المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 شباط/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.february08.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال لَعَازَرُ المسكين والغني الذي يلبس الإرجوان والكتان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني: مقابلة جان عزيز ع الجديد بما يتعلق بورقة تفاهم مار مخايل هي دجل ونفاق وذمية ومسح جوخ للعودة ل قصر بعبدا وتملق غبي لسيد امونيوم

الياس بجاني/لماذا اصرار تلفزيون ميشال المر على معاقبة مشاهدي تلفزيونه بالسيدة ذنيز رحمة

الياس بجاني/نص وفيديو: في الذكرى 15 لورقة تفاهم ما مخايل: خيانة وعمالة واستسلام وبيع وطن ونحر هوية وتاريخ ووجود

الياس بجاني/هل يتذكر الحريري من اغتال محمد شطح ولماذا؟ مطلوب منه ومن أبواقه قراءة رسالة شطح إلى الرئيس الإيراني قبل اغتياله بعدة أيام لعلى في التذكير فائدة

الياس بجاني/لقمان سليم كان بطلاً وطنياً في حياته وها هو اليوم يتوج من الأحرار والسياديين اللبنانيين شهيداً للكلمة الحرة وللعنفوان وللكرامة

الياس بجاني/في حال حصل الملالي على قنبلة نووية فهم بالتأكيد سوف يستعملونها لضرب جيرانهم من العرب وربما أيضاً إسرائيل واوروبا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 54 وفاة و2081 إصابة

كلمة البابا فرنسيس الاثنين… لبنان في قلب الحدث!

عريضة لتحميل الجمهورية اللبنانية، مسؤولية إرتكاب جرائم ضدّ الإنسانية.

ماكرون إلى أبو ظبي فالسعودية… “لا تتركوا لبنان”

الحريري من أبو ظبي إلى باريس… وهذا ما سيبحثه مع ماكرون!

بطلب ألماني... عائلة لقمان سليم في حماية "أمنية"

تصرّفٌ "لا مسؤول"... حزب الله يَتحدّى "كورونا"

فيديو مقابلة من تلفزيون ال أم تي في مع الشهيد الحي الوزير السابق مروان حمادة يُشرّح من خلالها واقع إحتلال حزب الله للبنان بكل جوانبه المسؤول عن كل الإغتيالات ويعري الحكم وأهله ورأى أن اغتيال لقمان سليم وقع لأنه صوت ثقيل على الحزب واعترف بأنه تلقى تهديداً منذ بضعة أسابيع

الطبيبٌ اللبناني  نبيل خراط يَنضمُّ إلى قافلة ضحايا "كورونا"

واشنطن: لا تغيير في السياسة الأميركية تجاه لبنان

هكذا نعى ديفيد شينكر لقمان سليم

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 7/2/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تغريدةٌ تتبنّى مقتل سليم... فمَن صاحبها؟

رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: "لن يقوم لبنان إلا بنزع سلاح حزب الله"

"حزب الله" رداً على "التيار": نحن أيضاً مع الدولة القوية

قنبلة" في المرفأ كانت تهدّد بيروت.. كلامٌ خطير كشفه رئيس شركة ألمانية!

جبران بدو هيك.. وهيك صار

جريمة ضحيتها أربعيني"... وُجِد مقتولاً داخل سيارة في الأوزاعي

لجنة أهالي المفقودين: إخراسك قسرا يا لقمان جريمة تعادل الإخفاء القسري

سفير إلمانيا زار روجيه إده: لحكومة تقوم بالإصلاحات ولا نتدخل بالاسماء

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

ضغط جمهوري لمنع بايدن من رفع العقوبات عن إيران

بايدن: لن نرفع العقوبات المفروضة على إيران

الكونغرس يضغط على البيت الأبيض لإبقاء العقوبات على طهران

إيران للأمم المتحدة: سنردّ بحزم على أي تهديد إسرائيلي

بلينكن يبحث «النووي الإيراني» مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا

مواد مشعة في موقع إيراني تثير الشكوك حيال نيات طهران النووية/الغرب يعتمد مقاربة موحدة متعددة الأطراف… وبايدن يدرس تقديم مساعدات إنسانية

القبض على 13 عنصراً من «داعش» بعملية استباقية في بغداد

«التعاون الخليجي» يرحب بتعيين مبعوث أميركي خاص لليمن

غريفيث في إيران لإجراء محادثات حول اليمن

اتساع الرفض الشيعي للإشراف الأممي على الانتخابات العراقية/«سائرون» و«دولة القانون» تفرقهما «البطة» وتوحدهما بلاسخارت

تراجع أميركي عن تصنيف الحوثيين... ومصير غامض حول زعيمهم/تحرّك متناسق بين البيت الأبيض والمشرّعين في تكثيف العمل الدبلوماسي باليمن

سوريا «ليست أولوية» لبايدن... ومقترحات لـ«خفض الأهداف»

المبعوث السابق إلى شرق الفرات السفير روباك لـ«الشرق الأوسط»: واشنطن لا تدعم «دولة كردية»... ومصلحتنا بحكومة في دمشق تسيطر على البلاد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لقمان سليم: قصة قتل معلن لِفُتَاتْ السيادة/منى فياض/الحرة

4 مليارات ثمن 12 بيضة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

استهداف العقل الشيعي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

الرثاثة قتلت لُقمان/إيلي الحاج /أساس ميديا

عندما لا يعود هناك مفرّ من المواجهة/رضوان السيد/أساس ميديا

المعرفة التي قتلت لقمان سليم/حازم صاغية/الشرق الأوسط

بايدن والسعودية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

العلاقات الأميركية ـ التركية في ظل إدارة بايدن/ديديه بيون/الشرق الأوسط

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

بايدن بين نوويين... إيراني وإسرائيلي/راجح الخوري/الشرق الأوسط

انتقام... وثأر!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

ماكرون يطرح لعب دور «الوسيط النزيه» في ملف إيران النووي/ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

فيديو ونص غظة البطريرك الراعي: نستنكر جريمة اغتيال الناشط لقمان سليم/حان الوقت لوضع حدّ للسلاح/نطالب بمؤتمر دولي خاص بلبنان/شعبنا سينتفض من جديد في الشارع سيثور ويحاسب

أحد تذكار الموتى: عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي -

المطران الياس عودة: الحكام همهم الحصص والمكاسب والثلث المعطل!

احد الموتى .. في نظرةٍ لاهوتيةٍ عنِ الموتِ بما هو معضلة/الأب سيمون عساف

"وقاحةٌ متماديّة"... هذا هو "المُلْفت" في مشهدِ إغتيال لقمان سليم

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف

إنجيل القدّيس لوقا12/من01حتى05/:”في تِلْكَ الأَثْنَاء، ٱحْتَشَدَتْ عَشَرَاتُ الأُلُوفِ مِنَ الجُمُوع، حَتَّى دَاسَ بَعْضُهُم بَعْضًا، فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ أَوَّلاً لِتَلامِيذِهِ: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف. لِذلِكَ فَكُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ في الظُّلْمَةِ سَيُسْمَعُ في النُّور، وَمَا تَكَلَّمْتُم بِهِ هَمْسًا في المَخَادِعِ سَيُنادَى بِهِ عَلَى السُّطُوح. وَأَقُولُ لَكُم، يَا أَحِبَّائِي: لا تَخَافُوا مِمَّنْ يَقْتُلُونَ الجَسَد، وَبَعْدَ ذلِكَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَر. بَلْ أُبَيِّنُ لَكُم مِمَّنْ تَخَافُون: خَافُوا مِمَّنْ، إِذَا قَتَل، لَهُ سُلْطانٌ أَنْ يُلْقِيَ في جَهَنَّم. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، مِنْ هذا خَافُوا”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني: مقابلة جان عزيز ع الجديد بما يتعلق بورقة تفاهم مار مخايل هي دجل ونفاق وذمية ومسح جوخ للعودة ل قصر بعبدا وتملق غبي لسيد امونيوم

المقابلة/هل انتهى تفاهم مار مخايل بين الحزب و التيار الوطني الحر ؟ جان عزيز يعلق في الذكرى الـ ١٥ له

https://www.youtube.com/watch?v=ajjfIjSpVCo&t=961s

 

الياس بجاني/نص وفيديو: في الذكرى 15 لورقة تفاهم ما مخايل: خيانة وعمالة واستسلام وبيع وطن ونحر هوية وتاريخ ووجود

الياس بجاني/06 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95699/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-15-%d9%84%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9/

لا يمكننا أن نقول اليوم في الذكرى 15 لتوقيع ورقة تفاهم مار مخايل بين ميشال عون وحسن نصرالله غير أن هذه الورقة كانت ولا تزال وسوف تبقى خطيئة وجريمة وخيانة وذمية وطروادية بأبشع الصور، وهي داكشت الوطن وأهله وهويته ووجوده ومقاومته ودماء الشهداء وتاريخه بكرسي ومنافع ومكاسب شخصية وعائيلية.

وفي هذا السياق الإسخريوتي فإنه في كل دولة من دول العالم هناك يوم اسود في تاريخها يتذكره الشعب ويلعن من تسبب به على خلفية الغباء  والنرسيسية والخيانة والأجندات السلطوية الشخصية.

نحن منذ تاريخ توقيع الورقة “الخيانية” نرى وعن قناعة وبإيمان راسخ مبني على إثباتات ومواثيق ومعايير وطنية وتاريخية وإيمانية، ويرى معنا كثر من أهلنا الأحرار في الوطن الأم لبنان، وفي بلاد الانتشار، أن يوم السادس من شباط عام 2006 كان يوماً اسوداً بإمتياز.

في ذلك اليوم المشؤوم والأسود تخلى سياسي وزعيم لبناني سيادي ومقاوم، وقائد سابق للجيش اللبناني، هو العماد ميشال عون، تخلى بجحود وكفر وتخدر ضمير عن ذاته وتاريخه، ونقض دون خجل أو وجل كل وعوده وعهوده، ولحس كل شعاراته، وضرب عرض الحائط بكل ما هو لبنان ولبناني ودستور وعدل وقوانين وثوابت مسيحية ولبنانية واستسلم بذل للمحتل الإيراني الملالوي والمذهبي والإرهابي الذي هو حزب الله ووقع معه ورقة سميت “ورقة تفاهم”… وأمسى من يومها رهينة لدى الحزب وأداة تخريبية وتدميرية بيده وتحت أمرته بالكامل.

إن ورقة تفاهم عون مع حزب الله التي قدست في بندها العاشر سلاح الحزب بينت كم أن الإنسان بطبيعته الغرائزية هو دائماً معرض للوقوع في التجربة الإبليسية عندما يقل إيمانه ويخور رجاؤه ويتعلق بثقافة الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي.

عون بتوقيعه الورقة تنازل عن ذاته الإيمانية، ووقع في التجربة الشيطانية، وأصيب بعمى البصر والبصيرة، وتخلى عن كل ما هو لبنان ولبناني ووطنية.

والأخطر على المستوى الشخصي للرجل أنه رذل وداس ونحر ماضيه وباعه مقابل ثروات ومواقع سلطوية هي من تراب الأرض وفانية وآنية وباقية عليها.

باع نفسه وتخلى عن وضعيته الوطنية والمقاومتية مقابل كرسي رئاسي سلموه إياه بعد تجويفه من كل مقوماته الدستورية والوطنية.

الرجل باختصار خان نفسه وانقلب عليها في أقل تقدير، هذا إذا افترضنا أنه كان صادقاً في انتمائه للبنان ولمقاومته الحقيقة وللشعارات التي رفعها وللخطاب المقاوم والسيادي الذي تبناه ما قبل الورقة.

في الواقع المعاش فإن المنطق والعقل والحقائق يؤكدون أن عون لا يزال رهينة ورقة تفاهمه مع حزب الله 100%، وبالتالي فإن أي حليف أو مؤيد له أو ساكت عن شروده السيادي والإستقلالي والدستوري هو عملياً حليفاً لحزب الله وغطاءً لمشروعه الفارسي والذهبي والإرهابي.

للأسف إنها الطبيعة البشرية الغرائزية التي تسود عندما يقل الإيمان ويخور الرجاء.

ولحك ذاكرة عون وغيره من الشارين وعبدة الشخص فإن ورقة التفاهم كانت ولا تزال غطاءً مسيحياً مجانياً لكل ارتكابات حزب الله وقد استعملت ولا تزال في  الأحداث الخطيرة  ومنها، حرب تموز، وانقلاب الدواليب في 27 كانون الثاني 2007 وتحويله انقلاباً، وباحتلال الوسط التجاري تحت عنوان الاعتصام وتطويق السرايا، ومروراً بغزوة بيروت في 7 أيار، والقمصان السود وتطيير حكومة الرئيس سعد الحريري، وصولا إلى التورط في حروب سوريا والعراق واليمن ومعاداة الدول العربية وعزل لبنان عن دول الغرب الصديقة، وكذلك سلسلة الاغتيالات التي نفذها ومستمر بتنفيذها حزب الله .. كل هذه الأحداث غطتها ورقة التفاهم وحصل عون في المقابل على الرئاسة المفرغة من أي قيمة أو دور غير الغطاء .. والثمن الذي قدّمه عون لحزب الله باسم جزء كبير من المسيحيين هو أكثر بكثير من المكاسب الشخصية التي حصّلها، ولم تكن مكاسب للمسيحيّين أو مكاسب وطنيّة بل شخصيّة وعائليّة بحتة.

أخطر بنود الورقة هو البند العاشر الذي يتناول سلاح حزب الله، ويصفه بالوسيلة المقدسة. فقد نصّ هذا البند  على أن سلاح حزب الله (لم يستخدم مصطلح المقاومة)، وهو سيلة مقدسة ومكلّف بالدفاع عن لبنان وحمايته إلى أن يزول الخطر الإسرائيلي وتوافر “الظروف الملائمة”، وهذه كلمات غامضة تعطي الغطاء للسلاح إلى الأبد، والبند هذا الذي يحمل عنوان حماية لبنان وسيادته لا يذكر أبدا الجيش اللبناني، وكأن الأخير ليست مهمته الدفاع عن لبنان وحمايته، وهذا أمر خطير أراد حزب الله تمريره في الورقة وبصم عون عليه مع أنّه كان قائداً سابقاً للجيش ورئيساً لحكومة عسكرية!.

إن التعاطي مع سلاح حزب الله طبقاً للورقة هو تعاط مع الآلهة، والورقة لا تطرح أية آلية لمعالجة هذا السلاح وتسليمه للدولة ولا هي لم تتحدث عن مدد زمنية لإنهاء دوره، بل فتحت له المدى الزمني لسنين غير محددة  ربطة مصيره بمصطلح غامض ومطاط هو “الدفاع عن لبنان”.

الأمر الأخطر في الورقة هو الذي يقول “سلاح حزب الله”، وليس حتى سلاح المقاومة وهنا افتراضاً إذا أراد أي مسيحي لبناني أن يحمل البندقية ليقاوم فالنص لا يشمله، وبالتالي فأمر المقاومة محظور عليه… كما أن

ربط سلاح حزب الله بـحماية لبنان ونضوج الظروف الموضوعية المبهمين في الورقة هما فخ ومشكلة.

لا ذِّكر في الورقة إطلاقاً للجيش اللبناني/وظفت الورقة شرعة حقوق الإنسان لتبرير حمل حزب الله للسلاح بحجة الدفاع عن النفس.

المستغرب هنا كيف وقع عون في فخ حزب الله وهو يعلم أن عقيدة الحزب لا تعترف بشيء اسمه المجتمع الدولي ولا بالأمم المتحدة.

إن عقيدة حزب الله تعترف بالشريعة الدينية فقط وليس بالشرعة الدولية.

إن توقيع التيار الوطني الحر على ورقة التفاهم مع حزب الله تعني ببساطة متناهية أنه وقع في مطبات عديدة أخطرها تبنيه عقيدة الحزب الأصولي هذا وموافقته على عدم الاعتراف بالشرعية الدولية وشرعة حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومن هنا غابت كلمة الدولة عن كل بنود نص الورقة.

المحزن هنا هو انقلاب عون على ذاته لأن كل ما ورد في الورقة يتناقض كلياً مع تاريخ العماد عون وأطروحاته الوطنية والنضالية طوال سنين ما قبل العام 2006.

إن عودة اللاجئين من إسرائيل طبقاً لبنود الورقة يعرضهم لمحاكمات أشد هولاً وأكثر ظلماً من تلك التي أجريت لمن بقي من أهل الشريط الحدودي في لبنان سنة إلفين ولم يلجأ إلى إسرائيل.

باختصار إن النص الذي استعمل في صياغة الورقة يعبر عن حالة التحاق كاملة للتيار الوطني الحر وعون بما كان يريده حزب الله.

الورقة تقر بنظرية الأسد الأب ًشعبين في بلد واحد”.

في الورقة تنازلٌ مطلق من قبل العماد عون لمصلحة حزب الله.

الورقة تصف الاحتلال السوري بالتجربة.

لم تقدم الورقة أي حل للمخطوفين والمغيبين في سجون سوريا والعماد عون أنكر وجودهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لماذا اصرار تلفزيون ميشال المر على معاقبة مشاهدي تلفزيونه بالسيدة ذنيز رحمة

الياس بجاني/06 شباط/2021

لا أدري لماذا اصرار صاحب تلفزيون المر على معاقبة المشاهدين بالسيدة دنيز رحمة. فهذه السيدة مع احترامنا الشخصي لها هي مهنياً فاشلة ولا تعرف ألف باء أصول محادثة من تجري المقابلات معهم. هي عملياً تجري المقابلات مع نفسها ولا تترك مجالاً لضيوفها للكلام وتقاطعهم.. هي في مقابلاتها للأسف مزعجة ونافرة وتغضب وتستفز من يتابع المقابلاات التي تجريها. رجاء يا ميشال المر ارحمنا وابعدها عن اجراء المقابلات.

 

هل يتذكر الحريري من اغتال محمد شطح ولماذا؟ مطلوب منه ومن أبواقه قراءة رسالة شطح إلى الرئيس الإيراني قبل اغتياله بعدة أيام لعلى في التذكير فائدة

الياس بجاني/04 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95553/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%aa%d8%b0%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d8%a7%d9%84-%d9%85/

هل يتذكر الرئيس سعد الحريري “المستقتل” على خدمة حزب الله وتغطيته من خلال ترأسه حكومة تابعة للمحتل الإيراني؟ هل يتذكر الشهيد محمد شطح؟ وهل يتذكر لماذا قام حزب الله بإغتياله؟ لا نعتقد بأن الحريري يتذكر رسالة شطح (المرفقة باللغتين العربية والإنكليزية) وذلك عن سابق تصور وتصميم لأنه لا يريد أن يتذكر خوفاً من تحقيق اجندته الذمية والسلطوية والشاردة كلياً وبإبليسية عن كل كلمة جاءت في الرسالة.

الكلام هذا بما يخص محتوى رسالة شطح السيادية والإستقلالية والدستورية ليس موجهاً فقط إلى سعد الحريري وأبواقه وربع الإنتهازيين والوصوليين والطرواديين من كل الشرائح اللبنانية، ولكن أيضاً وتحديداً لكل الطاقم السياسي العفن والمرت والذمي (جنبلاط وجعجع ولكل من يلف لفهما ويقول قولهما) الذي خان ثورة الأرز وقفز فوق دماء شهدائها ومن ثم تنازل واستسلم وسلم البلد بالكامل لحزب الله من خلال الصفقة الرئاسية الجريمة والخطيئة تحت عنوان مداكشة الكراسي بالسيادة.

في الخلاصة: لا معارضة في ظل الإحتلال، بل مقاومة سلمية أو مسلحة، ولا حلول لخلاص وتخليص لبنان من الإحتلال الإيراني دون اعلان البلد دولة فاشلة ومن ثم اللجوء إلى مجلس الأمن ومطالبته بتنفيذ القرارات الدولية: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، و1559 و1701 و1680.

ومن الضروري والمهم عدم مشاركة المحتل الإيراني في الحكم تحت أي حجج أو مبررات. فليحكم حزب الله وحده وليُترك يواجه العالم دون أغطية لا من الحريري ولا من أية قوى سياسية أخرى من كل الشرائح اللبنانية المجتمعية والمذهبية والسياسية والحزبية التي تدعي أنها سيادية واستقلالية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لقمان سليم كان بطلاً وطنياً في حياته وها هو اليوم يتوج من الأحرار والسياديين اللبنانيين شهيداً للكلمة الحرة وللعنفوان وللكرامة

الياس بجاني/04 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95541/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%82%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a7/

لأن الكلمة الحرة والجريئة التي تسمي الأشياء بأسمائها وتشهد للحق والحقيقة هي أقوى من السلاح والصواريخ وعسكر الإجرام والإرهاب، فها هو حامل راية الكلمة الحرة والسيادي بامتياز الناشط لقمان سليم يسقط شهيداً برصاص غدر جماعات الإرهاب التي تخاف الكلمة ولا تجيد غير لغة الاغتيال.

لقمان سليم كان صوتاً صارخاً في وجه الإحتلال والظلم والإرهاب لا يهاب الموت ولا ترده تهديدات مهما عظمت وهو تعرض لها باستمرار لكنه رفض الخضوع وأبى إلا أن يكون ذاته الأبية والوطنية وأكمل نضاله السلمي والحضاري والإعلامي معبراً شجاعاً وبعلم ومعرفة وثقافة عن آرائه السيادية والاستقلالية والحقوقية.

اغتالوه لأنه قوي ولأنهم ضعفاء ولأنهم مدانون في كل ارتكاباتهم وممارساتهم والتبعية لنظام الملالي الرجعي والقمعي والدكتاتوري الذي يحتل لبنان ويعيث فيه دماراً وتخريباً وفوضى وفساداً وإفساداً وهمجية.

اغتالوه وتباهوا بجريمتهم البشعة وتغريدة جواد نصرالله هي دليل دامغ على مسؤولية من نفذ جريمة الاغتيال..

جواد نصرالله كتب على تويتر يقول: (“‘خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب”. وأرفق تغريدته بهاشتاغ: ‘ بلا أسف’.) ولاحقاً، قام بحذف التغريدة.

لن نطالب الدولة بكشف المجرمين واعتقالهم ومحاكمتهم لأن لا دولة في لبنان، بل دويلة تتحكم بالدولة والدويلة كما أكد جواد نصرالله هي التي اغتالت لقمان سليم.

ما نطالب به هو تدويل لبنان ووضعه تحت البند السابع وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة به وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1559 و 1701 و 1680.

أما من ينافق ويدعي ذمياً بأنه معارض من الطاقمين السياسي والحزبي نقول له بأن لا معارضة في ظل الاحتلال، بل مقاومة بكل أنواعها وأشكالها السلمية والمسلحة.

نصلي من أجل نفس الشهيد لقمان سليم ومن أجل أن يلهم عائلته ومحبيه والأحرار والسياديين في لبنان نِّعم الصبر والسلوان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

في حال حصل الملالي على قنبلة نووية فهم بالتأكيد سوف يستعملونها لضرب جيرانهم من العرب وربما أيضاً إسرائيل واوروبا

الياس بجاني/03 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95514/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%a7%d9%84-%d8%ad%d8%b5%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%82%d9%86%d8%a8%d9%84/

ما يجب أن يدركه كل القادة العرب ومعهم دول اوروبا وقادتها وأحزابها كافة، وكذلك كل الدول المجاورة لإيران حت بمن فيهم روسيا بأنه في حال استحوذ الملالي الفرس على قنابل نووية وأسلحة صاروخية لإطلاقها فهم وعملاً بمفاهيمهم وخلفياتهم الدينية والإديولوجية والتوسعية والمرّضية بالتأكيد سوف يستعملونها حيث لا يوجد في قاموسهم لا روادع انسانية ولا أخلاقية ولا حتى دينية. من هنا فإن نظام الملالي الفارسي العدواني والمنسلخ عن كل ما معايير الشروالبشرية فهو ليس خطراً وجودياً فقط على الدول العربية ودولة إسرائيل تحديداً، وعلى الدول التي له فيها أذرع مسلحة إرهابية (لبنان والعراق وسوريا واليمن وغزة)، بل هو خطراً حقيقياً يهدد السلم والإستقرار والإنسانية في كل أرجاء العالم. هنا يكمن الخطر الداهم والفعلي الناتج عن وصول الديموقراطيين إلى حكم أميركا وتولي بايدن الرئاسة حيث أنهم من المؤيدين والمشجعين والداعمين العلنيين للنظام الملالوي ولأدواره المدمرة، وهم الذين كانوا عقدوا معه الإتفاقية النووية الفاشلة وزودوه بالمال وتغاضوا عن استحواذه على الخبرات والمعدات اللازمة لإنتاج قنابل نووية وصواريخ بالستية. وفي هذا السياق الأميركي الديموقراطي الملالوي والحاقد على كل ما حققه الرئيس ترامب من نجاحات شرق أوسطية، فإن كل المراكز في أدارة الرئيس بايدن التي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالنظام الإيراني وبالإتفاق النووي معه قد سلمت لأفراد علاقتهم وطيدة بحكام إيران ومن المؤيدن لأدوارهم الإرهابية والتوسعية والتسيحية، وهؤلاء فعلاً بدأوا باستنساخ ما قاموا به في عهد الرئيس أوباما ويخططون أن يعودوا إلى الاتفاق النووي مع إيران.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعون للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 54 وفاة و2081 إصابة

وزارة الصحة اللبنانية/الاحد 07 شباط 2021   

أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا اليوم الأحد، عن تسجيل 2081 إصابة جديدة بكورونا ( 2056 محلية و25 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 319917".

ولفتت الوزارة في تقريرها، إلى تسجيل "حالة 54 وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 3616".

 

كلمة البابا فرنسيس الاثنين… لبنان في قلب الحدث!

وكالة الانباء المركزية/الاحد 07 شباط 2021

يُعقد غداً الاثنين اللقاء التقليدي بين البابا فرنسيس وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي. هذا اللقاء الذي كان من المقرر ان يعقده البابا في الخامس والعشرين من كانون الثاني الماضي، ارجئ بسبب إصابته بالتهاب أليم في العصب الوركي، خاصة وأن البابا يلقي كلمته وقوفاً.

مصادر دبلوماسية معنية اكدت لـ”المركزية” أن “كلمة البابا ستتمحور حول المواضيع والشؤون الدولية، وترسم الخطوط العريضة والتوجهات العامة للسياسة الخارجية للفاتيكان للعام 2021. واوضحت ان البابا سيتطرق في كلمته الى الشأن اللبناني الذي يوليه أهمية خاصة، كما سيتناول  اوضاع المسيحيين في الشرق ومن المتوقع ان يتطرق الى زيارته المرتقبة الى العراق المقررة بين 5 و8 آذار المقبل”. إشارة الى ان البابا يطرح في هذا اللقاء الى الحروب والنزاعات التي يعاني منها عدد من الدول كسوريا وفلسطين واليمن، والظلم الذي يطال بعض الأقليات واللاجئين والنازحين حول العالم وأهمية العمل من أجل الدفاع عن الأشخاص الأكثر ضعفاً، لكنه يشدد دائماً في كلمته على ان الكنيسة الكاثوليكية تهتم بالعائلة البشرية واحتياجاتها على الصعيدين الاجتماعي والمادي، ولا يسعى الكرسي الرسولي إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بل يطمح لأن يُسمع صوته لاسيما في القضايا المتعلقة بخير كل كائن بشري.

 

عريضة لتحميل الجمهورية اللبنانية، مسؤولية إرتكاب جرائم ضدّ الإنسانية.

https://www.change.org/p/united-nations-lebanon-petition-to-hold-the-republic-of-lebanon-accountable-for-crimes-against-humanity?recruiter=64822068&utm_source=share_petition&utm_medium=facebook&utm_campaign=psf_combo_share_initial&utm_term=psf_combo_share_initial&recruited_by_id=c5ff0f6f-f417-4b9b-ac1e-5c090942f869&utm_content=fht-27240922-en-us%3A6

إن الفساد في لبنان هو عمل لا إنساني، ارتكبته الحكومات اللبنانية ومؤسساتها الحكومية وبالتعاون مع آخرين على مدى عقود. إن الفساد في لبنان كان و لا يزال يتسبب بإلحاق الأذى و المعاناة، الجسدية، والعقلية، والبدنية للأمة بأكملها. إن إنفجار بيروت ليس سوى نتيجة مروعة من نتائج الفساد الذي يرتكب كجزء من هجوم ممنهج موجه ضد الملايين من السكان المدنيين في لبنان، بل وفي العالم. وهذا العمل الشنيع يحرم الإنسانية من السلام والأمن والازدهار الذي منح لهم بموجب اتفاقيات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. إن حقوق الإنسان في لبنان تنتهك على نطاق واسع، الحق في الحياة، الحق في الحصول على تأمين صحي، الحق في الملكية، الحق في الحصول على معيار ملائم لحياة كريمة، الحق في الجمعيات و الرابطات السلمية، الحق في المساواة قبل القانون، الحق في التعليم. ولم يلتزم لبنان بالتزاماته الدستورية، التي تكرس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكنتيجة لذلك حالة فاشلة ومأساة إنسانية ملحمية. وللفساد آثار مدمرة على الناس في جميع أنحاء العالم وهو يوقف تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية المستدامة.

وتتسم قائمة المعاناة ، وإصابة الصحة العقلية والبدنية، بالضخامة، وتؤثر على الملايين، وتشمل ما يلي:

فقدان الأرواح، سرقة الممتلكات، والتهديدات بالمجاعة والإفلاس؛ والفقر والبطالة، وفقدان الإيمان واليأس؛ والانتحار؛ والنزوح الجماعي؛ وعدم وجود أدوية/الرعاية الطبية وما إلى ذلك. لقد سُلب ملايين الدولارات من المواطنين والشركات والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية والدول المانحة،

كنتيجة للفساد.  ولم يكن بوسع وزير الأمم المتحدة غوتيريس أن يعرب عن ذلك بشكل أفضل: "الفساد هو عمل إجرامي، غير أخلاقي، وهو خيانة لثقة المجتمع. ولذلك ، فإن الموقعين أدناه

• يعتبرون حكومة لبنان ومؤسساتها الحكومية مذنبة بجرائم ضد الإنسانية بموجب المادة 7-1 (ك) من نظام

المطبق في المحكمة الدولية“.

• ندعو جميع الدول، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وجميع المنظمات غير الحكومية إلى الاعتراف بأن المادة 7.1 (ك) من نظام

تنطبق على لبنان، وأن المجتمع العالمي يحمل السلطات اللبنانية المسؤولية عن الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، وهي جريمة دولية

• ولذلك ندعو الدول إلى وضع وتطبيق آليات لاعتقال لأولئك الذين ارتكبوا جرائم فساد في نطاق السلطة القضائية الدولية، ومحاكمتهم.

• ندعو إلى حماية جميع ضحايا الفساد، والاعتراف بأن الضحايا لهم حقوق (محلية وعالمية) ولا يمكن شطبهم كخسائر.

• تحدي الدول التي لا تؤيد التماسنا بأن تقدم تفسيراً علنياً لسبب رفضها، وأن توضح السبب في عدم التزام المجتمع الدولي بالعمل وإدانة ومعاقبة مرتكبي جريمة دولية.

وسوف يتم تقديم هذا الطلب إلى السفارات الأجنبية، والمنظمات غير الحكومية، والأمم المتحدة، وفي لبنان، وإلى الإدارات/المكاتب الخارجية للدول حول العالم.

لن يدمر العالم من قبل من يفعلون الشر، بل من قبل أولئك الذين يشاهدونهم دون القيام بأي شيء”.

 

ماكرون إلى أبو ظبي فالسعودية… “لا تتركوا لبنان”

وكالة الانباء المركزية/الاحد 07 شباط 2021  

أفادت أوساط دبلوماسية عليمة “المركزية” بان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيزور منتصف الشهر الجاري امارة ابوظبي للقاء كبار قادتها قبل ان ينتقل الى المملكة العربية السعودية. واشارت الى ان مجمل لقاءات ماكرون في ابو ظبي والرياض ستتركز في شكل خاص على الملف النووي الايراني وفرص اعادة استئناف المفاوضات وامكان انضمام السعودية اليها ، اضافة الى اوضاع المنطقة عموما ولبنان في شكل خاص، بحيث سيطرح رئيس فرنسا وجوب عدم ترك البلد الشقيق لقدره ولمن يريد ان ينفذ فيه مشاريع ليست لمصلحته، انما مساعدته على مختلف المستويات لتجاوز هذه المرحلة المصيرية في تاريخه.

