المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 شباط/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.february17.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ الَّذِينَ لَمْ يُبَشَّرُوا بِهِ سَيُبْصِرُون، والَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ سَيَفْهَمُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/تبرير المطران بولس عبد الساتر غسل يديه من الكاهن جان كان خطيئة ثانية أسوأ من الأولى/مع فيديو مقابلة المطران من تلفزيون المر

الياس بجاني/ما أضرب من عون وصهره إلا الحريري

الياس بجاني بالصوت والنص:  قراءة إنجيلية في معاني ومفاهيم عرس قانا وزمن الصوم

الياس بجاني/زمن الصوم المقدس

الياس بجاني/عائلة الشهيد لقمان سليم الأيقونة اللبنانية الوطنية والسيادية والإنسانية/ فيديو مقابلة من قناة الحدث مع عائلة الشهيد لقمان سليم/والدته وزوجته وشقيقتة.. والدته السيدة سلمى : لقد زرعوا خنجر في قلبي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكورونا اليوم في لبنان: 55 وفاة و2723 اصابة جديدة

العلامة الأمين يتصدى لبطش «حزب الله»: لن ترهبني كل تلك التهديدات!

إسرائيل أجرت تمرينا حاكى قيام حزب الله بإطلاق صواريخ أرض جو

نائب وزير الدفاع السعودي: "ميليشيات الغدر الإيرانية" اغتالت رفيق الحريري

باريس: لإنهاء "الجدل العقيم"

رندة تقي الدين/نداء الوطن

«حزب الله» يتلطى خلف القضاء لقمع الإعلام..شكوى امام عويدات ضد صادق وMTV!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 16/2/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 شباط 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

البابا عين الاباتي مارون الشدياق رئيسا لدير أم الله الماروني في ايطاليا

تصريف الأعمال حتى نهاية ولاية عون؟

“الحزب” يتفرّج على الصراع الرئاسي: “فخّار يكسّر بعضو”

طحشة” روسية على التأليف: باسيل يضرّ المسيحيين!

تواصل بين باريس وواشنطن والرياض محوره لبنان

هل اختُطف لقمان سليم في منطقة عمل اليونيفيل؟

اغتيالات وتعبئة طائفية… هل ينفجر لبنان؟

بين التيار والحزب… هل تكون اللامركزية نجم المرحلة؟

الاتحاد السرياني العالمي: المنطقة تتجه نحو تحولات جذرية لبنان حلقتها الاضعف

جمعية أهالي الطلاب في الخارج دعت الى تطبيق الدولار الطالبي: مستقبل الآلاف أصبح في مهب التشرد والضياع

ارتفاع عمليات السرقة وجرائم القتل والعنف الاسري والانتحار في لبنان والاختصاصيون يتخوفون من ازديادها في ظل تردي الاوضاع المعيشية وانعدام الثقة

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

مقتل 9 مسلحين موالين لإيران بغارات إسرائيلية في محيط دمشق

بعثة أمنية إسرائيلية في الخرطوم

إسرائيل تناقش بسرية مسألة إنسانية متعلقة بسوريا تتوسط فيها روسيا

مناورات مفاجئة» لسلاح الجو الإسرائيلي بعد قصف دمشق/مقتل 9 مسلحين «موالين لإيران» جراء غارات قرب العاصمة السورية

مواجهة افتراضية» حول سوريا في سوتشي

إيران تنشّط خلايا نائمة في أفريقيا بحثاً عن «أهداف سهلة»

بيان أوروبي أميركي: لا تسامح مع استهداف مرافق أميركية بالعراق

إعادة تشغيل مطار أربيل بعد استهدافه بالصواريخ

واشنطن تعمل على «تحديد المسؤول عن الهجوم الصاروخي في العراق»

الكاظمي يتعهد بمحاكمات علنية لـ«عصابة الموت» في البصرة بعد إعلانه إطاحة الجناة المتهمين باغتيال صحافيين وناشطين

غوتيريش يؤكد مجدداً ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من ليبيا

بعد اتهامها بهجمات مطار أربيل.. هكذا ردّت إيران!

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفاشيات الشيعية، الاوليغارشيات المافيوية واوهام الجمهورية القاتلة/شارل الياس شرتوني

إسرائيل تناور عسكرياً وروسيا تنشط لبنانياً: خرائط الحدود تتغيّر/منير الربيع/المدن

جورج ياسمين يهاجم أبرز رموز الشيعة اللبنانيين/نذير رضا/المدن

سلاح الذاكرة/مقابلة مع مكرم رباح/مايكل يونغ/موقع كانيغي للشرق الأوسط

محاولة لـ"تهشيل" الفرنسيين... لهذه الغاية/أنطون الفتى/أخبار اليوم/الاخبار

الصراع حول التأليف.. من تداعيات حكم المحكمة الدوليّة؟!/عمر الراسي/وكالة "أخبار اليوم

الحريري وباسيل: منازلة في الخيارات الفاشلة/هيام القصيفي/الاخبار

آخر معارك العهد… جبران أو الفوضى!/ كلير شكر/نداء الوطن

عون يحاول إيصال البلد إلى أزمة حكم!/محمد شقير/الشرق الأوسط

ماكرون وعون: مَن سيغادر أولاً؟/طوني عيسى/الجمهورية

المبادرة الفرنسية: “إلتزموها” أو “إرجموها”؟/جورج شاهين/الجمهورية

جنبلاط و”تعبيد” طريق “اللاعودة” مع بعبدا/ألان سركيس/نداء الوطن

التيّار الكهربائي… معلّق/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

كرة التعطيل وابتزاز الحلفاء/سناء الجاك/نداء الوطن

اللجان المشتركة تناقشه اليوم تمهيداً لإقراره قريباً في الهيئة العامة/قرض البنك الدولي يبدأ إستحقاقه عام 2023 بفائدة ربع الواحد بالمئة/أكرم حمدان/نداء الوطن

«البجعة السوداء»/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

التجبر الإيراني يزيد الحوثيين تمادياً/د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط

«مسبار الأمل» مقابل «مسابير اليأس»/نديم قطيش/الشرق الأوسط

طهران ترى بايدن ضعيفاً/عبد الرحمن الراشد/"الشرق الأوسط"

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي استقبل السفيرة الفرنسية ووفدا من لجنة متابعة الاجراءات الوقائية لكورونا خوري: ضرورة توعية مختلف القطاعات لتساعدنا

الرئيس عون عرض مع بوصعب التطورات السياسية والمستجدات الحكومية أبو زيد: الجانب الروسي أبدى استعداده لتقديم هبة من لقاح سبوتنيك الى لبنان

الخارجية دانت الهجوم الإرهابي على مطار اربيل

سامي الجميل بعد لقائه شيا: لحكومة مستقلة تنقذ لبنان من الإنفجار ومعيب إنتظار حوار بين ايران واميركا لتشكيلها

منطقة الرميل الكتائبية: التعويض على المتضررين من انفجار المرفأ حق وليس منة

تكتل لبنان القوي: ما صدر عن الرئيس المكلف يشكل انتكاسة للميثاق وللشراكة السياسية المتوازنة

المكتب السياسي للمستقبل: ردود الفعل على خطاب الحريري خلت من أي مضامين سياسية وضجت بنعرات طائفية لا قيمة لها

جعجع: المواجهة مع “الحزب” لن تنتهي قبل أن يسلّم سلاحه

نصرالله: التدويل قد يكون غطاء لاحتلال جديد وتحالفنا مع التيار الوطني الحر لم يسقط لأنه حقق مجموعة من المصالح للوطن ولطرفي التفاهم

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ الَّذِينَ لَمْ يُبَشَّرُوا بِهِ سَيُبْصِرُون، والَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ سَيَفْهَمُون

“رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة15/من14حتى21/:”يا إخوَتِي، إِنِّي لَوَاثِقٌ مِنْ جِهَتِكُم، يَا إِخْوَتي، أَنَّكُم أَنْتُم أَيْضًا مُفْعَمُونَ صَلاحًا، مُمْتَلِئُونَ مِنْ كُلِّ مَعْرِفَة، قَادِرُونَ أَنْ تَنْصَحُوا بَعْضُكُم بَعْضًا. ولكِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِكَثِيرٍ مِنَ الجُرْأَةِ في بَعْضِ الأُمُور، وكَأَنِّي أُذَكِّرُكُم بِهَا، بِفَضْلِ النِّعْمَةِ الَّتي وَهَبَهَا اللهُ لي؛ فَصِرْتُ لِلمَسِيحِ يَسُوعَ خَادِمًا لَدَى الأُمَم، كَاهِنًا عَامِلاً لإِنْجِيلِ الله، حَتَّى يَكُونَ قُرْبَانُ الأُمَمِ مَقْبُولاً عِنْدَ الله، مُقَدَّسًا في الرُّوحِ القُدُس. إِذًا فَإِنَّ خِدْمَتِي للهِ فَخْرٌ لي في المَسِيحِ يَسُوع. لأَنِّي لا أَجْرُؤُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِشَيءٍ لَمْ يَعْمَلْهُ المَسِيحُ عَلى يَدِي، مِنْ أَجْلِ طَاعَةِ الأُمَمِ للإِيْمَان، بِالقَوْلِ وَالعَمَل، وَبِقُوَّةِ الآيَاتِ وَالعَجَائِب، وَبِقُوَّةِ الرُّوح. وهكَذَا أَتْمَمْتُ التَّبْشِيرَ بإِنْجِيلِ المَسِيح، مِنْ أُورَشَليمَ ومَا حَوْلَهَا إِلَى إِلِّيرِيكُون. ولكِنِّي كُنْتُ حَرِيصًا عَلى أَنْ أُبَشِّرَ حَيْثُ لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ المَسِيح، لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلى أَسَاسِ غَيْري؛ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّ الَّذِينَ لَمْ يُبَشَّرُوا بِهِ سَيُبْصِرُون، والَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ سَيَفْهَمُون».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

تبرير المطران بولس عبد الساتر غسل يديه من الكاهن جان كان خطيئة ثانية أسوأ من الأولى/مع فيديو مقابلة المطران من تلفزيون المر

الياس بجاني/16 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96105/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%b3-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b3/

مرة أخرى نعود لنتناول بيان المطران بولس عبد الساتر الذمي واللامسيحي الذي تبرأ فيه من الكاهن جان عقيقي الذي رتل طلبة الأم الحزينة في مأتم تشييع الشهيد لقمان سليم.

المطران عبد الساتر في مقابلته اليوم من تلفزيون المر فشل فشلاً ذريعاً في تبرير موقفه المستنكر انسانياً ومسيحياً ووطنياً وأخلاقياً ولم يفسر للمشاهدين لماذا تنطح واصدر بياناً يقول فيه بأنه لم يفوض الكاهن جان عقيقي تمثيله في مراسيم التشييع…لا بل تجاهل بيانه كلياً وغرق في منطق تبريري غير مفهوم وغير منطقي. أما فيما يخص كل انتقادات المطران في عظة السنة الماضية والسنة الحالية بمناسبة عيد مار مارون فهو لم يأتي لا من قريب ولا من بعيد على ذكر المحتل الإيراني للبنان المتمثل بحزب الله الإرهابي، بل ركز على ممارسات المسؤولين بالعموم علماً أنه هو كما غيره من رجال الدين والطاقم السياسي يعلمون علم اليقين بأن هؤلاء المسؤولين هم مجرد أدوات طروادية يتحكم برقابها وألسنتها حزب الله…وبالتالي لا بطولة في عظاته ولا شهادة للحق ولا تسمية للأشياء بأسمائها…وبس هيك!!!

في أسفل البيان الذي كنا استنكرنا فيها موقفه من الكاهن جان عقيقي.

 

ما أضرب من عون وصهره إلا الحريري

باختصار لا عون فرجي ولا الحريري برنجي التنين اضرب من بعضون والجوز  بيشتغلوا اغطية عند حزب الله وبينفذوا فرماناته وما خصن لا بالسيادة ولا بالإستقلال. أما الطرواديين الباقين بري وجنبلاط وجعجع وفرنجية فحدث ولا حرج..إنه زمن مّحل وبؤس واشباه رجال

الحريري تاجر ولا علاقة له بالسياسة وهو غطاء لحزب الله وشريكه في الصفقة الرئاسية التي سلمت البلد لإيران بالكامل. رجل فاشل وكسول ومتقلب ومحاط بابشعومستشارين من خامة وقماشة غطاس خوري الذمي والوصولي.

 

الياس بجاني بالصوت والنص:  قراءة إنجيلية في معاني ومفاهيم عرس قانا وزمن الصوم

14 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/72670/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a5%d9%86%d8%ac%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%85%d9%81-2/

الياس بجانب/بالصوت/فورماتWMA/تأملات وقراءة إنجيلية في معاني ومفاهيم عرس قانا وزمن الصوم/من أرشيف عام 2017/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasaudio20/elias.cana wedding15.02.15.wav

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تأملات وقراءة إنجيلية في معاني ومفاهيم عرس قانا وزمن الصوم/من أرشيف عام 2017/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasaudio20/elias.cana wedding15.02.15.mp3

 

 زمن الصوم المقدس

الياس بجاني/14 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/72670/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a5%d9%86%d8%ac%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%85%d9%81-2/

زمنُ الصومِ هو زمنُ العبورِ من الإنسان القديم الى الإنسانِ الجديدِ، بنعمة المسيحِ الشافية. إنها مسيرةُ فرحٍ روحيٍّ تُدخِلُنا بعلاقةٍ مع العريسِ السماويِّ؛ وهي أيضاً مسيرةُ تحرُّرٍ من الأنانيّة والأحقادِ، وزمنُ توبةٍ ومصالحةٍ مع الله والذاتِ والآخر في حياةِ صومٍ وصلاةٍ وصدقة.

تفتتح آية عرس قانا الجليل آحاد الصوم المبارك. فيها يُظهر يسوع مجده من خلال المعجزة الأولى التي صنعها في قانا فآمن به تلاميذه، وصنعوا كما أوصتهم مريم، بأن يفعلوا كل ما يأمرهم به يسوع.

يطلّ يسوع في هذه الآية كأنه آدم الجديد، ومريم كأنها حواء الجديدة، وتبدأ ولادة جديدة وخلق جديد. لهذا السبب تبدأ الكنيسة زمن الصوم بهذه الآية لتدلّ على أن الصوم هو زمن تجدّد وتغيير، في العلاقة مع الله.

بالصلاة والتوبة، مع الذات بالصوم والإماتة من أجل التحرّر من كل عيب ممكن أن يعيق بنوتنا للآب، مع الآخرين بأعمال الرحمة والمحبة والصدقة… هذا ما ترمز إليه آية قانا من خلال تحويل الماء الى خمرة جيدة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع عائلة الشهيد لقمان سليم/والدته وزوجته وشقيقتة.. والدته السيدة سلمى : لقد زرعوا خنجر في قلبي

عائلة الشهيد لقمان سليم الأيقونة اللبنانية الوطنية والسيادية والإنسانية

الياس بجاني/13 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95964/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d9%85%d8%b9-%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4/

كل كلمة قالتها عائلة الشهيد لقمان سليم، والدة وشقيقته وزوجته في مقابلتهم مع قناة الحدث اليوم هي لطمة موجعة على وجوه الحكام والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب المحلية والوكيلة على حدا سواء.

عائلة تحولت خلال أيام إلى أيقونة، ونعم تحولت إلى أيقونة لما أظهرته من شجاعة ووطنية وعمق في كل الأحاسيس البشرية.

عائلة مثقفة ووطنية تعرف الله وتخاف ساعة حسابه وتؤمن بأنه جل جلاله هو محبة وأخوة وتسامح وقبول للآخر وسلم وتعايش ورقي. عائلة لا تعرف معنى الحقد والكراهية والإنتقام والحقد.

لقد تعرّف الشعب اللبناني والشعوب في كل الدول العربية عقب اعدام حزب الله ومحور إيران الشيطاني والإرهابي الشهيد لقمان سليم، تعرفوا عبر وسائل الإعلام على هذه العائلته الأيقونة وعرفوا من خلالها كل معاني الوطنية والرقي والعلم والمعرفة والثقافة والإنسانية بكل قيمها.

فييا أصحاب شركات الأحزاب الذميين والطرواديين والبشعين في فكركم وممارساتكم الشيطانية والإسخريوتية،  ويا كل السياسيين والمسؤولين والإعلاميين الذين انتم مجبولين من نفس هذه القماشة الكافرة والنرسيسية خافوا ربكم ويوم حسابه الأخير وتوبوا وأدوا الكفارات عن خطاياكم المميتة وإجرامكم بحق الشعب اللبناني وتعلموا من عائلة الشهيد لقمان سليم الصدق والشفافية والتواضع.

تعلموا منها المحبة والمسامحة والكُبر والنبل في مواجهة الألم.

تعلموا منها المنطق والمعرفة وكل ما هو ثوابت وطنية وسيادية.

تعلموا منها كل ما هو فكر استقلالي ونوراني حضاري.

تعلموا منها الشهادة للحق وجرأة تسمية الأشياء بأسمائها.

تعلموا منها الحكمة وكل معاني وعمق وصدق القيم الإيمانية والإنسانية.

تعلموا منها العطاء وحب الآخر.

تعلموا منها الصمود والقدرة على المواجهة برجاء وإيمان ودون حسابات وأجندات سلطوية ونفعية ومادية ذاتية وأنانية.

تعلموا منها الشجاعة المتحضرة والواقعية.

يا طرواديين وتجار وكتبة وفريسيين وأفاعي تعلموا منها ومن كل ما تركه الشهيد لقمان سليم من إرث حقوقي انساني وسيادي واستقلالي وإيماني ومنطق وانفتاح وحكمة وشجاعة.

تعلموا منها واقتدوا بها وإلا اغربوا عن وجوهنا ولتحل اللعنة السماوية عليكم من الآن وحتى اليوم الأخير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعون للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكورونا اليوم في لبنان: 55 وفاة و2723 اصابة جديدة

وزارة الصحة/16 شباط/2021

في جديد الإصابات والوفيات المسجلة اليوم الثلاثاء في 16 شباط، عادت الأرقام لترتفع من جديد. وأعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 55 وفاة و2723 إصابة جديدة. وتزامن ارتفاع عدد الإصابات مع ارتفاع عدد الفحوص إلى 18187 فحصاً، فيما استقرت نسبة الفحوص الموجبة التراكمية على معدل 19.7 في المئة.

 

العلامة الأمين يتصدى لبطش «حزب الله»: لن ترهبني كل تلك التهديدات!

جنوبية/16 شباط/2021

لا تزال تداعيات الدعوى المقامة ضد العلامة السيد علي الامين من قبل “حزب الله” عبر محامي ومجموعة إعلاميين بتهمة الفتنة ولقائه بعلماء دين يهود في مؤتمر ديني في البحرين حضره السفير اللبناني وشخصيات لبنانية اجتماعية ودينية ونفى الامين لاحقاً علمه بهوياتهم، محط تداول اعلامي مع سلوك “حزب الله” النهج نفسه مع سياسيين واعلاميين وعبر المحامي وموكليه انفهسم. علماً ان القضاء رد الدعاوى المقدمة من “حزب الله” ضد العلامة الامين وتبين ان ملفاتها فارغة وملفقة وقد تأجلت الى العام 2021 وينتظر ان يبت بها القضاء نهائياً وردها بعد انتهاء الاقفال العام ووقف تعليق المهل.

وفي مقابلة اجرتها جريدة الايام السعودية مع العلامة الامين نشرت اليوم، علق الامين على الدعوى المقدمة ضدّه من “حزب الله”. فقال: “لن ترهبني..عارضت بالفكر والكلمة مشروع جعل لبنان ساحة للصراعات الخارجية، ورفضت الحاق الطائفة الشيعية بالنظام الايراني وسأبقى داعماً للانتفاضة الشعبية السلمية”. وطالب سماحته بـ”مزيد من التعاون والتضامن بين ابناء الانتفاضة السلمية، وبالمؤازرة الدولية لها لتحقيق مطالبها واحداث التغيير الايجابي”. إقرأ أيضاً: وقفة تتضامنية أمام محكمة جبل لبنان احتجاجا على استدعاء العلامة الأمين! وردّاً على سؤال عن اغتيال الباحث والناشط لقمان سليم، قال: “لن ترهبنا تلك الرصاصات الغادرة، واعتبر: انه لا بد من تسليم حزب الله سلاحه للدولة اللبنانية لتكون وحدها المسؤولة عن بسط سيادتها على كامل اراضيها”. وتابع العلامة الأمين :أن هيمنة حزب الله على قرار الدولة ليست بالأمر الجديد فهو اسقطها في اجتياح ايار ٢٠٠٨ واتفاق الدوحة كافأ الحزب بابقاء سلاحه وحكومات الوحدة الوطنية المتعاقبة كانت غطاءً له حتى يومنا. وعن مشاركة الطائفة الشيعية في الثورة قال : ان “الانتفاضة الشعبية السلمية ومطالبها المشروعة اعطت الامل للمقهورين تحت سلطة الثنائي الشيعي الحاكم الفعلي في ظل عدم قدرة الدولة على حماية الرأي الآخر”.

 

إسرائيل أجرت تمرينا حاكى قيام حزب الله بإطلاق صواريخ أرض جو

وكالات/16 شباط 2021

أنهى سلاح الجو الإسرائيلي اليوم الثلاثاء التمرين المفاجىء الذي أطلقه يوم الأحد على الجبهة الشمالية، لاختبار معدات سلاح الجو وكيفية التعامل مع حالات التأهب القصوى. وشاركت في التمرين كافة تشكيلات سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك عشرات الطائرات من القوات النظامية والاحتياط التي تم استدعاؤها على وجه السرعة. وحاكى التمرين سيناريوهات قتال مكثف، والقدرات الهجومية، وآليات حماية السماء، ومسارات القيادة والتحكم والتخطيط الدقيق، وتنفيذ هجوم موسع، كما تم التدرب على مهاجمة آلاف الأهداف في حرب قد تندلع على الجبهة الشمالية. وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو يستمر في الاستعداد وتطوير قدراته لتعزيز جاهزيته لأي سيناريو حرب مع الحفاظ على التفوق الجوي. بدوره، قال قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين إن التمرين "عزز جهوزية سلاح الجو لمحاكاة سيناريو قتالي في الجبهة الشمالية". أما قائد قاعدة رامون الجوية، فقد قال إن هذا التمرين الموسع حاكى قيام حزب الله بإطلاق صواريخ أرض جو تجاه مسيرة إسرائيلية. وأضاف: "نحن كسلاح جو نحرص على الحفاظ على التفوق الجوي ولن نسمح باطلاق نار على مقاتلاتنا في منطقة نعمل فيها".

 

نائب وزير الدفاع السعودي: "ميليشيات الغدر الإيرانية" اغتالت رفيق الحريري

العربية/16 شباط 2021

أكد نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، أن رفيق الحريري كان قائداً وطنياً مصلحاً، لافتاً إلى أنه قاد مسيرة إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في لبنان. وقال الأمير خالد بن سلمان على حسابه على تويتر الأحد: "استشهد قبل 15 عاماً رفيق الحريري. كان قائداً وطنياً مصلحاً، قاد مسيرة اعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في وطنه وابتعث الآلاف من أبناء شعبه من مختلف الطوائف. اغتالته ميليشيات الغدر الإيرانية التي ضاقت ذرعاً به وبمشروع النهضة الوطني الذي كان يدافع عنه، فهي لا تعرف إلا ثقافة الدمار".كما أضاف: "رحل رفيق إلى جوار ربه، وستبقى رؤيته ومشروعه الوطني الذي يصبو لتحقيق الاستقرار والازدهار والتعايش في مواجهة مشاريع الميليشيات الطائفية التي لا تؤمن بالوطن ولا كرامة المواطن".

 

باريس: لإنهاء "الجدل العقيم"

رندة تقي الدين/نداء الوطن/16 شباط 2021

غداة الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في ذكرى 14 شباط وتناول فيها معوقات تأليف حكومة المهمة المنصوص عنها في خريطة الطريق الفرنسية لحل الأزمة اللبنانية، علّق مصدر فرنسي رفيع متابع للملف اللبناني على مضمون خطاب الحريري بالقول لـ"نداء الوطن": "ما قاله هو تصريح يوضح اقتراحه، ويبقى المُلحّ الآن هو تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المرتقبة وإنهاء الجدل العقيم، إذ بات ينبغي على رئيس الجمهورية ميشال عون أن يستقبل رئيس الحكومة المكلف في أقرب وقت ممكن للاتفاق أخيراً على أن تبصر هذه الحكومة النور".

 

«حزب الله» يتلطى خلف القضاء لقمع الإعلام..شكوى امام عويدات ضد صادق وMTV!

جنوبية/16 شباط/2021

مرة جديدة يستخدم “حزب الله” القضاء كشماعة ومطية لقمع الحريات وتكميم الافواه. فبعد توجيهات “حزب الله” بقطع بث قناة الحديث MTV في مناطقة نفوذه، وتردد ان اعادة البث رهنه “حزب الله” بوقف القناة لبرنامج ديما صادق والذي اتهمت فيه “حزب الله” صراحة بقتل الناشط والباحث السياسي لقمان سليم، استدعت حارة حريك “الفرقة” نفسها لتقدم إخبار قضائي امام النيابة العامة التمييزية بأسمائهم الشخصية وحتى لا يقال ان “حزب الله” هو من قدم الدعوى على عكس ما فعل في قضية الادعاء على فارس سعيد و”القوات اللبنانية”. وللتذكير فإن الدعاوى المتعددة ضد العلامة السيد علي الامين يقف وراءها “حزب الله” ايضاً عبر المحامي غسان المولى بوكالته عن الإعلاميين: خليل نصرالله، نبيه عواضة ، حسين مرتضى وشوقي عواضة! وفي التفاصيل، ان “حرصا على رسالة الاعلام ودورها التاريخي في صون لبنان ووحدته …وتأكيدا على عدم تشويه واستغلال الحريات في لبنان باسلوب لا يخدم لبنان وشعبه ولكي لا يتحول الاعلام الى ابواق تضليل وتضييع للحقائق واستنكارا لاطلاق تهم القتل التي ندين ونستنكر وحفاظا على الوحدة الوطنية وحق الاختلاف ضمن الاطر القانونية التي كفلها الدستور اللبناني”. إقرأ أيضاً: التحريض «يُحاصر» ديما صادق..هل حُجبت عن شاشة الـMTV ؟ حيث تقدم المحامي غسان المولى بوكالته عن الإعلاميين: خليل نصرالله، نبيه عواضة ، حسين مرتضى وشوقي عواضة، باخبار أمام النيابة العامة التمييزية ضد قناة MTV ممثلة برئيس مجلس إدارتها ميشال المر، ومقدمة برنامج “حكي صادق” ديما صادق، بجرائم دس الدسائس والفتن والقدح والذم والافتراء الجنائي، وإثارة النعرات المذهبية والحض على النزاع بين الطوائف. وقد جاء الاخبار على خلفية الحلقة الاخيرة التي بثت على قناة ال mtv واتهمت فيها ديما صادق حزب الله بعمليات اغتيال وقعت في لبنان دون تقديم أي دليل، كما اتهمت الحزب بقتل الناشط السياسي لقمان سليم . واصدر القاضي عويدات قرار بإحالة الأخبار إلى المباحث الجنائية المركزية

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 16/2/2021

وطنية/الثلاثاء 16 شباط 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

العاصفة الجوية جويس حلت ضيفة" دفاقة وكذلك مثلجة على لبنان بدءا"من الآ ن والسؤال من يعطي الدفء للفقراء والحرارة للضمير؟

هذا السؤال يطرح نفسه وسط مجاعة معيشية وانهيار إقتصادي وانحدار مالي وسجالات سياسية زاجلة مستمرة حتى إعداد هذه النشرة وعرقلة في تأليف الحكومة...

وفق معلومات غير رسمية فإن الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري يتوجه غدا" الى الدوحة للقاء المسؤولين فيها وفي مقدمتهم أمير قطر الشيخ تميم علما" أن نائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية بن عبد الرحمن كان قد زار لبنان قبل عشرة وصرح من قصر بعبدا أن مساعي قطر لا تضرب المبادرة الفرنسية بل تتكامل معها ومع الجهود المتعلقة بالوضع في لبنان...في الغضون أفادت معلومات عن دفع لمبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون ولقد أوضح النائب السابق أمل أبو زيد مستشار الرئيس العماد عون للشؤون الروسية ما ملخصه ان الاتصالات المتداولة مع موسكو ليست ضد المبادرة الفرنسية وأن روسيا تدعم مبادرة ماكرون...

تشريعيا" مجلس النواب شهد مواقف من القرض الدولي المخصص للبنان...

كورونيا" تم تسجيل خمسا" وخمسين حالة وفاة و2723 إصابة.

مع الدخول الروسي على خط الاتصالات واحتدام النقاش بين الأفرقاء حكوميا يتطرق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الملف الداخلي والحكومي وكذلك الإقليمي في كلمته في الثامنة والنصف مساء اليوم والتي ننقلها مباشرة على الهواء.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة وهذا أضعف الإيمان... و لكن في عز الإنهيار الكبير في لبنان حتى هذا الأمر غير متوفر حاليا و لا يجوز في ظل إستفحال الأزمة المحاولة لاحقا...لأن المطلوب حكومة إنقاذ اليوم قبل الغد... و بالأمس قبل اليوم ثم لمصلحة من إستمرار الرقص في قعر الهاوية؟ لمصلحة من مواصلة سياسة لحس المبرد؟ لمصلحة من الإبقاء على أبواب الحل موصدة بأقفال الشخصانية و الذهنية الإقطاعية؟ متى تستفيقون على معاناة الناس؟ متى تشعرون بوجعهم وتستشعرون معاناتهم؟ ثم متى نجح حكم على مر العصور والشعب جائع؟إقرأوا التاريخ... إعتبروا من تجاربه... إفتحوا عيونكم... أنظروا أبعد من قصر نظر من هم حولكم فتروا في كل لحظة الوطن مثخنا بالجراح النازفة... بل هو في موت سريري ينتظر من ينعاهلا تديروا أذنكم إلا للناس التي تتألم في كل مرفق ومكان وكل مفصل وموضع وكل حاجة ومطلب وقضية مهما كانت كل واحدة منها بسيطة من يطالب بحقوق عليه أن يرى أولا التقاعس في الواجبات تجاه المواطن :رغيفا ودواء وتعليما وأمنا وضمان شيخوخة وعدالة اجتماعية وإنماء متوازنا لا تدفعوا ناس الوطن مرغمين إلى الكفر به... لا تجعلوا هم الناس الوحيد الحصول على جواز و تأشيرة هجرة One way ticket. جرح الوطن مفتوح...لا تداووه بالملح واللامبالاة...داووه بحكومة إنقاذ قبل فوات الأوان إنه في السماء سميع مجيب والناس تنتظر على الأرض من يستجيب... لأنه لم يعد ينفع الا الدعاء... آمين

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

في السياسة، وكأن البلاد ضحية انفجار أسوأ بتداعياته وخسائره المعنوية والدستورية من بركان الرابع من آب . فإذا كان انفجار المرفأ اصاب موضعيا المرفق الحيوي الأهم في البلاد وقتل مئتين من البشر و جرح الآلاف ودمر ثلث العاصمة. فالانفجار السياسي الناجم عن حرب داحس والغبراء بين مكونات المنظومة السياسية الحاكمة قضى على كل المرافق الاقتصادية والمالية والصناعية والتربوية والمؤسسات الإدارية والدستورية وعطل كل الاستحقاقات وجوع وشرد كل اللبنانيين على مساحة الوطن .

وبالمقارنة ايضا ، إذا كان انفجار المرفأ أدى الى تحرك العدالة ولو بخطى عرجاء ، فمن يحبط الانقلاب المتدحرج على الطقوس الدستورية والأعراف المعتمدة في حكم الدولة ومن يحاسب المسؤولين عن هذا الفجور الذي يمنع تشكيل حكومة مهمة . نورد هذه المضبطة الاتهامية، لأن الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية دمرا كل جسور التلاقي في ما بينهما وأحرقا مراكب التراجع الى مكامن العقل والمصلحة العامة .

الرئيس المكلف الى جولة خارجية جديدة بحثا عن دعم يعجل في فك الحصار الداخلي-الإقليمي عن تشكيل حكومته . ورئيس الجمهورية يواصل البحث عن وسائل تخوله إسقاط الرئيس المكلف واستعادة مجد رئاسي ضائع ، فيما البلاد تضيع . ولا يهمل الفريقان المتقاتلان السعي الى استدراج تدخل روسي يصب في دعم أحدهما, والمفاجأة أن كفة موسكو مالت لمصلحة الحريري متكلة على رفض إيران وحزب الله منح الثلث المعطل لعون والتيار الحر وحدهما ، لارتيابهما المشروع في نواياهما .

وبين الحركتين نشاط ملحوظ ، ولكن صعب ، لسفيري اميركا وفرنسا للحض على صحوة داخلية انقاذية. توازيا يسجل سعيان مشكوران: محاولة تحريك عجلة التحقيق والتدقيق في حسابات مصرف لبنان والوزارات والإدارات بما يفتح أبواب المساعدات المالية الدولية امام لبنان ، ومواصلة الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

سال لعاب النواب على قرض البنك الدولي لتأمين دعم مالي للعائلات الأكثر فقرا... فتحت ستارة الحرص على الفئات الأكثر فقرا، ثمة من همس من النواب أن "إجت الرزقة" من خلال اللوائح التي ستقدم، لكن فات هؤلاء النواب أن البنك الدول يضع شروطا قاسية على التوزيع وأن النواب لن يتمكنوا هذه المرة من استخدام قرض البنك الدولي كرشاوى انتخابية، بل كان يجدر بهم أن يسألوا الحكومات المتعاقبة: كيف وصلت معظم العائلات في لبنان إلى ان تكون من الفئات الأكثر فقرا؟

هل سأل النواب انفسهم هذا اللسؤال؟ لو أنهم راقبوا أعمال الحكومات المتعاقبة وساءلوها وحاسبوها وطرحوا الثقة بها، ربما ما كنا وصلنا الى هنا، لكن حين تعتبر الحكومات أنها فوق المساءلة والمحاسبة، وأنها تستقيل حين تقرر هي، فعندها لا مساءلة ولا محاسبة، و"تحصيل حاصل" ان يصل معظم افراد المجتمع اللبناني إلى مستوى الأكثر فقرا.

ومن دولار البنك الدولي إلى دولار الدعم، صادرات تشحن إلى الخارج لكن عائداتها من العملة الصعبة لا تعود إلى الداخل، إنه باب من أبواب تهريب الدولارات إلى الخارج تحت ستارة التصدير الذي لا يقتصر على الصناعات بل يتضمن ما هو مستورد، بالدولار المدعوم، ليعاد تصديره بالدولار على السعر الحقيقي...

