المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 20 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september20.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/رؤساء الحكومة السابقون وجنبلاط وجعجع هم فرق احتياط لحزب الله

الياس بجاني/فاسدون وهم وكلن يعني كلن

الياس بجاني/مطلوب محاكمة جعجع وجنبلاط والحريري لإرتكابهم جريمة الصفقة الخطيئة التي وضعت عون في بعبدا وسلمت حزب الله مجلسي الوزراء النواب. خونة

الياس بجاني/لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا

الياس بجاني/استنكار لجريمة الاعتداء على المصور الصحافي في جريدة النهار نبيل اسماعيل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/9/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 19 ايلول 2020

ا مكان للشياطين في بلد القديسين/اتيان صقر - ابو ارز

الصحة”: 5 وفيات و779 إصابة جديدة بـ”كورونا”

إسرائيل تلوح بإغتيال حسن نصر الله

وقفة أمام وزارة الدفاع ورسالة لقائد الجيش لتطبيق القرار 1559

رسالة من الثوار الى قائد الجيش… لا للدويلة داخل الدولة لا للسلاح غير الشرعي

نصائح بريطانيّة وألمانيّة وايطاليّة لفرنسا بعدم تعويم "حزب الله"

الأهم من نجاح مبادرة ماكرون.. إنقاذ لبنان وشعبه واقتصاده!

الخضوع لشروط الثنائي الحكومية خطير ويكرّس بيروت ورقة في يد ايران

التقسيم هو الحلّ الأفضل لمشاكل لبنان المتراكمة

موقع اسرائيلي يكشف: اميركا تضغط لإنطلاق مفاوضات مباشرة بين اسرائيل ولبنان... وهذه التفاصيل

مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان: لتشكيل حكومة فعالة وذات مصداقية على وجه السرعة

وقفة لعائلات شهداء 4 آب احتجاجا على تأخر نتائج التحقيق والمحاسبة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: الثنائي" لتصعيد أوسع يستغل المرونة الفرنسية

الحزب إلى موقع الهجوم وحشر عون في الزاوية الحكومية

الخارجية الفرنسية: لا دليل على وجود مخازن متفجرات لـ "حزب الله" في بلدنا

المبادرة الفرنسية عالقة بين مطرقة عدم تأليف الحكومة وسندان تأليفها بشروط حزب الله

ماكرون يطارد المسؤولين اللبنانيين: أريد حلّاً!..."الثنائي": التوقيع الثالث أو نستأنف "العدّ"

الجيش اللبناني يعثر على كمية من المفرقعات في مرفأ بيروت

انفجار بيروت: تواصل البحث عن 9 مفقودين ومسح نحو 85 ألف وحدة متضررة

عائلات لبنانية تبيع ما تملك وتهرب على قوارب الموت/زينب دفنت جثمان طفلها في البحر... وعماد سيكرر المحاولة

وفاة لاعب كرة قدم لبناني تعيد إلى الواجهة قضية السلاح المتفلت

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

ماكرون للأتراك: لحوار مسؤول دون سذاجة

مطالبات أميركية بمعاقبة جميع القطاعات المالية في إيران

ترامب: سنوفر 100 مليون جرعة من اللقاح قبل نهاية العام

بايدن: “تيك توك” مصدر قلق لكن ترامب مقلق أكثر

هل ينقذ التراجع تركيا «المعزولة» في شرق المتوسط؟/«ناتو» مهّد الأرضية للحوار بين أنقرة وأثينا... وخفّض حدّة التوتر مؤقتاً

تحذير أممي من «جرائم حرب» محتملة في مناطق سيطرة تركيا شمال سوريا

تركيا تعزز نقاطها في شمال غربي سوريا بعد محادثات مع روسيا/إدارة معبر «باب الهوى» تستنكر تصريحات أممية حول عرقلة وصول المساعدات

تحذير أممي من «جرائم حرب» محتملة في مناطق سيطرة تركيا شمال سوريا

بيدرسن يضع خطوطاً عامة لمفاوضات اللجنة الدستورية السورية/أمستردام تعد دعوى قضائية ضد دمشق «لانتهاكات حقوق الإنسان»

القاهرة تستنكر تصريحات وزير خارجية تركيا

القاهرة ترهن تفاعلها مع دعوات تقارب تركية بالتنسيق مع «الرباعي» قللت من أهمية الاتصالات الجارية حالياً

تركيا تعزز نقاطها في شمال غربي سوريا بعد محادثات مع روسيا/إدارة معبر «باب الهوى» تستنكر تصريحات أممية حول عرقلة وصول المساعدات

إردوغان: لا مانع من الحوار مع مصر واتفاقها مع اليونان أحزننا واكد إجراء مباحثات بين جهازي المخابرات لترسيم الحدود البحرية

تركيا «منزعجة» من قرار السراج التنحي عن رئاسة «الوفاق»

«الأوروبي» يفرض عقوبات على مخالفي حظر تصدير السلاح إلى ليبيا

حفتر يعلن إعادة فتح المنشآت النفطية إثر مفاوضات مع نائب السراج/تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على الإيرادات... وضمان «توزيع عادل» للموارد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«مبادرة ماكرون» غرقت في مرفأ بيروت/راجح الخوري/الشرق الأوسط

سقوط نهائي لطرح حكومة أخصائيين مستقلين/الدكتور توفيق الهندي/المركزية

التحضير لمؤتمر حوار جديد.. مثالثة أم تقسيم أم فيدرالية؟/منير الربيع/المدن

رسالة فنيانوس.. سقوط تحالف الضرورة/قاسم يوسف /أساس ميديا

عون - بري... مواجهة لم تنتهِ فصولها بعد/ألان سركيس/نداء الوطن

لماذا طلب الثنائي إسناد المال لسني؟/وليد شقير/نداء الوطن

حكومة مفخّخة بحقيبة متفجّرات/نجم الهاشم/نداء الوطن

اللقاء الثنائي "الفتحاوي - الحمساوي" في بيروت رسالة لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام/محمد دهشة/نداء الوطن

الضغوط على "حزب الله" ستستمر: قواعد اللعبة تغيّرت/غادة حلاوي/نداء الوطن

الفرنسيون في "استراحة محارب"... قلّعوا شوككم بأيديكم/كلير شكر/نداء الوطن

من "معجم" عين التينة: "المرابعة" تنضم إلى الميثاقية والمثالثة والمداورة/أكرم حمدان/نداء الوطن

البطرك وعلمانيو الثورة/محمد علي مقلد/نداء الوطن

المراوحة تحكم الانتفاضة... لتنقية الذات ومصالحة مع الجمهور الحزبي/رولان خاطر/الجحمهورية

كيف يمكن للبنان أن يرسم مساراً جديداً للمستقبل؟/أكسيل فان تروتسنبرغ/الشرق الأوسط

ما بعد التوقيع/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

صورتان من حديقة البيت الأبيض/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الأمم المتحدة... قمة «حوار الناس»/إميل أمين/الشرق الأوسط

ليبيا بين إدارة الاختلاف وفرض الاتفاق/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

حريق مرج بسري.. شبهة بافتعاله ثأراً من منع السد

رؤساء الحكومة السابقون: مبادرة ماكرون فرصة يجب تثميرها في الاسراع بتشكيل الحكومة

بعد العقوبات الاميركية عليها... بيان من شركة معمار للهندسة والإنماء

التيار الوطني: نقترح توزيع الوزارات المعروفة بالسيادية على الطوائف الأقل عددا

عضو كتلة "لبنان القوي" النائب سليم خوري: التيار سيبقى من المسهلين لولادة الحكومة ولن يكون حجر عثرة أمام إنجاح المبادرة الفرنسية

عكر من الجنوب: إلتزام لبنان القرارات الدولية لا يعني التخلي عن حقنا بالدفاع عن وطننا وسيادتنا ضد أي إعتداء

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع

إنجيل القدّيس مرقس10/من35حتى45/”دَنَا مِنْ يَسُوعَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ». فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟». قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ». فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟». قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم». ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: «تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم. أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛ لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

رؤساء الحكومة السابقون وجنبلاط وجعجع هم فرق احتياط لحزب الله

الياس بجاني/19 أيلول/2020

رؤساء الحكومة السابقون وجنبلاط وجعجع هم فرق احتياط لحزب الله تماماً كما هي داعش. كلن شركاء في الصفقة التي داكشت الكراسي بالسيادة

 

فاسدون وهم وكلن يعني كلن

الياس بجاني/19 أيلول/2020

الطبقة السياسية الفاسدة تعني قطعان الغنم الزلم وعون وصهريه وبري وجنبلاط وجعجع والحريري وفرنجية وامين الجميل ولحود وسليمان ونصرالله ومعهم الجلابيط من الطرواديين من مثل كرامي وارسلان ووهاب وتطول القائمة

 

لولا الصفقة الخطيئة ما كان لبنان وصل إلى هذا الدرك

الياس بجاني/19 أيلول/2020

مطلوب محاكمة جعجع وجنبلاط والحريري لإرتكابهم جريمة الصفقة الخطيئة التي وضعت عون في بعبدا وسلمت حزب الله مجلسي الوزراء النواب. خونة

 

لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا

الياس بجاني/17 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90456/90456/

إن من يتابع تصريحات “صبي” حزب الله نبيه بري الفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان المعاصر، وما تتصف به هذه التصريحات من استكبار ووقاحة وفجور وعهر، يتأكد ودون ادني شك بأن المحتل الإيراني المتمثل بأذرعه اللاهية والمتمذهبة لا يمكن يفهم بغير لغة العصا.. والعصا كما يقول المثل هو لمن عصا.

والفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان نبيه بري، ورغم هالات الحنكة والحكمة والدهاء الكاذبة التي تحيطه بها جماعة الذميين والاستسلاميين والصفقات الخطايا من أمثال جعجع وجنبلاط والحريري، فهو في الحقيقة المعاشة مجرد موظف عند حزب الله “وصبي” بأمرته كما يقال في دول الخليج العربي.

نبيه بري هو بوق وصنج وليس أكثر منذ أن تم تدجينه إيرانياً عقب معارك إقليم التفاح مع حزب الله، ومنذ ذاك اليوم دوره يقتصر على دور الموظف الذي ينفذ ولا يقرر.

أما كذبة وطنية الإستاذ وحرصه على البلد وعلى الطائف والتعايش والميثاقية فهي فعلاً مضحكة وتستحق الشفقة على من يصدقها، واللعنة على من يسوّق لها.

من هنا فإن كل عنتريات بري الفاسد والمفسد والبوق بما يتعلق بوزارة المالية والتوقيع الثالث فهي ليست من عندياته، بل هو في هذا الشأن مجرد صنج يرن، فيما الضارب عليه هو الإيراني مباشرة.

وليس حزب الله أفضل من بري بما يخص تبعية قراره، لأنه هو أيضاً بنفس وضعية بري تماماً مع سيده الإيراني.

وأيضاً فإنه ورغم هالات القداسة والقوة والجبروت والمعرفة التي يحاط به سيد امونيوم، فهو عملياً مجرد موظف عند الحرس الثوري الإيراني وينفذ تماماً كبري ولا يقرر.

يبقى أن الحكام الدكتاتوريين والفجار والأباطرة والمرضى النفسيين والعقليين، وحكام إيران الملالي هم من هذه الفصيلة الشيطانية، فإن هؤلاء وعلى خلفية استكبارهم وغبائهم وهلوساتهم وأوهامهم وانسلاخهم عن كل ما هو واقع وإمكانيات وقدرات، فهم يعيشون في أقفاص أمراضهم.. ولهذا لا مجال للتعاطي معهم بأي منطق بشري، وهم في النهاية ولا يسقطون بغير القوة…. ولنا في مصير هتلر وموسوليني وصدام والقذافي خير أمثلة.

في الخلاصة فإن اللغة الوحيدة التي يفهمها ملالي إيران وأذرعتهم الإرهابية هي القوة وفقط القوة، وبالتالي هم لن يتنازلوا عن أي شيء بالطرق الإقناعية والمنطقية، ولا بد لإركاعهم من استعمال لغة العصا معهم… لأن كل جزر العالم لن يحركهم عن تعنتهم ولو سنتي متراً واحداً.

يبقى أن على ماكرون والإتحاد الأوروبي والأميركي ودول الخليج العربي وغيرهم من الدول والشعوب الذين يعاديهم حزب الله ورعاته الملالي أن يفهموا التاريخ جيدا ويأخذوا العبر منه،ً ويعلموا بأن لا حلول مع هذه الفئات من البشر بغير لغة العصا..لأن العصا هو لكل من عصا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

استنكار لجريمة الاعتداء على المصور الصحافي في جريدة النهار نبيل اسماعيل

الياس بجاني/14 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90382/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%86%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%b9/

هؤلاء الميليشياويين والزقاقيي الذين اعتدوا على المصور الصحافي نبيل اسماعيل على خلفية رفض الآخر والإرهاب والقمع والاستكبار الفارغ والغباء والجهل، هم أوباش بعقولهم وبثقافتهم وبممارساتهم الشوارعية.

إن عملهم المشين والمستنكر اليوم هو حصاد ونتاج ابليسي لفجور ونرسيسية وجحود وكفر وطروادية قادة أصنام حولوا زلمهم وأتباعهم الأغبياء إلى قطعان هائجة غريبة ومغربة عن كل ما هو إنسان وإنسانية وحضارة وشرع حقوق.

مطلوب إنهاء حالة الاحتلال الإيرانية المبتلي بها لبنان والتي تعيث ليس فساداً وإفساداً في المؤسسات التابعة للدولة، بل الأخطر هو نقل وتعميم ثقافة هذا الاحتلال الهمجية والبربرية إلى بعض الشرائح اللبنانية التي تمظهرت اليوم بأبشع صورها من خلال الاعتداء المستنكر على المصور نبيل اسماعيل.

ما جرى اليوم هو عارض من أعراض ثقافة وعقلية سرطان الإحتلال الإيراني للبنان، وبالتالي لا حلول في وطن الأرز كبيرة كانت او صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى، قبل تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وفي مقدمها ال 1559 ، وذلك لحصر السلاح بالدولة ولإنهاء دويلة واحتلال وحروب وفجور وبربرية حزب الله الإرهابي، وكذلك لإسقاط كل الأغطية والأدوات التي نصبها في مواقع الحكم والسلطة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/9/2020

وطنية/السبت 19 أيلول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

سباق محموم ومحمود نهاية هذا الأسبوع، بين الاتصالات اللبنانية المدعومة بجهود فرنسية، وبين تآكل المهلة الماكرونية غير المعلنة، من أجل بلوغ هدف تأليف الحكومة اللبنانية الموعودة في اليومين أو الثلاثة المقبلة. في وقت تقترب استحقاقات إقليمية ودولية مؤثرة في لبنان، وهي مبهمة في توقع نتائجها الآن، وإنما هي معلومة التوقيت العام على ساعة الإنتخابات الرئاسية الأميركية المحددة بعد شهرين من الآن.

معلومات أفادت أن الرئيس الفرنسي متمسك بمبادرته ولن يسحبها، ومع عتب فرنسي على الأفرقاءاللبنانين لعدم التزامهم تعهداتهم في أول أيلول.

معلومات أخرى أشارت إلى ظهور دخول روسي فرعي على خطوط محلية- إقليميية، في إطار المواكبة الإيجابية لمسار الاتصالات الرامية إلى تحقيق تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة، بعد تخفيف ثقل العقد أمام التأليف.

ومن هنا يتبدى أن الأمر أبعد من تمسك الثنائي الشيعي بحقيبة المالية في الحكومة المنشودة المكلف الدكتور مصطفى أديب تأليفها. ولعل من دلائل الإصرار أو الحرص الفرنسي على إنجاح المسار ومراكمة الأجواء الملائمة، هو ما صدر عن الخارجية الفرنسية "بأن لا دليل على وجود مخابئ نيترات متفجرات لحزب الله في فرنسا".

في أي حال، اللبنانيون الذين يقبعون الآن في اسوأ حال منذ قيام لبنان الكبير قبل مئة عام، عيونهم شاخصة نحو نافذة رجاء يأملون أن يتصاعد منها دخان أبيض، مبشرا بتأليف الحكومة قريبا، فيما هم يتوجسون من دخول المجهول العابق بالدخان الأسود، المتنوعِ المصادر والمسببات، لا سمح الله.

رؤساء الحكومة السابقون التقوا في "بيت الوسط"، وحضوا الرئيس المكلف مصطفى أديب على التمسك بصلاحياته لجهة تأليف الحكومة، والتشاور مع رئيس الجمهورية، وتحت سقف الدستور.

أوساط مطلعة لفتت إلى تشاور واتصالات كثيفة قائمة وبعيدة من الإعلان على محور القصر الجمهوري في بعبدا، إضافة إلى اتصالات عبر دوائر أخرى أبرزها عين التينة، وفي وقت التواصل مستمر من حين لآخر بين باريس وبيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا اختراقات في الجدار الحكومي، ما يبقي ملف التأليف عالقا في عنق الزجاجة، بقوة نأي المعطلين عن دائرة الواقعية، وركوبهم منحى تفرديا لا يقبله أحد.

وإذا كان ثمة لا جديد تحت شمس التأليف، فإن الأمل يظل معلقا على حبال أعجوبة ما، في وقت ما. كما يظل الرهان قائما على المبادرة الفرنسية، التي سجلت في الساعات الأخيرة حضورا لافتا، سواء عبر ديبلوماسية الهواتف أو عبر بيانات رسمية. أحدث هذه البيانات صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية، التي جددت حض القوى السياسية اللبنانية على تشكيل حكومة برئاسة مصطفى أديب من دون تأخير.

فهل يأخذ المعرقلون بهذه الدعوة؟، وهل ينتبهون ويتنبهون إلى رسالة عين التينة بالأمس للواقفين عند عناوين كالمثالثة والمرابعة: تفضلوا إلى الدولة المدنية؟.

في المواقف المحلية اليوم، إثارة متجددة للصلاحيات كررها رؤساء الحكومات السابقون، مشددين على تمسك الرئيس المكلف بها كاملة. أما "التيار الحر" فكان يبتدع فكرة توزيع الوزارات السيادية على الطوائف الأقل عددا.

بانتظار انتشال ملف التأليف الحكومي من مراوحته، يواصل ملف كورونا حراكه التصاعدي، استنادا إلى أرقام قياسية جديدة بلغت ثماني عشرة حالة وفاة وسبعمئة وخمسين إصابة خلال يوم واحد. ومن هنا جاءت تحذيرات مراجع حكومية وصحية وطبية، من أن أمامنا أوقاتا صعبة، ولكن الأمل يظل معلقا على التزام سلوك أهلي وقائي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنها الدولة الباحثة عن أبنائها الغرقى في بحر الموت وهم يحاولون الهروب من بحار الأزمات، فما كان لها إلا انتظار البحر الذي يعود بجثثهم واحدا تلو الآخر، لتنتشلهم وتوزعهم على ذويهم، فيتجدد الحزن غير المنقطع أصلا، لا سيما في طرابلس، المصطفة على شاطئ المتوسط، تنتظر ولو بصيص أمل.

إلى عمق الكارثة ينظر اللبنانيون وهم يسيرون مع جائحة كورونا، ورغم أن الأرقام باتت مخيفة من حيث عدد المصابين وحتى الوفيات، فإنه لا وفاء بالوعود، لا من السلطات بفرض الضوابط المطلوبة، ولا من المواطن المتفلت من كل التزام، ما ينذر بإغراق البلد بموجة مخيفة من الإصابات، وستكون عندها وزارة الصحة والقطاع الطبي عاجزين عن الإنقاذ.

أما الحكومة الغارقة في بحر النكد، المحبوسة لدى حيتان السياسة، فما زالت كل فرق الإنقاذ عاجزة عن انتشالها، والمؤسف أن هؤلاء المتعنتين- وككل مرة- يعاودون الأسلوب المفلس نفسه من التعالي والعناد، ويتوقعون نتائج مغايرة.

لا تغيير في المشهد الحكومي إذا مع تآكل المهل، سوى أن الفرنسي زاد من أسفه، ودعوته القوى اللبنانية للاضطلاع بمسؤولياتها والإسراع في تشكيل حكومة تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات والوفاء بتطلعات الشعب اللبناني. أما التطلع إلى الحل فسهل إن قرر رؤساء الحكومات السابقون التخلي عن الآحادية والاستئثار، والعودة إلى الشراكة الوطنية، وإلى المنطق والأعراف بل المواثيق السياسية، فيفرجون عن الحكومة ورئيسها، وبالتالي يكون من وراءهم- أي الأميركي- قد أفرج عن المبادرة الفرنسية.

أما ما أفرجت عنه الصحافة العبرية، فيظهر واقع الأزمة وموقعها الحقيقي الذي هو أبعد من مداورة أو شكل حكومة، فالمهمة المطلوبة من لبنان مع حديث موقع "والاه" العبري عن ضغط أميركي لتنفيذها، هي إقامة مفاوضات مباشرة بين اللبنانيين والإسرائيليين حول الحدود البحرية. ولتبحر مخيلة المحللين في هذا الخبر الذي يشير لأوهام بعض اللبنانيين، المصرين على البقاء في دوامة الخيبات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

عشية أسبوع جديد يؤمل معه أن تثمر الجهود الفرنسية واللبنانية تشكيل حكومة جديدة تبدأ العمل لانتشال البلاد من مستنقع السنوات الثلاثين، يمكن اختصار المشهد المحلي على الشكل الآتي:

قوى الحراك على تشتتها: لا مشروع بل مشاريع، ولا هدف بل أهداف.

حزب "الكتائب" خارج المعادلة، إلى درجة أن رئيسه سامي الجميل وجد ما يكفي من الوقت لل"كزدرة" والتقاط الصور، في مشاهد تناقلتها مواقع التواصل.

وفيما الرؤية مشوشة لدى "المردة"، "القوات" التي اعتقدت أن تفاهم معراب أسداها خدمة تاريخية في تلميع الصورة، تمضي وقتها في إصدار المواقف الإعلامية والمذكرات الداخلية، الهادفة إلى لملمة ما لحق بها من ضرر بفعل أخطائها المتكررة، التي لم تبدأ بالوصف المسيء لرئيس الجمهورية الذي كرره أحد نوابها، ولا تنتهي بالعراضات ذات الطابع الميليشيوي، وبينها الاعتداء على المقر العام ل"التيار الوطني الحر" في ميرنا الشالوحي الذي حسم تفاصيله بوضوح بيان قيادة الجيش.

ثنائي "أمل"- "حزب الله" يتهم تجمع رؤساء الحكومة السابقين باستغلال الجو الدولي لاقتناص وزارة المال، ورؤساء الحكومة السابقون وتيار "المستقبل" يحضون رئيس الحكومة المكلف على التمسك بصلاحياته لجهة تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وتحت سقف القواعد المنصوص عنها في الدستور، وفق ما جاء في بيانهم اليوم.

الحزب "الاشتراكي" بشخص رئيسه وليد جنبلاط يزايد بالحرص على المبادرة الفرنسية، من دون أن يفهم الناس سبب الهجوم المتقطع الذي يشنه على من يشاركه الحرص نفسه.

أما "التيار الوطني الحر"، فأكد على لسان هيئته السياسية اليوم، مواصلته عن اقتناع، دوره المسهل والإيجابي، ‏محذرا من أن يفهم أي طرف هذا التسهيل على غير معناه أو يظنه نوعا من الضعف، ف"التيار" يساهم في الحل من موقع قوته الشعبية وشرعيته النيابية، وهو ليس مستعدا أبدا لإلغاء ذاته سياسيا، ولن ‏يسمح بأي اعتداء على المنتسبين إليه أو المناصرين له أو على مقراته، وسيقوم بالرد المناسب على كل حالة.

وأكدت الهيئة أن "التيار" يقدم النصائح، وهو لم يضع أي شرط وليس له أي مطلب، لكنه يرفض اعتبار أي تسهيل من قبله كأنه تكريس لأي عرف يطوب أي وزارة لأي طائفة أو فريق، ‏لا بل يقترح في هذا المجال القيام بتجربة توزيع الوزارات المعروفة بالسيادية على الطوائف الأقل عددا، وبالتحديد على الدروز والعلويين والأرمن والأقليات المسيحية.

وفي موقف حاسم، رفضت الهيئة السياسية في "التيار" أن تقوم أي جهة بفرض توقيعها على اللبنانيين من خارج الدستور والأعراف والأصول، أو أن تفرض أي جهة أخرى على اللبنانيين تسمية جميع الوزراء في الحكومة فيما هي لا تمتلك أكثرية نيابية ولا أكثرية ميثاقية.

وخلصت الهيئة إلى أنه مع تنازل "التيار" عن أي مطلب، وقيامه بتسهيل تشكيل الحكومة حفاظا على فرصة الإنقاذ المالي والاقتصادي المتوفرة للبنان، إلا أنه لا يخضع لأي ضغوط خارجية ولا للتهديد بعقوبات بل ‏لرغبة اللبنانيين بالتقاط فرصة الإنقاذ، ومع ذلك فإنه لن يقبل بتسلط فريق واحد على كل اللبنانيين مهما بلغت قوته أو مهما بلغ استقواؤه بالخارج.

إن "التيار" وإن تنازل عن دوره في تشكيل الحكومة، ختم بيان هيئته السياسية، فهو لن يقبل بعدم التساوي بين اللبنانيين، كما لن يقبل بتخطي شراكة رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة، ولن يقبل بأن يفرض عليه بحجة الوضع الضاغط ما لم يقبل به تحت ضغوط الأمن والسياسة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كيف ولماذا تحول الثنائي الشيعي خصما لمعظم اللبنانيين؟، بل كيف تحول الثنائي المذكور عقبة أمام المحاولة الأخيرة، ربما، لاستعادة لبنان عافيته وازدهاره؟.

السبب بسيط، فاللبنانيون اليوم يئنون تحت وطأة الفقر والعوز، فيما الثنائي الشيعي لا يبالي إلا بتكريس نيله التوقيع الثالث. اللبنانيون يهربون من بلدهم ولو بعبارات الموت في الشمال، فيما الثنائي الشيعي يتصرف بطريقة يمكن أن تؤدي بلبنان إلى الموت اليومي البطيء. اللبنانيون سئموا من كل شيء وكفروا بكل شيء ويئسوا من كل شيء، أما الثنائي الشيعي فلا يسأم ولا يكفر ولا ييأس بل يواصل معاركه العبثية ولو على حساب حاضر اللبنانيين ومستقبلهم.

ترى، ألا يدري هذا الثنائي أنه يتحمل مسؤولية عن الحالة المأسوية التي وصل إليها اللبنانيون؟، فكيف يحق له أن يتحدى معظم اللبنانيين، وأن يخالف توجهات المجتمعين العربي والإقليمي بالوصول إلى حكومة انقاذ؟.

كلنا نتذكر ما حصل عندما جاء الرئيس الفرنسي إلى لبنان، واجتمع بالمسؤولين والزعماء في قصر الصنوبر. فهو عندما طرح مبادرة وتصورا للحكومة لم يرتفع صوت واحد معترض. لقد قال بحكومة اختصاصيين مستقلة غير معينة من سياسيين، لا شروط مسبقة ولا امتيازات فيها لأحد. والجميع يذكر أن الثنائي الشيعي وافق يومها على طرح ماكرون، فلماذا غير رأيه بعدها؟، هل لأن مصلحة إيران فوق كل اعتبار، أم لأن الثنائي يخاف أن يدخل أحد سواه إلى مغارة وزارة المالية فيكشف المستور فيها ويفضح السرقات، فيعرف عندها اللبنانيون والمجتمعان العربي والدولي من ساهم في سرقة أموالهم وفي استباحة مدخراتهم وفي تحويلهم متسولين وجائعين في بلدهم؟.

أكثر من ذلك: ان الثنائي الشيعي بمحاولته إسقاط المبادرة الفرنسية يسعى إلى اسقاط ما تبقى من النظام المالي اللبناني. فالرئيس نبيه بري هو الذي ضغط على حكومة حسان دياب لتقرر عدم دفع سندات ال"يوروبند"، فوقعنا في المحظور. هكذا ألغت المصارف العالمية كل التسهيلات التي كانت ممنوحة للمصارف اللبنانية، وانخفض التصنيف الائتماني للبنان، وتوقف ضخ الدولار في السوق اللبنانية، ولم يعد أمام المصرف المركزي سوى صرف الاحتياطي الموجود لديه لتأمين الحاجات الأساسية. وتدخل الثنائي الشيعي مجددا ليغطي شراء وتهريب سلع أساسية مدعومة إلى سوريا، ما رفع سعر صرف الدولار إلى أكثر من تسعة آلاف ليرة.

واليوم، ان استمرار الثنائي الشيعي في سياسته السلبية عبر محاولته إسقاط المبادرة الفرنسية، سيؤدي إلى كوارث متلاحقة على صعيد الغذاء والدواء والفيول والكهرباء، وستدخل البلاد في حالة من الفوضى يتحمل الثنائي المسؤولية الأساسية عنها. فهل هذا ما تريده إيران ودول الصمود والتصدي والممانعة؟.

إن مطلب الناس من الرئيس الفرنسي ومن رئيس الحكومة معاكس لما يطلبه الثنائي منه. فالرئيس ماكرون وأديب مدعوان إلى عدم الرضوخ لمطلب الثنائي، وتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين غير تابعين لسياسيين، ليصبح في الإمكان إجراء تدقيق جنائي فوري في كل الوزارات، وعلى رأسها وزارة المال لكشف الحقائق السوداء. وإذا لم يتحقق ذلك فإن الحكومة المقبلة ستكون كالحكومة الحالية وكالحكومات السابقة، أي حكومات تنال ثقة مجلس النواب وتفقد في نفس الوقت ثقة الشعب وثقة المجتمعين العربي والدولي. فهل بحكومة فاقدة الثقة نعيد بناء لبنان؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ظاهريا، الجميع أطفأوا محركاتهم في ما يتعلق بعملية تأليف الحكومة، إذ لم يعد من زوايا لتدويرها، خصوصا أن الجميع على مواقفهم ولا أحد منهم أبدى استعداده للتعديل قيد أنملة: رؤساء الحكومات السابقون حضوا الرئيس المكلف على "التمسك بصلاحياته كاملة لجهة تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، بالتشاور مع فخامة الرئيس وتحت سقف القواعد المنصوص عليها في الدستور". موقف رؤساء الحكومات تحدث عن نصوص الدستور، ولم يتحدث عن أعراف أو محاضر الطائف التي يتسلح بها "حزب الله" وحركة "أمل".

"التيار الوطني الحر" رفض أن تقوم أي جهة بفرض توقيعها على اللبنانيين من خارج الدستور والأعراف والأصول. هكذا، ومثلما غمز من قناة الحزب والحركة، كذلك غمز من قناة تيار "المستقبل" ورؤساء الحكومات السابقين، لجهة أن تفرض جهة على اللبنانيين تسمية جميع الوزراء في الحكومة، فيما هي لا تمتلك أكثرية نيابية ولا أكثرية ميثاقية.

إذا، الجميع على سلاحه، سلاح الموقف. فمن القادر على إحداث الخرق في جدار المأزق؟. بالتأكيد لم يعد هناك أي طرف داخلي قادر على القيام بهذا الدور.

خارجيا، فرنسا، عرابة عملية التكليف والتأليف، أفرغت ما في جعبتها من مقترحات، ومخارج لتكتشف أن ما يجري في لبنان ليس مسألة تشكيل حكومة بل "ترسيم حدود صلاحيات الطوائف والمذاهب"، وعملية الترسيم هذه، إذا أنجزت اليوم، فإن مقاييسها هي التي ستعتمد في المراحل المقبلة عند تشكيل الحكومات.

والمأزق الأكبر أن الجميع رفعوا سقوفهم، وأي خفض لهذه السقوف يمكن اعتباره هزيمة لا يتحملها أحد في ظل الأوضاع الراهنة، حيث الرأي العام في المرصاد، للمحاسبة.

وإذا كانت فرنسا أفرغت ما في جعبتها من مقترحات، فماذا عن الدول الفاعلة الأخرى؟. واشنطن تراقب أين أصبحت مبادرة حليفتها باريس، لكن أولوياتها في مكان آخر: العقوبات والتطبيع كأوراق ثمينة في معركة الانتخابات الأميركية. وما يبعد واشنطن أيضا عن المشهد اللبناني أنها غير مرتاحة كليا إلى الأداء الفرنسي الذي وصف ب"المساير" من أجل تمرير التشكيلة والقول إنها حققت إنجازا. أما المملكة العربية السعودية فإنها على موقفها اللامبالي لأن لها ملاحظاتها على كيفية التحكم بمفاصل البلد من خارج الآلية الدستورية. هكذا حتى الساعة، فإن باريس هي التي تقلع شوك العقبات بيديها ولا أحد معها.

وفي انتظار حلحلة لا يعرف كيف ستأتي ومتى، فإن البلد يرزح تحت ملفات إنسانية وصحية تتفاقم يوما بعد يوم. فعداد كورونا يكاد يلامس الثمانمئة إصابة، بحيث سجل اليوم 779 إصابة.

البداية من أحد هذه الملفات، من عبارة الموت التي لم تصل إلى قبرص، بل أعادت الذين حاولوا الهجرة... ضحايا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هو أصغر الضحايا العائدين من بحر أسود يتوسطه الموت. عاد على جناح موجة حملته من حيث غفا بين مياه إقليمية غير دافئة أوصلته إلى ساحل البترون. محمد ابن العشرين شهرا، اللبناني والصورة طبق الأصل عن إيلان السوري، نزح مع أسرته من عتمة العيش بين أغنى أغنياء طرابلس وضواحيها، باتجاه الضوء، فقضى من جوع ومن عطش لقطرة حليب استبدلته الأم بماء البحر وملحه، فعاد مكفنا، لا لذنب إلا أنه ولد في بلد أصدر فيه ساسته حكما مبرما على فقرائه: نحن من ورائكم والبحر أمامكم لهروب مميت.

منهم من اختار الموت بقفزة واحدة لأنها أرحم من الموت كل يوم. ومن لم يقض على أبواب المستشفيات وعلى أوتوسترادات خطف الأرواح أو برصاص طائش، سبقهم بانفجار أراده فساد السلطة الحاكمة أقصر الطرق إلى الأبدية.

وعلى المداورة اليومية في الموت، يتحصن أهل السلطة بميثاقية غب الطلب. يتناحرون على وزارة من هنا، وتوقيع ثالث من هناك خرقا للدستور. ومن باب التعنت السياسي دخل الملف الحكومي في مرحلة جمود، خرقتها "هوبرة" رؤساء الحكومات السابقين، وبيانات لزوم ما لا يلزم، معطوفة على "إلا" الشرطية التي استخدمها "التيار الوطني الحر" ليقول إن "التيار" يواصل دوره المسهل إلا أنه ليس مستعدا أبدا لإلغاء نفسه سياسيا.

والجمود المحلي أصيب بصعقة إنعاش فرنسية، حضت فيها المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، كل القوى اللبنانية على الاضطلاع بمسؤولياتها والموافقة من دون تأخير على التشكيلة التي رشحها مصطفى أديب لحكومة المهمة، القادرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة للوفاء بتطلعات الشعب اللبناني. والأهم من الصعقة، الصفعة التي وجهتها المتحدثة الفرنسية إلى منسق وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب ناثان سيلز، الذي اتهم "حزب الله" بأنه يقيم مخابئ ويخزن مواد كيميائية ومنها نيترات الأمونيوم في فرنسا وبلجيكا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا منذ عام 2012، وقالت المتحدثة الفرنسية: لا دليل يشير إلى أن "حزب الله" يخزن مواد كيميائية لصنع متفجرات في فرنسا، ولا شيء ملموسا يؤكد مثل هذا الزعم.

تكلمت فرنسا باسم الاتحاد الأوروبي، وردت اتهام أميركا على أعقابه من دون شراء وقت، فهل يهدي الله الحزب فلا يعرقل المساعي الفرنسية؟، هل يسهل عملية التأليف، أم يصبح من حيث لا يدري حليفا لشيطان احتل العراق على نفس ذريعة أسلحة الدمار الشامل.

المبادرة الفرنسية ومن ورائها المجتمع الدولي وحتى العربي، هي طوق النجاة الأخير الذي يرمى للبنان لانتشاله من عنق الهاوية، وسقوطها يعني سقوط العهد قبل الوطن. بين بعبدا وعين التينة وقعت القطيعة بضربة الميثاقية، والثنائي الشيعي صار معزولا عن أي موقف إسناد، بعدما فخخ رئيس مجلس النواب نبيه بري حقيبة المالية بالميثاقية، أما المداورة فالأصح أن تبدأ من فوق أي بالرئاسات الثلاث، إذ ما أراد بري تحقيق الدولة المدنية عندئذ "المي بتكذب الغطاس".

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 19 ايلول 2020

وطنية/السبت 19 أيلول 2020

البناء

خفايا

قالت مصادر على صلة بالملف الحكومي إن الرئيس فؤاد السنيورة اقترح إعداد تشكيلة حكومية افتراضية تبهر الرأي العام يقدّمها الرئيس المكلف في حال الاعتذار لتحميل الثنائي مسؤولية ضياع الفرصة، لكن البعض أبدى خشيته من قيام رئيس الجمهورية بتوقيع مرسوم تشكيل الحكومة الافتراضية وتصبح أمراً واقعاً.

كواليس

قالت مصادر أمميّة إن يوم الاثنين سيحمل نتائج المواجهة الدبلوماسية بين المسعى الأميركي لإعادة حظر الأسلحة على إيران والدول المتمسكة بالاتفاق النووي داخل مجلس الأمن لجهة مصير الطلب الأميركي باللجوء لممارسة حق الطرف بالاتفاق رغم الانسحاب منه.

النهار

استياء رئاسي

ينقل زوار رئيس الجمهورية استياءه مما الت اليه الامور وايضا من تراجع الرئيس المكلف عن اعتذاره باتصال اجراه به الرئيس الفرنسي قبل ان تطأ قدماه ارض بعبدا رغم ميل الرئيس عون الى اعطائه فرصة اضافية.

مرجعية مسيحية

عُلم أنّ مرجعية مسيحية بارزة تعمل على جمع فريقين سياسيين من الطائفة عينها لوضع ميثاق شرف وعدم تكرار ما حصل الأحد المنصرم، وبدا على المرجعية الغضب والاستياء من خلال الاتصالات التي قامت بها مع الفريقين المذكورين.

رسالة من التسميات

يقول أحد السياسيين المخضرمين إنّ تسمية مرجع حكومي لشخصية إدارية ضمن الأسماء الثلاثة التي رفعها إلى الرئيس الفرنسي تحمل أكثر من رسالة، خصوصاً أنّ رئيس تيار ونائباً بارزاً على خلاف مستحكم معه، وقد حاول مراراً تطييره من موقعه.

اللواء

همس

يعتقد دبلوماسي غربي انه من المكابرة التكرار ان لا تأثير للعقوبات على الجهات التي تستهدفها.

غمز

يواجه فريق رئاسي اشكالات حقيقية، لجهة التعامل مع تحالفاته، وارتباطاته التاريخية بالدولة الراعية للمساعدات.

لغز

تراجعت حركة البيع العقارية في العاصمة، بصرف النظر عن الاسعار او تحصيل الشيكات المصرفية.

نداء الوطن

أبدى نواب داخل تكتل "لبنان القوي" معارضة شديدة لسياسة تزكية منطق الصدام مع "القوات اللبنانية" لشد عصب جمهور "التيار الوطني".

علّق حزبي مخضرم من "قوى 8 آذار" على التخبط الفرنسي في الأزمة اللبنانية، بالقول متهكماً: "يدفعون ثمن التركيبة الطائفية التي أشرفوا عليها مع تأسيس لبنان".

لفت قيادي من أحد حزبي "الثنائي الشيعي" في مجلس خاص إلى أنّ التطورات الحكومية المتلاحقة "من حكومة دياب إلى حكومة أديب" أظهرت فشل الرهان على مشروع "اللقاء التشاوري" السنّي.

الجمهورية

تلقى أحد المراجع من شخصيات بارزة تنتمي الى تيار سياسي بارز، تضامنا مع موقفه من تأليف الحكومة، وإعتراضا ً على المنحى الذي يسلكه رئيس التيار المذكور في عملية التأليف. وبعضهم من أهل بيت رئيس التيار.

أسر ّ حزب فاعل الى قريبين منه أنه في النهاية لا بد من التقاط المبادرة الفرنسية كفرصة لمنع سقوط البلد على رغم كل التشنجات.

قال سياسي عريق شارك في مؤتمر الطائف إن المطالبين بالدولة المدنية هم الاكثر طائفية بل مذهبية.

الانباء

*عُيِّن ولم يحضر

موظف معيّن حديثاً لم يحضر ولا مرة الى مركز عمله رغم الدور الاساسي لهذه المؤسسة في هذا الشهر تحديدا.

*تطوّر في ملف حسّاس

ملف وطني حسّاس قد يشهد بعض التطورات بعدما سقط مرارا في مجلس النواب.

 

لا مكان للشياطين في بلد القديسين

اتيان صقر - ابو ارز/19 أيلول/2020

لبنان يحتضر والعصابة الحاكمة تتصارع على المناصب والحقائب الوزارية. لا نعتقد  ان بلداً في العالم قد نكبه الدهر بعصابةٍ سياسية تختزن هذا الكم الهائل من الفجور والاجرام ، كما نُكب لبنان.

ولكن قد سهى عن بال هذه العصابة انها زائلة قريباً، وأن لبنان باقٍ حتماً. اذ لا مكان للشياطين في بلد القديسين.

لبيك لبنان

 

الصحة”: 5 وفيات و779 إصابة جديدة بـ”كورونا”

وكالات//19 أيلول/2020

سجلت وزارة الصحة 5 وفيات و779 إصابة جديدة بفيروس كورونا. يذكر أن الوزارة أجرت اليوم 12400 فحص “PCR”.

 

إسرائيل تلوح بإغتيال حسن نصر الله

صوت بيروت انترناشيونال/19 أيلول/2020

قال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أمير برعام، خلال مقابلة مع صحيفة ”إسرائيل اليوم“ العبرية، نشرتها مساء الجمعة إن هناك إمكانية لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ”في ظل ظروف معينة“، لم يحددها. وسئل برعام وهو قائد المنطقة الشمالية التي تشمل الحدود مع لبنان وسوريا: ”هل يجب أن يكون نصر الله هدفا للاغتيال؟“، ليجيب: ”نعم في ظل ظروف معينة“، مستدركا أنه ”في الوقت الحالي هذا ليس مناسبا، لكن الأمور يمكن أن تتغير“. وأضاف القائد العسكري: ”يحتاج نصر الله دائما إلى معرفة أن المخبأ مكان جيد، يحتاج إلى البقاء هناك، ويحتاج أيضا إلى معرفة أنه لا يوجد مكان لا يمكن العثور فيه على شخص“. وفي رد على سؤال حول عدم وجود جنود إسرائيليين في المنطقة الحدودية خوفا من أن يكونوا هدفا لحزب الله، قال برعام: ”هناك دوريات مدرعة وليست سيارات جيب عادية“. وتابع أن ”هناك دوريات تدخل وتخرج، ليس علي أن أتصرف كالأحمق، يريد نصر الله قتل جندي إسرائيلي، ولا أنوي السماح له بذلك“. وتابع أنه في حال تمكن حزب الله من قتل جنود إسرائيليين ”فلن يكون وحده من سيدفع الثمن، بل أيضا سكان جنوب لبنان“. ودعا برعام نصر الله إلى ”التصرف بعقلانية، وألا يعترف بأثر رجعي بأنه أخطأ في تقييم الرد الإسرائيلي كما حدث له عام 2006“.

وقال القائد العسكري إنه ”يعمل قدر المستطاع من أجل منع التصعيد، خاصة وأن آلاف المتنزهين الإسرائيليين يتجولون في الشمال والأعمال مزدهرة هناك“. ويتصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، منذ فترة؛ إثر تسجيل خروقات برية وجوية وبحرية من الجانبين.

 

وقفة أمام وزارة الدفاع ورسالة لقائد الجيش لتطبيق القرار 1559

الوكالة الوطنية للاعلام/19 أيلول/2020

نفذ ناشطين وقفة مطلبية أمام وزارة الدفاع بعد ظهر اليوم، تحت شعار "لا للدويلة داخل الدولة، لا للسلاح غير الشرعي"، وحملوا رسالة الى قائد الجيش العماد جوزيف عون رسالة ناشدوه فيها "تطبيق القرار 1559"، رافعين يافطات مطالبة ب"ترسيم الحدود وضبطها".

وجاء في الرسالة التي تلتها غريس الريس: "حضرة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون المحترم، إننا كشابات وشباب الثورة التي تمثل كل لبنان نتقدم منكم ومن جيشنا البطل بقيادته وجنوده منحنين أمام أرواح شهدائه الذين سقطوا دفاعا عن لبنان ومثمنين الجهود والتضحيات التي تبذل في سبيل الحفاظ على الأمن والدفاع عن الوطن. إننا نعتبر الجيش اللبناني رمز الاستقرار والحصن المنيع الذي يحمي البلاد، وضمانة السلم الأهلي في وجه التحديات والأخطار، وهو إذ يقوم بواجبه في درء الأخطار وحماية المواطنين وحريتهم للتعبير عما يعانون منه، يعتبر صمام الأمان والأمل بأن الأوضاع ستبقى ضمن إطارها القانوني والصحيح. إننا وبعد كل ما جرى ويجري في البلاد من تجاوزات للقانون وتعد على السيادة، وتجاوبا مع ما يقره الدستور والقرارات الدولية المتعلقة بلبنان والتي تعتبر في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا الإطار الصحيح الذي يخلص البلاد من الدوامة التي تعيشها، نطلب منكم وضع خطة عملية ولو على مراحل، لتنفيذ القرار 1559 كاملا، وخاصة في شقه المتعلق بجمع السلاح من الفئات اللبنانية وغير اللبنانية كافة، الموجودة على أرض الوطن، والتي باتت تهدد الكيان وتمنع الاستقرار وتهيمن على الحريات، والعمل على حصر السلاح والأمن بمؤسسات الدولة والسيطرة الكاملة على الحدود البرية والبحرية.

إن الأوضاع الاقتصادية المزرية التي وصلنا إليها هي شكل من أشكال العنف الذي أدت إليه مخططات من يحاولون الهيمنة على البلاد والاستفراد بالقرارات وتحديد المصير تحت مسميات وشعارات مختلفة. إن الشعب اللبناني برمته يتوق إلى التحرر من قيود الرجعية والتخلف، من هنا نشدد على أهمية السيادة والاستقلال في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا والتي يجسدها عمل المؤسسات وسيطرتها الكاملة على تراب الوطن".

 

رسالة من الثوار الى قائد الجيش… لا للدويلة داخل الدولة لا للسلاح غير الشرعي

المركزية/19 أيلول/2020

لان لا قيامة للبنان في ظل وجود السلاح غير الشرعي، نفذ الثوار بعد ظهر اليوم وقفة مطلبية أمام وزارة الدفاع، تحت شعار “لا للدويلة داخل الدولة، لا للسلاح غير الشرعي”، وحملوا رسالة الى قائد الجيش العماد جوزيف عون رسالة ناشدوه فيها “تطبيق القرار 1559، رافعين يافطات مطالبة ب”ترسيم الحدود وضبطها”. وجاء في الرسالة التي تلتها غريس الريس: “حضرة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون المحترم، إننا كشابات وشباب الثورة التي تمثل كل لبنان نتقدم منكم ومن جيشنا البطل بقيادته وجنوده منحنين أمام أرواح شهدائه الذين سقطوا دفاعا عن لبنان ومثمنين الجهود والتضحيات التي تبذل في سبيل الحفاظ على الأمن والدفاع عن الوطن. إننا نعتبر الجيش اللبناني رمز الاستقرار والحصن المنيع الذي يحمي البلاد، وضمانة السلم الأهلي في وجه التحديات والأخطار، وهو إذ يقوم بواجبه في درء الحصار وحماية المواطنين وحريتهم للتعبير عما يعانون منه، يعتبر صمام الأمان والأمل بأن الأوضاع ستبقى ضمن إطارها القانوني والصحيح. إننا وبعد كل ما جرى ويجري في البلاد من تجاوزات للقانون وتعد على السيادة، وتجاوبا مع ما يقره الدستور والقرارات الدولية المتعلقة بلبنان والتي تعتبر في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا الإطار الصحيح الذي يخلص البلاد من الدوامة التي تعيشها، نطلب منكم وضع خطة عملية ولو على مراحل، لتنفيذ القرار 1559 كاملا، وخاصة في شقه المتعلق بجمع السلاح من الفئات اللبنانية وغير اللبنانية كافة، الموجودة على أرض الوطن، والتي باتت تهدد الكيان وتمنع الاستقرار وتهيمن على الحريات، والعمل على حصر السلاح والأمن بمؤسسات الدولة والسيطرة الكاملة على الحدود البرية والبحرية.

إن الأوضاع الاقتصادية المزرية التي وصلنا إليها هي شكل من أشكال العنف الذي أدت إليه مخططات من يحاولون الهيمنة على البلاد والاستفراد بالقرارات وتحديد المصير تحت مسميات وشعارات مختلفة. إن الشعب اللبناني برمته يتوق إلى التحرر من قيود الرجعية والتخلف، من هنا نشدد على أهمية السيادة والاستقلال في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا والتي يجسدها عمل المؤسسات وسيطرتها الكاملة على تراب الوطن”.

 

نصائح بريطانيّة وألمانيّة وايطاليّة لفرنسا بعدم تعويم "حزب الله"

المركزية/19 أيلول/2020

في جديد الملف الحكومي المتعثر، أفادت معلومات mtv أن الاتصالات التي أجراها المسؤولون الروس مع الإيرانيّين حول ملف الحكومة اللبنانيّة لم تأت بنتائج إيجابيّة. وأضافت المعلومات ان  "فرنسا طلبت من ايران إقناع الثنائي الشيعي بالتخلّي عن حقيبة الماليّة مقابل عدم التصويت على الاقتراح الأميركي بفرض عقوبات على طهران في مجلس الأمن الإثنين إلا أنّ ايران تنتظر مواقف الدول الأوروبيّة الأخرى". ولفتت معلومات mtv إلى أن "هناك انقسامًا في خليّة الأزمة في فرنسا بالنسبة الى التواصل مع حزب الله، كما أنّ باريس تلقّت نصائح بريطانيّة وألمانيّة وايطاليّة بعدم تعويم الحزب".

 

الأهم من نجاح مبادرة ماكرون.. إنقاذ لبنان وشعبه واقتصاده!

الخضوع لشروط الثنائي الحكومية خطير ويكرّس بيروت ورقة في يد ايران

المركزية/19 أيلول/2020

 الاهم من انقاذ المبادرة الفرنسية، إنقاذ لبنان واقتصاده وماليته المحتضرة. فماذا ينفع الناس الجائعة والفقيرة والمريضة، لو تمكنت باريس من جر القوى السياسية الى الاتفاق في ما بينها على تشكيل حكومة، تكون على شاكلة الحكومات السابقة التي اوصلت البلاد الى ما هي عليه اليوم؟

القراءة هذه تجريها مصادر سياسية مراقبة عبر المركزية، معتبرة ان الهدف الاول والاكثر الحاحا اليوم هو طبعا تأليف حكومة، لكن ليس اي حكومة! باريس مصرة على الدفع نحو هذه الولادة، لان رصيد رئيسها ايمانويل ماكرون السياسي فرنسيا واقليميا ودوليا بات على المحك، وصورته ستتأثر بقوة امام القوى الكبرى اذا اخفقت مبادرته الانقاذية. وعليه، بات يرى ان تأليف الحكومة هو الهدف بحد ذاته، بغض النظر عن شكلها وتفاصيلها بعد ان لمس ورأى بأم العين، على المدى الاسبوعين الماضيين، حجم التعقيدات السياسية المحلية، وأذهلته قدرة بعض الاطراف على النكث بتعهداتها والانقلاب عليها بين ليلة وضحاها!

غير ان اللبنانيين كشعب منتفض، وكقيادات "سيادية"، يفترض الا يضيعوا البوصلة والا يرضخوا لاي ضغوط قد يمارسها عليهم الفرنسي او سواه، فيرفضون التنازل، من باب المونة او للمجاملة، عن المسلمات التي بات الجميع يعرفها، لتتمكن الحكومة العتيدة من قيادة البلاد الى بر الامان من جديد.

بشكل اوضح، تتابع المصادر، لا يمكن استنساخ حكومة  حسان دياب، فيكون الوزراء اختصاصيين نعم، لكن مختارين من قوى سياسية تتحكم بقراراتهم. وحتى ولو وافق الفرنسي على ذلك – كما أشيع -  من الضروري الا يتم تكريس حقائب لطوائف معينة، ما يخلق أعرافا جديدة ستتحول الى ثوابت في المرحلة المقبلة. أي لا يمكن البصم اليوم على ان وزارة المال باتت حقا للطائفة الشيعية، فذلك غير وارد في الدستور ويمهد لمثالثة مبطنة. على اي حال، فإن المداورة يجب ان تحصل هذه المرة، ولو لم تلحظها المبادرة الفرنسية. فالوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد يحتاج خطوات استثنائية. وبعد ان اثبتت القوى السياسية التي تسلمت على مدى سنوات الطاقة والمالية والاتصالات (...) فشلا ذريعا، من البديهي ان يصار الى تسليمها لشخصيات جديدة، قادرة على تحقيق فرق في الاداء. من هنا، تقول المصادر ان جهود ماكرون، بدل ان يضيعها في اتصالات يجريها يوميا مع القوى المحلية لتليين مواقفها والطلب منها ان تضع الماء في نبيذها، من المفيد أكثر ان يحوّلها نحو ايران. فلا خلاص الا اذا تدخلت الاخيرة لدى الثنائي الشيعي، طالبة منه تسهيل تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، وان يتراجع عن اصراره على المالية وعلى الجلوس بوضوح داخل مجلس الوزراء العتيد.

فاذا كان نجاح مبادرة ماكرون ثمنه خضوع الجميع في الداخل لشروط الثنائي ومطالبه، فإن الحكومة المرتقبة لن تكون قادرة على التواصل لا مع الغرب ولا مع العرب، وستكون ثبّتت اكثر لبنان كورقة في يد حزب الله وايران... وعندها، سيكون بلد الارز، بدولته وشعبه واقتصاده، اكبر ضحايا هذه المبادرة!

 

التقسيم هو الحلّ الأفضل لمشاكل لبنان المتراكمة

مواقع ألكترونية/19 أيلول/2020

نشرت مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية تقريراً اعتبرت فيه أنّ "التقسيم" هو الحلّ الأفضل لمشاكل لبنان المتراكمة. وأشارت المجلّة في تقريرها الذي أعدّه الباحث الرئيس في "مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية" في العاصمة السعودية الرياض، جوزيف كيشيشيان، إلى أنّه خلال قرن من الزمان وهو عمر دولة لبنان التي تأسّست عام 1920، عاشت البلاد حربين أهليتين، واحتلالين أجنبيين، ونكبات متنوعة آخرها انفجار مرفأ بيروت، وأصبحت الدولة على وشك الانهيار بسبب الفساد السياسي والنزاع على السلطة، حيث رفض اللبنانيون المسيحيون والدروز والمسلمون السنة والشيعة مرارًا "التعايش المجتمعي"، لدرجة أن الكثير من اللبنانيين بدأوا يتساءلون: لماذا يستمرون في العيش في كذبة الدولة؟. واعتبرت المجلة أنّ "لبنان ارتكب خطأً فادحاً بالحفاظ على النظام الطائفي وفكرة المحاصصة في المناصب، فوفقاً لاتفاق الطائف عام 1989، يتولى منصب رئيس الجمهورية مسيحي ماروني، بينما يتولى منصب رئيس الوزراء مسلم سني، ويتولى منصب رئيس البرلمان مسلم شيعي". وبحسب التقرير، فإنّه "مع مرور الوقت، سيطر "حزب الله" على الدولة، وحرمت هيمنته على مفاصل الدولة اللبنانيين من غير الشيعة من حقوقهم، لذلك حان الوقت لإعادة النظر في هذا النظام والاعتماد على نظام الحكم الفيدرالي".

 

موقع اسرائيلي يكشف: اميركا تضغط لإنطلاق مفاوضات مباشرة بين اسرائيل ولبنان... وهذه التفاصيل

موقع نبض/19 أيلول/2020

كشف موقع إلكتروني عبري النقاب عن محاولات أميركية للشروع في بدء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان وأفاد الموقع الإلكتروني "واللا"، صباح اليوم السبت، بأن "الإدارة الأميركية تسعى إلى إحداث اختراق آخر في الشرق الأوسط عبر الضغط مجددا لانطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان، بدعوى حل تحديد المياه الاقتصادية لكل منهما، وحل الخلاف حول قضية التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط" وذكر الموقع أن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شنكر، يقوم بجهود كبيرة وتنقلات ماراثونية بين بيروت وتل أبيب، في محاولة لبدء المحادثات بين البلدين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة بعد شهرين ونقل عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين القول إن هناك انطباعا بأن الجانب اللبناني أصبح أكثر مرونة للدخول في اتصالات بشأن هذه القضية، وذلك في أعقاب الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، والأزمة الاقتصادية في لبنان، والانتقادات الداخلية لحزب الله وأشار الموقع الإلكتروني العبري إلى أنه لم تجر مفاوضات لبنانية إسرائيلية مباشرة منذ 30 عاما، وأن الإدارة الأميركية تحاول إعادة هذه المفاوضات من جديد.

 

مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان: لتشكيل حكومة فعالة وذات مصداقية على وجه السرعة

وطنية - السبت 19 أيلول 2020

أصدرت "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان"، بيانا مشتركا أشارت في مستهله إلى أنها أخذت "علما بتكليف السيد مصطفى اديب رئيسا للوزراء في 31 آب 2020"، وكذلك "بالتأكيد العلني للقوى السياسية اللبنانية، على قبولها تشكيل حكومة مهمة على نحو عاجل"، مضيفة "وإدراكا بأن على القادة اللبنانيين التحرك لتلبية احتياجات لبنان العديدة، تحث مجموعة الدعم الدولية كل القادة السياسيين على العمل بشكل حاسم، وبروح من المسؤولية ومن خلال إعطاء الأولوية لمصلحة لبنان الوطنية، لتشكيل حكومة فعالة وذات مصداقية على وجه السرعة، من أجل مباشرة الاصلاحات الكفيلة بمعالجة التحديات التي تواجه لبنان، وتلبية التطلعات والاحتياجات المشروعة التي عبر عنها الشعب اللبناني". وختمت: "وإذ تستذكر مجموعة الدعم الدولية بيانها الصادر في مايو/أيار 2020، فإنها تعيد التأكيد على الحاجة لحماية حق التظاهر السلمي". يشار إلى أن المجموعة تضم الأمم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وايطاليا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية مع الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية، تم اطلاقها في أيلول 2013 من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس ميشال سليمان "من أجل حشد الدعم والمساعدة لاستقرار لبنان وسيادته ومؤسسات دولته، وتحديدا من أجل تشجيع الدعم للجيش اللبناني واللاجئين السوريين في لبنان والمجتمعات اللبنانية المضيفة والبرامج الحكومية والخدمات العامة التي تأثرت بالأزمة السورية".

 

وقفة لعائلات شهداء 4 آب احتجاجا على تأخر نتائج التحقيق والمحاسبة

وطنية - السبت 19 أيلول 2020

نفذ عدد من عائلات الشهداء الذين سقطوا في انفجار المرفأ في 4 آب الماضي وأقاربهم، وقفة أمام المدخل الرقم 3 في مرفأ بيروت، وسط حال من الغضب والحزن الشديدين، لعدم ظهور نتائج التحقيق في أسباب الانفجار ومحاسبة المسؤولين عنه.

وألقى ابراهيم حطيط شقيق الشهيد ثروت حطيط كلمة باسم عائلات الشهداء، أكد فيها "الاعتصام بعيدا من الانتماء الحزبي والطائفي والسياسي، فنحن نرفض تسييس هذه القضية واستثمار دماء الشهداء". وقال: "لن نقطع طريقا أو نحرق الدواليب او نصطدم بالقوى الأمنية الذين تعمدت دماؤهم بدماء شهدائنا بسبب الفساد والإهمال، نحن هنا سلميون، لا لأننا ضعفاء بل لأننا لسنا أبناء شوارع، احتراما لدماء أبنائنا، ولكن هذا لا يعني أننا سنصبر طويلا، بل ستكون لنا تحركات بوتيرة تصاعدية، في كل مرة نشعر فيها بالتلكؤ، ونتحفظ على تفاصيلها". وشدد على أنهم لن يسمحوا ب "لفلفة القضية على الطريقة اللبنانية"، متمنيا على القضاء "ألا يتعاطى مع هذه القضية كما تعاطى سابقا مع معظم قضايا الفساد، وألا يرضخ للضغوط السياسية المعتادة". وقال: "أناشد القاضي فادي صوان الذي ينال ثقتنا حتى الآن، ألا يرضخ كما رضخ غيره، ونطالبه بكشف الرؤوس الكبيرة لكي تمثل أمامه من دون حصانات، من رؤساء الجمهورية ورؤساء الحكومات والأجهزة الأمنية، لكي يحمل كل المعنيين مسؤولية هذه الكارثة التي حلت بنا وبوطننا".وختم: "باسم عائلة الشهيد ثروت حطيط، أؤكد أننا إذا استشفينا أي رائحة للتسييس او التمييع أو لم ينصفنا القضاء، سنأخذ حقنا بأيدينا وسنقابل الدم بالدم، ونتمنى ألا نجبر على ذلك؟ نحن تحت سقف القانون والقضاء العادل، ولكن إن ظلمنا فسننفذ بأيدينا حكم الشعب". واطلق عدد من الأهالي صرخات الغضب والتنديد بحق السلطة والمسؤولين لتغاضيهم عن الكارثة التي حلت ببيروت، وسألوا عن "سبب إهمال التحقيق الجدي في الملف بعد مرور حوالى الشهر ونصف الشهر على وقوع الانفجار". وطالبوا صوان ب"الضرب بيد من حديد والوصول الى الحقيقة في أسرع وقت".وطالبوا ب"أجوبة على التحقيق الفني أي الأسباب التي أدت الى حصول الانفجار".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: الثنائي" لتصعيد أوسع يستغل المرونة الفرنسية

النهار/السبت 19 أيلول 2020

لم يكن غريبا ان يترحم الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط على لبنان الكبير ويكاد ينعيه تماما، فيما بلغت سقوف التصعيد لدى الفريق الاساسي لـ"الممانعة" سقوفا تجهر علنا بالنيات الانقلابية على الطائف والنظام، لمجرد ان فتاوى الانقضاض على الدستور بذريعة التمسك بحقيبة وزارية، فشلت فشلا ذريعا حتى في استقطاب حلفاء هذا الفريق هذه المرة. ولكن الواقع البالغ الخطورة الذي سجل تحت وطأة ابتزاز الثنائي الشيعي للمبادرة الفرنسية المترنحة عند خط مصيري جعلها تنحو في الساعات الأخيرة نحو مرونة زائدة، بل سجلت تراجعا تكتيا من خلال عدم دفاعها عن ابرز محاورها الحقيقية، أي مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية، جعل الثنائي يندفع قدما نحو تصعيد إضافي ولو انه بات يتحمل بشكل بديهي وواضح التبعات الشديدة الأذى والخطورة لاجهاض المبادرة الفرنسية من جهة، والإجهاز على التشكيلة الحكومية للرئيس المكلف مصطفى اديب الذي مدد مهلة تقديم اعتذاره أياما من جهة أخرى. وإذ بدا واضحا ان الازمة الحكومية عادت امس الى نقطة الصفر ومربع بدايات التأزم، تعاظمت المخاوف على المبادرة الفرنسية التي، وان لم تسلم باريس رسميا او علنا على الأقل ابدا بانها انتهت او تشارف خطر الإخفاق، لم يكن ممكنا تجاهل الخطورة التي تحاصرها في ظل الانسداد الداخلي في لبنان الذي جعل الرئيس المكلف يلتزم الابتعاد عن الأضواء غداة زيارته قصر بعبدا والتريث في تقديم اعتذاره بعد تدخل مباشر معه من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي رمى بثقله في الساعات الأخيرة لإنقاذ مبادرته من القنص السياسي الداخلي الذي استهدفها تحت ذريعة الدفاع عن مكسب مذهبي البس لباساً دستورياً في غير موقعه الصحيح. ومع هذا الانسداد بات السؤال الكبير الذي يظلل لبنان كله ماذا لو انهارت تماما الوساطة الفرنسية وسحبت باريس يدها من الوحول اللبنانية؟ واي بديل سيكون في حال اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب؟ وتاليا هل لا يزال باب التسوية مفتوحا لتعويم تشكيلة اديب ووساطة فرنسا في آن واحد ؟

الأهداف الابعد

لعل البعد الخطير للإشكالية الكبيرة التي غلفت مأزق الاستحقاق الحكومي تمثلت في ان المأزق تجاوز الملف الحكومي الى ازمة أبعد باتت ترتبط بما يتصاعد من همس حول "امر العمليات" الإيراني الذي يظلل موقف الثنائي الشيعي. اذ يكشف مطلعون على مجريات الاتصالات الجارية بين باريس وبيروت منذ أسبوعين ان حكومة مصطفى اديب كانت في طريقها الى الولادة يوم الاثنين الماضي حين تبدلت فجأة ليل الاحد رياح الثنائي الشيعي وارتسمت معالم احباط الولادة والانقلاب على التعهدات. وثمة معطيات تؤكد ان طهران تريد تجميد الوضع في لبنان وعدم تسهيل ولادة الحكومة لشهرين على الأقل أي الى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولذا لن تقبل باريس بالتسليم بهذا التعطيل ولو انها تتعرض للسهام الأميركية في اتباع سياسة مرنة حيال "حزب الله" كما تغامر في مردود هذه المرونة في ظل التصرفات والمواقف التي اعلنها الثنائي الشيعي في الأيام الأخيرة. حتى ان بعض المعطيات برزت امس حيال تفكير يساور المسؤولين الفرنسيين في شأن تبديل بعض المندرجات الأساسية في المبادرة الفرنسية وتقديم فكرة تنظيم لقاء حواري للافرقاء اللبنانين في فرنسا على غرار لقاء "سان كلو" سابقا في حال تبين ان الانسداد الحكومي قد يطول. وقد أوضح احد المسؤولين الفرنسيين الكبار ردا على سؤال لـ"النهار" ان الفكرة غير مستحيلة بحسب التطورات في الأيام المقبلة. وعكست الاتصالات المباشرة التي تولاها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دقة الوضع الذي غرق في مراوحة داخلية وشبه شلل في الاتصالات السياسية. وتبين ان رؤساء الحكومات السابقين سيستمرون في إعطاء فرصة لتأليف الحكومة حتى نهاية الأسبوع انسجاما مع طلب الرئيس الفرنسي، ولكن ذلك لا يعني انهم في وارد تغيير موقفهم من معايير تشكيل الحكومة وفي مقدمها موضوع المداورة على رغم كل التسريبات الإعلامية المغلوطة التي تستهدفهم، ولا سيما ان الموقف المسيحي أيضا ولا سيما منه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وبكركي والقوات اللبنانية، بالإضافة الى الحزب التقدمي الاشتراكي ومعظم الافرقاء الاخرين، يؤيدون المداورة لان من دونها لا اصلاح. ويبدو واضحا ان الثنائي الشيعي المحرج بالوساطة الفرنسية يسعى في المقابل الى توظيفها من اجل الحصول على ما يريد.

وذكرت المعلومات ان ماكرون اتصل مباشرة بكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيسين نبيه بري وسعد الحريري متمنيا استكمال الجهود لتشكيل الحكومة علما انه كان اتصل اول من امس بالرئيس المكلف داعيا إياه الى التريث في تقديم اعتذاره عن تشكيل الحكومة.

"المستقبل"

وردت مصادر مسؤولة في تيار "المستقبل" عبر "النهار" على استمرار موجة الأخبار المغلوطة التي تستهدف موقف الرئيس الحريري ورؤساء الحكومات السابقين فقالت ان الشائعات مهما كثرت لن تصنع حكومة، في وقت ترتكز الحقيقة الواضحة على ثلاثة معايير أساسية وافقت عليها القوى السياسية، وشكّلت أرضيّة تعبيد طريق المبادرة الفرنسية، وهي توالياً: أوّلاً، الموافقة على تشكيل مصغّرة. ثانياً، الموافقة على تشكيل حكومة من اختصاصيين. ثالثاً، الموافقة على المداورة كبند أساسيّ في عمليّة الإصلاح. وتؤكّد مصادر "المستقبل" أنّ "الثنائي الشيعي" وافق على هذه البنود الثلاثة وقد أكّد أمام للرئيس المكلّف مصطفى أديب موافقته على المداورة مجدّداً لكنّه عاد وتراجع فجأةً عن موافقته. وفي المقابل تنامت حالة الاستغراب والتوجس من محاولات الثنائي الشيعي اسباغ الذرائع الدستورية على رفضه المداورة في الحقائب الوزارية وتشبثه بوزارة المال ونزوعه الى التصعيد السياسي والإعلامي . وأفادت المصادر القريبة من الثنائي امس انه "على موقفه الثابت حيال تمسكه بحقيبة المال وانه ابلغ الفرنسيين وكل من يهتم بولادة الحكومة المنتظرة ان ثمة استحالة في التخلي عن حقيبة المال الا عند ولادة الدولة المدنية ". واتهمت مصادر الثنائي "الطرف الثاني أي رؤساء الحكومات السابقين باستعمال سلاح الأحقاد لتخريب المبادرة الفرنسية وإفشالها وان الثنائي سيواصل تمسكه بهذه المبادرة بغية إنجاحها وهو ما أكده الثنائي في كل الاتصالات القائمة والمفتوحة مع المسؤولين الفرنسيين".

جعجع

وفي المقابل اتهم رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع الثنائي الشيعي بالعمل على ضرب المبادرة الفرنسية . وقال في مؤتمر صحافي امس ان المطالبة بوزارة المال ورفض تسمية احد للوزراء الشيعة "يضر بالمبادرة الفرنسية ويضربها في الصميم " . واكد انه اذا بقيت حقيبة المال مع الثنائي الشيعي فان ذلك سيعطل تطبيق الإصلاحات لانه اذا ما اراد "حزب الله" وحركة "امل" التسمية سيطالب غيرهما بذلك أيضا وسنعود الى الدوامة ذاتها التي راينا الى اين أوصلت البلد".

 

الحزب إلى موقع الهجوم وحشر عون في الزاوية الحكومية

المركزية/19 أيلول/2020

كان الرئيس المكلف مصطفى أديب قاب قوسين أو أدنى من الاعتذار عن تأليف حكومة المهمة التي راهن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على وعد الساسة اللبنانيين لتبصر النور في مهلة لا تتجاوز 15 يوما اعتبارا من 1 أيلول 2020. فالرجل المدعوم فرنسيا فهم الرسالة جيدا: المطلوب لانقاذ لبنان حكومة مصغرة من مستقبين اختصاصيين وغير منتمين حزبيا ولا علاقة للقوى السياسية بهم. وعلى وقع الضغط الفرنسي الكثيف في سبيل انجاح  هذا المسعى بعدما أقر الرئيس ماكرون بأنه يغامر (وربما يقامر!) برصيده السياسي في لبنان، سار الجميع وفق الخطة الفرنسية، إلى أن دخلت العقوبات الأميركية على  الخط، معطوفة على الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الرئيس الفرنسي، والتي حرص على نشرها في مقال في صحيفة لوفيعارو. هذا التحليل يفضي إلى ما أسمته مصادر سياسية عبر "المركزية" النتيجة الطبيعية للتصعيد الدولي في وجه حزب الله، فكان أن عاد الثنائي الشيعي إلى تصليب موقفه من باب وزارة المال وإطاحة المداورة وخوض المواجهة مع الرئيس المكلف وداعميه، على رأسهم رؤساء الحكومات السابقون. وفي السياق، لفتت المصادر إلى أن تدخل السفير الفرنسي برونو فوشيه كما مدير المخابرات الخارجية برنار ايمييه لم يفض إلى فك العقدة المتعلقة بوزارة المال.

وهذا، على حد قول المصادر يعتبر دليلا قاطعا إلى أن حزب الله يريد الافادة من الانفتاح الفرنسي غليه ليرسم حدود المرحلة السياسية المقبلة وهامش الحركة للأفرقاء السياسيين، مع الحرص على عدم إطاحة المبادرة الفرنسية بالكامل. لذلك، تتابع المصادر سارعت كتلة الوفاء للمقاومة الى رفع السقف في مواجهة الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة رفضا لما تعتبره الضاحية إطاحة مكتسبات كانت تود تكريسها، في مقابل نهج الرئيس المكلف القائم اولا على مبدأ المداورة، لقطع الطريق على محاولات البعض تحويل الدولة ومؤسساتها محميات مذهبية تحوطها الخطوط الحمر ذات الطابع الطائفي.

على أن الحرب على المداورة لا تستهدف الرئيس المكلف وداعميه حصرا بل تطال بشظاياها الحليف الأول للحزب، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. ذلك أن في إطلالته الأخيرة الأحد الفائت، ظهر باسيل في موقع قارئ الرسالة السياسية الآتية من الضاحية جيدا، إلى حد استنكار المثالثة وإعلان الحرب عليها، ما يعني دق مسمار جديد في نعش العلاقة مع الحزب، وهي المترنحة أصلا على حبال اختلاف المقاربات في ملف مكافحة الفساد،  ما ترك ندوبا مهمة بين الجانبين.

أما في ما يخص الرئيس عون، فإن المصادر لفتت إلى أن الحزب يجره إلى موقع سياسي حرج لا يحسد عليه. فهو يريد الحفاظ على علاقة جيدة مع الضاحية بوصفها الداعم الأول له في مقابل الخصومة مع الرئيس الحريري وتاليا الشارع السني، ولا يريد الدخول في كباش مفتوح مع باسيل، ولا يريد أيضا أن يأخذ موقفا حكوميا إلى جانب الحزب، لأن ذلك قد يؤدي إلى تحميله مسؤولية فشل المبادرة الفرنسية، وهي خطوة ناقصة قد تحمل ضربة قوية للعهد الذي انفجر الغضب الشعبي في وجهه مرارا وتكرارا. فأي مصلحة للحزب في الرقص على كل هذه الصفائح الساخنة في زمن العقوبات والخسائر الاقليمية؟ 

 

 الخارجية الفرنسية: لا دليل على وجود مخازن متفجرات لـ "حزب الله" في بلدنا

مرصد ليبانون فايلز/19 أيلول/2020

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه لا يوجد دليل يشير إلى أن الجناح المسلح لـ "حزب الله" اللبناني يخزن في فرنسا مواد كيميائية لصنع متفجرات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أغنيس فون دير مول، للصحفيين يوم الجمعة: "على حد علمنا، لا يوجد شيء ملموس يؤكد مثل هذا الزعم في فرنسا اليوم".

وجاء ذلك تعليقا على تصريحات منسق وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون محاربة الإرهاب، ناثان سيلز. وكان سيلز قد صرح في وقت سابق بأن "حزب الله" يقوم بتهريب وتخزين مواد كيميائية، ومنها مادة نترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت، من بلجيكا إلى فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا.وادعى بأن "حزب الله" أقام مخابئ للمتفجرات في أوروبا منذ عام 2012.

 

المبادرة الفرنسية عالقة بين مطرقة عدم تأليف الحكومة وسندان تأليفها بشروط حزب الله

The Unsaid Lebanon/ 19 أيلول/2020

ساذج من توهم على طريقة إتفاقيات النوايا في لبنان، على أن حزب الله يمكن أن يقبل بأي حكومة لا يملك قرار تحريكها، خصوصا" في ظل الغليان الإقليمي، ولا سيما بين واشنطن وطهران. وتشدد الثنائي أمل وحزب الله على حقيبة المال، لا يأتي إلا في هذا السياق.

وإذ بالمبادرة الماكرونية التعويمية لحزب الله ومن لف لفه، تصطدم بحزب الله نفسه. لأن أولويات حزب الله الإقليمية تتزايد في هذه المرحلة، وهي على خط نقيض مع وجود لبنان الكيان والدولة. وكون أنه الطرف الرئيسي في فيلق القدس، المسؤول عن تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية الى كامل أرجاء المعمورة ، فلا يعتبر لبنان سوى منصة إنطلاق لهذا المشروع. المبادرة الفرنسية عالقة بين مطرقة عدم تأليف الحكومة وسندان تأليفها بشروط حزب الله، أي حكومة دياب ٢. وفي كلا الحالتين، لبنان ذاهب إلى الزوال لا محالة. لذا المطلوب إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع يضع لبنان تحت السلطة السياسية والعسكرية للأمم المتحدة. ويبقى دائما  الخلاص الوحيد للبنان، هو بالتخلص من سلاح حزب الله والطبقة السياسية العفنة والمتلونة، وفي مقدمتها صانعوا الصفقة الرئاسية وقانون الانتخابات الذي أعطى الأغلبية لحزب الله وحلفائه في مجلس النواب.

 

ماكرون يطارد المسؤولين اللبنانيين: أريد حلّاً!..."الثنائي": التوقيع الثالث أو نستأنف "العدّ"

نداء الوطن/19 أيلول/2020

"لا مال في بيت المال ورحمة الله على لبنان الكبير"... ربطٌ جنبلاطي أصاب كبد الحقيقة بين ما نشهده من صراع على حقيبة المال وبين سيناريوات زوال الكيان تحت وطأة احتدام الصراع الداخلي وما يحيط به من منعطفات مفصلية في صراعات الإقليم. فلبنان يقف اليوم على فالق زلزالي بدأت تشققاته تتمظهر بين "أهل الميثاق القديم وأهل العرف الجديد" وتتهدد بابتلاع الخارطة وإعادة رسم معالمها طائفياً ومذهبياً وفدرالياً بين "شعوب" أنهكها التعايش المصطنع واستنزفتها الحروب الحامية والباردة باسم الدين والمحور. لم يعد سراً خافياً على أحد أنّ مختلف الشرائح اللبنانية باتت تعتبر أجندة "الثنائي الشيعي" عبئاً ثقيلاً على كاهل البلد، وما كان يقال في السر بدأت أصداؤه تتردد في العلن، خصوصاً بعدما وصل اللبنانيون إلى حضيض الحضيض اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وصحياً ومصرفياً فجاءتهم "طاقة فرج" فرنسية لكن سرعان ما أعاد "الثنائي" إيصادها وختم الآمال التي عُقدت عليها بالشمع الأحمر تحت طائل التشبث بحقيبة المالية، فكانت تلك أشبه بالشعرة التي قصمت ظهر المبادرة الفرنسية واستنفرت الحساسيات الطائفية والمذهبية بين مكونات البلد، على اعتبار أنّ أداء "الثنائي" في مقاربة المبادرة الإنقاذية الفرنسية استفز الشركاء المسيحيين في الوطن وتعامل معهم بوصفهم أسرى تحقيق شرط "المثالثة" في التواقيع وإلا... "نستأنف العدّ"!

هكذا قرأت مصادر سياسية تلويح المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان باعتماد "المداورة في كل المناصب والمواقع في إطار دولة مدنية"، وكذلك هذا ما استشفته المصادر من أجواء عين التينة التي نقلت عنها المؤسسة اللبنانية للإرسال تحذيراً صريحاً في مقابل رفض منح الثنائي الشيعي حقيبة المالية: "تفضلوا إذاً إلى الدولة المدنية". وإذا كان لبنان هو راهناً "دولة مدنية" كما ذكّر مراراً وتكراراً البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، غير أنّ المصادر تلفت إلى أنّ عنوان الدولة المدنية بمفهوم "الثنائي" إنما يقوم على أساس التلويح بتغيير النظام اللبناني القائم ليصبح نظاماً عددياً يُكرّس مثالثة دستورية تطيح بالمناصفة"، منبهةً إلى أنّ "المرحلة الراهنة في لبنان بالغة الدقة والحساسية وتجاوزت في أبعادها مسألة تشكيل الحكومة لتتكشف تباعاً محاولات ونوايا مبيتة تهدف إلى تخيير اللبنانيين بين تكريس الأعراف بقوة الأمر الواقع أو دفع البلد نحو نظام تأسيسي يعيد خلط الأوراق ويخلق واقعاً دستورياً جديداً في هيكلية الدولة".

وليس بعيداً عن هواجس الخطر الناجم عن التلاعب بالميزان الديمغرافي في البلد، يقف رئيس الجمهورية ميشال عون على ضفة الداعمين للمداورة في كل الحقائب رفضاً "للمثالثة" التي يختزنها مطلب الثنائي الشيعي بالاستئثار بحقيبة المالية كما عبّر صراحة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وهو ما خلق تشققات على أرضية العلاقة بين الرئاستين الأولى والثانية ربطاً بتباين المواقف بينهما إزاء مسألة المداورة. وفي هذا السياق، أكدت أوساط مقربة من قصر بعبدا لـ"نداء الوطن" أنّ "رئيس الجمهورية مصمم على موقفه المبدئي برفض تطييف أي من الحقائب الوزارية بما في ذلك حقيبة المالية"، مشددةً على أنّ عون يعتبر نفسه "معنياً بإنجاح المبادرة الفرنسية وبتذليل العقبات التي تعترض طريقها، وعلى هذا الأساس يتولى إجراء مشاورات مكوكية مع مختلف الأفرقاء لإيجاد حلول توافقية سريعة وإلا فإنه لن يبقى طويلاً متفرجاً على استنزاف الوقت وتضييع الفرصة الفرنسية لإنقاذ الوضع اللبناني المتأزم، وسيعمد في حال استمرار المراوحة إلى اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب". وأمام تحكم الستاتيكو الحكومي بمفاصل المبادرة الفرنسية، طارد الرئيس إيمانويل ماكرون المسؤولين بسلسلة من الاتصالات الهاتفية طالباً "إيجاد حل سريع لتشكيل حكومة المهمة من دون أن يغوص في أي تفصيل أو طرح يتعلق بوزارة المالية أو بسواها"، وفق ما أكدت مصادر مطلعة على الجهد الفرنسي لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّها من خلال تواصلها مع الفرنسيين تبيّن لها أنّ "ماكرون عازم على الاستمرار بالضغط بمختلف الوسائل لإنجاح مبادرته ولن يتراجع حتى تحقيق هدفه مهما استغرق ذلك من جهود ووقت".

وتوازياً، برز خلال الساعات الأخيرة دخول جهات على خط الوساطات بين الأفرقاء للدفع باتجاه ايجاد مخرج للأزمة الحكومية ينطلق من اعتبار المداورة في الحقائب الوزارية لم تكن جزءاً رئيسياً من المبادرة الفرنسية ليصار تالياً إلى إبقاء القديم على قدمه في تركيبة الوزارات طائفياً ومذهبياً مع النأي بتسميات الوزراء عن الأحزاب والتيارات السياسية، لكن هذا المخرج لم يلق قبولاً لدى رؤساء الحكومات السابقين الذين أبدوا تمسكهم بضرورة اعتماد مبدأ المداورة لكونه يساهم في تعزيز معيار الاختصاص والتخصّص الذي نصت عليه المبادرة الفرنسية حيال طبيعة الحكومة الإنقاذية ويضمن نجاحها في تنفيذ المهمة المنوطة بها. وأمام ذلك، عاد التصلب في المواقف إلى الواجهة، واكتفت مصادر الثنائي الشيعي بالقول لـ"نداء الوطن": "الحل معروف ونحن قلنا ما عندنا والكرة الآن في ملعب الآخرين".

 

الجيش اللبناني يعثر على كمية من المفرقعات في مرفأ بيروت

بيروت/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

قال الجيش اللبناني إنه عثر على 1.3 طن من المفرقعات أثناء بحث في مرفأ بيروت الذي دمره الشهر الماضي انفجار هائل ناجم عن تخزين سيء لكمية كبيرة من المواد الكيماوية. قال الجيش في بيان على موقعه الإلكتروني أمس الجمعة: «في إطار أعمال الكشف والمسح التي تقوم بها وحدات الجيش في مرفأ بيروت تم العثور على 1320 كيلوغراماً من المفرقعات موضبة في 120 علبة كرتونية ومخزنة في أحد العنابر». وأضاف: «وعلى الفور قامت عناصر فوج الهندسة بإزالتها حيث تم تلفها والتخلص منها». ودمر الانفجار الضخم في الرابع من أغسطس (آب) المرفأ وجزءاً من وسط بيروت وراح ضحيته ما لا يقل عن 190 شخصاً. وألقيت باللائمة في انفجار المرفأ على تخزين 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في ظروف سيئة منذ سنوات. ودُمرت المستودعات وصوامع الحبوب الخرسانية بالمرفأ جراء الانفجار. كان الجيش اللبناني قد قال في الثالث من سبتمبر (أيلول) إنه عثر أيضاً على 4.35 طن من نترات الأمونيوم قرب مدخل مرفأ بيروت، وذكر حينها أنه يتعامل معها.

 

انفجار بيروت: تواصل البحث عن 9 مفقودين ومسح نحو 85 ألف وحدة متضررة

بيروت/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

أكد الجيش اللبناني اليوم (السبت) تواصل عمليات البحث عن تسعة أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين بعد انفجار مرفأ بيروت الشهر الماضي، وأعلن الانتهاء من أعمال مسح المباني المتضررة التي شملت أكثر من 85 ألف وحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأسفر الانفجار في الرابع من أغسطس (آب) عن مقتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6.500 شخص بجروح وشرد نحو 300 ألف من سكان بيروت ممن تضررت منازلهم ومؤسساتهم أو تدمرت. وقال مدير قسم العلاقات العامة في الجيش اللبناني العميد إلياس عاد في مؤتمر صحافي: «ملف المفقودين لم يقفل ولن يقفل»، مؤكداً الاستمرار في أعمال البحث عن تسعة مفقودين هم ثلاثة لبنانيين وخمسة سوريين ومصري. وأعلن الجيش في المؤتمر أنه «تم مسح 85 ألف و744 وحدة متضررة» بينها 60 ألفا و818 وحدة سكنية و962 مطعماً و19 ألفا و115 مؤسسة وشركة تجارية و12 مستشفى و82 مؤسسة تعليمية و1.137 وحدة أثرية، في إشارة إلى مبان أثرية عدة تنتشر في المنطقة القريبة من المرفأ. ومن بين الأمثلة على حجم الأضرار التي أعلنها الجيش حوالي 550 ألف متر مربع من الزجاج وأكثر من 108 آلاف باب داخلي. وقال الجيش إن عملية مسح الأضرار «تعتبر كافية ولا حاجة بالتالي إلى إجراء عمليات مسح إضافية من قبل الجهات المانحة»، مشيراً إلى أنه على أي جهة مانحة راغبة بالمساعدة أن تطلع على تلك النتائج. ومنذ الانفجار، انهالت على بيروت المساعدات الإنسانية. وزار البلاد العديد من المسؤولين الأجانب أبرزهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ورعت فرنسا في التاسع من أغسطس مؤتمراً دولياً لدعم لبنان تعهد خلاله المشاركون بتقديم أكثر من 250 مليون يورو لمساعدة اللبنانيين، على أن تقدم برعاية الأمم المتحدة وبشكل مباشر للشعب اللبناني، من دون أن تمر بمؤسسات الدولة المتهمة بالفساد. وخلال زيارته الثانية إلى لبنان بعد الانفجار، أعلن ماكرون عزمه تنظيم مؤتمر دعم جديد للبنان في باريس في النصف الثاني من شهر أكتوبر (تشرين الأول).

 

عائلات لبنانية تبيع ما تملك وتهرب على قوارب الموت/زينب دفنت جثمان طفلها في البحر... وعماد سيكرر المحاولة

بيروت: سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

حالة من الغضب سادت شوارع طرابلس أمس، إثر تشييع الشاب محمد الحصني، الذي وُجد غريقاً على بُعد كيلومترات من السعديات، جنوبي لبنان، بعد محاولته الهرب في أحد قوارب الموت التي باتت تنطلق من شواطئ الشمال، باتجاه قبرص وأوروبا.

قد يكون محمد محظوظاً لأنه تم العثور على جثته، بينما لا يزال ما يقارب عشرة أشخاص، كانوا على نفس القارب في عداد المفقودين، بينهم صديقه عبد اللطيف الحياني، وابن خالته مصطفى الضناوي، وجميعهم في مطلع العشرينات. والمركب الذي كان يحمل نحو 50 شخصاً ولا يتسع إلا لثلاثين، انطلق في 7 سبتمبر (أيلول) من شاطئ البرج في الشمال اللبناني، وتوقف بركابه الذين كانوا يقصدون قبرص، بعد ساعات من الإبحار، بعد أن أقنعهم المهرب بأنه سيلحق بهم، حاملاً معه كل الأغراض التي انتزعها منهم، من أكل وشرب وحتى هواتف نقالة. تروي زينب القاق (34 عاماً) التي كانت على متن قارب الموت، مع زوجها وأربعة أطفال، أن المركب توقف وفَرَغ من الوقود، وانقطع اتصالهم بالعالم لثمانية أيام وهم في عرض البحر، يهلكون واحدهم بعد الآخر، قبل أن يتم إنقاذهم. تبكي زينب بحرقة ابنها الرضيع ابن السنة وعدة أشهر الذي اضطرت لأن ترميه في البحر. تحكي زينب وهي تجهش أن الجميع بات يترنح من فقدان الأكل والماء، وأن طفلها فارق الحياة بعد ثلاثة أيام ولحقه طفل ابن خالها. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أقنعني من كانوا معنا على المركب بأن نربط جثتَي الطفلين معاً بحبل وسيبقيان معنا إلى أن نبلغ شط الأمان. لم يكن أمامي من خيار آخر. كنت أراقبه ينتفخ ولا أصدق ما أرى، خفت أن تتقطع جثته بفعل المياه المالحة». تضيف: «فهمنا أننا جميعنا ذاهبون إلى الهلاك. رضيت أن أفك الحبل لأنني ميتة أيضاً وسألحق بابني ولا أريد أن أراه مشوهاً. هكذا دفنت رضيعي في البحر». وبعد أن طال الانتظار قفز البعض في الماء محاولاً السباحة وبينهم محمد الحصني، ومن لم يُعثر عليهم بعد. ومات أربعة آخرون بقيت جثثهم في المركب. وأُنقذ من تبقى. لكن هذا القارب الذي وقع ضحية الجشع والاتجار فتح الأعين على قضية قوارب الموت التي أخذت تتصاعد وتيرتها منذ انفجار مرفأ بيروت. يروي أحد صيادي مدينة الميناء في طرابلس المتابعين لما يجري، لـ«الشرق الأوسط»، أن موجة 2015 للهجرة غير الشرعية كانت تتم من تركيا، ويتوجه لبنانيون وسوريون إلى هناك للعبور إلى أوروبا. لكن ومنذ ما يقارب الشهر تفاقم الوضع ليس من مدينة الميناء فقط، بل من نقاط عدة على الساحل شمال طرابلس وجنوبها. ويقدر بعضهم أن مركبين في اليوم على الأقل ينطلقان من هذه النقاط، وأن الآلاف لغاية الآن تمكنوا من الوصول إلى قبرص وإيطاليا وغيرهما.

«محمد. ص» الذي رفض الكشف عن اسمه، لأنه مصرّ على تكرار المحاولة، ككل الذين تحدثنا معهم ونجوا من الموت، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه منذ ما يقارب الأسبوع انتظر مع رفاق له مركب التهريب مع زوجته وطفليه الصغيرين مقابل طرابلس. وكان على المركب 30 شخصاً، بعد أن باع حتى أثاث بيته وسدد خمسة ملايين ليرة ونصف (نحو 600 دولار) مقابل تهريبه. «كان الهدف الوصول إلى الشواطئ اليونانية، لكنّ محرك القارب توقف، وكنا لا نزال في المياه الإقليمية اللبنانية. ولحسن الحظ استخدمنا هواتفنا، طلبنا النجدة من صاحب مركب نعرفه وجاء لنجدتنا، ورجعنا منذ خمسة أيام»، ويكمل: «الرعب الذي عشناه لا يمكن تصوره، أو حتى وصفه». وهي ليست المرة الأولى لهذا الشاب، إذ سبق أن حاول العبور من تركيا مع ابنه إلى اليونان، لكن المركب توقف أيضاً وعادا أدراجهما. وهو لن يتوقف عن المحاولة لأنه لم يعد عنده ما يخسره.

عماد طرطوسي، طباخ وشيف سبق أن عمل في واحد من أكبر فنادق العاصمة، هو الآخر كان من بين المغامرين وفي الرابع من سبتمبر غادر مع مجموعة اتفقت أن تبيع كل ما لديها وتغادر مع عائلاتها، وكان معه زوجته وأولاده الثلاثة. طرطوسي (40 عاماً) حدّثنا من مكان حجره في الشوف الذي فرضته الدولة على كل من عادوا على هذا المركب: «إنها محاولتي الثالثة، وسأبقى أحاول إلى أن أنجح». يشرح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لنا معرفة بالبحر، وكان معنا كل ما يلزم من معدات اتصال، وخرائط، ومعرفة بالطقس. ما حدث أن السلطات القبرصية غدرت بنا، وليس لهم الحق في ذلك. داهمتنا عاصفة وكنا على مقربة من ليماسول، تركونا في الخطر ورفضوا استقبالنا. طلبنا النجدة من أصدقاء في فرنسا وألمانيا، لكن من جاء في النهاية لمساعدتنا هو الصليب الأحمر القبرصي. وهؤلاء بدل أن يأخذونا إلى قبرص أعادونا إلى لبنان وهنا كانت الفاجعة، وقد صادرت السلطات القبرصية مركبنا وخسرنا كل شيء».

رغم أن أحد البحارة يعتبر أن موسم الهجرة إلى الشمال قد يتوقف مع بدء موسم الشتاء وصعوبة الإبحار، فإن طرطوسي، يقول: «هذا محال. ليس عندنا أي شيء هنا. أولادي بعد سنوات سيكونون بحاجة إلى عمل ولن يجدوه، فما الذي ننتظره هنا». وزينب وهي تبكي ولدها الذي فقدته، تسأل من الآن عن طريقة للرحيل: «غير معقول أن أفقد ابني، وأعود لأجد نفسي في لبنان. هذا أمر غير متصور».

 

وفاة لاعب كرة قدم لبناني تعيد إلى الواجهة قضية السلاح المتفلت

بيروت/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

توفي لاعب كرة القدم اللبناني محمد عطوي (33 سنة) في مستشفى المقاصد في بيروت متأثرا بجراحه بعدما أصابته رصاصة طائشة في رأسه في 21 أغسطس (آب) الماضي، الأمر الذي أعاد قضية السلاح المتفلت في لبنان إلى الواجهة من جديدـ وتحول موت لاعب نادي «الإخاء الأهلي عاليه» وناديي «الأنصار» و«التضامن صور» سابقا إلى قضية رأي عام إذ تفاعل معها بالإضافة إلى المجتمع الكروي المواطنون والسياسيون كما تصدر اسمه ووسم السلاح المتفلت صفحات التواصل الاجتماعي ولا سيما تويتر. وفي هذا الإطار، تمنى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب المستقيل سامي الجميل أن يكون عطوي «آخر ضحايا السلاح المتفلت الذي حان وقت جمعه وسحبه من أيادي العابثين بالأمن»، وكتب الجميل على «حسابه» على «تويتر» «‏شبعنا نخسر أفضل شبابنا من سلاح متفلت الدولة غير قادرة على ضبه». من جهته، اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب فادي علامة أنه «من المؤسف أن نخسر شبابنا وطاقاتنا بسبب أخطاء البعض والتفلت الحاصل» مؤكدا في تغريدة له أن الوفاء لروح محمد ومن سبقه من الضحايا «يكون بوضع حد لظاهرة إطلاق النار العشوائي في المناسبات المختلفة». وكانت وزيرة الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال فارتينيه أوهانيان نعت عطوي وكذلك نعى نادي الأنصار عبر صفحته على موقع «فيسبوك» لاعبه السابق متقدما بأحر التعازي إلى ذويه. كما تقدم الاتحاد اللبناني لكرة القدم من عائلة لاعب المنتخب اللبناني السابق والعائلة الكروية أجمع بالتعازي داعيا الأجهزة الأمنية إلى «متابعة القضية وكشف ملابسات الحادثة ومعاقبة الفاعلين بعد هذه الفاجعة التي أصابت المجتمع الكروي اللبناني». وكان عطوي يقبع في غرفة العناية المشددة بعد إصابته برصاص أطلق أثناء تشييع أحد ضحايا انفجار بيروت.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

ماكرون للأتراك: لحوار مسؤول دون سذاجة

وكالات/19 أيلول/2020

دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تركيا لإعادة فتح حوار مسؤول، دون سذاجة. وأكد ماكرون في تغريدة له عبر حسابه على موقع “تويتر” أن هذه الدعوة هي من البرلمان الاوروبي أيضًا، وتمنى التقدم إلى الأمام.

 

مطالبات أميركية بمعاقبة جميع القطاعات المالية في إيران

 قناة العربية.نت/19 أيلول/2020

طالب ستة أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ في رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات على جميع القطاعات المالية في إيران، حسب الأمر التنفيذي الصادر في بداية هذا العام. وأشاد هؤلاء الأعضاء الجمهوريون بنهج إدارة ترامب تجاه النظام الإيراني، ودعوه إلى تكثيف الضغط على طهران لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. ولفتت الأعضاء إلى أنه “على الرغم من العقوبات المالية ضد إيران، لا يزال ما لا يقل عن 14 مصرفاً إيرانياً متصلاً بشبكة الرسائل المالية لشركة سويفت للمعاملات المالية، وهي بمثابة شريان اقتصادي مهم للنظام”. وقالوا أنه “إذا تم أيضاً استهداف البنوك الـ14 المتبقية بالعقوبات الأميركية، فسيتم عزل إيران تماماً عن النظام المالي العالمي، وستكون قدرة النظام على تمويل نفوذه الشرير في المنطقة محدودة بدرجة أكبر”.

 

ترامب: سنوفر 100 مليون جرعة من اللقاح قبل نهاية العام

 قناة العربية.نت/19 أيلول/2020

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن 100 مليون جرعة من لقاحات مضادة لفيروس كورونا ستكون قد صنّعت قبل نهاية العام، مشيراً إلى أن عدداً يكفي منها لـ330 مليون أميركي سيكون متوفراً بحلول نيسان. وقال ترامب من البيت الأبيض: “سيكون لدينا 100 مليون جرعة قبل نهاية العام، ثم أكثر بكثير على الأرجح، مئات ملايين الجرعات ستكون متوفرة كل شهر، وسيكون لدينا ما يكفي من الجرعات لكل الأميركيين بحلول نيسان”. وأضاف أن اللقاح سيكون متوفراً للطرح خلال 24 ساعة فقط من اعتماده من هيئة الغذاء والدواء الأميركية، لافتاً الى أن نظرية منافسه الديمقراطي جو بايدن بشأن اللقاح ضرب من الحماقة، مؤكدا أن آلاف الأطباء يعملون على تطوير اللقاح في أميركا. وفي سياق آخر، أعلن اعتزام بلاده تخفيض عدد القوات الأميركية في أفغانستان لـ 4 آلاف جندي خلال أسابيع. وحول أزمة المنصة الصينية، توقع ترامب التوصل قريبا لاتفاق بشأن تيك توك.

 

بايدن: “تيك توك” مصدر قلق لكن ترامب مقلق أكثر

روسيا اليوم/19 أيلول/2020

اعتبر المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركي جو بايدن أن تطبيق “تيك توك” الصيني يعتبر “مصدر قلق”، لكن أعمال الرئيس دونالد ترامب تثير قلقا أكثر. وقال بايدن: “أعتقد أن تيك توك مصدر قلق حقيقي، حيث يتمتع هذا المنتوج الصيني بإمكانية الوصول إلى أكثر من 100 مليون من الشباب في اميركا”. وأشار إلى أن “ما يثير قلقنا أكثر هو ما يقوم به ترامب وكيف يقوم به”. ووعد بايدن بدراسة المخاطر الأمنية الناجمة عن تطبيق “تيك توك” في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

 

هل ينقذ التراجع تركيا «المعزولة» في شرق المتوسط؟/«ناتو» مهّد الأرضية للحوار بين أنقرة وأثينا... وخفّض حدّة التوتر مؤقتاً

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

جاء سحب تركيا المفاجئ لسفينة الأبحاث «أوروتش رئيس» من المنطقة المتنازع عليها مع اليونان بمثابة خطوة كاشفة عن «الخواء الدبلوماسي» في السياسة الخارجية التركية، وعن نجاح يوناني في بناء جدار حماية قوي أدى إلى عزل تركيا وأظهر أن البدايات الصاخبة لا تفرض حتماً نهايات ناجحة، وهذا بغض النظر عن احتمال أن تكون تركيا تناور بسحب السفينة من أجل تجنب العقوبات الأوروبية المحتملة خلال القمة الأوروبية المرتقبة في 24 سبتمبر (أيلول) الحالي، كما نبهت أثينا إلى ذلك. يُذكر أن المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب إردوغان، كانوا قد ذهبوا في التصعيد ضد كل مَن يعارض تحركات أنقرة في شرق المتوسط، بدءاً من اليونان ودول شرق المتوسط، إلى فرنسا والاتحاد الأوروبي، وصولاً إلى الولايات المتحدة. وهذا ما دفع وزير الخارجية رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، الذي انشق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم وأسس حزباً معارضاً جديداً هو «حزب المستقبل»، لاختصار المشهد بالقول «إنه فشل دبلوماسي أدى إلى العزلة». خاطب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بعد ظهر السبت الماضي أمام حشد من أنصاره، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بلهجة شديدة الحدة، وهدده بأنه «سيواجه مشاكل معه شخصياً». واتهمه «بالجهل حتى بتاريخ فرنسا»، وبتحريض اليونان والعبث بمصالح تركيا، وذلك بعدما قال ماكرون إن «منطقة شرق المتوسط خط أحمر أمام تركيا»، وأعلن دعم باريس المفتوح لليونان وقبرص. أيضاً حذّر إردوغان أثينا من القيام بـ«أعمال خاطئة»، و«السير في هذا الطريق»، متوعداً إياها بـ«العزلة الشديدة»، ومتطرقاً إلى «تمزيق الخرائط» التي ترسمها القوى الإمبريالية من أجل حصر تركيا في شريط ضيق في البحر المتوسط قرب حدودها. وفي السياق ذاته، دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليونانيين إلى تجنب الوقوع في فخ الاستغلال من قِبل دول أخرى «تسعى لتحقيق مصالحها» في إشارة ضمنية إلى فرنسا. وتابع أكار، أن الدول «التي تحيك المكائد لتركيا في مسألة شرق المتوسط، سيكون مصيرها الخسران، كما حدث في التاريخ». وعبّر عن أمله ألا تكون اليونان «طَبقاً على مائدة دول أخرى تريد استغلالها... نحن دائماً نذكّرهم بهذا، وأتمنى أن يعوا هذا الأمر».

تراجع... وسحب

ولكن لم تمض ساعات، حتى تراجعت تركيا عن كلامها الناري الذي أطلقته على مدى أشهر، وسحبت مساء السبت سفينة الأبحاث «أوروتش رئيس» من منطقة متنازع عليها مع اليونان في شرق المتوسط. وجاءت الخطوة هذه وسط تضارب في التصريحات بين مسؤوليها في محاولة لتبريرها. إذ قال وزيرا الخارجية مولود جاويش أوغلو، والطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز، إن السفينة أعيدت «من أجل إجراء الصيانة وتبديل طاقمها، وإنها ستقوم بمهام لاحقة في منطقة أخرى قريباً». في حين قال وزير الدفاع خلوصي أكار، إنها أعيدت «بعد انتهاء مهامها»، وهذا مع أن الإخطار الصادر عن مهمة السفينة حدّد مدة بقائها في المنطقة من 10 أغسطس (آب) إلى 25 سبتمبر، وفق تأكيد صحف قريبة من الحكومة. وبدوره، ذكر الناطق باسم الرئاسة التركية، أن السفينة عادت من أجل «إفساح المجال للمباحثات التي يرعاها حلف شمال الأطلسي (ناتو) والوساطة الأوروبية لإنهاء التوتر في المنطقة».

ضغوط أميركية

الملاحظ أن سحب السفينة تزامن، في الواقع، مع زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مساء السبت الماضي إلى قبرص، حيث وجّه رسالة أعرب فيها عن القلق البالغ من تحركات تركيا في المنطقة، ودعاها إلى دعم الطرق الدبلوماسية مع مختلف الأطراف. رسائل بومبيو الحادة والواضحة إلى تركيا، وُجّهت عقب اجتماعه مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس. وفيها أعرب الوزير الأميركي عن قلق واشنطن البالغ إزاء تصرفات أنقرة في شرق المتوسط، وحث جميع الأطراف إلى دعم الحل الدبلوماسي. كذلك أعلن بومبيو عن قرب إنشاء مركز جديد للأمن البري والبحري والموانئ، في جنوب قبرص كجزء من الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الأمني في المنطقة بموجب مذكرة تفاهم وقّعها في قبرص. هذه المذكرة أغضبت أنقرة، التي أعلنت عبر وزارة خارجيتها، أنها تعد في «حكم العدم» بالنسبة لقبرص الشمالية. وهي «لن تخدم السلام والاستقرار في شرق البحر المتوسط»، بل «ستضر بحل قضية قبرص».

للعلم، بموجب مذكرة التفاهم هذه، ستوفر الولايات المتحدة تدريبات للدعم الفني لليونانيين بشأن أمن الحدود والموانئ والجمارك، كما ستنشئ منصات أمنية في المنطقة وتوفر دعم المعدات والأمن السيبراني. وكانت الولايات المتحدة قد رفعت أخيراً حظر الأسلحة المفروض على الإدارة القبرصية اليونانية منذ عقود، وأدرجت الجانب القبرصي - اليوناني في برنامج التدريب العسكري. من ناحية أخرى، جاءت زيارة بومبيو لقبرص بعد أيام من زيارة قصيرة مماثلة أجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، شدد خلالها على العلاقات الوثيقة بين موسكو ونيقوسيا، وعرض بذل وساطة لتخفيف التوتر بينها وبين أنقرة في النزاع بشأن الحقوق البحرية والطاقة. عودة إلى بومبيو، فإنه لم يغفل عن تذكير القبارصة بأن واشنطن لا تشعر بالارتياح لرسو سفن حربية روسية في الموانئ القبرصية. وقال «نحن نعلم أن جميع السفن العسكرية من قبرص والرئيس (أناستاسياديس) مراعاة مخاوفنا». وما يجدر ذكره هنا، أنه سبق للسلطات القبرصية أن ادّعت مراراً أنها تقدم تسهيلات للسفن الحربية الروسية «لأسباب تتعلق بالأوضاع الإنسانية في سوريا». وكرر بومبيو، تصريحاته، الثلاثاء، معرباً عن القلق من زيادة الشحن العسكري في شرق المتوسط، حاثاً جميع الأطراف إلى التوجّه إلى الحل الدبلوماسي. ولقد علق وزير الخارجية التركي على تصريحات نظيره الأميركي التي أعرب فيها عن قلق واشنطن من تصرّفات تركيا، متسائلاً «الآن يقولون إنهم قلقون. مَن الذي من حقه أن يقلق؟ مَن الذي يخالف القانون الدولي ويرفع حظر الأسلحة ويتغاضى عن حقوق القبارصة الأتراك؟»...

اختبار الأمر الواقع

في رأي الكثير من المراقبين أن تركيا وجدت نفسها في مأزق. وأنها تقف وحيدة في مواجهة الاتحاد الأوروبي ودول منطقة الشرق المتوسط والولايات المتحدة، وربما روسيا أيضاً، التي ستجري مناورات بالذخيرة الحية قبالة قبرص خلال أيام. كذلك شعرت أن سياسة «الأمر الواقع» التي اختبرتها في شرق المتوسط لن تجدي نفعاً ضد هذا التكتل الذي يحيط بها من كل ناحية. ومن ثم، لعل تصريح إبراهيم كالين، الناطق باسم الرئاسة التركية عن «أوروتش رئيس» سُحبت من منطقة النزاع في شرق المتوسط «من أجل إفساح المجال للجهود المبذولة من أجل الحوار وإنهاء التوتر في المنطقة»، هو التبرير الأكثر منطقية. وفي هذا السياق، نشير إلى جمع «ناتو» خبراء عسكريين من الجانبين التركي واليوناني في مقره ببروكسل في جولتي مباحثات فنية عقدتا يومي 7 و15 سبتمبر الحالي. وعقد الاجتماع الثاني الثلاثاء الماضي بعد أقل من 72 ساعة من سحب تركيا السفينة وإعادتها إلى مياهها في أنطاليا بجنوب البلاد. وفي اليوم ذاته، بحث وزير الخارجية جاويش أوغلو مع نظيره الأميركي بومبيو هاتفيا بعد التطورات الأخير.

الردّ الأوروبي حازم

على صعيد متصل، من المقرر أن يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، لمناقشة التعديات التركية على حقول الطاقة في منطقة شرق المتوسط وانتهاكها سيادة دول المنطقة على مياهها الإقليمية. وعلى الرغم من خطوة التهدئة التركية، حذر جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، الثلاثاء الفائت من خطر نشوب حرب في شرق المتوسط بسبب التوترات المتزايدة في المنطقة الناتجة من إجراء عمليات تنقيب عن الطاقة. وتابع بوريل «ثمة توتر متزايد في شرق المتوسط بين اليونان وتركيا وقبرص، ومعه خطر نشوب صراع قد يتجاوز الكلمات». وتابع «علاقاتنا (أي الاتحاد الأوروبي) مع تركيا عند منعطف، وحان الوقت ليتخذ مسؤولونا قرارات صعبة». وتواصلت التحذيرات على لسان أورسولا فون دير لايين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بوم الأربعاء؛ إذ حذّرت من أي محاولة من جانب أنقرة لـ«ترهيب» جيرانها في إطار النزاع على موارد الغاز الذي تتواجه فيه تركيا مع اليونان في شرق المتوسط. وأردفت في كلمتها السنوية حول حال الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان الأوروبي «تركيا جارة مهمّة وستبقى كذلك، ولكن رغم القرب الجغرافي يبدو أن المسافة الفاصلة بيننا تتوسع باستمرار. نعم، تقع تركيا في منطقة تشهد اضطرابات.. نعم، تتلقى ملايين اللاجئين ندفع لها لقاء استقبالهم مساعدة مالية كبيرة... إلا أن لا شيء من ذلك يبرّر محاولاتها ترهيب جيرانها». واستطردت في تلميح تحذيري لأنقرة «بإمكان قبرص واليونان الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي الاعتماد على تضامن أوروبا الكامل لحماية حقوقهما السيادية المشروعة». تشير هذه التصريحات، في نظر المراقبين، إلى عزم الاتحاد الأوروبي على اتخاذ موقف حازم من تركيا، وأنه لن يتجاهل أي تحرك من أنقرة قد يكون من قبيل المناورة لتفويت الفرصة على الاتحاد لمعاقبتها. وفي حين، ستدرج الأزمة في شرق المتوسط على جدول أعمال القمة الأوروبية يومي 24 و25 سبتمبر في بروكسل، مع احتمال فرض عقوبات على تركيا، استبعد جاويش أوغلو ذلك، لكنه لم يستبعد أن تأتي في صورة عقوبات على شركات وأفراد. في هذه الأثناء، أبدت اليونان وقبرص استعدادهما للحوار مع تركيا «فوراً»، لكن من دون تهديدات. وترغب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على وجه الخصوص، في رؤية كل من أنقرة وأثينا منخرطتين في حوار قبل القمة الحاسمة للاتحاد الأوروبي، الذي تتولى ألمانيا رئاسته، وهي قمة ستناقش التطورات الأخيرة في شرق البحر المتوسط. وبالفعل، تحدثت ميركل هاتفياً، الثلاثاء، مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ونقلت مصادر أنها وافقت على موقفه الثابت بأن الحوار لا يمكن أن يبدأ إلا إذا توقفت أنقرة عن الاستفزازات واتخذت خطوات عملية لتهدئة التوتر. كما أصر ميتسوتاكيس خلال المكالمة، على أن وقف التصعيد بمغادرة سفينة الأبحاث التركية ليل السبت الماضي يجب ألا يكون مصطنعاً من قِبل أنقرة بهدف تجنّب التهديد بفرض عقوبات أوروبية. وفي السياق ذاته، كشف موقع «دوار» التركي عن أن سحب أنقرة السفينة «أوروتش رئيس» جاء بعد التوصل إلى مشروع تسوية بين تركيا واليونان بوساطة ألمانيا، بيد أن هذه التسوية لم تدخل حيز التنفيذ بعد. وأورد الموقع بعض البنود التي قال إن التسوية تشملها، منها:

- أن المباحثات الاستكشافية التركية - اليونانية، التي توقفت عام 2016، ستستأنف. وهذه المرة، ستركز أثينا وأنقرة على تدابير جديدة لبناء الثقة وتجنب خطوات نشوء التوتر.

- سيولي الجانبان اهتماماً خاصاً للمناطق المتنازع عليها، ولن تُجرى أبحاث الغاز الطبيعي والنفط في المناطق «المثيرة للجدل».

- ستبدأ أنقرة وأثينا التحضير لوضع الأساس لاجتماع الزعيمين إردوغان وميتسوتاكيس (الذي كان مقرراً أصلاً في إطار اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك في منتصف صيف 2020).

- ستُطلق اليونان وتركيا تحضيرات قمة خماسية جديدة في قبرص.

- تُعد خلق آلية للتوزيع العادل للطاقة في قبرص، وهكذا يمكن ضمان المشاركة المتساوية للقبارصة الأتراك في معادلة الطاقة.

أيضاً، تتضمّن المسوّدة اتخاذ خطوات لرفع تأشيرة دخول الاتحاد الأوروبي عن الأتراك، الامتناع عن فرض عقوبات على تركيا لتحويلها متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، ومواصلة تمويل الاتحاد الأوروبي لتركيا من أجل التكفّل باحتياجات طالبي اللجوء.

فشل وعزلة

أما على صعيد السياسة الداخلية التركية، نذكّر بأن إردوغان كان قد قال عقب إرسال سفينة الأبحاث إلى المياه القريبة من اليونان أن «تركيا لن تتراجع ولو خطوة واحدة عن المضي في أعمال البحث والتنقيب في شرق المتوسط». ولذا؛ فتحت المعارضة التركية النار على الحكومة بعد سحب السفينة وتساءلت عن تهديدات إردوغان وكلامه الصاخب. واعتبر مسؤولو حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أن تصريحات إردوغان كلام إلهاء بينما تدفع تركيا الثمن وتبقى في عزلة وقطيعة مع جيرانها ومحيطها. وندّد رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو بالسياسة الخارجية لحكومة إردوغان، متسائلاً عن أسباب القطيعة مع مصر، التي هي أهم دولة بالنسبة لتركيا في منطقة البحر المتوسط وترتبط معها بعلاقات تاريخية. وأضاف أن «إردوغان يضحّي بعلاقات تركيا مع مصر من أجل تنظيم الإخوان المسلمين... فمن هم هؤلاء؟ وما علاقتهم بالسياسة؟». كذلك قال تمل كرم الله أوغلو، رئيس حزب السعادة الإسلامي، إن تركيا «فشلت دبلوماسياً اليوم، وستفشل غداً ما بقيت في يد هذه الحكومة». وانتقد رئيس حزب المستقبل التركي رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو سياسة أنقرة وفشلها في حل الخلافات عبر الطرق الدبلوماسية في الوقت الذي «صنعت حولها بحيرة من الأعداء وباتت في عزلة». وفي تعليق على خطوة تركيا سحب السفينة «أوروتش رئيس» من المنطقة المتنازع عليها، وصف داود أوغلو الدبلوماسية التركية تحت قيادة إردوغان بـ«الفاشلة»، موضحاً «حتى الدول التي تتعارض مصالحها، تجمعت بعضها مع بعض لتقف ضد تركيا، فإذا كنت تقف وحيدا، في قضية حتى لو كنت محقاً، فهذه تعد دبلوماسية فاشلة». داود أوغلو أشار أيضاً إلى أنه إبان فترته كوزير للخارجية وصل إلى النقطة التي كانت تركيا ستوقع فيها اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة مع مصر في 2012 – 2013، قائلاً «كان كل هدفي في ذاك الوقت توقيع الاتفاقية مع مصر؛ لأن توقيع مثل هذه الاتفاقية بين أهم بلدين ساحليين على البحر المتوسط، سيجلب فوائد كبيرة للبلدين. لقد تابعت هذه القضية عن كثب أثناء رئاستي الوزراء، بعد ذلك... لكن للأسف، دبلوماسية الحكومة ضعيفة. وتقوم بملء فراغ الافتقار إلى الدبلوماسية القوية في شرق البحر المتوسط، بالبوارج وقواتنا البحرية».

 

تحذير أممي من «جرائم حرب» محتملة في مناطق سيطرة تركيا شمال سوريا

جنيف/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

قالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة إن الفصائل المسلحة في منطقة شمال سوريا التي تسيطر عليها تركيا يحتمل أنها ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات أخرى للقانون الدولي. وقالت ميشيل باشليه إن الوضع في تلك المناطق من سوريا قاتم، مع تفشي العنف والإجرام.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بيان إنه لاحظ «في الأشهر الأخيرة نمطاً مقلقاً من الانتهاكات الجسيمة»، إذ وثق تزايد عمليات القتل والخطف ونقل الناس بصورة مخالفة للقانون ومصادرة الأراضي والممتلكات والإخلاء القسري. وقال مكتب باشليه إن من بين الضحايا أشخاصاً يُنظر إليهم على أنهم متحالفون مع أحزاب معارضة أو ينتقدون تصرفات الفصائل المسلحة الموالية لتركيا. وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن هذه الفصائل استولت على منازل وأراض وممتلكات ونهبتها دون أي ضرورة عسكرية ظاهرة. علاوة على ذلك، أدى تزايد الاقتتال الداخلي بين مختلف الفصائل المسلحة الموالية لتركيا بشأن تقاسم السلطة إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية. من جانبها، نفت تركيا مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، وقالت وزارة الخارجية التركية اليوم الجمعة: «نرفض رفضاً قاطعاً المزاعم التي لا أساس لها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة ضد المعارضة السورية... والمرتبطة ببلدنا». وتسيطر تركيا على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا من خلال فصائل مسلحة مختلفة، وتنفذ عمليات تهدف إلى إخراج المقاتلين الأكراد ومكافحة الإسلاميين المتطرفين. في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، توغلت القوات التركية والفصائل السورية التابعة لها داخل الأراضي السورية واحتلت شريطاً بطول 120 كيلومتراً داخل الحدود السورية وأخرجت القوات الكردية منه. كما نشرت أنقرة قواتها في عدة مواقع عسكرية أنشأتها في شمال غربي إدلب كجزء من اتفاق عام 2018 مع موسكو حليفة النظام السوري، بينما تسيطر تركيا أيضاً على مساحة من الأراضي على طول حدودها في محافظة حلب المجاورة بعد سلسلة من الهجمات العسكرية منذ 2016. وقال مكتب باشليه إنه وثق اختطاف واختفاء مدنيين بينهم نساء وأطفال. وأضاف أنه تحقق منذ بداية العام وحتى الاثنين الماضي من مقتل ما لا يقل عن 116 مدنياً نتيجة عبوات ناسفة ومتفجرات من مخلفات الحرب، فيما أصيب 463 مدنياً آخرون. وقالت باشليه: «إنني أحث تركيا على الشروع الفوري في تحقيق نزيه وشفاف ومستقل في الحوادث التي تحققنا منها، وكشف مصير المعتقلين والمختطفين على أيدي المجموعات المسلحة التابعة لها، ومحاسبة المسؤولين عما قد يصل، في بعض الحالات، إلى جرائم منصوص عليها في القانون الدولي بما في ذلك جرائم الحرب». وقالت: «هذه مسألة مهمة جداً بالنظر إلى أننا تلقينا تقارير مقلقة تفيد بأن بعض المعتقلين والمختطفين نُقلوا إلى تركيا بعد احتجازهم في سوريا من قبل الفصائل المسلحة التابعة لها». في غضون ذلك، أعربت باشليه عن قلقها من أن أطراف النزاع في سوريا يستخدمون الخدمات الأساسية كسلاح. وقالت إن «إعاقة الوصول إلى المياه والصرف الصحي والكهرباء يعرض حياة أعداد كبيرة من الناس للخطر، وهو خطر يزداد حدة في حين يكافح الناس جائحة (كوفيد - 19)».

 

تركيا تعزز نقاطها في شمال غربي سوريا بعد محادثات مع روسيا/إدارة معبر «باب الهوى» تستنكر تصريحات أممية حول عرقلة وصول المساعدات

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى نقاط المراقبة التركية في جنوب إدلب، حيث صعّد النظام والطيران الروسي من قصفهما على هذا المحور في الأيام الأخيرة، على الرغم من المقترح الروسي تقليص تركيا عدد قواتها في نقاط المراقبة في إدلب وسحب أسلحتها الثقيلة. وانتقدت إدارة معبر باب الهوي، المعبر الحدودي الوحيد لنقل المساعدات من تركيا إلى الشمال السوري تصريحات الوكيل العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك حول وجود تحديات كبيرة تواجه دخول المساعدات ووصفتها بـ«غير المسؤولة». ودخل رتل عسكري مؤلف من 15 آلية عسكرية محمّلة بالجنود والمواد اللوجيستية للقوات التركية، صباح اليوم (الجمعة)، من معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي إلى الأراضي السورية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وتم توزيع التعزيزات الجديدة على نقاط عسكرية عدة منتشرة في ريف إدلب الجنوبي، بغية دعمها وتعزيزها بالجنود والآليات والمعدات العسكرية. وبلغ عدد الجنود الأتراك في مناطق خفض التصعيد شمال غربي سوريا، نحو 15 ألف جندي، إضافةً إلى مئات المدافع الميدانية وراجمات الصواريخ، فضلاً عن خمس منصات دفاع جوي محدودة المدى منذ اتفاق آستانة الأول بين تركيا وروسيا في 2017. وكان وفد روسي قد قدم، في أنقرة (الثلاثاء)، في اجتماع تشاوري عُقد في مقر الخارجية التركية، مقترحاً لتخفيض عدد نقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب السورية، إلا أنه لم يتم التوصل إلى تفاهم بهذا الشأن. ونسبت وكالة «سبوتنيك» الروسية إلى مصدر تركي مطلع أن الجانبين التركي والروسي لم يتوصلا لأي تفاهمات، بعد اجتماعهما في أنقرة، وكان أبرزها اقتراح الجانب التركي تسليم مدينتي منبج وتل رفعت للجيش التركي، بينما طالب الجانب الروسي بانسحاب تركيا من نقاط المراقبة من إدلب.

ورفضت تركيا اقتراحاً روسياً آخَر بالانسحاب من نقاط المراقبة الواقعة داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام، وتقليص عدد قواتها في المنطقة، وسحب الأسلحة والمعدات العسكرية منها. وحذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من انتهاء العملية السياسية بسوريا في حال استمرت خروقات قوات النظام في إدلب. وقال جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية (الأربعاء)، إن تركيا تحتاج إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في منطقة إدلب أولاً، مشيراً إلى أن الاجتماعات مع الجانب الروسي ليست مثمرة للغاية. مضيفاً: «يجب أن يكون هناك هدوء نسبي إذا استمر هذا الأمر، فقد تكون العملية السياسية انتهت. نحتاج إلى وقف إطلاق النار في سوريا من أجل الاستمرار والتركيز أكثر قليلاً على المفاوضات السياسية». بالتوازي، وصفت إدارة معبر «باب الهوى» في إدلب، تصريحات الوكيل العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، حول وجود تحديات كبيرة تواجه دخول المساعدات بـ«غير المسؤولة».

وقالت إدارة المعبر، في بيان، إن هذه التصريحات «غير المسؤولة» منفية جملةً وتفصيلاً، ولا ندري على ماذا اعتمد الوكيل العام للأمم المتحدة في هذه التصريحات. وكان لوكوك قد قال، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بخصوص الأوضاع في سوريا (الأربعاء)، إن القوافل الإنسانية الأولية العابرة من «باب الهوى» واجهت تحديات كبيرة على الجانب السوري، وتأخرت بشكل كبير واضطرت قوافل إلى العودة بالكامل. وأوضحت إدارة المعبر أنه «منذ استئناف دخول المساعدات الأممية في يوليو (تموز) الماضي، قمنا بإجراءات عدة لتسهيل حركة مرور القوافل إلى المناطق المحررة شمال غربي سوريا».

وتمثلت الإجراءات، حسب البيان، في استنفار جميع كوادر المعبر، من موظفي الجمارك والشرطة وباقي الأقسام المعنية، مؤكدة أن الوقت الذي تمضيه قافلة المساعدات في الجانب السوري لا يتعدى عشر دقائق من لحظة مرورها من معبر «جلفاجوزو» التركي، كما أن حركة العمل في المعبر من استيراد وتصدير، تتوقف بشكل كامل حتى الانتهاء من دخول القوافل الأممية. وتدخل المساعدات الأممية إلى الشمال السوري، عبر معبر واحد فقط هو «جلفاجوزو» في ولاية هطاي جنوب تركيا، الذي يقابله من الجانب السوري معبر «باب الهوى»، بعد فيتو روسي في مجلس الأمن ضد قرار تمديد قرار إدخال المساعدات من معبري «باب السلامة» و«باب الهوى»، وأصرت على إدخالها من معبر واحد فقط لمدة عام كامل.

 

تحذير أممي من «جرائم حرب» محتملة في مناطق سيطرة تركيا شمال سوريا

جنيف/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020»

قالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة إن الفصائل المسلحة في منطقة شمال سوريا التي تسيطر عليها تركيا يحتمل أنها ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات أخرى للقانون الدولي. وقالت ميشيل باشليه إن الوضع في تلك المناطق من سوريا قاتم، مع تفشي العنف والإجرام. وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بيان إنه لاحظ «في الأشهر الأخيرة نمطاً مقلقاً من الانتهاكات الجسيمة»، إذ وثق تزايد عمليات القتل والخطف ونقل الناس بصورة مخالفة للقانون ومصادرة الأراضي والممتلكات والإخلاء القسري. وقال مكتب باشليه إن من بين الضحايا أشخاصاً يُنظر إليهم على أنهم متحالفون مع أحزاب معارضة أو ينتقدون تصرفات الفصائل المسلحة الموالية لتركيا. وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن هذه الفصائل استولت على منازل وأراض وممتلكات ونهبتها دون أي ضرورة عسكرية ظاهرة. علاوة على ذلك، أدى تزايد الاقتتال الداخلي بين مختلف الفصائل المسلحة الموالية لتركيا بشأن تقاسم السلطة إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية. من جانبها، نفت تركيا مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، وقالت وزارة الخارجية التركية اليوم الجمعة: «نرفض رفضاً قاطعاً المزاعم التي لا أساس لها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة ضد المعارضة السورية... والمرتبطة ببلدنا». وتسيطر تركيا على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا من خلال فصائل مسلحة مختلفة، وتنفذ عمليات تهدف إلى إخراج المقاتلين الأكراد ومكافحة الإسلاميين المتطرفين. في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، توغلت القوات التركية والفصائل السورية التابعة لها داخل الأراضي السورية واحتلت شريطاً بطول 120 كيلومتراً داخل الحدود السورية وأخرجت القوات الكردية منه. كما نشرت أنقرة قواتها في عدة مواقع عسكرية أنشأتها في شمال غربي إدلب كجزء من اتفاق عام 2018 مع موسكو حليفة النظام السوري، بينما تسيطر تركيا أيضاً على مساحة من الأراضي على طول حدودها في محافظة حلب المجاورة بعد سلسلة من الهجمات العسكرية منذ 2016. وقال مكتب باشليه إنه وثق اختطاف واختفاء مدنيين بينهم نساء وأطفال. وأضاف أنه تحقق منذ بداية العام وحتى الاثنين الماضي من مقتل ما لا يقل عن 116 مدنياً نتيجة عبوات ناسفة ومتفجرات من مخلفات الحرب، فيما أصيب 463 مدنياً آخرون. وقالت باشليه: «إنني أحث تركيا على الشروع الفوري في تحقيق نزيه وشفاف ومستقل في الحوادث التي تحققنا منها، وكشف مصير المعتقلين والمختطفين على أيدي المجموعات المسلحة التابعة لها، ومحاسبة المسؤولين عما قد يصل، في بعض الحالات، إلى جرائم منصوص عليها في القانون الدولي بما في ذلك جرائم الحرب». وقالت: «هذه مسألة مهمة جداً بالنظر إلى أننا تلقينا تقارير مقلقة تفيد بأن بعض المعتقلين والمختطفين نُقلوا إلى تركيا بعد احتجازهم في سوريا من قبل الفصائل المسلحة التابعة لها». في غضون ذلك، أعربت باشليه عن قلقها من أن أطراف النزاع في سوريا يستخدمون الخدمات الأساسية كسلاح. وقالت إن «إعاقة الوصول إلى المياه والصرف الصحي والكهرباء يعرض حياة أعداد كبيرة من الناس للخطر، وهو خطر يزداد حدة في حين يكافح الناس جائحة (كوفيد - 19)».

 

بيدرسن يضع خطوطاً عامة لمفاوضات اللجنة الدستورية السورية/أمستردام تعد دعوى قضائية ضد دمشق «لانتهاكات حقوق الإنسان»

نيويورك: علي بردى أمستردام - لندن/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

وضع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، خطوطاً عامة لجدول أعمال اللجنة الدستورية عقب إخفاق الرئيسين المشاركين للهيئة المصغرة في هذه المهمة، آملاً في عقد جولات جديدة من المفاوضات، ابتداءً من مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وفي مستهل جلسة عقدها مجلس الأمن عبر الفيديو، أفاد المبعوث الدولي بأنه على رغم «الحقائق الصعبة» على الأراضي السورية و«انعدام الثقة العميق» بين القوى السورية المتحاربة «أشرق بصيص أمل خافت ولكنه حقيقي»، مع انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات بين أعضاء الهيئة المصغرة للجنة الدستورية في جنيف، خلال الأسبوع الأخير من أغسطس (آب)، بعد توقف دام تسعة أشهر. ورأى أن المناقشات داخل اللجنة «كانت موضوعية في الغالب»، ناقلاً عن الرئيسين المشاركين أنهما «استشعرا ظهور أرضية مشتركة» حيال بعض الموضوعات، مشيراً أيضاً إلى «اقتراحات عملية من الأعضاء حول كيفية تحديد هذه الأرضية المشتركة». واستدرك أنه «كانت هناك اختلافات حقيقية للغاية في الجوهر حتى على المستوى العام للمناقشات»، موضحاً أن الرئيسين المشاركين «لم يكن في إمكانهما الاتفاق (...) على جدول أعمال للجولة المقبلة». وأكد أنه يسعى إلى «حل وسط» من أجل الاجتماع مجدداً في أوائل أكتوبر المقبل. وذكر بأن «السمات الأخرى» للوثيقة الدستورية المرتجاة تنص على «ترشيح الوفود من الحكومة السورية ومن هيئة المفاوضات السورية المعارضة، بالإضافة إلى الشرق، الوفد الثالث للمجتمع المدني، والتكليف بإعداد وصياغة إصلاح دستوري»، علماً بأنه «يجوز للجنة مراجعة وتعديل دستور 2012 أو صياغة دستور جديد». وقال: «يجب أن يجسد مشروع الدستور المبادئ الحية الاثني عشر التي ظهرت من عملية جنيف وتمت الموافقة عليها في سوتشي»، على أن «يتحمل الرئيسان المشاركان مسؤولية تعزيز حسن سير عمل اللجنة». وأكد أن ذلك «يشمل تسهيل واقتراح جدول أعمال وخطط عمل تمكن من النظر في جميع القضايا، ولا تجعل النظر في القضايا يعتمد على الاتفاق على قضايا أخرى»، مشدداً على أن «تعمل اللجنة من دون شروط مسبقة»، وأن «تعمل بشكل سريع ومستمر لتحقيق نتائج واستمرار التقدم دون تدخل أجنبي، بما في ذلك الجداول الزمنية المفروضة من الخارج». وحض على أن «تمضي اللجنة الدستورية بما يتماشى مع هذه الاختصاصات المتفق عليها بالفعل»، معتبراً أنه «إذا تمكنا من وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال والمضي قدماً على هذا النحو، فإنني ما زلت آمل أن نتمكن من تعميق هذه العملية من خلال جلسة رابعة قريباً - وخامسة وسادسة في الأشهر المقبلة - كما تسمح حالة (كوفيد - 19)».

ولاحظ بيدرسن أن سوريا «لا تزال بيئة دولية إلى حد كبير، مع وجود خمسة جيوش أجنبية ناشطة في الميدان»، مؤكداً أن «سيادة سوريا معرضة للخطر». وقال إنه على الرغم من ذلك «بالكاد تغيرت الخطوط الأمامية لمدة نصف عام - وهي الأطول في الصراع السوري»، حيث تستمر المناوشات بين القوات الروسية والأميركية، وتقع الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل من الحكومة السورية، علماً بأن الجنوب الغربي لا يزال مسرحاً للحوادث الأمنية المنتظمة الناجمة عن الاضطرابات المحلية والتوترات الجيوسياسية، فيما يستمر اتفاق مارس (آذار) بين روسيا وتركيا في الحفاظ على الهدوء الواسع في الشمال الغربي، بالإضافة إلى استمرار «نشاط (داعش) المقلق في الصحراء». وشجع روسيا والولايات المتحدة على «تعزيز الحوار بينهما ومن أجلهما ومن أجل اللاعبين الرئيسيين الآخرين، بما في ذلك ضامنو آستانة وأولئك الذين يلتقون المجموعة المصغرة، وأعضاء مجلس الأمن، للعمل معي نحو هدفنا المشترك في سوريا: تسوية سياسية وفق القرار 2254».

الى ذلك، تعد هولندا دعوى قضائية ضد سوريا أمام أرفع محكمة تابعة للأمم المتحدة سعيا لمحاسبة حكومة الرئيس بشار الأسد على انتهاكات لحقوق الإنسان تشمل التعذيب واستخدام أسلحة كيماوية، وذلك وفقا لما ورد في رسالة كتبها وزير الخارجية الهولندي للبرلمان الجمعة. وتم إبلاغ سوريا بالخطوة القانونية التي تسبق احتمال إحالة القضية لمحكمة العدل الدولية في لاهاي والمختصة بالبت في النزاعات بين الدول. وكتب وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك قائلا: «اليوم (أمس)، تعلن هولندا قرارها محاسبة سوريا بموجب القانون الدولي على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وبخاصة التعذيب». واستشهدت الرسالة بتعهد سوريا باحترام اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي صدقت عليها دمشق في 2004.

وقررت هولندا اتخاذ تلك الخطوة بعد أن عرقلت روسيا مساعي عدة في مجلس الأمن الدولي لإحالة انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية التي تحاكم الأفراد المتهمين بارتكاب جرائم حرب ومقرها لاهاي أيضا.

وقال الوزير في الخطاب: «نظام الأسد ارتكب جرائم مروعة مرة بعد الأخرى. الأدلة دامغة. يجب أن تكون هناك عواقب... عدد كبير من السوريين تعرض للتعذيب والقتل والاختفاء القسري ولهجمات بغاز سام أو فقدوا كل شيء وهم يفرون بأرواحهم».

وتقول هولندا إن الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو عشر سنوات في سوريا أودت بحياة 200 ألف على الأقل، بينما لا يزال 100 ألف في عداد المفقودين واضطر 5.5 مليون للفرار لدول مجاورة.

وكتب محامي المعارضة في صفحته في «فيسبوك» أمس: «قرار الحكومة الهولندية بتقديم شكوى لمحكمة العدل الدولية بشأن سوريا وإفادة وزير خارجيتها أمام البرلمان لا يرقى بأي حال من الأحوال لمطالب الشعب السوري ولا كل الضحايا بالعدالة وهو مجرد ذر رماد في العيون وستر عورة الدول التي تسكت عن جرائم النظام السوري منذ عشر سنوات». وأضاف: «محكمة العدل الدولية لا اختصاص لها بالنظر بقضايا التعذيب. وإحالة القضية لها هو اعتراف كامل بالنظام السوري بأنه دولة وليس عصابة».

وإذ إذ أشار إلى نص اختصاص محكمة العدل الدولية من أن «محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة. وتتولى المحكمة الفصل طبقا لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول، وتقديم آراء استشارية بشأن المسائل القانونية التي قد تحيلها إليها أجهزة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة»، قال: «كان بالأحرى لدولة تستضيف محكمة الجنايات الدولية أن تتقدم بشكوى لها ضد النظام السوري المجرم. ووجود ضحايا هذه الجرائم على الأراضي الهولندية يمنحها الصلاحية لمثل هذا الطلب، لا أن تتحفنا بشكوى لمحكمة العدل الدولة التي لا صلاحية ولا جدوى من أي طلب يقدم لها».

هل تفلح «رسائل الغزل» التركية في استمالة مصر؟

> وقّعت مصر مع اليونان، في أغسطس الفائت، اتفاقية لترسيم الحدود البحرية قطعت بها الطريق على مذكرة التفاهم التي وقعتها تركيا مع حكومة «الوفاق الوطني» في ليبيا يوم 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وقبلها وقّعت مصر اتفاقية مماثلة مع قبرص عام 2013. وفي حين أعلنت حكومة إردوغان أنها لا تعترف بالاتفاقيتين، يرى خبراء أتراك أن أفضل وسيلة لحفظ حقوق تركيا في البحر المتوسط هي الاتفاق مع مصر. ولكن، في الفترة الأخيرة أخذت أنقرة تطلق تصريحات «ناعمة» تحاول بها استمالة مصر كان أبرزها وأكثرها إثارة للدهشة تصريحات ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، التي قال فيها إن «العلاقات مع مصر يجب أن تستمر، وأن يكون هناك تواصل بينهما سواء بالنسبة لأزمة شرق المتوسط أو ليبيا، بغض النظر عن الخلاف السياسي بين إردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي». وذهب أقطاي أبعد من ذلك، ليصف الجيش المصري بأنه «جيش عظيم»، و«لا يمكن لتركيا أن تحاربه في ليبيا لأنه جيش الشعب المصري». جاء هذا الكلام بعد 7 سنوات من الهجوم المتواصل على الرئيس المصري ووصف وصوله إلى حكم مصر بـ«الانقلاب». من جهة أخرى، ذهب البعض إلى الحديث عن أن هناك بالفعل لقاءات تجرى بين مسؤولين من مصر وتركيا، لا سيما في جهازي استخبارات البلدين. ومن ثم، القول وأن تصريحات المسؤولين الأتراك الأخيرة، وأهمها تصريحات أقطاي، حظيت بمساحة واسعة في وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية، بل وفي الأذرع الإعلامية لتنظيم الإخوان ذاته، التي تنطلق من إسطنبول. أما القاهرة، فردّت على محاولات الاستمالة التركية بأنها «لا تعير اهتماماً للأقوال، وإنما تنظر إلى الأفعال على الأرض» بحسب ما صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي ذكّر بأن التصريحات التركية «تكرّرت بصور مختلفة في السنوات السابقة، لكن الأفعال على الأرض كانت مناقضة تماماً للتصريحات».

 

القاهرة تستنكر تصريحات وزير خارجية تركيا

القاهرة/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

استنكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حديث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مع قناة «سي إن إن ترك»، الذي تضمن «تناولاً سلبياً حول ما شهدته مصر من تطورات سياسية اتصالاً بثورة 30 يونيو (حزيران)». وقال المتحدث، في بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية، اليوم السبت، إن هذا «يؤكد استمرار التشبث بادعاءات منافية تماماً للواقع بهدف خدمة توجهات آيديولوجية»، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وأكد المتحدث الرفض الكامل لهذا النهج، لافتاً إلى أن «الاستمرار في الحديث عن مصر بهذه النبرة السلبية، وفي الوقت نفسه بهذا القدر من التناقض، إنما يكرس افتقار المصداقية إزاء أي ادعاء بالسعي لتهيئة المناخ المناسب لعلاقات قائمة على الاحترام والالتزام بقواعد الشرعية الدولية». يذكر أن أنقرة أطلقت، في الفترة الأخيرة، تصريحات «ناعمة» تحاول بها استمالة مصر، كان أبرزها وأكثرها إثارة للدهشة تصريحات ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، التي قال فيها إن «علاقات تركيا مع مصر يجب أن تستمر، وأن يكون هناك تواصل بينهما، سواء بالنسبة لأزمة شرق المتوسط أو ليبيا، بغض النظر عن الخلاف السياسي بين (الرئيس رجب طيب) إردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي». وذهب أقطاي أبعد من ذلك، ليصف الجيش المصري بأنه «جيش عظيم»، و«لا يمكن لتركيا أن تحاربه في ليبيا لأنه جيش الشعب المصري». أما القاهرة فردّت على محاولات الاستمالة التركية بأنها «لا تعير اهتماماً للأقوال، وإنما تنظر إلى الأفعال على الأرض»، حسب ما قاله وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي ذكّر بأن التصريحات التركية «تكرّرت بصور مختلفة في السنوات السابقة، لكن الأفعال على الأرض كانت مناقضة تماماً للتصريحات».

   

القاهرة ترهن تفاعلها مع دعوات تقارب تركية بالتنسيق مع «الرباعي» قللت من أهمية الاتصالات الجارية حالياً

القاهرة/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

أكدت مصر أمس، تلقيها دعوات تركية لفتح قنوات اتصال معها على المستويين السري والعلني بغرض «تحسين العلاقات»، لكنها شددت على أن خطواتها في هذا السياق لا تأتي بشكل منفرد، وإنما من خلال التنسيق مع «دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب». وردّت مصر على دعوة تركية لتوقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، يسبقها ويمهد لها «تحسن في العلاقات السياسية»، بتحفظ، مؤكدة أن الاتصالات بين الجانبين في الوقت الراهن لا تتعدى «القنوات الاعتيادية لعناصر الاتصال»، بما يشير إلى أن تلك الاتصالات لا تعكس تقدماً أو اختراقاً.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد قال، مساء الأربعاء الماضي، في مقابلة تلفزيونية، إن بلاده تعمل على توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع مصر على غرار مذكرة التفاهم التي وقّعتها العام الماضي مع حكومة «الوفاق الوطني» الليبية، قبل أن يؤكد أن إبرام مثل تلك الاتفاقية «يقتضي تحسن العلاقات بين البلدين». وكان أوغلو قد أشار في تلك المقابلة إلى «محادثات بين جهازي الاستخبارات في البلدين، وأن العلاقات الثنائية في تحسّن»، لكن مصدراً مصرياً مسؤولاً تحدث إلى «الشرق الأوسط» أمس، شريطة عدم ذكر اسمه، قال: «لا توجد اتصالات مع الجانب التركي سوى تلك التي تجري عبر القنوات الاعتيادية المتمثلة في عناصر الاتصال التقليدية بين الطرفين». ولم يكن حديث أوغلو عن وجود قنوات اتصال بين مصر وتركيا هو الأول من نوعه، إذ سبق أن عبّر عن المعنى ذاته عدد من المسؤولين الأتراك في أكثر من مناسبة، كما صدرت دعوات من الجانب التركي، سواء في الحكم أو المعارضة، لتحسين العلاقات مع مصر، وهو أمر لم يجد صدى مماثلاً في القاهرة، التي ظلت منشغلة بما تصفه بأنه «أنماط إساءة ومقاربات عدائية على صعيدي السياسة والإعلام من جانب أنقرة، إضافةً إلى تدخلات إقليمية مزعزعة للأمن والاستقرار الإقليميين».

وفي تعليقه على تصريحات أوغلو، قال المصدر المصري المسؤول: «هناك خلط ما بين دعوات تركيا لفتح قنوات اتصال على المستوى الاستخباراتي العالي وبين ما يحدث على أرض الواقع». وفي إشارة إلى حرص بلاده على استمرار تعزيز التنسيق ضمن منظومة الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر)، أكد المصدر المصري أن «تركيا دائمة الدعوة لفتح قنوات اتصال مع مصر حتى على المستوى السري، ولكن مصر في هذا الملف بالإضافة إلى الملف القطري، تعمل في إطار التعاون والتنسيق مع السعودية والإمارات والبحرين، ولا تتحرك بشكل فردي إطلاقاً».

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد رد الأحد الماضي على تصريحات «إيجابية» أطلقها ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بقوله: «إننا نرصد الأفعال والحديث والتصريحات، ولكن إذا كان الحديث غير متوافق مع السياسات فلا تصبح له أهمية».

ومنذ إطاحة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وتنظيم «الإخوان» من الحكم في 2013، إثر مظاهرات حاشدة ضدهما، تم خفض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في ظل استمرار الرئيس التركي وبعض المسؤولين في حكومته في توجيه الاتهامات والانتقادات إلى الحكومة المصرية، فضلاً عن استضافة تركيا عدداً من وسائل الإعلام وبعض المدانين في قضايا إرهاب وفعاليات سياسية مناهضة للحكومة في مصر، يدعو بعضها لـ«الثورة والانقلاب على الحكم» ويحرّض على العنف، وهو الأمر الذي يثير استنكاراً شديداً في القاهرة.

 

تركيا تعزز نقاطها في شمال غربي سوريا بعد محادثات مع روسيا/إدارة معبر «باب الهوى» تستنكر تصريحات أممية حول عرقلة وصول المساعدات

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى نقاط المراقبة التركية في جنوب إدلب، حيث صعّد النظام والطيران الروسي من قصفهما على هذا المحور في الأيام الأخيرة، على الرغم من المقترح الروسي تقليص تركيا عدد قواتها في نقاط المراقبة في إدلب وسحب أسلحتها الثقيلة. وانتقدت إدارة معبر باب الهوي، المعبر الحدودي الوحيد لنقل المساعدات من تركيا إلى الشمال السوري تصريحات الوكيل العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك حول وجود تحديات كبيرة تواجه دخول المساعدات ووصفتها بـ«غير المسؤولة». ودخل رتل عسكري مؤلف من 15 آلية عسكرية محمّلة بالجنود والمواد اللوجيستية للقوات التركية، صباح اليوم (الجمعة)، من معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي إلى الأراضي السورية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وتم توزيع التعزيزات الجديدة على نقاط عسكرية عدة منتشرة في ريف إدلب الجنوبي، بغية دعمها وتعزيزها بالجنود والآليات والمعدات العسكرية.

وبلغ عدد الجنود الأتراك في مناطق خفض التصعيد شمال غربي سوريا، نحو 15 ألف جندي، إضافةً إلى مئات المدافع الميدانية وراجمات الصواريخ، فضلاً عن خمس منصات دفاع جوي محدودة المدى منذ اتفاق آستانة الأول بين تركيا وروسيا في 2017. وكان وفد روسي قد قدم، في أنقرة (الثلاثاء)، في اجتماع تشاوري عُقد في مقر الخارجية التركية، مقترحاً لتخفيض عدد نقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب السورية، إلا أنه لم يتم التوصل إلى تفاهم بهذا الشأن. ونسبت وكالة «سبوتنيك» الروسية إلى مصدر تركي مطلع أن الجانبين التركي والروسي لم يتوصلا لأي تفاهمات، بعد اجتماعهما في أنقرة، وكان أبرزها اقتراح الجانب التركي تسليم مدينتي منبج وتل رفعت للجيش التركي، بينما طالب الجانب الروسي بانسحاب تركيا من نقاط المراقبة من إدلب. ورفضت تركيا اقتراحاً روسياً آخَر بالانسحاب من نقاط المراقبة الواقعة داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام، وتقليص عدد قواتها في المنطقة، وسحب الأسلحة والمعدات العسكرية منها. وحذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من انتهاء العملية السياسية بسوريا في حال استمرت خروقات قوات النظام في إدلب. وقال جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية (الأربعاء)، إن تركيا تحتاج إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في منطقة إدلب أولاً، مشيراً إلى أن الاجتماعات مع الجانب الروسي ليست مثمرة للغاية. مضيفاً: «يجب أن يكون هناك هدوء نسبي إذا استمر هذا الأمر، فقد تكون العملية السياسية انتهت. نحتاج إلى وقف إطلاق النار في سوريا من أجل الاستمرار والتركيز أكثر قليلاً على المفاوضات السياسية». بالتوازي، وصفت إدارة معبر «باب الهوى» في إدلب، تصريحات الوكيل العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، حول وجود تحديات كبيرة تواجه دخول المساعدات بـ«غير المسؤولة». وقالت إدارة المعبر، في بيان، إن هذه التصريحات «غير المسؤولة» منفية جملةً وتفصيلاً، ولا ندري على ماذا اعتمد الوكيل العام للأمم المتحدة في هذه التصريحات.

وكان لوكوك قد قال، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بخصوص الأوضاع في سوريا (الأربعاء)، إن القوافل الإنسانية الأولية العابرة من «باب الهوى» واجهت تحديات كبيرة على الجانب السوري، وتأخرت بشكل كبير واضطرت قوافل إلى العودة بالكامل. وأوضحت إدارة المعبر أنه «منذ استئناف دخول المساعدات الأممية في يوليو (تموز) الماضي، قمنا بإجراءات عدة لتسهيل حركة مرور القوافل إلى المناطق المحررة شمال غربي سوريا». وتمثلت الإجراءات، حسب البيان، في استنفار جميع كوادر المعبر، من موظفي الجمارك والشرطة وباقي الأقسام المعنية، مؤكدة أن الوقت الذي تمضيه قافلة المساعدات في الجانب السوري لا يتعدى عشر دقائق من لحظة مرورها من معبر «جلفاجوزو» التركي، كما أن حركة العمل في المعبر من استيراد وتصدير، تتوقف بشكل كامل حتى الانتهاء من دخول القوافل الأممية. وتدخل المساعدات الأممية إلى الشمال السوري، عبر معبر واحد فقط هو «جلفاجوزو» في ولاية هطاي جنوب تركيا، الذي يقابله من الجانب السوري معبر «باب الهوى»، بعد فيتو روسي في مجلس الأمن ضد قرار تمديد قرار إدخال المساعدات من معبري «باب السلامة» و«باب الهوى»، وأصرت على إدخالها من معبر واحد فقط لمدة عام كامل.

 

إردوغان: لا مانع من الحوار مع مصر واتفاقها مع اليونان أحزننا واكد إجراء مباحثات بين جهازي المخابرات لترسيم الحدود البحرية

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، رغبة أنقرة في فتح حوار مع القاهرة، مؤكدا أمس، أنه «ليس هناك مانع من الحوار مع مصر من أجل توقيع اتفاقية لترسيم الحدود في البحر المتوسط»، مشيرا إلى أن هناك حوارا على مستوى جهازي المخابرات في البلدين وعبر في الوقت ذاته عن «الحزن» بسبب توقيع مصر اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع اليونان. وقال إردوغان، في تصريحات في إسطنبول عقب صلاة الجمعة أمس: «لا مانع لدينا من الحوار مع مصر.. إجراء محادثات استخباراتية مع مصر أمر مختلف وممكن وليس هناك ما يمنع ذلك، لكن اتفاقها مع اليونان أحزننا».

جاء ذلك في تعليق من إردوغان على تصريحات لوزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، ليل الأربعاء، كشف فيها عن مباحثات بين المخابرات المصرية والتركية تهدف إلى تطوير العلاقات بين البلدين التي يسودها خلافات سياسية وتحسينها للتمهيد لتوقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية على غرار مذكرة التفاهم التي وقعتها أنقرة مع حكومة الوفاق الليبية في 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وأكد إردوغان أن جهازي المخابرات في البلدين يعقدان لقاءات عدة للتشاور حول بنود اتفاق ترسيم الحدود، ولا عائق يحول دون التوصل إلى الاتفاق. وكان جاويش أوغلو قال إنه «لا توجد محادثات مع مصر، لكن هناك فقط مباحثات على مستوى جهازي المخابرات». ولفت إلى أن مصر لم تنتهك في أي وقت الجرف القاري لتركيا في اتفاقيتيها اللتين أبرمتهما مع اليونان ومن قبلها قبرص، بشأن تحديد المناطق الاقتصادية الخالصة في شرق البحر المتوسط. وأضاف جاويش أوغلو أن مصر «احترمت حقوقنا في هذا الصدد، ومن ثم لا أريد أن أبخسها حقها بدعوى أن العلاقات السياسية بيننا ليست جيدة للغاية. إبرام اتفاق مع مصر بهذا الخصوص يقتضي تحسن تلك العلاقات... علاقاتنا السياسية ليست جيدة جداً؛ لذا لا أقول إنه يجب أن نفعل ذلك غداً (توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع مصر). سنوقع مثل هذه الاتفاقية مع مصر لكن يجب أن نكون واقعيين... العلاقات السياسية بحاجة إلى التحسن قليلاً، قبل أن نتمكن من توقيع هذه الاتفاقية». وكشفت الصحافية التركية المقربة من الحكومة، هاندا فرات، عن أن المخابرات المصرية والتركية تجريان مباحثات من أجل التوصل إلى اتفاقية ترسيم حدود بحرية على غرار اتفاقية مصر واليونان. وسلطت فرات، في مقال لها بصحيفة «حرييت» الضوء على تصريحات جاويش أوغلو، التي قال فيها إن العلاقات المصرية التركية بدأت في التحسن، آملا في أن تؤتي ثمارها باتفاقية ترسيم حدود بحرية بين البلدين. وقال فرات إن مصادر استخباراتية كشفت لها عن بعض ملامح العرض التركي المقدم إلى مصر، والذي يشمل توفير تركيا لمصر مساحة حدود بحرية تعادل مساحة جزيرة قبرص 3 مرات، ما يفسح المجال واسعا أمام الحدود البحرية المصرية، مرجعة السبب وراء ذلك إلى «شعور تركيا بأن اليونان استغلت مصر بهذه الاتفاقية التي أبرمتها معها». وسبق لمسؤولين بالحكومة التركية وخبراء في الحدود البحرية من الجنرالات السابقين في الجيش التركي الحديث عن أن اتفاقيتي ترسيم الحدود البحرية بين مصر وكل من قبرص واليونان أفقدتا مصر مساحات كبيرة في شرق المتوسط.

 

تركيا «منزعجة» من قرار السراج التنحي عن رئاسة «الوفاق»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

عبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، عن أسفه وانزعاجه لإعلان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الفواق الليبية، فائز السراج، عزمه على الاستقالة من منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وبدا إردوغان مستاء من إعلان السراج نيته الاستقالة بعد أيام قليلة من لقائهما في إسطنبول قبل أسبوع. وقال في تصريحات لمجموعة من الصحافيين عقب صلاة الجمعة في إسطنبول أمس: «لقد التقيت السراج الأسبوع الماضي في إسطنبول... بالطبع حدوث مثل هذا التطور، وتلقي مثل هذ النبأ بعد ذلك اللقاء، كان أمرا مؤسفا بالنسبة لنا». وأضاف إردوغان أن تركيا أبلغت بعض الرسائل إلى السراج عقب إعلانه نيته الاستقالة، مشيرا إلى أن لقاءات بين وفود من تركيا وحكومة «الوفاق» قد تجري خلال الأسبوع الحالي. وعبر عن أمله في أن يتم استيضاح الأمور خلال هذه اللقاءات المرتقبة. في غضون ذلك، لفت إردوغان إلى وقوع تطورات «سلبية للغاية» في طرابلس في فترة من الفترات. في إشارة إلى محاولات الجيش الوطني الليبي، برئاسة المشير خليفة حفتر، السيطرة على العاصمة الليبية، قائلا إن تركيا «تدخلت في ليبيا، وساندت الحكومة الشرعية في مواجهة عدوان حفتر». وكان السراج قد أعلن في خطاب متلفز مساء الأربعاء، رغبته في تسليم السلطة نهاية شهر أكتوبر المقبل، وأقر بأن حالة الاستقطاب جعلت كل المباحثات الهادفة إلى إيجاد تسويات سلمية شاقة، وفي غاية الصعوبة، متهماً أطرافاً، لم يسمها، بـ«المراهنة على خيار الحرب». كما أوضح أن حكومته لم تكن تعمل في أجواء طبيعية، أو حتى شبه طبيعية منذ تشكيلها، وكانت تتعرض كل يوم لـ«المؤامرات داخلياً وخارجياً». مرحبا بما تم إعلانه في المشاورات الليبية التي ترعاها الأمم المتحدة. وجاء إعلان السراج بعد أسابيع من مظاهرات ضخمة شهدتها طرابلس، وعدد من مدن الغرب الليبي، احتجاجا على أداء حكومة الوفاق، حيث كانت الاحتجاجات تطالب برحيله، بعدما ارتفع مستوى الغليان بين سكان ليبيا، لا سيما الشباب، بسبب تدهور مستوى المعيشة وتفشي الفساد. وصرح مسؤول تركي لوكالة «رويترز» بأن إعلان استقالة السراج «كانت ثاني مفاجئة في الآونة الأخيرة لأنقرة فيما يتعلق بليبيا بعد إعلان وقف إطلاق النار في الشهر الماضي». وقال المسؤول الذي تحفظ على ذكر اسمه: «نفضل بقاء السراج في منصبه لأنه من الممكن تحت قيادته ظهور ليبيا موحدة، قادرة على حل مشاكلها». ومشيرا إلى أنه «إذا ترك السراج منصبه فهناك بعض الأسماء المشاركة في العملية، ويمكنها تولي زمام حكومة الوفاق الوطني. وهذه بالطبع مسائل خاصة بليبيا. لكن تركيا قد توفر بعض الدعم».

 

«الأوروبي» يفرض عقوبات على مخالفي حظر تصدير السلاح إلى ليبيا

بروكسل/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات، يوم الاثنين المقبل، على من ينتهك حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا، المفروض من جانب الأمم المتحدة، حسب تقرير أوردته وكالة الأنباء الألمانية، أمس. وأفاد دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، بأن الدول الأعضاء وافقت على وضع قائمة بالشركات والأشخاص، الذين ساعدوا في تقديم سفن وطائرات، ووسائل لوجستية أخرى لنقل المواد الحربية إلى ليبيا. وذكرت المعلومات الصادرة عن دوائر بالاتحاد الأوروبي، أن العقوبات ستطبق تحديداً على ثلاث شركات من تركيا والأردن وكازاخستان، بالإضافة إلى شخصين من ليبيا. وتعيش ليبيا في حالة فوضى واضطرابات، منذ اندلاع الحرب الأهلية بعد الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي عام 2011.

 

حفتر يعلن إعادة فتح المنشآت النفطية إثر مفاوضات مع نائب السراج/تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على الإيرادات... وضمان «توزيع عادل» للموارد

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

انفتح المشهد الليبي، أمس، على انفراجة سياسية مفاجئة، بعدما أعلن المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، إعادة فتح المنشآت النفطية بعد إغلاق دام نحو تسعة أشهر، «مع كامل الشروط والتدابير الإجرائية اللازمة»، التي تضمن التوزيع العادل للعوائد المالية، وعدم توظيفها لـ«دعم الإرهاب».

وقالت مصادر مقربة من حفتر لـ«الشرق الأوسط» إن قرار المشير فتح إنتاج وتصدير النفط جاء نتيجة مفاوضات سرية أجراها على مدى نحو أسبوعين، عبر وفد يمثله، وضم بعض مساعديه، مع أحمد معيتيق نائب السراج، رئيس حكومة «الوفاق» المعترف بها دولياً، مشيرة إلى أن معيتيق حصل على تأييد تركيا للاتفاق خلال زيارته الأخيرة لها قبل بضعة أيام. ونفى مصدر رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن يكون الصديق، النجل الأكبر لحفتر، قد شارك في هذه المفاوضات، لكنه التزم الصمت حيال معلومات تحدثت عن مشاركة خالد، النجل الثاني للمشير حفتر فيها.

وكان مقررا أن يزور معيتيق، أمس، مدينة سرت التي تسيطر عليها قوات «الجيش الوطني» كمؤشر على انفتاح الطريق السياسي نحو اتفاق شامل، حيث قال شهود عيان ومصادر في المدينة إن «الجيش الوطني» اتخذ الترتيبات اللازمة لإتمام الزيارة، التي تم إلغاؤها في اللحظة الأخيرة.

ولم يصدر على الفور أي رد فعل من السراج أو حكومته حول الاتفاق المترتب عن المفاوضات، فيما اكتفى معيتيق، أمس، بنشر محضر اتفاق لمفاوضاته مع وفد حفتر، تضمن ترتيبات تم بلورتها لفتح تصدير النفط، ومن بينها عدالة توزيع الإيرادات، وتوحيد وتعديل سعر الصرف، سواء للمواطنين أو الجهات الحكومية، وفتح التحويلات والاعتمادات والمقاصة المصرفية المقفلة على المنطقة الشرقية، دون تمييز بين المصارف. وطبقا لنص الاتفاق، فقد تقرر تشكيل لجنة فنية مشتركة من الأطراف، تشرف على إيرادات النفط وضمان التوزيع العادل للموارد، على أن تتولى اللجنة التحكم في تنفيذ بنود الاتفاق خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وأن يتم تقييم عملها نهاية السنة الحالية، وتحديد خطة عمل للعام القادم. كما تضمنت بنود الاتفاق العشرة معالجة الدين العام لكلا الطرفين، وتقديم آلية مناسبة لسداده تدريجيا، على أن تستمر هذه اللجنة في الأعمال المنوطة بها إلى حين تشكيل حكومة وحدة وطنية، تتولى إدارة البلاد.

ودعا الاتفاق أيضا إلى وضع آلية مناسبة للاستفادة من الرسم المفروض على سعر الصرف، وذلك باستخدامه في تمويل مشروعات التنمية، وإعطاء الأولوية للمشروعات العاجلة التي تخدم المواطن بشكل مباشر، والمناطق المتضررة وإعادة إعمارها، ودعم المؤسسة الوطنية للنفط بما يضمن إعادة الإنتاج إلى وضعه الطبيعي، وتنفيذ المشروعات على أن تخضع جميع عمليات المؤسسة للتدقيق والمراجعة بالوسائل، والطرق المناسبة لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل مناسب والشفافية اللازمة.

وكشف «الجيش الوطني» في بيان للواء أحمد المسماري، الناطق باسمه، النقاب عن أن قرار إعادة فتح النفط تم بناءً على حوار داخلي، شارك فيه أحمد معيتيق، وانتهى بالاتفاق على إعادة الفتح لمدة شهر كفترة «حسن نية»، مقابل توزيع الإيرادات بشكل عادل بين الغرب والشرق والجنوب.

وأوضح المسماري أن معيتيق ألغى أمس الزيارة، التي كانت مقررة إلى سرت، بضغط من خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة وميليشيات جماعة الإخوان، ما حال دون عقد أول اجتماع للجنة التي تقرر تشكيلها لحل جميع الخلافات والمسائل العالقة بين جميع الأطراف، لافتا إلى مشاركة القبائل الليبية وأعضاء من مجلس النواب في الحوار.

وأعلن حفتر في بيان متلفز، أمس، أنه «استجابة للدوافع الوطنية، ولحاجات المواطنين الملحة، تقرر استئناف وإنتاج وتصدير النفط، مع كامل الشروط التي تضمن توزيعا عادلا للعوائد، ومنع دعم الإرهاب بها، أو السطو عليها». وقال إن القيادة العامة للقوات المسلحة «تغض الطرف عن كل الاعتبارات السياسية والعسكرية، التي تتخطى معاناة المواطن، في ظل ما يعانيه المواطن من تدن للمستوى المعيشي والاقتصادي»، ورأى أن «كل مبادرات التسوية السياسية، التي يعلن عنها بين الحين والآخر، انتهت إلى الفشل الذريع، ولم يعد للمواطن مجال للثقة في المزيد منها لأنها تستهدف إطالة أمد الأزمة، ولا تكترث سوى بتقاسم السلطة بين المتصارعين عليها». وانتقد حفتر في بيانه من وصفهم بـ«الطامحين المتطلعين إلى السلطة بأي ثمن، دون مراعاة لحقوق المواطن»، الذي قال إن معاناته «وصلت إلى مستوى غير مسبوق، جراء الصراع المنفلت المجنون على السلطة».

في سياق قريب، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأزمة الليبية خلال اتصال هاتفي مع شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، وقال المتحدث الرسمي للرئاسة بسام راضي، في بيان مساء أول من أمس، إنه «تم التوافق حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للقضية الليبية، وفق المرجعيات الدولية». بدورها، قالت السفارة الأميركية في ليبيا إنها تدعم بشدة رسالة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وتقدّر الشجاعة السياسية التي تحلّى بها السراج، في الإشارة إلى استعداده لترك المصالح الشخصية جانبا لصالح الشعب الليبي، واعتبرت «أنه آن الأوان لجميع القادة الليبيين للعمل من خلال العملية التي تيسّرها الأمم المتحدة لاستعادة سيادة بلادهم».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تشكيل الحكومة في حاجة إلى تدخل ماكرون لدى القيادة الإيرانية (تحليل إخباري)

محمد شقير/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

قالت مصادر سياسية مواكبة للعراقيل التي تؤخر تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة السفير مصطفى أديب، إن موافقة الأطراف المعنية بتشكيلها على التمديد الثاني للمهلة الزمنية التي حددها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لولادتها، وبناء على طلب الأخير، لا يعني أن الطريق أصبحت آمنة سالكة سياسياً أمام إنقاذ المبادرة الفرنسية، وقطع الطريق على إقحامها في الرمال اللبنانية المتحركة، وتعطيل مهمتها لوقف الانهيار المالي والاقتصادي. ولفتت المصادر السياسية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدم تحديد موعد لانتهاء مهلة التمديد الثاني الأربعاء المقبل، بناء على طلب من ماكرون، يعود إلى أن الدستور اللبناني لا يُلزم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في تاريخ معين، وبالتالي فإنها ستبقى مفتوحة لأيام معدودة، رغم أن الرئيس أديب أعلن بعد اجتماعه برئيس الجمهورية ميشال عون أن تريُّثه لن يكون طويلاً، وإنما لوقت قصير.

وأكدت أن العقدة التي أدت إلى تأخير ولادة الحكومة، على خلفية إصرار «الثنائي الشيعي» على الاحتفاظ بوزارة المالية وتسمية الوزراء الشيعة، لم تكن قائمة، ويمكن التوافق على مخرج لإخراجها من التجاذبات السياسية وتسجيل المواقف، وإنما استجدت في أعقاب العقوبات الأميركية المفروضة على المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، النائب علي حسن خليل، الذي يشكل ذراعه اليمنى في التواصل مع القوى السياسية وكاتم أسراره. ورأت أن العقوبات كانت وراء ارتفاع منسوب الهواجس لدى الرئيس بري التي تلاقت مع هواجس مماثلة كانت موجودة لدى قيادة «حزب الله»، أُضيفت إليها هواجس الأخير حيال التطورات السياسية المستجدة في المنطقة التي وضعتها أمام خريطة جيو-سياسية جديدة عبّرت عنها إيران، ولم يكن حليف بري الاستراتيجي (أي الحزب) في منأى عنها.

وعدت أن تأخير تشكيل الحكومة لم يعد محلياً بامتياز، وبات في حاجة إلى تدخل ماكرون لدى القيادة الإيرانية لإقناعها برفع الفيتو الذي يعيق ولادتها، وقالت إن تدخل الرئيس الفرنسي لإقناع أديب بضرورة التريُّث، وعدم الاعتذار عن تشكيل الحكومة انسجاماً مع قراره في هذا الخصوص الذي بقي خارج الغرفة التي جمعته بعون، يصب في خانة تجديد ماكرون محاولة إقناع القيادة الإيرانية بتسهيل تشكيل الحكومة الإنقاذية. وقالت المصادر نفسها إنه لا بد من التريُّث إلى حين التأكد من نجاح ماكرون في مهمته، أو عدم نجاحه الذي يؤشر في هذه الحال إلى أن طهران تربط تشكيل الحكومة بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تجري في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لأنها تراهن على فوز المرشح جو بايدن على منافسه الرئيس الحالي دونالد ترمب، مع أن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد هيل، الذي يُعرف عنه أنه ديمقراطي الهوى كان أسرّ إلى بعض القيادات اللبنانية التي التقاها في زيارته الأخيرة لبيروت بأن السياسة الأميركية لن تتبدل حيال الشرق الأوسط، وتحديداً إيران و«حزب الله»، بصرف النظر عمّن سيتربّع على الكرسي الرئاسي.

وفي هذا السياق، تستحضر هذه المصادر المعاناة التي اصطدم بها الرئيس تمام سلام يوم كُلّف بتشكيل الحكومة، خلفاً للرئيس نجيب ميقاتي، والتي أخرت ولادة حكومته 10 أشهر و9 أيام بسبب إصرار الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، على أن تتشكل الحكومة من 24 وزيراً، تتساوى فيها «قوى 14 آذار» مع «قوى 8 آذار» بالتمثيل في الحكومة بـ9 وزراء لكل منهما، و6 وزراء للوسطيين. ولم تنجح المساعي في حينه في إقناع نصر الله بأن تتشكل الحكومة بالتساوي بين هذه القوى الثلاث لمنع أي قوة من الاحتفاظ بالثلث الضامن، وأصر على موقفه، ودعا خصومه للموافقة تلقائياً على هذا التوزيع لعدد الوزراء لأنه سيأتي الوقت الذي ينقلب عليها. لكن المفاجأة كانت بتبدل موقف «حزب الله»، بين ليلة وضحاها، بإعلان موافقته على التوزيع الوزاري الذي أصر عليه الرئيس سلام، وهذا ما نقله إليه وفد من «اللقاء النيابي الديمقراطي» الذي أخذ على عاتقه التوسُّط، بتشجيع من الرئيس بري. وعُلم في حينه أن الإفراج عن التشكيلة الوزارية جاء بقرار من طهران، بعد أن أيقنت أن لا مشكلة أمام التوصل إلى اتفاقها النووي مع الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما. ويبقى السؤال: هل ينجح ماكرون في انتزاع موافقة طهران لتسريع ولادة الحكومة، على غرار ما حصل إبان تولي سلام لرئاسة الحكومة، خصوصاً أنه يتمايز بمواقفه عن الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية، إن لجهة تمييزه بين الجناح السياسي لـ«حزب الله» وجناحه الآخر العسكري، أو بالنسبة إلى تمسكه بالاتفاق النووي الأميركي - الإيراني من دون أي تعديل، كما يصر ترمب؟

ناهيك من أن ماكرون عندما التقى عضو شورى «حزب الله» رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في عداد القيادات التي التقاها في قصر الصنوبر، توجّه له بموقف لا ترتاح له واشنطن لأنه يشكل نقيضاً لعده تنظيماً إرهابياً.

فهل تفرط إيران و«حزب الله» بالموقف الفرنسي المتمايز عن واشنطن، بعد أن أحال ماكرون البحث في النقاط الخلافية إلى مرحلة لاحقة، أم أنها تتلطى بالاعتراض الداخلي على الحكومة وتتخذ منه ذريعة ليأتي الوقت المناسب للتفاوض مع واشنطن، بعد أن ثبت في محطات سابقة أن القيادة الإيرانية اعتادت على الدخول في عملية البيع والشراء مع الإدارة الأميركية؟

لذلك، فإن التمديد الثاني للمهلة لن يمكن ماكرون من تحقيق خرق داخلي ما لم يتلقّ «حزب الله» غمزة من طهران لإنقاذ المبادرة الفرنسية، بعد أن أعاقت العقوبات الأميركية الآمال المحلية المعقودة على بري للعب دور كعادته في تدوير الزوايا، وألغت قدرته على التمايز، وبالتالي فهو ليس على استعداد للدخول في اشتباك سياسي مع حليفه «حزب الله». كذلك فإن عون الذي يتوخى تعويم عهده بإنقاذ المبادرة الفرنسية، وإن كان يؤيد تطبيق المداورة في توزيع الحقائب الوزارية بشرط التوافق عليها، ليس في وارد الصدام مع حليفه «حزب الله»، ما يعني أنه يتصرف على أن المشكلة حول وزارة المالية تدور بين السنة والشيعة، مع أن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل قد أيدها رافضاً التوقيع الثالث، بصفته الوجه الآخر لتحقيق المثالثة، إضافة إلى موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي المعترض بشدة على تكريس أي حقيبة لهذه الطائفة أو تلك.

وعليه، فإن المشكلة ليست بين الشيعة والسنة لأن المالية ليست ملكاً للأخيرة، ويُطلب منها التنازل عنها، ومجرد تثبيتها للشيعة يعني من وجهة نظر مصادر مقرّبة من رؤساء الحكومات السابقين أنها تحوّلت إلى رئاسة رابعة، إلى جانب رئاسات الجمهورية والبرلمان والحكومة، وهذا ما يخالف الدستور اللبناني، ما لم يعدل في ضوء وجود رفض من الطوائف اللبنانية الأخرى لأن من حقها المطالبة بالمداورة. لذا يمكن القول إن تريُّث أديب لن يكون طويلاً، وقد يتقدم باعتذاره، لأن المعايير التي كانت وراء تكليفه لم تُحترم، وبالتالي لن يرأس حكومة من دون الشيعة، ولا يوافق في الوقت نفسه على شروطها، وهذا ما يضع ماكرون أمام فرصة التمديد الثاني والأخير. فهل ينجح في أن ينتزع من طهران جواز المرور للحكومة؟ وإلا لمن يحمّل كلفة الإطاحة بمبادرته، خصوصاً أن الأطراف في الداخل محشورة، وجميعها محاصرة من قبل الحراك الشعبي؟

 

«مبادرة ماكرون» غرقت في مرفأ بيروت!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

ظهر يوم الخميس الماضي، قبل أن يصعد مصطفى أديب الرئيس المكلف تشكيل «حكومة المهمة» الإصلاحية اللبنانية الإنقاذية، إلى بعبدا لمقابلة الرئيس ميشال عون للمرة الثالثة للبحث في مهمته، كان قد أذاع بياناً مقتضباً، يشكّل إنذاراً صريحاً وواضحاً بأنه يتجه إلى الاستقالة نهائياً من مهمته.

المعروف أن عملية تشكيل الحكومة الجديدة، التي كان ماكرون قد اتفق عليها مع كل القوى السياسية والحزبية، بما في ذلك «حزب الله» و«حركة أمل»، وكانت قد حُددت لها وفق تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مدة أسبوعين قد انتهت الثلاثاء الماضي، لكنها مُددت 48 لمدة ساعة بناءً على موافقة باريس، بعدما اصطدمت بسلسلة من العراقيل التي واجهت أديب، وأعادت شروط المحاصصة السياسية وعقد الحقائب وحجم الحكومة إلى ملعب التشكيل، بما ينسف كلياً مفهوم «المهمة الإصلاحية» للحكومة الجديدة، التي أوضح ماكرون أنه إذا لم يذهب السياسيون اللبنانيون إليها وإلى برنامجها الإصلاحي المحدد، فإنهم سيتعرضون لسلسلة من العقوبات، إضافةً إلى حرمان لبنان من كل المساعدات الضرورية لمنعه من الانهيار الكامل!

بعد ظهر الخميس، قبل أن يعقد أديب اجتماعاً مع ممثلين عن الثنائية الشيعية «حزب الله» و«حركة أمل»، ثم يتوجه فوراً إلى لقاء عون، كان قد أعلن وللمرة الأولى بياناً، بعدما حرص على التزام الصمت والتكتم لمدة أسبوعين، وبدا واضحاً من هذا البيان، أنه يتجه عملياً إلى الاستقالة، من خلال قوله: «إن المهمة التي تمّ تكليفي على أساسها كانت نتيجة تفاهم بين غالبية القوى السياسية اللبنانية، وهي تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسية وفي فترة قياسية، تمهيداً للبدء بتنفيذ الإصلاحات فوراً، وعلى هذا الأساس لم يكن الهدف لا التفرّد في الرأي، ولا استهداف أحد من المكونات السياسية اللبنانية، بل اختيار تشكيلة حكومية من اختصاصيين، وإن أي طرح آخر سيفترض تالياً أن هناك مقاربة مختلفة للحكومة الجديدة، فإنه لا يتوافق مع المهمة التي كُلفت من أجلها».

قبل أن يصل مصطفى أديب إلى بعبدا، سارعت كتلة «حزب الله» إلى إذاعة بيان رفضت فيه بشكل قاطع أن يسمي أحدٌ عنها الوزراء الذين يمثلونها في الحكومة، وأن يضع حظراً على تسلّم الشيعة حقيبة وزارة المال، وسريعاً بعد لقائه مع عون خرج أديب لا ليعلن الاعتذار أو الاستقالة بل ليتحدث تكراراً عن مهلة جديدة للتشاور!

لم يكن الأمر مفاجئاً بعدما كان قد أُشيع أن باريس أعطت فرصة نهائية أخيرة لإنجاح مبادرة ماكرون، قبل أن تتهاوى حطاماً، بما سيفتح الباب على سلسلة من العقوبات الجديدة التي كانت فرنسا عينها قد هددت باتخاذها ضد الذين رفضوا تنفيذ التزامهم بالمبادرة الإنقاذية التي بحثها ماكرون مرتين مع ممثلي كل القوى السياسية اللبنانية.

وكانت الولايات المتحدة، قد صعّدت من تهديداتها بفرض مروحة واسعة وقاسية من العقوبات على عدد كبير من السياسيين اللبنانيين وعلى أعلى المستويات، وذلك كدفعة جديدة بعد العقوبات على الوزيرين السابقين علي حسن الخليل من «أمل» ويوسف فنيانوس من «المردة» وهما من تحالف «8 آذار».

ليس من الواضح ولا من المتوقع أن تنجح مبادرة ماكرون في إنقاذ لبنان من الانهيار، وفي سياق العراقيل والعُقد السياسية التي تضاف إلى الأزمة المالية والمعيشية الخانقة، يصبح كلام وزير الخارجية جان إيف لو دريان الذي تزامن مع وجود ماكرون في بيروت من تحصيل الحاصل، عندما يقول: «إن لبنان قد يواجه خطر الزوال إذا لم ينخرط في عملية إصلاحية جادة وعميقة»، كانت محادثات الرئيس الفرنسي قد حددت أولوياتها تماماً.

كان الهول الذي أحدثه بركان المرفأ وحجم الكارثة التي ضربت بيروت عاملاً ساعد بدايةً في قبول المنظومة السياسية الفاسدة بالمبادرة الفرنسية، فالبلاد تواجه المجاعة والانهيار الكامل وهناك ثورة شعبية واسعة لم تنفع كل عمليات القمع الإجرامي في وقفها، ولكن هذه المنظومة ستلتقط أنفاسها ولن تستسلم أبداً لعملية إنقاذية تقوم بها حكومة المهمة الإصلاحية رغم موافقتها عليها، لأنها تعرف جيداً أن الإصلاح يعني اقتلاعها وإنهاء دورها وربما سوقها تالياً إلى المحاسبة.

وهكذا سافر ماكرون وبدأت العودة إلى المربع الأول، واصطدمت عملية تشكيل «حكومة المهمة» بسلسلة من الشروط والمطالب والمحاصصة، وكان من الغريب أن عون الذي أجرى مشاورات نيابية ملزمة في ظل التلويح بالعقوبات الأميركية، انتهت بسرعة بتكليف أديب بأكثرية 70 صوتاً، عاد من جديد بعد أسبوع إلى نظرية غريبة، أي إجراء استشارات مع الكتل النيابية بغية حلّ العُقد، لكن مرارة السخرية كشفت أن هذه العقد تضاعفت.

وهكذا تراكمت العراقيل والشروط التي ستنسف في النهاية مهمة مصطفى أديب ومبادرة ماكرون، وتضع لبنان أمام نوعين من العقوبات، تلك التي ستُفرض على السياسيين من أميركا وفرنسا، وتلك التي سيدفع الشعب ثمنها القاتل مع إقفال الأبواب على إمكان حصوله على المساعدات.

أولاً – تمسك الثنائية الشيعية بوزارة المالية، على خلفية القول إن هذا من الدستور والميثاق، ولكن ليس هناك لا في الدستور ولا في الميثاق ما ينص على هذا، ولا حتى فيما يسمى «العُرف»، بدليل أنه سبق أن تولى هذه الحقيبة وزراء مسلمون سُنة ومسيحيون، فمن أين يأتي هذا التمسك، إن لم يكن من سعي واضح إلى ترسيخ أسس مفبركة للمثالثة بدلاً من المناصفة، التي نصّ عليها اتفاق الطائف، والتي يمكن هنا أن تضاف إلى خزعبلات فرضها «اتفاق الدوحة» وهي نظرية «الثلث المعطّل» التي شلّت عمل السلطة التنفيذية كما هو معروف؟

ثانياً – إصرار عون على وزارة من 24 وزيراً خلافاً للاتفاق على وزارة اختصاصيين من 14 وزيراً، ولكن ضمناً بهدف المحافظة على قاعدة «الثلث المعطل» التي كانت له ولحلفائه!

ثالثاً – ربط القبول العوني بالمداورة بطلب الحصول على وزارة المال، ما يضاعف العراقيل مع الشيعة الذين يرفضون المداورة في وزارة المال!

رابعاً – وهو الأغرب، أن المنظومة السياسية والحزبية، ألقت مبادرة حكومة المهمة الإصلاحية، التي يفترض أن تتألف من اختصاصيين غير سياسيين وبعيدين عن الوصاية السياسية، جانباً وانخرطت في القتال على الحقائب والحصص، بما يعني أنها دفنت مبادرة ماكرون تحت ركام المرفأ المدمر!

إلى أين من هنا؟

أي عملية إصلاحية فعلية ستنتهي باقتلاع منظومة الفساد جذورها، ولأن قطع الأرزاق من قطع الأعناق، في بلد فاضت السرقات والنهب فيه على 300 مليار دولار، كما نشرت الصحف الأوروبية، ليس من الغريب أن تنتهي المهلة الفرنسية الأخيرة وأن ينزلق لبنان في طريق الزوال، بغضّ النظر عن العقوبات الموجعة التي ستطال معظم المنظومة الفاسدة والمهترئة.

ولكن لبنان يغرق في الجوع، والجوع يخلق التفلت الأمني، الذي يخلق الفوضى، والفوضى طريق مقيتة يعرف اللبنانيون جيداً أنها قد تقود إلى حرب أهلية جديدة، وبغضّ النظر عن ربط الوضع اللبناني وتطوراته المأساوية بالتطورات الإقليمية وبالصراع بين الولايات المتحدة وإيران، التي تستعمله كورقة ضغط عشية الانتخابات الأميركية، فإن لبنان قد ينزلق إلى الدمار تماماً كما حصل في المرفأ!

 

سقوط نهائي لطرح حكومة أخصائيين مستقلين

الدكتور توفيق الهندي/المركزية/19 أيلول/2020

 يتعثر تشكيل الحكومة. هذا الأمر كان متوقعا" ولم يفاجئني. لماذا؟ لربما أن الإجابة على هذا السؤال موجودة، ولكن ليس بشكل كامل، في سلسلة المواقف التي إتخذتها منذ 4 آب حتى يومنا هذا، وهي مدونة على صفحتي فيسبوك كما يمكن سماعها ورؤيتها في بعض المقابلات على التلفزيون والراديو. أورد هنا بعضها:

بتاريخ 5  آب كتبت في مقال بعنوان "لبنان الكيان والدولة بحاجة إلى وصاية دولية":

قلت سابقا" أن الدولة اللبنانية ليست فقط دولة فاشلة ومارقة، إنما لبنان يعيش في ظل اللادولة.

... من المسؤول عن تفجير المرفأ؟! السلطة بكاملها موالاة و"معارضة"، وعلى رأسها حزب الله.

لبنان مختطف من الجمهورية الإسلامية في إيران. ولا قيامة له طالما هذا هو حاله...

بتاريخ 8 آب، هذا ما طرحته في مقابلة على ال MTV :

رؤية وإستراتيجية ( التي لا يمكن إلا أن تكون راديكالية في ما وصل إليه لبنان الكيان والدولة  إلى هذا درء). العمل الوطني لإنقاذ لبنان هو المطلوب. وأي محاولة للوصول إلى السلطة في مثل هذه الظروف عن حسن نية أو سوء نية لا بد أن ينعكس سلبا" على العمل الوطني.

المطلوب أكثر من تدويل التحقيق. المطلوب وصاية دولية-عربية على لبنان متناغمة مع مبادرة البطريرك الراعي ومكملة لها، وهي ثلاثية الأضلاع: تحرير الشرعية، الحياد وتنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها ال 1559. المطلوب من أجل ذلك سلطة مؤقت مناصفة بين الجيش (بعد تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني) والمدنيين الثوريين السياديين تحت رقابة دولية. هذه السلطة المؤقت يجب أن تعلق الدستور مؤقتا" بهدف تطهير مؤسسات الدولة من زبائنية ومحاصصة الطبقة السياسية الفاسدة الموالية والمعارضة. من بعد عملية التطهير يعاد بالعمل بالدستور بدءا" بالإنتخابات النيابية.

بتاريخ 9 آب، كتبت:

حذار من طرح حزب الله الخبيث بفم دياب: محاولة إستيعابية شكلا" مع مكرون ومتلبسة مطالب البعض.

بتاريخ 10 آب، كتبت:

أ) حكومة مستقيلة تصرف أعمال قد تكون أفضل لحزب الله للإمساك بالسلطة دون تحمل أي مسؤولية.

ب) التغيير الثوري لا تنتجه إنتخابات في ظل السلاح غير الشرعي وتحت إشراف المنظومة الفاسدة.

ج) حتى الساعة لا يبدو المجتمع الدولي جاهزا" وجديا" لتنفيذ ال1559 وال1701. ولكن الأمر قد يتغير بعد 3 أشهر.

بتاريخ 11 آب كتبت:

... الحقيقة هي أن حزب الله سوف يتمسك بالرئيس عون ولن يسمح بإسقاطه. وهو للأسف قادر على ذلك طالما السلاح بيده.

والحقيقة أن تسليم سلاح حزب الله مرتبط بجدية المجتمع الدولي في مقاربة هذا الموضوع. وهذا لن ينضج إلا بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، أي علينا المحافظة على دينامية الحراك الشعبي خلال الأشهر الثلاثة القادمة دون إعطاء السلطة القمعية أسبابا" للإجهاز عليها...

بتاريخ 12 آب، قلت على قناة الحدث بما معناه:

ما بعد إستقالة حكومة دياب: حكومة تصريف أعمال إلى حين!

بتاريخ 13 آب، قلت على قناة الحدث ما معناه:

مصلحة حزب الله بحكومة تصريف أعمال.

بتاريخ 14 آب، كتبت:

نصر الله: حكومة وحدة وطنية. مصلحته في حكومة مستقيلة تصرف الأعمال، كما أكدت منذ لحظة إستقالة دياب.

بتاريخ 19 آب، كتبت:

مضحك مد يد الحريري لحزب الله لحمايته. نصر الله يعتبر نفسه منتصرا" ولا يبالي بالمحكمة ومصلحته بحكومة تصريف أعمال.

بتاريخ 20 آب، نقلا" عن وكالة الأنباء المركزية:

الهندي: خلاص لبنان بسلطة عسكرية - مدنية تعمل تحت إشراف دولي.

بتاريخ 22 آب، كتبت:

...مصلحة حزب الله بحكومة تصريف أعمال بعد كارثة المرفأ. ماتعزبو حلكم...

بتاريخ 25 آب، كتبت:

حكومة مستقيلة وتمديد للبرلمان، كما حصل أيام الحرب، والخراب الكامل فيما إذا لم ينفذ ال 1559. الباقي أوهام وتخبيص.

بتاريخ 30 آب، كتبت:

أديب=دياب مع تجدد للصفقة التي أوصلت لبنان إلى الخراب. التكليف لا يعني التأليف. حزب الله يخادع مكرون.

بتاريخ 10 أيلول، كتبت:

أجلوا الإنتخابات الفرعية. إذا لن يطبق ال 1559، سوف يمددون للبرلمان ليحافظوا على الأغلبية بحجة الوضع الأمني.

الحكومة الجديدة (إذا رأدت النور) مكبلة من رئاسة الجمهورية والبرلمان دستوريا" وإدارات المحاصصة والزبائنية عمليا". فهي فاشلة حكما".

لبنان أرض سائبة. المطلوب قرار من مجلس الأمن يضعه تحت السلطة السياسية-العسكرية للأمم المتحدة لخلاص شعيه وكيانه ودولته.

هذا الموقف الأخير معلل في مقال نشرته في وكالة الأنباء المركزية وفي جريدة ال L’Orient Le Jour، كما تحدثت عنه في مقابلة مع قناة الحدث.

بتارخ 17 آب، كتبت:

شكلا" إختلاف يصل إلى حد الخلاف بين عون-باسيل وحزب الله-أمل وفِي الواقع تنسيق وتوزيع أدوار بين الفريقين تحت الطاولة.

يعتذر أديب أو تتحول حكومته إلى نسخة عن حكومة دياب. في كلتا الحالتين فشل ذريع لمبادرة مكرون المتسرعة وفشل سياسة المرونة مع إيران.

بعد هذا الإستعراض، أسخلص:

1) أن أمام مكرون الخضوع إلى مشيئة حزب الله، وقد يفعلها وتولد حكومة دياب رقم 2.

2) لا إمكانية للتغيير أو للثورة من خلال المسارات الدستورية: سقوط نهائي لطرح حكومة إختصاصيين مستقلين. عدم واقعية فكرة التغيير من خلال إنتخابات مبكرة أو غير مبكرة.

3) إن ميزان القوى يميل بشكل واضح لصالح حزب الله وأن قراءة بعض "السياسيين الطفوليين" ليست إلا تمنيات، وأن المبادرة الفرنسية والعقوبات الأميركية لا يمكنها لي يد حزب الله.

4) تتجسد المشكلة بالإحتلال الإيراني للبنان الذي يمارسه حزب الله عبر سطوته على الطبقة السياسية الفاسدة والمارقة.

5) الكل يلعب في الوقت الضائع إلى أن تتوضح نتيجة الإنتخابات الرئاسية الأميركية.

لبنان بخطر وجودي كبير جدا". ولكن وضعه ومصيره ليس يائسا" حتى اللحظة. الإنتخابات الأميركية قد تحدد مصيره. في الإنتظار، يجب تقوية دينامية الثورة ودفعها إلى التركيز على الأهم بمعنى أن تعكس إرادة الشعب اللبناني في الخلاص من الإحتلال والطبقة السياسية الفاسدة معا".

 

التحضير لمؤتمر حوار جديد.. مثالثة أم تقسيم أم فيدرالية؟

منير الربيع/المدن/20 أيلول/2020

جاء نفيُ الخارجيةِ الفرنسية المعلومات الأميركية عن تخزين حزب الله متفجرات في دول أوروبية عدة منها فرنسا، ليؤكد استمرار الفرنسيين في مغازلة إيران وحزبها في لبنان. وهذا يؤكد مجدداً أن باريس لن تتخلى عن مبادرتها.

دفن المبارة الفرنسية

قد تتغير المبادرة وتتعدل بعدُ، كما حصل أكثر من مرة تغيرت فيها الشروط وتبدلت. ولكن باريس لا يمكنها أن تنفض يديها من الأزمة اللبناني الراهنة. ولن يكون سهلاً على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التضحية برئيس حكومة كُلّف بطلب منه، والبحث عن شخصية أخرى. لكن السقف العالي الذي رفعه حزب الله، وضع المبادرة الفرنسية أمام خيارات ثلاثة: إما تأليف بشروطه، إما إطالة أمد التكليف، وإما اعتذار مصطفى أديب. الاحتمالات الثلاثة تضرب المبادرة الفرنسية في صميمها. فالقبول بشروط الثنائي الشيعي أمامه عقبة أساسية، وهي شخصية رئيس الحكومة، الذي لم يختر على أساس قيام قوى حزبية باختيار وزرائها، والتدخل في عملية تشكيل الحكومة. وإذا اعتذر أديب، وعادت المفاوضات إلى البحث عن رئيس جديد للحكومة، ستنطلق المفاوضات معه من ما فرضه الثنائي الشيعي. فالأساس سيكون تغيير "بروفايل" هذا الرئيس.  في الأحوال جميعاً، دُفِنت روح المبادرة الفرنسية. فالإصرار الشيعي على وزارة المالية، يعني بلا لبس تكريس المثالثة والتوقيع الثالث. وعندما يتجه حزب الله إلى مثل هذا الخيار، يكون يستعد ويمهد لما هو آت مستقبلاً، ولا بد له من تحصين نفسه سياسياً ودستورياً.

الإجماع الشيعي المرصوص

ولدى التشدد حول مبدأ المداورة، جاء رد الثنائي الشيعي بأنه يريد مداورة في حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش، وحتى في الرئاسات. وهذا يحاكي ما كان طرحه المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان قبل أسابيع، وأعاد تأكيده قبل أيام، مشدداً على ضرورة أن يتضمن أي حوار لبناني مقبل، المتغيرات في موازين القوى اللبنانية. أما طرح الرئيس بري الدولة المدنية، فمؤداه تكريس هذه القواعد الجديدة، اعتماداً على القوة الشعبية الشيعية المرصوصة عسكرياً وتنظيمياً وانتخابياً. أي تفوق الطائفة الشيعية تفوقاً كاسحاً، بإجماعها المرصوص، على المكونات الطائفية الأخرى في لبنان، فيما تستشري الانقسامات بين السنة والمسيحيين.

حوارات حول "لبنان جديد"؟

وإذا اعتذر أديب، يدخل لبنان في مجهول جديد، حتى ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية. وفي أشهر الانتظار المقبلة يُمرَّرُ الوقت بلقاءات وجلسات حوارية متتالية بين القوى اللبنانية، على طريقة مؤتمر سان كلو عام 2007. في هذه الحوارات تطرح رؤى كثيرة حول "لبنان الجديد". وثمة أوراق كثيرة أعدتها أطراف مختلفة، لا سيما بعض القوى المسيحية التي تعتبر أن فشل المبادرة الفرنسية في تشكيل حكومة، يستنفد الثقة بإخراج لبنان من المأزق، ويُسقط النظام اللبناني بكليته. لذا لا بد من البحث عن نظام بديل وصيغة جديدة. ويُطلق المسيحيون على هذه الصيغة حتى الآن، عنوان "اللامركزية المالية والإدارية الموسعة". وهذا طرح يؤسس لمؤتمر تأسيسي جديد. وبدأ البحث فيه يُخرج نظريات كثيرة حول ضرورة التقسيم، أو رعايات خارجية لكل طائفة وفئة، مع تشكيل أقاليم إدارة ذاتية على أسس فدرالية.

انتظار ميزان جديد للقوى

يثبت هذا كله فشل اللبنانيين في بناء دولة مواطنة، سيراً على منوال سقوط تجربة الدولة الوطنية في المنطقة المجاورة، نحو مشروع إقامة جزر طائفية ومذهبية. وهذه لن تكون بعيدة عن السياقات التي دفعت إلى صفقة القرن. حتى الآن لا يمكن الجزم بهذه الصيغة ونوعها وشكلها. فموازين القوى لم تتضح بعد في المنطقة. ما يعني أن التجاذبات سيطول زمنها، في انتظار رسو المعركة على نتائج سياسية واضحة تتحدد وفقها موازين القوى. وهي لن تبدأ بالتبلور قبل نتائج الانتخابات الأميركية، وما سيليها على خط العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

 

رسالة فنيانوس.. سقوط تحالف الضرورة

قاسم يوسف /أساس ميديا/الأحد 20 أيلول 2020

حين ترك البطريرك الماروني نصر الله صفير كرسي البطاركة، كان ثمة من همس في أذنه خيارًا من خيارين: "إما الانفتاح الشامل على النظام السوري وحزب الله، أو ترك المهمة لحاملها”. وقد اختار أن يترجل كما عرفناه، بلا تردّد.

أصل هذا النقاش يعود إلى أفكار مكثفة سوّق لها ميشال عون وفريقه الاستشاري اللصيق بعد توقيعه اتفاق مار مخايل مع حزب الله. وهي أفكارٌ قامت في الأساس حول ابتكار الأسباب الموجبة التي تسوّغ الضرورة الاستثنائية لتحالفات عون الداخلية والخارجية، باعتبارها خط الدفاع الأول عن المسيحيين ووجودهم وقدرتهم على توسيع هامش حركتهم دون الاصطدام المباشر. وقد سلكت هذه الأفكار طريقها إلى الفاتيكان، الذي أخذ يدرسها بعناية، قبل أن يعود ويتعاطى معها باعتبارها أكثر الخيارات الممكنة والمتاحة، بحيث لا تكون نواةً تأسيسية لتحالف الأقليات، لكنها تمنع الارتطام العامودي في غمرة الاشتباك المستعر بين السنة والشيعة في لبنان وعلى مستوى المنطقة برمتها. وصل البطريرك بشارة الراعي كخلاصة طبيعية لهذا التوجه، وقد بدا منذ وصوله أنّه منفتح على علاقة سوية مع الجميع. فزار سوريا، وباشر بزيارات مكوكية شملت مناطق حزب الله، ثم زار الأماكن المسيحية المقدّسة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، فدخل الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل. فيما أطلق شعاره الواضح حول "الشراكة والمحبّة"، باعتباره العنوان العريض لتحرك ميداني متدرج، ولخطاب سياسي رمادي، يقوم على تدوير الزوايا، والابتعاد قدر الامكان عن الدخول في الاشتباك.

الإجراء العملي الأول بدأ بفرض عقوبات أمريكية مباشرة على يوسف فينيانوس، الوزير المسيحي المحسوب على سليمان فرنجية. وقد تسببت هذه العقوبات بموجة ذعر، لا سيما أن الأسباب الموجبة التي استندت إليها الخزانة الأميريكية في اتخاذ هذا القرار، هي نفسها الأسباب التي تنطبق على جميع المسيحيين المتحالفين مع حزب الله

استخدم ميشال عون هذه المظلة للهروب من معضلة التحالف مع حزب الله وتبعاته على المستويات كافة، لا سيما لجهة فرض عقوبات على شخصيات ملحقة به أو مقربة اليه، باعتبارها ساهمت في توسيع نفوذ حزب الله السياسي، أو شاركت في تغطيته، وقد تردّد يومذاك أن كلامًا كثيرًا وكبيرًا سُمعت أصداؤه في عواصم القرار، لا سيما في باريس وواشنطن، حول "حلف الضرورة" الذي يؤمن التوازن الداخلي، ويمنع المسيحيين من الارتصاف في مشاريع المواجهة القائمة، وهي مواجهة ستأتي حتمًا على حسابهم، كونهم الحلقة الأضعف في.المعادلة الداخلية والاقليمية.

فعل الكلام فعله، وظل التلويح بعقوبات تطال شخصيات مسيحية تتحالف مع حزب الله مجرد أقاويل وتكهنات لم تسلك طريقها إلى التنفيذ، حتى أنها باتت ممجوجة ومبتذلة، وفقد الحديث عنها بريقه وشعبيته وأهميته، بعد أن أيقن الجميع بأن الحسابات الكبرى باتت تلحظ هذه المعضلة وتتعاطى معها باهتمام شديد، وتراعي في ذلك حساسية الوضع اللبناني، وصعوبة وضع المسيحيين في المنطقة، وما تعنيه من أنّ أي تحالف سياسي لا يعني الاندماج بقدر ما يعني أنّ للضرورة أحكامها. الإجراء العملي الأول بدأ بفرض عقوبات أمريكية مباشرة على يوسف فنيانوس، الوزير المسيحي المحسوب على سليمان فرنجية. وقد تسببت هذه العقوبات بموجة ذعر، لا سيما أن الأسباب الموجبة التي استندت إليها الخزانة الأميريكية في اتخاذ هذا القرار، هي نفسها الأسباب التي تنطبق على جميع المسيحيين المتحالفين مع حزب الله، وبالتالي فإنّ هذا التطور شكل الانتقالة النوعية المباشرة من سياسة التفهم والتلويح إلى التنفيذ، وهذا بحدّ ذاته سيظلّ محطّ تأمل ونقاش ومتابعة. بعد العقوبات على يوسف فنيانوس ليس كما قبلها. ثمة من فهم الرسالة تمامًا، وأدرك أن اللعب على التناقضات والشعارات من أجل تحصيل المكتسبات السياسية ما عاد ممكنًا، وأن الثمن الطبيعي لأي مغامرة من هذا النوع، سيعني حتمًا العزلة والاستهداف والتصنيف

الثابت حتّى الآن، أنّ هذا الموقف لم ينطلق من فراغ، بل تزامن مع تغيّر ملحوظ في خطاب بكركي، وفي عودتها التدريجية إلى أدبياتها التاريخية، وإلى نظرتها ورؤيتها للواقع اللبناني. فالبطريرك الراعي الذي آثر أواسط الأمور على مدى سنوات، عاد إلى التشدّد التراكمي إزاء مختلف الملفات المطروحة، وعلى رأسها قطعًا قضية حياد لبنان، ومعضلة سلاح حزب الله.

هذه المتحركات تعني، في ما تعني، أن الغطاء المسيحي آخذٌ في التقلص، وأن قدرة الأطراف المسيحية على تسويق التحالف مع حزب الله باعتباره ضرورة وطنية ووجودية، بات يرتطم على نحو مباشر بيقين لا لبس فيه، وبإعادة قراءة موسعة، وصلت في نهايتها إلى خلاصة واحدة وحيدة، مفادها أنّ سياسة النعامة لا تؤتي أُكلها، وأن لا سبيل إلا لتسمية الأشياء بأسمائها، بعيدًا من أي توجس أو محاباة. بعد العقوبات على يوسف فنيانوس ليس كما قبلها. ثمة من فهم الرسالة تمامًا، وأدرك أن اللعب على التناقضات والشعارات من أجل تحصيل المكتسبات السياسية ما عاد ممكنًا، وأن الثمن الطبيعي لأي مغامرة من هذا النوع، سيعني حتمًا العزلة والاستهداف والتصنيف.  حزب الله يعرف ذلك جيدًا، ويعرف أيضًا أنه صار وحيدًا وعاريًا ومكشوفًا، ولا شيء يحميه سوى التواضع والتنازل، وهو سيفعل مرغمًا، ليس كرمى لعيون البلد، بل لأنه بات عبئًا على الجميع، وفي مقدمتهم حلفائه وأقرب المقربين إليه.

 

عون - بري... مواجهة لم تنتهِ فصولها بعد

ألان سركيس/نداء الوطن/19 أيلول/2020

لا كيمياء بين الرئيسين

دخلت مسألة تأليف الحكومة ثلاجة الإنتظار، في وقت يراقب الجميع كيف ستتحرّك باريس وما إذا كانت ستنهي مبادرتها أو ستُفعّلها في الأيام المقبلة.

من المرات القليلة التي يحصل إجماع بأن مطالب "حزب الله" وحركة "امل" ليست منطقية ولا تستند إلى مسوّغ قانوني، إذ إن التشبث بوزارة المال خلق ردود فعل من بقية القوى كلها سواء معارضة أو موالية، لأن المطلب الشيعي يستند إلى قوّة السلاح غير الشرعي وليس إلى المنطق والدستور.

وفي السياق، فإن رفع سقف مطالب "الثنائي الشيعي" جعل "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ" وتيار "المستقبل" وقوى أخرى تقف في الخندق نفسه، إذ إن "التيار" ربما يكون من أكثر المتحمّسين لمبدأ المداورة وأخذ حقيبة المال من يد "أمل".

وبات معلوماً في السياسة اللبنانية أن لا "كيمياء" بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، وقد زاد من حدّة الخلاف بين الرجلين رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل، وكانت معركة جزين النيابية العام 2009 أكبر دليل على الصدام الحقيقي بين حليفَي "حزب الله"، أي "التيار" و"أمل". وبالنسبة إلى الموضوع الحكومي، فإن بري يسند ظهره في المطالبة بحقيبة "المال" إلى دعم "حزب الله" كتعويض على العقوبات على وزير المال السابق علي حسن خليل، واستطراداً ربما يريد "الحزب" ومن ورائه إيران أخذ مكاسب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أو ان طهران لا تريد أن تقدّم تنازلات للفرنسيين بل تريد المفاوضات مع واشنطن مباشرة، لذلك غمزت الى "حزب الله" بالعرقلة وتولّى برّي هذه المهمة.

وفي السياق، فإن عون غير راغب في تطيير المبادرة الفرنسية لأنه يعتبرها الفرصة الأكبر للإنقاذ، ومعها قد ينقذ عهده، في حين أن فشلها يعني تدهور الوضع الإقتصادي أكثر وأكثر وضرب ما تبقى من صورة العهد التي اهتزت بعنف بعد انفجار 4 آب.

ويُحمّل بعض القيادات العونية نبيه برّي مسألة إفشال المبادرة الفرنسية، وذلك لإغراق العهد ومحاولة توجيه ضربة قوية له، بينما الأساس بالنسبة لـ"التيار العوني" هو التجاوب مع مبادرة ماكرون لأنها تشكل خشبة خلاص للوضع اللبناني، ونقطة عمل من أجل الإنطلاق بالإصلاحات الضروية، وبالتالي يعتبر العوني أن الإصلاح يضرّ رئيس المجلس النيابي الذي بنى سلطته وأمجاده مستغلاً النظام القائم.

والوقائع تؤكد أن عون تريث في عدم السير بالتشكيلة التي كان ينوي الرئيس المكلف مصطفى أديب تقديمها له، ليس تجاوباً مع إعتراض برّي، بل إفساحاً في المجال أمام المزيد من المشاورات ولكي تنجح المبادرة، لأن دعم "حزب الله" لمطالب حركة "أمل" سيجعل طائفة لبنانية أساسية ضدّ المبادرة خصوصاً أن تجربة حكومة اللون الواحد لم تكن ناجحة يوماً، وثبت ذلك من خلال حكومة الرئيس المستقيل حسان دياب.

من هنا، لا يعني عدم سير عون حالياً بالتشكيلة الحكومية أنه قد لا يقدم على توقيعها في وقت لاحق إذا ما استنزفت الحلول، وبالتالي يرمي الكرة في ملعب مجلس النواب ويضع الجميع امام مسؤولياتهم، وعندها فليتحمل المعرقل نتيجة أفعاله.

ويستند عون في تأييده مبدأ المداورة، إلى دعم مسيحي قوي من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يرفض إحتكار أي طائفة أو حزب لأي حقيبة كان، وإلى الموقف المبدئي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي اعتبر بالأمس أن بقاء وزارة "المال" مع الثنائي الشيعي يعني ان لا إصلاحات، كذلك فإن بقية الطوائف الإسلامية الأخرى وعلى رأسها السنّة مع مبدأ المداورة. إذاً، ساعات فاصلة ويُحدد معها مصير حكومة أديب والمبادرة الفرنسية، وبالتالي هل يتنازل بري و"حزب الله" لصالح الوطن أو يبقيان على موقفيهما، وعندها يظهر من المعرقل الحقيقي؟

 

لماذا طلب الثنائي إسناد المال لسني؟

وليد شقير/نداء الوطن/19 أيلول/2020

لدى المطلعين على خفايا الاتصالات مع رؤساء الحكومات السابقين رواية مختلفة للوقائع وجانب من المداولات التي سبقت بروز عقدة استثناء وزارة المال من المداورة في توزيع الحقائب على الطوائف، ولبعض الاتصالات التي جرت بعدها، عن المعطيات التي يجري تداولها من قبل أوساط الثنائي الشيعي وتنشر في وسائل الإعلام. فضلاً عن نفي المستشار الإعلامي لزعيم تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري، الزميل حسين الوجه لما نشر عن أنه وافق على إبقاء حقيبة المال لوزير شيعي شرط أن يسميه هو، يفاجئ بعض المتابعين لجزء من المداولات الجارية في الغرف المغلقة من يسألهم عن هذه الأخبار وغيرها بالقول: "الثنائي الشيعي نفسه كان وافق الأسبوع الماضي على أن تشمل المداورة وزارة المال وذهب إلى حد الطلب أن تسند إلى وزير سني في التشكيلة التي كان يعدّها الرئيس المكلف مصطفى أديب". ومع أن هؤلاء المطلعين يمتنعون عن ذكر تفاصيل أكثر من المداولات التي جرت مع الثنائي الشيعي، فإن ذكرهم هذه الواقعة يوحي بأن الثنائي كان يفضل ألا يتسلم تلك الحقيبة وزير مسيحي. ويسأل هؤلاء: "لماذا تراجع الثنائي، وكيف يسربون معلومات مغلوطة في الساعات الماضية في وقت الحريري أصر الأربعاء على تغريدة قال فيها إن وزارة المال وسائر الحقائب الوزارية ليست حقاً حصرياً لأي طائفة... لقطع الطريق على أي اجتهادات؟

يؤكد هؤلاء أن "من المستحيلات أن يسلم الحريري ورؤساء الحكومات السابقون بإسناد المال إلى وزير شيعي في ظل المداورة، في ما يشبه تعديلاً للدستور وبتوقيع فرنسي هذه المرة، يكرس مخالفته، من دون أن يتم الأمر عبر المسالك القانونية التي يقتضيها أي تعديل دستوري".

المناخ الذي يحيط برؤساء الحكومات السابقين يبدو بعيداً عما يجري تسريبه في سياق يعتبره الذين واكبوا مواقفهم تسميماً للأجواء السياسية. وفي وقت تنسب مصادر الثنائي إلى الحريري أنه أبدى ليونة لكن تشدد الرئيس فؤاد السنيورة حال دون تنازله عن المداورة الكاملة، ينسب المتابعون لاجتماع النادي الرباعي موقفاً توافقوا عليه ولا يمكن لأي منهم التراجع عنه، ويذكرون بأن الحريري نفسه كان أبلغ سائر القيادات السياسية والرئيس إيمانويل ماكرون خلال لقائهم به في قصر الصنوبر خلال زيارته في 1 أيلول أن تسمية الرئيس مصطفى أديب هي "المرة الأخيرة التي أضحي فيها...".

حجة الثنائي الشيعي بأن مبادرة ماكرون وخريطة الطريق الإصلاحية تأليف الحكومة في 15 يوماً، التي توافقت عليها القيادات السياسية في اجتماعها معه لم تنص على المداورة الكاملة في الحقائب. يقر الفريق الآخر بذلك، لكنه يشير إلى أن اتفاق الطائف لم ينص على تكريس حقيبة المال للطائفة الشيعية، فيما التوافق على حكومة اختصاصيين يوجب المداورة في الحقائب للحؤول دون تكريس محاصصة كانت سبباً رئيساً لفشل الحكومات السابقة، ويتجنب شهية أكثر من فريق للاحتفاظ بهذه الحقيبة أو تلك.

هل خذل الحريري صديقه رئيس البرلمان نبيه بري والثنائي الشيعي في موقفه من حقيبة المال وعدل توجهه بالعلاقة الإيجابية مع "أمل" و"حزب الله"؟

قد تفرض وقائع السنوات الماضية على الثنائي الشيعي أن يجيب بدوره على سؤال آخر: هل يريد بري والحزب من الحريري أن يلغي نفسه، بعدما سبب له موقفه المعتدل إزاء الحزب منعاً للفتنة السنية الشيعية مشاكل مع الأميركيين وحتى مع السعودية، فيتنازل أكثر بينما كل الطوائف رفضت تكريس المال للثنائي، علناً وفي لقاءات الكتل النيابية مع رئيس الجمهورية؟

 

حكومة مفخّخة بحقيبة متفجّرات

نجم الهاشم/نداء الوطن/19 أيلول/2020

أن تتحوّل أزمة تشكيل الحكومة إلى تمسّك "حزب الله" وحركة أمل بوزارة المالية وبتسمية الوزراء الشيعة واختيار الحقائب فهذا يعني أن الثنائي الشيعي يعاني من أزمة لا تنفصل عن الأزمة الأكبر التي تمرّ بها التركيبة الحاكمة بتحالفهما مع التيار الوطني الحرّ. هذه الأزمة لا تأخذ بالإعتبار الوضع العام المنهار. وكأنّ تلك الحقيبة الوزارية باتت الحقيبة المفخخة التي يمكن أن يكون انفجارها أكبر من انفجار المرفأ. فهل بات مصير "حزب الله" معلَّقا على حقيبة؟

في العام 1992 واجه حزب الله مسألة الإنتقال من السرّية إلى العلنية. بات له أمين عام معلن ومعروف هو السيد عباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل في 16 شباط 1992 بواسطة طوافة عسكرية ليحلّ محلّه وبطريقة معلنة أيضا السيّد حسن نصرالله الذي لا يزال في موقعه منذ ذلك التاريخ.

حزب الله والدولة والشرع

في ذلك العام أيضاً اعترضت الحزب مسألة المشاركة في الحياة السياسية اللبنانية لناحية الترشّح إلى الإنتخابات النيابية وما إذا كانت هذه المسألة جائزة دينياً وشرعياً. صدرت الفتوى بالقبول وشارك الحزب في الإنتخابات التي كان يديرها النظام السوري ويوزِّع فيها الحصص ومنذ ذلك التاريخ لم يخرج من ساحة النجمة.

نتيجة اتفاق دمشق الذي أنهى الحرب يين حركة أمل و"حزب الله" في العام 1990 كان هناك تفاهم على أن يبقى "حزب الله" محتفظا بسلاحه بينما تحتفظ حركة أمل في المقابل بتمثيل الشيعة داخل الدولة والإدارات الرسمية. ولذلك لم يتمثّل الحزب مباشرة في الحكومات التي تشكلت حتى العام 2005. في الحكومة التي تشكلت برئاسة عمر كرامي مثلا بعد التمديد للرئيس أميل لحود واعتذار الرئيس رفيق الحريري تولّى الياس سابا وزارة المالية وتمثّل الشيعة بستة وزراء هم محمود حمود للخارجية وياسين جابر للأشغال العامة والنقل ومحمد جواد خليفة للصحة وغازي زعيتر للشؤون الإجتماعية وعاصم قانصوه للعمل ووفاء الضيقة وزيرة دولة. ليس اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 هو الذي بدّل في مقاربة الحزب لهذه المسألة بل انسحاب جيش النظام السوري في 26 نيسان. عندما اصبح الحزب وحيداً في الساحة اللبنانية قرّر أن يكون داخل الحكومات. حاول مثلاً أن يفرض بقاء حكومة الرئيس عمر كرامي ولكنّ الأخير قدّم استقالته تحت ضغط الشارع في 28 شباط. حاول الحزب أن يفرض إعادة تكليفه. سمِّي ولكنه عاد واعتذر. على رغم أنّ الأكثرية النيابية وقتها كانت من صناعة سورية وعلى رغم أنّ رئيس الجمهورية في بعبدا كان من صناعة سورية أيضًا فإنّ الحزب ذهب اضطرارياً لتمرير المرحلة نحو خيار حكومة انتقالية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي على أساس أن تعمل لتمرير الإنتخابات النيابية. في هذه الحكومة التي ضمت 14 وزيراً تولى الدكتور دميانوس قطار الماروني وزارة المالية وتمثّل الشيعة بثلاثة وزراء هم محمود حمود للخارجية ومحمد جواد خليفة للصحة والشؤون الإجتماعية وطراد حماده للزراعة والعمل. والأخير كان يمثل "حزب الله" مباشرة ولو لم يسجّل له أنّه من صلب القاعدة الحزبية. إلى ماذا يدلّ هذا الأمر؟ إلى أن وزارة المالية لم تكن ميثاقية وقتها بالنسبة إلى التوقيع الشيعي على قرارات مجلس الوزراء والمراسيم التي تقتضي ذلك وإلى أن "حزب الله" كان منشغلًا أكثر بتمرير المرحلة واستيعاب نتائج الإنسحاب السوري ومسألة بدء التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس الحريري والبحث عن تسوية انتخابية تتعلق بقانون الإنتخابات وبالترشيحات والتحالفات.

بين الثلث والثلثين

في انتخابات 2005 حصلت قوى 14 آذار على الأكثرية النيابية. كان من الطبيعي أن تسمّي الأكثرية رئيس الحكومة الجديد. لم يرفض "حزب الله" أن يكون الرئيس فؤاد السنيورة. في تلك الحكومة المؤلّفة من 24 وزيراً تولّى جهاد أزعور الماروني وزراة المالية وتمثّل الشيعة بخمسة وزراء هم فوزي صلّوخ للخارجية ومحمد جواد خليفة للصحة وطلال الساحلي للزراعة ومحمد فنيش للطاقة وطراد حماده للعمل. كانت هذه الحكومة هي الأولى التي يتمثّل فيها "حزب الله" بوزير حزبي هو محمد فنيش وآخر محسوب عليه. ولكن لم تكن هناك استحالة تمنع التأليف لا في مسألة وزارة المالية ولا في مسألة الثلث المعطّل. كانت تلك الحكومة نقطة تحوّل كبرى بين ما قبلها وما بعدها. فشل الحزب في إسقاطها من الخارج عبر الحصار الذي فرضه مع تيار العماد ميشال عون حول السراي، ومن الداخل بعد استقالة الوزراء الشيعة ولذلك ذهب إلى خيار الإنقلاب العسكري في 7 ايار 2008 الذي أدّى إلى تسوية الدوحة. هذه التسوية التي شملت انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة لم يضع فيها حزب الله شرطًا معطّلا من خلال رفض تكليف الرئيس السنيورة مرّة جديدة على رغم كل الإشكال الذي حصل معه في الحكومة السابقة. لماذا لم يقل الحزب إنّه لا يقبل بالسنيورة؟ لأنّه في الدوحة حصل على تنازل يقضي بأن يكون له مع التيار الوطني الحر الثلث المعطّل الذي تمّ تمريره من خلال ما سمي الوزير الملك. في هذه الحكومة الثلاثينية تولّى الوزير السنّي محمد شطح وزراة المالية بينما تمثّل الشيعة بستة وزراء هم فوزي صلوخ وغازي زعيتر ومحمد جواد خليفة وعلي قانصوه وابراهيم شمس الدين ومحمد فنيش الذي كان وحده يمثّل الحزب.

كان الحزب مع تيار عون يراهنان على نتائج انتخابات 2009. ولكن تلك الإنتخابات أعطت الأكثرية أيضًا لقوى 14 آذار. تشكّلت الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي فاز في الإنتخابات وكانت ثلاثينية وأعطيت فيها وزراة المالية لريّا الحسن السنّية بينما تمثّل الشيعة بستة وزراء من بينهم وزيران لـ"حزب الله" هما حسين الحاج حسن ومحمد فنيش. كان الثلث المعطل مع التيار الوطني الحر هو الكفيل بالإفراج عن تلك الحكومة وهذا الثلث هو الذي أسقط الرئيس سعد الحريري وهذه الحكومة في 12 كانون الثاني 2011.

حكومة اللون الواحد التي تشكّلت برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي تولّى فيها النائب محمد الصفدي السنّي وزارة المال. لم يتمسّك فيها الثنائي الشيعي بحقيبة المال وتنازل عن حقيبة شيعية لمصلحة وزير سني سابع. أكثرية الثلثين التي كانت بيد تحالف "حزب الله" وعون لم تمنع هذه الحكومة من السقوط المدوي. التجربة أظهرت أن لا الثلث المعطل ولا أكثرية الثلثين بإمكانهما أن يشكلا ضمانة لحماية الحزب. أصلا هل الحزب هو الذي يحتاج إلى هذه الحماية بينما يمتلك هذه القدرة العسكرية والصاروخية الهائلة متولّياً اتخاذ قرارات الحرب والسلم متخطيا وجود الشرعية والدولة؟

في حكومة الرئيس تمّام سلام عام 2014 تولّى علي حسن خليل وزراة المالية. اعتباراً من هذا التاريخ سيتمسّك الثنائي الشيعي بهذه الحقيبة على أساس أنها تؤمّن الميثاقية وتضمن التوقيع الشيعي الثالث على المراسيم التي تصدر عن مجلس الوزراء وتحتاج في معظمها إلى اقتران توقيعي رئيسي الجمهورية والحكومة والوزير المختص بتوقيع وزير المال نظراً لأنّ هذه المراسيم ترتّب أعباء مالية على الخزينة.

بعد انتخاب عون

بعد انتخاب العماد عون رئيسًا للجمهورية لم يتخلَّ الثنائي عن هذا الأمر لا في الحكومة الأولى التي تشكّلت برئاسة الرئيس سعد الحريري ولا في الحكومة الثانية التي ترأّسها الحريري ايضًا بعد انتخابات 2018. لم يطمئن الحزب خصوصا إلى أن الأكثرية النيابية باتت في يده مع حلفائه أراد أن تكون هناك ضمانات واقية على أكثر من مستوى. الثلث المعطل ووزارة المالية واختيار الحقائب وتسمية الوزراء. ولكن كل ذلك لم يمنع حكومة الرئيس سعد الحريري من السقوط بعد ثورة 17 تشرين ولا منع حكومة "حزب الله" برئاسة الرئيس حسّان دياب من السقوط بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي.

اليوم يقف "حزب الله" وحركة أمل والتيار الوطني الحر أمام مفترق طرق. في ظل العقوبات الأميركية المفروضة على الحزب وإيران والنظام السوري شكلت المبادرة الفرنسية التي قادها الرئيس إيمانويل ماكرون خشبة خلاص للبنان والعهد و"حزب الله". الحزب الذي طالما كان يهدّد بالردّ على إسرائيل واجتياز الحدود نحو تحرير الجليل الفلسطيني ويؤكّد توازن الرعب والردع الإستراتيجي وجد نفسه مقصّرًا في تلبية رغباته. منذ اغتيال قائده العسكري عماد مغنية في العام 2008 في سوريا لم يستطع الرد. تم اغتيال قائده الثاني مصطفى بدر الدين ولم يرد بالمثل. تم اغتيال اللواء الإيراني قاسم سليماني ولم يستطع أمينه العام تنفيذ ما هدّد به لجهة طرد الجيش الأميركي من المنطقة. لذلك عندما قبل الحزب بحبل النجاة الذي مدّه ماكرون كان يعرف ما تتضمّنه المبادرة الفرنسية وماهية الحكومة المطلوبة وعدم مشاركة أي مكوّن سياسي فيها مع المداورة في الحقائب. رئيس الجمهورية كان في هذا الجو وكذلك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. لماذا عاد "حزب الله" مع الرئيس بري إلى مربع الشرط المعطل من خلال محاولة فرض الحصول على وزراة المال واختيار الحقائب الشيعية والوزراء الشيعة؟

ربّما أدرك الحزب متأخرًا أنّ مبادرة ماكرون لم تكن إلّا محاولة لدسّ السمّ في العسل وأنّها وإن كان يمكن أن تنقذ لبنان من الإنهيار فإنّها لا يمكن أن تشكّل حبل نجاة له ولذلك عاد مع الرئيس بري إلى مربع الدفاع الذاتي عبر التمسك بحقيبة المالية وتسمية الوزراء واختيار الحقائب في تجاوز كامل للأعراف والدستور.

بهذه الطريقة يفخّخ الثنائي الشيعي الحلّ الفرنسي ويجعل حقيبة المالية حقيبة متفجرة يمكن أن تنفجر لتقضي على ما لم يستطع انفجار المرفأ والإنهيار التام أن يقضيا عليه. هل يتحمّل رئيس الجمهورية مثل هذا الأمر؟ هل يقدم الرئيس المكلف مصطفى أديب تشكيلة حكومية بعيداً عن شروط الثنائي الشيعي؟ هل يوافق عون عليها ويوقِّع وهو القائل "يستطيع العالم أن يسحقني ولكنه لن يأخذ توقيعي؟ ربما يواجه الثنائي الشيعي اليوم معادلة "حكومة مصطفى أديب أو الفوضى" كما واجه المسيحيون في العام 1988 معادلة "رئاسة مخايل الضاهر أو الفوضى". تجربة الخيارات المسيحية كانت صعبة ومكلفة. تجربة الخيارات الشيعية ليست بعيدة عن مثل تلك النهايات. الجامع المشترك أن الرجل المقيم في بعبدا هو نفسه. والمسألة واقفة على توقيع.

 

اللقاء الثنائي "الفتحاوي - الحمساوي" في بيروت رسالة لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام

محمد دهشة/نداء الوطن/19 أيلول/2020

من المقرر، ان يغادر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية لبنان، بعد زيارة استمرت نحو اسبوعين التقى خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين وشارك في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في سفارة فلسطين بالتزامن مع اجتماع مماثل في رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس بهدف انهاء الانقسام وانجاز المصالحة واطلاق موقف موحد من رفض التطبيع مع "اسرائيل".

الزيارة التي اثارت ضجة في بعض الاوساط اللبنانية حول توقيتها وأهدافها، رفدت الحراك السياسي الفلسطيني بزخم غير مسبوق، لجهة الجولة التي قام بها الى عين الحلوة واطلاق المواقف السياسية، أو لجهة لقاء مختلف الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية ومن بينها حركة "فتح" في لبنان تكريساً للتقارب بين الطرفين بعد مرحلة من الفتور والقطيعة، في وقت غادر فيه الوفد القيادي "الحمساوي" بيروت وبقي هنية لاستكمال بعض اللقاءات السياسية ومتابعة قضايا داخلية تخص الحركة.

وقالت مصادر فلسطينية لـ نداء الوطن"، ان لقاء قيادتي حركتي "فتح" و"حماس" وفي مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، وبمشاركة أرفع المسؤولين فيهما، حمل رسالة واضحة على رغبتهما الشديدة في السير قدماً بالمصالحة حتى النهاية وطي صفحة الخلافات نهائياً، ورداً مباشراً على بعض "المشككين" بان المصالحة "صورية" وستفشل عند اول استحقاق ميداني كما حصل سابقاً، مؤكدة ان الظروف السياسية والتطورات المتسارعة من "صفقة القرن" الى التطبيع تفرض نمطاً جديداً ترجم بالتوافق على تشكيل لجان وتحديد مهل زمنية ورسم خارطة طريق للمقاومة الشعبية بكافة اشكالها، على قاعدة ان الجميع سيكون خاسراً اذا لم تتحق الوحدة في هذه المرحلة الاخطر من تاريخ القضية الفلسطينية.

في المقابل، واصل المفوض العام لوكالة "الاونروا" فيليب لازاريني زيارته الى لبنان والتقى سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور في مقر السفارة في بيروت، يرافقه مدير شؤون الوكالة في لبنان كلاوديو كوردوني، حيث شرح لازاريني التحديات التي تواجهها الاونروا، مشيراً الى كلمته امام جامعة الدول العربية بان الاستثمار في الاستقرار يكون عبر التنمية البشرية ودعم اللاجئين اقتصادياً والاستمرار في تقديم التمويل للوكالة، بينما اكد السفير دبور عتفاقم الازمة الاقتصادية التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في ظل اوضاع صعبة على كافة الصعد، املاً من الوكالة مضاعفة جهودها في التخفيف من معاناة اللاجئين، مثنياً على الدول الاوروبية الصديقة والتي على الرغم من كافة الضغوطات التي تمارس عليها لم تتخل عن التزامها الانساني تجاه اللاجئين الفلسطينيين وما زالت تقوم بدورها في دعم الميزانية العامة للاونروا، موجهاً لها تحية اكبار واجلال.

وبين زيارتي هنية ولازاريني، بقيت قضية السجناء الفلسطينيين في رومية مدار اهتمام سياسي ومتابعة شعبية وتحركات احتجاجية داخل المخيمات وخارجها، خاصة بعد تأكيد نقيب الاطباء اللبنانيين شرف ابو شرف وجود اصابات كثيرة بفيروس "كورونا" ما ينذر بأزمة صحية خطيرة، ونظم اهالي السجناء الفلسطينيين، اعتصاماً امام مسجد "خالد بن الوليد" في الشارع التحتاني لمخيم عين الحلوة، تحدث فيه الشيخ حسين قاسم، وممثل حركة "حماس" في عين الحلوة خالد زعيتر والحاجة أم نعيم باسم "لجنة اهالي السجناء"، فدعوا الى ابعاد موضوع السجناء عن التجاذبات السياسية والتعاطي معه بنظرة انسانية لانقاذ اولادهم من خطر الموت جراء تفشي "كورونا".

ونظم اهالي موقوفي احداث عبرا، اعتصاما امام مسجد "بلال بن رباح" في عبرا، للمطالبة بالعفو العام عن الموقوفين وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم في ظل تفشي فيروس "كورونا" في صفوفهم.

وبقيت قضية تفشي فيروس كورونا في المخيمات مدار اهتمام صحي لبناني وفلسطيني، وتفقد الدكتور عبد الرحمن البزري يرافقه مدير مكتب لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في رئاسة الحكومة المهندس عبد الناصر الأيي وأمين سر "تجمع المؤسسات الأهلية" في منطقة صيدا ماجد حمتو، مستشفى "النداء" الإنساني في عين الحلوة، حيث اطلع على إستعداداته لإستقبال مرضى الكورونا، وجالوا على أقسامه وتحديدا في تلك التي سيتم تأهيلها من أجل إستقبال المرضى.

واعتبر البزري، أن لهذا المستشفى دوراً هاماً في مكافحة "الكورونا" في منطقة صيدا وعين الحلوة كونه موجوداً داخل المخيم، وقادراً على إستقبال العديد من الحالات خاصة غير القادرة على الخروج من المخيم لأسبابٍ متعددة، مؤكدا أن ملف المستشفى سيُدرس في اللجنة الصحية العُليا التي تجتمع أسبوعياً من أجل متابعة وضع الكورونا عند الإخوة الفلسطينيين، وذلك من أجل إيجاد الصيغة المناسبة لدعم هذا المستشفى وتأهيله.

 

الضغوط على "حزب الله" ستستمر: قواعد اللعبة تغيّرت

غادة حلاوي/نداء الوطن/19 أيلول/2020

ليس بعيداً ما يحصل في لبنان عن المشهد العام في المنطقة. اتفاقيات تطبيع عربية للعلاقات مع اسرائيل ومواجهة أميركية مع ايران وشد حبال فرنسي اميركي. وضع المنطقة لم يعد على حاله. قواعد اللعبة تغيّرت وباتت محكومة باعتبارات جديدة. وما كان يرضى به الاميركي لم يعد مقبولاً مع استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخوض انتخاباته معولاً على تسجيل انتصارات تفيد اسرائيل.

يربط مصدر سياسي عليم بالسياسة الأميركية كل ما يجري بالصراع الاميركي – الايراني. لا يوفر ترامب جهداً الا ويبذله في سبيل تسجيل نقاط في حسابه الانتخابي من بوابة المواجهة مع ايران. وقد وجد في لبنان ساحة مرنة وفيها من الحلفاء ما يؤمن خوض المعركة في مواجهة "حزب الله" بسلاسة. قبلت أميركا التعايش مع واقع "حزب الله" في لبنان بالشكل الذي كان قائماً في الحكومة وخارجها، ولم تكن مستعدة للتضحية باستقرار هذا البلد في مواجهته، لكن مستجدات المواجهة الاميركية تفضي الى الاستنتاج ان النظرة الفرنسية للبنان والتي عبر عنها الرئيس إيمانويل ماكرون ان "لبنان يقع ويجب انقاذه" لم تفتح شهية الاميركي على التجاوب، فأعلنت الولايات المتحدة حربها ضد "حزب الله" من دون أدنى التفاتة الى إنهياره المالي والاقتصادي وحتى الأمني. منذ مجيء وزير الخزانة الاميركية العام الماضي تعاطى مع "حزب الله" على كونه سرطاناً يجب اجتثاثه من جذوره ولم يأبه لقول محدثه بأن ذلك سيجرف معه البلد. إعتبر يومها ان معالجة المصاب قد تتطلب عملية قيصرية لتقتلع المرض من جذوره. ومن يومها بدأت المواجهة المباشرة تتصاعد وتيرتها. لم يهتم الاميركي لانهيار القطاع المصرفي، وتعاطيه المرن قبل ثلاث سنوات لتحمل لبنان عبء النازحين السوريين على اراضيه وخوضه مواجهة مع الارهاب انتهى. مثل هذه الاعتبارات غابت عن اجندته وهي ترفض في سياق مواجهتها مع ايران تقبل الوضع طبقاً لما كان عليه سابقاً.

تبني اميركا على مستجدات الوضع في المنطقة التي تغيّرت حتى جغرافياً. صارت اسرائيل على حدود إيران، ومن اليوم وحتى نهاية العام تكون دول الخليج دخلت في تطبيع مع اسرائيل ليبقى لبنان وسوريا عرضة للضغط والمواجهة على كل المستويات.

هذه المستجدات أفضت الى وقائع جديدة على مستوى الاصطفافات السياسية محلياً. كل الاطراف بدأت تقفز من المركب خوفاً من العقوبات الاميركية وتجنباً لما ستحمله الايام الآتية من عقوبات، وترك الثنائي الشيعي في المواجهة بلا حليف او متضامن. حتى "التيار الوطني الحر" ورئيسه الذي يعتبر علاقته مع "حزب الله" من الثوابت قال أخيراً ما فسره مراقبون على أنه بداية النهاية لتفاهم مار مخايل. فيما كانت لافتة زيارة النائب السابق فيصل كرامي الى السفير السعودي وليد البخاري. تمايز كرامي وأراد ان يلحق بنفسه ويبحث عن مصلحته وقد تجاوزه الثنائي الشيعي الى اختيار رئيس للحكومة من عمق مدينته دونما ادنى استشارة.

دخلنا اليوم دينامية سياسية جديدة بحيث لم تعد المواجهة مسيحية - إسلامية بل سنية - شيعية مباشرة قد تنذر بحرب أهلية أو أقله صراع سني - شيعي، تجنب الطرفان تجرع مره. في كل اطلالاته الاعلامية كان يؤكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله على وحدة الصف السني - الشيعي وكان يلاقيه الحريري الى منتصف الدرب في قضية المحكمة والحوار الذي لم يتوقف ولو خلف الكواليس.

صار مطلوباً من الحريري ان يذهب بعيداً في المواجهة. ثمة من ينصح رئيس الحكومة السابق ان المواجهة مع الثنائي تشكل باب عودته مجدداً الى الحضن العربي. ما نعيشه اليوم شبيه بما سبق وشهدناه في العام 2005 يوم كان "امل" و"حزب الله" في مواجهة "14 اذار". اليوم لم يعد لـ"14 آذار" من وجود فباتت العلاقة السنية - الشيعية على المحك. وبات الكلام عن الفيدرالية يتردد مسيحياً على نطاق واسع.

صرنا امام واقع جديد قوامه: تكتل سني استنهض نفسه وصار الحريري ملاصقاً لنادي رؤساء الحكومات السابقين في ظل صمت سنة الثامن من آذار، تكتل شيعي، وتكتلات مسيحية، وما تبقى من ولاية منهكة للعهد. ذاك العهد الذي باتت تكمن مشكلته الأكبر في اعتذار الرئيس المكلف بعدما كان ظنه أن حكومة حسان دياب ستكون حكومة العهد بجدارة فباءت تجربتها بالفشل. لذا يظهر رئيس الجمهورية المعني الأول بالحل حفاظاً على ما تبقى من عمر العهد متحدثاً عن مداورة ولكن بشروط.

المطلوب أميركياً وفق المصادر عينها قوانين ضد "حزب الله" و"امل" وعقوبات سيستمر فرضها، والسؤال هو من يحمي لبنان من هذه العقوبات. الجواب يكون من خلال حكومة يدعمها الفرنسي بشكل من الاشكال. بالمقابل لن تسمح فرنسا بانهيار مشروعها في الشرق الاوسط انطلاقاً من ساحة لبنان. كان توقيف الفرنسيين لمسؤولين مقربين من "حزب الله" في مدرسة الزهراء شمال فرنسا مؤشراً ورسالة فرنسية الى "حزب الله" مفادها: "أنا معكم كما لم يتعاون الآخرون وسفيرنا في لبنان الوحيد الذي يتحدث مع مسؤوليكم". السؤال هنا هل تريد ايران خسارة الفرنسيين؟ الجواب ان ليس من مصلحتها ولذلك يتوقع ان يحمل الاسبوع المقبل حلحلة بحيث يعاود اللواء عباس ابراهيم تحركه. وأحد المخارج المتوقعة تسمية نائب حاكم مصرف لبنان السابق رائد شرف الدين كإسم انقاذي لحقيبة المالية يتوافق على توزيرها الجميع. وكانت لافتة مرونة رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع تجاه الرئيس المكلف ودخوله على خط التشكيل بموقف يلتقي من خلاله مع موقف رؤساء الحكومات ما فهمه البعض على أنه يجسد ليونة سعودية في مكان ما تجاه اديب شرط استكمال المواجهة مع "الثنائي الشيعي" الى نهاية المطاف.

 

الفرنسيون في "استراحة محارب"... قلّعوا شوككم بأيديكم!

كلير شكر/نداء الوطن/19 أيلول/2020

حين قرر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن يقوم بزيارته الأولى إلى بيروت في أعقاب انفجار الرابع من آب، وتحديده موعداً لزيارة ثانية أكثر تعمّقاً في المستنقع اللبناني، كان بعض من فريقه الاستشاري يحذّر من مغبة الغرق في الوحول اللبنانية. نتائج التجربة ليست مضمونة وقد ينقلب سحرها على الساحر وترتد سلباً على صدقيته أمام الرأي العام الفرنسي. لكن ماكرون كما يقول عارفوه من قماشة "العنيدين". أصرّ على استثمار فرصة الانهيار اللبناني غير المعلن، والانفجار "النووي" الذي وقع في المرفأ، ليعود ببلاده إلى شرقي المتوسط باعتبار لبنان آخر موطئ قدم لفرنسا في المنطقة، في وقت تدخل فيه الادارة الأميركية مدار الانتخابات الرئاسية ما ينزع منها زمام المبادرة نسبياً. ولهذا، يجزم مطلعون على الحراك الفرنسي أنّ ما تقوم به باريس ليس التفافاً على الأجندة الأميركية، إنما بالتنسيق مع إدارة دونالد ترامب، ولو على الطريقة الفرنسية. بمعنى أنّ واشنطن لم تتخل عن سياستها ولهذا لم تجمّد "عصا" العقوبات، ولو أنّها زادت من تعقيدات مشاورات التأليف، لكن باريس تفاهمت مع الادارة الأميركية على قيادة محاولة جديدة تتسم بالاستيعابية والتفهّم للخصوصية اللبنانية، من باب ضخّ بعض الاوكسيجين في شرايين الوضع اللبناني لأنّ الادارتين كلتيهما متفقتان على الحفاظ على الاستقرار اللبناني، كل لاعتباراته ومصالحه.

ولأنّ واشنطن ترفض أن تكون هي من يضخ هذا الاوكسيجين أوكلت المهمة إلى الادارة الفرنسية شرط عدم تخطي السقف المحدد أميركياً، والأجندة المحددة من جانب البيت الأبيض. وعلى هذا الأساس، بات الرئيس الفرنسي أحد أبرز طهاة الحكومة العتيدة التي وضعت لها مهمة واحدة هي الاصلاحات بوصفها الممر الإلزامي لوقف الانهيار المالي والاقتصادي.

وبهذا المعنى لن تعترض واشنطن على حكومة لا يكون فيها "حزب الله" شريكاً مباشراً، كونه مطلباً أساسياً. وقد تكون هذه النقطة هي جوهر التفاهم الذي توصلت اليه باريس مع الثنائي الشيعي كي يكون للأخير كلمة في تسمية وزير المال مقابل التسهيل في تسمية بقية الوزراء الشيعة. التقاطع الفرنسي - الأميركي، كان في صلب مناقشات الثنائي الشيعي حين عرض الفرنسيون على "حزب الله" وحركة "أمل" الانخراط في الورشة الحكومية مع تسمية مصطفى أديب رئيساً للحكومة، بعدما أبلغ الفرنسيون رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أنّ المرحلة ليست مرحلته، ومن الأفضل تزكية شخصية ثانية من الطائفة السنية لرئاسة الحكومة. وفق المطلعين، فإنّ "الفرنسيين حاولوا التعويض على الحريري من خلال توسيع هامش حضوره في التركيبة الحكومية العتيدة، واذ هناك من يعتبر أن رئيس "تيار المستقبل" ذهب بعيداً ومنح لنفسه هامشاً واسعاً بشكل أثار استياء شركائه وتحديداً رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي أبعد عن الطبخة الحكومية، أسوة بالرئيس المكلف الذي لم يتردد في التعبير عن تأففه من بعض الجلسات الضيقة بكونه "لا حول ولا قوة له" في ما يجري من مشاورات حكومية".

حالياً، يتخذ الحريري من المداورة عنواناً لمعركته ولو أنّه حمل بنفسه ثلاثة أسماء إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقائهما الأخير ليختار منهم بري اسماً للمالية، لكن الثلاثة يدينون بالولاء للحريري، فرفض رئيس المجلس الطرح لمبدئه ولمضمونه، كما يؤكد المطلعون على موقف الثنائي الشيعي. حتى الآن، يقول المطلعون على الحراك الفرنسي إنّ باريس تفاهمت مع الثنائي الشيعي على أن يكون لهما الكلمة الفصل في تسمية وزير المال. وفق التوصيف الأدق، فإنّ المسوؤلين الفرنسيين أبلغوا الثنائي الشيعي بعدم الممانعة في ايلاء المالية إلى اسم يطرح من جانب "حزب الله" و"أمل"، مقابل وضع آلية لينة لتسمية بقية الوزراء الشيعة. ولكن هل سيتمكن ماكرون من الخروج من حقل الألغام اللبناني سالماً؟ خلال ساعات بعد الظهر، سرت معلومات أنّ الفرنسيين مستاؤون جداً مما آلت إليه التطورات بعدما بلغت حائطاً مسدوداً، بحيث لم يتمكن ماكرون من اختراقها بعد الاتصالات المباشرة التي قادها مع بعض الدول المعنية، ومع المسؤولين اللبنانيين وتحديداً مع كل من الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، ولكن بلا أي جدوى. وقد تردد أنّ هناك من طرح على الثنائي الشيعي أن يقوم بتسمية وزير غير شيعي لحقيبة المال في محاولة لتكريس المداورة، لكن الطرح سرعان ما سقط. وبعدما فشل ماكرون في تذليل العقبات، أبلغ الفرنسيون من يعينهم الأمر أنّ الطابة باتت في ملعب اللبنانيين ليبحثوا في ما بينهم عن قواسم مشتركة تسهل ولادة حكومة بلادهم. وقد تردد أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون قرر القيام بجولة اتصالات جديدة في محاولة لنزع الألغام من أمام رئيس الحكومة المكلف. ومع ذلك، يؤكد المتابعون أنّ دخول باريس على خطّ الأزمة اللبنانية ينمّ عن مصالح استراتيجية لن تتخلى الإدارة الفرنسية عنها بسهولة، ولو أنّها بدأت تتعب من التعقيدات اللبنانية.

 

من "معجم" عين التينة: "المرابعة" تنضم إلى الميثاقية والمثالثة والمداورة

أكرم حمدان/نداء الوطن/19 أيلول/2020

سجلت المواقف والمعلومات المتعلقة بملف تشكيل الحكومة خلال الساعات الماضية، تقاذفاً للمسؤوليات التي ربما تُمهد لعمل ما كي ينفض الجميع يده من "دم هذا الصديق". وبينما كانت بعض التسريبات تتحدث عن إستياء رؤساء الحكومات السابقين من إتهامهم بعرقلة تشكيل الحكومة ورمي المسؤولية عليهم بعد تأييدهم المبادرة الفرنسية، نقلت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه ما زال يُحبذ عدم حصر المواقع الوزارية بأي فئة أو طائفة وأنه لن ينتظر ملف تأليف الحكومة طويلاً وأن المشكلة ليست في القصر الجمهوري بل في مكان آخر وهو مستعد للتسهيل ولم يطلب شيئاً من الرئيس المكلف.

وفي هذا السياق، سجلت أجواء مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، أن "كل ما في لبنان ثابت لا يتحرك منذ عشرات السنين، فإما أن يتحرك الجميع عبر الدولة المدنية وإما أن يبقى كل شيء على وضعه، وهذا ما لا نتمناه، فتفضلوا إلى الدولة المدنية". والرسالة الأقوى لأجواء عين التينة كانت باختيار تعبيرجديد من معجمها من خلال القول: "لمن يقولون هذه مثالثة!! نقول إذا كانت هذه مثالثة.. فما هي المرابعة؟ الطاقة؟".

واستتبعت علامات التعجب التي رافقت أجواء عين التينة، بمجموعة من المواقف، حيث استغرب عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي خريس في حديث لـ"نداء الوطن": "محاولة الربط ما بين مطلب التمسك بوزارة المالية والمثالثة المرفوضة جملة وتفصيلاً من قبلنا، والتي تطرح علامات إستفهام كبيرة حول محاولات الربط هذه"، مؤكداً أن "مناقشات الطائف التي لم تُكتب والتي تم التوافق عليها شفهياً حول موضوع توقيع المراسيم أعطت الحق بالمالية للطائفة الشيعية بسبب التركيبة الطائفية".

وذكّر بأن "الرئيس بري وقبله الإمام السيد موسى الصدر طالبا بالدولة المدنية ونحن ككتلة كنا عمليين في الترجمة وليس من خلال المواقف فحسب بل تقدمنا بإقتراح قانون إنتخابي على أساس لبنان دائرة واحدة وخارج القيد الطائفي على أن يكون هناك مجلس شيوخ طائفي".

وجدد "التمسك بوزارة المالية من أجل الحفاظ على ميثاقية توقيع المراسيم كما نُطالب بتسمية وزرائنا ونقترح على الرئيس المكلف من الأسماء حتى ما يزيد على عشرة ليختار من بينهم، فنحن كنا وما زلنا ممن يسهلون ويتنازلون من أجل المصلحة العامة وتشكيل الحكومة، وما زلنا نعتقد أن العرقلة من الداخل وليس من الخارج والفرنسي لا يتدخل بينما هناك عدد محدود لا يتجاوز 3 أو 4 أشخاص يُحاولون تشكيل الحكومة في غرف مغلقة بلا تشاور مع أحد".

ولم ينف خريس أن الرئيس سعد الحريري هو أحد هؤلاء الذين يشتغلون بهذا الأمر ولكنه في المقابل يأمل ألا تُعطى زيارة النائبة بهية الحريري إلى عين التينة ولقاء بري أكبر من حجمها، فهي إتصلت بخريس كزميل وعضو في لجنة التربية لكي يرافقها في اللقاء لكنه لم يستطع القيام بذلك، لكن السيدة بهية، حسب خريس إتصلت قبل الظهر وطلبت الموعد وحصلت عليه في اليوم نفسه وكان مضمون اللقاء تربوياً يتعلق بملفات وتحضيرات مرتبطة ببداية العام الدراسي وبعض حاجيات مدارس الجنوب.

رغم ذلك، وصف متابعون اللقاء بأنه، حتى لو كان تربوياً، فهو يحمل دلالات في توقيته وإشارات إيجابية ترد على بعض المحاولات التي توحي بأن الخطوط والعلاقة ما بين بيت الوسط وعين التينة قد إنقطعت رغم ما شابها من توتر في الأيام الأخيرة.

ويؤكد العارفون بطريقة عمل بري ودوره أن محاولة اللعب على تحريك الفتنة السنية – الشيعية لا تمر وهي تُعتبر من المحرمات التي لم ولن يسمح بأن تحصل، فالأجواء ما زالت إيجابية ولا إنقطاع في التواصل والمشكلة في مكان آخر.

وقد واكب الأمر أيضاً المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي حذر من "لعبة الفوضى وأخذ البلد إلى حرب أهلية"، مؤكداً "أن قصة المداورة في ظل نظام طائفي بإمتياز هي كذبة موصوفة، فإما أن تكون في كل المناصب والمواقع في إطار دولة مدنية، دولة مواطن، وإلا فمن له حصة فليأخذها، طالما بقي هذا النظام المهترئ قائماً، وإلا هلموا إلى تغييره". خلاصة القول أن هناك من يُحاول تصوير المشكلة بانها في حقيبة المالية والمثالثة ليُبرر لنفسه "المرابعة" والمطالبة بحقيبة الطاقة وقد برز ذلك عبر بعض الأوساط والمصادر التي تحدثت عن ميثاقية ومثالثة وشراكة ومداورة بعد المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية مع الكتل النيابية والتلميح إلى "دوحة 2" وغير ذلك من التلميحات التي تُحاول حصر المسألة في مكان محدد ومحاولة التملص من المسؤوليات أو أقله "تبيض الوجه" أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والحرص على إنجاح مبادرته.

 

البطرك وعلمانيو الثورة

محمد علي مقلد/نداء الوطن/19 أيلول/2020

ثورة 17 تشرين الرائعة، فضلاً عن كونها ثورة على منظومة الفساد والإفساد، هي بالدرجة الأولى ثورة ضد الحرب الأهلية ومنطقها وآلياتها وأدواتها وصانعيها ومموليها ومسلِّحيها (بكسر اللام) ومستحضري مفرداتها ومشعلي جمرها المخبّأ في الرماد وفي اللاوعي. ليس من الثورة اليوم من تخطر الحرب الأهلية في باله بأفكارها ومن يستحضر من أسلحتها حتى الكلمات. اعتراض العلمانيين على الإشادة بمواقف غبطة البطرك من الثورة ومن منظومة الفساد يدفعني إلى الشك بالمعنى الشائع لمصطلح العلمانية، أي فصل الدين عن الدولة. الفصل الصحيح هو بين سلطة الدين (الكنيسة المسيحية والإسلامية) وسلطة الدولة، أي الفصل بين سلطة رجال الدين وسلطة رجال الدولة. الفارق بين التفسيرين ليس كبيراً فحسب بل إنهما يفضيان إلى استنتاجات متناقضة.

التفسير الشائع يجعل الدين وما يتعلق به من رموز وطقوس هو العقبة أمام قيام الدولة، فيما الصحيح أن المعتقدات الدينية يمكن أن تتعايش مع كل الأنظمة السياسية، وكذلك مع كل أنماط الإنتاج، بحسب تعبير سمير أمين. غير أن منشأ النزاع بين العلمانية والكنيسة هو السلطة، وليس المعتقد، هو ليس الاقتصاد بل إدارة الاقتصاد؟ العلمانية تنتمي إلى شجرة عائلة من المصطلحات والمفاهيم الفلسفية والسياسية المتحدرة من الثورة الفرنسية من بينها الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وهي لم تنتزع من رجال الدين حقوقهم المنصوص عليها في الشرعة بل انتزعت منهم سلطتهم السياسية وسلمتها لممثلي الشعب بعدما كانت بيد ممثلي الله المزعومين على الأرض. لأن العلمانية من تلك الشجرة فهي ليست ضد الدين ولا ضد رجاله ولا ضد طقوسه ولا ضد المعتقد، بل ضد تحويل المؤسسة الدينية إلى سلطة سياسية. العلاقة الملتبسة بين العلمانية والكهنوت المسيحي أو المسلم ليست مسؤولية طرف دون الآخر. حين يفتقر أحدهما إلى الديموقراطية ينظر إلى الآخر شزراً. رجال الدين ليسوا سواسية. هم بشر كسائر البشر، كسائر الحزبيين، بينهم البخيل والكريم، الشجاع والجبان، الحكيم والمتهور، العاقل والجاهل، الحليم والأرعن، الفقيه والسوقي، العالم وخريج دورات الفك والتركيب، بحسب تعبير السيد هاني فحص. هذا في كل الأديان وفي كل الطوائف. موسى الصدر وشيخ الكابتاغون، صبحي الصالح والشيخ الحرامي. هاني فحص نظمت الكنيسة تكريماً له فرفعت الأذان وتلت الأبانا، غريغوار حداد شيّعه مسلمون ومسيحيون بعد إفراد الكنيسة له وظلم ذوي القربى، مارون عطالله راعي الثقافة والاعتدال وشربل قسيس عضو فاعل في جبهة الحرب الأهلية. كتابي، أحزاب الله، العلماني شكلاً ومضموناً، وضع له الشيخ الفقيه علي حب الله مقدمة قال عنها النقيب الأديب رشيد درباس إنها تضاهي متن الكتاب لا في عمقها وثقافة كاتبها فحسب، بل في علمانيتها أيضاً.

القرار باستبعاد رجل الدين لأنه رجل دين هو حكم مسبق أو مصادرة على المطلوب. هو الوجه المقلوب لاستبعاد نقده. يشبه قرار المفتي بالهجوم على كنائس الأشرفية رداً على الصحيفة الدنماركية، وباعتراضه على أغنية أنا يوسف يا أبي، لأنها من آيات القرآن، متجاهلاً نص الآية، وما محمد إلا بشر.

لست مؤهلاً للحكم على موقع البطرك ودوره. لكن موقفه المتكرر وتصريحاته عن منظومة الفساد وعن الدولة والدستور علامة مضيئة تجعله نصيراً للثورة.

 

المراوحة تحكم الانتفاضة... لتنقية الذات ومصالحة مع الجمهور الحزبي

رولان خاطر/الجحمهورية/19 أيلول/2020

لا يختلف اثنان على أنّ وجود حركة شعبية اعتراضية خائفة، ملبّكة، وغير منظمة، يجعل الأمل المَرجو في إنتاج سلطة سياسية جديدة أمراً مستبعداً. من هنا، فإنّ الواقعية تفترض الإشارة إلى عوامل ضعف الحركة الاعتراضية التي نشأت في 17 تشرين الأول 2019، حيث بات نمط المراوحة يتحكم بمسارها على مستويين: مستوى تطوّر الحركة على الأرض، ومستوى إحداث خرق في المطالب السياسية وفي المشهد السياسي. لم تختلف التحركات الشعبية التي حصلت على طريق القصر الجمهوري عن سابقاتها في التنظيم والعدد والفعالية إلّا من ناحية رمزية المكان، وندرة التظاهر فيه، في مقابل ردّات الفعل القاسية التي حصلت على يد بعض جنود الجيش الذي أوضحت قيادته في بيان أسبابها. ما حصل ويحصل هو تكريس المراوحة سلوكاً في تحركات الانتفاضة منذ فترة طويلة، وهذا النمط يحمّل القيّمين على تلك الانتفاضة مسؤولية كبيرة امام التاريخ والناس، بسبب عدم تحقيق استراتيجية ثابتة وخريطة طريق واضحة لتحقيق هدف انتفاضة اللبنانيين. فهل يجوز الاستمرار في هذا السلوك؟ تقول الباحثة والناشطة السياسية الدكتورة منى فيّاض لـ"الجمهورية" إنّ "خطة الحكام في السلطة باتت واضحة، كلّما كان هناك تحرك شعبي، تعمل السلطة على إحباطه عبر دَسّ مجموعات لها في الساحات تُحدِث فوضى منظّمة، تنتهي بتفريق المتظاهرين وفشل التحرّك". وتشدّد على أنّ "المشكلة هي غياب الاتفاق على هدف واحد يجمع المنتفضين. وطالما لم يتفقوا على أننا بلد محتل، وعلى أنه لا يمكن المطالبة بحقوق وبمطالب معيشية في ظل بلد محتل، لا يمكن تحقيق الغاية من التحركات. الناس خائفة من تناول موضوع "حزب الله"، لذلك الحل يبدأ بوضع الأصبع على الجرح، وذلك يكون بالمجاهرة ورفع عنوان السيادة والتوحّد تحت شعار "إيران بَرّا" أُسوة بما حصل في العراق، والقول انّ "حزب الله" يحكم لبنان بالقوة ويتصرّف بناء على توصيات دولة أجنبية تستخدمنا لتحقيق مصالحها الايديولوجية والسياسية والتوسّعية على حساب مصلحة لبنان".

وترى فياض "أنّ هناك إجماعاً على أنّ الجيش هو الملاذ الأخير للبنانيين، لكن في الوقت نفسه هذا الجيش "مَخروق"، ويضم أجهزة لا تطيع القيادة، والدليل ما حصل أخيراً على طريق القصر، وبالتالي، هذا يتطلب موقفاً حازماً:

ـ أولاً، على قيادة الجيش اتخاذ تدابير في حق المخالفين لأوامرها.

ـ ثانياً، على الناس أن يتشجّعوا ويعلنوا اننا بلد محتل، وهذا الاحتلال هو الذي يعطّل تطبيق الدستور ويسمح بالتجاوزات للقوانين ويطلق يده في حكم البلد ويسمح للسياسيين "الكومبارس" بتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة".

وتدعو فياض "الطرف المسيحي، وخصوصاً بكركي" إلى "سحب الغطاء عن رئيس الجمهورية الذي يغطي "حزب الله"، من دون التحجّج بشعارات واهية، كموقع الرئاسة والصلاحيات وغيره، فموقع الرئاسة لن يُمسّ، فها هو سعد الحريري استقال وجِيء بسُنّي آخر مكانه، من دون المسّ بموقع رئاسة مجلس الوزراء".

الخبير القانوني والناشط في انتفاضة 17 تشرين أنطوان سعد يعتبر "أنّ من هم في السلطة سيستمرون في اعتماد سياسة المراوغة كي تبقى الظروف مؤاتية لمصلحتهم". وقال لـ"الجمهورية": "إنّ استخدام الثوار للعنف، سيعمّم النموذج العراقي ويدفع أجهزة الدولة إلى إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. لذلك، إنّ هذه الانتفاضة لن تنجح إلّا بوجود خطة محكمة تستهدف أركان السلطة في منازلهم، او التحرك مع المغتربين للوصول إلى قرار دولي لإنتاج سلطة سياسية جديدة في لبنان عبر تأمين العملية الانتخابية بإشراف أممي، والسماح بالتصويت الالكتروني للمغترب اللبناني، ووضع قانون انتخابي جديد".

وأسِف سعد "لتحوّل الانتفاضة مجموعات منتفضة، كل يحمل العنوان الذي يتوافق ورؤيته السياسية"، مؤكداً "انّ لبنان لن يتغير إلّا برحيل كابوس "حزب الله"، لذا هو يؤيّد طرح عنوان السلاح و"حزب الله" كمعرقل لقيام الدولة اللبنانية". واعتبر ان "لا مفرّ من التواصل والتنسيق بين الانتفاضة والأحزاب السيادية كـ"القوات اللبنانية" و"الكتائب"، إذا لم يستطع المنتفضون إحداث تغيير بوجه "حزب الله" من خلال السياسة الدولية".

أسباب التراجع

ويقول مصدر حزبي ممّن شاركوا في انتفاضة 17 تشرين 2019 لـ"الجمهورية": "إنّ الجمهور الحزبي المؤمن بالتغيير والمعارِض للممارسات القائمة والنمطية الموجودة، شارك في الانتفاضة منذ بداياتها إيماناً منه بأنها شكلت أملاً للبنانيين، لذلك شهدت اندفاعة قوية. أمّا تراجعها فيعود لأسباب عدة أبرزها:

ـ أولاً، تمسّك بعض الجماعات في المجتمع المدني بشعار "كلّن يعني كلّن" ظنّاً منها أنها قادرة على اختزال الحياة السياسية، وهذا خطأ، فالانتفاضة يجب أن تستوعب الجميع وتدعو الى التغيير المنشود لا أن تكون طرفاً إلغائياً للآخرين، فصندوقة الاقتراع وحدها تقرّر أحجام القوى السياسية على اختلافها.

ـ ثانياً، بعض المجموعات اعتقدت أنها كانت محرّك الناس التي تحرّكت في 17 تشرين، في حين أنّ عدد مَن لازموا منازلهم يفوق بكثير من نزلوا إلى الطرق، وهؤلاء أيضاً يؤمنون بأنه لا يمكن الاستمرار في هذا النمط من الحكم في ظلّ منظومة مزدوجة تتمثّل بتحالف "المافيا والسلاح"، ويجب أن يُصار الى إسقاط هذه المنظومة، عبر تضافر جهود كلّ الأطراف ومساعيها، من هنا لا أحد يملك حق الادعاء بأنّه يختصر جميع الناس.

ـ ثالثاً، دخول بعض القوى اليسارية الى الانتفاضة بشعارات لا تشبه لبنان، فأرادت تغيير وجه لبنان المالي والاقتصادي والسياسي، في حين أنها لا تريد المسّ بالمقاومة، علماً أنّ "بلاء" لبنان منذ الـ90 حتى اليوم ناتج عمّا يسمّى "مقاومة".

- رابعاً، غياب مشروع سياسي واضح المعالم ضمن أهداف واضحة.

 من هنا، يشدّد المصدر الحزبي على أنّ "الانتفاضة مدعوة الى إعادة التفكير في شعاراتها وصوغ استراتيجية جديدة لها، تقوم على تنقية نفسها من المجموعات التخريبية، ونسج تحالف مع الأحزاب الوازنة، التي أثبتت عبر تاريخها ومسيرتها التزامها الدستور ومحاربتها الفساد وحرصها على بناء الدولة، لأنّ وجود هذه الأحزاب ومنها "القوات اللبنانية"، أعطى اندفاعاً وزخماً للانتفاضة، والدليل أنه عندما خرجت "القوات" من الشارع، ضعفت الانتفاضة وظهر عدم قدرتها على التغيير ولا على التأثير. من هنا، الاستراتيجية تعتمد على إجراء مصالحة مع الناس ومع الجمهور الحزبي الوحيد القادر على تحقيق التغيير المنشود، فقلب الطاولة يحتاج إلى تحالف عريض يضمّ أوسع المكونات السياسية والرأي العام اللبناني الذي يريد التغيير إلى القوى الحزبية الحيّة. وخلاف ذلك، ستنجح قوى الأمر الواقع، المتمثّلة بـ"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وفريق السلطة، بضرب الدينامية الشعبية".

 

كيف يمكن للبنان أن يرسم مساراً جديداً للمستقبل؟

أكسيل فان تروتسنبرغ/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

هز الانفجار الذي عصف ببيروت في الرابع من أغسطس (آب)، العالم، وتسبب في مئات الوفيات وآلاف الجرحى، وسوَّى بالأرض بعض أجزاء وسط العاصمة اللبنانية، وخلّف أضراراً واسعة في أنحاء المدينة. وكانت الخسائر البشرية والمادية هائلة، وبالنظر إلى موقعه أصاب الانفجار بالشلل مرفأ المدينة وكثيراً من منشآت الأعمال فيها. وأدّى إلى توقف معظم مناحي الحياة الاقتصادية -لا في بيروت وحدها، وإنما في البلاد بأسرها.

تستلزم المأساة التي فُجِع بها لبنان استجابة عالمية عاجلة، ولاحت بالفعل بارقة أمل تبعث على التفاؤل. ولتوجيه هذه الجهود، أجرت مجموعة البنك الدولي تقييماً سريعاً للأضرار والاحتياجات بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وفي شراكة وثيقة مع الوزارات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في لبنان.

وخلص تقييمنا إلى أن الأضرار الناجمة عن الانفجار تتراوح بين 3.8 و4.6 مليارات دولار، وأن خسائر التدفقات المالية تتراوح بين 2.9 و3.5 مليار دولار. وتعد تأثيرات الانفجار وتداعياته بالغة الشدة في قطاعات رئيسية ذات أهمية حيوية للنمو، منها التمويل، والإسكان، والسياحة، والتجارة. وحتى نهاية عام 2021 من المتوقع أن تتراوح تكاليف التعافي وإعادة الإعمار إجمالاً من 1.8 إلى 2.2 مليار دولار.

وفضلاً عن خسائر النشاط الاقتصادي، يتوقع لبنان تراجع إيرادات ماليته العامة وارتفاع معدلات التضخم وزيادة أخرى لمعدلات الفقر. ومن المحتمل أيضاً حدوث اضطرابات لحركة التجارة من شأنها زيادة تكاليف المعاملات وخلق مزيد من العقبات في طريق النمو.

ولكن التقييم الذي وضعنا بعنوان «التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في بيروت» يعرض من خلال نهجه الشامل سبيلاً ملموساً للمضيّ قدماً لدعم تعافٍ سريع وفعَّال. ونحن ملتزمون بالعمل من أجل الجمع بين شعب لبنان والبلدان المانحة وشركائنا الدوليين لضمان أن تكون جهود إعادة الإعمار شفافة ومستدامة وشاملة ولا تُقصي أحداً. وسيكون بمقدور البنك الدولي، الذي أشرفُ بالعمل به والذي تمثلت أولى مهامه في إعادة الإعمار في أثناء تعافي أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، الاستفادة من خبراتنا العالمية في مساعدة البلدان بعد الكوارث. ولا يعني ذلك مجرد الاستفادة من طائفة واسعة من الخبرات التحليلية والعملية، وإنما أيضاً تأسيس عملية تضع احتياجات الشعب اللبناني في المقام الأول.

إن هذه الكارثة، في الواقع، ليست سوى الحلقة الأبرز والأشد في سلسلة من المَصَائِب التي ابتُلي بها لبنان على مدار العقد المنصرم وتسارعت خطاها في الأشهر الأخيرة. ويشمل ذلك التأثيرات غير المباشرة للصراع في سوريا، حيث يستضيف لبنان أكبر عدد من اللاجئين في العالم قياساً إلى عدد سكانه. وقد تفاقمت بشدة أزمة مالية واقتصادية طاحنة تعصف بالبلاد حالياً: فقبيل الانفجار، كان متوقعاً أن يُسجِّل الاقتصاد انكماشاً نسبته أكثر من 18% في عام 2020، لكن معدلات التضخم قفزت بالفعل فوق نسبة 100% بحلول منتصف العام. وفيما يتعلق بشعب لبنان، كانت جائحة فيروس «كوفيد - 19» وما صاحبها من إغلاقات قد أسهمت في زيادات حادة لمعدلات الفقر والبطالة وغياب الأمن.

ولم يفعل الانفجار سوى أنه زاد الطين بلة وفاقم الأوضاع المتردية بالفعل في البلاد. بيد أن التحديات التي يواجهها لبنان ليست مسألة اقتصادية فحسب؛ فمؤسساته الحكومية تداعت من حيث مستويات الشفافية والخضوع للمساءلة، الأمر الذي يُفضي إلى تعثُّر جهود الإغاثة الدولية في خضم التدهور السريع للاقتصاد في الأشهر الأخيرة. ولا تحتاج البلاد في المرحلة المقبلة إلى إعادة البناء فحسب، وإنما أيضا إلى البناء على أسس أفضل. ويجب أن يرتكز التغيير على ثلاثة مبادئ تنظيمية: الشفافية والشمول والإدارة الرشيدة. ومن الضروري أن يبدأ لبنان العمل على نحو أفضل من ذي قبل وعلى نحو يعود بالنفع على جميع مواطنيه.

ومن ثمَّ، فإن لحظة الأزمة هذه بمثابة صيحة تنبيه تدعو إلى تغييرات عميقة في السياسات المؤسسية والاقتصادية والاجتماعية على أساس أولويات الشعب اللبناني. ويشتمل التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في بيروت على وجهات نظر مختلف الأفرقاء وأصحاب المصلحة من كل فئات المجتمع اللبناني، وقد ساعدت هذه المساهمات في صياغة النتائج والتحليلات والتوصيات التي تضمنها التقرير.

لقد أثبت الشعب اللبناني مراراً على مدار العقود الماضية أن باستطاعته التعافي من آثار الصراع والدمار. وبمقدوره أيضاً الاستفادة من تحويلات أبنائه في المهجر في أنحاء العالم. ولذلك، فإنني على يقين بأنه بوسعنا مرة أخرى التعويل على حيويتهم وبراعتهم، ولكن هذه المرة المسألة ليست مجرد البقاء على قيد الحياة والتعافي. وإنما هي أيضاً مسألة هل ستغتنم البلاد هذه اللحظة، وتتخذ تدابير حاسمة من أجل التغيير ورسم مسار جديد للمستقبل؟

إن مجموعة البنك الدولي تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة لبنان في الإصلاحات التي تُشجِّع على تعافٍ اقتصادي واجتماعي مستدام، لا سيما من أجل توسيع نطاق الشمول وتغيير مسار معدل الفقر المرتفع في البلاد. وإننا نتطلع إلى الدخول في شراكة على المستوى القُطْري وفي أوساط المجتمع الدولي في هذا الجهد الضروري. ومعاً يمكننا تغيير مسار مستقبل لبنان.

* المدير المنتدب لشؤون العمليات بالبنك الدولي

 

ما بعد التوقيع!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

أما وقد تم توقيع اتفاق السلام بين دولة الإمارات ومملكة البحرين وبين إسرائيل بضمانة أميركية، فإن الحديث عن الماضي هو تحصيل حاصل، بل يتوجب الحديث عن المستقبل! إلا أن مقدمة سريعة مستحقة تظهر المشاعر الإنسانية، وهي أني أكنّ للشعب الفلسطيني كل احترام، ليس بسبب التعاطف الإنساني والقومي فقط، لكن أيضاً كوني في وقت ما أصبحت لاجئاً مثل أغلبيته، لما احتل النظام العراقي الصدامي الكويت وعشنا 7 أشهر صعبة، وقتها زاد إحساسي بما يشعر به الفرد الفلسطيني من عنت، عدا أني متعاطف كثيراً قبل ذلك الوقت وبعده مع هذه القضية التي لم تجد لها مرفأ حتى اليوم. كوني عربياً، ولا ضير من ذلك، فتعاطف اليهودي في بروكلين - نيويورك مع الشعب الإسرائيلي هو طبيعي كتعاطفي وغيرى من العرب مع فلسطين. المستقبل هو المهم، فالتوقيع الذي مهره الشيخ عبد الله بن زايد عن الإمارات والسيد عبد اللطيف الزياني مع بنيامين نتنياهو، وبحضور وتوقيع رئيس جمهورية الولايات المتحدة، مساء الثلاثاء الماضي، ليس كغيره من معاهدات السلام. فالمعاهدة الأولى (مصر) والثانية (الأردن) والثالثة (الفلسطينيون - أوسلو) كلها تمت بين إسرائيل ودولة محاذية، وفي وقت ما محاربة، أما ما تم الأسبوع الماضي فهو بين دول بعيدة نسبياً عن الصراع المباشر، ذلك يرسل رسالة مهمة جداً، وهي أن زمن «الغيتو» علينا أن نعيد النظر فيه. مهما بلغت إسرائيل من قوة عسكرية واستخبارية وتقنية حتى سياسية لا تستطيع يقيناً الشعور بالأمن، وليس ذلك تخرصاً، بل قراءة للواقع، فإسرائيل تحيط نفسها اليوم في معظم نقاط التماس مع الأراضي الفلسطينية بأسوار عالية، هي في الحقيقة «محاصرة» من جهة، وتقوم بفرض «الحصار» من جهة أخرى، لذلك فالمجتمع الإسرائيلي لا يشعر بالأمان، غُذّي هذا الشعور لعقود طويلة من سياسيين إسرائيليين، ربما كان هدفهم رصّ صفوف القادمين الجدد، ودائماً تذكيرهم بالهولوكوست الذي قام به النظام النازي تجاههم في مأساة إنسانية لن ينساها تاريخ البشرية. الاتفاق الأخير يتوجب أن يعود الجميع لفحص سياسة «الغيتو» المتبادل، فإسرائيل دولة معترف بها من الكل في محيطها، وها هي دول بعيدة نسبياً تمد يدها للسلام. لذلك فإن حشد الرأي العام الإسرائيلي ضد العرب والثقافة العربية في برامج التدريس أو الإعلام حتى الخطاب السياسي، يتوجب إعادة صياغته إسرائيلياً، كما في المقابل يتوجب إعادة صياغة برامج في التعليم والإعلام والخطاب السياسي العربي تجاه سحب «الخرافات» التي زرعت على مرور عقود من الزمن تجاه إسرائيل، والتي هي قد أثّرت في الخطاب الزاعق من البعض اليوم تجاه توقيع السلام الأخير في البيت الأبيض، هذا الزعيق نتيجة متوقعة من تراكم كم ضخم من المعلومات المغلوطة لدى الجمهور العربي، فلم يكن لدينا إلا النزر اليسير من مراكز البحث لمعرفة الآخر على حقيقته من دون تضخيم أو تهوين، ذانك ملفان في الضفتين يتوجب زيارتهما في القريب، لأن ترك تلك التصورات في الخلفية سوف يأكل من الرأسمال المرتجى من الاتقاقات الأخيرة. على الجانب الإسرائيلي الشعور بالأمان الحقيقي يبعد التطرف ويزيد الإقبال الأوسع على الاعتدال. ردة فعل الإخوة الفلسطينيين مع الأسف متوقعة، وفي الغالب انفعالية ومتضخمة، وبعضها تحول من السياسي كالعادة إلى الشخصي (متدني الخطاب)، وهي سلوكيات آن الوقت أن يترفع عنها الجميع! خاصة من القياديين. مثال على ما سبق قول محمود الزهار، القيادي في «حماس»، وهو مسجل له، إن وباء «كورونا» هو فقط للأميركان والإسرائيليين والعرب المطبعين. مثل تلك القيادات كيف يمكن أن ترمم مصداقيتها؟ ومن تخاطب؟ أما طائفة من الإخوة الفلسطينيين فهم يطلبون من الدول العربية الأخرى تحقيق معادلة مستحيلة، وهي «عدوي هو عدوك، أما عدوك فهو صديقي». يعرف الكل أن إيران وأيضاً تركيا تريدان فرض هيمنة على هذه المنطقة، في الظاهر تحت شعارات براقة، وفي الواقع سعياً للسيطرة على الموارد والبشر، إلا أن العلاقة بين بعض تلك التنظيمات وتلك المشروعات التوسعية مثيرة للريبة، وعلى حساب إخوة لهم في منطقتنا. منذ أسابيع نظم زملاء عرب لقاء عن بُعد مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، الغرض محاولة للدفع بالوحدة الفلسطينية، التي هي لأي عاقل ضرورة ملحة لكل الفلسطينيين لمواجهة تحديات المرحلة. طرحت في اللقاء مخاوف إخوانه في الخليج من تلك العلاقة مع إيران، وأنها تعدت المصالح المشتركة كي تُؤثر سلباً في مصالح الآخرين. الإجابة كانت عامة، لكن رسالتي وصلت ومعها القلق الحقيقي. الموقف العربي وخاصة الخليجي طوال تاريخ القضية كان هو الأكثر والأعمق في المساعدة السياسية والاقتصادية، منذ أن جمع السفير عبد الله بشارة في عام 1979، وكان مندوب الكويت وممثلها في مجلس الأمن، السيد أندرو ينج ممثل الولايات المتحدة مع ممثل منظمة التحرير وقتها زهدي الطرزي على مائدة عشاء للبحث في القضية، وقتها المنظمة كانت بصفة مراقب، فقد على أثر ذلك السيد ينج منصبه، بعد أن علم الإعلام بالاجتماع! كما أن شبكة الأمان العربي المقرة من الجامعة العربية لتسيير الإدارة الفلسطينية وهي 100 مليون دولار شهرياً معظمها يأتي من دول الخليج. إن كان توقيع الثلاثاء الماضي سوف يدفع المجموعات الفلسطينية المختلفة والمخالفة إلى التوحد، فيستحق أن يشكر، لأنه كان الدافع، ولو أني أقرب إلى الشك في الأمر، لأن بين الفصائل جدران سميكة من المصالح المختلفة! مع الأسف.

إلى مقلب آخر، تدعو السلطة الفلسطينية الجامعة العربية لإدانة دولة الإمارات بسبب اتفاقها مع إسرائيل، في قراءة عمياء للواقع العربي القائم، وتصور غير حصيف للخطوة الإماراتية. لو كان هناك عقل منطقي لقارن أن العرب رحبوا باتفاق أوسلو الذي عقدته السلطة مع إسرائيل وقتها من دون استشارة للجامعة العربية أو علمها، وكان ذلك اعترافاً بإسرائيل، بل إن المناداة بحل الدولتين هو الاعتراف بحد ذاته. كان يمكن أن تقرأ خطوة دولة الإمارات ومملكة البحرين الأخيرة كما يجب أن تقرأ، فهي لو كانت «أزمة» تحمل في طياتها فرصة للقضية وتكسب أرضاً سياسية في ظل الظروف الحالية والعالمية السائدة، فهي خطوة يمكن توظيفها باتجاه ما يُرغب من الحصول عليه من إسرائيل، كما أن المرتجى أن يخرج بعض الساسة الإسرائيليين من مصيدة الغيتو المشتركة، إلى رحاب التعامل مع دول ليست عدوة، وكما قال وزير الخارجية الإماراتي في خطابه الثلاثاء في البيت الأبيض؛ حيث لم يفته ذكر القضية والإشارة إلى شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي جمّد التمدد والاستيلاء على الأرض لأنها فلسطينية. وعلينا أن نتذكر أن صانع السلام سوف يكون مستهدفاً، وربما هناك جيوب سوف تنتعش بالمال الإيراني أو الإعلام الموجه كي تخلق كثيراً من الأزمات، لذلك فإن ملف الوقاية يتوجب أن يوضع أمام جميع من ذهب إلى السلام لتجنب الأسوأ.

آخر الكلام... لغة الجسد أثناء توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل... حيث كان الشيخ عبد الله منسجماً مع سويته الأخلاقية ودماثة سلوكه عندما قدم أكثر من مرة عبد اللطيف الزياني في الصف أو الصور رغم أقدميته. إنها أخلاق الفرسان.

 

صورتان من حديقة البيت الأبيض

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

لا أدري إن كانت هناك أي علاقة في المصادفة لكنَّني أكرر دوماً ما سمعته في «الطائف» العام 1981 عندما قال لي الزعيم الراحل ياسر عرفات، رداً على سؤال: «كبر عقلك يا فلان. السياسة ما فيهاش مصادفات». ولكن من حيث المشابهات التاريخية على الأقل، لا يمكن تحاشي ما تتركه الصور التاريخية: 13 سبتمبر (أيلول) 1993، ياسر عرفات يوقع في البيت الأبيض، اتفاق أوسلو، مع رئيس وزراء إسرائيل اسحق رابين ووزير خارجيتها شمعون بيريس، في حضور ومباركة الرئيس بيل كلينتون. حاضراً وموقعاً أيضاً عن الوفد الفلسطيني، كان السيد محمود عباس.

قامت يومها دنيا العرب على أبي الثورة الفلسطينية ومؤسسها. كان اتهام الخيانة جاهزاً على الرفوف، فتم إنزاله ورشق به ياسر عرفات و80 ألف شهيد من (فتح) التي أسسها مع عدد قليل من الرفاق في الكويت، انضم إليهم لاحقاً أبو مازن.

اتفاق (أو بالأحرى اتفاقا) أوسلو أعطى الفلسطينيين شيئاً من الأرض وشيئاً من الموقع، وبقي كل شيء آخر معلقاً: الدولة، العودة، القدس، الحدود... وهلم جرا.

لكن أبو عمار مضى يدافع عما توصل إليه في المفاوضات السرية، أولاً في أوسلو، وتالياً في طابا. وللذين كانوا يستفسرون عنه، في مودة وصدق، إذا كان ما فعله في صالح القضية، كان يقول، في صراحة وطيبة وصدق: نريد أرضاً لنا نقف عليها. ذات يوم، فيما الصخب قائم حول أوسلو، سألني صديق حبيب من كبار الفلسطينيين عما أعتقده في المسألة، قلت له إن الوقت مبكر للإجابة ولا يوجد شيء واضح حتى الآن، لكنني أستطيع أن أقول لك شيئاً واحداً، أمس واليوم وغداً، وهو أنني لا أستطيع أن أحب فلسطين قدر ما أحبها أبو عمار، ولا أن أعرف مصلحة الفلسطينيين قدر ما يعرفها.

كان التشابه كبيراً بين 13 سبتمبر 1993 و15 سبتمبر 2020 في حديقة البيت الأبيض. خطب وتواقيع عربية – إسرائيلية برعاية الرئيس الأميركي. لكن الفارق أن منظمة التحرير سمّت هذا اليوم «يوماً أسود في تاريخ القضية الفلسطينية». يتساءل المرء متى كان لهذه القضية الحزينة يومها الأبيض منذ 1948 إلى اليوم؟ ولعل أكبر شاهد على أحزان الفلسطينيين هو أيضاً هذا الخليج الذي ضم أكبر عدد منهم، وساهموا في بناء نهضته وساهم في رفع العسر عنهم في عملية تكامل وتكافل نادرة في التاريخ. حرية الموقف أو الرأي السياسي، حق الفلسطينيين وحق الخليجيين معاً. ما ليس حقاً ولا لائقاً هو كلام بعض السياسيين والإعلاميين ضد الإمارات والبحرين، خصوصاً عندما يكتب ويقال ليس لحساب القضية، بل لحساب دولة كانت أول من عبّد طريق الخليج العربي للاتفاقات مع إسرائيل. وأول من استضاف ندوات شمعون بيريس حول التطبيع. وأول من قام بدور الوسيط بين فريق عربي وإسرائيل، متجاهلاً تماماً أنه فريق في النزاع وليس ضيفاً سويدياً.

 

الأمم المتحدة... قمة «حوار الناس»

إميل أمين/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

حرم انتشار فيروس «كوفيد - 19» العالم من أن يكون هذا الشهر مناسبة «ماسية» بمناسبة مرور 75 عاماً على قيام هذا الكيان الأممي الذي استلهم روح «العقد الاجتماعي» للمفكر الفرنسي الكبير جان جاك روسو، غير أن ذلك لم يفت في عضد الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي كرس الجمعية العامة الافتراضية لهذا العام اليوبيلي لما أطلق عليه «حوار الناس»، مع الوعد بأن تكون القمة، ولو من داخل جدران المكاتب، وبطول وعرض الكرة الأرضية، فرصة لعقد أكبر محادثة عالمية على الإطلاق حول البناء الأممي المستقبلي وما تصبو إليه النفوس.

أفشل فيروس «كورونا» بهجة لقاء القادة والزعماء، الملوك والرؤساء، غير أن الذكاء الصناعي ووسائط التواصل الاجتماعي، أوجدت مسارات ومساقات لمواجهة اللحظة الأممية الحرجة، ومتابعة حالة الاضطراب المتفاقمة، لا سيما من جراء التفشي المستجد للفيروس الشائه، والآثار الإنسانية والاقتصادية التي سيخلفها وقت يقدر له أن يرحل عن كوكبنا الأزرق، وأضحى السؤال: هل سيقدر للبشرية أن تخرج من هذا المحك أكثر قوة واستعداداً للعمل معاً، أم أنه سيكون خصماً من تضامن الإنسانية المعذبة، لتنعدم الثقة أكثر وتتعمق العزلة بنوع أشد؟

قبل عقدين من الزمن، بدا وكأن عجلة التاريخ تعود إلى الوراء، ومعها أضحى ميثاق الأمم المتحدة على أهميته ورفعة شأنه وأخلاقياته، غير قادر على مواجهة تغيرات وتبدلات بات فيها الإرهاب هو الحرب العالمية الجديدة، حيث جيوش من المتطرفين متمترسون وراء أجهزة الحاسب الآلي، يقومون بمعارك قاتلة في الفضاء السيبراني، يمكنها أن تشعل حروباً، وتقفز فوق الحدود والسدود، ناهيك عن تجار أسلحة الموت، وغاسلي الأموال، الذين يتلاعبون بقوت الدول الفقيرة والنامية، ومن غير أن نغفل انتشار خطاب الكراهية، وارتفاع صيحات القوميين ودعاة الانعزالية.

هل يقتضي المشهد ميثاق أمم متحدة جديداً قادراً على التعاطي مع مثل هذا الواقع المثير والخطير، أم أن الأمر يستدعي تخليق مؤسسة أممية جديدة، تعد بمثابة غطاء عالمي عصراني قادر على التجميع والتنسيق وبلورة الرؤى ووضع الاستراتيجيات؟

يرى البعض مستقبل الأمم المتحدة في إلغاء الكيان الزجاجي القديم دفعة واحدة، وحجة أولئك أن الزمن تجاوزها، ولم تعد قادرة على متابعة الأحداث ومواكبتها، وفي مقدمة هذا الفريق يأتي المحافظون في الداخل الأميركي، وجميعنا يتذكر التعبير الشهير لجون بولتون السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة سابقاً، وتالياً مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترمب، وكان قد أشار إلى أن «إزالة عشرة طوابق من المبنى الأممي لن يغير شيئاً من أهمية المنظمة»، ما يعني أنها عديمة الفاعلية.

الفريق الآخر يرى أن هناك أهمية لا تزال قائمة وقادمة للأمم المتحدة، لا سيما أنها مثلت «رمانة الميزان»، خلال الحرب الباردة، ومن خلال مجلس الأمن خاصة، استطاع العالم أن يتجنب مواجهة كونية ثالثة بين موسكو وواشنطن.

على أن فريقاً ثالثاً يرى أن هناك طرحاً جديداً مغايراً ربما يكون الأكثر معقولية وقبولاً من الأطراف الدولية الفاعلة على الصعيد الدبلوماسي الكوسمولوجي، وهو التعددية الدبلوماسية، التي تعتبر طوق نجاة، بمعنى أن لا تبقى الأمم المتحدة رهينة طرف بعينه، أو قوى بذاتها.

يكاد القارئ يدرك من السطور الأخيرة أن القصد هو علاقة الأمم المتحدة بالولايات المتحدة، المساهم الأكبر في ميزانية المؤسسة، كما أنها بلد المقر. والشاهد أن هذا وإن اعتبر صحيحاً في جانب منه، إلا أنه ليس الحقيقة بأكملها، فقد تجاوزت معطيات الحال النظام التأسيسي المنطلق من فكرة مكافأة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، وتميزهم بحق استثنائي، حق النقض، وكأن إرادتهم الدولية تعلو بقية الأمم. تغير جيوبولتيك العالم كثيراً جداً منذ مؤتمر يالطا، وبدت هناك قوى إقليمية عديدة تشارك في صناعة مستقبل العالم، وليس العظماء الخمسة فحسب، هؤلاء يمكن لهم أن يكونوا قيمة مضافة يوماً ما حال التوصل إلى إصلاحات جذرية في النظام الأولي، وليس بالضرورة تغيير أو هدم المبنى الزجاجي، بل مراكمة الخبرات والانطلاق منها لمعالجة المهانين والمجروحين، فيما أوفت مراراً مضاعفة لأثرياء العالم وحكامه الجدد. مهما يكن من أمر، فإن من صاغوا ميثاق الأمم المتحدة الحالي تجرأوا على تصور عالم أفضل يحدده السلام والمساواة، والآن تبقى الدعوة مفتوحة للسياسيين والمفكرين معاً لاجتراح كيان مؤسساتي عالمي قادر على خدمة الإنسانية، والتي اكتشفت أمام فيروس «كورونا» أنها عند لحظة بعينها ينبغي أن يكون فيها الواحد للكل والكل للواحد، حسب الصيحة الشهيرة لألكسندر ديماس الأب، في رائعته الشهيرة «الفرسان الثلاثة».

 

ليبيا بين إدارة الاختلاف وفرض الاتفاق

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

كلُّ شيءٍ متحرك في ليبيا حتى الصمت. وقف إطلاق النار الذي توافق عليه صوتياً كلٌ من فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي بطرابلس، وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب بطبرق، هذا الوقف للنار أنتج مواجهات سياسية حوارية متحركة.

اجتماعات في المغرب وفي سويسرا بين أطراف ليبية متعددة المشارب والتحالفات. جدول الأعمال يطوف حول الثابت القديم والجديد المفتوح على أبواب الأحداث المحلية والدولية. جهاز الحكم تكوينه وأسماء من يملأ كراسي السلطة.

القضية الأساسية التي ترهق الناس شرقاً وغرباً وجنوباً، هي تشظي البلاد والانقسام الذي يزداد تجدراً بين مكونات الكيان الوطني. دولتان ليبيتان، حكومتان بكل أجهزتهما. في برقة مجلس وزراء ومجلس نواب ومصرف مركزي وجيش، المكونات الأربعة نفسها في طرابلس، بل أكثر.

هذا الوضع يجعل قضية بناء الدولة الموحدة هي الحلقة الحاسمة التي تشكل الانطلاق لاستعادة الدولة والوطن والمجتمع. كل ما تعانيه البلاد ترتب على انهيار الدولة وانقسامها إلى كيانين. تتعدد الأعراض التي طفحها هذا الواقع الذي تكرس منذ سنوات، وأنتج تعقيدات متراكمة على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. زاد من تعقيدات الموقف بروز قوى متصادمة في المصالح وقبلها الدوافع والأفكار، إضافة إلى تدخل خارجي واسع بالسياسة والمال والسلاح والمصالح. المعاناة التي طالت غالبية شرائح الشعب، انهيار منظومة الكهرباء، وانعدام السيولة النقدية التي فاقمها إغلاق حقول النفط، وتفشي وباء كورونا في كل أنحاء البلاد، وتدني الخدمات الصحية، أما الفساد الذي تغول في كل مفاصل البلاد، فقد أتى على بقايا اليابس ورفع درجة الاحتقان الاجتماعي بما يهدد بانفجار فوضى مسلحة واسعة. تظاهر الناس في الكثير من المدن الليبية تعبيراً عن الضيق والغضب مما وصل إليه الوضع المعيشي، إضافة إلى غياب الأمن والخوف المتزايد من المستقبل المجهول. الأزمات يدركها العام والخاص فوق الأرض الليبية، لكن الحلول لها تتوالد نظرياً كل يوم من أشخاص ومجموعات تلتقي داخل البلاد وخارجها. تلتقي أغلب محاور الاجتهادات حول تشكيل الجسم القيادي الأعلى الذي يتولى إدارة البلاد في المرحلة المقبلة التي يريدها البعض أن تكون انتقالية إلى مدى يختلفون في مداه. لكن يبقى الأمر الذي فيه يختلفون، ما هو المحفل الذي سينتج هذا الجسم القيادي الأعلى؟ المجلس الرئاسي الحالي، كان وليد طفل أنبوب سياسي وُلد في اجتماع الصخيرات بالمغرب الذي ضمَّ طيفاً متعدد الألوان والثقل السياسي من كل أنحاء البلاد. حينئذ كان الوضع العام في ليبيا مختلفاً عنه اليوم، وكذلك حجم التدخل الأجنبي، والتصعيد العسكري. عن الدستور الذي يفترض أن يؤسس قواعد نظام الدولة الجديدة، لا تسل. توصلت اللجنة المكلفة وضعَه إلى صياغة مشروع ينتظر الاستفتاء عليه، لكنه غاب بشكل شبه نهائي عن المطارحات السياسية التي تخبو لتعود من حين إلى آخر.

الجميع يشتكي من الجميع، وأصوات المظلومية ترتفع في كل مكان، والمطالب تتوالد وعقلية المغالبة تنهش ما تبقى من لُحمة اجتماعية تقادمت ولم تعد قادرة على رتق الفتق.

الاختلاف بين بني البشر حقيقة زمنية ترافق فعل الحياة في كل مكان. تنهض الشعوب بقدرتها على اجتراح قواعد لإدارة اختلافاتها عبر صيغ سياسية وقانونية ناظمة للتعايش السلمي بين كل شرائح المجتمع. لا توجد وصفة دستورية أو سياسية صالحة لإدارة اختلاف كل الأمم. هناك أنظمة ملكية وأخرى جمهورية وبرلمانية، شعوب تُحكم بحزب واحد وأخرى بأحزاب متعددة. الصين الشعبية حققت قفزتها الاقتصادية بحزب واحد تغير وتطور، لكنه بقي على هامة السلطة لعقود وصار حزباً أبوياً وطنياً. في بريطانيا والولايات المتحدة حزبان تاريخيان يتبادلان التداول على السلطة لسنوات طويلة. حزبا العمال والمحافظين في بريطانيا والحزبان الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية. صارت هذه الأحزاب أحزاباً أبوية قادرة على التفاعل والتعايش مع الاختلافات السياسية التي تعج بها مجتمعاتها. القدرة على إدارة الاختلاف عبر تنظيمات مؤسساتية، مرتكز مصيري لتحقيق السلم الاجتماعي والتفاعل مع المتغيرات البشرية التي لا تتوقف. الاضطرابات السياسية والاجتماعية تنفجر بقوة إذا انفرط خيط القدرة على إدارة الاختلاف على أسس سلمية مقننة بالدستور أو بالعرف والتقاليد مثلما هو الوضع في بريطانيا وغيرها في بعض الدول.

ليبيا تشهد اليوم اختلافات، بل وخلافات رأسية وأفقية، وغابت المقاربات الواقعية لوضع أسس لإدارة هذا الخلاف الذي وصل إلى الصدام الدموي المسلح. هناك من يعتقد أن تجاوز ما تشهده البلاد من أزمات متفجرة هو فرض الاتفاق على الجميع بقوة السلاح، أو بتمكين الآيديولوجيا المهيمنة من طرف واحد على الآخرين جميعاً. ذلك لن يكون سوى إضافة متفجرات مرعبة إلى صندوق النار الكبير. المخرج ليس تقاسم السلطات والمصالح والنفوذ على أساس جهوي أو اجتماعي أو آيديولوجي، ولكن مأسسة الدولة بداية من بناء كيانها الواحد وتحكيم القانون على أساس المساواة على قاعدة المواطنة التي لا مكان فيها للإقصاء. تحديد الهوية الاقتصادية للدولة الليبية وخريطة العلاقات الخارجية، لكن ذلك كله يقتضي وضع قواعد ثابتة للتداول على السلطة والمحاسبة القانونية والدستورية لها. المركزية في إدارة الدولة صارت من بقايا عهود فرض الاتفاق وتقود إلى وهن الأجهزة بكل مستوياتها وتعرقل مصالح المواطن، والمحاصصة سواء كانت على أساس مناطقي أو طائفي أو عرقي تلغي مفهوم الدولة بنيةً وكياناً، بل تدمر وجود الوطن ذاته.

الاستحقاق الضاغط اليوم هو ما هي الآلية العملية القادرة على ولادة القدرات التي تستطيع إعادة بناء الدولة الليبية وفق ثوابت واقعية جديدة. البداية تكون بالعمل على تفعيل مشروع الدستور أو يصار إلى إعلان دستوري مرحلي للعمل به في مرحلة زمنية مناسبة ومحددة قادرة على إدارة الاختلاف مرحلياً وعلى المدى الطويل بعد إقامة الدولة الجديدة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

حريق مرج بسري.. شبهة بافتعاله ثأراً من منع السد

المدن/20 أيلول/2020

اندلع حريق ضخم في مرج بسري، فالتهم أشجاراً وأعشاباً يابسة، وساهم الهواء بامتداده إلى البساتين والأشجار المثمرة الكثيرة في تلك المنطقة. وطاولت شهب النيران الصفة الأخرى من النهر في المرج، فاتسع الحريق. وهرعت إلى المكان وحدات من فرق الإطفاء في محاولة للسيطرة على النيران، بعد مناشدات من الناشطين وسكان المنطقة، طالبين الجيش اللبناني باستخدام طوافاته لتقليل حجم كارثة. وناشد الناشطون المناهضون لإنشاء سد بسري، الذي تراجع البنك الدولي عن تمويله منذ حوالى الشهر، قيادة الجيش والبلديات والأهالي في أقضية جزين والشوف وصيدا، للتوجه مع عدة إطفاء لمساعدة الدفاع المدني في السيطرة على النيران. وأفاد شهود عيان عن حصول حرائق متزامنة، الأمر الذي أبدى الحادث مفتعلاً، للقضاء على محمية مرج بسري. وبدأ الحريق بعد ظهر السبت 19 أيلول، واستمرت فرق الدفاع المدني والنشاطون حتى ساعات المساء في محاولة السيطرة عليه. وأشار ناشطون إلى أن الحريق شب بعد 3 أسابيع على إسقاط مشروع سد بسري. وكأنه شب ليقضي على الأشجار ويسهل قطعها، وينزع من الرافضين للسد قضية الضرر البيئي الناجم عن قطع الأشجار التي لوحوا بها سابقاً بوجه المتعهد الذي باشر بإنشاء السد. واختفاء الأحراش بسبب اندلاع الحريق ينزع منهم الدفاع عن الثروة الحرجية التي تتمتع بها المنطقة. وما عزز من فرضية الحادث المفتعل، وفقهم، أن رئيس التيار العوني جبران باسيل، رفض، بل ندد بإلغاء البنك الدولي تمويل السد، وأصر على البحث عن مصادر تمويل بديلة، معتبراً أن قرار إنشاء السد "أمر سيادي، وبالتالي ما زال قائماً". ولاحقاً أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني أن عناصرها أخمدوا منذ الساعة 16,00 ولغاية الساعة 19,15 الحريق الذي شب في مساحة شاسعة من أعشاب يابسة وهشيم وأشجار حرجية وأخرى مثمرة، في مرج بسري. 

 

رؤساء الحكومة السابقون: مبادرة ماكرون فرصة يجب تثميرها في الاسراع بتشكيل الحكومة

وطنية - السبت 19 أيلول 2020

عقد رؤساء الحكومة السابقون،سعد الحريري، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، وتمام سلام اجتماعا مساء أمس في "بيت الوسط"، أكدوا خلاله أن "مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تشكل فرصة مهمة يجب تثميرها بالاسراع في تشكيل الحكومة، لابعاد لبنان عن الانهيار والفتن والشرور المحدقة به".

واعتبروا أن "فرنسا، التي استشعر رئيسها حجم الاخطار المحدقة بلبنان، بادرت مشكورة الى تقديم الدعم والمساعدة واطلاق مبادرة سياسية متكاملة للحل ترجمت بتكليف الدكتور مصطفى أديب تأليف حكومة وفق تفويض محدد بالشكل والمضمون وينبغي العمل على إنجاحها".وحض الرؤساء الاربعة الرئيس المكلف على "التمسك بصلاحياته كاملة لجهة تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن بالتشاور مع فخامة الرئيس وتحت سقف القواعد المنصوص عليها في الدستور".

 

بعد العقوبات الاميركية عليها... بيان من شركة معمار للهندسة والإنماء

المركزية/19 أيلول/2020

اثر العقوبات الاميركية المفروضة عليها، أصدرت شركة معمار للهندسة والإنماء بياناً جاء فيه: "يهم إدارة شركة معمار للهندسة والإنماء أن توضح للرأي العام اللبناني، أنها شركة هندسية لبنانية مرخصة منذ العام 1988 ومصنفة وفقا للقوانين مرعية الإجراء. وتعمل في مجال المقاولات في القطاعين العام والخاص وتلتزم المشاريع وفقا للمناقصات والآليات المعتمدة وبكل شفافية وقد حرصت على ان تنجز مشاريعها وفقا لأعلى المعايير الهندسية والإدارية، بما تختزنه من خبرات فريق عملها اللبناني المؤلف من عشرات المهندسين والإداريين، وذلك خلافا لما أوردته الإدارة الأميركية، والتي لا يزال وطننا لبنان يعاني من اثار إعتداءاتها وظلمها وفسادها. وتؤكد الشركة بإذن الله الإستمرار في جهودها لعشرات السنين المقبلة، كما عملت في الأعوام الإثنين والثلاثين الماضية".

 

التيار الوطني: نقترح توزيع الوزارات المعروفة بالسيادية على الطوائف الأقل عددا

وطنية - السبت 19 أيلول 2020

عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" اجتماعها الدوري إلكترونيا، برئاسة رئيس التيار النائب جبران باسيل، وأصدرت البيان الآتي: "انتهت الفترة التي حددها لقاء قصر الصنوبر قبل أسبوعين ولم تتشكل بعد الحكومة المنتظرة. إن الهيئة السياسية تؤكد ان التيار يواصل، عن اقتناع، دوره المسهل والإيجابي لولادة حكومة المهمة، ‏لكنها تحذر من أن يفهم أي طرف هذا التسهيل على غير معناه أو يظنه نوعا من الضعف، فالتيار يساهم في الحل من موقع قوته الشعبية وشرعيته النيابية، وهو ليس مستعدا أبدا لإلغاء ذاته سياسيا، ولن ‏يسمح بأي اعتداء على المنتسبين إليه أو المناصرين له أو على مقراته، وسيقوم بالرد المناسب على كل حالة. تجدد الهيئة تمسكها بقيام حكومة سريعا تحترم وحدة المعايير وتكون قادرة على الإنتاجية والعمل بفعالية لتحقيق برنامج الإصلاحات المطلوبة. وتؤكد ان التيار يقدم النصائح وهو لم يضع اي شرط وليس له أي مطلب؛ ولكنه يرفض اعتبار اي تسهيل من قبله لولادة الحكومة وكأنه تكريس لأي عرف يطوب أي وزارة لأي طائفة او فريق، ‏لا بل يقترح في هذا المجال القيام بتجربة توزيع الوزارات المعروفة بالسيادية على الطوائف الاقل عددا وبالتحديد على الدروز والعلويين والأرمن والأقليات المسيحية.

وتعتبر الهيئة أن المعيار الأهم في هذه المرحلة ليس انتماء الوزير الطائفي والسياسي بل أن يتمتع بالمناقبية والقدرة والخبرة على إنجاز المتفق عليه.

‏ترفض الهيئة السياسية أن تقوم أي جهة بفرض توقيعها على اللبنانيين من خارج الدستور والاعراف والأصول، أو أن تفرض أي جهة أخرى ‏على اللبنانيين تسمية جميع الوزراء في الحكومة فيما هي لا تمتلك أكثرية نيابية ولا أكثرية ميثاقية؛ وعليه تؤكد الهيئة انه مع تنازل التيار الوطني الحر عن أي مطلب، وقيامه بتسهيل تشكيل الحكومة حفاظا على فرصة الإنقاذ المالي والاقتصادي المتوفرة للبنان، إلا أنه لا يخضع لأي ضغوط خارجية ولا للتهديد بعقوبات بل ‏لرغبة اللبنانيين بالتقاط فرصة الإنقاذ، ومع ذلك فإنه لن يقبل بتسلط فريق واحد على كل اللبنانيين مهما بلغت قوته او مهما بلغ استقواؤه بالخارج.

إن التيار، وإن تنازل عن دوره في تشكيل الحكومة، فهو لن يتنازل عن دوره في تمثيل من يمثل، وهو لن يقبل بعدم التساوي بين اللبنانيين كما لن يقبل بتخطي شراكة رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة ولن يقبل بأن يفرض عليه بحجة الوضع الضاغط ما لم يقبل به تحت ضغوط الأمن والسياسة".

 

عضو كتلة "لبنان القوي" النائب سليم خوري: التيار سيبقى من المسهلين لولادة الحكومة ولن يكون حجر عثرة أمام إنجاح المبادرة الفرنسية

وطنية - السبت 19 أيلول 2020

أكد عضو كتلة "لبنان القوي" النائب سليم خوري "ألا بديل عن إيجاد الحل لعقدة وزارة المال وتسهيل مهمة تأليف الحكومة"، محذرا من أن "تفويت فرصة التشكيل وإفشال المبادرة الفرنسية ستكون لها عواقب وخيمة على الواقع المالي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان لا يستطيع أي طرف تحملها".

خوري وفي حديث الى برنامج "أقلام تحاور" من إذاعة "صوت كل لبنان" اعتبر أن "الرئيس المكلف مصطفى أديب أضاع الوقت في بداية مسار التأليف عبر تجاهله آراء الكتل النيابية"، مشيرا الى أن "هذا الأمر أرخى فراغا كبيرا دفع برئيس الجمهورية الى إجراء لقاءاته مع ممثلي الكتل لاستمزاج آرائهم".

وشدد على أن "العقدة أمام التشكيل ليست لدى رئيس البلاد إنما تكمن بتمسك فريق معين بوزارة المال"، مذكرا ب "موقف التيار الوطني الحر بالمداورة الشاملة والرافض لتكريس أعراف طائفية جديدة غير موجودة في الدستور". وأضاف: "إن خلق هذه الأعراف ليس في مكانه في هذا الوقت بالذات وخصوصا أننا لا نقوم بتشكيل حكومة كلاسيكية بل حكومة مهمة تأتي بمبادرة فرنسية، بيانها الوزاري تم الاتفاق عليه في قصر الصنوبر، حكومة اختصاصيين ملتزمين بالبنود الاصلاحية التي تم الاتفاق عليها". وجدد خوري التأكيد أن "التيار الوطني الحر سيبقى من المسهلين لولادة الحكومة سواء التزم الرئيس المكلف بالنصائح التي أسديت له أم لم يلتزم" موضحا أن "التيار لن يكون حجر عثرة أمام إنجاح المبادرة الفرنسية". وردا على سؤال عن التخوف من أن تطال العقوبات الاميركية أشخاصا في التيار، وضع خوري هذه العقوبات في إطار الضغط السياسي، مؤكدا "ألا شيء يستطيع أن يغير قناعات التيار السياسية أو ممارسته الشفافة وهو غير معني بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد".

 

عكر من الجنوب: إلتزام لبنان القرارات الدولية لا يعني التخلي عن حقنا بالدفاع عن وطننا وسيادتنا ضد أي إعتداء

وطنية - السبت 19 أيلول 2020

تفقدت نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، مركز قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل" في الناقورة، حيث كان في استقبالها قائد قوات "يونيفيل" الجنرال ستيفانو ديل كول وعدد من كبار الضباط. وقد أقيمت للوزيرة عكر مراسم إستقبال وتشريفات، إستعرضت خلالها ثلة من حرس الشرف. ثم عقد إجتماع جرى خلاله البحث في آخر التطورات في ظل التجديد لليونيفيل وخفض عديدها اضافة الى الخط الازرق، والخروقات والانتهاكات الاسرائيلية اليومية للبنان. وأكدت عكر بحسب بيان من مكتبها الاعلامي "ضرورة أن تقوم القوات الدولية بإلزام العدو الإسرائيلي الإحترام الكامل لمندرجات القرار 1701"، مشيرة الى أن "إلتزام لبنان القرارات الدولية، لا يعني التخلي عن حقنا بالدفاع عن وطننا وسيادتنا ضد أي إعتداء"، ولفتت الى أنه "بالرغم من خفض عديد القوات الدولية، الا أننا واثقون أن مهمات حفظ السلام ستبقى على حالها"، داعية الى "ضرورة التنسيق والتعاون بين الجيش اللبناني وقوات يونيفيل لردع الإعتداءات"، ونوهت بدورهم في حفظ السلام والإستقرار.

ديل كول

وعرض الجنرال ديل كول قرار التجديد للقوات الدولية في الأمم المتحدة، مشيرا الى "أهمية التعاون مع الجيش اللبناني على طول الخط الأزرق"، ولفت الى أن قوات يونيفيل بدأت بتقديم المساعدات عقب إنفجار مرفأ بيروت، اضافة الى مكافحة وباء كورونا. وفي الختام، تم تبادل الدروع التذكارية، ودونت الوزيرة عكر كلمة في السجل الذهبي.بعد ذلك، قامت الوزيرة عكر والجنرال ديل كول، بجولة في الطوافة العسكرية فوق الخط الازرق، حيث إستمعت الى شرح مفصل عن مهمات يونيفيل والنقاط المتحفظ عليها لبنانيا.

دير كيفا

ثم زارت قيادة الكتيبة الفرنسية في دير كيفا، حيث إجتمعت الى قائد الكتيبة العقيد غريغوري كولومباني وعدد من الضباط. وقدم كولومباني شرحا مفصلا عن عمل القوات الفرنسية ميدانيا في جنوب لبنان، لجهة تعزيز الاستقرار والاندماج في البيئة المحلية، والمساعدات المقدمة للأهالي، خصوصا في مجال التعليم وفي ظل الوضع الإقتصادي الصعب ووباء كورونا. وشكرت عكر القوات الفرنسية لمساهمتها في حفظ الامن والسلام، منوهة بالدور الفرنسي في دعم لبنان داخليا وفي المحافل الدولية. وفي الختام، تم تبادل الدروع التذكارية ودونت الوزيرة عكر كلمة في السجل الذهبي.

ثم اطلعت على المعدات اللوجستية والتقنية التي تستخدمها القوات الفرنسية في مهامها.

كفردونين

بعد ذلك، تفقدت وزيرة الدفاع قيادة فوج التدخل الخامس في بلدة كفردونين، وكان في إستقبالها قائد الفوج العميد الركن محمد الامين وعدد من الضباط والعسكريين. واطلعت عكر على مهمات الفوج في الجنوب، وعند نقاط الخط الازرق وكيفية تصديه لخروقات العدو الاسرائيلي، لا سيما التصدي للطائرة المسيرة من قبل العدو واسقاطها. واعتبرت عكر أن هذا الأمر "يشكل انجازا جديدا للجيش اللبناني، الذي يبقى على أهبة الاستعداد ويتمتع بجهوزية عالية، لمواجهة العدو وإحباط مخططاته الرامية الى النيل من سيادة ووحدة لبنان". وقالت: "سنبقى دوما حكومة وشعبا الى جانبكم من أجل الدفاع عن لبنان وحمايته". وأملت منهم التقيد بشروط السلامة من فيروس كورونا. وقدم العميد الأمين للوزيرة عكر درعا تذكارية. ثم إنتقلت الوزيرة عكر الى زيارة مركز حدودي تابع للواء المشاة الخامس، بقيادة العميد الركن إدغار لاوندس، واطلعت منه ومن الضباط على سير مهمات الجيش في تلك المنطقة، إضافة الى شرح مفصل عن الجهوزية التامة للجيش اللبناني وكيفية التنسيق مع قوات يونيفيل. بعد ذلك، زارت مركزا محصنا من مخلفات العدو الإسرائيلي في حرب تموز. ونوهت عكر بجهود لواء المشاة الخامس، وقالت: "ثقتنا بكم كبيرة لأن مسيرة الحفاظ على الامن والاستقرار طويلة، لكنها ستتحقق بفضل عزمكم وإرادتكم وقدراتكم وشجاعتكم على مواجهة العدو الاسرائيلي والحفاظ على سيادة لبنان" . بعد ذلك، زارت وزيرة الدفاع قيادة الكتيبة الايطالية في بلدة شمع، في حضور الجنرال ديل كول، حيث إجتمعت مع قائد الكتيبة العميد أندريا ستاسيو، الذي قدم لها شرحا مفصلا عن مهمة القوات الايطالية في مناطق تواجدها على الصعيد العسكري إضافة الى المشاريع الانمائية والنشاطات التي تقوم بها لتعزيز الإندماج في البيئة المحلية. وأكدت عكر "أهمية الدور الذي تضطلع به القوات الإيطالية"، شاكرة لايطاليا حكومة وشعبا جهودها لدعم لبنان، لا سيما من خلال المساعدات التي قدمتها عقب إنفجار مرفأ بيروت ومكافحة وباء كورونا. وشددت على "ضرورة الالتزام بالقرار 1701 والتنسيق مع الجيش اللبناني بشأن التصدي للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان". وفي الختام، تم تبادل الدروع التذكارية ودونت الوزيرة عكر كلمة شكر في السجل الذهبي.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 19-20 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

اضغط على الرابط لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 20 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90530/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-829/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for September 20/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90533/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-september-20-2020/

 

وقفة أمام وزارة الدفاع ورسالة لقائد الجيش لتطبيق القرار 1559/الوكالة الوطنية للاعلام/19 أيلول/2020

رسالة من الثوار الى قائد الجيش… لا للدويلة داخل الدولة لا للسلاح غير الشرعي/المركزية/19 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90524/%d9%88%d9%82%d9%81%d8%a9-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%b2%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%81%d8%a7%d8%b9-%d9%88%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%a7%d9%84/

 

 

«مبادرة ماكرون» غرقت في مرفأ بيروت!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90512/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%ba%d8%b1%d9%82%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b1/

 

Partition Is the Only Solution to Lebanon’s Woes/Joseph A. Kachichian/Foreign Policy/September 19/2020

جوزيف كشيشيان/فورين بوليسي: التقسيم هو الحل الوحيد لمشاكل لبنانhttp://eliasbejjaninews.com/archives/90514/joseph-a-kachichian-foreign-policypartition-is-the-only-solution-to-lebanons-woes-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%8a%d9%81-%d9%83%d8%b4%d9%8a%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%86/

 

Iran's Missile Violations: Where is the International Community/ Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/September 19/2020
 
مجيد رافزادا: أين هو المجتمع الدولي من مخالفات الصواريخ الإيرانية
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/90518/dr-majid-rafizadeh-gatestone-institute-irans-missile-violations-where-is-the-international-community-%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d8%a3/

 

 

 

كيف يمكن للبنان أن يرسم مساراً جديداً للمستقبل؟/أكسيل فان تروتسنبرغ/الشرق الأوسط/19 أيلول/2020

How Lebanon Can Chart a New Path Forward/Axel van Trotsenburg/Asharq Al Awsat/September 19/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90521/%d8%a3%d9%83%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%81%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d9%88%d8%aa%d8%b3%d9%86%d8%a8%d8%b1%d8%ba-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%