المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 شباط/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.february01.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أنَا أَتَيْتُ لِتَكُونَ لِلخِرَافِ حَيَاة، وتَكُونَ لَهُم وَافِرَة. أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِح. والرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذُلُ نَفْسَهُ عَنِ الخِرَاف

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/سجالات عون والحريري التافهة: قرفتونا حياتنا

الياس بجاني/دنيز رحمة وثقافة محامي الشيطان المخابرتية السورية الذمية

الياس بجاني/حزب الله يحرق طرابلس في ظل دولة مارقة وفاشلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 31/1/2021

51 وفاة و2139 إصابة جديدة بالفيروس.

"تسوية مع إيران"... تغريدةٌ لافتةٌ لـنوفل ضو

فتفت: مندسون من سرايا المقاومة بين محتجي طرابلس

الجيش: توقيف 17 شخصاً لمشاركتهم بأحداث طرابلس

٤٦٠ ألف عائلة فقيرة في لبنان... فأين قرض البنك الدولي؟

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وفاة النائب ميشال المر بعد إصابته بكورونا

ابنة أحد ضحايا المرفأ تسأل: “ليش بابا ما إجا على عيدي؟”

رسالة ألم من أم فقدت طفلها في انفجار مرفأ بيروت

اعتصام في ساحة النور وكلمات أكدت أن طرابلس ستبقى عروسة الثورة ومدينة السلام

وفاة شابين باحتراق منزلهما في سوق الذهب بطرابلس

عراجي: أطالب النيابة العامة التحقيق بتهريب الدواء ولجنة الصحة ستضع يدها على الموضوع

فهمي تفقد مبنى بلدية طرابلس وعقد اجتماعا أمنيا في السرايا

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

فساد مؤسسة خامنئي.. عقود مشبوهة ونهب أموال الإيرانيين/هؤلاء هم المتورطون مع فساد مؤسسة المرشد!

«تهديد مبطن لإيران»... وزير الدفاع الإسرائيلي يزور وحدة العمليات الخارجية

رئيس «الموساد» إلى واشنطن ناقلاً «قائمة مطالب» بخصوص «النووي الإيراني» بينها وقف تخصيب اليورانيوم والانسحاب من سوريا

علاقة خفية وضربة خاطفة واستهداف شخصيات.. هل تندلع الحرب بين "إسرائيل" وإيران؟

إيران: موقف إدارة بايدن “مخيب للآمال”

إيران تتجاهل المناشدات الدولية وتنفّذ الإعدام بحق ناشط من البلوش

هل يعيد روبرت مالي سياسات أوباما مع طهران مرة أخرى؟/المبعوث الأميركي الجديد باشر محادثات مع الأوروبيين حول برنامج إيران النووي

إيران تعدم الناشط السياسي البلوشي جاويد دهقان

ظريف لوفد طالبان: أميركا ليست وسيطاً جيداً/استقبال وفد من طالبان أثار حفيظة مسؤولين في الحكومة الأفغانية واعتبروا المحادثات مع الحركة بمثابة "إضفاء شرعية" على طالبان

إسرائيل تعتذر للإمارات عن «الحادث الدبلوماسي» بعد التصريح بأن السلام جلب موتى كثيرين

مصر وفرنسا تنفذان تدريباً جوياً مشتركاً

البؤرة الأولى لكورونا.. فريق الصحة العالمية في سوق ووهان

مغامر أميركي ينجو من سجون الأسد بطريقة استثنائية

قبل محاكمته… ترامب يخسر 5 من محاميه

العربي الجديد: تحذيرات من فيروس نيباه: أقوى من كورونا وقد يغزو آسيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يشوع بن نون/الأب سيمون عساف

صفحات من تاريخ لبنان: بين دامو وعشتار/الكولونيل شربل بركات

يا أولادَ الكَيْدِ، ويا أشباه المومياءات الزاحفة/بقلم المخرج يوسف ي. الخوري

رفض عون التمديد ناتج عن استحالة سياسية وشعبية/سعد الياس/موقع القوات اللبنانية

طرابلس مختبر تفاقم الأزمات اللبنانية/د. خطار أبودياب/العرب

ميشال المرّ: رحيل ظاهرة وعصر و"دولة"/إيلي الحاج/أساس ميديا

ماكرون في بيروت: رسائل إلى الرياض!/محمد قواص/سكاي نيوز

طرابلس: السحر ينقلب على الساحر/علي الحسيني/ليبانون ديبايت

طهران ترفع السّقف وواشنطن تتوخّى الحذر/راغدة درغام/النهار العربي

بايدن أقدر على حل المشكلة الإيرانية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إيران وسباق التسلح النووي/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

فيلتمان: السياسة الأميركية فشلت في سوريا… وماذا قال عن لبنان؟/إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط

البطريرك الراعي: الفقر وراء تظاهرات طرابلس وما كان شعب لبنان يوما يتيما مثلما هو اليوم

الجامعة الثقافية في العالم تتجه للأمم المتحدة: لوضع اليد الدولية على أموال سياسيي لبنان الفاسدين

فيصل كرامي:الثورة ستمتد من طرابلس الى كل لبنان وستتحول لانفجار

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا أَتَيْتُ لِتَكُونَ لِلخِرَافِ حَيَاة، وتَكُونَ لَهُم وَافِرَة. أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِح. والرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذُلُ نَفْسَهُ عَنِ الخِرَاف

إنجيل القدّيس يوحنّا/10/من01حتى16: قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ لا يَدْخُلُ حَظيرَةَ الخِرَافِ مِنْ بَابِهَا، بَلْ يَتَسَلَّقُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَر، فَهُوَ لِصٌّ وسَارِق. أَمَّا مَنْ يَدْخُلُ مِنَ البَابِ فَهُوَ رَاعِي الخِرَاف. لَهُ يَفْتَحُ البَوَّاب، وَالخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ بِأَسْمَائِهَا ويُخْرِجُهَا. وعِنْدَمَا يُخْرِجُ كُلَّ خِرَافِهِ، يَسيرُ قُدَّامَهَا، والخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ. أَمَّا الغَرِيبُ فَلَنْ تَتْبَعَهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لا تَعْرِفُ صَوْتَ الغُرَبَاء». قَالَ لَهُم يَسُوعُ هذَا المَثَل، فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا كَانَ يُكَلِّمُهُم بِهِ. فَعَادَ يَسُوعُ يَقُول: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف. جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوا قَبْلِي هُمْ سَارِقُونَ ولُصُوص، ولَمْ تَسْمَعْ لَهُمُ الخِرَاف. أَنَا هُوَ البَاب. فَمَنْ يَدْخُلْ مِنِّي يَخْلُصْ، يَدْخُلْ ويَخْرُجْ ويَجِدْ مَرعًى. السَّارِقُ لا يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ ويَذْبَحَ ويُهْلِك. أَنَا أَتَيْتُ لِتَكُونَ لِلخِرَافِ حَيَاة، وتَكُونَ لَهُم وَافِرَة. أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِح. والرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذُلُ نَفْسَهُ عَنِ الخِرَاف. أَمَّا الأَجِير، وهُوَ لَيْسَ بِرَاعٍ، ولَيْسَتِ الخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً، ويَتْرُكُ الخِرَافَ ويَهْرُب، فيَخْطَفُهَا الذِّئْبُ ويُبَدِّدُهَا؛ لأَنَّ الأَجِيرَ أَجِير، ولا يُبَالِي بِٱلخِرَاف. أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِح. أَعْرِفُ خِرَافِي وخَرِافِي تَعْرِفُنِي، كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وأَنَا أَعْرِفُ الآب، وأَبْذُلُ نَفْسِي عَنِ الخِرَاف. ولِي خِرَافٌ أُخْرَى لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الحَظِيرَة، عَلَيَّ أَنْ آتِيَ بِهَا هِيَ أَيْضًا. وَسَتَسْمَعُ صَوتِي، فَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ ورَاعٍ وَاحِد.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

سجالات عون والحريري التافهة: قرفتونا حياتنا

الياس بجاني/30 كان الثاني/2021

سجالات وتفاهات ونشر غسيل عون والحريري وقطعانهم والأبواق شي بيقرف وبيأكد عدم صلاحية الجوز وغنمية وصنمية كل يلي بيشد ع مشدون. تعتير

 

دنيز رحمة وثقافة محامي الشيطان المخابرتية السورية الذمية

الياس بجاني/30 كان الثاني/2021

حبذا لو ميشال المر صاحب ام تي في يتوقف عن معاقبة واستفزاز المشاهدين بواسطة دنيز رحمة التي تجري المقابلات مع نفسها وليس مع الضيوف

 

الياس بجاني/فيديو ونص: حزب الله يحرق طرابلس في ظل دولة مارقة وفاشلة هو يتحكم بكل مفاصلها

الياس بجاني/29 كان الثاني/2021

#حزب_الله_يحرق_طرابلس

http://eliasbejjaninews.com/archives/95364/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ad%d8%b1%d9%82-%d8%b7%d8%b1%d8%a7/

بداية فأنه لا يجب أن يغيب عن بال أي لبناني سيادي وحر بأن لبنان هو بلد محتل وحكمه مارق وفاشل، وأن قادته وأصحاب شركات الأحزاب فيه ودون استثناء واحد هم مجموعة مافياوية من أعطى المجرمين والقتلة والطرواديين وتجار الدم.

وهنا يصح وصفهم بمجموعتي المافيا والميليشيا كما يسميهم الناشط السيادي د. صالح المشنوق.

المافيا هي الطبقة السياسية والحزبية بكل تنوعاتها ومسمياتها ومستوياتها من داخل الحكم وخارجه، معارضة وموالية على حد سواء، والميليشيا هي حزب الله الذي يحكُم البلد ويُسيِّر المافيا خدمة لأجندة أسياده الملالي الفرس مقابل السكوت عن إجرامها وفسادها، في حين هي تقبل باحتلاله وتقويه وتضطهد وتعتقل وتخون كل من يقف ضده.

أما الكارثة الكبيرة التي تنخر عظام الوطن المحتل فتكمن في غباء وجهل قطعان أصحاب شركات الأحزاب السفلة والمنحطين المطبلين لكل فساد وإفساد وإجرام وعمالة الأصنام التي يعبدونها.

كما أنه من المهم جداً أن لا نُضيِّع البوصلة ونتغاضى عن دور حزب الله الإرهابي والإجرامي والتخريبي ونحن نرى ما يحدث في مدينة طرابلس من حرائق وتدمير وقتلي وجرحى وفوضى ومظاهرات وصدامات بين المتظاهرين والقوى الأمنية.

ومن المعروف لكل أهل طرابلس بأن لحزب الله ميليشيات مسلحة وخلايا إرهابية متواجدة في المدينة يتم استعمالها بين الحين والآخر خدمة لأجندة محور الشر السوري-الإيراني… وهنا أيضاً أدوار إجرامية مستمرة للمخابرات السورية الأسدية… ولا يجب علينا أن ننسى سلسلة المعارك الدموية بين جبل محسن والتبانة وتفجير مسجدي السلام والتقوى الإجراميين.

راهناً، يبدو أن فرسان الخندق الغميق والضاحية الجنوبية اللاهيين أو من على شاكلتهم قد وصلوا إلى طرابلس ويمارسون فيها منذ 4 أيام أعمال مقاومتهم اللاهية النتنة والإجرامية كما يراها ويفهمها زعيمي ما يسمى الثنائية الشيعية، نبيه بري والسيد أمونيوم.

منطقياً لا يمكن أن يقوم أي مواطن طرابلسي مسالم وغير تابع لمحور الشر أو للمجموعات الجهادية الأخونجية بإحراق مبنى البلدية أو محاولة اقتحام السراي أو أي موقع أمني أو حكومي كما هو حاصل حالياً.

وبناءً على المعطيات السابقة والماضية فإن من يقوم بهكذا أعمال إرهابية ومتفلتة من كل الوانين والأخلاق والقيم في طرابلس هم مجموعات من المرتزقة المأجورين والمدربين والمزودين بكل الأدوات اللازمة لهكذا ممارسات ما يعني أن حزب الله هو المسؤول الأول والأخير عما يجري في المدينة.

وفي هذا السياق فإن كل بيان مستنكر لما يحدث في طرابلس وصادر عن أي كان، حاكم أو سياسي أو مسؤول أو حزب أو رجل دين أو إعلامي أو حتى عن مواطن عادي ولا يأتي على ذكر احتلال حزب الله ومسؤوليته عن الأحداث فهو بيان ذمي ويخدم أجندة احتلال حزب الله للبنان.

يبقى أنه من حق أي مواطن أن يتظاهر ويحتج، ولكن بأسلوب سلمي وحضاري، كما أن كل عمل غضب وثورة وانتفاضة واحتجاج لا يكون ضد حزب الله الإرهابي هو عملياً خدمة لاحتلاله ولنجاح هدفه الساعي للمزيد من تفرقة اللبنانيين ووضعهم في مواجهة بعضهم البعض وقتل روح الوطنية بدواخلهم.

صلاتنا من أجل السلام في مدينة طرابلس ومن أجل شفاء الجرحى والرحمة لنفوس الضحايا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعون للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 31/1/2021

وطنية/الأحد 31 كانون الثاني 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كورونا يفتك بالبلاد والجوع يدق الأبواب، ويسجل 2139 إصابة جديدة بمقابل أحدى وخمسين حالة وفاة.

الإجراءات بين تجديد الإقفال ومخاطره الاجتماعية، وبين حاجاته الصحية لمواصلة تطويق ارتفاع أعداد المصابين، مع استمرار تصاعد الوفيات وبينهم اليوم: زميل من الاسرة الإعلامية، وممرضان من عائلة واحدة، والنائب ميشال المر الذي شغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء على مدى سنوات، وشكل أبرز رموز الحقبة السياسية لاتفاق الطائف ومرحلة الترويكا، التي كان يلعب فيها دور الإطفائي المواكب للاتفاقات والإعتكافات الى أن استكانت حركته في السنوات الأخيرة، بفعل المرض وتوفي جراء إصابته بكورونا.

سياسيا، طرابلس عنوان المرحلة لمنع مخاطر الانزلاق للفوضى وتوفير معالجات اقتصادية، فيما اتصال الرئيس الفرنسي برئيس الجمهورية حرك التكهنات عن مسار إنعاش محاولات تأليف الحكومة، وتقاطعت المعلومات عن مشاورات فرنسية تمهيدية تحضيرا لتحرك الرئيس ماكرون، الذي نقل عنه وصف عذاب اللبنانيين بأنه لا يقارن بعذاب اسطورة "سيزيف" اليونانية والصخرة الدائمة التدحرج، قائلا : "سأزور لبنان لكنني أريد أن تكون الزيارة مفيدة وسأحضرها، وأقوم بها فور توضيح أشياء أساسية ضمانا لتحقيق نتائج"، مشددا على أنه "سيفعل كل شيء ممكن كي تكون هناك حكومة على المدى القصير".

أما اتصال ماكرون ببايدن، فهو الآخر محط تحليلات تنزع الى اتجاه إبقاء لبنان خارج الأولويات الأميركية، بانتظار ترقب ما ستؤول إليه تطورات المنطقة، فهل سيبقى اللبنانيون في غرفة الانتظار، وماذا عن الوضع المالي والتحقيق الجنائي الذي لن ينتظر طويلا، ليأخذنا الى مرحلة جديدة بقرار داخلي او دون قرار؟.

بداية من صورة الأوضاع الميدانية، محتجون حاولوا قبل قليل قطع الطريق عند جسر الرينغ، احتجاجا على توقيف أحد الناشطين. ومحتجون يقطعون اوتوستراد رياق بالإطارات المشتعلة بسبب تردي الأوضاع، وفي عاصمة الشمال تصاعد المواجهات بعد السادسة بين القوى الأمنية ومجموعات المعتصمين...التفاصيل مع الزميل عبد الكريم فياض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لم يكن ينقص العالم المنكوب بكورونا، إلا أن يطل براسه فيروس آخر ليس أقل خطورة، فهل يتسبب (NIPAH) بجائحة كونية جديدة، انطلاقا من آسيا؟.

على إيقاع الإعلان عن الفيروس الجديد مخاوف لبنانية من سلالات كورونا المتوالدة، حتى ليبدو اللبنانيون في سباق بين هذه الغزوة الوبائية وبين اللقاحات التي يفترض أن تصل أولى دفعاتها من (فايزر) منتصف شباط، تليها أول شحنة من (استرازينيكا) أواخر الشهر نفسه.

الإنفراج الصحي المأمول أن يطل من باب اللقاحات، يوزايه انفراج أمني سجلته طرابلس التي يسودها لليوم الثاني هدوء نسبي، لكن دعوات إلى اعتصامات في المدينة وجهت اليوم، فهل يخرق الهدوء أم يظل الحراك تحت سقفه؟!.

سياسيا، أيضا خفت حدة التراشق على جبهة قصر بعبدا - ميرنا الشالوحي من جهة، وبيت الوسط من جهة أخرى، من دون أن تنزع صواعق هذه المعركة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.

من هنا جاء تحذير البطريرك الماروني بشارة الراعي من أنه إذا لم تصطلح العلاقة بين الإثنين، لن تكون لنا حكومة، محذرا من أن الإمعان في التعطيل يتسبب بثورة جياع. وفي ظل انسداد الأفق السياسي داخليا، يراهن كثيرون على البعد الخارجي وتحديدا الفرنسي، ارتكازا على الإطلالات المتكررة للرئيس إيمانويل ماكرون على المشهد اللبناني، فهل تنتج هذه الإطلالات إنعاشا لمبادرته قريبا؟.

في الانتظار، فقد لبنان اليوم واحدة من قاماته السياسية المهمة. رحل ميشال المر عن تسعة وثمانين عاما بعد معاناة مع المرض ثم إصابته بكورونا، تاركا بصمات سياسية عديدة منذ العام 1968، حتى لقبه كثيرون بصانع رؤساء الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنه جيفري فيلتمان مجددا، وليس أي مسؤول أميركي آخر يمر من دون أثر تخريبي في المنطقة، ولا أي شخصية لا يؤخذ باعترافاته المتلاحقة حول فشل تمويل جماعات واشنطن في لبنان لمحاصرة "حزب الله"، ثم إقراره بأن الإدارة الأميركية فشلت في سوريا… الثابتة، التي تؤخذ من اعتراف فيلتمان هي أن حديثه عن الفشل في سوريا لم يأت إلا بعد الحاق الدمار فيها، وسفك دماء شعبها على يد الإرهاب الأميركي، وبعد ضرب لبنان اقتصاديا ومعيشيا وإخراجه عن سكة الاستقرار..

أما ما يجب التوقف عنده في كلام المسؤول الاميركي للشرق الاوسط، فهو ربطه الأزمة الإقتصادية في لبنان بالضغط الإقتصادي على سوريا، والرهان على ذلك لاستدراج دمشق الى التفاوض، وكذلك حلفائها في روسيا وايران..

وللمتباهين بعلاقتهم مع صديقهم "جف"، والمتربين على تعليماته، والمشتاقين الدائمين لدفء صوته ورنة هاتفه: ماذا تقولون أمام الاعتراف الصريح والصارخ بأن وجع بلدكم من صنع حليفكم؟، وماذا تقولون لجمهوركم الجائع كسائر اللبنانيين المتخبطين بأزمات عميقة سببها الحصار الأميركي؟.

وللجائعين في لبنان كلمة: هذا فيلتمان قد اعترف بان جوعكم صنع في بلاده، فهل من موقف بوجه إدارته التي يسرها احتراق وطنكم؟.. لا شك، أن مصلحة اللبنانين تكون في الوعي وتوحيد إدارتهم على مشروع إنقاذي لوطنهم، وتقاربهم على حلول معتبرة للأزمة السياسية والحكومية.

والى حين تحقيق ذلك، او شيء منه، يبقى فيروس كورونا فارضا قبضته على عنق لبنان، مع مؤشرات حملتها الأرقام الصحية خلال اليومين الماضيين وتؤخذ بعين الاعتبار، كما يمكن أن تؤسس لخفض إجراءات الإقفال العام، بشرط الحفاظ على نسبة الالتزام الحالية ليكون الاسبوع المقبل، اسبوعا حاسما في مسار مواجهة كورونا..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

التدقيق الجنائي الآن مطلب أول، أما التدقيق السياسي في كل آن، فمطلب دائم.

التدقيق الجنائي الآن هاشتاغ، حل أولا اليوم على مواقع التواصل، ولا سيما تويتر، معبرا بذلك عن إرادة وطنية، عابرة للطوائف والمذاهب والقوى السياسية بإجرائه، ولو أن الوقائع باتت معروفة لناحية أن أول المطالبين به منذ عقود هو الرئيس ميشال عون، وأكثر المدافعين عنه اليوم هو "التيار الوطني الحر".

لكن، إذا كان التدقيق الجنائي الآن مطلبا أول، على الجهات المعنية في الدولة أن تنفذه، وعلى الجهات السياسية المعرقلة المعروفة أن تلتزم به فعلا مع القول، فالتدقيق السياسي في كل آن مطلب دائم، بل واجب دائم، على جميع المواطنات والمواطنين ان يواظبوا على آدائه لسببين:

السبب الأول، كي يتذكروا دائما من كان يحذرهم من خطر الوصول إلى الأزمة التي وصلنا اليها، ويلقى كلامه تجاهلا تاما بلغ حد التسخيف، من قبل المرتكبين المخفيين يومها.

أما السبب الثاني، فكي يتأكدوا يوما بعد يوم، أن الجريمة التي وقعت، ثمة من غطاها منذ ثلاثين سنة بمواقف سياسية وتشريعات وقرارات حكومية وحملات إعلامية مباشرة او غير مباشرة.

ومتى أدرك اللبنانييون من حذرهم وفهموا من غطى الجريمة في حقهم، نكون تقدمنا كوطن خطوة جبارة على درب المحاسبة الشعبية، التي لا ينبغي أن تنفصل من الآن فصاعدا عن المحسابة المؤسساتية، الإدارية والقضائية، وفق نص الدستور ومنطق القانون.

وفي انتظار تحول المطلب الإصلاحي الأول أمرا واقعا يطمئن اللبنانيون إلى أن محاولات العرقلة توقفت، الأنظار نحو مساعي وقف العرقلة على مسار تأليف الحكومة، انطلاقا من المبادرة الفرنسية التي يشكل التدقيق الجنائي محورا من محاورها. فما هي الخطوة الفرنسية التالية بعد اتصال الرئيسين عون وماكرون أمس؟، الجواب في سياق نشرة الاخبار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لم تنجح المنظومة في حرف الأنظار عن الكوارث والجرائم التي ترتكبها، بحصر المشكلة في طرابلس وتصويرها على أنها فجوة البركان وعين العاصفة. تخطىء المنظومة إن اعتقدت أنها بشرشفها الممزق الملوث بدم شعبها وغبار خراب الدولة، يمكن أن تغطي السموات بالقبوات.

لا، كل لبنان هو طرابلس تضامنا، وكل لبنان هو طرابلس فقرا وقلة وجوعا ومرضا، فقد فشلت الطبقة المتحكمة في تعميم الإنماء المتوازن واللامركزية الموسعة، لكنها نجحت نجاحا منقطع النظير في تعميم الخراب على مساحة الجمهورية التعيسة.

نعم، ما حصل في طرابلس مرئي بوضوح من بيروت الشهيدة، ومن النبطية وصور وزحلة وبعلبك والجديدة وبكفيا وجونية وجبيل والبترون وبشري وعكار. والمشهد اللبناني الكارثي الأشبه بالمرفأ بعد الرابع من آب، مرئي أيضا أكثر وأوضح من العالم أجمع.

وما هو معيب في هذا المشهد، أن المرتكبين معروفون بالعناوين والأسماء وبالجرائم التي ارتكبوها. وما هو مخجل هو إصرارهم على الإنكار والتجبر ومواصلة المسار الجرمي، لا يهزهم موت ولا يصحيهم ضمير. لا كوبيتش أيقظهم، ولا البطريرك الراعي فرملهم، ولا الرئيس الفرنسي حرك الحياء في عروقهم. لا حكومة لا إصلاح لا شفافية ولا تبدل في النهج...

لقد راهنوا على رحيل ترامب، وهم يراهنون على بايدن، إيراني ينطق بالفارسية، وعلى استيعاب الرئيس ماكرون وتسخيره أو تفشيله. ومشروعهم يقوم على تمديد الحالة الشاذة من خلال تشويه الإستحقاقات الدستورية وتعليقها وتطويعها تمديدا لسلطتهم وتسلطهم، ولو جاع الشعب ومرض ومات وانهارت الدولة.

وسط السواد والعواصف التي تضرب الوطن، هوت السنديانة المتنية العتيقة، لقد رحل ميشال المر، أحد آخر رجال الدولة المخضرمين، ميشال المر الذي لم ينحن أمام التحديات ولم تغره المناصب، وظل البتغريني المتواضع الجاهز دائما لخدمة الناس، الحاضن لشعبه في الملمات والشدائد، انحنى أمام السنين والمرض والحزن على ما حل بلبنان، وانتقل بصمت الكبار الى مطارح الذاكرة الجميلة حيث يسكن أمثاله.

الـmtv إدارة وموظفين، تتقدم من عائلة المر ومن البتغرينيين والمتنيين واللبنانيين بأحر التعازي، والدعاء بأن يسكنه الله فسيح جناته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

هدنة أم التقاط أنفاس أم خوف من المجهول؟، هذا هو واقع طرابلس اليوم. فبعد الأيام الأربعة العصيبة، تتوالى المحاولات للتهدئة، ولكن وفق أي أسس؟.

ما بعد ليلة الحرائق ليس كما قبلها...كم هائل من علامات الإستفهام حول الظروف والخلفيات، لكن التحقيقات ما زالت في البداية، وبحسب مصدر في التحقيق فإن دوافع الموقوفين وارتباطاتهم لم تتضح بعد تماما.

حتى الساعة، ما زالت السلطة تتعاطى مع ملف طرابلس بشيء من الإنكار، وكأن المسألة مجرد مسألة أمنية، متناسية ربما أن الوضع في عاصمة الشمال أبعد من مجرد كونه إشكالا أمنيا، وحالة الإنكار هذه ربما متأتية من عجز السلطة عن تقديم أي شيء لطرابلس، باستثناء الوعود طبعا.

فوضع طرابلس حظي بمجلس أمن مركزي ولم يحظ بمجلس أعلى للدفاع، علما أن قضايا توازي أحداث طرابلس، وربما أقل منها خطورة، حظيت باجتماع للمجلس الأعلى للدفاع، فهل من رسالة؟، ولمن؟.

في الموازاة، ما زال وباء كورونا يحصد وفيات وإصابات. اليوم تم تسجيل واحد وخمسين وفاة، وألفين ومئة وتسع وثلاثين إصابة...عدد الإصابات شهد انخفاضا، لكن عدد الوفيات ما زال على وتيرة مرتفعة.

واليوم هزم وباء كورونا النائب ميشال المر، وبوفاته ينقص عدد أعضاء مجلس النواب تسعة نواب، باستقالة ثمانية، ووفاة "أبو الياس"، فهل تكون استوت لإجراء انتخابات فرعية ؟، خصوصا أن المقاعد الشاغرة هي ثلاثة في المتن وحده من أصل ثمانية نواب، أي أقل من النصف بنائب، فإذا لم تجرِ هذه الإنتخابات، هل يبقى التمثيل المتني على نصف العدد زائدا واحدا؟.

وإذا جرت هذه الإنتخابات، فإنها المرة الأولى التي تجري في غياب ميشال المر، الذي كان حاضرا فيها سواء في الإنتخابات العامة أو الفرعية، وجهد ليكون "الارثوذكسي الأول" في السياسة، سواء نيابيا أو وزاريا، أو في الشأن العام. لكن وباء كورونا هزمه ، وهذا المساء ووري في الثرى في بتغرين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من بين وباء وجوع وحرب، وتدقيق جنائي وفقدان مناعة حكومية.. هناك من لديه خطط لتنفيذ جريمة.. وقتل امراة يغار منها النهار زينة كنجو.. حلوة لبنان سيجت زوجها بعبارات الحب وشراكة العمر.. وكانت كلماتها تخرج جهارا من وسائل التواصل لتقديس رجل كتب بالأمس نهاية لحياتها، وبدا أن جائحة كورونا لديها معاونون على الأرض متمرسون في قطع الأنفاس والقتل خنقا.. وهذ ما يتهم به الزوج إلى تاريخه، قبل أن تقرر التحقيقات مسارا آخر أفلت الزوج من العقاب واختفى..

لكن الجديد ترصد خلال النشرة اتصالا يدلي فيه بشهادته ويقول: "بكرا الإيام بتبين كل شي"، وأنا الذي اتصلت بالشرطة وإلى أن تبين الأيام.. فإن جرائم التعنيف ضد النساء مستمرة.. ما دام الإفلات من المحاسبة يتكرر، سواء بعدم تسريع المحاكمات أو بالأحكام المخففة، أو كحالة اليوم بالهروب من وجه العدالة.

وفي جرائم التعنيف السياسي، فإن الشريكين المنفصلين ميشال عون وسعد الحريري لا يزالان في وضعية أبغض الحلال.. في انتظار جمع شمل العائلة المشتتة على أيدي الراعي الفرنسي، أما الراعي اللبناني فقد أنزل عليهما سوط الكنيسة وقال للرئيسين: "هذه ليست أصول العلاقة بين رئيس جمهورية يفترض أن يكون فوق الصراعات والأحزاب، وبين رئيس مكلف يفترض أن يستوعب الجميع ويتحرر من الجميع.. وليست هذه أصول العلاقة بينهما"، وأضاف: "إن الإمعان في التعطيل يتسبب بثورة الجياع وحرمانهم أبسط حقوقهم، ويدفع بالبلاد إلى الإنهيار.. وهذا منطق تآمري وهدام يستلزم وضع حد له من أجل إنقاذ لبنان".

لكن الرئيسين لا يباليان بصوت الكنيسة، فماذا عن عودة المبادرة الفرنسية؟. فالرئيس ايمانويل ماكرون دخل هذه المرة بتحريك الاتفاق النووي الايراني من "ملعقة" لبنانية.. وافتتح هذا المسار المكلف به أميركيا عبر ملف الحكومة وتشير معلومات الجديد أن ماكرون سيتسأنف اتصالاته بعد ميشال عون مع الرئيس المكلف سعد الحريري، وتكشف بالتوازي أن اتصالا سبق ان حصل بين الامين العام ل- "حزب الله" السيد حسن نصرالله، ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، تخلله نقاش حول أسباب طلب باسيل الثلث المعطل.

وحركة التشاور الهاتفية هذه لا يبدو أنها أثمرت أي توافق.. وربما يكون الحل الأكثر شفافية للرأي العام هو إجراء مناظرة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في قصر بعبدا، وبحضور الإعلام الذي له أن يكون شاهدا ومتدخلا ليحكم اللبنانيون على المتسببين بالتعطيل، وأزمة الحكم.

الإشتباك السياسي على الأرض الحكومية.. يسير ومواجهات لم تهدا ميدانيا وساحتها طرابلس التي تجددت مطارداتها هذا المساء، مع المزيد من القنابل المسيلة للدموع. وقد زار وزير الداخلية مدينة طرابلس وعقد اجتماعا أمنيا في سرايا المدينة، وهو قال في اتصال مع الجديد: "إن هناك هدفا لإسقاط هيبة الدولة"، نافيا "وجود ستمئة عنصر من قوى الأمن في السرايا ولم تعط أمر التدخل" وقال: إن هذه العناصر لا تملك سوى العصي وليس الأسلحة متهما "مندسين تمولوا من "الله أعلم مين".

ومن أيام مريضة ونارية ومتأزمة.. يغادر ميشال المر ساحة لبنان، وهو على قيد النيابة.. "ابو الياس" إسم من عصب الحياة السياسية اللبنانية لعقود.. رحل مرفوعا على أكتاف مجلس النواب بعد أن رفعته الإنتخابات النيابية مرارا رجلا للسلطة، شريكا فيها ومتدخلا وصانعا لطابقها المر، واحد من زعامات عمرت طويلا الى أن امتلكت سر التركيبة ومفتاحها.

