المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 شباط/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.february22.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص

الياس بجاني/الإحتلال الإيراني يأخذ لبنان وشعبه وحكمه وحكامه رهينة ويختطف ويعهر كل مؤسساته بما فيها القضاء

الياس بجاني/إلى سيدنا البطريرك الراعي: حزب الله لا يفهم غير لغة القوة والبند السابع الأممي هو هذه القوة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع النائب السابق في البرلمان اللبناني أحمد فتفت

فيديو مقابلة مع المحلل السياسي الأميركي اللبناني انطونيو حداد من قناة الإعلامية ماريا معلوف /المقابلة تلقي الأضواء على أخطار احتلال حزب الله لبنان وتحويلة قاعدة ومعسكر ومخزن سلاح تابعبن لملالي إيران الإرهابيين والمجرمين

هل عليّ أن أخاف؟… نحن في جمهورية الخوف لصاحبها حزب الله والعمالة تهمة جاهزة لمن يقف في وجه هيمنته/د. منى فياض/الحرة

كورنا في لبنان اليوم: 43 وفاة و1685 اصابة جديدة

توتر شيعي- ماروني لإصرار الراعي على مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان

مصادر بكركي لـ"السياسة": البطريرك أكثر تمسُّكاً بدعوته وسيُواصل مساعيه حتى عقده

مبادرة الراعي "فرصة أخيرة" لإنقاذ لبنان.. والشيعة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 21/2/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قرع أجراس كنيسة مار جرجس في القليعة وإضاءة الشموع تكريما لضحايا انفجار المرفأ

النهار: المساران الحكومي والقضائي إلى مزيد من التعقيد

4 من نواب القوات يسلمون الامم المتحدة عريضة بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في انفجار المرفأ غدا

حركة نحو الحرية: دعم كامل لمواقف سيّد_بكركي الوطنية ودعوته إلى تدويل القضيّة اللبنانيّة وحياد_لبنان

متحدون: ليأخذ التحقيق في جريمة المرفأ مجراه بعيدا من العراضات والتدخلات

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

مستشار الأمن الأميركي: إيران معزولة.. والكرة في ملعبها الآن/جاك سوليفان: الدبلوماسية هي الطريق الأفضل لمنع حصول إيران على السلاح النووي

مدير الوكالة الذرية: حل مؤقت يُخضع منشآت إيران النووية للتفتيش/أكد "التوصل إلى اتفاق على عدد من القضايا الفنية مع إيران".

ميليشيات إيران تهرِّب السلاح من العراق لسورية بشاحنات الخضار

قصف صاروخي يستهدف القوات الأميركية بقاعدة “بلد”ويصيب متعاقداً/"الحشد" حاصر مخمور وحوَّلها إلى ثكنة عسكرية... و"الناتو": أي زيادة لتواجدنا بطلب من العراق

وفد من الفاتيكان يزور “أور” تمهيداً لزيارة البابا إلى العراق

البرلمان العربي يؤكد أهمية مكافحة الإرهاب والفكر المُتطرف

العاهل البحريني يؤكد متانة علاقات بلاده مع الإمارات

نجاة وزير داخلية حكومة “الوفاق” من محاولة اغتيال/المنفي: الحكومة المقبلة لكل الليبيين

ميانمار: تجدد التظاهرات المناهضة لسيطرة الجيش على السلطة/"فيسبوك" حذفت الصفحة الرئيسية للانقلابيين... وقلق أميركي من قمع المحتجين

الأمم المتحدة تدين الهجوم على باشاغا في طرابلس وتدعو للتحقيق/كوبيش: هذه الأعمال تهدف إلى عرقلة العملية السياسية وغيرها من الجهود لدعم ليبيا وشعبها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الراعي يرى لبنان في خطر ودعوته لمؤتمر دولي لا يقرّر مصيرها أمين عام "الحزب"/سعد الياس/القدس العربي

البطريرك للسيّد: حرب على مين؟/رضوان السيد/أساس ميديا

باسيل بأضعف حال.. ومكاسب بالجملة للحريري/منير الربيع/المدن

التعطيل ليس غموضا في الدستور/د. حارث سليمان

في لبنان مطلوب كلّ شيء… عدا الحقيقة/خير الله خير الله/العرب

إيران بين ترمب وبايدن/حازم صاغية/الشرق الأوسط

التأسيسي أو الدولي: مواجهة بين مؤتمرين/محمد قواص/سكاي نيوز

الوحش والبهي والمرآة/حارث سليمان يكتب/جنوبية

لعلّ الذكرى تنفع ذوي الألباب/مصطفى علوش/الجمهورية

"الاتفاق النووي" وصعود الأصوليات/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص وفيديو عظة البطريرك الراعي في قداس أحد الأبرص: جدد الدعوة لمؤتمر وطني يقيم لبنان من تعثره إلى سابق عهده، ويصحح مسببات هذا التعثر ونتمنى للقضاء الافلات من يد السياسيين ورأى أن براهن واهية كفت يد المحقق العدل في ملف تفجير المرفأ وطالب بتحقيق دولي

المطران الياس عوده: علينا تلقي لقاح كورونا واتباع إرشادات الأطباء لا الدخلاء وزارعي الأفكار المغلوطة

سر الكهنوت في الكتاب المقدس/الأب سيمون عساف

رئاسة مجلس الوزراء توضح كيفية نقل اعتماد الى موازنتها

تيار المستقبل ردا على باسيل: لن تنجح مهما سعيت الى دق الاسافين بين المسلمين والمسيحيين

الخليل: هجمات المستشارين وأزلام القصر لن تثنينا عن واجبنا الوطني

أحمد قبلان ردا على الراعي: الدعوة الى مؤتمر دولي إجهاز على صيغة لبنان

باسيل: أعطونا الإصلاح وخذوا الحكومة ويا قضاء لبنان أبعد كأس القضاء الدولي يريدون أن نشارك غصبا عنا بالحكومة وبشروط غير مقبولة وإلا يتهموننا بالتعطيل

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال

إنجيل القدّيس متّى06/من22حتى24/قالَ الربُّ يَسوعُ: «سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا. وإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذي فِيْكَ ظَلامًا، فَيَا لَهُ مِنْ ظَلام! لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص

سؤال المؤمن اليوم لنفسه، من أعطيت مفتاح قلبي: لله أم للخطيئة ؟ للمحبّة أم للبغض؟ للصفح أم للغفران؟…أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه

بالصوت/فورماتWMA /الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص/من أرشيف عام 015/للإستماع للتأملات اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.alabras.leper%20miracle.wma

بالصوت/فوماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص/من أرشيف عام 2015/للإستماع للتأملات اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20leper22.02.15.mp3

 

الإحتلال الإيراني يأخذ لبنان وشعبه وحكمه وحكامه رهينة ويختطف ويعهر كل مؤسساته بما فيها القضاء

الياس بجاني/18 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96157/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b1%d9%86%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%a7-2/

إن تنحية القاضي فادي صوان عن ملف جريمة تفجير المرفأ هو قرار سياسي بإمتياز يقف وراءة حزب الله وحركة أمل وكل الطرواديين السياسيين والمافياويين الدائرين في فلك حزب الله بذمية وتبعية وذل وهم من كل المذاهب.

إن الهدف المكشوف والوقح والفاجر لهذه التنحية المسيسة بالكامل هو التعمية على التحقيق ولفلفة كل وتعطيل محاسبة قد تطاول زلم وأوباش وإرهابيي الثنائية الشيعية وكل الذميين والطرواديين الذين سلموا رقابهم وقرارهم للمحتل الإيراني مقابل منافع سلطوية ومالية.

هذا التصرف الأرعن بالتنحية هو نتاج وحصاد إرهاب وفجور الإحتلال الإيراني للبنان الممسك بقوة السلاح بكل مفاصيل الدولة اللبنانية وبقرارات وممارسات حكامها وأطقمها السياسية والحزبية والمتحكم بحياة ومصير الشعب اللبناني، والقضاء هو في مقدمة المؤسسات التي وضع يده عليها وارعبها وسيسها وعهرها وجعلها مطية تنفذ فرماناته.

باختصار ودون مواربة نقول بصوت عال وعن قناعة تامة بأن لا حلول في لبنان المخطوف والرهينة لا كبيرة ولا صغيرة وفي أي مجال كان طالما أن حزب الله الإرهابي والمذهبي والملالوي يحتله.. وبالتالي لا خلاص من هذه الوضعية  الإحتلالية الإبليسية المدمرة دون اعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة ووضعهه تحت البند السابع الأممي وتنفيذ القرارات الدولية، اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و1701 و1680 بالقوة وعن طريق قوات اليونيفل وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

إلى سيدنا البطريرك الراعي: حزب الله لا يفهم غير لغة القوة والبند السابع الأممي هو هذه القوة

الياس بجاني/18 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96151/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a/

من المعلوم والظاهر لجميع اللبنانيين بأنه لم يعد حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله وراعيتهما إيران الفارسية يخفون مخططهم الإستعماري والإمبراطوري التوسعي الملالوي التدميري الهادف للقضاء على لبنان هوية وتاريخاً ودستوراً ونموذجاً وحضارة ورسالة وتعايش وشرائح مجتمعية واثنية متنوعة.

لقد أصبح خطاب نصرالله ومن خلفه رعاته وأسياده الملالي هو خطاب وقح وفاجر واستكباري لا يحترم ولا يأخذ أحداً بعين الاعتبار، وبالتالي لم تعد تنفع معهم غير لغة القوة التي لا يفهمون غيرها.

من هنا فإن طرح سيدنا الراعي الحياد الإيجابي، ومن ثم المؤتمر الدولي للخروج من النفق المظلم الذي ادخل حزب الله لبنان فيه بقوة الإرهاب والإجرام والتمذهب والإيديولوجية، هو طرح لن يحقق السلام للبنان دون دعمه بالبند السابع الأممي أي إعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة وتسليم أمره بالكامل للأمم المتحدة عسكرياً وادارياً وذلك لتعيد تأهيله.

المطلوب إذا إعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة ووضعه تحت البند السابع الأممي، ومن ثم وضع الجيش اللبناني وكل القوى الأمنية الشرعية الأخرى تحت أمرة قوات اليونيفل الموجودة في الجنوب  بعد زيادة عديدها وتزويدها بالمعدات اللازمة وذلك لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان بالقوة العسكرية وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و1701 و1680.

حزب الله وراعيته إيران لا يفهمان غير لغة القوة والردع والجهة الوحيدة التي بإمكانها فرض الحلول بالقوة هي الأمم المتحدة.

عملياً فلا المؤتمر الدولي ولا الحياد الإيجابي في هذه المرحلة هما الحل لإنهاء الإحتلال الإيراني للبنان واستعادة السيادة والإستقلال والقرار الحر.

مطلوب من سيد بكركي “التي أعطي لها مجد لبنان” تشكيل لجنة من المحامين والمثقفين واانشطين المتخصصين بالقوانين الدولية لإعداد مشروع قانوني متكامل يسلمه المطارنة المنتشرين في كل بلاد العالم إلى الرؤساء والملوك والحكام والمرجعيات الدولية والطلب الدول الصديقة للبنان العربية والدولية تبنيه وتقديمه لمجلس الأمن.

في الخلاصة، لا خلاص للبنان من الإحتلال الإيراني دون إعلانه دولة مارقة وفاشلة ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعون للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع النائب السابق في البرلمان اللبناني أحمد فتفت

https://www.youtube.com/watch?v=AcUnN87kr9w&t=638s

 

فيديو مقابلة مع المحلل السياسي الأميركي اللبناني انطونيو حداد من قناة الإعلامية ماريا معلوف /المقابلة تلقي الأضواء على أخطار احتلال حزب الله لبنان وتحويلة قاعدة ومعسكر ومخزن سلاح تابعبن لملالي إيران الإرهابيين والمجرمين

https://www.youtube.com/watch?v=WLO2iCH2H44

 

هل عليّ أن أخاف؟… نحن في جمهورية الخوف لصاحبها حزب الله والعمالة تهمة جاهزة لمن يقف في وجه هيمنته

د. منى فياض/الحرة/21 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96259/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%87%d9%84-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%91-%d8%a3%d9%86-%d8%a3%d8%ae%d8%a7%d9%81%d8%9f-%d9%86%d8%ad%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1/

 

كورنا في لبنان اليوم: 43 وفاة و1685 اصابة جديدة

وزارة الصحة العامة اللبنانية/الأحد 21 شباط 2021

افادت وزارة الصحة العامة في لبنان اليوم الأحد أن عدد الوفيات من جائحة الكورونا لليوم بلغ 43 وفاة في حين ان عدد الأصابات الجديدة بلغ 1685 اصابة

 

توتر شيعي- ماروني لإصرار الراعي على مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان

مصادر بكركي لـ"السياسة": البطريرك أكثر تمسُّكاً بدعوته وسيُواصل مساعيه حتى عقده

بيروت ـ “السياسة” /الأحد 21 شباط 2021

 أكدت مصادر مسيحية قريبة من بكركي لـ”السياسة”، أنه “يتوقع أن تتفاعل الأطراف السياسية الداخلية والخارجية مع دعوة البطريرك بشارة الراعي لعقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان من أزمته، في ضوء الترحيب اللبناني والعربي والدولي مع هذه الدعوة التي تنظر إليها بكركي، على أنها مخرج أساسي للبنان من المأزق الذي يتخبط فيه”. وقالت المصادر، إن “البطريرك سيواصل إطلاق المواقف الداعية للسير بهذا المؤتمر من أجل لبنان وشعبه، وهو أكثر تمسكاً بدعوته”. وفي السياق، أشار الراعي، في عظته الأسبوعية، أمس، إلى أن “المسؤولين خنقوا في قلوبهم المشاعر الإنسانية، بتغليب أنانياتهم ومصالحهم وفسادهم”.

وتساءل: “أين هم من مد يد الرحمة والحنان؟، مضيفاً إن “المواطن يعاني من الجوع والعوز والاستبداد والاستكبار، والسلطة السياسية تمعن في تعطيل مسيرة الدولة، وفي مقدمها عدم تشكيل حكومة، وعرقلة العدالة عبر التدخل السياسي”. وأوضح، “أننا نضم صوتنا إلى أصوات منكوبي انفجار مرفأ بيروت، هؤلاء كلهم كانوا ينتظرون نتائج التحقيق منذ ستة أشهر، فإذا بشكليات وبراهين واهية تطغى على كل هذه الكوارث فيعود التحقيق الى نقطة الصفر، وهذا يثبت المطلب الأساسي منا ومن غيرنا للتحقيق الدولي”.وأضاف، “نتمنى للمحقق الجديد طارق البيطار الإسراع بمهامه، ونتمنى للقضاء الإفلات من يد السياسيين والنافذين فلا تظل تشكيلاته مجمدة وملفاته غب الطلب وإتهامات كيدية، وإلا كيف يكون العدل أساس الملك أمام هذا الواقع المؤسف، بالإضافة الى استحالة التفاهم بين القوى السياسية لتشكيل حكومة المهمة”. وأكد، “نحن دعونا إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة من أجل إعادة تحصين لبنان باتفاق الطائف، أما الهدف الاساسي والوحيد هو تمكين الدولة من استعادة حيوتها وحيادها الايجابي وعدم الانحياز ودورها كعامل استقرار في المنطقة، وما نطمح اليه في هذا المؤتمر دولة موحدة في أرضها ومؤسساتها، ودولة تبني سلمها على أساس العيش الأمن لا على أساس دول أخرى”. ورد المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان على الراعي، قائلاً، إن “الدعوة الى عقد مؤتمر دولي إنما هو إجهاز بشدة على صيغة لبنان، فسيادة لبنان ليست صيحة موضة، ساعة نشاء نلبسها وساعة نشاء نخلعها”. وأضاف، إن “التدويل سبب أزمة لبنان، منذ نشأته كان ولا يزال بارود محرقته منذ الحرب الاهلية، والفراغ الحكومي سببه شهية بعض الديناصورات الدولية ووكلائها ليس أكثر ولا أقل، ولذلك لا نريد لهذا البلد مزيداً من حرائق الإعلام وجوقاته الموظفة على التحريض والاكاذيب”. وشدد على أن “قصة وصاية ورعاية ولجان دولية ومؤتمرات وتدويل وفصل سابع وضغط وصندوق تمويل دولي وتسول على لبنان ليست إلا دعوة مقصودة أو غير مقصودة الى احتلال لبنان وتصفية سيادته فضلا عن إغراقه بالتوطين والكانتونات الجهنمية”.

 

مبادرة الراعي "فرصة أخيرة" لإنقاذ لبنان.. والشيعة

المدن/الأحد 21 شباط 2021

 إنها دعوة للتبصر في مبادرة البطريرك بشارة الراعي لتحييد لبنان، وللتروي قبل رفضها. وتستند هذه الدعوة إلى قراءة موضوعية لمعطيات وحقائق، بعيداً عن الانفعالات وأوهام الانتصارات وخفايا المؤامرات، وأهمها ما يلي:

- يقف لبنان حالياً على مفترق طرق، إما تسوية داخلية تقوم على تحييده عن صراعات المنطقة، وليس حياده عن قضاياها. وإما مواصلة كل طائفة انتظار نضوج التسويات الإقليمية، والمراهنة أن تكون لصالح محورها، فتفوز أو تكرس بعض المكاسب والامتيازات. علماً أنه ليس هناك ما يضمن أو من يضمن عدم تحوّل الصراع خلال فترة الانتظار إلى حرب أهلية، خصوصاً إذا تطلّب إنضاج التسوية الإقليمية ناراً أكثر حماوة من نار سوريا والعراق. وليكرر التاريخ نفسه، فنصل بعد سنوات من مآسي القتل والتدمير والفقر، إلى التسوية ذاتها مع فرق بسيط قد يكون وزير مالية "بالناقص" بدل "بالزايد".

- يجب التوقف ملياً عند الدعم العلني والقوي للمبادرة من قبل الفاتيكان. وكذلك عند مؤشرات توافر دعم ـ أو على الأقل ـ مباركة فرنسية وأميركية وخليجية لها. وأهمية هذا الدعم تستند إلى توجه العالم بسرعة نحو حرب باردة بين الصين وأميركا. ومباشرة جو بايدن، حتى قبل دخوله إلى البيت الأبيض، إعادة بناء تحالفات أميركا، حين ستكون دول المنطقة حكماً من نصيب أميركا، خصوصاً وأن الصين غير مهتمة عملياً بمقارعة أميركا في هذه الدول. ويعني ذلك ببساطة أن مبادرة البطريرك الراعي بتحييد لبنان تجنب البلاد كأس الاختيار المر بين تموضعها ضمن النفوذ الأميركي أو المحور المعادي له. أي أن المبادرة تشكل حبل نجاة ونافذة مفتوحة مؤقتاً ـ نعم مؤقتاً ـ  ليدخل منها لبنان إلى "جنة" الاستقرار، بدلاً من "جهنم" الحرب الأهلية. - تشكل موافقة حزب الله الشرط الأساسي لنجاح المبادرة، علماً أن تصاعد الحديث عن تدويل الأزمة اللبنانية من جهة، والرفض القاطع لحزب الله، هما المقدمة الطبيعية لحرب أهلية. ويدرك حزب الله كما أميركا وإسرائيل، أن الحرب الأهلية هي الوسيلة المؤكدة لإنهائه وإضعاف الشيعة. وهو الأمر الذي لا يتحقق لا بعدوان إسرائيلي ولا بترك لبنان ينهار تحت وطأة الأزمة المالية والاقتصادية.

كالزيت والماء

وعليه، يمكن القول إنه وقت التسويات الداخلية بالنسبة لحزب الله وللطائفة الشيعية، لأنهما في أوج قوتهما حالياً، ولأنهما سيكونون المتضرر الأول من انزلاق الوضع إلى حرب أهلية. وليتم تسمية الأمور بأسمائها، فلن يكون هناك رابح أو خاسر في هكذا حرب، مسارها معروف ومجرب، ونتيجتها معروفة ومجربة أيضاً. فلبنان وطن متنوع لكي لا نقول منقسم أو "أرطة عالم مجموعين". كان هكذا وسيبقى، فهناك ناس مع الغرب وأميركا وفرنسا والسعودية، وناس مع الشرق وروسيا والصين وإيران. وهم كالزيت والماء يتعايشون لكن لا يختلطون. وكما أن "خض القنينة" لا يؤدي إلى اختلاط الزيت بالماء، ولا إلى نقص بحجم كل منهما، فإن الحروب والصراعات لن تؤدي إلى تغيير في توجهات كل فئة، ولا إلى انتصار فئة على أخرى، "هيدا بلد ما حدا بيلغي حدا فيه". ولنتذكر أن الطوائف المسيحية كانت عند بداية الحرب المشؤومة في أدنى درجات الضعف السياسي والتنظيمي والعسكري، وكان يتم توزيع كمية بسيطة من الرصاص على المتاريس بكيس بلاستيك كما يروي جوزيف أبو خليل. في حين كانت الفصائل الفلسطينية وأحزاب الحركة الوطنية في أوج قوتها السياسية والتنظيمية والعسكرية، ومع ذلك لم يلغِ أحد أحداً.

عظة التاريخ

ولنقرأ التاريخ القريب قبل أن نكرره، فلبنان كغالبية دول المنطقة، وطن "مركّب" من مجموع الطوائف بتوازن دقيق بينها، وبرعاية وتوافق إقليمي ودولي. ورغم مرور قرن كامل من حفلات التكاذب الوطني، لم يخرج اللبناني من قوقعة الانتماء الطائفي إلى رحاب الانتماء إلى الوطن. وأن محاولة أي طائفة بدعم من الدولة أو الدول الراعية لها للإخلال بهذا التوازن، يتحول سريعاً إلى حرب أهلية، تنتهي عادة بتسوية لا غالب ولا مغلوب، مع تغيير طفيف في الامتيازات والمواقع. كما أن أي محاولة لتغيير جغرافية لبنان تكبيراً أو تصغيراً أو تقسيماً، ستؤدي إلى إعادة انتاج تلك الكيانات الهجينة غير القابلة للحياة، التي تقتات على جثث ضحايا حروب الإبادة بينها، كما حدث خلال 500 سنة التي سبقت لبنان الكبير. ولنقرأ أيضاً ان فترات الاستقرار والإزدهار كان عندما ارتضت الطوائف التعايش والتعاون، وعندما رأت الدول الكبرى أن مصالحها تقتضي تحييد لبنان. مثال ذلك اقتناع عبد الناصر باستحالة ضم لبنان إلى مشروعه، وأن نشوب حرب أهلية فيه سيشكل عبئاً على المشروع، فوافق على تحييد لبنان حتى بالشكل من خلال الاجتماع الشهير مع الرئيس فؤاد شهاب في خيمة على الحدود. وكذلك الحال حين اقتنعت الدول الكبرى الإقليمية والدولية في العام 1989، أن استمرار الحرب الأهلية بات عبئاً عليها، فكان اتفاق الطائف الذي كرس بعض الامتيازات للطائفتين السنية والشيعية على حساب الموارنة والدورز، والتي يدرك الجميع انها ما كانت تستأهل كل تلك المآسي من القتل والتدمير. مبادرة البطريرك الراعي هي مبادرة وطنية و"ضربة معلم" لإنقاذ لبنان بكل طوائفه، وبالتحديد الطائفة الشيعية. فهل تبادر إيران وحزب الله إلى تلقف المبادرة وتجنب انزلاق لبنان نحو الانهيار ونحو حرب أهلية تؤدي إلى إحراق ورقة قوة رئيسية تمتلكها في صراعها ومفاوضاتها مع أميركا؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 21/2/2021

وطنية/الأحد 21 شباط 2021

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مشهد حكومي مأزوم، على وقع تطور السجال بين ميرنا الشالوحي وبيت الوسط. فبعد إطلالة الرئيس المكلف سعد الحريري الأخيرة، رد رئيس "التيار الوطني الحر" اليوم بإطلاق سلسلة مواقف، مجزءا مشكلة التأليف الحكومي الى شقين: شق دستوري ميثاقي، وآخر إصلاحي. معتبرا أن الرئيس الحريري "لا يستطيع أن يكون عنوانا للإصلاح"، مكررا عدم الرغبة بالمشاركة في الحكومة، مذكرا أن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف "شريكان متساويان بالتشكيل".

"تيار المستقبل" سارع بالرد على كلام باسيل، معتبرا أن مع جبران: "فالج لا تعالج، وأن مواقفه "لا تحمل جديدا، ولا تفتح ثغرة صغيرة في جدران العرقلة والتعطيل".

وفي ظل هذه المناخات التصعيدية، بات واضحا أن حلحلة المسار الحكومي لم يحن بعد، وعقد التأليف على حالها، وسط تزايد الخشية من ربط الإستحقاق الحكومي بالمجريات الإقليمية. فيما كشف البطريرك الراعي الهدف من عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، وهو ما رفضه الشيخ قبلان.

قضائيا، ترقب للتطورات في ملف تفجير مرفأ بيروت بعد تنحية القاضي فادي صوان، وتعيين القاضي طارق البيطار محققا عدليا. في وقت يتحضر أهالي شهداء المرفأ لتصعيد كبير يوم غد، حيث من المتوقع أن يعتصموا أمام قصر العدل صباحا، وصولا الى قطع طرقات رئيسية، في مسعى للضغط على السلطتين السياسية والقضائية للتسريع في كشف الحقيقة.

صحيا، غدا تبدأ المرحلة الثانية من التخفيف التدريجي لقيود الإغلاق، في وقت سجل عداد الإصابات اليوم 43 حالة وفاة، و 1685 إصابة جديدة بفيروس كورونا.

البداية من مواقف رئيس "التيار الوطني الحر" جبران ياسيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عام كامل مر على ظهور أول إصابة بفيروس كورونا في لبنان الذي يكافح قدر امكاناته لدرء واحتواء مخاطره بوسائل متنوعة، من بينها اللقاحات المضادة للفيروس المتوحش.

في الفيروس السياسي المنتشر هنا وهناك، يبدوأن المطلوب لقاحات من العيار الثقيل لتحريك الضمائر، بما يمهد السبيل أمام ولادة حكومية تبدو بعيدة المنال في ظل الوقائع القائمة.

جديد هذه الوقائع ما زال طازجا وابن اليوم، وكان على شكل مواقف محصنة بدشم ومتاريس التعنت والمصالح والمطامع والمطامح الضيقة، ومحاولات تبرئة النفس من دم ذاك الصديق.

كان كثيرون يراهنون على مضامين ما سيسمعونه من النائب جبران باسيل اليوم في مؤتمره الصحفي، معللين النفس بمبادرة منه تسهل التأليف الحكومي. لكن رئيس "التيار الحر" واصل حملته على الرئيس سعد الحريري، متهما إياه بممارسة الفوقية والسلبطة والمس بحقوق الآخرين، وأصر في كلامه على مدى ساعة تقريبا على أن "رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، شريكان متساويان في التشكيل، فمعا يجب أن يتفقا على كل شيء".

وفي لهجة تصعيدية، قال باسيل: "في معركة الدفاع عن الحقوق ما حدا يجربنا، ما رح نخليكم ترجعو الزمن 30 سنة لورا".

"تيار المستقبل" سارع الى الرد على ما وصفه ب- "العجن الكلامي لباسيل الذي ما زال يقيم في (لا لا لاند) ويفرض الإقامة الجبرية على رئاسة الجمهورية". وقال "التيار": "إن ما يعني الحريري هو ما يصدر عن رئيس الجمهورية بالمباشر، وليس بالواسطة. مع باسيل فالج لا تعالج"، أكد التيار الأزرق في رده.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم تختلف الأجواء السياسية عن المناخية هذا الاسبوع، عند درجة الصفر أو ما دون. فهل يكسر كلام رئيس "التيار الوطني الحر" الجليد؟، أم أن البلد سيشهد عاصفة سياسية بعد المبادرتين اللتين طرحمها اليوم؟.

النائب باسيل رمى كرة التعطيل في ملعب رئيس الحكومة المكلف، داعيا إياه الى التوقف عن رمي الحجج على الغير، وتحمل المسؤولية والمبادرة الى التأليف. باسيل دعا الى اعتماد مبدأ واحد في تسمية الوزراء. وفي شهادة للتاريخ "ما حدا من حلفائنا وقف معنا إلا "حزب الله" قال رئيس "التيار الوطني الحر".

باسيل رفض الدعوات للتدويل الذي يوسع البعض من مروحته، فلربما المناخ فقط نجا من دعوة هؤلاء للتدويل، فيما ملوثاتهم السياسية تطال كل نواحي الحياة.

كورونيا، حتى صفاء الثلج لم يسلم من التلوث ، هجمة على مناطق التزلج لا يبررها قول البعض إنه "ضاق خلقو" من البقاء في البيت، في وقت يرفع وزير الصحة حمد حسن الصوت عاليا من ضعف الإقبال على التسجيل في المنصة لتلقي لقاح كورونا، فلم تتعد هذه النسبة في بعض المناطق الخمسة بالمئة، وسط تساؤلات عن الأسباب، هل مرده الإهمال او الخوف او الجهل بآلية التسجيل؟. مهما يكن السبب، فإن السبيل الوحيد لتحقيق المناعة المجتمعية هو تلقي اللقاح، أمام التفلت وحرق العديد من المواطنين لمراحل العودة عن الإقفال العام ، فعادت الشوراع لتشهد زحمة تنذر بما هو أسوأ.

إقليميا، وزير الخارجية الإيراني يدعو إدارة جو بايدن للتوقف عمليا عن سياسة الضغوط القصوى التي فرضها دونالد ترامب، وفي مقابلة مع "المنار" أعلن محمد جواد ظريف أن طهران سترد على العمل الإيجابي بالعمل الإيجابي. وفي الشأن اللبناني، أكد ظريف أن الضغوط الأميركية تسببت بعدم تمكن الحكومة اللبنانية من الإستفادة من الدعم الإيراني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مجددا، قال رئيس "التيار الوطني الحر" كلمته اليوم، و"جبران كلمتو كلمة"، وفق مؤيدي "التيار" والحالة العونية عامة، الذين عبروا عن موقفهم بوضوح كما في كل مرة من خلال آلاف التغريدات والتعليقات على مواقع التواصل.

أما سائر اللبنانيين، فتوزعوا بين فئتين: فئة أولى، ضمت الذين لا سمعوا ولا فهموا. وهؤلاء إما مواطنون منتمون سياسيا، وهذا حق لهم، او بعض الإعلاميين والناشطين الآخرين الذين تمنعهم أجندات سياسية معروفة من الإطلاع على الموقف الآخر بانفتاح، ومن دون أفكار مسبقة، تضع شريحة سياسية لبنانية كبيرة تلقائيا في قفص الإتهام، لا بل تصدر حكمها المبرم عليها وعلى الشخص الذي يتحدث باسمها، مع الرفض التام لمنحهما حتى الحق المشروع في الدفاع عن النفس.

أما الفئة الثانية، فضمت الذين سمعوا وفهموا، فوصلتهم الرسالة جيدا، ولذلك جاءت ردودهم خالية ليس فقط من المنطق، بل حتى من السياسة، فركزت على الشخصنة، او الإجتزاء، او التفسير المزور للمقاصد والمرامي على جري العادة.

ومن هنا، يمكن مثلا تفهم خلو بيان "تيار المستقبل" من أي رد على الوقائع، وتركيز آخرين على كلمة زائدة من هنا وعبارة ناقصة من هناك وفق رأيهم، من دون الإجابة على الجوهر.

والجوهر اليوم أننا "كتيار وطني حر"، أعلن جبران باسيل، لدينا مبادرة هي التالية مقابل منح الثقة: أولا رفع عدد الوزراء من 18 الى 20، ليس لنأخذ وزيرا مسيحيا إضافيا للرئيس، فنحن نقبل أن يعطى للمردة.ثانيا، بالنسبة للحقائب، عدالة وتوازن في التوزيع. ثالثا، بالنسبة للتسمية، مبدأ واحد يطبق على الجميع. واذا كان رئيس الحكومة المكلف يطرح الإتفاق على أسماء وزراء مسيحيين، على قاعدة وزير ملك، فلا مانع، لكن فليطبق ذلك على وزراء مسلمين أيضا.

غير أن أساس االمبادرة التيارية اليوم يكمن بالآتي: أعطونا الإصلاح وخذوا الحكومة،… "بس ما بدنا لا وعود ولا ضمانات. بدنا الدفع سلف. شروطنا سهلة وبتتحقق بأسبوع واحد قبل تأليف الحكومة، إذا في إرادة سياسية:

أولا، إقرار قانون الكابيتول كونترول. ثانيا، إقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة والمحولة. ثالثا، إقرار قانون كشف حسابات وأملاك القائمين بخدمة عامة،…وكل هذه الاقتراحات موجودة في مجلس النواب ومدروسة، وإذا وجد القرار السياسي، يمكن إقرارها بجلسة واحدة". وإضافة الى ذلك، تابع رئيس "التيار"، "نريد خلال نفس الأسبوع، أن يعطى أمر المباشرة بالتدقيق الجنائي في مصرف لبنان من دون اي توقف او عودة للوراء، ومع تشكيل الحكومة تنطلق بالتوازي عملية التدقيق بكل الوزارات والإدارات والمجالس.

هيدا الشغل الجد… جاوبونا!، بهذه الكلمات تحدى باسيل الجميع، والجميع في انتظار الجواب الجدي. الجواب السياسي لا الشخصي،…جواب الحجج والبراهين، لا جواب الكذب والشتائم والأحقاد واللالا لاند.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

وفي اليوم السابع، لم تسترح المواقف السياسية والقضائية... بل بالعكس. فبين عظة البطريرك الماروني، وكلمة رئيس "التيار الوطني الحر"، لم يكن الأحد عطلة للسياسة، بل يوم تحديد توجهات ورسم خطوط وخيارات.

أهمية عظة البطريرك الماروني، أنها وجهت رسالتين واضحتين بردين شبه مباشرين. الرسالة الأولى تتعلق بالتحقيق في جريمة المرفأ، وشكلت ردا على ما قاله السيد حسن نصر الله الثلثاء الفائت.

فبينما اعتبر الأمين العام ل- "حزب الله" أن "التحقيق في جريمة المرفأ انتهى"، رأى الراعي "ضرورة التعاون مع محققين دوليين نظرا لاتساع رقعة هذه الجريمة ضد الإنسانية". الرسالة الثانية تتعلق بالمؤتمر الدولي، إذ بينما رأى نصر الله في كلمته، أن التدويل مشروع حرب، جدد سيد بكركي الدعوة الى "عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة، من أجل إعادة إحياء لبنان، عبر تحصين وثيقة الطائف وتطبيقها نصا وروحا".

إذا، المشروع البطريركي المتعلق بلبنان يتبلور اسبوعا بعد اسبوع، وعظة بعد عظة. فالراعي حدد اليوم إطار المؤتمر الدولي ورسم أهدافه. يبقى أن يتلقف المجتمع الدولي الخطوة وأن يتجاوب معها الأطراف المحليون. فما الخطوة العملية الآتية؟ وهل من استراتيجية تحرك؟، وهل سيتحول موقف البطريرك الى فعل، أم يبقى مجرد دعوة مبدئية مؤجلة التنفيذ؟.

في المقلب الحكومي، الكلمة المتلفزة لباسيل أشعلت، كما كان متوقعا، سجالا بينه وبين "تيار المستقبل"، وهو سجال يثبت مرة أخرى أن التشكيلة الحكومية لا تزال بعيدة المنال، وأن لا حلحلة سياسية في الوقت الراهن.

كلمة باسيل التي شكلت ردا مباشرا على ما قاله رئيس الحكومة المكلف الأحد الفائت في ذكرى استشهاد والده، أعادت الأمور خطوات الى الوراء، وخصوصا أن باسيل لم يكتف بالهجوم على الحريري، بل انتقد أيضا أداء مجلس النواب، في ما يشكل انتقادا للرئيس نبيه بري.

فكيف سيتلقف رئيس مجلس النواب انتقاد باسيل؟، وهل يقوى التوتر على محور ميرنا الشالوحي- عين التينة؟، وألا يعني المشهد كله أن الحل الحكومي بعيد، فيما الإنهيار التام قريب جدا، بل أقرب مما يتصوره كثيرون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

تتسارع الأحداث في المنطقة، وصورة السياسة الأميركية الجديدة ترسم في الشرق الاوسط، فيما مستقبل الإتفاق النووي مع إيران هو واحد من أكثر الملفات إلحاحا على الساحة الدولية.

بين الجمعة الفائت واليوم، توالت الرسائل بين واشنطن وطهران، ودخل الاتحاد الاوروبي على الخط، معلنا أن الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة في اجتماع دول الخمسة زائد واحد، المعنية بالإتفاق النووي.

كل ما نراه ونسمعه، يؤكد أن الجميع يريد العودة الى الاتفاق، وأن المفاوضات الدائرة علنا وسرا، ليست سوى البداية لمشوار طويل قد يستغرق شهورا.

العقبة الواضحة أمام إعادة التفاوض تكمن في من سيبادر ...فهل ترفع واشنطن العقوبات أولا عن طهران، أم تعود طهران الى الاتفاق النووي أولا؟.

هذا في المعلن من العقبات، أما الأهم فهو التفاوض على مصير الصواريخ الباليستية الإيرانية، وتمدد نفوذ إيران في المنطقة عبر حلفائها، وإمكان تضمين موضوع الصواريخ الباليستية ضمن الاتفاق النووي الجديد، هذه النقطة هي الاصعب.

فالصواريخ الباليستية تساوي بالنسبة لإيران نفوذها في المنطقة، وتساوي بالنسبة لإسرائيل وعدد من دول الخليج، وطبعا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، خطرا داهما يجب السيطرة عليه. كل ذلك يجعل الاتفاق النهائي بعيدا، ما يحتم مبدئيا ومنطقيا على اللبنانيين عدم ربط الداخل بعقبات صورة المنطقة.

هذه العقبة تطرق اليها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في مؤتمره الصحافي اليوم، وقد أعلن خلاله مبادرته للخروج من أزمة تأليف الحكومة ومختصرها: "خذوا الحكومة واعطونا الإصلاحات من مجلس النواب".

باسيل ومن خلال هذا الطرح، تقول أوساطه انه خاطب عرابي الطائف، ووجه اليهم رسائل مرتبطة بتطوير النظام، الذي كشفت عراقيل الحكومة كل عوراته.

وهو حدد حلولا تختصر بنقاط اربع: إما الإصلاحات مقابل الحكومة، وإما إعادة صلاحيات الرئاسة الأولى التي كانت موجودة قبل الطائف، وإما تثبيت الثلث لرئيس الجمهورية دستوريا، او الذهاب الى تطوير الدولة المدنية وتطبيق اللامركزية الإدارية.

باسيل، وبحسب أوساطه، أراد فصل مبادرته عن بعبدا، كما أراد وضع الأفرقاء المسيحيين أمام معادلة: إن قبول اي تنازل عن الحقوق لن يكون على حساب "التيار" إنما على حساب المسيحيين أنفسهم.

ردود الفعل على المبادرة جاءت متفاوتة، بين من اعتبر أن في كلامه شيء من الحق، وبين اللا تعليق، وأن لا شيء جديدا، وبين من اعتبر أن مؤتمر الساعة، أثبت من دون شك ان جبران باسيل، هو العقبة أمام تأليف الحكومة.

فقد تبنى كل مسببات التأخير، وأضاف اليها قاعدة جديدة: لا نريد الثلث، إنما نريد مقابل ذلك استعادة صلاحيات الرئاسة ما قبل الطائف. أما إقرار القوانين الإصلاحية في مجلس النواب، فقد يستغرق أشهرا، وكأن باسيل عبر هذه الدعوة، مدد تأخير التاليف لوقت غير محدد.

في المحصلة، العالم يرسم الشرق الاوسط، ولبنان وساسته صغار في لعبة الأمم، أما مواطنوه، فعالقون بين الإثنين، ينتظرون أي حلول او آمال اقتصادية، مالية او حتى قضائية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من مسباره في المريخ، أرسل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل آخر صوره التي ترى لبنان من زاوية الكوكب المعطل، قال الأشياء ونقيضها لساعة من الزمن.. وكان لستين دقيقة القيادي الوحيد الضامن لحقوق المسيحيين من هنا.. إلى الشرق العظيم.

ومن موقع يعطيه حق الإطلاع على كل تفاصيل التأليف ومداولاته السرية وأسماء وزرائه.. كان رئيس التيار ينتعل صفة رئيس.. ويتحدث بالنيابة والأصالة معا عن الرئاسة الأولى، وأعطى باسيل شهادات إيداع سياسية قضائية في ملف المرفأ، وكمن يرحب بتطيير القاضي صوان.. قال باسيل: لدينا اليوم قاض جديد.. وهذه مناسبة لتصحيح كثير من الأخطاء القضائية السابقة.. وبينها حصر القضية بموظفين للتغطية على آخرين.. و"ما بتخلص القصة إنو كتار من الأمنيين والموظفين الأوادم متهمين بالقتل عمدا، بينما المجرمين الفعليين زامطين".

يريد باسيل قضاء شريفا شفافا سريعا، ما يعني أنه لم يكن على هذه المواصفات في عهد صوان، وهو ساق جملة اتهامات لهذا القضاء، من التباطؤ إلى التسرع ثم المستنسب لتوازنات طائفية أو حزبية أو مؤسساتية، والطريق الأقصر لكل هذا السياق كان في أن يعلن رئيس "التيار" بشفافية وسريعا ومن دون استنساب، أنه يدافع عن المدير العام للجمارك بدري ضاهر ويسعى لتحريره، ووفق قضائه العادل.

ورئيس التيار الذي أصبح متحصنا في مبنى خاص داخل القصر الجمهوري.. مشرفا بفريقه ومكتبه الإستشاري على كل الشارد والوارد من القصر وإليه.. قدم اليوم مطالعة حكومية تؤكد أنه الرجل الأول في كل أوراق التأليف، التي يبدو أنها ستحتاج إلى توقيعه، لا إلى قلم الرئيس.

ومن فرع جهاز الأمن الحكومي والإستطلاع السياسي والغرفة غير المظلمة في قصر بعبدا، يتحكم رئيس "التيار" بالتأليف، ويبدأ هجوما على الرئيس المكلف، مسددا له ضربة من قلب ثورة تشرين.. معتبرا أن الحريري انقلب على شريكه الدستوري رئيس الجمهورية وطعنه في الظهر، واستقال "من دون ما يخبرو".. راكبا موجة الحراك ليتنصل من المسؤولية، ويحملها إلى الرئيس ميشال عون.

وهذا يؤكد أن هذه الواقعة ظلت في صدر باسيل كل هذه المدة.. وهاله أن يصبح الحريري خارج اللحن في الشارع.. بينما ترفع لرئيس "التيار" ألحان بالعزف المنفرد من نوع "هيلا هيلا هو".

ومنذ السابع عشر من تشرين عام ألفين وتسعة عشر، قاد باسيل الثورة على سعد الحريري و"حلف" أن لا يسمح له بالعودة الى موقع، سيظل شاغرا.. ولن يشغله "سعد الكذاب" طبقا لتوصيف الرئيس ميشال عون، وبهلوسات لا يلاقي بعضها الآخر أطلق جبران مسبار الأكاذيب.. فباسيل يريد الحكومة شرط الإصلاح.. يتعفف عن الثلث المعطل.. ويتفنن في الدفاع عنه، وثبيت حق المسيحيين في الثلث الذي سماه ضامنا. نابشا من تاريخ الطائف وقائع لأموات لن يستيقظوا ليكذبوه، وهو سيعطي الحكومة الثقة إذا التزمت شروطه..

لكن من طلب منه هذه الثقة، طالما أنه لم يسم الرئيس المكلف ولن يشارك في الحكومة. والأكثر هولا أن باسيل ينشغل باله على سلوك هذه الحكومة، الطريق إلى مجلس النواب من دون تأمين الثقة، وكان كل ذلك ليصبح خطابا عاديا مكررا غير معدل، لولا إصرار رئيس "التيار" على إنجاز الإصلاح والمطالبة بالكابتال كونترول واستعادة الاموال والتدقيق. ..وهي مشاريع قوانين يفترض أن يطرح مقايضتها على رئيس مجلس النواب وداخل الجلسات، وليس شرطا لتسهيل تشكيل حكومة.

والإصلاح المنشود من أين يتوفر بلا حكومات .. ولماذا لم يضرب جبران ضربة واحدة بالإصلاح على زمن مشاركته بخمس عشرة سنة حكم ..وأربع سنوات رئاسة؟. أما مطالبته برفع عدد الحكومة الى عشرين وتوزير المردة .. فإن باسيل باع سليمان فرنجيه مقعدا من " كيسه" .. لأنه إذا ما تغير العدد ستصبح مشاركة المردة حتمية، وهي التي سمت الحريري وسمتنحه الثقة.

وحيال إعطائه وزراء التيار كمنوذج عن الوزراء المستقلين، فإن التصويت على سلعاتا وحده يشهد على هذه الإستقلالية.. وزيرة عدل تصبح خبيرة كهرباء .. فيما وزير عدل أسبق يبكي مودعا صديقه ميشال عون.

لقد كان خطاب باسيل السادس عشر .. وفرعون الزمن الحديث، الذي لم يجد من يردعه من شركاء مسحيين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قرع أجراس كنيسة مار جرجس في القليعة وإضاءة الشموع تكريما لضحايا انفجار المرفأ

وطنية - الأحد 21 شباط 2021

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" بأنه تلبية لدعوة أهالي ضحايا انفجار المرفأ، قرعت أجراس كنيسة مار جرجس في بلدة القليعة عند الخامسة عصرا، وأضيئت الشموع تكريما لهم على مستديرة البلدة، وتكريما لذكرى ابن القليعة الشهيد جورج فرج الله دعيبس، الذي قضى أيضا في انفجار الرابع من آب الماضي، وقد شاركهم أبناء البلدة بإضاءة الشموع من على شرفات منازلهم منعا للتجمع.

 

النهار: المساران الحكومي والقضائي إلى مزيد من التعقيد

النهار/الأحد 21 شباط 2021

إذا كانت قضية كف يد المحقق العدلي السابق في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان وتعيين محقق عدلي جديد مكانه هو القاضي طارق بيطار شغلت بدلالاتها وظروفها وملابساتها المشهد الداخلي في الأيام الثلاثة الأخيرة، فإن ترقب انطلاقة مهمة البيطار لن يحجب عودة الملف الحكومي إلى الواجهة في الساعات المقبلة. ذلك أن تراكمات الانسداد السياسي بل الاحتقان السياسي بالأصح لن تلبث أن تعود في ظل ما برز من وعيد وتهديد على السنة نواب وناشطين في "التيار الوطني الحر" حيال الكلمة أو الخطاب الذي أعدّه رئيس التيار النائب جبران باسيل لإلقائه ظهر اليوم متضمناً رداً مفصلاً على خطاب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الأحد الماضي في الذكرى الـ16 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري. وإذا صحت التوقعات التي أشاعها العونيون استباقاً لكلمة باسيل اليوم فانها ستتضمن ردوداً حادة تفصيلية على موقف الحريري بما يعني ضمناً أن باسيل سيتولى الرد بالأصالة عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعن التيّار في آن واحد بلا أي لبس. وفي اعتقاد الكثير من الأوساط المعنية فهو أمر سيؤكد المؤكد لجهة أن باسيل يتولى إدارة معركة تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة بما سيضعف أكثر فاكثر كل كلام يصدر عن بعبدا بنفي تورط أو انخراط باسيل في هذه المواجهة السياسية المفتوحة. وتعتقد هذه الأوساط أن الجولة الأخيرة للرئيس الحريري على قطر وأبوظبي بعد زيارتيه لمصر وفرنسا تساهم في رفع وتيرة التصعيد من جانب الفريق العوني سواء الرسمي المباشر في بعبدا أو الحزبي في ميرنا شالوحي خصوصاً بعد المواقف الداعمة بوضوح لمهمة الحريري التي لم تخرج عنها أي عاصمة زارها.

كما أن الدعم الروسي القوي للحريري الذي جرى التعبير عنه بكل وضوح قبل أيام شكل بدوره عاملاً ضاغطاً بارزاً ورسالة ذات دلالات مهمة يفترض أن يكون الفريق العوني قد التقطها بدقة. ولكن الأوساط نفسها تعتقد أن الفريق الرئاسي -العوني بشقيه الرسمي والحزبي لن يظهر الآن إلا مزيداً من التعنت والمعاندة ولن يتخذ أي موقفاً مرناً لأن من شأن ظهوره متراجعاً عن تصلبه أن يكلفه ما لم يعد يحتمله من خسائر وتراجعات سياسية ومعنوية. ولذا ترى الأوساط المعنية نفسها أن أوان حلحلة المسار الحكومي لم يحن بعد وان الواقع السياسي بين بعبدا وبيت الوسط لا يزال مشدوداً إلى مناخات تصعيدية وسط تزايد الخشية من ربط الاستحقاق الحكومي بالمجريات الإقليمية المتعلقة تحديداً بمعالم تحريك المفاوضات الأميركية الإيرانية ولو انبرى "حزب الله" كل يوم إلى نفي هذا الربط.

في غضون ذلك سيكتسب الأسبوع الطالع طابعاً لافتاً لجهة تنامي الاستعدادات لإعلان سلسلة مواقف واتخاذ خطوات تظهر الدعم القوي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المواقف والاتجاهات الوطنية البارزة التي يعلنها تباعاً والتي كان آخرها دعواته المتواصلة إلى عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان. وإذ تجري استعدادات لعقد مؤتمر سياسي موسع ينظمه لقاء سيدة الجبل ويخصص لإصدار بيان بدعم توجهات وموقف البطريرك من المؤتمر الدولي وحياد لبنان فان تحركات أخرى بارزة يجري التحضير لها منها زيارة وفد كبير من كتلة الجمهورية القوية والقوات اللبنانية لبكركي منتصف الأسبوع لإعلان الدعم المطلق لبكركي وموقف البطريرك كما ترددت معلومات عن استعدادات لتنظيم مسيرة شعبية إلى بكركي دعماً لمواقف البطريرك. أما في ما يتصل بملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وفيما بدأ المحقق العدلي الجديد بيطار أمس الإعداد لانطلاق مهمته بدا المشهد غداة إقصاء محقق وتعيين بديل منه على كثير من الغموض والشك خصوصاً أن بيطار سبق له ان تحفظ عن هذه المهمة حين استمزج لتعيينه قبل تعيين صوان وعاد الآن ليقبل بها بما آثار تساؤلات عما إذا كان بيطار سيقوم بما لم يقم به سلفه لجهة مطاردة المسؤولين السياسيين المعنيين بكارثة تفجير المرفأ وعدم الاكتفاء بالمسؤوليات الإدارية والأمنية في معزل عن المسؤوليات الأمنية. ولذا بدا مستبعداً ان يحجب تعيين البيطار الدعوات أو المواقف والمبادرات المتصلة بطلب تحقيق دولي أو الاستعانة بخبرات دولية مجدداً للتحقيق في انفجار المرفأ التي لن تتراجع. وفي هذا السياق، أكدت وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم في حديث تلفزيوني أن على القاضي أن يدرك أنه سيتعرض للضغوط وملف انفجار المرفأ شائك والقاضي طارق بيطار على قدر من المسؤولية وعلينا أن نحضّر له الجو الملائم وهو أكد أنه سيذهب حتى النهاية في هذا الملف". وطلبت نجم من بيطار "أن يكشف عن أي ضغط قد يتعرض له وأنا أفتخر لأنه قبل هذا التحدي".وكشفت نجم أن "هناك شق في التحقيق يحتاج الى التعاون مع الخارج وهناك تقارير منتظرة ودور المحقق العدلي أن يطبّق القانون ويوصلنا إلى الحقيقة".

 

4 من نواب القوات يسلمون الامم المتحدة عريضة بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في انفجار المرفأ غدا

الأحد 21 شباط 2021

وطنية - يزور النواب جورج عقيص، فادي سعد، عماد واكيم، وماجد أبي اللمع، مكتب المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان الثالثة من بعد ظهر غد الاثنين، ليسلموا نائبة المنسق الخاص في لبنان الدكتورة نجاة رشدي، عريضة موقعة من نواب تكتل "الجمهورية القوية"، تطالب الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريز بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في انفجار مرفأ بيروت. وبحسب بيان صادر عن جهاز الاعلام والتواصل، فان "الزيارة تأتي لانعدام الثقة لدى الناس بالتحقيق المحلي ومن تمكنه من كشف الحقيقة كما هي في هذه الجريمة والدليل على ذلك تعرضه لما يتعرض له من عراقيل". وتأتي الزيارة بحسب البيان، "استكمالا للسعي الذي يقوم به الحزب منذ اللحظة الأولى لوقوع فاجعة انفجار مرفأ بيروت، للدفع في اتجاه تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لمعرفة الحقيقة كاملة عن هذا الانفجار". وسيعقد النواب عقب لقائهم، مؤتمرا صحافيا بمشاركة أهالي ضحايا الانفجار، عند الرابعة والنصف من بعد الظهر في نادي الصحافة.

 

حركة نحو الحرية: دعم كامل لمواقف سيّد_بكركي الوطنية ودعوته إلى تدويل القضيّة اللبنانيّة وحياد_لبنان

حركة_نحو_الحرية/بيان الأحد 21 شباط 2021

تؤكد "حركة نحو الحرية" دعمها الكامل غير المشروط لمواقف #سيّد_بكركي الوطنية ودعوته إلى #تدويل_القضيّة_اللبنانيّة و #حياد_لبنان عن محاور صراعات الموت والظلامية والعدمية.  وتدعو الحركة اللبنانيات واللبنانيين الأحرار  في لبنان وبلاد الإنتشار، ولا سيما المجموعات والحركات والمنظّمات والأحزاب السياديّة، إلى رفع الصوت وإطلاق كل أنواع المبادرات والتحركات، دعماً لتوجه السيّد البطريرك الراعي، وتوصلاً إلى تحقيق الأمل الوحيد المتبقي لتحرير لبنان. إن #الاحتلال_الإيراني سيطر على #الدولة_اللبنانية وهو يرتدي قناع تنظيم "#حزب_الله"، الإيراني العقيدة والثقافة والسلاح والتمويل، والذي يشكّل فرقة في "#الحرس_الثوري_الإيراني". لكن قناعتنا أن زمن الاحتلال والديكتاتورية والقمع والإجرام آفلٌ لا محالة، مهما طال. ومنطق السبّابّات المرفوعة والأفواه المزبدة لا يخيف #الأحرار. ولا أحد يتوقع أن تبادر ميليشيا اعترفت على الملأ بولائها المطلق لدولة أخرى، إلى القبول بالتدويل والحياد أو مجرد العمل لمصلحة لبنان، ما دامت تتطلع إلى استمرار قبضتها عليه. أما تطاول قيادة هذه الميليشيا على رموزنا الوطنية ومقاماتنا العالية، وفي مقدمها سيد بكركي، فسوف تقودهم إلى ندمٍ نتمنى أن يأتي قبل فوات الأوان. وتبقى #بكركي منارة الوطنية والمحبة ورسالة السلام والصغار هم العابرون، تشهد عليهم صخور #نهر_الكلب.

 

متحدون: ليأخذ التحقيق في جريمة المرفأ مجراه بعيدا من العراضات والتدخلات

وطنية - الأحد 21 شباط 2021

أكد تحالف "متحدون" أنه يضع كل إمكاناته خدمة للتحقيق العدلي في جريمة المرفأ. وقال في بيان: "إنه كان السباق إلى مساندة التحقيق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت لدى تعيين المحقق العدلي القاضي فادي صوان"، مشيرا إلى أن "التحالف وانطلاقا من كون أحد محاميه د. رامي عليق فريقا مدعيا في الملف، كما وكون أحد أفراده، زياد ريشا، مدعيا في الملف بوكالة محامي متحدون، يهمه أن يعلن الآتي:

أولا، تلقى التحالف بكل إيجابية خبر تعيين المحقق العدلي الجديد القاضي طارق بيطار بالسرعة التي تم فيها، وهو إذ يقدر تلك الخطوة لمجلس القضاء ووزيرة العدل، في موقف داعم لأي خطوة إيجابية تساهم في تحقيق العدالة للضحايا مهما كان مصدرها، وذلك انسجاما مع مبادئه التي تقوم على دعم ما من شأنه تبيان الحقيقة وإحقاق الحق وتحقيق العدالة.

ثانيا، يضع التحالف مصادره وإمكاناته كافة في خدمة المحقق العدلي القاضي بيطار من دون أي اعتبارات شخصية أو سياسية أو فئوية في سبيل إنصاف الضحايا وجميع اللبنانيين تطبيقا للقانون وبكل تجرد ومهنية. ثالثا، التمني أن يتحد ذوي الضحايا في مطالبهم، في مقابل تشتتهم وتحويل عدد منهم إلى متسولين لتعويضات هنا وهناك، كما بات حال معظم اللبنانيين للأسف، وذلك بما يخدم قضية كل بريء سقط أو جرح في جريمة بحجم الوطن".

وختم البيان: "يأمل التحالف أن يأخذ التحقيق العدلي في الجريمة التي هزت كل اللبنانيين مجراه القانوني، والقانوني فقط، بعيدا عما قد يشتته من عراضات إعلامية وتسريبات وتدخلات وضغوط، مؤكدا مبدأه: عملنا يصب في خانة الإصلاح، والإصلاح فقط، ومن أجل لبنان فقط، غير معنيين بكل ما يحاك في السياسة"

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

مستشار الأمن الأميركي: إيران معزولة.. والكرة في ملعبها الآن/جاك سوليفان: الدبلوماسية هي الطريق الأفضل لمنع حصول إيران على السلاح النووي

دبي – العربية.نت/الأحد 21 شباط 2021

أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، "مصمم على أن لا تحصل إيران على سلاح نووي"، معتبراً أن "الدبلوماسية هي الطريق الأفضل لمنع حصول ذلك". وقال سوليفان إن طهران لم ترد بعد على عرض الولايات المتحدة للدخول في حوار بوساطة أوروبية، مضيفاً: "لكن إيران هي المعزولة دبلوماسياً الآن - وليس الولايات المتحدة - والكرة في ملعبها الآن". وأكد أن "بايدن لا يزال مستعداً للتفاوض على العودة للاتفاق النووي مع إيران"، وهو عرض كان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف قد رفضه في وقت سابق. وقال سوليفان إن بايدن "مستعد للجلوس والتحدث إلى الإيرانيين بشأن كيفية إعادة فرض قيود صارمة على برنامجهم النووي.. هذا العرض ما زال قائماً، لأننا نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتناول المسألة". من جهة ثانية، شدد سوليفان على أن واشنطن لن تقبل باستمرار إيران "في احتجاز رهائن أميركيين بطريقة غير عادلة وغير قانونية". وقال إن الولايات المتحدة بدأت اتصالات مع إيران بشأن أميركيين تحتجزهم طهران. من جانبه، قال موقع إخباري إيراني إن أي اتصال بين طهران وواشنطن بشأن الأميركيين المحتجزين في إيران تم عبر السفارة السويسرية التي تدير المصالح الأميركية وليس من خلال أي اتصال مباشر. ونقل الموقع التابع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن مصدر لم يسمه القول "الحكومة الإيرانية لم تناقش قضية المحتجزين الأميركيين مع واشنطن. جميع الرسائل تم تبادلها عبر السفارة السويسرية في طهران". في سياق آخر، أكد سوليفان أن الولايات المتحدة سترد "خلال أسابيع لا أشهر" على هجوم سولار ويندز الإلكتروني الذي استهدف عدة وكالات حكومية العام الماضي، في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات فيما يشتبه بأنه هجوم روسي. وقال سوليفان في حديث مع شبكة تلفزيون "سي. بي. إس": "الرد على روسيا سيكون خلال أسابيع ولن يقتصر على العقوبات"، بينما رأى أن "الصين لم تكن شفافة حول أصل فيروس كورونا". وتأتي تصريحات سوليفان حول البرنامج النووي الإيراني، بينما أعلنت إيران أنها أجرت مباحثات "مثمرة" الأحد مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يزورها قبل يومين من بدء تطبيق قانون يقلّص عمل المفتشين الدوليين، بحال عدم رفع العقوبات الأميركية.

وستكون الخطوة الإيرانية التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ، الثلاثاء، الأحدث ضمن سلسلة إجراءات قامت بها طهران اعتباراً من العام 2019، بالتراجع عن العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي بعد انسحاب واشنطن منه عام 2018. وغداة وصوله إلى طهران، التقى رافايل غروسي، مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة، الأحد، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، وبعده وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وقال كاظم غريب آبادي، سفير طهران لدى الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها، "إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرتا مباحثات مثمرة مبنية على الاحترام المتبادل، وسيتم نشر نتيجتها هذا المساء"، وذلك عبر تويتر بعد حضوره اجتماع صالحي-غروسي. وسبق لإيران التأكيد أن تنفيذ قرار مجلس الشورى لن يؤدي إلى وقف عمل المفتشين بالكامل أو طردهم، وهو موقف أعاد ظريف تأكيده الأحد، محذراً في الوقت نفسه من أن طهران ستواصل خفض التزاماتها ما لم يعد الأطراف الآخرون إلى التزاماتهم، خصوصا رفع العقوبات. وكان المدير العام أكد سابقا أن زيارته هدفها إيجاد "حل مقبول من الطرفين.. لتتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مواصلة نشاطات التحقق الأساسية في إيران". وانسحبت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي العام 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران. وبعد عام من ذلك، بدأت إيران بالتراجع تدريجياً عن العديد من الالتزامات الأساسية في الاتفاق المبرم في فيينا العام 2015 بينها وبين كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا. وأبدت إدارة بايدن استعدادها للعودة إلى الاتفاق، لكنها اشترطت بداية عودة إيران إلى التزاماتها. في المقابل، تشدد طهران على أولوية رفع العقوبات، مؤكدة أنها ستعود إلى التزاماتها في حال قامت الولايات المتحدة بذلك.

 

مدير الوكالة الذرية: حل مؤقت يُخضع منشآت إيران النووية للتفتيش/أكد "التوصل إلى اتفاق على عدد من القضايا الفنية مع إيران".

دبي - قناة العربية، فيينا - فرانس برس/الأحد 21 شباط 2021

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الأحد، التوصل الى "حل مؤقت" يسمح للوكالة بمواصلة عمليات التفتيش في ايران، رغم بدء طهران تقليص عمل المفتشين الدوليين اعتبارا من الثلاثاء. وقال غروسي للصحافيين لدى عودته من زيارة الى طهران حيث أجرى محادثات مع المسؤولين هناك "ما اتفقنا عليه هو شيء قابل للحياة (...) من المجدي جسر هذه الفجوة التي نواجهها الآن، هذا ينقذ الوضع الآن". وكان البرلمان الايراني، الذي يهيمن عليه المحافظون، قد أقر قانونا في ديسمبر يلزم الحكومة بوقف العمل بالبروتوكول الإضافي وطرد مفتشي الوكالة في حال لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات المصرفية والنفطية التي تفرضها على الجمهورية الاسلامية. ومن المتوقع أن يدخل القانون حيز التنفيذ، الثلاثاء. وقال غروسي: "هذا القانون موجود وسينفذ، ما يعني ان البروتوكول الاضافي للأسف سوف يُعَلّق". وأضاف: "سوف يتم تقييد عملنا، لنواجه هذا الأمر. لكنّنا تمكنا من الإبقاء على الدرجة اللازمة من أعمال المراقبة والتحقق"، واصفا الترتيبات الجديدة بأنها "تفاهم تقني مؤقت". ولم يعط غروسي تفاصيل بشكل دقيق عن الأنشطة التي لن يكون بإمكان الوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بها، لكنه أكد عدم خفض عدد المفتشين في إيران واستمرار عمليات التفتيش المفاجئة في ظل التفاهم المؤقت.

وجاءت زيارة غروسي الى طهران وسط الجهود المكثفة التي تبذل بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والقوى الأوروبية وإيران لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 الذي كان على وشك الانهيار منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. ووصف غروسي اتفاق الأحد بأنه "نتيجة جيدة ومنطقية" بعد "مشاورات مكثفة جدا" مع المسؤولين الايرانيين.وكان غروسي يتحدث بعد يومين من الاجتماعات المتواصلة في العاصمة الإيرانية حيث التقى وزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي. وأعلن غروسي أنه كان يتأمل من رحلته الى طهران "تأمين الاستقرار لوضع غير مستقر الى حد كبير". وتابع: "أعتقد أن هذا الفهم التقني يحقق ذلك حتى يكون بالامكان إجراء مناقشات سياسية على مستويات أخرى، والأهم من كل ذلك تجنب وضع قد نكون فيه، بتعبير عملي، نسير على غير هدى". هذا وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، "مصمم على أن لا تحصل إيران على سلاح نووي"، معتبراً أن "الدبلوماسية هي الطريق الأفضل لمنع حصول ذلك". وقال سوليفان إن طهران لم ترد بعد على عرض الولايات المتحدة للدخول في حوار بوساطة أوروبية، مضيفاً: "لكن إيران هي المعزولة دبلوماسياً الآن - وليس الولايات المتحدة - والكرة في ملعبها الآن".وأكد أن "بايدن لا يزال مستعداً للتفاوض على العودة للاتفاق النووي مع إيران"، وهو عرض كان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف قد رفضه في وقت سابق.