إنها العبقرية التجارية اللبنانية، أليس اللبناني حفيد الفينيقيين الذي كانوا أوائل التجار منذ ستة آلاف عام؟

يحدث كل ذلك في غياب لسلطة تنفيذية لا يقتصر دورها على تصريف الأعمال، كما هو حاصل اليوم، على رغم ان الظروف تستدعي ليس فقط حكومة كاملة الأوصاف والصلاحيات، بل حكومة طوارئ لظروف استثنائية، لكن على من تقرؤون مزاميركم وتطلقون صرخاتكم؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

حتى العواصف خفضت من منسوب هبوبها.. وحضرت كعاصفة عادية لا ترتقي إلى مستوى تراكم الثلوج على المرتفعات عزلة مواسم الخير تعقد الشراكة مع عزلة لبنان الخارجية، التي يخرقها الرئيس المكلف سعد الحريري بزيارات عربية تقوده غدا إلى الدوحة.. وفيها يلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في إطار زيارة تستمر يومين، وفيما جولات الرئيس المكلف تشكل منفذا وحيدا كنافذة الى العالم فإن الأبواب السياسية هنا موصودة بإحكام شديد وسط مواقف حديدية عبر عنها اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون وتكتل لبنان القوي برئاسة جبران باسيل، فقد نقل النائب الياس بو صعب عن الرئيس ميشال عون أنه لن يقبل أبدا بأعراف جديدة في تأليف الحكومات.. محددا على وجه الخصوص رفضه اقتراح الرئيس المكلف ثلاثة أو أربعة أسماء يختار من بينها وزيرا للداخلية، أما تكتل باسيل فقد أعطى رئيس الجمهورية الحق في الثلث المعطل معتبرا أن لا شيء يمنعه سوى فكرة حكومة الاختصاصيين لكنه قال إن كل اتهام للرئيس بامتلاك الثلث هو اتهام باطل يتلطى وراءه من يريد ممارسة سياسة الإقصاء والعودة الى زمن كان فيه رئيس الجمهورية الشريك المغبون والضعيف في سلم السلطة، وعلى نغمات عسكرية من نوع "ولى زمن الهزائم" قال تكتل جبران: إن هذا الزمن ولى الى غير رجعة، واذا كانت نية الشراكة موجودة فالحل متوافر فورا أما اذا استمرت عملية الإقصاء مسيطرة فهذا يعني أن هناك من يريد استمرار الأزمة لغايات غير معلومة والتكتل القوي رأى خطاب الحريري انتكاسة.. مستعيدا الحديث عن الشراكة المتوازنة.. منح رئيس الجمهورية حقا في الثلث المعطل.. أعاد إثارة النزاعات الطائفية في العد والمناصفة.. غلف بيانه بماورائيات خلف التأليف.. ومع كل ذلك قال إنه يسهل عملية تشكيل الحكومة .فما الحال إذا كان يعطل؟

وإلى الموقف الإلكتروني لتكتل لبنان القوي كانت دارة خلدة تحشد بالعديد الدرزي.. زعامات وعمامات، وتعلن في بيان تلاه الوزير السابق صالح الغريب رفضها التعدي، بصورة علنية، على حق طائفة مؤسسة للكيان اللبناني، من خلال الإجحاف في تمثيلها داخل الحكومة وقال البيان إن حكومة الاختصاصييبن هي فعليا لا تمت إلى مبدأ الاختصاص ولا إلى الميثاقية بصلة، بل نراها حكومة كيدية بامتياز تهدف إلى تحجيم الدروز عبر إلغاء التنوع السياسي الذي يفوق عمره عمر لبنان بمئات السنين، وهذا تعد مرفوض شكلا ومضمونا، وموقفنا منه لن يتغير مهما تغيرت الظروف أو تبدلت، والتاريخ شاهد على ما نقول"

على جبهة ضفة الضاحية فإن المواقف يرسم حدودها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هذه المساء في كلمة متلفزة في ذكرى القادة الشهداء وهي مفتوحة على الملف الحكومي والمستجد الأمني مع اغتيال الناشط لقمان سليم اضافة الى ملف تفجير مرفأ بيروت ومراحل التحقيقات القضائية واستنابات القاضي فادي صوان

اما في المعارك المالية كانت اللجان المشتركة في مجلس النواب على موعد اليوم مع اشتباك حكومي نيابي من خلال نقاش قرض البنك الدولي فممثلو الكتل يريدون القرض.. لكنهم يضربون بسيف السيادة والدولة على تقويم النائب جميل السيد ما عاد فيها ماء وجه لحفظه.. "وصار بدها شطف" فيما اعتبر النائب حسن فضل الله أنه بقرض محدد ومن مال الشعب اللبناني تباع كل الصلاحيات الدستورية في وقت يعطل البلد بعنوان الدفاع عن الصلاحيات وعدم المس بها ولم تنته المعركة الا برد الاشتباك الى الحكومة ووزير مالها الذي لم يلو على قرار ومن مال الله يا محسنين.. أقرضونا لنختلف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

في انتظار مواقف السيد حسن نصرالله الليلة والنائب جبران باسيل الاحد المقبل لا تزال الارتدادات السلبية لمواقف رئيس الحكومة المكلف في ذكرى اسشهاد الرئيس رفيق الحريري تتوالى ولا سيما على المستوى الشعبي حيث قرات شريحة واسعة من البنانيين في كلام سعد الحريري محاولة متحددة لاستهداف الميثاق عبر ضرب الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة من جهة ومن خلال الاصرار على تغييب المعايير النيابية من جهة اخرى فحتى لو دفع الحريري بمستشاره الاعلامي الى التمني على النواب في تلة المتسقبل والاخوة والاخوات في تيار المستقبل عدم الانجرار للسجال معتبرا ان هناك من يلهث وراء اشتباك اسلامي مسيحي ومتحدثا عن حملات تحريض واثارة للضغينة بين ابناء الوطن الواحد فذلك لا يلغي باي حال من الاحوال الانطباع الشعبي العارم ولا سيما على المستوى المسيحي بان المقاربة المعتمدة من جانب الحريري من تشكيل الحكومة الغاتية لمفعول سير سياسية انطلقت عام 2005 وانتجت تصحيحا للتوازن الوطني واستعهادة للشراكة الكاملة بين اللبنانيين وضخا لدماء جديدة في شرايين الميثاق، اضف الى ذلك الى ان فئة وازنة من اللبنانيين لا تؤمن اساسا ان الحريري قادر على تسويق نفسه منقذا للجمهورية ومنتشلا للبنانيين من الواقع الاقتصادي والمالي والمعيشي السيىء الذي هو في الاساس نتاج سنوات ثلاثين كان فيها تياره السياسي صاحب القرار الفصل في هذه الملفات بالتحديد.

اما بالنسبة للمشهد الخارجي المحيط بالوضع اللبناني فترقب واضح لما سينتج عن الزيارة المرتقبة للرئيس ماكرون الى السعودية قريبا في وقت سجل في الساعات الاخيرة مجددا تواصل اميركي- فرنسي رفيع من خلال اتصال جمع الرئيسين ماكرون ونائبة الرئيس الاميركي كاميلا هارس تناول بين الملفات التي طرحت ازمات الشرق الاوسط من باب التشديد على التعاون بين الجانبين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

عاما بعد عام والشجرة طيبة وكلمتها فعل اباء، اصلها ثابت والفرع نحو السماء، ويضرب الامثال للناس لعلهم يتذكرون..في ذكرى القادة الشهداء، تصطف المقاومة على شريط الذاكرة الجميلة، تكتب وقائع الحاضر بكل ثبات، وتنظر بعين قائدها الامين الى المستقبل القريب الذي لا بد انه حامل النصر المبين. كيف لا وهو القائد الذي معه انتهى زمن الهزائم وتكرس زمن الانتصارات.. في ذكرى القادة الشهداء شيخ ما زال يعلمنا الا نصافح، وان الموقف سلاح، وسيد علمنا ان الوصية الاساس حفظ المقاومة، وأن نخدم باشفار العيون اهل الخير الاوفياء وكل من احتاج في زمن التحديات، وقائد ما زال اسمه يرعب الاعداء ويجعلهم يتحسسون الرقاب كلما ذكر الرضوان وما تركه لهم من آلاف الرجال.

في يوم القادة الشهداء - الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية - تحتفل المقاومة واهلها بذكرى العطاء، واهلها هم كل من آمن بجهادها ونضالها، شاركها او شكرها، او قدر عطاءاتها على امتداد الوطن بل في كل مكان . بعد ساعة من الآن يطل الامين العام لحزب الل سماحة السيد حسن نصر الل في خطاب يحيي الذكرى، ويتطرق الى الملفات السياسية والاقتصادية وهموم الناس، وملفات اخرى حاضرة على الساحة المزدحمة. ساحة ارهقها المتربصون فحاصروها وافقروا اهلها، واهل الحل والربط الذين لم يرحموا انفسهم ولا بلدهم - عمقوا الخلافات وعقدوا المعقد، ولا من يدري كيف ستحل الامور، وأبرز مثال الحكومة العالقة بل المحترقة بنيران الاشتباك السياسي .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 شباط 2021

وطنية/الثلاثاء 16 شباط 2021

صحيفة البناء

ـ خفايا

تسعى قيادات لبنانية لتثبيت هدنة إعلاميّة بين فريقي بعبدا وبيت الوسط واعتبار إفراغ الذخائر في اليومين ‏الماضيين نهاية إطلاق النار المتبادل لإفساح المجال أمام مساعي الوسطاء لإعادة المسار الحكومي الى تبادل ‏المقترحات بدلاً من تبادل المسؤوليات وتنازع الصلاحيات.

ـ كواليس

قالت مصادر دبلوماسية عربية إن مسعى قطرياً بين واشنطن وطهران قد يصل الى إعلان أميركي عن استثناء ‏مشتريات إيران الخاصة بمكافحة فيروس كورونا من العقوبات سواء لجهة السماح بتوريد المشتريات او لجهة ‏تحرير الأموال اللازمة مقابل تجميد إيران للخروج من الملحق الخاص للاتفاق المقرّر خلال أسبوع.

صحيفة الجمهورية

ـ نُقل عن مسؤول غير مدني أنه لا بد من معالجات إقتصادية ومالية سريعة، لأن هناك مخاوف كبرى بأن تشهد ‏‏"مؤسسات مهمة" ما زالت قائمة إرباكات شديدة من شأنها أن ترخي بنتائج وخيمة على البلد.

ـ دبلوماسي غربي سبق له أن خدم في لبنان أكد أن اتضاح موقف الرياض من تكليف الحريري سيحدد مصير ‏الحكومة العتيدة وإن زيارة ماكرون الى المملكة ستعالج هذا الموضوع تحديداً.

ـ أوفد رئيس حزب شاب شخصيات مخضرمة من حزبه لإستمالة حزبيين قدامى ومنقطعين وناقمين.

صحيفة اللواء

ـ تطرق اتصال هاتفي بين مسؤول ودبلوماسي "شرقي" إلى ما كشف عنه مؤخراً من طلب رسمي بتدخل بلاده في ‏الأزمة المتعلقة بتأليف الحكومة.

ـ فوجئت أوساط نيابية وإعلامية بأسماء في "اللائحة الصفراء"، كان من شأنها أن تعمّق "الأزمة الشخصية" في ‏ما يتعلق بمسار التشكيل!

ـ أثارت عمليات تطعيم وزير الصحة لعدد من الشخصيات ضجة على مواقع التواصل، لأسباب غير مفهومة أو ‏مبررّة.

صحيفة النهار

ـ بعد الشكوى المستمرة من عدم وجود خطة اعلامية ودفع اعلامي كاف لرئيس الجمهورية تم تعيين المستشار ‏اللصيق بالنائب جبران باسيل مستشارا سياسيا واعلاميا للرئيس ميشال عون.

ـ سجل امتناع احد التلفزيونات الاساسية عن النقل المباشر لكلمة الرئيس المكلف سعد الحريري في ذكرى استشهاد ‏والده.

ـ يحاذر مرجع نيابي الدخول في تصعيد سياسي مع مرجع رئاسي وتياره، على خلفية حساسية ذلك بالنسبة الى ‏توأمه ضمن طائفتهما، ولاعتبارات تتعلق بالاستحقاقات الدستورية المقبلة.

ـ لوحظ أنّ برودة سياسية وقضائية أحاطت بملف التحقيقات حول انفجار المرفأ لاعتبارات داخلية ودولية، في ظل ‏معلومات عن تحريك الملف في وقت غير بعيد.

صحيفة نداء الوطن

ـ في إطار متابعة برنامج الأسر الأكثر فقراً المموّل من البنك الدولي، تبين وجود توجه لتكليف شركة تابعة للمركز ‏الاستشاري للدراسات والتوثيق التابع لأحد الأحزاب، بإجراء المسح الاجتماعي لتحديد المستفيدين من البرنامج.

ـ يعاني وزير خارجية سابق من تعقيد عائلي - سياسي بسبب مواقف ابنته واطلالاتها الاعلامية التي تتضمن ‏إهانات للقيادات السياسية وللمحور الذي كان يمثله في الخارجية لسنوات.

ـ أتى تعيين انطوان قسطنطين مستشاراً إعلامياً وسياسياً لرئيس الجمهورية فيما هو يحمل الصفة نفسها لرئيس ‏التيار الوطني الحر جبران باسيل دليلاً إضافياً على هيمنة باسيل على مفاصل الرئاسة وقراراتها بحيث يتوّج بهذا ‏التعيين مشواره لدمج الرئاسة الكلي بالتيار.

صحيفة الأنباء

* خطوة دولية لافتة

خطوة لافتة لدولة كبرى تجاه مرجعيتين لبنانيتين وذلك بعد ساعات من انكشاف محاولة فريق لبناني بإقناعها نسف ‏مبادرة دولية تشكل خشبة خلاص وحيدة للبلد.

* ملف ينتظر

استحقاق وطني أساسي ينتظر نتائج زيارة دولية مرتقبة إلى المنطقة التي سيحضر فيها هذا الملف بقوة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

البابا عين الاباتي مارون الشدياق رئيسا لدير أم الله الماروني في ايطاليا

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

وزع المركز الكاثوليكي للاعلام اليوم بيانا صادرا عن أمانة سر الرهبانية المارونية المريمية حول تعيين الاباتي مارون الشدياق رئيسا لدير أم الله الماروني في ايطاليا. وجاء في البيان" إن قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس قد أنشأ بتاريخ التاسع من شهر شباط 2021 ديرا مستقلا ذات حق حبري باسم "دير أم الله الماروني في إيطاليا"، وذلك بموجب القوانين 433- 434 من الشرع الكنسي العام، وعين له رئيسا قدس الأباتي مارون الشدياق الجزيل الاحترام، معفيا إياه من رئاسة الرهبانية المارونية المريمية ومن الانتماء إليها". وختم: "إن الرهبانية المارونية المريمية تتمنى لقدس الأباتي التوفيق في عيش دعوته الرهبانية الجديدة".

 

تصريف الأعمال حتى نهاية ولاية عون؟

الجمهورية/16 شباط 2021

أكد بعض العارفين في خفايا الاشتباك العنيف بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، أنّ الفاصل ما بينهما اكبر بكثير من أن يقدر احدٌ على تضييقه او اعادة لحمه، وخصوصاً انّهما ذهبا الى المدى الأبعد في الاشتباك، ووضع كل طرف اوراقه على الطاولة، حاسماً عدم التراجع امام الخصم، وهو ما تبدّى في ما يُنقل عن رئيس الجمهورية وفريقه بحق الرئيس المكلّف، وكذلك في ما يُقال في المقابل، وصولاً الى «خطاب 14 شباط» للرئيس الحريري، والذي وُصف بالخطاب الحربي ضدّ رئيس الجمهورية، لا ينطوي على محاولة مدّ اليد للتوافق على تأليف حكومة، بقدر ما هو صبّ للزيت على النار.

وتبعاً لذلك، بات كل المراقبين يقتربون من اليقين، بأنّ تشكيل الحكومة الجديدة صار بعيداً جداً. ويذهب مرجع سياسي كبير الى أبعد من هذه النظرة التشاؤمية، بتأكيده، انّه مع ثبات عون والحريري على موقفيهما، بعدم التراجع عن شروطهما المتبادلة والمعطلة للحكومة، فبالتأكيد لن يُكتب لحكومة أن تولد بالتوافق بينهما، وبالتالي فإنّ حكومة تصريف الأعمال ستبقى تمارس مهامها من الآن وحتى آخر يوم في ولاية الرئيس ميشال عون.

 

“الحزب” يتفرّج على الصراع الرئاسي: “فخّار يكسّر بعضو”

نداء الوطن/16 شباط 2021

ترى مصادر سياسية أنّ الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري “ليسا وحدهما من يعقّد الأزمة، بل يتحمّل “حزب الله” أيضاً مسؤولية في عملية التعطيل باعتباره يتفرّج على الصراع الرئاسي وكأنه يقول “فخّار يكسّر بعضو”، بينما هو يملك من المونة ما يخوله المساهمة بشكل فاعل في تذليل العقبات أمام ولادة الحكومة”، مشيرةً إلى أنّ السؤال الذي بات يطرح نفسه بقوة في أروقة الدوائر المعنية: “لماذا يبقي الحزب نفسه في خانة المتفرّج على الأزمة؟ فهل يرى أنّ مصلحته تكمن في أن يكبر الخلاف الرئاسي أكثر طالما أنه لا يُصاب بأي أذى؟”.ومن هذا المنطلق، ذكّرت المصادر “بالنصائح التي تلقاها الحريري بعدم الرهان على أي إمكانية للإنقاذ مع الطبقة الحاكمة، سواءً حين دعاه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى أن يترك “التحالف الشيطاني” (بين “التيار الوطني” و”حزب الله”) يشكل حكومته بنفسه ويتحمل لوحده مسؤولية الانهيار الذي أوصل البلد إليه، أو عندما شدد جنبلاط على وجوب عدم نحر البلد بأسره وترك عون ينتحر لوحده”. وختمت: “الرئيس المكلف قدّم مرافعته دفاعاً عن موقفه وقد يكون حقق نقاطاً بالشكل لكنه في المضمون لم يحقق أي تقدم، أما رئيس الجمهورية فأصبح يتعامل مع الأزمة على أنها مسألة خلاف شخصي، غافلاً عن الخطر المحدق بلبنان، وكأنه يقول مجدداً “يستطيع العالم أن يسحقني ولا يستطيع أن يحصل على توقيعي”، في حين أنّ الشعب اللبناني هو من يُسحق بفضل سياسته، ومن حق اللبنانيين أن يكون هناك تفاهم على تشكيل حكومة بقواعد جديدة تستطيع أن تقوم بعملية الإنقاذ فتشكل رافعة للبلد وليس لمن يشكلها من القوى السياسية”.

 

طحشة” روسية على التأليف: باسيل يضرّ المسيحيين!

نداء الوطن/16 شباط 2021

قال رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كلمته ولم يمشِ بل أكد عزمه على المضي قدماً في التشكيل ولو بعد حين، فردّ رئيس الجمهورية ميشال عون عبر مكتبه الإعلامي ببيان مقتضب مفسحاً المجال أمام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل للرد مفصلاً وبشكل مسهب على الرئيس المكلف… والنتيجة تعطيل الحلول وإبقاء مبادرات الخارج أسيرة السجال الرئاسي المستغرق في حرب بيانات وبيانات مضادة لن ينتج عنها سوى مزيد من تعميق الأزمة وانسداد الأفق. وفي خضمّ سوداوية المشهد اللبناني، واستشعار الرعاة الدوليين ارتفاع منسوب الكيدية السياسية في البلد على حساب حسّ المسؤولية الوطنية المفقود، استرعت الانتباه خلال الساعات الأخيرة “طحشة” روسية على ملف تأليف الحكومة من خلال المشاورات الهاتفية التي أجراها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع كل من رئيس الحكومة المكلف ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، عاكساً موقفاً متقدماً باتجاه تأكيد دعم موسكو للحريري على رأس “حكومة المهمة” المنوي تأليفها، مقابل التحذير من مغبة استمرار باسيل بانتهاج “سياسة تعطيلية تضرّ بمصلحة لبنان عموماً وبمصلحة المسيحيين خصوصاً”. وكانت مصادر ديبلوماسية روسية كشفت عن أنّ بوغدانوف “كان قد أبلغ صراحة كل من يعنيهم الأمر في “التيار الوطني الحر” وعلى رأسهم الوزير السابق باسيل أنّ أداء “التيار” السياسي غير ملائم بل هو يضر بمصالح اللبنانيين، والمسيحيين تحديداً”، مشيرةً إلى أنّ هذا الموقف الروسي أتى “بعد سلسلة محاولات جرت من قبل مسؤولين في “التيار الوطني” طلباً لدعم موسكو في موضوع الحصول على الثلث المعطل في الحكومة، لكنّ الجواب الروسي جاء سلبياً بحيث أكد أنّ هذا الموضوع مرفوض داخلياً وخارجياً”.ونقلت المصادر الديبلوماسية أنّ “موفد التيار الوطني إلى موسكو سمع كلاماً واضحاً بهذا المعنى، بحيث أكد له المسؤولون الروس أنّ “حزب الله” غير موافق على أن يحصل فريق رئيس الجمهورية و”التيار الوطني” على حصة الثلث المعطل في الحكومة، فضلاً عن أنّ وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، نفسه، كان قد عبّر عن هذا الموقف للجانب الروسي”. وأضافت: “موسكو ترى أنّ الحكومة المقبلة يجب أن تكون حكومة مهمة متوازنة برئاسة سعد الحريري الذي يمثل أكبر كتلة سنية في البرلمان ونال أغلبية الأصوات النيابية في الاستشارات النيابية الملزمة، فضلاً عن كونه يتمتع بتأييد داخلي ودولي لتولي هذه المهمة، وبالتالي لا بد من مساعدته لتشكيل حكومة قادرة على الحصول على مساعدات دولية لإنقاذ البلد”.

 

تواصل بين باريس وواشنطن والرياض محوره لبنان

وكالة الانباء المركزية/16 شباط 2021

كشفت أوساط سياسية مواكبة لـ”المركزية” عن تواصل بين باريس وواشنطن والرياض حول ما يمر به لبنان من أزمة خطرة تهدد كيانه بالسقوط والزوال عن خارطة الدول العالمية، على ما حذر اكثر من مسؤول فرنسي وأممي في حال بقائه على مواقفه الرافضة للاستجابة للمبادرة التي أطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون وتقضي بتشكيل حكومة “مهمة” من الاختصاصيين وغير الحزبيين، توقف الهدر في المؤسسات العامة وتنفذ الاصلاح، خصوصا بعدما اتضح في شكل جلي أن حكومات ما يسمى بالوحدة الوطنية التي كان يتمثل فيها حزب الله وتشكل الغطاء لاجندته الخارجية ومصالحه الداخلية التي تتقدم على المصلحة العامة للدولة ومؤسساتها شكل سببا رئيسيا في الانهيار الذي تعانيه البلاد اليوم. وأضافت: “أن فائض القوة الذي يتمتع به بعض افرقاء الداخل وهيمنتهم السياسية والعسكرية على قرار الدولة ومؤسساتها هو ما  حال دون المساءلة والمحاسبة، وتاليا الى تعطيل المؤسسات الرقابية والاجهزة القضائية وادى الى تفشي الفلتان والفساد على كل المستويات، الامر الذي استرعى  الانتباه الى الغاية التي كانت تدفع بالاطراف السياسيين الى المطالبة بحكومات الوحدة الوطنية بعد الطائف، أي في الجمهورية الثانية التي قامت على ترويكا الحكم وتطبيق ما وفر مصالحها من الاتفاق  باشراف سوريا التي سيطرت في حينه على لبنان وصادرت قراره”.

وتابعت: “أن تطبيق الطائف نصا وروحا سواء لجهة اعادة النظر في التقسيمات الادارية (المحافظات) أو الانتخابية لتوفر الدائرة التمثيل الاصح للمكونات اللبنانية على ما تتطلع اليه باريس ووعد به ماكرون قد يكون الخطوة الاخيرة للبقاء على الصيغة (الدستور) التي انتجها الطائف والمرتكزة الى اللامركزية الموسعة وذلك قبل الذهاب الى ما هو اكبر وأشمل انطلاقا مما يحكى عن تقسيمات كيانية وجغرافية “كونفدراليات” قد ترتكز اليها الحلول في كل من سوريا والعراق وسواهما من الدول العربية التي تشهد نزاعات توازيا مع ما يعرف بالشرق الاوسط الجديد والتسوية الكبرى لازمة المنطقة التي بدأت معالمها ترتسم من عمليات التطبيع مع دول الخليج”.

 

هل اختُطف لقمان سليم في منطقة عمل اليونيفيل؟

وكالة الانباء المركزية/16 شباط 2021

رغم انقضاء أسبوعين على اغتيال الكاتب السياسي الناشط لقمان سليم، ما زالت القضية تتفاعل أمنيًا وقضائيًا، في ظل مطالبة القوة الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان “اليونيفل” بتولي أمر اجراء تحقيق من جانبها، من منطلق تنفيذ القرار 1701 الذي ينص على أن مهام اليونيفل تتضمن حماية المدنيين المعرضين لخطر وشيك من العنف الجسدي. وعلمت “المركزية” أن الموضوع قيد المتابعة الدقيقة بين القوات الدولية والسلطات اللبنانية خصوصًا الأمنية منها وتحديدًا الجيش، الا ان القول بأن خطف لقمان سليم حصل في نطاق عمل “اليونيفل” ما زال غير مثبت رسميًا، علمًا أن المنطقة التي وجدت فيها جثة المغدور لا تخضع لمنطقة عمليات قوات الطوارئ الدولية.

 

اغتيالات وتعبئة طائفية… هل ينفجر لبنان؟

 وكالة الانباء المركزية/16 شباط 2021

قبل جريمة اغتيال الناشط في حقل الحريات لقمان محسن سليم المدوّية، تمت عمليات اغتيال المصوّر جوزف بجاني امام منزله بكاتم للصوت، على يد مسلحين معروفين غير مموهين من دون اي خوف من أعين كاميرات المراقبة. قبلهما تمت تصفية القبطان البحري ايلي صفير والعقيد المتقاعد في الجمارك منير ابو رجيلي، وقبلهم الموظف في بنك بيبلوس انطوان داغر. اغتيالات لم يُكشف النقاب عن اي مفتعليها لا بل تنسج في كل مرة روايات حول القتلى او بالاحرى الشهداء، لتشويه سمعتهم بهدف حرف الانظار عن القتلة، حتى بات يصح القول “قُبض على القتيل ولم يقبض على القاتل”، تماما كما حصل في اعقاب اغتيال لقمان سليم. مجمل هذه الاغتيالات استبقت او اعقبت حوادث امنية خطيرة حصلت في مدينة طرابلس، نسبها البعض الى داعش وعودة الإرهاب الى لبنان، في مسعى للصق اي حادث اغتيال وقع او قد يقع بخلايا داعش النائمة. في المقابل، تمّ توقيف خلية لداعش في عرسال وفق الجهات الامنية.

ولعل الاخطر، ان هذه الأعمال التخريبية والاغتيالات ترافقت مع استحضار الغرائز الطائفية والنعرات المذهبية، مما يرفع منسوب الخوف من “ان الحلول في لبنان قد لا تأتي على البارد بل على السخن”، ما يعني عمليا التدهور الامني من بوابة تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي في ظل غياب المسؤولية الوطنية لدى القيمين على شؤون الوطن. فهل الانفجار الامني وارد؟ تؤكد مصادر معنية بالوضع الامني لـ”المركزية” ان الاجهزة الامنية ما زالت ممسكة بالوضع وتداهم الخلايا الارهابية، لذلك، لم نصل بعد الى نقطة الحرب الاهلية او الفوضى او التفجير او فقدان السيطرة على البلد. لكن قبل ان نصل الى هذه المرحلة، فإن الدول الغربية وتلك المعنية بالشأن اللبناني، ستعرف قبلنا، عندها يصبح لبنان اولوية بالنسبة اليها، اذ يهمها الا ينفجر لبنان، لأن في حال انفجاره، فإن هذه القنبلة الموقوتة ستشظي مصالحهم ومصالح الدول المجاورة واوروبا ولذلك، لبنان تحت العين المراقبة. وتنتظر هذه الدول حتى اللحظة الاخيرة، لأنها في هذا الوقت المستقطع، تستفيد من الضغط على لبنان. كل دولة تضغط على لبنان اقتصادياً وامنياً ومالياً ومادياً وسياسياً من اجل مصالح ومكاسب شخصية، قصة عض الاصابع، من السعودية الى ايران الى الولايات المتحدة وفرنسا، منها من تضغط علنية ومباشرة ومنها من تضغط بواسطة وكلائها في لبنان”.

وتعتبر المصادر ان “البعض يعتبر ان أزمة لبنان الحكومية تقتصر على شد حبال والثلث المعطل فيما البعض الآخر يربطها بواشنطن او طهران او السعودية، في حين ان حل الحكومة في لبنان. فلبنان أصبح يعرف موقف الدول من الموضوع، الولايات المتحدة أعلنت بوضوح ولو بشكل غير رسمي، انها لا تقبل بحكومة تضم حزب الله أو ثلثاً معطلاً، وايران لا تتدخّل مباشرة بل من خلال حزب الله، أما السعودية، فإن الرئيس المكلف سعد الحريري يتواصل معها ويستشف آراءها. لكن بشكل عام، الملف اللبناني ليس اولوية في الوقت الحاضر لا عند ايران او الولايات المتحدة او السعودية، مهم ولكن ليس اولوية. لكن متى يصبح أولوية؟” وتلفت الى ان لبنان يصبح اولوية عندما يصل الوضع فيه الى حد الانفجار. من وجهة نظرهم ما زال هناك متسع من الوقت، لكن لبنان قنبلة موقوتة، اذا انفجرت، فإن شظاياها ستطال هذه الدول ومصالحها في المنطقة. اولا الولايات المتحدة يهمها أمن اسرائيل، لأن في حال انفجر لبنان تتأثر اسرائيل بشكل او بآخر، ومن يضبط الوضع على الحدود الجنوبية، قد لا يتمكن من ضبطه في حال انفجر الوضع اللبناني. ثانياً، اوروبا يهمها في لبنان حتماً المليون نازح سوري، وفي حال انفجر الوضع سيصبح معظمهم في البحر على حدود قبرص والاتحاد الاوروبي، واوروبا تعاني من “فوبيا” هذا الامر لا تقبل به وتتجنبه. ثالثاً، الولايات المتحدة، تعتبر لبنان بشكل عام المركز في ما يتعلق بسوريا والعراق، ويهمها الا يحصل  انفجار، لكنه ليس اولوية في الوقت الحاضر.

 

بين التيار والحزب… هل تكون اللامركزية نجم المرحلة؟

وكالة الانباء المركزية/16 شباط 2021

استغربت مصادر مطلعة الملابسات المثارة حول المراجعة الحاصلة لوثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله وموقف التيار  منها، وقلّلت في الوقت ذاته من حدية بعض المواقف، وعزتها الى عدم اطلاع مطلقيها أو مسوقيها على حقيقة الموقف والمراجعة الحاصلة للتفاهم على جنبيّ الفريقين المعنيين.

ولفتت المصادر في اتصال مع “المركزية” الى أن القرار المشترك بين التيار وحزب الله بإجراء هذه المراجعة ليس وليد الساعة، إنما هو نتاج نقاش وحوار، بدأه رئيس التيار النائب جبران باسيل في العام 2018 يوم أطلق موقفه المشهود في حديث الى مجلة الماغازين، واستمر تباعا في الاجتماعات القيادية، وصولا الى الاتفاق على لجنة مشتركة مؤلفة من النائبين سيزار ابي خليل والان عون عن التيار، النائب حسن فضل الله وعبد الحليم فضل الله واحمد صفي الدين عن الحزب. وبالفعل بدأ كل من الفريقين اعادة قراءة للتفاهم بغية تحديد ما تحقق منه وما يمكن إضافته وتحديثه وتطويره أو حتى صرف النظر عنه، تمهيدا لكي تضع القيادتان تصورا مشتركا يجدد التفاهم بما يتفق مع التطورات والمستجدات المحلية والخارجية، من دون أن ننسى ان التقاهم بلغ عامه السادس عشر، وصار تطويره أمرا ملحا ولازما لكي يتوافق والواقع السياسي الراهن. وإذ فضّلت المصادر عدم الخوض في مزيد من التفاصيل وخصوصا تلك المتعلقة بالبنود التي قد تشهد تحديثات او قد تستحدث، كشفت أن تراكمات الوضع اللبناني على امتداد الـ16 عاما الفائتة أظهرت الكثير من الشوائب والترهلات والاعاقات في الإنتظام اللبناني العام، وخصوصا السياسي وما يرتبط بعلاقة الدولة بالفرد، كما بيّنت بما لا يقبل الشك أهمية جعل اللامركزية الادارية والمالية، وهي أحد ابرز بنود الطائف غير المطبقة، عنوانا سياسيا ملحا وجامعا للمرحلة المقبلة، وتطبيقها يطلق دينامية غير مسبوقة على العلاقة البينية والمتبادلة بين الدولة والفرد، بما يعيد ثقة اللبناني بنظامه ومجتمعه، ويعيد انتظام العلاقة التشاركية بينهما، وبين اللبنانيين أنفسهم.

 

الاتحاد السرياني العالمي: المنطقة تتجه نحو تحولات جذرية لبنان حلقتها الاضعف

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

أعلن رئيس حزب "الإتحاد السرياني العالمي" ابراهيم مراد، "أن المنطقة تتجه نحو تحولات جذرية لبنان حلقتها الاضعف، بسبب ما وصفه بالطغمة الحاكمة التي سخرت مقدرات الدولة والشعب لمحور ايران - الأسد، عبر تمكينها "حزب الله" من استلام مفاصل الدولة بأكملها"، واكد في بيان "أن المجتمع الدولي عجز وسئم من تراخي وخجل محور السيادة من تشكيل جبهة وطنية سيادية في وجه حزب ايران في لبنان، لتطالبه بكل جرأة بالتدخل وتدويل قضيته"، معتبرا "أن وحده محور الفدرالية وبعض الشخصيات السيادية وليست الاحزاب التقليدية من يطالب المجتمع الدولي وبكل جرأة بالتدخل وتطبيق القرارات الدولية ولاسيما القرار 1559 تحت الفصل السابع". وقال:"وحده البطريرك الراعي، ولو متأخرا، من اعطى الدفع واطلق الصرخة لعقد مؤتمر دولي بعد الانحدار المخيف الذي اوصلتنا اليه سياسة النعامة والتراخي".وختم سائلا الاحزاب السيادية "هل الخلاف على القشور اهم من الاتفاق على الجوهر؟ هل اصبح الشعب مخدرا يائسا، يبحث عن وطن بديل تسوده عدالة وحرية وامان؟ هل يحتاج خلاص وطن الحرف والابداع والارز الى معجزة؟".

 

جمعية أهالي الطلاب في الخارج دعت الى تطبيق الدولار الطالبي: مستقبل الآلاف أصبح في مهب التشرد والضياع

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

صدر عن جمعية أهالي الطلاب في الخارج، بيان، عرض لاوضاع أبنائهم في الخارج، وأشار الى "أن عاما إنقضى على بدء التحركات الطالبية وقاربنا منتصف العام الدراسي الجديد 2020/2021 والمسؤولون يصمون آذانهم عن عدم تنفيذ قانون الدولار الطالبي القاضي بتحويل عشرة آلاف دولار لكل طالب بسعر 1515 ليرة. والسلطتان التشريعية والتنفيذية في موت سريري مفتعل ومقصود، والطغمة المالية المتمثلة بحاكمية المصرف المركزي وجمعية المصارف وعائلتها المستبدة برقاب الناس ماليا تبتدع كل يوم أسلوبا جديدا للتحايل عليه ، متذرعة بألف كذبة وكذبة. والطلاب الذين يتابعون تحصيلهم الجامعي في الخارج، لم يعد في إمكانهم الإستمرار في هذه المعاناة في ظل ظروف معيشية قاسية وعدم قدرة الأهالي على إرسال الأموال إليهم، لأن الوضع الإقتصادي في لبنان تحت الصفر والمجاعة على الأبواب والتفلت الأمني واقع في ظل انهيار قيمة العملة الوطنية وتبخر الرواتب مقابل الإرتفاع الهستيري للدولار لتجويع الناس بغية إنتاج نفس الطبقة السياسية الحاكمة مستقبلا". وسأل البيان :"هل سمعتم بوطن يشرد أبناؤه الذين يتابعون تخصصهم في مجالي الطب والهندسة ويمنع عنهم أدنى مقومات الحياة؟ هل قرأتم عن دولة لا تحترم فيها القوانين؟ ولا تطبق إلا بطريقة إستنسابية ووفق المصالح والأهواء؟ نعم القوانين تطبق، لكن على الفقراء والمساكين والذين لاحول لهم ولا قوة ( والله يساعد اللي بيعلق وما إلو حدا). وأكثر الأوقات إيلاما، حين تسمع بكاء بعض الطلاب وهم يصفون واقعهم المزري ونفسياتهم المنهارة تحت ضغط الظروف القاسية وشعورهم بقتامة المستقبل. والمسؤولون يعرفون ذلك تماما ولكن لا مصلحة لهم بالتطور الثقافي والتراكم المعرفي والدراسات الجامعية العليا لأبناء الفقراء!". وشدد البيان على وجوب تطبيق قانون الدولار الطالبي "حرصا على مستقبل آلاف الطلاب الجامعيين الذين أصبحوا في مهب التشرد والضياع"، معلنا "إن برودة السلطة السياسية إزاء مستقبل طلابنا لن يربك إيماننا بصدقية ما نطالب به، وإن تقاعس المصارف وتحايلها ومناوراتها المكشوفة لن تزيدنا إلا إصرارا على متابعة تنفيذ القانون الطالبي رقم 193 ومندرجاته وإعادة النظر في بعض البنود الصعبة التنفيذ، الواردة في تعميم جمعية المصارف رقم 246 ولو بقي يوم واحد من العام الدراسي الحالي. إنها قضية كرامة وموقف ومبدأ".

 

ارتفاع عمليات السرقة وجرائم القتل والعنف الاسري والانتحار في لبنان والاختصاصيون يتخوفون من ازديادها في ظل تردي الاوضاع المعيشية وانعدام الثقة

وطنية/الثلاثاء 16 شباط 2021

تحقيق أميمة شمس الدين

وطنية - ازدادت في الاونة الاخيرة عمليات السرقة وجرائم القتل والعنف الاسري والانتحار في لبنان لا سيما بعد تفاقم الازمة الاقتصادية وتردي الاوضاع المعيشية. ووفق تقرير للاسكوا، فان نسبة الفقر في لبنان تخطت 55%. بالاضافة الى ذلك، فان جائحة كورونا وما تبعها من اقفال للبلاد اكثر من مرة أدت الى المزيد من اقفال نهائي لعدد من المؤسسات، وبالتالي المزيد من البطالة بعد تسريح 23% من الموظفين العاملين في القطاعات الرئيسية.

شمس الدين

"الوكالة الوطنية للاعلام" قاربت الموضوع من الناحية القانونية والنفسية والاقتصادية، فقد أوضح الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين "ان سرقة السيارات ارتفعت بين عامي 2019 و2020 بنسبة 117 بالمئة، وجرائم السرقة العادية ارتفعت من 1439 الى 2252 اي بنسبة 56 بالمئة، اما جرائم القتل فارتفعت بنسبة 93 بالمئة. وعزا الارتفاع الكبير في نسبة الجرائم الى الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد، حبث تجاوزت نسبة البطالة 35%، والفقر تجاوزت 55% بالاضافة الى مئات الاف من النازحين والعمالة الاجنبية.

وتخوف شمس الدين، "في حال استمرت المؤشرات الاقتصادية، ان نشهد في عام 2021 المزيد من الانهيار وبالتالي المزيد من الجرائم"، متخوفا من ان "يلجأ الناس الى التسلح في حجة الدفاع عن النفس"، مشيرا الى ان "اكثرية الجرائم يرتكبها العمال الاجانب الذين خفت أعمالهم ولم يعد بامكانهم الحصول على الاموال التي اتوا الى لبنان من اجلها فيلجأون الى السرقة"، لافتا الى انه يوجد في لبنان حوالى 350 الف عامل اجنبي منهم 100 الف مقيم بطريقة شرعية، لذلك لا يمكن ضبطهم".

ورأى "ان الاقفال الذي فرض بسبب جائحة كورونا زاد من عمليات السرقة بسبب ازدياد نسبة البطالة، حيث تشير التقديرات اذا استمر الوضع على ما هو عليه الى اقفال المزيد من المؤسسات قد يصل الى 50 الف مؤسسة"، وقال: "حتى اليوم، شهدنا اقفال 15 الف مؤسسة وتسريح حوالي 75 الف عامل، والذين ما زالوا يعملون يتقاضون نصف رواتبهم التي لم تعد لها قيمة في ظل ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية".

منظمة Fe-Male

من جهة ثانية، رصدت منظمة Fe-Male، 27 جريمة قتل ضد نساء وفتيات في لبنان في العام 2020، مقابل 13 جريمة في العام 2019. واوضحت ان العام 2020 شهد جريمتي عنف أسري شهريا في لبنان، وفي العام 2021 قتلت 3 نساء في أسبوع واحد على يد أحد أفراد الأسرة ( زينة كنجو وأحكام درباس ووداد حسون ).

واشارت المنظمة الى ان جرائم قتل النساء في لبنان ارتفعت في العام 2020 بنسبة 107% مقارنة بالعام 2019. وقبل انتشار فيروس كورونا سجلت قوى الأمن الداخلي 747 شكوى عنف أسري على (الخط الساخن 1745)، مقابل 1468 شكوى خلال فترة التعبئة العامة والحجر المنزلي. وارتفعت نسبة التبليغات عن العنف الأسري إلى 96.52 % ما بعد جائحة كورونا. ففي الشهر الأول من العام 2021، تلقت القوى الأمنية 116 بلاغ عنف أسري على الخط الساخن 1745.

واوضحت ان نسبة التبليغ عن العنف الأسري في لبنان في ارتفاع مستمر، فمع بداية العام الجديد سجل في كانون الثاني 2021 زيادة بنسبة عدد الشكاوى 45% مقارنة بالشهر نفسه من العام 2020.

ووفق اخر احصاءات Fe-Male، فقد ارتفعت نسبة جرائم القتل 59% عن العام 2019، حيث سجل في العام الماضي (2020) 171 جريمة قتل خلال الأشهر حتى شهر تشرين الثاني مقابل 100 جريمة عام 2019، بمعدل 18 جريمة قتل في الشهر.

الموسوي

ورأى الناشط الحقوقي المحامي أشرف الموسوي ان "كل النصوص القانونية التي تلحظ موضوع العنف الاسري، خصوصا القانون 294/2014، لم يعد كافيا لردع بعض المنظومات الذكورية من الاعتدا، سواء بالقتل أو بالايذاء الجسدي او المعنوي او الجنسي على النساء المعنفات، لذلك ترتفع نسبة هذه الاعتداءات وآخرها الضحية رشا شعبان". وقال: "هناك من يرتكب جريمته ثم يعمل على تبريرها،البعض منهم يظهرون على شاشات التلفزة بكل وقاحة لاستجداء الرأي العام لحرف النظر عن افعالهم".

واكد ان "المطلوب انشاء محكمة أسرية خاصة بالعنف الاسري، وهذا اول اجراء للردع عن ارتكاب هذه الجرائم"، مشيرا الى "ان محكمة الجنايات تستغرق وقتا طويلا وهذا ما يدفع الى التمادي بهذه الجرائم، بالاضافة الى ضرورة تفعيل الحماية واقامة دورات تأهيل للرجال"، موضحا ان "هناك العشرات من الشكاوى امام المفارز القضائية في كل لبنان".

واعتبر "ان حاجز الخوف عند النساء والضرورات العائلية والاجتماعية يمنع النساء من الابلاغ عن الاعتداءات التي تتعرضن لها"، ودعا الى "تفعيل الخط الساخن لقوى الامن الداخلي و الجمعيات المهتمة بقضايا المرأة"، كما دعا الاعلام الى "عدم افساح المجال لمرتكبي الجرائم والمعنفين بالظهور على الشاشات من اجل سبق صحفي، فهذا يشجع على التمادي في الارتكابات"، مشددا على "ضرورة التسريع في الاحكام الجازمة ومواكبة الاعلام لها حتى تكون هذه الاحكام رادعا لكل من تسول له نفسه في ان يعنف او يقتل".

الخازن

الدكتورة الاختصاصية في علم النفس باسكال الخازن، شرحت رأي علم النفس في ارتكاب الجرائم، فقالت: "عندما يشعر الانسان بعدم الامان وعدم انتمائه لبلد ودولة تحميه، وعندما تزداد الازمات كما يحصل عندنا، وعندما تنعدم الثقة بالمستقبل وبالمسؤولين، عندها يفقد المرء الشعور بالامان ويخاف من المستقبل ويخاف على عائلته، وهذا قد يتسبب بقلق نفسي واحيانا باكتئاب يدفع الى ردات فعل لا يستطيع الشخص السيطرة عليها"، مشيرة الى "ان الضغط النفسي ينتج عنه عند بعض الاشخاص ردات فعل عنيفة غير مسيطر عليها، وفي بعض الاوقات يشعر هذا الشخص بالندم بعد ارتكاب جريمته ويبحث عن مبررات لها".

وتابعت: "من ناحية اخرى، ينظر علم النفس الى بعض الحالات لجهة تكوين الشخصية، خصوصا اذا كانت هناك اضطرابات بالشخصية، مثل الذين ليس لديهم قدرة السيطرة على انفسهم، والاشخاص ذوو الحساسية المفرطة او الشخصيات المرضية التي هي بحاجة الى علاج نفسي. هؤلاء، ازداد الانحراف في سلوكياتهم في هذه الفترة بسبب الازمات التي نشهدها، وخصوصا التعنيف الاسري الذي ازداد بسبب الحجر والخوف من الكورونا والازمة الاقتصادية، فهذه الشخصيات التي هي بالاساس مريضة تفقد السيطرة على نفسها".

ولفتت الى الشخصيات التي لديها الرغبة بالسرقة وارتكاب اعمال غير اخلاقية ضد المجتمع هي ايضا شخصيات مريضة، وهي في ازدياد في هذه الفترة". وشددت على ضرورة التوعية، خصوصا لهؤلاء الاشخاص الذين يتعرضون للضغط الكبير والصدمات النفسية المتكررة، فنحن نعاني من صدمات متتالية ولفترة طويلة، من كورونا الى الازمة الاقتصادية والوضع الامني غير المستقر لا سيما بعد انفجار المرفأ". كما اشارت الى "وجود ثقافة معينة موجودة في بعض المجتمعات كالاخذ بالثأر".

وقالت: "ان علم النفس يستطيع ان يشخص حالة مرتكب الجريمة ويفهم الدوافع التي دفعته لارتكاب جريمته، فجزء منها يعود لـ "الأنا" اي يحق لي ما لا يحق لغيري، بالاضافة الى المجتمع الذي لا يحاسبه في اغلب الاحيان. هؤلاء الاشخاص الذين يقدمون على افعال جرمية ويخططون وينفذون لديهم اضطرابات شخصية معينة، ومن الممكن ان يعالجوا من خلال الادوية او من خلال العلاجات النفسية".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

مقتل 9 مسلحين موالين لإيران بغارات إسرائيلية في محيط دمشق

بيروت/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

قتل تسعة مسلحين موالين لإيران فجر الاثنين جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عدة قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام السوري قد ذكرت أنّ الدفاعات الجوّية السورية تصدّت ليلاً لصواريخ إسرائيليّة استهدفت مواقع في محيط دمشق، وذلك في أحدث قصف على أهداف إيرانية داخل البلاد خلال الشهرين الأخيرين، وفق وكالة «رويترز». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسميّة (سانا)، عن مصدر عسكري قوله إنه «في تمام الساعة الواحدة و18 دقيقة من فجر اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً برشقات صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل واتجاه الجليل، مستهدفاً بعض الأهداف في محيط مدينة دمشق». وأضاف المصدر أنّ «وسائط دفاعنا الجوّي تصدّت لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها»، من دون أن يُعطي مزيداً من التفاصيل، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. إلى ذلك، أورد المرصد السوري أن الغارات الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع لقوات النظام السوري، بينها «مقرات تتواجد فيها مستودعات أسلحة وصواريخ تابعة للإيرانيين والميليشيات الموالية لهم».وأسفرت الغارات، وفق المرصد، عن مقتل تسعة مسلحين موالين لإيران من جنسيات غير سورية. ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسيات القتلى. ولم يصدر أي تعليق من الجانب الاسرائيلي بشأن الضربات.

وقال منشق عن قوات النظام السوري لـ«رويترز» إن القصف استهدف فرقة عسكرية كبيرة في مدينة الكسوة على بعد نحو 14 كيلومترا جنوبي العاصمة، في منطقة مترامية الأطراف تشهد وجودا كبيرا لفصائل مسلحة مدعومة من إيران. وقال سكان إنهم سمعوا أصوات انفجارات مدوية في الطرف الجنوبي من دمشق حيث تتمركز فصائل مسلحة مدعومة من طهران. وكثّفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا. وأوقعت غارات إسرائيلية في 13 يناير (كانون الثاني) على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا 57 قتيلاً على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سوريا. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر في تقريره السنوي قبل أسابيع أنّه قصف خلال عام 2020 نحو 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدّم تفاصيل عنها.

وتكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

 

بعثة أمنية إسرائيلية في الخرطوم

تل أبيب - الخرطوم/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

قالت مصادر إعلامية إسرائيلية، أمس الثلاثاء، إن «بعثة أمنية إسرائيلية زارت العاصمة السودانية، الخرطوم، مساء الاثنين، وإنها وصلت مطارها عبر طائرة خاصة»، فيما لم يصدر تأكيد إسرائيلي أو سوداني رسمي، عن هذه الزيارة. وتأتي هذه الزيارة بعد نحو 3 أسابيع من زيارة قام بها وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين للعاصمة السودانية، وذلك بعد أشهر من اتفاق السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات. ونسب عدد من وسائل الإعلام المحلية في السودان، إلى مصادر إسرائيلية، أن الطائرة الإسرائيلية الخاصة مملوكة لشركة «عايت»، حطت في مطار الخرطوم، أول من أمس، وهي تقل بعثة دبلوماسية إسرائيلية، ينتظر أن تجري مباحثات مع المسؤولين السودانيين. وذكرت أن الطائرة نفسها كان قد استخدمها وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، في زيارته للسودان في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في «عنتيبي» الأوغندية، فبراير (شباط) الماضي، زار أكثر من وفد إسرائيلي السودان، «سراً»، ولم تعلق الخرطوم الرسمية على تلك الزيارات التي يكشف عنها المسؤولون الإسرائيليون بعيد عودتهم إلى تل أبيب. وتعد زيارة وزير الاستخبارات الإسرائيلي (إيلي كوهين) للسودان، يناير الماضي، أرفع زيارة لمسؤول إسرائيلي للسودان، التقى فيها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، كما سربت إسرائيل صورة جمعت بينه ووزير الدفاع السوداني. وقال كوهين عقب عودته، إن السودانيين معنيون بالتقدم في مسار التطبيع مع إسرائيل «بسرعة وفي كل المجالات»، مضيفاً: «وصلنا الخرطوم والمخاوف تسيطر علينا، وعدنا راضين تماماً، فقد تحول الأعداء إلى أصدقاء».

ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن كوهين غداة عودته من الخرطوم، وصفه لزيارته للسودان، بأنها «ليست مجرد زيارة، إنها لحظة تاريخية، أنا المسؤول الأول الذي يصل الدولة التي أعلنت فيها اللاءات الثلاث، وشاركت في الحروب ضدنا». وأعلن المسؤول الإسرائيلي، أنه اتفق مع السودان على إعادة «لاجئي العمل السودانيين» في إسرائيل. وأشار إلى أنها المرة الأولى التي يستقبل فيها وفد إسرائيلي علناً في الخرطوم، رغم وجود قانون سوداني يلزم الحكومة بمقاطعة إسرائيل. ووقّع السودان رسمياً في 6 يناير الماضي، على «اتفاقيات إبراهام» مع الولايات المتحدة، وتنص على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك أثناء زيارة تاريخية للخرطوم قام بها وزير الخزانة الأميركي ستيفن مينوشين الذي وقع الاتفاق عن الجانب الأميركي، فيما وقعه عن الجانب السوداني وزير العدل نصر الدين عبد الباري. وأفادت قناة «الغد» بالخرطوم، بأن الإعلام الإسرائيلي، هو الذي أفصح عن الزيارة يوم الاثنين، وسط تجاهل حكومي وإعلامي سوداني للإعلان عن الزيارة، فيما تحدث موقع تلفزيون i24 الإسرائيلي، إلى أن المكونات السياسية السودانية، تشهد خلافات حول التطبيع مع إسرائيل، «مثل حزب الأمة، الذي دعا إلى أحقية مجلس النواب السوداني بعد تشكيله في الموافقة على التطبيع أو رفض».

 

إسرائيل تناقش بسرية مسألة إنسانية متعلقة بسوريا تتوسط فيها روسيا

رام الله: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

ناقشت الحكومة الإسرائيلية، مساء اليوم (الثلاثاء) في جلسة «أمنية طارئة»، «مسألة إنسانية» تتعلق بسوريا، سبق أن نوقشت بين تل أبيب وموسكو. وتم توجيه الدعوة للوزراء في نفس اليوم، وطلب منهم عدم الإدلاء بتصريحات حول فحوى المحادثات، فيما فرضت الرقابة العسكرية تعتيماً على الاجتماع الذي استمر نحو ساعة، وعقد عبر مكالمة فيديو جماعية، وليس عبر منصة زوم لأسباب أمنية. وسمحت الرقابة بنشر أن إسرائيل وروسيا بحثتا مساعدة سوريا في قضية إنسانية. وقبل ذلك، قال باراك رافيد، مراسل «القناة 13» العبرية، إن الاجتماع العاجل، الذي لم يكن مخطط له، ناقش مسألة إنسانية متعلقة بسوريا. وكانت إسرائيل كثّفت مشاوراتها مع روسيا في الأيام الماضية، وقيل إن تل أبيب هي التي طلبت مساعدة روسيا في هذه المسألة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصل الأسبوع الماضي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما اتصل وزير الجيش بيني غانتس بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وتبعت ذلك اتصالات بين وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وأعلن مكتب غانتس أنه بحث مع وزير الدفاع الروسي في «قضايا إنسانية في المنطقة»، واتفقا على «مواصلة المشاورات المهمة، بهدف ضمان أمن قواتهما والحاجة إلى تفعيل الجهود الإنسانية في المنطقة». وجاء الاجتماع في ظل تقارير خارجية بأن القوات الروسية بحثت في مقبرة في دمشق عن رفات جنود إسرائيليين، لكن محلّل الشؤون العسكرية في «القناة 12» روني دانيال، قال إن المحادثات الحكومية تركزت على «التوجه الإسرائيلي إلى روسيا بطلب للمساعدة في مسألة إنسانية تتعلق بسوريا». مضيفاً: «إنها لا تتعلق باستعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين أو رفات جنديين إسرائيليين قتلا في معركة سلطان يعقوب عام 1982». وتابع: «روسيا تتوسط لـدى النظام السوري لتسوية مسألة ما إنسانية».

 

مناورات مفاجئة» لسلاح الجو الإسرائيلي بعد قصف دمشق/مقتل 9 مسلحين «موالين لإيران» جراء غارات قرب العاصمة السورية

تل أبيب: نظير مجلي دمشق - لندن/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

قتل 9 مسلحين «موالين لإيران»، فجر الاثنين، جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عدة قرب دمشق، في وقت بدأ فيه سلاح الجو الإسرائيلي بتدريبات مفاجئة، قيل إنها جاءت «من أجل فحص جاهزية وتعزيز قدرات سلاح الجو في مواجهة أي سيناريو قتالي على الجبهة الشمالية».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فجراً، عن مصدر عسكري قوله إنه «في تمام الساعة الواحدة و18 دقيقة من فجر اليوم (ليل الأحد - الاثنين)، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً برشقات صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل واتجاه الجليل، مستهدفاً بعض الأهداف في محيط مدينة دمشق». وأكد المصدر العسكري أن الدفاع الجوي السوري تصدى للصواريخ «وأسقط معظمها»، من دون أن يُعطي مزيداً من التفاصيل. وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بدوره أن الغارات الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع للجيش السوري، بينها «مقرات توجد فيها مستودعات أسلحة وصواريخ تابعة للإيرانيين والميليشيات الموالية لهم». وأسفرت الغارات -وفق «المرصد»- عن مقتل 9 مسلحين موالين لإيران من جنسيات غير سورية وعربية. ولم يتمكن «المرصد» من تحديد جنسيات القتلى الذين سقط غالبيتهم في القصف الذي طال المستودعات. وكان «المرصد» قد أفاد في وقت سابق بمقتل 6 من المسلحين الموالين لإيران الذين يوجدون في سوريا دعماً لقوات النظام. ولم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي بشأن الضربات. وكثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية وأخرى تابعة للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا. وأوقعت غارات إسرائيلية في الـ13 من الشهر الماضي، على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا، 57 قتيلاً على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعد الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سوريا. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر في تقريره السنوي أنه قصف خلال عام 2020 نحو 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدم تفاصيل عنها. وتكرر إسرائيل أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وقد بدأت إسرائيل (الأحد) مناورات عسكرية قرب الحدود مع لبنان، على أن تستمر 4 أيام، والهدف منها -وفق ما قاله متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على «تويتر»- هو «فحص الجاهزية وتعزيز قدرات سلاح الجو في مواجهة أي سيناريو قتالي على الجبهة الشمالية».

وحسب بيان للناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس (الاثنين)، فقد أطلق على التدريبات اسم «وردة الجليل»، وانطلقت بأمر من قائد سلاح اللواء (ميجر جنرال) عميكام نوركين. وبدأت هذه التدريبات مساء أول من أمس (الأحد)، وخلالها أعلنت مصادر سورية عن غارات على عدة أهداف من حول العاصمة دمشق. وقد عاش سكان الجليل في إسرائيل والجولان السوري بشقيه (الغربي المحتل والشرقي المحرر)، وكذلك في الجنوب اللبناني، في ظل حركة غير اعتيادية للطائرات المقاتلة التي كسرت حاجز الصوت، والمروحيات العسكرية، بالإضافة إلى أصوات دوي انفجارات. وقال البيان العسكري الإسرائيلي إن التدريبات التي يتوقع أن تنتهي غداً (الأربعاء) تحاكي «سيناريوهات قتالية في الجبهة الشمالية، تتدرب في إطارها جميع التشكيلات التابعة لسلاح الجو على مهماتها الأساسية، ومنها الحفاظ على التفوق الجوي، والدفاع عن سماء الوطن، وكذلك مهمات هجومية ورصد للمعلومات. كما يتم خلالها فحص مسارات التخطيط، والتحكم والتنفيذ، وكل ما يتعلق بالقدرات اللوجيستية والتكنولوجية، مع التركيز على حرية التحرك الجوي، واستمرارية العمل الكاملة لسلاح الجو».

وجاءت هذه التدريبات المفاجئة بعد 5 أيام من تدريبات أخرى أجراها سلاح الجو الإسرائيلي، شملت التعاطي مع سيناريو خطف طائرة تجارية مدنية من دبي، أو إحدى مدن الخليج الأخرى، والوصول بها إلى مطار بن غوريون في تل بيب، وتنفيذ عملية تفجير كبرى.

وحسب مصادر عسكرية في تل أبيب، فإن تدريبات الأسبوع الماضي كانت ضمن التدريبات السنوية لسلاح الطيران الإسرائيلي التي اشتملت هذه السنة لأول مرة على عملية إرهاب جوي. ومع أن الصورة تبدو خيالية، خصوصاً في أعقاب توقيع اتفاقيات السلام والتطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين قبل 5 شهور، فإن الجيش الإسرائيلي أعرب عن اعتقاده بوجود «احتمالات عالية لتفكير الإرهابيين بضرب هذه الاتفاقيات عن طريق الإرهاب. ولا يجوز الاستخفاف بأفكار سوداء كهذه. وما نفعله هو أن نكون متيقظين لمواجهة أي شيء».

وقد استمرت التدريبات يومين، واختتمت يوم الأربعاء الماضي، وشاركت فيها قوات برية أيضاً. لكن التدريبات الحالية تناولت سيناريوها حرب، وتميزت بأنها اشتملت على ضربات جوية فعلية لأهداف داخل سوريا. وكالعادة، امتنعت إسرائيل عن أي تعليق بشأن هذه الغارات، ولكن وسائل إعلامها تناولت الحدث من مختلف جوانبه، وأكدت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قطع مشاركته في جلسة حكومية بحثت في موضوع كورونا، وقال لوزرائه إنه مضطر للمغادرة لبعض الوقت «من أجل طارئ أمني». وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الطائرات التي قصفت في سوريا طارت هذه المرة فوق الجولان، وأن الغارات استهدفت «مواقع للجيش السوري تستخدمها الميليشيات الإيرانية، وفي مقدمتها (حزب الله) اللبناني و(جبهة تحرير الجولان)، غرب دمشق وجنوبها». وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي قصف خلال الأسبوعين الأخيرين، بالطائرات والمدفعية، أهدافاً عدة في سوريا، في إطار معركته لمحاربة التموضع الإيراني، وتدمير الأسلحة التي يتم شحنها طيلة الوقت من إيران إلى دمشق، ويتم تخزينها في عدة مناطق متفرقة على الأراضي السورية، من اللاذقية شمالاً حتى درعا جنوباً. وقد صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قبل أسبوعين، بأن قواته «تدير معارك متواصلة لمنع إقامة جبهة حربية أخرى في الجولان».

 

مواجهة افتراضية» حول سوريا في سوتشي

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

سيكون اجتماع «الضامنين» الثلاثة، روسيا وإيران وتركيا، في سوتشي، اليوم وغداً، بمثابة «مواجهة افتراضية» بين رغبتين: الأولى، رغبة دول غربية وإقليمية، بينها أميركا التي هي بصدد مراجعة سياستها السورية، ألا يدعو المبعوث الأممي غير بيدرسن إلى اجتماع جديد للجنة الدستورية في جنيف قبل الاتفاق على إجراءات اللجنة وخطة عمل الجولات المقبلة. الثاني، رغبة الدول الثلاث، خصوصاً روسيا وإيران، في الإبقاء على دوران عجلة اللجنة، باعتبارها «الإنجاز المدلل» لقطع الطريق على فتح «سلال» أخرى لتنفيذ القرار 2254، وللإبقاء على هذا المسار حياً، وإجراء الانتخابات الرئاسية في آخر مايو (أيار) المقبل بموجب دستور عام 2012.

«أجندة انفصالية»

من المقرر أن يعقد اجتماع «الضامنين» على مستوى نواب وزراء الخارجية بمشاركة بيدرسن وممثلي العراق ولبنان والأردن بصفة «مراقب» ومسؤولي مؤسسات أممية بينها مكتب اللاجئين. هذا الاجتماع سبقه لقاء ثلاثي مماثل في جنيف نهاية الشهر الماضي خصص للمسار الدستورية، وسبقته «قمة افتراضية» بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب إردوغان في الصيف الماضي. وإذ تريد أنقرة أن يتضمن التأكيد على «هدنة إدلب» التي رعاها بوتين وإردوغان في مارس (آذار) الماضي، فإن موسكو تأمل بفتح مسار جديد هو المسار الإنساني للبناء على «المؤتمر الدولي للاجئين» الذي رعته في دمشق نهاية العام الماضي، فيما تسعى طهران إلى موقف ضد غارات إسرائيل في سوريا، كان آخر قصف ليل الأحد - الاثنين قرب دمشق. لكن «الضامنين» يتفقون على أن يشكل هذا الاجتماع مناسبة لتأكيد موقف ثلاثي في «رفض الأجندة الانفصالية» في شمال شرقي سوريا، في تأكيد استباقي لموقف سابق مع تسلم إدارة الرئيس جو بايدن التي تشير المعلومات إلى أنها ستؤكد على استمرار الوجود العسكري في سوريا، وستزيد دعم «قوات سوريا الديمقراطية» في محاربة «داعش»، على عكس «التأرجح» الذي كان سائداً في حكم الرئيس دونالد ترمب. الملف الساخن الذي سيشغل ممثلي الدول الثلاث، يخص تقويم عمل اللجنة الدستورية. بيدرسن، كان يأمل ببعض الاختراقات في الجولة الخامسة باتجاه وضع «آلية لصوغ الدستور»، لكنه أصيب بـ«خيبة» بسبب «ضياع فرصة». أيضاً، كان يأمل بنوع من «التوافق الدولي»، لكن الاجتماع الأخير لمجلس الأمن كشف استمرار الانقسام الغربي - الروسي بعد تسلم بايدن، خصوصاً أن وزير خارجيته أنطوني بلينكن، تحدث خلال اتصاله مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على بندين فقط: دعم تسوية بموجب 2254 ودعم تمديد المساعدات الإنسانية عبر الحدود، لدى انتهاء ولاية القرار الحالي في يوليو (تموز).

استمرار الانقسام

لدى وضع مسودة بيان خلال الرئاسة البريطانية للمجلس، لم يحظ بموافقة الدول الـ15. روسيا لم تكن موافقة على بندين: الأول، «دعم جهوده (بيدرسن) والأسف لأنه بعد مرور 17 شهراً على إطلاق اللجنة، لم تبدأ حتى الآن عملية صياغة الإصلاح الدستوري، تبعاً لـ2254». الثاني، «دعم الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المبعوث، لإحراز تقدم على جوانب القرار 2254». قبل الجولة الرابعة من «الدستورية» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، جرى الاتفاق على أن تخصص «الرابعة» لمناقشة «المحددات الوطنية»، على أن تناقش «الخامسة» مبادئ الدستور. لكن لدى انعقاد الأخيرة نهاية الشهر الماضي، استمرت المراوحة: وفد «هيئة التفاوض السورية» المعارضة برئاسة هادي البحرة قدم مقترحات لآليات العمل ووثيقة لـ«بعض البنود المقترحة ضمن فصل المبادئ الأساسية في الدستور» في صفحتين، تناولت عناوين «السيادة ونظام الحكم وفصل السلطات وسيادة القانون واستقلال القضاء والمواطنة المتساوية والنزاهة ومكافحة الفساد ومكافحة التطرف والإرهاب». من جهتهم، طرح ممثلو «الوفد المدعوم من الحكومة» مداخلات تتعلق بالسيادة وتعريفها وحدودها ورموزها وضرورة استكمال «النقاش» قبل البدء بـ«الصياغة». لكن المفاجئ كان أن رئيس الوفد أحمد الكزبري قدم في الساعات الأخيرة من اجتماعات اللجنة وثيقة من صفحتين، بعنوان «عناصر أساسية في سياق الإعداد للمبادئ الدستورية»، وهي نص مطابق لوثيقة سابقة كان قدمها في الجولة الرابعة، حيث اقتصر التغيير على عنوان الوثيقة، الأمر الذي كان بمثابة «صدمة» لممثلي دول غربية وأممين. بعدما أجرت الدول الثلاث، تقويماً ساخناً في جنيف، هي اليوم، بصدد إجراء تقويم بارد لوضع خطة للأشهر المقبلة، خصوصاً في ضوء الاتصالات الروسية والإيرانية مع دمشق التي أفاد بيان رسمي فيها بأن الرئيس بشار الأسد وكبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي، أكدا استمرار «عمل اللجنة دون تدخلات خارجية وفق قواعد الإجراءات التي تم الاتفاق عليها سابقاً، وبآلية عمل ومنهجية واضحة تبدأ من النقاش حول المبادئ الأساسية والاتفاق عليها، ثم الانتقال إلى التفاصيل». دور المبعوث الأممي غير بيدرسن، سيكون أساسياً في تقويم المسار، سواء في سوتشي أو لدى زيارة موسكو يوم الخميس المقبل للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، أو دمشق للقاء وزير الخارجية فيصل المقداد، بعد اجتماع سوتشي. عليه، هل يجري التفاهم على آلية لاجتماعات اللجنة بموجب صفقة تتضمن: تحديد مواعيد الجولات، آلية الصياغة، خطة العمل، والتعاون بين رئيسي وفدي «الهيئة» و«المدعوم من الحكومة»؟ أم تواصل الدول الثلاث الحفاظ على المسار الدستوري للقول إن هناك عملية سياسية، ومنع الكتلة الغربية المنافسة من فتح «السلال» الأخرى لتنفيذ 2254 مثل «الانتقال - الحكم»، الانتخابات، الإرهاب، البيئة المحايدة، أو إعلان وفاة المسار الدستوري؟

 

إيران تنشّط خلايا نائمة في أفريقيا بحثاً عن «أهداف سهلة»

لندن/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

أفادت مصادر أميركية وإسرائيلية مسؤولة بأن إيران اتجهت إلى «تنشيط خلايا نائمة» في أفريقيا، سعياً وراء «أهداف سهلة»، في محاولة للثأر لمقتل مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» قاسم سليماني بضربة أميركية، واغتيال محسن فخري زاده نائب وزير الدفاع الإيراني لشؤون الأبحاث العام الماضي.

جاء ذلك في تقرير نشرته «نيويورك تايمز»، أمس، ويكشف عن تفاصيل جديدة لإحباط جهاز الاستخبارات الإثيوبي هجوماً كبيراً في العاصمة أديس بابا، مطلع فبراير (شباط) الجاري وذلك باعتقال خلية مكونة من 15 فرداً كانوا يستهدفون سفارة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن العثور على مخبأ للأسلحة والمتفجرات. وقال المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إن العملية كانت من تدبير إيران، وأشاروا إلى أن أجهزتها الاستخباراتية قامت بتنشيط خلية إرهابية نائمة في أديس أبابا منذ الخريف الماضي، بأوامر تتمثل في جمع المعلومات الاستخباراتية حول سفارتي الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل هناك. وصرح المسؤولون الإسرائيليون بأن ما لا يقل عن 3 من الخلية المعتقلة، ربما يكونون عملاء إيرانيين حقيقيين، مع الـ12 الباقين الذين سقطوا لارتباطهم بالشبكة المذكورة في إثيوبيا. وتمثل الدليل الوحيد لمعرفة من يقف وراء المؤامرة، بحسب الصحيفة، في إلقاء القبض بالسويد على العنصر الـ16؛ المدعو أحمد إسماعيل، المتهم بتزعمه العصابة، واعتقل بالتعاون بين أجهزة استخبارات أفريقية، وآسيوية، وأوروبية؛ حسب السلطات الإثيوبية.

في هذا الصدد، قالت مديرة الاستخبارات لدى البنتاغون في أفريقيا، الأدميرال هايدي بيرغ، إن إيران كانت وراء العناصر الـ15 الذين تمكنت السلطات الإثيوبية من اعتقالهم، وإن المدعو أحمد إسماعيل، وهو العقل المدبر وراء هذه المؤامرة الفاشلة، اعتُقل في السويد.

وقالت بيرغ في بيان: «لقد تعاونت السلطات الإثيوبية والسويدية معاً في إحباط هذه المؤامرة». وعن أسباب عدم توجيه الحكومة الإثيوبية أصابع الاتهام صوب إيران، قال كثير من الدبلوماسيين إن إثيوبيا، بوصفها العاصمة الدبلوماسية للقارة الأفريقية راهناً وفيها مقر الاتحاد الأفريقي، تحاول تفادي التورط علناً في القضايا الحساسة ذات الصلة بالقوى الدولية الكبرى. من جانبه، صرح «جهاز الاستخبارات والأمن الوطني» في إثيوبيا بأن هناك مجموعة ثانية من المتآمرين كانت تستعد للهجوم على السفارة الإماراتية في العاصمة السودانية الخرطوم. وهو ما أكده مسؤول سوداني. وربط مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى بين الاعتقالات في أديس أبابا والخطة الإيرانية الفاشلة لاغتيال السفيرة الأميركية لدى جنوب أفريقيا، لانا ماركس؛ الأمر الذي نشرته مجلة «بوليتيكو» الأميركية في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. يأتي اعتقال خلية إثيوبيا في وقت تزداد فيه الحساسيات السياسية في إيران والولايات المتحدة، حول العودة إلى الاتفاق النووي.

وأبلغ المسؤولون الإسرائيليون صحيفة «نيويورك تايمز» بأن إحباط عملية إثيوبيا دليل جديد يفيد بعدم إمكانية الوثوق بإيران. ويقول المسؤولون إنهم كثيراً ما يخبرون حكومات البلدان الصديقة في القارة الأفريقية، بالأنشطة الإيرانية المشبوهة التي تجري على أراضي بلادهم.

من جهته، حذر خبير السياسات الخارجية لدى «مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي»، آرون ديفيد ميلر، من أن أي خطة مثل مؤامرة أديس بابا، «سوف تكون من الخيارات المثيرة للفضول، سيما مع إمكانية تقويضها المنهج الدبلوماسي النووي المفترض لدى إدارة الرئيس (الأميركي جو) بايدن مع الحكومة الإيرانية».

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الجهاز الإيراني المسؤول عن الهجوم الفاشل على مؤتمر المعارضة الإيرانية بفرنسا في يونيو (حزيران) 2018، ومؤامرة أخرى خلال العام نفسه في الدنمارك، هو نفسه المسؤول عن تدبير العملية الفاشلة في العاصمة الإثيوبية.

وفسرت المصادر الأميركية والإسرائيلية العملية الإيرانية في إثيوبيا بأنها كانت مجرد جزء من حملة موسعة معنية بالبحث عن أهداف سهلة في البلدان الأفريقية التي تتمكن إيران فيها من إلحاق الخسائر الكبيرة والموجعة خلال العام الماضي، انتقاماً لمقتل مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، بضربة أميركية في بغداد، ولاحقاً اغتيال محسن فخري زاده نائب وزير الدفاع والمسؤول السابق عن برنامج «آماد» لإنتاج الأسلحة النووية في إيران، حسب وثائق كشفت عنها إسرائيل في أبريل (نيسان) 2018.

والأربعاء الماضي، قالت صحيفة «ذا جويش كرونيكل» اليهودية البريطانية إن فخري زاده؛ الذي اغتيل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قرب طهران، قُتل بواسطة سلاح يزن طناً جرى تهريبه إلى إيران بواسطة «جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)»، بعد تفكيكه إلى أجزاء عدة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مخابراتية أن مجموعة تضم أكثر من 20 عميلاً؛ بينهم مواطنون إسرائيليون وإيرانيون، نصبت كميناً للمسؤول الإيراني بعد مراقبته على مدى 8 أشهر. وأضافت أن الهجوم نفذته «إسرائيل بمفردها دون تدخل أميركي»، لكنها أوضحت أن المسؤولين الأميركيين تلقوا إخطاراً مسبقاً بالأمر.

وفي أول تعليق إيراني على التقرير، قال المتحدث باسم «الحرس الثوري»، رمضان شريف، أمس: «من المؤكد؛ سينال النظام الصهيوني (...) سيجد الرد على أذيته للأمة الإيرانية وعلماء ونخب هذه البلاد»، حسبما أورد موقع «سباه نيوز» الناطق الرسمي باسم «الحرس الثوري».

ويرى فرزين نديمي، خبير الشؤون العسكرية الإيرانية لدى «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، أن إيران «ربما ترغب في توجيه رسالة إلى الإدارة الجديدة مفادها بأنه ما لم ينجحوا في التوصل إلى اتفاق سريع مع الحكومة الإيرانية، فإن هذا ما سوف يواجهونه...».

 

بيان أوروبي أميركي: لا تسامح مع استهداف مرافق أميركية بالعراق

دبي – العربية.نت/16 شباط 2021

وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا: ندعم تحقيق الحكومة العراقية في هجوم أربيل لمحاسبة المسؤولين عنه. ندد وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، في بيان مسترك، بأشد العبارات بالهجوم الصاروخي الذي طال إربيل (شمال العراق) الاثنين.