 

51 وفاة و2139 إصابة جديدة بالفيروس.

وزارة الصحة اللبنانية/31 كانون الثاني/2021

يستمرّ عدّاد "كورونا" في لبنان بالارتفاع، وفقد أعلنت وزارة الصحة اليوم، تسجيل 51 وفاة و2139 إصابة جديدة بالفيروس.

 

"تسوية مع إيران"... تغريدةٌ لافتةٌ لـنوفل ضو

موقع أي أم ليبانون/31 كانون الثاني/2021

غرّد منسق عام التجمع من أجل السيادة نوفل ضو على حسابه عبر "تويتر" كاتِباً: "المبادرة الفرنسية وأي مبادرة أخرى، لن تؤدي الى استقرار سياسي مستدام وانتعاش اقتصادي وحلول اجتماعية في لبنان، ما لم تتخلَّ عن المساومة مع ايران وحزب الله على حساب سيادة الدولة وحق الشعب في تقرير مصيره!". ولفت الى أن "المبادرة الفرنسية تسوية مع ايران تعيد انتاج صفقة التسوية الداخلية مع حزب الله!".

 

فتفت: مندسون من سرايا المقاومة بين محتجي طرابلس

الكلمة أولاين/31 كانون الثاني/2021

عن احداث طرابلس، رأى النائب السابق احمد فتفت اننا نعالج وجع الرأس بدلا من معالجة السرطان الا وهو الوصاية الايرانية. اشار النائب السابق احمد فتفت الى معلومات وصلت اليه عن وجود مندسين من سرايا المقاومة بين المحتجين في طرابلس. واعتبر فتفت في مداخلة عبر "الجديد" ان الفقر والحرمان والقهر في المدينة يحتاج الى قرار من الدولة اللبنانية وليس الى تيار المستقبل وسياسيي المدينة، ولكن فالج لا تعالج لأننا نعالج وجع الرأس بدل معالجة السرطان الا وهو الوصاية الايرانية.

 

الجيش: توقيف 17 شخصاً لمشاركتهم بأحداث طرابلس

وطنية/31 كانون الثاني/2021

صدر عن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه البيان الآتي: إلحاقاً ببيانها السابق المتعلق بالأحداث التي شهدتها مدينة طرابلس في الأيام القليلة الماضية، أوقفت دورية من مديرية المخابرات 17 شخصاً لقيامهم بأعمال شغب وتخريب وتعدّي على الممتلكات العامة والخاصة، ورمي قنابل مولوتوف بإتجاه القوى الأمنية، والإشتباه بمشاركة عدد منهم في إحراق مبنى البلدية ورمي قنابل يدوية باتجاه سراي طرابلس. بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص، وتتم المتابعة لتوقيف باقي المتورطين.

 

 

٤٦٠ ألف عائلة فقيرة في لبنان... فأين قرض البنك الدولي؟

الأنباء/31 كانون الثاني/2021

مع استمرار الاقفال العام واحتمال تمديده مرة جديدة لحصر انتشار فيروس كورونا، وبعد التحركات الشعبية المطالبة بتقديم مساعدات اجتماعية تمكّن الناس من الصمود في وجه الأزمة والإقفال، وقّع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني خطة المساعدات الاجتماعية عبر قرض البنك الدولي. وفي هذا السياق، أشار الخبير في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى ان عدد اللبنانيين اليوم يبلغ 6 ملايين و500 الف نسمة، المقيمون منهم 4 ملايين و300 ألف نسمة، والمسافرون مليون و260 ألف نسمة، في حين كانت تبلغ طبقة الأغنياء نسبة 5 في المئة، الطبقة المتوسطة 70 في المئة والطبقة الفقيرة 25 في المئة، 10 منهم هم تحت خط الفقر، ما يعني ان دخلهم لا يؤمن لهم سوى ربطة الخبز وقوت بسيط. وقال شمس الدين: "على مرّ السنين العشرين الماضية تناقصت نسبة الطبقة الوسطى الى 40 في المئة، وأصبحت الطبقة الفقيرة تمثل 55 في المئة، ما يعني ان هناك مليونين و360 الف لبناني فقراء بما يوازي 460 ألف أسرة، و220 ألف أسرة هم الأكثر فقرا". وأشار شمس الدين الى انه "في العام 2011 أحصى برنامج الأسر الأكثر فقرا 43 ألف اسرة، 15 ألف أسرة تستفيد من المساعدات و28 الف اسرة تستفيد فقط من مساعدات التسجيل في المدارس والمستشفيات الحكومية. فبعد القرض من البنك الدولي المطلوب احصاء جديد لمليونين و200 الف نسمة يتواجدون في بؤر أساسية في عكار والمنية والهرمل وطربلس وحي السلم وغيرها من المناطق اللبنانية". شمس الدين لفت الى "مجموعة عوائق قانونية يجب حلّها ليصبح مشروع القرض نافذاً، كي يُوزّع على الأسر الأكثر فقرا، المشكلة الأولى قانونية فصحيح أن وزير المال وقّع على القرض لكن هذا لا يكفي بل يتطلب جلسة لمجلس الوزراء تعقد استثنائيا لإحالته بمشروع قانون الى مجلس النواب لإقراره، وإذا كانت الحكومة المستقيلة لا تستطيع ان تعقد جلسة فتستطيع ان تقرّه بمرسوم جوّال ولا زلنا نذكر المراسيم الجوالة في فترات سابقة".

وأشار شمس الدين الى أن "المشكلة الثانية تمكن بأن البعض يطالب بتسليم الدولارات لمصرف لبنان ليعزز احتياطه النقدي على ان يسلّم بدوره المساعدات على اساس سعر صرف الدولار 6250 ليرة لبنانية، بمعنى ان كل أسرة مكوّنة من 4 اشخاص تستفيد بمبلغ 600 ألف ليرة، ونحن رأينا أن تُسلّم المساعدات بالدولار من دون تدخل مصرف لبنان، فعندها سيكون هناك سيولة في الاسواق وما يسعى اليه المصرف المركزي تؤمنه المساعدات التي وُزعت على الناس". وقال شمس الدين: "وزارة الشؤون الاجتماعية أحصت 250 ألف أسرة فقيرة، في حين أن عدد هذه الأسر اليوم هو 460 ألف أسرة وكلما زاد الانهيار زادت البطالة وارتفع عدد هذه الأسر".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وفاة النائب ميشال المر بعد إصابته بكورونا

 إم تي في اللبنانية/31 كانون الثاني 2021

توفي النائب ميشال المر (مواليد 1931)، نتيجة مضاعفات إصابته بفيروس كورونا منذ شهر ونصف تقريبًا، حيث دخل المستشفى منذ أسابيع. وطلبت عائلة المر من المحبين الصلاة على روحه في منازلهم. والمر رئيس السنّ في المجلس النيابي الحالي، وشغل لسنواتٍ طويلة منصب نائب رئيس الحكومة، كما انتخب في العام 2004 نائباً لرئيس مجلس النواب، وتولّى أكثر من منصب وزاري.

وانتخب نائباً في دورات عدّة، آخرها في العام 2018.

 

ابنة أحد ضحايا المرفأ تسأل: “ليش بابا ما إجا على عيدي؟”

موقع أي أم ليبانون/31 كانون الثاني/2021

وجّهت زوجة المهندس الشهيد جاك ضو، الذي قُتل في انفجار مرفأ بيروت، رسالة له عبر “فيسبوك”، بمناسبة عيد ميلاد ابنتهما. وقالت في المنشور: “ليش بابا ما إجا على عيدي؟” هيدا كان سؤال بنتي ريتا بيوم عيدا الرّابع أوّل عيد من دون بابا جاك يلي اغتالو المجرمين بمجزرة مرفأ بيروت. وهيّي يلّي انكتبلا عمر جديد بعد إصابتا بالانفجار. حدا منكن يا سلطتنا الفاسدة يجاوب بنتي على سؤالا ويقلاّ كرمال مين وليش مات البابا…كان حابب يعيّد معِك كتير سنين وتِكبَري ويشوفك عروس… بسَ إذا ما في عدالة بالارض وين رح تهربو من عدالة ربّنا هوي رح يجازي كل شخص حرم ولادي وولاد كتار من حنان وحب بيّاتهن… بابا بعيّدِك من السّما وبقلّك ما تزعلي أنا ملاكك ودايما حدّك وما بتركِك “يا حبيبِة قلبو لجاكو”.

 

رسالة ألم من أم فقدت طفلها في انفجار مرفأ بيروت

جوني فخري/العربية/31 كانون الثاني 2021

في دقيقة واحدة حدث كل شيء بسرعة. كانت ساره تجلس مع طفلها إسحاق تتناول العشاء وتغنّي أغاني الأطفال، قبل أن تنقلب حياتها رأساً على عقب وكأنها في فيلم هوليوودي تشارك في تمثيل أحد مشاهده. القصة بدأت في السادسة والدقيقة الثامنة مساء الرابع من آب الماضي، حيث دوى انفجار هائل في العاصمة اللبنانية بيروت استهدف المرفأ وخلّف وراءه مئات القتلى وآلاف الجرحى. من بين ضحايا ذاك اليوم المأساوي، الطفل إسحاق، ابن سارة كوبلاند، موظفة في الأمم المتحدة تعمل على قضايا الجندر وحقوق النساء UNESCWA في أستراليا، نيويورك وبيروت. فبعد خمسة أشهر على فقدان فلذة كبدها، أعلنت سارة عبر صفحتها على “تويتر” أنها ستشارك متابعيها تجربتها في الحزن والصدمة، علّها تساهم في بلسمة جراح قلبها الذي احترق على وحيدها، وتستفيق تدريجياً من كابوس الانفجار بعدما كانت تعيش حلماً جميلاً مع طفلها كما تقول. ولا تزال سارة الأم، ترفض استيعاب ما حصل معها، حيث باتت جزءاً من هذا التاريخ اللبناني المأساوي بعد فقدانها طفلها، إبن الثمانية عشر شهراً. وهي تعيش في حالة متواصلة من التنافر المعرفي cognitive dissonance. وقالت لـ”العربية.نت” “الرابع من أب بالنسبة لي يعني اليوم الذي تغيّرت فيه حياتي إلى الأبد، إنه اليوم الذي فقدت فيه كل شيء. إنه يوم بدأ بشكل طبيعي وانتهى بأسوأ طريقة ممكنة بوفاة ابني الغالي إسحاق. ستبقى أحداث 4 أب معي إلى الأبد. الدمار الذي رأيته وسمعته لا يزال يطاردني. عقلي لا يزال لا يستوعب أحداث ذلك اليوم، أو وفاة ابني”. وبدأت سارة الكتابة عن وفاة إسحاق كطريقة لمعالجة أفكارها وتنظيمها على حدّ قولها، مشيرةً إلى “أن ما عشناه أبعد من عالم الخيال لدرجة أنني ما زلت أعاني من أجل فهمه. كما أن الحزن يجلب معه العديد من المشاعر المختلفة كالغضب والشعور بالذنب واليأس”. كما أوضحت قائلة “تساعدني الكتابة في التعامل مع هذه المشاعر المختلفة. كما أنه يمكن أن يكون لها تأثير أكبر، بحيث تُساعد الناس على عدم “نسيان” ما حدث في بيروت في الرابع من أغسطس، وتذكيرهم بوجود وجوه بشرية وراء المأساة”. من هنا، تعتبر ساره “أن مع انتشار وباء كورونا بين الدول بالإضافة إلى أحداث عالمية أخرى، غاب الانتباه الدولي عن لبنان، لكن الناس ما زالوا يعانون مما حصل في وقت لم تتحقق العدالة. لذا، من الممكن أن تساعد الكتابة عن تجربتي وما حدث لابني في لفت الانتباه مرة أخرى إلى بيروت”. إلى ذلك، أضافت :”مع أن انفجار بيروت الذي هو أكبر انفجار غير نووي في التاريخ، وهو ما يستوجب محاسبة المسؤولين عنه، غير أن التحقيقات بشأنه حتى الآن مُخيبة للآمال للغاية. وتابعت: “السلطات اللبنانية قالت في البداية إن التحقيق سيستغرق خمسة أيام، لكن بعد أكثر من خمسة أشهر لم يتم التوصل إلى نتيجة، وبدلاً من ذلك نرى السلطات تحاول تقييد نطاق التحقيق وتجنّب المساءلة”. كما أكدت “أن التأخير بالتحقيقات له تداعيات هائلة تتجاوز الحاجة الواضحة للعدالة. فعلى سبيل المثال، لن تدفع شركات التأمين أي مدفوعات حتى يتم الكشف عن نتائج التحقيق الرسمي، وهذا يعني أن الكثير من الأشخاص الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم غير قادرين على تلقي أي تعويضات من شركات التأمين”. وبناءً على ذلك، كشفت سارة “أنها تعمل مع مجموعة من أهالي الضحايا الذين يطالبون بإجراء تحقيق مستقل وحيادي وشفّاف من أجل ضمان العدالة للضحايا على أفضل وجه”. وعمّن برأيها مسؤول عن مأساة الرابع من أب، قالت “لا أريد التكهن بمن المسؤول بالضبط، فالتحقيق المستقلّ والحيادي والشفّاف كفيل بتحديد المسؤول، لكن من الواضح أن الانفجار كان نتيجة للفساد الخبيث والإهمال الشديد. فمن المُشين أن تبقى مادة نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت لمدة سبع سنوات، وأن تُخزّن بطريقة عشوائية في وقت أن وزراء ومسؤولين كانوا على علم بوجودها.” وتساءلت “عندما بدأ اندلاع النيران في أحد المستودعات في المرفأ، لماذا لم يتم تنبيه أهالي بيروت للابتعاد عن النوافذ”؟ .كما أضافت “كان من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح بما في ذلك حياة ابني إسحاق لو تم تحذير الناس من مخاطر ما يجري في المرفأ”.

سأبقى أحبك.. وختمت الأم المصدومة حتى الآن حديثها لـ”العربية.نت” برسالة إلى ابنها إسحق “كل يوم يمرّ سأبقى أحبّك بكل ذرة من كياني وأفتقدك في كل دقيقة. آسفة لأنني لم أستطع حمايتك، لكنني سأستمر في النضال من أجل العدالة لضمان محاسبة أولئك الذين قضوا على حياتك”.

 

اعتصام في ساحة النور وكلمات أكدت أن طرابلس ستبقى عروسة الثورة ومدينة السلام

وطنية - الأحد 31 كانون الثاني 2021

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن الاعتصامات والاحتجاجات في ساحة النور في طرابلس لا تزال مستمرة حتى الساعة، ورفعت الوفود التي أتت من مختلف المناطق اللبنانية العلم اللبناني، واللافتات المطالبة برحيل المسؤولين كافة، وردد المشاركون هتافات "الحراك الشعبي" التي باتت معلومة: "كلن يعني كلن، محاربة الفساد، ومحاسبة الفاسدين". وألقيت كلمات عدة من الناشطين حملوا فيها الطبقة الحاكمة "مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي وارتفاع سعر صرف الدولار"، مؤكدين أن "هذه الطبقة السياسية غير مؤهلة لاعادة النمو الاقتصادي ومحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين"، وأشاروا الى أنهم "أتوا الى طرابلس للتضامن مع أبنائها والوقوف الى جانبهم"، لافتين الى أن "طرابلس ستبقى عروسة الثورة وهي مدينة العلم والعلماء ومدينة العيش المشترك ومدينة السلام والمحبة والحرية ومدينة الايمان والتقوى". ورفضت الكلمات "العبث بأمن المدينة من أي جهة كانت ومحاولة استخدامها كصندوق بريد"، مؤكدين أن "الاعتصامات والاحتجاجات مستمرة حتى تحقيق المطالب كافة".

 

وفاة شابين باحتراق منزلهما في سوق الذهب بطرابلس

وطنية - الأحد 31 كانون الثاني 2021

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس أن الشابين (أ ل) و(ع.ل) توفيا نتيجة حريق داخل منزلهما في سوق الصاغة داخل المدينة القديمة المخصص لبيع المجوهرات، وعملت فرق الاسعاف والبحث والإنقاذ التابعة لجهاز الطوارئ والإغاثة على إخراج جثتيهما من تحت ركام السقف المحترق، وذلك بمؤازرة من فرق الدفاع المدني وفوج الإطفاء. وقد نقلا إلى المستشفى الإسلامي ومن ثم تم تشييعهما إلى مثواهما الأخير في مدافن باب الرمل. من جهة ثانية، عمل فوج إطفاء طرابلس على إخماد حريق أتى على منزل في منطقة أبي سمراء يعود للمدعو عامر.ع، واقتصرت الاضرار على الماديات، وتردد أن الحريق ناتج عن احتكاك كهربائي.

 

عراجي: أطالب النيابة العامة التحقيق بتهريب الدواء ولجنة الصحة ستضع يدها على الموضوع

وطنية - الإثنين 01 شباط 2021

حذر رئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عاصم عراجي من تهريب الدواء إلى الخارج. زقال في بيان: "كل يوم نسمع من هنا وهناك عن تهريب عبر طرق شرعية وغير شرعية للكثير من المواد المدعومة من مصرف لبنان وأهمها الدواء وآخر هذه الأخبار ما صدر على لسان مواطن لبناني مقيم في كنشاسا بإفريقيا البارحة مشكورا إذ كشف عبر أحد وسائل الإعلام بنشرة الأخبار ان هناك كمية من الأدوية مهربة من لبنان الى كنشاسا وبعد التواصل مع نقيب مستوردي الأدوية أخبرني بأن كمية كبيرة من هذا الدواء (دواء ضغط) 19 ألف علبة وزعت خلال أقل من شهر على المستودعات والصيدليات والدواء مفقود من السوق."

وأضاف: "لذا فإنني أطالب النيابة العامة التحقيق بالأمر وإعتبار هذا التقرير الذي ظهر في نشرة الأخبار بمثابة إخبار. إذ في وقت يعاني المواطن اللبناني الأمرين حتى يحصل على الدواء، والدواء المدعوم يتهرب إلى الخارج. فهناك نقص حاد بالأدوية التي تستعمل بالمستشفيات."

ولفت إلى "أن لجنة الصحة النيابية بصدد وضع يدها على الموضوع ومسائلة المعنيين بموضوع الدواء مستوردين ومستودعات ومديرية الجمارك لمعرفة المسؤول عن تهريب الدواء خارج حدود الوطن."

 

فهمي تفقد مبنى بلدية طرابلس وعقد اجتماعا أمنيا في السرايا

وطنية - الأحد 31 كانون الثاني 2021

تفقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال العميد محمد فهمي مبنى بلدية طرابلس، واطلع على الاضرار الناجمة عن الحريق الذي اندلع ليل أول من أمس. وجال أيضا في كل من سرايا المدينة والمحكمة الشرعية السنية التي طالتها أعمال الشغب. وتفقد وزير الداخلية الوحدات الامنية المنتشرة في أرجاء البلدة، ثم عقد اجتماعا في السرايا، حضره قائد منطقة الشمال العقيد يوسف درويش وقائد سرية طرابلس في قوى الامن الداخلي العقيد عبد الناصر غمراوي ورئيس فرع معلومات الشمال العقيد محمد العرب وآمر مفرزة استقصاء الشمال الرائد بطرس سيدة. ونوه فهمي في كلمته ب "الدور والجهود التي بذلوها لضبط الوضع في طرابلس وحمايتها ووأد الفتنة، متسلحين بعقيدتهم وثباتهم في خدمة الوطن، والتي لم تتزعزع أبدا على الرغم من الظرف الاقتصادي الذي يمر به المجتمع، الذي انتم جزء لا يتجزأ منه". وأكد أن "القوى الامنية لن تتهاون في الدفاع عن طرابلس وكل المناطق اللبنانية"، مشددا على أن "القوى العسكرية كافة ستعمل بكل ما أوتيت من قوة لمنع المس بهيبة الدولة والتعرض للأملاك العامة والخاصة".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

فساد مؤسسة خامنئي.. عقود مشبوهة ونهب أموال الإيرانيين/هؤلاء هم المتورطون مع فساد مؤسسة المرشد!

دبي - العربية.نت/الأحد 31 كانون الثاني 2021

تورط قادة سابقون في الحرس الثوري ومسؤولون رفيعو المستوى في فساد في منطقة "أروند" الاقتصادية الحرة، جنوب غربي إيران، على مدى السنوات السبع الماضية، حيث حصل هؤلاء المسؤولون وأقاربهم على مئات المليارات من التومانات من الميزانية العامة، وفق وثائق حصلت عليها قناة "إيران انترناشيونال". بحسب الوثائق، فإن "مؤسسة المستضعفين"، الخاضعة للإشراف الاقتصادي لمكتب المرشد علي خامنئي، تلقت مئات المليارات من التومانات على شكل عقود مشبوهة، دون التنفيذ الكامل للعقود التي تم الحصول عليها بشكل غير قانوني. ويطال الفساد المرشد الإيراني علي خامنئي نفسه، وسكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وأقاربه، وكذلك محمد فروزنده، الرئيس السابق لـ"مؤسسة المستضعفين" والقائد السابق في الحرس الثوري الإيراني ومقربوه في هذه المؤسسة العسكرية الإيرانية المريبة. ويتورط هؤلاء في الفساد المالي على نطاق واسع في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، التي تعاني من الفقر والبطالة والتمييز، من خلال تشكيل شبكة من الأقارب والأصدقاء وتوزيع القروض والأموال بينهم. وأفادت الوثائق بأن إسماعيل زماني، مدير المنطقة الحرة في أروند، جنوب غربي إيران، وأحد القادة السابقين في الحرس الثوري (معتقل حاليا)، قام بسلسلة من الاختلاسات والفساد والعقود الوهمية، على مدى السنوات السبع الماضية، بحسب ديوان الرقابة الإيراني. وتبلغ مساحة المنطقة الحرة أروند 37400 هكتار عند التقاء نهري كارون وأروند، وتقع المنطقة على ارتفاع ثلاثة أمتار فوق مستوى سطح البحر وعلى مقربة من شمال غرب الخليج العربي.

 

«تهديد مبطن لإيران»... وزير الدفاع الإسرائيلي يزور وحدة العمليات الخارجية

تل أبيب/الشرق الأوسط/31 كانون الثاني 2021       

زار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم (الأحد)، وحدة الجيش المكلفة بتنفيذ العمليات خارج الحدود، حيث راجع خطط العمليات، في زيارة وصفتها تقارير إسرائيلية بأنها «تهديد مبطن لطهران».ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مكتب غانتس القول: «خلال الزيارة، عُرض على وزير الدفاع التغييرات التي طرأت على الوحدة منذ تشكيلها، والخطط العملياتية، وجاهزية مختلف الوحدات لتنفيذها». ووفقاً للصحيفة فإن الوحدة غامضة ومتعددة الاختصاصات ومسؤولة عن العمليات العسكرية خارج حدود إسرائيل، كما يتم تصنيف جميع أنشطتها تقريباً على أنها سرية. وإذا ما قام الجيش الإسرائيلي بشن هجوم ضد إيران، فمن المرجح أن تلعب الوحدة الدور المركزي في الإعداد والتنفيذ. وتأتي الزيارة بعد أيام من كلمة لرئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، قال فيها إنه أوعز للجيش بوضع خطط جديدة لتوجيه ضربة ضد إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي. كما انتقد عزم الرئيس الأميركي جو بايدن على العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني إذا ما عادت طهران للامتثال للاتفاق، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وذكر مكتب غانتس أن الوزير قدم الشكر للجنود والقادة على أنشطتهم واستعدادهم «للرد على مجموعة متنوعة من السيناريوهات العملياتية الجديدة والصعبة التي تواجه دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي». كانت إيران قد ردت على التصريح الإسرائيلي بأنها تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها أمام التهديدات الإسرائيلية.

 

رئيس «الموساد» إلى واشنطن ناقلاً «قائمة مطالب» بخصوص «النووي الإيراني» بينها وقف تخصيب اليورانيوم والانسحاب من سوريا

رام الله: «الشرق الأوسط»/31 كانون الثاني 2021     

يضع يوسي كوهين، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد»، اللمسات الأخيرة على برنامج زيارته المقبلة للولايات المتحدة، التي قد تشمل لقاء مع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن. وقال تقرير في «القناة 13» الإسرائيلية إن كوهين قد يلتقي بايدن في الزيارة المقررة الشهر المقبل، ليكون بذلك أول مسؤول إسرائيلي يلتقي الرئيس الجديد بعد توليه منصبه. ومن المفترض أن يقابل كوهين في واشنطن مسؤولين آخرين بينهم مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز. ويعتبر الإسرائيليون أن الاجتماعات الأولى مع قادة الولايات المتحدة وجهاً لوجه هي امتياز لمسؤولي الدولة العبرية. وسيركز كوهين في واشنطن على الموضوع الإيراني ونوايا الولايات المتحدة بالانضمام مجدداً إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وأفيد في تل أبيب بأن كوهين مصمم على عرض معلومات ومطالب إسرائيلية مقابل أي اتفاق جديد تعتزم واشنطن إبرامه مع طهران، وهي مطالب من شأنها كبح طموحات إيران الإقليمية وليس فقط النووية. ومن المتوقع أن يعرض كوهين وفريقه على إدارة بايدن جميع المعلومات التي جمعتها إسرائيل حول التقدم في البرنامج النووي الإيراني، والمطالبة بما يرقى إلى إصلاح جذري في الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في عام 2015، يشمل التزامات أكثر صرامة من طهران لضمان عدم تمكنها من الحصول على أسلحة نووية. وسيحدد كوهين ما ترى إسرائيل أنها مكونات أساسية على النظام الإيراني الالتزام بها، وتشمل أن توقف إيران تخصيب اليورانيوم، وتتوقف عن إنتاج أجهزة طرد مركزي متقدمة، والكف عن دعم المنظمات المسلحة وعلى رأسها «حزب الله» اللبناني، وإنهاء وجودها العسكري في العراق وسوريا واليمن، ووقف أنشطتها ضد أهداف إسرائيلية في الخارج ومنح حق الوصول الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية في جميع جوانب برنامجها النووي. وتخشى إسرائيل من أن تقدم إدارة بايدن على إحياء صفقة ستتمكن إيران بموجبها من مواصلة تخصيب اليورانيوم والحصول على إعفاء مالي كذلك. وهذه ليست أول زيارة لكوهين في وقت قصير لواشنطن، فقد زارها قبل تولي بايدن الحكم بحوالي أسبوع والتقى مسؤولين هناك، في خطوة أكدت أنه سيكون حلقة الوصل الرئيسية مع الإدارة الجديدة، وذلك بسبب علاقاته الشخصية مع بايدن وطاقمه، منذ أن كان رئيساً لمجلس الأمن القومي. ومن الشخصيات التي كان كوهين على صلة وثيقة معها في إدارة أوباما وزير الخارجية في حينه جون كيري، ومستشارة الأمن القومي السابقة سوزان رايس (التي عُيّنت مستشارة بوزارة الخارجية الحالية في إدارة بايدن)، وبيرنز، إضافة إلى نظيره الأميركي جيك سوليفان الذي عينه بايدن مستشاراً للأمن القومي. كما أن كوهين يعرف بايدن شخصياً والتقى معه مرات عدة في الماضي. وتريد الولايات المتحدة السماع من إسرائيل قبل أي خطوة تجاه إيران. وكان أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الجديد في إدارة بايدن، قال لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في جلسة استماع الأسبوع الماضي، إن وزارة الخارجية ستجري مشاورات مع إسرائيل وحلفاء آخرين قبل طرح مسألة العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

 

علاقة خفية وضربة خاطفة واستهداف شخصيات.. هل تندلع الحرب بين "إسرائيل" وإيران؟

روسيا اليوم/31 كانون الثاني 2021

في ظل ارتفاع منسوب التوترات في المنطقة مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض، رأى الخبير في الشؤون الإيرانية فكري سليم، أنّ التهديدات المتبادلة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران ليست سوى أوراق ضغط، مؤكدا أن الأمور لن تتطور إلى حرب شاملة. ولفت سليم في حديث مع "RT" إلى أن "المتابع للعلاقات الخفية بين إيران وإسرائيل منذ قيام ثورة 1979، ودعم مؤسسات حقوق الإنسان الأميركية -خاصة مؤسسة كارتر لحقوق الإنسان- لتلك الثورة، والإطاحة بشاه إيران، وشراء إيران أسلحة من إسرائيل إبان الحرب العراقية الإيرانية وهو ما يعرف بـ"إيران جيت"، والتعاون والتنسيق بين إيران والولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، يجد أن مثل هذه التهدايدات المتبادلة ما هي إلا أوراق ضغط، يراد من ورائها تحقيق مكاسب على أرض الواقع على خلفية الصراع الدائر في المنطقة العربية كما هو الحال في سوريا على سبيل المثال". وقال الباحث: "لعل الحديث عن شروط جديدة للإدارة الأميركية للعودة إلى الاتفاق النووي، ومن بينها مناقشة برنامج الصواريخ الباليستية وعدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول الجوار لزعزعة استقرارها، هو النقطة الأساسية لتفسير هذه الاتهامات المتبادلة". وتعليقا على تصريحات الإسرائيليين التي وصفت عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني بالـ"خطأ"، قال سليم إن "الأمر لا يعدو كونه ورقة ضغط على الإيرانيين لقبول ما سيطرح أثناء مناقشة بنود جديدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، لكن الإيرانيين يدركون هذا الأمر وبالتالي فإن التصريحات الإيرانية تستبق الأحداث وترمي بالكرة في الملعب الأميركي، إذ تقول إن على الأميركيين عدم فرض شروط على إيران إن أرادوا عودة إيران للاتفاق النووي، بل إنهم رفعوا نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 % ووعدوا بزيادة هذه النسبة، ورفضوا مناقشة البرنامج الصاروخي الإيراني، واتهموا إسرائيل بالعمل على تقويض نظام الحكم في إيران"، وفق تعبيره. وقال: "بناء على ما تقدم، فإن إسرائيل لن تدمر إيران ولا إيران ستمحو إسرائيل، بل هي تهديدات مكررة منذ أربعين عاما، ولا يستطيع أي من الطرفين القيام بعمل عسكري شامل ومباشر ضد الآخر، إلا إذا كان هجوما إلكترونيا على مواقع نووية إيرانية لتحجيم البرنامج النووي الإيراني، أو ضربة خاطفة على مواقع إيرانية أو استهداف شخصيات مهمة من النظام الإيراني أو داعمة له في المكان الوقت المناسب. وبالتالي فسيأتي الرد الإيراني ليرفع وتيرة العمليات في بلاد عربية عن طريق أفراد أو طائرات مسيرة لزيادة التوتر والإضرار بالمصالح الأميركية الداعم الأساسي لإسرائيل"، بحسب ما قال. وختم الخبير بالقول إن "خيار الحرب بمعناها الشامل مستبعدة، إلا إذا كانت هناك رغبة تحقق حلم الحالمين بزعزعة استقرار ما بقي من دول المنطقة واستفحال الإرهاب فيها"، بحسب ما جاء على لسانه.

 

إيران: موقف إدارة بايدن “مخيب للآمال”

روسيا اليوم/31 كانون الثاني 2021   

اعتبر رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أن “موقف إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بشأن إيران “مخيب للآمال”. وأكد أنه “يتعين على إدارة بايدن إلغاء العقوبات بشكل فاعل، بدلا من وضع شروط مسبقة لتنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي”، لافتا إلى أنه “إذا كانت الإدارة الأميركية الجديدة تؤمن بالاتفاق النووي، عليها أن تثبت التزامها به بشكل عملي”. وأشار إلى أن “طهران ليست ساذجة كي تقحم مجددا في لعبة تنفيذ الالتزامات مقابل الوعود المنسية”، مشددا على أنه “يتوجب على إدارة بايدن الإعلان عن كيفية رفع العقوبات، وتنفيذ التزامات واشنطن، بدلا من فرض شروط مسبقة لعودة أميركا إلى الاتفاق النووي”.كما رأى أن “إعادة العمل في أجهزة الطرد المركزي بمحطة فوردو، و تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، سيكون ورقة قوية بيد الجهاز الدبلوماسي للضغط لرفع العقوبات”.

