستطرادا”، إذا إفترضنا أن أحدهم أصبح وزيرا”، وهو “آدمي” وذات إختصاص ومن صفوف الثورة، ماذا عساه أن يفعل وإدارة وزارته من أعلى الهرم إلى إسفله تنتمي إلى هذا “الزعيم” أو ذاك؟!

وثمة من يعتبر أن المدخل لإنتاج سلطة بديلة يكون من خلال إنتخابات نيابية مبكرة أو غير مبكرة ينتج عنها أغلبية جديدة فرئيس جديد وحكومة جديدة. ولكن لماذا يخاطر حزب الله ولو بواحد بالمئة بأي إنتخابات مبكرة أو غير مبكرة يمكن أن تفقده الأغلبية النيابية المباشرة التي من خلالها يتحكم بسهولة بالمسارات والآليات الدستورية وبالمؤسسات الدستورية الثلاث؟! وإستطرادا”، في حال فقدانه لها، لن تتأثر كثيرا” سطوته على الطبقة السياسية، إنما إنتخاب باسيل يتطلب حينها ضغوط أكبر عليها. والبديل عن الإنتخابات عنده هو تمديد ولاية البرلمان. وما أسهل إختلاق المبررات (أحداث أمنية، خلاف حول قانون الإنتخاب،…)!

أما إذا إفترضنا أن المستحيل حدث، وهو أن يقبل حزب الله بإجراء إنتخابات نيابية وكان إجرؤها تحت ضغط الخارج ورقابته، فلن يكون التغيير ذات شأن من حيث تمثيل الثورة، ولو حصّلت هذه الأخيرة بعض النجاحات المحدودة.

فلا يزال حزب الله والطبقة السياسية المارقة بمكوناتها كافة تمتلك عناصر القوة التالية: غطاء السلاح لها، المال، التنظيم، الخبرة بالإنتخابات، الماكينات الإنتخابية، إدارة العملية الإنتخابية، الدولة العميقة وأخيرا” غباء بعض الحالات الشعبية الغنمية التي تؤلّه “زعيمها” الفاسد الذي “بياكل وبتطعمي”.

وهكذا يتبين أنه لا قدرة لبنانيا” في ظل هذه السلطة الرعناء للإصلاح ومعالجة الأوضاع الإقتصادية والمالية والبيئية والإجتماعية والمعيشية والإنسانية… ولبنان متجه نحو مزيد من المآسي والإنحلال.

كما لا قدرة لقوى الثورة أن تحدث التغيير بالسرعة المطلوبة حتى لو توحدت صفا” وبرنامجا” وقيادة” ونزلت إلى الشارع بمظاهرات مليونية. فعند الحاجة، يقمع حزب الله مسيرتها بالقوة.

فمن الواضح أن اللبنانيين باتوا عاجزين من حكم أنفسهم بأنفسهم.

فهل وضع لبنان ميؤوس منه وهل لبنان ذاهب حتما” إلى الزوال؟ كلا إذا صوبت الثورة خطابها. والحل الوحيد هو بتدويل الوضع اللبناني. ولكن هل هذا التدويل ممكنا” ؟ الإجابة بداية”بالملاحظات التالية:

1) من الملاحظ أن ثمة فارق كبير بين وضع لبنان وأوضاع الدول المأزومة في المنطقة من سوريا إلى العراق مرورا” باليمن وليبيا وصولا” إلى الجزائر وتونس. ففي هذه الدول، ثمة صراعات أهلية و/أو إضطرابات داخلية مترافقة مع تدخلات إقليمية ودولية حيث أن إضطراب أوضاعها لا يؤثر إلا جزئيا” على الأوضاع في الإقليم. وعلى عكس هذه الصورة، فلبنان يتدخل عسكريا” وأمنيا” وأيديولوجيا” وسياسيا” في دول المنطقة كافة، ولو بأشكال مختلفة، مباشرة أحيانا” وبشكل غير مباشر أحيانا” أخرى. تعود هذه الفرادة اللبنانية إلى كون أن حزب الله سيطر على لبنان وحّوله إلى قاعدة إنطلاق لمشروعه الجهادي الإسلامي على طريقة ولاية الفقيه، ولأنه جزء لا يتجزء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولأنه المكون الرئيسي في فيلق القدس المسؤول عن تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية والمكون الرئيسي في محور المقاومة ولأن السيد نصر الله أصبح عمليا” قائد فيلق القدس ومحور المقاومة بعد مقتل قاسم سليماني، ولأن الفيلق والمحور يواجان الثنائي أميركا-إسرائيل وحلفائه في المنطقة ويحاصران إسرائيل من جبهات ثلاث (لبنان، سوريا، غزة-فلسطين) ويتوعدان بإزالتها ولأن إسرائيل تعتبر حزب الله عدوها رقم واحد.

2) إن تدويل الوضع اللبناني يبدو صعباً في المرحلة الحاضرة، ولكن قد يصبح ضرورة دولية وإقليمية في المستقبل القريب. فلبنان في خضم الصوملة الكاملة النهائية، و”الحبل عالجرار”، مما سوف يحوله إلى قنبلة موقوتة تهدد الأمن والإستقرار والسلام الدولي والإقليمي، ويحوله بالتالي تهديدا” للمصالح الدولية والإقليمية. كيف ؟ الطرف الوحيد في لبنان الذي سيزداد قوة” وفعالية” وقدرة” على التدخل في المنطقة، ولا سيما مع رفع العقوبات عن إيران، هو حزب الله في بحر من الفوضى الأمنية في المناطق اللبنانية الخارجة عن نفوذه المباشر، بالإضافة إلى إمكانية كبيرة لتطور دراماتيكي خطير لوضع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وبعض اللبنانيين خاصة في شمال البلاد، من حيث سهولة إختراق بيئتهم من داعش وأخواتها، بالإضافة أيضا” إلى إمكانية كبيرة لحدوث هجرة غير شرعية إلى أوروبا.

لكل هذه الأسباب، تراني مقتنعا” بأن مصلحة أميركا وروسيا وحتى الصين والدول الغربية والدول العربية والإقليمية الوازنة يمكنها أن تتلاقى على معالجة جدية للوضع في لبنان. وهنا يبرز دور بكركي المحوري في مسيرة التدويل الإنقاذية لملأ الخواء الوطني الذي أحدثته الطبقة السياسية المارقة. فبكركي تدعم ثورة الشعب اللبناني وتطالب بتحقيق الحياد الناشط والإيجابي وبمؤتمر دولي، إستنادا” على المرجعيات التالية:

المرجعيات اللبنانية: وهي الدستور، ووثيقة الوفاق الوطني (إتفاق الطائف 1989)، وإعلان بعبدا (2012) المعتمد كوثيقة رسمية من قبل الأمم المتحدة.

المرجعيات العربية: ينتمي لبنان إلى العالم العربي وهوعضو مؤسس لجامعة الدول العربية ويلتزم ميثاقها ومقررات قممها.

المرجعيات الدولية: وهي شرعة الأمم المتحدة، والشرعة العالمية لحقوق الإنسان، وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بلبنان لا سيما القرارات 1559 و 1680 و 1701، وإتفاقية الهدنة مع إسرائيل الموقعة في آذار 1949.

ولكن، ما هي خريطة الطريق التنفيذية من أجل تحقيق هذا التدويل؟

إن مفتاح الحل يكمن بالعمل الديبلوماسي الجاد لإقناع أصحاب القرار الدولي بأن مصلحتهم هم، هي بخلاص لبنان وليس بإندثاره وأن تقدم لهم خارطة طريق قابلة التحقيق مرتكزة على تدويل الوضع اللبناني بمعنى إتخاذ مجلس الأمن قرارا” يضع قرارات مجلس الأمن 1559 و 1680 و 1701 تحت الفصل السابع ويوسع مهام القوات الدولية (Finul) ويتخذ قرار بوضع لبنان تحت الإنتداب الدولي وفقا” للفصل الثاني عشر والثالث عشر من شرعة الأمم المتحدة، وذلك لأن لبنان بلد مخطوف ليس بمقدوره أن يحرر نفسه ولأن اللبنانيين باتوا غير قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم ولأن لبنان محتل ولأن الدولة اللبنانية باتت في خبر كان وبالتالي فقدت عضويتها حكما” في الأمم المتحدة ولأن لبنان أسير قضية إنسانية غير قابلة للمعالجة لبنانيا” في ظل سلطة مجرمة، والأهم أن لبنان بات قنبلة موقوطة للأمن والإستقرار والسلام في المنطقة.

في إطار الوصاية الدولية الآنفة الذكر، يجب تشكيل سلطة مؤقت عسكرية-مدنية على شاكلة ما حدث في السودان، مشكلة من نخبة عسكرية ونخبة مدنية، تعلق الدستور وتعمل تحت الرقابة الدولية على تنظيف مؤسسات الدولة كافة من آثار المحاصصات والفساد بهدف العودة في مرحلة لاحقة إلى تنفيذ الدستور. فتجرى حينذاك إنتخابات نيابية وفق قانون جديد ثم إنتخابات رئاسية وتشكيل حكومة، مما يشكل تمهيدا” لرفع الوصاية الدولية وتعافي لبنان السريع في كل المجالات، ولا سيما في المجالين الإقتصادي والمالي، على قاعدة إعادة ثقة الشعب وثقة المجتمع الدولي والعربي والإنتشار اللبناني بالدولة اللبنانية.

عندها، تصبح الطريق معبدة داخليا” وخارجيا” لإستحصال لبنان على حياده الناشط والإيجابي، صونا” لكيانه ودولته وشعبه على المدى الإستراتيجي.

ويبقى كل الأمل في أن شبيبة الثورة سوف تعرف كيف تحافظ على لبنان وتمنع إعادة إنتاج طبقة سياسية مارقة بعد قيام السلطة المؤقت بإقتلاع آثارها في مؤسسات الدولة كافة.

 

الدروز بين الحداثة والإنغلاق

السفير د. هشام حمدان/أوستن في 4 تموز 2021

تحيّة إلى روح الشيخ المناضل "الدكتور" دانيل عبد الخالق.

يقولون أنّ الزيّ الديني عند الدروز (الشروال والصدرية المزرّرة وعمامته) هو دلالة عن مجافاة لمباهج الدنيا وبهارجها، وتحمّل لمشقّة إرتداء الخشن من الثياب، وأسود اللون منها، ورفض التزيُّن وغيرها. لكنني في الواقع كنت أرى ممارسات لا تعكس هذا الكلام. كانت كلّ تلك الممارسات تعجّ بحب الدنيا وبهارجها، كركوب أفخم السيارات، وممارسة الربح التجاري والمضاربات التجارية، والسعي الواضح للمال وبناء البنايات والقصور، وإقامة الأفراح الكبيرة وكل معالم البهرجة الراهنة. وحدهم المشايخ الذين هم فقراء، كنت أراهم يكدّون في هذا الزي في شوارع بيروت وفي سيارات الأجرة وفي كل مكان عام يلهثون خلف لقمة العيش.

توقفت كثيرا عند هذا الأمر متسائلا هل الزي عند الدروز يعكس فعلا ما في باطنهم؟ هل هناك من تلازم بين الباطن والظاهر وتكامل بينهما وتوازن؟ هل فعلا إختلاط النساء بالرجال وتزيّنهن بالأزياء الأوروبية الحديثة مخلّة بالآداب؟ وهل أنّ لباس زي رجل الدين وممارسة التجارة مثلا يقيم توازنا في المسلك التوحيدي؟ هل الزيّ الأروربي الحديث والسفور عن الوجه يغدو تساهلا ويسرا خاضعا للأهواء والمغريات أكثر من رنين المال؟ أنا لي رؤيتي بهذا الصدد، لكنني أسأل من يقول أنّ الدين يعني في عمقه دعوى للزهد ومجافاة لمباهج الدنيا، كيف يتوافق هذا المعنى مع حب المال والثروة والسلطة؟

أتوقف هنا عند كلمات للشيخ المناضل "الدكتور" دانيل عبد الخالق الذي تساءل في مقال بتاريخ 4 آذار 2021 عن مستقبلنا كدروز فقال: في مشواري القصير في شؤون طائفتنا، إكتشفت أنّ الخلاف على مستوى مشيخة العقل ليس إلا رأس لجبل جليد من الضياع والإنقسام في مجتمعنا، ولو كان فقط الخلاف على هذا المستوى، لكنت أول ثائر لإحراج المسؤولين عن طائفتنا لإنهاء الإنقسام، وإني لأجزم أنّنا كنّا لننجح في ذلك. لكنّ مجتمعنا غير قادر على إجابة أكثر من نصف أسئلة الشباب، نحن نستطيع إسكات الشباب ولا نستطيع إقناعهم لأنّنا نحن ضائعون من جهة وخائفون من جهة أخرى.

واضاف الشيخ دانيل قائلا: نحن حتّى الآن لم نجرؤ على التصالح مع القرآن الكريم الذي يقول عنه سيدنا وإمامنا حمزة أنّه كلام الله، ويعتبره دليلا على الإمام، وهو استند إليه مئات المرّات. ورغم ذلك يعتبرنا البعض أنّنا نستند إليه تقية فقط. وعندما بدأنا في هذا المسار بدأت الإتّهامات أنّنا نتبع سياسة معينة مع العلم أنّنا في هذا نتبع سيّدنا الأمير حرفيا دون الخروج عن كلمة واحدة من نصوصه.

وقال: ربما هويّة الطائفة واستراتيجية بقائها هو أمر كبير ننقسم حوله، لكن ما بالنا أنّنا انقسمنا حول لبس الكمامة؟ فكيف سنناقش قضايانا الأخرى؟ فلا الدّيموقراطية موجودة حقيقة في طائفتنا لنسوسها بمدنيّة بل موجود فقط قليل من حريّة التعبير. وإذا علا سقف كلام أحدنا يتراكضون لإسكاته إمّا بالترهيب أو الترغيب أو بالمونة، ولا الفعاليّة موجودة في سياستنا الداخليّة لإمساك مجتمعنا ومغتربنا.

وخلص قائلا: طبعا أنا لا أتكلّم هنا عن إنقسام المشايخ فقط بل عن انقسام الطبقة الفاعلة سياسيا في مجتمعنا. لذلك أقول أن الخلاف على مستوى مشيخة العقل ما هو الا رأس جبل الجليد وأننا ماضون في طريق التناقص ويُخيل لي أنه لو بقي في النهاية ألف درزي سيقولون (الطايفة منصانة) ولن يتجرّؤا على مواجهة الحقيقة ولو لمرّة واحده.

أصابتني هذه الكلمات في صميمي فأنا تابعت نقاشا جار بين الدروز حوّل موضوع "التقية"، وقرأت أراء بهذا الصدد تطالب بإظهار الدين إلى العلن بحجة أنّ كتب التوحيد صارت منتشرة في كل مكان. لم أتدخل في هذا الأمر لأنّني لست فقيها في الدين، فاغتنمت كلامه لأسأله أين لي أن أحصل على قراءات بهذا الصدد؟  فكتب لي مجيبا "ليس لدينا كتابات لمفكرين دروز حول استراتيجية وجودنا. وأكاد أكون الوحيد الذي يطرق هذه الأبواب. نريد مفكرين آحرارا مدركين عمق الدين وقادرين على الربط بين الواقع ومتطلباته والالتزام الايماني الديني، والا ذاهبون الى الإنقراض.