 

الحريري من أبو ظبي إلى باريس… وهذا ما سيبحثه مع ماكرون!

وكالة الانباء المركزية/الاحد 07 شباط 2021  

يمكث الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في ابو ظبي قبل ان ينتقل الى باريس في اليومين المقبلين للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بحسب ما اوضحت مصادر قريبة من بيت الوسط لـ” المركزية”. واشارت الى ان الحريري سيضع الرئيس ماكرون في نتائج اتصالاته الداخلية والخارجية وما يعيق مسار تشكيل حكومة الانقاذ الى جانب التطورات الدراماتيكية المتتالية في بيروت كما سيطلع منه على اجواء اتصاله برئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاسبوع الماضي. ومن المتوقع بحسب المصادر ان يعود الحريري الى لبنان قبيل نهاية الاسبوع.

 

بطلب ألماني... عائلة لقمان سليم في حماية "أمنية"

 الحدث/الاحد 07 شباط 2021

قالت رشا سليم، شقيقة الناشط اللبناني لقمان الذي وجد قبل أيام مقتولا داخل سيارته، إن لقمان سيدفن في حديقة المنزل عند المدخل الذي قالت إنه سيبقى مفتوحا لمن يرغب في الصلاة على جثمانه. وقالت رشا سليم، اليوم الأحد، إن قتلة لقمان يدعون أنهم هم أصحاب الأخلاق، مستغربة ذكر خبر مقتل لقمان قبل نشرة الطقس على بعض القنوات التلفزيونية. كما استغربت رشا سليم إرسال السفارة الألمانية عنصرين من الأمن اللبناني بطلب منهم حماية لزوجة لقمان الألمانية، معتبرة أن ذلك يعني اتجاه الدولة اللبنانية إلى تحويل لبنان إلى قضية عالمية. وقالت إنه لم يتم حتى الآن الاتصال معهم من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية منذ اختفاء لقمان، بمن فيهم بقايا السلطة اللبنانية، على حد تعبيرها. وبعد اختفاء وغموض حول مصيره، عثر الخميس على جثة الناشط والباحث لقمان سليم مقتولاً داخل سيارته في جنوب لبنان، فيما أفادت وسائل إعلام محلية أنه قتل برصاصتين في الرأس.

وكانت عائلة لقمان أطلقت ليل الأربعاء/ الخميس، رسالة استغاثة، طالبة من يعرف عنه شيئا التواصل معها. وكتبت رشا سليم الأمير، شقيقة الباحث والمحلل السياسي، المعروف بمعارضته الشرسة لحزب الله بتغريدة على "تويتر" كما على حسابها على فيسبوك، أن "أخاها غادر منطقة نيحا في الجنوب عائدًا إلى بيروت لكنه لم يعد بعد. هاتفه لا يرد. لا أثر له في المستشفيات". يذكر أن المعارض الشيعي لطالما انتقد حزب الله وسلاحه، معتبرا أن أجنداته خارجية، تقدم مصلحة إيران على مصلحة لبنان، وما فتئ يعتبر أن الحزب يمارس سلطة القمع والرقابة على عقول مناصريه. وكان تعرض سابقا لحملات تخوينية عدة من قبل موالي وأنصار الحزب وحركة أمل، حتى إنهم دخلوا العام الماضي حديقة منزله، تاركين له رسالة تهديد، وملوحين برصاص وكاتم صوت، ما دفع الباحث إلى إصدار بيان حمل فيه مسؤولية تعرضه لأي اعتداء إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وولد لقمان في حارة حريك بضاحية بيروت عام 1962، ثم انتقل إلى فرنسا في 1982 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون، وعاد إلى العاصمة اللبنانية في 1988. عام 1990 أسس دارا للنشر تهتم بنشر الأدب العربي ومقالات ذات محتوى مثير للجدل، تتراوح منشوراتها بين الكتب التي يحظرها الأمن العام اللبناني وحتى الترجمات العربية الأولى لكتابات محمد خاتمي الرئيس الإصلاحي الإيراني السابق، والتي أثارت جدلاً داخل المجتمع الشيعي في لبنان. تميز بمواقفه الصلبة من حزب الله، ما عرضه للعديد من حملات تشويه الصورة والتخوين والاتهام بالعمالة. وفي تعليقه على اغتيال لقمان سليم، رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي في القضية دافعاً جديداً لوضعِ حدٍّ لكلِّ سلاحٍ متفلِّت. هذا وأكد موسى خوري محامي عائلة لقمان سليم، أن التحقيقات توصلت إلى معلومات جديدة حول مقتله ستعرف خلاصتها لاحقاً. وأضاف في تصريحات للشرق الأوسط أن لقمان أصيب بست طلقات نارية، وأن الجهود تبذل لمعرفة هوية من قتله وليس فقط الجهة المنفذة.

 

تصرّفٌ "لا مسؤول"... حزب الله يَتحدّى "كورونا"

ليبانون ديبايت/الاحد 07 شباط 2021

رغم الوضع الخطير الذي يمرّ به لبنان، من سرعة تفشي وباء كورونا وإتساع نطاقه، بالإضافة إلى ضعف القدرة الإستيعابية للمستشفيات بسبب الزيادة المخيفة في العدد اليومي للإصابات، مما يهدّد صحة المجتمع، نظّم حزب الله إحتفالاً على الطريق الدولي عند دوار الحلانية على طريق رياق بعلبك. وتخلّل الإحتفال رفع مجسمان للإمام الخميني والخامنئي، "كما أقيم بالمناسبة مراسم عسكرية لثلة من المقاومين في حزب الله، ورفعت خلال الاحتفال الإعلام اللبنانية واعلام حزب الله، وأزاح رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل حسين الحاج حسن الستارة عن لوحة انتصار الثورة الإسلامية في ايران في 11 شباط 1979". فمن الواضح، أنه "لا يزال البعض مصمّم على تجاهل الواقع المرير الذي نعيشه، وغير مبالٍ للأرواح التي نخسرها يومياً، وهذا التصرف اللامسؤول نفّذه حزب الله اليوم، متحدياً كل الظروف السيئة". واللافت في الأمر، مشاركة نائب حزب الله حسين الحاج حسن، الذي من المفترض أن "يكون حريصاً على أرواح شعبه، ولكن على العكس تماماً فهو عمد إلى التصرّف بأنانية، محاولاً التباهي بدور حزبه ومقاومته".

 

فيديو مقابلة من تلفزيون ال أم تي في مع الشهيد الحي الوزير السابق مروان حمادة يُشرّح من خلالها واقع إحتلال حزب الله للبنان بكل جوانبه المسؤول عن كل الإغتيالات ويعري الحكم وأهله ورأى أن اغتيال لقمان سليم وقع لأنه صوت ثقيل على الحزب واعترف بأنه تلقى تهديداً منذ بضعة أسابيع

07 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95740/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84-%d8%a3%d9%85-%d8%aa%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

أكّد النائب المستقيل والوزير السابق والشهيد الحي مروان حمادة أنّ “ما جرى للقمان سليم يشبه كثيراً ما جرى مع من سبقوه من أجل الكلمة الحرّة، وما كتبه سليم يدلّ على المجرم ومن دون تضييع وقت من اغتاله معروف. فقد حصل الخطف والجريمة في منطقة حزب الله فإما أن يشاركوا بالكشف وإلا تكون الجريمة سياسيّة لأنهم لا يقبلون بالرأي الآخر”. وقال حمادة للـmtv: “لقمان سليم أصبح عبءاً شيعيًّا وتحوّل من صوت حرّ إلى صوت “ثقيل عليهم” في حين أنّهم يتراجعون كثيراً. والتهديدات لم تتوقّف منذ سنوات وكلّها أرسلها الى المدعي العام في المحكمة الدوليّة وآخر تهديد وصلني منذ بضعة أسابيع وليتمّ تسليم سليم عياش”، مضيفاً “ما في أجهزة أمنيّة لبنانيّة عم نضحك على بعضنا” ومعظم الناس “ساكتة لأن خايفة من الأخطبوط يلي مسيطر على البلد” وأين تحقيق المرفأ؟”. وطالب حمادة بـ”حكومة تنقذ البلد”، قائلاً: “لا أحد يريد إلغاء حزب الله ولا أحد يريد حرباً أهليّة و”ما حدا حاملهم بقى”. وصاحب السلاح المتفلّت هو أوّلاً من يجب أن يضع حدًّا له ورئيس الجمهورية ميشال عون انتهت صلاحية عهده والمطلوب الإسراع في ما تبقى لإنقاذ البلد”. وتابع: “تمّ خرق الدستور بعد مرور شهرين على وجوب إجراء الإنتخابات الفرعيّة، ولن يتمّ إجراء الانتخابات النيابية في ظلّ السلاح المتفلت والوضع الحالي ولأنّهم يخافون وأملهم الوحيد هو التمديد للمجلس الحالي. وأعوّل على تطور إقليمي – دولي ولا بدّ من تشكيل جبهة تضبط وتلجم الإيقاع الرئاسي”.  وختم حمادة: “المبادرة الفرنسيّة لا تزال مستمرّة وصالحة وفرنسا يهمّها لبنان وإذا بقي جبران باسيل متمسكاً بالثلث المعطّل لن يتواصل أحد معه”.

 

الطبيبٌ اللبناني  نبيل خراط يَنضمُّ إلى قافلة ضحايا "كورونا"

مواقع الكترونية/الاحد 07 شباط 2021

أصدرت هيئة الأطباء في التيار الوطنيّ الحرّ بياناً، قالت فيه: "كفى! ها هي الواقعة وقعت وأصبحت جرحاً نازفاً، طبيب توفي بعد تأخير دخوله إلى المستشفى لأنه لم يستطع تأمين قيمة المبلغ الذي طلب منه لبدء العلاج". وأضاف، البيان، " تتقدم هيئة الأطباء في التيار الوطنيّ الحرّ بأحرّ التعازي إلى الجسم الطبي بسقوط شهيد جديد على مذبح الواجب، وإلى عائلة الدكتور نبيل خراط، وتؤكد أن ما حصل لا يقبله منطق ولا عقل ولا ضمير". وتابع،"إزاء جائحة كورونا التي تجتاج لبنان والعالم، وبعدما أُنهك الجسم الطبي بكافة أعضائه باذلاً نفسه ووقته في سبيل القيام بواحبه بمعالجة المرضى والمصابين والوقوف الى جانبهم وجانب عائلاتهم، تقدم اعضاء هيئة الاطباء في مجلس نقابة الأطباء باقتراح لتغطية كلفة الاستشفاء الناتجة عن الاصابة بكورونا للأطباء المنتسبين والمتقاعدين عن طريق دفع فروقات الجهات الضامنة بنسبة 100٪ وتأمين كلفة الأدوية والمستلزمات الطبية، لكن مع الأسف لم يجد هذا القرار طريقه الى الاقرار بعد". وأشار البيان، إلى أن "المطلوب أمر وحيد وهو إعلان التغطية الطبية الكاملة للأطباء المصابين بفيروس كورونا وإبلاغ المستشفيات بهذا القرار، لمنع هذا النوع من الممارسات في مكاتب الدخول"، مضيفاً "اكثر ما يحتاج اليه الطبيب اليوم، وهو الجندي المقاوم بوجه المرض، هو الى من يحمي ظهره في معركته الضروس حتى لا تقوى عليه الأيام وصعابها فيقع ويسقط معه النظام الصحي و أمان المواطن الصحي". وختمت هيئة الأطباء في التيار الوطنيّ الحرّبيانها: "لذلك وانطلاقاً من كلّ ما حصل، نعود ونجدد الدعوة الى كل القوى والزملاء في مجلس النقابة من رأس الهرم حتى آخره، الى اقرار ما طالبنا به شاكرين كل الذين ابدوا دعمهم وضموا اصواتهم إلينا، لما فيه مصلحة الأطباء ومن خلالهم مجمل الشعب اللبناني".

 

واشنطن: لا تغيير في السياسة الأميركية تجاه لبنان

السياسة الكويتية/07 شباط/2021

أكدت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية غيرالدين غريفيث “ألا تغيير في سياسات الولايات المتحدة في ما يخص لبنان”، مشددة على أنه “لطالما كانت واشنطن ملتزمة بمحاسبة الفاسدين أو المسؤولين عن جرائم ضد الشعب اللبناني”. وأوضحت غريفيث، أنه في ما يخص انفجار مرفأ بيروت، أن “الحكومة تحقق، والولايات المتحدة لن تستبق الأمور في ما يخص هذه التحقيقات، ولكننا ننادي بمحاسبة جميع المسؤولين الذين فشلوا في تحمل مسؤولياتهم”. وشددت على أن”الولايات المتحدة تتبنى مطالب الشعب في ما خص الشفافية بهذه الحادثة، ونتطلع لنتائج هذه التحقيقات”، مضيفة ان “أميركا ملتزمة كامل الالتزام بالمحاسبة في لبنان، وقد نرى في المستقبل مزيداً من الخطوات في هذا المجال والمرتبطة بفرض عقوبات”. وأشارت، إلى أن “الولايات المتحدة تدرك أن هناك حاجة اقتصادية ملحة في لبنان، لكن وصول المساعدات من المجتمع الدولي يستوجب شفافية وإصلاحات اقتصادية وسياسية، ونتطلع إلى حكومة تلبي طموحات الشعب اللبناني”.

 

هكذا نعى ديفيد شينكر لقمان سليم

الكلمة اولاين/07 شباط/2021

نعى مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السابق، ديفيد شينكر، الناشط لقمان سليم، قائلاً: "ارقد بسلام صديقي لقمان. حزب الله هدّدك ولكن كلّما كانوا يحاولون ذلك لم يُخيفوك. أخذوا حياتك ولكنّهم لن يأخذوا صوتك ورسالتك. لبنان للبنانيين وإنقاذ بلدهم أمرٌ يعود لهم".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 7/2/2021

وطنية/الأحد 07 شباط 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تدخل البلاد غدا الإثنين مرحلة التمديد للاقفال، مع توسيع جزئي لفتح بعض القطاعات وفق المراحل الأربعة التي أعلن عنها، في ظل واقع صحي ما زال مقلقا. وقد سجلت وزارة الصحة العامة 2081 إصابة جديدة، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 319,917.. كما تم تسجيل 54 حالة وفاة..

حكوميا، لا جديد في حركة الاتصالات الداخلية، وفي انتظار ما ستحمله عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت، الذي يواصل لقاءاته غير المعلنة خارج البلاد والتي ستشمل فرنسا، حيث يلتقي الرئيس ماكرون، وفيما نشطت الحركة الدولية على خط التأليف في أكثر من اتجاه حثا على الإسراع في التشكيل الحكومي، برزت دعوة البطريرك الراعي الى طرح قضية لبنان في مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة..

وفي ظل التعثر الحكومي وغداة أيام على اغتيال الكاتب السياسي والناشط لقمان سليم، مرة جديدة الأمن الى الواجهة وجريمة جديدة في الغبيري، إذ عثر فجر اليوم على المواطن يوسف محمود المصري من مواليد الغبيري، البالغ من العمر 44 عاما، جثة داخل سيارة من نوع "بي ام" في منطقة الاوزاعي مصابا بطلقات نارية عدة.. وقد اصيب المصري بثلاث رصاصات في خاصرته، وعلى الفور حضرت الى المكان القوى الأمنية، فيما تولت سيارة إسعاف نقله الى مستشفى الرسول الاعظم، لكنه كان قد فارق الحياة..

وقد بدأت فصيلة الاوزاعي التحقيقات، بناء على إشارة القضاء المختص، كما باشرت مخابرات الجيش تحقيقاتها للكشف عن المتورطين وتتبع الكاميرات في المحلة لمعرفة السيارة الجانية، وعدد الإشخاص الذين كانوا فيها.

أما دوليا، فبرز سجال إيراني-أميركي حول الملف النووي. فالرئيس الأميركي جو بايدن كشف في أول موقف من نوعه، أن بلاده لن ترفع العقوبات التي تفرضها على إيران، فيما ذكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن تاريخ 21 شباط هو الموعد النهائي لوقف الإلتزام بالبروتوكول الإضافي للاتفاق النووي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

رغم التبدل التدريجي في المشهد الإقليمي بعد وصول جو بايدن إلى سدة الرئاسة الأميركية، والذي امتدت ملامحه من اليمن إلى ليبيا وإيران، بدا حتى الآن تراخي لبنان في التقاط اللحظة الدولية المؤاتية لتأمين عناصر حل أزمته المتمادية، بدءا بتأليف حكومة.

هذا التراخي يغذيه بقاء بعض المعنيين بالتأليف أسرى (دويخة) مواقفهم، وكأن بلدهم ليس على شفير الإنهيار، إن لم يكن فعلا في قلب الإنهيار. وتعزز هذا الواقع مقولة الرئيس نبيه بري بأن "القصة لا تزال عند عندياتنا ونص" وبأن العائق يبقى داخليا، لكنه يؤكد أن مبادرته مستمرة ولا يتراجع عنها.

وعلى هذا الخط، توقعت بعض المصادر أن تنشط الإتصالات على جبهة الإستحقاق الحكومي في الأيام القليلة المقبلة، ولا سيما بعد عودة الرئيس سعد الحريري من الخارج. وقد ترددت معلومات عن وصول الرئيس المكلف مساء أمس إلى باريس، على أن يحل في بيروت قبل الرابع عشر من شباط، حيث ستكون له مواقف في كلمة يلقيها لمناسبة ذكرى إغتيال والده.

مواقف حكومية، أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي اليوم قائلا: أن الآمال خابت بسبب تغلب المصالح الشخصية والفئوية وعجز المسؤولين عن التلاقي والتفاهم، وأن جميع المبادرات إستنفدت من دون جدوى. وفي مواقفه اللافتة أيضا، دعوته إلى طرح قضية لبنان أمام مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة.

على الصعيد الصحي، ظل الواقع الوبائي الناجم عن كورونا على درجة عالية من الخطورة، بينما يقف لبنان أمام إمتحان إعادة الفتح التدريجي وتخفيف إجراءات الإقفال على أربع مراحل تبدأ غدا، فهل ينجح اللبنانيون في هذا الإمتحان؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الوضع الصحي في لبنان لا يحتمل المناورة او الإلتفاف والمراوغة، كما يحدث في ملفات أخرى لا سيما السياسية منها.. وغدا يبدأ الإمتحان بالخروج الآمن من الإقفال العام، فإما نعبر الى الأمان الصحي او ننحدر أكثر الى عمق المحظور..

وبحسب المنصوص عليه في المرحلة الأولى، فان رفع الإجراءات غدا ليس مفتوحا على مصراعيه كما يظن كثيرون، بل مقلص الى حدوده الدنيا على نية الاختبار لاسبوعين: فهل نبقى في المرحلة الأولى أم ننتقل الى المرحلة الثانية؟؟، أم يأخذنا البعض الى ما تحت الصفر أمام بطش كورونا؟؟.

بحسب المعطيات العلمية وكثرة الوفيات جراء الجائحة القاتلة، فإن المخاوف من استمرار انتشار الوباء ما زالت متربصة بكل المناطق اللبنانية، ومن هنا يأتي تحذير الجسم الطبي من أي إخفاق جديد في هذه المواجهة، لما لذلك من نتائج مدمرة.. وعليه ما يهم اليوم هو ان يعرف المواطن ان إجراءات الإقفال لم ترفع، بل ما سمح به هو أمر يسير، وأن محاضر الضبط وقمع المخالفات ستكون في أقصى حضورها في المرحلة الاولى، كما أكدت "للمنار" المصادر الأمنية المعنية.

في ما يعني التأليف، فالجديد ينتظر التنضيج وترجمة المساعي الخارجية وبلورة تقارب داخلي، يدفع بتشكيل الحكومة الى نقطة انطلاق.

في المنطقة، الإدارة الأميركية الجديدة تحاول تسخين الحركة حول الملف النووي الإيراني، ولكن، للجمهورية الإسلامية شروطها التي لا تنازل عنها، كما أكد الإمام السيد علي الخامنئي اليوم: "من حق إيران وحدها بفرض الشروط لأنها أول من التزم بالإتفاق النووي، وان عودتها الى هذه الالتزامات لا تكون قبل رفع العقوبات عمليا وليس على الورق، وبعد التحقق من تنفيذ هذا الأمر بشكل كامل وصحيح"..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"السياديون الجدد" عبارة دخلت الى القاموس السياسي اللبناني في مرحلة انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، كمصطلح يستخدم للتعريف عن مجموعة من الشخصيات والقوى السياسية التي والت الوصاية في عز نفوذها، وانقلبت عليها لما بدأ نفوذها بالأفول.

وقد وصلت مغالاة هؤلاء يومها في ركوب الموجة الإقليمية والدولية الجديدة حد المطالبة باستبدال الوصاية المنقضية بأخرى إقليمية - دولية، اتخذت من أحرف الأبجدية أسماء متعددة لها، كالألف - سين الى والسين - سين وءواهما، من دون أن يتعلم هؤلاء حتى اللحظة أن ماذا ينفع الانسان اللبناني إذا ربح العالم كله وخسر شريكه في الوطن.

أما "الإصلاحيون الجدد"، فعبارة تبدو الحاجة ملحة إليها اليوم للدلالة الى مجموع الشخصيات والقوى السياسية الفاسدة، او التي غطت الفساد، التي تسارع الى اعتماد التنكر السياسي سبيلا للهرب من الحساب الآتي لا محال، في ضوء المتغيرات الداخلية والخارجية التي كشفت ارتكاباتهم بجرم السرقة المشهود، وتطالب بالتدقيق الجنائي من ضمن المبادرة الفرنسية، لتلتقي بذلك مع مطلب رأس الدولة والفريق السياسي المؤيد له.

هكذا، صرنا نرى الذئب متنكرا بزي الحمل، والقحباء السياسية تحاضر بالعفة. كلهم باتوا إصلاحيين، والإصلاحي الوحيد أصبح في نظرهم الفاسد الوحيد. غير أن الفارف بين مرحلة السياديين الجدد والمرحلة الحالية، أن الإنقسام السابق عناوينه الاستراتيجية كانت معروفة. أما مرحلة الإصلاحيين الجدد، فالمواقف فيها عابرة لخطوط التماس الاستراتيجية، حتى بات إدراج لبنان تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة تهديدا يلوح به اعتى المزايدين في الاستراتيجيا،… وهم في دولاراتهم المهربة مكشوفون.

في كل الاحوال، قبل التراجع والتبرير، الردود كانت كثيرة وصريحة، وملأت مواقع التواصل، لكننا نكتفي من بينها بتغريدة معبرة للوزير السابق وئام وهاب الذي كتب: "إلى الملوحين بالفصل السابع نقول: ميشال عون لا يهمه حتى الفصل السابع عشر". وأضاف: "الظاهر من يتحدث عن السابع لا يعرف الرجل جيدا، فهو يلتذ عندما تقوى المعركة،…لذا فمطلبكم هو عز الطلب بالنسبة له". وختم وهاب: "المطلوب "رواق" وحكومة تراعي التوازنات، فما حدا قادر يكسر حدا، وأصلا ما حدا بدو.

هذا في السياسة. أما الباقي، فهو الاهم: معركة الحياة والموت مع الفيروس القاتل، الذي يخطف يوميا أرواح أهل وأصدقاء وأحباء. واليوم يصلي مهندسو لبنان لراحة نفوس خمسة من زملائهم،…فالحزن لا يستثنى قطاعا ولا بلدة ولا عائلة.

والمطلوب عشية تخفيف تدابير الإقفال أمران: الاول، التزام الاجراءات الوقائية المعروفة من كمامة وتباعد وغسل اليدين اكثر من أي وقت مضى، والثاني الاستعداد لتلقي اللقاح، والاكتفاء بمتابعة الآراء الطبية المتخصصة، لا آراء المنجمين والمحللين وانصار نظريات المؤامرة التي لا تشفي مريضا ولا تنقذ حياة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

للمرة الثانية في أقل من نصف سنة: البطريرك مار بشارة بطرس الراعي هو الحدث. في 17 آب الفائت أعلن البطريرك الماروني من الديمان مذكرة لبنان والحياد الناشط، فأطلق دينامية جديدة في الحياة السياسية اللبنانية، لا تزال تردداتها تسمع. اليوم، ومن بكركي أطلق الراعي مبادرة جديدة تخطت الأولى وتجاوزتها، عنوانها: مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، وهدفها تثبيت لبنان في أطره الدستورية الحديثة، ووضع حد لتعددية السلاح.

مبادرة الراعي غير المسبوقة والفائقة الأهمية، تأتي في ظل وضع مأسوي يعيشه لبنان واللبنانيون. فالوطن معطوب سياسيا، ومستهدف أمنيا، ومنهار إقتصاديا، ومحاصر قضائيا، ومنهك إجتماعيا، ومستنفد صحيا ومضروب إستشفائيا، ومشلول تربويا. كل هذا والدولة غائبة، والمسؤولون منفصلون عن الواقع كأنهم يعيشون على كوكب آخر، أو كأنهم آتون من دنيا أخرى. من هنا أهمية خريطة الطريق التي رسمها البطريرك الراعي في عظته.

فما دام المسؤولون يتعاطون مع الواقع بهذه الخفة، بل بروح إجرامية، فإنه لا بد من التوجه إلى المجتمع الدولي طلبا للمعونة والخلاص. ولعل في ما يحصل في جريمة المرفأ خير دليل على ذلك.

اللبنانيون مثلا وثقوا بقضائهم، وانتظروا الكثير من المحقق العدلي "فادي صوان" معتقدين أنه سيسير بحزم وثبات لمعرفة من خطط ومن نفذ، ومن تواطأ ومن سكت في جريمة المرفأ. لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن رهانهم على صوان في غير محله للأسف. يكفي أن نذكر أن صوان مستنكف عن التعاطي بالملف منذ شهر على الأقل. فهل الكورونا هو السبب، أم هناك أسباب اخرى؟، في الحالين ومهما كان الجواب، الثابت أن الثقة بصوان بدأت تنهار، لذا ترتفع الأصوات اليوم مطالبة بإحالة قضية اغتيال لقمان سليم على مرجعية قضائية دولية. وهذا يثبت أن البطريرك الراعي على حق.

فالدولة اللبنانية ضمير ميت، وفي ظل منظومة سياسية فاسدة ومجرمة لا يمكن تحقيق الخلاص. فلنعترف: لبنان دولة فاشلة بسبب مسؤوليها، والمطلوب تدخل دولي قوي ومباشر لمنع لبنان من السقوط نهائيا، ولبناء لبنان الجديد. فهل من يستجيب لدعوة بكركي، المؤسسة للكيان، وذلك قبل فوات الاوان؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في الرابع عشر من كانون الثاني الماضي، دخل لبنان الإقفال العام، وغدا في الثامن من شباط، تعود البلاد ولو تدريجيا، الى الحياة شبه الطبيعية.

أسابيع الإقفال والتضحيات خلالها، كانت ثقيلة سواء على مستوى أعداد الوفيات لدى المصابين بكورونا، او على الصعيد الاقتصادي.أما مراحل فتح البلد التي تمتد لنحو شهر، فستكون أيضا ثقيلة على من ينتظر العودة الى العمل، او من سيباشره غدا. فأي خطأ او تذاك على الطريقة اللبنانية، سيطيح بكل تضحيات الشهر الفائت، وسيكون أعلى كلفة، لا سيما أن العودة التدريجية الى العمل تحصل وعداد الإصابات يلامس يوميا الثلاثة الاف إصابة، فيما أسرة العناية الفائقة ممتلئة.

بين إقفال البلد وإعادة فتحه، ينتظر اللبنانيون، الذين بات أكثر من نصفهم تحت خط الفقر، مساعدات عينية من الدولة، تعزز صمودهم، أبرزها قرض البنك الدولي الذي عبر السلطة التنفيذية، ومن المتوقع أن يصل كمشروع قانون الى مجلس النواب في اليومين المقبلين.

القرض مفترض أن يطال 147الف عائلة من الأكثر فقرا، وهو متى أقر في ساحة النجمة، سيوزع بحسب داتا وزارة الشؤون الاجتماعية، وتحت مراقبة البنك الدولي، الذي سيدقق بلوائح العائلات وكيفية تحويل الأموال، على أن يقسم القرض على دفعات تمتد لسنتين. قرض البنك الدولي لن يطال سوى عشرين في المئة من العائلات الفقيرة، ولبنان يفاوض حاليا أكثر من جهة مانحة، لنيل قروض اخرى.

هذا في وقت تتسارع الاجتماعات المرتبطة بترشيد الدعم، وقد خلصت الاسبوع الفائت الى ضرورة اعتماد الإنتقال التدريجي لرفع الدعم، الى حين تشكيل الحكومة، وبدئها التفاوض مع صندوق النقد الدولي، على أن يترافق ذلك مع توزيع البطاقة التمويلية.

كرة نار ترشيد الدعم، لن يتجرأ أحد على حملها، في وقت يدخل تأليف الحكومة يوميا خط اشتباك جديد كان نجمه اليوم، النائب في "كتلة التنمية والتحرير" أنور الخليل. فالخليل طالب صباحا بتلقف مبادرة الرئيس بري الحكومية، او فرض الحل تحت البند السابع، ثم عاد وسحب كلامه مساء، معتبرا أن ما قاله عن الفصل السابع استخدم في شكل رخيص.

فكيف غير الخليل موقفه خلال ساعات النهار الطويلة، علما أن "كتلة التنمية والتحرير" كان سبق وأعلنت أكثر من مرة أن مواقف النائب الخليل شخصية، ولا علاقة للكتلة بها.

كل هذه الملفات المعقدة ستناقش مع مطلع الاسبوع، من دون أن يغيب التركيز عن لغز اغتيال الناشط لقمان سليم، وفي حين قالت معلومات للـLBCI ان فريقا من السفارة الالمانية حدد موقع هاتف سليم، نفى كل الأفرقاء اللبنانيين المعنيين بالتحقيق وجود الهاتف في حوزتهم، وكذلك فعلت عائلة سليم، ومنه نبدأ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تدخل البلاد مرحلة رفع الإغلاق التدريجي ابتداء من صباح الغد، لكن خريطة طريقه ستحتاج إلى دليل سياحي يميز بين المسموح والممنوع، وتجنبا لغزو اللبنانيين المطاعم، فقد ذكرت وزارة السياحة أن العمل متاح فقط عبر خدمة الدليفري أي التوصيل المجاني إلى المنازل.. مع الإبقاء على الصالات مقفلة بشكل كامل وعدم استقبال الزبائن داخل المؤسسات.

لكن "الدليفري" السياسية ستكون متاحة من بيروت إلى باريس، والتي يتوجه إليها الرئيس سعد الحريري في مسعى لرفع الإغلاق التدريجي عن تأليف الحكومة، على أن تؤمن الإليزية خدمة الـdrive thru إلى قصر بعبدا، وهي تحركات تستبق الكلام الفصل للحريري في خطاب الرابع عشر من شباط، ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وإذا كان هناك من رمق وروح في المبادرة الفرنسية، بسبب ربطها بحزمة إقليمية دولية شاملة.. فإن الرعاة والوسطاء في لبنان فقدوا الأمل وقد عبر البطريرك الراعي عن هذا اليأس في عظة الأحد قائلا: "نادينا فلم يسمعوا.. سألنا فلم يجيبوا.. بادرنا فلم يتجاوبوا" لكنه أضاف: "إننا لن نتعب من المطالبة بالحق.. وشعبنا لن يرحل، بل يبقى هنا.. سينتفض من جديد في الشارع ويطالب بحقوقه، سيثور، ويحاسب..