 

إيران تتجاهل المناشدات الدولية وتنفّذ الإعدام بحق ناشط من البلوش

لندن: «الشرق الأوسط»/31 كانون الثاني 2021       

تجاهلت إيران المناشدات الدولية العديدة، بما فيها من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، وقامت بتنفيذ حكم الإعدام ضد الناشط البلوشي جاويد دهقان خلد، صباح أمس، حسب موقع تابع للسلطة القضائية الإيرانية. وقالت السلطات القضائية إن دهقان خلد، وهو من أقلية البلوش، مدان بالقتل والانتماء إلى تنظيم «إرهابي»، حسبما أفاد موقع «ميزان أونلاين» أمس، وذلك غداة حض الأمم المتحدة طهران على وقف تنفيذ الحكم. وأورد الموقع الإلكتروني التابع للسلطة القضائية، أن جاويد دهقان خلد أُعدم شنقاً في وقت مبكر صباح أمس (السبت)، في محافظة سيستان - بلوشتان (جنوب شرق). ووفق المصدر نفسه، أوقف دهقان المعروف باسم «محمد عمر» في يونيو (حزيران) 2015، وأُدين لضلوعه في «نشاط مسلح ضد الدولة»، ولكونه «أحد قادة» مجموعة مرتبطة بجماعة «جيش العدل» التي تصنّفها إيران «إرهابية». وأشار موقع «ميزان أونلاين» إلى أن دهقان كان ضالعاً في قتل عنصرين من «الحرس الثوري» الإيراني في عام 2015، وقيادة عملية خطف طالت خمسة من عناصر حرس الحدود قضى أحدهم قتلاً. وسبق لجماعة «جيش العدل» أن تبنّت تنفيذ عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين في الأعوام الأخيرة، في محافظة سيستان - بلوشستان القريبة من الحدود مع باكستان. وكان من أبرز هذه العمليات، هجوم وقع في فبراير (شباط) 2019 أدى إلى مقتل 27 عنصراً من «الحرس الثوري». وحضت الأمم المتحدة إيران (الجمعة) على وقف تنفيذ الإعدام «الوشيك» بحق دهقان (31 عاماً)، ووجّهت انتقادات لطهران على خلفية ما قالت إنها سلسلة من الإعدامات في الفترة الماضية طالت أفراداً ينتمون إلى أقليات عرقية. وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومقرها جنيف على «تويتر»: «نستنكر بشدّة سلسلة الإعدامات البالغ عددها 28 على الأقلّ منذ منتصف يناير (كانون الثاني)، بما في ذلك أشخاص ينتمون إلى الأقليات». ودعت إلى «وقف التنفيذ الوشيك لحكم الإعدام بحق جاويد دهقان، ومراجعة قضيّته وقضايا أحكام الإعدام الأخرى، بما يتوافق مع قانون حقوق الإنسان». واعتبرت منظمة العفو الدولية أن محاكمته كانت «غير عادلة بشكل صارخ»، وشهد التحقيق معه «عمليّات تعذيب». وواجهت السلطات الإيرانية انتقادات في الآونة الأخيرة على خلفية إعدامات طالت أسماء معروفة، بينها المعارض السابق روح الله زم الذي كان مقيماً في فرنسا في ديسمبر (كانون الأول)، والمصارع نويد أفكاري في سبتمبر (أيلول).

 

هل يعيد روبرت مالي سياسات أوباما مع طهران مرة أخرى؟/المبعوث الأميركي الجديد باشر محادثات مع الأوروبيين حول برنامج إيران النووي

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط»/31 كانون الثاني 2021         

رغم أن تعيينه لا يزال حديث العهد، فإن المبعوث الأميركي الجديد لإيران، روبرت مالي، أحد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، لم يسلم من سيل انتقادات اليمين المحافظ الذين يتهمونه بالتساهل مع بلد عدو. وأكدت واشنطن، أول من أمس (الجمعة)، تسمية روبرت مالي، صديق طفولة وزير الخارجية أنتوني بلينكن زميل الرئيس الأسبق باراك أوباما في جامعة هارفارد رئيس مجموعة الأزمات الدولية «مبعوثاً خاصاً لإيران». وفي حين أنبري كثير من أصدقاء مالي في الثناء على خبرته ونزاهته وحسن نواياه السياسية، مثل أرون ديفيد ميللر ودنيس روس وبن رودس، فإنه واجه انتقادات لاذعة من آخرين من صقور الجمهوريين. وأعلن مسؤول في الخارجية الأميركية أن مالي «سيضفي إلى هذا المنصب نجاحاته السابقة في المفاوضات حول القيود على البرنامج النووي الإيراني»، مؤكداً أن «وزير الخارجية لديه الثقة بأنه، وإلى جانب فريقه، سيتمكن (مالي) من التوصل إلى هذه النتيجة مرة أخرى». وأشاد به أيضاً السيناتور بيرني ساندرز الذي غرد قائلاً: «روب مالي خبير ملم بشكل عميق بقضايا السياسة الخارجية، ولديه خبرة دبلوماسية في دعم أمن أميركا من خلال الدبلوماسية، وليس الحرب، وسيكون اختياراً ممتازاً لقيامه بدور المبعوث الأميركي إلى إيران».

وفي انعكاس للانقسام العميق في الولايات المتحدة، أثار اختيار مالي غضب أوساط الصقور من اليمين المحافظ. وكتب السيناتور الجمهوري توم كوتون، في 21 يناير (كانون الثاني)، في تغريدة: «من المثير جداً للاستياء أن يفكر الرئيس بايدن باسم روب مالي لقيادة السياسة الإيرانية». وحذر السيناتور من أن «مالي معروف بتعاطفه مع النظام الإيراني، وعدائيته تجاه إسرائيل»، معتبراً أن المسؤولين في إيران «لن يصدقوا مدى حسن حظهم إذا ما عين» مالي. وقال الأكاديمي الصيني - الأميركي زيويه وانغ الذي سجن في إيران عام 2016، وأفرج عنه أواخر عام 2019، في إطار تبادل للسجناء تفاوضت عليه إدارة ترمب، إن مالي «لم يلعب أي دور إيجابي»، سعياً لإخراجه من السجن عندما كان في البيت الأبيض. وعد وانغ، الأسبوع الماضي، أن «تسميته ستعطي انطباعاً بأن الإفراج عن الرهائن الأميركيين في إيران لن يكون أولوية».

وبمواجهة هذه الانتقادات، تأخذ إدارة بايدن حالياً وقتها لإظهار أنها لن تقوم بأي خطوة متسرعة في هذا الملف الشائك. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الجمعة: «لن أعطي جدولاً زمنياً» لبدء المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، ورفضت القول ما إذا كان بايدن مستعداً للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، أو على الأقل التحدث معه هاتفياً، كما فعل باراك أوباما في 2013. وحتى الآن، تبدي الولايات المتحدة غموضاً متعمداً بشأن نواياها في هذا الملف، مكتفية بالقول إن اتفاقاً حول الملف النووي الذي يعد ضرورة طارئة سيتطلب «بعض الوقت»، وسيشكل «نقطة انطلاق» للتفاوض على «اتفاق أكثر استدامة وأقوى». وفي هذا السياق، أكد مصدران لـ«رويترز» أن المبعوث الأميركي الجديد الخاص بإيران باشر محادثات مع مسؤولين في الخارجية من بريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم الخميس الماضي، في محاولة للإلمام بالملف وتقييم الأوضاع. وفي «توصياتها» للحكومة الأميركية الجديدة، قالت مجموعة الأزمات الدولية التي يرأسها مالي حتى الآن إنه يتعين «البدء بإلغاء المرسوم العائد لعام 2018 الذي ينهي المشاركة الأميركية» في اتفاق عام 2015، و«إطلاق عملية رفع كامل لعقوبات عهد ترمب، فيما تعيد إيران برنامجها النووي إلى المسار الصحيح».

- من هو روبرت مالي؟

عمل في مجلس الأمن القومي في عهد أوباما، من فبراير (شباط) 2014 إلى يناير (كانون الثاني) 2017. وقد عمل قبل ذلك مساعداً لمستشار الأمن القومي ساندي بيرغر. ويعد خبيراً في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وكتب مقالات كثيرة دعا فيه إلى التقارب مع حركة حماس (المدرجة على القائمة الأميركية بصفتها جماعة إرهابية)، وإلى التقارب مع جماعة الإخوان المسلمين.

وقد آثار مالي كثيراً من الجدل في عام 2001، حينما نشر مقالات كثيرة حول قمة كامب ديفيد، وتناقضت آراءه مع كل أعضاء الإدارة الأميركية في الدفاع عن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك مسؤولية فشل قمة كامب ديفيد عام 2000.

أما في ملف التعامل مع إيران، فلدى مالي رؤية تشير إلى أن الضغوط الاقتصادية لن تؤدي إلى استجابة النظام الإيراني والمجيء إلى مائدة المفاوضات، وقد انتقد سياسات ترمب ومايك بومبيو تجاه إيران. والتقي مالي مؤخراً بوزير الخراجية الإيراني محمد جواد ظريف عام 2019، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة. وانتقد مالي عملية اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قائلاً إن عملية الاغتيال ستجعل الأمر أكثر صعوبة على الرئيس المقبل بعد ترمب لاستئناف المفاوضات الدبلوماسية مع إيران.

ويتفاخر مالي دائماً بأن جده كان صحافياً يهودياً مصرياً، ولد وعاش في مصر، وعمل في جريدة الجمهورية، قبل أن يهاجر في الستينيات من مصر إلى فرنسا، ويؤسس جريدة «أفريكاسيا»، وهي مجلة يسارية مهتمة بالشؤون الأفريقية والآسيوية. وانتقلت عائلة سيمون مالي إلى نيويورك في عام 1980، حينما طرد الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار دستان والد روبرت (سيمون مالي)، بسبب كتاباته العدائية تجاه إسرائيل والدول الغربية. وحينما هاجرت العائلة إلى نيويورك، التحق روبرت مالي بجامعة يل عام 1984، وحصل على درجة الدكتوراه من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، حيث التقي بزوجته كارولين، وتزامل في جامعة هارفارد في ذلك الوقت (عامي 1991 و1992) مع زميل آخر، هو باراك أوباما.

وتولى روبرت مالي مناصب كثيرة في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون في مجلس الأمن القومي، وبرز اسمه حينما تولي منصب مساعد الرئيس كلينتون للشؤون العربية - الإسرائيلية منذ 1998 إلى عام 2001. وبعد رحيل إدارة بيل كلينتون، غادر إلى مجموعة الأزمات الدولية التي تدير مجموعة واسعة من المحللين المتخصصين في الصراع العربي - الإسرائيلي، والحركات الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة.

وفجرت صحيفة «بريتش تايمز» فضحية مدوية عام 2008، بتقرير حول علاقات واتصالات روبرت مالي بمسؤولي حركة حماس التي تدرجها الخارجية الأميركية بصفتها منظمة إرهابية، ودافع مالي عن تلك العلاقات، واصفاً إياها بأنها جزء من عمله في مجموعة الأزمات الدولية.

ونشر مقالات كثيرة دعا فيها إسرائيل وحركة حماس إلى الجلوس على طاولة المفاوضات. وتراجع نجم روبرت مالي بعد تلك التقارير، إلى أن عاد عام 2014 عضواً في مجلس الأمن القومي بإدارة أوباما، مسؤولاً عن إيران ومنطقة الخليج، وحل محل فيليب غوردون عام 2015 مساعداً خاصاً لأوباما، ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج، ثم مسؤولاً عن ملف مكافحة «داعش»، كما شارك في وفد المفاوضين الأميركيين في الاتفاق النووي الإيراني.

 

إيران تعدم الناشط السياسي البلوشي جاويد دهقان

لندن/الشرق الأوسط»/31 كانون الثاني 2021 

أفادت وسائل إعلام إيرانية معارضة اليوم السبت بأن السلطات الإيرانية نفّذت حكم الإعدام بحق الناشط السياسي البلوشي جاويد دهقان، بتهمة «المحاربة والتعاون الفعال مع الجماعات المناهضة للنظام». وذكر موقع «إيران إنترناشيونال» أن دهقان (31 عاماً) تم إعدامه في سجن زاهدان صباح اليوم (السبت). وكانت الأمم المتحدة حضّت إيران، أمس، على وقف تنفيذ حكم الإعدام «الوشيك» بحقّ دهقان، ووجّهت انتقادات شديدة إلى طهران بسبب سلسلة من الإعدامات السابقة التي طالت أشخاصاً ينتمون إلى أقليات عرقية. وأعرب ناشطون خارج إيران، في الأسابيع الأخيرة، عن قلقهم بشأن عدد الأكراد والبلوش الذين تم إعدامهم أو يواجهون حكم الإعدام في إيران. وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ومقرها جنيف، على «تويتر»: «نستنكر بشدّة سلسلة الإعدامات البالغ عددها 28 على الأقلّ منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول)، بما في ذلك أشخاص ينتمون إلى الأقليات». وأضافت: «ندعو السلطات إلى وقف التنفيذ الوشيك لحكم الإعدام بحق جاويد دهقان، ومراجعة قضيّته وقضايا أحكام الإعدام الأخرى، بما يتوافق مع قانون حقوق الإنسان». وقالت «منظمة العفو الدولية» إنّ دهقان حُكم عليه بالإعدام في مايو (أيار) 2017 بزعم انتمائه إلى جماعة مسلّحة، وتورّطه في كمين مسلّح أسفر عن مقتل عنصرين من «الحرس الثوري». لكنّها أضافت أن محاكمته كانت «غير عادلة بشكل صارخ»، حيث استندت المحكمة إلى «اعترافات تعتريها عمليّات تعذيب» وتجاهلت انتهاكات تمّ ارتكابها خلال التحقيق. وأشارت إلى أنّ وسائل التعذيب التي وصفها دهقان، شملت «الضرب والجلد وانتزاع واحد من أظافره على الأقلّ وإجباره على التعرّي». وحضت «منظمة العفو الدولية» «السلطات الإيرانية على عدم مضاعفة السجل الصادم لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتُكبت بحقّ جاويد دهقان عبر تنفيذ إعدامه». كما حذّرت «منظّمة حقوق الإنسان الإيرانيّة» غير الحكومية هذا الأسبوع من «تصعيد القمع وتنفيذ الإعدامات ضد أفراد أقليّتَي الأكراد والبلوش»، داعية لاستجابة أقوى من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان. وقالت إنّ 19 من السجناء البلوش أُعدموا في سجون مدن مشهد وزاهدان في الأسابيع الخمسة الأخيرة. وتعرّضت إيران لانتقادات شديدة بسبب سلسلة إعدامات أواخر العام الماضي لشخصيّات معروفة بينها المعارض السابق المقيم في فرنسا روح الله زم، في 12 ديسمبر (كانون الأول)، والمصارع نويد أفكاري في 12 سبتمبر (أيلول).

 

ظريف لوفد طالبان: أميركا ليست وسيطاً جيداً/استقبال وفد من طالبان أثار حفيظة مسؤولين في الحكومة الأفغانية واعتبروا المحادثات مع الحركة بمثابة "إضفاء شرعية" على طالبان

العربية.نت - صالح حميد/31 كانون الثاني 2021    

استقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وفداً من حركة طالبان الذي يزور طهران برئاسة الملا عبدالغني برادر، المعاون السياسي لطالبان. وأكد ظريف خلال اللقاء اليوم الأحد، بحسب ما أفادت وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، استعداد الحكومة الإيرانية للتوسط بين طالبان والحكومة الأفغانية من أجل الحوار، قائلاً: "الولايات المتحدة ليست وسيطًا جيدًا، نحن نؤيد حكومة شاملة تضم كل القوميات والأديان، ونعتبرها ضرورة لأفغانستان"كما أضاف في اقرار مبطن باستهداف الحركة للأفغانيين، "الشعب الأفغاني منكم ولا يجب أن يتم استهدافه في العمليات العسكرية". من جهته، وصف المتحدث باسم طالبان محمد نعيم، الاجتماع مع ظريف بالجيد، قائلاً بحسب قناة "طلوع نيوز" الأفغانية إن اللقاء ركز على القضايا المتعلقة بالبلدين والوضع في أفغانستان ومحادثات السلام والتنفيذ الكامل لاتفاق الدوحة". يذكر أن استقبال إيران لوفد من طالبان كان أثار سابقا حفيظة مسؤولين في الحكومة الأفغانية، اعتبروا المحادثات مع الحركة بمثابة "إضفاء شرعية" على طالبان. وكان ياسين ضياء، رئيس أركان الجيش الأفغاني، رد الخميس، على تصريحات علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي قال فيها إن "طالبان مصممة على مواجهة أميركا"، كاتبا في تغريدة: "للأسف، فهمك بصفتك سكرتيراً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حول الحرب الحالية في أفغانستان غير صحيح. فطالبان لا تقاتل ضد الولايات المتحدة، بل ضد شعب أفغانستان. وسنعمل بحزم ضد أي مجموعة من أعداء الشعب الأفغاني". وبالرغم من بعض الاعتراضات، أصدرت الخارجية الأفغانية بياناً الخميس، جاء فيه أن كابول كانت على علم بزيارة طالبان إلى طهران.وأوضح البيان أن "الغرض من زيارة وفد طالبان لإيران هو مساهمة طهران في التوافق على وقف فوري لإطلاق النار، من أجل الوصول إلى اتفاق سلام شامل في إطار النظام الجمهوري والتمسك بقيم الدستور الأفغاني"، مضيفاً: "نأمل أن تستجيب طالبان للمطالب المشروعة للشعب الأفغاني لوقف إراقة الدماء وضمان السلام الدائم، واحترام المطالب القوية لدول المنطقة والعالم بوقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سلام شامل من خلال تحقيق الهدف والصدق". إلى ذلك شدد على أن "طالبان بحاجة إلى معرفة أن طريقتها الحالية في مواصلة الحرب وإراقة الدماء أصبحت منبوذة على نطاق واسع في كل من أفغانستان والمنطقة والعالم".

يشار إلى أن ظريف، كان أقر في مقابلة مع "طلوع نيوز" قبل حوالي شهر، بأن "طالبان نفذت الكثير من الأعمال الإرهابية"، وأن بلاده لا تزال تصنفها جماعة إرهابية". كما اعترف أن أعضاء وقادة طالبان يتنقلون من وإلى إيران، لكنه نفى تزويد الحركة بالسلاح، بحسب ما تقول السلطات الأمنية الأفغانية.

 

إسرائيل تعتذر للإمارات عن «الحادث الدبلوماسي» بعد التصريح بأن السلام جلب موتى كثيرين

تل أبيب/الشرق الأوسط»/31 كانون الثاني 2021     

قدمت إسرائيل اعتذارا رسميا للإمارات على تصريحات مسؤولة كبيرة في وزارة الصحة في حكومتها، وأعربت عن تمنياتها بأن يؤدي الاعتذار إلى إنهاء «الحادث الدبلوماسي» بينهما. وكانت مصادر رفيعة في تل أبيب قد كشفت أن الإمارات احتجت لدى مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزارة الخارجية، وطلبت إيضاحات حول تصريحات لرئيسة خدمات صحة الجمهور في وزارة الصحة الإسرائيلية، د. شارون إلروعي برايس، التي ربطت فيها بين ارتفاع الوفيات في إسرائيل بسبب كورونا واستمرار الرحلات الجوية إلى دبي. وطالبت بوقف هذه الرحلات لمدة شهر. وقالت، خلال لقاء مع مديري المستشفيات: «أسبوعان من السلام مع دبي سببا وفيات أكثر من 70 عامًا من الحرب». وبحسب ما ذكر موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب فإن المسؤولين في الإمارات فوجئوا من أقوال إلروعي برايس، واعتبروها «اتهامًا للإمارات بمسؤولية ارتفاع عدد وفيات كورونا في إسرائيل». وأوضحوا في رسالة موجهة إلى مكتب نتنياهو ووزارة خارجيته أن هذا الاتهام ينطوي على تشويه للواقع، إذ أن ارتفاع عدد المصابين الإسرائيليين بفيروس كورونا، يتعلق بتصرفاتهم الفردية وعدم التزامهم بتعليمات كورونا في الإمارات نفسها وفي طريق العودة. ورد الإسرائيليون بالموافقة على هذا التقدير والاعتراف بأن تصريحات المسؤولة الإسرائيلية كانت «خطأ» و«مزحة في غير مكانها» واعتذروا عنها. يذكر أن هذه هي الحادثة الدبلوماسية الثانية بين الإمارات وإسرائيل، وكلتاهما تتعلق بفيروس كورونا. وكانت الأولى عندما قررت تل أبيب، قبل أسبوعين، إلزام جميع العائدين من دبي بالدخول إلى حجر في فنادق العزل. وقد أعلنت الخارجية الإماراتية تأجيل تطبيق اتفاقية الإعفاء من تأشيرة دخول للمواطنين في إسرائيل حتى مطلع شهر يوليو (تموز) القادم. وقد لملم الطرفان أطراف هذه المشكلة، فذكرت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية نفيا لأن يكون الإعلان الإماراتي «انتقاما» لقرار إسرائيل بدخول العائدين من الإمارات إلى حجر صحي فندقي، وقالت إن القرار جاء في أعقاب ارتفاع انتشار كورونا في الإمارات وإسرائيل. وقررت الحكومة الإسرائيلية إغلاق مطارها الدولي أمام كل الرحلات من جميع أنحاء العالم لتؤكد أن الحجر ليس موجها إلى العائدين من الإمارات وحدها. وأصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا نفت فيه أن يكون قرار التأجيل انتقاميا وقالت إنه «وفقاً لاتفاقية الإعفاء من تأشيرات الدخول التي صادقت عليها الدولتان، وإثر الجهود للجم انتشار فيروس كورونا، سيتم تعليق اتفاق الإعفاء منن التأشيرات حتى 1 يوليو. وتعليق الاتفاقية جرى بموجب البند 12(2) في الاتفاق، الذي بموجبه بإمكان أي طرف تعليق تنفيذ الاتفاق، وبضمن ذلك لأسباب صحة الجمهور». يذكر أن الإسرائيليين يتدفقون على دبي بأعداد كبيرة، منذ فتح خط الرحلات المباشرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وحسب معطيات وزارة السياحة الإسرائيلية زار الإمارات بالرحلات المباشرة وحدها، حوالي 60 ألف إسرائيلي في غضون ثلاثة شهور، وهذا عدا عن زيارات تمت عبر خطوط أخرى. وعندما أغلق مطار بن غوريون، وجد الإسرائيليون ثغرة بالسفر عن طريق الأردن، ولذلك اتفقت السلطات الإسرائيلية والأردنية على إغلاق المعابر بين الدولتين ابتداء من يوم أمس. وبينت معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية أن معظم المصابين بالطفرة البريطانية لفيروس كورونا قادمون من دبي، لكن معظم المصابين عموما بالفيروس جاءوا من الولايات المتحدة. وفي حينه، امتنع نتنياهو عن اتخاذ قرار بوقف رحلات الطائرات الأميركية، تحسبا من غضب الرئيس دونالد ترمب. الجدير ذكره أن سفير إسرائيل لدى الإمارات، إيتان نائيه، باشر عمله من غرفة فندق في أبوظبي. وأدلى بتصريحات إيجابية قال فيها إن مهمته تاريخية وذات بعد استراتيجي. ورفض التطرق إلى الخلافات باعتبارها هامشية.

 

مصر وفرنسا تنفذان تدريباً جوياً مشتركاً

القاهرة/الشرق الأوسط/31 كانون الثاني 2021 

أعلن المتحدث العسكري المصري، العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، أمس، عن «انطلاق فعاليات التدريب الجوي المصري - الفرنسي المشترك في إحدى القواعد الجوية المصرية، بمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة متعددة المهام، من مختلف الطرازات». وأوضح المتحدث المصري، في بيان، أن «التدريب يأتي في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة المصرية مع الدول الصديقة والشقيقة، الذي يستمر لعدة أيام، مع مراعاة جميع الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا أثناء فعاليات التدريب». كما أفاد المتحدث بأن «المراحل الأولى للتدريب تتضمن عقد مجموعة من المحاضرات لتوحيد المفاهيم القتالية، وتبادل الخبرات التدريبية، وتنفيذ طلعات التدريب على مهام العمليات للقوات المشاركة، كما يهدف التدريب لصقل مهارات القوات المشاركة من الجانبين وصولاً لأعلى معدلات الكفاءة والاستعداد لتنفيذ المهام المشتركة، وإدارة العمليات الجوية باستخدام أحدث أسلحة الجو بكفاءة عالية تحت مختلف الظروف».

 

البؤرة الأولى لكورونا.. فريق الصحة العالمية في سوق ووهان

 قناة الحرة/31 كانون الثاني 2021    

زار فريق من منظمة الصحة العالمية يبحث في أصول جائحة فيروس كورونا سوقًا معروف بأنه مركز توزيع المواد الغذائية لمدينة ووهان الصينية خلال فترة الإغلاق التي استمرت 76 يوماً العام الماضي. وشوهد أعضاء الفريق وهم يسيرون في أقسام من سوق بايشازو، إحدى أكبر الأسواق الرطبة في ووهان، محاطين بحاشية كبيرة من المسؤولين والممثلين الصينيين. وزار الأعضاء، من ذوي الخبرة في الطب البيطري وعلم الفيروسات وسلامة الأغذية وعلم الأوبئة، حتى الآن مستشفيين في مركز التفشي المبكر- مستشفى ووهان جينينتان ومستشفى هوبى المتكامل للطب الصيني والغربي. من جهته، قالت منظمة الصحة العالمية ومقرها جنيف، عبر “تويتر” الخميس الماضي، إنّ “الفريق يعتزم زيارة مستشفيات وأسواق مثل سوق هوانان للمأكولات البحرية المرتبط بالعديد من الحالات الأولى”. كما قاموا بإدراج معهد ووهان لعلم الفيروسات والمختبرات في المرافق التي سيزورونها بما في ذلك مركز ووهان للسيطرة على الأمراض.

 

مغامر أميركي ينجو من سجون الأسد بطريقة استثنائية

 قناة الحرة/31 كانون الثاني 2021    

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تفاصيل مرعبة ومثيرة عن الفترة التي قضاها رحالة أميركي شاب في سجون النظام السوري، مشيرة إلى دور والديه الكبير في إنقاذه من براثن ذلك الجحيم الذي عاش فيه. وكان الشاب الأميركي، سام جودوين، البالغ من العمر حاليا 32 عاما  قد قرر أن يستقيل من عمله في إحدى  الشركات في سنغافورة لينطلق في رحلة حول العالم بغية زيارة 193 دولة. وعندما وصل إلى سوريا كان بقي أمامه عشرة دول فقط قبل أن يتم حلمه، ولصعوبة الحصول على تأشيرة من النظام السوري وبسبب الحرب التي تعيشها البلاد، استعان جودوين بصحافي كردي عراقي لدخول شمال شرقي سوريا حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية عليها. وفي 25 أيار من العام 2018، كان سام يتجول في مدينة قامشلي التي يتقاسم السيطرة عليها الأكراد والنظام والسوري، ولكن الرحالة الأميركي تجاهل نصائح معارفه وذهب إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام. وبينما كان يجري مكالمة “فيس تايم” مع والدته وخلف صورة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، سمعت والدته صوته وهو يقول “مهلا أنني أتحدث مع أمي”، قبل أن يختفي عن الأنظار، ولتبدأ رحلة شاقة للبحث عنه وإيجاده. ولم يعرف الوالدين شيئا عن ابنهم أو أي جهة اختطفته، واحتاجت إلى الكثير من الوقت لتدرك أن محتجز بسجون النظام السوري بعد أن جرى نقله من القامشلي إلى دمشق.

وبعد أسبوعين من اختطاف سام، سافر والداه إلى واشنطن لعقد اجتماع مع أعضاء خلية دمج الرهائن التي يقودها مكتب التحقيقات الفيدرالي، والتي تضم موظفين من وزارة الخارجية والبنتاغون.

كما تواصلا مع آخر سفير أميركي في سوريا، روبرت فورد، الذي أخبرهما أنهما قد لا يريا ابنهما لفترة طويلة جدا، ولكن ذلك لم يفت في عضدهما وتواصلا مع مسؤول روسي ومع سفير الفاتيكان بدمشق وأطراف أخرى. وبعد جهد حثيث، نجحا في الوصول إلى مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم وسبق له أن نحج في إطلاق عدد من الرهائن الغربيين والأميركيين المتحتجزين في سجون ومعتقلات الأسد. ووعد إبراهيم بالعمل على إطلاق سراح سام، في حال لم يكن جاسوسا أو مرتبطا بتنظيم داعش أو قوات سوريا الديمقراطية على حد زعمه، وعندما تأكد أنه مجرد رحالة كان يطوف بلدان العالم، تواصل مع رئيس مجلس الأمن الوطني، أعلى جهة أمنية في سوريا، والذي كان يرأسه علي مملوك، ولكن الأخير رفض فكرة أن يكون سام مجرد سائح، قائلا: ” لا يوجد سياح يأتون إلى سوريا” في إشارة إلى الحرب التي تعيش البلاد. وخلال فترة الشهرين اللذين قضاهما سام في السجن قال أنه عانى جدا من القلق والخوف والتعذيب النفسي وكان طعامه خبرا يابسا وبطاطا مسلوقة واعتاد على سماع أصوات السجناء وهم يعترضون إلى التعذيب في سجن عدرا المركزي بريف دمشق. وخلال نقله معصوب العينين من القامشلي إلى دمشق قال إنه كان خائفا من أن يجري إعدامه، مشيرا إلى أنه قضى 27 يوما في الحبس الانفرادي قبل أن يجرى نقله إلى زنزانة تضمن نحو 30 سجينا وبعد الجهود الحثيثة التي بذلها والدي سام، استطاع الأخير أن يتنفس نسائم الحرية عقب نقله إلى لبنان، وهنا حضن والدته لأول مرة. وتعقبيا على ما حدث قال قال روبرت أوبراين ، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، إن ما فعلته عائلة سام كان أمرا استثنائيا للغاية.

ولاحقا تابع الرحالة الشاب مغامرته لتتنهي رحلته في البرازيل، البلد 193 في جولته حول العالم.

 

قبل محاكمته… ترامب يخسر 5 من محاميه

 سي ان ان عربية/31 كانون الثاني 2021    

كشفت مصادر شبكة “سي إن إن” أن خمسة محامين في فريق الدفاع عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ، بينهم اثنان كان يُفترض أن يقودا فريق وكلائه، تراجعوا عن الدفاع عنه، بعد خلافات بشأن الاستراتيجية القانونية، قبل بضعة أيام من محاكمته في مجلس الشيوخ ضمن آلية عزله.

كما ذكرت “سي إن إن”، أن ترامب كان يرغب في أن يواصل محاموه الدفاع عن فرضية حصول عملية تزوير هائلة أثناء الانتخابات الرئاسية، أدت إلى فوز الديموقراطي جو بايدن، بدلا من التركيز على شرعية مقاضاة رئيس انتهت ولايته. ولفتت القناة إلى أن من بين هؤلاء المحامين، بوتش باورز وديبوراه باربيير اللذين كانا يُفترض أن يرأسا فريق الدفاع عن ترامب، وصرحا أن القرار “جاء من الطرفين”. وقال جايسون ميلر، مستشار ترامب في تغريدة: “عملنا كثيراً، لكننا لم نتخذ قرارا نهائيا بعد بشأن فريقنا القانوني، سنفعل ذلك قريبا”. ويشار إلى أن رغم العقبات الجديدة قبل أيام فقط من بدء المحاكمة، ومع وجود فريق قانوني في حالة فوضى، من المرجح أن يفلت ترامب من الإدانة. ومن المقرر أن تبدأ في التاسع من شباط محاكمة ترامب بتهمة “التحريض على التمرد”، بعد اقتحام أنصاره مقر الكونغرس في السادس من كانون الثاني. لكن مع موافقة خمسة جمهوريين فقط إلى جانب الديموقراطيين الخمسين في مجلس الشيوخ على المضي قدما في المحاكمة، يُرجّح ألا تؤمن غالبية الثلثين المطلوبة لذلك، أي 67 سيناتورا.