رحمك الله أيها الشيخ المتنوّر. كم سيمر من الزمن قبل أن يستقيظ رجل دين حر مثلك إلى مناقشة إستراتيجية وجودنا. فواقعنا يحتاج كثيرا إلى أمثالك. أنا أرى في هذا الضياع إنقساما عاموديا في طريقة التفكير السائدة بين رجال الدين والعامّة. فالعامّة يطالبون بمعرفة دينهم دون حاجة إلى شكليّات العبور نحو الخلوّة. لا حاجة للتقية بعد الآن. وقد سرّني أنّ ثمّة متنورين بين العامة يقومون بتوجيه الشبيبة دينيا، لكن ذلك غير كاف، فالدروز ينتشرون في كل مكان وبحاجة إلى مساعدة أنفسهم وعائلاتهم على معرفة هويّتهم ومفاهيمهم. شبيبتنا اليوم لا تقبل أن تؤمن عاطفيا فقط بل تريد أن تؤمن من خلال عقلها الحر.

وقد كان الشيخ دانيل نموذجا لرجل الدين الذي عرف أنه لا يمكن أن يفصل نفسه عن المجريات السياسية العامّة في محيطه. ففي حين يبدو أنّ رجال الدين غير آبهين بالمجريات السياسية العامة القائمة في البلاد، ويكتفون بكلمة ظرفيّة لسماحة شيخ عقل طائفة الدروز القاضي نعيم حسن يقرأ خلالها نصا مكتوبا عاما لا يغني عن زاد، كتب الشيخ الراحل قائلا: يطالبونني كي أعود للوعظ والتنوير بدلا من دعم الثورة، كيف لي أن أُلقي موعظة على جائع أو منهوب لا يجد قوت عياله؟ كيف لي أن أدعوه الى الرضى والتسليم بهذه الظروف وكأنّها قضاء وقدر، وأنا أعلم أنّها نتيجة لسرقات طبقة سياسيّة فاسدة. وأضاف: لن أستعمل الدين مخدّرا ولن أسخّرْه في خدمة الظّلَمَة الذين استغلّوا ثقة الناس عقودا وجنَوا ثروات على ظهورهم ليقولوا لهم اليوم تحضروا للظروف الصعبة وعودوا الى الأرض، بل سأستعين به لرفع الظلم وزيادة الوعي بين العباد كي يتحرّروا من السجن الطائفي الكبير الذي فرضوه علينا لجهلنا وتعصّبنا.

 غالبية رجال الدين وفي مقدمهم سماحة شيخ العقل، يعتقدون أنّ الهم السياسي والمعيشي ومصير الوطن ومستقبل ابنائنا، الذي يشغل الناس، هو من واجب السياسيين ولا يجرأون أن يتناولوا ما يقوم به هؤلاء. لقد سعينا إلى تأكيد أن الشأن الحياتي هو في صلب بناء العمق الإيماني لمواطننا. وقلنا أنّ الصمت عن لبس الزي الديني في المشاريع التجارية والمشاريع المالية، يوازي الصمت الديني إزاء الواقع السياسي والمعيشي للناس. الشيخ دانيل كان له الجرأة وهو يلبس الثوب الديني أن يقف في ساحات الثورة متضامنا مع الناس. هو كتب في 14 تموز 2020 يقول:  كلن يعني كلن الذين شاركوا في الحكم. لقد أثبنوا أنّهم يحملون ذات العقليّة السلطويّة الترهيبية، ويستغلون إنجازات الماضي لفرض واقعهم علينا وسرقة مستقبلنا. هم إما أصحاب قمصان سود أو قلوب سود أو عقول سود، لا فرق بينهم. لكن مهما تجبّروا فمن اليوم فصاعدا فنحن مستمرون. وقال في مراسلة تعزية بالرقيب الشهيد جواد شيّا بتاريخ 8 آب 2020: أعلم أنّ لا سلوان لنا نسبيا إلا بمعاقبة سلطة الفساد والإهمال التي ما سألت يوما عن أرواح الناس ونوعية حياتهم وشعورهم. إن عقابهم عند ربهم ليس واجبنا، لكن عقابهم على يد الناس هو واجبنا.

حين قرأت هذه المراسلة علمت أنّه يرقد في المستشفى يكافح المرض الخبيث. إتّصلت به متعاطفا فأكدّ لي عمق إيمانه بحكمة الله. لم يثنه بلاؤه بهذا المرض العضال، فاستمر يدافع عن الإنسان في وطننا معتبرا أنّ تدخله في الشأن العام للناس ليس بعدا عن رسالته الروحية. فالدين قام لخدمة العلاقات الإنسانية ومرافقة التطوّر المتسارع في الفكر البشري ومنع المنحى الغريزي فيه سواء المذهبي او الحزبي او المناطقي. هو يعني السمو بالنفس إلى الوحدة الإنسانيّة حيث تغلب القيم التي تقيم قواعد العدالة واحترام الإنسان ومنع الفظاعات فيما بينهم.

أرسلت للشيخ دانيل بتاريخ 28 ايلول 2020 نسخة الرسالة التي كنّا نعد لتسليمها إلى غبطة البطريرك الراعي، والتي طالبناه فيها بقيادة الحركة السيادية ومخاطبة الأمم المتّحدة للقيام بتنفيذ قراراتها بشأن لبنان، وذلك  إيمانا منّا بدور بكركي في الحفاظ على هذا الوطن الغالي. طلبت رأيه سائلا إذا كان يمكن له أن يوقّع الرسالة. أجابني رحمه الله بعد أن أثنى على رسالتي إلى السيدة حنان عشراوي التي نُشرت في حينه، فأكّد موافقته على مضمون الرسالة، وعلى سعادته بتوقيعها مضيفا: لو لم أكن أخضع للعلاج الكيميائي، فكنت أرغب أن أكون في عداد الوفد الذي سيقدم له تلك الرسالة.

لقد عصرني الألم على غياب هذا المناضل الصديق ورجل الكلمة الحرّة والقلب الكبير. عرفته أوّل مرة في لقاء لنخبة من المفكرين. كان يجلس الى جانب الأب اغابيوس كفوري. لفتتني مداخلته. لم أصدّق ما رأته عيناي وسمعته أذناي. أحببت أن أسمعهما من جديد ثانيا وثالثا ودائما. فأنا كنت أرى رجل دين درزي مكتمل بزيه الديني، يتكلم بفصاحة وبلاغة وبحرّية أدبيّة وحضاريّة رفيعة، وتغلبه المفاهيم الإنسانيّة الحضارية، ويرى في ثوبه طريقا إلى حماية الإنسان ليس بالكلام والصلاة في الخلوة فحسب، بل في الشارع وفي المنتديات وفي كل مكان. هذا الرجل الذي تكامل زيه الظاهري مع باطنه فرفع عندي إسم طائفتنا أكثر من أي رجل دين آخر، مع تقديري لكل رجال الدين. اكّد لي في تلك اللحظات ما كنت أتشوق لسماعه منذ عقود، من أنّ الدروز في إيمانهم وكيانهم وحضورهم، جزء لا يتجزا من محيطهم الإنساني، لا يمكن لهم الإنعزال عن معاناة الناس، ولا الإحتجاج بالثوب للإبتعاد عن ساحات الكرامة. هو كان المكمّل لكل الذين حملوا البندقية والخنجر دفاعا عن الكرامة والعرض، فالكرامة لا ترتبط ببيت وشارع بل بهوية وطنية.

تابعت التواصل معه. استزدت من فكره النيّر وعلمه الغزير وحكمته. لم تفاجئني رسالته المفتوحة إلى أمين عام حزب إيران حسن نصرالله يناقشه عما إذا كان يهمه فعلا لبنان وليس إيران وسأله: هل تعلم إدارة الحزب كيف صار شعور اللبنانيين نحوه؟.  أودعته بتاريخ 13 شباط 2021 برنامجي لإنقاذ لبنان فكتب لي قائلا: أوافق عليه وأحلم به. وأنني أطالب بشدة أن نجد حلا للأحزاب المذهبية والطائفية.

تابعته حتى أيار 2021 حيث غاب صوته عني. سيبقى الشيخ دانيل رمزا حيّا في الذاكرة الإنسانيّة والوطنيّة، سيأتي اليوم الذي نرفع الستار عن نصب له باذن الله، ليكون جزءا من ذاكرة الأجيال الطالعة. هو لا يقل بالنسبة لي عن غاندي الهند. وهو في عمقه نموذج المعلم الشهيد كمال جنبلاط. سيكون من دواعي اعتزازي أن أدرس مقالاته وأفكاره وأنشرها في كتاب خاص. هو مدرسة الحداثة عند الدروز في بعدهم الديني وإيمانهم التوحيدي. يستحق عن جدارة نيل شهادة الدكتوراة الذي غاب قبل ان يدافع عن أطروحته من أجلها. هو بالنسبة لي الشيخ الدكتور دانيل عبد الخالق. رحمه الله.

 

المنظومة السياسية فشلت… دعوات لتسلّم الجيش زمام الأمور!

عمر حبنجر/الأنباء الكويتية/04 تموز/2021

تزايدت الدعوات الشعبية لتسلم الجيش اللبناني زمام الأمور، بعد الفشل المريع الذي منيت به المنظومة السياسية الحاكمة، على مختلف الصعد الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والصحية، فيما يبحث الفريق الرئاسي عن بديل للرئيس المكلف سعد الحريري، افتراضا انه يتجه للاعتذار عن تشكيل الحكومة.

ونقلت صحيفة اللواء القريبة من الحريري معلومات ديبلوماسية تتحدث عن خيارين أمام اللبنانيين في حال اعتذار الحريري: حكومة عسكرية تغيير الطاقم الحاكم او الفوضى. ويتولى إعلام “التيار” الترويج لفرضية اعتذار الحريري، فيما تدعوه موسكو وجهات عربية إلى التريث في الاعتذار، لتعذر وجود الشخصية الإسلامية السنية البديلة، وفق مقاييس نادي رؤساء الحكومة السابقين، والمجلس الشرعي الأعلى. وليس أدل على ذلك من اعتذار السفير مصطفى أديب عن تكرار محاولة التأليف. وجدد التيار في اجتماعه الأسبوعي دعوة الرئيس المكلف للعودة الى بيروت، وتشكيل حكومة قادرة على تحقيق الإصلاح، تاركا لإعلامه الخاص مهمة حض الحريري على الاعتذار، في حين اكد النائب التياري ماريو عون ان خيار استقالة نواب التيار من المجلس النيابي واردة. ويرد النائب جهاد الصمد، هذا التباين بين الموقفين السياسي والإعلامي للتيار، إلى ذكاء ودهاء جبران باسيل «الذي لا يرى غير رئاسة الجمهورية، رغم انه يمارسها عمليا». أما الحكومة العسكرية، فإن المصادر المتابعة ترى في الحديث عنها، مناغشة لعواطف اللبنانيين، الذين يرون في المؤسسات العسكرية والأمنية، الملاذ الأخير بعد الفشل المدوي للمؤسسات السياسية، إلا ان قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي ينتمي الى مدرسة مختلفة، عمن سبقه، يرى ان مسؤولية الجيش الآن ضبط الأمن وحماية الاستقرار.

في هذا الوقت، انشغلت الأوساط السيـاسية والديبلوماسية بالمسار الجديد الذي أطلقه قاضي التحقيق العدلي طارق بيطار في تحقيقاته بتفجير مرفأ بيروت، من خلال استدعائه القيادات السياسية والأمنية، وكل من علم وتغاضى، قصدا او جهلا، عن وجود نيترات الأومنيوم المتفجر في المرفأ المدمر، طوال 7 سنوات. ويأمل القاضي بيطار ان يتمكن من إنهاء تحقيقاته وإصدار قراره الاتهامي خلال أيلول المقبل، في ضوء تجاوب المراجع النيابية والحكومية والنقابية، مع طلبه الأذن بالملاحقة، وقد بدا التجاوب تاما حتى نهار السبت، فرئيس مجلس النواب نبيه بري، أعلن انه مع تطبيق القانون 100%.. وسبقه النواب علي حسن خليل وغازي زعيتر المحسوبين عليه، ومعهم وزير الداخلية السابق النائب نهاد المشنوق الذين أبدوا الاستعداد للمثول أمام المحقق العدلي، خلافا لموقفهم حيال المحقق العدلي السابق فادي صوان. وبدوره سارع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الى إعلان الاستعداد للحضور الى قصر العدل، وإعطاء موافقته على ملاحقة المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، التابع إداريا لرئاسة مجلس الوزراء، ومثله فعل وزير الداخلية محمد فهمي، بالموافقة على استجواب المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. واعتبرت نقابة المحامين انها غير معنية بملاحقة الوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر، كون ملاحقتهما مرتبطة بقضايا بعيدة عن دورهم كمحامين. وينتظر القاضي بيطار إعطاء وزارتي الدفاع والعدل الأذن بملاحقة الضباط والقضاة ممن كانوا على علم بوجود النيترات ومخاطرها، ومع ذلك لم يتصرفوا فورا وعلى رأسهم قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، بيد انه يخشى ان يسير القاضي بيطار على خطى القاضي صوان باستثنائه رئيس الجمهورية ميشال عون من القائمة. الناطق باسم أهالي ضحايا انفجار المرفأ وعددهم 215 ضحية ونحو 5 آلاف جريح، وليم نون قال في تصريح إذاعي، ان من مصلحة المطلوبين للتحقيق الحضور، وخصوصا النواب منهم، وإلا فسنضطر الى مهاجمتهم في بيوتهم وحتى في مجلس النواب! السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، أكدت على ختم هذا الملف، أولا وقبل كل شيء، من أجل الضحايا، واعتبرت في احتفال لمجموعة برنامج «تبادل الشباب والدراسة» في السفارة ان انتخابات العام المقبل في لبنان، ستكون الشكل النهائي للمساءلة أمام الجمهور.