مهلا أيها المسؤولون! فلا الدولة ملككم، ولا الشعب غنم للذبح في مسلخ مصالحكم، وعدم إكتراثكم ووضع لبنان المنهار، دفع الراعي الى الدعوة لطرح قضيته في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة لترسيم حدوده الدستورية.. تلافيا لتعطيل آلة الحكم أشهرا عدة عند كل إستحقاق، لإنتخاب رئيس للجمهورية ولتأليف حكومة.

وبتكافل كنسي: موارنة وروم أرثوذكس.. كان المطران الياس عودة يستحضر كل مفردات التوبيخ للسلطة قائلا: "إننا لا نرى أمامنا سوى متقاعسين في المحبة ومستميتين في القهر والتنكيل ونشر البؤس واليأس.. الوباء متفش بين الشعب، لكن مرضا خبيثا آخر يفتك به، يدعى الأنا.. اللبنانيون مقهورون، والحكام همهم الحصص والمكاسب والثلث المعطل"، ورأى أن على الرئيس أن يكون "أكبر من الرئاسة، يغنيها بأخلاقه ولا يستغلها من أجل مصلحته الخاصة أو مصلحة طائفته أو عشيرته أو حزبه أو عائلته.

لكن الكنيسة القريبة لم تشف، ومبادراتها ذهبت أدراج الرياح الدولية الإقليمية التي تستعيد التحرك على وقع قرقعة نووية، إنذارا ببدء التفاوض، وعلى هذا الملف، كلام من عيار بايدن وظريف ارتفع اليوم من طهران الى واشنطن، فالرئيس الاميركي اشترط "وفاء إيران بالتزاماتها النووية قبل رفع العقوبات"، فيما ابدى وزير الخارجية محمد جواد ظريف ليونة لافتة، معلنا أن "تصرفات إيران يمكن الرجوع عنها.

العالم في حراك نحو إقامة التفاهمات، بدءا من الملف النووي والوساطة الأوروبية مرورا باليمن الذي رفعت أميركا الدعم عن سلاحه، وقال رئيسها "إن هذه الحرب يجب أن تنتهي"، وصولا الى ليبيا التي كانت بحكومتين وبرلمانين ومقاطعات مسلحة وخردقة عربية ودولية على مسارحها.. وأمم تلعب بمقدراتها وثروتها النفطية، احتكمت ليبا الى الحل.. خطا اليمن نحو رفع الغطاء الأميركي عن دعم التسلح للتحالف العربي بقيادة السعودية، ورفعت واشنطن التصنيف الإرهابي عن الحوثيين.

ملفات كبرى الى التفاهم.. ونحن في لبنان نبحث في جنس تفاهم مار مخايل، طلبا لفكه والتخلص من حمله الثقيل. لا هموم حكومية واقتصادية وصحية.. وبلاد وضعت على نار أمنية.. حيث بات التفاهم اليوم الهم الأول "للتيار الوطني الحر" لأنه اكتشف بعد خمسة عشر عاما أننا لم نبن الدولة، لكن "التيار" لم يعترف بالمقابل لماذا فشل في معركة بناء الدولة.. ومن ألغى مجلس الخدمة المدنية وعطل ناجحيه، من وظف في إدارات ومؤسسات الدولة انتخابيا.. فعين وزرع الاف.. من لغى المسحيين ليجلس مكانهم مدعيا تمثيلهم وحده.. من فك تفاهم معراب لأجل المحاصصة على التعيينات والوظائف .. ومن لغاية اليوم يوقف التشكيلات القضائية في أدراجه، لأنها أظهرت حملة تطهير للقضاء من العونيين، بحسب ادعاءات "التيار".

غير أن جبران باسيل يبحث عن دولة فقد طريقها، ويريد اتهام شريكه في التفاهم "حزب الله" بالمسؤوليات. وقد هاله أن الحزب شكل لجان عمل نيابية وتنظيمية وإعلامية لدرس تطوير اتفاق مار مخايل.. فكيف ل- "حزب الله" أن يحيل جبران على اللجان .. فيما كان رئيس "التيار" يخوض التنسيق شخصيا مع الأمين العام السيد حسن نصرالله. فليس جبران من يحال الى اللجان .. مقبرة المشاريع . وبذلك يكون رئيس "التيار" قد وجه أيضا رسالة الى "حزب الله" مفادها "إنك تدعم سعد الحريري احيانا وتقف على الحياد في معظم الأحيان" .. والتفاهم كان يقتضي منك مناصرتنا في معركة التمثيل ووحدة المعايير وتفسير الدستور.

اليوم .. طريق التفاهم لا هي سالكة ولا آمنة ..حالها كما الدولة والحكومة والعلاقات السياسية الاخذة بالانشطار

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تغريدةٌ تتبنّى مقتل سليم... فمَن صاحبها؟

ميشال نصر ليبانون ديبايت/07 شباط/2021

يوماً بعد يوم، وعملاً بقاعدة "لحاق الغراب بِدِلَّك عالخراب"، تنعدم الآمال بإمكانية إحداث أي تغيير في الأوضاع القائمة، ولو من حيث الشكل، في ضوء حروب الإلغاء المفتوحة بالجملة بين أصحاب الرؤوس الكبيرة الحامية، غير الآبهين بمصير البلاد والعباد، طالما "القميص الإسرائيلي" و"الجسم الداعشي" جاهزين للبس وحمل أوزار ومصائب وطن وقوم "عايشين" بسبب" غلاء الموت". وإذا كانت أحكام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، شأنها شأن القضاء اللبناني، لم تنجح في وقف "آلة القتل"، أو ردعها، نتيجة قوانينها العَرجاء المسيّسة، يبدو جلياً أن " دراكولا" الأسود قد استعاد أنفاسه لبنانياً، وبدأ "يَسرَح ويَمرَح" حاصداً الأرواح، غير آبه بحسابٍ أو ملاحقة، بعدما أصبح أقوى من الدولة وأجهزتها، يعلو عليها ولا تقدر عليه. إنطلاقا من ذلك، يُجمع المتابعون، على أن التحقيقات الأمنية والقضائية لن تصل إلى أي نتيجة، على ما جرت العادة، وستبقى عالقة عند نداءات الرؤوساء ودعواتهم للإسراع في كشف الحقيقة، وهو ما سيؤدي، بحسب فريق من الناشطين اللبنانيين في واشنطن، إلى طلب تدخّل دولي، وفقاً لما تدلّ عليه المؤشّرات والبيانات الصادرة عن عواصم فاعلة، حتى أن يان كوبيتش، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت، أمل أن لا يكون مصير هذه القضية كمصير التحقيقات في انفجار المرفأ.

وفي الإنتظار، تستمر التحقيقات في دوارنها وسط عشرات الفرضيات، في محاولة لإعادة تكوين صورة عن وقائع ما حصل تلك الليلة، حيث برز معطيان أساسيان:

- اكتشاف تغريدة تُعلن مقتل الناشط لقمان سليم قرابة الساعة الثالثة فجراً، قبل ساعات من اكتشاف الجريمة، تضمّنت إسم القاتل، وإسم جواد نصر الله كمحرّض ومسؤول عن إعطاء الأمر بتصفية سليم. واللافت أن حساب تويتر المذكور، فُتِح قبل ساعات من الإغتيال، وبقيت تغريدته يتيمة.

- تأكيد مقرّبين من "حزب الله"، أن الأخير طلب من كوادره الأمنية في منطقة العملية، جمع المعلومات والمعطيات حول الجريمة، وتقديم كل التعاون والمساعدة اللازمة للتحقيق الرسمي، لأن في ذلك مصلحة للحزب.

- عثور المحقّقين على نظّارة سليم في نفس مكان العثور على هاتفه المحمول. فهل يعني ذلك أنه تم إنزاله من السيارة عند خطفه؟ وفي هذا السياق، يكشف ناشطون لبنانيون في واشنطن، أن اغتيال سليم لن يمرّ مرور الكرام، وأن الجانب اللبناني سيفاجأ من ردة فعل الإدارة الأميركية الجديدة إزاء الجريمة المرتكبة، كاشفين عن اتصالات جرت مع أطراف رسميين، وعن تحرّك في اتجاه أكثر من جهة في واشنطن لتشكيل "لوبي" للضغط على الحكومة اللبنانية وأجهزتها، لأنه لن يكون من المقبول إرعاب كوادر الثورة وقياداتها في لبنان. وعليه، تتابع المصادر، أن اغتيال لقمان سليم، لن يمرّ مرور الكرام في العواصم الكبرى، خصوصاً وأنها باتت كلّها تدين التحالف القائم في لبنان بين الفساد والإرهاب، وقد صوّب عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ أيام. وما هذا "الإعدام"، إلا تجسيداً ملموساً وإضافياً لهذا التحالف. يقول الشاطر حسن، يبدو إننا يوماً بعد يوم أصبحنا نعيش"على ما يقدّر حزبه لا الله، وجرّة المعارضين لا تسلم دوما"، والعالم "كلام بكلام "... " فالصديق" يلّلي ما بينفع متل العدو إلّلي ما بضرّ".. فهل يسمع العالم ويفهم.... فيتحرّك ليكون كلامه الفضّة أفعالاً من ذهب؟..

 

رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: "لن يقوم لبنان إلا بنزع سلاح حزب الله"

تويتر/07 شباط/2021

غرّد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس على حسابه عبر "توتير" كاتباً: "تحول حزب الله من حزب المقاومة الى حزب الاحتلال و الاغتيالات". وأضاف: "إحتلال لبنان وحياته السياسية واغتيال قاداته و مفكريه من رفيق الحريري الي سمير القصير وانتهاءا بلقمان سليم لن يقوم لبنان الا بنزع سلاح حزب الله وتسليمه للجيش اللبناني الوطني الذي ولائه للبنان و ليس لايران!".

 

"حزب الله" رداً على "التيار": نحن أيضاً مع الدولة القوية

الانباء/07 شباط/2021

علقت مصادر "حزب الله" في اتصال مع جريدة "الانباء" الالكترونية على بيان "التيار الوطنيّ الحرّ" بالقول ان "التيار يعرف موقف "حزب الله" من بناء الدولة، ولسنا ضد هذا التوجه فنحن أيضا مع الدولة القوية"، معتبرة في الوقت نفسه أن "التباينات في وجهات النظر بين الحزب والتيار لا تعني ان هناك خلافاً او قطيعة، فنحن أيضا مع تطوير تفاهم مار مخايل ولكن على أسس واضحة".

 

قنبلة" في المرفأ كانت تهدّد بيروت.. كلامٌ خطير كشفه رئيس شركة ألمانية!

وكالات/07 شباط/2021

كشف هيكو فيلدرهوف، المدير الإداري لشركة "كومبي ليفت" الألمانية التي عملت على معالجة 52 حاوية تضم مواداً كيميائية شديدة الخطورة كانت موجودة في مرفأ بيروت، أنّ "ما عثروا عليه يعادل قنبلة ثانية في بيروت"، وربما قد تكون مدمّرة بشكل كبير مثل القنبلة الأولى المتمثلة بنيترات الأمونيوم، والتي أدت إلى تدمير المرفأ يوم 4 آب 2020. وأشارت شبكة "ntv" الإخبارية في تقرير ، إلى أنّ بعض تلك الحاويات الـ52 تعفن بشدّة، كاشفة أنّه تم العثور على 1000 طن من المواد الكيميائية في المجموع.  وعالجت الشركة الألمانية تلك الحاويات الـ52، علماً أن المواد التي كانت ضمنها شديدة الخطوة، وقد تراكمت في مرفأ بيروت لمدّة تجاوزت الـ10 سنوات، وشكلت تهديداً للناس في بيروت. وكانت المستوعبات منذ العام 2009 تحت إشراف المديرية العامة للجمارك التي كان يقع على عاتقها التخلّص منها، وأثير وجودها بعد شهر تقريباً من انفجار 4 آب الذي عزته السلطات اللبنانيّة إلى تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم من دون اجراءات حماية. وخلص تقرير أعدته المديرية العامة للأمن العام، وفق ملخّص اطلعت عليه "فرانس برس" من مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في تشرين الثاني، إلى أنّ المستوعبات "تحتوي على مواد أسيدية خطرة قابلة للاشتعال وسريعة التفاعل مع مرور الزمن".

وقال رئيس مجلس الإدارة المدير العام للمرفأ بالتكليف باسم القيسي لـ"فرانس برس" في 19 تشرين الثاني: "لو اشتعلت المواد الموزعة في قلب المرفأ لدمرت بيروت".

 

جبران بدو هيك.. وهيك صار

لبنان 24/07 شباط/2021

حسم رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل النقاش الذي جرى داخل المكتب السياسي امس بشأن مقاربة موضوع "تفاهم مار مخايل" مع حزب الله. وطلب ادراج فقرة ورد فيها بالحرف "التفاهم لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون".

ويقول العارفون ان جبران قصد توجيه عتب مباشر الى الحزب لمهادنته الرئيس سعد الحريري في موضوع الحكومة، كما قصد التصويب غير المباشر، على اللجنة المشكلة من الحزب والتيار لتطوير التفاهم، بسبب "حساسيات شخصية داخل البيت العوني".

 

جريمة ضحيتها أربعيني"... وُجِد مقتولاً داخل سيارة في الأوزاعي!

الجديد/الاحد 07 شباط 2021

عُثر فجر اليوم الأحد على اللبناني "ي.م.ا." البالغ من العمر 44 عاماً، جثة هامدة داخل سيارة من نوع "بي ام" في منطقة الاوزاعي، مصاباً بطلقات نارية عدة، وفق ما أفادت قناة "الجديد". وعلى الفور حضرت الى المكان القوى الأمنية ومخابرات الجيش وباشرت تحقيقاتها، للكشف عن المتورطين وتتبع الكاميرات في المحلة، فيما تم نقل جثة الشاب الى مستشفى الرسول الأعظم .

 

لجنة أهالي المفقودين: إخراسك قسرا يا لقمان جريمة تعادل الإخفاء القسري

وطنية - الأحد 07 شباط 2021

استنكرت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين، في بيان، جريمة اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم تحت عنوان: "خرج ولم يعد ممنوع العودة إلى إحيائها". ولفتت إلى أن "تدرج الحدث الأليم من فقدان السيد سليم ثم العثور عليه، بعد ساعات، جثة هامدة في سيارته أظهر بوضوح صلة الوصل بين الخطف والاغتيال، كلاهما جريمة موصوفة. كما أعادنا هذا الحدث إلى سنوات الحرب السوداء ومتفرعاتها التي أطبقت على الآلاف من أحبتنا اللبنانيين وغير اللبنانيين من المقيمين على أرضنا آنذاك الذين ما يزال مصيرهم مجهولا حتى اليوم. ولقمان سليم من حماة الذاكرة بامتياز. لقد أسس "أمم للتوثيق والأبحاث" لجمع كل ما يتعلق بالحرب من أجل حماية الذاكرة اللبنانية. وفي هذا الإطار احتلت قضية المفقودين والمخفيين قسرا حيزا واسعا على طاولة اهتماماته ليس فقط لغرض التوثيق والحفظ، بل عمل والفريق المعاون له على تفعيلها وإبقائها حية طالما هؤلاء الضحايا لم يعودوا إلى عائلاتهم ولم يعرف خبر عنهم". وأكدت أن "إخراسك قسرا يا لقمان، جريمة تعادل جريمة الإخفاء القسري لا يمحوها مرور الزمن. الفارق أن جثتك موجودة وسترقد في حديقة دارتكم، وتتفيأ بظلال شجرة أنت زرعتها كما روت شقيقتك".

 

سفير إلمانيا زار روجيه إده: لحكومة تقوم بالإصلاحات ولا نتدخل بالاسماء

وطنية - الأحد 07 شباط 2021

إستقبل رئيس حزب "السلام اللبناني" المحامي روجيه إده سفير إلمانيا في لبنان Andreas Kindel وعقيلته في دارته في إده - جبيل، حيث كان عرض للواقع العام في لبنان، إضافة الى إنعكاسات اغتيال الناشط لقمان سليم على الحريات.

بعد اللقاء، وصف أندرياس الوضع في الاشهر الستة الأخيرة ب "الصعب"، داعيا الأحزاب اللبنانية الى "الاتفاق على تأليف حكومة". وأشار الى أن "إلمانيا لا تتدخل في التأليف وهذا ليس شأننا، إنما كبلد عضو في الاتحاد الأوروبي ندعو ونصر على تأليف الحكومة لتقوم بالإصلاحات ولكننا لا نتدخل بالاسماء".

وعن التباطؤ في التحقيق بإنفجار المرفأ، قال: "هناك تحقيق أتفهم سريته وأتفهم أيضا غضب الناس لعدم اطلاعهم على مجرياته ولكن آمل أن تصل القضية الى نتائج مرضية. ولست في موقع إنتقاد أي طرف أو حزب إنما آمل أن يتسم التحقيق بالشفافية وأن يكون مستقلا للوصول الى نتيجة واضحة ترضي الجميع". وعن الدعم الذي قدمته بلاده للبنان، قال: "إلمانيا ثاني أكبر داعم للبنان منذ 2012 وستستمر بهذا الدعم، ونأمل أن تصل المساعدات الى اللبنانيين المحتاجين مباشرة، وقد بلغت هذا العام ثلاثة ملايين يورو". وعن اغتيال الناشط لقمان سليم، قال: "هو صديق وزوجته إلمانية وصديقة وبالتالي أنا شخصيا مصدوم، وزرت منزل العائلة مرارا هذا الاسبوع، وأسأل كيف يمكن لمجرم جبان أن يقتل انسانا مثقفا وناشطا مثل لقمان، آمل أن يكون التحقيق شفافا ونحن مستعدون لاي دعم قد تطلبه السلطات اللبنانية ليصل التحقيق الى نتيجة سريعة والى تحديد الفاعلين، ولكن رغم تاريخ التحقيقات في الاغتيالات السياسية في لبنان آمل الوصول الى نتيجة هذه المرة".

إده

واعتبر إده أن "دور إلمانيا وازن على الصعيد الاوروبي فهي الدولة الاكثر نفوذا داخل المجموعة الاوروبية"، مشددا على "ضرورة التوصل سريعا في التحقيق لمعرفة من اغتال الناشط لقمان سليم التي سفكت دماؤه في سبيل معركة الحريات في لبنان". ولفت الى "التنسيق القائم مع الادارة الاميركية وفريق عمل الرئيس بايدن من جهة والمجموعة الاوروبية والعربية من جهة ثانية من أجل تقديم خيار لتشكيل حكومة انتقالية في لبنان من خارج ما يبحث حاليا في هذا الخصوص، بعد الوضع الاقتصادي والسياسي الذي وصلنا اليه، وإلى تطوير النظام الدستوري اللبناني انطلاقا مما أفسحه اتفاق الطائف لجهة إلغاء الطائفية مقابل اللامركزية الاتحادية بين المحافظات وصولا الى لبنان سويسرا الشرق". وعن التحقيقات في انفجار المرفأ، قال: "ما دام حزب الله موجودا بسلاحه ودولته ضمن الدولة لا شيء إسمه قضاء مستقل في لبنان. أتوقع أن يكون التغيير نحو الافضل تجاه لبنان مع الرئيس الاميركي الجديد وفريق عمله الذي يعرف جيدا الملف اللبناني إضافة الى الملف الايراني والملفات العربية كلها، وآمل أن يكلف السفير جيفري فلتمان بالملف المتعلق بلبنان وسوريا".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

ضغط جمهوري لمنع بايدن من رفع العقوبات عن إيران

الحدث.نت/07 شباط/2021

تسعى دفعة تشريعية من قبل الجمهوريين في الكونغرس إلى تثبيت العقوبات على إيران بشكل رسمي وتقييد أيدي إدارة الرئيس جو بايدن. ففي الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن إلى الدبلوماسية مع إيران، سيقوم الحزب الجمهوري بتدوين مجموعة من العقوبات الاقتصادية الصارمة على مشروع الإرهاب العالمي الايراني. وستجعل مشاريع القوانين الثلاثة الجديدة التي قدمتها لجنة الدراسة الجمهورية، وهي أكبر تجمع محافظ في الكونغرس، من الصعب على إدارة بايدن رفع العقوبات من جانب واحد على إيران كجزء من أي جهد لإغراء طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي وفقًا لنسخة من الحزمة التشريعية التي حصلت عليها صحيفة “Washington Free Beacon”.

الطلقة الافتتاحية

وتمثل مشاريع القوانين الطلقة الافتتاحية في جهود الحزب الجمهوري لمنع بايدن من الانضمام إلى الاتفاق النووي وتزويد طهران بمكاسب نقدية محتملة بالمليارات. وتقول إدارة بايدن إنها لن تنضم من جديد إلى الاتفاق إلا إذا وافقت طهران على تقليص أنشطتها النووية.

ويقول أعضاء المجموعة البالغ عددهم 160 إنهم “سيقفون ضد رفع العقوبات عن إيران حتى تنهي دعمها للجماعات الإرهابية الإقليمية وتتراجع عن برنامجها النووي”، والذي كشف وزير الخارجية أنطوني بلينكين مؤخرًا أنه من المحتمل أن يكون على بعد “أسابيع” فقط من إنتاج سلاح ذري.

وقال النائب جيم بانكس، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ورئيس مجلس الأمن الإقليمي: “إن إعادة الانضمام إلى الصفقة الإيرانية الفاشلة تعني تمويل الإرهابيين وهذا سيلحق بنا الضرر، كما يعني رفع عقوبات الرئيس دونالد ترمب التي تمنع الصين وروسيا من بيع أسلحة لإيران. إنها ليست فكرة خطيرة فحسب، بل تتعارض أيضًا مع الفطرة السليمة”. وأضاف بانكس أن “بايدن وبلينكين وعدا بالسير في هذا الطريق وبسرعة”، مما يستلزم أن يقف القادة الجمهوريون في صف “حملة الضغط القصوى الناجحة” للإدارة السابقة على إيران. ويحظر مشروع القانون الأول، الذي أعده النائب توني غونزاليس إدارة بايدن من العودة إلى الصفقة النووية حتى تتمكن من التصديق قانونًا على أن القيام بذلك لن يوفر تخفيف العقوبات على الأصول النقدية او أي إيراني مرتبط بالإرهاب. كما أنه سيمنع تخفيف العقوبات عن المسؤولين الإيرانيين المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، بما في ذلك حملة القمع العنيفة التي تشنها طهران ضد المعارضين وغيرهم من المحتجين الديمقراطيين. أما مشروع القانون الثاني الذي كتبه النائب بريان ستيل فهو يحظر على الولايات المتحدة منح التراخيص والإعفاءات لأي كيان أو فرد يخضع لعقوبات حاليًا لدعم مشروع الإرهاب العالمي الإيراني. ولن تكون إدارة بايدن قادرة على الالتفاف على هذه اللوائح إلا إذا استطاعت أن تصرح للكونغرس بشكل قانوني بأن إيران لم تعد تدعم الإرهاب، وهو إعلان شبه مستحيل بالنظر إلى دعم طهران المستمر لـ”حماس” و”حزب الله” والقوى الإرهابية في اليمن ، من بين أماكن أخرى. وفي أواخر الشهر الماضي، أصدرت إدارة بايدن ترخيصًا عامًا يسمح بإجراء معاملات مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والذين تم تصنيفهم على أنهم جماعة إرهابية في الأيام الأخيرة لإدارة ترمب. لقد تجاوز هذا بشكل أساسي تصنيف الإدارة السابقة وجعل تلك العقوبات غير قابلة للتنفيذ. ويقول ستيل: “إن مشروع القانون الخاص به سيمنع إدارة بايدن من استخدام هذه الأنواع من التراخيص والإعفاءات للالتفاف وإلغاء عقوبات عهد ترامب”.

“تقييد نقل الأسلحة التقليدية”

أما التشريع الثالث، الذي وضعه النائب دون بيكون فمن شأنه أن يثبت هذه العقوبات ويمنع إدارة بايدن من رفع القيود المفروضة على الأسلحة عن إيران كجزء من اتفاق نووي مجدد. ومن شأن اتفاق جديد أن يمهد الطريق للأمم المتحدة والقوى الأوروبية لمزيد من التراجع عن حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة منذ فترة طويلة على إيران – والذي انقضى العام الماضي – ولكن إذا تم تمرير تشريع بيكون ، فسيكون من المستحيل تقريبًا على الولايات المتحدة المضي قدمًا مع مثل هذا السيناريو. وقال بيكون لصحيفة “Free Beacon”: “الشيء الوحيد الذي يمكن أن نتفق عليه هو أن دولاً مثل روسيا والصين يجب ألا تبيع أسلحة إلى أكبر مصدر للإرهاب في العالم”، مشيراً إلى أن هناك “إجماع قوي من الحزبين على الحاجة إلى تقييد نقل الأسلحة التقليدية من وإلى إيران”. ورافق المقترحات التشريعية خطابا موقعا من 50 من أعضاء مجلس النواب الجمهوري يحذرون إدارة بايدن من رفع العقوبات عن إيران.

 

بايدن: لن نرفع العقوبات المفروضة على إيران

روسيا اليوم/07 شباط/2021

أعلن الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، أن إدارته لن تلغي العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة على إيران، قبل أن توقف الجمهورية الإسلامية عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال بايدن، في مقابلة مع قناة “CBS” الأميركية، اليوم الأحد، ردا على سؤال حول ما إذا كانت إدارته تنوي رفع العقوبات ضد إيران لإعادتها إلى طاولة المفاوضات: “لا”.وأكد بايدن، في إجابة على سؤال تال، أن على حكومة إيران أن توقف قبل كل شيء عمليات تخصيب اليورانيوم.

 

الكونغرس يضغط على البيت الأبيض لإبقاء العقوبات على طهران

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

تتزايد ضغوط المشرعين على الرئيس الأميركي جو بايدن، في ملف الاتفاق النووي مع إيران، إذ يسعى هؤلاء جاهدين للدفع بشكل أساسي باتجاه عدم رفع العقوبات على طهران، كما يدعو البعض منهم إلى الحذر من العودة إلى الاتفاق النووي. وفي هذا الإطار طرح عدد من الجمهوريين مشروع قرار في مجلس الشيوخ يعارض عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. وقال السيناتور الجمهوري ريك سكوت، عراب المشروع، إن «الرئيس ترمب كان محقاً في التخلي عن اتفاق إيران النووي المتهور، الذي قادنا الرئيس أوباما نحوه». وأعرب سكوت عن ترحيبه بانضمام عدد من زملائه له والاعتراض على العودة إلى الاتفاق النووي «من دون تغييرات جذرية عليه»، وتابع سكوت مشيداً بالعقوبات التي فرضتها إدارة ترمب على إيران، فشدد على أهمية عدم رفعها إلى أن تتعاون طهران كلياً، و«أن يتم التحكم بقدراتها على تطوير سلاح نووي وصواريخ باليستية». ودعا سكوت، بايدن، إلى التعاون مع الكونغرس في هذا الملف «لحماية أمن الولايات المتحدة القومي والمصالح الأميركية وأمن إسرائيل». من جهتها، حذرت السيناتورة الجمهورية جوني أرنست، وهي من داعمي مشروع القرار المذكور، من أن إيران تشكل خطراً جدياً على الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط، مذكرة بأن طهران لا تزال تدعم التنظيمات الإرهابية وتمولها بهدف زعزعة الأمن في المنطقة وتهديد القوات الأميركية والحلفاء هناك. ودعت أرنست، الرئيس الأميركي، إلى الحرص على عدم امتلاك إيران للسلاح النووي، مؤكدة على أن الاتفاق النووي السابق لم يكن كافياً لتفكيك برنامج إيران النووي، ولا للسيطرة على أنشطتها المزعزعة في المنطقة. وأضافت أرنست: «إن مناقشة العودة إلى الاتفاق النووي غير حكيم لطمأنة هذه الدولة الإرهابية، وهذا تصرف كارثي بحد ذاته». وقد انضم الجمهوري كيفين كرايمر إلى داعمي المشروع الذي لم يطرح للتصويت بعد، وشدد كريمر على أهمية الحرص على أمن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة قبل الانضمام إلى أي اتفاق محتمل.

ويتزامن هذا الطرح مع طروحات أخرى في مجلسي الشيوخ والنواب، إذ يسعى السيناتور الجمهوري تيد كروز، لعرقلة جهود الإدارة في الانضمام إلى الاتفاق النووي بأكثر من طريقة؛ آخرها كانت محاولته تحويل 10 ملايين دولار مخصصة لوزارتي الخارجية والخزانة كجزء من التمويل لأي عودة محتملة إلى الاتفاق النووي، وتخصيصها بدلاً من ذلك لتدريب الكلاب العسكرية التي يتم إرسالها إلى مناطق الصراع. وفي مجلس النواب يسعى الجمهوريون إلى طرح عدد من مشاريع القوانين التي تسعى لعرقلة رفع العقوبات عن طهران، في دليل على إجماع المجلسين على ضرورة عدم التخفيف من العقوبات في الوقت الراهن. ولا تزال مشاريع القوانين هذه في مراحلها الأولية. وكان كل من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور بوب مننديز، وكبير الجمهوريين فيها جيم ريش، أكدا لـ«الشرق الأوسط»، الأسبوع الماضي، عن معارضتهما لرفع العقوبات عن طهران من دون تغييرات وتعهدات فعلية وملموسة من قبلها، تشمل برنامج الصواريخ الباليستية وأنشطتها المزعزعة في المنطقة.

 

إيران للأمم المتحدة: سنردّ بحزم على أي تهديد إسرائيلي

لندن/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

حذّر ممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، من أي استفزازات تقوم بها إسرائيل، وأكد أن إيران ستردّ بحزم على أي تهديد أو خطأ من جانب إسرائيل. وفي رسالة بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئاسة الدورية لمجلس الأمن، قال تخت روانجي إن إسرائيل «لم تكتفِ مؤخراً بتصعيد التصريحات الاستفزازية والتلويح بالحرب ضد إيران، بل نشطت في التخطيط لتنفيذ تهديداتها المعادية لإيران»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. واستعرض تخت روانجي، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية، تصريحات أدلى بها رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي في يناير (كانون الثاني) الماضي، قال فيها إنه أوعز للجيش بوضع خطط جديدة لتوجيه ضربة ضد إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي. كما انتقد عزم الرئيس الأميركي جو بايدن على العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني إذا ما عادت طهران للامتثال للاتفاق. وقال تخت روانجي إن «هذه التهديدات تعد انتهاكاً صارخاً للفقرة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يستدعي رداً مناسباً من المجتمع الدولي نظراً للتاريخ الأسود لهذا الكيان في الاعتداء على دول المنطقة». وأضاف: «نحتفظ بحقنا في الدفاع عن أنفسنا، وسنردّ بحزم على أي استفزاز أو تهديد».

 

بلينكن يبحث «النووي الإيراني» مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا

واشنطن/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ملف «النووي الإيراني» وقضايا أخرى في اجتماع افتراضي مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الوقت الذي تدرس فيه المجموعة الاتفاق النووي الإيراني. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم، إنه بالإضافة إلى إيران جرت مناقشة قضايا أخرى منها جائحة فيروس كورونا وميانمار وروسيا والصين وتغير المناخ، مشيرة إلى أن بلينكن أكد «التزام الولايات المتحدة بالعمل المنسق للتغلب على التحديات العالمية». وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان علىحسابه في «تويتر»: «أجرينا محادثات مستفيضة ومهمة بشأن إيران لنعالج معا التحديات النووية وتحديات الأمن الإقليمي» مشيراً إلى أنهم ناقشوا أيضاً قضايا أخرى. وشارك وزيرا الخارجية البريطاني دومينيك راب، والألماني هيكو ماس، في الاجتماع أيضا. وتمثل تلك المحادثات رفيعة المستوى، أحدث خطوات إدارة الرئيس جو بايدن، الجديدة لاستكشاف كيفية احياء الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الكبرى عام 2015، وتخلى عنه الرئيس السابق دونالد ترمب في 2018. وبتخليه عن الاتفاق الذي وافق عليه الرئيس الأسبق باراك أوباما، أعاد ترمب العقوبات الأميركية التي كان قد رفعها وأضاف عقوبات أخرى. وقال بايدن، إن الولايات المتحدة ستعاود الانضمام إلى الاتفاق إذا عادت إيران إلى الالتزام الصارم ببنوده، وستجعل ذلك نقطة انطلاق إلى اتفاق أوسع يمكن أن يقيد تطوير إيران للصواريخ وكذلك أنشطتها الإقليمية.

 

مواد مشعة في موقع إيراني تثير الشكوك حيال نيات طهران النووية/الغرب يعتمد مقاربة موحدة متعددة الأطراف… وبايدن يدرس تقديم مساعدات إنسانية

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

كشف دبلوماسيون أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذريّة عثروا على آثار مواد مشعّة في عينات أخذوها من أحد المواقع في إيران، ما أثار مزيداً من الشكوك حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى مقاربة جديدة لوقف انتهاكات النظام في طهران لتعهداته بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة وقرار مجلس الأمن رقم 2231. وتزامنت هذه التسريبات عما يتضمنه أحدث تقارير مفتشي الوكالة الدولية للدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني بالتزامن مع اجتماع هو الأول من نوعه منذ انسحاب الرئيس السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي عام 2018 لوزراء الخارجية؛ الأميركي أنطوني بلينكن والبريطاني دومينيك راب والفرنسي جان - إيف لودريان والألماني هايكو ماس، وسط ترحيب غربي برغبة الرئيس جو بايدن في عودة الولايات المتحدة إلى هذا الاتفاق، والاضطلاع بدور قيادي على الساحة الدولية. وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً مختصراً لا يتضمن تفاصيل حول مناقشات الوزراء عبر الفيديو، علماً بأنه أشار إلى أن النقاش شمل مواضيع إيران والصين وروسيا وميانمار وتغير المناخ وجائحة «كوفيد - 19». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس إن الوزراء «أكدوا مركزية العلاقة عبر الأطلسي في التعامل مع التحديات الأمنية والمناخية والاقتصادية والصحية وغيرها من التحديات التي يواجهها العالم»، مضيفاً أن بلينكن «شدد على التزام الولايات المتحدة العمل المنسق للتغلب على التحديات العالمية». وأكد دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» أنه «من المهم أن نعود إلى اعتماد سياسات متعددة الأطراف للتغلب على التحديات الدولية»، معتبراً أن «الدور القيادي للولايات المتحدة أمر لا غنى عنه في هذا السياق». وأشار إلى أن هذه المقاربة «ستعتمد مع ملف إيران النووي وغيره من الملفات الأخرى التي تواجهنا في عالم اليوم»، مستدركاً أن «هناك حاجة إلى إطار إقليمي جديد من أجل التوصل إلى أي تسوية محتملة مع إيران»، علماً بأن ذلك «يسري أيضاً على الملف النووي مع كوريا الشمالية»، في إشارة إلى احتمال العمل على إحياء المحادثات السداسية لجعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية.

- المواد المشعة

وفي غضون ذلك، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن عدة دبلوماسيين أن المواقع التي عثر فيها على المواد المشعة في إيران زادت الشكوك، لا سيما أن السلطات الإيرانية كانت منعت المفتشين الدوليين من الوصول إلى تلك المواقع لعدة أشهر العام الماضي.

ومع أن تقرير المفتشين لم يوضح ما إذا كان تطوير الأسلحة المشتبه فيه حديثاً، تعتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأجهزة الاستخبارات الغربية أن إيران كان لديها برنامج أسلحة نووية سرّي حتى عام 2003، علماً بأن طهران تنفي أي محاولة للحصول على مثل هذه الأسلحة. ولفتوا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسعى للحصول على تفسيرات من إيران. ولم يجر إطلاع الدول الأعضاء في الوكالة بعد على نتائج تحليل العينات. وسمحت السلطات الإيرانية للمفتشين بزيارة موقعين مشتبه فيهما الخريف الماضي. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي في حينه، إن تحليل العينات التي جمعت سيستوجب أشهراً. وأفادت تقارير بأن أحد المواقع في أباده (جنوب أصفهان) الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عنه في سبتمبر (أيلول) 2019 باعتباره موقعاً لمنشأة نووية سرّية. ورغم أن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي شاركت فيه الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، بالإضافة إلى ألمانيا، يحد من قدرات إيران على إنتاج مواد نووية، قامت الأخيرة باختراقات ادعت أنها رد على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018. وهي عملت على زيادة كمية الأورانيوم التي يمكنها تخصيبها والنقاء المسموح بتخصيبه، وأبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أخيراً أنها تستعد لزيادة التخصيب إلى نسبة 20 في المائة. وأعلنت أيضاً أنها تخطط لإنتاج معدن الأورانيوم الذي يمكن استخدامه كعنصر في صنع الأسلحة النووية. وعبرت القوى الأوروبية عن قلقها العميق من تحركات طهران، محذرة من أنه «لا يوجد استخدام مدني موثوق به» لهذا العنصر. وقال وزراء الخارجية البريطاني والفرنسي والألماني الشهر الماضي، إن «إنتاج معدن الأورانيوم له تداعيات عسكرية خطيرة». وأكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن حلفاء واشنطن الإقليميين، وبينهم المملكة العربية السعودية ودول الخليج، يعارضون عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي بصيغتها الأصلية. وأشار الرئيس جو بايدن إلى أنه يرغب في مخاطبة العناصر الأخرى التي تقلق دول الشرق الأوسط، بما في ذلك برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وأفعالها الإقليمية الخبيثة.

- مبادرة إنسانية

من جهة أخرى، لمح مسؤولون أميركيون إلى أن إدارة بايدن تدرس طرقاً لتخفيف المتاعب المالية على إيران من دون رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها سلفه الرئيس ترمب كخطوة نحو إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وتشمل بعض الخيارات دعم منح قرض من صندوق النقد الدولي لتخفيف الأعباء الناجمة عن فيروس «كورونا» وتخفيف العقوبات التي حالت دون وصول المساعدات الدولية الخاصة بالفيروس إلى إيران. ويمكن للرئيس جو بايدن التوقيع على قرار تنفيذي يعكس قرار الانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة. لكن المسؤولين أكدوا أن موضوع إصدار إعفاءات من العقوبات للسماح لإيران ببيع النفط في السوق الدولية ليس قيد الدراسة الجادة حالياً. ولطالما انتقد بايدن قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق، معتبراً أن ذلك قصّر «مدة الاختراق» التي تحتاج إليها طهران لصنع سلاح نووي. لكن إدارته تصر على أن تعود إيران إلى «الامتثال التام» لخطة العمل قبل أن تمضي الولايات المتحدة إلى أبعد من ذلك. ورفض المبعوث الأميركي الجديد لإيران روبرت مالي التعليق على هذه الأنباء. غير أن الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس أقر بأن الولايات المتحدة تريد التشاور مع الحلفاء الأوروبيين الذين كانوا جزءاً من الاتفاق قبل السماح بمساعدة ضد فيروس «كورونا» أو أي مساعدة أخرى. وقال: «قبل أن نعلن أي تغييرات في السياسة على هذا المنوال، نريد التأكد من أننا أجرينا تلك المشاورات، ونحن بصدد القيام بذلك الآن». ويتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجهها الإدارة الجديدة في موجة العقوبات التي فرضها ترمب في وقت متقدم من عهده والتي تستهدف إيران بسبب رعايتها للإرهاب. ويشمل ذلك قرار فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني، علماً بأن أي تخفيف للعقوبات - حتى لأسباب إنسانية - يمكن أن يفشل إذا استمر هذا التصنيف ضد البنك المركزي الذي يشرف فعلياً على كل النشاطات المالية لإيران. وفي هذا السياق، يسعى مشرعون للدفع باتجاه الإبقاء على العقوبات على طهران، كما يدعو بعض منهم إلى الحذر من العودة إلى الاتفاق النووي. وفي هذا الإطار، طرح عدد من الجمهوريين مشروع قرار في مجلس الشيوخ يعارض عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. وقال السيناتور الجمهوري ريك سكوت، عراب المشروع، إن «الرئيس ترمب كان محقاً في التخلي عن اتفاق إيران النووي المتهور، الذي قادنا الرئيس أوباما نحوه». وأعرب سكوت عن ترحيبه بانضمام عدد من زملائه له والاعتراض على العودة إلى الاتفاق النووي «من دون تغييرات جذرية عليه»، وتابع سكوت مشيداً بالعقوبات التي فرضتها إدارة ترمب على إيران، فشدد على أهمية عدم رفعها إلى أن تتعاون طهران كلياً، و«أن يتم التحكم بقدراتها على تطوير سلاح نووي وصواريخ باليستية». ودعا سكوت، بايدن، إلى التعاون مع الكونغرس في هذا الملف «لحماية أمن الولايات المتحدة القومي والمصالح الأميركية وأمن إسرائيل».

 

القبض على 13 عنصراً من «داعش» بعملية استباقية في بغداد

بغداد/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

أعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم (الأحد)، إلقاء القبض على 13 من عناصر داعش بعمليات استباقية استخباراتية في بغداد. وذكرت الوزارة في بيان، على صفحتها على موقع «فيسبوك»، أنه «من خلال تنسيق العمل الاستخباري بين مديريات وكالة الاستخبارات للقصاص من عناصر عصابات داعش الإرهابي في العاصمة بغداد، تمكنت مفارز وكالة الاستخبارات المتمثلة بمديريتي استخبارات الشرطة الاتحادية واستخبارات بغداد في وزارة الداخلية من إلقاء القبض على 13 إرهابياً بمناطق متفرقة من المحافظة مطلوبين لانتمائهم لعصابات داعش الإرهابي، وفق مذكرات قبض صادرة بحقهم من القضاء لعملهم ضمن العصابات الإجرامية، فيما يسمى قواطع كركوك ونينوى وشمال بغداد ودجلة تحت كنى وأسماء مختلفة». وقد تم تدوين أقوالهم بالاعتراف وتسليمهم إلى جهات الطلب بموجب وصولات تسلم أصولية. وقتل وأصيب العشرات في تفجير مزدوج في ساحة الطيران ببغداد في يناير (كانون الثاني) الماضي، ووُصف الهجوم بأنه الأكثر خطورة الذي يستهدف العاصمة العراقية بغداد منذ نحو ثلاث سنوات. وأعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عنه.

 

«التعاون الخليجي» يرحب بتعيين مبعوث أميركي خاص لليمن

الرياض/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، بقرار الولايات المتحدة الأميركية تعيين السفير تيموثي ليندركنغ، نائب مساعد وزير الخارجية، مبعوثاً لها إلى اليمن. وقال الحجرف: «إن القرار يشكل إضافة إيجابية للجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى الحل السياسي الذي ينشده مجلس التعاون، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216». وأضاف الأمين العام: «إننا نتطلع للعمل معاً نحو إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».

 

غريفيث في إيران لإجراء محادثات حول اليمن

لندن/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

بدأ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث زيارة إلى إيران تستمر يومين، يلتقي خلالها بوزير الخارجية محمد جواد ظريف وعدد من المسؤولين الإيرانيين. ووفقاً لبيان صدر عن مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن اليوم (الأحد)، فإن الزيارة تأتي ضمن الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المبعوث الخاص للتوصل إلى حل سياسي للنزاع في اليمن عن طريق التفاوض يلبي تطلعات الشعب اليمني. ولفت البيان إلى أن الأولوية الفورية للمبعوث الخاص تتمثل في «دعم اتفاق بين طرفي النزاع حول وقف لإطلاق النار في كل أنحاء اليمن، وتطبيق تدابير إنسانية عاجلة، واستئناف العملية السياسية».

 

اتساع الرفض الشيعي للإشراف الأممي على الانتخابات العراقية/«سائرون» و«دولة القانون» تفرقهما «البطة» وتوحدهما بلاسخارت

بغداد/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

على الرغم من السجال الذي جرى مؤخراً بين التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي حول ماعرف بـ«البطة»، وهي السيارة التي كانت تتهم أيام الحرب الطائفية (2006 - 2008) بالعراق بالتصفيات، خصوصاً بعد تصريحات مثيرة للجدل للمالكي، فإن كلاً من كتلتي «سائرون» المدعومة من الصدر و«دولة القانون» أعلنتا رفضهما فكرة الإشراف الأممي على الانتخابات العراقية المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. الحديث عن «البطة» عاد من جديد على أثر تصريحات للنائب السني السابق مشعان الجبوري رداً على رغبة التيار الصدري بتسلم رئاسة الوزراء بعد الانتخابات المقبلة، قال فيها إن السنة لا يرغبون في أن يكون «سائق البطة» رئيساً للوزراء. المالكي، من جهته، أكد عزمه تولي منصب رئاسة الوزراء فيما لو جرى تكليفه، وتعهد بملاحقة «البطة»، ما أثار حفيظة الصدريين، ورد ما يعرف بـ«وزير الصدر»، محمد صالح العراقي، على تصريحات رئيس الوزراء الأسبق بعنف. وقال العراقي في تغريدة على «تويتر» إن «من الممكن القول إن البطة هي الحل الوحيد للفاسدين، ولمن باعوا ثلث العراق لـ(داعش)»، في إشارة إلى الاتهامات التي وجهت للمالكي بالتسبب في سقوط الموصل ومدن عراقية أخرى بيد التنظيم الإرهابي منتصف عام 2014. وتابع العراقي: «إلا أن أخلاقنا، نحن الصدريين القح (الخالصين)، لا تسمح لنا بذلك، فهي سيرة المنشقين والميليشيات الوقحة، وهم أجمع ليسوا أسوة لنا». اللافت أن الانتخابات البرلمانية المرتقبة بدأت بخلق اصطفافات جديدة بشأن مسألة الإشراف الأممي عليها. وفيما لم تظهر اعتراضات من قبل السنة والكرد على مبدأ الإشراف الدولي، فإن الكتل الشيعية بدأت تعلن رفضها الإشراف الأممي تحت ذريعة الانتقاص من السيادة. وفيما لم تعلن نتائج زيارة مبعوثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت إلى طهران والتي لحقها بعد يومين وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى إيران، فإن المؤشرات كلها تؤكد أن بلاسخارت وحسين حاولا تسويق فكرة الإشراف الدولي على الانتخابات العراقية، لكن ليس من منطلق الهيمنة على القرار العراقي الذي قد يسلب تحكم الكتل الشيعية بالقرار السياسي في البلاد.

وفي هذا السياق، أعلن «ائتلاف دولة القانون» رفضه الإشراف الدولي، وقال القيادي به وعضو البرلمان كاطع الركابي في تصريحات، إن «أي دولة تحترم نفسها، وتملك سيادة كاملة، لا يمكن لها القبول على موضوع الإشراف الأممي على الانتخابات»، مبيناً أن «العراق دولة ذات سيادة ومعترف بها من كل العالم، ومن غير الممكن القبول بالإشراف الأممي»، مضيفاً أن «العراق لا ينقصه شيء حتى يطلب من الأمم المتحدة أو جهة دولية أن تكون مشرفة على الانتخابات». وتابع: «إننا مع وجود رقابة للأمم المتحدة أو طرف آخر، من أجل الحفاظ على نزاهة وشفافية الانتخابات، وهذا الأمر معمول به منذ أول انتخابات أجراها العراق بعد 2003». وبين أن «قضية الرفض السياسي للإشراف الأممي مرتبط بقضية سيادة العراق». وأوضح الركابي أن «هناك مخاوف سياسية من أن هذا الاشراف قد يكون لصالح جهات سياسية ضد جهات سياسية أخرى، من خلال التلاعب في الانتخابات أو نتائجها». وكان المالكي نفسه أعلن رفضه الإشراف الأممي وقال في مقابلة متلفزة: «وضع الانتخابات تحت إشراف دولي خطير جداً»، مؤكداً أنه «لا توجد دولة تقبل بإشراف دولي على انتخاباتها»، موضحاً أنه يمثل «خرقاً للسيادة الوطنية»، فيما أبدى موافقته على «المراقبة فقط». من جهته، أعلن تحالف «سائرون» أيضاً رفضه الأممي، وقال القيادي في التحالف النائب رياض المسعودي، إن «جميع الانتخابات في دول العالم تجري برقابة دولية»، مشدداً على أن «يكون الإشراف على عمليات إجراء الانتخابات وليس إجراء الانتخابات». وأوضح أن «هذا يعني ألا تقوم الأمم المتحدة أو أي طرف دولي، بإجراء الانتخابات العراقية»، مؤكداً أن «هذا الأمر مرفوض ولن نقبل به». من جهتها، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن عدد الأحزاب السياسية التي أبدت رغبتها بالمشاركة في الانتخابات المقبلة. وقالت المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي، إن «52حزباً من أصل235حزباً مجازاً أبدوا الرغبة بالمشاركة»، لافتة إلى أن «مجموع التحالفات المصادق عليها حتى الآن28 تحالفاً».

إلى ذلك، يقول النائب عن محافظة الأنبار ضمن تحالف القوى العراقية، عبد الله الخربيط، لـ«الشرق الأوسط»، إن الانتخابات بوضعها الحالي لا يمكن أن يكون فيها تزوير، ولو جئنا بروبوتات لكي تشرف عليها، حيث لن تتغير النتائج»، مبيناً أن «الذي سيتغير في حال أصبح هناك إشراف أممي حقيقي هو الإقبال، حيث إن المواطنين العراقيين سوف يقتنعون بالانتخابات، وبالتالي يقبلون عليها بكثرة، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيير النتائج بشكل كبير».

 

تراجع أميركي عن تصنيف الحوثيين... ومصير غامض حول زعيمهم/تحرّك متناسق بين البيت الأبيض والمشرّعين في تكثيف العمل الدبلوماسي باليمن

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

منذ اليوم الأول للرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، بدا أنه يسعى جاهداً لإلغاء الإرث السياسي والقرارات التنفيذية التي اتخذها سلفه الرئيس السابق دونالد ترمب، وفي أحدث خطوة لتحقيق هذه الرغبة، سوف يتم إلغاء الإشعار الذي تقدمت به الإدارة السابقة للكونغرس بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية أميركية موثوقة، بأن الإدارة الأميركية الجديدة تمضي في إلغاء مشروع قرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية، الذي رفعت به إدارة الرئيس ترمب في آخر أيامها للكونغرس، كما أن هذه الخطوة التي ستتخذها إدارة بايدن متناسقة مع رغبة شريحة كبيرة من المشرّعين في الكونغرس.

وبينما يبقى مصير زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي و7 قيادات حوثية أخرى غير واضح، إذ لم تتحدث المصادر ووسائل الأنباء عن تراجع حول القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب بضمهم إلى قوائم العقوبات، لكن الإدارة الحالية أعلنت أنها تُجري مراجعة شاملة لقرارات الإدارة السابقة كافة. أما تحركات الإدارة الحالية في تنفيذ قرار التراجع فهي مدعومة من الكونغرس، بعدما جرى عدد من اللقاءات بين الطرفين خلال الأيام الماضية، إذ قوبلت التصنيفات الإرهابية للحوثيين بقلق مشرعين من الحزبين في «الكابيتول»، بشأن توقيتها وفاعليتها والأضرار التي قد تلحق بأي عملية سلام وتأثيرها الإنساني المحتمل.

«يرغب بعض الأعضاء في رؤية الولايات المتحدة تواصل حملتها للضغط الأقصى على إيران، بينما دعا أعضاء آخرون إدارة بايدن إلى التراجع عن تعيين الحوثيين جماعة إرهابية» والحديث للمصادر ذاتها التي عدّت سماح إدارة بايدن مؤقتاً بتنفيذ «المعاملات المالية» مع الحوثيين (بما في ذلك الواردات التجارية)، وعلّلت الهدف منه «بطمأنة تلك الجهات بأن عملياتهم قد تستمر... إذا تقدمت مفاوضات السلام». القانون الأميركي يخوّل وزير الخارجية بإلغاء تعيين المنظمات الإرهابية الأجنبية، وذلك عند الانتهاء من المراجعة الإدارية، وتعدّد المصادر تلك الأسباب بأنها: أولاً إذا تغيرت الظروف الكامنة وراء التعيين، أو ثانياً لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ويجادل الكثير من المشرعين والأوساط السياسية في البلاد بأن إلغاء التعيين لم تذكر أسباب الأمن القومي حتى الآن تبرر خطواتها القادمة. كانت وكالة «أسوشييتد برس» أول من نشر تسريبات رسمية عن سحب إدارة بايدن تصنيف الحوثيين، في خطوة تعدها مصادر دبلوماسية تحدّثت للوكالة، أنها تستند إلى تخفيف واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية أن الخطوة جاءت بعد إخطار أعضاء الكونغرس بخطط الإدارة، مستدركاً بأن الإزالة لم تغيّر شيئاً من آراء إدارة بايدن بشأن الحوثيين، الذين استهدفوا المدنيين واختطفوا أميركيين.

وقال المسؤول: «إن عملنا يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف في اللحظة الأخيرة من الإدارة السابقة، والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين أنه سيزيد من الأزمة الإنسانية التي تعد الأسوأ في العالم».

وفي مؤتمر صحافي أول من أمس، قال نيد برايس المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن إدارة الرئيس بايدن تتحرك بسرعة خلال المراجعة بالنظر إلى الآثار الإنسانية في تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، في الوقت الذي تعتقد واشنطن أن نحو 80% من السكان المدنيين في اليمن يعيشون تحت سيطرة الحوثيين. ورأى برايس أنه لهذا السبب وفي المقام الأول، ترغب إدارة بايدن التأكد من أنها لا تفعل أي شيء لجعل حياة هؤلاء الـ80% أسوأ أو حتى أكثر بؤساً لشعب اليمن الذي طالت معاناته، «والذي يعد وفقاً لمعظم الروايات، موطناً لأسوأ كارثة إنسانية في العالم». يشار إلى أن مسؤولين يمنيين لا يتفقون مع النسبة التي استعرضتها الخارجية الأميركية. وأضاف المتحدث: «سنحتاج إلى إخطار الكونغرس كخطوة أولى، لأننا نعتزم العودة إلى النظام العادي في هذا الصدد، وعندما يتعلق الأمر باليمن وما سمعته من الرئيس بايدن، فمن الصحيح أننا نعمل على تكثيف دبلوماسيتنا لإنهاء الحرب في اليمن، واستعادة محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة، والعمل عن كثب مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث».

وأكد أن أميركا تدرك أنه لا يوجد حل عسكري للحرب في اليمن، وهذا لا ينطبق على العمليات الهجومية ضد «داعش» أو «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، مضيفاً: «ونحن ندرك أن السعودية تواجه تهديدات أمنية حقيقية من اليمن ومن الآخرين في المنطقة، وكجزء من تلك العملية المشتركة بين الوكالات، سنبحث عن طرق لتحسين الدعم لاستقرار المملكة العربية السعودية للدفاع عن أراضيها ضد التهديدات». ولطالما سعت إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية منذ الأيام الأولى لها في السلطة، لكن تم تأجيلها بسبب مخاوف من المنظمات الإنسانية، التي ادّعت أن مثل هذا التغيير في السياسة سيعقّد جهودهم لتقديم المساعدات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال اليمن. وعلى الرغم من أن تصنيف الجماعة الحوثية كان ولا يزال موضع جدل كبير في واشنطن، فإن الجميع يتفق على عدم رفع الأشخاص المدرجة أسماؤهم في قائمة العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة المصنفين على أنهم إرهابيون.

في مايو (أيار) 2012، عندما سعت الولايات المتحدة إلى دعم الجهود الدولية لثني الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، عن عرقلة الحكومة الوليدة في ذلك الوقت بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أصدر الرئيس أوباما الأمر التنفيذي رقم «13611» إذ مكّنه من معاقبة الأفراد الذين يهددون «سلام اليمن أو أمنه أو استقراره». وبعد عامين ونصف في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014 عندما شكّل الرئيس علي صالح وحلفاؤه الحوثيون الجدد تهديداً لحكومة هادي، عاقبت وزارة الخزانة بموجب الأمر التنفيذي رقم «13611» كلاً من علي صالح واثنين من القادة العسكريين الحوثيين، هم عبد الله يحيى الحكيم، وعبد الخالق الحوثي، وبالتالي تجميد أصولهم الموجودة في الولايات المتحدة أو الخاضعة لسيطرة أشخاص أميركيين، ومنع الأشخاص الأميركيين من الانخراط في معاملات معهم. ووفقاً لوزارة الخزانة، فإن «هؤلاء الأفراد الثلاثة باستخدامهم العنف والوسائل الأخرى، فإنهم قوّضوا العملية السياسية في اليمن». وفي الوقت نفسه، فرضت الأمم المتحدة عقوبات على هؤلاء الأفراد الثلاثة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2140 بتجميد الأصول وحظر السفر. وفي أبريل (نيسان) 2015، عاقبت وزارة الخزانة زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، ونجل علي صالح، أحمد، بموجب الأمر التنفيذي رقم «13611».

وفي العاشر من ديسمبر (كانون الأول) عام 2020، فرضت وزارة الخزانة الأميركية بموجب قانون «ماغنتسكي» عقوبات على خمسة أفراد لهم صلة بوكالات أمن ومخابرات يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، واتهمتهم بارتكاب «انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان».

ولفتت الخزانة إلى أن الأشخاص الذين تم ضمهم في العقوبات هم سلطان زبن، وعبد الحكيم الخيواني، وعبد الله رحاب جرفان، ومطلق عامر المراني، وقادر الشامي. وسلّط التقرير الأخير لوزارة الخارجية الأميركية لعام 2019 الضوء على العلاقة بين «الحرس الثوري» الإيراني والحوثيين، بما في ذلك توفير المساعدات القاتلة التي يستخدمها الحوثيون لاستهداف المواقع المدنية في المملكة العربية السعودية، كما تشير التقارير الإعلامية إلى أن المنظمات الإرهابية الأجنبية الأخرى، مثل «حزب الله» تدعم أيضاً مقاتلي الحوثيين. ولطالما انتقدت الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، انتهاكات الحوثيين للمعايير الدولية، مثل منع وصول المساعدات الإنسانية، واحتجاز الرهائن، واضطهاد الأقليات الدينية، وانتهاكات حقوق الإنسان.

 

سوريا «ليست أولوية» لبايدن... ومقترحات لـ«خفض الأهداف»

المبعوث السابق إلى شرق الفرات السفير روباك لـ«الشرق الأوسط»: واشنطن لا تدعم «دولة كردية»... ومصلحتنا بحكومة في دمشق تسيطر على البلاد

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

أميركا ليست في عجلة من أمرها بالوضع الراهن في سوريا، وهناك «فرصة» أمام إدارة الرئيس جو بايدن، لمراجعة السياسة الأميركية في سوريا والإجابة عن أربعة أسئلة تخص ذلك، هي: «هل سوريا أولوية؟ ما هي الأهداف الأميركية؟ ما هي الأدوات المتوفرة لتحقيق هذه الأهداف؟ ما هي التكلفة الإنسانية على الشعب السوري؟». كانت هذه بعض التساؤلات - التوصيات التي طرحها السفير الأميركي ويليام روباك، في حديث هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» مساء أول من أمس. ويسأل في خضم النقاش في واشنطن حالياً عن اتجاهات بايدن السورية: «هل من مصلحة أميركا أن تبقى مناطق سورية خارج سيطرة الحكومة؟ هل من مصلحتنا أن تبقى هذه المناطق معزولة وينتعش فيها داعش؟ هل يجب أن نحافظ اليوم على أهدافنا ذاتها التي كانت قبل سنوات؟». السفير روباك قدم «أفكاراً» وطرح تساؤلات في ضوء تجربته بالعمل مستشاراً سياسياً في السفارة الأميركية بين 2004 و2007 ومبعوثاً للإدارة الأميركية إلى شمال شرقي سوريا بين 2018 و2020. كان نائباً للمبعوث إلى هذا الملف جيمس جيفري الذي لا يزال مقتنعاً مع نائبه جويل روبرن ووزير الخارجية مايكل بومبيو بسياسة «الضغط الأقصى» على دمشق. أيضاً، روباك كان عمل مع بريت ماغورك الذي عاد قبل أيام إلى مكتب الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، وله مقاربة مختلفة عن سلفه، تقوم على «الانخراط». ويعرف جيداً المسؤول الأميركي والأممي السابق جيفري فيلتمان أحد المرشحين لشغل منصب المبعوث الأميركي إلى سوريا، وأحد الذين اقترحوا مقاربة «خطوة - خطوة» و«انخراطاً مشروطاً شفافاً» مع دمشق.

- لا دولة كردية

يقول روباك، الذي يعرف جيداً الأوضاع الميدانية والسياسية شرق الفرات ودور التحالف الدولي و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ضد «داعش» وساهم برعاية الحوار الكردي - الكردي، إن الأوضاع في هذه المنطقة تختلف عن إقليم كردستان العراق، و«ما قلناه وفعلنا وعلاقتنا مع قوات سوريا الديمقراطية، كان واضحاً: أننا لا ندعم قيام دولة كردية هناك ولا نعتقد أن (العمل على قيامها) سيكون مقاربة بناءة. التحالف جاء لهزيمة داعش، وقسد تقوم بذلك بكفاءة. قدمنا بعض المساعدات لدعم حياة السوريين هناك، وساعدنا المجالس المحلية التابعة للإدارة الذاتية لتحسين عملها، وقدمنا مساعدات (عسكرية) لتعزيز دور قسد ضد داعش، وليس للسيطرة على شمال شرقي سوريا. ومن الأمور الأخرى التي قام بها الجانب الأميركي وخصوصاً المبعوث السابق جيمس جيفري هو التحدث لتركيا لشرح «نوايا» واشنطن شرق الفرات. وقال روباك: «إن نصائحنا لقسد دائماً كانت: استمرار العلاقة مع أميركا والتحالف في الحرب ضد داعش وتوفير الأمن شمال شرقي سوريا وإجراءات بناء ثقة وعدم القيام بأي استفزاز لتركيا، مثل بناء دولة أو استعمال آيديولوجية معينة أو رموز أوجلانية»، في إشارة إلى زعيم «حزب العمال الكردستاني»، عبد الله أوجلان. لكنه قال إن أميركا «لا تعتبر قوات سوريا الديمقراطية جزءاً من حزب العمال الكردستاني، بل هي جزء من الحرب ضد داعش». وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على حوالي ربع مساحة سوريا الإجمالية (البالغة 185 ألف كلم مربع) و80 في المائة من الثروات الطبيعية والنفط والغاز وأكبر سدود في البلاد. ولديها حوالي مائة ألف مقاتل بما في ذلك عناصر شرطة وحواجز ثابتة. وتنتشر أميركا في عدد كبير من المراكز والقواعد وخصوصاً في القسم الشرقي من شرق الفرات ولديها جنود آخرين في قاعدة التنف على الحدود السورية - الأردنية - العراقية. ويساهم في العمليات بطرق مختلفة بينها المراقبة والقصف الجوي، بعض دول التحالف الدولي الذي يضم 83 دولة ومنظمة (بينها 79 دولة).

- أهداف وأدوات... وعقبات

وحسب السفير الأميركي السابق، فإن أميركا حددت قبل سنوات أهدافها في سوريا، بخمسة، هي: أولاً، هزيمة «داعش» ومنع عودته. ثانياً، دعم مسار الأمم المتحدة لتنفيذ القرار الدولي 2254. ثالثاً، إخراج إيران من سوريا. رابعاً، «منع نظام (الرئيس بشار) الأسد من استعمال أسلحة الدمار الشامل والتخلص من السلاح الكيماوي». خامساً، الاستجابة للأزمة الإنسانية ورفع المعاناة عن الشعب السوري داخل البلاد وخارجها. ولتحقيق هذه «الأهداف» في سوريا، امتلكت أميركا عدداً من «الأوراق والأدوات»، تشمل: أولاً، الوجود الأميركي المحدود في القسم الشرقي من شمال شرقي سوريا قرب ثروات النفط والغاز وحدود العراق. يتراوح عدد القوات الأميركية بين 500 و800 من جنود ومتعاقدين. ثانياً، دعم «قسد» وشركاء محليين بعددهم (100 ألف) وعدتهم، حيث يسيطرون على تلك المنطقة الاستراتيجية ومواردها وطرقها. ثالثاً، «العقوبات الاقتصادية ضد النظام». رابعاً، التحالف الدولي ضد «داعش»، حيث يوفر منصة نفوذ دبلوماسية دولية. خامساً، التأثير عبر الأمم المتحدة الذي سعت الصين وروسيا لمواجهته. وإلى «أدوات النفوذ» هذه، هناك «أدوات عرقلة»، حسب روباك، تشمل: أولاً، «وقف أو تبطيء» جهود التطبيع العربي أو الأوروبي مع دمشق. ثانياً، وقف إعمار سوريا ومساهمة دول عربية وأوروبية في ذلك قبل تحقيق «الأهداف». أيضاً، هناك «أدوات ضغط»، تشمل «الغارات الإسرائيلية للضغط على النظام والوجود التركي في شمال غربي سوريا لمنع سيطرة النظام عليها»، حسب روباك. لكنه استدرك: «ما فعلته تركيا بين رأس العين وتل أبيض شرق الفرات، يطرح سؤالاً: هل الوجود التركي أداة ضغط أميركية أم لا؟».

- مراجعة متأنية

قال روباك، إنه في ضوء تحديد هذه «الأهداف» و«الأدوات»، فإن فريق الرئيس بايدن يقوم بمراجعة السياسة للإجابة عن أمور محددة: «هل سوريا أولوية للإدارة؟ هل أهدافنا لا تزال نفسها؟ هل لدينا أدوات لتحقيق الأهداف؟ ما هي التكلفة الإنسانية للسوريين إذا حافظنا على السياسة أو غيرناها؟». يضاف إلى ذلك، ما هي المحددات القانونية في أميركا باعتبار أن «قانون قيصر» الذي يفرض عقوبات لا ترفع إلا بشروط معينة، صدر من الكونغرس بموافقة الحزبين، الديمقراطي والجمهوري. وزاد أنه بالنسبة إلى «أولوية الحفاظ على هزيمة داعش وتوفير الأمن شرق سوريا»، يمكن لأميركا أن تحققها عبر دعم «الاستمرار في الوضع الراهن» وما يسمـى بـ«الجمود الممدد»، مع الحفاظ على الوجود العسكري وهو «استثمار كبير بتكلفة قليلة غير ضاغطة على واشنطن.

في ضوء ذلك، «ليست هناك عجلة في الإجابة عن الأسئلة. فريق بايدن، لديه الوقت الكافي للوصول إلى سياسة والإجابة عن الأسئلة». وإلى حين ذلك، قد تتجه الأمور إلى «الإبقاء على الوضع الراهن» عبر توفير الدعم لـ«قسد» مع إجراء بعض التغييرات مثل: أولاً، إلغاء قانون تجميد الأموال المخصصة لـ«دعم الاستقرار» شرق سوريا، التجميد الذي كان اتخذه الرئيس دونالد ترمب لعامي 2018 و2019، هذا القرار الذي أوقف صرف واشنطن حوالي 300 مليون دولار أميركي، عوضته دول عربية وخليجية بتوفير 600 مليون دولار في سنتين. ثانياً، إعادة تعريف «الاستقرار» لأن التعريف القانوني الأميركي السابق عرقل كثيراً من وسائل الدعم. مثلاً بالإمكان المساهمة بـ«ترميم مدرسة» لكن لا يمكن «بناء مدرسة». ثالثاً، «الذهاب إلى حلفائنا الدوليين والإقليميين للتشاور معهم إزاء الأسئلة قبل إعلان السياسة والتغييرات».

- ما هي السياسة المتوقعة؟

سئل روباك، الذي يعمل منذ عودته من شرق سوريا ليعمل في مركز أبحاث عن الخليج، عن تقديره لاتجاهات السياسة الجديدة، فأجاب: «لا بد من النظر بدقة إلى مصالح أميركا الحقيقية والأدوات الفعلية التي نملكها، وتكلفة ذلك على السوريين: ماذا نريد؟ ما هي أدواتنا؟ ما هي تكلفة ذلك على الشعب السوري؟». وزاد: «سوريا كبيرة جدا في موقع مهم تجاور دول حليفة لنا. نريد حكومة فاعلة لا تسمح بوجود جيوب أو مناطق يعمل فيها داعش ويخطط لهجمات أو أشياء خطرة ضد مصالحنا». وزاد: «من السهل الاستمرار بالسياسة الأميركية في المدى المنظور، لكن قدوم إدارة أميركية جديدة يعطي فرصة في واشنطن، لإعادة تقييم سياستنا إزاء سوريا والتشاور مع حلفاء أميركا إزاء الخطوات المقبلة». هل استمرار الوضع الراهن يعني أيضاً الوجود شمال شرقي سوريا والاعتراف بالكيان الموجود و«الإدارة الذاتية»؟، أجاب روباك الذي أقام طويلاً في عين العرب (كوباني) والحسكة: «هذه ليست دولة. هي غير مستقرة. إنها إجراءات مؤقتة لمحاربة داعش. الوجود الأميركي مهم، كي تستمر هذه الإجراءات. لكن الترتيبات ليست دائمة دون الوجود العسكري الأميركي. لا مخاطر على وجودنا (لا انسحاب أميركيا) في الأشهر الثلاثة المقبلة والمدى المنظور، لكن لن نبقى إلى الأبد في شمال شرقي سوريا». وأشار إلى أن الفريق الأميركي في الإدارة السابقة، «دعم» قيام «قسد» وجناحها السياسي «مجلس سوريا الديمقراطي» باتخاذ الخطوات الضرورية اللازمة لبقائهم «حتى لو تضمن ذلك مناقشات (مفاوضات) مع النظام. جرت جولات لم تؤد إلى نتيجة إلى الآن. لكننا شجعناهم ونشجعهم على القيام بما يخدم مصلحتهم».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لقمان سليم: قصة قتل معلن لِفُتَاتْ السيادة

منى فياض/الحرة/07 شباط/2021

لقمان غاب لكنه باقٍ حياً في نفس كل واحد منا

تطغى عليك لفترة طويلة مشاعر الحزن الصافية. لا شيء آخر، لا خوف ولا غضب. غاب لقمان لكنه باقٍ حياً في نفس كل واحد منا، نحن من نريد تحرير لبنان من الاحتلالات. فَقْد لقمان سليم خسارة شخصية لصديق عزيز. لكنه بالأساس خسارة وطنية لكل اللبنانيين الذين لا يزالون يدافعون عن حقهم ببلد ذو سيادة وعن حقهم بحرياتهم الشخصية والسياسية وحرية الرأي والضمير وعن حقهم ببلد حر ومستقل وسيد نفسه وحافظ لحدوده ومنتمي للأسرة الدولية وللأسرة العربية. بعد فترة الحزن الصافي، لا أدري ما الذي يجتاحك؟ هل هو الغضب؟ أم العزيمة على المقاومة؟ لأننا نحن المقاومة الوطنية الشريفة الحقيقية وليس من يحمل كاتم صوت لإخراسنا.

لن نخافكم

لن نخضع لإرادة كواتم الصوت ولن نخاف. أولستم "حزب الله"؟ فإذا كان علينا أن نخاف، فسنخاف الله، ونطلب منه حمايتنا منكم ممن تصادرونه اسمه. لن نخافكم. بل أنتم، بقتلكم للقمان سليم بكاتم الصوت، من تعلنون خوفكم من الكلمة ومن الأحرار. كاتم الصوت ممن لم يعد يملك صوتا يقنع به بيئته وسائر من يواليه. كاتم الصوت لقمع كل من يطالب بسيادة لبنان وحريته واستقلاله. قبل ذلك تمرنوا علنا بإرهاب لقمان. هاجموا خيم الثورة واجتاحوا منزله في الضاحية ووضعوا التهديدات على حيطانه. لطالما علق المعلقون: كيف يحتملون وجوده بينهم بهذا الشكل! لأنهم يعرفون أنكم لا تحتملون من لا يذعن لسلاحكم.

على كل لقمان ليس مجرد صوت. لقمان ناشر وصاحب مشروع ومؤسس لعدة مؤسسات تعمل على تنقية الذاكرة الشفهية وعلى تصفية ذاكرتنا المشتركة مع السوريين والفلسطينيين. كي نراجع تاريخنا الدامي والحرب الأهلية وكي يعترف كل طرف بعذابات وجروح الآخر للتوصل الى المسامحة والسلام.

ومن هنا الأفلام التي حققها عن القتلة الذين اعتذروا عما قاموا به في الحرب وعن سجناء الرأي في سوريا... يعمل على ملفات الوثائق الضائعة التاريخية ويجمعها. يعمل على إنتاج فني وثقافي متنوع من معارض وكتب وأفلام ومؤتمرات وإصدارات متنوعة. عمل في جمعية هيا بنا التي اتخذتها جريدة الأخبار عنوانا لمقال تحريض ضده تحت عنوان "هيا بنا إلى تل أبيب". يبرهن يوميا، أنهم يعنون انهم يريدون احتكار طريق تل أبيب. خسارة لبنان كبيرة. ولكني آمل ألا يذهب دمه هباء على ما حصل مع دماء سلسلة اغتيالات شخصيات 14 آذار التي تبعت اغتيال الحريري الذي أخرج دمه السوري.

ما الذي استجد؟

وقبل أن نسأل أنفسنا: لماذا اغتيل؟

أريد أن أؤكد أن اغتياله يطال كل لبناني سيد حر يريد تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني وليس المعارضين الشيعة وحدهم.

أما لماذا اغتياله في هذا الوقت بالذات؟

اعتادت بيئة حزب الله أن تقول لأمثالنا "مش قاريينكم". يعني أن أمثال المعارضين كلقمان لا يشكلون ظاهرة تستحق الرد او الاهتمام. لكن يبدو من خطاب السيد نصر الله الأخير أنهم صاروا يستحقون الرد الآن. ويستحق الإعلام والإعلاميون التوبيخ. وإلا فإن "الأهالي" سيتكفلون بإحراق مؤسساتهم أمام أعين أجهزتنا الأمنية.

أمثال لقمان صاروا فجأة "مرئيين" الآن. فما الذي استجد؟

طبعاً منذ بداية الثورة خاف حزب الله، فرفع بوجهها أمينه العام لاءاته الثلاث الشهيرة. ثم تبعتها اعتداءات شبيحة خندق الغميق على الثوار تحت شعار "شيعة، شيعة،..". وفي نهاية العام 2019 تعرضت خيم الثوار للحرق. جاءت كورونا لصالحهم واستغلوها كما يجب.

ثم جاء انفجار 4 آب الذي عرض حزب الله للمساءلة العلنية الواضحة من أعداد متزايدة من اللبنانيين. وكان ملفتا أن المشانق علقت في مظاهرات ما بعد الانفجار للسياسيين اللبنانيين وبينهم أمين عام حزب الله. ما عنى أن التابوهات التي كانت تحيط بهالة السيد بدأت تتساقط. هذا في الداخل اللبناني. لكن لبنان ليس ساحة داخلية مغلقة ومنقطعة عن الخارج، بل هو صندوق بريد لإرسال الرسائل. هذا الاغتيال حصل في لحظة تبدل الإدارة الأميركية وفي لحظة وضعها لسياساتها العامة، وعزمها على حل المشاكل دبلوماسيا. وبعد أن كانت متحمسة للعودة إلى الاتفاق النووي دون شروط، بدا أنها تتريث الآن. فاقتضى الأمر تنبيهها أنها إذا كانت تهتم بلبنان من زاوية مصالحها فللآمر الناهي عنوان واضح. وإلا فإن آلة القتل ستستعيد نشاطها وتستكمل مهام السيطرة على لبنان. وجاء هذا الاغتيال في اللحظة التي تتعرض فيها إيران للاعتداءات المؤلمة المتكررة وهي عاجزة عن الرد. جاء الاغتيال في اللحظة التي ترتفع فيها أصوات الشيعة في العراق، الذين يقتلون من ميليشياتها أيضا، على المطالبة "إيران برا، برا". جاء في الوقت الذي قصفت فيها مع حزبها بمئات الغارات التي ربما تعدت الألفين، في سوريا، من الطائرات الإسرائيلية، بغطاء من حليفتها الروسية. وفي الوقت الذي بدأت تتسرب فيه المعلومات عن اجتماعات سرية بين أزلام الأسد مع الإسرائيليين برعاية روسية، بهدف إخراج إيران من سوريا. وجاء في الوقت الذي يقوم فيه ماكرون بمبادرة، يلاقيه فيها الأميركي، لتجديد وساطته. ماكرون الذي لا يزال يحتفظ بخطوط اتصال مع الإيرانيين حفظا لمصالحه، ويعتبر أن العقوبات غير ذات فائدة ويرغب بالتعامل مع نفس الطبقة السياسية ولا ندري بأي شروط مستجدة.  وجاء في الوقت الذي ينفتح فيه العرب على إسرائيل ويعقدون الاتفاقات معها لمواجهة إيران، وفي الوقت الذي بدأت فيه الأصوات تسمع، ولو بخجل، في بيئة الحزب وإيران: إلى أين تأخذوننا؟ وعليه يكون اغتيال لقمان سليم يحمل رزمة رسائل للداخل وللخارج.

أعتب على من يسأل: هل أنتم الشيعة مستهدفون كمعارضين؟

طبعا مستهدفون، لكن يا سادة قبلنا: لبنان هو المستهدف، والأحرار جميعهم مستهدفون.

نحن شعب أعزل

وأعتب على من يسألني: ستهاجرين؟ تتخذين تدابير حماية؟ تدابير أمنية؟ فأسألهم: لماذا؟ وما رأيكم؟ هل سترسل لنا السفارات، التي نحن عملاءها، رجال أمن لحمايتنا؟ أو ستهتم أجهزتنا الأمنية بسلامتنا؟ إذا كان هناك من شيعة سفارة، فهم شيعة سفارة إيران. السفارات الغربية تقيم علاقات علنية مع اللبنانيين وليس في سراديبها. ولا تقتل معارضيها أمام أبوابها علنا، ودون رفة جفن من السلطات اللبنانية. رحم الله هاشم السلمان. أنا، وجميع المعارضين من جميع الطوائف، نحن لبنانيون ونرفع الصوت للطلب من مؤسساتنا الرسمية حمايتنا. وهذا يبدأ بالتحقيق بمقتل لقمان سليم. وسننتظر لنر.

والمطلوب من جميع القوى السيادية، من شبابية تنتمي إلى 17 أكتوبر ومن سياسيين تقليديين ومن مستقلين وأحزاب ونواب أمة، من جميع الطوائف التجمع وأن يعلنوا بالصوت العالي: إيران برا، برا.  وإلا فنحن شعب أعزل يقبل أن يقتل كل من يرفع صوته للتخلص من عبوديته. ونطلب حماية من الأمم المتحدة ومن المؤسسات الدولية والدول للضغط على طلب تحقيق شفاف ومحاكمة لكل ما يحصل على الأراضي اللبنانية منذ 4 آب، وكيف وصلنا الى 4 آب. ونطالب إدارة السيد بايدن والسيد ماكرون، مساعدة اللبنانيين على المجيء بحكومة تعمل فقط على تطبيق الدستور والطائف والقرارات الدولية، فعلا لا قولا، ونكون لهم من الشاكرين. وإلا فاليعلنوا أنهم يريدوننا رهائن صندوق الرسائل.

 

4 مليارات ثمن 12 بيضة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

بين جميع المحن المتواطئة على لبنان منذ عامين، تبدو محنة التضخم وسقوط الليرة هي الأسوأ. إننا نكتشف للمرة الأولى معاني كلمات كنا نسمع بها من بعيد، كالتضخم ومعدلات البطالة ومستوى الفقر وسرقة الودائع والركود وانعدام النمو، وما شابه من مصطلحات تقنية، لم يخطر للإنسان العادي أن يعرف ما هي، ولو من باب الفضول. الآن وقد اقترب الدولار من عشرة آلاف ليرة (بدل 1500) انقلبت حركة الحياة رأساً على عقب، كما حدث في مصر وسوريا والعراق بعد التأميم. وخلال حروبه أوائل هذا القرن اضطر العراق إلى طبع ورقة المليون دينار. وخلال حرب يوغوسلافيا في الفترة نفسها طبعت ورقة المليار دينار. والسبب دائماً أنه لم يعد في إمكان الناس أن تحمل أكياس العملة لشراء حاجيات بسيطة كالشاي والقهوة. بعد الحرب العالمية الأولى أصبح ثمن دزينة البيض في النمسا 4 مليارات كرون. أي ثمن شقة في برلين. وبسبب هبوط العملة أصبح كل مستأجر في النمسا ساكناً بالمجان طوال عشر سنوات، بينما افتقر الملاكون. ويحدث هذا في لبنان الآن، للمقترضين بالليرة اللبنانية. أو للمستأجرين أيضاً. قبل عزلة «كورونا»، كنا نلتقي، مجموعة أصدقاء وأنا، على غداء أسبوعي. واكتشفنا أن صاحب المطعم المسكين يغير لائحة الطعام كل يوم مع ارتفاع الدولار. ثم سمعنا أن مطاعم كثيرة أغلقت أبوابها لأنها لم تعد قادرة على مجاراة لعبة التضخم وتبدل الأسعار. كما في أوروبا، خلال وبعد الحربين، افتقر كثيرون واغتنى قلائل. وقد عُرف هؤلاء في أنحاء العالم بلقب «أثرياء»، أي الكواسر الذين يمتصون دماء الضعفاء فقط. لن ينجو أحد من معاناة ما. كل ما يأتي من الخارج أصبح عبئاً: الجريدة والكتاب، والدواء، والمعجنات، والسيارة وقطع الغيار، وغيرها من الضرورات. ولا أعتقد أن أحداً بدل سيارته في العامين الماضيين. والأكثرية الكبرى من معارض السيارات أغلقت أبوابها متكبدة خسائر لا تعوض. حيث تتشابه الأسباب تتشابه النتائج. مثل أوروبا بين الحربين، قل الالتزام بالمعايير الأخلاقية على أصعدة كثيرة، وازداد الغش وفاض الكذب السياسي، وضمرت، أو اختفت، النشاطات «الكمالية» كالإنتاج الثقافي والمسرحي والفنون ومعارض الكتب السنوية. وزاد في أظافر المحنة انتشار الوباء واستفحاله لسبب غياب الدولة التي لا وجود لها في الأساس. وتلك هي المحنة الكبرى منذ زمن. وإذا وجدت الدولة، فلكي يقاتل أهلها بعضهم البعض، انقضاضاً بلا هوادة. وكان من الممكن القول دعهم ينتحرون، ففي ذلك إنقاذ للبنان، لكن المشكلة أنهم ينحرون لبنان معهم.

 

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

حكمت محكمة بلجيكية بإدانة الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، بالتخطيط لاستهداف تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا 2018 بقنبلة شديدة الانفجار، وهو عملٌ إرهابي بامتياز، استهدف عدداً من دول الاتحاد الأوروبي في سلسلة متواصلة من استخفاف النظام الإيراني بدول الاتحاد الأوروبي، وتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في دولها. يجري الحديث اليوم في أوروبا وأميركا عن سعي لإعادة إحياء الاتفاق النووي سيئ الذكر مع إيران، ويتحدث مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن لعب دور الوسيط بين إيران وأميركا، وكأن رعاية إيران للإرهاب ودعمها لكل تنظيماته وميليشياته لا يعنيان هذا الاتحاد ومسؤوليه، والرسالة مفادها أنك إن واصلت الإرهاب فستخضع لك أوروبا وتطلب رضاك. في عملية تحسين شروط التفاوض عمد النظام الإيراني لإعادة تحريك أدواته وهي - جميعاً - أدوات إرهابية، فميليشيات الحوثي تستهدف المدنيين في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، وميليشياته في العراق تسعى لإيضاح سيطرتها على الوضع الأمني وتهديداتها للوجود الأميركي، وعملياتها ضده في تصاعد ومسلسل الاغتيالات مستمرٌ ضد معارضي النظام الإيراني من العراقيين مسؤولين ومثقفين وعساكر. في لبنان عادت إيران لإحياء عمليات الاغتيال مجدداً باغتيال الكاتب والمثقف لقمان سليم، بشكل سافرٍ وإرهاب فجٍ، وذلك لإعادة لجم الأفواه التي ترفض سيطرة «حزب الله» على الدولة اللبنانية، وترفض الفساد العريض المتفشي في ظل حكم الحزب وحلفائه لكل مفاصل الدولة. اغتال «حزب الله» اللبناني رفيق الحريري وثبت ذلك بحكم محكمة دولية، الذي شارك في اغتياله سليم عياش، واغتال جورج حاوي وجبران تويني وسمير قصير وفرنسوا الحاج ووسام عيد ووسام الحسن ومحمد شطح وغيرهم الكثير، وحاول اغتيال الإعلامية مي شدياق، وها هو يعود اليوم لتذكير الجميع أنه قادرٌ على اغتيال من يشاء وقتما يشاء.

ميليشيات الحوثي في اليمن وسياساتها هناك ضد الشعب اليمني أكثر بشاعة وتوحشاً من «حزب الله» اللبناني، والتلميذ قد يتجاوز معلمه في الشر، فلم تبق عمليات إرهابية لم تمارسها تلك الميليشيا من اغتيال وقتلٍ وتفجير وتجويع وحصارٍ وغيرها الكثير، وهي تتحرك وفق التوجيهات الإيرانية، التي تريد إثبات وجودها وتمدد سيطرتها على عدد من الدول العربية حتى تتفاوض من منطلق قوة في المفاوضات القادمة مع أميركا وأوروبا. النظام الإيراني في حالة ضعفٍ شديدة جراء العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق ترمب، وهو إلى ما قبل شهرٍ تقريباً كان شديد الخوف من أن توجه له ضربة عسكرية أميركية، ولكنه يعتقد الآن أنه أصبح آمناً، وأن الإدارة الأميركية الجديدة يمكن تخويفها والتقارب معها في الوقت نفسه، ولكن بشروطه هو. تصريحات الإدارة الأميركية الجديدة ترفض استهداف السعودية بالصواريخ الباليستية الإيرانية، وتؤكد التزامها التعاون مع السعودية لضمان أمن المنطقة واستقرارها، وهذا ما يؤكد مكانة السعودية المستحقة في المنطقة والعالم من دون شكٍ.

السعودية أكدت مراراً أنها مع الاتفاق النووي ولكنه اتفاق ناقص، وهي مع أي اتفاق يضمن منع إيران من امتلاك السلاح النووي، ولكنها تؤكد على وجوب إدانة شرور النظام الإيراني الأخرى مثل التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والصواريخ الباليستية ودعم الإرهاب، وأن تقدم إيران التزامات صريحة بالتخلي عن تلك السياسات المعادية، وتكون تحت طائلة العقوبات في حال انتهاكها لهذا الاتفاق، فالسعودية دولة استقرار وتنمية لا دولة إرهاب وتوسع. وفي هذا السياق صعدت إيران وتيرة الاعتقالات والإعدامات داخل إيران لمواطنين إيرانيين، بعضهم يحملون جنسيات غربية، وهو ما يؤكد أن أدوات النظام الإيراني في التفاوض السياسي هي أدوات إرهابية بشعة وليست سياسية أو اقتصادية سلمية، وهذا كله موثق ومنشور لا يحتاج إلى رصد وتدليل وتحليل، فالنظام الإيراني هو الفاعل والناشر في الآن ذاته.

سياسات إيران في الدول التي تدخلت فيها هي سياسات مستعمرٍ أجنبي شرسٍ ودمويٍ، لا يربطه بمواطني الدول العربية أي رابطٍ، وبالتالي فهو يستبيح كل السياسات القاتلة والقاسية في حق مواطني هذه الدول، في العراق وسوريا، كما في لبنان واليمن، لا فرق، فالعدو المحتل لا يرقب في أهل البلد إلاً ولا ذمة، والعجيب حقاً هو انسياق عملائه خلفه للتنكيل بأهلهم ومواطنيهم، وهكذا يفعل الطابور الخامس في كل زمان ومكان. الاغتيالات - مثلاً - هي سياسة حاضرة لدى الأنظمة الوحشية على طول التاريخ وعرض الجغرافيا، ولكنها لدى النظام الإيراني منهجٌ ثابتٌ ومستقرٌ ومستمرٌ، وأكثر من يعرفها هي الدول الأوروبية وأميركا، ولكن لا أحد منها يريد اتخاذ موقفٍ حازمٍ يردع النظام عن هذه السياسات، التي لا تنتمي للقرن الحادي والعشرين، ولا تعترف بالقوانين والمعاهدات الدولية. ارتباط النظام الإيراني بالإرهاب والتخريب ونشر الفوضى والدمار أمرٌ معروفٌ للجميع، والاختلاف يكمن في طرق مواجهة هذه الاستراتيجية الإيرانية، هل يكون بالمواجهة والعقوبات والحزم مع النظام المارق، أم يكون بالخضوع والتعايش والانسياق خلف أي اتفاق ناقصٍ أو مشوهٍ؟ والخيارات مفتوحة وواسعة بين هذا وذاك، وتبقى الأهداف والغايات المبنية على الرؤى الاستراتيجية هي الحاكمة على طبيعة أي اتفاق جديد أو أي تجديدٍ للاتفاق القديم.

السعودية، ومعها غالب دول الخليج والدول العربية، تقود دعم الاستقرار العالمي سياسياً واقتصادياً، وعلى كافة المستويات، وهي رقمٌ صعبٌ في كل المعادلات الإقليمية والدولية، ولا يمكن تجاهل دورها وأهميتها بأي حالٍ من الأحوال، وبالتالي فالتصريحات الأميركية عن نشر الاستقرار ومحاربة الإرهاب وتوثيق العلاقات مع حلفاء أميركا كلها تصب في الوعي بهذه المكانة والتأثير، وهي استمرار لما هو قائمٌ منذ عقودٍ. طبيعة التحالفات السياسية بين الدول هو أن توجد اختلافاتٌ، حيث لا تطابق في السياسات بين الدول، وهو ما يمنح مساحة لتحقيق مصالح الحلفاء ومرونة في مراعاة أهداف الدول وغاياتها، والخلافات حول الطريقة الأفضل للتعامل مع خطر النظام الإيراني هي نموذج عملي لهذه الطبيعة السياسية. أخيراً، فأي اتفاقٍ مع إيران لا يراعي مصالح دول المنطقة محكومٌ عليه بالفشل كسابقه.

 

استهداف العقل الشيعي

طارق الحميد/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

لا أتفق مع من يقول «عودة الاغتيالات» إلى لبنان. هي لم تنقطع أصلاً حتى تعود، واغتيال المثقف اللبناني لقمان سليم ما هو إلا استمرار لعمليات الاغتيالات تلك في لبنان، التي لها أشكال مختلفة؛ من الاغتيال المعنوي إلى التصفية الجسدية. واقع الحال يقول لنا إن «حزب الله» يعتبر سياسة الاغتيالات والتصفية نوعاً من أنواع العمل السياسي في لبنان، مثله مثل كل العصابات الإجرامية، وتلك الاغتيالات ليست رهناً على «حزب الله» وحده، بل هي نهج المنظومة التي ينتمي لها «حزب الله» الإرهابي. وعليه فإن قراءة عملية اغتيال لقمان سليم، ابن الطائفة الشيعية، والمنتقد الأبرز لـ«حزب الله»، لا يمكن حصرها على لبنان فقط، بل هي امتداد لاغتيالات أخرى وقعت مؤخراً في العراق، وكان أبرزها اغتيال الباحث العراقي هشام الهاشمي. هذه الاغتيالات الهدف الواضح منها هو استهداف العقل الشيعي المطالب بدولة مدنية، والنابذ للعنف، والرافض للتبعية لإيران الإرهاب، والطائفية، والإقصاء، وإيران تدمير الأوطان، وتدمير هيبة الدولة العربية. اغتيال لقمان سليم هو امتداد لاغتيال هشام الهاشمي، والهدف منه إسكات صوت العقل الشيعي، الذي كنت أنتقد صمته إبان اندلاع الثورة السورية فيما عرف بـ«الربيع العربي»، وهي الثورة الحقيقية، قبل أن تختطف وتدمر، وبفعل رئيسي من قبل إيران، وأتباعها.

اليوم، ومنذ فترة ليست بالهينة، وقف عقلاء الشيعة، وقالوا كلمتهم، وباتوا يدفعون أثماناً قاسية كلفتها الدم، والتنكيل، خصوصاً في العراق، والآن لبنان، وهو ما جعل إيران وأتباعها يخشون ذلك، خصوصاً أن النقمة الآن هي من أبناء الطائفة الشيعية. يقوم «حزب الله» بالاغتيالات الآن في لبنان، وكذلك من هم على شاكلته في العراق، لأنهم يستشعرون خطورة ثورة أبناء الشيعة عليهم، خصوصاً أن المشروع الإيراني الآن في لحظة مفترق طرق بالمنطقة بعد تحرك عقلاء الشيعة، ولذلك باتوا يستهدفون صوت العقل الشيعي. يفعل «حزب الله» ذلك، ومن هم على شاكلته بالعراق، ليس لأنهم أقوياء، بل لأنهم يستشعرون الضعف وسط صحوة العقل الشيعي، وينسب للعلامة هاني فحص، رحمه الله، قوله: «لا تخافوا من (حزب الله) وهو في صعود، وإنما خافوا منه وهو في لحظة السقوط». ولذا فعندما يصيب الغضب الشارع الشيعي بالعراق، ولبنان، فإن «حزب الله»، ومن على شاكلته، يستشعرون الخطر، ويقومون باستهداف شرفاء الشيعة، وعقلائهم.

الحقيقة أن المنظومة الإيرانية، وبعد أن استهدفت دولنا، ومكوناتها، تقوم الآن باستهداف عقلاء الشيعة ومثقفيهم، وذلك ليتسنى لإيران تحقيق مشروعها الظلامي، والمتخلف، بالمنطقة. سألت صديقاً شيعياً مثقفاً، أقدره وأحترمه، إن كان يوافق على قراءتي لاستهداف إيران، و«حزب الله» للعقل الشيعي الآن، فقال: «نعم هم يستهدفون العقل الشيعي لأنهم بلا عقل... هم آيديولوجيا عمياء». وهذه الآيديولوجيا العمياء تريد تحقيق أهدافها، ولو بالدم والدمار، مثلها مثل عقلية «داعش»، وتنظيم «القاعدة»، ولذا فلا غرابة عندما تصبح إيران قاعدة «القاعدة» الجديدة الآن. رحم الله لقمان سليم، وحمى الله العقلاء من كل طائفة، فما أحوج منطقتنا للعقلاء اليوم، وأكثر من أي وقت مضى.

 

الرثاثة قتلت لُقمان

إيلي الحاج /أساس ميديا/الإثنين 08 شباط 2021

جاهز أنا للبكاء لكنّي سأغنّي. (كمال الرياحي)

سأظلّ طوال حياتي أذكر ليلة تلقّيت استغاثة صوتية من رشا الأمير على هاتفي. لُقمان مختفٍ إفعل شيئاً رجاءً إذا استطعت. ليلة التخبّط في العجز ومرافقة وجه لُقمان في وجوه المُرسلين لتصفيته، هو العصيّ على التغييب لشدّ ما امتلأ حياةً.

لطالما رَدّدتُ أنّ الذين نحبهم لا يَرحلون عندما يَرحلون إلّا إلى قلوبِنا، حيث يَحيون ما دُمنا نتنفّس. وكان ثمة ما يُنبئ من اللحظة الأولى أنهم سيقتلون لُقمان، وأنّ الإسقاط  المُبكر في اليد يُمثّل العجز أمام مأساة اللبنانيين، الأحرار أمثاله، عن فعل شيء لإنقاذ أنفسهم وشعبهم ووطنهم من جماعة تؤمن بالعنف وتبرّره بالمقدّس، كي تبقى مرتاحة الضمير في خدمة امبراطورية بعيدة، تتلقى منها  أنواع الدعم والتجهيز والمدَد.

"القتيل يعرف قاتلَه قبلَ وقوعِ الجريمة"، كتب مرةً لًقمان. وفي أخرى أنّ ثمةً أعداءً "لا يستحقون تسميتهم" ، و"لا نريد تحقيقهم، نعرف القتلة"، قالت شقيقته رشا. ما لا نعرفه جميعاً ما العمل مع هؤلاء، غير الإقتداء جميعاً بشجاعة لُقمان في قولة الحقّ والدفاع عن شعبنا وبلادنا؟ هنا مكمن العجز الكبير.

الجماعة متمسكة بسلاحها، ليس دفاعاً عن الشيعة كما تزعم، بل لتدافع عن نفسها من الشيعة الذين سيتقدّم فيهم إلى الصفّ الأول المحترَمون الذين قيمتهم في ذواتهم، المفكّرون والمثقفون اللامعون في الرأي والرؤية، المنفتحون على العالم والحداثة، النهضويون وما أكثرهم بين الشيعة مقارنة بفقر طوائف أخرى إلى أمثالهم! ما العمل مع جماعة جرّبنا معها التظاهر شارعاً مقابل شارع، ثم التحالف الرباعي ولم تتوقف عن القتل؟

جرّبنا معها القرارات الدولية، التحقيق الدولي والمحكمة الدولية، ولم تتوقف عن القتل.

جرّبنا معها الصمود، الفوز عليها في الانتخابات النيابية، ولم تتوقف عن القتل.

جرّبنا معها اتفاق الدوحة الذي نصّ في بندٍ غير مُعلن على التوقف عن القتل، ولم تتوقف عن القتل. بل تقطّع لاحقاً واحترق على الطريق محمد شطح ووسام الحسن.

جرّبنا طاولات الحوار في بعبدا ومجلس النواب، ولم تتوقف عن القتل.

أخيراً جرّبنا ما سُمّيَ بـ"ربط نزاع" من ضمن "تسوية رئاسية"، وَضَعت رئاسة جمهورية لبنان في جيبها الصغير، ولم تتوقف عن القتل. ( ألم يسقط "ربط النزاع" هذا الذي عقدتموه مع القتلة، باغتيال لُقمان سليم يا قادة يا زعماء طوائف مناهضين مُدّعين الدفاع عن الحريّة ولبنان؟)

أخالُ لُقمان واجه مصيره برصاص القتلة بشجاعته المعهودة وهو يبحث عن جواب قابلٍ للتحقق لهذه المعضلة: ما العمل مع القتلة، وقد جعلوا افتراض التعايش معهم مستحيلاً؟

إلّا أن لُقمان لم يُقتل بالرصاصات الخمس. إنما قتلته الرثاثة والرِعاعية اللتين تشيعهما الجماعة المتمسكة بسلاحها، ليس دفاعاً عن الشيعة كما تزعم لهم، بل لتدافع عن نفسها من الشيعة في وجه الذين سيتقدّم فيهم إلى الصفّ الأول المحترَمون الذين قيمتهم في ذواتهم، المفكّرون والمثقفون اللامعون في الرأي والرؤية، المنفتحون على العالم والحداثة، النهضويون وما أكثرهم بين الشيعة مقارنة بفقر طوائف أخرى إلى أمثالهم. عاريةً من سلاحها لن تستطيع الشلل الخارجة من قعر المجتمع أن تسيّر الطائفة الحرة الأبيّة بالسوط وصوت الراعي فتسير.

لُقمان سليم تركيبة مُختلفة. عندما أشيع خبر اغتياله عرّف بعضهم عنه بـ"الناشط السياسي" وهو كذلك فعلاً ولكنه ليس ناشطاً سياسياً فحسب، والفرق كبير. إنه فوق هذه الصفة سياسي ومفكر ومثقف كبير خلّاق، ومترجم قلّ نظيره، عندما تسمعه أو تقرأ تعريبه للكاتب الفرنسي إميل سيوران أو حتى تغريدات له يُذهلك ثراؤه اللغوي، وهو صاحب دار نشر "الجديد"، من الدُور الأجرأ والأجمل ومنشئ مؤسسات وموثّق ذاكرة حروب لبنان والباحث في قضايا العرب والعالم. ليس كل الناس مثل كل الناس. ليس أحدٌ مثل لُقمان سليم. حقدوا عليه وقتلوه لأنه يذكّر بوضاعتهم الفكرية والثقافية. أما هو فكان الأرجح يعطف عليهم ولفرط تفوّقه عليهم وشجاعته لم يكن يخطر بباله أنّهم قد يعبرون يوماً الخطّ الفاصل بين الرغبة في التخلص من النبيل الذي يجسّده وبين إطلاق الرصاص عليه.

لم يكن يُؤمن لقمان بطبقية هو الأبعد عنها، ولكن لا مفرّ من اعتراف بالوراثة عن الأهل، والسياق يقود إلى تذكير بأنّه نجل النائب السابق عن بيروت محسن سليم، أحد أهمّ محامي لبنان للجيل السابق، مع بهيج تقي الدين وسليم العثمان ومخايل الضاهر وسواهم. مكتبه كان في المعرض، وشقيقه عمّ لقمان كان القاضي عبد الكريم سليم أنزه وأشرف قضاة لبنان، كما قال عارفو العائلة النبيلة التي ظهرت لمحات على محطات التلفزة بعد الجريمة.

هذه النوعية المرتّبة من الناس لا يطيقها قتلة لقمان. يريدون بلداً على مثال جهلهم وجحيمهم الداخلية. يرفضون أن يرتقوا ويحقدون على من ينشرون الرقيّ في المدن والكتب والجامعات ومراكز البحث والتأليف. 

لا يريدون لبناناً يُشبه لُقمان سليم وعائلته ورفقائه.  

 

عندما لا يعود هناك مفرّ من المواجهة

رضوان السيد/أساس ميديا/الإثنين 08 شباط 2021

هذه العبارة في العنوان سمعتُها من لقمان سليم مرتين عبر عشرين عاماً وأكثر. وأذكر أنّه قالها لنا في مجلس عام 2000 بعد صدور بيان البطاركة الكاثوليك بشأن الوجود السوري. ثم قالها لي على أثر احتلال الحزب لبيروت عام 2008، وقراءة مقالة لي عن الحدث المهول في جريدة "الشرق الأوسط". وفي المرتين كان يصرّ على صيغة الماضي: "من زمان ما عاد هناك مفرّ من المواجهة".

أما قبل ثلاثة أشهر، وعندما كنا نتشاور بشأن التخطيطات المختلفة لإقامة جبهةٍ أو جبهات، قال: "لولا استمرار الأمل في استعادة ثورة تشرين لزخمها لقلت إنّ فرصة الجبهة، كما فرصة القدرة على المواجهة قد فاتت".

فلإنقاذ طرابلس ولبنان ولإنقاذ إخوة لقمان سليم وأخواته، لا بدّ من جبهةٍ وطنيةٍ كبرى أو جبهات تصرخ جميعاً في وجه السلاح، فإما أن نحيا جميعاً أو نموتَ جميعاً

كان لقمان على الدوام على عجلةٍ من أمره. وفي كل تحرّكاته ونشاطاته، ما كان يؤمن بإمكان أن يستطيع النظام اللبناني تجديد نفسه أو إصلاحها. ولذلك لا بديل عن  مواجهة "الحقيقة"، والحقيقة أنّه لا بدّ من إنقاذ الخمسة ملايين لبناني من هذا الأمل الذي لا شفاء منه: أمل أن يأتي فريقٌ أو دولةٌ لتخليص لبنان من الواقع الذي يتخبّط فيه. فاللبناني بنظره يعتبر دائماً أنّها حروب الآخرين على أرضه، والذي يستطيع إنشاب الحرب، يستطيع أيضاً إذا وجد مصلحةً له أن يعود فينشر السلم والأمن. وقد كانت وجهة نظره دائماً أن صناع الحروب في لبنان ومن حوله صنعتهم أو حرفتهم نزاعات الدم، أما السلم الحقيقي فينبغي أن يتعلم اللبنانيون صناعته بأنفسهم. وهم يستطيعون ذلك بالتأكيد، أو لا ترون أنّهم أسهموا ويسهمون في صنع السلم والتقدم حيثما حلُّوا في العالم، فلماذا لا يستطيعون صنعه في وطنهم؟!

لقد شهدت الشهور الأخيرة ظواهر ومظاهر للأخطار المتوالية والمتجدّدة. وفي حين لا يمكن نسبة "الانهيار الشامل" إلاّ إلى المافيا المتحالفة مع الميليشيا، هناك الظاهرتان العائدتان: نشر الاضطراب في طرابلس، واغتيال لقمان سليم، أبرز المعارضين المثقفين والسياسيين للحزب وميليشياه المسلَّحة. فقبل شهور أنذرنا مصدر أمني كبير بإمكان عودة الاغتيالات، وإمكان عودة داعش. والطريف أنّه أخيراً وفي المقابلة نفسها التي دعا فيها إلى إحياء فكرة الاستراتيجية الدفاعية، أنذر بعودة داعش والاغتيالات. فما علاقة الاستراتيجية الميمونة بداعش وبالاغتيالات؟!

لماذا الاضطراب في طرابلس الآن؟ ثم لماذا قتل لقمان سليم بهذه الطريقة الفظيعة؟

كلّ المراقبين الأجانب واللبنانيين، توقّعوا لطرابلس الاضطراب، منذ صارت قلب ثورة تشرين. قالوا إنّه كما تعذّبت طرابلس بسبب الثورة السورية، التي تعاطفت معها وهو محرَّمٌ عليها، ستتعذب مع الثورة اللبنانية التي شاركت فيها بقوّة. وبالفعل وبعد شهورٍ قليلةٍ على اندلاع المظاهرات في أنحاء لبنان ومنها طرابلس، بدأت "العصابة المحترفة"، منذ اضطرابات 2010 – 2015، تُخرّب فيها. وبالطبع فإنّ الأجهزة اللبنانية المختلفة تعرف أفراد ومجموعات تلك العصابة والأطراف المستخدمة، وتستطيع إخمادها، لكنها لا تريد ذلك. هي لا تصنع الاضطراب، لكنها لا تمنعه ولا تحولُ دونه: فهل نذهب إلى أنّ أهل الاستراتيجية الدفاعية، هم المسؤولون؟ لو لم يكونوا كذلك لتدخلت الأجهزة ووضعت المنفلتين والمتلفتين في الاعتقال. الذين قُبض عليهم أدوات. وقد قالت السيدة سلمى مرشاق والدة لقمان: "إنّ الذين نفذوا عملية القتل أداة، أما المهم: من أرسلهم ومن نفّذ بواسطتهم".

كان لقمان على الدوام على عجلةٍ من أمره. وفي كل تحرّكاته ونشاطاته، ما كان يؤمن بإمكان أن يستطيع النظام اللبناني تجديد نفسه أو إصلاحها. ولذلك لا بديل عن  مواجهة "الحقيقة"، والحقيقة أنّه لا بدّ من إنقاذ الخمسة ملايين لبناني من هذا الأمل الذي لا شفاء منه

وكذلك الأمر في طرابلس. فالذي بدأ تخريباً من جانب الفقراء والجائعين، سيستقدم بحسب المصدر الأمني (إن لم يكن قد فعل) داعشاً والقاعدة أيضاً. فالمطلوب الآن في طرابلس وعكار وعرسال وغيرها أن يتصاعد الاتهام بالإرهاب ليستعيد أهل الاستراتيجية الدفاعية مهمتهم الثانية التي صارت أولى: مكافحة الإرهاب. بذلك أقنعوا إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وأسهل عليهم الآن إقناع إدارة الرئيس جو بايدن. لأنّ استراتيجية الرئيس السابق دونالد ترامب في مكافحة الإرهاب الحقيقي نالت منهم بالفعل.

وجهة النظر هذه شاركني فيها من شهرٍ وأكثر لقمان سليم. ولا حلَّ إلاّ إذا حزمت القيادة السياسية للمسلمين أمرها ومنعت استخدام طرابلس لإرسال الرسائل والإفادة كما في كل مرّة. ولا أظنها ستفعل، وقد جربناها في مراتٍ سابقة.

لماذا اغتالوا لقمان اليوم وليس بالأمس؟

لسببين:

1 - علوّ صوته وتزايد تأثيره وسط تجرّؤ الشبّان في البيئة الشيعية على الثنائي في الثورة وفي الإعلام.

2 - والسبب الثاني: إنذار الأجانب من الفرنسيين والأميركيين أنّهم مسيطرون وليس من خلال النووي والصواريخ الدقيقة وحسْب، بل ومن خلال كواتم الصوت، والفتك الذريع: فعودوا للتعامل مع هذا "الوجه القبيح" أو يكون عليكم المغادرة قبل الوصول والعودة.

فلإنقاذ طرابلس ولبنان ولإنقاذ إخوة لقمان سليم وأخواته، لا بدّ من جبهةٍ وطنيةٍ كبرى أو جبهات تصرخ جميعاً في وجه السلاح، فإما أن نحيا جميعاً أو نموتَ جميعاً.

كان لقمان سليم صاحب مزاجٍ هادئ، وعزيمة لا تتزعزع، وسخرية حادّة. وقد عزَّى صديقاً له بموت أخيه قبل شهور ببيت المتنبي:

 إذا ما تأملْتَ الزمانَ وصرفَه        تيقنتَ أن الموتَ ضربٌ من القتْلِ

 

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

حازم صاغية/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

في خبرها بالغ الاقتضاب عن الجريمة الأخيرة، وتماماً قبل «نشرة أخبار الطقس»، وصفت محطّة «المنار» لقمان سليم بـ «المواطن» الذي عُثر على جثّته... تلفزيون «حزب الله» لم يقصد بتلك الكلمة أن يؤكّد حقوق المواطنة وواجباتها. إنّه، بالطبع، لم يعن «المواطن» الذي حرّمت تعذيبه الحضارتان القديمتان لليونان وروما. كان المقصود حجب نعوت كثيرة يستحقّها ذاك الرجل الذي حوّلته خمس رصاصات إلى «جثّة». لقمان سليم كان مثقّفاً وكاتباً وناشراً ولغويّاً ومخرجاً سينمائيّاً ومؤرشفاً ومترجماً وناشطاً... لم تكن تعوزه الصفات. تجريده منها جميعاً فيه شيء من القتل الثاني. استخدام «مواطن» من قبل الذين لا يعني لهم الوطن إلاّ ساحة مواجهات، قتل ثالث.

لماذا قُتل لقمان سليم مرّات كثيرة؟

أغامر بالقول: لأنّه، في وجوهه المتعدّدة تلك كان مهجوساً بالمعرفة وبالتعريف. كان يمارسهما بشجاعة يندر مثيلها. حقّاً يندر. ولبنان اليوم صناعته الأولى الكذب والتجهيل. من الذي يعرف مثلاً لماذا حصل انفجار المرفأ وما قصّة نيترات الأمونيوم؟ من الذي يعرف ناهبي المال العامّ؟ من الذي يعرف لماذا قُتل الذين قُتلوا منذ 2005؟ ما نعرفه، وهو كثير، ممنوعٌ أن يصبح حقيقة. مطلوب أن يبقى وجهة نظر قد تؤدّي بصاحبها إلى الموت.

أكثر من هذا: نظام حياتنا، منذ حرب 1975، نظام كذب وتجهيل. من خطف من؟ من قتل من؟ من نهب من؟ لكنْ أيضاً: هل فعلاً كان لبنان القديم ذاك البلد الذي لا يُطاق؟ هل فعلاً كان الغربيّون والإسرائيليّون ما إن يغسلوا وجوههم في الصباح حتّى يباشروا التآمر على لبنان؟ هل فعلاً كنّا متّفقين وموحّدين حول الشعارات الموصوفة بالقداسة؟ هل فعلاً أذللنا إسرائيل في 2006 وقبلها وبعدها؟ هل فعلاً يمكن الجمع بين الدولة والمقاومة أيّاً ما كانت الدولة وأيّاً ما كانت المقاومة؟ هل فعلاً كان نظام الأسد وجيشه ضمانة للوحدة الوطنيّة اللبنانيّة؟ هل فعلاً يكمن حلّ مشاكلنا الاقتصاديّة في إيران وما يليها شرقاً؟

كلام تقيّة وكتمان هو ما يُفترض أن يُباح به حتّى لا يُتّهم القائل بأنّه خائن أو مطبّع، هذا إن اقتصر القتل على شكله المعنويّ. ولقمان شُتم وهُدّد وطُوّق منزله وعُيّر بالتهم السياسيّة المبتذلة إيّاها ونُبّه إلى أنّ «المجد» هو «لكاتم الصوت». بعض الصحافة والإعلام ساهم في ذلك.

ومع أنّ وصف «ناقد حزب الله» كثيراً ما يختزل لقمان سليم، إلاّ أنّ تحوّل «حزب الله» إلى الطرف الذي يصنع كلّ شيء تقريباً جعل ناقده ناقداً لكلّ شيء، أكان في الواقع القائم أم في الرواية السائدة عنه.

وممّا كان لقمان سليم يعرفه ويعرّف به أنّ للبلد تاريخاً، وأنّ الجريمة أيضاً لها تاريخ. بمعونة زوجته المبدعة مونيكا بورغمان وأخته الأديبة رشا الأمير، وعدد من الشبّان والشابّات الذين يشاركونه همومه، انكبّ لقمان على كشف المستور، وكلُّ حقائقنا، الكبرى منها والصغرى، مستورة. أحيى قضيّة مخطوفي الحرب المسكوت عنها من خلال معرض فنّيّ باهر وموسّع. عبر مؤسّسة «أمم»، جمع كلّ ما تيسّر من أوراق الحرب بجرائدها وبياناتها وبأصغر قُصاصاتها، لأنّ الأرشيف حجّة دامغة ضدّ الكذب. هكذا أرشف الحرب ووساخاتها التي يمجّدها الضالعون في تمجيد الموت. شارك في ثلاثة أفلام وثائقيّة عن ضحايا مخيّمي صبرا وشاتيلا وعن السجناء اللبنانيّين في سجن تدمر «الأخويّ». رعى ندوات ولقاءات لا تُحصى ناقشت بعض أكثر المواضيع تقديساً وتحريماً. وعبر «دار الجديد»، فتح الباب لقضايا غير مطروقة وأسماء غير مسموعة. وبهمّة ونشاط فائضين لا تعادلهما إلاّ شجاعته، أصرّ لقمان على أن لا يطغى الصوت الواحد والرواية الواحدة. بيت أبيه في الضاحية الجنوبيّة من بيروت أبقاه كما كان قبلاً، مكاناً مفتوحاً ومرحِّباً يذكّر بماضي الضاحية الجميل والمتعدّد. أمّا تجربة والده الراحل محسن سليم، النائب والمحامي اللامع والخطيب، فلا بدّ أنّها حصّنته حيال الأكاذيب الدارجة عن ماضي الضاحية وماضي لبنان.

ودوماً في مشاغبة لقمان على الوعي الموارب، كان يتّجه كالسيف إلى حيث ينبغي للوصف أن يطابق الموصوف، وللقول أن يطابق الواقع. فهو لم يكن من أولئك الذين ينظرون إلى طائرات الدرون الإسرائيليّة وهي تتقافز فوق رؤوسهم، ثمّ يستنتجون أنّ «زمن الهزائم قد ولّى». وبحسّ السوسيولوجيّ وهوى المحقّق الصحافيّ، كان لقمان يجد لرأيه كمّاً هائلاً من الدعم في أحوال المناطق والعائلات وفروع العائلات، وفي ما يؤكل ويُشرَب في البيوت المحجوبة عن النظر. هذه كلّها أسباب موجبة لأن تقتله... إسرائيل.

 

بايدن والسعودية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

دار وفد عسكري أميركي رفيع على مواقع سعودية على البحر الأحمر وفي الداخل، ضمن خطته للتوسع العسكري في المنطقة، وسيطلب من الرياض موافقتها بالوجود هناك. ولو حدث ذلك قبل، لقيل إنها من مشاريع ترمب الاستثمارية. إنما توقيتها وتوقيت المناورات العسكرية المشتركة الحالي يكفيان للرد على من يعتقد أن العلاقة السعودية الأميركية ستتحدر بتسنُّم جو بايدن الرئاسة، ويظن أن الرياض محاصرة. الأهمية متزايدة طالما أنَّ على رأس أولويات السياسة الأميركية العليا منافسة الصين، والطاقة، والتسلح النووي، والإرهاب. جميعها تحتاج إلى التعاون إقليمياً مع دولة مثل السعودية. هذه هي الاعتبارات الحقيقية المحركة للعلاقة، وليست الخلافات الإعلامية والتصريحات المقتبسة للمسؤولين الأميركيين. ومهم أن أقرّب أنه من المبكر أن نحكم على سياسة الرئيس الجديد، رغم كثرة وسرعة قراراته، وتصريحات إدارته في الأسابيع القليلة الماضية، عن المنطقة عموماً، والرياض تحديداً.

أبرزها تحركاته حيال أزمة اليمن. ويمكن أن تُقرأ من زوايا متباينة، في رأيي، أنها أفضل بداية في أصعب ملف بين البلدين. بايدن فاجأنا عندما تعهد بحماية السعودية من هجمات الحوثيين الإيرانيين، خطوة متقدمة حتى بمقاييس إدارة ترمب السابقة. في المقابل، جدَّدت الرياض استعدادها للقبول بالحل السلمي. وعيَّن بايدن مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، مثلما كان لترمب مبعوثه من قبل.

خلال الفترة القصيرة المقبلة نتوقَّع أمراً من اثنين، إما أن يتوقف الحوثيون عن استهداف المدن السعودية، وهذا تطور إيجابي سيسهم في تعبيد الطريق إلى حل سياسي، أو أن يعاودوا إرسال صواريخهم ودروناتهم عبر الحدود، لترد وتعبر مقاتلات إف - 15 السعودية إلى الجهة الأخرى. في الحالة الثانية، أي خرق الحوثيين الهدنة الأميركية، حينها واشنطن ستصبح طرفاً في المعركة، بحكم التزامها، وسيكون للرياض مبرراتها لاستئناف الرد على العدوان. في أي من الحالتين، تكون السعودية قد تجاوزت خلاف الملف اليمني. طبعاً، لا نشك في أن الحوثيين مجرد دمية في يد نظام آية الله في طهران، مثلهم مثل «حزب الله» في لبنان، وطهران التي ستقرر الهدنة أو الحرب. ماذا عن التعاون العسكري بين السعودية والولايات المتحدة، الذي يبدو أنه سيتوسع؟ أولاً، عندما ينتقد البعض مفهوم الحماية الدفاعية، والتعاون العسكري مع الغرب، فإنهم يتناسون أن هذه طبيعة التحالفات الدولية، فمظلة الحماية العسكرية الأميركية مثلاً تغطي أوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية، ولا تزال حتى هذا اليوم ضد روسيا، والحماية العسكرية الأميركية كاملة لليابان. عودة إلى الحزب الديمقراطي الفائز، لا شك أن حملات الديمقراطيين على السعودية كانت الأسوأ على الإطلاق في تاريخ العلاقة بين البلدين. في السنوات الخمس الماضية دأب أعضاء في الحزب على انتقاد الرياض، منذ الخلاف على اتفاق واشنطن النووي مع إيران، والحرب في اليمن، والوقوف مع مصر بعد سقوط نظام «الإخوان»، ومنذ أن اختار ترمب الرياض بوصفها أول محطة يزورها بعد انتخابه، استخدم الديمقراطيون السعودية كرة في الهجوم عليه، وتسييس قضية خاشقجي واحدة ضمنها. لكن الديمقراطيين، وهم اليوم في الحكم، لا يجهلون أهمية حلفاء لهم مثل السعودية. الأسباب عميقة عمق المصالح. ويدركون أن السعودية تغيرت مع التغييرات الكبيرة التي أدخلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. النظام السياسي أصبح أقوى، والدولة أكثر حيوية ونشاطاً وأهمية. أيضاً، يدرك الأميركيون أنه منذ نهاية الحرب الباردة، أصبحت دول المنطقة قادرة على توزيع علاقاتها الدولية وفق مصالحها. ماذا عن تصريحات واشنطن حول شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب ووقف الدعم العسكري للسعودية، والتدخلات في الشؤون الداخلية؟ غداً نستكملها.

 

العلاقات الأميركية ـ التركية في ظل إدارة بايدن

ديديه بيون/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

رغم التوتر الذي شابها في بعض مراحلها، فإن العلاقات الأميركية - التركية، في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، تميزت بشكل عام بالتقارب والتفاهم. وذهب الأخير إلى حد الإعلان، أنه «من كبار المعجبين» بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان. ولكن مع وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، فإن العلاقات الثنائية بين البلدين مرجحة لأن تأخذ مساراً مختلفاً أقل سلاسة. ما زالت ماثلة في أذهان المتابعين لهذا الملف تصريحات الرئيس الأميركي الجديد المصورة لصحيفة «نيويورك تايمز» في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي والتي نشرت في 17 يناير (كانون الثاني) الماضي، وفيها يصف إردوغان بأنه رجل «مستبد». لكن الأهم من ذلك، أن بايدن اعتبر أن على الولايات المتحدة أن «تشجع» المعارضة التركية «من أجل مواجهة إردوغان» في صناديق الاقتراع، بمعنى التخلص منه. وبالطبع، هذه التصريحات فعلت فعلها وتركت آثاراً لدى المسؤولين الأتراك.

يتبن لنا أن هناك ملفين رئيسيين من شأنهما أن يدفعا اليوم إلى توتير العلاقات بين واشنطن وأنقرة؛ الأول، يتناول حصول تركيا على منظومة صواريخ متطورة أرض - جو «إس - 400»، روسية الصنع، بدأت أنقرة تسلمها في شهر يوليو (تموز) من عام 2019. وثمة قناعة أميركية أن هذا المنظومة، في حال تشغيلها مستقبلاً، قادرة تماماً على اختراق أسرار الأنظمة الإلكترونية التي تحملها الطائرة الأميركية الخفية من الجيل الجديد «إف - 35». فضلاً عن ذلك، فإن قيام عضو في الحلف الأطلسي بالتزود بأسلحة وعتاد تكنولوجي متطور، روسي الصنع، محل تنديد مبدئي أميركي. ولذا؛ فإن الصفقة التركية - الروسية المشار إليها تدخل في نطاق القانون الأميركي المسمى «مواجهة أعداء أميركا من خلال العقوبات» التي صوّت عليها الكونغرس الأميركي في 15 يونيو (حزيران) عام 2017. وبالفعل، فإن عقوبات فرضت على تركيا في هذا الإطار بتاريخ 14 ديسمبر من العام الماضي «أي بعد الانتخابات الرئاسية وقبل وصول بايدن إلى البيت الأبيض». وعبّر وزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن عن غيظه في 19 يناير الماضي عندما تساءل عن نوعية «الشريك الاستراتيجي» التركي من زاوية عدم تردد أنقرة في إقامة شراكات مع روسيا في مسائل «عسكرية» بالغة الحساسية.

أما الملف الخلافي الآخر بين واشنطن وأنقرة، فيدور حول البنك التركي العائد للقطاع الحكومي والمسمى «خلق بنك» المتهم بأنه ساعد إيران على الالتفاف على العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة. ومن الناحية المبدئية، من المقرر أن تبدأ محاكمة البنك المذكور في الأول من مارس (آذار) المقبل. وإذا ما فرضت عقوبات ثقيلة على المصرف المذكور، فمن المتوقع أن تكون لها تداعيات سلبية على الاقتصاد التركي الذي يجتاز مرحلة من المطبات الهوائية، علامتها الأبرز تراجع قيمة العملة الوطنية بنسبة 20 في المائة العام الماضي.

هذان الملفان الرئيسيان ليسا وحدهما محل خلافات بين واشنطن وأنقرة؛ إذ إن هناك ملفات إضافية بينها سياسة تركيا تجاه أكراد شمال سوريا وما تقوم به أنقرة من استفزازات في مياه المتوسط الشرقي، ودورها في ليبيا وجنوب القوقاز... وحول كل ملف من هذه الملفات، تتضارب المقاربات بين تركيا والولايات المتحدة. ففي سوريا، تنظر تركيا إلى «قوات سوريا الديمقراطية» على أنها «تهديد وجودي» لها، بينما تعتبر واشنطن المقاتلين الأكراد أنهم «مناضلون من أجل الحرية»؛ ولذا سيكون من الصعب التوصل إلى تفاهم بين الطرفين بشأن هذه المسألة. بيد أن الواقعية السياسية يجب أن تدفعهما إلى اعتبار أن إيجاد الحل للمسألة الكردية مربوط بكيفية تصور مستقبل الوضع في سوريا كلها وليس، من باب أولى، متعلقاً بما تريده أنقرة أو واشنطن. أما بخصوص الوضع في مياه المتوسط الشرقي، فإن مصدر المخاوف الأميركية ما تشهده الإدارة الأميركية من تصعيد التوتر بين تركيا واليونان، وكلتاهما عضو في الحلف الأطلسي. لذا؛ من المتوقع أن تضع إدارة بايدن ثقلها في الميزان للتوصل إلى تسوية بالنسبة لاستغلال ثروات الغاز والنفط الكامنة تحت مياه المتوسط الشرقي. وفي ليبيا، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيعمل على الوقوف في منتصف الطريق بين المتنازعين (تركيا واليونان)؛ من أجل تمكين المبعوث الأممي أن يقوم بدوره وأن يمضي بالمسار التفاوضي إلى تفاهمات صلبة. يبدو لي أن واشنطن، رغم المسائل الخلافية بينها وبين أنقرة، فإنها لن تسعى إلى المواجهة الحادة معها إلا في ملف منظومة الصواريخ الروسية، حيث ستتمسك بمواقف متشددة. واعتقادي أن هذا الموقف مرده لكون الدوائر التي تتولى صياغة الفكر الاستراتيجي الأميركي، تحتضن داخل صفوفها أطرافاً تعتبر أن تركيا تبقى، بالنسبة للولايات المتحدة، بلداً مهماً. فهي، من جهة، تتمتع بثاني أكبر جيش، عددياً، داخل الحلف الأطلسي، كما أنها، من جهة ثانية، تضع بتصرف الحلف قاعدة إنجرليك الجوية، حيث يخزن الأميركيون أسلحة نووية. يضاف إلى ذلك أن أنقرة تسيطر على ممرين مائيين (البوسفور والدردنيل)، فضلاً عن كونها البلد المسلم الوحيد الموجود في النادي الأطلسي. وباختصار، فإن تركيا ما زالت تحافظ على موقعها المحوري في إطار سياسة واشنطن الإقليمية ولذا، فإنها سوف تسعى للاحتفاظ به. لا شك أن عامل الثقة بين الطرفين قد تدهور كثيراً بين الطرفين لكن المصالح المتقاطعة ما زالت قائمة، وبالتالي فإن تركيا ستبقى داخل الحلف الأطلسي رغم أنها تلعب دور الطرف المشاغب.

 

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

الموقف الأميركي والأوروبي تجاه عودة المفاوضات مع إيران منقسم؛ بين مندفع لتوقيع الاتفاق النووي حالاً وآخر متريث. بين من هو قابل بقصر المفاوضات على الملف النووي، ومَن هو على قناعة بأن أمن المنطقة لن يكون إلا بمعالجة برنامجها الصاروخي ودعمها للميليشيات، إلى جانب تقييد برنامجها النووي.

وفي خضم هذا الجدل ينشط اللوبي الإيراني وبقوة لتسريع المفاوضات، مغرياً المجتمع الدولي بفرص «احتوائها» من جديد من دون التطرق للمخاوف الواقعية والحقيقية من مشروعها التوسعي، وما خلّفه من آثار مدمرة على أمن الممرات المائية وأمن المنطقة ككل.

المشهد أمامنا أن هناك دولة موحدة القرار موزعة الأدوار فيما بينها تملك خبرة في المناورات السياسية مع إدارة أميركية سابقة عادت للواجهة من جديد، ومع دول أوروبية مقتنعة بإمكانية احتواء إيران، والتكسب من فرصها الاستثمارية، وجذبها لمحور يصد التمدد الروسي.

صحيح أن إيران تتشدد، عبر تصريحات روحاني، وتطلب أن ترفع العقوبات أولاً، لكنها تتراجع وتطرح الوساطة الأوروبية عبر وزير خارجيتها ليحدد من يتراجع أولاً، إيران أم أميركا؟ فمخاوف إيران بعد أن تراجعت احتمالية توجيه ضربة لها، تركزت في موعد الانتخابات الإيرانية المقبلة؛ فهي تحتاج إلى أن تجر الأميركيين للتفاوض كمكسب للحكومة الحالية قبل الموعد، تلك ورقة يعلم المفاوض الأميركي والأوروبي بها، لذلك يطلق تصريحات تلمح إلى أن المفاوضات «ستأخذ وقتاً طويلاً» أو تتباطأ بالرد، وبالمقابل اللوبي الأميركي - الإيراني، والأوروبي - الإيراني يطلق تصريحات تثير المخاوف من اقتراب إيران من تصنيع السلاح النووي، ويطالب بالجلوس فوراً، كما يفعل ماكرون. أما الموقف الإيراني، فقد أثبت ما ذهبنا إليه في مقال سابق بأن البرنامج النووي، وتفصيلاً «تخصيب اليورانيوم»، ليس هدفاً بحد ذاته بالنسبة لإيران، وأن الموافقة على العودة لتخفيض نسبة التخصيب والخضوع للمراقبة الدولية ما هي إلا ورقة تساوم بها إيران المجتمع الدولي مقابل الهدف الأساسي والرئيسي، وهو التغاضي عن سياستها التوسعية في المنطقة، وبرنامجها الصاروخي الباليستي. فكل الملفات التي تستقطب بها إيران المجتمع الدولي للجلوس معها والتفاوض عليها لا تزيد عن تكلفة تُعتبر فوق البيعة بالنسبة لها، تسخرها لخدمة الغرض الرئيسي، وهو مشروعها التوسعي.

بمهاراتها التفاوضية تستخدم إيران التجاذبات السياسية الدولية بين الروس والصينيين والأميركيين والأوروبيين والأتراك والإسرائيليين لإشغالهم بتلك الأوراق، لإبعادهم عن مشروعها التوسعي؛ فهي تعلنها صراحة أنها لن تتفاوض على برنامجها الصاروخي، ولن تتفاوض على دعمها للميليشيات الإرهابية.

وما قدمه الاتفاق النووي الأول لإيران هو ما تسعى له في الثاني؛ فلم تكسب إيران بذلك الاتفاق وقف العقوبات ومكافأة مالية تمثلت في الإفراج عن أموالها المحتجزة، بل بقبولها تخفيض نسبة التخصيب والمراقبة الدولية كسبت التغاضي عن تمددها وتوسعها في منطقة الشرق الأوسط، تلك هي المكافأة التي مُنِحت لها في الاتفاق الأول، فقد غضت الإدارة الأميركية السابقة عن دعم إيران للإرهاب في البحرين وفي سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي السعودية، بل حملت حكومات تلك الدول المسؤولية، وأتاحت بهذا للأذرع الإيرانية التمدد والتوسع، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، تلك هي المكاسب التي تسعى لها إيران في الاتفاق الثاني.

وكرر روحاني مواقف طهران التقليدية رفض التفاوض لتعديل الاتفاق بحيث «لن يتم تغيير أي بند فيه». كذلك «لن تتم إضافة أي أحد إلى خطة العمل الشاملة المشتركة»، رداً على المقترح الأميركي - الفرنسي بضم أطراف خليجية في المفاوضات المقبلة مع إيران، والتشاور مع الحلفاء.

وقال روحاني: «هذا هو الاتفاق. إذا أرادوه فأهلاً وسهلاً، وسيعود الجميع إلى الالتزام. وفي حال لم يرغبوا، يمكنهم أن يمضوا في حياتهم». في خضم هذه التجاذبات، وفي غمار هذا السباق وهذا الحراك النشط والمحموم يبقى السؤال ذاته: ما هو مشروعنا؟ ما هي الأوراق؟ ما هي الأدوات؟ كيف يمكن إقناع المجتمع الدولي بأن الملف النووي وحده لن يحقق الأمن والسلام، ولن يمنع إيران من تهديد العالم ببرامجها النووية وبصواريخها الباليستية وأدواتها الأخرى التدميرية!

 

بايدن بين نوويين... إيراني وإسرائيلي

راجح الخوري/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

يمضي النظام الإيراني في التصعيد والتلويح بتفعيل نشاطه النووي والصاروخي، داعياً الولايات المتحدة للعودة إلى محتوى اتفاق 2015، الذي ألغاه دونالد ترمب عام 2018، في وقت يبدو الرئيس جو بايدن أمام امتحان صعب، وربما لهذا يكرر أن هذا الأمر يتطلب مزيداً من الوقت، خصوصاً حيال ضرورة تخلي الإيرانيين عن الإجراءات والقرارات، التي تخرج على نص وإلزامات اتفاق 2015 المفترضة، سواء بالنسبة إلى عمليات تنشيط التخصيب النووي التي تصاعدت أخيراً، أو بالنسبة إلى نشاطها الصاروخي، ما دعا أنتوني بلينكن إلى أن يحذر بعد تعيينه وزيراً للخارجية من أن إيران على بعد أسابيع فقط من إنتاج ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج سلاح نووي! وكل هذا من دون التطرق إلى أمرين مهمين؛ الأول هو وقف التدخلات الإيرانية التخريبية في المنطقة، وهو ما طالبت به واشنطن دائماً، والتحذيرات الإسرائيلية المتصاعدة من التحضير عملياً لشن هجمات عسكرية على إيران إذا دخلت مرحلة الحصول على سلاح نووي، وليس في وسع الإدارة الأميركية الجديدة ألا تأخذ هذين العاملين في الاعتبار، وهي تعيد أو تعد لحساباتها الجديدة مع إيران، التي أعلنت واشنطن، يوم الخميس الماضي، أنها ابتعدت في شكل عميق عن تعهداتها النووية التي نص عليها الاتفاق.

يوم الاثنين الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة بايدن لم تتواصل مع إيران منذ توليه السلطة، ولا تتوقع ذلك قبل التشاور مع الكونغرس والحلفاء الأوروبيين والإقليميين، وقال متحدث باسم الخارجية «إن الطريق لا يزال طويلاً قبل دراسة أي مقترح من الإيرانيين، وعلى إيران أن تعود إلى إلزامات الاتفاق النووي الموقع عام 2015 قبل أن تقوم واشنطن بذلك». لكن الرد الإيراني جاء سريعاً بأنه لن تكون هناك مفاوضات ثنائية مع أميركا، بل ممكن أن تكون في إطار اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، إذا عادت إلى تنفيذ التزاماتها ورفع العقوبات عنها، حتى تلك التي أدت أصلاً إلى توقيع الاتفاق، وبالتالي «إن عودة أميركا إلى الاتفاق النووي لن تكون آلية، إذ إنها خرجت بتوقيع ترمب لكن لا يمكنها العودة بتوقيع بايدن»!

وفي هذا السياق، قال محمد جواد ظريف لشبكة «CNN» إنه يمكن أن يكون هناك تنسيق وتزامن بين التحركات الأميركية والإيرانية للعودة إلى الاتفاق، ومن المناسب أن يتولى جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية، تنسيق هذه الخطوات، ومن الواضح أن إدخال الشركاء الأوروبيين على الخط، هدفه إلزام أميركا بحزمة من التراجعات وحتى التعويض عن فترة عقوبات ترمب، لكن أنتوني بلينكن يقول إنه لا عودة إلى الاتفاق إلا إذا عادت إيران أولاً إلى التزاماتها التي تراجعت عنها، وإن الأمر سيستغرق بعض الوقت، فإيران لم تعد تحترم هذه الالتزامات على جبهات عدة، وعودتها عن هذا سيستغرق بعض الوقت ونحن بعيدون عن ذلك. في اليوم الثاني، جاء الرد تصعيدياً من طهران عندما أعلن مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي أن بلاده نصبت 696 جهازاً جديداً للطرد المركزي في منشأة فوردو بعد أجهزة الطرد التي كانت قد أضافتها قبل أسبوعين إلى منشأة نطنز، وخلافاً لشروط ضبط النشاط الصاروخي تواصل إيران تطوير وتسريع تجاربها الصاروخية الباليستية، وكانت قد أعلنت قبل أيام عن إطلاق صاروخ لحمل قمر صناعي مزود بتقنية أقوى وبمحرك يعمل بالوقود الصلب!

وإذا كان من الواضح حتى الآن أن بايدن يريد أن يسارع إلى فتح قناة اتصال من إيران، حيث يتردد في أجواء الحلفاء الأوروبيين أنه يرغب في أن يقدم مساعدات مالية من أوروبا وصندوق النقد الدولي إلى طهران، قبل أن تقوم هي بأي التزامات سبق أن تعهدت بها فسيواجه مشكلة داخلية، وخصوصاً بعد الانتقادات التي وجهت إليه، لأنه عين روبرت مالي مبعوثاً خاصاً في طهران، وهو الذي سبق له أن شارك في وضع الاتفاق النووي في عهد باراك أوباما.

كل ما يدور على خط بايدن إيران يثير قلقاً فعلياً وعميقاً، ليس في المنطقة، حيث من غير الواضح كيف سيتم وقف التدخلات التخريبية المزعزعة للأمن فحسب، بل أيضاً في إسرائيل التي يبدو أنها تستعد لخوض حرب على جبهتين؛ جبهة سياسية لمواجهة اندفاعات بايدن حيال إيران، وجبهة عسكرية لا تقتصر على مواصلة قصف الوجود العسكري الإيراني في سوريا تحديداً، بل قد تذهب إلى أبعد وأخطر من ذلك. وهكذا اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ليل الاثنين الماضي، مع مسؤولين أمنيين وعسكريين؛ لمناقشة استعداد الدولة العبرية لشن هجوم محتمل على إيران، وأفادت المعلومات بأن الاجتماع تم بحضور وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، وتمت فيه مناقشة درس خطط عملياتية متوقعة ضد إيران، ودعا نتنياهو مجلس الأمن المصغر إلى بحث المستجدات المتعلقة بإصرار إيران على امتلاك سلاح نووي، وكان كوخافي قد أعلن في نهاية الأسبوع الماضي، أنه طلب من فرقه المختصة العمل على وضع خطط جديدة للتصدي لما قال إنه تهديد نووي إيراني في حال اتُخذ قرار باستهداف طهران. وإذا كان المسؤولون في طهران يمضون بالتصعيد لفرض شروطهم على بايدن الذي بدأ عهده بملف طهران ونووياتها وسياساتها الإقليمية، وهو ما قد يضعه في مواجهة تعقيدات وتحديات صعبة ليس مع طهران وحدها بل مع دول المنطقة وحتى الدول الأوروبية التي تريد إيران دولة منضبطة، فإن ما يجري في إسرائيل من استعدادات ومن حديث عن إمكانية شن هجوم على طهران إنما يشكل رسالة تحذير جدية إلى البيت الأبيض قبل إيران!

 

انتقام... وثأر!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

وسط الانشغال المستحق والكبير من دول العالم أجمع من دون أي استثناء بتطورات وأخبار تفشي جائحة «كوفيد – 19» المتتابعة والمتلاحقة، فات على الكثير التركيز وبشكل مكثف على الانقلاب المالي والاقتصادي الذي تقوم به الولايات المتحدة لمواجهة تبعات وتداعيات الوضع الاقتصادي المتردي نتاج الجائحة المذكورة. ففي خلال فترة لا تتجاوز السبعة أشهر فقط قامت الحكومة الأميركية بتقديم حزمة معونات اقتصادية تجاوزت الستة تريليونات دولار أميركي، وذلك لأجل إنقاذ الاقتصاد الأميركي بأسرع وتيرة ممكنة. تولدت في دوائر صناعة القرار في الدولة الأميركية قناعة عميقة ومتكاملة أن فيروس كورونا هو فيروس تم تصنيعه مختبرياً، وأنه «تم تسريبه» وإخفاء أمره لمدة كافية للغاية لكي يقع أقصى أنواع الضرر الممكن في الولايات المتحدة واقتصادها. بينما الوضع في الصين كان على العكس تماماً لأن الصين «استعدت»، فبقي الفيروس معزولاً ومسيطراً عليه في مدينة ووهان بشكل حصري إلى درجة كبيرة جداً، مما مكن الصين من التحكم في الوضع والخروج من الأزمة، بل وتحقيق نمو اقتصادي في سنة دفع فيها ثمن المعاناة الاقتصادية جميع دول العالم.

تستخدم الولايات المتحدة لإنجاز خطتها التحفيزية المنشودة هذه أسلوباً انقلابياً وثورياً على قواعد وأسس الاقتصاد التقليدية، لأنها تعتبر الدين هو المحفز الأول لذلك التحدي ومن خلال ذلك، بالتالي لا تعتبر الدين كمفهوم يهدد بأي شكل الميزان المالي لها. معجزة الولايات المتحدة الاقتصادية أنها مجتمع مستهلك بامتياز. فالسوق الأميركية بأكملها تستهلك أكثر من 86 في المائة من إنتاجها القومي، وبالتالي لا يتبقى للتصدير إلى دول العالم سوى 14 في المائة. ولأن الولايات المتحدة تعتبر سوقها و«المستهلكين» فيه هم الشرارة التي تشعل محركات الإنتاج الاقتصادية، فهي بالتالي حريصة جداً على تقديم كافة المغريات التمويلية، وتسهيل القروض بشكل غير تقليدي، وإبقاء نسب الفائدة المئوية متدنية بشكل جذاب للغاية. كل ذلك لإبقاء الماكينة الإنتاجية للاستهلاك المحلي تعمل بكل طاقتها. وعندما بدأت موجة الاقتصاديات الآسيوية تتشكل وتقوى، وبدأت معها خارطة المنتجات الاقتصادية يعاد تشكيلها، «ضحت» الولايات المتحدة بحصصها التصنيعية في السيارات والأحذية الرياضية والملابس وغيرها من المنتجات التقليدية، في سبيل أن تظل العملة المهيمنة والمسيطرة على التبادل التجاري العالمي الدولار الأميركي، وأن تشتري الدول الآسيوية سندات الخزينة الأميركية مقابل «فتح» الأسواق الأميركية المغرية لجميع منتجاتهم. وشراؤهم لهذه السندات عبر السنين الطويلة الماضية هو الذي مكن الولايات المتحدة اليوم من تقديم الحزمة الاقتصادية التاريخية اليوم. ولم تكتف أميركا بذلك، بل إنها منذ 15 سنة غيرت قواعد اللعبة تماماً، فأطلقت قطاعاً اقتصادياً جديداً تماماً؛ قطاعاً افتراضياً تماماً لا ينتج أي شيء تقليدي ملموس. إنه الاقتصاد الرقمي الجديد الذي تتسيده اليوم بشكل قطعي الشركات والتقنية الأميركية الداعمة لها. وأكبر ثلاث شركات في هذا القطاع الاقتصادي الجديد (أمازون وأبل وغوغل) تتجاوز قيمة كل من هذه الشركات مبلغ التريليون دولار. هذا من دون التطرق إلى شركات كبرى أخرى لا تقل أهمية مثل «مايكروسوفت» أو «فيسبوك» وغيرهما بالطبع. مع عدم إغفال القطاع الصيدلي الذي يبرز فيه اسما الشركتين الأميركيتين «فايزر» و«موديرنا» اللتين تتصديان لمشاهد وتحدي لقاحات «كورونا». تخطت معدلات اللقاح اليومية في الولايات المتحدة المليون ونصف المليون جرعة في اليوم، وهي في طريقها للوصول إلى ثلاثة ملايين جرعة لقاح يومياً، تم توجيه الصيدليات والمدارس والملاعب الرياضية الكبرى لتكون مواقع يقدم فيها اللقاح للناس. الولايات المتحدة سخرت قانون الحرب لإعطائها الأولوية للحصول على اللقاح، ووضعت الآن خطة مؤسساتية ممنهجة للتعامل مع الفيروس، والأرقام بدأت في الاستجابة، ومنحنى العدوى تم كسره نزولاً. أميركا تريد قيادة العالم في العودة القوية والمؤثرة. استقرار أميركا الصحي وبالتالي الاقتصادي، سيكون لصالح الحراك الاقتصادي العالمي. ولكن سيكون مثيراً ومهماً مراقبة شكل ونوعية الرد الأميركي على الصين.

الصراع على الكعكة العالمية الاقتصادية له أدوات متعددة وجديدة ومختلفة، ولكنه صراع بين منظومة اقتصادية جديدة ومنظومة تقليدية في نهاية المطاف.

 

ماكرون يطرح لعب دور «الوسيط النزيه» في ملف إيران النووي

ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/07 شباط/2021

يريد الرئيس الفرنسي أن يلعب مجدداً دوراً في المفاوضات المرتقبة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. وما كان يسرب عن طريق «المصادر» أفصح عنه إيمانويل ماكرون، أول من أمس، في حواره المطول مع مركز أبحاث «المجلس الأطلسي» في واشنطن بمناسبة افتتاحه فرعه الأوروبي الذي عهدت إدارته إلى الباحث الفرنسي جيروم حداد. ويستند العرض الفرنسي إلى ثلاثة أمور: الأول، التفاهم المستجد بين ماكرون ونظيره الأميركي جو بايدن حول الرغبة في التعاون والتشاور بشأن الملف النووي الإيراني من جهة، والتغير الملموس في المقاربة الأميركية الجديدة التي تفضل الحوار والتعاون مع الجانب الأوروبي من جهة ثانية. والأمر الثاني، اقتناص عرض طهران الذي تقدم به وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بداية الأسبوع المنتهي الذي حث الأوروبيين على لعب دور الوسيط للتقريب بين المواقف المتناقضة لواشنطن وطهران بخصوص من يتعين عليه أن يخطو الخطوة الأولى لتراجع إيران عن انتهاكاتها لاتفاق 2015 وتخلي واشنطن عن العقوبات التي فرضتها منذ خروج إدارة الرئيس ترمب من الاتفاق ربيع عام 2018. والثالث أن باريس تتخوف من «إضاعة الوقت» باعتبار أن طهران، حسب ماكرون، «أقرب بكثير اليوم من الحصول على القنبلة النووية مما كانت عليه قبل التوقيع على الاتفاق» النووي صيف عام 2015. وقرن الرئيس الفرنسي ذلك بالحاجة إلى إيجاد حل بالنسبة لبرامج إيران الصاروخية ــ الباليستية التي يرى فيها الطرفان الفرنسي والأميركي تهديداً لاستقرار المنطقة وتمكيناً لها من تطوير الصواريخ القادرة على حمل القنبلة النووية.

في حواره مع «المجلس الأطلسي»، لم يكن الملف الإيراني رئيسياً، بل جاء في إجابة على السؤال الأخير الذي طرح عليه، حسب النص الذي وزعه قصر الإليزيه أمس. اللافت أن ماكرون استخدم لغة مباشرة في معرض اقتراح وساطته وقال ما حرفيته: «أنا مغتبط برغبة (الإدارة الأميركية) إعادة فتح حوار مع إيران، لأن في ذلك تحدياً مشتركاً للسلام والأمن في الشرق الأوسط، وسأقوم بكل ما في وسعي من أجل مساندة أي مبادرة تقوم بها الولايات المتحدة للانخراط في حوار (مع إيران). وكما كنت في العامين الأخيرين، سأكون حاضراً ومستعداً، وسأسعى لأكون وسيطاً نزيهاً، ومن غير تحيز في هذا الحوار. وأعتقد بقوة أنه يتعين علينا أن نطلق حوارات مفاوضات جديدة مع إيران وللرئيس بايدن دور أساسي في هذه المسألة». وأشار ماكرون إلى أن أول الأسباب التي تدفعه إلى هذا التوجه اقتراب طهران من الحصول على السلاح النووي، ولأنه «يتعين مسألة الصواريخ الباليستية الإيرانية»، واستقرار المنطقة، مضيفاً أنه يتعين مناقشة هذه العناصر الشاملة اليوم «لأن الوقت مناسب». وأخيراً، شدد ماكرون على الحاجة لإيجاد «وسيلة» لضم المملكة السعودية وإسرائيل للمفاوضات لأنهما «جزء من شركائنا الرئيسيين في المنطقة، ولأنهم معنيون بالقرارات التي قد تصدر». وحذر ماكرون من أنه «من المستحيل التوصل إلى تسوية إن لم تكن كافة الأطراف مرتاحة» للنتائج. وخلاصة الرئيس الفرنسي أنه مستعد لدعم كل استئناف للمفاوضات مع إيران.

في عرضه الأخير، لم يشذ ماكرون عن مقاربته السابقة للملف الإيراني، وسعى في قمة بياريتز لمجموعة السبع التي رأسها في نهاية صيف عام 2019 وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أعقبتها أن يلعب دور الوسيط. فقدم مقترحات عدة، واستدعى ظريف إلى بياريتز، وسعى في نيويورك إلى إقامة اتصال بين روحاني وترمب، لا بل ذهب إلى فندق الأول، وانتظر هناك مكالمة من الرئيس الأميركي. لكن روحاني، وفق المصادر الفرنسية، لم يحصل على الضوء الأخضر من إيران للاستجابة للطلب الفرنسي. بيد أن الأمور تغيرت اليوم. وقال مصدر غربي في باريس تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، أمس، أن واشنطن «لا تمانع في أن يكون لباريس دور ما». وأضاف المصدر المشار إليه أنه «إذا أرادت واشنطن حقاً إطلاق حوار مع طهران، فإنها اليوم ليست بحاجة إلى وسيط، لأن الطاقم الموجود في وزارة الخارجية أو في البيت الأبيض يعرف جيداً المسؤولين الإيرانيين»، مشيراً بذلك إلى الوزير أنتوني بلينكن، وإلى جيك سوليفان وويندي شيرمان وروبير مالي الذين كانوا ضالعين في المفاوضات مع الوزير السابق جون كيري في العامين الأخيرين من ولاية الرئيس أوباما. لكن هذا الوضع «لا ينفي أن واشنطن راغبة في التعاون تماماً والتنسيق مع الأطراف الأوروبية الثلاثة» الموقعة على اتفاق 2015، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وفي هذا السياق، تندرج المشاورات التي أجراها، أمس، الوزير بلينكن مع نظرائه الأوروبيين بشأن نووي إيران ما يمثل انقطاعاً جذرياً مع مقاربة فريق ترمب. وقالت مصادر أخرى في باريس، إن ظريف «لم يعين طرفاً أوروبياً بعينه» ليلعب دور الوسيط بل توجه مباشرة إلى «وزير» خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي يمثل الاتحاد الأوروبي ليقوم بهذا الدور. لكن ثمة معطى لا يمكن القفز عنه، وهو أن باريس كانت، في السنوات الأربع الماضية ومنذ أن أعلن ترمب خروجه من الاتفاق، الأكثر نشاطاً ودينامية للحفاظ عليه، وبالتالي ليس من غير المشروع أن يرغب ماكرون في أن يلعب دور الوسيط.ثمة عناصر يمكن أن تلعب ضد ماكرون قد تخفف من حماسة إيران لوساطته وأهمها اثنان: الأول، إصراره على توسيع إطار التفاوض إقليمياً بضم المملكة السعودية وإسرائيل. وقد ردت طهران سريعاً برفضها السير في هذا الاتجاه. وثانيها، تأكيده على الحاجة لمعالجة ملفين آخرين، هما البرنامج الباليستي الإيراني وسياسة طهران «المزعزعة للاستقرار الإقليمي»، وفق أدبيات الدبلوماسية الفرنسية، وهذا أيضاً ما لا تريده طهران. والحال، أن واشنطن تطالب بالأمر نفسه ما يجعل المواقف الأميركية والفرنسية متطابقة إلى حد بعيد. من هنا، يؤكد المصدر الغربي أن ملف التفاوض «ما زال في بداياته، ويتعين ما سترسو عليه مقاربة واشنطن واللعبة السياسية الداخلية قبل الخوض في هذه الوساطة أو تلك».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

فيديو ونص غظة البطريرك الراعي: نستنكر جريمة اغتيال الناشط لقمان سليم/حان الوقت لوضع حدّ للسلاح/نطالب بمؤتمر دولي خاص بلبنان/شعبنا سينتفض من جديد في الشارع سيثور ويحاسب

أحد تذكار الموتى: عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي -

بكركي- الأحد ٧ شباط ٢٠٢١

"بيننا وبينكم هوّة عظيمة" ( لو 16/ 26)

1.تقيم الكنيسة في هذا الأحد تذكار الموتى المؤمنين وتصلّي طيلة الأسبوع لراحة نفوسهم. إنّ أمواتنا يحتاجون إلى صلواتنا وأعمال المحبّة والرحمة لكي يخفّف الله من آلامهم المطهريّة ويشركهم في نعيمه السماويّ. نعني "بالموتى المؤمنين" أولئك الذين عاشوا في صداقة الله ومحبّته المتجلّية في أعمال المحبّة تجاه الفقراء والمعوزين لكي يعيشوا حياة كريمة ويحقّقوا ذواتهم في مسيرتهم التاريخيّة على الأرض. أمّا الموتى غير المؤمنين فهم الذين لم يريدوا أن يتعرّفوا على الله ووصاياه وإنجيله، فأمسكوا يدهم وقلبهم عن مساعدة الفقير، مثل ذاك الغنيّ الذي يتكلّم عنه إنجيل اليوم. فخلق هوّة بينه وبين لعازر المسكين المنطرح أمام دارته، وعند موتهما كان نصيب الغنيّ في جهنّم النار، ولعازر في راحة السماء، وكانت كلمة إبراهيم للغنيّ المستعطي الرحمة: "بيننا وبينكم هوّة عظيمة" ( لو16/ 26).

2. فيما نقيم معكم هذه الليتورجيا الإلهيّة وصلاة وضع البخور لراحة نفوس موتانا وسائر الموتى المؤمنين، ملتمسين لهم الراحة الأبديّة في مجد السماء والعزاء لعائلاتهم، نواصل صلواتنا من أجل شفاء المصابين بوباء كورونا، وإبادة هذا الوباء الذي بات يهدّد الجميع على وجه الكرة الأرضيّة، ويشلّ كلّ حركة، ويُنزل الخسائر الماديّة الجسيمة، ويَزيد من أعداد الفقراء والمحرومين من أبسط سبل العيش، ويبسط حالات الجوع على الملايين من سكّان الأرض، ما يجعلنا نصرخ من صميم قلوبنا: "إرحم يا ربّ، إرحم شعبك! ولا تسخط علينا إلى الأبد".

3.يولد الإنسان في هذه الدنيا كهبة من الله للوجود. لكنّه وجود مؤقّت غايته معرفة الله والحقيقة، وتحقيق الذات، وتهيئة العبور بالموت إلى الوجود الأبديّ.

في المثل الإنجيليّ، مشكلة الغنيّ أنّه لم يهيّء وجوده الأبديّ، فتعلّق قلبه في الوجود التاريخيّ منغلقًا على كلّ نور يأته من علُ، من عند الله. لم يهلك بسبب غناه، فالغنى عطيّة من الله وبركة، ويريده لكلّ إنسان. ولكنّ مشكلته أنّه وضع سعادته في غناه: فعاش في الطمع برغبة التملّك اللامحدود لخيرات الأرض؛ وعاش في الجشع بالهوى المفرط والمتفلّت للثروة وقدرتها (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة 2536)؛ وعاش في الأنانيّة ممسكًا قلبه ويده عن مساعدة لعازر الفقير. فرذله الله، لأنّ الإمتناع عن إشراك الفقراء في خيراتنا الخاصّة هو سرقة حقوقهم واستلاب حياتهم والخيرات التي هي لهم (القدّيس يوحنّا فم الذهب)؛ إنّ مساعدة الفقراء واجب من باب العدالة. (راجع المجمع الفاتيكاني الثاني رسالة العلمانيّين، 8).

4. أمّا لعازر الفقير فلم ينل الخلاص لأنّه فقير. إنّ الله كلّيّ الجودة لا يريدنا فقراء بمعنى العوز والحرمان، بل يريدنا فقراء بالروح، غير متعلّقين بأموال هذه الدنيا حتّى عبادتها، ومتجرّدين، وكأنّنا "لا نملك شيئًا فيما نحن نملك كلّ شيء" (2كور 6/ 10). نال لعازر الخلاص لأنّه ارتضى حالة الفقر، وصبر على محنته، وحمل صليبه دونما اعتراض، واتّكل على عناية الله، وعاش في تواضع؛ ولم يشتهِ مال الغنيّ، رافضًا اللجوء إلى العنف والسرقة والإحتيال والتعدّي الظالم، عملًا بوصايا الله؛ وكان حرًّا من "شهوة العين"(1يو2/ 16) نقيّ القلب وصافي النيّة. وهذا ما أورثه الملكوت السماوي.

5. نردم الهوّة عندما نعمل بمدأ أنّ كلّ خيرات الطبيعة وكلّ كنوز النعمة هي ملك مشترك لكلّ الجنس البشريّ من دون تمييز (البابا لاوون الثالث عشر، الشؤون الحديثة 21). وهذا واجب على الأفراد والمؤسّسات في الكنيسة والمجتمع، وعلى الحكّام والدول. المطلوب بناء عالم يستطيع فيه كلّ إنسان أن يعيش حياة بشريّة كريمة بكلّ معناها الروحيّ والماديّ، والثقافيّ والإجتماعيّ، دونما تمييز في العرق والدين والجنس، ... عالمٍ يستطيع فيه لعازر أن يجلس إلى مائدة الغنيّ (البابا القدّيس بولس السادس، ترقيّ الشعوب 47).

6. بتطبيق المثل الإنجيليّ على واقع حالنا في لبنان، السلطة السياسيّة تتمثّل بذاك الغنيّ، والشعب بلعازر المسكين. يوجد بين الفريقين هوّة عظيمة. فأصحاب السلطة في مكان مع مصالحهم وحساباتهم وحصصهم، والشعب في مكان آخر مع عوزهم وحرمانهم وجوعهم. كنّا نعوّل بثقة على تأليف حكومة "مهمّة وطنيّة" انقاذيّة، كبدايةِ محاولةٍ لردم الهوّة. لكنّ الآمال خابت بسبب تغلّب المصالح الشخصيّة والفئويّة وعجز المسؤولين عن التلاقي والتفاهم.

تجب المجاهرة بأنّ وضع لبنان بلغ مرحلةً خطيرةً تُحتِّمُ الموقفَ الصريحَ والكلمةَ الصادقةَ والقرارَ الجريء. السكوتُ جُزءٌ من الجريمةِ بحقِّ لبنان وشعبه، وغسلُ الأيادي اشتراكٌ في الجريمة. لا يجوز بعد اليوم لأيِّ مسؤولٍ التهرّبُ من المسؤوليّةِ ومن الواجباتِ الوطنيّة التي أنُيطَت به تحت أي ذريعة.إنّ الوضعَ تخطّى الحكومةَ إلى مصيرِ الوطن. وعليه ،كلُّ سلطةٍ تتلاعب بهذا المصير وتتخلّى عن الخِيارِ الوطني التاريخيِّ تَفقِدُ شرعيّتَها الشعبيّة.

شعبُنا يَحتضِرُ والدولةُ ضميرٌ ميت. جميعُ دولِ العالمِ تَعاطَفت مع شعبِ لبنان إلا دولتَه. فهل من جريمةٍ أعظمُ من هذه؟ نادَينا فلم يَسمَعوا. سألنا فلم يُجيبوا. بادَرنا فلم يَتجاوبوا. لن نَتعبَ من المطالبةِ بالحقّ. وشعبنا لن يرحلَ، بل يبقى هنا. سيَنتفِضُ من جديد في الشارع ويطالبُ بحقوقِه، سيثورُ، ويحاسب. سلبيّتُكم تَدفعُه قسرًا نحو السلبيّة. استخفافُكم بألآمِه ومآسيه يَدفعُه عَنوةً نحو خِياراتٍ قصوى. وفوق ذلك استُنفدت جميعَ المبادرات والوساطات اللبنانيّة والعربيّةِ والدوليّة من دون جدوى وكأن هناك إصرارًا على إسقاط الدولة بكل ما تمثل من خصوصية وقيم ودستور ونظام وشراكة وطنية. مهلاً، مهلًا أيّها المسؤولون! فلا الدولة ملككم، ولا الشعب غنمٌ للذبح في مسلخ مصالحكم وعدم إكتراثكم.

7. إنّ وضع لبنان المنهار، وهو بحسب مقدّمة الدستور، "عضو مؤسّس وعامل ملتزم في جامعة الدول العربيّة، وعضو مؤسّس وعامل ملتزم في منظّمة الأمم المتّحدة" (فقرة ب)، يستوجب أن تطرح قضيّته في مؤتمر دوليّ خاص برعاية الأمم المتّحدة يثبّت لبنان في أطره الدستوريّة الحديثة التي ترتكز على وحدة الكيان ونظام الحياد وتوفير ضمانات دائمة للوجود اللبنانيّ تمنع التعدّي عليه، والمسّ بشرعيّته، وتضع حدًّا لتعدّديّة السلاح، وتعالج حالة غياب سلطة دستوريّة واضحة تحسم النزاعات، وتسدّ الثغرات الدستوريّة والإجرائيّة، تأمينًا لإستقرار النظام، وتلافيًا لتعطيل آلة الحكم أشهرًا وأشهرًا عند كلّ إستحقاق لإنتخاب رئيسٍ للجمهوريّة ولتشكيل حكومة.

8. إنّنا نطرح هذه الأمورَ لحرصنا على كلِّ لبنانيٍّ وعلى كلِّ لبنان. نطرحها للحفاظِ على الشراكةِ الوطنيّةِ والعيش المشترك المسيحيِّ/الإسلاميّ في ظلِّ نظامٍ ديمقراطيٍّ مدنيّ. لقد شَبِعنا حروبًا وفتنًا واحتكامًا إلى السلاح. لقد شَبِعنا اغتيالاتٍ، وقد أدمى قلبنا وقلوب الجميع في اليومين الأخيرين استشهادُ الناشطِ لقمان محسن سليم، ابن البيتِ الوطنيِّ، والعائلةِ العريقة. إنَّ اغتياله هو اغتيالٌ للرأيِ الآخَر الحرّ، ودافِعٌ جديدٌ لوضعِ حدٍّ لكلِّ سلاحٍ متفلِّت يقضي تدريجيًّأ على خيرة وجوه الوطن. وإذ نعزّي عائلته وأصدقاءه، ندعو الدولةَ إلى الكشفِ عن ملابساتِ اغتياله وعن الجهةِ المحرِّضةِ على هذه الجريمةِ السياسيّة النكراء.

9.  نحن من جهتِنا لن نقبلَ القدرَ لأنّنا أبناءُ الإرادة، ولا المصيرَ المجهول لأنَنا أصحاب مصيرنا. لن نَقبلَ هذا الانحرافَ لأنَنا أهلُ الخطِّ المستقيم، ولا الهدمَ لأنّنا أهلُ بناءٍ. لن نقبلَ الأمرَ الواقع لأنّنا أهلُ الشرعيّةِ والدستور، ولا التواطؤَ لأنّنا أهلُ موقفٍ وطنيّ. وسنسير في هذا الموقفِ الوطنيِّ حتى إنقاذِ لبنان.

إنّنا في كلّ ذلك وبكل ايمان ورجاء نتكّل على عناية الله ونعمته. له المجد والشكر، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة

 

المطران الياس عودة: الحكام همهم الحصص والمكاسب والثلث المعطل!

 الوكالة الوطنية للإعلام/07 شباط/2021

سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة: “هل في بلدنا، بين المسؤولين، من يعمل للمصلحة العامة؟ لا نرى أمامنا سوى متقاعسين في المحبة، ومستميتين في القهر والتنكيل ونشر البؤس واليأس. الوباء متفش بين الشعب، لكن مرضا خبيثا آخر يفتك به، يدعى الأنا، أنا الحكام التي تتحكم بمصير شعب ورزقه وحياته وصحته. الشعب جائع، لكن التشبث بالرأي والتعلق بالمصلحة ونشر البيانات والبيانات المضادة أهم بالنسبة إلى حكامنا من إشباع البطون الخاوية. الموت طال معظم بيوت وطننا إما بسبب كارثة 4 آب أو بسبب الجائحة أو الفقر والعوز، لكن مسؤولينا منشغلون بأنفسهم يعيثون فسادا وحقدا. اللبنانيون مقهورون، والحكام همهم الحصص والمكاسب والثلث المعطل، ألا يكفي تعطيل تشكيل الحكومة، وتعطيل حركة البلد وشلها؟ كم بيت يجب أن يهدم بعد؟ كم شاب أو شابة يجب أن يهاجرا بعد؟ كم جريمة يجب أن تقترف بعد؟ كم من الوقت المهدور أو الفرص المهدورة أو كم مواطن ينتحر أو كم طفل يقهر يلزمنا بعد لتحرك ضمائر المسؤولين وتدفعهم إلى عمل إنقاذي سريع؟ لبنان جريح وليس من يضمد جراحه لأن حكامه لا يريدون القيام بأي شيء لنجدته. هم لا يرحمون لبنان ولا يريدون رحمة الله عليه، لأن تعنتهم يمنع أي مساعدة خارجية له”.

وأضاف، في عظة الأحد: “ستة أشهر مرت على كارثة 4 آب والحقيقة لم تنجل بعد. إنفجار هز العالم ولم يحرك ضمائر المسؤولين، وما زال ذوو الضحايا المفجوعون بفقدان أحبائهم ينتظرون معرفة الحقيقة، وما زالت بيروت مدينة يسكنها الموت، أحياؤها مدمرة، وشوارعها قد هجرها أهلها والحياة. إلى متى التقاعس واللامبالاة؟ ستة أشهر مرت وما زلنا بلا حكومة توصل الليل بالنهار عملا وكدا من أجل إنقاذ ما تبقى من لبنان. والمسؤولون يقاومون كل الدعوات العقلانية في الداخل وفي الخارج من أجل تخطي المصالح وتشكيل حكومة قادرة على القيام بخطوات إصلاحية حقيقية تنتشل البلد من مصيبته. أين الضمير؟ أين الرحمة؟ سلمكم الرب وزنة واحدة هي قيادة هذا البلد. ماذا فعلتم بها؟ لقد طمرتموها وخنقتموها. كيف ستواجهون ربكم يوم الدينونة، وقد لا يكون بعيدا لأن الجائحة تحالفت معكم على زرع الموت”.

وتابع: “الرئيس، أي رئيس، والمسؤول، أي مسؤول هو للوطن لا لجزء منه. على الرئيس أن يكون أكبر من الرئاسة، يغنيها بأخلاقه وحكمته وثقافته ونزاهته وأمانته، ولا يستغلها من أجل مصلحته الخاصة أو مصلحة طائفته أو عشيرته أو حزبه أو عائلته. كذلك المسؤول، أي مسؤول، هو خادم للوطن يبذل قصارى جهده من أجل القيام بواجبه بنزاهة وأمانة وتضحية، متخطيا مصالحه وعلاقاته وارتباطاته، لا يستغل مركزه من أجل جني الأرباح أو تحقيق المكاسب أو التشفي والإنتقام. أين نحن من هذا؟ أليس حري بنا التحسر على أيام مضت عرف لبنان خلالها رجالات ضحوا بأموالهم وحياتهم من أجل لبنان؟ أما نحن، فبعد إغتيال العاصمة ها نحن نشهد سلسلة اغتيالات كان آخرها منذ يومين. لم إسكات الناس؟ لم كم الأفواه؟ وهل إخماد الأصوات الحرة يطفئ جذوة الحرية ويخنق صرخات الناس؟ ليس بالقتل وإسكات المفكرين وقادة الرأي تتم الغلبة. الغدر دليل ضعف. واجهوا الآخر بالفكر، قارعوا الحجة بالحجة. إن حرية الرأي حق كفله الدستور، والحوار أفضل طريق للاقناع. قدرنا في هذا البلد الإلتقاء والحوار، وقبول الآخر بداية الطريق. لبنان الكرامة والحرية والتنوع يرفض كم الأفواه وكبت الحرية، ويصعب تكبيله بسلاسل الجهل والتقوقع والانعزال. لبنان المدافع عن حقوق الإنسان، هل يجوز أن يخسر فيه مواطنوه حقوقهم؟ وهل يرتضي لبنان الذي ساهم في وضع شرعة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن تنتهك حقوق الإنسان فيه، وحريته وكرامته وحياته؟”

وقال: “المطلوب كشف القاتل ومحاكمته، وكشف حقيقة جريمة المرفأ وكافة الجرائم، ومصارحة الشعب. إن التمادي في التغاضي عن مرتكبي الجرائم، والإفلات من العقاب نتيجة غياب التحقيقات الشفافة والجدية، بالإضافة إلى تفلت السلاح، سبب ما وصلنا إليه من فوضى وتسيب وانهيار. فلكي لا يقال إن الطبقة الحاكمة تحمي الفاسدين والمجرمين، المطلوب عمل سريع وجدي. توقيف فاسد واحد أو مجرم واحد يكفي لردع من تسول له نفسه الإخلال بالقانون أو ارتكاب جريمة. العالم ينعتنا بالدولة الفاشلة، المفلسة، المشلولة وغير الفعالة، الدولة التي فقدت شرعيتها وثقة شعبها. ولبنان الذي كان المدافع الأول عن قضايا العرب في أروقة الأمم المتحدة، والناطق باسمهم، بات دولة معزولة يستجدي عطف العرب والعالم. ألم يحن الوقت لكسر الطوق الذي يكبل المسؤولين ويمنعهم عن القيام بواجبهم؟ ألم يصح ضميرهم بعد؟ ألم يلاحظوا غضب الشعب العارم؟ ألم يشعروا بعد بضيق الشعب وفقره وألمه؟ ألم يحن الوقت لتحل الجرأة في نفوسهم؟ والجرأة تتجاوز كل ضعف وخوف. الخوف المقيت هو أن يصبح اللبناني عبدا، والعبودية ذل. المطلوب من اللبناني أن يدافع عن حق الوطن وحق أبنائه”.

وختم عودة: “مثل الوزنات يدعونا إلى العمل الجدي، مهما كان شاقا، لأن التخاذل والكسل واللامبالاة أمور تودي بصاحبها، وبجميع من حوله، إلى الهاوية”.

 

احد الموتى .. في نظرةٍ لاهوتيةٍ عنِ الموتِ بما هو معضلة.

الأب سيمون عساف/07 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95718/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d8%b8%d8%b1%d8%a9%d9%8d-%d9%84%d8%a7/

في نظرةٍ لاهوتيةٍ عنِ الموتِ بما هو معضلة.

إنَّ الموتَ مسألةٌ عندَ كلٍّ البشرِ بسببٍ من تمسّكِهِم بهذه الحياةِ الدنيا التي بها سيتمتّعون، ولا سيما أنّ أكثرَهم يقولون إنَّ الموتَ حقٌّ، ولعلّهم يريدون بذلك أنّه حقُّ الله على الناس. ولكنّه في بَدءِ سِفرِ التكوينِ هو عقاب، هو كذلك بعد أن حرّم الخالقُ على جَدّينا الأوّلَين أن يأكلا من شجَرةِ المعرفةِ بقولِهِ: إنّكما إن أكلتما منها تموتان. وأكّد ذلك بولس بقوله: “أُجرةُ الخطيئةِ هي الموت”، بحيثُ إنّنا لا نعرفُ الموتَ إلا بعد الخطيئة، وبسببٍ منها.

اعترانا الموتُ من معصيةٍ، وكأنَّ الخلودَ هو وحدَهُ الأصلُ، ولا نعرفُ الموتَ إلا بالسقوط. هناك طبعًا لغةُ البيولوجيةِ القائلةِ إنّ الموتَ هو حدُّ الحياةِ إذ لا بدَّ لهذا المختبرِ الكيميائي إلا أن يتشابَكَ فيه ما يُنهي عمَلَهُ ولو طال العُمر، ولو امتدَّ الأجَلُ أربعينَ أو خمسينَ سنةً بعدَ أن يسعى إلى ذلكَ الأطباءُ في السنينَ العشَراتِ المقبلة. ولكن، لماذا يخشى الموتَ إلا النادرون من المؤمنين؟ يقول الرسول: “إنّ آخِرَ عدوٍّ يُبطَلُ هو الموتُ” بمعنى أنَّ اللهَ لا يحوِّلُه إلى صديق. أنت، في المسيح، تدوسُهُ، مثلما داسَهُ المخلّص، أنّهُ “وطِئ الموتَ بالموت”. لم تقل كتبُنا إنّ السيّدَ استطاب الموتَ، ولكنّها تقول إنّه غلبه، تخطّاهُ في الظفر.

نحن إزاءَه في خَشيةٍ إذ نذكرُ الخلودَ الكامنَ في صورةِ اللهِ التي فُطرْنا عليها. هذه الصورةُ لم تتصالح وضدَّها، إذ صورةُ اللهِ فينا لا تزولُ وهي حاملةٌ طاقةَ القيامةِ التي يُفعّلُها المخلّصُ بالروحِ القدس، ما دعا الرسولَ أن يقولَ: “أينَ شوكتُك يا موتُ؟ أينَ غلبتُكِ أيتها الجحيم”؟ تَوَقُّعُنا الموتَ يجعلُنا في انتفاضةٍ حتى نصيرَ سماويّينَ، وعلى ما قالَهُ بولسُ أيضًا: “على صورةِ الترابيِّ يكونُ الترابيّونَ، وعلى صورةِ السماويِّ يكونُ السماويّون” أي أولئكَ التائقونَ إلى ملكوتٍ لا يفنى. الموتُ مسألةٌ لأنّنا متأرجحونَ بين تُرابيّتِنا وسماويّتِنا حتى يفنى الترابُ فينا ونصيرَ، على الرجاءِ، كائناتٍ من ضياءٍ حتى يفنى الرجاءُ في القيامةِ، ويحُلُّ ملكوتُ المحبّة. الموتُ يبقى مسألةً أو عُقدةً حتى يزولَ السؤالُ بتوقُّعاتِ أيامٍ وسنينَ نشهدُ فيها انهيارَ الجسد.

في هذا الوجودِ، لنا مِيتاتٌ كثيرةٌ تُشبهُ الموتَ الأخير. ولا نريدُ أن نُواجهَها إلا بيولوجيًا ولكن نتروحنُ إن كنَّا مؤمنينَ على أنّها لمَساتٌ إلهيّةٌ أو انعطافٌ إلهيٌّ نسمّيه افتقادًا، بمعنى أنّ النعمةَ تحِلُّ على هذا الوجودِ المكسورِ والمُشَوّه. والذائقونَ للهِ يُلهمُهم ربُّهم رسالةً في آلامِهم، الجسديةِ منها والنفسيةِ، ويُدنيهم منه بمعرفةِ مقاصدِهِ إن كانوا يستطيعون فهمَها. مِيتاتٌ وتعزياتٌ تتوالى، تَكسرُ وتجبرُ حتى يُوضَعَ على أجسادِهم ونفوسِهم البلسمُ الأخير. الرجاء هو إلى ما بعد رجوعِ الترابِ إلى الترابِ، وتحوّلِ كِيانِهم كلِّه إلى نور، ولا يَقرأُ اللهُ فيهِم إلا النور. وبعدَ أن يذوقَ الراقدونَ بالمسيحِ مرارةَ الموتِ يرتشفونَ كأسَ الحياةِ حسَبَ قولِهِ: “لن أشربَ من نِتاجِ الكرمةِ هذا إلا أن أشربه مَعَكُم ثانيةً في ملكوتِ أبي”، وبعدَ أن تُتلى في نفوسِهم الأُنشودةُ الفصحيّةُ كاملة: “المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور”.

هذا يقودُنا إلى القولِ أن ليس هناك لاهوتُ الموتِ كما ليس هناك لاهوتُ الخطيئة. أنت لا تكتبُ لاهوتَ النُقصانِ أو الفراغِ أو الضياع. هناك فقط لاهوتُ النعمةِ والقيامةِ من بينِ الأموات.

لم تهتمَّ الكنيسةُ الشرقيةُ بالحديثِ عمّا تصيرُ النفوسُ إليهِ من بعدِ الموت. قالت إنَّ النفوسَ في الرحمةِ، وقالَ القدّيسونَ النسّاكُ أن لا أحدَ يدخلُ بجهادِهِ، والرحمةُ وحدَها تفتحُ أبوابَ الفردوسِ إلى أن تنقلَنا القيامةُ إلى المجدِ لنعاينَ وجهَ الله. المُهمُّ أنّنا راقدونَ مَعَ المسيحِ وحَسب… وهذا خيرُ متكأ. الإنسانُ يموتُ في هذهِ الطبيعةِ الساقطةِ ويتعهّدُهُ اللهُ ويحتضنُه، ويَبقى مُمطِرًا عليهِ رحَمَاتِهِ حتى يتجلّى في اليومِ الأخيرِ معَ المتجلّين. وهذا هو أيضًا تجلّي الكونِ بأسرِهِ، حسبَما يُعلّم القديسُ مكسيموسُ المعترفُ، إذ تلطّخَ الكونُ بنا، وأخضعَهُ اللهُ للباطلِ كما يقولُ الرسولُ العظيمُ، لكي ينسجمَ الباطلُ بالباطلِ ولا تتنافرُ الكائنات، وإذا حرّرَنا الربُّ بنورِ القيامةِ يحرِّرُ الكونَ كلَّهُ بهِ لكي لا يبقى أثرٌ للفساد، إذ لا يكونُ اللهُ كلاً في الكلّ بمعنى الكتلةِ البشريّةِ بل يصيرُ كذلكَ في الكتلةِ الكونية. وتنكشفُ السماءُ الجديدةُ والأرضُ الجديدةُ، كما نقرأُ في سِفرِ الرؤيا، ونكوّنُ، معَ الكونِ كلّهِ، أورشليمَ السماويّةَ الحرّةَ التي هي أمُّنا جميعًا.

غيرَ أنَّ هذا التجلّيَ لا يتِمُّ فقط في اليومِ الآخِرِ ولكنّهُ يتحقَّقُ على الرجاءِ في كلِّ لحظةٍ نعيشُها في الإيمانِ وذلكَ في ارتباطِنا الشخصي بالمسيحِ يسوع. تذكرونَ حديثَ السيّدِ معَ مرتا أختِ لعازرَ قبيلَ بعثِهِ عندما قالت للمخلّص: يا سيّدُ لو كنتَ ههنا لما ماتَ أخي فأجابَها: سيقومُ أخوك. فردّت: أنا أعلمُ أنّهُ سيقومُ يومَ القيامة. قالَ لها: أنا هو القيامةُ والحياة. فلو كانَ الربُّ مكتفيًا بحدوثِ القيامةِ الأخيرةِ لما أجابَ بهذا الجوابِ وهوَ الذي تكلّمَ في موضعٍ آخَرَ وفي سياقٍ آخَرَ على القيامةِ العامّة. إنّما أَطلقَ في حِوارِهِ معَ مرتا مفهومًا للقيامةِ جديدًا وهوَ أنّهُ اليومَ هو باعثُ المؤمنينَ بهِ إلى الحياةِ، وهوَ يريدُهُم أن يعيشوا فيهِ، أو أن يكونوا قائمين لو كانوا فيهِ أو صارَ فيهم. وهذا ما سيتحدّثُ عنهُ بولسُ كثيرًا. عبارةً “في المسيح” التي نحتَها الرسولُ أو العبارةُ المقابِلَةُ “المسيحُ فيكم” على اختلافِ الصيغِ تؤوِّنُ القيامةَ فينا حياةً جديدةً حتى أمكنَنا القولُ بناءً على النصِّ الإلهي أنّ المسيحَ نفسَهُ هوَ القيامةُ، فيصحُّ استعارتي لقولِ الحلاج:

انا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحنُ روحانِ حللنا بَدَنا

فـإذا أبصـرتَنــي أبصرتَــهُ وإذا أبصرتَهُ أبصرتَنـا

وقال أيضًا:

رأيــتُ ربـّـي بعيــنِ قلبـــي فقلــتُ من أنتَ؟.. قال أنتَ

وفي اللغةِ المسيحيّةِ، هذا يُترجمُ أنّ كِياني وكِيانَ المخلّصِ باتا كِيانا واحدًا حيًّا. القيامةُ العامّةُ إذًا مزروعةٌ فيَّ ليسَ فقط وعدًا من الربِّ ولكنْ فعلاً خلاصيًّا أعيشُهُ، كلَّ يومٍ، بالقداسة.

هذا مؤسَسٌ في قولِهِ: “مَن يأكلُ جسدي ويشربُ دمي له حياةٌ أبديّة”. القيامةُ التي تحدّثَ عنها السيدُ الى مرتا، مضافةً إلى الإصحاحِ السادسِ من انجيلِ يوحنا، تعني شيئينِ حسَبَ تعليمِ أوريجانس العظيم. الأول أنّ كلمةَ الإنجيلِ هي الخبزُ إذ بها أصيرُ انا كلمةَ المسيحِ كما علّمَ القديس يوحنا الدمشقيّ. والأمرُ الثاني: هو الإفخارستيا التي أُصبحُ فيها جسدَ المسيح. وإذا عرفْنا أنَّ الجسدَ عندَ العبرانيينَ هو الذاتُ الظاهرةُ، هذا يعني أنّ ذاتَ المسيحِ باتّحادِ الحبِّ، وفي السرِّ الذي لا يسوغُ النطقُ بهِ تُصبحُ متّحدةً بذاتي، بحيثُ لا أستطيعُ أن أفرّقَ بينَ ما هوَ منّي وما هو منه. ثمّ اشربوا منه كلُّكم هذا هو دمي، يعني بها الدمَ الحياة. حياتُهُ حياتي. هذا هو معنى الأكلِ والشربِ في سرِّ الشكر. ولكن يعطينا القديسُ نقولاوس كابازيلاس معنىً مقابِلاً إذ يقولُ إنَّ المسيحَ في المناولةِ الإلهيةِ يأكلُنا ويشربُنا.

في هذا السياقِ أذهلني منذُ وقتٍ يسيرٍ ما أتتْ بهِ الليتورجيا توًّا بعدَ الاستحالة: “ليكونَ للمتناولينَ لنباهةِ النفسِ والجسدِ وكمالِ ملكوتِ السموات”. هذهِ عندي شطحةٌ صوفيةٌ من يوحنا الذهبيِّ الفمِ إذ الملكوتُ وَحدةُ كمالِ الذبيحةِ وانتهاؤها، ولكنّ الذهبيَّ الفمِ لم يستطع أن يُحسَّ إلا أنّنا في شركةِ هذا السرِّ العظيمِ … بِتنا فوق.

بعد الذهبيِّ الفمِ بقرون، يأتي القدّيس سمعانُ اللاهوتي الحديثُ ليقولَ إنّ الإفخارستيا هي النهارُ، وفي السياقِ البيزنطي، هذا يعني النهارَ الأخيرَ المعروفَ باليومِ الثامن. كلُّ هذا ناتجٌ عن تصوّري أنّ آباءنا هؤلاءِ رأوا قياميَّةَ الإفخارستيا، وتاليًا غَلَبَتَها للموتِ، وعلّموا أنّ انبعاثَ أجسادِنا إنّما هوَ ثَمَرةُ الإفخارستيّا، وهذا ما حفِظَتْهُ رُتبةُ الجنازةِ عندَ الموارنة.

وعلى رَغمِ نورانيةِ التعليمِ عنِ القيامةِ علّمَنا آباؤنا النساكُ ما سمَّوه ذكرَ الموت، ناظرين إلى الجهادِ الذي تُلهمُنا إياهُ حادثةُ الموتِ التي أمامَنا فنصبِحُ بهذا الذكر تائبين. والتوبة توبةٌ إلى وجهِ الآبِ الذي يُقيمُنا بِمحبّتِهِ للابنِ في الروحِ القدسِ الذي يُحيي عِظامَنا كما يقولُ الكتاب.

لعلَّ أهمَّ عنصرٍ للموتِ فينا أنَّ أجسادَنا تُصبحُ مُمجّدةً كما صار جسدُ المخلّصِ في اليومِ الثالثِ بحَيثُ يَحفَظُ اللهُ ما كانً أساسيًّا في كِيانِنا الأرضِي ويُلبِسُهُ النورَ، ونتنزَّهُ عمّا كانَ في جسديّتِنا ذا وظيفةٍ أرضيّةٍ كالطعامِ والزواج.

كيفَ نكونُ نحنُ إيانا في المسيحِ، نورُنا من نورِه، بلا ذرّةٍ من تراب؟

يقولُ القدّيسون إنّنا لا نسيرُ فقط وراءَ اللهِ ولكن في الله. هذهِ حركةٌ في السكونِ كما يقولُ مكسيموسُ المعترفُ ونحنُ في معيّةِ القدّيسين، هذهِ هي الكلمةُ الأخيرةُ التي تدلُّ على انصرامِ الموتِ ونصبحُ كلمةَ اللهِ المحقَّقةِ، ليسَ بمعنى كلامِ الخَلقِ الاولِّ، ولكنْ بمعنى الخلقِ الثاني المتمَّمِ في المجد. “والموتُ لن يكونَ فيما بعدُ، ولا يكونُ حزنٌ ولا صُراخٌ ولا وجعُ، لأنَّ الأمورَ الأولى قد مضت” (رؤيا ٢٠:٤).

أن تذوقَ هذهِ القيامةَ كلَّ يومٍ هوَ أن تَكشِفَ أعماقَ سرِّ الخَلقِ وسرِّ الخلاصِ، وتُزيلَ أثرَ الموتِ إلى الأبدِ، بقوّةِ الآبِ والابنِ والروحِ القدسِ الذي لهم معًا الإكرامُ والعزّةُ والسجودُ الى الأبد.

الموت في التعريف العلمي هو توقف كل الوظائف البيلوجية التي كانت تجعل الكائن حي

موت المسيح معناه انفصال روحه عن جسده. وليس معناه انفصال لاهوته عن ناسوته.

الموت خاص بالناسوت فقط. إنه انفصال بين شقيّ الناسوت، والروح والجسد، دون أن ينفصل اللاهوت عن الناسوت.

وما أجمل القسمة السريانية التي نقولها في القداس الإلهي، والتي تشرح هذا الأمر في عبارة واضحة هي:

انفصلت نفسه عن جسده. ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده.

انفصلت الروح البشرية عن الجسد البشري. ولكن اللاهوت لم ينفصل عن أي منهما، وإنما بقى متحدًا بهما كما كان قبل الموت. وكل ما في الأمر أنه قبل الموت، كان اللاهوت متحدًا بروح المسيح وجسده وهما (أي الروح والجسد) متحدان معًا. أما في حالة الموت، فكان اللاهوت متحدًا بهما وهما منفصلان عن بعضهما البعض. أي صار متحدًا بالروح البشرية على حدة، ومتحدًا بالجسد على حدة.

والدليل على اتحاد اللاهوت بروح المسيح البشرية أثناء موته، أن روح المسيح المتحدة بلاهوته استطاعت أن تذهب إلى الجحيم، وتطلق منه كل الذين كانوا راقدين فيه على رجاء - من أبرار العهد القديم- وتدخلهم جميعًا إلى الفردوس ومعهم اللص اليمين، الذي وعده الرب على الصليب قائلًا "اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 43:23).

والدليل على اتحاد اللاهوت بجسد المسيح أثناء موته، أن هذا الجسد بقى سليمًا تمامًا، واستطاع أن يقوم في اليوم الثالث، ويخرج من القبر المغلق في قوة وسرّ، هي قوة القيامة.

وما الذي حدث في القيامة إذن ؟

حدث أن روح المسيح البشرية المتحدة باللاهوت، أتت واتحدت بجسده المتحد باللاهوت. ولم يحدث أن اللاهوت فارق الناسوت، لا قبل الموت، ولا أثناءه، ولا بعده.

 

"وقاحةٌ متماديّة"... هذا هو "المُلْفت" في مشهدِ إغتيال لقمان سليم

الانباء الكويتية/الاحد 07 شباط 2021

رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي سعد، أن "الكلام عن الأمن الذاتي فيه الكثير من التسرع، خصوصاً أن هذا النوع من الأمن لا يحمي قادة الفكر والرأي الحر من عمليات التصفية والإغتيال". وفي حديثٍ لـ الأنباء الكويتية"، قال سعد: "اذ لا يمكن لأحد أن يقوم مقام الدولة وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية في حماية اللبنانيين، وفي فرض الأمن والإستقرار على كامل الأراضي اللبنانية، معرباً في هذا السياق عن أسفه لكون قدر اللبنانيين أن تظهر بين مرحلة وأخرى، مجموعات اجرامية إرهابية متخلفة تشوه صورتهم السلمية والحضارية". ولفت إلى أن "الملفت في مشهدية اغتيال الناشط والمفكر السياسي لقمان سليم، هو الوقاحة المتمادية في تعليقات البعض على هذه العملية الإجرامية"، مشيراً على سبيل المثال، الى تغريدة جواد حسن نصرالله، نجل الأمين العام ل‍حزب الله السيد حسن نصرالله، والذي قال فيها "خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب"، وكأنه بهذه التغريدة التي أرفقها بعبارة "لا أسف" أراد أن يقول "خرجو وبيستاهل". وأكّد، أنه "ليس بصدد استباق التحقيقات واتهام حزب الله أو غيره باغتيال سليم، لكن من المنطق أيضا، ألا يسارع البعض عبر وسائل التواصل الإجتماعي، الى اتهام إسرائيل وقوات اليونيفيل ومجموعات آتية من المريخ بتنفيذ هذه العملية الإجرامية"، سائلاً: "هل من يفسر للبنانيين سبب عدم تعرض أي من قادة الفكر والسياسة في صفوف ما يسمى بمحور الممانعة، للاغتيال والتصفية؟"، تاركا للرأي العام الإجابة على سؤال، مكتفيا بالقول "كفا استغباء للبنانيين". وعوداً على بدء، أعرب سعد عن خشيته من العودة الى لغة التصفيات والاغتيالات، وبالتالي من اندلاع فوضى أمنية تدخل لبنان في نفق من السواد، وتجبر البعض على اللجوء فعليا الى الأمن الذاتي، مؤكدا انه للمرة الاولى منذ العام 1976، يعتريه خوف شديد على مصير لبنان الدولة والكيان". وأضاف، "ففي ظل رئيس جمهورية يصرف الاعمال، وحكومة مستقيلة، وسلطة فاسدة، ومسؤولين سياسيين مستهترين بالمخاطر، وميليشيا مسلحة تستأثر بلبنان أمنيا وسياسيا، واهتراء شبه كامل في الجسم القضائي، لابد من ان يكون للخوف على مصير لبنان، الحيز الاكبر من تفكير العقلاء والسياديين وكل لبناني حر"، واصفاً لبنان اليوم بـ"باخرة دون قبطان وسط نوّ مخيف". وختم سعد مطالباً للخروج من هذا النفق، بالرجوع الى سلطة الشعب عبر "إنتخابات نيابية مبكرة تعيد إنتاج السلطة، وأي خيار آخر، جلد للذات وانجرار اكثر فأكثر باتجاه الفوضى ومنها الى المجهول".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 07- 08 شباط/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 07 شباط/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/95710/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-967/

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 07/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/95712/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-07-2021/

 

فيديو ونص عظة البطريرك الراعي الوطنية والسيادية والإستقلالية: نستنكر جريمة اغتيال الناشط لقمان سليم/حان الوقت لوضع حدّ للسلاح/نطالب بمؤتمر دولي خاص بلبنان/شعبنا سينتفض من جديد في الشارع سيثور ويحاسب

Al-Rahi Calls for U.N.-Sponsored Conference on Lebanon

Al Rahi calls for raising Lebanon’s issue in a special international conference: People’s uprising will return to the street

http://eliasbejjaninews.com/archives/95733/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9/