 

العربي الجديد: تحذيرات من فيروس نيباه: أقوى من كورونا وقد يغزو آسيا

وطنية - الأحد 31 كانون الثاني 2021

بينما ينشغل العالم بمتابعة تطورات فيروس كورونا، لفت فيروس "نيباه" المرتبط بالخفافيش الاهتمام، بعدما قالت صحيفة "ذا غارديان" قبل أيام إن العالم غير مستعد لمواجهة هذا الفيروس الفتاك الذي قد يكون مصدراً لجائحة جديدة. وقبل "ذا غارديان" دقت شبكة "بي بي سي" في مقال مفصل باللغة الإنجليزية ناقوس الخطر بشأن الفيروس، موضحة أن هناك علماء يتابعون بقلق "نيباه" الذي قد تصل نسبة إماتته إلى 75 بالمائة ولا يوجد أي لقاح ضده. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التعرض لفيروس "نيباه" من أنواع العدوى التي ظهرت حديثاً وتسبّب حالات مرضية وخيمة لدى الحيوانات والبشر، على حد سواء، مشيرة إلى أن الكشف عن الفيروس حصل للمرة الأولى خلال أوّل فاشية تسبّب فيها المرض في كامبونغ سونغاي نيباه في ماليزيا في عام 1998. وأُصيب بنغال بالفيروس في عام 2004 بعد استهلاك عصير نخيل لوثته خفافيش الثمار بالفيروس. وتم أيضاً توثيق سريان العدوى بين البشر، بما في ذلك في أحد المستشفيات في الهند.

ووفق مقال "بي بي سي" فإنه خلال 11 فاشية لفيروس "نيباه" ببنغلادش بين 2001 و2011، تم التأكد من إصابة 196 شخصا بالفيروس، وقد توفي 150 منهم. وتتسم العدوى بفيروس "نيباه" بسمات سريرية تتراوح بين حالات عديمة الأعراض ومتلازمة تنفسية حادة وحالة مميتة من حالات التهاب الدماغ، وبإمكان هذه العدوى أيضاً إحداث حالات مرضية بين الخنازير والحيوانات الداجنة الأخرى. ووفق "بي بي سي" فإن خفافيش الثمار هي الحيوانات الحاملة لهذا الفيروس، ونتيجة للزحف العمراني وتراجع الغابات والأشجار بسبب التعمير والنزوح إلى المدن أصبحت تلك الخفافيش متواجدة بأعداد أكبر بالأماكن المأهولة بالبشر، ما يجعل الاحتكاك معها وارداً وبالتالي نشر الأمراض والفيروسات التي يمكن أن تحملها. كذلك لفت تقرير "بي بي سي" إلى أن القارة الآسيوية تسجل أعداد كبيرة من الأمراض المعدية حديثة الظهور، وبالنظر للطبيعة الاستوائية للمنطقة والتنوع البيئي الناجم عن ذلك، فإن فرص ظهور فيروسات جديدة تتزايد بالمنطقة.

وبحسب الأبحاث العلمية التي جرت على الآلاف من الخفافيش تم اكتشاف عدة فيروسات جديدة، أغلبها من سلالة فيروس كورونا، وأمراض قاتلة أخرى يمكن أن تنتقل للبشر. ولا يوجد أيّ لقاح لمكافحة العدوى بين البشر ولا بين الحيوانات، ويتمثّل العلاج الأوّلي للحالات البشرية في توفير الرعاية الداعمة المكثّفة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يشوع بن نون

الأب سيمون عساف/31 كانون الثاني/2021

خلف موسى في قيادة شعب الله والذي كان قد تجسس أرض كنعان قبل دخولها.  عبر الأردن مع باقي الشعب وامتلكوا أرض كنعان بعد أن قسَّمها لهم يشوع بحسب أسباطهم وخاض معهم معارك صعبة. قدم لنا سفر الخروج صورة حيَّة للعبور من أرض العبودية والانطلاق من أسر فرعون، لكن هذا العمل يبقى ناقصًا بلا نفع ما لم يدخل العابرون إلى أرض الموعد ويتمتعوا بمواعيد الله. العبور في سلبيته خروج، وفي إيجابيته دخول! هو تحرر من أسر إبليس لأجل التمتع بالدخول إلى الأحضان الإلهية في المسيح يسوع قائد العبور الروحي الحق الانتقال من حال الخطيئة الى حال النعمة.

وكما استلزم الخروج استعدادات طويلة ظهرت في ظهور موسى كأول قائد للشعب، وعمل الله معه في علاقته بفرعون وبالشعب، وتجلى الله في الخلاص خلال الضربات خاصة ضربة البكور التي استلزمت ذبح خروف الفصح، وانشقاق البحر الأحمر... هكذا أيضًا احتاج الدخول إلى الميراث إلى استعدادات كثيرة سجلها سفر يشوع في الفصول الخمسة الأولى:

"وكان بعد موت موسى عبد الرب أن الرب كلم يشوع بن نون خادم موسى قائلا: «موسى عبدي قد مات. فالآن قم اعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل. كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته، كما كلمت موسى. من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات، جميع أرض الحثيين، وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم. لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك. كما كنت مع موسى أكون معك. لا أهملك ولا أتركك" (يشوع 1: 1-5) .

في الفصل الأول: أعلن الله أنه هو العامل الحقيقي في هذا الخلاص. هو الذي يختار يشوع، وهو الذي يسنده ويسند الشعب بكلمته واهبة الحياة، وبطعامه الروحي الذي يقدمه لهم، وأمانته في تحقيق مواعيده.

وفي الفصل الثاني: يبرز الجانب البشري في شخص راحاب الأممية الزانية، التي بالرغم من فقرها الشديد في التمتع بالخلاص، لكنها بالإيمان الحيّ دخلت كعضوة في الجماعة المقدسة، بل وجاء المسيّا المخلص من نسلها.

(راحاب كانت امرأة زانية تسكن في أريحا في أرض الميعاد، حسب سفر يشوع.

اسم عبري معناه "رحب" أو "متسع". هي امرأة زانية (راحاب الزانية) من أريحا (يش 2: 1) أضافت الجاسوسين الذين ارسلهما يشوع ليتجسسا المدينة، وخبأتها لدى البحث عنهما، وأخيراً أنزلتهما بحبل من الكوة إذ كان بيتها ملاصقاً لسور المدينة. وبهذه الطريقة أنقذتهما فعادا سالمين إلى محلة العبرانيين وقبل أن أطلقتهما قطعت عليهما عهداً ليتوسطا في إنقاذ حياتها وكل بيت أبيها إذا ما دخل العبرانيون المدينة وخربوها، وأعطياها علامة أن تربط حبلاً من خيوط القرمز في الكوة التي أنزلتهما منها (يش 2: 1024). وعندما أخذ يشوع أريحا نجت راحاب مع كل بيتها فسكنوا جميعاً في وسط بني إسرائيل (يش 6: 17-25 وعب 11: 31 ويع 2: 25).

وهي التي تزوجت سلمون من سبط يهوذا فصارت ضمن سلسلة نسب الملك داود وبالتالي ضمن سلسلة نسب الرب يسوع (مت 1: 5).

وفي الفصل الثالث: قدم لنا إمكانية الأردن، حيث يدخل بنا يسوع المسيح بنفسه إلى مياهه الحلوة، لنعطي للبرية ظهرنا، متأملين في الميراث الأبدي ليس كأمر غريب أو بعيد عنا...! بالمعمودية المقدسة تتحقق الاستنارة فندرك ما لا يدرك!

وفي الفصل الرابع: تظهر الكنيسة المختفية في مياه الأردن حيث يحمل الأسباط اثني عشر حجرًا تُمثل الكنيسة. فلا عبور للميراث الأبدي خارج الكنيسة الخفية، أي العضوية في جسد المسيح.

أخيرًا في الفصل الخامس: يتم الختان الثاني ويعيّد الفصح، فلا دخول للميراث بالإنسان العتيق، إنما يلزم ختان القلب ليحّل الإنسان الجديد عوض القديم. هذا كله إنما يتحقق خلال المسيح يسوع فصحنا.

في اختصار نقول إن الإمكانيات التي صارت لنا للتمتع بالميراث الأبدي هي:

1. أدراك أن الله هو العامل فينا وقائدنا الروحي (ص 1).

2. التمتع بالإيمان الحيّ العملي                   (راحاب الزانية ص 2).

3. التمتع بالبنوة خلال المعمودية                (عبور الأردن ص 3).

4. الدخول في العضوية الكنسية                  (ص 4).

5. خلع الإنسان القديم ولبس الجديد خلال الفصح الجديد (ص 5).

الله هو العامل "اختيار يشوع"

أُفتتح السفر بإعلان موت موسى وتسليم يشوع القيادة، وقد أبرز الوحي بكل وضوح في إعلان تسليم يشوع القيادة أن القائد الحقيقي هو الله، الذي يختار خدامه ويهبهم عونًا وحكمة، ويسندهم بشريعته "كلمته الإلهية"، ويرافقهم في كل عمل.

1. موت موسى ليملك يشوع

[1 -2].

2. أمانة الله في وعوده

[3 -4].

3. معيته للخدام

[5 -7].

4. شريعته كسند للخدام

[8 -9].

5. الزاد الإلهي

[10 -11].

ما هو هذا الزاد...؟     

6. الدور الإنساني

 [12 -18].

1. موت موسى ليملك يشوع...

"وكان بعد موت عبد الرب أن الرب كلّم يشوع بن نون خادم موسى قائلًا: موسى عبدي قد مات، فالآن قم أعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل" [1-2].

الله الذي سبق فاختار موسى لقيادة الشعب بالانطلاق به من أرض العبودية إلى جبل سيناء حتى يتسلم الشريعة الإلهية كمرشد ومعين وسط برية هذا العالم، مؤكدًا له: "إني أكون معك" (خر 3: 12)، وهو بعينه يُعلن موت موسى وإقامة يشوع كقائد عبور ومحقق للميراث. كان لا بُد لموسى أن يموت ليظهر يشوع، فينتهي عهد الناموس لننعم بعهد النعمة، فإن الله هو العامل في العهدين بخطته الإلهية المتكاملة... إن سّر القوة في خدمة موسى أو يشوع إنما في الدعوة التي تقدم لهما من الله لتحقيق مقاصد إلهية.

الله الذي اختار موسى ممثلًا لناموسه هو الذي سمح بموته ليقيم يشوع ممثلًا ليسوع ابنه الوحيد الجنس، وقد سبق لنا الحديث عن الارتباط بين موت موسى وقيام يشوع، أو إبطال الناموس للتمتع بالنعمة.

يقول الأب قيصريوس أسقفArles : [مات موسى وحكم يشوع! لقد بطل الناموس القديم وحكم يشوع الحقيقي، أي يسوع. حقًا يشهد الإنجيلي: "كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا" (لو 13: 13). هذا وقد جاء في الإنجيل "موسى" بمعنى "الناموس" إذ قيل: "عندهم موسى والأنبياء" (لو 16: 29)، أي عندهم الناموس والأنبياء، ويقول الرسول: "لكن حتى اليوم حين يُقراء موسى" (2 كو 3: 15)، أي يُقرأ الناموس. إذًا، يبطل الناموس يصعد يسوع ربنا إلى العرش(36)]. وفي تعبير آخر يقول القديس إيريناوس: [كان لائقًا أن يُخرج موسى الشعب من مصر، وأما يسوع فيدخل بهم إلى الميراث. كان موسى كممثل للناموس يجب أن يتوقف، أما يشوع (يسوع) فبكونه الكلمة الذي صار جسدًا فيُبشر للشعب...(37)].

الله هو الذي دعى موسى للعمل، الآن يدعو يشوع، أو على حد تعبير الرسول بولس أن الله كلمنا قبلًا خلال الناموس والأنبياء كلمنا في هذه الأيام في ابنه (عب 1: 1).

لم يقف الأمر عند دعوة يشوع، وإنما بقى الله هو القائد الروحي الحقيقي العامل خلال يشوع، فقد أصدر له أمره "قم أُعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم" [2]. نستطيع في شيء من التجاسر أن نقول أن هذا الأمر الإلهي يمثل عملًا رمزيًا يكشف عن العلاقة بين الآب وابنه الحبيب يسوع. فإن كان يسوع قد أطاع حتى الموت موت الصليب (في 2: 8). فقد أقامه الآب ليس كعطية خارجية يمنحه إياها، وإنما كإعلان عن قبول الصليب خلال إرادة الآب بأن يقوم الابن، فيعبر هو وشعبه نهر الأردن (مياه المعمودية)، فننال شركة الميراث الأبدي. يسوع هو القيامة (يو 11: 25)، سبق فأعلن عن نفسه أنه صاحب السلطان أن يضع نفسه حتى الموت وأن يأخذها (يو 10: 18). من أجلنا يقبل الموت ومن أجلنا يتقبل القيامة التي هي ليست بطبيعة خارجية تمنح له، إذ هو واهب الحياة (يو 11: 25). هذا ما أعلنه رمزيًا بقول الله ليشوع: "قم أُعبر" فقد قام الابن في طاعة للآب وعبر بنا قبرنا، واهبًا إيانا قوة القيامة خلال معموديته، حتى نترنم قائلين: "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" (أف 2: 6).

لم يكن ممكنًا لموسى النبي أن يعبر الأردن ليدخل ارض الميراث، فإنه لا يحمل قوة القيامة ولا السلطان لتحطيم التنين الراكد في المياه (إش 27: 1)، أما يشوع فحمل رمز المسيح يسوع الذي يعبر بقوة محطمًا التنين وكاسرًا شوكة الموت بقيامته (رؤ 20: 2، 1 كو 15: 55).

2. أمانة الله في وعوده...

 "كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى" [3].

 فإن كان الجيل الخارج من مصر من عبودية فرعون قد عصى الله، لكن الله يبقى أمينًا فيحقق وعوده لأولادهم.

إنه أمين في وعوده، وهو الذي يعرف "ملء الزمان" الذي فيه يقدم عطاياه بخطته الإلهية المحكمة لخلاصنا وخيرنا. الله أمين في مواعيده، حتى إن حسبناه قد تأخر في العطية، هذا من جانبه أما من جانبنا فلا يليق بنا أن نقابل إيجابية حب الله نحونا بسلبيتنا، ولا أمانته بعدم الأمانة، لهذا يقول الرب لأسقف كنيسة سميرنا: "كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤ 2: 10). لكن من أين لنا أن نحمل هذه السمة، أي سمة الأمانة، إلاَّ باتحادنا بالأمين وحده، القادر أن يهبنا سماته عاملة فينا؟! يقول الرسول بولس: "أمين هو الذي يدعوكم الذي سيفعل أيضًا" (1 تس 5: 24)، إنه الأمين وحده القادر أن يهبنا أمانته عاملة فينا خلال شركتنا معه!

هذا من جهة أمانة الله والتزامنا بالأمانة أيضًا خلال اتحادنا معه، أما من جهة العطية التي قدمها فيقول: "كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته".

كأن الله يُريد أن يدخل بنا إلى سباق بلا نهاية، فإنه يعطي بلا حدود، إنما نحن الذين نقدم الحدود. لنجر سريعًا مادمنا في العالم، ولنطأ كل محبة للعالم تحت بطون أقدامنا، فإنه كل موضع تدوسه بطون أقدامنا يقدمه لنا الله ملكًا وهبة من عندياته!

لقد عاش آباؤنا في هذا السباق، يريدون أن ينعموا بالميراث المجاني خلال جهادهم بالرب الذي لا ينقطع، كقول الرسول: "لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات، ليس أني قد نلت أو صرت كاملًا لكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح يسوع. أما عن الميراث، ألعل الله يهمه أن نرث أرضنا أو يقصد المعنى الحرفي لوطء الأرض ببطون أقدامنا؟! إنما هذا في جوهره يحمل ما هو أعظم: ميراثنا لمواضع علوية ندخل إليها ونقطن فيها! علينا تحت قيادة يشوع الحقيقي أن نسترد أرضنا ونطأ إبليس وجنوده تحت أقدامنا كوعد السيد أنه وهبنا سلطان أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو (لو 10: 19). فلا نسترد قلوبنا فحسب إنما نحتل المركز الذي كان لإبليس قبلًا.

وللعلامة أوريجانوس تفسير رمزي آخر، وهو أن المؤمن لكي ينعم بالميراث الروحي الأبدي يلزمه أولًا أن يطأ بقدميه الأراضي المنخفضة أي يطأ التفسير الحرفي القاتل لكي ينعم بالتفسير الروحي الذي يرفعنا إلى السمويات. الذي يسلك بروح الناموس الحرفي يعيش بفكر أرضي، أما من يسلك بالنعمة فيحيا روحيًا في السمويات. عليك إن أردت أن ترتفع من الحرف إلى الروح، وتعلو من المدلول التاريخي إلى إدراك أسمي.

أما امتداد الأرض التي يرثونها فيحددها الله هكذا: "من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات" [4]. ويلاحظ في هذا النص:

أولًا: تبدأ حدودها بالبرية، فإن أرض الموعد في الحقيقة هي قلوبنا التي صارت خلال انفتاحها لعدو الخير خبرية خربة بلا حياة، يدخلها يشوع الحقيقي لتتحول من حالة البرية القاحلة إلى الجنة المثمرة التي تُفرح قلب الله. لذلك يقول النبي "تفرح البرية والأرض اليابسة" (إش 35: 1)، كما يقول أن: "بني المتوحشة أكثر من بني ذات البعل" (54: 1). وفي سفر النشيد يُقال للعروس: "من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها" (نش 8: 5). يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [نحن الذين كنا قبلًا غير مستحقين للمجد الأرضي، نصعد الآن إلى ملكوت السموات.

ثانيًا: يقول "من البرية ولبنان هذا"؛ وفي الترجمة السبعينية "موضع لبنان Antilibanon وليس لبنان ذاتها... فالميراث لا يوهب فقط لمن كانوا في البرية وإنما أيضًا للذين كانوا في "موضع لبنان". ويرى العلامة أوريجانوس أن لبنان تُشير إلى اليهود، أما "موضع لبنان" فيُشير إلى الأمم التي احتلت مركز اليهود خلال الإيمان. فيقول: [إذا تأملت الأمة الأولى التي حسب الجسد، إسرائيل، والتي كانت الزيتونة الجيدة (رو 11: 24) فإفهم أنها لبنان الحقيقية، لكن بسبب قلة إيمانها نُزع ملكوت الله منها وأعطى لأمة تعمل أثماره (مت 21: 43). متى رأيت الأمة المطرودة، والأخرى تحتل موضعها في الملكوت إفهم أن الأمة الثانية هي "موضع لبنان" التي هي "كنيسة الله الحيّ" (1 تي 3: 15)، والتي جمعت من الأمم أيضًا (رو 9: 24) بيسوع المسيح ربنا(42)].

ثالثًا: "إلى النهر الكبير نهر الفرات... وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم" [4]. دخل نهر الأردن في تخم العبرانيين بكونه "نهر الحياة" أي المعمودية المقدسة التي بدونها لن ننعم بالميراث، ولا تكن لنا حياة. يقول الرائي: "وأراني نهرًا صافيًا من ماء الحياة لامعًا كبلور خارجًا من عرش الله والخروف" (رؤ 22: 1)، لكن لا تدخل إلى أرض الموعد مياه هذا العالم التي تملأ النفس تلفًا فلا النهر الكبير ولا البحر الكبير... يقول الرائي عن الأبدية: "ثم رأيت سماءً جديدة وأرضًا جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد" (رؤ 21: 1). لتبقى مياه هذا العالم خارج تخم أرض الموعد فلا تدخل إلى قلوبنا ولا تقلق نفوسنا حتى تعبر أيامنا بسلام!

3. معيته للخدام...

"لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك. كما كنت مع موسى أكون معك. لا أهملك ولا أتركك. تشدد وتشجع.

لأنك أنت تُقسم لهذا الشعب الأرض التي حلفت لآبائهم أن أُعطيهم" [5-6].

إن كان الله قد دعى يشوع للعمل، إنما ليكون الله نفسه هو العامل به وفيه... "كما كنت مع موسى أكون معك". كأنه يقول له: "إن كان موسى قد نجح في تحقيق رسالته فأنا سرّ نجاحه، وأكون أيضًا معك كسرّ نجاحك!

خلال هذه المعية الإلهية لا يكون للخادم عدو شخصي، فيرى كل الناس أحباء له، يشتهي خلاصهم. وإن وجد مقاوم فهو عدو الخير الذي يُهيج الناس، وليس الناس أنفسهم، لذلك يقول له: "لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك" [5]. لا يعني هذا أن الخادم لا يجد من يقاومه، إنما يدرك أن المقاوم الحقيقي هو رئيس مملكة الظلمة! في هذا يقول الرسول: "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف 6: 12).

وخلال المعية مع الله أيضًا يدرك الإنسان أنه مختف في الله قائد المعركة الحقيقي فلا يخاف ولا يرهب قوات الظلمة، لأنها ليست ثائرة عليه وإنما على القائد الإلهي نفسه. لهذا يؤكد الله ليشوع: "لا أهملك ولا أتركك، تشدد وتشجع". فالله يُريد في خدامه أن يكونوا مملوئين رجاء وثقة فيه، كما يثق الجند في قائدهم. هذا ما نلمسه بقوة في كلمات معلمنا بولس الرسول الذي أدرك أن سيده هو الغالب الحقيقي، الذي غلب كرأس حين جاءنا بالجسد، ولا يزال يغلب قوات الظلمة خلال الجسد أي خلال خدامه وكنيسته، إذ يقول: "شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان" (2 كو 2: 14). كما يقول: "في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رو 8: 37).

"تشدد وتشجع، لأنك أنت تقسم لهذا الشعب الأرض التي حلفت لآبائهم أن أعطيهم. إنما كن متشددا، وتشجع جدا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي. لا تمل عنها يمينا ولا شمالا لكي تفلح حيثما تذهب. لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارا وليلا، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح. أما أمرتك؟ تشدد وتشجع! لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يشوع 1: 6-9) - مجموعة "موت موسى ويشوع يصبح قائدًا" (التثنية 31-34, يشوع 1: 1-9)

إن كان الله هو الذي يختار الخادم وهو الذي يدعوه ويسنده ويكون معه كسرّ غلبته فلا يقف إنسان في وجهه كل أيام حياته، إذ يخفيه داخله هو بمواجهة كل هجوم يثيره إبليس، فإنه أيضًا يُقدم شريعته لخادمه ليلهج فيها نهارًا وليلًا، تكون كسرّ تقديس له وسرّ حكمته الإلهية تُعينه في خدمته. لهذا يؤكد الله على يشوع:

"إنما كن متشددًا وتشجع جدًا، لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي،

لا تمل عنها يمينًا ولا يسارًا لكي تفلح حينما تذهب.

لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارً وليلًا..." [7-8].

أمران هامان في حياة الخادم يركز عليهما الله في هذا الحديث مع يشوع، وهما أيضًا مترابطان معًا ومكملان بعضهما البعض:

أولًا: التأكد أن الله معه فيسلك متشددًا ومتشجعًا، يعمل بقوة ويقين شديد، واثقًا في الله العامل به ومعه تحت كل الظروف يقول الرسول: "إن إنجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط بل بالقوة أيضًا وبالروح القدس ويقين شديد" (2 تس 1-5). لهذا أكثر من مرة يؤكد الله على يشوع "كن متشددًا وتشجع، لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" [7-9]، وبنفس الروح يقول لأرميا النبي: "لا تقل إنيّ ولد... لا تخف من وجوههم لأنيّ أنا معك لأنقذك يقول الرب... فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأنيّ أنا معك يقول الرب لأنقذك" (إر 1: 7-8، 19). بقدر ما يختفي الخادم في الله لا يخاف غيره، إذ يبقى مطمئنًا فيه، وكما يقول القديس يوحنا الدرجي: [الذي صار خادمًا لله يخاف سيده وحده، أما من لا يخاف سيده فغالبًا ما يخاف حتى من خياله(43)].

ثانيًا: التمسك بشريعة الله عمليًا، فإنه إذ يختفي في الله مرسله يخاف الله وحده، أي يخش أن يجرح مشاعر أبوته الإلهية بكسر وصيته وعده تحقيق إرادته، لهذا يلهج في شريعة الرب ليلًا ونهارًا حتى تشغل كل قلبه وفكره وأحاسيسه وسلوكه الخفي والظاهر. بهذا تصير كلمة الله طعام الخادم وشرابه وسلاحه وسرّ راحته، أو قل جزءًا لا يتجزأ من حياته إن صح هذا التعبير. هذا هو سرّ القوة في حياة الخادم الداخلية وفي كرازته. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [يليق بنا حقًا لا أن نطلب معونة الكلمة المكتوبة فحسب، بل أن تظهر حياتنا نقية هكذا، فتكون لنا نعمة الروح عوض الكتب بالنسبة لنفوسنا. فكما كتبت بالحبر في الكتب تسجل بالروح في قلوبنا(44)]. كما يقول: [عدم معرفة الكتب المقدسة هو علة كل الشرور؛ إذ ندخل المعركة عُزل من السلاح، فكيف نقدر أن نغلب؟!(45)].

هكذا يرى القديس يوحنا ذهبي الفم أن كلمة الله هي السلاح الحقيقي للخادم، لا يتقبلها خلال المعرفة الذهنية فحسب، أو الحفظ عن ظهر القلب، إنما خلال الحياة بها، فتشهد حياته لها عمليًا. حقًا ما أحوج العالم اليوم إلى قادة روحيين يعيشون الحياة المقدسة، ويمارسون كلمة الله كسرّ حياة لهم قبل أن يكرزوا بها بأفواههم!

5. الزاد الإلهي...

طلب يشوع من عرفاء الشعب أن يخبروا الشعب ألا يتسرعوا بل يتهيأوا للعبور حاملين معهم زادًا لمدة ثلاثة أيام. فمن هم هؤلاء العرفاء؟ وما هو الزاد؟

كان هؤلاء العرفاء هم المدبرين الذين يعملون تحت المسخرين المصريين لحساب عدّ الطوب (خر 5: 6)، أما بعد الخروج فيعملون كرؤساء ألوف ومئات وعشرات لتحقيق العدالة (تث 1: 15).

ما هو هذا الزاد...؟

أولًا: يرى الأب قيصريوس أن هذا الزاد لمدة ثلاثة أيام ثم بعده يعبرون الأردن للتمتع بالميراث إنما هو الإيمان بالثالوث القدوس. إذ يقول: [اليوم الثالث كما نعلم هو سرّ الثالوث. أي طعام يلزمنا أن نعده حتى نبلغ اليوم الثالث؟ يبدو ليّ أنه يليق بنا أن نفهم الزاد بالإيمان، فالمسيحيون يبلغون سرّ المعمودية (نهر الأردن) بالإيمان بالثالوث... حقًا أيها الإخوة لن يعاين الإنسان أرض الموعد الحقيقية أي الطوبى الأبدية ما لم يعبر خلال سرّ المعمودية(46)].

ثانيًا: يرى نفس الأب في الزاد لمدة ثلاثة أيام لعبور الأردن أنه التمتع بسمات الإيمان والرجاء والمحبة إذ يقول: [الإيمان والرجاء والمحبة(47)].

ثالثًا: يرى العلامة أوريجانوس أن الزاد الذي يلزمنا أن نحمله في داخلنا لكي نتبع يشوعنا الحقيقي لندخل أرض الموعد الأبدية إنما هو الكتاب المقدس أو كلمة الله مدركة بطريقة روحية ومعلنة عمليًا في حياتنا. يقول العلامة: [بعد ذلك يقول يشوع: "هيئوا لأنفسكم زادًا للطريق"، واليوم إن أصغيت يقول لك يسوع: "إن تبعتني فهيئ لنفسك زادًا للطريق". الزاد في الحقيقة هي الأعمال التي ترافقنا في سفرنا مع المخلص خلال الطريق العتيد. ليتنا في دراستنا للكتاب المقدس نحذر من القراءة السريعة المتهاونة، وإلاَّ فكيف نستخلص الزاد؟‍‍!(48)].

رابعًا: يمكننا أن نقول بأن هذا الزاد الذي يبقى معنا ثلاثة أيام إنما هو إمكانية الحياة المقامة في المسيح يسوع. فنحن نعلم أن رقم "3" يُشير إلى القيامة التي بدونها لا نقدر أن نعبر الأردن، ولا ندخل أرض الموعد، إن الزاد الذي نهيئه لأنفسنا ليس من عندياتنا، لكنه اقتناء حياة المسيح المقامة كحياة لنا، بدونها نبقى في البرية حتى نتحول إلى جثث هامدة غير قادرة على الحركة. في دراستنا لسفر الخروج تحدثنا عن سرّ الأيام الثلاثة حيث كان الحديث مع فرعون "الآن نمضي سفر ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا" (خر 3: 18)، وكان فرعون يبذل كل الجهد ألا يدخلوا إلى سرّ الأيام الثلاثة، وكأنه بإبليس الذي يُريد أن يحرم الإنسان من قوة القيامة مع المسيح، فلا تُقبل عبادته ولا ينعم بالميراث. قد سبق فاختبر أبونا إبراهيم هذا السرّ حيث سار ثلاثة أيام ليقدم ابنه ذبيحة حب الله (تك 22: 4)، متطلعًا إلى علامة القيامة من الأموات، فقدم ابنه الحبيب في يقين أن الله قادر على الإقامة من الأموات (11: 9) (49).

6. الدور الإنساني...

علامة حب للإنسان ليس فقط أن يهبه ولكنه يُشركه معه في العمل، لكي تلتحم إرادة الله الفائقة بإرادة الإنسان التي تتقدس باتحادها مع الله في ابنه... هذا ما برز بكل وضوح في الحديث الإلهي مع يشوع بن نون، فإن كان الله هو العامل في الدخل كواهب قوة القيامة والعبور فإن يشوع ملتزم مع الشعب أن يقوم ويعبر [1]. الله يهب الميراث مجانًا كوعده لكن ليس للكسالى والمتراخين، وإنما يقدم كل موضع تدوسه بطون أقدامهم [3] مشجعًا إياهم على السير لأجل الميراث. إنه يعلن معيته مع خادمه [5] ومساندته له ضد كل هجوم من العدو لكن الخادم ملتزم أن يتشدد ويتشجع لا يخاف إنسانًا [6-7]. الله يهبه شريعته كسند له، ولكن الخادم ملتزم أن يلهج فيها نهارًا وليلًا حتى تصلح طريقه وينجح [8]. يطلب منهم أن يهيئوا لأنفسهم زادًا، وهو يقدم لهم الزاد! يا للعجب فإن محبة الله الغنية تهب كل شيء مجانًا لكنها دون احتقار لإرادة الإنسان أو تجاهل لجهاده ومحبته!

وقد برز هذا الجانب الإنساني بكل وضوح في تصرف يشوع مع السبطين والنصف (رأويين وجاد ونصف منسي) الذين أرادوا أن يستقروا غرب نهر الأردن (عد 23: 1-5) في أرض جلعاد، وقد وافق موسى على ذلك مشترطًا أن يتركوا نساءهم وأطفالهم ومواشيهم في الأرض، لكن الرجال يعبرون مع بقية الأسباط نهر الأردن ولا يعودوا إلى جلعاد حتى يتمموا كل الجهاد مع إخوتهم ويمتلك الكل أرض كنعان... وقد حمل ذلك رمزًا لكنيستي العهد القديم والعهد الجديد، الأولى يمثلها السبطين والنصف، والثانية التسعة أسباط ونصف، وقد سبق لنا الحديث عن ذلك بأكثر تفصيل(50). لقد كان الله قادرًا أن يُخلص التسعة أسباط ونصف دون جهاد السبطين والنصف... لكن الله يُقدس العمل البشري والوحدة، فألزمهم بالعمل مع إخوتهم مادامت لهم قوة للعمل. ماداموا قادرين على الجهاد. لا يستخدم الله المعجزات إلاَّ بالقدر الذي فيه لا يوجد طريق آخر للخلاص من المأزق!