 

لبنان ما بعد لقاء الفاتيكان… أي صدى لـ”الصرخة البابوية”؟

وسام أبو حرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية/04 تموز/2021

لبنان «يلفظ أنفاسه». عبارةٌ لم تتردّد مصادر واسعة الاطلاع في إسباغها على الواقع المُفْجِع في «بلاد الأرز» التي بحّ صوت المجتمع الدولي وهو «يتوسّل» الطبقة السياسية فيه تشكيل حكومةٍ موثوقة تؤسس لمسار الإنقاذ، فيما حساباتُ استحقاقات 2022 الانتخابية والأهمّ وقوع الوطن الصغير رهينة مقتضيات الصراع الكبير في المنطقة يمعنان في «ربْط أقدامه» بحبالٍ لا تنفك تشدّه إلى أعماق «جهنّم» الذي… فُتحت أبوابه. وفي رأي هذه المصادر أنه بعد «تجنيد» واشنطن وباريس ديبلوماسيتيْهما لحضّ اللبنانيين، «بالعصا والجزرة»، على تأليف حكومةٍ تعطي أول إشاراتِ انتهاء اللعب وفق «قواعد الفساد السياسي والإداري» بانتظار «تغيير حقيقي» يُراهَن على أن تحمله الانتخابات النيابية (أيار 2022)، فإن الصرخة الفاتيكانية التي عبّرتْ عنها مواقف البابا فرنسيس في ختام «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان» لم تقلّ تعبيراً عن الخطر الوجودي الذي بات يواجه «بلاد الأرز» وعن إصرار الكرسي الرسولي على استنفار «جيشه الديبلوماسي» في «معركة هادئة» لدى عواصم العالم لمنْع زوال «البلد الحَبِيب، كَنْزُ الحَضارةِ والحياةِ الرُّوحِيَّة، الذي شَعَّ الحِكْمَةَ والثَقَافَةَ عَبْرَ القُرُون، والذي يَشْهَدُ علَى خِبْرَةٍ فَريدَةٍ مِنَ العَيْشِ السِّلْمِي مَعاً». ورغم تَرَسُّخ حقيقةِ أن وحدَها تقاطُعاتٌ إقليمية – دولية يمكنها أن توقف انهيارَ «الهيكل» اللبناني باعتبار أن التفوّق الإيراني داخلياً بلغ مرتبةً تجعل حلفاءها يتعاطون على قاعدة أن في سقوط البلاد «فرصة» وأن لنهوضها «ممرّاً إلزامياً» لا يمكن عزْله عن سياقات حرب النفوذ في المنطقة، فإن المصادر نفسها تعتبر أنه وبمعزلٍ عن إمكان أن ينجح الفاتيكان حيث فشل كل الآخرين حتى الساعة، فإن خلاصات يوم لبنان في عاصمة الكثلكة في العالم جاءت مدجَّجةً برسائل بارزة يجري رصْدٌ دقيق لِما بعدها على خطينْ:

* الأول على مستوى الخطوات التالية للبابا فرنسيس الذي لا يمكن تَصَوُّر أنه عقد لقاءً لرؤساء الكنائس المسيحية في لبنان لمجرّد «تسجيل موقف» هو الذي خصّ الوطن الصغير باحتضانٍ بارز يُلاقي مكانته الثابتة لدى الفاتيكان كـ«رِسالَة عالَمِيَّة، رِسالَة سَلامٍ وأُخُوَّة تَرْتَفِعُ مِنَ الشَّرْقِ الأوْسَط» (كما قال البابا).

* والثاني على صعيد ما سيقوله ويقوم به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي كان واضحاً أن مجمل كلامه حيال مرتكزات الأزمة، بأبعادها السياسية المحلية والاستراتيجية المتعلقة بجرّ لبنان إلى لعبة المَحاور ومسألة سلاح «حزب الله» وقرار الحرب والسلم، كما بالفساد، وصولاً لإصراره على مؤتمر دولي تحت عنوان «حياد لبنان» لا تخرج عن سياقات مقاربة الفاتكيان للواقع اللبناني وإن اختلفت التعبيرات. وتعتبر الأوساط أن جوهر كلام البابا يوم الخميس تمحور حول أن لا دور للمسيحيين خارج رسالة التعايش المسيحي – الإسلامي «وأنْ يَكُونَ (لبنان) أرْضَ تَسامُحٍ وَتَعَدُدِيَّة، وَواحَةَ أُخُوَّةٍ تَلْتَقِي فِيها الأدْيانُ والطَوائِفُ المُخْتَلِفَة، وَتَعِيشُ فِيها مَعاً جَماعاتٌ مُخْتَلِفَة»، وأن لا بقاء للبنان خارج وقف اسْتِخْدامه (والشَّرْقِ الأوْسَط) «لِمَصالِحَ وَمَكاسِبَ خارجِيَّة»، ولا بترْكه «رَهينَةَ الأقْدارِ أو الَّذينَ يَسْعَوْنَ من دونِ رادِعِ ضَمير وَراءَ مَصالِحِهِم الخاصَّة»، مع دعوة بارزة «لوجوب إعْطاء اللبنانِيِّينَ الفُرْصَةَ لِيَكُونوا بُناةَ مُسْتَقْبَلٍ أفْضَل، علَى أرْضِهِم وَمن دونِ تَدَخُّلاتٍ لا تَجُوز». ولم يكن عابراً «التقريع الناعم» من البابا للطبقة السياسية في لبنان والتي عبّر عنها قوله «كُلُّ مَنْ فيِ يَدِهِ السُّلْطَة، فليَضَعْ نَفْسَهُ نِهائِيًا وَبِشَكْلٍ قاطِعٍ في خِدْمَةِ السَّلام، لا في خِدْمَةِ مَصالِحِهِ الخاصَة»، وتوجُّهه الى المواطنين اللبنانيين «لا تَيْأَسُوا، وَلا تَفْقِدُوا رُوحَكُم، ابْحَثُوا في جُذورِ تاريخِكُم عَنِ الرَّجاء، لِتُزْهِروا وَتَزْدَهِرُوا مِنْ جَدِيد» وَلـ «أَنْتُم القادَة السِياسِيِّين»: «لِتَجِدُوا، حَسَبَ مَسْؤُولِياتِكُم، حُلُولًا عاجِلَة وَمُسْتَقِرَة لِلأَزْمَةِ الاقتِصادِيَّة والاجتِماعِيَّة والسِياسِيَّة الحالِيَّة»، ومحدداً إطاراً عاماً لمسيحيي لبنان لا يمكن إلا إسقاطه على أداء قادتهم السياسيين قوامه «لا يُمْكِنُ أنْ تَقُومَ العَلاقَاتُ بَيْنَ الناسِ علَى السَّعي وَراءَ المَصالِحِ والامْتِيازاتِ والمَكاسِبِ الخاصَة لِلبَعض». وفي حين يسود تَرقُّب لمفاعيل الصوت البابوي الذي دوّى في اليوم التاريخي للبنان في الفاتيكان وسط معلومات عن أن البابا سيلتقي سفراء الدول الكبرى المعتمدة في روما لاطلاعهم على نتائج ما دار في اللقاء مع رؤساء الكنائس المسيحية، كما سيتواصل مع الرئيس الأميركي جو بايدن لوضعه في أجواء ما حصل، استوقفت الأوساط عيْنها المواقف التي أطلقها البطريرك الراعي (عبر محطة ام تي في) والتي عكست أنه فور عودته الى بيروت سيعاود تزخيم مساعيه المتصلة بالملف الحكومي، رغم تقاطُع الأجواء عند أن لا حكومة في لبنان أقلّه قبل الخريف ما سيعني ترْك الأزمات «تفترس» البلاد التي باتت تصارع «باللحم الحيّ» لغالبية أبنائها وحش الانهيار الشامل.

فالراعي الذي أكد «أن مجرّد دعوة البابا فرنسيس لاجتماعٍ حول لبنان في الفاتيكان حرّك الرأي العام الدولي، وكل الأنظار كانت متّجهة الى لبنان، وتحدّثنا عن الحياد والمؤتمر الدولي»، أوضح «أن البابا فرنسيس مصممٌ وهو وضع القضية اللبنانية نصب عينيه وسيستمر بدوره، واللقاء في الفاتيكان كان مناسبة كي يستمع البابا للتفاصيل وهو لم يتدخّل فيها، وفي النهاية قال كلمته و(الفاتيكان ما بيمشي على العمياني)إنما يفكّر ويعمل بطريقته الديبلوماسية». وأعلن أنه سيعمل جدياً بعد لقاء الفاتيكان «على موضوع جمع المسؤولين (في لبنان) من أجل تشكيل الحكومة»، لافتاً إلى «أن المجتمع الدولي يقول إنه غير راضٍ عن المسؤولين وأدائهم والجميع يُخالفون الدستور ومن ضمنهم رئيس الجمهورية بدءاً من طريقة تأليف الحكومة وصولاً إلى طريقة العمل ككلّ»، رافضاً في الوقت نفسه المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية «فالمسؤولية ليست محصورة به بل تتعلق بكل المجموعة السياسية». وفي موازاة ذلك، وإذ كانت الأنظار شاخصةً على القاهرة التي ذكرت معلومات أن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري توجّه إليها للقاءٍ مفترض مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، فإن الملف الحكومي بدا وكأنه يدور في الحلقة المقفلة نفسها وسط احتفاظ الحريري بورقة الاعتذار «للوقت المناسب» ومعاودة تلويح نواب في «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس ميشال عون) بإمكان الاستقالة من البرلمان، فيما عصف الأزمات يتعاظَم، من المحروقات التي بقي الحصول عليها (رغم رفْع سعرها بنحو 50 في المئة) رهن الوقوف في طوابير الذل القديمة – الجديدة، إلى الكهرباء التي تقترب من العتمة شبه الشاملة (عبر مؤسسة كهرباء لبنان) وسط تقنين يشتدّ من أصحاب المولدات الخاصة الذين لم يتسلّموا بعد الكميات الكافية من المازوت، ناهيك عن «جنون» الأسعار التي تمْضي في الارتفاع لتقذف المزيد من الأسر تحت خط الفقر.

 

الرهان الدولي على الانتخابات النيابية كفرصة لإنقاذ لبنان تحوطه مخاطر من «انقلاب كبير»

رلى موفّق/القدس العربي/04 تموز/2021

لا يدور البحث راهناً حول إنقاذ لبنان من الانهيار، بل حول كيفية التخفيف من وطأة الارتطام الكبير. فاللبنانيون يعيشون فصول الانهيار المتسارع مالياً واقتصاديا وصحياً وتربويا، كنتيجة حتمية للانهيار السياسي والدستوري في البلاد، من دون أي أفق للخروج من القعر.

بات واضحاً من حركية المجتمع الدولي أنه يتعامل مع لبنان من موقع تقديم المعونة الإنسانية، تماماً كما يتعامل مع الدول التي تضربها المجاعة والفقر والعوز. يكفي أن يُعقد مؤتمر من أجل دعم الجيش اللبناني غذائياً للدلالة على حجم الكارثة من جهة، والتوجّه العام الدولي من جهة ثانية. تحولت المساعدات الاقتصادية، التي كان بإمكانها أن تعيد وضع البلاد على طريق الإنعاش والحياة، إلى مساعدات إنسانية بفعل غياب «الشريك الداخلي». هكذا يوصّف دبلوماسي عربي معني بالملف اللبناني واقع الحال. «والشريك الداخلي» هنا، هو وجود حكومة. وتأليف الحكومة تعيقه حسابات لبنانية وما فوق لبنانية. وبالتالي، فإن الدرب مقفل أمام الحلول. تتداخل الحسابات الداخلية بتلك الخارجية وتتشابك وتتماهى مع بعضها البعض. تقوى حيناً لعبة التمويه وتخفت حيناً آخر. من يمكنه، على سبيل المثال، أن يُصدّق أن كل الذل الذي وصل إليه اللبناني، واستعصاء تأليف الحكومة سببه طموحات شخصية لجبران باسيل صهر رئيس الجمهورية في الوصول إلى سدة الرئاسة خلفاً لعمه ميشال عون؟ باسيل الذي أعلن أنه يخوض معركة حقوق المسيحيين، رافضاً أن يُسمّي رئيس الحكومة المسلم السني وزيرين مسيحيين، محولاً عملية توازنات وزارية إلى مس بالدستور والتوازنات الوطنية. ومن يمكنه أن يُّق أن «حزب الله» يبقى متفرجاً لو لم يكن له مصلحة في الإبقاء على «الستاتيكو السياسي»؟. لا يطيب لدبلوماسي عربي ربط الاستعصاء اللبناني بحسابات خارجية. برأيه أن «المشكلة داخلية بشهادة كل الأطراف اللبنانيين». يقول: «إن هناك من يريد أن يُحَصّل مكاسب على جثة لبنان. ولم يعد ترفاً البحث عن ذرائع من خارج الحدود، فذلك شراء وقت ما عاد أحد يملكه، ومن أضعف الإيمان أن تتم تسمية الأشياء بأسمائها.»

هذه القراءة تذهب إلى أن الواقع اللبناني لا يتنظر حسم الجدل حول جنس الملائكة، فإما تشكيل حكومة ولو في الساعة الأخيرة من أجل إدارة الارتطام والتخفيف من آثاره الصعبة لإعادة هيكلة الاقتصاد أو أن الواقع سيفرض إعادة الهيكلة إنما بالآليات الوحشية للاقتصاد التي تفرض التوازن غير الإنساني. فتعريف الانهيار هو الوصول إلى التوازن بأكثر الطرق وحشية، بمعنى أن الاقتصاد لا ينتظر السفسطة السياسة في ظل عدم وجود حكومة يفترض أن تكون وظيفتها التخفيف من الأعباء. ستتحكم بربرية آليات السوق. سيموت الناس أم لنقص في الطعام أو الدواء، أو لعدم القدرة على شرائهما.

فعلى عكس ما كان يظنه اللبنانيون من أن العالم لا يدير ظهره للبنان، فقد حصل هذا الأمر، بفعل تغيّر موقعه الذي لم يعد الرئة المالية للمنطقة، ولا عاد هو خط التماس الأساسي للصراع الدولي. هو أضحى أصغر ساحة صراع في منطقة ملتهبة بالصراعات، وهو أقلها كلفة. هذا الموقف تُعبّر عنه دول لا تزال تنطلق من أن حماية لبنان هي جزء من حماية أمنها القومي والأمن القومي العربي.

ما هو جلي أنه يتم التعاطي مع لبنان دولياً من المنظور الإنساني، يتم مده بالمساعدات الإنسانية للناس من أجل تخفيف وطأة المعاناة، التي ستؤدي إلى فوضى مجتمعية، ويتم دعم الجيش والمؤسسات الأمنية بالمساعدات المطلوبة لضمان بقائها من أجل المساعدة على التخفيف من وطأة البربرية أو الفلتان الذي سيحصل. هو واقع باق حتى موعد الانتخابات النيابية في ربيع 2022، حيث الرهان الدولي على أن تفرز الانتخابات النيابية المقبلة تبدلاً في موازين القوى السياسية عن طريق صناديق الاقتراع بما يؤدي إلى الخروج من حالة التعطيل السياسي الحالي. هذا معناه عملياً أن المجتمع الدولي ينتظر أن تتغير المعادلة السياسية بحيث تنتقل الأكثرية من ضفة إلى أخرى. الأكثرية اليوم بيد تحالف يديره «حزب الله». والعامود الأساسي في هذا التحالف هو رئيس الجمهورية وتياره السياسي، الذي يحظى في البرلمان بالكتلة الأكبر التي تقوم في جانب منها على تضخيم متعمد بفعل الحاجة إلى الدور السياسي الذي تقدمه.

فـ»حزب الله»، رغم كل قوته العسكرية وسلاحه، ما كان قادراً على خلق كل هذه التحولات من دون شريك داخلي قوي أمن َّ له الغطاء السياسي، بغض النظر عما إذا كان هذا الشريك يُؤمِن بالمشروع السياسي للحزب وللمحور الذي تقوده إيران أم لا. كان عون يبرر أمام بيئته تحالفه مع «حزب الله» بأنه يحميها من خطر هذا الحزب عليها، فبل أن يكون يحميها من خطر الآخرين عليها، والذي حمل عنواناً لاحقاً هو «الإرهاب السني».

