المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 آب/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.august19.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ كل المساكين الذين لا قدرة لهم على أن يُكَافِئُونَكَ وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/الهجمة على مخازن المحروقات المهربة مجرد مسرحية هزلية وربما بأجندة رئاسية

الياس بجاني/نطالب بعدم توقيع أي استرحام مهما كان هدفه أو محتواه ما لم يكن التركيز الأول والأخير فيه على احتلال حزب الله والقرارات الدولية الخاصة بلبنان

الياس بجاني/إعلام وإعلاميين مأجورين ومجرد صنوج وأبواق

الياس بجاني/حزب الله الإرهابي والإيراني هو عدو لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/السياسي والمسؤول وعندما يخطأ يجب أن يستقيل ويعتذر، ولهذا على جعجع أن يستقيل من قيادة حزبه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الشهيد ناجي انطوان منصف/ابو أرز- اتيان صقر

اعتراض دورية لليونيفيل في مدينة النبطية ليلا

اليونيفيل للوطنية: تفتيش السفن مسؤولية البحرية اللبنانية ودور اليونيفيل يتمثل في الدعم والمساعدة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 18/08/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 آب 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مستشفيات لبنان أمام سيناريو كارثي… لا محروقات ولا دواء

قائد الجيش زار قبرص والتقى نظيره القبرصي وقائد الحرس الوطني وتأكيد دعم الجيش

“الحزب” يسعى لإخراج “ملك الكبتاغون” من قبضة العدالة!

ميقاتي "يُجاري" عون وباسيل... في "الأمتار الأخيرة"

دولة 8 آذار... "أسد" في الجمّيزة و"أرنب" في الليلكي!

المؤسسة العسكرية وعكار واهالي شيعوا عددا من شهداء انفجار التليل

البزري حذر من تلكؤ مصرف لبنان في فتح الإعتمادات الضرورية المتعلقة ببعض الأدوية المزمنة

بوغدانوف التقى مستشار عون ودعوة إلى الاسراع في تأليف حكومة للتغلب على الأزمات

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

إسرائيل تختبر رئيسي وتقصف ميليشيات إيران في القنيطرة السورية

مقتل امرأة وطفل وإصابة عشرات المدنيين وسط تصاعد المعارك بين الوحدات الكردية والتركمانية

تل أبيب: الديبلوماسية ضد طهران انتهت وحان الرد العسكري

الوكالة الدولية جدَّدت التحذير من اقتراب إيران من "القنبلة النووية"

الرئيس غني من الإمارات: خرجت من كابل حقنا لدماء شعب أفغانستان

وزارة الخارجية الإماراتية أعلنت أن الإمارات استقبلت الرئيس الأفغاني وعائلته لاعتبارات إنسانية

طالبان: مجلس حاكم قد يدير أفغانستان.. ونتواصل مع جنود وطيارين

وحيد الله هاشمي لـ"رويترز": سنحكم أفغانستان وفقاً للشريعة وليس الديمقراطية

رئيس هيئة الأركان الاميركية المشتركة مارك ميلي خلال تفقده شوارع واشنطن، أن حرية التعبير والتظاهر مصانة في الولايات المتحدة وفقاً لما نص عليه الدستور الأميركي

واشنطن: أي هجوم على القوات الأميركية بأفغانستان سيقابل برد فوري

وزير الدفاع الأميركي: لدينا التزام أخلاقي لمساعدة الأفغان الذين خدموا معنا

مواجهات شعبية مع “طالبان”: قتلى في جلال آباد وتظاهرة نسائية في كابول

"الناتو": إصابة 17 أفغانياً جراء تدافع على أبواب المطار... والحركة تنسف أول تمثال

بكين تدعو طالبان إلى اتباع سياسة دينية معتدلة

مليارات الدولارات وكنوز أثرية في خزائن البنك المركزي الأفغاني

طالبان”: لن نخوض أي حرب وعفونا عن الجميع وحقوق المرأة محفوظة

"البنتاغون" يُجري مباحثات مع الحركة: من المبكر للغاية تقييم خطر الإرهاب الذي يمكن أن يأتي من أفغانستان

“طالبان” تطمئن العالم: أفغانستان لن تكون مركزاً لإنتاج المخدرات

ارتفاع أسعار البرقع في كابول 10 أضعاف… والحل في “مفارش السرير”

العراق يعلن إحباط هجوم إرهابي في بغداد

إسرائيل: المغرب سيفتتح سفارته في غضون شهرين

تونس: موسى تطالب بإغلاق مقرات “علماء المسلمين”

قطر ترسل آخر سفرائها في تركيا إلى مصر

الجيش اليمني والتحالف يسحقان الحوثيين في مأرب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يتركنا الأميركيون كما تركوا أفغانستان؟/طوني عيسى/الجمهورية

كابول اللبنانية... يا للهول!!/نبيل بومنصف/النهار

إسرائيل-أفغانستان: استراتيجية جديدة ضد حزب الله؟/سامي خليفة/المدن

غالب ومغلوب بلبنان.. توازن مفقود وتشكيل الحكومة شبه مستحيل/منير الربيع/المدن

لتداعيات الجيوبوليتيكيّة والقضيّة اللبنانيّة/د. ميشال الشماعي/نداء الوطن

ثمة قضية وشعب!... اين القيادة السياسية؟/د. حارث سليمان/جنوبية

ضبابية حكومية... "حزب الله" عند ميقاتي ويطالب حلفاءه بالتسهيل/غادة حلاوي/نداء الوطن

اللبنانيون "يتنفّسون" العملة الصعبة من "رئة" المغتربين/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

سياسة إيرانيّة أكثر عدوانيّة... في لبنان/خيرالله خيرالله/أساس ميديا

لبنان محكوم بمعادلة جديدة... "الأمن لحزب الله والإقتصاد للحريري/ألان سركيس/نداء الوطن

هلّق فهمنا/سناء الجاك/نداء الوطن

«القوات» والخطوط الــحُمر/راكيل عتيِّق/الجمهورية

فجور الحكّام وثورات المظلومين/الياس الزغبي

لبنان وسياسة بايدن الخارجية/السفير مسعود المعلوف/الجمهورية

مقالة سمير عطالله من جريدة النهار

لماذا ضحت واشنطن بأفغانستان؟/د. وليد فارس/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل الرئيسة الجديدة لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: لمساهمة الصليب الأحمر في تسهيل عودة النازحين الى بلادهم اشليمان: مستعدون للتعاون في كل ما يحتاجه لبنان إنسانيا وصحيا

عون امام وفدين زراعيين: الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد المنتج الذي أعمل على تحقيقه ولاعتماد اجراءات لحماية المواسم ومنها تأمين المحروقات

طائرة إسعاف تركية أجلت مصابين بانفجار التليل وزير الصحة: مبادرة إنسانية بامتياز أولوسوي: علاقات اخوة تجمع بلدينا

قاووق من الخيام :المرحلة استثنائية وتفرض التعاطي بمسؤولية وتقديم التنازلات

جعجع: لبنان بلا دولة وعون يعرقل كل شيء لايصال باسيل

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ كل المساكين الذين لا قدرة لهم على أن يُكَافِئُونَكَ وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار

إنجيل القدّيس لوقا14/من12حتى15/قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِلَّذي دَعَاه إِلى تنَاولِ الطَعَام: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ، ولا إِخْوَتَكَ، وَلا أَنْسِباءَكَ، وَلا جِيرانَكَ الأَغْنِيَاء، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا بِالمُقَابِل، وَيَكُونَ لَكَ مُكافَأَة. بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار». وَسَمِع أَحَدُ المَدْعُوِّينَ كَلامَ يَسُوعَ فَقالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الهجمة على مخازن المحروقات المهربة مجرد مسرحية هزلية وربما بأجندة رئاسية

الياس بجاني/18 آب/2021

مش برئية أبداً هجمة القوى الأمنية والجيش المسرحية ع مخازن المحروقات غير الشرعية والتركيز الإعلامي عليها وتصويرها بالعمل البطولي؟!

 

نطالب بعدم توقيع أي استرحام مهما كان هدفه أو محتواه ما لم يكن التركيز الأول والأخير فيه على احتلال حزب الله والقرارات الدولية الخاصة بلبنان

الياس بجاني/18 آب/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/101497/101497/

تعج وسائل التواصل الإجتماعي ومنذ مدة غير قصيرة بعرائض التماس (PETITIONS) مريبة تطالب بمعونات انسانية للبنان. نحن نرى ضرورة عدم توقيعها، لأنها لا تخدم سوى مصالح من يقفون خلفها من مجموعات مسجلة على أنها غير نفعية (Non Profit Organizations)، وذلك بهدف الحصول على مساعدات مالية من دول ومنظمات.

نلفت إلى ضرورة التركيز العلني والواضح والصريح، على علة الاحتلال، وعلى حزب الله بالاسم تحديداً وعلى القرارات الدولية الخاصة بلبنان في أساس كل مطلب، ورسالة، وإلتماس، وعريضة، ووثيقة، ونشاط، لأي مجموعة ثورية أو حزبية، أكان داخل أو خارج لبنان، وتدعي صدقاً أو كذباً العمل من أجل تحرير لبنان، ومساعدة اللبنانيين.

في هذا الإطار “المصلحي والنفعي” المريب، وصلتنا ووصلت لغيرنا كثر خلال الأيام القليلة الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والعناوين البريدية عدد من الإلتماسات (PETITIONS)، تركز في نصوصها فقط على ملفات اجتماعية وحياتية ومعيشية دون أي ذكر لحزب الله ولإحتلاله والقرارات الدولية الخاصة بلبنان. نحن نرى أن هذه عرائض مريبة، ولا يجب توقيعها أو التسوِّق لها، لأنها لا تخدم سوى منافع ومصالح من يقفون خلفها من مجموعات مسجلة على أنها غير نفعية (Non Profit Organizations)، وذلك بهدف الحصول على مساعدات مالية من دول ومنظمات.

في الخلاصة، فإن الهدف الأخطر من هذه الإسترحامات (PETITIONS)، قد يكون الحصول على مساعدات تحت غطاء انساني، لكن في المحصلة وفي الغالب سوف تستخدم  المساعدات لمصالح انتخابية، وأيضاً ربما لمنافع شخصية لا علاقة لها لا باحتياجات الناس المعيشية، أو من أجل دعم اجندات تحرير البلد من احتلال حزب الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

إعلام وإعلاميين مأجورين ومجرد صنوج وأبواق

الياس بجاني/18آب/2021

غالبية الإعلاميين ووسائل الإعلام ب لبنان المحتل هي أبواق شر وتابعة اما لحزب الله المجرم أو لأصحاب شركات الأحزاب المنافقين والتجار

 

حزب الله الإرهابي والإيراني هو عدو لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/17 آب/2021

أعرف عدوك، عدوك انت يا لبناني هو حزب الله المحتل والإرهابي، ومعه كل من يؤيده أو يستفيد منه ويحابيه أو يسكت عن احتلاله واجرامه.

 

السياسي والمسؤول وعندما يخطأ يجب أن يستقيل ويعتذر، ولهذا على جعجع أن يستقيل من قيادة حزبه

الياس بجاني/16 آب/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/101450/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%88%d8%a4%d9%84-%d9%88%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d9%8a/

من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية/06/من12حتى23): “أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه”.

في المفاهيم والأسس الديمقراطية التي تحكم ممارسات الأحزاب في بلدان الغرب، ومنها كندا حيث أعيش منذ سنين، فعندما يُخطئ السياسي أو المسؤول في خيار مصيري، أو يفشل في تحقيق وعود التزم بها، يستقيل ويعترف بفشله احتراماً للناس ولنفسه، ويُفسح في المجال لغيره لتولّي موقعه.

من هذا المنحى الديمقراطي يُفترض بسمير جعجع أن يستقيل من رئاسة حزب القوّات اللبنانيّة، لأنّه عمليّاً أخطأ التقدير والعواقب، وأجرم، وارتكب خطيئة مميتة لا تُغفر له، عندما أوصل ميشال عون للرئاسة، وفاخر بما فعل هو وحرمه ونوابه.

وبالتالي، فإنّه لم يعُد أمام جعجع إلّا الاستقالة أو إعارتنا سكوته والكفّ عن مطالبة عون بالاستقالة… كون فاقد الشيء لا يعطيه.

وما دام جعجع لم يعترف بما اقترفه من إجرام انتخابي وأخلاقي وإيماني وتقديري ورؤيوي، بإيصاله عون إلى بعبدا، وهو كان يعرف 100% أنه رجل حزب الله، وأداته التدميرية، فمطالبته باستقالة عون هي غير ذي مصداقية، ولا قيمة لها، وبالغالب الأكيد الأكيد الأكيد، هي على خلفية قوم تا اقعد محلّك.

أما وكما يردّ البعض من محبي ومحازبي جعجع قائلين: “القوات راضيين برئاسته، ولا يريدونه أن يستقيل مهما فعل، وهو محبوب، وتاريخه يشهد له، وما حدا من خارج القوات يتدخّل”، فهذا كلام صنمي وعاطفي ومرفوض في المفاهيم الديمقراطية، لأنّ قرارات جعجع كرئيس لأكبر حزب مسيحي في البلد لها تأثيرها على لبنان وعلى كل اللبنانيين، وليس فقط على حزبه ومناصريه.

يبقى القول إنّ مبدأ تبادل وتناوب السلطة هو من أهمّ أسس قيام واستمرار ونجاح أي حزب حرّ وديمقراطي، وهذا ما هو معمول به في البلدان الراقية والناجحة التي تمارس الحريّات والديمقراطية والانتخابات، وفي حال لم يطبق هذا المبدأ يتحوّل الحزب إلى شركة يملكها فرد أو أفراد، ويفقد مسمى الحزب.

من المحزن أن كل ما يسمى أحزاب في لبنان، وفي مقدمها حزب سمير جعجع بالتحديد، هي أما شركات محلية تجارية يملكها أفراد أو عائلات، أو وكالات لقوى خارجية كحزب الله الإرهابي والفارسي الذي يحتلّ لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الشهيد ناجي انطوان منصف

ابو أرز- اتيان صقر/18 آب/2021

خامس شهداء حراس الأرز وهو أول شهدائنا في معارك الجبل٬ خضب بدمه ترابا" لبنانيا" عزيزا" – اسمه الحركي (المدرب)

طالب هندسة في السنة الثالثة٬ يتقن لغات خمس٬ الفرنسية والانكليزية والاسبانية والايطالية والعربية.

كان يتمتع بمستوى من تدريب العسكري عال٬ خدم سنة كاملة كإحتياطي وكانت درجة علاماته ممتازة فنال مكافأة من المدرسة الحربية.

من هواياته الملاكمة والرياضة وكرة السلة ورموز واحداثيات المدفعية.

نشرت له جريدة العمل مقالات من "ثورة على النفس" وهو من مؤلفاته التي هي قيد الطبع.

شخصية محببة٬ عطوف ويتميز بانضباطية مثلى تنعكس على محيطه وخصوصا" على العناصر التي اهتم بتدريبها. وطني عن عقيدة٬ يكره الطائفية٬ يتفرد بمعشره السلس وبحضوره الدائم.

كان باكورة شهدائنا في الجبل في بشلاما – المتين. فروى بدمائه أرض الجبل المقدسة. اشتهر بمساعدته للمنكوبين والمصابين.

في المعركة كان يلتهب حماسا" واندفاعا" يدفعه احساس نادر وفريد بواجب التضحية٬ ذو طموح عسكري متميز. انطباعات المقاتلين عنه: صاحب فكر عسكري٬ علّمنا الانضباطية٬ لم يكن رفيقا" فحسب بل كان أخا" يكره الشواذ والوحدة.

انتسب ناجي منصف الى حراس الأرز بتاريخ ٨-٢-١٩۷٦ واستشهد بتاريخ ١٩ نيسان ١٩۷٦ في معركة بشلاما.

الرحمة لشهداء الأمة اللبنانية

#لبيك_لبنان

 

اعتراض دورية لليونيفيل في مدينة النبطية ليلا

الأربعاء 18 آب 2021

وطنية - النبطية - اعترض عدد من اهالي مدينة النبطية، بعيد منتصف الليلة الماضية، دورية تابعة للكتيبة الايرلندية العاملة في اطار قوات اليونيفيل في جنوب لبنان عندما شاهدوا افرادها يقومون بتصوير فوتوغرافي للشارع الممتد من مدخل النبطية الغربي وحتى مثلث بير القنديل.

وكانت الدورية الايرلندية مؤلفة من 3 سيارات عسكرية احداها اسعاف حربي، كانت في طريق العودة من بيروت وسلكت طرقات خارج مسارها الروتيني ودخلت من وادي النميرية - الدوير - مرج زبدين فمدينة النبطية حيث تم اعتراضها. وقد حضرت دورية من مخابرات الجيش وتم تنسيق خروج الدورية بعد اتصالات.

 

اليونيفيل للوطنية: تفتيش السفن مسؤولية البحرية اللبنانية ودور اليونيفيل يتمثل في الدعم والمساعدة

الأربعاء 18 آب 2021

وطنية - صور - أفادت "اليونيفيل"، في بيان، ردا على سؤال لـ"الوكالة الوطنية للاعلام" عن "مزاعم تتعلق بدورها في السماح لنيترات الامونيوم التي تسببت في انفجار 4 آب في مرفأ بيروت بدخول المياه اللبنانية وتفريغها في المرفأ"، بما يلي:

"تناقلت وسائل الإعلام اللبنانية اخيرا قدرا ملحوظا من المعلومات المضللة والمغلوطة حول ولاية اليونيفيل ودورها في الاعتراض البحري. إن لبنان دولة ذات سيادة، ودور اليونيفيل يتمثل في الدعم والمساعدة. بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وبناء على طلب تقدمت به الحكومة اللبنانية إلى الأمم المتحدة بعد تبني هذا القرار، تدعم القوة البحرية التابعة لليونيفيل البحرية اللبنانية بمهام محددة للغاية لمنع دخول الأسلحة غير المشروعة أو المواد ذات الصلة إلى لبنان عن طريق البحر. من الواضح أن نص القرار يستخدم بوضوح مفردات مثل "المرافقة والدعم" و"تقديم المساعدة" و"المساعدة" في إشارة إلى دور اليونيفيل تجاه الحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية. إن اليونيفيل لا تصعد الى متن السفن ولا تقوم بعمليات تفتيش مادي للسفن. هذه مسؤولية البحرية اللبنانية، فلبنان دولة ذات سيادة. كما أن اليونيفيل ليست مسؤولة عن إعطاء الإذن بالدخول إلى المرافئ اللبنانية. وعلى الرغم من أن اليونيفيل موجودة هنا للمساعدة، إلا أن مهمة تأمين الحدود تبقى من اختصاص الدولة اللبنانية. يتمثل دور اليونيفيل، بالتعاون مع البحرية اللبنانية، في مهاتفة السفن التي تقترب من لبنان وإحالة أي سفن يوجد فيها تناقضات أو تحتاج إلى أي توضيح إلى السلطات اللبنانية للتفتيش. عندئذ تكون السلطات اللبنانية مسؤولة عن تفتيشها، وعادة ما يكون ذلك عند وصولها إلى المرفأ. وليس لليونيفيل أي دور بعد إحالة السفن إلى السلطات اللبنانية. ونظرا للتحقيق القضائي الجاري، لن يكون من المناسب لنا التعليق على هذه الحالة بالذات".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 18/08/2021

وطنية/الخميس 19 آب 2021

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تنهمك الدول المستهلكة للبترول بتخزين أكبر كميات ممكنة من الطاقة الحيوية كاحتياط استراتيجي لاستخدامها إذا تهدد أمنها النفطي فتنقذ اقتصاداتها وتحفظ الرفاه لشعوبها.

في لبنان ترك الأمر للغوغاء من التجار الفجار على اختلاف ربتهم، فاحتكروا وخزنوا وهربوا طمعا بربح غير مشروع، فشلوا اقتصاد البلاد وبدلا من أن يحترق البنزين في محركات عجلة الإنتاج أخفي في خزانات التليل، فحرق أجساد الشبان الأبرياء أو هرب عبر الحدود، فحرق دولارات الدعم وقلوب المواطنين، أو بيع بسوق سوداء فحرق جيوبهم، وإن وزع على المستهلكين لحرق ساعات وأياما من أعمار الناس وكراماتهم في طوابير الانتظار.

ومن ضحايا البنزين من ودعتهم عكار اليوم ممن سقطوا في انفجار التليل ومنهم من ينتظر...

بعيدا من عداد ضحايا البنزين، عداد أيام التأليف يضيف ما تبقى من أيام الاسبوع الحالي الى أرقامه المهدورة، فقد فرض شيطان الأسماء منطقه على مشاورات التأليف، وطار اللقاء الثاني عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الذي كان مزمعا اليوم، بعد بروز عقد تتعلق بأسماء الموزرين والحصيلة ألا تبلور للتشكيلة الحكومية قبل نهاية الأسبوع.

ووفق المعلومات فإن توزيع الحقائب على الأحزاب والتيارات التي جرى تداولها عبر وسائل التواصل نهارا صحيحة بنسبة كبيرة، إلا أن العقد تتمحور تحديدا حول الإسمين التوافقيين أي نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة.

وفي هذا السياق توضح مراجع متابعة أن صعوبة الاتفاق على اسم لحقيبة الطاقة تنبع من اتصالها باستحقاق المفاوضات حول الغاز في المرحلة المقبلة وعلاقة الملف بأطراف دوليين وإقليميين.

بداية من معاناة الناس على محطات الوقود.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

الملف الحكومي في مرحلة المخاض، فهل تبصر الحكومة النور خلال هذا الأسبوع في ظل ضغط توالد الأزمات الداخلية؟.

في المعلومات لا زيارة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا اليوم، ولكن الإتصالات لم تتوقف وكذلك حركة الموفدين، وتشير الأجواء الى أن النقاش دخل مرحلة الأمتار الأخيرة مع إسقاط الأسماء على الحقائب، إلا أن الوصول إلى خط النهاية وصدور المراسيم يحتاج إلى تذليل بعض التباينات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف في المسودة.

في يوميات اللبناني بقيت طوابير المحطات والأفران تتمدد بمتوسط كلفة مادية للإنتظار تبلغ نحو 1,100 مليار ليرة، وفق حسابات الدولية للمعلومات، هذا عدا عن الكلفة الأمنية مع تسجيل إشكالات متنقلة بين المناطق على خلفية تأمين صفيحة بنزين أو ربطة خبز، فيما واصلت الأجهزة العسكرية والأمنية مصادرة المحروقات المخزنة من تجار الأزمات من المحتكرين، والتي أظهرت وجود كميات مهولة كانت ستعبر طريقها للبيع في السوق السوداء.

في شأن متصل بملف المحروقات نفت وزارة المالية الخبر الذي تناولته وسائل التواصل الاجتماعي عن تسعيرة جديدة على سعر12000 ليرة، وضعتها وزارة المالية لاستيراد المحروقات، مؤكدة ألا علاقة بتاتا لها بوضع التسعيرة، وأنها تصدر من قبل وزارة الطاقة بالاتفاق مع المركزي.

في شأن آخر بقي الإستثمار في الإنسان من خلال التعليم هو بارقة الأمل في ظل العتمة الشاملة على مختلف المستويات، وهذا ما أكدته النتائج التي سجلت في إمتحانات البكالوريا، حيث إحتلت المدرسة الرسمية ومؤسسات أمل التربوية مراتبها الأولى على مستوى كل لبنان، فحل كل من محمد كامل حربي من ثانوية الصرفند الرسمية وسارة المولى من ثانوية الشهيد حسن قصير في المرتبة الأولى - شهادة علوم الحياة.

وحصدت مؤسسات أمل أيضا المراتب الرابعة لسكينة محسن، والسادسة لمحمد سويدان، والتاسعة لمريم عباني، والعاشرة لحلا بزي ومريانا الزين.

وفي شهادة العلوم العامة حلت مؤسسات أمل أيضا في المرتبتين الثامنة لبنين عياد والتاسعة لآية أيوب.

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون المنار"

بين جدول أسعار المحروقات المفقودة، وجدول مواعيد إنتاج الحكومة الموعودة، يقف اللبنانيون في طوابير الانتظار.

وان كانت الايجابية ما زالت سمة المشهد الحكومي - إن سابق المعنيون الوقت، فهي لا تعني الاستغراق أو الاستسلام للتفاصيل وتراكماتها، لأن الشياطين المتربصين باللبنانيين وحكومتهم قد ينالون منها.

لم يحضر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا اليوم لأنه لم يكن ثمة اتفاق أصلا على اللقاء، فكان التواصل بين الرئاستين عبر المساعدين، وما توصلوا إليه إلى الآن، هو الاتفاق على التوزيع الطائفي لأغلب الحقائب، والنقاش ما زال عند الأسماء، فيما تؤكد مصادر متابعة للتأليف استمرار المساعي لانجاز حكومة قريبا، من دون ان تضرب موعدا نهائيا لذلك...

وكذلك جداول أسعار المحروقات التي تحرق أعصاب اللبنانيين وأيامهم، فالجميع في انتظار اتفاق وزارة الطاقة ومصرف لبنان على جدول يحدد على أي سعر للدولار ستكون الاعتمادات، لتتمكن البواخر الراسية في عرض البحر من تفريغ حمولتها بما يحمل تخفيفا ولو قليلا للشح المميت، الذي يصيب مصادر الطاقة في لبنان، وبلا طاقة يعمل البعض وكأن لا شيء تغير، على رغم معاناة الناس وصرختهم التي بحت حناجرهم وأثقلت كاهلهم، ولا من يرى حال الناس. وفيما يعمق بعضهم المأساة عبر تخريب وتعطيل ما تبقى من قدرة لدى كهرباء لبنان، يبحر آخرون في السوق السوداء مدعمين بالمخزون الكبير الذي تقبض عليه مخازن الشركات المستوردة وبعض محطات التوزيع، وليس متاحا الا لأصحاب القلوب والعقول السوداء.

ومع الوجع الموزع على كل أرجاء الوطن، شيعت عكار اليوم شهداء فاجعة التليل، من دون أن يعتبر أحد من خطورة ما جرى، فخزانات المازوت والبنزين المحجوب عن المواطنين، مخبأة على امتداد الاراضي اللبنانية...

على امتداد العالم يحيي المسلمون غدا عاشوراء الامام الحسين عليه السلام، وفي لبنان يعتلي سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منبر جده في ليلة العاشر ويومه، مجددا العهد والولاء لسيد الشهداء، ومتناولا الكثير من التطورات المتزاحمة في لبنان والمنطقة...

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

وصلنا إلى مرحلة صارت فيها الحكومة آخر هم اللبنانيين.

وليس فقط الحكومة، بل كل ما يمت إلى الشأن السياسي بصلة على مساحة الجمهورية اللبنانية.

فاللبنانيون الذين كادوا يكفرون اليوم بفعل زحمة السير الخانقة وغير المسبوقة، الناتجة عن طوابير المحروقات الأطول منذ بدء الأزمة، توقفت غالبيتهم عن الاهتمام بأخبار السياسة المحلية الضيقة منذ مدة طويلة، وإذا تابعوها، "طنشوا" عن تفاصيلها المملة، التي لم توصل على الأقل منذ استقالة الرئيس حسان دياب قبل عام تقريبا، إلا إلى مزيد من الخراب والتدهور والانهيار.

فالمطلوب اليوم، بالنسبة الى جميع اللبنانيين من دون استثناء، قبل السياسة والحكومة والأوزان والولاءات وسائر التعقيدات والصعوبات التي تناولها رئيس الحكومة المكلف أمس، إيجاد حلول سريعة بما يعيد حياة الناس إلى وضعها الطبيعي، إذ ليس مقبولا بعد اليوم، ولا بأي شكل من الأشكال، ولا تحت أي ذريعة من الذرائع، أن يصبح شغل اللبنانيين الشاغل أن يتسابقوا على الدور في طوابير الوقود، وأن يملأوا بطاريات هواتفهم قبل انقطاع كهرباء الدولة والمولد معا، وأن يفرغوا براداتهم قبل انقطاع التيار حتى لا تذهب الأطعمة التي دفعوا أثمانها الباهظة الى سلة المهملات… ويضاف كل ما سبق الى سائر الهموم المعيشية التي باتت تلازم حياة كل مواطنة ومواطن من الدولار الى الضمان، مرورا بالرغيف والدواء والاستشفاء.

لكن، على رغم قباحة المشهد، لا نتحدث عما سبق لننضم إلى قافلة التيئيس، ولا إلى جوقة تهبيط الحيطان. فاليأس موجود أصلا، و"الحيطان مهبطة بلا جميلتنا".

نتحدث عما سبق بكل بساطة، لأننا واقعيون.

واقعيون، لكن من دون التخلي عن الثوابت الجوهرية، وأساسها مطلب الإصلاح ومكافحة الفساد، فضلا عن قيام حكومة دستورية ميثاقية تعتمد وحدة معايير.

ونتحدث عما سبق بكل صراحة "بركي بيوعى الضمير". ضمير المسؤولين العاطلين والمعطلين، الظاهرين منهم والمختبئين، سواء وراء الكواليس، أو خلف البحار، مصرين على استهداف كل حل محتمل بشرط، وكل أمل وليد، بأرنب.

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

نحن في قلب الدوامة الحكومية من جديد .

الاجواء المتفائلة ، سقطت ، والتشكيلة الحكومية التي قيل انها صارت شبه جاهزة ، تبين ان العقد فيها اكثر من الحلول .

اليوم لم ينعقد اجتماع في بعبدا بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ، ما أشر الى ان اي تقدم لم يحرز من الامس .

اذ اتفق الرئيسان على ان يعودا الى الاجتماع اذا طرأ جديد ، او اذا اكتشف اي واحد منهما حلا لعقدة قائمة ، وهذا ما لم يحصل .

غدا لا لقاء في المبدأ ، اذ انه يوم عطلة رسمية لمناسبة ذكرى عاشوراء ، والجمعة سينشغل الوسط السياسي بالجلسة التي يعقدها مجلس النواب للبحث في رسالة رئيس الجمهورية حول رفع الدعم .

وهذا يعني مبدئيا ، ان الاسبوع الحالي ، لن يشهد ولادة الحكومة المنتظرة .

ففي هذه الحالة ماذا سيفعل رئيس الحكومة المكلف ؟ هل يعتذر باعتبار انه وضع مهلة اسبوعين لنفسه ، ثم مدد هذه المهلة اسبوعا اضافيا ؟

المقربون من ميقاتي يجزمون بأن تمديدا جديدا للمهلة الممدة اصلا حصل ، وان رئيس الحكومة المكلف وضع لنفسه مهلة جديدة تنتهي في آخر شهر آب الحالي .

فهل يتمكن ميقاتي من تشكيل حكومته من الان الى نهاية الشهر ، ام ان مصيره في التأليف لن يكون افضل من مصير مصطفى اديب وسعد الحريري؟ والتالي هل يصل ميقاتي الى الخيار المر ، ويرى ان افضل حل هو.. الاعتذار؟

وكما في شؤون السياسة كذلك في الشؤون الحياتية.

مخزون المحروقات في الشركات ينفد ، و بلغ الحد الادنى بحيث لم يعد يكفي الا لاربعة ايام، على حد ما اوضح رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط.

توازيا عقد المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعا خلص فيه الى التمسك التام بقرار رفع الدعم.

وهذا يعني ان المشكلة المستعصية بين السلطة التنفيذية والمصرف المركزي مستمرة ، ما يشي بتفاقم الازمة، وان الويك اند سيكون صعبا على اللبنانيين.

الخبز ليس افضل حالا، اذ ان طوابير الناس الواقفة في الافران، باتت توازي طوابير السيارات امام المحطات، خصوصا ان مهمة الحصول على الخبز باتت شبه مستحيلة.

كل هذا فيما المسؤولون يغطون باهمالهم العميق، والحكومة المستقيلة لا تمارس الا الحد الادنى من مهامها وكأنها تنتقم من الناس الذين لا يثقون بها ولا بأدائها ولا بتخصصية وزرائها ! اما النواب، ممثلو الشعب أساسا، فمعظمهم لم يعد يمثل الشعب، ولا همومه ولا مصالحه.

انه فقط يمثل مصالح زعيمه الذي اتى به نائبا.

فبين رئاسة جمهورية شبه غائبة، ورئاسة مجلس نواب استنسابية، وبين وزراء لا يعملون ، ونواب لا يحاسبون ، الناس ينازعون ، والبلد يحتضر. فيا ايها اللبنانيون: ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن!!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي "

لا حكومة هذا الاسبوع، واسماء وزارية قليلة لا تتعدى الخمسة، فشل الرئيسان عون وميقاتي بالتفاهم حولها، اطاحت بكل الاجواء الايجابية، على الاقل موقتا.

عملية التأليف كانت قطعت مراحل دقيقة، ترجمت بحلحلة طالت عدد الوزراء، التوزيع الطائفي للحقائب وصولا الى توزيع الحقائب نفسها واسقاط اسماء بعض الوزراء عليها، وكانت كل الامور "ماشية" حتى صباح اليوم، عندما وصلت رسالة من بعبدا الى الرئيس ميقاتي تضمنت تبديل بعض الاسماء التي كان سبق واتفق عليها.

عادت الامور للبحث مجددا، فالرئيس ميقاتي يريد اعادة درس الاسماء وأي تبديل لها سيؤدي لاعادة البحث فيها كلها ومع كل الافرقاء، وضمنا رئيس الجمهورية.

طرح الاسماء والتداول بها بين عون وميقاتي طبيعي في مرحلة التأليف، لكن في وضع كارثي كالذي نحن فيه، يصبح اي تأجيل خطيرا، ويدخل معه الحكومة الى العناية الفائقة، فهي اما تخرج الى العلن في غضون ايام قليلة جدا، واما يتقدم اعتذار الرئيس ميقاتي عن التأليف على التأليف.

اذا كانت العقد الكبيرة محلولة، فهل اسماء اربع او خمس وزراء اهم من كل ما تقدم؟

وهل ما يحكى عن بحث جدي في البدائل يعمل عليه منذ الصباح، قابل للحياة؟ ام ان عقدة الحكومة اكبر بكثير من ذلك، وهي قد تكون فعليا مرتبطة بكل ما يجري في العالم والمنطقة من افغانستان الى الملف النووي الايراني، حيث يجمع كل فريق اوراق الربح والخسارة، ولبنان احد هذه الاوراق.

في انتظار الحكومة التي لن يبدأ الحل الا عبرها ولو تدريجيا، يدفع اللبنانيون الذين دخلوا العصر الحجري الثمن وحدهم.

فلا كهرباء، ولا ادوية، ولا بنزين، ولا ماء ولا خبز ولا ادوية، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة قال ما عنده في بعبدا ولم يتزحزح: لم يعد هناك اموال في المركزي، اذهبوا الى التشريع للمس بالاحتياطي، والمركزي يؤمن الدولارات ولكن بسعر المنصة.

سلامة التقى اليوم وزير المال غازي وزني، فهل تمسك بموقفه؟ على الارجح نعم.

وامام هذا الموقف، من سيتخذ قرار تحرير الاسعار وتأمين المواد الاولية بسعر المنصة؟

النواب سيواجهون هذا السؤال الجمعة لدى مناقشة رسالة رئيس الجمهورية، وهم سيعيدون الكرة الى الحكومة، ووزارة الطاقة لن تتخذ قرار تحرير الاسعار منفردة، واللبنانيون سيفقدون كل مقومات الحياة الطبيعية شيئا فشيئا، فيما البلد غارق في السوق السوداء، التي اصبحت على عينك يا تاجر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

الأمتار القليلة التي وضعها الرئيس المكلف تحولت إلى كيلومترات مكعبة قياسا على ارتفاعات نجيب ميقاتي "وفشخته" المديدة ،وبالمقاسات السياسية فإن الارتفاعات الشاهقة بين مبنى بلاتينوم وقصر بعبدا عكست فراغا في التأليف لن يتضح هواؤه قبل يوم الاثنين المقبل ،فزيارة "الدزينة" للقصر لم يكتب لها أن تتم اليوم، واستعيض عن قضاء حوائجها بمراسيل.

على الخط حملها أنطوان شقير موفدا من رئيس الجمهورية إلى ميقاتي فاجتمع به للتشاور ،فيما قالت معلومات الجديد إن شقير حمل معه اقتراحات لتنقيح المسودة الوزارية، ثم غاب ثلاث ساعات قبل أن يعود للاجتماع بميقاتي عصرا, لم تسفر رحلة ابن بطوطة الرئاسي عن إيجابيات, لأن الرئيس المكلف استشعر ثلثا معطلا كامنا بين المطالب بالأسماء والحقائب, ليعود التأليف إلى ما دون الصفر.

علما أن ميقاتي كان مستعدا لزيارة القصر وإعلان التشكيلة الليلة في حال وافق رئيس الجمهورية على السير في اللائحة المعدة.

لكن التنقيب في التعديلات الواردة أظهر أن عون يريد كسب عشرة وزراء، سواء مواربة أو مباشرة أو بطلوع الروح ويكون رئيس الجمهورية بذلك قد صادر خزان ميقاتي الوزاري ووضعه في تصرف المنشآت السياسية ومعامل جبران باسيل للتغذية وإنتاج الطاقة السلبية, لكن الأمر بالنسبة إلى بعبدا سهل التبرير.

إذ نفت أوساط القصر أن يكون هناك أي تدخل لرئيس التيار الوطني الحر في تأليف الحكومة.

وقالت إن زياراته المتكررة للقصر الجمهوري هي زيارات عادية وتقليدية وروتينية والجميع يعرف ذلك.

وفي هذه النقطة تحديدا فقد صدق القصر لأن باسيل يتدخل بشكل عادي ويقلب الحقائب والأسماء بشكل تقليدي منذ نعومة أظفاره السياسية ويطيح الرؤساء المكلفين بطريقة روتينية والجميع يعرف ذلك.

أما زياراته المتكررة لبعبدا فهذا بيته ومطرحه ولأن رئيس الجمهورية قد أطلق الدعوة اليوم إلى زراعة تشكل العمود الفقري للاقتصاد المنتج, فقد طبق هذا المفهوم على عائلته وزرع لجبران قصرا في الرئاسة, وأنتج من خلاله عمودا فقريا كسر ظهر الدولة ،وكل الوعود تتحقق بما فيها أن لبنان قد أصبح دولة نفطية ،ويمكنه من اليوم إجراء عمليات اكتتاب إلى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لإعلامها بحجم فائض البنزين والمازوت والذهب الأسود الذي طاف في كل منطقة وحي ودسكرة ،بفعل عمليات الدهم الأمنية التي تتسابق عليها الأجهزة العسكرية والأمنية.

وبات اللبنانيون عائمين على بحر نفطي من دون أن يتمتعوا بنعم المادة لأن المحروقات المصادرة يملكها تجار وسياسيون مدعومون بأموال المودعين ومن المصرف المركزي ،ولا غرابة إذا وجدت وزيرا للثقافة والزراعة يدعى عباس مرتضى يخزن مع شقيقه المحروقات في البقاع, فيما أهل منطقته محرومون رائحة النفط.

وعلى أرض الوطن المحروس "رح نتزفت يوما ما" وسندخل جهنم بطريق عسكرية وبصيانة يتولى تأهيلها مجلس الإنماء والإعمار ذو الصيت الذي يشبه الزفت ،تلزيمات لصيانة الطرقات بنحو مئتي مليون فريش عبر هذا المجلس, والمتعهدون لأشغال الدولة هم أنفسهم لا تبدلهم العهود.

ومن هنا نبدأ حيث العمود الفقري للدولة وجسره المخسوف ،نصون الطرقات بدولارات موزعة على أزلام ومحاسيب "ولا يعتب حدا ولا يزعل حدا" حيث "التلت الضامن" موجود ليس فقط في الحكومة إنما يعربش على الشوارع وجسورها ،لسيتقر على أكتاف المتعهدين الصامدين ولو انهارت الناس .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 آب 2021

وطنية/الأربعاء 18 آب 2021

صحيفة النهار

- تكثر التساؤلات حول إمكان التحالف بين حزب وتكتّل وسطي من جهة وتيار مسيحي بارز من جهة أخرى، في ‏ظل المهادنة والتناغم مع مرجعية رئاسية.

- يلاحظ أن الإستقالات تتفاعل في الكثير من شركات ومصارف ومؤسسات عامة على خلفية الهجرة من البلد.

- لوحظ غياب الحماية الامنية في محيط منزل الرئيس المكلف عند وصول عدد المتظاهرين وقيامهم بتكسير ‏واجهته الزجاجية.

- يتهم المتظاهرون نواب عكار بالتواطؤ معاً في عمليات تهريب المازوت والبنزين الى سوريا سواء بالشراكة او ‏بالصمت عن الارتكابات المعروفة.

صحيفة البناء

خفايا

عُلم أنّ مدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز وضع خطة طوارئ لأسبوعين خلال زيارته الى بيروت لمنع حزب ‏الله من جلب المحروقات من إيران كلفت بها السفيرة وتتضمّن الضغط لتراجع حاكم المصرف عن رفع الدعم ‏ووقف تصريحات الرئيس سعد الحريري المعرقلة لولادة الحكومة.

كواليس

فوجئت الأوساط النيابية والوزارية بعودة حاكم المصرف عن قرار رفع الدعم وتمويل اعتمادات المازوت على ‏سعر 3900، واعتبرت انّ التفسير الوحيد هو وجود طلب أميركي مرفق بتسهيل الاعتمادات من المصارف ‏الأميركية.

صحيفة اللواء

تحدثت سفيرة دولة كبرى بحزم مع مسؤولين التقتهم لجهة جدية العقوبات وقرار المجتمع الدولي إزاء تقاعس ‏الطبقة السياسية عن تأخير الحكومة..

لم يرَ حزب بارز مناصاً من الدفع باتجاه تأليف حكومة، منعاً لانهيارات تطال كل مستويات علاقته الداخلية ‏والاقليمية؟!

توقع مصدر قضائي حدوث تداعيات في التحقيق، تطال رؤوساً، بقيت لوقت طويل خارج الشبهة..

صحيفة الجمهورية

- ترى جهات أن مسؤولاً يضع أفرقاء في جو الإتصالات التي يجريها حيال ملف أساس وأن هؤلاء الأفرقاء ‏يسرّبون ما يبلغهم إيّاه بغية الإساءة الى مسؤول آخر.

- قال دبلوماسي غربي إن تهرب السلطة من مسؤوليتها في مواجهة الحقائق تضع البلد على فوهة بركان.

- إستغربت جهات دبلوماسية ضبط كميات هائلة من مادة حيوية يحرم المواطنون منها، وعدم تقديم أحد من ‏أصحابها الى العدالة.

صحيفة نداء الوطن

- تردد أن مرجعاً رسمياً شارك عبر تطبيق زوم اجتماع المكتب السياسي لتيار سياسي كان يترأسه من أجل شد ‏عصب أعضائه، بعد بروز تباينات داخلية مع رئيس التيار الذي عينه محله حول التداعيات السياسية السلبية ‏الناتجة عن سياسته وقراراته.

- تبين أن مصرف لبنان نجح بسبب الأزمة الأخيرة في سد عدد من الفجوات المالية التي ظهرت في حساباته من ‏خلال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

- تولت جهات سياسية عبر وسائل التواصل الإجتماعي توزيع صور لوزير سابق تجمعه مع سيدة لبنانية في ‏أماكن مختلفة على خلفية الإيحاء بوجود علاقة مشبوهة بينهما، ولكن سرعان ما تبين أن السيدة هي مدبرة منزل ‏الوزير السابق التي لازمته في الأوقات الصعبة خصوصاً عندما تعرض لمحاولة اغتيال.

صحيفة الأنباء

*حصار اعلامي

يبدو ان مرجعية رسمية محاصرة بالجو الاعلامي الذي يوحي بأن المهمة قد أنجزت على خلاف ما هي حقيقة الأمور.

*حقيبة حُسمت

حسم موضوع حقيبة وازنة ومرتبطة باستحقاق دستوري، والعقدة باتت في حقائب أخرى.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية  

مستشفيات لبنان أمام سيناريو كارثي… لا محروقات ولا دواء

بيروت ـ السياسة/ الأربعاء 18 آب 2021

أطلقت نقابة المستشفيات في لبنان، أمس، تحذيرا مدويا، من وصول الأمور إلى حد الكارثة، حيث “لا أموال ولا محروقات ولا دواء”، وسط انهيار كامل للدولة، وتخبط مخيف للمسؤولين الذين يحاولون المعالجة في جو اقرب الى حوار الطرشان بين بعضهم البعض، وتبادل الاتهامات بالفشل بين مسؤول وآخر.

وأشارت إلى اختفاء الادوية، والارتفاع الجنوني في ثمن المستلزمات الطبية، وتدني أجور العاملين في المستشفيات التي اصبحت لا تكفيهم كي يحضروا الى عملهم والعودة الى بيوتهم، وتحميل المرضى جزءاً من الكلفة الاضافية في وقت يعاني المواطن من اعباء حياتية لا يمكنه تحملها، وهجرة الاطباء الذين يغادرون البلاد بالآلاف هرباً من العوز وبحثاً عن لقمة العيش في بلاد تحترم قدراتهم وجداراتهم”. وأكدت أن عدداً كبيراً من المستشفيات لن يتمكن بعد الآن من تقديم العديد من الخدمات الدقيقة والضرورية كتأمين العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، والمضادات الحيوية للمرضى أو الأدوية الضرورية لغسل الكلي، أو البنج الضروري للعمليات”. إلى ذلك، ليس أدل على حالة الانهيار الشامل في لبنان، إقدام الممرضين في مستشفى رزق في بيروت، على نقل مريض من المستشفى إلى آخر، مشياً على الأقدام بسبب نفاد البنزين من سيارات الإسعاف. وهذا ما دفع مصادر طبية رفيعة المستوى، إلى القول لـ”السياسة”، إنها “مأساة بكل معنى الكلمة، ومظهر من مظاهر تحلل المؤسسات وغياب أدنى إحساس بالمسؤولية من جانب من يفترض عليهم تأمين حياة كريمة للناس”. من جانبها، أعربت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي عن “قلقها البالغ” إزاء تأثير أزمة الوقود على خدمات الرعاية الصحية وإمدادات المياه، مشيرة إلى الحاجة الماسة لتجنب وقوع كارثة”. وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن “آلاف الأسر معرضة لخطر الوقوع في كارثة إنسانية وذلك لأن نقص الوقود يهدد توفير الخدمات الصحية والمياه في جميع أنحاء البلاد”. وقالت رشدي: “لا يمكن للوضع السيئ إلا أن يزداد سوءا ما لم يتم إيجاد حل فوري لهذه الأزمة”، محذرة من مخاطر كبيرة للغاية، يتعين على جميع الجهات المعنية العمل معا بهدف إيجاد حل”. وفي موازاة ذلك، تواجه الجهات الأساسية المعنية بقطاع المياه مشكلة محدودية توافر المواد الاستهلاكية لإمدادات المياه مثل مادة الكلور، وقطع الغيار الخاصة بمحطات الضخ، كما فقدت القدرة على تحمل تكاليفها الباهظة.

 

قائد الجيش زار قبرص والتقى نظيره القبرصي وقائد الحرس الوطني وتأكيد دعم الجيش

الأربعاء 18 آب 2021

 وطنية - لبى قائد الجيش العماد جوزاف عون دعوة نظيره القبرصي قائد الحرس الوطني الجنرال Dimokritos ZERVAKIS لزيارة جمهورية قبرص. وأقيمت للعماد عون مراسم استقبال وتشريفات في مبنى وزراة الدفاع حيث التقى وزير الدفاع القبرصي Charalampos PETRIDES بحضور السفيرة اللبنانية في قبرص كلود الحجل. وأكد PETRIDES ان "الجيش اللبناني هو العمود الفقري للبنان وتقع على عاتقه مسؤوليات عديدة"، مشددا على "ضرورة دعمه لمواصلة القيام بمهامه". بعد ذلك التقى قائد الجيش نظيره قائد الحرس الوطني الجنرال Dimokritos ZERVAKIS وتناول البحث سبل تعزيز العلاقة بين الجيشين وتطويرها، اضافة الى التنسيق في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ووقع الجانبان اتفاقية تعاون عسكري وتبادل خبرات بين الجيشين. ونوه ZERVAKIS ب"أداء الجيش اللبناني رغم الظروف الاستثنائية التي يعيشها، والاوضاع الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، مؤكدا استمرار دعم الجيش بخاصة في مجال البحث والانقاذ واخماد الحرائق". واعتبر ان "القرب الجغرافي بين البلدين والطبيعة الجغرافية لهما تفرض تعاونا وتنسيقا مستمرا". وشكر العماد عون نظيره القبرصي على الدعم المستمر للجيش، آملا "تعزيز العلاقة لما في ذلك مصلحة للجيشين". وفي ختام الزيارة، وضع العماد عون اكليلا على ضريح الجندي المجهول.

 

“الحزب” يسعى لإخراج “ملك الكبتاغون” من قبضة العدالة!

إكرام صعب/سكاي نيوز عربية/الأربعاء 18 آب 2021

كشفت مصادر حقوقية خاصة في لبنان، لموقع سكاي نيوز عربية، أنه يتم التحضير لإطلاق سراح “ملك الكبتاغون ” حسن دقو، الذي تربطه علاقات قوية بحركة “حزب الله”. وتصدر اسم حسن محمد دقو المشهد اللبناني، مرفقا بلقب “ملك الكبتاغون” بشكل مفاجئ، بعد توقيفه في نيسان الماضي على ذمة التحقيق، بتهمة تهريب المخدرات إلى السعودية واليونان وغيرها من الدول. وبعد تقديم طلب إخلاء سبيل من قبل موكليه، يتوقع ألا يلقى الأمر اعتراضا قضائيا، نتيجة تدخلات سياسية فاعلة، بل سيكتفي القضاء بتحديد قيمة عالية للكفالة المالية. وكشفت المصادر عن “نية جديدة لإخلاء سبيل الموقوف حسن دقو بموجب تسوية قضائية تقضي بإخلاء سبيله مقابل كفالة مالية عالية.” وأوضحت المصادر: “هناك تحضير لإخلاء سبيل دقو والوضع يتم متابعته مع الجهات القضائية، وهي ليست المرة الأولى في لبنان التي ينفذ فيها “حزب الله” ما يريد من خلال القضاء اللبناني، وهناك أمثال عديدة مشابهة أبرزها قضية النائب السابق في حزب الله، نواف الموسوي”. وتابعت: “ما يجري من ضغوطات سياسية على القضاء هدفها إخلاء سبيل دقو بطريقة قانونية، وبضغوطات سياسية تضمن عدم عرقلة إخلاء سبيله”. جدير بالذكر أنه تاريخ 9 نيسان الماضي، داهمت قوة من فرع المعلومات منزل المتهم دقو في محلة الرملة البيضاء في العاصمة بيروت، وألقت القبض عليه مع 4 من مساعديه، بينما تمكن الباقون من الفرار، قيل إن وجهتهم كانت تركيا. وأشار المصدر نفسه لـ”سكاي نيوز عربية” إلى أن ملك الكبتاغون يملك أيضا عدة عقارات في لبنان وسوريا بينها شقق في مدينة زحلة البقاعية وشقق سكنية في منطقة الرملة البيضاء الراقية وقصور في الطفيل وسوريا تقدر بملايين الدولارات. وكان “سبب توقيف دقو مصادرة شحنة كبتاغون تم تهريبها إلى ماليزيا تمهيدا لإعادة تهريبها عبر أثاث منزلي إلى المملكة العربية السعودية، وبناء على مذكرة توقيف، أرسلها الإنتربول من ماليزيا، تم إلقاء القبض على حسن دقو “. يذكر أن دقو لم يكتف بمصانع الكبتاغون بل قام بوضع اليد على أراضي بلدة الطفيل الحدودية بشراء 600 سهم، أي ما يعادل 13 ألف دونم من أراضي بلدته الطفيل. وحسن دقو المعروف بـملك الكبتاغون كانت له ممارسات ميليشياوية ضد أهالي الطفيل، إذ كان يستقدم عناصر مسلحة من بلدة عسّال الورد السورية القريبة من الطفيل، ويسطو على المساعدات ويصادرها ويقوم بتوزيعها داخل الأراضي السورية.

 

ميقاتي "يُجاري" عون وباسيل... في "الأمتار الأخيرة"

دولة 8 آذار... "أسد" في الجمّيزة و"أرنب" في الليلكي!

نداء الوطن/18 آب/2021

صدقتَ فخامة الرئيس... لبنان أضحى "غابة" تحكمها أكثرية استأسدت على مواطنيه "أكلتهم لحماً ورمتهم عظماً" على قارعة الطريق بعدما نهشت جنى أعمارهم ونهبت مقدرات عيشهم الكريم. ولأنه كذلك، سادت فيه "شريعة الغاب" تحت سطوة 8 آذار التي تحوّلت معها الدولة بمؤسساتها وأجهزتها الشرعية إلى مجرد مطية تسخرها في استعباد العباد والاستبداد بالبلاد، فارضةً حكم "القوي على الضعيف" والكيل بمكيالين في ميزان العدل والقانون، فتراها في مطاردة الثوار "أسداً" مهيباً يزأر وينهر، وفي مواجهة الميليشيات المسلحة "أرنباً" مهيناً يتنطط ذعراً وفزعاً.

هكذا بدا المشهد فاقعاً في تناقضات أحداث الأمس، حيث استنفرت السلطة كامل العدة والعديد لقمع الثوار وأهالي ضحايا المرفأ وترهيب المعارضين وجلبهم مخفورين إلى التحقيق، تارةً بتهمة التعدي على الحرمات والكرامات والتعرض للأملاك العامة والخاصة، كما حصل مع وليم نون ونشطاء في الثورة، وأخرى على خلفية الإشكال الذي حصل في ذكرى 4 آب في الجميزة بين أبناء المنطقة ودخلاء استفزوا أهلها... أما في "محمية" قوى الأمر الواقع في ‏منطقة الليلكي، فأزيز رشقات الرشاشات الحربية ودويّ قذائف الـ"آر بي جي" على أعين الناس والدولة بالكاد استدعت تدخلاً عسكرياً أقصى مهامه تطويق الإشكال وإعادة ضبط الأمور و"ضبضبة" الوضع بعد أن ضرب مَن ضرب وحرق مَن حرق.

وإذا كانت مشهدية جحافل المسلحين المدججين بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة التي أشعلت ساحة حرب أمس في منطقة الكفاءات – الليلكي وحرقت محطة الوقود فيها، انتهت إلى توقيف شخصين "لزوم المشهد"... فإنّ أهم خلاصة لمشهد توقيف وليم نون ورفاقه أنّ الأحداث القمعية المتلاحقة خلّفت تلاحماً صلباً بين أهالي ضحايا انفجاري المرفأ والتليل وثوار 17 تشرين، حطّم "أصنام" السلطة وتجاوز حاجز الخوف من مواجهتها، ولأهل الحكم أن يفهموا أنّ الناس لم تعد تملك ما تخسره وليتعّظوا من تأكيد الموقوفين المفرج عنهم أمس إصرارهم وعزمهم على الاستمرار في نهج مطاردة النواب وملاحقتهم إلى "عقر دارهم".

وبينما النظام البوليسي يقوم بشغله في ترهيب المواطنين والمعارضين، يواصل أهل الحكم لعبة شد الحبال وتناتش الحصص على حلبة السباق الحكومي، وقد بات بحسب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي "في أمتاره الأخيرة" إثر جولة مناقشات جديدة خاضها أمس مع رئيس الجمهورية ميشال عون على مائدة تقسيم المغانم الوزارية. وفي حين لا يزال ميقاتي متحفظاً في الإفراط بالتفاؤل بقرب ولادة حكومته، قياساً على بئس المصير الذي لاقاه من سبقه إلى خوض غمار مهمة التكليف والتأليف مع العهد وتياره، غير أنه بدا في تصريحه من قصر بعبدا أمس أكثر تفاؤلاً من قبل، أقله في النفس الإيجابي الذي عكسه لمسار المشاورات مع عون. وأوضحت مصادر مواكبة للملف الحكومي أنّ ما يدفع الرئيس المكلف إلى تغليب كفة التأليف على الاعتذار في ميزان توقعاته، هو تلمّسه جدياً أنّ الجميع بات يشعر "بالسخن" وأنّ الحكومة العتيدة أصبحت "حاجة ملحة لكل الأطراف".

وعلى هذا الأساس، فإنّ ميقاتي، وفق المصادر، يقابل "المرونة بالمرونة" لتدوير زوايا التشكيل ويرتكز في ذلك على أساس أنّ كل الأفرقاء راغبون في تذليل العقبات "بأقل الخسائر الممكنة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب"، ومن هنا جاءت إشارته إلى أنّ التوصل إلى تشكيلة وزارية "تراعي كل التوازنات مسألة تأخذ بعض الوقت". وإذ لفتت إلى أنّ "التقديرات ما زالت مفتوحة على كافة الاحتمالات والنقاش في تفاصيل الحقائب والأسماء ما زال مرهوناً بخواتيمه، رغم حصول بعض التقدم الجوهري في بعض العقبات الأساسية كحقيبتي الداخلية والعدل"، توقعت المصادر أن يستمر الرئيس المكلف في سياسة "مجاراة" مطالب رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في "الأمتار الأخيرة"، طالما أنها "لم تخرج عن حدود المعقول والمقبول دستورياً"، وطالما أنها "لا تستهدف تحجيم أوزان بعض المشاركين فيها لصالح تضخيم أوزان البعض الآخر".

 

المؤسسة العسكرية وعكار واهالي شيعوا عددا من شهداء انفجار التليل

الأربعاء 18 آب 2021

وطنية - عكار - شيعت المؤسسة العسكرية وعكار واهالي شهداء التفجير الكارثي لخزان البنزين في بلدة التليل، جثامين عدد من الشهداء الذين عملت سيارات الاسعاف التابعة للصليب الاحمر اللبناني على نقلهم من مستشفيات عدة الى بلداتهم وقراهم ،بمواكب حزينة وحضور حشد من ابناء المنطقة مرددين هتافات "الله واكبر" ومطالبين ب"الاقتصاص من الجناة ومعاقبتهم "، ومؤكدين "ضرورة الاسراع بالتحقيق لكشف ملابسات هذه الجريمة وكل الضالعين بها من مخزنين ومهربين ومرتكبين كبارا وصغارا". وكان لموكب الشهداء وقفات عدة في حلبا والكويخات والتليل وصولا الى القرى والبلدات كافة مسقط راس الشهداء

خربة شار

ففي بلدة خربة شار كان في استقبال جثماني الشهيدين العريف احمد سعدالله عثمان، وشعبان عزالدين محمد ، عائلتيهما وجموع غفيرة من ابناء البلدة والجوار وممثل عن قائد الجيش وفعاليات بلدية واهلية.

وبعد الصلاة على جثماني الشيهدين، ووريا الثرى في مدافن البلدة.

الدوسة

وفي بلدة الدوسة العكارية كان وقع الغضب مرتفعا جدا حزنا على شهدائها الاربعة ،الشهيدان الشقيقان خالد وجلال معين شريتح، والشقيقان حسين وفياض عادل شريتح، الذين استقبلت جثامينهم المسجاة بالعلم اللبناني عند مدخل البلدة باطلاق النار الغزير وبنثر الورود وبهتافات الله اكبر،وصولا الى قاعة المسجد الكبير في البلدة بمشاركة اعضاء اللقاء الروحي العكاري ،المفتي زيد زكريا والمطران باسيليوس منصور راعي ابرشية عكار الارثوذكسية، المونسنيور الياس جرجس ممثلا المطران يويف سويف والشيخ مالك جديدة رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار ورؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير وفعاليات وحشد كبير من ابناء المنطقة. وأم الصلاة مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا ثم كانت نظرة الوداع الاخيرة المريرة لعائلات الشهداء الذي ووروا في الثرى في مدافن البلدة

الكواشرة

وفي بلدة الكواشرة، شيع جثمان الجندي الشهيد محمد رضوان اسعد في مسجد الكواشرة الشرقي بمشاركة ممثل عن قائد الجيش وفعاليات المنطقة.

 

البزري حذر من تلكؤ مصرف لبنان في فتح الإعتمادات الضرورية المتعلقة ببعض الأدوية المزمنة

الأربعاء 18 آب 2021

وطنية - صيدا - حذر الدكتور عبد الرحمن البزري في بيان، من "تلكؤ مصرف لبنان في فتح الإعتمادات الضرورية المتعلقة ببعض الأدوية المزمنة، وخصوصا تلك المرتبطة بإلتهاب الكبد الفيروسي وغيرها من الأمراض المشابهة، مما يشكل خطرا على المرضى ويؤدي إلى صعوبة علاجهم مستقبليا وتراجع وضعهم الصحي، خصوصا وأن هذه الأدوية يجب أن تعطى بشكل يومي ومستمر ومنتظم". واكد انه "من المفيد أن يكون هناك مزيد من التنسيق بين وزارة الصحة وبين المصرف المركزي، وذلك لتحديد أولويات بعض الأدوية التي لا يجوز إنقطاعها، لأنه يشكل خطرا على المرضى ويؤدي إلى إختلاطات ناجمة عن صعوبة علاجها مستقبلا".

 

بوغدانوف التقى مستشار عون ودعوة إلى الاسراع في تأليف حكومة للتغلب على الأزمات

الأربعاء 18 آب 2021

وطنية - استقبل مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخايل بوغدانوف، مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية أمل أبو زيد. وأوضح بيان للخارجية الروسية، انه "تم خلال اللقاء تبادل معمق لوجهات النظر حول تطورات الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز على الوضع في لبنان. وتم البحث خصوصا في أهمية الانتهاء في أقرب وقت من تأليف حكومة في لبنان برئاسة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي من أجل التغلب على الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية". وجدد الجانب الروسي تأكيد "موقفه الثابت الداعم لسيادة أراضي الجمهورية اللبنانية واستقلالها ووحدتها وسلامتها، وحل كل القضايا الموضوعة على الأجندة الوطنية من اللبنانيين أنفسهم من دون تدخل خارجي". وتمت مناقشة عدد من الجوانب الموضوعية لزيادة تعزيز التعاون الروسي - اللبناني متعدد الأوجه، بما في ذلك إمكان توفير الأدوية والمعدات الطبية من روسيا والمساعدة في علاج ضحايا الانفجار في عكار شمال لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

إسرائيل تختبر رئيسي وتقصف ميليشيات إيران في القنيطرة السورية

مقتل امرأة وطفل وإصابة عشرات المدنيين وسط تصاعد المعارك بين الوحدات الكردية والتركمانية

دمشق، عواصم – وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 في هجوم هو الأول في عهد الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، استهدفت ثلاثة صواريخ إسرائيلية مواقع ميليشيات تابعة لإيران ليل أول من أمس، في تلة قرص النفل غرب بلدة حضر في ريف القنيطرة الشمالي. وبينما أفاد إعلام النظام السوري بأن أصوات انفجارات دوت في القنيطرة ناجمة عن غارات إسرائيلية، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان دوي انفجارات في ريف القنيطرة الشمالي، نتيجة قصف إسرائيلي على مواقع عسكرية قرب بلدة حضر التي تتواجد فيها ميليشيا تابعة لإيران، مؤكدا اندلاع حريق ضخم في موقع عسكري تابع لقوات النظام السوري والميليشيا الإيرانية. من جانبها، ذكرت قناة “الميادين” اللبنانية الموالية لدمشق، إن صواريخ إسرائيلية سقطت في منطقة قرب بلدة حضر الحدودية، وهي منطقة على درجة خاصة من الحساسية لأنها تقع بجوار هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، بينما قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي “لا نعلق على التقارير الواردة من الخارج”.

في غضون ذلك، تصاعدت حدة المعارك بين الوحدات الكردية والتركمانية شمال شرق سورية، حيث تشهد نقاط التماس بين مناطق سيطرة مسلحي الوحدات الكردية الموالية للجيش الأميركي من جهة، والتركمانية الخاضعة للجيش التركي من جهة أخرى، تطورات عسكرية متسارعة في ريف الحسكة، يتخللها قصف مدفعي وصاروخي متبادل، تسبب بمقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين مع وقوع أضرار مادية كبيرة في الممتلكات، ونزوح جماعي للسكان خلال الأيام الماضية. وسجلت القرى والبلدات الواقعة على خطوط التماس بين طرفي النزاع في بلدتي أبو راسين وتل تمر وريفهما شمال غرب الحسكة فجر أمس، تصعيداً وقصفاً مدفعياً وصاروخياً هو الأعنف من نوعه منذ نحو عام، حيث تسبب القصف التركي على مواقع تنظيم “قسد” في بلدة أبو راسين، بمقتل امرأة مدنية وابن شقيقتها البالغ من العمر 15 عاما، وإصابة نحو 15 مدنيا بينهم أطفال ونساء، وحركة نزوح جماعي لسكان بلدة أبو راسين باتجاه القرى الآمنة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري. من جانبها، اقتحمت ميليشيا “قسد” مخيم الهول للاجئين شرق مدينة الحسكة وبلدة السوسة بريف دير الزور، واختطفت عددا من المدنيين، بينما نفذت قوات التحالف الدولي في ريف دير الزور الغربي إنزالا جويا، وداهمت منزلا يستأجره أمير في تنظيم “داعش” عراقي الجنسية في بلدة محيميدة، وقامت باعتقاله، وشاركت في العملية أربع مروحيات وطائرة حربية.

 

تل أبيب: الديبلوماسية ضد طهران انتهت وحان الرد العسكري

الوكالة الدولية جدَّدت التحذير من اقتراب إيران من "القنبلة النووية"

طهران، عواصم – وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 كشف موقع “والا” العبري أن محادثات دارت بين القيادة السياسية وقياديين في الجيش الإسرائيلي وجهاز “الموساد” الأسبوع الماضي، بشأن نشاط إيران ضد سفن مملوكة لإسرائيليين، موضحا أن مسؤولين كبارا في القيادة العامة للجيش وسلاح البحرية، يرون أن إسرائيل أنهت التحركات الديبلوماسية ضد إيران، وحان موعد الرد العسكري في أعقاب الاعتداء الإيراني الأخير على الناقلة “ميرسر ستريت”، إلا أن “المستوى السياسي، يتمسك بصواب الاكتفاء بالتحركات الديبلوماسية”. ونقل الموقع عن مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي، القول إنه “لا ينبغي السماح لنظام يقوده آيات الله بمهاجمة الناقلات الإسرائيلية، لأن ذلك قد يؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمصالح الإسرائيلية في المستقبل، وتعريض السفن المدنية العاملة على خطوط الشحن البحري حول العالم للخطر”.في غضون ذلك، جدد مفتشون دوليون التحذير من أن إيران وسعت إنتاج اليورانيوم لدرجة تقترب من حد إنتاج أسلحة، حيث قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60 في المئة، في وحدة إنتاج ثانية في منشأتها النووية في “نطنز”، وعند الوصول إلى نسبة 90 في المئة يمكن إنتاج أسلحة. في المقابل، أكدت إيران أن جميع خطواتها لخفض التزاماتها النووية قابلة للعودة، في حال التزام جميع الأطراف الأخرى بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إنه “في حال عودة جميع الأطراف لتعهداتها وقيام أميركا برفع عقوباتها الأحادية وغير القانونية ضدنا بشكل كامل ومؤثر، فإن جميع اجراءاتنا لخفض الالتزام والتعويض قابلة للرجوع عنها”، زاعما سلمية برنامج بلاده النووي، معتبرا “من البديهي متابعة طهران برنامجها النووي السلمي، بناء على احتياجاتها وقراراتها السيادية وفي إطار التزاماتها ضمن اتفاقية الضمانات”. على صعيد آخر، دعا الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي إلى الاسراع بتنفيذ المشاريع المشتركة بين بلاده والعراق، ومنها الربط السككي بين مدينتي الشلامجة الايرانية والبصرة العراقية، مؤكدا في مكالمة هاتفية تلقاها من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن “الشعبين الايراني والعراقي لديهما تطلعات مشتركة”. من جانبه، قال الكاظمي إن “المنطقة تواجه تحديات كبيرة، والحلول بحاجة الى الحكمة والصبر والتعاون بين دول المنطقة”. من جهة أخرى، وفي سابقة هي الأولى من نوعها، عين المرشد علي خامنئي، الأميرال السني شهرام إيراني قائدا عاما للقوة البحرية الإيرانية، خلفا للأميرال حسين خانزادي. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن شهرام إيراني المولود في مدينة سنندج بإقليم كردستان إيران، يعد الأول في تاريخ إيران من الجالية السنية، الذي يصل إلى المناصب العليا في الجيش، إذ لم يصل قبله أي شخص من المسلمين السنة لقيادة قوة من قوات الجيش.