في شيء من الوضوح أود أن أؤكد تقديس الله لمؤمنيه، روحيًا وفكريًا وعاطفيًا وجسديًا، إحدى علاقات هذا التقديس أنه يستخدم الإنسان للعمل والجهاد ولا يتدخل بالعمل المعجزي الفائق إلاَّ عند الضرورة، في حالة العجز البشري! فقد كان يمكن لله الذي أخرج الشعب بيد قوية وذراع رفيعة، وعالهم أربعين سنة في البرية، وصنع لهم معجزات بلا حصر أن يقدم لهم أرض الموعد دون جهاد هذه الأسباط (السبطين والنصف) أو حتى دون جهاد كل الأسباط، لكن لو حدث هذا لما تقدست وحدة الشعب ككل ولما نالت هذه الأسباط بركة عمل الله بها.

أقول حينما نطلب أن تكون حياتنا مليئة بالعمل المعجزي الفائق إنما نطلب حرماننا من تقدير الله لنا الذي يُريد أن يعمل بقلبنا وفكرنا وأحاسيسنا وأيدينا، مقدسًا كل ما وهبنا للعمل بطريقته الخفية فينا حتى يدخل بنا أرض الميراث مكللين.

 

صفحات من تاريخ لبنان: بين دامو وعشتار

الكولونيل شربل بركات/01 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95448/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%b5%d9%81%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%84%d8%a8/

في تلال الجنوب اللبناني، وبالضبط عند مفترق الحدود الحالية التي ترسم بداية لبنان الحديث الجغرافية، وحيث خط الحدود هذا المتجه من الغرب إلى الشرق، أي من راس الناقورة صوب أرض مارون التي يذكرها أب التاريخ الفينيقي المعروف سانخوني أتن، يبدأ بالانحراف شمالا صوب الحرمون، تقع بركة داما. وبركة داما هذه تبعت فيما مضى لهيكل الاله "دامو" أو "دموزي" الذي يسمى في بلاد ما بين النهرين "تموز"، ولا يزال الفرس يحتفلون بعيده منذ آلاف السنين وحتى اليوم، وهو بحسب اساطير حضارة ما بين النهرين يعتبر الزوج الأول، ويرمز في معتقدات هذه الشعوب إلى بناء العائلة التي تستند إلى الخصوبة الذكرية والتي تشكل أساس الاستمرار والخلق بانجاب البنين. ودامو ولو لم يكن الآها كنعانيا إلا أنه أعتمد رمزا للزواج كما هو البعل رمز لخصوبة الطبيعة. وإذا كان بعل القابض على الصواعق هو من يتحكم بالمطر، اي بخير السماء، فإن دامو هو رمز الزواج المقدس والذي يسهم في بناء العائلة وسيلة استمرار المجتمع البشري والأساس الصالح لانجاب البنين. من هنا أهميته وارتباط طقوسه بموضوع الزواج.

لم يفهم اليونانيون القدماء أهمية الرموز الدينية عند الكنعانيين، وهم يوم وصلتهم مع قوافل التجار المتنقلين بين جزر بحر إيجه والبر الشمالي الكبير مارسوا بعضها بشكل عشوائي، كما هي اليوم عادات الأعراس في بلادنا، والتي تُفقِد الحدث أهميته لتشدد على الظواهر الخارجية من مثل الثياب وزيادة البذخ والتشاوف في المأكل والمشرب والزينة والبهرجة وأنواع الموسيقى والرقص، وتحويل جوهر الاحتفال المقدس إلى عملية تباهي بشرية محضة، قد تساعد التجار ومصممي الأزياء ومتعهدي الحفلات على الكسب، ولكنها تفقد الزواج، والعطاء الذي يرافقه بعض الاسراف المادي الغير المحسوب أحيانا، أهمية تلك القيم البشرية وهدفها الأساسي، والذي هو بناء العائلة رمز الانجاب والاستمرار.

ولا تزال كلمة "دام" Dame المنتقلة إلى اللغة الفرنسية من اللاتينية والتي أخذتها بدورها منذ الرومان عن هذا الرمز، تستعمل للدلالة على المرأة المتزوجة، كما كلمات أخرى تستعمل في لغات متعددة وحتى اليوم بشكل طبيعي وبدون أن نعرف اساسها، ولكنها تدلنا إذا ما تعمقنا بمعانيها عن استمرارية وتنقل الحضارة البشرية الجامعة بين شعوب الأرض.

أما "عشتار" وهي ما سماه اليونانيون استارتي Astarte والعبريون "عشتاروت" بالجمع، فهي التي ترمز إلى الخصوبة عند النساء أي الالهة الأم. وعلى تلة أخرى من تلال الجنوب اللبناني غير بعيدة عن هيكل "دامو"، كان يقع هيكل "عشتار" أو "أشيرة" أو "أشيرتا"، والتي لا تزال تحمل اسمها المتحول إلى "شرتا" بسقوط الألف، تلك التلة الجميلة إلى الجنوب الشرقي من عين إبل.

بين هيكل دامو وهيكل عشتار كانت تحدث في الزمن القديم الاحتفالات السنوية بالزواج المقدس، وهو ليس كما صوره اليونانيون؛ عملية احتفالات جنسية غير منضبطة، انما بالعكس تماما فهي عملية تكريس مقدسة للاحتفال بالأعراس بشكل جماعي، أي اجراء أحتفال كبير لارتباط عدد من الشبان مع زوجاتهم الشابات. وهو تقريبا ما يجري اليوم، فأغلب الزيجات تتم في الصيف وخاصة بين شهري تموز وآب، لأن الدورة الطبيعية للاقتصاد المبني على الزراعة تصل إلى قمتها بالعطاء في هذا الشهر، وقد حُصدت الغلال ودخلت الحبوب إلى الخلايا في البيوت وبدأت الأشجار المثمرة تعطي انتاجها والطقس الجميل الدافيء، والذي رحلت عنه حرارة حزيران التي يبّست كل شيء، يصبح محببا أكثر فأكثر خاصة مع تلك النسيمات الخفيفة التي تقلل بالتاكيد من وطأة الحر. وبنتيجة الزواج في تموز يمكن توقع أفواج من الأطفال مع دخول الربيع في نيسان من السنة التالية، وهو شهر خير وبركة تكثر فيه خيرات القطعان وانتاج الأراضي الخضراء. إذا فكل العوامل مهيأة للاحتفال بالارتباط بين الشبان والشابات الذين يتحضرون لبناء عائلاتهم. وهي فرحة كل الأهل لأنهم يرون في تلك الخطوة استمرارا للطاقات الجديدة التي تعطيهم الثقة بالمستقبل.

وللتشديد على أهمية هذه الخطوة فإن التراث المشترك لهؤلاء قد أعطى عملية الزواج هذه الكثير من الأهمية، ولا نزال نحن نمارسها حتى اليوم. ومن هنا، وبما أن الاحتفال يجب أن يكون كبيرا، لا بل الأهم في حياة هؤلاء، فإنه على كل من يريد الارتباط في هذه السنة أن ينتظر يوم الاحتفال هذا. ولنا من التصوير الشاعري للرحابنة في "بياع الخواتم" مثالا مصغرا وجميلا عن هذه العادات في "عيد العزابي" وهو الاحتفال الجماعي بارتباط كل الذين يتجهزون للزواج في نفس السنة مرة واحدة.

إذا الاحتفال بطقوس الزواج المقدس في كل المنطقة كانت تتم في شهر تموز، وتحت رعاية الكهنة الذين يمثلون السلطة الاجتماعية، والتي تقود عملية الحفاظ على العادات والتقاليد ورعاية تنفيذها بالشكل الصحيح. وهكذا فإن كافة الأهداف من هذا العرس الجماعي تتأمن فالاعلان عن من ارتبط بمن، عملية مهمة يجب أن تُعرف لكي يعلم الجميع بأن هذا الشاب أو تلك الفتاة قد ارتبط نهائيا بشريك حياته، ولا يجوز له بعدها أن يحاول التقرب من غير رفيق عمره، أو أن يحاول أحدهم التقرب منه بقصد الارتباط. ويجب أن يكون معروفا في كل المنطقة التي شاركت الاحتفال. إذا بعكس ما يشاع فالزواج المقدس هذا المفتوح، أي الذي تدعى إليه كل المنطقة، هدفه الأساسي الاعلان عن من ارتبط بمن، ومن ثم الاحتفال بمعنى الفرحة بأن عائلات جديدة قد أضيفت إلى هذا المجتمع، ما يدعو إلى التباهي والفخر، وتكمله مظاهر البهجة التي تظهر فيها الطاقات والأغاني والرقصات وكل ما يمكن أن يرافق تجمع الأهالي بمناسبات الفرح. وفي مثل هذه المناسبات يتم ايضا التعارف بين أجيال جديدة من الشباب والشابات الذين يتحضرون للارتباط في المواسم القادمة.

كان الاحتفال يتم إذا بتجمع الشباب في هيكل دامو بينما تتجمع الفتيات في هيكل أشيرة، وبعد أن يلقي كاهن دامو عظة توجيهية للشباب الذين قرروا الارتباط، وتلقي كاهنة هيكل عشتار عظة مماثلة لتوجيه الفتيات اللواتي قررن بدورهن الارتباط، ينطلق الجمهور الذي تجمّع في هيكل دامو بمرافقة الشباب بين الهزج والمرح وبالطبع الرقص والدبكة والأغاني التي يرددها الجميع، ينطلقون من هيكل دامو صوب هيكل اشيرة وهذا هو لب الموضوع حيث، وعلى طول الطريق، تتجمع الوفود من الأقارب والأصدقاء والمعارف للمشاركة بالاحتفالات، وهي تصبح بالطبع أهم أحتفال سنوي يقام في المنطقة خاصة ايام البحبوحة والرخاء.

يقول لاجرانج  وهو باحث بالكتاب المقدس، بأن الفتى يسوع لا بد قدم من الناصرة إلى هذه المنطقة ليحضر أحد هذه الاحتفالات التي كانت تجري بين هيكل دامو وهيكل عشتار. وهي ليست بالغريبة فإن لوالدته العذراء مريم اقارب في جنوب لبنان، ولا يزال مقام "النبي عمران" مكرما حتى اليوم بالقرب من القليلة، وهو ما يفسر وجودها في عرس قانا الجليل، الذي أطلق خلاله السيد المسيح عملية البشارة بأولى عجائبه والتي حول فيها الماء إلى خمر.

لماذا اختار يسوع المسيح الاعلان عن بدء البشارة في هذه المنطقة التي عرفت فيما بعد ببلاد "البشارة"؟ وهل أنها كانت صدفة أم أن كل شيء يسير بتخطيط الهي رباني؟

لماذا اذا يشارك يسوع فرحة عرس، ولو لعريسين يهوديين، في أرض الكنعانيين أو ما كان يسمى بجليل الأمم، ومنها يطلق رسالته التبشيرية التي أكملت العهد القديم بأن منحت حق البنوة لكل سكان الأرض وليس فقط لشعب الله المختار بحسب الشريعة وكتب الأنبياء؟

الجواب يمكن أن نراه في جواب المرأة الكنعانية للكلام الجارح الذي وجهه إليها الرب يسوع، وكان برفقة تلاميذه، عندما طلبت أن يشفي ابنتها. فهو قال لها بأن "خبز البنين لا يرمى للكلاب". وهذه النقطة اساسية في معتقدات الشعب اليهودي، شعب الله المختار، نقطة التفوق أو التمييز، وهو المسيح المنتظر الذي أرسل ليقود هذا الشعب نحو الخلاص، فكيف ينقذ غيره من الشعوب؟ والمسيح الذي كان زار هذه المنطقة عدة مرات لا بل تعاطى مع سكانها وعرف معتقداتهم واخلاقياتهم، وحتى بدون أن نُدخل الالهام الرباني، كان يعلم بأن تلك المرأة سوف تتقبل "الاهانة"، لا بل سوف تحرج مرافقيه في جوابها بأن "الكلاب ايضا تأكل من الفتات الملقى عن موائد البنين". وهذا "التواضع" هو بالضبط ما أراد المسيح أن يتعلمه تلاميذه من تلك المحادثة. ففي التواضع والقبول بمشيئة الله نرتقي لنصبح أبناءه "فالله قادر أن يجعل من هذه الحجارة اولادا لابراهيم" كما قال للمرأة السومرية، ولكننا لا نستحق بنوته إن نحن أبقينا على روح التعالي على الآخرين والتشاوف بأننا مختارين نكتفي بممارسة الشريعة بحذافيرها دون أن نحافظ على روحيتها في أحيان كثيرة.

اليوم وبعد ألفي سنة على هذه الأحداث هل بقيت روحية العرس وعملية الزواج المقدس الذي ينمي العائلات ويكثر من البنين لتأمين استمرارية الجنس البشري؟ أم أننا نحاول بأنانية مطلقة أن نمنع الانجاب ونخفف عدد العائلات المستعدة لتربية أبناء صالحين يسيرون على طرق الحياة، يتعلمون التعاون والمحبة، ويمارسون الانتاج والابداع، ويجارون الطبيعة في مسيرتها المتجددة؟ أسئلة موجهة للأجيال الجديدة ولمن يقوم بتغيير العادات والمفاهيم وباقتباس رؤى ونظريات لا تمت للحياة بصلة ولكنها تشدد على أنانية تحاول أن تجعلنا نتمسك بها فنضيع خبرات أجيال وشعوب سبقتنا وتركت لنا تقاليدها وخبراتها في ما اعتدنا عليه وما بقي في ذاكرتنا من مفاهيم استمرت الوف السنين وأوصلتنا أن نكون أسياد الأرض بدون منازع نشارك الله سبحانه في عملية الخلق والتطوير ونكتفي بما تنتج ايادينا بالجهد المتواصل الذي لولاه لتوقفت الحياة في أجسادنا الهشة.

فبين دامو وعشتار هل لا يزال العرس هدف أجيالنا الآتية وهل ستكون العائلة الخلية الأساسية لمجتمعات الغد أم أن الروبوت سيحل محل الأطفال والذكاء الاصطناعي سيقضي على آمال البشرية في الاستمرار؟...

 

يا أولادَ الكَيْدِ، ويا أشباه المومياءات الزاحفة…

بقلم المخرج يوسف ي. الخوري/31 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95441/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d8%a7-%d8%a3%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%af%d9%8e-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%8e%d9%8a%d9%92%d8%af/

خرجت الثورة رافعةً العلم اللبناني، وليس إلا العلم اللبناني، فتهمتموها بالعمالة للسفارات الأجنبيّة.

هتفَت “سلميّة سلميّة” وغنّت الوطن في الساحات، فاعتبرتموها “ثورة طقش وفقش”.

غَضِبت، أحرقت الدواليب علّ دخانها الأسود يحرّك ضمائركم، فنعتّوها بـ “ثورة زعران”.

زَرَبتكم في بيوتكم يا جبناء، وحاصرتكم في الأماكن العامة، وحرَّمتكم الظهور في المقابلات الإعلاميّة، فوضعتم في وجهها الجيش والقوى الأمنيّة، وتستّرتم خلف العسكر.

صرخت “الجيش هو أنا وأنا هو الجيش”، فتلقّت العصيَّ والقنابل المسيّلة للدموع، والرصاص المطاطي، والرصاص الحيّ.

لمّا بانت قوّتُها وعَظَمةُ تأثيرها، حاولتم سرقتها وصار كلّ منكم يُطلق الإشاعات أنّه هو الثورة، ويُوهم نفسه، ولا يوهمنا، أنّ فريقه هو مَن يقف خلف الثورة.

لمّا وجدتم أنّ لا مكان لكم فيها، لجأتم إلى حسن نصرالله وتلطّيتم تحت عباءة مقاومته المزعومة، فأطلق “باسيجه” للإعتداء بالضرب على المتظاهرين السلميين، كما أطلق عملاءه وعملاء أجهزة المنظومة، لقمع المحتجّين بالقوّة ولشرذمتهم. إرتدعتم ولم ترتدع الثورة.

جاءكم الكورونا محجّ خلاص، واعتقدتم بأنّ الثورة انتهت وبأنّكم منتصرون، فصرتم تشمتون وتشتمون وتسخرون، وعدة نصبِكم للظهور مجدّدًا تُعِدّون.

أفجَعَ إنفجار 4 آب لبنان والعالم، فاستغلّيتم وجع الناس واهتمام الدول الصديقة لتُنعشوا منظومتكم السوداء، فعدتّم تتكلّمون وتتساجلون، وباعتقادكم أنّ شيئًا تفعلون، وأنّ أزماتِكم وفسادَكم ستتجاوزون، وإنّكم على دفن الثورة لقادرون.

خَسِئتم!

بالأمس كنتم تسألون بتهكّم “أين اختفت الثورة؟ ماذا حقّقت غير أنّها خرّبت البلد؟” واليوم بعدما ظهرت من جديد، وخضّت مضاجعكم من طرابلس، أنا الذي سيسألكم من موقع العارف: “أين منظومتكم القويّة، وما بالها مختفية عن إفساد الأرض؟! وماذا حقّقت منذ سنة ونيّف؟”

رئيس منظومتكم كان يقول بأن ليس في البلاد فساد، وها هو اليوم يتراجع ويُطلق بلا فائدة التحقيقات الجنائيّة.

حاكم مصرف منظومتكم فلتت من يديه الليرة بعدما كان يتبجّح، ولوقت ليس ببعيد، بأنّه صاحب الفضل بإستقرارها، وبأنه وحده الضامن لقيمة هذه الليرة. كان يمنّن علينا، هو وعصابة البنوك التابعة له، بأنّهما مصدر بحبوحتنا، وميسّرا تعليم أولادنا، ومسهّلا عطلاتنا ورحلاتنا السياحيّة، ليتبيّن أنّهما، بالتكافل والتضامن، كانا يحتالان علينا لسرقة ودائعنا لصالحهما ولصالح المنظومة وأزلامها.

هذا الحاكم كان يُفاخر بأنّ دولَرَة الاقتصاد اللبناني هي من صنع إبداعاته، واليوم صار يخرج علينا في مقابلات إعلامية ليوبّخنا، وليقول لنا أنّنا لبنانيون وأنّ من واجبنا التعامل بالعملة الوطنيّة.

رئيس مجلس منظومتكم، صاحب تدوير الزوايا، أضاع بيكاره وصار عاجزًا عن تدوير أيّ زاوية كمَن أصابه صمّ ٌوبَكِمٌ جرّاء صدمة حادة.

حكومات منظومتكم تغطّ في ثبات عميق، إن تألّفت حلّت عاجزة ولا قُدرة لها على الإنجاز، وإن استقالت دخلت في دوامة إعجاز تأليف حكومة جديدة.

حامي منظومتكم باسم الله وحزبه، صار صوتًا يتكلّم بصورة جامدة، فلا كلامه سيحميه ويحمي المنظومة الحاكمة بعد الآن، ولا صوته سيصل إلى القدس مهما علا.

تقول المنظومة أنّ أهم إنجازاتها يكمن في حفظ أمن البلاد، ليتبيّن لنا أنّ أمنها هو وحده المُصان، وأنّ أمن البلاد غير آمن: سرقات، تشليح، سلاح متفلّت، عمليّات قتل، خلايا داعشيّة نائمة (بحسب زعم المنظومة)، طيران إسرائيلي بالكاد يغيب عن أجوائنا، وبيروت إنفجرت!!! إنفجرت بيروت ولم ينفجر ضميرٌ واحدٌ من ضمائر أصحاب المنظومة، وكيف ينفجر شيء غير موجود أصلًا؟!!

أن نسائلكم عن كل هذه الإخفاقات التي باتت تُساكنكم، هو مضيعة للوقت، لأنّكم في سبيل الدفاع عن عجزكم، قد تخرجون عن ودّكم ولا تغيّرون في طبعكم. لكنّ إخفاقًا واحدً لا تستطيعون أن تنكروه، ألا وهو إخفاقكم في إسكات الثورة. الثورة هنا، باقية هنا، هي تنمو كحبة الحنطة، أمّا أنتم فإلى مصيركم البائس يا أشباه المومياءات الزاحفة.

ما ألعن منكم إلا المستفيدين من منظومتكم والمستميتين في الدفاع عنها. هؤلاء، بلغ إسفافهم دركًا ما بعده عمق. لم نسمع لهم صوتًا حين انفجرت بيروت، لأنّ الفعل الجرمي لهذه الحادثة يقع عليكم أنتم، ويستحيل أن يطال الثوّار بأي شبهة.

حصل ما حصل بالأمس في طرابلس، وإذا بأزلامكم يهبّون هبة ضروس منظّمة ضد الثوّار. وما أسوأ من كيد أتباعكم إلّا غباؤهم. منذ الدقائق الأولى لانتفاضة أهل طرابلس، بدأ أتباعكم، كالعادة، يحدّثونا عن أيادٍ غريبة، تركيّة، سوريّة، فلسطينيّة، تعبث بأمن المدينة.

كيف عرف أتباعكم هذه المعلومات وبهذه السرعة؟… راحوا يسخرون من أهل طرابلس المنتفضين بالقول: “من اين لهم ثمن السلاح وهم جياع فقراء؟ وكأنّ السلاح هو حكر على الأغنياء، وكأنّ فقراء الأرض ليسوا هم مَن أشعل غالبيّة الثورات المسلّحة في التاريخ!… بعد إحراق البلديّة، سَرَت موجة تعليقات بأنّ أهل طرابلس لا يفعلون هكذا أفعال بالممتلكات العامة التابعة للدولة.

وهنا اسأل: إذا كان أهل طرابلس المستضعفين والمطعون بكرامتهم وأمن عيشهم لا يفعلون، فمن يفعل؟ سكّان القصور الناعمين بالرخاء والبحبوحة؟… ثمّ يأتي الحديث عن الحرمات وعن التعرّض للقوى الأمنيّة لصبّ الزيت على النار، وكأنّ الثورة هي التي تتعرّض للجيش والدرك، وليس العكس ولو بطريقة لاإراديّة وغير مباشرة! قد تكون القوى الأمنيّة واقفة في الوسط بين سلطة المنظومة والثورة، وهي لا تتدخّل إلا عندما تحصل أعمال شغب وإخلال بالأمن، لكن وللأسف، تبيّن أن هكذا موقف يخدم المنظومة أكثر مما هو وسطي، إذ يحرم الثوار من الوصول إلى أهل المنظومة لإسقاطهم، فهذا ما حصل في كل محاولات الدخول إلى البرلمان، وهذا ما حصل أكثر من مرّة على طريق القصر الجمهوري.

خلال كل الثورة، ما كانت تقع عمليّات التعدّي على الأماكن العامة، إلّا عندما يتحوّل دور القوى الأمنية إلى حامٍ لأهل السلطة، وهو الأمر الذي يجعل الثوّار عاجزين لأنّهم لا يُريدون الإصطدام مع هذه القوى، كونهم مُدركين أنّ الظلم يطال العسكريين التابعين لها أكثر مما يطال أيّ أحد آخر، والأمر نفسه يحوّل بعض الثوار إلى الشغب الذي لغاية الآن هو في أدنى مستوياته، لا بل، وهذا أصوَب، لا يُحتسب…

وتكرّ سبحة الإفتراءات الغبيّة: مدسوسين، مخرّبين، التوقيت مريب لمنع رئيس الحكومة من تشكيل حكومته، التوقيت مُريب وهدفه حجب الأنظار عن التحقيق الجنائي، تصفية حسابات بين الأخوين الحريري… إلخ… حتّى بلغت هذه الإفتراءات حجمًا غير مسبوق من الهبل. وأهبل ما فيها، عندما يأتيك بعض “المسؤولين” ليقول لك “مَن أحرقوا دار البلديّة هم ليسوا الثوار الحقيقيين، بينما لم يُنكر أحد من الثوار هذه العملة. والمُضحك المُضحك هو أنّ هؤلاء “المسؤولين” الذين يتحدّثون اليوم عن ثوّار حقيقيين، كانوا بالأمس ينعون الثورة برمّتها.

برأينا، ما الهدف من تعظيم قضيّة حرق بلديّة طرابلس، سوى إلهائنا عن فداحة جريمة 4 آب المعلّقة برقاب كلّ من ينتمي إلى هذه المنظومة. وبرأينا أيضًا، الجماعة كانوا مصدّقين أنّ الثورة انتهت، ولحفظ ماء وجوههم العفنة، جيّشوا أتباعهم للتضليل والإيحاء بأنّ خلف حركة طرابلس الأخيرة يقف “راجح”. ولهؤلاء أقول: الثورة هي اليوم الحيّ الباقي، وأنتم الحيّ الميّت.

إنّه اليوم المائة والست بعد السنة لانبعاث طائر الفينيق.

 

رفض عون التمديد ناتج عن استحالة سياسية وشعبية

سعد الياس/موقع القوات اللبنانية/31 كانون الثاني 2021      

في توقيت خاطئ في غمرة الأزمات التي يتخبّط بها لبنان وعلى رأسها احتجاجات طرابلس، برزت الضجّة التي نشأت إثر موقف عضو “تكتل لبنان القوي” النائب ماريو عون الداعي إلى التمديد لرئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا. وبعد هذه الضجّة لفت حرص دوائر القصر الجمهوري على سحب هذا الملف من التداول واعتباره غير مطروح على الإطلاق وخارج إطار البحث. ووصل الأمر إلى حد نفي عون شخصياً أي تفكير بتمديد ولايته أو القبول به أياً تكن الجهة التي تنادي به. ولا يعبّر موقف عون ولا موقف دوائر القصر الجمهوري عن زهد بالتمديد بقدر ما يعبّر عن إدراك وعن استحالة سياسية وشعبية للسير بمثل هذا الخيار. فردود الفعل الأولّية على طرح هذا الخيار من قبل النائب عون جاءت قاسية وغير مرحّبة، وسألت هل يكون تمديداً لعهد الفشل والقهر والانهيار؟. لذلك كان لا بدّ للفريق الرئاسي من إدراج ردود الفعل ضمن حملة تستهدف رئيس الجمهورية وعهده وإلى الكشف عن أن عون الرئيس استوضح عون النائب عن سبب إطلاق هذا الموقف، ليأتي التبرير أنه أتى جواباً على مطالبة نائب في “كتلة الجمهورية القوية” بتقصير ولاية رئيس الجمهورية. وكان بعض خصوم العهد نظروا إلى موضوع تمديد الولاية الرئاسية على أنه مزحة جاءت على لسان نائب طبيب يدرك أن الرئيس ميشال عون البالغ من العمر 88 عاماً يبقى له أقل من سنتين في الحكم، وعند إنتهاء الولاية سيكون قد بلغ التسعين من العمر، فعن أي تمديد يتحدّثون علماً أن الأعمار تبقى بيد الله؟. غير أن أطرافاً سياسية أخرى مناهضة للعهد لم تستغرب أو تستبعد الكلام عن أي توجّه لبقاء الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته سواء بطلب تعديل دستوري للمادة 49 من الدستور أو من خلال أي خيار آخر إلى حين توافر الظروف الملائمة لانتخاب صهره رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وهذا أمر ليس متاحاً حالياً ولا في المستقبل القريب إذا بقيت الاصطفافات السياسية على ما هي عليه وفوقها العقوبات الأمريكية على شخص رئيس التيار.

أما كيف السبيل لبقاء عون في قصر بعبدا فهو عبر أحد خيارين:

أولاً: البناء على الأسباب الموجبة لأي تمديد محتمل لولاية مجلس النواب التي تنتهي في ايار/مايو 2022 في حال عدم إجراء هذه الانتخابات، وهذا أمر محتمل خصوصاً إذا تمّ افتعال اشكالات حول قانون الانتخاب وتمّـت المطالبة بتغيير القانون الحالي، أو إذا حدثت إضطرابات وأعمال فوضى كالاحتجاجات التي تجري في طرابلس. الأمر الذي يؤدي إلى عدم إجراء انتخابات نيابية جديدة، وهكذا يُبنى على هذه الأسباب الموجبة لطلب تمديد ولاية عون بهدف عدم إحداث شغور في رئاسة الجمهورية يترك تداعياته على الأوضاع العامة في البلاد.

ثانياً: تمديد ولاية رئيس الجمهورية بشكل قانوني ودستوري من خلال تعديل المادة 49 من الدستور التي تحدّد ولاية الرئيس بـ 6 سنوات. لكن هذا الأمر يتطلّب موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب أي 86 نائباً، وهناك استحالة لنيل موافقة كتل على مثل هذا التمديد وخصوصاً من قبل كتل “المستقبل” و”اللقاء الديمقراطي” و”الجمهورية القوية” و”الوسط المستقبل” وحتى “التنمية والتحرير” ما يحول دون تأمين أغلبية الثلثين. وحتى إذا تمّ إحتساب النصاب على أساس 80 نائباً بعد استقالة النواب الثمانية فمن الصعب تأمين هذا العدد من النواب.

ثالثاً: الاستناد إلى دراسة قانونية يعدّها ويشرف عليها مستشار الرئيس عون الوزير السابق سليم جريصاتي تحت عنوان مقتضيات الوفاق الوطني والميثاقية وعدم جواز حصول فراغ في رئاسة الجمهورية، والاستناد إلى أن الحكومة عند استقالتها تبقى في وضع تصريف الأعمال وهذا ما يجب أن ينطبق على رئاسة الجمهورية إلى حين انتخاب رئيس جديد وعدم تكرار سوابق الفراغ. غير أن مثل هذه الدراسة تبقى ركيكة قانونياً، ويمكن الطعن بها استناداً إلى المادة 62 من الدستور التي بعد تعديلها أصبحت تحول دون تكليف رئيس الجهورية المنتهية ولايته حكومة انتقالية كالحالة التي حصلت مع عون نفسه لدى انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل عام 1988. وباتت المادة 62 تنصّ على ما يلي “في حال خلوّ سدّة الرئاسة لأيّ علّة كانت تُناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالةً بمجلس الوزراء”. وعبارة “أيّ علّة كانت” تشمل حالة إنتهاء ولاية الرئيس وعدم التمكن من انتخاب الخلف. وبما أنّ ولاية الرئيس محدّدة بموجب المادة 49 من الدستور بست سنوات وليس أكثر، فإنه وعلى ضوء أحكام المادتين 49 و62 يقتضي على الرئيس ترك سدّة الرئاسة عند انتهاء ولايته. وعدا ذلك تذهب الأمور في منحى مغاير وتتحقّق توقّعات رئيس الجمهورية عن خصومه الذين كما قال عنهم “يعتمدون على كوابيسهم ولا يتوخّون سوى استغلال موضوع التمديد ونحن لا نزال في الثلث الثالث من الولاية”.

 

طرابلس مختبر تفاقم الأزمات اللبنانية

د. خطار أبودياب/العرب/31 كانون الثاني/2021

تشهد مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان منذ بداية هذا الأسبوع مواجهات واحتجاجات بدأت رفضاً للإغلاق الكامل بسبب جائحة كورونا، وعدم وجود بديل معيشي ومساعدات لسكان هذه المنطقة الأكثر فقراً في البلاد. لكن تحول “الثورة الاجتماعية” إلى أعمال تخريب وحرق واستباحة لأمن المدينة وأملاكها، طرح تساؤلات عن أسباب التصعيد والثغرات في تنسيق القوى الأمنية ومحاولة توظيف غضب وسخط الناس في تصفية الحسابات بين أطراف المنظومة الحاكمة، من دون إهمال العاملين الخارجي والمتطرف في هذه المدينة التي كانت أكثر من عانى خلال عدة فترات من “الحروب اللبنانية” إبان الوجود العسكري السوري وبعده. وإذا كانت طرابلس اليوم بمثابة المؤشر أو المختبر لتفاقم أزمة ثلاثية الأبعاد صحية واجتماعية وسياسية، فإن أحداثها تدلل قبل كل شيء على صورة البلاد في هذه المرحلة وما تنطوي عليه من مخاطر الفوضى والانهيار وتفكك القوى الأمنية و”الأمن الذاتي” في ظل عهد محاصر وفراغ حكومي وبؤس اجتماعي، ودوام انتظار سراب التسويات الخارجية بعد تمركز إدارة بايدن.