الرهان الدولي يحمل في طياته هدفاً يقوم على تغيير موازين القوى السياسية اللبنانية، ما يطرح سؤالاً جوهرياً عمّا إذا كان «حزب الله» سيكون مسهلاً لعملية إضعافه عن طريق إضعاف حليفه المسيحي الأول. هل الحزب في وارد خسارة سيطرته على القرار اللبناني بعدما أخضع خصومه ترغيباً وترهيباً؟ الحزب ينتظر تطورات المنطقة التي هي في خضم تحولات جيوسياسية، مع قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالخروج من الشرق الأوسط. هو جزء من محور يريد أن يملأ الفراغ الذي سيحدثه الانسحاب الأمريكي والذي سيكون للصين ولروسيا مكان فيه. لا تقف حساباته عند المصلحة اللبنانية بل عند ما يؤمنه لبنان من مصلحة لمشروعه العقائدي والسياسي الأكبر، والذي يراه على طريق تحقيق مزيد من الانتصارات اليوم مع وجود الحزب الديموقراطي في «البيت الأبيض» الذي سيعود إلى الاتفاق النووي مع إيران. وقد بدأ مسار رفع العقوبات عنها. يدرك «حزب الله» أن إيران في زمن إبراهيم رئيسي المتماهي مع الحرس الثوري ومع المرجعية الدينية ستكون أكثر إصراراً على مد نفوذها في الإقليم وتكريسه. تعمل إيران وأذرعها العسكرية على خلق وقائع على الأرض بغية تحولها حاجة ستتكىء عليها واشنطن لحماية مصالحها حيث تنسحب وستتشارك وإياها حيث تبقى.

فقد بدأت أحاديث تتسرب من كواليس قريبة من «حزب الله» عن إمكانية عدم حصول الاستحقاقات الدستورية النيابية والرئاسية في مواعيدها الطبيعية. وبالتالي، ليس من الصعب خلق الظروف من أجل أن يصبح خيار التأجيل واقعاً معمولاً به من قبل كل الفرقاء الداخليين، حتى وإنْ كان التوجّه الدولي، الذي أفضى إليه الاتفاق الأمريكي- الفرنسي- السعودي عقب اللقاء الثلاثي في روما، يقضي بالعمل على منع أي محاولات تأجيل لبنانية للاستحقاقات الدستورية. هذا التوجه بحد ذاته هو ما سيقلق «حزب الله» في القريب الآتي، وسيكون عليه العمل على فرض تحالفات قادرة على إعادة انتاج نفس التوازنات السياسية التي توفر له إحكام قبضته على البلاد، وإلا اللجوء إلى سلاح التعطيل لفرض تعديلات جديدة، دستورية أو سياسية أو ميدانية، تكون بمثابة «الانقلاب الكبير.»

لبنان الذي أضحى في قلب الانهيار وعلى مشارف الاندثار هو في حضرة قوى سياسية إما عاجزة وخائفة على مصير جماعتها أو متواطئة، وفي حضرة شعب لا يعرف الكثير عن بعضه البعض. اللبنانيون عالقون بين ماض يؤمنون أنه كان عريقاً وبين حاضر يروونه قاتماً وبين مستقبل يريدونه زاهراً على شاكلة النهايات الجميلة في الأفلام، ولكن كثيراً ما لا تتحقق تلك النهايات.

 

فن الحرب والتعذيب يجمع حزب الله بالطاغية

منى فياض/الحرة/04 تموز/2021

حزب الله حزب متدين، يشهر عقيدة الحسين والإمام علي، المعروفان بدفاعهما عن الحق ولو كلفهما ذلك الاستشهاد. إنه حزب مقاوم لم يترك طريقا إلا وسلكها لتحرير القدس.

وهو فوق ذلك يحارب الإرهاب والدواعش وكل ما يهدد سلامة لبنان. لكنه لا يسمح للحرب  بأن تلغي فائض إنسانيته. لذا وضع خطاً أحمر أمام الجيش اللبناني الذي أراد القضاء على فتح الإسلام، إخوة داعش؛ بداعي الرأفة بأهالي مخيم نهر البارد!! ولذا ستغفرون تأمينه باصات مكيفة للداعشيين وعوائلهم لنقلهم من جرود عرسال إلى مقراتهم الآمنة في صحارى بشار الأسد.

إضافة لفعله المستحيل لتحرير سمير القنطار ولو تعرّض لبنان للدمار، فحقوق الإنسان مقدسة والفرد أساس الجماعة أليس كذلك؟

وهو يحفظ العهود، التي تناسبه طبعا، فأمام الخدمات والرعاية التي تلقاها من النظام السوري أيام الأب، وجب عليه أن يحمي خلفه. لذا ما كان يعقل أن يترك وريث الأسد فريسة رعاع وبلطجية ما سمي ثورة 2011 . فكان أن هبّ بشهامة للنجدة، إذ تراءى له أن المنتفضين إرهابيين وداعشيين.

كل ذلك مسلمات قبلها جمهور واسع من اللبنانيين. فالأسد، طبيب عيون (حضرته)، مسالم وبدأ حكمه بربيع دمشق؛ وامرأته إنكليزية راقية؛ زهرة صحراء هبطت على حين غرة كقطرة ندى منعشة. وسوريا، قلب العروبة النابض، طالما ساهمت بمحاربة الإرهاب والاستبداد لدرجة فتح قنوات مع الشيطان الأكبر فقط لمحاربة صدام المستبد ولتسليم مطلوبين إرهابيين وشبكاتهم.

فوجب على الحزب الغرق حتى أذنيه في الحروب السورية. للضرورة أحكامها.

إلى أن اندلعت ثورة 17 أكتوبر وتبعها انفجار المرفأ، فبدأت تظهر بعض الحقائق أمام أعين اللبنانيين الغافلين حتى حينها، لانشغالهم كأقليات بالبحث عمن يحتمون به للدفاع عنهم. والحزب شغله نجدة المظاليم.

فآخر نداء استغاثة، مغلف بالصداقة، باسم حقوق المسيحيين، وجّهه القائم بأعمال رئاسة الجمهورية جبران باسيل:" اليوم أستعين بصديق هو سماحة السيد حسن نصر الله ، أريده حكما وأمينا على الموضوع، لأنني أثق به وبصدقه وائتمنه على موضوع الحقوق... يا سيّد حسن أعرف أنك لا تخذل الحق، أنا جبران باسيل.. أقبل بما تقبل به أنت لنفسك".

وكيل الجمهورية ألغاها ودستورها، وطلب "كشيخ ربعة" صغير، الحماية من شيخه الأكبر. لكن إياكم الظن أنها الذميّة بعينها، إنها ندّية الصداقة فقط.

علّق أحد الظرفاء: "معظم الشعب اللبناني يعتبر جبران باسيل إنسانا فاسدا وحرامي و و ، إلا زعيم أكبر حزب لبناني ديني مدّعي محاربة الفساد يعتبره صديقا".

وعلى نفس المنوال، معظم دول العالم ومعظم المواطنين العرب يعتبرون بشار الأسد ونظامه مجرم حرب وتعذيب وإبادة، إلا الحزب إياه وشيخه، يعتبره أكثر من صديق، إنه حليف.

كُتب الكثير عن نظام الأسد وتنكيله بالسوريين، وتكفي في هذا المجال آلاف الصور التي أخرجها قيصر وعلى أساسها نظمت عقوبات قانون قيصر.

لكن للكتاب الحديث الذي أصدرته دار الجديد بعنوان "الفظيع وتمثيله"، خصوصيته. فلقد أهداه كاتبه، ياسين الحاج صالح، إلى زوجته سميرة التي خطفت وأخفيت مع رزان زيتونة، وإلى المغدور لقمان سليم الذي كان يعدّه للنشر.

يقارن فيه الكاتب بين نظامي الأب والابن وخصوصية التعذيب فيهما.

التعذيب هو فعل انتهاك عنيف يزيل الحدود كالاحتلال. تموت الضحية حين تفقد حدودها كلها مع العالم الخارجي. يمكن التمييز بين 3 أصناف من التعذيب و3 انتهاكات للحدود في سوريا: تعذيب استجوابي، تعذيب إذلالي، وتعذيب إبادي.

التعذيب التحقيقي ينتهك حدود المعذَّب، ويهدف إلى إثارة "حرب أهلية" في داخله، نزاع بين غريزة البقاء الفردي والتزامات الفرد حيال جماعة ما. الخيار بين تضحية المعذّب بنفسه أو بالآخرين. هذا ما كان يتعرض له أعضاء المنظمات السياسية المعارضة التي يريد النظام إبادتها كمنظمات دون إبادة أعضائها بالضرورة.

المقرات الأمنية التي تقوم بالاعتقال والتعذيب هي بمثابة مصانع. والمنتوج هو السلطة.

سبق لأغامبن أن ساءل التجارب البيوسياسية للرايخ الثالث في معتقلات التعذيب النازية: كيف توصلت الحياة لأن تصبح موضوعاً للسياسة؟ ما هي العلاقة بين السياسة والحياة، كي يصبح بالإمكان نزع كل قيمة عنها بواسطة قرارات سياسية؟  ذلك بسبب القيمة المعطاة للحياة بالتحديد.

ما يقترحه أغامبن يشكل استعادة لسؤال السلطة كما طرحه فوكو وإعادة تعريفها على مستويين مترابطين يتعلقان بنمط ممارسة السلطة وبنمط الاستيلاء عليها. فبرأيه ما يمنعنا من ضبط آلية عمل السلطة، هو تحديدا تقديمها تحت عنواني القانون والسيادة التي لا تطال الأفراد من الزاوية القانونية، لكنها تطال "الحياة عارية" بشكل خفي، فتعرّضها بواسطة السلطة الاستثنائية المفروضة للعنف بذريعة قراراتها السيادية التعسفية وتخضعها وتصنفها وتحدد قيمتها، جاعلة إياها بلا قيمة. فتمارس سلطتها السيادية على "الجسد البيو- بوليتيكي" لتحافظ على استمراريتها.

برع بشار، باسم سلطته "الشرعية"، بزعم إيران وروسيا ، في بناء معسكرات تعذيب مثل سجن صيدنايا. القصد منه صنع ذاكرة لا تنسى، تتجاوز المعذَّب نفسه لردع وترهيب جميع السكان.

التعذيب بهذا المعنى أداة سياسية. سوريا الأسد هي دولة اعتقال وتعذيب منذ قيامها مطلع سبعينيات القرن العشرين.

سجن صيدنايا هو معسكر اعتقال ومعسكر قتل في آن. السؤال الذي يثار في هذه الحالة لماذا يجري تعذيب وإذلال من يُرجّح أن يعدموا بعد حين؟

التعذيب في هذه الحالة موجه نحو الجلادين، بهدف إشراكهم في الانفصال التام عن المعذَّبين والتماهي التام بالقاتل. الغرض هو "التشريط" المناسب لمن يقومون بالإذلال كي يستطيعون القيام بما يفعلون، ولضمان تحولهم إلى محض معذِّبين. ما من شأنه اأن يشد وثاقهم بمن يوفر لهم الأجساد اللازمة للقيام بما هم مرصودون له. يجب الحط من شأن المعذَّبين قبل قتلهم من أجل تخفيف الشعور بالذنب عند القاتل. علاقة التعذيب لا تقتصر على تفريغ المعذَّب من ذاتيته، بل هي تفرغ الجلاد أيضا، لانتصار وكالة التعذيب العامة: الدولة.

التعذيب علاقة ثلاثية: المعذَّب والمعذِّب ووكالة التعذيب. دولة سورية للتعذيب تمارس سلطتها منذ نصف قرن على الأجساد مباشرة، فتنزع ملكيتها من أصحابها وتبيحها لمديري وكالة  احتكار العنف "الشرعي"، التي لا تتطلع إلى غير البقاء في الحكم "إلى الأبد". هذا هو النظام الذي يستميت من أجله شيعة الحسين الجدد ويميتون لبنان في سبيله وفي سبيل نصرة إيران توأم سوريا. والذي يستميت العهد للتطبيع معه.

وهذا هو النظام الذي تطلب روسيا من العرب إعادته إلى الجامعة العربية، لولا معارضة الإدارة الأميركية. 

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي متوجها للمسلمين: ليس في السلام غالبون ومغلوبون بل إخوة يسيرون من الصراع الى الوحدة

وكالة الأنباء الوطنية/04 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100308/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطران بيتر كرم والقيم البطريركي في الديمان الاب طوني الآغا، وشارك فيه عدد من الآباء. حضر القداس جماعة من الراهبات وعدد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “الحصاد كثير والفعلة قليلون” (لو 10: 2)، قال فيها: الكنيسة برعاتها وجماعة المؤمنين والمؤمنات بالمسيح مرسلة إلى العالم وهي في حالة إرسال دائم لتعلن سر يسوع المسيح بحيث يتمكن كل انسان من معرفته واللقاء به شخصياً وجدانياً وهي بالتالي رسالة سلام، فالمسيح "أمير السلام" بحسب أشعيا النبيّ، و"المسيح سلامنا" بحسب بولس الرسول (أفسس 2: 14)، وبمعرفته "ننال السلام" بحسب بطرس هامة الرسل (2 بطرس 1: 2).

وإذ تنفتح أمام الكنيسة مساحات واسعة في العالم من مثل: الحياة الإجتماعيّة،والتربية والإقتصاد، والسياسة، والإدارة، وعالم القضاء، والإعلام وتقنيّاته، قال الربّ يسوع لهؤلاء الذين يرسلهم من جيل إلى جيل: "الحصاد كثير والفعلة قليلون. فاطلبوا من ربّ الحصاد أن يرسل فعلةً إلى حصاده" (لو 10: 2). أجل، نحن نصلّي اليوم من أجل إرسال مثل هؤلاء الفعلة أساقفة، وكهنة ورهبانًا وراهبات ومؤمنين ومؤمنات ملتزمين، فيعملوا على متابعة الرسالة، حاملين إنجيل الملكوت إلى هذه المساحات، فتنطبع بثقافة الإنجيل.

2. يسعدني أن نلتقي معًا ونحتفل بهذه الليتورجيا الإلهيّة، بعد العودة من روما حيث مع أصحاب الغبطة البطاركة والسادة الأساقفة، رؤساء الكنائس في لبنان، شاركنا قداسة البابا فرنسيس في "يوم التفكير بشأن لبنان، والصلاة من أجل السلام فيه". نشكر الله في هذه الذبيحة الإلهيّة على ذاك اليوم الغنيّ بالخير والنعم، ونصلّي كي يحقّق الله أمنيات قداسته بشأن لبنان، وكي يمكّننا من تحقيق برنامج العمل الذي رسمه لنا في كلمته التي ختم بها الصلاة المسكونيّة في بازيليك القدّيس بطرس، وشارك فيها العالم عبر الوسائل الإعلاميّة ووسائل التواصل الاجتماعي.

3. إنجيل اليوم يذكّر المسيحيّين بأنّهم يشاركون، بحكم معموديّتهم والميرون، في وظيفة يسوع المسيح المثلّثة: النبويّة والكهنوتيّة والملوكيّة. الوظيفة النبويّة توجب عليهم معرفة المسيح والانجيل وتعليم الكنيسة، واتخاذ مواقف إيمانيّة، وطبع الشؤون الزمنيّة بالقيم الروحيّة والخلقيّة. والوظيفة الكهنوتيّة تحملهم على المشاركة في سرّ القربان والأعمال الليتوجيّة المقدّسة، وعلى الصلاة والعبادة، فيجعلون من أعمالهم وتضحياتهم وأفراحهم وأحزانهم قرابين روحيّة، يضمّونها إلى قربان المسيح في قدّاس الأحد. والوظيفة الملوكيّة تفتح قلوبهم لمحبّة المسيح المسكوبة بالروح القدس من أجل انتصار النعمة على الخطيئة، والخير على الشرّ، ويعملون جاهدين على محاربة الظلم والعداوة والنزاعات بإحلال العدالة والأخوّة والسلام.

4 الصلاة التي يدعونا إليها المسيح لإلتماس الفعلة لحصاده، تجد صداها في صلاتنا مع قداسة البابا في الڤاتيكان، الخميس الماضي. الصلاة أساس أيٍّ حلٍّ لأنَّ لبنانَ هو أصلًا مشروعُ لقاءٍ مع الله، ومأساتَه الحاليّةَ تَعصَى على الحلولِ العاديّة. حين كان البابا فرنسيس يَتكلّم، شَعَرنا أنَّ حلَّ القضيّةِ اللبنانيّةَ في عمق قلبه، وأن قوّةً من الأعالي دخلت علينا لتشفيَ بلدَنا. فالصلاةُ ليست طريقَ الإنسانِ إلى الله فقط، بل هي طريقُه إلى الآخَر. ومتى حَصَل اللقاءُ بالآخَر يكون الحلُّ.

فتَعالَوْا، أيها اللبنانيّون نلتقي من جديد، ونرمي جميعَ خِلافاتِنا العبثيّةِ وراءَنا، ونَمشي في النورِ نحوَ المستقبل؛ وسيكون لنا مستقبلٌ عظيمٌ. لقد دعانا البابا فرنسيس إلى الإيمانَ والرجاءَ والمحبّةَ والندامةَ والغفران. نحن، نَفتقِدُ هذه القيمَ الروحيّةَ والإنسانيّةَ مثلما نَفتقِدُ الخبزَ والغذاءَ والدواء. لأنّ فيها نجدُ الحلَّ والخلاصَ، ونَجِدُ خبزَ الحياة.

كم كان قداستُه متأثّرًا ومؤثّرًا، وهو يقول: "يَدْفَعُنا القَلَقُ الشديد على لبنان، الذي أَحْمِلُهُ في قَلْبِي وأَرْغَبُ في زِيارَتِه، إذ أراه يُتْرَكُ رَهينَةَ الأقْدارِ أو رهينةَ الَّذينَ يَسْعَوْنَ بِدونِ رادِعِ ضَميرٍ وَراءَ مَصالِحِهِم الخاصَّة. لبنان بَلَدٌ صَغيرٌ كَبِير، وَهُوَ أكْثَرُ مِنْ ذَلِك: هُوَ رِسالَةٌ عالَمِيَّة، رِسالَةُ سَلامٍ وأُخُوَّةٍ تَرْتَفِعُ مِنَ الشَّرْقِ الأوْسَط".

5.أمّا نحن فكان كلّ لبنانيّ حاضِرًا معنا، في قلبنا وفي خاطرنا. ما نَطَقْنا بكلمةٍ ولا أدْلَينا برأيٍّ إلا وأخَذْنا بالاعتبارِ مصلحةَ جميعِ اللبنانيّين. لقد صار واضحًا أنَّ مسارَ حلِّ القضيّةِ اللبنانيّةِ، ومصيرَ "الوطنِ الرسالة"، يَـمرُّ حتمًا بلقاءِ اللبنانيّين على وِحدةِ دولةِ لبنان في ظلِّ الديمقراطيّةِ والتعدديّةِ واللامركزيّةِ والحِيادِ الإيجابي الناشط ووِحدةِ القرارِ الوطنيِّ والانتماءِ العربيِّ وتنفيذِ جميعِ القراراتِ الدُوليّة. وصار واضحًا مدى حاجةِ لبنان في ظلِّ هذا التمزّقِ والانهيارِ إلى مساعدةِ الأشقّاءِ والأصدقاءِ عبرَ مؤتمرٍ دُوليٍّ يُخرُج لبنانَ من أزمتِه المصيريّة.

6. لقد وجّه قداسة البابا فرنسيس نداءات بصيغة الواجب، بالتوالي:

إلى كلّ من بيده السلطة: أن يضع نَفْسَهُ نِهائِيًا وَبِشَكْلٍ قاطِعٍ في خِدْمَةِ السَّلام، لا في خِدْمَةِ مَصالِحِهِ الخاصَة. كَفَى أنْ يَبْحَثَ عَدَدٌ قَليلٌ مِنَ الناسِ عَنْ مَنْفَعَةٍ أنانِيَّة علَى حِسابِ الكَثيرين! كَفَى أنْ تُسَيْطِرَ أَنْصافُ الحَقائِقِ علَى آمالِ الناس!". كَفَى اسْتِخْدامُ لبنانَ والشَّرْقِ الأوْسَط لِمَصالِحَ وَمَكاسِبَ خارجِيَّة! يَجِبُ إعْطاءُ اللبنانِيِّينَ الفُرْصَةَ لِيَكُونوا بُناةَ مُسْتَقْبَلٍ أفْضَل، علَى أرْضِهِم وَبِدونِ تَدَخُّلاتٍ لا تَجُوز.ودعا القادة السياسيّين لإيجاد حلول عاجلة ومستقرّة للأزمة الإقتصاديّة والإجتماعيّة والسياسيّة الحاليّة.

وإلى اللبنانيّين:

لقَدْ تَمَيَّزْتُم علَى مَرِّ القُرُون، حَتَى في أَصْعَبِ اللحَظات، بِرُوحِ المُبادَراتِ والاجْتِهاد. أَرْزُكُم العالي، رَمْزُ بَلَدِكُم، يُذَكِّرُ بِغَنَى وازْدِهارِ تارِيخِكُم الفَريد. ويُذَكِّرُ أيْضًا أنَّ أغْصانَه العاليَّة تَنْطَلِقُ مِنْ جُذُورٍ عَميقَة. تَأَصَّلُوا في جذور أَجدادِكُم، وأَحلامِ السَّلام. فلا تَيْأَسُوا، وَلا تَفْقِدُوا رُوحَكُم، ابْحَثُوا في جُذورِ تاريخِكُم عَنِ الرَّجاء، لِتُزْهِروا وَتَزْدَهِرُوا مِنْ جَدِيد.

وإلى المسيحيّين: معكم، نريد اليوم أنْ نُجِدَّدَ التِزامَنا بِبِناءِ مُسْتَقْبَلٍ مَعًا، لأنَّ المُسْتَقْبَلَ سَيَكُونُ سِلْمِيًّا فَقَطْ إذا كان مُشْتَرَكًا. لا يُمْكِنُ أنْ تَقُومَ العَلاقَاتُ بَيْنَ الناسِ علَى السَّعي وَراءَ المَصالِحِ والامْتِيازاتِ والمَكاسِبِ الخاصَة لِلبَعض. لا، إنَّ الرُؤيَّةَ المَسِيحِيَّة لِلمُجْتَمَعِ تَحْمِلُ علَى الاقْتِداءِ بِعَمَلِ اللهِ في العالَم. فَهُوَ أبٌ وَيُريدُ الوِئامَ بَيْنَ الأبْناء. نَحْنُ المَسِيحيِّين مَدْعُوونَ لأن نَكون زارِعِي سَلامٍ وَصانِعي أُخُوَّة، وأَلَّا نَعِيشَ علَى أحقادِ الماضي والتَحَسُّر، وأَلَّا نَهْرُبَ مِنْ مَسؤُولياتِ الحاضِر، وأَنْ نُنَمِيَ نَظْرَةَ رَجاءٍ في المُسْتَقْبَل. نَحْنُ نُؤْمِنُ أنَّ اللهَ يَدُلُنا علَى طريقٍ واحدٍ فَقَط في مَسيرَتِنا: هُوَ طَريقُ السَّلام. لِهَذا نُؤَكِدُ لإخْوَتِنا وأَخَواتِنا المُسْلِمينَ وَمِنَ الدِياناتِ الأُخْرَى الانْفِتاحَ والاسْتِعْدادَ لِلتَعاوِنِ لِبِناءِ الأُخُوَّةِ وَتَعْزِيزِ السَّلام. لَيْسَ في السَّلام "غالِبونَ وَمَغْلُوبون، بَلْ إخْوَةٌ وأَخَوات، يَسِيرونَ مِنَ الصِّراعِ إلى الوَحْدَة، رَغْمَ سُوءِ التَفاهُمِ وَجِراحِ الماضي". وَبِهَذا المَعْنَى، أَتَمَنَى أنْ تَنْجُمَ عَنْ هذا اليَوْمِ مُبادَراتٌ عَمَلِيَّة في إطارِ الحِوارِ والالتِزامِ والتَضامُن.

وإلى الشباب: أذكّركم بكلام الشاعر جبران خليل جبران: "وراء ستار الليل الأسود هناك فجرٌ ينتظرنا." فأنتم مصابيح تُضيءُ في هَذِهِ السَّاعَة المُظْلِمَة. لِيُضِئْ علَى وُجُوهِكم أَمَلُ المُسْتَقْبَل. إنّ وِلادَةَ لبنان تَكُونُ علَى يَدِكِم. لِنَنْظُرْ إلى آمالِ وأحلامِ الشَّباب. وَلْنَنْظُرْ إلى الأَطْفال: عُيُونُهُم مُشِعَّة، وَلَكِنَّها مَلِيئَةٌ بالدُموع، وَتَهِزُّ الضَّمائِرَ وَتُصَحِّحُ المَقاصِد.

وإلى النِساء: تَتَبادَرُ إلى ذِهْنِي أوَّلًا سَيِّدَتُنا مَرْيَمُ العَذْراء والِدَةُ الجَميع، التي تُعانِقُ بِنَظَراتِها، مِنْ تَلَةِ حَريصا، كُلَّ الوافِدينَ إلى لبنان مِنَ البَحْرِ الأبْيَضِ المُتَوَسِّط. يَداها مَفْتُوحَتان نَحْوَ البَحْرِ وَنَحْوَ العاصِمَةِ بَيْرُوت لِتَسْتَقْبِلَ آمالَ الجَمِيع. النِساءُ هُنَّ والِداتُ الحَياةِ والأَمَلِ لِلجَميع، يَجِبُ أنْ يَحْظَيْنَ بالاحْتِرامِ والتَقْديرِ والمُشارَكَةِ في صُنْعِ القَرارِ في لبنان.

وإلى المُسِنّين: فلِيُعطونا معنَى التاريخ، وَلْيُعطونا القِيَّمَ الأساسَيَّة مِن أجلِ المِضيِّ قُدُمًا. إنّ لَدَيْهِم الرَغْبَةَ في أنْ يحلموا: فلِنُصْغِ إليهم، حتى تَتَحَوَّلَ أحلامُهم فينا إلى نُبُوءَة.

وإلى اللبنانيّين المنتشرين: ضعوا أفْضَلَ الطاقاتِ والمَوارِدِ المُتَوَفِرَة لَدَيْكُم في خِدْمَةِ وَطَنِكُم.

وأخيرًا إلى أعَضاءَ المُجْتَمَعِ الدَوْليّ: وفّروا بِجُهْدٍ مُشْتَرَك، للبنان الظُروفَ المُناسِبَة حتَى لا يَغْرَق، بَلْ يَنْطَلِقُ في حَياةٍ جَدِيدة. سَيَكُونُ ذَلِكَ خَيْرًا لِلجَميع.

أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء،

7. إنّ كلمة قداسة البابا فرنسيس في ختام "يوم التفكير بشأن لبنان، والصلاة من أجل السلام فيه"، ونداءاته تشكّل لنا جميعًا خريطة الطريق للخروج من مختلف الأزمات التي نعاني منها. أعاننا الله بنعمته على السير بها، لمجده تعالى وخلاص لبنان وخير جميع اللبنانيّين. فله الشكر والتسبيح: الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #الراعي #بكركي #عظة_الراعي #معا_من_أجل_لبنان

 

المطران عودة: عسى اهتمام البابا يحرك ضمائر المسؤولين ويحضهم على القيام بما يلزم سريعا

وكالة الأنباء الوطنية/الأحد 04 تموز 2021

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، قداسا إلهيا في المطرانية، في حضور عدد من المؤمنين.

بعد القداس، ألقى عودة عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم عن دعوة الرسل بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا ابني زبدى. هؤلاء الرسل الأربعة، وباقي الرسل، الذين عيدنا لهم الأسبوع الماضي، تركوا كل شيء وتبعوا المسيح. إن الحياة من دون المسيح ليست حياة حقيقية، بل هي موت. لذلك، مهما اغتنى العالم بالمظاهر، ليس له أدنى قيمة إلا متى ابتغى وجه الإله - الإنسان، يسوع المسيح. هذا ما كان تلاميذ الرب يعرفونه جيدا، لذلك هجروا كل شيء وتبعوه. لقد وجدهم المسيح منشغلين بعملهم، فأندراوس وبطرس كانا يرميان الشبكة في البحر (مت 4: 18)، ويعقوب ويوحنا يصلحان شباكهما مع أبيهما. أتت دعوة المسيح مقتضبة تحمل الكثير من المعاني: "هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس" (مت 4: 19). أما تلبية التلاميذ للدعوة فكانت حارة وفورية، إذ ترك يعقوب ويوحنا الشباك والمركب وأباهما وتبعا الرب. لو أردنا قياس قرار التلاميذ بمقاييس الإنسان الجشع الذي يعمل ليجمع المال فوق المال، وهو الحكيم في نظر العالم، لبدا قرارهم أرعن وغير منطقي. لقد تركوا عملهم في وسطه، وأتعابهم من دون نتيجة مطبقين الآية: "من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني" (متى 10: 37). فماذا كانت تعني لهم المهنة الجديدة التي عرضها عليهم المسيح، أي مهنة صيادي الناس؟".

