المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 23 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september23.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

منْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا. ومَنْ سَقَاكُم كَأْسَ مَاءٍ بِٱسْمِي عَلَى أَنَّكُم لِلْمَسِيح، فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/انفجار عين قانا: لحام المرفأ بلش يلحم بالجنوب

الياس بجاني/نوفل ضو يا كايدهم ، ويا معري فسادهم وذميتهم، لك من الأحرار ألف تحية تقدير وإكبار

الياس بجاني/سيد امونيوم من أول كلن يعني كلن

الياس بجاني/رؤساء الحكومة السابقون وجنبلاط وجعجع هم فرق احتياط لحزب الله

الياس بجاني/فاسدون وهم وكلن يعني كلن

الياس بجاني/مطلوب محاكمة جعجع وجنبلاط والحريري لإرتكابهم جريمة الصفقة الخطيئة التي وضعت عون في بعبدا وسلمت حزب الله مجلسي الوزراء النواب. خونة

الياس بجاني/لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة لبناناوية وسيادية مع د. نبيل خليفة يتناول من خلالها بأكاديمية ووطنية مقومات شخصية بشير الجميل وأهمية حياد لبنان وحتمية انتصاره مهما اشتدت الصعاب

بعض عناوين مقابلة د. نبيل خليفة من تلفزيون المر/تفريغ وصياغة وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

مداخلة من قاناة الحدث للكاتب و الباحث  السياسي إلياس الزغبي

نفجار عين قانا .. مستودع أسلحة لـ”حزب الله”!

انفجار عين قانا وقع بمستودع لحزب الله بسبب خطأ فني وسقوط إصابات

مصدر في المكتب الإعلامي لـ”حزب الله” لـ”النهار”: هذا ما استهدفه انفجار عين قانا… ماذا عن سقوط ضحايا؟

بيان الجيش: انفجار بلدة عين قانا

هذه هي قصّة منزل عين قانا .. وبيان “حزب الله” الذي سيصدر

انفجار في مستودع أسلحة لـ«حزب الله» جنوب لبنان

سكاي نيوز عربية/انفجار عين قانا

تغريدة غامضة باسم مستعار: كشف منذ شهر ونصف معلومات عن مخزن «حزب الله» في عين قانا!

طروحات ومواقف البطريرك الراعي، لتشكل خشبة الخلاص للبنان وللثورة في آن معا

"إعلاميون من أجل الحرية" تتضامنُ مع ضو... "إفلاسٌ وتخبط"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 22/09/2020

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 22 ايلول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فرنسا تواصل ضغوطها لتشكيل حكومة جديدة في لبنان

ميقاتي والسنيورة وسلام: مبادرة الحريري شخصية وليس هناك من حقيبة وزارية يمكن ان تكون حقا حصريا لوزراء ممن ينتمون الى طائفة او مذهب معين

لحريري: مرة جديدة أتخذ قرارا بتجرع السم وقررت مساعدة اديب على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية يختاره هو

هكذا "تأرجح" سقف الموقف الرئاسي والخطوة التالية "توقيع التشكيلة"/عون يَحشر "حزب الله": أللّهم نفسي!

الحزب يرفض "تضحية" الحريري: من قال لكَ إننا نريد حكومة؟

أبدت استعدادها للردّ بقوّة على أي "عدوان إيراني"/واشنطن "تُمطر" طهران والمتعاونين معها بالعقوبات

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

واشنطن تُحذّر: إيران قادرة على صنع قنبلة نوويّة قريباً/طهران مجدّداً تحت مقصلة العقوبات الأمميّة والأميركيّة

البحرين تُحبط "مخطّطاً إرهابيّاً" مدعوماً من "الحرس الثوري"/واشنطن تنشر تفاصيل جديدة عن برنامج طهران الصاروخي

اندلاع حريق كبير في مصنع قرب طهران

فرنسا «قلقة» إزاء الوضع الصحي للمحامية الإيرانية نسرين سوتوده

إيران ترجح تورط «عناصر داخلية» في تفجير منشأة «نطنز»

انتشال 10 غرقى واعتراض مهاجرين قبالة سواحل الجزائر

28 قتيلاً في معارك بين النظام السوري و«تنظيم داعش»

تدريبات روسية ـ تركية لضبط التوتر في شمال غربي سوريا

موسكو تتجاهل غارات إدلب وتتحدث عن «استفزاز كيماوي»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كرنتينا الشرق: لبنان المتروك ليتعفّن بالسلاح والأحقاد/محمد بركات /اساس ميديا

سعد الحريري المتخصّص بهزيمتنا/زياد عيتاني/أساس ميديا

انفجار مرفأ بيروت يفوق خيال الروايات/د. منى فياض/ النهار

مصطفى أديب لن يؤلف ولن يعتذر/توفيق الهندي/المركزية

وساطة موسكو مع طهران "رفع عتب" ولبنان ليس أولويتها/ألان سركيس/نداء الوطن

«مارونيَّة سياسيَّة» و«شيعيَّة سياسيَّة»/حازم صاغية/الشرق الأوسط

الحريري يتجرع كأس التنازل الفرنسي بعبارة خمينية/منير الربيع/المدن

عين قانا سلاح الحزب.. و"عين مفتوحة" على الجيش واليونيفيل/منير الربيع/المدن

ميشال عون... هيَّا بنا إلى جهنَّم/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

عون - جهنم - لبنان!/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

عقارب "جهنم" تعود بـ"حزب الله" إلى ما قبل 2006/كلير شكر/نداء الوطن

هل تستضيف فرنسا طاولة حوار لبنانية؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

تنكة البنزين بالقصر السورية بـ 120 ألف ليرة ومحطات بعلبك - الهرمل مقفلة/عيسى يحيى/نداء الوطن

كوفيد- 19 و"هلع" السلطة/شعبٌ في العناية الفائقة و"نَفَس مقطوع"!/نوال نصر/نداء الوطن

العلف المدعوم مفقود ومشروع الوزارة "حبر على ورق"/رمال جوني/نداء الوطن

ِمَ يُصرّ الحريري على تصوير الرئيس المكلف دمية؟/نقولا ناصيف/الأخبار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع في اجتماعين عمل الادارات الرسمية وبحث في مراحل إزالة آثار الانفجار وتعويض المتضررين وناقش سبل مواصلة الدعم

رئيس الجمهورية في الاحتفال بذكرى إنشاء الأمم المتحدة: لادخال اصلاحات على طريقة عملها ومساعدة لبنان على تأمين العودة الآمنة للنازحين السوريين

الراعي عرض مع دل كول الاوضاع في الجنوب ومهام اليونيفيل

لبنان القوي: تصلب المواقف يفشل المبادرة الفرنسية ويدخل البلاد في أزمة مفتوحة

بول سالم لـ”صوت بيروت انترناشونال”: هناك اعتراض اميركي على مشاركة حزب الله في الحكومة

لمجلس الشرعي الاعلى استنكر تحويل الاختلافات إلى صراعات طائفية ومذهبية: لتسهيل مهمة الرئيس المكلف لا بتقاذف التهم والاجتهادات بخلفيات سياسية

حماس: هنية اختتم زيارة تاريخية للبنان استمرت قرابة 3 اسابيع واكد ان المخيمات هي محطات نضالية على طريق العودة ولن تكون بؤر توتير

حماس: هنية اختتم زيارة تاريخية للبنان استمرت قرابة 3 اسابيع واكد ان المخيمات هي محطات نضالية على طريق العودة ولن تكون بؤر توتير

السنيورة : لا يمكن إنقاذ لبنان إلا بالدستور والقانون والإصلاحات الحقيقية والايحاء بأن طائفية المالية أقرت في الطائف غير صحيح

الكتائب: من غير الجائز القفز فوق وجع الناس ولقمة عيشهم لطرح التعطيل سبيلا للتعديل

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

من لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا. ومَنْ سَقَاكُم كَأْسَ مَاءٍ بِٱسْمِي عَلَى أَنَّكُم لِلْمَسِيح، فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ

إنجيل القدّيس مرقس09/من38حتى50/”قالَ يُوحَنَّا ليَسُوع: «يَا مُعَلِّم، رَأَيْنَا رَجُلاً يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ بِٱسْمِكَ، وهُوَ لا يَتْبَعُنا. فمَنَعْنَاه، لأَنَّهُ لايَتْبَعُنا». فقالَ يَسُوع: «لا تَمْنَعُوه، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَصْنَعُ عَمَلاً قَدِيرًا بِٱسْمِي، ويَقْدِرُ بَعْدَها أَنْ يَقُولَ فِيَّ سُوءًا؛ لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا. ومَنْ سَقَاكُم كَأْسَ مَاءٍ بِٱسْمِي عَلَى أَنَّكُم لِلْمَسِيح، فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ. ومَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنين، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُطَوَّقَ عُنُقُهُ بِرَحَى الحِمَار، وَيُلْقَى في البَحْر. وإِنْ كَانَتْ يَدُكَ سبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ فَٱقْطَعْها. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَع، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ وتَذْهَبَ إِلى جَهَنَّم، إِلى النَّارِ الَّتي لا تُطْفَأ…. وإِنْ كَانَتْ رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ فَٱقْطَعْها. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وَأَنْتَ أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ رِجْلانِ وَتُلْقَى في جَهَنَّم…. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ فَٱقْلَعْها. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ وَأَنْتَ أَعْوَر، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّم، حَيْثُ دُودُهُم لا يَمُوت، ونَارُهُم لا تَنْطَفِئ. فكُلُّ وَاحِدٍ سَيُمَلَّحُ بِٱلنَّار. جَيِّدٌ هُوَ المِلْح. ولكِنْ إِذَا فَقَدَ المِلْحُ مُلُوحَتَهُ، فَبِمَاذَا تُعِيدُونَ إِلَيْهِ طَعْمَهُ؟ فَلْيَكُنْ فِيكُم مِلْحٌ وسَالِمُوا بَعْضُكُم بَعْضًا».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

انفجار عين قانا: لحام المرفأ بلش يلحم بالجنوب

الياس بجاني/22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90639/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d9%81%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%81/

لأن “من يحفر حفرة لأخيه يقع فيها”، ها هو اللحام اللاهي الذي فجر مرفأ بيروت ينتقل من بيروت ومعه عدة التلحيم ويبدأ عمله التلحيمي والأمونيومي في الجنوب حيث “الخلد” الذي هو حزب الله الأمونيومي لم يترك مؤسسة أو مدرسة أو مستشفى أو حتى منزل ولم يخزن فيه سلاحه وذخائره.

إن انفجار عين قانا اليوم هو بالتأكيد ناتج عن عملية تلحيم مماثلة لتلك التي فجرت مرفأ بيروت ودمرت المناطق المسيحية المقاومة.

ويبدوا بأن معلم التلحيم هذا مصمم على أن يمارس مهنته “التلحيمية” في كل المناطق اللبنانية على قاعدة 6-6 مكرر ما غيرها.

لا نتمنى لا للجنوب ولا لأي منطقة من مناطق لبنان أن تذوق ما ذاقته مناطق بيروت الشرقية، ولكن ما دام معلم التلحيم هذا حر وطليق ودون محاسبة فإن كوارثة التلحيمية لن توفر أية منطقة في لبنان، وخصوصاً قرى وبلدات ودساكر ومدن الجنوب التي حولها الحزب الأمونيومي وسيد أمنويم إلى جحور وانفاق ومخازن اسلحة.

 

نوفل ضو يا كايدهم ، ويا معري فجورهم وفسادهم وذميتهم، لك من الأحرار ألف تحية تقدير وإكبار

الياس بجاني/22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90627/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d9%8a%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%87%d9%85-%d8%8c-%d9%88%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%8a/

تحية اغترابية من القلب لنوفل ضو ولكل من هم من خامة هذا الإعلامي الشجاع والوطني والسيادي.

في الخلاصة، لا حزب الأمونيوم، ولا القضاء العضومي، ولا الطاقم السياسي والحزبي والرسمي الذمي هم من يمثلون لبنان الرسالة، بل كل من هم من خامة ومفاهيم ووجدانية وشجاعة نوفل ضو.

**

إن دولة مرتهنة للاحتلال الإيراني ولذراعه الإجرامي والأمونيومي والإرهابي المسمى زوراً وكفراً “حزب الله”،

ودولة فاقدة لقرارها والمسؤولين فيها من القمة حتى القاعدة ودون استثناء واحد ذميون ومخصيون سيادياً ولبناناوياً ودستورياً وعدلاً وحرية وكرامة وعنفواناً وضميراً ووجداناً،

ودولة قضائها “عضومي” وانتقائي لا يعرف ألف باء قواعد وأصول القضاء ويعمل كأداة لقمع وإسكات واضطهاد وإرهاب الأحرار والسياديين والاستقلاليين،

هكذا دولة ولأنها دركية ومهترئة وصورية ومرتهنة للدويلة لا يمكنها إلا أن تنزعج وتغضب وتستنفر قضائها العضومي لمعاقبة نوفل ضو ومن هم من خامته الوطنية والسيادية واللبناناوية.

نوفل ضو الصوت الصارخ في برية الدولة الصورية والدويلة المجرمة والأمونيومية انتقد ومن ضمن المعايير القانونية والدستورية المسؤولين الذين خالفوا القوانين المرعية الشأن  والإجراء المتعلقة بإدخال الأدوية الإيرانية إلى لبنان.

وبدلاً من أن يُشكر ضو ويؤخذ بانتقاداته ويُصحح المعنيون الخلل الصحي القانوني الذي تناوله، ها هو القضاء العضومي المسيس يستدعيه للمثول أمام المباحث الجنائية بدعوة قُدّمت ضده من وزير حزب الله حمد حسن، وزير الصحة.

أليس بربكم هذا التصرف هو قمة في الغباء والفجور والعهر والإستكبار الواهم؟

يبقى أن فجور ووقاحة القضاء العضومي في هرطقة استدعاء ضو لإرهابه وقمع حريته وإسكاته سيفشل فشلاً ذريعاً لأن ضو لبناني حر ومؤمن وملتزم قولاً وفعلاً بقول السيد المسيح للكتبة والفريسيين: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”. هؤلاء كانوا طلبوا من المسيح أن يُسكِّت تلاميذه وهم يهتفون: “تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى”.

تحية اغترابية من القلب لنوفل ضو ولكل من هم من خامة هذا الإعلامي الشجاع والوطني والسيادي.

في الخلاصة، لا حزب الأمونيوم، ولا القضاء العضومي، ولا الطاقم السياسي والحزبي والرسمي الذمي هم من يمثلون لبنان الرسالة، بل كل من هم من خامة ومفاهيم ووجدانية وشجاعة نوفل ضو.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

سيد امونيوم من أول كلن يعني كلن

الياس بجاني/21 أيلول/2020

ما دام سيد امونيوم محضر حالو ع الهريبي ب 1.6 مليار دولار ومعاشه الشهري بس 1500 دولار متل ما ادعى يعني هو فاسد ومن أول كلن يعني كلن

 

رؤساء الحكومة السابقون وجنبلاط وجعجع هم فرق احتياط لحزب الله

الياس بجاني/19 أيلول/2020

رؤساء الحكومة السابقون وجنبلاط وجعجع هم فرق احتياط لحزب الله تماماً كما هي داعش. كلن شركاء في الصفقة التي داكشت الكراسي بالسيادة

 

فاسدون وهم وكلن يعني كلن

الياس بجاني/19 أيلول/2020

الطبقة السياسية الفاسدة تعني قطعان الغنم الزلم وعون وصهريه وبري وجنبلاط وجعجع والحريري وفرنجية وامين الجميل ولحود وسليمان ونصرالله ومعهم الجلابيط من الطرواديين من مثل كرامي وارسلان ووهاب وتطول القائمة

 

لولا الصفقة الخطيئة ما كان لبنان وصل إلى هذا الدرك

الياس بجاني/19 أيلول/2020

مطلوب محاكمة جعجع وجنبلاط والحريري لإرتكابهم جريمة الصفقة الخطيئة التي وضعت عون في بعبدا وسلمت حزب الله مجلسي الوزراء النواب. خونة

 

لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا

الياس بجاني/17 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90456/90456/

إن من يتابع تصريحات “صبي” حزب الله نبيه بري الفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان المعاصر، وما تتصف به هذه التصريحات من استكبار ووقاحة وفجور وعهر، يتأكد ودون ادني شك بأن المحتل الإيراني المتمثل بأذرعه اللاهية والمتمذهبة لا يمكن يفهم بغير لغة العصا.. والعصا كما يقول المثل هو لمن عصا.

والفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان نبيه بري، ورغم هالات الحنكة والحكمة والدهاء الكاذبة التي تحيطه بها جماعة الذميين والاستسلاميين والصفقات الخطايا من أمثال جعجع وجنبلاط والحريري، فهو في الحقيقة المعاشة مجرد موظف عند حزب الله “وصبي” بأمرته كما يقال في دول الخليج العربي.

نبيه بري هو بوق وصنج وليس أكثر منذ أن تم تدجينه إيرانياً عقب معارك إقليم التفاح مع حزب الله، ومنذ ذاك اليوم دوره يقتصر على دور الموظف الذي ينفذ ولا يقرر.

أما كذبة وطنية الإستاذ وحرصه على البلد وعلى الطائف والتعايش والميثاقية فهي فعلاً مضحكة وتستحق الشفقة على من يصدقها، واللعنة على من يسوّق لها.

من هنا فإن كل عنتريات بري الفاسد والمفسد والبوق بما يتعلق بوزارة المالية والتوقيع الثالث فهي ليست من عندياته، بل هو في هذا الشأن مجرد صنج يرن، فيما الضارب عليه هو الإيراني مباشرة.

وليس حزب الله أفضل من بري بما يخص تبعية قراره، لأنه هو أيضاً بنفس وضعية بري تماماً مع سيده الإيراني.

وأيضاً فإنه ورغم هالات القداسة والقوة والجبروت والمعرفة التي يحاط به سيد امونيوم، فهو عملياً مجرد موظف عند الحرس الثوري الإيراني وينفذ تماماً كبري ولا يقرر.

يبقى أن الحكام الدكتاتوريين والفجار والأباطرة والمرضى النفسيين والعقليين، وحكام إيران الملالي هم من هذه الفصيلة الشيطانية، فإن هؤلاء وعلى خلفية استكبارهم وغبائهم وهلوساتهم وأوهامهم وانسلاخهم عن كل ما هو واقع وإمكانيات وقدرات، فهم يعيشون في أقفاص أمراضهم.. ولهذا لا مجال للتعاطي معهم بأي منطق بشري، وهم في النهاية ولا يسقطون بغير القوة…. ولنا في مصير هتلر وموسوليني وصدام والقذافي خير أمثلة.

في الخلاصة فإن اللغة الوحيدة التي يفهمها ملالي إيران وأذرعتهم الإرهابية هي القوة وفقط القوة، وبالتالي هم لن يتنازلوا عن أي شيء بالطرق الإقناعية والمنطقية، ولا بد لإركاعهم من استعمال لغة العصا معهم… لأن كل جزر العالم لن يحركهم عن تعنتهم ولو سنتي متراً واحداً.

يبقى أن على ماكرون والإتحاد الأوروبي والأميركي ودول الخليج العربي وغيرهم من الدول والشعوب الذين يعاديهم حزب الله ورعاته الملالي أن يفهموا التاريخ جيدا ويأخذوا العبر منه،ً ويعلموا بأن لا حلول مع هذه الفئات من البشر بغير لغة العصا..لأن العصا هو لكل من عصا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة لبناناوية وسيادية مع د. نبيل خليفة يتناول من خلالها بأكاديمية ووطنية مقومات شخصية بشير الجميل وأهمية حياد لبنان وحتمية انتصاره مهما اشتدت الصعاب

22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90645/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d9%86%d8%a8/

بعض عناوين مقابلة د. نبيل خليفة من تلفزيون المر/تفريغ وصياغة وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

22 أيلول/2020

في الذكرى 38 لإستشهاد الشيخ بشير الجميل لا بد لنا من توضيح مقومات شخصية هذا القائد الماروني واللبناناوي التاريخي وتتلخص بأربعة عناوين هي:

1-الشيخ بشير الجميل هو ظاهرة استثنائية في تاريخ الموارنة واللبنانيين والعرب والمسيحيين. هو قائد مميز ويمتلك كل مقومات القيادة، وهنا يجب التفريق بين القائد والزعيم. الزعيم شخص مصلحي اولوياته سياسية وسلطوية ولا ثوابت عنده أكانت وطنية أو تاريخية. أما القائد فهو يؤمن بقضية معينة ولا تهمه مصاله الشخصية ويعمل من ضمن ثوابت ومفاهيم وقناعات لا يساوم عليها تحت أي ظرف.

02- بشير الجميل هو رجل المارونية واللبناناوية التاريخية والنهائية. وهو من طرح لبنان ال 10452 كلم مربع بما في ذلك مزارع شبعا.

03- بشير الجميل هو رجل الصيغة المسيحة والإسلامية المشتركة والتي سعى لها الموارنة منذ القرن الخامس.

04- بشير الجميل هو رجل الدولة.

*إن التمسك العنيد بديمومة وأزلية وكيان وقدسية لبنان الدولة والهوية والتاريخ والدور والتميز والرسالة هو فعل إيمان وفعل رجاء وفعل صلاة، وبالتالي من الصعب بل من المستحيل على أي جهة أن تلغيه مهما عظمت ومهما امتلكت من أسلحة.

*المؤرخ كمال صليبا قال بأن لبنان الكبير هو انتصار للمشروع الماروني

*الموارنة ومنذ القرن الخامس لم يسعوا يوماً لقيام دولة مارونية، بل لدولة تكون لهم ولغيرهم وتتميز بمبدأ التعايش بين المجتمعات المتنوعة بأديانها ومذاهبها وقومياتها وحضاراتها، ولهذا سموا جبلهم بجبل لبنان وليس بجبل الموارنة كما فعل غيرهم من المجتمعات في تسمية جبالها باسمائها

*كثر لم يتنبهوا إلى أن تخلي السيد نصرالله عن مبدأ ترسيم الحدود مع سوريا تلبية لرغبة سوريا هو تخلي عن كيانية لبنان، ونقض لما ورد في هذا الشأن في ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

*لا حل نهائي وثابت للبنان بغير الحياد الذي نطالب بأن يقره مجلس الأمن تحت البند السابع.

*لبنان اليوم تهيمن عليه وعلى غالبية حكامه ومسؤوليه واحزابه مفهوم دولة المزرعة

*الطائفة الشيعية عندها دستورياً المركز الثاني في الدولة من خلال رئيس مجلس النواب، وما تقوم به الثنائية الشيعية حالياً هو محاولة اخذ التوقيع الثالث في الدول من خلال وزارة المالية، وذلك بالقوة والفرض وبالإستقواء بالسلاح وليس عن طريق الدستور.

* لبنان  بلد حاجز أي واقع بين دولتين (سوريا وإسرائيل) وهو يعيش على خطوط الخطر الدائم، وتحديداً الخطر الوجودي… ولا خلاص له بغير الحياد.

*كل دول الحاجز في العالم لا ضمانة لها غير الحياد وعندما لا تحصل عليه ويكون عندها امكانيات هي تتسلح بأسلحة دمار شامل، وهذا هو واقع إسرئيل، دولة الحاجز (بين سوريا ومصر والأردن) التي تمتلك 200 قنبلة نووية.

https://www.youtube.com/watch?v=S1NswOTEpAk&t=3257s

 

مداخلة من قاناة الحدث للكاتب و الباحث السياسي إلياس الزغبي

https://www.youtube.com/watch?v=XWcZMmlVf6U

 

نفجار عين قانا .. مستودع أسلحة لـ”حزب الله”!

مستقبل وب/22 أيلول/2020

أطل الحدث الأمني جنوباً هذه المرة من منطقة اقليم التفاح ، حيث شهدت بلدة عين قانا انفجاراً في احد البيوت الواقع عند اطراف البلدة لجهة الوادي ، تسبب بدوي قوي سمعت اصداؤه في ارجاء المنطقة وتصاعدت على اثره سحب كثيفة من الدخان . في بداية الأمر لم تعرف طبيعة الانفجار وتضاربت المعلومات حول اسبابه ، فتردد بداية انه ناجم عن انفجار محطة وقود ، وذكرت معلومات اخرى انه ناجم عن انفجار خزان وقود ، قبل ان يتبين انه وقع في مبنى سكني وناجم عن قذائف وذخائر في مستودع اسلحة موجود داخل المكان . فيما لم يتحدد بعد سبب انفجارها !.وبحسب مصادر مطلعة فان المبنى يعود شخص ينتمي الى حزب الله الذي ضرب طوقا حول المكان مانعاً المواطنين من الاقتراب منه . وفيما لم يعلن رسمياً عن وقوع ضحايا او اضرار ، شوهدت سيارات اسعاف تابعة للهيئة الصحية الاسلامية تتوجه الى المكان وتعمل على نقل مصابين .

 

انفجار عين قانا وقع بمستودع لحزب الله بسبب خطأ فني وسقوط إصابات

رويترز/22 أيلول/2020

انفجار عين قانا وقع بمستودع لحزب الله بسبب خطأ فني وسقوط إصابات.أفادت وكالة “رويترز” للأنباء عن أن انفجار عين قانا وقع في مستودع لحزب الله بيبب خطأ فني، حيث تم وقوع عدد من الإصابات.

 

مصدر في المكتب الإعلامي لـ”حزب الله” لـ”النهار”: هذا ما استهدفه انفجار عين قانا… ماذا عن سقوط ضحايا؟

النهار/22 أيلول/2020

نفى مصدر في المكتب الإعلامي التابع لـ”#حزب الله” لـ”النهار”، خبر استهداف القيادي الكبير في الحزب علي سمير الرزّ أو أي قائد جهادي كبير آخر، مؤكداً أنّ “ما انفجر هو مركز لتجميع مخلفات حرب تموز أي الألغام”. وكانت “رويترز” نقلت عن مصدر أمني قوله إنّ “انفجار جنوب لبنان وقع في مستودع أسلحة لحزب الله بسبب خطأ فني”.ووقع انفجار في عين قانا الجنوبية اليوم، تسبب بحال ذعر بين الأهالي، وامتدت سحب الدخان السوداء في السماء، مما أسفر عن سقوط جريح، وفق ما أفادت مخابرات الجيش.

انفجار في أحد المباني في بلدة عين قانا ــــ إقليم التفاح

الثلاثاء, 22 أيلول 2020

 

بيان الجيش: انفجار بلدة عين قانا

صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي:

بتاريخ 22 /9 /2020 حوالى الساعة 15.00 وقع انفجار في أحد المباني في بلدة عين قانا ــــ إقليم التفاح، وعلى الفور حضرت إلى المكان قوة من الجيش وباشرت التحقيقات في أسباب الانفجار.

انفجار يهز عين قانا جنوبي لبنان

 

هذه هي قصّة منزل عين قانا .. وبيان “حزب الله” الذي سيصدر !

صوت بيروت إنترناشونال/22 أيلول/2020

كما سائر الأيام، وعلى غرار ما سبق من الأحداث التي تشهدها الساحة اللبنانية، شهدت بلدة “عين قانا” الجنوبية عصر اليوم إنفجاراً في أحد المنازل وسط تكتّم شديد عن ماهيّة المنزل وما حصل …

أفادت مصادر حزبيّة مطّلعة أنّ المنزل الّذي شهد الإنفجار هو بين المدنيّين ويحوطه منازل آمنة وعدّة مراكز للحزب وبعض المزارع، وأكّدت هذه المصادر أنّ المنزل يعود لحزب الله ويُستخدمه كمركز لتخزين مواد ال TNT و RDX و C4 والمعروفة بإستعمالاتها في التّفجيرات وصناعة العبوات …

تابع المصدر بأنّ المنزل الّذي حدث فيه الإنفجار يتبع لوحدة الهندسة المرمّزة ب “٥٥٠٠” والّذي يرأسها “ميلاد سليمان” الشهير بِـ “علي آغا”، وبأنّ المواد الموجودة في المركز تُستعمل في صناعة العبوات المندرجة ضمن تسميات “سجيل” ذات الحجم الصغير وهي عبوة تلفزيونيّة ضدّ الأفراد والمركبات غير المصفّحة حيث يصل مدى تأثيرها إلى ما يفوق السبعين متراً و “عاصف” الّتي تُشابه عبوة الغاز البيتيّة، وتنضوي ضمن لائحة ما يُعرف بالعبوات الدائرية وهي ضدّ المشاة بتغطية مسافة كبيرة على محور دائري، و “رعد” الموجّهة وتستهدف دوريّاتٍ محدّدة المكان وفي جهة محدّدة بشكل يفوق مسافة تأثيرها المائة متر …  وأردف المصدر بأنّ حزب الله سيصدر بياناً الليلة يبرّر فيه ما حصل بأنّه عبوات غاز إنفجرت نتيجة سوء تعبئة أو شيء من هذا القبيل ليُداري تخزينه مواداً خطرة بين المدنيّين، وليموّه بأنّه من غير الممكن أن يعرّض حياة اللبنانيّين للخطر …

هذه هي قصّة المنزل الّذي راح ضحيّته عددٌ يفوق العشرة أشخاص غير المعروفة أسماؤهم حتّى الآن، فإلى متى سيرزح لبنان تحت نير خطر حزب الله الهادف لتسييد إيران بشعارات مقاومته الصّدئة !!!

 

انفجار في مستودع أسلحة لـ«حزب الله» جنوب لبنان

الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصدر أمني قوله إن انفجاراً وقع في مستودع للأسلحة تابع لـ«حزب الله» في قرية عين قانا، جنوب لبنان اليوم (الثلاثاء)، مشيراً إلى أن سبب الانفجار هو «خطأ فني». وتصاعدت أعمدة دخان من حريق في قرية عين قانا في الجنوب اللبناني في أعقاب انفجار كبير دوت أصداؤه في منطقتي النبطية وإقليم التفاح، وفق الوكالة الوطنية للإعلام. وقال مصدر أمني لرويترز إن الحزب قد فرض طوقا أمنيا في موقع الانفجار. وفي وقت سابق قالت مصادر أمنية إن الانفجار تسبب في سقوط جرحى. وقال أحد سكان قرية عين لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنه مركز للحزب على شكل منزل»، مشيراً إلى أن عناصر من الحزب فرضوا طوقاً أمنياً على المكان الذي هرعت إليه سيارات الإسعاف. وقال «اهتزت القرية بنا تماماً»، مشيراً إلى تضرر مبان في محيطه. وأشار سكان في القرية إلى وقوع إصابات نقلتها سيارات الإسعاف، فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن الأضرار اقتصرت «على تصدع بعض المنازل وتحطم الزجاج». ولم يصدر أي تعليق رسمي من حزب الله حتى الآن. ووقع الانفجار قرابة الساعة الثالثة عصراً (12,00 ت غ) وغطت سحب من الدخان الأسود سماء القرية ومحيطها. وتداول مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو تظهر سحب الدخان. كما نقلت وسائل اعلام محلية صوراً تظهر مساحة متفحمة بالقرب من مبان في خراج القرية. وأفادت الوكالة الرسمية أن الانفجار وقع بالتزامن «مع تحليق مكثف للطيران الحربي والتجسسي المعادي، الذي لم يغادر اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح منذ الصباح». ولم يصدر أي تعليق من إسرائيل. ولم يتمكن اللبنانيون حتى الآن من تخطي تداعيات الانفجار المروع الذي وقع في الرابع من أغسطس (آب) في مرفأ بيروت وأسفر عن مقتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح.

 

سكاي نيوز عربية/انفجار عين قانا

سكاي نيوز عربية/22 أيلول/2020

أفادت مصادر لبنانية بسماع دوي انفجار في منطقة عين قانا قضاء صور جنوبي لبنان، الثلاثاء، حيث ارتفعت سحبا دخانية كثيفة. وقال السكان إن سحب دخانية ارتفعت من مكان وقوع الحادث الذي لا تزال أسبابه غير معروفة حتى الساعة. وأفاد سكان المناطق المجاورة بسماع دوي الانفجار بشكل قوي، في حين ذكرت وسائل إعلام محلية أن سبب الانفجار قد يكون حريقا في محطة للمحروقات. وذكرت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية” أن عناصر من حزب الله يطوقون مكان الانفجار في عين قانا في الجنوب اللبناني. وقال مسؤول في الصليب الأحمر اللبناني، جورج الكتاني، إن المعلومات الأولية عن الانفجار، الذي وقع في منطقة عين قانا في إقليم التفاح قضاء النبطية جنوب لبنان تشير إلى انفجار في خزان للوقود. وأشار الكتاني إلى أنه تم إبلاغ عناصر الصليب الأحمر أن الانفجار وقع بالقرب من خزان للوقود، وأن سيارات الصليب الأحمر اللبناني هرعت إلى منطقة الحادث. وبدا واضحا من الصور المتداولة حجم الانفجار الضخم، حيث سمع دوي الانفجار في ارجاء منطقة الجنوب، وارتفعت سحب الدخان الأسود في سماء المنطقة. وتظهر الصور والفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أضرارا مادية في المباني والسيارات وتصاعد كبير لسحب الدخان.

 

تغريدة غامضة باسم مستعار: كشف منذ شهر ونصف معلومات عن مخزن «حزب الله» في عين قانا!

جنوبية/22 أيلول/2020

بعد وقوع الانفجار المدوي جنوب لبنان في منطقة عين قانا، بعد ظهر اليوم (الثلاثاء)، وفيما لا وجود لأي رواية رسمية حول اسباب الانفجار، تفيد المعلومات ان الانفجار وقع في مخزن تابع الـ “حزب الله”، وقد انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة للصحافي الكس بنجامين يتحدث فيه عن مستودع “حزب الله ” في المنطقة، اذ نشر صورة في السابع من آب قال انها تعود لمخزن تابع للحزب، وكتب “هذه الصورة في بلدة عين قانا جنوب لبنان . في المكان المشار اليه يستعمل عناصر حزب الله عدد من المنازل لما يسمى وحدة الهندسة حيث يتم في هذا المكان تصنيع عبوات (رعد ، سجيل ، عاصف) . في هذا المكان قرب منازل الآمنين يوجد مخزن فيه اطنان من ( C4 , RDX , TNT )”. وتابع ان المخزن يبعد امتار فقط عن المصنع ، يوجد ايضا في مخزن اخر صواعق كهربائية و بعض الذخيرة الحية. يتم تمويه المصنع على انه معمل اجبان و البان. اي انفجار بهذا المصنع سيسبب كارثة انسانية في قرية عين قانا. هكذا هو حزب الله، يتلطى بالمدنيين لتنفيذ خططه الارهابية”. واضاف “يستخدم المصنع منذ العام ٢٠٠٨ ، افتتح بفترة اغتيال المسؤول السابق في “حزب الله” عماد مغنية اثناء ما سمي آنذاك “جهوزية الرضوان”. وبعد انتشار هذه التغريدات، كتب بنجامين اليوم، انه يتعرض للتهديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا “كمية التهديد و الحقد و الرسائل التي وصلتني مش طبيعية… عيني مش انا اللي فجرت ! انا وصلتني معلومة من شخص حريص عسلامة ضيعته ، نشرت المعلومة و انتهيت… حاسبوا #حزب_الله_الارهابي المسؤول المباشر عن ما حصل”.

