المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 14 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september14.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

الياس بجاني/ما في شي اسمه داعش، بل فرق داعشية تابعة لمحور إيران ولحزبه اللاهي في لبنان

الياس بجاني/بري وجنبلاط هما أسوأ ما عرف لبنان من سياسيين تجار وفاسدين ومفسدين 

الياس بجاني/لا حلول بظل احتلال حزب الله وحكامنا وأطقم سياسينا والحكام هم أوباش وأدوات اسخريوتية

الياس بجاني/السرطان هو في الدويلة أما من في القصر فهو مجرد عارض لهذا السرطان

الياس بجاني/الإخونجي والنصاب الجهادي أردوغان هو من أكبر حلفاء إسرائيل ومن أكبر تجار ومقاولي قضية فلسطين

الياس بجاني/ضرورة تطبيع علاقة لبنان مع إسرائيل واقفال ساحته بوجه تجار ومقاولي نفاق المقاومة/مبروك للبحرين عملية تطبيعها مع إسرائيل، ومبروك لحكمة وعقلانية انحيازها لمفهوم السلام وع قبال لبنان.

الياس بجاني/حزب الله يحرق مرفأ بيروت لطمس أدلة جريمته، وليس مستبعداً أن يبدأ باغتيال المحققين والشهود

 

عناوين الأخبار اللبنانية

صليب بشير والشهداء/بقلم ادمون االشدياق/فايسبوك

فيديو مقابلة من قناة الحدث لوزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي يتناول من خلالها عملية تشكيل الحكومة بكل تشعباتها والصعوبات التي تواجهها

فيديو تقرير يتناول إيران وتنظيم الإخوان المنزعجان من اتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي يوسف دياب تتناول الملف اللبناني

فيديو البطريرك الراعي في الذكرى الأربعين لضحايا انفجار مرفأ بيروت

فيديو مقابلة مع د.مصطفى علوش: الطائفة السنية في لبنان معزولة والحريري قُتل بفتوى من الولي الفقيه

تقرير يتناول موقف التيار الوطني الحر وحركة أمل بعدم مشاركتهما في تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة.. لماذا؟

فيديو مقابلة مع زياد نجيم " ويل لأمة سائسها ثعلب" ومصيرنا الزوال بظل التطبيع السائد في المنطقة

العاقورا فوق السحاب/د. وليد فارس/فايسبوك

الغريق والسّباح/د. وليد فارس/فايسبوك

مرفأ بيروت/د. وليد فارس/فايسبوك

انهيار التفكير ام المصائب/د. وليد فارس/فايسبوك

يحنّ إلى إنعاش الوصاية على الحكومة الجديدة وهذا ما لن يحصل/الياس الزغبي

الجيش اللبناني: استشهاد 3 عسكريين وإصابة رابع في جبل البداوي

مقتطفات عن حديث الشيخ بشير الجميّل الى جريدة "الجمهورية"

تحالف بالمال والسلاح بين حزب الله ومنظمة أوروبية مسلحة/الاستخبارات البريطانية تكشف.. حزب الله يدعم الجيش الإيرلندي بالمال والسلاح

بومبيو يرحب بعزم صربيا تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية”

نواب ألمان: حزب الله خزّنَ مادة نيترات الأمونيوم بمستودع في ولاية بادن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 13/9/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بري وباسيل ينحنيان أمام عاصفة العقوبات... ماذا في آخر معطيات تشكيل الحكومة؟

النهار: انسداد خطير وتدخّل ماكرون مع برّي لم يبدّده

قلقٌ إسرائيلي من التدخّل الروسي المتزايد في لبنان

كورونا يضرب اليونيفيل: 90 إصابة بين الجنود في الناقورة

قطر دعمت “الحزب” بـ500 مليون دولار

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

تركيا تسحب “سفينة التنقيب” من شرق المتوسط.. واليونان ترحّب

الريال الإيراني في أدنى مستوياته أمام الدولار

البيت الأبيض يستعد لمراسم توقيع اتفاقي الإمارات والبحرين مع إسرائيل

المنامة تدعو إلى حلٍ عادل للقضية الفلسطينية وتشدد على حسن الجوار واتصال هاتفي بين وزيري خارجية البحرين وإسرائيل

الزياني: العلاقات مع إسرائيل لا تتعارض مع الالتزام بمبادرة السلام

وزير خارجية البحرين لـ«الشرق الأوسط»: لن نفرّط بالثوابت العربية... وتأييد السلام البحريني ـ الإسرائيلي يخلق فرصاً أفضل للشعب الفلسطيني

الزياني: العلاقات مع إسرائيل لا تتعارض مع الالتزام بمبادرة السلام

وزير خارجية البحرين لـ«الشرق الأوسط»: لن نفرّط بالثوابت العربية... وتأييد السلام البحريني ـ الإسرائيلي يخلق فرصاً أفضل للشعب الفلسطيني

محللون بحرينيون وخليجيون: إبرام السلام مع إسرائيل «شأن سيادي» بحريني قالوا إن الاتفاقات تسحب البساط من تحت إيران وتركيا وتعطي دول الخليج قدرتها على تغيير الواقع

أبوظبي: من المهم مراجعة استراتيجيات لم تؤت ثمارها

رفض تركي ـ إيراني لخطوة المنامة

إسرائيل تفرض عزلاً عاماً 3 أسابيع لاحتواء تفشي «كورونا»

دعوات في ألمانيا لإلغاء دعوة ظريف بعد إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري

إيران تؤجل محاكمة البريطانية زاغاري راتكليف

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

متعة الشماتة من جبران باسيل/قاسم يوسف/أساس ميديا

باسيل في مؤتمر الاستسلام: دخيل عرضكم/إيلي الحاج/أساس ميديا

سجعان قزّي لـ "أساس": ما فائدة تطوير النظام اللبناني في ظلّ السلاح/إيلي القصيفي/أساس ميديا

لبنان: نصائح للثنائي الشيعي بعدم المكابرة وإما التزام التعهّدات أمام ماكرون أو الفوضى/سعد الياس/القدس العربي

شرط استعادة لبنان تطبيق دستور الطائف/د. منى فياض/الحرة

حكومة ماكرون..سيف العقوبات أخضعهم جميعاً وحزب الله شديد الغضب/منير الربيع/المدن

بعد تشكيل الحكومة..سلاح حزب الله هو الجوهر والباقي تفاصيل/منير الربيع/المدن

"سكين" برّي و"بطيخة لبنان"/عصام الجردي/المدن

ساعات حاسمة أمام ولادة حكومة “أمر واقع” لا يرضى عنها الثنائي الشيعي.. فهل يوقّع عون؟/سعد الياس/القدس العربي

خطوة البحرين تجاه إسرائيل تواجه خطر رد فعل محلي/سايمون هندرسون/معهد واشنطن

عرب خلدة وولاءاتهم الممزّقة.. سطوة حزب الله وكرم برّي/محمد أبي سمرا - نبيلة غصين/المدن

عقدة التشكيل: هل يلدغ ماكرون من جحر بري مرتين؟/منير الربيع/المدن

عن طريقة الحياة الجديدة في لبنان/حازم صاغية/الشرق الأوسط

أسابيع خطيرة آتية نكهتها صينية – إيرانية/راغدة درغام/النهار العربي

العلاقات مع إسرائيل... البحرين أدرى بشعابها/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

طريق السلام الخليجي/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسطالبحرين... اتفاقية أخرى شجاعة/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/

رئاسة ترمب مفصل تاريخي في مسيرة اليمين الأميركي/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عظة غبطة البطريرك الراعي في أربعين شهداء المرفأ: لتحقيق دولي محايد ومستقل لأنه لا سيادة من دون عدالة

عظة المطران الياس عوده في الذكرى الأربعين لشهداء تفجير مرفأ بيروت: سياسيو بلادنا أدمنوا فن الرقص على الجثث…ألم تكتفوا يا حكام من فساد يدمي القلوب والجيوب ويهجر البنين والبنات؟ هل تنتظرون أن يفرغ البلد فتصبحون حكاما على أنفسكم أو على الحجر؟ هل يعجبكم الدمار؟

باسيل: نحن مع ثقافة الإنجاز وهناك خطر على المبادرة الفرنسية الدستور واضح بعدم تكريس وزارة لطائفة ولن نكون إلا مسهلين للحكومة

المكتب الاعلامي لبري: أبلغنا رئيس الحكومة عدم رغبتنا بالمشاركة في الحكومة على الاسس الموضوعة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ألحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من20حتى28/:”كَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين. فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع».فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع. فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة. مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

 بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

14 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/78473/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-6/

بالصوتWMA/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/19/أرشيف 2016)/اضغط هنا للإستماع للتأملات
بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/19/(أرشيف 2016)اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.crossday.14.09.16.mp3

 

ما في شي اسمه داعش، بل فرق داعشية تابعة لمحور إيران ولحزبه اللاهي في لبنان

الياس بجاني/13 أيلول/2020

أحداث طرابلس: أن داعش وكل متفرعاتها الجهادية هي فرق احتياط بأمرة حزب الله وراعيته إيران وتسعمل كلما وجد الحزب نفسه في مآزق وضيقة

 

بري وجنبلاط هما أسوأ ما عرف لبنان من سياسيين تجار وفاسدين ومفسدين 

الياس بجاني/13 أيلول/2020

جنبلاط النمس هرول إلى فرنسا لإنقاذ بري وحزب الله تماماً كما كان عطل هو والسنيورة ال 1559 بحجة أن مشكلة سلاح حزب الله تحل داخلياً

 

لا حلول بظل احتلال حزب الله وحكامنا وأطقم سياسينا والحكام هم أوباش وأدوات اسخريوتية

الياس بجاني/12 أيلول/2020

مشكلة لبنان ليس الإسخريوتيين والتافهين بري وعون وباسيل وجعجع وجنبلاط والحريري  بل هي احتلال حزب الله المجرم الذي فجر المرفأ

 

السرطان هو في الدويلة أما من في القصر فهو مجرد عارض لهذا السرطان

الياس بجاني/12 أيلول/2020

الثوار مضيعين البوصلة وبدل ما يروحوا ع الضاحية حيث دويلة الحاكم الفعلي سيد امونيوم ويطالبوا بتنفيذ القرارات الدولية وخصوصاً ال 1559 وانهاء الإحتلال الإيراني ومحاكمة المتأيرنين... المتظاهرين مضيعين ورايحين ع بعبدا حيث الصنم بحماية قطعانه..تعتير وعمى بصر وبصيرة وضياع بوصلة

 

الإخونجي والنصاب الجهادي أردوغان هو من أكبر حلفاء إسرائيل ومن أكبر تجار ومقاولي قضية فلسطين

الياس بجاني/12 أيلول/2020

الإخونجي اردوغان ينتقد الإمارات والبحرين لإعترافهما بإسرائيل وبلاده حليفة لها ومعترفة بها والعلاقات التجارية معها سنويا بالمليارات

 

ضرورة تطبيع علاقة لبنان مع إسرائيل واقفال ساحته بوجه تجار ومقاولي نفاق المقاومة/مبروك للبحرين عملية تطبيعها مع إسرائيل، ومبروك لحكمة وعقلانية انحيازها لمفهوم السلام وع قبال لبنان.

الياس بجاني/11 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90310/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b6%d8%b1%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%aa%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9/

يلي بدو يحرر فلسطين ويرمي اليهود بالبحر ويصلي بالقدس ما حدا واقف بوجه ولا حدا مانعه، ولكن ليذهب إلى بلاده ويشن حروبه منها ويفك عن ضهر لبنان واللبنانيين.

الملالي المنافقين وعميلهم حسن امونيوم ومعو بري الفاسد والمفسد وكل يلي بيشد ع مشدون إذا فعلاً بدون يحابوا إسرائيل ويستعيدوا القدس ويكبو اليهود بالبحر عندون صواريخ بإيران بتوصل ع إسرائيل ولما هو أبعد من إسرائيل كما يقولون ويفاخرون ويتبجحون.

فليتفضلوا ويفرجونا صدق مراجلهم وشعاراتهم، ولكن ليس من لبنان ولا ع حساب الشعب اللبناني.

الأسد وكل تجار ومقاولي نفاق المقاومة والممانعة من مؤدلجين وبرابرة ويساريين وعروبيين وجهاديين.. جبهتم مع إسرائيل من سوريا كبيرة فليتفضلوا يفرجونا كمان صدق كذبهن وهيدي إسرائيل قدامن.

وأكيد الدول العربية يلي اعترفت بإسرائيل (الإمارات والبحرين ومصر والأردن) منون أبداً مانعين جماعات التحرير والمقاومة والممانعة الدجالين من شن حروبهم ضد إسرائيل.

وكمان ربع حماس التجار والفاسدين، ومعون كل المنظمات الفلسطينية يلي حابين يحرروا ويقاوموا، هيدي ساحتون بغزة طويلة وعريضا يصطفلوا فيها وينقردوا. ولكن يفكوا عن ضهرنا ويتركوا لبنان يعيش ويتنفس بعيداً عن مراجلهم العنترية الفارغة.

دولة الإمارات مش مانعا حدا يحرر فلسطين، ولا البحرين، ومبروك عليون الصلح مع إسرائيل والتطبيع معها.

أما لبنان، بلدنا المنكوب والمحتل فيكفيه حروب ودمار واغتيالات وفقر وتهجير بسبب كذبة تحرير فلسطين. بيكفي ونعم مليون مرة بيكفي.

مطلوب اقفال ساحة لبنان إلى الأبد وأمس وليس اليوم بوجه كل تجار ومقاولي كذبة المقاومة والتحرير.

إن مصلحة لبنان القصوى والطارئة والكيانية والمصيرية كما هي تماماً مصالح مصر والأردن والبحرين والإمارات تكمن في اقفال فوري لساحته المباحة والمستباحة بوجه الدجالين والكتبة والفريسيين والملجميين من عرب وعجم ويساريين وجهاديين والتطبيع مع إسرائيل والخروج من أوهام ومآسي الحروب العبثية.

مبروك للبحرين عملية تطبيعها مع إسرائيل، ومبروك لحكمة وعقلانية انحيازها لمفهوم السلام وع قبال لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

"حزب الله يحرق مرفأ بيروت لطمس أدلة جريمته، وليس مستبعداً أن يبدأ باغتيال المحققين والشهود

الياس بجاني/10 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90285/90285/

ما راح يخلي حزب الله وأمل وشركائهما في الفساد والإرهاب والأيرنة والملالوية ولا دليل واحد للتحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت .. والله يستر ما يبلشوا يغتالوا المحققين والشهود، متل ما عملوا بكل من كان له علاقة في التحقيق الخاص باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

..وع قول عادل إمام…متعودا؟؟!!

من هنا لا يمكن أن يكون الحريق في مرفأ بيروت اليوم صدفة أو اي شيء آخر.. هو بالغالب حريق مفتعل قام به حزب الله المجرم وذلك لطمس وإخفاء كل الأدلة والإثباتات الباقية التي تدينه وتدين شركائه من الذميين والإسخريوتيين.

وهنا لائحة المتهمين طويلة وعريضة وتضم كل أصحاب شركات الأحزاب التجارية والوكيلة والمؤدلجة واليسارية والقومجية والجهادية وليس فقط في قاطع 08 آذار، بل أيضاً وربما بنسب مرتفعة جداً في قاطع 14 آذار، ربع الصفقة الخطيئة والتجار الطرواديين الذين داكشوا الكراسي بالسيادة، وتحديداً جنبلاط الإخطبوط والحرباية، والحريري الخانع والراكع وكل من لف لفهما.

هذا، وكل يوم يتم التأكد أكثر وأكثر بأن حزب الله اللاهي هو من فجر المرفأ في بيروت بهدف تدمير قلب المناطق المسيحية المقاومة وتهجير المسيحيين وتغيير الديموغرافيا في العاصمة لمصلحته الإيرانية، والأهم هو تخويفه وإخضاعه الشرائح المسيحية السيادية واللبناناوية الرافضة لاحتلاله وللمشروع الفارسي التوسعي والاستعماري.

أما الصنم الطروادي واليوداصي الذي نصبه حزب الله في قصر بعبدا والرافض التحقيق الدولي لتولي جريمة تفجير المرفأ، فهو فعلاً صنم والتاريخ سيلعنه وحسابه سيكون عسيراً يوم ساعة الحساب، لأن البشري الذي يتفلت من قضاء وعدل الأرض، لن يقدر أن يتفلت من عدل وقضاء السماء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

صليب بشير والشهداء

بقلم ادمون االشدياق/فايسبوك/14 أيلول/2020

في 14 أيلول 1982 إنطفئت شعلة الإيمان والتضحية والالتزام حتى الشهادة التي كانت بشير الجميل، ولكنها في الوقت ذاته انبثقت مشعلاً  في قلوبنا يضيء طريق مقاومتنا.

انبثقت منارة تدعونا في الليالي الحالكة إلى ميناء واحد اسمه الحرية .

الأبطال عندما يغيبون وكلما ابتعدوا عنا نحو شمس الحق، كلما تعاظم ظلهم فطوانا واكتنفنا.

هم كأشعة الشمس، أشعة أثيرية لا تُلمس، ولكن بدونها الحياة بلا حرارة، بلا ضؤ، وبلا أمل.

نعم لقد ترك بشير الجميل الكثير من الآثار التي نحفظها وندرسها ونعيشها. آثار أثرت في مقاومتنا وتاريخنا، ولكن ليس هناك من أثر أعمق من الذي تركه بشير في نفس ووجدان كل واحد منا

ثمانية وثلاثون عاماً مضت على استشهاد بشير الجميل  وما زال الشخصية التي تجيش اكبر عدد من المقاومين لمواجهة أعداء لبنان.

ثمانية وثلاثون عاماً مضت وما زال أعداء لبنان حتى اليوم يخشونه وقواته اللبنانية أكثر من أي شخصية سياسية او مجموعة  أخرى في لبنان.

ثمانية وثلاثون عاماً مضت وما زال اللبناني يستلهم بشير الجميل عند كل استحقاق رئاسي ويتطلع الى رئيس بشجاعة بشير وتجرد بشير وعنفوان بشير ووضوح بشير وتفاني بشير المطلق.

قبل بشير الجميل كانت السياسة فن المعقول وبعد بشير الجميل اصبحت فن حصاد المستحيل لا يحدها إلا مخيلة وساعد والتزام.

بعد بشير أصبح الالتزام حتى الشهادة قربانة كل مقاوم.

والترفع عن الأنانية والذاتية إنجيله.

والوحدة من أجل لبنان حر سيد مستقل محجته.

بعد بشير الجميل أصبح للكلمة قدسية الصلاة ، وللقلم رهبة القدر، وللحبر لون قرمزي أحمر تعبق منه رائحة دماء الشهداء الذكية ، وأصبحت الكلمات والأقلام في خدمة محراب الحقيقة.

بعد بشير الجميل لم يعد قول الحقيقة فضيلة وخيار شخصي بل واجب تجاه أرواح الشهداء .

 قبل بشير الجميل كان هناك مقاومون وكان هناك مقاومة ولكن مقاومة من المجهول إلى المجهول، مقاومة غريزية بدائية من إنتاج الشارع والحي والمحلة وبعد بشير الجميل أصبحت مشروع وطني يعمل له كل مؤمن بديمومة لبنان. مقاومة ومهما طالت فمن الحلم إلى الوطن، وما بين الحلم والوطن إلا طرقات بطولة وتضحية، ومساحة بحجم ال  10452 كلم2، وصليب رفعه بشير والشهداء منارة لتنير ظلمة الطرقات الصعبة لئلا نضيع وننحرف كما يفعل ضعاف النفوس وعبادي الكراسي واليوضاسيون.

بعد بشير اصبحت الرئاسة والقيادة خدمة وشهادة ولم تعد لتأليه النفوس وإلغاء الاخرين وسياسة الأنا أو لا أحد ومن بعدي الطوفان.

بعد بشير الجميل لم يعد من مجال للغلط وللانحراف فقد أصبح الطريق واضح والمنارة ساطعة لكل من كان على درب البشير ومن طينة الأبطال.

فيديو مقابلة من قناة الحدث لوزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي يتناول من خلالها عملية تشكيل الحكومة بكل تشعباتها والصعوبات التي تواجهها

ممنوع على كل الأحزاب أن تشارك فيها أو حتى مواربة. ولا بد من الإشارة إلى أن الطبقة السياسية لا ترضخ لغير الضغوطات الخارجية من مثل  العقوبات التي جعلت الكثيرين يتحسسون رقابهم ويرشحون زيت نفاق وطنية. قرار عون قبول أو رفض التشكيلة غداً هو بيد الحاكم الفعلي للبنان الإيراني حزب الله

https://www.youtube.com/watch?v=DDhGjTqpSyQ

 

فيديو تقرير يتناول إيران وتنظيم الإخوان المنزعجان من اتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل

https://www.youtube.com/watch?v=k04i0w9YULc

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي يوسف دياب تتناول الملف اللبناني

https://www.youtube.com/watch?v=Z3l5CDogWOs

 

فيديو البطريرك الراعي في الذكرى الأربعين لضحايا انفجار مرفأ بيروت

https://www.youtube.com/watch?v=Dy_NCDqJ82o

 

فيديو مقابلة مع د.مصطفى علوش: الطائفة السنية في لبنان معزولة والحريري قُتل بفتوى من الولي الفقيه

https://www.youtube.com/watch?v=PJ5TZycytVQ

 

تقرير يتناول موقف التيار الوطني الحر وحركة أمل بعدم مشاركتهما في تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة.. لماذا؟

https://www.youtube.com/watch?v=_cHpTjOwQjI&t=1s

 

فيديو مقابلة مع زياد نجيم " ويل لأمة سائسها ثعلب" ومصيرنا الزوال بظل التطبيع السائد في المنطقة

https://www.youtube.com/watch?v=ZEN9veEUyX8&t=626s

 

العاقورا فوق السحاب

د. وليد فارس/فايسبوك/13 أيلول/2020

من اسّس قرية ابي، غوما، في منطقة البترون، اتى من معاد في منطقة جبيل. و من اسّس قرية امّي، العلالي، في نفس المنطقة،  اتى ايضاً من معاد. هذه الاخيرة لها تاريخ قديم، صلب، يُشرف على المتوسط. ومن اسس معاد، اسمه بصبوص، اتى من العاقورا، البلدة الصلبة، القديمة، التي تشرف على جرود جبل لبنان. سكّانها من المردة الجراجمة، ومعظمهم ينحدر من سكان الجرود منذ المرحلة الفينيقية الاولى، ولا يُعرف الكثير عنهم، الا عن عبادة بعضهم للالهة الزهرة. لا يوجد احد في لبنان الا و ينحدر عن جذور قديمة، كما اكده علماء الانتروبولوجيا. هذه الصورة الخلابة من العاقورة تروي لنا ما كانت اعين قدماء الجرد ترى لالاف السنين قبل "لبنان الكبير". منظر من مناظر The Lord of the Rings...

 

الغريق والسّباح

د. وليد فارس/فايسبوك/13 أيلول/2020

اسوأ ما يواجهه السبّاح المحترف عندما يقفز في البحر لينقذ انساناً يغرق، ليس عمق المياه، ولا البعد عن الشاطئ، ولا الامواج، ولا سرعة الريح، ولا التيار البحري...اسوأ ما يواجهه هي حركات الغريق البهلوانية، وخوفه، وعدم استيعابه لعملية الانقاذ، ورفضه لارشادات السباّح، واحياناً لكماته الفوضوية...

 

مرفأ بيروت

د. وليد فارس/فايسبوك/13 أيلول/2020

وضع مرفأ بيروت لم يعد يحتمل معالجات محلية. يجب ان يوضع فوراً تحت سيطرة دولية، كمدخل الى المرحلة التنفيذية الاولى للقرار ١٥٥٩ التي يجب ان تبدأ من بيروت. نحن نقول هذا الكلام كرأي شخصي و لكن كثيرون في واشنطن من اصدقاء لبنان، وبالطبع اكثرية الاغتراب اللبناني، يوافقون على هكذا اجراء

 

انهيار التفكير ام المصائب

د. وليد فارس/فايسبوك/14 أيلول/2020

ان اسوأ ما اصاب لبنان من الاحتلال السوري و ارهاب حزب الله و منظومتهم على ثلاثين سنة هو اصابات في قدرة التفكير والتحليل لدى العديدين، حيث انهم تأثروا بشكل عميق ببروباغندا حزب الله، فباتوا مهودسين "بالصهيونية"، وما يسمى "المؤامرة الاميركية"، ومقولة "حماية ايران و الاسد للاقليات"، وبطولات حزب الله "كمقاومة" ضد الاحتلال، وبشكل عام معادلات لامنطقية، بينما المحور يفترس لبنان سنة بعد سنة. ان انهيار الفكر هو ام المصائب. عندما تركت لبنان في ١٩٩٠، كانت الحرب قد تركت آثاراً نفسية بالغة على الناس، رأينا نتائجها في المجتمع اللبناني في التسعينات. الا انه بعد ثلاثة عقود من احتلال وارهاب، اي ضعفي سنوات الحرب، رأينا قدرة التفكير المستقل سياسياً عند الكثيرين قد تقلصت حول اشخاص، وطريقة قراءة الاحداث والسياسات الدولية، باتت غريبة عجيبة. وعندما بحثنا في الامر وجدنا ان جذور هذا الانهيار في التفكير تكمن بما بثه صحافيون وسياسيون ومثقفون مؤيدين للمحور والمنظومة في عقول المجتمع.

 عقود من ثقافة الضياع، والخوف، والفوبيا، وتجديب الوقائع (Twisting of facts)، اوصلت بجزء من، و ليس بكل المجتمع، الى حالة الضياع (disoriented)، فباتوا يعيشون في عالم المؤامرات، والانهزام والانهيار الذاتي (depression). نرى الناس متقدمة تكنولوجياً، وفي الفن، والموضة، والسوشيال ميديا، ويضاهون اكثر المجتمعات تقدماً. اما عندما تأتي الى السياسة القومية والدولية، البعض وكأنه تجمد في الماضي كما تجمد الروس ومواطنو اوروبا الشرقية لعقود حتى انهيار الاتحاد السوفياتي. ربما هنلك امل امام من جّمد حزب الله فكره السياسي في لبنان، ان يتحرر ويتقدم، بعد سقوط الجمهرية الخمينية؟

 ان الله عليم...

 

يحنّ إلى إنعاش الوصاية على الحكومة الجديدة وهذا ما لن يحصل

الياس الزغبي/13 أيلول/2020

يشكو "الوريث" من عدم تشاور الرئيس أديب معه ومع أحزاب أخرى لتشكيل الحكومة. ولا يدرك هذا الدعيّ أن المبادرة الفرنسية دعت بوضوح إلى "حكومة ذات مهمة" مستقلة عن الأحزاب. فلماذا يتباكى على عزله عن التشاور، طالما أن الوزراء لن يكونوا حزبيين، ولن يتمثل تياره، وكذلك سواه، فيها؟

الواضح أنه، تحت شعار التوافق، يحنّ إلى إنعاش الوصاية على الحكومة الجديدة. وهذا ما لن يحصل ... فليرعوِ !

 

الجيش اللبناني: استشهاد 3 عسكريين وإصابة رابع في جبل البداوي

وطنية - الإثنين 14 أيلول 2020 

أصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، البيان الآتي: "أثناء مداهمة دورية من مديرية المخابرات منزل أحد الإرهابيين المطلوبين في محلة جبل البداوي- المنية، تعرضت لإطلاق نار ورمانة يدوية ما أدى إلى استشهاد 3 عسكريين وإصابة عسكري آخر بجروح خطرة، وتقوم قوى الجيش بملاحقة مطلقي النار لتوقيفهم".

 

مقتطفات عن حديث الشيخ بشير الجميّل الى جريدة "الجمهورية"

الصادرة بتاريخ 18/3/1980

* ألا تعتقد أن الهدف من هذه المحاولات هو اغتيال الوفاق في مهده ؟

"كبّر عقلك". إن الوفاق لا يتحقق بنصوص وتصاريح وقوانين تُذاع هنا وهناك واستقبالات تتمّ في قصر بعبدا. الوفاق يجسّد إرادة اللبنانيين ورغبتهم في العيش المشترك. وأنا أقول بصراحة: لا وفاق ما دام السوريون والفلسطينيون على أرض لبنان. أما إذا رحلوا فإن الوفاق يتحقّق بصورة آلية.

* ألا ترى أن المسلم بدأ يعي هذا الأمر

المؤشرات تُنبئ بتطّور مهم على هذا الصعيد، ولكنها لا تسمح لنا حتى آلان بالتوافق معهم على مقاومة الاحتلال. إن الوفاق لا يتحقّق فعلياً إلاّ عندما يتعاون المسيحي والمسلم على "شحط" الغريب.

* في محاضرة لك في مدرسة القلبين الأقدسين، قبل حادثة العكاوي، أعلنت: "لا للوطن القومي المسيحي" و ترى الى أي وطن يطمح "بشير الجميّل"؟

نحن لا نريد وطناً للمسيحيين، أو وطناً مقسماً أو طائفياً، بل نريد وطناً يؤمّن الحريّة والأمن لجميع أبنائه، ويؤمّن لكل المجتمعات التي تعيش فيه أمنها وحريّتها داخل مناطقها. وهذا ما ذكرة الرئيس "سركيس" في خطابه.

* إذاً، أنت من مؤيدي نظريّة الغالب والمغلوب

طبعاً، لكن ليس بين اللبنانيين، بل بينهم وبين الغرباء.

* هل الأزمة اللبنانية مرتبطة، في رايك، بأزمة الشرق الأوسط ؟

أجل، والى حدّ بعيد. لكن علينا ألا نهتم كثيراً بهذا الموضوع، وأن نمتلك دائماً زمام المبادرة فنحافظ على حريّتنا.

* طالما أن مسألتنا مرتبطة بأزمة الشرق الأوسط فهذا يعني أن الدول الكبرى هي التي ستقرر مصير لبنان، فماذا سيكون موقفكم في حال اعتماد التقسيم والتوطين سبيلاً الى إنهاء المشكلة اللبنانية؟

نحن نريد الـ 10452 كلم2. وإذا كان "كارتر" و"برونو كرايسكي" و"فاليري جيسكار ديستان" يرغبون حقاً في حلّ أزمة الفلسطينيين، فعلى واشنطن وباريس وفيينّا أن تدفع الثمن، لا نحن. فليوّطنوهم هناك، لماذا يريدون أن "يسايروا" و"يبخششوا" على حسابنا نحن؟ ثم هل يرضى المسلم اللبناني بتمرير مخطّط التوطين؟ وهل يقبل "وليد جنبلاط" بتقديم الشوف الفلسطينيين؟ على المسلمين أن يقفوا الى جانبنا، والاّ فإنهم سيدفعون غالياً ثمن مواقفهم.

* إذا، أنت تدعو المسلمين للانضمام الى صفوفكم ؟

أنا أدعوهم للمشاركة في حرب مقاومة وتحرير ضدّ الغرباء الموجودين على أرض لبنان.

* كيف ينظر "بشير الجميّل" الى مستقبل لبنان ؟

بتفاؤل كبير، فصمودنا العسكري الذي أخرج السوريين من مناطقنا كان ضرورياً وأساسياً وملحّاً. ونأمل في أن يتطّور هذا الصمود العسكري فيأخذ طابعاً سياسياً أيضاً. نحن أمام مرحلة طويلة جداً من النضال وعلينا أن نُذلّل صعوبات سياسية وعسكرية جمّة. لقد نجحنا حتى الآن، وأنا شديد التفاؤل ومؤمن بأن لبنان سيبقى لجميع أبنائه سيّداً حرّاً مستقلاً.

 

تحالف بالمال والسلاح بين حزب الله ومنظمة أوروبية مسلحة/الاستخبارات البريطانية تكشف.. حزب الله يدعم الجيش الإيرلندي بالمال والسلاح

http://eliasbejjaninews.com/archives/90344/%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%81-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d9%85%d9%86%d8%b8/

تحالف بالمال والسلاح بين حزب الله ومنظمة أوروبية مسلحة

لندن- العربية.نت/13 أيلول/2020

توصلت الاستخبارات البريطانية بعد تحديث تقييمي، إلى أن تحالفا ربما نشأ بين حزب الله، ومنظمة "الجيش الأيرلندي الجمهوري الجديد" أو New IRA اختصارا، وبموجبه يمد الحزب اللبناني نظيره الأيرلندي بالمال والسلاح، وفقا لتقرير نشرته اليوم صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، وذكرت فيه أن التقييم اعتمد على أدلة جمعها عميل في جهاز MI5 الاستخباراتي البريطاني، وشملت "الجيش" الناشط كمنظمة عسكرية لتحرير أيرلندا الشمالية من الحكم البريطاني وإعادة توحيدها مع الجمهورية الأيرلندية" وهو شعاره المؤقت. ذلك العميل الذي تجسس على المعارضين طوال أكثر من 20 سنة، انكشف أمره الشهر الماضي وتمت معرفة اسمه ونوع عمله، وهو Denis McFadden العضو سابقا بجهاز "الشرطة الخاصة" في أسكتلندا، والذي شارك في عملية سموها Arbacia وأدت إلى اعتقال 10 أشخاص في أيرلندا الشمالية بتهم تتعلق بالإرهاب.

بنادق هجومية وقذائف هاون

ويشير تقرير "صنداي تايمز" أيضا، إلى أن أجهزة الأمن على جانبي الحدود الأيرلندية "تشتبه بأن تحالف New IRA (مع حزب الله) ربما مكن جناحه السياسي المعروف كحزب اسمه Saoradh بالأيرلندية، ومعناها "التحرير" على حد ما قرأت "العربية.نت" في سيرته، من استيراد أسلحة تشمل بنادق هجومية وقذائف هاون "علما أنه لم تتم مصادرة أي منها أثناء عمليات التفتيش" التي شملت المعتقلين وأماكن سكنهم. أما الجناح السياسي في "الجيش الأيرلندي الجمهوري الجديد" فمعروف عنه دفاعه بلا هوادة عن إيران وأطراف متطرفة في الشرق الأوسط، إلى درجة أنه نظم تظاهرات تأييد عدة في اسكوتلندا وأيرلندا دعما لإيران والدائرين بفلكها، وقام أعضاء منه في يناير الماضي بزيارة السفارة الإيرانية في دبلن (عاصمة جمهورية أيرلندا) وبرفقتهم كان العميل "مكفادين" مندسا، حيث وقعوا تعزية في كتاب تعازي بذكرى مقتل الجنرال قاسم سليماني. متحدث باسم السفارة نفسها، أكد الأسبوع الماضي حدوث الزيارة، كما قيام الوفد بالتعزية، بحسب ما ذكرت "صنداي تايمز" بتقريرها المضيفة فيه ما قاله المتحدث عن المعزين، من "أنهم لم يجتمعوا إلى أي مسؤول بالسفارة، ولم يوجد أي نوع من التعاملات بين (العميل) ماكفادن وأي مسؤول في السفارة (..) كما لا علم للسفارة بأي لقاءات بين الجمهوريين وأي جماعة في لبنان" كما قال.

 

بومبيو يرحب بعزم صربيا تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية”

وكالات/13 أيلول/2020

رحبت الخارجية الأميركية، اليوم الأحد، بعزم صربيا تصنيف حزب الله منظمة إرهابية. وأكد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إن “حزب الله استمر في التخطيط لهجمات إرهابية، وشراء التكنولوجيا العسكرية، وجمع التمويل في أوروبا”، داعياً “الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف حزب الله منظمة إرهابية”. وشدد بومبيو أنه “على أوروبا عدم التفرقة بين جناحي حزب الله العسكري والسياسي”. كما أضاف “إعلان صربيا بشأن تصنيف حزب الله خطوة أخرى مهمة تحد من قدرة هذه المجموعة المدعومة من إيران على العمل في أوروبا”. وقال إن الولايات المتحدة تواصل دعوة الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية إلى الاعتراف بحقيقة أن حزب الله برمته “منظمة إرهابية”، وعدم التفرقة بين ما يسمى الجناح “العسكري” و”السياسي”. ودعت الخارجية الأميركية كل الدول لاتخاذ الخطوات اللازمة لمنع حزب الله من ممارسة أنشطته ووقف وكلائه وداعميه في لبنان وخارجها. وكانت قد أعلنت واشنطن عبر وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على وزيرين لبنانيين سابقين هما يوسف فينيانوس وعلي حسن خليل لدعمهما “حزب الله” والتورط في الفساد. وقالت الخزانة الأميركية إن الوزيرين السابقين ما زالا فاعلين رغم خروجهما من الحكومة، وهما وزير الأشغال العامة في الحكومة اللبنانية السابقة يوسف فنيانوس ووزير المالية السابق علي حسن خليل. وتعليقاً على العقوبات أفاد مصدر في وزارة الخارجية الاميركية للـ”ام تي في” أن “هذه البداية والاسابيع المقبلة ستكون صادمة للشارع اللبناني والعقوبات ستشمل أكبر رموز الفساد ومؤيدي حزب الله في لبنان”. وشملت العقوبات الأميركية على الوزيرين اللبنانيين تجميد الأصول والعقارات.

 

نواب ألمان: حزب الله خزّنَ مادة نيترات الأمونيوم بمستودع في ولاية بادن

 العربية/13 أيلول/2020

تواصل ميليشيا حزب الله نشاطاتها الإرهابية في مختلف دول العالم ، وأخرها المفاجئة التي كشفها نائب ألماني عن تخزين حزب الله لمادة نترات الأمونيوم التي تسببت بكارثة مرفأ بيروت بإحدى الولايات ، لترتفع معها الأصوات المنادية بضرورة الكشف عن نشاط الحزب في ألمانيا التي صنفته الحكومة الألمانية بمنظمة إرهابية وحظرت أعمالها على الأراضي الألمانية. طالب نواب من المعارضة في ولاية بادن فورتم بيرغ، الحكومة المحلية والمخابرات بالكشف عن كاملِ نشاطاتِ حزب الله في ولايتهم، وتحدثوا عن حسابات مصرفية لأعضاء في الحزب، في البنك الوطني للولاية. وطالب النواب من حزب الليبراليين الأحرار، بالكشف عن تفاصيل تخزين حزب الله لنيترات الأمونيوم في ولايتهم.

وفي تقرير نشرته قناة العربية ، أنه في مكانٍ ما في أحد المستودعاتِ في هذه الولايةِ الألمانية، بادن فورتمبيرغ، خزّنَ حزبُ الله طوال أربعِ سنوات حزماتٍ باردةً تحوي مادة نيترات الأمونيوم، المادةِ نفسِها التي انفجرت في مرفأِ بيروت في الرابع من 4 أغسطس ودمرت العاصمة.

خزن نيترات الأمونيوم

ظلت هذه المواد شديدةُ الانفجار مخزنةً هنا من دونِ أن تتنبهَ لها السلطاتُ الألمانية. وحتى إن من خزّنَها تمكنَ من نقلِها عامَ 2016 خارجَ البلادِ أيضا من دونِ لفتِ نظرِ السلطات. ورغمَ اعترافِ المخابراتِ الألمانية ووزارةِ داخليةِ الولايةِ بتخزينِ حزبِ الله لهذه المواد، فهما يرفضان الإفصاحَ عن تفاصيل إضافية، ولكنَّ نوابَ المعارضة في بادن فورتمبيرغ يصرون على الحصولِ على أجوبة. ساوند بايت هانس أولريك رولكيه، نائب عن الليبراليين الأحرار في برلمان بادن فورتمبيرغ قال: نحن مرتبكون لما تفعلُه حكومتُنا، لم تُعلم البرلمانَ ولم تُعلم الشعبَ بهذه النشاطاتِ التي يمارسُها حزبُ الله هنا.. لا نعلمُ مدى خطورةِ الأمر ولكن نريدُ أن نعلمَ لأن ما شاهَدنا في بيروت أن نيترات الأمونيوم خطر، وعندما يملكُها حزبُ الله فإنه مؤكد أنها خطيرة، لذلك نريد معلوماتٍ عن الأمر.

مخاوف من أنشطة أخرى

المخاوف من نفوذِ حزبِ الله هنا تمتدُ كذلك للمصارف والقطاعِ البنكي والاقتصادي، إذا يتحدثُ نوابُ المعارضة عن حساباتٍ في مصرفِ الولايةِ الوطني لأعضاء في الحزبِ لم توقفْها الحكومةُ بعد. ساوند بايت هانس أولريك رولكيه، نائب عن الليبراليين الأحرار في برلمان بادن فورتمبيرغ قال: “هناك تأثير لحزبِ الله في بادن فورتمبيرغ، هناك حساباتٌ بنكية يجبُ إقفالُها، وأعتقدُ أن حزبَ الله مهتمٌ باقتصادِ ولايتِنا وأن إيرانَ التي تدعمُ حزبَ الله أيضا لديها اهتماماتٌ باقتصادِ ولايتِنا، لذلك علينا حثُ الاستخباراتِ لتنظرَ في نشاطاتِ حزبِ الله في بادن فورتمبيرغ ولا نفهمُ لماذا لم توقف الحكومةُ نشاطاتِ حزبِ الله”.

الردُ الذي حصلَ عليه النوابُ من وزارةِ الداخلية قبلَ أيامٍ لم يكن كافيا بالنسبةِ اليهم، فهو لم يكشفْ عن معلوماتٍ إضافيةٍ إلا الاعترافَ بأن حزبَ الله فعلا خزّنَ المادة، وهم الآن ينظرون تفاصيلَ إضافية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 13/9/2020

وطنية/الأحد 13 أيلول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الهامش الزمني لمهلة إيمانويل ماكرون يضيق، فيما مروحة التكهنات تتسع بشأن التشكيلة الحكومية التي سيقدمها الرئيس المكلف مصطفى اديب في الحادية عشرة من صباح الغد إلى رئيس الجمهورية.

الأكيد حتى الساعة أن المبعوث الفرنسي بيار دو كان، سيزور بيروت، أما في حال تعثر انطلاقة الحكومة، فإن موفدا فرنسيا آخر سيتم إرساله إذا ما وصلت الأمور إلى طريق مسدود.

مكتب ماكرون أوضح أنه يضغط على الساسة اللبنانيين، للوفاء بوعودهم بتشكيل حكومة جديدة هذا الأسبوع، والعمل على انتشال البلاد من أسوأ أزمة تشهدها منذ الحرب الأهلية.

على أي حال، الساعات القادمة حاسمة لجهة معرفة مصير الفرصة الأخيرة التي ربط الرئيس الفرنسي رصيده السياسي بها. فهل يخسر ماكرون رصيده في زواريب السياسة اللبنانية، ويخسر معه اللبنانيون آمال الفرصة الأخيرة لحلم الدولة التي تؤمن أبسط حقوق مواطنيها، أم تسلك حكومة مصطفى أديب طريقها إلى السرايا الحكومية بعدما تتجاوز قطوع الثقة النيابية؟.

أسئلة كثيرة تدور في الكواليس الداخلية، لاسيما بعد إعلان الرئيس بري عدم الرغبة بالمشاركة في الحكومة، وقوله: أطلق عنوان واحد للحكومة الاختصاص مقابل عدم الولاء الحزبي وعدم الانتماء النيابي، وفيتوات على وزارات والاستقواء بالخارج وعدم إطلاق مشاورات. واستطرد: أبلغنا الرئيس المكلف استعدادنا للتعاون إلى أقصى الحدود.

في المقابل، النائب جبران باسيل أعلن أن مشاركة "التيار الوطني الحر" بالحكومة ليست شرطا لدعمها، وغامزا من قناة تمسك بري بوزارة المال، قال: إذا كان الهدف من حصول طائفة على وزارة عدة مرات هو تكريس التوقيع الثالث، فهذه مثالثة ونحن نرفضها حتما. لكنه لاقى الرئيس بري بسؤاله: لماذا الإصرار على تأليف حكومة من قبل فريق واحد، ومن دون تشاور مع أحد تحت عنوان الاختصاص وعدم الولاء الحزبي والاستقواء بالخارج؟.

توازيا، البطريرك الراعي كان واضحا في رفضه استملاك أي طرف بحقيبة تحت عنوان الميثاقية، مشددا على أن الميثاقية هي المناصفة.

ولبنان الذي يعاني أزمات اقتصادية واجتماعية ومالية، فاقمتها نكبة انفجار مرفأ بيروت، ينتظرالدعم الخارجي المشروط أولا وأخيرا بالإصلاحات ومكافحة الفساد. وفي جديد المواقف ما دعا إليه مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناريتش، إلى تشكيل حكومة "ذات صدقية" في لبنان بشكل عاجل، قبل إطلاق مرحلة ثانية من الدعم المالي للدولة الغارقة في الأزمات.

في الغضون، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعا الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية، وعدم التفرقة بين جناحي "حزب الله" العسكري والسياسي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الصورة الحكومية بدأت تتوضح أكثر فأكثر. إصرار من الرئيس المكلف مصطفى أديب على شروطه بفرض تشكيلة وزارية بشكل منفرد، ومن دون مشاورات مع أي جهة أخرى. مسار يبدو أنه محفوف بالمخاطر حيث ينتظر أن يقوم الرئيس المكلف بتقديم تشكيلته المبطنة والسرية، إلى رئيس الجمهورية عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد الاثنين.

وعليه فإن الأمور ضبابية وغير محسومة. فهل يسير الرئيس ميشال عون بهكذا تشكيلة، من دون الأخذ بمواقف الكتل النيابية الرئيسية في البرلمان؟.

الرئيس نبيه بري رد اليوم على ما يشاع بشكل صريح، وأكد عبر مكتبه الإعلامي على أمور أساسية وجوهرية. وجاء في البيان ما حرفيته: المشكلة ليست مع الفرنسيين، المشكلة داخلية من الداخل. وأضاف: أطلق عنوان واحد للحكومة الاختصاص، مقابل عدم الولاء الحزبي وعدم الانتماء النيابي، وفيتوات على وزارات، والاستقواء بالخارج، وعدم إطلاق مشاورات.

وتابع الرئيس بري: لذا أبلغنا رئيس الحكومة المكلف من عندياتنا ومن تلقائنا، عدم رغبتنا بالمشاركة على هذه الأسس في الحكومة. وختم المكتب الإعلامي للرئيس بري: أبلغنا الرئيس المكلف استعدادنا للتعاون إلى أقصى الحدود، في كل ما يلزم لاستقرار لبنان وماليته، والقيام بالإصلاحات، وإنقاذ اقتصاده.

على المسار الحكومي أيضا، إعلان رسمي غير مفاجىء أطلقه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، بشأن عدم مشاركة التيار البرتقالي في الحكومة العتيدة، منتقدا عدم التشاور مع الكتل التي ستنال الحكومة ثقتها. وأبدى خشيته من حشر رئيس الجمهورية، محذرا من سيناريو يقوم على قاعدة: إما تتألف الحكومة مثلما نريد، أو تفشل المبادرة الفرنسية وينهار البلد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إذا، أبلغ الرئيس المكلف أن الثنائي الشيعي لا يرغب بالمشاركة في الحكومة وفق الأسس التي أطلقها للتشكيل، فالمشكلة في لبنان ليست مع الفرنسيين بل هي مشكلة داخلية ومن الداخل، قال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب.

فعن أي داخل يتحدث مكتب الرئيس بري: هل عن داخل يضرب الميثاقية عرض الحائط ويستقوي بالخارج؟. لا شك أن اللبنانيين يتوقون لتشكيل حكومة تخرجهم من الأزمات التي تتكاثر كالفطر، لكن هل من أحد في الداخل يرغب بتشكيل حكومة تخرج الخارج من أزماته الداخلية، أو تزيد في أرصدة هذا الخارج الانتخابية؟.

ولا شك أن في لبنان من ما زال ولا يزال وسيبقى يرفض المساومة على حقوق وطنه ومصالحه وعلى أرضه وبحره، لا يستسلمون لسيف العقوبات الأميركية المصلت على رقاب من يخالف إرادة دونالد ترامب. ولا شك أن في لبنان رجالا يرفضون أن يقادوا إلى البيت الأبيض أذلة لتوقيع صفقات العار بأشكال مختلفة. والمجد لأيلول الشهداء في ذكرى مجزرة الثالت عشر من أيلول عام 1993 على طريق المطار، خلال تظاهرة ضد اتفاق التطبيع في اوسلو. التي قال فيها الأمين العام ل"حزب الله" وقتها، إنها كانت للدفاع عن الأرض والسيادة والأمة وعن مصير الأجيال.

الأجيال التي ستلعن ما يجري من تحضيرات في واشنطن، لاستقبال محنيي الرؤوس للتوقيع بحبر الذلة على تطبيع يتباهى بانجازه نتانياهو، ويتطلع الرئيس الأميركي لاستثماره انتخابيا. في وقت كانت المقاومة الشعبية الفلسطينية تطلق بيانها الأول، باعتبار الخامس عشر من أيلول يوم رفض شعبي تظلله راية فلسطين، ورفضا لرفع علم الاحتلال على سارية الذل في أبو ظبي والمنامة.

إلى شرق المتوسط حيث رصدت سفينة التنقيب التركية، وهي تغادر المنطقة المتنازع عليها بين اليونان وتركيا، المنطقة الغنية بالغاز الطبيعي، وذلك بعدما هددت أوروبا بالعقوبات، وأعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن قلقه من تحركات أنقره، في خطوة تراجعية تظهر على ما يبدو أن النشاط التركي المسموح به أميركيا في المتوسط تجاوز الحدود.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الأنظار نحو الحادية عشرة من قبل ظهر الغد. فماذا سيحمل رئيس الحكومة المكلف معه إلى قصر بعبدا؟، وما هي النتيجة التي سيخرج بها اللقاء؟. لن نسترسل في التحليل، ولن نغوص في التمني. لكن عرضا سريعا للمواقف عشية الزيارة المرتقبة، يمكن أن يفي بالغرض.

"المشكلة ليست مع الفرنسيين. المشكلة داخلية ومن الداخل". الكلام للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تلقى أمس اتصالا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. "أطلق عنوان واحد للحكومة"، تابع بيان مكتب بري: "الاختصاص مقابل عدم الولاء الحزبي، وعدم الانتماء النيابي، وفيتوات على وزارات، والاستقواء بالخارج، وعدم إطلاق مشاورات، لذا أبلغنا رئيس الحكومة المكلف من عندياتنا ومن تلقائنا، عدم رغبتنا بالمشاركة على هذه الأسس في الحكومة، وأبلغناه استعدادنا للتعاون إلى أقصى الحدود في كل ما يلزم لاستقرار لبنان وماليته والقيام بالاصلاحات وإنقاد اقتصاده".

أما على خط "التيار الوطني الحر"، فإطلالة مفصلة للنائب جبران باسيل، جاء فيها حكوميا: "ما يهمنا هو الإصلاح، لهذا حددنا من اللحظة الأولى أن ما يهمنا هو أمر واحد، أن تكون الحكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية، برئيسها ووزرائها وبرنامجها". وأضاف: "في الاستشارات بلغنا هذا الموقف إلى رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، وقلته أنا في الإعلام في بعبدا وعين التينة، بأنَّ لا مطلب ولا شرط لدينا في الحكومة سوى قدرتها على تنفيذ البرنامج الإصلاحي المحدد، عندما نقول ليس لدينا شرط فهذا يعني أن مشاركتنا في الحكومة ليست شرطا لدعمها، لا بل أكثر من هذا، فنحن ليست لدينا رغبة في المشاركة بالحكومة، و"مش حابين نشارك"،…كثيرون يتكلمون معنا لضرورة مشاركتنا وأنَّ لا حكومة تتشكل من دوننا، ونحن نجيبهم أن رئيس الجمهورية بتمثيله وميثاقيته يغطينا ويغطي الحكومة ويعوض عنا في هذه الظروف الاستثنائية"،…قال باسيل.

حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" حسما موقفيهما إذا. فماذا عن سائر القوى المعنية بمنح الحكومة الثقة؟، وقبل كل شيء، ماذا سيدور في النقاش غدا بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، الشريك في عملية التأليف، والذي يشكل توقيعه على المرسوم معبرا إلزاميا للتشكيل؟.

تفاءلوا بالخير تجدوه. وعوِّلوا على الإرادات الوطنية والنوايا الطيبة، والحرص المشترك على المصلحة الوطنية العليا، التي تتطلب نجاح المبادرة الفرنسية، ومنع محاولي تعطيلها من تحقيق غايتهم.

والأهم، غضوا الطرف عن كلام الثرثرة في الإعلام وعلى مواقع التواصل، وتذكروا أن غالبية زاعمي الاطلاع على التفاصيل، لم يكونوا قبل دقائق من إعلان تكليف الرئيس مصطفى أديب قد سمعوا باسمه من قبل. وربما تتكرر معهم في التأليف، تجربة التكليف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

مدفوعا بوجع الناس وجوعهم والخراب الإقتصادي العميم والانتشار الرهيب لفيروس كورونا، وأخيرا، ونقول أخيرا بالضغط الفرنسي البناء والعقوبات الأميركية، يصعد الرئيس المكلف مصطفى أديب إلى قصر بعبدا الإثنين. والمعطيات المتوافرة تفيد بأن أديب قد يقدم تشكيلته لرئيس الجمهورية، تشكيلة حكومة الاختصاصيين الحياديين، ضمن مهلة الحث التي وضعها الرئيس ماكرون. والسؤال هل يوقع الرئيس عون مراسيمها، فتسلك البلاد طريق الفرج؟.

سبق هذه الخطوة ورافقها، تصعيد سياسي خلبي يوحي مطلقوه لناسهم وبيئاتهم قوة وصلابة، لكن حقيقة هذه المواقف، أنها قتال تراجعي يائس، ومن أصعد الحمار إلى المئذنة سيضطر إلى إنزاله عنها سريعا. فعندما يجزم الرئيس بري باسم الثنائي الشيعي أول من أمس أنه لن يتخلى عن حقيبة المالية و"لا تجربونا"، ويقول اليوم لمن يعنيهم الأمر شكلوا الحكومة من دوننا، فهذا ليس ردا تكتيكيا على الرئيس عون، بل قد يعني أن الحكومة ستتشكل بحسب المبادىء والشروط التي تكلف على أساسها مصطفى أديب.

والقنابل الدخانية هي سعي لإحياء زمن مات آخر ميتة في انفجار بيروت، وكان يقوم على الرفض العبثي وفرض غير الملائم ووضع الشروط من دون تقديم البدائل الصالحة، والبدائل الآن ليست أقل من تأمين الخبز والطحين والدواء والنهوض بالاقتصاد والمدارس للناس، فالشعب جائع غاضب والبلد مفلس حتى العظم.

في مقابل كلام الرئيس بري الغاضب الصارم، قدم باسيل نذور العفة والزهد ونكران الذات، في خطوة فاجأت من سمع مواقف "التيار" المتصلبة وتمسكه حتى الأمس بحكومة تقنيين مسيسين، أعلن باسيل عدم مشاركة "التيار" في الحكومة. وفيما اعتبر البعض أنه كان يتوجه إلى الرئيس المكلف فاتحا أمامه أبواب التأليف، كان باسيل بالفعل يقدم التعاون للفرنسيين وحسن النية للأميركيين. فبعد إعلانه عدم المشاركة في الحكومة ومطالبته بوزراء تقنيين حياديين استرضاء للرئيس ماكرون، هاجم باسيل زيارة اسماعيل هنية لبنان، وهو نقد مبطن ل"حزب الله"، وطالب بترسيم الحدود مع اسرائيل، ورفض تدخل "حزب الله" في سوريا. والمعلومات تشير بأن موقف باسيل هو استدارة نصحه البعض بأنها قد تجنبه سيف العقوبات الأميركية.

توازيا موقفان، بل مسماران في نعش السلطة الفاسدة، أطلقهما البطريرك الراعي والمطران عودة، فإذ طالب الراعي بتحقيق دولي في انفجار المرفأ والحريق المشبوه الذي تلاه، واتهم السلطة ببعثرة الثورة وبث المخربين في صفوفها لتفكيكها، داعيا إلى التعجيل في تشكيل حكومة التقنيين الحياديين، دان المطران عودة السياسيين الذين أدمنوا الرقص على الجثث، ولا يأبهون إلا لجيوبهم وحصص أحزابهم وتياراتهم.

توازيا، الكورونا ينتشر كالنار بلا ضابط طبي ولا رادع، وقد سجلت حالات عدة في سجن رومية، وتسعون إصابة في عديد قوات اليونيفيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

هذه المرة، تشكيل الحكومة يبدو مختلفا عن تشكيل كل الحكومات، منذ أول حكومة ما بعد الطائف، وصولا إلى حكومة الرئيس حسان دياب.

من التسعين إلى 2004، كان السوري يشكل الحكومات. يأتي الوحي من قصر المهاجرين، تأتي كلمة السر من عنجر، فتولد الحكومة. من العام 2005، وبعد الانتخابات النيابية إلى انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، لا حكومة من دون موافقة "حزب الله". بدءا من عهد الرئيس ميشال عون، لا حكومة من دون ختم الثنائي الشيعي ومشاركة رئيس "التيار الوطني الحر"، شخصيا أو من يسميه، حتى حكومة الرئيس حسان دياب تشكلت وفق هذه المعايير، فكان الإختصاصيون والمستقلون إسما على غير مسمى: اختصاصي ولكن غير مستقل، أو لا اختصاصي ولا مستقل.

آلية تشكيل حكومة الرئيس مصطفى أديب مختلفة: الاليزيه حل محل قصر المهاجرين، مع فارق أن الرئيس ماكرون يقول إن فرنسا طرحت مبادرة لكنها لا تسمي ولا تطرح أسماء وزراء، ومع ذلك هناك من يقول إن رئيس المخابرات الفرنسية برنار إيمييه يملك كلمة السر، تماما كما كان اللواء غازي كنعان وبعده اللواء رستم غزالي يملكان كلمة السر، وكان الجميع يمشي، ففي الحقبة السورية وتحديدا في عهدي الرئيس الياس الهراوي واميل لحود كان وزراء المال من غير الطائفة الشيعية، حتى تسميتهم لم تكن تأتي من عين التينة أو من حارة حريك، ولم يكن الرئيس بري يقول: شكلوا ولكن من دون الثنائي الشيعي. فلماذا عدم الإعتراض مع السوري يقابله اعتراض مع الفرنسي؟.

هل كان الرئيس بري، على سبيل المثال لا الحصر، يقول للرئيس حافظ الأسد ما يقوله للرئيس ماكرون، من أنه يرفض طرح أسماء على الثنائي الشيعي لتوزيرها في حقيبة المالية؟، هل كان ليقول للرئيس حافظ الأسد وبعده للرئيس بشار الأسد: إذا قادرين تشكلوا بلانا- أي الثنائي الشيعي- شكلوا؟.

بعيدا من المقاربات والمقارنات، هل يذهب "حزب الله" بعيدا في إسقاط المبادرة الفرنسية؟، هل يخاطر بالأوراق التي بدأ يجمعها والتي كانت أولها جلوسه إلى الطاولة مع الرئيس ماكرون؟.

وأخيرا وليس آخرا، إذا صعد الرئيس المكلف مصطفى أديب إلى قصر بعبدا غدا، وعرض تشكيلته على رئيس الجمهورية، فماذا سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية؟، هناك ثلاثة سقوف: إما الموافقة، وإما الاستمهال لدرس الأسماء، وإما الرفض. فأي السقوف سيكون مرجحا؟، وهل يكون الاستمهال، في هذه الحال، ماذا سيكون عليه موقف الرئيس المكلف؟، كيف ستتلقى باريس الإستمهال. أربع وعشرون ساعة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولكن من يخاطر بنسف المبادرة الفرنسية؟، ومن يتحمل ثمن نسفها؟.

فعلا تشكيل الحكومة مختلف هذه المرة.

في الموازاة، يستمر رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في إطلاق مواقف الداخل ليسمعها الخارج وتحديدا الأميركي. ركز اليوم على ما يهم الأميركي: "حزب الله" في سوريا، ترسيم الحدود، والقرار 1701: ذكر بان الحزب بدأ يفكر بالعودة من سوريا "ونحن علينا احتضان هذا القرار". قال إن اللبنانيين مرتبطون بالقرار 1701، وليسوا مستعدين أن يرجع لبنان منطلقا للعمليات الفدائية من أرضه.

تحدث عن "إنهاء ترسيم الخط الأزرق برا بالنقاط العالقة فيه". لكن السؤال: هل يعني "ترسيم الخط الازرق" ترسيم الحدود؟، ويقول باسيل في هذا المجال: "أنا من يلي بيشوفوا مصلحة كاملة للبنان بإنهاء ملف الحدود على أساس ترسيم عادل إلها".

لكن ما لم يتطرق إليه باسيل، وتطرحه واشنطن بإلحاح، هو سلاح "حزب الله"، فهل تكتفي واشنطن بهذا القدر من الاستجابة، أم تعتبر أن القفز فوق سلاح "حزب الله" خطوة غير كاملة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تبعا لنشرة التحكم المروري السياسي، فإن طريق بعبدا سيسلكها غدا الرئيس المكلف مصطفى أديب، يقدم تشكيلته إلى رئيس الجمهورية، الذي إما أن يوافق عليها وعندها تشق دربها إلى جلسة الثقة، وإما يرفضها ولا يصدر المراسيم الثلاثة المتعلقة بها، ويطلب من أديب إعادة "الخلطة" بما يؤمن المعايير.

وفي ساعات ما قبل الإقلاع إلى بعبدا، كانت المساعي متوقفة، والمسارب إلى عين التينة مسدودة بعد إعلان الرئيس نبيه بري الخروج من التشكيلة، قائلا إن المشكلة ليست مع الفرنسيين بل من الداخل، وقد أبلغنا رئيس الحكومة المكلف من "عندياتنا" ومن تلقائنا عدم رغبتنا في المشاركة.

وإذ أخذ بري على التأليف اتباعه فيتوات على وزارات والاستقواء بالخارج وعدم إطلاق مشاورات، كان رئيس "التيار الوطني الحر" يشكو الاستقواء نفسه، لكنه يضرب الجميع بعصا واحدة، فيدور المداورة ويعارض المثالثة ويهجم على "النحس" المتمثل في سمير جعجع، ويقزم حركة الثوار إلى مستوى الميليشيات، ويعلن أن لا رغبة ل"التيار" في المشاركة: "وما حابين نشارك فيها، كتير عم يحكوا معنا وإنو ما بتتشكل حكومة من دوننا، ونحن نجيبهم أن رئيس الجمهورية بتمثيله وميثاقيته يغطينا ويغطي الحكومة ويعوض عنا في هذه الظروف الاستثنائية".

وعلى هذا المسار، وما لم تجر اتصالات اللحظة الأخيرة، فإن أديب يذهب بتشكيلة العزف المنفرد إلى بعبدا، ليكون في مواجهة مع شريكه دستوريا، إذ يتقاسم مع رئيس الجمهورية المادة الثالثة والخمسين من الدستور، والمتعلقة بفقرتها الرابعة بإصدار المراسيم. وسيكون مصطفى أديب عالقا كرئيس مكلف، من دون أن يبلغ مرحلة تصريف الأعمال.

هذا في الدستور، أما في الوقائع فإن الجميع فوض قصر الصنوبر صلاحية إصدار التأليف والمراسيم، وأعطى الرئيس الفرنسي ما لم يعط لكبار المنتدبين عن لبنان عبر التاريخ، ولما ارتضوا بملء إرادتهم تأليف حكومة بخمسة عشر يوما بعيدة عن السياسيين، ولما وافقوا، فهذه المرة "صدق" وعلى الطريقة الفرنسية، ولا دور لمطرقة رئيس مجلس النواب لأنه تنازل عنها بتاريخ لم يمر عليه الزمن.

وبتمرد كل من بري وباسيل على دخول الحكومة، يطرح السؤال: من دعاكم؟، من عزمكم؟، فكلاكما اتفقتما مع الدولة الفرنسية على تفويض باريس ومنحها صلاحية التدبير الوزاري. وإذ بالرئيس بري اليوم يرتدي gilet jaune ويعلن التحاقه بالسترات الصفر التي عاد وجهها إلى السبت الفرنسي. الآن أفقتم على الاستقواء بالخارج؟، فظهر باسيل رافضا، وكتب بري متحسسا من التدخل، وفاضت "بحصات" ارسلان على المكب السياسي، منتقدا الكيدية الداخلية في حكومة الأمر الواقع عبر الاستقواء بالخارج.

جميعكم من أعطى الخارج براءة اختراع في الاستقواء، ووافق على حكومة تمنح اللبنانيين الأمن والاستقرار، وكان ممنوعا على أي منكم الاقتراب صوبها. هي بتأليف فرنسي؟، نعم بتأليف فرنسي وبرفع الأيدي عبركم، وهي بلإجماع الاتحاد الأوروبي وبدعم أميركي وبنأي نفوس عربية بالها اليوم ليس معنا ولا عندنا.

وبات على كل محارب ضد التشكيلة، وكل مشارك في التوليفة، أن ينظر إلى مدينة مات أهلها وقل فيها الدين. والويل لأمة لبنانية كل منها يصرخ وينادي: أنا أمة. وعلى الأقل استمعوا لأصوات رمتكم اليوم بحجارة النقد من على رؤوس الكنائس في أربعين ضحايا المرفأ، فقال البطريرك الراعي إنه لا يمكن بعد الآن القبول بحكومة على شاكلة سابقاتها التي أوصلت الدولة إلى ما هي عليه من انهيار، لا لحكومة يكون فيها استملاك لحقائب وزارية لأي طرف أو طائفة باسم الميثاقية. أما المطران الياس عودة فقد خاطب سياسيي بلادنا بعبارة يستحقون معناها: إنهم أدمنوا فن الرقص على الجثث.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بري وباسيل ينحنيان أمام عاصفة العقوبات... ماذا في آخر معطيات تشكيل الحكومة؟

kataeb.org/13 أيلول/2020

يبدو أن العقوبات على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس فعلت فعلها، بحيث انحنى رئيس مجلس النواب أمام عاصفة العقوبات معلنًا أنه لن يشارك في الحكومة الجديدة ومن قبله أعلن الموقف نفسه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. فقد أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان "أننا أبلغنا رئيس الحكومة المكلف من "عندياتنا" ومن تلقائنا عدم رغبتنا بالمشاركة في الحكومة، وابلغناه استعدادنا للتعاون الى اقصى الحدود في كل ما يلزم لإستقرار لبنان وماليته والقيام بالاصلاحات وانقاذ اقتصاده". وكان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قد أعلن أن "ليس لدى التيار رغبة بالمشاركة في الحكومة"، مشيراً الى أن "حرصنا على المبادرة الفرنسية ليس عائدا فقط لأن فرنسا دولة صديقة ولا لأن الرئيس ماكرون اظهر كل محبّة وتعاطف واندفاع بل الحرص لأن هذه المبادرة، بما تتضمنه من التزامات، هي الحل المنطقي والعملي المتوفّر اليوم لخلاص لبنان ونحن مع هذا الحل بخطوطه العريضة لأنه يمثّل قناعاتنا ومطالبنا". وفي آخر معطيات التشكيل، يلتقي رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا غداً الاثنين عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر لتقديم تشكيلته الحكومية، والتي إما أن يوافق عليها عون أو يرفضها ويطلب تعديل بعض الأسماء. وقد أفادت معلومات للـLBCI أن الثنائي الشيعي لن يشارك بحكومة اذا لم يُسمِّ هو أسماء الوزراء واذا لم تكن وزارة المالية من حصته.

 

النهار: انسداد خطير وتدخّل ماكرون مع برّي لم يبدّده

النهار/الأحد 13 أيلول 2020

إذا كانت عودة تحرك الشارع الاحتجاجي طغت أمس على المشهد الداخلي خصوصاً مع استنفار الشارع العوني في مواجهته، فإنّ هذا التطوّر زاد حبس الأنفاس في ترقّب ما سيؤول إليه مخاض تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى أديب وهو المخاض الذي دخل في الساعات الأخيرة مرحلة شديدة الالتباس والدقة. إذ إنّ عدم حضور الرئيس المكلّف أمس إلى قصر بعبدا كما كانت سادت التوقعات، بدا بمثابة صدمة للمراهنين على ولادة الحكومة في مطلع الأسبوع المقبل بحيث تكون مهلة الأسبوعين المتفق عليها بين المسؤولين والأفرقاء اللبنانيين والجانب الفرنسي قد انتهت، بما يملي ولادة الحكومة وعدم اختلال التعهدات بالمهلة. ولكن التقارير والمعطيات المحلية المتلاحقة أمس بدت ميّالة إلى مناخ سلبي، إن لم يكن تشاؤمي أيضاً، وسط توقعات جديدة عن بقاء تشكيلة الرئيس المكلّف سواء كانت منجزة أم يلزمها بعد بعض اللمسات الأخيرة عالقة من دون اتضاح ما يمكن أن يحصل في اليومين المقبلين. ومع أنّه يصعب التسليم تماماً بالمعطيات الداخلية وحدها لأنّها تخضع لتوجيهات ومآرب الجهات الداخلية، في حين أنّ اللاعب الأساسي اليوم في تقرير وجهة الحدث الحكومي يتمثّل بفرنسا، فإنّ ما بدا لافتاً في هذا الصدد أنّ موضوع حقيبة المال تحوّل فعلاً باب الحلّ والربط والتعقيد والحلّ في مسار تأليف الحكومة.

وبعد الموقف الواضح الذي لا لبس عليه، الذي أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه برّي لـ"النهار" أمس، من تمسكه بحقيبة المال للشيعة من منطلق ميثاقي، كما تأكيده على تسمية وزير المال ولو من طريق طرح عدد واسع من المرشحين على الرئيس المكلّف، بدا ثابتاً أنّ ثمّة مأزقاً جدياً للغاية يتحكّم باستحقاق الحسم الإيجابي السريع لتشكيل الحكومة أقلّه ضمن مهلة الأسبوعين. وإذ تحدث بعض الأوساط السياسية عن سعي إلى إقناع الجانب الفرنسي بتمديد قصير للمهلة لحلّ عقدة المال، بدا واضحاً أنّ الرئيس المكلّف يصعب عليه تماماً التسليم بهذا المنطق لأنّه سيعرّض صدقية التزامه تشكيل حكومة اختصاصيين ومستقلين والمداورة في الوزارات والحقائب للتداعي وهو ما لا يمكنه القبول به. وإذ تنفي الأوساط نفسها أن تكون هناك معطيات جدية عن احتمال اتجاه أديب إلى الاعتكاف أو سواها من ردود الفعل، قالت إنّ الوقت لا يزال مبكراً للحكم على حقيقة ما ستحمله تركيبة أديب من توزيع للحقائب ومن أسماء يتردد انها قد تنطوي على مفاجآت جراء نوعية الوزراء. وتشير الأوساط إلى أنّ أقل من الـ48 ساعة المقبلة ستكون كفيلة بفرز الحقائق المتعلقة بسيناريوات تشكيل الحكومة وما إذا كانت البلاد ستكون امام انفراج وتشكيلة حكومية نوعية قد تحمل تطورات غير مألوفة أبداً في تشكيل الحكومات السابقة، وأمّا أمام مأزق خطير يغامر عبره معطّلو الولادة الحكومة في تعريض أنفسهم والبلاد لإجراءات لم تعد تخفى على أحد، علماً أنّ فرنسا نفسها لا تخفي طبيعة ما سيتعرض له المعرقلون من عقوبات، بالإضافة إلى تداعيات أخرى بالغة الخطورة على البلاد عموماً.

ومع أنّ معلومات لم تستبعد مساء أمس أن يزور أديب اليوم قصر بعبدا وعرض تشكيلته عليه، فإنّ المعطيات لم تحمل ما يضمن اختراقاً وشيكاً. وعقد لقاء عقد بعيداً من الأضواء بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي والرئيس سعد الحريري في عين التينة، ولكن أيّ خرق لم يحصل في جدار العقدة الشيعية، وأنّ أديب ولو زار بعبدا اليوم يستبعد أن يقدم تركيبته قبل الثلثاء المقبل ريثما تتضح الأمور.

وليلاً، طرأ تطوّر بارز تمثل بتلقي الرئيس بري اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ومع أنّ أوساط عين التينة قالت إنّ مضمون ما دار في الاتصال بقي ملكهما ولم تحسم ما اذا كانت الحصيلة إيجابية أو سلبية، فإنّ معلومات تتسم بدقة أفادت أنّ الاتصال لم يفضِ إلى نتائج إيجابية. إذ علم أنّ ماكرون حاول إقناع برّي بالتخلي عن تمسكه بحقيبة المال ولكن برّي لم يوافق، وشدّد على اعتبار الحقيبة مسالة ميثاقية تعود للطائفة الشيعية. في غضون ذلك، بدا الشارع كأنّه استعاد بعض زخمه أمس ولكن مع فارق أنّ المشهد على طريق القصر الجمهوري عكس رمزية كبيرة لجهة احتماء العهد بشارع أنصاره من "التيار الوطني الحر" في مواجهة الشارع المنتفض والمطالب بإسقاط العهد. وقد اتخذ المشهد بعداً ثقيلاً لجهة اضطرار الجيش الزج بوحداته للفصل بين التظاهرتين على طريق قصر بعبدا، كما أنّ مواجهات حصلت بين الجيش والمتظاهرين ضد رئيس الجمهورية وأطلق الجيش النار في الهواء بعدما تعرّض للرمي بالحجارة والعصي. ورفع المتظاهرون ضدّ العهد صوراً وشعارات مناهضة لحالة الإنكار التي رافقت انفجار المرفأ في اليوم الأربعين على مروره، كما قاموا بتعليق مشانق قرب مستديرة الصياد.

 

قلقٌ إسرائيلي من التدخّل الروسي المتزايد في لبنان

عربي 21/13 أيلول/2020

كشفت خبيرة عسكرية إسرائيلية أنّ متابعة التحركات الروسية في المنطقة تظهر انخراطاً متزايداً في لبنان، معتبرة أنّه من شأن ذلك أن يتّخذ بعداً عسكرياً ما يخلق صعوبات وقلقاً أمام إسرائيل. وأضافت الخبيرة، ميكي أهرونسون، في مقالها بمجلة "يسرائيل ديفينس" العبرية للعلوم العسكرية، أنه "بعد الانفجار القوي الذي دمر أجزاء كبيرة من بيروت، كانت روسيا من أوائل من ساعد لبنان في نقل المعدات والطواقم الطبية، ويعكس هذا الرد التدخل الروسي المتزايد في لبنان، بما يُظهر المصالح والطرق التي تعمل موسكو من خلالها لتعزيزها".  وأشارت أهرونوسون، رئيسة قسم السياسة الخارجية السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وتعمل حالياً باحثة أساسية في "معهد القدس للاستراتيجية والأمن" (JISS)، إلى أنّ "اهتمام روسيا بلبنان ينبع أساساً من موقعه على شواطئ البحر المتوسط، وترى فيه موسكو امتداداً للبحر الأسود، وهذا هو طريقها البحري على مدار السنة إلى مساحتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط وجنوب أوروبا". كما أن الجوار مع سوريا، وفق الكاتبة، حيث تستثمر روسيا الموارد والجهود، "يجعل لبنان مهماً في نظر موسكو". وأضافت: "بالنسبة لإسرائيل، فإن التدخل الروسي في لبنان، بالتوازي مع إضعاف النفوذ الأميركي فيه، قد يقوي "حزب الله"، كحليف لها في القتال بسوريا".  وتابعت: "وفي حالة اشتعال الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"، ستواجه موسكو معضلة في الاعتماد على مستوى انخراطها في لبنان في ما يتعلق بالرد على الأحداث، بما يتجاوز الإدانة الدبلوماسية". وأكدت أنّه "في الوقت ذاته، وفي حال اعتبرت روسيا نفسها منافساً لـ"حزب الله" في لبنان، فإنّ المصلحة الروسية لن تتداخل بالضرورة مع مصلحة "حزب الله" وإيران، وبالتالي قد يكون هذا مكسباً لإسرائيل بأن تستفيد من شخص بالغ مسؤول، مثل روسيا، لتتحاور معه".  وأوضحت أنّه "من ناحية أخرى، من المتوقع أن يكون الوجود العسكري الروسي في لبنان عاملاً مقيداً يتعين على "حزب الله" أخذه بعين الاعتبار، لكنه يقيد الاحتلال الإسرائيلي في الوقت ذاته، كما هو الحال في سوريا حاليا"، على حدّ قولها. وأضافت أنّه "من المهم دمج الملف اللبناني في الحوار بين إسرائيل وروسيا، وفي نفس الوقت تعميق التنسيق مع الولايات المتحدة حول هذا الموضوع، وحتى مع عواصم مثل باريس ولندن، فإسرائيل معنية بالتدخل الغربي في مساعدة لبنان، لأنها دولة فاشلة، والانفجار الذي دمر بيروت يتطلب مساعدة قوى خارجية لإعادة تأهيله، وعلى إسرائيل أن تضمن بل وتعمل على تعزيز مصالحها الأمنية والاقتصادية مع هذه القوى".

 

كورونا يضرب اليونيفيل: 90 إصابة بين الجنود في الناقورة

المدن/13 أيلول/2020

أعلن الناطق الرسمي باسم قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) أندريا تيننتي اليوم الأحد  13 أيلول، عن إصابة 90 جنديا من قوات حفظ السلام بفيروس كورونا المستجد: 88 جندياً منهم من الوحدة نفسها، واثنين من بلد آخر مساهم في القوات، وهم في عزلة تامة، واتبعت الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس. ويخضع جميع المصابين لعزلة تامة، وفق الإجراءات الطبية المعتمدة. فنقل المصابون إلى منطقة محددة في نطاق عمل  اليونيفيل. وهي مجهزة للمصابين. وعملت الوحدة على تتبع الجهات المخالطة بحزم، وطبقت نظام شامل للاختبار والعزل. وظهرت بعض الأعراض على أربعة جنود في البداية. وبعد إجراء الفحوص جاءت النتيجة: إصابة 90 جندياً. وذلك بفضل التدابير الصارمة لتعقب المخالطين، والتي وضعتها البعثة منذ البداية. وأكدت اليونيفيل أنها تتخذ تدابير احترازية صارمة للغاية مع جميع عناصرها العسكريين والمدنيين داخل مراكزهم وخارجها، عبر اتباع جميع البروتوكولات المعتمدة، بما في ذلك الحجر الصحي والعزل، تماشياً مع إرشادات منظمة الصحة العالمية والحكومة اللبنانية. كما عملت على تفقد مقرات جميع موظفي اليونيفيل المدنيين، وتنفيذ تدابير بديلة، بما في ذلك "العمل من المنزل". تجدر الإشارة الى أن جميع أنشطة اليونيفيل المتعلقة بتنفيذ ولايتها وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 مستمرة ولم تتأثر. كما أن الوضع في منطقة عمليات البعثة وعلى طول الخط الأزرق هادىء ومستقر. اليونيفيل على اتصال مع جميع السلطات اللبنانية ذات الصلة ومع المقر الرئيسي في نيويورك.

 

قطر دعمت “الحزب” بـ500 مليون دولار

قناة العربية.نت/13 أيلول/2020

كشفت تقرير حديث لمركز الأبحاث مينا ووتش Mina -Watch النمساوي أن “قطر قامت بتمويل شبكة شحنات الأسلحة من أوروبا إلى “حزب الله” من خلال استخدام شحنات الذهب عبر إفريقيا”. وأفاد مركز الأبحاث هذا ومقره النمسا بأن “مسؤولين قطريين رفيعي المستوى نسقوا المدفوعات وقدموا الحماية لممولي “حزب الله” في الدوحة”. واستندت معلومات المركز إلى ملف جمعه الوكيل المعروف باسم “جيسون” الذي عمل متخفيًا في البلاد.

الذهب والسلاح

وبحسب المعلومات، فقد عيّنت قطر مسؤولين بارزين من بينهم دحلان الحمد، نائب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، وهو مسؤول ألعاب القوى في قطر لإدارة تلك العمليات. كما جاء في الملف أيضا أن “اللواء دحلان استخدم الذهب من أوغندا لتمويل تجارة الأسلحة هذه”.

سلع فولاذية ومواد بناء

إلى ذلك، أشار إلى أن عملية الأسلحة مقابل الذهب كانت مخططا متقنًا بدأ عام 2017 لشراء أسلحة من صربيا، وتحويل تلك الأسلحة عبر شبكة من مسؤولي المخابرات السابقين من مقدونيا الشمالية، ثم وسم الأسلحة للتضليل على أنها مواد بناء ووضع شارات عليها على أنها سلع فولاذية محلية.

وأفاد التقرير بأن وسطاء من البلقان عملوا مع عملاء في قطر لضمان نقل الأسلحة أولاً إلى ميناء سالونيك اليوناني، ثم إلى بيروت حيث يسيطر “حزب الله” على الميناء.

وثائق شحن مزورة

وفي سياق تلك العمليات، قدمت الجمارك المقدونية الشمالية وثائق شحن مزورة تحت إشراف رئيس سابق لجهاز المخابرات في البلاد. وتم توجيه المدفوعات إلى الشركات الصربية عبر قبرص في شكل ذهب قدمه تجار المعادن الثمينة في أوغندا.كما جاءت الأموال المخصصة للذهب في نهاية المطاف من المنظمات الخيرية التي تتخذ من قطر مقرًا لها والتي تخضع لسيطرة كبار الشخصيات في البلاد. واستخدمت تلك المؤسسات الخيرية البنوك الرائدة في البلاد لإجراء المعاملات. وبحسب التقرير مازالت قطر تدعم “حزب الله” حتى هذا العام. يذكر أن المخابرات الألمانية كانت أكدت سابقًا وجود معلومات عن شبكة قطر العابرة للقارات الثلاث وخارجها.

بعلم مسؤولين حكوميين

وبحسب الملف الذي نشره مركز الأبحاث النمساوي “تم جمع التبرعات من قبل الجمعيات الخيرية في الدوحة، بعلم المسؤولين الحكوميين المؤثرين، حيث قدمت الجمعيات الخيرية القطرية 500 مليون دولار إلى “حزب الله” في عام 2020 وحده”.

إلى ذلك، أضاف التقرير أن تحركات قطر لم تقتصر على دعم الهجمات الإرهابية وتمويل مشترياتها من الأسلحة بل تسبب دعمها هذا بإرسال “حزب الله” مقاتلين من صفوفه إلى سوريا للدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

تركيا تسحب “سفينة التنقيب” من شرق المتوسط.. واليونان ترحّب

 روسيا اليوم/13 أيلول/2020

عادت سفينة التنقيب التركية “أوروتش رئيس” والسفن الحربية المرافقة لها إلى ميناء أنطاليا، من منطقة متنازع عليها بين تركيا واليونان في شرق المتوسط، في خطوة وصفتها أثينا بـ”الإيجابية”. وانقضت منتصف الليلة الماضية فترة سريان رسالة أصدرتها تركيا عبر نظام التلكس الملاحي البحري الدولي “نافتكس” بشأن تنفيذ السفينة أعمال التنقيب عن الغاز والنفط قبالة سواحل جزيرتي ساكيلاروبولو ورودس اليونانيتين، ولم تقم أنقرة، رغم التوقعات، بتجديد هذه الرسالة. وتؤكد المواقع الخاصة بتتبع حركة الملاحة البحرية أن “أوروتش رئيس” راسية حاليًا في ميناء أنطاليا. وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، في حديث لقناة “سكاي” المحلية: “إن عدم تجديد تركيا رسالة “نافتكس” بشأن أعمال التنقيب في المنطقة يمثل خطوة إيجابية”، مضيفا أن “أثينا الآن تقيمها وتتابعها”. وأفاد موقع Haberler التركي بأن “حكومة أنقرة قررت تعليق أنشطة السفينة التي كانت من المتوقع أن تستمر حتى 25 أيلول، على خلفية المفاوضات التي انطلقت في وقت سابق من الأسبوع الجاري بين مسؤولين أتراك ويونانيين في مقر حلف الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل بهدف تخفيف التوتر في شرق المتوسط”.

 

الريال الإيراني في أدنى مستوياته أمام الدولار

المدن/13 أيلول/2020

تراجع الريال الإيراني إلى مستوى منخفض جديد، في ظل عدة عوامل أبرزها انعكاسات العقوبات الأميركية على الاقتصاد، وانتشار وباء كورونا منذ أشهر. وذكر موقع بونباست دوت كوم (BONBAST) لأسعار صرف العملات الأجنبية، أن الدولار بيع بما يصل إلى 263500 ريال في السوق غير الرسمية في إيران، مسجّلاً ارتفاعاً كبيراً عما كان عليه يوم الجمعة الفائت.وبذلك تكون العملة الإيرانية قد خسرت ما يقارب 49 في المئة من قيمتها منذ بداية العام 2020، بعدما ساهم تراجع أسعار النفط في الأزمة الاقتصادية بإيران التي سجلت أيضاً أكبر عدد للوفيات بفيروس كورونا في منطقة الشرق الأوسط.

 

البيت الأبيض يستعد لمراسم توقيع اتفاقي الإمارات والبحرين مع إسرائيل

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

تتجه الأنظار إلى مراسم الاحتفال الذي سيحتضنه البيت الأبيض يوم الثلاثاء 15 سبتمبر (أيلول)، للتوقيع على الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. كما يحضر وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني الاحتفال، بعد أن انضمت المنامة إلى دولة الإمارات في الإعلان عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، حيث سيوقع على «إعلان سلام تاريخي» مع نتنياهو. وتجري الاستعدادات على قدم وساق من أجل تحضير المكان الذي سيجري فيه احتفال التوقيع، في ظل تغطية إعلامية واسعة متوقعة للحدث. ويركز البيت الأبيض والجمهوريون على محاولة الاستفادة من الإنجازات التي تحققت في السياسة الخارجية في أقل من شهر، والتي كانت واشنطن محورها في الأيام الأخيرة، من احتضان ورعاية محادثات التطبيع الإماراتية - الإسرائيلية، ثم البحرينية - الإسرائيلية، إلى رعاية مؤتمر السلام الأفغاني، وقبلها الإعلان عن خفض القوات في كل من العراق وأفغانستان، ودعم البيت الأبيض لترشيح ترمب لجائزة نوبل، وذلك بهدف زيادة حظوظه في معركة إعادة انتخابه في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وواصل ترمب التأكيد على أن دولاً عربية أخرى ستنضم إلى العملية قريباً، فيما أكدت أوساط البيت الأبيض أن مسيرة التطبيع من شأنها أن تواصل التحول الإيجابي في الشرق الأوسط وتزيد الاستقرار والأمن والرخاء في المنطقة. ودعا المستشار الخاص السابق للرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات الذي استقال من منصبه العام الماضي، في مقال على شبكة «سي إن إن» إلى محاربة النفوذ المتنامي لإيران في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن اتفاق التطبيع بين البحرين وإسرائيل يؤكد حصول تغيير جذري في طبيعة التعامل مع التهديد الإيراني. وقال غرينبلات إن الشرق الأوسط يشهد تحولاً بطيئاً من خلال مزيج من الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني وإمكانية عقد اتفاقات للسلام بين إسرائيل وبعض جيرانها العرب.

من جهة أخرى، لم يصدر فوراً عن المنافس الديمقراطي للرئاسة جو بايدن أي تعليق على الإعلان البحريني الجديد، رغم أنه أشاد في وقت سابق بالإعلان الإماراتي - الإسرائيلي، وهو ما فُسّر على أنه إحراج تسببه الاختراقات التي يحققها ترمب في مجال السياسة الخارجية.

 

المنامة تدعو إلى حلٍ عادل للقضية الفلسطينية وتشدد على حسن الجوار واتصال هاتفي بين وزيري خارجية البحرين وإسرائيل

المنامة: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

في وقت دعت المنامة إلى حلٍ عادل للقضية الفلسطينية وشددت على حسن الجوار مع دول المنطقة، أجرى وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، أمس، محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، تطرقا خلالها للاتفاق بين البلدين على إقامة علاقات دبلوماسية.

وقالت وزارة الخارجية البحرينية إن الوزيرين تبادلا خلال الاتصال «التهاني والأحاديث الودية بمناسبة إعلان السلام بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل»، الذي تم الإعلان عنه أول من أمس في اتصال هاتفي بين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت الخارجية إن الاتصال بين الزعماء الثلاثة أكد على «أهمية المضي قدماً بهذه العلاقات في مختلف المجالات خدمة للمصالح المشتركة، وبما يسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة». وكان وزير خارجية البحرين الدكتور عبد اللطيف الزياني قد ذكر في بيان بعد إعلان الاتفاق أن البحرين «تشدد على أهمية تكثيف الجهود ومضاعفتها للوصول إلى حلٍ عادل، واعتبار السلام خياراً استراتيجياً لإنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي بشكل عادل وشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق»؛ واصفاً هذه الخطوة بأنها خطوة واقعية لمواجهة التحديات الاستراتيجية، وحماية المصالح الوطنية. وأضاف أن مملكة البحرين «تؤكد على حسن الجوار مع جميع دول الجوار، ودول المنطقة». واعتبر أن إعلان تأييد السلام بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل «يحقق أهداف مبادرة السلام العربية، وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يضمن نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة ويحقق السلام الدائم»؛ مؤكداً «أهمية اتفاق السلام المقرر إبرامه بين دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة إسرائيل، والذي ساهم في وقف ضم الأراضي الفلسطينية، واتخاذ خطوات تعزز فرص التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط».

- وزير الداخلية: إجراء سيادي

من جهته، أكد وزير الداخلية البحريني الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، أن إعلان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل «يعد إجراء سياديا ويمثل موقفاً شجاعاً» يعكس حكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة و«رؤية جلالته الثاقبة». وأضاف: «هذا الأمر سينعكس على خدمة المصالح العليا لمملكة البحرين، داخلياً وخارجياً ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار ونشر مظاهر النماء والازدهار». وأوضح أن البحرين «تبقى وطن السلام والأمان ومهد التعايش والانفتاح على الآخر وهو نهج أصيل وممتد».

- وزير شؤون الإعلام: خطوة تاريخية

وقال وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي إن إعلان اتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل «خطوة تاريخية ومهمة تجاه إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهي خطوة واقعية تساعد على إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً للمبادرة العربية». وشدد الوزير على موقف البحرين «الثابت والدائم تجاه حقوق الشعب الفلسطيني»، والتي «تأتي في صدارة أولوياتها، وضرورة حصوله على كامل حقوقه المشروعة». وقال: «جميع السوابق التاريخية تؤكد أن جميع مبادرات المملكة وقراراتها، كانت دائماً تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، وحماية مقدراته، ولا يمكن لأحد المزايدة على المملكة في هذا الشأن». وشدد على أن توقيع البحرين لإعلان تأييد السلام مع إسرائيل يمثل أحد الجهود الدولية للمملكة لنشر ثقافة السلام والتعايش السلمي في العالم. وأشادت الجالية اليهودية الضئيلة في البحرين، أمس، بالاتفاق «التاريخي» بين المملكة وإسرائيل لتطبيع العلاقات، ووصفتها بـ«التحرك المهم من أجل السلام في المنطقة». وقال إبراهيم نونو، رئيس الجالية، في بيان عقب الإعلان عن الاتفاق: «هذا تحرك تاريخي لم نكن نتوقعه قط في حياتنا». وأضاف نونو وهو عضو سابق بمجلس الشورى البحريني: «نتطلع لعلاقة مزدهرة تُفيد الدولتين». وترجع أصول يهود البحرين إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما وصلت العائلات الأولى من العراق.

 

الزياني: العلاقات مع إسرائيل لا تتعارض مع الالتزام بمبادرة السلام

وزير خارجية البحرين لـ«الشرق الأوسط»: لن نفرّط بالثوابت العربية... وتأييد السلام البحريني ـ الإسرائيلي يخلق فرصاً أفضل للشعب الفلسطيني

المنامة: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

أكد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية البحريني، «موقف مملكة البحرين الثابت والدائم تجاه حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي تأتي في صدارة أولويات المملكة بشأن ضرورة حصوله على كامل حقوقه المشروعة»، مشيراً إلى أن خطوة إقامة علاقات دبلوماسية بين البحرين وإسرائيل «تتماشى مع توجهات الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين لنشر ثقافة السلام في العالم». وقال الوزير الزياني لـ«الشرق الأوسط» إن إعلان تأييد السلام البحريني الإسرائيلي يخلق فرصاً أفضل للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ومستقرة ومزدهرة، مؤكداً أن إقامة العلاقات الدبلوماسية لبلاده مع إسرائيل لا تتعارض مع التزام البحرين بمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية. وشدد الزياني على أن «مملكة البحرين لن تتنازل عن الثوابت العربية، والحقوق الفلسطينية أهم هذه الثوابت»، لافتاً إلى أن «السوابق التاريخية تؤكد أن جميع مبادرات مملكة البحرين وقراراتها كانت دائماً تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني».

وفيما يلي نص اللقاء:

> كيف تنظرون لمستقبل العلاقات البحرينية - الإسرائيلية في ضوء اتفاق السلام؟

- تتماشى خطوة إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل مع توجهات الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، لنشر ثقافة السلام في العالم، ومع توجيهاته بتكثيف الجهود لإنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وفقاً للمبادرة العربية، وتؤكد البحرين دائماً على موقفها الثابت والدائم تجاه حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي تأتي في صدارة أولوياتها، وضرورة حصوله على كامل حقوقه المشروعة.

> ولكن قد يرى البعض أن التطبيع مع إسرائيل ربما يكون بداية لتنازلات أخرى عربية... ما تعليقكم؟

- لا بالعكس، بل إن مملكة البحرين تشدد على عدم تنازلها عن الثوابت العربية، والحقوق الفلسطينية أهم هذه الثوابت، ولطالما دفعت البحرين بسياسة السلام والتعايش، والسلام هو الخيار الاستراتيجي الأمثل لإنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والسوابق التاريخية تؤكد أن جميع مبادرات المملكة وقراراتها، كانت دائماً تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، وحماية مقدراته، ولا يمكن لأحد المزايدة على المملكة في هذا الشأن.

> ما مصير مبادرة السلام العربية بعد إعلان مملكة البحرين تأييدها لمبادرة السلام مع إسرائيل؟

- إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لا تتعارض مع التزام البحرين بمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، ومملكة البحرين دولة ذات سيادة، تتخذ قراراتها بناء على ثوابتها الوطنية والعربية ومصالحها الأمنية العليا، ومن تلك الثوابت الحقوق الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عنها.

> البحرين أعلنت منذ البداية ترحيبها بالاتفاق بين دولة الإمارات وإسرائيل، فهل كان ذلك تمهيداً لإعلان تأييد السلام بين البحرين وإسرائيل؟

- إن مملكة البحرين تضم جهودها إلى جهود الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة في الدفاع عن قضايا ومصالح الأمة ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه، وتثمن وتقدر عالياً، الدور القيادي الإماراتي في عقد علاقات دبلوماسية كحل استراتيجي للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وبالنسبة لنا في البحرين فنحن نؤكد على دعم البحرين لجهود جميع الشركاء العرب في السعي للتوصل إلى حل سلمي يحمي مصالح جميع الفلسطينيين، ونعتقد أن إعلان تأييد السلام البحريني - الإسرائيلي يخلق فرصاً أفضل للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ومستقرة ومزدهرة.

> ما موقف السلطة الفلسطينية من إعلان تأييد السلام بينكم وبين إسرائيل؟

- أود أن أعرب عن خالص التقدير للقيادة الفلسطينية ولمواقفها الثابتة وجهودها المستمرة لصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق والعمل على تحقيق تطلعاته المشروعة، وبالنسبة للبحرين فإنها تؤكد التزامها بنهجها المتواصل والداعم، لجهود تمكين الشعب الفلسطيني من النهوض بقدراته، وتعزيز موارده لتحقيق تطلعاته المشروعة، كغيره من شعوب العالم.

> هل تتوقعون المزيد من اتفاقات السلام بين دول المنطقة وإسرائيل خلال الفترة المقبلة؟

- كما أشرت سابقاً، لكل دولة سيادتها وتتخذ قراراتها بناء على ثوابتها ومصالحها العليا، وبالنسبة لمملكة البحرين فإن بلادنا مستمرة في نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي ونبذ العنف، وتعتبر هذه الخطوة خطوة واقعية ضمن جهودها في تحقيق السلم على المستوى العالمي، ونؤكد في هذا الصدد أن الدول التي أقامت علاقات مع إسرائيل لم تقصّر أو تتقاعس في دعم ومساندة الحقوق الفلسطينية، فهناك أولويات استراتيجية تقررها كل دولة لتحقيق مصالحها.

 

المنامة تدعو إلى حلٍ عادل للقضية الفلسطينية وتشدد على حسن الجوار/اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البحرين وإسرائيل

المنامة: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

في وقت دعت المنامة إلى حلٍ عادل للقضية الفلسطينية وشددت على حسن الجوار مع دول المنطقة، أجرى وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، أمس، محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، تطرقا خلالها للاتفاق بين البلدين على إقامة علاقات دبلوماسية.

وقالت وزارة الخارجية البحرينية إن الوزيرين تبادلا خلال الاتصال «التهاني والأحاديث الودية بمناسبة إعلان السلام بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل»، الذي تم الإعلان عنه أول من أمس في اتصال هاتفي بين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت الخارجية إن الاتصال بين الزعماء الثلاثة أكد على «أهمية المضي قدماً بهذه العلاقات في مختلف المجالات خدمة للمصالح المشتركة، وبما يسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة».

وكان وزير خارجية البحرين الدكتور عبد اللطيف الزياني قد ذكر في بيان بعد إعلان الاتفاق أن البحرين «تشدد على أهمية تكثيف الجهود ومضاعفتها للوصول إلى حلٍ عادل، واعتبار السلام خياراً استراتيجياً لإنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي بشكل عادل وشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق»؛ واصفاً هذه الخطوة بأنها خطوة واقعية لمواجهة التحديات الاستراتيجية، وحماية المصالح الوطنية. وأضاف أن مملكة البحرين «تؤكد على حسن الجوار مع جميع دول الجوار، ودول المنطقة». واعتبر أن إعلان تأييد السلام بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل «يحقق أهداف مبادرة السلام العربية، وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يضمن نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة ويحقق السلام الدائم»؛ مؤكداً «أهمية اتفاق السلام المقرر إبرامه بين دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة إسرائيل، والذي ساهم في وقف ضم الأراضي الفلسطينية، واتخاذ خطوات تعزز فرص التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط».

- وزير الداخلية: إجراء سيادي

من جهته، أكد وزير الداخلية البحريني الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، أن إعلان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل «يعد إجراء سياديا ويمثل موقفاً شجاعاً» يعكس حكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة و«رؤية جلالته الثاقبة». وأضاف: «هذا الأمر سينعكس على خدمة المصالح العليا لمملكة البحرين، داخلياً وخارجياً ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار ونشر مظاهر النماء والازدهار». وأوضح أن البحرين «تبقى وطن السلام والأمان ومهد التعايش والانفتاح على الآخر وهو نهج أصيل وممتد».

- وزير شؤون الإعلام: خطوة تاريخية

وقال وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي إن إعلان اتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل «خطوة تاريخية ومهمة تجاه إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهي خطوة واقعية تساعد على إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً للمبادرة العربية».

وشدد الوزير على موقف البحرين «الثابت والدائم تجاه حقوق الشعب الفلسطيني»، والتي «تأتي في صدارة أولوياتها، وضرورة حصوله على كامل حقوقه المشروعة». وقال: «جميع السوابق التاريخية تؤكد أن جميع مبادرات المملكة وقراراتها، كانت دائماً تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، وحماية مقدراته، ولا يمكن لأحد المزايدة على المملكة في هذا الشأن». وشدد على أن توقيع البحرين لإعلان تأييد السلام مع إسرائيل يمثل أحد الجهود الدولية للمملكة لنشر ثقافة السلام والتعايش السلمي في العالم.

وأشادت الجالية اليهودية الضئيلة في البحرين، أمس، بالاتفاق «التاريخي» بين المملكة وإسرائيل لتطبيع العلاقات، ووصفتها بـ«التحرك المهم من أجل السلام في المنطقة». وقال إبراهيم نونو، رئيس الجالية، في بيان عقب الإعلان عن الاتفاق: «هذا تحرك تاريخي لم نكن نتوقعه قط في حياتنا».

وأضاف نونو وهو عضو سابق بمجلس الشورى البحريني: «نتطلع لعلاقة مزدهرة تُفيد الدولتين». وترجع أصول يهود البحرين إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما وصلت العائلات الأولى من العراق.

 

محللون بحرينيون وخليجيون: إبرام السلام مع إسرائيل «شأن سيادي» بحريني قالوا إن الاتفاقات تسحب البساط من تحت إيران وتركيا وتعطي دول الخليج قدرتها على تغيير الواقع

المنامة: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

قال محللون بحرينيون وخليجيون إن إعلان البحرين وإسرائيل إبرام اتفاق سلام بينهما، أول من أمس، شأن سيادي بحريني، لا شأن للأطراف الأخرى في الاعتراض عليه أو مناهضته. وفي حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، توقع المحللون أن تلعب البحرين دوراً أكثر حيوية لدعم الاستقرار في المنطقة ومساعدة الفلسطينيين في التوصل إلى حل يقوم على المبادرة العربية. مشيرين إلى أن قيادة البحرين تسعى لصناعة التغيير في هذه المنطقة ومن حقها أن يكون لديها دور قيادي على المستوى الدولي. وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قال الأكاديمي والكاتب البحريني الدكتور محمد مبارك جمعة، إن اتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل هو «قرار سيادي»، مضيفاً: «من حق مملكة البحرين إبرام اتفاق سلام مع الإسرائيليين، فهو شأن بحريني صرف، لا يمكن لأي دولة أن تتدخل فيه، كما لا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تعترض عليه، أو تقوم الفصائل الفلسطينية المتناحرة بإصدار بيان بشأنه. لأنه أمر بحريني صرف».

وبشأن تأثير القرار على حل القضية الفلسطينية، قال جمعة: «هذا الاتفاق لا يُنصب البحرين – تماماً كما دولة الإمارات – متحدثين باسم القضية الفلسطينية مع الإسرائيليين». وأضاف: «الفلسطينيون يفهمون أن القضية هي قضيتهم وهم الذين يتحدثون مع الإسرائيليين ويتفاوضون معهم».

ومضى: «البحرين والإمارات وغيرهما من دول العالم التي تأخذ هذا المنحى الآن، تقدم فقط الدعم للقضية والمساندة والإسناد للقضية الفلسطينية، ولكنها لا تتدخل ولا تتحدث نيابة عن الفلسطينيين. لذلك يخطئ من يعتقد أن هذا الاتفاق يؤثر سلباً على القضية الفلسطينية لأن الأعضاء الفاعلين في هذه القضية هم الفلسطينيون أنفسهم». وتوقع جمعة أن توظف البحرين «قدراتها الاقتصادية والسياسية وموقعها الاستراتيجي وعلاقاتها مع دول العالم خدمة للقضية الفلسطينية، ولكن لا أحد يستطيع أن يأخذ دور الفلسطينيين في الدفاع عن قضيتهم وفي الوصول إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية».

ولفت جمعة إلى أن اتفاقية البحرين وقبلها الإمارات مع إسرائيل، من شأنها أن تغلق الفجوة والفراغ الذي تركه عدم وجود علاقات مع إسرائيل طيلة العقود الماضية... فالنظام الإيراني استغل هذا الفراغ ونصب نفسه متحدثاَ باسم القضية الفلسطينية، تماماً مع قوى إقليمية أخرى طامعة، نصبت نفسها متحدثة باسم القضية الفلسطينية واتخذوا من هذا الفراغ منصة وموطئ قدم لتجييش كل ما يتصل بالقضية الفلسطينية والمتاجرة بها ورفع الشعارات المتعلقة بها، وتم تخوين دول المنطقة وشعوبها...». وأضاف: «هذه الاتفاقات الآن تسحب البساط من تحت النظام الإيراني وتسحب البساط من تحت تركيا، وتعطي دول الخليج قدرتها على تغيير الواقع، واللعب بمنطق مختلف الآن في الفترة القادمة، خصوصاً بعد مرور عقود من الزمن لم تستفد منها القضية الفلسطينية ولا المنطقة العربية شيئا من المقاطعة مع إسرائيل». وقال جمعة: إن «هذا القرار تاريخي اتخذه الملك حمد بن عيسى وله نظرة ثاقبة فيه ومن المتوقع أن تنحى دول أخرى في هذا المنحى».

وعن موقف السلطة الفلسطينية والفلسطينيين عموماً بشأن هذا الاتفاق، قال الأكاديمي البحريني: «أعتقد أن عليهم أن يتعاملوا مع الموقف بذكاء وبحكمة وأن يستفيدوا من هذه العلاقات التي ستطلقها دول المنطقة مع إسرائيل خصوصا أن هناك مصالح متبادلة وهناك أفق واسع ورحب جداً من إمكانية الاستفادة من هذا الاتفاقات على المستوى الاقتصادي والتنموي في تنمية مختلفة بحقول العلم والمعرفة والطاقة ووسائل الاتصال وغير ذلك».

- تحالفات تتغير

وتحدثت لـ«الشرق الأوسط» عهدية أحمد السيد رئيسة جمعية الصحافيين البحرينيين، واصفة القرار البحريني بأنه «قرار سيادي يخدم ملفاتها الخارجية والداخلية، وهو قرار جريء جداً، يدل على حكمة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرؤية بعيدة المدى له، لضمان استقرار المنطقة وحفظ أمن واستقرار البحرين، والحفاظ على مكتسبات البلاد التي نساهم على مدى سنين في بنائها...». وقالت إن «هذا القرار دليل على ما كان يقال من طرف البحرينيين بأننا دولة تسامح وتعايش وهذا خير دليل على إيماننا بهذا الموضوع». ومضت رئيسة جمعية الصحافيين البحرينيين تقول «من حق أي دولة أن تغير من حلفائها فإسرائيل أصبحت اليوم دولة حليفة، وهي لم تكن لدينا مشكلة معها في يوم من الأيام». لكنها أضافت: «لا يعني موضوع السلام مع إسرائيل أننا كدولة نتنازل عن حق الشعب الفلسطيني، ولكن الواقع أنه على مدى السبعين عاماً الماضية أبرمت إسرائيل اتفاقيتين للسلام مع العرب بينما خلال شهرين فقط تم توقيع اتفاقيتي سلام وهذا إنجاز». وقالت عهدية السيد، إنه لقد مر سبعين عاماً على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وما زالت هذه القضية تراوح مكانها «وقد عانت المنطقة الكثير خلال السبعين عاماً من عمر الصراع مع إسرائيل... وهناك مبالغ كثيرة ذهبت لدعم قيادات فلسطينية ولم يأت هذا الدعم بأي نتيجة على أرض الواقع تخدم الشعب الفلسطيني».وقالت: اليوم «التوجهات تتغير والجيوسياسية للمنطقة تتغير، ولدينا تحديات مختلفة، ومن حقنا كدول مواجهة هذه التحديات بما فيها التحالف مع دول أخرى». وأكدت أن البحرين بعد هذا الاتفاق «سيكون لديها دور فعال أكثر في موضوع القضية الفلسطينية... فدور البحرين وقيادتها صناعة التغيير في هذه المنطقة ومن حقنا أن يكون لدينا دور قيادي على المستوى الدولي، فاليوم سوف تلعب البحرين دوراً مهماً في إحلال السلام في الشرق الأوسط».

- الأرض مقابل السلام

من جهته يلاحظ المحلل السياسي الكويتي، عايد مناع، أن «أي اتفاق سلام يتم بين أي طرف عربي وإسرائيل لن يكون له تأثير إيجابي على القضية الفلسطينية ما لم تلتزم إسرائيل بالموافقة على إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وهو ما نصت عليه المبادرة العربية للسلام في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002. وهي المبادرة التي استندت على قرارات الشرعية الدولية وأهمها القرار 242 /1967 الذي نص على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967». وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قال مناع: «الدول العربية أعلنت رغبتها بسلام عادل في مؤتمر القمة العربية في القاهرة 1996 وأكدت على ذلك في تبني قمة بيروت عام 2002 للمبادرة السعودية للسلام والتي نصت على استعداد الدول العربية للاعتراف بإسرائيل إذا هي تعهدت بإنهاء احتلالها للأراضي العربية وفقا لقرارات الأم المتحدة لكن إسرائيل رفضت ذلك وما تزال تحتل الأراضي التي يفترض أنها انسحبت منها».

 

أبوظبي: من المهم مراجعة استراتيجيات لم تؤت ثمارها

أبوظبي/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020»

رحب مسؤولون إماراتيون بخطوة البحرين مباشرة العلاقات مع إسرائيل عبر الاتفاق الثلاثي، الذي شمل البلدين، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد مدة قصيرة من الإعلان عن معاهدة سلام بين الإمارات وإسرائيل في 13 من أغسطس (آب) الماضي، في الوقت الذي اعتبرت الخطوة فرصة حقيقة لحلول سياسية تعزز الأمن والاستقرار. وقال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أمس، إن «التطورات المتسارعة في المنطقة مؤشر واضح نحو ضرورة مراجعة استراتيجيات لم تؤت ثمارها، ونبذ سياسة المحاور، وبالرغم من أنّه لا يمكن أن نعود إلى الوراء، إلا أن البدايات الجديدة تحمل في طياتها فرصاً حقيقية، بعيداً عن الضجيج أمامنا ظروف قد تمهد لحلول سياسية تعزز الأمن والاستقرار والازدهار». وأضاف قرقاش، في تغريدات على موقع «توتير» للتواصل الاجتماعي: «أرى في قراءتي للتطورات المتسارعة أن صناعة المستقبل لا يمكن أن تكون أداتها استنساخ تجربة الماضي، خصوصاً إن أخفقت في تحقيق أهدافها، الاختراق الاستراتيجي ضروري للعبور من الجمود والتكلس إلى الحركة الإيجابية، مراجعة التوجه لا يعني بالضرورة تغيير الأهداف، بل مقاربتها بشكل مختلف». من جهته، أكد صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن قرار البحرين إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل خطوة مهمة في دعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القرار يدشن مرحلة جديدة تسودها قيم العمل المشترك، وتفتح أفاقاً أرحب من التعاون الدولي وتعزيز السلم والاستقرار والأمن والازدهار لشعوب المنطقة. وقال غباش: «إعلان إقامة العلاقات بين البحرين وإسرائيل يصب في مصلحة أمن المنطقة، واستقرارها، وازدهارها، ويفتح آفاقاً جديدة للسلام، ويساهم في مسيرة التنمية لدول المنطقة من خلال التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي، ويوجه رسالة إيجابية ومشجعة إلى الشعوب والدول الأخرى». من جهته، قال الدكتور محمد الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات، إن إعلان السلام بين البحرين ودولة إسرائيل هو سياج استقرار للمنطقة، مشيراً إلى أن المنطقة العربية بحاجة إلى تضافر الجهود والتعاون والتفاهم، وبناء علاقات وشراكات قائمة على الاحترام المتبادل، وترسيخ مبادئ العدل وحفظ الحقوق والمواطنة لكل الشعوب، وتعزيز السلم المجتمعي، وتثبيت ركائز السلام والاستقرار. وقال: «هذا ما يؤكد عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وتسعى إلى ترسيخه وتكريسه على أرض الواقع دولة الإمارات برؤى حكيمة من قيادتنا». وأضاف: «من الحكمة والواجب أن ندعم ونساند كل اتفاق بين الدول يؤسس لبناء جسور أخوية، وبناء علاقات وطيدة تحفظ مصالح الشعوب والدول، ويأخذ في الحسبان صناعة مستقبل مزدهر للأجيال وتهيئة بيئة آمنة لكل بني البشر». وأوضح: «المتأمل في تاريخنا الإسلامي يدرك أن الاتفاقيات والمعاهدات النبوية كانت مع كل الديانات وسائر المجتمعات، وفق ما تقرره المصلحة، ونستلهم من ذلك أن الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة اليوم من شأن الدول وحكامها». وقال: «إلى مزيد من النمو الاقتصادي، والحضاري، والازدهار في البحرين، وهنيئاً لكم حكمة الملك والقيادة». كانت وزارة الخارجية الإماراتية قد رحبت أول من أمس، بقرار البحرين مباشرة العلاقات مع إسرائيل، حيث أشادت في بيان بقرار المنامة، وأعربت عن أملها في أن يكون لهذه الخطوة أثر إيجابي على مناخ السلام والتعاون إقليمياً ودولياً. وأشارت الوزارة إلى أن قرار البحرين مباشرة العلاقات مع إسرائيل يعد خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة، مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والدبلوماسي.

 

رفض تركي ـ إيراني لخطوة المنامة

أنقرة - طهران/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020»

شجبت تركيا الاتفاق بين المنامة وتل أبيب، معتبرة أنه يقوض القضية الفلسطينية. ورأت وزارة الخارجية التركية في بيان صدر مساء الجمعة أن ذلك {يشكل ضربة جديدة لجهود الدفاع عن القضية الفلسطينية ويعزز ممارسات إسرائيل غير القانونية تجاه فلسطين ومحاولاتها لجعل احتلال الأراضي الفلسطينية مستداماً}. وفي طهران، هاجم الحرس الثوري الإيراني بعنف اتفاق البحرين مع إسرائيل، مطلقاً تهديدات وتحذيرات، في وقت ندد فيه بيان لـ{حزب الله} اللبناني بقوة بتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل. ولوحظ عدم صدور موقف سوري رسمي فوري من خطوة المنامة تجاه تل أبيب. وفي غزة، شارك عشرات الفلسطينيين في احتجاج نظمته حركة {حماس} ضد الاتفاق البحريني مع إسرئيل. وقال ماهر الحولي القيادي في {حماس}: {علينا أن نحارب فيروس التطبيع وأن نقطع كل أسباب نجاحه والوقوف سداً منيعاً أمام انتشاره}. وفي الضفة الغربية، قال الأمين العام لمنظمة التحرير صائب عريقات لوكالة {رويترز} إن المسار الدبلوماسي لن يحقق السلام دون حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني الممتد منذ عقود أولاً.

 

إسرائيل تفرض عزلاً عاماً 3 أسابيع لاحتواء تفشي «كورونا»

تل أبيب/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020»

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأحد)، إن إسرائيل ستبدأ عزلاً عاماً لمدة 3 أسابيع لمكافحة فيروس «كورونا» كاشفاً عن تقديم حزمة مساعدات اقتصادية جديدة بحلول «الخميس».وذكر موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي، و«القناة 12» التلفزيونية في وقت سابق، اليوم (الأحد)، أن الحكومة وافقت على فرض عزل عام بالمناطق كافة لمدة 3 أسابيع، اعتباراً من يوم «الجمعة» لاحتواء تفشي فيروس «كورونا»، حسب ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وذكرت القناة التلفزيونية أن السلطات ستُلزم الإسرائيليين البقاء في محيط 500 متر من منازلهم خلال العزل، بينما قالت محطة تلفزيونية أخرى إن مطار بن جوريون سيظل مفتوحاً. وفرضت السلطات الإجراء الجديد بعد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في الأسابيع الأخيرة، وانتقادات لأسلوب إدارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للأزمة الصحية والاقتصاد. وسجلت إسرائيل حتى صباح «الأحد» أكثر من 153 ألف إصابة بالفيروس، و1103 وفيات.

 

دعوات في ألمانيا لإلغاء دعوة ظريف بعد إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري

برلين/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020»

طالب أوميد نوريبور، المتحدث باسم حزب الخضر الألماني لشؤون السياسة الخارجية، بإلغاء الدعوة الموجهة إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وذلك بعد إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري. وفي تصريحات لصحيفة ألمانية، تصدر غداً (الاثنين)، قال نوريبور: «عادة أنا أؤيد قدوم الناس، وأن نسمع الشيء الصحيح، لكني أفتقر إلى الثقة في أن الحكومة الألمانية ستتحدث عن القضايا الصائبة»، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وقال نوريبور إنه يؤيد عدم قدوم ظريف إلى برلين. يشار إلى أنه من المنتظر أن يقوم ظريف بجولة، بدءاً من يوم الأربعاء المقبل في عدة دول أوروبية، بينها ألمانيا، لكن وزارة الخارجية الألمانية لم تؤكد هذه الزيارة رسمياً بعد. ومن المرجح أن يتم إلغاء جولة ظريف الأوروبية. وقال سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، اليوم (الأحد): «ثمة تخطيطات بهذا الشأن، لكن لا يوجد قرار نهائي بعد بسبب المشكلات اللوجيستية المتعلقة بكورونا». وأضاف خطيب زاده أنه من غير المرجح القيام برحلة أوروبا في هذا الشهر. ومن المقرر أن يتوجه ظريف إلى برلين وباريس وروما ولندن، وسيمثل مستقبل الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الموضوع الرئيسي في هذه الجولة. وانتقد نوريبور تأخر الحكومة الألمانية في الانضمام إلى الاحتجاجات الدولية على إعدام أفكاري. وأعلنت وسائل إعلام حكومية إيرانية، أمس (السبت)، تنفيذ حكم الإعدام بحق لاعب المصارعة نويد أفكاري، على خلفية اتهامه بـ«المحاربة»، وقتل عنصر من قوات الأمن، بسبب مشاركته في احتجاجات مناهضة للنظام. ونقلت وسائل إعلام إيرانية نهاية الشهر المنصرم أن محكمة الثورة الإيرانية أصدرت حكماً بالإعدام «مرتين» على أفكاري الذي تم اعتقاله في أعقاب احتجاجات أغسطس (آب) 2018 في مدينة شيراز، جنوب إيران. وأطلق نشطاء حقوق الإنسان ومعارضون سياسيون حملة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبروا عن قلقهم من احتمال تنفيذ حكم الإعدام، وطالبوا بوقفه. وجاء هذا بعد رفض إعادة المحاكمة، بطلب من أفكاري الذي قال في رسالة مسربة من السجن إنه أدلى بجميع الاعترافات «قسراً وتحت التعذيب».وبث التلفزيون الرسمي في إيران، يوم السبت الماضي، مقطع فيديو ظهر فيه بطل المصارعة المحكوم عليه بالإعدام وهو يعترف بقتل حارس أمن في أثناء مظاهرات مناهضة للحكومة عام 2018. وظهر أفكاري في الفيديو وهو يقول: «لقد سددتُ إليه طعنتين»، في إشارة إلى حارس أمن شركة مياه. وأثارت قضية أفكاري انتقادات دولية. وناشد الرئيس الأميركي دونالد ترمب السلطات في إيران عدم تنفيذ حكم الإعدام على المصارع البالغ من العمر 27 عاماً. ووفقاً لوكالة «هرانا»، التابعة لمجموعة نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين، فقد حُكم على شقيقي نويد أفكاري الآخرين أيضاً (وحيد وحبيب) بالسجن لمدد طويلة والجلد، بتهمة المشاركة في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها إيران إثر ارتفاع أسعار الوقود.

 

إيران تؤجل محاكمة البريطانية زاغاري راتكليف

لندن/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020»

أجّلت إيران المحاكمة الجديدة التي كان من المقرر أن تبدأ الأحد للبريطانية - الإيرانية المسجونة منذ العام 2016 نازانين زاغاري راتكليف، وفق ما أفاد زوجها. وقال ريتشارد راتكليف لوكالة الصحافة الفرنسية «نعم تم تأجيل جلسة اليوم»، مضيفا أنه تم إبلاغ محاميها بأن المحكمة لن تنظر في «القضية اليوم». وكانت نائبة بريطانية إن محاكمة  زاغاري راتكليف في إيران تأجلت بعد أن كانت مقررة اليوم (الأحد). وذكرت النائبة توليب صديق في تغريدة أن معلومات أخرى سيُكشف عنها اليوم (الأحد). ولم يصدر تعليق حتى الآن عن القضاء الإيراني. وكانت محكمة ثورية إيرانية قد استدعت زاغاري راتكليف الأسبوع الماضي، وأبلغتها بتوجيه اتهام جديد لها. وأوقفت زغاري راتكليف العاملة في مؤسسة «تومسون رويترز»، الفرع الإنساني لوكالة الأنباء الكندية - البريطانية، في أبريل (نيسان) 2016 فيما كانت تغادر إيران بصحبة طفلتها البالغة آنذاك 22 شهراً بعد زيارة لعائلتها. وحكم عليها بالسجن خمس سنوات لإدانتها بمحاولة قلب النظام الإيراني، وهو ما تنفيه. وسمح لها في الربيع بالخروج من سجن إيوين في طهران مؤقتاً لأسبوعين بسبب فيروس كورونا المستجد. وقال زوجها ريتشارد راتكليف في 24 أغسطس (آب) الماضي، إنها تخشى محاكمة جديدة بعد انتهاء فترة سجنها البالغة خمس سنوات في عام 2021. وأثار العديد من المنافذ الإعلامية في إيران وبريطانيا إمكان وجود صلة بين اعتقال زاغاري راتكليف وغيرها ممن يحملون جنسية مزدوجة ونزاع حول دين بريطاني قديم بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني (443 مليون يورو) مستحق لإيران على صلة بصفقة أسلحة. ولطالما أنكرت كل من لندن وطهران رسمياً أي صلة بين قضية زغاري راتكليف، وهذا الدين الذي يعود إلى عقد لبيع دبابات حصلت لندن بموجبه على مبلغ مقدماً، ولكن لم تفِ به بسبب الثورة عام 1979. ومنذ ذلك الحين جُمدت الأموال في حساب بالمملكة المتحدة. لكن صحيفة «الغارديان» البريطانية ذكرت الجمعة الماضي، أن وزير الدفاع البريطاني بن والاس اعترف لأول مرة بأنه يسعى لسداد هذا الدين بهدف تأمين الإفراج عن زاغاري راتكليف ومعتقلين إيرانيين - بريطانيين آخرين. وفي عام 2017، بينما كانت عائلة زغاري راتكليف تأمل في الحصول على إطلاق سراحها المبكر، استبعدت السلطة القضائية الإيرانية هذا الاحتمال قائلة إن هناك «ملفين» بخصوصها.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

متعة الشماتة من جبران باسيل

قاسم يوسف/أساس ميديا/الإثنين 14 أيلول 2020

استحقها جبران باسيل. ظل يعاند ويكابر ويتجاسر حتى أتاه من يلوي ذراعه. ليس ثمة في الانكسار مكانة للشماتة، وهي فعل وضاعة لا يستسيغها النبلاء، لكنها تصح قطعًا إزاء هذا الرجل الذي لن نشبع من النظر اليه بينما يتدحرج في الحفرة التي حفرها لنا جميعًا.

أراد جبران باسيل كل شيء دفعة واحدة. السلطة والمال والوازرة والنيابة ورئاسة الجمهورية والغار والنفط والكهرباء والبواخر والمياه والسدود. صار فجأة ذاك الثقيل الذي حطت به الرحال فوق يومياتنا المتعبة. ثم راح يستحضر في عجالته الدائمة كل بائد في التاريخ وكل مستفز في الجغرافيا ليخبرنا مرة تلو مرة أنه هبة مستدامة التوهج، وأن علينا أن نرفع له القبعات، وأن نشكر الباري على جزيل نعمته التي انعم، لأننا نعيش في عصر جبران باسيل. لا أحد استطاع أن يكبح جماحه على النحو الذي نشتهيه. ارتصف منذ البدايات في تحالف مكثف الابتزاز مع حزب الله، واخذ يعزف سمفونية مقيتة حول مظلوميات لا تنتهي، ثم راح يتقوقع أكثر فأكثر في أقبية الأقليات الحالكة، وفي مشاريعهم الفظيعة وأفكارهم العقيمة وممارستهم الممزوجة بالذعر والكراهية والدم. أراد لكل هذا أن يؤسس لعظيم سلطانه، وأن يُشكل المدماك الأصلب في المعادلة السياسية الغائرة في الحقد والتشفي، وفي الصلافة والاضمحلال، حتى استحالت معه وعبره وتحت رايته شكلاً فريدًا من أشكال الخواء المطلق، ذاك الذي لا يستقيم إلا مع قلة قليلة من مرضى القلوب والنفوس، وهو لا شك منهم، بل وعلى رأسهم.

أراد جبران باسيل كل شيء دفعة واحدة. السلطة والمال والوازرة والنيابة ورئاسة الجمهورية والغار والنفط والكهرباء والبواخر والمياه والسدود

عهد ميشال عون دمره جبران باسيل، ودمر معه تياره وعائلته وتاريخه وحاضره ومستقبله. شاء الرجل أن يذهب بعيدًا في لعبة القضم والاستحواذ، غير آبه لكل التداعيات التي قد تنجم عن ممارسات من هذا النوع. شاء أيضًا أن يُعبّد طريقه إلى الأوهام، ولو على حساب حليف أو صديق أو رفيق نضال، وهو لن يتوانى للحظة عن التضحية بكل شيء، كل شيء، مقابل الوصول إلى حيث يريد أن يصل. في كلامه الأخير، بدا جبران باسيل متوجسًا وخائفًا ومذعورًا، وهذا مبرر ومفهوم بعد العقوبات الأميركية المفاجئة التي طاولت شخصيتين يتقاسم معهما المعضلة عينها، لكنه بدا أيضًا أنه على وشك استدارة أو انعطافة، وكأنه أراد أن يُقدّم أوراق اعتماده، وأن يقول لكل من يعنيهم الأمر: تمهلوا. أرجوكم. لست ملتزمًا. ولا متحمسًا. ولا مجنونًا. أنا أبحث عن مصلحتي في كومة المصالح، ومستعدٌ أن أبيع لأجلها وأشتري، وأن أدور مع الواقع حيث دار.

بعد العقوبات التي طاولت علي حسن خليل ويوسف فنيانوس ليس كما قبلها، وهؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بالوفاء والالتزام والمبادئ، مدعوون اليوم أن يُسمعونا أصواتهم في غمرة حك الركاب. أما نحن، فلا سبيل نسلكه سوى الشماتة، سنتفرج عليكم ونضحك، وأنتم تتقلبون فوق السعير الذي أوقدتموه.

 

باسيل في مؤتمر الاستسلام: دخيل عرضكم

إيلي الحاج/أساس ميديا/الإثنين 14 أيلول 2020

كلّ المواقف التي أعلنها رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل في مؤتمره الصحافي يوم الأحد تثبت أنّ الرجل -وخلفه تيار عون- قد انهار تحت ثقل العقوبات الأميركية المصلتة فوق رأسه، والتي يُقال إنها قريبة، وأيضاً بفعل اختلال في موازين القوى الدولية، التي تحكم وضع لبنان، جعل "حزب الله" أو إيران في لبنان، يحتلّ موقع التراجع، فيقبل ما لم يكن ممكناً في السابق قبوله، وهو في موقع القوة. الأكيد أنّ "حزب الله" يقف في موقع الحرج الشديد لأن المعروض عليه فرنسياً، وأميركياً، يخالف مشروعه ومعتقده في ما يتعلّق بلبنان. الأمر يختلف عند "التيار العوني" الذي يمارس السياسة على قاعدة استغلال موازين القوى سعياً إلى ثابتتين لا غير في مشروعه: الرئاسة والسلطة، ولا تهمّ الوسيلة. ليس جماعة "حزب الله" أغبياء كي لا يدركوا أنّ حليفهم المسيحي، القوي سابقاً المتلاشي حالياً، سواء عنده إسرائيل أو إيران، الحزب أو أميركا ، سوريا الأسد أو فرنسا. كلّ الدول والقوى سواسية كالمشط عند الحركة العونية ولا فضل لدولة على أخرى إلا بقدرتها واستعدادها لدعم وصول الجنرال ميشال عون، ومن بعده خليفته الوزير باسيل، إلى قصر بعبدا. الباقي كله متغيّر، قابل للبحث ومفتوح للرهانات عليه.

يذكر المتابعون كيف فتح أعيان الحزب التابع لإيران عيونهم دهشة وغضباً إثر حديث للوزير باسيل، حامل وسام صاروخ "المقاومة"، لمذيعة في "الميادين" قالت له: سأطرح عليك سؤالاً، وأتمنى أن لا أحصل على جواب ديبلوماسي، ربما معلومات إذا أمكن، هل ترى أنّ التطبيع أصبح واقعاً، تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل؟  وأجاب باسيل: "بدي قلّك شغلة، نحنا بالنسبة لإلنا ما عنا قضية أيديولوجية. ونحنا مش رافضين تكون موجودة إسرائيل، يحق لها أن يكون عندها امان، نحنا عم نقول بس بدنا كلّ الشعوب تكون عم تعيش بأمان ومعترفين ببعضنا البعض، معترفة بالآخر، القضية منا قضية عمياء نحن شعب بدنا الآخر، وعلى اختلاف معو، بس لما الآخر بدو ياكي....".أعلن في مؤتمره الصحافي أنّ تغييراً خارجياً وداخلياً قد طرأ، ويتطلّب تغييراً في المواقف وتباعداً سياسياً عن "حزب الله" كي لا يخسر رأسه ويتحوّل كبش فداء

بحسب موازين القوى تقلب الجنرال عون في مسيرته إلى قصر بعبدا من إسرائيل إلى سوريا ففرنسا وأميركا وصولاً إلى إيران. ترجمة ذلك أنّ السياسة عنده هي فنّ الوصول لا أكثر ولا أقل. وقد وصل وتحقّقت أهداف العونيين كاملة عند انتخابه رئيساً قبل أربع سنوات ذات 31 تشرين الأول 2016. وعندما تقول ميشال عون، تقول خليفته وولي عهده جبران باسيل. والخليفة أعلن في مؤتمره الصحافي أنّ تغييراً خارجياً وداخلياً قد طرأ، ويتطلّب تغييراً في المواقف وتباعداً سياسياً عن "حزب الله" كي لا يخسر رأسه ويتحوّل كبش فداء. رفع العشرة، وقال في مؤتمره: نحن مع الحياد والتحييد والاستراتيجية الدفاعية. لبنان لا يتحمّل تبعات مشاكل الغير، ونرفض كلام إسماعيل هنية. نؤيد ترسيم الحدود براً وبحراً، والالتزام بالقرار 1701. حزب الله بدأ يفكّر بالعودة من سوريا وعلينا احتضان قراره. ونؤيد المداورة، أما تكريس التوقيع الثالث، فهو مثالثة نرفضها. وأخيراً، لا نريد المشاركة في الحكومة، لكن يحق لنا التشاور بالأسماء.

وكان أفضل ختام لمؤتمر الاستسلام : "دخيل عرضكم

 

سجعان قزّي لـ "أساس": ما فائدة تطوير النظام اللبناني في ظلّ السلاح

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الإثنين 14 أيلول 2020

باكراً جدّاً انخرط الوزير السابق سجعان قزّي في العمل السياسي والإعلامي ككثيرين من نخب جيله الذين عايشوا الصخب السياسي في لبنان منذ أواخر الستينيات حتّى وقوع الحرب في لبنان وهو صخب على سلبياته النهائية إلّا أنّه من النوع الذي يصقل تجربة أشخاصه، وهم على تماس يومي مع الجدال السياسي المفتوح على اضطرابات وجراح نكسة 1967 وعلى سخونة "الحرب الباردة". سجعان قزّي، نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سابقًا، هو ابن هذه التجربة. هناك تكوّن وعيه. وهناك كان رفيق بشير الجميل. ومعروف أنه كان يكتب خطابات الرئيس الشهيد وشعارات المقاومة اللبنانية من مثل: "نحن قدّيسو هذا الشرق وشياطينه"، و "نريد رئيسًا وقف ولمرّة على قبر شهيد"، إلخ...من الماضي إلى الحاضر، سجعان قزّي اليوم من المقرّبين إلى البطريرك بشارة الراعي، فإذا كتب قزي أو صرّح، فإنّما صوته أبعد من صوته وكلماته أبعد من كلماته. "أساس" التقت سجعان قزّي ابن فتوح كسروان، وسألته عن المبادرة الفرنسية، و"الحياد الناشط"، وتغيير النظام، واستقالة رئيس الجمهورية، إلخ... ما لمسناه أخيراً من بعض الوساطات الدولية أنّ ذهنية المساومة تسود التسوية. وأخشى أن يقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذه التجربة رغم حرصه على سيادة لبنان. من الواضح، بالنسبة لقزّي، أنّه توجد محاولات لحلّ الأزمة اللبنانية من خلال تسوية، وليس من خلال حلّ جذري: "ما لمسناه أخيراً من بعض الوساطات الدولية أنّ ذهنية المساومة تسود التسوية. وأخشى أن يقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذه التجربة رغم حرصه على سيادة لبنان. هناك فارق بين العاطفة وبين إدراك الواقع. ولاحظنا أيضًا نموّ تيار في الإدارة الفرنسية يراهن على قدرة فرنسا على التأثير في السلوك الإيراني في لبنان والشرق الأوسط". يشير قزّي إلى أنّ "ماكرون أطلق في الزيارة الأولى (6 آب) أفكاراً غزيرة لامست التغيير الدستوري والسياسي، لاسيما حين اقترح مشروعَ عقد سياسي لبناني جديد. لكن بين الزيارتين الأولى والثانية (1 أيلول)، تبيّن له أن مفهوم الكلمات باللبناني يختلف عن مفهومها بالفرنسي. لذلك رأيناه في الزيارة الثانية يركّز على تأليف الحكومة وعلى إجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية من دون التطرّق الى العقد السياسي". ويردف قزي: "فوجئنا أيضًا أنّ الرئيس الفرنسي، بنيّة إنجاح مشروع التسوية التي يعمل عليها، يعطي حزب الله في لبنان وإيران في المنطقة، دوراً في التسوية السياسية من دون إثارة سلاح حزب الله ودوره العسكري في حروب المنطقة، ومن دون التنبّه لمدى الهيمنة الإيرانية، وكأنّ حزب الله جزء من الحلّ بسلاحه فيما هو المشكلة الأساسية".

قبل أن يكون تطوير النظام اللبناني مطلباً شيعياً أو سنياً أو درزياً، هو أساسًا مطلب مسيحي

 لكن هناك كلام داخلي عن تطوير النظام وتغييره من قبل رئيس الجمهورية و"حزب الله"...

* قبل أن يكون تطوير النظام اللبناني مطلباً شيعياً أو سنياً أو درزياً، هو أساسًا مطلب مسيحي. لكنّ التطوير الذي يتمنّاه المسيحيون هو مشروع تقدّمي يتخطى الطائفية، ويصبّ في اعتماد اللامركزية الموسعة، والحياد، والتشريع المدني للأحوال الشخصية، ويفصل بين الدين الدولة. ويجد هذا المشروع تأييدًا لدى رأي عامٍ واسع في الأوساط السنية والدرزية ولدى النخب الشيعية المستقلّة. إلا أنّ الإشكالية، بل المشكلة، أنّ تفكير المرجعيات الشيعية السياسية والدينية يختلف عن الطرح أعلاه. فقد أعلن الثنائي الشيعي السياسي بلسان المرجعيات الشيعية الدينية أفكارًا لا نعرف مضمونها الحقيقي، لكن عناوينها تنسف أسس الكيان اللبناني والصيغة والنظام والميثاق. وهذا يُدخل البلاد في صراعات طائفية إضافية بين المسيحيين والمسلمين وبين المذاهب الإسلامية. وطبيعي أن نعارض مثل هذه الطروحات المناقضة للوجود اللبناني بشتى الوسائل.

إذا كانوا يريدون تطوير النظام فنحن منفتحون، لكن ما قيمة أيّ تطوير سياسي ودستوري في دولة تضمّ سلاحاً آخر غير السلاح الشرعي؟، فالتعديل الدستوري في لبنان الواحد يستلزم أولاً وضع استراتيجية دفاعية تعيد كلّ سلاح على الأرض اللبنانية إلى الدولة. وإلا يصبح تعديل النظام تعديلاً لوحدة لبنان.

لماذا لم يزر الرئيس الفرنسي بكركي؟

* كنت أتمنى أن يقوم الرئيس ماكرون بهذه الزيارة، فمن ذهب من مدينة بيروت إلى بلدة جاج في أعالي بلاد جبيل، كان يمكنه أن يغطّ في بكركي ويلتقي، بمناسبة إعلان دولة لبنان الكبير، غبطة البطريرك في هذا الصرح الذي تربطه علاقات تاريخية بفرنسا. لكنّ المشكلة أنّ فرنسا اليوم توغّلت كثيراً في العلمانية، وصار مسؤولوها يتحاشون التعاطي السياسي المفتوح مع رجالات الدين خشية أن ينتقدهم الرأي العام الفرنسي المتزمِّت بعلمانيته حتى الإلحاد أحيانًا".

ويعزو قزّي سبب عدم الزيارة أيضًا إلى أنّ الرئيس ماكرون يمرّ اليوم في أزمة شعبية صعبة في بلاده، فخشي أن تحصل عليه مزايدات في باريس: "فالرئيس ماكرون يستطيع أن يتجوّل وسط الجماهير في شوارع بيروت، لكنّه لا يستطيع أن يقوم بالشيء ذاته في شوارع باريس".

الرئيس الفرنسي أبلغ البطريرك الراعي صراحةً دعمه الكامل لحياد لبنان أثناء اجتماعهما في قصر الصنوبر

وإذ ينفي قزي أن يكون سبب عدم زيارة ماكرون بكركي متصلاً بمبادرتها حول "حياد لبنان الناشط" لجهة عدم رغبة باريس في إظهار أيّ انحياز سياسي في لبنان، يؤكّد أنّ "الرئيس الفرنسي أبلغ البطريرك الراعي صراحةً دعمه الكامل لحياد لبنان أثناء اجتماعهما في قصر الصنوبر. وسبق لوزير خارجيته النشيط والمحب للبنان، جان إيف لو دريان، أن أعلن في الصحافة أنّ بلاده تدعم حياد لبنان، وأنه لا يستطيع تصوّر سيادة لبنان من دون حياد".

هل الفاتيكان داعم لـ "حياد لبنان"؟

الفاتيكان ليس داعمًا لحياد لبنان فقط، بل هو صاحب الفكرة. فحين يقول البابا الراحل القدّيس يوحنا بولس الثاني: إنّ لبنان أكثر من وطن أنّه رسالة، يعني أن فلسفة وجود لبنان هو الحياد. فكيف للبنان أن يكون رسالة إذا كان منحازًا ومتورطًا هنا وهناك. فالرسالة على العموم تعني أحد أمرين، إما الدور العسكري: احمل بندقيتك واتبعني، وإما الدور السلمي: احمل كتابك واتبعني. وطبيعي أنّ الفاتيكان لا يريد لبنان جبهة عسكرية، بل منارة للسلام وبالتالي دولة حيادية.

ويلاحظ قزي أنّ "مراجعة التاريخ السياسي للفاتيكان في القرن العشرين تكشف أنه بتقاليده لا يتحمّس كثيراً لأيّ فكرة، باستثناء حماسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ضد الشيوعية بحكم أصوله البولونية. لذلك، فتأييد الفاتيكان لمبادرة بكركي هو تأييد هادئ لكنه ثابت. وإذا لم يؤيد الفاتيكان الحياد فماذا سيؤيد في لبنان؟

برأيه إنّ "الفاتيكان يفهم أنّ مصير مسيحيي الشرق لا يتقرّر في بغداد أو في أبو ظبي أو في أيّ دولة أخرى، إنما في لبنان". وتمنّى على الفاتيكان ألّا يخطئ في حساباته الشرق أوسطية، "فمصلحة مسيحيي الشرق ومصلحة الشراكة المسيحية الإسلامية في لبنان تقضي أن يقف الفاتيكان إلى جانب البطريركية المارونية ويسمع لها، فنحن نعرف الشرق ولبنان أكثر من سوانا". وأكد قزي أنّ "دوائر الفاتيكان تنظر بارتياح الى فكرة الحياد اللبناني، لكنّها تدرس آلية تنفيذ هذا المشروع، وسيعلن موقفاً حيال هذا المشروع المتكامل".

وعن اتهام مذكّرة الحياد الصادرة عن بكركي بأنّها تعبّر عن قراءة مسيحية لتاريخ لبنان السياسي، يقول ابن العقيبة الكسروانية: "لست من هذا الرأي إطلاقاً، إذ يجب أن نميّز بين السياسة والتاريخ. هذه مذكرة تاريخية وليست سياسية، وحين يكتب الفرنسيون تاريخ فرنسا ما بين بداية القرن العشرين والعام 1945 لا يستطيعون نفي الصراع بينهم وبين ألمانيا. وما ورد في المذكرة، هو عرض تاريخي للأزمات التي مرّ بها لبنان".

يضيف: "إذا كانت الوثيقة قد أتت على ذكر هذه المحطات، فلكي تعرض للبنانيين مآسي الانحياز إن كان من المسيحيين أو من المسلمين، وليس لنكء الجراح. والبطريرك اليوم متأثر جداً من العاطفة التي ظهرت لدى القيادات الإسلامية اللبنانية ومن الدول العربية حول مشروع الحياد، ولا ينفكّ يتحدّث في مجالسه عن الوطنية التي أبرزها القادة المسلمون في لبنان تجاه مشروع الحياد، وكيف أنّ السفراء العرب زاروه وأيدوا مبادرته في حين أنّ بعض الأطراف المسيحيين المرتبطين بحزب الله تردّدوا في إعلان تأييدهم لها". وأكّد أنّ "البطريرك يؤمن بالحالة العربية الحضارية، ويؤمن بالشراكة الإسلامية المسيحية".

وعن سبب إسقاط البندين الأوّلين من "نداء 25 تموز" القائلين بفكّ الحصار عن الشرعية وتنفيذ القرارات الدولية والإبقاء على بندها الثالث أي "الحياد" في الوثيقة، يقول: "الأمر بسيط، فهذه وثيقة حول مشروع حياد لبنان فقط لا غير. والحياد هو مشروع وطني ذو بعد مستقبلي يرتبط بالتاريخ اللبناني، فيما العنصران الآخران أي فكّ الحصار عن الشرعية وتنفيذ القرارات الدولية هما مطلبان ظرفيان. وأعتقد أننا حينما نعتمد الحياد، فالعنصران السابقان ينفذّان بشكل تلقائي، في حين أنّه إذا لم نعتمد الحياد، فتظلّ الشرعية محاصرة في هذا العهد وأيّ عهد آخر، وستبقى القرارات الدولية معلّقة مثل 1559 أو منفّذة بشكل جزئي مثل الـ 1701".

ثمّة مطالبات للبطريرك الراعي بـ "رفع الغطاء" عن الرئيس عون، هل ذلك ممكن؟

اذا كان البطريرك الراعي لم يطلب استقالة رئيس الجمهورية، فهذا لا يعني أنه مرتاح لسياسة العهد. أما المطالبة المباشرة باستقالة الرئيس، فيفترض أن يحملها القادة السياسيون أوّلاً وليس السيّد البطريرك. ثمّ إنّ مسؤولية ما حصل لا تقع كلّها على رئيس الجمهورية. وإنما هناك مسؤولون آخرون يتحمّلون المسؤولية نفسها لا بل أكثر، خصوصاً أنّ الحكم اللبناني بعد الطائف أصبح في مجلس الوزراء وليس في القصر الجمهوري، فإما أن تستقيل كلّ هذه المنظومة السياسية، أو فلماذا الانتقائية؟

لو سلّمنا جدلاً أنّ الرئيس قرّر أن يستقيل، فمن يضمن انتخاب رئيس للجمهورية، ألم نَرَ ماذا جصل بعد انتهاء ولاية الرؤساء أمين الجميل وإميل لحود وميشال سليمان؟ إذا كان هناك خوف حقيقي من حصول فراغ في الدولة اللبنانية، وحين حصل الشغور أيام لحود وسليمان، كانت هناك حكومة تضمّ الشخصيات القادرة على الحكم. إما إذا استقال الرئيس عون اليوم فلمن نسلّم البلد، للهواة أو لحزب الله؟

 

لبنان: نصائح للثنائي الشيعي بعدم المكابرة وإما التزام التعهّدات أمام ماكرون أو الفوضى

سعد الياس/القدس العربي/13 أيلول/2020

العقوبات الأمريكية أعلنت خلال مهلة الأسبوعين المحدّدة فرنسياً لتشكيل الحكومة، ما جعل البعض يتساءل هل هي تشويش على المبادرة الفرنسية ولماذا فرضتها وزارة الخزانة في هذا التوقيت؟

بيروت-“القدس العربي”:حدثان في لبنان حرفا الأنظار نسبياً عن المساعي الجارية لتأليف الحكومة التي باتت جاهزة لدى الرئيس المكلّف مصطفى أديب ومرهونة بموافقة رئيس الجمهورية ميشال عون ومدى الحفاظ على التزامه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: الحدث الأول العقوبات الأمريكية التي فُرضت على المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل ووزير “المردة” السابق يوسف فنيانوس بتهمة الفساد ودعم أنشطة حزب الله، والثاني الحريق الملتبس الذي إندلع مجدداً في مرفأ بيروت بعد شهر ونيّف على الزلزال المدمّر.

وإذا كان الحريق تتمة للاستهتار والاهمال المتمادي من قبل الدولة وأجهزتها ولا أمل بوضع حدّ له إلا بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة، فقد بدا في موضوع العقوبات الأمريكية أن الثنائي الشيعي يستغلّ هذا الأمر للتشدّد في موضوع الحكومة وتفشيل المداورة في الحقائب من خلال التمسّك بوزارة المال على اعتبار أن اتفاق الطائف أقرّ أن تكون للطائفة الشيعية، وهو ما ينفيه نواب سابقون شاركوا في مؤتمر الطائف، وقال أحدهم لـ “القدس العربي” إن “هذا الامر طُرح في خلال مداولات المؤتمر ولكن لم يتم الاتفاق عليه وصُرف النظر عنه ولم يرد في المقررات. والدليل أن حكومات ما بعد الطائف تعاقب عليها وزراء من كل الطوائف وليس فقط من الطائفة الشيعية بدءاً بالرئيس رفيق الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والوزراء جورج قرم وجهاد أزعور ودميانوس قطار ومحمد الصفدي ومحمد شطح وسواهم، فكيف تكون حقيبة المال للشيعة؟ وإذا كان الاستقواء بسلاح حزب الله فرض تسمية وزراء شيعة لهذه الحقيبة في 3 حكومات متتالية، فهذا لا يعني أن الأمر بات عرفاً كما هو حال العرف في الرئاسات الثلاث”. ويستغرب هذا النائب “الاصرار على حق القوى السياسية بتسمية ممثليها في الحكومة” سائلاً “أي دور وأي صلاحيات عندها للرئيس المكلّف وهل هو فقط صندوق بريد؟” معتبراً “أن تسمية الكتل والأحزاب لوزرائها هو المحاصصة السياسية بحد ذاتها التي يشكو منها الجميع” مستغرباً “كيف يطالب البعض بدولة مدنية ويتمسّك في الوقت ذاته بحقيبة لطائفة بعينها؟”.

واللافت أن هذه العقوبات الأمريكية أعلنت في خلال مهلة الأسبوعين المحدّدة فرنسياً لتشكيل الحكومة، ما جعل البعض يتساءل هل هي تشويش على المبادرة الفرنسية ولماذا فرضتها وزارة الخزانة في هذا التوقيت؟

عن هذا السؤال يجيب المطّلعون إن مسار العقوبات لا علاقة له بأي مسار آخر، وهو رسالة واضحة تستدعي عدم التوقّف عند الأسماء التي عوقبت فحسب بل إلى معاني هذه الأسماء وما ترمز إليه للقول كل من يراهن على حزب الله سيُعاقَب وسيفشل سواء في البيئة الشيعية أو المسيحية. ويقول هؤلاء لماذا تكون العقوبات تشويشاً على المبادرة الفرنسية وليست تكاملاً معها طالما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه ألمح إلى عقوبات على قيادات لبنانية في حال عدم تعاونها لانجاح التسوية، ما يعني عملياً تطبيق سياسة “العصا والجزرة” فمَن يتعاون في موضوع الحكومة وتطبيق الإصلاحات ولا يُفشِل مهمة الرئيس المكلّف تكون الجزرة الفرنسية في انتظاره ومن يعرقل تكون أمامه العصا الأمريكية، وعليه لا تجوز المكابرة في مثل هذه الظروف لأن نتائجها ستكون وخيمة ولا خيمة فوق رأس أحد.

أما التلويح بالانقلاب على المبادرة الفرنسية وعلى التعهّدات التي أطلقت امام ماكرون فنتائجه خطرة، ولا مخارج حالياً مطروحة سوى تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلّين. فقد سبق أن جُرّبت حكومة اللون الواحد برئاسة حسّان دياب وجاءت النتائج الاقتصادية والمالية والاجتماعية الكارثية على البلد بسبب عزلة هذا الفريق العربية والدولية، وهذا لا ينفيه فريق 8 آذار ذاته الذي كان هو أكثر من غيره وراء المطالبة بعودة الرئيس سعد الحريري إلى الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل فكّ الحصار عن الدولة اللبنانية. وأي توجّه من هذا النوع، يؤكد أن حزب الله بموافقته الظاهرية على المبادرة الفرنسية إنما كان يشتري الوقت، لكنه سيعني إدخال البلاد في فوضى لأن أحداً لن يرضى بأن يستمر حزب الله في بسط هيمنته ومصادرة قرار الدولة، حتى الحزب نفسه يدرك عواقب مثل هذا الخيار.

وتترقّب الأوساط ما سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية من التشكيلة الحكومية واحتفاظ الرئيس المكلّف بحقّه في تسمية كل الوزراء مسيحيين ومسلمين، فهل يوقّع على تشكيلة إرضاء لماكرون وتحييداً لتياره السياسي عن أي عقوبات على الرغم من تحفّظه على تجاهل جبران باسيل، ويترك للثنائي الشيعي مواجهتها في مجلس النواب ونزع الثقة عنها؟ أم لا يوقّع التشكيلة فتفشل المبادرة الفرنسية الانقاذية ونصل إلى حائط مسدود، ويبقى الوضع الحكومي في حال مراوحة بين رئيس مكلّف إقترح تشكيلة ولم تُقبَل وبين حكومة تصريف أعمال برئاسة حسّان دياب في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية.

وعلى مقلب آخر، إذا كانت للثنائي الشيعي ملاحظات على المبادرة الفرنسية، فإن خصوم حزب الله لم يكونوا بدورهم راضين على هذا الانفتاح الفرنسي على الحزب واستقباله على أرض قصر الصنوبر ومحاولة التمييز بين جناحيه العسكري والسياسي طالما أن رئيس الجناحين واحد هو الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتأجيل البحث في مشكلة السلاح غير الشرعي الذي يحمّلونه سبب كل الأزمات والحصار. ويندرج ضمن هؤلاء الصرح البطريركي الماروني الذي حذّر من أي تسوية على حساب لبنان والمناصفة المسيحية الإسلامية التي أقرّها اتفاق الطائف. ويعتبر خصوم الحزب أنه من غير الممكن البحث في أي عقد سياسي جديد قبل تخلّي حزب الله عن سلاحه وعن مشروعه الإيراني، إذ لا يمكن التفاوض حول مستقبل لبنان ونظامه السياسي بوجود طرف يحمل بندقية على الطاولة ويخبئ صاروخاً في المخزن، الأمر الذي يُفقِد التوازن الوطني بين الأفرقاء ويؤدي إلى خلل.

 

شرط استعادة لبنان تطبيق دستور الطائف

د. منى فياض/الحرة/13 أيلول/2020

يتكاثر المتكلمون في هذه المرحلة عن تطوير أو تجاوز أو استبدال اتفاق الطائف بعقد اجتماعي جديد أو نظام سياسي جديد؛ استنادا إلى عدد من الوقائع الجيوسياسية، سواء الخارجية أو الداخلية.

لا شك أن الأحداث المتناسلة التي تمر بها المنطقة تعصف بالتوازنات التي استقرت في مرحلة انهيار جدار برلين والاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة وإعلان نهاية التاريخ مع القطب الواحد المهيمن.

كان الاتفاق الذي حصل في الطائف، وعبرت عنه الوثيقة التي ستكون جزءا من الدستور، قد أنهى الحرب الأهلية بمكافأة أمراء الحرب والتسليم بقيادة النظام السوري في لبنان لتعاونه مع الأميركيين في حربهم ضد صدام حسين.

اختلف المشهد حاليا باختلاف التوازنات الدولية والإقليمية. استعادت الحرب الباردة الحياة لكن على شكل حرب باردة لمن يمتلك الفضاء السيبراني. وحرب اقتصادية تستخدم العقوبات وأخرى تستخدم الذكاء الاصطناعي فتعتمد برامج رقمية ولوغاريتمات تعطل أجهزة التحكم في المرافق الحيوية للبلد المقصود.

لكن هذا لا يمنع التدخل العسكري التقليدي على غرار ما تفعله إسرائيل في سوريا، و/أو الأطراف الأخرى في سوريا واليمن أو في ليبيا...

أي تعديل تحت سلطة السلاح لا يصب في مصلحة لبنان بل بمصلحة إيران

يجد لبنان نفسه على مفترق ومهدد بالزوال على أبواب مئوية لبنان الكبير الثانية. عاد ساحة صراع للقوى الدولية والإقليمية، التي تعددت فأضيف إلى اللاعب الإسرائيلي كل من إيران وتركيا؛ ناهيك عن الولايات المتحدة وأوروبا، متمثلة بفرنسا، إضافة إلى روسيا. يتداخل الصراع بين من سيضع يده على لبنان في إطار التنافس على مصادر الطاقة وعلى الطرق التجارية التقليدية، والتي كانت المنطقة العربية والشرق الأوسط دائما في قلب صراعاتها. فهنا سيتحدد مصير طريق الحرير ودخول الصين إلى العالم، كما مصير السيطرة على إمدادات خطوط الغاز ومصادر الطاقة.

تعمق دخول لبنان خضم الصراع بعد جريمة تفجير المرفأ. تأهبت ناقلات الجند والطائرات على شطوطه وفي مياه المتوسط. استعراض الطائرات الفرنسية بمناسبة مئوية لبنان الكبير، لم تعن فقط الاحتفال بالمئوية بحمل العلم اللبناني. إنها أيضا برسم تركيا: نحن هنا.

في هذا التشابك الإقليمي والدولي، تعرضت السلطة الحاكمة في 17 أكتوبر للاهتزاز الجدي، وأدت استقالة حكومة سعد الحريري إلى هيمنة "حزب الله" وجعله الحاكم الفعلي الأوحد للبنان. ولولا وجوده كطرف مسلح ومحتل هدّد الثوار وغيرهم بلاءاته الثلاث، لكانت السلطة انهارت أمام مثل ثورة 17 أكتوبر.

ثم جاءت جائحة كورونا فخفتت الاحتجاجات مع أنها لم تتوقف. كل ذلك ضعضع السلطة؛ و"حزب الله" جزءا منها. لكن زلزال 4 أغسطس الكارثي (انفجار المرفأ) بلغ قمة التحدي للسلطة الحاكمة ففضح تواطؤ جميع مكوناتها. وأصبح "حزب الله" والعهد المتهمان والمسؤولان الأساسيان عما حصل بالنسبة لغالبية اللبنانيين. وعلّقت المشانق لأول مرة لأيقونات كانت لا تمس.

أمام غرق السلطة في مآزقها جاءت المبادرة الفرنسية لتعويمها ومنحها فرصة للإصلاح؛ لكنها اكتفت بالنواحي الاقتصادية والإدارية والمالية والإنمائية. فأغفلت سيادة الدولة وقرارات الشرعية الدولية ووصلت إلى حد اقتراح ما يشبه المؤتمر التأسيسي تحت شعار "عقد اجتماعي جديد" لم تتوضح معالمه. الأمر الذي يهدد اتفاق الطائف ويضعه على المحك.

لا يخفى وجود مواقف مختلفة من الطائف منذ مؤتمر سان كلو الذي طرح فيه الإيرانيون المثالثة كبديل عن المناصفة، لتعزيز دور الطائفة الشيعية في معادلة السلطة. بالتالي يروم المؤتمر التأسيسي إعادة التوزيع الطائفي والمذهبي من أجل "تصويب الخلل الديموغرافي" واستغلال مقولة إنصاف الطائفة الشيعية، بزيادة تسلط ثنائية الشيعية السياسية، التي تستقوي بالسلاح لمأسسة هيمنتها بواسطة الدستور. متوهمة إمكانية حكم لبنان من طائفة واحدة.

من هنا تتنازع الساحة اللبنانية الآن عدة اتجاهات.

هناك الفريق المسيحي المطالب باستبدال الطائف، ويقف على رأسه التيار الوطني الحر الذي يعتبر بأن هذا الاتفاق أجحف المسيحيين وقضم من صلاحيات الرئيس وأعطى الفريق المسلم بالمقابل حصة ونفوذا أكبر. ويزعم السعي منذ رفضه الطائف عام 1989، وخصوصا منذ عودة الجنرال ميشال عون إثر خروج الجيش السوري في العام 2005، إلى استرجاع قوة المسيحيين وامتيازات الرئيس الماروني. وعمل مع حليفه "حزب الله" على تجاوز اتفاق الطائف بالممارسة. مع أن المحصلة إضعاف وتهجير المسيحيين.

هناك أيضا الفريق المتحالف، بشكل أو بآخر، مع الطرف الرافض لاتفاق الطائف، يسعى هو الآخر، عن نية حسنة، أو سيئة، إلى تغييره. فهو يرى بأن الانهيار نتج عن الفساد وأن الأزمة ليست أزمة سلاح بل أزمة اقتصاد وسوء إدارة. متغاضيا عن أن الاحتلال فاقم الفساد واستعمله وسيلة ليغطّي مصالحه ومآربه الذاتية.

 هناك أيضا بعض اليسار، ويعتبر نفسه جزءا من الثورة ويريد تغيير النظام. ما يصب في طاحونة الشيعية السياسية. وهناك طرف يتهم الطائف بالفشل في إرساء نظام عادل يخرجنا من الأزمات التي نتخبط فيها، ويطرح إجراء تعديلات عليه.

خطر هذه الطروحات أن أي تعديل تحت سلطة السلاح لا يصب في مصلحة لبنان بل بمصلحة إيران. كما يذهب البعض إلى حد المطالبة بالفيدرالية، التي تعني بعد كارثة المرفأ خصوصا، حد الانفصال وعدم التعايش مع الطرف الآخر المتهم علنا وضمنا أنه السبب الأساسي عن تخزين السلاح والذخائر والمواد المتفجرة.

أما موقف السياديين الفعليين، فينبه أن دستور الطائف لم يطبق أصلا كي يتم الانقلاب عليه، لأن نظام الترويكا الذي أرسته الهيمنة السورية عطّل تطبيقه. ثم جاءت الأحداث الأمنية المتتالية بعد اغتيال رفيق الحريري، كغزوة 7 مايو 2008 التي أوصلت إلى اتفاق الدوحة والثلث المعطل وتعطيل حكم الأكثرية بذريعة الشرعية الشعبية، وانتهت بحكومة نجيب ميقاتي. ما سمح بقضم النظام اللبناني البرلماني الأكثري الديمقراطي، الذي ينتج توافقية عن طريق كوتا التمثيل الطائفي والجغرافي المسبق وانتخاب النواب عن الأمة جمعاء.

لبنان لن يفقد دوره، بالرغم من سعي إسرائيل لتقديم، ما يعجز الآن لبنان عن تقديمه كما اعتاد بالسابق، من مستشفى وجامعة وسياحة دينية أو غيرها

تم تحويل هذا النظام، بفضل هيمنة السلاح، الذي استخدم العنف والاغتيال وآلية الفساد، كي يحول النظام بالممارسة، فيعطل آليات النظام الديمقراطي الأكثري من رقابة ومحاسبة، تحت شعار "التوافقية". فتعطّلت الحياة السياسية وإدارة شؤون الحكم. فانهارت الدولة تحت شعار لكم الفساد ولي السلاح.

المطلوب الآن تحصين الطائف عن طريق تطبيق الحياد الذي أطلقه البطريرك الماروني. يطمئن الحياد الطوائف لأنه يضمن ألا تستغل أي فئة، سواء كانت طائفة أو حزبا تحصل على الأكثرية، لأخذ لبنان إلى محور معين سواء أكان إيرانيا أو أوروبيا أو أميركيا أو خليجيا. وهذا ما سعى إليه إقرار إعلان بعبدا وانقلب عليه "حزب الله" ومنع تحقيقه.

المطلوب إذن وطنيا مواجهة هذه الإشكالية من قبل القوى التي تلتزم لبنان وطنا نهائيا كما جاء في الدستور. المهمة المرحلية التحذير من خطورة الخروج من اتفاق الطائف وأيضا على ضرورة الالتزام في هذه اللحظة بالذات بمعنى لبنان وعيشه المشترك.

فلبنان لن يفقد دوره، بالرغم من سعي إسرائيل لتقديم، ما يعجز الآن لبنان عن تقديمه كما اعتاد بالسابق، من مستشفى وجامعة وسياحة دينية أو غيرها... إن ما يمكن أن يقدمه لبنان للعالم يتجاوز قدرة إسرائيل التقنية وهو موضوع العيش المشترك بسلام بين مكوناته الدينية والثقافية المتعددة. وعلينا أن نتمسك بهذه الميزة التفاضلية النادرة في عالم تعصف به التناقضات. العالم الآن يبحث عن حفظ التعددية.

 

حكومة ماكرون..سيف العقوبات أخضعهم جميعاً وحزب الله شديد الغضب

منير الربيع/المدن/14 أيلول/2020

إنها حكومة ايمانويل ماكرون اللبنانية، قد تولد الآن. كل من رضخ لتمريرها أو وافق، استجاب لمطالب فرنسا وركن للضغوط. وهي الحكومة الفرنسية الأولى من نوعها في لبنان: في آلية تشكيلها، في صيغتها، في تركيبتها، وبدوامة مفاوضات توليدها.. وفرض الشروط لذلك.

إطاحة بأعراف ما بعد 2005

حكومة فرنسية في الهوية والهوى. بعض وزرائها يحملون جواز سفر فرنسي. آخرون فرنكوفونيو الهوى والثقافة، وتربطهم علاقات عملية أو ثقافية بعاصمة الأنوار، التي اختارتهم في ظلمة لبنانية حالكة. وفي حال ولدت الحكومة، وفق ما هو مرسوم لها، بهندسة فرنسية وتكتم لبناني كبير قل نظيره، يكون قد أُطِيح بالأعراف السياسية التي تكرست في لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005. والأهم أنها الحكومة الأولى التي ليس فيها ثلثاً معطلاً ما بعد اتفاق الطائف.

بلا قناعة وبغضب مكظوم

المسار الذي سلكه رئيس الحكومة مصطفى أديب في المفاوضات، من إصراره على عدم الدخول في بازارات سياسية، إلى عزوفه عن المواقف والتقليل اللقاءات، وضعه على سكة تشكيل حكومة مستقلة. كانت الطريق معبدة بأفخاخ كثيرة، فككتها ضغوط فرنسية - أميركية، والتلويح بعقوبات. وعملياً فعل مصطفى أديب ما كان يفترض بنواف سلام أن يفعله لتشكيل حكومة مستقلين، لا تضم في صفوفها وزراء سياسيين أو محسوبين على القوى السياسية. وهذا مسار لم يحد عنه أديب، حتى أنه أثار غضب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، وحزب الله ورئيس التيار العوني. غضب انتهى بإعلان الجميع صاغرين: لن نتدخل، ولا رغبة لدينا في المشاركة. ومواقفهم هذه، الصادرة عن انعدام قناعتهم الممزوج بغضب مكظوم، حملتهم عليها الضغوط الدولية الكبيرة والناشطة.

تطويع بري

أديرت العملية بسرية تامة: بلا تسريبات أسماء، وحتى اللحظات الأخيرة. فيما استمر التشاور حول الحقائب والأسماء حتى ساعات الفجر. ودعّم الفرنسيون مبادرتهم بمروحة اتصالات أجراها ماكرون بنفسه بالمسؤولين اللبنانيين يوم الأحد. اتصل بعون وبري للمرة الثانية، وبباسيل للثناء على موقفه بعدم التدخل وعدم الرغبة في المشاركة وعدم العرقلة. طلب ماكرون من عون أن يوقع التشكيلة التي سيسلمه إياها رئيس الحكومة المكلف. لأن لا مجال للاستمهال أو التأخير. مع بري أبقي ماكرون النقاش مفتوحاً، بعدما أعلن بري عدم رغبته في المشاركة، غاضباً من حرمانه من وزارة المالية. بُحثت صيغ متعددة للموافقة وعدم العرقلة. رئيس المخابرات الفرنسية الخارجية برنار إيمييه كان على الخط أيضاً، فطرح صيغاً متعددة: أسماء لوزارة المال، وحصول الطائفة الشيعية على وزارة الداخلية، كوزارة كبرى ومؤثرة، وعلى قاعدة المداورة.

حكومة الظرف الحالك

حتى ساعات الفجر، ظلت المؤشرات تفيد بأن الحكومة ستولد. يوقع عليها رئيس الجمهورية، ولا يشارك فيها الثنائي الشيعي، ولا أي طرف سياسي آخر. على أن ينال الوزراء رضى بعض القوى. أي مراعاة رئيس الجمهورية، ورؤساء الحكومة السابقين، والثنائي الشيعي، بمعزل عن وزارة المال. ولن تكون طريق الحكومة معبدة بالورود. تأتي في ظرف حالك، وفي مدار صراع إقليمي ودولي متفجر. وقبل استحقاق الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي تشتد الضغوط كلما اقتربت، وتتغير الظروف بعدها، ووفق نتائجها. ستكون الحكومة في مواجهة مفتوحة، سياسياً، واقتصادياً ومالياً. طبعاً حزب الله لم يعجبه ما حصل. وتشير معلومات إلى أنه في حال غضب شديدة من سعد الحريري، معتبراً أن ما يجري محاولة انقلاب لن يقبل بها. هو يدرس بهدوء تمرير العاصفة، وكيفية الرد عليها، سواء أفي جلسة الثقة النيابية، أو ما بعد نيل الحكومة ثقة هشة، تفتح عليها أبواب حرائق سياسية وشعبية كثيرة.

 

بعد تشكيل الحكومة..سلاح حزب الله هو الجوهر والباقي تفاصيل

منير الربيع/المدن/14 أيلول/2020

أصبحت المبادرة الفرنسية في حاجة إلى دراسة ثانية وثالثة. فالتساؤلات التي تطرحها القوى السياسية حول مسار هذه المبادرة ومصيرها، كثيرة.

لغز ماكرون والعقوبات

في الأيام الأولى لإطلاقها، ساد ارتياح كبير لدى حزب الله الذي منحه الرئيس الفرنسي نقاطاً كثيرة، فشعر خصومه بتجدد هزيمتهم. لقد اعترف ماكرون بحزب الله مكوناً أساسياً في لبنان، ولا يمكن تجنّبه. بل اعتبره أفضل من غيره سياسياً وتنظيمياً، وبدت المبادرة حبل خلاص ونجاة له.

لكن هذه الصورة بدأت تنقلب رأساً على عقب في الأيام الأخيرة. ولا أحد يمتلك الإجابة عما إذا ما كانت المبادرة الفرنسية في حقيقتها تتضمن هذا المسار الذي سلكته، أم أن الضغوط الأميركية هي التي اجبرت الفرنسيين على إعادة توجيهها. أول وأكثر من يطرح هذه الأسئلة هو حزب الله. ومركزية السؤال تدور حول إذا ما إذا كان ماكرون قد استخدم كلاماً المعسول لتمرير مبادرته وحمل الجميع على الرضى بها؟ أم أن تدخل واشنطن بفرضها العقوبات، ضغط على باريس على نحو أدى إلى تغيير وجهة مبادرتها؟ لا يبدو أن الجواب سيظهر سريعاً. لكن الأكيد أن علامات متناقضة ظهرت منذ زيارة لرئيس الفرنسي الأولى.

فمضمون ما قدمه الفرنسيون أدى إلى تضارب في التفسير، وتناقض في المواقف والتصريحات. والأكيد أن فرنسا لن تتخلى عن اهتمامها بلبنان. ولتحقيق إرادتها لا بد من أن تكون متوائمة مع الولايات المتحدة الأميركية، وتراعي شروطها.

انقلاب ميزان القوى

أدى هذا الالتباس إلى تغيير كبير في موازين القوى. فالمشهد الذي ظهر فيه خصوم حزب الله، وتحديداً رؤساء الحكومة السابقين يوم اختاروا مصطفى أديب، وطريقة اختيارهم إياه، أظهرتا هزيمة جديدة لهم أقله في الشكل. وقيل إن الهزيمة ستنسحب على المضمون أيضاً، بفعل مواقف الرئيس الفرنسي. لكن ما حصل بعد ذلك، أظهر تغييراً حقيقياً في الوجهة. فوصل الأمر بالرئيس نبيه بري وحزب الله وجبران باسيل إلى العتب على عدم إشراكهم في التشاور حول عملية تشكيل الحكومة. وكان العتب واضحاً في القول إن المهزوم سياسياً - وفق منطق حزب الله - ولا يمتلك الأكثرية النيابية، يعمل على تشكيل الحكومة وحده ومن دون مراجعة الآخرين، مستنداً على دعم وضغط دوليين لفرض ما يريده. وهذا في ذاته يشير إلى تغير في موازين القوى. فيما يقول حزب الله إنه غير موافق، وينتظر نتيجة المشاورات ليبني على الشئ مقتضاه.

ماذا خلف هذه التفاصيل؟

هذه النقاشات والسجالات تؤكد أنها تتعلق بتفصيل معين أو مجموعة تفاصيل، بعيداً عن الجوهر الأساسي للمرحلة التي يقبل عليها لبنان بعد تشكيل الحكومة، وستكون حافلة بالمزيد من الضغوط. جبران باسيل أخرج نفسه من معادلة الصراع. وبقي رئيس مجلس النواب يقاتل في سبيل وزارة المال. أما حزب الله فمهتم بما هو أبعد وأشمل من ذلك: الشروط المطروحة والمتعلقة بتطبيق القرارات الدولية، وترسيم الحدود وضبط المعابر. وهذا يطال جوهر عمل حزب الله وسلاحه. وهنا مربط الفرس، ومحط الأنظار والتطورات التي تنعكس بقوة على الساحة الداخلية في الأسابيع المقبلة.

 

"سكين" برّي و"بطيخة لبنان"

عصام الجردي/المدن/14 أيلول/2020

بدأ رئيس الحكومة المكلّف مصطفى أديب من حيث يجب. وأن ينتهي إلى المكان الصحّ وينجح في تأليف حكومة قادرة على اجتياز مرحلة الخروج من القاع لتبدأ مرحلة الإنقاذ، أمرٌ مختلف تمامًا. أديب لم يعد في وسعه أن يقبل بتوزيع الوزارات على قناصل الطوائف في النظام السياسي الزبائني. كمثل إعطاء وزارة المال لحركة "أمل" بداعي حقوق الشيعة التي يمثلها نبيه برّي على رأس المؤسسة الدستورية الثانية أهمية بعد رئاسة الجمهورية. لو فعل أديب ذلك لحقّ لكل قناصل الطوائف الآخرين في النظام السياسي، تكريس وزارة لكل طائفة. ولن يكون الأمر خلافًا للدستور فحسب، بل الأسوأ الذي لم تقدم عليه حكومة سابقة. ومتى علمنا أنّ مهمّة الحكومة الأساسية هي البدء فورًا بعملية الإصلاح، فتكريس طائفية الوزارة، ووزارة الطائفة، هو أغلظ حاجز في وجه الإصلاح المالي والنقدي والإداري.

"عالسكين يا بطيخ"!

لم نفاجأ أبدًا بإصرار برّي على حقيبة وزارة المال. ففيها الامتيازات التي تغري واحدًا من أبرز رموز النظام السياسي الطائفي. وقد كتبنا من زمان أن كل عملية إصلاح في مكان ما هي استعادة امتياز وحقوق للدولة من النظام الزبائني المسيطر على القطاع العام، إلى كنف الدولة والمؤسسات. واللافت استكانة فرقاء آخرين من قناصل الطوائف حيال مطلب برّي. لكنّهم ينتظرون النتيجة كي ينبروا إلى المطالبة بهذه الحقيبة أو تلك. وفي ظروف كهذه تصبح كل حقيبة وزارية مكرّسة لطائفة حين تشكيل الحكومات وخلافًا للدستور. "عالسكّين يا بطّيخ" شعار برّي التقليدي. حتى إذا غرزه في حقيبة وزارة المال، استلّ كل فريق سكينه ليغرزه في حقيبة وزارية أخرى. استحصاص، ولكل حصته. رضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أم غضب.. ومعه كل الدول التي هبّت لدعم وطننا، وتلحّ علينا: "ماذا فعلتم ببلدكم، ماذا فعلتم بلبنان؟!". أن تزِف مئوية لبنان الأولى، ولبنان في وضع غير مسبوق من المآسي والمخاطر، فأمر ليس عرضيًا وبالصدفة المحض. ويحتاج إلى مراجعة وطنية صريحة وشفّافة لإعادة بناء الدولة والدستور وتحديد الخيارات الكبيرة. لكن الوقت داهم الآن. والناس في أتون فقرهم وأحزانهم وأمراضهم. والبلد يخسر كل يوم العقول والخبرات وجيل بناء المستقبل. هل صحيح أنّ أولوية هذه الطائفة أو تلك اليوم هي التمسك بوزارة، والحصول على "التوقيع الثالث" وغيرها من الأراجيف الواهية؟ للتذكير فقط: كان قرار مجلس الوزراء في آذار الماضي التوقف قسرًا عن سداد التزامات الدين الخارجية أسوأ إشارة إلى سؤ إدارة المال العام والنقد والاقتصاد منذ 100 عام على لبنان الكبير. لا علاقة لذلك قطعًا بطائفة من يوقّع معاملات وزارة المال أو أي وزارة أخرى. بل بإدارة البلد السياسية الزبائنية التي ما يزال سدنتها يؤثرون منافعهم وامتيازاتهم على مصلحة البلد الوطنية وحاضر شعبه ومستقبله. غابت مقولة الوزارة السيادية هذه المرّة. استبدلوا بها خجلّا ما يسمّى "التوقيع الثالث"، بعدما فقدنا كل معنى السيادة. الرئيس الفرنسي يتصل برئيس مجلس نوّاب لبنان لتسهيل تأليف حكومة لبنان. كي تبدأ بالاصلاحات وتتفاوض مع صندوق النقد الدولي على برنامج قروض، فيُفتح باب نحو أكثر من عشرة مليارات دولار أميركي. وهناك مؤتمر دعم آخر للبنان في الشهر المقبل ينتظر الحكومة أيضًا. حاشا وكلّا. وزارة المال وليس سواها. كل ذلك واللبناني في حاجة إلى الرغيف وحبة الدواء والوقود. إلى كل شيء. وقد نُهب المال العام والخاص. لا أحد يتحدّث الآن عن ودائع الناس وجنى عمرهم في لبنان والخارج. انفجار المرفأ الذي وُصف بالأكبر بعد الحرب العالمية الثانية، غطّى على كل شيء. ضياع حقوق الناس وتبديد المال العام أكبر من انفجار المرفأ.

مصطفى أديب.. إيّاك أن تقبل أي شرط يُفرض عليك لتأليف الحكومة. لا من هذا ولا من ذاك. أولًا، لأنّ الشعب لا يريد هكذا حكومة. وثانيًا، لأنّها ستكون حكومة فاسدة، ولترعى الفساد وتغرق لبنان في الفوضى العارمة. اللبناني يريد حقوق المواطَنة لا حقوق الطائفة. المواطن تكيّف مع أزمات النفايات. التلوث والكهرباء والمياه والنقل والمرض، تكيفه مع فقدانه فرصة العمل وغرقه في شظف العيش اليومي. وانهيار عملته الوطنية وتآكل قدرته الشرائية. لا يملك اللبنانيون الكثير من المعلومات عنك. يقولون إنّك "صناعة فرنسية". لا بأس. كل أزمات الشعب وشقائه وبؤسه صناعة وطنية. ماكرون جزع لآلام اللبنانيين. سيأتي مرّة ثالثة في كانون الأول، قال. بعد تأليف الحكومة والبدء بالإصلاحات وتنظيم مؤتمر الدعم المالي في تشرين الأول. إلّا التماسيح الذين نهبوا البلد وحوّلوا أموالهم إلى الخارج وإلى المخابئ في منازلهم لأنّ معظمهم كان على عِلم بإمكان تعرضها لعقوبات وتجميد ومصادرة. وقد بات اللبناني يهلّل حتى للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ يفرض عقوبات على الفاسدين السياسيين حتى لو كانت على خلفيات سياسية وأهداف منتقاة.

صمود وإصرار

مصطفى أديب لا نطلب اعتذارك عن عدم إنجاز مهمة تأليف الحكومة. بل صمودك وإصرارك على حكومة قادرة على تحمّل مسؤوليات الإصلاح والمضي به إلى الأمام. هذه معركة مضنية وطويلة، لا خلاص للبنان وشعبه إلًا بخوضها حتى نهايتها قبل أن ينتهي لبنان. الدخول في التفاصيل الآن مضيعة وقت. المهم أن تمضي قدمًا وتؤلّف الحكومة الموعودة. نعلم أنّ اعتذارك ليس ملك إرادتك فحسب. إذا كان لا بدّ من ذلك في نهاية المطاف، فأفضل ألف مرّة من حكومة تكرر فصول حكومات أسلافك. وبحسب المعلومات تبدو هذه الحكومة ممنوعة أيضًا فرنسيًا ودوليًا، لأنها لن تضع قدمًا على طريق الخروج من الأزمات وتجتنب السيناريو الأسوأ الذي ينتظر الشعب والوطن. ولن تُفتح لها أبواب الدعم المالي والقروض الميسّرة الموعودة. كثيرًا ما حاول نبيه برّي لعب دور الناظم للخلافات السياسية في الظروف الاستثنائية. وقد نجح أكثر من مرّة. الآن ظروف لبنان السياسية والاقتصادية والاجتماعية أكثر من استثنائية. ويظهر في موقع العقبة الكؤود لعرقلة تأليف حكومة، وبدعوى لا أساس دستوريًا لها، وهو رئيس مجلس النوّاب ومصدر التشريع والقوانين.

 

ساعات حاسمة أمام ولادة حكومة “أمر واقع” لا يرضى عنها الثنائي الشيعي.. فهل يوقّع عون؟

سعد الياس/القدس العربي/13 أيلول/2020

لبنان أمام ساعات حاسمة على صعيد تأليف الحكومة الجديدة، وبات رئيس الجمهورية ميشال عون يتجه إلى الموافقة على التشكيلة كما سيعرضها الرئيس المكلّف مصطفى أديب عليه في لقاء يُعقَد قبل ظهر الإثنين، على الرغم من الملاحظات التي لدى بعبدا على عدم المشاركة في اختيار الوزراء المسيحيين وعلى الرغم من تحفّظ الثنائي الشيعي على التشكيلة في حال عدم إسناد حقيبة المال إلى وزير شيعي مثلما يطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي آخر المعطيات أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل هاتفياً بالرئيس بري للتشاور معه في موضوع حقيبة المال التي يعتبر بري أنها ميثاقية وتمّ إقرارها في اتفاق الطائف على الرغم من نفي مشاركين في مؤتمر الطائف هذا الأمر. وتباينت المعلومات حول مضمون اتصال ماكرون- بري، فقد سرت في البداية معلومات أن نتائج الاتصال لم تكن إيجابية. ونقلت LBCI أن ماكرون قال لبري: “بات بإمكاننا تأليف حكومة من دون رئيس مجلس النواب وتالياً من دون الثنائي الشيعي”، فأجابه بري: “إذا فيكم تشكلوا حكومة من دوننا روحوا شكلوا”.

إلا أن قناة NBN التابعة للرئيس بري نقلت عنه أن “لا تعليق” على ما أورده بعض الإعلام، ثم نقلت عنه أن “هذا الكلام غير دقيق”، ليتبعه بيان صادر عن المكتب الإعلامي لبري جاء فيه: “المشكلة ليست مع الفرنسيين، المشكلة داخلية ومن الداخل. أطلق عنوان واحد للحكومة الاختصاص مقابل عدم الولاء الحزبي وعدم الانتماء النيابي وفيتوات على وزارات والاستقواء بالخارج وعدم إطلاق مشاورات، لذا أبلغنا رئيس الحكومة المكلّف من “عندياتنا” ومن تلقائنا عدم رغبتنا بالمشاركة على هذه الأسس في الحكومة، وأبلغناه استعدادنا للتعاون إلى أقصى الحدود في كل ما يلزم لاستقرار لبنان وماليته والقيام بالإصلاحات وإنقاذ اقتصاده”.

 كباش بين ماكرون وبري حول إسناد حقيبة المال للشيعة.. والراعي وباسيل يرفضان استملاك حقيبة باسم الميثاقية

وسبق الإعلان عن عدم مشاركة الثنائي الشيعي “القسرية” في الحكومة، مؤتمر صحافي لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بدا فيه ينقلب على مواقفه المتشدّدة سابقاً ويدعم المبادرة الفرنسية، وينتقد أي تمسّك بوزارة المال.

وقال: “إن مشاركتنا بالحكومة ليست شرطاً لدعمها”، وسأل: “لماذا رفض اعتماد المداورة في هذا الظرف بالذات”، قائلاً: “نحن مع المداورة، لكنّنا لسنا مع الاستقواء بالخارج لفرض أي شيء على بعضنا، ولسنا مع استغلال وضع معيّن لكسر بعضنا، وإذا كان الهدف من حصول طائفة على وزارة عدّة مرّات هو تكريس التوقيع الثالث، فهذه مثالثة ونحن نرفضها حتماً”.

ورأى أنّ هناك “خطراً على المبادرة الفرنسية من الذين يرفضونها بحجّة السيادة، أو من الذين يريدون أن يستقووا ويفرضوا على كلّ اللبنانيين، باسم فرنسا، حكومة ومشروعاً كاملاً من بعدها”. وتناول موضوع الحياد، فاعتبر أنّه “بمفهومنا إيجابي للبنان ولكنّه بحاجة إلى حوار وتفاهم داخلي ولاحتضان إقليمي ورعاية دولية والأسهل سريعاً هو الاتفاق على التحييد لأن طاقة اللبنانيين على تحمّل تبعات مشاكل الغير وصلت لحدّها الأقصى”.

من جهته، أكد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في قداس بمناسبة ذكرى الأربعين لانفجار مرفأ بيروت أنه “لا يمكن بعد الآن القبول بحكومة على شاكلة سابقاتها التي أوصلت الدولة إلى ما هي عليه من انهيار، حكومة يكون فيها استملاك لحقائب وزارية لأي فريق أو طائفة باسم الميثاقية”. وسأل: “لماذا يتعثر تأليف حكومة إنقاذية مصغّرة مستقلة توحي بالثقة والحياد في اختيار شخصيات معروفة بحاضرها وماضيها الناصعين؟ أليس لأن المنظومة السياسية غارقة في المحاصصة على حساب المال العام وشعب لبنان؟”. كما سأل: “أين تبخّرت وعود الكتل النيابية بأنها لا تريد شيئاً ولا تضع شروطاً؟”.

وفي موقف داعم للرئيس المكلّف وعدم إسناد حقيبة المال لطائفة بحد ذاتها، غرّد الوزير السابق محمد المشنوق عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “وزراء المال منذ الطائف وحتى اليوم كانوا من تشكيلة الطوائف. المداورة ميثاقية أما تحويل وزارة المال مكسر عصا ومنع التمثيل الشيعي في حكومة الرئيس أديب (إذا بتقدروا)، هو ابتزاز سياسي”. وأضاف: “عادة الرئيس بري يذلّل الصعاب فهل يترك لبنان يسقط في انهيار كارثي؟”.

وفي ضوء هذه المواقف، وفي حال توقيع عون على التشكيلة الحكومية من دون رضى الثنائي الشيعي فإن المنازلة ستكون في ساحة النجمة حيث تنقلب الأغلبية إلى أقليّة، ولن يكون أمام النواب الشيعة سوى خيار الاعتراض أو الانسحاب من جلسة الثقة في محاولة لإفقاد الجلسة النيابية ميثاقيتها. وقد بدأ الاستنفار من قبل قوى 8 آذار ضد الحكومة الجديدة، حيث رأى رئيس الحزب الديموقراطي اللبنانية طلال أرسلان أننا “أصبحنا أمام تأليف حكومة الأمر الواقع عبر الاستقواء بالخارج”.

وقال في تغريدة له على “تويتر”: “بعدما رحّبنا جميعاً بالمبادرة الفرنسية على اعتبار أنها مبادرة جامعة لإنقاذ الوضع الاقتصادي، أصبحنا اليوم أمام معادلة واضحة، تأليف حكومة الأمر الواقع عبر الاستقواء بالخارج واحتمال كسر الميثاقية في جلسة الثقة”.

وأضاف: “لا تشاور مع أحد ولا اكتراث للتوازنات، بل كيدية سياسية داخلية لا تمت إلى المصلحة العامة بصلة”. وختم: “حذارِ تخيير اللبنانيين بين الجوع والسّلم الأهلي؛ فمن يشكّل حكومة منفرداً، سيعمل منفرداً.. وسيفشل”.

وكانت تظاهرة لثورة 17 تشرين الأول/ أكتوبر انطلقت السبت الماضي من قصر العدل إلى قصر بعبدا تحت عنوان “العدالة لضحايا بيروت” اصطدمت بعناصر الجيش اللبناني الذين فتح بعضهم النار في الهواء لمنع المحتجين من الاقتراب من القصر الجمهوري، حيث كان يتجمّع مناصرون للتيار الوطني الحر دفاعاً عن كرامة رئيس الجمهورية الذي تلقّى سيلاً من الشتائم، وطالبه المتظاهرون بالرحيل، مطلقين عليه لقب “فخامة القاتل”.

 

خطوة البحرين تجاه إسرائيل تواجه خطر رد فعل محلي

سايمون هندرسون/معهد واشنطن/13 أيلول/2020

تنفرد البحرين بكونها الدولة العربية الخليجية الوحيدة التي تضمّ جالية يهودية من السكّان الأصليين. وبعد أن بلغَ عدد أبناء هذه الطائفة عدة آلاف سابقاً، استنزفت الهجرة هذا المجتمع على مرّ السنين، خاصة بعد إقامة دولة إسرائيل. ويبلغ العدد الحالي للجالية أقل من أربعين شخصاً؛ ومع ذلك، فهي تضم عضواً مُعيناً في "الجمعية الوطنية" وسفيرة سابقة في واشنطن. لقد حَرِصَ يهود البحرين على البقاء بعيداً عن الأنظار، وحتى وقت قريب كانوا يمارسون شعائرهم الدينية في منازلهم بدلاً من مبنى الكنيس الصغير في الجزء القديم من العاصمة المنامة. وقد حماهم الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي دعمَ شخصياً سياسة الحوار بين الأديان والتعايش السلمي، والانخراط مع مجموعات أخرى مشتركة بين الأديان في مختلف أنحاء العالَم (وقد يشعر الملك أنّ "اتفاق ابراهيم" الذي وقّعت عليه الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل يحاكي جهوده الخاصة).

ومثل هذه السياسة، إلى جانب التعامل مع الشخصيات اليهودية الدولية، تعني أنّ الانخراط السياسي للبحرين مع إسرائيل كان مجرد مسألة وقت. وقد شهِدَ العام الماضي أو نحو ذلك تقدّماً وإخفاقات في الوقت نفسه. فقد تبددت آمال مشاركة وفد إسرائيلي في مؤتمر للأعمال عُقِد في البحرين في نيسان/أبريل 2019، بعد أسابيع من غضب شعبي عارم من قبل جماعات عربية، التي احتجت على الحضور الإسرائيلي المقرر. (وقد حضر الإسرائيليون لاحقاً، لكن كأفراد وتجنبوا لفت الأنظار إليهم). ومع ذلك، ففي حزيران/يونيو 2019، تمكن الإسرائيليون من حضور ندوة اقتصادية في البحرين برعاية الولايات المتحدة كجزء من خطتها للسلام في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، أدّى مسؤولون وصحفيون إسرائيليون الصلاة في كنيس المنامة، الذي تم تجديده مؤخراً.

ونظراً إلى قُرب البحرين من السعودية (يرتبط البلدان بجسر) وعلاقتها المتوترة مع إيران (التي طالبت بأراضيها فيما سبق)، يُعد انفتاح البحرين على إسرائيل أكثر خطورةً من خطوة الإمارات. ويبدو أنّ الرياض، التي كانت تقف عائقاً في وقت سابق، قد شجّعت هذا التطور. ومن المؤكد أن طهران لن توافق [على هذه الخطوة]. وكان أعضاء من المجتمع المدني البحريني، من الشيعة والسنة، قد خرجوا بتصريحات ضد التطبيع الإماراتي، وبالتالي من المحتمل أن يرفضوا القرار أيضاً. والسؤال الرئيسي هو إذا ما كان عداء إيران سيثير جولة جديدة من الاحتجاجات في صفوف الشباب الشيعي المتشدد في الشارع. وسيتأثّر المجتمع السنّي بشكل أكبر بأُسرة آل خليفة الحاكمة، التي بعض أعضائها من المتشددين فيما يتعلق بالتهديد الذي تطرحه إيران وقد يَعتبرون هذا التحوّل الدبلوماسي سابقاً لأوانه.إنّ نفوذ واشنطن في البحرين كبير، بالنظر إلى تواجد مقرّ "الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية" في البلاد. وبفضل المنافع الاقتصادية التي تدرّها هذه المنشأة، فهي لا تثير الخلاف على الصعيد السياسي المحلّي. لقد كانت خطوة البحرين الدبلوماسية متوقعة ولكنها تُعد شجاعة أيضاً. وستكون علاقة البحرين المستقبلية مع إسرائيل بحاجة إلى الحماية من مجموعة من المخاطر، حتى أكثر من خطوة التطبيع الإماراتية.

*سايمون هندرسون هو زميل "بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.

 

عرب خلدة وولاءاتهم الممزّقة.. سطوة حزب الله وكرم برّي

محمد أبي سمرا - نبيلة غصين/المدن/13 أيلول/2020

يصرُّ عرب خلدة - يعدّون، حسب إحصاءات  بعضهم التقديرية، مابين 4 و5 آلاف نسمة من سليلي عشائر عربية قديمة توطنت في خلدة، ويتباهى المتحدرون منها اليوم بأنها كانت من "حماة الثغور" العربية والإسلامية منذ 1400 سنة - يصرون على استمرار آل شبلي، الذين قتل شاب منهم فتاهم حسن زاهر غصن، في جلائهم من ديارهم ومنزلهم وأملاكهم في خلدة، حتى خفوت صيحات دمهم العشائري. وهذا استجابةً للأعراف والتقاليد العشائرية العربية المقيمين عليها متوارثة عن أسلافهم، وحيّة راعفة في جوارحهم حتى اليوم. وقتيل آل غصن، إلى جرحى ثمانية منهم بينهم الشيخ عمر غصن، إضافة الى قتيل آخر سوري، أصيبوا جميعاً قبل أكثر من أسبوعين أمام "سنتر شبلي" و"سوبرماركت رمال" في خلدة، برصاص هجوم ثأري أو تأديبي دبّره وقام به علي شبلي مع زمرته الشيعية المسلحة المستقوية بحزب الله، فأغاروا على أبناء عشائر العرب السنّة المقيمين على تلال خلدة، بعد إقدام بعض أبناء العشائر على نزع لافتة عاشورائية عليها صورة حسن نصرالله وسليم عياش، وكان شبلي قد نصبها أمام السنتر الذي يملكه أهله، وتقع فيلّتهم غير بعيدة منه.

والحادثة هذه التي لها سوابق وذيول تجاوزت مضاعفاتها منطقة خلدة وعربها، وتزامنت مع سلسلة من حوادث دامية في مناطق مختلفة، منها المتصلة بالمناسبة العاشورائية، ومنها غير المتصلة بها.

في مكتب تأجير سيارات

وفي زيارات لخلدة وعربها، لتقصي ذيول الحادثة وسوابقها وتبعاتها، وللتعرف على أحوال عرب خلدة وعلاقتهم بسكانها الشيعة، التقينا بكثرة من أبناء العشائر في مجالسهم وديوانياتهم أو مضافاتهم المسائية التي تجمع شملهم وتجدّد الحوادثُ التئامه وتبعثُه قوياً وتوسّعه، حول مناقل الجمر والرماد وأباريق القهوة التي تدور عليهم فناجينها الكرتونية في سهرات الأحاديث الفوضوية الطويلة المستمرة أحياناً حتى ساعات متأخرة من الليل.

لكن جلستنا الأولى كانت في مكتب لتأجير السيارات غير بعيدٍ من موقع الحادثة الدامية التي حصلت في حوالى الخامسة مساء، وأدت الى استنفار شبان العرب ورجالهم المسلحين وإطلاقهم زخات رصاص غضبهم طوال الليل تقريباً، وإحراقهم مبنى سنتر شبلي وسوبر ماركت رمال، ثأراً وانتقاماً لقتيلهم وجرحاهم.

وفي جلستنا بمكتب تأجير السيارات لشاب من آل غصن، اجتمع والد القتيل وعدد من شبان العرب الذين لا تزال الحادثة تجمعهم وتجدد أحاديثهم اليومية. وفي المبنى المؤلف من طبقتين كان لافتاً تعليق صورة على مدخله لشاب يقف مبتسماً على شرفة، ويضع على عينيه نظارتين شمسيتين سوداوين، ويمسك بيده حديد سياج الشرفة خلفه، مزهواً بشبهه بنجوم أغاني الفيديو كليب. وفي أعلى الصورة وأسفلها مدونة العبارتين التاليتين: "لا تحزن يا أبي ويا أمي فإن الله معكن" و"لا تحزني يا عشائر العرب فإن الله حاميكن". والأرجح أن هذا الشاب كان قد قُتل قبل سنوات في واحدة من خلافات العشائر في ما بينها بخلدة.

وفي المكتب المفروش بمقاعد جلدية سوداء، سألنا عن أحوال العمل وتأجير السيارات وقلة زبائنه في أحياء خلدة العشائرية على التلال، متعللين بالأزمة الاقتصادية وضيق الأحوال وانعدام السياحة التي يتطلبها تأجير السيارات في المنطقة، فقال صاحب المكتب إن عمله يعتمد على زبائن من خارج المنطقة.

العشائر وآل شبلي

كانوا كثيرين في المكتب. واستمر التحادث معهم نحو ربع ساعة للعثور على بدايةٍ وخيطٍ للكلام والحوادث المتدافعة. وكان الحديث عن آل شبلي هو بداية العثور على ذلك الخيط. ففي نهاية التسعينات عاد عصام شبلي من مهجره في الكويت، وهو من قرية جنوبية اختلط ذكر اسمها على المتكلمين الكثيرين في المكتب. وشبلي هذا شخص من شيعة كثيرين، من آل السباعي وفواز وأبو الفضل، اشتروا أراضي حول أحياء العرب وتتخللها في خلدة، فشيدوا عليها عمارات، بعضهم أقام فيها، وآخرون باعوا شققها أو أجّروها. ويشدد المتكلمون العرب على حسن الجوار بينهم وبين الشيعة، ومنهم عصام شبلي نفسه الذي شيّد فيلا وأقام فيها مع زوجته وأبنائه الثلاثة محمد وحسين وعلي وابنته نجلاء. وهو شيد أيضاً مبنى تجارياً ضخماً أنشأ فيه سوبرماركت كبيراً أدارته ابنته وعمل فيه كثرة من شبان العشائر. وفي سنتر شبلي هذا صالة أفراح وأعراس ضخمة، وكثرة من المكاتب والمحال التجارية، إلى عيادات أطباء وصيدلية.

ويؤرخ المتكلمون العرب لتوتر العلاقة بينهم وبين علي شبلي بمقتل أخيه حسين شبلي سنة 2013 في عداد مقاتلي حزب الله في سوريا، وبوفاة والده بداء السرطان. وحدث ذلك بالتزامن مع تدني أحوال سوبر ماركت شبلي التجارية، فباعه الورثة من الأخوة شبلي وأجروه لأبو عامر رمال الذي غيّر اسمه إلى سوبرماركت رمال، فانطلق مجدداً وتحسنت أحواله وتوسعت مبيعاته. وكان الأخوة شبلي الثلاثة قد تزوجوا وسكنوا في الفيلا التي شيدها والدهم. ووحده محمد لم يوالِ حزب الله ولا انتسب إليه، على خلاف أخويه حسين القتيل في سوريا وعلي الذي ربما صدمه مقتل أخيه، فأصيب برضّة نفسية.

وفي مناسبة عاشوراء سنة 2013، أطلق علي النار على فتىً من عشائر عرب خلدة يدعى بكر، هو ابن عم والد القتيل الجديد حسن زاهر غصن، لأنه رآه ينزع صوراً عاشورائية عن جدار، فأصابه في رجله. وبحسب الرواة في مكتب تأجير السيارات، أدت الحادثة إلى توقيف الفتى المصاب أياماً سبعة في سجن الأحداث، فيما ظل علي شبلي، مطلق النار عليه، حراً طليقاً، فلم يوقفه أحد، ولا استدعي إلى تحقيق في مخفر لقوى الأمن.

علي شبلي وزمرته المسلحة

ويشدّد الرواة من عرب خلدة على أن مشكلتهم لم تكن مرة مع الشيعة المقيمين في جوارهم، ولا مع حزب الله ولا مع حركة أمل التي لها حضورها في خلدة منذ العام 1982. بل إن مشكلتهم تقتصر على عدوانية علي شبلي وشراسته مع زمرته المستقوين بسطوة حزب الله ونفوذه في لبنان. وهم يقولون إن علياً قاتل في سوريا بعد مقتل أخيه حسين هناك. واعتماداً على مدخوله المالي الوفير من إيجارات سنتر شبلي، شكّل مجموعة مسلحة من أمثاله الشبان الشيعة واستقوى بحزب الله الذي يقيم لمحازبيه ومواليه أعراساً في صالة شبلي للأفراح في السنتر.

ويُستشف من روايات عرب خلدة أن علياً ومجموعته المسلحة، على شبهٍ ما بزُمر شبان سلاح "الثنائي الشيعي" للدراجات النارية، تلك التي يحميها "الثنائي" ويرعاها ويستعملها لأغراض وغايات معروفة. ويرى الرواة العرب أن علي شبلي ومجموعته لا ينتمون تنظيمياً لحزب الله، بل إن الحزب إياه الذي يستقوون به، اعتمدهم جسراً لإثبات وجوده في ساحل خلدة، ولاختراق المنطقة ومد نفوذه فيها. وشبان زمرة شبلي ليسوا من المقيمين في خلدة، بل هو لمَّ شملهم من سكان الساحل الشيعة في وادي الزينة ومجمع داوود العلي ودوحة الحص وصحراء الشويفات.

ويظهر من أحاديث الرواة العرب أن شبلي وزمرته المسلحة هم نوع من شلل شبان شيعة، جمعت سطوةُ "الثنائي الشيعي" وغوايةُ السلاح أهواءَهم وشملَهم في أحياء ومناطق كثيرة، وخصوصاً المختلطة طائفياً، فتوسلوا هاتين الغواية والسطوة سبيلاً إلى فرض هيبتهم وتسلطهم على تلك الأحياء والمناطق. وهذا ما يبعث فيها الاحتقان والعداوات الطائفية التي تنفجر في أوقات متفرقة هنا وهناك، بعدما ينفذ صبر أهالي وشبان الأحياء من الطوائف الأخرى السنية غالباً (شأن عرب خلدة) والمسيحية أحياناً (شأن عين الرمانة والنبعة)، فيعمدون إلى ردودٍ عنيفة على التسلط والاعتداءات والمهانات التي يتعرضون لها من تلك المجموعات والزمر الشيعية المستقوية عليهم بنصب أعلام "الثنائي" وشاراته وصور شهدائه وأبطاله وزعمائه، وبالسلاح أحياناً.

ويبدو أن منظمتي "الثنائي الشيعي" لا تمانعان استقواء هذه الزمر والمجموعات بهما، بل تريدانه وتحبذانه في السر والخفاء، وتتنصلان وتتبرآن منه في العلن، وتنسبان أفعالها إلى فورات شعبية وجماهيرية عفوية وتلقائية، فتعمدان إلى إطفائها، بعدما تكون تلك الزمر والمجموعات قد روّعت الأهالي غير الشيعة وأذلتهم، وحملتهم إما على الاحتقان والردود الثأرية العنيفة، وإما على السكوت والإذعان. وهذا ما يتناسب في الحالتين مع السياسات الأهلية الطائفية التي لا تعتمد المنظمتان الشيعيتان سواها سبيلاً إلى قوتها الترهيبية في لبنان، باسم "مقاومة إسرائيل والعدو الصهيوني"، و "أذنابه وعملائه في الداخل".

وعرب خلدة المستقوين بعصبيتهم العشائرية أكثر وفوق استقوائهم بسنيتهم الطائفية، يعيشون حيرة وخوفاً وإزدواجاً، بل تمزقاً، حيال سلوك حزب الله هذا تحديداً، ويبرؤون منه حركة أمل. لكنهم لا يكفون عن القول إن لا مشكلة لديهم مع حزب الله في مقاومته إسرائيل، وإنهم قبله انخرطوا فيها في منظمة فتح الفلسطينية في سني الحرب الأهلية (1975-1990). لكن مشكلتهم مع "الأزعر" الذي يستقوي عليهم في ديارهم العشائرية، وينسب قوته هذه إلى حزب الله ويستظل بها. وهم في هذا السياق يلومون صحيفة "البروباغندا وجز الرؤوس" ويصبون غضبهم عليها، لأنها كتبت أنهم "جَلَبْ"، أي طارئين على خلدة. وهنا يروحون يبرزون على شاشات هواتفهم الخلوية صوراً لسجلات قيدهم الرقم واحد في المنطقة، ولمستندات ملكيات عقارية قديمة، قائلين إنهم "أمراء خلدة" الأقدم والأعرق، مذ كان أجدادهم "حماة الثغور" العربية والإسلامية، فيما السكان الآخرون جميعاً في خلدة أحدث وفادة وإقامة منهم بمئات من السنين. وهم وحدهم لا يزالون مقيمين على عادات وتقاليد أجدادهم الأقدمين العشائرية، التي تستوجب جلاء القاتل علي شبلي وأهله من المنطقة واقتصاص القضاء اللبناني منه جراء جريمته، كي تهدأ في صدورهم صيحات الدم العشائري المسفوح أمام سنتر شبلي، طالبين من حزب الله وسواه من الأحزاب أن يساعدهم في ذلك.

هذه عاداتهم وأعرافهم التي ليس لديهم سواها لتدبير خلافاتهم ومنازعاتهم، مع الآخرين وفي ما بينهم. وبكل فخرهم واعتزازهم العشائري يروون أن خلافاً نشب في خلدة قبل سنوات خمس بين آل عسكر وآل نوفل، وهم من العشيرة نفسها، فقتل شاب من عسكر شاباً من نوفل. لذا اجتمعت العشائر في المنطقة وأجلت عنها آل عسكر جميعاً، فصدعوا صاغرين للعرف العشائري بكل شرف وعزة: جلوا وتغيبوا مدة عن ديارهم في خلدة، تلافياً لصيحات الدم العشائري في صدور آل نوفل، أهل القتيل. وهكذا علمنا أن الشاب، شبيه مغني الفيديو كليب، المعلقة صورته على مدخل المبنى، هو ذاك القتيل.

العشائر وذبائح أسبوع القتيل

ويقول العرب إن الحادثة الكبرى الأخيرة في خلدة - و"بطلها" القاتل علي شبلي، وقتيلها الفتى حسن زاهر غصن، إضافة إلى جرحاها الثمانية، ومنهم الشيخ عمر غصن، فيما يلف النسيان التام، كالعادة، القتيل السوري - هزت عشائر لبنان كلها، سنة وشيعة: من البقاع، إلى الهرمل وبعلبك، ومن الجنوب إلى عكار. ذلك أن العرف العشائري يقول بحسبهم: "أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وأخي وابن عمي على الغريب". والغريب في حادثة خلدة هو علي شبلي، فيما تنادت العشائر السنية والشيعية لنصرتهم في ذكرى أسبوع قتيلهم. وحين نسألهم عن سبب تعاطف العشائر الشيعية الموالية "للثنائي الشيعي"، معهم هم السنة، يقولون إن العشائر جاءت من المناطق كلها إلى الاجتماع في خلدة، ومنها العشائر الشيعية التي توالي حزب الله، وتريد أن يظل كل من موقعها ورابطتها العشائريين محفوظين لديه، ويعلوان ولاءهم له. وهو بدوره لا يكسر هذه المعادلة، لئلا ترتدّ عليه وتؤذيه في حال كسرها.

وهم في روايتهم هذه يعتزون ويفاخرون باجتماع شمل العشائر السنية والشيعية للمرة الأولى على دم قتيل، هو قتيلهم الفتى وصيحات دمه في العشائر كلها. لذا نحروا في ذكرى أسبوع قتيلهم واجتماع العشائر في مناسبته، 20 رأس غنم وأولموا عشرات الكيلوغرامات من الأرز، لحوالى 1300 شخص حضروا المناسبة في ديوانية أو مضرب عشائري، هو الأكبر والأفسح على شاطئ خلدة. ومن بواعث اعتزازهم وتباهيهم حضور أحد مقدمي عشيرة الدنادشة أسبوعهم. وهو طارق دندش اللامع والمربي الذي يملك ويدير مدارس خمساً في الهرمل. فألقى كلمة عشيرته في المناسبة، وحزب الله يحسب له حساباً في عشيرته ودياره. لكن أشد ما أثنى عليه محدثونا واعتبروه سابقة عشائرية استثنائية في لبنان، هو اتفاق العشائر المجتمعة في خلدة على كلمة سواء واحدة: المطالبة باستمرار جلاء آل شبلي من فيلتهم وملكهم في خلدة، حتى الاقتصاص القضائي والقانوني من "بطل" المقتلة في خلدة، علي شبلي.

سلاح العشائر وذخائرها

وأنا من شهدت موكب تشييع القتيل إلى مثواه الأخير في خلدة، ورأيت عشرات البنادق وسمعت زخات رصاصها في الهواء أثناء الموكب، سألت في جلسة مكتب تأجير السيارات عن مصدر السلاح والذخيرة، فقال أحد الحاضرين: نحن معنا سلاح من زمان، من أيام جدودنا. ولا نرضى أن يوزع علينا أحد السلاح. وما أن يبلغ كلٌ منا السادسة عشرة من عمره، يروح يدخر بعض المال ليشتري قطعة سلاح. ثم يروح يدخر ثانية ليشتري مماشط وذخيرة لبندقيته. وهذا على الرغم من أن سعر الرصاصة الواحدة اليوم صار دولاراً. وحين سألنا محدثنا من أين تتوافر لشبان العرب ورجالهم هذه الدولارات كلها، قال: شرفنا وكرامتنا أغلى من المال كله، والله المدبر.

لكن محدثنا نفسه، أشار في سياق آخر من كلامه، إلى أن معظم مطلقي زخات رصاص بنادقهم الرشاشة الوفير في تشييع قتيلهم، ليسوا من عرب خلدة، بل جاءوا من الطريق الجديدة ومن عشائر عكارية وبقاعية لمؤازرة عرب خلدة في مصابهم الأليم. وهنا تدخل والد القتيل في الحديث راوياً أن سيدة يعرفها من أمراء خلدة الدروز اتصلت به لتعلمه بأنها آتية لتعزيه. ولما وصلت في سيارة يقودها سائقها، لمح في السيارة بين قدمي الأميرة قطعة سلاح.

ومساء اليوم التالي كنت أقص شعري في صالون حلاق بالطريق الجديدة، فسألته عما يعرفه عن الاشتباكات التي دارت في الفاكهاني بين آل كرومبي وآل ششنية، وسقط فيها قتيل من آل كرومبي. ومن ما رواه لي أن تجارة السلاح نشطت بقوة، ليس في الطريق الجديدة وبين عصابات شبان شوارعها وأحيائها الداخلية فحسب، بل في لبنان كله، وارتفع سعر رشاش الكلاشينكوف إلى أكثر من ألف دولار.

ولاءات عرب خلدة الممزقة

أخيراً، في أحاديثهم عن محطات ومنعطفات من وقائع "تاريخ" عرب خلدة "السياسي والعسكري" المعاصر للحرب الأهلية وما بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف 1982، روى زاهر غصن، والد القتيل، أن صيت معركة خلدة التي خاضها شبان خلدة العرب ورجالهم ضد الجيش الاسرائيلي في ذلك الصيف، بسلاحهم حين كانوا مناصرين لحركة فتح الفلسطينية، استغلته حركة أمل والحقته بأمجادها ومقاومتها. وحينما قيل لرئيس الوزراء شفيق الوزان آنذاك: "عندك عرب سنّة في خلدة، قال الوزان: ليش في سنّة في خلدة؟!".

أما المير مجيد أرسلان - الذي قال زاهر غصن إنه يوالي حزب ابنه المير طلال اليوم - فكانت زعامته في ساحل عاليه أقوى وأوسع بكثير من زعامة كمال حنبلاط. وأضاف زاهر: "كان المير مجيد زعيماً عشائرياً، ويحب العشائرية، في أيام أجدادنا وآبائنا الذين كان التقليد العشائري أقوى وأشد حضوراً في حياتهم، عندما كانت كلمة شرف واحدة تجمعهم. أما اليوم فشباننا وسائر الشبان في الجنوب وطرابلس وضاحية بيروت الجنوبية، مدمنين على المخدرات وتناول الحبوب المخدرة. وبعضهم يصلي في المساجد بعد تناوله حبوب الكبتاغون".

وروى زاهر أيضاً أن بعض مشايخ عشائر عرب خلدة، ذهبوا إلى الرئيس رفيق الحريري، ربما قبيل انتخابات العام 2000 النيابية، وقالوا له عددنا في خلدة ما يتجاوز 4 آلاف شخص، ونحن تابعين انتخابياً وبلدياً للشويفات، ولم نحصل على عضو بلدي ومختار فيها إلا بصعوبة بالغة وبعد مناكفات شاقة. وطلبوا منه أن يساعدهم في إنشاء بلدية خاصة بهم، لكنه تجاوز الموضوع وغيّر حديثه معهم. وهم علموا لاحقاً أنه فعل ذلك خشية من السوريين ومراعاة لوليد جنبلاط. وأضاف زاهر: "ها نحن اليوم مشطورين شطرين في ولائنا الإنتخابي وسواه: بين الحزب الاشتراكي الجنبلاطي، والحزب الديمقراطي لطلال أرسلان. وهناك مجموعات من شبابنا مع الحراك المدني وثورة 17 تشرين. وأنا مثلاً منتسب إلى حزب المير طلال أرسلان، وكلمتي عنده لا تصير اثنين. لكنني ككثيرين من العرب ومشايخ عشائرهم هنا، نوالي أحياناً حزب الله. ومرة خطر لي أن أتشيّع، وعلّقت في منزلي صورة لعلي ابن أبي طالب الذي نحن العرب أولى به من سوانا. فجاء إليّ أخي أبو بكر وطلب مني أن أنزع الصورة، لأنها لا تناسب هويتنا العشائرية العربية، فنزعتها. واجتمعت مرات مع مسؤول في حزب الله، عازماً على الانتساب إليه ونيل مبتغاي. وقد صوّرت اجتماعاتي معه بهاتفي المحمول. عزمت على ذلك لأكون كغيري من بعض مشايخ عربنا الذين يقبضون أموالاً من حزب الله في السر، ويرددون في العلن أنهم لا يوالونه. وأنا عندي أبناء شبان خمسة أريد أن أعيشهم وأعلمهم. سعد الحريري منبطح، وكذلك وليد جنبلاط. الكل منبطح أمام حزب الله. فماذا أفعل، وكيف أرفع رأسي؟! لقد أخذوا البلد كله. (إيمانويل) ماكرون معهم. الله معهم. العالم كله معهم. وأنا معهم. لكنهم لا يقبلون بي ويستريبون مني. وهم قتلوا ابني. وأعرف شخصاً سوف يساعدني على تقديم طلب لجوء سياسي إلى بريطانيا".

كرم الرئيس بري وحنكته

وختم والد القتيل كلامه، قائلاً: "أنا أحترم دولة الرئيس نبيه بري، لأنه زلمي قبضاي، ويتمتع بحنكة". وروى زاهر غصن أن جماعة من العرب كانت تنزل مع قطعانها قرب قصر الرئيس بري في المصيلح. وسرعان ما بادر إلى توطينهم وانشأ لهم بلدية ومنصب مختار منهم، فصاروا مقيمين في ما يشبه قرية خاصة بهم. وهم في المقابل يوالونه ولاء مستميتاً. فإذا سمعوا شخصاً ما ينتقده، يسارعون إلى ردعه وإسكاته، والدفاع عن الرئيس الذي عرف، بحنكته واقتداره، كيف يكسب ولاءهم. وهذا على خلاف الرئيس رفيق الحريري الذي خشي من أن ينشئ لنا بلدية خاصة بنا في خلدة، ومستقلة عن بلدية الشويفات".

ذكّرت هذه الرواية صاحب مكتب تأجير السيارات بجماعة من العرب ينزلون في بنايات في خراج مدينة مرجعيون، وتعرّف إليهم حينما كان مرة يوزع مساعدات هناك. أخبره سكان تلك البنايات العرب أن الرئيس نبيه بري وزّع عليهم شققاً في تلك البنايات لقاء دفع كل عائلة منهم عشرة آلاف دولار رمزية، فوالوه وهم يصوتون له في الانتخابات النيابية.

وقبل أن نغادر مكتب تأجير السيارات، رنّ هاتف والد القتيل، فأدار شاشته نحونا قائلاً: "انظروا، انظروا. جاد جنبلاط يتصل بي". ثم هبّ الرجل واقفاً وغادر المكتب إلى الخارج، منصرفاً إلى محادثته الهاتفية، وهو يكاد يتراقص فرحاً. وبعدما عاد إلى المكتب، قال: "جاد قادم لتعزيتي، وهو ابن عم وليد جنبلاط، وأمه السيدة ريما إرسلانية، ويوالي المير طلال". وبعد دقائق قليلة، وصل الشاب الجنبلاطي - الإرسلاني، فهبّ الحاضرون العرب هبة رجل واحد لاستقباله وتلقي التعازي بالفتى القتيل.

إنه موسم زهو العرب وفخرهم بقتيلهم.

 

عقدة التشكيل: هل يلدغ ماكرون من جحر بري مرتين؟

منير الربيع/المدن/13 أيلول/2020

هل يلدغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الرئيس نبيه بري مرتين؟ المسألة أصبحت عند حدود فاصلة. الإصرار على إنجاح المبادرة الفرنسية، يحتم فرض التشكيلة الحكومية، بشروط فرنسا. أما إذا سمح ماكرون بضرب أسس مبادرته، فيعني أن المبادرة فشلت، ونجح اللبنانيون في إغراق فرنسا في تفاصيل تنعكس على دورها سلباً في المنطقة كلها.

إيران ورهان ماكرون

الكلمة الأولى التي توجه إلى الفرنسيين: لقد فشلتم في لبنان، فكيف يكون حالكم مع أزمات أكبر في الشرق الأوسط، من البحر الأبيض المتوسط إلى إيران؟ لن يسمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإفشال مبادرته ولا المماطلة فيها. ولن يسمح بإحراق مصطفى أديب بعدما أحرق أكثر من طرح تقدم به، أبرزه ترشيحه نواف سلام لرئاسة الحكومة، فأحرق الثنائي الشيعي ذلك الترشيح، وتولى الرئيس نبيه بري إبلاغ الرفض القاطع لتسمية نواف سلام. وهناك تقدير فرنسي بأن إيران لا تريد عرقلة المبادرة الفرنسية وهي تحتاج إلى هذا الإتفاق، لأنه لم يعد لديها إلا باريس.

بري يخلط الأوراق

وأعاد البيان الأخير الذي أصدره بري خلط الأوراق. فهو لن يشارك في الحكومة وفق الأسس التي وضعت، مشيراً إلى أنه سيكون عنصراً مسهلاً لانقاذ لبنان وماليته. كلامه هذا خضع لتفسيرات متعددة: البعض اعتبره تسليماً بالشروط. آخرون اعتبروه رفعاً لسقف التفاوض، لأنه لا يمكن تشكيل حكومة من دون الثنائي الشيعي والتيار العوني. وهناك من رأى إمكان الوصول إلى نقطة وسط: وزارة المال للشيعة بالتفاوض على اسم لا يستفز أحداً. ووسط هذه القراءات، يظل اصرار رئيس الحكومة المكلف على حاله: تقديم تشكيلته الحكومية إلى رئيس الجمهورية يوم الإثنين، فإما يرفضها أو يحيلها إلى المجلس النيابي. وهناك إما تسقط أو تعبر. وفي حال رفضها رئيس الجمهورية، قد يعتذر أديب. وإذا سقطت في المجلس بحكم الميثاقية وعدم نيل الثقة، تسقط المبادرة الفرنسية ويعود لبنان إلى نقطة الصفر. 

ذريعة الميثاقية

هناك جانب آخر يعاد تكريسه: رئيس الحكومة المكلف هو الذي يؤلف، وليس الطرف المكلِّف هو الذي يؤلف. وهذا يعني إعادة الاعتبار إلى رئيس الوزراء السني. فيما يقول التيار العوني ونبيه بري أنهما يريدان الخروج من الحكومة، مقابل تسهيل تشكيلها. ولكن سؤالاً أساسياً يطرح هنا: هل يمكن تشكيل الحكومة بدون تغطية أو موافقة الثنائي الشيعي؟ وكيف يمكن إعطاءها الثقة؟ هناك من يعتبر أن المشكلة ليست عددية هنا، بل ميثاقية وسياسية، وخصوصاً إذا رفض بري وحزب الله الموافقة على المشاركة فيها والتصويت لها. ولكن الرد على هذا الكلام يأتي سريعاً: قبل أشهر قليلة عمل حزب الله والتيار العوني على تجاوز الميثاقية، فشكلا حكومة حسان دياب الذي لم يحظ بأي صوت سنّي ولا بغطاء سنّي. لا بل بمعارضة سنية واضحة. لكن الطرفين تجاوزا ذلك ومضيا بحكومة دياب. والتيار العوني استند على دعم الحزب لتنفيذ ما يريده في حكومة دياب. وها رئيس الجمهورية وباسيل يبدلان موقفهما، ما أن تغيرت المعطيات: رفضهما زيارة هنية والتصويب عليها، وفي الحديث عن الحياد والإستراتيجية الدفاعية وترسيم الحدود. حتى وصل الأمر إلى توصيف المشهد بنكران "بطرس للسيد المسيح" لدى سوقه إلى الصلب. وكان المسيح قد قال لبطرس: ستنكرني ثلاثاً قبل صياح الديك.

 

عن طريقة الحياة الجديدة في لبنان!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

كانت طريقة الحياة اللبنانيَّة من أكثر ما يقرّب بين اللبنانيّين. هذا ما كانَ يحصل قبل حرب 1975. فإلى جانب تمدُّد الدولة عبرَ توسيع البنية التحتيّة والخدمات، راحت تجمع بينهم الأغنية والصحافة والمطبخ وبعض العادات وتعليم، ليس قليل الرداءة، لفهم التاريخ، أو التعرُّف إلى الأمكنة.

طريقة الحياة هذه، بقيمها ومثالاتها، بدت متفائلة، ولو بشيء من الخفَّة، إلَّا أنَّها كانت تدمج وتقرّب بين الآتين من متصرّفيَّة جبل لبنان، والآتين من مناطق الأطراف. بين المسيحيّين على تعدُّدهم والمسلمين على تعدُّدهم. بيروت، الناهضة حينذاك، كانت تلعب دور الجسر، وأحياناً دور المصنع.

قبل ذلك، وبإهدائهم دولة إلى اللبنانيّين، أسدى الفرنسيُّون خدمة جليلة هي: النموذج الفرنسيّ، أي تقديم الدولة على الأمّة. هذا ما كان يناقض النموذج الألماني الذي أخذَ به كارهو الدولة اللبنانيّة، والذي يقدّم الأمَّة على الدولة. الأخيرون قالوا: فلنهدم الدولة القائمة كي نبني الأمَّة الموعودة. الدَّمُ لاح في الأفق. الأوَّلون قالوا: فلنطوّر الدولة القائمة بحيث تصبح هي نفسها أمَّة تطابقها. في هذا التطوير، الذي لم يخلُ من شوائبَ ونواقص، احتلّت طريقة الحياة المتفائلة موقعاً مركزيّاً. لكنْ بالتضامن بين السذاجة التي انطوت عليها طريقة الحياة المتفائلة تلك، والشرّ المقيم في أعدائها، الراغبين في هدمها، بدأت طريقة الحياة المذكورة تختلّ. الاختلال قطع مراحل عدَّة كانت تبدو عابرة، لكنَّ الشهر المنقضي بدا شيئاً آخر: لقد حلَّت طريقة حياة مختلفة بالكامل. انفجار المرفأ الرهيب وضعنا على تخوم الموت الكيماويّ. وحدات حياتنا وكلامنا صارت: نِترات الأمونيوم. الزجاج. الحديد. الدخان... ناقشنا أيضاً قوّة الصوت ومدى انقشاع الرؤية وصعوبات التنفّس. بدل التفاؤل القديم، صار الجحيم استعارتنا. هنا، لا بأس بالتذكير بأنّنا اكتشفنا، للمرّة الأولى، هذه «السياسة» وهذا القاموس مع تعبير «تخصيب اليورانيوم» الإيرانيّ. الأمر ليس صدفة، فالوقوع بين إيران وإسرائيل، وفي صحبة «حزب الله»، يعني أنّ الموادّ الأوّليّة لحياتنا ستغدو حديداً وزجاجاً ويورانيوم وأمونيوم.

لكنّ ما بدأ بالانفجار وجد ملحقه في حريق ضخم شكّك البعض في أن لا يكون بريئاً. لقد تساءلوا: هل نشب الحريق لمحو معالم تتعلّق بالانفجار الأصليّ، خصوصاً مع تجاهل مطلب التحقيق الدوليّ؟

بين الانفجار والحريق، وبينما المصارف تصادر مدَّخرات اللبنانيّين، شهدنا معركة خلدة بين طائفتين، واشتباك الطريق الجديدة داخل الطائفة الواحدة والبيت الواحد. الموت إذن قد يداهمنا من أي مكان، وفي أيّ لحظة، ما دامت الدولة على هذه الدرجة من الانحطاط والمجتمع على هذه الدرجة من التفتّت. في هذه الغضون، كانت البلادة في رفع الأنقاض عن ضحايا انفجار المرفأ المفقودين تعمّم مشهد الموت وتُضعف الرهان على مقاومته. الموت كمفهوم صار يُحسَب بالجثث.

فكرة الأمان غدت تحتلّ موقع القلب في الحياة اليوميّة للأفراد والجماعات. إنّها علاقة عارية بالطبيعة التي عبدها البشر البدائيّون اتّقاءً لشرّها. آلهة الموت يهاجمون من كلّ مكان: من المرفأ المطلّ على العالم ولكنْ أيضاً من الداخل المنكفئ على نفسه. الجوّ تسيطر عليه الطائرات الإسرائيليّة المسيّرة.

المهاجرون يتزايدون. طالبو الهجرة يتزايدون. حديث الهجرة ومعاناة الترك يثيران، أيضاً وأيضاً، أسئلة من عيار طبيعيّ: الاقتلاع، البداية من صفر، المغامرة، المعاناة... «قوارب الموت» تظهر للمرّة الأولى في التاريخ اللبناني الحديث.

في هذه المعمعة وصلنا زائر لا يُستغنى عن زيارته: السيّد إسماعيل هنيّة، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس».

لبنانيّون كثيرون كانوا قد يئسوا من وصول المستثمرين والسيّاح، لكنّهم، في المقابل، لم تذهب بهم المخيّلة إلى هذا الحدّ: تلويح الزائر الفاضل بالصواريخ - الصواريخ التي لا تكتمل من دونها منظومة الأمونيوم واليورانيوم و«قوارب الموت».

هنيّة دخل إلى بلد يُمنع من دخوله مثقّفون وفنّانون فلسطينيّون بحجّة «مقاومة التطبيع مع العدوّ الصهيونيّ»، ويعاني فلسطينيّوه أكثر ممّا يعانيه لبنانيّوه على يد «سلطة مقاومة». هذا ليس مهمّاً في عرف القائد الحمساوي الذي يحكم غزّة على نحو لا يشتهيه العدوّ لعدوّه. ما يعرفه هنيّة أنّ طريقة الحياة اللبنانيّة الجديدة غيّرت اسم البلد من لبنان إلى مجرّد رقعة لمقاتلة إسرائيل. وهو لا بدّ تأكّد من ذلك حين استشار في الأمر مُضيفه الأمين العام لـ«حزب الله». والاثنان، مدعومان بقوّة الموت، بالأمونيوم واليورانيوم و«قوارب الموت»، وبالصواريخ طبعاً، هما على حقّ. هذا ما يبدو حتّى إشعار آخر.

 

أسابيع خطيرة آتية نكهتها صينية - إيرانية

راغدة درغام/النهار العربي/13 أيلول/2020

إذا فرضت الولايات المتحدة العقوبات الضخمة المتوقع لها فرضها مطلع هذا الأسبوع على الشركات الصينية الكبرى، وإذا بدأت الصين بتلبية دعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستخدام مرافئها عسكرياً في إطار نقلة نوعية لبكين في التموضع الجغرافي - السياسي في الشرق الأوسط والخليج، وإذا أفرطت القيادات الإيرانية في شدّ العضلات خلال التمارين العسكرية التي تنوي القيام بها من الآن وحتى 18 تشرين الأول (أكتوبر) في الخليج ومضيق هرمز، قد تبدأ عندئذ المواجهة الأميركية - الصينية العسكرية لربما عبر بوابة بحر جنوب الصين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكنها لن تنتهي هناك. فالولايات المتحدة الأميركية وجمهورية الصين الشعبية تستعدان للمواجهة الكبرى في ظل التدهور في العلاقات الثنائية بينهما كما في ظل المعاهدات الاستراتيجية التي تبرمها الصين مع إيران وأمثالها. إيران ستتحوّل الى قاعدة عسكرية صينية بموجب التفاهمات بين القيادتين، لكن الولايات المتحدة لن ترضخ أمام توسّع الصين في مواقع استراتيجية حيويّة مثل مضيق هرمز وأمام شراكة عسكرية صينية - إيرانية تُغيّر معالم الشرق الأوسط والخليج. فلدى واشنطن الخُطط الاستراتيجية البعيدة المدى إزاء الصين وإيران اللتين تشكّلان اليوم الخطرين الرئيسيّين على المصالح القومية الأميركية.

هذا يعني أن المنطقة العربية مُقبلة على المزيد من التوتّر والنزاعات والمآسي. يعني أن مشاريع إيران الإقليمية ستُموّلها الصين وستمكّنها. يعني أن روسيا ستقلق وستراجع حساباتها أمام نمو الشراكة الصينية - الإيرانية بعدما كانت افترضت أنها وصلت الى ما تبتغيه في سوريا، وهي اليوم في أسوأ أوضاعها هناك. يعني ان الدول الواقعة تحت السيطرة الإيرانية مثل العراق ولبنان ستدفع ثمناً غالياً للزواج الصيني - الإيراني الذي ينوي إلغاء هوية هذه الدول وشخصيّتها وتحويل مواطنيها الى النموذج الإيراني والصيني عبر آليات الترويض والإخضاع.

كل هذا سيحدث ما لم تُوقف الولايات المتحدة هذا القطار في سكّته عبر العقوبات وأيضاً عبر الإجراءات العسكرية، إذا تطلّب الأمر ذلك. والسؤال في بال كثيرين هو: ماذا قد يفعل جو بايدن إذا أصبح رئيساً، بل ماذا ستفعل كامالا هاريس إذا تحوّلت الى مرشحة الحزب الديموقراطي في حال تدهورت صحة بايدن أثناء الحملة الانتخابية أو باتت الرئيس إذا طرأت عليه حالة صحية بعد انتخابه. وماذا سيفعل الرئيس الحالي دونالد ترامب في ولاية ثانية بعدما كان صقل علاقات حسنة مع الصين قبل أن تصل الى ما وصلت اليه الآن؟

دونالد ترامب واضح في سياساته نحو كل من إيران والصين فهو يودّ أن يتوصّل مع كل منهما الى الصفقة التي يريدها، لكنه لن يتنازل أمام أيٍّ منهما إذا صعّدتا. سلاحه هو العقوبات التي أثبتت حدّتها وقدرتها على تكبيل الاقتصاد وإرهاق أهل السلطة. قبل جائحة "كوفيد-19"، كانت العلاقة الأميركية - الصينية حسنة، وكثيرون استبعدوا تماماً أيّة مواجهة بين العملاقين. اليوم، إن القلق من المواجهة يزداد وقد تضاعف في أعقاب اتفاقية الـ25 سنة بين الصين وإيران. الصين تتمنى إسقاط ترامب في الانتخابات وترى أن جو بايدن أفضل لها على أساس أنه أقل تطرّفاً في مواقفه نحو كل من الصين وإيران. لكن هذا الرهان قد لا يكون صائباً لأن أميركا تتصرّف بأبعد من الرئاسة والحزب الحاكم عندما يتعلّق الأمر بالمصلحة العليا وبالاعتبارات القومية البعيدة التي لا يتم وضعها لأربع سنوات وإنما لأربعين سنة.

مهما كان، إن للرئيس في البيت الأبيض أهمية في حسابات الدول، بعضها استراتيجي وبعضها سياسي عابر. لذلك، إن الصين وروسيا وأوروبا وكل العالم تراقب الانتخابات الأميركية. دونالد ترامب يراهن على المناظرة Debate بينه وبين جو بايدن ويصرّ على أن تكون الجولات الثلاث شخصية وجهاً لوجه.

في رأي ترامب ومستشاريه، أن المواجهة الحيّة في مناظرة مع بايدن ستكون خاتمة طموحات جو بايدن بالرئاسة. هناك في معسكر ترامب من يروّج أن صحّة بايدن ليست على ما يرام وأن المناظرة وجّهاً لوجه ستُنهكه وستجعله يبدو مشروع رئيسٍ ضعيفٍ أمام الناخب الأميركي- جسديّاً ونفسيّاً. حتى الآن، لم يوافق فريق بايدن على أية مناظرة حيّة وجهاً لوجه.

إنما كلا الفريقين يُدرك تماماً أن المناظرات ستكون العنصر الحاسم، وهذا أيضاً هو رأي كثير من المراقبين الدوليين في مختلف العواصم بالذات في العاصمتين الصينية والروسية علماً أن روسيا "تصوّت" لترامب والصين لبايدن.

كلاهما، الصين وروسيا، يشكّلان بدورهما مشروع مواجهة أميركية بالعقوبات في تاريخ 18 تشرين الأول (أكتوبر)- تاريخ فشل الجهود الأميركية للحؤول دون سماح مجلس الأمن للدول أن تبيع الأسلحة لإيران. الأرجح أن الصين وروسيا ستسرعان الى بيع إيران الأسلحة حينذاك، وستسرع إدارة ترامب الى فرض عقوبات ثلاثية ضخمة تطاول القطاعات الحيوية الإيرانية والشركات الصينية والروسية الكبرى التي سينهار بعضها بسبب العقوبات الأميركية الآتية حتماً.

روسيا ليست في وضع تُحسَد عليه في هذه الفترة بسبب المواقف الأوروبية والأميركية من تسميم المُعارض الروسي اليكس نافالني والتي تتّهم "مسؤولين روسيين كباراً" بإصدار أوامر التسميم، كما قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. مشكلة الكرملين تكمن في مواقف ألمانيا وبالذات المستشارة انغيلا ميركل التي أوضحت أن لا مجال للتساهل في هذه المسألة بعدما استنتج الأطباء في المانيا أن عملية التسميم كانت متعمّدة.

فالمواقف الألمانية ستؤدي، من جهة الى مواجهة مفتوحة بين روسيا والغرب برُمّته، وستسفر عن عقوبات أوروبية وأميركية على روسيا. من جهة أخرى، أنها ستضرب في عمق العلاقات الروسية - الألمانية الاقتصادية وبالذات خط أنابيب الغاز "نورد ستريم-2" Nord Stream2 الفائق الأهمية للرئيس فلاديمير بوتين ولشركة غاز Gaz Prom الفائقة الأهمية له أيضاً. فهذا هو خط الأنابيب الذي لطالما طالب ترامب ميركل بأن تضع نهاية له- وها هي الآن جاهزة لإلغاء مشروع لـ11 مليار دولار بسبب تسميم نافالني وليس خضوعاً لطلب ترامب.

خسارة بوتين للشريك الألماني في شخص ميركل إنما يشكّل ضربة قاسية علماً أنها كانت أقوى الداعمين له ولتطوير العلاقات الروسية - الأوروبية. اليوم، ولسخرية القدر، تقود ألمانيا حملة العقوبات الأوروبية على روسيا- إذا استمر رفض موسكو القيام بالتحقيق المطلوب. وللمرة الأولى، ستكون الولايات المتحدة الداعم- وليس البادئ - بفرض عقوبات على روسيا. هذه العقوبات لن تكون موجّهة ضد أفراد وإنما ضد الدولة، وذلك تجنّباً لاستهداف كبار المسؤولين الروس. لكن ذلك لن يساعد في احتواء الأزمة المتصاعدة والتي لن تنتهي - كما يتمنى الكرملين - بالوهن الأوروبي أو بالنسيان. فالأزمة جدّيّة ومصيرية في العلاقات الروسية - الأوروبية ولعلّها أسوأ أزمة تواجهها موسكو في العقدين الماضيين لأنها تضرب صلب السياسة الخارجية الروسية.

هل سيؤدّي تفاقم هذا الوضع الى ارتماء روسيا في أحضان الصين انتقاماً من الغرب؟ "لن تتمكن روسيا من الانتماء الى معسكر الصين"، قال مخضرم روسي في ملف العلاقات الروسية مع كل من الولايات المتحدة والصين. "ولن تتمكن من الاقتراب أكثر الى الولايات المتحدة". فالمأزق كبير على ضوء المواجهة العالمية التي تنوي الدولتان الكُبريان خوضها، وجميع دول العالم ستراقب عن كثب كيف ستتطوّر هذه المواجهة الخطيرة والجدّيّة- ما لم يحدث اختراق مفاجئ يرطّب العلاقات إذا ارتأى الطرفان أن المواجهة مُكلفة ومدمِّرة ويجب تجنّبها.

سطحيّاً، تبدو الصين وأنها تواجه سلاح العقوبات الأميركية بسلاح الاستثمارات الصينية. واقع الأمر أن لدى الصين مشاريع استثمارات في المرافق الحيوية ومع السلطة في إيران. في لبنان أن الصين تستثمر عبر النفوذ الإيراني باستهتار كامل لمبدأ احترام السيادة الذي تزعمه وهي تتباهى بأن لها موقع قدم على الخليج وعلى البحر المتوسط في لبنان. إيران عرضت على الصين استخدام البحرية الصينية لكامل المرافئ الإيرانية، وقدّمت لها أيضاً مرفأ بيروت كمشروع هدية غالية وثمينة وهي واثقة ليس فقط من سيطرة "حزب الله" على المرفأ ومستقبله، وإنما أيضاً واثقة من موافقة حلفاء "حزب الله" وصولاً الى مستوى رئاسة الجمهورية وفريقه "القوي". القيادة الصينية رحّبت بالتأكيد بالعروض الإيرانية السخيّة وبادلتها السخاء بتمويلٍ واستثمارات لأنها وجدت في العروض فرصة تاريخية لإعادة رسم تموضع الصين لتغيير كامل المعادلة الجغرافية - السياسية العالمية. وهكذا، أعطت الصين إيران ضمانة في وجه الولايات المتحدة وذلك عبر الحماية التي ستقدّمها البحرية الصينية للناقلات الإيرانية في الخليج ومضيق هرمز.

التمارين العسكرية الإيرانية الضخمة التي ستستخدمها إيران لإبلاغ رسائل التخويف الى جيرانها ستتميّز هذه المرة بالنكهة الصينية للاستقواء. قد تكون هذه التمارين خطرة وقد تسفر عن مفاجآت. فالقيادة الإيرانية عازمة على إبراز العضلات بحقنة صينية قبل 18 تشرين الأول (أكتوبر) لتبلّغ إدارة ترامب أنها باتت تتمتّع بالحماية الصينية وباتت لا تبالي بالعقوبات لأن الصين تموّلها لكسر طوق العقوبات التي تخنقها. هناك رأي بأن مدّ الصين حبل إنقاذ إيران من المشنقة الأميركية سيقلب الطاولة على فعالية سلاح العقوبات. الرأي الآخر يشير الى أن أدوات العقوبات التي تقوم الولايات المتحدة بتجهيزها ضد الشركات الصينية ستقلب هي الطاولة على كامل المشروع الصيني - الإيراني لأن هذه ليست معركة عابرة وإنما هي مصيرية للولايات المتحدة الأميركية، وليس لمجرّد إدارة ورئيس لأربع أو ثماني سنوات.

لا ضرورة للرهان. الأيام والشهور الآتية ستوضّح الجواب. حتى الآن، واضح أن للعقوبات جدوى وتأثيراً يضرب في عصب الصين وإيران وحلفائها على السواء. في لبنان، أنذرت إدارة ترامب حلفاء وشركاء "حزب الله" أن لا مِزاح ولا صبر ولا إعفاء من المحاسبة. فرضت عقوبات على كل من الوزير يوسف فنيانوس المقرّب من سليمان فرنجية  قائد "المردة" الطامح برئاسة الجمهورية، وعلى الوزير علي حسن خليل الذي يُعتبر ركناً أساسياً في حلقة نبيه برّي رئيس البرلمان وزعيم حركة "أمل". البعض في صفوف "التيار الوطني الحر" الذي ينتمي اليه رئيس الجمهورية ميشال عون ويقوده صهره جبران باسيل، يطيب له أن يتصوّر أن أميركا لن تتجرأ على شمله بالعقوبات. الرد الآتي من واشنطن هو: أربطوا حزام الأمان للإقلاع وللهبوط معاً لأن الرحلة ستكون عسيرة والأسماء باتت عملياً على قائمة العقوبات التي لن تستثني طرفاً أعطى الغطاء لـ "حزب الله" إما عبر تسويةٍ ما أو نسي أن شراكة "حزب الله" و"حماس" خط أحمر لا يمكن التظاهر بمباركته تحت أي عنوان كان. والأنظار تتوجّه الى المقرّبين من أمثال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي شارك في التسوية والنائب وليد جنبلاط الذي رأى في مقابلة قائد حركة "حماس"، إسماعيل هنيّه، واجباً قوميّاً فلسطينياً. لبنان ساحة صغيرة إنما مهمّة لاختبار وتوسيع علاقة التحالف الجديدة بين الصين وإيران. الساحة الأهم قد تكون منطقة الخليج حيث الملاحة الدولية التي يريد الثنائي أن يهيمن عليها في استراتيجية خطيرة. حتى روسيا ليست مرتاحة بالرغم من قربها من الصين وإيران لأنها تخشى أن تؤدّي العلاقة الجديدة الى تهوّر إيراني غير مسبوق والى صفقات أخرى تُبرمها الصين- مع "طالبان" مثلاً - كما الى مواجهات مع الهند وليس فقط مع الولايات المتحدة التي ستكون للصين ولإيران بالمرصاد.

 

العلاقات مع إسرائيل... البحرين أدرى بشعابها

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

عندما أُعلن عن قيام علاقات دبلوماسية بين أبوظبي وتل أبيب، توالت ردود الفعل العربية والدولية عن اتفاقية السلام هذه، إلا أن رد الفعل اللافت فعلاً صدر من الجانب الفلسطيني، رسمياً وشعبياً. كان رداً هجومياً عدوانياً من قبل مكونات الدولة الفلسطينية، وغير دبلوماسي على الإطلاق من القيادة الفلسطينية. ما يهمنا هنا أن ردة الفعل الغاضبة أرسلت رسالة بأن الإمارات كانت محقة في قرارها السيادي بالبحث عن رؤيتها الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط، بعد أن ووجهت مواقفها خلال أكثر من خمسة عقود بالجحود والنكران، واليوم والبحرين تفعلها مجدداً فإن ردة الفعل العدوانية نفسها تتكرر من المكونات والقيادة الفلسطينية ضد البحرين. الحقيقة التي ينبغي على العدوانيين مواجهتها، أن الزمن لن يعود إلى الوراء، بقدر أن الهجوم المحموم على اتفاقية السلام البحرينية الإسرائيلية الجديدة يؤكد، ليس للبحرين فقط؛ بل لبقية الشعوب الخليجية على وجه الخصوص، أن تأييد القضية عقوداً طويلة لم يثمر إلا عدوانية وهجوماً وجحوداً، وأن هناك أكثر من طريق للسلام، ليس شرطاً أن يكون من بوابة السلطة الفلسطينية التي هي نفسها من أوائل من أقام علاقات مع إسرائيل، ثم تأتي الآن لتعتبر ذلك طعناً وغدراً للقضية، فقط لأنه لا يأتي على هواها ولا رغباتها.

عندما واجهت البحرين أخطر أحداث مرت في تاريخها المعاصر عام 2011، ومساعي ركوب موجة الربيع العربي بالثورة والمطالبة بإسقاط النظام، ظهرت المواقف الحقيقية، وكلٌّ أثبت معدنه، حينها كانت إيران الدولة التي وقفت وراء تلك المحاولة الانقلابية تمويلاً وتخطيطاً، وكان زعماء «حماس» والمكونات الفلسطينية لا يتوقفون عن تعزيز علاقتهم بإيران ومواصلة زيارتهم لطهران بلا خجل أو وجل، وبينما البحرين شهدت خلال تاريخها مئات المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، لم تخرج مظاهرة فلسطينية واحدة دعماً للبحرين في وجه من أرادوا إسقاط بلادهم. أفبعد هذا كله لا يحق للبحرين أن تبحث عن مصالحها أمام كل من تخلى عنها، وتمضي في رؤيتها للسلام بالمنطقة وفق منظورها؟ غني عن القول إن العلاقة مع تل أبيب بالنسبة للمنامة ليست موجهة ضد الفلسطينيين، بقدر ما هي ضرورة اقتضتها ظروف المرحلة وبحث الدول عن السلام والاستقرار بالمنطقة.

أتفق تماماً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريحه عندما قال: «لا يحق للإمارات أو أي جهة أخرى التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني. ولا تسمح القيادة لأي أحدٍ كان بالتدخل في الشأن الفلسطيني أو التقرير بالنيابة عنه في حقوقه المشروعة في وطنه»، وهو بالمناسبة تصريح سيتكرر مع البحرين، إلا أن الرد الطبيعي، بالمقابل: لماذا يحق للقيادة الفلسطينية التحدث بالنيابة عن الشعب الإماراتي أو البحريني، ومنعه من اتخاذ القرارات السيادية التي تتواءم مع مصالحه؟! بكل تأكيد سيتكرر السيناريو، وستدعو السلطة الفلسطينية إلى اجتماع لجامعة الدول العربية إثر قيام علاقات إسرائيلية بحرينية، وهو ما يمكن اعتباره دعوة بلا أساس؛ حيث إن تطبيع العلاقات بين الدولتين يبقى حقاً سيادياً خاصاً بهما، وهو شأن لا يحق لجامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات التدخل فيه. للأسف ليس أمام السلطة الفلسطينية إلا القبول بالوقائع الإقليمية المحيطة بها، والتعاطي معها بدلاً من رفضها، أو على الأقل التوقف عن العدوانية تجاهها.

بالطبع وكالعادة، سيُحرق العلم البحريني وصور القيادة البحرينية. سيُشتم البحرينيون. ولا مانع من ضم الخليجيين معهم أيضاً. ستتواصل العدوانية، وليس العقلانية، في الرد على قرار سيادي لا ينازع البحرين فيه أحد، ثم ستجف الأقلام وتطوى الصحف، وستبقى ردة الفعل هذه إثباتاً أن الدول تأخرت في البحث عن طريقها للوصول للسلام المنشود، بدلاً من أن تضيع عقوداً من الولاء لقضية أضر بها أصحابها أكثر من الآخرين.

 

طريق السلام الخليجي

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

سلام مع إسرائيل ودعم للقضية الفلسطينية، أصبح هذا هو الحل السحري والعملي في الآن ذاته للمعادلة الصعبة في الصراع العربي - الإسرائيلي المستمر منذ سبعة عقودٍ وأكثر، وهو حلّ تمّت صناعته خليجياً من قادةٍ ذوي رأي ورؤية واستشرافٍ للمستقبل.

الحلول التي تبدو سهلةً ميسورةً هي التي تغير موازين القوى في العالم حين تتحول لواقعٍ معيش وحقيقة مشاهَدةٍ، وهو طريقٌ اختطته الإمارات بوعي متقدمٍ وقرارٍ شجاعٍ، وها هي مملكة البحرين تسير في الطريق نفسه نحو الهدف ذاته؛ السلام والتسامح والمستقبل.

طريق السلام الخليجي هو الحل الحقيقي الذي كسر جمود عقودٍ من الزمن، وهو الذي يقدم تغييرات مهمة في استراتيجيات الفرقاء في المنطقة حين بلغ التلاعب بالقضية الفلسطينية مبلغاً قصياً من الاستغلال والمتاجرة حتى من غير العرب، من الأنظمة ذات المشاريع المعادية للعرب دولاً وشعوباً، التي استتبعت بعض المجاميع العربية باسم الأصولية كخطاب وعناصر جماعات الإسلام السياسي، أو باسم القومية واليسارية. في مؤتمرٍ فلسطيني مصوَّر تهجّم شخصٌ ما على دول الخليج، وقال إن الشعب الفلسطيني درّسهم وعلّمهم في سياق التمنّن والكبر، وهذه أخلاقٌ غريبةٌ على العرب، بينما يصرّ قادة السلام الخليجي على الاعتراف بفضل الفلسطينيين والعرب جميعاً بما ساهموا فيه من بناء الإنسان والأوطان في دول الخليج، ويعلمون أن هذه القلة العالية الصوت هذه الأيام لا تمثل فلسطين ولا قضيتها ولا شعبها، وهو الجميل الذي ردته أضعافاً مضاعفةً هذه الدول، وستستمر في دعمها للشعب الفلسطيني وقضيته.

طريق السلام الخليجي هو رفضٌ صارخٌ للفشل الذريع على مدى عقود في إيجاد حلول حقيقيةٍ وعمليةٍ للقضية الفلسطينية، وهو الطريق الذي يمثل حلاً استراتيجياً يرعى مصالح الشعوب الخليجية أولاً، ومصالح الشعوب العربية والشعب الفلسطيني، ويفرّق بين الاحتلال القديم من إسرائيل، والاحتلال الجديد من إيران وتركيا؛ فلم يعد المحتل واحداً، والفرق بين الاحتلالين أن القديم الإسرائيلي يبحث عن السلام، بينما الجديد الإيراني والتركي يفتش عن التوسع وبسط النفوذ في العراق وسوريا، كما في لبنان واليمن إيرانياً، وفي العراق وسوريا والصومال وليبيا تركياً.

طريق السلام الخليجي يتعامل بواقعية شديدة مع حقائق الماضي وإمكانات الحاضر ومتطلبات المستقبل، وهو لا يفكر في السلام من مبدأ السياسة فحسب، وهو مفيدٌ من دون شكٍ، ولكنه يستحضر الاقتصاد الذي هو أساس السياسة وأساس التفتيش عن النهوض والتقدم في هذا العالم، وهذا السلام يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح بحيث تصبح أولويات كل دولةٍ عربيةٍ مقدمةٍ على غيرها، مع دعم القضايا المحقة للدول العربية الأخرى. سيذكر التاريخ أن الإمارات بدأت أولاً، ولحقتها البحرين، وستكون دولةٌ خليجية ثالثة على الطريق، ودولة السودان تسير على الطريق نفسه بعد تخلصها من الحكم الأصولي الإخواني الذي كان سيجلب الاحتلال التركي إليها، لولا إسقاطه من الشعب السوداني، وإصرار القيادة السودانية على بناء مستقبلٍ جديدٍ كلياً يستحقه الشعب السوداني، وقد سار قطار السلام ولن يوقفه أحدٌ.

مَن الذين يهاجمون طريق السلام الخليجي؟ هم المتضررون منه، وعلى رأسهم النظام الإيراني الذي خرجت ردود فعله عن أي سلوكٍ دبلوماسي مقبول، واتصفت بعنجهيةٍ ذهب وقتها، وهو يعلم أن هذا الطريق يشكل نهايةً لأوهامه؛ ببسط النفوذ وفرض الهيمنة على الدول العربية، ويظهر هذا السلوك (أيضاً) في تصريحات أتباعه في الدول العربية من قادة الميليشيات ورموز الإرهاب؛ من «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» الفلسطينية وحركة الحوثي في اليمن. قطر وإعلامها وجماعة «الإخوان المسلمين» وكل جماعات الإسلام السياسي ترفض طريق السلام الخليجي مع إسرائيل لا لشيء، إلا لأنه يخدم دول الخليج والدول العربية، ويعزز السلام والاستقرار للشعوب العربية، وإلا فقطر هي الدولة الأولى في الخليج التي بنت علاقاتٍ معلنةً وحميمية مع إسرائيل، ولكن ليس بهدف السلام، بل بهدف نشر الإرهاب والفوضى.

الأجيال الجديدة في الخليج تطالب قياداتها الشابة بجعل مصالحهم أولاً ومقدمةً على مصالح غيرهم من الشعوب الشقيقة والصديقة، وهم محقون في ذلك، وطريق السلام الخليجي يقدم استجابة لهذه المطالب مع غيرها من الأسباب الكبرى والصغرى التي تدفع بذات الاتجاه؛ فهو طريق المستقبل وتصحيح المسار.

المعلومة المعروفة هي أن إسرائيل لم ترم دول الخليج بحجرٍ على مدار عقودٍ من الزمن، بل الذي ضرب دول الخليج بالصواريخ والطائرات هم المؤدلجون القوميون والبعثيون العرب، وصولاً إلى صدام حسين، واليوم يسير المؤدلجون الإيرانيون والأتراك على الطريق نفسه الذي يستهدف دول الخليج مباشرةً؛ إنْ عبر اليمن، أو عبر قطر، أو غيرهما. طريق السلام الخليجي ليس خيار قياداتٍ واعيةٍ ومتفردةٍ فحسب، بل هو خيار الشعوب الخليجية التي أصبحت مثقفةً ومطّلعةً أكثر على طبيعة الصراعات التي تدور في المنطقة، وأصبحت تستوعب حجم التآمر والاستهداف الذي تتعرض له دولها ومصالحها، ولم تعد الشعارات الزائفة والخطب الرنانة تعني لها شيئاً. هل اختفى تماماً أتباع القومية واليسار و«الإخوان» من دول الخليج فجأةً؟ بالتأكيد لا، ولكنهم أصبحوا أقلياتٍ هرمةً لا يمتلكون خطاباً مقنعاً، وتهم العداء لدول الخليج ومصالحها ومصالح شعوبها تطاردهم، وتصدق فيهم كل يومٍ، ولم يبق حضورٌ إلا لخطاب الإسلام السياسي، ولكنه مجرّمٌ بحكم القانون وقوة الأنظمة. كم كان خطأً تاريخياً حين اختارت بعض القيادات الفلسطينية أن تتطاول على دولة الإمارات، أعماها الفساد وأعشاها طول الفشل عن رؤية الأمل الذي يصنعه طريق السلام الخليجي لا للمنطقة والعالم فحسب، بل وللشعب الفلسطيني وقضيته المستحقة.

في ظل الصراع الانتخابي الأميركي المحموم الذي يشهد انقساماً غير مسبوقٍ، يثبت الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه قائد حقيقيٌ ومؤثرٌ في العالم، وأنه أوفى بعهوده ووعوده لناخبيه وللعالم، وهو يرعى نشر السلام في المنطقة، وينجح فيما عجز عنه أسلافه منذ عقودٍ من الزمن، وهو يثبت مرةً جديدةً أن رؤية سلفه أوباما في التحالف مع الطائفية والأصولية في إيران وتركيا والدول العربية، كانت رؤيةً فاشلةً بكل المقاييس. أخيراً، فالصراخ على قدر الألم بالفعل، والخصوم حائرون كيف يتعاملون مع هذا التغيير الكبير في مسار التاريخ بالمنطقة وحجر السلام الضخم الذي

 ألقي في مياه الركود الجامدة، والمستقبل أفضل.

 

البحرين... اتفاقية أخرى شجاعة

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

بإعلان الرئيس ترمب عن اتفاق السلام البحريني الإسرائيلي تدخل المنطقة فعلياً لفضاء آخر يتجاوز سكنى التاريخ وعبادة الشعارات. واقعية السلام تُفكِّك عُقد الصراع وتخفِّف من أغلال الماضي. يكشف التقبل الاجتماعي للاتفاقيات مع إسرائيل عن وعي استثنائي متطور لدى شعوب الخليج نظير تعلمها الفريد وتشبعها بالنمط العصري والحداثي المتجاوز لأفكار النضال الخربة، وممانعتها لأنماط الآيديولوجيات التي أفسدت الدول الغنية وهدت صروحاً شامخة كانت قبل أن تغرق بتلك الأفكار مضرب المثل في التقدم والازدهار.

والاتفاق البحريني ينضم إلى سابقه الإماراتي بأثره وتأثيره؛ لقد عاشت المنطقة خلال العقد الماضي أعنف حربٍ فكرية وسياسية مع أفكار الرجعية والانحطاط، وبقوة الإدارة وعزم السياسة شكّل المحور المعتدل بقيادة السعودية والإمارات والبحرين ثم مصر بعد دحر «الإخوان» سداً منيعاً أمام سيل جارف من المحتوى المتطرف المغلف بسحر الحرية، وأوهام الديمقراطية، وأحلام التغيير. اليوم يمكن لدخول إسرائيل ضمن علاقاتٍ خليجية طبيعية أن يضيف زخماً جديداً للمنطقة. من الضروري صناعة محور سياسي جامع تُضاف إليه إسرائيل للعمل على المشتركات، وهي كثيرة، وعلى رأسها مواجهة قوى التطرف ومحور الممانعة. ولا يمكن فصل الحرب التي تقوم بها دول الاعتدال ضد التطرف عن الحروب العديدة ومنها الفكرية التي تقوم بها إسرائيل ضد التطرف. ما يمكن البناء عليه بين دول المنطقة المفيدة أكثرُ مما يُتخيل، والبحرين عانت الأمرّين من إيران وأذرعتها وآن الأوان أن تسهم مع الحلفاء الأوائل والجدد في محور سياسي ضارب لتحجيم إيران وهزيمتها وردها إلى حدودها وإضعافها وإرهاقها بمشكلاتها الداخلية واستنزافها بمواقع تمددها في الخارج.

عبر تاريخها كانت البحرين قوة تنويرية أمدّت المنطقة بتجاربها السباقة في التعليم والطبابة والحديث من الأفكار، وهي بإعلان اتفاق السلام تضع بقية العرب أمام فرصه وإمكاناته. إسرائيل من جانبها أثبتت بما لديها من تقدم تقني وعلمي وأمني وبما تحمله من إرث حداثي خارق، أن التفاهم معها والانخراط بعلاقاتٍ طبيعية أفضل من الجلوس على عتبات التاريخ منتظرين ما لا يأتي وحالمين بما لن يحدث. إن الهجوم العنيف من قبل تيارات التطرف المقيمة بقطر وتركيا والمدعومة رسمياً منهما، لهو أمر طبيعي، إذ ثمة قوى ومنظمات وحركات تعيش وتتغذى من العداء لإسرائيل، وغذّت معها ملايين من الناس الأغرار، وحين تأتي اتفاقية سلام إمارتية ثم أخرى بحرينية فإن الخسارة ستكون عليهم فادحة، لذا يمكن تفهم كل الضجيج والصراخ والزعيق المبثوث بالبيانات والخطابات ووسائل الإعلام، ماذا يجيد هؤلاء غير ذلك؟!

إن الاتفاق مع إسرائيل يمثل المدخل الجدي الأبرز لمحاربة الإرهاب بشقيه الشيعي والسني، المنبع واحد، الضغط على وتر القضية الفلسطينية، وبقيت طوال قرن من الزمان هذه القضية أساسية في الآيديولوجيات الحزبية الخمينية والإخوانية، كل التعاليم التي تُدرّس للكوادر منذ أول انضمامٍ لهم تبدأ من ضخ خطاب يصعّد من الرغبة في قتال اليهود، وتحرير فلسطين، لكن حين تشتد الأعواد ويشحن الزناد تُوجَّه البنادق إلى الدول والمؤسسات والمواطنين ورجال الأمن والنساء والأطفال، رأينا ذلك جميعاً في تفجيرات «القاعدة» من الحمراء بالرياض إلى الدار البيضاء. القصد باختصار أن كل اتفاقية سلام تُوقَّع مع إسرائيل تكشف عن عوار الأصوليات وتهافت خطاب القضايا والعنتريات. والسلطة الفلسطينية غائبة عاجزة عن الفهم، تعيش في غياهب التاريخ، تظن أن ما تتوقعه وتعتنقه من أفكار قديمة ستظل ساكنة وجدان الشعوب إلى الأبد، وهذا وهم، وردّة فعلها على كل الآفاق إنما هو دفاع عن الفشل التاريخي السياسي والأخلاقي في إدارة القضية. فالفرص التي فوّتتها لا تُحصى، والعناد والمكابرة أوصلاها إلى هذا الطريق المسدود، كان على قادة السلطة منذ أوائل شبابهم أن يسألوا بمنطق وواقعية وعقلانية: ماذا أستطيع أن أحصل عليه عبر المفاوضات؟! وما احتمالات خسارتي لبعض ما أطالب به؟! والسياسة هي حصيلة الصراع البشري، والتدافع بين القوى هو الذي فرز الأرضين وأملاكها، ومَن عاش بالصراخ لم يجنِ غير صدى نفسه، ومَن امتلك زمام القوة وروح المبادرة ووثب المفاوضة فاز وظفر، ومَن بقي عاجزاً صارخاً فشل وقذفته حركة التاريخ، وهذا هو دفع الناس بعضهم ببعض، ومن لم يذُد عن حوضه بسلاحه آل إلى نتيجة تردده وحصد إخفاقه. اتفاق البحرين يعبّر عن سياسة شجاعة، هدفها المستقبل، تنطلق بهذا الاتفاق نحو آفاق رحبة، نحو تأسيس محور جديد في المنطقة هدفه التنوير والعصرنة بوجه الأصولية وثقافة الكراهية والإرهاب.

 

رئاسة ترمب مفصل تاريخي في مسيرة اليمين الأميركي

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

في تاريخ الولايات المتحدة العديد من الحالات، وأيضاً الشخصيات الاستثنائية. ومن جهة أخرى، ثمة أسماء وجدت نفسها رهينة لظرف استثنائي يُعاد فيه تعريف الأولويات وبلورة المفاهيم. لقد مرّ في هذا التاريخ الذي بدأ مع وثيقة «إعلان الاستقلال» يوم 4 يوليو (تموز) 1776 شخصيات عظيمة مثل هنري كلاي ووليم جنينغز برايان وأدلاي ستيفنسون لم تُتح لهم الفرصة أن تفوز بالرئاسة، بينما تبوأتها شخصيات دونها شأناً مثل جون تايلر ووارين هاردينغ، كانت إما «وليدة» الظروف، أو أسهمت في صنعها التوافقات. وبطبيعة الحال، لا يوجد إجماع على تقييم الأشخاص والعهود، سواءً لاختلاف الميول السياسية عند المحلل، أو لصعوبة تقييم الظروف التي تسوّغ الأحكام وتبرّر الأعذار. لكن مع هذا، يبقى في طليعة المعايير على نجاح فترة رئاسية ما، أو فشلها، التأثير البعيد الأمد للتغيرات التي أسهم هذا الرئيس أو ذاك في إحداثها إبان فترة حكمه. هنا، قد يقول قائل إن ثمة مراحل زمنية فرضت فيها منطلقات حزبية نفسها على الثقافة السياسية فأثّرت فيها. وكمثال، نرى كيف نجح الحزب الجمهوري في إيصال ثلاثة رؤساء (وارين هاردينغ وكالفن كوليدج وهربرت هوفر) على التوالي بين نهاية الحرب العالمية الأولى وعام 1933 مروراً بـ«الكساد الكبير»، بين عهدي الرئيسين الديمقراطيين وودرو ويلسون وفرانكلن روزفلت.

تلك كانت مرحلة انكفاء داخلي وتشجيع للمبادرة الفردية وابتعاد عن المثاليات، قبالة المنطلقات الانفتاحية «الدولية» الأبعاد لويلسون وروزفلت. غير أن «الكساد الكبير» أعاد ترتيب الأولويات فكانت «الصفقة الجديدة» (بجزأيها الأول والثاني في 1933 - 1934 ثم 1935 - 1936) التي لملمت الآثار المؤلمة للكساد. ولاحقاً، عزّزت الحرب العالمية الثانية فكرة تقبُّل الاتجاه نحو مزيد من الضمانات الاجتماعية وشبكات الأمان وكبح الاحتكار.

بعد الحرب، عاشت الولايات المتحدة ثلاثة مناخات:

الأول، هو تنامي الخوف الداخلي من التهديد الشيوعي بعد بروز الاتحاد السوفياتي، وتحوّل االإشارةلصين إلى عملاق شيوعي مؤثر في شرق آسيا. ونجم عن هذا الخوف ظاهرة «المكارثية» (نسبة للسيناتور الجمهوري جوزيف مكارثي) الشعبوية اليمينية... بكل تداعياتها الثقافية والاجتماعية. الثاني، ترجمة ذلك الخوف خارج الولايات المتحدة، بـ«الحرب الباردة» التي أثمرت «سياسة التطويق والاحتواء» عبر ثلاثة أحلاف في جنوب شرقي آسيا (حلف «سياتو»)، والشرق الأوسط (حلف بغداد، ولاحقاً الحلف المركزي «سنتو»)، وأوروبا (حلف شمال الأطلسي «ناتو»).

الثالث، امتداداً لما سبق، اضطرار واشنطن، في أعقاب الحرب الكورية، إلى إعادة تأهيل اليابان كعملاق اقتصادي وصناعي بعدما كانت قد دمّرتها، وذلك من أجل «موازنة» الصعود الصيني ومواجهته. التطرف اليميني، الذي تعد «المكارثية» من أبرز ملامحه، أسهم داخل أميركا بـ«شيطنة» الليبراليين والمثقفين الذين اتُّهم كثيرون منهم بالتعاطف مع الشيوعية، وكانت نسبة لا بأس من هؤلاء من اليهود وأبناء الأقليات الأخرى منها السود. إلا أنه، في المقابل، بنى قاعدة «مصلحية» عريضة تبلوَرت في «حركة الحقوق المدنية»، ومن ثم، أسهمت هذه الحركة في تبديل هوية بنية الهوية الحزبية في ولايات الجنوب الأميركي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحزب الديمقراطي كان هو الحزب القوي في ولايات الجنوب، إلا أن الحرب الأهلية، التي أخضع فيها الجنوب رئيس جمهوري، هو أبراهام لنكولن، أدت إلى شبه انهيار للجمهوريين الجنوبيين لعقود عديدة.

ما حصل منذ مطلع الخمسينات، ودعم الديمقراطيين –على مستوى البلاد – لـ«حركة الحقوق المدنية» بقيادة الرئيسين جون كنيدي وليندون جونسون، وتزايد الوعي الحركي والنشاط السياسي في أوساط السود، كانت عوامل قلبت الوضع الحزبي في الجنوب رأساً على عقب. وبالفعل، تحوّل العديد من الساسة الديمقراطيين القدامى إلى الحزب الجمهوري. بل إن الولايات الجنوبية التي أعطت الديمقراطيين 3 من أصل آخر أربعة رؤساء (ليندون جونسون وجيمي كارتر وبيل كلينتون) غدت كلها معاقل للجمهوريين.

هذا المسار تعزّز عبر العقود التالية، ليغدو الحزب الجمهوري معقل اليمين المحافظ، مقابل تحوّل الحزب الديمقراطي إلى قاعدة للوسط الليبرالي، بل واليسار ذي التوجهات الاشتراكية. وبلغ هذا المسار ذروته مع انتخاب أول أميركي أسود، هو باراك أوباما... رئيساً، ثم التجديد له لولاية ثانية. ولكن في هذه الأثناء، بدأت بوادر خوف شعبي جديد على الأرض، جزء لا بأس به منها ناجم عن مغزى فوز أوباما، وسياساته الداخلية والخارجية، إذ قوي «تيار» العولمة الذي هزّ ثقة الأميركيين المفرطة في حرية انتقال السلع والخدمات، وظهر معه «غول» التكنولوجيا الجديدة المدمّرة للوظائف التقليدية. ومن جهة أخرى، لاح «شبح» التغيّر الديموغرافي الذي قد يلغي خلال عقدين الغالبية السكانية البيضاء المسيحية الأوروبية، ويجعل من كتلة الأقليات الهسبانيكية والسوداء والآسيوية غالبية سكانية. وهي التي تشكل اليوم، أصلاً، الثقل السكاني في الولايات الثلاث الأكبر في البلاد، أي كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا.

هذا الخوف الجديد عند الأميركي الأبيض المسيحي الأوروبي، وبالذات، المحدود الثقافة والتأهيل العلمي، جاء من يفلسفه ويسوّقه سياسياً... وبرز رجل أعمال اسمه دونالد ترمب ليعبّر عنه علناً من على منابر السياسة. انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، هي اختبار لصلابة القاعدة التي خلقها هذا الخوف، ووفّر لها فرصة التعبير السياسي وغير السياسي. إنها القاعدة الفكرية - المصلحية التي صنعت ترمب... وليست تلك التي صنعها هو، تماماً كحال مكافحة «إمبراطورية الشر» التي صنعت رونالد ريغان، ومدرسة «المحافظين الجدد» التي صنعت جورج بوش الابن.

قبل انتخابات 2016 عندما كان قلة من الأميركيين يتوقعون فوز ترمب، قال جملته الشهيرة إنه يستطيع الوقوف في جادة فيفث أفنيو (بمدينة نيويورك) وإطلاق النار على شخص من دون أن يخسر. وفي هذا تلخيص ممتاز لنوعية ناخبيه، الذين يعرف مفاهيمهم ومنظومة مُثُلهم جيداً، وبالتالي، يعرف كيف يخاطبهم ويحفّزهم. لهذا السبب، انهارت عملياً المعارضة الداخلية لترمب داخل الحزب الجمهوري، بدليل نجاح معظم من أيّدهم في الترشيحات التمهيدية للحزب، وسط موجة شعبوية عارمة أخفق حتى فيروس «كوفيد - 19»، وسوء تعامل ترمب معه، في الحد من قوتها.

وفي المقابل، ليس أمام الحزب الديمقراطي، المنقسم بين الليبراليين التقليديين وقوى اليسار، التي بزغت مع زخم حملة بيرني ساندرز عام 2016، سوى محاولة حشد ناخبيه باعتبار انتخابات نوفمبر معركة إسقاط ترمب... لا إنجاح مرشحه جو بايدن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

عظة غبطة البطريرك الراعي في أربعين شهداء المرفأ: لتحقيق دولي محايد ومستقل لأنه لا سيادة من دون عدالة

وطنية - الأحد 13 أيلول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90347/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%ba%d8%a8%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a3/

https://www.youtube.com/watch?v=Dy_NCDqJ82o

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في ذكرى ارتفاع الصليب المقدس، قداس ذكرى مرور أربعين يوما على إنفجار بيروت. عاونه فيه المطرانان حنا علوان وأنطوان نبيل العنداري، الأباتي سمعان أبو عبدو ورئيس مزار سيدة لبنان - حريصا الاب فادي تابت.

حضر القداس السفير البابوي في لبنان جوزف سبيتيري ولفيف من المطارنة ورؤساء رهبانيات عدة وأهالي الضحايا وعائلاتهم ونقابات وفاعليات اجتماعية ودينية وثقافية.

العظة

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة أكد فيها أن "أرواح الشهداء لن تذهب سدى بل ذكراهم خالدة، لأنهم كتبوا بدمائهم ولادة لبنان الجديد"، مطالبا ب"تحقيق دولي محايد ومستقل لأنه لا سيادة من دون عدالة". وقال: "حبة الحنطة، إذا وقعت في الأرض وماتت، أعطت ثمرا كثيرا" (يو24:12) وربنا يسوع المسيح هو "حبة الحنطة بامتياز". وقد مات على الصليب وأثمر فداء الإنسان وخلاص العالم وولادة البشرية الجديدة المتمثلة بالكنيسة. نحتفل اليوم بارتفاع الصليب المقدس وهو عيد انتصار يسوع على الخطيئة وقوى الشر، وقد سماه "ساعته" التي تجري فيها دينونة هذا العالم، ويطرح سيد الشر خارجا" (يو31:12). إن الرب "بانتصاره يجتذب إليه كل إنسان" (راجع يو12: 32) في آلامه وآماله. فآلام الإنسان تكتسب قوة خلاصية من آلام المسيح، وآماله تنفتح على فجر حياة جديدة من نور القيامة".

وأضاف: "نحيي اليوم الذكرى الأربعين لضحايا انفجار مرفأ بيروت، الموتى والجرحى والمفقودين والمشردين من دون مأوى، والمنكوبين ببيوتهم ومؤسساتهم ومتاجرهم، بالاضافة إلى الدمار الكبير في المنازل والمستشفيات ودور العبادة والمدارس والجامعات والمطرانيات والفنادق والمطاعم وسواها من المؤسسات العامة والخاصة. من أجلهم جميعا نقدم هذه الذبيحة الإلهية، وإليها نضم ذبائحهم الشخصية، لراحة أنفس الموتى، وعزاء عائلاتهم، وشفاء الجرحى، وإيجاد المفقودين، وانفراج المنكوبين، ومساندة الفقراء والمعوزين.

ونذكر بالصلاة كل الذين مدوا يد المساعدة سخية بالتطوع وتوفير المساعدات ونخص الأبرشيات والرهبانيات والمؤسسات الاجتماعية - الإنسانية، مثل كاريتاس لبنان والصليب الأحمر اللبناني والبعثة البابوية وجمعية مار منصور دي بول ومثيلاتها، والنقابات والجمعيات الكنسية والكشفية والمؤسسات التابعة للبطريركية المارونية، وبخاصة المؤسسة المارونية للانتشار وجمعيتها المعروفة بSolidarity، والمؤسسة البطريركية للانماء الشامل، بالاضافة إلى الرابطة المارونية، وإلى الجمعيات والمبادرات التي نشأت بعد كارثة الانفجار. ونذكر بصلاتنا أيضا الكرسي الرسولي والدول الصديقة، والمؤسسات الخيرية غير الحكومية الأجنبية التي تبرعت بالمال والمساعدات العينية، الغذائية والطبية، وساعدت في البحث عن المفقودين. ونوجه تحية خاصة إلى الجيش اللبناني الذي يعمل جاهدا في مسح الأضرار، وإلى الأجهزة الأمنية، والدفاع المدني، وفوج الاطفاء الذين يعرضون حياتهم للخطر. إننا لا نستنفد الجميع بهذه اللائحة المختصرة، لكنهم معروفون جميعهم من الله، وهو سبحانه يفيض عليهم المزيد من عطاياه، لكي تظل محبته فاعلة في تاريخ البشر".

وتوجه الراعي في عظته إلى أهالي ضحايا الانفجار، وقال: "مات أحباؤكم، أحباؤنا، المئة واثنان وتسعون بالنار ولكنهم يقومون بالنور. ماتوا بجريمة متوقعة، لكنهم يرقدون بعناية الله. لا نحيي ذكراهم الأربعين لنطوي صفحة، لن تطوى أبدا، فحياتهم لن تذهب في ذمة مجهول. بل نحيي ذكراهم لنفتح قضية لن نغلقها حتى معرفة الحقيقة. إن التخبط في التحقيق المحلي والمعلومات المتضاربة وانحلال الدولة والشكوك المتزايدة في أسباب الانفجار، والحريق الثاني المفتعل والمبهم منذ ثلاثة أيام، وإهمال المسؤولين عندنا، ووقوع ضحايا أجانب كانت من بينها زوجة السفير الهولندي في لبنان ونحيي هنا سعادة السفيرة القائمة بأعمال السفارة الهولندية الحاضرة بيننا ونحملها تعازينا الحارة الى سعادة السفير. كل ذلك يستحثنا أكثر فأكثر على المطالبة مجددا بتحقيق دولي محايد ومستقل. فالعدالة لا تتعارض مع السيادة، ولا سيادة من دون عدالة. وما معنى سيادة تنتهك يوميا داخليا وخارجيا؟ وإذا كانت السلطات اللبنانية، لأسباب سياسية، ترفض التحقيق الدولي، فواجب الأمم المتحدة أن تفرض ذلك لأن ما حصل يقارب جريمة ضد الإنسانية. فإذا كان قتل شعب، وتدمير عاصمة، ومحو تراث لا يشكلون معا جريمة ضد الإنسانية، فأي جريمة أفدح؟".

وتابع: "أجل "أتت عندنا الساعة" التي أعلنها الرب يسوع لأولئك اليونانيين الذين أتوا من بعيد ليروه (راجع يو12: 20-23). وهي ساعة القضاء على المؤامرة بحق بيروت ولبنان واللبنانيين، هذا الوطن صاحب النموذج والرسالة في محيطه العربي، والمميز بنظام العيش المشترك، والتعددية الثقافية والدينية، والديموقراطية القائمة على الحريات العامة وحقوق الإنسان، والانفتاح الثقافي والتجاري على الدول، والحياد الناشط والضروري في هذه البيئة العربية والمشرقية لكي يكون لبنان مكان التلاقي والحوار للجميع، إنه بحياده الناشط ضرورة لهذه البيئة، ومصدر حياة نابضة له وعيشٍ كريم لشعبه.

لقد اتضحت معالم المؤامرة بحق بيروت ولبنان: في تشويه مطالب الثوار والاعتداء عليهم، واندساس فرق منظمة بين صفوفهم وبعثرة مجموعاتهم المسالمة، وفي تخريب قلب بيروت لمنع ازدهارها وتكسير مؤسساتها السياحية والتجارية ومعالمها الأثرية، وفي تحطيم المصارف وضرب الثقة بها، وفي رفع الشعارات المذهبية وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية، وفي تفجير المرفأ الذي دك نصف العاصمة وصولا إلى الحريق الكبير منذ ثلاثة أيام. هذه كلها تشكل محضر إدانة واضحة لمن تشملهم الشكوك والتهم. إن "ساعة يسوع" كانت ساعة إتمام الإرادة الإلهية بخلاص العالم بقوة موته على الصليب وقيامته. فسماها "ساعة تمجيده". وجعلها نهجا لتحقيق العظائم في هذا العالم، إذ قال: "من يحب نفسه يهلكها"، بحيث ان محبة الذات بما لها من شهوات العين والجسد وكبرياء الحياة هي هلاكها. و"من يبغض نفسه في هذا العالم يخلصها لحياة الأبد"، بمعنى أن التجرد من الذات بالانتصار على الشهوات هو خلاصها الأبدي (راجع يو 25:12). الأنانية لا تعرف إلى الخير العام سبيلا، وصاحبها لا يعرف طعم الحرية وفرحها. أجل يا أهل الشهداء الاحباء، وبالرغم من كل ألم هي ساعة تمجيدهم لانه بموتهم يولد لبنان الجديد".

وتساءل الراعي: "لماذا يتعثر تأليف حكومة إنقاذية مصغرة مستقلة، توحي بالثقة والحياد في اختيار شخصياتها المعروفة بماضيها وحاضرها الناصعين، أشخاص غير ملوثين بالفساد؟ أليس لأن المنظومة السياسية غارقة في وباء الأنانية والفساد المالي والمحاصصة على حساب المال العام وشعب لبنان؟

لا يمكن بعد الآن القبول بحكومة على شاكلة سابقاتها التي أوصلت الدولة إلى ما هي عليه من انهيار، حكومة يكون فيها استملاك لحقائب وزارية لأي طرف أو طائفة باسم الميثاقية. ما هي هذه الميثاقية سوى المناصفة في توزيع الحقائب بين المسيحيين والمسلمين، وعلى قاعدة المداورة الديموقراطية، ومقياس الانتاجية والاصلاح؟ ثم أين تبخرت وعود الكتل النيابية، عند الاستشارات، بأنها لا تريد شيئا ولا تضع شروطا؟ هل تبخرت كلها بقوة الاعتداد بالسلطة والنفوذ والمال والسلاح والاستقواء بالخارج؟ فإنا نذكرهم بمصير ذاك الجمل الذي كان يحتقر رمال الصحراء ويدوسها بأخفافه العريضة مستقويا عليها بضخامة جثته وثقله. وكيف ذات يوم عصفت الريح وقالت لحبات الرمل: "تجمعوا وتوحدوا وتعالوا نسحق الجمل معا". فكانت عاصفة من الرمال شديدة طمرت ذاك الجمل ولم تترك له أثرا ينظر".

وإلى المسؤولين توجه بالقول: "اتعظوا أيها المسؤولون السياسيون، الشعب المجروح وثورة الشباب الغاضبة أقوى منكم، لأن قوتها مستمدة من الضحايا التي ذبحت على مذبح إهمالكم ومصالحكم، ومن الجرحى والمفقودين والمنكوبين، ومن فقرهم وعوزهم وحرمانهم. أجل، إنها ساعتهم المستمدة من ساعة المسيح الذي ارتضى الموت على الصليب لفداء كل إنسان من شروره وأنانيته وكبريائه، وقام من الموت ليبث الحياة الجديدة في تاريخ البشر. وهكذا تبقى دعوته لكل إنسان كي ينجذب إليه وإلى محبته، قائلا: "وأنا عندما أرفع عن الأرض، أجتذب إلي كل إنسان" (يو 32:12).

إنها ساعة ولادة لبنان الجديد من فلذة اكبادكم التي وصلت الى مجد السماء، مثل ولادة السنبلة من حبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت، كما أنبأ الرب يسوع في إنجيل اليوم (راجع يو 24:12)."

وفي الختام، رفع البطريرك الراعي الصلاة على نية لبنان والضحايا والمنكوبين، وقال: "يا رب، أرح في ملكوتك السماوي نفوس ضحايانا، عز عائلاتهم، إشف الجرحى، إكشف المفقودين، إفتقد المشردين والمنكوبين، كافئ المحبين والمحسنين والمتطوعين، واحم لبنان وشعبه بقوة صليبك، وبشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان وجميع القديسين. فنرفع إليك مع شهدائنا احبائنا المجد والتسبيح، أيها الآب والابن والروح القدس، الآن والى الأبد، آمين."

 

عظة المطران الياس عوده في الذكرى الأربعين لشهداء تفجير مرفأ بيروت: سياسيو بلادنا أدمنوا فن الرقص على الجثث…ألم تكتفوا يا حكام من فساد يدمي القلوب والجيوب ويهجر البنين والبنات؟ هل تنتظرون أن يفرغ البلد فتصبحون حكاما على أنفسكم أو على الحجر؟ هل يعجبكم الدمار؟

وطنية – الأحد 13 أيلول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90351/%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%a8/

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت. بعد الإنجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم: لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. فإنه لم يرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. يعيد السيد المسيح هنا التأكيد أن ما يوصل إلى الحياة الأبدية ليس الناموس، بل الإيمان. والإيمان وحده لا يكفي، بل يجب أن يقترن بالمحبة التي تشبه محبة الله غير المحدودة، والتي لا تفرق. فقد أحب الله كل العالم، ولم يحدد فئة واحدة معينة خصها بمحبته الإلهية". أضاف: "اليوم، يا أحبة، نصلي من أجل راحة أنفس أحبائنا الراقدين، ضحايا الفساد المستشري في عروق مسؤولينا. نصلي من أجل راحة أنفس ضحايا أبرياء، لا ذنب لهم إلا أنهم يعيشون في دولة ينخرها الفساد والجشع للسلطة، وتعم فيها الفوضى واللامسؤولية إلى درجة التسبب بقتل الأبرياء، وتدمير أحياء من العاصمة، ومنازل عديدة لمواطنين يرزحون تحت عبء التدهور الاقتصادي والمالي. مر أربعون يوما على التفجير الرهيب الذي خض قلب لبنان، وهز الضمير العالمي، أما الضمير المحلي فلم يهتز لأنه مات منذ زمن بعيد. حملت مئات العائلات صليب الألم والحزن، وصلاتنا اليوم هي من أجل أن تشهد تلك العائلات قيامة حقيقية لهذا البلد الذي، كلما نهض من سقطة، تعود سقطة أخرى لتغرقه في مستنقع أعمق وأنتن. نصلي من أجل ضحايا مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، من ممرضات ومرضى وذوي مرضى. نصلي من أجل أطفال سلبت منهم حياتهم قبل أن تنطلق. نطلب الراحة الأبدية لشابات وشبان تخرجوا من الحياة قبل أن يستطيعوا حمل شهاداتهم الثانوية والجامعية، وقبل أن يشاهدوا نظرة الفخر في أعين والديهم".

وتابع: "ندعو ربنا المحب البشر أن يتغمد بواسع رحمته أمهات وآباء رحلوا قبل أن يتعرفوا على مواليدهم الجدد، أو أن يفوا بوعودهم التي قطعوها لأطفالهم. نصلي من أجل شيوخ أجلاء لم يستطيعوا الوصول إلى الراحة المنشودة في شيخوخة مكرمة. نصلي من أجل ضحايا تفجير أثيم لم يفرق بين عرق ولون وسن وطائفة، فكان نموذجا بشعا عما كنا نود الوصول إليه بفرح، من خلال بناء دولة لا تفرق بين أبنائها، بل تكون جامعة لجميع الأطياف تحت راية واحدة شريفة. افتدى هؤلاء الضحايا، إلى أي فئة انتموا، بدمائهم الزكية، وطنا ممزقا، مشرذما، ينخره سوس الفساد. وبدلا من أن تحترم دماؤهم، عدنا نسمع بالمحاصصة التي تزيد الشرخ عوض اللحمة. سياسيو بلادنا أدمنوا فن الرقص على الجثث، لأنهم اعتادوا على رائحة الدماء التي لطخوا بها أيديهم. لا يأبهون إلا لجيوبهم وكراسيهم وحصص أحزابهم وتياراتهم، أما الإنسان فلا قيمة له عندهم ولا وجود له في حساباتهم".

وقال: "صحيح أن عاصمتنا بيروت نكبت بانفجار المرفأ، والمشهد تكرر وأهل المدينة يعيشون ذعرا دائما، إلا أن نكبتها الأولى هي انعدام المسؤولية وغياب الأخلاق والضمير عند طبقة سياسية لا تتحمل المسؤولية ولا تعرف المحاسبة، ومجموعة من الموظفين نخرها سوس الفساد والإهمال وليس من يحاسب أو يعاقب. ما جرى عصر الرابع من آب جريمة ضد الإنسانية، ضد إخوة لنا فقدوا أرواحهم أو أحباءهم أو أرزاقهم والسقف الذي يأويهم. والسؤال المشروع لماذا؟ وكيف يسمح إنسان، مهما كبرت مسؤوليته أو صغرت، بجريمة كهذه؟ كيف يتغاضى عن وجود كمية هائلة من المواد القابلة للانفجار، ولمدة سنوات، في قلب المرفأ الموجود في قلب العاصمة؟ كيف يتجاهل أي إنسان، مسؤولا كبيرا كان أو صغيرا، هذا الأمر وإن لم يكن من صلاحياته؟ وهل من اعتبار للصلاحيات أو التراتبية في وضع كهذا؟ ألم يؤنبه ضميره ويقض مضجعه؟ وهل حياة الإنسان رخيصة إلى هذا الحد؟ أمام تهديد ينذر بكارثة هل يتوقف المسؤول أمام الصلاحيات؟ الإهمال القاتل والبيروقراطية المجرمة والتخاذل الجبان بالإضافة إلى المصلحة، كلها تكاتفت ضد المواطن الضعيف والعاصمة الثكلى. وحتى اليوم، وبعد انقضاء أربعين يوما على الكارثة، لم يطلعنا أحد على نتيجة التحقيق ولم نسمع إلا ببضعة توقيفات وكأن ما حدث لا يستأهل استنفار الدولة بأكملها. والمؤلم أكثر أن الحرائق في المرفأ تتوالى والسكان هلعون، والأطفال خائفون، وليس من يطمئن أو يثلج القلب".

أضاف: "مسكين ابن بلادي. مسكين من تشبث بأرضه وقرر أن يجاهد للعيش فيها. مسكينات الممرضات الأربع اللواتي فقدن أرواحهن في مستشفى القديس جاورجيوس فيما كن يقمن بواجبهن الإنساني. مساكين هم المرضى الذين قضى عليهم الانفجار المجنون في مستشفى القديس جاورجيوس وغيره من مستشفيات العاصمة، والسكان الأبرياء الذين أصيبوا أو أصيبت منازلهم. مساكين نحن جميعا لأننا، رغم الكارثة التي حلت بنا، ما زلنا نشهد تراشق الإتهامات وتقاسم الحصص وتبادل الشروط والتمسك بحقائب، وتناتش الفرص في بلد يئن ألما وبؤسا وشقاء".

وتابع: "يعيد العالم أجمع غدا عيد رفع الصليب الكريم المحيي، واليوم أكثر من أمس، أصبحنا نفهم معنى الصليب. أصبحنا ندرك كم تألم الرب قبل أن يصلب، وكم هزىء به قبل أن يعلقوا جسده الطاهر على الخشبة. شعبنا يعيش جلجلة يقوده إليها قادة وزعماء خجل اليهود، صالبو المسيح، أن يماثلوهم في الشر. شعبنا يهزأ به يوميا من خلال مسرحيات سياسية وإقتصادية ومعيشية تجعله يعيش قلقا دائما، لكي يبقى خاضعا وراضخا لسلطة لا تعرف المحبة والعدل والحق. إلا أن صليب الرب كان تمهيدا للقيامة البهية، ذلك ليعلمنا أن الألم لا يدوم، والموت زائل، وأن فرح القيامة سيأتي لا محالة، الأمر الذي ننتظر حصوله في بلادنا، علنا نفرح بأبنائنا وهم في وسطنا، لا في بلدان الإغتراب والإنتشار بحثا عن العلم أو العمل والأمان والاستقرار".

وقال: "منذ أيام، عيدنا ميلاد والدة الإله العذراء مريم، التي رتلنا لها: ميلادك يا والدة الإله، بشر بالفرح كل المسكونة، لأنه منك أشرق شمس العدل المسيح إلهنا، فحل اللعنة ووهب البركة، وأبطل الموت، ومنحنا الحياة الأبدية. تشدد كنيستنا المقدسة، في كل أعيادها، على أن الفرح والخلاص والبركة هي للجميع، لا لفئة معينة. هذا ما عبر عنه الرسول بولس: صرت للكل كل شيء، لأخلص على كل حال قوما (1كو 9: 22). هذا ما لم يفهمه أي زعيم أرضي، ولم يقم به أي مسؤول سياسي، وخصوصا المسيحيين منهم. كل منهم لحزبه، لتطلعاته، لمصالحه، لارتباطاته، يدين الآخرين المختلفين. لم يرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم، الديان العادل لم يدن العالم بل خلصه، أما أنتم فجل ما تقومون به هو إدانة بعضكم البعض، في حين ينصب كل منكم نفسه مخلصا للبلد، معتدا بكتلته وشعبيته وحصصه وسلاحه. اللبنانيون أصبحوا يشمئزون من خطاباتكم الممجوجة، ومن طرقكم المعوجة. ألم يحن الوقت لتتحدوا، على الأقل من أجل أن تستريح الأرواح التي أزهقت، وتبرد الدماء التي أهرقت، ولكي يفرح ذوو الشهداء، الذين استشهدوا منذ عقود وحتى اليوم، على مذبح هذا الوطن، بأن تقدماتهم الغالية أزهرت لبنانا حلمت به أجيال بعد أجيال، لبنانا ناصع البياض، لن تخالط بياضه حمرة دم بعد اليوم؟"

أضاف: "والدة الإله مريم، التي عيدنا لميلادها في الثامن من أيلول، جاز سيف في قلبها عندما رأت ابنها، وحيدها، معلقا على الصليب، الذي نعيد لرفعه غدا. كم بيتا جاز سيف الموت في قلبه؟ كم بيتا تريدون بعد أن تجيزوا هذا السيف المر في قلبه؟ ألم تكتفوا من فساد يدمي القلوب والجيوب ويهجر البنين والبنات؟ هل تنتظرون أن يفرغ البلد فتصبحون حكاما على أنفسكم أو على الحجر؟ هل يعجبكم الدمار؟ هل ستتركونه مقصدا سياحيا يدر عليكم بالمال أم ستعيدون الإعمار، إعمار الكرامات قبل المنازل؟ دمرتم النفوس والأجساد فماذا تريدون أن تدمروا بعد؟ دمرتم الاقتصاد والسياحة والتجارة والثقافة والتربية والعائلة... ماذا بقي؟ كل هذا الدمار سيعود عليكم خرابا، لكن الشعب سيقوم من تحت ركامكم، وستشرق شمس العدل والعدالة، وينال كل واحد ما يستحقه ثوابا أو عقابا. يا أحبة، يقول الرب على لسان النبي إشعياء: عزوا عزوا شعبي، يقول إلهكم (40: 1). هذه رسالة مسؤولي الشعوب، أن يعزوا، لا أن يدمروا ويهدموا ويحزنوا. لم يبق مكان للرب في قلوب حكامنا، لأنهم ملأوها بغضا وحقدا وجشعا وثأرا وكيدية... آن الأوان لتجتمعوا وتتحاوروا بصدق وشفافية من أجل الخير العام، وخصوصا المسيحيين منكم، علكم تتشبهون بمن حملتم اسمه، بالمسيح المحب، الوديع والمتواضع القلب، الذي تألم ليفتدي شعبه. يقول القديس إسحق السرياني: أحبب الصمت فوق كل شيء... أحبوا الصمت، جاهدوا في العمل، عندئذ يصبح قولكم والعمل في سبيل الكمال، وتذكروا قول الرب: أما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات (مت 5: 19)".

وختم عوده: "في الأخير، نسأل إلهنا المصلوب والقائم من بين الأموات، أن يريح نفوس المنتقلين عنا في تفجير بيروت، بشفاعات والدة الإله العذراء مريم، وجميع القديسين، وأن يعزي قلوب ذويهم أولا، وجميع اللبنانيين عموما. ألا كانت دماؤهم المسفوكة ذبيحة مرضية لدى الرب، من أجل خلاص بلدنا الحبيب وقيامته. كما نسأله أن يشفي كل مصاب، وأن يساعد كل محتاج، وأن ينير قلوب الجميع، ويوقظ ضمائرهم ليتكاتفوا من أجل إنقاذ لبنان".

 

باسيل: نحن مع ثقافة الإنجاز وهناك خطر على المبادرة الفرنسية الدستور واضح بعدم تكريس وزارة لطائفة ولن نكون إلا مسهلين للحكومة

وطنية - الأحد 13 أيلول 2020

عقد رئيس تكتل لبنان "لبنان القوي" النائب جبران باسيل، مؤتمرا صحافيا، تحدث فيه عن التطورات بعد 40 يوما على انفجار مرفأ بيروت، من ترسيم الحدود إلى المبادرة الفرنسية فالحياد.

بداية قدم باسيل التعازي لأهالي الضحايا والمصابين "لأن الحزن لا ينتهي مع مرور الوقت وخصوصا لمن فقد أهله وأحباءه بفعل الفساد والإهمال ونتيجة تعدي أيادي الشر على حرمة الحياة بالمتاجرة او بتهريب مواد خطرة انتهت بتفجير العاصمة". وقال: "ما حصل حتى الآن من رفع الركام وتحقيق وترميم ومساعدات ووعود، لا يكفي لبلسمة الجراح وايواء المشردين والمقهورين الذين ينتظرون العدالة، لذلك على القضاء أن يستعجل ويكون عادلا وغير خاضع للشعبية والتواصل الاجتماعي، وإلا فمن حق الناس أن تطالب بتحقيق دولي. على الحكومة والمحافظ والبلدية أن يتصرفوا بالسرعة المطلوبة قبل حلول الشتاء، والا فمن حق الناس أن تطالب ببلدية تلبي حاجاتها".

وعن المبادرة الفرنسية، قال: "نحن في التيار نحرص على نجاحها، وفي الوقت عينه خائفون من عدم نجاحها. لدينا الحرص ليس لأن فرنسا دولة صديقة للبنان، وليس لأن الرئيس ماكرون أظهر كل محبة وتعاطف واندفاع، فسبب الحرص يأتي لأن هذه المبادرة بما تضمنته من التزامات، هي الحل المنطقي والعملي المتوفر اليوم لخلاص لبنان، ونحن مع هذا الحل بخطوطه العريضة لأنه يمثل قناعتنا ومطالبنا. نحن من منطلق السيادة الفعلية وخياراتنا الوطنية، قبلنا بالمسعى الفرنسي، أولا لأنه يتركز على برنامج إصلاحي محدد، وثانيا لان الأولوية فيه للخروج من الأزمة المالية الاقتصادية من دون إدخال عناصر سياسية مثل السلاح والانتخابات لأن الخلافات حولها تتسبب في تطوير الإصلاح".

أضاف: "أنا أفهم أن هناك جهات خارجية تريد إفشال المبادرة الفرنسية لأن لديها أجندة سياسية تتركز على زرع الفوضى أو التوسع في المنطقة، لكني لا أفهم وجود جهات داخلية تريد إفشال المبادرة بحجج مختلفة، في وقت يريد اللبنانيون هذه المبادرة ويطالبون بها وهي لمصلحة وطنهم واقتصادهم. هناك خطر على المبادرة الفرنسية ممن يرفضونها بحجة السيادة، أو ممن يريدون الاستقواء وفرض حكومة ومشروع على كل اللبنانيين بإسم فرنسا، هم يريدون أن يكسروا الدستور والتوازنات وأن يتذاكوا ويقوموا بنكايات، ويحققوا مصالح صغيرة بحجة إنجاح المبادرة الفرنسية، أما نحن فلا يعنينا كل هذا، لأننا نعتبر أن المبادرة هي وليدة حاجة لبنان وتحقق إنقاذه واستقراره، وخصوصا أنها لبت مطالب اللبنانيين بالإصلاح، لذلك كنا من اللذين قدموا أفكارا لها لأنها توافقت مع أفكارنا وتضمنتها أساسا مبادرتنا الخلاصية".

وتابع: "اتفق على المبادرة بمرحلتها الأولى مع كل المشاركين، وتتضمن ثلاثة أمور، أولا برنامج إصلاحي محدد في ثلاثة أشهر، ثانيا حكومة مهمة تتشكل من وزراء قادرين على تنفيذ هذا البرنامج، وثالثا عقد مؤتمر دولي في باريس لتأمين الدعم للبنان في حال وفى بالإصلاحات، وهذا يعني انه في حال التزم لبنان الإصلاحات، يصبح لديه من الآن وحتى آخر السنة إصلاحات أولية، وهذا لمصلحة لبنان لا فرنسا، وهذا مطلب الشعب اللبناني وليس مطلب الشعب الفرنسي. كذلك تؤمن الإصلاحات اتفاقا مع صندوق النقد الدولي مع برنامج مساعدات خارجية وضخ أموال وموازنة إصلاحية للعام 2021، فيها دين منخفض ومستدام لأول مرة، وهذا كله يؤمن عودة الاقتصاد للحياة، من هنا يأتي حرصنا على المبادرة من جهة والخوف عليها من الجهة الأخرى، لا أكثر ولا اقل، لعلمنا أن جهات داخلية وخارجية تريد إفشالها".

وقال: "أتت مبادرتنا الخلاصية من قناعتنا أن لا يمكن الخروج من الأزمة إلا بإصلاح سياسي للنظام وإصلاح مالي واقتصادي للنموذج الموجود، وهذا يعني القيام بعملية تغيير كبير متدرج على مراحل، أولا في المال والاقتصاد لعدم انزلاق البلد إلى الفوضى، لذلك يهمنا ان نتحاور مع كل الأطراف عن المبادرة التي قدمناها لرئيس الجمهورية والرئيس الفرنسي وهي خريطة طريق من خمس محطات موزعة على مسارين، الأول مسار مالي واقتصادي وفيه ثلاث محطات، الاتفاق على برنامج إصلاحي وحكومة مهمة لتنفيذ البرامج مؤلفة من وزراء قادرين على التنفيذ ومؤتمر دولي لتقديم التعهدات المتبادلة بالتنفيذ والمساعدة. أما المسار الثاني فسياسي دستوري يتضمن محطتين، حوار وطني يتناول من جهة تطوير النظام ومقاربة الملفات الخلافية كالاستراتيجية الدفاعية والحياد ووضعية لبنان، وحكومة وفاق وطني لاستكمال تنفيذ الإصلاح ومقررات الحوار الوطني وتتويجه بانتخابات عامة".

أضاف: "تطوير النظام يقوم على فكرة إنشاء دولة مدنية كاملة قائمة على اللامركزية، وعملية تطوير تنقسم على سبعة محاور هي معالجة الثغرات الدستورية واستكمال تنفيذ الطائف وسد نواقصه وإنشاء مجلس الشيوخ مع صلاحياته وقانون انتخابه ومجلس النواب وقانون انتخاباته وإقرار قانون اللامركزية وقانون انتخاباته وإقرار قانون اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة وإقرار قانون موحد للاحوال الشخصية والانماء المتوازن للمناطق والخدمة السوية للمواطنين عبر الصندوق الائتماني وشركة إدارة أصول الدولة. هذه الأسس تأخذنا إلى دولة مدنية متينة بدأنا العمل عليها، لكن الظروف اجبرتنا منذ تشرين الثاني العام 2019 على تأجيل عقد مؤتمر وطني لإطلاق تجمع لبنان المدني، مع الأمل بإعلانه قريبا في تشرين الاول. أما بالنسبة للاصلاحات المالية والاقتصادية والنقدية، فهي مقسمة على 46 بعدا، يمكن الاطلاع عليهم وعلى المبادرة على الموقع الإلكتروني للتيار www.tayyar.org، بالشق السياسي ويتضمن موضوع تحييد لبنان لمناقشته على طاولة الحوار، والاقتصادي ويتضمن ملف استخراج الغاز والنفط في البر والبحر وترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل".

وعن موضوع التحييد قال باسيل: "في موضوع الحياد، وهو في مفهومنا موضوع ايجابي للبنان ولكنه بحاجة الى حوار وتفاهم داخلي والى احتضان إقليمي ورعاية دولية. والأسهل سريعا هو الاتفاق على التحييد لأن طاقة اللبنانيين على تحمل تبعات مشاكل الغير وصلت الى حدها الأقصى، بعض اللبنانيين مثلا تفهموا فكرة وجود الحزب بسوريا، والحزب اكيد بدأ يفكر بالعودة من سوريا وتأمين ظروفها، ونحن كلبنانيين علينا احتضان ودعم هكذا قرار. كذلك اللبنانيون كلهم موافقون على وجود القوات الدولية في الجنوب، وبالرغم من الخلافات التي تحصل أحيانا حول صلاحية الدخول الى الأملاك الخاصة، إلا أن الجنوبيين هم مع بقاء هذه القوات للحفاظ على الإستقرار في المنطقة ويرحبون بالتجديد لليونيفيل".

أضاف: "بالمقابل، اللبنانيون مرتبطون بقرار دولي هو ال1701 وهم غير مستعدين ولا بستطيعون قبول أن يرجع لبنان منطلقا للعمليات الفدائية من أرضه وإعادة تحويله ساحة لتصفية الحسابات الخارجية. تلوعنا سابقا من هكذا اختراقات وكلفتنا 15 سنة حرب. نصارح إخواننا الفلسطينيين بمحبة ونعمل معا نحن وإياهم على منع اللعب على التناقضات ومنع أي اختراقات أمنية أو اصطفافات إقليمية، لتجنيب المخيمات ولبنان أي استغلال او اختراق يمكن أن يكون إسرائيليا أو إرهابيا.

لبنان في هذه الفترة لا يحتمل، مثل الشيء الذي حصل وقيل خلال زيارة السيد اسماعيل هنية، لأنه مؤذ للبنان ولا يخدم القضية الفلسطينية ولا عودة أخوتنا اللاجئين الى أرضهم، وهو بالنتيجة يزيد المخاطر على سيادة لبنان ووحدته، ولن نقبل أن يخلق أحد أي أمر واقع مهدد لوجود لبنان وسيادته وأمنه وكرامته وكيانه. هذه أمثلة عن مجموعة أمور ينبغي أن نتفق عليها بين بعضنا نحن اللبنانيين بالهدوء والحكمة من دون توترات وتحديات، وتؤدي الى إبعاد وتحييد لبنان عن بعض مشاكل المنطقة".

وتطرق باسيل كذلك الى موضوع ترسيم الحدود واعتبر أنه "أمر ممكن أن نتفاهم عليه كلبنانيين من ضمن الحفاظ على حقوقنا وعلى سيادتنا لتأمين مصلحة بلدنا من دون مزايدات. نحن نتحدث عن إنهاء ترسيم الخط الأزرق برا في النقاط العالقة فيه، ونتحدث عن استكمال الترسيم بحرا انطلاقا من ال1701 برعاية الأمم المتحدة واليونيفيل وبوساطة من الولايات المتحدة. هنا نحن نتناول أمرين: حقوق لبنان ومصلحته. لا نقاش حول حقوق لبنان والحفاظ عليها، سيادة وموارد. أما مصلحته فهي موضوع نقاش بين بعضنا البعض، وأنا من الذين يرون مصلحة كاملة للبنان بإنهاء ملف الحدود على أساس ترسيم عادل لها، لأنه أولا يحل احدى المشاكل العالقة مع اسرائيل ويعيد للبنان بعض حقوقه من دون اي تنازل، ويعزز ثانيا الإستقرار في الجنوب، برا وبحرا، وهو أمر لبنان بحاجة له وهو يتمسك باليونيفيل وال 1701 على هذا الأساس، ولأنه ثالثا يشجع ويسرع عملية استكشاف واستخراج الغاز والنفط في البحر اللبناني، ومن ضمن المسار التفاوضي الاتفاق على كيفية سير الأمور بالمناطق المتنازع عليها، وهذا باب كبير لإنعاش اقتصادنا وتغيير مساره الانحداري. ولذلك جانب اساسي جيو- سياسي وليس فقط تقنيا، وأكبر برهان ما حصل في البلوك رقم 4. بعدما أعلمونا أنه اكتشفوا ضغط غاز هائل يبشر بكميات كبيرة، وقالوا لنا ينبغي اعتماد طريقة حفر هادئة لمنع اي انفجار غازي، تفاجأنا في اليوم التالي بأن الكميات قليلة وليست ذات قيمة للتجارة".

وأردف "نحن نفهم وضع الشركات العالمية النفطية اليوم لناحية رخص اسعار النفط وعدم الاستفادة المالية في المياه العميقة لكلفتها العالية، ونفهم تخفيف أعمال الشركات في ظل الكورونا، ولكن من غير الممكن ألا ننظر الى النواحي الجيو سياسية التي تملي على الشركات تأخير عمليات الاستكشاف والانتاج. لهذا، قد يسرع الترسيم إنتاج الغاز في لبنان".

وعن موضوع الحكومة والتأليف، قال باسيل: "لنرجع الى المبادرة الفرنسية، أول خطوة فيها كانت الإلتزام ببرنامج إصلاحي تم الإتفاق عليه ويصلح أن يكون مسودة لبيان وزاري، ونحنا نطالب بإضافة بنود عليه ليكون برنامجا متكاملا ومفصلا على قياسنا ومتناسبا مع صندوق النقد. والخطوة الثانية بالمبادرة، هي تأليف حكومة مهمة Gouvernement de mission مهمتها تنفيذ البرنامج الإصلاحي، تمهيدا لثالث خطوة التي هي المؤتمر الدولي في فرنسا. إذن الأولوية الآن هي لحكومة مهمة، وعندما نقول مهمة فذلك يعني أن فترتها محددة بتنفيذ المهمة او عدمها".

أضاف: "ما يهمنا نحن هو تنفيذ المهمة أي الإصلاح. لهذا حددنا من اللحظة الأولى أن ما يهمنا هو أمر واحد، أن تكون الحكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية، برئيسها ووزرائها وبرنامجها. في الإستشارات بلغنا هذالموقف الى رئيس الجمهورية والى رئيس الحكومة، وقلته انا في الإعلام في بعبدا وفي عين التينة، وأن لا مطلب ولا شرط لدينا في الحكومة سوى قدرتها على تنفيذ البرنامج الإصلاحي المحدد. عندما نقول ليس لدينا شرط يعني مشاركتنا بالحكومة ليست شرطا لدعمها، لا بل أكثر من هذا، نحن ليست لدينا رغبة في المشاركة بالحكومة، ولا نرغب في أن نشارك فيها. كثيرون يتكلمون معنا لضرورة مشاركتنا وأن لا حكومة تتشكل من دوننا، ونحن نجيبهم أن رئيس الجمهورية بتمثيله وميثاقيته يغطينا ويغطي الحكومة ويعوض عنا في هذه الظروف الاستثنائيّة".

وتابع: "لا نشارك ولكننا نساعد الحكومة في إنجاز الإصلاح، ونواكبها ونساعدها من المجلس النيابي. بالمناسبة ما من أحد يعرف مقدار الجهد الذي نحاول أن نضعه الآن لإقرار القوانين الموجودة في المجلس بمعزل عن تأليف الحكومة، الآن موجودة في المجلس قوانين الCapital Control، الشراء العام، واستقلالية القضاء، وقوانين مكافحة الفساد وعلى رأسها استعادة الأموال المنهوبة، واستعادة الأموال المحولة والأهم في هذه القوانين قانون كشف الحسابات والأملاك للقائمين بخدمة عامة من سياسيين وموظفين، ونستطيع إقرار هذه القوانين بسرعة اذا اشتغل المجلس يوميا بالاضافة لموازنة 2021 التي ينبغي أن تكون ترجمة للاصلاح المالي والاقتصادي. نحن نعرف ماذا نريد، ونسهل تأليف الحكومة بكل ما يتطلبه الأمر. ولكن بدافع الحرص على حسن التأليف ونجاح المهمة، ننبه للمخاطر ونطرح الأسئلة المفيدة لتجنب الوقوع في الأخطاء القاتلة للمهمة نطرحها لإعطاء النصيحة، وإن لم تأت الأجوبة، سنبقى على موقفنا المسهل".

وسأل: "لماذا الإصرار على إسناد اكثر من حقيبة للوزير في الوقت التي هي وصفة فشل للوزير وحمل كبير وليست رشاقة، إذ بالكاد يستطيع ان يلبي عمل وزارة، فكيف سيلبي عمل اثنتين؟ التجارب السابقة والمحاولة الأخيرة في حكومة حسان دياب أكبر برهان. لماذا رفض اعتماد المداورة في هذا الظرف بالذات، عندما يمكنك ان تكون عاملا مسهلا ولا تمنع حصول اي طائفة او فريق على أي وزارة؟ نحن مع المداورة، لكننا لسنا مع الاستقواء بالخارج لفرض شيء على بعضنا، ولسنا مع استغلال وضع معين لكسر بعضنا. نحن مع المداورة، ولكن لو حصلت طائفة على وزارة مرات عدة، بما فيها هذه المرة، لا يخلق عرفا دائما، فالعرف يكون بقبول الجميع، والدستور واضح بعدم تكريس وزارة لطائفة، اما إذا كان الهدف تكريس التوقيع الثالث فهذه مثالثة ونحن نرفضها حتما. لن أفتح جدلا في الموضوع. نحن نسير بما سيتم الاتفاق عليه من دون ان نعترف بتكريس عرف".

وسأل: "لماذا الإصرار على تشكيل حكومة من فريق واحد، من دون التشاور مع أحد تحت عنوان الاختصاص وعدم الولاء الحزبي والاستقواء بالخارج؟ رئيس الحكومة بعد تشاور وتشارك يحصل على العدد اللازم من النواب لتكليفه بالاستشارات النيابية، الا يجوز التشاور والتشارك بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية والكتل النيابية التي ستعطي ثقة للحكومة في المجلس النيابي؟ طبعا التشاور والتشارك بالأسماء والوزارات على قاعدة الاختصاص والخبرة والقدرة والنزاهة وحتى عدم الولاء الحزبي، لكن هذه المواصفات والأسماء يحددها فريق واحد في البلد من دون غيره ولا يملك الأكثرية البرلمانية وحده؟ أهكذا يعمل النظام البرلماني في دول العالم؟ في كل الأحوال، نحن غير معنيين بهذه القصة، لا بتوزيع الأسماء ولا بالحقائب ولن ندخل فيها، لكننا خسرنا 12 يوما من اصل 14 من دون تشاور لنحشر الرئيس بانتهاء مهلة الأسبوعين خوفا من فشل المبادرة الفرنسية وانهيار الوضع الاقتصادي. في هذا المشهد، من يكون يريد كل شيء والا يفشل، ومن يكون لا يريد شيئا ويسهل؟"

وقال: "آمل ألا يكون السيناريو المطروح اليوم وفهم من اللحظة الأولى، إما ان تتألف الحكومة كما نريد أو نعتذر وتفشل المبادرة وينهار البلد. أهكذا نؤمن مناخا إيجابيا لعمل الحكومة مع رئيس الجمهورية؟ أهكذا نؤمن ثقة للحكومة من المجلس النيابي؟ أهكذا نؤمن تعاونا للحكومة مع المجلس النيابي لتنفيذ البرنامج الإصلاحي؟ أم هكذا نعطل المبادرة الفرنسية ونفشل البرنامج الإصلاحي؟ هل هذا المطلوب؟ عدم تنفيذ الإصلاح؟ أكرر، أنا أطرح اسئلة وأنصح وأنبه، لكن بكل الأحوال، لن نكون إلا مسهلين لولادة الحكومة وموافقين على كل ما يتم التوافق عليه. المطلوب من الحكومة بعد تأليفها معروف، اذا نفذته نستمر بدعمها، وإذا لم تنفذه، نوقف دعمنا. وهذا حقنا، ولا احد يمكن ان ينزع منا هذا الحق".

أضاف باسيل: "سأنتقل بموضوع الحق لأتكلم عن التيار وللتيار. ممارسة الحق عندنا هي ممارسة مسؤولية، الحق والمسؤولية لا ينفصلان عن بعضهما، وممارستهما عمل إيجابي، ولو لم يؤد الى نتيجة، ولكن لا يؤدي بنا الى اليأس إنما الى مزيد من العمل لإبقاء الأمل. هذا التفكير الإيجابي ربما وحده لا يكفي، لكن على الأقل يفتح أبواب الأمل بدلا من اليأس، أما الفكر السلبي فيؤدي إلى اليأس او التيئيس ويولد الحقد الذي نشهده عند الذين يهاجمون. نحن ننتمي إلى مدرسة الطاقة الإيجابية التي تولد العمل والأمل. وهناك أناس ينتمون إلى مدرسة السلبية، لا يعرفون الا ان يلعنوا ويشتموا ويخربوا. أمس اندلع حريق معيب في المرفأ، منهم من ركض مع الإطفائيين وضحى لإخماده، وهناك سياسيون ركضوا ليصبوا الزيت على النار ويستثمروا بالخوف ليحققوا مكاسب سياسية رخيصة. هذا النوع من السياسيين معمي بالحقد، مسكون بالكراهية، تفكيره وأقواله وأعماله لا تنتج إلا الخراب، ولا تجلب إلا الويلات. هكذا هو ماضيهم، وهكذا هو حاضرهم وهكذا هو مستقبلهم. لا يعيشون إلا على الرهانات الخاسرة، ولم يتعلموا من تجارب الماضي الكثيرة ولن يتعلموا مما سيحصل غدا. يذهبون برهاناتهم الى البعيد ولا يعرفون العودة إلا مهزومين وهازمين ناسهم معهم. لكن نحن إرادة الخير عندنا أقوى من ارادة الشر عندهم، ولو مهما طال النحس على البلد سيزول".

وتابع: "لن ندع مدرسة الحقد والنكد السياسي تجر البلد الى الخراب، حتى الثورة الصادقة سرقوها، وحتى صدق الناس سرقته الميليشيا، وبقيت ثورة الزعران. فهل عقلية الميليشيا تقوم بثورة صادقة؟ الميليشيا تعرف ان تسرق وتقتل وتخرب. هكذا استغلوا الحراك، وأصبح جزء منه يكسر ممتلكات عامة وخاصة، ويشتم وما عاد يقدم فكرة إيجابية واحدة. شاهدوا مشاهد التخريب في العاصمة ومشهد امس عند القصر الجمهوري، واحفظوا مشهد أمس. أنتم لم تستطيعوا أن تكسروا رمز الشرعية في العام 90 إلا أن استعنتوا بطائرة أجنبية محروسة بطائرة أجنبية ثانية أعلى منها، تأتون اليوم لتكسروا رمز الشرعية في لبنان، وتكسروا قائدا عنده شعب يدافع عنه؟ طالما هناك تيار وطني حر، ميشال عون لا ينكسر، وطالما هناك شباب ونساء لديهم قضية وطنية، التيار لا ينكسر، وطالما هناك قبضايات وفي الوقت عينه أوادم في التيار، فالتيار لن يصبح ميليشيا ولكنه لن ينكسر للميليشيا وسينتصر عليها. بآدميته، بنظافته، بطيبة ناسه، بشجاعة شبابه وانضباطه وقيادييه، سيبقى التيار مدرسة النضال والطاقة الإيجابية. هكذا نحن لا نتغير، يتغير كل شيء حولنا ونبقى نحن نحن".

وقال: "نحن مع ثقافة الفعل والإنجاز الذي يحكي عنها المرشد الروحي الهندي Sadhguru ولسنا مع ثقافة منع الفعل والتخريب. أنا اتحدث دائما في الاعلام عن ثقافة العمل مقابل ثقافة الحكي لأنها إحدى أهم العلل في هذا البلد. ليس قليلا أن مئات قليلة من الناس، تحتفل لأنها اوقفت مشروع مياه يغذي 1,4 مليون نسمة ولا احد من 1,4 مليون يحكي، يضيع على الدولة من توقيف سد حوالى 500 مليون دولار من دون مقابل لتأمين المياه، ويحتفلون. ليس قليلا أن يفتخر أحد علنا انه اوقف معمل كهرباء ومنع عن كل الشعب 24/24 ساعة كهرباء ولا احد يحكي، وبعد ذلك يطالبك الناس بالكهرباء! ليس قليلا ان يجاهر أحد انه منع عن اللبنانيين السيارات على الغاز ليوفروا 60% من ثمن الفيول، ولا احد يعاتبه؟ وبعد ذلك يسألك الناس عن غلاء البنزين. ليس قليلا ان هناك اناس تفرح بالإعلام أن لا غاز في بحر لبنان. مئات الأمثلة والمشاريع من خط الغاز لمحطة التغويز، لشبكات الاتصالات، لقوانين الفساد، لقانون ضمان الشيخوخة، وهناك من يفتخر بتوقيف هكذا مشاريع مهمة للبلد".

أضاف: "تصوروا أن فريقا سياسيا يفاخر أنه لم يقم بأي مشروع في حكومتين لمدة ثلاث سنوات ولم يقدم فكرة واحدة إلا محاربة فريق ثان وتوقيف مشاريعه، ويرى انه هو نموذج الوزراء الناجحين. لماذا ناجحون؟ لأنهم لم يفعلوا شيئا وبالتالي لم ينتقدهم احد. هذه هي ثقافة العمل مقابل ثقافة التخريب. يكون بطلا في لبنان من يسكر طريقا ويمنع مشروعا ويوقف سدا ومحطة كهرباء وصرفا صحيا وغازا وطريقا وجسرا ومرفأ وسكة حديد. لبنان لن يعمر الا اذا انتقل اللبنانيون الى عقلية ان البطل ليس من يكذب ويخرب ويسكر ويكسر، البطل هو الذي ينجز ويعمر ويبني دولة ولا يهدمها. هذه هي قيمته للتيار! لذلك هو مختلف، لذلك يدفع الثمن عن كل الناس، لأنه غير عقلية وغير ذهنية، وهو الذي يقوم بالتغيير في الثقافة الجماعية ولو كان يدفع الثمن، نحن أول من وضع الخطط في هذه الدولة ودفع الثمن. فهل سأل أحد لماذا لم يضع الوزراء من قبل خطة نقل وسكك حديد ومرافىء وتنظيم مدني؟ لا. هاجموا التيار لأنه وضع خطط محاربة فساد وكهرباء ومياه ونفط واتصالات ومهجرين ونازحين.

وسأل: "هل فهم أحد من قبل ان السيادة المفقودة بالوصاية الخارجية لا تستطيع ان تنتج قرارا حرا لصالح البلد، وان ما سموه استقرارا كان رضوخا للخارج ورهن القرار المالي للبنان وأوصلنا الى الإفلاس لنخضع لمشاريع مهددة للكيان؟ هل فهم احد من قبل ان سرطان الفساد نخر جسم الدولة وأنهك مؤسساتها، وحول الوطن ساحة للتدخلات الخارجية التي رهنت اقتصاد البلد ودخلت على ملعب خياراتنا المالية والوطنية؟ عرفتم لماذا نحن في التيار مستهدفون وندفع الثمن؟ عرفتم لماذا نشعر باننا نصاب بكرامتنا وبصميم سيادتنا، عندما تفرض عقوبات خارجية على بلدنا بدلا من أن يفرض قضاؤنا عقوبات على الفاسدين عندنا؟ وعندما يخطف أحد قياديينا نشعر بأننا نحن خطفنا؟ وعندما يضرب مكون من مكوناتنا من الخارج، نشعر بأننا نحن ضربنا؟"

وختم باسيل: "لا تسألوا بعد اليوم، بل واجهوا وادفعوا، سواء خسرتم أو ربحتم، فالوطن سيربح وأنتم ستربحون معه".

 

المكتب الاعلامي لبري: أبلغنا رئيس الحكومة عدم رغبتنا بالمشاركة في الحكومة على الاسس الموضوعة

وطنية - الأحد 13 أيلول 2020

صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ما يلي: "المشكلة ليست مع الفرنسيين المشكلة داخلية ومن الداخل. اطلق عنوان واحد للحكومة الاختصاص مقابل عدم الولاء الحزبي وعدم الانتماء النيابي وفيتوات على وزارات والاستقواء بالخارج وعدم إطلاق مشاورات. لذا أبلغنا رئيس الحكومة المكلف من عندياتنا ومن تلقائنا عدم رغبتنا بالمشاركة على هذه الاسس في الحكومة، وأبلغناه استعدادنا للتعاون الى أقصى الحدود في كل ما يلزم لإستقرار لبنان وماليته والقيام بالاصلاحات وإنقاد اقتصاده".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 31-14 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

.من أرشيفنا لعام 2009/بالصوت مقابلة شيقة جداً مع الأباتي بولس نعمان/تلفزيون المر/13 أيلول/09

اضغط هنا للاستماع للمقابلة/50 دقيقة/وندوز ميديا بلير

http://www.eliasbejjani.com/audio%20new/fr%20boulous%20neaman13.9.09.wma

الأباتي شرح دور الموارنة في خلق لبنان الوطن الأعجوبة في محيط الدكتاتوريات المتنوعة وشرح خلفية شعار بكركي "مجد لبنان أعطي لها" وتناول دور الشيخ البشير الريادي وقال انه كان قائداً فذاً ومختلفاً يسمع للأخر وللفكر وعنده قدرة

 

عظة غبطة البطريرك الراعي في أربعين شهداء المرفأ: لتحقيق دولي محايد ومستقل لأنه لا سيادة من دون عدالة

وطنية - الأحد 13 أيلول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90347/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%ba%d8%a8%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a3/

 

عظة المطران الياس عوده في الذكرى الأربعين لشهداء تفجير مرفأ بيروت: سياسيو بلادنا أدمنوا فن الرقص على الجثث…ألم تكتفوا يا حكام من فساد يدمي القلوب والجيوب ويهجر البنين والبنات؟ هل تنتظرون أن يفرغ البلد فتصبحون حكاما على أنفسكم أو على الحجر؟ هل يعجبكم الدمار؟

وطنية – الأحد 13 أيلول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90351/%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%a8/

 

أسابيع خطيرة آتية نكهتها صينية – إيرانية/راغدة درغام/النهار العربي/13 أيلول/2020

The coming weeks are dangerous and have an Iranian-Chinese flavor/Raghida Dergham/September 13/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90341/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a2%d8%aa%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d9%83%d9%87%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d8%b5/

 

شرط استعادة لبنان تطبيق دستور الطائف/د. منى فياض/الحرة/13 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90339/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%b4%d8%b1%d8%b7-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d9%82-%d8%af%d8%b3%d8%aa%d9%88/

 

تحالف بالمال والسلاح بين حزب الله ومنظمة أوروبية مسلحة/الاستخبارات البريطانية تكشف.. حزب الله يدعم الجيش الإيرلندي بالمال والسلاح

http://eliasbejjaninews.com/archives/90344/%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%81-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d9%85%d9%86%d8%b8/

 

بومبيو يرحب بعزم صربيا تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية”/وكالات/13 أيلول/2020

US welcomes Serbia’s move to designate Hezbollah terrorist organization/Arab News/September 13/2020

نواب ألمان: حزب الله خزّنَ مادة نيترات الأمونيوم بمستودع في ولاية بادن/العربية/13 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90355/%d8%a8%d9%88%d9%85%d8%a8%d9%8a%d9%88-%d9%8a%d8%b1%d8%ad%d8%a8-%d8%a8%d8%b9%d8%b2%d9%85-%d8%b5%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%b5%d9%86%d9%8a%d9%81-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85/