وذكر البيان المشترك أن الحكومات الموقِّعة ستدعم تحقيقات العراق بهدف محاسبة المسؤولين عن الهجوم بهدف محاسبة المسؤولين عنه. وقدّم وزراء الخارجية الموقعون على البيان تعازيهم لذوي ضحايا هجوم اريبل وللشعب العراقي. وختم البيان: "نحن متحدون في رأينا أنه لن يتم التسامح مع الهجمات على أفراد ومرافق الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد داعش". في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث مع رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي الثلاثاء بعد هجوم أربيل الذي أسفر عن مقتل متعاقد مدني وإصابة عسكري أميركي. ودعا بلينكن إلى إجراء تحقيق في الهجوم الصاروخي، متعهّداً "محاسبة المسؤولين عنه". وحث بلينكن الكاظمي على "العمل مع حكومة كردستان لمواجهة المتطرفين"، وبحث معه الجهود الجارية لتحديد ومحاسبة المسؤولين عن هجوم أريبل. كما بحث بلينكن والكاظمي "مسؤولية بغداد في حماية الأميركيين وعناصر التحالف"، وقد أبلغ وزير الخارجية الأميركية رئيس الوزراء العراقي استياءه من الهجمات الصاروخية في أربيل. وقال بلينكن في بيان: "نشعر بالغضب من الهجوم الصاروخي الذي حصل اليوم على إقليم كردستان العراق"، مضيفاً "لقد تواصلت مع رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني لمناقشة الحادث وأكّدت له دعمنا الكامل لإجراء تحقيق ومحاسبة المسؤولين". والإثنين، سقطت عدة قذائف صاروخية داخل مطار أربيل وبالقرب منه؛ ما أسفر عن مقتل متعاقد مدني وإصابة 5 آخرين وجندي أميركي، وفق بيان للتحالف الدولي لمكافحة داعش، الذي تقوده الولايات المتحدة. وأعلنت المسؤولية عن الهجوم جماعة غير معروفة يقول مسؤولون عراقيون إن لها صلات بإيران.

 

إعادة تشغيل مطار أربيل بعد استهدافه بالصواريخ

 روسيا اليوم/16 شباط 2021

أعادت السلطات في إقليم كردستان العراق، فتح مطار أربيل الدولي بعد استهدافه بقصف صاروخي الليلة الماضية. وقال مدير مطار أربيل أحمد هوشيار في مؤتمر صحفي، إن “ثلاثة صواريخ سقطت الليلة الماضية بالقرب من سياج مطار أربيل الدولي، وسقط قتيل وخمسة جرحى من الشركات العاملة مع القوات الدولية”. وأضاف: “أغلقنا المطار من الساعة العاشرة من مساء الليلة الماضية، إلى الساعة الـ12 من صباح اليوم للحفاظ على سلامة المسافرين والخطوط الجوية العاملة في المطار”.

 

واشنطن تعمل على «تحديد المسؤول عن الهجوم الصاروخي في العراق»

واشنطن/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

قال البيت الأبيض، اليوم (الثلاثاء)، إن إدارة الرئيس جو بايدن ما زالت تعمل على تحديد المسؤول عن هجوم صاروخي على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في شمال العراق أسفر عن مقتل متعاقد مدني، أمس (الاثنين)، وإصابة آخرين من عراقيين وأجانب بينهم عسكري أميركي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحافي: «ما زلنا نعمل من خلال التعاون مع شركائنا العراقيين لتحديد المسؤولية عن هذا الهجوم»، مشيرةً إلى أن الإدارة «غاضبة» من هذا الهجوم، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء. وأعلن البيت الأبيض أيضاً أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تَواصل مع نظيره العراقي فؤاد حسين بشأن الهجوم. فيما قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن بلينكن تحدث أيضاً مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وحذرت الأمم المتحدة (الثلاثاء) من خروج الوضع عن السيطرة في العراق بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف ليلاً قاعدة جوية في كردستان تؤوي جنوداً أميركيين. والهجوم هو الأول الذي يستهدف مرافق غربية عسكرية أو دبلوماسية في العراق منذ نحو شهرين، إذ يعود الهجوم الأخير إلى منتصف ديسمبر (كانون الأول) عندما انفجرت صواريخ قرب السفارة الأميركية في بغداد. ودانت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس – بلاسخارت، في تغريدة «مثل هذه الأعمال الشنيعة والمتهورة» التي «تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار». ودعت إلى «ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة». وبقي مطار أربيل مغلقاً صباح (الثلاثاء) فيما تقوم السلطات بتقييم الأضرار، كما أكد مدير المطار أحمد هوشيار، لوكالة الصحافة الفرنسية. وندد وزير الخارجية الأميركي، مساء الاثنين، في بيان بـ«الهجوم الصاروخي»، متعهداً بـ«محاسبة المسؤولين عنه». وأضاف أنه تواصل مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، لتأكيد «الدعم» الأميركي «الكامل» لإجراء تحقيق في الهجوم. وأدان بارزاني بدوره الهجوم «بأشدّ العبارات»، فيما جاء في تغريدة للرئيس العراقي برهم صالح أن «استهداف أربيل الذي أوقع ضحايا، يُمثل تصعيداً خطيراً وعملاً إرهابياً إجرامياً». وبدأ استهداف منشآت عسكرية ودبلوماسية غربية في العراق منذ خريف عام 2019 بالصواريخ، لكنّ معظم هذه الهجمات تركّز في العاصمة بغداد. وأطلقت طهران فجر 8 يناير (كانون الثاني) 2020 صواريخ على قاعدتي عين الأسد (غرب) وأربيل (شمال) حيث يتمركز عدد من الجنود الأميركيين في العراق، رداً على اغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية قرب مطار بغداد. مذّاك استهدفت صواريخ بشكل متكرر السفارة الأميركية في العاصمة العراقية، ونسب مسؤولون أميركيون وعراقيون هذه الهجمات إلى فصائل موالية لإيران.

 

الكاظمي يتعهد بمحاكمات علنية لـ«عصابة الموت» في البصرة بعد إعلانه إطاحة الجناة المتهمين باغتيال صحافيين وناشطين

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

تعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بمحاكمة علنية لـ«عصابة الموت» التي اغتالت صحافيين وناشطين مدنين ومسؤولين محليين في محافظة البصرة الجنوبية خلال الأشهر والسنوات الماضية. وقال الكاظمي، في تغريدة عبر «تويتر»، إن «عصابة الموت التي أرعبت أهلنا في البصرة، ونشرت الموت في شوارعها الحبيبة، وأزهقت أرواحاً زكية، سقطت في قبضة أبطال قواتنا الأمنية، تمهيداً لمحاكمة عادلة علنية». وفي إشارة إلى ناشطين وصحافيين تم اغتيالهم في البصرة، ذكر الكاظمي أن «قتلة جنان ماذي وأحمد عبد الصمد اليوم، وغداً القصاص من قاتلي ريهام والهاشمي وكل المغدورين؛ العدالة لن تنام». كانت العصابة قد اغتالت، في يناير (كانون الثاني) 2020، الصحافي أحمد عبد الصمد، وزميله المصور صفاء غالي، اللذين نشطا في تغطية احتجاجات أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، واغتالت في الشهر نفسه الناشطة المسعفة جنان ماذي، وفي أغسطس (آب) من العام نفسه اغتالت الناشطة ريهام يعقوب والناشط تحسين الخفاجي. ويعد ملف الاغتيالات التي تنفذها فرق الموت منذ سنوات طويلة من أكثر الملفات تعقيداً وخطورة في العراق. وإذا ما نجحت حكومة الكاظمي في مواجهة الضغوط التي تمارسها فصائل وشخصيات سياسية متورطة مع تلك الفرق وداعمة لها، فستحقق إنجازاً أمنياً غير مسبوق، ربما سيكون بوابة السلطات الأمنية للدخول إلى عالم الجريمة ذات الطابع السياسي التي تعاني منها البلاد منذ سنوات كثيرة، وسيؤدي بالضرورة إلى الكشف عن بقية فرق الموت الجوالة التي تعمل في عموم المحافظات العراقية، خاصة في بغداد ومدن الوسط والجنوب. وتواجه حكومة الكاظمي منذ أشهر ضغوطاً محلية ودولية للكشف عن قتلة ناشطي الحراك في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد، والضالعين في اغتيال شخصيات سياسية واجتماعية بارزة، ضمنهم الباحث الخبير الأمني هشام الهاشمي الذي اغتيل أمام منزله ببغداد في يوليو (تموز) 2020. وباستثناء التغريدة التي كتبها رئيس الوزراء، والحديث عن إمكانية نقل المتهمين إلى بغداد في الأيام المقبلة، تتكتم الجهات الأمنية في البصرة على سير التحقيقات، لكن مصدراً استخبارياً تحدث لوسائل إعلام محلية عن قيادة مسؤول أمني رفيع من بغداد ملف التحقيق مع المتهمين. وأضاف المصدر أن «التحقيق ما زال متواصلاً مع عنصرين من العصابة اعتقلا الجمعة الماضية، واعترفا بالتورط في 16 عملية اغتيال متفرقة، أبرزها اغتيال الصحافي أحمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي، إضافة إلى اغتيال محافظ البصرة الأسبق محمد مصبح الوائلي». ويؤكد المصدر الاستخباري أن «القصة بدأت منذ أشهر، بعد إلقاء القبض على شخص مشتبه في تورطه بعملية اغتيال، غير أن ضغوطاً مارستها جماعات نافذة لإيقاف التحقيق بأمر من مسؤول أمني في البصرة أقيل مؤخراً. وقد رافق ذلك عمليات استهداف لضباط استخبارات يعملون على ملف الاغتيالات، واليوم عاد الملف الخطير للواجهة بعد استناده إلى اعترافات سابقة، وتمت إطاحة رأسين من أصل 4 تقود فرق الموت».

وفي حين تحجم السلطات العراقية عن ذكر الجهات التي ترتبط بها فرقة الموت، أعلن إسماعيل الوائلي، شقيق محافظ البصرة السابق محمد مصبح الوائلي الذي اغتيل عام 2012، أن المجاميع المتورطة بالاغتيالات (وعددها سبع) تنتمي إلى «كتائب حزب الله» الموالي لإيران وحزب «الفضيلة» (كان الوائلي وشقيقه المحافظ المقتول ينتميان إليه)، إلى جانب خضوع قسم منها إلى «شخصية سياسية نافذة في بغداد» لم يسمها. كما ذكر أنها تحظى بغطاء مسؤول «الحشد الشعبي» في البصرة. وقال الوائلي، في تصريحات لقناة «العربية الحدث»، إن «فرقة الموت هذه يتزعمها أحمد عبد الكريم الركابي، المعروف بـ(أحمد طويسة) أو (أحمد نجاة) نسبة لأمه، وهو شقيق (علي طويسة) الذي اغتال رئيس هيئة علماء المسلمين في البصرة، وإمام جامع البصرة الكبير يوسف الحسان، عام 2006». وأضاف أن «جهاز مكافحة الإرهاب، وهو فرع من استخبارات البصرة، ألقى القبض على حمزة الحلفي وحيدر فاضل العيداني، فيما هرب أحمد طويسة وعباس هاشم والمدعو (السيد نائل) شقيق رائد وسيد علاء المنتمين لـ(كتائب حزب الله) ضمن فرقة الموت هذه». وتابع الوائلي أن «الهاربين لجأوا إلى مقر (هيئة الحشد الشعبي) في البصرة، والذي آواهم (عمار أبو ياسر)، مسؤول (الحشد الشعبي) في المحافظة».

وعن اعترافات المتهمين الذين ألقي القبض عليهم، قال الوائلي إن «أبرز اعترافاتهم هي اغتيال الصحافي أحمد عبد الصمد، والمصور صفاء غالي، وعضو مجلس المحافظة باسم المرياني الذي نجا من محاولة أواخر 2018، والناشط مكي التميمي»، وأكد وجود «ضغوط تمارس الآن من قبل (كتائب حزب الله) و(الحرس الثوري) الإيراني لتغيير مجريات التحقيق». وبالتزامن مع الإطاحة بعناصر من فرق الموت، أكد قائد عمليات محافظة البصرة اللواء الركن أكرم صدام مدنف، أمس، أن الأيام المقبلة ستشهد عمليات فرض حظر التجوال في المحافظة. وقال مدنف إنه «حققنا تقدماً كبيراً في إدارة الملف الأمني لمحافظة البصرة، خصوصاً في الجانب الاستخباري، وأصبحت لدينا قاعدة بيانات متكاملة للمطلوبين للقضاء والخارجين عن القانون والمتورطين بقضايا جنائية وإرهابية».

 

غوتيريش يؤكد مجدداً ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من ليبيا

نيويورك/الشرق الأوسط/16 شباط/2021»

جدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال لقائه رئيس الوزراء الليبي المكلّف عبد الحميد دبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، اليوم (الثلاثاء)، تأكيد ضرورة خروج القوات الأجنبية كافة من ليبيا، وكذلك المرتزقة، وفق المتحدّث باسمه. وجاء في تصريح للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن غوتيريش «تحادث بشكل منفصل مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ومع رئيس الوزراء المكلّف عبد الحميد دبيبة».وقال المتحدث، في مؤتمره الصحافي اليومي، إن «الأمين العام أكد خلال المحادثات استعداد الأمم المتحدة لدعم الانتخابات في ليبيا، ومراقبة وقف إطلاق النار، وضرورة انسحاب القوات الأجنبية كافة»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي ديسمبر (كانون الأول)، بلغ عدد المرتزقة والعسكريين الأجانب المنتشرين في ليبيا نحو 20 ألفاً، وفق الأمم المتحدة. ولدى سؤاله عمّ إذا لمست الأمم المتحدة بدء انسحاب لهذه القوات، ردّ دوجاريك بالنفي. وقال: «لم تردني معلومات إضافية بشأن خروج قوات أجنبية... بالطبع نريد أن يحصل ذلك في أسرع وقت ممكن». وأضاف المتحدث الأممي، في تصريح، أن غوتيريش «هنّأ المنفي ودبيبة بانتخابهما» و«شدد على ضرورة سعي السلطات الجديدة إلى تنظيم الانتخابات العامة المرتقبة في 24 ديسمبر (كانون الأول)».وأوضح دوجاريك أن المسؤولين الثلاثة «توافقوا» على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار وخروج القوات الأجنبية من ليبيا. وليبيا غارقة في الفوضى منذ إطاحة نظام معمّر القذافي في العام 2011.

 

بعد اتهامها بهجمات مطار أربيل.. هكذا ردّت إيران!

جنوبية/16 شباط/2021

بعد الاتهامات التي طالتها بشأن علاقتها بالهجوم الذي تعرّض له مطار أربيل الدولي في كردستان العراق، مساء أمس، ردّت ايران مشدّدة على رفضها لأي عمل يعرّض أمن العراق للخطر. وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، “نفنّد هذه الشائعات بشدة، كما ندين بشدة هذه المحاولة المشبوهة لالصاق هذا الحادث بإيران”. وأضاف بحسب ما نقلت وكالة “مهر” للأنباء: “تعتبر إيران استقرار وأمن العراق قضية أساسية للمنطقة وجيرانها، وترفض أي عمل من شأنه تعريض الامن والاستقرار في هذا البلد الى الخطر”. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية، هذه الأعمال بأنها “مشبوهة”، داعياً الحكومة العراقية إلى “إصدار التعليمات اللازمة لملاحقة الجناة والتصدي لهم”. وكان الهجوم الذي استهدف قاعدة جوية في إقليم كردستان العراق، مساء الاثنين، أسفر عن مقتل متعاقد مدني أجنبي وجرح 5 آخرين، بالإضافة إلى جندي أميركي، فيما وجّهت وسائل إعلام أصابع الاتهام نحو إيران وأنّها تقف خلفه.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفاشيات الشيعية، الاوليغارشيات المافيوية واوهام الجمهورية القاتلة

شارل الياس شرتوني/17 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96112/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d8%a7/

وقع اللبنانيون في شباك أوهام حاكتها جمهورية الطائف على مدى ثلاثة عقود في حين ان الحقيقة تقع في دائرة تفكيك ما تبقى من الكيان الوطني والدولتي لجمهورية تحتضر منذ ٥٦ عاما، على وقع أزمات سياسية وأمنية متوالية أفرغت مؤسساتها من مدلولاتها وحولتها الى هيكليات مجوفة وأسمية.

إشتباكات الضاحية كسواها من الاشتباكات الشائعة في الاوساط الشيعية تعيدنا الى الواقع الذي احالتنا إليه سياسة النفوذ الشيعية، تكملة لما تأسس مع سياسات التيارات القومية العربية والتحالف الفلسطيني-اليساري من تفكيك منهجي للحيثيات الوطنية والدولتية للجمهورية اللبنانية، وتحويلها الى رقعة نزاعية مفتوحة تتداخل فيها الصراعات العشائرية وسياسات النفوذ بابعادها الداخلية والاقليمية، وصولا الى حرب الكل ضد الكل التي تأتي نتيجة لهذه المناخات النهيلية المديدة، وما استحثته من ديناميكيات تذررية لم تترك لهذه البلاد أي كيان معنوي يؤهلها لإعادة تكوين ذاتها على أسس بنيوية متماسكة.

ان المناخات التي تحكم الديناميكيات السياسية في هذه الجمهورية الاسمية المتداعية، على وقع الساعات والايام، هي عدمية بإمتياز تحكمها نزاعات نفسية وسياسية متداخلة تسترجع وقائع التآكل المتعدد الجوانب (المعنوي والنفسي والاجتماعي والسياسي والمالي والاقتصادي…) لمنطقة فشلت في الدخول الى منطق الحداثة وعاشت على تخومها على وقع نزاعات وانفصامات وعنف معمم.

ان مجرد استرجاع الأحداث المتوالية على أرضنا كفيل بانبائنا عن تبدد أي شكل من أشكال العقود والتفاهمات السياسية والاجتماعية الناظمة، لحساب ديناميكيات همجية تترنح في توصيفاتها بين النزاعات البقائية بين قوارض تحكمها مقولات “البقاء للأقوى”، و”العنف الثوري” والاسلام السياسي بتصريفاته الشمولية والارهابية، والمخاوف والانكفاءات الأقلوية، وانهيار مفهوم الدولة بحدها الأدنى، لحساب ترهات ايديولوجية مضللة تغلف واقع الحروب الاهلية القائمة والآيلة. هذه الخلاصات تتبلور في واقعنا انطلاقا من الوقائع التالية:

أ-سياسات ” تناسل الازمات” وواقع “الدولة المستحيلة”، لقد أثبت حكم الطائف أن الجمهورية اللبنانية هي وهم قانوني لا وجود له الا على خط تقاطع سياسات النفوذ الداخلية والخارجية، وعلى وقع صراعاتها المتحركة، وضمن حدود تفاهماتها المتقلبة، وديناميكياتها الانقلابية، وتسويات اوليغارشياتها على مستوى تقاسم المقاطعات السلطوية، وتوزع الريوع والحيازات والزبائنيات، والتموضعات النزاعية التي تمليها المحاور الاقليمية الناظمة للحركة السياسية في الدواخل اللبنانية. لقد نجحت الفاشيات الشيعية في صياغة سياساتها الانقلابية على قاعدة تحالفات انتهازية مع مختلف اجنحة الاوليغارشيات الحاكمة، لجهة إدارة سياسة توزيع المسالب على تنوع موضوعاتها (المالية والسياسية، Spoils System)، عند استعادتها للدور التحكيمي الذي لعبه النظام السوري، والنهج المالي والاقتصادي الذي تأسس مع رفيق الحريري وربطه بسياسة القضم الشيعية، لجهة توسيع دائرة نهب الاموال العامة والخاصة، وتحصين السياسة الانقلابية المبنية على خط التواصل مع سياسة النفوذ الايرانية التي يلعب فيها حزب الله دورا مركزيا، سواء لجهة دوره العسكري، أم السياسي، أم لجهة حماية نظام الملالي والاوليغارشية الحاكمة في إيران وسياسة النفوذ الشيعية التي يقودها في المنطقة.

إن النظام الپوليارشي الذي تأسس دستوريا وسياسيا مع جمهورية الطائف قد جعل من لبنان متغيرا تابعا لسياسات النفوذ الاقليمية من خلال آليات التعطيل على مستوى السلطة الاجرائية، والتداخل بين السلطات الاجرائية والتشريعية والقضائية على قاعدة الالغاء الفعلي لمبدأ فصل السلطات (Conflits de juridiction)، والاحتكام لسياسات النفوذ الخارجية والداخلية بديلا عن الآليات الدستورية والأحكام السيادية.

إن التحالف بين التيار الوطني وحزب الله ما هو الا توسيع لتطبيقات ما جرى على مستوى الاتفاق الرباعي وتفاهم بعبدا وطاولات الحوار، والتصدي العنيف لثورتي الأرز في ال ٢٠٠٥ و١٥ آذار ٢٠١٩، وتسليم مختلف اطراف الاوليغارشيات بمقولة “الشعب، الجيش والمقاومة”، ومحاولة ادخال البطريركية المارونية ضمن لعبة التغطية في مرحلتي صفير والراعي (كنت شاهدا لأن وساطتي طلبت زمن البطريرك صفير في ٢٠٠٥ غداة اغتيال الحريري)، والتسويات والمقايضات المصلحية والامنية التي تمت مع كل من اقطاب الاوليغارشيات افراديا، او من خلال سياسات الاغتيال أو الترهيب كما جرى مع اغتيالات فريق ١٤ آذار المتلاحقة، وهجوم ٧ اب ٢٠٠٨.

ب-سقوط المنظومة الحاكمة لجهة شرعيتها الادائية، وبفعل المفارقات الدستورية والممارسات السياسية التي لازمت حكم الطائف، وتشاركها على مستوى سياسات النهب المنهجي للاموال العامة والخاصة، وتحويل موارد الدولة واداراتها الى روافد لتحفيز السياسات الريعية والحيازات والزبائنيات، والمقايضات السيادية مع سياسات النفوذ العربية والاسلامية المتنازعة (سوريا، العراق، السعودية، قطر، ايران، تركيا، والحركات الارهابية الاسلاموية… ).

إن الشعار الذي رفعته الحراكات المدنية “كلن يعني كلن ” لم يكن تعميمًا خاطئا او تجنيًا عليهم او على بعضهم، بل كان توصيفا واقعيا وصريحا لما انطوت عليه هذه الممارسات من مكابرة ودوس مبرح لكل المعايير الاخلاقية والقانونية والادائية التي يجب ان تحكم الممارسات السياسية في النظام الديموقراطي الذي ارتضيناه لانفسنا، استثناءً وحيدا في هذه المنطقة من العالم.

تقع محاولات البري والحريري وجنبلاط والميقاتي والصفدي وحزب الله استثناء انفسهم من هذا التوصيف لطبيعة اداء الاوليغارشيات الشيعية والسنية والدرزية ومواليها داخل دوائرها المذهبية وخارجها، ضمن دائرة الانكار الإرادي وسوء النية، وواقع الانقطاع النفسي والفعلي وانعدام المحاسبة المتولدين عن ثلاثة عقود من الاستباحات المعنوية والسياسية والمالية، وما آلت اليه من انعدام للحس الأخلاقي الأولي.

اما السياسيون في الاوساط المسيحية “فقد استعادوا حيثما تركوا”، كما قالها لي البطريرك صفير غداة عودتهم للحياة السياسية، لجهة صراعات النفوذ العبثية، والالتحاق بسياسات النفوذ الشيعية والسنية على مقلبيها الداخلي والخارجي، وعلى قاعدة التسليم بمقاطعة النفوذ الجنبلاطية في منطقة الشوف الاوسع، فدخل ميشال عون في التسوية مع حزب الله على أساس مقايضات مالية وسياسية مفخخة، وسمير جعجع في معادلات النفوذ المتقاطعة من الباب السعودي تأمينا للريوع السياسية التي افتقدها بفعل المحاصصات القائمة.

اما بقية الاقطاب السياسيين الظرفيين( الياس الهراوي،اميل لحود، ميشال سليمان واصناؤهم على المستوى النيابي أو السياسي)، فلا شأن لهم الا بقدر ما رسمت لهم من الادوار من قبل النظام السوري ومراكز النفوذ السنية والشيعية والدرزية، في حين أن الكتائب وعائلة الجميل احيلوا الى سياسات التبعية السورية ( جورج سعاده، منير الحاج، كريم بقرادوني ١٩٩٠-٢٠٠٥)، والتفتيش عن دور عبر احياء ماض مندثر، والبحث عن تحالفات لم تتوافر بالقدر المطلوب، او من خلال وهامات وحراكات غير متماسكة، والتفتيش الحثيث عن مصادر للتمويل (أمين وسامي الجميل، ٢٠٠٥-٢٠٢١)، تليها حركة اقطاع سياسي ضيق النطاق وهامشي ومافيوي الطابع ومرتهن لسياسات النفوذ السورية والايرانية (سليمان فرنجية)، وحزب الاحرار الذي احيل الى الهامشية السياسية طوال الثلاثين سنة الماضية.

اما الاحزاب القومية العربية والسورية فقد احيلت الى الموت لصالح الاسلام السياسي والحركات الارهابية وسياسات النفوذ الاسلامية (الايرانية والتركية والسعودية والقطرية…) الملازمة له مداورة او مباشرة، بفعل انفجار النظام الدولتي العربي و اندثار روايته الايديولوجية وتبدد مراكز نفوذه، والتحاق الحزب القومي السوري بمنظومات انقلابية جديدة من خلال دوره المتجدد في عمليات الاغتيال السياسي واستهداف السلم الاهلي في البلاد.

ختاما نصل الى وسائل الاعلام على تنوع منابرها المكتوبة والمسموعة والمرئية، وعلى خط التقاطع بينهما في الزمن الرقمي. على الرغم من التطورات التقنية والعلمية في المجالات الاعلامية، ودخول وسائل التواصل الاجتماعي الى لب العمل الاعلامي ومنافسته المؤسسات الاعلامية لناحية مصادر المعلومات ومقاربتها النقدية، بقي الاعلام والاعلاميون في لبنان أداة تستعملها مراكز النفوذ السياسية-المالية من أجل تسويق وتمويه ارائها ومصالحها.

ج-الأزمات المالية والايكولوجية على خط التقاطع بين المصالح الاوليغارشية وسياسات النفوذ، لا امكانية لفهم الازمات الحالية وتداخلاتها ان لم نعي أن جمهورية الطائف بنيت على أساس موت الحيثيات السيادية وتحول لبنان الى امتداد استراتيجي تستعمله مراكز قوى اقليمية وداخلية من أجل ترفيد سياساتها ونفوذها. لقد أتي برفيق الحريري رئيسا للوازرة في العام ١٩٩٢ من أجل قيادة مرحلة اعمار البلاد بعد الحرب المديدة (١٩٧٥-١٩٩٠) على قاعدة تفاهمات ومحاصصات مالية وسلطوية تمت بين السعودية وسوريا، ووضع اليد على القرار المالي والاعماري والمدني من قبل المقاول-السياسي ذي التفويضات المتقاطعة.

لقد وضعت سياسة الديون الرديئة وأتي بالصناديق الانتهازية من اجل القيام بسياسة اعمارية غير متماسكة في قطاعاتها وأولوياتها، وخارجا عن اي سياق تداولي وتقريري ديموقراطي مع المجتمع المدني والمعنيين في مختلف القطاعات والمناطق. لم يشرح أحد لنا لما اختيرت سياسة الاستدانة عبر الاكتتابات بسندات الخزينة على حساب سياسات القروض الميسرة التي تعطيها المؤسسات الدولية والدول، مدغمة بسياسات شرطية تحول دون سرقة واساءة التصرف بالاموال العامة عبر الاختلاسات او عبر المشاريع المشبوهة في أولويتها ومقاولتها، أو على حساب تثبيت الاستقرار السياسي كمدخل أساسي من أجل تحفيز الاستثمارات وتنويع قطاعاتها ومصادرها.

لقد عمدت سياسات النفوذ التي تلت اغتيال رفيق الحريري الى مصادرة القرار المالي والاقتصادي من قبل ناد سياسي-مالي مغلق، قوامه اعضاء الاوليغارشيات السياسية-المالية وشركائهم ومرجعياتهم الاقليمية والدولية، من أجل متابعة نهب الاموال العامة والخاصة من خلال سياسة اقراض الدولة بفوائد ريعية مضخمة (١٢-٤٢ / ١٠٠) ، بدل من توظيفها في سياسات انمائية قائمة على التداخل بين الاقتصاد المعرفي وتطبيقاته الخدماتية والزراعية والصناعية والايكولوجية، وتطوير تقسيم القطاعات التربوية والبحثية والمهنية.

د-السياسة الانقلابية ومحاور الصراع الاقليمي، ان التعايش مع السياسات الانقلابية التي خبرها لبنان مع القوميين السوريين (١٩٤٩ ، ١٩٦١)، والتيار الناصري(١٩٥٨)، واليساري-الفلسطيني( ١٩٦٥-١٩٨٢)، ووضع اليد السورية من خلال سياسات السيادة المحدودة والمعطلة والاستنسابية (١٩٨٢-٢٠٠٥)، وسياسة النفوذ الايرانية (٢٠٠٥-٢٠٢١) قد اصبح مستحيلا خاصة مع الاعلانات الصادرة عن حزب الله، والمقولات السائدة في الاوساط الشيعية لجهة شرعية الكيان الوطني اللبناني، والحيثية الدستورية والفعلية للدولة اللبنانية، وحقائق الاجتماع السياسي اللبناني العائدة لبنيته التعددية وخياراته الليبرالية والديموقراطية والميثاقية.

ان سياسة الحرب الشاملة بشقيها الداخلي (تدمير الشق الشرقي من العاصمة من خلال عملية المرفأ الارهابية وما تلاها من اغتيالات وتلاعب بمسرح الجريمة، والتصرف بمجريات التحقيق والحؤول دون الاشراف والمشاركة الدوليين والابقاء على الغموض المطبق بعد انقضاء ٦ اشهر عليها)، والخارجي (التوتر الاستنسابي على الحدود اللبنانية-الاسرائلية، المداخلات في سوريا والعراق والاراضي الفلسطينية واليمن والبحرين)، ووضعية الاستثناء السيادي التي يمحضها حزب الله لذاته على كل المستويات الداخلية والخارجية ( المنعزلات، العمل الاقتصادي والمالي المنحرف، المناهج الحياتية والتربوية، الأمن الذاتي، التصرفات بالمؤسسات العدلية والأمنية، خرق المؤسسات الأمنية والعسكرية من خلال تثبيت وتوزع مواقع النفوذ في داخلها، وعلى مستوى السياسات الدفاعية والخارجية، واستباحة الحقوق العقارية غير الشيعية …)، واعتماد الارهاب من خلال الاغتيالات المتنقلة، وتدمير مفهوم وحصانات دولة القانون المعنوية والمدنية والتشريعات الوضعية الملازمة لها.

ان واقع الاستثناءات السيادية ثابت في لبنان ويبدو أنه الاثبت في بلد لم يبق من سماته السيادية الا الاسم. هذا الواقع المتنامي سوف يجعل من المخيمات الفلسطينية مجددا، ومن ترسخ التهجير من سوريا، بعد انقضاء عشر سنوات على بدايته، منطلقا لنزاعات ومداخلات سوف تقضي على ما تبقى من مناعة وتماسك وطنيين في بلد متهالك ينهار يوما بعد يوم.

ان عمل التدمير المنهجي لمفهوم وواقع دولة القانون والسمات السيادية الملازمة لها، هو الطريق المباشر نحو تفكيك ما تبقى من أوصال لدولة متداعية، وما سوف تستحثه من سياسات نفوذ إسلامية مضادة (تركية وجهادية وسعودية…) ونزاعات بديلة بين سياسات النفوذ الاقليمية.

ما الحل اذن اذا ما اردنا الخروج عن واقع التعطيل المميت الذي تختصره الجائحة التي اتت لتدغم هذه الوقائع وتجعل منها كابوسا نرزح تحت تردداته منذ ١٥ شهرًا، وتحالف الافاعي القائم لم ير ضرورة لكسر هذه الحلقات الجهنمية التي دفع بها على عقود من الاستباحات والنهب والارهاب والتسيب وانعدام المحاسبة وغياب الحس الاخلاقي.

هذه الاوليغارشيات التي نهبت ما يقارب ال ٥٠٠ مليار دولار اميركي، وتركت بلدا منهارا بفعل مقاصد واساءات ارادية ومصالح فردية وجماعية غير آبهة لحقوق الآخرين، افرادا كانوا ام جماعات، لا امكانية للرهان عليها نظرا لعدم توافر مرتكزات قيمية مشتركة تجعل من الحوار العقلاني والمنزه سبيلا لحلول سياسية عامة ذات طابع ملح وخلاصي، نحن شعب يغرق. يجب أن يأتي تدويل الازمة تكملة لتدويل الاوضاع الامنية والاستراتيجية في جنوب لبنان، ومنطلقا لحوار حر يخرجنا من الاقفالات الاوليغارشية، يسمح لنا التداول في الحيثيات القيمية والسياسية من أجل وضع هندسة دستورية سوية وعملية تخرجنا من الواقع النزاعي المسدود، وتدخلنا في ديناميكية سلمية واصلاحية تراكمية.

على هذه النقلة النوعية في ادارة هذه النزاعات المتكاثفة ان تتلازم مع تدويل الازمات المالية لجهة التحقيق الجنائي المالي وتفعيل مقرر ماجنتسكي باتجاه اصدار مقرر مماثل لمقرر قيصر يجيز تخريج سياسة عقابية تقضي تجميد الارصدة العائدة للاوليغارشيات ومصادرتها واعادة هيكلة النظام المصرفي بناء على مقررات بازل الثلاث.

ان الفشل في الدخول في ديناميكية التفكيك التدرجي للنزاعات هو مدخل لديناميكيات تراجعية تحيلنا الى مستنقع النزاعات الراكدة ومفاعيلها التدميرية.

 

إسرائيل تناور عسكرياً وروسيا تنشط لبنانياً: خرائط الحدود تتغيّر

منير الربيع/المدن/17 شباط/2021

على وقع المناورات العسكرية الإسرائيلية المستمرة بالقرب من الحدود اللبنانية، يتكاثف الاهتمام المحلي والدولي بالوضع في الجنوب، انطلاقاً من ملف ترسيم الحدود. وفي قراءة لبنانية للمناورات الإسرائيلية، هناك استبعاد لأن يكون هدفها الدخول في عملية عسكرية أو أمنية في لبنان. فالعمليات لا يمكن أن تلي مباشرة المناورات.

مناورات وترسيم حدود

وهناك من يرى في التحركات الإسرائيلية رسائل للضغط على اللبنانيين في ملف ترسيم الحدود، من خلال استعراض القوة عسكرياً وميدانياً، أو من خلال نشر خريطة جديدة تشير إلى توسيع المساحة التي تطالب بها إسرائيل في عملية الترسيم البحري. وهذا رداً على التصعيد اللبناني: المطالبة بـ 2290 كلم مربع بدلاً من 860.

وفي لبنان تعقد اجتماعات عديدة بين جهات معنية بهذا الملف، للبحث في كيفية تعزيز الموقف اللبناني أمام المجتمع الدولي. ولا يزال الخلاف قائماً حول التوجه إلى إقرار مرسوم أحادي الجانب يثبت حق لبنان بالمساحة الكاملة. وينتظر اللبنانيون مبادرة جديدة تحيي مفاوضات الترسيم، وسط تضارب في التقديرات والمعلومات. فالبعض يستبعد أي تطور قريباً، فيما يشير آخرون إلى اقتراب إعادة إحياء المفاوضات. لذا، تعمل جهات لبنانية متعددة على تشكيل جبهة رأي عام ضاغط على القوى المحلية والخارجية لعدم التنازل عن حصة لبنان كاملة.

روسيا ولبنان

في موازاة هذا الموضوع، واستمرار تعطيل عملية تشكيل الحكومة الذي يؤجل البحث الجدي في الملفات الخلافية، برز اهتمام روسيا المتجدد بلبنان. فقد أجرى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف سلسلة اتصالات بشخصيات سياسية لبنانية، منها الرئيس المكلف سعد الحريري، إضافة إلى توجيه دعوة روسية لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لزيارة موسكو. والاتصال الروسي بالحريري ينطوي على دعم واضح ومباشر في عملية تشكيل الحكومة. وهذا موقف روسي ثابت لم يتغير منذ أشهر طويلة. ويأتي التحرك الروسي بعد زيارة أجراها مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية، أمل أبو زيد، إلى موسكو ولقائه بوغدانوف هناك. لكن الواضح أن الموقف الروسي لا يزال يميل إلى الحريري. صحيح أن روسيا لا تمتلك أي مبادرة في لبنان، لكنها مهتمة جداً بملفات لبنانية عدة، انطلاقاً من النفوذ الروسي في سوريا، ومشاركة شركة نوفاتيك بعمليات التنقيب عن النفط، وإعادة تأهيل وترميم خزانات النفط في طرابلس.

وكل من هذه الملفات، يرتبط بدور روسي مستقبلي ركيزته عملية ترسيم الحدود البرية والبحرية بين سوريا ولبنان برعاية روسية. لكن ذلك يحتاج إلى نضوج الظروف الدولية والإقليمية، وإرساء حلول أو تفاهمات جديدة في لبنان. لكن الاستعصاء اللبناني يتمادى، فيما التصعيد مستمر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري.

 

جورج ياسمين يهاجم أبرز رموز الشيعة اللبنانيين

نذير رضا/المدن/16 شباط/2021

لعل من أسوأ تبعات الخطاب الرائج في ظل الانقسامات السياسية، الغوص في الطائفية، وتزوير التاريخ، والبناء على اعتقادات خاوية لتأليب الرأي العام المسيحي في وجه خصوم سياسيين، استناداً الى ما يعتقده القائل، أو يستحضره على عجل من كتب التاريخ.