 

طروحات ومواقف البطريرك الراعي، لتشكل خشبة الخلاص للبنان وللثورة في آن معا

The Unsaid Lebanon/22 أيلول/2020

الفجوتان الرئيسيتان لضعف الثورة تكمن في عدم وجود قيادة موحدة وتوجه سياسي واضح. ومن المحرٌم أن لا يكون الهدف المحوري في هذه المرحلة، هو تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني المتجسد بحزب الله. أما الجزء اليساري من الثورة، الذي لا يريد التطرق لسلاح حزب الله المدمر للبنان، فليذهب الى نار جهنم، المكان الوحيد الصالح له. في السياق ذاته، تأتي طروحات ومواقف البطريرك الراعي، لتشكل خشبة الخلاص للبنان وللثورة في آن معا". إذ يجب تكوين جبهة سياسية تحت مظلة بكركي، تتبنى الحياد الناشط كهدف إستراتيجي وجودي، بأبعاده الثلاث المترابطة والمتكاملة: تحرير الشرعية، الحياد وتطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار ١٥٥٩.

 

"إعلاميون من أجل الحرية" تتضامنُ مع ضو... "إفلاسٌ وتخبط"

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 22 أيلول 2020       

أشارت مبادرة "إعلاميون من أجل الحرية" في بيان الى أن "من جديد تستهدف السلطة الإعلام والحريات في لبنان، فبملاحقة الإعلامي نوفل ضو، واستدعائه من قبل المباحث الجنائية تؤكد هذه السلطة، إفلاسها وتخبطها، وتسلك مساراً يناقض كل الأعراف والقيم والقوانين".

واعتبرت أن "ما قاله الإعلامي ضو حول الاستيراد غير الشرعي للأدوية، من دون إخضاعها للمعايير الدولية، يستوجب فتح تحقيق مع المسؤولين، بلا ملاحقة من يقوم بواجبه من الإعلاميين، وعليه فإننا نعتبر هذه الملاحقة مخالفة للقانون، لأن المرجعية القضائية الذي يفترض تقديم الشكوى أمامها هي محكمة المطبوعات، وتالياً نؤكد أن هذه الملاحقة سببها محاولة التضييق السياسي بنهج انتقامي". ودعت جميع الإعلاميين والناشطين الى "المشاركة في الوقفة التضامنية مع ضو غداً الأربعاء الساعة الحادية عشرة، أمام قصر العدل، لنوصل كما دائماً رسالة واحدة لهذه السلطة مفادها، ستسقطكم معركة الدفاع عن الحريات".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 22/09/2020

وطنية/الثلاثاء 22 أيلول 2020 الساعة 21:40سياسة

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعد ثلاثين ساعة على الاقتراح-المبادرة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نزع الصفة الطوائفية عن الحقائب الوزارية المسماة سيادية من أجل تسهيل تأليف الحكومة وعدم توجه اللبنانيين نحو جهنم، أصدر الرئيس سعد الحريري منذ ثلث الساعة من الآن بيانا" يتوخى تسهيل مسار التأليف الحكومي ساردا" فيه السياق وتعثراته ومطلقا" مبادرة مساعدة لبها الآتي في بيان صدر عنه وتضمن الآتي:

قررت مساعدة الرئيس أديب على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، أنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي، من دون أن يعني هذا القرار في اي حل من الاحوال اعترافا بحصرية وزارة المالية بالطائفة الشيعية أو باي طائفة من الطوائف.

يجب أن يكون واضحا أن هذا القرار هو لمرة واحدة ولا يشكل عرفا يبنى عليه لتشكيل حكومات في المستقبل، بل هو مشروط بتسهيل تشكيل حكومة الرئيس أديب بالمعايير المتفق عليها، وتسهيل عملها الاصلاحي، من اجل كبح انهيار لبنان ثم انقاذه وانقاذ اللبنانيين.

ان بقاء لبنان، ومعيشة اللبنانيين وكرامتهم تبقى أكبر من الصراعات الطائفية والسياسية، وهي تستأهل تحييد فرصة انقاذ لبنان عن الخلافات مهما كبرت.

ماذا حصل فيالساعات العشرين الأخيرة وحتى السابعة من هذا المساء ماقبل بيان الحريري:

فيما لبنان مغمور ومقهور بالأزمات الاقتصادية والنقدية والمعيشية ومأسور بمعضلة تأليف الحكومة التي تكلف الدكتور مصطفى أديب تشكيلها منذ اثنين وعشرين يوما "زمنيا", ومنذ ثلاثة أسابيع على انطلاق المبادرة الفرنسية المستمرة ماكرونيا" ولا دخان ابيض في الأفق وفي اللاأفق حتى الآن ظللت أدخنة سود عددا" من المناطق اللبنانية اليوم وفي شكل متلاحق بدءا" من المناطق الحدودية حيث القنابل المنيرة الاسرائيلية خلفت حرائق هائلة بين علما الشعب والناقورة ثم انفجار مبنى قيل إنه تابع لحزب الله في عين قانا الجنوبية, ثم حريق معمل بويا في الأوزاعي.

إن كان خطأ" فنيا" أو غير فني إذا كان مستودع اسلحة من مخلفات العدو الاسرائيلي او أسلحة للحزب فإن انفجارا" حصل عصر اليوم في بلدة عين قانا القريبة من جباع في اقليم التفاح ,في مبنى مؤلف من ثلاث طبقات أفادت معلومات غير رسمية أنه تابع لحزب الله ويتضمن مستودعا" للأسلحة والقذائف من المخلفات الاسرائيلية في فترات العدوان ..الحزب افاد انه يحتوي ألغاما" اسرائيلية .

وكالة رويترز نقلت عن مصدر أمني أن الانفجار في مبنى تابع لحزب الله , نتج من خطأ فني وأن أضرارا" كبيرة حصلت في المبنى وجواره كما أسفر الانفجار عن حريق.

معلومات أشارت الى نقل مصابين اثنين جراء الحريق الى مستشفى الراعي عند مفرق الغازية.

وبالمصادفة، أو بالتزامن اندلع حريق هائل في الاوزاعي عصرا" في معمل قانصوه للبويا ومستلزمات الدهان داخل أحد الاحياء السكنية ما اسفر عن امتداد السنة النيران الى جوار المعمل وحرائق متفرقة وقد استطاعت فرق الدفاع المدني والاطفاء من إخمادها بعد ساعة من اندلاعها.

ومساء اليوم في وسط فنار-الزعيتري تطور خلاف داخلي بين عدد من أهالي الزعيتري الى تبادل إطلاق نار.

في الغضون كانت قبل بيان الحريري كانت دوائر القصر الجمهوري في بعبدا تنتظر ردود القوى السياسية المختلفة والمعنية برسائل رئيس الجمهورية العماد عون عصر أمس الاثنين في وقت حل الصمت سيدا" للموقف تجنبا ربما لثقل حمل و وزر الانهيار الكبير.

وغداة تحذير الرئيس عون من الانزلاق إلى جهنم سياسي اجتماع مالي طارىء في قصر بعبدا للنظر بما تبقى من قدرة للمصرف المركزي على دعم السلع الاساسية بعد الكلام عن نفاذ الاحتياطي من العملة الصعبة لاستمرار الدعم وقد طلبوا من الحاكم رياض سلامة الاستمرار في الدعم الى حدود نسبة السبعين في المئة بعدما كانت أكثر من ثمانين في المئة. وهنا بيت القصيد.

في أي حال وحيال رسالة الرئيس عون برزت ظهر اليوم ملاقاة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى له، بالتحذير من أن لبنان في حالة شديدة الخطورة ولا يستطيع الانتظار اكثر مما انتظر.

المجلس أكد في اجتماع برئاسة مفتي الجمهورية أن تأليف الحكومة من صلاحيات الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية كما نص عليه الدستور ورأى أن العقبات والعراقيل والعوائق التي نشهدها تذكرنا بما كان يحصل للحكومات السابقة.

الأنظار الآن متوجهة نحو موقف الثنائي الشيعي.

تفاصيل النشرة نبدأها من انفجار عين قانا.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أن بي أن"

معضلة تأليف الحكومة لم تجد لها سبيلا للخروج من مساحة الجمود.

أسطع برهان على ذلك عدم رصد الرادارات السياسية والإعلامية أي لقاءات أو إتصالات علنية بين الأطراف المعنية.

كما أن المواقف الرسمية العلنية تؤشر بصراحة إلى ان الأبواب مقفلة في هذه المرحلة وتبدو بمثابة مطالعات في العقد الحكومية من دون تقديم حلول على قاعدة (إجر بالبور وإجر بالفلاحة).

كذلك فإن العظات الطائفية والمذهبية والتحريضية ما زالت تفعل فعلها حرفا لأسباب التعطيل عن حقيقتها وتعليقها على شماعة وزارة بعينها.

اما واقع الحال فهو غير ذلك ... هو طلب مكوّن وطني أساسي لشراكة في صنع قرار السلطة التنفيذية بعيدا من أي تجاوز أو إبعاد أو عزل رفضه هذا المكون سابقا ولن يرضخ له اليوم.

من الكورونا السياسي إلى الكورونا الصحي: مسار الفيروس كارثي رغم إنخفاض عدد الإصابات من نحو ألف إلى حوالى ستمئة وثمانين وفق آخر تقرير رسمي.

وفيما يجتاح كورونا لبنان ويوشك على الإفلات من السيطرة عليه بدت المعالجات رهينة التخبط والتريث والتفلت سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي.

أمنيا وقع انفجار في بلدة عين قانا الجنوبية لم تتضح أسبابه حتى الساعة ولم يسفر عن وقوع ضحايا.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أو تي في"

في ربع الساعة الأخير من الثاني والعشرين من أيلول 1988، أي في مثل هذا اليوم قبل اثنين وعشرين عاما، ألقيت كرة النار اللبنانية بين يدي قائد الجيش اللبناني آنذاك العماد ميشال عون، الذي أصبح بعدها رئيسا للحكومة، والرمز المتبقي للشرعية اللبنانية في مواجهة شرعية الاحتلالات والميليشيات والطبقة السياسية منتهية الصلاحية.

وما أشبه اليوم بالأمس. فنحن في الثاني والعشرين من أيلول 2020، لا نزال في ربع الساعة الأخير. والعماد ميشال عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، لا يزال ممسكا بكرة النار، رمزا أخيرا للشرعية اللبنانية المتهالكة، بفعل تضارب المصالح وتداخلها بين الداخل والخارج.

أمس، تقدم رئيس البلاد بمبادرة، وخلص ردا على سؤال إلى التحذير من أننا قد ننزلق إلى الجحيم في حال لم يتجاوب الأفرقاء المعنيون.

واليوم، اعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في بيان أنه قرر مساعدة الرئيس مصطفى اديب على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، من دون أن يعني هذا القرار في اي حل من الاحوال اعترافا بحصرية وزارة المالية بالطائفة الشيعية أو باي طائفة من الطوائف. لكنه أردف قائلا: مرة جديدة، أتخذ قرارا بتجرع السم، وهو قرار اتخذه منفردا بمعزل عن موقف رؤساء الحكومة السابقين، مع علمي المسبق بأن هذا القرار قد يصفه البعض بأنه بمثابة انتحار سياسي، لكنني اتخذه من اجل اللبنانيين، واثقا من أنه يمثل قرارا لا بديل عنه لمحاولة انقاذ آخر فرصة لوقف الانهيار المريع ومنع سقوط لبنان في المجهول…

أمس، طرق الرئيس عون باب الحل. فهل يفتحه جميع المعنيين؟ الجواب رهن الساعات القليلة المقبلة. فلنأمل خيرا من أجل لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون ال بي سي"

اللبنانيون باتوا "ملوعين" من حريق أو احتكاك أو خطأ فني أو حتى تلحيم، او مفرقعات، لأن اي حادثة مما سبق ذكره يمكن ان يؤدي إلى تدمير نصف مرفأ وتدمير أو الإضرار بنصف عاصمة.

حادثة بلدة عين قانا ذكرتهم اليوم بانفجار المرفأ، ليس بالحجم ذاته بل "بالوهلة" ذاتها:

بداية قيل إنه حريق أدى إلى انفجار، ثم قيل إنه انفجار في مبنى يعود لمؤسسة تعمل في مجال نزع الالغام ومخلفات الحرب، والانفجار جاء نتيجة تخزين المخلفات التي نزعها. ثم قيل إنه انفجار في مستودع سلاح لحزب الله انفجر بسبب خطأ فني.

أما بيان الجيش اللبناني فتحدث عن أنه وقع انفجار في أحد المباني في بلدة عين قانا ـ إقليم التفاح، وعلى الفور حضرت إلى المكان قوة من الجيش وباشرت التحقيقات في أسباب الانفجار.

الروايات عديدة في بلد مثل لبنان، هناك عشرة احتمالات تبدأ بالتلحيم وتنتهي بانفجار مخزن ذخيرة وتمر بمستودع مفرقعات ثم مستودع ألغام من مخلفات الحرب، لكن الأهم من كل ذلك ان حزب الله يضرب طوقا أمنيا ويمنع أحدا من الإقتراب، فكيف سيتم التحقيق في هذه الحال؟

ما يهم اللبناني هو معرفة ما يلي:

المؤسسة التي تعمل في مجال نزع الألغام.

ما هو حجم الألغام المنزوعة والمخزنة؟

هل من بيان مفصل سيصدر عن الجهات الرسمية؟ ام يقتصر الأمر على بيان مقتضب جدا ليس فيه سوى عموميات؟

في ملف تشكيل الحكومة، خرق كبير سجله الرئيس سعد الحريري بإعلانه هذا المساء ما يلي: " قررت مساعدة الرئيس اديب على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، شأنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي، من دون أن يعني هذا القرار في اي حل من الاحوال اعترافا بحصرية وزارة المالية بالطائفة الشيعية أو بأي طائفة من الطوائف. يجب أن يكون واضحا أن هذا القرار هو لمرة واحدة ولا يشكل عرفا يبنى عليه لتشكيل حكومات في المستقبل ...

وأنهى الحريري موقفه بالقول : "مرة جديدة، أتخذ قرارا بتجرع السم، وهو قرار اتخذه منفردا بمعزل عن موقف رؤساء الحكومات السابقين، مع علمي المسبق بأن هذا القرار قد يصفه البعض بأنه بمثابة انتحار سياسي".

السؤال هنا: كيف سيتلقف حزب الله وأمل هذا الموقف؟ هل سيقبلان بأن يختار الرئيس المكلف الشخصية الشيعية لحقيبة المالية؟

الرئيس الحريري كان توصل إلى هذا الموقف منذ أسبوع ثم عاد عنه، فلماذا عاد إليه اليوم؟ هل صحيح انه انتحار سياسي؟ ام هناك قطبة مخفية؟

قبل هذا الخرق، لم يسجّل اي خرق بل سجلت مواقف لافتة: فالمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى شدد على أن تشكيل الحكومة هو من صلاحيات الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية كما نص ‏عليه الدستور. اللافت في بيان المجلس الشرعي الذي انعقد في حضور الرئيس السنيورة، حديثه عما وصفه " المراهقة السياسية وافتعال مواقف وظروف، تعلوها علامات ‏استفهام كبيرة، لتبرير مطالب خارج الزمان والمكان بإعادة النظر في الأسس التي توافق عليها ‏اللبنانيون جميعا وبعد جهود كبيرة وبمساعدات عربية ودولية مشكورة.‏

أما الموقف الثاني اللافت موقف تكتل لبنان القوي الذي تبنى اقتراح رئيس الجمهورية بشأن تحرير ما يعرف بالحقائب السيادية من التوزيع الطائفي وسحب فتائل المواجهة بين الأطراف المتصارعة حول وزارة المال وحول مسألة الركون الى رأي الكتل النيابية في عملية التشكيل.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون الجديد"

انفجار في عين قانا وإطفاء نار في عين العاصفة السياسية الحكومية

وهذه المرة كان الإطفائي سعد الحريري الذي أعلن تجرع السم لكن هذه المادة جاءت بطعم العسل المضاد الحيوي لجهنم واحلى من لبن العصفور .إذ أعلن الحريري أنه قرر مساعدة الرئيس أديب على إيجاد مخرج بتسمية وزير مال مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، شأنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي، من دون أن يعني هذا القرار في أي حال من الأحوال اعترافا حصر وزارة المال بالطائفة الشيعية أو بأي طائفة من الطوائف.وحرص الحريري على الإشارة إلى أن هذا القرار هو لمرة واحدة ولا يشكل عرفا يبنى عليه في تأليف حكومات في المستقبل، وقال إن تجرع السم هو قرار اتخذه منفردا بمعزل عن موقف رؤساء الحكومة السابقين

نتزع الحريري بهذا القرار فتيل أزمة كانت على شفير الانفجار وأعطى أديب حصرية التسمية ولم يعرف ما إذا كانت هذه التسمية ستجرى من ضمن عشر خيارات سيقدمها الثنائي الشيعي كما اقترح الرئيس نبيه بري ام أن الثنائي سيمنح الرئيس المكلف حرية الاختيار وفي اول تعليق على مبادرة الحريري قالت مصادر الثنائي الشيعي للجديد إنها خطوة الى الامام على امل أن يجري التواصل مع رئيس الجمهورية الشريك في التأليف لكن المصادر قالت في الوقت نفسه إن المسألة لم تنته بعد ولم تصل الى خواتيمها .

وإذا كان الحريري قد تقدم خطوة الى الامام وبادر وقدم حلا من شأنه انتشال لبنان من جهنم فإن الثنائي الشيعي وفي حال بادله بالشروط وال " إذا " و " لكن " وغيرها من العراقيل فسيصبح الثنائي المتهم الرسمي الاول بالعرقلة وانه فعلا لا يريد حلولا ويعلق الازمة على حبال دولية.

وعلى سحب دخانية واحدة كان إقليم التفاح يفك لغز التفجير في مستودع ذكر أنه لحزب الله فيما تتصاعد سحب الدخان الأبيض من الأقاليم السياسية إنقاذا للمبادرة الفرنسية وفي غياب الترابط بين الحدثين ما خلا العامل الزمني فإن حزب الله وضب حادثة عين قانا وأعادها بمفعول رجعي الى مخلفات حرب تموز وجرى استبعاد أي فرضيات لعدوان إسرائيلي يكون قد وقع في المنطقة الخارجة عن خط اليونيفل، لا ضحايا في عين قانا، لا ضربة إسرائيلية والحادث حوصر بين خطأ فني في مستودع أسلحة لحزب الله أو في مبنى يعود الى مؤسسة تعمل في مجال نزع الألغام ومخلفات الحرب وباستبعاد اليد الإسرائيلية وتدخل الجيش اللبناني لإجراء التحقيقات

فإن حالة الهلع من تصعيد إسرائيلي واللعب على نار التوترات اللبنانية تختفيان باختفاء الدخان الأسود.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أم تي في"

مفاجأة سياسية - حكومية من العيار الثقيل فجرها الرئيس سعد الحريري مساء اليوم. اتخذ منفردا قرارا، وصفه بأنه قرار بتجرع السم، وذلك بمعزل عن موقف الرؤساء السابقين للحكومة . القرار يختصر هكذا: القبول بوزير شيعي للمالية يسميه رئيس الحكومة المكلف، شرط ان لا تشكل شيعية الوزيرعرفا يبنى عليه للمستقبل. فكيف سيتلقف الثنائي الشيعي مبادرة الرئيس سعد الحريري؟ هل يتجاوب معه ام يصر على ان يسمي هو وزير المال الشيعي وربما جميع الوزراء الشيعة كما يتردد؟ واستطرادا: اذا اصر الثنائي الشيعي عل موقفه هل يبقى جبران باسيل على زهده بتسمية الوزراء، أم يدخل على خط تسمية الوزراء ايضا، وعندها تسقط حكومة المستقلين بالضربة القاضية وتصبح طبعة مستنسخة، بل طبعة ثانية سيئة عن حكومة حسان دياب؟ أمنيا، الرئيس ميشال عون تحدث امس عن جهنم ، فهل بدأت نيران جهنم تلسعنا؟ اذ، فيما كان اللبنانيون يتابعون الخبر السياسي في بيروت، اذا بالخبر الامني يأتيهم من عين قانا. وكما حصل في كارثة المرفأ هكذا على الارجح سيحصل في حادثة عين قانا .

فحتى الان الاخبار متضاربة، والبيان الرسمي الصادر مختصر وغير مقنع . لذا فان الحيرة سيدة الموقف: فهل ما حصل مجرد حادث ناتج من خطأ تقني، أم انه عملية تخريبية، ام حتى عملية عسكرية اسرائيلية؟

طبعا الاجابة لن تكون سهلة وسريعة، بل قد لا تتوافر ابدا، وذلك لسببين. الاول : ان حزب الله تصرف بصفة الامر الناهي في المنطقة، ولم يسمح للقوى الامنية اللبنانية ان تدخل او ان تتدخل. تحكم حتى بالصحافيين ومنعهم من مزاولة عمله، وهدد بتكسير الكاميرا والهاتف اذا استعملا للتصوير. السبب الثاني الذي سيحرمنا معرفة ما حصل ان حزب الله، كإيران وسوريا، يتجنب اتهام اسرائيل.

في الماضي كانت اسرائيل مسؤولة عن كل شيء وعن كل حادث، اما اليوم ورغم كل ما يحصل فان اسرائيل تبرأ ولا تحمل المسؤولية.

ففي ايران مثلا تحصل انفجارات بشكل دوري وتبقى كلها لقيطة، اي لا وجود لمن يتبناها او لمن تلقى عليه مسؤوليتها. فهل انتقل النموذج الايراني حتى في هذا الامر الينا، وهل اصبح لبنان ايران ثانية: اي انفجارات دائمة وما من مسؤول عنها؟

هذا في الشكل.اما في المضمون فأسئلة كثيرة تطرح ايضا، ابرزها: هل تحولت القرى والضيع الجنوبية مراكز لتخزين سلاح حزب الله؟ وهل اصبحت المنطقة تعيش فوق برميل كبير من البارود الذي يمكن ان يتفجر في كل دقيقة؟

وفي هذا الاطار: ما دور القوات الدولية، واين الدولة اللبنانية من كل ما حصل ويحصل؟ فاذا كانت قواتها الامنية ممنوعة من دخول منطقة الحادثة، افلا يعني هذا انها ممنوعة من ممارسة كل امر يمس سلطة حزب الله من قريب او بعيد؟

ان الجنوب الذي كان يطلق عليه على عهد منظمة التحرير الفلسطينية اسم " فتح لاند" صار اسمه اليوم "حزب الله لاند". فهل هذا قدر الجنوب : ان يكتسب كل الاسماء ويحرم الاسم الذي يثبت لبنانيته وانتماءه الى الشرعية؟ ان ما حصل اليوم يؤكد مرة جديدة صحة طرح البطريرك الراعي. فالتحييد ضروري، والحياد اصبح موقف معظم اللبنانيين. وفي النتيجة لمن ستكون الكلمة الفصل : لسلاح الموقف ام لموقف أهل السلاح؟

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون المنار"

نيران في أكثر من مكان، منها معروف الاسباب كما في الاوزاعي وطرابلس وصولا الى اللبونة الحدودية التي تسببت بها العدوانية الصهيونية، ومنها غير واضح الاسباب كانفجار عين قانا الذي تسبب باضرار في منازل عند اطراف البلدة الجنوبية، دون أن يؤدي الى وقوع اصابات.

على ان التحقيقات بيد الجيش اللبناني الذي أكد في بيان ان وحداته حضرت على الفور الى مكان الانفجار، وباشرت تحقيقاتها لمعرفة الاسباب.

وككل حدث من هذا النوع، فان صدى الانفجار حملته الكثير من وسائل الاعلام تحليلا وتفسيرا وتأويلا، متفوقين على الاجهزة الامنية بمعرفة الاسباب وابعادها وقراءاتها.

على كل حال، حالت العناية الالهية دون وقوع اصابات، ولننتظر التحقيقات.

في الحريق السياسي الذي يلتهم البلاد، مرحلة من الترقب والانتظار غير واضحة المعالم بعد، فيما ظهر بيان لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري حمل تبدلا في الموقف، فقرر مساعدة مصطفى اديب على ما قال، واقترح تسمية وزير شيعي للمالية من قبل اديب، كلام للحريري سبقه منظر من عتات الازمة، أفتى للبنانيين بان لا أزمة في النظام السياسي اللبناني، وإنما حالات متفاقمة من ممارسات الاستئثار والاستعصاء والتجاهل الفاقع لاستقرار لبنان وعيشه المشترك كما قال.

هذا الذي يتباكى فؤاده لو نكزه احد ليستفيق من انكاره لواقع الحال. فمن يستأثر ويستعصي ويحبس الحكومة ورئيسها؟ أليس هو وناديه المختلق لرؤساء الحكومات السابقين؟ ومن يضرب العيش المشترك اليس هو ومن معه من المصوبين على مكون اساسي؟

ثم دعا للتمسك بوثيقة الوفاق الوطني والدستور نصا وروحا، فهل في النصوص شيء من ممارساتهم او فيتوياتهم؟ وهل في الدستور حق حصري لرؤساء الحكومات السابقين بتسمية رئيس الحكومة وتشكيل حكومته بعيدا عن كل الكتل النيابية؟ وهل من فجاجة سياسية وتدليس أكثر مما نشهده من بعض المنابر والواعظين؟

في الشأن الصحي لم تنفع العظات الطبية ولا نداءات وزارة الصحة بتغيير شيء من المشهد، وفيما الاوروبيون يرفعون الصوت ويدعون لاجراءات جديدة مع تجدد جائحة كورونا، جددت بعض الجهات اللبنانية التأكيد ان قرار الانتحار متخذ، وان لا اجراءات خاصة رغم تفاقم الجائحة.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 22 ايلول 2020

وطنية/الثلاثاء 22 أيلول 2020

صحيفة النهار

ـ يقول مسؤول حزبي في البقاع الاوسط ان خطف احد الصرافين في ساحة شتورا ادى الى تهجيره واحتكار سوق ‏الصرافة هناك من اتباع مذهب معين بعدما ادى التضييق المستمر الى ابعاد كل الاخرين.

ـ عاد مرجع سياسي من الخارج مصدوماً بما سمعه من أخبار عن لبنان لم يسبق أن سمعها أو تم التداول بها في ‏الماضي، ومواقفه وما سيقدم عليه في الأيام المقبلة سيكون ترجمةً حيال تململ بعض الدول المعنية بالملف اللبناني ‏من أوضاعه الحالية.

ـ عادت نغمة النقص في بعض المواد التموينية إلى الواجهة، والأمر عينه للمحروقات، ويعزو بعض المطلعين ذلك ‏إلى دوافع سياسية وتصفية حسابات، والحبل على الجرار في الأيام المقبلة نتيجة احتدام المعركة السياسية في ‏لبنان.

صحيفة البناء

ـ خفايا

علّق مرجع نيابي على مقترح مرجع رئاسي حول إلغاء حصر التوزيع الطائفيّ للحقائب السيادية بالطوائف ‏الكبرى، بالقول كان الأفضل ربما لو دعا الى استثناء الطائفتين الممثلتين رئاسياً في الحكومة من هذه الحقائب.

ـ كواليس

قال متابعون للمعركة الانتخابية الرئاسية في أميركا إن الاستقطاب الذي يفرض نفسه في الشارع الأميركي يقوم ‏على انقسام صار فيه الرئيس دونالد ترامب ممثلاً للبيض والمرشح جو بايدن ممثلاً للأفارقة. والولايات تنقسم على ‏هذا الأساس، ما يرجّح مكانة ترامب الانتخابية ويعزز فرص الفوضى في آن واحد.

صحيفة الجمهورية

ـ رفض أحد المصارف إعطاء مواطنة لبنانية تعتزم السفر إلى الخارج كشف حسابها بالدولار وأعطاها كشفا ‏باللبناني.

ـ يترقب سياسيون ومنهم نواب سابقون أن تطاولهم العقوبات الأميركية في أي لحظة.

ـ تذمر أحد الوزراء من التأخير لأيام عدة في صدور نتيجة فحص pcr الذي أجراه إبنه بعد عودته من السفر.

صحيفة اللواء

ـ اتسعت "هوة التمايز" بين طرفي "تفاهم مزمن" على خلفية حماية المصالح المباشرة المرتبطة بالانتماء للغرب، ‏لأحدهما!

ـ نقل وفد حزبي لمسؤول حليف "أجواء انطباعية" بعد زيارة عاصمة كبرى معنية بلبنان.

ـ يتداول ماليون بتحويلات مليونية بالدولار، ما تزال تحصل في عدد من المصارف والمؤسسات إلى الخارج!

صحيفة نداء الوطن

ـ يتردد أن الفرنسيين يضغطون باتجاه صيغة تطبيقية جديدة لمبادرتهم في سبيل إيجاد مخرج لمسألة المداورة ‏بالحقائب.

ـ سجلت اتصالات عتب بين قيادات في "التيار الوطني الحر" تزامناً مع إطلالة الرئيس ميشال عون، اعتراضاً ‏على شكل الاطلالة المتلفزة وأنه كان من الأفضل إطلاق موقفه ببيان رئاسي.

ـ وزيرة في الحكومة المستقيلة كانت محسوبة على الرئيس حسان دياب لا توفره من انتقاداتها اللاذعة وتحمّله ‏شخصياً مسؤولية فشل الحكومة.

صحيفة الأنباء

*مرسوم قيد الانتظار

مرسوم على علاقة بملف تحقيق في قضية وطنية لا يزال قيد الانتظار في ادراج مقر رسمي.

*مصير مجهول

بات مصير مؤتمر دولي كان قد وُعد به لبنان مجهولاً في ظل حال التعطيل الحاصلة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فرنسا تواصل ضغوطها لتشكيل حكومة جديدة في لبنان

الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن فرنسا تضغط على الساسة اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة في «إطار زمني معقول» لانتشال البلد من أزمة عميقة، لكنها لم تحدد موعداً نهائياً جديداً بعد انتهاء الموعد السابق في منتصف سبتمبر (أيلول). وقال الرئيس اللبناني ميشال عون لزعماء الكتل السياسية، أمس (الاثنين)، إن البلد ذاهب إلى «جهنم» إذا لم تشكل حكومة جديدة سريعاً لإخراج البلد من أسوأ أزمة يمر بها منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. لكن الطائفية السياسية لا تزال عائقاً أمام اختيار الوزراء من أجل تنفيذ إصلاحات اقتصادية. وقال السياسيون للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثناء زيارته بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب)، إنهم سيشكلون حكومة اختصاصيين خلال 15 يوماً، في إسراع لعملية عادة ما تستغرق شهوراً. وانقضى الموعد في الأسبوع الماضي، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء. وازداد التوتر في لبنان، اليوم (الثلاثاء)، بعد أن هزّ انفجار جنوب البلاد. وقال مصدر أمني إن الانفجار وقع في مستودع أسلحة لجماعة «حزب الله» الشيعية ذات النفوذ والتسليح الكبيرين. وتعثرت المحادثات السياسية بسبب تمسك «حزب الله» وحليفته حركة أمل باختيار عدة وزراء، من بينهم وزير المالية. وقال المصدر إن باريس امتنعت عن وضع موعد نهائي جديد، لكنها منحت الساسة مزيداً من الوقت، شريطة أن يعملوا على تلبية مطلب فرنسي بتشكيل حكومة اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات. وقال المصدر الفرنسي: «فرنسا تدعهم يتحركون للأمام، لكن في إطار زمني معقول». وقالت فرنسا إنها مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي في النصف الثاني من شهر أكتوبر (تشرين الأول) لجمع مساعدات من المانحين الذين يطلبون تطبيق إصلاحات قبل تقديم الأموال. ووضعت باريس خريطة طريق لحكومة جديدة للقضاء على الفساد وإعادة بناء الاقتصاد. لكن ليست هناك مؤشرات على اقتراب رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب من تشكيل حكومة.

وقال مصدر مطلع على عملية تشكيل الحكومة: «الجميع منتظر. لا أعتقد أن المبادرة الفرنسية انتهت».

 

ميقاتي والسنيورة وسلام: مبادرة الحريري شخصية وليس هناك من حقيبة وزارية يمكن ان تكون حقا حصريا لوزراء ممن ينتمون الى طائفة او مذهب معين

وطنية - الثلاثاء 22 أيلول 2020

صدر عن رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام البيان الآتي: "ان المبادرة التي تقدم بها دولة الرئيس سعد الحريري هي مبادرة شخصية. إن الدستور اللبناني شديد الوضوح في انه ليس هناك من حقيبة وزارية يمكن ان تكون حكرا أو حقا حصريا على وزراء ممن ينتمون الى طائفة او مذهب معين بعينه، كما انه لا شيء يحول، وحسب الدستور دون ان يتولى أي لبناني، والى أي فئة طائفية او مذهبية ينتمي اليها، أي حقيبة وزارية في لبنان. انه وبعد الضجة المفتعلة التي أثيرت بشأن حقيبة وزارة المالية، فإننا نعتبر أنفسنا غير ملزمين بهذه المبادرة. تبقى القضية الأساس بالنسبة لنا، كما هي بالنسبة لسائر اللبنانيين، في أهمية الالتزام بالاحترام الكامل والثبات على مبدأ الحفاظ على الدستور وصونه من أي مخالفة قد يتخذها البعض، خطوة باتجاه إرساء ممارسة او عرف مخالف لنص الدستور".