أضاف: "العقل البشري المحدود لا يستطيع أن يدرك عظمة دعوة الله ومدى عمقها ورحابتها. لكن صفة "صيادي الناس" تتضح قليلا عند قراءة مقاطع أخرى من الكتاب المقدس. يقول الرسول بولس: "نحن حمقى من أجل المسيح، نحن ضعفاء، صرنا شبه أقذار العالم" (1كو 4: 10-13). أما عبارة هلم ورائي فهي تساوي في المعنى قول "من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مت 16: 24). المسيح، في دعوته للرسل، فتح طريق المحبة المصلوبة. إنجيل متى لا يذكر أي لقاء مسبق بين المسيح وتلاميذه، فكيف وافق أولئك الأربعة فورا على دعوة معلم مجهول، لا سيما أنه طلب منهم إنكار حياتهم السابقة كلها، والدخول في مسيرة يجهلون نهايتها؟، لم يكن الرب يسوع معلما مجهولا بالنسبة إليهم، لأنهم امتلكوا شهادة يوحنا المعمدان عنه. إذا، نفهم أن قرار التلاميذ باتباع المسيح لم يكن متسرعا وعفويا، بل ثمرة ناضجة لإعداد يوحنا المعمدان لهم ولخبرتهم الشخصية. لقد عاش التلاميذ مثل كل الشعب اليهودي، منتظرين المسيح، وبما أنهم عرفوا كتب الأنبياء، فهموا كلمة الحق الصادرة من الله، ووجدوا في المسيح "كلام الحياة الأبدية"، لذا هجروا كل شيء وتبعوه. إزدروا بكل شيء أرضي مادي، مبرهنين عن جرأة ونكران للذات كدليل على التحرر من كل رباط أرضي. هكذا توافر لديهم ما يريده الله من محبيه، وخصوصا رسله، بمعنى أنهم أتموا الشروط المطلوبة ليصبحوا "صيادي الناس"، أي أدوات حية تحقق بها نعمة الله عمل الخلاص في العالم".

وتابع عودة: "إن السمكة، عندما تقع في الشباك لتخرج من الماء، تتخبط، وكثيرا ما تجد قوة لتمزق الشبكة وتستعيد حريتها داخل مياهها. تشعر وكأن الصياد والشباك أعداء لها مهلكين. إلا أن رموز الكتاب المقدس تستخدم من أجل إظهار قصد الله الخلاصي. ليس هدف شباك الرسل في بحر العالم إخراج الناس من بيئتهم الطبيعية من أجل تقييدهم أو قتلهم. إن كلمتهم تصطاد البشر من بحر الخبث ومياه الإلحاد والخطيئة المميتة، وتغلق عليهم في شبكة وصايا الله الخلاصية، التي يمكنهم أن يفلتوا منها إذا تغلبت عليهم أناهم وصغر النفس. ففي الحقيقة، كثيرا ما يعارض البشر من يهب لمساعدتهم، ظانين أنهم يريدون التسلط عليهم. يتخبطون كالسمك خارج المياه، لأنهم يرون في من يمدون يد المساعدة أعداء لحريتهم، فيبدأ الهجوم عليهم رفضا للمساعدة. هذا هو نصيب الحياة الرسولية، الكهنوتية، وصليب الأبوة الروحية. الرسل اصطادوا المسكونة من حياة عبادة الأوثان وقادوها إلى الموت الخلاصي عن الخطيئة. وهبوها حياة النعمة واقتادوها من الموت إلى الحياة، لكنهم واجهوا مشاكل كثيرة بسبب صغر نفس الملحدين، والإخوة الكذبة، والفريسيين الذين لم يتقبلوا كلامهم. أما الرسل، فلم يتوقفوا عن العمل في العالم والإصطياد فيه، حتى الإستشهاد. هذا ما تفعله الكنيسة اليوم، إذ تضطهد كل يوم ويشنع عليها من كل حدب وصوب، لكنها لن تتوقف عن السير في طريق المحبة المجروحة المصلوبة، شاهدة على محبة المسيح الذي أحب حتى موت الصليب، ثم قام مقيما الجميع معه".

ولفت الى أن "رسالة الكنيسة، منذ الرسل، هي اقتياد الناس إلى الحق والحياة، إلى المسيح. خلاصة عمل الكنيسة هو تقديس العالم. نحن ننعت الكنيسة بالرسولية لأن فيها رعاة ومبشرين ومؤمنين تسلموا من الرسل ما تسلمه الرسل من الرب، لكي يجعلوا حضور المسيح ملموسا في مجتمعاتنا، وهم يشهدون بوداعتهم ومحبتهم وتواضعهم وتضحياتهم أن الرب ما زال حاضرا بيننا، وحضوره يمنحنا العزاء والرجاء والقوة المحيية".

وقال عودة: "المسيحي الحقيقي رسول للمسيح الذي نادى بالمحبة التي لا تعرف حدودا، وبذل نفسه من أجل خلاص خليقته. لذلك لا يتوقف المسيحي الحقيقي عند حدود مصلحته، ولا ينقاد بكبريائه، ولا يتصرف مدفوعا بأناه وانفعالاته. المسيحي الحقيقي نور في هذا العالم المظلم، يشع محبة وتضحية واحتراما لأخيه الإنسان، كائنا من كان، يدافع عنه ويحفظ حريته وكرامته ويصون حقه. المسيحي الحقيقي ملح في هذه الأرض، يعطي الحياة فيها طعما مميزا، بعيدا عن الحقد والشر والدناءة والمصلحة. المسيحي الحقيقي خميرة في مجتمعه، يفعل فعلها، أي يعمل على تكاثر الفضائل التي يتحلى بها لتعم وتصبح القاعدة. هذا هو الدور المسيحي الحقيقي في بناء الدولة الرائدة التي تتميز بالحرية والإنفتاح والإستقلالية والمواطنة الصادقة الحقيقية. هذه الدولة تكون بدورها الخميرة بين مثيلاتها في هذا المشرق".

وأردف: "سمعنا الرسول بولس يقول في رسالة اليوم: "ليس عند الله محاباة للوجوه". أهم ميزات المسيحي الصدق وقول الحقيقة مهما غلا الثمن. المسيحي لا ينقاد بمصلحته بل بقلبه المفعم بمحبة المسيح، ولا يعتنق فكرة أو عملا لأن أكثرية الشعب يفعلون هكذا، بل يستلهم الوصايا الإلهية ويعمل بإيمانه، غير ناظر إلى الوراء بل شاخصا إلى الرب الإله مخلصه. المسيحي الحقيقي لا يعمل على إلغاء الآخر من أجل تحقيق الأنا، ويعمل على تعميم هذا السلوك. المسيحي الرسول يعمل على إحقاق الحق، ونشر السلام والمحبة، وتحقيق العدالة بين البشر. وما أحوجنا في بلادي إلى المحبة والعدالة والسلام. ألا نطمح جميعنا إلى دولة تقوم على مفهوم سيادة الدستور والقانون، وترتكز على قيم العدالة والحرية والمساواة وتكافؤ الفرص، دولة حديثة تحقق طموحات اللبنانيين وآمالهم، وتمنحهم حقوقهم بلا منة من أحد، دولة يعمل فيها الزعماء والمسؤولون من أجل خير الشعب لا من أجل تحصين مواقعهم وتحقيق مصالحهم، متلطين جميعهم برداء الدين والطائفة، ومتحصنين بمقولة الدفاع عن مصالح جماعاتهم".

وقال: "كنا نأمل أن يفتح هول الفاجعة التي أصابت بيروت، وهول الحالة الإنهيارية التي يعيشها اللبنانيون، كوة أمل وصفحة جديدة وبداية عملية إصلاح حقيقي تبعث بعض الأمل في النفوس اليائسة، ولكن يبدو أن الحالة مستعصية على الحل. مع هذا، سوف نتابع، مع جميع محبي هذا البلد والمخلصين له، رفع الصوت، علنا نجد آذانا صاغية.

هنا لا بد من شكر قداسة البابا فرنسيس على لفتته الأبوية تجاه لبنان. عسى اهتمام قداسته، وصلاته من أجل خلاص لبنان، وكلماته المعبرة، تحرك ضمائر الزعماء والمسؤولين، وتحثهم على القيام بما يلزم وبأسرع وقت ممكن. ونردد مع قداسته: "كفى استخداما للبنان لمصالح ومكاسب خارجية، لبنان الحبيب الذي يشع حكمة وثقافة لا يمكن أن يترك رهينة الأقدار أو الذين يسعون وراء مصالحهم الخاصة".

وختم عودة: "دعوتنا اليوم أن نتشبث بشباك المسيح ورسله، لأنها شباك مخلصة. دعوتنا ألا ننجر وراء كل من يطلق العنان للسانه وألفاظه البشعة تجاه الكنيسة وقديسيها ورجالها ومن يسيء إلى الوطن والمواطنين. أثبتوا في الإيمان، وثقوا بكنيستكم المقدسة، التي لديها هدف واحد، هو إيصالكم إلى الخلاص المنشود بيسوع المسيح، آمين".

 

فوزي بن عيسى إسكندر المعلوف (1317-1348 هـ/1899-1930 م)شاعر لبناني رقيق.

الأب سيمون عساف/04 تموز/2021

ولد في زحلة. أتقن الفرنسية. عين مديرا لمدرسة المعلمين بدمشق ثم أمين سر لعميد مدرسة الطب بها. سافر إلى البرازيل عام 1921 م ونشر فيها قصائده المذكورة أدناه. وتوفي بالبرازيل في مدينة ريو دي جانيرو.

ولد فوزي المعلوف في زحلة في 21/5/1899. "وهو زهرة منتقاة من الطبعة النبيلة في أمته، إذ يمتُّ بنسبه إلى أسرة عريقة في القدم، أنجبت الشعراء والمؤرخين والكتبة"(😎. فوالده عيسى اسكندر المعلوف هو العالم المؤرخ والعضو في ثلاثة مجامع علمية، منها المجتمع العلمي العربي بدمشق. ووالدته عفيفة كريمة إبراهيم باشا المعلوف. وأخواه شفيق صاحب "ملحمة عبقر" ورياض، وهما شاعران.‏ أما أخوالـه الثلاثة: قيصر وميشيل وشاهين، فهم شعراء مجيدون، ساهموا في الحركة الأدبية والصحافية العربية الحديثة.‏ كان قيصر المعلوف المولود عام 1874 رائد الصحافة العربية في أميركا الجنوبية، حين أصدر في سان باولو عام 1898 جريدة عربية باسم "البرازيل".‏

وكان ميشيل المعلوف مؤسس "العصبة الأندلسية" في سان باولو عام 1932، وهي رابطة أدبية ضمت عدداً من كبار الشعراء والأدباء المهجريين، وأصدرت في العام التالي لتأسيسها مجلة ناطقة باسمها هي مجلة "العصبة".‏

في وسط هذه البيئة الثقافية الراقية تجلّى نبوغ فوزي المعلوف، وظهرت عليه علائم العبقرية في سنٍّ مبكرة، فقد بدأ القراءة في الثالثة، وأحسنها في الخامسة، وراسل أباه من زحلة إلى دمشق في الثامنة.‏

درس في الكلية الشرقية بزحلة، ثم انتقل في الرابعة عشرة من عمره إلى بيروت ليتابع دراسته في مدرسة الفرير. واشتغل بالتجارة متنقلاً بين لبنان ودمشق. وفي الوقت نفسه كان يكتب في الصحف اللبنانية والسورية والمصرية.‏

وفي يوم السبت 17/9/1921، أبحرت به سفينة الغربة من بيروت، قاصداً أخواله في البرازيل، وحط به الرحال في ساو باولو (صنبول)، يمارس فيها وفي ريودي جانيرو أعمالاً صناعية وتجارية.‏

في المهجر "رأى حوله نخبة من أدبائنا الشباب، وكلُّهم يحنّون إلى الوطن العربي الأم، ويتألمون لما كان يعانيه من جور المستعمرين وطغيان الحاكمين، فتأججت مشاعرهم، وثارت فيهم الحمية العربية، وفاضت قرائحهم الخصبة بنفثات أدبيّة حيّة، وبشعر قومي فيه الجزالة وفيه الحنين وفيه النقمة والثورة على الغاصبين"(9). فغلبت عليه نزعته الأديبة، وانغمس في الأجواء الثقافية السائدة، وظهرت آثاره الشعرية في كبريات الصحف العربية في الوطن والمهجر. كما نشر معظم أعماله مترجماً في الصحف الأجنبية. ودعي لإلقاء شعره في المحافل الأدبية.

وكان إنتاجه الأدبي مزيجًا زاخرًا بالثقافتين العربية والغربية. وأتقن اللغة البرتغالية إضافة إلى العربية والفرنسية، وكتب في الصحافة، وحاضر في الأندية الأدبية. وهو الذي أنشأ المنتدى الزحلي في ساو پاولو عام 1922م.

تميّزت حياته بالثراء والشباب والموهبة والمكانة الاجتماعية، لكنه كان كئيبًا كآبة تُدنيه أحيانًا من ظلام القيود. وهذا يتضح في شعره الوجداني المفعم بروح التشاؤم، كما هو الحال في ملحمته التي لم يكملها: شعلة العذاب. أما شعره الرومانسي ففيه دعوة إلى تحرر الإنسان من القيود التي تشدّه إلى الاستعباد.

وأشهر آثاره ملحمته الشعرية على بساط الريح، التي وصف فيها جمال الشرق الروحي مقارناً بمادية الغرب. وعُدّت هذه الملحمة مفخرة من مفاخر الأدب العربي؛ لأنها جمعت إلى سموّ الخيال والهدف روعة الشعر العالي، كما يقول جورج صيدح. وقد تُرجِمت إلى سبع لغات حية. يقول في معاناة آلام الحب: 

الحبّ! قف ياموت واشفق على قلبي ودعه لحظة يخفق

لي بغية قبل الرّدى ليتها تمّت فلم آسف ولم أفرقِ

وتلك أن ألمح محبوبتي فنحن بعد اليوم لن نلتقي

توفي شابًا إثر عملية جراحية خطيرة. وقد كرمه مهاجرو العرب في البرازيل بإقامة منصة تذكارية له في حديقة المجلس البلدي في زحلة، وقلدته الحكومة اللبنانية وسام الاستحقاق اللبناني المذهب الأول.

يقول الدكتور طه حسين: ¸مرّ فوزي بالأرض مرًّا سريعًا، ولكنه ترك في النفوس صدى يتردّد فيها حلوًا لاذعًا محرقًا معًا. ولا أعرف أنني تأثرت بشاعر كما تأثرت بهذا الشاعر الشاب حين قرأت قصيدته على بساط الريح·.

فوزي المعلوف (1899-1930)… شاعر الطيّارة وشعلة العذاب وتاج تدحرج

وجه شعري لبناني مهجري مشعّ له سحره وطابعه وعمقه وعذوبته. فوزي المعلوف (1899-1930) شاعر لبناني من الدوحة المعلوفية. والده عيسى اسكندر المعلوف العالم والمؤرخ وعضو المجامع العلمية العربية. وهو شقيق شفيق صاحب “عبقر” والشاعر رياض. شاعر التأمل والألم والطفولة والحب والهجرة والمرض والتضحيات والأحلام.

ولد عام 1899 في زحلة. أتقن الفرنسية وأحبّها وراسل أباه من زحلة إلى دمشق ولم يتعدَّ الثامنة. درس في الكلية الشرقية في زحلة ثم انتقل في الرابعة عشرة إلى بيروت متابعاً دراسته في الفرير. وأصدر وهو طالب في الفرير مجلة بعنوان “الأدب” وكان يكتبها بخطّه ويوزعها على صفوف المدرسة.