لكن جورج ياسمين، مذيع الأخبار في قناة "أو تي في" ومقدم أحد برامجها السياسية، والذي لا ينفكّ يكرر بأنه يقرأ الكتب، هو في الواقع عاجز عن تكوين ثقافة. يقرأ ما يعزز اعتقاداته من التاريخ، وهو ما أدى به الى ارتكاب خطأ كبير بحق شخصية نضالية كبيرة بحجم أدهم خنجر، وإسقاط دعاية تحريضية ضده، قد تكون من أبرز تبعاتها إسقاطه من الذاكرة اللبنانية كثائر من جنوب لبنان، قارع الاحتلال الفرنسي، وأعدمته القوات الفرنسية في زمن الانتداب بعد إلقاء القبض عليه في جنوب سوريا، في منزل الأمير سلطان باشا الأطرش الذي كان قد حماه ومنع الفرنسيين من اعتقاله، لكنهم في ما بعد اغتنموا خروج الأطرش وداهموا البيت. في برنامجه الحواري، الإثنين، كان مصراً على أن خنجر، ارتكب مجازر بحق المسيحيين! قال كلمته من غير أن ينفي أن خنجر كان بطلاً، لكنه حاول بهذا الاتهام تهشيم صورته، والتشويش على حقيقة لا خلاف عليها بأن خنجر واحد من أبرز رموز النضال لدى الشيعة في مطلع القرن الماضي، ولعله يتصدرها، ليس لكونه أطلق النار على الجنرال غورو، فأصابت الرصاصة كمّ يده، بل لأنه ابن "بيك" تمرّد على واقعه، وانحاز الى الفقراء، واختار طريق النضال ودفع ثمنها، بداية في المنافي بين سوريا وفلسطين والأردن، وصولاً الى القاء القبض عليه وإعدامه.

وخنجر، في نظر الكثير من الشيعة، رمز نضالي وقيادي جاء بعد نحو مئة عام على رمز جنوبي آخر، هو الشيخ ناصيف النصار، الذي قتل في حملة لوالي عكا، أحمد باشا الجزار، على جبل عامل. وسار كثيرون على نهج خنجر، لمقارعة الانتداب الفرنسي، ومن أبرزهم صادق حمزة الفاعور، وحسين بزي وغيرهما من المقربين من السيد عبد الحسين شرف الدين، أحد أبرز القيادات الجنوبية في ذلك الوقت.

وبهذا الاتهام، ينتقل ياسمين من وصف خنجر بأنه "قاطع طريق" (وهي نقطة الخلاف التي حالت دون ذكره في كتب التاريخ التربوية في لبنان)، الى "قاتل" ارتكب مجازر بالمسيحيين. هو اتهام لا يقتصر نفيه على بطلانه فحسب، بل يستدعي الإدانة والاستنكار لأنه اتهام باطل، وتحريضي، ويتهم القيادات الشيعية بإقصاء الآخر من جنوب لبنان، وهو ما تنفيه الوقائع منذ 1860، وصولاً الى الحرب اللبنانية، حيث لم تُسجل حالة تهجير واحدة من الجنوب.. وأكثر من ذلك، حين واجه المسيحيون مخاوف وجودية في حقبة الثمانينيات الماضية، تقاسم أهالي الجنوب سلاحهم المعدّ لقتال إسرائيل مع أبناء القرى المسيحية لحماية أنفسهم، وتلك وقائع لا يدحضها أحد، وهي موثّقة.. ولا داعي لذكر تفاصيلها الآن.

ويبدو أن القارئ ياسمين، لم يفتح كتاب "أدهم خنجر" للكاتب الدكتور جهاد بنوت الصادر في العام 1998، لمعرفة اي تفصيل مرتبط بهذا الثائر الجنوبي، حفيد الثائرّين حسين شبيب آل صعب ومحمد علي شبيب آل صعب منذ العام 1840. الأول واجه القوة العسكرية المصرية وقتل في معركة في برّ الشام (في منطقة حدودية بين لبنان وسوريا)، أما الثاني وإلى جانب دوره في مقارعة القوة المصرية، آوى المسيحيين الفارين من المقاتلين الدروز آنذاك في العام 1860 في منزله في المروانية في جنوب لبنان، وقدم لهم الحماية، بحسب ما يذكر الكاتب شاكر خوري في كتابه "مجمع المسرّات". 

من هؤلاء، جاء أدهم خنجر مناضلاً وثائراً. أدهم خنجر ابن البيت المتمكّن مالياً، الصياد الماهر، والمتعلم، وابن العزّ والوجاهة الذي اختار النضال ضد قوة الاحتلال آنذاك. ولم يتوانَ خنجر عن قتل المتعاملين مع المحتل، من مسلمين ومسيحيين. لم يفرّق بينهم، عملاً بمنهج الثوار في كل دول العالم آنذاك حين لا تكون هناك حكومات مركزية، أو تكون الدول مسلوبة الإرادة وواقعة تحت الاحتلال، وفرنسا واحدة منهم في الحرب العالمية الثانية.. واختار خنجر التمرّد على الاقطاعيين الذين ينحدر منهم، بهدف إطعام الفقراء، وتأمين تعليمهم.

وإذا اشتبه ياسمين بحادثة عين ابل التي قتل فيها مسيحيون في أوائل ربيع 1920، التي لم يكن خنجر أو صادق حمزة الفاعور جزءاً منها، فإنه من المفيد تذكيره بأن الحادثة المدسوسة أظهرت أن القوات الفرنسية استغلتها للقيام بحملة عسكرية واسعة استخدمت فيها الطائرات الحربية في جنوب لبنان ترافقت مع حملة شبيهة في جنوب سوريا، لتأمين معركة دمشق التي وقعت في ميسلون في تموز/يوليو 1920.. ولم تمنع حملات البطش خنجر ورفاقه من مواصلة النضال.

على أي حال، هذا الاختلاط بالمفاهيم ينطبق أيضاً على جمع ياسمين في الحلقة نفسها بين "الديموقراطية التوافقية" و"الديموقراطية العددية"، وهما شيئان منفصلان وليس هناك من مفهوم واحد باسم "الديموقراطية التوافقية العددية" كما قال، وهو تفصيل في خطاب سياسي لن نخوض فيه.. لكن لو قُدّر للكاتب جوزيف حرب عُمرٌ أطول، وأنجز المسلسل الذي كان يكتبه عن أدهم خنجر استناداً الى وثائق فرنسية تنفي اقصاءه للمسيحيين، لكان تسنّى لياسمين وآخرين أن يطلعوا على سيرة ثائر من طراز أدهم خنجر، يعده اللبنانيون في جنوب لبنان جزءاً مشرقاً من تاريخهم.

 

سلاح الذاكرة/مقابلة مع مكرم رباح

مايكل يونغ/موقع كانيغي للشرق الأوسط/16 شباط/2021

يناقش مكرم رباح، في مقابلة معه، كتابه الذي صدر حديثًا حول الصراع بين الدروز والموارنة خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

مكرم رباح أستاذ محاضر في قسم التاريخ والآثار في الجامعة الأميركية في بيروت، تصبّ اهتماماته البحثية على تاريخ الشرق الأوسط الحديث وتاريخ لبنان الحديث والحرب الأهلية اللبنانية ودور الذاكرة في تحقيق المصالحة. هو مؤلّف كتاب Campus at War: Student Politics at the American University of Beirut 1967-1975 (حرم جامعي في حالة حرب: السياسات الطالبية في الجامعة الأميركية في بيروت 1967-1975) (منشورات نيلسون، 2009)، وصدر له كتاب جديد حول الهويات الجماعية والحرب الأهلية، يحمل عنوان Conflict on Mount Lebanon: The Druze, the Maronites and Collective Memory (الصراع على الجبل: الدروز والموارنة والذاكرة الجماعية) (منشورات جامعة إدنبرة، 2020). يُشار إلى أن رباح يكتب بشكل منتظم في منشورات إقليمية ودولية عدة حول القضايا السياسية في الشرق الأوسط.

أجرت "ديوان" مقابلة معه في أواخر كانون الثاني/يناير للنقاش حول كتابه الأخير.

مايكل يونغ: نشرت مؤخرًا كتابًا بعنوان "الصراع على الجبل: الدروز والموارنة والذاكرة الجماعية". ما الذي تتناوله في الكتاب وما الحجة الرئيسة التي تقدّمها؟

مكرم رباح: أُركّز على الصراع، أو بالأحرى على الصراعات بين الموارنة والدروز، هاتين الطائفتين اللتين أسّستا الكيان اللبناني، لذا يمكن اعتبار كتابي مساهمة متواضعة في تاريخ لبنان عمومًا. يُضاف إلى ذلك أنه محاولة لفهم الصراع إنما من منظور جديد كما آمل، هو منظور الذاكرة الجماعية. وأرى أن هذا أمر ضروري من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، إذ إنه لا ينطبق فحسب على هاتين الطائفتين اللتين يُفترض أنهما عدوّتان قديمتان، بل يشمل أيضًا سائر الطوائف اللبنانية.

يونغ: إلامَ توصّلتَ في أبحاثك حول الذاكرة الجماعية والتاريخ الشفهي للصراع بين الدروز والموارنة؟

رباح: إن الذاكرة الجماعية والتاريخ الشفهي موضوعان مشوّقان للغاية، خصوصًا عند التعمّق في دراستهما، لأنهما يمنحاننا خارطة طريق جديدة لفهم الحرب التي اندلعت في العام 1975 بين مختلف الفصائل اللبنانية. أظهر بحثي أن المشاركين في الحرب لم يستخدموا فقط الرصاص في معاركهم، بل لجأوا أيضًا إلى السلاح الأخطر على الإطلاق، وهو سلاح الذاكرة الجماعية. لطالما اعتبر الباحثون المتعمّقون في الشؤون اللبنانية أن الطائفية أو التدخّل الأجنبي من الأسباب التي أدّت إلى نشوب الصراع، متجاهلين كيف عمدت مراكز القوة على اختلاف الطيف الطائفي إلى الحفاظ على الذاكرة الجماعية واستخدامها لتعبئة قواعدها الشعبية، بغضّ النظر عن الطائفية أو التدخّل الأجنبي.

من جهة أخرى، تشكّل الذاكرة الجماعية مصدرًا يساعدنا كمؤرّخين وكلبنانيين في آن، على فهم ما الذي دفع جيران عاديين إلى الاقتتال في ما بينهم، لكنه لسوء الحظ غير مُستخدم كما يجب. يُشار إلى أن الدمار لحق بالأرشيف التقليدي، أي بالمصادر المكتوبة الأولية والثانوية، ناهيك عن أنها يسهل التلاعب بها كما أظهرتُ في الكتاب. أما التاريخ الشفهي، فعلى الرغم من كل التحديات التي تواجهه، يشرّع أمامنا عوالم جديدة من الذاكرة.

يونغ: من المثير للاهتمام أنك تركّز على الدروز والموارنة، مع أن هاتين الطائفتين اليوم عبارة عن أقليتين لم يعد تأثيرهما على المشهد السياسي كما كان عليه خلال سنوات الحرب الأهلية وما قبلها. ما أهمية الدور الذي يؤديه الدروز والموارنة في المعترك السياسي اللبناني اليوم، وهل تغيّرت العلاقات بينهما نتيجة التراجع الديموغرافي الذي شهداه؟

رباح: لا تتمحور السياسة في لبنان حول لعبة الأعداد والأقليات كما قد يروّج البعض، بل حول البحث عن الصيغة الأمثل لتقاسم السلطة. بسطت هاتان الطائفتان نفوذهما على هذه الدولة الجبلية الصغيرة لفترة من الزمن، لكنهما لم تتمكنا من الحفاظ عليه ببساطة لفشلهما في بناء دولة أمة حديثة. على المدى الطويل، ثَبُت أن سعيهما إلى السلطة لم يكن مؤاتيًا لهما ولا للبلاد. وفي سياق المشهد السياسي اللبناني الراهن، ستتعلّم الطبقة الحاكمة عاجلًا أم آجلًا هذا الدرس عن مخاطر الغطرسة.

يونغ: باعتبارك تنتمي إلى الطائفة الدرزية، هل ثمة ما فاجأك خلال البحث الذي أجريته حول ميليشيا القوات اللبنانية التي يهيمن عليها الموارنة؟

رباح: بصفتي مؤرخًا عن لبنان، كنتُ مهتمًا في فهم صعود نجم القائد الماروني الشاب بشير الجميل في زمن الحرب والتحوّل الذي قاده داخل حزبه. وفي نهاية المطاف، أدّى قراره بالوصول إلى القمة وتولي رئاسة الجمهورية اللبنانية في العام 1982 إلى قتله، وإلى إضعاف المجتمع العسكري الذي أسّسه. فمن خلال توحيد الميليشيات المسيحية وإرغامها على الاندماج في إطار القوات اللبنانية، ووضع حدّ للتنوّع داخل المشهد السياسي المسيحي، أنشأ بشير كيانًا عجز عن الصمود بعد اغتياله، ومهّد نوعًا ما الطريق أمام صعود ميشال عون الذي كان آنذاك قائدًا للجيش. ويُعتبر مسار الأحداث هذا نقيض النموذج الذي جسّده بشير الجميل ومات من أجله.

ما ينطبق على الموارنة ينسحب أيضًا على الدروز وعلى جهات لبنانية أخرى حاولت توحيد طوائفها تحت شعار تهديد وجودي مُفترض، وبالتالي تحييد الخصوم الداخليين. وقد حاولتُ في كتابي سرد قصة أولئك الذين شُطبوا فعليًا من تاريخ الحرب اللبنانية، سواء فصيل الرئيس اللبناني السابق كميل شمعون أو اليزبكيين الدروز بزعامة الأمير مجيد أرسلان.

يونغ: أين تضع بشير الجميل في مسار تاريخ الموارنة خلال الحرب؟ هل كان بطلًا كما اعتقد الكثير من الموارنة، أم مجرمًا؟ أم تختار له صفة أخرى؟

رباح: على حدّ قول بشير نفسه، كان قديسًا وشيطانًا في آن. فقد كان قائدًا طموحًا أدّى دورًا لفترة، ورغب في فرض نسخته الخاصة للبنان على أنصاره وخصومه على السواء. توفي بشير في ريعان شبابه مناهزًا الـ34 عامًا، لذا من غير العادل ربما إصدار حكم بعيد المدى في حقّه، لكنه كان جزءًا من هذا التاريخ، الأشبه بالتراجيديا اليونانية، الذي ما زال اللبنانيون عالقين في دوّامته.

يونغ: تحدّثتَ بإسهاب عن كمال ووليد جنبلاط وحساباتهما في زمن الحرب. كيف تُقارن بين الشخصيتين ودورهما كزعيمين أساسيين للطائفة الدرزية؟

رباح: يختلف الاثنان من حيث نشأتهما، إذ كان كمال جنبلاط فيلسوفًا حالمًا يطمح ببناء لبنان الحديث قبل أن تذكّره المؤسسة السياسية المارونية، التي لم تكن منفتحة على التغيير، بجذوره الإقطاعية. في المقابل، يمكن وصف وليد بأنه كان ولا يزال شخصية أكثر براغماتية، على حدّ قوله. وهو ورث بعد اغتيال والده زعامة درزية أضعف، إلا أنه تمكّن من الفوز بالمواجهة العسكرية، لكن على حساب تهجير المسيحيين من مناطق عاليه والشوف لمدة عقد من الزمن بعد العام 1983، والتخلّي عن جزء من إرادته السياسية لصالح الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد الذي قدّم له دعمًا كبيرًا.

 

محاولة لـ"تهشيل" الفرنسيين... لهذه الغاية

أنطون الفتى/أخبار اليوم/الاخبار/16 شباط 2021

قد تكون الاستراتيجية الفُضلى للخروج من المأزق الحالي، هي تقبُّل بعض الأطراف البدء بتغيير طريقها، انطلاقاً من مبدأ "خسارة أقلّ".

فالإفراط في الحديث عن حقوق المسيحيين واستعادتها، بات مؤذياً جدّاً، للمسيحيّين أوّلاً، على أكثر من مستوى.

فعلى سبيل المثال، لو التزم "التيار الوطني الحرّ"، بالشّروط الدولية التي رافقت المبادرة الفرنسية، مع الدّيبلوماسي مصطفى أديب منذ أواخر الصّيف الفائت، لكان وضعه ("التيار") أفضل من أن يُضطَّر الى قبولها مُكرَهاً مع الرئيس المكلَّف سعد الحريري، بعد مراحل من البرودة حيناً، والتوتّرات في بعض المراحل، بين الحريري ورئيس "التيار" النائب جبران باسيل، منذ تشرين الأول عام 2019.

فهذا القبول القسري، سيكون انكساراً في مكان ما، حتى ولو رُفِضَ الإستثمار به، بعد عودة المياه الى مجاريها بين الطرفَيْن مستقبلاً، والتي ستعود عاجلاً أم آجلاً.

مثال آخر نذكره أيضاً، وهو لو أن "التيار الوطني" يعترف بضرورة الإعلان عن "تجميد" ورقة "التفاهُم" بينه وبين حليفه "حزب الله" لمدّة من الزّمن، ريثما يُتَّفَق على أمر واحد وأساسي بينهما، هو بدء تطبيق بعض الضّرورات "السيادية"، بدلاً من الغَوْص "المطّاط" في مراجعة الأوراق، لكان وضعه ("التيار")، ووضع المسيحيين، أفضل حتماً.

فعن أي مراجعة يتحدّث "التيار" مع "الحزب"، بعدما تغيّرت ظروف "ورقة التفاهُم" جذرياً؟

فهي وُقِّعَت في شباط عام 2006، أي قبل أشهر من اندلاع "حرب تموز"، التي شكّلت المنعطف الاستراتيجي الأساسي في مشوار "الحزب" المحلي والإقليمي، الذي استُتبِع بالمشاركة في الحرب السورية بعد سنوات. فضلاً عن أدواره ("الحزب") في ساحات أخرى، بحسب أكثر من معطى دولي. وهذا يعني أن ما لم يحصل عليه "الوطني الحرّ" من "حزب الله" بين شباط وتموز 2006، وبين عامَي 2006 و2012، وبين 2012 و2020، لن يتمكّن من نَيْله في عام 2021.

وانطلاقاً ممّا سبق، أما حان وقت الإستماع الى بكركي، اليوم قبل الغد، حفاظاً على حقوق المسيحيين، واللبنانيين؟

أكّد مصدر مُطَّلِع أن "الإنكسارات التي يشهدها "التيار الوطني" منذ مرحلة تكليف مصطفى أديب، تؤذي الحضور المسيحي على مستوى الدولة، لكونه الطّرف المسيحي الوازن الوحيد الموجود في السلطة اليوم".

ودعا في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى "سَحْب شعار استعادة حقوق المسيحيين من التداوُل، لأن الهدف الأساسي لدى فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، منذ تشرين الثاني الفائت، يتركّز على إلغاء العقوبات الأميركية عن باسيل، وتعديل مواقع قوّته داخل الحكومة، وإقصاء كلّ من يُمكنه أن ينافسه في الإستحقاق الرئاسي القادم".

وكشف المصدر عن "محاولة لدى الفريق الرئاسي تقوم على "تهشيل" الفرنسيين، ظنّاً منه أن ذلك سيُعيد واشنطن الى لبنان، بذاتها. فيتمّ التفاوُض معها حول الحصار على لبنان، والعلاقات اللبنانية مع طهران والعرب، والعقوبات على باسيل".

وأضاف: "قد يرحل الفرنسيّون إذا أخفق الحريري في فرض السّقف الذي تحدّث به في ذكرى اغتيال والده. ولكن الأميركيين لن يأتوا، وقد نجد الروس على الساحة اللبنانية لمدّة، بما لا ينسجم مع التطلّعات السيادية تماماً. فليس دقيقاً ما يُثار عن موافقة روسية كاملة على المبادرة الفرنسية المتعلّقة بلبنان".

وأشار المصدر الى أن "(المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي) ميخائيل بوغدانوف، أوصل رسائل حول أن استمرار التعطيل الحكومي هو إمعان في استنزاف الوجود المسيحي من لبنان. وطالب بالإسراع في تشكيل حكومة. ولكن لا أحد متأكّداً تماماً من الحدود التي يُمكن للرّوس أن يصلوا إليها، في كلّ ما يتعلّق بالبُعد السوري في الملف اللبناني. فهنا تبدأ التبايُنات و"الإفتراقات" بين موسكو والأطراف اللبنانية المسيحية، و"السيادية".

وعن مراجعة "ورقة التفاهُم" بين "التيار" و"حزب الله"، أجاب المصدر: "قد يحصل باسيل من خلال هذا المسار على نقاط غير أساسية، ليستثمرها أمام المسيحيين، وكأنه يواجه "الحزب".

وختم: "هو مسار غير نافع. فنظرة الشارع المسيحي الى "حزب الله" ما عادت جيّدة أبداً، وهذا ليس سرّاً. و"ورقة التفاهُم" لم تَعُد قادرة على تغيير الواقع".

 

الصراع حول التأليف.. من تداعيات حكم المحكمة الدوليّة؟!

عمر الراسي/وكالة "أخبار اليوم/16 شباط 2021

أطل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الذكرى الـ 16 لاغتيال والده كمن نال جرعة صمود، وتبين ان السجال الحاصل حول تأليف الحكومة في الظاهر هو بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اما في العمق فـ"حزب الله" هو الاشكالية التي باتت على طاولة البحث لبنانيا واقليميا ودوليا، ومعظم الملفات ذات الصلة من هبات ومساعدات او مؤتمرات داعمة للبنان بندها الاول الواضح: لا يمكن الركون لاي حكومة يتمثل فيها حزب الله.

"الجناح العسكري والجناح السياسي"

أشار مصدر دبلوماسي مكلّف بمتابعة الازمة، ان كل الدول الغربية تخطت "الجناح العسكري والجناح السياسي"، حيث لدى الحزب كتلة نيابية تعكس حضوره ضمن النسيج اللبناني، الى ادراجه في الخانة العسكرية فقط. وهذا الموقف هو الترجمة السياسية للحكم الصادر عن المحكمة الدولية.

وقال المصدر: ربما البعض لم يفهم الرسالة، فحين صدر هذا الحكم الذي اعتبر انه هزيل ولبنان تكبد مئات مليارات الدولارات على حكم بحق سليم عياش فقط... ولكن هذا الحكم واضح وصريح لجهة اتهام حزب الله بالاغتيال.

واضاف: لقد  قيل سابقا ان حكم المحكمة الدولية سيزلزل الكيان في لبنان وسيبدل المشهد فيه، وهذا المسار قد بدأ، حيث هذا الزلزال لن يكون على شاكلة 7 ايار او حرب او احداث امنية او انفجارات...

وانطلاقا مما تقدم، تأتي اعتبارات عدم اعتذار الحريري، حيث اشار المصدر الى وجود خشية دولية  من تكليف رئيس يتماهى مع الفريق الحاكم رئيس الجمهورية - حزب الله ومن خلفه ايران، وبالتالي يتم  تشكيل حكومة بضغط ايراني على غرار حكومات غزة والعراق سابقا.

3 احتمالات

الى اين سيتجه التأليف بعد كلمة الحريري؟ حدد المصدر 3 احتمالات:

- اولا: ان يعتذر الحريري عن تشكيل الحكومة ، ما يعني اقفال بيت الوسط والصعود الى الطائرة، بـ ONE WAY TICKET وترك الساحة السنية...  وهذا الاحتمال غير وارد على الاطلاق.

- ثانيا: ان يقتنع عون بتشكيلة الـ 18 وزيرا التي قدمها الحريري، ولكن الامر دونه عقبات، ابرزها ممانعة حزب الله لهكذا حكومة لا يضمن موقفها في المرحلة القادمة التي ستكون مثقلة بالتطورات القادمة على المستوى الاميركي الايراني، حيث الذين هللوا لرحيل الرئيس السابق دونالد ترامب تبين لهم في الترجمة العملية ان الرئيس جو بايدن يكمل المسار الاميركي الايراني. لا بل على العكس يرى بعض الدبلوماسيين ان ترامب كان يمكن ان يكون اقل تشددا من بايدن لانه كان يسعى - لو فاز في الانتخابات - الى تطوير الاتفاق النووي.

- ثالثا: ان يستمر الحريري في هذا المنحى متذرعا ومتسلحا بالاحاطة السنية غير المسبوقة الى جانبه بدءا من دار الفتوى حتى آخر مسؤول سني، حتى المعارضة السنية القريبة من حزب الله تلوذ بالصمت حيث لا احد يستطيع تحمّل في الوقت الراهن تبعات الوقوف في وجه الحريري.

لقاءان

واذ اعتبر ان تمسك الحريري بعدم مشاركة الاحزاب موجه حصرا الى حزب الله، اشار المصدر الى ان مسار التأليف ما زال طويلا، الا اذا  فتحت كوة في الجدار من باب الاستحقاقات الدولية والإقليمية كبيرة جدا، في هذا الاطار ينتظر لقائين اساسيين:

- اولا: لقاء بايدن والحبر الاعظم البابا فرنسيس.

- ثانيا لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد محمد بن سلمان

بعد هذين اللقاءين قد تتقشع بوادر مخارج الازمة اللبنانية.

وختم المصدر: على اي حال، الفرملة الاميركية لاندفاعة المبادرة الفرنسية مستمرة، وبالتالي مشهد اللقاء في قصر الصنوبر بين ماكرون او ممثل عنه مع موفد عن حزب الله لن يتكرر.

 

الحريري وباسيل: منازلة في الخيارات الفاشلة

هيام القصيفي/الاخبار/16 شباط 2021

تدور منذ ما قبل التكليف، معركة بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حول تأليف الحكومة. لكن التصعيد بات يتعدى خيارات التأليف ليصبح منازلة حول الخيارات الفاشلة لكليهما.

قد تكون الخلاصة الأساسية لخطاب الرئيس سعد الحريري، أن لا حكومة في الأمد المنظور. ولأن الخرق يبدو مستحيلاً حالياً، فيما تزداد الأوضاع الداخلية تدهوراً، يمكن قراءة ما انتهى إليه كلام الحريري حين كشف بوضوح جانباً من المشهدية الحريرية الموجهة في 14 شباط. وكذلك كشف جزءاً من الترهّل – الفضيحة الذي تعاني منه استراتيجية التيار الوطني الحر في تأليف الحكومة.

أظهر الحريري أنه ليس مستعداً للاعتذار عن عدم تأليف الحكومة. وهذا الاعتذار كان ولا يزال يشكل مقصد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في رغبتهما الواحدة في دفع رئيس الحكومة المكلف الى التنحي. في التسجيل المصوَّر الذي سُرِّب لكلام عون عن الحريري وصفه بالكذاب، وفي كلام الحريري كاد يستعمل الكلمة ذاتها في صورة غير مباشرة. وبقدر ما سعّر الخطاب السجال بينهما في انتظار ردّ باسيل المفصّل في «عظة الأحد»، فإن الطرفين باتا يجاهران على الملأ بعبارات واضحة عن عدم ثقة أحدهما بالآخر واطمئنانه إليه. فأي حكومة يمكن أن تخرج من رحم هذا المشهد الذي يذكّر بخلاف الرئيس إميل لحود والرئيس رفيق الحريري، حتى لو فرضت تسوية ما باتفاق خارجي، مع إضافة حضور باسيل الطاغي فيه.

يلعب الحريري على عامل الوقت، لأن مرور أشهر من دون حكومة يعني أن العهد وباسيل يراكمان خسائرهما، في ظل ارتفاع مستوى الانهيار الداخلي، ما يسهم في الضغط عليهما للقبول بما هو معروض. وهو يعتقد أن عدم تأليف حكومة حالياً أفضل من تأليف حكومة لباسيل فيها حصة الثلث المعطل، قبل أن يتضح موقف الادارة الاميركية الجديدة من لبنان. وهو كان حاسماً في القول إنه مستمر في جولاته الخارجية، من دون التوقف عند مردود وجود حكومة تصريف أعمال. لا بل إنه ضاعف في إظهار حجم اتصالاته الدولية ولقاءاته مقابل عزلة العهد إقليمياً ودولياً. لكن رهان الحريري الأقوى يبقى على حزب الله. يثق الحريري بأن الحزب لن يتخلى عنه (ولو أنه يوازن بينه وبين حليفه رئيس الجمهورية، الى حين موعد الفصل)، وأن تسويتهما قائمة، وأن خطاب الامين العام للحزب اليوم لن يستهدفه. والمصادفة أن الحريري ركّز هجومه ضدّ التيار في ذكرى 14 شباط، كما صبّه سابقاً في المناسبة ذاتها ضد القوات اللبنانية.

يدرك الحريري أن الحزب قادر على الضغط على باسيل، لكن الحزب غير مستعد بعد للتسوية الحكومية في انتظار ترتيب إقليمي ودولي، وهذا يعني أن هامش المناورة في يده لا يزال مسموحاً، فلا يضغط لتحديد موعد الاستحقاق. وفق هذا المسار، يصبح لافتاً استخدام الحريري كلمة «العد»، وقد سبق أن استخدمها بهاء الحريري قبل مدة أيضاً. فوقف العد، هي العبارة التي استخدمها الرئيس رفيق الحريري، في وجه المسيحيين، ليس من باب تأكيد احترام المناصفة، بعدما فعل التجنيس فعله المؤذي في التوازن وفي هويات مناطق لبنانية. والمصادفة أن يستخدمها الحريري بإيحاء من «مجموعة الذميين» المحيطين به، في ذكرى 14 شباط، التي لم تتحول، في السنوات التالية لاغتيال الحريري، الى تظاهرات في ساحة الشهداء الا بضغط من القوى المسيحية على اختلافها ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ولولا هؤلاء لكان تيار المستقبل لا يزال يرفع شعار النائبة بهية الحريري: «لن نقول وداعاً سوريا بل الى اللقاء». يذهب الحريري الى رفع سقف المواجهة مع رئيس الجمهورية من دون قفازات، وهو في تسريبه المتعمد لائحة عون، كان يحاول تصويب السجال نحو نقطة أخرى تلحق الأضرار بالتيار. فيكاد الطرفان يتباريان في فشل معركتيهما لتأليف الحكومة والاستعاضة عنها بمعارك جانبية.

لم تعد النقطة المحورية الصلاحيات الدستورية. لأن مشكلة التيار تبقى أولاً وآخراً في كيفية استخدام هذه الصلاحيات. فأن يكون رئيس الجمهورية يستخدم صلاحياته ليكون شريكاً كاملاً في عملية التأليف أمر يُدافع عنه ومطروح للنقاش السياسي منذ الطائف الى اليوم. لكن أن تكون عملية التأليف مبنية، بعد مخاض أشهر، على لائحة تضم خليطاً عجيباً من الأسماء المستوزرة، وبعضها القليل الجيد لا يمكن هضم وجوده على طاولة مجلس الوزراء مع آخرين مقترحين، فأمر يدعو الى مراجعة استراتيجية التيار القائمة منذ سنوات على اختيار لائحة أسماء عشوائية، من دون الأخذ في الاعتبار الكفاءة والمهنية. هكذا حصل في التعيينات الديبلوماسية، ومحاولات إجراء تعيينات عسكرية، واختيار جزء من النواب والوزراء السابقين والمقترحين. والأمر نفسه مرشح لأن يحصل في الانتخابات النيابية الفرعية، أو العادية العام المقبل. ومشكلة الاسماء، التي اعتُبر بعضها سابقاً على سبيل النكتة، ليس في ما يقوله الحريري من أنه لا يريد وزراء يتصلون برئيس حزبهم لمعرفة رأيه في ما يعرض على مجلس الوزراء، لأن وزراء «المستقبل» ليسوا أفضل حالاً، وكل الاحزاب سواسية، بل في النموذج الذي يقدمه التيار، بعد كل معركة تتعلق بالصلاحيات وبحقوق المسيحيين والثلث الضامن، وتعطيل الحكومة أشهراً كي يأتي بوزراء اختصاصيين نموذجيين. فهل بهذه الاسماء يحترم الدستور، في حكومة العهد التي تُعدّ للانتخابات النيابية وتناقش الخطط المالية وإيجاد حلول للانهيار المالي والكهرباء وغيرهما من الأزمات الحادة؟ وهل بهذه اللائحة الوزارية، كما إحكام السيطرة على مفاصل القصر الجمهوري استعداداً لمرحلة حساسة، يخوض التيار معركة الصلاحيات وحقوق المسيحيين؟ ليست المرة الاولى التي تنتهي معركة دستورية محقّة، على أبواب مصالح التيار… ولن تكون الأخيرة.

 

آخر معارك العهد… جبران أو الفوضى!

 كلير شكر/نداء الوطن/16 شباط 2021

لم يسبق لمسلسل الإشتباك بين قصر بعبدا وبيت الوسط أن بلغ هذا الحدّ من “التسطيح” للخلاف، وتبادل الاتهامات بالكذب والتكاذب على اللبنانيين. هكذا، أسقط رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وبضربة قاضية، المعنى الوجداني لذكرى 14 شباط، ليركّز خطابه السنوي على هدف واحد: تكذيب الرئاسة الأولى ومعها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، من خلال كشف بعض من وقائع التأليف. جلّ ما أراد إيضاحه، هو أنّ كلّ الضجيج الذي رافق اللقاءات الـ16 التي عقدت منذ تكليفه برئاسة الحكومة، لا تمتّ للحقيقة بصلة، بدءاً “باللائحة الملوّنة” التي تسلّمها من رئيس الجمهورية والتي رافقها الكثير من الجدل والتشكيك بحقيقة وجودها أصلاً، وصولاً إلى تركيبة الحصّة المسيحية ومدى الليونة التي أبداها الحريري في تسمية وزراء هذه الحصة، رداً على اتهامه بالتشدد من باب وضع يده على “حقوق المسيحيين”، كما يشكو الفريق العوني الذي تغافل أن سلوك الحريري مكبّل بضوابط موضوعة دولياً، تفرضها المبادرة الفرنسية التي تلقّفها الجانب الشيعي من اللحظة الأولى مبدياً تأييده لها ضمن هوامش محددة. هكذا، ومنذ مدّة غير قليلة، تتجنّد دوائر الرئاسة الأولى ومعها إعلام “التيار الوطني الحر” لتوثيق الردود والردود المضادة من باب الدفاع وتبرير ما يقوم به هذا الفريق إزاء مشاورات التأليف، وكلها تصبّ في خانة تسطير الأسباب والدوافع التي تملي على هذا الفريق صدّ محاولات رئيس الحكومة لتأليف الحكومة. تارة تحت عنوان “الإعتداء” على الحقوق، وطوراً تحت عنوان تجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية بمشاركة رئيس الحكومة في التأليف.

ولكنّ سلوك الفريق العوني لم يُقنع المشككين بحقيقة الخلفيات التي تدفع الرئاسة الأولى إلى ردّ الحريري في كلّ مرة يقصد فيها قصر بعبدا، خائباً، لتزيد من القناعة بأنّ ما تقوم به الرئاسة الأولى ليس سوى تحقيق لهدف واحد: تأمين مستقبل جبران باسيل من خلال استخدام ورقة الحكومة التي دخلت باريس على خطّها من خلال مبادرتها، وصارت مطلباً حيوياً لها لتأمين ممر لمصالحها في منطقة الشرق الأوسط عشية رسم خريطة النفوذ في المنطقة. مع العلم أنّ فرنسا ليست وحيدة في هذا المجال، والخريطة المطروحة لها إلتزامات مع دول أخرى داعمة لهذا المسار، بيّنتها جولة الحريري الأخيرة.

في الواقع، فقد صوّب الخطاب العوني إحداثيات سهامه الدفاعية، على فكرة أساسية، وهي الحقوق المسيحية المُعتدى عليها من جانب رئاسة الحكومة. وقد تناسى هذا الفريق أنّ رأس الكنيسة الكاثوليكية، أي البابا فرنسيس اضطر للتدخل من خلال تصويب النقاش الحاصل، ودعوة السياسيين ورجال الدين في لبنان إلى “وضع مصالحهم الخاصة جانباً والالتزام بتحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات، والعمل بطريقة شفافة وتحمّل نتائج أفعالهم”.

وطالب البابا فرنسيس بـ”ضرورة أن يحافظ لبنان على هويته الفريدة، من أجل ضمان شرق أوسط تعدّدي متسامح ومتنوع، يقدّم فيه الحضور المسيحي إسهامه ولا يقتصر على كونه أقلية وحسب”. وهذا الخطاب موجّه إلى “التيار الوطني الحر” بشكل خاص الذي يعتبر نفسه الأكثر تمثيلاً، سلطوياً، وشعبياً. وما لم يقله الفاتيكان، هو أنّ سياسة تضييع الوقت والهروب للأمام لن تؤمن مصالح المسيحيين ولا مقومات صمودهم. أكثر من ذلك، تشي المؤشرات بأنّ هذا الفريق لا يعتقد بأنّ لدى الحريري أوراق قوة تسمح له بإبقاء مرسوم التكليف في جيبه إلى أجل غير محدد، وبأنّه لا يزال بالنسبة لفرنسا وبعض الدول الإقليمية، الخيار المتوفّر لقيادة المرحلة الانتقالية، ومقتنع بأنّ الرهان على المتغيّرات الخارجية ستزيحه من المعادلة. كذلك يصمّ آذانه على ما حققه الحريري في جولته الأخيرة، ولو أن المعطيات أتت دعماً لموقفه حتى من جانب روسيا وإيران.

وبالتالي إنّ “الإنتقاص” من تكليف الحريري، بحجة عدم تمكّنه من انتزاع شرعية المملكة السعودية، لا يُطعم خبزاً ذلك لأنّ “التيار” كان أكثر المتحمسين لحكومة حسان دياب المنزوعة الدسم العربي. ولا يزال حتى اللحظة يروّج لطرح تسمية مرشح جديد لرئاسة الحكومة، حتى لو لم يجد له أي داعم اقليمي!

يخوض العونيون معركتهم على قاعدة “يا قاتل يا مقتول”، وبكونها آخر معارك العهد “حتى لو كانت حكومة حسّان دياب المستقيلة آخر حكومات ميشال عون”، ولكن من دون تقديم أي موجبات مقنعة للرأي العام تبيّن أهمية هذه المعركة وفائدتها وأهدافها. لا بل ثمة قناعة لدى شريحة كبيرة من المسيحيين أنّ نهاية هذه “الحرب” قد تقضي على الإرث والرصيد العونيَين والوجود المسيحي نهائياً، بعد أن يكون قد هاجر سوادهم الأعظم وترك البلاد بمن فيها! اذ، على الرغم من سيل البيانات والردود والتغريدات، لم ينجح الفريق العوني في تقديم خريطة طريق واضحة تظهر استراتيجيته من هذه المعركة وما هي بدائلها، في وقت كان يفترض بجميع الأطراف أن يستغلوا هذا الظرف لوضع أوراق مشاريع اقتصادية ومالية انقاذية تمنح اللبنانيين بعض الأمل. واذ بالحروب الكلامية تزيد من احباطهم ويأسهم. ولعل أكثر ما يثير الاستغراب بالنسبة لشريحة كبيرة من المسيحيين هو توقيت هذه المعركة في وقت تشهد البلاد انهياراً غير مسبوق على المستويات كافة، بمعنى أنّ الرأي العام فقد قدرة تحمّله أي معارك إضافية ملتبسة في أهدافها، بينما كان يفترض أن يخوض العونيون هذا الاشتباك حين كانت قواعدهم قادرة على المواكبة وتأمين ظهير قوي وحين كانت العلاقة مع “تيار المستقبل” في أحسن أحوالها، خصوصاً وأن المعركة ليست مبدئية أو عقائدية. أضف إلى ذلك، فإنّ مكانة “التيار” باتت أصلاً موضع تشكيك، سواء لناحية تماسك “تكتل لبنان القوي”، المتراص شكلاً، والمهزوز ضمناً، أو لناحية متانة التنظيم الحزبي، أو القواعد المؤيدة… أو حتى الحلفاء السياسيين.

 

عون يحاول إيصال البلد إلى أزمة حكم!

محمد شقير/الشرق الأوسط/16 شباط 2021

يدخل لبنان في حالة من الترقُّب السياسي لن تطول، وتتوقّف على رد فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حيال المكاشفة التي أطل بها الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري على اللبنانيين، شارحاً فيها ما آلت إليه مشاورات تأليف الحكومة مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي لا يزال يوصد الأبواب أمام تسريع ولادتها، وهذا ما انتهى إليه اجتماعهما الجمعة (الماضي)، والذي أعادها إلى نقطة الصفر رغم الجهود التي بذلها ماكرون وأدت إلى معاودة التواصل بينهما. فالذين توقّفوا ملياً أمام إصرار الحريري في مكاشفته، على المضي في تحمُّل مسؤوليته بتشكيل الحكومة وتأكيده بأنها ستتشكّل في نهاية المطاف، لم يكن في وسعهم سوى السؤال عن الأوراق السياسية التي هي بحوزة الرئيس المكلّف؟ وما إذا كانت بمثابة رافعة له تدعوه للتفاؤل في ولادة الحكومة؟ ومع أن الحريري يحتفظ لنفسه بهذه الأوراق، فإن المصادر المواكبة لردود الفعل الأولية على مكاشفته تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يتوجّه إلى بعبدا للقاء عون من باب المجاملة ومراعاة منه لرغبة ماكرون، وإنما لاختبار مدى استعداده للتعاون على قاعدة أنه قرر الاستجابة عملاً لا قولاً لمضامين المبادرة الفرنسية. وتلفت المصادر إلى أن ماكرون كان مهّد للقاء الحريري – عون باتصال أجراه بالأخير، وتقول إن الرئيس الفرنسي لن يبقى مكتوف اليدين حيال التصلُّب الذي أبداه عون برفضه إخراج عملية تأليف الحكومة من المراوحة كأساس لفتح ثغرة في الحائط المسدود الذي تصطدم به، وبالتالي فإن الحريري أراد أن يقتحم سلمياً قصر بعبدا لعل ساكنه يبادر إلى مراجعة حساباته وصولاً إلى تزخيم المشاورات لتسريع ولادة الحكومة.

وتؤكد أن الحريري نسّق مع ماكرون في كل شاردة وواردة تتعلق بالعُقد التي لا تزال تؤخر تشكيل الحكومة، خصوصاً لأنه بات على معرفة بكل التفاصيل، وتقول إنه لن يبقى صامتاً وسيكون له الموقف المناسب على ضوء معرفته للجهة التي تعرقل ولادة الحكومة، وهذا ما سيُظهره إلى العلن في غضون أيام معدودة.

لكن هذه المصادر تفضّل عدم استباق موقف ماكرون الذي سيصدر عن ماكرون سواء عنه مباشرة أو عبر فريقه الذي يعاونه في التواصل مع الأطراف الرئيسة لتذليل العقد التي تعترض عملية التأليف، وتراهن على أنه سيضع النقاط على الحروف بعد أن أمهل المعنيين بتأليفها لعل عون يتهيّب منذ الآن رد فعل باريس الذي لن يكون عاديا. وتعتبر أن مبادرة الحريري للإعلان عن اللائحة الملوّنة التي تسلّمها من عون وتضم مجموعة من الأسماء التي رشّحها لدخول الحكومة إن دلّت فإنها تدل على أن صاحب اللائحة ليس في وارد التعاون معه لتشكيل الحكومة، رغم أنه حاول تقديم ما ورد فيها من معلومات – وبحسب مكتبه الإعلامي – على أنها مغلوطة وغير صحيحة. فردّ عون على اللائحة الملوّنة هو أشبه بـ«الفيديو» الذي سُرّب واتهم فيه الحريري بالكذب من دون أن يتجرّأ على نفي الأسماء الواردة فيها، وإن كانت مصادره حاولت أن تخفف من وطأتها بقولها إنها ليست نهائية، وكانت بمثابة محاولة لتجميع عدد من أسماء المرشحين.

وفي هذا السياق، تؤكد المصادر نفسها أن ما حملته اللائحة الملوّنة يوحي بأن من أعدها ليس في وارد التعامل بجدية مع المحاولات الرامية لتشكيل الحكومة أو بات على استعداد للتعاون مع الرئيس المكلف، وإلا لماذا قصد إدراج مجموعة من الأسماء النافرة فيها؟

وتقول بأن من أعد مثل هذه اللائحة ليس في وارد التعاون مع ماكرون لإنجاح المبادرة الفرنسية، وإلا ما هو سر الاتصال بين أحد أبرز الوجوه في تياره السياسي بنائب وزير الخارجية الروسي الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، وإن كان تردد بأن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل هو من تولى الاتصال به.

وتؤكد المصادر أن الروسي كان واضحاً لجهة عدم وجود نية لدى موسكو لإطلاق مبادرة تتعارض مع المبادرة الفرنسية التي تؤيدها وتدعو للتعاون من أجل إنجاحها من قبل عون الذي هو رئيس لكل اللبنانيين وليس لفريق من المسيحيين، خصوصاً أن الرئيس المكلّف يُبدي حرصه على التفاهم معه ولا نية لديه للاعتذار.

وكشف أن عون يصر على الثلث الضامن في الحكومة، وتساءل من يقف وراء الستار لدعمه في مطلبه الذي يرفضه الحريري؟ وأين يقف «حزب الله»، ومدى صحة ما يقال بأنه أوعز إليه بكلمة السر هذه بعد أن كان نصحه بصرف النظر عن مطالبته بهذا الثلث؟

وترى المصادر أن لديها من المعطيات ما يشير إلى دعم «حزب الله»، وإلا لماذا يلوذ بالصمت؟ وتقول إن عون يستعدي جميع الأطراف ما عدا حليفه الوحيد أي «حزب الله»، وهو يحاول أن يقدم نفسه على أنه المظلوم الوحيد، على أمل أن يسترجع شعبيته، مكرراً بذلك ما فعله في حروب «الإلغاء» و«التحرير» أثناء توليه رئاسة الحكومة العسكرية. كما أن عون هو من أقحم نفسه في اشتباكات سياسية سرعان ما ارتدّت عليه، وهذا ما يفسّر تفهُّم رئيس المجلس النيابي نبيه بري لموقف الحريري والذي برز أخيراً في موقف لمعاونه السياسي النائب علي حسن خليل برفضه الثلث الضامن، وأيضاً في موقف رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط وفي تقاطع طروحات الرئيس المكلف مع البطريرك الماروني بشارة الراعي. لذلك فإن عون يغرّد وحيداً وبات مضطراً لتسليم أوراقه لـ«حزب الله» وهو يحاول حالياً، بحسب المصادر، إيصال البلد إلى أزمة حكم لاعتقاده أنه يؤمّن لباسيل الجلوس على طاولة المفاوضات لإعادة تعويمه.

وعليه، فإنه لا مجال لإعادة تعويم حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب الرافض الخضوع للضغوط التي تمارس عليه، مع أن الفريق السياسي لعون أبلغه بأنه باقٍ حتى نهاية العهد.

 

ماكرون وعون: مَن سيغادر أولاً؟

طوني عيسى/الجمهورية/16 شباط 2021

الأرجح أنّ المبادرة الفرنسية وصلت إلى مفترق مصيري: إمّا أن تنجح وإمّا أن يُطلِق عليها صاحبها، الرئيس إيمانويل ماكرون، رصاصة الرحمة. والمعيار الأول هو: هل هناك حظوظ ليشكّل الرئيس سعد الحريري «حكومة ماكرون» أم لا؟

بالنسبة إلى ماكرون، معركته في الشرق الأوسط وحوض المتوسط، بما في ذلك لبنان، هي أيضاً معركة وجوده السياسي في الداخل الفرنسي أيضاً. فهو يحارب لتحقيق الانتصارات الخارجية بهدف تدعيم رصيده الداخلي، فيما خصومه الدوليون يراهنون على إضعافه في الانتخابات الرئاسية التي باتت على الأبواب.

المواجهة الأقسى كانت مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي لطالما عَيَّره بأنه ضعيف شعبياً، وتعاطى بشَماتة مع ظاهرة «القمصان الصفر» التي أتعبَت ماكرون لفترة طويلة. وفي حزيران 2019، خلال الاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي في الحرب العالمية الثانية، أطلق ماكرون فكرة قيام جيش أوروبي موحَّد يدافع عن القارة، فردّ عليه ترامب بالسخرية وبتسديد ما تكبّده الأميركيون دفاعاً عن أوروبا. أكثر من ذلك، فرض ترامب رسوماً على واردات أوروبية أساسية، وانسحب من اتفاق باريس للمناخ وجمَّد دعم منظمة الصحة العالمية، وطبعاً خرج من الاتفاق النووي مع إيران، خلافاً للأوروبيين.

كما شجّع ترامب بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وسمح لتركيا أردوغان بالتجرؤ على فرنسا في المتوسط وأرمينيا، وعلى واليونان وقبرص. وبقي يقدِّم الدعم المعنوي لقادة اليمين المتطرف في أوروبا، ومنهم رئيس حكومة المجر فيكتور أوربان، وكذلك لزعيمة «التجمع الوطني» في فرنسا مارين لوبين.

«القدَر»، أي موعد الانتخابات الأميركية، هو الذي ساعد ماكرون على النجاح في رهانه والصبر حتى هزيمة اليمين في البيت الأبيض، ومجيء جو بايدن الأقرب إلى منهج التفكير الأوروبي. واليوم، هو يراهن على بناء مرحلة مثمرة من التعاون مع الأميركيين في ما يتعلق بالقضايا الدولية.

لكن طبيعة اللعبة هنا تبقى إيّاها: بالوقت كسب ماكرون المعركة على ترامب. ولكن، الآن جاء دوره. وهو يستعد لمعركة رئاسية غير مضمونة النتائج في ربيع العام 2022.

لقد ذهب ترامب، لكنه ترك ماكرون يواجه معركة محتدمة مع حليفه، اليمين الفرنسي المتطرف. وكان لافتاً تحذير وزير المال برونو لومير، قبل يومين، من أنّ فوز لوبان في الانتخابات الرئاسية هو «أمر محتمل».

وبالأرقام، أظهرت الاستطلاعات الأخيرة أنّ ماكرون ربما يَهزم لوبين في المعركة، ولكن بصعوبة. فهي حصلت على 48 % من أصوات المستطلَعين، وهذا رقم مثير لقلق الرئيس الفرنسي، إذ إنّ منافِسته لم تحقّق في معركة 2017 الرئاسية سوى نسبة 30 %.

على ماكرون أن يكسب 5 سنوات أخرى في الإليزيه ليحقّق الأهداف التي كانت مرسومة للولاية الحالية. ولذلك هو في العام الأخير يحتاج إلى انتصارات سريعة وقوية خارجياً، وخصوصاً في البقعة الحيوية لفرنسا، أي الأورو- متوسطية، ما يمنحه رصيداً قوياً في الرأي العام الفرنسي.

الإيجابي هو أنّ بايدن بادر إلى ترميم سريع للتشقّقات مع الأوروبيين، ومع فرنسا خصوصاً، بالعودة إلى اتفاقية المناخ ومنظمة الصحة العالمية وهزّ العصا لحكومة أنقرة وفتح أقنية التعاون مع أوروبا في ملفات عدّة، ومنها الشرق الأوسط وإيران.

ولكن، هذه المرّة، ماكرون هو المَحشور بالوقت تجاه بايدن الذي لم يكد يبدأ ولايته، خلافاً لوضعية ترامب الذي كان محشوراً في الأشهر والأسابيع الأخيرة من ولايته. ولكن، من المفارقات أنّ غالبية الدول المعنية في الشرق الأوسط تنتظر استحقاقات التغيير في الأشهر القليلة المقبلة، أو في السنة المقبلة حدّاً أقصى.

في إسرائيل يرجّح بقاء بنيامين نتنياهو بعد الانتخابات العامة الرابعة خلال عامين، الشهر المقبل. وفي طهران، قد يراهن الغربيون على تغيير في الرئاسة، في حزيران المقبل، يؤدي إلى تغيير في النهج. ولكن، على الأرض يتم التحضير لمعركة بين مرشحين متشددين. والقرار على الأرجح سيبقى في يد مرشد الثورة علي خامينئي. وبين الملفات التي يستعجل ماكرون تحقيق خروقات فيها، الملف اللبناني، لِما لذلك من تأثير على صورته في الداخل الفرنسي. ومع وصول بايدن، حاول ماكرون أن يمرّر طروحاته في لبنان، معتقداً أنّ الأميركيين سوف «يغضّون النظر»، وشجّع الرئيس سعد الحريري على تأمين تغطية داخلية وعربية لذلك.

ولكن، سرعان ما اكتشف ماكرون أنّ المحاولة عقيمة. فصحيح أنّ الأميركيين سيكونون الرقم 1 في قيادة الملف اللبناني وسيعطون الفرنسيين حصةً معينة، لكن الصحيح أيضاً أنّ من المستحيل على الفرنسي أن ينجح بمعزلٍ عن الأميركي في لبنان.

ولذلك، جاء الحريري من لقاء الإليزيه وطرح مجدداً «حكومة المستقلين» التي وردت في مبادرة ماكرون الأساسية، والتي كانت ترضي واشنطن، لكنّ الإيرانيين يرفضونها. وموقف عون يخدم رغبة إيران في منع تسليم البلد لـ»حكومةِ المبادرة». وعلى الأرجح، سيتصاعد «الكباش» حادّاً بين ماكرون وعون.

المفارقة هي أنّ كلّاً من الرجلين يستعد للدخول في العام الأخير من ولايته: عون في خريف 2022 وماكرون قبلَه في ربيع 2022. ولكن، في ذاك الربيع اللبناني موعدٌ (افتراضي) مع الانتخابات النيابية التي قد تؤجَّل إلى ما بعد الخريف ليُتاح لهذا المجلس أن ينتخب الرئيس الجديد… أو يمدِّد له… أو يفعل أي شيء آخر. المرحلة حافلة بالرهانات على الانتظار. ولكن، مَن يقول «آخ» أولاً؟ ومن ينسَحب عن المسرح قبل الآخر: ماكرون أم عون أم أحد آخر؟

 

المبادرة الفرنسية: “إلتزموها” أو “إرجموها”؟

جورج شاهين/الجمهورية/16 شباط 2021

من المفترض ان تكون المواجهة قائمة بين الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري والقيادات السياسية والحزبية مجتمعة. فليس من المنطقي ان تبقى محصورة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و»التيار الوطني الحر». فقد ظهر جلياً، انّه لم يعد هناك غير الحريري ملتزماً المبادرة الفرنسية، وانّ الجميع ساهموا في نحرها، كل من جهة، ولا بدّ من ان «يلتزموها» او «يرجموها»، فلا خيار ثالثاً، وعليه ما الذي تفترضه هذه المعادلة؟!

عزّزت التطورات الأخيرة التي انتجتها المواقف السياسية والحزبية منذ مطلع السنة الجديدة، الإقتناع لدى فئات واسعة من المراقبين المحليين والاجانب، بأنّ الأزمة الحكومية بلغت مراحل حرجة جداً. فتشابك المواقف وتداخلها بطريقة سلبية زرعا المزيد من العِقَد امام الحريري، رغم الجهود المبذولة على اكثر من مستوى لترتيب اولويات الملف، بدءاً من اختيار الوزراء بالمواصفات التي عبّرت عنها المبادرة الفرنسية، والتمهيد لمرحلة ما بعد التأليف.

فقد بات ثابتاً لدى القاصي والداني، انّ موضوع تشكيل الحكومة بات «البوابة الإجبارية» المؤدية الى مسلسل الخطوات الأخرى المتكاملة التي رسمتها خريطة الطريق، الى التعافي السياسي والنقدي والمالي والإداري، واعادة اعمار ما هدّمه انفجار المرفأ، وتحاشي الوصول الى «الانهيار الكامل» الذي يهدّد المؤسسات الخدماتية والمالية والاقتصادية والدستورية. وهو ما يوجب بالدرجة الاولى استعادة الحدّ الأدنى من الثقة بوجهيها الداخلي والخارجي بالدولة وسلطاتها المترنحة

فقد تجاوزت الأجواء المحيطة بعمل السلطات الأساسية والمؤسسات مختلف الخطوط الحمر، نتيجة ما اصابها من شلل سيطر على معظم المؤسسات الحيوية والخدماتية منها بنوع خاص، ليس فقط بسبب «الإغلاق العام» الذي فرضته مواجهة تردّدات جائحة كورونا، بل جراء صعوبة التفاهم والتوافق على ما هو مطلوب من إجراءات داخلية الى حدود استحالتها. فقد اعاق العجز المالي المخيف في خزينة الدولة وماليتها العامة، نتيجة انهيار سعر العملة الوطنية وتعدد اسعارها، تأمين ابسط مقومات الحياة اليومية والخدمات العامة للمواطنين وتأمين كلفة الدين العام وإدارة شؤون الدولة، الى درجة ارتفع فيها منسوب الشك بقدرة السلطة على ادارة شؤون الدولة ومجاراة حراك المجتمع الدولي الداعم للبنان، بعدما قبل اللبنانيون العودة اليه منذ ان قبل القادة السياسيون بما قالت المبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون في 2 ايلول الماضي، استدراجاً لدعم دولي واقليمي واسع للبنان.

ولذلك، فقد أجمع المراقبون المحليون والاجانب، على قراءة التطورات بنظرة جديدة محايدة وغير فئوية، وخصوصاً عندما انطلقت من فشل كل المبادرات الداخلية والخارجية لتشكيل «حكومة المهمّة» الموعودة بالمواصفات المحدّدة. فقد تجاوز الاستحقاق مؤقتاً مواقف البعض الرافض، على مضض، ما انتهت اليه الاستشارات النيابية الملزمة في الاسبوع الاخير من تشرين الاول الماضي بتكليف الحريري المهمّة وسط انقسام حاد بين رئاسة الجمهورية و»التيار الوطني الحر» وبقية الأطراف بمن فيهم «حلفاؤهما» و»حلفاء الحلفاء» الذين اجمعوا على تكليفه المهمّة دون الاخذ في الاعتبار تحذيرات عون من تلك الخطوة.

واستناداً الى هذه الملاحظات، يحرص المراقبون على تصويب بعض المفاهيم التي حكمت المرحلة الاخيرة، بتوسيع دائرة الإتهامات الى الاطراف التي اعاقت المبادرة، انطلاقاً من منظار السعي الى تنفيذها، إن ما زالت قائمة او ما تبقّى منها على الاقل. فهي التي تعثرت في اكثر من محطة كانت محدّدة بدقة متناهية. وان توغل هؤلاء في قراءة هذه المرحلة، لا بدّ من الإشارة الى بدايات خرقها على يد «الثنائي الشيعي»، الذي اصرّ على ابقاء حقيبة وزارة المال من حصته، وهو ما شكّل اول خرق لمبدأ المداورة التي كانت مطلوبة من اجل تشكيل فريق حكومي متجانس غير حزبي، يُنهي «الإمارات الوزارية الطائفية»، ويتبنّى بالإجماع المطلوب مختلف ما قالت به «خريطة الطريق» الفرنسية من اصلاحات.

ولما سقط مبدأ المداورة بسبب العجز في مواجهة «الثنائي الشيعي» وتحييده عن المواجهة عن قصد او غير قصد، تناسلت الأزمات وتوزعت بين اجراء المداورة في شكل محدود بين الحقائب السنّية والمسيحية، ودخلت المطالب المزمنة على الخط من جديد، بإصرار «التيار الوطني الحر» على حقيبة وزارة الطاقة، رغم حرص الفرنسيين على اخراجها من السباق للجم الهدر بالمليارات في قطاع الكهرباء والطاقة والسدود. ولم تقف المناكفات عند هذه الحدود، فتمدّدت تلقائياً كـ «أحجار الدومينو» في اتجاه حقائب وزارات الداخلية والدفاع والعدل التي «ضُمّت» الى لائحة «الحقائب السيادية» و»حُذفت» منها حقيبة وزارة الخارجية التي اعطاها الرئيس المكلّف للدروز، فتشعبت الخلافات وتعدّدت السيناريوهات التي لا يمكن ان تبصر النور لمجرد التناوب بين بعبدا و»بيت الوسط» على وضع اليد على الحقائب الأمنية والعدلية، تزامناً مع الكشف عن النية باستخدامها في التهديد والوعيد بالمحاسبة، وصولاً الى رعايتها للانتخابات النيابية المقبلة، ان صمدت الحكومة الى تلك المرحلة وأُقرّ مبدأ اجرائها من اليوم.

تزامناً، فقد نسي البعض الذي حصر وجوه الخلاف بين بعبدا و»التيار الوطني الحر» من جهة و»بيت الوسط» من جهة ثانية، انّ هناك اسباباً اخرى، ومنها: إصرار حركة «امل» على اختيار وزرائها واعلان «حزب الله» انّه لم يسمّهم بعد، ولن يفعل قبل تسوية الخلاف مع رئيس الجمهورية والتيار. وفعل مثله الامين العام لحزب الطاشناق، الذي اصرّ على تسمية الوزير الارمني الوحيد في التشكيلة من خارج حصة عون والتيار، وسرت العملية نفسها باعتراض درزي على حقيبة وزارة الخارجية، وتريث رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في تحديد موقفه قبل معرفة من سمّى الحريري ليمثله في التشكيلة المنتظرة، وأحيا رئيس كتلة «ضمانة الجبل» الأمير طلال ارسلان ومعه الوزير السابق وئام وهاب مطلب رفع التشكيلة من 18 الى 20 وزيراً لمشاركة من يمثلهما فيها، هذا عدا عن اتهام عون و»التيار» للرئيس المكلّف بالإصرار على تسمية ثلث الوزراء المسيحيين من خارج حصتهما.

وبناءً على ما تقدّم، ومن خلال النظرة الواقعية الى تداخل المواقف في ما بينها، وانطلاقاً مما قالت به المواصفات الفرنسية لحكومة من الاختصاصيين الحياديين، يظهر جلياً انّ الخلاف السائد ليس محصوراً بين ثنائي بعبدا ـ التيار لصعوبة الفصل بينهما والحريري فحسب. ومن المفترض عندها الإعتراف بوجود خلافات مماثلة بين الجميع و»الثنائي الشيعي»، الذي فرض شروطه «المبكرة» على الجميع، وما بين الحريري وبقية الاطراف بلا استثناء، ان احتسبت مواقف «حزب الله» وبري وجنبلاط وفرنجية وبقرادونيان وارسلان، بما عبّرت عنه من رفض للمواصفات الفرنسية.

وختاماً، يفترض القول انّ الجميع «نحروا» المبادرة الفرنسية بأكثر من «خنجر»، كل من جهته وعلى طريقته، رغم تأييدهم «العلني والشامل» لها، وخصوصاً، بعد سحب بند الانتخابات المبكرة منها. وعليه، طرح سؤال وجيه: هل سيكون متاحاً ان يتراجع الجميع عن مطالبهم فـ «يلتزموها» او فلـ «يرجموها» الى الأبد، لتنطلق مسيرة التأليف من الصفر، ونقطة عالسطر.

 

جنبلاط و”تعبيد” طريق “اللاعودة” مع بعبدا

ألان سركيس/نداء الوطن/16 شباط 2021

شكّلت ذكرى 14 شباط مناسبة أطلق خلالها رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط نيرانه باتجاه القصر الجمهوري داعياً رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الإنتحار لوحده، ما يُشير إلى أن مواقف جنبلاط تصاعدية في المرحلة المقبلة.

لا يوجد أي أمل بتأليف الحكومة سريعاً، ولا يزال جنبلاط متمسّكاً بنظريته التي يدعو فيها الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الإعتذار وترك الحكم لفريق العهد و”حزب الله”.

قالها جنبلاط سابقاً للحريري بأنه ذاهب إلى الإنتحار بمجرد قبول المشاركة في الحكم مع الفريق الحاكم، وكرّرها في ذكرى 14 شباط موجّهاً سهامه باتجاه عون هذه المرّة، وهذا الكلام يُشكّل دليلاً على أن الأيام القادمة على لبنان سوداوية ولا يوجد أي بصيص نور يُشير إلى نهاية النفق.

ليست جديدة المواجهة بين المختارة وبعبدا، ولعل حادثة قبرشمون في 30 حزيران 2019 كانت نقطة تحوّل في العلاقة بين عون وجنبلاط، لكنّ زعيم المختارة الذي يملك حسابات تدعه يتراجع عن مواقف سابقة أكثر حديّة، لا يرى في هذا الوقت أي أمل في إبرام تسوية مع عون وفريق العهد.

وفي نظر “الإشتراكي” أن ولاية عون شارفت على النهاية، وما لم يستطع فعله طوال السنوات الأربع الماضية لن يقدر على أن إنجازه في المدة المتبقية من ولايته، وقد عبّر النائب السابق مروان حمادة بصراحة عن أن “عهد عون إنتهى”. ترتبط سياسة جنبلاط بشكل كبير بتطورات المنطقة وبالأوضاع الداخلية الهشّة، لذلك فإن حسابات المرحلة المقبلة مختلفة عن سابقاتها في الشكل والمضمون، والأمور وصلت إلى مفترق خطير لا يصحّ معها إبرام أي تسوية.

يُشاهد جنبلاط الإنهيار الأكبر قادماً لا محال، وما حصل سابقاً هو سلسلة إنهيارات لم تلامس الزلزال الكبير الذي سيفجّر معه أزمة إجتماعية كبرى، لذلك فإن سلوك العهد التدميري بحسب وصف “الإشتراكي” سيؤدّي إلى ضرب آخر مقوّمات صمود البلد. وتؤكّد مصادر “اللقاء الديموقراطي” أن العهد فشل فشلاً ذريعاً وهو ضرب صورة لبنان المالية والسياسية والإقتصادية من دون أن يسعى إلى معالجة جزء بسيط من أسباب الأزمة، ورغم التحذيرات المتكررة إلا أنه يظهر كأنه مكلّف بضرب كل أُسس الدولة مثلما حصل في نهاية الثمانينات.

وتشدّد المصادر على أن القصة ليست متعلّقة بتأليف الحكومة فقط، بل إنها سلسلة من التراكمات السابقة التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه، ويحاول البعض تصوير كلام جنبلاط الأخير على أنه طمع بحصة وزارية، بينما الحقيقة أن مصير البلد على المحكّ ولا يهم “الإشتراكي” أي من الوزارات، بل المهم تنفيذ خطّة إصلاحية نصّت عليها المبادرة الفرنسية وتمّ إجهاضها. وتسأل المصادر: إذا كان لدى البعض مشكلة في كلام جنبلاط حول الانتحار، فهل هناك أوضح من كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يتوجّه به يومياً إلى المسؤولين وعلى رأسهم عون والحريري لتأليف حكومة إختصاصيين وإنقاذ البلد؟ وهل للبطريرك حسابات سياسية أو أنه يرى المشهد المؤلم أمامه ويحثّ أصحاب الضمير على العمل لخلاص الشعب في حين يُصرّ فريق معروف على أخذ البلاد إلى الانتحار؟ وأمام كل ما يحصل فإن الطريق باتت غير سالكة بين المختارة وبعبدا ويتراكم عليها الجليد خصوصاً بعدما وصلت الأمور إلى مرحلة الاصطفاف الحاد بسبب عرقلة تأليف الحكومة وإجهاض كل الحلول.

 

التيّار الكهربائي… معلّق

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/16 شباط 2021

أن ينظر مصرف لبنان بايجابية إلى طلب “الكهرباء” تحويل مستحقات “برايم ساوث” من الليرة إلى الدولار لا يعني إنتفاء الأزمة. ولو سلمنا جدلاً أن “المركزي” أمّن كل متطلبات الطاقة من الدولار، فان التغذية بالتيار لن تزيد عن 10 ساعات في معظم المناطق. ومع استمرار إرتفاع أسعار النفط، والإتجاه نحو زيادة التعرفة وترشيد الدعم، فان “الفاتورة” بشقيها الرسمي والخاص ستصبح ثقيلة جداً. حرمان أكثر من نصف الشعب اللبناني (55%) الذي يرزح تحت خط الفقر من الكهرباء، وتحويلها إلى “رفاه” في متناول الأثرياء (5%) فقط، معادلة يجري التأكيد عليها يومياً. ففي ظل انعدام القدرة عن تحقيق أي إصلاح في قطاع الكهرباء على مستوى الانتاج أو التوزيع، واستمرار العجز الهائل بقيمة تفوق 2.5 مليار دولار سنوياً، فان التغذية ستتناقص يوماً بعد آخر. فيما البديل “الموقت” المتمثل بالمولدات الخاصة “رح يطفي بس تطفي الكهرباء”، يقول رئيس تجمع أصحاب المولدات عبدو سعادة. “حيث إن فرق سعر الدولار يجعل من كل ساعة دوران إضافية خسارة لا قدرة لنا على تحملها”. أمّا الاسعار فمن المتوقع ان تشهد قفزات كبيرة مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً، واضطرار أصحاب المولدات الخاصة إلى شراء كل قطع الغيار بالدولار على سعر صرف السوق.

لم تعد مصلحة مربحة

تشغيل مولد بقوة 500 kVA (kilo-volt-ampere) يكفي قرية أو حياً كبيراً أصبح مع انهيار سعر الصرف مكلفاً جداً، حتى ولو أن المازوت ما زال مدعوماً. فتغطية ساعات انقطاع “كهرباء الدولة” بشكل كامل لمدة 12 ساعة يومياً، مثلما هو حاصل اليوم، تتطلب 400 ساعة دوران. وهو ما يحتم تغيير الزيت والفلاتر مرتين في الشهر. إذ إن الزيت والفلتر يغيران بعد كل 180 إلى 200 ساعة دوران، بتكلفة تبلغ 4 ملايين ليرة للغيار الواحد، أي 8 ملايين ليرة شهرياً. فيما سعر فلتر الهواء الذي يجب تغييره كل شهرين يبلغ 100 دولار أو 900 الف ليرة، ومثله فلتر الماء بكلفة 250 الف ليرة. ومن بعدها تأتي صيانة لوحات الفواصل “الديجونترات” وتغيير مئات الوصلات على الشبكة، حيث ان سعر كل وصلة من الالمنيوم تبلغ 5 دولارات أو 45 الف ليرة. وبحسب أحد أصحاب المولدات فان “خرط” المولد أي إصلاحه يكلف نحو 20 الف دولار، أو ما يعادل 180 مليون ليرة. أما الكارثة الأكبر فهي الاضطرار إلى تغيير المولد بشكل كامل. حيث ان مثل هذه العملية تتطلب ما لا يقل عن 500 مليون ليرة، و”هو ما لا طاقة لنا عليه”، يقول صاحب مولد. أما لجهة المحروقات التي ما زالت مدعومة لغاية الساعة، فيستهلك مولد بهذا الحجم حوالى 63 ليتراً من المازوت في الساعة الواحدة، أو ما يعادل 63 الف ليرة، في حال كان الحمل عليه متوسطاً. وهذا السعر يرتفع مع كل ارتفاع في أسعار المازوت عالمياً. أمّا في حال ترشيد الدعم، ووصول سعر الصفيحة إلى 35 الف ليرة فان ساعة الدوران الواحدة تصبح تكلف حوالى 110 آلاف ليرة من مادة المازوت فقط.

رفع الأسعار ليس حلاّ مطروحاً

هذه المعطيات بالارقام تجعل أصحاب المولدات عاجزين عن التعويض في حال تراجع ساعات التغذية من كهرباء لبنان. وبحسب سعادة فان “الاتجاه اليوم ليس لزيادة الاسعار، حيث إن زيادتها لا تحل المشكلة. فمن جهة هناك 90 في المئة من المستهلكين غير قادرين على تحمّل المزيد من الأعباء. ومن الجهة الثانية، فان رفع التعرفة لا يعوض الخسائر التي سيتحملها اصحاب المولدات نتيجة زيادة ساعات التغذية، أو التعويض عن ساعات الانقطاع الطويلة التي ستنتج عن توقف 6 مجموعات في دير عمار”. فتوقف المعامل يعني زيادة التقنين بمعدل 12 ساعة يومياً، و”مولداتنا لا تحتمل”، يقول سعادة. “وليس بمقدورنا استبدالها او شراء قطع الغيار بالدولار وإصلاح الاعطال التي ستنجم عن تشغيلها ساعات طويلة. وبالتالي فان الحل الوحيد هو إطفاء مولداتنا مع إطفاء “كهربة الدولة”. وبرأي سعادة فان “هذا اليوم لن يكون بعيداً. فالأمور معلقة على “الوعد بالخير”، ولا خير في هذه السلطة. قد يكسبون أياماً قليلة من المماطلة، لكن المشكلة لن تنتهي.

“خوّة” فوق الكلفة

بالاضافة إلى ارتفاع التكاليف نتيجة انهيار سعر الصرف، فان أصحاب المولدات سواء كانوا بلديات أو أفراداً أو حتى شركات ملزمون بدفع ضريبة بقيمة 15 ألف ليرة على كل 1 KVA. وهذه “الخوّة”، بحسب سعادة التي خفضت من 50 ألف ليرة إلى 15 ألفاً، “تبلغ على مولد KVA 25 ما يقرب 500 مليون ليرة سنوياً. ويأتي فوقها الزامنا بدفع الضريبة على القيمة المضافة TVA بحسب سعر صرف السوق وليس بحسب السعر الرسمي أي 1515 ليرة. هو ما يعني أن الضريبة على قطعة غيار بقيمة 100 دولار تصبح مليون ليرة بدلاً من 160 ألف ليرة.

من بعد إفلاس مؤسسة كهرباء لبنان هناك اتجاه جدي بحسب سعادة “إلى إفلاس قطاع المولدات الخاصة الذي يعيل نحو 25 ألف عائلة”. وبغض النظر عن ان هذا القطاع نشأ وتطور على حساب “الشرعية الكهربائية”، فان الدولة هي الجهة الوحيدة التي تتحمل المسؤولية. فلم يكن هذا القطاع ليولد ويستمر، لو كان هناك كهرباء سليمة على غرار أكثر دول العالم تخلفاً. والأكيد أن هذا القطاع لم يكن ليشكل تهديداً على أبسط حقوق المواطنين، لو ان الوعود باصلاح الكهرباء وتأمينها 24/24 نفذت منذ سنوات. لكن يبقى هذا القطاع هو الضريبة المباشرة للفساد والسرقة والسمسرات في قطاع حيوي تعتبر إدارته بشكل سليم من البديهيات.

 

كرة التعطيل وابتزاز الحلفاء

سناء الجاك/نداء الوطن/16 شباط 2021

لائحة صفراء مقابل هاشتاغ "التحقيق الجنائي". هذا هو المشهد المسموح به. ذلك لأن حدود كرة المسؤولية تتراوح بين مرميين لا ثالث لهما: الأول في "الغرف السوداء" لقصر بعبدا. والثاني في بيت الوسط. ولا لعب إلا ضمن هذين المرميين لأركان المنظومة السياسية. عليهما يقتصر تراشق التهم بالتعطيل. وطبعاً لا يتجرأ أحد على تجاوز الحدود في هذه المسألة. وتحديداً من يصنفون أنفسهم خصوماً. أما في ملعب الحلفاء، فاللعبة تختلف. وساحاتها مفتوحة ومرنة. ومراميها تتمدد أو تتقلص وفقاً للممنوع والمسموح والممكن وفق انتهازية اللحظة، وتحديداً عندما يتطلب الأمر هلوسة دينية لزوم جولات التنافر. فالحلفاء الذين يبصمون بالعشرة عادة، ويلتزمون بالأجندة مضموناً وأسلوباً في الأمور الكبرى، تمرسوا وصاروا أشطر في تحصيل المكاسب من الصغائر مقابل التحالف. ولمَ لا؟؟ فهم يتمتعون بالامتيازات والمعنويات العالية. بالتالي يعتمد هؤلاء على مسألة حسابية بسيطة. فقد شهدنا في فترة ما بعد جريمة تفجير المرفأ أنه كلما زادت حاجة ذراع المحور إلى "عونة الحلفاء" للخروج من مشهدية متأزمة، كلما فُتحت طاقة الفرج لتحسين الشروط وتسجيل النقاط مقابل "العونة".

حينها تدور مجريات اللعبة في عقر دار الحاكم بأمره. ويصل الاعتراض والتشدد الى حد فرض إلغاء ظهور من يسعى إلى التمييز سلباً بين الثنائي لمصلحة الأقوى. والأهم النجاح في المنع، بحيث تشابهت النتائج لما جرى في "تلفزيون المنار" مع ما جرى في محطة "MTV". وكل من يأتِ على سيرة "القائد المفدى" مصيره مزبلة التاريخ هنا أو هناك... وتصير المعادلة بين الحلفاء: "أبوكم ليس أقوى من أبي"، في حين تبقى معادلة المحور والخصوم: "أبي أقوى من أبيكم". ففي ترجمة إستعراض القوة دفاعاً عن أب الشطر الثاني من الثنائي، شهدنا رفضاً للإستضعاف في إطار وحدة المسار والمصير التي يحتاجها المحور في بيئته ليصادر السيادة. وعلى جبهة الغطاء المسيحي المهترئ الأمر مماثل. فجهود الصهر المدلل ومعه عمه بالقلب والإرادة والفعل والقول، لوضع ملفه على طاولة المفاوضات المرتقبة بعد إعدام دوره السياسي بعقوبات ماغنيتسكي، إذ لا سبيل غيرها لتبرئة ذمته وبعث هذا الدور من موته، تمهيداً لوراثة لا يرى غيرها ولا يقبل بغيرها. وعلى ما يبدو، فإن ابتزاز الحلفاء يؤتي ثماره. فها نحن نشهد مكاسب الإبتزاز في رغبة المحور تعطيل تشكيل الحكومة وفي مأزق ذراع المحور بعد الإتهامات الواضحة والعلنية وبسقف مرتفع، سواء لجهة جريمة تفجير المرفأ، أو لجهة الاغتيالات المرتبطة بهذا الملف، وصولاً الى حكم إعدام لقمان سليم وتداعياته التي تنضح بما في وعاء ذراع المحور وتدينه، ولا يلجمها هذا الفائض من إستعراض القوة والقمع. لأن فعل الإغتيال ليس ضد أصحاب الغرض ولكن أصحاب رأي آخر معارض. لكن ما يخيف هو تداعيات هذا الإبتزاز على الوضع اللبناني المأزوم. ما يعني مزيداً من الإرتكابات المدمرة مقابل غياب تام وشامل لأي محاسبة. الى أين يمكن أن تؤدي هذه الوقائع.. بعد الإنكشاف القائم أصلاً وان أُضيف إليه الإشهار؟ مع الأسف الى مزيد من التدهور والاهتراء، بحيث لم يتبق الا فائض القوة ضد الخصوم مقابل ملامح نضوب الهيبة المعنوية مع الحلفاء لتجديد إرساء معادلة قديمة/جديدة قائمة على حسابات إنتهازية لجهة تحصيل المكاسب، مقابل إكتفاء الخصوم بتبادل كرة المسؤولية بين قصر بعبدا وبيت الوسط.. وإمتداداً إلى المختارة ومعراب.

 

اللجان المشتركة تناقشه اليوم تمهيداً لإقراره قريباً في الهيئة العامة/قرض البنك الدولي يبدأ إستحقاقه عام 2023 بفائدة ربع الواحد بالمئة

أكرم حمدان/نداء الوطن/16 شباط 2021

من المقرر أن تجتمع لجنة المال والموازنة النيابية ولجنة الصحة والعمل والشؤون الإجتماعية في جلسة مشتركة العاشرة من قبل ظهر اليوم في مجلس النواب، لدراسة مشروع قانون إتفاقية القرض مع البنك الدولي المتعلق بشبكة الأمان الإجتماعي، وذلك تمهيداً لرفعه إلى الهيئة العامة لمجلس النواب التي سيُحدد موعد إنعقادها رئيس المجلس نبيه بري، بعد التشاور مع هيئة مكتب مجلس النواب خلال فترة قريبة جداً نظراً لأهمية هذا المشروع وحاجة لبنان إليه، بعدما تجاوزت نسبة الفقر الـ60 بالمئة من اللبنانيين. وبمعزل عن الآلية التي تمت إحالة المشروع بموجبها إلى مجلس النواب وإمتعاض الرئيس بري منها، بسبب مخالفتها للأصول والقواعد الدستورية في ظل وجود حكومة مستقيلة وتصرف الأعمال، فإنه من المفيد التذكير ببعض ما هو وارد في هذا المشروع لجهة آليات الصرف والمراقبة وغيرها، أضف إلى أنه عبارة عن قرض أي دين جديد سوف يترتب على لبنان واللبنانيين حتى لو كان مفيداً في هذه الفترة.

في الشكل، فإن المشروع – القرض أحيل بموجب موافقة إستثنائية وهو مذيل بأسماء دونت تواقيع كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزراء المالية والخارجية والتربية والشؤون الإجتماعية.

وفي المضمون ما يستحق التوقف عنده وربما سيكون مدار مناقشة أمام اللجان اليوم، هو أن القرض ينتهي في 29 شباط 2024 ويُصبح حيز التنفيذ كآخر موعد بعد 120 يوماً من تاريخ التوقيع.

وتُحتسب فائدة بقيمة ربع الواحد بالمئة على إجمالي القرض البالغ 246 مليون دولار أميركي، على أن يبدأ سداد الأقساط حسب الملحق رقم 3 في المشروع، بتاريخ 15 أيار و15 تشرين الثاني من كل عام إعتباراً من 15 أيار 2023 وحتى 15 تشرين الثاني 2033 بنسبة 4،35 بالمئة من قيمة القرض، أي كل دفعة على أن تبقى نسبة 4،30 بالمئة في 15 أيار 2034. وورد في البند 4 من الصفحة 15 من المشروع ما يُتيح عملية صرف الأموال والمساعدات بسعر صرف حوالى 6240 للدولار، وجاء في النص ما حرفيته: "نظراً الى وجود ربط رسمي بين الدولار الأميركي والليرة اللبنانية يقوم المقترض (لبنان) بعملية تحويل عملة لحصيلة القرض، لأغراض التحويلات النقدية في إطار الجزء الاول من المشروع والتحويلات النقدية الإضافية في إطار الجزء الثاني من المشروع، إلى الليرة اللبنانية بالسعر الآتي (أ) سعر الصرف الحقيقي الثابت (ب) أعلى سعر صرف رسمي مقابل الدولار، بالإضافة إلى 60 بالمئة أيهما أعلى ويتم تحديد هذا السعر بالتشاور مع مصرف لبنان وتعديله بصورة دورية، وتؤخذ في الحسبان التعديلات التي تراعي معدلات التضخم وفقاً للآلية المحددة في دليل عمليات المشروع، على أن يكون كل ذلك بأحكام وشروط مقبولة من البنك الدولي، ويقوم المقترض بتكليف مصرف لبنان بإخطار البنك الدولي بسعر الصرف الذي سيتم تطبيقه على القرض، في موعد أقصاه اليوم الخامس من كل شهر للتحويلات النقدية والتحويلات النقدية الإضافية، وفي موعد أقصاه 30 يوماً قبل الموعد المحدد للرسوم المدرسية".

ما تقدم يوضح بأن الدفع سيتم بالليرة اللبنانية ووفقاً لتقدير مصرف لبنان للسعر.

كذلك تحدث البند (دال) من الصفحة 16عن أعمال المتابعة والرصد من جانب جهة مستقلة، وهو احد شروط البنك الدولي الذي يفترض أن يلتزم به المقترض خلال 60 يوماً من دخول القرض حيز التنفيذ، على أن تتولى التدقيق الفني لأنشطة تنفيذ المشروع على سبيل المثال: التحويلات والتأكد من إستلام المستفيدين والتأكد من إستلام رسوم تسجيل الطلاب، ومجلس الأهل من قبل المدارس الرسمية وكذلك أنشطة وزارة الشؤون الإجتماعية. كذلك يشترط البنك الدولي تقديم تقرير بأعمال التدقيق التقني كل ثلاثة أشهر في غضون 45 يوماً من نهاية كل فترة ربع سنوية على أن يتضمن تقييماً لتنفيذ المشروع.

وكان ملفتاً أن إجتماعاً عقد أمس في السراي الحكومي برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وحضور الوزراء المعنيين ومدير دائرة المشرق في البنك الدولي سروج كمار جاه، تم خلاله عرض التحضيرات الضرورية لمواكبة المشروع عشية مناقشته في اللجان النيابية المشتركة في مجلس النواب، وفق ما أعلن وزير الشؤون الإجتماعية رمزي مشرفية. ولفت مشرفية في تصريح له بعد الإجتماع إلى أنه "تم وضع الهيكلية المطلوبة بالإتفاق مع البنك الدولي لإدارة وتنفيذ المشروع، تمهيداً لتشكيل هذه الإدارة بعد إقرار المشروع في المجلس النيابي".

تبقى الإشارة أخيراً إلى أن مشاريع إتفاقيات القروض إما تقبل كما هي أو ترفض، وبالتالي من الصعب إحداث أي تعديل على المشروع من قبل مجلس النواب من دون التفاهم مع البنك الدولي على ذلك.

 

«البجعة السوداء»

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

عام 2007، أصدر الاقتصادي اللبناني - الأميركي نسيم طالب كتاباً بعنوان «البجعة السوداء»، ظل لمدة 34 أسبوعاً الأكثر مبيعاً على لائحة «نيويورك تايمز». وقد أصدر بعد ذلك أربعة كتب في السياق نفسه، لم تلقَ نجاحاً ملحوظاً، وفي رأسي أنها كانت تكراراً مبالغاً فيه، لأهمية الكتاب الأول.

درج مثل «البجعة السوداء» في التراث الشعبي العالمي، حول المفاجآت غير المحتملة وغير المتوقعة. فالمفترض أن البجع طائر أبيض اللون. وكل شيء يبنى على هذه الحقيقة. لكن فجأة، تظهر في السرب بجعة سوداء، لا يعرف أحد كيف ومن أين أتت. أورد طالب هذا المثل لكي يعدد المفاجآت والبجعات السوداء التي ظهرت في البورصات العالمية وأدَّت إلى خسائر بالمليارات على مدى السنين. وكان هو قد عمل في السوق لفترة طويلة قبل أن يترك المهنة ويصبح أستاذاً جامعياً في الولايات المتحدة يتلقى أعلى الأجور عن المحاضرات التي يلقيها حول العالم، وتدور كلها حول الفكرة نفسها.

لم أعد منذ سنوات أقرأ نسيم طالب، كما لم أعد أصغي إليه، لأن له طريقة منفِّرة في مخاطبة الناس، إذ يصر على مظهر التواضع بأسلوب مليء بالغرور. وكنت قد عرفت والده، وهو طبيب شهير، مليء بالتواضع والدماثة، وفوقهما أناقة الخطاب والمظهر. اضطررت في الآونة الأخيرة إلى إقامة الصلح مع الدكتور الابن الذي لم ألتقِه مرة. فبعد أشهر من ظهور «كورونا» أخذت أتذكر كل رسوم حكاية «البجعة السوداء». لم تقلب «كورونا» حسابات الشركات الكبرى في العالم، وتقفر مدناً كبرى مثل نيويورك ولندن وباريس، بل أقفلت دكاكين الحي ومقاهي الجبل وأفران الفقراء. قبل عام كان مديرو العالم الاقتصادي، ومقررو الأسواق وخبراء المال، يطرحون علينا، في ثقة كبيرة بالنفس، نظريات النمو ونسبة الأرباح وحيوية الدول النامية. وفجأة، ظهر فيروس فتاك من ريشة خفاش، فإذا البجع كله أسود اللون. حتى تلك الأسراب البديعة التي تمر فوق لبنان كل خريف، فيخرج إليها القتلة برشاشات الكلاشنيكوف، التي خرجوا بها بعضهم على بعض خلال «الحرب الأهلية». وقد عرف غسان تويني طبيعتها تماماً فسماها «حروب الآخرين». ولم تنتهِ بعد. ولا توقف اصطياد البجع الذي لا يغط دقيقة واحدة عندنا، ومع ذلك، نطارده في الأجواء، ثم نتباهى بقتله، ثم ينتهي المهرجان، لأنه قاسي اللحم، لا يؤكل، يحرم نفسه على قتلته. لم تتأكد نظرية نسيم طالب و«البجعة السوداء» كما تأكدت مع هذه الجائحة الحمراء، القانية، التي تتمخطر حول العالم مثل الرؤوس الفارغة.

 

التجبر الإيراني يزيد الحوثيين تمادياً

د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

أدهشني كثيراً أن يقوم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، الذي أكدت أغلب وسائل الإعلام حجم التحديات التي تواجه إدارته الجديدة على مستوى الداخل الأميركي من أزمة «كورونا»، وتداعياتها الاقتصادية، وبرنامجه في سبل معالجة هذه الأزمة الكونية، إضافة إلى تطويق تنامي المجموعات المتطرفة والعنصرية التي تهدد أسس الدولة الأميركية ذاتها بعد ما حدث في الهجوم يوم 6 يناير (كانون الثاني) الماضي على مبنى الكونغرس رمز الديمقراطية الأميركية، الذي أساء دولياً للصورة التقليدية لأميركا في العالم الخارجي، وما يعنيه ذلك عند تناوله للسياسة الخارجية الدولية عليه أن يبعث برسائل اطمئنان للعالم، لأن السياسة الداخلية لا يمكن أن تنطلق إلا من قاعدة صلبة في الداخل الوطني. من هنا أولى الرئيس بايدن الحديث عن بعض توجهاته في السياسة الخارجية من مقر مبنى وزارة الخارجية نفسها في الكلمة التي ألقاها في يوم الخميس 4 فبراير (شباط) الماضي، أفرد فيها الحديث عن الأزمة اليمنية، من دون الإشارة إلى الخلاف مع إيران في كيفية حل أزمة الملف النووي. في إشارته للأزمة اليمنية، وضعها في إطار إعلانه «اتخاذ خطوات إضافية لتصحيح سياساتنا الخارجية وتوحيد قيمنا الديمقراطية بشكل أفضل مع قيادة دبلوماسيتنا». وجاء ذكره للملف اليمني بالقول «بأننا سنقوم بتكثيف جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الأزمة في اليمن... لقد طلبت من فريقي المعني بالشرق الأوسط ضمان دعمنا للمبادرة التي تقودها الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار، وفتح القنوات الإنسانية، ومعاودة محادثات السلام...». وذكر في هذا السياق أن وزير خارجيته أنتوني بلينكن، عين تيم ليندركينغ، الذي أشاد به الرئيس بايدن، ووصفه بأنه مهني متخصص في السياسة الخارجية ليكون مبعوثاً خاصاً له إلى اليمن، ويتمتع بخبرة طويلة في المنطقة، وسوف يعمل مع مبعوث الأمم المتحدة وجميع أطراف النزاع للدفع نحو التوصل إلى حل دبلوماسي. وفي الوقت الذي أكد بايدن التزام بلاده في مواصلة دعم المملكة العربية السعودية ومساعدتها في الدفاع عن سيادتها، وعن سلامتها الإقليمية، وعن شعبها، مديناً في الوقت نفسه الهجمات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيّرة التي تتعرض لها من قبل القوات التي تدعمها إيران في العديد من البلدان. وقد استقبلت جماعة «أنصار الله» تصريحات الرئيس الأميركي بارتياب وتحفظ، وأعلنت الحكومة اليمنية ترحيبها بالتصريحات الرامية إلى وقف الحرب وإحلال السلام، وقالت إنها ملتزمة تحقيق ذلك بالاستناد إلى المرجعيات الثلاث، بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، في مقدمتها القرار «2216»، كما رحبت المملكة العربية السعودية بالجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن. من جانب آخر، جدد مجلس الوزراء السعودي الترحيب بالتزام الولايات المتحدة التعاون مع المملكة للدفاع عن سيادتها، والتصدي للتهديدات التي تستهدفها.

ولكن إعلان الإدارة الأميركية أنها ألغت بشكل رسمي مشروع القرار الذي تقدمت به إدارة الرئيس دونالد ترمب السابقة إلى الكونغرس بشأن إدراج جماعة الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية لم يلق الترحيب ذاته، وأرجع وزير الخارجية بلينكن الهدف من اتخاذ هذا القرار إلى الاعتراف بالوضع الإنساني المتردي في اليمن. وأكد وزير الخارجية الأميركي، أن قادة جماعة «أنصار الله» الحوثية يخضعون للعقوبات بموجب الأمر التنفيذي «13611»، وهم عبد الملك الحوثي، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحكيم، وذلك حسب قوله بسبب أفعالهم التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن، وأضاف الوزير أن الولايات المتحدة واضحة بشأن أفعال «أنصار الله الخبيثة»، وعدوانها بما في ذلك السيطرة على مناطق واسعة من اليمن بالقوة… وتحويل المساعدات الإنسانية. والقمع الوحشي لليمنيين في المناطق التي يسيطرون عليها، والهجوم المميت في 30 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي (2020) في عدن ضد الحكومة الشرعية في اليمن، مقراً بأن أفعال «أنصار الله»، وتعنتهم يطيل أمد هذا الصراع، وتترتب عليه تكاليف إنسانية جسيمة. تعمدت سرد مقاطع كثيرة مما قاله وزير الخارجية الأميركي في تبريراته لإلغاء قرار ترمب اعتبار حركة «أنصار الله» منظمة إرهابية لتوضيح المأزق في تفسير قرار الإلغاء، فالتمييز بين الحركة وزعيمها وقادة آخرين من الحركة تمييز غير دقيق، فزعيمها عبد الملك الحوثي تتجسد فيه الحركة، ويصعب الفصل بين الرأس وبقية الجسد. وتبريره مثل منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى أسباب الإلغاء لدواعٍ إنسانية، في حين في الوقت نفسه أشار في تصريحه إلى قيام الحركة بتحويل المساعدات الإنسانية... وأن تعنت الحركة يترتب عليه تكاليف إنسانية جسيمة؟ وبرغم هذا الموقف الأميركي المرن لم يثن ذلك الحركة من استهداف مطار أبها الدولي في 10 فبراير الماضي، الذي اعتبره مندوب السعودية في رسالته إلى مجلس الأمن الدولي يشكل جريمة حرب، وتجب محاسبة ميليشيات الحوثي وفق القانون الدولي الإنساني. من المؤمل أن يؤدي قرار تعيين الإدارة الأميركية مبعوثها الخاص إلى اليمن؛ الدبلوماسي المخضرم تيم ليندركينغ، بالعمل مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، إلى إحياء محادثات السلام بين أطراف النزاع في اليمن، ولكن ما يخشاه المرء تعرقل هذه المساعي إذا لم يتوصل الجانب الأميركي إلى حل مع الطرف الإيراني بخصوص الملف النووي.

 

«مسبار الأمل» مقابل «مسابير اليأس»

نديم قطيش/الشرق الأوسط/16 شباط/2021

لم ولن يكون مستغرباً أن تتعرض أي تجربة نجاح إماراتية لسيل من التشكيك والتكبر الأجوف عليها. فهذه الدولة الصغيرة مستفزة. مستفزة بسبب إدمان الإنجاز والنجاح والتميز والريادة. آخر إنجازات الإمارات، الذي حرصت أن تهديه لكل العرب، هو «مسبار الأمل». مشروع تولى مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء عمليات التنفيذ والإشراف على مراحله كافة، وتوّج بإيصال المسبار إلى مدار كوكب المريخ.أربعة طعون رئيسية تمحورت حولها حملة التشويش الظالمة على هذا المنجز الإماراتي والعربي والعالمي، بأبعاده العلمية والحضارية.

1 - مهمة استعراضية؟ كلا.

يكفي النظر إلى المهمات المرتقبة لـ«مسبار الأمل» حتى يتأكد المرء أن تهمة الاستعراض، وانقطاع صلة هذا الحدث بالمنجز العلمي الفعلي، هي مجرد اتهامات باطلة. لكن قبل ذلك، لنلاحظ أن 50 في المائة من البعثات البشرية قبلاً فشلت في أن تدخل مدار كوكب المريخ؛ ما يعني أننا ببساطة بإزاء مهمة بالغة التعقيد وليس أمام مناورة استعراضية. عبر هذا المسبار سيتم جمع بيانات، بعضها غير مسبوق، تساعد على فهم مناخ المريخ من خلال جمع وتحليل بيانات الغلاف الجوي السفلي للكوكب. كما سيكون ممكناً فهم المتغيرات المناخية التي أصابت الكوكب وأسبابها من خلال رصد المتغيرات التي طرأت على مستويات الهيدروجين والأكسجين في غلافه الجوي العلوي. وأهمية ذلك تكمن في أن كوكب الأرض شهد ويشهد متغيرات مناخية تتقاطع في بعض مواصفاتها مع ما طرأ على الكوكب الأحمر؛ ما يجعل من مهمات مسبار الأمل مصدراً لمادة استراتيجية تفيد البشرية في ابتكار سبل وكيفيات استدامة استقرار واقع كوكب الأرض ومستقبله. كما أن مهمة «مسبار الأمل» امتداد لمسار طويل من الهم الفضائي الذي عبّرت عنه الإمارات وراكمت في مجاله عدداً من المنجزات الاستراتيجية التي جاءت مهمة مسبار الأمل تتويجاً أول لها.

فقد أسفر التعاون بين دولة الإمارات وعدد من اللاعبين الرئيسيين في مجال علوم الفضاء ككوريا الجنوبية، عن إنتاج وتنفيذ وإطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية مثل «دبي سات 1» و«دبي سات 2» عامي 2009 و2013، بالإضافة إلى القمر الصناعي النانوي «نايف - 1» عام 2017.

وفي عام 2019 أصبح هزاع المنصوري، رائد الفضاء الإماراتي الأول الذي ينطلق إلى الفضاء في مهمة علمية. لا ينتقل المرء من الصفر ليصل إلى المريخ على صهوة الاستعراض. فرحلة «مسبار الأمل» هي تتويج لرحلة إماراتية نحو الفضاء لا تزال في بداياتها.

2 - كل ما قدمته الإمارات هو التمويل. خطأ.

دعونا نتأمل في تكلفة المشروع التي ما تجاوزت 200 مليون دولار على مدى ست سنوات، أي ما يزيد بقليل على 33 مليون دولار في السنة. لا أحد في العالم يحتاج من الإمارات إلى مثل هذه الأرقام «البسيطة» بالمقارنة مع ما بوسع الإمارات تقديمه من مغريات مالية للشركات والمستثمرين. ولا أحد لديه الاستعداد أن يبيع الإمارات «سمعة فضائية» مقابل هذا المبلغ البسيط بالمقارنة مع العائد المعنوي الهائل لوضع الإمارات على خريطة الدول المالكة لإمكانات فضائية في العالم. 200 مليون دولار، أي ما يعادل 0.05 في المائة من تكلفة إعمار سوريا التي هدمها بعض من المشوشين على نجاحات الإمارات. أو ما يعادل 1.6 في المائة من فاتورة العجز المترتب على فساد وتخلف قطاع الكهرباء في لبنان... أو حصيلة عشرة أيام من عائدات النفط التي كانت تخصصها حكومة نوري المالكي لقاسم سليماني، وهو 20 مليون دولار يومياً بحسب مقالة ديكستر فيلكينز في مجلة «نيويوركر» الأميركية.

دعونا ندقق الآن في تصريحات الجهات الفضائية الدولية. نشرت وكالة «ناسا» من خلال صفحة مركبة «بيرسيفيرينس روفر» المتجهة إلى المريخ والتابعة للوكالة، تغريدة موجهة لمهمة «مسبار الأمل» كتبت فيها «تهانينا على وصولك إلى المريخ! كما قال الشاعر المتنبي: إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُوم، فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ». كما غرد حساب «اليابان بالعربي» صوراً تظهر الفرق بين «المسبار الإماراتي» و«الصاروخ الياباني» الذي يحمله إلى الفضاء فقط، في محاولة لتوضيح كون المسبار إماراتياً وليس أجنبياً أو يابانياً. كما صدرت من الهند، وهي الدولة الأولى في آسيا والرابعة عالمياً التي تنضم إلى الدول التي أرسلت مهمات لاستكشاف الكوكب الأحمر، تصريحات لكبار العلماء فيها تشيد بالمهمة الإماراتية وريادتها، في حين اعتبر رئيس المركز الفرنسي للفضاء، جان إيف لوغا، أن العالم أصبح ينظر إلى دولة الإمارات بعد إطلاقها «مسبار الأمل» في يوليو (تموز) الماضي، «كقوة صاعدة على المستوى العالمي»، لافتاً إلى أنه أصبح لها موطئ قدم في المجال الفضائي. فهل تم شراء ذمم هذه الكوكبة من العلماء والمرجعيات المحترمة في كل أصقاع العالم بمائتي مليون دولار فقط!

3 - مهمة المسبار قامت على خبرات ومشغلين غربيين استأجرتهم الإمارات. غير صحيح.

لقد أعلن بشكل شفاف وعلى مرأى ومسمع من كل المرجعيات الفضائية في العالم، أن 200 مهندس وخبير إماراتي شاركوا في تطوير «مسبار الأمل»، 34 في المائة منهم من النساء، وهي النسبة الأعلى في العالم في مشروع مماثل. وقد ساهمت هذه النخبة العلمية الإماراتية في تطوير 200 تصميم تكنولوجي علمي جديد وتصنيع 66 قطعة من مكونات المسبار في الإمارات إلى جانب نشر 51 بحثاً علمياً متخصصاً وورقة عمل. ما نتحدث عنه هنا مساهمة إماراتية رائدة في منتجات تكنولوجية شديدة التعقيد تدخل في مهمات التصوير عالي الدقة والقياس عبر تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، وقياس العمق البصري للغلاف الجوي السفلي للمريخ، وقياسات الحرارة والغبار والاتربة في الغلاف الأوزوني للكوكب. مرة أخرى تجدر العودة إلى المسار العلمي الذي أوصل إلى لحظة المريخ، للتأكد من أننا أمام منجز علمي هو حصيلة تراكم معرفي وتراكم منجزات ساهمت في توسعة البنية المعرفية التحتية في مجال علوم الفضاء. ففي عام 2018، أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء، أول قمر صناعي للاستشعار عن بعد صُمم وصُنّع في دولة الإمارات بنسبة 100 في المائة هو القمر «خليفة سات». وهذا ما كان من غير الممكن الوصول إليه من دون الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات التي عكفت منذ عام 2006 عبر وكالة الفضاء الوطنية، التي يديرها مركز محمد بن راشد للفضاء على برنامج نقل المعرفة بداية من كوريا الجنوبية. كما ينبغي التوقف أمام التنوع الثري في علاقات دولة الإمارات مع مختلف أقطاب عالم الفضاء على ما يدل عليه مثلاً التعاون الروسي - الإماراتي الذي سمح بإيصال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء الخارجي.

4 - مهمة مسبار الأمل مهمة سياسية لتحسين صورة الإمارات. افتراء.

يبدو لي أن الهم السياسي الوحيد الذي يمكن ربطه بمهمة «مسبار الأمل» هو ما يدل عليه الاسم من أن الإمارات تتحول بسرعة لأن تكون بوصلة أمل لشباب العربي أولاً وللعالم، ومختبرات للحداثة والعلم، وأن تقود بالمثال والتجربة كتلة شبابية هائلة نحو الاهتمام بالعلم سبيلاً وحيداً للتقدم وعلاجاً فريداً لأمراض العصبيات المقيتة. فنحن نتحدث هنا عن إشراك 60 ألف شخص من البرامج العلمية والتعليمية للتعريف بمهمة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، والذي ينطوي على مشروع بناء مستوطنة للبشر على الكوكب الأحمر، ما يعني أننا لسنا أمام لحظة فضائية معزولة، بل أمام دولة ساعية لخلق بيئة حاضنة ومحفزة على الشغف بمروحة واسعة من العلوم والمعارف في مجال علمي كان مجهولاً إلى حد كبير في الدولة والمنطقة ككل. السياسي في تجربة «مسبار الأمل» شديد البساطة وبالغ التعقيد. ثمة من يقول في هذه البقعة من العالم إن الصراع الحقيقي هو الصراع بين من يريدون المستقبل وبين من يريدون الماضي لا أكثر ولا أقل.

 

طهران ترى بايدن ضعيفاً

عبد الرحمن الراشد/"الشرق الأوسط"/16 شباط 2021

منذ توليه الرئاسة، وإيران تكرر اختبارها عزيمة جو بايدن بشن هجمات على عدة جبهات في أقل من ثمانية أسابيع. آلاف المسلحين الحوثيين، وكلاء إيران، اندفعوا نحو مدينة مأرب اليمنية، يهددون المدينة المكتظة بالسكان. عشرات القذائف والصواريخ أطلقتها ميليشيات إيران في البصرة وبغداد، وحديثاً في أربيل، وكردستان العراق، فقتلت وجرحت في منشأة أميركية. وفي بيروت قُتل لقمان سليم، أهم المعارضين والأصوات القوية ضد إيران، ورُميت جثته على قارعة الطريق. كل هذه الأحداث خلفها إيران التي لا تريد إنكارها تماماً، مستخدمةً ميليشيات تابعة لها: «أنصار الله» في اليمن، وأولياء الدم في العراق، و«حزب الله» في لبنان. خامنئي، وابنه مجتبى الذي يدير من طهران العمليات وراء الحدود، و«الحرس الثوري»، يعتقدون أن الرئيس الجديد ضعيف، لا يشبه الرئيس السابق دونالد ترمب، وهذه العمليات اختبارات لإدارته. وحتى الآن لم يصدر عن واشنطن سوى التنديد الكلامي. إنها بداية متوقَّعة من الجانبين؛ الاستفزازات الإيرانية وعدم الرد الأميركي. وسبق لحكومة ترمب أن غضَّت النظر في حالات مشابهة، وأرسلت رسائل خاطئة للأتراك والإيرانيين في سوريا عندما أعلنت أنها ستسحب قواتها بعد الهجوم عليها. لكن بعد فترة قصيرة بدّل ترمب استراتيجيته: أبقى قواته وواجه الروس وزاد العقوبات الاقتصادية. إنْ كانت الإدارة الأميركية الحالية تريد إحياء التفاوض على الاتفاق النووي مع إيران، والتفاوض في اليمن، ومنع انهيار النظام في بغداد، فهي لن تستطيع تحقيق شيء من ذلك من دون استعراض قوتها.

لقد جرَّب سبعة رؤساء أميركيين، منذ كارتر حتى ترمب، أساليب مختلفة في إدارة الأزمات مع إيران ولم تنصت إلا إلى القوة. جرَّب ريغان إهداء طهران الإنجيل والكعكة وشحنة أسلحة إسرائيلية، لكنّ طهران مختبئة خلف عملائها في لبنان؛ خطفت وقتلت أساتذة وقساوسة ودبلوماسيين أميركيين وفجّرت مركز المارينز في بيروت. حاول جورج بوش فتح صفحة بُعيد احتلال صدام الكويت، ولم تكن النتيجة أفضل؛ عمليات عنف وتهديد السفن الأميركية في الخليج. كلينتون، الذي تحاشى مواجهتهم، فجّروا مبنى قواته في مدينة الخُبر السعودية، ونشروا العنف في المنطقة. جاء بوش الابن، وعرض عليهم التعاون في العراق مع إسقاط عدوهم المشترك صدّام، لكنهم كانوا خلف العمليات الإرهابية ضد القوات الأميركية تحت مسميات مختلفة مثل «القاعدة» و«داعش» والمقاومة العراقية السُّنية. خلفه أوباما، الذي تبنى خطاً مختلفاً تماماً، إذ بعد تورط الإيرانيين والنظام السوري في رشّ الآلاف من المتظاهرين السوريين بالغازات السامة وإعلان أوباما خطه الأحمر، عرضوا عليه مفاوضات سرّية، بدأت بالكيماوي وانتهت بالوعد النووي. أوباما أهدى الإيرانيين تقريباً كل أمانيهم، أنهى العقوبات وسمح لهم بتطبيع علاقاتهم مع الأوروبيين، وأكثر من مائة مليار دولار نقداً أرسلها بالطائرات من سويسرا، ومنح حتى أولاد المسؤولين الإيرانيين إقامات ورخص عمل لهم في الولايات المتحدة. في المقابل، كان هناك مائة ألف مسلح من دول مختلفة يحاربون تحت إمرة قاسم سليماني في سوريا، حيث قُتل أكثر من نصف مليون سوري غالبيتهم مدنيون. واستولى الإيرانيون على العاصمة اليمنية ببنادق وكيلهم الحوثي، وزادت هيمنة «حزب الله» على الحكم في لبنان. وفي آخر أيام رئاسته، تعمد خامنئي بإذلال الرئيس المغادر بخطف بارجة عسكرية أميركية واستعراض البحارة أمام العالم وهم راكعون مستسلمون. جاء بعده ترمب الذي تعهد بتأديب النظام، وفي نحو أربع سنوات ألحق بالمرشد الأعلى أقسى العقوبات وأكثرها إيذاء، لكنّ رئاسته انتهت قبل أن تنتهي الأزمة.

من المؤكد، من مرحلة ترمب، أن العقوبات هي أفضل هدية لخليفته بايدن الذي كان ولا يزال بإمكانه أن يزيدها ويضغط على المتطرفين في طهران، ويجبرهم على التفاوض أو مواجهة خطر انهيار نظامهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي استقبل السفيرة الفرنسية ووفدا من لجنة متابعة الاجراءات الوقائية لكورونا خوري: ضرورة توعية مختلف القطاعات لتساعدنا

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي السفيرة الفرنسة في لبنان آن غريو.

وكان الراعي التقى صباحا وفدا من لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لفيروس كورونا، يرأسه الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود الأسمر، مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشؤون الصحية الدكتور وليد خوري، مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية الدكتورة بترا خوري، مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الاعلامية الاستاذة ليلى حجازي، ممثل وزارة الداخلية العميد محمد الشيخ، وعن وزارة الصحة الدكتور محمود زلزلي والدكتور محمد حيدر، ممثل وزارة الخارجية والمغتربين السفير غدي خوري، ممثل وزارة العدل السيد نبيل رزق الله، امين عام الصليب الأحمر اللبناني السيد جورج كتاني، نقيبة الممرضات والممرضين الدكتورة ميرنا ضومط، الدكتور جاك مخباط من مستشفى رزق والدكتور جورج دابار من مستشفى أوتيل ديو.

بعد اللقاء قال خوري: "نحن لجنة كورونا الوطنية المؤلفة من قِبل الحكومة، بدأنا عملنا منذ سنة مع ظهور أول حالة كورونا في لبنان، وكان هناك تنسيق دائم مع صاحب الغبطة، ولكن زيارة اليوم أخذت طابعا رسميا حيث عرضنا للخطط والدراسات والأرقام المتعلقة بهذا الوباء وشددنا على ضرورة توعية مختلف القطاعات لتساعدنا، كما طلبنا مساعدة الكنيسة، لأننا مقبلون على مناسبات دينية وأعياد، ونريد تفادي ما حصل على عيدي الميلاد ورأس السنة من ارتفاع في الأرقام، لأن اللقاح لن يوصلنا قريبا الى مرحلة المناعة الجماعية، وبالتالي أمامنا سنة على الأقل يجب فيها الحذر، وهذا ما قلناه لصاحب الغبطة كونه رأس الكنيسة ويمكنه أن يساعدنا في توعية المواطنين حول أهمية عدم الاختلاط".

وختم خوري: "كما وضعنا صاحب الغبطة في أجواء المصاعب التي تواجه الدولة اللبنانية للحصول على السيولة والمال لمساعدة القطاع الاستشفائي والتمريضي، لأننا في وضع كارثي لم نكن جاهزين له، والمنظمات الدولية لم تنظر الى لبنان بشكل كاف، خاصة وأن في لبنان أكثر من مليوني لاجىء، أضف اليهم الأزمة الاقتصادية".

 

الرئيس عون عرض مع بوصعب التطورات السياسية والمستجدات الحكومية أبو زيد: الجانب الروسي أبدى استعداده لتقديم هبة من لقاح سبوتنيك الى لبنان

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، النائب الياس بوصعب وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة والمستجدات الحكومية. وأوضح النائب بوصعب انه تمنى على الرئيس عون "العمل خلال ما تبقى من العهد على تحقيق امرين أساسيين، الأول المضي حتى النهاية في موضوع التدقيق المالي الجنائي، والثاني تنظيم طاولة حوار للبحث في تطبيق ما تبقى من اتفاق الطائف ليصبح لبنان دولة مدنية فعلية تؤكد على هويته العربية من جهة، وتطبق اللامركزية الإدارية الموسعة من جهة أخرى، فضلا عن تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية".

وتناول النائب بوصعب موضوع تشكيل الحكومة، فقال: "سمعت الرئيس الحريري يقول انه على استعداد لأن يقترح على رئيس الجمهورية ثلاثة او أربعة أسماء ليسمي منهم الرئيس وزيرا للداخلية، وذلك خلافا للأعراف والتقاليد التي كانت معتمدة لاسيما بعد "الطائف". فالرئيس الهراوي رحمه الله هو من سمى وزير الداخلية وكذلك الرئيس اميل لحود والرئيس ميشال سليمان ولم يقترح عليهم احد هذه الأسماء. ما يدل على ان الرئيس الحريري ينوي اعتماد نمطا جديدا في تشكيل الحكومات، وهذا ما لا يقبل به الرئيس عون مطلقا". أضاف: "في المقابل لمسنا من كلام الرئيس الحريري إيجابية وهي دعوته الى الابتعاد عن الخطاب المذهبي خصوصا خلال العمل على تشكيل الحكومة الجديدة، واننا نشجع على ذلك، وعلى إيجاد حلول واقعية للازمة الحكومية الراهنة". على صعيد آخر، عرض النائب بوصعب للرئيس عون الخطوات التي اعتمدها للمساعدة في مكافحة وباء "كورونا" لاسيما في منطقة المتن. وقال: "لاحظت ان فخامة الرئيس يتابع هذه الإجراءات باهتمام وعناية، ولعل ما تحقق في هذا المجال هو نموذج اللامركزية الادارية الموسعة التي تبقى الحل المناسب للواقع اللبناني".وتطرق البحث أيضا الى حاجات منطقة المتن.

أبو زيد

واستقبل الرئيس عون النائب السابق امل أبو زيد الذي اطلعه على نتائج الزيارة التي قام بها أخيرا الى موسكو والمحادثات التي أجراها مع نائب وزير الخارجية السيد ميخائيل بوغدانوف التي تناولت الأوضاع العامة في لبنان، وموضوع اللقاح الروسي "سبوتنيك" ضد وباء "كورونا"، مشيرا الى أن الجانب الروسي أبدى استعداده لتقديم هبة من هذا اللقاح الى لبنان. وأوضح أبو زيد ان البحث مع بوغدانوف تناول أيضا الوضع السياسي الداخلي عموما، والوضع الحكومي "خصوصا لاسيما في ضوء ما نسب الى القيادة الروسية من معلومات غير دقيقة".

 

الخارجية دانت الهجوم الإرهابي على مطار اربيل

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

دانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، "الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار اربيل وأسفر عن مقتل احد الأشخاص وإصابة آخرين"، مستنكرة "استهداف المدنيين الأبرياء والمنشآت المدنية وزعزعة استقرار جمهورية العراق الشقيقة"، داعية إلى "التقيد بكل القوانين والمواثيق الدولية والقوانين الانسانية واحترامها".

وجددت " تضامن لبنان الكامل مع جمهورية العراق، وحرصه على أمنها واستقرارها"، مقدمة "تعازيها الحارة لذوي الضحية"، متمنية الشفاء العاجل للجرحى.

 

سامي الجميل بعد لقائه شيا: لحكومة مستقلة تنقذ لبنان من الإنفجار ومعيب إنتظار حوار بين ايران واميركا لتشكيلها

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

شدد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، بعد لقائه السفيرة الأميركية دوروثي شيا، على "ضرورة ان يكون هناك حكومة مستقلة قادرة على انقاذ البلد"، معربا عن أسفه "للتراشق الحاصل داخل الفريق الواحد"، مبديا إستغرابه "أن يقتصر النقاش على الحسابات العددية والرئاسية بدلا من ان يكون حول مهمة الحكومة". ورأى أن "المناكفات لا تليق بالشعب اللبناني والوجع الذي يعاني منه"، مشيرا الى ان "لبنان على حافة انفجار اكبر مما نشهده اليوم، فالانهيار حصل والانفجار قابل للحصول في اي لحظة عندما ينتهي إحتياطي مصرف لبنان ويتوقف الدعم".وقال: "الغلاء ما زال في بدايته والقدرة الشرائية للشعب اللبناني تنخفض والفقر يكبر يوما بعد يوم، وكل هذا يدل على اننا مقبلون على انفجار اجتماعي. في وقت نجد أن تصرف كل المواقع الدستورية في البلد ليس على مستوى التحدي، وكأنهم لا يشعرون مع الناس، وبدل البحث في الإتيان بأفضل الأشخاص للتخفيف من وطأة الكارثة، ما زالوا يقومون بحسابات صغيرة وبيانات وبيانات مضادة وهذا الصراع غير مفهوم". وشدد على "اهمية الخروج من هذا المستنقع وان تتشكل حكومة قادرة بإنتظار الاستحقاق الاساسي، اي الإنتخابات النيابية بعد عام"، مؤكدا انها "غير قابلة للتأجيل. كما أن هذا المجلس غير قابل للتمديد لأنه سيكون بمثابة التمديد لمأساة اللبنانيين".

اضاف: "أبلغنا السفيرة الاميركية كما نبلغ كل المسؤولين في لبنان وكل عواصم العالم، ان الشعب لن يقبل سرقة حقه بتقرير مصيره في اي استحقاق مقبل. وبالنسبة لنا الانتخابات بعد عام هي الاستحقاق الاساسي، ونحذر من اي عملية تأجيل، والمواجهة في هذا الملف ستكون قاسية ولن نقبل اي تلاعب في الاستحقاق. والى ذلك الوقت يجب أن تتشكل حكومة تخفف معاناة الناس وتتعاطى مع صندوق النقد الدولي وتجذب الأموال إلى البلد، لأن الاستمرار بهذه الطريقة يعني عدم امكانية جذب الاموال". ولفت إلى أن "الطبقة الوسطى تفقر في لبنان الذي بات مهددا على كل المستويات مجتمعيا وثقافيا وديموقراطيا"، معربا عن تخوفه على "المستشفيات ومستواها والمدارس والجامعات وعلى نمط حياة اللبنانيين الذي بات غير قابل للاستعادة في مرحلة لاحقة"، واصفا تصرفات المسؤولين ب"المعيبة والمدمرة".

وجدد الجميل تأكيده ب"أننا لن نخاف من أحد"، وقال: "نحن واعون ان لبنان موضوع كرهينة وسنبقى احرارا ونواجه ولن نخاف، وما قدمناه اغلى ما لدينا ولن نخاف يوما او نتراجع أمام أي تهديد واي اغتيال يحصل، فالاحرار باقون ولن يخافوا بل سيواجهون. واذا اعتبروا انه بالتهديد يمكن إسكات الناس وإخافتهم، سواء بتهديد ديما صادق او اغتيال لقمان سليم او تلقي قيادات وشباب في حزب الكتائب تهديدات على مواقع التواصل الإجتماعي، فنقول لهم: إرتاحوا لأننا لن نخاف ولا تضيعوا وقتكم بهذه الامور التافهة، بل إهتموا بناسكم عبر الخضوع الى منطق الدولة وحكم القانون والدستور في لبنان". وإعتبر أنه "من المعيب ان ينتظر المسؤولون اللبنانيون حوارا بين ايران واميركا لتشكيل حكومة في لبنان، فهذا واجبهم لكنهم مرتهنون". وقال ردا على سؤال: "نحن مع ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في تطبيق القرارات الدولية التي يمكنها مساعدة لبنان على ضبط الحدود واستعادة سلطة الدولة على اراضيها"، معتبرا أنه "يجب على الدولة ان تكون سيدة على اراضيها وفي قراراتها لتتمكن من القيام بالاصلاحات". وشدد على "ضرورة تطبيق القرارات الدولية، وعلى المجتمع الدولي حماية الشعب اللبناني من الارتهان"، معتبرا أن "المس بحق الشعب اللبناني في محاسبة المسؤولين وتقرير مصيره هو تكريس لوضع اللبنانيين رهينة بيد هذه الطبقة السياسية". وختم: "لا نتوقع كثيرا من هذه الطبقة السياسية، لكن يجب القيام بأقل المطلوب ريثما نصل الى الانتخابات، عندها يأتي دور الشعب بتحمل مسؤوليته والقيام بنفضة من اساساتها لكل هذه التركيبة المرتهنة التي أوصلت لبنان الى الافلاس".

سفيرة اليونان

كما التقى الجميل السفيرة اليونانية كاترين مونتولاكي وعرض معها للتطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات بين البلدين.

 

منطقة الرميل الكتائبية: التعويض على المتضررين من انفجار المرفأ حق وليس منة

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

صدر عن منطقة الرميل الكتائبية البيان الآتي: "يوما بعد يوم، يطل علينا أبطال منظومة التسوية والمحاصصة بأسوأ أداء عرفه لبنان على الاطلاق، آخر فصوله تمنين أبناء وتجار منطقة الرميل والأشرفية بمساعدات مالية مقتطعة من أموال اللبنانيين المنهوبة للتعويض عن الأضرار التي أصابتهم نتيجة انفجار المرفأ الذي حصل بسبب تواطؤ هذه الطبقة وسوء إدارتها. لذلك، يهم منطقة الرميل الكتائبية التأكيد أن منطقتي الرميل والأشرفية لم ولن تكونا يوما مسرحا لإنجازات وهمية وإن أبناءهما لم يعتادوا مد اليد والتسول من أي كان للنهوض وإعادة بناء بيوتهم ومحالهم، ولم ولن يغيب عن بال أهل المنطقة أن ارتباط أحزاب المنظومة وارتهانها لقوى الأمر الواقع كان السبب الرئيس في التدهور الاقتصادي الذي اصابهم. إن التعويض على أهل المنطقة وكل المناطق التي تضررت هو حق وليس منة، لا بل هو أقل الواجب المترتب على عاتق هذه الدولة التي اهملت المتضررين لأكثر من ستة أشهر. ولقد آن أوان التعويض من دون تأخير، بعيدا عن الزبائنية والمحسوبيات. إن منطقة الرميل الكتائبية تعتبر أن هذه الممارسات التي تعتمدها السلطة لا تدل سوى على إفلاس مدفع واستغلال رخيص لوجع الناس. كما تعتبر أن وعي أهالي الرميل والأشرفية الشرفاء سيسقط محاولة تدجين اللبنانيين وإخضاعهم عبر زبائنية رجعية رخيصة".

 

تكتل لبنان القوي: ما صدر عن الرئيس المكلف يشكل انتكاسة للميثاق وللشراكة السياسية المتوازنة

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

دعا "تكتل لبنان القوي" في بيان، بعد اجتماعه الدوري الذي عقده إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للعودة إلى روح الميثاق ونص الدستور في عملية تشكيل الحكومة التي يحتاج إليها الشعب اللبناني في أصعب مرحلة يمر بها لبنان اقتصاديا وماليا وصحيا". واعتبر أن "ما صدر عن الرئيس المكلف من مواقف يشكل انتكاسة للميثاق الوطني وللشراكة السياسية المتوازنة، والإشارة الى موضوع العدد مهما تم تغليفه تعكس نية بتمنين المسيحيين بالمناصفة وتذكيرهم بأن المناصفة هي شكلية، وليست حقيقية، الأمر الذي يفسر الكلام بأن الرئيس المكلف يملك صلاحية تشكيل الحكومة، فيما ينحصر دور رئيس الجمهورية بإصدار مرسوم التشكيل أو الامتناع عن ذلك". وأشار البيان "إلى أن تكتل لبنان القوي، الذي يريد أن تتشكل حكومة إصلاحية ومتوازنة في أسرع وقت مؤلفة من اختصاصيين قادرين، يضع الشعب اللبناني في صورة الحقيقة ويسأل هل الوقت الآن هو لتهميش رئيس الجمهورية دستوريا وتهميش ما يمثل في عملية تكوين السلطة التنفيذية يخدم وحدة لبنان ويخدم اللبنانيين التواقين لحكومة تحل الأزمات المتراكمة؟". وأكد أنه "قدم كل ما يمكن لتسهيل عملية تشكيل الحكومة إلى حد عدم المشاركة"، مشيرا إلى أن "كل اتهام لرئيس الجمهورية بأنه يريد الثلث المعطل، مع أن حتى لا شيء يمنعه سوى فكرة حكومة الاختصاصيين، هو اتهام باطل يتلطى وراءه من يريد ممارسة سياسة الاقصاء والعودة الى زمن كان فيه رئيس الجمهورية الشريك المغبون والضعيف في سلم السلطة. ان هذا الزمن ولى إلى غير رجعة، فاذا كانت نية الشراكة موجودة فالحل متوافر فورا. أما إذا استمرت عملية الاقصاء مسيطرة فهذا يعني أن هناك من يريد استمرار الأزمة لغايات غير معلومة". ولفت التكتل إلى أنه "بحث في قوانين عدة بغية العمل على إقرارها في مجلس النواب، وناقش مشروعا لإلغاء الدعم تدريجيا عن بعض السلع مقابل دعم اللبنانيين المحتاجين. وأقر تشكيل وفد لزيارة بعض السفارات وتسليمها رسالة حول موضوع التدقيق الجنائي واستعادة الأموال المنهوبة والموهوبة والمحولة الى الخارج".

 

المكتب السياسي للمستقبل: ردود الفعل على خطاب الحريري خلت من أي مضامين سياسية وضجت بنعرات طائفية لا قيمة لها

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

عقد المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل"، إجتماعا افتراضيا عبر تطبيق "zoom"، ناقش خلاله الشؤون التنظيمية والتطورات السياسية بعد خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى الـ 16 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ونوه المكتب السياسي في بيان، "بما تضمنه خطاب الرئيس الحريري من مكاشفة ومصارحة مع الرأي العام حول الجهة التي تعرقل تأليف حكومة الاختصاصيين من غير الحزبيين المنوي تأليفها وفق معايير المبادرة الفرنسية وما نص عليه الدستور، لوقف الانهيار وتطبيق الإصلاحات وإعمار ما دمره إنفجار المرفأ، وتشديده على ضرورة استعادة ثقة العرب والعالم من خلالها". واستنكر المكتب السياسي "ما صدر من ردود فعل على الخطاب خلت من أي مضامين سياسية وضجت بنعرات طائفية لا قيمة لها، ولا تستحق التوقف عندها أو الرد، أمام ما تضمنه الخطاب من حقائق ووقائع سياسية كشفت المعرقلين ووضعت حداً للتضليل الإعلامي".

 

جعجع: المواجهة مع “الحزب” لن تنتهي قبل أن يسلّم سلاحه

موقع القوات/16 شباط 2021

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “المواجهة السياسية مع حزب الله لن تنتهي قبل أن يسلِّم سلاحه للدولة، التي لا يمكن ان تنهض في ظل وجود دولة داخلها، ولا تهاون في هذه المسألة التي حولت لبنان إلى دولة فاشلة بسبب تعليقها دستوره وقوانينه، وأدت إلى عزله عن العالمين العربي والغربي”.

وقال جعجع في حديث نشرته مجلة “Revue Politique et Parlementaire” الفرنسية في عددها الفصلي الصادر في شباط الـ2021، لمناسبة مئوية إعلان دولة لبنان الكبير: “الخلاف مع حزب الله ليس فقط من طبيعة سياسية، إنما أيضا ايديولوجية وثقافية، وبالتالي الهوة كبيرة جدا بيننا وبينه، فالقوات قضيتها لبنان، فيما قضية الحزب الأمة الإسلامية، والقوات تدفع باتجاه ترسيم حدود لبنان تأكيدا لنهائيته، فيما الحزب غير مؤمن بحدود الدول الجغرافية، والقوات مع مشروع الدولة، فيما الحزب مع مشروع دولته، ومع هذا الخلاف الكبير كان كل الهم اعتبارا من العام 2005 تجنب تفجير لبنان وعودة الحرب الأهلية، فتم تنظيم التعايش في مرحلة أولى تحت سقف المؤسسات الدستورية من دون ان يكون هناك اي تنسيق سياسي، بل مجرد تقاطع تقني، وفي المرحلة الأخيرة وصلت “القوات” إلى قناعة بان حتى التنسيق التقني يجب وقفه لأنه يستحيل بناء الدولة من دون رفع يد الحزب والعهد الحالي عنها، وهذا ما يفسِّر مطالباتها بحكومة اختصاصيين مستقلين تماما، لأن مصير اي حكومة الفشل في حال واصل فريق 8 آذار إمساكه بمفاصل السلطة في لبنان”.

وتابع “شكل الحياد جزءا لا يتجزأ من ميثاق العام 1943، والحياد ليس مسألة جديدة او غريبة عن لبنان، بل عندما طبق شهد البلد استقرارا غير مسبوق وازدهارا فريدا من نوعه، وتكفي مقارنة الحقبة التي طبِّق فيها الحياد مع المرحلة التي أسقط فيها هذا الحياد والتي تحول معها إلى دولة فاشلة ومفلسة ومأزومة، وبالتالي لا حل إلا بالعودة إلى انطلاقة الجمهورية الأولى وإعادة إحياء الحياد الذي يشكل أحد أهداف “القوات اللبنانية”، وهذا ما دفعها لاحتضان مبادرة البطريرك الماروني بشاره الراعي الذي يقود أفضل مواجهة دفاعا عن مشروع الحياد من أجل الحفاظ على لبنان ودوره ورسالته”.

وأضاف جعجع “المقصود بالحياد ليس الحياد الاقتصادي، إنما السياسي والعسكري بان لا يقحم لبنان نفسه بصراعات الخارج والمحاور الدولية والإقليمية، لأنه من دون التزام الحياد ستنعكس الصراعات الخارجية على الداخل بانقسامات عمودية بين اللبنانيين بين هذا المحور وذاك، فتسقط الدولة على غرار ما هو حاصل اليوم”.

وأكد جعجع ان “فرنسا ما زالت الحليف الاستراتيجي الأول للبنان، فباريس لا تتعامل مع لبنان على قاعدة المصلحة، إنما انطلاقا مما يجمعها مع اللبنانيين من روابط تاريخية وثقافية وسياسية، وهناك شعور متبادل بالارتياح، ولم توفر فرنسا مناسبة إلا وترجمة مشاعرها حيال لبنان، إن في مؤتمرات الدعم الاقتصادية، أو في المنعطفات المصيرية مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهي تضع كل جهدها لمساعدة لبنان واللبنانيين، والدليل الأخير أن الرئيس إيمانويل ماكرون ترك كل انشغالاته واهتماماته والأزمة الصحية التي تضرب العالم ومنها فرنسا، وتوجه إلى لبنان متضامنا على أثر انفجار 4 آب، وباحثا عن الحلول المرجوة من أجل إخراج لبنان من أزمته، وقد شكلت زيارته ارتياحا شعبيا واسعا. وفي موازاة الدعم الدائم للدولة الفرنسية للبنان، فهناك علاقة مميزة وتاريخية تجمع الشعبين اللبناني والفرنسي”.

وقال: “لم يتبدل الدور المسيحي منذ ما قبل نشأة الكيان اللبناني إلى اليوم، ويتمثل هذا الدور في إقامة دولة تتسع للجميع وترتكز على الحرية والديموقراطية والتعددية، وهذا الدور المسيحي بالذات جعل من لبنان “سويسرا الشرق”، وذاك الجسر بين الشرق والغرب، وتمثِّل “القوات اللبنانية” امتدادا لهذا الخط التاريخي من خلال دفاعها المستميت عن الدولة والسيادة والاستقلال والحرية والشراكة والمساواة والشفافية في ممارسة الشأن العام”.

وتابع: “لم يضرب هذا المشروع إلا بسبب وجود فريق مثل “حزب الله” خرج عن إجماع اللبنانيين بحمله للسلاح على حساب الدولة، وحمله مشروعا سياسيا يتناقض مع جوهر دور لبنان ورسالته، والأسوأ من كل ذلك ان “التيار الوطني الحر” الذي بنى شعبيته وشرعيته على الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله، أقام تحالفا مع “حزب الله” الذي يحول دون قيام الدولة، فخرج التيار عن الخط التاريخي المسيحي بتغطية مشروع سياسي يتناقض مع كل فلسفة المسيحيين ونظرتهم للدولة في لبنان. فالدور الفاعل للمسيحيين في لبنان هو بفعل التزامهم هذا الخط التاريخي وحرصهم على صيانته، وعندما ضرب هذا الخط سقطت الدولة وتفككت، ولا خلاص للبنان سوى بالتقيد بمسلمات المشروع اللبناني وثوابته، والحرب التي شنت وتشن على “القوات” سبهها تمسكها بهذا الخط الذي تشكل رأس حربته، لأن هناك من يريد دوما إبقاء لبنان ساحة لا دولة”.

وأضاف: “لقد دلت التجربة التاريخية انه في كل مرة سقط فيها الحياد سقط الاستقرار، وفي كل مرة احترم فيها الحياد ترسّخ الاستقرار، ومن يدعم الحياد يدعم العيش المشترك في لبنان، ومن يقف ضد الحياد يقف ضد العيش المشترك، لأن إسقاط الحياد يؤدي إلى ضرب العيش معا”.

وأوضح جعجع ان “البرنامج الذي على أساسه ترشحت إلى رئاسة الجمهورية ارتكز على شعار “الجمهورية القوية” الذي لا يمكن ان يتحقق سوى عن طريق ثلاثية كيانية: أولا، استقلال لبنان الناجز في ظل دولة حرة وقادرة، تفرض سيادتها بمؤسساتها الشرعية حصريا. ثانيا، احترام الدستور والالتزام به نصا وروحا، والحرص على تطبيقه من دون استنساب، أو فئوية او تدوير للزوايا، تحت أي مبرر كان. ثالثا، حياد لبنان كضمانة لاستمراره وطنا محصنا في مواجهة محاذير تمدد الحروب والصراعات الخارجية نحوه، مع التشديد على التضامن مع العالمين العربي والدولي، في ما يتعلق بالقضايا الإنسانية والسياسية المحقة، وفي طليعتها قضية فلسطين”.

وقال: “لبنان يعاني فقدان للسيادة وقوى سياسية تنتهك سيادته وتضرب علاقاته مع الخارج، كما انه يعاني من قوى سياسية فاسدة وتفتقد إلى الخبرة وحسن إدارة الدولة، وهذا التلازم بين السلاح والفساد لا يمكن مواجهته والقضاء عليه إلا بالإصرار على قيام الدولة الفعلية، حيث ان بسط سيادة الدولة يشكل مدخلا لتغيير كل منظومة إدارة الدولة وتحويلها من فاشلة إلى ناجحة ومنتجة. أما لجهة ترشحي على رئاسة الجمهورية فلكل حادث حديث، لأن الأولوية اليوم هي لإخراج لبنان من أزمته المالية الحادة والتي في حال استمرارها هناك مخاطر كبرى على الاستقرار”.

وعن دور لبنان في المنطقة، أجاب: “لا يمكن ان يكون لبنان إلا هو نفسه بدوره ونموذجيته ورسالته، وهذا الدور بالذات الذي جعل منه وعلى رغم صغر حجمه قيمة عالمية، فلبنان هو الوحيد في العالم الذي يتشارك فيه المسيحيون والمسلمون بكل مذاهبهم في السلطة وفي دولة مدنية قائمة على الحرية والديموقراطية، ويشكل لبنان على هذا المستوى رسالة لتفاعل الحضارات بدلا من تصادمها، ومساحة للحوار الخلاق وقبول الآخر كما هو عليه، ولكن من أجل ان يستعيد هذا البلد دوره على المستوى السياسي والثقافي والاقتصادي والسياحي، كما رسالته في هذا العالم، يجب ان يستعيد سيادته واستقلاله وقراره، وهذا ما نناضل من أجله، وسنواصل هذا النضال إلى ان يعود لبنان دولة طبيعية أولويتها الانسان والاستقرار والسلام”.

 

نصرالله: التدويل قد يكون غطاء لاحتلال جديد وتحالفنا مع التيار الوطني الحر لم يسقط لأنه حقق مجموعة من المصالح للوطن ولطرفي التفاهم

وطنية - الثلاثاء 16 شباط 2021

ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة عبر شاشة قناة "المنار" لمناسبة ذكرى القادة الشهداء الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية، معلنا ان شعار الحزب لهذا العام هو الوصية الاساس المقاومة والناس. وتطرق في كلمته الى الصفات المشتركة لهؤلاء القادة وهي الذوبان في المقاومة، فاستشهدوا في ريعان شبابهم، متوقفا امام الظروف الصعبة التي واجهت كل واحد منهم وهي تختلف عما نحن عليه اليوم من قوة المقاومة. وأشار الى وصايا هؤلاء القادة الشهداء والتي هي أمانات، ومنها ما اعلنه الشيخ راغب حرب من أن الموقف سلاح والمصافحة، مؤكدا على اهمية الحاجة الى هذه المواقف لرفض التطبيع، وكذلك شعار الشهيد مغنية في مواصلة وتطوير المقاومة، مشددا على ان أمر مواصلة وتطوير المقاومة متواصل ومستمر. أما وصية الشهيد السيد عباس الموسوي فهي في حفظ المقاومة وفي خدمة الناس، مبينا استمرار "حزب الله" في خدمة الناس لأنها من أعظم العبادات، وأهمها خدمة الناس بالدفاع عنهم وعن كرامتهم وسيادة الوطن الذي يعيشون فيه. أضاف: "عندما يتهدد بلدنا خطر صهيوني أو ارهابي او تكفيري فلن نتهاون عن الدفاع عن الناس الشرفاء".

ثم تطرق الى عناوين داخلية، من بينها مسألة التهديد باللجوء الى االأمم المتحدة لاصدار قرار تحت الفصل السابع، فاعلن عن رفض هذا التهديد واعتبره "دعوة لاحتلال لبنان من قوات اجنبية، وهو أمر مستهجن بمعزل عن الذي أطلق هذا التهديد"، موضحا "أن التدويل يضر بلبنان ويعقد المسائل فيه، ويتنافى مع السيادة وقد يكون غطاء لاحتلال جديد"، متسائلا عن "الضمانات التي ستعطى للبنان في ظل ضمانات الكبار لاسرائيل"، منبها من "أن التدويل قد يفرض خيار التوطين والنازحين السوريين وفي ترسيم الحدود البحرية وتضييع مساحات من الارض لمصلحة العدو". وكرر رفضه لأي "شكل من أشكال التدويل لأنه خطر على لبنان ومصلحة لبنان، من دون أن يعني ذلك عدم الاستعانة بأصدقاء.نحن نشعر ان طرح فكرة التدويل هو للاستقواء".

ثم تطرق الى الاتهامات التي طالت حزب الله في الاسبوعين الماضيين من خلال الشتائم والسباب والكلمات النابية من جوقات اعلامية محلية وعربية، وقال: "أولا أن هذا الشكل من الشتائم يعبر عن المضمون الاخلاقي لاصحابها، كما أنه يعبر عن عجز وضعف وهذا دليل الاحباط والغضب والانفعال"، مؤكدا "عدم التأثر بكل هذه الشتائم"، داعيا جمهور المقاومة ومحبيها الى "عدم المقابلة بالمثل، أي بألا نكون شتامين وسبابين، ولكن هذا لا يعني السكوت". وتابع: "نحن لسنا ضعفاء وعلينا ان نكون منسجمين مع أنبيائنا".

أما في الشق الثاني من الاتهامات التي توجهت ضد "حزب الله" فقال: "كل متهم بريء حتى تثبت إدانته، إلا عندنا في لبنان، إذ أن "حزب الله" لدى البعض متهم حتى تثبت براءته"، مبديا سخريته من هذه التهم "التي تطالب "حزب الله" بالكشف عن المسؤول عن أي حادث وإلا فهو المتهم، خاصة إذا كانت الحادثة قد وقعت في منطقة تخص حزب الله"، مستغربا "هذا النوع من قواعد الاتهام المنافية للشرع والمنطق والعقل". وأضاف: "هناك من يقول ويتساءل هل أن اسرائيل تقتل عملاءها"، نافيا "أن يكون حزب الله قد اتهم أحدا بالعمالة لاسرائيل"، متوجها "لمن يطلقون هذه الاتهامات بأن يقرأوا كتب "الموساد" وكيف أنه يقتل عملاءه من أجل خدمة أهدافه"، معددا حوادث نفذها الموساد في اكثر من دولة عربية واجنبية تدخل في هذا السياق وأدت الى قتل يهود أيضا لاجبارهم على الرحيل الى اسرائيل. وتابع: "ان كل ما يقوم به هؤلاء مدبر ومسير من غرف عمليات سوداء ومدفوعة الثمن"، مجددا القول "ان هذه الاتهامات لن تؤثر علينا".

ورأى أنه "في هذه الحملة الاخيرة اذا كان القصد منها المس بجمهور المقاومة فإن الذي حصل هو العكس". وتوجه بالشكر الى جمهور المقاومة وكل السياسيين والاعلاميين الذين دافعوا عن المقاومة وفندوا هذه الاتهامات السخيفة. ودعا الى "معالجة بعض الثغرات التي حصلت في سياق مواجهة الحملة ضد "حزب الله". ثم تطرق الى مسألة التحقيق بانفجار المرفأ فأشار الى "انتهاء التحقيق لدى قيادة الجيش وكرر مطالبته القيادة بالكشف عما في حوزته لأهمية ذلك"، لافتا الى "أن المسؤولية اليوم هي عند القضاء، وعلى القضاء الاعلان عما وصل اليه من تحقيق"، مجددا المطالبة بذلك والاصرار عليه".

ولفت الى "ما تعرض له بعض الذين تضرروا في ارواحهم واملاكهم لأن شركات التأمين ترفض التعويض عنهم بحجة انتظار الاعلان عن نتائج التحقيق، وان بعض هذه الشركات تحاول أن تأكل تعويضات هؤلاء بأكثر من 70% من المتوجب عليها مقابل حصولها على تواقيع هذه العائلات".

وفي ملف االحكومة قال:"الكل يريد تشكيل الحكومة ولا أحد لا يريد ذلك"، ملمحا الى "وجود عقد داخلية، لأن الكلام عن انتظار ملفات خارجية لا تفيد". وطالب "بعدم انتظار الخارج لأنه لا يمكن للخارج ان يساعدنا اذا لم نساعد انفسنا". ولفت الى "ان الضغوط الخارجية قد تدفع بالبعض الى مزيد من التصلب" ، معتبرا ان السقوف العالية تعقد الموضوع".

وتابع: "ان تحميل المسؤولية لفخامة رئيس الجمهورية هو أمر غير منصف، معربا عن "تفهمه للقلق لدى الرئيس المكلف لجهة الثلث المعطل، لكننا لا نتفهم اصراره على تشكيلة من 18 وزيرا، في حين انها لو كانت 20 أو 22 فإنها تطمئن الجميع". وتمنى "إعادة النظر بهذه المشكلة لأنه قد يكون مدخلا أو مخرجا من الحال التي وصلنا اليها". وتطرق الى مسألة التفاهم مع التيار الوطني الحر، فأشار الى "الضغط الاعلامي والسياسي واستغلال أي حادثة من أجل إسقاط هذا التحالف"، مؤكدا "أن هذا التحالف لم يسقط ولن يسقط لأنه حقق مجموعة من المصالح للوطن ولطرفي التفاهم".

وتابع:"كلانا حريصان على التحالف، وعلى منع المتربصين بأي ثغرة أو كلمة تصدر من التأثير على متانة التحالف".

وشدد على "متانة هذه العلاقة، وعلى الحرص الشديد مع كل الحلفاء والشخصيات".

ورأى أن "شبكات التواصل مسؤولة عن تأجيج الحملات بما يوحي بوجود خصومات"، مصنفا هؤلاء "بين عدو، أو حقودين في صفوف الحلفاء، وهذا أمر خطير لأن هذا الحقن يؤدي الى الانفجار"، ملمحا الى "وجود من لديه نية في هذا الموضوع".

ودعا الى "الحضور القوي على وسائل التواصل ولكن ضمن حدود الاخلاق والتعاطي بوعي وتقديم الحجة والدليل". ثم انتقل الى الملف الاقليمي وقال:"هناك تطورات تحصل في منطقتنا وفي العالم، ومنها ذهاب ترامب ومجيء بايدن، وانعكاس ذلك على لبنان والمنطقة"، مشيرا الى "الملف النووي الايراني ووجود اتصالات ومواقف متباينة فيه، وما يحيط به من قلق اسرائيلي وسعودي، وكذلك هناك الملف اليمني وهو حاضر بقوة، وما رافقها من قرارات اتخذتها ادارة بادين، بسبب صمود اليمنيين وتقدمهم في مأرب وتأثير ذلك على الحل السياسي"، واصفا خطوة واشنطن تجاه اليمن بالايجابية".

وأشار الى "القلق السعودي والاسرائيلي في حال انتهاء حرب اليمن دونما انتصار لهما", ولفت الى التطورات في الملف السوري، وما سيحصل في شرق الفرات، وإحياء داعش من جديد"، ملمحا الى "ان خطة الاميركي تبدو وكأنه يريد ان يبقى في بعض مناطق في سوريا والعراق"، واعلن أن "هذا الملف لن يكتب له النجاح في ما يتعلق بإحياء داعش". كذلك توقف عند الملف العراقي وتأثيراته على المنطقة، ومثلها مستقبل افغانستان وغيرها من دول المنطقة، ووأوضح "أن الصين يبدو أنها تشكل التهديد الاول لأميركا، ومن ثم روسيا، لذلك تحاول الادارة الجديدة في واشنطن اعتماد نظرة واقعية في بعض الملفات كي تتفرغ للصين".

ثم تطرق الى الملف الفلسطيني وقال أنه سيكون حاضرا بقوة، مشيرا الى "ان صفقة القرن إما انتهت أو أنها في حالة سقوط أو تراجع . ورأى ان "كل ذلك بسبب صمود الفلسطينيين ورفضهم لصفقة القرن، وأيضا صمود محور المقاومة في رفضها لصفقة القرن".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 16 و17 شباط/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

What Are The Religious Concepts Of The Ash Monday
Elias Bejjani/February 15/2021
مفاهيم اثنين الرماد الإيمانية

http://eliasbejjaninews.com/archives/72716/elias-bejjani-what-is-the-ash-monday/


 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 16/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/96087/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-16-2021/

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 16 شباط/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/96089/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-976/

 

الفاشيات الشيعية، الاوليغارشيات المافيوية واوهام الجمهورية القاتلة

شارل الياس شرتوني/17 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96112/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d8%a7/

 

 

فيديو مقابلة من برنامج “مع جيزال” من قناة سكاي نيوز عربية مع الشهيد الحي الوزير والنائب السابق مروان حمادة يعري من خلالها كل ما له علاقة بإحتلال حزب الله الإرهابي للبنان وبمسلسل الإغتيالات التي نفذها ومستمر بها

#حزب_الله_إرهابي_ومجرم

http://eliasbejjaninews.com/archives/96091/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7%d9%85%d8%ac-%d9%85%d8%b9-%d8%ac%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%a7/

 

Biden’s Yemen policy needs urgent rethink
 Maria Maalouf/Arab News/February 16/2021
 
ماريا معلوف/ارب نيوز: سياسة الرئيس بيدين اليمنية بحاجة إلى اعادة تفكير
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/96114/maria-maalouf-arab-news-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%84%d9%88%d9%81-%d8%a3%d8%b1%d8%a8-%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%b2-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3/

 

 

Many fear Slim’s slaying could imperil freedoms in Lebanon
 Samar Kadi/The Arab Weekly/February 16/221
 
سمر قعدي/الإسبوع العربي: كثيرون في لبنان يتخوفون من أن قتل لقمان سليم سيعرض الحريات للخطر
 http://eliasbejjaninews.com/archives/96109/samar-kadi-the-arab-weekly-many-fear-slims-slaying-could-imperil-freedoms-in-lebanon-%d8%b3%d9%85%d8%b1-%d9%82%d8%b9%d8%af%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%a8%d9%88%d8%b9/

 

 

 

الياس بجاني: ادعوكم لزيارة موقعي الألكتروني للإطلاع كل ما له علاقة بالتطورات اللبنانية باللغتين العربية والإنكليزية/ نشرات أخبار يومية ومختارات من التعليقات والتحاليل

Elias Bejjani/Visit My LCCC Web site/All That you need to know on Lebanese unfolding news and events

http://eliasbejjaninews.com/