 

الحريري: مرة جديدة أتخذ قرارا بتجرع السم وقررت مساعدة اديب على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية يختاره هو

وطنية/الثلاثاء 22 أيلول 2020

صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان الآتي: بعد الكارثة التي حلت بعاصمتنا بيروت وكل لبنان، نتيجة انفجار المرفأ، وفي خضم الانهيار الذي كان يعيشه بلدنا، وقع اللبنانيون بحالة يأس وضياع مع شعورهم بغياب الحكومة وفشل مؤسسات الدولة ووضع لبنان في عزلة شبه تامة من قبل المجتمعين العربي والدولي. فتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ثغرة في الجدار المسدود، فقام بزيارتين متتاليتين إلى لبنان، ووضع امام القوى السياسية كافة مبادرة وحيدة واخيرة لمد يد العون لوقف الانهيار واعادة اعمار بيروت، محملا الجميع مسؤولية المشاركة في انقاذ بلدنا من المأساة التي حلت به وبالمواطنين من كافة الطوائف والمناطق. ونزولا عند مطالبة العديد من القوى السياسية والنيابية لي، بأن ارشح رئيسا لتشكيل الحكومة الجديدة، توافقت مع رؤساء الحكومات السابقين على اسم الدكتور مصطفى اديب، الذي حاز على اكثرية كبيرة من النواب لتشكيل حكومة مهمة، حددت معاييرها ومسودة بيانها للاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية العاجلة بشكل صريح، في اجتماع مع صاحب المبادرة الوحيدة والاخيرة لوقف انهيار لبنان، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مطلع الشهر الجاري في قصر الصنوبر.

هذه المعايير التي وافق الجميع عليها، بالغة الوضوح بأنها فريق حكومي صغير قوامه اختصاصيون مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، لا ينتمي أي منهم إلى أي حزب سياسي، وان مهمة الحكومة الوحيدة هي اصلاحية اقتصادية مالية وادارية بحت، لاشهر تسمح بوقف الانهيار.

وبالفعل، باشر الرئيس المكلف الدكتور مصطفى اديب عمله لتشكيل الحكومة المتفق عليها، وقد ابلغ جميع الكتل السياسية بوضوح أنه يعمل على اختيار فريقه الحكومي من سلة اسماء تنطبق عليها مواصفات الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي، اي المواصفات التي طالب بها اللبنانيون خلال التحركات الشعبية، وأنه يرحب بأي اقتراحات اسماء تلبي المواصفات نفسها لاضافتها الى سلته، على أن اختيار الاسماء التي يضمنها التشكيلة التي يعرضها على رئيس الجمهورية ينحصر به، وفقا لاحكام الدستور وكما تفترض المهمة الموكلة اليه، بموافقة الجميع في مطلع الشهر، بحضور الرئيس ماكرون.

وقد قطع الرئيس المكلف فعلا شوطا اساسيا في الوصول إلى صيغة حكومية مصغرة ومتكاملة تلتزم المعايير المتفق عليها، إلى أن برزت عقبة مباغتة تمثلت بمطالبة حركة أمل وحزب الله بتسميتهما للوزراء الشيعة وحصر حقيبة المالية بمن يسمونه من الطائفة الشيعية، انطلاقا من زعم ان هذا الطلب هو حق دستوري منبثق من اتفاق الطائف، بينما هو بدعة لا وجود لها لا في الدستور ولا في الطائف.

وبعد مرور أكثر من اسبوعين، بات واضحا أن عرقلة تشكيل الحكومة تهدد بالقضاء على فرصة تحقيق الاصلاحات التي يطالب بها جميع اللبنانيين، شرطا لفتح الطريق امام دعوة الرئيس ماكرون لمؤتمر دولي لدعم لبنان في نهاية الشهر المقبل، وبالتالي على المبادرة الفرنسية برمتها.

وامام خطر فقدان لبنان لآخر المكابح أمام انيهاره، مع ما يعني ذلك من خطر اندلاع فوضى سياسية واقتصادية ومعيشية وامنية مع الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، ومعه في التضخم، واسعار الخبز والمحروقات وبداية فقدان الادوية من الاسواق بالتزامن مع تطور خطير في اعداد الاصابات بجائحة كورونا، فإنني قررت مساعدة الرئيس اديب على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، شأنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي، من دون أن يعني هذا القرار في اي حل من الاحوال اعترافا بحصرية وزارة المالية بالطائفة الشيعية أو باي طائفة من الطوائف. يجب أن يكون واضحا أن هذا القرار هو لمرة واحدة ولا يشكل عرفا يبنى عليه لتشكيل حكومات في المستقبل، بل هو مشروط بتسهيل تشكيل حكومة الرئيس أديب بالمعايير المتفق عليها، وتسهيل عملها الاصلاحي، من اجل كبح انهيار لبنان ثم انقاذه وانقاذ اللبنانيين.

ان بقاء لبنان، ومعيشة اللبنانيين وكرامتهم تبقى أكبر من الصراعات الطائفية والسياسية، وهي تستأهل تحييد فرصة انقاذ لبنان عن الخلافات مهما كبرت.  وبهذه الخطوة، تصبح المسؤولية على عاتق الممانعين لتشكيل الحكومة. فإذا استجابوا وسهلوا ربحنا لبنان وربح اللبنانيون، واذا تابعوا عرقلتهم يتحملون مسؤولية ضياع فرصة لبنان لوقف الانهيار وانقاذ اللبنانيين من مآسيهم الحالية والمرشحة للتزايد لا سمح الله. مرة جديدة، أتخذ قرارا بتجرع السم، وهو قرار اتخذه منفردا بمعزل عن موقف رؤساء الحكومات السابقين، مع علمي المسبق بأن هذا القرار قد يصفه البعض بأنه بمثابة انتحار سياسي، لكنني اتخذه من اجل اللبنانيين، واثقا من أنه يمثل قرارا لا بديل عنه لمحاولة انقاذ آخر فرصة لوقف الانهيار المريع ومنع سقوط لبنان في المجهول.

 

هكذا "تأرجح" سقف الموقف الرئاسي والخطوة التالية "توقيع التشكيلة"/عون يَحشر "حزب الله": أللّهم نفسي!

نداء الوطن/22 أيلول/2020

أمّا وقد عَبر رئيس الجمهورية ميشال عون أمس "مَطهر" التأليف غاسلاً يده من ذنب التعطيل والتدنيس بالدستور، فالأوجب الثناء على موقفه وحثه على المضي قدماً في طريق العودة إلى جادة الصواب الوطني ومغادرة رصيف المصالح والتحالفات الضيقة التي عقدها وأوصلت البلد إلى الدرك الأسفل سيادياً وسياسياً ودستورياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً وحياتياً وصحياً. فبغض النظر عن المنطلقات التي انطلق منها في موقفه المستجد، والتي لا شك في كونها مسبقة الدفع من رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، يبقى أنّ رئيس الجمهورية بدا أمس كمن يتلو "فعل الندامة" أمام الكنيسة المارونية للتأخر في اللحاق بركب مواقفها السيادية العابرة للطوائف والمذاهب، ليردّ بذلك "الصاع صاعين" إلى رفض "حزب الله" الضمانة العونية في حقيبة المالية، وليحشر تالياً الثنائي الشيعي في زاوية عدم دستورية مطلبه، نازعاً عن الحزب الغطاء المسيحي الذي لطالما تلحّف به منذ العام 2006، على قاعدة "أللهم نفسي" التي أضحت تحكم الأداء العوني اليوم خشية أن تكوي "جهنّم" العقوبات العهد وتياره. "الدستور لا ينص على تخصيص أي وزارة لأي طائفة أو فريق وأدعو إلى الغاء التوزيع الطائفي للوزارات السيادية"، موقف أكد من خلاله رئيس الجمهورية أمس أنه غير مستعد لتحمّل أوزار إفشال المبادرة الفرنسية أمام الرئيس إيمانويل ماكرون والمجتمع الدولي، وأنه راغب بالنأي بنفسه عن تداعيات وعواقب تعطيل "حزب الله" لمفاعيل هذه المبادرة حكومياً. فعون، وإن كان استهل كلمته بالإشارة إلى عدم وجود "أي حل قريب" لملف التأليف في ظل رفض "الحلول المنطقية والوسطية" التي طرحها (توزير شخصية مسيحية يسميها رئيس الجمهورية لحقيبة المالية) لكنه في المقابل لم يقفل الباب أمام إمكانية وصول الأمور إلى مستوى حثّه الرئيس المكلف على تقديم تشكيلته وتوقيعها في حال لم تقع "عجيبة" تتيح التأليف توافقياً خلال الأيام المقبلة، لا سيما وأنه شدد على أنّ أولويته في المرحلة الراهنة تكمن في "تشكيل الحكومة سريعاً" وليس الدعوة إلى أي حوار، مع إبدائه تمسكاً لافتاً بتكليف مصطفى أديب وعدم تحبيذ دفعه إلى الاعتذار عن تأليف "حكومة المهمة" المدعومة فرنسياً.

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة على حيثيات موقف رئيس الجمهورية لـ"نداء الوطن" أن اجتماعاً مطولاً سبق إطلالته المتفلزة في قصر بعبدا ظهر أمس، ضم عون وباسيل وعدداً من النواب والوزراء السابقين المقربين من رئيس "التيار الوطني"، وجرى خلاله النقاش في سقف الموقف الرئاسي الواجب اتخاذه إزاء الملف الحكومي، مشيرةً إلى أنّ الاجتماع الذي بدأ قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف وفرض تأجيلاً متكرراً لموعد انعقاد المؤتمر الصحافي حتى الثانية والنصف، شهد "تأرجحاً في الرأي" بين فريق يطالب بتضمين رئيس الجمهورية كلمته دعوةً صريحة إلى الرئيس المكلف لكي يقدّم تشكيلته الحكومية بصيغتها الحالية وإبداء الاستعداد لتوقيعها وإحالتها إلى مجلس النواب لحسم مصيرها في جلسة الثقة، وبين فريق فضّل التريث في اعتماد هذه الخطوة لكي لا يرتفع منسوب التصعيد والتوتر أكثر في مواجهة "حزب الله" وإفساح المجال أمام الثنائي الشيعي لتلقف مبادرة رئيس الجمهورية وانتظار كيفية تعامله معها "وبعدها لكل حادث حديث". وأوضحت المصادر أنه في محصلة النقاش رجحت كفة التريث في ميزان الموقف الرئاسي، من دون استبعاد كلي لفكرة دعوة الرئيس المكلف إلى تقديم التشكيلة الوزارية المرتكزة على مبدأ المداورة الشاملة في الحقائب لتوقيعها دستورياً، وتفضيل إرجاء هذه الخطوة إلى وقت لاحق بوصفها "الخرطوشة الأخيرة" في حال عدم تجاوب الثنائي الشيعي مع الطرح الرئاسي، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ هذا الطرح لم يكن مفاجئاً للمتابعين ولا حتى للثنائي الشيعي نفسه، سيّما أنه أتى في سياق متدرّج من المواقف أطلقها "التيار الوطني" ورئيسه خلال الأسابيع الأخيرة تأكيداً على التمايز عن موقف "حزب الله" وحركة "أمل" تحت تأثير وهج العقوبات الأميركية التي بدأت نيرانها تلفح قيادات الصف الأول لبنانياً، وباتت اليوم بمثابة الدافع الرئيس والمحرك الأساس لآلية اتخاذ المواقف وتحديد بوصلة التوجهات السياسية والرئاسية في بعبدا كما في ميرنا الشالوحي.

توازياً، وفي ما يشبه الهجمة الدستورية المرتدة على عرقلة ولادة الحكومة، تزامن موقف الرئاسة الأولى مع تسطير الرئيس المكلف أول بيان إعلامي له أمس شدد فيه على أن "لبنان لا يملك ترف إهدار الوقت"، مذكراً الأطراف بتعهداتها الداعمة "لتسهيل تشكيل حكومة مهمة محددة البرنامج مؤلفة من اختصاصيين وتكون قادرة على وقف الانهيار وبدء العمل على إخراج البلد من الأزمات". وإذ أكد أديب أنه لن يألو جهداً لتحقيق هذا الهدف بالتعاون مع رئيس الجمهورية، تمنى في المقابل على الجميع "العمل على إنجاح المبادرة الفرنسية فوراً من دون إبطاء"، مع تحميله بشكل غير مباشر كل طرف يدفع باتجاه تأخير ولادة الحكومة العتيدة مسؤولية "تفاقم الأزمة ودفع الناس نحو المزيد من الفقر، والدولة نحو المزيد من العجز".

 

الحزب يرفض "تضحية" الحريري: من قال لكَ إننا نريد حكومة؟

 أساس ميديا/الأربعاء 23 أيلول 2020

لو كان حزب الله يرغب فعلاً في تشكيل حكومة جديدة، لكان تلقّف تجرّع الحريري "كأس السمّ"، وأعلن موافقته على أن يكون وزير المالية من الطائفة الشيعية، شرط أن "يختاره هو، شأنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي".

مصادر حزب الله قالت لـ"المنار"، تحت اسم "مصادر مطّلعة"، إنّها "لا تريد للحريري أن يتجرّع السم والثنائي الشيعي لطالما جنّبه تجرّعه". كما لو أنّ حزب الله يقول للحريري: "من قال لكَ إنّنا نريد تشكيل حكومة؟"، أو: "من طلب منك هذا التنازل؟".

يبدو واضحاً أنّ "الثنائي" لا يقبل عرض الحريري، وتحديداً حزب الله، بتسهيله التشكيل "منفرداً بمعزل عن موقف رؤساء الحكومات السابقين، مع علمي المسبق بأنً هذا القرار قد يصفه البعض بأنًه بمثابة انتحار سياسي". قبل ساعات قليلة من إعلان الحريري، وصلت إلى هواتف بعض المتابعين في لبنان للحراك الفرنسي رسالة مختصرة من باريس مفادها: "il va bouger"، أي أنّ "الحريري سيتحرّك". وذلك بعد اتصالات مكثّفة في الساعات الماضية مع الجانب الفرنسي حصراً تبلورت بشكل كامل نتيجة ضغط شخصي من الرئيس إيمانويل ماكرون، رفضها رؤساء الحكومات السابقين إلى حدّ التبروء منها واعتبارها "مبادرة شخصية من الحريري"، في بيان صدر فورإعلان بيان الحريري: " نعتبر أنفسنا غير ملزمين بها... لأنّ الدستور اللبناني شديد الوضوح في أنّه ليس هناك من حقيبة وزارية حكراً لطائفة...".

قد يراهن الفرنسي وغيره على تحرّك ما، إقليمي أو من جانب الايرانيين، لكن هذا الرهان خاطئ. فهناك سوء تقدير لدى اللبنانيين بخصوص موقف إيران التي لا تتعاطى كعادتها في التفاصيل خارج إطار التفاهم الشيعي

وفق مصادر مطلعة، "الثنائي الشيعي" وضع شرطين على تنازل الحريري الذي سمّاه هو نفسه "تجرّع السمّ": "التفاهم والتعاون مع رئيس الجمهورية، وأن تصدر لائحة أسماء الوزراء الشيعة، بما في ذلك وزير المال، من جانب الثنائي الشيعي وللرئيس المكلّف، كما الحريري، الاختيار من ضمن هذه اللائحة". وبالتالي هذا يتنافى كليّاً مع بيان الحريري وشرطه الوحيد "أن يختار مصطفى أديب وزير المال الشيعي، شأنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي".

وكانت بُذلت محاولات وفق المصادر، آخرها في لقاء بين الرئيس عون ورئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد يوم السبت. الماضي. وأساس "مبادرة السبت" انطلق من اقتراح ماكرون يوم الخميس الفائت على رئيس الجمهورية شخصياً تسمية وزير مسيحي للمالية، لكنّ جواب الحاج رعد كان حاسماً. طلب عون نقل اقتراحه مباشرة إلى السيد حسن نصرالله، فأتى جواب الأخير سريعاً: "قرارنا حاسم ببقاء المالية معنا وهو نتاج تفاهم شيعي شيعي".

وفيما أتى الردّ الرئاسي واضحاً يوم الاثنين بطلب عون إلغاء التوزيع الطائفي في الحقائب السيادية، تقول أوساط الرئيس نبيه بري ردّاً على مبادرة بعبدا: "كان يفترض أن تشكّل هذه المبادرة عنواناً لنقاشات ساخنة تنشّط حركة المقرّات والرسائل المتبادلة، لكن لا صدى لهذا الاقتراح الذي لم يرتقِ إلى مستوى فتح ثغرة في جدار الأزمة، فيما مبادرة الحريري أتت ضمن سياق غير مرتبط بخطاب الرئيس، وإن كان الأخير شكّل دعماً لموقف رئيس الحكومة السابق، والدليل أنّ رئاسة الجمهورية انهمكت أمس في تأكيد عدم وجود جبران باسيل في القصر الجمهوري من ضمن فريق العمل الذي صاغ الخطاب وفي توضيح مقصد رئيس الجمهورية بقوله "رايحين على جهنم".

وتوضح مصادر على خطّ "الثنائي": "قد يراهن الفرنسي وغيره على تحرّك ما، إقليمي أو من جانب الايرانيين، لكن هذا الرهان خاطئ. فهناك سوء تقدير لدى اللبنانيين بخصوص موقف إيران التي لا تتعاطى كعادتها في التفاصيل خارج إطار التفاهم الشيعي. عملياً، الايرانيون تبلّغوا منا تمسّكنا بالحقيبة وليس العكس".

إذا لم تتشكّل الحكومة بعد "كأس السمّ" الحريري، فهذا يعني أنّ إيران لا تريد حكومة، وستستمرّ في وضع العصي بالدواليب. والأكيد أنّ "بيّ التضحية" ستذهب تضحيته هباءً منثوراً

في المقابل، رصدت الكواليس بقاء الخطوط مفتوحة بين الثنائي الشيعي وبيت الوسط. والعارفون يجزمون: "رغم مساحة الخلاف مع عون وجبران وباسيل والحريري فلغة التواصل لم تنقطع. في بدايات تأليف الحكومة كان التنسيق والتواصل كثيفاً بين "الخليلين" والحريري حتى أن معاون أمين عام حزب الله الحاج حسين خليل التقى الحريري أكثر من مرّة قبل وبعد تكليف مصطفى أديب، بحضور النائب علي حسن خليل، لكن بعد تموضع القوى السياسية خلف مطالبها خفّ التواصل بين الثنائي الشيعي ورئيس تيار المستقبل مع تسجيل حركة مكوكية دائمة لعلي حسن خليل باتجاه طرفي النزاع رغم حدّة الخلافات بين الأخير وباسيل". وتضيف المصادر: "وصلت المرونة معنا ليس فقط إلى حدّ القبول بوزير شيعي يحمل الجنسية الفرنسية بل بوزير شيعي "على الهوية"، يختاره سعد الحريري من ضمن لائحة أسماء  ويرضى عنه ويكون له فيه أكثر من أي وزير سني آخر. بمعنى آخر أن نتآمر نحن وإيّاه على الاسم... غير ذلك لم يكن لدينا ما نقدّمه".

لكنّ "مصادر المنار" عاجلت الحريري بالرفض، وتنصّلت من هذا "التآمر"، وأكّدت: "كيف يسمح الحريري لنفسه بأن يحدّد ويشترط في تسمية الوزير الشيعي؟".

إذا لم تتشكّل الحكومة بعد "كأس السمّ" الحريري، فهذا يعني أنّ إيران لا تريد حكومة، وستستمرّ في وضع العصي بالدواليب. والأكيد أنّ "بيّ التضحية" ستذهب تضحيته هباءً منثوراً.

على كل حال ليست هذه هي المرة الأولى..

 

أبدت استعدادها للردّ بقوّة على أي "عدوان إيراني"/واشنطن "تُمطر" طهران والمتعاونين معها بالعقوبات

نداء الوطن/22 أيلول/2020

يكاد لا يمرّ يوم واحد من دون أن تفرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات مباشرة أو غير مباشرة على النظام الإيراني وأتباعه وحلفائه في الشرق الأوسط والعالم، كان آخرها توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس مرسوماً يُجيز فرض عقوبات اقتصاديّة شديدة بحق أي بلد أو شركة أو فرد يُساهم في تقديم وبيع ونقل أسلحة تقليديّة إلى إيران. وبعدما أعلنت واشنطن فرض عقوبات جديدة على 27 كياناً وشخصاً متورّطين في نشاطات طهران المتعلّقة بالانتشار النووي، من بينهم وزير الدفاع الإيراني و5 علماء، شدّد الرئيس الأميركي على أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتعريض العالم لخطر الصواريخ الباليستيّة، لافتاً إلى أن العقوبات التي فرضتها واشنطن على الجمهوريّة الإسلاميّة تشمل تدابير رقابة على الصادرات. وإذ جاء في بيان لترامب أن "الولايات المتحدة أعادت تفعيل العقوبات الأمميّة على إيران"، أكد الرئيس الأميركي أن الاتفاق النووي تشوبه عيوب عميقة، مشيراً إلى أن النظام الإيراني "كذب وعرقل مراراً المفتّشين الدوليين". واعتبر أن إعادة تفعيل العقوبات الأممية "توجّه رسالة واضحة للنظام الإيراني ولأركان المجتمع الدولي الرافضين الوقوف بوجه إيران". بدوره، قال وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو لدى سؤاله عن المعارضة الأوروبّية لموقف واشنطن خلال مؤتمر صحافي إنّ "تفعيل العقوبات مسؤوليّة ملقاة على عاتق كلّ الدول الأعضاء في الأمم المتحدة"، مضيفاً: "هذا الأمر يشمل بالتأكيد المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. نتوقّع أن تمضي هذه الدول في تفعيل هذه العقوبات". ورأى بومبيو أن الاتفاق النووي لم يجلب إيران إلى صفوف المجتمع الدولي أو يمنعها من الحصول على سلاح نووي، والرئيس ترامب "وجد أن الاتفاقيّة كانت فشلاً ذريعاً للمجتمع الدولي". كذلك، أعلن بومبيو فرض عقوبات على الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته والمطلوب للعدالة الأميركيّة نيكولاس مادورو، إذ يرتبط نظامه الإشتراكي غير الشرعي بعلاقات مع إيران. وأضاف بومبيو: "منذ نحو عامَيْن، يعمل مسؤولون فاسدون في طهران مع النظام غير الشرعي في فنزويلا للالتفاف على حظر السلاح الذي قرّرته الأمم المتحدة". من جانبه، كشف وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين خلال المؤتمر الصحافي أن "لائحة العقوبات الجديدة أدرجت أسماء مسؤولين عن تزويد إيران بالأسلحة"، وهي تضمّ أيضاً "المنظّمة الإيرانيّة للطاقة الذريّة". كما حذّر من أن "أي شخص أو مؤسّسة تُساهم في تسهيل برامج إيران التسليحيّة سيتمّ إدراجه في لائحة العقوبات"، في حين أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن الولايات المتحدة مستعدّة "للردّ بقوّة على أي عدوان إيراني"، إذ "تمّ وضع القوّات العسكريّة الأميركيّة الموجودة في الشرق الأوسط في أقصى درجات الاستعداد والجهوزيّة لمواجهة أي طارئ في المنطقة".

أمّا وزير التجارة الأميركي ويلبر روس فقد أشار خلال المؤتمر الصحافي إلى أنّه تمّت إضافة أسماء 5 علماء إيرانيين الى لائحة العقوبات لدورهم في برامج إيران النوويّة الممنوعة، فيما شدّدت السفيرة الأميركيّة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت على أن "تحرّكاتنا في مجلس الأمن هدفها حماية الأمن والسلام في العالم"، وتوقّعت من حلفاء الولايات المتحدة الالتزام بالعقوبات ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وحول القرار الأحادي الذي اتخذته الولايات المتحدة بإعادة العقوبات على طهران، قالت كرافت: "عندما يفشل النظام المتعدّد في مجلس الأمن سنعمل بمفردنا"، في وقت اعتبر فيه مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين أن "مجلس الأمن فشل في الحفاظ على السلم الدولي بفرض حصار على تسليح إيران"، مشدّداً على أن الولايات المتحدة لن تسمح بذلك. وانتقد النظام الإيراني الذي يمنع شعبه من الازدهار في الوقت الذي يدفع فيه الأموال ويسعى إلى السيطرة الإقليميّة.

وحُدّد موعد المؤتمر الصحافي للإعلان عن هذه الخطوة في التوقيت نفسه الذي كان يتحدّث فيه وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف أمام مركز أبحاث أميركي رائد على الرغم من تنديد إدارة ترامب. وبينما أكد ظريف أمام "مجلس العلاقات الخارجيّة" استعداد بلاده لتبادل جميع المساجين الأميركيين بالمساجين الإيرانيين مع الولايات المتحدة، رأى أنّ العقوبات الأخيرة "لن يكون لها تأثير كبير على بلاده"، بالرغم من أنّها ترزح تحت أزمة اقتصاديّة واجتماعيّة ومعيشيّة وماليّة خانقة. كما أكد أن إيران لا تنوي إعادة التفاوض على الاتفاق النووي بصرف النظر عن الفائز في انتخابات الرئاسيّة الأميركيّة.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

واشنطن تُحذّر: إيران قادرة على صنع قنبلة نوويّة قريباً/طهران مجدّداً تحت مقصلة العقوبات الأمميّة والأميركيّة

نداء الوطن/22 أيلول/2020

لا هدنة ولا وقت مستقطعاً في خضمّ سياسة "الضغوط القصوى" التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحقّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، التي باتت عالقة تحت مقصلة العقوبات الأمميّة والأميركيّة القاسية مترقّبةً تاريخ الثالث من تشرين الثاني المقبل لكي تعرف بناءً على نتائج الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة مسار العقوبات ومستقبل الاتفاق النووي. وبعدما أعلنت الولايات المتحدة من جانب واحد أن عقوبات الأمم المتحدة على إيران دخلت مجدّداً حيّز التنفيذ، محذّرةً من "عواقب عدم الالتزام بها"، كشف مسؤول أميركي أمس لوكالة "رويترز" أن واشنطن ستفرض عقوبات اليوم على 24 شخصاً وكياناً شاركوا في البرامج النوويّة والصاروخيّة والأسلحة التقليديّة الإيرانيّة. وإذ أوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيُوقّع أمراً تنفيذيّاً يُتيح للإدارة الأميركيّة فرض عقوبات على كيانات غير أميركيّة تُتاجر بالأسلحة التقليديّة مع إيران، أشار إلى أن "واشنطن تعتقد أن إيران ربّما تملك موادّ انشطاريّة تكفي لصنع قنبلة نوويّة بحلول نهاية العام". ولفت المسؤول الأميركي أيضاً إلى أن طهران وبيونغ يانغ "استأنفتا التعاون في شأن مشروع الصواريخ بعيدة المدى"، فيما اتهم وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الأوروبّيين بعدم القيام بأي جهد لمنع تجارة الأسلحة مع إيران عبر رفضهم دعم قرار واشنطن إعادة فرض العقوبات الدوليّة على طهران. وقال بومبيو خلال حديث مع شبكة "فوكس نيوز": "كانت ستحصل أمور كثيرة لو أن قرارات مجلس الأمن الدولي لم يعد العمل بها مساء أمس (السبت)"، مؤكداً أنّه من دون هذه المبادرة "لكانت طهران اشترت أسلحة ودبّابات وأنظمة دفاع جوّي خلال بضعة أسابيع". وأضاف: "الأوروبّيون لم ينضمّوا إلينا في هذه القضيّة"، رغم أنّهم "يُقدّمون في مجالسهم الخاصة دعمهم لواشنطن". وتابع وزير الخارجيّة الأميركي: "هم يعلمون أنّنا على حق، لكنّهم لم يبذلوا أي جهد". وإذ ندّد بومبيو بآثار القرار الأوروبي، أشار على سبيل المثال إلى الوضع في لبنان، وقال: "الجميع يُريد أن يكون لبنان في وضع أفضل"، مضيفاً: "هذه الأسلحة التي ستبيعها إيران ستصل إلى أيدي "حزب الله" وستجعل الحياة أسوأ بالنسبة إلى اللبنانيين". كما أشار بشكل خاص إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قائلاً: "الرئيس ماكرون يقوم هناك (لبنان) بمبادرة، لكنّ الأوروبّيين لم ينضموا إلينا لوضع حدّ للاتجار بالسلاح"، في حين كان بومبيو قد دعا خلال كلمة داخل كنيسة في تكساس صباح أمس إلى تغييرات سياسيّة في إيران، وقال: "نُصلّي من أجل الشعب الإيراني كي تكون له الحكومة التي يستحقّها وتحترم حياة الإيرانيين". وفي ردود الفعل، وضعت إيران الولايات المتحدة في خانة "العزلة" و"الخسارة" الدوليّتَيْن، ورأت في سلسلة مواقف أمس أن الرفض الدولي للإجراء الأميركي هو لصالحها، ويُحوّل سياسة "الضغط الأقصى" إلى "عزلة قصوى" لواشنطن. وجاء الموقف الأوضح في هذا السياق على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي اعتبر على هامش اجتماع حكومي أن "سياسة الضغط الأقصى للولايات المتحدة ضدّ إيران، في شكلها السياسي والقانوني، تحوّلت إلى سياسة عزلة قصوى للولايات المتحدة". ولفت روحاني إلى أن الولايات المتحدة تلقّت "ثلاث هزائم متتالية في مجلس الأمن الدولي، أي في المكان الذي لطالما اعتقد الأميركيّون أنّه نقطة قوّتهم"، فيما توقّع المتحدّث باسم الخارجيّة الإيرانيّة سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي من المجتمع الدولي وكلّ دول العالم "الوقوف ضدّ هذه التحرّكات المتهوّرة من قبل النظام في البيت الأبيض والتحدّث بصوت واحد". وفي الوقت الذي صدر فيه بيان مشترك عن فرنسا وبريطانيا وألمانيا اعتبر أنّه "لا يُمكن أن يكون لـ"إشعار (بومبيو) المفترض" أي أثر قانوني"، أكدت الخارجيّة الروسيّة بدورها أن إعلان واشنطن يفتقد للأساس القانوني. واتّهمت موسكو واشنطن بالقيام بـ"أداء مسرحي"، وأصرّت على أن تصريحات الولايات المتحدة "لا تتطابق مع الواقع"، في حين ندّدت البعثة الصينيّة في الأمم المتحدة بالإجراء الأميركي الذي "يخلو من أي اثر قانوني وسياسي"، مؤكدةً أن رفع العقوبات الذي نصّت عليه قرارات الأمم المتحدة سيستمرّ، وحان الوقت "لإنهاء المسرحيّة السياسيّة التي تُمارسها الولايات المتحدة".

 

البحرين تُحبط "مخطّطاً إرهابيّاً" مدعوماً من "الحرس الثوري"/واشنطن تنشر تفاصيل جديدة عن برنامج طهران الصاروخي

نداء الوطن/22 أيلول/2020

كشف تقرير حديث للخارجيّة الأميركيّة تفاصيل جديدة عن برنامج إيران الصاروخي ومؤهّلاته، الأمر الذي اعتبرته واشنطن يُشكّل "تهديداً خطراً للأمن الإقليمي". واستُهلّ التقرير بالحديث عن التهديد الذي تُشكّله طهران، من خلال تطويرها للصواريخ الباليستيّة ونشرها في عدد من دول العالم، ما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وأوضحت الخارجيّة الأميركيّة أن إيران "تمتلك أكبر قوّة صاروخيّة وأكثرها تنوّعاً في الشرق الأوسط، مع أكثر من 10 أنواع من الصواريخ الباليستيّة، سواء في مخزونها أو قيد التطوير"، مشيرةً إلى أن النظام "يُواصل نشر مجموعة من الأنظمة قصيرة ومتوسّطة المدى التي تعمل بالوقود الصلب والسائل". كما حذّرت واشنطن من أن إيران تُواصل تحديث العديد من التقنيّات اللازمة لتطوير أنظمة الصواريخ طويلة المدى. وفي ما يخصّ الفضاء، اعتبرت الولايات المتحدة أن جهود إيران لتطوير مركبات فضائيّة "تُثير قلقاً خاصاً لأنّها تسمح لها باكتساب الخبرة تحت ستار برنامج الفضاء السلمي". على صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام بحرينيّة أن أجهزة الأمن في البلاد تمكّنت من "إحباط مخطّط إرهابي ضخم"، مشيرةً إلى أن "الحرس الثوري" الإيراني يقف وراءه. وذكرت وسائل إعلام عدّة أن وزارة الداخليّة البحرينيّة تمكّنت من إفشال "مخطّط إرهابي ضخم تلقى دعماً وتمويلاً من هاربين في إيران وعناصر في الحرس الثوري"، لافتةً إلى "تشكيل تنظيم إرهابي جديد" يحمل اسم "سرايا قاسم سليماني". وأوضحت أن هؤلاء العناصر وضعوا مخطّطاً لتفجير عدد من المنشآت العامة والأمنيّة في البحرين، بالإضافة إلى رصد عدد من أفراد الحراسات الخاصة لشخصيّات مهمّة في المملكة بغرض الاغتيال. وأضافت أن إحباط المخطّط جاء بعد العثور على عبوة متفجّرة في الشارع العام بمنطقة البديع، كانت معدّة لاستهداف وفد أجنبي حضر إلى البحرين في زيارة رسميّة. وتابعت أن أجهزة الأمن ضبطت حينئذ أحد المتّهمين بمسكنه في منطقة سار، وعُثِرَ في منزله على قوالب متفجّرة ومواد عجينة تُستخدم في صناعة المتفجّرات، وأجهزة استقبال وعملات أجنبيّة و"كتب مرتبطة بالفكر الإرهابي".

 

اندلاع حريق كبير في مصنع قرب طهران

الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن حريقاً اندلع في مصنع قرب العاصمة طهران، اليوم الثلاثاء، وذلك في أحدث حريق ضمن سلسلة حرائق وانفجارات أصاب بعضها مواقع حساسة. وقال مسؤول بإدارة الإطفاء للتلفزيون الحكومي: «لم يسقط قتلى أو مصابون... تم إرسال رجال إطفاء إلى المصنع في مقاطعة إسلام شهر... الجهود مستمرة للسيطرة على الحريق الواسع النطاق وإخماده»، مضيفاً أن سبب الحريق قيد التحقيق، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. ووقعت عدة حوادث أخرى في منشآت في الأشهر القليلة الماضية، منها حريق في منشأة نطنز النووية تحت الأرض في يوليو (تموز) مما تسبب في أضرار كبيرة، لكن المسؤولين الإيرانيين قالوا إن العمليات لم تتأثر.

 

فرنسا «قلقة» إزاء الوضع الصحي للمحامية الإيرانية نسرين سوتوده

الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

أعرب وزير الخارجية الفرنسي اليوم (الثلاثاء)، عن قلقه إزاء الوضع الصحي للمحامية الإيرانية المعارضة نسرين سوتوده التي نُقلت إلى المستشفى عقب إضرابها عن الطعام. وأعلن جان - إيف لو دريان: «نحن قلقون جداً على الوضع الصحي لنسرين سوتوده. لقد أُدينت... لأنها كانت تقوم بمهنتها كمحامية»، مضيفاً: «في كل محادثة مع السلطات الإيرانية، يذكّر رئيس الجمهورية، وأنا أيضاً على المستوى الشخصي، برغبتنا أن نرى نسرين سوتوده حرة»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتنفذ سوتوده البالغة 57 عاماً إضراباً عن الطعام منذ أكثر من 40 يوماً، وفق زوجها، تنديداً بظروف احتجاز السجناء السياسيين وانسداد الأفق القضائي أمامهم، فيما يتفشى وباء «كوفيد - 19» في إيران عموماً وفي سجونها خصوصاً. ونُقلت المحامية الأسبوع الماضي إلى وحدة للأمراض القلبية بعدما أُدخلت الطوارئ في مستشفى «طالقاني» في طهران. وذكّر لو دريان بأن المحامية تلقت الجائزة الألمانية - الفرنسية لحقوق الإنسان وعُيِّنت «عضواً في المجلس من أجل المساواة بين الرجال والنساء في إطار الرئاسة الفرنسية لمجموعة السبع». وتحدث أيضاً عن حالة الباحثة الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه الموقوفة منذ عام في طهران، والذي اعتبر أن إدانتها «سياسية بحتة وتعسفية» وهي «غير مبنية على أي عنصر جدي». وأعاد لو دريان تأكيد رغبة فرنسا في التحرك من أجل الباحثة «وبشأن زيادة خطورة وضع حقوق الإنسان في إيران، جزئياً بعد مظاهرات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019».

 

إيران ترجح تورط «عناصر داخلية» في تفجير منشأة «نطنز»

الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

أكدت الحكومة الإيرانية أن الانفجار الذي شهدته منشأة «نطنز» النووية في يوليو (تموز) الماضي ناجم عن عمل تخريبي، ولفتت إلى وجود شبهة قوية في تورط عناصر داخلية. وقال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، اليوم (الثلاثاء): «لقد كان بالتأكيد عملاً تخريبياً، وهناك الآن شكوك قوية في تورط عناصر داخلية في الحادث». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عنه القول إن هناك فرضيات أخرى تنظر أجهزة الاستخبارات الوطنية فيها. وكانت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قد أفادت بأن الانفجار الذي وقع في سقيفة في مجمع المفاعل خلّف «أضراراً كبيرة»، إلا أنها رفضت تقديم معلومات أكثر تفصيلاً، وأرجعت هذا لأسباب أمنية. ويستخدم علماء الذرة الإيرانيون موقع «نطنز» لتخصيب اليورانيوم وبناء أجهزة الطرد المركزي واختبارها، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وشهدت إيران عدة انفجارات وحرائق غامضة خلال الأشهر الماضية، وقع بعضها في مواقع حساسة، بينها موقع «بارشين» العسكري في شرق طهران، ومنشأة «نطنز» للتخصيب النووي. وأثارت الانفجارات في «بارشين» و«نطنز» تكهنات بوجود أعمال تخريب متعمدة من جهات أجنبية، إلا أنه لم يتم نشر ما يؤكد هذه التكهنات.

 

انتشال 10 غرقى واعتراض مهاجرين قبالة سواحل الجزائر

الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

انتشل حراس السواحل التابع للجيش الجزائري جثث 10 غرقى، واعترضوا 485 مهاجراً كانوا على متن قوارب قبالة الساحل متجهة إلى أوروبا في الفترة بين 15 و19 سبتمبر (أيلول) الحالي، بحسب حصيلة أعلنتها وزارة الدفاع. وجاء في البيان المنشور على موقع الوزارة: «تمكنت وحدات حرس السواحل (...) من خلال 42 عملية متفرقة في مياهنا الإقليمية، من اعتراض وإنقاذ 485 شخصاً حاولوا الإبحار بطريقة غير شرعية... تم انتشال 10 جثث لمهاجرين غير شرعيين غرقوا بعد انقلاب قواربهم»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ورغم مخاطر الغرق والسجن، تزايدت خلال الأشهر الماضية أعداد الجزائريين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط. وبحسب آخر أرقام الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود، فإن 5225 جزائرياً أبحروا عبر سواحل غرب المتوسط، و865 عبر سواحل الوسط، خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2020. لكن هذه الأرقام أقل بكثير من الواقع، بحسب مختصين في الهجرة غير القانونية. وخلال زيارتها للجزائر مؤخراً، بحثت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورغيزي ملف الهجرة غير الشرعية، وأكدت أن السلطات الجزائرية «تتحمل مسؤولياتها، وتتخذ القرارات المطلوبة في هذا الملف». وتعددت أسباب الهجرة بالنسبة للجزائريين، من بطالة وتدهور في مستوى المعيشة وبحث عن الحرية، وفي بعض الأحيان مجرد صعوبة إيجاد مسكن لمغادرة البيت العائلي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن انتشار وباء «كوفيد-19» زاد من عدد المهاجرين انطلاقاً من الجزائر، كما من تونس. ومنذ عام 2009، ينص قانون العقوبات على السجن 6 أشهر لكل من يحاول مغادرة التراب الوطني بصفة غير شرعية، لكن ذلك لم يكبح جماح المرشحين لعبور البحر، بل إن أعدادهم في تزايد. وبحسب الصحافة الإسبانية، فإن 800 جزائري وصلوا السواحل الإسبانية خلال آخر أسبوع من شهر يوليو (تموز) الماضي.

 

28 قتيلاً في معارك بين النظام السوري و«تنظيم داعش»

الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

قُتل 28 عنصراً من قوات النظام و«تنظيم داعش» خلال الساعات الـ24 الماضية في اشتباكات عنيفة، تخللها غارات روسية في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وشنّ «تنظيم داعش»، بحسب المصدر نفسه، هجمات عدة منذ «الاثنين» ضد مواقع لقوات النظام في منطقة الرصافة في ريف الرقة الجنوبي (شمال)، المحاذية للبادية السورية. واندلعت إثر الهجمات اشتباكات عنيفة، وتدخلت الطائرات الحربية الروسية دعماً للقوات الحكومية عبر شنّ هجمات لا تزال مستمرة، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأفاد المرصد عن مقتل 15 عنصراً من التنظيم المتطرف جراء الاشتباكات والغارات، كما أودت المعارك بـ13 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. ورغم تجريده من مناطق سيطرته في شرق سوريا قبل أكثر من عام، لا يزال «تنظيم داعش» ينتشر في البادية السورية المترامية الأطراف، والتي تمتد من ريف حمص الشرقي وصولاً إلى الحدود العراقية. وتسيطر قوات النظام على مناطق واسعة في ريف الرقة الجنوبي، فيما يسيطر المقاتلون الأكراد على غالبية المحافظة. ويشنّ عناصر «تنظيم داعش» بين الحين والآخر هجمات على مواقع قوات النظام في البادية، تستهدف أحياناً منشآت للنفط والغاز. وتبنّى التنظيم الشهر الماضي هجوماً بعبوة ناسفة استهدف دورية للجيش الروسي قرب مدينة دير الزور في شرق سوريا، وأسفر عن مقتل جنرال وإصابة عسكريَّين آخريَن بجروح. وفي يوليو (تموز)، قُتل أكثر من 50 عنصراً من قوات النظام و«تنظيم داعش» في اشتباكات تخللتها غارات روسية في ريف حمص الشرقي. ويؤكد محللون وخبراء عسكريون أن خطر التنظيم لا يزال قائماً مع قدرته على تحريك عناصر متوارية في المناطق التي طُرد منها، انطلاقاً من البادية السورية. وغالباً ما ينفّذ هؤلاء عمليات خطف ووضع عبوات واغتيالات وهجمات انتحارية تطال أهدافاً مدنية وعسكرية في آنٍ واحد، وتستهدف بشكل شبه يومي أيضاً عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» في شرق دير الزور.

 

تدريبات روسية ـ تركية لضبط التوتر في شمال غربي سوريا

الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

أجرت القوات التركية والروسية في إدلب أمس (الاثنين) تمرينا مشتركا على التنسيق أثناء الدوريات المشتركة، في وقت سيّر الجانبان دورية مشتركة في ريف الحسكة بعد توقف لأسبوعين. وذكرت مصادر تركية أن تدريبات الأمس، تضمنت التركيز على التنسيق بين الجنود المشاركين في الدوريات المشتركة التي تسيرها القوات التركية والروسية على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) التي انطلقت منذ 15 مارس (آذار) الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقع بين الجانبين في الخامس من الشهر ذاته. وأضافت المصادر أنها تضمنت تمرينا على التواصل باستخدام إشارات معينة بين العناصر التي تشارك في الدوريات لـ«العمل على التنسيق بين الجنود الأتراك والروس في حالات الطوارئ، مثل شن هجمات مسلحة على الدوريات». كما تضمن التدريب، الذي يأتي في إطار الاتفاق مؤخرا بين الجانبين التركي والروسي على القيام بتدريبات مشتركة على تأمين بعد شكوى موسكو من الاستهدافات، تنفيذ عمليات إخلاء الجرحى والمركبات العسكرية المتضررة خلال التدريبات، وكذلك كيفية عمل قوات الدعم حال وقوع هجوم. وامتنعت القوات الروسية الأسبوع الماضي عن تسيير دورية مشتركة مع نظيرتها التركية على طريق حلب اللاذقية (إم 4) بسبب تكرار الهجمات التي تعرضت لها الدوريات سواء بتفجير عبوات ناسفة أو الهجوم بقذائف (آر بي جي) على الدوريات وبخاصة المركبات الروسية المشاركة فيها بسبب رفض بعض المجموعات المتشددة الوجود الروسي والتفاهمات التركية الروسية في شمال سوريا. وصعدت روسيا خلال الأيام الأخيرة قصفها على محاور جنوب وشمال وغرب إدلب لاستهداف مواقع هيئة تحرير الشام والمجموعات المتشددة الأخرى، وسط صمت من جانب أنقرة، أرجعه مراقبون إلى عدم تنفيذ تركيا التزاماتها حتى الآن بموجب اتفاقات آستانة والتفاهمات الثنائية مع روسيا في إدلب، بالفصل بين المجموعات المتشددة وفصائل المعارضة السورية المعتدلة.

ولم يصدر عن أنقرة أي رد فعل تجاه تصعيد روسيا غاراتها الجوية الأربعاء الماضي على محاور في شمال إدلب تزامنا مع اجتماع لوفدين تركي وروسي في أنقرة لبحث الملف السوري والوضع في إدلب على وجه الخصوص، كما لم تبد أي رد فعل أيضا على الصف الذي نفذه الطيران الروسي، أول من أمس، في غرب إدلب والذي كان الأعنف من نوعه منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين في 5 مارس. وأرجعت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» غياب رد فعل تركي على التصعيد الروسي وكذلك التصعيد من جانب النظام الذي طال بعض نقاط المراقبة العسكرية التركية في إدلب، إلى عدم تأثير هذه الهجمات على الوضع في إدلب أو على مناطق نفوذها وأن ما يعنيها هو تثبيت الوضع على ما هو عليه الآن ولذلك رفضت تخفيض عدد نقاط مراقبتها في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا وكذلك تخفيض عدد النقاط في مناطق نفوذ النظام وسحب أسلحتها الثقيلة من هذه النقاط، كما اقترح الجانب الروسي في اجتماعات أنقرة. وأضافت المصادر أن تركيا استخدمت «منبج» و«تل رفعت» كورقة مساومة مع الجانب الروسي خلال الاجتماع وطلبت تسلميهما لها وانسحاب عناصر تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) منها إلا أن طلبها قوبل بالرفض من جانب الروس. وأشارت إلى أن أنقرة وموسكو تحتفظان بآلية تشاور عسكرية مستمرة بشأن إدلب. وتوقعت عدم تطور الخلافات بين الجانبين إلى حد الصدام في إدلب. وأرسل الجيش التركي على مدى الأيام القليلة الماضية مزيدا من التعزيزات إلى نقاط المراقبة التابعة له في إدلب بعد رفض المقترحات الروسية حولها.

في السياق ذاته، سيرت القوات التركية والروسية دورية جديدة في غرب الدرباسية في ريف الحسكة انطلقت من معبر قرية شيريك (13 كيلومترا غرب الدرباسية)، وصولار إلى ريف أبو راسين الشمالي، تزامنا مع تحليق مروحيات روسية في أجواء المنطقة. وتجولت الدورية المؤلفة من 4 مدرعات تركيا ومثلها روسية في عدد من القرى في المنطقة. جاء ذلك بعد أن سيّر الجانبان دوريتين منفصلتين كل واحدة على حدة خلال الأيام الأربعة الأخيرة.

 

موسكو تتجاهل غارات إدلب وتتحدث عن «استفزاز كيماوي»

الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

تجاهلت موسكو أمس، المعطيات عن تعرض مناطق في إدلب لأعنف غارات منذ شهور، وتجنبت وزارة الدفاع الروسية إصدار تأكيد أو نفي صحة المعلومات عن قيام الطيران الحربي الروسي بشن عشرات الغارات على المنطقة، في حين سعت الوزارة إلى توجيه الأنظار نحو ملف آخر، عبر الإعلان عن توافر معلومات لديها حول قيام متشددين في إدلب بالتحضير لما وصف بأنه «هجوم كيماوي» في مناطق جنوب إدلب. واللافت أن عدم صدور أي ردة فعل روسية على الاتهامات الموجهة لموسكو بشن أعنف غارات على إدلب انسحب على المستويين الدبلوماسي والعسكري، إذ خلت الإفادة اليومية التي تصدرها وزارة الدفاع حول الوضع في سوريا من أي إشارة إلى ذلك، كما تعمدت الخارجية الروسية بدورها عدم التعليق على الاتهامات. كما برز تجاهل متعمد مماثل، لدى وسائل الإعلام الروسية التي لم تتطرق في كل تغطياتها إلى الغارات، خلافاً لمرات سابقة كانت وسائل الإعلام الحكومية فيها تنقل ما ينشر عن مصادر غربية أو عن مصادر المعارضة السورية. وفي مقابل ذلك، سعى مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية، إلى لفت الأنظار نحو موضوع مختلف، عبر إعادة الحديث عن تحضير متشددين في إدلب لـ«استفزاز كيماوي». وبات هذا الموضوع أشبه بأسطوانة دائمة التكرار لدى الأوساط الروسية في كل مرة تشتعل فيها نقاشات دولية حول الوضع في سوريا، أو تقع حوادث أو تطورات كبرى في إدلب. وكانت المرة الأخيرة التي لجأت فيها موسكو إلى إعلان «توافر معلومات لديها عن استفزاز كيماوي يتم التحضير له» الشهر الماضي، مباشرة، بعد جلسة نقاش في مجلس الأمن حول الملف الكيماوي السوري، تخللتها سجالات حادة بين المندوبين الروسي والسوري من جهة ومندوبي الدول الغربية من جهة أخرى. وعادت موسكو أمس، إلى إثارة هذا الموضوع، عبر إعلان مركز المصالحة عن «تلقيه معلومات» حول تخطيط مسلحين في إدلب لشن «استفزازات كيماوية» بهدف تحميل القوات الحكومية وروسيا المسؤولية عنها.

ووفقاً لنائب رئيس مركز المصالحة، ألكسندر غرينكيفيتش، فإن «المعلومات الواردة تتحدث عن تخطيط مسلحي تنظيم (جبهة النصرة) لتنفيذ استفزاز باستخدام مواد سامة في القطاع الجنوبي من منطقة خفض التصعيد في إدلب».

وقال العسكري الروسي إن «المسلحين ينوون فبركة هجمات كيماوية في مدينة أريحا وبلدة بسامس بغية اتهام قوات الحكومة السورية لاحقاً باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين». وأشار غرينكيفيتش إلى أن «التحضيرات جارية في أماكن الاستفزازات» المتوقعة لتصويرها، بمشاركة ناشطين في «الخوذ البيضاء». اللافت أن المسؤول العسكري لم يشِر، مثل المرات الماضية، إلى مصادر المعلومات التي حصلت عليها وزارة الدفاع. ودعا مركز المصالحة الروسي قادة الفصائل المسلحة إلى «الامتناع عن الاستفزازات العسكرية واتباع مسلك التسوية السياسية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم». إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع أن الجيشين الروسي والتركي أجريا أمس، تدريبات مشتركة جديدة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، نفذوا خلالها تمريناً على صد هجوم استهدف دوريات. وقال يفغيني بولياكوف، نائب رئيس مركز التنسيق في منطقة خفض التصعيد في إدلب، إن «الهدف الأساسي للتدريبات المشتركة معالجة قضايا التنسيق بين العسكريين المشاركين بشكل مباشر في الدوريات، وإجراءات تنظيم الاتصالات على الطريق باستخدام إشارات خاصة». ووفقاً له، فإن المهمة الرئيسية للتدريب كانت «العمل على التفاعل بين جيشي البلدين في حالة الطوارئ، بما في ذلك في إطار محاكاة معركة مع قوافل تابعة للمسلحين. وشملت التدريبات عمليات سريعة ومشتركة لإخلاء الجرحى وسحب المعدات المعطوبة، كما تم وضع ترتيب لاستدعاء وحدات المساندة». وهذا التدريب هو الثالث من نوعه بين الجيشين الروسي والتركي في إدلب، منذ بداية الشهر الماضي، وبدا توقيته لافتاً على خلفية التصعيد العسكري الواسع في إدلب خلال اليومين الماضيين، خصوصاً أن بعض المصادر رأت في عمليات القصف الروسي على مناطق في إدلب رسالة إلى الجانب التركي الذي يتولى وفقاً للاتفاقات الروسية - التركية ضبط الأوضاع في المنطقة. على صعيد آخر، أعلن في موسكو أمس، أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيزور العاصمة الروسية الخميس المقبل، لإجراء مشاورات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال زامير كابولوف، مدير دائرة آسيا الثانية في وزارة الخارجية الروسية، إن البحث سوف يتطرق إلى «العلاقات الثنائية وتطورات الوضع في سوريا والملف النووي الإيراني وقضايا إقليمية أخرى».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كرنتينا الشرق: لبنان المتروك ليتعفّن بالسلاح والأحقاد

محمد بركات /اساس ميديا/الأربعاء 23 أيلول 2020

منذ سنوات صدر قرار عربي، لم نقبل أن نصدّقه، بأنّ لبنان بات من الماضي، وأن "اتركوه لإيران". وكانت نشوة المصارف والفوائد وغسيل الأموال وسرقة المال العام، كافية ليتكوّم عشرات الآلاف حول حزب الله، يأكلون ويشربون من خيره، ويظنّون أنّه يكفي ليضمن لهم المستقبل.

بعدها صدر قرار أميركي وأوروبي، بأن "اتركوا هذا البلد ليتعفّن بفساده، وبعدها نرى". وظنّ حلفاء حزب الله والمحيطون به والطامعون برضاه وفتات إدارات الدولة التي يسيطر عليها، بأنّ الحزب هو المستقبل، وهو الضمانة، وهو القادر على تأمين مستقبل أولاد اللبنانيين، وما علينا إلا أن نقترب منه، وأن نتملّق له، وبعدها يفتح الله لنا أبواباً كًنّا نحسبها، من شدّة اليأس لم تُخلَق بمفتاحِ. مرّت الأشهر، وجاع الناس، وشحّت الأموال، وانهار النظام المصرفي، وانهارت الليرة، و"ما عاد حدا يعطينا". نزل الناس إلى الشوارع، يتحدّثون عن فقرهم وجوعهم. صرخوا، ولم يسمعهم أحد. قالوا: "إنه الفساد"، وقلنا لهم: "إنّه السلاح". هذا الذي حكمَنا بالقوّة، وأدار الانتخابات بالقوّة، واعتدى على السوريين واليمنيين والعراقيين والكويتيين والمصريين، وكذلك على أمن أوروبا والأميركيتين وأفريقيا...

لكنّ الثوّار أصرّوا: "إنّه الفساد". لم يصدّقوا أنّ معركة تحرير لبنان من احتلال السلاح أبدى وأكثر أهمية من تحريره من الفاسدين. بل إنّ الفساد احتمى بالسلاح: "كُن مع السلاح وافعل ما شئت"، كانت المعادلة الذهبية التي حكمت لبنان منذ 20 عاماً. في الحارات المصرية الشديدة الفقر، التي تنقل إلينا صورها أفلام السينما، نرى زواريب ضيّقة، على اليمين عجائز يتعاطون مخدّرات رخيصة، مثل الطائفية، على اليسار فتوّة ومن حوله شبّان جاهزون ليَقتلوا أو يُقتَلوا، في سبيل أيّ أمر تافه، أو رغبة دنيئة

واليوم لم يتغيّر شيء. اليوم نحن عالقون هناك. وزارة المالية يريدها السلاح. يريد تضييع الوقت ريثما تأتي الانتخابات الأميركية بعد 40 يوماً. تريد إيران ثمناً كبيراً لتسهيل الدور الفرنسي في لبنان، أو لتطبيق الرغبات الأميركية فيه. السلاح هو أداة إيران. السلاح الذي حمى الفاسدين، حلفاءً كانوا أو خصوماً. حمى منظومة الفساد كلّها، فلا يدخل حليف إلى السجن، كما لا يدخل خصم، طالما أنّ الإثنين يسبحان في مستنقع السرقة والهدر، تحت سقف السلاح وديمومته.

في الحارات المصرية الشديدة الفقر، التي تنقل إلينا صورها أفلام السينما، نرى زواريب ضيّقة، على اليمين عجائز يتعاطون مخدّرات رخيصة، مثل الطائفية، على اليسار فتوّة ومن حوله شبّان جاهزون ليَقتلوا أو يُقتَلوا، في سبيل أيّ أمر تافه، أو رغبة دنيئة، مثل عصابة، أو ميليشيا، ومثل طائفة غارقة بأحقادها التاريخية، ومنتشية بكوكايين العظمة الكاذبة. وكلما سارت الكاميرا، كلما رأينا أطفالا بثياب رثّة، جائعين ويحملون نظرات طويلة، وحزينة، ويائسة، ونساءً كلما زاد فقرهنّ، كلما صاروا عرضةً للبيع والشراء أكثر وأكثر. وكلما مشينا مع المشهد، رأينا البؤس في العيون، في الجدران المخلّعة، والسقوف الآيلة للسقوط...غداً قد ينفجر مرفق آخر، بحريق، أو بفضيحة، أو بانهيار، أو "بتلحيم"، قد يكون المصرف المركزي، وقد يكون الضمان الاجتماعي، وقد يكون المطار. فنحن متروكون للعفن

لبنان متروك لهذا المصير. متروك ليتعفّن، كمخزن سلاح روسي عتيق، كمخزن أحقاد، كخطّ تماس شرب دماءً أكثر مما شرب من أمطار الشتاء. متروك ليكون مستودعاً للنازحين واللاجئين، من كلّ جنسيات المنطقة، والجالية الأكبر من اللبنانيين، السكان الأصليين، الذين لن تكون أحوالهم أفضل من غيرهم. 

مخزن لاجئين وفقراء. القادرون سيخرجون، سيهرب الفقراء المعدمون في البحر، تحت خطر الموت على طريق الـ100 كيلومتر بيننا وبين قبرص. والمتعلّمون سيهربون للعمل في أوروبا والخليج وأميركا حين تتاح لهم الفرصة، وهي قليلة هذه الأيام. والذين لديهم عائلات في أيّ دولة، سيحاولون الالتحاق بهم. وسيبقى هنا الضعفاء والكسالى وقليلو الحظّ، ليتعفّنوا، لنتعفّن، كما تعفّن المرفأ حتى انفجر بالفساد أو الصواريخ أو الرسالة الإسرائيلية، لا فرق. المهمّ أنّه انفجر بالعفن، بكلّ ما تعفّن فيه على مدار 30 وربما 50 أو 70 عاماً.

وغداً قد ينفجر مرفق آخر، بحريق، أو بفضيحة، أو بانهيار، أو "بتلحيم"، قد يكون المصرف المركزي، وقد يكون الضمان الاجتماعي، وقد يكون المطار. فنحن متروكون للعفن. ذلك الذي كان يبرق، مثل بلاط مجليّ بالأكاذيب، مثل فوائد المصارف وشعارات الإصلاح والتغيير والمقاومة...

 

سعد الحريري المتخصّص بهزيمتنا

زياد عيتاني/أساس ميديا/الأربعاء 23 أيلول 2020

ماهر متخصّص سعد الحريري بإلحاق الهزيمة بحلفائه وبيئته وناسه وأنصاره ومحبّيه، لطالما نادى علينا بمعارك كنّا نظنها كبرى، وكنّا في اليوم الثاني نستيقظ ولا نجده، نسأل عنه فلا مجيب.

هكذا حصل معنا بعد انتخابات 2009. نزلنا رجالاً ونساء، شباباً وصبايا، عجائز وكهولاً. جميعنا كنّا كالصف المرصوص منتظرين في الطابور، كي نصوّت في الصندوق، ونقول إنّ بيروت لا يمكنها أن تموت. هَزَمْنا يومهم المجيد في الصندوق، فإذا بسعد يبدّده بالليلة نفسها بصفقة ليس فيها صفقة، وبتسوية دون نقاط أو بنود. هكذا حصل معنا أيضاً في معركة رئاسة الجمهورية وصمدنا، وقلنا سراً وعلانية للآخرين، إننا لن نتنازل، ولن ننتخب رئيساً أنتم تختارونه. في ليلة غاب فيها ضوء القمر، ولم يصح الديك عند السحر، خرج علينا سعد بتسوية، مجدّداً دون نقاط أو بنود، فانتخب ميشال عون رئيساً وهزمنا جميعاً كالعادة. نحن من كنّا معه ولأجله نعترض ونثور، ثمّ أعطى العهد وحلفاءه على طبق من فضة قانون انتخاب يمكنهم عبره من القبض على الوطن وكلّ الأمور. الكلّ أشار عليه برفضه، حتى الشهيد الرفيق أحسبه قد أتاه في المنام محذّراً: "إياك يا ولدي أن تعطيهم ما ستندم عليه لاحقاً، وحينها لن تنفع الدموع". وهَزمنا مجدّداً أيضاً كالعادة، في القانون وفي الصندوق وفي قلب بيروت، وتسلّقوا نصب الشهيد شامتين منتقمين رافعين راياتهم فوق النصب. وأحسبهم كذاك المحتل عندما دخل دمشق، واتجه إلى قبر صلاح الدين الأيوبي قرب المسجد الأموي، فركل الضريح بقدمه، وقال: "قم صلاح الدين ها نحن عدنا فُرساً وروم..".اليوم مجدّداً يُظهر سعد الحريري تخصّصه ومهارته بهزيمتنا. نحن كلنا حلفاؤه وناسه حتى شهداؤنا الساكنون في القبور

وهكذا فعل بنا سعد عندما شكّل حكومته بعد الانتخابات عام 2018، وفتح الصناديق والأبواب لصديقه جبران، بعد أن طرد من حوله كلّ الصقور. وبقي كذلك حتى حين استقال، ففي ورقته الاصلاحية كما أسماها ما زال في ملف الكهرباء يعطي صديقه رغم كلّ ما جاءه منه من سوء.

اليوم مجدّداً يُظهر سعد الحريري تخصّصه ومهارته بهزيمتنا. نحن كلنا حلفاؤه وناسه حتى شهداؤنا الساكنون في القبور. من قال له أن يخوض معركة وزراة المالية، وأيّ حكيم أشار عليه بها، وهو الوحيد الذي في حكوماته كان تكريس هذه البدعة للثنائي الشيعي بكلّ مفردات الموافقة والقبول. لقد صنع لأخصامه إن كانوا حقاً خصومه نصراً مجانياً دون جهد أو سعي، فَرزْقُ الأذكياء من السماء يهبط، ومعروف كيف يتحقّق ويكون. فلتشكّل الحكومة دون إثارة إشكالية كهذه، حينها تسير الأمور كما كانت تسير دون مباركة خارجية للتعدّي على الدستور.

نعم، نحن ضحايا سعد الحريري وإدارته السياسية، وهو من أوصلنا الى أرذل العهود

والخشية أن يكون سعد الحريري يتلذّذ بهزيمتنا، بقهرنا. والخشية الأكبر أنه بات حملاً ثقيلاً على بيئته وناسه والأحبة والأقارب، وعلى كلّ من في فلكه يدور. لقد ادّعى سعد الحريري مراراً وتكراراً أنه "ضحية"، عند كلّ استحقاق انتخابي أو سياسي أو اقتصادي أو قضائي، وكان يستقطب الناس من حوله كمتضامنين ومتعاطفين مع الضحية المسكين، فيما الواقع أننا كطائفة نحن كنّا وما زلنا في موقعنا بالشراكة الوطنية، في وجودنا بمناطقنا، في وظائف الدولة، والأهم الأهم في احتفاظنا بكرامتنا الجماعية ضحيته. نعم، نحن ضحايا سعد الحريري وإدارته السياسية، وهو من أوصلنا الى أرذل العهود.

 

انفجار مرفأ بيروت يفوق خيال الروايات

د. منى فياض/ النهار/22 أيلول/2020

دمّر قسم كبير من لبنان في حرب العام 2006 وتم تهجير ثلث السكان. مع ذلك أمسكت الحكومة بالوضع وبقي تحت السيطرة. وظلت المؤسسات شغالة، من حفظ الأمن وعمل المستشفيات والخدمات والبنى التحتية وغيرها. وأعيد إعمار ما تهدم خلال عامين. طبعا حينها لم نكن مقاطعين من دول العالم وخصوصا الأشقاء العرب، فدعمونا ووقفوا إلى جانبنا. واستطاعت الحكومة القيام بواجبها بالرغم من التجاوزات.

اليوم وبعد عقد ونصف من ارتقاء الممانعة إلى الحكم في لبنان، ثم الاستيلاء عليه، وصل البلد إلى درجة من العجز والانحطاط بحيث أن #مرفأ #بيروت أُحرق مجددا قبل حلول أربعين التفجير الإجرامي. ناهيك عن الحرائق المتنقلة. ولم يحصل أي تقدم في ملف إعادة إعمار المنازل المهدمة، كما في التحقيق. بل أن هناك محاولات لإزالة الأدلة وتبرئة المسؤولين عن الجريمة.

ابتلاء لبنان بوباء يشبه جائحة كورونا، يتطلب التخلص منه الكثير من المحاولات والتحايل والصبر لإيجاد المنفذ المناسب. هناك إجماع الآن على الداء، "كلن يعني كلن". لكن الخلاف حول من نحن وماذا نريد ومن أين نبدأ بالعلاج؟ وما هي الدرع التي علينا كسرها أولا؟

لا نجد شبيها لوضعنا المزري سوى في الخيال. عندما حصلت على رواية "الإضراب" (Atlas Shrugged) للكاتبة Ayn Rand، كان هدفي التعرف على أفكار وفلسفة ملهمة عمالقة الرقمي. والبعض يسميها "نبية السيليكون فالي". الموصوفون بـ "معلمي الفكر الجدد" والذين يرمون كل ما يتعلق بالدول، ليشكلوا العالم بحسب مبادئ Libertarien. وكتابها هذا هو من أكثر الكتب انتشارا في أميركا. وهي تعد "الفيلسوفة الرسمية لإدارة ريغان". ولا تزال تمثل صورة رمزية لليمين، سواء المحافظ أو النيوليبرالي. المؤلفة روسية الاصل اسمها Alisa Zinovyvena Rosenbaum هاجرت إلى الولايات المتحدة عام 1926 لتهرب من نظام الثورة، وهي معادية بشدة لتسلط الدولة واستبدادها.

لم أكن أتخيل، أن العالم الغريب المرذول الذي ستقدمه لنا كي تبرر أهلية وأحقية أبطالها، في رغبتهم في القضاء عليه، سيكون صورة طبق الأصل عما وصل إليه لبنان بفضل المومياءات المتسلطة عليه.

لا أعتقد أن أحدا كان سيصدق أن يصل وضع دولة ما إلى ما وصفته من الفوضى وقلب المعايير وبدع قانونية وتفسيرها بطرق غريبة. لذا يمكن القول إنها استشرفت كيفية حدوث انهيار الدول وابتذالها بدقة مذهلة. ربما لأنها عاينت سيطرة الستالينية التي هربت منها.

تتخيل الكاتبة بالتفاصيل كيفية انهيار المؤسسات في بلد تحكمه زمرة لا تبحث سوى عن السيطرة وتمرير الصفقات باسم الأخلاق. طبقة تستغل إيمان الناس بالأخلاق لتستملكهم. لم يصدق أحدا أنهم من دون أخلاق؛ على غرار ما حدث مع اللبنانيين مع الطبقة الحاكمة وخصوصا "المقاومة" الزاعمة حراسة القضية والقيم! نحاول أحيانا التوجه إليهم بالعقل والحكمة لثنيهم عن ممارساتهم. متغافلين عن أن محاولة تخجيل شخص ما من باب الأخلاق، يفترض أنه أخلاقي أولا كي يخجل.

قدمت الزمرة الحاكمة في الرواية نموذجها للإخاء الإنساني، في تنفيذ مشاريع لصالحها، تحت غطاء تقديم الدعم للبلدان المحتاجة. في لبنان حملوا "قميص عثمان": تحرير القدس والشيعة المظلومين في الدول العربية.

على غرار لبنان، انهيار الأخلاق والقيم جراء احتلال عصابة للبلاد يخربها. تتفشى البطالة ويشيع العنف المجتمعي وتتعطل الحياة تقريبا بعد انهيار المؤسسات والمصانع والمعامل والخدمات وشبكة المواصلات، أي شريان الحياة الاقتصادية. يصبح الناس لا مبالين، يسيرون على غير هدى، مستسلمون للعجز، محبطون وضائعون. كأنهم فقدوا الرغبة بالحياة.

وإذا كان رجال الفكر والذكاء هم من يساهمون بتقدم العالم، فانسحابهم سيعني خراب المجتمع. وعندما يدير دفة الحكم مجموعة من القاصرين عبر تهميش المؤهلين، فسنصل إلى دولة بوليسية تقمع حرية الرأي وتراقب الصحافة والأعمال وتفرض تشريعات وعقوبات دراكونية وتفسر القانون بمطاطية تلغيه تماما. وبعد تعطيل قوانين وآليات الرقابة والمساءلة نصل إلى الحضيض وتقفل معظم المؤسسات وتتفاقم البطالة ومعها الانتحار.

جاء على لسان أحدهم في الرواية: هل تعتقد أننا نضع القوانين لاحترامها؟ القوانين توضع كي تنتهك، فتصبح ذريعة للتسلط على المواطنين. السلطة هي التي تهمنا. هدفنا وضع من يخالفنا خارج القدرة على إحداث الضرر.

تصف الرواية دعم السلطة لمشاريع يعرفون تماما أنها تحمل مخاطر كبيرة بالفشل، لكنهم يقروها لأنها تعود عليهم بالربح. والأمثلة في لبنان لا تنضب من السدود إلى معامل الكهرباء وبواخرها إلى محارق النفايات وغيرها. أيضا يشترون المواد الأقل جودة تحت شعارات شتى، ما يذكرنا بصفقات الفيول المغشوش.

أقروا قانون المساواة بين المصانع والشركات فتدخلوا لإعادة توزيع المشاريع التي أعطيت لغير مستحقيها "لمساعدتهم". ما يذكرنا بالهندسات المالية التي ساهمت بإفراغ الخزينة وسرقة المودعين لإنقاذ بعض المصارف!

بلغ الاهتراء درجة استحال معها الحصول على خدمة مهندس كفؤ أو قطع غيار لقطار. وأصبح إصلاح الأعطال يتطلب جهودا جبارة. فإلى جانب النقص في المعدات واللوازم، هناك نقص في الكادرات بسبب ظاهرة اختفاء (إضراب) المختصين المهرة ورجال الأعمال الناجحين وأصحاب المصانع والمصارف الفجائي، هربا من ابتزازهم وسرقتهم. كانوا يهربون إلى وادٍ أعدّ لعيشهم، أخفي بنوع من شاشة عملاقة، لبناء حياة جديدة وحرة. وهذا يعادل الهجرة الكثيفة من لبنان الذي لم يعرف مثيلها سوى في زمن المجاعة الكبرى منذ قرن بالتمام.

تسرد الرواية أنه في خضم هذا الواقع المتردي تطلب "شخصية مهمة" قطارا خاصا للسفر إلى مدينة بعيدة لإلقاء خطاب انتخابي. فتم تعطيل حركة النقل المعتادة لتنفيذ رغبته خوفا من تحمّل نتائج عدم الانصياع. وبسبب سوء الصيانة يتعطّل القطار في الطريق. ولم تنفع الاتصالات في إيجاد تقني لإصلاحه. أصرّ المسؤول على السفر. توفرت قاطرة قديمة لا تتوفر فيها شروط السلامة التي تكفل مرورها الآمن من النفق. يتنصل الجميع من المسؤولية، بمن فيهم المراجع العليا الذين لديهم "أمورا أهم" من متابعة ما يجري. وقعت مسؤولية تسيير القطار على صغار الموظفين الذين يعرفون أنه سينفجر بالركاب في النفق بسبب سوء التهوئة. لخوفهم مرض البعض فجأة أو أخذ إجازة ومنهم من قال إنها ليست مهمته. وهكذا حتى وصل الأمر إلى تقني مسكين اضطر لأخذ المسؤولية التي آلت إليه. سيروا المركبة، وحصلت الكارثة المتوقعة.

اكتفت الروائية بكارثة انفجار قطار ونفق. لم يخطر ببالها بالطبع أن السيناريو الذي رسمته ستطبقه زمرتنا الحاكمة والتابعين لها على مرفأ بيروت، فتدمره مع أجزاء كبيرة من قلب المدينة التراثي ليقتل حوالي 200 ضحية وآلاف الجرحى ومئات آلاف المشردين.

ففي جمهوريات الخوف والفساد لا يتعلق الأمر بما هو شرعي أو أخلاقي بل بما يسمحون به. كثر لا يجدون الشجاعة بعد للمجاهرة بأننا نعيش في جمهورية محتلة. كانت العادة من قبل، الخوف من إفشاء سر لا يعرفه الآخرون، الآن وبعد الثورة لا يزال الخوف يكبح البعض يجعلهم خوفهم من "حزب الله" لا يتجرؤون على قول ما يعرفه الجميع.

عندما تنقلب الأحوال ويصبح المال بارومتر الأخلاق، وتتم السيطرة بواسطة الفساد يصبح على من ينتج أن يستأذن غير المنتج لإكمال عمله. بينما يجني الفاسدون المال، من الرشوة والتآمر، وبحماية القانون. حينها تصبح أيام المجتمع معدودة.

تفتح خاتمة الرواية على أمل بإعادة بناء الدولة والمجتمع من كادرات الوادي، أو العالم البديل، بقيادة "غالت" أحد ألمع العقول. على أمل أن نعثر "غالت" وأبطال وادٍ ما خاصتنا.

 

مصطفى أديب لن يؤلف ولن يعتذر

توفيق الهندي/المركزية/22 أيلول/2020

 مصطفى أديب لن يؤلف ولن يعتذر. فلا مصلحة لماكرون أن ينعي مبادرته، وهي سوف تبقى معلقة حتى إجراء الإنتخابات الأميركية، وهو يأمل أن تنتج هذه الإنتخابات ما يسمح له من تثبية موطئ قدمه في الشرق الأوسط عبر دوره "الإنقاذي" في لبنان.

فإذا ما تقدم أديب بتشكيلته لرئيس الجمهورية، مدفوعا" من رؤساء الحكومات السابقين، من المؤكد أن عون سوف يطلب التريث و"يحاول" الإستحصال على موافقة الثنائي الشيعي، فيدخل الوضع في مسار الشروط والشروط المضادة. وبهذا الشكل، يكون إمتنع عن إصدار مرسوم تشكيل الحكومة. لماذا؟ لأن حينذاك، يحرج باسيل في جلسة الثقة، وإذا لن تحصل حكومة أديب على الثقة تتحول إلى حكومة تصريف أعمال. وهذا ما لا يريده حزب الله. واهم من يعتقد أن عون-باسيل خرجا عن تحالفهما مع حزب الله. مواقفهما منسقة معه من تحت الطاولة. وهو يرغب بإعطائهما هامش تصرف. هذا أمر يناسبه، أكان بتصرف عون المرن كرئيس للجمهورية أم من ناحية الحفاظ على تحالفه مع التيار الوطني الحر من ناحية إبعاد العقوبات الأميركية عن باسيل.  أما ما يريده حزب الله، فهو حكومة دياب المستقيلة لتصرف الأعمال دون أن تجعله يتحمل أي مسؤولية، وذلك لأن حكومة مستقيلة لا يمكنها إتخاذ أي قرارت من نوع الخطة الماكرونية الإنقاذية المقترحة. لذا، كان منذ البداية، يناور: يبدي ترحيبه بماكرون ومبادرته، وقد تجاوب مع تسمية أديب ولكن كان من الواضح أنه سوف يعرقل عملية التأليف.

ما خطورة مبادرة ماكرون على حزب الله؟ إنها تكمن في إرتكازها على الدور الرئيس المعطى للصندوق النقد الدولي الذي يعتبره الحزب آداة أميركية، ولأن هذا الصندوق يشكل بنظره خطرا" إستراتيجيا" على إمساكه بالحدود اللبنانية.

وفي واقع الأمر أن دويلته إبتلعت الدولة، وهو لن يقبل اليوم أقل من حكومة يتحكم بقرارها، ولو من بعد. هذا ما يفسر موقفه الحاسم بالمطالبة بوزارة المالية وتسمية وزراء الشيعة للثنائي الشيعي، بغض النظر عن المبررات التي قدمها له الحريري ورؤساء الحكومات السابقين مجانا" بحيث يشكلون بنظره أدوات إستهداف "للمقاومة" بيد الإدارة الأميركية.

وتأمل إيران ومعها حزب الله أن ينجح بيدن حيث تتجه حينها السياسة الأميركية أقله نحو مهادنة إيران أو حتى، كما تفيد بعض المعلومات الوادة من واشنطن، أنها قد تكون أكثر إيجابية تجاه إيران من سياسة أوباما. ولكن هذا الموضوع يتطلب لدقته مقالا" كاملا".

أما إذا جدد ترامب ولايته، يصبح وضع إيران وحزب الله في أقصى درجات الخطورة. فالمفاوضات الأميركية-الإيرانية التي يتحدث عنها ترامب تقوم على عرض أميركي لإيران لصفقة إستسلامية وتحت الضغط المتصاعد للعقوبات، لا يمكن لإيران أن تقبل بها لأنها تعني أن النظام الإيراني قبل أن يتخلى عن علة وجوده.

ما هي عناصر هذه الصفقة؟ إنها ترتكز على ثلاث إشتراطات أميركية مقابل تطبيع علاقات إيران مع أميركا والمجتمع الدولي: وقف نهائي وتام لبرنامجها النووي، وقف تام لبرنامج تطوير صواريخها البالستية وإستيراد الأسلحة، وأخيرا" وقف وإزالة تمددها في المنطقة، مما يعني نهاية النظام الإيراني. فحزب الله بإنتظار نتيجة الإنتخابات الأميركية لتحديد موقفه النهائي في لبنان. أما ماكرون، فهو يحاول الإستفادة من الوقت الضائع، آملا" أيضا" بنجاح بيدن لتثبية مبادرته في لبنان وإيجاد نقطة إرتكاز للسياسة الفرنسية في الشرق الأوسط. وقد عمل على معارضة  وإحباط مسعى ترامب عبر إستخدام "سناب باك"، لتكملة حظر أستيراد وبيع الأسلحة على إيران عملا" بالإتفاق النووي، وذلك قبيل الإنتخابات الأميركية. وأمل ماكرون أن تتجاوب إيران بالمقابل من خلال تسهيل تشكيل حكومة أديب. لكن هذا الأمر لم ولن يحصل.

أما إذا نجح ترامب، فإن المبادرة الماكرونية قد تتلاشى إلى حد الزوال. أما لبنان واللبنانيين، فسيعانون الأمرين خلال فترة الشهر ونصف الفاصلة عن إجراء الإنتخابات الأميركية. من بعدها، سوف ينقشع الوضع: فإما ذهاب لبنان إلى جهنم أو إنقشاع الرؤية لحل جذري، وليس لحل بالتدريج يبقي على الوضع القائم.

لا خلاص للبنان إلا بتحرره من الإحتلال الإيراني عبر حزب الله ومن الطبقة السياسية المارقة التي ارتضت أن تعمل تحت سطوة هذا الإحتلال.

 

وساطة موسكو مع طهران "رفع عتب" ولبنان ليس أولويتها

ألان سركيس/نداء الوطن/22 أيلول/2020

يبدو أن موقف موسكو يزداد حذراً تجاه الملف اللبناني، خصوصاً أنه لم يسجل أي زيارة لمسؤول روسي كبير بعد انفجار 4 آب المدمر.

تنظر موسكو إلى الملف اللبناني من زاوية مختلفة عن الأميركيين والفرنسيين والأوروبيين، ومنذ اللحظة الأولى لطرح مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون لحلّ الأزمة اللبنانية لم يكن الروسي يتوقّع نجاح المبادرة لأنه يعتبر أن الحسم يأتي نتيجة صفقة أميركية - روسية بينما دور باريس تراجع عالمياً.

واللافت أيضاً أنه في عزّ الصراع بين باريس وأوروبا مجتمعةً مع تركيا ومحاولة تمدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على شواطئ المتوسط من بيروت وصولاً إلى ليبيا وتهديد نفوذ "القارة العجوز"، يبدو أن موسكو وبحكم المصالح المشتركة أقرب إلى التركي منها إلى الأوروبي، ولا تزال تراعي نفوذ إيران، ما يفسّر بروز تلاقي مصالح وليس حلفاً بين موسكو وطهران وأنقرة في وجه باريس وأوروبا.

وفي سياق متابعة الملف اللبناني، فإنّ كل النصائح للمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف لزيارة لبنان يجاوب عليها بأن مثل هكذا زيارة واردة لكن من دون أن يُحدّد موعداً لذلك، ويربطها بالظروف القائمة.

وما ينطبق على بوغدانوف يسري أيضاً على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي زار سوريا الأسبوع الماضي من دون أن يقصد لبنان، وعند الإستفسار من بوغدانوف عن عدم زيارة لافروف بيروت أكد أنه عندما سيقوم لافروف بمثل هكذا زيارة، سيقصد لبنان لوحده ولا يمرّ إلى بيروت عبر دمشق، وعلل بوغدانوف تأخر زيارة لبنان بأن وقت لافروف ضاغط، علماً أنه زار قبرص بعد سوريا، ما يفسّر أن الملف اللبناني ليس من ضمن أولويات موسكو حالياً.

وبعد تناقل معلومات عن أن روسيا تتواصل مع إيران لحلّ الأزمة الحكومية، تؤكد مصادر دبلوماسية في العاصمة الروسية لـ"نداء الوطن" أن الروس حاولوا مع الإيرانيين، ولكن محاولاتهم تأتي في سياق "رفع العتب من دون ممارسة ضغوط جدية على طهران لتسهيل ولادة الحكومة اللبنانية ومنع "حزب الله" من العرقلة، خصوصاً أن كل التركيز الروسي ينصب على ملفي سوريا وليبيا".

وتشير المصادر إلى أن "موسكو لا تعرقل المبادرة الفرنسية وإن كانت تؤكّد أنها قد لا تؤتي ثمارها المرجوة خصوصاً أن بوغدانوف كان قد قال منذ إنطلاقتها إننا ندعم التحرك الفرنسي لكننا نشك في أنه قد يوصل إلى نتيجة مثلما يحاول ماكرون الترويج".

ويؤكد المسؤولون الروس أن المشكلة ليست في صدق النوايا الفرنسية بل بالعرقلة الأميركية المتعمدة، ويعتبرون أن الحلول الجذرية في المنطقة، ومن ضمنها الأزمة اللبنانية، تحتاج إلى توافق أميركي - روسي، لأن لا فرنسا ولا بريطانيا ولا الصين ولا أي دولة أخرى تملك مفتاح الحلول في ظل وجود واشنطن وموسكو.

وفي السياق، فان خطوة تعزيز تواجد القوات الأميركية في شرق الفرات تضعها موسكو في خانة ورقة ضغط أميركية عليها بعدما عادت الساحة الشرق - أوسطية حلبة صراع بين موسكو وواشنطن مثلما كانت أيام الحرب الباردة.

وتتداخل ملفات المنطقة بعضها ببعض، ولا يمكن فصل الملف اللبناني عن الليبي، وفي السياق، فان موسكو لا تؤيد التوغل التركي في ليبيا لكن لديها مصالح كبرى تتقاطع مع أنقرة في هذه الفترة خصوصاً في سوريا، ولذلك لا تريد في هذه المرحلة الدخول في صراع معها، وإن كانت تمارس ضغوطا كبيرة على الدور التركي في ليبيا، وهذه الضغوط ليست سياسية فقط بل أمنية وعسكرية وتتمثل بإرسال الروس أعضاء في شركات أمنية الى ليبيا، لذلك فان الوضع هناك معقّد جداً.

واللافت أيضاً في سياسة التهدئة بين أنقرة وموسكو، أن روسيا التي تعتبر نفسها راعية الأرثوذكس في العالم، وتتم مناداة البطريرك كيريل بقداسة البطريرك أسوةً بقداسة بابا الكاثوليك، لم تحرك ساكناً عندما حوّل أردوغان كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد ولم ترد الدخول في صراع مع أنقرة.

إذاً، كلما طال حلّ الملف اللبناني كلما ازداد تعقيداً وتداخلت فيه عوامل إقليمية ودولية، لذلك فان القوى التي تعرقل تتحمل مسؤولية جرّ المزيد من التدخلات الدولية ودفع الوضع نحو الإنهيار التام، وإدخال البلد الصغير المتهاوي في لعبة دول الأمم المضرة، وربما عبارة رئيس الجمهورية ميشال عون أصدق تعبير إلى أين يتجه الوضع، حيث قال "إننا نتجه إلى جهنم"، في حال عدم تأليف حكومة سريعاً وفشل المبادرة الفرنسية.

 

«مارونيَّة سياسيَّة» و«شيعيَّة سياسيَّة»

حازم صاغية/الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

«المارونيّة السياسيّة» و«الشيعيّة السياسيّة» تعبيران يفتقران إلى الدقَّة. هما لا يقولان أيَّ موارنة وأيَّ شيعة هم المقصودون، ولا ينبّهان إلى خلافات واختلافات بين موارنة وموارنة، أو بين شيعةٍ وشيعة، كما لا يستوقفهما تغيُّر الأزمنة والشروط الاجتماعيَّة وانعكاس هذا التغيُّر عليهم جميعاً.

مع هذا، ولتسهيل المجادلة فحسب، نستعمل التعبيرين للدَّلالة على الحكم اللبنانيّ «المارونيّ» بين 1943 و1975، وعلى الحكم «الشيعيّ»، بمعنى صناعة القرار الأخير، جزئيّاً منذ اتّفاق الطائف في 1989، وخصوصاً منذ الانسحاب السوريّ في 2005، وبالأخصّ منذ رئاسة ميشال عون في 2016.

فهناك ميلٌ إلى التأريخ للبنان الحديث بهاتين الحقبتين، حقبتي «الحكم المارونيّ» و«الحكم الشيعيّ»، علماً بأنَّ واحدنا كان بالطبع يفضّل تعريف الحقب والأنظمة بتمثيلها الاجتماعيّ وخياراتها الآيديولوجيَّة.

والراهن أنَّ «الحكم الشيعيّ»، من وراء واجهات أهمّها إميل لحُّود وميشال عون، وقع ظلمه الأوّل على الشيعة. فالأخيرون، في الفترة السابقة على صعود «حزب الله»، كانوا الطائفة الأشدَّ ديناميَّةً بسبب علاقتها بالإدارة والتعليم والهجرة، وتالياً بإنتاج الكوادر الحديثة. لهذا كان يمكن التعويل، ولو نظريّاً، على أنْ يكملَ الشيعة المشروع الوطنيَّ اللبنانيَّ بعد أن استُنزفَ الموارنة والمسيحيُّون ولم يعد لديهم الكثير ليعطوه. هذا الاستنزاف كان قد دلَّ إليه اختيارهم سليمان فرنجيَّة، في 1970، لرئاسة الجمهوريَّة، ورزوح إنتاجهم الثقافيّ تحت وطأة الخطابيَّة الرومنطيقيَّة الريفيَّة والنوستالجيَّة.

ولم يكن هذا التعويل في غير مكانه، مصحوباً باحتمال السير على طريق تنتهي بخفض درجة الطائفيَّة والحدّ من مركزيَّة جبل لبنان، لصالح دولة أشدّ حداثة ودمقرطةً في آن.

فالشيعة يومذاك باتت تربطهم بالدولة وإدارتها صلة بالغة المتانة، وكانت كتلتهم الوازنة تحوَّلت من ريفيَّة إلى مدينيَّة. وهم بدوا متفوّقين على الموارنة والسنَّة من جهتين: أقلّ من الموارنة رومنطيقيَّةً وانشداداً إلى المفهوم الريفيّ القديم عن الوطنيَّة، وأقلّ من السنَّة تعرُّضاً للإصابة بالقوميَّة العربيَّة ومترتّباتها. ولئن كان ارتباطهم بالنجف، وبدرجة أقلَّ بقم والسيّدة زينب، يكسر عزلتهم وانطواءهم، فإنَّ اقتصار هذا الارتباط على بُعد ثقافيّ وروحيّ لم يشكّل عنصر إضعاف لوطنيّتهم اللبنانيّة.

وقد عبَّر موسى الصدر في بداياته اللبنانيَّة عن هذه التوجُّهات، وهو ما استمرَّ عليه إلى أنْ صدَّه سليمان فرنجيَّة المقفل عن كلّ إصلاح وتغيير. وإذ قفز الصدر إلى الحضن الأسديّ ومخيَّمات التدريب الفلسطينيَّة، تأسّس المسلسل الانحداريّ الذي توَّجَه لاحقاً «حزب الله» وإيران. هكذا صودر الشيعةُ بوصفهم الطرفَ الذي يستأنف المشروع الوطنيَّ اللبنانيَّ وحُوّل أغلبهم أداة هدم للمشروع إيَّاه. بلغة أخرى: بدل احتمال التواصل والاستمراريّة في تاريخ الجمهوريّة، حلّ واقع الانقطاع الحادّ والراديكاليّ.

وفي مراجعة تاريخيَّة، لا تبدو المساواة بين الطائفيَّتين، لمجرّد كونهما طائفيَّتين، بالشيء المنصف. وهناك أسباب ثلاثة على الأقلّ لمثل هذا التمييز: الأوَّل، وتبعاً لروايتها عن نفسها، أنَّ «المارونيَّة السياسيَّة» ابنة الخوف الذي دفع إلى طلب الحماية، قبل استقلال 1943، وإلى طلب «الضمانات»، أو«الامتيازات»، بعده. أمَّا «الشيعيَّة السياسيَّة» فمن طبيعة هجوميَّة، وهي، وفقاً لروايتها عن نفسها، نتاج فعل مقاوم يصل إلى السياسة بقاطرة البنادق والصواريخ. لكنَّ السبب الثاني قد يكون أهمَّ، وهو أنَّ «المارونيَّة السياسيَّة» نهضت بقيام دولة، ومن خلالها، فيما ازدهرت «الشيعيَّة السياسيَّة» عبر تفكيك الدولة، وإقامة دولة موازية يشكّل السلاح عمودَها الفقريَّ. وأخيراً، كانت «المارونيَّة السياسيَّة» تقلّد الغرب، أو في الحدّ الأدنى تزعم ذلك، فيما تنسج «الشيعيَّة السياسيَّة» على منوال إيران الخمينيَّة.

فـ«الحكم المارونيّ» بالتالي لم يكن مجرَّدَ قبضة عسكريّة، أو أمنيَّة، إذ انطوى تقليديّاً على موقع في بناء المؤسَّسات وفي التعليم والاقتصاد والمال، ما نجم عنه نشوء الطبقة الوسطى الأعرض في الشرق الأوسط. «الحكم الشيعيّ»، في المقابل، بقي مجرَّدَ حكم بالبنادق التي تملي على الآخرين إرادةً لا تحظى بقناعتهم، بل يُجمعون على استشعار مخاطرها. الإدارة والجامعة والحياة السياسيَّة ممَّا بُني في الطور الأوَّل فُكّك في الطور الثاني. البلد كما وضعه الطور الأوَّل على خريطة العالم نزعه الطور الثاني منها.

المزاج الدوليُّ اختلف أيضاً: الطور الأوَّل تساوق مع الحرب الباردة والآيديولوجيَّات الكبرى. لقد شاع، في المجتمع وإن لم يكن في السلطة، خجل بالهويَّات الصغرى لمصلحة وطن ما. الطور الثاني تساوق مع انفجار الهويَّات الصغرى والجهر المتفاخر بها. حينذاك كان المطلوب مدينةً يتباهى بها التاجر والسائح والمصرفيّ، وكذلك المتعلّم والمثقَّف. بعد ذاك صار المطلوب ضاحيةً يسوسها ويمجّدها المسلَّح. في المقابل، انحطَّت «المارونيَّةُ السياسيَّة» عونيّاً، وهو انحطاط ربَّما باشر المسيحيُّون التخلَّص منه بعد جريمة المرفأ، لكنَّ ما يُخشى هو أن يكون الأوان قد فات على المسيحيّين ومعهم سائر اللبنانيّين.

 

الحريري يتجرع كأس التنازل الفرنسي بعبارة خمينية

منير الربيع/المدن/23 أيلول/2020

مجدداً، يلبّي الرئيس سعد الحريري مطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فكما سلّفه القبول والالتزام بتسمية مصطفى أديب، يسلّفه القبول بإيلاء وزارة المالية لوزير شيعي. هذه المرة لم ينجح الحريري في إبقاء رؤساء الحكومة السابقين إلى جانبه وجرّهم إلى تغطية هذا القرار، كما كان يوم أسقط اسم أديب. سار الحريري وحيداً، بعيداً من توجّه رؤساء الحكومة. استخدم تعبيراً خمينياً في إعلان قبول مطلب حزب الله، قال إنه "سيتجرع كأس السم" كرمى لمصلحة البلد. استخدام التعبير الخميني اختاره الحريري بتوقيت تنازله في اليوم الوطني السعودي. تنازل يقدّمه لإيمانويل ماكرون، الذي لا يترك محطة من دون التذكير بدوره إبان أزمة الاستقالة من الرياض.

قدّم الحريري تنازله بصيغة أراد فيها الحفاظ على ماء الوجه، بمعنى أن يكون لمرة واحدة فقط وزير المال من الطائفة الشيعية، وأن لا يكون منتمياً إلى الثنائي الشيعي، بل يكون مستقلاً ويختاره رئيس الحكومة المكلف. ولكن بمجرد الرضوخ لمطلب واحد من مطالب حزب الله، يعني أن سبحة التنازلات ستكرّ، خصوصاً أن التمسك بوزارة المال كان يهدف لتثبيت "التوقيع الثالث" وتأويل محدد لـ"الميثاقية"، ومواجهة الحصار والضغوط التي يتعرض لها حزب الله. كما غاب عن بال الحريري أن حزب الله شارك بصياغة "إعلان بعبدا" ووقّع عليه، وفيما بعد تنصّل منه وقال للمطالبين بتطبيقه "انقعوه واشربوا ماءه". وبالنسبة لمسألة اختيار الوزير الشيعي من قبل أديب، فموقف الثنائي الشيعي كان واضحاً لجهة التمسك بتسمية الوزراء الشيعة الثلاثة، وخصوصاً وزير المال.

ردّ الثنائي ومسار التسوية

السؤال هو كيف سيتلقف الثنائي الشيعي هذه المبادرة، وكيف سيكون رد رئيس الجمهورية ميشال عون على ضرب مبدأ المداورة؟ أجواء الثنائي رفضت التسليم للحريري بما أعلن، واعتبرت أنه لا يحق له فرض شروط حول فترة تولي وزير من طائفة معينة لأي وزارة، كما أن الطرح الثابت لدى الثنائي هو تقديم لائحة من 10 أسماء يتم اختيار واحد من بينها. عدا عن ذلك، لن يوافق حزب الله وأمل، وكل الطروحات والتنويعات ليست إلا للحفاظ على ماء الوجه.

بحال رفض الثنائي العرض كلياً، يعني أن المعركة أكبر من تشكيل حكومة. وستتعرقل المبادرة مجدداً بانتظار الانتخابات الأميركية. أما بحال وجود إرادة حقيقية بتشكيل الحكومة، فيعني أن "تنازل" الحريري سيكون مقبولاً، ولن تكون هناك عقبة لدى رئيس الجمهورية.

كيف حصلت التسوية؟ منذ أيام يضغط الفرنسيون في سبيل تقديم تنازل لحزب الله وإنجاح المبادرة، وتمرير حكومة بأي شكل وثمن. استمر رؤساء الحكومة على تشددهم. بعضهم لحسابات سياسية محلية، والبعض الآخر لحسابات شعبية، والبعض الثالث لحسابات مبدئية محلياً وخارجياً. ولكن، يوم الاثنين، بدأت الخلافات تكبر بين الرؤساء. حاول نجيب ميقاتي تمرير تسوية على القاعدة التي أعلنها الحريري في بيانه. لم يوافق عليها السنيورة، بينما الحريري كان بين التحفظ والمعارضة والليونة. لم يحسم موقف التنازل. وبقي الفرنسيون على الخط. غادرالسفير برونو فوشيه إلى باريس للبحث عن مخرج، يتركز على تسمية شخصية شيعية مستقلة لوزارة المال تحظى بثقة المجتمع الدولي وموافقته. استمر الضغط في هذا الاتجاه. يوم الثلاثاء، اتصل ماكرون بالحريري، وطلب منه هذا التنازل لتسهيل تشكيل الحكومة، وكفرصة لتقديم مساعدات للبنان، وتمرير جزء من مساعدات مؤتمر سيدر. واعتبر ماكرون انه بحال تعطيل الثنائي للمبادرة ما بعد التنازل، فإن فرنسا ستصدر بياناً تعلن فيه موقفاً من حزب الله وتحمله المسؤولية. بحال تشكلت الحكومة، يكون الثنائي قد كرس "ميثاقية" وزارة المال (تكريس عرف شيعيتها). وبحال تعرقلت، سيحاول الحريري العودة إلى بيان رؤساء الحكومة الذين ابتعد عنهم، على أن تأخذ الأزمة بعداً خطيراً. المفارقة، أن موقف الحريري جاء بعد أجواء سرت في الكواليس عن أن ميقاتي هو الذي يريد التنازل لحزب الله، وبعد موقف لوليد جنبلاط قال فيه انه تواصل مع الحريري في سبيل التنازل ولم يوافق الأخير، ليعود ويتنازل، بينما تراجع ميقاتي، ولم يبق جنبلاط وحده يتحدث عن التسوية.

 

عين قانا سلاح الحزب.. و"عين مفتوحة" على الجيش واليونيفيل

منير الربيع/المدن/23 أيلول/2020

سيبقى الغموض يلف حيثيات انفجار عين قانا، في الأسباب والتحقيقات والنتائج. أما سياسياً فلا يبدو أن العنوان سينفصل عن سياق التناقضات الداخلية، بدءاً من طرح موضوع الحياد، وصولاً إلى مطالبة حزب الله بتقديم تنازلات أساسية.

تبعات الانفجار

حصل انفجار عين قانا في سياق موجة من الحوادث الغريبة في لبنان. ويظل الخوف مهيمناً مما إذا كان مقصوداً أو هو استهداف على غرار التفجيرات اللقيطة التي تشهدها إيران. وهي مجهولة - معلومة، على غرار عمليات استهداف حزب الله والإيرانيين في سوريا.

وبعيداً من التحليلات والتكهنات حول دخول لبنان مدار هذه التفجيرات والاستهدافات، يطرح انفجار عين قانا أسئلة حول مسائل تطغى على ما عداها، وخصوصاً المبادرة الفرنسية. لقد حصل الانفجار بعد أسابيع من التجديد لعمل قوات الطوارئ الدولية. وفي منطقة لا يشملها القرار 1701، ولا عمل قوات اليونيفيل. وهذا قد يفتح سجالات جديدة حول طبيعة عمل قوات الطوارئ، والعودة إلى المطالبة الأميركية بتوسيع صلاحياتها وتعزيز قدراتها، وشمول عملها مناطق الجنوب المختلفة. وذلك قبل انتهاء فترة الستين يوماً التي أعطيت للأمين العام للأمم المتحدة، لإعداد خطة جديدة حول تعزيز عمل القوات الدولية.

خوف محلي وحملة دولية 

وسيترافق ذلك مع مزيد من الحملات السياسية الدولية على لبنان، وخصوصاً حزب الله الذي يضع مراكزه العسكرية ومخازن أسلحته وصواريخه في المناطق السكنية والقرى الجنوبية. ويترتب على ذلك أمور سياسية وشعبية: خوف الناس من حزب الله ووجوده في مناطق سكنها. وانفجار قانا يتخطى ملف تشكيل الحكومة، ويعيد إلى الضوء الشروط والطروحات الأميركية: لا يمكن تأجيل البحث في وضع حزب الله العسكري وعقد تسويات سياسية معه. وما جرى يجدد الحملة الدولية على حزب الله بأنه يهدد  الجيش اللبناني، وهياكل الدولة ومؤسساتها، التي لم يظهر وجودها إطلاقاً في موقع الانفجار. فلو حصل الانفجار خطأً في مركز يحتوي على مخلفات الحرب، لماذا منع أي حضور لسلطات الدولة اللبنانية؟ هذا نوع من الأسئلة سيطرح دولياً وأميركياً على وجه الخصوص. علماً بكثرة الآراء التي تتحدث داخل الإدارة الأميركية عن عدم الاستمرار في تقديم المزيد من المساعدات الأمنية للبنان، فيما تنعدم قدرة الدولة على إثبات وجودها وإجراء تحقيقات في ما يجري على أراضيها. وقد شاع سريعاً الحديث عن فرض عناصر حزب الله طوقاً أمنياً حول منطقة الانفجار، ودخول آليات الهيئة الصحية الإسلامية التابعة للحزب إياه إلى الموقع. طبعاً هذه الإجراءات يعتبرها حزب الله واللبنانيون روتينية "حفاظاً على أمن المقاومة". ولكن مثل هذه الذرائع لا يمكن أن يقبلها المجتمع الدولي.

إحراج جديد لفرنسا

يمثل انفجار عين قانا وما ينجم عنه، ضربة ثانية قوية جداً للمبادرة الفرنسية. فحزب الله المتهم دولياً بتخزينه أسلحته وصواريخه في مناطق سكنية، يطالب بوزارة المال! فكيف يمكن لفرنسا أن تتعاطى مع مثل هذه المطالبة، وكيف يمكنها متابعة مبادرتها مع هذا الحزب؟

لذا ستوجه أسئلة كثيرة للفرنسيين، حول موقفهم بعد كل ما يجري. ولن تشمل الأسئلة الفرنسيين فقط، بل اللبنانيين أيضاً. وذلك في إطار الحملات الدولية الضاغطة باستمرار على حزب الله، لعزله لبنانياً، سياسياً بعد ما ظهر في ملف تشكيل الحكومة، ومبدأ المداورة الذي يرفضه الحزب إياه، وتجمع عليه الطوائف والقوى اللبنانية كلها. وتطاول الحملة أيضاً عزله أمنياً وعسكرياً واقتصادياً، بتحميله مسؤولية تخويف اللبنانيين وتهديد أمنهم واستقرارهم. والأخطر من هذا كله، هو استمرار هذا النوع من الحوادث، وما قد تؤدي إليه من احتقانات وانفجارات أهلية على أكثر من صعيد، في ظل حرب التصعيد المفتوحة بين إيران وأميركا.

 

ميشال عون... هيَّا بنا إلى جهنَّم

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

اختصر المقيم في قصر بعبدا الكلام وصارح اللبنانيين بحقيقة ما ينتظرهم... قالها بما تبقَّى له من عزيمة: «نحن ذاهبون إلى جهنم». لعل الصراحة راحة، ولكنها لا تجوز من شخص تقع على عاتقه المسؤولية الأولى، فما قاله ميشال عون في مؤتمره الصحافي الأخير اختصر في الشكل والوقت والمضمون على اللبنانيين تفسير ما تبقى من العهد والسلطة والطبقة الحاكمة، ولكن من جهة أخرى، فإنَّ من أعطى هذه الأجوبة يملك صفة رئيس الجمهورية، وقد جرى تعطيل المؤسسات الدستورية والتشريعية 28 شهراً من أجل فرض انتخابه رئيساً للجمهورية، ومن مسؤولياته حماية المواطنين وتأمين سلامة واستقرار البلاد التي يحكمها بوصفه أباً للأمة، فهو منذ انتخابه أعطى نفسه لقب «بَي الكِّل» في استعادة فاشلة لثقافة المجتمعات الشمولية من عهد الحرب الباردة، التي استخدمتها أنظمة استبدادية في يوغوسلافيا خلال عهد الجنرال تيتو وفي رومانيا في زمن الديكتاتور تشاوتشيسكو.

لكن الجنرال بدا في إطلالته الأخيرة أشبه بالجنرالات في قصص الأديب الروسي أنطون تشيخوف، أولئك الذين بعد تقاعدهم ينشغلون بتلبية المناسبات ويسعدهم الجلوس في الصفوف الأمامية مطرزين بنياشين وأوسمة عن حروب خاضوها وأخرى لم يخوضوها، ومن الممكن أن يكونوا قد خسروها، وفي مُعضلة جنرالنا الذي قاد قبل تقاعده حروباً خاسرة توهم أنَّه ربحها، وأخرى افتراضية اعتقد أنَّه كسبها، أنه لم يزل يتوهم انتصاراً أو يستجديه من زائر فرنسي أو وصيّ إيراني، وكأنَّه يرفض أنْ يتعلم من تجارب سابقة خاضها، أضرت بالمسيحيين وتسببت في تراجع دورهم وموقعهم في التركيبة اللبنانية.

ظُهر يوم الاثنين الماضي أيقن اللبنانيون أنه لا مخرج من أزمتهم مع هذه الطبقة الحاكمة، فرئيسهم الذي يتعامل مع كارثة 4 أغسطس (آب) الماضي على أنها حادث نتيجة الإهمال، يحاول القفز من مركب أيقن الجميع أنه على شفير الغرق، ولكن قفزته فقط لإنقاذ ما تبقى من عهده، هذا العهد الذي دفع باللبنانيين إلى حمل ما تبقى لهم من أمل على قوارب تاهت بهم في مياه المتوسط، بحثاً عن برّ آخر كما فعل من قبلهم السوريون والعراقيون والسودانيون، الذين خُيّروا بين الموت الجماعي في بلادهم وموت محتمل في مياه البحر.

لم يعد للجنرال ما «يقوله»؛ فقد تنصل من انهيار مقبل وعنف محتمل وفوضى هدامة وفتنة أيقظتها شروط الداخل وأطماع الخارج، فقد ترك للبنانيين خيارين؛ إما الحريق وإما الغريق... العهد خلفهم والبحر أمامهم، فاختاروا البحر هرباً من انفجار آخر، وحرب أهلية أخرى من زعيم طائفي جديد، من أو دستور جديد، في بلد لم يعد فيه جديد، غير شهوة القوة، وتحقيق الغلبة، وفاخوري يدير كما يشاء أذن الجرة.

تحت سيف العقوبات الأميركية وضغوط المبادرة الفرنسية عاد ميشال عون للبحث عن موقع وسطي، بعدما قامر بالمسيحيين وغامر باللبنانيين منذ خمسة عشر عاماً بمواقف أدَّت إلى تغيير طبيعة الدولة، وفرضت على المجتمع نموذجاً سياسياً يصعب التعايش معه. لكن عون المناور على حبال صراعات المنطقة، يحاول قدر الإمكان عدم خسارة الفرصة الفرنسية في انتظار انجلاء غبار المعركة الأميركية - الإيرانية، لكنَّه عالق بين إرضاء باريس ومراعاة واشنطن، فنجاح الأولى يضمن جزئياً استمراره حتى انتهاء ولايته، أما مواجهة الثانية فستؤدي إلى انقلاب مسيحي وطني كامل عليه قد يتسبب في تقصير عمر ولايته، وإخراج ورثته من المعادلة المسيحية والوطنية، بعد خسارته عمقه المسيحي، وتعرضه لانتقادات من جمهور حلفائه وإصرار «انتفاضة تشرين» على رحيله، لذلك لجأ إلى التمترس خلف خطوط حمر وضعها رأس الكنيسة المارونية البطريرك بشارة الراعي لحماية الموقع المسيحي الأول، لكن البطريركية في واد وعون في واد آخر، فهي تخوض معركة حماية الدستور وتفرض تأويلات واجتهادات تحت ذريعة الميثاقية، حيث تتعرض لهجمة قاسية تريد تمزيق ما أُنجز في 100 سنة سابقة، وانتزاع ما تبقى للمسيحيين من حضور وصلاحيات تحت حجة العرف تارة؛ والدولة المدنية تارة أخرى، وتحت ذريعة التوازن الطائفي في السلطة التنفيذية، وهي مطالب ومحاولات ستفتح على اللبنانيين أبواب جهنم.

 

عون - جهنم - لبنان!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/23 أيلول/2020

«رايحين ع جهنّم»... «خلصوا المصريات »... لعل هذه الجمل الموجزة المباشرة كالرصاصة، الصادرة من فم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشيل عون في مؤتمره الصحافي الاثنين الماضي، تلخص حال لبنان اليوم. «العهد» الذي يتزعمه عون ورئيس حزبه الحاكم، وصهره، جبران باسيل، هم الطرف الأساس في إيصال لبنان لهذه الصورة الكئيبة. عون، وفي تصرف كيدي وفهلوة سياسية، وشعور طائفي ساخن، تعاقد مع حسن نصر الله و«حزب الله»، الوكيل الإيراني في لبنان وربما الشرق الأوسط، في تفاهم كنيسة مارمخايل الشهير، الذي بسببه تحوّل عون من خطاب الوطنية اللبنانية المعادية للنظام السوري أصالة، إلى ملحق سوري مسيحي لبناني، برعاية وحماية الجيش الإيراني في لبنان. ناصب عون وصهره العبقري باسيل العداء للخصوم، داخل الساحة المسيحية، بحجة التمثيل الأكثري، ثم ناصب العداء للطوائف الأخرى خاصة دروز وليد جنبلاط، وهم الأكثرية الدرزية، لكن الأخطر كان تصويبه، المثير، على السنة، وأنا هنا لست في وارد الدفاع عن سعد الحريري ولا عن كل قياداته السياسية الحالية. هذا الجو المريض، كرّس عزلة لبنان العربية، خاصة عن السعودية والخليج، والتحاقه بـ«حزب الله» الإرهابي، ثبّت ورطته الدولية، وهو اليوم يجني حصائد العونية السياسية الكيدية.

الداء اللبناني لن يشفيه دياب ولا ديب، ولا كل الذئاب والنمور والأسود، لأنه داء من صناعة هذا الحلف السياسي المريض. العقوبات الأميركية الأخيرة مسّ خنجرها الحادّ وزيران سابقان، أحدهما المعاون السياسي لرئيس البرلمان نبيه بري، وزير المال السابق علي حسن خليل، ويوسف فنيانيوس، من جماعة فرنجية، ثم على شركتين قالت واشنطن إنهما مملوكتان لـ«حزب الله»... والحبل على الجرّار... وربما تصل عقدة الحبل إلى جبران نفسه.

هل انتهى عصر هيمنة الثنائية الشيعية، بأقنعة مسيحية وسنية ودرزية؟

ربما ولعل بطريرك الموارنة الجديد الذي خلف البطريرك صفير، المؤيد لقوى 14 آذار، بشارة الراعي، قد كشف الحال حين سأل في عظة الأحد الماضي: «بأي صفة تطالب طائفة بوزارة معينة كأنها ملك لها، وتعطل تأليف الحكومة، حتى الحصول على مبتغاها؟». هو طبعاً يهاجم الثنائية الشيعية التي تصرّ على امتلاك وزارة المال، والمضحك المبكي أن ثمة من غضب من جماعة «حزب الله» على خلط البطريرك بين الدين والسياسة في عظته؟!

رئيس الوزراء المكلّف مصطفى أديب، قال في بيانه الأخير: «أوجاع اللبنانيين التي يتردد صداها على امتداد الوطن وعبر رحلات الموت في البحر، تستوجب تعاون جميع الأطراف لوقف الانهيار». وإنه لا مناص من «طريق الإنقاذ ووقف التدهور السريع».

في أي الطريقين يسير لبنان؟ في طريق عون الجهنمي أم طريق الإنقاذ الموعود؟

 

عقارب "جهنم" تعود بـ"حزب الله" إلى ما قبل 2006

كلير شكر/نداء الوطن/22 أيلول/2020

لم تكد تمرّ دقائق على انتهاء الكلمة المتلفزة التي ألقاها رئيس الجمهورية ميشال عون، حتى كان "هاشتاغ" جهنم الأكثر تداولاً بين المغرّدين اللبنانيين. هذا يعني أنّ الجمهور المتابع لم ينصت إلى المبادرة التي قدمها رئيس الجمهورية في محاولة لاختراق الجمود الحاصل، ولم ينتبه إلّا إلى النهاية الوخيمة التي تنتظر اللبنانيين، فيما لو أضاع مسؤولوهم فرصة الانخراط الفرنسي لحلّ الأزمة الحكومية المستعصية، وما بعدها من أزمات ضاغطة.

فعلاً هي أشبه بنار جهنم التي تتوعد اللبنانيين في هذه الأيام، فيما لو بقيت القوى السياسية عند عنادها وتصلّبها بشكل يصعّب الحلول، طالما أنّها على قاعدة غالب ومغلوب كما قال عون في كلمته، خصوصاً وأنّ الأزمة المالية - الاقتصادية بلغت أمتارها الأخيرة فيما احتياطي مصرف لبنان يلفظ أنفاسه الأخيرة، قبل رفع يديّ رياض سلامة استسلاماً والتوقف بالتالي عن دعم المواد الأساسية من قمح ودواء ونفط. ومع ذلك، ترفض القوى السياسية النزول عن شجرة تصعيدها، وتدير ظهرها للبركان الاجتماعي الآخذ في الاشتعال والمعرّض للانفجار في أي لحظة، وسط توتر اقليمي شديد الخطورة قد ينذر بما هو أسوأ، ويضيّق الهامش المتاح أمام الادارة الفرنسية لتدوير الزوايا والبحث عن مساحة تكفي لفرض تفاهمات موضعية من شأنها أن تضع قطار المعالجة على سكته.

وسط هذا الازدحام في التوتر والفوضى والخلافات، يواظب رئيس الجمهورية على اعتماد سياسة التمايز عن شريكه في تفاهم مار مخايل، تحت عنوان البحث عن مخرج لأزمة المداورة مقابل تمسك الثنائي الشيعي بحقيبة المال، تقدم الرئاسة الأولى طرحها على أساس "إلغاء التوزيع الطائفي للوزارات التي سميت بالسيادية وعدم تخصيصها لطوائف محددة". هذا هو جوهر الاقتراح الذي رفعه الرئيس عون بعد ثلاثة أسابيع من المراوحة في اتصالات التأليف.

هذا الهدف بالذات كان في صلب لقاءات التشاور التي عقدها رئيس الجمهورية مع الكتل النيابية خلال الأسبوع الماضي، حيث حرص الرئيس ميشال عون على توجيه سؤال محدد إلى ضيوفه حول موقفهم من المداورة، لتخرج الرئاسة الأولى بعد تلك الجولة بخلاصة واحدة: كل الكتل النيابية تؤيد المداورة إلا الثنائي الشيعي. بدا في تلك اللحظة أنّ رئيس الجمهورية يميل إلى اقتناص فرصة الخلاف الحاد الحاصل بين الثنائي وبين نادي رؤساء الحكومات السابقين حول المداورة، لاقتراح طرح توفيقي بينهما، من خلال اسناد حقيبة الحقائب لصالح وزير مسيحي يزكّيه رئيس الجمهورية. وبذلك يضرب عصفورين بحجر واحد: يستحصل على حقيبة "المال" الأمر الذي لم يتوفر له طوال سنوات مشاركته في السلطة التنفيذية، ويلتزم أجندة ابعاد هذه الحقيبة عن الثنائي الشيعي من خلال الضمانة التي يقدمها بنفسه.

وفق منظور بعبدا، هذا الطرح هو من باب نزع فتيل الخلاف بين الفريقين الخصمين من خلال طرح الرئاسة نفسها كضمانة للثنائي الشيعي بالدرجة الأولى، وتكريس المداورة التي يرفض الفريق الآخر التنازل عنها، بعدما صارت المداورة عقدة في خشبة الحكومة، ولو أنّ الجميع يتعاطى مع المسألة الحكومية على أنّ حلها يحتاج إلى تسهيل خارجي يسحب فتيل التفجير الداخلي.

ولكن وفق مراقبي سلوك الفريق العوني، فإنّ المسافة الفاصلة التي يتخذها الرئيس عون ومعه "التيار الوطني الحر" من الثنائي الشيعي، وتحديداً من "حزب الله"، لا يمكن النظر إليها الا بعين العقوبات التي تطلّ برأسها والتي قد لا ترحم الفريق العوني من قوائمها السوداء.

لكنها وفق توصيفات "حزب الله" فإن الصراع الحاصل لا يختصر بمعركة حقائب وإنما هو أشبه بانقلاب يُراد منه اخراج الثنائي الشيعي من السلطة التنفيذية، وهي بالتالي معركة وجودية لا تقلّ قساوة بنظر هذا الفريق عن "حرب تموز"، خصوصاً وأنّ ما تسرب من لقاءات رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، يظهر وكأنّ أياً من الحقائب السيادية قد لا تكون صالحة للثنائي الشيعي في هذه الظروف الصعبة! وعليه، يتبيّن أنّ "حزب الله" يتعامل مع الظروف الحالية وكأنّ عقارب الساعة عادت إلى الوراء، إلى ما قبل 2006، وتحديداً قبيل توقيع تفاهمه مع "التيار الوطني الحر" حين لم يكن له حليف الا شريكه الشيعي. وهذه حال واقعه في الوقت الراهن، ولو أنّ رئيس الجمهورية يحرص على عدم تخطي سقوف التحالف الاستراتيجي ويعرف جيداً حدود اللعبة، كأن يرفض مثلاً التوقيع على تشكيلة حكومية مرفوضة من الثنائي الشيعي، مقابل حرص "حزب الله" على ترك هامش المناورة متاحاً أمام حليفه المسيحي، لا سيما في ضوء الضغوطات التي يتعرض لها ولو على نحو غير مباشر. ومع ذلك، الأرجح أنّ "حزب الله" كان يفضل لو أنّ "التيار الوطني الحر" اصطف إلى جانبه في هذه المعركة أسوة بما فعل خلال حرب تموز، مع أنّ الظروف مختلفة جداً ولا يمكن اسقاطها على يومنا هذا. ولكن بالنتيجة، لو خيّر "حزب الله" بين السيناريوين، لاختار الأول أكيد. لكن الظروف الصعبة التي وضعت "التيار الوطني الحر" بين مطرقة "جهنم" وسندان "العقوبات"، دفعت به مسافات بعيدة عن "حزب الله". وهذا ما تريده الادارة الأميركية منذ سنوات.

 

هل تستضيف فرنسا طاولة حوار لبنانية؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/22 أيلول/2020

عبثاً تأتي محاولة البحث عن جديد متعلق بتشكيل الحكومة الجديدة. كل الاطراف مأزومة، بعضها من التزم الصمت وآخرون آثروا تظهير مواقف تعيد تشكيل اصطفافهم السياسي. إنكفأت حركة الاتصالات والمشاروات المتصلة بتشكيل الحكومة بينما كان كل طرف يحاول تبرئة نفسه من إفشال المبادرة الفرنسية، التي وضعت الفرنسيين قبل غيرهم في مأزق لمحاصرتها ضمن مهل زمنية يستحيل الإلتزام بها. "حزب الله" أقفل خطوطه امام كل الاطراف بعد ابلاغهم صراحة تمسكه بموقفه وليس لديه اي جديد ليبلغه والا فلا يحاولنّ أي طرف إجباره على إتخاذ موقف لا يريده او ان يتخلى عن دوره. أيا كانت الظروف قالها "حزب الله" من البداية انه ماض خلف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي انصرف الى اعداد جدول اعمال اجتماع هيئة مكتب المجلس وتابع موضوع سجن رومية و"كورونا" وقانون العفو ولم يدل بدلوٍ جديد حيال تشكيل الحكومة، فيما كان لافتاً السجال الذي نشب بين النائبين علي حسن خليل وزياد اسود ما يؤكد ان الاجواء بين "حركة امل" و"التيار الوطني الحر" تأزمت مجدداً على خلفية تهم الفساد. لم تعد حكاية حقيبة وزارية بل مسألة إثبات وجود ودور حتى ولو كان ثمن ذلك تحميل الثنائي تبعات تعطيل البلد وأزماته المتفاقمة. والمهم التركيز عليه هنا ان الموضوع لم يعد مقتصراً على ثنائي حزبي بل تعداه الى طائفة اصطفت بأغلبيتها خلف الحزبين لشعورها بالاستهداف. ولا مبالغة في القول ان كلام البطريرك الراعي ضاعف هذا الشعور أمس الاول.

وليس وضع الرئيس المكلف أفضل حالاً وهو يظهر في حيرة من أمره بين تقديم تشكيلة يرفضها الثنائي الشيعي وتصلّب يصر عليه رؤساء الحكومات السابقون. يسجل له اصراره هو ايضاً على عدم الإستفزاز او التصادم مع الآخرين على رغم الضغوطات التي تمارس عليه. ذهبت الازمة بعيداً، كنا امام حكومة فصرنا امام أزمة نظام وأزمة دستور او الحاجة الملحة الى مؤتمر تأسيسي جديد كانت حددت فرنسا موعد انعقاده في تشرين وصار على ما تشير الوقائع على قاب قوسين أو أدنى.

المكالمة الهاتفية اليومية بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره اللبناني ميشال عون لم تفض الى نتيجة. ابلغه عون رسمياً سيره في اي تشكيلة تعرض عليه. لكن هذه التشكيلة لم تصل بعد. فالرئيس المكلف غير مستعد للتصادم مع المكون الشيعي ورؤساء الحكومات السابقون غير قادرين على دفعه باتجاه هذه المواجهة. "حزب الله" من ناحيته ترك لرئيس الجمهورية حرية توقيع اي تشكيلة حكومية يتسلمها. موقف الرئيس على محك تحالفه مع "حزب الله". ترك الخيار للرئيس امتحان صعب للتحالف.

في اطلالته الاعلامية قال عون صراحة اذا لم تشكل الحكومة "رايحين على جهنم". اطلق عون نيرانه باتجاه الجميع وتماهى مسيحياً مع كلام البطريرك الراعي بمسألة التوزيع الطائفي للوزارات التي لم يرد ذكرها في الدستور، داعياً للعودة الى الدستور الكفيل بتقديم "الحل الذي ليس فيه لا غالب ولا مغلوب". لم يقدم عون حلاً وطنياً ولا مبادرة لكنه أظهر عورات النظام وبيّن ان لبنان مكشوف سواء بصراعه السياسي الداخلي او صراع القوى الخارجية في المنطقة، وقد أصبح جزءاً من هذا الصراع. أعلنها رئيس الجمهورية ان الازمة أصبحت تحتاج الى حوار حول الدستور، لكن الخوف من ان الانتقال الى مؤتمر تأسيسي او اعادة النظر في الدستور، عادة ما يحصل على صفيح ساخن أو يلي أزمات وملمات كبرى او توترات امنية.

ولو أن هناك من يقول اليوم ان الجميع يريد الذهاب الى مؤتمر تأسيسي جديد لكن لا يملك اي طرف جرأة المجاهرة بذلك. الثابت أنّ الطائفة السنّية تتمترس خلف اتفاق الطائف، بينما يرى الشيعي ان الوقت حان لترجمة وجوده وترسيخه داخل السلطة التنفيذية من خلال المثالثة، والمسيحي صار اقرب للايمان بأن لبنان بصيغته الحالية لا يستمر وبالتالي لا بد من الكونفدرالية. تعددت التفسيرات لكلام عون، احدها كان يرى في خلفيات ما قاله محاولة لانقاذ رئيس مجلس النواب الذي اخذ الجميع خلف اصراره على المالية. انه الفاول الثاني بعد دفع حكومة حسان دياب الى الاستقالة من دون بديل. حمّل عون المسؤولية للأطراف فإما الذهاب نحو تسويات وإما سنكون امام ازمة نظام. وكأنه عاد الى الواقع المسيحي فنقلنا الى واقع تحالف جديد مسيحي سني ودرزي مقابل الشيعي. هذا الاصطفاف قد يؤدي في حال تفاقمه الى أزمة في الشارع، عندما يجد "حزب الله" نفسه مضطراً لعدم السماح بإقفال طريق الجنوب او البقاع مثلاً. لا بصيص امل محلياً في حكومة تبصر النور قريباً، الامر بحاجة الى اعجوبة، كما قال عون، أو ان الجانب الفرنسي المبادر لن يألو جهداً لانجاح مبادرته حتى ولو استوجب الامر دعوة اطراف طاولة قصر الصنوبر المستديرة الى فرنسا لحل الازمة. صيغة جرى تداولها بالامس وخيار لا يراه البعض مستبعداً.

 

تنكة البنزين بالقصر السورية بـ 120 ألف ليرة ومحطات بعلبك - الهرمل مقفلة

عيسى يحيى/نداء الوطن/22 أيلول/2020

غابت الخدمات التي تقدم بأشفار العيون إلى أبناء البقاع الشمالي، ووقف المواطنون طوابير أمام محطات الوقود التي رفعت خراطيمها معلنةً نفاد المادة في مشهدٍ مذل، على وقع تهريب المحروقات إلى الداخل السوري، فيما يعيش كثيرون تحت خط الفقر ويفتقدون رغيف الخبز.

بين مافيات المحروقات والمواد الغذائية حيث يتصدر الإحتكار وغلاء الأسعار الساحة البقاعية، يعيش البقاعيون يومياتهم بعد أن ضرب الجوع منازل الكثيرين منهم، وفاضت جيوب آخرين بالأموال بعد إستغلال الأوضاع الإقتصادية وجشع التجار وإرتفاع سعر صرف الدولار من دون حسيبٍ أو رقيب، حيث أصبحت القاعدة التي تحكم الناس هنا هي غنى البعض على حساب جوع وفقر البعض الآخر. منذ ثلاثة أيام ومحطات الوقود في بعلبك الهرمل مقفلة بحجة نفاد المخزون وعدم قيام شركات التوزيع بتسليم المحطات الكميات التي تحتاجها، فيما خزانات بعضها ممتلئة بالكميات الكافية، لكن الإحتكار سيد الساحة بعد أن أنشأ العديد من اصحاب المحطات خزانات جديدة منذ أشهر وملأوها قبل فصل الشتاء، وكما كل أصحاب المؤسسات التجارية خضعت صفيحة البنزين لمبدأ العرض والطلب حيث وصل ثمنها إلى 37 ألف ليرة لبنانية وبكميةٍ محدودة جداً، فيما وصل ثمنها في بلدة القصر السورية إلى 120 ألف ليرة لبنانية.

سياسة الأمر الواقع التي فرضها اصحاب المحطات دفعت الناس إلى رفع الصوت ووجهت دعوات لقطع الطرقات في بلدات النبي عثمان واللبوة والفاكهة وغيرها بعد أن توقف عدد من السيارات على جانبي الطريق لنفاد البنزين منها، وبعد قيام الجيش اللبناني بإحباط محاولة تهريب البنزين على الحدود اللبنانية السورية وهي إحدى عمليات التهريب ضمن العشرات منها التي تحدث ولا تزال عبر المعابر غير الشرعية. وأكد مصدر أمني لـ"نداء الوطن" أن الجيش يعمل على منع عمليات التهريب كافة وضبط الحدود الشرقية لجهتي القاع والهرمل، غير أن منافذ عدة لا تزال موجودة ويتم التسلل وتهريب البضائع عبرها والعمل جار على إقفالها. أزمة المحروقات هي واحدة من بين عشرات الأزمات التي تلاحق البقاعيين منذ أشهر، حيث لا تزال أسعار المواد الغذائية على حالها بعد أن رفعها التجار بحسب أعلى سعر صرف وصل إليه الدولار وهو 9500 ليرة لبنانية، إضافةً إلى عدم إلتزام الكثيرين بالأسعار الصادرة عن وزارة الإقتصاد كأسعار الدجاج والبيض مثلاً حيث تباع كما كانت في السابق. وفي ما خص اللحوم التي تباع وفق السعر المدعوم بعد الإتفاق بين وزارتي الزراعة والإقتصاد وصدور لائحة باسماء الملاحم التي تبيع اللحوم بحسب تسعيرة وزارة الإقتصاد، ثار غضب اهالي البقاع الشمالي في بلدات العين والفاكهة والقاع والهرمل بعد أن إقتصر الأمر على عددٍ قليل جداً من الملاحم في حين أن المنطقة هناك يقطنها أكثر من مئة ألف نسمة. وحول شراء العجول وفق السعر المدعوم، أشار صاحب أحد الملاحم لـ"نداء الوطن" أنه خلال توجهه إلى أحد التجار المعروفين غربي بعلبك لشراء الذبائح، إشترط عليه التوقيع على عقد بأنه إشترى عشرين عجلاً وفق السعر المدعوم ولكن يتسلم عجلاً واحداً فقط، ورأى أن "هذا الأمر هو ضحك على الناس وتلاعب بهم في ظل ما يعانونه من أزمات"، مشيراً إلى ان "الوضع كما هو عليه قد يدفعه إلى إقفال ملحمته تجنباً للخسائر في حين يحصل المدعومون على العجول بسعر الدعم".

أما حال المواد الغذائية فليس بأحسن، حيث يغيب الدعم عنها في كل المحال التجارية في بعلبك الهرمل، وأشارت ندى م. إلى أن قدميها تورمتا إثر تنقلها من محلٍ إلى آخر للسؤال عن الحبوب والزيت المدعوم، غير أن الجواب من أصحاب تلك المحال كان حاضراً: "بعد ما توزع شي، ناطرين التجار"، مضيفةً أن مخازن هؤلاء ممتلئة بالمواد المدعومة والتي يبيعونها وفق سعر الصرف في السوق السوداء، مطالبةً وزارة الإقتصاد وجمعية حماية المستهلك بتنظيم حملة كشف على المستودعات التي يحتكر فيها التجار البضائع.

 

كوفيد- 19 و"هلع" السلطة/شعبٌ في العناية الفائقة و"نَفَس مقطوع"!

نوال نصر/نداء الوطن/22 أيلول/2020

أصعب ما قد يصادفه شعب هو وقوف حكّامه على الأطلال ومناجاة القمر والنجوم وترداد عبارة: الله يستر...! الشعب اللبناني شبع من عبارات كهذه ويعيش أحلك الأوقات وأتاه كوفيد-19 ليقصف ما تبقى من الأمل والعمر. فلا مال ولا أمن ولا مستقبل ولا صحة. ويأتيه من يقول له حيناً "لا داعي للهلع" وحيناً آخر "هناك داع للهلع". فماذا يُصدق؟ كلام الرجل قبل الغداء أم بعده؟ قبل الغروب أو بعد الشروق؟ كأن الروائي المصري جمال الغيطاني كان يتوقع ما ستؤول إليه الحال في لبنان حين قال: "هذا زمان الحيرة وسيادة الشك وفناء اليقين". الدكتور فراس أبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري، من إجتماع الى اجتماع الى ثالث ورابع. فالمستشفى دخل في تدبير إستثنائي مواكبة للتطورات التي يفترض ألّا تكون قد باغتت أحداً. نتصل بالخط الساخن الذي وضعته وزارة الصحة لترصد عدوى كوفيد 19 في لبنان ورقمه 1214 لتبيان طريقة مواكبة التطورات "التي اثارت الهلع" فيجيبنا تسجيل صوت أنثوي: شكراً لاتصالكم بوزارة الصحة العامة. لدخول المستشفى أطلب رقم واحد. للشكاوى رقم 2. للشكاوى المتعلقة بالمواطنين العراقيين رقم 3. للتبليغ عن مرض معدٍ رقم 4. طلبنا الرقم 400 مرة والجواب دائماً: نعتذر عن كثافة الإتصالات سيوافيكم أحد مندوبينا بعد قليل. الشغل كثير والاتصالات تبدو كثيرة والاجتماعات لا تتوقف. لكن، ماذا يحدث فعلياً على الأرض؟ ماذا يحدث في المستشفيات؟

د. عاصم عراجي

القلق ظاهر بوضوح على وجه الدكتور عاصم عراجي، رئيس لجنة الصحة البرلمانية، وهو يقلب بين الأرقام ويقرأ ويعود ويقرأ في النسب ويطرح ويجمع ويعود ليقول من جديد: "الوضع خطير". فلنسلّم معه بذلك لكن، ما دوره هو؟ وما دور وزير الصحة الذي يُخبرنا بخطورة الوضع؟ وما دور الدولة، بأمها وأبيها، التي كلما دق الخطر على الأبواب تقف على الأطلال وتخبرنا بذلك؟ سنموت جميعاً؟ فليخبرونا قبل ذلك: ماذا فعلوا من أجلنا؟ شدّ الحبال قوي بين الوزارات اللبنانية وكأن القصة "ليست رمانة كورونا بقدر ما هي قلوب مليانة". فالصحة والداخلية ليستا على وئام. والتربية والصحة ليستا على نفس الموجة. الوزراء لا يتكلمون "سوا" والمجتمع "متروك" وكورونا لا يتسلل فقط في العتمة، بعد منتصف الليل، بل تحت عين الشمس. نقلب بين أخبار وزارة الصحة في لبنان علنا نجد جواباً شافياً في مكان ما فنرى معاليه يلعب "البينغ بونغ". فهل من أجوبة في مكان ما؟

د. سليم أديب

الدكتور سليم أديب، الإختصاصي في الوبائيات وأستاذ الصحة المجتمعية في الجامعة الأميركية، يتحدث عن إشكالية كبيرة تتمثل في انعدام التواصل بين الإدارة والشعب "فنحن نعيش تحت حكم إدارة فاشلة على كل المستويات وغير معتادة على الكلام مع الشعب بل إعطاء الأوامر لهذا الشعب". يضيف "الإصابات اليوم بكوفيد-19 أنواع، إنها بمثابة "خلطة" أو "باسكت" (سلة) فيها من هو حامل للفيروس ويعاني بشدة، ومن يحمل الفيروس ولا يشعر بأعراضه، ومن يسمى Panadol case إذ تكفيه حبة بانادول وكوب شاي كي يشفى. هناك 55 في المئة من المصابين لا يعانون من أي أعراض، وهناك معادلة تسود منذ نيسان الماضي تُظهر وفيات 1 في المئة فقط من كل مئة حالة. وبالتالي الأرقام التراكمية التي نسمع بها يفترض ألاّ تتسبب بالهلع". الوباء، أي وباء، بحسب الإختصاصي في الوبائيات "لا يصمد الى أبد الآبدين. وكوفيد-19 ليس أول وباء ولن يكون آخر الأوبئة. وكل وباء يأتي ثم يستوطن ويفقد بعد ذلك قوته تدريجياً. يفقد كل فيروس قدرته تدريجياً وهذا ما سيحصل في لبنان، خصوصاً أن الشعب اللبناني فتي، بمعنى أنه يبدأ قوياً ثم ينتقل أخف ثم يصل الى الخط الثالث ضعيفاً لدرجة أن المصاب لا يشعر بشيء، وهذا ما سيحصل عندنا. غير أن الفيروس الذي نستورده، عبر القادمين من مطار رفيق الحريري الدولي، يكون اقوى من الفيروسات التي استوطنت لدينا، لأن المجتمعات الخارجية هرمة أكثر من مجتمعنا، ومعلوم أن الفيروس "التعبان" حين ينقض على جسد "تعبان" ينتصر عليه فيقوى. هذا ما يحصل في دول أوروبية كثيرة لكنه يفشل هنا".

كورونا في المرصاد

كأننا نفهم من كلام الدكتور أديب ان لبنان بدأ يتعامل مع مقولة "مناعة القطيع". فهل هي مجدية؟ وماذا لو أصبحت الإصابات أكثر من الأسرّة وأجهزة التنفس؟ الدكتور برنار جرباقة، رئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء، يصرّ على وجوب إقفال البلد الآن الآن وليس غداً "فالإغلاق وسيلة لا بُدّ منها بعد امتلاء 70 في المئة من الأسرّة ومئات الإصابات بين أفراد الطواقم الطبية. أما مناعة القطيع فتتطلب إصابة 60 في المئة من اللبنانيين بكوفيد في حين أن النسبة الآن، إذا ضربناها باثنين، لا تتجاوز الخمسة في المئة. أتتصورون ماذا سيحلّ بنا، بحالنا، حتى ننجح في "مناعة القطيع"؟

الحال يرثى لها ومن يدفع الثمن هو الشعب اللبناني الذي كان جباراً أما الآن فأصبح تعباً منهكاً. نعود الى الدكتور أديب لنسأله عما هو مطلوب كي يحمي الناس حالهم؟ "المطلوب الآن، وبشدة، هو حماية كبارنا وكل مصاب بضعف في المناعة وبأمراض مزمنة فهؤلاء "بعطسة" قد يموتون". كلامٌ مقلق لكنه حقيقي. والحل؟ "إقفال البلد ما عاد حلاً لأننا في السابق، حين أقفلناه، كانت الإصابات على شكل عناقيد أما اليوم فأصبحت منتشرة في كل مكان. الحلّ كان يجب اتخاذه قبل الآن، قبل فتح المطار بعشوائية "ومن دون تأهيل الكوادر فيه".

د. سليمان هارون

ما رأي نقيب أصحاب المستشفيات في لبنان الدكتور سليمان هارون؟ ينتقل هارون من إجتماع الى إجتماع ليواكب ضرورات المرحلة ويقول: "لا، لن نقفل البلد كلياً بل قد نقفل، بالتعاون مع البلديات، بعض الضيع التي فيها إصابات. وقسّمنا ضيع لبنان الى ألوان ثلاثة: أحمر (يجب إقفالها)، برتقالي (يجب مراقبتها بدقة) وخضراء (لا خطر فيها). وستحصل قوى الأمن الداخلي والبلديات على جدولة يومية بعدد الإصابات وتوزيعها لاتخاذ كل ما يلزم". مستشفيات لبنان ليست مع الإقفال. هذا ما أعلنته البارحة في الإجتماعات المغلقة ولذلك أسباب تحدث عنها هارون: "نحن ضد الإقفال بعدما ثبت عدم إعطائه النتيجة المرجوة، كما أن هناك فئات كثيرة في لبنان تعمل "يومك يومك" لا يمكننا ان نقول لأصحابها "إجلسوا في البيت" من دون أن نؤمن لهم مقتضيات البقاء. وهناك كارثة المرفأ التي ترتب عليها كثير من الدمار والأهالي يحتاجون الى عمال ألمنيوم ونجارة وحدادة وزجاج وعمار فكيف نمنع هؤلاء من تلبية الإحتياجات الملحة؟".

يقترب رأي سليم أديب من رأي سليمان هارون بعدم الإقفال لكن الإختصاصي في الوبائيات يطرح على وزارة الصحة والمستشفيات سؤالاً: "يخبروننا يومياً عن مرضى يدخلون لكنهم لا يتطرقون الى من يخرجون ولا عدد من لا يحتاجون الى الدخول أصلاً الى المستشفيات. نحن نحتاج الى تقويم الوضع لا الى مجرد "تستيف" الأرقام" ويستطرد "أرى وجود محفّزات تجعل بعض المستشفيات تبقي على مرضى كوفيد 19 أكثر مما يحتاجون". محفزات؟ ماذا يقصد بذلك أديب؟ يجيب "مرضى الكورونا يدخلون على حساب وزارة الصحة التي أكدت للمستشفيات أنها ستدفع عن المرضى "فريش دولار"، كونها حصلت على هبة من البنك الدولي لذلك، ما حفّز البعض على إبقاء المرضى فترة أطول وإرسال الفواتير الى وزارة الصحة" ويستطرد أديب بالقول "راجعوا ما حدث الأسبوع الماضي في مستشفيي المنلا والمنية في طرابلس اللذين توفي فيهما مرضى كوفيد وهما أصلاً لا يقدمان خدمة استقبال مرضى هذا الفيروس".

أمور كثيرة تحصل. أمور كثيرة ملبدة في الأجواء. فماذا يجيب الدكتور هارون عن اتهام الدكتور أديب؟ يجيب "لم يبدأ أي مستشفى قبض اي قرش ولا يوجد حتى أي اتفاق على التعرفة مع الجهات الضامنة. وكل الجهات الضامنة لديها موظفون في المستشفيات مهمتهم التحقق من وجود المرضى فيها. فليتحققوا. في كل حال، ما داموا يقولون إن هناك إصابات كثيرة بكورونا فلماذا نبقي المريض فترة أطول. فليخرج ونأتي بغيره".

لبنان كله في الطوارئ

لا أسرّة مجهّزة

من جهته، الدكتور عاصم عراجي قلق. نسأله عن سبب عدم تجهيز لبنان نفسه في الاشهر الستة الماضية. ونعود ونسأله عن سبب عدم فتح المستشفيات الميدانية ما داموا يتحدثون، جميعهم، عن "جهنم الحمراء" التي ستفتح إذا بقيت الحالة تسير كما هي؟ يجيب: "تكلمتُ مع وزير الصحة في هذا الموضوع وقلت له إن ثمة عملية ضغط يمكن أن يمارسها في حالات التعبئة، ونحن في مثل هذه الحالة، فالقانون أعطاه حق إنذار المستشفيات بوجوب تجهيز نفسها لكنها تتذرع أنها غير قادرة على ذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار".

هل نفهم من ذلك أننا قد نصل الى وقت قريب لا نجد فيه جهاز تنفس يُنجي قريباً أو صديقاً أو عزيزاً؟ يجيب عراجي: "أصبح لدينا أجهزة تنفس كافية بعدما خفّ الطلب العالمي عليها والمصانع أنتجت الكثير منها، لكن لا أسرّة مجهزة لدينا".

ماذا يقول هارون؟ هل المستشفيات سترفع يدها قريباً؟ يجيب "نحن نحاول استيعاب الموضوع والتأقلم مع ارتفاع عدد الإصابات لكن ثمة أمراً أساسياً يُشكل ضغطاً علينا على الفاضي"، فقد تمّ الاتفاق على وجود مراكز حجر للأشخاص الذين لا يحتاجون الى البقاء في المستشفيات العادية، واتفق على 50 مقراً في المناطق. اين هي؟ فلتفعل".

من يربح من يخسر؟

ما هذه العبثية بالتعاطي مع الأمور واجتزاء الحلول والقيام ببعض الأمور "بطنة ورنة" اعلامياً ثم لا يلبث "الوزير" أن يضعها جانباً وهو ينذر بالأسوأ. أين يا معالي الوزير مقرات الحجر التي أخبرت الشعب بها؟ وما لزوم المستشفيات الميدانية التي تستمر فارغة بلا دور ولا فعل؟ يجيب عراجي: "أتت تلك المستشفيات لزوم الجروح. تكلم الوزير مع الجهات التي أرسلتها من أجل تحويلها الى كوفيد فأرسلوا لنا أجهزة واقية لكن نحتاج الى أمور أخرى بعد كي تصبح مستشفيات بكل معنى الكلمة". تعبنا ونحن نسأل ونسمع أجوبة تحتاج الى كثير من "الحلول" التي ليست في متناول لبنان. ماذا قد يعني ذلك؟ معناه أن ليس للبنان إلا السماء والصلاة ليُخفف الله عن شعبٍ حكامه أكلوا الحصرم وأفراده يضرسون.

 

العلف المدعوم مفقود ومشروع الوزارة "حبر على ورق"

رمال جوني/نداء الوطن/22 أيلول/2020

لا يوجد علف مدعوم في الأسواق، هذا ما يؤكده أصحاب المعالف ومن حصلوا على بطاقات علف مدعوم من وزارة الزراعة. لا أحد يعرف السبب، رغم أن الوزارة ما زالت تجاهر علنا بدعمها العلف، وتزويد المواطنين وتجار الماشية والدواجن ببطاقات مدعومة. أكد مصدر في وزارة الزراعة لـ"نداء الوطن" أن "العلف المدعوم غير متوافر، لأسباب غير معروفة، غير انه يركز على مواصلة الوزارة تعبئة إستمارات الدعم"، مشدداً على "استمرارية المشروع"، لكن أين العلف؟ وكيف يمكن استمرار المشروع من دون توفير العلف؟ لا يخفي المصدر يقينه أن "لا علف مدعوماً متوافر في الاسواق، والتعويل الذي وضعه تجار الماشية والدواجن على الامر، تبخر، ما يضعنا أمام إرتفاع جديد في الأسعار كافة، وهذا أمر خطير، سيترك إنعكاساته الوخيمة على قطاع الدواجن على وجه الخصوص". وقال: "ما حدا عارف وين راح العلف المدعوم". إذاً طار العلف المدعوم، ولم يبق منه سوى بطاقة تخبر عن مشروع وزارة الزراعة الذي لم يكتمل. قبل شهرين دعت وزارة الزراعة مزارعي الدواجن والماشية لتسجيل اسمائهم مع ذكر عدد الماشية لديهم للإستفادة من العلف المدعوم، بعد أن فاقت كلفة العلف العادي إمكانية أي مزارع، وأدى إرتفاع سعره الى ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم. مشروع الوزارة لم يصمد سوى عشرة أيام فقط، قبل أن يفقد العلف المدعوم من الاسواق، من دون ذكر أسباب موجبة، ما دفع مزارعي الدواجن الى تسجيل حالة إستياء كبيرة، وشعورهم بالغبن نتيجة التعاطي غير المسؤول معهم. علي من الذين حصلوا على بطاقة الدعم المذكورة، يؤكد أن البطاقة "حبر على ورق، وكأن الوزارة في صف روضة تجهل كل أسس دراسة الحاجة ودراسة المشروع، فكيف يعقل أن توزع بطاقات مدعومة وهي تعلم أن العلف غير متوافر، هل تضحك على الناس؟". ليس علي وحده الذي تفاجأ بفقدان العلف المدعوم من السوق، فأحمد مزق البطاقة لانها "مش نافعة"، ولأن الدعم وصل الى 10 بالمئة فقط من ثمن العلف، فالكيس الذي يبلغ ثمنه 80 الف ليرة، بات مع فترة الدعم الوجيزة 60 الف ليرة، فيما كان سابقا لا يتجاوز ثمنه 10 الاف. وبحسب أبو أحمد "كان الأجدى بالوزارة ان تؤمن دعماً حقيقياً ليس وهمياً، الا إذ كان هناك من استفاد من المدعوم، وطلعت براس الصغار". وبالفعل هذا ما حصل، رفع أصحاب المسالخ ومحال بيع الفروج في منطقة النبطية الصوت عالياً، أغلبهم تعرض لمحاضر ضبط من قبل وزارة الاقتصاد لعدم الالتزام بالأسعار المجدولة من قبلها، غير ان صرختهم جاءت لتدق المسمار الأخير في نعش ما تبقى للمواطن من طعام، إذ يشكل الفروج 20 بالمئة من سلة المواطن الغذائية، وغياب الدعم عنه أدى الى إرتفاع سعره بشكل مضاعف مرتين. وفيما كان مشروع دعم العلف يسقط من سلة التداول لدى المعالف في النبطية كان أصحاب مسالخ الفروج ينعون الأسعار، ويلوحون بانقطاع الدجاج من الأسواق. تهديد لا يخفيه أصحاب مسالخ الدجاج في النبطية، والسبب شح انتاج الدجاج، الامر الذي يهدد القطاع برمته.

وخلال الاجتماع الطارئ الذي عقدوه لبحث تفاصيل قرار الوزارة ومحاضر الضبط التي طالتهم أكد محمد فحص وهو صاحب مسلخ في بلدة تول أن "تكلفة الفروج النيء تتجاوز الـ12 الف ليرة، وهي أعلى من سعر الوزارة، وإذا اتبعنا نظام الدجاج المتبّل فالتكلفة ترتفع أكثر، وهذا كله لم يلحظه القرار، الذي أنصف كبار المزارعين وظلمنا"، داعياً "لاعادة النظر في القرار". ويؤكد أنهم "ليسوا ضد المواطن، ولكنهم يحمون ما تبقى من مصالحهم". أكثر من ٣٠٠ مؤسسة لبيع الدواجن مهددة بالاقفال في منطقة النبطية فيما لو استمرت الاسعار على حالها، لان القرار كما رأه صاحب مسلخ في النبطية علي خير الله "ظالم، وكان الأجدى وضع ضوابط وتحديد أسعار داخل المزارع وليس المسالخ"، مؤكداً أن "الشركات الكبيرة استفادت من الدعم فيما نحن، المسالخ، لم نحصل لا على دعم من المزارعين ولا من وزارة الاقتصاد ولا من حماية المستهلك ووصلنا إلى مرحلة صعبة وأصبحنا غير قادرين على الاستمرار ونتجه إلى الاقفال".

 

لِمَ يُصرّ الحريري على تصوير الرئيس المكلف دمية؟

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 22 أيلول 2020

عندما يقول رئيس الجمهورية ان عدم تأليف الحكومة يذهب بالجميع الى «جهنم»، ذلك يعني ان لا مرجعية دستورية يُحتكم اليها بعد الآن لحل مآزق النظام، بما في ذلك اتفاق الطائف نفسه الذي اضحى من الماضي، او في احسن الاحوال صار حبراً على ورق

بات مسار تأليف الحكومة عالقاً بين طرفين، ينتظر كل منهما ان يلي ذراع الآخر وإن متأخراً. ليس ليكسره فحسب، بل ليكرّس امراً واقعاً مختلفاً سيكون الثاني منذ اتفاق الدوحة عام 2008. قطع اتفاق الدوحة، تبعاً للاسباب والمسؤوليات المشتركة التي قادت اليه، الطريق الى شطب نصف اتفاق الطائف في ادارة النظام القائم وآلياته الدستورية المنصوص عليها، ناهيك بثغره التي هي اقرب الى فجوات. اوجد اعرافاً غير مسبوقة لم ينص عليها اتفاق الطائف في تأليف الحكومات، والفيتوات الممنوحة للكتل الرئيسية والقوية، واشتراط الحقائب وحصر بعضها بقوى واخرى بطوائف، وفرض اسماء الوزراء وليس تسميتهم فقط. اضف النصاب الموصوف المسمّى الثلث المعطل. اشترك في ارساء هذه الاعراف كل الافرقاء الموقعين على اتفاق الدوحة بلا استثناء، بذريعة تفادي فتنة شيعية - سنّية دموية انفجرت في 7 ايار 2008، ولم تنطفىء جذوتها حتى الآن عند طرفيها. «جهنم» 7 ايار ليست اخطر واصعب من «جهنم» اليوم التي حذّر منها رئيس الجمهورية ميشال عون امس ولم يستبعدها، خصوصاً ان افرقاء اتفاق الدوحة ينقلب بعضهم على بعض آخر. لذا لم يعد غامضاً تفسير ما يجري، بالطريقة التي تولى هؤلاء شرح مواقفهم بها، سوى انهم يستعيدون الصراع المذهبي السنّي - الشيعي الذي سيقود الى شطب النصف المتبقي من اتفاق الطائف، والانتقال الى مرحلة جديدة تخلف اتفاق الدوحة، لكن بلا نصّ مدوَّن كاتفاقي 1989 و2008.

ما يحدث منذ 31 آب، مع تكليف مصطفى اديب تأليف الحكومة الجديدة، هو الآتي:

1 - سلّم الرئيس المكلّف دوره كلياً الى الرئيس سعد الحريري والرؤساء السابقين للحكومة - وقد لا يكون أُعطي له في الاصل - كي يفاوضوا عنه لتأليف الحكومة التي سيترأس، سواء دان لهم بالمنصب الذي وصل اليه أم لم يدن. تبعاً لذلك، فرض الفريق السنّي القاعدتين المنفّرتين للثنائي الشيعي لكن المستفزّتين اكثر له: اولى، المداورة الشاملة في الحقائب بدءاً بالمال، وقد تكون هذه هي المقصودة اكثر من سواها لاخراجه منها، وقطع دابر العُرف ومبرّره الميثاقي الذي ينادي به الثنائي. وثانية، تولي الفريق السنّي اختيار وزراء الثنائي الشيعي في وقت يترك لنفسه اختيار الوزراء السنّة والمسيحيين والدروز. ان تكون حكومة الرؤساء السابقين للحكومة على نحو لم يسع اي منهم، واولهم الحريري وهم ترأسوا الحكومات قبل اتفاق الدوحة وبعده، ان يفعلوا ما يتمسكون بحصوله الآن.

لعل المفارقة ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2005، ثم من بعدها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد ثلاثة اشهر، شهدتا اول دخول لحزب الله في السلطة الاجرائية في حقبة شهدت اوسع تدخّل لواشنطن وباريس في اليوميات اللبنانية وادقّ تفاصيلها، دونما اي اعتراض على ولوج حزب الله الى الحكومة. لم يكن مضى على اغتيال الرئيس رفيق الحريري سوى اشهر قليلة، كانت اصابع الاتهام موجّهة الى سوريا كما الى حلفائها واولهم حزب الله. «المؤامرة» التي يعدُّ الثنائي الشيعي نفسه يتعرّض اليها الآن، ان الفريق السنّي يتعهّد ما لا يسعه تنفيذه ويجازف بالاستقرار الداخلي، وهو اقصاء حزب الله وحركة امل معاً عن الحقيبة المسماة ميثاقية وعُرفية، وعن الحكومة برمتها، وعن اي دور لهما في تأليفها وتسمية وزراء غير حزبيين حتى، مثلما تعمّد الرئيس المكلّف تجاهل التشاور معهما وهو يعرف - كما اسلافه جميعاً المجرِّبون والمجرَّبون - ان لا حكومة من دونهما.

بعد انقضاء المهلة الفرنسية الثانية الاحد، دونما ابصار حكومة الامر الواقع النور، بات من المؤكد للثنائي انه كسب رهانه لمجرد ان لبنن المهلة، بعدما لبنن المبادرة الفرنسية نفسها بترك تأليف الحكومة يدور بين ايدي اللاعبين الفعليين، اصحاب الفيتوات.

2 - يتصرّف الحريري، ما دام واجهة رؤساء الحكومات السابقين وهو في تقويم الثنائي اقوى الزعماء السنّة الضعفاء ليس الا، على انه الاقدر على اقصاء حزب الله عن النظام بإخراجه اولاً من الحكومة، وبفرضه اسماء وزراء شيعة لا يسمّيهم ولا الرئيس نبيه برّي، وبمنع حصولهما على وزارة المال التي تتقاطع فيها وجهة نظره - اي الحريري - مع الاميركيين على انها لا تزال باباً متاحاً لتهريب اموال الى الحزب، وإن من خارج النظام المصرفي الدولي.

مع ان الحقيبة، كلما تولاها شيعي كانت في حصة برّي، بما في ذلك في عزّ العلاقات الودّية الاميركية - السورية في حقبة دمشق في لبنان (1989 ـ 1992)، الا ان الحريري الذي له مقاربة لحقيبة المال مختلفة تماماً عن دوافع الثنائي الشيعي مرتبطة بالمرحلة المقبلة، بات يفضّل ان لا يفصل بين رئيس البرلمان وحزب الله. كلما احتاج في ما مضى الى تنازل من حزب الله ذهب الى عين التينة، ووجد على الدوام صمام امان سلامته السياسية ودوام بقائه في السرايا من خلال رئيس المجلس الذي يرعى الحوار المتقطع بينه وبين الحزب. لذا يتمسّك الحريري - كواجهة مرئية لأديب - بسنّي لوزارة المال مع شرطه الآخر وهو تسميته وزراء الحقائب الشيعية الاخرى.

الثنائي الشيعي يلبنن المهلة بعد لبننته المبادرة الفرنسية

وقد يكون الاسوأ في الطريقة التي يدير بها مفاوضات التأليف الموصدة الابواب دون الثنائي، ان الحريري يصوِّر الرئيس المكلف كأنه دمية قبالة الجميع بمَن فيهم رئيس الجمهورية. في جزء مما عناه عون البارحة تصوير مماثل لرئيس مكلّف كأن لا وجود له.

3 - سواء تحدّث اتفاق الطائف ضمناً عن وضع الحقيبة في وزير شيعي او لم يفعل، جعل الثنائي الشيعي هذا المطلب جوهرياً لا يسعه التنازل عنه اياً يكن السبب، بما في ذلك الذهاب الى الاضطراب والفوضى. باتت الحقيبة، على ضآلة مكانتها السياسية قياساً بسلاحه وموقعه في المعادلتين الداخلية والاقليمية، جزءاً لا يتجزأ من كيانه ووجوده في قلب النظام، ورَبَطها بمصير الطائفة على نحو مطابق لما اعتاد الرؤساء المكلفون تأليف الحكومات في العقد المنصرم ان يفعلوا عندما راحوا يحتجزون التكليف اشهراً ويقرنونه بعيداً من اتفاق الطائف بكرامة الطائفة ومكانتها.

بالتأكيد ليس لأي احد ان يأخذ على محمل الجد عبارة الثنائي ان «ألّفوا الحكومة من دوننا». لا حكومة من دونه، ولا حكومة تُفرض عليه، دونما الحاجة الى انتظار جلسة الثقة في مجلس النواب. ذلك ما توخى رئيس الجمهورية قوله عندما وازن ما بين عدم تأليف الحكومة و«جهنم» التي ليست سوى فوضى النظام والدولة والشارع.

ما بات بين الفريقين المتناحرين رهان مكلف، هو ان احدهما سيلي، في نهاية المطاف اذا كان لا بد من حكومة، ذراع الآخر ويؤلمه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية تابع في اجتماعين عمل الادارات الرسمية وبحث في مراحل إزالة آثار الانفجار وتعويض المتضررين وناقش سبل مواصلة الدعم

وطنية - الثلاثاء 22 أيلول 2020

واصل اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاجتماعات التي يعقدها لمتابعة عمل الادارات والمؤسسات الرسمية، فترأس لهذه الغاية اجتماعين في قصر بعبدا في حضور رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب وعدد من الوزراء في حكومة تصريف الاعمال والمختصين.

الاجتماع الاول

وحضر الاجتماع الاول الى الرئيس دياب، نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر، قائد الجيش العماد جوزاف عون، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، العميد الركن سامي الحويك، العميد الركن وسيم الحلبي، مستشارو رئيس الجمهورية العميد بولس مطر والمهندسان انطوان سعيد وابراهيم برباري، مستشار رئيس مجلس الوزراء الياس عساف ورامي خوري وجهاد البقاعي. وخصص الاجتماع للبحث في المراحل التي قطعتها عملية إزالة آثار الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، والتنسيق القائم بين قيادة الجيش ومحافظة مدينة بيروت لجهة الاسراع في إنجاز ترميم المنازل المتضررة قبل حلول فصل الشتاء، وآلية دفع التعويضات للمتضررين، على ان يصدر قريبا المرسوم المتعلق بالاعتماد الذي طلب رئيس الجمهورية تخصيصه لهذه الغاية وقيمته 100 مليار ليرة. وتمت ايضا مناقشة الصعوبات التي تعترض تنفيذ بعض الاشغال الضرورية، لا سيما بعد انتهاء عمليات مسح المنازل والممتلكات والسيارات والآليات المتضررة، إضافة الى مرحلة ما بعد الكشف عن عدد من المستوعبات في مرفأ بيروت والتي تحتوي على مواد مشتعلة.

وقد تقرر ان يدعو رئيس الحكومة الى عقد اجتماعات دورية كلما دعت الحاجة لجميع الجهات المعنية في عملية اعادة الاعمار وما ترتب عن نتائج الانفجار، على ان يعقد كل اسبوع اجتماع في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس عون وحضور الرئيس دياب لمتابعة تنفيذ القرارات المتخذة.

الاجتماع الثاني مالي

اما الاجتماع الثاني، فقد ترأسه الرئيس عون وحضره الى الرئيس دياب وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، المدير العام للرئاسة الدكتور انطوان شقير، الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون المالية الدكتور شربل قرداحي ومستشار رئيس الحكومة الياس عساف. وبحث المجتمعون في السبل الكفيلة بمواصلة الدعم، لا سيما على الادوية والقمح والمواد والسلع الاساسية. كذلك تقرر الطلب من الوزارات المعنية تكثيف اجتماعاتها مع مصرف لبنان بهدف تحقيق ما تقدم ضمن خطة متكاملة توضع لهذه الغاية.

 

رئيس الجمهورية في الاحتفال بذكرى إنشاء الأمم المتحدة: لادخال اصلاحات على طريقة عملها ومساعدة لبنان على تأمين العودة الآمنة للنازحين السوريين

وطنية - الثلاثاء 22 أيلول 2020

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "تعلق لبنان بالمبادئ السامية للأمم المتحدة وميثاقها، وبما تطمح اليه من أهداف نبيلة لصالح شعوب العالم"، داعيا إلى "ادخال الاصلاحات اللازمة على طريقة عمل هذه المؤسسة الدولية، وعلى مضاعفة السعي لمساعدة الدول المحتاجة في سبيل مستقبل أفضل".

وإذ اشاد بما تقدمه هذه المنظمة والدول الصديقة من مؤازرة ومساندة على طريق معالجة التداعيات الضخمة لانفجار مرفأ بيروت، والتعافي من الأزمة الاقتصادية والمالية، دعا العالم الى "مساعدتنا في تأمين العودة الآمنة للنازحين السوريين الى ديارهم لأن لبنان الذي يئن من وطأة الأزمات غير المسبوقة التي تثقل كاهله، لن يستطيع الاستمرار في استضافة أكبر عدد من اللاجئين في العالم نسبة الى عدد السكان". وشدد الرئيس عون على أن "الصعوبات لن تثني لبنان عن متابعة دوره الإيجابي على الصعيد الدولي، وتفاعله البناء مع الأمم المتحدة وضمن الاسرة الدولية". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال كلمة له ألقاها ليل أمس عبر الفيديو بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة الذي نظم في قاعة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك.

وفي ما يلي نص الكلمة:

"أصحاب السعادة،

نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة عبر الشاشات بسبب ما فرضه فيروس كوفيد-19 من تداعيات تركت آثارها العميقة علينا جميعا وعلى كل الصعد.

ان لبنان، وهو من الدول الخمسين التي شاركت في تأسيس الأمم المتحدة في العام 1945 في سان فرنسيسكو، ومن الذين ساهموا في وضع وصياغة شرعة حقوق الانسان في العام 1948، يغتنمها مناسبة لإعادة التأكيد على تعلقه بالمبادئ السامية للأمم المتحدة وميثاقها، وبما تطمح اليه من أهداف نبيلة لصالح شعوب العالم. وقد تطرق الاعلان الذي توافقنا عليه جميعا لكي يصدر عن هذه المناسبة الى طموحات الأمم المتحدة، وانجازاتها، وبعض خيبات الأمل من أحلام وآمال لم تتحقق مما يستدعي العمل على ادخال الاصلاحات اللازمة على طريقة عمل هذه المؤسسة الدولية، وعلى مضاعفة السعي لمساعدة الدول المحتاجة في سبيل مستقبل أفضل. مما لا شك فيه، ان لبنان، وخلال الأزمات العديدة التي عصفت به قد وجد في منظمة الأمم المتحدة عامل دعم للاستقرار عبر قوات اليونيفيل، وشريكا في التنمية عبر أجهزتها العاملة في بلادي. واذ أشيد بما تقدمه هذه المنظمة والدول الصديقة من مؤازرة ومساندة على طريق معالجة التداعيات الضخمة لانفجار مرفأ بيروت، والتعافي من الأزمة الاقتصادية والمالية، أدعو العالم الى مساعدتنا في تأمين العودة الآمنة للنازحين السوريين الى ديارهم لأن لبنان الذي يئن من وطأة الأزمات غير المسبوقة التي تثقل كاهله، لن يستطيع الاستمرار في استضافة أكبر عدد من اللاجئين في العالم نسبة الى عدد السكان.

السيدات والسادة

على الرغم من كل المعاناة، فإن لبنان، الذي شارك في تأسيس الأمم المتحدة، والذي تبوأ مرتين مقعدا غير دائم في مجلس الأمن، واتخذ قرارا العام الفائت بأن يشارك في قوات حفظ السلام ولو بشكل رمزي في البداية، والذي أطلق مبادرة لإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" حظيت بدعم الأمم المتحدة في العام الماضي عبر القرار 344/73 ، يؤكد أن الصعوبات لن تثنيه عن متابعة دوره الايجابي على الصعيد الدولي، وتفاعله البناء مع الأمم المتحدة وضمن الاسرة الدولية".

 

الراعي عرض مع دل كول الاوضاع في الجنوب ومهام اليونيفيل

وطنية - الثلاثاء 22 أيلول 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، قائد القوات الدولية "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو دل كول، وعرض معه الاوضاع العامة في جنوب لبنان والمهام التي تقوم بها اليونيفيل لحفظ الامن والسلام.

واشار دل كول الى "التنسيق الكامل مع الجيش اللبناني والعمل على تعزيز قدراته". واثنى الراعي على "عمل القوات الدولية والتضحيات التي تقدمها والجهود التي تبذلها لحفظ الامن والاستقرار".

 

لبنان القوي: تصلب المواقف يفشل المبادرة الفرنسية ويدخل البلاد في أزمة مفتوحة

وطنية - الثلاثاء 22 أيلول 2020

عقد تكتل "لبنان القوي"، اليوم، اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، ناقش خلاله التطورات وأصدر بيانا اعلن فيه انه "يتابع باهتمام مسار تشكيل الحكومة وما يعترضها من عراقيل، ويؤكد على موقفه المسهل، ويعلن دعمه لمواقف رئيس الجمهورية الهادفة الى إزالة العراقيل من أمام ولادة الحكومة"، محذرا من "أن تصلب المواقف من شأنه ان يفشل المبادرة الفرنسية ويدخل البلاد في أزمة مفتوحة في وقت هي بأشد الحاجة الى حكومة اصلاحية منتجة وفاعلة تفتح باب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ومع الدول المستعدة لدعم لبنان وإلا ستذهب البلاد فعلا الى المجهول، ولا نظن ان طرفا سياسيا مستعد لتحمل مسؤولية هذا التفشيل للفرصة المتاحة حاليا" مكررا "نصيحته باعتماد اقتراح رئيس الجمهورية بشأن تحرير ما يعرف بالحقائب السيادية من التوزيع الطائفي وسحب فتائل المواجهة بين الأطراف المتصارعة حول وزارة المال وحول مسألة الركون الى رأي الكتل النيابية في عملية التشكيل".

واعلن التكتل "بذله الجهود الممكنة لتحييد موضوع الحكومة عما هو حاصل من تجاذبات محلية وكباش دولي اقليمي. ويؤكد ان التسهيل من جانب التكتل هدفه منع الانهيار، وليس الخوف من ضغوطات قائمة أو عقوبات مفترضة. فهذه الحجة التي يحاول البعض الترويج لها سببها ان المأزومين في مسألة الحكومة يبحثون عن كبش محرقة لكنهم لن يجدوه لدينا". واكد التكتل "اصراره على ضرورة اقرار القوانين الاصلاحية التي اتفق عليها او الموجودة في مجلس النواب وابرزها ضبط التحويلات المالية وقانون الشراء العام وقانون استقلالية القضاء وقوانين مكافحة الفساد اضافة الى القوانين المتعلقة بإعادة اعمار بيروت والتعويضات اللازمة جراء انفجار المرفأ التي طالب بها نواب بيروت في التكتل بوضعها على اول جلسة عامة". وشدد على "اهمية اثبات المجلس النيابي لدوره الكامل بتنفيذ البرنامج الاصلاحي من خلال اقرار هذه القوانين بمعزل عن عملية تأليف الحكومة وبالسرعة القصوى ربحا للوقت ومنعا للانهيار"، مؤكدا "اهمية اعطاء الاولوية لهذه القوانين من دون الدخول في محاولات جديدة لإقرار قوانين تدخل المجلس والبلاد في انقسامات سياسية نحن بغنى عنها وتعطي رسالة مؤذية للبنان بأننا عوض ان نكون متجهين نحو الاصلاح وتشديدالعقوبات على المرتكبين، فإننا ذاهبون باتجاه اعفائهم والتساهل معهم".

وشدد التكتل في هذا المجال على "رفضه إقرار قانون عفو عام ليس فقط لأنه لا يشكل أولوية بل لأنه يضرب مبدأ العدالة والعقاب ويشجع الارهابيين والمجرمين على التمادي. والدليل الاكبر على ذلك ما حصل في بلدة كفتون في الكورة وما تلاها من عمل إرهابي ضد الجيش أدى الى استشهاد أربعة عسكريين وكان من بين المعتدين ارهابي سبق ان خرج من السجن".

 

بول سالم لـ”صوت بيروت انترناشونال”: هناك اعتراض اميركي على مشاركة حزب الله في الحكومة

صوت بيروت انترناشونال/الثلاثاء 22 أيلول 2020

اعتبر مدير معهد الشرق الأوسط في واشنطن الدكتور بول سالم أن “هناك عدّة مراكز قرار في أميركا وعدّة سياسات لا تلتقي ولا تجتمع دائما”. وشرح سالم في حديث لبرنامج “صوت الناس” مع الاعلامي ماريو عبود عبر “صوت بيروت انترناشونال”، أنه “هناك خطا مباشرا يجمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس الاميركي دونالد ترامب، وهناك خطا ينسق وفقه المسؤولون الفرنسيون والاميركيون”. واشار سالم الى “اننا كنا نسمع من المسؤولين في اميركا انهم داعمون للمبادرة الفرنسية ولكن يختلفون مع نظرة ماكرون لحزب الله واعتراض اميركي على مشاركة حزب الله في الحكومة”.

وقال: “الحكومة الاميركية الحالية لم تكن متحمسة للمبادرة الفرنسية ولكن حين حصلت المبادرة واتصل ماكرون بترامب باتت الادارة الاميركية أكثر ميلا الى هذه المبادرة”. واشار الى أنه “بشكل عام هناك احترام كبير للجيش اللبناني لدى الاميركيين بالرغم من ملاحظات لدى بعض من في البنتاغون على بعض النفوذ لحزب الله في جزء منه فالجيش يعكس الواقع اللبناني”. وقال: “لا نعرف تماما ما الذي يخطر ببال ترامب فهو شخصية متقلبة ولا اعتقد أنه مهتمّ بالملف اللبناني وهو منهمك بقضاياه الخاصة اذا تصاغ السياسة الاميركية بنوع من التنسيق الاعتباطي”. واضاف: ” الوضع في الادارة الاميركية فوضوي الى أبعد حدود”.

واشار الى أن “العقوبات حين طرحت مرّت على مجلس الأمن القومي الذي اما اعلم ترامب أو أخذ اذنه”، مشيرا الى أنها “عقوبات مختارة”. وقال: “واضح انه تمّ استخدام سياسة التنقيط بالعقوبات لارسال رسائل معينة”. واعتبر أن “الاميركيين لم يكونوا معترضين على حكومة حسّان دياب وكان الموقف الرسمي أنه ان حققت اي حكومة الاصلاحات سيدعمون في صندوق النقد وفي سيدر “.

وتابع: “هناك اجماع دولي كبير مؤيد للبنان ومؤيد لمساعدات كبيرة للبنان ولكن نبقى نحن متلكئّين في تنفيذ الاصلاحات”. واشار الى أن “الادارة الاميركية بجوّ عزل حزب الله والرئيس الفرنسي يتعرض لضغوطات كبيرة من الجانب الاميركي وهناك مصالح ومواقف متضاربة”، قائلا: “ماكرون يريد ان يراعي الموقف الاميركي وقبل بالعقوبات اذا قبل بمبدأ تشكيل الحكومة ولكن بمحاولة عزل حزب الله”. وردّا على سؤال حول اداء ومواقف وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، قال: “بومبيو مرشح للانتخابات ويحاول تقديم اوراق اعتماده لـ”اللوبي الاسرائيلي”.

ورأى أن “أميركا أمام استحقاق انتخابي والفارق كبير بين فوز جو بايدن الذي يتحدث عن فتح خطوط دبلوماسية مع ايران والعودة الى الاتفاق النووي، وفوز ترامب مجددا والذي بفوزه نذهب الى حكومات مواجهة وظروف صعبة للبنانيين”.

وتابع: “حتى ان عادت ادارة بايدن الى الاتفاق النووي ستبقى مروحة واسعة من العقوبات على ايران ليكون له وسائل ضغط في باقي المسائل النووية”. وعن الثورة في لبنان، قال بول سالم: “المواطن اللبناني كان خارجا من الحرب ومتعبا وكان الاقتصاد مقبولا الى حدّ ما واستفاق متأخرا بعد تشرين أن تجديده للطبقة السياسية كان خطأ كبيرا”. وأضاف: “اذا نظرنا الى ثورات اخرى في العالم العربي بتبين أنه ان كانت الثورة موحدة تستطيع ان تنجح ولكن ان بقيت مشرذمة بين مجموعات يمكن أن يتم تخطيها”.

وعن لائحة العقوبات التي يتمّ التليوج بها، قال: “هناك لائحة من الاسماء يهدد الاميركيون بفرضها ويلوحون بها كتصعيد وهي لائحة طويلة وتطال مروحة واسعة وان فشل تأليف الحكومة لن يكون هناك رادعا أمام اميركا من السير قدما في موضوع العقوبات”.

وعن علاقة التيار الوطني الحر و حزب الله، قال سالم: “اذا فاز الرئيس ترامب يكون قد تأكد أنه كان على حقّ بسياساته الخارجية الامر الذي سيرغم التيار الوطني الحر على تغيير سياسته مع حزب الله أو أنه سيدفع الثمن الكبير”، متابعا: “فيما فوز بايدن لا يضع ضغطا كبيرا على التيار الوطني الحر في موضوع علاقته مع حزب الله”. وقال: “ادارة ترامب تحاول وضع كل العقوبات والصعوبات من الآن حتى 20 كانون الثاني وهدف ادارة ترامب ان خسرت جعل الوضع صعبا جدّا على بايدن إن فاز”، مشيرا الى أن “إدارة اوباما وقد تكون لاحقا ادارة بايدن لها الحق في الاستنسابية في تطبيق العقوبات من عدم تطبيقها”، كاشفا أن “هناك من يحوم حول الرئيس بايدن وله مواقف ايجابية من ادارة الاسد مثلا”.

 

المجلس الشرعي الاعلى استنكر تحويل الاختلافات إلى صراعات طائفية ومذهبية: لتسهيل مهمة الرئيس المكلف لا بتقاذف التهم والاجتهادات بخلفيات سياسية

وطنية - الثلاثاء 22 أيلول 2020

عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسته العادية، برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، في حضور العضو الطبيعي في المجلس الرئيس فؤاد السنيورة. وبحث في الشؤون الإسلامية والوطنية.

بيان

وأصدر المجلس بيانا تلاه عضو المجلس الشيخ فايز سيف، ونص على ما يلي: "توقف المجلس أمام الأزمة السياسية والاقتصادية والمعيشية والصحية التي يعانيها اللبنانيون، مؤكدا أن تشكيل الحكومة من صلاحيات الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية كما نص عليه الدستور. فالعقبات والعراقيل والعوائق التي نشهدها تذكرنا بما كان يحصل للحكومات السابقة، الأمر الذي يجب تجاوزه والتزام النظام العام الذي ارتضاه اللبنانيون جميعا، ولا ينبغي أن نكون مختلفين ومتشددين في المطالب بل ميسرين ومتعاونين، لأنه كفانا مناكفات وتصلبا في المواقف.

ورأى إن من المراهقة السياسية ومن الخطورة بمكان افتعال مواقف وظروف، تعلوها علامات استفهام كبيرة، لتبرير مطالب خارج الزمان والمكان بإعادة النظر في الأسس التي توافق عليها اللبنانيون جميعا وبعد جهود كبيرة وبمساعدات عربية ودولية مشكورة.

يهيب المجلس بكل القوى الوطنية تجاوز الصراعات الضيقة والمصالح الآنية العابرة، والارتفاع إلى مستوى التحديات المصيرية التي يواجهها لبنان في أمنه، وفي موت أبنائه، والتي قد تهدد وحدته ومصيره.

وشدد المجلس على ان لبنان في حالة شديدة الخطورة ولا يستطيع الانتظار اكثر مما انتظر، علينا أن نعمل ما بوسعنا كي نساعد الرئيس المكلف لتسهيل مهمته لا بتقاذف التهم وبالاجتهادات المتعارضة بخلفيات سياسية، وقد تكون المبادرة الفرنسية الفرصة الأخيرة لنا التي يجب التمسك بها والعمل على إنجاحها، فالشعب اللبناني يئن من ثقل الأزمة التي بدأت تأخذ منحا طائفيا تحت ذرائع أو مصالح فئوية سياسية وطائفية لأنها تستهدف لبنان وعيشه المشترك وهذا ما لم نكن نرضى به لا من قبل ولا من بعد. ويستنكر المجلس بشدة ظاهرة تحويل الاختلافات السياسية والحزبية والشخصية، إلى صراعات طائفية وخلافات مذهبية. لقد استقبل اللبنانيون مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون بكثير من الشكر والأمل. ولكن نخشى الآن أن تضيع هذه المبادرة الودية، وأن يتبخر الأمل بالخروج من المأزق ولا يبقى سوى الشكر لكل من حاول مساعدتنا بكل جهده، وفشلناه بكل جهود المتربعين على عرش السلطة.

وناشد المجلس كل القيادات الدينية والقوى السياسية للتعاون والتضامن وتوحيد الصف لإيجاد المخارج الوطنية لولادة الحكومة، فكل وزارة مهمة ولها رمزيتها والأهم هو المرونة والتسهيل واحترام ما نص عليه اتفاق الطائف والعمل معا من اجل لبنان الذي نحب أن يكون كما كان على امن وازدهار ونمو ليبقى نموذجا في عيشه المشترك الإسلامي المسيحي.

ودعا المجلس الشرعي الى الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف وتطبيق بنودها كاملة، نصا وروحا، لا الخروج عنها أو تفسيرها بما يتعارض مع نصوصها الواضحة والصريحة أو البحث عن الحلول خارج الدستور، بما يؤدي إلى خلافات ونزاعات تضرب الاستقرار في البلاد، وتألب الناس بعضهم على بعض، المطلوب الاحتكام إلى الدستور وكل عبث به ومحاولات الالتفاف عليه والتذاكي بتفسيره، هو قفز نحو المجهول وضياع الدولة.

يهيب المجلس بضمائر أهل السلطة وأصحاب القرار أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية، أمام الله وأمام الناس. فلبنان ليس كرة تتقاذفها أرجل اللاعبين والمتلاعبين. ولكنه دولة ذات رسالة ارتضيناها وطنا نهائيا لنا جميعا.

ودعا المجلس الشرعي السادة النواب الى إقرار قانون العفو العام الشامل في السجون المكتظة بالموقوفين والمحتجزين والمحكومين وغير المحكومين اليوم قبل الغد دون أي استنسابية في اتخاذ القرار كي لا يشعر احد بالغبن والظلم والإهمال تحت حجج واهية، علما ان وباء كورونا بدأ يفتك باللبنانيين، والمساجين هم اكثر عرضة للوباء بسبب الاكتظاظ وضعف العناية الصحية، فالحكمة والرأفة والرحمة والحرص على السلامة العامة كل ذلك يقتضي حلا سريعا بإصدار قانون العفو العام الشامل كي لا نقع في المحظور.

وتوقف المجلس مليا وبحسرة أمام الوضع المعيشي والاجتماعي والمالي المتردي الذي ينذر بثورة الجياع الذين سينفد صبرهم بعد ان أكلت مدخراتهم ولم يعد لعملتهم الوطنية أي قوة شرائية تستطيع ان تؤمن لهم اقل حاجاتهم الأساسية، وهنا تقع المسؤولية على الجميع للتسريع في تأليف حكومة متخصصين ومستقلين لإنقاذ ما تبقى من هيكل الدولة التي ينبغي ان تستمر بجهود المخلصين من رجالاتها وأبنائها وتخليص اللبنانيين من رحلات وقوارب الموت في البحار. ويرى المجلس أن أسوأ أو أخطر ما في هذا التدهور الخطير، هو أن لبنان الغارق حتى أذنيه في المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والمالية المتداخلة والمعقدة، والذي لا يزال يكافح من أجل رفع ركام الكارثة الرهيبة التي نزلت بعاصمته بيروت، وبأهلها في الرابع من الشهر الماضي، يواجه خطر التعرض للإفلاس".

 

حماس: هنية اختتم زيارة تاريخية للبنان استمرت قرابة 3 اسابيع واكد ان المخيمات هي محطات نضالية على طريق العودة ولن تكون بؤر توتير

وطنية - الثلاثاء 22 أيلول 2020

أعلنت حركة "حماس"، في بيان، ان رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية "اختتم أمس زيارة تاريخية للبنان على رأس وفد من قيادة الحركة، استمرت قرابة 3 أسابيع". واضافت ان هنية "التقى العديد من القيادات اللبنانية الرسمية والشعبية والحزبية والفكرية، وقد عبر رئيس الحركة خلال هذه اللقاءات عن دعم وحدة لبنان وأمنه واستقراره، وعن عميق الاعتزاز بالعلاقة الأخوية مع لبنان الشقيق بمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية"، مشيدا بـ"دور لبنان التاريخي إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، واحتضانه للاجئين الفلسطينيين"، مؤكدا "التمسك بحق العودة، ورفض كل مشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل"، معتبرا "العلاقة مع لبنان بكل مكوناته علاقة استراتيجية". وأشاد هنية بـ"دور لبنان المقاوم الذي انتصر على العدو الصهيوني، وأجبره على الاندحار عن معظم الجنوب عام 2000، ثم صمد وانتصر في حرب تموز عام 2006". وشارك رئيس الحركة خلال زيارته للبنان، وفق البيان، "في اجتماع الأمناء العامين للقوى والفصائل الفلسطينية الذي عقد في بيروت ورام الله"، وعقد "لقاءات ثنائية مع قادة الفصائل والقوى الفلسطينية المقيمين خارج فلسطين"، معتبرا أن "وحدة الموقف الفلسطيني هي حجر الأساس في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية"، ودعا إلى "تطوير العلاقة الفلسطينية الداخلية، وترتيب البيت الفلسطيني، وصولا إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها عبر انتخاب مجلس وطني جديد في الداخل والخارج، ووضع استراتيجية وطنية واحدة لمواجهة الاحتلال ومشاريع تصفية قضية فلسطين، وخصوصا ما يسمى بـ"صفقة القرن" وخطة الضم وجريمة التطبيع".

وزار هنية مخيم عين الحلوة "عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان، والتقى وفودا شعبية من اللاجئين الفلسطينيين وممثليهم، واستمع إلى أوضاعهم المعيشية ومعاناتهم في المخيمات"، وأكد "اللحمة بين قيادة الحركة وأبناء شعبنا في كل أماكن وجوده"، مشددا على "ضرورة تفعيل دور اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وتوفير الحياة الكريمة لهم ريثما يتمكنوا من العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أخرجوا منها منذ العام 1948"، مؤكدا أن "المخيمات الفلسطينية هي محطات نضالية على طريق العودة، ولن تكون بؤر توتير أو صندوق بريد لأحد". وطالب "الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها بإقرار الحقوق الإنسانية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، ودعم صمودهم، وتحسين ظروف حياتهم، وإنهاء معاناتهم، والبحث بشكل معمق في الإشكالات كافة التي تواجههم وسبل حلها".

 

السنيورة بعد لقائه دريان: أفضل طريق للخلاص العودة الى الدستور والقانون بدل صرف الأنظار عبر مشكلات مستجدة

وطنية - الثلاثاء 22 أيلول 2020

استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، الرئيس فؤاد السنيورة الذي عقد خلوة مع المفتي دريان قبيل انضمامه الى جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. بعد اللقاء، قال الرئيس السنيورة: "أنا سعيد هذا الصباح ان أكون في هذه الدار الكريمة لحضور جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. وكما تعلمون أن جميع رؤساء الحكومة السابقين هم أعضاء حكميين في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وبالتالي هذه مناسبة للقاء ولا سيما انه قد مضى قرابة شهرين لم ينعقد المجلس الشرعي بسبب العطلة الصيفية وأيضا بسبب الأوضاع والأحداث التي سادت خلال الأسابيع الماضية، وبالتالي هذه مناسبة للتداول مع سماحته ومع أعضاء المجلس الشرعي في هذه القضايا التي تعصف بلبنان في هذه المرحلة الصعبة. ولا شك، الجميع يدرك أن لبنان يمر بظروف بالغة العسر والصعوبة، ربما لم يعرف مثيلا لها في تاريخه الحديث من انهيار اقتصادي ومالي ونقدي يطال معظم القطاعات الاقتصادية، ولارتفاع هائل بنسبة الفقر والفقراء، والى كارثة نزلت بمدينة بيروت نتيجة التفجير المريب الذي حدث في الرابع من آب الماضي في بيروت، والى وباء كورونا الشديد الهول الذي يجتاح لبنان، والعزلة التي أصبح يعاني منها لبنان عن أشقائه العرب وعن العالم، وبالتالي حاجته الماسة اليوم الى حكومة قادرة وفاعلة لإيقاف الانهيار والبدء باستعادة الثقة والتصدي للازمات الكبرى التي أوصلت اللبنانيين إلى الهلاك في البر والبحر. لذلك، فإني أنتهز هذه المناسبة لكي أدعو وأتمنى على جميع المعنيين في لبنان على التمسك بوثيقة الوفاق الوطني والدستور نصا وروحا والكف عن العبث بهذا النص المرجعي الجامع وذلك بفرض أعراف تخل بنص الدستور أو تدعو لعقد سياسي جديد أو نظام جديد يراد التفاوض عليه".

أضاف: "في الواقع، ليست هناك أزمة في النظام السياسي اللبناني وإنما هناك حالات متفاقمة من ممارسات الاستئثار والاستعصاء والتجاهل الفاقع لاستقرار لبنان وعيشه المشترك لحاجة اللبنانيين الماسة الآن من أجل إعادة الاستقرار، ويكون ذلك من خلال حكومة إنقاذ مصغرة ذات مهمة محددة تتألف من عدد من المتخصصين الأكفاء غير الحزبيين ولا يكونون أسرى العصبيات الطائفية أو المذهبية ولا أسرى الإلتزامات السياسية من هنا أو هناك. الكل يعلم أن البلاد في وضع الفشل والبؤس والإفلاس الذي بلغته لا تتحمل ممارسات غير وطنية وغير مسؤولة، لذلك لا بد من الإقلاع عن التشبث بالحقوق المزعومة للطوائف والمذاهب والالتفات إلى معالجة قضايا الوطن الملحة وتلبية مصالح وحقوق المواطنين في حاضرهم ومستقبلهم، وبالتالي ومرة جديدة فإني أتمنى على جميع الفاعليات السياسية وكل الوطنيين اللبنانيين إلى الثبات على الموقف من التزام الدستور صونا للحياة السياسية الديمقراطية والحرة والكريمة، وحفظا للعيش المشترك بين اللبنانيين وبالتالي عدم التنازل عن الحقوق الوطنية أو لا سمح الله تفشل الحكومة العتيدة وتسقط معها فرص الإنقاذ التي لا تزال متاحة حتى الآن".

وختم: "قبل أن أنهي كلامي، أود أن أتوجه إلى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بتحية تقدير على مواقفه الواضحة والشجاعة إلى جانب الدستور اللبناني دفاعا عن العيش الوطني المشترك بين اللبنانيين وأيضا على موقفه في موضوع تحييد البلاد عن النزاعات والمحاور الإقليمية والدولية والانتصار لحقوق ومصالح الوطن والمواطنين".

سئل: ما رأيكم بالسجال الحاصل بين بكركي والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؟

أجاب: "أنا أتمنى على الجميع الابتعاد عن كل هذه السجالات، ولا يعني ذلك أن ما قاله غبطة البطريرك كان مخالفا للمبادئ الأساسية التي يقوم عليها لبنان، بل أنا أتمنى على الجميع أن يكونوا قدوة لكل اللبنانيين في التبصر في الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، وبالتالي العمل سوية للخروج من هذه المآزق بالدعوة الى الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، وإعلاء شأن المصالح الحقيقية للبنانيين من أجل إقدار لبنان على الخروج من هذه المشكلات الصعبة التي أصبح لبنان في خضمها، وبالتالي الحرص على عدم الانزلاق والوقوف ضد استدراج لبنان الى مشكلات جديدة هو بغنى عنها".

ردا على سؤال عن كلمة "جهنم" التي استخدمها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قال: ""أنا أعتقد أن استعمال هذه العبارة لم يكن موفقا، ولكن من ناحية ثانية قد أراد فخامة الرئيس أن يدلل على مسألة أساسية وهي الوضع الشديد الصعوبة الذي يمر به لبنان. تفتح للبنان الآن فرصة من خلال المبادرة الفرنسية، والتي أنا أعتقد أنه يجب التقاط هذه الفرصة، وبالتالي العمل من اجل ان يتم تأليف حكومة انقاذ. يجب أن لا ننسى أولئك اللبنانيين الذين تظاهروا ابتداء من 17 تشرين الأول الماضي، والذين طالبوا بحكومة حيادية، ومن غير الحزبيين، وحكومة يكون همها إنقاذ لبنان، وبالتالي فإني أعتقد ان الطريقة الوحيدة لاستعادة ثقة اللبنانيين بالدولة اللبنانية، وأيضا بالطبقة السياسية في لبنان، هو هذا الممر في ان تكون هناك حكومة حيادية غير حزبية، تكون مصغرة وبالتالي يجري بها فعليا إعطاء الحقائب الوزارية لوجوه جديدة تتمتع بالكفاءة والجدارة والنزاهة لتولي كل الحقائب الوزارية".

وتابع السنيورة: "الدستور اللبناني شديد الوضوح: ليس هناك من حقيبة وزارية في لبنان محصورة أو محتكرة من قبل طائفة معينة أو مذهب معين، كما انه وفي الوقت نفسه ليس هناك ما يحول دون ان يتمكن أي لبناني يصبح وزيرا، من أن يتولى أي حقيبة من الحقائب. ليس هناك حقائب حصرا لطوائف أو حقائب ممنوعة على ممثلي طوائف صغيرة أو كبيرة. الأمر واضح وبالتالي ليس من المفيد إقحام لبنان بمشكلات جديدة هو بغنى عنها، وذلك من أجل صرف الأنظار عن المشكلات الأساسية التي يعاني منها لبنان، محاولات تحويل الانتباه الى مشكلات جديدة مستجدة او طروحات ليست دستورية ولم يتم فيها أي عرف مستقر ولم يتم الموافقة عليها في اتفاق الطائف. اتفاق الطائف واضح ويمكن سؤال من كانوا حاضرين وبالإمكان الاطلاع على النص بإمكان أي احد ان يطلع عليه، هذا الامر أصبح واضحا، وبالتالي من غير المفيد ان يصار الى إدخال اللبنانيين في أتون هذه المشكلات من جديد".

وردا على سؤال قال: لكل واحد رأيه. وأنا اعتقد أن هناك فرصة متاحة الآن، هناك مبادرة فرنسية التي هي فعليا أن هناك حكومة انقاذ مصغرة ومن غير الحزبيين وبالتالي ان يصار الى تولي هذه الحقائب من أناس يتمتعون بالكفاءة وبالتجرد وبالنزاهة التي يستطيعون بها أن يدخلوا لبنان مرة جديدة في الاتجاه الذي يؤدي به الى الخروج من هذه المآزق المتجمعة وان يتم التداول في هذه الحقائب والتي تعتبر خطوة على طريق الاصلاح". وعن موقف الثنائي الشيعي الثابت، قال: "ما هو أهم وما يرضي الجميع، هو العودة الى الدستور والقانون. هما الأساس الذي يجب ان يعتمدا وبالتالي الوصول الى ما يرضي الجميع. أما عندما يكون هناك أحد يريد شيئا خلافا للدستور، وبالتالي يتهم الآخرين من هنا وهناك بأنهم هم الذين يعطلون، بالطبع هذا ليس مفيدا. الدستور هو الذي يحكم العلاقة بين اللبنانيين، والعودة مثل الشخص الذي يقود سيارة ويتجه الى المفرق الخطأ، وبالتالي أفضل طريقة للخلاص من المشكلة هو العودة الى الاوتوستراد والاوتوستراد هو الدستور واتفاق الطائف والقانون. هذا الذي ينقذ لبنان، وهذا هو الطريق الوحيد المتاح، وهو الطريق الذي ينقذنا من الانهيارات لا سمح الله".

 

السنيورة : لا يمكن إنقاذ لبنان إلا بالدستور والقانون والإصلاحات الحقيقية والايحاء بأن طائفية المالية أقرت في الطائف غير صحيح

وطنية - الثلاثاء 22 أيلول 2020

اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة في حوار مع قناة "الحدث"، أن "ما نراه اليوم هو محاولة من قبل الثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" فرض امرا مخالفا للدستور على جميع اللبنانيين"، موضحا ان "الدستور اللبناني شديد الوضوح بأنه ليس هناك من أي حقيبة وزارية، ومنها حقيبة وزارة المالية، تعتبر حكرا أو حقا مكتسبا لأي شخص ينتمي الى طائفة او مذهب معين في لبنان. كما انه، وفي الوقت ذاته، لا شيء يحول دون ان يتسلم أي شخص ينتمي الى أي طائفة او مذهب، كبر او صغر، أي حقيبة وزارية في لبنان ومن ضمنها وزارة المالية. أي أن الحقائب الوزارية في لبنان لا تتبع أي منها لأي طائفة أو مذهب. وبالتالي، فإن الذي يأتي بهذه البدعة الجديدة محاولا ان يوحي بأن طائفية حقيبة وزارة المالية قد أقرت في الطائف أو أنها بحثت في الطائف أمر غير صحيح". وقال: "صحيح أنه قد جرت مداولات في هذا الشأن بين بعض النواب خارج اجتماعات مؤتمر الطائف، مثل التداول الذي جرى في بعض المسائل الأخرى التي تقرر في حينها عدم وضعها على جدول أعمال المؤتمر لما قد تتسبب به من خلافات قد تحول دون الوصول إلى إقرار اتفاق الطائف. كذلك، فإنه ليس هناك من عرف مستمر وثابت ومستقر أن حقيبة وزارة المالية هي حكر على من ينتمي الى الطائفة الشيعية. وبالتالي، ليس هناك ما يمكن الارتكاز إليه لا بالدستور ولا بالعرف الثابت والمستقر بشأن طائفية حقيبة وزارة المالية". وعن الأوضاع في لبنان، رأى السنيورة أن "هناك ما يشبه وجود مسرحين تجري أحداثهما في آن معا. الأول في الخارج وهو يتعلق بالصراع المستمر والمحتدم ما بين إيران والولايات المتحدة الأميركية والمجتمعات الغربية، والثاني المسرح الداخلي الذي هو قائم في لبنان. في المسرح الخارجي، ليس للبنان أي دور فيه ولا يجوز ولا مصلحة في تحميله انعكاسات وتداعيات ما يجري على هذا المسرح من تعقيدات ومشكلات وتبعات، وهو ما تحاول بعض الأطراف جر لبنان إليه وإقحامه في متاهاته وإرغاماته. أما المسرح الآخر، وهو الداخلي، أي ما يجري في لبنان، وعلى هذا المسرح تجري محاولات من أجل طرح مجموعة من المسائل والمشكلات من أجل خدمة مصلحة فريق من هذين الفريقين اللذين يصطدمان في الخارج. أي لمصلحة الدولة الإيرانية، ومن يأتمر بأوامرها وهو "حزب الله". وبالتالي، فقد جرى اختراع قضايا ومسائل جديدة لتطرح وكأنها مسلمات ينبغي التقيد بها والتزامها، وذلك من أجل حرف الانتباه عما يجري في الخارج. ليس ذلك فقط، وكذلك من أجل حرف الانتباه لدى اللبنانيين عما يحصل في لبنان من احتقانات وتشنجات بسبب سيطرة وإطباق "حزب الله" على الدولة اللبنانية، وكذلك أيضا لحرف انتباه ا للبنانيين عن ملابسات ذلك التفجير المريب والمليء بالشكوك الذي حصل في بيروت في مطلع الشهر الماضي". اضاف: "المؤسف أن الذي يجري في موضوع التحقيق بهذا التفجير يبدو وكأن هناك محاولة للطمس وللتعمية عليه. ومن أجل الإسهام في تحقيق هدف الطمس والتعمية نرى تلك المحاولات في ابتداع واختراع قضايا ليس لها علاقة لا بالدستور ولا بالأعراف ولا بمصلحة لبنان. والذي يقوم بذلك يحاول حرف انتباه اللبنانيين وكل المعنيين في لبنان عن الانهيارات الحاصلة في لبنان بسبب جملة من المآزق والصدمات التي تعصف به على مختلف الصعد الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية، وكذلك للتعمية عن الاثار والنتائج الكارثية لتفجير المرفأ".

ورأى أن "الحل الطبيعي لقسم مهم من تلك المشكلات، هو في العودة الى الدستور والتزام أحكامه، وكذلك العودة إلى التزام ما تم الاتفاق عليه في الطائف، وذلك يسهم في استعادة الثقة بلبنان وبدولته من قبل اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي. هذا برأيي هو الطريق الذي يمكن ان ينقذ لبنان".

وتابع: "لا شك أن لبنان يعاني اليوم من مشكلات خطيرة جدا ومن ذلك الانهيار بالثقة ما بين اللبنانيين وما بين حكومتهم وايضا ما بين اللبنانيين والطبقة السياسية بمعظمها. هذا من جهة، وكذلك ومن جهة ثانية، فإن هذا الانهيار في الثقة أدى الى هذا الانهيار الكبير في القضايا والأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية. وبالتالي، فقد أصبح لبنان في حال شديدة السوء ولا يمكن ان يتم إنقاذه إلا من خلال العودة الى الأصول والمبادئ بما يؤدي الى البدء بالإصلاحات الحقيقية التي افتقدها لبنان منذ سنوات طويلة. إذ أنه لا يزال هناك استعصاء مستمر ومزمن من قبل الأحزاب الطائفية والمذهبية عن السير بهذا المسار الإصلاحي الكبير. وهذا هو الطريق الذي يمكن للبنان من خلاله البدء باستعادة الثقة به انطلاقا من قبل اللبنانيين ويواكبها في ذلك استعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي والمؤسسات الدولية بلبنان واقتصاده ومستقبله".

وسئل عن السر وراء التشبث بوزارة المالية دون غيرها، وهل من المعقول أن يضحى بلبنان وشعبه من اجل وزارة؟ قال: "طبيعي لا. دعني أقول لك عن امرين حصلا خلال الأيام القليلة الماضية. الامر الأول هو ما قام به فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من استشارات مستجدة بعد ان جرى تكليف الدكتور مصطفى أديب لتكليف الحكومة. وهذه الاستشارات النيابية الجديدة التي أجراها فخامة الرئيس هي مخالفة للدستور. ولكن، على أي حال، فإنها تعبر بطريقة او بأخرى عن حقيقة مهمة، وهي أن جميع النواب اللبنانيين، وباستثناء النواب المنتمين للثنائي "أمل" و"حزب الله" قالوا بوجوب اعتماد المداورة في الحقائب الوزارية في تأليف الحكومة الجديدة. ذلك بما يعني ان هناك إجماعا لبنانيا ضد استفراد أو احتكار هذا الثنائي لحقيبة وزارة المالية".

اضاف: "هذا ما عبر عنه أيضا البارحة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الذي أكد انه لا يجوز لفريق من اللبنانيين ان يلزم الآخرين ويحتكر حقائب وزارية بعينها خلافا للدستور، وخلافا للأعراف المعمول بها في لبنان. وبالتالي، فإن هذا يعني وبشكل واضح، ولا يقبل الجدل أو المعاندة، أن هناك اجماعا متزايدا لدى اللبنانيين برفض هذا الاملاء الذي يقوم به الثنائي "أمل" و"حزب الله" على اللبنانيين جميعا، لما فيه مصلحة إيران ولما فيه حرف الانتباه عما يجري في الخارج، ورفضا للإملاءات التي تمارسها إيران على لبنان من خلال "حزب الله".

سئل: الآن رئيس الوزراء المكلف يدعو الى إنجاح المبادرة الفرنسية، والواضح ان فرنسا بدأت تتلمس خيبة الامل. ففي حال لم تترجم هذه المبادرة كما ارتأتها فرنسا، ماذا يمكن ان نتخيل التعامل الفرنسي مع لبنان خصوصا في ظل خيبة الامل التي ستصاب بها؟

اجاب : "لا شك ان لبنان يعاني من هذا الاستعصاء ومن انصراف المجتمعين العربي والدولي عن لبنان بسبب ذلك الانحياز الكبير الذي أصبحت تتسم به سياسة لبنان الخارجية. ذلك مما أصبح يؤدي الى ان يكون لبنان في عزلة عن المجتمعين العربي والدولي، وذلك بسبب الأداء غير المقبول الذي تميز به أداء هذه الحكومة، وبعض الحكومات السابقة، ومنذ عدة سنوات. وكذلك الاضرار التي أصبح يحصدها لبنان بسبب هذا الاطباق الذي يمارسه "حزب الله" على الدولة اللبنانية. وأنت تعلم أن الإيرانيين لم يتورعوا عن التباهي بأن لإيران ما يسمى وجودا قائما ومسيطرا في لبنان وفي العراق وفي سوريا وفي اليمن. وبالتالي نحن الآن نعاني من هذه المشكلة ويعاني لبنان من انصراف المجتمعين العربي والدولي عن لبنان". اضاف: "إن هذا ما يتطلب من اجل الإنقاذ ان يصار الى تصويب البوصلة الداخلية والبوصلة الخارجية للبنان حتى يعود لبنان جزءا من العالم العربي وجزء من العالم، لا ان يبقى ويستمر أسير تلك الاملاءات والاطباق الذي تمارسه ايران على لبنان. إذ أنه وفي حال عدم القيام بذلك فإن لبنان، سوف يتعرض لمشكلات خطيرة جدا ليس فقط على الصعد الاقتصادية والمالية والنقدية بل أيضا على الصعد الأمنية. لان لاستمرار حال الانهيار نتائج وبيلة وخطيرة جدا على جميع اللبنانيين. وذلك إذا لم يعمد لبنان وفورا لتصويب بوصلته الداخلية وبوصلته الخارجية، والمبادرة فورا أيضا إلى سلوك طريق الإصلاح الذي استعصى عليه الكثير من السياسيين والأحزاب الطائفية والمذهبية والميلشياوية على مدى العقدين الماضيين وامتنعوا عن سلوك هذا الطريق الصحيح، ليس لعدم قدرة بل لعدم توفر الرغبة أو الإرادة للقيام بذلك. وهذا هو المسار الوحيد الذي فيه انقاذ للبنان". وتابع: "لذلك، فقد كان مجيء الدكتور أديب كرئيس مكلف من اجل ان يتولى حكومة مصغرة للإنقاذ، ومن غير الحزبيين المنتمين إلى الأحزاب العاملة في لبنان، وأن يكون التأليف على أساس التداول والمداورة في الحقائب الوزارية لماذا؟ لأنه وخلال السنوات الماضية أصبح لبنان يعاني ويشكو من ممارسة ممجوجة ومرفوضة من قبل السياسيين اللبنانيين في ان كل حزب طائفي ومذهبي ومليشياوي أصبح يصر ويحتفظ لنفسه بحقائب وزارية وبإدارات معينة. وهذا هو السبب الأساسي للفساد والافساد الحقيقي الذي يتعرض له لبنان، والذي هو في أساسه فساد سياسي. إذا مسألة التداول في الحقائب الوزارية هي الطريق الواجب سلوكه إلى ما يسمى الرجوع إلى التزام قواعد الحوكمة الصحيحة في إدارة الشؤون العامة في لبنان".

 

الكتائب: من غير الجائز القفز فوق وجع الناس ولقمة عيشهم لطرح التعطيل سبيلا للتعديل

الثلاثاء 22 أيلول 2020

وطنية - عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الكترونيا برئاسة رئيس الحزب النائب المستقيل سامي الجميل. وبعد التداول في التطورات، اعتبر المكتب في بيان، "أن الوقت ليس للدخول في اجتهادات دستورية وفرض معادلات جديدة عن طريق الاستقواء، لا سيما أن وزارة المال تشكل ضمانا للخزينة وصمام أمان للدولة ولجميع اللبنانيين لا لأي فريق طائفي أو حزبي، والأجدى في هذه الحالة الذهاب إلى تشكيل حكومة قادرة على كسب ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي. أما إذا كان المطلوب توظيف المناسبة في إطار سياسي أوسع، فيجب التبصر إلى أن اللحظة السياسية والاقتصادية والمالية ليست اللحظة المناسبة لأي طرح سياسي، ومن غير الجائز الرقص على وجع الناس وجوعهم والقفز فوق لقمة العيش المفقودة لطرح التعطيل سبيلا للتعديل". وقال: "فيما هموم هذه الطبقة تنصب على مكاسبها، يبقى اللبنانيون يئنون تحت وطأة الوضع الاقتصادي القاتل وقد فقدوا الثقة بهذه المنظومة الفاشلة إلى درجة أنهم يفضلون أن يرموا أنفسهم في عبارات الموت على ان يبقوا في ظل هكذا طاقم أذاقهم الموت ألف مرة ويبشرهم يوميا بالجحيم القادم". أضاف: "أمام فشلها في معالجة كل الملفات والأزمات التي تضرب البلاد، لا تبرع السلطة السياسية مؤخرا سوى بمحاولة إسكات الأصوات الحرة وملاحقة الناشطين والصحافيين وجرهم إلى التحقيق بسبب آرائهم السياسية". ورأى في "استدعاء الأحرار والنشطاء السياسيين والاعلاميين أمثال العلامة علي الأمين ونوفل ضو وديما صادق ورياض طوق وفاروق يعقوب حلقة من مسلسل درامي، عهد اللبنانيون على مشاهدته ويعرفون جيدا نهايته، فالنصر دائما للأحرار. أما القمعيون فإلى مزبلة التاريخ". وجدد "تأكيد ضرورة أن يدخل لبنان عصر التغيير الشامل من خلال اقتلاع هذه المنظومة من جذورها بعدما أثبتت يوما بعد يوم وتصريحا بعد آخر عقمها وعجزها"، داعيا "مرة جديدة إلى إجراء انتخابات نيابية في أسرع وقت فتكون الخطوة لأولى في تغيير السلطة بدءا من اعلى الهرم".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 22-23 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

انفجار عين قانا: لحام المرفأ بلش يلحم بالجنوب

الياس بجاني/22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90639/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d9%81%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%81/

 

نوفل ضو يا كايدهم ، ويا معري فجورهم وفسادهم وذميتهم، لك من الأحرار ألف تحية تقدير وإكبار

الياس بجاني/22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90627/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d9%8a%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%87%d9%85-%d8%8c-%d9%88%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%8a/

 

فيديو مقابلة لبناناوية وسيادية مع د. نبيل خليفة يتناول من خلالها بأكاديمية ووطنية مقومات شخصية بشير الجميل وأهمية حياد لبنان وحتمية انتصاره مهما اشتدت الصعاب

22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90645/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d9%86%d8%a8/