اشتغل في التجارة بين بيروت ودمشق وكان يكتب في الصحف اللبنانية والسورية والمصرية. أنشأ مع أسرته معملاً للحرير ولكن نفسه لم تألف العمل. توظف بدائرة الميرة والاعاشة في الحرب العالمية الأولى. عمل كمدير لمدرسة العلمين في دمشق ثم أمين سر عميد كلية الطب. هاجر إلى البرازيل قاصداً أخواله ومارس هناك التجارة والصناعة. عايش شعراء المهجر ولمس مبلغ حنّيت هم إلى الوطن وألَمَهم من جور المستعمر.

كتب في المهجر منتقداً العثمانيين وأبناء بلده. وكان إنتاجه زاخراً بالثقافتين العربية والغربية والمناخ البرازيلي. أتقن البرتغالية وكتب فيها بالصحف وحاضر في الأندية العربية وأنشأ “المنتدى الزحلي” في سان باولو 1922 وأقام فيه الحفلات ومثّل روايتي “سقوط غرناطة” و”ابن حامد”.

عرف بكتاباته وبرز ذلك في ملحمته التي لم يكملها “شعلة العذاب”. أما أشهر آثاره فهي ملحمته الشعرية “بساط الريح”، والتي وصف فيها جمال الشرق الروحي مقارنةً بجماد الغرب.

وبرأي النقّاد تعتبر ملحمته من أهم الآثار العربية الحديثة التي جمعت سمو الخيال والهدف وروعة الشعر بحسب جورج صيدح. وقد ترجمت إلى سبع لغات.

توفي في عز شبابه إثر عملية جراحية عام 1930 وخسر الشعر العربي طاقة شعرية يصعب تعويضها. عكس شعره تقلّب النفس المعذبة وشجن القلب الحزين. ذاك الحزن الغامض الذي اخذ قلبه إلى بلبال وعقله إلى بحران. وإذا كان من فضل لأحد في شعره فهي عائلته وحزنه وحنينه وزحله.

ولكن لم يظهر حزنه في شعره كشعور فحسب بل كفلسفة في الحياة. ولا شك أن تأثير أبي العلاء المعري كان واضحاً عليه وكذلك رباعيات الخيام وهو كتب غير مرة “تعب كلها الحياة وهذا/ كل مال فيلسوف المعرة”. يذهب فوزي المعلوف في سفر إلى أعماق المعنى كاشفاً عن معنى جديد.

كان صادقاً ينتقد المظاهر في الحياة ويسميها الأعراض الخادعة. ولعلّ رومانسية فوزي المعلوف ولو تفاعلت مع الرومانسية العربية والغربية إلا أنها بقيت أصيلة ومتفردة. يقول:

“يا يراعي ما زلت خير صديق لي منذ امتزجت به وستبقى

باسماً من تعاستي حين أهنأ  باكياً من تعاستي حين أشفى”.

(رسالة إلى والدته*)

احتفظت والدة فوزي المعلوف السيدة عفيفة ابراهيم بعدة رسائل من نجلها فوزي وبقيت بحوزتها 45 سنة حتى وفاتها، وواحدة منها مؤرخة في 1 تشرين الأول 1921 وهو بطريقه إلى البرازيل، يقول فيها:

“سيدتي الوالدة الحنون لا عدوتها

اكتب إليك هذه الرسالة من غرفتي في اللوكندة والساعة لا تتجاوز العاشرة ليلاً. وقد انفردت لوحدي كما أفعل أكثر الليالي تاركاً المدينة وضوضاءها. مختلياً بنفسي طائراً بروحي وافكاري إلى بلدي إلى مهد طفولتي، وملهى شبابي حيث تقف هذه الروح هائمة فوق أعزّ مكان لديّ وهو منزلي الذي انتمي فيه. فأراكم بعين الخيال. أنت وسيدي الوالد وحولكما الإخوة الأعزاء. فأتمنى لو أنني لا أزال صغيراً… أتمنى كل ذلك ولكن وأسفاه بعيد عني. وما أنا غير غريب لا أم تواسيه ولا أباً يحنو عليه ولا اخوة يلاعبهم. ولا أهل يحبونه ويحبهم… كلما جئت مرة إلى فراشي اذكر الليلة الأخيرة التي قضيتها في البيت وأنت بجانبي في الفراش تبكين وابكي! وتضمينني إلى صدرك وأضمّك إلى صدري! وما أحلى هذه الذكرى وأمرّها على قلبي”.

لقّب بشاعر الطيارة وفي ملحمته يسامر النجوم ويصادق الكواكب وصولاً إلى روح نورانية لا تعرف المطامع.

اسمعه يخاطب فؤاده:

“يا فؤادي وأنت مني كلي ليت حكمي يوماً عليك يصح

فيك كنز لم تعط إلا قليلاً منه والحسن لا يزال يلح

إن جود الفقير بالنزر جود  حيث جود الغني بالوفر شح”.

شاعر متين فوزي المعلوف يعرف أسرار اللغة في شعره ويعرف كيف ينطلق من التقليد إلى التجديد وفي شعره دعوة إلى التحرر من القيود التي تشدّ الإنسان إلى الاستعباد.

عارض فوزي قصيدة “كاريزفون” لأحمد شوقي في قصيدة تفوّق فيها على شوقي ونشرت في “المقتطف” القاهرة ولما قرأها الشاعر خليل مطران حتى قال: “كأن فوزي كان حاضراً وشوقي غائباً عن مصر”. فامتعض شوقي وقاطع خليل مطران زمناً.

قال عنه عميد الأدب العربي طه حسين: “مرّ فوزي مرّاً سريعاً ولكنه نزل في النفوس صدى يتردد منها حلواً لاذعاً محرقاً معاً. ولا اعرف إني تأثرت بشاعر كما تأثرت بهذا الشاعر الشاب حين قرأت قصيدته “على بساط الريح” فاهتزّت لها نفسي اهتزازاً، وما أرى إلا إني سأقرأها وسأجد في قراءتها هذه اللذة المرّة التي يحبها الأديب حين يقرأ الشعر الجيد الرائع الجميل”.

نذكر من مؤلفاته المطبوعة: “على بساط الريح” بالعربية والبرتغالية والاسبانية. رواية “ابن حامد” أو “سقوط غرناطة” ط أولى، العصبة الأندلسية في سان باولو والثانية في بيروت 1956. و”ديوان فوزي المعلوف” 1957. ومن آثاره النثرية أيضاً بعض القصص التي نشرها في مجلة والده “الآثار”. ومقالات نشر بعضها في الصحف بعنوان “على ضفاف بردى” وفي جريدة “حرمون”. وصدرت منتخبات من شعره ونثره بعنوان “فوزي المعلوف – مناهل الأدب”.

وثمة مؤلفات لم تطبع ولا شيء يبرّر عدم طباعتها نذكر منها: “من قلب السماء”، “صفحات غرام”، “على ضفاف الكوثر” و”الحمامة في القفص”، و”مجموعة شعره الوطني والفكاهي”.

كُتبت أطروحات جامعية كثيرة عن تأثيره في الشعر العربي. صدرت أعماله الكاملة في بيروت عام 2004. ويقول الناقد عبده وازن: “أما مشروعه الشعري فيتجلّى بالنزعة الرؤيوية التي تميّزت بها قصيدته “على بساط الريح” حيث يقترب أن يكون شاعراً ميتافيزيقياً وكان بعيداً من مضارب الفلسفة والثقافة الفلسفية”.

أخيراً، استطاع فوزي المعلوف الذي تمرّ اليوم تسعون سنة على وفاته أن يحفظ موقعه المميز في حركة الشعر النهضوي وذلك لعمق تجربته وحداثة تعابيره ورحابة ثقافته. ولعلّ غيابه المبكر حرمه من ترسيخ تجربته في الأدب التأملي الرؤيوي، ومن الحفر أكبر وأوسع في تاريخ الشعر العربي الحديث. ويقول الشاعر والأديب جوزيف صايغ (ابن زحلة) “إن فوزي معلوف لو اعطي عمراً لكان ابداعه أكمل ودوره أفضل”.

أزيح الستار عن تمثاله البرونزي المنصوب في حديقة الشعراء في زحلة في 12 أيلول 1937 ونال وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب بعد الوفاة بحضور ممثل رئاسة الجمهورية.

يوم وفاته رثاه شقيقه الشاعر شفيق المعلوف فقال:

“وطفقت ابحث عنه في التراب/ تاج تدحرج عن جبين أبي”.

ورغم العمر القصير إلا أن تاجه بقي عزيزاً مضفوراً على هامة الشعر العربي.

 

الجميل نعى نائب رئيس الكتائب السابق شاكر عون: شكرا لكل ما اعطيت للبنان والكتائب

الأحد 04 تموز 2021

وطنية - نعى رئيس الكتائب سامي الجميل النائب السابق لرئيس الحزب شاكر عون في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" قال فيها: "نودع اليوم مناضلا كبيرا وكتائبيا أصيلا، رسم خلال مسيرته الحزبية دروب الشجاعة والعصامية والنزاهة. رفيق المؤسس وقدوة للأجيال، عرفتك نائبا لرئيس الحزب وأخا أكبر ينصحني ويستمع إلي في الأوقات الصعبة." أضاف:" شكرا لكل ما أعطيت للبنان والكتائب، شاكر عون، سنفتقدك كثيرا."

 

حركة سياسية جديدة... افرام يطلق "مشروع وطن الإنسان"

وطنية/04 تموز/2021

أطلق النائب المستقيل نعمة افرام يطلق "مشروع وطن الإنسان"، وقد ألقى كلمة في المناسبة جاء فيها: لبنان والانسان توأمان. وليس من سبب لوجود لبنان، لولا انّه فكرة ورسالة وعقيدة لسعادة وحرّية الانسان. لم يكن صدفة وجوده في هذه البقعة من الشرق، حيث له فيها تاريخ خاص. لقد انفتح من خلال مشرقيّته على الغرب ومنذ القرن السابع عشر، فعاش عصر النهضة. كما تفاعل مع الشرق في النهضة العربيّة وكان في أساسها، وكانت رسالته العلم والحرّية والتفوّق.

هكذا شكلّ لبنان دائماً أرضاً للمضطهدين، ودوماً أرضاً للإنسان وملجأ للإنسان.

هذا الانسان اليوم يُذل ويُهان ويتشرّد ويجوع. إنّه في رحلة جهنميّة نحو القرون المظلمة. وما يحدث ببساطة، هو خروج للوطن من القرن الحادي والعشرين، في مستوى الحياة، والتعليم، والاستشفاء، والثقافة، وتدمير جماله، وتلويث الهواء، وخاصة ثروته المميّزة في مياهه الجوفيّة...والأكيد الأكيد في مستوى بناه التحتيّة والتكنولوجيا. لبنان الذي نعرفه يختفي إلى اللاعودة، وهذه المرّة مختلفة عن كلّ سابقاتها. انهم لا يدمّرون لبنان فحسب، بل الانسان اللبناني الذي هو أساس لبنان. من هنا، قررنا مواجهة هذا الواقع، ليس بغضب ولا بقهر، انما باحتراف وتخطيط وبجرأة، وبإيمان كبير.اقرعوا يفتح لكم، هذا هو ايماننا. ونحن نريد خلق صحوة لا نريدها صحوة الموت، بل أن تكون انتفاضة للحياة. ولهذه الأسباب، كان جوابنا للارتطام الكبير وموت هوّية لبنان، مشروعاً بديلاً عن الاستسلام للموت، مشروع وطن الانسان.

الصديقات والأصدقاء،

مشروعُ وطنِ الإنسان هو حركةٌ وطنيّة سياسيّةٌ، تهدُف إلى تشييدِ جمهوريّةِ الإنسانِ والحُرّية والرسالةِ والسيادة في لبنان.

إنّها مِنصّةٌ تلتفُّ حولَها هذه المجموعةُ الصُّلبةُ من المخلصين، الرافضةُ للواقع الظالم، والمصمِّمةُ بجُرأة على التغيير، وهي تلتزمُ بناءَ دولةِ المؤسّساتِ المنتجةِ والرّائدةِ ودولةِ الخدمات المتفوّقة. جوهرُ المشروعِ هو الإنسان أوّلاً في كرامتِه وسعادتِه وازدهاره. وغايتُه بيئةٌ حاضنةٌ للتجديد في العقدِ الوطني، الذي يضمنُ حقوقَ المواطنِ، ومُوجباتِ المواطنة، ويحفّز الإنتاجيّةَ والحداثةَ والفُرص المتساوية. إننا بحاجة إلى وطن، فالإنسان دون وطن هو كائن ناقص. وكلّنا نصبح غرباء في العالم، إذا خسرنا وطننا، وإذا لم يعد الوطن يشبهنا ولا نحن نشبهه. فليس من توازن في الطبيعة البشريّة لكلّ انسان، دون وطن يفتخر به و"بيشوف حالو في". إن علاقة الوطن بالمواطن هي عقد وطني يشبه عقد الزواج. صحيح في أساسه الحبّ والفرح المتبادل. في الوقت عينه، من المهم جداً المعاملة والاحترام، والحقوق والواجبات. من هنا، يشكّل بناء مؤسسة الدولة اللبنانيّة لتؤمّن أعلى مستوى من الخدمات الرائدة، أساساً للعلاقة بين الوطن والمواطن. يجب أن تصبح الهويّة اللبنانيّة أفضل بطاقة ائتمان وتأمين بين قريناتها في العالم. يجب أن تتحوّل إلى بطاقة دخول إلى أفضل المدارس والجامعات والمستشفيات، وإلى أروع المجمّعات السكنيّة والبيئيّة. يجب أن تكون أكبر مسهّل ومحفّز لريادة الأعمال وللمبادرات ولإطلاق الابداع. فلن نقبل أن تكون هويّتنا اللبنانيّة كمبيالة بثلاثين وأربعين وخمسين ألف دولار، على كلّ ولد من أولادنا أن يسدّدها طيلة عمره.

الصديقات والأصدقاء، يلتزمُ المؤمنون بـ " مشروعِ وطنِ الإنسان" بصونِ قيمِ الحُرّية والكرامة البشريّةِ وتأمينِ الحقوق والواجبات. يتخطّى العيشُ المشترَك من خلال هذه القيمِ مستوى التساكنِ بين المجموعات اللبنانيّة، ليصبحَ نمط عيش منتجاً ومنسَّقاً، يقوم على خلقِ القيمةِ المُضافة وتحقيقِ ملء الذات واحترامِ الغِنى في التنوّع. يُؤمِّن هذا النمطُ مشاركة حقيقيّةً فعّالة لجميع اللبنانيين في مختلِف الشؤونِ الوطنيّةِ، مشاركةً شاملة غير مُجتزأة، تبتعد عن الجهلِ والزبائنيّةِ والأنانية. وتقدِّم هذه القيمُ للإنسانِ فُرصةَ التواصلِ والتفاعلِ ضِمن احترام الخصوصيّات. وتؤهِّلُ الوطنَ من خلال سيادةٍ غيرِ منتقَصةٍ، ليكونَ نموذجاً حضاريّاً في صونِ كرامةِ الفردِ والجماعات، وتثبيتِ الانسجامِ بين الحُريّة التي هي في أساسِ فكرةِ لبنان، وبين العدالةِ القائمة على المساواةِ في الحقوقِ والواجباتِ وحمايةِ الضعيف والفقير. كما يؤمِن " مشروعُ وطنِ الإنسان" بمبادئِ الحداثةِ والإنتاجيّة والازدهار والفُرص المتساوية. هذه المبادئُ أساسيّةٌ في مسار بناءِ الدولةِ المدنيّةِ الحديثة، وللوصولِ إلى منظومةٍ رقميّةٍ تبتعد عن التخلّفِ والجهلِ والفساد، وتواكبُ الحداثةِ إلى أبعدِ الحدود وفي مختلِف المجالات والقطاعات. تساهم هذه المبادئُ في تأمينِ فُرص متساويةٍ أمامَ المواطنين في مجالات العملِ وإطلاقِ المبادرات. كما تتفاعلُ مع مستجدّاتِ العصر. وعليها تُطلِق مشاريعَ تنميةٍ ضِمن عمليّةِ إصلاحٍ واسعةِ النطاق، مع خُططٍ جادّةٍ للإنماء الاجتماعيّ والاقتصاديّ والفكري، فتشكلُ في تكامُلها هُوّية خلاّقة للبنان الجديد. إننا نُطلقُ اليوم إلى جانب مشروع وطن الانسان، ال PORTAL  البوّابة الخاصة بالمشروع. WWW.PROJECTWATAN.COM

سَيُسهِّل هذا الـPORTAL  ورش العمل، والحلقات الحواريّة التشارُكِيّة لفرق أبحاث "مشروع وطن الإنسان". وهو سيشكِّلُ مجتمعاً رقميّاً للمقيمين والمغتربين. ومن خلاله، نعمل سويّاً لنبني لبناننا الجديد، ونبني أكبر شبكة لبنانيّة تؤهلنا للاستحقاقات الانتخابيّة بنجاح وتمايز".

الصديقات والأصدقاء، نحن نرى في هذا المشروع مركَبَةً بكلِّ ما للكلمة من معنى. مركبةٌ تسافرُ في الزمان والمكان. تأخُذُنا من كوكبٍ إلى كوكب. من قرنٍ إلى قرن. وفيها حمولةٌ واضحةٌ وأجهزةُ تحكّمٍ واضحة وأجهزةُ دفعٍ واضحة. ندعو كلَّ مخلص، وكلَّ مهتم من كلِّ أطيافِ لبنان، وكلَّ ثائرةِ وثائر، وكلَّ ضيوفنا الكرام الحاضرين معنا من منتديات وتشكيلات الثورة، إلى التواصل والتفاعل مع المشروع، لنكون سويّاً في إنقاذِ هُوِّية لبنان، ولنؤمّنَ الدخولَ اللائق لأجيالِنا في القرنِ الواحد والعشرين وإلى ما بعدِه، على أسس الكفاءة والاحتراف والاستقامة. عشتم. عاش لبنان وطناً للإنسان.

 

عميد كلية الطب في اليسوعية: نحن أبناء الرجاء والرجاء محرك المقاومة

النهار/04 تموز/2021

وسط عتمة تحيط بكل ما حولنا، يطول ويطول طابور اليائسين والمنتظرين على أبواب السفارات والمطارات. تُطرح جدليّة المرونة والصمود لدى لبنانيين كثيرين، وتخضع لتشريح سياسي واجتماعي ونفسي وتاريخي لا يصل الى نتيجة حاسمة. التفكير بهذه الجدليّة وتجدّد مقاربتها، يتماهيان بقوة في كلمة البروفسور رولان طنب، عميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف، والتي ألقاها في حفل تخريج الطلاب، قال فيها:

“حضرة رئيس الجامعة، الزملاء والأصدقاء الأعزاء،

الطالبات والطلاب الأعزاء، إنه يومٌ عظيم لكم، وهو أيضًا يومٌ مفعم بالمشاعر بالنسبة إلي. ففي مثل هذا اليوم، قبل عشر سنوات، عُيِّنتُ عميدًا لكلية الطب. أرغب في أن أتشارك معكم الكثير من الذكريات ومشاعر الأسى والفرح والتحدّيات والمشاريع، ولكن الوقت غير مناسب. اليوم نحن موجودون هنا من أجلكم، وأنا أرغب في أن أتكلّم عنكم، وعن مسيرتكم المهنية وطموحاتكم ومستقبلكم. سوف أكون صريحًا كما عهدتموني دائمًا، لكنني سأخاطبكم بكلامٍ يخرج عن إطار الخطاب السائد راهنًا.

الطالبات والطلاب الأعزاء، خرّيجو دورة 2021، لقد أردتم هذا الحفل وكان لكم ذلك. كنّا جميعنا نتمنّى أن يكون ذووكم موجودين هنا حضوريًا ليتشاركوا معكم فرحتكم، ولكن للأسف، لم يصبح الوباء بعد مجرد ذكرى من الماضي!

أمس، استقبلتُ العديد منكم، وقد استوقفني لقائي مع طالبَين على وجه الخصوص: الطالبة التي التقيتها عند الظهر، والطالب الذي التقيته مساءً. ففي معرض حديثهما عن لبنان، قالا باشمئزاز استعلائي “هالبلد”. وقد توجّهت إليه/ـها بالسؤال: “لو كنتَ/ـتِ تتحدث/ـين عن أهلكَ/ـكِ، هل تقول/ـين هالأهل؟” التزم كلاهما الصمت، فتابعت قائلًا: “هذا البلد هو بلدي، وبلدك. لن تقول/ـي أبدًا عن أمك هالأم، أو عن أبيك هالبيّ”. أدرك، أسوةً بجميع المواطنين، حجم الكارثة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية والصحية التي نعيشها. وقد كنّا نحن الأطباء في الصفوف الأمامية في استقبال الأشخاص الذين أصيبوا في المواجهات مع قوى الأمن خلال الثورة، والناجين من انفجار المرفأ الأبوكاليبتي، وفي العناية بالمصابين بفيروس كورونا. وأمام كل هذه الجهود التي بُذِلت وتُبذَل، نشعر أحيانًا باليأس والإحباط. يدّعي كثرٌ بيننا أنهم مسيحيون، ولكن ما قيمة أن يكون المرء مسيحيًا من دون أن يكون لديه رجاء؟ “نحن أبناء الرجاء”، هذا ما نردّده على الأقل في الليتورجيا المسيحية الجميلة. والرجاء لا يعني أن نتخذ موقفًا صاغرًا قانعًا بانتظار أن تمرّ العاصفة، الرجاء هو محرّك المقاومة، والله أعلم كم نحن بحاجة إلى المقاومة والتصدّي. قبل كل شي، مقاومة أنفسنا، ومقاومة الخنوع والاستسلام وعدوى الرحيل والهَجر.

كثرٌ منّا تعاملوا مع لبنان وكأنه كازينو، حيث يمكنهم أن يربحوا كيفما كان، وحيث يمكنهم أن يجمعوا ثروات، حتى من دون أن يلعبوا، وحتى وهم غارقون في سبات عميق. وفي نهاية المطاف، أصيب هذا الكازينو بالإفلاس والانهيار؛ فبدأ كثرٌ يبحثون عن كازينو آخر تحت سماوات أخرى.

ماذا لو نُغيّر نظرتنا إلى الأمور؟ ماذا لو ننظر إلى وطننا كما ننظر إلى فردٍ من العائلة أو قريبٍ يمرّ في محنة أو أنهكه المرض، هل نتخلّى عنه؟ هل نتخلّى بسهولة عمّن نحب وعمّا نحب؟

قال كينيدي: “لا تسأل ماذا فعل بلدك لك، بل اسأل ماذا فعلت أنت لبلدك”. ماذا فعلنا لبلدنا؟ لقد قمنا باستغلاله وكأنه كازينو. انتخبنا مافيويين فاسدين، وجدّدنا انتخابهم. تنازلنا عن سيادتنا، وعن قرارنا الوطني، وعن حس العدالة والتضامن، وانبطحنا أمام المستبدّين والطغاة الذين شوّهوا وجه بلادنا وقاموا بالسطو على أموالنا وتسببوا بالإحباط لشبابنا. وبعد كل هذه الممارسات الجبانة، ها نحن نصل إلى قمة الجُبن، ونسلك طريق الهروب. الهروب من “هالبلد” كما يقول البعض، الهروب من هذه الأوضاع ومن هؤلاء الحكّام. ولكن لبنان ليس ملكًا لحكّامه. لبنان ليس ملكًا لرئيس الجمهورية ولا لرئيس مجلس النواب ولا لرئيس مجلس الوزراء، ولا للوزراء والنواب ورؤساء الأحزاب. وهو ليس ملكًا بالتأكيد لقوى إقليمية تُصرّ على وضعنا تحت وصايتها. لبنان هو لنا، ولكم. فهل نترك لهم ما لم يتمكّنوا حتى الآن من انتزاعه منا، أي أرضنا وقرانا ومنازلنا وذكرياتنا وجامعاتنا ومستشفياتنا؟

أحيانًا نصوّر الجُبن بأنه مرونة، ولكن المرونة سيفٌ ذو حدّين: فهي تتيح لنا الاستمرار والصمود، ولكنها تدفعنا إلى تحمُّل ما يتعذّر تحمّله في بعض الأحيان. كفانا انبطاحًا. كفانا دوسًا على كرامتنا، ولنَقبض على مصيرنا بأيدينا من جديد.

الطالبات والطلاب الأعزاء، بعد بضع لحظات، سوف تصبحون زملاءنا الأعزاء. لا تدعوا الشكوك تُحبطكم وتقضي عليكم. لا تسمحوا لمروّجي اليأس والإحباط أن يلوّثوا عقولكم. إنها عبءٌ ثقيلة الوطأة أن نرمي وراءنا كل ما يصنع هويتنا وأن ننفض أيدينا ونتخلّى عن الوطن. خلال الحرب، سئل أخوت شناي إذا راودته فكرة الرحيل، فأجاب: “أكيد فكرت بس ما قدرت لأنه لبنان ما ساع بالشنطة وأكيد الشنطة ما بتساع أهلنا وأصحابنا وبيوتنا وضيعنا”.

الطالبات والطلاب الأعزاء في دورة 2021، تجتمعون هنا لتسلُّم شهاداتكم، وكي تنطلقوا، كلّ واحد منكم على طريقته، في مرحلة جديدة من حياتكم. سوف تُطلقون العنان لطاقتكم، وسوف تنمو شخصيتكم، وبعضكم سوف يلمعون في وطنهم، وفي الخارج أيضًا. أيًا تكن خياراتكم، أتمنّى لكم التوفيق، ضميرنا مرتاح لأننا بذلنا كل ما بوسعنا لنقدّم لكم أفضل تعليم ممكن.

ومعكم، نحجنا في تحقيق إنجازات كثيرة سأكتفي بتعداد بعضٍ منها. فعلى الرغم من الوباء وما أثاره من خوف مشروع، لم نعمد في أي وقتٍ من الأوقات إلى خفض المعايير التي نعتمدها. ولعلّنا الكلية الوحيدة في لبنان التي نجحت في إجراء جميع الامتحانات حضوريًا. هل تعلمون لماذا فعلنا ذلك؟ كي لا يُقال أبدًا إننا ضحّينا بمستوى الشهادة التي نمنحها للطلاب. فنحن لم نتقاعس يومًا، لا في فترة الحرب سابقًا، ولا خلال الجائحة الحالية، عن التمسّك بحرصنا الشديد على الحفاظ على المستوى التعليمي، وواظبنا دائمًا على التطلع إلى التفوّق والتميّز. مثالٌ آخر على ذلك نشاطنا البحثي الذي لم يتراجع خلال الجائحة أو بسببها. فعددُ منشوراتنا السنوية في المجلات الدولية تضاعفَ أكثر من مرتَين، ما وضع كلية الطب في المرتبة الأولى في هذا المجال بين كليات جامعة القديس يوسف، وحتى بين كليات الطب في لبنان. هذا المساء، بعد تسليم شهادات الطب إلى 90 طالبًا، سوف نسلّم شهادة الماجستير في البحوث إلى نحو ثلاثين طالبًا. حضورهم اليوم يكتسي رمزيةً كبيرة لأنه شاهدٌ على أننا كلية الطب الوحيدة في لبنان التي تُقدّم منهاجًا دراسيًا مزدوجًا يتيح الحصول على شهادة في الطب ودكتوراه في الأبحاث الطبية. وأعداد الطلاب الذين يتابعون تحصيلهم العلمي لنيل شهادة ماجستير في الأبحاث، بالتوازي مع دراسة الطب، في ازدياد مستمر من سنة إلى أخرى. هذا الشغف بالأبحاث الذي زرعناه لدى طلابنا هو بمثابة الضمانة لاستمرارية كليتنا وجامعتنا. نحن نعلم أن الجامعة هي المكان حيث تُنقَل المعرفة، ويجب أيضًا أن تكون المكان حيث تُصنَع المعرفة.

ترون ورائي ثلاثة مبانٍ جديدة. المبنى الأول هو مركز المحاكاة الذي هو بلا شك المركز الأكبر والأجمل في منطقتنا، والذي بدأ باستقبال الطلاب والأطباء. وفي الجهة المقابلة، هناك مبنيان متّصلان بواسطة جسر ومفتوحان بالكامل على الحديقة سوف يُشكلّان المقر الجديد لكلية الطب. وهذا كله كي نثبت لكم بالفعل، لا بالقول فقط، أننا لا نستسلم أبدًا. فكلية الطب، ومستشفى أوتيل ديو دو فرانس، وجامعة القديس يوسف لا تناضل فقط من أجل بقائها واستمراريتها، بل هي تتطور بصورة متواصلة خدمةً لمجتمعنا وبلادنا.

لقد استشهد الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان بأغنية “بحبك يا لبنان” للسيدة فيروز. كنا نتمنى سماع هذه الكلمات على لسان حكّامنا! كم نتمنّى لو أنهم يحبّون لبنان بقدر ما نحبّه! تُعبّر هذه الأغنية عن حبٍّ غير مشروط، وهي تعود إلى عام 1976، ولكن وقعها قد يكون أقوى اليوم. لا أعرف إذا كنتم قد حفظتم جميع كلماتها. يقول مقطع الأغنية:

عندك بدي ابقى

ويغيبوا الغيّاب

اتعذب واشقى

ويامحلى العذاب

وإذا إنت بتتركني

يا أغلى الأحباب

الدنيا بترجع كذبة

وتلج الأرض تراب

كيف ما كنت بحبك

بجنونك بحبك

بفقرك بحبك

وبعزك بحبك

وبحبك يا لبنان

يا وطني

عاش خرّيجو 2021، عاشت كلية الطب، عاشت جامعة القديس يوسف وعاش لبنان!”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 04 - 05 تموز/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 04 تموز/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100297/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1107/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/July 04/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/100300/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-july-04-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin