المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 نيسان/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.april12.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

في يَوْمِ الأَحَد، جَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ بَاكِرًا، وكَانَ بَعْدُ ظَلام، فَرَأَتِ الحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ القَبْر

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/كل صاحب شركة حزب يطالب بانتخابات نيابية أو رئاسية في ظل احتلال حزب الله هو متموضع في قاطعه وعميل له/مطلوب محاكمة كل أصحاب شركات الأحزاب الذين سلموا البلد لحزب الله: المعرابي والصهر وعمه والبيك والشيخ وكل يلي بيشد ع مشدون

الياس بجاني/التحقيق الجنائي يجب يشمل ليس فقط من نهبوا الأموال، بل أيضاً الذين سلموا البلد لحزب الله وفي مقدمهم عون وباسيل وجعجع والحريري وجنبلاط وبري وفرنجية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

العقوبات الفرنسية والأوروبية على نار حامية!

القوات والكتائب: مساكنة بالاكراه

“حزب الله” يرسخ دعائم دويلته باقتصاد بديل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 11/4/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان بين مآسي الحرب الأهلية والانهيار الاقتصادي

القوّات "تفتح النار" على باسيل!

“الوطني الحر” عن جعجع: ما أقبح المجرم عندما يتكلّم بالعفّة!

القوات ترد على رد التيار الوطني: إتهامنا بالفساد السياسي باطل ومردود لأصحابه“

النقد الدولي”: من الصعب مساعدة لبنان في غياب حكومة

سلامة هو واجهة المافيا ولا يتحمّل وحيدا ما حصل

ذكرى 13 نيسان في ساحة الشهداء

لبنان: اتهامات التعطيل تطيح التأليف… والهوة تتسع بين عون والحريري

الراعي: لا تدقيق جنائياً قبل الحكومة... ودريان للمسؤولين: كفاكم تعنتاً واستكباراً

مخزومي: السعودية لن تدعم حكومة فيها “رائحة” “حزب الله”

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

حريق في “نطنز” والأصابع تشير إلى “الموساد”

إيران أقرَّت بوقوع الهجوم السيبراني... وواشنطن: مُلتزمون أمن إسرائيل

جيروزاليم بوست: هجوم إلكتروني وراء "حادث نطنز"

طهران: لا إصابات بشرية ولا تلوث إشعاعي/حادث نووي "غامض" في نظنز الإيرانية

رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: حادث نطنز إرهاب نووي

البرلمان الإيراني يُوجِّه اتهامات إلى روحاني بتجاهل القوانين

الجاليات الإيرانية تُطالب بمُحاسبة نظام الملالي على سلوكه الشائن

روسيا: لا أحد يريد حربًا في أوكرانيا

بعد الأزمة… صورة تجمع الأمير حمزة مع ملك الأردن

استهداف حوثي جديد للسعودية

وفاة محامي صدام وزير العدل الأميركي الأسبق

“الانتقالي” يتهم الجيش اليمني بالاعتداء على قواته في أبين

المغرب يرصد 13 مليون هجوم سيبراني منذ بداية “كورونا”

الأردن يحيي الذكرى المئوية لتأسيس الدولة والأمير حمزة يظهر بجانب الملك عبدالله الثاني/قادة الإمارات أشادوا بمسيرة العلاقات مع المملكة... والأمير تشارلز هنأ باللغة العربية

العراق يرصد 400 مليون دولار لتطوير القوات الجوية والبرية والبحرية/الكاظمي أطلق مشروع ميناء الفاو الكبير ووعد بتوفير آلاف فرص العمل

غارات روسية في البادية السورية تستهدف “داعش”

كندا ترسل فرقاطة إلى الشرق الأوسط

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التخوف من “التعويم” طيّر زيارة دياب إلى العراق/عمر حبنجر/الأنباء الكويتية

تخوف من “مزارع شبعا بحرية” مع إسرائيل/نذير رضا/الشرق الأوسط

روسيا “تتوغّل” بشمال لبنان؟/منير الربيع/المدن

هيل يستطلع: تعقيدات الحكومة والانهيار.. في انتظار الاتفاق النووي/منير الربيع/المدن

السيد محمد حسن الأمين: علامة في الدين والعلمانية/منير الربيع/المدن

مبادرة البطريرك: أوّلاً ودائماً... لماذا؟/رضوان السيد/أساس ميديا

هل تسهّل زيارة الحريري إلى الفاتيكان مهمته في تأليف الحكومة؟/جورج حايك

وكالة انباء آسيا/فكِّكوا مُفاعلات الإرهاب الإيراني/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

اغتيال الناشط لقمان سليم أمام فرصة «التدويل» فهل «يُفرمل» آلة القتل السياسية في لبنان؟/رلى موفّق/القدس العربي

خطة إيران لإعادة واشنطن إلى "الاتفاق الرديء"!/محمد قواص/سكاي نيوز

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في قداس الأحد الجديد

المطران عودة: أصبحنا بلداً يُدمن تفويت الفرص

أحد توما المسيح قام- حقاً قام/الأب سيمون عساف

دريان لمعرقلي تشكيل الحكومة: كفاكم خرقًا للدستور!

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

في يَوْمِ الأَحَد، جَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ بَاكِرًا، وكَانَ بَعْدُ ظَلام، فَرَأَتِ الحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ القَبْر

إنجيل القدّيس يوحنّا20/من01حتى10/:”في يَوْمِ الأَحَد، جَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ بَاكِرًا، وكَانَ بَعْدُ ظَلام، فَرَأَتِ الحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ القَبْر. فَأَسْرَعَتْ وجَاءَتْ إِلى سِمْعَانَ بُطْرُسَ والتِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا الرَّبَّ مِنَ القَبْر، ولا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوه». فَخَرَجَ بُطْرُسُ والتِّلْمِيذُ الآخَرُ وأَتَيَا إِلى القَبْر. وكَانَ الٱثْنَانِ يُسْرِعَانِ مَعًا، إِلاَّ أَنَّ التِّلْمِيذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطْرُس، فَوَصَلَ إِلى القَبْرِ أَوَّلاً. وَٱنْحَنَى فَرَأَى الرِّبَاطَاتِ مُلْقَاةً إِلى الأَرْض، ولكِنَّهُ لَمْ يَدْخُل. ثُمَّ وَصَلَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، فَدَخَلَ القَبْرَ، وشَاهَدَ الرِّبَاطَاتِ مُلْقَاةً إِلى الأَرْض، وَالمِنْديلَ الَّذي كَانَ عَلى رَأْسِ يَسُوعَ غَيْرَ مُلْقًى مَعَ الرِّبَاطَات، بَلْ مَطْوِيًّا وَحْدَهُ في مَوْضِعٍ آخَر. حِينَئِذٍ دَخَلَ التِّلمِيذُ الآخَرُ الَّذي وَصَلَ إِلى القَبْرِ أَوَّلاً، ورَأَى فَآمَن؛ لأَنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا بَعْدُ قَدْ فَهِمَا مَا جَاءَ في الكِتَاب، أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مَنْ بَيْنِ الأَمْوَات. ثُمَّ عَادَ التِّلمِيذَانِ إِلى حَيْثُ يُقِيمَان.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

كل صاحب شركة حزب يطالب بانتخابات نيابية أو رئاسية في ظل احتلال حزب الله هو متموضع في قاطعه وعميل له

مطلوب محاكمة كل أصحاب شركات الأحزاب الذين سلموا البلد لحزب الله: المعرابي والصهر وعمه والبيك والشيخ وكل يلي بيشد ع مشدون

الياس بجاني/09 نيسان/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97755/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d9%84-%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a8%d8%a7%d9%86%d8%aa/

مطلوب محاكمة كل السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الذين سلموا البلد لحزب الله وفي مقدمهم سمير جعجع الذي وعن سابق تصور وتصميم فرط 14 آذار وخان ثورة الأرز وقفز فوق دماء شهدائها وداكش السيادة بالكراسي والمواقع من خلال الصفقة الرئاسية الخطيئة واتفاق معراب الخياني الذي خطط بإبليسية لتقاسم المسيحيين حصص ومغانم.

وفيما يخص التحقيق الجنائي المالي فهو مهم ولكن الأهم محاكمة بتهمتي الخيانة والعمالة كل الذين سلموا البلد لحزب الله وهم عون وباسيل وفرنجية وجعجع وبري وجنبلاط والحريري ومعهم أيضاً كل يلي بيشد ع مشدون.

وبالنسبة لجعجع الهائج اعلامياً والمروكب على الانتخابات النيابية والرئاسية والمركز هجومه على عون وباسيل على خلفية “قوم تا اقعد محلك” فهو ومنذ يومه الأول في العمل السياسي مصاب بعمى الصر البصيرة ولا يري بعقله وأفكاره وأوهامه المرّضية غير كرسي بعبدا.

وفي نفس هذا السياق الإسخريوتي تندرج ممارسات أغنام وقراقير أصحاب شركات الأحزاب الذين هم شواذ في مجتمعاتنا المتنوعة ومجرد صنوج وأبواق وعصابات من الشتامين وكارثة الكوارث بغبائهم وجهلهم وسطحية فكرهم وغنميتهم.

إن من يتجاهل احتلال حزب الله الإرهابي وسلاحه وحروبه وهيمنته الكاملة على مجلس النواب والحكومة ورئاسة الجمهورية وكل مؤسسات الدولة وبغباء مروكب على الانتخابات النيابية فهو فعلاً عميل للحزب وراكع له وقابل باحتلاله ويسعى لتشريعه من خلال الانتخابات وذلك مقابل مواقع بنيابية مخصية سلفاً لا فائدة ولا رجاء منها.

باختصار فإن كل صاحب شركة حزب يطالب بانتخابات نيابية أو رئاسية في ظل احتلال حزب الله الملالوي والإرهابي والمجرم هو متموضع في قاطع الحزب وعميل له ونقطة على السطر.

في أسفل تعليق نشر اليوم على The Unsaid Lebanon /يلخص هرطقات وغباء ذمية وقصر نظر الذين يطالبون بانتخابات نيابية ورئاسية بظل احتلال حزب الله

عقم طرح الانتخابات النيابية كمدخل للحل:

1) عندما كانت قوى ١٤ آذار في ذروة قوتها وتماسكها، ومع كل الدعم الخارجي لها في حينه، ورغم إمتلاكها للأغلبية النيابية، لم تستطع الحكم في ظل وجود سلاح حزب الله، لا بل إندثرت وزالت عن الوجود.

٢) الانتخابات النيابية في ظل الترسانة العسكرية لحزب الله المتزايدة عتادا” ونوعاً وكمّا”، وامتلاك الطبقة السياسية الفاسدة للمال والسلطة والدولة العميقة والماكينات الانتخابية المزيتة وما إلى هنالك من عناصر القوّة، لا يمكن للانتخابات أن تحدث أي تغيير ذي شأن. ٣) الانتخابات النيابية في ظل الاحتلال الإيراني لن تجدي نفعا” فحسب، إنما ستعطي شرعية للاحتلال في نظر الخارج.

٤) الفشل الحتمي للانتخابات النيابية رغم بعض التغييرات الطفيفة، سيعوّم الطبقة السياسية الفاسدة لأربع سنوات مقبلة ويحبط الثورة بشكل كامل.

٥) في حين أنّ الثورةُ للأسف تفتقد لوحدة الصف والمشروع والمال والخبرة الانتخابية والدعم الخارجي وما إلى هنالك من نقاط الضعف.

٦) حينَ تحرر لبنان من الاحتلال السوري كان يوجد آنذاك مقاومة سياسية له، تظهر للعالم المشكلة الرئيسية، وفي وقت محدد تلاقت الإرادة الخارجية مع الإرادة الداخلية فخرج الجيش السوري من لبنان . أما اليوم، بفضل هذه الطروحات الخنفشارية التي تحرف الأنظار عن الاحتلال الإيراني للبنان وترسل إشارات مغلوطة للخارج ستصعّب عملية انتشال لبنان من كبوته.

٧) سرعة تدهور الوضع أكبر من سرعة إجراء الانتخابات حتى لو كانت مبكرة.

٨) أما البعض يستميت لإجراء انتخابات نيابية لأسباب رئاسية، بما أنّ باسيل هو الخاسر الأكبر منذ ثورة ١٧ تشرين، لطرح نفسه عند حزب الله كبديل عنه.

هذه الطروحات التطبيعية مع الاحتلال الإيراني تحرف الأنظار عن طرح غبطة البطريرك الخلاصي للبنان (الحياد الناشط والمؤتمر الدول ) وتطعنه في الصميم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

التحقيق الجنائي يجب يشمل ليس فقط من نهبوا الأموال، بل أيضاً الذين سلموا البلد لحزب الله وفي مقدمهم عون وباسيل وجعجع والحريري وجنبلاط وبري وفرنجية

الياس بجاني/08 نيسان/2021

إن التحقيق الجنائي المالي الذي كان جوهر رسالة الرئيس ميشال عون إلى اللبنانيين أمس هو بالطبع مهم للغاية وضرورة قضائية ووطنية ويجب أن يتم بشفافية ودون مماطلة، وذلك من قِبل شركات محاسبة عالمية متخصصة في هذا المجال ومحترمة ومعروفة بنزاهتها ومحصنة من أوبئة الرشاوى والسمسرات والغش.

ولكن الأكثر أهمة من التحقيق المالي الجنائي هو التحقيق الوطني والسيادي الجدي في كل ارتكابات العمالة والخيانة.

هذا التحقيق بالخيانة والعمالة يجب أن يطاول كل سياسي ومسؤول وصاحب شركة حزب ومتعهد وموظف ووزير ونائب وفي مقدمهم عون وباسيل وبري وجعجع والحريري وغيرهم كثر من حيتان المال وهم من كافة الشرائح المجتمعية.

فعون وصهره وكل من يلف لفهما يجب محاكمتهم على خلفية بيعهم لبنان لحزب الله وجريمتهم هذه جاءت مع ورقة تفاهم مار مخايل التي أبدت وقدست سلاح حزب الله وشرعنته وألغت الدولة ودستورها، وذلك مقابل وصول عون إلى كرسي بعبدا.

أما الحريري وجعجع وجنبلاط وبري فهم أيضاً شاركوا وكل على طريقته وعلناً في جريمة تسليم البلد لحزب الله، وذلك من خلال الصفقة الخطيئة التي داكشت السيادة والاستقلال والدستور بمواقع نيابية وتنفيعات ومجالس ورشاوى وسرقات وسمسرات طاولت المال العام في العديد من وزارات ومرافئ الدولة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر وزارتي المهجرين والصحة (جنبلاط) والكهرباء والطاقة (عون-باسيل) ومجلس الجنوب (بري) والخ.

وفي ما يتعلق بجعجع فهو بدوره ومع الحريري وجنبلاط فرطوا ثورة الأرز ودفنوا 14 آذار واستسلموا لحزب الله وسلموه البلد على طبق من فضة مقابل منافع سلطوية ومالية ومواقع نيابية.

باختصار فإن عون محق وهو يطالب بالتحقيق الجنائي المالي، ولكن أيضاً من حق كل الموطنين اللبنانيين أن يطالبوا بالتحقيق مع عون ومع "كلن يعني كلن" من الطاقمين السياسي والحزبي بتهم الخيانة والعمالية وتسليم وطن الأرز لحزب الله الملالوي والذهبي والإرهابي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

العقوبات الفرنسية والأوروبية على نار حامية!

السياسة الكويتية/11 نيسان/2021

لم يعد هناك أدنى شك بأن باب العقوبات الفرنسية والأوروبية قد فتح على مصراعيه، نتيجة تقاعس المسؤولين اللبنانيين عن القيام بالمطلوب من أجل تشكيل حكومة جديدة، تنقذ لبنان من الانهيار الذي يتهدده أكثر من أي وقت. وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ”السياسة” أن “الفرنسيين الذين هالهم عناد الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، باتوا على قناعة أنه لا مفر من فرض عقوبات سيصار إلى بحثها في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 19 الجاري، على أن يتم فرضها على المتسببين بتعطيل تأليف الحكومة، وستكون على مراحل، ووفق برنامج متدرج يتم التوافق عليه بين باريس والعواصم الأوروبية”. وأشارت المصادر إلى أن “فرض عقوبات على أصول شخصيات لبنانية، بات حتمياً أكثر من أي مضى، لأن فرنسا قررت ألا تتهاون مع الذين وضعوا مصلحتهم قبل مصلحة البلد والناس، من خلال وضعهم الشروط التي تلبي مصالحهم من أجل تشكيل الحكومة التي باتت مطلباً داخلياً وخارجياً، لا يمكن الاستهانة حياله، وبالتالي لا بد من ممارسة كل الضغوطات لمعاقبة المتورطين بوصول الوضع إلى ما وصل إليه”. وفي الإطار، أعلنت أميركا وفرنسا في بيان، أن “على القادة السياسيين في لبنان تحقيق إصلاحات حقيقية تخدم مصالح الشعب”. وأكد وزيرا الخارجية الأميركية والفرنسية في اتصال بينهما، على أنه على القادة السياسيين في لبنان تحقيق إصلاحات حقيقية تخدم مصالح الشعب اللبناني.

 

القوات والكتائب: مساكنة بالاكراه

لبنان 24/11 نيسان/2021

لا يغيب عن كل طلة اعلامية لمسؤول في حزب الكتائب او"القوات اللبنانية" أسلوب "النكوزة والتلطيش المتبادل" في مقاربة المواضيع الوطنية المطروحة، وصولا الى الهجوم المباشر احيانا، فيما تتواصل مساعي "الاصدقاء المشتركين" لتخفيف حدة السجال "بين رفاق النضال". ووفق جولة الرادار على "طرفي الكباش" فان "القوات اللبنانية  شديدة الانزعاج  من تركيز  رئيس الكتائب سامي الجميل على وجوب استقالة المزيد من النواب من المجلس النيابي، لان هذا الامر يحرجها ويجد صدى شعبيا ، خصوصا في الشارع  المسيحي.  وتقول مصادرها لـ"الرادار"  "انها، في حال قررت استقالة نوابها، تريد ان يكون لها الوقع المؤثر لا ان تكون مجرد استقالة عابرة"، مضيفة "ان القوات تنتظر اللحظة المؤاتية من اجل ان تنضج استقالة نواب الاشتراكي والمستقبل لتكون الاستقالة جماعية".   وتتساءل "ماذا غيرت استقالة نواب الكتائب في موازين القوى ؟ وهل ادت  الى اسقاط مجلس النواب؟ وماذا يفعل اليوم الشيخ سامي الجميل اليوم غير الاطلالات الاعلامية ؟". في المقابل تقول اوساط الكتائب لـ "الرادار"  في معرض الرد على المصادر القواتية: "ليس السؤال ماذا يفعل سامي الجميل، الذي يعبر عن قناعاته الوطنية، بل ماذا تفعل القوات وقائدها غير الاطلالات الاعلامية المتكررة لتبرير بقائها في السلطة وعجزها عن احداث اي تغيير جذري من الداخل". وتذكّر المصادر الكتائبية "بأن القوات هي من رشح ميشال عون وكانت الى جانبه وهادنته وغطّت كل ما كان يحصل قبل ان يفترقا، ليس بسبب المبادئ، بل لخلاف شخصي مع جبران باسيل على الحصص وعلى من سيكون الرئيس المقبل ". وتضيف "ان ما يثير الانتباه هو التنافس العوني- القواتي على "ابوّة" التدقيق الجنائي الذي ليس اكثر من بالون اعلامي  سعيا لتحقيق اي انجاز ولو كان وهميا". احد الاصدقاء المشتركين بين الطرفين لخص واقع الحال بالقول "الحزبان محكومان بروابط الدم والنضال وبالتوافق الحتمي مهما اشتدت الخلافات، وما نحاول فعله هو السعي لتبقى الخلافات داخل الجدران على قاعدة المساكنة بالاكراه".

 

“حزب الله” يرسخ دعائم دويلته باقتصاد بديل

بيروت ـ “السياسة” /11 نيسان/2021

 بدأ “حزب الله” وفي إطار ترسيخ دعائم دويلته على حساب الدولة اللبنانية ومؤسساتها، بتنفيذ خطته التي وضعها لـ “صمود ودعم الشعب اللبناني” . ففي حوار مع قناة “المنار” الناطقة بلسان الحزب، كشف عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله بعض تفاصيل هذه الخطة والتي تشمل في جوانب منها تقديم 50 ألف حصّة غذائية ومساعدات مباشرة لحوالي 50 ألف عائلة، وسيصل عددها لاحقاً إلى 100 ألف عائلة، وتقديم قروض لنحو 300 مشروع زراعي وصناعي وإنتاجي من مؤسّسة “القرض الحسن”، بالتعاون مع مؤسّسة “جهاد البناء”، وتُدرَس ملفات 2000 مشروع مستقبلاً، وذلك في إطار دعم الاقتصاد المنتج، وإدخال 14 ألف عائلة إلى لائحة المستفيدين من “قرض البنك الدولي”. وكشف موقع “أساس”، أنه “إضافة إلى ما أعلنه النائب فضل الله، فقد بدأ توزيع بطاقات السجّاد، المخصّصة للشراء من “تعاونيات النور” التي افتتحها الحزب في مختلف المناطق اللبنانية، وينفذ الحزب مشاريع أخرى، من بينها مائدة الإمام زين العابدين لإطعام الفقراء، خصوصاً في شهر رمضان. على صعيد آخر، أعلن رئيس بعثة “يونيفيل” وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول، عن البدء في تركيب كاميرات في بعض مواقعها القريبة من الخط الأزرق، مشيرا إلى أن “هذا جزء من ستراتيجية الأمم المتحدة العامة لحفظ أمن موظفي الأمم المتحدة العاملين في جميع بعثات حفظ السلام في العالم وحمايتهم”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 11/4/2021

وطنية/الأحد 11 نيسان 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

رغم الحركة المكوكية للموفدين الدبلوماسيين العرب التي تواصلت طيلة هذا الأسبوع، لمحاولة فتح ثغرة ولو صغيرة في حائط الأزمة السياسية، تخرج عبرها حكومة مهمة من أجل إنقاذ ما تبقى من قطاعات ومؤسسات، لا زالت تعمل بصعوبة.

غابت الحركة السياسية الداخلية، ولم تسجل أي لقاءات او اتصالات بين المعنيين بالتأليف، في حين تدور حول الكواليس حركة تضطلع بها عين التينة، لجس النبض الأطراف المحليين حيال إمكانية إحياء مبادرة الرئيس نبيه بري الإنقاذية..

وعلى خطوط التماس السياسي، وخطوط الترسيم البحري، يصل المبعوث الأميركي ديفيد هيل الى بيروت مطلع الاسبوع، حيث سيكون الملف النفطي وترسيم الحدود البحرية حاضرا في جعبته، ويبلغ هيل المسؤولين بموقف بلاده من المفاوضات..

توازيا، وفيما السياسيون يبحثون عن الحكومة، المواطن يبحث عن قوته اليومي وعن رغيف الخبز، الذي فجأة يختفي وفجأة يعود. وهكذا يقضي المواطن اللبناني يبحث في يومياته ما بين الأفران والصيدليات ومحطات الوقود، التي لا زالت تعج بطوابير السيارات... والسؤال هنا، فهل صدفة أن خراطيم المحطات زاخرة في مناطق، وجافة في مناطق اخرى؟.

هذه المشاهد تتكرر يوميا مع كل أزمة، لتصبح بمثابة امتحان للبناني الذي كتب له أن يستنزف في لقمة عيشه باحثا عن رغيف في الأفران وعن دواء في الصيدليات، وعن شيء من ماله في المصارف ووقود لسيارته..

وفي سياق متصل، المفتي دريان وفي رسالة شهر رمضان المبارك، قال: "المطلوب تقديم التسهيل لا التعطيل"، متوجها الى معرقلي تشكيل الحكومة بالقول: "كفاكم تعنتا واستكبارا، فالبلد في خطر داهم ويعيش قمة الانقسام والفوضى".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على رصيف الإنهيارات والأزمات ومعاناة اللبنانيين أمام المصارف والأفران والمحلات والمحطات والصيدليات... ثمة من ما زال لديه متسع من الوقت لعرقلة الحلول، وفتح الجبهات وإطلاق المزاعم خبط عشواء.

ذاك هو على سبيل المثال "ديدن" جهة سياسية يعرف اللبنانيون لونها واحترافها التضليل، وفن التفريط بالثوابت الوطنية، ومن بينها تلك المتصلة بالترسيم الحدودي الجنوبي.

وإنعاشا للذاكرة، أوضحت مصادر "كتلة التنمية والتحرير" أن اتفاق الإطار الذي أعلنه الرئيس نبيه بري، "رسم القواعد العامة للتفاوض من دون الدخول في مسالة تحديد المساحة الجغرافية المنوي التفاوض عليها".

وللجهة السياسية التي تجند الأقلام والكتبة بطريقة (غب الطلب) قالت المصادر: "إن حدودنا وحقوقنا وسيادتنا رسمت بتضحيات الآلاف من الشهداء، وموقفنا من هذه الثوابت ليس بحاجة إلى شهادة من أحد".

وفي كلام مصادر كتلة التنمية والتحرير، "انتقاد لسياسة التعمية عن المشكلة الأساس ومسببيها، فكفى هروبا إلى الأمام... عليكم أن تتحملوا التبعات الكاملة عن إفشال كل المحاولات الصادقة لتشكيل حكومة، طال انتظار اللبنانيين لها".

جمر الانتظار هذا، وصل لهيبه مرة أخرى إلى بكركي حيث رشق سيدها المسؤولين المعنيين دستوريا، بصليات من مواقف التأنيب لأنهم لم يشكلوا الحكومة الإنقاذية. "هؤلاء بينوا أنهم لا يريدون التشكيل لغايات خاصة، فالتقوا في مصلحة مشتركة هي التعطيل"، بحسب ما قال البطريرك الماروني مخاطبا أياهم: "ألفوا حكومة واخجلوا من المجتمعين العربي والدولي، ومن الزوار العرب والأجانب".

وفي الكلام البطريركي "ألا تدقيق جنائيا قبل تأليف الحكومة، وأن جدية طرح التدقيق هي بشموليته لا بانتقائيته المقصودة. موقف البطريرك بشارة الراعي لاقاه فيه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي توجه إلى معرقلي التأليف قائلا: "كفاكم تعنتا وتزويرا وخرقا للدستور، فالبلد في خطر داهم".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

خمسة عشر غراما من الخبز تطيح بمعاش خمسة آلاف عائلة حتى إشعار آخر، وقع المشكل بين وزارة الاقتصاد ونقابة الافران، فاصابت سهامه الموزعين ومنهم من قضى ثلاثين عاما من حياته على الطرقات، ليقرب المسافات بين رغيف الخبز واللبنانيين. لتضاف طوابير جديدة الى لائحة طويلة يقضيها المواطن أمام الافران ومحطات الوقود والسلع المدعومة في التعاونيات.

عينات من حالة إلقاء الأثقال على الفئة الأضعف، فيما السياسيون غير مستعجلين على ما يبدو، حراك داخلي على أكثر من صعيد لم يقطع نصف الطريق نحو تشكيل الحكومة الميمونة ، وليس بأفضل حالا الحراك الخارجي وما حكي عن مبعوث فرنسي، فيما تستعد بيروت لاستقبال وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل، في اطار جولة على المنطقة، قيل انها استطلاعية في الشق الحكومي، وتتجاوز اليابسة في ترسيم الحدود.

وإن كان جدول أعماله غير معروف حتى الان، فإن المؤكد أن الزيارة لن تكون حيادية في ملف الترسيم البحري مع كيان العدو، فإن الرسائل التي سيحملها لن تكون بالتأكيد دون السقف الذي رسمه وزير الحرب الاميركي في تل ابيب.

"لويد أوستن"، وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الصهيوني يؤكد على اولوية دعم كيان الاحتلال ، وبني غانتس يطالب بضمانات أميركية بأن أي اتفاق بين الدول الكبرى وإيران لن يضر بمصلحة اسرائيل المحمية الدائمة أميركيا، في وقت كان المسؤول الأول في محمية أميركية اخرى يزور طهران.

رئيس وزراء كورويا الجنوبية في العاصمة الإيرانية لأول مرة منذ أكثر من أربعين عاما، فماذا يحمل الضيف؟، هل الأمر مرتبط بأكثر من السبعة مليارات دولار أميركي المحتجزة في البنوك الكورية والعائدة للجمهورية الاسلامية؟. سيول كانت اعلنت أنها توصلت مع طهران في آذار الماضي إلى اتفاق يتيح تخلية الأموال الإيرانية المجمدة، فالإرادة والثبات هما السبيل الوحيد لاستعادة الأموال، سواء أكانت محتجزة بأمر أميركي، أم مهربة من جيوب المودعين الى بنوك سويسرية وغير سويسرية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الحكومة في الثلاجة، والتدقيق الجنائي في مرمى النيران. أما مرسوم تعديل الحدود البحرية، فبرسم وزير الأشغال ومرجعيته السياسية.

هذا هو باختصار المشهد المحلي اليوم، والذي تسجل حوله الملاحظات الآتية: بالنسبة إلى الملف الحكومي، لا يزال التأليف ينتظر عودة الرئيس المكلف إلى جادة الصواب الدستوري والميثاقي، من خلال اعتماد معايير موحدة تساوي بين اللبنانيين. وهذا هو الممر الوحيد إلى حصول مرسوم التشكيل على التوقيع، وهو ما يدركه الجميع بكل تأكيد، لكنهم يواصلون الهرب إلى الأمام لعل وعسى.

أما في موضوع التدقيق الجنائي، الواقع يوميا في مرمى النيران، فالجواب الوحيد هو سؤال واحد برسم جميع الناس: هل تريدون إصلاحا فعليا في لبنان؟ أما أن كل ما ترغبونه من الإصلاح هو بقاؤه شعارا جميلا يتردد عاما بعد عام، في التصريحات والعظات والخطب، فيما ترجمته العملية خطوط حمراء عابرة للطوائف والمذاهب؟. ثم، عدا القدرة على تعطيله اذا كان النصف زائدا واحدا من وزراء الحكومة المقبلة، ووزير ماليتها ضده، فليفسر لنا أحد ماذا يعني دستوريا وقانونيا ألا تدقيق جنائيا بلا حكومة جديدة، وما الرابط الايجابي بين الاثنين؟.

وهذا المساء، لفتت تغريدة معبرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال فيها: "الفاسدون يخشون التدقيق الجنائي، أما الأبرياء فيفرحون به".

وفي ملف الحدود البحرية، وفيما يسود ترقب لعودة دايفيد هايل إلى بيروت، احتلت الصدارة على مواقع التواصل الاجتماعي مناشدات سياسية وإعلامية وشعبية لوزير الاشغال، ولمرجعيته السياسية، بالتوقيع على التعديل المطلوب، حفاظا على حقوق لبنان. وفي هذا السياق، لفتت تغريدة مسائية للنائب طوني فرنجية جاء فيها: "تاريخنا معروف، ومنه نستمد سعينا لمستقبل يصون وطننا وحقوقه كافة. إن غدا لناظره قريب!".

في السنوات السابقة، قال البعض إن لا تنظيم قاعدة في لبنان. وقبل يومين، صدر الحكم بإدانة رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري الذي استقبل الوفود المتضامنة من قوى تجمع 14 آذار السابق، كما زار المقرات السياسية لمختلف قيادات التجمع المذكور، فأشاد بهم، وسمع منهم الكلام المعسول. وما بين نفي وجود القاعدة، والادانة القضائية، شهداء عسكريون ومدنيون ومصابون دفعوا اثمان سوء التقدير والاخطاء والمصالح.

وقبل مدة، ثمة من شكك بوجود نفط وغاز في بحر لبنان. ومن الآن وحتى يستخرج النفط والغاز، وهما في المحصلة سيستخرجان، عسى ألا يدفع لبنان واللبنانيون مجددا أثمان سوء التقدير والخطايا والمصالح، من ثرواتهم الدفينة هذه المرة، تماما كما يدفعون اليوم أثمان دفن المعايير العلمية والتخطيط السليم، لا بل السرقة المنظمة، اقتصاديا وماليا على مدى ثلاثين عاما على الأقل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

"بعد ما شفت هيك شي قبل، ولا بعتقد إني رح شوف." هكذا علق المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ طارق البيطار على الكتاب - الفضيحة الذي وجهه وزير الإقتصاد راوول نعمة إليه، طالبا منه إخراج فرضية العمل العسكري والإرهابي من قضية تفجير المرفأ.

تصرف نعمة غير المسبوق، يدل على أننا في دولة الغرائب والعجائب، فيها "كل مين رأيو إلو". فلو لم يستهتر وزير الاقتصاد بمفهوم الدولة، ولو لم يبين أنه جاهل تماما بأبسط قواعد الفصل بين السلطات، هل كان اضطر المحقق العدلي الى الخروج عن موجب الصمت والتحفظ؟.

الاداء المستغرب لوزير الاقتصاد لا يتوقف هنا. ففيما هو مشغول بالتدخل في عمل القضاء، عن قصد او عن غير قصد، إذا بأزمة البنزين تعود من جديد، وإذا بطوابير الناس في الأفران تذكر بأقسى أيام الحرب. فهل نسيت يا سيد نعمة أنك جزء من حكومة وصفت بأنها حكومة التكنوقراط؟، فلماذا لا تهتم بالأزمات الحياتية والمعيشية المسؤول عنها حصرا، بدلا من أن تتعدى على مسؤوليات غيرك وتعتقد أنك عالم بكل شيء؟.

سياسيا، الانتظار الحكومي تحول انتظارا من نوع آخر. فبعدما أدرك الجميع أن لا حكومة في الافق المنظور، ضبط الجميع ساعاتهم على موعد جديد: التاسع عشر من الجاري لمعرفة ماذا سيصدر عن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، من عقوبات بحق مسؤولين لبنانيين.

ووفق المعلومات، فان العقوبات لن تصدر دفعة واحدة، بل وفق برنامج متصاعد يتم التوافق عليه بين باريس والعواصم الاوربية. هذا الأمر جاء بعدما ظهر نوع من التباين الاوروبي في ما يتعلق بمقاربة موضوع العقوبات. فالمانيا مثلا تريد عقوبات قاسية ومشددة، فيما باريس لم تحسم أمرها بعد.

في هذا الوقت صعد البطريرك الماروني موقفه، فدعا الى تأليف حكومة قبل التدقيق الجنائي، مؤكدا أن جدية طرح التدقيق الجنائي هي بشموليته المتوازية لا بانتقائيته المقصودة. والواضح ان عظة البطريرك الراعي اليوم تشكل ردا غير مباشر على الرسالة التي وجهها الرئيس ميشال عون الى اللبنانيين، وقد طرح فيها مسألة التدقيق الجنائي وأهمل قضية تشكيل الحكومة.

مقابل استمرار الاهتراء في بنية الدولة المركزية، يواصل "حزب الله" تعزيز دويلته. فبعد السيطرة على القرار السياسي، والإمساك بالقرار الأمني- العسكري، وتأمينه دورة مالية مستقلة، ها هو يدخل بقوة الى قطاع السوبرماركت، وسلاحه لذلك الحصص الغذائية وبطاقة السجاد.

إقليميا، الاعتداء الذي تعرضت له منشأة نطنز النووية في إيران طرح أكثر من سؤال، ولا سيما أن إيران اعترفت بوقوع العمل وبأنه عمل ارهابي. فهل ما لا يتحقق في فيينا بالحوار، يمكن أن يتحقق في إيران بالنار؟.

البداية من "حزب الله" ودخوله قطاع الغذاء على سجاد أحمر، من خلال بطاقة السجاد. تقرير نخله عضيمي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

البلد رهينة. رهينة التعثر في تشكيل حكومة جديدة على رغم مرور أكثر من مئة وسبعين يوما على التكليف. رهينة التعثر في وقف تهريب السلع المدعومة إلى الخارج، فيما هي مقطوعة في الداخل.

السوري في سوريا، يتمتع بالبنزين اللبناني المدعوم وبالمازوت اللبناني المدعوم، فيما اللبناني محروم منها.النيجيري وغيره، يتمتع بالبن اللبناني المدعوم فيما هو محروم منه.

البلد رهينة الخراطيم المرفوعة في المحطات، وربطات الخبز التي لا تباع إلا في الأفران.البلد رهينة أموال محتجزة: المصرف يقول للمودعين إن أموالكم عند مصرف لبنان، ومصرف لبنان يقول إن أموالكم عند الدولة التي صرفتها بموجب قوانين وموازنات...

البلد رهينة نزف هائل في القطاعات الطبية والتمريضية والصيدلانية.البلد رهينة دعم سيتبخر قريبا رغم كل الوعود التخديرية، الدعم يحتاج إلى دولارات لا إلى تصريحات وألسنة طويلة، فالإستيراد يحتاج إلى دولارات والتصريحات لا تشتري الدولارات.

تريدون الخروج من وضعية الرهينة؟، شكلوا حكومة. فعدة الشغل في حكومة تصريف أعمال لم تعد شغالة:

عينة من هذا الفشل: وزير إقتصاد يقرر أن انفجار المرفأ لم يكن عملا إرهابيا، فماذا يفعل المحقق العدلي في هذه الحال؟. وزير الطاقة " يتباطح " مع أصحاب المولدات، فلمن تكون الكلمة الفصل في نهاية المطاف.

وإذا لم تقتنعوا لمطلب أولوية تشكيل حكومة جديدة، ها هو مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور، يخاطبكم بما يشبه التنبيه فيقول: "لا يمكن أن يحدث تغيير في الاتجاه بالقطعة، يتطلب الأمر توجها شاملا، الإصلاحات ينبغي أن تركز على القطاع المالي والميزانية والحوكمة والفساد، والمرافق الخاسرة التي ساهمت في ارتفاع الدين، وفي غياب حكومة جديدة يمكنها قيادة هذا التحول، من الصعب للغاية توقع أن يتحسن الوضع من تلقاء نفسه".

ويختم صندوق النقد الدولي: "حزمة الإصلاح نقطة البداية. ومن أجل ذلك تحتاجون إلى حكومة جديدة تقود تطبيق برنامج الإصلاح هذا". ولكن هل من سميع؟.

من خارج السياق، نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر مخابراتية لم تسمها اليوم الأحد، قولها إن جهاز الموساد الإسرائيلي نفذ هجوما إلكترونيا استهدف منشأة نطنز النووية الإيرانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل أن يطلق الأميركي ديفيد هايل غدا آخر صيحاته من بيروت، على منصة ترسيم الحدود البحرية، كان الترسيم الجنائي يعلن بطلانه كنيسا ويذبح على منصة الصرح البطريركي.

والبطلان حل مع شهر الصوم بصيغة الإفتاء الشرعي.. ومعه رفع المسجد والكنيسة في يوم واحد صلوات مشتركة هدمت البيت الجمهوري، وحملته مسؤوليات العرقلة والتسبب بالانهيار.

وفي أول كلام نوعي يذهب إلى تسمية أوصاف المعرقلين حفرا وتنزيلا على مقاس رئيس الجمهورية، و"التيار الوطني" قال البطريرك الراعي: "أن لا تدقيق جنائيا قبل تأليف حكومة". وحري بجميع المعنيين أن يكفوا عن هذا التعطيل من خلال اختلاق أعراف ميثاقية واجتهادات دستورية وصلاحيات مجازية، وشروط عبثية ومن دون حكومة، كل كلام يبقى باطلا.

وفي تغريدة هذا المساء على موقع "الجنرال" ميشال عون، قال رئيس الجمهورية: "الفاسدون يخشون التدقيق الجنائي، أما الأبرياء فيفرحون به".

بدوره فإن المفتي عبد اللطيف دريان رفع آذان حرمة التعطيل وسأل: "هل هو مطلب عسير أن تكون في البلاد حكومة مسؤولة؟"، لقد مضت شهور طويلة، وهناك من لا يزال يتحدث عن الأصول الدستورية، والشراكة الكاملة بين التشكيل والإصدار، والثلث المعطل وأنواع الوزارات.

وهذا الكلام سيسمعه المسؤولون اللبنانيون غدا مترجما إلى الإنكليزية، في زيارة ستكون الوداعية لوكيل وزارة الخارجية الأميركي للشؤون السياسية دايفيد هايل، وتستمر جولاته على القيادات مدة ثلاثة أيام، يلتقي فيها الجميع باستثناء رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.. لكونه مشمولا بالعقوبات الأميركية ما يمنع التلاقي.

والبلاد بترسيم صحافي دقيق معلقة على جدران جبران.. وهو تحليل جنائي مركز أورده رئيس تحرير "موقع 180 بوست" حسين أيوب عبر "الجديد"، قائلا: "إن الموضوع الأساس للتعطيل متصل بمستقبل الوزير باسيل السياسي والرئاسي".. ومن المستحيل أن يتحرر رئيس الجمهورية من هذه الاعتبارات.. ولن يوقع لو العالم كله ضغط عليه.

العالم يضغط.. والرئيس "بغير عالم" فيما شعبه العظيم قضى نهار عطلته اليوم مستعطيا ليتر بنزين وربطة خبز.. في أسوأ النهارات وأصعبها وأكثرها ذلا، لوطن عاد إلى عادات زمن الحرب المريرة. الناس في الأفران وأمام المحطات.. و"التيار" و"القوات" على حروب إلغاء بالبيانات القاتلة، والتي استحضرت مصطلحات يبدو أنها لم تسقط بالتقادم.. ولا هي ذهبت مع انتهاء مرحلة الرصاص، وعادت آلة القتال مرة جديدة الى ثمانينيات القرن الماضي، لكن مع وقف إطلاق النار حربيا.. وإيقاظها بالحبر المطاطي الحي.

وذكر الطرفان بعضهما بإجرام وتدمير المنطقة الحرة والحروب العبثية: إلغاء وتحريرا فيما رأى "التيار الوطني" أن من مارس الإجرام أيام الحرب والاغتيال السياسي أيام السلم، "لا يحق له الكلام بالأخلاق السياسية"، ولم تقصر القوات في الرد، فقالت "للتيار": "إن الأحكام الصادرة عن حليفكم النظام السوري، الذي تتنافسون وإياه في الإجرام والعمالة، ندعوكم إلى "بلها وشرب ميتها".

وحفلة الزجل الاتهامي بين "التيار" و"القوات" سوف "يبلها" اللبنانيون من دون أن يشربوا "ميتها" لأنها مياه سامة.. ملوثة، وتسبب ضررا في الأمعاء التي يبدو أنها ستصبح خاوية بفضل الجميع: حكما ومعارضة.

ومن خارج المجمع السياسي الصدء.. سقطت عمامة ذيلت يوما بفكر تنويري، وبلون علماني كسر حدة الإنغلاق ...السيد محمد حسن الأمين. أطفأ نور سماحته التي عمت قرى الجنوب وفاضت الى بيروت. ابن شقرا .. سيد العمامة الحمراء .. عدو إسرائيل وخصم المنغلقين، يرحل عن خمسة وسبعين فكر عابر لفتاوى الأمر الواقع.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان بين مآسي الحرب الأهلية والانهيار الاقتصادي

 قناة الحرة/11 نيسان/2021

اعتادت عبلة باروتا خلال سنوات الحرب الأهلية، الاحتماء وعائلتها من القذائف كلّما اشتدت المعارك، لكنها اليوم وفي خضم أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان، تقول إنها لا تعرف كيف تحمي نفسها من الجوع والفقر ومن فساد الزعماء. وتوضح عبلة (58 عاماً)، ربّة المنزل التي تعافت خلال الأشهر الماضية من إصابة بالغة جراء انفجار المرفأ القريب من منزلها، لوكالة فرانس برس، “أثناء الحرب، حين كنا نسمع القصف، كنا نختبئ في المنزل أو الملاجئ. لكن اليوم كيف نختبئ من الجوع؟ من الوضع الاقتصادي؟ من كورونا؟ من زعمائنا؟”. وتقول “كانت مخاوفنا أن نموت جراء قذيفة أو قناص، لكن اليوم كل شيء يخيفنا، المرض والفقر والجوع”. تصمت قليلاً ثم تضيف بحسرة “أن يموت الفرد جراء قذيفة أفضل، أقله لا يعاني.. بينما نعاني اليوم ونموت ببطء”. على غرار عبلة، يردّد كثر في جلساتهم وعلى شاشات التلفزة أن ما يشكون منه اليوم تحت وطأة الانهيار الاقتصادي منذ العام 2019 والتدهور الجنوني لليرة والخوف من العوز، لم يشهدوه حتى في أسوأ أيام الحرب الأهلية (1975-1990) التي يحيي لبنان الثلاثاء الذكرى الـ46 لاندلاعها. وبدأ النزاع في 13 أبريل 1975 بين أحزاب مسيحية وفصائل فلسطينية ساندتها قوى إسلامية ويسارية لبنانية، وما لبثت أن تورطت فيه قوى إقليمية أبرزها سوريا وإسرائيل. وتكرّست خطوط تماس طائفية غالبا، بين المناطق. ورغم فصول مرعبة من العنف والخطف والاغتيالات والقصف، كانت وتيرة الحياة تستأنف عادية كلما سكتت المدافع. ولم تتوقف العجلة الاقتصادية، بينما كانت الجهات المتصارعة تتلقى دعماً وفيراً بالمال والسلاح من الخارج. وانتهت الحرب بعد توقيع اتفاق الطائف العام 1989، وجولة عنف أخيرة انتهت في 1990. وخلفت الحرب وراءها أكثر من 150 ألف قتيل و17 ألف مفقود. وتقاسمت القوى السياسية التي خاضتها السلطة بعد الحرب، وفشلت في بناء دولة مؤسسات وقانون. وجاء الانهيار الاقتصادي الأخير ليشكّل أسوأ أزمات لبنان ونتج عن سنوات من الإهمال وسوء الإدارة والأزمات السياسية المتتالية. وبات معه أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة. في منزلها الذي أعيد ترميم ما تضرّر منه بفعل انفجار الرابع من آب، والواقع في الطبقة الأولى من مبنى قديم في محلة مار مخايل المتاخمة للمرفأ، تقول عبلة “رغم بشاعة الحرب، كنا مرتاحين. لم نعش مثل هذه الأزمة الاقتصادية والقلق. ماذا سنأكل غداً وماذا سنفعل؟ لا شيء من ذلك كله.. كانت حاجاتنا مؤمنة”.وتضيف الأم لثلاثة أولاد، “أحياناً، لا أقوى على النوم خلال الليل” جراء القلق.

 “أين الدولة؟”

خلال الأسابيع الماضية، شهدت متاجر إشكالات بين زبائن كانوا يتهافتون على سلع مدعومة من الدولة، وبات العثور على أدوية أو حليب للأطفال أشبه برحلة بحث عن كنز مفقود، وهو ما لم يحصل خلال الحرب الأهلية إلا نادراً ولفترة محدودة. وباتت عائلات كثيرة في لبنان تعتاش من مساعدات وإعانات تقدمها جهات مانحة أو حتى أحزاب. في محلة الكرنتينا الملاصقة للمرفأ، يروي جان صليبا (63 عاماً)، مختار المنطقة سابقاً، لفرانس برس قصص عائلات تدمرت منازلها أو تضررت، أو فقدت أفرادا جراء انفجار بيروت. ويقول الرجل بينما يرد على تحيات من المارة في الشارع، “لم نر الدولة” منذ الانفجار، “ولولا المساعدات المادية والغذائية من الجمعيات، لما كان الناس يقوون على الاستمرار”. ويتحدث بمرارة عن “نكبة جماعية” ألمّت بسكان المنطقة. ويقول إن ما تعرضوا له في أحلك جولات الحرب “نقطة في بحر” مآسي الانفجار. حينها “كان الفرد يتوجّه إلى عمله خلال النهار.. وثمة فترات جنى فيها الناس المال. كانت هناك بحبوحة لم تعد موجودة اليوم” في بلد لامست فيه نسبة البطالة عتبة 40 في المئة. ويقول “أين البحبوحة اليوم ومن قادر على أن يجني المال؟ الأشغال توقّفت واقتصادياً انتهينا. نحن اليوم بلد يعيش على التسول”.

“الأيام الجميلة.. انتهت”

وإذا كان “جيل الحرب” صمد بمواجهة القذائف، فإن “الحالة الاقتصادية في ظل.. دولة لا تسأل” عن المواطن هي “ما تخيف” الناس جميعاً اليوم، وفق جان الذي يعتاش من محل لبيع اللوتو. ورغم كل هذا المشهد المأسوي والنقمة الشعبية على الطبقة السياسية، ما زالت القوى السياسية عاجزة عن إيجاد حلول لأزمة أسقطت حكومتين، وقد مضت أشهر على استقالة الثانية، وفاقمها تفشي فيروس كورونا ثم انفجار المرفأ. على بعد كيلومترات عدّة في غرب بيروت، يواظب فيكتور أبو خير (77 عاماً) منذ العام 1965 على فتح صالونه للحلاقة، رغم أنّه منذ أشهر “تمرّ أيام يحضر فيها زبون أو بالكاد إثنان”. وتعرّض هو للخطف خلال الحرب الأهلية، وأُطلق الرصاص على محله، لكن ذلك في رأيه كان “أرحم” من تداعيات التدهور الاقتصادي. ويقول “نواجه اليوم الجوع”. ويضيف “لا أحد يحبّذ الحرب، لكن تلك الأيام كانت أفضل”. ويروي كيف كان يقفل محله فقط عندما يشتد القصف، مضيفاً باللهجة المحكية “كان +في ليرات+ والناس مرتاحون”. في منطقة رأس بيروت، يقصد زبائن قليلون محل سمير حداد (83 عاما) المتواضع لإصلاح آلات كهربائية، بعدما كان أربعة موظفين يعملون لديه خلال الحرب في صالة عرض أنيقة. تغلبه دموعه ويشهق بالبكاء عندما يتذكر “أيام العز” في بيروت. ويقول “الوضع اليوم قاس جداً.. أصلّي لربّي أن يحمي البلد الى أن يتحرك ضمير” المسؤولين. ويضيف “ولّت الأيام الحلوة، ولّت”.

 

القوّات "تفتح النار" على باسيل!

موقع القوات/الاحد 11 نيسان 2021   

شددت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية على أن "الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر، التي يرأسها النائب جبران باسيل، دأبت على ممارسة هواية رئيسها المفضلة ألا وهي العودة إلى الماضي، بطريقة معتورة، ومغلوطة، ومشوهة، وتضليلية، في محاولة يائسة لتشويه التاريخ، وحرف الأنظار عن حقائق الساعة والتي تدينه بكلّ تفصيل من تفاصيلها". وأضافت، في بيان، "أمام إصرار النائب باسيل على الهروب إلى الأمام، لا بدّ من التأكيد على الوقائع الآتية:

أولاً، أورد بيان الهيئة السياسيّة أنّ "السيد جعجع الذي ساهم عام 90 بضرب صلاحيات الرئيس ماذا بقي منها اليوم لكي يحاسبه عليها"، وتذكيرًا للسيد باسيل بأنّ من ضرب الصلاحيات التي يتحدّث عنها هو من دمّر المنطقة الحرّة منذ اللحظة الأولى التي تسلّم فيها رئاسة الحكومة الانتقاليّة، فأشعل حروبه العبثيّة تارة بحجّة التحرير، وطوراً من أجل الإلغاء، وفي الحالتين سعيًا إلى رئاسة جمهورية كانت كلفتها إسقاط الجمهورية، ورئاسة الجهورية، وتهجير عشرات آلاف المسيحيّين واللبنانيّين، وتدمير منطقة حرّة كانت سيّجتها القوات اللبنانية بالشهداء، والنضال، والدماء الذكية على مدى 15 عامًا كاملا فأسقطها العماد ميشال عون في 15 شهراً فقط.

ثانيًا، مَن ضرب صلاحيات رئيس الجمهوريّة هو مَن دمّر المنطقة الحرّة بحجّة مواجهة الميليشيات، فيما هو أوّل حليف وأكبر مظلل للميليشيا التي رفضت تسليم سلاحها بحجّة المقاومة، فانكشف على حقيقته وشعاراته الفارغة التي يستخدمها غبّ الطلب، ضدّ الميليشيات التي كانت تعمل لإعادة الدولة في عزّ زمن الحرب، ومع الميليشيات التي قزّمت ودمّرت الدولة في زمن السلم.

ثالثًا، مَن ضرب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة هو مَن جعل موقع الرئاسة الأولى معزولاً عربيًّا ودوليًّا بسبب تحالفه، وتغطيته لمحور يصنّف دوليًّا بالإرهابي.

رابعاً، مَن ضرب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة هو مَن انقلب على الدستور، وعلى دور لبنان التاريخي، ويرفض اليوم حياد لبنان، ويمنع الدولة من أن تبسط سلطتها على كامل أراضيها.

خامساً، مَن ضرب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة هو مَن دمّر لبنان كما دمّر المنطقة الحرّة سابقًا، فأينما حلّ، حلّ معه الخراب، والدمار، والبؤس.

سادساً، مَن ضرب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة هو مَن مارس الفساد والزبائنيّة على عهده بأبشع صورة عرفها تاريخ لبنان، فأفقر اللبنانيّين وجوّعهم وضرب نمط عيشهم وقاد لبنان إلى الانهيار، والدولة إلى الفشل بسبب سياساته وممارساته، وجشعه السلطوي.

سابعاً، مَن ضرب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة هو مَن جعل الرئاسة الأولى في موقع خلافي مع جميع اللبنانيّين، فعزلها عن الشركاء في الداخل، وعزلها عن الأصدقاء في الخارج.

ثامناً، أورد البيان نفسه أنّ الدكتور جعجع "يعاكس رئيس الجمهورية في ما تبقى من صلاحياته"، وهو قول مردود لأصحابه طبعًا، وتدحضه الوقائع كلّها منذ خمس سنوات حتى اليوم، فهل اختيار أفضل وزراء بشهادة الخصوم قبل الحلفاء، يعاكس صلاحيات الرئيس؟ وهل تسليط الضوء على الفساد خصوصًا في الكهرباء يعاكس صلاحيات الرئيس؟ وهل الإصرار على وضع آليّة للتعيينات يعاكس صلاحيات الرئيس؟ وهل الإصرار على التشكيلات القضائيّة يعاكس صلاحيات الرئيس؟ وهل رفض تحويل الدولة الى مزرعة والإصرار على تطبيق الدستور والقوانين هو إضعاف لموقع الرئيس؟

إن أكثر مَن ساهم في إضعاف موقع الرئاسة هو رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل بشهادة القاصي والداني، وذلك من خلال الفساد الذي مارسه في كلّ الحقائب التي تولاها، وخصوصًا حقيبة الطاقة، وهو أكثر مَن ساهم في إضعاف موقع الرئاسة الأولى وتفريغها من مضمونها بتصرّفاته التي جيّرت هذا الموقع لمصالح ضيّقة وشخصية وبعيدة كل البعد من مفهوم الرئاسة ودورها.

تاسعاً، أشار البيان نفسه إلى أنّ هذه الهيئة "تسعى لاستعادة التوزان والميثاقيّة". فهل استعادة التوازن تكون عن طريق التحالف مع سلاح غير شرعي؟ وهل استعادة الميثاقيّة تكون بتخريب علاقات اللبنانيّين بعضهم بين بعض؟ وهل استعادة التوازن والميثاقيّة تكون بالحروب السياسيّة المفتوحة التي تشكّل استمرارًا لحروبها العسكريّة العبثيّة، فيما أهدافها كلّها هي؛ السلطة، والتسلُّط، والنفوذ العائلي، والمكاسب الشخصيّة، والمصالح الفرديّة؟ وهل استعادة التوازن والميثاقيّة تكون بالانقلاب على الدستور وتغطية السلاح غير الشرعي، وضرب دور لبنان التاريخي، وعزله عن عمقه الخارجي؟ وهل استعادة التوازن والميثاقيّة تكون بمقاتلة المسيحيين كلّهم، ومحاولة إلغائهم؟

عاشراً، يظنّ بيان الهيئة أنّه بتنكّره للأكثريّة النيابيّة والوزاريّة التي يتمتّع بها يستطيع أن يخدع اللبنانيّين مجدّدًا، فيما القاصي يعلم كما الداني أنّه منذ العام 2011 كان يتمتّع بأكثريّة وزاريّة، وأنّه بعد انتخابات العام 2018 أصبح لديه أكثريّة نيابيّة، وأنّ الحكومة المستقيلة هي حكومة اللون الواحد، فعلى مَن يضحك بيان الهيئة؟

حادي عشر، نتفهّم غضب بيان الهيئة لأنّ "القوات" كشفت الخلفيّة التوظيفيّة للتدقيق الجنائي، إن من خلال تذكيرها بهجومها المسعور على مطالبة "القوات" بالتدقيق الجنائي منذ العام 2018، أو من خلال حشرها هذا الفريق الذي يزايد خطابيّاً ولا يتصرّف عمليّاً على رغم أنّ بجانبه أكثريّتين وزاريّة ونيابيّة، خصوصًا مع حكومة تصريف الأعمال الحالية".

 

“الوطني الحر” عن جعجع: ما أقبح المجرم عندما يتكلّم بالعفّة!

مواقع لبنانية ألكترونية/11 نيسان/2021

أعلنت اللجنة المركزية للاعلام في التيار الوطني الحر في بيان أنها “لن تزعج اللبنانيين ببيان ردّ على القوات اللبنانية من 11 بنداً ولكن نقول قولاً واحداً عن السيّد سمير جعجع: من مارس الإجرام ايام الحرب والاغتيال السياسي ايام السلم لا يحق له الكلام بالأخلاق السياسية؛ ومن يمارس اعلى درجات الفساد السياسي بأخذ المال من الخارج (fundraising) لصرفه انتخابياً، وبذخ ما جباه من اللبنانيين على قصوره ورفاهيّات حاشيته لا يحق له الوعظ بالفساد. ما أقبح المجرم عندما يتكلّم بالعفّة!”

 

القوات ترد على رد التيار الوطني: إتهامنا بالفساد السياسي باطل ومردود لأصحابه

الأحد 11 نيسان 2021

وطنية - ردت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، على "التيار الوطني الحر" وقالت في بيان: "في الزمن الرديء الذي تبكي فيه الناس على أوضاعها الكارثية غير المسبوقة بسبب سياسات فريق العهد، فإن المضحك المبكي في هذا المشهد يكمن في ما أوردته اللجنة المركزية في التيار الوطني الحر ردا على بيان الدائرة الإعلامية في القوات، حيث استهلت بيانها بالقول: لن نزعج اللبنانيين ببيان رد على القوات من 11 بندا، إلى درجة أن القارئ يكاد يصدِّق لوهلة حرص هذا الفريق على عدم إزعاج اللبنانيين، فيما هو قض مضاجعهم وشردهم، وقتلهم، وقرفهم، ويأسهم، وأصبح مجرد وجوده مصدر خطر على مستقبل لبنان واللبنانيين، ويا ليته يزعجهم ببيان ويكف شره عنهم". أضاف: "وأما لجهة قول البيان "من مارس الإجرام أيام الحرب والاغتيال السياسي أيام السلم"، فلا إجرام يعلو على تدميركم المنطقة الحرة في حربين مدمرتين لأطماع رئاسية قضت على الأخضر واليابس، ولا اغتيال يعلو على اغتيالكم أحلام اللبنانيين بوطن سيد ومستقل، ولا جريمة تعلو على تفقيركم الشعب اللبناني وتجويعه، وأما الأحكام الصادرة عن حليفكم، النظام السوري الذي تتنافسون وإياه في الإجرام والعمالة فندعوكم إلى "بلها وشرب ميتها"، ومن يمارس الاغتيال الفعلي هو أنتم وبحق مجمل الشعب اللبناني، إذ لم يسبق أن شهد لبنان تعديا على اللبنانيين كالذي يشهده اليوم من حكمكم الجائر، والفاسد، والفاشل، ولم يسبق أساسا أن استشهد أكثر من 200 لبناني، وأصيب أكثر من ستة آلاف جريح، ودمرت نصف العاصمة دفعة واحدة، وبجريمة واحدة مثل جريمة المرفأ التي تتحملون مسؤوليتها أمام الله، والتاريخ، والشعب اللبناني، ولم يسبق ومنذ الاستقلال أن مات اللبنانيون جوعا كما يموتون اليوم، ولم يسبق أيضا وأيضا أن اجتمع الشعب اللبناني كله، ومن دون استثناء، هاتفا ضدكم وضد ممارساتكم في كل وزارة تسلمتموها بدءا من فضيحة العصر في الكهرباء، وصولا إلى المواقع السلطوية كلها". وختم البيان: "وأما اتهام القوات بالفساد السياسي، فهو اتهام باطل ومردود لأصحابه، لأنه حتى بشهادة أخصام القوات فهو أنظف من مارس السياسة والشأن العام، وأما أنتم فملاحقون بعقوبات مجتمعات العالم المتحضرة بسبب فسادكم، بينما القوات كانت وما زالت مضرب مثل في ممارستها للشأن العام".

 

“النقد الدولي”: من الصعب مساعدة لبنان في غياب حكومة

 قنـاة الجديـد/11 نيسان/2021

أعلن مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي، أن لبنان لا يمكنه إخراج نفسه من أزمته الاقتصادية من دون حكومة جديدة لتغيير البلاد وإطلاق إصلاحات متعثرة منذ فترة طويلة. ولفت جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي إلى أن “تغيير الاتجاه لا يمكن أن يتم على أساس مجزأ. إنه يتطلب نهجا شاملا”، مشيرا إلى أن الإصلاحات يجب أن تركز على القطاع المالي والتمويل العام والحوكمة والفساد والمرافق الخاسرة التي ساهمت في زيادة الديون”. وأضاف أزعور أنه “في ظل غياب حكومة جديدة قادرة على قيادة هذا التحول، من الصعب للغاية توقع تحسن الوضع في حد ذاته”.

وقال إن “حزمة الإصلاح هي نقطة البداية. ومن أجل ذلك تحتاج إلى حكومة جديدة ستقود تنفيذ برنامج الإصلاح هذا.” وشدد أزعور على أن “هناك حاجة إلى دعم دولي من خلال المنح”، وقال: “لبنان بحاجة إلى بعض التمويل الكبير من أجل تنشيط الاقتصاد مرة أخرى من أجل السماح للبنان أيضا بأن يكون على طريق الانتعاش الذي سيستغرق وقتًا ولكن هناك حاجة ماسة إليه”. وأضاف أن “لبنان بحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين المواطنين والمستثمرين والمجتمع الدولي”.

 

سلامة هو واجهة المافيا ولا يتحمّل وحيدا ما حصل

القناة /11 نيسان/202123

أكدت وزيرة المهجرين في حكومة تصريف الاعمال غادة شريم، في حديث تلفزيوني، أن التدقيق الجنائي مهم جدًا ولكن نتائجه لن تكون سريعة”، مشيرةً الى أن “المتضررين من التدقيق الجنائي كُثر وعلى الشعب اللبناني الضغط في هذا الاتجاه، واذا استمرت المماطلة نحن الوزراء من سيضغط على الرئيس دياب باتجاه عقد جلسة استثنائية”. ولفتت شريم الى أن زيارة الحكومة حسان دياب الى العراق لم تلغ بل أرجئت لموعد لاحق لأسباب داخلية في العراق”. وفي سياق منفصل، قالت: “من الظلم أن تُحمّل حكومة مستقيلة محدودة الصلاحيات وزر المشاكل الاقتصاديّة”، واعتبرت أن “مشكلتنا كحكومة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هي الغموض بالارقام، هو واجهة المافيا ولا يتحمّل وحيدا ما حصل، لقد حاولنا اتخاذ اجراءات بحقه ولم نستطع وعلت الاصوات ضدنا”.

 

ذكرى 13 نيسان في ساحة الشهداء

 لبنان 24/11 نيسان/2021

يجري التحضير من قبل "المجموعات السيادية" من الحراك الشعبي لاحياء ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية في 13 نيسان 1975 والتي لا تزال مستمرة بأوجه مختلفة منذ ستة واربعين عاما. ولهذه الغاية تداعت هذه المجموعات الى قسم يمين جديد يؤدونه في ساحة الشهداء في 13 نيسان الساعة الخامسة بعد الظهر وذلك للتعبير عن توحدها  ولتأكيد الانتماء الى لبنان الحياد والسيادة والدستور.

 

لبنان: اتهامات التعطيل تطيح التأليف… والهوة تتسع بين عون والحريري

الراعي: لا تدقيق جنائياً قبل الحكومة... ودريان للمسؤولين: كفاكم تعنتاً واستكباراً

بيروت ـ السياسة/11 نيسان/2021

مع تقدم موضوع فرض عقوبات فرنسية وأوروبية على المتهمين بالتعطيل في لبنان، تراجع أي أمل لتشكيل حكومة جديدة، بعد اتساع الهوة وانعدام الثقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون و”التيار الوطني الحر”، وبين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وتيار “المستقبل”، وعلى وقع تبادل الاتهامات بالتعطيل بين الجانبين. وهذا ما جعل الأمور تتخذ منحى تصعيدياً، لا يتوقع معه أن يتم تأليف الحكومة في المدى المنظور، ما دفع الأوروبيين إلى رفع عصا العقوبات في وجه الذين يقفون حائلاً أمام ولادة الحكومة، لإنقاذ لبنان من مأزقه المتفاقم.

وإذ هنأ رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اللبنانيين بحلول شهر رمضان المبارك، فإنه تمنى “أن يخرج لبنان من أزمته العميقة، وأن يلهم الله القوى السياسية تقديم المصلحة الوطنية لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن”. وفي رسالته لمناسبة شهر رمضان المبارك، توجه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان إلى المسؤولون “غير المسؤولين”، قائلا: “هل هو مطلب عسير أن تكون في البلاد حكومة مسؤولة؟ لقد مضت شهور طويلة، وهناك من لا يزال يتحدث عن الأصول الدستورية، والشراكة الكاملة بين التشكيل والإصدار، والثلث المعطل وأنواع الوزارات؟… وغير ذلك، مشيرا إلى أن البلاد في أشد الحاجة في هذه الظروف بالذات، إلى سلطة تنفيذية، وهي تكون مسؤولة أمام مجلس النواب الذي كلف رئيسها، وهناك من يزال أيضا يتحدث أنه لا حاجة للحكومة، لأن الفاسدين معروفين، وهم فلان وعلان، والذين استعصوا حتى الآن على المحاسبة. وأضاف: “نريد حكومة نستطيع التوجه إليها، وليس مزاعم بشأن البراءة والصلاحيات والحقوق الفئوية، في الوقت الذي لم يبق فيه مواطنون ولا حقوق”. وتابع: “ليست في البلاد أزمة دستورية، بل البلاد ضحية الاستئثار والانهيار، والارتهان للمحاور، والتدمير المتعمد للمؤسسات، والاعتداء على عيش المواطنين واستقرارهم وأمنهم”.

من جانبه، توجه البطريرك بشارة الراعي في عظة، أمس، في الصرح البطريركي في بكركي، للمسؤولين بالقول، إن “ليس هذا زمن الصراعات والاصطفافات السياسية العقيمة بل هو زمن العمل المشترك لإنقاذ بلادنا وشعبنا”، لافتا إلى أن “الشعب يبحث عن منقذين، والبعض يتخلى عن الدولة، والبعض الآخر يستولي عليها وقليلون يبالون بوجع الشعب”. وشدد الراعي، في موقف لافت يتعارض مع رغبة رئيس الجمهورية ميشال عون، على أن “لا تدقيق جنائياً قبل تأليف الحكومة ونجدد الدعوة للوقوف إلى جانب الحكومة لأنها لا تستطيع أن تنجح إن لم نكن جميعاً اليد المساندة”، محذراً من “جعل الشعب كبش محرقة في الصراع بين أهل السياسة والمصارف فما نراه في محاولة لتضييع الاتهامات أمر معيب ونهيب بالمسؤولين أن يحفظوا ودائع المودعين وأن يقوم القضاء بواجباته”. من جهته، أمل مطران بيروت للروم الأرثوذكس إلياس عودة أن “تثمر الاتصالات الجارية فتبصر الحكومة النور، كي لا يستمر المواطن في دفع ثمن خلافات السياسيين”. إلى ذلك، ردت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” على بيان “الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر”، فقالت: إن الأخيرة، دأبت على ممارسة هواية رئيسها المفضلة ألا وهي العودة إلى الماضي، بطريقة مغلوطة، ومشوهة، وتضليلية، في محاولة يائسة لتشويه التاريخ، وحرف الأنظار عن حقائق الساعة والتي تدينه بكلّ تفصيل من تفاصيلها”، مضيفة، أن “من ضرب صلاحيات رئيس الجمهورية هو مَن دمّر المنطقة الحرة بحجة مواجهة الميليشيات، فيما هو أول حليف وأكبر مظلل للميليشيا التي رفضت تسليم سلاحها بحجة المقاومة، فانكشف على حقيقته وشعاراته الفارغة التي يستخدمها في الطلب، ضد الميليشيات التي كانت تعمل لإعادة الدولة في عز زمن الحرب، ومع الميليشيات التي قزمت ودمرت الدولة في زمن السلم”. معيشياً، تفاقمت أزمة انقطاع مادة البنزين، مع إقفال محطات الوقود بالكامل أمس، في بيروت وضواحيها، إضافة إلى مناطق أخرى، بسبب شحّ في المادة.

 

مخزومي: السعودية لن تدعم حكومة فيها “رائحة” “حزب الله”

بيروت ـ “السياسة” /11 نيسان/2021

 في موقف لافت، أكد نائب بيروت فؤاد مخزومي، أن “الجميع يعلم دور السعودية وهي واضحة بموقفها حول أن حكومة فيها “ريحة حزب الله” ولا إصلاحات فيها لن تعطيها الدعم. وقال: “القوة الواقعية في البلد هي حزب الله وهو واقف خلف الجميع والمبادرة الفرنسية انتهت”. ورأى مخزومي، أنه “على الرئيس المكلف أن يقدم تشكيلته الحكومية لرئيس الجمهورية ليتضح للرأي العام من هم المعرقلين الحقيقيين والحديث عن العقوبات غير مجد بدليل أنها لم تشمل جميع رموز المنظومة السياسية الذين عرقلوا التدقيق الجنائي والكابيتال كونترول وتنفيذ الإصلاحات”، مؤكداً أن “الحريري لم يقم بأي إصلاحات حتى اليوم وهو لم يطالب بتسليم قاتلي والده بل ذهب ليشكل معهم حكومة وهذه طبقة كاملة عاشت على اللا إصلاح ولم نر الحريري يطالب بنزع سلاح حزب الله”، مشدداً على أن “سلاح حزب الله وترسيم الحدود والعلاقة مع سورية عناوين لا يمكن حلها في الداخل اللبناني”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

حريق في “نطنز” والأصابع تشير إلى “الموساد”

إيران أقرَّت بوقوع الهجوم السيبراني... وواشنطن: مُلتزمون أمن إسرائيل

طهران، عواصم – وكالات/11 نيسان/2021

 مجددا عادت الحوادث المجهولة في إيران إلى الواجهة، وهذه المرة في شبكة توزيع الكهرباء في منشأة تخصيب اليورانيوم المجودة بمفاعل “نطنز” النووي، حيث استفاق الإيرانيون صباح أمس، على صدمة الإعلان عن اندلاع حريق في “نطنز”، بينما فشلت محاولات السلطات بإرسال رسائل طمأنة سريعة إلى شعبها والعالم، مؤكدة أنه “لم يسفر عن إصابات أو تلوث نووي أو إشعاعي”. وجاء الحادث بعد ساعات من إعلان إيران بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة في نطنز، تعمل على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع، وأبرز قضية “هشاشة” النظام الأمني النووي في الدولة المتخمة بالمفاعلات، مما يهدد جميع دول المنطقة، بمخاطر التسرب الإشعاعي، ففي يوليو الماضي تعرض “نطنز”، لانفجار غامض وصفته السلطات بأنه “عملية تخريب” تستهدف البرنامج النووي الإيراني، وأشارت أصابع الاتهام حينها إلى إسرائيل. وبينما نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر استخباراتية قولها، إن “الموساد” يقف وراء الحادث، مضيفة أن وكالة التجسس الإسرائيلية نفذت هجوما سيبرانيا ضد “نطنز”، أقر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي بأن الحادث، كان بفعل فاعل، واصفا الحادث بأنه “تحرك شائن وإرهاب نووي مدان”، زاعما أنه يمثل مؤشرا على عجز معارضي منع تطور الصناعة النووية، وعجز معارضي المفاوضات النووية التي ترمي لرفع العقوبات الأميركية. ودعا صالحي المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى “التعامل مع الإرهاب النووي ضد إيران”، مضيفا أن طهران “تحتفظ بحقها في الرد على منفذي حادثة نطنز ومن يقف وراءهم ويدعمهم”، ومتعهدا بأن تعمل إيران بجدية على تطوير صناعتها النووية ورفع العقوبات “لأجل إحباط مثل هذه التحركات اليائسة”.

وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أعلن أن شبكة توزيع الكهرباء في منشأة نطنز النووية وسط إيران تعرضت لحادث فجر أمس، مؤكداً عدم وقوع إصابات بشرية أو تلوث إشعاعي نتيجة للحادث. وفي السياق، رجحت وسائل إعلام إسرائيلية أن سبب حادث نطنز النووية في إيران يعود إلى هجوم سيبراني. وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” أن الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت مزاعم مماثلة مفادها أن الهجوم السيبراني المزعوم تسبب في انقطاع الكهرباء وألحق ضررا بالمنشأة النووية التي تضم أجهزة طرد حساسة. ولفتت “أسوشيتد برس” إلى أن تلك التقارير لا تكشف عن مصادر هذه المزاعم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحظى بعلاقات وثيقة مع الأجهزة العسكرية والاستخباراتية في البلاد. وحذر قائد الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، من أن “أعداء الدولة العبرية الإقليميين يدرسون خيارات الرد على تصرفاتها في المنطقة”، قائلا إن “تصرفات الجيش الإسرائيلي في مختلف أنحاء الشرق الأوسط ليست مخفية عن أعيان أعدائنا، وهم يتابعوننا ويرون قدراتنا ويدرسون بدقة خطواتهم المستقبلية”.

ورجحت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن كوخافي، لوح إلى وقوف إسرائيل وراء حادث منشأة نطنز النووي، واستهداف سفينة “سافيز” الإيرانية في البحر الأحمر.

وفي إطار زيارته إلى إسرائيل،أمس، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مناقشة التهديدات الأمنية الإقليمية مع غانتس، وقال “إن واشنطن تعتبر التحالف بين الجانبين محوريا للأمن الإقليمي فضلا عن أنه ثابت وقائم على أساس متين”، مشددا على”التزام أميركا الكامل بأمن إسرائيل”. وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس، قال أوستن إن “إسرائيل شريك ستراتيجي لأميركا والعلاقات الثنائية معها مهمة لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط”. وشدد وزير الدفاع الأميركي على ضرورة تعاون أميركا وإسرائيل معا “لتعزيز قواتنا الدفاعية في المنطقة”، كما أكد على دعم واشنطن السلام بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية. ويحتل الملف النووي الإيراني قائمة الأولويات في مباحثات وزير الدفاع الأمريكي في إسرائيل. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، خلال المؤتمر الصحافي، إن “طهران تمثل تهديدا للأمن الدولي ومنطقة الشرق الأوسط. وأكد ضرورة أن يخدم أي اتفاق أميركي إيراني مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك في ظل مشاركة الولايات المتحدة في مباحثات للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وإلزم إيران بوقف تطوير قدراتها النووية. وقال غانتس: “إسرائيل ستعمل عن كثب مع أميركا لضمان عدم حدوث سباق تسلح خطير في المنطقة في حالة إبرام اتفاق جديد مع إيران”.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه من المتوقع أن تطلب واشنطن من إسرائيل عدم اتخاذ إجراءات عسكرية قد تؤدي إلى إفساد أجواء المحادثات غير المباشرة مع إيران التي بدأت حاليا من أجل إحياء الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018. إلى ذلك، أعلن مدير مكتب الرئاسة الإيرانية محمود واعظي، عن محادثات عبر وسطاء لتبادل جميع السجناء مع الولايات المتحدة والدول الأخرى، لافتا إلى أن طهران لم تغلق باب المفاوضات من أجل إطلاق سراح السجناء الإيرانيين في الخارج. وقال واعظي إن “هناك محادثات حول تبادل السجناء عبر

وسطاء، حتى نتمكن من إطلاق سراح جميع السجناء مع الولايات المتحدة أو دول أخرى”، مضيفا أن “طهران لم تغلق باب المفاوضات من أجل إطلاق سراح السجناء الإيرانيين في الخارج”.

 

جيروزاليم بوست: هجوم إلكتروني وراء "حادث نطنز"

مراسلو إيلاف ووكالات/11 نيسان/2021

إيلاف من دبي: قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن الحادث الذي وقع في مجمع نطنز النووي الإيراني، الأحد، ناجم عن هجوم إلكتروني قد يكون من جانب إسرائيل. وبحسب موقع "الحرة"، أفادت الصحيفة بأن الواقعة الجديدة في نطنز لم تكن "حادثا" عاديا، بل هي أخطر بكثير مما تقوله إيران. وأكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيراني، بهروز كمالوندي، وقوع حادث في قسم توزيع الكهرباء بمجمع نطنز، مشيرا إلى عدم وجود إصابات بشرية أو تلوث نتيجة هذا الحادث. وأوضح أن التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات الحادث الواقع في المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في البلاد. واستهدف مجمع نطنز سابقا بهجمات إلكترونية من جانب إسرائيل وفقا لتقارير إعلامية غربية. في عام 2010، هاجم فيروس "Stuxnet" المنشأة في عملية مشتركة مع الولايات المتحدة، ودمر أكثر من 1000 جهاز طرد مركزي. ويأتي هذا الهجوم المحتمل بعد يوم واحد من إعلان إيران عن بدء اختباراتها الميكانيكية لأحدث أجهزة الطرد المركزي النووية المتطورة لديها، وقالت إن قدرته تبلغ عشرات أضعاف قدرة أول جهاز طرد مركزي امتلكته. وجاء إعلان إيران، السبت، في الوقت الذي تسعى القوى الغربية الكبرى لترميم الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي عام 2018. ووفقا لإعلان التلفزيون الإيراني بمناسبة ذكرى "يوم التكنولوجيا النووية" الـ 15 في البلاد، فإن جهاز الطرد المركزي الجديد "IR-9" يتمتع بقدرة على فصل نظائر اليورانيوم بسرعة أكبر من قدرة الأجهزة الحالية، ما يعني تخصيب يورانيوم أكثر. وبحسب الإعلان، فإن إنتاجية جهاز الطرد المركزي "IR-9" تتجاوز قدرة الجهاز القديم "IR-1" بـ 50 مرة. في وقت سابق الشهر الماضي، قالت "جيروزاليم بوست" إن نشاط إسرائيل في منع طهران من الحصول على سلاح نووي لا ينتهي أبدا، وأن مواقع التخصيب القديمة والجديدة لن تكون آمنة. وجاء ذلك على خلفية تقرير للصحيفة الإسرائيلية يؤكد أن إيران لم تتعافَ بعد من تبعات الانفجار الذي تعرض له المبنى الرئيسي لمجمع نطنز النووي بأصفهان في يوليو الماضي. وقالت إيران إن "عملا تخريبيا" وراء انفجار يوليو، بينما أشارت تقارير إعلامية مختلفة إلى أن إسرائيل تقف أيضا وراء هذا الانفجار.

 

طهران: لا إصابات بشرية ولا تلوث إشعاعي/حادث نووي "غامض" في نظنز الإيرانية

أ. ف. ب./إيلاف من دبي/11 نيسان/2021

وقع "حادث" صباح الأحد في مصنع نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران، لكنه لم يسفر عن ضحايا أو تلوث، حسب ما نقلت وكالة فارس عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي. وقال كمالوندي لوكالة فارس إن "مجمع الشهيد احمدي روشن تعرض لحادث فجر الاحد"، على مستوى "شبكة توزيع الكهرباء". وكانت السلطات الإيرانية أطلقت في نطنز السبت مجموعات جديدة من أجهزة الطرد المركزي المحظورة بموجب الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015. وأكد كمالوندي "عدم وقوع اصابات بشرية او تلوث اشعاعي نتيجة للحادث"، حسب وكالة فارس، موضحا أن "التحقيقات جارية لمعرفة الاسباب المؤدية الى الحادث، وسيتم الاعلان عنها في وقت لاحق". ومنذ بداية تموز/يوليو أصيب مصنع لتجميع أجهزة للطرد المركزي بأضرار كبيرة بسبب انفجار غامض. وخلصت السلطات إلى "تخريب" من أصل "إرهابي"، لكنها لم تنشر حتى الآن نتائج تحقيقاتها. وفي مراسم عبر الانترنت، افتتح الرئيس حسن روحاني مصنع تجميع أجهزة الطرد المركزي الجديد في نطنز السبت وأمر في الوقت نفسه بتشغيل أو اختبار ثلاث مجموعات جديدة من هذه الأجهزة تسمح بتخصيب اليورانيوم بشكل أسرع. وجاء ذلك بينما تُجرى محادثات في فيينا بين الجمهورية الإسلامية والدول الأخرى التي لا تزال مشاركة في اتفاق 2015 (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) حول طريقة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق المبرم في العاصمة النمساوية. اتفاق فيينا متعثر منذ أن انسحبت منه الولايات المتحدة من جانب واحد في 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب وإعادة فرض سيل من العقوبات الاقتصادية والمالية ضد إيران. ورداً على ذلك، بدأت طهران تتخلى تدريجيا عن التزاماها بموجب الاتفاق اعتبارا من أيار/مايو 2019 وتسارعت الوتيرة في الأشهر الأخيرة.

 

رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: حادث نطنز إرهاب نووي

روسيا اليوم/11 نيسان/2021

اعترف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي بأن الحادث الغامض الذي وقع فجر اليوم الأحد في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم كان بفعل فاعل. ووصف صالحي، في تصريحات أدلى بها اليوم الأحد، حادث نطنز بأنه “تحرك شائن وإرهاب نووي مدان”، مشددا على أن هذا الحادث يمثل مؤشرا على عجز معارضي التقدم الصناعي والسياسي في إيران عن منع تطور الصناعة النووية في هذا البلد. كما أشار المسؤول إلى أن حادث نطنز يدل على عجز معارضي المفاوضات النووية التي ترمي لرفع العقوبات الأميركية عن إيران. ودعا صالحي المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى “التعامل مع الإرهاب النووي ضد إيران”، مضيفا أن طهران “تحتفظ بحقها في الرد على منفذي حادثة نطنز ومن يقف وراءهم ويدعمهم”.

 

البرلمان الإيراني يُوجِّه اتهامات إلى روحاني بتجاهل القوانين

طهران، عواصم – وكالات/11 نيسان/2021

 وجه البرلمان الإيراني اتهامات ضد الرئيس حسن روحاني، يتهمه النواب بتجاهل القوانين التي مررها البرلمان، في صراع محتدم على السلطة بين المتشددين والمعتدلين في البلاد. وقالت وكالة “فارس” الإيرانية، إن 190 من الـ 235 مشرعا، الحاضرين، صوتوا لصالح توجيه الإتهامات للرئيس، دون ذكر مزيد من الخلفيات ولا التفاصيل، بينما يرى مراقبون صلة بين التصويت واستئناف المفاوضات النووية في فيينا. يشار إلى أنه بعد وقت قصير من فوزهم في الانتخابات البرلمانية في فبراير 2020، مارس المتشددون والمحافظون ضغطا لاستدعاء روحاني وإجباره على تقديم استقالته، حيث يقول المتشددون إن روحاني ابتعد بإيران عن أهدافها الأيديولوجية بسياسات مؤيدة للغرب ولالاتفاق النووي، بينما يتهم روحاني المتشددين في البرلمان بالتضحية بالمصالح الوطنية، من أجل صراعات محلية على السلطة قبل الانتخابات الرئاسية في يونيو المقبل. وعلى الرغم من أن روحاني لن يخوض الانتخابات المقبلة، بعد ولايتين في المنصب، إلا أن المتشددين يريدون تقليص فرص مرشحين معتدلين آخرين في الفوز.

 

الجاليات الإيرانية تُطالب بمُحاسبة نظام الملالي على سلوكه الشائن

فيينا – وكالات/11 نيسان/2021

 حض أعضاء الجاليات الإيرانية، العالم، على محاسبة النظام الإيراني على سلوكه الشائن، مطالبين المجتمع الدولي بوضع حد لانتهاكات النظام لحقوق الإنسان وتورطه في الإرهاب على التراب الأوروبي والمنطقة، قبل القضية النووية. وبالتزامن مع الاجتماعات بشأن الاتفاق النووي، نظم أفراد الجالية الإيرانية المقيمين في فيينا، أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مسيرة للمطالبة بمحاسبة النظام الإيراني على السلوك الشائن، ومحاولاته الحصول على أسلحة نووية، كما لفتوا الانتباه إلى انتهاكات نظام الملالي الصارخة لخطة العمل الشاملة المشتركة، والأبعاد العسكرية للبرنامج النووي للنظام الإيراني، والمواقع النووية التي أبقاها سراً، وبرنامج الصواريخ الباليستية، داعين إلى اتخاذ خطوات حاسمة وعملية وعدم تقديم تنازلات للتعامل مع تهديدات الملالي. وفي السياق، وجه نحو 300 متخصص إيراني يعيشون في الولايات المتحدة، بمن فيهم أساتذة جامعات وأطباء وأكاديميون وباحثون ومدراء تنفيذيون في الصناعة، خطابًا إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، يدعون فيه إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية لدعم تطلعات الشعب الإيراني لاقامة جمهورية ديمقراطية غير نووية، ودعوا البيت الأبيض إلى عدم رفع أي عقوبات عن النظام الديكتاتوري الإرهابي، وعدم منحه أي تنازلات. وفي الإطار، دعا مؤتمر عبر الإنترنت في ألمانيا للناشطين الإيرانيين الألمان والأعضاء الحاليين والسابقين في البوندستاغ الألماني، إلى تغيير السياسات المتعلقة بإيران، في كل من برلين وفي جميع أنحاء العالم الغربي. وأكدت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة مريم رجوي في رسالة بالفيديو إلى المؤتمر، أن 40 عامًا من التعاملات الغربية مع النظام، أثبتت أن أي تنازلات تجعل النظام أكثر قسوة ووحشية.

 

روسيا: لا أحد يريد حربًا في أوكرانيا

قناة العربية.نت/11 نيسان/2021

في وقت أكد فيه وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أن بلاده والولايات المتحدة قد دعتا روسيا لتهدئة الوضع في أوكرانيا، أعلن الكرملين، اليوم الأحد، أن لا أحد يرغب بالحرب.

كما نفى أن تكون المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قد طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تخفيض عدد القوات على الحدود مع أوكرانيا. وأضاف أن الحرب الأهلية هناك أمر مرفوض تماماً.

 

بعد الأزمة… صورة تجمع الأمير حمزة مع ملك الأردن

قناة العربية.نت/11 نيسان/2021

في أول ظهور للأمير حمزة بن الحسين، زار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ويرافقه عدد من الأمراء الهاشميين، أضرحة الملكية بمناسبة مئوية الدولة الأردنية. ورافق الملك عبدالله، الأمير حسن والأمير فيصل والأمير حمزة والأمير علي والأمير هاشم والأمير راشد.

 

استهداف حوثي جديد للسعودية

روسيا اليوم/11 نيسان/2021

أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) “استهدافها مرابض الطائرات الحربية في مطار جيزان وقاعدة الملك خالد الجوية بمدينة خميس مشيط السعودية صباح اليوم الأحد، بطائرتين من دون طيار”.وأشار المتحدث باسم قوات الحوثيين يحيى سريع في بيان عبر “تويتر” إلى أن “مسيرتين من نوع ” قاصف 2k” أصابتا الأهداف إصابة دقيقة”.

 

وفاة محامي صدام وزير العدل الأميركي الأسبق

واشنطن – وكالات/11 نيسان/2021

 توفي وزير العدل الأميركي الأسبق رامسي كلارك، عن عمر يناهز 93 عاماً، وهو من مؤيدي حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة وشارك في فريق المحامين الدولي للدفاع عن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. وأعلنت المؤسسة والمكتبة التي تحمل اسم ليندون جونسون، الرئيس الذي خدم في عهده، على حسابها بموقع “تويتر”، ليل أول من أمس، عن “فقدان رامسي كلارك، الموظف الحكومي المتفاني ووزير العدل الأسبق” بين العامين 1967 و1969. وانضم كلارك، إلى لجان الدفاع عن شخصيات عدة مثل صدام حسين، والداعية المصري عمر عبدالرحمن، كما كان أحد مستشاري سلوبودان ميلوسوفيتش القانونيين قبل محاكمة الرئيس الصربي السابق أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة. في سياق متصل، نعت رغد صدام حسين، أمس، كلارك، وقالت في بيان، على حسابها بموقع “تويتر”، إن “وزير العدل الأميركي الأسبق الذي اختار أن يقف ضد نزعة الشر في بلاده والدفاع عن الكثير من القضايا الإنسانية العادلة والصعبة التي كان مؤمناً بها، دافع عن والدي بمهنية عالية، وكان دوماً إلى جانبي في ذلك”.

 

“الانتقالي” يتهم الجيش اليمني بالاعتداء على قواته في أبين

عدن – وكالات/11 نيسان/2021

 دعا “المجلس الانتقالي الجنوبي”، قواته إلى الاستعداد لمواجهة “التحديات وجميع الاحتمالات”، متهماً الجيش اليمني بتنفيذ اعتداءات على وحدات “الحزام الأمني” التابعة له في محافظة أبين. وذكر المجلس، خلال اجتماع برئاسة القائم بأعمال رئيس المجلس رئيس وحدة شؤون المفاوضات ناصر الخُبجي، ليل أول من أمس، أن “الاعتداءات المستمرة من قبل ميليشيا الإخوان الإرهابية (في إشارة إلى الجيش اليمني) على قوات الحزام الأمني في أبين، تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض لمصلحة قوى الإرهاب وتمكينها من التحرك والوصول بحرية إلى الساحل والمناطق الأخرى”. وأضاف، إن “تلك الاعتداءات تهدف إلى تفجير الوضع وخلط الأوراق، في تحد سافر لاتفاق الرياض، وجهود التهدئة الهادف لتهيئة الظروف لعملية التسوية الشاملة”. من ناحية ثانية، أعلن الحوثيون، أول من أمس، عن التوصل إلى حلول مع الأمم المتحدة لتعجيل البدء بتنفيذ صيانة الناقلة النفطية المتهالكة “صافر”.

 

المغرب يرصد 13 مليون هجوم سيبراني منذ بداية “كورونا”

الرباط – وكالات/11 نيسان/2021

 أفادت أنباء صحافية، أمس، بأن المملكة المغربية تعرضت لنحو 13 مليون هجوم سيبراني منذ بداية جائحة “كورونا”. وذكرت صحيفة “هسبريس” المغربية، أن شركة “كاسبرسكي” رصدت 13 مليون هجوم سيبراني، مشيرة إلى أن سبب مثل هذه الهجمات هو ازدياد تواصل الناس عبر الشبكة خلال مرحلة الحجر الصحي لـ “كورونا”. وأضافت، إن المغرب يحتل المرتبة 32 عالمياً في التهديدات السيبرانية، مشيرة إلى أن “المغرب استفاد خلال الجائحة من انتشار الإنترنت والهاتف المحمول، حيث أدى الوباء إلى تسريع التحول الرقمي في البلاد بفضل اعتماد حلول مبتكرة عبر مجموعة واسعة من الصناعات استجابة للأزمة”. وأوضحت، أن “القطاعين العام والخاص في المغرب اتخذا عدداً من التدابير الرقمية المبتكرة لتأمين الناتج الاقتصادي، وزيادة الإنتاجية وتنفيذ التباعد الاجتماعي”، مضيفة ان هناك “معالم نظام بيئي مالي جديد من شأنه أن يرفع الطلب على الأعمال التجارية الإلكترونية والحلول عبر الإنترنت”. من ناحية ثانية، أعربت إسرائيل، أمس، عن تقديرها العالي للعاهل المغربي الراحل الملك محمد الخامس، وشكرها على مواقفه المؤيدة لليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

 

الأردن يحيي الذكرى المئوية لتأسيس الدولة والأمير حمزة يظهر بجانب الملك عبدالله الثاني/قادة الإمارات أشادوا بمسيرة العلاقات مع المملكة... والأمير تشارلز هنأ باللغة العربية

عمان – وكالات/11 نيسان/2021

 أحيا الأردنيون، أمس، الذكرى المئوية لتأسيس الدولة وتشكيل أول حكومة لإمارة شرق الأردن في 11 أبريل العام 1921، التي تحولت في العام 1946، إلى المملكة الأردنية الهاشمية. وازدانت الشوارع الرئيسية والمرافق العامة برفع الأعلام الأردنية وشعار مئوية الدولة الأردنية، فيما عطلت الحكومة العمل في مؤسساتها احتفالاً بالذكرى. وفي سياق متصل، وجهت قوات الأمن العام رسالة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في مقطع فيديو على حسابه بموقع “تويتر”، يظهر مشاركته في تدريبات قتالية، وكتبت، “من نشامى الأمن العام، إلى الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة. قصيدة “التاج تاجك”. في غضون ذلك، ظهر ولي العهد السابق الأمير حمزة للمرة الأولى إلى جانب الملك عبدالله الثاني، أمس، خلال زيارة للأضرحة الملكية بمناسبة مئوية المملكة. ورافق الملك عبدالله، عمه الأمير الحسن بن طلال والأمراء فيصل وحمزة وعلي وهاشم وراشد. وفي سياق متصل، بعث ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، برسالة إلى الأردنيين، قال فيها إنه “من عبدالله المؤسس إلى عبدالله المعزز، خط الأردن قصة وطن عظيم، ساهم في بنائه المخلصون من أبناء هذا الوطن”. وأضاف، إنه “في اليوم الأول من عبور المئوية الثانية، نعاهد أنفسنا أن نواصل خدمة شعبنا الطيب الوفي وتستمر المسيرة”.

ونشر، صورة جمع فيها الملك عبدالله الأول والملك طلال بن عبدالله، والملك الحسين بن طلال، والملك عبدالله الثاني. كما بعثت الملكة رانيا، زوجة الملك عبدالله، برسالة إلى الشعب، قالت فيها، إنه “في ذكرى مئوية تأسيس الدولة الأردنية، نقف إجلالاً واحتراماً للآباء والأجداد الذين بنوا وضحوا من أجل الوطن، ونبدأ قرناً جديداً من مسيرة البناء والإنجاز، بسواعد أبناء الأردن وبناته، فبهم ومعهم يكبر ويعلو الأردن وتستمر المسيرة”.عربياً، في غضون ذلك، هنأ شيوخ وحكام دولة الإمارات، أول من أمس، الملك عبدالله الثاني وشعبه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة، متمنين للأردن دوام التقدم والازدهار. وكتب ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، على حسابه بموقع “تيوتر”، “أبارك لأخي الملك عبدالله الثاني وشعبه الشقيق بالذكرى المئوية لتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية”، فيما قدم نائب رئيس الدولة حاكم دبي الأمير محمد بن راشد التهاني بالمناسبة، في حيث بث فيدوهات توثق تطور العلاقات بين البلدين خلال حكم كل من الملك الحسين بن طلال والشيخ زايد آل نهيان. ومن القاهرة، وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، رسالة مصورة إلى الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني، قدم فيها التهنئة لمناسبة مئوية تأسيس الدولة الأردنية. وقال، إن “هذه المناسبة غالية على مصر، وعلى العالمين العربي والإسلامي، وتمثل فرصة لتجديد التزامنا تجاه شعبينا وتعزيز العمل المشترك وتنسيق الجهود بين الشعبين”. وأكد، أنه “ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن التوافق الستراتيجي بين مصر والأردن قادر على التعاطي مع كافة التحديات لأنه نابع عن العلاقات التاريخية بين البلدين”. من لندن، وجه ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، رسالة مصورة إلى الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني، لمناسبة مئوية تأسيس الدولة، بدأها بقوله “السلام عليكم” باللغة العربية، مهنئاً الأردن على “ديبلوماسيته الفريدة والعريقة في المنطقة، كراع لا يكل للسلام وقوة تدفع باتجاه الاستقرار”.

 

العراق يرصد 400 مليون دولار لتطوير القوات الجوية والبرية والبحرية/الكاظمي أطلق مشروع ميناء الفاو الكبير ووعد بتوفير آلاف فرص العمل

بغداد – وكالات/11 نيسان/2021

 كشفت لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، عن تخصيصات وزارة الدفاع في الموازنة، لتطوير الدفاعات الجوية والبرية والبحرية في الجيش العراقي. وقال عضو اللجنة محمد حسين أبو ذر، إن “هناك تخصيصات جديدة رصدت إلى وزارة الدفاع تصل إلى 400 مليون دولار لتطوير الدفاع الجوي والقوات البرية والبحرية بالجيش العراقي”، مضيفا أن “العراق لا يمكن أن يبقي على سلاح واحد مع التطور الحاصل في دول العالم”، مشيراً إلى أن “لدى الوزارة عقود سابقة وجديدة، وأن موازنة وزارة الدفاع جيدة وممكن أن تغطي وتساعد على تطوير الدفاعات الجوية”. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس، “انطلاق مشروع ميناء الفاو الكبير جنوب البصرة”، مؤكداً أن “المشروع سيجعل البلد جسراً اقتصادياً يربط العراق بمختلف بلدان المنطقة”. وقال الكاظمي، خلال حفل وضع حجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير، “نعلن البدء بمشروع ستراتيجي مهم انتظره أبناء البلد سنوات طويلة”، مشيراً إلى أن “ميناء الفاو سيوفر فرصاً كبيرة للعراق ويعزز مكانته الجيوسياسية في المنطقة والعالم، وسيخلق فرص عمل كثيرة لأهل البصرة وباقي المحافظات، ويساهم في تطوير المحافظة”. وأشار، إلى أن “الكثيرين راهنوا على إفشال المشروع ونشروا إشاعات عدة لإحباط الشعب، ولكن المشروع ينطلق حالياً رسمياً بعد أن انتهينا من مراحل التخطيط والمفاوضات وموّلنا المشروع من موازنة العام الحالي”، موضحاً أن “المشروع ليس فقط للبصرة، بل هو مشروع ستراتيجي يسهم في تطوير واعمار جميع محافظات العراق، ويجعل من البلد جسراً اقتصادياً يربط مختلف بلدان المنطقة”. وأضاف، “إننا أمام مرحلة جديدة من تاريخ العراق الحديث، حيث نتجاوز الأزمات، ونتجه نحو البناء والإعمار والإزدهار”، داعياً “أهالي البصرة والعراق إلى أن يتحلوا بالأمل وأن نضع أيدينا معاً، ونبني بلدنا من الفاو إلى زاخو”. وأكد، أن “العراق سينهض من جديد بسواعد شبابنا وشاباتنا، وعلى بركة الله نفتتح المشروع وسنواصل الإشراف والمتابعة كي يكتمل بنجاح ومن دون تأخير”. في سياق آخر، أكد الكاظمي، خلال استقباله رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أول من أمس، ضرورة تعزيز التكامل الأمني بين المركز والإقليم. وأثنى، على التقدم الحاصل في مجال التأسيس للآليات الدستورية الداخلية، مستشهداً بالاتفاق على المحكمة الاتحادية، وتمكن مجلس النواب من تمرير الموازنة الاتحادية، معرباً عن أمله في أن يتم تطبيقها بدقة، وعدم الدخول في اجتهادات وتفسيرات تتعارض مع تقديم الخدمة للمواطن العراقي، وعلى وفق مبدأ العدالة في توزيع الثروة. وشدد، على “ضرورة تعزيز التكامل الأمني بين بغداد وأربيل بالشكل الذي يحقق الاستقرار الداخلي، ويمنع حدوث أي فجوة يمكن أن يستغلها الارهاب أو الجريمة المنظمة، في المناطق المتنازع عليها أو غيرها”. على صعيد آخر، وصل وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي الإيراني محمد شريعتمداري إلى بغداد، أمس، لإجراء محادثات مع الجانب العراقي. وقال السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، إن جدول أعمال الزيارة يتضمن التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تشمل مجالات عدة، مشيراً إلى أنه سيتم مناقشة موضوع تبادل الأيدي العاملة بين إيران والعراق. من جهة أخرى، بدأ الجيش أمس، بمساندة قوات جوية، عملية عسكرية لتفتيش وتطهير السلسلة الجبلية المحيطة ببحيرة حمرين والمناطق المحاذية بمحافظة ديالى.

 

غارات روسية في البادية السورية تستهدف “داعش”

دمشق – وكالات/11 نيسان/2021

 بدأت طائرات حربية روسية، أمس، جولة جديدة من القصف الجوي على مناطق انتشار عناصر تنظيم “داعش” في البادية السورية، وذلك بعد أن عاد التنظيم للنشاط في هذه المنطقة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، بأن مقاتلات روسية نفذت غارات مكثفة منذ ساعات الصباح الأولى، طالت بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وعند الحدود الإدارية بين حمص ودير الزور، ومناطق أخرى في مثلث حلب – حماة – الرقة، جرى خلالها استهداف كهوف ومغارات، يرجح أن التنظيم يتحصن داخلها، وسط معلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى، بالإضافة لخسائر مادية تمثلت بإلحاق ضرر كبير وتدمير بالمغارات.

وأشار، إلى استمرار عمليات التمشيط التي بدأت قبل أيام ضمن مناطق متفرقة من بادية الميادين غرب الفرات، من قبل قوات النظام وميليشيا “الدفاع الوطني” وميليشيا “لواء القدس الفلسطيني” الموالية لروسيا، وذلك في ظل الحملة الجديدة لتلك القوات التي بدأت قبل أسبوع من الآن. وأضاف، إن “تلك العمليات تهدف لتمشيط المنطقة بحثاً عن عناصر داعش هناك، الذي شن أول من أمس، عملية خاطفة في بادية الميادين أدت لسقوط خسائر بشرية في صفوف قوات النظام”. على صعيد آخر، انطلقت، امس، الرحلة الجوية المدنية الأولى بين دمشق وموسكو، بعد توقف دام نحو عام بسبب تفشي جائحة “كورونا”.

من ناحية ثانية، دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فولكان بوزكير، أول من أمس، مجلس الأمن الدولي، إلى ضمان استمرار دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود التركية – السورية، وذلك خلال زيارة للاطلاع على العمليات الإنسانية لمساعدة اللاجئين والنازحين على الحدود. وأعرب، عن قلقه إزاء وجود معبر حدودي واحد فقط مصرح به، غير كاف لتلبية احتياجات السوريين المتنامية، مشدداً على الحاجة إلى توسيع العمليات، وأنه لا ينبغي وقف العمليات عبر الحدود خلال أزمة بهذا الحجم. إلى ذلك، خرج العشرات من أهالي بلدة سلوك في محافظة الرقة، بتظاهرة حاشدة، طالبوا فيها بتشكيل مجلس محلي للبلدة يكون مستقلاً عن مدينة تل أبيض. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بسوء الأوضاع المعيشية للبلدة، مشددين على ضرورة خروج العناصر المهجرة من مدن سورية أخرى من بلدتهم.

 

كندا ترسل فرقاطة إلى الشرق الأوسط

أوتاوا – وكالات/11 نيسان/2021

 أعلنت وزارة الدفاع الوطني الكندية، أن كندا أرسلت فرقاطة إلى مياه الشرق الأوسط، للمشاركة في مناورات مشتركة لمكافحة الإرهاب مع سفن الحلفاء ولضمان سلامة السفن في المنطقة. وذكرت الوزارة، في بيان، أن “الفرقاطة تتجه حالياً إلى مياه البحر الأحمر وخليج عدن وخليج عمان والمحيط الهندي للمشاركة في عملية أرتميس”، متوقعة أن تعود إلى كندا عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ في موعد لا يتجاوز نهاية العام الجاري، مشيرة إلى أن الفرقاطة خدمت في القوات البحرية الكندية خلال الحرب العالمية الثانية، وسميت على اسم مدينة كالغاري في مقاطعة ألبرتا الكندية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التخوف من “التعويم” طيّر زيارة دياب إلى العراق

عمر حبنجر/الأنباء الكويتية/11 نيسان/2021

«طارت» زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الى العراق في 17 الجاري، التي كان يفترض ان تكون زيارته الخارجية الأولى منذ تشكيله الحكومة، وقد بررت الحكومة العراقية التأجيل، او بالأحرى الإلغاء «لأسباب عراقية داخلية». أما نائب رئيس تيار المستقبل د. مصطفى علوش، فقد نفى ان يكون لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري علاقة بتأجيل زيارة دياب الى بغداد او الغائها كما نشرت صحيفة «الأخبار».وأكد الحريري في بيان، أن هذا الخبر ملفق بنسبة 100% ولا يمت للحقيقة بأي صلة، كما أنه يشكل إساءة متعمدة لرئاستي الحكومة في العراق ولبنان. وبالطبع ثمة «قطبة مخفية» في الزيارة، فدياب كان بصدد توقيع عقود «النفط العراقي مقابل طبابة للمرضى العراقيين في مستشفيات لبنان». بيد ان المسألة ليست هنا، انما في التعويم الضمني لدياب وحكومته المستقيلة، ومحاولة كسر المقاطعة العربية للرئيس ميشال عون، الأمر الذي يمكنه من المزيد من المماطلة في تشكيل الحكومة، التي يفترض ان تبصر النور في موعد إقصاء مطلع الشهر المقبل، استنادا الى حاجة لبنان الملحة الى تعديل المرسوم الذي يرسم الحدود المائية للبنان جنوبا، الصادر في زمن حكومة نجيب ميقاتي تحت الرقم 6433 للعام 2011.

والذي يغمط حق لبنان بـ1430 كيلومترا، بحسب خرائط أعدتها مؤسسة بريطانية متخصصة بقوانين البحار، بتكليف من حكومة ميقاتي في حينه. في المقابل، وجه التيار الوطني الحر، اتهاما آخر للحريري، حيث اعتبرت الهيئة السياسية في «التيار» أنه لم يعد هناك شك في أن رئيس الحكومة المكلف يسعى لتأخير تشكيل الحكومة ويأتي في هذا السياق تفشيله للمسعى الفرنسي الأخير، معتبرة أن «الاختبار الجدي لاقتراب موعد التشكيل هو قيامه بتقديم صيغة حكومية متكاملة ومفهومة (لا غموض فيها) لرئيس الجمهورية ميشال عون، وهو ما سوف يكشف نواياه الحقيقية بالسعي للحصول على نصف أعضاء الحكومة زائد واحد»، وذلك بعد اجتماعها الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل. في هذا الوقت يستعد الحريري لزيارة موسكو، حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين وفق مصادر قريبة من المستقبل، وستتم هذه الزيارة قبل 22 ابريل الجاري، موعد استقبال البابا فرنسيس للرئيس الحريري في الفاتيكان. على صعيد جائحة كورونا، أصدرت غرفة العمليات الوطنية لادارة الكوارث قرارا بمنع التجول ليلا خلال شهر رمضان المبارك من التاسعة والنصف مساء حتى الساعة الخامسة صباحا، ابتداء من مساء الغد.

 

تخوف من “مزارع شبعا بحرية” مع إسرائيل

نذير رضا/الشرق الأوسط/11 نيسان/2021

أعرب رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، عن مخاوفه من أن تتحول قضية ترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع إسرائيل إلى «مزارع شبعا أخرى»، في إشارة إلى التعثر القائم في مساعي ترسيم الحدود البحرية.

وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنه «حين نستند إلى أرضية صلبة بالمطالب اللبنانية الجديدة، سيدعم اللبنانيون جميعاً الفريق المفاوض»، لكنه نبه إلى أنه في حال لم تكن المطالب الجديدة مثبتة قانونياً، فإن المفاوضات قد تمتد لسنوات ونتأخر بالاستفادة من ثرواتنا.

وتوقفت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل برعاية ووساطة أميركيتين وتحت علم الأمم المتحدة، بعد أربع جلسات عقدت في مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة في أقصى جنوب غربي لبنان، عندما رفع الجانب اللبناني سقف شروطه، مطالباً بـ1430 كيلومتراً بحرياً إضافياً عن المطالب الأولى التي كانت تقتصر على 860 كيلومتراً متنازعاً عليها. وقال الوفد اللبناني المفاوض قبل أسابيع إنه لن يستأنف المفاوضات من غير تعديل المرسوم الذي أودعته الحكومة اللبنانية في الأمم المتحدة في عام 2010، معتبراً أن هذا المرسوم المعدل «هو سلاحنا لنكسب المفاوضات».

وشرح السنيورة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، مسار الترسيم منذ عام 2007، موضحاً أن لبنان وقع مع قبرص ما يُسمى اتفاقية «خط الوسط» في 17 يناير (كانون الثاني) 2007 من غير تحديد النقاط الثلاثية في الشمال والجنوب، بسبب العداء مع إسرائيل جنوباً، ورفض دمشق لترسيم مشترك للحدود شمالاً. وقضت الاتفاقية بأنه لا يمكن لأي فريق أن يقوم بخطوة إضافية دون موافقة الفريق الثالث، وعليه قام الجانب اللبناني بترسيم الحدود بشكل منفرد. وأكد أن «ما قمنا به لا قيمة قانونية له لأنها خطوة أحادية الجانب».

وأشار السنيورة إلى «أننا شكلنا في حكومتي الثانية في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2008 لجنة أصدرت تقريرها في 29 أبريل (نيسان) 2009، ووضعت خريطة إحداثيات للنقاط الحدودية بشكل منفرد، ووقع عليها عشرة أشخاص، من ضمنهم أربعة ضباط يمثلون قيادة الجيش، إلى جانب ممثلين عن وزارات أخرى»، لافتاً إلى أن حكومته أقرت التقرير في 13 مايو (أيار) 2009، فيما أودعت حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى في 14 يوليو (تموز) 2010 الأمم المتحدة إحداثيات خط الوسط والنقطتين 23 (جنوباً) و7 (شمالاً) في الأمم المتحدة. وقال السنيورة إن جميع القوى السياسية اعترفت بتلك النقاط، بمن فيهم «من يحملون الآن لواء التعديل إلى النقطة 29» التي يطالب بها الوفد المفاوض الآن وتزيد مساحة النزاع الحدودي إلى 2290 كيلومتراً مربعاً.

وخلافاً للاتفاق مع لبنان، قامت قبرص بخطوة منفردة بعقد اتفاق مع إسرائيل في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2010 من غير استشارة لبنان، ما يعد خرقاً للاتفاق، وأودعت تل أبيب حدودها كما ترتئيها بالنقطة الثلاثية مع قبرص في الأمم المتحدة. واعترضت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على تلك الاتفاقية بتاريخ 20 يونيو (حزيران) 2011 لأنها تخالف النقطة «23» التي كانت حكومة السنيورة الثانية قد حددتها في عام 2008.

بتاريخ 18 أغسطس (آب) 2011، صدر القانون رقم 163 القاضي بتحديد وإعلان المناطق البحرية للبنان، وأناط بالحكومة إصدار مرسوم لتعيينها. وقررت الحكومة اللبنانية الإبقاء على ما تم التوصل إليه في تقرير اللجنة الخاصة الصادر في عام 2009. وتبنت حكومة ميقاتي في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2011 القرار الصادر عن مجلس الوزراء في 2009.

وبعد إعلان اتفاق الإطار، وانطلاق المفاوضات في 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، اختلفت المطالب. ويقول السنيورة: «لا مانع من التعديل إذا كانت الأسباب مقنعة وليست اختراعاً لأهداف سياسية»، لا سيما أن «ملف مزارع شبعا لا يزال عالقاً كون لبنان لا يزال يرى مزارع شبعا (الحدودية مع سوريا في جنوب شرقي لبنان) له، لكن لا شيء متفقاً عليه مع دمشق على أنها للبنان».

وقال السنيورة: «أخاف من أن تكون لدينا مزارع شبعا أخرى في البحر»، موضحاً أنه لا يقول إن المطالب صحيحة أو خاطئة، لكنه يسأل: «ما استجد الآن لتعديل ما كان متفقاً عليه في السابق». وقال السنيورة: «لطالما كان لبنان حريصاً في سياسته الخارجية وبعلاقته مع العالم أن يكون هادئاً وبعيداً عن المبالغات، ويجب أن نحرص على ذلك… إذا كان هناك من سند قانوني وتقني يستدعي ذلك، فإنه يجب علينا أن نعيد النظر، ولا نمانع ذلك، أما إذا لم يكن هناك من سند قوي، فلماذا المبالغات التي تؤخر حصول لبنان على الاستفادة من ثرواته؟»، مؤكداً رفضه القيام بخطوات غير مدروسة.

وقال السنيورة: «أتخوف من ألا نكون نستند إلى أرضية صلبة في مطالبنا، لأن ذلك لن يساهم في معالجة الأمور»، لافتاً إلى أن هناك «احتمالات جيدة» لوجود كميات من الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية اللبنانية، لكن «لا دليل على احتياطات مؤكدة». ورأى أن خلق توقعات مبالغ فيها لدى اللبنانيين «لا ينفعهم، بل يخدرهم». وإذ دعا إلى «عدم معالجة الأمور المتصلة بالنزاع البحري بطريقة شعبوية»، أكد أنه «عندما تثبت حقوقنا قانونياً، ونمتلك أرضية صلبة لإثباتها، يجب أن نكون جميعاً مع تعديل المرسوم» الذي طالب به الوفد المفاوض.

 

روسيا “تتوغّل” بشمال لبنان؟!

منير الربيع/المدن/11 نيسان/2021

طغى موضوع تلزيم النظام السوري عمليات التنقيب عن النفط في البلوك رقم واحد، على الحدود الشمالية للبنان، على المشهد العام في الأيام الماضية. تحاول دمشق قضم حوالى 750 كلم مربع من المساحة اللبنانية. تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة الذهاب إلى ترسيم الحدود، لحماية تلك المساحة البحرية ومخزونها. أسئلة كثيرة تطرح في السياسة حول التوقيت السوري لهذه الخطوة، وإذا ما كان لروسيا قرار أو موقف داعم. أو هل يهدف ذلك إلى استدراج تفاوض رسمي لبناني سوري بشكل مباشر فيكون فاتحة تطبيع العلاقة؟ أو، هل تريد روسيا أن تكون صاحبة الدور الأبرز في تلك المنطقة، خصوصاً أن شركة روسية تتولى عمليات التنقيب في سوريا، وشركة نوفاتيك الروسية لها حصة من عمليات التنقيب في لبنان، وشركة روسنفت فازت قبل سنوات بمناقصة إعادة تأهيل خزانات النفط في طرابلس؟ وبما أن من تكون له السيطرة الأكبر في سوريا سيكون له الدور الأبرز في لبنان؟ أم أن خطوة النظام تأتي لإعادة إحياء وتأكيد معادلة وحدة المسار والمصير، أي في ظل تعرقل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود، تدخل سوريا على الخطّ بهدف التفاوض على ترسيم الحدود الشمالية، وبذلك يتلازم الملفان، كما كان هناك تلازم في البرّ جنوباً؟

نقطة الانطلاق

كل هذه الأسئلة بالإمكان الإجابة عليها بمعلّقات ووجهات نظر سياسية متناقضة. لكن الأساس يبقى في مراقبة ما يمكن أن تقوم به موسكو، والتي كان لها محطات كثيرة أبدت فيها الإستعداد للمساعدة. يوم أقرت الحكومة اللبنانية دورة التراخيص الثانية لتلزيم البلوكات النفطية شمالاً، في نيسان العام 2018، تلقى لبنان رسالة روسية بأن موسكو جاهزة للمساعدة على ترسيم الحدود مع سوريا، في ظل وجود خلاف بين البلدين يعود للسبب نفسه المختلف عليه في الترسيم البحري مع إسرائيل: من أي نقطة سيبدأ الترسيم من البر باتجاه البحر. الحدود الشمالية كما هي اليوم، وبفعل أمر واقع سيطرة سوريا عليها، تمتد على خطّ مباشر من منتصف النهر الكبير، باتجاه الأراضي السورية، بينما لبنان يعترض على هذا الواقع، ويطالب بانطلاق الترسيم من نقطة أبعد تجاه سوريا. فالمنطقة التي يقع فيها البلوك رقم 2، وبالنظر إلى الخريطة، يمكن مشاهدة منحدر في صلب هذا البلوك. من هذا المنحدر يريد النظام السوري أن تنطلق عملية الترسيم، بينما الخرائط الدولية عمل لبنان على تصحيحها. وهذه من شأنها أن تغير كثيراً وفق القوانين الدولية. وبراً، عمل النظام السوري على رفع السواتر الترابية على الحدود، إلا أنه مع ارتفاع منسوب النهر في الشتاء، تنجرف التربة باتجاه الأراضي اللبنانية، ما يغيّر واقع الحدود البرية، التي ستنعكس حكماً على الترسيم البحري.

رسائل روسية وسورية

لا بد من تسجيل ملاحظة أساسية هنا، أنه في كل مرة كان يتحرك فيه ملف السعي لبدء مفاوضات ترسيم الحدود الجنوبية، كان لبنان يتلقى رسالة سورية أو روسية تشير إلى الاستعداد لبدء العمل على ترسيم الحدود الشمالية. تلك الرسالة الروسية في العام 2018 وتحديداً في نيسان، جاءت بعد مساعي أميركية للدخول في مفاوضات ترسيم الحدود الجنوبية. بعد الحركة الأميركية آنذاك، كشف وزير الدفاع في حينها الياس بو صعب أن لبنان تلقى رسالة سورية تؤكد استعداد دمشق للدخول في مفاوضات وعقد اتفاق لترسيم الحدود. في محطة ثانية، ومع انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وتحديداً مع موعد انعقاد الجلسة الثانية من المفاوضات في 28 تشرين الأول 2020، وصل وفد روسي إلى بيروت برئاسة وزير الخارجية، سيرغي لافروف، وكانت الزيارة من ضمن جولة يقوم بها لافروف عارضاً وساطة روسية لترسيم الحدود البحرية بين الدول المتشاطئة شرق البحر المتوسط. موسكو تهتم إلى حد بعيد في أن يكون لها دور وتاثير في عملية ترسيم الحدود خصوصاً شمالاً، نظراً لموقعها على الساحل السوري، وامتداده نحو لبنان، بالإضافة إلى مشروع إعادة تأهيل مصافي النفط في طرابلس.

ارتباط الملفات

يصرّ المسؤولون الروس على نفي “طموحهم” في لعب دور في لبنان، لا بل يعتبرون أنه من الحصة الأميركية، وغير مهتمين به طالما أنهم موجودون في سوريا. ولكن، بالنظر إلى الوقائع السياسية والجغرافية، فلا بد أن يكون لروسيا دور، وهي تنشط بحركة متعددة الاتجاهات في لبنان، أولاً مشاركة شركاتها في عملية التنقيب، وثانياً تأهيل مصافي النفط، وثالثاً ملف اللاجئين السوريين ومبادرتها، ورابعاً النشاط الأخير الذي كان مشهوداً حول تشكيل الحكومة، وخامساً من خلال التنسيق مع حزب الله والزيارة التي أجراها وفد من الحزب إلى موسكو. كل هذه الملفات لها أبعاد ترتبط ببعضها البعض. نفطياً، من خلال ما يمكن لموسكو أن تقدمه بين لبنان وسوريا. وأمنياً سياسياً أيضاً عبر الدور الذي يمكن لروسيا أن تلعبه بين حزب الله وإسرائيل سواء في سوريا أو في لبنان. أسباب ونقاط كثيرة قد تدفع النظام السوري لتحريك ملف التنقيب عن النفط على الحدود اللبنانية السورية. لكن الأكيد أن هذا الأمر بالذات هو عبارة عن ملف تبت به موسكو.

 

هيل يستطلع: تعقيدات الحكومة والانهيار.. في انتظار الاتفاق النووي

منير الربيع/المدن/12 نيسان/2021

لا يزال أفق الحلّ بعيداً. والتسوية ليست في متناول يد أحد. وتشهد الكواليس السياسية حركة دؤوبة وهادئة، بحثاً عن مخرج لم يتوفر بعد. والسؤال الأساسي المطروح في هذه المرحلة لا يزال على حاله: "هل حان أوان التسوية في لبنان والدخول في مرحلة الإنقاذ؟ أم لا بد من استمرار الانهيار؟

تناسي حزب الله

الحركة الدولية لم تنتج حلّاً، والاستعداد الدولي للمساعدة يرتبط بشروط قاسية لم تتوفر بعد مقومات تطبيقها والالتزام بها، لا على صعيد الحكومة ولا على الصعد الأخرى. وفي الكواليس اللبنانية يتناسل الكلام عن أن الانهيار هو الحلّ، وبعده يبدأ البحث عن تسوية وإرساء معالم إعادة البناء. الحركة العربية التي حصلت في اتجاه رئيس الجمهورية لحثه على المضي في المسار الذي حدده الحريري في عملية تشكيل الحكومة، أدت إلى نتائج عكسية. وكشفت حالاً كبيرة من التصعيد والتشبث لدى رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره. وهذا يعني استمرا أزمة تشكيل الحكومة. إضافة إلى تسجيل ملاحظة جوهرية: حصر المشكلة في مطالب التيار العوني، بدون تناول مسألة حزب الله وتمثيله وبرنامج الحكومة وخطتها، يشكل تغافلاً عن المشكلة الحقيقية في وجهة نظر المجتمع الدولي ومعاييره.

سلاح العقوبات الصعب

لكن النظرة الدولية للأزمة اللبنانية غير واضحة المعالم بعد. فهناك من يعتبر أن الحديث عن العقوبات الأوروبية لا يزال من قبيل الضغط. وهو يحتاج إلى عمليات بيروقراطية طويلة جداً، تجعله غير قريب. وهناك دول رافضة لمثل هذه الإجراءات، فيما يحتاج القرار إلى توقيع دول الاتحاد الأوروبي. وهذا غير متوفر. أما لو فرضت باريس عقوبات منفردة، فقد تكون تداعياتها عكسية على المبادرة الفرنسية: تشبث عون أكثر فأكثر، واستمراره في التصعيد. ففي مواجهة الضغط عليه، اختار عون قلب الطاولة في مسألة تشكيل الحكومة، مستعملاً التدقيق الجنائي عنواناً لمواجهته رداً على معركة الحكومة المفتوحة. وتأتي زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل إلى المنطقة هذا الأسبوع، ومن ضمنها لبنان. ويُفترض أن يصل هيل ليل الثلاثاء - الأربعاء.

زيارة هيل الأخيرة

والزيارة تأتي في سياق تقييم الإدارة الأميركية للسياسة الخارجية، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط. وتعمل الإدارة الأميركية على إعداد تقرير من الآن حتى نهاية شهر أيار. ويفترض بهيل أن يرفع تقرير زيارته للخارجية الأميركية، لتعيين بديل عنه. والبديل هي ويندي شيرمان، المفاوضة الأولى في الاتفاق النووي. وهذا يؤكد أن الهم الأساسي للإدارة الأميركية في الشرق الأوسط هو الملف النووي، فيما تجري الإدارة الأميركية إعادة تقييم للسياسة الخارجية. وجزء من زيارة هيل هدفه إعادة التقييم. ولا تزال واشنطن غير حاسمة في ما تريده في المنطقة. لا بد إذاً من الحاجة إلى انتظار زيارة هيل ونتائجها، لاستشراف المرحلة الأميركية المقبلة في المنطقة، وانعكاسها على لبنان. ويفترض أن يثير هيل مسائل متعددة: تشكيل الحكومة، الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وترسيم الحدود. وتأتي الزيارة بعد كلام قاله السفير السابق فريديريك هوف، في مقال أشار فيه إلى أن بشار الأسد يعتبر مزارع شبعا سورية وليست لبنانية. وما أراد هوف الإشارة إليه هو ترسيم الحدود البحرية، ونوع من إعادة فرض الشروط الأميركية التي تلتزم بخطّ هوف لترسيم الحدود، ومحاولة الضغط على لبنان لعدم الذهاب نحو توقيع مرسوم تعديل الحدود وتوسيعها. وتقصد هوف أن يتحدث عن مزارع شبعا، بمعنى أن لا حق للبنان فيها. وليقول أيضاً إن توسيع الحدود البحرية لن يكون لصالح لبنان. وهذا يطابق وجهة نظر أميركية، تعتبر أن الخلاف حول مزارع شبعا براً، والخلاف حول الحدود البحرية جنوباً، هو خلاف بين حزب الله وإسرائيل. وأن المشكلة تحل بعد اتفاق إيراني - أميركي

 

السيد محمد حسن الأمين: علامة في الدين والعلمانية

منير الربيع/المدن/12 نيسان/2021

ليس الكلام يسيراً فيه وعنه. هو سيّد الكلام، ببلاغة الشعر وبحور التصوف: السيد محمد حسن الأمين. قلّ أن تجد مثله، يجمع في شخصه أو تحت عمامته، فقهاً وتديناً، شعراً وأدباً، سياسة وفكراً. وكلها تستحيل في بوتقة واحدة، تخرج منه بأناقة الورد، وصوت رخيم. يعجز الكلام عن إيجاد معناه، يرتبك اللسان في حضرته، وهو الذي لا يمكن أن يغيب، بكل ما يضجّ من حياة وحركة.

صيدا وشقرا

منذ أيام صيدا ما قبل الاجتياح الإسرائيلي وما بعده، جعل في المدينة حياة صخبت في السياسة والشعر والمقاومة. العلّامة الشيعي، المنظّر للدولة المدنية، كان من أقرب المقربين إلى ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية، إلى جانب السيدين هاني فحص وكاظم ابراهيم. رافقته ذكريات الطفولة عند تهجيره طفلاً من منزل ذويه في بلدة شقراء الجنوبية بسبب التدمير الإسرائيلي الممنهج. وكانت وصيته أن يعود إلى حديقة المنزل المدمرّ، اختار أن يرقد في ثراها. يصح فيه ما قاله في رثاء السيد هاني فحص: "الموت ليس انحناء إنه سفر.. أبهى، وبرق وراء العمر مدّخر.. الموت موجة سحر وارتحال دم.. في دهشة ومدى بالحلم يُبتكر.. وقامة لك راح الضوء ينقشها... فوق الخلود فيجلوها وينكسر".

مجتمعات ماقبل الحداثة

جمع السيد محمد حسن الأمين في شخصه المفكر والفيلسوف والشاعر والأديب والمقاوم والعلامة. ولأن الكلام لا يفيه حقّه، ويخجل منه الشعر، لا مجال لغير استعادة أفكار كانت مدار نقاشات معه، في جلسات سابقة، تتناول السياسة والدولة والدين والثورة، والانهيارات أو الانحدارات التي شهدتها البشرية ولا تزال. وهو أحد المتبصرين السياسيين الذين أيدوا ثورات الربيع العربي، وخصوصاً الثورة السورية وصولاً إلى إصدار فتوى تحرّم القتال إلى جانب النظام السوري الذي سحق شعبه في مطلع الثورة عام 2011. آمن بأن الربيع العربي شكّل بارقة أمل أو إشارة لمتغيرات حقيقية وفاعلة، أسهمت قوى كثيرة في تدميرها وإفشالها. وفشل هذه التجربة أدى إلى تأخر سياسي وتراجع إجتماعي أسس لكل هذه الانحدارات التي نراها. وذلك نتاج لتراكمات الصراع بين الأنظمة الإيديولوجية، في مواجهة العولمة. والتي كان لا بد لها أن تصطدم بمفهوم الدول القومية والوطنية. أما في الدول العربية فلا وجود للديمقراطية ولا الليبرالية. ويمكن وصف هذه المنطقة بأنها في مرحلة ما قبل الحداثة، بخلاف الغرب الذي عاش الديمقراطية إلى حدّ استنفادها، فيما لا تزال حاجة ضرورية وماسة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية. أزمة التخلف الأساسية بالنسبة إليه، تتوزع على مستويات متعددة، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. ومن الصعب قياس واقع هذه البلدان مع الغرب. فالحرية التي تعتبر مسألة بديهية لدى الغرب، لا تزال حلماً لشعوب هذه المجتمعات. ولا بد من وجود كتلة عربية متنوعة، تضع هدف الحرية والديمقراطية، بشكل أساسي أمامها، لتطوير الأنظمة السياسية، كي تكون قادرة على اللحاق بما يجري في العالم المعاصر.

دين النقمة

يرى أنه يمكن الحديث عن الدين من وجهتي نظر. فالدين الحقيقي لا يؤثر سلباً على الحرية والديمقراطية، بينما الدين السياسي هو الذي أثر على التطلعات نحو الحرية والديمقراطية. وبرزت الفئات المتطرفة التي تتكلم بإسم الدين، وهي التي تسعى الى العودة الى أزمان غابرة، بدون تقديم أي فكرة لتحديث المجتمع، وحولت المتدينين إلى أناس متعصبين. ويعتبر أن غالب الحركات الإسلامية المتطرفة وقعت في التطرف. كان لهذا تأثير سلبي على الواقع السياسي في بلادنا. وهنا لا بد من البحث في عمق المسألة الاجتماعية في هذه المنطقة التي يتغلّب فيها الظلم واحتكار الثروات، ولا يوجد فيها توزيع عادل، لا يبقى فئات ناقمة على السياسة والمجتمع. وهذه النقمة هي التي تدفع الناس للجوء الى الدين والتطرف بوصفه الخلاص. وهذا أنشأ التطرف الديني، لإقناع النفس بأن مصير الإنسان ليس مرتبطاً بهذه الارض، بل مرتبط بالسماء. وكان ذلك على يد دعاة كسيد قطب الذي أشاع هذه الفكرة وجعل من المؤمنين متطرفين، وأفراداً يمارسون كل أشكال العنف لأنهم يعتقدون أنهم بذلك يتقربون الى الله، ويحققون مطالبهم التي عجزت الوسائل الطبيعية عن تلبيتها. 

دين اليأس والقنوط

يضيء السيد الأمين على جوانب اجتماعية ونفسية أساسية أيضاً، عمادها الجهل والفقر، إذ يجتمعان مع نوع من استبعاد فئات كثيرة من الناس، حاولت أن تكون في صلب صناعة القرار، ولكنها أبعدت عن ذلك. وهذ أيضاً من عوامل انتشار الظاهرة الدينية. أما لو كانت الأنظمة السياسية أنظمة ديمقراطية لكان أمكن الفصل بين الدين والدولة. وهذا يخدم الدين نفسه. فالافكار الشائعة عن العنف الديني هي أبعد ما يكون عن جوهر الدين، وتظهره وكأنه ظاهرة توحش. ومن الطبيعي أن المجتمعات المقهورة تلجأ إلى فكرة الخلاص. وهذا الخلاص يتخذ من الدين مدخلاً، مقابل استغلال فكرة التطرف لأهداف سياسية. مثل القوى التي اعتبرت أن المجتمع فاسد وجاهلي ولا بد من أسلمته مجدداً. وبرزت هذه الاحزاب والقوى عندما وجدت مناخاً مؤاتياً وشعبية. وهذه الشعبية ناجمة عن اليأس والقنوط حيال الأوضاع السياسية وعملية التقدم.

بين استبدادين

ويولي السيد محمد حسن الأمين اهتماماً أساسياً للصراع بين العسكر والدين. هو صراع بين استبداد واستبداد. ويوجد فراغ لدى أصحاب المشروعين المفتقدين إلى أي رؤية وطنية.  وسيطر العسكر الذي لم يكن هناك أفق لكسر قضبته إلا من خلال الدين. ولذلك تجلى الصراع بين الدين والعسكر. وبصورة عامة فإن هذه الشعوب بحاجة إلى درجة عالية من الوعي السياسي والمعرفي. فإذا قلنا بأن نسبة عالية من الأميين لا تزال في هذا المجتمع، ما يدفع لإدراك أثر ذلك التخلّف السياسي والاجتماعي والاقتصادي. لذلك لا بد من تجديد الوعي انطلاقاً من تعزيز ثقافة السلم، لتمهيد الانتقال من هذه المرحلة، إلى مرحلة التنمية ومرحلة التكامل السياسي بين الأنظمة العربية السياسية. وهذا ما يرفع من شأن الواقع الاجتماعي.

علمانية وتدين عنصري

الدين ينسجم مع كل الأهداف التي تتلاقى مع مصالح الإنسان. وإقحام الدين في السياسة يشوهه ويشوه السياسة. إنطلاقاً من هذه الفكرة يدعو السيد الأمين إلى قيام الدولة المدنية. فالعلمانية ليست عدوة للدين. وكل ما في الأمر أنها تفصل بين مهمة الدين ومهمة الدولة. وأذا ما حققنا هذا الفصل نكون قد خطونا خطوات واسعة نحو التقدم والإصلاح. والقول باستبعاد الدين عن الاجتماع، هو نوع من الإساءة للاجتماع السياسي. وإذا ما كان الدين تربية للكائن الإنساني، فإنه بالضرورة سوف يؤدي الى أداء صحيح لإدارة الشؤون العامة. أي لما يجب أن تعتني به السياسة. وليس صحيحاً أن هذا الفصل بين السياسة والدين، يؤدي إلى الإساءة للدين، بل يصحح هذا الدين. لأن ما هو قائم الآن ليس تديناً حقيقياً وإنما هو تدين حزبي أو فئوي، أو عنصري. وهذه أبعد ما تكون عن روح الدين. والسيد محمد حسن الأمين هو المعارض الأشرس للانظمة السياسية المفروضة على المجتمعات فرضاً. ولذلك لا نجد ثقة بها، ولا بد للشعوب أن تنتج أنظمتها السياسية المعبرة عن مصالحها وعن مستقبلها. وبهذا يكون معنى الحداثة، على مستوى شعوبنا، هو تحقيق ما نسميه ديمقراطية. وهذا الأمر موجود في التراث الديني الإسلامي تحت عنوان "وأمرهم شورى بينهم". والشورى هي فعلاً الديمقراطية. وكيف بوسع شعب أن يؤمن بنظام سياسي جاء بانقلاب عسكري، أي بموازين قوى غير عادلة، أو بدعم من الدول الكبيرة المهيمنة على العالم. هناك اختلاف كمي وليس نوعياً بين نظام سياسي وآخر على المستوى العربي. ولكن كل هذه الانظمة لا تمثل شعوبها، كما ينبغي لنظام سياسي. وهذا ينطبق على لبنان أيضاً. فالديمقراطية فيه ليست موجودة إلا شكلاً. والحاكم هو النظام الطائفي وتقاسم الحصص، على المستوى السياسي والاقتصادي. وكلما كان هناك خطوة للخروج من هذا الواقع، نرى أن النظام السياسي يطرح مشكلة أو أزمة. ومثال على ذلك موضوع الزواج المدني الذي بمجرد أـن يطرح تقوم الدنيا ولا تقعد. مع العلم أننا لو رجعنا إلى مصادر الشريعة، لما وجدنا هذه السلبية المطلقة التي يتحججون بها.

 

مبادرة البطريرك: أوّلاً ودائماً... لماذا؟

رضوان السيد/أساس ميديا/الإثنين 12 نيسان 2021

في الأيام الأخيرة، وقد اجتمعت لدى كل اللبنانيين الهموم مع اقتراب 13 نيسان (1975) إلى ذكريات وأهوال الحرب الأهليّة، تعبتُ، كما تعب سائر المتابعين، من الأخبار والخبريّات والروايات والأساطير عن أسباب عدم تشكيل الحكومة العتيدة. يوجد شبهُ إجماعٍ، بالطبع، على أنّ الصخرة المعيقة لكلّ تقدّمٍ في أيّ مجال وسط الانهيار الشامل تتمثّل في رئيس الجمهورية وصهره الخالد. وقد جاءت كلمة الرئيس قبل أيّام قليلة عن عجائبيّة دعوته للتحقيق الجنائيّ باعتباره الحلَّ السحريَّ لكلّ المشكلات... إنّما من لم يقتنع بجدوى حلّ الرئيس، ما ازداد، طبعاً، اقتناعاً بعرض الرئيس التاريخيّ المجيد باعتباره جنرالاً وقائداً سابقاً للجيش، ومسعّراً لحربيْ التحرير والإلغاء، ومناضلاً ضدّ الاحتلال السوري، ثم مناضلاً مع الرئيس الأسد الابن، ومع زعيم حزب الله، ليصل من هذا الطريق إلى رئاسة الجمهورية. ومن هذا الطريق استطاع (بمعاونة صهره بالطبع) نقل لبنان الدامي إلى واقع لبنان القتيل، وبالتكافل والتضامن مع حليفيْه في لبنان وسورية. طوال أكثر من عقد ما كان يمكن تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس إن لم يسلِّم الجميع أنّ عوناً هو الأوحد لكلّ ذلك.

رجال الدين اللبنانيين الكبار المفتي دريان والبطريرك الراعي ومطران بيروت الأرثوذكسي وفي يومٍ واحد (الأحد في 11/4/2021) حملوا على الفساد والاستبداد وسياسات المحاور والابتزاز السياسي وخرق الدستور، ودعوا جميعاً إلى العودة للثوابت وإلى تشكيل حكومة قادرة وإلى الخروج من العزلة عن العرب والعالم. وهم في كلّ ذلك ما ترددوا في اتهام العهد وحلفائه المسلّحين بالتسبب في تلك النوازل بلبنان

وفي الشهور الماضية، بل في الأيام القليلة الماضية أيضاً، ما بقي أحدٌ مغرباً ومشرقاً إلاّ وناشد الرئيس الإقدام على إصدار مرسوم الحكومة التي ناقش الرئيس المكلَّف في تركيبتها وأعضائها ومهمّاتها في ثمانية عشر اجتماعاً. وقالوا له جميعاً وبدون مواربة: الحكومة هي الشرط لمساعدة لبنان. الفرنسيّون والأوروبيّون الآخرون قالوا للرئيس وقالوا. بل وهدَّدوا بعقوباتٍ إن لم يحصل ذلك. لقد كانوا يكتفون أوّلاً بالإعلان: إن لم يساعد اللبنانيّون أنفسهم في تشكيل حكومةٍ إصلاحيةٍ تستطيع التوجّه إلى المجتمعين الدولي والعربي، فلا أحدَ مستعدّ لمساعدة لبنان. وبعد الأوروبيّين قال ذلك الأميركيّون والروس. ثمّ انهالت المناشدات والتحذيرات العربية. أعلن ذلك السفير السعوديّ من قصر بعبدا، ثم قالها وزير الخارجية السعودي. ثمّ جاء وزير الخارجية المصري ليكرّر الطلب والتحذير. وبعده بيوم جاء الأمين العام المساعد للجامعة العربية. المطلب واحدٌ أو متشابه: إقامة حكومة تتمسّك بثوابت الطائف والدستور، وتنفّذ قرارات الشرعية الدولية، وتنصرف إلى إجراء الإصلاحات الجذرية المعروفة، وتتوجّه بالتوازي إلى المؤسسات الدولية القادرة على إنجاد الوطن المنكوب. قالوا جميعاً، وبصراحات متفاوتة كما يقال، هذا المطلب، سواء المسؤولون الكبار أنفسهم في كل تلك الدول، أو سفراؤهم في لبنان. ومع ذلك كلّه لم يحدثْ شيءٌ يفيد سماعاً أو اقتناعاً أو إقداماً.

كيف استطاع فخامة الرئيس "الصمود" في وجه هذه الإرادات الطيّبة؟

أخبرنا الرئيس بذلك في كلمته التي صارت مشهورة، عندما قال إنّه جنرال، وإنّه عنيد ومقاتل، والحلّ ليس في الحكومة، بل في التحقيق الجنائي مع حاكم المصرف المركزي وبقية المصارف. من الصعب جداً الاقتناع بأنّ قدرات الرئيس الأسطورية هي علّةُ هذا الإصرار على العرقلة وصمّ الآذان عن وقائع التصدّع الوطني والانهيار. بل إنّ الأفظع ما قاله الرئيس أخيراً في الردّ على الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية: سبب عجز الرئيس عن التصدّي ومواجهة الأزمات هو موافقة جعجع عام 1990 على دستور الطائف، الذي سلب من رئيس الجمهورية صلاحياته. يا ناس، إذا كان الرئيس يستطيع إيقاع كلّ هذا الخراب وهو منعدم الصلاحيّات، فماذا كان سيحدث للوطن والدولة لو كانت لدى الرئيس الصلاحيات التي يفتقدها؟!

ما خضع البطريرك لأوهام الوساطات التي تأخذ باليمين ما تعطيه باليسار. ولا خضع لأوهام الرئيس بشأن حقوق المسيحيّين وصلاحياته هو. ولا تردّد أمام الهجوم المباشر من جماعة إيران وسورية في لبنان. لقد توجّه إلى المواطنين في صرخاته السبع عشرة بعنوان: "لا تسكتوا"

بالطبع، هناك حالة الحصار التي يعانيها الرئيس وصهره نتيجة العقوبات الأميركية على الصهر العزيز. وهناك حالة المرارة والغضب نتيجة العزلة المفروضة عليه (ولسوء الحظ: وعلى لبنان!) بسبب خضوعه وخضوع النظام اللبناني كلّه للمحور الإيراني والمتمثّل على الأرض اللبنانية بالتنظيم المسلَّح الذي يُطْبِقُ على كل شيء، بحيث لم يبقَ للّبنانيين لا مصارف ولا مستشفيات ولا جامعات ولا مدارس ولا لقمة عيش، باستثناء ما يأتي من "القرض الحسن"، وأخيراً السِلَع المدعومة، والأدوية الإيرانية. رجال الدين اللبنانيون الكبار المفتي دريان والبطريرك الراعي ومطران بيروت الأرثوذكسي وفي يومٍ واحد (الأحد في 2021/4/11) حملوا على الفساد والاستبداد وسياسات المحاور والابتزاز السياسي وخرق الدستور، ودعوا جميعاً إلى العودة للثوابت وإلى تشكيل حكومة قادرة وإلى الخروج من العزلة عن العرب والعالم. وهم في كلّ ذلك ما تردّدوا في اتّهام العهد وحلفائه المسلّحين بالتسبب في تلك النوازل بلبنان.

ما وقف فريقٌ وطنيٌّ معتبرٌ في وجه هذا الانسداد القاتل للمواطنين إلا بكركي وسيّدها البطريرك الراعي. فمنذ عشرة أشهرٍ أو يزيد، حدَّد البطريرك ثلاثة أُسُسٍ لاستعادة الوطن والدولة والعيش المشترك ووثيقة الوفاق الوطني والدستور: تحرير الشرعيّة، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدوليّ من أجل لبنان.

وقد فصّل البطريرك في خطاباته وعظاته وبياناته ومذكّراته وسائلَ وطُرُقَ إحقاق الحلّ الوطني تحت هذه العناوين الثلاثة. فتحرير الشرعية الدستورية يكون من السلطة الحاكمة من الأعلى وإلى الأدنى، لأنّ أزمات تشكيل الحكومات ليست بسبب ضيق الدستور أو عدم توازنه، بل بحيلولة الرئيس والحزب وحلفائهما دون تطبيق الدستور. والحياد يعني منع التدخّلات الخارجية من الاستمرار في الاستيلاء على البلاد. والمؤتمر الدوليّ في الأمم المتّحدة ينقذ لبنان من سياسات المحاور والفساد وتصديع المؤسّسات، ويجدّد الاستقلال الوطني. لقد أنكرت أطرافٌ عدّة على البطريرك دعوته إلى ما سمَّوه "التدويل". والواقع أنّه لا خطر على الهوية الوطنية من الذهاب نحو الحياد. وهذا هو ما رآه الأمين العام المساعد للجامعة العربية، وهي الأحرص على انتماء لبنان وهويّته. إذ أين صارت الهويّة الوطنية والعربية في خضمّ هذا الاستيلاء الإيراني؟

أمّا الذهاب للمجتمع الدوليّ فليست المرة الأولى التي يحصل فيها. لقد كانت البلاد تذهب للمجتمع الدولي في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وقد صدرت قرارات عديدة لمنع الاعتداءات وحماية لبنان، وقد صار أشهرَها القرارُ رقم 1701، لكنّ مجلس الأمن أصدر القرار رقم 1559 لإخراج الجيش السوري، ولإزالة الميليشيات المسلّحة. وأصدر القرار رقم 1680 لترسيم الحدود مع سورية، والقرار رقم 1757 لإنشاء محكمة خاصّة لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري. وما كان ذلك كلّه تدويلاً ولا مساساً بالهويّة أو الاستقلال، بل هي الحماية والمساعدة الظاهرة وراء كلّ هذه القرارات. هناك أعداء، وهناك أعدقاء، ولا مناعة للوطن والمواطنين إلّا بالحياد والذهاب للمجتمع الدولي! ما خضع البطريرك لأوهام الوساطات التي تأخذ باليمين ما تعطيه باليسار. ولا خضع لأوهام الرئيس بشأن حقوق المسيحيّين وصلاحياته هو. ولا تردّد أمام الهجوم المباشر من جماعة إيران وسورية في لبنان. لقد توجّه إلى المواطنين في صرخاته السبع عشرة بعنوان: "لا تسكتوا". وذهب إلى المطالبة بالحياد والمؤتمر الدولي، كما كان لبنان الرشيد وصاحب القرار يفعل في الأزمات. وما مرَّ لبنان (باستثناء العام 1982) بأزمةٍ كهذه الأزمة التي نعانيها مع باسيل ونصر الله. لكنّ عام 1982 كان العرب والعالم معنا، وأمّا هذه المرّة فننعزل و"يتشعلق" على أعناقنا الحزب المسلّح والرئيس وصهره ويتهدّدوننا بالحرب الأهلية إن رفعنا رؤوسنا وتطلّعنا للعرب والعالم. نحن مكشوفون أمام أنفسنا وأمام العالم، ومجروحون، ونَزْفُنا مستمرٌّ ويتعاظم. لا مخرج غير المجتمع الدولي لانتزاع الحياد من السلاح الإيراني، ولانتزاع العافية الوطنية من المافيا المتحكّمة. مبادرة البطريرك الشجاعة والحكيمة هي أفق الإنقاذ والخلاص.

 

هل تسهّل زيارة الحريري إلى الفاتيكان مهمته في تأليف الحكومة؟

جورج حايك/وكالة انباء آسيا/11 نيسان/2021

لا يوفّر الفاتيكان فرصة الا ويسعى إلى الاستفادة من علاقاته الدولية والاقليمية لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته الحالية التي تُهدد بالانهيار الكامل. وتأتي دعوة الرئيس سعد الحريري  إلى الفاتيكان المقررة في 22 نيسان الجاري في هذا الإطار بل تأخذ أبعاداً أعمق تتعلق بوطن العيش المشترك، وتؤكد الموقف الفاتيكاني الرسولي بإعتبار لبنان رسالة، فماذا في جعبة المعنيين حيال هذه الزيارة؟

علوش: العلاقة مع الفاتيكان تاريخيّة

لا يعتبر نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش ان زيارة الحريري إلى الفاتيكان مستغربة "إنما توقيتها يبدو مهماً لأنها ترتبط بمستقبل البلد وما يمكن أن يطرحه الفاتيكان لحل هذه الأزمة، علماً أن العلاقة بين الكرسي الرسولي وعائلة الحريري تاريخيّة وتعود إلى حقبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي مستمرة مع الرئيس سعد. ومن المؤكد أن هناك ما يريد الفاتيكان قوله للحريري وحتما هو وحده يملك المعطيات".

من جهة أخرى، لم ينف علوش ولم يؤكد ما اذا كان الحريري طلب موعداً من الفاتيكان إنما لمّح إلى أنه قد يكون هناك طلب سابق وتم تحديد الموعد اليوم.

ونسأل علوش: هل ستسهّل زيارة الحريري لأعلى مرجعية مسيحية في العالم عملية تأليف الحكومة ؟ يجيب:"مشكلة تأليف الحكومة ليست موجودة عند سعد الحريري إنما عند (الرئيس) ميشال عون وجبران باسيل، ولا أعرف كم تقدر أعلى مرجعية مسيحية في العالم التأثير على عون الذي يبدو أحياناً مارونياً وأحياناً لا، ويكفي أن نذكّر ما فعله بالثمانينات بالبطريرك الراحل نصرالله بطرس صفير". ويضيف:"نحن قناعتنا أن عون متمترس خلف ذريعة حقوق المسيحيين والمقصود فيها حقوقه وحقوق صهره باسيل، ولا أظن أن الفاتيكان سيؤثّر في هذا الموضوع".

ويؤكد "أن المشكلة ليست على المستوى الطائفي إنما اللبناني ولاسيما أن البطريرك الماروني على تفاهم شبه كامل مع سعد الحريري، وما يبحث عنه الأخير في الفاتيكان هو تأليف حكومة تساعد المسيحيين وغير المسيحيين للبقاء في لبنان، لأنه عندما سينهار البلد سترحل كل النخب ولن يبقى إلا الناس غير القادرة على السفر أو الهجرة، وبالنهاية يريد الحريري من هذه الزيارة التأكيد على موقف الكرسي الرسولي من لبنان والعيش المشترك والالتزام به في شكل كامل".

عازار: المسألة تحل بـ10 دقائق

في المقابل، يرى عضو تكتل "لبنان القوي" النائب روجيه عازار "أنه لا شيء يمنع أن يقوم الرئيس الحريري بزيارات إلى الدول شرط أن تصب في مصلحة تأليف الحكومة وإنهاء الأزمة التي نعيشها، ونحن تيارنا منفتح وليس لدينا عقدة، علماً أن زيارته إلى الفاتيكان تتم بناء لطلبه، والمهم أن تصب في مصلحة البلد، ولا ننكر أن للحريري حيثيته الشعبية والنيابية وبالتالي هو رئيس مكلف يزور من يشاء ومتى يشاء، المهم أن يلاقي صيغة حكومية يكون هدفها الأساسي الميثاقية بمعيار موحّد حتى نصل إلى نتيجة. لكن مهما فعل الحريري، يبدو أنه مضغوط من الداخل والخارج، والعقدة ليست من جهتنا إنما من جهته، وهذا لا يجوز أن يستمر لأن الوضع الاقتصادي كارثي، ولا نريد أن نراهن على الخارج إنما على طاقاتنا ومجتمعنا واقتصادنا، للأسف نحن ننهار ونغرق". ويضيف:"لا يظن أحداً أن تأليف الحكومة هو الحل بل هو خطوة أولى برحلة الألف ميل، وننظر إلى ما وراء الحكومة أي الاصلاحات، تفعيل دور الاقتصاد، الانتاجية وبناء الوطن",

وعن أهداف الحريري من زيارة الفاتيكان، يقول عازار:"لا أعرف ما هي أهدافه، لكن ما أعرفه إذا كان لا يريد أن يمسّ حقوق المسيحيين، فليقرن اقواله بالأفعال. فلنضع مسألة حقوق المسيحيين جانباً، الدستور واضح وعليه أن يحترم أكبر كتلة نيابية في المجلس وأن يتعاون مع رئيس الجمهورية وفق أسس ميثاقية. هو يدّعي احترامه لحقوق المسيحيين ثم يقوم بتسمية 12 وزيراً مسيحياً، علماً أن حقوقنا محفوظة في الدستور". لا يؤمن عازار بحلول خارجية للوضع الحكومي "لأن الموضوع يحل داخلياً، لو كنت مكان الحريري لا أخرج من قصر بعبدا الا بعد انجاز التشكيلة، لقد جلس 17 مرة مع الرئيس، وكل هذه الجلسات إذا جمعناها لا تتجاوز 4 ساعات، فكيف تشكّل الحكومة؟ أخاف أننا نهرب إلى الأمام كي لا تشكّل الحكومة، المسألة في الداخل وتحل بعشر دقائق إذا وضع معايير معينة، لكن الحريري ينتظر شيئاً ما ويريد كسب المزيد من الوقت فيما الشعب يتألم ويعاني من الفقر والعوز والجوع، نحن أبناء هذا المجتمع ونعرف حقيقة ما يحصل".

بكركي: الغطاء متوفر للحريري في لبنان

من جهة أخرى تؤكّد مصادر بكركي أنها لا تملك معطيات عن رحلة الحريري إلى الفاتيكان، ولا علاقة لها بهذه الزيارة إنما تعرف أن الرئيس الحريري طلب موعداً للقاء البابا فرنسيس، وترى أن الرئيس المكلف لا يحتاج إلى تغطية مسيحية من الخارج لأنها متوفرة له في لبنان".

 

فكِّكوا مُفاعلات الإرهاب الإيراني

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/11 نيسان/2021

أثبتت الحوادثُ الخطيرة، التي تعرَّضت لها المنظومة النووية الإيرانية طوال السنوات الماضية، هشاشة نظام الحماية والأمن الذاتي، ما يعني أنَّ الهواجس التي تنتابُ شعوب المنطقة حيال ما يُمكن أن تؤدي إليه أي حادثة عرضية في أحد المُفاعلات الإيرانية إلى كارثة إقليمية، بشرية وبيئية، وبالتالي فإنَّ إصرار نظام الملالي على تحدِّي المُجتمع الدّولي عبر الاستمرار في برنامجه الذري، هو في الحقيقة إرهابٌ ضد الإنسانيّة والوجود البشري، وليس مجرد تحدٍّ أو برنامج سلمي، كما يزعم قادة نظام الغرور الطاووسي.

لا شكَّ أنَّ اعتراف رئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي بـ”أن الحادث الغامض الذي وقع فجر، أمس، في مُنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم كان بفعل فاعل، وأنه تحركٌ شائنٌ وإرهاب نووي مُدان”، يؤكد ما كانت حذَّرت منه كلُّ المُنظمات الدولية، في ما يتعلَّق بأيِّ كارثة مُتوقعة ستكون أشدَّ تدميراً من “تشيرنوبيل” الأوكراني؛ لأن المنشآت الإيرانية قديمة، وغير خاضعة لرقابة المُنظمة الدولية، وتفتقر إلى المعايير العلمية والقانونية المقبولة.

لهذا السَّبب لم يعد المطلوبُ التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والمجتمع الدولي يقوم على فرضية الخضوع للمُنظمة الدولية، إنما تفكيكٌ كاملٌ لهذا البرنامج وبإشراف الأمم المتحدة، ووقف كل الأبحاث الإيرانية في هذا الشأن، خصوصاً أنَّ السياسة التي يتبعها نظام الملالي منذ 41 عاماً تقوم على مبدأ التوسع بالقوة الإرهابية، وإثارة الفتن الطائفيّة والمذهبيّة في الإقليم، أي في كلام آخر حرب مئة عام يسعى إليها هذا النظامُ المُتخلِّفُ.

لا شكَّ أنَّ المُتضرر الأول من سياسات نظام العُهر السِّياسي السَّائدة منذ أربعة عقود هو الشعب الإيراني، وفي ظلِّ التَّعتيم والقمع المُمنهج الذي يُمارسه النظام، الذي استهلَّ حكمه بإعدام 30 ألف شخص بين عامي 1979 و1988، وأشعل حرباً استمرت ثماني سنوات، لا بدَّ أن يصل العالمُ إلى مرحلة بات فيها القبول بعودته إلى الساحة الدولية تعني، باختصار، القبول بالابتزاز الإرهابي عالمياً، ما يُقوِّض كلَّ الاتفاقات والمُعاهدات، ويُشجع دولاً مارقة أخرى على مُمارسة هذا النوع من السِّياسات التَّدميرية.

تأكيداً لهذا الأمر نُلاحظ أنَّ المُفاوضات، المباشرة وغير المباشرة، الحالية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران تدور في حلقة مُفرغة، إذ لا يكاد الطرفان يتوصلان إلى تقدم ما حتى ينقضه المفاوضُ الإيرانيُّ الذي يرمي إلى فرض شروطه التعجيزية على نظيره الأميركي، لذلك إذا كان الهدف التوصل إلى صيغة ما لتقييد البرنامج النووي الإيراني، أو الصواريخ البالستية، فهي ستكون أشبه باتفاق ميونخ عام 1938، الذي سمح لهتلر بارتكاب أفظع الجرائم ضد الإنسانية، وهو ما لا يُمكن أن تسمح به دول المنطقة، بل دول العالم المُتحضر، لذا فإنَّ تفكيك مفاعلات الإرهاب الإيراني أصبح ضرورة للإنسانية جمعاء.

 

اغتيال الناشط لقمان سليم أمام فرصة «التدويل» فهل «يُفرمل» آلة القتل السياسية في لبنان؟

رلى موفّق/القدس العربي/11 نيسان/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97821/97821/

تتعاظمُ التحذيرات في بيروت من اغتيالاتٍ ذات طبيعة سياسية بعدما دفع التوازن السلبي بين اللاعبين فوق رقعة الشطرنج اللبنانية بالمأزق الكبير، الذي يستوطن البلاد، حدّ الاستعصاء وارتطامه بالحائط رغم طوفان المساعي الدولية والعربية لإحداث كوّة تُتيح إمرار حكومة، أقلّه لإدارة الأزمة أملاً بفرملة الانهيار المريع.

وتجاوزت المخاوف من الاغتيالات حدود «التهويل» بعدما قيل الكثير، وبـ»مكبّرات الصوت» عن تقارير متعددة المصادر، داخلية وخارجية، أشبه بـ»نشرة حمراء» تُحذّر من «بنك أهداف» سياسي لعمليات استهداف محتملة، وهو الأمر الذي ملأ شاشات بيروت، وعلى ألسنة مسؤولين معنيين كوزير الداخلية وسواه.

ويُرجّح أن يكون «الإفلات من العقاب» أو تسجيل غالبية الجرائم السياسية ضد مجهول، سبباً مباشراً لاستخدام القتل السياسي في لبنان وسيلة رائجة لتعديل موازين القوى، أو تصفية حسابات، أو إزاحة وجوه مؤثرة عن مسرح العمليات السياسي، في بلاد تحكمها النزاعات الدائمة والتسويات الصعبة.

فلبنان يحتلُ الصدارة في الجريمة السياسية، وينافسُ كبريات الدول وصغيراتها على تبوُّء الساحة رقم واحد على الكوكب بعدما اقترنت حياته السياسية بـكواتم الصوت، والسيارات المفخخة، والكمائن الملغومة، في سياق جرائم غالباً ما تبقى ملفات التحقيق بشأنها خاوية، أو تُسجّل ضد مجهول ولو معلوم.

ثمانية عقود والاغتيالات مستمرة

لم يكن مفاجئاً الإحصاء الذي نشرته «الشهرية» الصادرة عن «الدولية للمعلومات» وفيه أن لبنان شهد منذ استقلاله في العام 1943 وحتى السنة الحالية (2021) 220 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال تُصنّف سياسية طالت شخصيات سياسية، ودينية، وفكرية، وإعلامية، وعسكرية، ودبلوماسية.

وتَذكُـرُ هذه «الأرشفة» أن اللائحة الدموية شملت 19 صحافياً أو صاحب مؤسسة صحافية، 18 رجل دين، 24 شخصية سياسية، 39 شخصية حزبية، 4 من العسكريين، 4 من قضاة، 17 اغتيالاً لدبلوماسيين وسياسيين وعسكريين عرباً وأجانب، إضافة إلى 95 محاولة اغتيال لم تُوفّر قادة رأي وزعماء وإعلاميين.

رئيسا جمهورية (بشير الجميل ورينيه معوّض) ثلاثة رؤساء حكومة (رياض الصلح، ورشيد كرامي، ورفيق الحريري) وزراء ونواب وقامات صحافية بارزة «شُطبوا» في لعبة حديد ونار تبعاً لأجندات سياسية، محلية وإقليمية، غالباً ما كان هدفها ترويض الوقائع والمعادلات وتطويقها.

الرصاصة الأولى في «السيرة الذاتية» للجرائم السياسية، على مدى نحو ثمانية عقود، كانت لبنانية، أودت بحياة رئيس حكومة الاستقلال رياض الصلح، أما آخر رصاصة – ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال – فاغتالت في 4 شباط/فبراير الماضي الباحث اللامع، والمفكّر والناشط السياسي لقمان سليم.

اغتيال سليم المعارض لـ»حزب الله» شكّل نموذجاً صارخاً للجريمة السياسية المتمادية في لبنان، انطلاقاً من مفارقات عدة، أبرزها:

– إنها الأولى بعد صدور الحكم عن المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بإدانة عنصر من «حزب الله» الأمر الذي أسقط الرهان الأهم على المحكمة باعتبارها الرادع الذي سيُنهي حالة الإفلات من العقاب، ويطوي تالياً صفحة الاغتيالات السياسية في لبنان.

– وقوع الجريمة في أرض الـ1701 القرار الدولي الذي وضع المنطقة الممتدة من جنوب نهر الليطاني إلى الحدود في عهدة الشرعيتين اللبنانية (الجيش اللبناني) والدولية (قوات اليونيفل) التابعة للأمم المتحدة.

– جريمة مزدوجة كغالبية عمليات التصفية السياسية، حيث يُقتل «الهدف» ويُقتل التحقيق أيضاً، عبر خواء الملفات من أي قصاصات أو نتائج، لا أولية ولا نهائية.

يُشكّل الصمت الرسمي المطبق حول الجريمة فضيحة الفضائح، ويُضيف تأكيداً جديداً على خوف الدولة ومؤسساتها وأجهزتها من فضح الجناة. المسألة لا تتعلق بحكاية فشل أو تقصير، بل بحكاية خوف وخضوع مِن الذي يَقتل، وحكاية تواطؤ في أبشع السيناريوهات.

الكونغرس ورفع العتب

ولكن ما عاد الأمر مرهوناً بما تفعله السلطات اللبنانية أو لا تفعله. فالقضية عملياً تخطَّتْ في بُعدها حدود الوطن الرهينة لـ»ميليشيا» تُطبق عليه بفعل هيمنة السلاح، وتغلغلها في المؤسسات، وإطباقها على الدولة.

صحيح أن مجلس النواب الأمريكي أرسل بُعيد الاغتيال، عبر لجنة الشؤون الخارجية، مذكّرة إلى الرئيس الأمريكي لحضّه على تحديد «ردٍ مناسبٍ» لقتلة سليم باستخدام قانون «ماغنيتسكي» لكنه أردفَ الطلبَ بجملة «إذا كان الأمر مناسباً» نظراً إلى تأثير مُفترض لذلك على العلاقة مع إيران في وقتٍ يُريد سيّد البيت الأبيض إعادة بث الروح في الاتفاق النووي الإيراني، الذي خَـرَجَ منه سلفه دونالد ترامب.

فأصابع الاتهام وُجّهت، منذ اليوم الأول، وحتى ما قبل الاغتيال، إلى «حزب الله» بوصف أن سليم لم يكن معارضاً شرساً لـ»الحزب» فحسب، بل كان ممن عملوا بقوة، في البيئة الشيعية، لأخذ شبابها وشاباتها نحو الاعتدال، والانفتاح على ثقافات لا تُشبه ثقافة الولي الفقيه، وكان ممن جاهروا في تحميل «الحزب» مسؤولية انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020. وقد وصفت المذكرة سليم بأنه «ناشط معارض لحزب الله، و‏عضو بارز في المجتمع المدني اللبناني، وداعم أساسي للديمقراطية،‎ ‎ومن الداعين إلى محاسبة ‏كل المشاركين في الحكم والحكومات بمن فيهم الحزب». واعتبرت أن هذا الاغتيال السافر، بحق ناشط جاهَـرَ ‏بموقفه، يهدفُ إلى «ترهيب وإسكات أصوات الناشطين الآخرين، خصوصاً في ضوء تاريخ لبنان ‏المأسوي مع الاغتيالات السياسية من دون محاسبة أي من المرتكبين».

دخول أممي وتوعّد لحكومة لبنان

على أن تطوراً آخر حصل مع مرور ذكرى الأربعين على الاغتيال، إذ نُشرَ في 22 آذار/مارس 2021، عبر موقع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بيانٌ عن قيام ثلاثة خبراء من الأمم المتحدة بدعوة الحكومة اللبنانية لضمان تحقيق موثوق وفعّال في «القتل الوحشي» لسليم. الخبراء، وهم أغنيس كالامار المقرّرة الأممية الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، والتي تولّت متابعة قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ودييغو غارسيا سايان المقرّر الأممي الخاص المعني باستقلال القضاة والمحامين، وأرين خان المقرّرة الأممية المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، قالوا إنه «ينبغي للحكومة اللبنانية أن تنظرَ في طلب مساعدة تقنية دولية للتحقيق».

وتوقفوا عند ما أثاره الرجل في تساؤلاته عن سبب وطريقة نقل المواد الكيميائية الخطرة التي انفجرت في مرفأ بيروت، مطالبين بـ»وجوب إجراء تحقيق كامل في أي علاقة مزعومة بين الانفجار والاغتيال» ولفتوا إلى تعرّضه لترهيب ومضايقات وتهديدات متكررة، وإلى أنه طلب الحماية علناً، وأنه «كان على الحكومة اللبنانية التزام اتّخاذ كل الخطوات التي يمكن توقّعها بشكل معقول لحماية سلامته» وأن الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى «تحميل الدولة مسؤولية انتهاك حقه في الحياة».

هؤلاء الخبراء الثلاثة الذين قرّروا متابعة قضية سليم، دعوا الحكومة أيضاً «لضمان الحماية الفعّالة لجميع الأشخاص الذين قد يتعرّضون حاليًا لخطر العنف المستهدف لأسباب تتعلق بعملهم أو بسبب آرائهم». وحثوا السلطات على «إنهاء الإفلات من العقاب السائد، وإعادة الثقة بمؤسسات العدالة من خلال تدابير مثل إنشاء لجنة مستقلة ومحايدة للتحقيق في فشل التحقيقات السابقة في مقتل المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء والسياسيين في لبنان». وطالبوها بأن «تنظرَ في دمج وحدة من الخبراء الدوليين لتقديم المشورة ودعم التحقيقات في جرائم القتل المزعومة ذات الدوافع السياسية وضمان المساءلة». وختموا بيانهم بأنهم «سبق أن أثاروا مخاوفهم مع الحكومة اللبنانية، وسيواصلون مراقبة الوضع ومتابعة حوارهم».

لعنة خاشقجي

في قضية خاشقجي، وحدها أغنيس كالامار أثارتِ القضية، فقامت الدنيا ولم تقعد. ارتكز الإعلام الأمريكي، والدولي، والعربي المناهض للمملكة العربية السعودية على تقريرها لتوجيه الاتهامات إلى ولي العهد محمد بن سلمان. فشكّل التقرير إدانة معنوية. في الأساس، لا سلطة قضائية للتقرير، لكنه تحوَّل إلى لعنةٍ تطاردُ مَن حامت حوله الشبهات.

أما في قضية سليم، فهناك ثلاثة مقررين تعاهدوا على السير بها ومتابعتها. سيعملون على البحث وتقصّي الحقائق وكتابة تقريرهم. تقول رشا الأمير شقيقة لقمان «إن التقارير تكون مُعلنة ومُفصلة ودقيقة. هي تقارير غير مُلزمة إنما قد يتحمّس أحدهم ويرفع دعوى. نحن لا نعرف الآليات، ونتمنى الوصول إلى آلية شفافة، فمحكمة رفيق الحريري (رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق) توصّلتْ إلى القاتل، ولكنه مختفٍ. وأُنفقت عليها مبالغ طائلة لمدة 16 سنة، ولم تُعطِ إلا نتائج ضحلة، ونحن لا نريد العمل بنفس هذه الطريقة. سنجرّب الاستفادة من تجارب لبنان المؤلمة ونذهب باتجاه آخر».

كتبتْ مقالة بالانكليزية طالبتْ فيها بمحكمة ضخمة على غرار «محكمة نورمبرغ» التي أُنشئت للنظر في جرائم النازية بعد الحرب العالمية الثانية. ترى أن «هناك اليوم مشكلة، وهي أن العالم الحر يُدافع عن الديكتاتور بسبب مصالحه. لقد تحوّل هذا العالم المعولَم إلى «كبكوب» من المصالح، وكل سياسي في هذا العالم لا يُفكر إلا بالانتخابات المقبلة كي يُعاد انتخابه، وهذا يُعيق الأمور. ولكن علّهم يستفيقون ليحاكموا المنظومة ككل التي أوصلت المنطقة كلها إلى هذا الركام وليس فقط لبنان».

تحويل الموت إلى قيامة

سيدات ثلاث، هن الأم الباحثة سلمى مرشاق، والأخت الأديبة رشا، والزوجة المخرجة الألمانية مونيكا بورغمان، حملن شعار «صفر خوف». وتحوّل إلى شعار ترفعه غالبية الناشطين تعبيراً عن تضامنهم وإعلان قرارهم بمواجهة رسالة القتل التي أُريد منها بث الخوف في نفوس مَن يتجرّأ على رفع الصوت. سيدات ثلاث حوّلن الموت إلى قيامة. وجعلن من الحب اللامتناهي أسطورة تغلبّت على «رصاصاتٍ ستٍ حاقدة» وعلى ثقافة القتل، بمشروع ثقافة حياة من خلال إنشاء «مؤسسة لقمان سليم» التي ستكون عبارة عن «مؤسسة أحلام كبيرة».

المؤسَّسة لديها جملة أفكار. أولها، حَثّ الناس على التفكير بالاغتيال السياسي في لبنان والعالم العربي والعالم أجمع، وتأطير ذلك إما في رواية أو دراسة أكاديمية أو فيلم، بتبنٍ من المؤسسة. وثانيها، إعادة تجميع المحصول الفكري للقمان الكاتب، وجمع كتاباته وإعادة نشرها. أما ثالث الأفكار، فهي إنشاء مكتبة باسمه تُعنى بالكتب النادرة التي كان يعشقها ويجمعها، والعمل على إعادة طبعها.

قبل لقمان سليم، قُتل الكثيرون من قادة الرأي، سمير قصير أحد هؤلاء. أنشأَتْ زوجته جيزيل خوري مؤسسة باسمه للدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية، فيما لا يزال التحقيق في اغتياله عالقاً على الرغم من أنه مواطن فرنسي.

مخاوف الحقبة الرمادية

الحجم الكبير لجرائم الاغتيال لا يتماشى مع الحجم الصغير للبلد. كان يُعوّل على أن يُشكّل إنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري رادعاً للجريمة السياسية في لبنان، خصوصاً بعدما العام 2005 حين تحوّل الاغتيال إلى وسيلة معتمدة لترهيب خصوم المحور السوري – الإيراني. غير أن آلة القتل كانت تأخذ فترات استراحة وفقاً للمناخات والأجواء في المنطقة.

اليوم تحكمُ الإقليم حالة من الانتظار، وتلفّه الضبايية التي عادة ما تكون الأخطر على دروب الاغتيال في إطار لعبة تحسين المواقع أو تغيير الموازين أو تعديلها. يمرُّ لبنان بحقبة رمادية غير واضحة في نهاياتها، ترتفع معها مخاطر الجريمة السياسية لإسكات أي صوت قد يُعارض الهيمنة على البلاد التي تحمل راهناً سمة إيرانية عبر ذراعها العسكرية المتمثلة بـ»حزب الله». ويزدادُ القلق في ظل الانكشاف الأمني المتوقّع مع الانهيار الاقتصادي، والمالي، والاجتماعي، والذي سيجعل من السهل اللعب بالساحة اللبنانية وتحويلها إلى مسرح عمليات وصندوق بريد بالحديد والنار.

قد يكون صعباً الرهان على تقرير لخبراء دوليين في مجال حقوق الإنسان لوقف آلة القتل السياسي، لكنه ربما يفتح ثغرةً للمحاسبة مستقبلاً إذا ما سارت السياسة وفق ما تشتهي النفوس التوّاقة إلى إحقاق الحق والعدالة!

 

خطة إيران لإعادة واشنطن إلى "الاتفاق الرديء"!

محمد قواص/سكاي نيوز/11 نيسان/2021

توتر شديد اعترى ما صدر عن إيران في الأيام الأخيرة بصدد الملف النووي. وبدت مواقف طهران في تناقض مرتبك، لأنها تراوحت بين الإشادة بمباحثات فيينا من جهة، وإطلاق مواقف تصعيدية، من جهة ثانية. وصعدت إيران عبر افتتاح خطوط جديدة من أجهزة الطرد المركزي من جيل متقدم في مفاعل "نطنز"، وهو ما يلوح بسير البلد نحو تطوير قنبلة النووية. والحال أن إيران تسرّعت في توقعاتها بشأن الموقف الذي سيتخذه الرئيس الأميركي جو بايدن حال دخوله إلى البيت الأبيض. كانت طهران تتخيل أن الرجل سيندفع أمام كاميرات العالم للتوقيع على مرسوم عودة بلاده إلى "اتفاق فيينا" التزاما بوعوده الانتخابية، على منوال ما فعل سلفه دونالد ترامب أمام كاميرات العالم بالتوقيع على مرسوم الانسحاب من هذا الاتفاق التزاما أيضا بوعوده الانتخابية. والظاهر أن التعويل على رجل أميركا الجديد لم يأت من فراغ، ذلك أن تواصلا، عبر قنوات خلفية، كان قد تم بين إيران وجهات مقربة من المرشح الديمقراطي كانت تعد بما تأمله طهران، بدليل مواقف المرشح نفسه الواعدة في هذا الشأن. بيد أن حسابات الحقل في طهران لا تتطابق مع حسابات البيدر في واشنطن.

ولئن يختلف النمط السلوكي لترامب عن خليفته بايدن، إلا أن حوافز الرجلين تنطلق من مصادر واحدة.

لم يكن دونالد ترامب، رجل العقارات الكبير الوافد من مجتمع الأعمال، سياسيا محترفاً قبل أن يترشح للانتخابات الرئاسية في بلاده عام 2016. ولم يكن طبعا خبيرا في السياسة الخارجية والعلاقات الجيوستراتيجية في العالم. كما أن تظهير موقفه مبكراً في معاداة الاتفاق النووي لم يكن مادة استثنائية ضرورية حاصدة لأصوات الناخبين في أرياف أميركا ومزارعها، أو لدى المهمشين، الذين لطالما تجذبهم لغة فرص العمل ومستويات الدخل والخطاب الأميركي المحافظ. ما نطق به ترامب وما يسعى إليه بايدن يقومان على قرار المؤسسات الأميركية بالتعامل مع "خطأ" التسرع في تلفيق اتفاق عام 2015، الذي اكتشفت واشنطن سريعا أنه "اتفاق رديء". وما يصدر عن طهران هذه الأيام يعكس اندهاشها من موقف الإدارة في البيت الأبيض، من حيث تمسكها بعقوبات ترامب رغم الاستعداد المتدرج لرفع جزئي لبعضها. وإذا ما كانت فكرة البرنامج النووي الإيراني تنهل حوافزها من امتلاك أداة رادعة لحماية نظام الجمهورية الإسلامية، فإن روحاني، الذي يمثل الواجهة "المعتدلة" التي تتعامل مع المجتمع الدولي، يتطوع نيابة عن كل المنظومة السياسية والأمنية والعسكرية الإيرانية، لإبلاغ العالم بأن بلاده تسير صوب سلاح سبق للمرشد علي خامنئي أن أفتى بـ "تحريم إنتاجه وتخزينه واستخدامه في ظل الإسلام". لم تكن مفاوضات فيينا، التي تغزل بها نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ووصفها بالبناءة، سببا وجيهاً للتصعيد النووي الطارئ في إيران. لا شيء مفاجئ في العاصمة النمساوية يختلف عما هو مقرر من تشكيل لجنتين من الخبراء، واحدة لجرد انتهاكات إيران للاتفاق وواحدة لجرد العقوبات الأميركية والسير بمفاوضات لتبادل التنازلات. بيد أن طهران استنتجت من المناسبة أن واشنطن غير مستعجلة للعودة إلى الاتفاق، وفق ما أعلن روبرت مالي المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، الذي استبشرت طهران بتعيينه خيراً. واستنتجت أيضا ضرورة استعادة عدّتها القديمة، في التصعيد والتهويل والتهديد، التي قادت بالنهاية إلى الوصول إلى اتفاقها الشهير مع مجموعة الـ 5+1.

لا تريد إيران إلا "التبشير"، علنا، ودون لبس أو حرج، بخططها للحصول على السلاح "المحرم". لم تقتنع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين بفتوى المرشد، وفرضت على إيران، في "اتفاق فيينا"، قيوداً صارمة، منها عدم تجاوز تخصيب اليورانيوم نسبة 3.67 بالمئة بصفتها النسبة الكافية لكي ينحصر برنامج إيران النووي بالأغراض المدنية. وحين تتجاوز إيران، جهاراً، وبشكل رسمي، وبإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، النسبة التي وصلت إلى 20 بالمئة، ويدشن روحاني مرحلة تصل بها إلى أكثر من 50 بالمئة، فإن إيران تستدرج عجالة تراها داهمة لعودة الجميع إلى الاتفاق كما هو بنسخته الأصلية بصفته "النعمة" المتوفرة. لا تجري المفاوضات في فيينا فقط. كل المعنيين في العالم، وخصوصا في المنطقة، لا سيما إسرائيل يشاركون في تلك المفاوضات. منذ أيام دعا الأمير تركي الفيصل في منتدى في البحرين إلى استعداد المنطقة لليوم التالي لحيازة إيران القنبلة النووية.

في التحذير تهديد بسباق تسلح نووي الزامي ستندفع نحوه بلدان المنطقة. وفي التحذير غضب وريبة من احتمال تعايش محتمل للعواصم الكبرى مع الاحتمال النووي الإيراني.

إسرائيل، من جهتها، تدلي بدلو جديد يشكك بما تعده إدارة بايدن. بنيامين نتنياهو يتخذ موقفا لا يمكن اعتباره إلا معاديا لمقاربات واشنطن. يصدح بأن إسرائيل غير ملزمة بأي اتفاق مع إيران، فيما حرب السفن جارية على نحو نوعي ومتصاعد ضد إيران، وتتكثف الضربات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا.

ولئن ذهبت إدارة باراك أوباما إلى نسج الاتفاق النووي مع إيران تجنبا لحرب قد تشنها إسرائيل وتجنبا لتورط بلاده بحرب داعمة لإسرائيل، فإن عامل الأمن الإسرائيلي ليس تفصيلا داخل المؤسسات الأميركية الأمنية كما داخل الكونغرس ولدى لوبيات الدعم التقليدية، وهو أساس تقليدي في سياسة واشنطن في المنطقة وفي مقاربتها للملف النووي في إيران.

والأمر من الجسارة بحيث تتوجه هذه الأيام وفود أمنية عسكرية إسرائيلية عالية المستوى إلى الولايات المتحدة ويتوجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى إسرائيل. الكونغرس الأميركي يشارك في مفاوضات فيينا. المشرعون من الحزبين،الجمهوري والديمقراطي، يحذرون البيت الأبيض. عدم الحصول على نسخة جيدة ومعدلة من "الاتفاق الرديء" لن يحظى بشرعية الكونغرس ولن برقى بالتالي إلى مستوى المعاهدة الملزمة للإدارات الأميركية المقبلة. ما يعني أن تفاهمات بايدن وطهران المحتملة سيطيح بها أي رئيس أميركي في المستقبل. وفي هذا رسالة أميركية إلى أصحاب القرار في واشنطن كما أصحاب القرار في طهران. تكدست انتهاكات إيران للاتفاق النووي وباتت غاية لا وسيلة. صارت الانتهاكات أوراق مقايضة تبتز طهران بها العالم للعودة إلى الاتفاق النووي بنسخته الرديئة. تعد إيران بالتخلي عن الانتهاكات، شرط العودة إلى اتفاق لا يخضع إلى أي تعديل، ولا تذهب المفاوضات إلى ملف البرنامج الصاروخي وسلوك إيران في المنطقة وملف حقوق الإنسان الذي أضافته إدارة بايدن. سيعمل الدبلوماسيون في فيينا. سيدلي سياسيو واشنطن وطهران بمواقف وتصريحات وفق أمزجة داخلية يومية. وستصدر عن عواصم الاتفاق علامات وإشارات. بيد أن أنشطة أخرى عسكرية أمنية مخابراتية خبيثة تعمل بصمت ونجاعة وجب مراقبتها لإسكات أي أخطار لا تتسق مع إيقاع المصالح الكبرى. فلا عجب أن يطرأ "حادث" في نطنز بعد ساعات على تدشين أجهزتها المركزية الطاردة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في قداس الأحد الجديد

*لا يريدون تشكيل حكومة لغايات خاصّة في نفوسهم وبكلّ واحد منهم. فالتقوا في مصلحة مشتركة هي التعطيل، وتركيع الشعب من دون سبب، بتجويعه وإذلاله وإفقاره وانتزاع الأمل من قلبه.

*ألفوا حكومة واخجلوا من المجتمعين العربي والدولي جدية طرح التدقيق الجنائي هي بشموليته المتوازية لا بانتقائيته المقصودة

*ما نخشاه هو أن يكونَ القَصدُ من تعطيلِ تشكيلِ الحكومةِ هو الحَؤولُ دون أن تأتيَ المساعداتُ لإنقاذِ الشعب من الانهيارِ المالي

وطنية وموقع بكركي/11 نيسان/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97802/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d8%b1%d8%ad-%d8%a8%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d9%88%d9%86/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور الوزيرة السابقة أليس شبطيني، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، المدير العام لوزارة الاشغال طانيوس بولس، مؤسسة فارس فتوحي الاجتماعية، جمعية آل الخوري حنا، مجموعة "بكركي 2020"، الأمين العام السابق للكتلة الوطنية جان حواط، وعدد من الفاعليات والمؤمنين التزموا الإجراءات الوقائية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "طوبى لمن لم يروني وآمنوا" (يو 20: 29)، قال فيها

1. صَعُب على توما، أحد الرسل الأثني عشر، أن يصدّق خبر قيامة الربّ يسوع من الموت لشدّة الصدمة، وقال لرفاقه الرسل:  "ما لم أرَ أثر المسامير في يديه، وأضع يدي في موضعها، وأضع يدي في جنبه، لن أؤمن" (يو 20: 25). ففي الأحد التالي لأحد قيامته ظهر يسوع للرسل وتوما معهم. ودعا توما ليفعل كما قال. أمّا توما إذ رأى بشريّة يسوع المتوهّجة بالقيامة رأى من ورائها ألوهيّة يسوع، وهتف بصرخة الإيمان: "ربّي وإلهي" (يو 20: 28). فقال له يسوع: "لأنّك رأيتني آمنت؟ طوبى لمن لم يروني وآمنوا" (يو 20: 29).

2.. تحتفل الكنيسة، في هذا الأحد التالي لأحد القيامة، بالأحد الجديد، لكونه أصبح "يوم الربّ"، بدلًا من السبت اليهودي، لأنّ فيه ذكرى قيامة الربّ التي تدعونا لنكون قياميّين إلى حياة وحالة وواقع أفضل ."يوم الربّ" هو يوم اللقاء بالله في القداس الإلهي الذي فيه تتحقّق بشكل أسراريّ لا دمويّ ذبيحة الربّ على الجلجلة لفدائنا ومناولة جسده ودمه في العليّة للحياة الإلهيّة فينا.

وتحتفل الكنيسة اليوم أيضًا بعيد الرحمة الإلهيّة الذي أوحاه الربّ يسوع للراهبة فوستينا البولندية، وأكّد لها أن أحشاء رحمته تنفتح في هذا العيد لتشمل بالنعم والبركات جميع المؤمنين والمؤمنات، وتمنحهم إذا تابوا واعترفوا بخطاياهم المغفرة وإزالة جميع القصاصات المتوجّبة لها. في سنة 1995 عمّم القديّس البابا يوحنّا بولس الثاني العيد على أبرشيّات بولندا، وفي سنة ألفين أنشأه للكنيسة الجامعة في مناسبة تقديس الطوباويّة فوستينا في روما. نلتمس رحمة الله علينا، وعلى جميع الناس، لنجعلها ثقافتنا في حياتنا الإجتماعيّة عملًا بدعوة الربّ يسوع: "طوبى للرحماء، فإنّهم يُرحمون" (متى 5: 7).

3. نرحّب بكلّ المشاركين معنا حضورًا في هذه الليتورجيا الإلهيّة، وبخاصّة مؤسّسة فارس فتوحي الإجتماعيّة التي تقوم مشكورة بمادرات متنوّعة تساعد أبناء كسروان، عائلاتٍ وشبابًا، على البقاء في أرضهم وعلى أرض الوطن؛ وبجمعيّة آل الخوري حنّا التي تعمل على مستوى التعاضد والوحدة بين أبناء هذه العائلة في بلاد جبيل. إنّنا نبارك ونشجّع كلّ الذين، في هذه الأزمة الإقتصاديّة والمعيشيّة الخانقة، يمدّون يد المساعدة للعائلات والأفراد في حاجاتهم، نحيي مرشد الجمعية الخوري فادي خوري ورئيسها وهيأتها الادارية وكل الاعضاء وقد عرفناهم وعايشناهم في ابرشية جبيل اثناء خدمتنا الراعوية لها. اننا نشكر الله على مبادرات المجتمع المدنيّ التي تحفظ الرجاء في القلوب وتشجّع على الصمود.كما نحيي مجموغة "بكركي 2020"، التي تعمل مع سواها من المجموعات على اعادة لبنان الى مبدأ الحياد وعلى دعم المجتمع الدولي له.

4."لأنّك رأيتني يا توما آمنت؟ طوبى للذين لم يروني وآمنوا" (يو 20: 29) لم يكن كلام الربّ يسوع عتابًا لتوما، بل مناسبة ليعلن لنا أنّنا لا نعرفه بعد الآن بالحواس الخارجيّة بل بالإيمان. ولذلك أعطى الطوبى للذين يؤمنون من دون أن يروا. وهي تطويبة تُزاد على إنجيل التطويبات بل هي الأخيرة. وتلتقي مع تطويبة إليصابات لمريم بقولها: "طوبى لتلك التي آمنت".

وأراد الربّ يسوع بكلامه القول أنّ الإيمان، مذ الآن، لا يولد من الرؤية بل من سماع الإنجيل وكلام الله. ومن ناحية ثانية، أراد، بدعوة توما إلى لمس جراحه، أن يدعونا لنلمس جراحات إخوتنا وإخواننا الذين فيهم تتواصل آلام المسيح الحسيّة لفداء العالم، ولنبلسمها ببلسم المحبّة والمساعدة والتضامن.

قيامة يسوع من الموت هي أساس الإيمان المسيحي بأنّ كلّ ما عمله الربّ وعلّمه هو حقّ. فكان الإيمان بالإنجيل، كلمة الحياة والخلاص للعالم. وقد حملها الرسل وخلفاؤهم الأساقفة ومعاونوهم الكهنة إلى أقاصي الأرض.

5. إنّ هتاف توما: "ربيّ وإلهي" (يو 20: 28) إعلان لاهوتيّ. فإسم الله في الكتب المقدّسة هو "الربّ الإله" بدءًا من سفر التكوين (2: 4، 7، 15، 22). وأصبح بداية ونهاية صلواتنا الليتورجيّة وعلى الأخصّ عندما نتوب إلى الله ونلتمس مغفرة خطايانا والمصالحة معه، إذ نستعمل صرخة توما في مطلع فعل الندامة: "ربيّ وإلهي أنا نادم من كلّ قلبي".

6. مرّ عيد الفصح ولم يشكّل المسؤولون المعنيّون دستوريًّا الحكومة الجديدة الإنقاذيّة كهديّة للشعب اللبنانيّ في العيد. لكنّهم خيّبوا آمال اللبنانيّين مرّةً ثانية، بعد الوعد الأوّل بتقدمة هذه الحكومة عيديّة لعيد الميلاد. لكنّهم آثروا قهر اللبنانيّين مستعملين سلطتهم، وهي من الشعب، والعمل السياسيّ لهذه الغاية، للهدم لا للبناء. لقد بيّنوا للجميع داخليًّا وخارجيًّا إنّهم لا يريدون تشكيل حكومة لغايات خاصّة في نفوسهم وبكلّ واحد منهم. فالتقوا في مصلحة مشتركة هي التعطيل، وتركيع الشعب من دون سبب، بتجويعه وإذلاله وإفقاره وانتزاع الأمل من قلبه.

7.لكنّ الشعب اللبنانيّ أقوى منهم بولائه للبنان، وبأخلاقيّته ومناقبيّته، هو أقوى منهم بصموده المحرَّر من أي إرتباط خارجيّ. ويقول لهم بلساننا أن أولويّةَ الأولويّات الآن تبقى تشكيلُ حكومةٍ لأنَّ قيامَ حكومةٍ كاملةِ الصلاحيّات هو مفتاحُ الحلِّ لباقي القضايا الأساسيّةِ أكانت إصلاحيّةً أم سياسيّة، أمنيّةً أم اقتصاديّة، اجتماعيّةً أم معيشيّة. من دونِ حكومةٍ، كلُّ كلامٍ يبقى باطِلاً، وتتعمَّقُ الانقساماتُ، وتَتعمّمُ الاتّهاماتُ، وتُضرّبُ هيبةُ المؤسّساتِ الضامنةِ كيانَ لبنان. وحدَها الإيجابيّةُ تُخلِّصُ لبنان، وحدَه النُبلُ يُعيد الاعتبارَ إلى الحياةِ السياسيّة، وحدَه التجرّدُ من المصالحِ يُعيدُ الاحترامَ إلى الذات. وحدَه التفكيرُ بخيرِ الرعيّةِ يُعزّزُ شرعيّةَ الدولة. وحدَه التركيزُ على الإنسانِ لا على الأشخاصِ يُصالحُ المسؤولَ مع ذاتِه وشعبِه. فالصلاحيّاتُ والقدراتُ والقوانينُ أُنيطَت بالسلطةِ لكي تكونَ أفعالًا إيجابيّة تُستعمل في الطريقِ المستقيم وفي الأهداف السامية وفي الخِيارات الصحيحة.

الفعل الإيجابيّ أن ألِّفوا حكومةً للشعب من دونِ لفٍّ ودوران.ألِّفوا حكومةً واخْجَلوا من المجتمعين العربيّ والدوليّ ومن الزوّار العرب والأجانب. ألِّفوا حكومةً وأريحوا ضمائركم. إن جِدَّيةَ طرحِ التدقيقِ الجنائيّ هي بشموليّتِه المتوازيةِ لا بانتقائيّتِه المقصودة. وأصلًا، لا تدقيقَ جنائيًّا قبل تأليفِ حكومة. حريّ بجميعِ المعنيٍّين بموضوعِ الحكومةِ أنْ يَكُفّوا عن هذا التعطيل من خلالِ اختلاقِ أعرافٍ ميثاقيّةٍ واجتهاداتٍ دُستوريّةٍ وصلاحيّاتٍ مجازيّة وشروطٍ عبثيّة، وكلُّ ذلك لتغطيةِ العُقدةِ الأمّ وهي أن البعضَ قدّمَ لبنانَ رهينةً في الصراعِ الإقليميّ/الدوليّ. لا نريدُ العودةَ إلى أزمنةِ لبنان الرهينة والوطنِ البديل، فيما نحن على مسافةٍ يومين من الذكرى السادسة والأربعين لاندلاعِ الحربِ على لبنان في 13 نيسان 1975. كان يومًا مشؤومًا وكانت المقاومة اللبنانيّة.

ولكنَّ ما نخشاه هو أن يكونَ القَصدُ من تعطيلِ تشكيلِ الحكومةِ هو الحَؤولُ دون أن تأتيَ المساعداتُ لإنقاذِ الشعب من الانهيارِ المالي. فالبعضُ يُريد أنْ يزدادَ الوضعُ سوءًا لكي يَفتقِرَ الشعبُ أكثر ويَجوع، فيَيأسَ أو يُهاجرَ أو يَخضَعَ أو يَقبلَ بأيِّ تسوية، وتَتِمُّ السيطرةُ عليه وعلى الدولة. أَوْقِفوا إذلالَ الناس، أَوْقفوا المسَّ بأموالِ المودِعين من خلالِ السحبِ من الاحتياط. أَوْقِفوا الهدرَ تحت ستارِ الدعم.

ثقوا ايها المسؤولون، أنّ شعبنا لن يخضع، وان أجيالُنا لن تَيأسَ. لن يُرهِبَ التهويلُ شبابَ الثورةِ الحضاريّةِ وشبّاتِها. قدرنا أن نناضلَ ونكافحَ لاستعادةِ لبنان من مصادريه وخاطفيه. وها أنَّ الالتفافَ الداخليّ والخارجيّ حول مشروعِ حِيادِ لبنان يتزايد، ويشكل مصدر أملٍ بالمستقبل وبصِحّةِ الخيارات التي نتخدها في سبيل لبنان. وها أنَّ فكرةَ عقدِ مؤتمرٍ دوليٍّ خاصٍّ بلبنان تشق أيضًا طريقها في المحافل الدوليّة تفهُّمًا ودراسةً وعناية.

8. نحن نتكلم بالحقِّ وبالسيادةِ وبمصلحةِ جميعِ اللبنانيّين دون استثناء، نحن نتكلّمُ باسمِ حريّةِ الإنسان. نحن هنا لننقذَ لبنان لا لندخلَ في متاهاتٍ وسجالات. نحن هنا لنوحّدَ اللبنانيَين جميعًا حولَ لبنانَ بالمحبةِ والحوارِ والولاء. نحن هنا لنعيدَ الثقةَ بين كلِّ مكوّناتِ لبنان وبين لبنانَ والعالم.

ونعرف أنّنا بذلك نتمّ إرادة الله الواحد والثالوث: الآب والإبن والروح القدس، آمين.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #الراعي #بكركي

استقبالات

بعد القداس استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية، ثم استقبل مجموعة "بكركي 2020" في زيارة للتهنئة بالفصح المجيد وتأييد ودعم مواقفه الوطنية الثابتة من أجل قيامة لبنان.

وتبنى الوفد اللاءات ال 17 التي ذكرها الراعي في خطابه في 27 شباط الماضي في بكركي وأطلعه على برنامج عمله في المرحلة المقبلة، كما قدم له تمثال السيدة العذراء.

ريشا

وألقى طوني ريشا كلمة باسم المجموعة قال فيها: "بين الحياد والحياة حرف. وإن لحياد لبنان، بطريرك، أعطي له المجد وعرش أنطاكية. وقد أثبت عن جدارة مرة أخرى، وأعطى للتاريخ فرصة أن يعيد نفسه، بأنه عندما بكركي تتكلم، فإنها تتكلم الصح".

أضاف: "إنطلقنا تحت إسم "مجموعة بكركي 2020" ولم تكن صدفة، لأن بكركي البوصلة واصل، ولأن بكركي ليست فقط بصرح، إنما بكركي وطن، منذ نداء الحياد الناشط وتطبيق القرارات الدولية الذي هو مطلب محق لإعادة لبنان عن أتون النار بالشرق الأوسط، كنا في الديمان إلى جانبكم سيدنا. وقفنا كمجموعة إلى جانب أهلنا وأهل الشهداء بعد جريمة تفجير المرفأ، وطالبنا بتحقيق وحقيقة. ويوم ندائك من هذا الصرح الكريم، كنا هنا بين الألوف، نستمع إلى اللاءات السبعة عشر، التي سمحنا لأنفسنا أن نترجمها إلى عدة لغات أجنبية حتى أصبحت اليوم زوادة يومية، يتداول فيها جميع اللبنانيين المغتربين والمنتشرين عبر جميع مواقع التواصل الإجتماعي".

وتابع: "نحن أوصلنا الصوت والوصايا ولن نسكت، كما أوصيتنا. سنبقى على تعال ومثابرين دوما لدعم جميع طروحاتكم ومواقفكم، كما سنكون خلية نحل تعمل ليل نهار للوصول إلى لبنان أفضل كما يحلم به جميع أبناء هذا الوطن العزيز".

وختم ريشا: "أنت الراعي الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه، ولم نسمع يوما من هذا الصرح إلا كلمة الحق، ولأننا نؤمن أنك صخرة بطرس في هذا الشرق، فنحن نريد بناء الغد على الصخرة".

الزند

كما كانت كلمة للكاتبة أمال الزند قالت فيها: "جئناك اليوم لنحملك أمانة. وهي أمانة صوت اللبنانيين، جميع اللبنانيين، ونحن لدينا كامل الثقة أنك ستحافظ عليها. قلت لنا أن لا نسكت، ونحن إعتبرناها وصية ولن نسكت، وها نحن بإمكانياتنا المتواضعة في مجموعة بكركي 2020 نرفع الصوت عاليا بمطالب بكركي كما بلاءاتها، من خلال صفحاتنا على وسائل التواصل، كما بمنتدياتنا التي تعمل على شرح المبادرة وإرساء التعاون بين المجموعات والأفراد الداعمين لها في لبنان والعالم". أضافت: "معلوم أن مجتمعنا تعددي، لذلك نضم الينا كل مقتنع بمبادئنا بغض النظر عن انتمائه الطائفي، السياسي، أو المناطقي. إيران في إيران، ولا نريد سلاحها على أرضنا، لأن السلاح الذي هو أساس المشكلة يحاول الاستفراد بالقرار اللبناني. أوصيتنا بشهدائنا، فنحن وأهلنا وأهل الشهداء، نريد المحكمة الجنائية الدولية كون هذه الجريمة هي جريمة بحق الإنسانية. هذه الجريمة التي بدأت بإدخال تلك المواد المتفجرة والتداول بها وإستعمالها للتفجير، كما تخزينها في وسط العاصمة وبين أهلنا في بيروت. نحن نريد تطبيق جميع القرارات الدولية المتعلقة بلبنان". وأردفت: "نرفض استعمال موقع رئاسة الجمهورية، للتوقيع على المراسيم فقط، بالوقت أن القرار بيد إيران وسلاحها في لبنان، الذي يستعمل تارة للتعطيل وطورا للتهويل. الشعب اللبناني كله، يريد توفير حقوقه الإنسانية وأمنه اقتصاديا وصحيا، كما يرفض التوطين على أرضه، لأنه لا يوجد شعبان أو شعوب على أرض واحدة كما قلتم". وختمت: "لأن تأثير مواقفكم ومواقف هذا الصرح العظيم، ليس فقط داخليا، إنما تأثيره أيضا على المستوى العربي والدولي وله صداه بصنع القرار، لذلك نطالبكم بعقد قمة روحية عاجلة، كما التواصل مع مختلف شرائح المجتمع اللبناني مقيمين ومغتربين بهدف دعم مبادرتكم بوضع عناوين وبرنامج إنقاذي سيادي عادل، وصولا إلى عقد مؤتمر دولي ينقذ لبنان وشعبه".

مؤسسة فتوحي

بعدها استقبل البطريرك الراعي مؤسسة "فارس فتوحي الاجتماعية" برئاسة رئيس المؤسسة ورئيس "الحزب اللبناني الواعد" فارس فتوحي الذي أطلع الراعي على برنامج عمل المؤسسة والمساعدات التي تقدمها لابناء كسروان، وسلم البطريرك ملفا كاملا يتضمن نبذة عن المؤسسة ونشاطاتها، إضافة الى ملف مشروع إعادة النازحين السوريين الى وطنهم الذي أعده الحزب وبدأ تنفيذه حيث تمت إعادة أربعة آلاف نازح من منطقة كسروان الى وطنهم.

كما قدم فتوحي للراعي هدية تذكارية.

جمعية آل الخوري حنا

ثم استقبل الراعي وفدا من جمعية آل الخوري حنا في لبنان والمهجر برئاسة المهندس جان الخوري وحضور مرشد الجمعية الخوري فادي الخوري، حيث ألقى رئيس الجمعية كلمة أكد فيها "دعمه ووقوفه الى جانب سيد الصرح في مواقفه الوطنية لجميع اللبنانيين دون تمييز وتفرقة لانقاذ الوطن من المحنة التي يمر بها في هذه الايام".

وأطلع الخوري البطريرك الراعي على النشاطات الاجتماعية والانمائية التي تقوم بها الجمعية لمساعدة المحتاجين من المواطنين. بدوره نوه الراعي ب"روح التعاضد والتضامن والوحدة بين أبناء الجمعية التي تربطه بهم علاقة وطيدة منذ ان كان راعيا لابرشية جبيل"، معلنا "تشجيعه لمد يد العون والمساعدة لكل مواطن لتخطي المرحلة الصعبة التي يعيشها الوطن في هذه الايام".

ومن الزوار أيضا رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير.

 

المطران عودة: أصبحنا بلداً يُدمن تفويت الفرص

وطنية/11 نيسان/2021

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداسا إلهيا في مطرانية بيروت بحضور عدد من المؤمنين.

وبعد القداس ألقى المطران عودة عظة قال فيها: "خصصت كنيستنا المقدسة الأحد الرابع من الصوم لتذكار القديس يوحنا السلمي كاتب كتاب السلم إلى الله. لا نعرف الكثير عن هذا القديس الناسك، إلا أن غالبية ما نعرفه مقتبس من كتابه.

في السادسة عشرة من عمره تتلمذ يوحنا على أحد آباء دير سيناء، وقد قال عنه أحد شيوخ الدير إنه سيكون أحد أنوار العالم. في سن العشرين تنسك في الصحراء، حيث قضى أربعين سنة مجاهدا جهاد التوبة والصلاة، ومختبرا شتى أنواع التجارب التي تعلم كيف يحاربها ويناجي الرب. أثناء الأربعين سنة، قام برحلة إلى الإسكندرية وزار أحد أديرتها. كان يستقبل الآتين إليه للاسترشاد من رهبان وعلمانيين، ويزور المرضى من المتوحدين، وقد شفى راهبا من تجربة شيطانية مزمنة، وأنقذ تلميذه من الموت. بسبب نشاطه، أصيب بعض الرهبان بالحسد والغيرة، فنعتوه بالثرثار، لذا صمت صمتا تاما مدة سنة كاملة، إلى أن جاء إليه الذين افتروا عليه راجين إياه أن يتكلم مجددا كلاما مخلصا للنفوس. في نهاية الأربعين سنة، انتخب يوحنا رئيسا لدير جبل سيناء، وهناك كتب كتابه "السلم إلى الله". قبل رقاده، إستقال يوحنا من رئاسة الدير وعاد إلى حياة النسك. نعيد له، في الأحد الرابع من الصوم، وفي 30 آذار، ذكرى رقاده".

أضاف: "كلمة السلم مستوحاة من رؤيا يعقوب الواردة في الإصحاح الثامن والعشرين من سفر التكوين. رتب القديس يوحنا في كتابه "السلم إلى الله" ثلاثين درجة، إشارة إلى سني الرب يسوع الثلاثين قبل ظهوره للعالم. ترجم الكتاب، بسبب أهميته الروحية، إلى عدة لغات، وكان أساسا للحياة الرهبانية شرقا وغربا.

من الأمراض الروحية التي يتحدث عنها القديس يوحنا، الكبرياء. يقول: "الرجل المتكبر يطمع بالرئاسة، ولشدة تمسكه بها لا يهلك إلا بسببها". كثيرون يكونون أناسا محترمين، عابدين الله، محبين للآخر، مدافعين عن الحق والحقيقة. لكن، عندما يدخل مرض الكبرياء إلى نفوسهم، يبدأون بالإنحدار نحو نهايتهم الحتمية إذ يسعون وراء الرئاسة والظهور في الصفوف الأمامية، ويعملون على محو الآخر الذي كانوا يحبونه، وينسون الله، لأن سعيهم إلى حب الرئاسة والظهور ينسيهم أن الله هو الضابط الكل والرئيس الوحيد، فيسمحون لأنفسهم بما لا يسمح به الله، كي يصلوا إلى غايتهم ويشبعوا أناهم وكبرياءهم".

وتابع عودة: "يحذر القديس يوحنا كل من وصل إلى رئاسة من أي نوع كانت قائلا: إن كنت قد وهبت عينين قادرتين على رؤية العاصفة من بعيد، فأخطر ركاب السفينة حسبما تقتضيه الحال، وإلا كنت وحدك سبب الغرق ما دام الجميع قد أوكلوا إليك قيادة السفينة، وألقوا عنهم كل هم". إذا، لا يستطيع المسؤول أن يستخدم عبارات مثل: "لا أعرف"، و"لم أكن أعلم"، و"لم يخبرني أحد". المسؤولية تقتضي أن يكون حاملها عينا ساهرة على الكل ومراقبة كل ما يمكنه إغراق السفينة. الرئاسة والمسؤولية ليسا قالب حلوى، بل صليب يحمله المسؤول بوعي ومحبة وتواضع وتضحية.

يحذر القديس يوحنا أيضا قائلا: بقدر ما يرى الرئيس أن ليس أبناؤه فقط، بل الغرباء أيضا، يولونه ثقة كبيرة، بهذا المقدار عليه أن يحترس كل الإحتراس في كل ما يفعل ويقول، عالما أن الجميع ينظرون إليه كإلى مثال يحتذى، ويعتبرون أقواله وأفعاله قياسا يعمل بمقتضاه". المسؤول مثال وقدوة. كل حرف يخرج من فم المسؤول يحاسب عليه، وكل وعد يقدمه يسجل له. العيون مفتحة على كل ذي سلطة ومسؤولية، لذلك إن وعد عليه أن يفي، وإن أساء عليه أن ينتظر المحاسبة. إذا، المسؤولية كما يراها قديسنا، ليست مكانا للافتخار والكبرياء ومعاداة الجميع من أجل الحفاظ على العرش. المسؤولية خدمة، وقد علمنا ربنا يسوع المسيح، أنها غسل أرجل وصلب وموت. يقول القديس يوحنا: لست أعلم كيف تخفى حال معظم المتكبرين عن عيونهم، فيظنون أنهم قد تحرروا من الأهواء، ولا يدركون فقرهم إلا عند الرحيل. الكبرياء تعمي صاحبها، فيمر عمره وهو يظن أنه يفعل الخير، فلا يستمع إلى من يقدم له النصح، بل يعمل بما تمليه عليه أناه، ولا يعرف حقيقة نفسه إلا عندما يغادر هذه الأرض ويقف أمام الديان العادل. لذلك، على المسؤول الحقيقي أن يتسم بالتواضع، ويسمع كل كلمة توجه إليه، من أي كان، ويحاول العمل بالنصائح، عوض تجييش مناصريه، وفي عصرنا جيوشه الإلكترونية، بغية إسكات الآخرين، مدفوعا من كبريائه القاتلة". وأردف: "وصية أخيرة من القديس يوحنا يقول فيها: إن إدانة الآخرين اختلاس وقح لمقام الله، والحكم عليهم هلاك للنفس. في بلدنا، لا نسمع إلا مسؤولين يدينون بعضهم بعضا ويتبادلون الإتهامات. هل أصبحت المسؤولية إدانة للآخر بدلا من العمل معه من أجل الخير العام؟ جميعهم يتذمرون من الوضع ويشكون من الفساد، لكنهم يتهربون من التدقيق الجنائي ومن كل تدقيق ومحاسبة. ترى هل يخشى البريء من المحاكمة؟ لم يتضع واحد منهم ليتحمل مسؤولية أي إساءة بحق المواطنين. ثمانية أشهر مرت ولم يعرف مفجرو بيروت. سنوات من الظلمة، ولم يعلن عن المسؤولين عن غياب خطط لإنماء قطاع الكهرباء. إنهيار مالي وإقتصادي، وما من مسؤول واضح. الشعب موجوع، مريض، جائع، يائس، لذا عليه محاسبة كل مسؤول، وعدم الإنجرار وراء الزعماء بطريقة لا واعية. المسؤول، كما يقول القديس يوحنا السلمي، يمتلك الوداعة التي هي سكون للنفس، وتقبل الإهانات والكرامات بحال واحد على السواء. فغضب المسؤولين لا يسمح به، لأنهم لو كانوا يعملون حقا، لما وجدوا وقتا للتفاهات الناتجة من الغضب، كردود الفعل والردود المضادة، بل لكانوا افتدوا الوقت وجدوا في سبيل إيجاد المخارج الناجعة، والنافعة للجميع، ولكنا أصبحنا مثلا يحتذى في القيادة واستغلال الطاقات بأحسن الطرق، عوض أن نتصدر الأخبار كمثل عن تفشي وباء الفساد والإستزلام والفتك بالشعب وطاقاته". وقال: "لقد كان لبنان واحة الشرق بجمال طبيعته، وجامعة الشرق التي يقصدها طالبو العلم والمعرفة من كل صوب، ومستشفى الشرق الذي يداوي محيطه. كان موئل الأحرار ومثال الإنفتاح والتنوع والحرية والديموقراطية. أين هو الآن؟ إنه بلد مفلس، منهار، مظلم، فاسد، معزول عن العالم، مؤسساته التعليمية والاستشفائية مهددة بالإغلاق، تجاره مفلسون، شعبه يائس، أطباؤه وممرضوه وشاباته وشبابه يهجرونه ويلمعون في آفاق الأرض، لأن فرصا كثيرة تعطى لهم، فيما هم مقموعون في وطنهم. نحن نفقد طاقاتنا التي هي عماد الوطن وركيزة الاقتصاد. أصبحنا بلدا يدمن تفويت الفرص وتضييع الوقت. أصبحنا عاجزين حتى عن تأليف حكومة تتولى زمام الأمور وتقوم بالإصلاحات الضرورية لضخ بعض الأوكسجين في رئتي البلد". وختم عودة: "أملنا أن تثمر الإتصالات الجارية فتبصر الحكومة النور في أسرع وقت ممكن، كي لا يستمر المواطنون في دفع ثمن خلافات السياسيين. وإذا كان الجميع متفقين على حكومة أعضاؤها إختصاصيون مستقلون منسجمون متناغمون، لم الإختلاف إذا على الحصص؟ أليست الكفاءة والإختصاص والخبرة هي التي سيعطى الوزراء الثقة على أساسها؟ أم تريدونهم أتباعا مأمورين؟، لنتعظ من نصائح القديس يوحنا السلمي، ولتكن الأعمال أكثر من الأقوال وردود الفعل، علنا نصل إلى قيامة بلدنا من تحت ركام الفساد، فنفرح ونتهلل معا بعيد الأعياد، وعودة الحياة والإزدهار والفرح إلى ربوعنا، آمين".

 

أحد توما المسيح قام- حقاً قام

الأب سيمون عساف/11 نيسان/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/19342/jesus-said-to-thomas-put-your-finger-here-and-see-my-hands%d9%87%d9%8e%d8%a7%d8%aa%d9%90-%d8%a5%d9%90%d8%b5%d9%92%d8%a8%d9%8e%d8%b9%d9%8e%d9%83%d9%8e-%d8%a5%d9%90%d9%84%d9%89-%d9%87%d9%8f/

ثمانية أيام مضت على خبر القيامة بتوكيدات وشهادات من ملائكة و شهود عيان كثيرين : المجدلية والنسوة وتلميذا عمواس والأحد عشر. وبالرغم من ذلك بقي توما وحده مصمم على عدم قبول القيامة إلا بشروطه الخاصة. وعلى العموم نحن نجد أن هناك تدرج في الإيمان بالقيامة : الدرجة الأولى : يوحنا يؤمن بدون أن يرى ، يكفيه رؤية الأكفان الموضوعة في القبر الفارغ . الدرجة الثانية : مريم المجدلية تؤمن بالقيامة دون أن تتحقق شخصية الرب، ولكن بمجرد تذكر صوته . الدرجة الثالثة : التلاميذ الأحد عشر ، آمنوا عندما رأوا وجسوا لحمه وعظامه وجروحه. الدرجة الرابعة : توما ، بعد أن استوفى لنفسه شرط الإيمان بوضع أصبعه في الجروح . ثم أخيراً: الدرجة فوق الأولى : وهي التي أعطى لها الرب الطوبى، وهي إيمان الذين صدقوا القيامة بالخبر وحسب.

الإنجيل لم يذكر لنا حادثة توما هذه المخجلة لكي يحط من قدر توما ؛ بل لكي يوضح صعوبة الإيمان بالقيامة. فأصبح الإيمان بها يحفه القبول من اليمين بالمديح ، كما يحفه الشك من الشمال بالتوبيخ . أما الطوبي ، أي السعادة ، فهي نصيب الذين يؤمنون ولا يطلبون شهادة العيان ، لأن الحق يضيء قلوبهم. إذا ، فرواية توما لا تخص توما ، بل هي حدثت لتكون ركناً ركيناً في استعلان شخص المخلص، كجزء حي في درجات سلم استعلان قيامة المسيح، كطوق نجاة للذين ستعصف بكم شكوك مثل شكوك توما!

وق . يوحنا يقدم لنا رواية توما على التوازي مع رواية تلميذي عمواس التي قدمها القديس لوقا. و كل من الروايتين حظت بظهور الرب . وكل منهما حظي بالتوبيخ المناسب.

« قد رأينا الرب »

نفس ما قالته المجدلية : « قد رأيت الرب » .

لم تقع هذه البشارة المفرحة عند توما موقع التصديق ، وذلك عن قصد من النعمة ، ليكون أباً ومرشداً لكل الذين صاروا بعقولهم قوامین علی قلوبهم ، ومدوا أيديهم وأصابعهم عوض البصيرة ليتحسسوا بها طريق الحق . لقد صار توما في تاريخ الإيمان إمام الشكاكين . ويا ليت كل من يشك ، ينطق بالنهاية بما نطق به توما.

لقد وقف توما على قمة الشكاكين مصمماً على حتمية أن تكون القيامة بنفس الجسد الذي تمزق على الصليب ، وأن يكون على مستوى لمس اليد ووضع الأصبع في نفس الجرح النافذ و في نفس الجنب المطعون. توما ولكن لأن القيامة التي قامها الرب هي قيامة حقيقية بالجسد الميت فعلاً؛ لذلك لم يمانع الرب أبداً من تحقيق شرط توما وظهر له خصيصا ليكمل له إيمانه هذا. فصار إيمان توما واعترافه المفاجئ : « ربي وإلهي » البرهان الأخير إزاء كل شكوك بأن المسيح قام حقاً، وبأنه قام بجسده الذي تمزق على الصليب هو هو.

فقال لهم : إن لم أبصر في يديه أثر المسامير ، وأضع إصبعي يدي في جنبه لا أومن».

جروح الصليب مميتة ، فكيف تصبح علامة حياة ؟ إنه تعجيز ! ولكنها هي حقا معجزة ! توما يطلب المستحيل بالعيان واللمس ، يطلب اقتران الموت بالحياة و الحياة بالموت ، فكان له ما شاء ! إنها حقاً القيامة!

توما أراد أن يمسك بنار اللاهوت ، فمسك ولم يحترق . توما أراد أن يُمثل بیده طعنة الحربة . إن أهوال الصليب ضيعت من عقل توما كل معقولية الحياة من بعد الموت ، لقد أصابت المسامير فکر توما بأكثر مما أصابت به يد الفادي. الفادي قام ويداه في ملء الحركة والحياة ، وفکر توما تسمر بالموت وبقي بلا حراك. الجنب المفتوح بالحربة صار کهوة في إيمان توما، تفصل الميت عن الحياة ، مع أن الدم والماء النازفين منه ، كفيلان بأن يحييا كل الأموات.

« لا أومن » ..

لقد جازف توما بكل إيمانه ، لقد وضع إيمانه بالمسيح قائماً من الموت في كفة، ورؤية عينيه ولمس يده لآثار المسامير وطعنة الحربة في الكفة المقابلة! لقد ظن توما أن الإيمان بالقيامة رهن نظر العين ولمس اليد.

ولكن المسيح نفسه عندما ظهر للتلاميذ المجتمعين « أراهم يديه وجنبه » ، فتوما وإن كان يطالب بحقه الرسولي ، کتلميذ له ، في الرب المُقام ؛ إلا أن ما كان ينقص توما حقاً والذي وبخه المسيح على فقدانه ، فهو الإيمان : « ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام » ..

« فجاء يسوع والأبواب مغلقة ، ووقف في الوسط».

كان هناك نوع من الترقب لمجيء يسوع . فمن أسبوع كان التلاميذ قد حازوا على عطية الروح القدس الكفيل أن يُشعرهم ” بالأمور الآتية ” وخاصة فيما للرب ومجيئه. جاء يسوع ووقف « في الوسط » ، صحيح أنه جاء خصيصاً لتوما ، ولكن حينما ظهر كان ظهوره للجميع والجميع له . ليس كبير أو صغير بينهم ، فالكل فيه كبير ، والكل فيه كريم ومُکرم.

“وقال سلام لكم “.

ليست هي مجرد تحية ، ولكنها وديعة يستودعها الرب لكنيسته «سلامي أعطيكم» ، فالرب لا يُقرئ السلام ، بل يعطيه ، بل يسكبه ويُبثه فينا بثاً ، ليسري في القلوب والأفكار والأرواح، ليبقى ويدوم ويترسخ داخل النفس ، تلتجئ إليه يوم العاصف فتجده ، وتستغيث به في الضيقة فتتسربل به.

“ثم قال لتوما : هات إصبعك إلى هنا ، وأبصر يدي ، وهات يدك وضعها في جنبي ، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً”.

عجيب أن الرب يعيد نفس الكلمات التي نطق بها توما وهو يتحدث مع زملائه ، فكأن الرب كان واقفاً يستمع إلى شروط توما المغلظة ، لم يعاتبه ولا حتى آخذه ، بل بلطف يفوق كل لطف ، أخضع جسده الذي ترتعب منه الأجناد السماوية لرؤية عين توما وللمس أصابعه . عرَّی جروحه ، وجعل جنبه المفتوح في متناول يده . وهكذا احتفظ الرب بعلامات الموت ليجعلها برهان الحياة ، وجعل آثار الذلة والانسحاق لتكون هي هي أسباب المجد.

 ولكن تُرى ماذا كان وقع كلمات الرب على توما، حينما ردد الرب المُقام على مسامعه كل الكلام والشروط التي قالها للتلاميذ؟! أعتقد أنها فوق أنها أخجلته ، فقد جعلته في غير حاجة لأن يمد يده أو إصبعه. ولكن حين مدها وحينما لمس إطاعة للأمر الذي صدر له، كان قد بلغ الإيمان في قلبه حد الصراخ والشهادة. خبرة العين الروحية ابتلعت خبرة عين الجسد ، ولمسة الروح في القلب طغت على لمسة اليد.

« لا تكن غير مؤمن ، بل مؤمناً »

لم يكن توما غير مؤمن ، وإلا لو كان فعلاً هكذا ؛ أي غير مؤمن ، لما ظهر له الرب على الإطلاق . ولكن لما استبد به الشك ، كونه استُثني من رؤية الرب ، كان يطلب حقه في الرؤية العينية، إمعانا في الوثوق الذي يطلبه . معنی أن توما كان في طريقه إلى الإيمان في حالة حصوله على ما احتاجه إيمانه: « أؤمن ، یا سیدي ، فأعن عدم إيماني ».

الرب تنازل إلى مستوى شروط توما ، ليقطع على كل توما ، وعلى كل من يذهب مذهبه الطريق إلى عدم الإيمان.

« أجاب توما ، وقال : ربي وإلهي »

هذه هي قمة الاستعلانات، بل هي قمة إنجيل يوحنا . والذي يزيد من قيمة هذا الاستعلان الذي استلهمه توما من رؤية الرب المُقام ، أنه جاء بعد أسبوع كامل من عذاب الشك وليل الظنون. فهو ، إن كان قد تأخر عن التلاميذ ثمانية أيام في التعرف على القيامة وتصديقها ؛ إلا أنه سجل للكنيسة أول اعتراف علني بألوهية المسيح، خرج منه بتلقائية تعبر عن الحق الذي رآه كاعتراف إيمان بلغ الذروة ، ليس في كل الأناجيل ما يضاهيه.

إن ظهور الرب بحال قيامته كان كفيلاً بأن يُغير لا فكر توما بل روحه وحياته. إن ظهور الرب قوة ، فالقيامة هي المجال الإلهي الفائق ، الذي إذا دخله الإنسان يفقد رؤيته لنفسه والعالم ، وكأنها أقنعة ، يخلعها ليرى الحقيقة الدائمة ، ولا يعود يرى نفسه إلا في الله : ” ربي وإلهي “.

إنه يرى نفسه فيه ، ويراه هو في نفسه ، وكأنه يردد بلسان عروس النشيد : « أنا لحبيبي وحبيبي لي » . لقد صار له المسيح وصار هو للمسيح ، فاستعلن له المسيح في ذاته رباً وإلهاً. لقد تعرف على الله في المسيح ، وتعرف على المسيح في الله . وأخيراً ، أدرك توما أن المسيح ليس للمس اليد أو نظر العين !! فهو الملء الذي يملا الروح والبصيرة والقلب ، الذي لا تسعفه عين ولا يحيطه فکر.

“قال له يسوع : لأنك رأيتني يا توما ، آمنت . طوبى للذين آمنوا ولم يروا “

لقد أمَّن المسيح على اعتراف وإيمان توما : « ربي وإلهي » ، ووافقة على إعلانه بلاهوته . فلو لم يكن المسيح إلهاً بالحقيقة ما كان قد ارتضى بهذا الإعلان . لقد رأي توما المسيح كما يريد المسيح أن يُرى .

وهنا ظهرت رنة التوبيخ والعتاب في صوت المسيح لتوما ، لأنه ما كان لائقاً بتلميذ عاشر الرب وسمع منه أنباء القيامة العتيدة ، بل ورأى قوتها عياناً عند قبر لعازر ، ثم بعد ذلك لا يؤمن ، ولا يصدق من رأى وآمن .

ولكن شكرا لك ، أيها القديس توما ، لأن بشكك ورثتنا الطوبي ، بل أحسن الطوبي : « .. الذي وإن لم تروه تحبونه . ذلك ، وإن کنتم لا ترونه الآن ، لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به و مجید » .

القديس مار إغناطيوس النّوراني او الأنطاكي (107+)

تمهيد:

تُعدّ ترجمة حياة مار إغناطيوس النوراني، بطريرك أنطاكية الثالث، أقدم تاريخ بيعي بعد أسفار الكتاب المقدس. دوّنها من رافقه إلى رومية حيث نال إكليل الشهادة، كما أن الرسائل السبع التي كتبها وبعث بها إلى بعض الكنائس وإلى زميله بوليكربوس أسقف أزمير تلي الأسفار المقدسة أهمية في الكنيسة المسيحية من النواحي الروحية والعقائدية والشرعية والتاريخية.

أصله:

هو سرياني الأصل على رأي أغلب المؤرخين الثقات ويظن أنه ولد حوالي سنة 35م ويقول المؤرخ تيلمون في معرض كلامه عن رسائله: «إن إنشاء القديس (إغناطيوس) يتبع حركات حرارته أكثر من أصول النحو، ويظهر أن لسانه لم يكن يكفي للتعبير عن جلائل أفكاره. وفي هذا نرى سمواً، ناراً، وقوة، وجمالاً روحياً. لم يكن عاماً أبداً، حتى ارتاب فيها بعض العلماء وقالوا هل هذه الرسائل البديعة هي من يراعة صدر النصرانية؟ كلها ملأى عواطف وهي إحساسات عميقة تقتضي التأمل فيها لكي تعرف وتفهم جيداً. وأنّا نجد في إنشائه من المزايا ما يدعونا للاعتقاد بأنه سرياني المنبت أكثر منه يونانياً. فإن فوسيوس يلاحظ منها سجية السريان في امتداد حبل الصفات ووفور النعوت»

 أسماؤه:

تنصر إغناطيوس في أنطاكية، وتتلمذ على أيدي الرسولين مار بطرس في أنطاكية ومار يوحنا في آسيا الصغرى. وبالإضافة إلى اسمه الأصيل (إغناطيوس) وهو باللغة اللاتينية، وقد ترجم إلى السريانية فصار «نورونو» أي النوراني، اتّخذ له اسماً حقيقياً آخر هو (ثاوفوروس) ومعناه (حامل اللـه)، وإذا حوّرت هذه اللفظة اليونانية يصير معناها (الذي حمله اللـه). من هنا جاء رأي بعضهم أن القديس مار إغناطيوس كان أحد الأطفال الذين احتضنهم الرب يسوع ليعطي رسله الأطهار مثالاً للتواضع المسيحي حيث قال لهم: «الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات» (مت18: 1 ـ 4 ولو9: 46 ـ 49)، أما مار يوحنا الذهبي الفم (407+) فيؤكد أن مار إغناطيوس لم يرَ الرب يسوع في الجسد قط، إنما كان تلميذ الرسولين بطرس ويوحنا.

وسمّى يوحنا الصوّام أسقف القسطنطينية في آخر القرن السادس، مار إغناطيوس (بيت اللّـه ومسكنه) ومن هنا جاءت الخرافة التي دسّت قصته لدى اللاتين الذين زعموا أن قلبه كان بعد وفاته متقطعاً ووجد فيه اسم «يسوع المسيح» مكتوباً بأحرف ذهبية، الأمر الذي يرفض جملةً وتفصيلاً لأنه يخالف الواقع التاريخي الذي يؤكد أنه لم يفضل من جثمانه الطاهر بعد استشهاده إلا أغلظ العظام.

تسقّفه على أنطاكية:

قال أوسابيوس القيصري (340+) في تاريخه الكنسي: «كما اشتهر أيضاً إغناطيوس الذي اختير أسقفاً لأنطاكية خلفاً لبطرس والذي ما تزال شهرته ذائعة بين الكثيرين» وارتأى بعض المؤرخين أنّ ظروف الكنيسة في أنطاكية قضت بأن يسام أفوديوس على المسيحيين الذين من أصل أممي وثني. ذلك أن اليهود المتنصرين كانوا إلى ذلك الزمن يمارسون بعض الفرائض التي تقتضيها شريعة موسى. فرئس أفوديوس وإغناطيوس معاً في أنطاكية حتى انتقال أفوديوس إلى الخدور العلوية، فوحد إغناطيوس الفريقين، وأطلق على الكنيسة صفة (الجامعة). وهو أول من استعمل هذه اللفظة كنعت للكنيسة المسيحية.

ذكر مار يوحنا الذهبي الفم (407+) أن مار إغناطيوس رسم أسقفاً على أنطاكية بأيدي الرسل وخاصة مار بطرس ومار بولس. وأما أوسابيوس القيصري (340+) فيعين تاريخ تسقف مار إغناطيوس إلى أنطاكية سنة 68م أي بعد استشهاد الرسولين مار بطرس ومار بولس، ويجعل مار أفوديوس أول أسقف لأنطاكية بعد الرسول بطرس. وللتوفيق بين الرأيين يرى بعضهم أن أوسابيوس أخطأ بتعيين تاريخ تسقف مار إغناطيوس، أو أن رسامته وأفوديوس أسقفين على أنطاكية تمت في آن واحد، كما ذكرنا، فصحَّ اعتبار مار إغناطيوس خليفة مار بطرس الرسول ومار أفوديوس في آن واحد.

مار أفوديوس بطريرك أنطاكية الثاني:

وهكذا يعتبر مار أفوديوس أول خليفة للرسول بطرس على الكرسي الرسولي الأنطاكي، ويعيّن أوسابيوس (340+) بدء رئاسته سنة 43، وقد سكت المؤرخون القدامى عن تفصيل ترجمة حياته، وينظّمه بعضهم في صف السبعين تلميذاً، ويسمونه رسولاً، ويعيّدون له، ويعتبره آخرون شهيداً، نال إكليل الشهادة في آخر عهد نيرون ويقول آخرون: إنه مات حتف أنفه. وينسب إليه كتاب يدعى (النور) وضع على شكل رسالة وهو مفقود، ولا يُعرف مضمونه.

 مار إغناطيوس الأسقف وحالة الكنيسة على عهده:

في رسالته إلى رومية، يسمي مار إغناطيوس نفسه أسقف سورية. ذلك أن أنطاكية كانت عاصمة سورية القديمة.

كانت مهمة الأسقف صعبة جداً، في الظروف القاسية التي كانت كنيسة أنطاكية تجتازها عصرئذ. وكان مار إغناطيوس يترجم بالعمل ما كتبه بعدئذ إلى زميله الأسقف بوليكربوس في موضوع رسالة الأسقف قائلاً، ومعناه: «اعرف سمو مركزك واحرص على سير الأمور الزمنية والروحية، بصورة صحيحة (في الكنيسة). اهتم بوحدة (الرأي) فالوحدة من أعظم النعم. ساعد الجميع كما يساعدك الرب وتحملهم بمحبة. واظب على الصلاة واسأل اللّـه ليهبك باستمرار حكمة. كن يقظاً ولا تدع عقلك يغفو وينام أبداً. كن دائماً وفي كل الأمور حكيماً كالحية ووديعاً كالحمامة (مت10: 16) لا يضطرب قلبك وأنت تجابه أهل البدع والأضاليل… اثبت كالسندان تحت المطرقة… لا تهمل الأرامل بل اعتن بهنّ لأنك سندهن، بعد اللـه، إن المصارع البارع ينتصر في النهاية برغم ما تصيبه من ضربات قاسية، فكم بالحري يجب علينا أن نتحمل كل شيء في سبيل اللّـه كي يتحملنا بدوره، ضاعف الغيرة، ميّز، الأزمنة، ولا تسمح أن يجري شيء (في الكنيسة) بدون إذن منك. ولا تقدم على شيء بدون الرب الإله، لا تزدر بالعبيد، اهرب من الأعمال القبيحة، وأشهر حربك عليها» هذا ما كان يمارسه مار إغناطيوس في خدمته للكنيسة كأسقف. محارباً الخرافات والأضاليل اليهودية والوثنية، التي حاول بعضهم دسّها في صلب العقائد المسيحية، كما ناهض البدع والهرطقات العديدة التي ولدت الشكوك بضلالتها، وحاولت عرقلة مسيرة نشر البشارة الإنجيلية.

كانت السلطة الرومانية تتحيّن الفرص للإيقاع بأتباع السيد المسيح وقد استشهد عدد هائل منهم في اضطهادات أثارها ضدهم القياصرة الرومان، ذلك أن التنكّر لدين الدولة، كان لدى الرومان واليونان، يعادل التآمر مع أعدائها، وبالتالي فهو التورط في الخيانة العظمى للوطن. وكان المسيحيون يعرفون جيداً أن عبادتهم الرب يسوع كانت تتنافى كل التنافي مع مطالب الحكومة الرومانية من كل مواطن بأن يعبد الإمبراطور الروماني وكانت الدولة الرومانية على أثر اتساع رقعة استعماراتها قد اعترفت بآلهة الشعوب الداخلية في حكمها، واعتبرت الدين اليهودي ديناً شرعياً لليهود الذين لهم حريتهم باعتقادهم باله واحد. واعتبرت المسيحية فرقة من فرق اليهود. ولكن اليهود أبَوا أن يشاركهم المسيحيون الامتيازات التي يتمتعون بها، فأعلنوا للدولة أن المسيحيين ليسوا يهوداً، فزادت شكوك الدولة بنيات المسيحيين وكراهيتها لهم وأخذت تدوّن أسماءهم، مفتشة عن زعمائهم لاسيما لما جبى الإمبراطور دمطيانوس (81 ـ 96) ضريبة الهيكل من اليهود، وأكره المسيحيين أيضاً على دفع هذه الضريبة وإرسالها إلى صندوق رومة. فأقلقت هذه الترتيبات بال القديس مار إغناطيوس وقضّت مضجعه لأن عدد المسيحيين كان آخذاً بالازدياد في سورية، وكان عددهم في أنطاكية وحدها قد بلغ نحو مئتي ألف نسمة وكانت المقاومة للمسيحية قد أخذت أشكالاً عامة من عداوة شعبية وحملات فكرية واضطهاد جسماني وكان مار إغناطيوس يكثر من الصلاة والصوم طالباً إلى اللّـه تعالى أن يخفف الشدة عن المؤمنين، وأن يهبهم نعمة الصبر ليتحملوا صنوف العذاب في سبيل الإيمان، وكي يكونوا مستعدين لتقبل إكليل الشهادة حباً بالمسيح يسوع ربنا، وكان مار إغناطيوس ذاته، إبان اضطهاد دومطيانوس، توّاقاً إلى نيل إكليل الشهادة ليحظى بالحياة الأبدية مع الرب يسوع.

ولما هلك دومطيانوس هدأت عاصفة الاضطهاد على عهد نرفا (96 ـ 98) الذي ارتقى عرش الإمبراطورية وهو طاعن في السن، وأبطل اضطهاد المسيحيين، فتنفست الكنيسة الصعداء فترة قصيرة من الزمن، ولكن لما ملك الامبراطور تراجانوس (98 ـ 117) وكان يبغض أتباع الرب يسوع بغضاً شديداً، كابد المسيحيون في أيامه ما كابدوه في أيام نيرون (54 ـ 68) ودومطيانوس (81 ـ 96) فقد وافق تراجانوس على تنفيذ قانون نيرون الذي يعتبر التمسك بالدين المسيحي خروجاً على القانون، وتميّز الاضطهاد الذي أثاره على المسيحية في تشديد الخناق على قادتها الروحيين. فاستشهد العديد منهم في أماكن شتى. فصلب سمعان أسقف أورشليم وقتل كرزونوس أسقف الإسكندرية وألقى إغناطيوس أسقف أنطاكية إلى الأسود، كما سنرى. وربط عنق أكليمنضس أسقف روما بمرساة وطرح في البحر. ويرى الذهبي الفم (407+) أن إبليس وهو يهاجم الأساقفة في شدة تراجانوس، كان يحاول تثبيط عزيمتهم باقتيادهم إلى أبعد المواضع ليعانوا عذاباً أقسى وهم يجدون أنفسهم يجاهدون منفردين بعيدين عن أبنائهم الروحين، وصفر من التشجيع والتعزية ولكن خاب ظن إبليس وأتباعه فقد أظهر الآباء الروحيون وكذلك سائر المؤمنين، بطولات روحية عميقة، كانت خير وازع لتشديد الضعفاء وجذب الغرباء إلى حظيرة المسيح فصّح القول «إن دم الشهداء بذار الإيمان».

ومما يذكر بهذا الصدد أن بلينوس سكندس حاكم بيثينية وهو من أشهر الولاة في زمانه، أزعجته كثرة عدد الشهداء، ذلك أنه حكم على بعض المسيحيين بالموت وحرم البعض من حقوقهم المدنية، فثارت عليه الجماهير، فارتبك، وكتب إلى الامبراطور تراجانوس يستشيره، وأخبره في رسالته بوضوح عن العدد الوفير من المسيحيين الذين تقدموا إلى نيل إكليل الشهادة بفرح معترفين بإيمانهم، يطلب إليه ليعرّفه عما يجب اتخاذه في هذه الحالة، وما قاله في رسالته: «إنني لم أجد في المسيحيين ما يستوجب القتل، ولم أجد فيهم شيئاً مشيناً، أو مخالفاً لشريعة المملكة سوى أنهم يستيقظون باكراً، ويرتلون بعض الترانيم للمسيح ربهم. ومع هذا فهم يحرمون الزنى والقتل وأمثالهما من الجرائم الأخلاقية ويفعلون كل شيء وفق الشرائع» وأضاف قائلاً: «إن عدد المسيحيين كثير في كل مدن بيثينية وقراها، وإنه لا يعرف كيف يتصرف معهم». فأجابه تراجانوس: «بألا يجري التفتيش على المسيحيين كما كانت العادة في زمن أسلافه، بل عندما يؤتى إليك بأناس منهم، اسألهم إن كانوا بالحقيقة كذلك، فإن أجابوا بالإيجاب، تهددهم بالقتل، وان أصروا على أنهم خدام المسيح اقتلهم. وان أنكروا إيمانهم وذبحوا للأوثان، أطلقهم». ومن ذلك الوقت لم يَعد الاضطهاد على المسيحيين عنيفاً، ولكنهم لم يكونوا آمنين على أنفسهم ذلك أنّ أعداءهم، من الحكام والشعب، كانوا يتحينون الفرص للإيقاع بهم بتوجيه التهم إليهم بمخالفة الشريعة فيحكم عليهم بالموت، بعد أن يساموا صنوف العذاب، وبهذه الصورة حصلت اضطهادات محلية في مقاطعات عديدة واستشهد عدد هائل من المؤمنين حباً بالمسيح يسوع.

الحكم على مار إغناطيوس بالموت:

وُشي بالأسقف إغناطيوس إلى حاكم أنطاكية بأنه زعيم المسيحيين وقد جذب عدداً كبيراً من اليهود والوثنيين إلى حظيرة المسيح، فاستقدمه الحاكم، واستجوبه، فاعترف القديس إغناطيوس بالإيمان بشجاعة فائقة، فحكم عليه بأن يساق إلى رومية ويُطرح هناك للوحوش الضارية لتفترسه.

وهناك رواية تقول: إن الحكم على مار إغناطيوس بالموت صدر مباشرة من الامبراطور تراجانوس وهي السنة 106 وقد تعجرف جداً لما حازه من الغلبة في العام الماضي على الداقييين والسكيثيين(هم شعب بدوي متنقل ينحدر من أصول إيرانية وهم من مملكة سيثيا) وغيرهم من الأمم، أثار الاضطهاد الشديد على المسيحيين لجذبهم لعبادة الأبالسة، وأخذ يهدد الأساقفة خاصة بالموت الزؤام ما لم يقدموا الذبائح للأوثان. وبرح رومية في تشرين الأول من عام 106، واجتاز أرمينية الصغرى، وبلغ سلوقية في كانون الأول، ودخل أنطاكية يوم الخميس سابع يوم من كانون الثاني من السنة 107، ووشي إليه بأسقفها البار مار إغناطيوس، فاستدعاه، فأسرع القديس بالمثول أمامه لعله يفدي بنفسه رعيته ويجنبها الشدة. وسأله الإمبراطور قائلا: من أنت أيها الروح الشرير حتى تعصي أوامرنا وتحث الناس أيضاً على عصيانها؟.

فأجاب القديس مار إغناطيوس قائلاً: لا يسمي أحداً ثاوفوروس روحاً شريرة لأن الأرواح الشريرة تهرب من أمام خدام اللـه.

قال الإمبراطور: ما معنى ثاوفورس؟

أجاب القديس: الحامل اللّـه في قلبه.

قال الامبراطور: من يكون هذا الذي يحمل اللّـه في قلبه؟

أجاب القديس: إن كل من يؤمن باللّـه الآب وبابنه الوحيد يسوع المسيح، وبروحه القدوس، الإله الواحد، ويعمل الصلاح لأجل اللّـه وحباً به تعالى، فهو يحمل اللّـه في قلبه.

قال الإمبراطور: إذن أنت تحمل اللـه!؟

أجاب القديس: نعم أنا احمل اللّـه في قلبي، لأن ربنا يسوع المسيح وعدنا بقوله: «الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي… واليه نأتي وعنده نصنع منزلاً (يو14: 21 و23).

قال الإمبراطور: نحن أيضاً نحمل آلهتنا معنا في الحروب لتحارب عنا فنظفر بأعدائنا.

قال القديس: لا يمكن للأصنام عديمة الحس أن تكون آلهة.

قال الإمبراطور: دع عنك هذا الكلام واذبح للأصنام التي هي آلهتنا، فتظفر مني بالعطايا الفاخرة، وأجعل منك عظيم أحبار ديانتنا.

قال القديس: زادك اللّـه من غناه أيها الامبراطور الموقر، أنا خادم سيدي يسوع المسيح، وعبده، وكاهنه، وله وحده أقدم ذبائح الشكر، بل أنا على أتمّ الاستعداد لأقدم ذاتي ضحية على مذبح محبته.

ولما سمع الإمبراطور تراجانوس أجوبة القديس مار إغناطيوس استشاط غضباً وأصدر حكمه عليه بالموت، وأمر أن يكبل بالقيود الثقيلة ويساق إلى رومية حيث يطرح للوحوش الضارية في احتفالات الأعياد الوطنية، ليبتهج الشعب بمشاهدة الوحوش الشرسة وهي تفترسه بنهم، لعله يصير عبرة للآخرين فيقدمون الذبائح للأوثان.

فلما سمع القديس قرار الامبراطور، انبسطت أساريره وهش وبش، وقبّل الأغلال التي قيد بها، وهو يقول، أحمدك اللهم لأنك شهادة محبتي الكاملة لك، شرفتني أن أصفد بالأغلال الحديدية الثقيلة، مثل الرسول بولس صفيّك. وكل ما أتمناه الآن أن تسمح بأن تمزقني الوحوش سريعاً لأصل إليك… ثم صلى بدموع سخية لأجل كنيسة أنطاكية التي ساسها أربعين سنة، فلما شعر المؤمنون بذلك أسرعوا أفواجاً باكين، ومتبركين منه، مودعين إياه.

يشك بعض المؤرخين بصحة رواية محاكمة مار إغناطيوس أمام الامبراطور تراجانوس في أنطاكية. ذلك أن أوسابيوس القيصري (340+) ويوحنا فم الذهب (407+) يذكران أن القديس إغناطيوس حوكم أمام حاكم أنطاكية وليس الامبراطور. وبما أن الرواية تقول أن الامبراطور تراجانوس ذهب إلى أنطاكية لمناسبة الحرب الفرثية، وتعين تاريخ هذه الحرب في السنة 107 ويظهر لنا التناقض بمجرى حوادثها أنّ تلك الحروب وقعت بين السنتين 115 ـ 117 لا قبل ذلك فيكون شكوك بعض المؤرخين بصحتها هي في مكانها، لأننا حتى لو أخرنا تاريخ استشهاد مار إغناطيوس إلى السنة 110 كما يفعل بعضهم، فإننا لا نستطيع أن نوفّق بين حادثة الاستشهاد وزيارة تراجانوس لأنطاكية، فالرواية مليئة بالتناقضات مما يدل على أنها موضوعة.

في الطريق إلى رومية:

كانت مسيرة مار إغناطيوس من أنطاكية إلى رومية مسيرة مجد وسؤدد للمسيحية المضطهدة المتعبة، في مستهل القرن الثاني للميلاد، كما يعد استشهاده من أهم حوادث التاريخ في ذلك الزمن.

غادر الأسقف إغناطيوس أنطاكية سالكاً طريق البر، على رأي بعضهم، وعبر آسيا الصغرى، مجتازاً أماكن شتى التقى فيها المؤمنين حتى وصل إلى ازمير، وكان يخفره عشرة جنود قساة، أوكلوا مهمة توصيله إلى رومية، بلغوا من القسوة والشراسة درجة كبيرة حتى أنّ القديس يسميهم فهوداً، فإنهم قد أساؤوا معاملته بقدر ما أحسن إليهم.

يقول أوسابيوس القيصري (340+): «وفي أثناء رحلته وسط آسيا وكان تحت حراسة عسكرية شديدة، كان يشدد الكنائس في المدن المختلفة حيثما حطّ رحاله، وذلك بعظات ونصائح شفوية. وكان فوق كل شيء يحثّهم ليحترسوا أشد الاحتراس من الهرطقات التي كانت قد بدأت تنتشر وقتئذ وينصحهم للتمسك بتقاليد الرسل. وكان علاوة على هذا يراه من الضروري أن يدعم تلك التقاليد بأدلة يكتبها، وأن يعطيها شكلاً ثابتاً ضماناً لسلامتها».

ولما وصل إلى أزمير هرعت لاستقباله، والتبرك به، أساقفة مغنيزيا، وأفسس، وفيلادلفيا في وفود كنائسهم التي ضمت كهنة وشمامسة ومؤمنين ومؤمنات.

وارتأى بعضهم أن الجند أخذوا مار إغناطيوس في طريق البحر، فبعدما غادروا أنطاكية إلى سلوقية التي على مصب العاصي جاؤوا إلى مرفأ قيليقية أو بمفيلية، وأركبوه سفينة مخرت بهم عباب اليم بمحاذاة السواحل الآسيوية، حتى وصلوا إلى أزمير. وهناك هرع المؤمنون من كل حدب وصوب للتبرك منه ورافقه الكثيرون منهم إلى رومة، كما تقدمه مسيحيون من أنطاكية وغيرها في طريق أقصر وتوجهوا إلى رومة لينتظروه هناك.

وكان برفقته الشماس أغاثوده من سورية والشماس فيلون من قيليقية، وإذ كان مار إغناطيوس مكبلاً بالقيود ولا يقوى على الكتابة استكتب الشماس فيلون كما كان هذا أيضاً يسعف القديس في الوعظ.

يقول مار غريغوريوس يوحنا ابن العبري مفريان المشرق (1286+) في كتابه تاريخ البطاركة ما يأتي: «أُسِر مار إغناطيوس في أنطاكية، وأرسل إلى رومية وفي طريقه ثبت في الإيمان المؤمنين الذين التقوه وكان يقول: «إني حنطة اللّـه النقية، ولابد أن أطحن بأنياب الوحوش الضارية، لأصير خبزاً لذيذاً يقدم على المائدة السماوية»

ويذكر أيضاً عن القديس مار إغناطيوس انه كان يقول للمؤمنين الذين التقوه في أزمير «إني أرى بينكم شهداء كثيرين فتشددوا يا أحبائي في الإيمان والمحبة» وحثهم على التمسك بتعاليم الرب يسوع وما تسلموه من الرسل الأطهار، وتقديم واجب الطاعة للأسقف ولذوي الرتب الكهنوتية كافة، وان يفتكروا بالحياة الأبدية، ويتجنبوا أهل البدع الخبيثة التي حاول بعض الهراطقة دسها في صلب العقيدة المسيحية السمحة.

بوليكربوس أسقف أزمير (155+)

وفي ازمير التقى مار إغناطيوس أسقفها مار بوليكربوس الذي كان خدينه في التتلمذ على يد القديس يوحنا الإنجيلي، وهنأه بوليكربوس لاستحقاقه نيل إكليل الشهادة الذي تمناه هو لنفسه أيضاً، وقد استجاب الرب طلبة بوليكربوس واستشهد هو الآخر سنة 155م على عهد القيصر انطونينس بيوس(138 ـ 161) ذلك أن والي أزمير أمره أن يجحد السيد المسيح، أثناء الشدة التي أثيرت في المدينة ضد أتباع الرب، فأجابه القديس بوليكربوس: إن لي ستاً وثمانين سنة وأنا أخدم المسيح سيدي فلم أرَ منه إلا خيراً فكيف أنكره؟ فغضب الوالي وقال له: «إن لم تطع فستحرق حياً، فأجاب القديس أما نارك فتحرقني لحظة ثم أحيا إلى الأبد مع سيدي والهي في السماء. فأمر الوالي بحرقه، فدنا من النار وهو يصلي ويرنم مبتسماً مبتهجاً ولكن لم يكن للنار سلطان عليه فلم تؤثر فيه بأعجوبة. فأخبر اليهود الوالي فأمر فطعن بخنجر ففاض من دمه ما أطفأ النار ثم استلّ أحدهم سيفاً وضرب عنقه فنال إكليل الشهادة الذي كان يتوق إليه وذلك سنة 155 وقيل 156 وقد كتب هذا القديس عدة رسائل.

وهو الذي جمع رسائل القديس إغناطيوس، وأرسلها إلى أهل فيلبي مصحوبة برسالة منه إليهم كما سنرى.

رسائل مار إغناطيوس:

وخلال وجود مار إغناطيوس في أزمير كتب أربع رسائل نفيسة جداً وجهها إلى كنائس أفسس، ومغنيزية، وترلّس، ورومية.

وأُركب البحر من أزمير وأقلعت السفينة به وبصحبه، وجيء به إلى طروادة، فبعث من هناك بثلاث رسائل إلى فيلدلفيا وأزمير وأسقفها مار بوليكربوس. وواصلوا السفر، ورغب في أن ينزل في بوتبولي اقتداء بالرسول بولس، ولكن الرياح كانت معاكسة فاضطروا على مواصلة السفر حتى انتهوا إلى ميناء رومية.

وصوله إلى رومة واستشهاده:

في رومة استقبلته وفود الكنائس التي سبقته إلى عاصمة الإمبراطورية لتتبرك منه، وتودّعه الوداع الأخير، وفي مقدمتهم وفد أنطاكية، فودعوه بدموع سخية وقلوب مكلومة، ونفوس حزينة وصلوات حارة، وقاده الجند بسرعة فائقة إلى الكولوسيوم وهو الملعب الكبير والشهير في رومة، حيث كانت الجماهير الغفيرة قد اكتظت منتظرة مشاهدة أسقف أنطاكية يطرح للوحوش قبل انتهاء أعياد انتصار الرومان على الداسيين، تلك الأعياد التي دامت مئة وثلاثة وعشرين يوماً، سقط فيها عشرة آلاف مصارع تسلية للشعب الروماني، واستشهد فيها رفيقا مار إغناطيوس القديسان زوسيموس وروفس اللذان طرحا للوحوش الضارية في اليوم السابع عشر من شهر تشرين الثاني، وقيل بل في اليوم الثامن عشر من كانون الأول من السنة 107م وبعد يومين أي في العشرين من كانون الأول عُرّي القديس مار إغناطيوس من ثيابه وطرح إلى الوحوش، فجثا على ركبتيه راكعاً يصلي وهو منشرح الصدر منبسط الأسارير فرحاً، فهجمت عليه الوحوش الضارية ومزقته والتهمته ولم تبقِ من جسده الطاهر سوى العظام الخشنة. وكان المؤمنون وهم يشاهدون هذا المنظر الأليم ينتحبون ويتشفعون بالقديس.

رفاته:

ثم جمعوا بإكرام وتبجيل عظامه المقدسة ولفوها بكتان نفيس وأرسلوها إلى أنطاكية برفقة فيلون وأغاثودة الشماسين اللذين رافقاه إلى رومة. ودفنت ذخائره المقدسة في أنطاكية في ضريح لائق خارج باب دفنه، ثم نقلها الامبراطور ثاودورسيوس الصغير (379 ـ 395+) في سنيه الأخيرة إلى كنيسة بنيت في أنطاكية دعيت على اسم الشهيد القديس مار إغناطيوس وفي القرن السابع نقلت رفاته الطاهرة إلى رومية ووضعت في كنيسة الشهيد البابا اكليمنضس.

ظهوره لتلاميذه بعد استشهاده:

ذكر كتبة سيرته أن تلاميذه بعد أن رأوا بأم أعينهم مشهد استشهاده المحزن، عادوا إلى الدار التي كانوا قد حلّوا فيها، وقضوا الليل ساهرين بدموع وصلوات ساجدين راكعين خاشعين طالبين من اللّـه تعالى العزاء وأن يمنحهم علامة وعربوناً أكيداً على ما يعقب موتاً كهذا من المجد. وفي ذعرهم وولههم استولى على بعضهم نعاس فرأوا القديس إغناطيوس داخلاً المكان وكأنه مسرع وهو يعانقهم. ورآه آخرون مصلياً لأجلهم ومباركاً إياهم. كما ظهر طيفه للبعض وهو يتصبّب عرقاً كرجل يخرج من جهاد عنيف شاق، وماثل أمام الرب بثقة عظيمة ومجد فائق الوصف. فتعزوا جداً بهذه الرؤى وانقلب حزنهم فرحاً لما ناله القديس الشهيد من الغبطة في السماء.

مؤلفاته:

عدا رسائله السبع المذكورة آنفاً، نسبت إليه في القرن الرابع، أربع رسائل أخرى موضوعة، وجّه اثنتين منها إلى يوحنا الرسول وواحدة إلى السيدة العذراء مريم والرابعة من السيدة العذراء إليه. وهذه الرسائل مزورة، ولم يذكرها أحد من القدماء.

كما عدّه بعضهم بين الذين ألّفوا نقضاً للهراطقة. ذلك أنه دحض آراءهم الفاسدة في رسائله السبع، دون أن يذكر أسماءهم، وكان همه أن يحثّ المؤمنين ليتجنبوهم وأن يصلّوا لأجلهم لعلهم يعودون إلى اللّـه بالتوبة.

وقد أدخل مار إغناطيوس في كنيسة أنطاكية عادة ترتيل المزامير بين جوقتين أسوة بالملائكة النورانيين الذين ظهروا له برؤيا وانتقلت هذه العادة بعدئذ إلى سائر الكنائس المسيحية.

رسائله:

كتب مار إغناطيوس النوراني، وهو في طريقه من أنطاكية إلى رومة، سبع رسائل نفيسة، بعث بها إلى أهل الإيمان في أفسس، ومغنيزيا، وفيلادلفيا، وأزمير، وإلى زميله بوليكربوس أسقف أزمير. وقد احتلت هذه الرسائل الجليلة مكانتها اللائقة في الكنيسة المسيحية، حتى أنها تلت أسفار كتاب العهد الجديد المقدسة بالأهمية. ذلك أنها تتضمّن أهم مبادئ المسيحية السامية، وعقائدها السمحة التي تسلمتها الكنيسة من رسل الرب الأطهار، أولئك الذين أخذوها عن الفادي الإلهي مباشرة، وحافظوا عليها وصانوها سليمة نقية إذ صانهم الروح القدس، في هذا الشأن، من الخطل والزلل.

فقد كتب الرسول يوحنا إنجيله المقدس في أواخر القرن الأول للميلاد، بعد انتشار بعض الهرطقات الخبيثة التي أثارت حرباً فكرية طاحنة ضد العقائد المسيحية محاولة تشكيك المؤمنين بحقيقة لاهوت السيد المسيح وناسوته، وموته وقيامته، فيتصدى لهم تلميذ المسيح الحبيب، الرسول يوحنا، ويعلن في فاتحة إنجيله المقدس، أزلية ابن اللّـه الوحيد، وسر تجسده الإلهي، بقوله: «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند اللـه، وكان الكلمة اللـه» (يو 1: 1) إلى أن يعلن الناسوت الكامل الذي أخذه منا الكلمة الأزلي قائلاً: «والكلمة صار جسداً وحلّ فينا ورأينا مجده كما لوحيد من الأب مملوءاً نعمة وحقاً» (يو 1: 14). ويؤكد هذا في رسالته الأولى قائلا «الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركةٌ معنا(1يو 1: 1 ـ 3).

وينسج مار إغناطيوس النوراني على منوال معلمه الرسول يوحنا فيدحض، في رسائله السبع، آراء الهراطقة وبدعهم الوخيمة، دون أن يذكر أسماءهم المشينة.

مضمون الرسائل بصورة عامة:

إلى جانب مناهضة الهراطقة، يقدم مار إغناطيوس في رسائله السبع النصح والإرشاد للمؤمنين الذين وجه إليهم هذه الرسائل ليبتعدوا عن النزاعات وأسباب الشقاق، ويأمرهم بالتمسك بالمحبة ووحدة الصفوف والالتفاف حول الأسقف والخضوع له لأنه يمثل اللّـه تعالى في الكنيسة. كما يوصي بتكريم الكهنة والتعاون مع الشمامسة ويوضح درجات الكهنوت الثلاث مما يدل على أن توزيع هذه الدرجات في الكنيسة رسولي المنشأ.

ويحث مار إغناطيوس المؤمنين على المواظبة على الصلاة وخاصة صلاة الجماعة برئاسة الأسقف. والاشتراك بسر الشكر (الأوخارستيا) ويؤكد على وجوب تناول القربان المقدس أي جسد المسيح ودمه الأقدسين لأن تناولهما ضروري للخلاص ولنمو المؤمنين في الحياة الروحية.

رسائله باللغة السريانية:

نقلت رسائل مار إغناطيوس السبع من اليونانية، اللغة التي كتبت بها، إلى السريانية في غضون القرنين الثاني والثالث للميلاد. ويوجد من هذا النقل ثلاث مخطوطات في خزانة لندن كتبت في القرون (6 ـ 9) ومخطوطة لرسالته إلى بوليكربوس في خزانة باريس من القرن التاسع ووجد في باسبرينة في طورعبدين بتركيا الرسائل إلى مغنيزيا، وترلّس، وفيلادلفيا وأسيا (أزمير).

ونقل كورتن من السريانية إلى الانكليزية ثلاث رسائل وهي: إلى بوليكربوس، وأفسس، ورومية، معتمداً بذلك مخطوطات سريانية كتبت الأولى قبل عام 550م والثانية في القرن السابع أو الثامن، والثالثة كتبت سنة 931، ونشر كورتن الترجمة الانكليزية المذكورة عام 1845 بذلك فسح المجال لعلماء الاستشراق ليتناولوا بالدرس هذه الرسائل، آخذين بعين الاعتبار الترجمة السريانية، وكانت نتيجة دراساتهم أن النص السرياني مترجم عن النص اليوناني الأصيل الذي اعتبر النص المختصر، تمييزاً له من النص المطول الذي أضيف إليه زيادات لا تمت إلى الأصل بصلة.

واقتبست الكنيسة السريانية من رسائل مار إغناطيوس السبع، عبارات توجيهية، ووصايا أبوية، أنزلتها منزلة القوانين البيعية المجمعية التي لها سلطة الإلزام على المؤمنين، وقد اعتمدنا بذلك مخطوطة حديثة نسخت عام 1928م عن مخطوطتين نفيستين موجودتين في خزانة دير الزعفران في ماردين ـ تركيا، مكتوبتين على رق يعود تاريخ إحداهما إلى القرنين الثامن والتاسع والثانية إلى القرن العاشر. وقد حققت المخطوطة التي بين يدينا على المخطوطتين المذكورتين وعلى مخطوطة قديمة للقس دانيال، وفي كل هذه المخطوطات نواقص إذ سقط منها أوراق لقدمها.

واليك أيها القارئ الكريم نخبة طيبة من أقوال القديس مار إغناطيوس النوراني هي باقة عباقة من حديقة رسائله السبع، تمتع بقراءتها، وتأمل سموّها، وأحمد اللّـه تعالى لوصولها إلينا، سليمة، صحيحة، نقيّة، لتشهد لنا على صحة تعاليم الرسل، والآباء الرسوليين التي هي تعاليم الإنجيل المقدس ذاتها.

من رسالته إلى أهل الإيمان في أفسس:

مجّدوا يسوع المسيح كما مجدكم، واخضعوا للأسقف والكهنة لكي تتقدسوا بوحدة الطاعة.

إني مصفّد بالأغلال، لأجل اسم المسيح، ولكنني لم أبلغ الكمال بيسوع المسيح بل مازلت مبتدئاً في مدرسته، وها أنا اكتب إليكم كصديق إلى أصدقائه، حاثاً إياكم لتسلكوا بموجب روح اللـه. عالمين هذا أن يسوع المسيح هو مبدأ حياتنا وهو فكر الآب، كما أن الأساقفة في كل العالم هم في فكر يسوع المسيح.

لا ينبغي أن يكون لكم وأسقفكم (أونيسيموس) إلا فكر واحد بعينه، كما أنتم فاعلون، فان ارتباط قسسكم المكرمين بالأسقف يشبه ارتباط الأوتار بالقيثارة، فباتفاق عواطفكم ومحبتكم وتجانسها ترفع أصوات التسبيح والتمجيد ليسوع المسيح ربنا.

فان كنت أنا في مدة وجيزة، تأكدت بيني وبين أسقفكم (أونيسيموس) عقدة إخلاص داخلي هذا شأنه ليس فيه شيء عالمي (دنيوي) لكنه روحي كله، فكيف لا تُغبطون أنتم المتحدون معه في قلوبكم كاتحاد البيعة بيسوع المسيح، ويسوع بأبيه. فلنحذر مقاومة الأسقف إذا أردنا أن نظل خاضعين للـه.

لا يضل أحد، فان مَن يبتعد عن المذبح يحرم نفسه من خبز اللّـه (أف5) وإذا كانت صلاة شخصين متحدين لها مفعول كبير، فأي شيء لا تقدر عليه صلاة الأسقف متحدة بصلاة الكنيسة كلها؟. من لا يحضر الاجتماع فهو متكبر وقد دان نفسه، لقد كُتب «إن اللّـه يقاوم المتكبرين» (1بط5: 5 ويع4: 6).

أنا ضحية الصليب وان الصليب لنا خلاص وحياة أبدية. وإن إلهنا يسوع حملته مريم في أحشائها حسب التدبير الإلهي، فولد من نسل داود (يو7: 42 ورو1: 3) بقوة الروح القدس.

إن إبليس جهل أسراراً ثلاثة عجيبة تمت في صمت، هي: بتولية العذراء، وإيلادها، وموت الرب (يسوع) فسقطت مملكة (إبليس) القديمة. لأن اللّـه ظهر في الجسد، ليكمل النظام الجديد (رو6: 4) (ويمنح) الحياة الأبدية (للمؤمنين).

اذكروني كما يذكركم المسيح. صلوا لأجل كنيسة سوريا التي اختطفت منها حاملاً أغلالي إلى رومة، أنا آخر المؤمنين في أنطاكية ولكن اللّـه اختارني لأمجده.

سلام باللّـه الآب ويسوع المسيح رجائنا العام.

هذا بعض ما نقتبس من رسالته إلى أهل الإيمان في أفسس ونُقل إلى السريانية وأُدخل مجموعة القوانين الكنسيّة في كنيستنا السريانية المقدسة:

فلنجتهد، ألا نوجد مقاومين الأسقف، لكي نوجد خاضعين للـه تعالى. لأنه بقدر ما يرى أحدهم الأسقف صامتاً، عليه أن يهابه أكثر، ذلك أن من يرسله رب البيت لإدارة شؤون بيته، يجب قبوله كقبولنا مرسله ذاته، فعلينا أن نكرّم الأسقف تكريمنا الرب يسوع نفسه.

اجتهدوا أن تعقدوا اجتماعاتكم بدون انقطاع، لتقديم آيات الشكر والتمجيد للـه تعالى دائماً. لأنه بقدر ما كنتم ثابتين معاً تدحرون قوة إبليس، وباتحادكم في الإيمان تتلاشى سلطته. لاشيء أفضل من السلام، فهو الذي يُبطل سائر حروب السماويين والبشر.

خير للإنسان أن يكون صامتاً وهو شيء (مهم) من ألا يكون شيئاً (مهماً) ويتكلم.

جيد جداً أن يعمل الإنسان، إن كان يعمل بما يعلم…

لا يؤذن بالعماد، ولا بإجراء النياحات (الصلاة عن الموتى) بدون الأسقف. فكل عمل يفحصه الأسقف هو مرضيٌّ لدى اللـه. فاتبعوا هذا لكي يكون كل ما تعملونه ثابتاً وأكيداً.

لتستيقظ إذن، قبل فوات الأوان، تائبين إلى اللـه، جميل أن نعرف (سلطة) اللّـه والأسقف، فان من يكرم الأسقف يُكرَّم من اللـه.

ومن يقوم بعمل ما (فيما يخص الكنيسة) بدون معرفة الأسقف يعبد الشيطان.

من رسالته إلى أهل الإيمان في مغنيزيا:

لا ينبغي أن يتخذ من حداثة أسقفكم (دامسوس) سبباً للإفراط في الدالة عليه، بل وقروه لأنه يحمل هذه الأسقفية التي هي نفس سلطة اللّـه الآب. واني أعلم أن كهنتكم الأنقياء لم يستخفوا في حداثته الظاهرة، ولكنهم يخضعون لأبي ربنا يسوع المسيح أسقف الجميع. فكونوا إذن مسيحيين لا بالاسم وحسب بل بالفعل.

أن الرب (يسوع) لم يأتِ عملاً لا بذاته ولا برسله بدون الآب (راجع يو5: 19 و8: 28) وهو الأب واحد. وهكذا ينبغي لكم ألا تقدموا على عمل ما بدون الأسقف والكهنة،…فليس صالحاً إلا ما تصنعونه مشتركين. ولا يمدح أبداً ما عملتموه منفردين.

إن الذين كانوا يعيشون بموجب نظام العهد العتيق، واعتنقوا الرجاء الجديد، فلا يحفظون بعد السبت لكن يوم الأحد اليوم الذي فيه ظهر نجم حياتنا بوساطة موت الرب (يسوع المسيح). هذا السر الذي جحده كثيرون وهو ينبوع إيماننا، وصبرنا على تحمل ما يؤهلنا أن نصير تلاميذ حقيقيين ليسوع المسيح معلمنا الأوحد.

ما أبشع هذا التناقض، إننا نتلفظ باسم يسوع المسيح ونعيش كيهود. فان المسيحية لم تؤمن باليهودية لكن اليهودية آمنت بالمسيحية التي إليها جاءت كل الشعوب المؤمنة باللّـه من كل لغة.

اذكروا أيضاً كنيسة سوريا. فأنا عضو منها حقير، وأنني بحاجة إلى اتحاد صلواتكم ومحبتكم، حتى بواسطة كنيستكم يمطر اللّـه ندى نعمة على كنيسة سوريا.

https://www.facebook.com/maronite.patriarchate.bkerki/videos/197437748599586

 

دريان لمعرقلي تشكيل الحكومة: كفاكم خرقًا للدستور!

 الوكالة الوطنية للإعلام/11 نيسان/2021

وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين، لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، جاء فيها: “سيهل علينا هلال شهر رمضان المبارك – إن شاء الله -، ونحن مأمورون بصومه، وبالعيش فيه ومعه باعتباره شهرا للعبادة والتوبة، والسلوك الخير، والعمل الصالح. لقد حدد الله لفرض الصوم، وفي شهر رمضان بالذات ، سببين: الأول: أنه عبادة مفروضة علينا كما كتبت على الذين من قبلنا في سائر الديانات، والسبب الثاني: أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، فالسبب الأول: تعليل تعبدي، ذو فضائل نفسية وخلقية واجتماعية. أما السبب الثاني: فهو شكر وحمد لله على النعمة التي أسبغها علينا بإنزال القرآن، وبعثة خاتم النبيين محمد ، . وقد قال: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، وهذه الأمور: إكمال الدين، وإتمام النعمة، والرضا، هي مقتضى الرحمة الإلهية، التي وسعت كل شيء. قال تعالى: ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون، وقال: كتب ربكم على نفسه الرحمة، فنحن إن شاء الله في شهر رمضان وفي كل شهر وعام، برحمة ونعمة وعناية من الله، الذي له الخلق والأمر. ثم إن شآبيب الرحمة والنعمة، والعناية المتنزلة على البشرية، المراد منها أن تتحول إلى أخلاق للأفراد وفضائل، يتعامل بها الناس فيما بينهم بالمعروف . ويبدو ذلك كله درسا تربويا عظيما في رمضان، بالصوم والصدقة ورعاية الأهل والولد، والإقبال على فعل الخير للناس، ومع الناس، وبقدر الوسع والطاقة، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها. لكن الآية الكريمة تضيف: لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، وهذا هو التوازن الرائع، فيا أيها الإنسان المؤمن، بينك وبين الله عهد ووعد، وإن العهد كان مسؤولا، فما استطعت فافعل، انطلاقا من هذه المسؤولية، وهذه الأمانة التي تحملتها. واعلم أنه من مقتضيات المسؤولية أنه من يعمل مثقال ذرة خير يره، ومن يعمل مثقال ذرة شر يره، وذلك لأن النفس الإنسانية العاقلة والعاملة، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت”.

وتابع: “في قوله تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه. هذا هو الأمر الإلهي بفرض الصوم على المسلمين، وتعيينا في شهر رمضان . وهو في هذه الآية، يعلل فرضية الصوم في هذا الشهر، بأنه شهر مبارك، لأن القرآن نزل فيه. وفي سورة القدر آية تذكر النزول في ليلة من ليالي الشهر المبارك، سميت لذلك ليلة القدر، قال تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر. بيد أن القرآن الكريم ، يذكر في آية أخرى أن شعيرة الصوم فريضة أيضا عند من سبقنا من الأمم ، قبل البعثة المحمدية: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. فهو فريضة عامة في كل الأديان ، وإنما جرى إيقاعها على المسلمين في شهر رمضان على وجه الخصوص، لوجود ليلة القدر فيه ، وربما سميت ليلة القدر ، لنزول القرآن فيها، أو بدء نزوله. لقد تحدث علماء الإسلام كثيرا عن فضائل الصوم، أخذا من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وسيرة السلف الصالح . ذكروا الصبر على الجوع والعطش، وذكروا الالتزام الأخلاقي الصارم في القول والعمل ، والسيرة في الأهل والأقارب، ومع كل الناس . وذكروا كرامة الصائمين الحقيقيين عند الله تعالى، فقد جاء في الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به. هي الصلة التعبدية الحميمة بالرحمن، التي ينالها الصائم في الشهر الفضيل”.

أضاف: “رمضان هذا العام، ليس ككل الأعوام، بل ربما لم يشهد المواطنون ضيقا شديدا في معايشهم وتحركاتهم مثلما يشهدون هذه الأيام، سواء في رمضان وغير رمضان. إنه زمن الانهيار الشامل في كل المجالات، يحل علينا شهر رمضان هذا العام، والبلاد والعباد في أزمات متراكبة، يختلط فيها الاقتصادي بالمالي والمعيشي والصحي، والوبائي والسياسي والاجتماعي. ويلقي ذلك كله على عواتقنا نحن أهل الدين والإيمان، مسؤوليات خاصة، على اختلاف القدرات والأحوال. إنه اختبار كبير وشاق وصعب، للإيمان والثبات والصبر والأخلاق، والعلاقات الإنسانية، والثقة برحمة الله عز وجل ووعده، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. ولذلك ليس لنا بعد الله عز وجل إلا أنفسنا ومساعينا وتعاوننا وتضامننا. لقد هب أهل بيروت – مسيحيين ومسلمين – هبة واحدة عندما نزلت بالمدينة كارثة انفجار المرفأ، ودمار ثلث المدينة. لكنهم بالأمس واليوم وغدا ، مدعوون إلى ما هو أعظم وأشد إلحاحا. فقد صار مخجلا الحديث عن القادرين وغير القادرين، ما عاد أحد تقريبا قادرا. ما عاد لنا إلا أن نتقاسم القليل، ونتشارك في القليل الذي يمتلكه كل منا. إن بلادنا عجيبة بحمد الله، في صبر أهلها، وفي انتظامهم الأخلاقي والمدني . لقد تحملوا مئات الآلاف من اللاجئين والمهجرين . وتحملوا أهوال الوباء ، وتحملوا غياب الدولة قبل انفجار المرفأ وبعده، وهم يتحملون كل يوم أخبار الفضائح بين المسؤولين غير المسؤولين، ويفكرون عشرات المرات، أو يفكر معظمهم عشرات المرات قبل أن يقدموا على شراء قوت اليوم لشيوخهم وأطفالهم. ما شهدت بلادنا بالفعل ضيقا كهذا الضيق . إنني شديد الاعتزاز بهؤلاء المواطنين، الذين يستمدون من الضعف قوة، ويقبلون على إنشاء الجمعيات، للعناية بالمعوزين، والعناية بالشيوخ والأطفال، وتأمين الغذاء والدواء للمتعففات والمتعففين، الذين ما عادت لهم حيلة ولا وسيلة . لقد اعتدنا نحن المسلمين على أداء زكواتنا في رمضان لمن نعرفهم من الفقراء والمساكين وأبناء السبيل . بيد أن المدن العريقة لا يعيش فيها الأفراد فقط ، بل تعيش الجماعات ، التي قامت في أوساطها المؤسسات المتخصصة والكبرى وذات الصدقية ، التي تعنى بعشرات الألوف في المدن والأرياف . وإلى تلك المؤسسات يلجأ كل ذوي الحاجة . لكن كيف ستوصلون أيها الإخوة زكواتكم إليهم ، وأموالكم أو ما تبقى منها محتجزة في البنوك ؟! ولذلك ، تتجه أفكارنا وهمومنا اليوم إلى ملاذات الخير والتضامن والخدمات الإنسانية ، التي صارت قصيرة اليد ، بسبب تلك الأمراض المتراكمة ، والتي نالت من قدرات المؤسسات على النجدة والإغاثة والاحتضان”.

وقال: “في رمضان وفي غير رمضان، تعود اللبنانيون منذ تردي نظامهم السياسي الأشوه إلى حدود المؤامرة، تعودوا الاعتماد على أنفسهم. لكن وكما سبق القول، فإن ثلثي اللبنانيين يعيشون في مدن وبلدات، وليسوا في أرياف متنائية”.

وتوجه دريان الى المسؤولون “غير المسؤولين”، قائلا: “هل هو مطلب عسير أن تكون في البلاد حكومة مسؤولة ؟ لقد مضت شهور طويلة، وهناك من لا يزال يتحدث عن الأصول الدستورية، والشراكة الكاملة بين التشكيل والإصدار، والثلث المعطل وأنواع الوزارات؟… وغير ذلك. البلاد في أشد الحاجة في هذه الظروف بالذات، إلى سلطة تنفيذية، وهي تكون مسؤولة أمام مجلس النواب الذي كلف رئيسها، وهناك من يزال أيضا يتحدث أنه لا حاجة للحكومة، لأن الفاسدين معروفون، وهم فلان وعلان، والذين استعصوا حتى الآن على المحاسبة. ما كان أحد ليسأل عن شيء رغم ضلوع بعض من شارك في كل أعمال الحكومات، منذ العام 2008. نعم، ما كان أحد يسأل، الحكومة القائمة، التي تعلن إدارتها التصدي لوقف الانهيار، وإعادة الإعمار، والذهاب للمجتمع الدولي طلبا للمساعدة. فحتى المحاسبة التي يطالبون بها، ويتبرؤون من تبعاتها، لا يمكن أن تجري بهذه الطرائق المتمثلة في محاولة إفساد القضاء أو تعطيله، وفي تقريب هذا وإبعاد ذاك، كأنما المسألة مسألة مزرعة خاصة. نريد حكومة نستطيع التوجه إليها، وليس مزاعم بشأن البراءة والصلاحيات والحقوق الفئوية، في الوقت الذي لم يبق فيه مواطنون ولا حقوق! ليست في البلاد أزمة دستورية، بل البلاد ضحية الاستئثار والانهيار ، والارتهان للمحاور، والتدمير المتعمد للمؤسسات ، والاعتداء على عيش المواطنين واستقرارهم وأمنهم”.

وتابع: “في بداية شهر رمضان، كما في كل مناسبة دينية لدى أهل البلاد وطوائفها، نحاول نحن علماء الدين، أن نبعث آمالا وطموحات، وأن نبشر بالخير والأمل. وهذه هي حقيقة الشعب بالفعل. ولذلك وبعد هذا الكلام الطويل العريض، لا أجد غير القول الذي رددته مرارا في هذه المطالعة: ليس لنا بعد الله سبحانه وتعالى إلا الاعتماد على أنفسنا، قادرين وغير قادرين. رسولنا قال: (تصدقوا ولو بشق تمرة). إنكم أيها الإخوة لا تتصدقون على محتاجين، بل على جائعين بالفعل ما أجمل هذا العيش المشترك، وهذه الوحدة الوطنية، التي بدت في تحركات الشباب، وفي أعمالهم وأعمال المؤسسات من أجل الإنقاذ. أما المتسلطون علينا، فيبلغ من يأسنا منهم أن نحسب أنهم ليسوا منا، لأنهم أو بعضهم لا يقومون بأبسط ما يتوجب عليهم تجاه وطنهم وشعبهم”.

وتوجه الى معرقلي تشكيل الحكومة: “كفاكم تعنتا واستكبارا وتصلبا وتزويرا وخرقا للدستور. البلد في خطر داهم، ويعيش قمة الانقسام والتشرذم والفوضى، والسبب هو في تأخير ولادة الحكومة، وتعطيل المؤسسات الرسمية. أقلعوا عن أنانيتكم، وخدمة مصالحكم الشخصية. لبنان لم يعد يحتمل المزيد من الخراب والانهيار والدمار، وكل يوم تأخير في تأليف الحكومة، هو خسارة للوطن والمواطن. المطلوب تقديم التسهيل لا التعطيل ، ولا وضع العقبات في طريق تشكيل الحكومة ، هناك أياد خبيثة تعمل في الخفاء على عرقلة الجهود العربية الشقيقة المشكورة، وعلى إفشال المبادرة الفرنسية، وتحاول القيام بعملية ابتزاز سياسي لا مثيل له، لكل هؤلاء نقول: لا يا سادة، بالكيديات والعنتريات والحقد الدفين، وبث السموم، لا يبنى لبنان، ولا يستقيم فيه الميزان، إلا بالمحبة والتراحم والتعاون، والمحافظة على صلاحيات كل مؤسسة من مؤسسات الدولة. إياكم والغرور، فلن تنالوا مبتغاكم من تحقيق مآربكم، لأنها تخالف المنطق والأصول”.

وختم موجها نداء “الرجاء والاستغاثة والامل الى الاخوة العرب”: “تعودنا ألا تنسونا في الشدائد، ونحن لنا ملء الثقة بكم، وبمؤازرتكم، ودعمكم، ومساعدتكم، فلا تتخلوا عنا ولا تتركوا الشعب في ضياعه، كي لا يكون فريسة سهلة لمن يريد بلبنان واللبنانيين شرا. اللهم إننا ندعوك مع قدوم شهر رمضان، شهر الرحمة وعمل الخير واستجابة الدعاء، أن تجبر ضعفنا، وترحم أطفالنا من أهوال الفتن والأزمات، وأن تهب أوطاننا السلم والأمن والأمان، وأن تخرجنا من هذه المحن المستعصية، وأن تهب وطننا السكينة والطمأننة ، إنك يا رب العالمين حكيم قدير. وأسأل الله، أن يجعله صوما متقبلا، حافلا بالأعمال الصالحة، وبنعم الله ورضاه.. قال تعالى: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. وكل رمضان وأنتم بخير”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 11-21 نيسان/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

كل صاحب شركة حزب يطالب بانتخابات نيابية أو رئاسية في ظل احتلال حزب الله هو متموضع في قاطعه وعميل له

مطلوب محاكمة كل أصحاب شركات الأحزاب الذين سلموا البلد لحزب الله: المعرابي والصهر وعمه والبيك والشيخ وكل يلي بيشد ع مشدون

الياس بجاني/09 نيسان/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97755/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d9%84-%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a8%d8%a7%d9%86%d8%aa/

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/April 11/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/97791/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-april-11-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 11 نيسان/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/97793/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1025/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

 

الأب سيمون عساف/أحد توما المسيح قام- حقاً قام

 جَاءَ يَسُوع، والأَبْوَابُ مُغْلَقَة، فَوَقَفَ في الوَسَطِ وقَال: أَلسَّلامُ لَكُم ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبَعَكَ إِلى هُنَا وٱنْظُرْ يَدَيَّ وهَاتِ يَدَكَ وضَعْهَا في جَنْبِي ولا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ كُنْ مؤمناً/إنجيل القدّيس يوحنّا20/من26حتى31/

Although the doors were shut, Jesus came and stood among them and said, ‘Peace be with you.’Then he said to Thomas, ‘Put your finger here and see my hands. Reach out your hand and put it in my side. Do not doubt but believe/ John 20/26-31

http://eliasbejjaninews.com/archives/19342/jesus-said-to-thomas-put-your-finger-here-and-see-my-hands%d9%87%d9%8e%d8%a7%d8%aa%d9%90-%d8%a5%d9%90%d8%b5%d9%92%d8%a8%d9%8e%d8%b9%d9%8e%d9%83%d9%8e-%d8%a5%d9%90%d9%84%d9%89-%d9%87%d9%8f/

 

 

 

فيديو قداس الأحد الجديد من صرح بكركي ونص عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي

*لا يريدون تشكيل حكومة لغايات خاصّة في نفوسهم وبكلّ واحد منهم. فالتقوا في مصلحة مشتركة هي التعطيل، وتركيع الشعب من دون سبب، بتجويعه وإذلاله وإفقاره وانتزاع الأمل من قلبه.

*ألفوا حكومة واخجلوا من المجتمعين العربي والدولي جدية طرح التدقيق الجنائي هي بشموليته المتوازية لا بانتقائيته المقصودة

*ما نخشاه هو أن يكونَ القَصدُ من تعطيلِ تشكيلِ الحكومةِ هو الحَؤولُ دون أن تأتيَ المساعداتُ لإنقاذِ الشعب من الانهيارِ المالي

وطنية وموقع بكركي/11 نيسان/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97802/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d8%b1%d8%ad-%d8%a8%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d9%88%d9%86/

 

رزمة تقارير باللغتين العربية والإنكليزية تحكي تفاصيل التفجير الذي تعرض له ألكترونياً موقع نطنز الإيراني النووي اليوم

A Bundle Of E/A reports addressing the Cyber Iranian Nuclear Natanz incident That Took place today

April 11/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97812/%d8%b1%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84/

*جيروزاليم بوست: هجوم إلكتروني وراء “حادث نطنز”/مراسلو إيلاف ووكالات/11 نيسان/2021

*طهران: لا إصابات بشرية ولا تلوث إشعاعي/حادث نووي “غامض” في نظنز الإيرانية/أ. ف. ب./إيلاف من دبي/11 نيسان/2021/

*رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: حادث نطنز إرهاب نووي/روسيا اليوم/11 نيسان/2021/

*خطة إيران لإعادة واشنطن إلى “الاتفاق الرديء”/محمد قواص/سكاي نيوز/11 نيسان/2021

What Iran is saying about the Natanz incident Seth J. Frantzman/Jerusalem Post/April/11 2021

Israel’s decades-long battle against Iran’s centrifuges at Natanz/Jerusalem Post/April/11 2021

Israel’s decades-long battle against Iran’s centrifuges at Natanz/Jerusalem Post/April/11 2021

Mossad behind cyber attack against Iran’s Natanz nuclear facility/Yonah Jeremy Bob/Jerusalem Post/April 11/2021

What is going on in Iran? Cyber experts weigh in/Akiva Spiegelman/Arutz Sheva/April/2021

Defense officials call to probe leak of alleged Israeli op. against Iran/Yonah Jeremy Bob/Jerusalem Post/April 11/2021

What is going on in Iran? Cyber experts weigh in/Akiva Spiegelman/Arutz Sheva/April/2021

 

 

اغتيال الناشط لقمان سليم أمام فرصة «التدويل» فهل «يُفرمل» آلة القتل السياسية في لبنان؟

رلى موفّق/القدس العربي/11 نيسان/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97821/97821/