 

ميليشيات إيران تهرِّب السلاح من العراق لسورية بشاحنات الخضار

دمشق – وكالات/الأحد 21 شباط 2021

 واصلت الميليشيات الإيرانية نقل السلاح عبر الحدود السورية – العراقية، مستغلة شاحنات الخضار في عمليات تهريب الأسلحة إلى الأراضي السورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أول من أمس، شحنة أسلحة جديدة استقدمتها القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها إلى الأراضي السورية آتية من العراق.

وأضاف، إن ثلاث شاحنات مدنية من المفترض أن تحمل خضاراً وفاكهة، كانت محملة بأسلحة وذخيرة تابعة للإيرانيين دخلت الجمعة الماضي، برفقة سيارتي دفع رباعي، من معبر غير شرعي بين العراق وسورية، قرب قرية العباس التابعة لمنطقة الجلاء في ريف مدينة البوكمال شرق دير الزور. من جهة أخرى، أكد المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، لدى وصوله إلى دمشق، أمس، أن المحادثات التي سيجريها في دمشق، ستركز على تنفيذ القرار الأممي 2254 الخاص بوقف إطلاق النار في سورية والتوصل إلى تسوية سياسية. وقال، إن “محادثاتي في دمشق ستركز على القرار 2254 وهناك العديد من القضايا التي آمل أن نتحدث بشأنها، وعلى رأسها الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب السوري”. من ناحية ثانية، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية، أمس، أن مسلحين يخططون لعمل استفزازي في محافظة إدلب هدفه اتهام النظام السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. وأضاف، إن “لديه معلومات تفيد بأن مسلحين من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) نقلوا عبوات لمواد سامة (يعتقد أنها مادة الكلور) على متن شاحنات إلى قرية ترمانين، وذلك تمهيدا لما سيتم تقديمه على أنه هجوم كيماوي شنه جيش النظام وآثاره وضحاياه من سكان القرية”. في سياق آخر، بدأ النظام السوري استعداداته لافتتاح معبر إنساني لخروج المدنيين الراغبين من إدلب، التي تسيطر “جبهة النصرة” على معظم أنحائها. إلى ذلك، خرج العشرات من سكان مدينة الرقة، بتظاهرة شعبية ضد تردي الوضع الأمني في المدينة وتواطؤ مسلحي “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، الموالين للقوات الأميركية، بنشر جرائم القتل والخطف في مدينتهم. وقالت مصادر محلية، إن مجموعة كبيرة من سكان حي الدرعية بمدينة الرقة، خرجوا أمس، بتظاهرة عند دوار النعيم وسط المدينة، منددين بتردي الوضع الأمني في المدينة، رافعين لافتات رافضة لممارسات مسلحي “قسد”. وأضافت، إن المتظاهرين طالبوا بضرورة الكشف عن المجرمين الذين أقدموا قبل أيام على قتل الطفلة شهد حاتم الحاج ذات الثلاث سنوات، بعد عجز أهلها عن دفع فدية مالية كبيرة طلبها خاطفوها للإفراج عنها.

 

قصف صاروخي يستهدف القوات الأميركية بقاعدة “بلد”ويصيب متعاقداً/"الحشد" حاصر مخمور وحوَّلها إلى ثكنة عسكرية... و"الناتو": أي زيادة لتواجدنا بطلب من العراق

بغداد – وكالات/الأحد 21 شباط 2021

 ضربت أربعة صواريخ، قاعدة “بلد” الجوية العراقية شمال العاصمة بغداد، التي تستضيف قوات أميركية، ما أسفر عن إصابة متعاقد عراقي. وذكر الجيش العراقي، في بيان، ليل أول من أمس، أن “أربعة صواريخ ضربت قاعدة بلد”، فيما قالت مصادر أمنية في بادئ الأمر إن ثلاثة صواريخ ضربت القاعدة، مضيفة أن متعاقداً عراقيا أصيب بجروح لا تهدد حياته. وأشارت المصادر، إلى أن المتعاقد العراقي يعمل ضمن شركة أميركية مكلفة صيانة طائرات “أف 16، موضحة أن القصف جاء إثر عملية مداهمة شنتها القوات العراقية مدعومة بـ “الحشد العشائري”، على تجمع لعناصر من تنظيم “داعش” في الطارمية شمال بغداد. من ناحية ثانية، أفاد مسؤول فرع مخمور في “الحزب الديمقراطي الكردستاني” كرمانغ عبدالله، أمس، إن “الحشد الشعبي” فرض حصاراً على بلدة مخمور بمحافظة نينوى في شمال العراق وحولها إلى ثكنة عسكرية. وقال، إن “الحشد الشعبي يمنع منذ أيام جلب أي نوع من الخضار أو الفاكهة أو المأكولات من أربيل إلى مخمور، ما تسبب بأزمة كبيرة للسكان”، مضيفاً: “تواصلنا مع إدارة الموصل وتحدثنا مع المحافظ ونائبه لحل هذه المشكلة”. وأشار، إلى تشكيل “هيئة السيطرات”، وهي هيئة جديدة باشرت مهامها منذ نحو أسبوعين، وتسببت بمشاكل كبيرة للمواطنين، مؤكداً أن مركز مخمور لا توجد فيه أي مشكلات، والأمر الوحيد غير الطبيعي هو كل هذه القوات غير القانونية الموجودة فيه، والتي حولت مخمور إلى ثكنة عسكرية. وأكد “فرض حصار عسكري على مخمور التي باتت أشبه بثكنة عسكرية أكثر من بلدة مدنية عامرة، والميليشيات تسيطر على القرارات كافة، ولا توجد أي صلاحيات لدى الدوائر الحكومية”. على صعيد آخر، أكد قائد بعثة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في العراق الفريق بيير أوسلن، خلال لقائه مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، أمس، أن أي زيادة في تواجد البعثة في العراق ممكنة فقط بموافقة حكومة بغداد. من جانبه، قال الأعرجي، إن القوات العراقية “لديها خبرات كبيرة اكتسبتها من خلال القتال”، مؤكداً أهمية تبادل الخبرات لمواجهة الإرهاب والتطرف. وأشار إلى أن العراق “ليس جزءاً من أي مشكلة إقليمية، بل هو جزء من الحل”، مؤكداً أن بغداد تتطلع للعمل على الاستفادة من خبرات “الناتو”، وأن “تبادل الخبرات مهم، لأن داعش ما زال يشكل خطراً حتى الآن”. إلى ذلك، رد محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، على تصريحات رئيس “ائتلاف النصر” حيدر العبادي، بشأن السبب في إدخال القوات التركية إلى العراق. وأضاف أن “القول ان العبادي هو من أدخل القوات التركية إلى العراق إدعاء باطل ومدفوع الثمن”، مشيراً إلى أن “القوات التركية دخلت العراق منذ زمن النظام السابق، واستمر وجودها بالذات في بعشيقة”.

 

وفد من الفاتيكان يزور “أور” تمهيداً لزيارة البابا إلى العراق

بغداد – وكالات/الأحد 21 شباط 2021

 زار وفد من الفاتيكان، أمس، مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار بجنوب العراق، تمهيداً للزيارة “التاريخية” التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى العراق. وقالت مصادر عراقية، إن “وفداً من الفاتيكان زار مدينة أور حيث بيت نبي الله إبراهيم، واطلع على الاستعدادات التي تجري في المكان الذي سيلقي فيه البابا كلمته”. ومن المقرر أن يجري البابا فرنسيس زيارة إلى العراق خلال الفترة بين الخامس والثامن من مارس المقبل، في زيارة وصفت بـ “التاريخية”.

 

البرلمان العربي يؤكد أهمية مكافحة الإرهاب والفكر المُتطرف

القاهرة – وكالات/الأحد 21 شباط 2021

 أكد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، أمس، أن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف تأتي على رأس أولويات البرلمان، مشيراً إلى أنها كانت في مقدمة القضايا التي بحثها مع القيادات العليا بالاتحاد البرلماني الدولي خلال زيارته الأخيرة إلى جنيف. وقال العسومي، في كلمته خلال الاجتماع الأول للجنة مكافحة الإرهاب بالبرلمان العربي بالجامعة العربية، إن الاجتماع المشترك مع رئيس المجموعة الاستشارية رفيعة المستوى المعنية بمكافحة الإرهاب رينهولد لوباتكا يمثل خطوة إضافية مهمة نحو تعزيز التعاون بين البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي في هذا المجال، مشدداً على حرص البرلمان العربي على مأسسة هذه الشراكة من خلال توقيع بروتوكول للتعاون المشترك بين الجانبين. من جهته، أوضح لوباتكا، أن هناك العديد من القضايا والمبادرات التي يمكن من خلالها تعزيز التعاون مع البرلمان العربي، في مقدمها آليات تحصين النشء الصغير من الفكر المتطرف، مضيفاً ان جائحة “كورونا” فاقمت من التحديات التي تواجهها دول العالم في مكافحة الإرهاب.

 

العاهل البحريني يؤكد متانة علاقات بلاده مع الإمارات

أبوظبي، عواصم – وكالات/الأحد 21 شباط 2021

 أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، متانة العلاقات والروابط المشتركة بين بلاده والإمارات، مشددا خلال استقباله في مقر إقامته بأبوظبي، نائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، على الحرص المشترك على تعزيزها بما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين. من جانبه، أكد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، حرص بلاده على الدفع بمسيرة العمل الخليجي المشترك نحو آفاق أشمل، بما يعزز من تماسك مجلس التعاون الخليجي وتحقيق مزيد من الإنجازات والمكتسبات لصالح مواطني دول المجلس. وخلال لقاءه الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، نوه الوزير البحريني بالجهود المخلصة التي يبذلها الأمين العام للمجلس لمتابعة تنفيذ قرارات الدورة الـ41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون التي عقدت في محافظة العلا السعودية، تحقيقا لتطلعات قادة دول المجلس لمزيد من التعاون والتكامل الخليجي في مختلف المجالات. وأشاد بالجهود التي تقوم بها الأمانة العامة في متابعة عقد اجتماعات المجالس واللجان الوزارية المتخصصة واللجان الفنية لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، والتأكد من التنفيذ الشامل لقرارات المجلس الأعلى والمجلس الوزاري، والمساعي التي تبذلها لتوثيق علاقات دول المجلس مع مختلف دول العالم، وتعزيز دور مجلس التعاون على الساحة الإقليمية والدولية.

 

نجاة وزير داخلية حكومة “الوفاق” من محاولة اغتيال/المنفي: الحكومة المقبلة لكل الليبيين

طرابلس – وكالات/الأحد 21 شباط 2021

 استهدف مسلحون مجهولون، أمس، موكب وزير الداخلية في حكومة “الوفاق” الليبية فتحي باشاغا، واشتبكوا مع حمايته، ما أسفر عن مقتل أحد المهاجمين. وقالت مصادر أمنية، إن سيارة مسلحة اعترضت موكب وزير داخلية “الوفاق” فتحي باشاغا، في العاصمة الليبية طرابلس، واشتبكت مع حمايته. وأضافت، إن الاشتباك أدى لمقتل شخص من المجموعة التي هاجمت موكب باشاغا، مؤكدة نجاة الأخير من الهجوم، مشيرة إلى اعتقال اثنين من المهاجمين. يشار إلى أن باشاغا كان قد أصدر قرارات عقابية بحق قادة بعض المجموعات المسلحة. من ناحية ثانية، ذكر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المنتخبة، في بيان، أن السلطة الجديدة في البلاد قد عقدت أول اجتماع لها، أمس. وأضاف، إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة اجتمع مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إضافة إلى عضوي المجلس عبدالله اللافي وموسى الكوني. من جانبه، أكد المنفي، أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة واحدة لكل الليبيين من دون إقصاء أو تهميش، لرغبة أعضاء مجلس النواب ومجلس الدولة الجادة في تحقيق الاستقرار بالبلاد وبسط الأمن داخلها للوصول إلى الانتخابات في الوقت المحدد لها. وكان المنفي بحث مع عدد من القيادات العسكرية بطرابلس، أبرزهم رئيس الأركان التابع لحكومة الوفاق محمد الحداد، في سبل توحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، وناقش معه سبل توحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، كما تناول اللقاء بحث ومناقشة بعض العوائق التي تمر بها رئاسة الأركان العامة بطرابلس وسبل توحيد المؤسسة العسكرية ودعم اللجنة العسكرية المشترك 5+5. على صعيد آخر، قالت النائبة عائشة الطبلقي، أمس، إن جلسة مجلس النواب المرتقبة للتصويت على منح الثقة للسلطة التنفيذية الموقتة ستعقد، في الأغلب، بمدينة سرت، حيث تحظى المدينة بدعم الأمم المتحدة وعدد من النواب على رأسهم رئيس المجلس عقيلة صالح. وأضافت: “قمنا بمراسلة اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، وشكلنا لجنة بهذا الخصوص خلال اجتماعنا الأخير في صبراته، وستتضح الرؤية وترد اللجنة العسكرية على مراسلتنا بالقبول أو بعدمه”. وأشارت، إلى أن “هناك مجموعة ولجنة مشكلة من قبل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح يرتبون لعقد جلسة لمجلس النواب في سرت، ومجموعة أخرى من النواب ترتب لجلسة بصبراته، ولكن الجلسة على الأغلب ستكون في سرت”.

 

ميانمار: تجدد التظاهرات المناهضة لسيطرة الجيش على السلطة/"فيسبوك" حذفت الصفحة الرئيسية للانقلابيين... وقلق أميركي من قمع المحتجين

نايبيداو – وكالات/الأحد 21 شباط 2021

 تجمع الآلاف من مناهضي سيطرة الجيش على السلطة في ميانمار، في مختلف قرى البلاد، أمس، رغم الاشتباكات الدامية مع قوات الأمن، التي أسفرت عن مقتل متظاهرين اثنين بمدينة ماندالاي، أول من أمس. وذكرت قناة “فرانس 24، أمس، أن السلطات ألقت القبض على ممثل مشهور بتهم دعم المعارضة، مشيرة إلى أن السلطة في ميانمار لم تتمكن حتى الآن من احتواء الحركة المناهضة للانقلاب واحتجاز زعيمة البلاد أونغ سان سو تشي، رغم وعود إجراء الانتخابات وشن حملة قاسية ضد المعارضة. وتجمع عدة آلاف من الشباب في موقعين بمدينة يانغون الرئيسية، فيما احتشد المئات سلمياً في مدينة ماندالاي، ثاني أكبر مدن البلاد، في حين وضع المواطنون الزهور حداداً على قتلى المتظاهرين ببلدة ميتكيينا في الشمال، التي شهدت مواجهات في الأيام الأخيرة. وأضافت، إن الحشود تجمعت أيضاً في مدينتي مونيوا وباجان بوسط البلاد وداوي وميك في الجنوب. ودانت العديد من الدول والمنظمات الدولية ممارسات السلطة في ميانمار، وذلك بعد مقتل إثنين من المتظاهرين مع تصعيد السلطات من حملتها ضد العصيان المدني المطالب بعودة الزعيمة المدنية المخلوعة أونغ سان سوتشي بداية فبراير الجاري. في سياق متصل، يعتزم المتظاهرون تنظيم أكبر مسيرة لهم على الإطلاق اليوم الاثنين، ومن المتوقع أن تغلق المتاجر والشركات أبوابها، تضامناً مع “سيتي مارت”، وهي أكبر منشأة للبيع بالتجزئة في البلاد، معلنة أنها ستغلق جميع منافذها. وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” إزاء تقارير تفيد بإطلاق قوات الأمن في ميانمار النار على المتظاهرين. وأضاف، “ندين أي عنف ضد شعب ميانمار ونجدد دعواتنا للجيش بالامتناع عن العنف ضد المتظاهرين السلميين، نحن نقف مع شعب ميانمار”. من ناحية ثانية، أعلنت شركة “فيسبوك”، في بيان، حذف الصفحة الرئيسية لجيش ميانمار، بسبب المعايير التي تحظر التحريض على العنف . وذكرت، أنه “تماشياً مع سياساتنا العالمية، حذفنا صفحة فريق معلومات جيش ميانمار (تاتمادا) من فيسبوك بسبب الخرق المتكرر لمعايير أوساطنا التي تحظر التحريض على العنف”.

 

الأمم المتحدة تدين الهجوم على باشاغا في طرابلس وتدعو للتحقيق/كوبيش: هذه الأعمال تهدف إلى عرقلة العملية السياسية وغيرها من الجهود لدعم ليبيا وشعبها

دبي - قناة العربية/الأحد 21 شباط 2021

أدان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش اليوم الأحد الحادث الذي تعرض له موكب وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا في طرابلس ودعا إلى إجراء تحقيق كامل وشفاف، قائلا إن هذه "الأعمال المتهورة" تشكل تهديدا للاستقرار والأمن. وذكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان أن كوبيش عبر عن قلقه البالغ إزاء "الحادث الأمني الخطير" الذي استهدف باشاغا، مؤكدا أن هذه الأعمال تهدف إلى "عرقلة العملية السياسية وغيرها من الجهود لدعم ليبيا وشعبها". وأضاف البيان "يدعو المبعوث الخاص إلى تحقيق كامل وسريع وشفاف في الحادث الذي يؤكد مرة أخرى مدى أهمية إبقاء جميع الأسلحة فقط في أيدي السلطات الشرعية". وكانت وزارة داخلية حكومة الوفاق قالت في بيان في وقت سابق اليوم إن باشاغا تعرض لمحاولة اغتيال في طريق رئيسي بالعاصمة الليبية من قبل مسلحين، قُتل أحدهم واعتقل اثنان آخران. وتحدثت وسائل إعلام ليبية عن انتماء المهاجم القتيل إلى جهاز دعم الاستقرار، وعرفته بأنه مواطن من مدينة الزاوية كان يقود سيارة تحمل شعار الجهاز، قبل أن ينفي الجهاز محاولة الاغتيال ويتهم مرافقي باشاغا بالمبادرة بإطلاق النار دون وجه حق على سيارة تابعة له. كما دعا المجلس الأعلى للدولة في ليبيا المؤيد لحكومة الوفاق إلى "ضبط النفس"، بعد حادثة إطلاق النار على موكب وزير داخلية الوفاق باشاغا اليوم الأحد. وقال المجلس الأعلى للدولة في بيان إنه يدعو النائب العام إلى "تحقيق سريع ونزيه لمحاسبة المتورطين". وطالب المجلس باتباع الطرق القانونية لمعالجة الحادثة و"إفساح المجال للجهات المختصة لتقصي الحقائق حول الواقعة بالطرق المشروعة".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الراعي يرى لبنان في خطر ودعوته لمؤتمر دولي لا يقرّر مصيرها أمين عام "الحزب"

سعد الياس/القدس العربي/الإثنين 22 شباط 2021

تتجه العلاقة بين بكركي وحزب الله إلى مزيد من التوتّر والقطيعة بعد طرح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عقد مؤتمر دولي خاص من أجل لبنان، وهو ما رأى فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تدويلاً وغطاء لاحتلال جديد وأرفقه بتعليق «ما حدا يمزح معنا».

هذه اللغة في مخاطبة بكركي لم ترُق للصرح البطريركي الذي يشكو أصلاً من التهويل على اللبنانيين بالسلاح غير الشرعي، كما لم ترُق لحزب القوات اللبنانية الذي خرج رئيسه سمير جعجع ليرفض أي نوع من التهديد لبكركي، فيما ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شنّوا حملة على نصرالله ورفعوا هاشتاغ «لكل احتلال بطريرك فهل قطع الأمين العام لحزب الله الطريق على دعوة البطريرك الراعي إلى التدويل؟ وكيف ستتعامل بكركي مع لغته التي حملت نوعاً من التهديد؟

يجيب مستشار البطريرك الماروني الوزير السابق سجعان قزي في حديث إلى»القدس العربي» إن «دعوة البطريرك لانعقاد مؤتمر دولي موجّهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وبالتالي من يقرّر مصيرها ليس أمين عام حزب الله بل الأمين العام للأمم المتحدة واستطراداً لا يمكن لأي طرف داخلي أن يمنع انعقاد مؤتمر دولي خاص للبنان إذا كان هناك قرار دولي ومدعوم من دول مجلس الأمن. والدعوة التي أطلقها البطريرك منفصلة عن موضوع تدويل الأزمة اللبنانية بوجهها الاقتصادي والحكومي أو بموضوع تدويل الأمن اللبناني من خلال البند السابع. فالبطريرك لا يدخل في هذه الزواريب الدولية وبلعبة البنود والمواد، إنما لديه شعور أن لبنان في خطر حقيقي وجودي وكياني أبعد من موضوع النظام والحكومة، ورأى أنه بعد فشل كل المحاولات لانقاذ الوضع اللبناني لم يعد إلا الأمم المتحدة لتلعب دورها، وهذا واجب عليها وليس خياراً لأنها مسؤولة عن مصير كل دولة عضو فيها، وأساساً أنشئت الأمم المتحدة للحفاظ على السلم داخل الدول وعلى بقاء هذه الدول بغض النظر إذا كان الخطر من الداخل أو من الخارج. وهكذا فدعوة البطريرك سالكة ولكن تحتاج إلى جهد كبير على الصعيد الداخلي وعلى الصعيدين العربي والدولي. الاتصالات الأولى ايجابية وإنما غير حاسمة بعد. على الصعيد الداخلي التأييد يكبر أكثر فأكثر بإستثناء طبعاً حزب الله الذي يرى في التدويل أو في المؤتمر الدولي بأي بند من البنود خطراً على وجوده كحزب عسكري منفصل عن الشرعية والقرار اللبناني المستقل. أما بشأن ردّ البطريرك على تهديدات أو مواقف حزب الله، فالبطريرك ليس فريقاً سياسياً كي يردّ على فريق سياسي، هذا أمر متروك للأحزاب السياسية المناهضة لحزب الله لكي تردّ هي عليه. البطريرك وبكركي فوق كل الأحزاب والمؤسسات ولا تدخل في مهاترات ولا في ردّ تهديد بتهديد. بكركي قوتها في موقعها بموقفها الوطني وليس بالدخول في سجالات مع أحد».

ولدى سؤاله هل يمكن للبطريركية المارونية أن ترعى لقاء وطنياً كـ»لقاء قرنة شهوان» في عهد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير؟ يقول قزي «أظنّ أن هذا الأمر غير متوافر حالياً لأن الظروف التي انعقدت فيها قرنة شهوان مختلفة عن الظرف الذي نعيشه اليوم. خلال لقاء قرنة شهوان كانت القيادات المسيحية الأساسية غائبة إن في السجن أو في المنفى، والأحزاب المسيحية كانت منقسمة على بعضها البعض، فالقوات كانت مشلّعة وكذلك الكتائب والتيار كان مبعثراً. أما اليوم فالأحزاب موجودة والقيادات السياسية المدنية موجودة، والبطريرك لا يزاحم الأحزاب في هذا الإطار، إنما يمكن أن يكون حول البطريركية فريق عمل سياسي يواكب مواقف البطريرك على الصعيد الوطني والسياسي والإعلامي وهذا موضوع قيد البحث الجدي».

وماذا عن مبادرة البطريرك حول الحكومة وأين أصبحت دعوته للقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري؟ يقول الوزير قزي «لقد طرح البطريرك الأفكار للقاء بين الرئيسين عون والحريري ونجح في جعلهما يجتمعان مع بعضهما مرتين، ولكنهما لم يتفقا في اجتماعهما، والفشل يقع عليهما وليس على البطريرك. فليس البطريرك الذي يؤلف حكومة، فالنجاح نجاحهما والفشل فشلهما، والبطريرك مستمر في اتصالاته ولكن يعرف أن اللعبة ليست داخلية فقط وأن العقد الموجودة مصدرها الأساسي خارجي ويجري تكبيرٌ للعقد الداخلية للتغطية على العقدة الخارجية التي هي إيرانية المنشأ وهي تعبر من خلال حزب الله إلى الوضع اللبناني».

أما عن النظرة إلى كف يد المحقق العدلي عن قضية انفجار مرفأ بيروت؟ يعتبر قزي «أن وضع القضاء في لبنان ليس متوقفاً على مصير المحقق العدلي صوّان الذي كان مكلّفاً بإجراء تحقيق في انفجار المرفأ. فكل الوضع القضائي في لبنان بحاجة إلى إعادة نظر، والقضاء ليس بأفضل من الطبقة السياسية وأصلاً هذا القضاء من هذه الطبقة. وبالتالي يفترض أن يجري تلقيح للجسم القضائي ضد الفساد والجبن وتلقيح ضد التردّد والتحزّب والتطيّف والتسيّس لأن القضاء اللبناني لا يساوي عدالة، وهو يخيف أصحاب الحقوق أكثر مما يخيف أصحاب الجرائم، ويحتاج إلى تقويم وتطهير وإلى استعادة مكانته وثقة الناس فيه وثقه الرأي العام. ولم نرَ في أي دولة في العالم حتى في الدول المتخلّفة أن لدى القضاء عميراً قضائياً وساعي بريد قضائياً ووسيطاً قضائياً وصحافيين قضائيين هم ينقلون المواقف والمحاكمات ويقررون أي ملف يُفتَح وأي ملف لا يُفتَح ويتكلمون بإسم القضاة. فهل يُعقَل أن يتحدث صحافيون أو منظّرون على الشاشات بإسم القضاة؟ ونحن اليوم ننظر إلى مجيء وزير عدل متحرّر يتعاون مع مجلس القضاء الأعلى لاعادة هيكلة القضاء اللبناني واستعادة دوره التاريخي». تجدر الاشارة إلى أن لقاء مشتركاً سيُعقد الأسبوع المقبل بمبادرة من «لقاء سيدة الجبل» و»المبادرة الوطنية» لدعم مواقف البطريرك الراعي. وأكد عضو «كتلة المستقبل» النائب السابق احمد فتفت «أن الهجمة على البطريرك الراعي أدت إلى تثبيت مرجعية بكركي صرحاً عابراً للطوائف يخوض معركة أساسية واضحة». وكان البعض استغرب تهديد أمين عام حزب الله من اللجوء إلى التدويل، ورأى أن الواجب الوطني يستدعي استباق الانقلاب النهائي بعقد مؤتمر دولي لمنع سقوط لبنان وإخضاع الدولة. وسأل أليس القرار 1701 وسوابقه تدويلاً؟ وأليس اللجوء إلى صندوق النقد الدولي وقروض البنك الدولي تدويلاً؟ وأليست مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدويلاً؟

 

البطريرك للسيّد: حرب على مين؟

رضوان السيد/أساس ميديا/الإثنين 22 شباط 2021

منذ خطاب البطريرك في 5 تموز عام 2019 والذي تلته عشرات الخطابات والمواقف والاجتماعات، تصاعد الاعتقاد بأنّ البطريرك فقد الثقة بإرادة " العهد القوي" في الإصلاح، وفي تدارُك الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية، وفي إعادة الانتظام إلى علاقات لبنان العربية والدولية. وبعد 17 تشرين الأول، وإقفال البنوك، وانهيار الليرة، صار انعدام الثقة أمراً مؤكداً. وتجلّى ذلك في كلمات البطريرك المتكررة التي دعمت مطالب الثوار، وضغوطه من أجل تشكيل حكومة قادرة وفاعلة لوقف الانهيار وإعادة الإعمار بعد انفجار المرفأ في 4 آب 2020.

فلنتذكر قليلاً كيف بدأ البطريرك مطالعاته الاعتراضية، وبعضها بحضور رئيس الجمهورية أو في خطاب موجَّهٍ إليه. البدء كان بالدعوة إلى تحرير الشرعية، وحياد لبنان، ثم كان المطلب الدائم في الشهور الأخيرة بتشكيل "حكومة المهمة" بحسب المبادرة الفرنسية، والمكوّنة من اختصاصيين غير حزبيين. أما منذ شهر فإنّ البطريرك نادى الأُمم المتحدة لضمان تحقيق الحياد للبنان. وبالطبع حدثت متغيرات في خطاب البطريرك الراعي الوطني والسياسي. فبعد أسابيع غاب عنوان "تحرير الشرعية" الذي كان رئيس الجمهورية مطالباً به. وربما سبب ذلك رغبته في تجنّب الصدام المباشر مع الحزب المسلَّح الذي يستأسر الشرعية منذ حوالى العقد ونصف العقد. إنّما جرى التعويض عن هذا الغياب بحضور الدستور في خطابات البطريرك. وقد كان الحضور الجديد هذا بسبب راديكالية خطاب بعض فِرَق الثورة، وبسبب تضييع الرئاسة ومستشاريها للشنكاش بقولهم إنّهم يريدون تعديل الدستور أو تغييره لتقوية صلاحيات الرئاسة، واستعادة حقوق المسيحيين! وأخيراً فإنّ البطريرك رأى حاجةً لاستنهاض الوعي بالدستور من جديد بعد استحكام الأزمة والعودة إلى فكرة المؤتمر التأسيسي في راديكاليات خُطب المفتي الشيعي الممتاز أحمد قبلان. وقد جاء خطاب البطريرك يوم الأحد في 21 شباط ليؤكّد أنّ المؤتمر الدولي الذي دعا إليه إنما هو لدعم تطبيق الدستور وقرارات الشرعية الدولية.

تأكد البطريرك بعد انتظار لحوالى السنوات الثلاث أنّ الرئيس القوي لن يفعل شيئاً، فضلاً عن انغماس التيار الوطني الحر مثل الآخرين في الفساد. ومع أنّ البطريرك سمع الجنرال مراراً يقول إنّ الحزب لا يستخدم سلاحه بالداخل، وإنه محتاج لسلاح الحزب لأنّ الجيش ضعيف، وإنّ سلاح الحزب سيظلّ حاضراً إلى نهاية أزمة الشرق الأوسط، فإنّ البطريرك بقي لديه أملٌ ما لبث أن تضاءل حتى اختفى

بيد أنّ أكبر أفكار البطريرك ومشروعاته إثارةً للجدل كانت فكرته أو مشروعه عن الحياد. فحتى الذين أيّدوه من غير المسيحيين تحدّثوا عن تحييد لبنان عن صراعات المحاور. وقال آخرون إنّ الحياد هو مقتضى دستور الطائف فلا غرابة فيه. في حين عارضه آخرون بحجة القضية الفلسطينية. وقد اضطرّ البطريرك إلى إصدار ورقة تتضمن معالم مشروعه حول الحياد. وبين مُخفِّفٍ من خطر المشروع بحيث لا يتجاوز أطروحة النأي بالنفس للعام 2011، وبين معتبرٍ أنّ الأمر مهمّ جداً لحماية لبنان من التصارع الداخلي على الهوية والتبعية، ومن الصراع الخارجي عليه - بحيث يكون حياداً مثل الحياد السويسري - مضى البطريرك أخيراً باتجاه الأمم المتحدة، فدعاها إلى أن تتبنّى، في اجتماعٍ دوليٍّ، حياد لبنان. والصديق نوفل ضوّ يقول إنّ البطريرك ما أراد بذلك المطالبة بالوصاية الدولية، بدليلٍ تاريخ بكركي الرافض للحماية والتبعيات منذ أيام العثمانيين، بل إنّ منطق البطريرك في عروضه كلَّ يوم أحد أنّ لبنان يحتاج إلى رعاية مزدوجة وليس إلى وصاية: الحماية من إدارة الدولة الفاشلة، بسبب التغالب والفساد، والحماية من المحاور التي يتردّى فيها لبنان كل فترة، وهي اليوم: المحور الإيراني.

لقد وصل هذا الارتهان المزدوج أو الاستقطاب إلى انهيار شامل، وإلى العجز حتى عن القيام بأبسط الأمور وهو تشكيل حكومة "مهمة" أو إنقاذ. على الرغم من السوء الذي لا قاع له، والذي بلغته الأوضاع في البلاد من كل النواحي.

تشخيص البطريرك منذ خطابه الأول أنّ الشرعية تُعاني من الأسر، وهي محتاجة إلى تحرير. ولا يمكن إحداث ذلك بطريقة نظامية إلاّ بإخراج سلاح الحزب ووهجه من التأثير والسيطرة في الساحة اللبنانية، ومن التدخل عسكرياً لصالح المحور الإيراني في دولٍ عربية عديدة. فالإدارة اللبنانية في معالمها الرئيسية تحت سيطرة الحزب. ولبنان معزول عن محيطه العربي وعن العالم بسبب استخدام الحزب لمرافقه الرئيسية في الإضرار بالعرب وبالأمن العالمي لصالح إيران.

وقد تأكد البطريرك بعد انتظار لحوالى السنوات الثلاث أنّ الرئيس القوي لن يفعل شيئاً لهذه الجهة، فضلاً عن انغماس التيار الوطني الحر مثل الآخرين في الفساد. ومع أنّ البطريرك سمع الجنرال مراراً يقول إنّ الحزب لا يستخدم سلاحه بالداخل، وإنه (أي الجنرال) محتاج لسلاح الحزب لأنّ الجيش ضعيف، وإنّ سلاح الحزب سيظلّ حاضراً إلى نهاية أزمة الشرق الأوسط، فإنّ البطريرك بقي لديه أملٌ ما لبث أن تضاءل حتى اختفى أن يدعو الرئيس كما وعد مراراً إلى تجديد الحديث في الاستراتيجية الدفاعية، والتي تعني بحثاً في مصائر سلاح الحزب. وعندما لم يحدث شيءٌ من ذلك، فضلاً عن "الكربجة" في الوضع العام، بحيث ذهب معظم الثوار إلى أنّ "النظام لم يعد ينفع"، ولكي لا يصطدم البطريرك بعون وبالحزب مباشرةً بعد يقينه بانسداد الاُفق لدى الجهتين، رفع السقف عالياً باتجاه مشروع الحياد والرعاية الدولية.

الحياد، الذي يعني إبعاد لبنان عن المحاور، وهو من سنوات أسير المحور الإيراني، يفضح أوّل ما يفضح الحزب وسلاحه، ودعوة البطريرك تجمعُ المسيحيين الذين تعبوا مثل سائر اللبنانيين من حروب الحزب عليهم وعلى محيطهم العربي والغربي الذي يعيشون فيه ويعملون

لا أُريد العودة إلى معنى الحياد والجوانب الدستورية، وما يتعلق بالقانون الدولي. فقد كتب فيه عديدون. وأعجبني ما كتبه أنطوان مسرّة وصالح المشنوق بين آخرين. على أنّ رؤية البطريرك لا تنطلق من تلك الخلفية القانونية والتنظيمية الكبيرة، كما لا تنطلق من الدعوات السابقة لإخراج لبنان من دائرة المحيط وأعبائه ومشكلاته. بل تنطلق من قناعةٍ أبسط: لا يستطيع اللبنانيون نزع سلاح الحزب بقواهم الذاتية. كما لم يعودوا يستطيعون إدارة عيشهم المالي والاقتصادي والسياسي. ولذلك وبدون خلفياتٍ تتعلق بالهوية والانتماء أو حتى بالالتزامات: لا بد من إدارة دولية عبر الأمم المتحدة لمعالجة الأمرين: أمر نزع سلاح الحزب، وأمر إنقاذ الشعب اللبناني من الإدارة الفاشلة والفاسدة للدولة.

قلت مرةً للبطريرك بعد أن أعطاني ورقته حول الحياد: "ما دام الأمر لا يتعلق بالهوية والانتماء، ولا بالالتزامات الوطنية والقومية، فنحن لا نحتاج لهذه الدورة الطويلة للوصول إلى أمري السلاح والفساد السياسي. لدينا القرارات الدولية: 1559، 1680، 1701. في القرار الأول تُنزع أسلحةُ كل الجهات غير الرسمية. وفي القرار الثاني تُحاكم الجريمة السياسية. وفي القرار الثالث تنتهي قصة الجبهة مع إسرائيل والتي يزعم الحزب دائماً تكويم السلاح من أجلها". فأجابني: "هذه القرارات موجودة من زمان، وما نفذ منها إلا 1680 وشوف كم كانت نتائجه ضئيلة، والجريمة السياسية مستمرّة". وقلت: "لكنّ الحياد أيضاً أبعد من إنفاذ القرار الدولي، لأنّه يتطلب إجماعاً وطنياً، ولن يوافق عليه بالطبع المسلَّحون ولا الفاسدون، وهم غالبية بين الطبقة السياسية". وعندما صمت البطريرك لبضع دقائق تابعتُ الكلام: "أنا مع طرح فكرة الحياد، والمُضيّ باتجاه المجتمع الدولي، لأنّ في ذلك لفتاً لقداسة البابا وللمجتمع الدولي إلى السوء الشديد للأوضاع عندنا، وفيه التوعية للمواطنيين بما نزل بالوطن نتيجة الاحتلال السياسي الإيراني، ونتيجة تحالف الميليشيا مع المافيا. فأنتم تعلمون يا صاحب الغبطة أن الجنرال أقنع جمهوراً واسعاً بفوائد "تحالف الأقليات" الذي كان وما يزال وبالاً على لبنان. ويضاف لهذا وذاك وذلك أنّ المبادرة الفرنسية طليعة، ويمكن أن تجتذب أطرافاً أُخرى عربية ودولية. وإذا ترافق ذلك مع عودة التفاوُض بين أميركا وإيران على النووي، فإنّ إسرائيل لن تقبل سلاحاً إيرانياً على حدودها لا في سورية ولا في لبنان. وهذا يعني أنّ مبادرتكم قد لا تصل بحذافيرها إلى مستقرّ. لكنها تدفع باتجاه تشكيل جبهةٍ وطنيةٍ واسعة من أجل النهوض الأجدى في وجه السلاح غير الشرعي، والفساد الفظيع، وكلُّ الظروف المذكورة، قد توصل في الأمد المتوسط إلى وعي وطني ونهوض وطني وخروج على المسلحين والفاسدين".

لقد أتت النجدة إلى البطريرك من جهةٍ غير متوقَّعة، أعني من جهة الزعيم المعصوم الذي اعتبر دعوته إلى الحياد دعوةً إلى الحرب. وأضاف أنّ "البطرك عم يمزح!". بينما المؤكَّد أنّ البطريرك إنما أراد بالذهاب إلى العالم وإلى المجتمع الدولي تجنُّب النزاعات الداخلية. تماماً مثلما سعى قادة 14 آذار إلى تأسيس المحكمة الدولية في استشهاد الرئيس الحريري، وليس لأنّ القضاء اللبناني ضعيف أو غير مستقلّ فقط، بل ولأنّ المشتبه بهم كانوا طرفين: الحزب المسلَّح والنظام السوري، ولكلٍ منهما نفوذٌ غلاّبٌ في لبنان. وتتصاعد الآن من جديد الدعوات إلى تحقيق دولي في انفجار المرفأ بعدما راح التحقيق القضائي يمضي باتجاه المسلحين وبالاتجاه السوري. ومن المعروف أنّ الزعيم المحاور كان في أحد خطاباته قد طالب من الجيش بأن يكشف عن معلوماته، وإلا سيكشفها هو.

إنّما المثير والذي يُثبت أنّ الأمر ليس باذنجانة، بل قلوب مليانة، أنّ زعيم الحزب حمل على الحياد من خلال القول إنّ المطالبة بالبند السابع تُحدث حرباً. والذي تحدث عن البند السابع ليس البطريرك وإنّما النائب أنور الخليل،الذي دار بينه وبين سليم جريصاتي جدال طُرشان لم يخمد بعد.

نعم الحياد، الذي يعني إبعاد لبنان عن المحاور، وهو من سنوات أسير المحور الإيراني، يفضح أوّل ما يفضح الحزب وسلاحه، ودعوة البطريرك تجمعُ المسيحيين الذين تعبوا مثل سائر اللبنانيين من حروب الحزب عليهم وعلى محيطهم العربي والغربي الذي يعيشون فيه ويعملون. كما أنّ هجوم زعيم الحزب على البطريرك يزيد في يقين أكثرية المسيحيين أنّ خيار الجنرال التحالف مع الحزب ومع بشار الأسد، هو ضربةٌ قاصمةٌ للبنان المسيحي والحضاري بالذات. وأخيراً فإنّ هذه الواقعة كفيلةٌ بأن تُقنع مَنْ لم يقنع بعد أنّ الجبهة الوطنية من حول بكركي ضرورةٌ لحماية لبنان وطناً ودولةً واستقلالاً وعيشاً مشتركاً ودستوراً.

البطريرك يريد تجنيب لبنان النزاع الداخلي المرير والشلل ودمار الإنسان والعمران ويريد تجنيب لبنان استغلالات المحاور وحروبها. والمسيحيون من ورائه يقولون: "لا للمثالثة لا للسلاح، نعم للتدويل". ويريدون أن ينضمّ إليهم السنّة والدروز.

أما المستفيدون من الميليشيات والنزاعات وعقائديات المحاور، والقائمون عليها  فيعتبرون مخالفيهم من المواطنين المسالمين مريدين للنزاع، والمزاح في الوقت نفسه. أما الذين شنّوا الحروب دائماً على مواطنيهم فشأنهم ودأبهم كما قال الشاعر:

يرضى القتيلُ وليس يرضى القاتلُ.

 

باسيل بأضعف حال.. ومكاسب بالجملة للحريري

منير الربيع/المدن/21ر شباط/2021

تتزايد المشاهد السياسية المعقدة والمتشابكة على الساحة اللبنانية. تختلط الملفات ببعضها البعض. التيار الوطني الحرّ على حافة الإقرار بأنه لم يعد قادراً على تعطيل تشكيل الحكومة. ينتظر الظرف السياسي الخارجي الذي يدفع إلى تشكيلها، فينخرط بها من دون الثلث المعطّل، بحال كانت الضغوط بالغة وقادرة على إحداث تغيير يمنع رئيس الجمهورية من وقف التعطيل.

صورة الضعف

هذا الاحتمال فتح له جبران باسيل باباً، على قاعدة خذوا الحكومة واعطونا الإصلاح، بإقرار أربعة قوانين أساسية تتعلق بالإصلاح المالي. على هامش ذلك، ينتظر اللبنانيون اتضاح صورة إعادة رسملة المصارف، وما سيقوم به مصرف لبنان في الأيام المقبلة، على وقع شح الدولار وارتفاع سعره، وعدم قدرة الاستمرار بتوفير الدعم. بين الملفين، تأتي تطورات التحقيق في تفجير المرفأ، وتعيين قاض جديد. الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التوتر السياسي على الساحة الداخلية. وفي المقابل يستمر الرئيس سعد الحريري في تعزيز وضعه السياسي داخلياً وخارجياً. إنها المرّة الأولى التي يخرج فيها جبران باسيل بهذا الكم من المغالطات ويقع بهذا العدد من التناقضات، بدا على أكثر من صورة ضعيفاً، إن في إيحاءاته أو في مضمر كلامه، وكأنه على مشارف خسارة معركة في وجه الحريري. وهذا إذا حصل سيؤسس لتغيير كبير في لبنان، يكون الحريري من خلاله قد غيّر معادلة ثبتها عون وباسيل سابقاً، بأنهما يربحان كل المعارك بسلاح التعطيل والابتزاز. الخوف من هذه النتيجة، هو الذي أسهم في إظهار باسيل بموقفه الضعيف والذي أصيب بحالة من الضياع، فناقض نفسه أكثر من مرة، أبرزها حول تشكيل الحكومة، عندما قال إن  الوزراء الذين اختارهم رئيس الجمهورية في حكومة حسان دياب غير محسوبين عليه وعلى التيار. وفيما بعد، عاد وقال إن الأسماء التي قدمها رئيس الجمهورية للحريري من غير المحسوبين عليه سياسياً، ولكنه هو الذي قدمها. والتناقض الثالث عندما ضرب المبدأين الأولين في إشارته إلى الثلث المعطل.

اللجوء إلى حزب الله

ومن أبرز نقاط الضعف لدى باسيل، أن أسلوبه أصبح معروفاً في رفع السقف والابتزاز بتوسيع دائرة الملفات التي يفتحها بوجه الخصوم لتحقيق غاية سياسية. وبعد تحقيقها، يسقط الحديث عن الحقوق وعن الاتهامات لصالح الاتفاقات. هذا ما حصل في تسوية 2016، وهذا ما يسعى الرجل إلى إعادة تحقيقه في المرحلة المقبلة ومع الحريري تحديداً. خصوصاً عندما تحدث عن احتمال حصول تهدئة سنية شيعية في المنطقة، معتبراً أن المسيحيين لن يكونوا مستلحقين بها، ولن يتكرر بوجههم التحالف الرباعي. قال ذلك في محاولة منه لاستعادة قوته مع حزب الله، وأن الحزب لن يتركه وحيداً. وهو يعلم أن أي تفاهم سني شيعي سيؤدي إلى فرض وقائع جديدة. هذا ما يجعله عائداً بقوة إلى البحث عن علاقة متجددة مع الحريري، على قاعدة تحصيل المكاسب السياسية. ولكن هذه المرة ستكون الظروف مختلفة عن 2016، بسبب موقف الحريري، وتغير الظروف والمعطيات المحلية والإقليمية، والعقوبات الأميركية التي فرضت عليه.

مكاسب الحريري

في مقابل مساعي باسيل للعودة إلى قواعد الممانعة سالماً، كان الحريري يعمل على تركيز وضعه السياسي، من خلال جولاته ولقاءاته، التي حقق منها تقدماً سياسياً على الصعيد الإقليمي، إلى جانب تحقيقه مكاسب سياسية في الداخل. وهو الذي انعكس ارتباكاً وضياعاً في مؤتمر جبران باسيل الصحافي. بخلاف وقائع مؤتمر سابق لباسيل، تمكن فيه من ضرب الحريري إلى حدّ بعيد. حقق الحريري إجماعاً روسياً، تركياً، مصرياً، إماراتياً وفرنسياً، قوامه أن سعد الحريري هو الرئيس المكلف، وأن هذه الدول تجمع على دعمه. هذا أيضاً دفع باسيل إلى القول إنه يريد الحريري لرئاسة الحكومة، علماً أنه في السابق لم يكن ليقولها أو يوافق عليها. هذه المرة مررها بطريقة التعامل مع الأمر الواقع. ما يدلّ على تغيّر في المعطيات. في هذا الوقت تشير المعلومات إلى ان الحريري سيستكمل جولته الخارجية، وهناك ترتيبات لإجرائه زيارة إلى المملكة العربية السعودية في المرحلة المقبلة. هذه أيضاً ستصب في صالحه وسيكون لها انعكاسها الداخلي.

 

التعطيل ليس غموضا في الدستور/لمن لديه اي معرفة بالواقع اللبناني فان جوهر الازمة الموجودة اليوم في لبنان تقوم على خلاف متفجر حول الخيارات الاستراتيجية في القضايا الثلاثة: الدفاع والعلاقات والخارجية والنقد والجمارك.

الفدرالية غير متاحة بتاتا وغير ممكنة واقعا وستبقي الازمة قائمة...

د. حارث سليمان

http://eliasbejjaninews.com/archives/96268/%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b7%d9%8a%d9%84-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%ba%d9%85%d9%88%d8%b6%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af/

منطق الفدرالية كما منطق التحالف الرباعي الذي مارسته قوى ١٤ اذار منذ ٢٠٠٥  والذي فوض وسلم ل حزب الله بأحاديته في الطائفة الشيعية، هو منطق دفن الرؤوس في الرمال.

بدأ جهابذة ١٤ اذار بنظرية مفادها، انه لو سيطر حزب الله على كل المقاعد الشيعية النيابية سيبقى اقلية، مع حلفائه، وستكون هناك اكثرية لأحزاب ١٤ آذار والشخصيات السياسية المستقلة المتحالفة داخلها، وحدث ذلك فعلا بعد الانتخابات النيابية سنة ٢٠٠٥.

  رد حزب الله على هذه الاكثرية النيابية "برفع مصاحف"  الميثاقية، وترجمتها العملية كانت ؛ لا تستطيعون الحكم وتشكيل الوزارة، دون تمثيل نواب الثنائية الشيعية امل وحزب الله في الحكومة، الجدير ذكره ان ١٤ اذار في حينها كان لديها ثلاثة نواب شيعة يمكن ان يتمثلوا، لكن الحزب اشهر في وجههم، البند التاسع من مقدمة الدستور، التي تقول: "لا شرعية لاي سلطة تناقض صيغة العيش المشترك"، ما علاقة توزير حزب سياسي او حزبين بالعيش المشترك، العيش المشترك هو توازن وطني بين الجماعات اي بين الناس، السلطة التي تنشأ باستبعاد جماعة طائفية ما، لا تكون سلطة عيش مشترك، وهذه السلطة تمثلت فعلا بالحكومة العسكرية التي رئسها الجنرال عون سنة ١٩٨٨، اما استبعاد حزب سياسي مع تمثيل طائفته بشخصيات غير حزبية فليس نقضا للعيش المشترك.

 أما الحكومة التي تتشكل من جميع احزاب الطوائف فليس صانعة وحدة وطنية، بل حكومة اىتلافية حزبية، لان الناس اكبر من الاحزاب مجتمعة ووحدة الشعب لا تصنعها وحدة الاحزاب، حتى ولو كانت هذه الاحزاب جماهيرية.

بعد ذلك قام حزب الله بخرق الساحة المسيحية عبر التفاهم في كنيسة مار مخايل مع  الجنرال عون، لكن ٨ آذار بقيت اقلية نيابية، لذلك تم اغلاق مجلس النواب،  وتهديد النواب الذين لجأوا الى فندق فينيسيا بعد قتل كل من انطوان غانم  وجبران تويني وبيار الجميل  وتم منع انتخاب نسيب لحود رئيسا للجمهورية.

  في مرحلة لاحقة، اخترع الحزب وحلفاؤه الثلث المعطل وفرضوه بعد ٧ ايار واتفاق الدوحة، وانتخب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية فكان أن زار دمشق واصدر بيانا رئاسيا مع الاسد يدعو لإعادة النظر بمعاهدة الاخوة والتنسيق بين لبنان وسورية، وفتحت سفارات متبادلة بين البلدين... وتوقفت الاغتيالات السياسية في لبنان، وشغل بشار الاسد مقعدا في عداد ضيوف الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي، اثناء استعراض عسكري في ذكرى ١٤ تموز في باريس.

سنة ٢٠١١عطلت اعمال حكومة سعد الحريري لمن يتذكر بذريعة ادراج بند شهود الزور في راس جدول اعمال مجلس الوزراء، ثم استقالت باستقالة ثلثها وارسلت قضية شهود الزور الى النسيان بعد ان خدمت مدتها وعسكريتها، واتت حكومة من لون واحد هي حكومة ميقاتي....

 اين الميثاقية! لم تعد مهمة، حكومة الوحدة الوطنية لم تعد مطلوبة، كل النظريات هذه عن العيش المشترك والميثاقية انتهت صلاحيتها.

في نهاية سنة ٢٠١٤ تم تعطيل انتخاب رئيس جمهورية، واعلن ميشال عون مرشحا وحيدا، بدعوى "الرئيس القوي" . عادت  سياسة غل الرؤوس في الرمال نفسها، وانتجت التسوية الرئاسية، فوصل ميشال عون بأصوات جنبلاط والحريري وجعجع، اضافة الى اصواته وحزب الله،  هل انتهى الامر، طبعا لا.

 ذهبنا الى قانون انتخاب تحت يافطة كاذبة وخادعة، اسمها "حقوق المسيحيين" وتصور جعجع ان رفع عدد نوابه من ١٢ نائب الى١٥ نائب سيغير وجه العالم، لذلك كان مصرا على ابوة جورج عدوان لهذا القانون، لكن القانون اعطى ايران ٧٢ نائب كما اعلن ذلك الجنرال سليماني، حاز حزب الله الاكثرية النيابية واصبحت ايران تدير رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزارة ورئاسة مجلس النواب، فكانت حكومة الحريري، (١٣/١٧) التي اذا صوتت على اي قرار ستصوت خلافا لرأي رئيسها).

بعد سنة على انتخاب عون، ظهر ان الجنرال ملتزم أصول التحالف في منظومة الممانعة الممتدة من طهران الى بيروت، وبدأت مفاعيل الغضب الخليجي تتمظهر في السياسة اللبنانية، على وقع تصاعد العنف في الحرب اليمنية، ثم جاء مشروع سيدر كفرصة نادرة واخيرة، رحب عون وحزب الله بذلك، وحددوا الادوار (الحريري يستجدي اموال سيدر لكن نحن من نحدد كيفية صرفها) فتوقفت سيدر ووصلنا الى الثورة، وانطلاقا من اكثرية الجنرال سليماني النيابية، كانت حكومة حسان دياب، التي لم تستطع ان تكون لها ثقة لولا حضور نواب الحريري وجنبلاط.

اليوم يقوم كل من عون وباسيل بتنفيذ اجندة ايرانية بحته ، يستعملون تعطيل الحكومة كورقة ضغط على الرئيس الفرنسي ليقوم بوساطة من أجل تسهيل المفاوضات بين اميركا وايران حول ملفها النووي،  في اللحظة التي تتم التسوية بين اميركا وايران، سيهدأ وسيصمت جبران باسيل ويعود لحجمه.! وستستنتج ايران خطأً او صوابا، ان يدها مطلقة في لبنان. وقد بدأت نتائج هذا الاستنتاج فعلا يدوي في ارجاء لبنان.

المراوحة الحالية في تشكيل الحكومة ليست صراع صلاحيات بين رئيس جمهورية ماروني ورئيس مكلف سني، هذا  برنامج تلفزيونات الواقع مزيف، وحقيقة الامر أن التعطيل ايراني وليس غموضا دستوريا .   

ولو كتب المشرعون في الدستور مئة الف صفحة تحدد سلوك السياسيين من الحضور والغياب والتوقيع والمشاركة والعقوبات لن يتغير شيئا .

فالرئيس الايراني محمد خاتمي لم يستطع تطبيق دستور وضعه الخميني في ايران . فهل سيقبل نصرالله تطبيق دستور مأخوذ من الدستور الفرنسي!؟ والجواب بديهي لكل صاحب عقل!

 ماذا عن الفدرالية، تنطلق الفكرة من نفس نقطة انطلاق الاتفاق الرباعي؛ اي لنترك الطائفة الشيعية لحزب الله، وهو سيترك لكل طائفة ادارتها من قبل زعماء أحزابها الطائفية، اي بكلمة أخرى اذا لم يعد نظام المحاصصة الطائفية منصفا وعادلا بسبب قوة حزب الله وسطوته، لنذهب الى نظام فصل نسبي ينظم حدود التقاسم والمحاصصة بحدود الطوائف ومنظوماتها الاقتصادية والمالية.

يبدو الامر مغريا، لكنه في الحقيقة،  هو وهم غبي لا يستنتج شيئا من التجربة السياسية التي مررنا بها في ٢٠ سنة مضت!

 حزب الله يحكم كل لبنان، وله ادواته في كل الطوائف، فهل سيتخلى عن هذه القوى ؟ ويقتصر دوره على قيادة الطائفة الشيعية؟

 وايران التي تتدخل في كل دول العالم هل ستترك ل مارونستان  ودرزيستان وسنتستان لشأنها؟.   

 المسألة الثانية الفدرالية تقوم على امرين: الاول توسيع اطار الحكم المحلي والخدمات والتنمية في كل اقليم اما الثاني فهو ايلاء الحكومة المركزية الفدرالية سلطة البت بالسياسة الدفاعية والسياسة الخارجية والنقد والحدود الجمركية.

 لمن لديه اي معرفة بالواقع اللبناني فان جوهر الازمة الموجودة اليوم في لبنان تقوم على خلاف متفجر حول الخيارات الاستراتيجية في القضايا الثلاثة : الدفاع /علاقات خارجية/ نقد وجمارك/.

الفدرالية غير متاحة بتاتا وغير ممكنة واقعا وستبقي الازمة قائمة...

بعد عشرين سنة من العجز امام حزب الله ودفن الرؤوس في الرمال لنواجه الحقائق ونأخذ الدروس، الاستنتاج لا حل للاستعصاء اللبناني الا بحل الاستعصاء الشيعي، احرار الشيعة في الواجهة وهنا تكمن القضية، افتقدنا حضور من عانوا من الاغتيال السياسي كل هذه السنين افتقدناهم في ساحة سمير قصير وفي يوم وداع لقمان، طمنونا عنكم.

 

في لبنان مطلوب كلّ شيء… عدا الحقيقة

خير الله خير الله/العرب/22 شباط/2021

أزاح النظام اللبناني الذي بات تحت سيطرة “حزب الله” القاضي فادي صوّان الذي كان مكلّفا بالتحقيق في تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب – أغسطس 2020. لم يتحمّل النظام الذي تحوّل إلى أداة في يد الحزب، أي في يد إيران، أيّ تحقيق جدّي كان يمكن أن يسير فيه القاضي صوّان الذي ربّما قطع خطوات في اتجاه كشف جانب من خبايا الجريمة. ليس مسموحا للقاضي استجواب وزيرين سابقين محسوبين على حركة “أمل” ظاهرا وعلى “حزب لله” عمليا في قضيّة في هذه الحساسية. كان لا بدّ من استبعاده عن التحقيق. هذا ما حصل فعلا بعد اختراع حجج واهية استخدمت في مناورة استبعاد القاضي.

في النهاية ما حصل يوم الرابع من آب – أغسطس كان جريمة موصوفة بكلّ معنى الكلمة. جريمة في حجم تفجير قنبلة نووية في مدينة. تردّد رئيس الوزراء وقتذاك حسّان دياب في تفقد مرفأ بيروت لمعرفة ما الذي في عنابره. حدّد موعدا للذهاب إلى المرفأ ثم تراجع. تراجع حسان دياب الذي ما لبث أن قدّم استقالته بعد التفجير. بعد ذلك اعترف رئيس الجمهورية ميشال عون بالصوت والصورة بأنّه تبلغ تحذيرا من الأجهزة الأمنية قبل نحو أسبوعين من التفجير لكنّه لم يفعل شيئا. برّر ذلك بأنّ صلاحياته تمنعه من ذلك. لديه صلاحيات لمنع تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري لكنه ليست لديه صلاحيات تسمح بتفادي تدمير ربع بيروت وسقوط ما يزيد على مئتي ضحيّة وآلاف من الجرحى. أكثر من ذلك لديه صلاحيات استبعاد أي تحقيق دولي في تفجير المرفأ، وهو تحقيق كان يمكن أن يؤدي إلى كشف كيف وصلت أطنان نيترات الأمونيوم إلى بيروت وكيف خزنت طوال سنوات في عنابر المرفأ ومن استخدم قسما منها. قد يبقى السؤال الأهمّ الذي كان مفترضا أن يجيب عنه تحقيق دولي يتولاه محترفون: من حمى نيترات الأمونيوم طوال سبع سنوات في مرفأ بيروت؟ ستظلّ كل هذه الأسئلة من دون أجوبة، تماما كما كان مفروضا أن يحصل لدى تفجير موكب رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. وقتذاك لو لم يوجد من يصرّ على التحقيق الدولي ثمّ على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لكان التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني مجرّد تكهنات وإشاعات تطلق من هنا أو هناك لتغطية المجرم الحقيقي.

استطاعت المحكمة الدولية بعد سنوات طويلة تحديد الجهة التي تقف وراء الجريمة وسمّت عضوا بارزا في “حزب الله” هو سليم عيّاش وأدانته. ثمّة من يقول إنّه كان على المحكمة الذهاب إلى أبعد من ذلك. لكن الواقع يشير إلى أنّها فعلت ما تستطيع فعله في إطار المقاييس التي يفرضها سير العدالة والقانون والتفويض الذي لديها من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. تدخلت روسيا قبل صدور قرار مجلس الأمن القاضي بإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من أجل اقتصار الإدانة على أشخاص وليس على دول أو منظمات. لماذا فعلت روسيا ذلك وما الذي كانت تخشاه؟

تعود روسيا إلى لبنان هذه المرّة من بوابة تفجير مرفأ بيروت. ما لم يعد سرّا أن أشخاصا يعملون لحساب بشّار الأسد أتوا بكمية نيترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت. جاءت هذه الكمّية بطريقة مشبوهة بحجة أن الشحنة مرسلة إلى موزامبيق.

كان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط واضحا في ما أورده عن مجموعة من المسيحيين السوريين على علاقة بروسيا أوصلت نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت. حصل ذلك بعد استخدام بشّار الأسد الأسلحة الكيميائية في حربه على الشعب السوري في آب – أغسطس 2013. اضطر النظام السوري بعد ذلك إلى تسليم الأسلحة الكيميائية التي كان يمتلكها في إطار اتفاق أميركي – روسي. كان لا بدّ من نوع جديد من الأسلحة قريبة من السلاح الكيميائي لترهيب الشعب السوري في وقت صار فيه الثوار قريبين من دمشق. باختصار استخدم نيترات الأمونيوم في صنع البراميل المتفجرة التي كانت ترمى على السوريين في القرى والبلدات المختلفة. تبيّن استنادا إلى شخصيات سياسية لبنانية أن كمية كبيرة من نيترات الأمونيوم كانت تخرج من مرفأ بيروت. لم يتجرّأ أحد على اعتراض الشحنات التي كانت تذهب إلى النظام السوري. هذا ما يفسّر إلى حد كبير الرغبة التي أظهرها رئيس الجمهورية في تفادي أي تحقيق دولي. تذرّع ميشال عون بضرورة إجراء تحقيق سريع وأن التحقيق الدولي سيأخذ وقتا طويلا. الآن بعد ما يزيد على سته أشهر على تفجير مرفأ بيروت والكارثة التي حصلت ليس هناك من تحقيق جدّي، بل محاولة لقطع الطريق على أي محاولة للوصول إلى الحقيقة.

كل الطرق صالحة في لبنان من أجل إخفاء الحقيقة وطمرها. ليس هناك من يريد أن يقول للبنانيين أين ذهبت أموالهم المودعة في المصارف ولماذا انهار النظام المصرفي الذي هو عماد الاقتصاد في البلد؟ ليس هناك من يريد أن يقول من المسؤول عن وجود نيترات الأمونيوم في عنابر مرفأ بيروت طوال سنوات وكيف حصلت عملية التفجير؟ تحوّل لبنان إلى دولة فاشلة. ليس التحقيق في كارثة تفجير ميناء بيروت سوى دليل آخر على ذلك. ليس معروفا هل يعود هناك اهتمام عربي أو دولي بلبنان يوما أم أن البلد فقد كلّ أهميته وكل الوظائف التي كان يؤديها. هذا ما أكدته جريمة اغتيال المفكّر السياسي والناشط الشيعي المعارض لـ”حزب الله” في الرابع من شباط – فبراير الجاري. حصلت جريمة الاغتيال بعد خطف لقمان في منطقة من جنوب لبنان يحصي “حزب الله” أنفاس الموجودين فيها. كان ذلك بعد ستة أشهر تماما من تفجير مرفأ بيروت. لا توجد ورقة واحدة تتعلّق بتحقيق في جريمة اغتيال لقمان.

ما نشهده حاليا في قضيّة لقمان سليم تابع لما شهدناه وما زلنا نشهده منذ تفجير مرفأ بيروت وما قبل ذلك. في لبنان، مطلوب معرفة كلّ شيء باستثناء الحقيقة، مطلوب عمل كلّ شيء من أجل ألّا تكون هناك حقيقة.

 

إيران بين ترمب وبايدن

حازم صاغية/الشرق الأوسط"/22 شباط/2021

هل يخطئ من يقول إنّه يؤيّد سياسة جو بايدن في كلّ مكان، لكنّه يفضّل عليها سياسة دونالد ترمب في إيران؟

أغلب الظنّ أنّ هذا الرأي صحيح. في الولايات المتّحدة نفسها وفي العلاقات الدوليّة، وفي الموقف من البيئة والعولمة والرابطة الأطلسيّة والضرائب على الأغنياء، وفي المسائل العِرقيّة والجندريّة والاحتفال بالتعدّد، كما حيال حقوق الإنسان والمهاجرين واللاجئين. كذلك في عموم الموقف من السياسة والمؤسّسات والديبلوماسيّة والمنظّمات الدوليّة...، في هذا كلّه يصعب المساواة بين الرئيسين وإدارتيهما. الأمر نفسه يصحّ في الموضوع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ وحيال الارتجال في صنع القرار عامّةً... لماذا الاستثناء في ما خصّ إيران؟ لأنّ إيران استثناء. بالطبع هي ليست مصدر الشرّ الأوحد في العالم لكنّها مصدر الشرّ الأخطر والأكثر مباشرة. إنّها المكان الوحيد الذي يتمّ فيه، الآن، بناء مشروع إمبراطوريّ بالغ الجلافة وبالغ الإخلال، لا بالأنظمة السياسيّة، بل بطبيعة الأشياء: ربط عدد من الدول العربيّة بما يوسّع نطاق نفوذها، وهو ليس ربطاً عابراً للحدود ومتجاوزاً للسيادات فحسب، بل أيضاً مُسبّبٌ لمنازعات أهليّة مدمّرة، طائفيّة وإثنيّة، على مدى المنطقة. أمر إيران، فوق هذا، يتعدّى السلاح النوويّ إلى السلاح الصاروخيّ كما يتعدّى السلاح الصاروخيّ إلى العبوة والمسدّس والسكّين. من لا يموت بهذا يموت بذاك. قد يقال، وهذا صحيح، إنّ الصين وروسيا ترعيان مشروعين إمبراطوريّين وتوسّعيّين أيضاً. مع هذا فهما أشدّ انضباطاً بالتوازنات والمعايير الدوليّة، ولديهما مصلحة في الاستقرار الاقتصاديّ للعالم، لا سيّما الصين التي قدّمت نفسها مؤخّراً، في دافوس وقبلها وبعدها، بوصفها رائدة العولمة. إيران، في المقابل، لا تكاد تفتح فمها إلاّ لتهدّد المصالح الاقتصاديّة والنفطيّة لجيرانها.

من جهة أخرى، فإنّ الصين وروسيا تجاوران بلداناً أضعف منهما لكنّها وازنة ومؤثّرة بما يجعل الصينيّين والروس يحسبون لها حساباً: ألمانيا وبولندا في حالة روسيا، واليابان وفيتنام في حالة الصين. في الشرق الأوسط، ليست تركيّا الإردوغانيّة قادرة على أداء هذا الدور، ولا هي راغبة فيه أصلاً. أمّا المناخ العربيّ العامّ، في زمن الثورات المضادّة والمنازعات الأهليّة التي أجّجتها التدخّلات الإيرانيّة، فبدوره لا يشجّع.

وروسيا والصين، وهما عضوان في مجلس الأمن، تملكان من عوامل التوسّع ما يتجاوز التدمير المحض، أكان في الاقتصاد، على تفاوته بين الدولتين، أم في الثقافة والوزن السياسيّ. وهي كلّها عوامل كان في وسع إيران، بحضارتها القديمة وثرائها النفطيّ، أن تمتلكها لو لم يبدّدها النظام الخمينيّ تباعاً.

أهمّ من ذلك، أنّ الشرّ الإيرانيّ مؤدلَج، على عكس الحال مع موسكو وبيجين اللتين عافتا الإيديولوجيّات الكبرى. إنّه أشبه بالشرّ الكوريّ الشماليّ مع فارق مؤدّاه أنّ هذا الأخير، برغم طموحاته النوويّة المُمَسرَحَة، مُحتوى داخل حدوده.

لقد احتُفل قبل أيّام بمرور 42 عاماً على ثورة الخمينيّ، لكنّ إيران لا تزال، بعد 42 عاماً، كأنّها في أيّام الثورة الأولى. روسيا، بعد 42 عاماً على ثورتها، أي في 1959، كانت تعيش مرحلة الانفتاح النسبيّ الخروتشيفيّ، بعدما انقضت ثلاثة أعوام على المؤتمر العشرين للحزب الشيوعيّ الذي جلدَ ستالين والستالينيّة. في الصين بعد 42 عاماً على ثورتها، أي في 1991، كان جيانغ زمين يعلن ما سماه «اقتصاد السوق الاشتراكيّ» ماضياً في تنفيذ إصلاحات دينغ هسياو بنغ. فيتنام، بعد 42 عاماً على سقوط سايغون في 1975، أي عام 2017، كانت قطعت شوطاً بعيداً في الانفتاح على العالم الذي بدأته مبكراً في 1986. هنا، في إيران، ثمّة إصرار مدهش على عدم النضج، على المراهقة الدائمة. والمراهق الدائم خطر على نفسه وعلى سواه. الذين راهنوا على العكس انتهوا نهايات بائسة: أبو الحسن بني صدر في المنفى. محمّد خاتمي في العتم. مير حسين موسوي ومهدي كرّوبي في الإقامة الجبريّة.

وباستلهامها المراهقةَ الدائمة، ردّت القيادة الإيرانيّة على إشارات الانفتاح التي أبدتها إدارة بايدن. لم تُظهر أيّ استعداد للّقاء في منتصف الطريق، بل صعّدت في كلّ مكان تصل إليه اليد الإيرانيّة. صاحب الأمعاء الخاوية راح يطلق صرخة «انتصرنا» المعهودة والمبتذلة.

لكنْ لمَ لا وفي إدارة بايدن من يحبّ المراهقين الدائمين ولا يرى الشرّ الذي يصدر عن أفعالهم. وسياسة الممالأة (appeasement) حيال إيران لها اليوم رموزها في تلك الإدارة، كروبرت مالي الذي يتولّى ملفّ العلاقة بطهران، ويوصف بـ «تفهّم» سوريّا الأسد و«حماس» و«حزب الله»، فضلاً عن إيران، أو فيليب غوردون، مستشار نائبة الرئيس كامالا هاريس، الذي يرى ضمناً أنّ مطلق تدخّل في المنطقة مُضرّ، وأنّ شعوب المنطقة لا يسيء إليها إلاّ ما يأتي من خارجها. أوّلهما يمثّل لوناً من اليساريّة الشعبويّة، والثاني يمثّل «واقعيّة» كيسينجريّة مقلوبة يساراً. الخلاصة العمليّة التي يتّفقان عليها أنّ هذه المنطقة لا تستحقّ إلاّ ما كُتب لها، وإيران الخمينيّة هي التي كُتبت لها، وهي الخير الذي لا يحدّ من تدفّقه ومن فيضانه علينا سوى الولايات المتّحدة التي لا تفهمها. لنا، ولإيران، كان دونالد ترمب أفضل بالتأكيد.

 

التأسيسي أو الدولي: مواجهة بين مؤتمرين!

محمد قواص/سكاي نيوز/22 شباط/2021

يرفض زعيم حزب الله حسن نصر الله طرح قضية لبنان في مؤتمر دولي. والرجل سيرفض، لا شك، لو طرح الأمر في مؤتمر عربي. وإذا كان من مؤتمر ما لحل الأزمة اللبنانية، فلماذا لا يكون بمؤتمر تأسيسي سبق أن اقترحه قبل أعوام، وتعيد منابر الحزب وحلفائه التلميح له كلما سنحت فرصة وتوفرت مناسبة.

يرفض نصر الله التدويل الذي تحدثت عنه مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي حول قيام مؤتمر دولي من أجل لبنان. يرى البطريرك أن لبنان بات بلدا عاجزا تتسبب طبقته الحاكمة بالكوارث والحال المزري الذي وصل إليه اللبنانيون. فإذا ما كان ساسة البلد بعد 100 عام على إنشائه غير قادرين على انقاذ لبنان من محنه، فحري طلب المعونة من الأمم المتحدة.

لا يريد البطريرك استدراج تدخل دولي في لبنان. يقول إن على اللبنانيين تشخيص عللهم والاعتراف بها والطلب بعد ذلك من هذا الخارج مساعدة البلد على معالجتها. والواضح أن في مبادرة البطريرك شرطين. الأول قبول اللبنانيين بالتشخيص والعلاج. والثاني قبول المجتمع الدولي بلعب دور تاريخي ما لمقاربة قضية لبنان. لا شيء حتى الآن يدعو إلى استنتاج أجندة سياسية داخلية أو خارجية من تحرك البطريرك باتجاه الدعوة إلى هذا المؤتمر. لم يصدر عن فرقاء الداخل ما يمكن أن يرقى إلى مستوى الحراك السياسي في هذا الشأن، ولم يصدر عن أي منابر خارجية ما يدعم ويشجع البطريرك على المضي قدما في مشروعه.

لكن التحفظ أتى من محيط رئاسة الجمهورية. أرسل التيار الوطني الحر وفدا إلى البطريرك في محاولة لاستمالة البطريرك الذي بدا في عظاته يأخذ مسافة من الطبقة السياسية برمتها بما في ذلك الرئيس ميشال عون. لدى "العونيين" شعور أن المزاح الدولي (بما في ذلك الروسي) ليس لصالح تيارهم السياسي، خصوصا بعد خضوع رئيسه جبران باسيل، منذ نوفمبر الماضي، لعقوبات أميركية تستند على قانون ماغنتسكي "لدوره في الفساد في لبنان"، وفق بيان وزارة الخزينة الأميركية.

غير أن الرسالة العونية المتحفظة لم تثنِ بطريرك الموارنة عن سعيه لقيام هذا المؤتمر، لا بل أن أوساط بكركي تفيد بأن البطريركية ستصعّد مواقفها وتسرع خطواتها في هذا الشأن. وفق هذا المعطى أعلن نصر الله رفض الفكرة محذرا مما قد يحمله الأمر من ويلات على البلد.

لا نملك معطيات محسوسة حول جدية تحول مبادرة البطريرك إلى ورشة دولية كبرى. والظاهر أن زعيم حزب الله يملك قراءة متوجسة من أن يتحول الاحتمال الدولي إلى حقيقة.  البطريركية ليست مؤسسة دينية روحية فقط. هي صرح مؤسس للبنان ووراء نشأته بالخرائط التي صدرت عام 1920. وللبطريركية مواقف تاريخية لطالما اصطدمت مع الساسة المسيحيين قبل المسلمين للحفاظ على الفكرة اللبنانية التعايشية التعددية. وفي تاريخها الحديث وقفت البطريركية مبكرا ضد الوجود السوري في لبنان، وسعت من خلال "مصالحة الجبل" إلى استعادة اللبنانيين لدورهم البيتي بعيدا عن وصاية دمشق.

يرفض نصر الله التدويل لأن في الأمر محاولة للخروج من سلطة الأمر الواقع. يريد الراعي العودة إلى المجتمع الدولي لكون لبنان جزءاً من المنظومة الدولية وعضوا فاعلا في مؤسساتها، فيما ينذر أمر ذلك، بالنسبة لحزب الله، بخروج لبنان من حدائق إيران وتحريره من سطوة السلاح وإعادة الاعتبار لدولته. وإذا ما كان أمر ذلك معقدا، فإن مجرد القبول بفكرة التدويل ينهي الحصرية التي تمتلكها إيران وحزبها لإدارة شؤون البلد وتحديد مساراته.

لم يوار نصر الله تلك الخشية من التدويل فيما هو "استقواء بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر". فالقوة وجب أن تبقى بيد حزبه لا تنافسها قوى أخرى. وإذا لم يقتنع اللبنانيون، فقد أطلق نصر الله وابلا من أخطار ذلك التدويل، من حيث إنه "يفتح الباب أمام مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين، وربما أمر مشابه يرتبط باللاجئين السوريين، أو ترسيم الحدود" اللبنانية الإسرائيلية. في التلويح بأخطار توطين اللاجئين تخويف للطوائف في لبنان واستدعاء لغرائزها. وفي كل مرة تصاب الزعامة السياسية بضيق تستدعي عدّة اللعب على الوتر الطائفي أو المذهبي لعلها تخلط الأوراق وتقلب الطاولات الحرجة. واللافت أن مبادرة البطريركية هزّت مياه راكدة فنشطت من جديد حركة للإفراج عن حكومة يريدها هذا المجتمع الدولي. قد لا ينعقد أي مؤتمر دولي يبشر به البطريرك لكن الثابت أن مؤتمر نصر الله التأسيسي بات متقادما خارج هذا الزمن.

 

الوحش والبهي والمرآة

حارث سليمان يكتب/جنوبية/22 شباط/2021

لا يحتسب القتل بكاتم صوت فقط، وهو ليس ترهيبا بالرصاص أو بلغة العنف، رمزية كانت او تهديدا ناطقا ومباشرا…  القتل ليس تخوينا وتشويها واساءة لكرامة الانسان فحسب، وهو ليس قذفا بتهم زائفة وفبركة افتراءات واهنة، لتشويه تاريخ الضحية قبل قتلها، فيكون القتل المعنوي تحضيرا دؤوبا للقتل المادي… القتل لا يكون فقط بافتراض شبهة او مؤامرة في سلوك المعارض السياسي، لمجرد ابدائه رأيا أو تبنيه موقفا، لا يداهن سلطان القوة ومحتكر القرار. القتل ليس بإثارة موجة خوف عامة، تُعدِّل سلوك الناس واحاديثهم بحيث يتجنبون معارضة المستبد، ويُطَوّعونَ أراءهم لتجنب إستفزازه وإثارة غضبه، فالقاتل الحقيقي هو ذلك المستبدُ الذي لا يُذكَرُ اسمُه بسهولة أو مباشرة، وعليه يتحول القتل بالاغتيال الى طقس لممارسة الاعتراف بذعر جماعي، يهِبُّ من خلاله عشرات أو مئات من الاشخاص لإسداء النصح ومطالبة المنذورين للقتل، والمعلنة أسماؤهم سلفاً، بتوخي الحذر واخذ الحيطة من غدرٍ داهم.  الاغتيال السياسي عملٌ علنيٌ ممهورٌ بتوقيعين اثنين توقيعٌ سابقٌ وتوقيعٌ لاحق لا جدوى بعد كل اغتيال للبحث عن فريق الاعدام، فكلُ جلادٍ يُجيدُ إخفاءَ وجهِهِ بقناعٍ أسود،  ومن المعروف، حتى في دول العالم، أنّ مسؤولياتِ الجلادِ ووظيفتَه تُلزِمَهُ أن يُنكِرَ أنَّهُ الجلادُ الذي شارك بالإعدام، لا يُنكِرُ الجلّادُ مسؤوليتَه أمامَ الناسِ فقط، بل أن تقاليد فِرَقِ الإعدام ذاتِها، تُتيحُ له أنْ يُنكِرَ مسؤوليتَه عن القتلِ أمامَ ضميرِه، ولذلك يَتمُ وضعُ رصاصةٍ خُلّبيّةٍ من أصل عشر رصاصات في بنادق فريق الاعدام.  الاغتيال السياسي عملٌ علنيٌ ممهورٌ بتوقيعين اثنين، توقيعٌ سابقٌ وتوقيعٌ لاحق، وهو يشبه تماما صيرورة حكم  في جريمة، مَثُلَ الجاني فيها، أمام القضاء وصدر حُكْمُ إعدامٍ بحقه. المقارنةُ هنا ظالمةٌ ومفجعةٌ، وتُبرزُ تناقضاً مريراً : في الجرائم الجنائية يتم إعدامُ المُرْتَكِبِ بعد محاكمةٍ تَستنِدُ الى وقائعٍ وأدلةٍ، ويُعاقَبُ على ارتكابه فِعلاً مَوصوفاً، بجنايةٍ حدّدَها القانونُ وحدّدَ عقوبتها، ويَصدُرُ الحكمُ بعدَ حِفْظِ حَقِّ الدفاع وقَرينَةِ البراءة، عن هيئةٍ مُؤهلة لهذه المسؤولية علما وقِيَما وحصافة….أما في الاغتيال السياسي فيتم اعدام صاحب الرأي ليس على فعل قام به، بل على رأي أو سوء ظن، نُقل عنه أو أدلى به، لا أدلةَ تُعتمدُ للإدانة، لا حقَّ لدفاعٍ يُحفظْ، تكفي شبهةٌ أو فريةٌ أو شائعة. وداعك كان لائقا بقضيتك وكانت عائلتك العظيمة مرآة جميلة لوطن نحلم به جميعا  لا تستوي الإدانةُ على فعلٍ جُرْمِيّ بالإدانة على رأي سياسي او موقف فِكري، ولا تستوي أحكام العقاب القضائية مع جرائم الاغتيال الارهابية، كما لا تستوي العدالة مع الوحشية رغم أنّ النهاياتِ كافةً، هي القتلُ في كلا الحالتين.

المقارنة فيما تبقى من مظاهر ومناحي أخرى، مذهلة التشابه، علنية سافرة وواضحة :

 التهمة علنية، توصيف الجريمة علني، تحديد الخصم علني، طلب العقوبة علني، والتنفيذ مدويا وعلنيا، مع اخفاء الفريق المنفذ. العقوبات القضائية لها مفعولٌ، لردع أفعالٍ جُرمِية، قد تُهدّدُ المجتمعَ وأمنَهُ، والاغتيال السياسي له وظيفة ردعٍ أيضاً، لكل صاحب رأي او موقف سياسي معارض، لذلك لا يصح ان يبقى القتيل قدوةً، لذلك يتهافت القاتل لينزع عن ضحيته كل ميزة او مكرمة، حتى لو كانت ارثا من اب مات قبل ولادة القاتل، او دارة جميلة اسسها جد قبل ولادة لبنان الكبير، تاريخ الضحية وتراث اهله وعائلته وجمال داره فعل يفتضح هشاشة القاتل ويفضحه كطارئ مستجد، حاز غلبة غير مستقرة.  لا يستوفي الاغتيال هدفه، اذا تحول الضحية الى شهيد مثال او ايقونة للحرية والثقافة والفكر.  بعد اعدام الجاني في حكم قضائي يكتفي المجتمع الذي صَدَرَ الحكمُ بالقتلِ باسمه، بموت المقتول، ويعامل جثمانه باحترام انساني وبطقوس دينية رحيمة. في الاغتيال السياسي يتابع القاتل حربه على الضحية، مرة يحاول تحقيرها، وثانية يشوه كذبا أسباب قتلها، وثالثة يحاصر جنازتها،  ورابعة يتهم ويسيء لكل متعاطف معها، يفعل ذلك لحماية وتأمين فائدة الاغتيال وجدواه عليه، لكي لا تصبح الضحية رمزا للأحياء، او تتحول الى معنى يكشف الوحش القابع في القاتل، ولكي لا يكون موكب تشييع الشهيد مرآة لبهاء الحرية التي سفك دمه من اجلها.

الصديق لقمان سليم

 قتلت أولا يوم الافتراء عليك جهارا، وقتلت ثانية يوم تخوينك كتابة ودعوتك مع معارضين غيرك ل “تحسسوا رقابكم”، وقتلت ثالثة يوم شتموك خطابة،  وقتلت رابعة يوم حرقت خيمة حوار شاركت بها، بفعل تحريض اقلام موصولة بكواتم الصوت، وقتلت خامسة يوم وعدوك بكواتم الصوت بعد اقتحام دارتك.

وقتلت سادسة يوم خافت اجهزة امنية لبنانية رسمية من قاتليك فاحجمت عن القيام بواجباتها وحمايتك، وقتلت سابعة يوم ارهبوا شيخا من قريتك الغبيري التي تعرف عائلاتها بعضها من عشرات السنين واجبروه على الادعاء ان آل الخليل لا يعرفون آل سليم ولا كنج ولا الحركة ولا فرحات، ويجهلون وجود دارة عز مفتوحة منذ مئة وخمسين سنة، وقتلوك ثامنة يوم حركوا ادواتهم لإنكار حق والدتك بان ترنم للسيدة مريم في وداعك.

لا جدوى بعد كل اغتيال للبحث عن فريق الاعدام فكلُ جلادٍ يُجيدُ إخفاءَ وجهِهِ بقناعٍ أسود

قتلك هؤلاء قبل كاتم الصوت في المرة التاسعة، الذي نال برصاصه من عقلك، وكعادته انكر فعلته. لكن وداعك كان لائقا بقضيتك، قضية الحرية والثقافة والفكر والمعاصرة، وكانت عائلتك العظيمة مرآة جميلة لوطن نحلم به جميعا.  جميل وبهي وداعك كمعنى حضورك، وقصتك كانت قصة بليغة ستروي للأجيال القادمة حكاية “الوحش والبهي والمرآة” الساحرة بالجمال.

 

لعلّ الذكرى تنفع ذوي الألباب

مصطفى علوش/الجمهورية/الأحد 21 شباط 2021

على مدى الأيام الماضية، وخصوصاً بعد خطاب سعد الحريري في ذكرى استشهاد رفيق الحريري، ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة وتغريدات شديدة الإسفاف، فيها تحريض تافه لكنه استفزازي، وكأنّ هناك حملة مبرمجة فيها «أوركسترا» مُحضّرة لدفع الطرف الآخر، أي المسلمين، الى الردّ بالمثل. معظم هؤلاء العابثين التافهين معروفين، وهم ناشطون في «التيار الوطني الحر»، ومع ذلك لم نسمع من المسؤولين أي تنصل أو إدانة. كذلك الأمر، فقد غابت القوى الأخرى عن السمع، كما غابت المرجعيات الدينية. المؤكّد أيضاً هو أنّ إثارة النعرات بهذا الشكل يطاولها القانون، ولم تتحرّك على رغم ذلك أي من السلطات القضائية لردع هذا المسلسل الإجرامي. في ما يلي مقاطع من كتاب «عواصف في ذاكرة» غير المنشور، أردت تذكير العابثين بالواقع لعلّ الذكرى تنفع ذوي الألباب.

48 - أبولو

إنتقل الجدل حول الهبوط على القمر سنة 1969 إلى المدارس، حيث الإنقسام كان واضحاً بين التلامذة حسب أسمائهم! من كان إسمه أحمد أو محمود أو عمر مثلاً، كان يؤيّد العمل الفدائي انطلاقاً من لبنان، ويعتبر مسألة أبولو نوعاً من المؤامرة. أما من كان إسمه طوني أو جورج أو ضومط، فقد كان ضدّ العمل الفدائي، ويعتبر إنجاز أبولو مسيحياً. الإشتباه كان يقع مع أصحاب الأسماء المحايدة مثل ربيع أو جميل أو سليم، خصوصاً إن كانت أسماء عائلاتهم ملتبسة أيضاً. يصبح الإستدلال عندها مبنياً على مكان السكن أو إسم القرية، فإن كان من بشرّي مثلاً فهو ضدّ المقاومة، وإن كان من سير الضنية فهو على الأرجح معها. كان الجدل مضبوطاً بصرامة بعصا البونا بطرس، ولم يصل وقتها إلى مرحلة الصدام إلّا نادراً، والعقاب كان كالمعتاد بالجلد على راحة اليد.

52 - المخيم الكشفي

كان عدم ترقية محمد إلى رتبة قائد فوج قد أثار ضجةً واسعة في أوساطنا. كان القائد المولود مسلماً هو الأجدر بالقيادة في فوج مدرسة الفرير، وكان متفوقاً في كل الأمور الكشفية وبلا منافس، لكن ترقيته جُمّدت لكون إسمه ثقيلاً على السمع؟ هذا مع أنّه كان يحضر القداس ويتناول القربان بلا حرج. فتحت هذ القضية باب النقاش حول جدوى وجود مسلمين في كشافة لبنان طالما أنّ الجمعية تمارس التمييز الطائفي... مخيمنا الكشفي الصيفي عام 1973 كان في قرية «الديمان»، وفيها المقر الصيفي للبطريركية المارونية. كان الوعي الطائفي قد بدأ يطلّ بقرونه في شكل خطير خلال تلك السنة في لبنان. أذكر أنّ الإحتفالات الدينية عند المسلمين ومنها عيد المولد النبوي، بدأت تأخذ طابعاً مضخماً نسبة الى السنوات السابقة. ظهر المسلحون في شكل سافر في الطرق، وحصل إطلاق نار متكرّر في الهواء احتفالاً بالعيد، كما أُشعلت الإطارات في معظم أحياء طرابلس. كنا نشعر بوضوح أنّ إعلان التحدّي للسلطة من قِبل المسلمين أصبح أكبر وأخطر من أي وقت مضى. كنت أسمع التعابير الحادّة للإشارة إلى الطوائف الأخرى، وفي الوقت نفسه بدأت أسمع عن انتسابات واسعة في الميليشيات المسيحية، وعن تدريبات عسكرية للشبان المسيحيين برعاية ضباط من الجيش اللبناني. إنتقل هذا الجدل إلى مخيمنا الكشفي، حيث كان عدد المسلمين يعادل عدد المسيحيين. سرى نوع من التململ في أوساط بعض المسلمين حول الشعائر المسيحية والصلوات والأغاني التي تذكر المسيح، وأعلن البعض رفض المشاركة فيها لأنّه مخالف لعقيدتهم الدينية، وذلك للمرة الاولى في تاريخ فوجنا الكشفي. بعد حوار حاد مع المرشد الروحي الأب «سيزار» وقادة آخرين، اقترح المرشد أن يكون للمسلمين الحق بعدم المشاركة في الصلاة التي لا تعجبهم، وأن يقيموا هم صلاتهم إن أرادوا، بعد تخصيص موقع خاص لهم كمصلّى ضمن المخيم. أصيب الجميع بالحيرة عندما رفضت أنا الفكرة بمجملها، مؤكّداً أنّ ذلك سيؤدي إلى مزيد من التفرقة بين الكشافة على أساس طائفي!

77 - درب الآلام

كان الثالث عشر من نيسان 1975 يوم أحد، أي نهار عطلة، وكان من المُفترض أن يكون ذلك اليوم مثل أي يوم من أيام بداية فصل الربيع، وكان جميعنا غافلاً عن الآتي. كانت أسراب السنونو تعود لتجتاح السماء الزرقاء ورائحة زهر الليمون تتسلل بهدوء لتلطف روائح المجارير التي فجّرها انسداد «غير متوقع» في مفصل ما من شبكة الصرف الصحي المتهالكة. حسبما أذكر، هطلت زخّات من المطر من بضع غيمات عابرة أتت لتودع الموسم، وعلى الرغم من أنّ مؤشرات التوتر كانت عالية إلى مستوى الخطر الداهم، لم يتوقع أحد كارثة بهذا الحجم. الساعة الاولى بعد الظهر أصبح النبأ على كل لسان: «الكتائب ارتكبت مجزرة بحق مجموعة من الفلسطينيين الأبرياء عند مرورهم في بوسطة عبر منطقة عين الرمانة». خرجت الأمور عن قدرة الساسة التقليديين على معالجة الأمور على الطريقة اللبنانية المبنية على التسويات. فشل رئيس الحكومة رشيد الصلح مساء ذلك اليوم في إقناع بيار الجميل بتسليم مرتكبي المجزرة بعد أن تحجج الأخير بأنّه لا يعرفهم، وأنّ «الجمهور» ردّ في شكل عفوي على محاولة اغتيال تعرض لها هو نفسه عند خروجه من الكنيسة التي شارك في تدشينها في قلب عين الرمانة حيث قُتل مرافقه. انطلقت أعمال عنف متفرقة حول مخيمي «تل الزعتر» و»جسر الباشا» الواقعين في عمق المناطق ذات الغالبية المسيحية، كما حصلت اشتباكات بين الشياح وعين الرمانة، وقُدّر عدد القتلى ببضعة مئات في الأيام القليلة التي تلت المجزرة.

78 - إفتتاح موسم صيد البشر

في الثامن عشر من نيسان، ابتدأ عهد القنص العشوائي بين المناطق، فشُلّت الحركة في الشوارع، وسيطر الذعر على المارة بعد سقوط العشرات من عابري السبيل ضحايا لرصاص مجهول الهوية. «شريف الأخوي» كان مذيعاً في إذاعة لبنان، وأصبح منذ ذلك اليوم المرشد الوحيد للمواطنين لكي يتجنّبوا رصاص القنّاصة الذين انتشروا في أوكار في الأبنية المشرفة على المناطق «المعادية». لكن، وعلى الرغم من كل إرشادات الأخوي ونداءاته «لإحياء ضمائر القناصة» لكي يتوقفوا عن: «قتل الأبرياء، فبينهم قد يكون أخاً وأباً وربما يكون قريباً للقناص نفسه»، فقد كانت لائحة ضحاياهم تكبر بسرعة هائلة، وكثيراً ما سقط مسيحيون برصاص انطلق من مناطق مسيحية، كما سقط مسلمون برصاص من مناطق إسلامية. في بعض الأحيان، كان يتكوّم الأب فوق إبنه الجريح وهو يحاول سحبه من مرمى القناص، وفي أحيان أخرى كانت الضحايا تنزف وتستغيث، دون أن يجروء أحد على الإقتراب منها، بعد أن تبيّن أنّ بعض القناصة المحترفين كانوا يتقصدون تحويل الطريدة الأولى إلى فخ بإصابتها برصاصة غير قاتلة، ليستدرجوا بها أصحاب النخوة من المسعفين. ذكرت كل هذا حتى لا يستهون الألباب إحراق البلد من أجل ولد.

 

"الاتفاق النووي" وصعود الأصوليات

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/الأحد 21 شباط 2021

الأصوليات تمرض، ولكنَّها لا تموت. هذا بكل بساطة ما يقوله التاريخ والمنطق، فالأصوليات الأوروبية لم تنتهِ وما زال لها أنصارٌ ومؤيدون، ورغم كل التقدُّم البشري والوعي العميق، فإنَّها لم تتلاشَ، وإن كانت على هامش التاريخ اليوم.

الأصوليات المنتسبة للإسلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم لم تنتهِ كذلك، وهي أكثر حضوراً من سابقتها في الواقع المعيش بحكم الجِدة وقصر العمر نسبياً، وقد ظنَّ البعض أنَّها انتهت بمجرد تصنيف جماعاتها وتنظيماتها إرهابية في بعض الدول العربية، والأمر ليس كذلك للأسف.

الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما كانت لديه رؤية في هذا الموضوع؛ فهو يرى أنَّ مواجهة هذه الأصوليات غير مفيدة، وبالتالي فالأفضل هو التحالف معها، كما فعل فيما كان يُعرف بالربيع العربي، وتحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين، ودعم وصول الأصوليين للحكم في الدول العربية، أو التصالح معها، كما فعل مع النظام الثيوقراطي الإيراني في «الاتفاق النووي». ما يشي بصعودٍ جديدٍ للأصوليات هو مواقف الإدارة الأميركية تجاه رفض تصنيف الإرهابيين الصريحين بالإرهاب، فضلاً عن الجماعات الأصولية الأوسع انتشاراً، وذلك في الموقف من ميليشيا الحوثي في اليمن، التي تمّ سحب تصنيفها إرهابية، ويمكن تفهُّم الحاجات العملية لذلك، لو لم يقف وراءه ترسانة من التنظير والرؤية لمثل هذا الاتجاه.

تكاثف الأحداث وسرعتها يساعد على سهولة رصد التناقضات، والنظام الإيراني يخاف ولا يستحي، بمعنى أنه حيث كان خائفاً في مرحلة الرئيس الأميركي ترمب كان يترقب ويتبرأ من الأعمال الإرهابية علناً وبسرعة، ويأمر الجماعات الإرهابية التابعة له، سنية كانت أم شيعية، بالتروي والهدوء، ولكنه بمجرد تغير الإدارة الأميركية، أقام سوق الإرهاب على قدميه، ونشر التخريب والصواريخ الباليستية والمسيّرات، وحرّك الميليشيات في كل مكانٍ، وصعّد من تطوير السلاح النووي، وتبجّح بمنع المفتشين الدوليين من أداء أدوارهم المنوطة بهم، لأن مَن أمن العقوبة أساء الأدب.

بالمقابل، تضخَّم دور الرسائل السياسية مع النظام الإيراني من أميركا والدول الأوروبية، وأصبحت الدول الأوروبية تتسابق في الوساطة بين أميركا وإيران، وتدفع باتجاه استعادة الاتفاق النووي بأي شكل وأي صيغة، وكأنَّ هذا الاتفاق المعيب والسيئ هو طوق النجاة الوحيد للمنطقة والعالم، والنظام الإيراني وحده هو مَن يملك هذا الطوق، ولظروفٍ متعددة بدت بعض هذه الدول وكأنها تستجدي وتتوسل. ستدفع الدول الغربية مستقبلاً ثمن تساهلها مع الأصوليات التي تغلغلت داخل مجتمعاتها ومؤسساتها السياسية عبر عقود من الزمن، وستكتشف لاحقاً مدى خطورة هذا التساهل والتراخي، كما اكتشفت فرنسا من قبل، والخطر على الدول الغربية أصبح أكبر من الخطر على الدول العربية، بعدما أصبحت تلك الدول هي مركز الثقل للجماعات الأصولية المسلمة، وليس الدول العربية.

صحيح أنَّ ثمة تصريحات عاقلة تأتي من أميركا والدول الأوروبية، وتتحدث عن خطر النووي الإيراني وخطر دعم الإرهاب ونشر الميليشيات الطائفة المسلحة، وبدرجة أقل رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولكن هذا أقرب ما يكون لذرّ الرماد في العيون، وذلك بحكم التجربة؛ فقبل التوقيع على الاتفاق النووي المشين كانت مثل هذه التصريحات متداولة، وكانت أشبه بالتغطية على المصيبة التي حدثت لاحقاً، والعهد قريب، والتفاصيل حاضرة. التصريحات الغربية، مؤسساتٍ ودولاً، كلها تدفع بنفس الاتجاه؛ فوكالة الطاقة الذرية سترفع تقريراً «لاذعاً» بعد العثور على اليورانيوم في بعض المواقع الإيرانية، وتبدو المستشارة الألمانية ميركل أكثر المتحمسين لاستعادة الاتفاق النووي، مع أنها «قلقة» بخصوص انتهاكات طهران، والبيت الأبيض يقول إن الإدارة الأميركية «لا تخطط» لرفع العقوبات عن النظام الإيراني قبل محادثاتٍ مع أوروبا، ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية يتحدث عن أنه «لا ينبغي على الغرب إرسال إشارات توحي بأنه مستعد للتغاضي عن خروقات طهران». هذه مجرد نماذج سريعة من التصريحات التي لا تقول شيئاً، ولها مثيلات أكثر توضح مدى الجدية في التعامل مع النظام الإيراني، وكيف أن استخدام بعض المصطلحات هو للإيحاء بوجود موقف سياسي حازم، بينما الأمر لا يبدو كذلك بأي حالٍ من الأحوال.

من دون موقف حاسم وحازم من سياسات النظام الإيراني المعادية، فإنَّ الدول الغربية لا تصنع شيئاً سوى تأجيل الشر لا إلغائه، وكان الخلل الكبير سابقاً في الاتفاق النووي هو تغاضيه عن صواريخ إيران الباليستية وتدخلاتها في الدول العربية، ويبدو التهافت على الاجتماع مع إيران أسرع من إلزامها؛ فهاتان المسألتان المهمتان.

كل ما تصنعه إيران اليوم على الأرض، وعبر التصريحات، هو محاولة الانعتاق بأسرع وقت ممكن من العقوبات القاسية التي فرضتها إدارة ترمب عليها، وتسببت بمشكلات حقيقية للنظام الإيراني، ويبدو أن أميركا مستعدة لذلك منذ البداية، وواضح أن رفع العقوبات، ولو جزئياً، سيمنح إيران متنفساً لتطيل التفاوض لسنواتٍ مقبلة، من دون أي التزاماتٍ حقيقية. الأصوليات المعاصرة مرتبطة بالنظام الإيراني، شيعية كانت أم سنية، وجماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي التي هي الجذر الحقيقي للإرهاب متحالفة بشكل كامل مع هذا النظام، وبالتالي فستشهد المرحلة المقبلة انتعاشاً وصعوداً لهذه الأصوليات، وسيكون على العالم أن يشاهد ويراقب هذا الصعود الأصولي، من دون قدرة حقيقية على التعامل معه. قائمة الأسماء والمناصب والملفات في الإدارة الأميركية توحي بسعي لاستعادة المواقف القديمة من النظام الإيراني، فالفرد قد يتغير، ولكن المجموعات ذات الخطاب المعلَن لا تفعل، ومن الجيد معرفة التوجهات السياسية والرؤى الحاكمة لها، والتعامل معها كما هي من دون سعي لتزيينها أو التهوين من شأنها، لأن ذلك وحده حاكم على نجاح المساعي الجادة لمواجهة المواقف والسياسات المقبلة، وحماية المصالح الضرورية والحيوية.

العلاقات مع الحلفاء الغربيين مرت عبر عقودٍ طويلة بشد وجذب واتفاق واختلاف، وهذا شأن السياسة على الدوام، وهي ستستمر كذلك في المستقبل، ومصالح الحلفاء تختلف، والأولويات تتباين، وعلى الأرض ثمة واقع جديد وأوراق متعددة، والقوى الدولية لها توجهات واستراتيجيات مختلفة، والمستقبل مفتوح على جميع الخيارات. أخيراً، صرّح الرئيس الأميركي جو بايدن في «مؤتمر ميونيخ للأمن»، الجمعة الماضي، بأن على الولايات المتحدة العمل مع القوى الكبرى في العالم للتعامل مع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، وهذا جيدٌ، وستبقى معرفة كيف سيكون هذا التعامل لاستبانة المشهد بتفاصيل أدق.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص وفيديو عظة البطريرك الراعي في قداس أحد الأبرص: جدد الدعوة لمؤتمر وطني يقيم لبنان من تعثره إلى سابق عهده، ويصحح مسببات هذا التعثر ونتمنى للقضاء الافلات من يد السياسيين ورأى أن براهن واهية كفت يد المحقق العدل في ملف تفجير المرفأ وطالب بتحقيق دولي

موقع البطريركية المارونية/الأحد 21 شباط 2021

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد، وأطلاق الحملة السنوية لكاريتاس لبنان في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وميشال عون، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة، في حضور عائلة كاريتاس لبنان وعدد من المؤمنين التزموا اجراءات الوقائية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "إن شئت، أنت قادر أن تطهرني"، قال فيها: "1.بفعل إيمان وتواضع جاء الأبرص إلى يسوع، والبرص يتآكل جسده ويشوهه، والعزلة عن عائلته ومجتمعه تخنقه، فجثا وتوسل إليه قائلا: إن شئت، أنت قادر أن تطهرني (مر1: 40). فتحنن يسوع ومد يده ولمسه قائلا: قد شئت، فاطهر. فزال برصه للحال (مر1: 41).

هذا هو واقعنا الدائم واليوم على الأخص. الواقع الدائم فيما الخطايا المتراكمة والمتمادية تتآكل نفوسنا كالبرص، وتشوه صورة الله فينا؛ والواقع على الأخص فيما وباء كورونا يفتك بشعبنا وبأرضنا، وبالعالم ويخطف الضحايا والأعزاء، وفيما الجوع يتآكل شعبنا، وفيما أوصال الدولة تتفكك، والمسؤولون السياسيون يتشوهون في إنسانيتهم، وفي سؤ ممارسة سلطتهم وجعلها للخراب لا للبنيان.

إننا بإيمان الأبرص وتواضعه، نلتمس من الرب يسوع، مخلص العالم وفادي الإنسان، الشفاء من الخطايا ومن وباء كورونا ومن حالة البؤس التي تتآكلنا وتتآكل دولتنا ومقوماتها.

2. نفتتح في هذا الأحد، مع رابطة كاريتاس لبنان، جهاز الكنيسة الإجتماعي الرسمي، حملتها السنوية لمناسبة صوم 2021. فإني أحيي سيادة أخينا المطران ميشال عون المشرف عليها من قبلنا ومن قبل مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وأحيي رئيسها الأب الكرملي ميشال عبود ومجلسها وكل العاملين في الإدارة المركزية والأقاليم والمراكز وشبيبتها على مدى الأراضي اللبنانية. إنها تعتمد شعارا لحملتها: "معكم بتبقى الحياة". وإننا نحيي كل المحسنين من لبنان والخارج، أفرادا ومؤسسات ودولا، مدوا يد المساعدة. فتمكنت كاريتاس من متابعة برامجها المتنوعة: الإجتماعية والصحية والتربوية والإنمائية، ومن مواجهة جائحة كورونا، وإنفجار مرفأ بيروت.

3. بالنسبة إلى وباء كورونا، تقدم كاريتاس مساعدات إستثنائية في أربعة من أقسامها: في قسم الصحة، توزع أدوية، وأدوات وقاية، وتجري فحوصات وتقدم إرشادات. وفي القسم الإجتماعي، توزع مساعدات مالية وموادا غذائية. وفي قسم التربية، تنظم التعليم المدمج، والدروس التعويضية، وتوزع أجهزة لوحية إلكترونية، وفي قسم اللاجئين الأجانب، تنظم دورات لمنع وصول الوباء إلى أماكن الإيواء.

أما بالنسبة إلى إنفجار المرفأ، فكانت شبيبة كاريتاس التي تضم ألف شاب وشابة كلهم متطوعون في طليعة الواصلين إلى المناطق المنكوبة، فنقلوا المصابين إلى المستشفيات، وساهموا في تنظيف المباني والشوارع، وفي توزيع المساعدات الإجتماعية والعينية والغذائية والمالية لترميم المنازل في حاجاتها الأولية. فكان لكاريتاس الدولية، ولروابط كاريتاس الشقيقة في مختلف البلدان، ولمنظمات دولية، ومؤسسات حكومية أجنبية ولمنظمات أهلية عالمية، دور أساسي في مد يد المساعدة للمنكوبين، وهم مشكورون.

نشكرالله على أن محبته المسكوبة في القلوب ظاهرة وشاهدة عبر هذه المحبة الإجتماعية التي كنا وما زلنا ننتظر بوادرها لدى المسؤولين في الدولة اللبنانية وفي إداراتها العامة. ولكنهم خنقوا في قلوبهم المشاعر الإنسانية بتغليب أنانياتهم ومصالحهم وفسادهم.

4. أين هم من مد يد الرحمة والحنان التي مدها يسوع ولمس قروح الأبرص فشفاه للحال بمحبته وأزالها عنه برحمته؟

هذا المصاب بالبرص هو صورة كل إنسان مشوه بتراكم خطاياه الشخصية التي لم يتب عنها، فتآكلت قلبه وانتزعت منه المشاعر الإنسانية من حب وحنان ورحمة. فعلى كل واحد وواحدة منا أن يلجأ إلى الله بالتوبة لإلتماس الرحمة والشفاء الداخلي.

والمصاب بالبرص يمثل المواطن عندنا الذي يعاني من جراحات الجوع والعوز، والبطالة والحرمان، والإستبداد والظلم، والإستكبار. والسلطات السياسية تمعن في إزدياد هذه الجراح بتعطيل مسيرة الدولة ومؤسساتها الدستورية، وعلى رأسها عدم تشكيل حكومة وعرقلة العدالة بالتدخل السياسي. والمصاب بالبرص يتمثل بواقع الدولة التي نخرها الفساد، بعيدا عن الحياء ومخافة الله ومحكمة الضمير، والتي يمعن الموكلون على حمايتها وإنمائها في خرابها وتهديمها وفكفكة أوصالها، وإفقار مواطنيها، وتبديد قواها الحية، من أجل البخيس من الحصص والمصالح الخاصة النفوذية والمذهبية وما وراءها من مكاسب مالية. وهذا ما نحن نشجبه بالمطلق.

5. إننا نضم صوتنا، الصاعد من عمق قلبنا مجروح، إلى أصوات منكوبي إنفجار بيروت.

وهم أهالي الضحايا ال 204، و 6500 جريح و 300,000 مشرد من أصحاب البيوت والمتاجر والمؤسسات المهدمة والمتضررة. هؤلاء كلهم كانوا ينتظرون نتيجة التحقيق العدلي منذ أكثر من ستة أشهر، إلى جانب الموقوفين من دون إثبات قانوني، فإذا بشكليات وبراهين واهية تطغى على كل هذه الكوارث فتكف يد المحقق العدلي، ليعود التحقيق إلى نقطة الصفر. وهذا يثبت المطلب الأساسي منا ومن غيرنا بضرورة التعاون مع محققين دوليين، نظرا لإتساع رقعة هذه الجريمة ضد الإنسانية. وفي كل حال، نتمنى للمحقق الجديد الرئيس طارق البيطار النجاح والإسراع في مهمته الدقيقة. ونتمنى للقضاء الذي كان إحدى منابر لبنان، الإفلات من يد السياسيين والنافذين، فلا تظل تشكيلاته مجمدة، ولا تكون أحكامه مؤجلة، وملفاته غب الطلب، ولا أداة لإتهامات كيدية. وإلا كيف يكون العدل أساس الملك ؟

6. أمام هذا الواقع المؤسف، إضافة إلى إستحالة التفاهم بين المرجعيات السياسية لتشكيل حكومة مهمة، ولإتخاذ أي قرار إصلاحي منذ مؤتمر CEDRE، وإلى فقدان الثقة فيما بين هذه المرجعيات، وانقطاع الحوار، وتوقف عجلات الدولة، وعدم وجود سلطة دستورية قادرة على إحيائها، دعونا إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة، من أجل إعادة إحياء لبنان، عبر تحصين وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن مؤتمر الطائف سنة 1989، وتطبيقها نصا وروحا، وتصحيح الثغرات الظاهرة في الدستور المعدل على أساسها سنة 1990. أما الهدف الأساسي والوحيد فهو تمكين الدولة اللبنانية من أن تستعيد حياتها وحيويتها وهويتها وحيادها الإيجابي وعدم الإنحياز، ودورها كعامل إستقرار في المنطقة.

إن ما نطمح إليه عبر هذا المؤتمر هو دولة موحدة بشعبها وأرضها، بشرعيتها وقرارها، بمؤسساتها وجيشها، بدستورها وميثاقها؛ ودولة قوية تبني سلمها على أساس مصلحتها الوطنية وحق شعبها بالعيش الآمن، لا على أساس مصالح دولٍ أخرى؛ ودولة ديمقراطية حضارية تعيش زمانها، وتواصل رسالتها في بيئتها المشرقية بتلاقي الحضارتين المسيحية والإسلامية والعيش المشترك النموذجي.

إذا كان مؤتمر الطائف، الذي عقد برعاية عدد من الدول العربية والأجنبية، قد وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان من دون رجعة، نأمل من المؤتمر الدولي الخاص برعاية الأمم المتحدة أن يقيم لبنان من تعثره إلى سابق عهده، وأن يصحح مسببات هذا التعثر.

7. عندما قام يسوع قبل طلوع الفجر وذهب إلى مكان قفر وأخذ يصلي هناك (مر1: 35)، كان ذاك الأبرص في خاطره، لأن الشريعة كانت تلزمه بالإنفصال عن حياة الجماعة والعيش في البرية، لأن مرضه معدٍ. بفضل صلاة يسوع كان اللقاء والشفاء من البرص.

الكنيسة في صلاة دائمة، ومن ثمار صلاتها لقاءات إيمانية شافية بين يسوع والعديد من المتألمين في أجسادهم وأرواحهم ونفوسهم ومعنوياتهم. إن الصلاة تفتح أبواب السماء فتفيض النعم والبركات الإلهية على أرضنا. بهذا الإيمان نواصل من هذا الكرسي صلاتنا اليومية المسائية مع عشرات الألوف من المشاركين عبر وسائل التواصل الإجتماعي من أجل شفاء المصابين بوباء كورونا، ومن أجل إبادة هذا الوباء، وراحة نفوس ضحاياه التي تسقط يوميا، وعزاء عائلاتهم. فليكن، في كل حال، إسم الله ممجدا، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

عبود

في ختام القداس، كانت كلمة لرئيس كاريتاس لينان الاب ميشال عبود شكر فيها للراعي ومجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان رعايتهم الدائمة لكاريتاس، مشيرا إلى أن "الحملة السنوية انطلقت اليوم تحت شعار معكم تبقى الحياة، داعيا أصحاب الأيادي البيضاء وأبناء الكنيسة الى "المساعدة من أجل الفقراء لأنه لا يجوز أن يموت هؤلاء من الجوع"، منوها ب "ما تقوم به عائلة كاريتاس من جهود جبارة في كل المناطق من أجل المساعدة في تحقيق أهدافها".

وقال: "علينا أن نكون أقوياء في عملنا، وهكذا تكون الأمانة قد وصلت الى المحتاجين"، وأكد أننا "نقف في نفق وسنخرج منه بإذن الله لأن دورنا في كاريتاس العمل مع أصحاب الأيادي البيضاء من أجل إيصال المساعدة الى كل فقير جائع، معا نصل الى الخروج من هذا النفق".

 

المطران الياس عوده: علينا تلقي لقاح كورونا واتباع إرشادات الأطباء لا الدخلاء وزارعي الأفكار المغلوطة

وطنية - الأحد 21 شباط 2021

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت. بعد الإنجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: "نبدأ اليوم رحلتنا التحضيرية نحو الصوم الأربعيني المقدس، منطلقين من محطة الكبرياء والتواضع، من مثل الفريسي والعشار. ضرب ربنا مثل الفريسي والعشار لأناس كانوا يظنون أنفسهم أبرارا، لكنهم يحتقرون سواهم من البشر. الكبرياء يمقتها الله، وهي غريبة عن كيان خائفي الرب. قال مسيحنا يسوع: لا تدينوا لئلا تدانوا، ولا تحكموا على أحد لئلا يحكم عليكم. تخيلوا إنسانا يعتبر نفسه صحيحا، لكنه لا يعتبر صحته نعمة من الرب، بل يستخدمها للتكبر على المرضى والإستهزاء بهم، ويتناسى أن الرب هو سيد الحياة والموت والصحة. هذا المتباهي بصحته أو بجماله أو مركزه أو ثروته قد يموت قبل الذين يستهزئ بهم. هذا ما حدث مع الفريسي، إذ سخر من العشار جابي الضرائب واعتبره خاطئا لن يحصل على الخلاص الذي سيناله هو شخصيا، كونه يصوم مرتين في الأسبوع ويعشر أمواله، فيما العشار سارق وسيدان. إلا أن كبرياء الفريسي جعلته لا يتبرر مثلما تبرر العشار الذي عرف أنه مريض روحيا ونظر إلى مرضه ملتمسا الشفاء بدواء التواضع".

أضاف: "على الإنسان الذي يقوم بأعمال ترضي الرب ألا يتفاخر بما يفعله، وألا يدع الكبرياء تفسد حياته، وإلا سيقع في أشراك شيطان الكبرياء، على مثال من كان صوته جميلا ويستخدمه في الترتيل والتسبيح للرب، إلا أنه، في الوقت نفسه، يسكر برنة صوته وينسى، بفعل الكبرياء الشيطانية، أن صوته ومواهبه هي هبات إلهية، وليست من ذاته. الذين يتذكرون أنهم بشر خطاؤون، يدركون أن التوبة هي الدواء الأفضل لمرض الكبرياء. هؤلاء يعرفون جيدا الكتاب المقدس، ويعرفون أن الله يصد المتكبرين وينعم على المتواضعين. فالمريض، لكي يحصل على الشفاء، يذهب إلى الطبيب ويخبره بكل العوارض التي يشعر بها، هكذا الخاطئ التائب، يذهب إلى الكنيسة-المستشفى الروحي، ويعترف بتوبة وعدم خجل أمام الكاهن كي يشفى من أمراضه الروحية ويذهب مبررا، تماما مثلما فعل العشار الذي اعترف أمام الله بأنه محتاج إلى الرحمة لأنه خاطئ، فتبرر".

وتابع: "كل ما تفوه به الفريسي في صلاته كان دليلا على إعجابه بنفسه. الفريسي لم يذهب إلى الهيكل ليصلي إلى الله إنما ليعلن بكبرياء أنه صالح وتقي. أما العشار فكان مدركا لخطيئته، ملتمسا الرحمة من الله فتكلم بعدما تخلى عن كبريائه، فأرضى الله أكثر من ذاك المتباهي. إن الإعتراف بالخطايا أصعب بكثير من التحدث عما نفعله من بر. صلاة الفريسي أتت دينونة له، فزادت على شروره شرا، لأنه راح يصلي مقودا من إعجابه بنفسه، وكأن الله لم ير أعماله فراح يخبره بما فعل من أمور حسنة، متغافلا عما فعله من سيئات. تعامل الفريسي مع الله كأن الله لا يرى سوى ما يشاؤه هو أن يراه. تجاهل قوة الرب الحاضر في كل مكان، وظن أن باستطاعته إخفاء قبائحه عن الخالق. إن البر الذاتي مدمر وخطير إذ يؤدي إلى الكبرياء، ويدفع الإنسان إلى إحتقار الآخرين".

وقال: "يقول الرب: إن كل من وضع نفسه ارتفع. المتواضع هو الذي نرى الفضائل في أعماله، لا في أقواله فقط. يقول الرسول يعقوب: هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت؟ يجب أن يرافقنا التواضع أينما ذهبنا، ومهما فعلنا. فكما يحتاج الجسد إلى اللباس في كل الفصول ومهما كان الطقس جميلا أو سيئا، كذلك النفس تحتاج دوما إلى لباس التواضع. يقول القديس أفرام السرياني: الأفضل لك أن تسير عريانا على أن تتعرى من فضيلة التواضع. يمكن تشبيه الإنسان بالمسافر الذي يهيئ أمتعته وينتبه جيدا ألا ينسى شيئا لكي تتكلل رحلته بالنجاح. هكذا، نحن كلنا سنسافر وقتا ما من هذه الحياة، وقد تقصر رحلتنا على هذه الأرض، لذا علينا أن نكون مهيئين للإنطلاق من خلال امتلاك الفضائل وعيشها، والابتعاد عن الخطايا وأولها الكبرياء التي هي أم كل الخطايا. الإنسان المسيحي لا يفتخر بحكمته العالمية، ولا بعلمه ومركزه أو ماله وممتلكاته وقوته، بل يكون ممتلئا محبة نحو الجميع، لا يكره ولا يحقد ولا يؤذي ولا يدين. المسيحي لا يفتخر إلا بالرب، وبصليب الرب، أي بمحبته العظمى التي بها تنازل ليتجسد ويخدم ويتألم ويموت. المسيحي يجاهد ليتمثل بمحبة المسيح للبشر، ويسعى ليكون خادما للجميع، على حسب قول الرب: من أراد فيكم أن يصير عظيما يكون لكم خادما. المسيحي يتعلم التواضع من الطاعة، مثلما أطاع المسيح حتى موت الصليب. المسيحي لا يتواضع فقط عندما يكون في العوز والضيق، ثم يتصرف بكبرياء عندما يوجد في مجد وهناء، لأن الكبرياء غريبة عن المؤمنين الذين يسلكون على مثال خالقهم".

أضاف: "التواضع لا يظهر في اتضاعنا أمام من هم اكبر منا، بل في تكريمنا من هم أصغر منا، لأننا قد نكون مجبرين على طاعة الأكبر منا والظهور بمظاهر التواضع أمامهم، لكن التواضع الحقيقي يظهر جليا في معاملتنا مع من هم أصغر منا، الذين يمكننا ألا نحترمهم وأن نفرض عليهم احترامنا. المسيح تنازل ليخدم البشر، الذين هم أصغر منه، ليعلمنا كيف نتواضع ونحب بحق.

لذا، على كل مسؤول أن يطأطئ أناه خدمة للذين أوكلت إليه مسؤوليتهم، ومحبة بهم، وشعورا منه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وليتذكر دوما أن الإنسان إن نجا من عدالة الأرض سيواجه عدالة السماء. المسؤول، خصوصا المسيحي، يتعلم من الأعظم، من المسيح الذي تنازل تنازلا أقصى، فصلب من أجل خلاص شعبه. ولنتذكر دوما قول الرسول بطرس: تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة. والتواضع كما قلنا يكون تواضع النفس والفكر والقلب، وخصوصا تواضع العقل. أقول هذا فيما العالم يعاني من جائحة لا ترحم، وقد انكب علماء العالم على دراسة الفايروس الذي انتشر وقاموا بالتجارب والأبحاث، وعملوا بجهد من أجل الوصول إلى لقاح يحمي البشر ويحافظ على حياتهم بانتظار التوصل إلى علاج. هؤلاء، بمعونة الله وبفضل علمهم، مدفوعين بالخير في قلوبهم ومحبة البشر، وبإيمانهم برسالتهم، توصلوا إلى ما وصلوا إليه. لكن الغريب أن بعض الجهلة والفريسيين انبروا إلى إطلاق الأحكام والنظريات التي تشوش أفكار البشر وتدفعهم إلى التردد في قبول اللقاح".

وتابع: "لطالما أكدت الكنيسة على قدسية الحياة ووجوب احترامها، وهي منفتحة على التقدم العلمي وتبارك كل ما يساهم في تقدم البشرية، ويخفف من معاناة الإنسان. وقد جاء في البيان الصادر عن كنيستنا مؤخرا أنها ترفع صلواتها من أجل كل العاملين على حفظ الحياة الإنسانية وخدمتها من باحثين وعلماء وأطباء وممرضين وممرضات وجميع الذين يوفرون الرعاية والعناية والخدمة في المستشفيات، وهي تتضرع من أجلهم ... لكي يؤازرهم الرب الإله بنعمته ويكونوا معاونين أمناء لطبيب النفوس والأجساد المسيح إلهنا. الأطباء يقومون بواجبهم الإنساني في معالجة المصابين بالفايروس، والعلماء قاموا بواجبهم وتوصلوا إلى اللقاح وهم يتابعون أبحاثهم، وعلينا جميعا القيام بواجبنا حفاظا على صحتنا وصحة أخينا الإنسان. لذا على كل عاقل الإلتزام بكافة الإجراءات التي تدعو إليها الجهات المسؤولة والمختصة من إرتداء الكمامة وحفظ التباعد الجسدي مع الآخرين، وتحاشي التجمعات ليس فقط في الأماكن العامة بل أيضا وخصوصا في المنازل. ومن كان منا مصابا بالفيروس عليه التوجه إلى طبيبه للمعالجة، وتحاشي نقل الفيروس إلى من هم حوله مدفوعا بالواجب والمحبة. كما علينا تلقي اللقاح واتباع إرشادات الأطباء دون الإصغاء إلى الدخلاء وزارعي الأفكار المغلوطة البعيدة عن العلم. أما الدولة فعليها توعية المواطنين على الإجراءات الضرورية الواجب إتخاذها وفي الوقت نفسه النظر إلى أوضاعهم الصعبة وتسهيل عودتهم إلى أعمالهم، إن لم تكن قادرة على مساعدتهم، مع تشددها في فرض التدابير اللازمة، وفرض هيبتها، كي لا يتهاون المواطن. كما عليها تأمين اللقاح لكل المواطنين، دون تمييز، وبأسرع وقت، وتنظيم عملية التلقيح بشكل فعال، من أجل حماية المجتمع". وقال: "الحفاظ على عطية الحياة واجب أخلاقي، والحفاظ على سلامتنا الجسدية كما الروحية واجب أيضا. لذا علينا التوبة عن كل ما يسيء إلى حياتنا الروحية وسلامتنا الجسدية، والصوم عن كل ما يؤذينا ويؤذي أخانا الإنسان وبيئتنا، ولنضع رجاءنا على الرب ونصل باتضاع ورجاء وبلا انقطاع، وشعرة واحدة من رؤوسنا لا تسقط بدون علم أبينا السماوي". وختم عوده: "دعونا نتأمل سيرتنا الذاتية، في ضوء مثل الفريسي والعشار، ونفكر بمن منهما نرغب أن نتمثل. ولنصل باستمرار، بروح التواضع، طالبين الرحمة من الله، لأننا جميعا بحاجة إلى رحمته. ألا منحنا الرب رغبة حقيقية في الخلاص، وزرع في قلوبنا التواضع والمحبة الحقيقيين، آمين".

 

سر الكهنوت في الكتاب المقدس

الأب سيمون عساف/21 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96254/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%87%d9%86%d9%88%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

يقول الكتاب "وجعلنا ملوكًا وكهنة" (رؤ6:1)، إذن، لماذا تنادون بسر الكهنوت، وهل له أدلة من الكتاب المقدس، وخاصة في العهد الجديد؟

 سر الكهنوت هو تاج الأسرار لأنه بدونه لا يمكن للكنيسة أن تستمر ولا يمكن لأحد أن ينال مواهب الروح القدس بدونه وهذا السر قد تأسس منذ البدء كباقي الأسرار المقدسة.

* سر الكهنوت في العهد القديم:

 معني كلمة كاهن خادم وأمر الرب بتقديم الذبيحة عن طريق الكاهن وكلمة كاهن مشتقه من الكلمة العبرية "كوهين" أي المنبئ بأمر الرب والكاهن له منزله النبي وله امتيازات أكثر من الأنبياء إذ أن الكاهن مؤتمن علي الشريعة ومسموح له بتقديم الذبائح إلى الله للتكفير وحمل خطايا الشعب كما ورد في سفر اللاويين وفي تعاليم الرسل في العهد الجديد.

. عهد الرب الإله لإبراهيم في أن يكون أبا لجمهور من الأمم "أما أنا فهوذا عهدي معك وتكون أبًا لجمهور من الأمم فلا يدعى اسمك بعد إبرام بل يكون اسمك إبراهيم لأني أجعلك أبًا لجمهور من الأمم" (تك17:4) وهكذا كان الوعد مع اسحق ابنه (تك26: 2-5) "وظهر له الرب وقال لا تنزل إلى مصر اسكن في الأرض التي أقول لك تغرب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك لأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد وافي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك وأكثر نسلك كنجوم السماء وأعطي نسلك جميع هذه البلاد وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي أوامري وفرائضي وشرائعي "وأيضًا مع يعقوب وباركه وقال له (تك 32: 28) " فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت "ودعا الرب موسي لكي يقود شعبه من ارض مصر" وقال الله أيضًا لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه اله آبائكم إله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب أرسلني إليكم هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور" ( خر 3: 15) وأقام هارون أخيه لأعانته "فحمي غضب الرب على موسى وقال أليس هرون اللاوي أخاك أنا اعلم انه هو يتكلم وأيضًا ها هو خارج لاستقبالك فحينما يراك يفرح بقلبه فتكلمه وتضع الكلمات في فمه وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان" ( خر 4: 14) وافرزه هارون وبنيه لوظيفة الكهنوت وأمر موسي بصناعه ثياب الكهنوت المقدسة له ولأبنائه والإصحاح (28) من سفر الخروج يتكلم بكل تفاصيل ملابس الكهنوت "واصنع ثيابا مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي وهذه هي الثياب التي يصنعونها صدرة ورداء وجبة وقميص مخرم وعمامة ومنطقة فيصنعون ثيابا مقدسة لهرون أخيك ولبنيه ليكهن لي وهم يأخذون الذهب والاسمانجوني والأرجوان والقرمز والبوص فيصنعون الرداء من ذهب واسمانجوني وارجوان وقرمز وبوص مبروم صنعة حائك حاذق يكون له كتفان موصولان في طرفيه ليتصل وزنار شده الذي عليه يكون منه كصنعته من ذهب واسمانجوني وقرمز وبوص مبروم" ونلاحظ أن كل شيء من ملابس الكهنوت يشير إلى مغزى روحي.

· إن من اهتمام الرب بالكهنوت انه أوصي موسي أن يصنع لأخيه هارون ثيابا مقدسه للمجد والبهاء، وتصنع من الكتان النقي الأبيض رمز للنقاوة والطهارة التي لرئيس الكهنة، وتصنع واسعة جدا لاتساعه صدره وطول ألاناه علي الخطاة وهو الحامل خطايا شعبه بداخله. ويلبس أيضًا الجبة التي مثل العباءة التي تصنع من الاسمانجوني الحرير رمز للسماء.. هكذا أيضا كان رب المجد يسوع المسيح طويل الأناة علي الخطاة ومحب للكل وكان يجول يصنع خيرا، العمامة التي علي رأسه هي كتاج وعليه صفيحه من ذهب مكتوب عليها قدس للرب "لان الرب قدسه" أو انه كرس حياته للخدمة. أما المنطقة التي من الجلد التي علي وسطه ترمز للاستعداد للعمل وهكذا الرب الذي قال "من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم مقدسين في الحق "لذا يتنبأ عنه إشعياء (أش 11:5) "يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالأنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه".

· اول رئيس كهنة هو ملكيصادق كاهن الله العلي (تك 14) الذي كانت ذبيحته من الخبز والخمر ومذبحة في الأرض كلها وهو بلا أب وبلا أم وبلا نسب وهو مشبه بابن الله، وهو الذي بارك إبراهيم مع أنة كان اصغر منه (عب 7).

· وطقس سيامة الكاهن قد ذكر في الكتاب المقدس حيث يمسح بالمسحة المقدسة وتصنع هذه المسحة من افخر الأطياب من المر والسليخة والقرفة العطرة وقصب الزريرة ومن زيت الزيتون "وهذا ما تصنعه لهم لتقديسهم ليكهنوا لي خذ ثورا واحدا ابن بقر وكبشين صحيحين وخبز فطير وأقراص فطير ملتوتة بزيت ورقاق فطير مدهونة بزيت من دقيق حنطة تصنعها وتجعلها في سلة واحدة وتقدمها في السلة مع الثور والكبشين وتقدم هرون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء وتأخذ الثياب وتلبس هرون القميص وجبة الرداء والرداء والصدرة وتشده بزنار الرداء وتضع العمامة على رأسه وتجعل الإكليل المقدس على العمامة وتأخذ دهن المسحة وتسكبه على رأسه وتمسحه وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة" (خر29) وبعد سيامة الكاهن يقدم قربان  لله من أبناء الكاهن من أجل سيامة والدهم في يوم مسحته ( لا6: 19-23 ) ويبدأ الكاهن خدمته من بعد الثلاثون سنه من عمره (عدد4:3) "من ابن ثلاثين سنة فصاعدا إلى ابن خمسين سنة كل داخل في الجند ليعمل عملا في خيمة الاجتماع" وهناك وصايا وشروط علي سلوك الكاهن بان "وقال الرب لموسى كلم الكهنة بني هرون وقل لهم لا يتنجس احد منكم لميت في قومه إلا لأقربائه الأقرب إليه أمه وأبيه وابنه وابنته وأخيه.... والكاهن الأعظم بين أخوته الذي صب على رأسه دهن المسحة وملئت يده ليلبس الثياب لا يكشف رأسه ولا يشق ثيابه ولا يأتي إلى نفس ميتة ولا يتنجس لأبيه أو أمه ولا يخرج من المقدس لئلا يدنس مقدس إلهه لان إكليل دهن مسحة إلهه عليه أنا الرب هذا يأخذ امرأة عذراء ... إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب فلا يتقدم ليقرب خبز إلهه " وهناك الكثير من الوصايا للكهنة ويمكن الاطلاع عليها في (عدد 6: 22) وأيضًا (عدد16: 1-31) وأيضًا (لا21) و(لا22).

· كل من سيم كاهن للرب يجب أن يدهن بزيت المسحة المقدسة لحلول روح الحكمة والفهم روح الله القدوس وهكذا كان عالي الكاهن وصموئيل وداود وشاول وعزرا وزربابل و ابياثار الكاهن ( 1صم 23: 9) وأخيمالك بن أخيطوب ويهوياداع (2مل11: 9) وحلقيا الكاهن (2مل22: 4) ويهوصادق (حجي1: 1) وفينحاس (يش 22: 30) وأليعازر (يش22: 31) وأوريا الكاهن ( 2مل 16: 10) وصادوق (2صم15: 27).

· ومن مسئوليات ووظائف الكاهن في العهد القديم هي:

1. حراسة المقدس المقدس الذي لخيمة الاجتماع (عدد3: 38).

2. إسراج المنارة في خيمة الاجتماع بزيت زيتون علي الدوام (خر 27:20).

3. تقديم الذبيحة أمام الرب لصنع السلام بين الله والناس "والنار على المذبح تتقد عليه لا تطفأ ويشعل عليها الكاهن حطبا كل صباح ويرتب عليها المحرقة ويوقد عليها شحم ذبائح السلامة نار دائمة تتقد على المذبح لا تطفأ" (لا 6: 12و13).

4. تغطية القدس وجمع أمتعته عند ارتحال المحلة (عدد4:2-20).

5. إحراق البخور أمام مذبح البخور (خر30:7-10).

6. مباركة الشعب " كلم هرون وبنيه قائلًا هكذا تباركون بني إسرائيل قائلين لهم يباركك الرب ويحرسك يضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاما فيجعلون اسمي على بني إسرائيل وأنا أباركهم" (عدد6: 24).

7. تعليم الشريعة للشعب (لا10: 11) "وللتمييز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر ولتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كلمهم الرب بها بيد موسى" ولأنه من فم الكاهن تخرج الشريعة.

8. تطهير النجس من خطاياه  (لا15: 14و15).

9. يحكم علي نجاسة الإنسان الذي به البرص ويطهر من لم يكن مصاب به (لا13: 1-8).

10. حمل تابوت العهد  (يش3: 6-17).

11. ضرب أبواق الفضة لمناداة الجماعة ولارتحال المحلة (عد10: 1-10).

* الكهنوت في العهد الجديد:

1. في بداية خدمة الرب يسوع أختار الرب التلاميذ ودعاهم للخدمة "ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضًا رسلا" (لو6:13) "وبعد ذلك عين سبعين آخرين أيضًا وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتي" (لو10: 1) وقال لهم "فقال لهم أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده اذهبوا ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب" وأيضًا في (يو15: 16) "ليس انتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي".

1. أعطاهم الرب سلطان غفران الخطايا "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء" (مت18: 18) وكرر الرب الوعد أيضًا بعد قيامته" ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 21-23) كان كل الذين يؤمنون بالكلمة كانوا يعترفون بخطاياهم للرسل وليوحنا المعمدان "واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم" (مت3: 6) وأيضًا "وكان كثيرون من الذين امنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفًا من الفضة هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة" (اع19:18) وصيه يعقوب الرسول بالاعتراف بالزلات وقال "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها" (يعقوب 5: 16) ويوحنا الإنجيلي قال"أن اعترفنا بخطايانا فهو آمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (يوحنا الأولى 1: 9) تسليم السر ليس فقط للحل بل أيضًا للربط في الخطية إلى الأبد وهكذا ربط القديس بطرس الرسول سيمون الساحر وأيضاَ حله من خطيته عندما اعترف بذنبه إليه " فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت إن تقتني موهبة الله بدراهم ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر لان قلبك ليس مستقيما أمام الله فتب من شرك هذا واطلب إلى الله عسى إن يغفر لك فكر قلبك لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم فأجاب سيمون وقال اطلبا أنتما إلى الرب من اجلي لكي لا يأتي علي شيء مما ذكرتما" (أع 8:21-23)

2. أعطاهم الرب سلطان الشفاء وإخراج الشياطين المرضي "ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف" (لو9: 1)  و"يضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مر16: 18) "وأقام اثني عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا ويكون لهم سلطان على شفاء الإمراض وإخراج الشياطين" (مر3: 15).

3. أعطاهم الرب سلطان سيامة الكهنة و الأساقفة وتسليم ووضع الأيادي والفرز للخدمة وهناك مجموعه من الآيات التي تثبت ذلك:

· "وهو أعطى البعض إن يكونوا رسلا والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح" (أفس 4: 11).

· "ألعل الجميع رسل ألعل الجميع أنبياء ألعل الجميع معلمون ألعل الجميع أصحاب قوات" (1كو12: 29).

· "وكيف يكرزون أن لم يرسلوا كما هو مكتوب ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات" (رؤ10).

· "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع 13).

· "فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما فهذان إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا إلى سلوكية" (أع 13).

· "ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا أنبوة فبالنسبة إلى الإيمان أم خدمة ففي الخدمة أم المعلم ففي التعليم أم الواعظ ففي الوعظ المعطي فبسخاء المدبر فباجتهاد الراحم فبسرور" (رو 12)، وهكذا الروح القدس يعمل إلى الآن.

· (1تي 5: 19-22) "لا تقبل شكاية على شيخ (قس) إلا على شاهدين أو ثلاثة شهود... لا تضع يدا على احد بالعجلة" وقال أيضًا لطيطس تلميذة "من اجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة وتقيم في كل مدينة شيوخا كما أوصيتك" (تي 1: 5).

· (1تي 5: 17) "أما الشيوخ المدبرون حسنا فليحسبوا أهلًا لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم" هكذا يوصي الرسول بولس إلى كل القسوس أو الكهنة الذين يتعبون في الكلمة والتعليم.

4.  أرسلهم الرب للكرازة وقال لهم "دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين" ( مت 28: 19) وفي الإصحاح العاشر من إنجيل معلمنا لوقا قال لهم الرب أيضًا "أية مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يقدم لكم واشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله وأية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا إلى شوارعها وقولوا حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم ولكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله .... الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني…. ولكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات".

5. أعطى الرب يسوع تلاميذه الأطهار سلطان أعطاء الروح القدس للفرز للكهنوت وأقام الرسل سبعة شمامسة بعد أن اختارهم الشعب ووضعوا عليهم الأيادي "فاختاروا استفانوس رجلًا مملوًّا من الإيمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلا إنطاكيا الذين أقاموهم أمام الرسل فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان" (أع 6: 2-6) وأقاموا كهنه وأساقفة في كل كنيسة "بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح إلى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبي مع أساقفة وشمامسة" (في1: 1).

6.   في وصايا الرسل والتلاميذ نجد مدي احترام الكهنوت "احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع20: 28) وفي وصايا الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس نجد مدي عظمة مسؤولية الأسقف "صادقة هي الكلمة أن ابتغى احد الأسقفية فيشتهي عملًا صالحًا فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم بعل امرأة واحدة صاحيًا عاقلًا محتشمًا مضيفًا للغرباء صالحًا للتعليم غير مدمن الخمر ولإضراب ولا طامع بالربح القبيح بل حليما غير مخاصم ولا محب للمال يدبر بيته حسنا له أولاد في الخضوع بكل وقار وإنما إن كان احد لا يعرف إن يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله غير حديث الإيمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة إبليس ويجب أيضًا أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط في تعيير وفخ إبليس" (1تي3) وعن شروط الشموسية يقول "يجب أن يكون الشمامسة ذوي وقار لا ذوي لسانين غير مولعين بالخمر الكثير ولا طامعين بالربح القبيح ولهم سر الإيمان بضمير طاهر وإنما هؤلاء أيضًا ليختبروا أولًا ثم يتشمسوا أن كانوا بلا لوم.... ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة مدبرين أولادهم وبيوتهم حسنا لان الذين تشمسوا حسنا يقتنون لأنفسهم درجة حسنة وثقة كثيرة في الإيمان" (1تي 3) ويوصي الرسول بولس تلميذه تيموثاوس قائلًا "أوص بهذا وعلم لا يستهن احد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة إلى أن أجيء أعكف على القراءة والوعظ والتعليم لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة اهتم بهذا كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرا في كل شيء لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا" (1تي4: 11-17) وعن احتمال الألم في الخدمة ينصحه في الرسالة الثانية قائلا "أكرز بالكلمة أعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات وأما أنت فاصح في كل شيء احتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك" (2تي4:2-5) وفي رسالته إلى تيطس يقول الرسول بولس عن الأسقفية "لأنه يجب أن يكون الأسقف بلا لوم كوكيل الله غير معجب بنفسه ولا غضوب ولا مدمن الخمر ولا ضراب ولا طامع في الربح القبيح" (تيطس 1: 7).

7.  لذا نجد في الخلاصة أن الرسل اختاروا أساقفة و قسوس وشمامسة للخدمة والرعاية الروحية والرسل نفذوا وصية الرب وهذا تطبيق عن كلام الرب لهم عن ملكوت الله وعن كيفيه تأسيس كنيسته "وانتخبا لهم قسوسًا في كل كنيسة ثم صليا بأصوام واستودعاهم للرب الذي كانوا قد امنوا به (أع14: 23).

+ ومن ميليتس أرسل إلى أفسس واستدعى قسوس الكنيسة (أع20: 17).

 

رئاسة مجلس الوزراء توضح كيفية نقل اعتماد الى موازنتها

وطنية - الأحد 21 شباط 2021

رد المكتب الإعلامي في المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء في بيان، على "ما أثارته إحدى وسائل الإعلام حول كيفية نقل اعتماد من احتياطي الموازنة إلى موازنة رئاسة مجلس الوزراء وتخصيصه للوفود والمؤتمرات، يقتضي التوضيح أن بند الوفود والمؤتمرات لا يشمل فقط المؤتمرات بالمعنى المتعارف عليه بل يتم من خلال هذا البند تغطية المصاريف المختلفة للاجتماعات التي تعقد في السرايا الكبيرة، ومن بينها الاجتماعات العلمية والفنية والوزارية، والتي تعقد في صورة يومية. وهذه المصاريف تحصل في شكل شفاف وعلني، كما أن نقل الاعتماد المخصص لها حصل علنا أيضا بموجب مرسوم نشرته المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء في الجريدة الرسمية التابعة لها".

 

تيار المستقبل ردا على باسيل: لن تنجح مهما سعيت الى دق الاسافين بين المسلمين والمسيحيين

وطنية - الأحد 21 شباط 2021

رأى "تيار المستقبل" في بيان، ردا على كلام رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، أن "المطالعة المطولة التي استمع اليها اللبنانيون اليوم حول الحكومة والدستور والمعايير، تكرار لمواقف لا تحمل جديدا ولا تفتح ولو ثغرة صغيرة في جدران العرقلة والتعطيل". وتابع: "لقد تضمنت مطالعة الوزير السابق جبران باسيل كل ما ينطبق عليه جملة وتفصيلا، فرمى ما عنده وفيه من أسباب الفشل والعرقلة وتعليق العمل بالدستور والكلام عن الغدر والطعن بالظهر وقلة الوفاء على الرئيس سعد الحريري، لتحميله مسؤولية الخلل الذي يعانيه العهد وفريقه السياسي. الشخص ما زال يقيم في لالا لاند، ويفرض على رئاسة الجمهورية الاقامة الجبرية في الانكار للمتغيرات التي نشأت بعد 17 تشرين، ويعتبر استقالة الرئيس سعد الحريري وتجاوبه مع الحراك الشعبي ضربا من ضروب الغدر السياسي. لقد غاب عن جبران أن مقتضيات الصدق والوفاء، في قاموس الرئيس الحريري، تتصل بمقدار الوفاء للمصلحة الوطنية العليا وقضايا المواطنين ومطالبهم الملحة، وليس بمقدار الوفاء للعلاقات الخاصة والمصالح الشخصية". أضاف: "من المؤسف أن يشهد اللبنانيون من خلال الطحن الكلامي لباسيل، انتقال قرار رئاسة الجمهورية من قصر بعبدا الى سنتر ميرنا الشالوحي، وأن يستمعوا لرئيس الحزب الحاكم كما لو كان الناطق الحصري باسم العهد القوي. لكن المختصر المفيد لكل ما قيل من عجن: مع جبران فالج لا تعالج. بكل الاحوال، ما يعني الرئيس الحريري هو ما يصدر عن رئيس الجمهورية بالمباشر وليس بالواسطة، وما قيل يبقى إضغاث أحلام، مع الاشارة الى أن أحدا لم يعرض على الوزير جبران باسيل الاشتراك بالحكومة، ومحاولته ايهام اللبنانيين بوجود ضغوط عليه للمشاركة، مجرد رواية تثير الضحك. كلمة أخيرة، إن المحاولة الجارية لتأجيج العصبيات الطائفية، لن تنجح يا جبران مهما سعيت الى دق الأسافين بين المسلمين والمسيحيين". وختم تيار المستقبل: "المسيحيون يدركون أن حقوقهم هي غير الحقوق والمصالح الشخصية التي تريدها، وهي مصانة من جميع اللبنانيين الذين يتكافلون على حماية عيشهم المشترك، ويكفينا ان تكون مقاربة البطريركية المارونية خير شاهد وضامن للوحدة الوطنية، وخير من يتصدى لابواق التحريض".

 

الخليل: هجمات المستشارين وأزلام القصر لن تثنينا عن واجبنا الوطني

وطنية - الأحد 21 شباط 2021

رأى مكتب النائب أنور الخليل، في بيان، أن "مسلسل التجني عليه يتواصل من الجهة المأزومة سياسيا وشعبيا، وآخر الفبركات ما ورد من على منبر إعلامي تابع لهذه الجهة في كلام للصحافي غسان سعود وآخر للصحافي داود رمال في مقابلات تلفزيونية". وقال: "يهم المكتب أن يؤكد أن ما أتى على لسان الصحافيين المذكورين، محض كذب وافتراء لا وجود له إلا في مخيلة قائليه، ومحاولة نسب مواقف سياسية غير واقعية للنائب الخليل إنما هو في إطار حملة تضليلية لحرف الرأي العام عن الحقيقة، ولفقدان الحجة على ما واجهناهم به في القانون والسياسة". أضاف: "نطمئن هؤلاء ومن يقف خلفهم، أن الافتراءات والمزاعم والتجني واللجوء للغرف الإعلامية والسياسية السوداء وهجمات المستشارين وأزلام القصر، لن تثنينا عن قول ما يحتمه علينا واجبنا الأخلاقي والوطني". وختم: "لهؤلاء نقول إن الحكم هو للقضاء ولضمير اللبنانيين، ونعلن أن ما ورد على لسان الصحافي غسان سعود هو إثبات لسوء نيته وأنه سيضم لملف شكوى أقمناها ضده في شهر نيسان من العام الماضي، ردا على افتراءاته وأكاذبيه".

 

أحمد قبلان ردا على الراعي: الدعوة الى مؤتمر دولي إجهاز على صيغة لبنان

وطنية - الأحد 21 شباط 2021

رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "الدعوة الى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة من أجل إنقاذ لبنان كما يدعى إنما هي إجهاز بشدة على صيغة لبنان، فسيادة لبنان ليست صيحة موضة، ساعة نشاء نلبسها وساعة نشاء نخلعها". وذكر أن "التدويل سبب أزمة لبنان، منذ نشأته كان ولا يزال بارود محرقته منذ الحرب الاهلية، والفراغ الحكومي سببه شهية بعض الديناصورات الدولية ووكلائها ليس أكثر ولا أقل، ولذلك لا نريد لهذا البلد مزيدا من حرائق الإعلام وجوقاته الموظفة على التحريض والاكاذيب". ولفت الى أن "لبنان خاض أكبر معارك المنطقة من أجل حماية قراره السياسي وسيادته الوطنية وعيشه المشترك وسلمه الأهلي، ولن يفرط بهذه السيادة أبدا". وشدد على أن "قصة وصاية ورعاية ولجان دولية ومؤتمرات وتدويل وفصل سابع وضغط وصندوق تمويل دولي وتسول على لبنان ليست إلا دعوة مقصودة أو غير مقصودة الى احتلال لبنان وتصفية سيادته فضلا عن إغراقه بالتوطين والكانتونات الجهنمية".وحذر قبلان من "بعض الجوقات التي تصر على لعب دور لارسن وميليس وساترفيلد وفيلتمان وشينكر والتي لا ترى لبنان إلا بعين تل أبيب ونسخة 1559، وليعلم البعض أن سيادة الأوطان ثمنها دماء وتضحيات ونضال وكفاح وشراكة شعب نهل منها لبنان طويلا ليبقى سيدا حرا مستقلا".

 

باسيل: أعطونا الإصلاح وخذوا الحكومة ويا قضاء لبنان أبعد كأس القضاء الدولي يريدون أن نشارك غصبا عنا بالحكومة وبشروط غير مقبولة وإلا يتهموننا بالتعطيل

وطنية - الأحد 21 شباط 2021

رأى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، في كلمة متلفزة، أن "كورونا ما زالت همنا اليومي". وقال: "صحيح ان عدد الوفيات والإصابات بدأ يتراجع، ولكن الخطر لم يتراجع، وخصوصا مع انتشار أنواع جديدة من الفيروس. تدابير الوقاية وبخاصة الكمامة والنظافة والتباعد هي الأساس، بانتظار وصول كميات كافية لكل الناس من كل انواع اللقاحات المتوافرة. الدولة كلها تعمل عملها، من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الصحة، إلى كل واحد منا قادر بعلاقاته وإمكاناته أن يساعد في تأمين أي كمية تسرع عملية التلقيح الوطنية، ليصل اللقاح لكل اللبنانيين، من دون تبجح سياسي بل بروحية الواجب الوطني".

أضاف: "درعنا اليوم هو الجسم الطبي والتمريضي الذي يقاوم بإمكانات محدودة ليحمينا من هجمة الموت علينا كلنا. أهل وأصدقاء وأحباء يسقطون أمامنا. نبكيهم ونحمل ذكراهم الطيبة معنا، وكذلك يتهاوى أكثر فأكثر، الاقتصاد العالمي واقتصادنا المنهار أصلا. وكأن لا تكفينا ازماتنا الصحية والمالية والاقتصادية، جاءتنا فوقها نكبة انفجار المرفأ التي قتلت وجرحت أهلنا في بيروت ودمرت جزءا من عاصمتنا. وهنا أريد أن القول إن لا كلمة عزاء تقال لأهل الضحايا إلا الحقيقة، لأن حق المعرفة مقدس. بعد ستة اشهر من الكارثة، حقنا ان نعرف من المسؤول عنها ومن سببها. اليوم هناك قاض جديد وهذه مناسبة للاسراع بالملف، وتصحيح الكثير من أخطاء قضائية حصلت. الناس حقها تعرف أولا من أدخل النيترات، ومن استعمله واستفاد منه، وثانيا كيف ومن تسبب بتفجيره عن قصد أو عن إهمال، وآخر شيء من أخطأ أو تلكأ وظيفيا وإداريا، عن قصد أو عن غير قصد. القصة لا يجوز أن تنحصر فقط بالموظفين لنغطي على البقية، لأن هؤلاء أقصى جرمهم هو الإهمال الوظيفي، في حين أن الآخرين أقل جرمهم هو القتل قصدا. لا تنتهي القصة ان عددا من الأمنيين والموظفين الأوادم متهمون بالقتل عمدا، في حين أن المجرمين الفعليين ناجون". وتابع: "في الشق الوظيفي، لا يجوز أن الذي قام بعمله ونبه وكاتب ولا شيء عليه، أن يتوقف، بينما يترك أصحاب المسؤولية المباشرة. أوقف بعض الأوادم، لماذا؟ يحمونهم من القتل، ويتركون من أدخل البضاعة وحماها واستعمل قسما كبيرا منها، وترك القسم الباقي بحال معرضة للانفجار. نريد الحقيقة، ومن غير المعقول أن نترك بين خيارين، واحد هو القضاء الدولي الذي لا نعرف إلى أين سيوصلنا، والثاني هو القضاء اللبناني، ساعة متباطىء خوفا من اي نتيجة مخيفة، وساعة متسرع خوفا من السوشيل ميديا، وساعة مستنسب لتوازنات طائفية أو حزبية أو مؤسساتية. من يلعب في هذا الموضوع مكشوف، أكانوا في الأمن أو القضاء! نريد قضاء شريفا وشفافا وسريعا، واليوم هناك فرصة جديدة. نفهم عدم المس بسرية التحقيق ولكن يجب أن يكون هناك تفهم لمطلب الإسراع بإصدار التقرير الأولي لتعويض المتضررين من شركات التأمين وعدم التباطؤ باصدار القرار الظني. نريد قضاء يشغله ضميره لا الاعلام. نرد قضاء جريئا نظيفا وفعالا".

وقال: "هناك 207 شهداء يريد أهلهم الحقيقة كاملة، من دون ظلم وتجن على أحد، ومن دون تغاض وتبرئة أحد. فيا قضاء لبنان، أبعد عنا كأس المطالبة بالقضاء الدولي. أرجع لنا الثقة بك، وأرجع للناس الأمل بالحقيقة".

الحكومة

أضاف: "بلدنا يمر بأخطر أزمة وجودية منذ نشوئه. الحس الوطني يقول إنه يجب أن نواجه بيد واحدة هذه الأزمة التي خسرت شعبنا مدخرات حياته، من دون أن نتخطى محاسبة الذين تسببوا بهذه الخسارة. وللأسف أن الذين تسببوا بها، كالعادة لم يحاسبوا، لذلك يرون بهذه الأزمة فرصة ليتخلصوا من الذين ممكن أن يحاسبوهم، وفرصة ليحققوا مكاسب سياسية علينا، على حساب الوطن ووجوده. يستغلون وجع الناس وجوعهم ليكسرونا سياسيا، وهم يعرفون ان وجع الناس نقطة ضعفنا. نحن تربينا سياسيا على محبة الآخر واحترام اختلافه عنا، ونتعاطى مع الناس على أساس الأخلاق، ولكن ليس الكل لديهم السلوك عينه. الأزمات الحادة تكشف معدن البشر، وكل واحد، قريب كان أو بعيدا، يبين على حقيقته وأخلاقه". وتابع: "ظننا أن الأزمة في 17 تشرين 2019 ستجعل من رئيس الحكومة وقتئذ يتحمل المسؤولية مع شريكه الدستوري رئيس الجمهورية، والفريق المتفاهم معه، لا أن ينقلب عليه ويطعنه بظهره ويستقيل من دون أن يخبره حتى، ويركب موجة الحراك ليتنصل من المسؤولية ويحمله إياها. كنا متأملين بعد أكثر من سنة على الأزمة أن يكون تعلم منها ويتصرف بمسؤولية وروح وطنية، ولا يرجع البلد إلى فترة اعتبرناها انتهت. اعتقدنا ان لبنان أولا معناها حماية الميثاق الوطني والوحدة الوطنية ووضع لبنان فوق كل اعتبار خارجي، لا أن نرجع لخطاب الاستقواء بالخارج لتخضيع الشريك بالوطن. نحن نحمي بعضنا في الداخل ونمنع الخارج من أن يعتدي علينا، تفاجأنا أن البعض عاد ولبس ثياب الوصاية ويمارس الفوقية والمس بحقوق الآخرين وكرامتهم".

وقال باسيل: "قبل أن أفصل موضوع الحكومة، أقول للبنانيين إننا نحمل همومهم ونفتش عن حلول للأزمة. في تشكيل الحكومة قدمنا كل التنازلات لدرجة عدم المشاركة بالحكومة وبلغنا هذا الموقف، وقلنا نعطي الثقة للحكومة اذا تألفت بمعايير واحدة، واذا لا، تقدر أن تأخذ الثقة من دوننا، وتذكروا هذا، ولكن لا أحد يقدر أن يجبرنا على إعطاء الثقة لحكومة لا تحترم معايير الدستور والشراكة، والا يعتبرنا معطلين. يريدون أن نشارك غصبا عنا وبشروط غير مقبولة، والا يتهموننا بالتعطيل. لا نريد المشاركة. هل بالقوة؟ لم نسأل عن الشكليات، من يحكينا ومن لا، ولم نطالب بوزارة أو بعدد، وقبلنا بكل معيار أو شرط يطبق على البقية. وهذا اسمه وحدة المعايير، للذي لا يفهم معناها. نقبل بأي حل يحترم الميثاق ويلتزم الدستور ويصون الحقوق. ولكن فهموا تساهلنا ضعفا والسكوت عن التطاول اليومي علينا انكسارا. في معركة الدفاع عن الحقوق، لا يحاول أحد أن يجربنا، ويفكر أننا تغيرنا. ولا أحد يستسهل السطو عليها أو يستنسخ تجارب فاشلة. لن ندعكم ترجعون الزمن 30 سنة إلى الوراء".

أضاف: "مع هذا، نؤكد أولا، أننا نريد حكومة إذ من غير المعقول أن يريد العهد ترك نفسه من دون حكومة. ثانيا، نريد حكومة بسرعة إذ من غير المعقول أن يريد العهد خسارة الوقت المتبقي له. على العكس، من يسوق لهذا الأمر، هم من يسعون إلى أن يخسر العهد أياما أكثر من دون حكومة، حتى ولو انهار البلد اكثر. يقولون علنا ان العهد يجب أن يخسر اكثر ولو انهار البلد اكثر. ليست مشكلة ان ينهار البلد، المهم ان يسقط ميشال عون. ثالثا، صرنا نريد حكومة برئاسة الحريري، على الرغم من قناعتنا انه لا يقدر ان يكون عنوانا للاصلاح، ولذلك لم نسمه. ولكن من بعد أن سمي خلافا لرغبتنا، صار هناك مصلحة في أن يشكل حكومة ويتحمل المسؤولية مع الرئيس، بعد أن هرب منها في تشرين 2019. نحن لا نفكر بأنانية وبمصلحتنا الخاصة، ولكن هذا الواقع فرض. ربحت غصبا عنا مصلحتنا الخاصة على مصلحة البلد العامة. رابعا، وبالمنطق عينه، مصلحتنا الخاصة ورغبتنا ألا نشارك في الحكومة".

وسأل: "ماذا نريد إذا اليوم؟ نريد أولا حكومة وثانيا بسرعة وثالثا برئاسة سعد الحريري ورابعا من دوننا. فليتفضل ويتحمل مسؤولية. هو المكلف لا نحن، وليشكل حكومة من دوننا، وليتوقف عن تضييع الوقت ويرمي الحجج على الغير. فليشكلها من اختصاصيين اصحاب قدرة، وعلى أسس العدالة والدستور، لا على هوى البعض". وشدد على أن "ما يؤخر الحكومة أسباب خارجية نتركها لوقت لاحق اذا لزم الأمر، وأسباب داخلية، هي التي تهمنا، اسمعوها جيدا. وقال: "1- الخروج على الاتفاق العلني الذي حصل بيننا على الطاولة مع الرئيس الفرنسي والمعروف بالمبادرة الفرنسية. أولا، اتفقنا على حكومة اختصاصيين برئيسها وأعضائها، واتفقنا على السفير مصطفى اديب للرئاسة. تم تطييره من الذين حملوه شروطا لا يقدر أن يحملها واساسا لا تمشي في بالبلد، كما أطاحوا قبله ثلاثة رؤساء حكومات اتفقنا عليهم، هم محمد الصفدي وبهيج طبارة وسمير الخطيب. بعد ذلك كسر قاعدة الاختصاص ورشح نفسه، وقال من قصر بعبدا انه لا يقبل بحزبيين وبغير اختصاصيين، ليوحي ان الرئيس يطلب هذا الأمر. حسنا، كلنا متفقون على موضوع الاختصاصيين ولا أحد يطالب بغير ذلك، ولا أحد كسر القاعدة الا هو. ثانيا، اتفقنا على حكومة مهمة على فترة محددة والكل أصبح يعرف انه أطاح بالفترة المحددة، والشروط التي يضعها تدل على ان الحكومة باقية لآخر العهد، وهو يحسب لبعده، علما بأن موعد الانتخابات النيابية قبل نهاية العهد. ثالثا، اتفقنا على البرنامج المحدد وهذا الأهم. أين صار البرنامج؟ هناك أشياء لا تحتاج حكومة، بل مجلس نواب، ومتفقون اننا نستطيع إنجازها من دون حكومة. أين قانون ال Capital control؟ لكي لا نحكي عن قوانين الشراء العام واستقلالية القضاء، هذا القانون كان تجب أن يصدر بعد أسبوع من 17 تشرين. ما المانع من عدم إصداره وقتئذ؟ ببساطة، يريدون أن تبقى الأموال تهرب استنسابيا للخارج. هذا ما حصل وهو مستمر. لم نترك شيئا لم نعمله لنحمي أموال الناس حتى لا تهرب إلى الخارج. لم يرد علينا المصرف المركزي ولا المجلس النيابي ولا القضاء. والأبشع من هذا، ان المسؤولين الذين حولوا أموالهم لاأخلاقيا إلى الخارج، ينظرون علينا بالإصلاح والوطنية، من النائب الذي يتمنى الموت للناس وصولا إلى المؤسسات".

أضاف: "هناك شيء جديد وجدي يحصل في هذل الملف، وانا أنصح الحاكم، أن يعمل بجدية على استعادة أموال تحولت إلى الخارج، ويكون تعميم المصرف المركزي بإعادة رسملة المصارف بابا لإعادة تنظيم القطاع المصرفي وإعادة تكوين الاحتياط بالعملات الأجنبية واستعادة بعض الأموال للمودعين. وكل من لا يتجاوب مع التعميم، يجب اتخاذ الإجراءات بحقه بحسب الأصول المصرفية وكشفه. مخطىء من يفكر ان يسقط نظامنا المصرفي ولا تسقط معه المنظومة السياسية المالية، أو أن ينكشف رأس النظام من دون أن ينكشف اركان المنظومة. واذا كان يعتبرني أحد جزء من المنظومة، أذكره بأنني تعرضت لعقوبات ظالمة ووضعت على لائحة OFAC، ولو أملك قرشا أو سهما أو ملكا في أي مكان في الخارج، كان انكشف وتسكر وطنطنت الدنيا. من حيث لا ندري فادتنا العقوبات الأميركية وأعطتنا أحسن شهادة".

الخروج على الأصول والدستور

وتابع: "نريد حلا، وهو موجود في لبنان وفي الدستور، لا خارج الوطن ولا خارج الدستور. الدول تساعدنا لكن لا تأخذ محلنا ولا محل الدستور. الحل واضح، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف شركاء متساوون بعملية التشكيل، معا يجب أن يتفقوا على كل شي، على شكل الحكومة وعددها وتوزيع الحقائب والأسماء. هذا دستورنا، أما نظامنا فهو تشاركي برلماني ويجب أن يأمنوا ثقة مجلس النواب. وفي هذه المرحلة نريد حكومة تكسب ثقة المجتمع الدولي إذا أردنا مساعدته. إذا، من دون رضى رئيس الجمهورية وموافقته، لا تتشكل الحكومة، ومن دون رضى الرئيس المكلف وموافقته لا تتشكل الحكومة، فلا واحد يشكل الحكومة والثاني يصدر مرسومها! عندما يقول الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية: أنا أشكل وانت توقع، يكون بذلك يضرب وحدة البلد وينحر الدستور، وبعد ذلك يبدأون بالبكاء على الطائف. ينحرونه ويبكون عليه.

وقال: "رئيس الجمهورية ليس رئيس كتلة نيابية لكي يقال له أعطني أسماء وأنا أختار منها! اذا كان شهما وصدق أنه صار هناك التزام بكل شي، وبين مسودة أسماء أولية عن كل الوزارات والطوائف ليبين أي نوعية وزراء يفكر فيها، ليس معناها ان تصير في الإعلام، ويصير ان رئيس الحكومة يختار منها، ويا ليته اختار منها أولا. كل من الرئيسين يختار اسماءه، وسوية يوافقان على الأسماء، وعندئذ يصدر رئيس الجمهورية المرسوم. هذا هو الدستور. في قواعد تأليف الحكومة، ويعرفها الرئيسان جيدا ومارساها جيدا، ويتعلقون بكيفية توزيع الحائقب بحسب تصنيفها، على المذاهب والأطراف، والأسماء تأتي في الآخر على هذا الأساس. تأليف الحكومة ليس لغزا على رئيس الجمهورية أن يحزره! الاتفاق بين الرئيسين يتم بشكل واضح ويؤمن حصول الحكومة على ثقة المجلس النيابي، وهكذا تتألف.

اذا لم يحصل هذا، معنى ذلك أن ليس هناك جدية وقرار بالتأليف. ما معنى ان الكل يعرفون حقائبهم واختاروا على أساسها اسماءهم باعترافهم، ورئيس الجمهورية والمسيحيون لا يعرفون بعد حقائبهم وتوزيعهم؟ لماذ؟ ليبقى الغموض والتحايل من أجل وضع اليد؟"

أضاف: "في توزيع الحقائب مثلا، معروف ان المسيحيين عندهم في الحقائب السيادية 2 من اصل 4. الرئيسان اتفقا على ان رئيس الجمهورية يختار هذه المرة وزير الداخلية من حصة المسيحيين بدلا من وزير الخارجية، ورئيس الحكومة في المقابل يعطي وزارة الخارجية للمسلمين. تتحول القصة ان رئيس الحكومة من جهة يعطي الاشتراكي وزارة الخارجية والاشتراكي يسمي، ومن جهة ثانية يختار هو الإسم المسيحي لوزارة الداخلية من دون موافقة الرئيس. أنا ربما كنت أفهم ان رئيس الحكومة يصر على أن تبقى الداخلية للسنة مقابل ان الشيعة أصروا على المالية، مع ان الرئيس لا يتفهم هذه المعادلة ويعتبر ان الشراكة تقتضي أن يأخذ إحدى الوزارتين بعد 15 سنة من تمثيله لأكبر فئة. الرئيس سليمان وكان يأخذ الدفاع والداخلية معا".

وتابع: "أنظروا التحايل. أخذ الوزارتين وترك للرئيس وزارة سيادية واحدة هي الدفاع. هذه لم تحصل قبلا، ولا أعرف كيف هناك أحد يتفهم هذا الشي او يقبله. الروايات من هذا النوع لا تنتهي، والوقت لا يسمح لسردها كلها، ولكن هذا مثال على نتيجة الغموض ورفض تقديم لائحة واضحة تبين نقاط الاختلاف لكي تحل. كل زيارة باقتراح يناقض الذي قبله، ليتبين أن هناك أناسا لم يفهموا شيئا وآخرين حاصلون على كل شي، وكل ذلك تحت ستار الاختصاص، كأن الاختصاص وكالة حصرية لأحد وهو وحده يفهم بها".

وسأل: "لماذا هذا التعاطي غير السوي بالعدد والوزارات والأسماء؟ معياران ومكيالان. دولة الرئيس متفاهم مع الثنائي الشيعي ونحن نشجع، ولكن هذا تحت الطاولة. فوق الطاولة يتهجم على التيار وعلى رئيس الجمهورية ليغطي ويعوض لشارعه تفاهمه مع محور المقاومة. وليس وحده على كل حال، كثر يتصرفون مثله. في المقابل، هناك عمل في المنطقة عن تفاهم سني-شيعي، ونحن معه لأن هناك مصلحة كبيرة للبنان ولنا، ولكن البعض يفكر أن يترجمه بتحالف رباعي جديد مع عزل المسيحيين، ولكن هذا الأمر لن يحصل لأننا لا ننعزل ولأن حزب الله لا يلعب تحت الطاولة".

وقال: "في مسار الخروج على الأصول، ركبوا خبرية الثلث زائدا واحدا، وسأخبركم ما قصتها. أولا الثلث ليس تهمة، وهو جزء من الدستور منصوص على كيفية استعماله بالتفصيل كضمانة للشراكة في مجلس الوزراء، وهو بحسب محاضر الطائف وشهادة عدد من النواب، منهم المرحوم جورج سعادة بكتابه عن الطائف، هو حق لرئيس الجمهورية لوحده. هذا الأمر كان أساسه تعويض رئيس الجمهورية الصلاحيات المأخوذة منه وضمانة لدوره الميثاقي في النظام، لذا ثبتوا له هذا الثلث أو ردوا له صلاحيات أو تفضلوا إلى نظام جديد. اذا قبلنا أن الرئيس وحده لا يحق له، لماذا هو وأكبر كتلة نيابية غير مسموح لهم أن يكون عندهم الثلث الضامن؟ السنة عبر رئيس الحكومة عندهم صلاحيات اكثر من الثلث الضامن، وباستقالته تسقط الحكومة. الشيعة عندهم الثلث الضامن بالممارسة، وأيضا بخروجهم من الحكومة تفقد ميثاقيتها وتسقط. الدروز يقولون انه بحكومة 18 وباحتكار التمثيل لوليد جنبلاط وباستقالة وزيره، تسقط الحكومة ميثاقيا. لماذا المسيحيون مجموعين بين ارمن وكاثوليك وارثوذكس وموارنة، تريدون أن تمنعوا عنهم الثلث الضامن؟ ثانيا، نحن في هذه الحكومة بالذات لا نحتاج الثلث، إذ من جهة، هذه آخر حكومة في العهد، وأكيد لا نريدها أن تستقيل. ومن جهة ثانية، لأن الرئيس القوي عندما يريد أن يمارس دوره عن حق في جلسات مجلس الوزراء، لا يحتاج للثلث بعدد من الأمور. ومن جهة ثالثة، لأن في بعض الأمور الأخرى، نعرف اننا وحزب الله لدينا الثلث نظريا، ولدينا ثقة بأن حزب الله يلتزم كلمته عندما نكون متفقين معه. ثالثا والأهم، لا الرئيس ولا نحن طالبنا بالثلث زائدا واحدا، ونحن ما نكذب ولا نخبي، ولو أردنا نقولها على رأس السطح ونعمل معركة عليها تشرفنا لأنها حقنا، ولكن سأقول لكم لماذا لم نطالب بها. إذ في حكومة اختصاصيين مستقلين وغير حزبيين، الرقم نظري ولا معنى له، ولو أخذنا كل المسيحيين، أي نصف الحكومة، لا يكون معنا الثلث، لماذا؟ لأننا عندما نختار أناسا، نختارهم من النوع الذي لا يلتزم معنا سياسيا. نحن لا نغش، وهذه حكومة حسان دياب أكبر دليل. فالوزراء الذين سميناهم، تعرفون من تصريحاتهم وافعالهم اننا لا نمون عليهم سياسيا. اخترناهم مع معرفتنا بهذا الأمر، وغيرنا اختار اسماءه ويعرفهم غير ذلك. واذا لاحظتم الأسماء في المسودة الأولية لرئيس الجمهورية وأظهروها على الإعلام بنية غير أخلاقية، تعرفون ان الأسماء التي يمكن للرئيس أن يختارها مستقلة وليست حزبية، وليس هناك من رابط سياسي مقيد يربطه معها، بينما اسماء الآخرين ليست كذلك".

أضاف باسيل: "هذا هو واقع مجتمعنا، عندما تأتي بمستقلين، لا تتفاجأ اذا لم يلتزموا سياسيا. هذا الواقع نعيشه في النقابات والادارة والسياسة، وبخاصة عند تيار شعبي مثلنا. هذه ليست مفخرة لهم لأن الوفاء نادر، ولكن هذا هو الواقع، والأسماء التي يمكن أن يختارها الرئيس، ليس فيها صوت مضمون بالمعنى السياسي، ومع ذلك، لا الرئيس ولا نحن طلبنا الثلث زائدا واحدا. عندما يكون للرئيس وما يمثل في مجلس النواب، ستة وزراء في حكومة 18 او 20، لا يملك الثلث زائدا واحدا، إذ منذ البداية حكي واتفق وكررها آخر مرة السيد حسن في طلته الأخيرة، ان لا ثلث زائدا واحدا لأي حزب وحده، ولكن مع حلفائه طبعا، يمكن أن يكون عندهم الثلث اذا ما اتفقوا. الطاشناق مثلا حلفاء ولكنهم حزب مستقل، وعندهم قرار مستقل وعلى اساسه سموا الحريري ونحن لم نسمه. إذا اردتم أن تحسبوا العالم مع بعضها، الكل عنده الثلث زائدا واحدا، لا بل اكثر، الرئيس المكلف هكذا عنده النصف زائدا واحدا، ويبدو ان هذا أحد أهدافه بتسمية وزراء مسيحيين. اذا، قصة الثلث زائدا واحدا هي قصة نظرية ومختلقة لتسمية وزراء مسيحيين اضافيين، وهنا بيت القصيد والمشكلة الحقيقية".

وتابع: "المشكلة تعود إلى سنة 90 وفي كل الحكومات التي شكلت من 05 لليوم. واكثر مرة ظهرت فيها بشكل فاقع، لما تألفت اول حكومة في عهد الرئيس عون، وطلب رئيس الحكومة أن يكون عنده أقله وزير مسيحي واحد، وزعل منا كيف نقبل أن يكون للقوات 3 و4 وزراء وهو ليس عنده ولا وزير، وكان جوابنا ان القوات يمثلون المسيحيين وهذا حقهم، اما هو فليس حقه، واذا أراد أن يسمي مسيحيا، فلا مانع، لا بل مستحب، ولكن في المقابل نسمي سنيا، وهكذا اختير الوزير طارق الخطيب وتكرر المنطق عينه في الحكومة الثانية. نحن نحبذ هذا الشيء وطالبنا دائما بهذا التبادل مع كل الطوائف. ولكن من الواضح أنهم يريدون أن يعودوا إلى نغمة يأخذون ولا يعطون. انتهينا افتراء بقصة الثلث زائدا واحدا وكذبا على عواصم العالم، أننا نريده لنتحكم بالحكومة، قبل العهد وبعده، ولكي يصبح جبران باسيل رئيس جمهورية. ليس هكذا يعمل على رئاسة الجمهورية. أوقفوا الكذب على العالم. هذه تدل على نيتكم أنتم بالسيطرة على الحكومة خلال العهد، ويبدو بعده كذلك. القصة أنهم يريدون ردنا إلى ما قبل ال 05، زمن الهيمنة على قرارنا، ويلاقون حججا تمثيلية لغايتهم، وهناك دائما مقدمو خدمات جاهزون من تلك الأيام. والمؤشر الحقيقي لتفكيرهم بالعودة لتلك الحقبة هو كلامهم المتجدد عن وقف العد. وهذا السبب الداخلي الثالث والأساسي الذي يعرقل تشكيل الحكومة. وهنا نأتي إلى الخطر الكبير".

العد

وقال: "ظننا أننا انتهينا من التهديد بالعدد، وأن لا حكومة في ظل استبعاد مكون من المكونات الميثاقية، وان المناصفة الحقيقية صارت من البديهيات. المناصفة العددية لم تكن في أي مرة المشكلة في الطائف او بعده. المشكلة كانت بالمناصفة الحقيقية، يعني النصف العددي بالوزراء والنواب والمدراء لا نقاش عليها، بل من يختارهم؟ ممثلوهم المنتخبون أو لا. الكلام عن أن عدد النصف محفوظ عدت أسمعه في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الدوليين في حديثهم معي، وواضح انهم يرددونه عن لسان أحد لبناني، لكي بحكي فيه هذا الأحد بلسانه، خلع وجه الاعتدال والشراكة وعاد إلى تربيح جميلة وقف العد. نحن تربينا على مبدأ ان المسلمين اللبنانيين يحفظون للمسيحيين دورهم الكامل ولو صاروا 1%، لأن عندهم قناعة بأن هذه ميزة التنوع في لبنان. وأن المسيحيين اللبنانيين اختاروا لبنان الكبير للعيش مع المسلمين بدلا من الوطن الصغير، لأن المسلمين يعطون هذه القيمة المضافة للوطن الكبير. ولكن ليس هذا ما عشناه من ال 90 إلى 05. كيف تترجمت سياسة وقف العد، بمرسوم التجنيس سنة 94 والذي أنتج أول خلل ديموغرافي مفتعل بأكثر من 200 ألف عائلة وملف، واندفع حقه دولارات أو قوانين الانتخاب أو الحكومات غير المتوازنة أو الإدارة أو الاقتصاد؟ أو الكلام الذي ما زال يطن في آذاننا أن عون والجميل والتويني متطرفون، والمسيحيون المعتدلون هم من نضعهم على لوائحنا؟" أضاف: "لم يبق أي فعل لتكريس الإحباط المسيحي وهجرتهم من الدولة إلا وارتكب. كنا نعتبر أن السوري هو الذي عمق الخلل الطائفي واللاتوازن، وعندما خرج، اعتبرنا أن شركاءنا في الوطن سيصححون من تلقاء نفسهم الخلل وبناء شراكة فعلية. حاصرونا وخاضوا انتخابات على قانون غازي كنعان في 05، وشكلوا حكومة فيها وزير واحد للقوات في السياحة، ووزير واحد للكتائب في الصناعة من أصل 15 وزيرا مسيحيا، ونحن طبعا لم نقبل بالمشاركة بهذا الشكل المهين. هم حاصرونا داخليا لمنع الشراكة الفعلية، ونحن خضنا معارك من 05 لاستعادة التوازن الداخلي: في الحكومات تدريجا إلى أن وصلنا للمناصفة الفعلية، في مجلس النواب تدريجا إلى أن وصلنا للقانون الأخير، وفي رئاسة الجمهورية بوصول العماد عون في 2016 لنستكمل معه العودة للدولة. هذه هي التسوية الرئاسية التي خضناها في 2016، وجوهرها كان اتفاق على المناصفة الفعلية. وكل ما حكي عنها غير ذلك هو كذب. الحريري كان يريد أن يكون رئيس حكومة بصفته الممثل الأول للسنة بعد 5 -6 سنوات خارج الحكومة، والعماد عون يجب أن يكون الرئيس بصفته الممثل الأول للمسيحيين من 2005. حصل اتفاق على هذا الأساس. اتفاق الأقوياء، بتمثيلهم وما كان صفقة على حساب الإصلاح".

وتابع: "لم نتصور يوما أن يعود ليربحنا جميلة وبفوقية بوقف العد وبرئاسة الجمهورية. لا أحد يربحنا جميلة. نحن حققنا اهدافنا بنضالنا وقوة تمثيلنا، ولا أحد من الأطراف الأساسيين وقف معنا إلا حزب الله، وهذا الكلام للانصاف. القوات لم يسيروا معنا برئاسة الجمهورية إلا عندما أيد الحريري سليمان فرنجية، ولم يسيروا إلا مقابل حصة لهم في السلطة، وأصروا على توقيع اتفاق وعادوا نكلوا بأساسه. والحريري لم يقبل إلا على مضض. بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ، جرب كل الأسماء لكي لا يصل إلى ميشال عون، وعندما أقفلت في وجهه، قبل به ليعود هو لرئاسة الحكومة. وكل ما يعمل له اليوم، هدفه عدم تكرار التجربة الماضية معه. لذا الكلام عن التضحية كلام فاض".

ورأى أن "العد يتوقف عندما تتوقف محاولات السلبطة على الحقوق، وهكذا تشكل الحكومة بسرعة، ولكن العتب على القيادات المسيحية التي تقف معنا ولا مرة في معركة الحقوق، بل تتمسخر عليها في الإعلام. يتركوننا وحدنا، إذا ربحنا يستفيدون على ضهرنا كما حصل في الحكومات وقانون الانتخاب، وإذا خسرنا يفرحون لأنهم يعتقدون أنهم يتخلصون منا ونصبح على قولهم جثة سياسية. ولكن نذكرهم أنه سنة 90، عندما خسرنا خسروا، وعندما نفينا سجنوا. لا يتعلمون. واحد لا يرى من الحياة إلا رئاسة الجمهورية، وواحد لا يرى منها إلا كيف يريد أن يربح على ظهر الحراك، وواحد لم ير في كل حياته إلا كيف يربحنا، وهو يعيش دائما إلى جانب الأحداث لا في قلبها. فإذا ربحتم بهذه الشروط، فكركم سيبقى شيء من الدور والشراكة لتمارسوهما؟ على كل حال، نحن نكفي في هذه المعركة ولو وحدنا، ولكن نبقى وحدويين بقناعتنا، ولكن نحن مجبورون أن نحمل لواء الميثاقية والشراكة في ظل استمرار محاولات القضم الطائفية. نحن وحدويون لأن الوحدة الوطنية تخلق من الشراكة الفعلية، العدالة في التمثيل والتشاركية الفعلية هي التي تقود إلى الدولة المدنية التي نريدها. أما الظلم والتعدي على الحقوق فيبررون صدور اصوات الفديرالية وحتى التقسيم، ونحن لا نريدهم".

وقال: "أوقفوا التعدي! الطائفي هو الذي يتعدى على حقوق غيره لا الذي يدافع عن حقوقه. هناك معتد وهناك معتدى عليه، والرئيس اليوم في موقع المعتدى عليه. المطلوب استئصال ما تبقى من دور لرئاسة الجمهورية وعدم تكرار تجربة الرئيس القوي. هذه الخلاصة من تجربة العلاقة معنا والتي توصلت إليها المنظومة التي حكمت لبنان من سنة 90. فكيف تريدون منهم أن يقبلونا؟ في المقابل، الرئيس الأسد قال لي مرة: نحن مصلحتنا في سوريا بعد أن تعلمنا من أخطائنا في لبنان، فلو بقي مسيحي واحد في لبنان يجب أن يكون هو الرئيس وصلاحياته قوية، ومصلحتنا في لبنان وسوريا والمنطقة أن يبقى المسيحيون في دورهم وخصوصياتهم من دون أن يذوبوا. يبقون اقوياء ليبقوا، لأنهم اذا رحلوا نفقد التنوع، واذا فقدناه يقوى التطرف عندنا ويسهل ضربنا اكثر. السوريون تعلموا من تجربتهم وأزمتهم. هذه هي المعادلة، وبعض اللبنانيين لم يتعلموا بعد من كل شيء صار فينا".

أضاف: "بما يعنينا، القضية صارت أبعد بكثير من قضية حكومة. نحن أساسا غير راغبين بالمشاركة فيها، ولا نعطي الثقة لمن يريد أن يمد اليد إلى حقوقنا، ومن يعتبر أن هذا الموقف هو تعطيل للحكومة ويريد منا أن نعطي الثقة، نحن كتيار وطني حر لدينا مبادرة، لا دخل للرئيس بها. هذه تعنينا نحن التيار فقط لنعطي الثقة للحكومة في مجلس النواب، وأكرر القول إننا لا نعطل. يستطيعون أن يأخذوها من دوننا. أولا، رفع عدد الوزراء من 18 إلى 20 ليس لنأخذ وزيرا مسيحيا إضافيا للرئيس، نحن نقبل بأن يأخذ المردة الإضافي ولكن ليس رئيس الحكومة، ويكون أفضل إذا رفعوا العدد إلى 22 او 24 ليحترموا مبدأ الاختصاص فلا يستلم وزير واحد وزارتين لا علاقة لواحدة بأخرى. ثانيا، بالنسبة للحقائب، نحن في التيار إصرارنا فقط على العدالة والتوازن في توزيع الحقائب بكل فئاتها. ثالثا، بالنسبة إلى التسمية، نريد مبدأ واحدا يطبق على الكل. اعتمدوا المبدأ الذي تريدونه. نحن نقبل بما يقبل حزب الله بأن يطبق عليه. عندما يقول الرئيس المكلف ان تسمية الوزراء السنة من حقه حصرا، ويأخذ من الاشتراكي اسم وزيره، وينتظر من الثنائي الشيعي أن يعطوه وزراءهم، يكون بذلك يقبل بأن تشكيل الحكومة يخضع لمبدأ فيديرالية الطوائف والأحزاب، واذا كان هذا المبدأ السائد، يجب أن ينطبق على المسيحيين، من رئيس الجمهورية لكل كتلة ترغب بأن تشارك. واذا كان يطرح رئيس الحكومة أن يصير اتفاق على اسماء وزراء مسيحيين على قاعدة وزير ملك، فلا مانع، ولكن هذا الأمر يطبق كذلك على وزراء مسلمين. وبذلك، كل عقدة تفتعل أو تظهؤ، يصير حلها على قاعدة التوازي بين الجميع، وبالتالي، تحل كل المشاكل، وتشكل الحكومة بلا عناد على أي مطلب من أحد. نحن نقبل بما تريدون، المهم العدالة والمساواة، ونعطي ساعتئذ الثقة".

وتابع: "إذا لم توافقوا أيضا على هذا الطرح، لدينا طرح ثان أسهل وافعل. أبعدونا عن كل شيء له علاقة بتشكيل الحكومة، وخذوا الثقة منا في المجلس النيابي مقابل شروطنا بالإصلاح. ما يهمنا من هذه الحكومة هو الإصلاح لا مشاركتنا فيها. أعطونا الإصلاح وخذوا الحكومة. هذه مقايضة عادلة. أنتم تأخذون ما يهمكم ونحن نأخذ ما يهمنا. أمنوا لنا الإصلاحات ونقبل، ولكن لا نريد وعودا وضمانات، نريد الدفع سلفا، وهكذا نرضي كل اللبنانيين لأن الإصلاح هو لكل اللبنانيين، من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب. وهكذا نرضي المجتمع الدولي بإصلاح وبحكومة معا. شروطنا سهلة وتتحقق بأسبوع واحد قبل تأليف الحكومة اذا وجدت ارادة سياسية: أولا إقرار قانون الكابيتول كونترول وضبط التحويلات للخارج، ثانيا إقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة والمحولة، ثالثا إقرار قانون كشف حسابات وأملاك القائمين بخدمة عامة. وهذه كلها موجودة في مجلس النواب ومدروسة، واذا كان هناك قرار سياسي، في جلسة واحدة تقر كلها. نريد خلال الأسبوع عينه، أن يعطى أمر المباشرة لشركة Alvarez لتبدأ بالتدقيق الجنائي في مصرف لبنان من دون أي توقف أو عودة للوراء، وهكذا مع تشكيل الحكومة، تنطلق بالتوازي عملية التدقيق في كل الوزارات والإدارات والمجالس".

وقال: "هذا ما نريده من الحكومة ونعطيها الثقة في مجلس النواب من دون اي مطلب بخصوصها. وبذلك نكون جزأنا المشكلة، شق دستوري ميثاقي وشق اصلاحي، ويصبح الحل اسهل بتفكيكها، ونكون حققنا حكومة وإصلاحا مع بعض وبسرعة، وفتحنا الباب للميليارات أن تأتينا. هذا هو الشغل الجد. جاوبونا".

البرنامج الإنقاذي ورسالة الأمل

أضاف: "رفاقي في التيار، نحن تعرضنا ل 13 تشرين اقتصادي كنا نبهنا منه من قبل، وحصل على شكل حصار مالي على لبنان من الخارج، وعلى شكل انقلاب علينا من الداخل، بتوجيه حتى لا أقول بأمر من الخارج، وإلا ما كان رئيس الحكومة استقال فجأة وشهر سيف العداء ضدنا. اليوم نعيش مرحلة جديدة من الانقلاب علينا من خلال تشكيل الحكومة، لشطبنا من المعادلة بما نمثل من مشروع إصلاحي واستقلالي، وبمن نمثل كمكون تأسيسي يرفض التنازل عن شراكته الكاملة ودوره ووجوده. إذا هذه معركة وجود بالنسبة إلينا لا معركة وزير بالطالع او بالنازل. وفي قلب هذه المعركة الوجودية، نفكر ونشتغل بمشاريع تخلص البلد. ولكن هم يريدون أن ينهار البلد على أيامنا، ويحملوننا المسؤولية. ألم تبدأ الحرب في ال 75 على أيام الرئيس فرنجية، هل معنى ذلك أنه هو المسؤول عنها؟ والرئيس الجميل، ألم تنهر الليرة على أيامه، هل معنى ذلك أنه هو وحده المسؤول عن انهيارها؟"

وتابع: "سأعطي مثلا عن ملف رفع الدعم. كلنا نعرف كم يؤذي الدعم اليوم بلدنا. لا الحكومة المستقيلة تريد أن تقدم مشروعا وتعتبر نفسها غير مسؤولة، ولا الرئيس المكلف يريد أن يلمس الملف ويعتبر أنه يحرق وينتظر حكومة تصريف الأعمال أن تحركه وتفعل شيئا به قبل أن يستلم هو، ولا مجلس النواب يريد أن يبت الملف لأنه غير شعبي وليست ضمن عمله بل عمل الحكومة. نحن في التكتل عندنا طرحنا ومشروعنا، ولا نخاف أن نقوله ولو أنه غير شعبي. فالدعم يخرج قسم كبير منه خارج الحدود وللمهربين ولغير اللبنانيين وللتجار والميسورين، ويجب أن يتم رفعه تدريجا عن بعض السلع كالمحروقات، وفورا عن بعض السلع كالمواد الغذائية غير الأساسية، ويجب أن يتم استبدال دعم البضائع بدعم المحتاجين من خلال بطاقات تمويل شهري. مشروعنا حاضر بالتفصيل، ولكن نريد من هو حاضر أن يناقش ويبت. الأمر عينه ينطبق على برنامج النهوض الاقتصادي والمالي الذي ينشلنا من الأزمة بسرعة، اذا ما وجدت إرادة سياسية وتعاون لتنفيذ الكثير من الأمور المهمة ونتائجها سريعة. فمثلا لبنان يجب أن يتخذ إجراء يسمح له بعدم دفع ما يسمى الديون الجائرة التي فرضت عليه بسياسات معروف ان بلدا كلبنان لا يستطيع تحملها بسبب فساد دولته وتواطؤ قطاعه المصرفي ومصرفه المركزي. هذا أولا مبدأ دولي وثانيا لا سوابق دول في العالم حذفت ديونها الجائرة وثالثا تنطبق شروط هذا المبدأ على لبنان".

وقال: "مثل ثان لإعادة أموال المودعين، ولو على فترة طويلة. لا حل إلا من خلال حصول المودعين على أسهم في شركة تؤسسها الدولة ويساهم فيها مستثمرون ومنتشرون لبنانيون، تملك وتدير موقتا أصول الدولة بشكل مربح يؤمن من جهة الخدمة السوية والعادلة لكل المواطنين وفي الوقت عينه، يعيد من خلال الأرباح أموال المودعين تدريجا. الدولة غنية وعندها الكثير من الأملاك والثروات والمقدرات التي يجب الاستفادة منها، وهي حج خلاصنا لعودة الاستثمار للبلد وضخ الأموال فيه، وهنا أيضا لدينا مشروع مطروح للنقاش. أما على مستوى تصغير حجم الدولة، فلا حل لمعضلة الدين العام من دون وقف الهدر في إدارات الدولة. نحن تقدمنا في تكتل لبنان القوي باقتراح قانون لإنشاء وزارة التخطيط، تقوم من جهة بجمع كل إدارات ومؤسسات الدولة بمكان واحد من أجل حسن التخطيط، ومن جهة ثانية تؤدي لتسكير مزاريب الهدر، في مجلس الإنماء والإعمار والهيئة العليا للاغاثة ومجلس الجنوب وصندوق المهجرين وغيرهم. ألم يحن الوقت لهكذا قرار؟" أضاف: "يبقى الموضوع الأهم وهو تطوير نظامنا السياسي المكربج والذي يستحق أن نبدأ بحوار عقلاني عنه. هنا أيضا لدينا مشروعنا الكامل بركيزتين: الدولة المدنية واللامركزية الموسعة. أليس هذا الطائف؟ إلى متى الانتظار؟ إلى أن نرى الناس تتصارع بزنودها في الشارع؟ لنتصارع بالأفكار حول الطاولة". وتابع: "أهلي ورفاقي في التيار، على الرغم من كل ما يحصل، نحمل الأمل بلبنان الذي نحلم به. تطورات المنطقة، ولو بعد مخاض وخضات، آت لصالح استقرار البلد والحفاظ عليه. لبنان المقيم تعب، ولكن لبنان المنتشر، ولو أنه يكبر، إلا أن قدرته على مساعدة المقيمين تكبر، على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، ويجب أن نعرف كيف نستنفره للاستثمار والمساعدة في تطوير المشاريع الإنتاجية في البلد. كلنا ثقة، والرسالة الأخيرة للبابا، تدل إلى وجود بعض الوعي الدولي على أهمية دورنا ورسالتنا في المنطقة. نحن حاملون ههذ الرسالة وحراس التوازن والشراكة في البلد، ولو كنا لوحدنا ندفع الثمن، إنما هذا الثمن يقابله خلاص لبنان وحماية وجوده". وختم باسيل: "رفاقي، نحن في التيار اجتماعاتنا إلكترونيا مفتوحة على مدى النهار، ونناقش في إطار الورشة الداخلية القائمة، بكل المواضيع السياسية والتنظيمية، ونعمل مراجعة لنرى أين أخطأنا وأين أصبنا وكيف نطور حالنا لنواكب المرحلة ونتأقلم مع تطوراتها. نلتقي إن شاء الله كلنا إلكترونيا في 14 آذار في مؤتمرنا السنوي، لنختتم هذه الورشة ونعلن نتائجها. ونبقى دائما صامدين وأمينين على رسالتنا وقضيتنا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 21  و22 شباط/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin


 
بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص

http://eliasbejjaninews.com/archives/36696/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-17/

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 20 شباط/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/96217/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-980/

 

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 20/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/96219/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-20-2021/

 

 

الياس بجاني: ادعوكم لزيارة موقعي الألكتروني للإطلاع كل ما له علاقة بالتطورات اللبنانية باللغتين العربية والإنكليزية/ نشرات أخبار يومية ومختارات من التعليقات والتحاليل

Elias Bejjani/Visit My LCCC Web site/All That you need to know on Lebanese unfolding news and events

http://eliasbejjaninews.com/

 

 

نص وفيديو عظة البطريرك الراعي في قداس أحد الأبرص: جدد الدعوة لمؤتمر وطني يقيم لبنان من تعثره إلى سابق عهده، ويصحح مسببات هذا التعثر ونتمنى للقضاء الافلات من يد السياسيين ورأى أن براهن واهية كفت يد المحقق العدل في ملف تفجير المرفأ وطالب بتحقيق دولي

نقلاً عن موقع بكركي الألكتروني- 21 شباط 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96247/%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84/

 

د. منى فياض: هل عليّ أن أخاف؟… نحن في جمهورية الخوف لصاحبها حزب الله والعمالة تهمة جاهزة لمن يقف في وجه هيمنته

د. منى فياض/الحرة/21 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96259/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%87%d9%84-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%91-%d8%a3%d9%86-%d8%a3%d8%ae%d8%a7%d9%81%d8%9f-%d9%86%d8%ad%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1/

 

الأب سيمون عساف/21 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96254/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%87%d9%86%d9%88%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

 

التعطيل ليس غموضا في الدستور

لمن لديه اي معرفة بالواقع اللبناني فان جوهر الازمة الموجودة اليوم في لبنان تقوم على خلاف متفجر حول الخيارات الاستراتيجية في القضايا الثلاثة: الدفاع والعلاقات والخارجية والنقد والجمارك.

د. حارث سليمان/21 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96268/%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b7%d9%8a%d9%84-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%ba%d9%85%d9%88%d8%b6%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af/