يصف الروائي اللبناني محمد أبي سمرا طرابلس بأنها “ساحة الله وميناء الحداثة”، وكان من خلال حكاياته يركز على أن هذه المدينة المتوسطية (وهي أكبر مدينة لبنانية ذات أغلبية مسلمة سنية) تجمع بين الإيمان والحداثة من خلال تنوعها الديني والثقافي ومينائها الشهير. لكن لولا دورها في نشوء لبنان الكبير، لم تكن المغامرة اللبنانية ممكنة منذ مئة عام، وبدل مكافأتها على عمق انتمائها اللبناني واستمرار بعدها القومي، تمت معاملتها بإجحاف طوال عهود الاستقلال، وبقيت مشاريعها لتطوير الميناء ومعرضها التجاري الكبير وإعادة تشغيل مصفاة نفطها مكان مساومات وتسويف خاصة في عهد الرئيس ميشال عون وسعي خليفته المعلن الوزير السابق جبران باسيل للتركيز على مدينته البترون مع تهميش مستمر لمدينة طرابلس.

من أجل فهم أحداث طرابلس لا بد من التذكير بمفاصل من تاريخها الحديث. رجالاتها كانوا طليعيين في الانضمام إلى نشأة كيان لبناني منفصل عن العمق السوري. “طرابلس الشام” تضرب جذورها عميقا في التاريخ، وهي اليوم من كبرى حواضر المتوسط (وأكثرها فقرا)، لكنها من المدن السنية العربية العريقة من الموصل إلى بغداد ودمشق وبيروت، والتي تتعرض من دون هوادة لهجمة محور إقليمي يلعب منذ 2003 على وتر تغيير وجه الإقليم، وضرب الأكثرية فيه تحت عناوين مشبوهة مثل تشبيه البعض سابقا لطرابلس بأنها “قندهار الجديدة” في محاولة لتشويه تاريخها في الانفتاح والعيش المشترك والتفاعل الثقافي.

وبالرغم من كون الرئيس الراحل رشيد كرامي، مرجعيتها السياسية السابقة، من أركان الحقبة الشهابية (1958 – 1970)، لم تنل طرابلس قسطها من إنماء متوازن موعود. ولذلك، ما إن بدأت أعاصير زعزعة الاستقرار تهب مع بروز عامل الوجود الفلسطيني العسكري، كانت حاضرة الشمال من المتأثرين عند قيام فاروق المقدم في 1974 بحراك “ثوري” ضد السلطات قبل عام من بدء جولات الحروب، وحينها في سبتمبر 1975 اندلعت الجولة الثالثة في الشمال وكان بين المشاركين أنصار رئيس الجمهورية حينذاك سليمان فرنجية من جهة وأنصار كرامي من جهة أخرى، ومنذ ذلك الحين أخذت سموم الفتنة الطائفية والتدخل الخارجي تلوث لبنان.

لبنان خاضع لتغيير المعادلات الإقليمية

وخلال حقبة السيطرة العسكرية السورية على لبنان كانت طرابلس دوما في عين العاصفة، وعانت من مساعي التركيع وسط وجود صراعات عربية – عربية شاركت فيها القوى الفلسطينية والعراق حينها. وخاض الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات آخر معاركه اللبنانية في طرابلس عام 1983، وكان خصمه الأساسي فيها دمشق. واستمرت تصفية الحسابات على الساحة الطرابلسية في منتصف الثمانينات، وتعرض حي باب التبانة الشعبي لقمع منهجي ومجازر، وفي تلك الحقبة قضى رشيد كرامي اغتيالا وخسرت المدينة مرجعها السياسي. لكن بعد بدء تنفيذ اتفاق الطائف، تسنى للرئيس الراحل رفيق الحريري الاهتمام بعاصمة الشمال قدر الإمكان وحسبما كان يسمح الوصي السوري. ومن المفارقات أنه بعد انسحاب القوات السورية من لبنان في 2005، بقيت طرابلس وجوارها تحت الضغط وخاصة عبر التسلل الإرهابي المبرمج في 2007 إلى مخيم نهر البارد تحت يافطة “فتح الإسلام” الذي انهزم بفضل الجيش اللبناني وتضامن أهل الشمال وتيار المستقبل معه. لكن ذلك لم يردع إصرار أنصار النظام السوري على استخدام سلبي لهذه الساحة مع بدء دخول حزب الله على الخط تحت عنوان ” سرايا المقاومة”، وشهدت طرابلس قتالا داخليا بين حيّي جبل محسن المدعوم من المحور السوري – الإيراني وباب التبانة، وتوقف ذلك بعد تسوية الدوحة في 2008، ولكنه عاد واشتعل بعد بدء الحرب السورية في 2011.

ومنذ أكتوبر 2019 إثر انتفاضة الحراك الثوري، كانت طرابلس “عروس الثورة” وركنها الأساسي، لكن موقعها في الأطراف يدفع بالفريق المسيطر على الدولة أي حزب الله والتيار العوني إلى استغلال انقساماتها والسعي لتغذيتها، ويصل الأمر بالبعض إلى محاولة الترويج لعزلها وعقابها.

مما لا شك فيه أن غياب مرجعية سياسية ممثلة للمدينة يجعلها أكثر انكشافا في اللعبة السياسية الداخلية وعرضة للاختراق والاستخدام. وإذا كانت كل المنظومة الحاكمة المنتهية الصلاحية تتحمل المسؤولية في وصول البلاد إلى الوضع الحالي وانفجار أوضاع طرابلس، لكن الانسداد الموجود على رأس السلطة لجهة تشكيل حكومة جديدة، يؤشر على مسؤوليات متصلة بالإصرار على المحاصصة رغم بدء سقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

وبلغ السيل الزبى مع فتح المعركة الرئاسية في 2022، وذلك في سياق مشهد سريالي ضمن بلاد الغرائب اللبنانية. وكان البعض يتهم أطرافا داخلية بتحريك الشارع لتحسين مواقعها، أو التخويف بالفوضى لتمرير انقلاب وفرض الأمر الواقع من قبل فريق رئيس الجمهورية، ويراود الشك بعض الأوساط أن جبران باسيل المعاقب أميركيا والذي أخذت فرصه الرئاسية تضيع، مصمم على ضرب منافسيه المفترضين وأولهم حاكم المصرف المركزي رياض سلامة تحت عنوان “التدقيق الجنائي”، وثانيهم قائد الجيش العماد جوزيف عون من خلال أفخاخ مثل إدارة أعمال الشغب في طرابلس. وتتوافق القيادات الطرابلسية على طلب إقالة المحافظ رمزي نهرا المقرب من باسيل لتقصيره الكبير. بالإضافة إلى العاملين الاجتماعي والداخلي السياسي، ليس من المستبعد أن تكون عوامل خارجية وراء تحريك الوضع في طرابلس لأن لبنان خاضع لتغيير المعادلات الإقليمية، ولأنه بالرغم من التجاذب الداخلي، توجد في خلفية المشهد رغبة إيران ومحورها في الإمساك بالورقة اللبنانية كي يكون محل مساومة أو جائزة ترضية كما كان يحصل في مرحلة الوصاية السورية، وكأن البعض يريد التهويل بإمارة داعشية (كما حصل في نهر البارد من قبل) وتكرار التجربة من بوابة هز الاستقرار عبر ساحة طرابلس ومختبرها.

 

ميشال المرّ: رحيل ظاهرة وعصر و"دولة"

إيلي الحاج/أساس ميديا/الإثنين 01 شباط 2021

أكثر ما ينطبق  حديث "واذكروا حسنات موتاكم" على ميشال المرّ، "دولته" الراحل مع رحيل الدولة التي بنى له فيها موقعاً عالياً بين اللاعبين السياسيين الكبار مدى عقود، وعهود استحقّ فيها لقب "صانع الرؤساء"، قبل أن يأتي عهد الجنرال وحروب إلغائه، السياسية قبل العسكرية.

ظاهرة كان. في السياسة تميّز بحاسة سادسة لا تخطئ اتجاهات الريح الخارجية والداخلية على السواء، فيسبقها بقدرة خارقة على التكيف مع  كل الظروف ليبقى واقفاً وقادراً على أداء الأدوار وتوسيع امبراطورية عمّرها بدأب مُذهل يُسجّله كل يوم للتذكير به يوم الحساب.

سيُذكر ميشال المر بأنّه آخر السياسيين من المدرسة القديمة. حيث الزعيم، كما يقولون بالعامية، هو الذي "يفكّ مشانق وبيقطع روس وبيحطّ فلوس". استخدم الأعمال لخدمة السياسة والسياسة لخدمة الأعمال، والإثنتين في خدمة الإستحواذ على النفوذ. وكان يعرف أبناء منطقته في شكل وثيق، أكانوا من مؤيديه أو مؤيدي خصومه، الأوّلون "يخدمهم بعيونه" في الوظيفة والخدمات "غِبّ الطلب"، والثانون سيكون عليهم دفع ثمن تمرّدهم عليه. وكان كثيرون في بلدته بتغرين والمتن الشمالي يحبّونه بتطرف. لعلّ "دولته"، اللقب الذي كان يستهويه واخترعه لنائبي رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء الأرثوذكسيين، هو أكثر زعيم مناطقي في تاريخ لبنان الحديث يظهر في الصور محمولاً على الأكتاف.

ظاهرة مع الصحافيين أيضاً. كان يغدق على زوّاره المواظبين منهم المعلومات التي كانوا يسعون إليها، ولديه منها الكثير، و"المعلوم" أيضاً، فيخرجون مسبّحين بحمده، حتّى تكوّنت لخدمته شبكة تغطّي جرائد ووسائل إعلامية عدّة تمرّر رسائله وسياساته كما يريد.

بغيابه يغيب نموذج نادر من السياسيين اللبنانيين. صاحب سيرة مذهلة بتقلّباتها وحسناتها وسيئاتها. "صانع رؤساء" من زمن كان للبنان ولرئاسته رونق

جمع ميشال المرّ، ولاحقاً شقيقه غبريال، ثروة من تعهدات هندسية في أفريقيا خلال الستينيات والسبعينيات من تعهدات هندسية ومشاريع في ساحل العاج والكونغو وزائير، وفي لبنان أيضاً. وعندما ترشح ميشال، ذو النظارتين السوداوين الكبيرتين، للمرة الأولى للانتخابات عام 1960 كان بعمر 28 سنة وكان للروم الأرثوذكس مقعد واحد في المتن الشمالي احتله الطبيب الكتلوي الهوى ابن بيت مري، ألبر مخيبر. ترشّح ضده وأيضاً ضدّ عمه غبريال المر الذي لم ينسحب من الميدان بعدما خسر أمام مخيبر في انتخابات 1957. ترشّح ميشال المر مجدّداً في 1964 وخسر أمام مخيبر، ليفوز بعدها حليفاً لحزب الكتائب اللبنانية في موجة "الحلف الثلاثي" الذي لم يتفق على لائحة في المتن الشمالي ضدّ "الشهابية" سنة 1968. إلّا أن مخيبر هزمه مرة أخرى في انتخابات مجلس 1972 وستكون الخسارة قاسية بمرور الزمن لأنّ ذلك البرلمان استمرّ بفعل تمديدات الحرب 20 عاماً حتّى 1992. إلّا أنّ ابن بتغرين الطموح ملأ تلك الحقبات متقلباً بين المواقع الوزارية والإستشارية ولعب الأدوار في التحالفات والاتصالات والانقلابات.

مع بداية "العصر السوري" في لبنان حرص ميشال المرّ خلال علاقاته مع الحاكمين في لبنان باسم حاكم دمشق على تخصيص مقعدين في المتن الشمالي للروم الأرثوذكس، فضمن بقاءه في البرلمان خلال انتخابات 1992 – 1996 – 2000- 2005 –2018 من دون أن يواجه منافسة خطرة عليه حتّى وفاته. صحيح أن انتخابات 2018 شكلت له تحدّياً بفعل القانون الجديد الذي جرت على أساسه ورفض قادة الأحزاب المتصارعة التحالف معه إلا أنه خرج منها فائزاً قوياً، وإن وحده، من اللائحة التي شكّلها، وبصحّة غلب عليها الوهن.

غير أنّ أسلوبه في العمل السياسي الشعبي بقي غريباً طوال حياته. لم يكن يردّ طالب خدمة، أكان "طابق مرّ" أو وظيفة أو وساطة من أي نوع. يشهد على ذلك جهاز خدمات متكامل أقامه في مكاتبه في ما سُمّي بـ"العمارة" في جل الديب. ولكن يحدث أنّ موظفين في وزارة الاتصالات لا يوالونه يمضون عمرهم في الوظيفة ويتقاعدون منها بصفة "موقتين" غير مثبتين، وفي المقابل يستطيع تعيين موظف من أنصاره في موقع مدير عام لوزارة من دون أن يكون حاصلاً على الشهادة الجامعية. كل الخدمات والتسهيلات في مقابل كل الاحترام والولاء. أسلوب قريب من طريقة العمل السياسي في جزيرة صقلية الماضي، ولكن من دون دم. أتاح له نفوذه إيصال عشرات القضاة والضباط الكبار وموظفي الإدارة إلى مواقع قيادية في الدولة، بوزاراتها ومصالحها وأجهزتها على أنواعها. فضلاً عن مئات من رؤساء البلديات والمختارين وأعضاء المجالس البلدية والإختيارة في المتن وخارجه. كلهم بأمر "دولته".

حاول ميشال المرّ التكيّف مع العماد ثم الرئيس ميشال عون ولم يستطع. وكان سريع البديهة لاذعاً. عندما سُئِلَ مرّة عن سليم جريصاتي، وكان محامياً يكلّفه المر ببعض القضايا، علق  بدهشة: "كان عنِّا. أخذوه وطوّلوا له شعره وعملوه وزير!"

تقلّب ميشال المرّ في المناصب الوزارية خلال عهد الرئيس الياس سركيس. لم يتورّط مباشرة في الحرب لكنّه، عندما اندلعت، كان الصندوق المالي للنائب الشاب آنذاك رئيس إقليم المتن الكتائبي أمين الجميّل. كان الشيخ أمين يحيل طلبات رؤساء الأقسام والقطع العسكرية وكل طالب حاجة مع بطاقة تحمل توقيعه، والمهندس المرّ الغني يدفع. إلاً أنّ "العنيد"، كما كان يُسمّى الجميّل، لم يتقبّل انتقال ميشال المر إلى خدمة مشروع شقيقه قائد "القوات اللبنانية" آنذاك بشير الجميّل للوصول إلى رئاسة الجمهورية.

كان زاهي البستاني، المفوّض العام الممتاز في الأمن العام آنذاك، والمتمرّد لفترة على قيادته الرسمية، بمثابة مدير الحملة الرئاسية لبشير الجميّل ومدير مكتبه والأقرب إليه. وكان ميشال المرّ بالتنسيق مع زاهي يتولّى مهمة إقناع النواب الذين يستطيع التواصل معهم بانتخاب بشير.

عندما اغتيل الرئيس المنتخب بعد 21 يوماً ذات 14 أيلول 1982 أدرك ميشال المرّ أنّه سيكون عليه عبور الصحراء في انتظار ظهور واحة يتجه إليها، وقد لاحت له مع انقلاب "رفاق بشير"، إيلي حبيقة وسمير جعجع وكريم بقرادوني، سنة 1985، على الرئيس الجميّل الذي أبعده طوال ولايته عن المناصب والمواقع الرسمية. ساعدهم ميشال المرّ في تشكيل "لقاء مسيحي"، من سياسيين على اتصال به، وفّر للمنتفضين الغطاء للمزايدة على رئيس الجمهورية والعهد المترنّح بفعل ضربات شتّى. ويومياَ كانت جريدة "الجمهوريّة" التي أنشأها الياس المر، نجل النائب المرّ، تُعنوِن على أنّ الجميّل لم يحافظ على المسيحيين وأمنهم وحقوقهم ولم يتبع خطى شقيقه بشير. وكان ميشال المرّ مع  ميشال سماحة، ابن بلدة "الجوار" المجاورة لبتغرين، أقرب الناس إلى إيلي حبيقة. أمّنا له اتصالاً بالقيادة السورية وبدأت سرّاً المفاوضات توصُلاً إلى "الإتفاق الثلاثي" برعاية عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري آنذاك.

يروي كريم بقرادوني أنّ ميشال المر بكى وهو يناشده ويناشد سمير جعجع وقائد الجيش آنذاك ميشال عون فعل أي شيء لإنقاذ نجله الياس الذي حوصر مع حبيقة في مبنى "جهاز الأمن" في الكرنتينا عند إسقاط "الإتفاق الثلاثي" في 15 كانون الأول 1986 بعملية عسكرية مشتركة لـ"القواتيين" أنصار جعجع و"الكتائبيين" أنصار الجميّل. بفضل الياس المرّ خرج إيلي حبيقة حياً في آلية للجيش بناءً على إصرار ميشال عون. سيتبين لاحقاً أنّ الجنرال عون هو الذي وضع الشقّ العسكري من "الاتفاق الثلاثي".

في السنوات المتبقية من عهد الجميّل وسنتي الجنون في قصر بعبدا (1988- 1990)  لم يظهر أثر على الشاشة السياسية لميشال المرّ، لكنّه سيتعرّض لمحاولة اغتيال بسيارة مفخّخة عند جسر إنطلياس خلال عهد الرئيس الهراوي، وكان وزيراً للدفاع ونائباً لرئيس مجلس الوزراء. وسيُتهم لاحقاً قائد "القوات" جعجع بذلك التفجير أمام المجلس العدلي ولن يقدم جعجع دفاعه بسبب مقاطعته الجلسات.

ستكرّ سنوات "عصر ذهبي" لميشال المر في  العهدين الممدّدين للرئيسين الياس الهراوي وإميل لحود وتخلو له الساحة والمسرح في غياب أقطاب الموارنة، أمين الجميّل وميشال عون في فرنسا، وسمير جعجع في سجنه المديد. حضن كثيرين من أنصار خصومه، أمّن حياتهم وسبل معيشتهم وخدمات ومرجعية يلجأون إليها، حتّى شاع تعبير "كتائبيي ميشال المر".  لكنّه سيضطر مع وفاة النائب ألبر مخيبر عام 2002 إلى خوض معركة مريرة من خلال كريمته ميرنا مع شقيقه غبريال المر الذي رشّحه "لقاء قرنة شهوان" بمبادرة من الرئيس أمين الجميّل والنائب الراحل نسيب لحود. معركة لربما ذكّرت النائب المرّ بترشحه ضدّ عمه غبريال المرّ قبل 62 عاماً. ومعروفة النتيجة: خسرت ميرنا وفاز غبريال وأسقطوه وأغلقوا محطته التلفزيونية آنذاك وأجلسوا على المقعد، غصباً عن الطبيعة، غسان مخيبر ابن شقيق النائب مخيبر.

لكنّ موقع ميشال المر، الذي كان يرمز إلى قوّة عهد لحود، اهتزّ بقوة.  ولن يلبث الرجل الذي أتقن الاتجاه مع الريح أن يقدم إلى حركة "14 آذار" نجله الياس تُرفع صورته بصفته "شهيداً حياً"، مع النائب المستقيل مروان حمادة والوزيرة السابقة مي شدياق. وذلك بعد تعرّض الياس لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة نجا منها بأعجوبة.

حاول ميشال المرّ التكيّف مع العماد ثم الرئيس ميشال عون ولم يستطع. وكان سريع البديهة لاذعاً. عندما سُئِلَ مرّة عن سليم جريصاتي، وكان محامياً يكلّفه المر ببعض القضايا، علق  بدهشة: "كان عنِّا. أخذوه وطوّلوا له شعره وعملوه وزير!".

برحيله يغيب نموذج نادر من السياسيين اللبنانيين. صاحب سيرة مذهلة بتقلّباتها وحسناتها وسيئاتها. "صانع رؤساء" من زمن كان للبنان ولرئاسته رونق.

 

ماكرون في بيروت: رسائل إلى الرياض!

محمد قواص/سكاي نيوز/31 كانون الثاني/2021

في اتصال جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي جو بايدن في 24 يناير الماضي، أوضح البيان الصادر في باريس عن مداولات جرت حول ملفات كثيرة في العالم، بما فيها تلك في الشرق الأوسط. إلا أن البيان تحدث خصوصا عن ملف الاتفاق النووي مع إيران والوضع في لبنان. وفي ذلك أن فرنسا ورئيسها أرادا من خلال ما تقصّدا إعلانه إبلاغ من يهمه الأمر في طهران وبيروت عن خصوصية الدور الفرنسي المقبل داخل الملفين. بعد ساعات على هذا التواصل صدرت من العاصمة الفرنسية مجموعة من الإيحاءات التي تؤكد تطابقا كاملا بين باريس وواشنطن بشأن الملف النووي الإيراني بعد أن كانت فرنسا (كما ألمانيا وبريطانيا، شركاء واشنطن في الاتفاق) تبتعد عن سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في هذا الشأن. باتت باريس تدين انتهاك طهران لالتزاماتها داخل اتفاق فيينا لعام 2015، وتطالب إيران بالعودة التامة إلى التقيد بالاتفاق كشرط لعودة الولايات المتحدة إليه.

على هذا تبدو باريس لسان حال واشنطن في شرط العودة للاتفاق، أو في شكل ومضمون المفاوضات المقبلة، أو في وجوب إدخال ملاحق على الاتفاق بين إيران ومجموعة الـ 5+1، أو في ضرورة أن تشمل المفاوضات برنامج إيران للصواريخ الباليستية وسلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة. غير أن فرنسا في تطور موقفها واختفاء تحفظاتها السابقة حيال موقف الإدارة الأميركية، تعول على دور خاص بها يحمي مصالحها مع إيران كما تلك مع كل بلدان المنطقة.

في هذا الإطار ما زال ماكرون يرى في ميدان لبنان مساحة جدل بين فرنسا وإيران ومختبرا لقياس معدلات تجاوب طهران مع الضغوط الدولية.

عمل الرئيس الفرنسي على تأكيد التعامل مع حزب الله. دعا ممثلي الحزب للاجتماع به أثناء زيارتيه لبيروت عقب انفجار مرفئها، على الرغم من مواقف أميركية بريطانية ألمانية تعتبر الحزب منظمة إرهابية. أراد الرجل التعويل على هذا التمايز، لعل في ذلك ما يسهّل تمرير المبادرة السياسية التي بشّر بها. غير أن العراقيل التي وضعت لتشكيل الحكومة على يد مصطفى أديب ثم سعد الحريري، ثم دفع طهران بوزير خارجيتها إلى لبنان للتعبير عن امتعاض من همّة ماكرون في بيروت، عكست تمسك إيران بنفوذ كامل على لبنان، وعدم استعدادها تسهيل العملية السياسية داخله دون مقابل يتعلق بالموقف الأميركي الدولي من موقعها في المنطقة. فشل ماكرون أن يسوْق لحضور بلاده في لبنان، تارة بسبب مقاومة إيران، وتارة أخرى بسبب غموض إدارة ترامب من مبادرته.

سعى الرئيس الفرنسي لاحقا للبحث عن منافذ لمبادرته من خلال تواصل مع الرياض أملاً في تغيير موقفها من بيروت. غير أن ما صدر لاحقا عن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يوضح أن "لا ازدهار في لبنان دون إصلاح سياسي ونبذ ميليشيا حزب الله". وللمفارقة فإن ما خرج به ماكرون قبل أيام يعتبر نسخة فرنسية عن الرؤية السعودية، حين جزم بأن "النظام اللبناني في مأزق بسبب الحلف الشيطاني بين الفساد والترهيب". واللافت في إعلان ماكرون، السبت، عن عزمه القيام بزيارة جديدة إلى لبنان، إعلانه عن وجوب أن تكون السعودية شريكا في أي اتفاق جديد مع إيران. ولئن تحدث عن المملكة في سياق ضرورة أن ينضم الشركاء في المنطقة إلى الاتفاق العتيد (وهذا كلام أميركي أيضا)، إلا أنه تقصد إبراز لزومية الحضور السعودي وفق "عقد من الثقة"، يهدف إلى تجنب "خطأ العام 2015 عندما استبعد الاتفاق النووي القوى الإقليمية".

على أن للغيرة التي يبديها ماكرون على شراكة السعودية في ملف إيران، توق لاستدراج عامل سعودي أساسي مساعد في سعيه اللبناني، خصوصا بعد صدور موقف غاضب لطهران ضد اقتراح ماكرون على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده.

ليس مستبعدا أن همّة ماكرون المتجددة حيال لبنان تنهل دوافعها من مضمون مباحثاته مع بايدن. وليس مستبعداً أن بايدن الذي لم تفصح إدارته بشكل جلي عن سياستها بالنسبة للبنان، قد جدد لفرنسا ورئيسها وكالة أميركية لمقاربة الملف اللبناني، خصوصا أن لا مبادرات غربية تنافس فرنسا من جهة،  وأن باريس ما زالت تتمتع بمرونة التحرك داخل الهامش اللبناني وتعقيداته من جهة قانية. وفي كلام الرئيس الفرنسي عن "التحقق من أمور أساسية" قبل القيام بزيارته اللبنانية، ما يوحي أن الرجل الذي يفترض أنه بات أقل تفاؤلا وأكثر خبرة بالمعضلة اللبنانية، يخاطب في تجدد سعيه تحولات جديدة في مواقف واشنطن والرياض وطهران. والحال أن مبادرات ماكرون لم تعد تحظ لدى اللبنانيين بالشعبية والثقة، ذلك أن الناس عاتبة على الرجل أن علاجه لا يعادي الشياطين التي يحذر منها، بل لطالما عوّل على توافق الفساد والترهيب لانتاج حكومة مهمتها إنقاذ البلد من تحالفهما المشؤوم.

 

طرابلس: السحر ينقلب على الساحر

علي الحسيني/ليبانون ديبايت/31 كانون الثاني 2021 

من زواريب الفقر والجوع، ومن أوجاع الناس والإهمال المُستدام بحقهم، كادت أن تنفجر الأوضاع في طرابلس، وكادت أن تمتدّ شرارة الإنفجار الشعبي إلى بقيّة المناطق اللبنانية، لولا تدارك العقلاء والطرابلسيين أنفسهم، للمُخطّط الذي كان يجري التحضير له في الغرف السوداء لجرّ كل لبنان إلى المجهول، بعدما عجزت الجهات المُحرّضة عن تثبيت الواقع الحالي المُزري وفرضه على اللبنانيين، وجعله جزءً أساسياً من حياتهم اليوميّة.

المؤكد أن لبنان كلّه، نجا خلال اليومين الماضيين من فتنة مناطقية كادت أن تتسلّل ذيولها إلى بقيّة المناطق. واللافت أن ما جرى في طرابلس من احتجاجات شعبيّة شارك فيها الصغار قبل الكبار، لاقت أكثر من ترحيب وقبول في بقيّة الشوارع والمناطق اللبنانية، وخصوصاً تلك الصرخات التي كانت تنقلها بعض وسائل الإعلام، والتي كان لها الأثر الأكبر في النفوس بعد أن عبّر أصحابها عن حجم الوجع والجوع في ظل غياب المسؤولين الذين صمّوا آذانهم عن تلك الصرخات، وراحوا يستغلّونها في لعبة تصفية الحسابات السياسية فيما بينهم.

ربّما كان المطلوب أن تنسحب احتجاجات طرابلس على كل مساحات الوطن، لكن ليس قبل أن تغرق عاصمة الفيحاء بدماء أبنائها بعدما تم استدراج جزء كبير منهم، إلى مواجهة مفتوحة مع القوى الأمنية، وتحديداً مع الجيش اللبناني الذي أثبتت قيادته مدى حكمتها ووعيها لجهة التعامل مع الوضع الفوضوي في الميدان. والمُخيف في أحداث طرابلس، أنه في الوقت الذي كان الشارع الشمالي يغلي على وقع أصوات القنابل والرصاص، والتي ظلّت "مجهولة" المصدر، كان التراشق السياسي يتنقّل على جبهات الإتهامات بين "بعبدا" و"بيت الوسط" وسط تحميل كل طرف للآخر، مسؤولية ما يحصل على الأرض..

بين دعوة الرئيس ميشال عون إلى "التحقيق في ملابسات أحداث طرابلس، والتشدّد في ملاحقة الفاعلين"، ووصف الرئيس المُكلّف سعد الحريري ما حصل بأنه "جريمة موصوفة ومنظمة يتحمّل مسؤوليتها كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة وإحراق مؤسّساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى"، تشير مصادر طرابلسية إلى أن "ما كان يُحضّر في طرابلس هو في غاية الخطورة، فقد كان المطلوب إلباس طرابلس ثوب الإرهاب وجعلها ورقة لمساومة الحريري في ملف تأليف الحكومة. لكن بفضل وعي الطرابلسيين وحكمتهم، قلبوا السحر على الساحر، بعدما كادت أن تتوسّع رقعة التظاهرات إلى عقر دار الجهات التي خطّطت للفتن..

وتابعت المصادر، أنه كان المطلوب سقوط الدماء بين الأهالي والجيش، وإجبار البعض لاحقاً اللجوء إلى حمل السلاح الفردي الذي يتواجد في بعض المنازل، والذهاب بعدها إلى معركة بين الجهتين، وعندها ستعمد بعض الجهات المنتفعة إلى تسهيل إدخال جهات متطرّفة على الخط لإعطاء ما يحصل بُعداً مذهبيّاً، وبالتالي، يُصبح الحريري المُتّهم الأبرز وإرغامه على تأليف حكومة على النحو الذي يُطالب به الفريق الآخر.

وذكّرت المصادر نفسها، بالدور السلبي الذي يلعبه العهد في ملف تأليف الحكومة، وذلك من خلال العودة إلى كلام كان قد طرحه رئيس الجمهورية قُبيل تكليف الحريري بفترة زمنية قصيرة جداً، جاء فيه "اليوم مطلوب مني أن أكلّف ثم أشارك في التأليف، عملاً بأحكام الدستور، فهل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح؟. وأضافت: "يومها كان واضحاً من خلال الكلام هذا، أن لا نيّة جديّة لتسهيل مهمة الحريري، وما أحداث طرابلس اليوم، إلّا إشارة واضحة تقول إما حكومة يوافق عليها العهد، وإما الفوضى بكل أشكالها".

أما من وجهة نظر الفريق المؤيّد للعهد، فهناك رواية ترّوج لها مصادر تنتمي إلى هذا الفريق، تقول أن "الحريري هو من يقف وراء الفوضى في الشارع الطرابلسي، وأن المقصود رسالة واضحة إلى العهد مفادها أن الشرارة على الأرض، قد تنتقل لاحقاً إلى مُختلف المناطق التي توجد فيها أغلبية سُنيّة. لكن في جميع الأحوال، فإن حكمة المؤسّسة العسكرية والتعويل على دورها في ظروف كهذه، خصوصاً بعد نجاحها في تفويت الفرصة على المُحرّضين، جميعها أمور تُثبت أن الوطن بحاجة إلى قيادات واعية تقود الدولة وليس الشارع".

 

طهران ترفع السّقف وواشنطن تتوخّى الحذر

راغدة درغام/النهار العربي/31 كانون الثاني/2021

تعمل الدبلوماسية الإيرانية على حشد الدعم الروسي والأوروبي والصيني للضغط على إدارة جو بايدن لاستئناف الصفقة النووية JCPOA، بتفعيل تلقائي بلا شروط مسبقة، وبرفع فوري لكل العقوبات المفروضة على إيران، لا سيّما في القطاع النفطي ومنع طهران من استيراد الأسلحة، بالذات من روسيا. دبلوماسية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ليست منفصلة عن السياسة الرئيسية التي يصوغها مرشد الجمهورية ويصقلها "الحرس الثوري الإيراني"، المسؤول فعلياً عن صنع السياسة الخارجية، بل إنها تعتمد قاعدة الاستفزاز والابتزاز رهاناً منها على ما تعتبره حاجة ماسّة للرئيس الأميركي الجديد جو بايدن لإلغاء انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية بقرار من سلفه دونالد ترامب، وذلك خوفاً من استئناف طهران تخصيب اليورانيوم وامتلاك السلاح النووي سريعاً.

الدبلوماسية "الظريفة" توجّهت الى موسكو بطلب المساعدة في حشد الأوروبيين وراء مواقفها، وحصلت على مواقف لافتة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ليس فقط في الشأن النووي، بل أيضاً في الشأن الإقليمي على نسق الأدوار الإيرانية في سوريا ولبنان. الأوروبيون متشوّقون لاستعادة أدوارهم في إحياء الصفقة النووية، وقد تراجع بعضهم عن الحديث عن ضرورة إدخال تعديلات تتعلّق بالصواريخ وبالسلوك الإقليمي الإيراني على صفقة JCPOA، وهو يريد إصلاح العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. روسيا منخرطة ليس فقط من أجل إيران بل أيضاً من أجل سوريا، وهي حريصة جداً على علاقاتها مع إسرائيل في الملفين السوري والإيراني، ولذلك هي تُبحر ببالغ الحذر. أما الفريق المعني بالملف الإيراني في إدارة بايدن الجديدة فإنه يتشاور ويدرس تداعيات الاستراتيجية الإيرانية نحوه ونحو المنطقة، بعضه يرفض الهرولة وبعضه الآخر يوافق على أن يبدأ الحديث مع إيران بصورة "خاصة" و"غير مُعلنة" في مباحثات سرّية تشبه ما تمّ في عُمان على أيادي رئيس الاستخبارات المركزية الحالي بيل برنز ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان، وأدى الى الصفحة الجديدة في العلاقات الأميركية الإيرانية والصفقة النووية. وهناك كلام عن قطر كبديل لعُمان في إطار استضافة هذه اللقاءات المغلقة بعيداً من الأضواء، إن كان على مستوى المسؤولين الرسميين في إدارة بايدن أو عبر أفرادٍ مقرّبين منهم يُفترض أن يتولّوا لاحقاً وقريباً مواقع مهمّة في الإدارة الجديدة.

أثناء زيارته موسكو هذا الأسبوع حصل ظريف من لافروف على موافقة روسيا على مد الدعم الكامل للعودة التلقائية الى الصفقة النووية بلا شروط مسبقة ومن دون إعادة التفاوض على عناصرها أو ملاحقها، حسبما أكدت مصادر وثيقة الاطلاع. ما أراده ظريف هو: أولاً، دعم موقف طهران لما هو "عودة بسيطة" simple return الى JCPOA، وثانياً، رفع كامل العقوبات قبل العودة الى الصفقة النووية. رسالته انطوت على الإنذار بأنه في حال عدم تحقيق التقدّم في هذا الشأن مع حلول منتصف شباط (فبراير) المقبل، فإن إيران في وارد تغييرٍ في مواقفها والبدء بمرحلة جديدة من تخصيب اليورانيوم. هكذا ترفع السقف وتضع إدارة بايدن تحت الضغوط الصارمة، وهكذا تطوّق التفكير داخل إدارة بايدن بأن المجال مفتوح لرفع العقوبات خطوة بخطوة، بالتتالي، وليس كرزمة. وقد أوضحت طهران موقفها هذا علناً ورسمياً عبر سفيرها لدى الأمم المتحدة، ماجد تاخت رافانشي، والذي أكد أن على الولايات المتحدة أن "تتصرف بسرعة" must act quickly قبل أن تفوتها فرصة للعودة الى JCPOA. يُذكر أن البرلمان الإيراني حدّد موعد 21 شباط (فبراير) المقبل كموعدٍ أخير لرفع الإدارة الأميركية العقوبات عن إيران.

ما طلبه ظريف من لافروف هو "الضغط الجماعي" على واشنطن عبر التواصل، ليس فقط مع وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، بل أيضاً عبر وزراء خارجية 5+1 إشارة الى الدول الموقّعة على الاتفاق النووي: الصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، الى جانب الولايات المتحدة وروسيا. ما أبلغه اليه أن هناك فرصة شهر أو أقل "للمرونة" الإيرانية إذا برزت مؤشرات تجاوب من قِبَل واشنطن في غضون أسبوعين، وطهران في الانتظار لامتحان القدر الذي يستطيع الرئيس بايدن من "المرونة" الأميركية.

بكلامٍ آخر، طهران تريد كل شيء اليوم وليس غداً، وهي مقتنعة بأن بايدن سيكون مضطراً لتلبيتها، لأن إحياء الصفقة النووية بات مشكلته وليس مشكلتها، وأن في وسعها الانتظار بأدوات التصعيد التي تمتلكها. طهران تريد أيضاً "ضمانات" أميركية بعيدة المدى في أن لا مجال إطلاقاً في المستقبل لمنع إيران من استيراد الأسلحة، وهي عازمة على صفقة كبيرة مع روسيا. ودبلوماسية ظريف الأوروبية تنطوي على بعض الحقد من مواقف أوروبية في عهد ترامب والعزم على تلقين الدرس الفارسي - لمن لا يحفظ - وفي يدها التخويف والرعب من أوراقها النووية والتخريبية أوروبياً وفي كامل الشرق الأوسط.

قبل الخوض في المواقف الأميركية نحو الاستراتيجية الإيرانية، وعودةً الى المحادثات بين لافروف وظريف، نقلت المصادر الوثيقة الاطّلاع أن الوزيرين تحدّثا عن سوريا ولبنان وعن المواقف الإسرائيلية من الأمرين. اتفقا على محاولة إحياء عملية "آستانا" لسوريا في غضون شهر بين أطرافها، روسيا وإيران وتركيا، وبحسب المصادر، أبلغ لافروف الى ظريف أمل موسكو بأن تعمل إيران على "لجم تركيا في سوريا كي لا تكون تركيا مُهيمنة هناك".

في ما يخص لبنان، أكّد ظريف الموقف الإيراني المصرّ على استمرار "الإشراف" supervising الإيراني على لبنان، باعتباره حجراً أساسياً في "المعادلة الأمنية" لموازين القوى الإقليمية. طلب ظريف من لافروف الضغط على إسرائيل كي لا تقوم بخطوات عسكرية ضدها، محذّراً من أن طهران ستضطر للرد. لافروف من جهته طلب من ظريف أن يضمن ألا يقوم "حزب الله" باستفزاز إسرائيل أو التحرّش بها.

مصادر أميركية تولّت مناصب رسميّة في إدارة ترامب نقلت عن مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمؤسسة الإسرائيلية أن المسألة النووية هي موقع اهتمام إسرائيل الأساسي للغد، أما اليوم، فإن الأولوية هي للدور والوجود الإيراني في سوريا وللصواريخ الإيرانية في لبنان وسوريا. قالت هذه المصادر إن دور الرئيس السوري بشار الأسد "يعتبر ثانوياً مقياساً مع أولوية إخراج إيران من سوريا في أسرع ما يمكن"، في الحسابات الإسرائيلية.

أضافت المصادر أن دور إيران في سوريا هو جزء مما سيسمعه قائد القوات الأميركية المركزيّة الجنرال كينيث ماكنزي أثناء زيارته إسرائيل، خصوصاً بعدما أصبحت إسرائيل عضواً في مظلّة الدول التابعة للقوات الأميركية المركزية، ما شكّل نقلة نوعية أتت نتيجة سياسات ترامب في صوغ العلاقات العربية - الإسرائيلية الأمنية. فالجنرال ماكنزي بات مسؤولاً عن المنطقة بِرُمّتها، وزيارته إسرائيل ستكون استطلاعية وفائقة الأهمية، لا سيّما في زمن البحث عن الفرص المواتية إقليمياً - إيرانياً وإسرائيلياً وعربياً. والتحديات كبيرة.

من المرتقب في الأيام المقبلة تعيين بايدن مبعوثه لإيران وهو روبرت مالي المثير للجدل حتى داخل فريق بايدن، بسبب الاعتقاد أن ميوله إيرانية وتشوقيّة لإحياء الصفقة النووية الإيرانية تلقائياً برفع العقوبات واستبعاد المفاوضات على الصواريخ والسلوك الإيراني الإقليمي، من اليمن الى العراق، الى سوريا فلبنان. المعارضون لروبرت مالي يخشون ليس فقط من انحنائه أمام إيران نوويّاً برفع للعقوبات، بما يمكّن "الحرس الثوري" من تنفيذ أجندته الإقليمية، وهؤلاء ينظرون الى التداعيات بالذات على سوريا كمصدر قلق. فأولوية مالي في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما كانت دوماً إيرانية بامتياز، بما في ذلك على حساب سوريا، بغضّ النظر عن المجازر وتمزيق البنية التحتية الإنسانية.

حتى وزير الخارجية أنطوني بلينكن تحفّظ على "الفشل" والأخطاء التي ارتكبتها إدارة أوباما في سوريا، وليس هناك ما يؤشِّر إلى استعداده للتهاون مع بشار الأسد والعقوبات ضده أو على أدوار الحرس الثوري و"حزب الله" في سوريا. وفي مقالة له عام 2019 قال إننا "في سوريا كنّا على حق في محاولة تجنّب عراق آخر بعدم القيام بالكثير، لكننا فعلنا العكس وارتكبنا خطأ القيام بالقليل". بريت ماغرك Brett MeGurk الذي يتولى الآن المنصب الذي شغره روبرت مالي في إدارة أوباما، منسّق الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، لا يوافق على توسيع الدور الأميركي في سوريا، وكان قد دعا عام 2019 الى التركيز على أمرين هما: الخطر الإيراني على إسرائيل، ومحاربة "داعش" في سوريا.

لا يريد بلينكن أن يترك سوريا لإيران وروسيا ولا لتركيا، ويتردد في الأوساط الإعلامية أنه ينظر في تعيين الدبلوماسي المخضرم جيفري فيلتمان كمبعوث خاص لسوريا. وحسبما يبدو، أن سوريا ستكون المحطّة المباشرة لتداعيات ما تقرره إدارة بايدن في شأن العلاقة الأميركية - الإيرانية.

يتمهّل بلينكن ولا يهرول، وهذا مفيد للمصلحة الأميركية التفاوضية كما للأمن القومي الأميركي، لأن الهرولة على وقع الإملاءات الإيرانية توقع الولايات المتحدة بين أنياب الابتزاز والاستفزاز. فليس خطأً أن يوافق أنطوني بلينكن وجايك سوليفان على مباحثات تمهيدية وراء الكواليس مع إيران، شرط أن تكون شرحاً للتوقعات وخريطة طريق وليس مفاوضات سريّة تخضع فيها إدارة بايدن للخوف من أنماط الانتقام الإيرانية.

إنها فرصة إذا صاغت إدارة بايدن استراتيجية اللاخوف من الانتقام، وإذا استدركت أخطاء الماضي، وإذا ذَكّرت نفسها بأن في أياديها أدوات التأثير الحقيقية والفعلية، بما فيها البناء على إنجازات الإدارة السابقة، مهما كرهتها، حفاظاً على المصالح الأميركية والأمن الإقليمي.

 

بايدن أقدر على حل المشكلة الإيرانية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/31 كانون الثاني/2021

باب الاحتمالات مفتوح خلال الأشهر المقبلة حتى نهاية العام، ومن يعتقد أن الأمور محسومة في أي اتجاه يكون مخطئاً. البدايات ستكون صعبة؛ اشتباكات وحروباً صغيرة حتى. مع هذا، التفاؤل يقول إن سنوات بايدن ستدفع الأمور نحو الحل الإقليمي للعديد من القضايا، لأنها في أساسها مترابطة وبعضها نتاج بعض. وهذا لا يلغي المخاوف من أن تخرج الأحداث عن السيطرة ونشهد أسوأ من كل ما رأيناه. ولأننا في بداية الرحلة مع الإدارة الجديدة، فالأفضل أن نكتشف الاحتمالات الإيجابية ليس من قبيل التفاؤل فقط، بل لأنها واقعية.

في رأيي، بايدن أقدر على صنع السلام في المنطقة، لماذا؟

لا أعني بالسلام فقط الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، الأمر الذي سنتركه لمقال آخر، بل السلام في الصراع الأخطر، إيران.

في عهد دونالد ترمب كان هناك مشروع واحد؛ معاقبة إيران. وقد نجح في ذلك، وما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل أيام يعبّر بصدق: «ثلاث سنوات مضت لم أهنأ فيها بالنوم بسبب ترمب»! نجح ترمب في قضّ مضاجع النظام بشكل لم يسبق له مثيل، وصنع واقعاً جديداً سيساعد بايدن على تحقيق صفقة معقولة إن سار على نفس الدرب. لقد استردّ ترمب كل ما وهبه الرئيس الأسبق باراك أوباما للإيرانيين، من مزايا سياسية ومالية. ترمب دفعهم للإفلاس وحاصرهم، وتقريباً هزمهم. لكن، لا بد أن نقول إن النظام لا يزال، رغم ما أصابه، حيواناً جريحاً محاصَراً وقادراً على الإيذاء.

يمكن لبايدن أن يبني على إنجازات ترمب ويطرح إنهاء المواجهة والحروب مع إيران، بتعديل الاتفاق الشامل (JCPOA)، أي النووي، بحيث يشمل المنطقة ويمنع التمدد الإيراني خارج الحدود، ويمنع التسلح النووي. الخطورة أن إيران تتصور أن بايدن ضعيف، وإدارته الديمقراطية لا تملك شهية للتحدي والمواجهة، وهذا سيدفع طهران لئلا تتنازل. هنا التصور أخطر من الحقيقة، أياً كانت الحقيقة. وما لم تُظهر إدارة واشنطن أنيابها فإنها ستفشل في إدارة الحوار مع إيران، باستثناء التراجع والقبول بالاتفاق القديم الذي سيشعل المنطقة حروباً وسيفشل. رغم مظهره المتماسك، فإن نظام خامنئي في وضع مزرٍ، ولا يحتمل استمرار العقوبات لسنوات مقبلة. واعتداءاتُه الأخيرة على السعودية والعراق وتزايد نشاطه في أفغانستان، وتجديد محاولات التهريب النفطي في البحار، كلها مظاهر استعراضية للقوة في مواجهة إدارة بايدن التي ترسم خطواتها المقبلة. لهذا، نجاح بايدن يقوم على استثمار نتائج سياسة ترمب وتهديد النظام بأنه قادر على الاستمرار في خنقه. وفي حال استمرت الإدارة في المحافظة على تطبيق العقوبات فإن الإيرانيين سيأتون إلى الطاولة مستعدين أكثر لحل معقول. فالتنازل لبايدن أهون على خامنئي من الانحناء لترمب، ولن ينحني من دون الضغوط الشديدة، حينها ستكون إيران مستعدة لحل سياسي يكمل مشروع الاتفاق النووي الذي فشل أوباما في تحقيقه. وهذا بدوره سيقود إلى حلول متعددة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وحتى إسرائيل في نهاية المطاف. المفتاح يكمن في الاستفادة من العقوبات وليس التخلي عنها.

 

إيران وسباق التسلح النووي

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/31 كانون الثاني/2021

السلاح النووي هو سلاح الأسلحة والقوة الأكثر تدميراً التي عرفها البشر طوال تاريخهم ومن دون أي مقارنة مع أي سلاح آخر، وبعد الحرب العالمية الثانية وما رآه الناس من القوة التدميرية الهائلة في قنبلتي ناجازاكي وهيروشيما اللتين أجبرتا اليابان على الاستسلام، بعد ذلك أصبح هذا السلاح قوة ردع وليس قوة هجوم، واستمر الحال عقوداً على سلاح تمتلكه الدول الخمس العظمى في العالم، حتى التحقت بها دولتان هما الهند وباكستان. مشروع إيران النووي ليس مشروعاً سلمياً تحت أي مقياس وبأي معيار بل هو مشروع عسكري بالكامل وأي تساهل ستبديه الدول العظمى في التفاوض مع إيران ستكون له عواقب كارثية على المنطقة والعالم، فغير الأذكياء فقط يعتقدون أن دول المنطقة بما فيها إسرائيل يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام امتلاك إيران لهذا السلاح، ما سيطلق سباق تسلح نووي جديدا في العالم.

بدأت تتشكل صورة الفريق الأميركي الذي سيتولى الملف الإيراني وهي صورة ليست مطمئنة لخصوم إيران في المنطقة، فبعضهم معروف بميله لإيران لأسباب مختلفة، وبعضهم كان فاعلاً في الاتفاق النووي القديم الذي فشل فشلاً ذريعاً والإعلام العالمي يتداول هذه الأسماء ويستعرض خلفيات كل منها ويحلل ما يمكن توقعه منها مستقبلاً. يمكن للمراقب أن يكتشف بسهولة سرعة اختلاف التصريحات والسياسات والمواقف الإيرانية بمجرد تغير الإدارة الأميركية السابقة بخليفتها الحالية، فقد عادت العنتريات والتهديدات الإيرانية، وزادت وتيرة العمليات الإرهابية في العراق واليمن، والنظام الإيراني لديه قناعة بأن هذه الإدارة الجديدة ستقف إلى جانبه وتتراخى معه، ويراهن على مواقف بعض رموزها الذين يعرفهم شخصياً وبالتفصيل، وله خبرة في التعامل معهم وتحصيل غاياته التي يريدها منهم، وهم قادرون في النهاية على تصديقه أو تكذيبه.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال: «الوقت المتبقي لمنع إيران من حيازة سلاح نووي قصير جداً»، وهو ما يجعل رفض الاتفاق النووي من دول المنطقة لا يقتصر على صواريخ إيران الباليستية، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول، ودعم الإرهاب فحسب، بل وفي عدم جدواه وانتفاء قيمته في تأخير وصول إيران إلى السلاح النووي، الذي كان هو لب كل الأعذار التي تم تقديمها سابقاً لتمرير الاتفاق.

وهذا ما أكده مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي قال بحسب موقع العربية نت: «إن من الأولويات القصوى والمبكرة لإدارة جو بايدن التعامل مع الأزمة المتصاعدة مع إيران، مع اقترابها من الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لامتلاك سلاح نووي»، ما يعني أن نوايا النظام الإيراني معلومة لدى أميركا وفرنسا، وبالتالي بقية الدول العظمى الموقعة على الاتفاق النووي ويبقى السؤال، هل ستسمح هذه الدول بخلق سباق تسلح نووي جديد في العالم؟ وهل تعي هذه الدول أن النظام الإيراني نظام مؤدلج لا تعنيه المعاهدات الدولية ولا الاتفاقات السياسية، وهو لا يرى العالم إلا بعين التطرف والإرهاب العوراء؟

التصريحات الصادرة من بعض الدول الغربية فيها الكثير من طمأنة الدول العربية وبالذات السعودية، وهو أمر جيد من دون شك، ولكن يبقى بناء تلك الدول لسياسات حقيقية وعملية على تلك التصريحات هو المحك الحقيقي، ويتذكر المراقب - والعهد قريب - أن الفترة التي سبقت التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران كانت مليئة بالمواقف والتصريحات المطمئنة ثم كانت النتيجة كارثيةً.

في السياسة صقور وحمائم، ومن السهل للصقور تبني سياسات الحمائم فالشجعان قادرون على صنع السلام والشواهد كثيرة، وبالعكس فالحمائم قادرون على إطلاق تصريحات الصقور، ويبقى السؤال هل يكونون قادرين على تطبيقها أم لا سؤالاً مفتوحاً، وإجاباته تختلف باختلاف المعطيات.

إيران تسعى لتحسين موقفها التفاوضي مع أميركا والدول الغربية وبخاصة أنها تعتقد أنها انعتقت من التهديدات القوية التي كانت تخضع لها في ظل الإدارة الأميركية السابقة، وإيران لا تحسن موقفها التفاوضي بالجنوح إلى السلام أو النجاح في الاقتصاد، بل بالإرهاب ومزيد من الإرهاب، فالصواريخ الباليستية الإيرانية تجدد استهداف الرياض عاصمة السعودية وصواريخ إيرانية أخرى يتم تهريبها من سوريا إلى الميليشيات الإيرانية في العراق، وتصنيع القنبلة النووية الإيرانية يتم تسريعه والعمل عليه على قدم وساق ويتم إعلان ذلك للعالم.

ليس من مقصود هذا السياق التخفيف من شأن تدخلات إيران في شؤون الدول العربية، إن في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وإن في دول أخرى مثل الكويت والسعودية والبحرين وغيرها، بل هذا شأن بالغ الأهمية والتغافل عنه كان أحد أسباب فشل الاتفاق النووي القديم وأحد أهم أسباب مراجعته وإعادة النظر فيه، حتى يجد فرصةً لإعادة إحيائه، ولا التخفيف من شأن دعم إيران للإرهاب ونشره، بالتدريب والتسليح والأموال الطائلة، سنياً وشيعياً، بل هو شأن يجب أن يعني كل دول العالم، لأنها متضررة منه بشكل مباشر.

النقاش مع الدول الغربية الحليفة لدول المنطقة مفيد في شرح جوانب القصور في الاتفاق النووي القديم ووضع مصالح دول المنطقة وشعوبها على كل الطاولات السياسية ودوائر صنع القرار، كما يمكن مخاطبة الرأي العام الغربي بأي طريقة ممكنة مع الاعتراف بغياب الدول العربية جميعاً عن أي حضور مؤثر في الإعلام الغربي، وهذا خطأ قديم ومستمر ويحتاج لاستراتيجية محكمة وطويلة المدى، ولكن هذه قصة أخرى.

تراهن إيران على هشاشة مواقف بعض الدول الأوروبية والطروحات التي يطرحها البعض للوساطة بين أميركا وإيران، كما تراهن على قدرتها على التلاعب بخلق تضارب بين تلك الدول، وتراهن على ما تعد به من صفقات يمكن أن تكون مغرية لشركات غربية لا تفتش إلا عن ربح سريع تحت أي مسمى، ووفق أي اتفاق، وهذا سبيل إيران لتخفيف العقوبات. اللحظات الانتقالية في التاريخ لحظات مهمة وأثرها كبير، ففيها تتغير توازنات وتتطور السياسات سلباً وإيجاباً والعالم والمنطقة يعيشان لحظة انتقالية مهمةً ستتحدد ملامحها في أشهر قليلة، وسيتحدد مداها المستقبلي بحسب قدرتها على النجاح والبقاء.

أخيراً، رغم ذلك كله، فالتفاوض مع إيران أصبح يبنى على توازنات جديدة في المنطقة، غيرتها وتغيرها وستغيرها مستقبلاً، ولم يعد بإمكان أحد تجاوزها أو تجاهلها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

فيلتمان: السياسة الأميركية فشلت في سوريا… وماذا قال عن لبنان؟

إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/31 كانون الثاني/2021

اعتبر المسؤول الأميركي والأممي السابق جيفري فيلتمان في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن السياسة الأميركية في سوريا، لإدارتي الرئيسين السابقين دونالد ترمب وباراك أوباما فشلت في تحقيق نتائج ملموسة إزاء أهداف واشنطن باستثناء هزيمة «داعش»، داعياً إلى اختبار مقاربة جديدة تقوم على اتخاذ الرئيس السوري بشار الأسد «خطوات ملموسة ومحددة وشفافة لا يمكن العودة عنها في شأن الإصلاح السياسي»، مقابل إقدام واشنطن على أمور بينها تخفيف العقوبات على دمشق. لكن فيلتمان، الذي فاوض الحكومة السورية قبل سنوات حول ملفات كثيرة، شكك في «استجابة الأسد نجاح هذه المقاربة».

وقال المسؤول الأميركي السابق في حوار مع «الشرق الاوسط» جرى عبر الهاتف السبت إن «تهديد البقاء لحكم الأسد، لم يعد عسكرياً ولا بسبب الانتفاضة، بل بسبب تراجع الوضع الاقتصادي». وزاد: «من غير الواقعي أن تقوم السياسة على (تغيير النظام) في المدى القصير. نعم، السياسة الأميركية يجب أن تقوم على محاولة تشجيع التعامل مع القضايا الكبرى من سياسات النظام وسلوكه. لكن لا أظن أن حكم الأسد مضمون في المدى الطويل. التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبنيوية ستخلق كثيراً من المشاكل التي لا يمكن لنظام دمشق للتعامل معها، أكثر مما فعلته الانتفاضة السورية. إيران و(حزب الله) وروسيا جاءوا لإنقاذ النظام. هل سيأتون لإنقاذها اقتصادياً؟ لا أظن ذلك».

وكان فيلتمان، الذي يعمل حالياً في مركز «بروكنغز»، شغل منصبي الأمين العام المساعد للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط. وأكد رداً على سؤال وجود «إشاعات» من أنه سيكون المبعوث الأميركي الجديد للملف السوري: «أقول بصراحة، لم يتصل بي أحد (من الحكومة) حول ذلك. أظن أن تعيين مبعوث لسوريا، ليس في أولوية إدارة بايدن». وتابع: «لكن هناك كثيراً من الأسئلة: ما المهمة؟ السلطات؟ الدعم السياسي للمبعوث؟ هناك كثير من الأسئلة، لكن لم يتصل بي أحد». وأشار إلى أن الملف السوري ليس أولوية لبايدن، لكنه جزء من ملفات أخرى ذات أولوية مثل روسيا وإيران ودعم الحلفاء في المنطقة.

وهنا نص الحديث :

> كيف ترى الوضع في سوريا حالياً؟

– هناك نقاط معينة، من جهة محددة أن مستوى العنف والحرب الذي عانى منه السوريون خلال عقد، حصل تراجع فيه خلال السنة الماضية لأسباب بينها التفاهمات الروسية – التركية ووجود القوات التركية في إدلب، ما ردع قوات النظام. في كل الأحوال، من حيث النشاط العسكري، هناك انكفاء. ومن جهة ثانية، فإن الوضع الاقتصادي والإنساني يتراجع بسرعة، لأسباب عدة بينها انهيار الاقتصاد اللبناني وآثار الدمار والحرب وعوامل اقتصادية واجتماعية. إن الروس والإيرانيين ردوا بطريقة عسكرية على تهديد النظام السوري. جاءوا لإنقاذ النظام وتغيير اتجاه الحرب باتجاه معين. حالياً نحو 65 في المائة من سوريا، تحت سيطرة دمشق. لكن، هل روسيا وإيران مستعدتان لإعطاء الدعم نفسه للنظام في المجال الاقتصادي كما فعلتا عسكرياً. أشك في ذلك. حالياً، إن تهديد البقاء لحكم الأسد، لم يعد عسكرياً ولا بسبب الانتفاضة، بل بسبب تراجع الوضع الاقتصادي. لا يقابل بالدعم ذاته من روسيا وإيران، كما حصل عسكرياً.

> هل تعتقد أن العقوبات والحصار والأزمة الاقتصادية ستؤدي إلى انهيار النظام؟

– العقوبات تفرض عادة لسببين: الأول، للقول إن سلوكاً معيناً غير شرعي وغير مقبول. قسم من التفكير وراء العقوبات الأميركية، للقول إلى أي حد بعض سلوك دمشق غير شرعي. «قانون قيصر» (الأميركي الذي تضمن تنفيذه منتصف العام الماضي فرض عقوبات) مثال جيد لذلك، وإلى أي حد يجب أن يكون الناس (الدول) مروعين من سياسة الحكومة السورية. الثاني، تشجيع تغيير سلوك معين وسياسات معينة. في هذا المجال، أعتقد أن الحكومات (الأميركية) كانت فاشلة. لم نرَ أي تعديلات في سلوك دمشق بسبب فرض العقوبات. العقوبات كانت رسالة رمزية ضد القتل من دمشق، لكن لم تؤدِ إلى تغيير السلوك تكتيكياً أو استراتيجياً.

تفكير سطحي

> دمشق تقول إن العقوبات زادت معاناة الناس…

– إلى أي حد يرجع الوضع الاقتصادي إلى العقوبات؟ من المستحيل معرفة ذلك. لكني أعتقد أن القسم الأكبر من أزمة الاقتصاد يعود لسوء الإدارة والأزمة الاقتصادية في لبنان، حيث لم يعد السوريون قادرين على استعمال لبنان. لا يمكننا الحديث بثقة، عن المضامين المختلفة، وإلى أي حد العقوبات مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية.

> هناك من يقول – خصوصاً الموالين لدمشق – إن جزءاً من المشكلة يعود إلى كون أميركا وحلفاءها في شمال شرقي سوريا يسيطرون على أكثر من 80 في المائة من موارد سوريا، ويلومون واشنطن…

– لم أدرس الوضع (السوري) بالتفصيل كي أعرف بدقة إلى أي حد هناك مسؤولية لكل عنصر أو عامل عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية. لكن، دعنا ننظر إلى نقص الخبز. هذا لا علاقة له بالعقوبات ووجود أميركا في شمال شرقي سوريا. القسم الأكبر من المعاناة في سوريا يعود لنقص الخبز. لكن روسيا لم تساعد في ذلك، وهي تريد دعم مواطنيها (توفير الطعام) خلال أزمة وباء «كورونا». من السهل لوم العقوبات أو الوجود الأميركي شمال شرقي سوريا، لكن هذا تفكير سطحي لأزمة أعمق وتحديات جوهرية في سوريا اليوم.

> ذكرت أن العقوبات لسببين، أحدهما «تغيير السلوك»… هل تظن أن موقف واشنطن حالياً هو «تغيير السلوك» وليس «تغيير النظام» أو «تغيير الأسد»؟

– أنا لست بالحكومة ولا أعبر عن موقف الحكومة. هذا تحليلي. من غير الواقعي أن سياسة أميركا تقوم على «تغيير النظام» في المدى القصير. إذا نظرت إلى سياسة إدارتي باراك أوباما ودونالد ترمب، فإن الأسد اليوم بالنسبة للسيطرة العسكرية أقوى مما كان سابقاً. من غير الواقعي أن تقوم السياسة على «تغيير النظام» في المدى القصير. نعم، السياسة الأميركية يجب أن تقوم على محاولة تشجيع والتعامل مع القضايا الأكبر من سياسات النظام وسلوكه. لكن لا أظن، أن حكم الأسد مضمون في المدى الطويل. التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبنيوية ستخلق كثيراً من المشاكل التي لا يمكن لنظام دمشق التعامل معها، أكثر مما فعلته الانتفاضة السورية. إيران و«حزب الله» وروسيا جاءوا لإنقاذ النظام. هل سيأتون لإنقاذها اقتصادياً؟ لا أظن ذلك.

— جحنا ضد «داعش»

> هذا يجلبنا إلى المقال الذي كتبته مع مسؤول «مركز كارتر» هراير باليان قبل أيام تدعوان فيه لفتح حوار مع الأسد… أنت معروف بموقفك المعارض لدمشق من سنوات، لكن لماذا تقول ذلك الآن؟

– هراير وأنا لدينا نقاش مستمر منذ سنوات، حول كيفية التعاطي مع دمشق. كما تعرف، نادراً ما نتفق.

لدينا كثير من الخلافات العمقية بطريقة ودية. لكن يجب أن أعترف أن السياسة الأميركية نحو سوريا في عهد إدارتي، فإن القسم الوحيد الناجح هو الحرب ضد «داعش» وهزيمته جغرافياً في العراق وسوريا. لكن ما تبقى من سياسة أميركا نحو سوريا، لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة تخدم مصالحنا.

> هل تقول إن سياسة أميركا فشلت؟

– السياسة الأميركية فشلت في إنتاج أي تغيير يعالج مشاغلنا (قلقنا) حول سلوك النظام السوري. نعم، أقول ذلك. طبعاً، أحد أهداف العقوبات، هو الإشارة إلى أي حد سياسات الأسد غير مقبولة. لكن بالنسبة إلى النتائج الملموسة على الأرض، فإنني لا أرى ذلك سوى ما يخص «داعش».

> لذلك صرت تدعم مقاربة جديدة؟ هناك من يقول إنها «تشرعن» النظام؟

– أقول إنني أدعم الانخراط واستخدام الأدوات لمعالجة مشاغلنا. لا أدعم ولا أدعو لـ«شرعنة» النظام. أدعو لخطوات يقوم بها الأسد تعالج نقاطاً محددة، ونحن سنرد بخطوات من قبلنا. هذه العملية، ستمضي قدماً فقط إذا كانت هناك خطوات ملموسة من دمشق، واستمرت العملية بطريقة لا رجعة عنها. أرى أن هذه مقاربة واقعية لتحقيق نتائج تخص مصالحنا في وقت لم يحصل هذا في العقد سابقاً.

> قال معارضون إنه كونك تدعو للحوار مع الأسد يعني أنك تقبل بـ«شرعيته»…

– لا. أدعو لاختبار فرضية أن العقوبات توفر مجموعة أخرى من أدوات النفوذ (الضغط) وتخفيفها يمكن أن يحقق نتائج مغايرة عن تلك التي حققتها العقوبات ذاتها. هذا ليس ذاته، لا يعني أن «تشرعن» أو يتعلق بالشرعية.

> أين إدارة بايدن من هذا؟

– أتحدث عن أفكاري، لست موظفاً حكومياً. في حال قررت إدارة بايدن دعم هذه المقاربة باتجاه دمشق، سيكون لدينا دليل آخر، إن المسؤول عن دمار سوريا هو الأسد، لأنني لا أعتقد أنه سيقوم بخطوات ملموسة للتحقق مثل إطلاق سجناء سياسيين وإصلاح سياسة ولا مركزية ووقف النار.

إذا سار الأسد في هذا الاتجاه وخففت معاناة السوريين، أظن أنه يجب أن نستجيب لذلك.

إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي صعب جداً، والناس يعانون في مناطق النظام ومناطق المعارضة و(مناطق انتشار) القوات الأجنبية (تركيا وإيران وروسيا وأميركا في ثلاث «مناطق نفوذ»). الناس يعانون. ربما هذا سيغير حسابات الذين هم قريبون للرئيس الأسد. إذا الروس يدعمون مقاربة «خطوة – خطوة» ومستشارو الأسد يوافقون على ذلك، ربما هذا الاتجاه سيؤدي إلى نتائج مختلفة عما سبق.

توقعاتي ان هذه المقاربة ستؤدي الى نتيجة وستبرهن نقطة معينة.

> هذا ممكن؟

– أشك في ذلك، لكن دعنا نجرب.

المساءلة

> معارضون يقولون: ماذا عن المحاسبة والمساءلة عن السنوات السابقة؟

– أنا أتحدث عن المحاسبة. قلت إن هذا لا يعالج فوراً. لكن يجب أن أقول إن مقاربتنا الأميركية الحالية لم تعالج هذه المسألة. معظم دمار سوريا جاء من القصف الجوي والمعارضة ليست لديها طائرات. نعرف الطرف المسؤول الرئيسي عن الدمار، لكن مقاربتنا الحالية لم تساعد ضحايا الحرب ولا الوصول إلى المحاسبة. إنني مستعد لاختبار احتمالية، ربما مقاربة مختلفة يمكن أن تخفف معاناة السوريين، لكن لا تعالج مسألة المحاسبة.

> هناك من يقول إن أميركا جربت هذه المقاربة، «خطوة – خطوة»، ولم تؤدِ إلى أي نتيجة. لماذا نجرب ذلك مجدداً؟

– أكيد أنت تعرف أن هناك كثيرين لديهم شكوك حول النظام السوري، وهناك أناس في إدارة بايدن يدعون لاختبار أمور جديدة مع دمشق. ما ندعو إليه نحن: إذا كان البعض يريد تجربة مسار دبلوماسي، فما الخطوات المحددة والملموسة والشفافية، بحيث يعرف كل طرف ما نعرضه وما يمكن أن يتحقق من هذا المسار إذا اتخذت دمشق بعض الخطوات؟

> من خبرتكم وأنت فاوضت دمشق سابقاً، هل تعتقد أنها سترد إيجابياً على ذلك؟

– ربما لا يردون، لكن هذا يستحق التجربة، خصوصاً أن الأمور تغيرت كثيراً في السنوات الأخيرة: الضغط الاقتصادي كبير حتى على الرئيس الأسد وعائلته التي تجنبت نفسها من المعاناة، لكن القسم الأكبر من الناس الذي يدعمون النظام بعمق، هم غير سعيدين بالوضع الراهن بسبب المعاناة. ربما، يتدخل الروس ويقومون بالضغط على الأسد.

> أنت تقترح أن تتحدث واشنطن مع دمشق أو موسكو؟

– من المفيد الحديث مع موسكو حول، لكن القضايا في العلاقات الأميركية – الروسية كبيرة ومعقدة. لكن ما أريد أن أراه أن يتم وضع الأسد بالاختبار حول قضايا محددة وملموسة لا يمكن الرجوع عنها. بالإمكان تجميد عملية تخفيف العقوبات في حال لم يتم الالتزام. هذه ليست بطاقة (هدية) حرة، بل هذا مقترح يختبر فرضية: هل الأسد مستعد لتغيير سلوكه بعدما رفض تغييره تحت أنواع مختلفة من الضغوط؟

— الذهاب إلى دمشق

> أنت المعروف بمواقفك، هل مستعد للذهاب إلى دمشق وتسليم الأسد هذه الطلبات؟

– أنا مواطن أميركي وليس لدي أي دور في الحكومة الأميركية أو الأمم المتحدة. اقتراح مثل هذا يجب أن يأتي من حكومة وليس من فرد. أنا أعرف تعقيدات عملية التفاوض التي تأتي من أفراد. هذا يجب أن يأتي من مسؤولين رسميين. هراير وأنا حاولنا تقديم خيارات أميركا حول سوريا آخذين بالاعتبار أن الإداراتين السابقتين، أوباما وترمب، لم تحققا نتائج.

> هناك من يعتقد أنك قدمت هذا الاقتراح استعداداً كي تكون المبعوث الأميركي الجديد للملف السوري؟

سمعت ذلك وتلقيت كثيراً من ردود الفعل حول مقترحي من أصدقاء. لكن أقول بصراحة: لم يتصل بي أحد (من الحكومة) حول ذلك. لا أظن أن تعيين مبعوث لسوريا أولوية إدارة بايدن.

> في حال عرض عليك المنصب، ستأخذه؟

– لن أخمن. لكن هناك كثيراً من الأسئلة: ما المهمة؟ السلطات؟ الدعم السياسي للمبعوث؟ لكن إلى الآن، لم يتصل بي أحد.

> ماذا عن إيران، أي وجود إيران في مقاربتك المقترحة؟

الجميع يعرف موقفي من وجود إيران ووجود «حزب الله» في سوريا ولبنان. آرائي معروفة حول ذلك. اقتراحنا يقوم على عدم مناقشة قضايا كبرى وأمور جيوسياسة أو «الفيل في الغرفة»، واستعمال الأراضي السورية لنقل الأسلحة إلى «حزب الله» والجذور العميقة لإيران في سوريا. لكن ما قدمناه هو مقترح يعالج بعض المشاكل التي تخص سلوك النظام وتخفيف معاناة الشعب السوري. إذا كان الجواب (من دمشق) هو نعم لذلك، هذا يوفر بوابة لمناقشة قضايا أخرى. يجب أن نكون واقعيين، إن علاقات إيران مع دمشق اليوم هي أعمق مما كانت عليه قبل 2011. هي، لن تختفي في ليلة وضحاها، لذلك لا بد من فتح كثير من الأبواب لمعالجة جميع القضايا.

> ما تقديرك؛ أين موقع سوريا في أولويات بايدن؟

– لست في إدارة بايدن. أولويات الإدارة محلية. في الشؤون الخارجية، أتوقع أن الأولويات هي العلاقة مع الصين والاتفاق النووي مع إيران وكوريا الشمالية وروسيا وصيانة التحالفات و«حلف شمال الأطلسي» (الناتو). سوريا ليست أولوية، لكن لها علاقة بجميع الأولويات. لن أضع سوريا في رأس الأولويات، لكنها جزء من قضايا أخرى ويجب اتخاذ قرارات حول كيفية التعاطي مع سوريا.

 

البطريرك الراعي: الفقر وراء تظاهرات طرابلس وما كان شعب لبنان يوما يتيما مثلما هو اليوم

وطنية - الأحد 31 كانون الثاني 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95439/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d8%b1-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b7%d8%b1/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان بولس الصياح وسمير مظلوم، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة. بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "كنت جائعا فأطعمتموني" (متى 25: 35)، جاء فيها:

1. تحيي الكنيسة في هذا الأحد تذكار الأبرار والصدّيقين، وهم الّذين ينعمون بالمجد الأبديّ، ويتحلّقون حول العرش الإلهيّ مع الكليّة القداسة مريم العذراء والقدّيس يوسف البتول والملائكة والرسل والأنبياء والشهداء وسائر القدّيسين ويشكّلون معًا الكنيسة الممجّدة. أمّا نحن الذين على الأرضِ فننتمي إلى الكنيسة المجاهدة في سبيل بناء ملكوت الله. إنّا نستشفعهم لكي نعيش مثلهم المحبّة الإجتماعيّة التي سندان عليها شخصيًّا. ففي مساء الحياة، عندما نحضر أمام عرش الفادي الديّان ومعنا شهادة أعمال هذه المحبّة، نرجو أن نسمع منه: "هلمّوا يا مباركي أبي، رثوا الملك المعدَّ لكم منذ إنشاء العالم، لأنّي جعت فأطعمتموني" (متى 25: 34-35).

2. نحيّيكم أنتم الذين تشاركون معنا في هذه الليتوجيا الإلهيّة بحضوركم، وأنتم الذين تشاركوننا روحيًّا بسبب جائحة كورونا عبر محطّتي تلي لوميار-نور سات و Charity TV والفيسبوك وسواها من وسائل الإتصال. نصلّي معًا من أجل شفاء المصابين بالوباء وإبادته، ونلتمس الراحة الأبديّة لضحاياه والعزاء لعائلاتهم. ونحيّي بيننا عائلة المرحوم الشيخ أنطوان رزق الله الجميّل. وقد ودّعناه بكثير من الأسى منذ تسعة أيّام، مع زوجته السيّدة كلود الريّس، وابنه وابنتيه والأشقّاء والشقيقات وعائلاتهم. وقد شدّتنا إليه وإليهم روابط جيرة وصداقة ومصاهرة في حملايا وعين الخروبة. نذكره في هذه الذبيحة المقدّسة ملتمسين له الراحة الأبديّة ولعائلته العزاء الإلهيّ.

وبطلب من سيادة مطران أبرشيّتنا المارونيّة في أستراليا أنطوان-شربل طربيه، نشارك بالصلاة في إحياء يوم التسامح والغفران الذي أقرّته ليوم غد الأوّل من شباط الحكومة الأستراليّة، والكنيسة الكاثوليكيّة، والكنيسة المارونيّة في أستراليا إحياءً لموقف التسامح الذي إتخذته السيدة ليلى عبدالله، والدة الأطفال الثلاثة: أنطوني وأنجلينا وسيينا (Siena) الّذين صدمتهم سيّارة كان يقودها مدمن على الكحول، وهم يسيرون على الرصيف. فأعلنت والدتهم وزوجها السيّد داني عبدالله مسامحة الجاني، إقتداءً بالمسيح. كان ذلك في أوّل شباط 2020. فأكبرت الحكومة هذا الموقف، وأعلنت الأوّل من شباط 2021 "يوم التسامح والغفران".

3. حدّد الربّ يسوع في إنجيل اليوم حاجات الإنسان التي تقتضي محبّتنا لنساعده فيها. وهي ستٌّ على سبيل المثال لا الحصر: الجوع والعطش والغربة والعري والمرض والسجن. إنّها حاجات ماديّة وحسيّة وروحيّة ومعنويّة وحقوقيّة.

فالجائع يحتاج إلى الخبز الماديّ، وإلى الخبز الروحيّ، خبز كلمة الله وجسد الربّ ودمه، وإلى خبز العلم والتربية؛ والعطشان يحتاج إلى الماء وإلى عاطفة ورحمة وعدالة؛ والغريب هو الغريب عن وطنه وأرضه ومحيطه، سواء بداعي الهجرة أو التهجير، أم بداعي الحاجة إلى حياة اقتصاديّة وأمنيّة، ويحتاج إلى إستقبال واحترام وتقدير في شخصه وتقاليده وثقافته وإيمانه، والغريبُ هو أيضًا الشخص الذي لا يتفهّمه أهل بيته ومحيطه ويشعر كأنّه في غربة عنهم؛ والعريان هو المحتاج ليس فقط إلى لباس لجسده، وإلى أثاث لسكناه ولبيته، بل أيضًا المحتاج إلى صون كرامته وصيته؛ زيارة المريض تشمل أيضًا الحزين والمتروك والوحيد والمعوّق، وتعني الإعتناء به ومساعدته وتشجيعه والتخفيف من وجعه؛ وأخيرًا تفقّد السجين يشمل من كان وراء قضبان الحديد في السجن، أو ضحيّة الظلم والإستبداد، أو كان أسير عاداته السيّئة وانحرافاته وميوله وإدمانه، فلا بدّ من مساعدته على تحرير ذاته.

4. هذا الإنجيل هو إنجيل المحبّة في الحقيقة: الحقيقة هي أنّ الربّ يسوع بتجسّده  تماهى مع كلّ إنسان، وبآلامه مع كلّ متألّم. المحبّة عنده شملت كلّ إنسان في جسده ونفسه وروحه. إلى هذه المحبّة في الحقيقة يدعونا، وهي لا تستثني أحدًا، بل هي واجب بالأخصّ على كلّ صاحب مسؤوليّة في الكنيسة والمجتمع والدولة. إنّها واجب على المسؤولين السياسيّين عندنا الذين يهملون واجب خدمة الشعب اللبنانيّ وقد بات محرومًا من أبسط حقوقه الإنسانيّة للعيش الكريم، فيما هم يشلّون الدولة والحياة العامّة بعنادهم في تعطيل تشكيل السلطة الإجرائيّة المتمثّلة في الحكومة، فبتنا نشكّ في نواياهم الوطنيّة.

5. من المحزن والمخزي حقًّا أن يكون الخلاف غير المبرّر في تطبيق المادّة 53/4 من الدستور سببًا لتشنّج العلاقة بين رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف إلى حدّ التخاطب بواسطة المكاتب الإعلاميّة والأحزاب الموالية ردًّا بردّ، كما من وراء متاريس تزيد من تشقّق لحمة الوحدة الداخليّة. ومن المؤسف القول أنّ هذه ليست أصولَ العلاقةِ بين رئيسِ جمهوريّةٍ يُفترضُ أن يكون فوق الصراعات والأحزاب، وبين رئيسٍ مكلَّفٍ يُفترضُ أن يَستوعِبَ الجميعَ ويَتحرّرَ من الجميع. وليست هذه أصولَ العلاقةِ بينهما. إذا لم تَصطَلِح العلاقةُ بين الاثنين لن تكون لنا حكومة. فهما محكومان بالاتفاقِ على تشكيل حكومة "مهمّة وطنيّة" تَضُمُّ النُخبَ الإخصّائيّةً الاستثنائيّةَ وليس العاديّةَ المنتميةَ إلى الزعماءِ والأحزاب. إنّ الإمعان في التعطيل يتسبّب بثورة الجياع وحرمانهم من أبسط حقوقهم ويدفع بالبلاد إلى الإنهيار. وهذا منطق تآمري وهدّام يستلزم وضع حدّ له من أجل إنقاذ لبنان.

6. إنّنا بالطبع نشجب ونُدين بشدّة العنف الذي يُرافق التظاهراتِ في مدينة طرابلس العزيزة. ونَستنكرُ الاعتداءَ على المؤسّساتِ العامّة والممتلكاتِ الخاصّة وعلى الجيشِ اللبنانيِّ وقِوى الأمن. ولكن عوضَ أن تحلّلوا، أيّها المسؤولون السياسيّون،  مَن يَقفُ وراءَ المتظاهِرين لتبريرِ تقصيرِكم المزمِن، كان الأجْدى أن تَستبقوا الانفجارَ المتصاعِدَ وتُعالجوا أوضاعَ الأحياءِ الفقيرةِ في مدينةِ طرابلس، وحالات الجوع العام في البلاد. فأنتم أنفسكم تشرّعون الأبواب أمام المخرّبين ومستخدميهم.

كفّوا عن تجاهلِ الأسبابِ الحقيقيّة. وهي اجتماعيّةٍ وماليّةٍ ومهنيّةٍ ومعيشيّة. الفَقرُ وراءَ المتظاهرين، والجوعُ أمامَهم واليأسُ يملأ قلوبهم ويُشجِّعُهم. وأنتم تَتقاذَفون المسؤوليّةَ وتَتبارَوْن في تفسيرِ أسبابِ التظاهراتِ وأهدافِها، كما تَتقاذفون المسؤوليّةَ حولَ أسبابِ عدمِ تأليفِ الحكومة وهي واهية.

فلكم نقول بكلّ أسف: ما كان شعب لبنان يومًا يتيمًا مثلما هو اليوم. فعوضَ أن يَنظُرَ إلى دولتِه يَنظُر إلى الدولِ الأُخرى. وعوضَ أن ينظّم انتخاباتِه يَنتظرُ انتخاباتِ الآخَرين. وعوضَ أن يرى الإصلاح في مؤسّساتِ بلادِه يَتطلّعُ إلى مؤسّساتِ المجتمع الدولي. وعوضَ أن يثق بمسؤوليه يضع كلّ ثقته في مسؤولين أجانب. وعوضَ أن يرتاح إلى عدالةِ دولتِه يَنشدُ عدالةً دوليّة. فهلّا استخلصتم العبرة، وأصلحتم ذواتكم وممارسة مسؤوليّاتكم؟

7. العدالة أساس الملك: إنّ أوّل مادّة في هذه القاعدة هي أن تقوم السلطة السياسيّة بواجبها الأوّل وهو السير بموجب أحكام الدستور، وإنشاء المؤسّسات الدستوريّة، وأوّلها تأليف حكومة وفصل السلطات وتحرير القضاء والإدارة من تدخّل السياسيّين، لئلّا يَفسدان. وهذا بكلّ أسف حاصل عندنا.

إذا لم يكن القضاء مستقلًّا، لن يكون عادلًا، بل يصبح أداةً للظلم والكيديّة ولإعتماد أسلوب الوشاية وفبركة الملفّات واستباحة الكرامات. وهذا ما نشهده بكلّ أسف في هذه الأيّام. أشخاص يظلمون لأسباب سياسيّة وحسابات شخصيّة وفئويّة بسوء استخدام القضاء. ماذا؟ هل صرنا في دولة بوليسيّة، ديكتاتوريّة؟ فلتحزم المرجعيّة القضائيّة أمرها، فتضبط كلّ قاضٍ يأتمر بأوامر السياسيّين والسلطة الحاكمة، وتحافظ على ثقة الشعب بالقضاء. ثمّ أين نحن من التحقيق العدليّ بشأن انفجار مرفأ بيروت، وإلى متى ينتظر الموقوفون نهاية التحقيق لكي يعرفوا مصيرهم؟

8. أمام كلّ هذا الوضع الكارثي المأساويّ، السياسيّ والأمنيّ والإقتصاديّ والمعيشيّ والقضائيّ والأخلاقيّ، نجدّد الصوت الذي أطلقه رؤساء الطوائف الإسلاميّة والمسيحيّة، الخميس الماضي، ببنوده الخمسة، وأوّلها: "التمسّك بالولاء للبنان دولة الدستور والقانون والنظام، ووطن رسالة العيش المشترك، واحترام كرامة الإنسان وحقوقه وحريّاته، نائيًا بنفسه عن الصراعات الخارجيّة وحساباتها الإستغلاليّة" (راجع جريدة النهار 28 كانون الثاني 2021، ص 3).

9. أجل كلّ هذه الأمور تندرج في إطار المحبّة الإجتماعيّة التي سيديننا الله عليها في مساء الحياة. فيا ربّ ازرع في قلوبنا هذه المحبّة لتتأنسن بها وتشهد لها يالأعمال،  فلا تكون قلوبًا من حجر. ولك أيّها الثالوث القدّوس الله المحبّة الآب والإبن والروح القدس كلّ مجد وتسبيح الآن وإلى الأبد. آمين.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة

 

الجامعة الثقافية في العالم تتجه للأمم المتحدة: لوضع اليد الدولية على أموال سياسيي لبنان الفاسدين

جبلنا ماغازين – نيويورك/31 كانون الثاني/2021

عقد وفدٌ من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة رئيسها العالمي ستيفن ستانتن اجتماعاً إفتراضياً مع وفد من بعثة الأمم المتحدة في بيروت (UNSCOL) برئاسة نائب ممثل الأمين العام، السيدة نجاة رشدي، تلاه اجتماع افتراضيّ آخر مع السيد Rein Nieland ممثلاً الإتحاد الأوروبي والسيدة Mouna Couzi ممثلة البنك الدولي. على أن يليهما في الأيام المقبلة اجتماعان مع المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في جنيف، ورئيس فريق العمل للسلام والأمن التابع للمنظمة الدولية في نيويورك. عن هذه اللقاءات، قالت الجامعة في بيان لها إن الاتصالات التي تجريها مع ممثلي المنظمات الدولية "ترتكز على المبادئ الأساسية التي تؤمن بها والتي لطالما عبرت عنها منذ انطلاقة ثورة 17 تشرين والتي تنطلق من مواقفها الوطنية البعيدة عن السياسة، وغير المنحازة إلا للبنان ومصالح اللبنانيين، وقد أعربت الجامعة وسوف تستمر تُعرِب في كل حركتها واجتماعاتها مع المنظمات اللبنانية والعالمية على ما يلي:

-إنَّ الجامعة تعتبر أنَّ المنظومة الحاكمة الفاسدة التي تتنافس بالسياسة، تتفق على التحاصص وسرقة اللبنانيين، وتدمير البنى الأساسية للدولة، ولقد أدّى فسادهم الوقح والمستشري إلى انهيار الاقتصاد والقطاع المصرفي والمالي، والقطاعات الصحية والتربوية والسياحية، والبنى التحتية الأساسية والمقومات الأساسية لمجتمع حر وعادل. مما جعل من الدولة أشلاء تتقاسمها المنظومة المتناحرة على السلطة، فسلمت الدولة للدول الإقليمية قرارها السيادي بقوة السلاح، حامي المنظومة، وجعلت من لبنان ورقة تتلاعب بها القوى الإقليمية والدولية.

-إنّ الجامعة تعتبر أنَّ الإنسان اللبناني فقد حقوقه بالكامل:

1-حقّه بالأمن.

2-حقه بالتعليم والطبابة والغذاء، وبالمقومات الأساسية لحياة كريمة.

3-حقه بالحفاظ على مدخراته ومستوى معيشته بعد أن تدنت أجوره نتيجة انخفاض سعر الصرف ودفع ما يزيد على الـ ٤٥ بالمئة منهم إلى خط الفقر أو ما دونه"

أضاف البيان:

"إنّ الجامعة تعتبر أنّ المنظومة الحاكمة ليست وحدها المسؤولة عمّا حصل للبنان واللبنانيين، بل أيضاً المنظمات والهيئات العالمية: فإنّ المجتمع الدولي مسؤول عن الكم الهائل من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين الذين أثقلوا كاهل الاقتصاد اللبناني، وهو مسؤول عن عدم تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان، فأصبح ترسانةً لسلاح إيران التي سيطرت على قرار الحرب والسلم فيه، واستغلت عبره ضعف المنظومة الفاسدة لتنفيذ أجندة انهيار لبنان، وأصبح لطهران الكلمة الفصل فيه في صراعاتها الإقليمية والدولية.

والجامعة أيضاً تعتبر أنّ الشعب اللبناني مسؤول عن سرقة الضرائب التي دفعها المُكلّف اللبناني لأنه هو من انتخب هذه المنظومة وعليه محاسبتها.

إن الجامعة تأمل، عبر الانتخابات المبكرة، أو العادية، أن يقلب اللبنانيون عبر هذه الانتخابات، هذه السلطة الفاسدة.

إنَّ الجامعة تعتبر أيضاً أنَّ مؤسسات، كالبنك الدولي، والدول المانحة، العربية والأوروبية والدولية، مسؤولة أيضاً عن الكم الهائل من الهبات عامةً، والقروض خاصّةً، والتي سوف تثقل كاهل اللبنانيين لأجيال وأجيال، لأنها استمرت، وعلى مدى ثلاثين سنة، بإغداق هذه الهبات والقروض على دولةٍ فاسدة أُغرِقت بالديون، مما جعل لبنان يتمنع سنة ٢٠٢٠، ولأول مرة في تاريخة، عن سداد الديون مما أدى إلى الحصار المالي والانهيار.

ومن المؤسف أن سياسة القروض من قبل المانحين ما زالت مستمرة لهذه المنظومة الفاسدة، وآخرها قرض الـ ٢٤٩ مليون دولار من البنك الدولي لتوزيعها على المعوزين، والتي نشك حتى هذه اللحظة بوصولها كاملةً لمستحقيها.

إذا كان من حق هذه الدول والمؤسسات المالية الدولية استرجاع هذه الهبات والقروض المسروقة، فما عليها إلا استصدار قرار من الأمم المتحدة، يلزم لبنان بتطبيق المعاهدة الدولية للفساد، والتي وقع لبنان عليها سنة ٢٠٠٨، وبوضع اليد الدولية على أموال الفاسدين اللبنانيين، المنقولة وغير المنقولة، في لبنان والخارج.

إنّ الجامعة تعتبر أنَّ مؤسستين وحيدتين ما زالتا، بالرغم من بعض الشوائب، عصيّتين على الانهيار وهما: الجيش والقضاء.

في هذا الإطار، إنَّ الجامعة تعلن للبنانيين، وللهيئات الدولية على السواء، موقفها التالي:

-إنَّ الجيش اللبناني هو المؤسسة التي ما زالت تتمتع بثقة اللبنانيين والمغتربين والعالم، وهي أساسٌ متينٌ لاستعادة السيادة الوطنية وللحفاظ على الأمن، ونحن، إذ ندين محاولات المنظومة الفاسدة وحملة السلاح في محاولاتهم للنيل منها، نطالب قيادة الجيش، التي نجل ونحترم، بالضرب بيدٍ من حديد على كل العابثين، وبتطهير المؤسسة العسكرية من التدخلات السياسية، تعييناتٍ ونفوذاً، وندعوه إلى حماية القانون من المتلاعبين به.

-إنَّ القضاء اللبناني، كما الجيش، هو المؤسسة الأخرى المتبقية، بالرغم من فساد بعض القضاة وتبعيتهم للمنظومة، وهو الأمل في إحقاق الحق والعدالة للبنانيين، ومراقبة تطبيق الدستور والقوانين، ونحن نطالب الجيش والقوى الأمنية بحماية استقلالية القضاء.

-إنّ الجامعة تطالب المجتمع الدولي بمتابعة قضايا لبنان المحالة أمام القضاء اللبناني عبر تقديم المعلومات والمشورة والرقابة والدعم والحماية، والمساعدة في تقديم الفاسدين والمجرمين للعدالة".

  واضاف بيان الجامعة:

"من هذا المنطلق، وانطلاقاً من الضغوط التي يتعرض لها المحقق العدلي في جريمة العصر، أي انفجار مرفأ بيروت، تستمر الجامعة في الضغط على المجتمع الدولي لتأمين الحماية للقضاء اللبناني، أو تحويل هذه الجريمة للتحقيق الدولي.

إنَّ انفجار مرفأ بيروت ناجمٌ عن مؤامرات دول إقليمية وعملائها في الداخل، وإنّ مسؤولية المجتمع الدولي تكمن في مساعدة لبنان في التحقيقات للوصول إلى الحقيقة، ولإلزام من يقف وراء هذه الجريمة البشعة، ليس معاقبة الأشخاص فقط، بل إلزام الدول ( أو الدولة ) التي تقف وراءها على إعمار مدينة بيروت ومرفئها، وعلى التعويض العادل لأهالي الضحايا والجرحى".

زختم البيان بالقول: "إنّ الجامعة يضيرها عزلة لبنان الدولية نتيجة تصرفات المنظومة المتآمرة والفاسدة، ونتيجة إخفاق الدبلوماسية اللبنانية في تمثيل لبنان وطرح قضاياه كوطن حر سيّد فخور بصداقاته الدولية، وما كان هذا الواقع المذري ليكون لولا كون السفراء والقناصل، في معظمهم، يدينون بالولاء للزعماء السياسيين، ويعملون لخدمة مصالحهم الخاصة ومصالح من عيّنهم".

 

فيصل كرامي:الثورة ستمتد من طرابلس الى كل لبنان وستتحول لانفجار

وطنية - الأحد 31 كانون الثاني 2021

قال النائب فيصل كرامي للجديد: "نحن شعرنا منذ عام 1992 أن طرابلس مدينة مستهدفة بقيادتها السياسية، ويراد لها أن تستعمل كما استعملت في السابق، ولكن ما تغير أن الجسم الطرابلسي ضعف لدرجة أنه ما عاد باستطاعتنا تدارك الأمر .

أضاف "من الظلم التعاطي مع آل كرامي في الحكم كما يتم التعامل مع غير آل كرامي في الحكم، كانت طرابلس رأس في المعادلة، كل ما وجد في بيروت وجد في طرابلس في عهد رشيد كرامي، من مصرف لبنان إلى الإهراءات الى النقابات وغيرها. ونحن لا نتحمل مسؤولية ما حصل لانكم تعرفون أنه حين كان الرئيس عمر كرامي، رحمه الله، في سدة الحكم، كنتم تواكبون كل الأوضاع التي رافقت مرحلة حكمه، وانا كنائب أتحمل مسؤوليتي من موقعي ولكن لست في موقع قرار. وتابع "طرابلس مدينة تعاني من حرمان وتطويق وإنماء غير متوازن واستهداف لقياداتها السياسية وتهميشها لمدة 30 سنة، ومن الطبيعي ان نصل لما نشهده اليوم، والسؤال: طرابلس تريد الدولة ولكن هل تريد الدولة طرابلس؟. ليس من مسؤولية الأثرياء والأغنياء أن يحسنوا الوضع الاقتصادي في طرابلس، بل هي مسؤولية الدولة اللبنانية، واذا لم نذهب لمعالجة الأسباب، فإن الثورة ان لم تبدأ هذا الاسبوع ستبدأ في الأسبوع القادم، وأنا على ثقة أن هذه الثورة ستمتد إلى كل لبنان وستتحول لانفجار. واليوم يوجد مواجهة جدية مع الأجهزة الأمنية في طرابلس، والبعض يتحدث عن مندسين وعن أموال تدفع، ولكن لا معطيات لدينا". ورأى أن "ثورة الناس هي ثورة على خياراتهم، هم اختاروا من أوصلهم الى الاقتصاد الريعي والمديونية، ولا نحمل فقط "تيار المستقبل" المسؤولية بل من شاركوه أيضا". وردا على سؤال عن تقصير الأجهزة الأمنية، قال كرامي :"لا تعليق". مشددا على أننا "لسنا بحاجة للعواطف في هذه المرحلة، بل نحتاج لمن يقف معنا في هذه المحنة، مثلا في موضوع المساعدات للأهالي، نطالبهم بإعطاء الحصة الأكبر لطرابلس. وأؤكد أن الرئيس نجيب ميقاتي هو رجل دولة ومؤسسات وهو لم يقصد ما صرح به، وقد وجه اليوم تحية للجيش اللبناني، مؤكدا على تضامنه وامتنانه للجيش". وقال :"حتى هذه اللحظة لا يوجد دخول تركي الى طرابلس، وقد ذهبت الى تركيا لنقل ما تعانيه طرابلس، لأننا مدينة متروكة، وما سمعناه من الأتراك وسمعه الرئيس حسان دياب أيضا أنهم يرغبون بمساعدة طرابلس عن طريق الدولة اللبنانية فقط. لا داعي لوضع نقاط استفهام عن الدور التركي، لان لبنان يتلقى مساعدات من عدة جهات ولم نسمع حديث عن نوايا معينة. وشدد "نحن كآل كرامي نفضل الموت على أن نضع نقطة دم في رقبتنا، وقد تعرضت شخصيا لمحاولة اغتيال سابقا، واعتبرها الرئيس كرامي رحمه الله خطأ يجب تخطيه، حفاظا على السلم في المدينة.الجيش اللبناني وكل الأجهزة الأمنية مسؤولون عن ضبط النفس، لأنهم بوجه أهلهم. وعلينا العودة إلى الأساس لمعالجة الأسباب لتخطي كل الأزمات". وأردف:" نوجه رسالة لسماحة المفتي: يا سماحة المفتي، يوجد في الطائفة غير سعد الحريري، يوجد فقر وجوع، لا نسمع صوتك إلا حين يتعلق الأمر بسعد الحريري. يوجد أوقاف في طرابلس، ونحن نجمع على وضع صندوق لطرابلس بإشراف المفتي محمد إمام، ونحن على ثقة بهذا الرجل وأمانته". وختم :" لو كانت استقالتي ذات فائدة لقدمتها الآن على الهواء"، ونحنا اختصاص استقالة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 31 كانون الثاني-01 شباط/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 31/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/95435/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-31-2021/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 30 كانون الثاني/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/95415/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-960/