 

الرئيس غني من الإمارات: خرجت من كابل حقنا لدماء شعب أفغانستان

وزارة الخارجية الإماراتية أعلنت أن الإمارات استقبلت الرئيس الأفغاني وعائلته لاعتبارات إنسانية

دبي - العربية.نت/الأربعاء 18 آب 2021

قال الرئيس الأفغاني أشرف غني في خطاب له حول تطورات الوضع في أفغانستان، أنه "خرج من كابل حقنا لدماء شعب أفغانستان". وتابع "اضطررت للمغادرة للحيلولة دون إراقة الدماء وتجنب كارثة كبرى". وأضاف في كلمة وجهها للشعب الأفغاني من الإمارات التي التي أكدت في وقت سابق استقباله "لاعتبارات إنسانية" أن "المزاعم بأني أخذت معي أموالا قبل مغادرة البلاد لا أساس لها على الإطلاق وكلها محض أكاذيب". وقال: "أجري مشاورات مع آخرين لحين عودتي كي أواصل جهودي من أجل تحقيق العدالة للأفغان". وقال: "التطورات الأخيرة في أفغانستان كانت متسارعة"، و"مسؤولو الأمن تحدثوا عن مؤامرة تستهدف حياتي"، مشيرا الى أن"المفاوضات مع طالبان كانت تتضمن تأمين كابل وانتقال سلمي للسلطة". وأضاف "أنا لم أخش الموت لكنني لم أرغب بتعريض أفغانستان للخطر"، وتابع "طالبان عزمت على إراقة الدماء إذا بقيت في السلطة". وتابع "لم أخن أفغانستان، وأدعو إلى عدم الالتفات للشائعات".. "أردنا السلام لكابل ورغبنا بعدم تعرضها للدمار". وأوضح أن "قواتنا لا تتحمل مسؤولية الخسارة بل الساسة". وكانت وزارة الخارجية الإماراتية، أعلنت اليوم الأربعاء، أن الإمارات استقبلت الرئيس الأفغاني وعائلته لاعتبارات إنسانية. وكانت مصادر لقناة "طلوع نيوز" الأفغانية قد قالت، إن السفارة الأفغانية في طاجيكستان، طلبت من الإنتربول، اعتقال الرئيس أشرف غني ومدير مكتبه ومستشار الأمن القومي بتهمة سرقة أموال عامة. كما استبدلت السفارة الأفغانية صورة أشرف غني، بصورة نائبه أمر الله صالح، الذي قال في وقت سابق، إنه ووفقا للدستور، فهو الرئيس المؤقت لأفغانستان، كما رفض تسليم السلطة لطالبان، ووصفها بالحركة الإرهابية. وبالتزامن مع سقوط كابل في يد حركة طالبان الأحد، كشف مصدر في السفارة الروسية في كابل، أن الرئيس الأفغاني أشرف غني فر من كابل، بسيارات مليئة بالمال، وما لم يتمكن من حمله معه بقي على مدرج الإقلاع بالمطار. وتحدث السكرتير الصحافي للبعثة الدبلوماسية الروسية نيكيتا ايشينكو، عن سقوط الحكومة الأفغانية، وقال إن أكثر ما يصور ذلك بدقة، هو كيف هرب غني من أفغانستان، مبيناً أن أربع سيارات كانت مكدسة بالمال، حاولت إدخال قسم آخر من المال إلى طائرة هليكوبتر، لكنها لم تتسع لكل الأموال، ولذلك بقي بعضها على مدرج الإقلاع والهبوط في المطار، وفق ما نقلته وكالة "نوفوستي" الروسية. وفي وقت سابق، أكد أمر الله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني، أنهم لم يفقدوا روح النضال "خلافا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي"، وأنهم يرون فرصا هائلة أمامهم لمقاومة طالبان. وشدد صالح على أنه "الرئيس الشرعي المؤقت"، بعد هروب الرئيس أشرف غني من أفغانستان عقب سيطرة طالبان على البلاد. وكتب نائب الرئيس الأفغاني على حسابه في "تويتر" يقول: إنه طبقا لدستور أفغانستان "في حالة غياب أو هروب أو استقالة أو وفاة الرئيس، يصبح نائب الرئيس هو الرئيس المؤقت للبلاد". وأفاد أمر الله صالح بأنه يوجد "حاليا داخل أفغانستان وأنا الرئيس الشرعي المؤقت. كما أنني أتواصل مع جميع القادة لتأمين دعمهم وتوافقهم". كما دعا نائب الرئيس الأفغاني مواطني بلاده إلى "الانضمام إلى المقاومة"، والتأكيد للعالم بأن أفغانستان ليست مثل فيتنام، مشيرا إلى ضرورة أن يثبت الأفغان أن بلادهم ليست فيتنام "وأن طالبان لا تشبه الفيتكونغ".

 

طالبان: مجلس حاكم قد يدير أفغانستان.. ونتواصل مع جنود وطيارين

وحيد الله هاشمي لـ"رويترز": سنحكم أفغانستان وفقاً للشريعة وليس الديمقراطية

كابل – رويترز/الأربعاء 18 آب 2021

قال عضو بارز في طالبان لوكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، إن أفغانستان قد يحكمها مجلس حاكم بعد أن سيطرت الحركة على زمام الأمور بالبلاد، بينما من المرجح أن يظل الزعيم الأعلى لطالبان هيبة الله أخوند زاده "زعيماً أعلى". وقال وحيد الله هاشمي، المقرب من هيئة صنع القرار في الحركة، إن طالبان ستتواصل أيضاً مع الطيارين السابقين وجنود من القوات المسلحة الأفغانية للانضمام إلى صفوفها. يذكر أن طالبان كانت قد قتلت الآلاف من الجنود الأفغان على مدى الـ20 عاماً الماضية، واستهدفت في الآونة الأخيرة طيارين تلقوا تدريبهم على يد الولايات المتحدة بسبب دورهم المحوري.

وسيكون هيكل السلطة الذي حدده هاشمي مشابهاً لما كان عليه الوضع في أفغانستان، حينما كانت البلاد خاضعة لحكم طالبان بين عامي 1996 و2001. وظل الزعيم الأعلى لطالبان آنذاك الملا عمر بعيدا عن الصورة وترك الإدارة اليومية لشؤون البلاد لمجلس حاكم. وقال هاشمي إن هيبة الله أخونزاده سيلعب على الأرجح دورا أعلى من رئيس المجلس سيكون أقرب إلى رئيس البلاد. وأضاف: "ربما سيتولى نائبه (نائب أخونزاده) منصب الرئيس". والزعيم الأعلى لطالبان له ثلاثة نواب هم مولوي يعقوب نجل الملا عمر، وسراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني، وعبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة وأحد الأعضاء المؤسسين للحركة. وأوضح هاشمي أن الكثير من المسائل المتعلقة بكيفية إدارة طالبان لأفغانستان لم يتم الانتهاء منها بعد، لكنه قال إن أفغانستان لن تخضع لنظام ديمقراطي. وقال لـ"رويترز": لن يكون هناك نظام ديمقراطي على الإطلاق لعدم وجود قاعدة له في بلدنا.. لن نناقش نوع النظام السياسي الذي سنطبقه في أفغانستان لأنه واضح. إنها الشريعة فحسب". وقال هاشمي إنه سيشارك في اجتماع لقيادة طالبان خلال الأيام القليلة القادمة لمناقشة قضايا الحكم. وكشف هاشمي أن دور المرأة في أفغانستان، بما في ذلك حقها في العمل والتعليم وشكل ملابسها، هي أمور سيبت فيها مجلس من "علماء" الحركة، قائلاً: "علماؤنا سيقررون ما إذا كان سيُسمح للبنات بالذهاب للمدارس أم لا. سيبتون فيما إذا كان يتعين على النساء وضع حجاب أو نقاب أو مجرد غطاء للرأس مع عباءة أو شيء ما أو لا. الأمر متروك لهم".

وفيما يتعلق بالاستعانة بجنود وطيارين حاربوا في صفوف الحكومة الأفغانية المخلوعة، قال هاشمي إن طالبان تعتزم تشكيل قوة وطنية جديدة، تضم إلى جانب أفرادها الجنود الحكوميين المستعدين للانضمام إليها. وأضاف "معظمهم تلقوا تدريبات في تركيا وألمانيا وإنجلترا. لذلك سنتحدث معهم للعودة إلى مواقعهم".

وقال "سنجري بالطبع بعض التغييرات التي ستشمل بعض الإصلاحات في الجيش، لكننا ما زلنا في حاجة إليهم وسندعوهم للانضمام إلينا". وقال هاشمي إن طالبان تحتاج بشكل خاص إلى طيارين لعدم وجود طيارين لديها، إذ استولوا على طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى في العديد من المطارات الأفغانية خلال هجومهم الخاطف للسيطرة على البلاد بعد انسحاب القوات الأجنبية. وأضاف: "نجري اتصالات مع كثير من الطيارين.. وطلبنا منهم الحضور والانضمام إلى إخوانهم وحكومتهم. اتصلنا بكثيرين منهم ونبحث عن أرقام (آخرين) للاتصال بهم ودعوتهم للعودة إلى وظائفهم".

وقال إن طالبان تتوقع من الدول المجاورة إعادة الطائرات الأفغانية التي هبطت في أراضيها في إشارة على ما يبدو إلى 22 طائرة حربية و24 طائرة هليكوبتر ومئات الجنود الأفغان الذين فروا إلى أوزبكستان في مطلع الأسبوع. يأتي هذا بينما أكدت وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، أن قادة من حركة طالبان سيجتمعون مع مسؤولين في الحكومة الأفغانية خلال اليومين المقبلين. كما نقلت عن مسؤول في الحركة قوله، إن أنس حقاني، القيادي الكبير في طالبان وأحد زعماء "شبكة حقاني"، التقى مع الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي لإجراء محادثات. عنصر من طالبان يمر أمام صالون نسائي في كابل اليوم بعدما تم نزع صور النساء عن واجهته وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن عبدالله عبدالله مبعوث السلام في الحكومة السابقة رافق كرزاي في الاجتماع. من جهته، قال متحدث باسم كرزاي، إن الاجتماع يهدف للإعداد لمفاوضات نهائية مع الملا عبد الغني بارادار، قائد طالبان.

 

رئيس هيئة الأركان الاميركية المشتركة مارك ميلي خلال تفقده شوارع واشنطن، أن حرية التعبير والتظاهر مصانة في الولايات المتحدة وفقاً لما نص عليه الدستور الأميركي

واشنطن: أي هجوم على القوات الأميركية بأفغانستان سيقابل برد فوري

وزير الدفاع الأميركي: لدينا التزام أخلاقي لمساعدة الأفغان الذين خدموا معنا

دبي _ العربية.نت/الأربعاء 18 آب 2021

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، إن واشنطن ستبقي على خطوط الاتصال مفتوحة مع طالبان، فيما أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي، أن أي هجوم على القوات الأميركية سيقابل برد فوري، ودون تردد. وأضاف وزير الدفاع الأميركي خلال مؤتمر صحفي بشأن أفغانستان أن بلاده لديها التزام أخلاقي لمساعدة الأفغان الذين خدموا معها، لافتا إلى أن 4500 جندي أميركي وصلوا كابل للمساعدة في الإجلاء، وأن الإدارة الأميركية تبذل الجهود لإجلاء الأميركيين والأفغان الذين عملوا معها. وثمن وزير الدفاع الأميركي دور قائد القيادة الوسطى على جهوده في أفغانستان.

من جهته قال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأميركية، إن مهمة هيئته هي الحفاظ على الأمن في مطار كابل، وإن الوضع في أفغانستان ما يزال خطيرا. وهدد رئيس الأركان الأميركي بأن بلاده ستقوم بعمل عسكري حاسم إذا تدخلت طالبان بعمليات الإجلاء، مشيرا إلى أن الاستخبارات قدمت العديد من السيناريوهات بشأن أفغانستان، وأن هناك قوات برية تتولى تأمين السفارة الأميركية في كابل، وأن القوات الجوية على استعداد للتدخل بأفغانستان، مؤكدا أن قاذفات بي 52 ومقاتلات إف 16 جاهزة للتدخل. وأفصح مارك ميلي أن التوقعات بالانهيار في أفغانستان كانت تتحدث عن أشهر أو سنوات. وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن وزير الدفاع، لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي قدما إفادة للرئيس جو بايدن في البيت الأبيض حول الوضع في أفغانستان، الأربعاء. كما قال مسؤول في مقر الرئاسة الأميركية إن بايدن ومسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض بحثوا الأربعاء تسريع عمليات إجلاء المواطنين الأميركيين والأفغان المعرضين للخطر من أفغانستان وتوفير ممر آمن إلى مطار كابل. وأضاف المسؤول أن بايدن، ونائبة الرئيس كاملا هاريس، ناقشوا كذلك الجهود المبذولة لرصد التهديدات الإرهابية المحتملة في أفغانستان. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق الأربعاء، إن سلامة وأمن المواطنين الأميركيين والأفغان ممن وصفهم بـ"المعرضين للخطر" يمثّل أولوية قصوى بالنسبة لواشنطن. وأضاف بلينكن في تغريدة عبر "تويتر" أنه بحث الليلة الماضية إلى نظيره الكندي مارك جارنو "الجهود المتواصلة" للبلدين في أفغانستان. يأتي هذا بينما قال "البنتاغون" إن "المئات من العسكريين سيصلون إلى أفغانستان"، معتبراً أن "الوضع ما زال متحركاً في أفغانستان"، مؤكداً أن "عدد الجنود الأميركيين الآن على الأرض هو 4500". وأوضح المصدر أن القوات التي ستصل إلى كابل "كانت متواجدة في منطقة عمليات القيادة المركزية". وشدد على أن "عملية الإجلاء مستمرة والمطار مؤمّن والطائرات العسكرية والمدنية تنطلق من المطار"، مضيفاً أنه "تم إجلاء 2000 شخص أمس والعمليات مستمرة". وكشف أن "18 طائرة نقل عسكرية نقلت 2000 شخص من كابل. وخلال الساعات الـ24 المقبلة العمليات تستمر بالوتيرة ذاتها".

 

مواجهات شعبية مع “طالبان”: قتلى في جلال آباد وتظاهرة نسائية في كابول

"الناتو": إصابة 17 أفغانياً جراء تدافع على أبواب المطار... والحركة تنسف أول تمثال

كابول، عواصم- وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 على الرغم من الوعود التي أطلقتها حركة طالبان بخصوص الأوضاع الداخلية في أفغانستان، ومحاولة طمئنة المجتمع الدولي بالتسامح مع من حاربها، بدأت، أمس، أول المواجهات الدامية، بين الشعب الأفغاني و”طالبان”، حيث سقط العديد من القتلى والجرحى.

أظهرت فيديوهات “مروعة”، إطلاق النار من قبل مقاتلي حركة طالبان، وسط مجموعة من المتظاهرين، ما أدى لسقوط قتلى بين المواطنين، في أولى أيام “المواجهة”.وأظهرت فيديوهات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تظاهر عدد من الأفغان في مدينة جلال أباد، ورفعهم العلم الأفغاني.وبعدها سمع صوت إطلاق نار كثيف، وظهر عدد من مقاتلي طالبان وهم يفرقون الحشد بإطلاق النار. وأشارت مصادر عدة، بالإضافة لشهود عيان، إلى وقوع 3 ضحايا على الأقل حتى الآن، خلال المواجهات بين المواطنين ومقاتلي طالبان. وفي سياق متصل، أكد مسؤول أمني في حلف الناتو إصابة 17 شخصا على الأقل، أمس، جراء حادثة تدافع وقعت عند أبواب مطار العاصمة. وأشار المسؤول، إلى أن الحادث حصل عند إحدى بوابات المطار، مضيفا أن طلبا وجه إلى المدنيين الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد، ليمتنعوا عن التجمع حول المطار ما لم يكن بحوزتهم جواز سفر وتأشيرة. وقال المسؤول إنه ليس على دراية بأي تقارير عن ممارسة مسلحي “طالبان” أعمال عنف خارج مطار كابول. وفي الوقت نفسه، أظهرت مقاطع فيديو من وادي بنجشير شمال كابول، معقل ميليشيات التحالف الشمالي المتحالفة مع الولايات المتحدة ضد طالبان في عام 2001، تجمعا لشخصيات معارضة هناك.

وخرجت مظاهرة نسائية، أمس، في كابول للمرة الأولى منذ سيطرة طالبان على المدينة والبلاد، ورددت المتظاهرات أمام مسلحي الحركة، هتافات تطالب بالحصول على حقوقهن في التعليم والعمل في مختلف القطاعات. كما أقدمت الحركة على نسف تمثال لأحد خصومها البارزين في تسعينيات القرن الماضي.

ونسفت “طالبان” تمثال زعيم ميليشيا شيعية قاتلهم خلال الحرب الأهلية في أفغانستان في التسعينيات، وفقا لصور تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أمس.

والتمثال يعود لعبد العلي مزاري، زعيم ميليشيا الذي قتلته “طالبان” عام 1996، عندما انتزع مقاتلوها السلطة من أمراء الحرب المتنافسين. وأصدر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة و19 دولة أخرى بيانا، أمس، يدعو من يتولون السلطة في أفغانستان لضمان حماية النساء والفتيات مع تصاعد المخاوف من انتزاع ما حققنه من مكاسب حقوقية بعد سيطرة طالبان على البلاد. وقالت مجموعة الدول في بيان “نشعر بقلق بالغ إزاء النساء والفتيات في أفغانستان، حقهن في التعليم والعمل وحرية الحركة”. وأضافت “مستعدون في المجتمع الدولي لإمدادهن بمساعدات إنسانية وبالدعم لضمان سماع أصواتهن”. وقال مسؤول غربي لوكالة “رويترز”، أمس، إنه تم إجلاء حوالي 5000 من الديبلوماسيين وموظفي الأمن والإغاثة والمواطنين الأفغان من العاصمة كابول في الساعات الـ24 الماضية. وأضاف أن عمليات الإجلاء بالطائرات العسكرية ستستمر على مدار الساعة، موضحاً أن إنهاء الفوضى خارج المطار يمثل تحدياً.

ونقلت “رويترز” عن المسؤول الغربي قوله: “لا أحد مخولا له التعامل مع الفوضى خارج مطار كابول” حيث يتجمع مئات الأشخاص على أمل الهروب من أفغانستان بينما سيطرت حركة طالبان على العاصمة. كما نقلت الوكالة عن مسؤول أميركي تأكيده أن “4500 جندي يتواجدون الآن في مطار كابول”.

وفي وقت سابق، من أمس، كان مسؤول في طالبان قد أكد أن أعضاء من طالبان سيشاركون في “حوار سلمي مع مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقين لضمان شعورهم بالأمان”.

وقال المسؤول في طالبان لـ”رويترز” إن “قادة الحركة سيظهرون أنفسهم للعالم”، على النقيض مما كان الحال عليه الوضع قبل 20 عاماً عندما كان قادة الحركة يعيشون بشكل كبير في أماكن سرية.

واضاف المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه: “بالتدريج سيرى العالم كل قادتنا ولن يكون هناك تخف أو سرية”. وقدمت حركة طالبان عرض مصالحة متعهدة بعدم الانتقام من معارضيها وباحترام حقوق النساء في حكم “مختلف” لأفغانستان عما كان عليه قبل 20 عاماً.

ومن لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن الدول الغربية لم تكن قادرة على مواصلة مهمتها في أفغانستان دون الولايات المتحدة، محذرا من أنه من الخاطئ الترجيح أن أيا من أعضاء حلف شمال الأطلسي يرغب في إعادة قواته إلى هذا البلد.

وأشار جونسون إلى أن الوضع في كابل استقر إلى حد ما وأن “طالبان” الآن تسمح للدول الأخرى بمواصلة عمليات الإجلاء من العاصمة. وقال مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، أمس، إن حركة طالبان وافقت على السماح بـ”ممر آمن” من أفغانستان للمدنيين الذين يكافحون للانضمام إلى جسر جوي تديره الولايات المتحدة من العاصمة كابول. وأقر سوليفان، بالتقارير التي تفيد بأن بعض المدنيين يواجهون مقاومة، ويتم إبعادهم أو دفعهم أو حتى ضربهم”، أثناء محاولتهم الوصول إلى مطار كابول الدولي.

ووصلت قوات أميركية إضافية، وهناك المزيد في الطريق إلى هناك، ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 6 آلاف جندي في تأمين المطار في الأيام المقبلة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها سترسل جون باس، سفيرها السابق لدى أفغانستان، لإدارة عملية الإجلاء في كابول، وأن وزارة الدفاع سترسل الميجور جنرال كريستوفر دونوهيو، ضابط العمليات الخاصة، ليتولى قيادة الأمن في المطار. من جانبه، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بجهود دولة قطر في تعزيز الحوار بين حركة “طالبان”، والأطراف الأفغانية الأخرى. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجرك، إن الأمين العام أعرب خلال اتصال هاتفي أجراه مع نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن، عن عن أمله في أن تؤدي هذه الجهود إلى انتقال شامل وسلمي. إلى ذلك، طالب أعضاء وفد الحكومة الأفغانية المنحلة، المشاركين في مفاوضات مع طالبان في الدوحة، بالحصول على حق اللجوء الموقت في قطر.

 

بكين تدعو طالبان إلى اتباع سياسة دينية معتدلة

بكين- وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 شجعت الخارجية الصينية حركة طالبان على اتباع سياسة دينية معتدلة، معربة عن أملها في أن يتمكن النظام الأفغاني الجديد من الانفصال التام عن جميع أنواع القوى الإرهابية الدولية. وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ، عن أمل الصين في أن تتمكن طالبان من العمل مع جميع الأطراف في وضع إطار سياسي مفتوح وشامل، واتباع سياسة خارجية سلمية وودية، وخاصة تطوير العلاقات الودية مع دول الجوار، لتحقيق إعادة الإعمار والتنمية في أفغانستان.وقالت المتحدثة إنه يتعين على النظام الأفغاني الجديد تقييد تحركات الجماعات الإرهابية بما في ذلك حركة تركستان الشرقية الإسلامية والتصدي لها، من أجل منع أفغانستان من أن تصبح ملاذا لتجمع القوى الإرهابية والمتطرفة مجددا. واضافت: “سنواصل مساعدة جهود استعادة السلام في أفغانستان وسنقدم كل مساعدة ممكنة لهذا البلد لتحفيز تنميته الاجتماعية والاقتصادية”.وأشارت إلى أنه لا يمكن الحديث عما إذا كانت الصين ستقيم علاقات دبلوماسية جديدة مع أفغانستان، إلا بعد تشكيل “حكومة متسامحة ومنفتحة هناك تمثل بشكل كاف مصالح بلادها”.

 

مليارات الدولارات وكنوز أثرية في خزائن البنك المركزي الأفغاني

كابول – وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 مع سيطرة “طالبان” السريعة والمفاجئة على مقاليد الأمور في أفغانستان، تتجه أنظار المراقبين إلى ما ستفعله الحركة بثروات البلاد، لا سيما الأموال التي يمكن الوصول إليها والاستفادة منها سريعا بخلاف موارد الإنتاج. ويمتلك البنك المركزي الأفغاني أصولا تقدر بنحو 10 مليارات دولار، وهو أضعاف دخلها السنوي المقدر بنحو 700 مليون، ومع ذلك، يبدو من غير المرجح أن يتمكن المسلحون من الوصول السريع إلى معظم أصول المصرف، بحسب تقرير لوكالة “رويترز”. ويعتقد أن البنك المركزي في البلاد، “بنك أفغانستان”، يحتفظ بالعملة الأجنبية والذهب والأصول الأخرى في خزائنه، وهذا يعني أن معظم الأصول محتجزة خارج البلاد ما يجعل معظمها بعيدة عن متناول المتمردين، وفقا لمسؤولين أفغان، بمن فيهم محافظ البنك بالنيابة، أجمل أحمدي، الذي فر من كابول. على جانب آخر، تبلغ حيازات بنك أفغانستان من العملات الأجنبية نقدا، 362 مليون دولار، وهذه الأموال يحتفظ بها في المكاتب الرئيسية للبنك وفروعه بالإضافة إلى القصر الرئاسي، الذي أصبح الآن في أيدي طالبان، كما يحتفظ البنك بنحو 160 مليون دولار من سبائك الذهب والعملات الفضية في قبو البنك بالقصر الرئاسي. تحتوي خزائن البنك المركزي الأفغاني أيضا على كنز من المجوهرات الذهبية والحلي والعملات المعدنية التي يعود تاريخها إلى 2000 عام والمعروفة باسم “كنز باكتريان”، وفقا لليونسكو. إلى ذلك، ألغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي إرسال كميات ضخمة من الدولارات إلى أفغانستان. وقالت مصادر مطلعة لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إن هذه الخطوة جاءت لمنع وقوع مئات ملايين الدولارات في أيدي “طالبان”.وعلى صعيد أخر، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن صفقات سرية، ساعدت في انهيار الجيش الأفغاني وعمليات هروب جماعية بين صفوفه، الأمر الذي سهّل عودة حركة طالبان للحكم، بعد 20 عامًا. وقالت، “عُقدت تلك الصفقات مطلع العام الماضي، إذ عرضت الحركة الأموال على القوات الحكومية لتسليم الأسلحة، وأثمرت خطة الحركة في غضون 18 شهرا، وهو ما توِج بسلسلة من عمليات استسلام بين صفوف الجيش”.

 

طالبان”: لن نخوض أي حرب وعفونا عن الجميع وحقوق المرأة محفوظة

"البنتاغون" يُجري مباحثات مع الحركة: من المبكر للغاية تقييم خطر الإرهاب الذي يمكن أن يأتي من أفغانستان

كابول- وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

تحت أنظار العالم أجمع، أقامت حركة طالبان مؤتمرها الصحافي الأول، أمس، لتتحدث عن العهد الجديد وخطط المستقبل في أفغانستان. وتحدث الناطق باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، من العاصمة الأفغانية “كابول”، حول أهداف الحكومة الجديدة، بعد سيطرة الحركة بالكامل على البلاد.

وقال مجاهد أمام ملايين من المتابعين، في أنحاء العالم: “تهانينا للشعب الأفغاني وأرجو له مستقبلا لامعا، فالحرية وتحقيق الاستقلال هما من الحقوق المشروعة للبلدان”. وأكد أن “إمارة أفغانستان الإسلامية بعد تحقيق استقلالها، لن تقوم بتصفية حسابات مع أي أطراف في أفغانستان، ولن تستخدم من أجل إلحاق الضرر بالآخرين، متعهدا بأن لا تستخدم الأراضي الأفغانية ضد الآخرين. وتابع مجاهد: “بالنسبة لنا لا نريد خوض أي حرب في أفغانستان، ووفق زعيم حركة طالبان، اتخذنا قرار العفو عن الآخرين، عفونا عن الجميع”. وخص بالذكر المواطنين الذين عملوا مع الحكومة الأميركية، مثل المترجمين وغيرهم.

وأضاف “نعلن اليوم اكتمال وانتهاء عداوتنا لكل من واجهنا في أفغانستان، ولا بد أن نقول إننا نمر في فترة تاريخية حاليا”. وأشار مجاهد: “ما نبتغيه هو أن يطمئن الإعلام ودول العالم، بأننا نجري مشاورات مهمة، من أجل تشكيلة آلية سياسية لإقامة نظام إسلامي في أفغانستان”.

وأضاف “السفارات والبعثات الديبلوماسية مؤمنة، ونواصل تأمينها، ونطمئن ممثلي البعثات الديبلوماسية بأنهم لن يتعرضوا لأذى”. وقال مجاهد إن طالبان لا تريد حدوث فوضى في كابول خلال الأيام المقبلة، وأن الحركة طلبت من مسلحيها أن يبقوا على مداخل كابول، حتى يتم نقل السلطة بشكل سلمي.

كما أشار مجاهد إلى أنه سيكون هناك “حضور نشط للمرأة الأفغانية، ونطمئن العالم بأن حقوق المرأة محفوظة وفق الشريعة الإسلامية”، مشيرا إلى أن المرأة سيسمح لها بالعمل في البلاد. وطلب المتحدث باسم طالبان من المجتمع الدولي “المساعدة”، عبر الاستثمار والدعم المادي، حتى تتمكن البلاد من الحصول على دخل إضافي لإنهاء تجارة وزراعة المخدرات.

وأعلنت طالبان أنها نشرت شبكة استخباراتية تابعة لها في جميع أنحاء العاصمة، وكانت الحركة سيطرت قبل ذلك على كل المقرات الأمنية الرئيسية، فضلا عن القصر الرئاسي ومبنى البرلمان.

وقال ممثل حركة “طالبان”، سهيل شاهين، إن الولايات المتحدة يجب أن تسحب قواتها من أفغانستان قبل 11 سبتمبر، ونحن ملتزمون بعدم مهاجمتهم ولم نهاجمهم. وعن الأوضاع الراهنة في مطار كابول، قال مسؤول أمن المطار بطالبان، محمد نعمان ريحان، إنه ستتم إعادة فتح المطار أمام المدنيين يوم السبت المقبل، مشيرا إلى أن عددا من مسلحي الحركة دخلوا أمس، الجزء المدني من المطار لتأمينه. وأوضح المسؤول، أن المطار ومدرجه خاليان من الحشود، والتوتر موجود حاليا في محيطه مع محاولات عناصر الحركة تفريق المحتشدين.

وأفادت مصادر إعلامية، بتجدد إطلاق النار في محيط مطار كابول الدولي ظهر أمس، لتفريق محتشدين راغبين بمغادرة البلاد. وقالت: “إن مسلحي طالبان قاموا بإطلاق النار في الهواء لتفريق حشود من الراغبين بالسفر الذين لا يملك معظمهم وثائق سفر”، مشيرة إلى أن “امرأة أصيبت برصاصة طائشة”.

ولفتت إلى إغلاق بوابات المطار الذي تتكفل القوات الأميركية بحمايته من الداخل، مشيرة إلى أن كثيرا من أفراد البعثات الديبلوماسية والأجانب يرغبون بالسفر ضمن جهود الإجلاء، لكنهم لم يتمكنوا من الدخول بسبب الازدحام على البوابات.

وقد أعاد الجيش الأميركي، ليل أول من أمس، فتح مطار كابول لاستئناف عمليات الإجلاء بعد فوضى عارمة شهدها وسقط فيها قتلى.وفي وقت سابق، أعلن المسؤول بهيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، الجنرال هانك تايلور، أن المطار أعيد فتحه في حدود منتصف ليل أمس بتوقيت  أفغانستان. وقال تايلور إن طائرة نقل عسكرية من طراز “سي-17، هبطت في المطار وعلى متنها عناصر من مشاة البحرية الأميركية “المارينز” وتلتها طائرة ثانية مماثلة على متنها وحدة من الجيش، في تعزيزات هدفها ضمان أمن المطار.

وأوضح أن قواته لم تقم بأي ضربات جوية في أفغانستان خلال الساعات 24 الماضية، مشيرا إلى أن قائد القوات الأميركية هناك يملك القدرات اللازمة لتنفيذ هذه الضربات إذا ارتأى الحاجة لذلك.

وفي الوقت ذاته، اعتبر “البنتاغون” أنه من المبكر للغاية تقييم خطر الإرهاب الذي يمكن أن يأتي من أفغانستان، وأن الهدف الآن هو استكمال الانسحاب من هناك نهاية الشهر الجاري. وقال “البنتاغون”: إن القوات الأميركية ردت على حادثين لإطلاق النار ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين في مطار كابول، وإصابة جندي أميركي، من دون أن يجزم بذلك. وأضاف أنه سيرفع عدد الجنود الأميركيين في مطار العاصمة الأفغانية خلال الأيام القادمة إلى 6 آلاف، وأن الرحلات التجارية والعسكرية ستستأنف بمجرد عودة النظام إلى المطار واستتباب الأمن فيه.

وأعلن البنتاغون، أمس، أن هناك اجتماعاً بين قادة عسكريين وحركة طالبان، مشيراً إلى أن 4500 جندي سيتواجدون في كابول بنهاية أمس.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، دافع عن قراره بسحب القوات من أفغانستان، قائلا: “مهمتنا في أفغانستان لم تكن أبدا بناء أمة ولا مركزا للديموقراطية، بل منع هجمات إرهابية على أراضينا”، مضيفا: “لن أكرر أخطاء الماضي بالانخراط إلى ما لا نهاية في حرب أهلية في وطن أجنبي، فالقوات الأميركية لا تستطيع ولا ينبغي لها أن تخوض حربا وتموت في حرب لا ترغب القوات الأفغانية في خوضها من أجل نفسها”. سياسيا، أعلن زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار أنه سيتوجه إلى الدوحة مع الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس لجنة المصالحة عبدالله عبدالله، للقاء وفد طالبان في العاصمة القطرية.

وقال حكمتيار إن الزيارة تهدف إلى مناقشة ترتيبات نقل السلطة، وتشكيل حكومة جديدة في البلاد في أقرب وقت. من جانبه، قال كرزاي إنه تم فتح قنوات اتصال مع قادة طالبان، وعبر عن أمله أن تكون مثمرة. على صعيد آخر، أفادت وكالة “نوفوستي” الروسية بنفاد البنزين في العاصمة الأفغانية، وذلك بعد يومين من استيلاء حركة طالبان على السلطة في البلاد. ونقلت الوكالة عن مراسلها في كابول أن محطات البنزين في المدينة محاطة بالطوابير من السيارات المتروكة بما فيها العسكرية، كما لا تزال المحلات التجارية الكبيرة مغلقة، فيما تواصل المحلات التجارية الصغيرة عملها بنظام عادي.

وارتفع سعر البنزين في المدينة من 50 أفغانيا (ما يعادل 62 سنتا أميركيا) إلى 70 أفغانيا (86 سنتا) لكن تزويد السيارات بالبنزين أصبح أمرا مستحيلا. ولا تزال شوارع المدينة خالية من الناس. وشددت الأمم المتحدة، أمس، على أنه “يتوجب على طالبان الالتزام باحترام حقوق الإنسان”.

وأفادت بوجود “تقارير عن انتهاكات بحق النساء في أفغانستان بعد سيطرة طالبان” على معظم البلاد. من جهتها قالت ممثلة مفوضية اللاجئين: “ندعو لتوفير الحماية لطالبي اللجوء من الأفغان”، محذرةً من “انتهاكات حقوق النساء والمدنيين في أفغانستان”، مشيرة لوجود “مئات الآلاف من الأفغان الذين تشردوا جراء المعارك”. من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية أن “أفغانستان تعاني أصلاً من تدهور الأوضاع الصحية”، مضيفةً أن “عمليات التطعيم ضد كورونا تأثرت كثيراً” من التطورات الميدانية الأخيرة. أما منظمة الطفولة “يونيسف” فقالت إن “أطفال تعرضوا للإصابة في أفغانستان جراء القتال، وأن 550 طفلاً قتلوا وأصيبوا في أفغانستان جراء القتال الأخير”. واعتبرت أن “أفغانستان أصبحت مكاناً صعباً للعيش بالنسبة للأطفال”. في سياق متصل، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنها تتابع “بقلق بالغ” تطورات الأوضاع في أفغانستان وتداعياتها الوخيمة على النازحين والمدنيين الذين يحتاجون للمساعدات الإنسانية.

 

“طالبان” تطمئن العالم: أفغانستان لن تكون مركزاً لإنتاج المخدرات

كابول – وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 حرصت حركة طالبان على تبيان موقفها من عدد من الملفات وفي مقدمتها زراعة وتجارة المخدرات التي اشتهرت بها البلاد خلال العقود الماضية. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد: “إن الحركة تطمئن العالم بأن أفغانستان لن تكون مركزا لإنتاج أي نوع من أنواع المخدرات”. وأضاف: أن “طالبان ستحاول القضاء على المخدرات، مطالبا المجتمع الدولي بمساعدة ودعم المزارعين الأفغان لحثهم على ترك زراعة الخشخاش”. وأشار إلى إنه في حكم طالبان الأول لأفغانستان حتى عام 2001 وصل إنتاج المخدرات إلى صفر، في حين أنه منذ الغزو الأميركي طوال الـ 20 عاما الماضية وصلت أفغانستان للمركز الأول في تصدير المخدرات وإنتاجها. وكانت طالبان تنفي مرارا الاتهامات التي توجه إليها بالاستفادة من تجارة المخدرات في أفغانستان وحماية تجارها مقابل الاستفادة من إتاوات وضرائب لتمويل عملها، محملة مسؤولية حماية هذه التجارة في البلاد للوجود الأميركي على أراضي الدولة.

 

ارتفاع أسعار البرقع في كابول 10 أضعاف… والحل في “مفارش السرير”

كابول – وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 أفادت قناة “سي إن إن” الأميركية في تقرير لها بأن أسعار البرقع في كابول ارتفعت بنحو 10 أضعافها مع سيطرة حركة “طالبان” على المدينة واستيلائها على الحكم في البلاد. وأشار التقرير نقلا عن إحدى النساء التي لم يذكر اسمها لاعتبارات أمنية، إلى أن النساء تدفقن على الأسواق لشراء البرقع بسرعة مع تقدم “طالبان”. وقالت المرأة إنها اضطرت للانتظار ساعات في طابور أمام البنك في محاولة لسحب أكبر قدر ممكن من أموالها من حسابها، في ظل مستقبل غامض. وقالت إمرأة أخرى لـ “سي إن إن”، إن هناك نقصا في البرقع، وأن لديها برقعا أو اثنين لـ 3 نساء في عائلتها، ورجحت أنها ستضطر لاستخدام مفارش السرير لصنع أي نوع من الحجاب لها.

 

العراق يعلن إحباط هجوم إرهابي في بغداد

بغداد، عواصم – وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 أعلنت قيادة عمليات بغداد في العراق أمس، عن إحباط محاولة إرهابية لاستهداف تجمعات المواطنين في جانب الكرخ من العاصمة، قائلة إن “عناصر استخبارات الفوج الثالث أحبطت عملا إرهابيا جبانا، يهدف إلى إلحاق الأذى بتجمعات أبناء شعبنا الأبي” . وأضافت أن عناصر استخبارات الفوج لاحظوا شخصا ملثما يستقل دراجة نارية تثير تصرفاته الشكوك والريبة، تم ملاحقته مما اضطره لإلقاء ما كان معه من أسلحة ومواد متفجرة، حيث لاذ بالفرار في منطقة الوشاش ضمن قاطع الكرخ، ومازال البحث جاريا عنه. من جانبها، قصفت طائرات “إف 16” العراقية مواقع لتنظيم “داعش” في سلسلة جبال حمرين في محافظة كركوك، حيث دمرت وكرين للتنظيم، بينما كشفت قيادة الشرطة الاتحادية عن العثور على قذائف هاون وصواريخ قاذفة، خلال عملية استباقية في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك. في غضون ذلك، كشف الرئيس برهم صالح عن مشروع قانون عقوبات جديد، مؤكدا أنه يعد التعديل الأشمل منذ 50 عاما على قانون العقوبات العراقي لسنة 1969، وتبناه مجلس القضاء الأعلى وتم استشارة مجلس الدولة فيه، ومن أبرز معالمه وضع النصوص العقابية الرادعة لمكافحة جرائم الفساد المالي والإداري.

 

إسرائيل: المغرب سيفتتح سفارته في غضون شهرين

عواصم – وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 كشف المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليئور حياة، أنه في غضون شهرين، سيفتتح المغرب سفارته لدى إسرائيل في تل أبيب، قائلا إن “السودان واحدة من الدول الأربع التي تقدمت باتجاه اتفاق السلام، ولكن لم نوقع الاتفاق معها حتى الآن، لقد وقعت الخرطوم اتفاق إبراهيم، ونأمل توقيع اتفاق السلام قريبا جدا”. وعن البعثة الديبلوماسية الثالثة التي ستفتتح قريبا، أكد أنه يقصد السفارة البحرينية، مشيرا إلى أنه في غضون شهرين، سيفتتح المغرب سفارته لدى إسرائيل في تل أبيب. وعن تقييم العام الأول منذ التوقيع على اتفاق إبراهيم مع الإمارات، قال: “كان عاما تاريخيا غير ولا يزال الشرق الأوسط، بدأنا قبل عام تقريبا من نقطة الصفر والآن أصبح لإسرائيل أربع سفارات وممثليات جديدة في دول عربية بالشرق الأوسط، وتوجد بعثتان ديبلوماسيتان في إسرائيل والثالثة سيتم افتتاحها قريبا جدا، لقد غير اتفاق إبراهيم التوجهات والآمال تجاه المستقبل وهذا هو الأهم”. كما علق على إمكانية توقيع مزيد من الاتفاقيات بين إسرائيل ودول عربية، قائلا: “بالتأكيد، ولكن المستقبل القريب في الشرق الأوسط قد يستغرق سنوات”.

 

تونس: موسى تطالب بإغلاق مقرات “علماء المسلمين”

تونس، عواصم – وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 دعت رئيسة “الحزب الدستوري الحر” في تونس عبير موسي، الرئيس قيس سعيّد، إلى إغلاق مقرات “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” الذي يرأسه الداعية المصري الهارب لدى قطر يوسف القرضاوي. وأودعت موسي رسالة بمكتب الضبط بقصر قرطاج، تضمنت طلبا عاجلا للرئيس سعيّد بالإذن بالغلق الفوري، لمقرات فرع ما يسمى “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” لصاحبه يوسف القرضاوي، في تونس”، داعية إلى “تقديم طلب عاجل للقضاء لتعليق نشاط هذا الفرع وكل مكونات أخطبوطه الجمعياتي الناشط في فلكه، والشروع في إجراءات حله نهائيا وغلق مقرات الجمعيات المشبوهة المتورطة في تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، ووقف نشاط التنظيمات السياسية التي تعلن ولائها لدولة الخلافة وتهديم الجمهورية”. وطالبت بتجفيف منابع تمويل “الأخطبوط الإخواني” في تونس، من خلال إحالة ملفات التنظيمات الجمعياتية والسياسية إلى اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، لتفعيل صلاحياتها في تصنيف هذه التنظيمات كتنظيمات ذات علاقة بالجرائم الإرهابية وتبييض الأموال، والإذن بتجميد أرصدتها المالية والتدقيق في مصادر تمويلها وإحالة ملفاتها إلى القضاء ومحاسبة مؤسسيها وكل من شارك في جرائمها.

 

قطر ترسل آخر سفرائها في تركيا إلى مصر

القاهرة، عواصم – وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 وصل إلى القاهرة السفير سالم مبارك آل شافي، سفير قطر الجديد لدى مصر قادما من الدوحة، لتسلم مهام عمله الجديد، وذلك للمرة الأولى منذ أربع سنوات عقب سحب سفيري مصر وقطر من الدوحة والقاهرة، بعد أزمة الرباعي العربي مع قطر منتصف عام 2017. وسيقدم السفير القطري الجديد الذي تولى مناصب عدة بالخارجية القطرية، كان آخرها العمل سفيرا للدوحة لدى تركيا، أوراق اعتماده في الأيام القادمة، تمهيدا لبدء مهام عمله سفيرا فوق العادة في مصر بشكل رسمي. في غضون ذلك، ذكر بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، دعا بينيت لزيارة القاهرة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، موضحا أن الدعوة نقلها وزير المخابرات المصري خلال اجتماع مع بينيت في القدس. وقال مدير مكتب رئاسة الوزراء في إسرائيل أوفير جندلمان، إن “بينيت التقى للمرة الأولى وزير المخابرات المصري عباس كامل في مكتبه بالقدس، وتحدث معه عن الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية للعلاقات الإسرائيلية المصرية”، كما تم خلال اللقاء “بحث ملف الوساطة المصرية بشأن الأوضاع الأمنية إزاء قطاع غزة”.

 

الجيش اليمني والتحالف يسحقان الحوثيين في مأرب

عواصم – وكالات/الأربعاء 18 آب 2021

 لقي عشرات المتمردين الحوثيين مصرعهم وأصيب العشرات، في هجوم نفذته قوات الجيش اليمني غرب محافظة مأرب، فيما سقط عشرات القتلى من الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، في كمين محكم نفذته قوات الجيش اليمني، في جبهة المشجح، أثناء محاولتهم التسلل إلى أحد المواقع العسكرية المتقدمة، كما دمرت مدفعية الجيش طقماً كان أوصل تلك العناصر إلى أقرب نقطة من الموقع، قبل أن تقع في كماشة الجيش الوطني. من جانبها، سحقت غارات لطيران تحالف دعم الشرعية، ‏مجاميع حوثية مما يعرف بكتيبة ”الحسين” غرب مأرب، حيث ذكرت مصادر ميدانية، أن ميليشيا الحوثي دفعت بمجاميع من قوات النخبة في كتيبة الحسين ذات التدريب الإيراني، إلى جبهة رحبة في محاولة لتحقيق تقدم ميداني، مضيفة أن الغارات المركزة لطائرات تحالف دعم الشرعية كانت كفيلة بسحق تلك المجاميع، وبينها قيادات حوثية كانت تقود الهجوم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يتركنا الأميركيون كما تركوا أفغانستان؟

طوني عيسى/الجمهورية/19 آب/2021

ليس سرّاً أنّ جزءاً أساسياً من رهان قوى الاعتراض في لبنان هو مقدار الدعم الذي يلتزم به المجتمع الدولي تجاهها، ولا سيما منه الولايات المتحدة وفرنسا والخليج العربي. فمن دون أوهام، وفي ظلّ الانقسامات الطائفية والمذهبية، أظهرت التجارب أنّ إجبار منظومة السلطة على التنحّي وفتح باب التغيير، هو أمر صعب التحقّق، من دون دعم خارجي حقيقي وفاعل. ولكن، هل الرهان على الدعم الدولي في محلّه، خصوصاً بعدما قدَّم الأميركيون نموذجاً مثيراً للقلق في أفغانستان، حيث تُرِك البلد لقمةً سائغة لـ»طالبان»؟

تحرص الإدارة الأميركية على إظهار مسألة الانسحاب من أفغانستان وكأنّها خطوة تكتيكية ستحقّق المكاسب لاحقاً، لأنّها ستوقع خصوم واشنطن هناك، أي الروس والصينيين والإيرانيين، في مآزق مختلفة، وستؤدي إلى نشوء تباينات في ما بينهم، على أسس عرقية أو دينية، أو لمصالح سياسية أو اقتصادية.

أياً يكن الأمر، فالانسحاب من أفغانستان يترجم رأياً واسعاً داخل الإدارة الأميركية، يتبنّى نظرية «الحدِّ من دفع الأكلاف» من خلال التورط في البؤر عبر العالم، وهو موجود في الحزبين الديموقراطي والجمهوري على حدّ سواء.

وعلى مدى العقدين الماضيين، تكبَّد الأميركيون أكثر من 2.26 تريليون دولار في أفغانستان، وسقط لهم ولحلفائهم نحو 8 آلاف من الجنود وعناصر الأمن، فيما كان خصومهم الدوليون، ولا سيما منهم الروس والصينيون، يوسِّعون استثماراتهم بهدوء في آسيا وإفريقيا، وفي أوروبا أيضاً، بتوسُّع نفوذهم السياسي والاقتصادي.

واستطراداً، نظرية «الحدّ من الأكلاف» هي التي دفعت الولايات المتحدة إلى تنفيذ خطوات سابقة في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، حتى في زمن الجمهوري دونالد ترامب. فعلى أساسها جرى الانسحاب من العراق أيضاً، ومن سوريا. وإلى حدٍّ ما، توحي إدارة الرئيس جو بايدن بأنّها أقلُّ التزاماً مع حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، أي الإسرائيليين والخليجيين العرب.

أصحاب هذه النظرية يعتقدون أنّ رغبة الولايات المتحدة في «قيادة العالم»، منذ انتهاء الحرب الباردة، أوقعها في خطأ الحسابات، وهي تحاول تصحيحه. ولكن، في المقابل، ثمة مَن يسأل: هذه الانسحابات التي ينفِّذها الأميركيون اليوم، وبالطريقة التي تتمّ فيها، هل ستوقف خسائرهم أم ستكبِّدهم خسائر أخرى غير محسوبة؟

عدد من الخبراء يعتقدون أنّ الانسحاب الأميركي من أفغانستان سيقود إلى خلق فراغٍ تستفيد منه الصين وروسيا. وكذلك، سيخلق انسحابهم من العراق وسوريا، و»تقنين» دعمهم للحلفاء في الخليج العربي، فرصةً لتوسُّع الصين وروسيا، إضافة إلى ثلاث قوى إقليمية صاعدة: إسرائيل وإيران وتركيا. ويذكِّر هؤلاء، بأنّ الاتجاه الأميركي إلى الانسحاب من الشرق الأوسط هو الذي تسبَّب في:

1 - سيطرة نظام الرئيس بشّار الأسد على غالبية سوريا، وبناء قاعدة روسية قوية هناك.

2 - حتى الآن، هزيمة الحلفاء الأكراد الموعودين بأن يكون لهم الحق في تقرير المصير، في سوريا والعراق.

3 - تعملُق الدور الإيراني نووياً وتسلحاً ونفوذاً في العراق وسوريا ولبنان والخليج العربي وغزة والبحر الأحمر، في انتظار ظهور الملامح الجديدة للنزاع بين إيران والولايات المتحدة في نهاية مفاوضات فيينا.

4 - تعملُق الدور التركي في البلقان وليبيا ومياه المتوسط.

5- يوازِن الإسرائيليون في علاقاتهم بين الولايات المتحدة والصين وروسيا. ففي موازاة علاقاتهم الاستراتيجية الثابتة مع واشنطن، هم يحتاطون للمستقبل باتفاقات تعاون قيمتها عشرات مليارات الدولارات مع الصين، كما أنّهم يتوِّجون علاقاتهم الوطيدة مع موسكو باتفاقاتٍ تحدِّد أطر التعاون في سوريا وحولها.

في واشنطن، هناك تأكيد على أنّلا نية إطلاقاً للانسحاب النهائي من مناطق النفوذ في آسيا والخليج العربي والشرق الأوسط عموماً. ويقول المطلعون إنّ المسألة تتعلق بالحدِّ من «التورُّط» لا أكثر، وإنّ واشنطن لن تنسحب من أي مكان في العالم، قبل أن تحجز لنفسها هناك موقعاً يضمن لها الاحتفاظ بالنفوذ، أياً يكن الوضع القائم.

خطورة هذا الكلام تكمن في الاستنتاج الآتي: إذا كان الأميركيون قد ضمنوا مصالحهم في أفغانستان، وعلى هذا الأساس اتخذوا قرارهم بالانسحاب، فهذا يعني أنّ الانسحاب تمّ ضمن تفاهم مباشر أو غير مباشر مع «طالبان» نفسها. وقد تكون الحركة من جهتها قدَّمت تعهدات وتنازلات معينة للأميركيين لضمان هذه الخطوة، وستظهر مفاعيلها لاحقاً.

وهذا الأمر يثير هواجس كثيرين في الشرق الأوسط من تكرار السيناريو لمصلحة إيران. وليس سرّاً أن غالبية خصوم إيران لم يطمئنوا حتى الآن إلى المآل الذي يمكن أن تنتهي إليه مفاوضات بايدن مع إيران، وإلى مقدار «صموده» في هذا الملف، وما إذا كان سيعتمد النموذج الأفغاني في النهاية.

وهذا النموذج يعني تحديداً «التعب» فجأة، والانقلاب على الحلفاء تحت شعار «الحدّ من الأكلاف»، وإبرام الصفقات «تحت الطاولة» مع الخصوم.

حتى اليوم، المواكبون للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط يجزمون أنّ واشنطن ليست في وارد تسليم إيران أوراقَ قوةٍ إقليمية جديدة. وعلى العكس، هي أراحت نفسها من «الوحول» الأفغانية لتكون أكثر استعداداً لخوض غمار المعارك مع إيران. وهذا الأمر ليس مطلب واشنطن فحسب، بل هو مطلب إسرائيل أيضاً والحلفاء العرب في الخليج. وفي أي حال، بعد الانسحاب من أفغانستان، ستتظهّر اتجاهات الملف الإيراني في شكل أدقّ. هل على لبنان أن يخشى «السيناريو الأفغاني»؟ أي هل يتعب الأميركيون من «الضعفاء»، فيسحبون أيديهم بعد أن يبرموا صفقة تضمن مصالحهم مع «الأقوياء»؟

في مراحل معينة، هم فعلوا ذلك، وشاركهم حلفاؤهم الإقليميون والدوليون. وسيكون الرهان على أَن لا يُكرِّروا التجربة. وهم يؤكّدون اليوم أنّهم لن يفعلوا.

 

كابول اللبنانية... يا للهول!!

نبيل بومنصف/النهار/18 آب/2021

ما دمنا كلبنانيين وسط انهمار الكوارث على رؤوسنا واعمارنا واقدارنا البائسة ، لم نعد نملك الا السخرية لفرط الوجع اليائس ، ترانا في هذه العجالة لن نتردد عن المصارحة باننا صرنا ممن "يتشوقون" بشدة الى رؤية ناقلات المحروقات الإيرانية ترسو في احد مرافئ لبنان او رؤية قوافل الصهاريج عابرة من سوريا الى لبنان معبأة بالفيول الإيراني ! لم لا وقد بات طوفان العتمة والجفاف من الحياة عنوانا للبنان الموت اليومي الذي يذيق اللبنانيين علقم الكارثة الكبرى التي جعلتهم يعلقون وسط ابشع قدر يتمثل بهذه السلطة الغاشمة التي نفشل فشلا ذريعا في إيجاد المفردات الكفيلة بوصفها . لن ولم تقف الدنيا ابدا عند حدود احتمال اعلان ايران عبر السيد حسن نصرالله "انتصارا" قد يسمونه أيضا الهيا متى اقتحمت "أسوار بيزنطيا" اللبنانية قوافل الصهاريج النفطية الإيرانية ، ولذا سيكون الكلام الصاخب في تلك اللحظة اشبه ببكاء الرجال على ملك لم يعرفوا الحفاظ عليه .

 أهي المرة الأولى التي سنشهد فيها ما يتجاوز مشاهد الانسحاب الأميركي المذل المهين من أفغانستان وإطباق طالبان مجددا ، بعد عشرين عاما، على البلاد بتواطؤ مكشوف ومفضوح وعلني مع إدارة بايدن ؟ لقد كنا السباقين في لبنان في تذوق مرارات تقلبات المصالح الدولية ولا سيما منها الأميركية ليس في السياسة فحسب بل في ارض الميدان أيضا ولو ان التبعة لا تقع فقط على الولايات المتحدة في أي مكان انسحبت منه بل اكثر على البدائل الوطنية أولا وأخيرا . في الثمانينات كان انسحاب اميركا من لبنان بعد نهاية القوات المتعددة الجنسية الأشد وقعا حتى اليوم لانه حمل نذر انقلاب ميزان قوى دفع بنفوذ ايران والنظام السوري الى الأطباق كليا لاحقا على البلد . بعد محطة مضيئة لا تنسى عبر القرار 1559 المدعوم اميركيا وفرنسيا في 2005 بدأ تلاشي الدعم وانحساره دوليا عربيا امام عصف الترهيب والإرهاب وحرب الاغتيالات يساهم في اضعاف المعسكر السيادي تدريجا الى حين بلوغه الانهيار التام وترك عهد ميشال عون بالكامل بين يدي حلفائه الممانعين يتحكمون عبره ومعه بمجمل السيطرة الى ان انفجر فشلهم المدوي في إدارات الدول وسحق لبنان مع محور سائر الدول التي يسيطرون عليها . ولكننا لن نقف ونتغرغر بالبكاء على أطلال الهزيمة بل نتساءل عن أي معنى وجدوى لأصوات بالمفرق تصدر وستصدر محذرة ومنددة بالويل والثبور اذا "اخترق" غدا او في أي لحظة (وربما تكون قد بدأت فعلا ) النفط الإيراني بكل مشتقاته تلك المسماة السيادة اللبنانية الممزقة والمنتهكة انتهاكا ساحقا على ايدي حراس الجمهورية المزعومين انفسهم بدءا بالعهد العظيم ؟ واذا كان العهد "الانجح"(!)  في تاريخ لبنان والدول الفاشلة قاطبة ألعوبة بيد محور الممانعين كما ثبت بلا جدل ، فأين تراهم دعاة الدفاع والحمية والتحزب والانحياز للسيادة اللبنانية وكل من ينادي بمبدأ حماية لبنان من تغلغل نفوذ ايران الفائض الطافح ولا ينقصه سوى عراضة نفطية زائدة ليحتفي بدوره بإقامة مشهد استعراضي في بيروت يقابل دخول طالبان الى كابول ؟ اين الدول الغربية والخليجية وسائر "الاسرة" المتفرجة على اللبنانيين التعساء يقتلون انفسهم حرقا للحصول على قطرة بنزين او مازوت فيما تنهال علينا دروس الدعوات الى التصدي للزحف الإيراني ؟ "يلي استحوا ماتوا" والدول كالأفراد ، لا فرق .

 

إسرائيل-أفغانستان: استراتيجية جديدة ضد حزب الله؟

سامي خليفة/المدن/19 آب/2021

لا تخفي إسرائيل خشيتها وقلقها العميقين من سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، لما لها من تداعياتٍ سلبية على مصالحها الأمنية وبيئتها الاستراتيجية المباشر، فضلاً عن تعزيز قوة من تسميّهم بالمحور الراديكالي. وذهبت تحليلات إعلامها إلى حد تشبيه ما أقدمت عليه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في إفغانستان، بالانسحاب الإسرائيلي المذّل من جنوب لبنان عام 2000، والذي انعكس سلباً على الحدود الشمالية مع تحول حزب الله إلى قوةٍ ضاربة.

خطأ لبنان يتكرر في أفغانستان

يجمع معظم المحللين الإسرائيليين على أن تداعيات سيطرة طالبان على زمام الأمور في أفغانستان ستكون كبيرة على تل أبيب. ووصوبوا سهامهم على ما يعتبرونه قصر النظر لدى الإدارة الأميركية وتغاضيها عن تحجيم دور إسرائيل، مقابل دعم موقف إيران وحزب الله. وفي هذا الصدد، توجهت المراسلة العسكرية في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، آنا أحرونيم، بانتقادات لاذعة لإدارة بايدن لعدم استخلاصِها العِبر من لبنان وغزة. وفي إطار شرحها الموقف الإسرائيلي، اعتبرت أحرونيم أن الولايات المتحدة لم تأخذ بالاعتبار قبيل إعلانها الانسحاب من أفغانستان، ما قاسته إسرائيل بعد انسحابها من جنوب لبنان. فبعد 21 عاماً، أصبح حزب الله واحداً من أقوى الجيوش الإرهابية في العالم، ويمتلك ترسانة تُقدر بـ 130 إلى 150 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل. وقد قاتل عناصره في سوريا ودربوا ميليشيات في العراق واليمن. كما أصبح جزءاً مركزياً من الإطار الاجتماعي والسياسي اللبناني، ما يجعل من المستحيل تقريباً اقتلاعه من البنية التحتية المدنية في لبنان. وتابعت المراسلة العسكرية إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان وغزة بعث رسالة إلى الجماعات المعادية للدولة العبرية مفادها أن هناك طريقة لهزيمة إسرائيل: ليست من خلال العمليات العسكرية أو بالدبلوماسية، بل من خلال إرهاقها حتى تنسحب من الأراضي التي تحتلها. وهذا بالفعل ما كررته طالبان بعدما أنهكت الجيش الأميركي العظيم والقوي.

إيهود باراك وجو بايدن

ووصف الكاتب في صحيفة "جيروزاليم بوست"، هيرب كاينون، قرار بايدن بالانسحاب من أفغانستان بـ"الفوضوي والمتسرع والمذّل"، متحدثاً عن شبه كبير بين انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان. وشرح الكاتب الإسرائيلي أنه في 24 أيار 2000، وتحت جنح الظلام، أنهى الجيش الإسرائيلي على عجل انسحاباً متسرعاً وفوضوياً من لبنان. وبدلاً من أن ينسحب بطريقة سلسة، انسحب خلسة بين عشية وضحاها وبطريقة غير منتظمة، فاجتاح حزب الله المواقع التي سلّمتها إسرائيل لحليفها، جيش لبنان الجنوبي، وتدفق لاجئون لبنانيون بغزارة هائل إلى إسرائيل. وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك، أيهود باراك، إلى الحكومة اللبنانية مهدداً إياها بأن أي انتهاك للحدود قد يصبح عملاً حربياً. غير أن حزب الله لم يكترث لتهديداته، وعزز ترسانته العسكرية، وبات يهدد أمن إسرائيل. وخير دليل على ذلك إطلاق قذائف صاروخية من جنوب لبنان خلال الأسبوعين الماضيين. ويعيد مشهد دفاع الرئيس الأميركي جو بايدن عن قراره بسحب القوات الأميركية من أفغانستان، حسب الكاتب الإسرائيلي، إلى الأذهان دفاع إيهود باراك عن الانسحاب من لبنان، إذ ألقى بايدن باللائمة على الجميع، باستثناء نفسه، وعلى التحول المروّع للأحداث. لكن هذا لا يُعفيه من مسؤولية الفوضى في مطار كابول، أو وقوع حوالي 300 ألف أفغاني ممّن ساعدوا الولايات المتحدة وحلفائها في البلاد على مدى العقدين الماضيين، تحت رحمة طالبان، أو من أن لدى الولايات المتحدة أفضل استخبارات تمويلاً وتجهيزاً في العالم. ولكنها فشلت في التنبؤ بمدى سرعة سيطرة طالبان على البلاد.

الاعتماد على النفس

وما حدث في أفغانستان أشعل الجدل في الدولة العبرية، حول ضرورة اتباع إسرائيل استراتيجية جديدة، ضد عدوها الأخطر حزب الله. ولعل أبرز الدعوات التي تصب في هذا الاتجاه، جاءت من وكالة "إسرائيل اليوم"، التي دعت إسرائيل إلى الاعتقاد بأن الهزيمة الكاملة لأعدائها هي وحدها التي ستمنع سيناريو أفغانستان. فالأميركيون وحلفاؤهم لم ينجحوا في هزيمة طالبان وفي السيطرة على أراضي أفغانستان. واعتمدوا على تقديرات استخباراتية ثَبت أنها خاطئة. أمّا الدرس الآخر الذي يمكن أن تتعلمه إسرائيل من انتصار طالبان، وفق الوكالة، فهو أن فائض القوة العسكرية والاستخبارات والخبرة لا تعني دائماً كسب الحرب ضد عدو يختبئ بين السكان المدنيين في الأراضي التي يسيطر عليها. فلقد أُتيحت لإسرائيل فرصة هزيمة حزب الله في عام 2006 أثناء حرب تموز، وإلحاق ضرر بالغ بحماس خلال الحروب الأربع في غزة، لكنها لم تفعل ذلك. وهنا ثَبت أيضاً أن الاعتماد على الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة لحفظ السلام كان خطأَ جسيماً في كلٍ من لبنان وغزة. وخلصت الوكالة إلى القول إن الهزيمة الفعلية للمشروع الأميركي في أفغانستان يجب أن يعلّم إسرائيل أنها لا تستطيع الاعتماد بشكلٍ كامل حتى على حليفها الأول، الولايات المتحدة. وتبقى العين شاخصةً إذا ما كانت الحكومة الإسرائيلية الحالية تفهم هذه الدروس أم لا، مع إرسال رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد إشارات مختلطة إلى أعداء إسرائيل من خلال عدم الرد بقوة كافية على الاستفزازات حماس وحزب الله الأخيرة.

 

غالب ومغلوب بلبنان.. توازن مفقود وتشكيل الحكومة شبه مستحيل

منير الربيع/المدن/19 آب/2021

يخطئ من يظن أن ما يحول دون تشكيل الحكومة حتى الآن هو الصراع على الحصص وأنواع الحقائب الوزارية. هذه العقد قائمة، لكنها غلاف لعقدة أوسع: الخلافات على وجه لبنان السياسي ووجهته.

غالب ومغلوب

فالمحطة التي وصل إليها الصراع الدائر في لبنان، أقله منذ اغتيال رفيق الحريري، تظهر بوضوح أن هناك غالب ومغلوب، على خلاف الشعار اللبناني القديم: "لا غالب ولا مغلوب"، الذي كانت تنتهي إليه النزاعات. لذا يستحيل على أي من الطرفين المتصارعين اليوم التسليم بتشكيل الحكومة على قاعدة التوزان، مادام مكسوراً منذ سنوات. وهو توازن يفقد حالياً فرصة إعادة إنتاجه على الصورة السابقة. فالزمن لم يعد زمن التسويات والتوازنات. والإدارة التقليدية للمسار السياسي اللبناني لا يمكنها أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء. ومعظم القوى السياسية تعتبر أن التوزان أصبح مختلاً في لبنان.

المنتضران أو الغالبان

وتعلم هذه القوى أن استعادة التوازن صارت مستحيلة من خلال تشكيل حكومة. فلا الطرف الشيعي الأقوى مستعد للتنازل عن ما حققه. ورئيس الجمهورية لن يتنازل عما حققه – من منظوره - طوال سنوات عهده وما قبلها، على الصعيد الشخصي والسياسي. ومن هذه الزاوية لا يقيم الطرفان الغالبان وزناً كبيراً للتداعيات السلبية لمعركتهما السياسية، اقتصادياً واجتماعياً. فالطرف الشيعي الأقوى لن يتخلى عن مصدر قوته، والرئيس ميشال عون ينطلق في معركته من عنوان مواجهة القوى السياسية كلها لاستعادة الصلاحيات الرئاسية القديمة. وفي هذه المعادلة موقع رئاسة الحكومة هو الأضعف، لأنه حصيلة التوازنات. لكن من يتحكم اليوم بوصول رئيس للحكومة وتشكيل حكومته، هو حزب الله ورئيس الجمهورية. لذا يكون أمام أي رئيس حكومة مكلف خيار من إثنين: إما تشكيل حكومة وفق الشروط المفروضة عليه، فيربح على الصعيد الشخصي ويسلّم بالتوازنات المكسورة، أو يبقى يرفض الرضوخ ويدخل في نفق الأخذ والرد، وصولاً إلى الفشل في التشكيل، فالذهاب إلى الإعتذار. وهذا ما فعله سعد الحريري الذي رفض تقديم التنازل المطلوب.

الخيار الثالث والجيش

واليوم هناك طرف ثالث يعتبر أن الخيار الوحيد لاستعادة التوازن، يتمثل في اعتذار ميقاتي، واحتشاد "المجتمع السنّي" على موقف واحد يقاطع العهد ويؤسس لمرحلة سياسية جديدة، هدفها استعداة التوازن بانتهاج طريق المعارضة على وقع الانهيار الكبير. فالتوازنات السياسية المكسورة، تزيد من الاحتقان الشعبي والجماهيري في جميع المناطق، على وقع عمليات الكشف عن كميات هائلة مخزنة من المحروقات في المناطق والبيئات السياسية والاجتماعية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن دور الجيش يجب ألا يقتصر على الكشف عن هذه الكميات التي يصادرها، بل إن الحال تقتضي نشر أسماء المخزنين وارتباطاتهم، كفاتحة أساسية لمعركة تعزيز الوعي الشعبي حيال القوى السياسية.

تجرؤ على الثنائي الشيعي

ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى نزعة التجرؤ على الثنائي الشيعي والتوقف عندها، بعد اكتشاف كميات محروقات مخزنة في مناطق البيئة الشيعية. وهذا مؤشر بالغ الأهمية. فهناك فئات في هذه البيئة تعتبر أن الثنائي لم ينجح في ضبط الأمور وتسييرها في بيئته، لأن ما قام به يشبه تماماً ما قامت به القوى السياسية في البيئات الأخرى. وهذا يفضي إلى الاستنتاج أن "ما حدا أحسن من حدا". أي أن الجميع، أحزاباً وقوىً وبيئات، متساوون وليس من بيئة قادرة على التغلب على هذا الترهل وهذه الفوضى، أو تمتلك قدرة استثنائية على منع حصول التجاوزات والاحتكارات والتحلل والانهيار.

نزعة بوليسية ونفط إيراني

ويشير سلوك أجهزة الدولة أو السلطة إلى استفحال النزعة البوليسية في التجرؤ على قوى الاعتراض الشعبي المتناثر. وذلك بعمليات التوقيف أو التخويف من دخول عناصر تخريبية. وغاية هذا الحد من اتساع رقعة الاحتجاجات. ويرتبط وجه من وجوه التخويف بعمليات الحرق التي تعرضت لها كثرة من محطات إنتاج الكهرباء أو محولاتها. وهذا ما  حصل في قصقص ومناطق أخرى. وقد يحصل في محطات إرسال الأنترنت. ويهدف هذا إلى تخويف اللبنانيين بالقول لهم  إن الاستمرار في الاحتجاجات والتحركات يؤدي إلى المزيد من الخراب، وحرمانهم من الطاقة الكهربائية ومن الإنترنت. أمام هذه الوقائع والتطورات لا تبدو الحكومة فرصة للإنقاذ والخروج من دائرة الأزمات المتوالية. فالصراع على الحصص قائم والاختلاف على الوجهة السياسية والاقتصادية للبنان قائم أيضاً. وما قد يزيد الطين بلة هو إعلان حزب الله عن إدخال النفط الإيراني إلى لبنان، وما سيكون لذلك من ارتدادات سلبية على علاقة لبنان بالمجتمعين العربي والدولي، اللذين لا بد أن يتزايد إهمالهما لبنان وعدم اهتمامهما به.

 

التداعيات الجيوبوليتيكيّة والقضيّة اللبنانيّة

د. ميشال الشماعي/نداء الوطن/18 آب/2021

من أبرز التأثّرات الجيوبوليتيكيّة التي سترخي بظلالها على القضيّة اللبنانيّة ما سيحدث من تطوّرات في الإقليم ككلّ. وهذه القضيّة التي تكمن في الحفاظ على الوجهة الكيانيّة للبنان بدءاً بالمحافظة على جوهر وجوديّته القائم على تعدّديّته ورسالته الإنسانيّة، إضافة إلى وجهته الليبراليّة. ولا يمكن فصل أزمات المنطقة عن التطوّر الذي عصف بأفغانستان بعد الانسحاب الأميركي في نهاية الشهر المنصرم. فهل سيشهد لبنان أيّ انفراجات من شأنها أن تتمظهر في الوصول إلى شكل حكوميّ ما؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ لبنان بموقعه الجغرافي يشكّل فاعلاً أساسيّاً في منطقة الشرق الأوسط. ولا مصلحة لدول القرار في تسيُّب الوضع سياسيّاً فيه لأنّ ذلك سيؤدّي إلى تسيُّبٍ أمنيًّ ستكون تداعياته خطيرة على المنطقة ككلّ. وهذا ما قد يغيّر قواعد الاشتباك مع العدوّ الاسرائيلي. ولعلّ ما شهدناه من أحداث أخيرة في بلدة شويّا قد كسر هذه القواعد التي ناهز ثبوتها العقدين من الزمن. وهذا ما لا يشكّل أيّ مصلحة استراتيجيّة لدول القرار، لا سيّما الولايات المتّحدة، حليفة العدوّ الاسرائيلي.

من هنا، لمسنا لهجة عالية في خطاب السفيرة الأميركية في اليومين المنصرمين داعية إلى تشكيل حكومة لبنان. إضافة إلى الأجواء الإيجابيّة التي ما فتئ يضخّها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي والتي لم تشهد بعد أيّ ترجمة فعليّة سوى ما رشح عن اتّفاق حول الحقيبتين الإشكاليّتين أي الدّاخليّة والعدل. في حين بقيت الحقائب الأخرى كما تركها الرئيس الحريري ليُصَار بعدها الإتّفاق على الأسماء المرشّحة. وهنا يبقى خوف المنظّمة من تفلّت المنظومة من ربقتها بأسماء قد يُعمَلُ على تفخيخها إرضاء للمجتمع الدّولي الواعد بإنعاش ماديّ لإنجاح مهمّة الرئيس ميقاتي، بغية التوصّل إلى ستاتيكو سياسي جديد بانتظار الحلول الكبرى.

وسطذ ذلك، يُخطِئ مَن يظنّ أنّه لا واجب على الشعب اللبناني سوى الترقّب والانتظار. بل يجب أن يُعمَلَ على إنجاح تقاطع وطني مع المصالح الدّولية للتوصّل إلى الحلّ اللبناني. من هنا، المسؤوليّة الكبرى ملقاة على عاتق اللبنانيّين مجتمعين بكلّ أطيافهم السياسيّة. ولا يمكن التوصّل إلى أيّ حلّ ما دام الشعب اللبناني متفرّقًا بمطالباته وتحرّكاته. المطلوب أوّلا أجندة وطنيّة مشتركة تقودها الأحزاب السياسيّة ليس وفقاً لمصالحها الضيّقة، أو لمصالح رؤسائها وزعمائها. وذلك ليس بمنأى عن ثورة النّاس التي ما زالت حتّى هذه اللحظة تتحرّك بطريقة عشوائيّة. وقوام هذه الأجندة الوطنيّة هو استعادة السيادة اللبنانيّة كاملة من دون أيّ نقصان، من الناقورة إلى العريضة مروراً بالمصنع. من غير الجائز بعد اليوم العيش في ازدواجيّة وطنيّة في لبنان. المطلوب حصريّة المفاهيم السياسيّة كلّها في إطار العمل السياسي المنظَّم بحسب الدّستور اللبناني. وهنا بيت القصيد. فمن دون الاحتكام إلى الدّستور والعودة إلى الأصول القانونيّة لممارسة الحياة السياسيّة الطبيعيّة لن يستقيم الوضع السياسي في لبنان. وستبقى الإزدواجيّة في المفاهيم سيّدة على الساحة السياسيّة في لبنان.

الفارق كبير بين الحزب السياسي والميليشيا. من المفترَض ألا يمتلك أيّ حزب أي نوع من السلاح تحت أيّ ذريعة كانت إلا بحسب ما تقتضيه الأنظمة والقوانين المرعيّة الإجراء. أمّا مفهوم الميليشيا فقد تمّ إسقاطه باتّفاق الطائف. وكلّ ما بقي بعد هذا التاريخ هو التفاف على الواقع السياسي. ارتضينا بسلاح إمرته خارج إطار الشرعيّة المؤسساتيّة، الحكوميّة تحديدًا لتحرير الأرض من العدو الإسرائيلي. أمّا وقد تحقّق التحرير فلا مبرّر بعد اليوم لوجود أيّ سلاح. وكلّ كلام غير ذلك هو خارج المنطق السياسي والدّستوري والوطني وحتّى المنطق الكياني. من هنا، العودة إلى الدّولة تبدأ بإلغاء كلّ ازدواجيّة فيها ووضع قراري الحرب والسلم بيد السلطة التنفيذيّة مجتمعة.

واستمرار هذه الإشكاليّة خدمة للمشروع الأيديولوجي لمنظّمة "حز ب الله" هو ما أوصل البلد إلى القطيعة الديبلوماسيّة والعزلة السياسيّة؛ بعدما نجحت المنظّمة بسيطرتها على المنظومة بتغيير الوجهة السياسيّة للبنان التّاريخ نحو بلاد فارس فجعلته جزءًا من ولاية الفقيه. وهذه التداعيات السياسيّة كلّها لن تكون بمنأى عمّا حدث في الإقليم. ولا نتجنّى على "حز ب الله" إن قلنا سيكون فصيلا محارِباً في إيران في حال حدوث أي اصطدام مع جارتها الجديدة.

فبعد التفلّت من الدّيمقراطيّة التي فرضها الوجود الأميركي في أفغانستان طوال عشرين سنة، عادت هذه الدّولة إلى الحكم الطالباني الأصولي. وهذا ما سيشكّل خاصرة رخوة على الحدود الإيرانيّة التي ستخضع حتمًا لواقع جيوبوليتيكيٍّ جديد بين البلدين، الجارين اللدودين. لذلك كلّه، قد نشهد في الفترة المرتقبة استكانة في العواصم الأربع التي نجحت إيران بزعزعتها انطلاقاً من وجود أذرعها المسلّحة فيها. ولبنان أبرز هذه البلدان. من هنا، باتت استعادة الحياة السياسيّة حاجة للأطراف كلّها بمن فيها حز ب الله الذي لم يعد من مصلحته مسايرة حليفه في ممارسة الديمقراطيّة التعطيليّة الأحبّ إلى قلب العمّ كرمى لعيون الصهر. وهذا ما قد ينعكس انفراجات قانونيّة في التحقيق بجريمتيّ المرفأ وعكّار. فقد نشهد حالة جديدة في لبنان لم يعتد اللبنانيّون رؤيتها بعد الحقبة الشهابيّة. وهذا ما سيعيد الثقة الدوليّة إلى الحياة السياسيّة التي انحدرت إلى دركها الأظلم، أيّ جهنّم.

لكن في حال اتّخذ القرار بتسييب لبنان وفتح الجبهات المختلفة فيه تمهيداً للتغيير الكياني الذي تطمح إليه المنظّمة والذي لن يتمّ على البارد، قد تعمَد إلى تسخين الحالة حتّى حدّها الأقصى لتستطيع إنجاز ما لم تستطعه بالسياسة. ولكنّ هذه المسألة لن تكون من دون استنهاض مقاومة كيانيّة أصيلة وطنيّة ما زالت مستعدّة منذ زمن مار يوحنّا مارون وحتّى لحظة كتابة هذه السطور لتحافظ على لبنان الأصالة حتّى لا نردّد عبارة: ويل لنا إن سلّمنا ما استلمنا كما استلمنا.

 

ثمة قضية وشعب!... اين القيادة السياسية؟

د. حارث سليمان/جنوبية/18 آب/2021

بعد ان انتهى النقاش حول من هي الاطراف المسؤولة عن كارثة لبنان وانهياره بكل بناه، وحسم الجدل والردح الخبيث حول مسؤولية كل طرف من اطراف السلطة؛ وسقطت محاولات التنصل من آثام الجريمة المتمادية التي ارتكبت بحق وطن وشعب، وظهرت لكل عين، مسؤوليات كل اطراف منظومة الفساد والفشل والارتهان الى الخارج وارتكاباتهم،  وتبين جليا موقع وطبيعة من يتولى قيادتها ويدافع عن استمرارها ويمعن بحمايتها ويتكفل استمرار عيشها، وبعد أن تم تعرية المنظومة داخل لبنان وخارجه، بادارتها واطرافها جميعا، مجتمعين متضامنين تارة، ومنفصلين متناقضين تارة اخرى، وبعد ان اصبحت دول العالم قاطبة والمنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة كما المنظمات الاقليمية، والجهات المانحة من صناديق ودول، اصبحت جميعا تتوجه بعبارات اللوم والتأنيب لاطراف المنظومة وزعمائها، وبعد أن نالت المنظومة ادانة اخلاقية على لسان الحبر الاعظم في روما ورأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وصولا الى فرض عقوبات اميركية واوروبية طالت مسؤولين سياسيين لبنانيين، لا عقابا على خياراتهم السياسية، بل حكما على فساد اعمالهم واختلاساتهم لمال دولة وشعب لبنان، وبسبب ممارساتهم التي ادت الى تقويض اسس نظامه الديموقراطي.

في المرحلة التي وصلنا اليها بعد أن توضحت صورة الازمة، وظهر عري المنظومة السياسية، وتفاقمت آليات الإنهيار، لتدمر كل مقومات الاقتصاد اللبناني، ولتصيب بالشلل كل مرافق الخدمات العامة والخاصة، ولينقطع من الاسواق كل الحاجات الاستهلاكية الضرورية، وليصعب على معظم الناس، تأمين الدواء والخبز والغذاء، في الدرك الذي اوصلت لبنان اليه، هذه المنظومة المجرمة، لم يعد ممكنا تزييف الأسئلة الحرجة او اطلاقها في غير موضعها، أو تأجيل المُلِحِّ منها، أو اهمال الجوهري من عدادها.

 ويتبدى السؤال الجوهري الاول : كيف نخرج من الازمة... وهل من خارطة طريق لذلك ...؟

والسؤال الثاني : من هي القيادة اللبنانية المؤهلة لانتشال لبنان من هذه الازمة؟ وانطلاقا من اي كتلة تاريخية وبقوة اي حامل اجتماعي ستجري عملية التغيير؟..

 أما السؤال الثالث فهو: ما هي الشروط السياسية والاصلاحية والاجتماعية التي يجب توفرها لكي تنفذ عملية انقاذ لبنان ووضعه على سكة التعافي!؟

ورابع الاسئلة هو : من هم شركاء نهوض لبنان وانقاذه على المستوى العربي والاقليمي كما على المستوى الدولي؟!..

اما خامسها فهو: ما هو المدى الزمني الضروري لفترة التصحيح واعادة النهوض الاقتصادي والمالي...؟

 وسادسها : اي خيارات هي الانسب لبناء اقتصاد جديد ونموذج سياسي مستدام يحدد وظيفة لبنان السياسية والاقتصادية؟...

أما سابع الاسئلة فهو: أن الازمة والكارثة التي نعيش انتجت خسائر فادحة، اقل تقديراتها تبلغ ٦٨ مليار دولار اميركي، فمن يتحمل عبء هذه الخسارات، ومن سيتحمل تبعات وكلفة ايفاء الخسائر من جهة اولى، وتحمل اعباء وآلام مسيرة التعافي والنهوض؟...وكيف سيجري توزيع الخسائر على اطراف الانتاج وكيف سيتم تحميل الاعباء؟...

تلكم سبعة اسئلة جوهرية واساسية تشكل الاجابة عليها، حلا لمعضلة وطنية وباب للرجاء والامل والمستقبل. لكن هذه الاسئلة الجوهرية ليست جميعها اسئلة ملحة وراهنة، بحيث تشكل الاجابة  عليها نقطة بداية مناسبة، وخطوة اولى على طريق ترحيل المنظومة وحل ازمة لبنان

لذلك فان المدخل للإجابة عن هذه التساؤلات، والسعي لإيجاد اجوبة عليها، ثم تشكيل شبكة من القوى والفعاليات تتبناها وتنخرط في الصراع من اجل تحقيقها، هو تصنيفها بين ماهو ملح راهنا، وما هو مؤجل بعد عملية اعادة تكوين السلطة.

على اساس ما تقدم يتأكد ضرورة  الحسم المسبق للنقاط التالية الراهنة والملحة :

اولا: لا انقاذ مع وجود هذه المنظومة ويجب اعادة تكوين السلطة وترحيل المنظومة، وان خريطة انقاذ لبنان تبدأ بالضرورة، بخارطة طريق لاعادة تكوين السلطة وهزيمة المنظومة واضعافها تمهيدا لاسقاطها.  

  ثانيا: ان اعادة تكوين السلطة والانخراط في الصراع من أجل التغيير السياسي هو عمل سياسي، ومن لا يريد ممارسة السياسة لا يستطيع تغيير السلطة.

 ثالثا : انه لا تغيير للمنظومة، دون بناء معارضة سياسية شاملة للمناطق وعابرة للطوائف والنوع والقطاعات المختلفة والاجيال.

ثالثا؛ إنَّ الثورة ليست هتافا في الشارع فقط. لا تهزم السلطة بدكاكين متناثرة على راس كل منها وجيه بقامة مختار ، ولا تقاد بعقلية ال NGOs  وهي منظمات، عادة ما يكون عدد افرادها قلائل، ومروحة اهدافها ضيقة جدا.

رابعا ؛ التغيير يأتي عبر ثورة الناس وليس عبر مبادرات الناشطين. والناشطون ينجحون اذا استقطبوا ولاء الناس، واذا انفض الناس من حولهم لا يستطيعون مواجهة المنظومة.

خامسا ؛ الثورة بالناس اقوى من المنظومة،  لكن المنظومة اقوى من مجموع الناشطين وهي اكثر تنظيما وخبرة وتمويلا.

سادسا :  إن تشكيل حكومة ثورية هو وهم أجوف، ينقل الصراع وخط المواجهة من موقعه الحقيقي بين السلطة والانتفاضة، الى موقع اخر في قلب الانتفاضة لتتصارع فيما بينها حول من يُوَزَّر ومن لا يُوَزَّر، وهي حكومة ثورية اسما، لكنها وزارة وهمية، ليست موجودة على ارض الواقع ولا صلاحيات لها، وقد يكون طرح مثل هذه الافكار عن سذاجة وطيبة قلب، لكن قد يكون وراءه سعي خييث لوضع العربة قبل الحصان.

سابعا: ثمة اختلاف في الرأي داخل صفوف مجموعات الانتفاضة بين اولويتين واحدة تضع مسألة اعادة تكوين السلطة كمهمة عاجلة لتغيير التوازن السياسي في البلد أما الاخرى فتركز على اولوية بناء ادوات سياسية وحزبية للتغيير.  الاتجاه الاول حريص على الوحدة والتشبيك ويهتم بالانتخابات النيابية والبلدية وكل الاستحقاقات الديموقراطية المنتظرة، أما الاتجاه الثاني  فهو حريص على التميز ووضوح الرؤية السياسية ولذلك يتبلد ويأنف من اقامة التحالفات والجبهات والعمل النضالي المشترك. وتتبدى حاجة الانتفاضة الى التزاوج الخلاق بين الحساسيتين والتناغم فيما بينها، بحيث يتم بناء الادوات السياسية الحزبية في خضم المعارك السياسية والانتخابية التي تخاص من قبل الانتفاضة

ثامنا : لا تستطيع القوى الطليعية في الانتفاضة الارتكاز الى عمق الازمة وفداحة اوجاعها لتكون مرتاحة الى صيرورة التغيير واعتباره بديهيا، كنتيجة حتمية للانهيار، لأن افقار الناس وايلامهم في سبل عيشهم لا يمكن ان يدفعهم الى ثورة جارفة، الا في حال توفر امرين في غاية الاهمية ؛ الاول قيام قيادة سياسية مؤهلة لتكون بديلا مؤهلا لاستلام السلطة بعد ترحيل منظومتها الفاسدة.

الامر الثاني هو وجود اجندة سياسية تحدد مبادرات ونشاطات حول مطالب محددة تتراكم فتضعف منظومة السلطة وتحقق للناس مكاسب جزئية متواصلة فترفع من فعالياتها النضالية ومن ثقتها بتحقيق غاياتها.

المعركة قاسية ونتائجها مرهونة بمدى تحمل قوى الانتفاضة لمسؤولياتها في خوض المواجهة عبر  * ورقة سياسية جامعة تحدد اهداف الحراك ومطالبه.

 * وشبكة تجمع كل القوى الحية وتكون عابرة للمناطق والطوائف والاجيال والنوع والقطاعات المهنية.

 * وصورة تعكس وحدة قوى الثورة واتفاقها.

 

ضبابية حكومية... "حزب الله" عند ميقاتي ويطالب حلفاءه بالتسهيل

غادة حلاوي/نداء الوطن/18 آب/2021

مع كل زيارة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا يتجدد الأمل بولادة الحكومة. ينتهي اللقاء، يخرج ميقاتي متجهماً ليبدأ بانتقاء عباراته بعناية أمام عدسات المصورين وكمّ الاسئلة التي تنهال عليه. لتكون الخلاصة ان لا حكومة ايضاً وايضاً. احتمال من اثنين إما ان العاملين على خط تشكيل الحكومة لا يدرون بحال الناس ووضع البلد ولا تصلهم تقارير بما تشهده الطرقات يومياً من فلتان أمني وانتشار للسلاح وإما ان توزيع الحصص والمكاسب حفظاً لحقوق الطوائف أهم وأبقى بالنسبة اليهم عوضاً عن التعنت وتسجيل المواقف وتصفية الحسابات في ما بينهم.

والارجحية للاحتمال الثاني طالما ان الحكومة لم تتشكل بعد. من يوم الى آخر تزداد العقبات بدل ان تنفرج وتتراوح اجتماعات بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي بين السلبي والايجابي الذي لا يفضي الى اية نتيجة. تعنت وعرقلة استدعيا تدخلاً مباشراً من "حزب الله". حيث زار المعاون السياسي الحاج حسين الخليل ميقاتي واطلع منه على اجواء الحكومة، وقالت مصادر مواكبة للتأليف ان وفد الحزب حضر مستطلعاً ولم يدخل في موضوع الاسماء وكان همه التهدئة بين الرئيسين بعد اجتماع الامس والاجواء السلبية التي سادت في اعقابه. وعلم في هذا المجال ان "حزب الله" اجرى ايضاً تواصلاً مع عون ومع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية متمنياً ترطيب الاجواء وتقديم التسهيلات اللازمة كي تبصر الحكومة النور في ظل الاوضاع الخطيرة التي تمر بها البلاد. وفيما رجحت المصادر ان الاجتماع جاء بناء على طلب بعبدا بعد خلاف الرئيسين قالت مصادر أخرى ان "حزب الله" وبعد كلام امينه العام السيد حسن نصرالله الذي اندرج في اطار الضغط على المعنيين، يحاول القيام بدور لتذليل العقبات من امام ميقاتي محاولاً حث الاطراف على تليين مواقفها وفي سبيل ذلك يتعاطى "حزب الله" بمرونة بالغة مع الرئيس المكلف فلم يبد تمسكه بأي حقيبة وقبل التنازل عن حقيبة الصحة.

لكن ليس محسوماً بعد امكانية مونة "حزب الله" على عون والبقية في سبيل تذليل العقد التي تبدّت اكثر خلال الاجتماع ما قبل الاخير في بعبدا ورفض عون لتركيبة حكومية تتضمن توزيع الحقائب من خارج المتفق عليه سابقاً. بالمقابل اعترض ميقاتي على اسماء اقترحها عون بحجة انها حزبية نافرة. والطريف في الموضوع ان حقيبة الطاقة بدت لقيطة لا تجد من يتبناها او يرضى بها ضمن حصته بعد ان جالت على كل الاطراف تقريباً.

ضبابية ما بعدها ضبابية تلك التي احاطت حتى يوم امس بتشكيل الحكومة. واستمر الجميع بضخ اجواء ايجابية وذهب البعض الى حد التنبؤ بحكومة قبل نهاية هذا الاسبوع على ابعد تقدير. لكنه احتمال تستبعده مصادر مواكبة لمشاورات الحكومة قالت ان التعقيدات لا تزال قائمة وتحدثت عن تحايل ومواربة في التعاطي ومحاولة الايحاء بأن الاوضاع ناضجة للحكومة غير ان الحقيقة ليست كذلك ابداً.

الحقيقة المفروغ منها في عملية تشكيل الحكومة هي ان الجميع لا يعترف بحقيقة العقبات ويحاول الظهور بمظهر المسهل، رغم وجود ضغوط دولية على لبنان لتشكيل هذه الحكومة بأسرع ما يمكن. وضمن هذا السياق اتت زيارة السفيرة الاميركية دورثي شيا الى بعبدا وميقاتي امس الاول والتي نقلت تمنيات بلادها بتشكيل حكومة واعدة بزيادة حجم المساعدات المخصصة للبنان بعد ولادة الحكومة، وكذلك يلح المجتمع الدولي وصندوق النقد، ويدفعان باتجاه الحكومة الجديدة لدرجة ان شيا عبرت لأحد المقربين عن يأسها من واقع حال المسؤولين وصارت في حيرة من امرها حول ما يجب فعله وما الذي يجب عليها ان تبلغه ضمن تقاريرها التي ترسلها الى الخارجية. واقع يطرح التساؤلات عن حقيقة ما يؤخر الحكومة وهل طبيعي في ذروة الازمة التي تنذر بتفجير الوضع الامني والاجتماعي لا تزال الاحزاب والقوى التي تتمثل في الحكومة تتعاطى على طريقتها الكلاسيكية المعتادة وكأن البلد بألف خير؟ في كل الحالات ثمة ما هو خارج عن المألوف في لبنان وسط تقديرات تنذر بأن الايام القليلة القادمة قد تكون الأسوأ.

 

التحويلات الواردة من الخارج زادت في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي بنسبة 50 في المئة

اللبنانيون "يتنفّسون" العملة الصعبة من "رئة" المغتربين

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/18 آب/2021

لا يخرق ظلمة بيوت اللبنانيين في هذه الأيام العصيبة، إلاّ ومضات تحويلات المغتربين. ملايين الدولارات التي تتدفق شهرياً من 156 دولة إلى عشرات آلاف الأفراد والعائلات، أصبحت الركيزة الأساسية للصمود بعد انهيار الليرة، وفقدان العملة الصعبة من المصادر الأخرى.

تحويلات المغتربين التي وضعت لبنان تاريخياً على رأس الدول المتلقية للتحويلات بالمقارنة مع عدد السكان، تضاعفت أهميتها بأشواط بعد الأزمة. وقد أثبتت أنها تمتاز بمرونة مرتفعة، واستجابة سريعة للمتغيرات. حيث سجلت قيمة التحويلات وعددها ارتفاعاً مع ازدياد الصعوبات الاقتصادية، رغم كل المعوقات التي يواجهها اللبنانيون في الخارج، بسبب جائحة كورونا وغيرها من المتغيرات الاقتصادية. ووفقاً للشركة الرائدة في تحويل الأموال OMT فان "التحويلات الواردة من الخارج زادت في الأشهر الستة الاولى من العام الحالي بنسبة 50 في المئة بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2020". هذا الواقع دفع برئيس مجلس إدارة OMT المحامي توفيق معوض إلى التوقع بأن "تفوق قيمة التحاويل الواصلة عبر الشركة لغاية نهاية العام الحالي 1.5 مليار دولار، مقسمة على مبلغ يتراوح بين 100 و120 مليون دولار شهرياً". وبحسب معوض فان "الارتفاع في أعداد المغتربين من جهة وإحساسهم الكبير بصعوبة الوضع الاقتصادي من جهة أخرى، لا يحفزهم على الاستمرار بتحويل الاموال فحسب، إنما على دخول فئة جديدة لم تكن تحول في السابق.

زيادة التحويلات الصغيرة

وهذا ما يمكن الاستدلال عليه من خلال تسجيل الشريحة الأدنى من التحاويل التي لا تتجاوز 50 دولاراً شهرياً زيادة بنسبة 200 في المئة، من حيث العدد والقيمة في النصف الأول من العام 2021، بالمقارنة مع العام 2020. كما أن شريحة التحاويل التي تقل عن 500 دولار ارتفعت بنسبة 56 في المئة، وشكلت نحو 70% من مجمل التحاويل. ومع هذا فقد بلغ متوسط قيمة التحاويل الواردة في النصف الأول من العام الحالي حوالى 520 دولاراً اميركياً. وبحسب معوض فان "عدد المستفيدين من التحاويل المالية من الخارج في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي بلغ حوالى 220 ألف مستفيد شهرياً".

سند للعائلات

تحويلات المغتربين التي عاكست توقعات الكثيرين بإمكانية انخفاضها مع فقدان الليرة اللبنانية قيمتها، شهدت في المقابل تبدلات في وجهة استعمالها النهائية. فالجزء الأكبر منها لم يعد يخصص للاستثمار كما في السابق أو للتوظيف في المشاريع وشراء العقارات والأراضي وبناء المنازل، إنما لتلبية الاحتياجات اليومية والمتطلبات الأساسية من مأكل ومشرب وخدمات. ومن الممكن أن يكون جزء منها يستخدم لإطفاء ديون مصرفية. خصوصاً في ظل إمكانية تسديد القروض للمقيمين الأفراد على سعر صرف 1500 ليرة. ما يعني أن المتطلبات التي كانت تكلف قبل الأزمة 900 ألف ليرة، لم تعد تحتاج إلى حوالة من الخارج بـ 600 دولار، إنما 45 دولاراً فقط أصبحت تكفي. وفي جميع الأحوال فان هذه الدولارات المحولة والتي تصل إلى 1200 وكيل لشركة OMT على كافة الاراض اللبنانية تصرف في الأسواق وتزيد عرض الدولار وتحد من الارتفاعات الجنونية في سعر الصرف. وبحسب معوض فان "هذين العاملين قد يكونان السبب الرئيسي في ازدياد أعداد التحويلات ذات القيمة المنخفضة التي لم نكن نراها سابقاً. فالمبالغ التي تقل عن 50 دولاراً أصبحت تشكل اليوم سنداً للكثير من العائلات، وهي تعادل الراتب الشهري لنحو 160 ألف موظف يعملون في القطاع العام الذين أصبحت رواتبهم تتراوح بين 45 و80 دولاراً اميركياً.

التحويلات وتوزيعها

يحوّل إلى لبنان سنوياً عبر OMT وحدها ما يقارب 2 مليار دولار من المغتربين في الخارج، بالإضافة الى باقي الشركات. أهمية هذه الأرقام لا تنحصر بقيمتها المرتفعة، إنما بدقتها. فهي قد تكون الأرقام الوحيدة الخاضعة للإحصاء في ظل عدم وضوح المبالغ التي تصل إلى لبنان عبر المصارف، وانعدام التقديرات للأموال التي تُحمل في اليد أو تدخل بالشنطة أو حتى من السياحة. هذه الوتيرة من التحويلات "مرشحة للازدياد في الفترة المقبلة"، برأي معوض، "خصوصاً مع ارتفاع أسعار النفط واعادة فتح الاسواق والاعمال في الدول العربية والأجنبية. الأمر الذي ينعكس إيجاباً على معيشة اللبنانيين في الداخل، ويخفف من حدة الأزمة الاقتصادية وتفشي ظواهر السرقة والتعدي والمشاكل الاجتماعية". وعلى الصعيد الدولي تصل التحاويل من حوالى 156 دولة، وعلى رأسها أستراليا، الولايات المتحدة، الدول الخليجية، كندا وألمانيا. أما داخلياً فان 50 في المئة من التحاويل الواردة من حيث عدد التحاويل والقيمة بالدولار الأميركي، تصل إلى بيروت وبعبدا وطرابلس والمتن وصيدا. 81 في المئة منها توزعت على 12 من أصل 26 قضاء، وهي: بيروت، بعبدا، طرابلس، المتن، صيدا، عاليه، صور، المنية - الضنّية، الشوف، زحلة، كسروان، عكّار.

شركات التحويل الى الواجهة

الدور المتعاظم لتحويلات المغتربين قابله تنظيم لوجستي دقيق لنظام تلبية العملاء من شركة OMT والتزام كامل بمعايير الخدمة المسؤولة في ظل جائحة كورونا ونظام أمني سليم ومتطور. فوكلاء الشركة المنتشرون في كل المناطق اللبنانية يلبون يومياً طلباً يقدّر بنحو 4 ملايين دولار طازجة بشكل متواصل ومن دون انقطاع. الأمر الذي شجّع المنظمات المحلّية والدولية، خاصةً تلك التابعة للأمم المتحدة، على التعاون مع OMT لتوزيع المساعدات للمستفيدين، أينما كانوا في لبنان، وذلك بفضل توزّع OMT الجغرافي على كافة الأراضي اللبنانية. هذا فضلاً عن قدرة OMT وسعيها الدائم إلى تأمين السيولة المطلوبة بالدولار الأميركي في كل مراكزها، مع كل ما يتطلّبه ذلك من اتباع آلية معقدة تعتمدها الشركة في ظل عدم توفر الدولار. اذ انها تشحن المال من الخارج وتنقله إلى المركز الرئيسي تحت حراسة مشددة وثم يتم عدّه وتقسيمه ليوزّع على المراكز كافة. وعلى الرغم من أن "التعاقد بالمشاريع الكبيرة على الصعيدين العام والعالمي هو دليل ثقة واعتراف بالدور الرائد الذي تلعبه الشركة على الصعيد الوطني، إلا أنه يبقى هناك تخوف من الدخول في مشاريع مع الدولة"، بحسب معوض، و"ذلك بالنظر إلى الشكوك التي تلقاها العقود مع الدولة مهما كانت شفافة ودقيقة. وهذا ما يدفعنا إلى التفكير ملياً بالسير بهذا النوع من العقود".

مع بداية الأزمة سجلت شركة OMT ظاهرة جديدة تمثلت في ارتفاع عدد وقيمة التحاويل الداخلية بالعملة الأجنبية بعدما كانت تقتصر على الليرة اللبنانية في الفترة الماضية. وهذا الأمر إن دل على دور شركات تحويل الأموال من جهة، فهو يدل من جهة أخرى على تعمق ظاهرة الاقتصاد النقدي وخطورته على الوضع الاقتصادي. وهذا ما دفع الشركة إلى تطوير خدمة البطاقات الالكترونية. حيث أطلقت الشركة بطاقة فيزا مسبقة الدفع الصادرة عن بنك لبنان والمهجر والتي تتيح لحامليها حريّة التصرّف برصيدين بالليرة اللبنانية والدولار الأميركي الـ fresh أيضاً.

 

سياسة إيرانيّة أكثر عدوانيّة... في لبنان

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/الخميس 19 آب 2021

في ضوء ما تعتبره انتصاراً لها في أفغانستان، وانكشاف ضعف الإدارة الأميركية الحاليّة، تُظهر إيران في غير مكان في المنطقة وعلى غير صعيد أنّها مستعدّة لممارسة سياسة أكثر عدوانية. ليس لبنان سوى إحدى "الساحات" الإيرانية التي تمارس فيها "الجمهوريّة الإسلامية" مزيداً من العدوانية عبر أدواتها المحليّة التي تؤكّد في كلّ يوم، عبرها، أنّها تسيطر على لبنان وعلى معظم المواقع الأساسيّة، ومنها رئاسة الجمهورية. لم تكن العراقيل التي وضعها الثنائي ميشال عون – جبران باسيل في وجه تشكيل حكومة، في ظلّ حملة للأبواق الإيرانيّة على كلّ مَن لديه حيثيّة سنّية ووطنيّة في البلد، سوى حجج استخدمتها إيران قبل أن تعلن في الوقت الذي يناسبها أنّها صاحبة القرار اللبناني.

تعتقد إيران أنّها من بين كبار المستفيدين من الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان، وذلك على الرغم من وجود عداء تاريخي بينها وبين حركة "طالبان" التي قمعت الشيعة الأفغان من إثنيّة الهزارة

تستهدف هذه الحملة على أهل السنّة في لبنان تصوير الأزمة في البلد كأزمة سنّية – مسيحيّة يمارس فيها حسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله" دور الحَكَم والوسيط، و"بيّ الكل" الحقيقي. الدليل على ذلك تشديده في خطابه الأخير على ضرورة تشكيل حكومة "في يومين أو ثلاثة". يبدو أنّ تشكيل حكومة، برئاسة نجيب ميقاتي، بات احتمالاً وارداً، كمكرمة من الحزب وإيران، في حال أخذنا في الاعتبار أنّ الحزب في حاجة إلى إراحة بيئته بعد الحصول على إذن إيراني بذلك. ليس سرّاً أنّ بيئة الحزب تعاني معيشياً، وتبدي تململاً واضحاً من الوضع ومن الحزب نفسه، مثلها مثل جميع اللبنانيين. قد يكون ذلك سبباً كافياً كي تتشكّل حكومة تريح نسبياً بيئة "حزب الله" الذي ليس سوى لواء في "الحرس الثوري" الإيراني عناصره لبنانيّة.

يبيع حسن نصرالله اللبنانيين الأوهام في وقت يمارس "حزب الله" على أرض الواقع دور الوصيّ على البلد من منطلق أنّ "العهد القويّ" هو عهده ليس إلّا. لعلّ ما هو أخطر من كلام الأمين العام للحزب عن ضرورة تشكيل حكومة سريعاً، تأكيده مرّة أخرى أنّه يمارس دور "المرشد" في لبنان. لا يعني كلامه عن "موعد الإتيان بالبنزين والمازوت من إيران في بيان رسمي يصدر عن حزب الله"، وعن أنّ هذا البنزين والمازوت "سيدخل لبنان نهاراً وجهاراً"، سوى رغبة في تأكيد سقوط لبنان الذي عرفناه. اختزل "حزب الله" الدولة اللبنانية بكونها دولة بإمرة إيران. ما فعله الحزب هو تعبيرٌ آخر عن العدوانية الإيرانية التي كانت لها انطلاقة جديدة بعدما سلّمها الأميركيون العراق في عام 2003، ففعلت ما فعلته في المنطقة، ومن ضمنها لبنان، حيث اغتيل رفيق الحريري لكونه شخصيّة سنّيّة تحوّلت مع مرور الوقت إلى شخصية وطنيّة لبنانية تمتلك حضوراً عربيّاً ودوليّاً...

تعتقد إيران أنّها من بين كبار المستفيدين من الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان، وذلك على الرغم من وجود عداء تاريخي بينها وبين حركة "طالبان" التي قمعت الشيعة الأفغان من إثنيّة الهزارة. يعود الشعور الإيراني بنوع من النشوة إلى تحسّن علاقة "الجمهوريّة الإسلاميّة" بـ"طالبان" في السنوات التي تلت خروج الحركة من السلطة في عام 2001. وقتذاك، لعبت إيران دوراً في دعم الحملة العسكريّة الأميركيّة على "طالبان" من منطلق أنّها ستكون الرابح الأوّل من الغرق الأميركي في الرمال المتحرّكة الأفغانيّة من جهة، وأنّ خصماً أيديولوجياً لها سيخرج من السلطة من جهة أخرى.

 ليس لبنان سوى إحدى "الساحات" الإيرانية التي تمارس فيها "الجمهوريّة الإسلامية" مزيداً من العدوانية عبر أدواتها المحليّة التي تؤكّد في كلّ يوم، عبرها، أنّها تسيطر على لبنان

ثمّة عامل آخر يجعل إيران مرتاحة إلى الانسحاب الأميركي، ويتمثّل في العلاقة التي أقامتها طهران مع "القاعدة" التي قد تستعيد بعض نشاطها في ضوء عودة "طالبان" إلى كابل بعد غياب استمرّ عشرين عاماً. استطاعت أميركا في عهد باراك أوباما التخلّص من أسامة بن لادن الذي اغتيل في الأراضي الباكستانيّة التي كان يقيم فيها. يبدو أنّ ذلك هو الإنجاز الوحيد الذي حقّقته في أفغانستان في غضون عشرين عاماً.

في كلّ الأحوال، تتصرّف "الجمهوريّة الإسلاميّة"، عبر أدواتها في المنطقة، تصرّف المنتصر. تسعى إلى ملء الفراغ الأميركي الناشئ عن الرغبة في الانسحاب من المنطقة كلّها، والتركيز على التحدّي الصيني وعلى الوضع الداخلي، علماً أنّه ليس معروفاً هل الانسحاب من أفغانستان يمكن أن يساعد على مواجهة التحدّي الصيني بأيّ شكل.

المهمّ في الأمر أنّ السياسة العدوانيّة لإيران لم تظهر فقط من خلال لبنان. هناك أمثلة أخرى يمكن إيرادها في هذا المجال. ففي العراق، على سبيل المثال وليس الحصر، بات قائد "الحشد الشعبي" فالح الفيّاض يتصرّف وكأنّ العراق محميّة إيرانيّة. ذهب إلى طهران، وأشاد علناً بتجربة "الحرس الثوري"، موحياً بأنّ "الحشد الشعبي" نسخة عنه. كانت رسالته واضحة. فحوى الرسالة أنّ العراق هو "الحشد الشعبي" الذي ليس سوى تجمّع لميليشيات مذهبيّة موالية، في معظمها، لإيران ولـ"الوليّ الفقيه". أكثر من ذلك، ذهب الفيّاض لاحقاً إلى دمشق، والتقى بشّار الأسد ووجّه إليه دعوة باسم الحكومة العراقيّة للمشاركة في قمّة دول الجوار العراقي التي يُفترض أن تنعقد في بغداد أواخر الشهر الجاري. نفت الخارجية العراقيّة ذلك، لكنّ الرسالة الإيرانية واضحة. تقول الرسالة الإيرانية إنّ "الحشد الشعبي" هو العراق، مثلما أنّ "الحرس الثوري" هو إيران... ومثلما أنّ "حزب الله" هو لبنان!

يبقى سؤال في غاية البساطة: هل صحيح أنّ أميركا انسحبت من المنطقة كلّها مثلما انسحبت من أفغانستان؟ هل الرهان الإيراني في محلّه إلى درجة أنّ الإدارة الأميركية ستعقد صفقة مع "الجمهوريّة الإسلاميّة" بشروط طهران؟ ماذا ستفعل دول المنطقة، ومن بينها إسرائيل، في حال عُقِدت مثل هذه الصفقة؟

 

لبنان محكوم بمعادلة جديدة... "الأمن لحزب الله والإقتصاد للحريري"!

ألان سركيس/نداء الوطن/18 آب/2021

تمرّ البلاد بأصعب مرحلة في تاريخها، إذ إن الأزمة التي تعصف بها هي الأصعب منذ الحرب العالمية الثانية. كشف إنفجار عكّار المدمّر هشاشة الوضع اللبناني وبؤس سياسات السلطة الحاكمة التي يتسبّب إهمالها بقتل الشعب، فلو بادرت منذ فترة إلى ضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية ومنع التهريب لما وصل الوضع بالنسبة إلى ملف المحروقات إلى ما هو عليه اليوم، وكل ما تفعله هذه السلطة هو إستمرارها بالضغط لصرف دولارات المودعين من أجل مدّ المهرّبين بالموادّ المطلوبة ولإنعاش النظام السوري.

ويتكشّف يوماً بعد يوم حجم الفضائح في الدولة اللبنانية المهترئة وكيف تدير الأزمة وتعجز عن إتخاذ أي قرار، والدليل أن قرار رفع الدعم الذي أعلن عنه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وأبلغه إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، والمجلس الأعلى للدفاع، تنصّل الجميع منه بعدما أدركوا حجم الزلزال الذي سيُحدثه في البنية الإقتصادية والإجتماعية. وفي السياق، فإن الفريق الذي يتحكّم باللعبة لا يزال على سياساته، فـ"حزب الله" لا يضغط على حليفه رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل من أجل تسهيل ولادة حكومة تحتاجها البلاد، في حين أن فريق الرئيس سعد الحريري الذي قبِل تكليف الرئيس نجيب ميقاتي على مضض غير قادر على الهجوم، لذلك يعتمد سياسة دفاعية تؤدّي إلى مزيد من التعطيل وإستعمال الورقة الإقتصادية ويحاول التنصّل من المسؤوليات، مع العلم أن الحريرية السياسية حكمت البلد لأطول فترة زمنية ومسؤولة عن معظم السياسات المالية. ويبدو أن الزمن يُعيد نفسه، فبعد توقيع "اتفاق الطائف" كان هناك (س- س) حكمت البلد، وتجلّت أكثر في عهد الرئيس الأسبق إميل لحود حيث لُزّم الأمن للسوري وأجهزته التابعة له في لبنان بينما تكلّف الرئيس الحريري بالإقتصاد، فكان الأمن للسوري والإقتصاد للحريري.

اليوم هناك معادلة جديدة، إذ إن "حزب الله" يُمسك الملف الأمني بكل تفاصيله ويتحكّم بمفاصل الدولة ويُقرّر مسألة السلم والحرب ويمارس نفوذه الأمني في الداخل بطريقة مبطّنة، أي إنه ورث النظام السوري.

ولا يستطيع أي فريق سياسي التصدّي لنفوذ "الحزب" في الداخل، وتقتصر المواقف على الإعتراضات على رغم إتهام الفريق الخصم لـ"الحزب" بأنه يخرق معظم الأجهزة الأمنية، ولا يستطيع أحد مشاركته في القرارات الإستراتيجية، كما انه متهم من الفريق نفسه بأنه يغطّي التهريب ويشرّعه وذلك من أجل إنقاذ حليفه النظام السوري. وإذا كانت سياسة "حزب الله" وعون وفريق 8 آذار أدّت إلى تدهور الحالة الإقتصادية، إلا أن الحريري لا يزال يملك مفاتيح أساسية في التركيبة الإقتصادية، فالأخير يدافع بشراسة عن حاكم مصرف لبنان المحسوب على النادي الماروني بالاسم بينما هو في فريق الحريري، وإعترافه في إطلالته الأخيرة بأنه قادر على ضبط سعر الليرة يعني بأن هناك قطبة مخفية في مكان ما.

وإذا كان تأليف الحكومة يريح الأسواق ويخفف الضغط على الليرة، فإن إقتصاديين يرون أن أزمة الليرة هي سياسية بقدر ما هي إقتصادية، وهذا ما يفسّر صعود الدولار المفاجئ عندما لا يرضى الحريري بالواقع وإنخفاضه عندما كان يخرج من بعبدا مبتسماً، في وقت إرتفع الدولار بعد تأليف حكومة الرئيس حسان دياب التي لم تنل رضى الحريري. لا شكّ أن كل الدولة هي في خدمة مصالح "حزب الله" العليا، لكن الأمور تجاوزت الإصطفافات القديمة والوضع اللبناني فُتح على الأخطر مع إقتراب الإنفجار الكبير إذا لم تتسارع المعالجات.

 

هلّق فهمنا

سناء الجاك/نداء الوطن/18 آب/2021

"بيت فيه فساد يجب ان يُهدم ويُنظّف ثم يُعاد تعميره". جملة مفيدة توضيحية قالها الرئيس الجنرال أمام وفد مغترب، وكشفت المستور عن خريطة طريق لخطة تبرّر أسباب هذه الكوارث التي نعيشها وتخلِّف مآسي وسع الوطن.

أما أين سيعيش اللبنانيون الذين يجب أن تهدم منازلهم ليصار إلى تنظيفها من الفساد؟ فلا لزوم للتوقف عند هذه التفاصيل التافهة. ولا يهم إن كانوا سيعيشون أصلاً. وليس ضرورياً على ما يبدو. فالهدم والتنظيف مكلفان، وقد يتسبّبان ببعض الإبادة الجماعية لقرية من هنا ومدينة من هناك.. بسيطة "بنكمّل باللي بقيوا". أما إذا لم يبق من يخبر، نستورد شعباً جديداً "بورقته" وفق شروط مدروسة ودقيقة، وبعد إخضاعه لفحوص مخبرية تؤكد خلّوه من كل ما يعيق الهدف النبيل الذي ترمي إليه سياسة الأرض المحروقة. والأهم هو إستيراد شعب يفهم إطار النضال المستمرّ لسيد العهد القوي بغية "إعادة بناء هذا البلد، رغم كل الصعاب والمواجهات التي تعترضنا وحملات التضليل والشائعات". شعب لا ينجرف خلف المطالبات الساذجة والرعناء بإستقالة الرئيس الجنرال. فقد أبلغنا أنه سيقوم بواجباته "حتى النهاية، وآمل أن تبدأ معي مرحلة إعادة إعمار لبنان نفسياً ومادياً على أن يستكملها الرئيس الجديد في وقت لاحق". أي نهاية؟؟ تلك هي المسألة التي تؤشّر إلى أن تباشير الأمل لن تلوح في الأفق قبل إنجاز متطلّبات التنظيف. فالهدم لا يزال في أوّله، بالتالي لن تكون مرحلة إعادة إعمار لبنان في المدى المنظور. يجب أن تمهّد لإنطلاقتها خطوات جبارة تتطلب الكثير من التفجيرات والحرائق والإغتيالات والإفلاسات والأزمات الاقتصادية والسياسية والإجتماعية...

وفقر وجوع وبطالة وذلّ وموت بأساليب ووسائل مبتكرة، ليس فقط على الصعيد المحلي ولكن على الصعيد الدولي. لكن من يهتمّ؟؟ فمن يقرأ تقاطعات التصريحات المتدفّقة من الشياطين المحلية والإقليمية والدولية، يعرف أنها في مدار لا علاقة له ولا اكتراث من قبل من يدور في فلكه بمدار الجثث المتفحّمة ولوعة أهلها. والعجيب الغريب أنّ التنظيف لا يشمل بيوت أي من أركان المنظومة المتحكّمة بالسلطة او من المنتفعين منها في مختلف مرافق السياسة والإقتصاد والأمن والإدارة، أو من أصحاب الحظوة المولجين تنفيذ الأعمال الوسخة لمدِّ المنظومة بالمال الحرام الذي يستوجب مزيداً من الموت. فيسندها وتسنده حتى الوصول إلى الهدف النبيل الذي لا حياد عنه على الرغم من التضحيات التي يقدّمها العهد القوي من اللحم الحيّ الذي صار فحماً. على العكس، يجب حماية بيوت هذه المنظومة ومن يديرها، فالتنظيف لا يحول دون حماية نفسها ومصالحها بالتكافل والتضامن في ما بينها. لذا، هبّت القوى الأمنية المدجّجة بالأوامر لقمع المتضرّرين الغاضبين واعتقالهم لرفضهم دفن أحبّتهم قبل مساءلة المجرمين والمسؤولين عن هذا الطوفان من الإجرام. و... أبشروا... فالعهد القوي لا يترك شاردة أو واردة وسيتوّج إنجازاته بإعادة الإعمار نفسياً... حينها سنشهد معجزة المعجزات وسيتحقّق الطموح الأسمى لبناء بيت لا فساد فيه، وفق مفهوم خاص للفساد وللإنجازات، والأهمّ الرئيس المقبل الذي سيستكمل مسيرة الإصلاح والتغيير... ومن الضروري أن يكون الصهر وسند الظهر. وإلا يصبح صعباً، ان لم يكن مستحيلاً تسليم الأمانة. عظيم... أصبح بإمكاننا أن نرتاح ونستكين إلى النار التي تحرق زهرة شبابنا والتي تنزل على العهد القوي والمنظومة ومن يديرها برداً وسلاماً.. هلّق فهمنا...

 

«القوات» والخطوط الــحُمر

راكيل عتيِّق/الجمهورية/19 آب/2021

يقف حزب «القوات اللبنانية» بين رشقات «التيارين»، فتيار «المستقبل» يكيل الاتهامات لـ»القوات» على مواقف قديمة وجديدة، ومنها موضوع رفع الحصانات عن المدّعى عليهم في ملف جريمة تفجير مرفأ بيروت، وخرجت أصوات تعتبر أنّ «القوات» تحمي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمّا «التيار الوطني الحر» فيتهم «القوات» بعرقلة سلفة الكهرباء، وقبلها خطط لهذا القطاع، فضلاً عن اعتباره أنّ كلّ هدفها وغايتها من تمسُّكها بالانتخابات النيابية المبكرة ومعارضتها لأي إجراء آخر، توسيع شعبيتها، اعتقاداً منها أنّها اللحظة المناسبة لاقتناص تراجع شعبية «التيار».

الى ذلك، يسأل البعض عن «الصمت القواتي» حيال قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رفع الدعم كلياً عن المحروقات، مع ما يؤدّي إليه هذا القرار من تجويع للشعب اللبناني. ويرى هذا البعض، أنّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يتفرّج على الأزمات، لأنّها تُسقط عون ومن خلفه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. لكن بالنسبة الى «القوات»، إنّ هذا الكلام «تعمية عن الحقيقة. فرفع الدعم ليس قراراً اتُخذ بين ليلة وضحاها، بل بعد فترة طويلة من التمهيد والتحضير له، وبعد تحذيرات من حاكم مصرف لبنان من أنّه لم يعد يملك أموالاً، وبالتالي لم يعد هناك من خيارات أمامه، وليس لإضعاف عون، بل مسار سياسي لسلطة فاشلة. والجميع كان يعلم أنّ هناك وقتاً محدّداً، حيث ستنضب الأموال ويجب البحث عن بديلٍ منها، وهذا الوضع غير جديد، ومعروف منذ أكثر سنة. ولا نتحدث عن مسألة مفاجئة بل عن مسار طويل، كانت لـ»القوات» خلاله مواقف عدة، حذّرت فيها ونبّهت ودعت الى ترشيد الدعم لكي لا نصل الى ما وصلنا إليه، وآخرها اعتبار جعجع أنّه لا يجوز أن تُصرف كل هذه الأموال هدراً على التجار والسماسرة والمهرّبين، ولم يستفد منها الشعب اللبناني، لأنّه لم تكن هناك إرادة للاستفادة منها بالشكل المطلوب بل على العكس، هناك إرادة لإبقاء الأمور على هذا المنوال».

لذلك، بالنسبة الى «القوات»، إنّ «مسألة وضع الناس أمام خيارات مستحيلة بين السيئ والأسوأ غير مقبولة، وهناك سلطة حاكمة عليها أن تسوس وتدير أحوال الناس وشؤونهم، وإذا كانت عاجزة عن ذلك، عليها أن ترحل. فلم نصل الى هنا بالصدفة، بل نتيجة سياسات وإدارة سيئة، ولأنّ أحداً لا يريد أن يستمع الى التحذيرات. وبالتالي هناك فريق سياسي يتحمّل مسؤولية الوضع الذي وصلنا إليه، ورفض الاستماع الى أنّنا سنصل حكماً الى هذا الوضع نتيجة السياسات الخاطئة، وكان يُفترض به اتخاذ قرارات وتدابير تحول دون ذلك ولم يتخذها».

وإذ تؤكّد مصادر «القوات» موقفها الواضح هذا، تشير الى موقفها الواضح أيضاً بالنسبة الى رفع الحصانات عن النواب الوزراء السابقين المُدّعى عليهم في جريمة المرفأ، وأنّها لا تعارض طرح تيار «المستقبل»، لجهة التعديل الدستوري لرفع الحصانات عن الجميع، بدءاً من رئيس الجمهورية. فالطرحان قد يلتقيان في مكانٍ ما، لكن الملحّ هو رفع الحصانات التي طلبها المحقق العدلي، ويُفترض النظر بالقرار الذي أصدره، ويجب تسهيل عمله. أمّا اقتراح «المستقبل» فيتطلّب مساراً طويلاً». وإذ تلفت الى أنّ جعجع قال لوفد كتلة «المستقبل»: «إنّ للبحث صلة»، توضح أنّ «طرح «المستقبل» يأخذ وقتاً، بينما هناك طلب ملحّ يجب الاستجابة له». وتجزم أنّ «لا خطوط حمراً على أحد، لا حول عون ولا غيره، وعلى الجميع التزام التحقيق»، مذكّرةً «أنّنا عندما نرفض تكليف رؤساء حكومات، فانطلاقاً من أنّ أي رئيس حكومة سيكون عملياً مكبلّاً ومحاصراً بين العهد و»الحزب»، وإذا قال بيطار يجب التحقيق مع الرئيس فيجب ذلك».

بالتالي، لا خطوط حُمراً لـ»القوات» في هذا الإطار، بل إنّ الخط الأحمر، بالنسبة إليها الآن، هو حول الاحتياطي الالزامي لدى مصرف لبنان. وترفض «القوات» اتهامها بترك اللبنانيين يغرقون في العتمة والجوع، معتبرةً «أنّنا إذا ذهبنا الى استخدام الاحتياط الالزامي، فهذه أموال محّددة وستنضب أيضاً، وهذا شراء للوقت ولا علاج في شراء الوقت، لأنّ لا سياسات إصلاحية ولا جدّية لمعالجة الأمور، وإلّا لما وصلنا الى هذا الوضع». وترى «القوات»، أنّ «هذا الاحتياط الإلزامي سيكون مصيره كالأموال التي صُرفت، مع هذا الفريق السياسي الذي استخدم كلّ أموال الناس وأوصل الدولة والبلد الى الانهيار والفشل، ولن نسمح له باستخدام الاحتياط الإلزامي، وهو ما تبقّى من مدخرات الناس وجنى عمرهم، لكي تستعملها دولة فاشلة هدرت مليارات الدولارات على قطاعات تستفيد منها، لأنّها لا تريد إجراء إصلاحات جدّية وجذرية فيها، لأنّها تشكّل لها مساحة للاستفادة الزبائنية ومن خلال الفساد. وبالتالي على الفريق السياسي أن يرحل. وهذه المسألة ليست قرارات شعبوية وتنظيراً سياسياً، بل هي وقائع، وكان هناك تحذيرات منذ أكثر من عام من قوى عدة وفي طليعتها «القوات». وتقول مصادر «القوات: «بعد الاحتياط الالزامي سيأتون الى استخدام الذهب تحت حجة «لكي لا نُغرق الناس في العتمة»، وبالتالي نكون نتجّه في مسار، لكي يبقى هؤلاء الفاشلون في مناصبهم، نستخدم كلّ مدخرات الناس من جهة وكلّ ارتكازات الدولة التاريخية من جهة ثانية. ولن نسمح لفريق سياسي أن ينهب الدولة ويسرق كلّ أموال الناس، وهو يتلطّى خلف الناس فيما هدفه كسر الضغط عليه والبقاء في السلطة». والحلّ الوحيد لأزمة المحروقات، يكمن الآن، بحسب «القوات، في أن «يحدّد وزير الطاقة فوراً جدول أسعار المحروقات تبعاً لقرار حاكم مصرف لبنان، وأن تلتئم الحكومة استثنائياً، لإقرار البطاقة التمويلية، فلا حلول أخرى. والدعم تحوّل سرقة للناس وللبنانيين وسرقة موصوفة من قِبل النظام السوري، والأرقام واضحة ولا تُكذّب، والدليل كيف صُرفت الاموال هدراً منذ لحظة تكليف الرئيس حسان دياب، ولو أُقرّت البطاقة منذ ذلك الوقت لما كنا وصلنا الى ما وصلنا إليه الآن».

 

فجور الحكّام وثورات المظلومين

الياس الزغبي/19 آب/2021

كيف يريد هؤلاء الحكّام أن يثق اللبنانيون بهم، وكذلك المجتمع الدولي، وهم غارقون، بفجور موصوف وعلنية وقحة، في وحول المحاصصات وتعيين المحاسيب وزراء !؟ هذا يريد "الأشغال" لتنفيذ المشاريع في بيئته، وآخر يريد "الشؤون الاجتماعية" لدسامة أموالها الموعودة،

وثالث يتشبّث ب"المالية" كعصب لكل الصفقات، ورابع ب"العدل" لتصفية الحسابات وتنفيس احتقانات الانتقام من أي معارض أو رافض أو ثائر. وخامس وسادس وسابع يتهافتون على هذه الحقيبة أو تلك، قبل ان تدهمهم الانتخابات على قارعة الخواء الشعبي.

وجميعهم ينفرون من بقرة "الطاقة" التي جفّ ضرعها بعد سنوات استحلابها، بينما "الخارجية" التي حوّلوها إلى مكتب سفريات وفقيرة العائلة وسائبة النسب، يأنف منها كثيرون، وقد يتولّاها أي مستزلم متهافت على أي دور. حكّام يفصّلون حكومة على قياس حصصهم، بدمٍ بارد وبدون أي إحساس بالخجل، لا من الداخل ولا من الخارج. فقد طقّ الشرش الأخير للحياء، وبات شعار هؤلاء: "إذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت". ولكنْ، إنّ رهانهم على خدر الشعب وانهماكه في لقمته وحبة دوائه وقطرة محروقاته... ساقط حتماً، وثورات المظلومين على الظالمين تملأ التاريخ.

 

لبنان وسياسة بايدن الخارجية

السفير مسعود المعلوف/الجمهورية/19 آب/2021

بعد أن تسلّم جو بايدن مقاليد الرئاسة الأميركية في العشرين من شهر كانون الثاني الماضي، زار وزارة الخارجية في مطلع شباط وألقى خطاباً حدّد فيه معالم سياسته الخارجية. في هذا الخطاب، ركّز بايدن على علاقات بلاده المعقّدة مع كل من روسيا والصين، وشدّد على رغبته في إعادة تعزيز العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والإتحاد الأوروبي، وأشار الى العلاقات مع عدد من الدول، من دون ذكر الشرق الأوسط، باستثناء حرب اليمن. معروف أنّ إسرائيل تأتي في طليعة اهتمامات الولايات المتحدة في سياستها الشرق-أوسطية، وقد فسّر المراقبون عدم ذكر الشرق الأوسط وإسرائيل بالذات في خطاب بايدن، على أنّ ذلك عائد الى انّ اسرائيل كانت، في تلك الفترة، في وضع مريح، بعد أنّ أقامت بعض الدول العربية علاقات ديبلوماسية معها، بتشجيع قوي من الرئيس السابق دونالد ترامب، ولأنّ علاقة بايدن مع نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، ليست على ما يرام.

بعد ذلك بأيام، وفي شهادته أمام الكونغرس، تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن ببعض التفصيل عن السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، وخصوصاً تجاه القضية الفلسطينية، مؤكّداً إعادة علاقات الولايات المتحدة مع الفلسطينيين والتغييرات التي ستحصل في السياسة الشرق-أوسطية التي أرساها ترامب. وقد كان في ذلك رسالة على أنّ السياسة الأميركية تجاه هذه المنطقة ليست من أولويات البيت الأبيض، بل ستُحدّد على مستوى وزارة الخارجية. كان واضحاً من خطاب بايدن ومن خطاب وزير خارجيته، أنّ لبنان ليس من أولويات السياسة الخارجية الأميركية، سواء على صعيد البيت الأبيض، أو على صعيد وزارة الخارجية، ومعروف أنّ علاقة الولايات المتحدة مع هذه المنطقة تمرّ عبر ما سيتمّ بالنسبة الى الإتفاق النووي الإيراني. ولكن الحرب التي وقعت منذ شهرين بين إسرائيل وقطاع غزة على إثر ما حصل في الشيخ جراح، أرغمت بايدن على إعادة حساباته، فخصّص وقتاً وجهداً كبيرين لتحقيق وقف إطلاق النار بين الفريقين. كما أنّ الإتصالات التي أجرتها منظمات لبنانية-أميركية مع الإدارة، وخصوصاً مع وزارة الخارجية وكذلك مع الكونغرس، أعادت لبنان إلى اهتمامات السياسة الخارجية الأميركية. فهنالك أمور تدلّ الى احتمال وضع لبنان على لائحة الإهتمامات الخارجية الأميركية من جهة، ولكن هنالك، من جهة ثانية، أموراً معاكسة قد تحول دون السماح لإدارة بايدن بإيلاء الموضوع اللبناني الأهمية التي يستحقها.

أولاً: الأمور التي تدلّ الى الإهتمام الأميركي بلبنان:

تظهر هذه الأمور في الكونغرس، وفي الإعلام وفي الإدارة.

- يوجد في الكونغرس عدد، وإن كان قليلاً، من النواب اللبنانيي الأصل، وهم يشكّلون، مع زملاء لهم من مجلسي النواب والشيوخ، فريق عمل يتابع الأوضاع في لبنان ويطالب الإدارة بإيلاء الشأن اللبناني الإهتمام اللازم.

يقوم أيضاً ممثلون لمنظمات لبنانية-أميركية لدى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ واللجان المتفرعة منها، بالإدلاء بشهاداتهم المؤيّدة للبنان، ومطالبين هذه اللجان بالتدخّل لدى الإدارة لتقديم المساعدة اللازمة له في هذه الظروف الصعبة. سنتحدث أدناه ببعض التفصيل عن هذه المنظمات ونشاطاتها.

كذلك صدر عن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ التابع للكونغرس، في الرابع من آب، قرار يعلن التضامن مع شعب لبنان لمناسبة ذكرى تفجير مرفأ بيروت، ويحضّ المسؤولين اللبنانيين على إنجاز التحقيق بشفافية حول هذا التفجير، ويدعم مطالبة الشعب اللبناني بوضع حدّ للفساد المتفشي داخل الحكومة. كما يثني القرار على الجهود الاوروبية والأميركية الآيلة الى المساعدات الإنسانية المقدّمة للشعب اللبناني مباشرة، وعلى التعاون في ما يعود الى فرض العقوبات. مع العلم انّ مثل هذه القرارات لا تقترن بالضرورة بأي عمل فعلي، سياسياً كان أو مادياً، إلّا أنّها تعبّر عن اهتمام بلبنان، وتعطي الإدارة حافزاً لإدخال لبنان ضمن لائحة اهتماماتها.

- أما بالنسبة الى الإعلام، وبعد أن كان لبنان غائباً لفترة طويلة عن الإعلام الاميركي، لاحظنا في الآونة الأخيرة اهتماماً ملحوظاً بما يجري في لبنان، خصوصاً في مناسبة ذكرى تفجير مرفأ بيروت. ومع أنّ الأخبار والتعليقات المنشورة في الوسائل المرئية والمكتوبة والمسموعة هي بمعظمها سلبية، إذ ليس من تطورات إيجابية جديرة بالنشر تحصل في لبنان في الوقت الحاضر، ولكن الإدارة الأميركية تعير أهمية لما يُنشر في وسائل الإعلام المحلية، وقد يؤدي ذلك الى اهتمام متزايد بلبنان.

- وفي ما يتعلق بالإدارة، لا بدّ من الإشارة الى ما تقوم به المنظمات اللبنانية الأميركية لحضّ الإدارة على إيلاء الموضوع اللبناني الأهمية التي يستحقها.

أهم المنظمات التي تهتم بالشأن اللبناني في واشنطن وتقوم بنشاطات جدّية سعياً الى مساعدة لبنان على الصعيد السياسي، هي «فريق العمل الأميركي من أجل لبنان» التي يرأسها ادوارد غابريال، اللبناني الأصل، والذي كان سفيراً للولايات المتحدة في المغرب في عهد الرئيس بيل كلينتون، وله علاقات جيدة مع وزير الخارجية الحالي أنتوني بلينكن، و»معهد الشرق الأوسط» الذي يرأسه بول سالم، نجل وزير الخارجية اللبنانية الأسبق أيلي سالم، والذي هو أيضاً مرتبط بعلاقة جيدة مع بلينكن، علماً أنّ هذه المنظمة لا علاقة لها إطلاقاً بالمنظمة المعروفة بإسم «معهد واشنطن للشرق الأوسط» التي هي مؤسسة دراسات تابعة للوبي الإسرائيلي. هنالك أيضاً عدد من المنظمات اللبنانية-الأميركية التي تهتم بالشؤون السياسية، ولكنها تابعة لأحزاب لبنانية وتتحدث بإسم هذه الأحزاب، وبالتالي ليس لها تأثير ملموس، بل نشاطها يقتصر على الجالية اللبنانية. كما يوجد عدد من المنظمات التي تجمع مساعدات إنسانية للبنان وفي طليعتها مؤسسة رينيه معوض وغيرها. من أبرز النشاطات التي قامت بها هذه المنظمات على الصعيد السياسي، إعداد دراسة مشتركة في بداية عهد بايدن بين كل من فريق العمل من أجل لبنان، ومعهد الشرق الأوسط، ومنظمة «لايف»، تشرح بالتفصيل أوضاع لبنان، وتقترح على الإدارة طرق ووسائل الدعم. وقد تمّ تقديم هذه الدراسة شخصياً الى بلينكن الذي وعد بإيلائها الإهتمام اللازم. وقد يكون من نتائج الضغوط الممارسة على الإدارة من الكونغرس والمنظمات اللبنانية-الأميركية، إعلان بايدن منذ أيام تقديم مساعدة إضافية للشعب اللبناني (وليس للحكومة اللبنانية) بقيمة 100 مليون دولار أميركي، وفي ذلك تطور إيجابي لا بأس به، وقد تليه خطوات أخرى. هذا طبعاً بالإضافة الى المساعدات المقدّمة باستمرار الى الجيش اللبناني، الذي يلقى قائده العماد جوزف عون تأييداً أميركياً واضحاً.

يدور الحديث حالياً في بعض وسائل الإعلام اللبنانية عن لقاء محتمل بين البطريرك الراعي والرئيس بايدن. وينبغي التوضيح هنا، أنّه لم يُحدّد أي موعد لمثل هذا اللقاء، وأنّه لم يصدر عن الإدارة الأميركية حتى الآن أي تعليق حول الموضوع، ولكن بعض المنظمات اللبنانية-الأميركية تدعو الرئيس بايدن الى استقبال البطريرك في البيت الأبيض، نظراً لمواقفه المطالبة ببسط سلطة الدولة على كافة الاراضي اللبنانية، وهي مواقف تؤيّدها أيضاً الولايات المتحدة.

في مقابل هذه المؤشرات حول امكانية حصول اهتمام أميركي متزايد بالشأن اللبناني، هنالك أمور وتطورات داخل الولايات المتحدة وخارجها، قد تترك لبنان خارج دائرة الإهتمامات الأميركية في المستقبل المنظور من عهد بايدن أهمها:

- على الصعيد الداخلي، تفشي جائحة كورونا بنحو متزايد، خصوصاً متحور «دلتا» الذي أدّى الى اكتظاظ متجدّد في المستشفيات في عدد من الولايات، وذلك على خلفية رفض عشرات الملايين من المواطنين الأميركيين التلقح لأسباب مختلفة، معظمها عائد الى كون قسم كبير منهم من الحزب الجمهوري المناهض لبايدن.

- إنشغال بايدن بقضايا داخلية تشريعية هامة، مثل موضوع موازنة الدولة، وقانون إعادة تأهيل البنى التحتية، وهي مشاريع تلقى معارضة من أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس من جهة، وهم يتهمون بايدن بتبني مبادئ إشتراكية، كونه يحاول تفعيل الإقتصاد عبر برامج تحفيزية، كما تلقى معارضة من الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي الذين يطالبون بمزيد من الإنفاق لمساعدة الطبقة المحتاجة من الشعب. وعلى بايدن أن يوفق بين هذه الإتجاهين المتناقضين لتنفيذ مشاريعه التي وعد بتنفيذها في حملته الإنتخابية.

- على الصعيد الخارجي، تشكّل الصين تهديداً اقتصادياً جدّياً للولايات المتحدة، ومن المتوقع ان تصبح الصين الإقتصاد الأول في العالم بدل الولايات المتحدة، بعد أقل من عقد من الزمن. هذا بالإضافة الى التحدّيات الصينية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأقصى، خصوصاً في جنوب بحر الصين، وهونغ كونغ، وتايوان، وموضوع حقوق الإنسان في غرب الصين الذي يعلّق عليه بايدن أهمية كبرى. كذلك هنالك التحدّي الروسي للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط وفي وسط آسيا، وكذلك التحدّي الناجم عن قرار الإنسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان، وما رافقه من سيطرة حركة «طالبان» على حساب الحكومة الشرعية، التي سعت الولايات المتحدة الى دعمها وتعزيز جيشها لسنوات عدة.

- على الصعيد الخارجي أيضاً، تواجه إدارة بايدن مسألة المفاوضات مع إيران لإعادة إحياء الإتفاق النووي، وهذه المفاوضات متوقفة حتى مطلع شهر أيلول، والمرحلة المقبلة من التفاوض ستكون صعبة، إذ على الولايات المتحدة مواجهة إدارة إيرانية جديدة أكثر تشدّداً من الإدارة السابقة التي وقّعت الإتفاقية واحترمتها بالكامل، الى أن انسحبت إدارة ترامب منها أحادياً في أيار 2018.

هنالك إذاً مؤشرات تدل الى احتمال دخول لبنان في لائحة اهتمامات السياسة الخارجية الأميركية في عهد بايدن، كما أنّ هنالك احتمالات تدفع في الإتجاه المعاكس، ولكن في الواقع ليس هنالك من ثوابت مستقرة في السياسة الخارجية الأميركية، وخير دليل الى ذلك قرار بايدن منذ فترة قصيرة بالإنسحاب العسكري التام من أفغانستان، ولكن بعد أن تمّ سحب نحو 90% من القوة العسكرية الموجودة في ذلك البلد، وافق بايدن منذ يومين على إعادة إرسال 3 آلاف جندي أميركي الى افغانستان بحجة حماية انسحاب معظم أفراد طاقم السفارة الأميركية من كابول، أي أنّ الولايات المتحدة تتخذ قراراتها على أساس ما تراه من مصلحة لها، والقرارات تتغيّر وفقاً لحسابات المصالح، والسياسة الأميركية تجاه لبنان تخضع للإعتبارات نفسها.

 

مقالة سمير عطالله من جريدة النهار

19 آب/2021

“اخفضوا اصواتكم واصوات صفاراتكم وابواقكم ومطارقكم. خاطبوا همساً، وسيروا على رؤوس أقدامكم، فالوطن يحتضر”.

محمد الماغوط

تروي حكاية مركيزة غابت عن قصرها 15 يوماً، ولما عادت، كان الحارس في استقبالها، فسألته كيف أحوال القصر، فقال: “كل شيء على أحسن حال، سيدتي المركيزة، لكن الاسطبل قد احترق”. وسألت عن المطبخ فقال كل شيء على أحسن ما يرام، سيدتي المركيزة، لكن مخازن الطعام احترقت”. وتسير الأغنية على هذا المنوال من السخرية، الى ان لا يبقى شيء، لا في اسوأ حال، ولا في أحسنه. لم يبقَ شيء سيدي المركيز. لكن “#حقوق المسيحيين” في أجمل وأروع حالاتها. وها هي تلمع في الأعالي.

لذيذة “حقوق المسيحيين”. أعلنها الوزير بيار رفول بأقصى ما يمكن من مودّات وبلاغة وطنية وأدب رفيع: بلّغوا الميقاتي، إما وزيران يضمنان حقوق المسيحيين الخالدة، وإما مصير الحريري. بلد الحقوق والعدل. بلد المساواة والسعادة. بلد أدب المخاطبة.

للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد ومآسيه وحروبه ومجاعاته، الناس تحرق نفسها. بدأ الحريق، أبٌ لا يملك اقساط ابنائه المدرسية، على رغم امتلاكه كامل الحقوق المسيحية. ومن يومها امتد الحريق الى كل معالم الحياة وأسس البقاء. ولم يعد لدى الحريق الكبير وقت يكفي لطلب الهويات أو التدقيق في هوايات المركيز. ففي مثل هذا الجفاف الرهيب واليباس القاحط وتراكم القش، ينضب البنزين والمازوت والفيول التافه. وتجف المياه والسوائل ودموع الأمهات والعرائس، والسدود. لكن الحرائق تبقى على توحّشها، تلتهم كل شيء، وترمّد البحر والبر والمال والرغيف و Tout vas tres bien Madame la Marquise.

جماعية تخرج جنازات الحرائق في لبنان. ومجلس الدفاع الأعلى جاهز، ليس فقط للاجتماع، بل لعقد اجتماع استثنائي ايضاً. لو يدري هؤلاء اللبنانيون فقط ماذا يبذل الباذلون من اجلهم، من اجتماعات واستدعاءات وتوجيهات، لكنهم والله لا يدرون ولا يقدِّرون، ولا وفاء فيهم. شعب نقّاق “تقيل” الدم، يفيق كل يوم على مطلب وينام على آخر. يوم يريد حليب أطفال، ويوم يريد أدوية، ويوم يريد خبزاً من عند رفول الاقتصاد، الطوباوي التصريحات. وماذا تريد فوق كل ذلك؟ ولاه شعب، تريد #كهرباء؟ يا اندبوري، بطّل يعجبك السراج والقنديل واغنية فيروز عن الليل والقنديل؟

لولا ثقتي بالزميل مصطفى فحص، نجل العلامة الراحل هاني فحص، لما امكنني ان اصدق كلامه عن كيف تضيء والدته السراج في الليل. كان في القرى ايام يفاعنا، حشرة فوسفورية جميلة تضيء كلها ونسميها “سراج الليل”. ثم جاء فؤاد شهاب وأقسم ألا تبقى قرية في لبنان من دون كهرباء، ولم يعد “سراج الليل” يظهرفي الضوء. وها هو يظهر من جديد في شيخوختنا، علامة التجدد، والتغيير. او الإصلاح. أو البنزين الذي لا وجود له إلا في مخازن السرقة والتهريب والقتل. أو محطات القتل من اجل صفيحة. أو محطات الانتظار والنوم، والدعاء بكل انواعه، ومنها دعاء 98 اوكتان. Mais tout va tres bien Madame La marquise. وخصوصاً، خصيصاً، خصوصة، “حقوق المسيحيين”.

في أي جمهورية نحن؟ قياساً بالأولى، لا أدري. وأخاف ان أدري. الجهل اكثر راحة من المعرفة. والسبب انك لن تغيّر شيئاً، عرفت ام لم تعرف. حكاية ابريق زيت وتفضّل نم. إذا كنت حتى الآن بين القادرين على النوم على معدة غير صافرة وغير كافرة.

هل خطر لك ذات يوم، أن شعبك سوف ينام بلا أن يطفىء الكهرباء، أو يفتح البراد، أو يشعل البوتاغاز؟ جائعاً يحاول أن ينام لكي يحلم بكسرة خبز من فتات الموائد. هل خطر لك ان جمال عكار سوف يحترق؟ ثم يحترق، ثم ينفجر، ثم يموت الأبرياء. ليس من الحريق، بل من بيانات التوجيهات والاجتماعات. صدقني، أنا خطر لي، لست اضرب بالرمل، ولا بالبرجيس، ولكنني اقرأ في الاسماء، ثم لا اعود اقرأ شيئاً آخر. اجلس واتوسل الله ان يخفف قسوة الحظ وفظاظة القدر. يا إله المسلمين والمسيحيين والعالمين واللاادريين، نجّنا من دعاة الحقوق.

معالم القيامة ليست في الكارثة نفسها، بل في الموقف منها. الجزائر تعلن الحداد العام على ضحايا حرائقها، ونحن نرمي رمادهم تحت أقدام نواب، مختلفين في السياسة، متشاركين في اخلاق التهريب. نحن نرتعد من اغلاق المستشفيات والصيدليات والاوكسيجين والطوارىء، ومن قتل رجال الجيش والاطفاء، في حرائق البر والبحر، والسلطة تقدم لنا اجتماعاً آخر لمجلس الدفاع الأعلى. ومع كل حريق تشتعل تهم الكذب. وجميعهم على حق. بفتح التاء او بكسر كل قاعدة من قواعد الأخلاق والشهامة. عملية تتفيه مشرَّعة للعمل السياسي، وتسخيف مطلق للعمل الوطني. دولة تدفع الشعب الى العذاب والهجرة والموت، وتمنِّنه بما بقي من انفاسه. الدنيا تمطر حجارة وأبابيل وهي تعده بأنها ستمطر غداً المنّ والسلوى. وعيّنت لذلك حارساً مهمته النكران: كل شيء على احسن ما يرام. في حين ان الحريق حوّل كل شيء رمادا، حتى المياه، وجفف كل شيء حتى السدود، وقافلة الوقاحة تسير، لكن الى اين والى متى؟ أفظع النماذج على هزال النكران، حدث بالأمس، في العاصمة الجرداء كابول، منذ سنوات واميركا تعلن ان كل شيء في افغانستان قد دان لها، فإذا كل شيء مثل قصر المركيزة. وإذا صهرُ لبنان العزيز اشرف غني فاراً من عريّ الحقائق وتفاهة القناع. عشرون عاماً من خداع الذات واحتقار ارادة الآخرين، وضعت اميركا مرة أخرى امام احد اسوأ مشاهد الذل التاريخي، تفر سريعاً تاركة لعدوها افضل انواع الأسلحة والتدريب. من هنا ايضاً، فرّ السوفيات قبل ربع قرن. والبريطانيون من قبلهم. وكان الكونت دورليان قد مرّ من هناك في القرن التاسع عشر وحذَّر دولته: اياكم وهذه الصخور. يريد جو بايدن الخروج السريع من المنطقة التي يعرفها الاميركيون برمّتها، على انها الشرق الأوسط. لم يترك لهم “طالبان” الانسحاب في هدوء. تداعى كل شيء سريعاً وفرّ المتعاونون كالعادة في كل اتجاه. ويُطلق اسم “المتعاونون” على الخونة تلطيفاً للإثم وإلاّ اضطرت الدولة الى ان تنزل بهم عقوبة الاعدام.

 

لماذا ضحت واشنطن بأفغانستان؟

"لطالما تحركت قوى لوبي الإخوان والنظام الإيراني للضغط في الولايات المتحدة من أجل إخراج الأميركيين من تلك البلاد"

د. وليد فارس/انديبندت عربية/18 آب/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/101513/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%b6%d8%ad%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%a8%d8%a3%d9%81%d8%ba%d8%a7%d9%86%d8%b3%d8%aa%d8%a7/

وإذ تهدر آليات وعناصر ميليشيات "طالبان" عبر مدن وبلدات أفغانستان وتدخل كابول، ويهرب عشرات آلاف المدنيين من أمامها بعد انسحاب الجيش الأفغاني أمام جحافل الغزو، ويدب الذعر في قلوب النساء والشباب المتحرر، والأقليات الإثنية والدينية، يعلو السؤال الأكبر والمدوي: كيف يمكن أن تقبل أميركا باجتياح "طالبان" للبلاد بعد 20 عاماً على تحريرها منهم؟ هل يمكن أن يقبل الشعب الأميركي بالتخلي عن حلفاء ورفاق نضال لصالح "قوى إرهابية"؟

الشعب والنخبة

كما في دول عدة، بما فيها الديمقراطيات الليبرالية، مشاعر المواطنين مهمة وتؤثر في القرارات الحكومية، بخاصة في مجالات الأمن القومي والدفاع. لذا نرى صراعات مجموعات الضغط والتأثير (اللوبيات)، من الجامعات إلى المراكز الدينية، وعالم الفن، فالصحافة، والسوشيال ميديا، يتواجهون في معارك علنية وديبلوماسية، لدفع السلطات التنفيذية في اتجاه أو آخر. إلا أن اللاعب الأكبر في النهاية يبقى النخبة المتحكمة بالخطاب السياسي والثقافة والإعلام والقرارات السياسية. من هنا يتم فهم سر عدم صدور رد فعل من الرأي العام الأميركي على قضايا تبدو خطرة للعالم الخارجي، ولكنها مبسّطة لأكثرية الأميركيين. والجواب هو أن النخبة تبسّط القضايا كثيراً، فتحدّ فهم الناس العاديين في الولايات المتحدة، وتضعهم في موقع الارتهان لما تقوله الصحافة والأكاديميا أو لا تقوله.

أفغانستان في الفهم الشعبي

تحتل أفغانستان مكانة خاصة لدى الشعور الجماعي الأميركي. فالهجوم الدموي على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر (أيلول) 2001، دبره تنظيم "القاعدة" من تلك الدولة، بحماية حركة "طالبان". وإسقاط نظام الحركة وضرب "القاعدة" كانا بمثابة مهمة مقدسة في ذهن الأميركيين، لسنوات عدة. إلا أن الإدارات المتتالية لم تبنِ عقيدة استراتيجية لشرح ما هو الهدف النهائي في أفغانستان، وهو بنظرنا ونظر خبراء ومشرعين كثر، إجراء تغيير اجتماعي يعبئ المجتمع الأفغاني ضد التطرف ويقتلعه من الجذور عبر إصلاحات كتلك التي تجرى في دول عدة في الخليج العربي. النخبة الأميركية، المتفاعلة مع الإسلامويين لأسباب عدة سنأتي عليها في مقالات مستقبلية، ركزت على أهداف محدودة غير جذرية، وطبّلت لعودة القوات إلى الأراضي الأميركية، من هنا بات الشعار الجماعي للأميركيين "قتل بن لادن وإعادة الجنود إلى بيوتهم". وكأن الحركة التكفيرية الإرهابية لا يمكن أن تنتج "بن لادن آخر"!

ضف إلى ذلك الانقسام التاريخي في أميركا بين الانعزاليين Isolationists الذين يرفضون التدخل الخارجي في أي بقعة من العالم ومَن يؤمن "برسالة أميركا العالمية" Ideaslists.

الهدف في أفغانستان

لقد تعاطيت مع أصحاب القرار والرأي في واشنطن لـ20 عاماً منذ 11 سبتمبر 2001، والخلاصة الأساسية التي وصلتُ إليها هي أنه لم تكن لدى أميركا صورة واضحة، جلية، مركزة، لما يجب فعله في أفغانستان، بعد إسقاط "طالبان". تحت إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش أراد المحافظون الجدد NeoCons أن "ينشروا الديمقراطية" (الأميركية) المعروفة بالجفرسونية Jeffersonian، أي عملياً اعتماد الدستور الأميركي. ولكن تلك الجهود المثالية وغير الواقعية، لم تصل إلى نتيجة من دون مجتمع تقوده قوى ليبرالية. الانعزاليون أرادوا الانسحاب من دون شروط ولا اتفاق مع أي طرف، لا الحكومة ولا "طالبان". وبشكل عام، لا الجمهوريون ولا الديمقراطيون كان لهم هدف نهائي واضح بالنسبة لأفغانستان. أما الجيش والاستخبارات فهدفهم منع أي هجوم ينطلق من أفغانستان باتجاه الأراضي الأميركية. وفي خضم هكذا "أدغال سياسية"، استفادت قوتان من الثغرات الأميركية.

اللوبيان يخترقان

منذ دخول القوات الأميركية والأطلسية (الناتو) إلى أفغانستان في خريف عام 2001، تحركت قوى لوبي الإخوان المسلمين والنظام الإيراني للضغط في واشنطن من أجل هدف استراتيجي واحد، ألا وهو إخراج الأميركيين من تلك البلاد، بطريقة أو بأخرى، وكل لغايته الخاصة. طهران أرادت سحب قوات الناتو من خاصرتها الشرقية، لتتفرغ ضد العرب على جبهتها الغربية. أما المحور الإخواني بأنظمته وجماعاته أراد إعادة "طالبان" إلى أفغانستان وإقامة "الإمارة الإسلامية" ولكن بقيادة ومشروع إخواني.

وعمل الثنائي من دون هوادة لعقدين على إضعاف الوجود الأطلسي والمشروع الأميركي في أفغانستان، قبل أن تتصلب وتنمو القوى المدنية في هذه الدولة الآسيوية المسلمة. ومن أهم ما قام به محور اللوبيين (الإيراني والإخواني) هو تهديم فكرة أفغانستان تعددية، تمثيلية، مدنية، معتدلة، لدى الرأي العام الأميركي، وضرب مشروع بوش، ودعم مقاربات باراك أوباما، استيعاب تحركات دونالد ترمب، ودفع بايدن ليخرج القوات الأميركية ويتخلى عن الحكومة في كابول.

يتعجب الكثيرون كيف حكمت الولايات المتحدة أفغانستان لسنوات طويلة ولم تنجح بإنتاج تغيير اجتماعي يواجه عودة التكفيريين وكبح جماح الإسلامويين. الجواب بسيط، إن اللوبيات الإخوانية والإيرانية تمكنت من قصف أساسات البنية الأميركية الفكرية، الأكاديمية، والإعلامية التي كان بقدرتها أن تبني الدعم الشعبي لحركة مواجِهة للماكينة الإسلاموية في المنطقة. وأدى ذلك إلى فراغ في التعاطي مع أفغانستان. فكل ما قامت به أميركا هناك لعشرين سنة، كان المحافظة على ستاتيكو عسكري، أي تجميد وليس تفكيك الآلة الطالبانية. بينما اللوبيات تتغلغل داخل المؤسسات صاحبة القرار حتى وصلت إلى نقطة تمكنت فيها من دفع بايدن لسحب القوات، وإعطاء الضوء الأخضر للديوباندية القتالية لتعيد اجتياح البلاد.

إدارات ما بعد 11 سبتمبر

إدارة بوش كما أشرنا كانت الأقرب إلى إحداث تغيير في أفغانستان لصالح الاعتدال، وكان المحافظون الجدد، ومعهم شريحة من ليبراليي الوسط كالسيناتور جو ليبرمان، يركزون على حرب أفكار وتعبئة الكوادر الليبرالية الأفغانية، النادرة وقتها. إلا أن اللوبيات كانت قد اخترقت البيروقراطيات، فأعاقت محاولات بوش لكسر عقيدة التكفيريين. كما أن قوى الاعتدال والإصلاح العربي لم تكن بعد جاهزة أو في السلطة. فخرج بوش ودخل أوباما مع حلفائه الإخوانيين ومؤيدي الاتفاق مع إيران. فألغت إدارة أوباما برامج التغيير في أفغانستان، وأطلقت العنان للإخوان وأنصار الاتفاق النووي ليخربوا على مشروع بوش المقاوم للمتطرفين في المنطقة وأفغانستان. فلم يبقَ لصورة أفغانستان إلا العلاقة العاطفية للرأي العام الأميركي مع الساحة التي قُتل وجُرح فيها الآف الأميركيين. وانحسر الكلام عن الأيديولوجية التكفيرية (أو الجهادية في الغرب). ثماني سنوات نزعت قدسية مواجهة المتطرفين وأيديولوجيتهم الدموية. وأمست أفغانستان مكاناً جغرافياً تتواجد فيه القوات الأميركية من دون أن توضح أسباب ذلك للناس.

عندما أتى ترمب عرف عنه أنه سيبطش بالإرهابيين، وهكذا فعل، ولكن من دون خطة استراتيجية شاملة بالنسبة لأفغانستان. وكانت قاعدته تتعرض لتأثيران، يا للمفارقة، تأثير من القوميين الانعزاليين المطالبين بإعادة القوات الأميركية إلى أراضي الوطن، وتأثير آخر يطالب بضرب الإرهابيين أينما كانوا. وكانت بيروقراطية أوباما المعارِضة لأجندة بوش التغييرية في أفغانستان استمرت في عهد ترمب، بسبب قلة معرفة مستشاريه بالحرب الفكرية. فحصلت المفارقة الثانية بتعيين ترمب لفريق مفاوض قريب من الإخوان للتباحث في الدوحة. ولكن ترمب أراد "طالبان" منزوعة السلاح لتتحاور مع كابول.

تنفيذ بايدن

من جهته، ارتكز بايدن على "اتفاق السلام" مع "طالبان" في الدوحة، معللاً ذلك بأنه موقَّع عليه من إدارة سابقة، لكن إدارته فاوضت عرابي "طالبان" في قطر على تنفيذٍ مختلف، أي ألا يتم نزع سلاح الحركة، وأن يُسمح لها أن تتحرك على الأرض، وألا يُضرب تقدمها من الجو، وأن يُسكَت عنها عندما تسيطر على المدن والدولة. وقد يقضي الاتفاق المعدل أن يتم الاعتراف بـ"طالبان" عندما ستقيم نظامها "الإسلاموي".

لماذا؟

تنهمر التفسيرات والأقاويل والاجتهادات ونظريات المؤامرة والحماقات أحياناً، في الإجابات على هكذا سؤال خطير. والجواب التحليلي واضح ومعروف لدى العارفين بأحوال واشنطن. طبعاً هناك مسببات ونتائج لهذا الواقع السياسي الجديد. هذا الخيار للشراكة مع "طالبان" هو خيار اتخذته إدارة أوباما بالشراكة مع الإخوان المسلمين ومَن يختاره هؤلاء في المنطقة. وكما حدث خلال "الربيع العربي" عندما دعمت تلك الإدارة المحاور الإخوانية في المنطقة، وفي العلن، أبرمت إدارة بايدن، على ما يبدو، شراكة مع الإخوان وقطر في أفغانستان.

فوعد "اتفاق الدوحة" غير العلني بـأن تدير القيادة الإخوانية المشروع السياسي وتضبط إيقاعه، بشكل مختلف عن "طالبان" 1996، وفي المقابل التزمت واشنطن بالسماح بسقوط الحكومة الوطنية، والتنسيق مع العدو القديم في عملية الإخراج. وما مصلحة بايدن في ذلك؟ إن نفس الحلقات التي أيدت الاتفاق النووي الإيراني، لتستفيد بمشاريع الأعمال Business قد تكون هي أيضاً وراء الضغط لدعم سياسة كهذه. ضف إلى ذلك أن إيران يهمها إخراج القوات الأميركية من أفغانستان، بالتالي أضاف اللوبي الإيراني قوة على ضغط اللوبي الإخواني، متحججاً بأن الانسحاب سيعزز الاتفاق النووي. وهكذا حصل... وللحديث صلة...

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل الرئيسة الجديدة لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: لمساهمة الصليب الأحمر في تسهيل عودة النازحين الى بلادهم اشليمان: مستعدون للتعاون في كل ما يحتاجه لبنان إنسانيا وصحيا

الأربعاء 18 آب 2021

 وطنية - ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيسة الجديدة لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان السيدة سيمون اشليمان التي استقبلها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا،" تقدير لبنان للدور الذي تقوم به البعثة في مختلف الظروف التي مر بها، لا سيما خلال العامين الماضيين، متمنيا لها التوفيق في مهامها الجديدة"، مشددا على "أهمية التنسيق مع المؤسسات والإدارات اللبنانية المعنية ومع الصليب الأحمر اللبناني من اجل تحقيق أداء متكامل ومثمر". وأشاد الرئيس عون ب"الجهود التي تقوم بها البعثة الموجودة في لبنان منذ العام 1967 للتخفيف من وطأة الازمة على الناس والمجتمع منوها خصوصا بما قدمته البعثة من مستلزمات طبية لمعالجة إصابات الحروق جراء انفجار التليل في منطقة عكار، والدعم الذي وفرته بعد انفجار مرفأ بيروت من خلال فرق الإغاثة ودعم المستشفيات والمراكز الصحية". وعرض الرئيس عون للسيدة اشليمان الازمات المتراكمة التي ارهقت لبنان واضعفت اقتصاده لا سيما تداعيات النزوح السوري عليه، متمنيا ان "يساهم الصليب الأحمر الدولي في تسهيل عودة النازحين الى بلادهم لا سيما الى المناطق السورية التي تشهد استقرارا وامنا". وشكرت السيدة اشليمان الرئيس عون على استقباله وتمنياته لها بالتوفيق، وأكدت "استعداد البعثة للتعاون في كل ما يحتاجه لبنان في المجالات الإنسانية والصحية كافة".

 

عون امام وفدين زراعيين: الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد المنتج الذي أعمل على تحقيقه ولاعتماد اجراءات لحماية المواسم ومنها تأمين المحروقات

الأربعاء 18 آب 2021

وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "العمل قائم لمعالجة الصعوبات التي تواجه القطاع الزراعي في لبنان نتيجة الازمات المتلاحقة التي تعيشها البلاد ولا سيما منها انقطاع المحروقات". وأشار الى ان "الزراعة تشكل العمود الفقري للاقتصاد المنتج الذي يعمل على تحقيقه بدلا من الاقتصاد الريعي الذي كان احد أسباب الضائقة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان حاليا".

وشدد الرئيس عون على "ضرورة اعتماد إجراءات سريعة لحماية مواسم الخضار والفواكه ومنها تأمين المحروقات لضمان استمراريتها وفق آلية يمكن درسها مع الوزارات المختصة ولا سيما وزارتي الزراعة والطاقة والمياه".

كلام الرئيس عون جاء، خلال استقباله ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من نقابة مستوردي ومصدري الخضار والفاكهة في لبنان برئاسة النقيب نعيم صالح خليل ووفدا من تجمع المزارعين في البقاع برئاسة إبراهيم ترشيشي. وقد عرض أعضاء الوفدين للصعوبات التي تواجه القطاع الزراعي حاليا.

خليل

وقال النقيب خليل: "ان النقابة تؤكد ضرورة انقاذ المواسم الموجودة حاليا كالاجاص والتفاح والعنب والبطاطا والحمضيات، فالمواسم جيدة وهي في اوجها والسوق المحلية لا تتحمل هذه الكميات، لذلك القسم الأكبر من هذا الإنتاج يدخل البرادات من اجل تلبية حاجة المستهلكين في موسم الشتاء ومن اجل التصدير ما يسلط الضوء على قطاع التصدير الذي تأثر بشكل كبير علما انه مرفق حيوي يساعد على انعاش الوضع الاقتصادي الحالي من حيث ادخال العملة الصعبة الى البلد في هذه الظروف العصيبة".

وطالب النقيب خليل رئيس الجمهورية "بالتدخل لايجاد حل لازمة المحروقات والكهرباء التي تؤثر سلبا على برادات التخزين وعمل شاحنات النقل اقله لغاية شهر نيسان المقبل، فنحن بحاجة للتخزين بسبب استحالة تصدير المواسم بكاملها ما يؤثر سلبا على المزارع واستمراره كما يؤثر على الاقتصاد المنتج وسلامة الغذاء وبقاء المزارع في ارضه".

ترشيشي

من جهته، قال ترشيشي: "إن انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل واختفاء مادة المازوت، وهما الشريانان الاساسيين للقطاع الزراعي والمزارع، سيقضيان على الزراعة وكل من يعمل فيها خصوصا أن مادة المازوت هي بالنسبة للمزارع كالدم بالنسبة للانسان، فهي تستعمل بدءا من سحب المياه للري وضخها، وتسميد الارض وحراثتها وزراعتها ونقل العمال الى الارض لجني المحصول، وتبريده في البرادات ونقل المنتوجات الى الاسواق المحلية والى المرفأ من اجل التصدير".

وأشار الى ان المزارعين يشترون اليوم مادة المازوت بسعر يتراوح بين 300000 ل.ل و 500000 ل.ل. للصفيحة الواحدة حسب الحاجة اليها. وشكر الرئيس عون وقيادة الجيش على قرار مصادرة مادة المازوت المخزنة من قبل المحتكرين وتوزيع جزء منها على المزارعين، و"نرجو الاستمرار بهذه الخطوات لأن هناك كميات كبيرة لا تزال مخزنة عندهم وتباع في السوق السوداء بأسعار خيالية، كما نرجو الايعاز بالسماح للقطاع الزراعي باستيراد مادة المازوت اسوة بالقطاع الصناعي الذي بدأ بالاستيراد والتوزيع منذ الامس، ونتمنى العمل على تأمين التيار الكهربائي للتخفيف من استعمال مادة المازوت".

كما طالب ترشيشي "بالاسراع في اصلاح الرافعات المعطلة في مرفأ بيروت نظرا للتأثير السلبي الذي تركه تعطيلها".

 

طائرة إسعاف تركية أجلت مصابين بانفجار التليل وزير الصحة: مبادرة إنسانية بامتياز أولوسوي: علاقات اخوة تجمع بلدينا

الأربعاء 18 آب 2021

وطنية - المطار - أجلت طائرة إسعاف تركية، بعد ظهر اليوم، من مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، مصابين بانفجار التليل، واشرف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حمد حسن والسفير التركي علي برش أولوسوي على عملية الإجلاء، بحضور مستشار وزير الصحة حسين محيدلي.

وألقى حسن كلمة شكر فيها ل"السفير التركي في لبنان، ومن خلاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة التركية ووزير الصحة التركي والشعب التركي، الاهتمام والمشاعر الصادقة تجاه اللبنانيين عموما، في هذه الأزمة وفي كل الأزمات التي مرت"، لافتا إلى "سرعة تلبيتهم واطلاق هذه المبادرة"، وقال: "إنها مبادرة إنسانية بامتياز، بدأت مع رحلة الإجلاء الأولى للجرحى الذين اصيبوا بحروق تراوحت نسبتها بين ثمانين وتسعين بالمئة وأكثر، وكانوا ثلاثة عسكريين. أما اليوم فاستطعنا، بعد طلب بعض الأهالي ورغبتهم، إرسال مصابين أحدهما مدني والآخر عسكري، وتحقق ذلك بفضل التجاوب السريع ومبادرة الأصدقاء الأتراك". وتمنى ل"الجميع السلامة"، وقال: "نعرف أن الوضع الاقتصادي في لبنان يؤثر على المستلزمات والأدوية، إنما الخدمات الطبية متوافرة. وبسبب ضغط الأزمات الاقتصادية، الكل يعاني". أضاف: "لقد استقبلنا في الأيام السابقة فريقا طبيا مصريا من الأطباء أشاد بإجراءات المؤسسات الاستشفائية اللبنانية، لكنه لاحظ النقص في الأدوية. وإننا نأمل أن تساهم تحويلات مصرف لبنان إلى الخارج في تحسين وضع الدواء"،. وأشار إلى أن "لبنان استلم إلى الآن مساعدات من دول عدة، من بينها مصر والكويت والأردن"، وقال: "هناك 8 مصابين، 4 منهم في العناية الفائقة و4 intubes، و23 مصابا بحروق في المستشفيات". وعن توزيع المساعدات، قال حسن: "لقد تم إعداد لائحة بالمستشفيات التي استقبلت المصابين وكمية المساعدات محددة وموجهة إلى هذه المستشفيات، ونحن نقوم بجمعها وتقسيمها على المستشفيات وعددها 4 أو 5، ولكن حسب عدد المرضى. وإن وزارة الصحة تحتفظ بمخزون بسيط، في حال احتجنا إلى مستشفى آخر، فيكون لدينا 10 بالمئة فقط من الهبة". وعن المستشفى التركي في صيدا، قال: "كانت هناك مشكلة في ملكية الأرض وبعض المشاكل البيروقراطية، لكن الامور اللوجستية حلت، وأسعى جاهدا إلى افتتاح هذا المستشفى. لقد زرت مع السفير التركي السابق والحالي هذا المستشفى وافتتحناها للتلقيح ضد فيروس كورونا، وأمنت جمعية تيكا صيانة كل الأجهزة. كما أمنا سقفا ماليا للمستشفى، وحجزنا اعتمادا وشكلنا لجنة إدارية بموافقة كل القوى السياسية في صيدا. وبالأمس، وقع رئيس الجمهورية الموافقة الاستثنائية، بعد ان وافق عليها الرئيس حسان دياب. والآن، أخذنا الموافقة الاستثنائية للتوظيف، ولدينا 20 ممرضا ومختصا تدربوا في تركيا ولهم الأولوية في التعاقد للبدء سريعا باستقبال المرضى". وردا على سؤال آخر، قال: "إن الحوادث التي تحصل في لبنان لا تحصل في ظروف عادية أبدا، فالمؤسسات الاستشفائية الرسمية والخاصة تؤدي واجبها على أكمل وجه، لكن الوضع الاقتصادي أثر". وحيا "كل الأطقم الطبية والمستشفيات سواء أكان في طرابلس أم بيروت، التي رغم كل الظروف ما زالت محافظة على مستوى متقدم من الخدمات الطبية".

أولوسوي

من جهته، أبدى السفير التركي "كل الاستعداد لمساعدة اللبنانيين في هذه الأزمة، تجاوبا مع الجهات الصحية اللبنانية"، لافتا إلى أن "لبنان وتركيا تجمعهما علاقات أخوة وصداقة".

 

قاووق من الخيام :المرحلة استثنائية وتفرض التعاطي بمسؤولية وتقديم التنازلات

الأربعاء 18 آب 2021

وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق في كلمة في المجلس العاشورائي الذي يقيمه الحزب في بلدة الخيام، "أن الأزمة والفوضى وانهيار المؤسسات في أشدها، وبالتالي، فإن المسؤولية تقتضي الإسراع في الحلول والمعالجة بعيدا عن الحساسيات والحسابات الصغيرة".

ولفت الى "ان المرحلة استثنائية وتفرض التعاطي بمسؤولية وتقديم التنازلات من مختلف الأطراف"، مؤكدا "أن مسار التشكيل الحكومي إيجابي، ويجب أن يستكمل بإيجابية، ونحن نبذل الجهود المناسبة لتسريع التشكيل وتذليل العقد المتبقية".

 

جعجع: لبنان بلا دولة وعون يعرقل كل شيء لايصال باسيل

موق القوات/18 آب/2021

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “الرأي العام اللصيق مباشرةً بـ”حزب الله” أفسد في الود قضيّة ولكن هذا لا ينسحب على مجمل الشعب اللبناني”، مشيراً إلى أن “هناك تخاذلاً من قبل كثير من القوى السياسيّة في لبنان للعب دورها كما يجب في مواجهة “حزب الله”، إلا أن هذا التخاذل او هذا الاصطفاف غير المفهوم من قبل البعض في لبنان، يقابله واقع وهو أن القواعد الشعبيّة لا تزال تماماً كما شهدناها في آذار 2005”.

وقال: “هل يتذكر المواطن السعودي كل هذه الجموع في الـ2005؟ لا تزال هذه الجموع “على آخر حبّة منها” تؤمن بما تؤمن به، ولكن المشكلة أن بعض قياداتها لا تريد أن تكمل بالمواجهة، وبالتالي نعم، المواطن السعودي والخليجي لديه الحق في ان يكون “زعلان” إلا أنه من الجهة الأخرى يجب أن يعلم أن هناك أكثريّة من الشعب اللبناني لا يوجد من يعبّر عن رأيها سوى القليل القليل وتشعر تماماً كما يشعر هو ولكن ليس في اليد حيلة. أنا ما أقوله أنه يجب الاهتمام بهذه القاعدة الشعبيّة الواسعة ولو أن القوى السياسيّة الممثلة لها لا تقوم بواجبها”.

ودعا جعجع الرئيس سعد الحريري “إلى أن نتّفق على استقالة رئيس الجمهوريّة واستقالتنا جميعاً من مجلس النواب كي نصل إلى انتخابات نيابيّة مبكرة، ماذا وإلا استقالة رئيس الجمهوريّة لوحدها لن تغيّر شيئاً بوجود الأكثريّة الحاليّة”.

وقال جعجع: “أود أن أستفيد من هذه المناسبة لأعود وأتمنى على المسؤولين في المملكة العربيّة السعوديّة أن يتخذوا قراراً سريعاً في مسألة الصادرات اللبنانيّة، وخصوصاً في ما يتعلّق بالبضائع اللبنانية التي خرجت من لبنان قبل صدور القرار السعودي بوقف الصادرات اللبنانيّة والتي هي عالقة إما على المرافئ وإما على الحدود الأردنيّة – السعوديّة”.

وأوضح جعجع أن “بعض الذين كانوا في هذا التحالف العريض الذي اسمه “14 آذار” تعبوا من النضال ومن المواجهات، وبالتالي أصبحوا ميالين أكثر فأكثر إلى أن “يمشوها بالتي هي أحسن” مع “حزب الله” في المرحلة الأولى “منمشيها بالتي هي أحسن” في المرحلة الثانية نتعاون قليلاً وفي المراحل اللاحقة نتعاون كثيراً”. ولفت جعجع، في مقابلة له عبر “الأولى” السعوديّة مع الإعلامي طارق الحميّد ضمن برنامج “الموقف”، إلى أنه جد مسرور في إطلالته هذه لأنه يود مخاطبة الجمهور السعودي والجمهور العربي الأوسع، “باعتبار أن هناك العديد من القضايا والنقاط التي يجب توضيحها، ويجب التطرق إليها”.

اعتبر جعجع أن “مشكلة لبنان الأساسيّة في الوقت الراهن هي ألا دولة فيه. أي تصوّر مجتمع وأرض من دون دولة ومن دون سلطة فعليّة”، شاكراً الله على أن “الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي كمؤسستين موجودتين على الأرض منعا أن تعم الفوضى في البلاد بشكل عارم جداً، ماذا وإلا على الصعد كافة الأخرى نستطيع القول إنه تقريباً تقريباً لا يوجد دولة في لبنان، وهذا ما يفسّر هذا الكم الهائل من الأزمات التي نعيشها، أياً يكن إسمها، أكان أزمة بنزين أو مازوت او أدوية أو فرص عمل أو تدهور سعر صرف الليرة أو أي جانب من جوانب حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والمعيشيّة الأخرى. وبالتالي، بكل اختصار، الجواب على السؤال: ماذا يجري في لبنان الآن؟ هو بكل بساطة، لا يوجد دولة في لبنان”.

وأوضح جعجع أن “هناك أسباباً عديدة لعدم وجود دولة في لبنان. السبب الأول، هو وجود دويلة إلى جانب الدولة، وبطبيعة الحال لا تستطيع سلطتان أن تجتمعا على أرض واحدة”. وقال: “وجود دويلة لها استقلاليتها وتحتكر القرار الإستراتيجي، حيث أنها ساعة ترى ذلك مناسباً ولأسباب لا علاقة لها بلبنان تطلق الصواريخ على إسرائيل، كما أنها ساعة تراه هي مناسباً ولأسباب لا علاقة لها بلبنان أو بالأخلاقيات العامة إطلاقاً، تذهب للقتال في سوريا وتتدخل هنا وهناك، في البحرين قليلاً، في اليمن كثيراً وفي العراق قليلاً”.

وتابع جعجع: “في ظل وجود هذه الدويلة من الصعب أن تبني دولة، إلا أن المشكلة الأساس، هي أن باقي الأفرقاء الذين هم ليسوا بالأساس مع الدويلة ولا يتبعون نفس أيديولوجيتها وفكرها وفي طليعتهم “التيار الوطني الحر”، تيار الرئيس ميشال عون، تخلوا عن دورهم تماماً وتحالفوا مع الدويلة لأغراض مصلحيّة آنيّة صغيرة، مما أدى إلى أن تكون الدويلة ما هي عليه اليوم، حيث أن الذين من المفترض فيهم ألا يكونوا دويلة أصبحوا بحكم الممارسة دويلة، وبالنتيجة من بقوا للسهر على شؤون الدولة هم عملياً قلّة قليلة جداً، لا تستطيع وحدها القيام بأمور الدولة”.

وأشار جعجع إلى أنه “طفح الكيل من ممارسات “حزب الله” وفي هذا الإطار سأتكلّم عن أمرين ويا للصدف وقعا في مهلة زمنيّة متقاربة. الأمر الأول، وقعت حادثة صغيرة في قرية صغيرة متواضعة في جنوب لبنان تدعى “شويّا”، ولكن هذه الواقعة كبيرة ومعبّرة جداً، إذ أن أهالي القرية شيباً وشباباً، تعرّضوا لإحدى راجمات “حزب الله” وهي عائدة من مهمّة قصف، لقد تعرّضوا لها وأجبروها على التوقف إلخ… هذا الحادث لا يخصّ “شويّا” بالذات بل يعبّر بالفعل عن شعور أكثريّة ساحقة من اللبنانيين. إلا أن ردّ “حزب الله” على الحادثة أتى كالعادة عبر توصيف من قاموا بها على أنهم مجموعة قطاع طرق أو مجموعة أناس خونة أو مجموعة أناس يرتبطون بالخارج، وبطبيعة الحال هذه التوصيفات كلّها غير صحيحة”.

ورأى جعجع أنه “كان يجب على مسؤولي “حزب الله” بعد حادثة “شوياً” ان يجلسوا مطولاً في غرفة مغلقة وأن ينكبوا على دراسة هذه الواقعة وأن يحلّلوها بقليل من الضمير وكثير من البصيرة ليخرجوا بنتائج ان أكثريّة الشعب اللبناني لم تعد تريدهم، وبالتالي لا يستطيعون الاستمرار في مصادرة القرار اللبناني بالقوّة وفرض سيطرتهم بالقوّة على بقيّة الشعب اللبناني”.

واستطرد جعجع، قائلاً: “الأمر الثاني الذي أود التطرق إليه هو أن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في حديثه وفي نفس الإطلالة التلفزيونيّة التي تطرّق بها إلى حادثة “شويّا”، شن هجوماً صاعقاً على المحقق العدلي في قضيّة انفجار مرفأ بيروت. “كتير، هيك كتير”، وكما يقولون بالإنجليزيّة “Enough is Enough”، فانفجار مرفأ بيروت أسفر عما يزيد عن 200 ضحيّة، وما يزيد عن 6000 جريح، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المنازل المتضرّرة أو المهدّمة وأضرار لا تعد ولا تحصى، والسبب أنه وقع في قلب المدينة”.

وتابع جعجع: “إن مجموع الأضرار الماديّة لا يحصى. تقول لي: 2 مليار، 3 مليار، 4 مليار، 5 مليار، بالفعل لا أدري ولا أحد يستطيع إحصاء الخسائر جراء هذا الانفجار. وبعد سنة من وقوعه لم تتوصّل التحقيقات إلى شيء ملموس بعد، والسبب هو أن أفرقاء سياسيين معيّنين، وبطليعتهم “حزب الله”، قاموا بعرقلة أول محقق عدلي تعيّن للتحقيق في الجريمة، ما أدى إلى رحيله وتعيين محقق عدلي ثان وهو الذي قام السيد حسن نصرالله بشن هجوم صاعق عليه. “كثير هيك كتير”، وبالتالي كان لا بد من وضع النقاط على الحروف وإيضاح الأمور، باعتبار أنه لربما الجماعة في “حزب الله” لم يستطيعوا تفسير الأحداث في لبنان كما يجب، لذا عقدت مؤتمراً صحافياً وأوضحت موضوع حادثة “شوياً” أما في موضوع المحقق العدلي فقلت للسيد حسن إذا ما كنت تعرف قل لنا ما تعرفه وإذا ما كنت لا تعرف، فكيف لك أن تعترض على ما يقوم به المحقق العدلي؟ هذا بكل بساطة ما دفعني إلى الدخول في هذا السجال المحدود، الذي أريده ان يكون محدوداً بسبب أوضاع البلاد، فصراحةً صراحةً حرام إلى جانب كل ما هو حاصل في لبنان الدخول في سجالات إعلاميّة ولكن في بعض الأحيان يجد المرء نفسه مضطراً لذلك”.

وأكّد جعجع أن “إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان ليس بالصدفة، وليس في إطار احتدام الأزمات الداخليّة اللبنانيّة فأنا شخصياً أضعه في إطار آخر باعتبار أن إطلاق الصواريخ لا يحل شيئاً من جهّة، كما أنه لم يعد ينطلي على أحد في الداخل من جهّة أخرى”. وقال: “أنا أضع إطلاق الصواريخ على إسرائيل في سياق السياسة الاستراتيجية الإيرانيّة العامة في المنطقة في هذا الوقت بالتحديد. فعلى سبيل المثال، إذا ما توقفنا عند إطلاق الصواريخ الذي حصل مؤخراً، منذ 10 أيام تقريباً، فهو أتى في سياق التصعيد الحاصل بين إيران والولايات المتحدة الأميركيّة على أثر التعثر الحاصل في مفاوضات فيينا ولهذا السبب أيضاً شهدنا ما شهدناه بدءاً من العراق حيث أن حتى عواميد وشبكات نقل الكهرباء تتعرض بشكل يومي، كما شهدنا عدداً أكبر من المسيّرات من اليمن باتجاه المملكة العربيّة السعوديّة، كما شهدنا أيضاً الاعتداء على بواخر تجاريّة، لذا أنا أضع في هذا السياق الصواريخ التي أطلقت مؤخراً من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، فهذا يدخل في إطار استراتيجيّة أخرى مختلفة تماماً لا علاقة لها بلبنان لا شعباً ولا قضيّة”.

ورداً على سؤال عن حل مشروع اللا دولة الذي يقوده “حزب الله” في لبنان وعن امتعاض الرأي العام الخليجي من لبنان، قال جعجع: “يبقى الحل سياسيّاً، صراحةً يوجد حل، أنا لكي أسهّل الأمور قليلاً، خصوصاً وأنه طبعاً يهمني جداً الرأي العام السعودي، لأنه منذ القدم هناك نوع من، لا أدري ماذا أسميه، نوع من التفاعل الإيجابي ونوع من المودة والمحبّة ما بين الرأي العام السعودي والرأي العام اللبناني، إلا أنه للأسف مؤخراً جزء من الرأي العام اللبناني والذي هو الرأي العام اللصيق مباشرةً بـ”حزب الله” أفسد في الود قضيّة ولكن هذا لا ينسحب على مجمل الشعب اللبناني”.

وتابع: “أتفهّم جداً الامتعاض لدى الرأي العام السعودي، وأنا الآن سأضع نفسي في مكان أي مواطن سعودي يتابع الأحداث أو مواطن إماراتي أو مواطن كويتي إلخ… هذا المواطن يرى أن هناك حزب في لبنان اسمه “حزب الله” يتدخل في سوريا والعراق والبحرين ومن الممكن أنه يتدخل أيضاً في شرقي السعوديّة وفي اليمن وفي أماكن أخرى، وهذا التدخل هو تبعاً لسياسات تناقض تماماً الاستراتيجية العربيّة العامة وتناقض تماماً مصالح السعوديّة، ومصالح دول الخليج ومصالح بقيّة دول المنطقة. في نفس الوقت هذا الحزب يقوم بالتهجّم بشكل دائم، جراء تناقض المصالح، على المملكة العربيّة السعوديّة، وعلى الإمارات، وعلى الكويت، وعلى بقيّة دول الخليج وعلى بقيّة الدول العربيّة بنسب متفاوتة.

إلى هذا الحد فقط كان من الممكن ان يكون الأمر مفهوماً، إلا أنه في الوقت نفسه، هذا المواطن السعودي يتساءل، إذا ما افترضنا أن “حزب الله” هكذا، أين هم بقيّة اللبنانيين؟ وللإجابة على هذا السؤال هناك شقيّن: في الشق الأول، أتمنى على المواطن السعودي وكل مواطن خليجي وكل مواطن عربي أن يتذكّر انه ما بين العامين 2005 و2010 تعرّضنا لعشرين اغتيال ومحاولة اغتيال، استشهد فيها 10 من كبار قادة الرأي في لبنان، أي بدأت السلسلة مع الشهيد الرئيس رفيق الحريري ولم تنتهِ مع وسام الحسن ومحمد شطح. انا لا أطرح هذه الوقائع لأبرّر، ولكنني أطرحها لنعيش كلنا في الجو نفسه ولتكون المعطيات عندنا كاملة. فإذاً هناك عامل إرهاب فعلي موجود ضد أي صاحب رأي، فمؤخراً منذ ثلاثة او أربعة أشهر جرى اغتيال ناشط عادي اسمه لقمان سليم. فإذا يجب أخذ هذا العامل ولو قليلاً بعين الاعتبار”.

وتابع جعجع: “العامل الآخر وللأسف، وهنا المواطن العربي والمواطن السعودي والخليجي لديه الحق، هو أن القوى السياسيّة الأخرى من “التيار الوطني الحر” على رأسها وصولاً إلى آخرين بعيدين كل البعد عن نظريّة ولاية الفقيه، اتخذوا جميعاً قراراً بمهادنة “حزب الله”، وقرارهم هذا لم يقف عند حد المهادنة فقط، فـ”التيار الوطني الحر” اتخذ قراراً بالتحالف الكامل، أما البقيّة ففي تحالفات ولو ليست كاملة وإنما جزئيّة، إلا أنهم ينسقون كافة الأمور بشكل من الأشكال. هنا المواطن الخليجي لديه حق في التساؤل: إذا كان “حزب الله” هكذا لماذا أنتم الآخرون إما، بمعنى ما، تتآمرون مع “حزب الله” ولو من وراء الكواليس أو بأحسن أحسن أحسن الأحوال لا تفعلون أي شيء بالسياسة لمواجهته، صحيح، هذا صحيح”.

واعتبر جعجع أن “هناك تخاذلاً من قبل كثير من القوى السياسيّة في لبنان للعب دورها كما يجب أن تلعب هذا الدور. ولكن سأضيف، هذا التخاذل او هذا الاصطفاف غير المفهوم من قبل البعض في لبنان، يقابله واقع وهو أن القواعد الشعبيّة لا تزال تماماً كما شهدناها في آذار 2005. هل يتذكر المواطن السعودي كل هذه الجموع؟ فهي لا تزال تزال “على آخر حبّة منها” تؤمن بما تؤمن به. المشكلة أن بعض قياداتها لا تريد أن تكمل بالمواجهة، وبالتالي نعم، المواطن السعودي والخليجي لديه الحق في ان يكون “زعلان” إلا أنه من الجهة الأخرى يجب أن يعلم أن هناك أكثريّة الشعب اللبناني لا يوجد من يعبّر عن رأيها سوى القليل القليل وتشعر تماماً كما يشعر هو ولكن ليس في اليد حيلة. أنا ما أقوله أنه يجب الاهتمام بهذه القاعدة الشعبيّة الواسعة ولو أن القوى السياسيّة الممثلة لها لا تقوم بواجبها”.

وأوضح جعجع ان سبب تخاذل هذه القوى هو “الحصول على مزيد من السلطة من جهّة، ومن جهة أخرى ليس كل الناس تحب الدخول في مواجهات من الممكن ان تؤدي إلى الأعظم وإنما هناك عدد كبير من الناس يفضل تجنّب هكذا مواجهات، لذلك من بقي خارج هذا التصنيف وبكل صراحة هو حزب “القوّات اللبنانيّة”، بكل صراحة وبكل بساطة لأن هذه هي حقيقة الأمر وليس لأنني أنا رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة”.

وتابع: “بقيت “القوّات اللبنانيّة” منذ اللحظة الأولى حتى الآن على موقفها، لا تساوم مع “حزب الله” لقناعات لديها، فمن المؤكد أنه لو فعلت العكس لكان من الممكن لـ”حزب الله” مساعدة “القوّات اللبنانيّة” في زيادة مكاسبها في السلطة ولكن ماذا ينفع ذلك إذا ما كنا سنخون القضيّة التي من أجلها وُجدنا، وبالتالي كل هذا المبدأ مرفوض. كل مبدأ السعي نحو السلطة بالمعنى السلطوي للكلمة مرفوض، فنحن لدينا مجموعة قناعات نؤمن بها، ولا نزال مؤمنين ومتمسكين بها وترانا اليوم معك لم يحصل لنا شيء، إلا أنه للأسف للأسف، نحن بحاجة لشركاء في نفس الوضعيّة ونفس الاستعداد لكي نستطيع تغيير شيء ما في المعادلة القائمة”. ورداً على سؤال عن “اتفاق معراب”، قال جعجع: “يجب ان تحكم على أي مسألة انطلاقاً من ظروفها، وفي هذا الإطار هناك مقولة لبنانيّة وهي: “كل لحظة وملائكتها معها” أي أن لكل لحظة ملائكتها ولها شياطينها أيضاً. لذا يجب أن نتابع ماذا كان يجري في تلك اللحظة، حيث استطيع ان أقول إنه لم يعد هناك أي خيار متاح أمامنا، فنحن اكثر من يعرف الرئيس ميشال عون باعتبار أننا بقينا على خصومة معه طيلة 40 عاماً وللأسف بالكاد خدم “اتفاق معراب” لأشهر قليلة وعدنا إلى خصومة معه. ولكن في تلك المرحلة لم يعد هناك من خيار أمامنا إلا انتخاب الرئيس ميشال عون، وبالإضافة إلى ذلك لا ننسى أنه كان هناك جرحاً مسيحياً داخلياً ينزف على مدى 40 عاماً، فقلنا لا حول لا قوّة إلا بالله طالما أن الأمر كذلك فلنذهب بكامل قوانا العقليّة وليس مضطرين فلنذهب باتفاق واضح ونحاول مرّة أخيرة وهذا ما حصل في ما يتعلّق بـ”اتفاق معراب”.

ورداً على سؤال عن دعوة الرئيس سعد الحريري رئيس الجمهوريّة للإستقالة، قال جعجع: “لم يعد باستطاعة رئيس الجمهوريّة أن يكمل، إلا أن استقالته لوحدها لا تغيّر شيئاً في الواقع لأنه إذا ما سلّمنا جدلاً أن الرئيس استقال اليوم، سيجتمع المجلس النيابي الحالي غداً او بعد غد او اليوم الذي يليه، أي خلال أيام معدودة، لينتخب رئيساً من نفس الطينة ونفس النوعيّة ونفس الهويّة، لسبب بسيط جداً وهو أن الأكثريّة النيابيّة نفسها لا تزال موجودة، وبالتالي طبعاً يجب أن يرحل رئيس الجمهوريّة الحالي إلا أنه يجب أيضاً أن نستقيل جميعاً من مجلس النواب للذهاب إلى انتخابات نيابيّة مبكرة، ولو أنه يفصلنا فقط سبعة أشهر عنها، لكي نخرج بأكثريّة مختلفة في مجلس النواب فنستطيع انتخاب رئيس مختلف، ماذا وإلا ليس الهدف الخلاص من ميشال عون كشخص والإتيان برئيس جمهوريّة بنفس اللون والطعم والرائحة على الإطلاق”، داعياً الرئيس سعد الحريري إلى “أن نتّفق على استقالة رئيس الجمهوريّة واستقالتنا جميعاً من مجلس النواب لكي نصل إلى انتخابات نيابيّة مبكرة، ماذا وإلا استقالة رئيس الجمهوريّة لوحدها لن تغيّر شيئاً بوجود الأكثريّة الحاليّة”.

ورداً على سؤال عما إذا كان هناك تواصل بينه وبين الرئيس الحريري، قال: “للأسف لا”.

وتطرّق جعجع إلى بيان الحكومة السعوديّة الأسبوع المنصرم، الذي بخلاصته أن لا مساعدات للبنان قبل أن تقوم حكومة تبدأ بإصلاحات لأن المملكة لا نريد مساعدة الفسادين على إفساد ما تبقى من لبنان، وقال: “هذا صحيح، وصحيح جداً جداً، وهذا موقف كل الغرب وكل الشرق، إلا أنني لدي في هذا الإطار تمن صغير جداً، إن هذا الموقف منطقي وسليم ولكن، إذا كان هناك من أي طريقة لمساعدة الشعب اللبناني مباشرةً يجب أن نعتمدها، وهنا سأتطرّق إلى نقطة مهمّة ونحن كنا قد تطرّقنا إليها مطولاً في الأسابيع والأشهر الأخيرة مع بعض الإخوان والمسؤولين السعوديين وهي قضيّة الصادرات اللبنانية وخصوصاً الزراعيّة منها إلى المملكة العربيّة السعوديّة واستطراداً إلى دول الخليج، لان هذا هو المورد الوحيد المتبقي للشعب اللبناني وليس للحكومة اللبنانيّة”.

وقال جعجع: “أنا أتفهم تماماً ردّة الفعل السعوديّة على محاولات تهريب المخدرات إلى أراضيها، لأن هذا يطال الإنسان السعودي بعمقه ويخرّب أي شيء من الممكن ان تكون الحكومة السعوديّة في صدده، باعتبار أنه إذا لا سمح الله فسد الإنسان لا تعود لا الطرقات ولا المشاريع ولا البنى التحتيّة ولا العلاقات الخارجيّة تفيد بأي شيء وهذا مفهوم تماماً، ولكننا طرحنا على الإخوان السعوديّين، أن هناك عدّة طرق لتجنّب أي خطر من خلال الصادرات خصوصاً الزراعيّة والصناعات الزراعيّة اللبنانيّة، فنحن لا نقبل بأن نشكل أي خطر، كما أن ما طرحناه بعيد كل البعد عن الحكومة اللبنانيّة.

فنحن طرحنا اقتراحات عدّة أهمها اقتراح النقل البري بواسطة شركات معيّنة معتمدة تقوم هي بالإتفاق مع شركات عالميّة للتحقق من كل حبّة خضار ومن كل حبّة فاكهة تذهب إلى المملكة العربيّة السعوديّة، حيث يتم التصدير عن طريق البر الأمر الذي بطبيعة الحال سيمر عبر مصفاة أولى هنا في لبنان من خلال شركات معيّنة وليس كل الشركات، ومصفاة ثانية عند الحدود السوريّة – الأردنية ومصفاة ثالثة عند الحدود الأردنيّة – السعوديّة، لذلك أستفيد من هذه المناسبة لأعود وأتمنى على المسؤولين في المملكة العربيّة السعوديّة أن يتخذوا قراراً سريعاً في مسألة الصادرات اللبنانيّة، وخصوصاً في ما يتعلّق بالبضائع اللبنانية التي خرجت من لبنان قبل القرار السعودي بوقف الصادرات اللبنانيّة والتي هي عالقة إما على المرافئ وإما على الحدود الأردنيّة – السعوديّة”.

ورداً على سؤال عن الآلية المقترحة للتصدير، قال جعجع: “قلت لك من ضمن الآليّة اعتماد طريق البر في الوقت الحاضر فقط، ثانياً على كل صاحب شاحنة أو سائق شاحنة أن يأخذ “Clearance” إذناً من السفارة السعوديّة في بيروت، ثالثاً اعتماد شركات محدّدة أي شركات ذات مصداقيّة للتدقيق في البضائع، فعلى سبيل المثال الشركة التي صدّرت الرمان “المضروب”، تبيّن أنها شركة وهميّة، ليست موجودة، بينما هناك شركات تصدّر البضاعة اللبنانية إلى السعوديّة وعمرها مئات السنوات ومعروفة جداً ولها تاريخ وباع طويل وأصحابها معروفون ومدراؤها معروفون وتتحمّل المسؤوليّة.

هذه الشركات أبدت استعدادها على تحمل مسؤوليّة أي حاوية تذهب من لبنان إلى المملكة العربيّة السعوديّة عن طريق البر. تقول لي ما هي هذه التدابير؟ أقول تدابير من خلال شركات معروفة وليس من خلال تدابير الحكومة اللبنانيّة. نحن أيضاً لا نثق بتدابير الحكومة اللبنانيّة ولكن بتدابير هذه الشركات بالتحديد ومن خلال تفحّص كل شاحنة بشاحنتها وكل سائق بمفرده ومن ثم هناك كما قلت مصفاة ثانيّة عند الحدود السوريّة – الأردنيّة وأنت تعرف كم أن الإخوة الأردنيين دقيقين في هذه الأمور، حتى أن كل شاحنة تمر عبر الحدود عندهم يتم تزويدها بـGPS وتتم متابعتها حتى وصولها إلى الحدود الأردنيّة – السعوديّة وإذا ما توقف السائق على الطريق لمجرد 5 أو 10 دقائق تتم مساءلته عند نقطة الوصول عن ذلك ويقومون بتفحّص البضاعة مرّة أخرى. هذا يدل على أن هناك وسائل باستطاعة القطاع الخاص بالتعاون والتنسيق مع الإدارات المعنيّة في المملكة العربيّة السعوديّة أن يضع آلية مضمونة مئة في المئة ونكون بذلك وقّينا السعوديّة والمواطن السعودي من شر المخدرات من جهّة، ومن جهّة ثانية لم نقضِ على آخر آمال المواطن اللبناني وخصوصاً المزارع اللبناني بتسويق بضاعته لأنه ومنذ 100 عام أهم سوق لتسويق البضاعة الزراعيّة اللبنانية، وهي بضاعة جيّدة جداً، هو السوق السعودي”.

وأوضح جعجع، رداً على سؤال عما عناه في أن حل مشكلة الدويلة في لبنان هو سياسي، أن “حزب الله” بخلاف ما يعتقده الكثيرون لا يستطيع ممارسة سلطته وتأثيره ونفوذه من خلال سلاحه باعتبار أن هذه الوسيلة محدودة جداً يستطيع من خلالها محاولة التأثير على مسار الأحدث من وقت إلى آخر ولكنه بطبيعة الحال لن يستطيع قتل كل الشعب اللبناني. قوّته الأساسيّة هي في التحالفات السياسيّة، سأعطيك مثلاً حالياً، خذ مجلس النواب الحالي فـ”حزب الله” لديه أكثريّة 71 نائباً فيه، إلا أنه بالإضافة إلى “حركة أمل” وكل حلفائهما المباشرين لديه 40 نائباً فقط، والنواب الآخرون الذين يمكنون “حزب الله” من الحصول على هذه الأكثريّة هم 27 أو 28 نائباً لـ”التيار الوطني الحر” بالإضافة للأسف إلى 7 أو 8 نواب يطلقون على أنفسهم أسم “اللقاء التشاوري” وهم سنّة من عبد الرحين مراد في البقاع الغربي وصولاً إلى جهاد الصمد وفيصل كرامي في الشمال، من دون هؤلاء قوّة “حزب الله” السياسيّة 40 نائباً من أصل 128، 40 نائباً فقط هو وحلفاؤه المباشرين، وكل البقيّة “زودات” على هؤلاء. هذا ما عنيته في كلامي، فنحن لو عملنا من خلال الانتخابات النيابيّة، وهذه طريقة ديمقراطية وشرعية وقانونية 100%، يمكننا التغيير عبر إنجاح الناس الذين لا يتواطؤون مع “حزب الله”، بذلك نستطيع اقلّه أن نحرمه من الأكثريّة النيابيّة وإذا ما عملنا بجدّ وجهد أكبر نستطيع أن يكون لنا أكثريّة في مجلس النواب. هذا ما أعنيه دائماً في قولي إن الحل هو حل سياسي”.

وتابع جعجع: “هنا سأستعجل وأجيبك على سؤال من الممكن ان توجّهه لي، وهو اننا ما بين الأعوام 2005 والـ2010 كان لدينا أكثريّة نيابيّة. صحيح، أولاً، نعم في تلك الأوقات تمكنّا من احتواء “حزب الله”، وسأذكّرك بأن لبنان بالرغم من كل ما حاوله “حزب الله” كحرب تموز 2006، الإغتيالات، التفجيرات واحتلال الوسط التجاري، بالرغم من كل ذلك كان لبنان دولة تتمتع بالسيادة، وكان يستقبل رئيس الوزراء الذي كان يومها فؤاد السنيورة كوندوليزا رايس هنا في بيروت، وكان الرئيس فؤاد السنيورة يَخرج دائماً ليقول لا علم لنا بما يقوم به “حزب الله” ولا شأن لنا بما يقوم به “حزب الله”، وبالتالي حافظ على الدولة التي بقيت.

فإذاً، من جهّة نعم هذه الأكثريات النيابية أدّت دوراً معيّناً، طبعاً لم تؤدِ كل الدور. أما بالنسبة للسؤال: لماذا لم تؤدِ كل الدور؟ فهنا جزء من بيت القصيد، لأن بعض الذين كانوا في هذا التحالف العريض الذي اسمه “14 آذار” تعبوا من النضال، وتعبوا من المواجهات، وبالتالي أصبحوا ميالين أكثر فأكثر إلى أن “يمشوها بالتي هي أحسن” مع “حزب الله” في المرحلة الأولى “منمشيها بالتي هي أحسن” في المرحلة الثانية نتعاون قليلاً وفي المراحل اللاحقة نتعاون كثيراً، فإذا غير صحيح أننا لا يمكننا القيام بشيء إذا ما حصلنا على الأكثريّة النيابيّة”.

واستطرد جعجع: “نعم، هناك حلّ سياسي إلا أن هذا الحل يلزمه وضوحاً في الرؤيا السياسيّة، عدم تغيير في القناعات، كما يلزمه استمراريّة، طبعاً تحيطه مخاطر عديدة من أهمها هذه المخاطر الاغتيالات، ولكن نعرف أن من يضع نصب عينيه انقاذ بلده عليه أن يتحمّل الكثير من الصعوبات والمخاطر”.

أما بالنسبة للتطورات في أفغانستان، قال جعجع: “يمكن أن الدولة الأفغانية انهارت بأسرع مما هو متوقّع، ولكن أعتقد أن الأميركيين انسحبوا من أفغانستان على أثر نوع من التفاهمات الضمنيّة المعيّنة مع طالبان، وهذا سيتبيّن مع الأيام. من جهّة أخرى وأنا أتمنى أن يسمعني كل المشاهدين العرب، الأميركيين أميركيين، وأنت تعرف كم نحن أصدقاء مع الأميركيين، ولكن الأميركيين أميركيين ونحن نحن. الأميركيون يسعون بشكل دائم إلى تحقيق مصالح بلادهم، ونحن يجب أن نسعى إلى تحقيق مصالح بلادنا، وبالتالي لا يجب أن ننتظر من الأميركيين أن يكونوا صامدين معنا، يجب أن نبدأ في أن نكون نحن صامدون مع أنفسنا في الدرجة الأولى، كما كنت أشرح عن لبنان قبل قليل، وأن نكون صامدين مع بعضنا البعض كدول عربيّة بالدرجة الثانية وبالدرجة الثالثة يجب أن نعرف ونتعلّم من كل ما مرّ عبر التاريخ في أن الدول الكبرى في نهاية المطاف لا يوجد لديها صداقات وعواطف وقربة، وإنما يوجد لديها حسابات استراتيجيّة ومصالحها، أين تكون مصالحها تكون وبالتالي يجب علينا نحن أن نصوّب سياساتنا لمعرفتنا بكيفيّة تصّرف الدول الكبرى وليس علينا أن نتأمل أن تصوّب الدول الكبرى مساراتها انطلاقاً من مصالحنا نحن”.

ورداً على سؤال عما إذا كان لديه أي قلق في أن يكون لبنان ضحيّة على طاولة المفاوضات الإيرانيّة – الأميركيّة في فيينا خصوصاً بعد ما شهدناه مؤخراً في أفغانستان، قال جعجع: “إن هذه التطورات لا تقلقني لبنانياً لسبب بسيط وهو أن ما يحدث اليوم في لبنان هو أقصى أقصى أقصى أقصى أقصى ما يمكن لـ”حزب الله” أن يفعله وبالرغم من كل ذلك، هناك أكثريّة صامدة من الشعب اللبناني لديها رأي آخر، لا بد من أن يأتي يوم، غداً، بعد أسبوع، بعد ستّة أشهر، بعد سنة، بعد سنتين وتستطيع التعبير عن رأيها، وما جرى في هذه القرية الصغيرة المتواضعة الموجودة في جنوب لبنان التي اسمها “شويّا” أكبر دليل على ذلك. وتأكد تماماً أنه لو تهيأت الظروف في قرى أخرى إن كان اسمها “مشمش” في عكار أو إن كان اسمها “يحشوش” في كسروان أو أي قرية أخرى في عاليه لكان ليحدث نفس الشيء. المهم، لست قلقاً لهذه الناحية”.

أما بالنسبة للمشهد الإقليمي، فقال جعجع: “إنه واضح، ولكنه بحاجة لمعالجة وللأسف لا يوجد هناك قوى مقابلة قادرة على معالجته، أنا أقرأ الوضع الإقليمي بهذا الشكل. هناك دولة لطالما كانت موجودة في الشرق الأوسط اسمها إيران، في الكثير من المراحل كانت تجمع هذه الدولة علاقات وثيقة جداً بجميع الدول العربيّة، ولكن في العصر الحديث جداً، أي ما بعد ثورة الإمام الخميني، قامت فكرة تصدير الثورة في إيران، وهذه الفكرة تدخل في صلب الدستور الإيراني الحالي حيث هناك شيء اسمه تعميم وتصدير الثورة.

إن المشروع الإيراني الحالي مشروع طموح جداً، حدّه الأقصى هو أمّة إسلاميّة، طبعاً تبعاً للمفهوم الإيراني للكلمة وليس تبعاً للمفهوم المتعارف عليه في المملكة العربيّة السعوديّة، أو في مصر أو في غيرها من الدول العربيّة، هي أمّة بحدّها الأقصى تشمل العالم بأسره أي لديهم مشروع أممي – كوني، وفي حدّه الأدنى يشمل الدول الإسلاميّة. في المرحلة الأولى دائماً الأقربون هم أولى بالمعروف، لذلك المرحلة الأولى من المشروع تشمل دول جوار إيران، لذا تمّ تصدير الثورة إلى هذه الدول من خلال الحرس الثوري الإيراني، الحرس الثوري الإيراني هو المؤسسة الأساسيّة أو دعني أقول “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني هو المؤسسة الرئيسيّة المولجة تصدير الثورة إلى دول الجوار، أي من لبنان حتى اليمن وما بينهما، بمرحلة أولى. وتم تصدير الثورة من خلال إقامة مجموعات مسلّحة مختلفة وهنا بيت القصيد. لو حاولت إيران تصدير الثورة بوسائل ثقافيّة حضاريّة من خلال الدعوة كدعوة لا اعتراض لدينا، فنحن لدينا مانع وهو أن لدينا قناعات أخرى مختلفة تماماً، وفي اتجاه آخر مختلف تماماً، فعلى سبيل المثال بالنسبة لنا كـ”قوّات لبنانيّة” لبنان بحد ذاته هو أمّة ووطن نهائي لجميع أبنائه وليس مقاطعة في أمّة غير لبنان أو جزء صغير من أمّة أخرى، وبالتالي هناك تناقض تام ما بين قناعاتنا وقناعاتهم”.

وتابع جعجع: “لو حاولوا تصدير الثورة الإيرانيّة من خلال الدعوة والفكر، فهذا حقّهم الطبيعي، إلا أن ما أقدموا عليه هو تصدير الثورة بالقوّة، عبر بناء مجموعات مسلّحة في كل الدول العربيّة التي استطاعوا الدخول إليها، ونأخذ على سبيل المثال في لبنان، لم يتعاونوا مع الدولة اللبنانيّة، لم يتعاونوا مع المؤسسات اللبنانيّة، لم يتعاونوا مع المجتمع اللبناني، ذهبوا إلى من يعتبرونهم ذوي قربة وهم المجموعة الشيعيّة اللبنانيّة، أقاموا فيها مراكز قوى وموّلوها بشكل كبير، أي أن التمويل الإيراني لـ”حزب الله” كان يقدّر قبل هذه الأعوام الثلاثة الأخيرة ما بين 500 مليون دولار والمليار دولار في السنة، هل تعرف هذا المبلغ ماذا يمكن له أن يفعل سنوياً في دولة كلبنان؟ هذا عدا عن السلاح والذخيرة والتدريب وكل باقي التقديمات العينيّة. هذا الأمر مكّن “حزب الله” من إقامة دويلة إلى جانب الدولة اللبنانيّة وبدأت تقدم من الدولة اللبنانيّة. في العراق الآن، لديهم صداقات سياسيّة إلا أنهم بالرغم من كل هذه الصداقات فهم لا يتّكلون عليها ولا على الدولة العراقيّة ولا على المؤسسات الشرعيّة، وإنما أقاموا شيئاً رديفاً، في غفلة من الزمن أسموه الحشد الشعبي وللأسف شرّعوه وأصبح جزءاً شرعياً من الدولة العراقيّة وهو يرتبط مباشرةً بهم ويقومون بأعمالهم من خلال هذا الحشد، فإذا لم تعجبهم أميركا أو بريطانيا يرسلون أمراً إلى إحدى فصائل هذا الحشد ليقوم بالاعتداء على سفارة أميركيّة أو بريطانيّة أو على هذا أو ذاك أو على عواميد الكهرباء في الوقت الراهن. في اليمن كان هناك سلطة شرعيّة، وهلمّ جرّ، فإذاً المشهد الإقليمي واضح جداً”.

أما بالنسبة لتوقّعه حصول حرباً أهليّة في لبنان وعما إذا كان “القوات” جاهزة إن دق الخطر على الأبواب كما يردّد دائماً، فقد أكّد جعجع أنني “لا أتوقّع صراحةً حصول حرباً أهليّة في لبنان، طبعاً “القوّات” جاهزة إذا دق الخطر على الأبواب، ولكن صراحة صراحة لا أتوقّع حرباً أهليّة في لبنان انطلاقاً من مشاهداتي ومن قراءتنا للوضع ومن متابعاتنا، لذا لا أعتقد أن أي طرف في صدد التحضير لحرب أهليّة وبالتالي لا حرب أهليّة في لبنان، بالإضافة إلى ذلك هناك عامل مساعد في الوقت الراهن وهو الجيش اللبناني الحالي وقوى الأمن الداخلي الحالية وهما صراحةً تقفان بالمرصاد لأي محاولات تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي ولديهما الإمكانيّة بخلاف ما يعتقده البعض، لذا أنا مطمئن من هذه الناحيّة إلا أن هذا لا يعني أننا لن نشهد بعض أعمال الشغب الاجتماعي جراء الأوضاع المعيشيّة الصعبة جداً جداً جداً، كالتي تحصل جراء طوابير البنزين أو المشاكل التي تحدث جراء انقطاع المازوت أو أمام الأفران أو أمام الصيدليات فهذا شيء مختلف تماماً، وبالتالي جوابي هو لا”. ورداً على سؤال عن أن لبنان أمضى جزءاً من تاريخه في صراعات من أجل أن يصل الرئيس ميشال عون إلى سدّة الرئاسة فهل نحن مقبلون على صراع ووقت ضائع من أجل معركة وصول جبران باسيل إلى سدّة الرئاسة، رأى جعجع أن “ما نعيشه في الوقت الحاضر بأجزاء كبيرة منه يقع تماماً في هذا السياق وأن الرئيس ميشال عون سيحاول عرقلة كل شيء في سبيل التحضير لوصول جبران باسيل إلى رئاسة الجمهوريّة”.

وختم جعجع: “يطول الحديث في شؤون المنطقة وكنت أقول لك إن هناك دولة تصدّر الثورة، المشكلة أنه لا توجد دولة أو دول أخرى تواجه تصدير هذه الثورة، والأمور متروكة على الشعوب المحليّة أن تواجه وبإمكانياتها الخاصة والمحدودة ولهذا السبب يأخذ الامر هذا المدى الذي أخذه”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 18 – 19 آب/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 آب/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/101490/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1152/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/August 18/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/101492/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-august-18-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin