المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october22.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

حزب الله محتل وغازي وإرهابي وكل من يغطيه هو يغطي عدو للبنان ولشعبه

الياس بجاني/الرب عاقب سادوم وعامورة على شرودهم والكفر بالنار والكبريت، وهو اليوم يعاقبنا بقادتنا وأصحاب شركات أحزابنا السادوميين والعاموريين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أميركا تلاحق قائد "قوات الرضوان" الطبطبائي.. ومستشار نصرالله

فيديو حلقة "الليلة مع نديم" من قناة سكاي نيوز

نقيق ضفادع مزعج ونعيق بوم ونعيب غربان يترامى الى المسامع. من هنا ومن هناك ويقول لنا صرتم قلائل والأرقام تتكلم./الأب سيمون عساف/فايسبوك

نقيق ضفادع مزعج ونعيق بوم ونعيب غربان يترامى الى المسامع. من هنا ومن هناك ويقول لنا صرتم قلائل والأرقام تتكلم./الأب سيمون عساف/فايسبوك

دروس التاريخ لا ترحم!/الياس الزغبي/فايسبوك

الياس الزغبي ل"جنوبية": عون يحاول يائساً تعويم وريثه وتيّاره، ويعترف بعجزه، ويلوّح نظرياً بتبديل السياسة الخارجية في وجه "حزب اللّه"!

الضربة الإسرائيلية بالقنيطرة.. مقتل 3 موالين لحزب الله

إسرائيل تملك فرصة فريدة لتغيير نظرة لبنان تجاه حزب الله!"

غانتس: لن نسمح لـ”الحزب” بالتموضع على حدود الجولان

"تنينٌ بحريٌّ" يضرِب مرفأ بيروت

رفضاً لـ تكليف الحريري... تجمعٌ في وسط بيروت

إحراق قبضة الثورة في ساحة الشهداء

بعد احراقها… “صوت بيروت انترناشونال” تتكفل بإعادة قبضة الثورة إلى ساحة الشهداء

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 21/10/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 21 تشرين الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان ينتظر من باريس وروما صوراً لانفجار المرفأ

الأدوية المتوافرة في لبنان تكفي 3 أشهر

الأمم المتحدة تشيد بعمل وفدي لبنان وإسرائيل في مفاوضات ترسيم الحدود

فرنسا تحذّر من «غرق المركب أكثر» مع تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية

كورونا» يرغم مسؤولاً أمنياً لبنانياً على البقاء في واشنطن

هكذا حصل ما حصل في لاسا

قوى الأمن تعلن توقيف 4 ممن أحرقوا قبضة الثورة

قوى الامن: جرح عنصرين من افراد دورية بعد تعرضها للاعتداء خلال محاولة إزالة مخالفة بناء في الميناء

8 سنوات على اغتيال اللواء وسام الحسن «أحد أركان الاستقرار الأمني» في لبنان

الحريري: انتقام موصوف من دوره في كشف جرائم التصفية المنظمة

لافروف يرجئ زيارته إلى لبنان

بالرغم من المواقف المتشنّجة.. "ما كتب قد كتب"

عهد كمّ الأفواه... يواصل رحلة الاعتقالات والاستدعاءات

سهام بعبدا تصيب الحريري... ما علاقة باسيل؟

بين الحزب و"الصندوق"... موافقة "بالقطعة"

مطالبة بجلسة مفتوحة... قبل الانهيار

اللبنانيون ينتظرون "حبيب" أو صخرة...

أسرار زيارة شينكر... ولقاءات رغم العقوبات

هل يدفع المسيحيون ثمن “حسابات خاطئة”؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

المخابرات الأميركية: إيران وروسيا تسعيان للتدخل بالانتخابات

أرمينيا: إذا توقفت تركيا عن التدخل يمكننا حل نزاع كاراباخ

قصف صاروخي استهدف مقار الميليشيات الإيرانية في جنوب سوريا

الإمارات وإسرائيل توقعان 4 اتفاقيات وتعفيان مواطني البلدين من تأشيرات/طلب إماراتي بفتح سفارة في تل أبيب

اليونان: تركيا لديها أوهام إمبريالية... وتنتهك القانون الدولي بشكل صارخ

بومبيو: أميركا بدأت عملية رفع السودان من قائمة الإرهاب وأعرب عن أمله في أن تعترف الخرطوم بإسرائيل «سريع

أبرامز لـ«الشرق الأوسط»: العقوبات ضد إيران مستمرة ولن تتأثر بالانتخابات وقال إن طهران تتمنى هزيمة ترمب لوقف حملة تغيير سلوك النظام

قمة أوروبية نهاية الشهر الحالي لبحث تطورات وباء «كورونا»

ترمب: السياسة ستكون مملة من دوني

5 طرق أمام الأميركيين للتصويت في الانتخابات الأميركية

بايدن والعودة المستحيلة للدبلوماسية الأميركية «التقليدية»

ترمب يكثف حملته للفوز بأصوات بنسلفانيا... وبايدن يستعد للمناظرة/إسكات الميكروفونات لمنع أي مرشح من مقاطعة منافسه أثناء المناظرة الأخيرة

الشرطة تحمي المساجد في مدينتين فرنسيتين بعد تهديدات

الكاظمي يؤكد تطلع العراق إلى شراكة حقيقية مع ألمانيا/ميركل أشادت به وببرنامجه الإصلاحي وأكدت وقوف برلين إلى جانب بغداد

«الوطني الليبي» يشترط انسحاب تركيا لإنجاح محادثات جنيف/قوات «الوفاق» تعلن استمرار إغلاق طريق الجفرة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من يملك كلمة سرّ “الإشتباك الطائفي” في لاسا؟/نوال نصر/نداء الوطن

ردّاً على جريدة الأخبار: حزب الله إغتال غالب عوالي عبر “نور الدين” و “ناصر نادر”/ ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال

بوادر معركة جديدة... ولبنان في قلب المواجهة؟/أنطوان الفتى/أخبار اليوم

هل تبقى أسرار مرفأ بيروت في الجوّ؟/أنطوان الفتى/أخبار اليوم

سنقاوم… وسننتصر!/طوني أبي نجم/أي أم ليبانون

بعض الماء لنبيذ الحريري/بشارة شربل/نداء الوطن

ترسيم حدود من لاسا إلى بعبدا/طوني عيسى/الجمهورية

قرفٌ" عونيّ من حزب الله/ميشال نصر/"ليبانون ديبايت"

"القوات" على موقفها... "لا شراكة مع الثلاثي"/ألان سركيس/نداء الوطن

عون "المُعارِض": لا تكلّفوا الحريري/ملاك عقيل/أساس ميديا

سجعان قزّي لـ"أساس": كلمة عون موجّهة للثنائي الشيعي والحريري/زياد عيتاني/أساس ميديا

عصا إيرانية في العراق... وجزرة في لبنان/خيرالله خيرالله/أساس ميديا

الحزب يتراجع في لاسا و"المحجبة": ليس وقت إغضاب الموارنة/نسرين مرعب/أساس ميديا

حكومة الحريري المحمّلة بثلاث أزمات/إيلي القصيفي/أساس ميديا

عن العهد الرئاسي: عاش الحلم لكن مات البلد/رامي الرّيس/نداء الوطن

الهرب من جوهر الميثاق الوطني/رفيق خوري/نداء الوطن

تأخير التأليف و"حزب الله" والعقوبات/وليد شقير/نداء الوطن

حلفاء "حزب الله" عاتبون عليه/غادة حلاوي/نداء الوطن

مخالفات دستورية وقانونية بالجملة قد تنغّص على الطلاب فرحتهم بإقرار "الدولار الطالبي"...قوننة الـ 1515... هفوة أم مؤامرة؟/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

هل تقترب «13 تشرين» جديدة؟/نبيل هيثم/الجمهورية

وساطات متناقضة مع دمشق حول «ملف الرهائن» الأميركيين/إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط

موالو الأحزاب في لبنان الوجه الآخر للتغيير/مرتضى الأمين/سينابس نتورك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون: هل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف معالجة الفساد واطلاق ورشة الاصلاح؟ قلت كلمتي ولن أمشي وسأقف في وجه من يمنع بناء الدولة

جدول مواعيد الاستشارات النيابية ليوم غد الخميس في قصر بعبدا لتسمية رئيس الحكومة المكلف

الراعي افتتح مجمع المطارنة الموارنة في بكركي: نحمل هموم أبنائنا وقلقهم من الضائقة الاقتصادية الخانقة المتأتية من الأزمة السياسية المزمنة

يوسف سلامة: هل تشهد الساحة الحكومية ترسيم الحدود اللبنانية الإيرانية واللبنانية الإسرائيلية برعاية فرنسية أميركية؟

المستقبل دعا مناصريه الى التزام موقف التيار الرافض لاستخدام الشارع تحت اي ظرف

المستقبل: لا علاقة للتيار بإحراق قبضة الثورة في ساحة الشهداء

الخولي: تكليف الحريري تحد للشعب ولا فيتو لدينا على أي مكون سياسي

هبة ذخيرة من تركيا لصالح الجيش

فضل الله استنكر قتل استاذ في فرنسا: الإساءات التي سبقتها تعمق الكراهية والتحريض

جعجع يرفض المشاركة مع «الثلاثي الحاكم» في تسمية الحريري و«الوطني الحر» لا يتوقع تشكيل الحكومة بسهولة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟

إنجيل القدّيس لوقا16/من01حتى12/:”قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً. فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي! قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم. فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟ فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين. ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين. فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم. وَأَنَا أَقُولُ لَكُم: إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة. أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير. إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله محتل وغازي وإرهابي وكل من يغطيه هو يغطي عدو للبنان ولشعبه

الياس بجاني/21 تشرين الأول/2020

مجرم بحق لبنان واللبنانيين كل من يغطي سلاح حزب الله أو يتعايش معه أو يغط الطرف عنه أو يجد له مبررات أو يحتمي به كائن من كان.

 

الرب عاقب سادوم وعامورة على شرودهم والكفر بالنار والكبريت، وهو اليوم يعاقبنا بقادتنا وأصحاب شركات أحزابنا السادوميين والعاموريين

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2020

بتنا للأسف في حالة لا تختلف كثيراً عن حالة أهل مدينتي سادوم وعامورة ، وما نواجهه اليوم ما هو إلا عقاب سماوي، ولكن ليس حرقاً وناراً وكبريتاً، بل من خلال عهر وفسق وفساد وإبليسية قادة وحكام وأصحاب شركات أحزاب وكثر ومن رجال أدياننا السادوميين والعاموريين.

*****

“ويل للذين يبررون الشرير لأجل رشوة، ويحرمون البريء حقه. فلذلك كما تأكل ألسنة النار القش، وكما يفنى الحشيش اليابس في اللهيب، يذهب كالعود النخر أصلهم ويتناثر كالغبار زهرهم”. (اشعيا 05/23 و24)

بحسرة وآلم وغضب نقول لمن يعنيهم الأمر من حكام وأطقم سياسية ومسؤولين ومواطنين في الوطن الأم لبنان وبلاد الانتشار، نقول وبصوت عال، ويل للبناننا المحتل وانتم من خامة الإسخريوتي ومن عشاق الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي.

ويل للبناننا من جحود أصحاب شركات أحزابنا كافة التجار الفاسدين والمفسدين.

ويل للبناننا من غباء وتبعية كثر من أهلنا الأغنام الذين يسوقهم أصحاب شركات الأحزاب والحكام والأثرياء وبعض أصحاب القلانيس والجبب إلى الزرائب ومنها إلى المسالخ وهم صامتون صمت القبور.

لأنه وكما هو حالنا التعيس فقد ولينا علينا من هم تجار و”سادوميين وعاموريين” ونحن نعرف بأن أجنداتهم تدور فقط حول غرائزهم وأطماعهم الترابية الشخصية.

ولأننا ابتعدنا عن الله وتخلينا عن شريعته، وبجحود وشيطانية نقضنا تعاليم من افتدانا بدمه على الصليب، وتحولنا إلى جماعة من القطعان، وتخلينا عن تضحيات وعطاءات الشهداء الذين قدموا ذواتهم قرابين على مذبح وطننا المقدس، وغرقنا في أوحال الذل والفساد وعبادة المال والرذيلة فقد أمسى كل شيء عندنا سلعة معروضة للبيع في أسواق النخاسة ولها أثمان بما في ذلك ضميرنا وكراماتنا وأرضنا ووطننا وهويتنا وقيمنا وأخلاقنا وتاريخنا.

ولأننا أمسينا في هذا الدرك الأخلاقي والقيمي والإيماني والوطني، فقد ولينا علينا بغباء وجحود وغنمية جماعات من أسوأ وأبشع “السادوميين والعاموريين”.

ونعم ودون خجل، فهؤلاء الذين وليناهم علينا من حكام وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب وأثرياء وأصحاب قلانيس وجبب هم من نسل أهل مدينتي سادوم وعامورة .. وهم 100% سادوميين وعاموريين بكل شيء.

تركناهم يقودوننا إلى الانتحار الذاتي في رحلة انحدارية نحو الهاوية ونحن نتلذذ بلحس المبارد.

ولأننا تخلينا عن الإيمان وعن القضية وعن الوطن وعن أرضه المقدسة وعبدنا الأشخاص والمقتنيات الترابية فقد تركنا الغريب يدخل بماله وثقافته ونمط حياته ومشاريعه وأطماعه إلى بيوتنا ليحتلها فأصبحنا نحن الغرباء وفقدنا ذاتنا والهوية.

تركنا مركبات الأنانية والشخصنة والحقد والطمع تدمر عقولنا، وماشينا الفسق والفاسقين حتى عشعشت الخطيئة في وجداننا فبتنا مخلوقات غير أدمية ومتوحشة الأخ منا ينهش لحم أخيه، وأصبحت قبلتنا مقتنيات الدنيا الفانية من مال وفحش وسلطة وملذات.

بتنا للأسف في حالة لا تختلف كثيراً عن حالة أهل مدينتي سادوم وعامورة ، وما نواجهه اليوم ما هو إلا عقاب سماوي، ولكن ليس حرقاً وناراً وكبريتاً، بل من خلال عهر وفسق وفساد وإبليسية قادة وحكام وأصحاب شركات أحزاب وكثر ومن رجال أدياننا السادوميين والعاموريين.

في الخلاصة، علينا طلب التوبة وتقديم الكفارات وتغيير انفسنا وإلا لا خلاص ولا من يحزنون، علماً أن حالنا التعيس وارد ذكر ما يماثله في سفر النبي إشعيا الفصل التاسع من 18حتى21:

”لِأَنَّ ٱلْفُجُورَ يُحْرِقُ كَٱلنَّارِ، تَأْكُلُ ٱلشَّوْكَ وَٱلْحَسَكَ، وَتُشْعِلُ غَابَ ٱلْوَعْرِ فَتَلْتَفُّ عَمُودَ دُخَانٍ. بِسَخَطِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ تُحْرَقُ ٱلْأَرْضُ، وَيَكُونُ ٱلشَّعْبُ كَمَأْكَلٍ لِلنَّارِ. لَا يُشْفِقُ ٱلْإِنْسَانُ عَلَى أَخِيهِ. يَلْتَهِمُ عَلَى ٱلْيَمِينِ فَيَجُوعُ، وَيَأْكُلُ عَلَى ٱلشَّمَالِ فَلَا يَشْبَعُ. يَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ ذِرَاعِهِ: مَنَسَّى أَفْرَايِمَ، وَأَفْرَايِمُ مَنَسَّى، وَهُمَا مَعًا عَلَى يَهُوذَا. مَعَ كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ”.

ملاحظة/ مفردتي السادوميين والعاموريين هما نسبة لأهل سادوم وعامورة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أميركا تلاحق قائد "قوات الرضوان" الطبطبائي.. ومستشار نصرالله

المدن/22 تشرين الأول/2020

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية،  الأربعاء، عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن قائد القوات الخاصة لحزب الله في سوريا واليمن. وفي التفاصيل، أعلن الحساب الرسمي لبرنامج "المكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، عن مكافأة تصل قيمتها إلى 5 مليون دولار مقابل تقديم معلومات عن هيثم علي الطبطبائي القيادي بحزب الله، وتفضي لاعتقاله.

في قائمة "الإرهاب الأجنبي"

وأضاف البرنامج أن هيثم علي الطبطبائي هو زعيم عسكري رئيسي في حزب الله، قاد القوات الخاصة للميليشيا في سوريا واليمن. وجاء في الإعلان: "إذا كانت لديك معلومات عنه أو عن العمليات التي يقوم بها، فقد تكون مؤهلاً للحصول على مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار". ويقول البيان، إن أعمال الطبطبائي في البلدين هي جزء من جهد أكبر لحزب الله لتوفير التدريب، والعتاد، والأشخاص لدعم أنشطته الإقليمية لزعزعة الاستقرار.

يذكر أنه في شهر تشرين الأول من عام 2016، حددت وزارة الخارجية الأميركية الطبطبائي أنه إرهابي عالمي محدد خصيصاً بموجب الأمر التنفيذي 13224، وقال بيان صادر عن الوزارة حينها: "قامت الخارجية بإدراج هيثم علي الطبطبائي، والمعروف أيضاً باسم أبو علي الطبطبائي، في القائمة الخاصة بالإرهاب الأجنبي"، موضحاً أن الخارجية تستخدم هذا التصنيف لفرض عقوبات على الأجانب الذين يرتكبون أو يمكن أن يشكلوا تهديداً جدياً، إذا ما ارتكبوا أعمالاً إرهابية تهدد أمن مواطني الولايات المتحدة أو أمنها الوطني، أو سياستها الخارجية أو اقتصادها"، حسب البيان.

معلومات قليلة

إلى ذلك، كشف البيان أن الطبطبائي هو قائد عسكري في حزب الله ومقيم في العاصمة اللبنانية بيروت، وعمل في سوريا. كما توجد تقارير عن تواجد له في اليمن، منوّهاً إلى أن عمليات الرجل المطلوب، في سوريا واليمن، هي جزء من جهد أوسع لحزب الله، لتقديم التدريب والدعم المادي والبشري، من أجل عملياته الإقليمية المزعزعة للاستقرار. بحسب المعلومات، فإن لعمل الطبطبائي طبيعة سرية، متصلة بالنشاطات العسكرية والأمنية المرتبطة بحزب الله. فلا تتوفر معلومات كثيرة عنه. وظهر اسمه إلى الإعلام بعد عملية إسرائيلية في القنيطرة في الجولان السوري، والتي أدّت الى مقتل العميد في الحرس الثوري الايراني محمد علي الله دادي، وستة من أعضاء حزب الله، بينهم جهاد عماد مغنية. حينها تسرّب اسم القيادي في المقاومة الاسلامية "أبو علي الطبطبائي" كمستهدف أساسي في الغارة الاسرائيلية. هو من أب إيراني وأم جنوبية لبنانية. وُلد وترعرع في جنوب لبنان. وفي شبابه، انضم إلى المقاومة.

الرجل تسلّم وتدرّج في المهام في المقاومة، حتى وصل إلى قيادة "قوات التدخل". وهي وحدة الإسناد الهجومي في المقاومة الإسلامية. واستمر على رأسها لفترة قبل أن يتم دمجها مع القوات الخاصة في الحزب، غداة استشهاد عماد مغنية، لتتحول إلى اسم "الرضوان".

خليل يوسف حرب.. أيضاً

وكشف إعلان البرنامح أيضاً أن الولايات المتحدة تحدد جائزة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات حول مستشار وثيق لنصر الله، خليل يوسف حرب. وأضاف أن "المطلوب عمل منسقاً عسكرياً كبيراً للمنظمات الإرهابية الإيرانية والفلسطينية". قاد وأشرف على العمليات العسكرية للمنظمة في الأراضي الفلسطينية والعديد من الدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط". كذلك كشف أنه ومنذ عام 2012 شارك حرب في تحويل مبالغ كبيرة من المال إلى حلفاء حزب الله السياسيين في اليمن. وفي شهر آب 2013 حددت وزارة الخزانة الأميركية المذكور على أنه إرهابي عالمي محدد خصيصاً بموجب الأمر التنفيذي 13224.

 

فيديو حلقة "الليلة مع نديم" من قناة سكاي نيوز

https://www.youtube.com/watch?v=Fu5OFFqWZCAاضغط على الرابط هنا لمشاهدة الحلقة

عناوين الحلقة

قناة الجزيرة والهرطقات التطمينية

إيران تطمئن المجرة لا سباق تسلح وهلوسات وأكاذيب قادتها المرّضية

روحاني: الرئيس الأميركي القادم سيخضع أمام الإيرانيين

الناشط ميشيل عون يجيب على أسئلة اللبنانيين

.. أدلة قد تقود إلى الأموال المنهوبة من العراق

الإخوان المسلمين وتعليمات القتل والإجرام الألكترونية

 

نقيق ضفادع مزعج ونعيق بوم ونعيب غربان يترامى الى المسامع. من هنا ومن هناك ويقول لنا صرتم قلائل والأرقام تتكلم.

الأب سيمون عساف/فايسبوك/21 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91534/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%8a%d8%aa%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%af%d9%8a/

 يتكالب الإنسان لتكديس ثروات وتجميع أموال ناسيا انه حفنة تراب حقيرة ترقد في حفرة مظلمة تحت الأرض.

الأب سيمون عساف/فايسبوك/21 تشرين الأول/2020

اكتب عن لبنان ساهيا انني تخلفت عن الصلاة. ومن قال ليست الكتابة شكلا من اشكال الصلاة؟ عندما اكتب اصلي “للكلمة” بالكلمة! فالخشوع في مقادس هيكل حروف الضوء – لبنان – هو ارتقاء الى ما فوق عناصر الطين الهيولي.

انه المعقل الذي فيه يتصومع راهب الاستقامة وفيه المُجرّب المخرّب. في الأصل كانت عهود استولدت رجال قداسة ورواد فكر وابطال وطن. واليوم محنة العقل تكمن في الطريحة البلد والنقيضة الافلاس والعريضة الثورة.

وهذا سبب الانتقال للالتقاء بالذات، وما ذلك يكون من دون غياب في حمى نجاوى الابتهال، والتصالح الحميم مع القيم والشيم للانطلاق والوصول الى السيد الأسمى. بهذا الجهد المبذول تهرب الأبالسة مع المخربين!!!

بالصلح للصلاح والإصلاح بلقاء القناعات الشريفة يستقيم البناء. دولة الله في الأرض هي الوطن المثال في المدينة الفاضلة حيث الجمهورية النزيهة.  في هذا التفاعل مع الثالوث المكَوَّن من الله والأنا والآخر، تكون حكومة الإنسان المُردد صلاة الإلوهة في نقص خلائقها وتمام كمالها.

صلاة تملي على صورتها المدعو ان يسعى للاتحاد بالمصدر عن طريق خلع عن بعض وتجريد من كل. هكذا يستعيد مفهومه الوطن بالإنسان النظيف. لا بانسان يتكالب لتكديس ثروات وتجميع أموال ناسيا انه حفنة تراب حقيرة ترقد في حفرة مظلمة تحت الأرض. ما خطر بباله انه اوهى من خيط العنكبوت، وانه يموت ويلفه كفنٌ ليس له جيوب. يعني لا يأخذ معه الا مبرَّات يُفترض انه وفَّرها.

فلا السطو ولا الغزو ولا السرقة ولا تلبُّس صيغة الحرامي والمحتال والمنافق و”البلِّيف” ترسم هالة الصدق والخلاص والوفاق والاحترام.

مبدأ الحق المنصف يضع المرء في الميزان من خلال السلوك والاسلوب والتعاطي والخطاب. ان الخزينة الفارغة تنادي وما من ضمير يجيب.

كل الفاسدين يبشرون بالطهر ويظهرون اوفياء للكرامات وهم ابعد ما يكون عنها!!! فالصلاة عنهم  تجدي وتفيد في كل آن واين علهم يخلصون من هلاك عتيد منتظر؟ رغم ان المشكلة فيها غصصٌ عدَمي في حال لم يبالِ الشخص وفيها رجاء برحمة البادع اذا اكترث. عبر زحمة الضيق هذه تزدحم التوسلات لإستعاد تعمير ما تدمر من انسان وكيان ووطن…'

 

نقيق ضفادع مزعج ونعيق بوم ونعيب غربان يترامى الى المسامع. من هنا ومن هناك ويقول لنا صرتم قلائل والأرقام تتكلم.

الأب سيمون عساف/فايسبوك/21 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91534/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%8a%d8%aa%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%af%d9%8a/

نقيق ضفادع مزعج ونعيق بوم ونعيب غربان يترامى الى المسامع. من هنا ومن هناك ويقول لنا صرتم قلائل والأرقام تتكلم. ما هذه الثقافة الممجوجة؟ من ادرجها في كتب التربية؟ ما هو هذا الكتاب الذي يعلم رفض الآخر؟ ما الغلط أن نعيش معا متقبلين بعضنا باخلاقية راقية بعيدة عن الاشمئزاز والتهميش والاستئثار. اي متى كان اللبناتي يلهج بهذا الخطاب المتخلف الرافض الآخر؟

ولا مرة سمعت مسيحيا يعادي بل يدافع ويقبل كل لاجئ مظلوم. ما لنا نشنف آذاننا بأصوات تخدش وتمس العيش المشترك مطالبة تذويبنا بآنغام النشاز؟ إنها فعلا آفة الآفات هذه الذهنية غير المضبوطه التي تولد التناحر والنعرات البدائية وتسبب التباعد والكراهية والجفاء.

ترتكز المواطنية على التحابب والتواد طالما الهوية واحدة. ولكن مقابل هذه المنهجية المتبعة عند البعض من شرائح الوطن تنقض اسس التعايش وتقوضها، فيبدأ الشحن العدائي للتناتش والتقاتل والنزول الى خوض وغى الفتن الدامية المدمرة.

تعقلوا أيها الداعين المتعصبين الى قلب ظهر المجن فلا انتم ناجحون بهذه العقلية الهمجية ولا نحن نقتلع من الجذور الناشبة في احشاء هذا الوطن. اعلي النداء مؤكدا تأكيدا راسخا باننا لن نتزحزح من مطارحنا ولا يمكن لأحد أن يقوى أو يستقوي علينا.

انه حلم واهم من يهيم في هذه الصحراء! باقون أسوة بغيرنا في لبنان وعنوة. نحن رواده ولن نتخلى عن اصولنا واصالتنا مهما الرياح عصفت وهاجت الانواء. نحن وانتم معا. وقبل ان تكونوا انتم نحن كنا وسنبقى.

اما بالنسبة للعدد فما كان النمل يوما يؤثر على بيادر الحصادين. اتقوا الله وروضوا احاديثكم والعقول محترمين مشاعر اخوة لكم في الوطن ما رفضوا حضوركم ابدا طيلة تاريخ وجودكم في هذا العرين المقدس.

 

دروس التاريخ لا ترحم!

الياس الزغبي/فايسبوك/21 تشرين الأول/2020

"أين نحن وأين موقع لبنان وما هي السياسات التي يجب أن ننتهجها إزاء التغيّرات والتفاهمات المحورية الكبرى... !؟" سؤال مهم ومحوري... ولكنّه برسم مطلقه. فالمواطن هو الذي يحق له أن يسأل:

من تولّى السياسة الخارجية منذ ٨ سنوات؟

ومن ألحق لبنان ب"محور الممانعة"، وغطّى السلاح غير الشرعي ووظائف "حزب اللّه" في الداخل والخارج؟ لعلّها يقظة، ولو متأخ

**بعد سقوط ذريعتَي "ميثاقية التكليف" واختصاص رئيس الحكومة، يبحث "العهد" عن ذريعة جديدة للضغط من أجل تحقيق هدف واحد:

تعويم تيّاره في ثلثه الثالث. ويغيب عن علمه أن انحدار ٤ سنوات لا توقفه المحاولات اليائسة في البقية الباقية. فلم يسجّل التاريخ لأي حالة سياسية أو عسكرية تصاغرت وهبطت

ثمّ تكابرت وصعدت. ودروس التاريخ لا ترحم!

 

الياس الزغبي ل"جنوبية": عون يحاول يائساً تعويم وريثه وتيّاره، ويعترف بعجزه، ويلوّح نظرياً بتبديل السياسة الخارجية في وجه "حزب اللّه"!

  أجرت الحديث: باسمة عطوي/جنوبية/21 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91545/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%ba%d8%a8%d9%8a-%d9%84%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%88/

يجيب الكاتب السياسي الياس الزغبي على أسئلة موقع “جنوبية” حول خطاب الرئيس عون بالقول: “هو خطاب يمكن إختزاله بنقطتين، الأولى إعلان العجز فهو بعدما توجه بكلمة مكتوبة إلى اللبنانيين، قال في حديثه مع الاعلاميين المعتمدين في القصر الجمهوري إنه لا يستطيع أن يفعل شيئا لا في التشريع ولا في التنفيذ، وأنه بعد أربع سنوات أعلن إفلاس عهده كليا. والأهم أنه طرح سلسلة أسئلة عن مصير الاصلاحات التي كان يريد تنفيذها، وهو في موقع الرئاسة الأولى ويطرح أسئلة متنوعة حول شؤون حياتية ومالية وإقتصادية وصحية”.

وأضاف الزغبي: “إذا كان رئيس الجمهورية في موقع طرح الأسئلة فماذا يبقى للمواطن أن يسأل، لم يترك سؤالا يطرحه المواطن الذي ينزل ليعبر عن رأيه في الساحات والطرقات كي يسأل عنه”.

وتابع: “إذا كان رئيس السلطات وحامي الدستور والساهر على تطبيقه وعلى السيادة الوطنية يتكلم بهذه الطريقة، فماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي حين يسمع خطابا يرفع عن صاحبه كل المسؤولية ويلقيها على مجهولين أو بعض المعلومين؟ كما أنه توجه إلى النواب كي يحسنوا تكليف رئيس حكومة وكأنه يقول لا يريد تكليف الرئيس سعد الحريري، وهذا أمر واضح من خلال رفض رئيس تياره تكليف الحريري، وكأنه يحمّل الرئيس الحريري المسؤولية عن كل ما حصل في السنوات الأربع الماضية، بل منذ ٣٠ سنة!”.

واعتبرالزغبي:“الأخطر أن الرئيس عون يسأل أين لبنان وأين موقعه من التطورات والتغيرات والتفاهمات المحورية التي تحصل في المنطقة، فإذا كان رئيس الجمهورية يسأل هذا السؤال وهو المسؤول الأعلى في السياسة الخارجية، وهذا عرف درجت عليه الحكومات قبل الطائف وبعده، أي أن رئيس الجمهورية هو مسؤول السياسة الخارجية، وبالتالي كان الرئيس عون مسؤولاً عن هذه السياسة خلال أربع سنوات من عهده، وقبل ذلك بأربع سنوات أخرى من خلال تكليف صهره بوزارة الخارجية”، سائلا “كيف يسأل أين موقع لبنان في السياسة الخارجية وهوالمسؤول عمليا منذ 8 سنوات، بما جعل لبنان ينزلق إلى محور الممانعة بقيادة إيران، وقد غطّى كل هذه السنوات، ومنذ العام 2006 (التفاهم مع حزب اللّه) غطّى السلاح غير الشرعي في وظائفه الداخلية والخارجية، في سوريا والعراق واليمن وبلاد الله الواسعة”، مشدّداً على أن “من إتّبع هذه السياسة لا يحق له بعدما أمّن الغطاء لهذا السلاح السؤال عن موقع لبنان وسياسته الخارجية ومصيره"

وتابع الزغبي: "هنا يجب أن نتوقف عند الدافع لطرح الرئيس عون لهذا السؤال تحديداً، هل هذا مؤشر إلى تغيير في نهجه الخارجي وفي تغطية سلاح حزب اللّه، نتيجة كل الممانعة التي مارسها الحزب في الآونة الأخيرة في ما خص الوضع الداخلي بما لا يريح الرئيس عون ولا وريثه في التيار جبران باسيل، وهل هذا دليل على رد فعل ضد حزب اللّه خصوصاً بعد الأزمة التي حصلت عقب تشكيل لجنة التفاوص لترسيم الحدود؟ “. وأضاف :”كل ذلك يؤشر إلى أن الرئيس عون ربما يتجه إلى فك تحالفه مع حزب اللّه وإنتهاج سياسة منسجمة مع التاريخ والواقع اللبناني أي في إتجاه العرب والغرب والولايات المتحدة الأميركية، وربما هذا التبدل، في حال حصوله، ليس نتيجة خيار بل نتيجة خوف من العقوبات ، وقد شهدنا مسألة رمزية جداً في دلالاتها حينما رفض الموفد الأميركي ديفيد شنكر أن يلتقي باسيل، لكنّ السؤال يكمن في مدى قدرة الطرف العوني على التحرر من "ورقة شباط" وإلزاماتها في ما يخص سلاح حزب اللّه”.

وأشار الزغبي إلى أنه “في خلفية كل هذه المواقف نرى ان المشهد الرئاسي المقبل هو الذي يضغط على وريث الرئيس عون، بمعنى أن حظوظه تدنت كثيراً وربما إنهارت كلياً بعد السياسة الخرقاء التي مارسها على الأقل خلال ثلَي ولاية العهد، في إستدراج العداوات من الأطراف السياسية الأخرى وإقفال أبواب لبنان على العالم العربي والعالم الأوسع بفعل السياسة الخارجية التي لم تكن تناسب مصلحة لبنان العليا”.

ولفت الزغبي إلى أنه “في الهجوم غير المباشر من عون على الحريري يسعى إلى تغطية موقف رئيس التيار العوني، وأوحى أنه لا يؤجل الاستشارات ولكنه يحاول تبرئة ذمة وريثه من تأجيلها في المرة الأولى ويعرف مسبقا أنه سيتم التكليف لكنه يحذّر على طريقته من أن يذهب الرئيس الحريري إلى تسويات وإتفاقات قد تؤدي عملياً إلى استمرار الأزمة على كل مستوياتها”.

وختم الزغبي: “الخطاب اليوم ينذر بأن عون، وقد ألمح إلى أن لديه صلاحيات في التكليف والتأليف، سيكون له مسؤولية مباشرة ودور مباشر في تشكيل الحكومة، وكأنه يستعد لعرقلة تشكيل حكومة الحريري، وسيرفض أي صيغة لا ترضي وريثه السياسي، وتعيد تعويمه بعد غرقه الكبير".

 

الضربة الإسرائيلية بالقنيطرة.. مقتل 3 موالين لحزب الله

دبي - العربية.نت/21 تشرين الأول/2020

في جديد الضربة التي استهدفت ليل الثلاثاء الأربعاء منطقة القنيطرة جنوب سوريا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، بمقتل 3 من المجموعات الموالية لحزب الله اللبناني، أحدهم من الجنسية السورية والبقية لا يعرف حتى اللحظة ما إذا كانوا سوريين أم من جنسيات أجنبية. وقال المرصد، صباح الأربعاء، إن القصف الصاروخي الذي نفذته إسرائيل خلال الساعات الفائتة استهدف مدرسة تتواجد فيها مجموعات موالية لحزب الله اللبناني والإيرانيين، وذلك في قرية الحرية الواقعة بريف القنيطرة الشمالي. يشار إلى أن ريف القنيطرة يشهد تواجداً كبيراً لميليشيات حزب الله اللبناني والميليشيات الموالية للإيرانيين. وشهدت المنطقة استهدافات متكررة لهم على مدار السنوات.

استهدافات سابقة

يذكر أنه في 14 سبتمبر الماضي دوت ستة انفجارات قوية في مدينة البوكمال بريف دير الزور، وفق المرصد. وبحسب مصادر المرصد، فإن الانفجارات ناجمة عن قيام طائرات يرجح أنها إسرائيلية باستهداف مواقع الميليشيات الإيرانية المتمركزة في منطقة الثلاثات جنوب مدينة البوكمال قرب الحدود السورية – العراقية في ريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي أدى إلى مقتل 10 من الميليشيات الموالية لطهران من جنسيات غير سورية. كما تسبب القصف بتدمير مستودعات ذخيرة وآليات لتلك الميليشيات. وفي يوليو الماضي، استهدفت طائرات هليكوبتر إسرائيلية 3 مواقع في القنيطرة جنوب غربي سوريا بصواريخ موجهة مضادة للدبابات. وأكد المرصد حينها أن انفجارات عنيفة دوت نتيجة قصف من مروحيات إسرائيلية استهدفت أحد المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام والميليشيات الموالية لإيران قرب بلدة حضر بريف القنيطرة، ما تسبب باشتعال النيران في الموقع.

إسرائيل وإيران

يشار إلى أن إسرائيل كثفت خلال الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع لجيش النظام السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ تلك الضربات، إلا أنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.

 

"إسرائيل تملك فرصة فريدة لتغيير نظرة لبنان تجاه حزب الله!"

القناة 23/21 تشرين الأول/2020

خلص تقرير إسرائيلي جديد إلى أن "الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان، يساهم في خلق استجابة إيجابية لدى الشعب بأن حزب الله أحد الأطراف الرئيسية المسؤولة عن الأوضاع السيئة في البلاد". وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن "الكفاح السياسي المعرفي هو جزء من الحملة التي تشنها إسرائيل بهدف إضعاف حزب الله، وتقييد نشاطه ضد إسرائيل". وأشار التقرير إلى أن "حملة إسرائيل المعرفية تهدف للتأثير على الشعب اللبناني، وبالتالي زيادة الضغط على التنظيم ذاته، الرأي العام الدولي والدول العربية". وكان عدد من مسؤولي الإستخبارات السابقين في جيش الدفاع الإسرائيلي قد نشروا التقرير من خلال معهد دراسات الأوراق المالية الوطنية، يوم الثلاثاء، إذ يؤكد التقرير أن "الفرصة أمام إسرائيل فريدة من نوعها لتغيير النظرة تجاه حزب الله في لبنان والعالم". ووفق التقرير، "تصاعد الغضب في الداخل اللبناني ضد حزب الله، المصنف على قائمة الإرهاب لدى الولايات المتحدة ودول أخرى، بعد الإنفجار الكارثي الذي تعرضه له مرفأ بيروت وأودى بحياة 203 شخص، وأكثر من 6500 جريح، وتدمير مباني عدد من ضواحي في العاصمة". وبسبب النقد الواسع النطاق الحالي لحزب الله في لبنان، قال التقرير: إن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله "حساس بشكل خاص للإدعاءات بأن منظمته تعرض المدنيين في لبنان للخطر، من خلال استخدامها كدروع بشرية أثناء تخزين المتفجرات في البيئات المدنية". كذلك، إستند التقرير إلى المفاوضات المعلنة بين البلدين لترسيم الحدود البحرية في منطقة البحر المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي، والتي من شأنها أن "تمنح إسرائيل فرصة أكبر لتغيير آراء الناس تجاه الحزب".

 

غانتس: لن نسمح لـ”الحزب” بالتموضع على حدود الجولان

 روسيا اليوم/21 تشرين الأول/2020

علّق وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، على الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له محافظة القنيطرة السورية مساء الثلثاء، واكتفى بالقول: “الأمور تحدث”. وأضاف غانتس، في حوار مع قناة “كان”: “لن أقدم التفاصيل بشأن من أطلق النار الليلة الماضية. لن نسمح للعملاء الإرهابيين من حزب الله أو إيران بالتموضع عند حدود الجولان وسنفعل ما يلزم لطردهم من هناك”.

 

"تنينٌ بحريٌّ" يضرِب مرفأ بيروت

ليبانون ديبايت/الاربعاء 21 تشرين الأول 2020

ضربت زوبعةٌ أو ما يُعرف بـ "التنين الهوائي" أو البحري مرفأ بيروت ظهر اليوم الأربعاء، نتج عنها إنتشار الغبار الكثيف في المكان. هذا وشهدت مدينة بيروت تساقطًا للأمطار بشكلٍ متقطع وتقلبات في الطقس وحركة هواء ناشطة.

 

رفضاً لـ تكليف الحريري... تجمعٌ في وسط بيروت

 ليبانون ديبايت/الاربعاء 21 تشرين الأول 2020

نفذ عدد من محتجين وقفة احتجاجية أمام بيت الوسط في بيروت, رفضاً لتكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لتشكيل حكومة جديدة، وتواجد في المكان مناصرون لتيار المستقبل. وحمل المشاركون لافتات كتب عليها: " يلا ارحل يا سعد، نعم لمحاسبة سعد لا لمحاصصة".

وقام الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالفصل بين الجانبين.

 

إحراق قبضة الثورة في ساحة الشهداء

ليبانون ديبايت/الاربعاء 21 تشرين الأول 2020

أقدم مناصرو تيار المستقبل على إحراق قبضة الثورة في ساحة الشهداء ردًا على تظاهرة قام بها الثوار رفضًا لتسمية الرئيس سعد الحريري في الاستشارات المقررة يوم غد الخميس في بعبدا.

 

بعد احراقها… “صوت بيروت انترناشونال” تتكفل بإعادة قبضة الثورة إلى ساحة الشهداء

أحرق مناصرو رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قبضة الثورة في وسط بيروت، وذلك بعد ان انتهوا من وقفتهم المؤيدة للحريري امام منزله في بيت الوسط.

وبعيد إحراق قبضة الثورة في ساحة الشهداء كمبادرة تضامنية ودعم وتأييد للثورة والثوار, أعلنت”صوت بيروت انترناشونال” تكفلها بدفع كافة المصاريف اللازمة لاعادة قبضة الثورة الى المكان. وكان قد تجمع عدد من الثوار امام بيت الوسط رفضاً لتكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، وحمل المشاركون لافتات كتب عليها: ” يلا ارحل يا سعد، نعم لمحاسبة سعد لا للمحاصصة”، وفي ذات الوقت تواجد في المكان مناصرون لتيار المستقبل، وقام الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالفصل بين الجانبين.

وبعد ان انتهى مؤيدو سعد من وقفتهم امام منزله توجهوا الى وسط بيروت واحرقوا شعار الثورة. ما دفع عدد من الثوار الى التجمع امامها، مؤكدين استمرارهم في طريق الثورة حتى ولادة لبنان الذي يحلمون فيه. وحضرت الى المكان عناصر من فوج اطفاء بيروت حيث عملت على اطفاء النيران.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 21/10/2020

وطنية/الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

غدا يكلف الرئيس الحريري بتأليف الحكومة في ختام يوم الاستشارات النيابية الملزمة التي حتى الساعة مازالت على موعدها.

وعشية هذه الاستشارات، كلمة عالية السقف وجهها رئيس الجمهورية الى اللبنانيين فيها اكثر من رسالة، سائلا: "مطلوب مني أن أكلف ثم أشارك في التأليف، عملا بأحكام الدستور، فهل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الاصلاح"؟

في المقابل، لا تعليق من بيت الوسط، فيما كررت مصادر عين التينة دعمها تسمية الرئيس الحريري، كذلك الحزب الاشتراكي. اما حزب الله فالعين على موقفه الذي سيعلنه قبل ساعات من انطلاق الاستشارات.

على اي حال، الاتصالات الداخلية والمساعي الخارجية نشطت في اكثر من اتجاه للوصول الى تفاهم يسهل التأليف ويفك اسر الحكومة العتيدة.

ولعل الأبرز في هذا الإطار، زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم، واتصال من الرئيس الحريري لرئيس القومي اسعد حردان الذي اكد ضرورة تشكيل حكومة سريعا، وسنعقد اجتماعا صباح غد و"انشالله خير".

هذه الاتصالات تجري على وقع ضغوط فرنسية باتجاه التأليف، اخرها تحذير لوزير الخارجية جان ايف لودريان الذي قال "كلما تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية غرق المركب أكثر".

في الشأن الصحي، ومع تفاقم ازمة المستلزمات الطبية، طلب وزير الصحة من الرئيس عون ووزني استثناء القطاع الصحي من التعميم الاخير لمصرف لبنان، والذي ينص على وجوب سداد الشركات المستوردة المبالغ المتوجبة عليها للمصرف بالليرة اللبنانية نقدا، وليس بموجب شيكات مصرفية أو حوالات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

بين خميسي التأجيل والتكليف وعلى مسافة أيام من دخول عهد الرئيس ميشال عون عامه الخامس هاجم رئيس الجمهورية خبط عشواء من أسماهم رافعي الشعارات الرنانة التي بقيت من دون أي مضمون بل كانت بمثابة وعود تخديرية لم ير الشعب اللبناني منها أي إنجاز نوعي وفق تعبيره.

الرئيس عون بث همومه واشتكى إلى الشعب اللبناني " كل يلي ما خلوه يشتغل" والعجز في إدارة الأزمات فالإصلاح الذي رفعه بقي مجرد شعار يضمر المسؤولون عكسه ينادون به ولا يأتون عملا إصلاحيا مجديا بحسب رأيه.

خلف سد جمعت الإتهامات في مضبطة خطاب بعبدا ذات اليمين وذات الشمال قبل أن تتسرب على شكل أسئلة: تبدأ بالحال الإجتماعية وتتناول كل القضايا الإقتصادية والمعيشة وصولا الى خطتي الكهرباء والسدود والسؤال أين لبنان من المبادرة الفرنسية؟.

تندفع الأسئلة بإنسيابية من خلف السد ولا تحتاج الإجابات عليها إلى الإستعانة بصديق بل إلى أخذ رأي الجمهور والجواب بالإجماع على كل الأسئلة عبر سؤال واحد: من يتحمل المسؤولية؟.... فقط لا غير.

وعلى سيرة التكليف سؤال آخر يطرح نفسه: ما الذي تغير خلال أسبوع من التأجيل؟ وماذا تعني الدعوة للتفكير جيدا بآثار التكليف على التأليف؟

في كل الأحوال الإستشارات النيابية الملزمة ستحصل غدا لتسمية رئيس مكلف كانت له حصة وازنة أيضا من أسئلة رئيس الجمهورية من قبيل: هل سيلتزم بمعالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح؟.

أسئلة كثيرة وكبيرة بل ثقيلة والجواب عليها لا يحتاج إلى جهد...أو حتى للتفكير مرتين

على خط الإتصالات والمواقف المتعلقة بالملف الحكومي حذر وزير الخارجية الفرنسي من أنه كلما تأخر تشكيل الحكومة غرق المركب أكثر فيما سجل إتصال قام به الرئيس سعد الحريري برئيس الكتلة القومية النائب أسعد حردان الذي أكد أهمية ولادة حكومة جامعة تستطيع تحمل أعباء المرحلة المقبلة.

هذا في السياسة أما في الميدان فقد سجل اشتباك مباشر بين مناصري الرئيس الحريري وتيار المستقبل من جهة ومعارضي تكليفه من جهة ثانية في وسط بيروت تخلله تضارب وإحراق مناصري التيار الأزرق بما يعرف بقبضة الثورة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

شكلا ومضمونا، ما قاله اليوم الرئيس ميشال عون جديد وغير مسبوق في تاريخ الجمهورية، إذ لم يحصل أن تحدث رئيس جمهورية إلى الإعلام عن عملية تكليف رئيس الحكومة قبل أقل من أربع وعشرين ساعة على بدء الإستشارات النيابية. كما لم يسبق أن وجه رئيس للجمهورية كلمة إلى اللبنانيين ثم أتبعها مباشرة بدردشة مع الصحافيين.

ملاحظتان شكليتان، لكنهما تعبران عن أمرين فائقي الأهمية في الجوهر:

الأول: شعور الرئيس أن الكلمات المدروسة والمدوزنة في الخطاب الرسمي لا توصل كل أفكاره، وأنه يريد أن ينطلق منها متخطيا العموميات وصولا إلى التفاصيل والتسميات.

الثاني: رغبة لدى رئيس الجمهورية في تحميل القوى السياسية مسؤوليتها أمام الشعب، ربما لمعرفته أن توجهات معظم هذه القوى لا تلتقي مع توجهاته في ما يعتقد أنه صواب.

في الحالتين الرسالة وصلت، وهي رسالة غنية في المضمون، ومحملة بالدلالات والرسائل السياسية.

فعون أعاد خلط الأوراق ليس السياسية فحسب بل الوطنية أيضا، إذ أعلن فشل النظام وسقوطه، حتى أنه نعى النظام عندما قال: "لا التشريع بإيدي ولا التنفيذ بإيدي، والكل عم بيحاسب العهد وصلنا الى ال finich" .

فماذا بعدما نعى رأس هرم النظام النظام؟ هل نحن على أبواب تشكل نظام سياسي جديد؟ أم أننا أمام مرحلة دقيقة وخطرة وطويلة من اللانظام والفوضى؟

في الشأن الحكومي، كلام الرئيس عون واضح لا لبس فيه. فهو سلم ضمنا وعلى مضض، بأن الرئيس الحريري سيكلف. لكنه بالمقابل كان واضحا بانتقاد أداء الحريري و بافهامه ان مهمته لن تكون سهلة، بل صعبة جدا.

فالتكليف سينعكس على التأليف كما قال عون. وصعوبة التكليف تبدأ من الرقم الذي سيحصل عليه الحريري غدا اثر عملية المشاورات.

فعمليات البوانتاج المختلفة تشير الى ان الحريري لن يتمكن من تخطي رقم الستين صوتا الا في حالتين: اذا تدخل حزب الله لاقناع بعض حلفائه لتعديل موقفهم، او اذا صبت اصوات نوابه مباشرة لمصلحة تكليف الحريري. فهل يقدم الحزب على احد الامرين، ام انه يفضل ان يأتي الحريري الى رئاسة الحكومة ضعيفا و بعدد غير كبير من الاصوات؟

وفي هذه الحال، هل سيرضى الحريري بأن يحصل على اقل من نصف عدد نواب المجلس؟

في التأليف الامور اصعب بكثير. اذ كيف يوفق الحريري بين وعده للثنائي الشيعي وبين مناداة المبادرة الفرنسية بحكومة اختصاصيين لا يتدخل فيها السياسيون؟ بل كيف سيوفق بين مندرجات المبادرة الفرنسية وبين رفض حزب الله شروط صندوق النقد الدولي وتحرير سعر صرف الليرة ورفع الدعم؟ والاهم : كيف سيتمكن من تأليف الحكومة اذا ظلت العلاقة مقطوعة بينه وبين التيار الوطني الحر؟ فهل يمكنه ان يحقق مطالب الثنائي الشيعي ووليد جنبلاط وان يهمل مطالب التيار؟

اسئلة برسم الحريري الذي يعيش ساعات مصيرية في حياته السياسية وفي حياة لبنان. فهل نصبح غدا بين نارين: نار أزمة حكومية مفتوحة ونار أزمة النظام، وبين الأزمتين والنارين: الى اين المفر؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

قال كلمته ولن يمشي، وسيبقى يتحمل المسؤولية في التكليف كما في التأليف.

هي المصارحة الواجبة كما وصفها والتي اطل بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انطلاقا من مسؤوليته الدستورية، فتجاوز التكليف الذي بات محسوما، ووصل الى مسار التأليف الذي اصبح بعد كلمته اليوم غير ما قبلها.

وبأشبه بمضبطة لمرحلة سابقة وقواعد عمل لما هو آت، اشار الرئيس عون باسئلة تحمل الكثير من الاجوبة حول قدرة الرئيس المكلف غدا سعد الحريري على محاربة الفساد وقيادة مسيرة الاصلاح والمضي بالتدقيق الجنائي وتأمين برامج المساعدات الدولية.

وباسم المصلحة الوطنية دعا الرئيس عون النواب الى تحكيم ضميرهم الوطني وحس المسؤولية قبل اختيار رئيس لتكليفه تشكيل الحكومة.

مطالعة رئاسية تنذر بمتغير في مسار الأداء داخل الحكم، وتشير الى المتغيرات الاقليمية والدولية الخطيرة التي تفرض تحديات على البلد كما قال، وفي اقوال الرئيس الكثير من الرسائل التي سرعان ما ستترجم في اللحظة الاولى من تكليف سعد الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة.

الحريري الذي يكمل التعداد لما ستكون عليه صورة تكليفه غدا، اجرى اتصالا برئيس الكتلة القومية في البرلمان اسعد حردان لبحث الاوضاع العامة في لبنان ، مع التأكيد على ضرورة تضافر الجهود، واهمية وجود حكومة تنهض بمهام الاصلاح وتتصدى لمعالجة هموم اللبنانيين كما جاء في البيان.

اتصال مهم لضمان مهمة التكليف، ولو أتبعه باتصال آخر لسهل على نفسه مهمة التكليف والتأليف، وعلى البلاد مشقة المناكفات والتفسيرات الدستورية والميثاقية التي هي بغنى عنها لو تطلع بجد الى ما فيه صلاح العباد واصلاح البلاد.

دوليا اختار حكام السودان ان ينزعوا بلد اللاءات التاريخية بوجه العنصرية الصهيونية عن لائحة الشرف المسماة لائحة الارهاب الاميركية، ووضعه على لائحة الذل التي تعادي القضية الفلسطينية. حكام السودان في طريقهم الى التطبيع، والقول والفعل الآن بات لشعب السودان الذي ما عرفته القدس وفلسطين الا نصيرا لها ورفيقا لمقاومتها.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

أحداث اليوم كثيرة. أما الحدث، فواحد.

الأحداث الكثيرة أبرزها مساء مواجهات بين معارضين ومؤيدين لسعد الحريري، تخللها حرق مجسم الثورة في وسط بيروت.

أما الحدث الواحد، فرسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى اللبنانيات واللبنانيين ونواب الأمة على حد سواء.

الخلاصة: قلت كلمتي ولن أمشي، بل سأظل على العهد والوعد، وأملي أن تفكروا جيدا بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدولية، وسأبقى أتحمل مسؤولياتي في التكليف والتأليف، وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل من يمنع عن شعبنا الإصلاح وبناء الدولة.

أما المضمون، فيستخلص منه الآتي:

أولا: تهيب من حصول متغيرات خارجية قد تأتي على حساب لبنان، ما يستدعي تدارك اللبنانيين للأخطار، حتى يكون وطنهم شريكا حاضرا إلى الطاولة، وليس على الطاولة، فلا يتقاسمه الآخرون حصصا ومغانم.

ثانيا: طرح عدد كبير من الاسئلة التي يعرف الناس أجوبتها عن ظهر قلب، تماما كما يدركون الطموح اللامحدود إلى التغيير والإصلاح، في مقابل الصلاحيات المحدودة، والخطوط الحمر التي تحد من القدرة على تحويل الأحلام إلى وقائع.

ثالثا: تشكل الاسئلة المطروحة مكاشفة ومصارحة للبنانيين، فتحدد بدقة ووضوح المسؤوليات كما الأسباب المتراكمة منذ عقود والتي أدت الى الإنهيار الإقتصادي والمالي. لكن في الوقت نفسه تضع مضمونا عملانيا لحكومةالمهمة التي نصت عليها المبادرة الفرنسية، بحيث تشكل خارطة طريق للحكومة المقبلة، على اساسها يقاس النجاح من الفشل.

رابعا: تضع الأسئلة النواب أمام مسؤولياتهم، لتسأل بوضوح هل يستطيع الآتون إلى المواقع في المستقبل القريب ان ان يلتزموا تنفيذ ما أحجموا عن تطبيقه سابقا؟ وتسأل النواب هل هم مدركون لأبعاد قرارهم بتكليف شخص ما برئاسة الحكومة؟

خامسا: تضع الأسئلة الناس أمام مسؤولياتهم ايضا، وتسألهم هل هم مستعدون للمواجهة الديموقراطية في الاتجاه الصحيح هذه المرة في حال قيام حكومة غير مستعدة لتحقيق الإصلاحات وإجراء المحاسبة والتدقيق بدءا من حسابات مصرف لبنان؟

‏في كل الاحوال، الهرب من المسؤولية عادة الآخرين، لا نهج رئيس البلاد.

في السابق سحقوه ولم يأخذوا توقيعه. واليوم، لن يسحقوه، ولن يأخذوا التوقيع…إلا على الحق.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

في السابع والعشرين من ايلول الماضي، وبعد اعتذار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب عن القيام بمهمة تأليف الحكومة، منح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون السياسيين مهلة اربعة الى ستة اسابيع لتشكيل الحكومة، بعدما خونهم جماعيا.

التقطت الاشارة، وقبل حلول الشهر الاول من المهلة الفرنسية المغطاة اميركيا، يبدو اننا امام استشارات نيابية ملزمة، ستخلص بعيد الواحدة من بعد ظهر الغد، الى اعادة تسمية الرئيس سعد الحريري تكليف الحكومة.

قبل ساعات من هذه الاستشارات، سلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بنتيجتها سلفا، وهو ان لم يسم الحريري في كلامه الى اللبنانيين، ارسل له ولمن واكب الحكومات في السلطة التشريعية من العام 1990 الى اليوم، مجموعة رسائل تشبه جردة الحساب عن كل الاخفاقات التي اوصلت البلاد الى الانهيار المالي والاقتصادي.

الرئيس وبعد الجردة، حمل النواب مسؤولية تسميتهم غدا، وحمل الحريري، من دون ان يسميه، مسؤولية اي فشل مقبل في السلطة التنفيذية، ونقل عنه زواره ما مفاده:

لم يتصل الحريري بي، لا قبل الكلمة ولا بعدها، ولا مشكلة مع الشخص الذي سيكلف، انما التحدي هو في تطبيق البرنامج الاصلاحي، فهل الشخصية التي ستكلف قادرة على الالتزام بالتنفيذ؟

رئيس الجمهورية قال كلمته واضاف : لن امشي، وسأبقى اتحمل مسؤوليتي في التكليف والتأليف.

كلام الرئيس هذا، اعتبره معظم المعنيين الاخرين بتأليف الحكومة تمهيدا لكباش كبير، وكأن الرئيس يقول على رؤوس الاشهاد: اشهد اني شريك في التأليف، ما قد يمهد لعرقلة عمل الحريري في حال لم يتفاهم مع رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل .

تزامنا، تشير البوانتجات الى ان الحريري سيخرج مكلفا بما لا يقل عن اربعة وخمسين من اصوات النواب، وفي وقت يرجح ان لا يسميه نواب كتلة الوفاء للمقاومة، لانه وحتى الساعة لم يتبلور اي اتفاق بينهم وبين الحريري، لا حول تسمية الوزراء الشيعة، و لا حول المشروع الاقتصادي للحكومة.

وفيما يبدو واضحا ان الهواجس والمخاوف كبيرة بين فريقي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة العتيد، تتجه الانظار الى موقف حزب الله، فهل يساهم في عرقلة التأليف او في الحلحلة ؟

الحزب الذي اختلف مع رئيس الجمهورية مؤخرا في موضوع الترسيم واختيار حكومة اللون الواحد، يبدو انه لن يفوت اي فرصة لحل الازمة الاقتصادية، والشروع في التفاوض مع صندوق النقد الدولي بالرغم من تحفظاته، تمهيدا لوصول المساعدات والاموال الى لبنان، من دون ان يعني ذلك ان الحزب في طور تسليم البلاد الى سعد الحريري من دون شراكة حقيقية وبلورة لمشروع الحكومة الاقتصادي .

ساعات قليلة تفصلنا عن التاسعة من صباح الغد، موعد انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة التي ستخلص الى تسمية الحريري .

فهل يعود الحريري ويتمكن من تنفيذ خارطة المبادرة الفرنسية وفق المواعيد المحددة التي تعهد بها وفد المستقبل الذي جال على الافرقاء السياسيين، وكيف ينظر المواطنون لعودته وماذا يريدون منه؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

ذات أربعاء رئاسي يستبق خميس التكليف، تقمص رئيس الجمهورية ميشال عون شخصية نجاح واكيم على زمن التسعينيات العاصفة.. ورمى باثنين وعشرين سؤالا في خطاب واحد: أين التقديمات الطبية والخطة الاقتصادية ومن أفشلها أين برنامج الاستمثار والخطط الانمائية وأين خطة الكهرباء والسدود وأين سائر مشاريع الإصلاح وهدر المال وأين نحن من هيئة الإغاثة والمجالس وقبل أن يلفظ "الأين الأخيرة" كان اللبنانيون قد وسموا هاشتاغ #اين_الرئيس؟

وفي نسخة غير معدلة عن الرئيس المصروف حسان دياب، كان عون وعلى وقع "أنا الشاكي أنا الباكي" يسأل عن القضاء ويريد تحريره من سطوة النافذين، لكن من دون أن يصارح اللبنانيين بأنه هو من يحتجز التشكيلات القضائية في أدراجه منذ أكثر من تسعة أشهر، وبأنه تخصص بتعيين وزراء عدل موالين للقصر، من ألبير سرحان الذي أحب الرئيس و"شهق بالبكاء" لدى مغادرته الوزارة، إلى ماري كلود نجم التي تخصصت ذات جلسة باصول المحاكمات الكهربائية لشؤون سلعاتا.

أما المتخصص بكل الشؤون الفقهية والدستورية والسياسية، والعارف بخفايا الإنس والجان، فهو وزير العدل الأسبق سليم جريصاتي مستشار القصر وأحد بلاطيه الدائمين، والذين تنسب اليهم بيانات السقوط الدستورية.

ومن خطاب دفن الوعود التاريخي، استعاد رئيس الجمهورية عبارة الصحافي كامل جميل مروة الشهيرة وقلب موزاينها بتأكيده أنه قال كلمته ولن يمشي، بل سيظل على العهد والوعد. غير أنه لم يكن واضحا ما إذا كان وعده وعهده ماضيين في اتجاه استكمال المسير الى "جهنم"، أم سيأخذنا إلى مسالك فرعية.

وحمل عون المسؤولين عن الرقابة والمحاسبة البرلمانية، وتاليا الشعب اللبناني هموم المستقبل في تسمية سعد الحريري رئيسا، وقال: "اليوم مطلوب مني أن أكلف ثم أن أشارك في التأليف، فهل يلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتكليف معالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح؟

مع إشارته في الدردشة الإعلامية الى أنه لن يضع فيتو على أحد تحدث عون عن العرقلة في الإصلاح وعن المتضررين من مشروعه للتغيير ومن رفعوا المتاريس في وجهه ومن لم يتعاونوا في معرض التدقيق الجنائي والمالي والذين هم شركاء حكميون في الهدر والفساد.

واستعاد رئيس الجمهورية لحظة وصوله إلى الحكم كمن وصل للتو، فهو شريك في هذه المنظومة الحاكمة منذ خمسة عشر عاما كسياسي مضارب ومسؤول عن رأس السلطة في البلاد كرئيس للجمهورية منذ أربع سنوات، غير أنه قرر أن يكون حصة من ضمن الحصص وأن يدخل بثقل الرئاسة ليطالب له بوزراء محسوبين على القصر.

ترك راية الإصلاح وبدأ بتغيير النهج الذي قاده الى الحكم، وشن حروب إلغاء سياسية بعد تلك العسكرية، فذوب كل مسيحي سواه وأبقى على التيار وجبران رأس حربة، وحتى عندما أبرم تفاهم معراب، فإنه اقدم بعد سنتين على الغائه وعاد له حنين عام ثمانية وثمانين.

لكنه في حروب الميثاقيات، وجد نفسه اليوم محكوما بالمساكنة مع سعد الحريري وبالإكراه حيث أبغض "الحلال لتكليف وعلى دروبه".

يتسلل ناشطون في التيار إلى قطع طريق بعبدا غدا، ولكن عبر دعوات تستنسخ شعارات الثورة، فيما سجلت هذا المساء تظاهرات محدودة باتجاه بيت الوسط: واحدة تعارض عودة الحريري، والأخرى تؤيد وتحرق شعار الثورة.

في وسط بيروت وفي الشارع النقدي، فإن الدولار الأميركي تأثر نفسيا بتكليف الحريري وسجل انخفاضا ببضع مئات، لكن الخبراء ردوا ذلك إلى عوامل موقتة، حيث امتهن الدولار أيضا لعبة "هلا بالخميس".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 21 تشرين الأول 2020

وطنية/الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

صحيفة الأنباء

*توقف المساعي

توقفت مساعي شخصية غير مدنية بسبب طارئ منعها من إكمال لقاءاتها وأعاق انتقالها الى دولة أخرى معنية بالملف ‏اللبناني.

*معالجة سريعة

لم تهضم جهة سياسية المعالجة السريعة التي حصلت من مرجع لعلاقته بزعيم سياسي.

صحيفة البناء

خفايا

قال‎ ‎سفير‎ ‎أوروبي‎ ‎في‎ ‎بيروت‎ ‎إن‎ ‎الخاسر‎ ‎الأكبر‎ ‎من‎ ‎إصابة‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم‎ ‎بكورونا‎ ‎هو‎ ‎مشروع‎ ‎التفاهم‎ ‎الداخلي‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎يُعدّ‎ ‎له‎ ‎في‎ ‎زياراته‎ ‎وينتظر‎ ‎عودته‎ ‎للبدء‎ ‎بالتحرّك‎ ‎على‎ ‎أساسه،‎ ‎والذي‎ ‎كان‎ ‎سيسهل‎ ‎عملية‎ ‎تكليف‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎وتشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎برئاسته‎ ‎برضى‎ ‎الجميع.

كواليس

قال‎ ‎مسؤول‎ ‎روسي‎ ‎بارز‎ ‎إن‎ ‎اشتراك‎ ‎واشنطن‎ ‎في‎ ‎إنتاج‎ ‎حل‎ ‎سياسي‎ ‎لأزمة‎ ‎القوقاز‎ ‎سيجعل‎ ‎من‎ ‎موضوع‎ ‎الانسحاب‎ ‎الأميركي‎ ‎من‎ ‎أذربيجان‎ ‎موضوعاً‎ ‎من‎ ‎مواضيع‎ ‎هذا‎ ‎الحل‎ ‎بدلاً‎ ‎من‎ ‎أن‎ ‎يتحول‎ ‎الوجود‎ ‎الأميركي‎ ‎إلى‎ ‎سبب‎ ‎لتصعيد‎ ‎الحرب،‎ ‎ولذلك‎ ‎ستشجع‎ ‎موسكو‎ ‎شراكة‎ ‎واشنطن‎ ‎في‎ ‎الحل‎ ‎السياسي.

صحيفة النهار

لم يُحسم حتى الآن موضوع دعم الدول المانحة لتعليم السوريين وتأمين الأموال اللازمة، في انتظار تشكيل ‏الحكومة الجديدة، وسط مخاوف من أن ينعكس ذلك على الوضع الاجتماعي والأمني لآلاف الفتيان من النازحين ‏المنتشرين على معظم الأراضي اللبنانية.

سأل نائب سابق عن السبب الذي يمنع محاكمة اصحاب المستودعات الذين خبأوا الادوية وحجبوها عن اللبنانيين ‏ولماذا لا يتم فضحهم اقله.

يشكو مواطنون مسجلون في الضمان الاجتماعي ولديهم تأمين خاص من عدم استقبال المستشفيات لهم اذا كان ‏مشتبها باصابتهم بالكورونا.

لوحظ أنّ اللجنة الثلاثية التي شُكلت في عين التينة لتسوية الملف الدرزي، شلّتها التطورات والمتغيرات ولم يعد لها ‏أي حراك أو لقاءات واجتماعات.

صحيفة نداء الوطن

ابلغ حزب سياسي عتبه على رئيس تيار سياسي ومرشح رئاسي لاصراره على تمايزه في ملف ‏العقوبات التي طاولت احد الوزراء المحسوبين عليه بحيث حرص على تبيان ان هذه العقوبات لا ‏تمسه مباشرة.

علم أن مرجعاً بارزاً تواصل مع وزير سابق في محاولة للاتفاق على مرشح مشترك لرئاسة ‏الحكومة لكن قيادة الحزب الذي ينتمي إليه الوزير قطعت الطريق على المحاولة.

يسعى عدد من النواب المستقلين الى اعادة تفعيل العمل لاقامة جبهة سياسية يشكلون نواتها لتتعامل ‏مع الاستحقاقات المقبلة.

صحيفة اللواء

وزير وحزبي سابق، لا يتوقع ان يوقع رئيس الجمهورية مرسوم لا تتمثل فيه "الثنائية المسيحية" القوية في ‏الحكومة؟

يكاد أحد الوزيرين اللذين لحقت بهما العقوبات الأميركية، ان يتوارى عن الأنظار والانشطة العامة!

سعى مستشار قطب سياسي إلى معرفة ما توصلت إليه اتصالات عاصمة كبرى، قبل موعد الاستحقاق التكليفي.

صحيفة الجمهورية

قال وزير سابق أن رئيس تيار كبير لم يعد لديه ما يتنازل عنه لتلبية مطالب الافرقاء.‏

تبين أن حزبا بارزا لم يكن على علم مسبق بقرار مرجع رسمي بتأجيل استحقاق رئاسي ولم ‏يطلب هذا التأجيل.‏

يجري الحديث عن تكليف أحد الأجهزة الأمنية بمراقبة المحلات التجارية لتسطير محاضر ضبط ‏لمنع الاحتكار.‏

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان ينتظر من باريس وروما صوراً لانفجار المرفأ

بيروت/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، اليوم الثلاثاء، إنّ لبنان لا يزال ينتظر من فرنسا وإيطاليا تزويده صوراً التقطت بواسطة الأقمار الصناعية لانفجار مرفأ بيروت المروّع. وأوضح دياب لصحافيين أنه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صوراً ملتقطة عبر الأقمار الصناعية للمرفأ «قبل الانفجار وخلاله وبعده». وقد أُرسل طلب مماثل إلى إيطاليا كذلك بحسب رئيس الوزراء المستقيل. وأضاف دياب «كان يجب أن يزودونا بها، ولكن هذا لم يحصل ولا أعلم لماذا»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ولم تؤكد فرنسا وإيطاليا علناً نيتهما توفير صور كهذه للبنان. وتسبب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) بمقتل 203 أشخاص وإصابة أكثر من 6500 بجروح. كذلك، ألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة. وتحقّق السلطات التي رفضت أي تحقيق دولي، في الانفجار الذي عزته إلى كميات ضخمة من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ أكثر من ست سنوات من دون إجراءات وقاية كافية. وتركّز التحقيقات على تحديد المسؤوليات ومعرفة ملابسات الانفجار وتحديد هوية الأشخاص الذين أهملوا أو تجاهلوا خطر إبقاء كميات هائلة من نيترات الأمونيوم. وسبق لرئيس الجمهورية ميشال عون أن أعلن في 7 أغسطس أنّه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت حينها «أن يزوّدنا بالصور الجوية كي نستطيع أن نحدد إذا كانت هناك طائرات في الأجواء أو صواريخ». وقال لصحافيين في القصر الرئاسي «ثمة احتمالان لما حصل، إما نتيجة إهمال أو تدخل خارجي بواسطة صاروخ أو قنبلة». ولم تعلن السلطات اللبنانية نتائج أي من التحقيقات التي تجريها، وشارك فيها محققون فرنسيون وأميركيون، ما يثير غضباً شعبياً واسعاً خصوصاً لدى أهالي الضحايا والمتضررين من الانفجار. وأوقف القضاء حتى الآن 25 شخصاً بينهم كبار المسؤولين عن إدارة المرفأ وأمنه، بينما يواصل تحقيقاته واستمع إلى وزراء سابقين ومسؤولين أمنيين. وفي بلد كلبنان قائم على منطق المحاصصة والتسويات، غالباً ما يخضع القضاء لتجاذبات سياسية وضغوط من قوى نافذة.

 

الأدوية المتوافرة في لبنان تكفي 3 أشهر

بيروت/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

دعا وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، إلى «ترشيد توزيع الأدوية» التي لا تزال متوافرة في لبنان وتكفي كميتها لثلاثة أشهر، بهدف تأمين حاجات الناس، في ظل انقطاع أدوية كثيرة من الصيدليات، وتهافُت المواطنين على تخزينها، وهو ما أدى إلى أزمة على هذا الصعيد. وتحركت القوى الأمنية خلال الأسبوع الفائت لملاحقة مهربي الأدوية من لبنان، وتم ضبط مهربين كانوا يحملون كميات منها إلى الخارج عبر مطار بيروت، كما تفقّد الوزير حسن صيدليات في جبل لبنان والبقاع اشترت أدوية بكميات كبيرة وباعتها لأشخاص يُشبته في أنهم يهربونها إلى الخارج.

ويعد الدواء واحداً من عدة سلع أساسية مستوردة يدعم مصرف لبنان استيرادها، حيث يوفر الدولار لها وتصل إلى المستهلك بأسعار متدنية مقارنةً بأسعار الدولار المرتفعة. وتزايد الإقبال عليها بموازاة المعلومات التي تحدثت عن إمكانية رفع الدعم عن السلع بسبب تراجع احتياطيات المصرف المركزي من العملة الصعبة.

وتابع وزير الصحة ملف الدواء في اجتماع في وزارة الصحة هو الثاني من نوعه، ضم النقباء المعنيين بالملف للبحث في سبل وضع حد لأزمة فقدان أصناف من الأدوية، وذلك في ضوء ما كشفته الجولات الميدانية التي قام بها الوزير في الأيام الأخيرة وشملت مستودعات أدوية وعدداً من الصيدليات. وأوضح حسن أن «الاجتماع يهدف إلى متابعة الجهود التي تم بذلها في الأسبوع المنصرم سواء لناحية حث المستودعات والوكلاء على توزيع الأدوية أو لناحية ترشيد الرقابة على بعض المستوردين والمستودعات، وذلك في سبيل تحقيق الهدف وهو ضمان تأمين الدواء المدعوم من مصرف لبنان للمرضى المقيمين على الأراضي اللبنانية».

ونوّه حسن بالجهات الرقابية والأمنية «التي توقِف من يعملون على تهريب أدوية للاتجار بها ويحرمون المواطن منها، علماً بأنهم يغشون من سيبيعونه الدواء لأن النقل يتم في ظروف لا تراعي الأصول»، لافتاً إلى أن «السياسة الحالية ترتكز على تأمين الدواء للمريض من خلال المحافظة على عدالة التوزيع على أن تواصل وزارة الصحة تتبع كل دواء مفقود من السوق بطريقة عكسية، بحيث يتم تحديد الخلل وسبب فقدانه». وأعلن حسن أن «كمية الأدوية الموجودة في المستودعات تكفي لمدة تتراوح ما بين شهرين وثلاثة»، داعياً إلى «ترشيد توزيع هذه الكميات بشكل يؤمّن حاجات الناس حتى نهاية السنة، على أن يبدأ العمل على تأمين كمية إضافية تكفي لثلاثة أشهر جديدة بالمال الذي لا يزال متوفراً في مصرف لبنان، في موازاة استمرار وزارة الصحة العامة في التدقيق والرقابة». وأكد «وجود مشكلة ناتجة عن تأخير المعاملات في مصرف لبنان وما نصت عليه تعاميم صادرة عن المصرف لناحية تأمين دفع الأموال نقداً»، متمنياً على حاكم مصرف لبنان أن «تتم مناقشة كل ما له علاقة بالقطاع الصحي والاستشفائي والدوائي والمستلزمات مع وزارة الصحة لأنها المرجعية ومظلة الدفاع عن مصلحة المواطن الصحية، وذلك قبل تعميم أي إجراء يترك تأثيراً سلبياً مباشراً على تقديم الخدمات الطبية والصحية والاستشفائية».

 

الأمم المتحدة تشيد بعمل وفدي لبنان وإسرائيل في مفاوضات ترسيم الحدود

بيروت/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

أشاد المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان، يان كوبيتش، بالعمل الذي قام به الوفدان اللبناني والإسرائيلي في الاجتماع الأول من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في الأسبوع الماضي، وقال إنهم «أظهروا قدراً كبيراً من المسؤولية والحرفية». وجاءت تصريحات كوبيتش خلال لقائه أمس الرئيس اللبناني ميشال عون. وكانت جولات التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية انطلقت يوم الأربعاء الماضي في مبنى الأمم المتحدة بمنطقة رأس الناقورة اللبنانية الحدودية في جنوب البلاد. وتُعقد الجولة الثانية يوم الاثنين المقبل في الموقع نفسه، وتتطرق إلى تفاصيل الخلافات التقنية بين الطرفين التي تبلغ 2290 كيلومتراً مربعاً بحرياً بين الخط الذي يطالب به لبنان، والخط الحدودي الذي تطالب به إسرائيل. وعرض الرئيس ميشال عون، أمس، مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان مداولات الجلسة الأولى لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والآلية التي اعتمدت وفقاً لاتفاق الإطار الذي جرى التوصل إليه. وشرح كوبيتش للرئيس عون دور الأمم المتحدة في هذه المفاوضات التي عقدت بمقر «يونيفيل» في الناقورة، والقواعد التي استند إليها المشاركون، موضحاً أن اللغة العربية اعتمدت إلى جانب اللغة الإنجليزية. ولفت كوبيتش إلى أن المشاركين في الاجتماع الأول أظهروا قدراً كبيراً من المسؤولية والحرفية. وشكر عون كوبيتش على الدور الذي قامت به الأمم المتحدة في رعاية واستضافة المفاوضات بمقر «يونيفيل» بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية كوسيط مسهل للتفاوض، معرباً عن أمله في الوصول إلى اتفاق يحفظ الحقوق السيادية للبنان من خلال أهمية إنجاح المفاوضات التقنية التي ستستأنف الأسبوع المقبل. ولاحقاً، بحث كوبيتش مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في ملف ترسيم الحدود البحرية.

 

فرنسا تحذّر من «غرق المركب أكثر» مع تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية

باريس/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لبنان، الأربعاء، إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة عشية استشارات نيابية سينبثق عنها تكليف شخصية تشكيل فريق وزاري في بلد يشهد انهياراً اقتصادياً. وحذر لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي من أنه «كلما تأخرنا، غرق المركب أكثر. إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة، فإن البلد نفسه معرض للانهيار»، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «لا يمكن أن يكون الشعب اللبناني ضحية إهمال وعدم كفاءة قادته»، عادّاً أن «النزعات القديمة، والمحاصصة حسب الانتماءات؛ حسب الطوائف، عادت، فيما الوضع الحالي لا يسمح بذلك».

وفشلت القوى السياسية اللبنانية الشهر الماضي في ترجمة تعهد قطعته أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة في مهلة أسبوعين وفق خريطة طريق فرنسية نصت على تشكيل حكومة «بمهمة محددة» تنكب على إجراء إصلاحات ملحة للحصول على دعم المجتمع الدولي. وبعد اعتذار السفير مصطفى أديب من عدم تشكيل الحكومة نتيجة الانقسامات السياسية، منح ماكرون في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي القوى السياسية مهلة جديدة من «4 إلى 6 أسابيع» لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية التي فشلت في تسهيل التأليف بـ«خيانة جماعية». وتجرى الخميس استشارات نيابية ملزمة دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال عون لتكليف رئيس حكومة جديد، وقد أعلنت غالبية من النواب تأييدها تسمية رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي أعلن أنه مرشّح ضمن ثوابت المبادرة الفرنسية. وقال إنه يعتزم تشكيل حكومة اختصاصيين تضع خلال 6 أشهر الإصلاحات على سكة التنفيذ. ويعارض «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه عون تسمية الحريري لرئاسة الحكومة. لكن غالبية نواب الطائفة السنية التي ينتمي إليها الحريري ونواباً آخرين أعلنوا أنهم سيسمونه. ولم يعلن «حزب الله» موقفه من تسمية الحريري، لكن المحللين السياسيين يؤكدون أنه راض بتسميته، بدليل إعلان أبرز حلفائه؛ «حركة أمل» بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، تأييد ترؤس الحريري الحكومة. واستقال الحريري في 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 على وقع حراك شعبي غير مسبوق ضد الطبقة السياسية، حمل خلاله المتظاهرون المسؤولين الذين يحكمون لبنان منذ عقود مسؤولية التدهور الاقتصادي والمعيشي بسبب تفشي الفساد والصفقات والإهمال واستغلال النفوذ. ويشهد لبنان منذ عام انهياراً اقتصادياً غير مسبوق فاقمه انتشار فيروس «كورونا» المستجد، ثم انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) الماضي الذي أوقع أكثر من مائتي قتيل و6500 جريح.

 

كورونا» يرغم مسؤولاً أمنياً لبنانياً على البقاء في واشنطن

بيروت/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

اضطر المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، إلى تأخير عودته إلى بيروت وإلغاء اجتماعاته في العاصمة الفرنسية، بعد أن أظهر فحص «بي سي آر» إصابته بفيروس «كورونا»، وسط تراجع في أعداد الإصابات في لبنان إلى ما دون الألف إصابة يومياً، للمرة الأولى منذ شهر، من دون أن يعني ذلك تراجعاً كبيراً في أعداد الإصابات التي لا تزال مرتفعة، حسبما يقول مسؤولون لبنانيون. وأعلنت المديرية العام للأمن العام في بيان أمس، أن اللواء عباس إبراهيم أجرى فحص «كوفيد - 19» قبل مغادرته العاصمة الأميركية، وجاءت النتيجة إيجابية. وأضافت أنه «سيضطر إلى تأخير عودته إلى بيروت، وإلغاء اجتماعاته التي كانت مقررة في العاصمة الفرنسية»، لافتةً إلى أنه «تم التواصل معه، وهو في حالة صحية جيدة». وكان إبراهيم قد التقى في واشنطن ثلاثة مسؤولين أميركيين وشخصيات أخرى بينها لبنانية خلال رحلته إلى واشنطن. ويأتي ذلك في ظل تراجع أعداد الإصابات في لبنان إلى ما دون الألف، للمرة الأولى منذ 4 أسابيع، حيث سجل يوم الاثنين 995 إصابة يومية، من دون أن يؤشر ذلك إلى تراجع جوهري في أعداد الإصابات اليومية، بالنظر إلى أنها لا تزال مرتفعة نسبياً. ولا تزال الرحلات القادمة إلى لبنان تسجل عدداً من الإصابات، حيث أعلنت وزارة الصحة العامة، في بيان عن استكمال فحوص PCR لرحلات وصلت إلى بيروت وأُجريت في المطار الأسبوع الماضي، مشيرةً إلى أن النتائج أظهرت وجود إحدى وثلاثين (31) حالة إيجابية.

 

هكذا حصل ما حصل في لاسا

ليبانون فايلز/21 تشرين الأول/2020

بدا من خلال حجم القوة الكبيرة التي استُخدمت لإزالة المنزل المخالف في بلدة لاسا، أنّ هناك نيةً لوضع حدٍ لقضم الأراضي الممسوحة بحجة الأمر الواقع، وثانياً لإظهار جدّية القيادات العسكرية والأمنية، بعدما كاد هذا الأمر أن يؤدي الى خلافٍ طائفي بين سكان القرى في أعالي جبيل وكسروان.

 

قوى الأمن تعلن توقيف 4 ممن أحرقوا قبضة الثورة

المديرية العامة لقوى الامن الداخلي/21 تشرين الأول/2020

أعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي أنه بعدما “قام بعض الشبان باحراق قبضة الثورة في ساحة الشهداء- بيروت، اعطيت الأوامر لتوقيف الفاعلين، فتمكنت شعبة المعلومات من توقف اربعة منهم” مؤكدة أن التحقيق جار باشراف القضاء المختص

 

قوى الامن: جرح عنصرين من افراد دورية بعد تعرضها للاعتداء خلال محاولة إزالة مخالفة بناء في الميناء

وطنية - الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي: "بتاريخ اليوم 21/10/2020، وأثناء توجه قوة من قطعات سرية طرابلس في وحدة الدرك الإقليمي لإزالة مخالفة بناء في محلة الميناء حي الرملة، وهي كناية عن إشادة شقة في الطبقة السابعة مسقوفة بألواح من التوتية دون أعمدة والعائدة للمدعوين (ش. ر.، وهـ. ر.). ولدى وصول القوة إلى مكان المخالفة ومحاولتها الدخول إلى المبنى، تعرضت لإطلاق نار من عدة جهات من قبل مجهولين بواسطة مسدسات حربية وبوابل من الحجارة، وكذلك أحجار الخفان من الأبنية المجاورة ومن الأشخاص الموجودين في محيط البناء الكائن فيه المخالفة، والذي بلغ عددهم أكثر من /100/ شخص من الفتيان والنساء والرجال. وبعد إصابة عنصرين من القوة وتعرض ثلاث آليات عسكرية لأضرار من جراء رمي الحجارة، وعند الاستمرار بالاعتداء على العناصر، أعطى آمر القوة الأمر بإطلاق النار في الهواء لتأمين خروجهم من المكان، ولم ينتج عن الحادث أية إصابات في صفوف المدنيين. إن الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوثق اللحظات الأخيرة في خلال خروج العناصر من المحلة، خلال الاعتداءات التي تعرضوا لها والتي دامت حوالى /20/دقيقة.

والتحقيق جار بإشراف القضاء المختص لتوقيف المعتدين".

 

8 سنوات على اغتيال اللواء وسام الحسن «أحد أركان الاستقرار الأمني» في لبنان

الحريري: انتقام موصوف من دوره في كشف جرائم التصفية المنظمة

الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

«ركن كبير من أركان الاستقرار الأمني في لبنان». بهذه العبارات، وصف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري اللواء الراحل وسام الحسن في الذكرى الثامنة لاغتياله. فالضابط الذي كان رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، اضطلع بدور ريادي في كشف الخلايا الإرهابية ومخططات التفجير وخلايا التجسس الإسرائيلية، وهو ما دفع مدير عام قوى الأمن الداخلي للتأكيد أمس أن اغتياله «دليل على أنه كان عثرة في درب أعداء الوطن». وبعد 8 سنوات على اغتياله، استعاد سياسيون ومسؤولون لبنانيون أبرز محطاته وأدواره، في وقت لم يُقفل فيه ملف التحقيق في اغتياله بعد، رغم أنه لم يطرأ أي جديد على الملف القضائي. والحسن، الذي عُرف بأنه «رجل المهمات الصعبة»، وبات الشخصية الأمنية الأبرز في مرحلة شهدت اهتزازات أمنية وعمليات اغتيال، كشف العديد من خلايا الإرهاب وإحباط مخططات تفجيرات في مرحلة محورية من تاريخ لبنان. وكان يعتبر من أبرز الشخصيات المرشحة لتولي منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي خلفاً للواء أشرف ريفي حينها. هذه المهمات والمزايا، دفعت رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للقول إنّه «قبل 8 سنوات سقط ركن كبير من أركان الاستقرار الأمني في لبنان» أي اللواء حسن الذي «كرس حياته لحماية لبنان واللبنانيين وأسس لمنظومة أمنية ستبقى علامة فارقة في تاريخ قوى الأمن الداخلي». ورأى الحريري أنّه قبل الحسن «كانت شعبة المعلومات اسماً بلا مهمة، ومعه تحوّلت إلى مؤسسة ارتقت بالعمل الأمني الوطني إلى مصاف المؤسسات البارزة في هذا المضمار بالدول المتقدمة»، معتبراً أنّ اغتيال الحسن كان «انتقاماً موصوفاً من دوره في كشف جرائم الاغتيال المنظمة وفضح مخططات التفجير التي استهدفت لبنان من جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى جريمة تهريب المتفجرات إلى طرابلس والشمال». وكان الحسن قبل توليه منصب رئاسة فرع المعلومات، مديراً للمراسم في رئاسة الحكومة في عهد جميع حكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري وكان مقرباً منه جداً، وبعد اغتيال الحريري، بات الحسن مقرباً من الرئيس سعد الحريري، نجل رئيس الوزراء الراحل. وفي عام 2006 وبالتزامن مع خروج الجيش السوري من لبنان عُين الحسن رئيساً لشعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني.

من جهته، استذكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي الحسن، معتبراً أنّه «أسس لمنظومة أمنية تجاوزت في إنجازاتها أرقى الأجهزة الأمنية العالمية»، مضيفاً في تغريدة له: «لا تُعرف قيمة الرجال إلا بعد فقدانهم. نفتقدك في هذه الظروف العصيبة، لروحك وروح رفيقك ألف سلام». ولعب حسن دوراً أساسياً في تقوية فرع المعلومات، وتمكّن خلال رئاسته له من توقيف ما يزيد على 30 شبكة للتعامل مع إسرائيل فضلاً عن توقيف عدد من الجماعات الإرهابية. وفي عام 2007 وبعد تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال الحريري بدأت الضغوطات بالتزايد على الحسن، إذ كان حاضراً بقوة في مجريات التحقيق، وأشرف على رسم خريطة الاتصالات التي أفضت إلى إصدار القرار الاتهامي بحق أربعة أشخاص من «حزب الله».وفي العام نفسه الذي اغتيل فيه كشف الحسن وأحبط مخططات لتفجير مناطق في بيروت وتم القبض حينها على الوزير المقرب من سوريا ميشال سماحة.

وقال رئيس حزب «القوّات اللبنانية» سمير جعجع في تغريدة له أمس: «لن نقبل بضياع التضحيات»، مرفقاً التغريدة بصورة اللواء الحسن. من جهته، اعتبر الوزير السابق أشرف ريفي أنّ ذكرى اغتيال الحسن تأتي في وقت يمر فيه لبنان «بأصعب مرحلة، واللبنانيون يعانون من الكارثة التي سببها تحالف السلاح والفساد»، مضيفاً في تغريدة: «لقد دفع وسام الحسن حياته لأنه أراد أن يجنّب لبنان الكأس المر». واعتبر ريفي أنّ الحسن منع «آلة الاغتيال مرات من تحقيق أهدافها فكمَنت له واغتالته، لكن قضيته ستبقى حية»، قائلاً: «نفتقدُ اليوم ضابطاً مقداماً، واجَه الخطر وأحبط مؤامرات الفتنة الطائفية والاغتيال والتفجيرات التي امتهنها محور إيران».

 

لافروف يرجئ زيارته إلى لبنان

الجمهورية/21 تشرين الأول/2020

فيما توافرت لـ«الجمهورية» معلومات من مصادر عدة تفيد انّ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أرجأ زيارته للبنان المقرّرة نهاية الشهر الجاري، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان مساء امس، أنّ الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استقبل امس الممثل الخاص للحريري السيد جورج شعبان، «وتناول البحث قضايا الساعة في لبنان، في ضوء مستجدات الأزمة الداخلية في المجالات السياسية والاقتصادية- الاجتماعية. وقد شدّد الجانب الروسي على التزام موسكو وتأكيدها على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه. كما شدّد خصوصاً على ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة، بما يشكّل المنطلق المهم لحلّ القضايا الماثلة أمام المجتمع اللبناني والضمانة للتطور اللاحق في لبنان»

 

بالرغم من المواقف المتشنّجة.. "ما كتب قد كتب"

الجمهورية/21 تشرين الأول/2020

قالت مصادر معنية لـ«الجمهورية»، انّه رغم وجود اكثر من احتمال ما زال وارداً ولو بنسبة ضئيلة، فإنّ كل ما يجري يوحي ان ليس هناك اي توجّه لتأجيل الإستشارات مرة جديدة، وانّ ما كُتب قد كُتب، وانّ التكليف سيحصل برقم مقبول. ولفتت الى انّ ما يسبق عملية التكليف من مواقف متشنجة لن تؤثر في الاستشارات، وانّ ما شابها من ظواهر غير مألوفة حتى اليوم يمكن معالجتها في المرحلة التالية، فالاستحقاق على الأبواب ولم تظهر اي جهة نيتها بتسمية احد او الايحاء بوجود اي مرشح آخر غير الحريري على الساحة السنّية. ورأت المصادر انّ هذه الظاهرة طبيعية، بعد الفشل الذي مُنيت به مهمة الرئيس حسان دياب، الذي بقي معزولًا وما زال عن محيطه.

 

عهد كمّ الأفواه... يواصل رحلة الاعتقالات والاستدعاءات

نداء الوطن/21 تشرين الأول 2020

في عهد لبنان القوي، يتواصل مسلسل توقيف الناشطين والصحافيين وكل من يعبّر عن آرائه بشخصيات سياسية، وقد تجلّت آخر حلقة، وليست الأخيرة، في استدعاء مكتب جرائم المعلوماتية قبل ظهر امس الناشط غابي الضاهر الذي قال إن "الرئيس عون أوصلنا الى جهنم"، الى جلسة تحقيق. وقد اطلقت المدعي العام في جبل لبنان القاضية غادة عون سراح الضاهر مساء بسند اقامة بعد توقيفه بتهمة التهجّم على رئيس الجمهورية نظراً الى وضعه الصحي. توقيف الضاهر استفزّ ناشطين فاعتصموا أمام مكتب جرائم المعلوماتية احتجاجاً على توقيفه، كما استفزّ رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي شنّ على "تويتر" حملة عنيفة على العهد وقال: "يبدو ان اتجاه العهد او المقربين منه يتجه الى قمع شتى اشكال التعبير الذي لم يحدث حتى ايام انور خوجة وعائلته في البانيا. انني ادين اعتقال السيد غابي الضاهر وادين شتى اشكال التعدي على الحريات".من جهتها، رأت مفوضية الإعلام في الحزب "التقدمي الإشتراكي" أن "السلطة الحاكمة تتفوّق مرة جديدة على نفسها في تقديم الصورة المظلمة لأدائها في قمع حرية التعبير والرأي، وملاحقة الناشطين والصحافيين". وقالت في بيان: "غريبٌ فعلاً أن يكون هذا "العهد القوي" غير قادر على تحمّل رأي آخر في ظل أسوأ أوضاع يمكن أن يعيشها المواطن اللبناني، وما استدعاء وتوقيف الناشط غابي الضاهر إلا نموذج عمّا بلغه ضيق صدر الحُكم وتعسّفه". وأكّدت أن "هذه الممارسات القمعية هي موضع رفض واستنكار وإدانة، وكل تعرض للحريات إنما هو إعتداء موصوف على آخر ما تبقى من ميزات لبنان بتنوعه وتعدديته"، معتبرةً أنه من "غير المقبول على الإطلاق المسّ بما كرّسه الدستور اللبناني والمواثيق والقوانين الدولية". وشددت المفوضية على أن "معركة الحريات هي معركة مستمرة بموازاة معركة إنقاذ لبنان اقتصادياً ومعيشياً وسياسياً، ولعلّه مفيدٌ تذكير الحُكم بضرورة الاستفادة من المبادرة الفرنسية والتركيز على تنفيذها بدل تضييع الوقت في التعطيل من جهة وقمع الحريات من جهة ثانية".

قبيسي

وأمام المباحث الجنائية، مثل الزميل في قناة الجديد رياض قبيسي على خلفية دعوى مقدمة ضده. وأكد قبيسي أن "المباحث الجنائية ليست مخوّلة للتحقيق مع صحافي"، متسائلاً "عن سبب التحقيق معه عن مصادره فيما لا تزال الشكوى المقدّمة من قبله ضدّ بدري ضاهر، لأنّه رفع منع السفر عن شخص عليه غرامة متروكة". واعتبرت مبادرة "إعلاميون من أجل الحرية" في بيان، أن "استدعاء قبيسي للتحقيق أمام المباحث الجنائية، يشكل خرقاً للقانون وتعدياً فاضحاً على حرية الإعلام التي كفلها الدستور اللبناني وقانون المطبوعات، فقبيسي يقوم بواجبه في كشف الحقائق بالأدلة، واستدعاؤه ترهيب، المقصود منه الضغط عليه ومنعه من تأدية مهمته، كما المقصود ترهيب الجسم الإعلامي بكامله".

 

سهام بعبدا تصيب الحريري... ما علاقة باسيل؟

المركزية/21 تشرين الأول 2020

بدّل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في خطّته لمحاولة عدم عودة الرئيس سعد الحريري الى السراي. بعد ان ارجأ الاستشارات الاسبوع الماضي، بناء على رغبة الكتل النيابية ولعدم توافر ميثاقية مسيحية ومناطقية يفتقد اليها ترشيح زعيم تيار المستقبل، ومراهنا على تطورات قد تحصل في المهلة الفاصلة عن موعدها الجديد المحدد غدا، تعوق تكليف الحريري او تعيده الى الرئاسة الثالثة بتفاهم مسبق مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل... استلّ اليوم سلاحا من نوع آخر، عنوانه "عدم قدرة الرئيس الحريري على تنفيذ الاصلاحات وانقاذ البلاد من ازمتها الاقتصادية - المالية الخانقة". فالرجل، وفق بعبدا، رفع شعارات مكافحة الفساد طوال السنوات الماضية، الا انه لم يتمكن من تحقيقها بل على العكس، وعليه فإنه لا يصلح اليوم لقيادة عملية انتشال لبنان من مأزقه.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن رئيس الجمهورية حمّل الحريري، من دون ان يسمّيه بالمباشر، مسؤولية الاخفاق في تنفيذ الوعود، وفي تطبيق الخطط الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية وأبرزها "سيدر"، ونادى النواب الى مراجعة ضمائرهم وعدم تسمية شخصية أثبتت التجارب انها غير مؤهلة لتولي مهمة بحجم  الملقاة على عاتقها اليوم، قبل ان يؤكد في موقف حاسم "انني سأبقى أتحمل مسؤولياتي في التكليف والتأليف، وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل من يمنع عن شعبنا الإصلاح وبناء الدولة"... الرئيس عون قالها اذا "اذا لم يسقط الحريري في الاستشارات، فقد لا اوقّع على اي حكومة يشكّلها". والذريعة انه، اي الحريري، في رأيه، سيمنع "عن شعبنا الاصلاح وبناء الدولة".

عون اتخذ قراره سلفا على ما يبدو: ابواب السراي لن تفتح مجددا امام الحريري، الذي سيحتاج الى المرور بمعبر توقيع رئاسة الجمهورية على تركيبته الحكومية الالزامي لتصبح امرا واقعا . لكن وفق المصادر، رفعُ عون السقف في وجه الحريري لاحراجه وإخراجه، لن ينفع. والاخير سيكلّف غدا وسيراهن على ان تقود المساعي الخارجية والتطورات الدولية، من جهة، والاتصالات الداخلية من جهة ثانية، في نهاية المطاف، الى تفاهم ما بين بيت الوسط، والفريق الرئاسي اي بعبدا والتيار الوطني الحر، يسهّل التأليف ويفك اسر الحكومة العتيدة. اما شكلها وطبيعتها، وما اذا كانت فعلا من اختصاصيين وستلتزم برنامج قصر الصنوبر الاصلاحي، فبحث آخر!

على اي حال، ترجّح المصادر ان يحصل هذا التفاهم في غضون ايام او اسابيع، لكنه سيحصل، لان حجة "تاريخ الحريري غير المشجع" ليست صلبة ولا كافية لإبعاده، سيما وان التيار الوطني في وزارة الطاقة مثلا منذ عقد ونيف ولم يصلح في الكهرباء، كما انه في سدة الرئاسة منذ 3 سنوات ومعه وزراء وحقائب وازنة واغلبية نيابية ولم يحقق تغييرا ايضا، كما عين وزيرا لمكافحة الفساد مثلا، لم يفتح ملف فساد واحدا. كل ذلك، فيما السيادة تتلاشى والدويلات تنمو وتتوسّع على حساب الشرعية. ما يعني ان العهد مسؤول بقدر الحريري واكثر، عن الازمة الحالية.. ووفق المصادر، بعبدا علّت السقف استعدادا لمفاوضة الحريري في المرحلة المقبلة، ولجره الى الجلوس مع باسيل ولانتزاع تنازلات منه. فاذا لم يكن هذا هدف القصر، وافترضنا ان الحريري قرر اليوم التراجع عن ترشيحه، هل تملك بعبدا بديلا صالحا منه؟

 

بين الحزب و"الصندوق"... موافقة "بالقطعة"

المركزية/21 تشرين الأول 2020

خلال جولتها الاسبوع الماضي على الكتل النيابية لشرح مبادرة الرئيس سعد الحريري لترؤس الحكومة العتيدة، سألت رئيسة وفد كتلة "المستقبل" النيابية النائبة بهية الحريري رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد اثناء لقائه: هل ما زلتم تؤيدون المبادرة الفرنسية، فكان جواب الأخير نفسه الذي أعطاه إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال إجتماعه بالمسؤولين اللبنانيين في قصر الصنوبر الشهر الماضي، وهو الموافقة على نسبة 90% من الورقة مع قابلية لتمدد النسبة القابلة للأخذ والرد من 10% إلى 20% وربما أكثر!

وعلى قاعدة "الشيطان يكمن في التفاصيل"، فإن حزب الله ورغم تأييده للورقة الفرنسية الإصلاحية، الا أنه رفض العشرة بالمئة المتضمّنة البرنامج الاصلاحي الذي  أرادت الورقة التمهيد من خلاله لما يطلبه صندوق النقد الدولي، ما يجعل الورقة الفرنسية في مهبّ الريح بإعتبار انها سلسلة متلاحقة لا يُمكن فصل حلقاتها عن بعضها البعض. فاذا وافق حزب الله على بند تشكيل حكومة مهمة يكون دورها الاساسي تنفيذ برنامج اصلاحي لن يكون صندوق النقد بعيداً منه فمعناه انه موافق على التعاون مع صندوق النقد كَونه الجهة الوحيدة القادرة على مدّ لبنان بطوق نجاة يُخرجه من مستنقع وحول الازمات الاقتصادية والمالية.

ويريد الحزب ان يتم الاتفاق مسبقاً على ملف التفاوض مع صندوق النقد التي تأتي ضمن الـ 10% من الورقة الفرنسية حتى ولو لم يوضح موقفه من هذه المسألة بعدما كان اشار ممثل الحزب في اجتماع السفارة مع الرئيس ماكرون انها تتناول قانونا جديدا للانتخاب والانتخابات المُبكرة فقط؟

وفي الاطار، تؤكد اوساط مقرّبة من حزب الله لـ"المركزية" "ان الحزب يتعامل مع البرنامج الاصلاحي لصندوق النقد على "القطعة". فالمحاسبة تكون على القطعة، بمعنى انه يتعامل بإيجابية مع البرنامج الاصلاحي بشكل عام، الا انه في الوقت نفسه يرفض البحث في مواضيع محددة كرفع رسم القيمة المضافة TVA الى 15% وسعر صفيحة البنزين وتحرير سعر صرف الدولار، ووقف دعم السلع والدواء والمحروقات وتخفيض عدد موظفي الدولة 30% ووضع ضرائب جديدة واعتماد الخصخصة لمؤسسات الدولة ومرافقها والمرافئ والموانئ والاتصالات".

ومع ان الحزب بحسب الاوساط المقرّبة منه مُنفتح على التعاون مع صندوق النقد الدولي، لان لبنان اليوم لا يملك "ترف" رفض اي مساعدات او حلول لأزماته"، الا انه حذّر في الوقت نفسه من ان صندوق النقد لم يدخل الى بلد معيّن الا وسبّب مشكلات وإضطرابات اجتماعية بسبب السياسات التي يفرضها، من هنا لن يتجرّع الحزب سمّ صندوق النقد حتى لو قبل بمبدأ الحوار معه، فالاساس بالنسبة له عدم فرض الشروط المُسبقة".

ولفتت الاوساط الى "ان الحزب سيناقش برنامج صندوق النقد "عالقطعة"، فيوافق على ما يراه مناسباً للبنانيين ويرفض ما من شأنه زيادة الاعباء عليهم".

واوضحت "ان التصلّب في المواقف لا ينفع وقت الازمات حتى لو كنت مقتنعاً مئة بالمئة بما تريده، لان الظروف الاستثنائية الطارئة تفرض نفسها".

 

مطالبة بجلسة مفتوحة... قبل الانهيار

"المركزية/21 تشرين الأول 2020

مَن المسؤول عن الأزمة المالية في لبنان؟ سؤال تشعّبت الأجوبة عليه إلى حدّ التقاذف، مع الإجماع على المَكمن الرئيسي القابع في الهدر والفساد والمحسوبيّات المُعرقِلة للإصلاح... لكن السؤال الذي يطرحه البعض دون الطرف الآخر، مَن يتحمّل تَبِعات سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام؟

مصادر في الهيئات الاقتصادية اعتبرت عبر "المركزية"، أن "إصرار بعض الكتل السياسية على إقرار سلسلة الرتب والرواتب كما وردت إلى مجلس النواب من دون التدقيق في أرقامها وتأمين الموارد اللازمة لها، شكّل السبب الرئيسي للأزمة المالية الاقتصادية كما سبق وحذّرت الهيئات الحكومة والمسؤولين عند عرض المشروع على الهيئة العامة". ولفتت في السياق، إلى أن "المزايدات السياسية خصوصاً عشيّة الانتخابات النيابية، هي التي دفعت لبنان إلى الانهيار، خصوصاً أن الاستحقاق الانتخابي مناسبة طُرح فيها المشروع لتمريره مقابل عدم قدرة السياسيين على رفضه عشيّة الانتخابات بما يصبّ لصالحهم في صندوق الاقتراع".

وذكّرت الأوساط بأن "بعض القوى السياسية رفضت منذ مؤتمرات باريس1 و2 و3 و"سيدر" تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لا بل المشروطة، الأمر الذي فاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية على رغم مطالبة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المسؤولين، بوجوب استعجال الإصلاحات ووقف الهدر لمنع الانهيار وتعزيز الحال الاقتصادية، بعدما تبيّن تراجع العائدات وهروب الرساميل وتعثّر سيولة المغتربين واستمرار الإنفاق من دون موازنة ومن خارجها، وتخطي السقوف...".

أين الإصلاحات؟

.. في موازاة ذلك، اتّهمت قوى المعارضة "الثنائي الشيعي" برفض تنفيذ الإصلاحات ما أدّى إلى تعثّر الخطوات الإصلاحيّة على أكثر من صعيد، لا سيما استمرار المعابِر غير الشرعية مفتوحة للتهريب "الثمين" على رغم إعلان المسؤولين إفقالها... لكن المشاهد توثّق.

فالأشرطة المصوّرة عن الشاحنات التي تهرّب المواد الأساسية إلى سوريا، وفق الأوساط الاقتصادية، تملأ مواقع التواصل الاجتماعي... من دون أن يحرّك المسؤولون ساكناً. ما دفع بمصادر سياديّة إلى السؤال "لماذا لا تُعقَد جلسة مفتوحة في مجلس النواب للمكاشفة والمحاسبة ليس سوى لإنقاذ لبنان من الانهيار المُخيف!؟ ولماذا لا يتحرّك القضاء وهيئات الرقابة للتحقيق في ملفات كثيرة تحوم حولها الشبهات؟ هل حان الوقت لمُحاسبة يسبقها تشكيل حكومة شفافة تُنقذ ما تبقى من رصيد لبنان المعنوي وتُعيد إليه ثقة فقدَها محلياً ودولياً!؟"... الصبر مفتاح الفَرَج.

 

اللبنانيون ينتظرون "حبيب" أو صخرة...

المركزية/21 تشرين الأول 2020

بدأ العد العكسي في الولايات المتحدة الاميركية لاختيار الرئيس المقبل للبلاد ما بين الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن. وعلى بعد آلاف الاميال وبعيدا في الشرق الاوسط، ينتظر الشعب اللبناني بفارغ الصبر ايضا هذه الانتخابات علّ الفرج يأتيه من خلف البحار، لأن كل ما "دق الكوز بالجرة" يسمع اللبناني العبارة الشهيرة "راحت لبعد الانتخابات الاميركية". فما الذي سيتغير بالنسبة للبنان بعد هذه الانتخابات وهل ربط الملف اللبناني بها مبني على حقيقة ووقائع ام على وهم وسراب؟ 

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة قال لـ"المركزية": "اعتاد اللبناني ان ينتظر شيئاً ما آتٍ من مكان ما كي تتغيّر الاحوال، فخلال الحرب اللبنانية كان ينتظر "حبيب" اي المبعوث الاميركي الى المنطقة فيليب حبيب، ومرة انتظر صخرة ستهبط من الفضاء واليوم ينتظر الانتخابات الاميركية. الا ان السبب المنطقي اكثر لانتظار الانتخابات الاميركية هو ان "حزب الله" وايران وأذرعها كانت في الاشهر الستة الاخيرة في صراع، بين ان تعقد اتفاقاً مع ترامب أو تنتظر لترى اذا ما كان سيفوز بايدن، لأن ايران تفضل عقد اتفاق مع بايدن، بما ان إدارته هي التي أبرمت في عهد الرئيس باراك اوباما الاتفاق النووي، في حين ان ترامب هو من خرج منه"، لافتا الى "ان بايدن واوباما كانا ينويان توسيع الاتفاق النووي، لذلك اعتبرت ايران ان الافضل لها ان تنتظر لسببين: اما ان يرخي ترامب حبل العقوبات مع اقتراب الانتخابات، فيحقق إنجازاً، وإما ان يبقى على عناده وعندها من الافضل انتظار بايدن. لذلك نجد ان هناك دائماً انتظارا للانتخابات، بسبب الصراع الايراني - الاميركي. فالايرانيون يرفضون المجيء الى طاولة المفاوضات وترامب في المقابل يزيد العقوبات يوما بعد يوم واطلق عليها اسم maximum pressure اي الضغط الاقصى". 

وتابع طبارة: "بالعودة الى لبنان، نجد ان هناك اتفاقاً محلياً حصل، فبعد ان بقينا فترة طويلة لم نتوجه خلالها الى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، تحركت كل من أميركا وفرنسا باتجاه لبنان وفرضت عقوبات على الجميع، فإما التسهيل وإما العقوبات، الامر الذي فتح الطريق امام المفاوضات، وتبين ان الاميركيين والفرنسيين جديون في معالجة الازمة اللبنانية". 

وقال: "اما في مسألة تشكيل الحكومة فالأمر نفسه ينطبق عليها، اللواء عباس ابراهيم قام بمفاوضات في واشنطن وكان من المفترض ان يزور فرنسا لولا إصابته بفيروس "كورونا"، للحصول على الكلمة الاخيرة من الدولتين، وهو يقوم بالدور الذي من المفترض ان يقوم به وزير الخارجية. اتصور ان الامور سائرة نحو تشكيل حكومة، لكنهم سيحاربونها في كل الخطوات، التكليف تأجل مرة ولكنه سيحصل في النهاية، ثم لاحقاً سيصار الى عرقلة التأليف وبعدها البيان الوزاري، لكن رغم كل ذلك، يبدو ان الامور سالكة في اتجاه الحل. لذلك اعتقد ان الانتظار "التقليدي" للبناني يشبه انتظار سقوط الصخرة. المسؤولون في لبنان يسيرون خطوة خطوة نحو الوراء في حين ان الاميركيين والفرنسيين يسيرون خطوة خطوة نحو الامام، وانتظار الانتخابات الاميركية كان من الممكن ان يكون جدياً في وقت سابق، اما اليوم فإن الانتخابات ستحصل بعد اسبوعين والضغوطات مازالت مستمرة".

وختم طبارة: "الفرق بين بايدن وترامب سيكون في طريقة التعامل، لكن لا اعتقد ان بايدن في حال فوزه سيتوقف عن محاربة حزب الله او ان يتساهل معه، حتى في عهد اوباما لم يحصل ذلك".

 

أسرار زيارة شينكر... ولقاءات رغم العقوبات

المركزية/21 تشرين الأول 2020

صحيح ان مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شينكر غادر بيروت السبت الماضي منهياً  زيارة للبنان امتدت  اياما عدة، هدفها الاساس اطلاق مفاوضات الترسيم بين بيروت وتل ابيب، غير ان مفاعيلها لا تزال ماثلة بقوة على الساحة السياسية. فالى الاهمية التي يتخذها الحدث الترسيمي التاريخي، اتسمت لقاءاته مع عدد من القادة والمسؤولين السياسيين بطابع لا يقل اهمية، ان من حيث الشكل او المضمون او ما تسرب من محادثاته مع بعض هؤلاء في شأن الازمة اللبنانية والرأي الاميركي فيها، وقد تظهر جزء منها في بيان الخارجية الاميركية حول اتصال وزير الخارجية مايك بومبيو بالرئيس ميشال عون وحثه على تشكيل الحكومة سريعاً. في لقاءاته هذه، اكثر من محطة توقفت عندها اوساط سياسية في المعارضة تسنى لها الاجتماع مع شينكر، لا سيما اصرار المسؤول الاميركي على الاجتماع بشخصيتين لم يمض شهر ونصف الشهر على فرض ادارته عقوبات قاسية على اقرب المقربين منهما ، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه اللذين شملت العقوبات المعاون السياسي  للاول وزير المال السابق علي حسن خليل والوزيرالاسبق الاقرب الى الثاني يوسف فنيانوس. فلمَ الحرص الاميركي على اللقاءين واستثناء مسؤولين بارزين هما رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل؟ تقول الاوساط لـ"المركزية" ان شينكر اكد امامها ان العقوبات تستهدف حزب الله والمتعاونين معه وليس اي مكون اخركالرئيس بري او فرنجيه. فحسن خليل وفنيانوس عوقبا لتعاونهما مع الحزب وتجاوزهما القرار الاميركي بفرض عقوبات على كل من يتعاون معه، شارحا ما ورد في حيثيات القرار عن "انهما هدرا مال الدولة لصالح الحزب من خلال اعفاء واردات الكترونية الى الحزب من الرسوم ومن خلال تلزيم مشاريع لشركات ومؤسسات محسوبة على الحزب من وزارة الاشغال بالتراضي".

اما استثناء دياب ، فتلفت الاوساط الى ان واشنطن تعتبره رئيس حكومة تابعة لحزب الله ولا ترى موجبا للاجتماع معه، خلافا لخلفية تقصّد عدم الاجتماع مع باسيل وتوجيه رسالة قاسية اليه بفعل مواقفه وممارساته. والانكى، بحسب ما تكشف الاوساط ان شينكر اجتمع مع مسؤولين في التيار الوطني الحر بعيدا من الاضواء واستمع الى شروحاتهم في شأن مجمل ملفات وازمات الساعة، علما ان عقوبات واشنطن لم تطرق باب التيار البرتقالي حتى اليوم.

وليس بعيدا، تشير الاوساط الى وجوب فتح تحقيق لبناني مع الوزيرين السابقين المشمولين بالعقوبات الاميركية في شأن الاتهامات المساقة ضدهما لتبيان الحقيقة والتثبت مما اذا كانا فعلا متورطين ام ان الاتهام الاميركي مجرد ادعاء سياسي،خصوصا وان الرئيس ميشال عون طلب من الجهات المعنية الحصول من المسؤولين في الخزانة الاميركية على مستندات الادانة لكي يطلع عليها القضاء اللبناني وفق ما تقول اوساط قضائية.

 

هل يدفع المسيحيون ثمن “حسابات خاطئة”؟

النشرة/21 تشرين الأول 2020

لم يسبق أن تراكمت الإشارات الدولية الإيجابية المتزامنة مع مسار ملف صناعة الحكومة في لبنان، كما هي عليه الآن. باتت القضية أبعد من تمنيات فرنسية وضعها الرئيس إيمانويل ماكرون في مبادرة خاصة للبنان بعد كارثة إنفجار مرفأ بيروت. يواكب الأميركيون عملية تنفيذ المبادرة، بغض النظر عن تفاصيل لبنانية تتعلق بشكل الحكومة أو التوزيع الوزاري فيها. لا هم عند الفرنسيين ولا الأميركيين إن كان عدد مجلس الوزراء اللبناني ١٤ أو ٢٠ او ٢٤ وزيراً. يبدو أن العواصم إتخذت قرار عدم ترك لبنان يغرق في مستنقع الأزمة المالية. هذا ما إستنتجه كل من التقى الموفد الأميركي ديفيد شينكر، فأبدى الأميركيون هذه المرة رغبة بمؤازرة لبنان. يلتقي هذا التصرف الأميركي مع الكلام الفرنسي الذي يريد الإنطلاق من التزام الحكومة اللبنانية العتيدة بالإصلاح نصاً وعملاً.

لكن، ما هو سر الإندفاعة الدولية لمساعدة لبنان الآن بعد تركه طويلاً، ومعاقبة أفراد ومسؤولين وحزبيين فيه؟.

لا بدّ من رسم مستجدات المشهد الإقليمي: اولاً، حصل وقف لإطلاق النار في العراق بعدما تعرضت القوات الأميركية لهجمات طيلة الأسابيع الماضية.

ثانياً، بدأت إيران بعملية إستعادة أموالها المجمدة في بنوك عراقية بسبب العقوبات الأميركية، مما يعني ان زيارة المسؤول المصرفي الإيراني الأول الى بغداد هو لتدشين مرحلة إيرانية جديدة إنتهت فيها طهران ايضاً من قيود العقوبات على إستيراد الأسلحة.

ثالثاً، الاعلان عن زيارة موفد أميركي الى دمشق لبحث ملف أحد السجناء الأميركيين في العاصمة السورية، بعد قطيعة أميركية طويلة لسوريا، مما يؤكد أن الجمهورية العربية السورية دخلت في مساحات التفاوض مع عواصم القرار الدولي.

رابعاً، حصول عمليات تبادل للأسرى بين اليمنيين والسعوديين وغيرهم، لأول مرة بهذا الحجم.

خامساً، قبول الأميركيين بإطار التفاوض الذي فرضه لبنان بملف ترسيم الحدود، وبدء جلسات التفاوض غير المباشر برعاية الأمم المتحدة وإشراف واشنطن التي باركت هذه الخطوة.

سادساً، مباركة الأميركيين عملياً خطوة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بترشيح نفسه لرئاسة الحكومة، وقيام فرنسا بتذليل العقبات أمام ترشيحه.

سابعاً، سحب السعودية الفيتو الذي كان مرفوعاً أمام الحريري بشأن ترؤسه حكومة لبنانية خلال العهد الرئاسي الحالي، رغم ان الرياض لم تُعط إشارة القبول بخطوته.

ثامناً، نجاح زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى الولايات المتحدة بكل المقاييس الأمنية والسياسية الاستراتيجية، والرسائل التي حملها بأكثر من إتجاه. وكان مقدراً لإبراهيم متابعة لقاءاته في فرنسا بعد الولايات المتحدة لولا إصابته بفايروس كورونا.

كل هذه المعطيات تشير الى ان هناك حراكاً يجري لنقل الإقليم من واقع الصدام او المراوحة السلبية، إلى مساحة طرح مشاريع الحلول والتسويات، فهل يقطف لبنان ثمار اللحظة المؤاتية من خلال تأليف حكومة وإعادة ترميم النظم الإقتصادية والمالية المنهارة في البلد؟.

ظهر إعتراض التيار “الوطني الحر” وحزب “القوات” على سيناريو تكليف الحريري، لحسابات تختلف بينهما في شكلها وتلتقي عند مضمون أساسي. ليست المسألة قضية اتصال بين الحريري ورئيس “الوطني الحر” جبران باسيل، ولا هي تواصل مطلوب بين معراب وبيت الوسط. ولا القصة تتعلق حصراً بتوزيع الحقائب الوزارية التي ستدور بمعظمها على القوى ضمن خلطة مرتقبة. ولا المسألة تتعلق برئيس سياسي لحكومة تكنوقراط أو تكنوسياسية. كلها عناوين تُطرح إعلامياً. لكن يُقال هنا أن المضمون هو: من سيؤيد الحريري لاحقاً لرئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون؟ يتردد بين الأوساط السياسية ان التقارب بين الحريري ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية هو الذي يسبب التباعد الجوهري بين بيت الوسط وكلٍ من معراب و ميرنا الشالوحي.

لا يبدو ان الحريري في وارد اعادة تكرار التسوية مع عون-باسيل التي ساهمت في انتخاب “الجنرال” رئيساً للجمهورية. هو نادم على تلك التسوية الرئاسية.

سواء صحّت تلك الفرضية، او لم تصح، فإن المخاوف اللبنانية هي ان يكرّر “الوطني الحر” و”القوات” ما سبق وحصل بعد إتفاق الطائف. يوم كانت عواصم العالم ترعى اتفاقاً بشأن لبنان دفعت ثمنه القوى المسيحية الأساسية التي قاطعت الإنتخابات يومها. فهل يدفع المسيحيون الآن “ثمن الحسابات البرتقالية والقواتية الخاطئة”؟. فلنسأل نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي كي يجيب على تجربتين سابقة وحالية قبل فوات الآوان، لأن لا مصلحة لأي مكون لبناني بأن يكون الفريقين المسيحيين الأساسيين خارج أي مرحلة سياسية، لكن وجود عون على رأس الدولة يخفّف من تداعيات سحب باسيل وجعجع نفسيهما من المشهد السلطوي وتقليد رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

المخابرات الأميركية: إيران وروسيا تسعيان للتدخل بالانتخابات

دبي - العربية.نت/21 تشرين الأول 2020

أعلن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جون راتكليف الأربعاء أنّ روسيا وإيران حصلتا على معلومات تتعلّق بسجلّات الناخبين في الولايات المتّحدة وباشرتا إجراءات تهدف للتأثير على الرأي العام الأميركي في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر. وقال راتكليف إن إيران على وجه التحديد أرسلت عبر البريد الإلكتروني إلى ناخبين في الولايات المتّحدة رسائل "مخادعة" تهدف إلى "تخويف الناخبين والتحريض على اضطرابات اجتماعية والإضرار بالرئيس دونالد ترمب".

 

أرمينيا: إذا توقفت تركيا عن التدخل يمكننا حل نزاع كاراباخ

دبي - العربية.نت/21 تشرين الأول 2020

بينما تواصل أنقرة تدخلها في النزاع القائم بإقليم ناغورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان بإرسال المزيد من المرتزقة، فقد أكد الرئيس الأرميني، أرمين سركيسيان، الأربعاء، أنه إذا توقفت تركيا العضو في الناتو بأن تكون طرفاً في نزاع ناغورنو كاراباخ فسيكون من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق النار ومحادثات السلام. وقال في إيجاز مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، "هذا صراع ليس فقط بين الجانب الأرميني وأذربيجان، فهناك تركيا تدعم أذربيجان عسكرياً ودبلوماسياً وتجلب الإرهابيين أيضاً إلى المنطقة. لسوء الحظ هذا البلد عضو في الناتو. إذا توقفت عن كونها طرفاً في النزاع، فأعتقد أننا سنتوصل إلى وقف لإطلاق النار وسنكون قادرين على الجلوس لإجراء محادثات وإيجاد حل سلمي لهذا الصراع".كما أشار إلى أن أرمينيا تقدر تقديراً عالياً جهود الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ورؤساء دول الترويكا، فضلاً عن الجهود التي بذلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. هذا وترأس روسيا والولايات المتحدة وفرنسا مجموعة مينسك وهي الوسيط التاريخي في النزاع حول كاراباخ. وقال "للأسف تتواصل الأعمال العدائية في ناغورنو كاراباخ وحولها. إن استهداف السكان المدنيين غير مقبول". يأتي هذا في وقت تواصل الحكومة والمخابرات التركية عملية تجنيد "المرتزقة" في سوريا وإرسالهم للمشاركة في العمليات العسكرية ضمن ناغورنو كاراباخ إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا، إلا أن العملية تجري بمنتهى السرية، خوفاً من المجتمع الدولي بما يتعلق بقانون "تجنيد المرتزقة". يذكر أن إقليم ناغورنو كاراباخ انفصل عن أذربيجان قبيل تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991. وأدّى ذلك حينها إلى اندلاع حرب خلّفت 30 ألف قتيل. وأعلن في 1994 عن وقف لإطلاق النار لكنّ الاشتباكات لا تنفك تتجدّد بين الفينة والأخرى. ووفقاً لدبلوماسيين فإنّ روسيا التي تتولّى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن تعمل على إصدار بيان يدعو إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.

 

قصف صاروخي استهدف مقار الميليشيات الإيرانية في جنوب سوريا

الحرة - واشنطن/21 تشرين الأول 2020

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن انفجارا مدويا وقع في قرية الحرية بمحافظة القنيطرة الشمالية. ورجحت مصدر للمرصد أن الأمر يتعلق بـ "قصف إسرائيلي" استهدف "مقرات المليشيات الإيرانية في المنطقة". ولم يصدر عن إسرائيل أي تصريح رسمي بهذا الشأن.

ووفق المصدر ذاته فإنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات حتى الآن. وكالة فرانس برس،نقلت عن إعلام النظام السوري قوله إن "الجيش الإسرائيلي" أطلق ليل الإثنين-الثلاثاء صاروخاً على موقع في القنيطرة في جنوب سوريا. وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.  وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار في المدينة التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل سورية موالية لها منذ فبراير 2017، إثر هجوم واسع شنته في المنطقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وكانت المدينة تعد معقل التنظيم في محافظة حلب، قبل طرده منها. والأحد، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن دوي انفجار ضخم مجهول سمع في مناطق وجود "المليشيات الإيرانية"، في بلدة الصالحية بريف دير الزور الشرقي، حيث أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من المنطقة، فيما لا تزال الأسباب مجهولة حتى اللحظة. وقبلها، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق، في 17 أكتوبر، مقتل اثنين من مقاتلي ما يعرف بـ "لواء العباس" التابع للحرس الثوري الايراني، جراء انفجار لغمين اثنين بمجموعة من اللواء ضمن بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، إضافة إلى إصابة نحو 7 مقاتلين بالانفجارين أيضاً. وفي نفس اليوم، أعلن المرصد مقتل 18 شخصاً بينهم 13 مدنيا وإصابة العشرات بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة تسيطر عليها القوات التركية وفصائل سورية موالية لها في شمال سوريا، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد المرصد أن السيارة انفجرت قرب محطة للحافلات وسيارات الأجرة في وسط مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما تسبب بمقتل 18 شخصاً. وأصيب كذلك 75 آخرون على الأقل بجروح، بعضهم في حالة خطرة. ورجح المرصد أن ترتفع الحصيلة. وغرد مارك كتس نائب المنسق الاقليمي للشؤون الانسانية المعني بالأزمة السورية في الأمم المتحدة، "نشجب بأشد العبارات هذه الهجمات العمياء التي تستهدف مدنيين".

 

الإمارات وإسرائيل توقعان 4 اتفاقيات وتعفيان مواطني البلدين من تأشيرات/طلب إماراتي بفتح سفارة في تل أبيب

تل أبيب/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

في خطوة اعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، «خطوة عملاقة في ترجمة معاهدة السلام مع الإمارات»، تم التوقيع على أربع اتفاقيات شراكة وتعاون في شتى المجالات، وفي مقدمتها إعفاء المواطنين من البلدين من تأشيرة دخول إلى بلد الآخر.

وقدم مساعد وزير الخارجية الإماراتي، عمر غباش، رسالة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، من نظيره الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، يطلب فيها فتح سفارة للإمارات في تل أبيب. وقالت مصادر مطلعة، إن العائق أمام فتح باب الزيارات المتبادلة بشكل شامل، هو فقط القيود التي تفرضها مكافحة فيروس كورونا، حيث إن الإسرائيلي سيكون ملزما بالعزل 14 يوما حال وصوله للإمارات، بينما الإماراتي معفي من العزل، لأن الإمارات تعتبر دولة خضراء بالنسبة لإسرائيل. وتوقع المراقبون أن تنتهي هذه المشكلة مطلع السنة القادمة. وكان وفد الإمارات قد حط في مطار بن غوريون، قرب تل أبيب، صباح أمس، وترأسه وزير الدولة للشؤون المالية، عبيد حميد الطاير، ورافقه فيه وزير الاقتصاد، عبد الله بن طوق المري، وعشرات المساعدين. ورافق الوفد الإماراتي في الرحلة الجوية لشركة طيران «الاتحاد»، وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، والرئيس التنفيذي لمؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية آدم س. بوهلر، ومستشار الرئيس الأميركي، آفي بيركوفيتش. وقد استقبلهم عند وصولهم، رئيس الوزراء، نتنياهو، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، ووزير المالية، يسرائيل كاتس، ووزير الاقتصاد، عمير بيرتس، ووزير العلوم، ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات. وبعد إلقاء الخطابات، وقع الوزراء الإسرائيليون والإماراتيون أربع اتفاقيات، هي، كما عددها نتنياهو نفسه:

الأولى اتفاقية ستوفر حماية للاستثمارات، «وتهدف إلى خلق بيئة اقتصادية لصالح جميع أبناء شعبينا والمبادرين منا وهناك كثير من المبادرين الموهوبين للغاية وهذا سيصب أيضا في مصلحة السلام». والثانية، اتفاقية تعاون في مجالي العلوم والتكنولوجيا «وتهدف إلى ضمان قدرة دولتينا على احتضان الأمل والفرص التي تكمن في المستقبل. التكنولوجيا التي تتغير دون هوادة تحمل في طياتها فوائد مثل الصحة والبيئة النظيفة والآمنة، وكل هذه الأشياء التي يحتاج لها شعبانا ويستحقانها، سيمكن لها أن تتحقق نتيجة هذا التعاون». والثالثة، هي اتفاقية في مجال الطيران المدني، تربط بين إسرائيل والإمارات من خلال عدد كبير من الرحلات المباشرة. إذ سيستطيع الإسرائيليون الوصول إلى أماكن كثيرة أخرى شرقا، في آسيا. والرابعة هي اتفاقية: ستعفي مواطنينا من ضرورة الحصول على تأشيرات دخول مما سيشجع الأعمال والسياحة والعلاقات بين البشر». وبعد التوقيع، اجتمعت الوفود معا في اجتماعات ثنائية وثلاثية. ثم تناولوا مأدبة غداء وزار الوفد الإماراتي برفقة أشكنازي، معرضا عن الابتكار الإسرائيلي في تكنولوجيا الفضاء. وغادر الوفد عائدا إلى أبوظبي، من دون القيام بزيارات خارج المطار، بسبب جائحة كورونا. وأعلنت الإمارات والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، عن إنشاء الصندوق الإبراهيمي، الذي يفي بالالتزام الذي تم التعهد به خلال توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام. وقال مصدر في الخارجية الإسرائيلية، إن رسالة وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، التي سلمها غباش لأشكنازي، تضمن حثا على الإسراع في فتح السفارتين. وجاء فيها: «لم يتبق لي سوى أن أقدر الجهود التي تبذلها من أجل دفع التعاون بين دولتينا. ولدي ثقة كاملة في دعمك لفتح السفارات في تل أبيب وأبوظبي بأسرع ما يمكن». وكان نتنياهو قد رحب بالوفدين الإماراتي والأميركي، قائلا: «لقد كتب لي فريقي عدة سطور تبدأ بالكلمات.. اليوم نشاهد التاريخ وهو يتجسد أمام عيوننا». وأنا قلت: «قطعا لا! اليوم نصنع تاريخا يبقى للأجيال». هذه هي أول زيارة لوفد وزاري إماراتي إلى إسرائيل. هذه هي أيضا أول مرة منذ التوقيع على اتفاقية السلام التاريخية في البيت الأبيض، توقع الحكومتان الإسرائيلية والإماراتية على اتفاقيات عملية لإقامة التعاون بينهما. نوقع على أربع اتفاقيات ستُحدث تغيرا ملموسا بالنسبة لشعبينا.

واعتبر وزير المالية الإماراتي أن «التعاون الاقتصادي بين الدولتين سيبدأ بعد توقيع الاتفاقيات اليوم. ووفدنا جاهز لمواصلة الحوار في الموضوع من أجل تحقيق فوائد متبادلة لدولتينا. ونحن ملتزمون بتوفير إطار قانوني لتنقل الأفراد والبضائع وتحقيق ازدهار للاقتصادين والشعبين».

وحسب الاتفاقات، الموقعة، سيتم تسيير 10 رحلات نقل تجاري، وما بين 28 - 30 رحلة جوية أسبوعية للسياح ورجال الأعمال بين أبوظبي وتل أبيب، إلى جانب رحلات بأسعار مخفضة وغير محددة، بين الإمارات ومطار رامون قرب إيلات. ويتوقع أن تبدأ الرحلات الجوية خلال أسابيع.

 

اليونان: تركيا لديها أوهام إمبريالية... وتنتهك القانون الدولي بشكل صارخ

نيقوسيا/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

حثت اليونان، اليوم (الأربعاء)، الاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في الاتحاد الجمركي مع تركيا، رداً على مواصلة أنقرة لأنشطة التنقيب عن الغاز في منطقة متنازع عليها في البحر المتوسط، واستهجنت ما وصفته بأنه «أوهام إمبريالية» لدى تركيا. وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بعد لقائه الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن الزعماء الثلاثة اتفقوا على أن أنقرة «تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ». وأضاف: «القيادة التركية لديها أوهام باتباع سلوك إمبريالي وبطريقة عدائية، بدءاً من سوريا وحتى ليبيا مروراً بالصومال وقبرص، ومن بحر إيجة وحتى منطقة القوقاز». وتابع بأن على الاتحاد الأوروبي أن يلحظ «الانتهاكات العديدة» التي ترتكبها تركيا لاتفاق جمركي بينها وبين التكتل. وقال: «ليس من الممكن لدولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي أن تحصل على إعفاء من الرسوم الجمركية لتجني فوائد السوق الموحدة، وتهدد في الوقت ذاته الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي». وتعقد اليونان ومصر وقبرص بانتظام لقاءات قمة لتعزيز التعاون الإقليمي، ووصف السيسي آلية التعاون الثلاثي بين تلك الدول بأنها «فريدة». ووصف الرئيس المصري اتفاقات ترسيم الحدود البحرية بأنها «تعكس الإرادة السياسية المشتركة الهادفة إلى الاستفادة من الثروات المتاحة؛ خصوصاً احتياطيات النفط والغاز الواعدة، وفتح آفاق جديدة لمزيد من التعاون الإقليمي بمجال الطاقة». وتابع: «اتفقنا على ضرورة التصدي لتلك السياسات التصعيدية التي تزعزع استقرار المنطقة، بالإضافة إلى التنسيق مع الشركاء الدوليين، لاتخاذ ما يكفل من إجراءات للحفاظ على متطلبات الأمن الإقليمي».

 

بومبيو: أميركا بدأت عملية رفع السودان من قائمة الإرهاب وأعرب عن أمله في أن تعترف الخرطوم بإسرائيل «سريع

واشنطن/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة بدأت عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مشيراً إلى أنها تعمل «بدأب» لدفع الخرطوم إلى الاعتراف بإسرائيل، بحسب وكالة «رويترز».

جاءت تصريحات بومبيو للصحافيين بعد أيام من إعلان الرئيس دونالد ترمب أن اسم السودان سيرفع من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد أن حوّلت الخرطوم أموالاً لتعويض ضحايا أميركيين وأسرهم. لكن بومبيو لم يفصح عمّا إذا كان رفع اسم السودان سيكون مشروطاً بموافقة الخرطوم على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بومبيو قوله: «نواصل العمل لإقناع كل دولة بالاعتراف بإسرائيل». وأضاف: «نواصل العمل معهم بنشاط لإظهار لماذا من مصلحة الحكومة السودانية اتخاذ هذا القرار السيادي. نأمل أن يقوموا بذلك، ونأمل أن يقوموا به سريعاً».

وأبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء الاثنين، استعداده لشطب السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وذلك في موقف تاريخي داعم للحكومة السودانية الانتقالية الساعية لطي صفحة عقود من مقاطعة المجتمع الدولي للبلاد في ظل حكم الرئيس السابق عمر البشير الذي أطاحه الجيش قبل أكثر من سنة. وأعلن الرئيس الأميركي أيضاً التوصل إلى اتفاق مع السودان بشأن دفع تعويضات لعائلات الأميركيين الذين سقطوا في اعتداءات شهدتها أفريقيا في عام 1998. وكتب ترمب على «تويتر»: «بعد طول انتظار، العدالة للشعب الأميركي وخطوة كبيرة للسودان».

وأدرج السودان منذ عام 1993 على اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وهو خاضع بموجب ذلك لعقوبات اقتصادية. وكان زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن استقر في عهد البشير لوقت طويل في دولة السودان التي اتهمت بدعم متطرفين فجروا السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً وجرح نحو 5 آلاف آخرين. وأعلن البنك المركزي السوداني أمس تحويل 335 مليون دولار تعويضات لضحايا أميركيين سقطوا في التفجيرات.

 

أبرامز لـ«الشرق الأوسط»: العقوبات ضد إيران مستمرة ولن تتأثر بالانتخابات وقال إن طهران تتمنى هزيمة ترمب لوقف حملة تغيير سلوك النظام

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

أكد المبعوث الأميركي الخاص بالملفين الإيراني والفنزويلي، إليوت أبرامز، أن الاستراتيجية والعقوبات الأميركية «لن تذهب بجرّة قلم» في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الأميركية، لافتاً إلى أن الرهان الأميركي من هذه الحملة هو تغيير سلوك طهران.

وقال أبرامز في حوار مع «الشرق الأوسط»: «لو خسر الرئيس ترمب الانتخابات الرئاسية، فأعتقد أن بعض الناس في إيران سوف يعتقدون أن العقوبات والحملات الأميركية ستنتهي، وكأنها بجرّة قلم ستذهب جميعها»، مشدداً على أنه «اعتقاد خاطئ ولن يحدث، فلدينا مظلة واسعة من العقوبات والإجراءات ضد النظام الإيراني»، مضيفاً أن العقوبات «ستظل في مكانها وعملها حتى نرى النظام الإيراني يغير من سلوكه؛ مهما كان الرئيس الأميركي المقبل». وأعلن أبرامز عن فرض مزيد من العقوبات ضد إيران خلال هذا الشهر قبل الانتخابات الأميركية، ملوحا بـ«المزيد أيضاً بعد الانتخابات»، قبل أن يشير إلى جولة أخيرة شملت دولاً أوروبية عدة ناقش فيها الملف الإيراني، موضحاً أن أغلب الحديث مع حلفائه في ألمانيا وبريطانيا «سيبقى غير معلن»، و«سنظل في حديث دائم مع حلفائنا». ورداً على سؤال حول خطة المرشح الديمقراطي جو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي، ومستقبل استراتيجية «الضغط الأقصى»، واحتمال اختياره طريقاً مختلفة عن النهج الحالي، قال أبرامز: «أعتقد أن إيران هي من تريد الانتظار إلى انتهاء الانتخابات الأميركية، لأنهم يعتقدون أن الضغط سوف ينتهي بعد الانتخابات، ونتمنى لو فاز المرشح الديمقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن، أن يعي أن هذه الحملة القصوى أداة قوية جداً ضد النظام الإيراني، والتي من الممكن أن تنهي كل تصرفاتهم السيئة، وإذا تمت إعادة انتخابنا؛ فهذا ما سوف نواصل عليه». وأشار أبرامز إلى أن الاستراتيجية الحالية «أدت إلى نتائج كبيرة؛ إذ إن العملة الإيرانية تهاوت قيمتها إلى ما يعادل دولار واحد مقابل 300 ألف ريال إيراني».

وأشار إلى السيناريو المتوقع في حال حافظ ترمب على منصبه، بأن «الإيرانيين سيتحركون بسرعة للمطالبة باتفاق جديد، لأنهم لا يستطيعون تحمل أربعة أعوام مقبلة أكثر من هذا الضغط. أعتقد أن الحملة الأميركية نجحت في تحقيق أهدافها، وإذا حافظنا على خطتنا، فسوف ندفع الإيرانيين إلى اتفاقية جديدة شاملة»، وقال إنها «أثرت بتراجع الدعم المالي للجماعات الإرهابية الموالية لطهران»، في إشارة إلى حركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني.

ونفى أبرامز أن تكون الإدارة الأميركية تواصلت مع طهران، قائلا: «ليس لديهم الرغبة الحقيقية في النقاش والحوار. ربما نتذكر مساعي ومقترحات الرئيس إيمانويل ماكرون، لكن النظام الإيراني لا يريد الدخول في أي محاولة جادة للحوار، وقد حوّل كل الفرص المناسبة له إلى التلاعب بالوقت مرة تلو الأخرى متمنين أن يتم رفع هذه العقوبات عنهم، والآن لديهم الأمل الأخير وهو الانتخابات الأميركية». وتطرق أبرامز إلى الخلاف الأميركي - الأوروبي حول الاتفاق النووي، قائلاً إن «الأوروبيين يرونه اتفاقاً جيداً مع إيران، بيد أن واشنطن تعتقد خلاف ذلك، فبدل أن يكون معوّقاً لإيران أمام الحصول على السلاح النووي؛ أصبح خريطة طريق لها، وكل القيود سوف تنتهي في النهاية، ولهذا لدينا معهم خلاف حول الاتفاق، حتى وإن كنا متفقين على أن تصرفات إيران خطيرة». وأضاف: «الأوروبيون يشاركوننا الاهتمام ذاته بخصوص إيران، وأن كثيراً من تصرفات النظام الإيراني خطيرة». وقال أبرامز إن الأوروبيين يعتقدون أن الاتفاق النووي «يقدم على الأقل بعض القسوة والقوة على إيران، ولكن من وجهة نظرنا نرى أن الاتفاق النووي لا يشمل التصرفات والتحركات الإرهابية الإيرانية، وبرنامجها الصاروخي في المنطقة. وهو ليس باتفاق جيد، ونريد أن نتناقش حول اتفاق جديد وشامل».

وفيما يخص الموقف الأوروبي ومجلس الأمن من الأحقية القانونية لواشنطن في إعادة العقوبات الأممية وإعادة فرض حظر السلاح، أشار أبرامز إلى «ثقة عالية» لدى واشنطن بأن لها الحق في الحديث عن القرارات الأممية والاتفاق النووي، والحديث عن القرار «2231» وإعادة تفعيل العقوبات، مشيراً إلى أن «أوروبا لديها قوانين تمنع بيع السلاح إلى إيران، وهي متواصلة، وواشنطن بالتأكيد ستواصل العمل على منع بيع السلاح إلى إيران حسب القوانين الأميركية والقوانين الدولية»، محذراً بأن «أولئك الذين يريدون المخالفة وإيصال السلاح أو بيعه إلى إيران، سيصطدمون بفرض العقوبات عليهم من قبل الولايات المتحدة الأميركية».

ويرى أبرامز أن ما فعلته العقوبات الأميركية هو أنها «جعلت الجميع يتخلون عن التعامل مع إيران وفنزويلا؛ إذ إن هاتين الدولتين المعزولتين في العالم تتعاملان معاً فقط»، مضيفاً: «لا ترى أحداً يشتري النفط الفنزويلي، ولا ترى السفن الصينية أو الروسية أو اليونانية، وجميع الدول خرجت من التعامل معهم، فقط ترى السفن الإيرانية، وكثير من تلك السفن بصفة عامة وبشكل منطقي منخفضة، وسوف نمضي خلف كل من يخالف العقوبات، وفنزويلا تمنح بترولها إلى إيران من أجل البترول أو الذهب، والإيرانيون اعترفوا بأن فنزويلا اشترت الغاز الإيراني مقابل الذهب، والإيرانيون يريدون الذهب لتحويله إلى أموال، وهناك بالفعل تعاون بين هاتين الدولتين، ونريد أن نوصله إلى أدنى مستوياته». وفيما يخص الوجود الإيراني وميليشيات «حزب الله» في فنزويلا، قال الدبلوماسي الأميركي: «نحن نتابع بدقة وجود (حزب الله) في فنزويلا وبعض الدول الأخرى مثل البرازيل وكولومبيا، وفي فنزويلا هناك وجود إيراني، ونريد التأكد من أن هذا الوجود لن يصل إلى وجود قواعد لأنشطة إرهابية في البلاد، وقد قلنا ذلك بكل وضوح للنظام بأن هذا الوجود والتفاعل في هذه الأنشطة لن يُحتمل، ولن نسمح بأن تكون فنزويلا بلداً وقاعدة للأنشطة الإرهابية يمكن أن تؤثر على القارة اللاتينية بأكملها».

 

قمة أوروبية نهاية الشهر الحالي لبحث تطورات وباء «كورونا»

بروكسل/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

قالت مصادر أوروبية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن رؤساء الدول والحكومات الأوروبيين سيعقدون قمة عبر الفيديو في 29 أكتوبر (تشرين الأول) لبحث تطورات وباء «كوفيد – 19». وأوضح مصدر، أن قادة الدول الـ27 سيجتمعون عند الساعة 18.00 (16.00 ت غ). وعبّر المسؤولون عن نيتهم التباحث «بانتظام» حول فيروس كورونا المستجد في خلاصات القمة الأخيرة يومي 15 و16 أكتوبر. ويتم تشديد القيود يوماً بعد يوم في أوروبا لاحتواء تفشي «كوفيد – 19» الذي تسبب في وفاة أكثر من مليون و120 ألف شخص، وأصاب 40 مليوناً حول العالم. وأصبحت آيرلندا وويلز أول دولتين في الاتحاد الأوروبي تعيدان فرض الإغلاق التام لاحتواء جائحة «كوفيد – 19». وأعلن رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن هذا الإجراء الاثنين، وقال «إذا وحّدنا جهودنا خلال الأسابيع الستة المقبلة سنتمكن من الاحتفال بعيد الميلاد بشكل صحيح». ومن المقرر أن يبدأ الإغلاق منتصف ليل الأربعاء.

وستخضع ويلز اعتباراً من الجمعة لإغلاق عام لأسبوعين، وهو أقسى إجراء يطبق في البلاد منذ الموجة الأولى من حالات «كوفيد – 19» في الربيع. وقال رئيس وزراء ويلز مارك درايكفورد، إنه اعتباراً من الساعة 18.00 سيطلب من سكان هذه المنطقة وعددهم ثلاثة ملايين «ملازمة المنزل»، مضيفاً أن هذه الفترة الزمنية هي الأقصر التي يمكن تطبيقها لتكون فعالة. كما سجلت مؤشرات خطيرة في إيطاليا، حيث ستفرض منطقتان هما لومبارديا - منطقة ميلانو شمالاً - وكمبانيا - منطقة نابولي جنوباً - حظراً للتجول الخميس اعتباراً من الساعة 23.00 إلى الساعة 05.00 لثلاثة أسابيع للومبارديا، واعتباراً من الجمعة الساعة 23.00 لكمبانيا. وتشهد إيطاليا، وهي أول بلد في أوروبا تفشى فيه وباء «كوفيد – 19» بشدة في فبراير (شباط) ومارس، مجدداً طفرة في الإصابات مع أكثر من 10 آلاف حالة يومياً، ولومبارديا هي الأكثر تضرراً تماماً كما حصل في الربيع. كما تعد كمبانيا إحدى المناطق الأكثر تضرراً في إيطاليا، لكن النظام الصحي فيها أقل فاعلية من لومبارديا، وبالتالي وضعها أصعب.

 

ترمب: السياسة ستكون مملة من دوني

واشنطن/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

حث الرئيس الأميركي دونالد ترمب الناخبين أمس (الثلاثاء)، على التصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قائلاً إن «السياسة ستكون مملة» من دونه. وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن ترمب قد قال خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا: «إذا تم التصويت لجو النائم (وهو اللقب الذي يطلقه على منافسه الديمقراطي جو بايدن) فلن يهتم أحد بالسياسة بعد ذلك، لأنها ستكون مملة». وتابع: «إذا كان الأميركيون يريدون الاكتئاب والعذاب واليأس والملل، فعليهم التصويت لجو بايدن»، مشيراً إلى أن منافسه الديمقراطي يريد فرض إغلاق جديد في بنسلفانيا التي تضررت اقتصادياً بشدة بسبب قيود الإغلاق والتباعد الاجتماعي. وخلال حديثه، انقطع صوت الميكروفون للحظات قبل أن يسخر ترمب من ذلك قائلاً: «تُرى مَن فعل ذلك، لا أعتقد أنه جو النائم، وإنما هي بالتأكيد هيلاري كلينتون المحتالة». وبنسلفانيا إحدى الولايات الست التي يتعيّن على ترمب الفوز فيها للبقاء في سدة الرئاسة لولاية جديدة. وتُظهر الاستطلاعات تقدّم بايدن فيها، علماً بأن استطلاعاً مشتركاً لوكالة «رويترز» للأنباء ومركز «إيبسوس» أظهر أن الفارق يتقلّص بشكل طفيف. وفي انتخابات 2016 فاز ترمب في هذه الولاية التي تعد معقلاً للديمقراطيين.

 

5 طرق أمام الأميركيين للتصويت في الانتخابات الأميركية

أ.ف.ب) واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

قبل أقل من أسبوعين تقريباً من يوم الانتخابات الرئاسية، أدلى نحو 27 مليون أميركي بأصواتهم حتى صباح الاثنين، عبر البريد أو حضورياً في الانتخابات المبكرة التي شهدتها بعض الولايات. وهذا عدد كبير مقارنة بعدد الناخبين الذين صوتوا باكراً في عام 2016، والذين وصل عددهم إلى مليون ونصف تقريباً في مثل هذا الوقت من العام. وبحسب الأرقام فإن أغلبية هؤلاء الناخبين هم من الديمقراطيين؛ إذ وصل عدد طلبات البطاقات الانتخابية البريدية في صفوف الناخبين الديمقراطيين إلى ضعف طلبات الناخبين الجمهوريين في بعض الولايات. ففي ولاية فلوريدا على سبيل المثال أرسل أكثر من 960 ألف ناخب ديمقراطي بطاقاتهم الانتخابية مقارنة بـ564 ألف جمهوري. ويُعد هذا الفارق الكبير في التوجهات الانتخابية طبيعي في ظل الهجمات المتتالية للرئيس الأميركي دونالد ترمب على عملية التصويت عبر البريد، الأمر الذي أدى إلى تشكيك الناخبين الجمهوريين في أسلوب التصويت هذا، والسعي للتصويت بشكل حضوري، بينما شجع المرشح الديمقراطي جو بايدن الناخبين الديمقراطيين للتصويت مبكراً وعبر البريد. وقد بدأ الرئيس الأميركي هجماته العنيفة على عمليات التصويت عبر البريد في أبريل (نيسان)، إثر إعلان عدد من الولايات الأميركية عن توسيع نظام التصويت عبر البريد، تفادياً لتفشي فيروس «كورونا». وازدادت الاتهامات بالغش مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية؛ لكن ما مدى صحتها؟ وما الفوارق في وسائل التصويت المختلفة؟ بداية، تجدر الإشارة إلى أن التصويت الغيابي هو تقنياً نفسه التصويت عبر البريد، إذ يدلي الناخبون بأصواتهم في عمليتي التصويت المذكورتين عبر البريد، مع بعض الفوارق البسيطة التي نشرحها بالتفصيل فيما يلي، إضافة إلى عرض عمليات التصويت المختلفة التي يحق للناخب الأميركي استخدامها.

التصويت الغيابي

بدأت هذه العملية خلال الحرب الأهلية، للسماح للجنود الذين يخوضون معارك في ولايات أخرى بالتصويت غيابياً عبر البريد. ومع مرور السنين توسعت العملية لتشمل الأشخاص الذين سيغيبون عن ولاياتهم يوم التصويت الرسمي، إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وأشخاص آخرين لديهم أسباب أخرى لعدم إمكانية تصويتهم حضورياً. اليوم، يمكن لسكان الولايات الخمسين أن يصوتوا غيابياً من دون سبب، باستثناء بعض الولايات التي تطلب سبباً واضحاً للتصويت غيابياً. هناك 34 ولاية إضافة إلى واشنطن العاصمة تسمح بالتصويت غيابياً من دون عذر، بينما خففت الولايات الأخرى من شروط التصويت غيابياً بسبب فيروس «كورونا». وهناك كثير من الدعاوى القضائية حالياً لدفع بقية الولايات إلى إلغاء الشروط أو تجميدها، أو السماح بعذر «الخوف من التقاط عدوى (كورونا)» للتصويت غيابياً. وتتم عملية التصويت الغيابية عبر البريد.

2ـ التصويت عبر البريد

بما أن أغلبية الناخبين في عملية التصويت الغيابية أصبح بإمكانهم التصويت بهذا الشكل من دون عذر لغيابهم، بدأ المسؤولون عن الانتخابات في استعمال توصيف التصويت عبر البريد بدلاً من التصويت الغيابي. وتُعد الإجراءات للتصويت عبر البريد هي الإجراءات نفسها المتبعة في عملية التصويت الغيابي؛ إذ على الناخب أن يقدم طلباً رسمياً عبر الدوائر الرسمية للتصويت بهذه الطريقة، ويتم إرسال بطاقة انتخابية باسمه إلى عنوانه.

3ـ التصويت الشامل عبر البريد

هناك بعض الولايات التي سمحت بالتصويت الشامل عبر البريد، حتى قبل انتشار فيروس «كوفيد- 19»، كواشنطن وأوريغون وهاواي وغيرها. ويتم إرسال بطاقات انتخابية إلى كل ناخب مسجل في هذه الولايات لكي يستطيع التصويت عبر البريد. ومع تفشي فيروس «كورونا»، قرر عدد كبير من الولايات اعتماد التصويت الشامل. في هذه الحالة لا يحتاج الناخب إلى تقديم طلب رسمي للحصول على بطاقة اقتراع، فالمسؤولون في الولاية يرسلون هذه البطاقات إلى كل الناخبين المسجلين. وهناك عدد صغير من مراكز الاقتراع المفتوحة في الولايات التي تسمح بالتصويت الشامل، في حال قرر الناخبون التصويت حضورياً.

إذن، الفارق بين التصويت الغيابي والتصويت الشامل عبر البريد هو أن على الناخب أن يقدم طلباً رسمياً للحصول على بطاقته الانتخابية عبر البريد في حال تصويته غيابياً، بينما هذه البطاقة تصله من دون طلب رسمي في حال التصويت الشامل عبر البريد؛ لكن في الحالتين على الناخب أن يكون مسجلاً بطريقة رسمية في النظام الانتخابي. هذا يعني أن عليه أن يملأ استمارة فيها عنوانه الرسمي ورقم بطاقة الهوية الخاصة به، أو رقم ضمانه الاجتماعي.

التصويت المبكر

هناك ولايات كثيرة تسمح بالتصويت المبكر قبل الانتخابات. هذا التصويت يكون حضورياً في بعض مراكز الانتخابات المخصصة له؛ حيث يعبئ الناخب استمارته الانتخابية في المركز ويسلمها باليد إلى الموظفين هناك. وتبدأ هذه العملية قبل 45 يوماً من الانتخابات في بعض الولايات، بينما تتأخر في ولايات أخرى لتبدأ قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات. وتهدف هذه الطريقة إلى استقطاب مزيد من الناخبين للتصويت، والتخفيف من الازدحام يوم الانتخابات.

5ـ التصويت حضورياً

هو التصويت التقليدي؛ حيث يتوجه الناخب إلى صناديق الاقتراع ويدلي بصوته هناك. ويعد التصويت المبكر تصويتاً حضورياً أيضاً. وعلى الرغم من انتقادات الرئيس المتكررة لنظام التصويت عبر البريد، فإنه بدأ في تغيير لهجته بعض الشيء، وذلك بعد تململ الحزب الجمهوري من هذه الانتقادات، وتخوفه من تأثير هذا سلباً على اندفاع الجمهوريين للتصويت؛ خصوصاً في ولايات كفلوريدا التي تعاني من تفشي الفيروس بشكل كبير.

هل تتأخر نتيجة التصويت عبر البريد؟

هذا يعتمد على كمية الأصوات، ويتوقع أن يكون عددها كبيراً هذا العام بسبب زيادة عدد الناخبين الذين سيصوتون بهذه الطريقة خوفاً من «كورونا»؛ لكن الولايات التي اعتمدت على طريقة التصويت هذه تؤكد جهوزيتها لاحتساب الأصوات من دون تأخير يذكر.

ما الخدمة التي يستعملها

الأميركيون لإرسال أصواتهم؟

يستعمل الأميركيون خدمة البريد الرسمية. ويقول الرئيس الأميركي إن الخدمة هذه غير قادرة على تحمل كمية هائلة من البريد الانتخابي، وإن هذا سيؤثر على العملية الانتخابية سلباً؛ لكن خدمة البريد الممولة فدرالياً رفضت هذه الاتهامات، وأكدت أنها على أهبة الاستعداد لموسم الانتخابات الرئاسية. كما يمكن للأميركيين طلب بطاقات انتخابية عبر البريد وملؤها، ثم وضعها في علب خاصة بالبطاقات الانتخابية في مواقع معينة موزعة في كل ولاية.

هل يستفيد الديمقراطيون

أكثر من الجمهوريين في عملية التصويت عبر البريد؟

لا، فبحسب الدراسات، ليس هناك دليل على أن عملية التصويت عبر البريد ترجح الكفة لصالح أي حزب من الحزبين. ويقول رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، ثاد كوسر، إن التصويت عبر البريد يساعد كبار السن والناخبين الذين يعيشون في الضواحي، وهم غالباً ما يصوتون لصالح الجمهوريين. ويضيف كوسر: «هناك كثير من الجمهوريين الذين يتم انتخابهم في المناطق التي تصوت عبر البريد. الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء يقدِّرون فرصة التصويت عبر البريد».

 

بايدن والعودة المستحيلة للدبلوماسية الأميركية «التقليدية»

واشنطن/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

يختصر المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن سياسته الخارجية باستعادة زعامة الولايات المتحدة، ويهدف، على ما يبدو، إلى نسف ما تحقق في حقبة الجمهوري دونالد ترمب، لكن في حال انتخابه رئيساً، فسيكون عليه التعامل مع عالم مختلف ولا يمكنه الاكتفاء بمجرد عودة إلى الوراء. كتب نائب الرئيس السابق في نشرة «فورين أفيرز» في بداية السنة الحالية أن «مصداقية وتأثير الولايات المتحدة في العالم تراجعا منذ أن غادر الرئيس باراك أوباما وأنا السلطة». ووعد بأن يعمل «لتقود أميركا مجدداً العالم». وفي كثير من القضايا؛ يبدو التناقض مع ترمب واضحاً، حسبما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. فبايدن يريد الانضمام مجدداً ومن اليوم الأول لولايته الرئاسية، إلى «اتفاق باريس» حول المناخ الذي انسحب منه الرئيس الجمهوري، ثم إعادة العلاقات مع منظمة الصحة العالمية التي جرى التخلي عنها في أوج وباء «كوفيد19». وهو يقترح تنظيم «قمة للديمقراطيات» في السنة الأولى من ولايته الرئاسية لتلميع صورة الولايات المتحدة، وتأكيد تمسكها بالتعددية من جديد بعدما هوجمت لأربع سنوات، ثم التقرب من جديد من حلفاء غربيين أساءت دبلوماسية ترمب معاملتهم. وترى سيليا بيلين، من مركز «بروكينغز إينستيتيوشن» أن «هناك خطراً» في أن يكون بايدن (77 عاماً) يرى العالم كما كان عندما انتهت ولايته وليس كما هو اليوم، وأن تغريه فكرة مجرد «العودة إلى الوضع الطبيعي». وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «العالم تغير، وترمب غير اللعبة في كثير من المواضيع إلى درجة أن هذا لم يعد ممكناً». من جهتها، قالت كاترينا ماليغان، من مركز «أميريكان بروغريس (التقدم الأميركي)» القريب من الديمقراطيين: «بشكل عام؛ لا أعتقد أن السياسة الخارجية لبايدن ستكون إعادة صياغة للسياسة الخارجية في عهد أوباما». وأضافت: «سيكون على هذه الرئاسة التعامل مع صعود الاستبداد من جديد وواقع أن الديمقراطية لم تعد في طور الاتساع في جميع أنحاء العالم». من جهته؛ حذر وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمان بون، من أن القارة العجوز يجب ألا تعدّ في حال حدث التغيير، أن «الوضع سيكون كما كان قبل انتخاب الرئيس ترمب». وأضاف لصحافيين في واشنطن: «باعتقادي؛ ستستمر توجهات معينة في رئاسة ترمب - الضغط على الاتحاد الأوروبي بشأن مشاركته في الجهود الدفاعية والحزم في مجال التجارة والمواجهة مع الصين - بطريقة أو بأخرى». وبمعزل عن أسلوبيهما المتناقضين وتكتيكاتهما المختلفة، يلتقي بايدن وترمب حول عدد من القضايا الكبرى. فقد حاول ترمب حديث العهد بالسياسة «وضع حد للحروب التي لا تنتهي» وبدأ؛ من دون مشاورة، سحب الجنود من سوريا والعراق وأفغانستان. أما بايدن، السيناتور لـ36 عاماً، فسيتولى المنصب مُحملاً بأعباء كبيرة بعدما صوت خصوصاً لمصلحة الحرب على العراق في 2003، لكنه اعترف بأن ذلك كان «خطأ» وغير موقفه مع تعبير الرأي العام عن ملل متزايد من النزعة التدخلية الأميركية. لذلك، فمن غير المرجح أن يرسل بايدن قوات كبيرة إلى أفغانستان؛ بل سيعتمد على مهام القوات الخاصة في مكافحة الإرهاب. ويبدي بايدن، الذي يمثل طبقة حاكمة تأمل منذ فترة طويلة في أن تتحول الصين إلى الديمقراطية مستفيدة من انفتاحها الاقتصادي، تبديل في موقفه في هذا الشأن أيضاً بينما تتواجه واشنطن وبكين، على ما يبدو، في حرب باردة جديدة. ويصر المرشح الديمقراطي حالياً على أن «الولايات المتحدة يجب أن تكون حازمة مع الصين»، كما لو أنه يسعى إلى تجنب انتقادات ترمب الذي يتهمه بأنه «ضعيف» ويمكن التلاعب به بسهولة. ويرى بيل بيرنز، الدبلوماسي السابق الذي يرأس حالياً «مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي»، أن إدارة هذه المنافسة الاستراتيجية ستحدد «نجاح أو فشل السياسة الخارجية للولايات المتحدة». وقال بيرنز إن إدارة بايدن ستركز أكثر على إنشاء شبكة من التحالفات في آسيا «ليس بهدف منع صعود الصين لأن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل ذلك، بل من أجل رسم بيئة نشأتها». وتبقى معرفة ما إذا كان بايدن سيعتمد في حال فوزه على هوامش مناورات أوجدها الرئيس الحالي، فيما يتعلق بالصين والتجارة والمواجهة النووية مع إيران أو كوريا الشمالية، أم إنه؛ كما تساءلت سيليا بيلين، «سيميل، كما فعل ترمب، إلى محو كل ما فعله سلفه ليبدأ من الصفر؟». وأوضحت أنه «يمكن أن يواجه بذلك شركاء منهكين».

 

ترمب يكثف حملته للفوز بأصوات بنسلفانيا... وبايدن يستعد للمناظرة/إسكات الميكروفونات لمنع أي مرشح من مقاطعة منافسه أثناء المناظرة الأخيرة

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب القواعد التي وضعتها لجنة الإشراف على المناظرات الرئاسية، ولا سيما إغلاق الميكروفونات، لمنع أي مرشح من مقاطعة المرشح الآخر خلال المناظرة الثانية الأخيرة مع خصمه اللدود نائب الرئيس السابق جو بايدن غداً الخميس. وحمل بشدة على قرار المحكمة العليا التي سمحت لمسؤولي الانتخابات بمواصلة فرز الأصوات المرسلة بالبريد لثلاثة أيام بعد يوم الانتخابات في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وبعد الفوضى التي حصلت خلال المناظرة الأولى التي شهدت كثيرا من المقاطعة والإهانات بين ترمب ومنافسه نائب الرئيس السابق جو بايدن، وفي إجراء لضبط المدة الزمنية المحددة بدقيقتين المخصصة لكل من المرشحين خلال ردود كل منهما على أسئلة مديرة المناظرة الصحافية كريستن ويلكير من شبكة «إن بي سي» الأميركية للتلفزيون، قررت اللجنة اتخاذ الإجراء المتعلق بإسكات الميكروفونات لإلزام ترمب وبايدن باحترام توقيت كل منهما في الإجابات. لكن ترمب الذي أكد أنه سيشارك في المناظرة التي تجري في مدينة ناشفيل بولاية تنيسي، قال عبر شبكة «فوكس نيوز» صباح الثلاثاء إن «الأمر برمته جنوني. إنه مرتب للغاية. إنه أمر لا يصدق، لقد انتصرنا لفترة طويلة»، مضيفاً أن «هؤلاء ليسوا أشخاصاً طيبين. هذه اللجنة - كثير من الأشياء المضحكة تجري على الميكروفون».

وتهدف القواعد التي أعلنتها اللجنة إلى تجنب الفوضى التي شهدتها المناظرة الأولى، عندما اضطر مدير المناظرة كريس والاس إلى مطالبة المرشحين، وبخاصة ترمب، مراراً وتكراراً بالتوقف عن مقاطعة بايدن والتي بلغت 40 مرة. وستكون مناظرة الخميس الفرصة الأخيرة لترمب لإضعاف بايدن المتقدم في استطلاعات الرأي الأخيرة قبل الانتخابات في 3 نوفمبر المقبل. وقبل أسبوعين من هذه الانتخابات، يتصارع المرشح الجمهوري مع منافسه الديمقراطي بغية الاستحواذ على أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة التي كانت مفتاح الفوز لترمب عام 2016. ومنها ولاية بنسلفانيا التي كان مقرراً أن يزورها للمرة الثانية أمس الثلاثاء مع زوجته ميلانيا، في أول ظهور علني لها بعد إصابتها بفيروس «كوفيد - 19» أوائل الشهر الحالي. وأعلنت حملة ترمب رصد حملة إعلانية بقيمة 55 مليون دولار للوصول إلى الناخبين الأكبر سناً في الولايات المتأرجحة ومنها بنسلفانيا حيث تشير الاستطلاعات إلى ميلهم لمصلحة بايدن. وجاء ذلك غداة سماح المحكمة العليا لمسؤولي الانتخابات بمواصلة فرز الأصوات المرسلة بالبريد ويجري تسلمها بعد ثلاثة أيام من يوم الانتخابات، مستشهدة بالوباء والتأخيرات البريدية. ويعد الحكم انتصاراً للديمقراطيين الذين كانوا يضغطون لتوسيع نطاق الوصول إلى التصويت في ظل الوباء.

وكان ترمب زار ولاية أريزونا مساء الاثنين، في إطار مساعيه لتقليص الفجوة في استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم بايدن بفارق ثماني نقاط مئوية على المستوي الوطني. وفي بنسلفانيا يتقدم بايدن بنسبة 48.8 في المائة مقابل 45 في المائة لترمب. ويتقدم بايدن أيضاً في كل الولايات المتأرجحة التي يعتقد أنها ستقرر نتيجة الانتخابات، ومنها أريزونا وميشيغن وكارولاينا الشمالية وويسكونسن. وفاز ترمب في بنسلفانيا بأكثرية 44 ألف صوت فقط عام 2016. وأطلق ترمب حملة تخويف وتحذير واتهامات ضد بايدن الذي وصفه أمام حشد انتخابي في أريزونا بأنه «مجرم»، مشيراً إلى صفقات عقدها ابنه هانتر مستغلا منصب أبيه.

ولا يتعلق خطاب ترمب الجذري بوعوده أو رؤيته لولاية ثانية، بل يتعلق أكثر بسنواته الثلاث الأولى في المنصب، شارحاً قائمة طويلة من «الإنجازات»، بدءاً من إصلاح العدالة الجنائية، وفتح العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وإنشاء قوة الفضاء، وزيادة الإنفاق العسكري، واختياره المحافظ للمحكمة العليا، والصفقات التجارية، وما يتعلق ببناء الجدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك. ويتمنى الاستراتيجيون الجمهوريون أن يقضي ترمب وقتاً أطول في الحديث عن الاقتصاد، وهو مجال قوة له بعدما أدى الوباء إلى إغلاق الشركات والمدارس، وطرد الملايين من العمل.

ويقول المحللون إن ترمب يواجه معركة أكثر صعوبة الآن مما حصل عام 2016 في مواجهة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. في الجانب الآخر، يستعد المرشح الديمقراطي جو بايدن في منزله بولاية دالاوير للمناظرة من دون أن يقوم بأي جولات انتخابية منذ زيارته إلى ولاية نورث كارولاينا الأحد. وهو يعتمد على الرئيس السابق باراك أوباما الذي سيزور بنسلفانيا اليوم الأربعاء للترويج لبايدن والحزب الديمقراطي.

 

الشرطة تحمي المساجد في مدينتين فرنسيتين بعد تهديدات

باريس/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، اليوم (الأربعاء)، إنه طلب من السلطات المحلية وضع المساجد في مدينتي بوردو وبيزييه في جنوب غربي فرنسا تحت حماية الشرطة بعد تلقيها تهديدات أو أعمال عنف. وكتب الوزير على «تويتر» اليوم: «مثل هذه الأعمال غير مقبولة على أرض الجمهورية»، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. وذكرت إذاعة «فرانس بلو» على موقعها الإلكتروني في وقت متأخر من مساء أمس (الثلاثاء)، أن مسؤولي مسجد الرحمة في بيزييه رفعوا شكوى للشرطة بعد تلقيهم رسائل كراهية على «فيسبوك»، منها دعوة لحرق المسجد. تأتي التهديدات بعد أيام من قتل شاب شيشاني مدرس تاريخ فرنسياً بقطع رأسه بعد أن عرض رسوماً مسيئة للنبي محمد على تلاميذه في مدرسة بشمال غربي باريس. وعرضت محطة الإذاعة رسالة على «فيسبوك»، حُذفت بعد ذلك، تدعو إلى تكريم المُدرس القتيل بحرق مسجد بيزييه. وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس للبرلمان، أمس، إن فرنسا في حاجة إلى قانون لمكافحة تهديد حياة الآخرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

 

الكاظمي يؤكد تطلع العراق إلى شراكة حقيقية مع ألمانيا/ميركل أشادت به وببرنامجه الإصلاحي وأكدت وقوف برلين إلى جانب بغداد

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

لاقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي دعماً واسعاً في برلين؛ محطته الأوروبية الثانية التي وصل إليها أمس من باريس وغادرها لاحقاً متوجهاً إلى لندن. وأثنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على الكاظمي وبرنامجه الإصلاحي، وأكدت أن ألمانيا ستقف إلى جانب بغداد في طريقها «نحو الاستقرار والأمن والنمو الاقتصادي». وشددت ميركل في تصريح صحافي سريع قبيل بدء لقائها الكاظمي، على ضرورة استمرار الدعم الدولي للعراق في الحفاظ على أمنه ومواجهة التحديات التي يمثلها التهديد بعودة تنظيم «داعش». وقالت إن التنظيم الإرهابي «يبقى تهديداً للمنطقة وأبعد»، مضيفة أن ألمانيا «تبقى ملتزمة بمساندة العراق في معركته هذه». وكررت ميركل في كلمتها كثيراً من كلام الإطراء على حكومة الكاظمي، ورأت أن قرار الدعوة لانتخابات مبكرة العام المقبل يعزز «من ثقة الناخبين بمؤسسات الدولة». وتعهدت بوقوف بلادها إلى جانب العراق في أجندته «الطموح» لتحقيق إصلاحات اقتصادية وتقوية القطاع الخاص. بدوره، أكد الكاظمي أن العراق يتطلع إلى شراكة حقيقية مع ألمانيا. وقال الكاظمي إنه جاء إلى برلين ليؤكد «التزام العراق برغبته في إقامة علاقات وثيقة والتطلع لشراكة حقيقية». وأقر الكاظمي بأن «العراق يمر بأوقات صعبة بسبب (كورونا)، لكننا شرعنا في برنامج طموح لإعادة هيكلة وبناء الاقتصاد العراقي».

ووافقت الحكومة الألمانية الشهر الماضي على تمديد مهمة القوات الألمانية العاملة ضمن التحالف ضد «داعش» في العراق، ويبقى أن يصوت البوندستاغ (البرلمان الألماني) على قرار التجديد نهاية الشهر الحالي. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قبل شهر في كلمة ألقاها أمام البوندستاغ يحثه فيها على تمديد مهمة القوات الألمانية في العراق، إن حكومة الكاظمي «لديها برنامج إصلاحات طموح»، وأنه يتعين دعمها في التحديات الأمنية. وأثنى حينها كذلك على ما قال إنها محاولات من الكاظمي للتوفيق والموازنة بين النفوذ الأميركي والنفوذ الإيراني في المنطقة. وتحدث عن تعهد رئيس الوزراء العراقي بملاحقة المسؤولين عن التهديدات المتزايدة ضد ناشطين عراقيين بل واغتيال بعضهم.

 

«الوطني الليبي» يشترط انسحاب تركيا لإنجاح محادثات جنيف/قوات «الوفاق» تعلن استمرار إغلاق طريق الجفرة

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

وسط تفاؤل حذر، اشترط «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، مجدداً انسحاب تركيا و«المرتزقة الموالين لها» في صفوف قوات حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، لنجاح الجولة الرابعة من محادثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5)، التي تمثل الطرفين، والتي دخلت أمس يومها الثاني على التوالي، تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية. ومن المقرر أن يبدأ السراج اليوم زيارة لمدة يومين إلى العاصمة الإيطالية روما، برفقة وزيري الخارجية والداخلية، لإجراء محادثات تتعلق بإدارة تدفقات الهجرة، والتعاون الثنائي الاقتصادي، وتطورات الأزمة الليبية، وفقاً لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء.

وكانت إيطاليا قد رحبت في بيان لوزارة خارجيتها باستئناف مفاوضات جنيف، وعدت هذه الخطوة «مساهمة مهمة في اتجاه حل سياسي لأزمة ليبيا، تدعمه بقناعة». ومن دون الخوض في التفاصيل، أعلنت البعثة الأممية في بيان مقتضب أمس، عن انطلاق أعمال اليوم الثاني من محادثات جنيف، بتسيير من رئيستها بالإنابة ستيفاني ويليامز. بينما قال السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند أمس، إنه تشاور أول من أمس خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، «بشأن دعم حوار المنتدى السياسي الليبي القادم، وكيف سيسمح هذا لليبيا باستعادة سيادتها». وقال نيكوس، في بيان أمس، إن المحادثات الهاتفية، التي شملت أيضاً السفير الأميركي لدى اليونان، جيفري بيات، «ناقشت التطورات السياسية الأخيرة في ليبيا»، في إطار ما وصفه باتصالاته المنتظمة مع المحاورين الدوليين بشأن الوضع هناك.

ويتعيّن على اللجنة العسكرية المشتركة، التي تضم 5 عسكريين من قوات «الجيش الوطني»، و5 من قوات حكومة «الوفاق»، انبثقت عن قمة دولية عُقدت في يناير (كانون الثاني) الماضي في برلين، تحديد شروط وقف إطلاق نار مستدام، مع الانسحاب من مواقع عسكرية.

ونقلت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة «الوفاق» عن آمر التوجيه المعنوي بالمنطقة الوسطى التابعة لها، وجود ما وصفه بتوافق بين وفدي اجتماعات «5+5» حول إخلاء مدينة سرت من المظاهر المسلحة. لكن مصادر في «الجيش الوطني» قالت في المقابل إن قوات الجيش لا تنوي الانسحاب من سرت في الوقت الراهن، دون الخوض في التفاصيل.

وحدد اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني» في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، أولويات وفد الجيش في محادثات جنيف، وعلى رأسها إيجاد صيغة لوقف دائم لإطلاق النار، وتبادل إطلاق المحتجزين.

وطالب المسماري بضمانات دولية لخروج الأتراك و«المرتزقة»، وكل الأجانب من الأراضي الليبية، واستبعد الوصول إلى مصالحة وطنية شاملة على المستويات كافة، في ظل تعزيز تركيا لوجودها العسكري على الأرض، ووجود ميليشيات مسلحة لديها قيادات متطرفة، لافتاً إلى «بارقة أمل» في المحادثات، تمثلت بوقوف جميع المشاركين احتراماً للنشيد الوطني للبلاد.

بدوره، اعتبر اللواء خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي بـ«الجيش الوطني»، أن اجتماع جنيف الذي يمثل أول لقاء مباشر من نوعه، بعد أن كانت اللقاءات تتم بوساطة البعثة الأممية، «أظهر مدى المسؤولية التي يتحلى بها الأعضاء، الذين فتحوا النقاش في أجواء إيجابية حول مختلف التفاصيل لرسم خطوات، تؤدي إلى قيام المؤسسة العسكرية بدورها في تحقيق الاستقرار والأمن».

واعتبر المحجوب، في تصريحات إعلامية مساء أول من أمس، أن المسار العسكري والأمني «هو الركيزة الأهم لتحقيق ما ينتظره الليبيون في بلدهم، وهو أساس أي عملية استقرار مستقبلية تؤدي إلى توافق حقيقي، ينهي الفوضى والانقسام، وفقاً لمخرجات برلين ومبادرة القاهرة».

من جانبه، أكد خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الموالي لحكومة «الوفاق»، خلال اجتماعه مساء أول من أمس بالعاصمة طرابلس مع قيادات عسكرية من حكومة «الوفاق»، حرص المجلس على التمسك بما وصفها «الثوابت الوطنية» في كل مسارات وجولات الحوارات. موضحاً أنه أكد أيضاً على مدنية الدولة والدفاع عن شرعيتها، خلال اللقاء الذي ناقش أيضاً آخر التطورات العسكرية والميدانية، بالإضافة إلى مسارات الحوارات الجارية.

في غضون ذلك، أكدت غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة، التابعة لقوات حكومة «الوفاق»، مجدداً، أن كل الطرق الرئيسية والفرعية الواقعة بمنطقة جنوب أبوقرين والوشكة باتجاه الجفرة «تعتبر مغلقة نهائياً، ولن يسمح بحركة المسافرين من خلالها إلا بتعليمات غرفة العمليات الميدانية»، وهددت في بيان لها أمس بأن «من سيخالف ذلك عليه تحمل المسؤولية الكاملة تجاه ما سيحدث». ولم تعلن الغرفة عن مبررات هذا القرار المفاجئ، الذي يتزامن مع تأكيد مصادر بـ«الجيش الوطني» رصد حشد عسكري لقوات حكومة «الوفاق» في المنطقة، التي تقع وسط ليبيا على بعد 650 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة طرابلس، وتضم 5 بلدات صغيرة (سوكنة وزلة والفقهاء وودان وهون)، بما فيها قاعدة الجفرة الجوية، ثالث أكبر قاعدة في البلاد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من يملك كلمة سرّ “الإشتباك الطائفي” في لاسا؟

نوال نصر/نداء الوطن/20 تشرين الأول/2020

فجأة، بلا “أحم ولا دستور”، شاء من شاء وضع منزل جاهز في أملاك مطرانية جونية المارونية. وحين طالبت الكنيسة بحقِها انتفض من انتفضوا معلنين: لا نثق بالقضاء وممنوع دخول القوى الأمنية الى لاسا، والقوات اللبنانية متهمة… فهل هو فصل جديد من حكايات إبريق الزيت في المدينة الجبيلية أم هو اعتداء قد يبدأ “لهوة” (إلهاء) وينتهي فتنة؟ لا نثق بالقضاء. إنه مسيّس. ممنوع دخول القوى الأمنية الى لاسا. فهي طرف لا حكم. نتهم القوات وزياد حواط و…و… وكلام كثير صدر هناك، في لاسا، بينما كان الشيخ أحمد العيتاوي ومجموعة مرافقين يطردون القوى الأمنية من المدينة، ليعود عناصرها فجر البارحة، قبل تسلل الضوء، ويزيلوا الإعتداء عن املاك الكنيسة. فهل انتهى الأمر هنا؟

لا شيء يوحي هناك، في لاسا، أن لا ارتدادات الآن لهذا الفصل الأخير من حكاية الأراضي المتنازع عليها المتمادية، لكن بالنسبة الى غد أو بعده أو ما بعد بعد بعده فلا أحد يدري. فنحن في لاسا، كما في لبنان، في تربة متحركة قادرة أن تبلع “بكلمة سر”، من هنا أو من هناك، أي استقرار.

قبل ستة أشهر بالتمام والكمال، في أيار الماضي بالتحديد، “إستقوت” جماعة شيعية على الكنيسة المارونية التي منحت خمسين عائلة، بينها ثماني عائلات شيعية، حق استثمار أراضيها في هذه الأيام الصعبة. ويومها كتب مسؤول “حزب الله” في لاسا أحمد العيتاوي “يللي حابب يزرع بطاطا بدنا نفرمو متل ما بيفرمو السلاطة”. وصلت الرسالة. ولكن، الكنيسة أعلنت بالفم الملآن رفضها للغة الإستقواء. مرّ القطوع. وها قد تكرر من جديد، بقرار صدر من مكان ما، بوضع بيت جاهز في أرض مملوكة من الكنيسة، وتحديداً من مطرانية جونية المارونية، ورُكّزت في المكان راية حسينية. أليس هذا التصرف رسالة أخرى واضحة كما الشمس؟ شوقي الدكاش، النائب الكسرواني في كتلة الجمهورية القوية، يتحدث عن القانون والقضاء والحق والعدل والعيش معاً ويقول “الأرض ممسوحة بالكامل ومسجلة نهائياً وأي اعتراض يكون ضمن المؤسسات والقضاء لا “بالعنتريات”. وماذا عن اتهام القوات التي لا ناقة لها ولا جمل في القضية؟ يجيب “ليت كل الناس يعرفون كيف عشنا معاً، مسيحيين وشيعة، في لاسا خلال الأحداث. وأتذكر الآن إصرار سمير جعجع، في ذاك الوقت، على توفير كل الحماية الى السكان كي يبقوا في أمان وسلام. عشنا دائماً كبيت واحد. وها نحن نسمع، فجأة، عن دسّ إسم القوات في اعتراض البعض على نزاع قائم بينهم وبين مطرانية جونية. فليحتكموا الى القضاء. وأنا جدّ مقتنع أنه طالما يوجد مؤسسات وقضاء وقوى أمنية فلن يتطور أي خلاف الى فتنة”.

لا فتنة. الآن. لكن، ماذا لو تكرر “الشحن الطائفي” في فترة زمنية مثقلة بالتحديات الكثيرة؟ وماذا عن تلك الأرض الجبيلية المشحونة بالنزاعات التي تتبلور غالباً طائفياً؟

المحامي أندريه باسيل هو وكيل وقف مطرانية صربا المارونية. والمحامي ضياء الدين زيبارة هو الوكيل القانوني للمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى. نقرأ في الموقعين، اللذين يمثلان طرفي النزاع، الشيعة والموارنة! فهل نحن أمام نزاع طائفي كامن وراء نزاع عقاري ظاهر؟

المحامي باسيل يستغرب “كيف يتحول في بلادنا المجنى عليه الى الجاني” ويشرح “هناك شهادات قيد خضراء (سندات ملكية) وهذه العقارات المملوكة من المطرانية ليست ممسوحة إختيارياً وحسب بل نهائياً أيضاً. وملكيتنا ثابتة”. ويستطرد: “تدخل القضاء بعدما ثبت لديه أن الإعتداء على ملكية خاصة”.

المحامي الخصم زيبارة يعرّف عن نفسه “أساهم في إيجاد حلول لملفات لاسا منذ العام 2012 وجلسنا إلى طاولة وزير الداخلية في العام 2013 مروان شربل لحل النزاع على الأراضي”.

نُصغي الى زيبارة الذي سبق وتحدث في بيان أصدره عن “خلافات قانونية تمارسها الكنيسة” وعن استحصال الكنيسة “بالمواربة” و”خلافاً للأصول” و”باستغلال السلطة التي كانت تتمتع بها” على شهادات قيد خلافاً للأصول، وعن “ارتداد الأبرشية” عن اتفاقات سابقة… وطبيعي أن نسأله بعد كل هذه العبارات أننا نشعر وكأننا أمام خلاف شيعي مسيحي، لا أمام خلاف بين أصحاب الحق وهم مطرانية جونية المارونية وسكان في لاسا فيجيب: “القانون يقول ان المجلس الشيعي هو الذي يتكلم باسم ابناء الطائفة الشيعية ويدافع عن حقوقهم، ناهيك ان الكنيسة هي التي سبق وتواصلت في العام 2016 مع المجلس الشيعي الأعلى، عبر المطران عبد الساتر على ما أظن، من اجل دخول المجلس على الخط”.

ما رأي المحامي باسيل في مشهد لاسا اليوم والبارحة وقبل ستة أشهر وفي أعوام 2011 و2013 و2016 وفي كل الخلافات التي تستشري كلما “دق الكوز في الجرة” أو صدرت كلمة سرّ ما؟ يجيب “الكنيسة تطالب كونها مالكة العقارات وليس بالنيابة عن الشعب المسيحي بل هي تطالب بملكٍ خاص، أما المجلس الشيعي الأعلى فيتكلم باسم الطائفة الشيعية وليس عن المالكين المفترضين. من هنا يبدأ الخلل. ومن ميل آخر، نسمع وكيل المجلس الشيعي الأعلى يدافع عن طائفة لا عن موكلين. وإذا كانت الكنيسة تنسق مع المجلس الشيعي الأعلى من أجل عدم سماح البعض باستخدام الطائفة الشيعية في لاسا في تأجيج الخلافات فهذا ليس معناه أنها هي التي طلبت اختصار كل العلاقة القانونية معه. فليس لها الحق في ذلك. وإذا كان لبعض المواطنين في لاسا حقوق فليطالبوا بها في القضاء”.

لكن، زيبارة قال إن المجلس الشيعي الأعلى مخول قانونياً بأحوال طائفته؟ يجيب باسيل “في لقاء سابق مع ممثل المجلس قال لنا: “نتمنى أن يرضى الأهالي على المفاوضات”! وهذا معناه أن لا تفويض من الأهالي له.

من يغص في مشكلة لاسا يعُد الى الوراء أكثر من ثمانين عاماً، اذ يبدأ جميع الأفرقاء في التحدث عن مسح العام 1939 وتظهر البيانات الرسمية من الطرفين وتكثر مسميات شهادات القيد والصكوك الخضراء والمسوحات. في المقابل نسمع من ينادي مجدداً “لا، لا نثق بالقضاء” فما رأي زيبارة؟ بدل أن يجيب يردد: “لا تُقوّليني ما لم أقله. لم أقل أن لا ثقة لي بالقضاء. نحن تحت سقف القضاء. لكن، ثمة اعتراضات منذ العام 2000 من آل حمادة الذين هم شركاء المطرانية ولم يصدر اي قرار بعد”.

زيبارة ينفعل و”يتناسى” كلاماً صدر من قلب لاسا (ممن يقول إنه يمثلهم) عن “اللاثقة بالقضاء” و”رفض دخول القوى الأمنية لاسا”. القوى الأمنية عادت ودخلت ولو فجراً فهل انتهت الأمور عند هذا الحدّ؟ هل يمكن أن تكون لاسا مشروع فتنة؟ يجيب “لا، لا يمكن ان تكون لا لاسا ولا غير لاسا مشروع فتنة. فنحن أكثر الناس تحت القانون، بدليل إزالة البيت. قصة البيت انتهت أما النزاع القضائي فلا”.

انتهت قصة البيت الجاهز في لاسا، الذي رُفعت عليه الراية الحسينية وصورة السيد حسن نصرالله، على أرض مارونية، لكن النزاع لم ينته. يبدو ان ورقة لاسا مطلوبة كما “الجوكر” حين يُستدعى الأمر. في كل حال، ما يثير الريب لماذا قرر، من قرر، وضع بيت جاهز الآن بالذات في أرض، إذا سلمنا جدلاً أنها ليست للكنيسة فهي متنازع عليها؟ لماذا تحرك الآن؟ من دفع ثمن البيت؟ هل هو تقدمة؟ ممن؟ ولماذا لم يتم وضعه في عقار آخر في الأراضي الشاسعة الواسعة؟

نعود الى المحامي أندريه باسيل. هو يستغرب كل الكلام عن قول من يفترض أنهم يفقهون بالقانون بأن “عمر الخلاف من عمر لبنان. وسؤال هؤلاء عن سبب تدخل القضاء الجزائي. هذا القضاء يتدخل حين يكون التعدي فاضحاً على ملكية خاصة” ويستطرد بسؤال: “لا يمكنك بناء بيت بلا رخصة؟ فلنسلم جدلاً أنهم إختاروا أرضاً يملكونها ليبنوا عليها أو ليضعوا بيتاً جاهزاً عليها، فهذا لا يجوز بلا رخصة”. ويجزم باسيل بأن 99 في المئة من اللبنانيين في لاسا، من شيعة ومسيحيين، غير راضين عن كل ما نراه من نزاعات. لا يحق لا للشيعي ولا لسواه إدارة المسائل طائفياً. ويستطرد بالقول “هناك اتهامات ترمى يمنة ويسرة من أجل تضليل الرأي العام”.

هو فصلٌ آخر من فصول لاسا. الحق “مع مين”؟ هو سؤالٌ لا بُدّ منه لكن قضائياً. فليذهب الجميع الى القضاء ولتكن كلمة الفصل. أما من يملكُ كلمة سرّ “الإشتباك الطائفي” فليتمهل لأننا كلنا على تربة موحلة متحركة قد تبلع، عند أي إنعطافة خاطئة، الجميع.

 

ردّاً على جريدة الأخبار: حزب الله إغتال غالب عوالي عبر “نور الدين” و “ناصر نادر” !!!

 ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال/21 تشرين الأول/2020

طالعتنا “جريدة الأخبار” التابعة لحزب الله اليوم بمقالةٍ تحمل عنوان “إسرائيليون ينشطون بغطاءٍ دبلوماسي لبناني”، وإسترسلت بذكر تفاصيل ووثائق تُنشر للمرّة الأولى على العلن، بعد صمتٍ ساد لسنين، ربّما للخلافات الّتي بدأت تتجلّى بين “جبران باسيل” وبينهم …

يطمح “جبران باسيل” للوصول إلى سُدّة الرّئاسة الأولى، وفي ظلّ عقوبات الولايات المتّحدة الأميركيّة، تظهّرت هذه الغاية أكثر إلى جانب تحييده من سيف المعاقبة والحجز على الأملاك والإقتياد للتّحقيق في واشنطن، فهمّ بمخالفة حزب الله للحفاظ على نفسه وحلمه ممّا جرّ الأخير إلى فتح ملف السّفراء السابقين المؤيّدين له سياسيّاً في “أوكرانيا” وإبداء تسهيلاتهم لأشخاص تحمل الجنسيّتين، الإسرائيليّة واللّبنانيّة في آن، بأوراقٍ مُصوّرة تُبسط على المنصّات الإعلاميّة في طَورٍ مفاجئ كأدلّةٍ وبراهين، وكانت بمثابة بداية شقّ “تفاهم مار مخايل” وتهييئ تبديل حزب الله لأحلافه …

إتّهامات حزب الله عبر جريدة الأخبار غير المباشرة:

أسهبت “جريدة الأخبار” في الحديث عن الشقيقين “جوزيف كلش” و “ناتان كلش”، المتحدّرين من منطقة المرفأ في بيروت، أي من أصلٍ لبناني، وعن كيفيّة تَيسير السفيرين “يوسف صدقة” و “كلود الحجل” شقيقة الإعلاميّة اللّبنانيّة “نيكول الحجل” لحصولهما على جوازات سفر وأوراق ثبوتيّة لبنانيّة، بصورة مخالفة للقانون، وعرّجت على تأثيم السفارة اللّبنانيّة في “كييف” بعدم إخطار الأمن العام اللّبناني بموضوع جوازات السفر أو الأوراق الثبوتيّة، في حين أنّ الأخوين “كلش” مُشتبه بهما بالتعامل مع إسرائيل ليرقى الشّك إلى إنخراطهما في جهاز الموساد -جهاز الإستخبارات الإسرائيلي الخارجي- بحسب جريدة الأخبار

بعد إفاضتها بالحديث عن التواريخ والآليّة التي مكّنت الأخوين “كلش” من الحصول على الجنسيّة اللّبنانيّة قبل أن يُقدّما طلب التّنازل عنها بغية الحصول على الأوكرانيّة، أمعنت في الحديث عن العلميّات الّتي شاركوا بها ضدّ حزب الله، من تجنيد إلى إغتيال إلى تجسّس، جنحت لذكر الأحكام القضائيّة الصادرة بحقّهما، ومن أبرزها ضلوع “ناتان إلياهو كلش” في عمليّة إغتيال “غالب عوالي” في عام ٢٠٠٤، القيادي في ميليشيا حزب الله، بتأمينه إنتقال مجموعة إسرائيلية إلى داخل الأراضي اللبنانية، حيث عملت على تنفيذ الإغتيال، وتجنيد “ميشال خليل عبدو” للعمل لصالح “جهاز الموساد” والّذي له دور في إنفاذ عمليّة الإغتيال، وختمت مقالتها بإستغرابها إستمرار البعثات الدبلوماسية اللّبنانية بالتعامل مع الأخوين “كلش” كلبنانيّين “لا حكم عليهما” …

حقيقة إغتيال “غالب عوالي” وغيره:

كان لإغتيال “غالب عوالي” إبن بلدة “تولين” الجنوبية وقعاً صادماً على الساحة الحزباللهيّة الشعبويّة، كوقع سابقتها إغتيال “علي صالح” إبن بلدة “بريتال” البقاعيّة، والّتي عقبها عمليّات عديدة لأشخاص يُعتبرون أنّهم ينامون وهم مفتوحو الأعيُن، فحزب الله هو صنيعة المخابرات الإيرانيّة، الضّليعة بالشّؤون الأمنيّة، وهذا ما أثار دهشة الكثيرين عند تناقل هكذا أنباء …

في أيار من العام ٢٠٠٩، ألقت الأجهزة الأمنيّة على “ناصر محمود عبد الله نادر” في بلدته الغندوريّة بجرم باعه الطويل في عمليّة “غالب عوالي”، وهو مسؤول سابق في حركة أمل، وخلال التّحقيق إعترف “ناصر نادر” بما هو منسوبٌ إليه وبأنّه منذ عام ١٩٩٧ يعمل لدى “جهاز الموساد” كاشفاً أسماء الأعضاء في الخليّة الّتي هو فيها، ومنهم المذكورين أعلاه، إضافةً إلى زوجته الثانية “نوال المعلوف” و “محمد عيّاد”، لكنّ ما خفي كان أعظم وأدهى …

كانت فضح “ناصر نادر” بروتوكوليّاً فقط، فهو كان على صلة وطيدة بإبن عمّه “خضر يوسف نادر”، وقام بإتمام المهمّة في وضح النّهار، دون تلقّف الجهاز الأمني لحزب الله لأيّة معالم رغم الشّبهات الكثيرة حوله، ولكن عند معرفة السّبب يبطُل العجب …

“خضر يوسف نادر” هو مسؤول وحدة الأمن والعمليّات الداخليّة والخارجيّة في حزب الله، أي ٩٠٠ و ٩١٠، أو الشّهير بِ “نور الدّين”، حيث كان هناك خلافات بين البعض من قيادات الحزب و “غالب عوالي”، و “نادر” من أوعز إلى إبن عمّه القيام بالعمليّة، كسائر العمليّات الأُخَر الّتي أنفتها وتلتها، فهو علاقاته مفتوحة على مصراعيها مع كبار الأمنيّين والسّياسيّين في لبنان وإيران والعالم وأخطر رجالات حزب الله في كافّة الدّول إلى جانب غيرهم التابعين لأجهزة إستخبارات بغرض التّفاوض والتّجنيد، ويتلقّى أوامره مباشرةً من “طهران” وكما هو المعلوم من عقليّة حزب الله، ميليشيا إيران في المنطقة، أنّه يعمل بعقليّة مافياويّة تبعاً لعمله المافياوي، فبيد أنّ العالم يظنّ أنّ غيره متربّص به، يطبّق هو مقولة “تخلّص من كل من يعرف نقاط ضعفك، تخلّص من كل من أوصلك للحكم”، و “خضر نادر” هو رجل هذه المهمّة …

تخلّص من كل من يعرف نقاط ضعفك، تخلّص من كل من أوصلك للحكم:

إنّ قضيّة إفشاء المستندات اليوم هي بغرض تحذير “جبران باسيل” جرّاء الشرخ الحاصل، رغم تجهيز حزب الله نفسه لتبديل غطائه المسيحي، فما يجري يعوّق مخطّطاته المرسومة ويُجهضها، ويعرّي هشاشته على السّاحتين، المسيحيّة والسّنّيّة، اللّتين يعمل على ترميمهما …

لم يكن حزب الله يوماً مقاومة، بل عاش على إستحواذ أمجاد غيره بإعلامه المُدار من غرفه السّوداء حُلو المسمع مُسطّح العقول، فهو مافيا عالميّة مثلها كمثل “كامورا” في إيطاليا، الّتي تُصفّي بعضها خدمةً لرئيسها، لكن بصبغة دينيّة تُعطيه الشّرعيّة لأعماله والمصداقيّة في التّنصّل منها …

 

بوادر معركة جديدة... ولبنان في قلب المواجهة؟

أنطوان الفتى/أخبار اليوم/21 تشرين الأول 2020

شَكْل مرحلة ما بعد أواخر عام 2020، على مستوى لبنان والشرق الأوسط والعالم، لن تحدّدها الإنتخابات الرئاسية الأميركية وحدها. فبعدما كان العالم اعتقد أن الحرب على الإرهاب باتت من عالم الماضي، بعد القضاء على تنظيم "داعش" بنسبة كبيرة، ها هي تعود اليوم لتُرسَم من جديد. فمن الحديقة الخلفية الجنوبية لروسيا، التي اتّفق رئيسها فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة تعزيز الجهود المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، مروراً بالعراق الذي بحث رئيس حكومته مصطفى الكاظمي مع الرئيس الفرنسي في باريس ملفات عدّة، من بينها مكافحة الإرهاب، وصولاً الى مياه المتوسّط التي فجّرت كل المكامن الفرنسية المُتوجِّسَة من الأدوار الإيديولوجية لتركيا.

تفكيك

ومن الشرق الأوسط نصعد الى روسيا من جديد، التي فكّكت في الماضي القريب شبكات إرهابية في داخلها، وصولاً الى الغرب الفرنسي الذي يضيّق الخناق حالياً على الحركات الإسلامية الأصولية، نجد أن عالماً جديداً يرتسم، عموده الأساسي قد يكون الحرب على الإرهاب، بخلطة غربية - روسية جديدة، أبعَد من تلك التي تحكّمت بالقضاء على التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا.

قرار مُتَّخَذ

أشار مصدر مُطَّلِع الى "وجود قرار مُتَّخَذ بمحاربة الإرهاب، على المستوى الدولي، وهو حتمي".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "المقاربة الجديدة للحرب على الإرهاب تقوم على قاعدة أنه تمّ خلال الفترات القليلة الماضية تصنيف مجموعة من التنظيمات والأحزاب ضمن خانة الإرهاب، على المستوى الدولي. وهو ما لحق حصّة للبنان منه، عبر توسيع التصنيفات الإرهابية لـ "حزب الله" من جانب دول أوروبية، وبعض دول الخليج، وذلك الى جانب التصنيف الأميركي المعروف في هذا الإطار، وصولاً الى التصنيف الفرنسي الذي لا يزال يعتبر أن الجناح العسكري لـ "الحزب" هو وحده الإرهابي، دون (الجناح) السياسي". ولفت الى أن "انطلاق أي معركة جديدة للقضاء على الإرهاب في العالم، ستشمل الأحزاب والتنظيمات والأذرُع، في شكل أوسع من حقبات سابقة. وهو ما يعني أن لبنان سيكون من ضمن دائرة المواجهة، بسبب نفوذ "حزب الله" فيه. و"الحزب" يُدرِك تلك الوقائع جيداً، وهو يدرس ويحلّل الأمور بدقّة، ليتلمّس الإمكانيات والأوراق التي يُمكنها أن تكون لصالحه إذا لعبها في هذا الإطار. ومن هذا المنطلق، قد يتجمّد الملف الحكومي اللبناني حالياً رغم كل المساعي التي تحصل وستحصل، الى أن يظهر الشكل الحقيقي للمرحلة القادمة، بعد الإنتخابات الأميركية".

مُنطَلَق

وشدّد المصدر على أن "الحرب على الإرهاب ستكون مُنطَلَقاً للرئيس الأميركي الجديد. ولكن الفارق بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومنافسه الديموقراطي في الإنتخابات جو بايدن، هو أن الأول يقوم بمعارك إقتصادية تؤثّر على مسار الدول لدفعها الى القضاء على الإرهاب ذاتياً، بلا تدخّل عسكري أميركي، إلا بعمليات خاصّة مثل تلك التي أدّت الى مقتل قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني". وأضاف:"إذا نجح بايدن، فإنه ليس واضحاً حتى الساعة إذا ما كان سيتّجه الى خيارات أخرى، ربما عسكرية، وشكلها وحدودها. ولكن في أي حال، لا تزال حظوظ ترامب مرتفعة ليكون القائد الأميركي في المرحلة الجديدة، خلال الحقبة الجديدة من الحرب على الإرهاب، خصوصاً أن الداخل الأميركي ينظر جيّداً الى أنه (ترامب) خاض كل صراعات واشنطن في الخارج بالإقتصاد والمال، أي بلا معارك عسكرية، ودون أن يُسقِط نقطة دم أميركية واحدة".

أكثر تعقيداً

وأكد المصدر أن "الخريطة الجديدة للحرب على الإرهاب مستقبلاً ستكون أكثر تعقيداً من السابقة، وهي ستتركّز على الأذرُع والتنظيمات المدعومة إيرانياً وتركياً، التي ستُحارَب بالتساوي، وضمن توازنات مدروسة جدّاً".

وختم:"تحاول تركيا أن تفرض أمبراطورية جديدة، تواجه الأمبراطورية الفارسية. ومجال العمل التركي والإيراني يقوم بنسبته الأكبر على الأذرُع والميليشيات والتنظيمات. وعندما تبدأ الحرب على الإرهاب بحلّتها الجديدة، ستشمل كل تلك التنظيمات، في الدول التي تتواجد فيها، وبمعزل عن التوصيفات الداخلية للدّول في شأنها".

 

هل تبقى أسرار مرفأ بيروت في الجوّ؟

أنطوان الفتى/أخبار اليوم/21 تشرين الأول 2020

سؤال أساسي يطرحه كل لبناني، وهو لماذا يتأخّر تسليم لبنان صُوَر الأقمار الإصطناعية التي طلبها، والتي يُمكنها أن تحدّد الأسباب الحقيقية لكارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الفائت، وأن توفّر الكثير من التحليلات؟ فهل ان التأخير يعود لأسباب تتعلّق بانتظارات أميركية أو دولية من السّلوك السياسي اللبناني، على الصعيدَيْن الداخلي والخارجي؟ أو هل انه بسبب ما يحصل على المستوى الإقليمي، ضمن منطقة تحكمها تقلّبات وتطوّرات عربية - إيرانية - إسرائيلية؟ وكيف يُمكن النّظر الى ما قاله رئيس شعبة البحوث في الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية درور شالوم قبل أيام، عن أنه لن يتطرّق الى ما تعرفه تل أبيب عن أسباب انفجار مرفأ بيروت، لافتاً الى أنه "حسّاس"، والى أنه ستحصل انفجارات أخرى ومماثلة في مناطق لبنانية مختلفة تابعة لـ "حزب الله"، لن تكون إسرائيل خلفها، وذلك بسبب الإهمال والتحذير غير الحَذِر (للأسلحة) بين التجمّعات السكنية؟ (بحسب المسؤول الإسرائيلي). فهل يُكمل شالوم التلميحات الإسرائيلية حول مسؤولية تل أبيب عن انفجار مرفأ بيروت، التي كان دخل معتركها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل أسابيع، وذلك دون اعتراف إسرائيلي رسمي بذلك؟

موافقة أميركية

أوضح اللّواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي أن "تزويد أو عدم تزويد لبنان بصُوَر الأقمار الإصطناعية المتعلّقة بانفجار مرفأ بيروت هو أمر يرتبط بموافقة الولايات المتحدة الأميركية. فلا شيء يُلزِمها، حتى ولو طلب لبنان الرسمي منها الصُّوَر". وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى "أمر آخر وهو أن لا أحد يعرف ما هي الصُّوَر ونوعيّتها، التي يُمكن أن تعطيها واشنطن للبنان، إذا وافقت. ويُمكن للأميركيين أن يقولوا إن القمر الإصطناعي لم يَكُن مُركّزاً على لبنان ومحيطه خلال وقت الإنفجار". وأضاف:"أما بالنّسبة الى فرنسا وإيطاليا، فقد لا يكون لديهما إمكانية لتزويد لبنان بصُوَر أقمار إصطناعية بتوقيت الإنفجار نفسه، وذلك لأن الشرق الأوسط ليس منطقة عمليات للجيش الفرنسي أو الإيطالي، بل انه كذلك (منطقة عمليات) للجيش الأميركي عبر القيادة الأميركية الوسطى التي تتولى عمليات في المنطقة. وبالتالي، لا أعتقد أن أحداً غير الأميركيين يمكنه أن يكون مُفيداً بتقديم صُوَر أقمار اصطناعية حول انفجار المرفأ، إذ حتى الروس أنفسهم يُمكنهم أن يكونوا فعّالين بكلّ ما يتعلّق بالبحر، أكثر من الجوّ".

غير مُلزَمَة؟

وحول إمكانية أن يكون القرار بتزويد أو عدم تزويد لبنان بتلك الصُّوَر مربوطاً برغبة في تحريك التحقيقات في ملف انفجار المرفأ، بحسب السلوك السياسي اللبناني، قال شحيتلي:"هذا الأمر يعود الى التعاطي الأميركي مع الدّول، وهو مختلف بين الدول التي تنتمي الى المنظومة الأميركية أو الأطلسية أو الغربية، أي تلك التي تدور في الفلك الأميركي، وبين الدول التي ليست من ضمن تلك المجموعة". وشرح:"لبنان ليس عضواً في "الناتو"، ولا هو من دول المنظومة الأميركية في المنطقة، رسمياً. ومن هذا الباب، تعتبر واشنطن أنها غير مُلزَمَة بتزويده بما يطلبه، بما فيها صُوَر الأقمار الإصطناعية، ولا شيء يُجبرها على تغيير طريقة تعاطيها. ومن هنا، يُمكن للبنان أن يطلب، وأما الجواب فقد يكون نعم، أو لا نملك، أو لا نستطيع".

أدلّة

وردّاً على سؤال حول كلام درور شالوم، وإمكانية ربطه بالنَّفَس التصاعُدي في الخطابات الإسرائيلية، التي تعترف ولا تعترف بمسؤولية تل أبيب عن كارثة انفجار المرفأ، أجاب شحيتلي:"الكلام الإسرائيلي يوضَع في خانة الحرب الإستخباراتية والإعلامية القائمة بينها وبين "حزب الله"، وتوجيه الرسائل في هذا الإطار، وإفهامها الى الطرف الآخر. فضلاً عن أن الهدف الإسرائيلي من ممارسة الضّغط على "الحزب" يتعلّق بتحريض البيئة الشعبية عليه". ولفت الى أن "التوصُّل الى نتائج ملموسة من التحقيقات في أسباب انفجار مرفأ بيروت، يحتاج الى أدلّة قاطعة، وذلك حتى ولو حصلت اعترافات. فغياب الأدلّة القاطعة يُبقي كلّ شيء في دائرة التكهّنات". وختم:"الأدلّة وحدها تؤكّد أو تدحض إذا ما كان الإنفجار بسبب حريق اندلع نتيجة خطأ مقصود أو بسبب إهمال، أو ربما بسبب إطلاق صاروخ أو هجوم جوّي أو بحري. فتوفّرها (الأدلّة) وحده هو الذي يُساهم في كشف الحقيقة الكاملة".

 

سنقاوم… وسننتصر!

طوني أبي نجم/أي أم ليبانون/21 تشرين الأول/2020

بداية لا بد من التأكيد أنني لا أعترف سوى بمقاومة واحدة، مقاومة لبنانية صرفة، ولا تعنيني الأذرع الإيرانية ولا أتباع نظام الملالي. أؤمن بالمقاومة اللبنانية التي أطلقها مار يوحنا مارون بصيغتها الأولى المارونية، وعمّدها مار نصرالله بطرس صفير لتصبح لبنانية شاملة بوجه الاحتلال السوري والهيمنة الإيرانية.

مقاومة لبنانية حقيقية من أجل لبنان الذي نحلم به، لبنان الذي استشهد من أجله الرئيس الشهيد بشير الجميل والرئيس الشهيد رفيق الحريري، وجميع الشهداء الذين سقطوا من أجل لبنان الحرية والسيادة والاستقلال والدولة القوية والازدهار الاقتصادي، من أجل صورة لبنان وعلمه وهويته التعددية الحضارية، من أجل أن تبقى الحريات مصانة في وطني. لا أؤمن بأي مقاومة سواها. واضحة؟

رفضت أن أهاجر خلال كل أعوام الحرب، وفي كل مرحلة الاضطهاد خلال الاحتلال السوري بعد انتهاء الحرب العسكرية، ولن أستسلم اليوم رغم كل أوقات الضعف التي أشعر بها كانسان وكربّ عائلة.

أشعر أن من واجبي أن أقاوم اليوم أكثر من أي يوم مضى. أن أقاوم في السياسة والاقتصاد. أن أقاوم في مواجهة الانهيار المالي والاجتماعي. أن أقاوم في وجه الاحتلال الإيراني وفي مواجهة الطغمة الفاسدة الحاكمة. هذه الأرض لنا. هذه أرض أجدادي وسأحافظ عليها لتكون أرض أولادي وأحفادي.

بين عروض الهجرة إلى بلاد الله الواسعة أو الرضوخ لمحور الموت الإيراني خياري الوحيد سيكون المقاومة والتجذّر في هذه الأرض والتشبّث بها.

صحيح أن لبنان يمرّ في أخطر وأسوأ مرحلة في تاريخه القديم والحديث، ولكن في مثل هذه المراحل أكثر من نحتاجه هو روح المقاومة وشجاعتها وممارستها في وجه كل الميليشيات والأوباش الذين يظنون أنهم يسيطرون على مقدرات الوطن وقراراته.

ما أتحدث عنه ليس شعراً. إنه إنجيل حياة التزمت به منذ ولادتي. لم يهتز إيماني خلال 19 مرة اعتُقلت فيها في ظروف سيئة جداً وكنت أواجه السجّانين والمحققين بهذا الإيمان. ولم أكترث لأكثر من 90 دعوى قضائية هدفت لإسكاتي. واليوم أعاهد نفسي وأولادي وأصدقائي بأنني سأستمرّ مقاوماً في سبيل لبنان.

أكتب هذا الكلام ليس لأتحدث عن تجربتي أو لأفاخر بما مررت به، بل لأنشر روح المقاومة لدى جميع الأصدقاء والشباب والرفاق أياً يكن انتماؤهم الديني أو الحزبي أو السياسي.

لا خيار أمامنا سوى المقاومة وثقوا أننا سننتصر. لبنان ليس فنزويلا ولن يكون رغم الأزمة الخانقة التي نعانيها والتي قد تستمر لوقت. لبنان ليس إيران ولن يكون جزءًا من محور الموت. لبنان سيبقى بلد الحياة والإيمان والحريات والتنوّع. لبنان سيبقى وطن المبادرة الفردية القادرة على اجتراح معجزة الإنقاذ.

لبنان سيتخلص من الاحتلال الإيراني حتماً وعندها أيضاً سيهبّ الجميع لمساعدتنا، ولكن الأهم أن نساعد نحن أنفسنا أولاً وقبل كل شيء بأن نقاوم ببقائنا وبتمسكنا بأرضنا.

سنبقى وسنقاوم وسنثور بوجههم… وسننتصر حتماً!

 

بعض الماء لنبيذ الحريري

بشارة شربل/نداء الوطن/21 تشرين الأول 2020

باعتقاد الرئيس الحريري والمحيطين به انه سيُسجل انتصاراً ملحوظاً إذا انتزع التكليف غداً من براثن الرئيس عون، وسيحظى بربح أكبر حين يجتاز بنجاح مخاض التأليف العسير، فيعود الى السلطة على حصان أبيض بعدما جافته مراراً وخذلته إبان ثورة 17 تشرين.

هو انتصار بالمقياس الشخصي وبالرغبة الجامحة في التخلص من فطام قسري عن أعلى مركز يمكن أن يتبوأه الحريري ويرى انه الأحقّ فيه، لكن الأهم من تسجيل الأهداف في جبران باسيل وإرضاء الطموح الذاتي هو سؤال الحريري لنفسه: هل أنا رجل مرحلة هي ربما الأسوأ في تاريخ لبنان، وهل أنا قادر على انتشال البلاد بتجربتي المريرة وبرافعة من سأشكل معهم الحكومة، وهم بنظر أكثرية اللبنانيين والأجانب من عتاة الفاسدين؟

لا أحد يشكك بالحجم التمثيلي للحريري و"التيار" و"الثنائي الشيعي" وسائر مكونات منظومة السلطة، فالكل انتخبوا بأصوات المواطنين وقد يعاود الناس اختيار معظمهم في اي اقتراع جديد، لكن مسيرتهم في السلطة على مدى خمسة عشر عاماً أو ثلاثين، على تفاوتها وتنوع مسؤولياتها، أوصلتنا الى وقائع لا دخل لها باتهامات أو بموقف سياسي: ديْن يقارب المئة مليار دولار وتبخر الودائع وانهيار الليرة، وصولاً الى تحول "البانادول" عملة نادرة يستحق من يحصل عليها علامات اعجاب وتصفيق، انتهاء بتفجير المرفأ الذي هو جريمة موصوفة ارتكبتها القوى العائدة الى الحكومة إهمالاً أو عن سابق تصميم.

يكرر الحريري التجربة مع الفريق نفسه. ومع رغبته في تشكيل حكومة اختصاصيين فإن رضوخه المسبق لشروط "الثنائي الشيعي" في اختيار الوزراء هو عيبٌ أصلي، ناهيك عن ولاء الوزراء الآخرين لمن يُغدق عليهم نعمة التوزير. ولنُسلِّم جدلاً بأن الحريري راجعٌ لقلب الصفحة ومنح الاقتصاد بعض الاوكسجين، فمِن حق اللبنانيين عليه الّا يدخل في التجريب. ويُفترض انه أذكى من الاعتقاد بأن الدعم الفرنسي والتقاطعات الاميركية - الايرانية، كفيلة بجعل شركائه في الحكومة يسيرون وفق ما يشتهي أو على الصراط المستقيم، عدا انه غير متفق معهم إلا على عناوين عريضة لا تتيح الإنجاز والإنقاذ وإن سمحت بالتكليف والتأليف.

قبل ان يَسكَر الرئيس الحريري باستعادة كرسي السراي من حسان دياب او مصطفى أديب وبفرض نفسه على أخصامه ومريديه، عليه اضافة كثير من الماء الى النبيذ، وفي ذلك مصلحة له ولمن يُمثل وللجميع. والجدية تقتضي ان يُجيِّر مكسبَه لكل اللبنانيين، فيأخذ أجوبة مسبقة وعلنية من شركائه حول موجبات المبادرة الفرنسية، لأن "العشرة بالمئة" التي يحتفظ بها "حزب الله" هامشاً للاعتراض هي مئة في المئة في الحساب الفعلي، وهي ثغرة تتسلل منها كل مكونات الحكومة للمحاصصة والمفاصلة والتعطيل.

سيكون الحريري واهماً لو اعتقد ان ثقة أهل السلطة كافية لحكومة مهمتها اتخاذ قرارات مصيرية في ظرف اقتصادي خطير. وقد يكتشف انه أخطأ في اعادة حكم المافيا بقفازات الاختصاصيين، لأن الثورة التي استقال تحت وطأتها قبل عام باقية بمشروعيتها السياسية والأخلاقية، وهي قد تتأخر لكنها راجعة بالتأكيد.

 

ترسيم حدود من لاسا إلى بعبدا

طوني عيسى/الجمهورية/21 تشرين الأول/2020

فيما يستعد لبنان للإنطلاق بمفاوضاته الشرسة من أجل ترسيم الحدود مع إسرائيل، يبدو مثيراً أنّ الطوائف هنا منشغلة بمفاوضات ترسيم أخرى: أليس هاجس الشيعة والموارنة حالياً ترسيم الحدود في لاسا مثلاً؟ أوليس هاجس السُنّة ترسيم حدود «الرئاسات» بينهم وبين المسيحيين والشيعة؟ أوليس هذا عمق المفاوضات الدائرة والمعلَّقة بين الحريري وعون وباسيل وبري و»حزب الله»؟ في الوقت الضائع انتظاراً لحسم الملف الحكومي، وفيما لبنان موضوع تحت «الميكروسكوب»، من واشنطن إلى الرياض فطهران، ينظر ديوك الطوائف إلى ساحاتهم فيجدونها ضيّقة عليهم، فيتصارعون في الوقت الضائع لعلّهم يكسبون.

طبعاً، توازنات القوى بينهم ليست متساوية، ولذلك هم لا يخوضون معاركهم بالتكافؤ:

مثلاً، المسيحيون ليسوا مرتبطين عضوياً بأي محور إقليمي أو دولي، وهم إجمالاً يتقرَّبون من هذا المحور أو ذاك لغايات الحماية أو المصالح. فأين قدرات القوى المسيحية «البلَديَّة» من قدرات القوى الشيعية التي تحظى بدعم المحور الممتدّ من دمشق الأسد إلى طهران خامنئي، بالمال والسلاح والتغطية السياسية؟

أيضاً، أين قدرات القوى السُنّية التي تحظى بدرجات متفاوتة من الدعم الخليجي، السياسي غالباً، والتي بدأ الأتراك يحاولون التسلّل إليها، من قدرات القوى الشيعية المدجَّجة بدعمِ المحور الإيراني؟

هذه الأسئلة تسمح بقراءةٍ أكثر وضوحاً لخريطة النزاع وللتحدّيات التي تعصف بالساحة الصغيرة، في السياسة والمال والعسكر والأمن.

تحت الطاولة، بدأ يلوح «تحالف رباعي جديد» قوامه القوى غير المسيحية: الحريري، الذي استعاد حداً أدنى من الدعم الدولي والعربي المفقود، فشعر بأنّه قوي، وبأنّه قادر على تركيب شراكة مع القطب القوي المقابل، أي الشيعة، وهو ربما يفكّر في الاستغناء عن عون وباسيل كشريك مُضارب وحلقة وصلٍ بينه وبين «حزب الله»، كما كان الأمر في تسوية 2016.

طبعاً، الشيعة يرضيهم ذلك: بري لأنّ له «ثأراً» قديماً على «التيار الوطني الحرّ»، و»حزب الله» لأنّه يصبح قادراً أكثر على تهدئة خواطر «الطفل المدلّل» المسيحي. لكن المهمّ أيضاً إبقاء الحريري تحت الضغط، فلا يشعر بالنشوة.

عون وباسيل يحاولان استخدام كل الأوراق التي يملكانها، سياسية كانت أو دستورية، لمنع «التحالف الرباعي» الجديد الذي يمكن أن يتسلَّم البلد في هذه المرحلة التي يمكن اعتبارها تأسيسية:

هو سيوقِّع الاتفاق مع إسرائيل ويتحمّل التبعات، وسيشرف على تقاسم الثروات والمساعدات الآتية، وسيكون مسؤولاً عن خطوات الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي والمالي التي يطلبها المجتمع الدولي، بما فيها إنهاء الحالات «الملتبسة» في القطاعين المالي والمصرفي، وسيشرف على الانتخابات النيابية والرئاسية والحكومة الآتية. عملياً، وبعد ما سُرِّب عن مواقف أميركية تعيد التعاطي براغماتياً وظرفياً مع القوى التقليدية، يمكن أن تكون الحكومة الآتية ترجمة لتحالفٍ بين القوى الطائفية التي كانت تتمتع بالنفوذ قبل تسوية 2016، والتي يغيب عنها المسيحيون، وستكون قادرة على إعادة تأسيس البلد.

لذلك، جوهر النزاع السياسي الشرس، الدائر حالياً بين الحريري ورئيس «التيار» جبران باسيل، يكمن في السؤال: لمَن ستكون السيطرة، ليس فقط على الحكومة ولا حتى على رئاسة الجمهورية بل أيضاً على الجمهورية بِرُمَّتها؟

فالحكومة العتيدة قد تُحَمَّل برنامجاً متوسط الأمد أو طويل الأمد، بدعم القوى الإقليمية والدولية، يحتاج تنفيذه إلى عام أو اثنين أو أكثر، خصوصاً في مجال إعادة النهوض المالي. ما يعني أنّها ستتولّى إقرار قانون انتخاب وإنجاز انتخابات نيابية، ثم رئاسية، بعد عامين.

لذلك، يقول العارفون، إنّ الرئيس ميشال عون وباسيل يقاربان هذه المسألة بدرجة من القَلق، ويخشيان حصول تَوافُق «مِن وراء الظهر» على صيغةٍ تُمسِك بالبلد وسلطته ومقدّراته، ولا يكون «التيار» جزءاً منها. وهذا ما يؤدي إلى نسف الخطوات التي يعتبر عون أنّه حققها في عهده، لجهة إعادة التوازن إلى لعبة الشراكة الطائفية داخل مؤسسات الحكم، ولو بنسبة معينة.

عند هذا المستوى، الطائفي، لا تبدو «القوات اللبنانية» أيضاً في منأى عن الهواجس. وفي العمق، هناك انطباعات يُباح بها داخل «القوات»، كما «التيار»، بأنّ الحريري يفضِّل دائماً تقاسم السلطة مع القوى الشيعية مباشرة، بما في ذلك اتخاذ القرار في المسائل التي يُفترَض أن يكون الرأي فيها للشريك المسيحي.

هذا المناخ يرفضه الحريري تماماً. وفي البيئة «المستقبلية» مَن يقول: إنّه العكس تماماً. تذكَّروا. «التيار» يطالب اليوم بتغطية القوى المسيحية الكبرى لعملية تكليف رئيس الحكومة. ولكن، عند تكليف الرئيس حسّان دياب، هو لم يسأل عن التغطية الميثاقية السنّية، علماً أنّ موقع رئاسة الحكومة هو حصراً الموقع السنّي داخل الحكم. وآنذاك، وافقنا ولم نفتعل كل هذا الضجيج. ولكن، هناك مَن يطرح فرضية أخرى: ألا يكون اعتراض باسيل على تسمية الحريري جزءاً من تكتيك منسَّق مع «حزب الله» لتبرير عدم تأليف حكومةٍ برئاسته، قبل ظهور المستور في مفاوضات الناقورة والمفاوضات مع صندوق النقد ومناخات الشرق الأوسط، في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية؟ العارفون يعتقدون أنّ ذلك هو أحد الاحتمالات الواردة جداً. ولكن، هذا لا ينفي أنّ الطوائف وزعماءها اعتادوا التصارع وتقاسم المصالح الصغيرة، بمعزل عن الخطط الكبيرة.

 

قرفٌ" عونيّ من حزب الله...

ميشال نصر/"ليبانون ديبايت"/الاربعاء 21 تشرين الأول 2020 

"صار لازمها" ... "ركبوا ع ضهرنا وكتّروا" .... ردينالن ياها وخلصنا".... إنّه لسان حال العونيين هذه الايام في جلساتهم الخاصة،كما على وسائل التواصل الاجتماعي. واضحٌ أنّ "الكيل قد طفح" من حزب المقاومة، "استحلينا يوقفوا معنا بملف واحد بس". وعندما تذكّرهم بأنهم عطلوا البلد سنتين كرمى عيون وصول العماد عون الى بعبدا، يعالجونك فوراً بالجواب "ما يربحّونا جميلة كانت مصلحتهم هيك، تقاطعت المصالح ونقطة عالسطر" "أساسا ياما إلها ستي عند جدي". في استعادةٍ قصيرة لبعض المحطّات السياسية الاساسية، تؤكد أن تفاهم "الكبيرين" شهد توتراً وشداً للحبال، انتهى دوماً لصالح حزب المقاومة، دون مراعاة لمصالح التيار البرتقالي، بحسب حرس التيار القديم، متوقفين عند النقاط التالية:

اولاً، ملف عودة المبعدين الى اسرائيل، حيث فرش الحزب الطريق بداية بالورود، ليعود ويعرقل تلك العملية، مصراً على اعتماد القطعة في هذا الملف، كما حصل مع عامر الفاخوري، بما يخدم مصالح الحزب وحساباته، وهو ضرب اكثر من مرة تسويات كان يجري إعدادها "ع رواق" لاعادة جميع الهاربين الى اسرائيل.

ثانياً، ملف الفساد. على هذا الصعيد حدّث ولا حرج، فالحزب يقف على طرف نقيض للتيار، فرغم تفهم بعض خصوصيات الحزب إلّا انه "زادها كثيرا"، وصلت حدود ضرب مشروع العهد الاصلاحي، وبالتالي حرمان الرئيس عون من تنفيذ برنامجه الذي طالما نادى به، وهو امر يستحيل السكوت عليه بعد اليوم.

ثالثاً، الاستفادة من وصول العماد عون الى السلطة للتلطي خلفه والاستفادة من دعمه خدمة لمصالح أبعد من بيروت، ما دفع العهد ثمنه، وليس اخر المطاف العلاقة المتوترة مع الاميركيين، فيما حارة حريك تفتح الحوارات مباشرة ومواربة من تحت الطاولة حتّى ولو كان على "راس الحليف". أمّا الحديث عن تنازلات بسبب الخوف من العقوبات احالت المصادر حارة حريك الى خطاب رئيس التيار الوطني الحر في ذكرى 13 تشرين الاول الواضح في هذا الشأن. رابعاً، مسألة ترسيم الحدود ومقاربة الملف ككل، والذي بلغت الوقاحة حوله، حد التشكيك بوطنية الرئيس عون، وحدود التخوين وهدر الدم، على حساب الاصول الدستورية، و"فلت" ابواقهم الاعلامية في حملة ممنهجة ضد النائب باسيل، خلافاً للحقيقة والواقع.

لكن هل يعني كل ما سبق ان" الدف انفخت بين الطرفين" و" تفرّق العشاق"؟

بالتأكيد، ومن الطبيعي ان الظروف الموضوعية لانفجار العلاقة بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، وبلوغها نقطة اللاعودة ،لم تحن بعد، وان كان من الصعب ان تعود العلاقة بين قواعد الحزبين الى سابق عهدها، بإجماع الكثيرين من الطرفين.

غير أن ذلك لا يعني عدم تفهّم بعض مسؤولي التيار من "اصحاب المصالح" لسلوك حزب الله، موردين في هذا السياق نقطتَين اساسيتَين تتقاطعا عند الهم الاقليمي للحزب وصراعه الاستراتيجي، الذي يعلو اي تفصيل داخلي. لذلك بنظر قيادة الضاحية :

النقطة الاول، يعتبر الخلاف مع الرئيس نبيه بري، ومن خلفه حركة امل، خط احمر، مهما بلغت التضحيات، رغم ان اكثر من مسؤول في السلطة والثورة سمعوا من قيادات حزبية كلاماً مستفيضاً عن "انجازات الاستيذ"، فوحدة الصف بالنسبة للحزب هي اولوية، وقد اثبتت نجاعتها في مواجهة كل المخططات التي استهدفتهم، لا بل كانت العامل الاساس في القضاء عليها.

كذلك لعامل العشائر حساسية خاصة، اذ تشكّل شوكة في خاصرة المقاومة اذا ما انقلبت عليها، لذلك "سكوتها" عن الممارسات الخارجة عن القانون وسعيها الى تمرير قانون عفو عام يراعي ذلك. أمّا النقطة الثانية، فقائمة على تحالفات الحزب خارج بيئته الشيعية، وظيفتها الاساسية فك العزلة التي تسعى واشنطن والرياض تحديدا لفرضها عليه، وبالتالي تخفيف الضغوط عن البيئة الشيعية وضمان عدم انقلابها. من هنا يعتبر الرئيس سعد الحريري خيارا اساسيا لما له من دور لتجنب الفتنة، ومن حجم دولي واقليمي مساعد. فسياسة الحزب منذ 2005 سعت الى عدم قطع شعرة معاوية معه، رغم كل محطات الخلاف. وهنا تسأل جهات مقربة من الحزب "لماذا يقبل باسيل لنفسه ما يرفضه لغيره؟ فهل له ان يخبرنا على اي اساس تحالفا، ولماذا اصلا اختلفا؟".

فهل ما يجري على جبهة "الثلاثي الحاكم"، وفقاً لحكيم معراب، تفاصيل تكتيكية أم خلافات استراتيجية، كفيلة بإسقاط ما تبقى من اتفاق مار مخايل؟

أوان قطع الشك باليقين لم يحن بعد، إلّا ان الاسابيع القادمة كفيلة بتحديد اتجاه" رياح اللقلوق" وقوتها.

 

"القوات" على موقفها... "لا شراكة مع الثلاثي"

ألان سركيس/نداء الوطن/21 تشرين الأول 2020

لا يزال الترقّب سيد الموقف في شأن استشارات الغد، حيث تتجه الأنظار إلى موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وما إذا كان سيشهر سيف التأجيل مجدداً. كل الأجواء توحي أن الإستشارات قائمة في موعدها، وإذا كان هناك من تأجيل، فيبرره زوار بعبدا بأنه "لا يأتي في سياق ضرب مهمة الرئيس سعد الحريري بل لتأمين أكبر قدر من التوافق السياسي والميثاقي، لأن عون يريد لمبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن تنجح كما يرغب بانطلاقة حكومية لا اعتراض عليها". ويزداد الضغط الخارجي عموماً والفرنسي خصوصاً من أجل تسريع التكليف والتأليف، ويتزامن ذلك مع إنتهاء مهلة الستة أسابيع التي حددها الرئيس ماكرون للقادة اللبنانيين من أجل التوافق في ما بينهم على حل وإلا فان الخيارات الفرنسية والأوروبية ستكون مفتوحة على مصراعيها. وتتبلور مواقف الكتل من الإستشارات، إذ إن المؤيدين الأساسيين لعودة الحريري هم: كتلة "المستقبل"، "اللقاء الديموقراطي"، تيار "المردة"، حركة "امل" و"حزب الله"، في حين أبرز المعارضين هما "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ". ومعلوم مدى عمق الخلاف بين رئيس "الوطني الحر" النائب جبران باسيل والرئيس الحريري، والذي لم تنجح كل الوساطات في رأب الصدع، لكن كان هناك رهان من قبل البعض على تبديل في موقف "القوات" يسبق موعد الخميس.

ويبدو أن العلاقات المتوترة بين "القوات" والحريري ستؤثّر حكماً على موقف تكتل "الجمهورية القوية"، لكن كل ما استطاعت معراب تقديمه للحريري أخيراً هو عدم إشهار سيف "الميثاقية" في وجه تكليفه لأن منطلق معارضتها لعودة الحريري مختلف تماماً عن معارضة باسيل.

وكان رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع واضحاً بالأمس في إجابته عن سبب اتخاذ القوات قراراً بعدم تسمية الحريري إذ إعتبر أنه قرار بعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم أي "حزب الله" وحركة "امل" و"الوطني الحر".

إذاً، معراب لن تسمي الحريري غداً، وسيتجه نواب "الجمهورية القوية" إلى الإستشارات وسيقولون رأيهم بصراحة لرئيس الجمهورية، لكن أن يحصل تبدّل خلال الـ24 ساعة المقبلة فهذا غير وارد في قاموس جعجع، خصوصاً ان حجم الخلاف إتسع بين جعجع والتيار "الأزرق"، وما زاد الشرخ هو مواقف الحريري الأخيرة خلال إطلالته مع الزميل مرسيل غانم. ولا تزال "القوات" عند موقفها بتأليف حكومة إختصاصيين مستقلة لا تتمثّل فيها أي قوة سياسية خصوصاً ان هذا المطلب هو من أهم مطالب الشعب ويتفق مع روحية المبادرة الفرنسية، وتعتبر "القوات" أن ذهاب الحريري إلى حكومة تكنو - سياسية هو إهدار لمزيد من الوقت وتضييع لفرص الإنقاذ لأن مثل هكذا حكومات أثبتت فشلها، فلماذا تتكرر التجربة؟

وتتمسّك معراب بعدم تأجيل الإستشارات والعمل سريعاً على التأليف، وتنفي أن يكون مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر قد طلب من جعجع التصويت للحريري، بل إن مجمل الحديث تركّز على العمل على تأليف حكومة تحقق الإصلاحات المنشودة وتعيد للدولة هيبتها وتخرج لبنان من المأزق الذي يغرق فيه. وتؤكّد "القوات" انها غير معنية بتقاسم الحصص في الحكومة، وإذا كان الحريري سيؤلفها على طريقة "هذه حصتي وتلك حصتك" فستكون لها بالمرصاد لأن الوضع لم يعد يحتمل المحاصصة، أما إذا نجح في تأليف حكومة إختصاصيين مستقلة فستمارس دورها الرقابي إنطلاقاً من وجودنا في مجلس النواب. لا تريد "القوات" أن تفتح النار على الحريري وتزيد الشرخ، لكنها في المقابل ترفض أن تؤلف حكومة بشروط "حزب الله" وتعود الأمور إلى نقطة الصفر وإلى زمن ما قبل "17 تشرين"، لذلك فان معراب تتعامل على "القطعة" وستتحرك في الوقت المناسب.

 

عون "المُعارِض": لا تكلّفوا الحريري

ملاك عقيل/أساس ميديا/الخميس 22 تشرين الأول 2020

ما صنّفه رئيس الجمهورية ميشال عون بأنّه "مصارحة على مشارف الاستحقاقات الكبرى"، قفز إلى مصاف جردة الحساب إن لم يكن تصفية الحساب المؤجّل مع حلفائه ومع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي لن "تقطع عليه" الكلمة الرئاسية طريق التكليف غداً بـ"سكور" لن يلامس الـ 69 صوتاً التي نالها رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب! دعوة رئيس الجمهورية النواب "للتفكير بآثار التكليف على التأليف ومشاريع الإصلاح ومبادرات الانقاذ" تلازَمت مع إعلان ضمني عن جهوزيته غداً، بحكم الأمر الواقع، لاستقبال الكتل النيابية والنواب المستقلين لتسمية الرئيس المكلّف بعدما سلّم بشكل غير مباشر بصعوبة طلبه التأجيل مرّة أخرى. تكليف سيجيّر إلى سعد الحريري الذي اعترف عون لتوّه بـ"خسارته سنة و14 يوماً من عهده بسبب تكليفه مرّتين رئاسة للحكومة!".

ولم يكد رئيس الجمهورية ينهي كلمته حتّى بقّ العونيون البحصة: "لقد عرّى الرئيس الجميع من دون استثناء، ورمى كرة التكليف في مرمى النواب ورئيس المجلس نبيه بري ليتحمّلوا مسؤولياتهم. وكلّ نائب سيصوّت غداً للحريري الذي يشكّل امتداداً للسياسات التي رسّخت أخطبوط الفساد في الدولة، هو شريك ومتواطئ في القضاء على أيّ فرصة للاصلاح"!.

أما لناحية المعنيين بالهجوم الرئاسي فتوالت سريعاً المواقف التي تدلّل على الثبات في دعم الحريري وتسميته من جانب كتلتي الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط، فيما عُلم أنّ نواب تيار المستقبل سيتوجّهون إلى قصر بعبدا كما كان مقرّراً سابقاً لتسمية الحريري، ما فتح الباب واسعاً أمام السؤال المحوري: هل يوقّع عون الذي تحدّث بلسان "المُعارض" مرسوم تشكيل حكومة برئاسة الحريري غير الراضي عن مؤهّلاته لقيادة مشروع الإنقاذ؟!

في خطابه الذي بدا الأكثر وضوحاً في "محاكمة" من صَنع معه التسوية الرئاسية، كالحريري، أو تقبّله شريكاً في الحكم وسعى لورقة تفاهم معه، كالرئيس نبيه بري، أو رَفَعه إلى مصاف الحليف المقدّس كحزب الله، سطّر عون مضبطة اتهام كاملة

في السياق نفسه، تؤكد المعلومات أنّ وقع كلمة عون في عين التينة أتى سلبياً لعلم بري بأنّ الجزء الأكبر منه طاله شخصياً، ولأنّ الاتهامات المساقة تُظهر وكأن عون الشريك في السلطة منذ العام 2005، هو قائد أسطول المعارضة وغير معنيّ بالسياسات التي رُسمت منذ ذلك الحين إضافة الى مسؤولية فريقه السياسي، وعلى رأسه باسيل، في محاولة إلغاء الآخرين لكي يستقيم وضع البلد".

في المعطيات، كان مقرّراً أن يتوجّه عون بكلمة إلى اللبنانيين، بالمضمون "الإصلاحي" نفسه تقريباً، في 31 تشرين الأول الحالي في ذكرى مرور أربع سنوات على العهد. لكن التطوّرات الحكومية فرضت عليه تقديم تاريخ "الجردة" بوجه "البعض ممّن حكم لبنان منذ عقود ولم يزل بشخصه ونهجه يرفع شعارات رنّانة بقيت من دون مضمون وتحوّلت إلى وعودٍ تخديرية"!.

وفي خطابه الذي بدا الأكثر وضوحاً في "محاكمة" من صَنع معه التسوية الرئاسية، كالحريري، أو تقبّله شريكاً في الحكم وسعى لورقة تفاهم معه، كالرئيس نبيه بري، أو رَفَعه إلى مصاف الحليف المقدّس كحزب الله، سطّر عون مضبطة اتهام كاملة بحقّ "من يؤمّنون مصالحهم السلطوية والشخصية بإتقان وتفانٍ حتّى أصبح الفساد مؤسساتياً ومنظّماً، والمتضرّرين الذين رفعوا المتاريس بوجهي".

أما الاتهام الأكبر فوجّهه إلى من أحبط التدقيق الجنائي "فاعترض عليه وعرقله وناور لإفشاله"، معتبراً أنّ "صمت أيّ مسؤول وعدم تعاونه يدلّان على أنّه شريك في الهدر والفساد"، فضلاً عن الاتهام بعدم دفع الاعتمادات لخطة الكهرباء.

عون الذي لن يستقيل و"لن يمشي" كرّس عملياً الواقع الصدامي الذي سيلي مرحلة تكليف الحريري إن لناحية التوافق على فريق عمل الحكومة أو لجهة إدارة مرحلة تنفيذ الورقة الاقتصادية في المبادرة الفرنسية وتنفيذ المشاريع الحيوية والاصلاحية التي أشار اليها عون في كلمته.

وفيما اعترف رئيس الجمهورية بدخول أصدقاء مشتركين على الخطّ لجمع باسيل والحريري و"ما زبطت"، يجزم مطلعون "أنّ تأجيل الاستشارات في جزء كبير منه مردّه إلى فقدان خط التواصل بين الطرفين وليس فقط أزمة الميثاقية"، متسائلين: "لو التقى الحريري وباسيل الأسبوع المنصرم هل كان رئيس الجمهورية ليطلّ علينا بالخطاب نفسه؟".

ما يباعد بين الحريري وحزب الله – ربطاً بالضغوط الأميركية والخليجية التي تمارس عليه لمحاصرته على قاعدة "مطلوب رأس حزب الله" – أكبر بكثير من الذي يباعد بين بعبدا وبيت الوسط

وقد فَضَح رئيس الجمهورية  أكثر "تضارب المصالح" مع رأس السلطة التنفيذية العتيد في ما تبقى من سنوات عهده، موحياً أنّ اتجاه النواب لتكليفه هو وصفة للانهيار الكامل مع علمه المسبق بأنّ الثنائي الشيعي يغطّي عودته بحماسة ظاهرة من جانب بري، وتوجّس من جانب حزب الله الذي يتردّد في العمق في منح الحريري ورقة الحكومة عشية التغييرات الكبيرة في المنطقة وقبل أيام قليلة من الانتخابات الأميركية.

في الوقائع، نُصِح ميشال عون مراراً بأن لا يقف في بوز مدفع المواجهة مع عودة سعد إلى رئاسة الحكومة. ناصحو رئيس الجمهورية انطلقوا من واقع أنّ ما يباعد بين الحريري وحزب الله – ربطاً بالضغوط الأميركية والخليجية التي تمارس عليه لمحاصرته على قاعدة "مطلوب رأس حزب الله" – أكبر بكثير من الذي يباعد بين بعبدا وبيت الوسط. لكنّ عون أخفق في تجنّب الفخ، فيما وقف الثنائي الشيعي يتفرّج على "انفلات" قواعد الجمهورين على بعضهما البعض، واهتزاز عامل الثقة بين الطرفين إلى حدّ اتهام العونيين الحزب بشكل مباشر بالتواطؤ ضدّهم!

في النتيجة، وعلى ضوء المشهد الرئاسي المستجدّ سيحسم نواب حزب الله (12) والقومي (3) النتيجة النهائية غداً لـ"سكور" الحريري المضمون حتّى الآن على 57 نائباً مع تسمية نواب تيار المستقبل (18) للحريري إضافة الى نواب حركة أمل (17)، الطاشناق (3)، اللقاء الديموقراطي (7)  التكتل الوطني (5) الوسط المستقلّ (4)، وتمام سلام، إيلي الفرزلي، ميشال ضاهر.

في مقابل رفض تسمية الحريري من جانب نواب تكتل "لبنان القوي"، بما في ذلك نواب "ضمانة الجبل" (21)، إلى جانب نواب القوات (15) واللقاء التشاوري (4)، إضافة الى النواب المستقلين جميل السيد، أسامة سعد، فؤاد المخزومي، شامل روكز، إدي دمرجيان... فيما لم يعرف بعد إذا كان النائب نهاد المشنوق سيشارك في الاستشارات. أما النائب جهاد الصمد فأعلن عدم حسمه قراره بعد.

 

سجعان قزّي لـ"أساس": كلمة عون موجّهة للثنائي الشيعي والحريري

زياد عيتاني/أساس ميديا/الخميس 22 تشرين الأول 2020

"ما قاله الرئيس ميشال عون ليس من "عندياته" ولن يمرّ هذا الكلام مرور الكرام". بتلك الكلمات يبدأ الوزير السابق سجعان القزي توصيف وتحليل خطاب رئيس الجمهورية الذي توجّه به إلى اللبنانيين ظهر أمس.

القزي وفي حديث مع "أساس" رأى أنّ "الرئيس الحريري مطالب من كافة اللبنانيين أن يقول أيّ حكومة ستشكّل، هل هي حكومة حزب الله أو حكومة الثنائي الشيعي؟ وحينها لما لا يشكّلها النائب عبد الرحيم مراد، فالإرث الذي يحمله الرئيس سعد الحريري يلزمه ألّا يشكّل إلا حكومة كلّ لبنان أو أقلّه حكومة ثورة 17 تشرين". يضع الوزير قزي عنواناً لكلمة الرئيس عون فيقول: "عنوان كلمة رئيس الحمهورية ميشال عون: أنا هنا. وهو بهذه الكلمة طرح نفسه قبل تكليف الحكومة من عين المعارضة في الوقت الذي من المفترض أن يكون رئيس الجمهورية رئيس المعارضة والأكثرية في آن معاً بحكم موقعه المترفّع عن النزاعات والصراعات. وأنا أظنّ أنّ كلمته لن تمرّ مرور الكرام بغضّ النظر عن عدد الأصوات التي قد ينالها الرئيس الحريري أو غيره في حال حصول استشارات طبيعية. وحتّى لو حصلت استشارات طبيعية، وتمّ تكليف شخصية سنيّة، فإنّ عملية التكليف ستكون محفوفة بالأخطار، إن في التأليف أو في العمل حكومي فيما بعد. وبكلمته اليوم رسم الرئيس عون ما يمكن أن يكون البيان الوزاري للحكومة المقبلة. وبكلّ الأحوال كلمة الرئيس ستعقّد الأمور عموماً أكثر مما تسهّلها. فالقضية لم تعد قضية تكليف، بل مشروع نظام مطروح من جديد. وهذه الرسالة التي وجّهها الرئيس عون ليست موجّهة إلى الرئيس سعد الحريري فقط، إنما لحلفائه، أي الثنائي الشيعي، وتحديداً حزب الله".

في ثورة 17 تشرين، تحرّر الشارع المسيحي مثل البيئات الوطنية الأخرى أكانت سنية أم درزية أم شيعية. اليوم هناك حالة غضب وثورة وانتفاضة عابرة للطوائف

ولدى سؤاله ما إن كان هناك أزمة حقيقية في العلاقة بين الرئيس عون وحزب الله قال القزي: "العلاقة تعرّضت منذ وقت لأزمة. أولاً، لاختلاف الظروف التي سمحت بتوقيع تفاهم مار مخايل. وثانياً، لاختلاف الخيارات السياسية بين الطرفين في ضوء ما حصل في الشرق الأوسط. وثالثاً، لإقدام حزب الله على اتخاذ مواقف داخلية وليست إقليمية، متمايزة عن التيار الوطني الحرّ، ما همّش التيار، وأحرج رئيس الجمهورية. لكن لا أعتقد أبداً أنّ هذا التحالف سيسقط، بل هو مستمر لأن هناك عرّابين متمسكين بهذا التحالف، وأيضاً لأنّه لم تبرز أيّ حالة تحالفية جديدة للانتقال من مار مخايل إلى مار آخر".

يحذّر القزي الرئيس الحريري من تشكيل حكومة تستند على التحالف: "في حال حصل ذلك، كأننا نكلّف النائب عبد الرحيم مراد. قيمة الرئيس الحريري هذا الرجل المعتدل حامل إرث الدم من أجل لبنان، أنّه لا يمكن أن يكون رئيس حكومة إلا لكلّ لبنان أو على الأقل حكومة ثورة الأرز، وفي أدنى الأحوال حكومة 17 تشرين. ولا يستطيع أن يكون رئيس حكومة اتفاق مار مخايل، أو حكومة الثنائي الشيعي، ولا أي شيء من هذا النوع".

وعن مخاطر حكومة كهذه على مزاج الشارع المسيحي: "في ثورة 17 تشرين، تحرّر الشارع المسيحي مثل البيئات الوطنية الأخرى أكانت سنية أم درزية أم شيعية. اليوم هناك حالة غضب وثورة وانتفاضة عابرة للطوائف. وهذه الحالة تحرّرت من انتماءتها التقليدية. ولكن مع تعثر الثورة، عادت تبحث عن ميناء جديد. وفيما يخصّ المسيحيين، لم ألمس عودة منهم إلى الأحزاب، إنما إلى كنف البطريرك بشارة الراعي".

يختم قزي كلامه متوجّهاً إلى الرئيس الحريري: أنتظر أن يوجّه رسالة إليّ وإليكَ وإلى كلّ اللبنانيين، ويقول لنا جميعاً: كما كنتُ سأبقى. كان رائد حركة الديمقراطية في لبنان، وضدّ وجود سلاحين، ورفض الدولتين، ورفض التدخل في الحروب، ورفض تعطيل الدستور

وعن  المستفيد الأكبر من المسار الحكومي بمواصفاته الحالية، قال: "بحكومة، ومن دون حكومة، المستفيد من كلّ التطوّرات حالياً هو حزب الله. وأعتقد بأن تأييد الرئيس الحريري من قبل الدول الصديقة للبنان، ولا سيما الغربية، يتوقّف عند التكليف ولا يشمل التأليف. إلا بعد معرفة نوعية الحكومة. وأشك بجزء كبير جداً من الكلام الذي نقل عن ديفيد شينكر أثناء اجتماعاته في بيروت، خصوصاً ما يتعلّق بالتأييد المفتوح، وخيبة أمله من الثورة. كلّ هذه الأمور كانت موجّهة، والدليل اضطرار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن يتصل برئيس الجمهورية للتأكيد على الموقف الأميركي لأن تصاريح شينكر كانت موجّهة ليس للبنانيين بقدر ما كانت موجّهة للديمقراطيين في أميركا لحجز مقعده في حال تغيّرت الإدارة الأميركية".

يختم قزي كلامه متوجّهاً إلى الرئيس الحريري: "أنتظر أن يوجّه رسالة إليّ وإليكَ وإلى كلّ اللبنانيين، ويقول لنا جميعاً: كما كنتُ سأبقى. كان رائد حركة الديمقراطية في لبنان، وضدّ وجود سلاحين، ورفض الدولتين، ورفض التدخل في الحروب، ورفض تعطيل الدستور، ورفض الانتقاص من الميثاق. هذا هو سعد الحريري. وأعتقد أنه يجب علينا، ولو كان هناك أقل من 24 ساعة، أن ننتظر ما ستكون ردة فعل الرئيس الحريري، وبعض القوى السياسية. وكلمة الرئيس عون ليست كلمة من عندياته، علماً أنّ الرئيس عون بحكم شخصيته قادر على مواقف كهذه من دون استشارات".

 

عصا إيرانية في العراق... وجزرة في لبنان

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/الخميس 22 تشرين الأول 2020

في ظلّ اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثالث من تشرين الثاني المقبل، يبدو الرهان الإيراني على تغيير كبير في واشنطن قائما أكثر من أيّ وقت. ليس ما يوحي بوجود خيار آخر لدى "الجمهورية الإسلامية" التي اكتشفت أخيراً مدى فعاليّة العقوبات الأميركية، خصوصاً عندما تكون هناك إدارة جدّية تعرف تماماً كيفية استخدام هذه العقوبات.  تبدو إيران في صدد تقديم أوراق اعتمادها إلى إدارة ديموقراطية، لم تبصر النور بعد، برئاسة جو بايدن مستخدمة العصا والجزرة في الوقت ذاته. العصا في العراق واليمن... والجزرة في لبنان. تقوم بعراضات في بغداد، وترسل سفيراً إلى دولة الحوثيين في صنعاء... وتوفّر ضوءاً أخضر لـ "حزب الله" كي يسمح بمفاوضات لبنانية – إسرائيلية في شأن الحدود البحرية.

كانت لافتة في الأيّام القليلة الماضية تلك الهجمة الإيرانية في العراق. كانت هجمة على كلّ الجبهات استهدفت تأكيد أنّ القرار العراقي في طهران، وليس في أيّ مكان آخر، وأنّ بغداد تحت السيطرة الكاملة لـ "الجمهورية الإسلامية".

لذلك، استهدف "الحشد الشعبي"، الذي ليس سوى تكتل للميليشيات المذهبية العراقية التابعة لإيران، مقراً للحزب الديموقراطي الكردستاني. لم يكتفِ "الحشد" بالعبث بالمقرّ، بل رفع علم "الحشد" عليه. تبدو الرسالة واضحة كلّ الوضوح: ممنوع أن تكون في بغداد قوة مهيمنة غير قوّة "الحشد"، الذي يعتبر الممثّل الشرعي لإيران وتجربتها المرتكزة على "الحرس الثوري"، أداة "المرشد" في السيطرة، عبر شركاته وعسكره، على الاقتصاد الإيراني وبالتالي على القرار السياسي.

لم تقتصر الهجمة الإيرانية على الوجود الكردي في بغداد. تعدّت ذلك إلى تهديد مقرّات البعثات الديبلوماسية، بما في ذلك السفارة الأميركية، في "المنطقة الخضراء" في العاصمة

كلّ الأمور الأخرى في إيران ليست سوى تفاصيل، بما في ذلك الانتخابات التشريعية أو انتخاب رئيس للجمهورية مرّة كلّ أربع سنوات.

لم تكتفِ إيران بإبداء رغبتها في إخراج الأكراد من بغداد سياسياً، بل أرسلت في الوقت ذاته رسالة واضحة أخرى إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. فحوى الرسالة أنّ اتفاق سنجار الذي عقده مع الأكراد غير مقبول إيرانياً. وعندما يتعلّق الامر بقرارات كبيرة في مستوى اتفاق سنجار بين الحكومة العراقية والقيادة الكردية في أربيل، لا بدّ من العودة إلى طهران.

لم تقتصر الهجمة الإيرانية على الوجود الكردي في بغداد. تعدّت ذلك إلى تهديد مقرّات البعثات الديبلوماسية، بما في ذلك السفارة الأميركية، في "المنطقة الخضراء" في العاصمة. هناك دائما "عناصر غير منضبطة"، تنتمي إلى "الحشد الشعبي" من دون أن تنتمي إليه، مستعدة لقصف اهداف أميركية في العراق، وذلك بغية تأكيد الحضور الإيراني. اكثر من ذلك، جاءت المجزرة التي وقعت في محافظة صلاح الدين، ذات الأكثرية السنّية، لتعطي فكرة عن تمدّد "الحشد" في كلّ أنحاء العراق وقدرته على فرض الأمن على طريقته في كلّ محافظة من المحافظات العراقية بغضّ النظر عن تركيبتها السكّانية.

في اليمن، كان تبادل للأسرى بين الحوثيين (أنصار الله) وبين "الشرعية"، التي على رأسها رئيس انتقالي اسمه عبد ربّه منصور هادي، دليلاً على وجود كيانين سياسيين في هذا البلد. أحد الكيانين تابع لإيران، يسيطر على صنعاء ومحيطها وعلى الحديدة ومينائها وعلى جزء من تعز، وهو في غاية التماسك. أمّا الكيان الآخر، فهو كيان مضعضع مخترق من الإخوان المسلمين لا مكان له حتّى في عدن التي كان يفترض أن تكون عاصمة مؤقتة لليمن في ظلّ إمساك الحوثيين بصنعاء. فوق ذلك كلّه، أرسلت إيران سفيراً إلى صنعاء يدعى حسن إيرلو. سيقدّم إيرلو، المعروف بأنه من "الحرس الثوري" ومن "فيلق القدس" تحديداً، أوراق اعتماده إلى من يعتبره الحوثيون رئيساً للدولة، أي لمهدي المشّاط بصفة كونه "رئيس المجلس السياسي الأعلى".

ما يغيب عن إيران في كلّ حساباتها أنّ عالم ما بعد هبوط سعر برميل النفط ووباء كورونا تغيّر، وأنّ الخليج العربي نفسه تغيّر. ما لم يتغيّر، هو موقف الكونغرس الأميركي منها، ومن العقوبات التي اُقرّت في عهد دونالد ترامب. كذلك، لم يتغيّر نفوذ إسرائيل في الكونغرس

تستخدم إيران العصا في العراق واليمن، فيما تكشف في لبنان وجهاً آخر يتمثّل في المفاوضات مع إسرائيل. صحيح أنّه لا يمكن الفصل بين ما يجري في لبنان وبين الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي يعاني منه البلد، وهو انهيار زاد طينه بلّة بعد تفجير مرفأ بيروت، لكن الصحيح أيضاً أنّ قرار الذهاب إلى التفاوض مع إسرائيل لم يكن ممكناً لو لم تدفع ايران في اتجاهه. أظهرت إيران بكلّ بساطة أنّ "الثنائي الشيعي" في لبنان يستطيع القيام مقام كلّ لبنان، وأنّه الطرف الوحيد القادر على الذهاب إلى مفاوضات مع إسرائيل بغطاء منها، وليس من أيّ طرف آخر عربي أو غير عربي.

إلى أيّ حدّ تبدو الحسابات الإيرانية في محلّها؟

قبل كلّ شيء، هل هناك ما يضمن هزيمة دونالد ترامب أمام جو بايدن؟

هناك سؤال آخر لا يقلّ أهمّية: حتّى لو فاز جو بايدن، هل ستعود أيّام باراك أوباما الذي اعتبر أنّ الملفّ النووي الإيراني يختزل كلّ مشاكل الشرق الأوسط وأزماته؟

ما يغيب عن إيران في كلّ حساباتها أنّ عالم ما بعد هبوط سعر برميل النفط ووباء كورونا تغيّر، وأنّ الخليج العربي نفسه تغيّر. ما لم يتغيّر، هو موقف الكونغرس الأميركي منها، ومن العقوبات التي اُقرّت في عهد دونالد ترامب. كذلك، لم يتغيّر نفوذ إسرائيل في الكونغرس.

لا شكّ أنّ لعبة العصا والجزرة التي تمارسها إيران حالياً في غاية الذكاء والدهاء. ما يمكن أن يعطّلها ويجعل منها غير ذات فائدة كونها لعبة قديمة في عالم تغيّر. ترفض إيران الاعتراف بأن العراق نفسه تغيّر، بمن في ذلك شيعة العراق الذين تبدّل موقف أكثريتهم منها ومن غطرستها!

 

 الحزب يتراجع في لاسا و"المحجبة": ليس وقت إغضاب الموارنة

نسرين مرعب/أساس ميديا/الخميس 22 تشرين الأول 2020

في سابقة غير معهودة، سمح حزب الله بإزالة "مخالفة شيعية" من بين جملة مخالفات شيّدت على الأراضي التابعة للكنيسة المارونية في بلدة لاسا بقضاء جبيل.

فبشكل مفاجىء، سُمح بدخول القوى الأمنية خلال اليومين الماضيين، فأزالت المبنى الجاهز الذي شيّده شبّان من آل مقداد، ضمن أملاك المطرانية المارونية، فيما بقيت الأعلام والرايات ذات الدلالات الدينية والحزبية في الموقع. وهو أمر يمكن اعتباره تنازلاً من حزب الله.

هذه الحادثة أثارت امتعاض أهالي لاسا، والكنيسة، وفعاليات المنطقة، لكنّ الأغرب هو توقيتها، والمبادرة التي قام بها الحزب لإزالة هذه المخالفة، وكأنّ في هذه "الحركة" رسالة ما أراد الشيعة إيصالها إلى الرأي العام المسيحي؟

اللافت أنّ حادثة لاسا تزامنت مع حادثة ثانية هي الفتاة المحجّبة التي قيل إنّ مستشفى جبل لبنان رفض تدريبها بسبب حجابها. وبعدما نفت إدارة المستشفى بطريقة غير مباشرة، وأدانت حركة "أمل" ما جرى معها، بقي حزب الله صامتاً رغم امتعاض جمهوره. لكن بدا واضحاً أنّ الفالق "الشيعي – الماروني" تحرّك في مكانين، واحد له علاقة بالحجاب، وآخر بالتماس العقاري بين الطائفتين.

قضية "لاسا" ليست وليدة اللحظة. فالمطرانية كانت قد أجرت في العام 1939 مسحاً اختيارياً لأكثر من 5 ملايين متر مربع في المنطقة. أما الإشكالية حالياً فتنحصر بـ 3.5 مليون متر مربع تنتظر المسح النهائي على يد لجنة المسح المكلّفة من القاضي العقاري ووزارة المالية

صمت الحزب في الموضوع الأوّل، استكمله بتراجع سريع في الثاني. فبدا أنّه لا يريد السماح بمزيد من الهزّات "الشيعية – المارونية". فهذا يساهم في تباعد جمهوري حزب الله والتيار الوطني الحرّ، في لحظة سياسية صعبة يهتزّ خلالها تفاهم "مار مخايل" الموقّع في العام 2006 بين الطرفين. وعلى وقت ترسيم الحدود مع إسرائيل من خلال وفد عسكري – مدني، رفض الحزب الجانب المدني منه، فأصرّ الرئيس ميشال عون عليه، في رسالة ودّ إلى الولايات المتحدة الأميركية، عشية فرض عقوبات على صهره جبران باسيل.

كذلك يعاني الحزب من خلاف ويمارس قطيعة في العلاقة مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، اعتراضاً على تسويقه لـ "الحياد" ومطالبته بـ "تحرير الشرعية" من سلاح الحزب. وبعد تفجير المرفأ، بدا أنّ هناك تغييراً في الوعي المسيحي، يحمّل حزب الله مسؤولية تفجير "بيروت المسيحية" قبالة المرفأ. لذا، فإنّ الحزب في غنى عن تصعيد التوتّر مع الموارنة وكنيستهم وجمهورهم.

لاسا: تهدئة شيعية

قضية "لاسا" ليست وليدة اللحظة. فالمطرانية كانت قد أجرت في العام 1939 مسحاً اختيارياً لأكثر من 5 ملايين متر مربع في المنطقة. أما الإشكالية حالياً فتنحصر بـ 3.5 مليون متر مربع تنتظر المسح النهائي على يد لجنة المسح المكلّفة من القاضي العقاري ووزارة المالية. لكنّ المسح ما زال معلّقاً، على الرغم من تكرار التعدّيات والإشكالات على هذه المساحة منذ العام 2000.

وبينما ذهب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، نحو الحلّ العشائري، مؤكداً أنّ قضية لاسا "لا يمكن حلها عن طريق القوى الأمنية أو بالقوّة، بل عبر صيغة مقبولة بين البطريركية المارونية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، مع إبقاء مرجعية اللجنة التي تمّ تشكيلها زمن الوزير السابق مروان شربل، كأساس وسطي"، فإنّ للمطرانية المارونية رأياً آخر، وهو اللجوء إلى القضاء تحت عنوان: "ليأخذ كلّ ذي حقّ حقّه، ومن لديه وثيقة فليظهرها".

النائب السابق فارس سعيد، المواكب لهذه الملف، وهو يقع ضمن نطاق قضاء جبيل الذي كان نائباً عنه، أكّد في حديث لـ "أساس" أنّ ما حدث في لاسا هو "إزالة مخالفة عقارية من بين عشرات المخالفات التي لا تزال قائمة"، سائلاً: "لماذا سهّلت اللجنة الأمنية التابعة لحزب الله وصول القوى الأمنية الشرعية لإزالة هذه المخالفة بناءً على إشارة من مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون؟".

وفق سعيد فإنّ ما يحصل هو تلاعب بالاستقرار العقاري في لبنان الذي تأسس مع أعمال المساحة والتحديد خلال مرحلة الانتداب، واستكمل بناؤه خلال الجمهورية الأولى وخلال الجمهورية الثانية بعد الحرب الأهلية. والمسّ بالاستقرار العقاري هو بمستوى خطورة المسّ بالاستقرار المالي

يجيب سعيد على السؤال الذي يطرحه: "المناخ العام في لبنان دفع حزب الله للمساعدة في إزالة هذه المخالفة، للقول إنّه لا يسطو على أراضي المسيحيين كما يتردّد، بينما الحقيقة أنّ الخلاف العقاري في لاسا يتجاوز هذه الحادثة. والموضوع ليس موضوع بيت جاهز، أو إزالة مخالفة. مساحة لاسا 8 مليون متر مربع، تملك الكنيسة منها حوال 6 مليون متر مربع، والأهالي يملكون حوالي مليوني متر مربع. غالبية أهالي لاسا هم من الطائفة الشيعية. أما المسيحيون فهم أقلية وفدوا إليها في العام 1863 عندما تمّ شراء أراضي لاسا من قبل البطريرك يوحنا الحاج، واشترى غالبية هذه الأراضي من آل حمادة. مع الانتداب الفرنسي في العام 1926 بدأت أعمال المساحة والتحديد. وقامت الكنيسة المارونية في حينها بمسح أملاكها مسحاً اختيارياً في ثلاثينات القرن الماضي، وصدرت في تلك المرحلة لصالح الكنيسة أحكام عقارية".

 إذا كانت الأراضي ممسوحة فلماذا الاعتراض الشيعي؟

يجيب سعيد عن هذا السؤال بالقول: "يعتبر الفريق الشيعي الموجود في لاسا من الأهالي، أنّ كل أعمال المساحة والتحديد، وكلّ الأحكام العقارية التي صدرت في مرحلة الانتداب الفرنسي أعطت أرجحية لصالح المسيحيين، وذلك يعود وفق الجانب الشيعي لسببين. الأول: أنّ الانتداب الفرنسي أمّن أرجحية سياسية للمسيحيين. والسبب الثاني أنّ الكنيسة كانت تملك المال الكافي من أجل إجراء أعمال المساحة الاختيارية بينما كان الأهالي الشيعة لا يملكون المال الكافي لذلك. لذلك، هم يعتبرون أنّ إجراء المساحة لم يكن متكافئاً. وهم اليوم، وبما أنّ الأرجحية السياسية لصالحهم، يرون أنّ اللحظة مناسبة للانقلاب على أعمال المساحة السابقة على الاستقلال، وبالتحديد على الأحكام العقارية التي صدرت خلال الانتداب الفرنسي، إذ يعتبرونها متحيّزة ضدّهم لمصلحة الكنيسة المارونية".

ووفق سعيد فإنّ ما يحصل في لاسا يتجاوز موضوع البيت الجاهز وإزالته: "ما يحصل هو تلاعب بالاستقرار العقاري في لبنان الذي تأسس مع أعمال المساحة والتحديد خلال مرحلة الانتداب، واستكمل بناؤه خلال الجمهورية الأولى وخلال الجمهورية الثانية بعد الحرب الأهلية. والمسّ بالاستقرار العقاري هو بمستوى خطورة المسّ بالاستقرار المالي".

سعيد: ماذا عن أفقا جرد العاقورة بركة حلولا؟

ولا يخفى النائب السابق تخوّفه من انسحاب نموذج لاسا على مستوى لبنان، من ناحية التلاعب بالاستقرار العقاري، معلّقاً: "ما حصل من رشوة معنوية اسمها إزالة مخالفة وإبقاء عشرات المخالفات، لا يلغي الإشكال الحقيقي في لاسا وفي القرى الأخرى غير الممسوحة في جرد جبيل، التي هي أيضاً على تماسّ مع عائلات شيعية، تعتبر أنّ هذه اللحظة باتت مناسبة سياسياً للانقلاب على الأحكام العقارية وأعمال المساحة والتحديد".

كما النائب فارس سعيد، يشدّد عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب شوقي دكاش، على ضرورة إجراء المسج النهائي للأرض المختلف عليها، ويسأل: "هل يجري ترك هذا النزاع لإيصال رسائل من لاسا؟"

يرفض سعيد كلام المفتي الجعفري أحمد قبلان عن حلّ المسألة بين الكنيسة والبطريركية: "هذا الكلام مرفوض، فالفيصل بين الكنيسة أو المالك والمعتدي على هذا العقار يجب أن يكون القضاء اللبناني وليس الحلول العشائرية أو الأهلية على طريقة الشيخ أحمد قبلان. وهذا ما رفضناه كأبناء المنطقة في العام 2018 حينما عرض رئيس مجلس النواب نبيه برّي مبادرته في حينها"، مشدّداً على أنّ "الحلّ اليوم هو أمام القاضي العقاري ومن يملك مستنداً ليقدمّه هناك".

ونصّت المبادرة التي أعلنها الرئيس برّي في العام 2018، على تشريع الاعتداءات لصالح المخالفين، على أن تستكمل الكنيسة أعمال المساحة في سائر الأملاك. غير أنّ هذا الطرح رفضه أهالي لاسا والنواب ولاحقاً بكركي.

وختاماً يأخذ سعيد على "التيار الوطني الحرّ" أنّه "يدفع بالكنيسة إلى الحلّ بالترسيم الأهلي والعشائري مع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وهذا مرفوض، ما نريده هو قرار قضائي".

شوقي دكّاش: القضاء هو الفيصل

وكما النائب فارس سعيد، يشدّد عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب شوقي دكاش، على ضرورة إجراء المسج النهائي للأرض المختلف عليها، ويسأل: "هل يجري ترك هذا النزاع لإيصال رسائل من لاسا؟".

كذلك يرفض دكّاش بيان المفتي قبلان: "عملية المسح تتمّ ضمن أطر القوانين، بين وزارة المالية ووزارة الداخلية والمخاتير، ولا مجال لأيّ تدخل. هناك دولة اسمها الدولة اللبنانية، وهناك مرجعية قضائية، ومن لديه أيّ إثبات أو وثيقة فليقدّمها وليحكم القضاء، دون تدخل لا من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولا من قبل أيّ جهة أخرى". ويضيف: "ضمن دولة القانون والمؤسسات لا يمكن لأيّ طرف فرض أيّ شيء بالقوّة". ويوضح أنّ الملف قضائي، وأنّ "القوات اللبنانية مع أيّ حلّ يجمّع ويقرّب".

 

حكومة الحريري المحمّلة بثلاث أزمات

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الخميس 22 تشرين الأول 2020

منذ اتفاق الدوحة في 21 أيار 2008، أي بعد أسبوعين على أحداث 7 أيّار الشهيرة، وتأليف الحكومة في لبنان يحصل بشقّ النفس بعد أخذ وردّ وخلافات على الحصص والبيان الوزاري بين القوى السياسية. وأخيراً في ظلّ "العهد القوي" برز تأجيل الاستشارات النيابية لتكليف شخصية لتشكيل الحكومة بحجّة أن استباق هذا التكليف بمشاورات يوفّر الوقت لتأليف الحكومة وهو ما لم يصحّ مرّة!

كلّ ذلك إنّ دلّ على شيء فعلى الإرادة السياسية لدى الفريق الغالب منذ 7 أيار 2008 للإمساك بالسلطة التنفيذية في لبنان، بحيث لا تشكّل حكومة لا تمثّل مصالحه. لكن الأهمّ أنّ السيطرة على مجلس الوزراء من قبل "حزب الله" الذي يقطر وراءه حلفاءه هو محاولة لتكريس موازين القوى الجديدة أخذاً في الاعتبار الصلاحيات المعزّزة لهذا المجلس بعد "الطائف". أي أنّ الحزب، بإمساكه بالحكومة رئيساً وبياناً وزارياً ووزارات (مع بعض الاستثناءات دائماً)، يلغي المفاعيل السياسية لاتفاق الطائف تمهيداً لنسفه أو تعديله تعديلات أساسية متى أمكنه ذلك.

لذلك فإنّ لبنان في أزمة حكومية مستدامة منذ أيّار 2008، إذ لطالما عطّل فريق 8 آذار تشكيل الحكومة أشهراً وعندما تؤلف تكون حكومة مقبوضٌ على قرارها السياسي ومهدّدة بالتعطيل وبالإستقالة كما حصل على نحو سافر في كانون  الثاني 2011، عندما استقال 10 وزراء من تحالف "8 آذار" و"التيار الوطني الحر" من حكومة سعد الحريري الأولى ليلحق بهم "الوزير الملك" وقتذاك عدنان السيّد حسين، فسقطت الحكومة باستقالة ثلث وزرائها زائداً واحداً، وكانت المرّة الأولى التي يُستخدم فيها الثلث المعطّل الذي ابتدعه "اتفاق الدوحة" خلافاً للدستور.

ها هي إيران تقدّم الهدايا عبر أذرعها في العراق ولبنان لرمز "الاستكبار العالمي". وفي لبنان باشرت السلطة في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعد انتظار دام عشر سنوات للتوصّل إلى "اتفاق إطار" لتلك المفاوضات

لا تشذّ حكومة سعد الحريري الموعودة عن هذه المعادلة، أي أنّها محطّة جديدة في مسار الأزمة المستفحلة على مستوى السلطة التنفيذية، كسلطة يُراد التحكّم بها من قبل "حزب الله" وحلفائه الغالبين بالاستقواء الخارجي والسلاح الداخلي. وليس مسار التكليف الجديد للحريري سوى دليل ساطع على نوايا الحزب و"التيار الوطني الحر"، كلّ وفق حساباته، للاستمرار في القبض على قرار الحكومة، وتحويلها (بالنسبة للحزب) ورقة بيد حليفته الإقليمية إيران تبيع وتشتري بها مع "الشيطان الأكبر"، عدوّها الأوّل الذي تطمح إلى الاتفاق معه.

وها هي إيران تقدّم الهدايا عبر أذرعها في العراق ولبنان لرمز "الاستكبار العالمي". وفي لبنان باشرت السلطة في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعد انتظار دام عشر سنوات للتوصّل إلى "اتفاق إطار" لتلك المفاوضات. ولم يتمّ الإعلان عنه إلّا قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية! وفي العراق أعلنت الميليشيات الشيعية الموالية لطهران وقف عملياتها ضدّ المصالح والقوات الأميركية، بعدما كانت مستنفرة منذ كانون الثاني الماضي للردّ على اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني، ولطالما شجّعها السيّد حسن نصرالله على ذلك!

هذا يعيدنا إلى إفشال الثنائي "حزب الله" – حركة "أمل" المبادرة الفرنسية لإنتاج حكومة، وها هو الآن بعد موافقته على المباشرة بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية جنوباً لا يمانع تكليف الحريري تشكيل "حكومة مهمة" من دون أن يكون في مقدور أحد العلم ما اذا كان سيمسح للأخير بتشكيل حكومته، لأنّ الأمر رهن الحسابات الإقليمية والدولية لإيران حليفة الحزب لا الضرورات الوطنية التي تقتضي تشكيل حكومة، ورهن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.

كل تلك الاختلالات تحصل في ظّل غياب وسط سياسي لبناني يمانع بقوّة رهن لبنان لسياسات محور الممانعة ويرسم حدود التدخلات الدولية في بلاد الأرز، التي يحفّزها النفوذ الإيراني المتعاظم في بيروت، وذلك من خلال الدفاع عن الدستور ورفض تكريس الأعراف اللادستورية

وحكومة الحريري الموعودة تأتي محمّلة بأزمتين، بل ثلاث: أزمة رهن تأليفها واستمرارها بعد ذلك بموازين القوى المحلية والإقليمية – الدولية وعنوانها "حزب الله"، وأزمة معالجة الأزمة المالية والاقتصادية المستفحلة خصوصاً بعد انفجار 4 آب الذي جعل نصف بيروت بما فيه وسطها خراباً، في مشهد يذكّر بنهايات الحرب الأهلية. وإلى هاتين الأزمتين الأساسيتين تضاف ثالثة تتمثّل بالاختلال الكبير الذي يضرب الحياة السياسية في لبنان، والمتمثّل بأنّ القوى السياسية التي شكّكت ثورة "17 تشرين" في شرعيتها الشعبية وبالتالي السياسية – لاسيّما "التيار الوطني الحر" الموجود في رأس السلطة عبر الرئيس ميشال عون – تستسلم كلّيا للإرادة الدولية في لبنان تعويضاً عن عجزها الداخلي. وإلّا فلماذا أجلّت الاستشارات النيابية لتكليف رئيس للحكومة الخميس الماضي بينما لن ترجأ ("إذا لم يطرأ طارئ"!!) هذا الخميس علماً أن أسباب إرجائها، أي فقدان الميثاقية المزعومة،  لم تنتفِ؟

أليس الضغط الأميركي الفرنسي ما أملى هذا التغيير في المواقف؟ ثمّ أين موقف جبران باسيل العالي السقف ضدّ تكليف الحريري؟ أمّ أنّه سينحني للضغوط الدولية الآن ثمّ يرفع رأسه بعد مرور العاصفة فيخرج خنجر الميثاقية مجدداً ويطعن به الحكومة في خاصرتها الرخوة، محاولاً الاستثمار في حالة النقمة المسيحية بعد انفجار المرفأ، بالرغم من صعوبة هذا الاستثمار بالنظر إلى النقمة المتفاقمة ضدّ العهد والتيار.

كل تلك الاختلالات تحصل في ظّل غياب وسط سياسي لبناني يمانع بقوّة رهن لبنان لسياسات محور الممانعة ويرسم حدود التدخلات الدولية في بلاد الأرز، التي يحفّزها النفوذ الإيراني المتعاظم في بيروت، وذلك من خلال الدفاع عن الدستور ورفض تكريس الأعراف اللادستورية التي يبتدعها هذا الفريق أو ذاك على حساب الضرورة القصوى لتلمّس سبل النجاة من المأزق الكبير الذي يغرق فيه لبنان غرقاً مميتاً!!

 

عن العهد الرئاسي: عاش الحلم لكن مات البلد!

رامي الرّيس/نداء الوطن/21 تشرين الأول 2020

صحيحٌ أن الجيل الجديد، سواءً ذلك الذي ينمو على ضِفاف الثورة أو في قلبها، غالباً ما يرفض العودة إلى الماضي، مُصرّاً على التعميم وإلغاء القديم بكل قدمه؛ ولكن الصحيح كذلك هو أنّ في الماضي صفحات مضيئة في تاريخ لبنان، كتبتها شخصيّات كانت لها رؤيتها وفلسفتها ونشاطها السياسي وعملها الحثيث في إطار مشروع بناء الدولة. ثمّة مقابلة تلفزيونيّة قديمة أجراها الإعلامي القديرعادل مالك على شاشة "تلفزيون لبنان"، مع ثلاثة من رجالات الدولة في لبنان، وهم: الرئيس الشهيد رشيد كرامي والمعلّم الشهيد كمال جنبلاط والمرحوم ريمون إده. لم يجد أيّ من القياديين الثلاثة حرجاً في المشاركة في ندوة تلفزيونيّة واحدة مع بعضهم البعض، بالرغم من أنّ كلاً منهم يستحقّ أن يُستضاف على حِدة. تجاوزوا الشكليّات التي تسيطر على معظم الأداء السياسي اليوم ودخلوا في عمق نقاش المواضيع الوطنية، وكان حواراً راقياً وجميلاً وهادئاً، عكس ثقافتهم وإلمامهم الواسع بالملفّات المطروحة قيد النقاش.

إنّ الدعوة موجّهة إلى جيل الشباب لمشاهدة هذه المقابلة، ولقراءة مواقف وتصريحات هؤلاء القادة، والدعوة إياها موصولة لبعض من يحتلّون المراكز المتقدّمة في الدولة اليوم، من الذين يعطّلون البلاد من أجل شكليّات سخيفة، أو أقلّه، يتذرّعون بها لتحقيق غاياتهم ومآربهم.

تصوّروا أنّ رئيس الجمهوريّة، المؤتمن على تطبيق الدستور، لا يجد حرجاً في لحظة سياسيّة واقتصادية شديدة الحراجة، بأن يؤخّر الدعوة إلى الإستشارات النيابيّة لأسابيع، من دون أي مسوّغ دستوري أو قانوني أو منطقي، ثم يتجرّأ على تأجيلها لأسبوع جديد، فقط لأنّ الأرقام دلّت على أنّ النتيجة لن تكون كما يريدها، وأنّها ستُفضي إلى تكليف الرئيس سعد الحريري من دون أن يكون قد تفاوض معه أو مع تيّاره مسبقاً!

نادرة هي المرّات التي شعر فيها اللبنانيون أنّ الرئيس ميشال عون قد لبس العباءة الوطنيّة فوق عباءة "التيار الوطني الحرّ". ونادرة هي المرّات التي شعر فيها اللبنانيون فِعلاً أنّ الرئيس عون غادر قاعات "التيار" للدخول إلى ساحات الوطن. ثمّة رؤساء يضيق صدرهم في المساحة الوطنية، ويرتاحون في المساحة الطائفيّة والمذهبيّة والفئويّة. ميشال عون أحد هؤلاء. لم يكن الرئيس السابق ميشال سليمان يترأس تياراً سياسياً وطنيّاً عريضاً، أو كتلة نيابيّة وازنة. إتّكأ على تاريخه في المؤسسة العسكريّة، وحافظ على التوازنات فيها وفي الدولة. فهم المعادلات المحليّة والإقليميّة، وحاول النفاذ مراراً نحو خيارات تكرّس مشروع الدولة، إلا أنّ التصدّي له كان كبيراً، ولكن يُسجّل له شرف المحاولة، كما يُسجّل له حفاظه على الدستور والسهر على تطبيقه. الرئيس عون قام بعكس كل ذلك. تاريخه في المؤسسة العسكريّة له قراءاته المتباينة، وقد توّجه بالتمرّد الشهير الذي قام على رهانات خاطئة وخيارات مُدمّرة إنتهت بتكريس الوصاية السوريّة على لبنان، إذ تبيّن أنّ "حرب التحرير" لم تكن سوى ردة فعل إعتباطيّة على رفض وصوله إلى رئاسة الجمهوريّة آنذاك، الأمر الذي لو تحقّق، لما كانت هناك حرب ولا من يحزنون! يا له من حلم لم يمت منذ أكثر من ثلاثين سنة. عاش الحلم ولكن مات البلد.

المهمّ الآن، أنّ العهد، وصهر العهد، لهما هدف وحيد: التفاوض على التأليف قبل التكليف، وهذه من البدع الدستورية الجديدة التي تُسجّل لرئيس الجمهورية. كم هي طويلة تلك اللائحة من المخالفات الدستورية (نصاً وروحاً). كم هو ثقيل هذا العهد على صدور اللبنانيين، وكم هو مُدمّر لطموحاتهم وأحلامهم.

عذراً من كل سيّدة محترمة تُدعى "تيريز"، والمعنى بقلب القارئ!

 

الهرب من جوهر الميثاق الوطني

رفيق خوري/نداء الوطن/21 تشرين الأول 2020

كان مكيافيللي يقول "ان كل جمهورية يجب ان تقرر ماذا عليها ان تكون: روما أو البندقية". والمقصود هو رمز القوة ام الثقافة والاقتصاد والانفتاح. آباء الاستقلال قرروا ان قدر لبنان ومصلحته الوطنية وخياره الطبيعي ان يكون البندقية. وهذا جوهرياً حجر الاساس في الميثاق الوطني. أما تركيبة السلطة والتوازن ومشاركة "العائلات الروحية" فإنها التنظيم الدستوري والسياسي لإدارة النظام والحوكمة. لكن الخيار الوطني الذي قاد لبنان الى الإزدهار وتسميته "سويسرا الشرق"، جرى الخروج عليه بالقوة، وسط انقسام اللبنانيين. فالمنظمات الفلسطينية صادرت البلد وجعلته "ساحة" فارضة عليه دور روما تحت عنوان هانوي وتحرير فلسطين. والنتيجة كانت دخول الجيش السوري والاجتياح الإسرائيلي والتدخل الاقليمي والدولي في حرب لبنان. ثم جاء المشروع الايراني الذي بدأ بمقاومة "حزب الله" للاحتلال الاسرائيلي، وتطور بحيث صار على لبنان ان يكون "سوبر روما" في حرب دائمة على خريطة المنطقة.

وليس التراشق بالميثاقية في هذه الايام سوى هرب من مواجهة ما يفرضه علينا جوهر الميثاق الوطني. فالميثاقية تبدأ من التفاهم الوطني على الخيارات الأساسية وتنتهي بالترتيبات السلطوية. ومن دون التفاهم الوطني، فان الميثاقية التي يتناوب أمراء الطوائف على استخدام سلاحها في معاركهم هي مجرد ميثاقية "تقنية" حول التمثيل السياسي. وليس هناك تفاهم وطني، لا على دور لبنان، ولا على سلاح "حزب الله"، ولا على دور ذلك السلاح في حرب سوريا وأماكن أخرى، ولا على التوجه عرباً وغرباً أو شرقاً للمساعدة في إنقاذ لبنان. وآخر ما نحتاج اليه هو شرشحة الميثاقية الى حد تحويلها لعنة على الحياة السياسية.

ذلك ان اقل ما يطلبه لبنان المأزوم هو سياسات كبيرة. وأكثر ما يدور ويدار فيه هو الألعاب الصغيرة. ألعاب هزلية في موضوع الحكومة تحت راية المبادرة الفرنسية. وألعاب سطحية على طريقة "نصف حبلى" بعد التسليم بالتفاوض مع اسرائيل على ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية تحت علم الأمم المتحدة، وضمن "تبادل هدايا" بين أميركا وايران عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية. ومن الصعب العثور على منطق سياسي في تصوير التعثر في تأليف الحكومة بانه انتظار لما بعد الانتخابات الاميركية، مع ان العامل المؤثر فيها هو "كورونا" لا كل الشرق الأوسط. لكن المشكلة الحقيقية هي وضع خيارين خطيرين أمام لبنان: إما حكومة تقوده الى عزلة عربية ودولية وتكمل انهياره، وإما فوضى ولا حكومة بما يكمل الانهيار ايضاً. ولا احد يصدق اننا على الطريق الى حكومة لن تكون ملغومة. ستالين كرر التحذير من "دوار النجاح"، لكنه لم يعش ليرى "دوار الفشل" في لبنان.

 

تأخير التأليف و"حزب الله" والعقوبات

وليد شقير/نداء الوطن/21 تشرين الأول 2020

فرضية نجاح تكليف زعيم تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة الجديدة غداً الخميس ما زالت هي الراجحة، على رغم أن بعض الأوساط المؤيدة لهذا التوجه لا تلغي من قاموسها بعض التوجس، من أن يطرأ ما يدفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى تأجيل الاستشارات مجدداً. كل شيء ممكن مع الرئيس عون، يقول هؤلاء. إلا أن ما أشيع عن ضغط أميركي لإنهاء الفراغ الحكومي في سرعة، بعد مضي 25 يوماً على اعتذار السفير مصطفى أديب عن الاستمرار في مهمة "حكومة المهمة" التي اقترحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شكل عاملاً مؤثراً ضد تأجيل الاستشارات ثانية. فاتصال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعون أول من أمس الإثنين، والذي قالت الخارجية الأميركية أنه تناول ما تتطلع إليه بلاده من تشكيل حكومة "تلتزم بإصلاحات، تؤدي إلى فرص اقتصادية وحكم أفضل ووضع حد للفساد وقادرة على تنفيذ هذه الإصلاحات"، لم يكن تفصيلاً. وإذا كان الانتقاء الدقيق لكلمات البيان يرفد جهوداً بذلتها الديبلوماسية الأميركية من أجل الكف عن إضاعة المزيد من الوقت، وبالتالي تسريع تكليف الحريري، فإن التكهنات عن أن تسمية الأخير قد تتم في الغد، لا تعني أن تأليف الحكومة سيكون مفروشاً بالورود، تدفع إلى السؤال عما إذا كان إصرار عون وفريقه على استبعاد الحريري من الرئاسة الثالثة سيذهب به إلى مغامرة جديدة. فرفض عون توقيع التشكيلة الوزارية التي سيعرضها زعيم "المستقبل" بحجة عدم مراعاتها تسمية الوزراء المسيحيين من قبل "التيار الوطني الحر"، ما زال الوسيلة الأقوى في يده، بهدف دفع الحريري إلى الاعتذار، الأمر الذي لن يقدم الأخير عليه. فالأخير بدأ تحضير ملفاته الإصلاحية وما تتضمنه خريطة الطريق الفرنسية على هذا الصعيد، عبر ترجمتها إلى مشاريع قرارات وقوانين ومراسيم، انسجاماً مع مهلة "البضعة أشهر" التي أعطاها لنفسه حين رشح نفسه للمهمة، على أن تأتي حكومة أخرى من بعدها.

لكن من غير المنتظر أن يتقدم همّ تنفيذ الإصلاحات كشرط لدعم لبنان مالياً من أجل انتشال اللبنانيين من الوضع المعيشي المزري، على غريزة المحاصصة لدى الفرقاء في تشكيل الحكومة. وهذا سيعيد التعطيل إلى المسرح مجدداً ويطيل الفراغ الحكومي إلى أجل غير معروف.

سيكون على "حزب الله" أن يختار في هذه الحال بين الانحياز إلى حليفه عون- باسيل، وبين تفاهمه مع الحريري على قيام حكومة تلبي شروطه في التمثيل والتسمية، مع إمكان الحد من الانهيار المالي.

المفارقة أن كلاً من الخصمين، عون - باسيل، والحريري، يسعى إلى دعم أميركي لتوجهاتهما. فريق العهد يعمل على استرضاء واشنطن مقابل استيائها من تحالفه الاستراتيجي مع "حزب الله"، إلى درجة أن ضمه مدنيين إثنين إلى الوفد المفاوض حول الحدود البحرية الأسبوع الماضي كنموذج انفتاح على تطلعات الأميركيين من المحادثات، تسبب باعتراض "الحزب" وحركة "أمل". والحريري الذي ربط النزاع مع "الحزب"، لقي دعماً غير مباشر لترشيحه لرئاسة الحكومة من واشنطن، بعدما كانت معارضة لتبوئه المنصب سابقاً، فيما "الحزب" متحمس لعودته.

على رغم أنها حالة مربكة لـ"حزب الله"، ربما تكون فرصة جديدة لواشنطن كي تستأنف عقوباتها. فديفيد شينكر أبلغ من يجب أن لا علاقة بينها وبين ترسيم الحدود، وأن وزارة الخزانة تصدر في الوقت المناسب واحدة من اللوائح التي لديها. فهل تأخر الحكومة يسرّعها؟

 

حلفاء "حزب الله" عاتبون عليه

غادة حلاوي/نداء الوطن/21 تشرين الأول 2020

على بعد ساعات من موعد الاستشارات النيابية الملزمة يغدو السؤال كيف سيتصرف كل فريق سياسي مع حلفائه؟ منذ أعلن ترشيحه، سعى الرئيس سعد الحريري الى نيل ضمانة وجود حلفائه الى جانبه في الحكومة. تلقف غضب رئيس الحزب "الاشتراكي" وليد جنبلاط، ميّز رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية. ولم يكن رئيس مجلس النواب الحريص على بلوغ الحريري رئاسة الحكومة بأسرع وقت ممكن أقل جهداً على مستوى الاصرار على تمثيل جنبلاط و"المردة" كمكوّنين اساسيّين. ولا ننسى أن بري لم يقبل ان يتجاوز جنبلاط في حكومة حسان دياب فكيف له ان يقبل بتجاوزه اليوم. يترصد حلفاء "حزب الله" إصرار بري على ضمانة تمثيل حلفائه، وهو وان كان أبلغ الحزب "الديموقراطي" أخيراً بأن لا حصرية للتمثيل الدرزي في الحكومة، الا ان الخشية من أن تكون الكلمة الفصل هنا لجنبلاط بحيث يتم الوقوف على خاطره على حساب تمثيل آخرين. حلفاء "حزب الله" من اللقاء التشاوري الى رئيس الحزب "الديموقراطي" طلال ارسلان عاتبون عليه لضبابية موقفه تجاه تمثيلهم في الحكومة، وتجاوز حيثيتهم. كأن "حزب الله" لم يتخذ قراره بعد. وهذا ما لمسه موفد من "الديموقراطي" الذي لم يخطف منه جواباً نهائياً بعد حول ضمان تمثيله في الحكومة والاخذ في الاعتبار حيثيتهم السياسية داخل طوائفهم. فهل سيتمسك بتمثيلهم أم سيترك كل طرف "يقلّع شوكه بإيديه".

يشهد فريق الأكثرية تبايناً في وجهات النظر حيال الملف الحكومي. هل كان يجب أن تُخاض المعركة في التكليف أم في التأليف؟ وبحكم ان لا طارئ يرجئ التكليف فالارجح أن المعركة ستخاض في التأليف. وهنا ايضاً تتوزع الآراء على وجهتي نظر. يتبنى اصحاب وجهة النظر الاولى الرأي الذي يقول إن من مصلحة الاكثرية ألا تشارك بتسمية الحريري ولا تتمثل في حكومة برئاسته. سترتب المشكلة المالية قرارات بالغة الحساسية بالنظر لما تتضمنه ورقة الاصلاحات، من فرض ضرائب ورسوم وتقليص عدد موظفي الادارة العامة ومراقبة الحدود وتحرير سعر الصرف. إنعكاس مثل هذه القرارات وارتداداتها على الشارع لن تكون سهلة، والمشاركة في اي حكومة في هذا الظرف سيعد خسارة، بينما من شأن عدم المشاركة ان يريح المعارضة ويجلعها تستعد لمعركتها الانتخابية بأجواء افضل. داخل الاكثرية تلمس عتباً ضمنياً على "حزب الله" لتبنيه خيار الحريري والسير به والذي لا يعد الخيار الانسب في الوقت الحاضر. بعد "17 تشرين" وإزاء كل ما شهدته البلاد لا يمكن تصويره كمنقذ، قد يكون له تمثيله داخل طائفته، لكن الخلاف ليس طائفياً بل هو أزمة مالية وهدر وفساد لم يكن هو بعيداً عنها. واذا كان "الثنائي الشيعي" يرى وجوده ضرورة سياسية فليكن وليبق "الوطني الحر" و"اللقاء الديموقراطي" خارجها.

في المقابل، تحذر وجهة النظر الثانية من ترك رئيس الجمهورية بمفرده في المعركة. واذا كانت حكومة من 20 وزيراً، ينال الثنائي الشيعي 4 وزراء و"المردة" وزيرين فمن سيسمي الوزراء الآخرين اذا كانوا اختصاصيين، وفق ما قال الحريري، وكيف سيتم توزيع الوزراء. لا تأخذ الممانعة حديث الحريري عن حكومة الاختصاصيين على محمل الجد. خلال مرحلة تشكيل حكومة مصطفى اديب ابلغه الوزير وائل ابو فاعو بأسماء الوزراء المقترحين من قبل جنبلاط، فهل يعد هؤلاء اختصاصيين غير محسوبين على "الإشتراكي"؟ وهل الحريري اختصاصي؟ يقول اصحاب وجهة النظر هذه اذا فعل "حزب الله" ودخل الحكومة بلا حلفائه فسيكون الخاسر الاكبر. وسيجد نفسه محرجاً امام حلفائه ممن لهم حيثيتهم الانتخابية.

وليس عتب "اللقاء التشاوري" على "حزب الله" أخف وطأة. يعود هذا العتب الى ايام طويلة خلت يوم تم استثناء اللقاء في مشاورات اختيار رئيس الحكومة المكلف ابن طرابلس مصطفى اديب، فكان النائب فيصل كرامي آخر من يعلم. شعور اللقاء التشاوري بالتهميش في الآونة الاخيرة لم يخفف منه الاجتماع الذي عقده اللقاء أخيراً، بحضور المعاون السياسي في "حزب الله" الحاج حسين الخليل والذي حاول تبرير كل مقتضيات المرحلة الماضية وظروفها السياسية، اسباب استقالة حكومة حسان دياب وتسمية اديب وصولاً الى تبرير تبني تكليف الحريري اليوم. شرح مستفيض انتهى الى بيان يعلن فيه "اللقاء التشاوري" رفضه لمجيء الحريري مجدداً. للقاء عتب على "حزب الله" لتأمينه الغطاء لرئيس الحكومة السابق، كما على بري الذي لا يعترف بغيره من الشخصيات السنية والتي تمثل ما يعادل 30 بالمئة من السنة.

يتفهم الحلفاء خصوصية "حزب الله" في الموضوع الشيعي لكنهم يتخوفون من استمراره في مسايرة بري على حسابهم، لكن اين هم من معادلة بري - الحريري - جنبلاط وفرنجية القديمة الجديدة؟ وهل سيتمسك "حزب الله" بتمثيل حلفائه كما يتمسك بري بحلفائه ام سيجد نفسه محرجاً ويسهل التشكيل على حسابهم؟ لكل مصادره ورأيه فيما "حزب الله" لم يدل بدلوه بعد بخصوص تسمية الحريري، او ما سيكون عليه حال حلفائه في الحكومة، وهو ما يعد مؤشراً واضحاً الى حماوة معركة التأليف في حال وصلنا اليها سالمين.

 

مخالفات دستورية وقانونية بالجملة قد تنغّص على الطلاب فرحتهم بإقرار "الدولار الطالبي"...قوننة الـ 1515... هفوة أم مؤامرة؟

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/21 تشرين الأول 2020

الفرحة بصدور قانون "الدولار الطالبي"، قابلتها غصّة دستورية كفيلة بـ "خنق" النظام الاقتصادي الحر وتشريع كل ما هو مخالف لقانون النقد والتسليف. وبدلاً من ان "يجبّر" المشرّعون تجاوزات السياسة النقدية القائمة على التعاميم "كسروها"، وشرعوا الباب واسعاً لتجاوزات "نقدية" سيدفع ثمنها المواطن وقطاع الاعمال.

بعد طول انتظار وقّع رئيس الجمهورية يوم الجمعة الفائت بتاريخ 16 تشرين الأول 2020 القانون رقم 193 الصادر عن مجلس النواب، الذي أصبح معروفاً بـ "الدولار الطالبي". بيد ان القانون الذي أتاح تحويل 10 آلاف دولار من حسابات الطلاب أو حسابات أولياء أمورهم، أو ممن لم يكن لديهم حسابات في المصارف بالعملة الأجنبية أو الوطنية... وَقَع، عن قصد أو عن غير قصد، في مطب تحديد سعر الصرف الرسمي، وشرّعه بقانون نافذ. حيث أشارت مقدمة القانون ومادته الاولى بوضوح لا لبس فيه، إلى ان "المصارف العاملة في لبنان ملزمة بصرف مبلغ 10 آلاف دولار أميركي وفق سعر الصرف الرسمي للدولار 1515 ل.ل".

تكريس سعر صرف رسمي

المفارقة ان الـ 1515 والذي لم يعتبر قانونياً سعراً رسمياً في يوم من الأيام، لأن المادة الثانية من قانون النقد والتسليف تنص على ان قيمة الليرة اللبنانية يحددها القانون بالذهب الخالص. وبما ان تلك المادة لم تطبق، وفي ظل غياب النص فإن "ما يجب ان يحدد سعر العملة هي البورصة او حجم العرض والطلب على الليرة اللبنانية في السوق"، يقول المحامي المتخصص في الشأن المصرفي عماد الخازن. الأمور ظلت مستمرة على هذا النحو لغاية الأمس القريب حيث كرس إقرار قانون الدولار الطالبي الـ 1515 كسعر صرف رسمي لليرة مقابل الدولار بحيث نص القانون 193/2020 على ان الـ 1515 هو "سعر الصرف الرسمي للدولار". وبحسب الخازن فان "هذا القانون أعطى القضاة المعيار المفقود والحاسم لتحديد سعر الدولار مقابل الليرة. وسيتحول سريعاً إلى مرتكز للفصل في دعاوى إثبات العرض والايداع بين الدائنين والمدينين بالدولار، والتي تهطل مثل المطر على المحاكم".

وفي هذه الحالة فان من شأن أي مدين بالدولار، سواء كان فرداً أم شركة، مستأجراً أم تاجراً، مشترياً لاي عقار او موقعاً لعقد بالدولار الاميركي... يتعرض لرفض الدائن تسديد الدين على سعر 1515 ان "يجري معاملة عرض وإيداع لدى كاتب العدل ويرفقها خلال مهلة 10 أيام بدعوى إثبات العرض والطلب" يقول الخازن. "ومع تحديد القانون سعر الصرف الرسمي أصبح لزاماً على القضاة الاحتكام اليه وتطبيقه. وبالتالي الحكم لصالح المدين، وإبراء ذمته. وهذا الامر، وان كان غير عادل، فانه اصبح قانونياً".

التجاوزات في هذا القانون لا تقف عند حدود تشريع سعر رسمي للصرف، ومناقضة مقدمة الدستور اللبناني التي تقول في الفقرة (و) ان "النظام الاقتصادي حر یكفل المبادرة الفردیة والملكیة الخاصة"، انما تتخطاها إلى التمييز بين المواطنين. فهو يميز أولاً بين الطلاب انفسهم لجهة الطلاب القدامى والطلاب الجدد. ويميز ثانياً بين الطلاب وبقية شرائح المجتمع. وعلى هذا الأساس يمكننا التساؤل عن حيثيات تشريع دولار مدعوم للطلاب وحرمان المرضى من الدولار الطبي مثلاً، أو المستاجرين في الخارج من دولار مدعوم لتسديد بدلات ايجارهم او ضرائبهم، أو غيرها الكثير من الحالات. وعلى الرغم من مخالفته الدستور فان الخازن يشكك في ان "يجتمع 10 نواب لتقديم طعن فيه أمام المجلس الدستوري لان هذه الخطوة غير شعبوية، ومن شأنها تأليب الرأي العام ضدهم. وعلى هذا الاساس سيصبح القانون نافذاً فور نشره في الجريدة الرسمية. ولن يتم الطعن به".

التجاوزات القانونية، الاستنسابية المصرفية وسَوق الاقتصاد بالتعاميم تارة، وبقوانين غب الطلب تارة أخرى، ستستفحل كل يوم اكثر من الآخر. وطالما لم يقر بعد قانون واضح، صريح وشفاف لتقييد الرساميل "الكابيتال كونترول"، فان "باب المخالفات سيبقى مشرعاً" برأي الباحثة الاقتصادية د. ليال منصور. "وستحرم الطبقات الأضعف من المودعين والمتعاملين مع المصارف من العدالة. في الوقت الذي تُحمى فيه الرساميل الكبيرة التي تمثل ما نسبته 1 في المئة من حجم الودائع المصرفية". وبرأي منصور فان "الاستمرار في التمييز بين شرائح المودعين يخالف مبدأ "تكلفة الفرصة البديلة". حيث تحمل كل وديعة قصة تضحية ما، وتمثل أهمية خاصة بالنسبة إلى صاحبها. وعليه لا يجوز بأي شكل من الاشكال إعطاء الافضلية لوديعة على حساب أخرى. لكن مع الأسف فان هذا الواقع يُضرب بعرض الحائط، ومن الصعب التوصل قريباً برأي منصور إلى قانون لـ"الكابيتال كونترول"، "لانه ببساطة سينصف 99 في المئة من المودعين. وعندها لا يكون استثناءً". في الوقت الذي لا ينكر فيه احد أو يتنكر لحق الطلاب بفرصة عادلة لاكمال علمهم في الخارج، يُؤخذ على القوانين استنسابيتها وعدم عدالتها. وكما يحق للطلاب الحصول على فرصة، يحق لبقية شرائح المجتمع بفرص مماثلة. وهذا ما لن يتحقق إلا بعودة الاستقرار النقدي المبني على الإصلاحات وعلى تدفقات نقدية بالعملات الاجنبية من صندوق النقد الدولي، تعيد الثبات إلى سعر الصرف وتعطي الجميع فرصاً متساوية.

 

هل تقترب «13 تشرين» جديدة؟

نبيل هيثم/الجمهورية/21 تشرين الأول/2020

اذا لم يحدث أي طارئ، فإنّ الاستشارات النيابية لن تؤجَّل. هذا على الأقل ما يشي به جمود المواقف من تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة العتيدة، وهي نفسها المواقف التي دفعت رئيس الجمهورية الى تأجيل الاستشارات الأسبوع الماضي، أملاً بحلحلة سياسية، تسمح بمدّ جسور، ولو متخلخلة، على خط التيارين البرتقالي والأزرق. انطلاقاً من هذا الجمود الداخلي، والذي يقابله ضغط خارجي، تتقاطع القراءات السياسية عند اعتبار «أنّ رئيس الجمهورية لم يعد يمتلك هوامش كبيرة للتأجيل من أجل «مزيد من التشاور»، وبذلك فإنّ سعد الحريري سيفرض نفسه رئيساً مكلّفاً «ثقيلاً» على العهد وصهره النائب جبران باسيل».

وتتقاطع أيضاً عند اعتبار «انّ تكليف رئيس الحكومة (سعد الحريري)، لا يعني بالضرورة أنّ خواتيم التأليف ستكون سعيدة. فالستاتيكو السياسي الذي يضمن للحريري تسميته، والذي يكبح بالتالي أي رغبة محتملة من قِبل رئيس الجمهورية للتأجيل، هو نفسه الذي يجعل التوافق على طبيعة الحكومة العتيدة وتشكيلتها عنوان معركة حامية الوطيس، سيسعى فيها «العهد» الى تحقيق مكاسب تعوّض «خسارته» في عملية التكليف».

ولا يغيّر في الأمر حجم الضغوط الخارجية، التي تُمارس على الفرقاء السياسيين في لبنان، إن من باريس أو واشنطن، فهذه الضغوط، حتى الآن، لا تزال مقتصرة على التكليف. وهذا ما تشي به التسريبات الديبلوماسية التي تفيد بأنّ فرنسا تمارس ضغطاً هائلاً حتى لا تُؤجّل الاستشارات، وانّها تبذل كل ما في وسعها لإنجاح عملية تكليف الحريري، قبل الانتقال إلى مرحلة اعادة إحياء المبادرة الماكرونية في عملية التأليف.

ينطبق ذلك بطبيعة الحال على موقف الإدارة الأميركية، التي تستعجل بدورها عملية التكليف، وإن كان من المؤكّد أنّها ليست على موجة واحدة مع الإدارة الفرنسية، في ما خصّ عملية التأليف، إن لجهة العمل على استبعاد «حزب الله» من الحكومة الجديدة، أو في الإصرار على أن تكون التشكيلة الحكومية من «الاختصاصيين المستقلين»، أو في الإصرار على التزام الحكومة العتيدة بخريطة طريق صندوق النقد الدولي.

انطلاقاً من ذلك، فإنّ كل المؤشرات، كما يقول سياسيون، توحي بتعثر عملية التأليف، ودخول لبنان مجدداً في الدائرة المفرغة، التي باتت سمة تشكيل الحكومات، وفق سيناريو بات معلوماً - أو بالأصح مملاً، تتلخص فصوله على النحو التالي: تكليف، فألغام، فجمود... فربما اعتذار!

وثمة من هؤلاء السياسيين من يعتقد «أنّ الألغام السياسية، لا سيما التي في جعبة «العهد» وباسيل، باتت جاهزة. تأجيل الاستشارات النيابية بحدّ ذاته كان أولها، وشعار «الميثاقية»، الذي بات حلّاً يراد به باطل، سيكون الورقة الحمراء التي ستُشهر في الأساس من قِبل رئيس الجمهورية و»التيار الوطني الحر»، وربما من قِبل «القوات اللبنانية»، في إطار تسجيل النقاط على خصومها البرتقاليين و»حزب الله» على حد سواء، وهو ما سيجعل أولى العقد التي ستواجه عملية التأليف الحكومي، متمثلة في إصرار مفترض من رئيس الجمهورية على تسمية الوزراء المسيحيين، أسوة بالوزراء السنّة، الذين يفترض أن يسمّيهم الحريري، والوزراء الشيعة الذين سيسمّيهم «الثنائي»، حركة «أمل» و»حزب الله».

ويعتبر اصحاب هذا الكلام، انّه «اذا كانت الأزمة الحكومية في نسختها السابقة قد تمثلت في عقدة تسمية الوزراء الشيعة، ولا سيما وزير المالية، بعد تعنّت ما يُسمّى «نادي رؤساء الحكومات السابقين»، فإنّ البراغماتية التي سيعتمدها الحريري في عملية التأليف، وعطفاً على بيان «تجرّع السم» الشهير، يفترض أن تتجاوز أزمة التمثيل الشيعي، ولكنها بالتأكيد لا يمكن أن تحلّ عقدة التمثيل المسيحي، لا سيما أنّ الحريري نفسه قد رسم لنفسه مساراً حكومياً، منذ استقالة حكومته بعد اسبوع على انتفاضة 17 تشرين الأول من العام الماضي، يمكن تلخيصه باستحالة أن يترأس حكومة تضمّ جبران باسيل، لا سيما بعد انهيار التسوية التاريخية التي أفضت الى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية في العام 2016».

بهذا المعنى، يضيف هؤلاء، فإنّ «تجربة التأليف مع سعد الحريري قد تكون تكراراً لتجربة التأليف مع مصطفى أديب، مع متغيّر جوهري هذه المرة، يتمثل في انّ الصراع لن يكون سنّياً - شيعياً، كما كانت الحال قبل أسابيع، بل سيكون حريرياً - عونياً، وهو صراع، وإن كانت مخاطره أقلّ من الناحية الأمنية - أخذاً في الحسبان حساسية الشارعين السنّي والشيعي، وهي الحساسية نفسها التي يفترض أنّها قادت إلى إنهاء ازمة التأليف السابقة بأقل الخسائر - إلّا أنّه سيكون صراعا أكثر حدّة من الناحية السياسية، لا سيما أنّ إصلاح العلاقة بين جبران باسيل وسعد الحريري يقترب من الاستحالة في الوقت الراهن، إلّا إذا تطلّب الأمر تسوية جديدة - بأبعاد رئاسية مجدداً - تسمح للأول بأن يجدّد طموحاته الرئاسية التي تهاوت تحت الضربات المتتالية لـ»17 تشرين»، وللثاني بأن يعيد مكتسباته السياسية التي تلاشت تدريجياً منذ تسوية العام 2016».

ومن المؤكّد أنّ الأيام الماضية قد فاقمت من توتر العلاقة الباسيلية - الحريرية، لا سيما أنّ خطوة تأجيل الاستشارات النيابية يفترض أن يكون قد نُظر إليها في بيت الوسط باعتبارها رسالة سياسية مفادها أنّ «العهد» - أو بالأصح جبران باسيل - يريد وضع العراقيل أمام الحريري حتى قبل تكليفه، خصوصاً في ظل الحديث المتجدّد عن أنّ «الميثاقية» تتطلب أن يعيّن رئيس الجمهورية الوزراء المسيحيين، رداً على ما يُعتبر في بعبدا «فيتو»حريريا ًعلى جبران باسيل.

تبعاً لذلك، يعتبر مرجع سياسي، أنّ «الفيتو العوني، سواء اتخذ شكل استبعاد الحريري من التكليف أو عرقلة عملية التأليف، دونه مخاطر جمّة على «العهد» برمّته، سواء في الداخل، حيث تتوالى فصول الأزمة الاقتصادية لتنذر بانفجار اجتماعي يتجاوز - حجماً وشكلاً - كل ما حدث منذ انتفاضة 17 تشرين، لا سيما في ظلّ الحديث عن رفع الدعم واستفحال أزمات الدواء والغذاء...؛ أو في الخارج، حيث أنّ دور «المعطّل» و»المعرقل» الذي حاول البعض الصاقه بالثنائي الشيعي، سيكون هذه المرة من نصيب رئيس الجمهورية والتيار البرتقالي، بكل ما يعنيه ذلك من آثار، لا يغيّر فيها اتصال قدّمته رئاسة الجمهورية في سياق «إيجابي» من مايك بومبيو، ولا تصريح محرّف من ديفيد شينكر حول «سيف» محاربة الفساد».

يبرز السؤال هنا حول قدرة رئيس الجمهورية على الصمود أمام الخارج، لا سيما أنّ خوض معركة التأليف بشروط جبران باسيل لن تؤدي سوى إلى زيادة الضغوط الفرنسية - الاميركية (باختلاف حيثياتها وأشكالها)، وهو ما سينعكس حتماً على الشارع المحتقن أصلاً بتداعيات الأزمة الاقتصادية من جهة، وخيبة الأمل من الطبقة السياسية من جهة ثانية.

بناءً على هذا السؤال، ثمة سيناريوهان وخلاصتان مرتبطة به، ومتداولة في الاوساط السياسية:

السيناريو الأول، «هو قبول عون بشروط الحريري استجابة للضغوط الخارجية، ما يعني اعلان رئيس الجمهورية الهزيمة السياسية».

السيناريو الثاني، «هو الذهاب في المعركة إلى ما لا نهاية، وحينها سيدخل لبنان في وطيس معركة تكسير عظام، ستكون لها بالتأكيد انعكاسات سلبية للغاية على المشهد اللبناني المضطرب أصلاً».

واما الخلاصتان فهما:

الاولى، «انّ من يقرأ مسيرة «الجنرال» ميشال عون يدرك جيداً أنّ السيناريو الأول غير مطروح، وأنّ المرحلة المقبلة محكومة بتكتيكات السيناريو الثاني، الذي قد يستخدم فيه «العهد» كل الأسلحة المتاحة، بما في ذلك التلويح باستقالة، يدرك الكل أنّها مجرّد مناورة تستهدف الايحاء بأنّ رئيس الجمهورية ربما يكون مستعداً لقلب الطاولة».

الثانية، أياً كان الخيار، الذي قد يتكشف قبل التكليف أو ربما بعده بقليل، فإنّ مشكلة رئيس الجمهورية أنّه لا يزال أسير عبارته الشهيرة «يستطيع العالم سحقي ولكن لا يستطيع أن يأخذ توقيعي». عبارة التحدّي تلك قالها ميشال عون قبل 30 عاماً، وكان ما كان في 13 تشرين الأول 1990. اليوم ربما يقولها ميشال عون مجدداً، مخاطراً بـ«13 تشرين» سياسية!

 

وساطات متناقضة مع دمشق حول «ملف الرهائن» الأميركيين

إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

المرشح الرئاسي الأميركي رونالد ريغان فاوض الإيرانيين سراً على أن يتم حل «ازمة الرهائن» بعد انتخابات عام 1980؛ كي يضمن التغلب على النقاط التي كان يتقدم بها منافسه جيمي كارتر. الآن وقبل أسبوعين من الانتخابات، تشير دراسات إلى تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس دونالد ترمب.

نائب وزير الخارجية الياباني الأسبق ميتوجي يابوناكا، المعروف بأنه «عراب» المفاوضات «سداسية الأطراف» مع كوريا الشمالية، قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه بعد مفاوضات شاقة تم التوصل إلى بيان مشترك في خريف 2005، تضمن موافقة بيونغ يانغ على التخلي عن «النووي». لكن في الشهر نفسه، أي في سبتمبر (أيلول)، عاقبت واشنطن كوريا الشمالية، فانهارت المفاوضات. وأوضح يابوناكا «في أميركا، كان هناك مساران: مسار وزارة الخارجية، وانخراطها في المفاوضات، وصولاً إلى البيان المشترك. والمسار الآخر وزارة الخزانة وتعقب غسل الأموال».

تسلط هاتان القصتان بعض الضوء على المفاوضات الجارية مع دمشق لحل «ازمة الرهائن» وتشمل أوستن تايس، الصحافي الحر الضابط السابق بمشاة البحرية الذي اختفى في سوريا عام 2012، وماجد كم الماظ، الطبيب السوري - الأميركي الذي اختفى أيضاً في 2017، إضافة إلى آخرين يحملون الجنسيتين الأميركية والسورية. وكان الرئيس ترمب وضع أولوية بإعادة جميع الرهائن الأميركيين في العالم، وشكّل خلية تضم ممثلين عن جميع المؤسسات لمتابعة ملفات نحو 40 شخصاً وتقديمها «انتصاراً انتخابياً».

وتبرع مسؤولون عرب وأجانب وشخصيات سورية مقربة من دمشق، بدرجات متفاوتة للعب دور الوسيط في «ملف الرهائن». لكن يمكن الحديث عن ثلاثة مسارات تفاوضية:

الأول، أميركي، تكفل به الرئيس ترمب نفسه؛ إذ إنه بعث برسالة خطية إلى الرئيس السوري بشار الأسد بشأن مصير تايس، اقترح فيها «إقامة حوار مباشر». اللافت، أنها جاءت بعد ثلاث سنوات من اقتراح ترمب «اغتيال» الأسد «رداً على هجوم كيماوي في عام 2017»؛ الأمر الذي عارضه وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس. وكان جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، أكد في كتابه «الغرفة حيث حدث ذلك»، أن ترمب، أراد التفاوض مع الأسد الذي رفض العرض، وهو ما اعتبره بومبيو، وبولتون «انتصاراً»؛ لأنهما لا يرغبان في ذلك. وجاء في الكتاب، أن ترمب «استشاط غضباً حين سمع رد فريق المفاوضات، وصرخ، أخبره (للأسد) بأنه سيتضرر بشدة إذا لم يعد أسرانا، سنضربه بقوة شديدة».

ومع اقتراب موعد الانتخابات، واصل ترمب اهتمامه بالملف وأوفد إلى دمشق، روجر كارستينس، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون المخطوفين، وكاش باتل، مساعد الرئيس الأميركي مدير مكافحة الإرهاب، اللذين التقيا مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك. وحسب صحيفة «الوطن» المقربة من الحكومة «فوجئ المسؤولان الأميركييان بالموقف السوري ذاته الذي يقوم على مبدأ أنه لا نقاش ولا تعاون مع واشنطن قبل البحث بملف انسحاب القوات الأميركية المحتلة من شرق سوريا، وظهور بوادر حقيقية لهذا الانسحاب على الأرض».

الثاني، يقوده اللواء عباس إبراهيم، مدير الأمن العام اللبناني. هو كان لعب دور الوسيط لإطلاق رهائن أجانب وعرب في سوريا وإيران. وفي ربيع العام الحالي، نقل سلسلة رسائل بين دمشق وواشنطن إزاء إطلاق تايس وسبعة أميركيين - سوريين. تلك الجولة جرت في خضم حديث ترمب عن الانسحاب أو البقاء شرق سوريا، أي قبل بدء تنفيذ «قانون قيصر». الطلب السوري، كان «الانسحاب الكامل من شرق البلاد». ثم «طلب الأسد وقف هذا المسار لاعتقاده أن الملف سيكون أكثر إفادة مع اقتراب موعد الانتخابات»، حسب مسؤول غربي مطلع على الملف. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، «هناك تنسيق بين اللواء إبراهيم ودمشق وطهران إزاء ملف الرهائن. لذلك، ما يفسر إعطاء أولوية لتفكيك قاعدة التنف والانسحاب الأميركي في هذا المسار على حساب ملف العقوبات وعدم عرقلة الإعمار والتطبيع العربي». وأشار إلى أن وجود رغبة في هذا المسار بعدم إعطاء «هدية انتخابية» لترمب في «أكتوبر (تشرين الأول) المفاجآت» تساعده في سباق الانتخابات.

الثالث، تقوده دول عربية فاعلة، حيث قام رجال أعمال عرب بزيارات إلى دمشق وعواصم غربية بهدف جس نبض أن يكون إطلاق الصحافي تايس و«الرهائن» الآخرين ضمن سلسلة إجراءات «بناء ثقة» وصولاً لعقد «صفقة كبرى» تشمل عناصر أخرى تتضمن «الدور الإيراني في سوريا وإعمار سوريا والتطبيع الدبلوماسي وتجميد العقوبات الغربية»، إضافة إلى موضوع استئناف مفاوضات السلام بين دمشق وتل أبيب. وقال مسؤول غربي «هناك رغبة لدى دول عربية في ـتأسيس مسار أميركي - سوري بدءاً من ملف الرهائن يدعم ترمب في الانتخابات ويؤدي إلى الدخول في مفاوضات عميقة في بداية السنة المقبلة مع الرئيس الأميركي سواء كان بايدن أو ترمب، تسفر عن صفقة استراتيجية كبرى».

عليه، هناك احتمالان: الأول، عقد صفقة صغيرة تتضمن إطلاق تايس وغيره مقابل «استثناءات» من عقوبات «قيصر» ورفض فيتو عن خطوات تطبيعية عربية أو غربية واحتمال العمل على تسهيل تشغيل «شرايين اقتصادية» مثل طريق حلب - اللاذقية. الآخر، بدء مسار خطوة - خطوة يؤدي إلى إعادة تموضع استراتيجي لسوريا، يخص إيران والسلام والإعمار والانسحابات.

«العقدة» بالنسبة إلى الجانب الأميركي، أن دمشق لم تقدم إلى الآن دليلاً من أن تايس حي وموجود لديها. ولا شك أن ما جاء في صحيفة «الوطن» عزز هذا الافتراض، إذ قالت «اختفى في الغوطة الشرقية لدمشق بظروف غامضة، ولم يُعرف مصيره حتى الآن، وترجح المعلومات أن يكون اختفاؤه ناجماً عن صراع جماعات متطرفة كانت قد نشأت حديثاً في الغوطة الشرقية». اللافت أن دمشق قدمت، عبر المسارات التفاوضية الثلاثة، قائمة طويلة من المطالب قبل أن تؤكد وجوده، بل إنها تقول إنه «عند المتطرفين». قد يكون هذا مجرد بدء موسم التفاوض.

في المقابل، تواصل واشنطن فرض عقوبات «قيصر» وغيرها من «الأدوات التفاوضية» بانتظار اختراقات جزئية و«تحولات استراتيجية».

واجتمع وزراء ومسؤولون رافقوا الكاظمي إلى برلين برجال أعمال ألمان ومسؤولين في قطاعات الاقتصاد والتجارة والزراعة والتنمية الخدماتية والصحية في ألمانيا.

وتقدم ألمانيا إلى جانب الدعم الأمني والاقتصادي للعراق، دعماً في مجال الصحة لمكافحة وباء فيروس «كورونا» الذي ترك بصماته على زيارة المالكي ومنع استقباله بالترحيب العسكري الذي يلقاه عادة رؤساء الحكومات والدول، كما منع كذلك لقاءه الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير الذي كان من المخطط أن يلتقى به ولكنه اعتذر بعد أن اضطر للدخول في حجر صحي قبل أيام بسبب مخالطته مصاباً بفيروس «كورونا».

وكانت ميركل وجهت دعوة رسمية للمالكي لزيارة برلين بعد تسمله الحكومة في مايو (أيار) الماضي. وتقدم ألمانيا للعراق مساعدات مالية تقارب 40 مليون يورو سنوياً لتعزيز جهود الاستقرار. وتهدف برلين من خلال دعمها هذا إلى تقوية قوات الشرطة والأمن العراقية والمساعدة على إعادة النازحين الذين تركوا قراهم بسبب «داعش»، إلى مناطقهم. وقد أعلن الكاظمي عن دعم ألمانيا العراق في هذا الجانب تحديداً في الكلمة التي ألقاها قبيل بدء اجتماعهما أمس. وقال: «ألمانيا تقدم لنا دعماً في إعادة البناء والحرب ضد (داعش)، ولكن هناك مواضيع أخرى نسعى للتعاون حولها خصوصاً تلك المتعلقة بإعادة النازحين واللاجئين».

واستقبلت ألمانيا عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين منذ سيطرة «داعش» على أراض في العراق؛ عدد كبير منهم منح حق الإقامة المؤقتة، أي إنه يمكن إعادتهم إلى العراق عندما يصبح الوضع الأمني مستقراً.

وستبدأ ألمانيا كذلك هذا العام دعم برنامج لنزع التطرف من ضمن جهودها لمواجهة «داعش» الذي ترى أنه يستغل انتشار فيروس «كورونا» وتلهي السلطات به، لإعادة الانتشار في العراق. وتحدث الكاظمي عن «الورقة البيضاء» التي وضعتها حكومته وحدثت لنفسها فيها إصلاحات مالية واقتصادية، وقال إنه «ممتن لأي مساعدة تقدمها ألمانيا على الصعيد الاقتصادي، وكذلك على صعيد تدريب اختصاصيين ونقل المعلومات». وكشف عن وجود عدد من المستثمرين الألمان في العراق، وطموحه إلى درجة تعاون أكبر وجمع استثمارات ألمانية أوسع، مشيراً بشكل خاص إلى مساعي العراق للحصول على دعم من شركة «سيمنز» في مجال البنية التحتية للطاقة.

 

موالو الأحزاب في لبنان الوجه الآخر للتغيير

مرتضى الأمين/سينابس نتورك/21 تشرين الأول/2020

إنّ الاهتمام الذي حظيت به الانتفاضات العربية في السنوات الأخيرة تجاهل مكونًا اساسيًا: المواطنون الذين يتشبثون بجوانب محدّدة من النظام بينما يمقتون النظام السياسي ككل، ولبنان ليس استثناءً، فقد لعب أنصار أحزابه العديدة دوراً رئيساً في الاحتجاجات الحاشدة التي انطلقت في 17 تشرين الأول / أكتوبر 2019 وكذلك في قدرة النخبة الحاكمة على النجاة منها وإن بدا أن الأمور تخرج عن السيطرة.

خلال السنة الماضية، أدى تخلّف الحكومة عن سداد ديونها السيادية إلى تسريع الانهيار الاقتصادي الآخذ في التفاقم، ما أدى إلى حرمان معظم الناس من مدخراتهم وأسباب راحتهم وحتى آمالهم، كما أدت استجابة الدولة غير المتسقة لوباء كورونا إلى تفاقم مشاكل البلاد وكشفت تصدع الدولة. تُوّجت هذه الكوارث بانفجار هائل ضرب ميناء بيروت ودمّر جزءاً كبيراً من العاصمة بيروت. بالنسبة للكثير من اللبنانيين، مثّلت هذه الكارثة، التي أتت كنتيجة للإهمال الجماعي للطبقة السياسة، دليلاً دامغاً على أن النظام الحالي لا يمكن إنقاذه، لكن بالنسبة للكثير من اللبنانيين الآخرين، لم يفعل هذا الانفجار سوى تعزيز ولائهم السياسي.

لكن سيكون من الخطأ الافتراض أن الآراء التي يعبر عنها الموالون ظلت متصلبة طيلة كل هذا الاضطراب، فآراؤهم وسردياتهم تطورت باستمرار طيلة السنة الماضية، وإن كان ذلك بطرق تخدم في تبرير الوضع الراهن أكثر من الإتيان برؤية للتغيير. غالباً ما يعبّر مؤيدو احزاب البلاد المتعددة عن ترددات وتناقضات فيما يتعلق بمستقبل لبنان السياسي، لكنهم سرعان ما يُبدّدون هذه الشكوك من خلال آليات متشابهة للغاية بين جميع الأحزاب. إن فهم ما يمنح هذه السرديات قوّتها ضروري جداً للتفكير في كيفية عمل النظام وإمكانيات تغييره يوماً ما.

التجمهر

ربما كان الجانب الأكثر لفتاً للانتباه في الانتفاضة اللبنانية هو مدى شمولها لكافة أطياف مجتمع شديد الاستقطاب والانقسام، ففي بادئ الأمر لم تتجاوز الاحتجاجات حدود الطائفة والطبقة والجيل والجغرافيا فحسب، بل والانقسام بين اللبنانيين الذين ينبذون الطبقة السياسية في مجملها وأولئك الذين لديهم ولاء شديد تجاه زعمائهم.

حتى أشد أنصار الأحزاب اللبنانية المتنوعة قد يتحدون وراء الشعارات التي شجبت سوء الحكم والصعوبات الاقتصادية الآخذة في التعاظم. قالت طالبة من عائلة تدعم التيار الوطني الحر: "كان جميع أقاربي يفيضون نشاطاً وتفاؤلاً في الأيام القليلة الأولى من الانتفاضة. لقد انضموا إلى بعض الاحتجاجات وشاركوا حماسهم عبر الواتس أب." وبالمثل يستذكر أحد مؤيدي حزب الله الاحتجاجات قائلاً: "كنتُ متفائلاً للغاية، واعتقدتُ أنه قد يكون لدينا أخيراً بلد لائق نعيش فيه."

تعزز شعور بالإجماع بين الموالين والمتظاهرين الآخرين من خلال الصورة الوطنية الشاملة التي رسموها معاً، فقد تجمّع أناس من طوائف مختلفة في الساحات العامة، وأعادوا إحياء كليشيهات قديمة عن التعايش المجتمعي، ورفرف العلم اللبناني في كل مكان، وبدا أن إجماعاً قد راح بتشكل حول نبذ علامات الانقسام المحتملة، مثل رايات الأحزاب وشعاراتها وهتافاتها. في الواقع، في الأيام الأولى للانتفاضة، رحّب كثيرون بالحركة باعتبارها تمثل رفضاً قاطعاً يشمل البلاد كلها للنظام الطائفي الذي حكم البلاد لعقود من الزمن. قالت طالبة مؤيدة لحزب الله: "في البداية كانت الاحتجاجات مستقلة، ولم يعبر الناس فيها عن آرائهم السياسية التقليدية، ولهذا ايدتها بشدة."

شارك الموالون، الذين يتقاسمون ذات الآلام والآمال مع أي لبناني آخر، في الانتفاضة بأعداد غفيرة، غير أنهم عبّروا عن خشيتهم من "تسييسها" منذ اللحظة الأولى تقريباً، وحذروا من خطف الخصوم للانتفاضة أو استمالتها نحوهم، وعارضوا أي مطلب من شأنه أن يستهدف حزبهم استهدافاً مباشراً وصريحاً، وبذا ثبُت أن وحدة الهدف هذه مشروطة بأجندة سياسية مجردة، فقد ظلت مطالب الانتفاضة عامة، ولم تحدد مطلباً ما بعينه عدا عن "إسقاط النظام" أو "استعادة الأموال المنهوبة" التي سرقتها النخبة الفاسدة. لقد أصبح نبذ النظام ككل عبارة مجازية راسخة يستخدمها اللبنانيون - وحتى السياسيون اللبنانيون - للتنفيس عن الإحباطات الكثيرة، كما أن ارتباك الأحزاب في بادئ الأمر ولّد شعوراً بالوحدة بالنظر إلى التزام قادة الأحزاب الصمت.

التراجع

لكن ما هي إلا بضعة أيام حتى تداعت هذه الوحدة بين اللبنانيين بعد أن لاقت حفاوة كبيرة، إذ راحت الخلافات المتجذرة تطفو على السطح. كان الجميع مؤمناً بضرورة التغيير، لكنهم اختلفوا حول كيفية إحداثه، وتبين أن فكرة ماهية الثورة نفسها، أو حتى شكلها، مثيرة للانقسام منذ البداية.

امتدت اولى نقاط الخلاف على طول الانقسامات الطبقية واشكال الإلتزام الديني، فبالرغم من أن الاحتجاجات كانت شاملة من بعض النواحي، إلا أن جوها الكرنفالي سرعان ما أدى إلى تنفير شرائح المجتمع المحافظة. في ساحة الشهداء في بيروت، استمع المتظاهرون إلى الموسيقى التقليدية وراح بعضهم يرقص على أنغام الموسيقى الأجنبية، كما أقام بعض المتظاهرين ندوات وحفلات صاخبة في سينما مهجورة تُعرف باسم "مبنى البيضة"، في حين مارس آخرون اليوغا على جسر "الرينغ" الذي يتوسط بيروت وشكل نقطة نزاع، ما أزعج البعض ممن اعتبروا ذلك تعبيراً عن الانتماء للطبقة العليا من المجتمع، كما استاء المشاركون المتدينون وبعض المتظاهرين من الطبقة العليا والنخبوية من قيام مجموعات من المتظاهرين بتدخين الحشيش أو شرب الكحول علانية. قال أحد مؤيدي حزب الله وحركة أمل: "في تلك المرحلة لم تعد هذه ثورة. كان الناس يشربون ويرقصون، وحتى أنهم أحضروا راقصة شرقية!"

غذّت هذه الأعراف الاجتماعية المتنوعة الاختلافات العميقة حول معنى الاحتجاجات. لم يكن النزول إلى الشارع أمراً جديداً بالنسبة للموالين، إذا طالما فعلوا ذلك لتحقيق أهداف بعينها وبتوجيه من احزابهم وتحت راياتها. لقد اصطدمت ثقافتهم السياسية بحركة شعبية عفوية ومفتوحة وشاملة شجبها الموالون لكونها شديدة التنوع وغير مركزة. أشارت أستاذة جامعية مؤيدة للتيار الوطني الحر: "ضمّت الحركة الاحتجاجية مجموعات من اليسار الراديكالي إلى أقصى اليمين. كان من الممكن أن تنجح لو كانت أكثر تجانساً."

قبل كل شيء، عانى الموالون مما اعتبروه أجندة فوضوية للانتفاضة، أي أنها لم تقتصر على الدعوة إلى إزالة النظام السياسي الفاشل فحسب، بل كل من تولى دوراً قيادياً فيه. مثّل شعار الحركة الأشهر "كلّن يعني كلّن" احتمالاً مخيفاً للكثير من الموالين الذين ارتبط إحساسهم بالأمن والهوية المجتمعية بقادة الأحزاب التي يؤيدونها. نتيجة لذلك، أدت الهتافات التي تهاجم سياسيين بعينهم - من جبران باسيل ونبيه بري إلى سعد الحريري، ووليد جنبلاط إلى سمير جعجع - إلى ظهور نزعة دفاعية متعاظمة داخل صفوف الأحزاب. عندما هتف المتظاهرون "كلّن يعني كلّن، نصر الله واحد منن" على سبيل المثال، صاح البعض من داخل الحشد: "نصر الله أشرف منن."

على نحو متزايد، راح الموالون يتذمرون مما اعتبروه إجحافاً وغبناً سياسياً في سردية الانتفاضة، وشجبوا الهجمات الشخصية على قادة أحزابهم ورأوا فيها مؤشرات على اختطاف الانتفاضة من قبل أطراف ثالثة تسعى وراء أجندات خفية. وصفَتِ الفتاة المنتمية لعائلة  مؤيدة للتيار الوطني الحر كيف احتجّ أقاربها على محاولة حزب القوات اللبنانية - وهو حزب مسيحي منافس – تولي قيادة الاحتجاجات في جلّ الديب، على الرغم من انهم تغاضوا في البداية عن انتقاد المتظاهرين لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، كما رأى أنصار حركة أمل سيل الإهانات التي استهدفت نبيه بري على أنها محاولة لإفساد النقاء الأصلي للاحتجاجات، واعتدوا على المتظاهرين في صور واتهموهم بعدم احترام قياداتهم السياسية والدينية. كما وقعت حوادث مماثلة في طرابلس والمتن والنبطية والشوف رداً على إهانة الزعماء الآخرين.

خلق هذا الجو المثير للتخوّف فرصة للأحزاب السياسية لإعادة تثبيت نفسها، فبعد أن كسرت صمتها الأولي، قدّم كل من هذه الأحزاب تفسيراً للأحداث يمكن لأتباعها اعتناقه. اعترف أحد مناصري حزب القوات اللبنانية بأنه انضم إلى الانتفاضة بعد أن أيدها حزبه. على الطرف الآخر من الطيف السياسي، تستذكر طالبة دعمت الانتفاضة في البداية كيف غيّر خطابٌ ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله موقفها بعد أسبوع من اندلاع الاحتجاجات، وفي ذلك تقول:

لقد أصبحتُ أعارض الثورة بشدة بعد ذلك الخطاب. لقد كان واضحاً لي، عندما كنتُ في ساحة الشهداء، أن هناك أموالاً يجري إنفاقها، ولم ندرِ من أين كانت تأتي. لقد كشف السيد حسن نصر الله عن وجود تدخل وتمويل أجنبيين، وقال إن هناك أحزاباً سياسية تستحوذ على الثورة، ولا أريد أن أشارك في ذلك.

بعد أن ساد الإجماع النسبي الأيامَ القليلة الأولى للحراك الشعبي، راحت أعداد متزايدة من الموالين تصطف وراء الروايات الرسمية لأحزابهم، لكنهم سعوا رغم ذلك إلى تحقيق توازن بين تأييد مطالب الحركة الاحتجاجية للتغيير ونبذ الوجود المفترض لعناصر مفسدة داخلها، وراح كل حزب يقدم فهمه الخاص عمّن يكون هؤلاء المفسدون بالضبط.

مع عودة الهويات السياسية والولاءات الحزبية إلى الواجهة، بدا أن المجتمع انقسم إلى ثلاث مجموعات. تمسك المواطنون المحايدون والعديد من النشطاء العلمانيين بدعوتهم الأصلية لاجتثاث النظام برمّته، في حين حاولت بعض الأحزاب تقديم نفسها على أنها "معارضة" للنظام رغم أنها من صُلبه، فكان أن استقال حزب القوات اللبنانية استجابةً للانتفاضة، وبعد فترة وجيزة استقال رئيس الوزراء سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، ومعه الحزب التقدمي الاشتراكي. تركت هذه الاستقالات تحالف الأغلبية في الحكومة، أي التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل، ليجسدوا ما تبقى من النظام أكثر مما كانوا يودّون، والأكثر غرابة من كل ذلك زعمُ الأحزاب جميعها تجسيد قيم الثورة.

أدى هذا الانقسام الثلاثي إلى إحياء خطوط الإنقسام التي رسمت ملامح السياسة اللبنانية منذ عام 2005، أي بين المعسكر الموالي للغرب (المعروف باسم تحالف 14 آذار) وتحالف 8 آذار المتمركز حول حزب الله، وبينهما اللبنانيون غير المنتسبين لأي من الأحزاب. عادت السياسات الحزبية القديمة لتتصدر المشهد مرة أخرى إثرَ انهيار الروابط الأولية التي أوجدتها الانتفاضة. هذه الائتلافات حاربت وعززت بعضها البعض في آن معاً، ودعمت النظام الذي طمح المتظاهرون إلى تغييره، ولكن كيف يمكن تحقيق التغيير المنشود من خلال المزيد من الشيء ذاته؟

حل التناقضات

يميل الموالون للإجابة على هذا السؤال بالقول إن الحزب الذي يؤيدونه يمثل أفضل فرصة لأي تحول وسط هذا الجمود السياسي المحير، ويعتبرون أن الانتفاضة تعكس المطالب التي لطالما نادت بها أحزابهم. دعت جميع الأحزاب الموجودة في السلطة إلى إلغاء الطائفية والانتقال إلى دولة مدنية، كما أجمعت على أن الفساد يشكل أحد أخطر الآفات في لبنان، ودعت إلى استقلال القضاء، وطالبت جميعها بضرورة إعادة "ثروات البلاد المنهوبة"، وهي عبارة تصف الفساد وهروب رأس المال والتهرب الضريبي الذي يغذي الانهيار المالي في البلاد. أصر أحد أعضاء قطاع الشباب التابع للتيار الوطني الحر على أن "التيار سيحاسب المسؤولين. نحن من نعمل على إصلاح القوانين والمؤسسات الحكومية." بالطبع، تتغاضى سرديات كهذه بشكل منهجي عن، أو على الأقل تقلل من أهمية، مدى تواطؤ كل طرف واتكاله على ذات المشكلات التي يزعمون سعيهم لمعالجتها.

في الوقت نفسه، يسارع الموالون إلى التذرع بأن عقبات لا تعدّ ولا تحصى تقف في طريق طموحات قادتهم للإصلاح. أولاً، يتهم الموالون الأحزاب المعارضة بعرقلة الإصلاح، وعلى هذا الأساس برّأ عضو شديد الولاء لحزب القوات اللبنانية حزبه من أية مسؤولية عن حالة الركود التي تعمّ البلد:

ألوم كل الأطراف الممثلة في الحكومة منذ العام 2016 باستثناء حزب القوات اللبنانية، فقد فعل ممثلونا كل ما في وسعهم، وأثرْنا مثلاً الكثير من قضايا الفساد في وسائل الإعلام ومن خلال نوابنا ووزرائنا، لكننا لم نلقَ آذاناً صاغية، ففضّلنا عدم الدفع بقوة أكبر خشية تعريض التوازن السياسي الهش أصلاً في البلاد للخطر.

ثانياً، لا يشتكي الموالون من السياسات القائمة على الخصومة فحسب، بل من سلوك حلفائهم أيضاً. انتقد أحد مؤيدي التيار الوطني الحر حركة أمل بمرارة لعرقلتها خطط حزبه لتطوير البنية التحتية الأساسية رغم كون الحركة شريكة في الائتلاف الحاكم، وفي ذلك يقول: "في السنوات الأخيرة، رفض وزير المالية [التابع لحركة أمل] التوقيع على العديد من المشاريع التي قدمها نوابنا." على الطرف الآخر من الطيف السياسي، يتبادل حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي الاتهامات بعدم إحراز تقدم في البلاد بدلاً من تشكيل جبهة متماسكة وبنّاءة.

ثالثاً، تتجاوز هذه السرديات الساحة السياسية لإلقاء اللائمة على المجتمع نفسه، فالأحزاب التي ما تزال في الحكومة تلوم الثورة على إخفاقاتها، ففي منطقها، عرقلتِ المطالبُ العريضةُ للانتفاضة والمظاهراتُ التخريبيةُ الإصلاحاتِ الواقعيةَ، وفاقمت الأزمةَ الاقتصاديةَ، وزرعتِ الفوضى عموماً. كما يرى بعض الموالين أن الشعارات المسيئة وإغلاق الطرق قد ساعد في ترسيخ الانقسامات الطائفية بل وأحيى شبح الحرب الأهلية.

يأخذ الكثير من الموالين هذه الفكرة أبعد من ذلك، ويصرون على أن مشكلة لبنان الحقيقية تنبع من العقلية القبلية المتخلفة التي تسود المجتمع اللبناني. يقول أحد أعضاء التيار الوطني الحر: "لا يمكننا تحقيق التغيير إلا بعد اجتثاث الطائفية من عقول الناس، لكننا إن قمنا بمراجعة القانون الانتخابي، على سبيل المثال، فإن المسيحيين سيخسرون بعضاً من مقاعدهم، وسيشعرون حتما بأنهم مهددون." يدفع كل حزب بنسخته الخاصة من ذات المنطق القائل بأن النظام القائم، رغم كل عيوبه، يوازن على الأقل بين حقوق جميع الطوائف. ووفقاً لهذه الرواية، لا يمكن لأي بديل عملي أن يرى النور طالما أن الناس عازمون على الحفاظ على هذا النظام.

في مواجهة هذه العقبات المستعصية، يصّر الموالون على أن السبيل الوحيد لإخراج لبنان من مأزقه يكمن في البحث عن المزيد من السلطة لمعسكرهم. يرى صحفي مقرب من تيار المستقبل أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو تعزيز النظام القائم رغم إقراره بالحاجة إلى تحقيق انتقال، حيث يقول: "أفضل ما يمكن أن يحدث للبنان هو أن يحكم كل حزب طائفته بالكامل." وبالمثل رسم أحد مؤيدي حزب الله ما يراه السيناريو المثالي بقوله: "هذا البلد يجب أن يحكمه شخص واحد أو حزب واحد، أياً كان هذا الشخص أو الحزب، لكني أفضّل حزب الله بالطبع."

لقد عززت الثورةُ الانتماءاتِ الحزبيةَ لدى الموالين بدلاً من استئصالها من طيف لبنان السياسي. قال عضو في قطاع الشباب في التيار الوطني الحر: "لقد ازداد دعمنا للتيار إبان الانتفاضة؛ ونحن الآن مقتنعون بمشروعنا السياسي أكثر من أي وقت مضى." تتردد أصداء هذا التصلب في المواقف عبر الخطوط الحزبية، إذ تقوي عزيمة كل حزب من عزيمة الأحزاب الأخرى. ومن المفارقات أن هذه الديناميات التي يعزز بعضها بعضاً تعيد خلق حالة الجمود التي أدت إلى الانتفاضة في المقام الأول. لا يخفى هذا العبث عن أتباع الأحزاب الذين يتعين عليهم اللجوء إلى سرديات أقوى للتغلب عليه.

التعقل والتوكل

في سعيهم إلى التوفيق بين رغبتهم الصادقة في التغيير والولاءات الحزبية المتجذرة، يلجأ الموالون إلى إعادة تفسير الأحداث بطرق تناسب سردياتهم، وغالباً ما تأخذ السرديات التي يطرحونها الارتباط بين الدين والحزب كأمر مسلّم به. رسمت إحدى  الطالبات خطاً مباشراً بين العقيدة والولاء للحزب بقولها: "بصفتي شيعيّة متديّنة، فإني أستمدّ آرائي السياسية من معتقداتي الدينية، وحزب الله يمثل هذه العلاقة أفضل تمثيل."

عادة ما يتضمن هذا الشكل من السياسات القائمة على الهوية لغة قضية أكبر حجماً، كمواجهة إسرائيل أو التمسك بالسيادة اللبنانية، بيد أن كل حزب سرعان ما يترجم مثل هذه الأجندات إلى تهديدات وجودية يجب على مجتمعه التغلب عليها، فعلى سبيل المثال يتمثل الخطر بالنسبة لمؤيدي حزب الله في القصف الإسرائيلي والعقوبات الأمريكية والتطرف السني، أما الموالون من السنة والمسيحيين والدروز فلديهم مخاوفهم الأمنية الخاصة ، كالخوف من اغتيال رموزهم، والاشتباكات المسلحة بين الموالين، ومحاولات التعدي على امتيازاتهم السياسية أو معاقل طوائفهم. بالنسبة للعديد من الموالين، فإن "القضية" الكبيرة تتراجع في النهاية، ليطغى عليها إيمان راسخ بدور حزب من الأحزاب في حماية مجتمعه.

إن الارتباط القوي بين الهوية الدينية والسياسة - وردود الفعل الدفاعية التي تدعمه - يمنح الأحزاب حيزاً كبيراً، فبدلاً من تحميل الأحزاب المسؤولية عن أوجه القصور فيها، يلقي الموالون بالمسؤولية نحو الجماعات المنافسة وداعميها الأجانب الذين تُعد خططهم أكثر مراوغة وخطورة من مجرد إعاقة الإصلاح. في تعليقه على الأزمة المستمرة في البلاد، وضّحت أستاذة جامعية مؤيدة للتيار الوطني الحر هذا الميل نحو تفضيل المخططات الميكيافيلية على تفسيرات أكثر منطقية للأحداث بقولها:

يبدو الأمر كما لو أن لبنان كان دائماً على حافة جرف، يتأرجح جيئة وذهاباً، وقد دُفع اليوم من حافة هذا الجرف فهوى، وبدلاً من أن يمدّ لنا أحد يد العون، تراهم يتركوننا نهوي أكثر فأكثر. أعتقد أن هذا كله جزء من خطة لإجبار لبنان على قبول التوطين الدائم للاجئين، فهذه هي الطريقة الأفضل لتجعل شخصاً ما يقبل ما تريده منه، أي تؤذيه وتضعفه، ثم تعرض عليه صفقة.

تعني هذه السرديات أنه لا يمكن للموالين من عامة الشعب فعل الكثير في مواجهة مثل هذه المخاطر الكبيرة، فحجم التهديدات وتعقيدها وغموضها يجعلهم يعتمدون على قادتهم اعتماداً أعمى. قال أحد مؤيدي حزب الله: "لطالما اتخذت قيادة حزب الله قرارات حكيمة، ولذا أثق بهم عندما يقولون إن الوقت غير مناسب لأشياء معينة، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي، وفي المجالات العسكرية أو السياسية."

تضع عظمة القضية القادة فوق النقد، وكذلك تبرر إخفاقاتهم. يمكن التقليل من أهمية الافتقار إلى النتائج الملموسة بإبراز إنجازات الحزب العظيمة، ويمكن عزو هذا الافتقار إلى أعداء أشداء يجب على الأحزاب مواجهتهم. قد يقر بعض الموالين بعيوب أحزابهم عندما يتعلق الأمر بالحوكمة الأساسية، بيد أنهم يرون أن نقاط الضعف تلك تافهة مقارنة بجرائم الآخرين. في حالات أخرى، يقلل الموالون من عيوب زعيم ما بالإشارة إلى إنجازاته الأكثر أهمية. اعترف أحد المؤيدين لحركة أمل أن "نبيه بري ربما يكون قد سرق، لكنه قدّم الخدمات والبنى التحتية لأهل الجنوب."

وبالتالي، استجاب الموالون لكل طور جديد من التدهور المتسارع في لبنان من خلال خفض سقف توقعاتهم بدلاً من طلب المزيد من ممثليهم، وباسم القضية، تراهم لا يكترثون بانهيار الدولة وآثاره الوخيمة على حياتهم اليومية. قال أحد مؤيدي حزب الله وحركة أمل عندما سُئل عن كيفية تعامله وشبكته الاجتماعية مع الانكماش الاقتصادي: "لدينا عدو واضح يعمل على تقويضنا. إن معركتنا الوحيدة هي مع إسرائيل. إنه تحدٍ، وعلينا التحلي بالصبر والقوة. هذه هي عقيدتنا، حتى لو شارفنا على الموت جوعاً."

بالنسبة لمن هم أكثر حظاً، قد تكون مغادرة البلد أفضل سبيل للبقاء مخلصاً لحزبٍ ما. قالت إحدى مؤيدات حزب الله من الطبقة العليا: "لم أعد أرى مستقبلاً لنفسي في لبنان، لذا سأنتقل مع عائلتي إلى الولايات المتحدة." لقد بقي ولاؤها السياسي راسخاً رغم أنها لم تعد قادرة على تحمل الانحدار المطرد في لبنان، وكأنها تقول: عندما يفشل كل شيء آخر، غيّروا البلد، لا آراءكم.

يتذمر غالبية الموالين من الوضع الراهن، غير أنهم يساهمون كثيراً في ترسخيه. هذه الآلية - التي تكاد تكون متطابقة بين جميع الأحزاب - هي بالضبط ما يجعل النظام اللبناني متماسكاً للغاية بالرغم من كل اختلالاته. لا يستمد النظام القائم قوته من أية قدرة على تقديم الخدمات، بل من السرديات المتشابكة التي يبرر بعضها بعضاً. غالباً ما يدرك الموالون هذه الحلقة المفرغة، وإن ظلوا رهينة لها. في حديثه بعد انفجار بيروت، عبّر مؤيد لحزب القوات اللبنانية عن توقعات قاتمة بقوله:

لقد فقدت الانتفاضة جلّ دعمها، إذ أن قلة ما زالوا يؤمنون بقدرتها على إحداث التغيير الضروري. لا يزال من الممكن أن يحدث التغيير من خلال الانتخابات. لكن حتى في ذلك الوقت، أعتقد أن كل شيء سيبقى على حاله، فالشيعة سيصوتون لحركة أمل وحزب الله، والدروز لجنبلاط، وهلّم جراً. ستظل كل طائفة تصوت لنفس الحزب، وحتى نحن سنصوت مرة أخرى للقوات اللبنانية، وذلك لأن الهويات الطائفية مرتبطة بهذه الأحزاب.

بالنسبة للأحزاب، هذا النظام هو الأكثر ملاءمة، فهو لا يُلزمها ببذل أي جهد تقريباً. إن السرديات القائمة على الهوية هي أرخص أشكال السياسة، فهي تعتمد على الرموز أكثر من اعتمادها على الاستثمارات أو الإنجازات العملية. إن هذا المنطق يصبح أكثر حيوية بالنظر إلى إفلاس لبنان الكلي والآخذ في التفاقم، ما سيزيد من استنزاف قدرة الأحزاب الضعيفة أصلاً على تقديم الدعم الاجتماعي.

كما يعني ذلك أن الأحزاب تضع مؤيديها على المحك إلى ما لا نهاية، وتطلب منهم أن يظلوا مخلصين دون قيد أو شرط في حين لا يتلقون الكثير في المقابل، وبتكاليف أكبر للجميع. تفترض الأحزاب أنه لا توجد نقطة انهيار، ولذا تشعر بأن بإمكانها الدفع بقوة أكبر نحو ذلك. قد يرفض الموالون في لبنان، في مرحلة ما، هذا الانحدار نحو الهاوية، لكن تمردهم أمرٌ غير وارد، وقد لا يكون ذلك ضرورياً على أية حال، إذ أن كل ما يحتاجه حدوثُ بعض التغيير المنشود هو أن يطلب هؤلاء من أحزابهم ما هو أكثر من مجرد السرديات الجوفاء التي تطيل عمر النظام السياسي القائم.

شرح المنهجية وكلمة الشكر: جميع الرسوم البيانيّة مبنية على داتا مأخوذة من استطلاع اجري عبر الإنترنت بين شهر آذار وتموز 2020 من قبل مرتضى الأمين والدكاترة ريم صعب، ريما ماجد، وأرين أيانيان. تضمّن الإستطلاع حوالي 60 سؤال وهو جزء من اطروحة ماجيستر في علم النفس الإجتماعي وقد تكوّنت العيّنة من اكثر من 400 مشارك. كانت هذه العيّنة متنوعة ولكنها لم تكن عشوائية بما فيه الكفاية، إذ تم تداولها عبر الشبكة الإجتماعية الواسعة للباحثين ومن خلال نشرها على وسائل التواصل الإجتماعي. على هذا النحو، لا ينبغي النظر إلى هذه النتائج على انها ممثلة للمجتمع اللبناني بشكل كبير، بل كأساس لمزيد من التحقيق من خلال استطلاعات اكثر شموليّة وذات منهجية افضل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الرئيس عون: هل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف معالجة الفساد واطلاق ورشة الاصلاح؟ قلت كلمتي ولن أمشي وسأقف في وجه من يمنع بناء الدولة

وطنية - الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه "قال كلمته ولن يمشي وسيظل على العهد والوعد، معتبرا أن "الوضع المتردي الحالي لا يمكن أن يستمر بعد اليوم أعباء متراكمة ومتصاعدة على كاهل المواطنين".

وشدد الرئيس عون على انه سيتحمل مسؤولياته "في التكليف والتأليف وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل من يمنع عن شعبنا الإصلاح وبناء الدولة"، متسائلا: "هل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد واطلاق ورشة الاصلاح؟".

ودعا رئيس الجمهورية النواب الى "تحمل مسؤولياتهم في الرقابة والمحاسبة البرلمانية باسم الشعب الذي تمثلون، وأنتم اليوم مدعوون باسم المصلحة اللبنانية العليا لتحكيم ضميركم الوطني وحس المسؤولية لديكم تجاه شعبكم ووطنكم، سيما أنه مر عام على 17 تشرين وما يحمل من دلالات غضب المواطنين ومن رفعهم شعار "كلن يعني كلن"، ما يشمل الصالح والطالح منا". وعدد الرئيس عون مشاريع التغيير والاصلاح التي كان اللبنانيون ينتظرونها دون ان تتحقق، بعد ان رفع البعض ممن حكم لبنان منذ عقود، ولم يزل بشخصه أو نهجه، "شعارات رنانة بقيت من دون أي مضمون، وكانت بمثابة وعود تخديرية لم ير الشعب اللبناني منها أي إنجاز نوعي يضفي على حاضره ومستقبله اطمئنانا". ولفت الى ان ما يمكنه فعله هو تنبيه المعنيين، "فأنا لا يمكنني التشريع ولا التنفيذ وكل ما يمكنني فعله هو التوجيه وقمت بما علي في هذا المجال، ورغم ذلك يحملونني المسؤولية".

واعتبر ان "صمت أي مسؤول وعدم تعاونه بمعرض التدقيق الجنائي المالي، إنما يدلان على أنه شريك في الهدر والفساد. فهذه التجربة، إذا قدر لها النجاح، ستنسحب على الوزارات والمجالس والصناديق والهيئات واللجان والشركات المختلطة كافة من دون استثناء، وسوف تسمح بتحديد المسؤوليات وانطلاقة الاصلاحات اللازمة وصولا الى إزاحة الفاسدين، فمن يجرؤ على توقيفها؟ وكيف يمكن أن ندعي الإصلاح ومحاربة الفساد ونعطل في الوقت نفسه أهم إجراء يمكننا من كشف مكامن الفساد وأسبابه والفاسدين؟ وهل يمكن ان يسكت اللبنانيون، شعبا ونوابا واعلاما عن ذلك؟".

وقال رئيس الجمهورية: "ان لبنان كان ضمن منظومة كبيرة في جامعة الدول العربية وفي سياق موقف موحد. اليوم، الدول الاساسية في الجامعة تغيرت مواقفها في المواضيع الاساسية والدول الاخرى تلحق بها، وسنصبح شيئا فشيئا في عزلة، ونحن الدولة العربية الاصغر، لذلك اسأل اللبنانيين عما يجب فعله".

مواقف الرئيس عون اتت في خلال كلمة توجه بها الى اللبنانيين والنواب ظهر اليوم من قصر بعبدا، تم بثها مباشرة على الهواء عبر وسائل الاعلام.

وفي ما يلي نص الكلمة: أيتها اللبنانيات أيها اللبنانيون، يا نواب الأمة، رأيت من واجبي اليوم، انطلاقا من قسمي ومن مسؤوليتي الدستورية ورمزية موقعي، أن أتوجه إلى الشعب اللبناني كما إلى نواب الأمة، من منطلق المصارحة الواجبة خصوصا على مشارف الاستحقاقات الكبرى التي يتم فيها رسم خرائط وتوقيع اتفاقيات وتنفيذ سياسات توسعية أو تقسيمية قد تغير وجه المنطقة.

لقد شهدت منطقتنا تغيرات سياسية كثيرة وعميقة بفعل عوامل إقليمية ودولية، وهذه التغيرات لم تظهر كل نتائجها بعد على صعد كثيرة، وقد تقلب الأمور رأسا على عقب. من هنا السؤال المصيري والحتمي: أين نحن وأين موقع لبنان وما هي السياسات التي علينا أن ننتهج إزاء هذه التغيرات والتفاهمات المحورية الكبرى، كي لا يكون لبنان متلقيا وغير فاعل فيما نشهده، فيغدو فتات مائدة المصالح والتفاهمات الكبرى؟ في سياق آخر، تدعوني تلك المصارحة الى أن أقول لكم إنني أعيش وجع الناس وأتفهم نقمتهم لكن الحقيقة توجب علي أن أذكر بأن بعضا ممن حكم لبنان منذ عقود، ولم يزل بشخصه أو نهجه، قد رفع شعارات رنانة بقيت من دون أي مضمون، وكانت بمثابة وعود تخديرية لم ير الشعب اللبناني منها أي إنجاز نوعي يضفي على حاضره ومستقبله اطمئنانا، فبقي الإصلاح مجرد شعار يكرره المسؤولون والسياسيون وهم يضمرون عكسه تماما، ينادون به ولا يأتون عملا إصلاحيا مجديا، بل يؤمنون مصالحهم السلطوية والشخصية بإتقان وتفان، حتى وصل بنا الأمر إلى أن أصبح الفساد في لبنان فسادا مؤسساتيا منظما بامتياز، متجذرا في سلطاتنا ومؤسساتنا وإداراتنا.

حين كنت ما أزال مبعدا إلى فرنسا، كان شعار الإصلاح يصدح في لبنان، ولم أر منه حين عدت أي أثر من أي نوع كان، فحملت مشروع التغيير والإصلاح في محاولة لإنقاذ الوطن من براثن المصالح الفئوية والشخصية والسلطوية التي أودت بنا جميعا إلى ما نحن عليه اليوم. رفع المتضررون المتاريس بوجهي، وما زالت صفحات الإعلام المكتوب والمواقف في سائر الوسائل الإعلامية شاهدة على تصميم ممنهج من هؤلاء بعدم تمكيني من أي مشروع إصلاحي بمجرد أنه نابع من اقتناعي ونهجي.

أسأل اليوم: ما هي الحال الاجتماعية لشعبنا في ظل غياب منظومة الحماية الاجتماعية الشاملة، المعروفة بضمان الشيخوخة، والتي وضعت اقتراح قانون بشأنها، إبان عودتي من الإبعاد، لم يجد بعد طريقه إلى الإقرار؟ أين التقديمات الطبية والعلاجية والاستشفائية الشاملة لشعبنا، وقد ضاقت به الأحوال بفعل إهمال وضع أي سياسة اجتماعية ناجعة تقيه غدر الزمن؟ أين نحن من رفع الدعم على موادنا الحيوية التي نستورد معظمها ولا نضبط استفادة شعبنا من دون سواه منها؟ أين الاقتصاد بعد أن أكل ريعه مدخرات اللبنانيين وجنى عمرهم، في حين أننا كنا ننادي وما زلنا بالاقتصاد المنتج؟ أين الخطة الاقتصادية ومن أفشل تطبيقها؟ أين برنامج الاستثمار العام "CIP" ومن أبقاه حبرا على ورق ؟ أين الخطط الإنمائية القطاعية التي وضعها مؤتمر "CEDRE" ومن تقاعس عن تنفيذها؟ أين خطة الكهرباء التي تنام في الأدراج منذ سنة 2010 ولم يحدد لها أي اعتماد أو إطار تنفيذي بالرغم من إصرارنا عليها كي لا يظل اللبنانيون أسرى العتمة وكلفة المصادر المتعددة للطاقة المحرزة؟ أين خطة السدود من تجميع ثروة لبنان الطبيعية، المياه، التي تنبع من جوف أرضنا وتذهب سدى من أنهرنا إلى بحرنا؟ في بدايات عهدي، أيقظت مراسيم الاستكشاف والتنقيب عن الغاز في بحرنا بعد سبات عميق، والغاز ثروة طبيعية لها حجمها وآثارها الإنقاذية لأوضاعنا الاقتصادية المتردية، في حين أن التشكيك لا يزال سائدا لدى مروجي التشاؤم من بعض من يتولى الشأن العام.

أين سائر مشاريع الإصلاح؟ اين ال 47 بندا التي عرضت على رؤساء الكتل والأحزاب جميعا في لقاء جامع في قصر بعبدا، فاعتمد جزء كبير منها ولكن لم ينفذ شيء؟ لماذا تم الهروب من تحمل المسؤولية واقرار مشاريع الاصلاح؟ ولمصلحة من هذا التقاعس؟ وهل يمكن اصلاح ما تم إفساده باعتماد السياسات ذاتها؟ أين اقتراحات قوانين الإصلاح من استعادة الأموال المنهوبة والتحقيق التلقائي في الذمة المالية للقائمين بخدمة عامة والمحكمة الخاصة بالجرائم المالية؟ أين نحن من هدر المال العام والحسابات المفقود أثرها في وزارة المال ومشاريع قطوعات الحسابات؟ أين نحن من هيئة الإغاثة ومجلس الإنماء والإعمار وصندوق المهجرين ومجلس الجنوب والمؤسسات العامة غير المنتجة، والتي توافقنا على إلغائها لوضع حد للنزيف المالي الحاد فيها ومن جرائها؟ أين نحن من مبادرة الإنقاذ مما حل بنا، سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو نقديا أو ماليا أو لجهة إعادة إعمار بيروت بفعل انفجار المرفأ المأساوي؟ أين نحن من برامج المساعدة ومن المبادرة الفرنسية الاقتصادية الإنقاذية والمباحثات مع صندوق النقد الدولي ومساهمات مجموعة الدعم الدولية في عملية الإنقاذ؟ أين القضاء من سطوة النافذين؟

وأخيرا وليس آخرا، أين نحن من التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، وهو قرار حكومي يهدف إلى معرفة أسباب الإنهيار الحالي وتحديد المسؤولين عنه من فاعلين ومتدخلين ومشاركين؟ هذه التجربة الرائدة أتى من يعترض عليها ويعرقلها ويناور لإفشالها.

إن صمت أي مسؤول وعدم تعاونه بمعرض التدقيق الجنائي، إنما يدلان على أنه شريك في الهدر والفساد. فهذه التجربة، إذا قدر لها النجاح، ستنسحب على الوزارات والمجالس والصناديق والهيئات واللجان والشركات المختلطة كافة من دون استثناء، وسوف تسمح بتحديد المسؤوليات وانطلاقة الاصلاحات اللازمة وصولا الى إزاحة الفاسدين فمن يجرؤ على توقيفها؟ وكيف يمكن أن ندعي الإصلاح ومحاربة الفساد ونعطل في الوقت نفسه أهم إجراء يمكننا من كشف مكامن الفساد وأسبابه والفاسدين؟ وهل يمكن ان يسكت اللبنانيون، شعبا ونوابا واعلاما عن ذلك؟ أيها اللبنانيون، اليوم مطلوب مني أن أكلف ثم أشارك في التأليف، عملا بأحكام الدستور، فهل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد واطلاق ورشة الاصلاح؟

هذه مسؤوليتكم أيها النواب، فأنتم المسؤولون عن الرقابة والمحاسبة البرلمانية باسم الشعب الذي تمثلون، وأنتم اليوم مدعوون باسم المصلحة اللبنانية العليا لتحكيم ضميركم الوطني وحس المسؤولية لديكم تجاه شعبكم ووطنكم، سيما أنه مر عام على 17 تشرين وما يحمل من دلالات غضب المواطنين ومن رفعهم شعار "كلن يعني كلن"، ما يشمل الصالح والطالح منا.

قلت كلمتي ولن أمشي، بل سأظل على العهد والوعد، وأملي أن تفكروا جيدا بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدولية، ذلك أن الوضع المتردي الحالي لا يمكن أن يستمر بعد اليوم أعباء متراكمة ومتصاعدة على كاهل المواطنين.

سأبقى أتحمل مسؤولياتي في التكليف والتأليف، وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل من يمنع عن شعبنا الإصلاح وبناء الدولة. عشتم وعاش لبنان".

حوار مع الصحافيين

ثم دار حوار بين الرئيس عون والصحافيين المعتمدين في قصر بعبدا، وردا على سؤال في شأن مطالبته بحكومة تكنوسياسية وكيفية القيام بورشة اصلاح مع هكذا حكومة، علما ان صاحب الكتلة السنية الأكبر هو من سيتولى رئاسة هذه الحكومة حكما، قال الرئيس عون: "انا لم اطالب بأي نوع من الحكومات، ولم احدده، فالاستشارات هي التي تحدد شكل الحكومة".

وعن نسبة كلفة الكهرباء على الدين العام، قال رئيس الجمهورية: "لقد ذكرت امرا واضحا في كلمتي، ان خطة الكهرباء اقرت في العام 2010، ومنذ ذلك الوقت لم يخصص أي اعتماد لتنفيذها. نحن كنا مصرين على هذه الخطة، واذا ما راجعنا محاضر مجلس الوزراء يتبين لنا اذا ما كان تم تخصيص أي مبلغ لتنفيذها ام لا. ومن عطل الامر قال في حينه انه يفاخر بأنه المعطل".

وعن كيفية مواجهة المتغيرات في المنطقة اذا لم يتم الاتفاق على اسم في الوفد المفاوض في ترسيم الحدود الجنوبية البحرية بعد اعتراض الثنائي الشيعي على تسميته لاعضاء الوفد، قال الرئيس عون: "لقد دعوت سابقا الى لقاء حوار في القصر الجمهوري لمعالجة المواضيع القائمة وبحث المتغيرات في المنطقة، وتحديد سياستنا تجاهها لأن الامور تغيرت كلها تقريبا. ومن الضروري اعادة النظر في ما آلت اليه الامور".

وعن الاطار الذي سوف يعتمده في مسار التأليف والتكليف لتنفيذ الافكار الاصلاحية المصر على تنفيذها منذ عودته الى لبنان، اكد رئيس الجمهورية ان "المطالب معروفة وهناك برنامج الحكومة الذي سيتضمنه البيان الوزاري ومن ثم التنفيذ، وعلى النواب القيام بواجباتهم في هذا الاطار، فنعرف حينها اذا ما تم الالتزام بالتنفيذ ام لا. ونحن موجودون اذا لم يقم احد بواجباته".

تعطيل التحقيقات المالية

وعن وجع الناس والوضع المتردي وما الذي يمكن للرئيس القوي ان يفعله لهذا الشعب، قال الرئيس عون: "لقد حصلت كوارث كثيرة في المرحلة الراهنة، ونحن أيضا في حالة افلاس حصلت بالتدرج منذ زمن طويل حتى بدأت بالظهور منذ العام 2016 في الهندسات المالية، ووصلت الى الذروة، حيث استمر الامر بالتفاقم، لذلك فإننا نطالب بالتحقيق الجنائي لنعرف الاسباب التي أوصلتنا الى هنا، فقد تكون حتمية، ونحن لا نتهم أحدا، وربما كان هناك فساد وفاسدون أوصلوا الأمور الى هنا. ولكي لا يبقى المواطنون يوجهون الاتهامات الى هذا او ذاك، ليس هناك سوى التحقيق الذي يعطي براءة الذمة او يؤدي الى الاتهام. نحن نتكلم بشكل عام، وانا اسأل لماذا يتم تعطيل التحقيق وتوقيفه، هذا ما لا افهمه. كيف علينا ان نقوم بإصلاح مالي ونحارب الفساد اذا لم نقم بالتحقيق لمعرفة الأسباب الكامنة وراء ما وصلنا اليه، ومن كان السبب في ذلك لكي نعمل على ازاحته. هذا هو المهم".

وعن الاستراتيجية الدفاعية التي لم يأت على ذكرها في رسالته اليوم، وهل من الممكن ان نرى إقرارها قبل نهاية العهد، أكد الرئيس عون انه "بعد الانتهاء من تأليف الحكومة، سنعقد اجتماعا في القصر الجمهوري لدراسة كل الامور الكبرى المطروحة حاليا او المستجدة".

مواجهة الباطل

وحول الكلام عن مصير مجهول بعد عملية تكليف رئيس جديد للحكومة غدا، رد الرئيس عون متسائلا: "لماذا المصير مجهولا؟ عندما ننتهي من الاستشارات نرى بنتيجتها من ستتم تسميته حسب أصوات النواب الذين سيختارونه، وانا لا اضع أي "فيتو" على احد. وهناك امر اود توضيحه لكم، لقد خسرت سنة و14 يوما حتى الآن من عهدي بسبب تأليف الحكومات السابقة التي كانت برئاسة الرئيس الحريري. و"قامت قيامة" الجميع علي لأنني اخرت الاستشارات أسبوعا، وقلت له ان هناك مشاكل أحاول ان احلها، والآن عددت هذه المشاكل".

وعن امكان الدعوة الى حوار وطني لتصبح الطبقة السياسية امام واقع وجوب تنفيذ الاصلاحات المطلوبة، اعتبر رئيس الجمهورية انه اذا تأخر في الدعوة الى الاستشارات يصبح متهما ولا يقف احد عند مسألة ضمان تنفيذ الاصلاحات. "فعند تأخير الاستشارات النيابية اسبوعا لحل بعض المشاكل، اتهمنا بالعرقلة، وصاحب العلاقة يعلم تماما سبب اتخاذنا هذا القرار".

وعن عدم قيامه بمبادرة لجمع اكبر تكتل نيابي مسيحي (أي التيار الوطني الحر) مع اكبر تكتل نيابي سني (تيار المستقبل) لانقاذ البلد والبدء بالاصلاحات، اوضح الرئيس عون ان "المبادرات حصلت من اصدقاء مشتركين بين الاثنين و"ما زبطت"، وانا من موقعي اصبح طرفا اذا تدخلت، وقد يجعلني البعض طرفا ولو كنت حكما".

وعون عن طريقة تعاطيه مع الاصدقاء والاخصام الذين عطلوا مشاريعه الاصلاحية في ظل معاناة الناس، قال رئيس الجمهورية: "كانت الطريقة سابقا تقضي بالوصول الى تسوية لمنع المشاكل والحفاظ على الاستقرار، انما اليوم هذه السياسة لم تعد تصلح، ويجب علينا البحث عن الحقيقة ودعمها وان نواجه الباطل. لم يعد من المجدي الاستمرار في الاسلوب نفسه، ومن يحب شعبه ويريد العمل فعليه التغيير، ولن نقبل بغير ذلك".

احترام الدستور

وفي ما خص ترسيخ عرف جديد من خلال تأخير الاستشارات وانعكاسها على الدستور، اكد الرئيس عون انه يستند في كل قراراته "الى الدستور ومواده، والتي لا تكون شعبية في بعض الاحيان، فيما من ينتقد يكون احيانا غير ملم بالدستور".

وسئل عما قاله في بداية كلمته، وعما اذا كان يستشعر خطرا مباشرا على لبنان، شدد الرئيس عون على ان "لبنان كان ضمن منظومة كبيرة في جامعة الدول العربية وفي سياق موقف موحد. اليوم، الدول الاساسية في الجامعة تغيرت مواقفها في المواضيع الاساسية والدول الاخرى تلحق بها، وسنصبح شيئا فشيئا في عزلة، ونحن الدولة العربية الاصغر، لذلك اسأل اللبنانيين عما يجب فعله".

وعن صعوبة الوضع الحالي وامكان وجود امل بالخروج منه، اكد الرئيس عون ان "المرحلة قاسية جدا وتحدثت عنها في 14/5/2019 في حفل الافطار الذي اقيم في قصر بعبدا، وحذرت من ان عدم التنازل عن بعض الامتيازات الحالية سوف يخسرنا كل شيء، وذلك بحضور رئيسي مجلسي النواب والوزراء واعضاء الحكومة والنواب والصحافيين. وأضفت اننا سنتلقى الفاتورة القاسية من مراجع دولية ولن تكون لنا القدرة على تحملها. وقلت ان المواطن يتهرب من دفع متوجباته للدولة بسبب وجود غبن بينه وبينها وعدم ثقة، فهو لا يعلم مصير الضرائب التي يدفعها والى اين تذهب، لذلك على الدولة استرجاع المواطن الى لبنان واستعادة ثقته. وما يمكنني فعله هو تنبيه المعنيين، فأنا لا يمكنني التشريع ولا التنفيذ بل التوجيه وقمت بما علي في هذا المجال، ورغم ذلك يحملونني المسؤولية".

 

جدول مواعيد الاستشارات النيابية ليوم غد الخميس في قصر بعبدا لتسمية رئيس الحكومة المكلف

وطنية - الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ما يلي: "عطفا على احكام البند /2/ من المادة /53/ من الدستور، يجري فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، يوم الخميس الواقع فيه 22 تشرين الاول 2020، في القصر الجمهوري في بعبدا، وفق التالي:

- دولة الرئيس نجيب ميقاتي (الساعة 9.00)

- دولة الرئيس سعد الدين الحريري (الساعة 9.15)

- دولة الرئيس تمام سلام (الساعة 9.30)

- دولة نائب الرئيس ايلي فرزلي (الساعة 9.45)

1- كتلة تيار المستقبل (الساعة 10.00) تضم النواب السادة:

سعد الدين الحريـري، بهية الحريري، هنري شديد، سمير الجسر، محمد كبارة، هادي حبيش، محمد الحجار، عاصم عراجي، محمد القرعاوي، نزيه نجم، بكر الحجيري، سامي فتفت، طارق المرعبي، وليد البعريني، محمد سليمان، ديما الجمالي، عثمان علم الدين، رولا الطبش جارودي.

2- كتلة الوفاء للمقاومة (الساعة 10.10) تضم النواب السادة:

محمد رعد، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، علي عمار، علي فياض، علي المقداد، حسن عز الدين، انور جمعه، أمين شري، حسين جشي، ابراهيم الموسوي، ايهاب حماده.

3- كتلة التكتل الوطني (الساعة 10.20) تضم النواب السادة:

فريد الخازن، طوني فرنجية ، اسطفان الدويهي، فايز غصن، مصطفى الحسيني.

4- كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي (الساعة 10.30) تضم النواب السادة:

تيمور جنبـلاط، وائل أبو فاعور، أكرم شهيـب، نعمه طعمـة، بلال عبد الله، هادي ابو الحسن، فيصل الصايغ.

5- كتلة الوسط المستقل (الساعة 10.40) تضم النواب السادة:

نجيب ميقاتي، جان عبيد، نقولا نحاس، علي درويش.

6- الكتلة القومية الاجتماعية (الساعة 10.50) تضم النواب السادة:

أسعد حردان، سليم سعاده، البير منصور.

7- كتلة اللقاء التشاوري الساعة (11,00) تضم النواب السادة:

الوليد سكرية، فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، عبد الرحيم مراد.

8- كتلة الجمهورية القوية (الساعة 11.10) تضم النواب السادة:

جورج عدوان، ستريدا طوق، بيار بو عاصي، عماد واكيم، ماجد ادي أبي اللمع، شوقي الدكاش، زياد الحواط، جوزاف اسحق، فادي سعد، وهبي قاطيشه، جورج عقيص، قيصر المعلوف، انطوان حبشي، أنيس نصار.

9- النواب المستقلون السادة:

ميشال المر (الساعة 12.00)

ادي دمرجيان (الساعة 12.05)

نهاد المشنوق (الساعة 12.10)

اسامه سعد (الساعة 12.15)

فؤاد مخزومي (الساعة 12.20)

ميشال ضاهر (الساعة 12.25)

شامل روكز (الساعة 12.30)

جميل السيد (الساعة 12.35)

جهاد الصمد (الساعة 12.40)

جان طالوزيان (الساعة 45.12)

10- تكتل لبنان القوي (الساعة 13.00) تضم النواب السادة:

جبران باسيل، ابراهيم كنعان، الان عون، حكمت ديب، زياد أسود، سيمون ابي رميا، نقولا صحناوي، الياس بو صعب، روجه عازار، اسعد درغام، سليم خوري، ادكار طرابلسي، مصطفى حسين، انطوان بانو، جورج عطاالله، ادكار معلوف، سليم عون.

- كتلة نواب الأرمن تضم النواب السادة: أغوب بقرادونيان، هاكوب ترزيان، الكسندر ماطوسيان.

- كتلة ضمانة الجبل تضم النواب السادة: طلال ارسلان، ماريو عون، فريد البستاني، سيزار أبي خليل.

11- كتلة التنمية والتحرير (الساعة 13.15) تضم النواب السادة:

دولة الرئيس نبيـه بـري، أنور الخليل، أيوب حمـيّد، علي بزي، علي حسن خليل، علي خريس، علي عسيران، غازي زعيتر، ميشال موسى، هاني قبيسي، ياسين جابر، قاسم هاشم، عناية عز الدين، محمد خواجه، فادي علامة، محمد نصر الله، ابراهيم عازار.

 

الراعي افتتح مجمع المطارنة الموارنة في بكركي: نحمل هموم أبنائنا وقلقهم من الضائقة الاقتصادية الخانقة المتأتية من الأزمة السياسية المزمنة

وطنية - الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي صباح اليوم في بكركي، مجمع مطارنة الطائفة المارونية برياضة روحية تستمر لغاية السبت المقبل. والقى كلمة قال فيها:"أرحب بكم جميعا، ونشكر الله على أنه يجمعنا بعنايته على الرغم من وباء كورونا المتفشي في الكرة الأرضية، الذي يحصد الضحايا البشرية، ويشل الحياة العامة الاقتصادية والتجارية والتربوية والتعليمية، ويسبب بازدياد أعداد الفقراء والجياع والمحرومين من العيش الكريم والعاطلين عن العمل. فنحن وشعبنا، بل كل شعوب الأرض، نرفع الصلوات كي ينجينا الله من هذا الوباء، ويرحمنا، ولا يتركنا في وسط أمواج بحر عالمنا الهائج برياحه السياسية والإقتصادية والمالية والصحية". وتابع:"ونتألم لغياب أخوين عزيزين سبقانا إلى بيت الآب، بعد دورة السينودس المقدس في حزيران 2019، وهما المثلث الرحمة المطران كميل زيدان، رئيس أساقفة إنطلياس المنتقل بتاريخ 21 تشرين الأول 2019، والمثلث الرحمة المطران يوسف بشارة رئيس أساقفة إنطلياس السابق في 9 حزيران 2020. فلنصل الأبانا والسلام والمجد لراحة نفسيهما، ولكي يعوض على أبرشياتنا والكنيسة برعاة صالحين".

اضاف:"نرحب معا بقدس الأب مالك بو طانوس الرئيس العام السابق لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، الذي يقود تأملات هذه الرياضة مشكورا، وقد إختار موضوع ثورة التطويبات، ونأمل أن تؤتي الرياضة ثمارها التي تبدأ بثورة على الذات، بحسب مفهوم لفظة توبة في الكتاب المقدس:meta-noia. كما ونوجه تحية أخوية مع أطيب الدعاء إلى إخواننا السادة المطارنة الذين لا يتمكنون من المشاركة لأسباب صحية أو لتقدم في السن وهم المطارنة الأجلاء: يوسف حتي، وبطرس الجميل، وعاد أبي كرم، ويوسف مسعود والذين اعتذروا عن عدم المشاركة في الرياضة فقط: المطران بولس إميل سعادة وعن عدم المشاركة في الرياضة وأعمال السينودس المقدس المطارنة جورج أبي يونس، وبولس منجد الهاشم، وفرنسوا عيد ومارون ناصر الجميل لأسباب صحية طارئة".

واكد ان "الرياضة الروحية حاجة لنا جميعا، كأفراد وجماعة، لسببين أساسيين: الأول، لأنها وقفة وجدانية أمام الله، تحت نظر المسيح الرب، الكاهن الأسمى، وراعي الرعاة، والراعي الصالح، لكي يقرأ كل واحد منا حياته وتصرفاته وممارسته لسلطان الرعاية، على ضوء المثال والقدوة اللذين يقدمهما لنا بشخصه يسوع المسيح. والثاني، لأنها تشكل مناسبة فريدة لعيش فرح الأخوة، وإختبار التفكير معا، على هدي أنوار الروح القدس، وتداول الشؤون المطروحة بروح المسؤولية والصراحة والتجرد وسرية الأمور المتداولة لجهة المواضيع والأشخاص".

وقال:"من أجل هذين السببين، تتمحور الرياضة حول الصلاة والتأمل والصمت، حاملين معنا حاجات أبناء ابرشياتنا، وهمومهم وقلقهم، وخاصة أبنائنا في لبنان الذين يعانون من الضائقة الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة، المتأتية من الازمة السياسية المزمنة، ومنذ سنة من الازمة الحكومية. وفوق ذلك جاء وباء كورونا يشل كل حركة. وكانت الذروة في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، فدمر نصف العاصمة الذي يسكنها المسيحيون. ومما زاد من آلام المنكوبين، من اهالي المئتي قتيل والسبعة المفقودين، والخمسة ألاف جريح، ومن تدمير البيوت والمؤسسات العامة والخاصة وكنائس ومدارس ومطرانيات وسواها، غياب المسؤولين في الدولة، وكأن شيئا لم يكن. فلا بد هنا من شكر الدول التي سارعت وأرسلت مساعدات متنوعة، والمؤسسات الانسانية، وابرشياتنا في الداخل وفي بلدان الانتشار. هؤلاء جميعا نحملهم في صلاتنا. وخلال الاسبوع المقبل سنتدارس كيفية تفعيل خدمة المحبة الاجتماعية".

وتابع: "نختتم الرياضة صباح السبت باحتفالين لهما ميزتهما الروحية والكنسية: الاحتفال بالمصالحة الجماعية، لأننا بخطايانا الشخصية نسيء، ليس فقط إلى الله، بل وإلى الكنيسة والجماعة أيضا. فإذ نتوب عن خطايانا نتصالح مع الله والجماعة، والإحتفال بتبريك الميرون، وهو علامة الشركة والوحدة في كنيستنا. ولهذا السبب نقلناها من خميس الأسرار إلى إنعقاد دورة السينودس". وختم:"نسأل الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء، وأبينا القديس مارون، أن يبارك رياضتنا ويجعلها مثمرة، لمجده تعالى وتقديس نفوسنا وخير الكنيسة".

 

يوسف سلامة: هل تشهد الساحة الحكومية ترسيم الحدود اللبنانية الإيرانية واللبنانية الإسرائيلية برعاية فرنسية أميركية؟

وطنية - الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

صرح الوزير السابق يوسف سلامه: "ما تشهده الساحة اللبنانية في الجنوب هو ترسيم الحدود الإسرائيلية الإيرانية برعاية أميركية دولية، فهل تشهد الساحة الحكومية ترسيم الحدود اللبنانية الإيرانية، واللبنانية الإسرائيلية، برعاية فرنسية أميركية؟".

وتوجه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالقول: "فخامة الرئيس، ‏استمعت إليك فعاد بي الزمن سنوات يوم كنا نلتقي في فرنسا وكنت تشكو من أداء السلطة، متناسيا اليوم أنك في سدة الرئاسة وترعى أكبر تكتل نيابي منذ أعوام وحليف أكبر قوة فاعلة على الأرض. حبذا لو تبقي للشرعية مساحة جغرافية نقية وسيدة وتترك لنا مساحة حوار آمنة نتبارى بها بحرية لنكتشف معا سبل الخلاص". أضاف: "إنها فرصتك الأخيرة، تحرر من جوع العائلة وسحر الحلفاء، ‏وإن لم تفعل ستخسر عدالة التاريخ".

 

المستقبل دعا مناصريه الى التزام موقف التيار الرافض لاستخدام الشارع تحت اي ظرف

وطنية - الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

صدر عن "تيار المستقبل" الآتي: "تعمد بعض الجهات إلى القيام بتحركات استفزازية عشية الاستشارات النيابية غدا الخميس، عبر عراضات تهدف الى تعكير الأجواء المرافقة لهذا الاستحقاق الدستوري، ومحاولة استدراج الشارع المقابل الى ردود فعل مضادة لا تحمد عقباها.

بإزاء ذلك، يدعو "تيار المستقبل" جمهوره الى التنبه من الإنجرار وراء هذه الأفعال المشبوهة، والتزام موقف التيار الرافض لاستخدام الشارع تحت أي ظرف من الظروف، والتحلي بأعلى درجات اليقظة وضبط النفس".

 

المستقبل: لا علاقة للتيار بإحراق قبضة الثورة في ساحة الشهداء

وطنية - الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

صدر عن "تيار المستقبل" الآتي: "زعمت بعض وسائل الإعلام أن مناصرين ل"تيار المستقبل" قاموا بإحراق قبضة الثورة في ساحة الشهداء في وسط بيروت. يهم "تيار المستقبل" التأكيد أن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد، بهذا العمل المدان، ويدعو الأجهزة الأمنية المعنية الى كشف الملابسات وتوقيف المرتكبين كائنا من كانوا".

 

الخولي: تكليف الحريري تحد للشعب ولا فيتو لدينا على أي مكون سياسي

وطنية - الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

التقى رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي ممثلين من الحراك المدني، في مقر "بيت العامل" في جل الديب، وتخلل الاجتماع التواصل مع عدد من الناشطين خارج لبنان عبر تطبيق زوم. وألقى الخولي كلمة رأى فيها أن "إعادة تكليف سعد الحريري لرئاسة الحكومة لا يشكل تحديا للشعب اللبناني ولا للنخب فيه ولا لابناء ثورته انما لوجدان هذه الامة". وقال: "نحذر من أن إعادة تكليفه سيشكل تحديا كبيرا لارادة اللبنانيين وسنعمل على مواجهته واسقاطه لان لا شيء يعلو على ارادة الشعب اللبناني. ونقول للقاصي والداني، ان لا حدود للتضحيات في سبيل الخلاص من منظومة دمرت مستقبل شبابنا وحطمت احلام اطفالنا وهجرت اهلنا". أضاف: "أهدافنا معروفة وأسماؤنا موجودة وبيوتنا مفتوحة ويدنا ممدوة للجميع دون استثناء ودون قيد او شرط في سبيل الخلاص من الفساد السياسي والمالي والقضائي والاداري والامني والديني والثقافي الذي دمر لبنان، كلنا منفتحون الى أقصى الحدود لا فيتو لدينا على اي مكون سياسي، كلنا متساوون بمختلف افكارنا وعقائدنا وطروحاتنا السياسية تحت هذا السقف".

 

هبة ذخيرة من تركيا لصالح الجيش

وطنية - الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

أقيم قبل ظهر اليوم في مديرية العتاد حفل تسلم كمية من الذخيرة من عيارات مختلفة مقدمة هبة من السلطات التركية للجيش، في حضور نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن زياد نصر ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون والسفير التركي هاكان تشاكيل وعدد من الضباط.

وأكد السفير تشاكيل "أهمية التعاون بين الجيشين اللبناني والتركي"، مؤكدا التزام بلاده "مواصلة تقديم المساعدات العسكرية للجيش اللبناني".

وألقى العميد الركن نصر كلمة، قال فيها: "تعتبر ذخائر الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي نتسلمها اليوم مهمة لتعزيز قدرات مؤسستنا، وخصوصا لناحية العمليات الأمنية التي تقوم أساسا على المقاتل الفردي، وتشكل جزءا أساسيا من جهود الجيش لصون الاستقرار ومكافحة الإرهاب والتصدي للاعتداءات الخارجية". اضاف: "لا شك في أن هذه المبادرة ومثيلاتها نابعة من الثقة التي توليها دولة تركيا لنا، وهي ثقة غالية نقدرها أشد تقدير". وفي الختام، تلا العميد الركن نصر كتاب شكر باسم العماد قائد الجيش وسلمه إلى السفير التركي وقدم له درعا تذكارية تقديرا لجهوده المبذولة في هذا الإطار.

 

فضل الله استنكر قتل استاذ في فرنسا: الإساءات التي سبقتها تعمق الكراهية والتحريض

وطنية - الأربعاء 21 تشرين الأول 2020

استنكر العلامة السيد علي فضل الله، في درس التفسير القرآني، حادثة قتل أستاذ التاريخ في فرنسا، رافضا "هذا الأسلوب في الرد على الاساءات التي طاولت الرسول محمد"، معتبرا "ان هذه الاساءات تسيء إلى مشاعر الملايين من المسلمين وغيرهم في العالم ما يؤدي إلى ردود فعل وتداعيات لا يمكن ضبطها". وحذر من استغلال أعمال العنف التي أتت كرد فعل للتهجم على الدين الإسلامي وعلى المسلمين في فرنسا والغرب، وتحمليهم وزر تداعياتها"، وانتقد كلام الرئيس الفرنسي ماكرون اتجاه الإسلام والمسلمين، داعيا "إلى إيقاف أسباب التوتر ونبذ كل خطاب يؤدي الى الكراهية والعنف والتحريض ضد الاخر، لأننا نؤمن بالتعايش والتعاون بين الأديان والثقافات ونرفض الإساءة إلى أي دين أو شخصية أو رمز". وتطرق إلى الوضع الداخلي، فأعرب "عن أسفه من ارتهان أغلب قواه السياسية في مواقفها لهذه الدولة او تلك، او هذا المحور أو ذاك، بحيث أصبحت تنتظر اما كلمة السر من الخارج واما التطورات التي تحصل فيه في السعي إلى تأليف حكومة"، لافتا "إلى أننا لسنا ضد الانفتاح على العالم، لكننا ندعو إلى توظيف هذه العلاقات لمصلحة لبنان وقوته وحريته واقتصاده لا أن تكون على حسابه". واعتبر "أنه ما زال بالإمكان انقاذ البلد من حال الانهيار الاقتصادي بحيث يبدأ من خلال الإسراع بعملية تشكيل الحكومة، حكومة انقاذ تمتلك مشروعا متكاملا لمعالجة أزماته المستعصية بدلا من الاستمرار في المناكفات والشروط والشروط المضادة".

 

جعجع يرفض المشاركة مع «الثلاثي الحاكم» في تسمية الحريري و«الوطني الحر» لا يتوقع تشكيل الحكومة بسهولة

بيروت/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2020

برر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، عدم تسميته للرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، في الاستشارات البرلمانية لتسمية رئيس الحكومة المكلف غداً، إلى «قرارنا بعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم»، وهم «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» و«حركة أمل»، وذلك بعد جدل أثير حول امتناع حزب «القوات» عن تسمية الحريري، واتخاذه موقفاً شبيهاً بموقف «التيار الوطني الحر» الذي حسم موقفه بعدم تسمية أحد. ويشارك 120 نائباً يوم غد الخميس في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، ويدفع «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حركة أمل» باتجاه تسمية الحريري، إلى جانب كتل نيابية أخرى مثل «المردة» و«الوسط المستقل» ونواب مسيحيين مستقلين، وهو ما يفترض أن يعطى الحريري أغلبية في التسمية التي تحتاج إلى نصف أعداد النواب زائداً واحداً، تؤهله لتكليفه بتشكيل الحكومة.

وإثر موقف «القوات» المعلن بعدم تسمية الحريري، تحدث خصوم «القوات» عن خمس فرضيات تدفع جعجع لاتخاذ هذا القرار، وهو ما نفاه في تصريح مصور له عبر صفحته الشخصية في «فيسبوك»، حيث نفى فرضية امتناع حزبه عن تسمية الحريري، لأنه اتّخذ قراراً بعدم تسليف الأخير أي قرار سياسي من دون الحصول على وعد منه فيما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، كما نفى فرضية طلب الأميركيين من «القوات» عدم تسمية الحريري، موضحاً أن «مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، زار لبنان الأسبوع المنصرم، والجميع يدرك ما قاله للقيادات السياسية كافة، فكان منطقه واضحاً جداً، ويقوم على أن الأفضل أن تكون هناك حكومة بدلاً من أن نبقى من دونها، واليوم الاسم المطروح هو سعد الحريري لذا من الأفضل السير به كي يتم تشكيلها».

كما نفى جعجع فرضية «إلغاء سعد الحريري» و«تيار المستقبل»، أو أنه يتخذ هذه المواقف لأسباب شعوبية، أو أن يكون الموقف من باب النكاية السياسية، مشدداً على أن «ما دفعنا لعدم تسمية الرئيس الحريري هو عدم إيماننا بأن من الممكن أن نصل إلى أي مكان مع هذا الثلاثي الحاكم». وأكد جعجع أن «السبب الحقيقي يعود إلى أن قرارنا بعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم»، مشدداً على أن «المعروف أن أي حكومة ستقوم اليوم يجب أن يكون جوهر وجودها هو الإصلاحات، ثم الإصلاحات، ثم الإصلاحات، وبالتالي فأي إصلاحات ستجرى في ظل وجود من سميناهم آنفاً في الحكومة؟ حكومة الرئيس حسان دياب كانت لهم بأكملها واستمرت لمدة 6 أشهر، فأين أقرت فيها الإصلاحات المطلوبة؟».

واعتبر جعجع أن تأجيل الاستشارات النيابية في الأسبوع الماضي مردّه إلى «أن رئيس الجمهورية يريد أن يتفاوض سعد الحريري مع النائب جبران باسيل قبل التكليف من أجل الاتفاق على إعطاء الأخير ما يريده خلال التأليف»، مضيفاً: «عندما يصرح الثنائي الشيعي، بشكل علني، وعلى مسمع الجميع، أن شروطه لدخول الحكومة هو حصوله على وزارة المال قبل كل شيء، ومن ثم تسمية الوزراء الشيعة، والبحث في حقائبهم، والاطلاع على البيان الوزاري، فماذا تبقى من الحكومة في هذه الحال؟».

وجدد جعجع التأكيد على أننا «لن نسمي الرئيس الحريري لأسباب لها علاقة بالخطوات التي نحن قادمون عليها، ولكن إذا اتخذ الحريري المخاطرة والرهان، وهو لديه القرار الحر في ذلك، فنحن لا نرى ولا نريد تجرع السم أو الانتحار مجدداً من أجل مسألة نحن شبه أكيدين، لا بل أكيدين، أنها لن تودي إلى أي مكان».

وقال جعجع «إن الحكومة التي كان من المفترض أن تكون مطروحة هي حكومة مستقلين حقيقيين»، موضحاً في هذا الإطار أننا «لسنا مع نظرية المستقلين بالمطلق، فنحن حزب سياسي في نهاية المطاف، لكن انطلاقاً من تحكم الثلاثي بالسلطة في الوقت الراهن، لا يمكن أن نقول لهم اخرجوا أنتم من السلطة، وسنشكل حكومة نشترك فيها نحن، هذا الطرح ليس منطقياً ولا قابلاً للتنفيذ. لذا رأينا أن الحل الوحيد هو ألا نشارك جميعاً، ونعمل على الإتيان بمستقلين، لأنه من الأفضل إبعادهم اليوم عن السلطة من أجل أن يكون لدينا أي إمكان للتقدم بضع خطوات إلى الأمام». وعن الحل، قال جعجع «إنه من جزئين. فإذا كانت هناك إمكانية لحكومة مستقلين فعليين، ففعاليتها ستكون أكثر بكثير من حكومة سياسيين»، وجدد الدعوة إلى «إجراء انتخابات نيابية مبكرة، لأنها هي التي ستمكننا من إزاحة الطغمة الحاكمة اليوم، والإتيان بجيل جديد من السياسيين إلى سدة الحكم، وبالتالي تصبح هناك إمكانية لتشكيل حكومات فعلية، وخوض إصلاحات للوصول إلى النتيجة المطلوبة». من جهة أخرى، أكد عضو كتلة «التيار الوطني الحر» إدغار طرابلسي، أن «الكتلة لن تسمي أحداً في الاستشارات النيابية الملزمة الخميس»، متوقعاً ألا تكون عملية التشكيل سهلة.

في هذا الوقت، طالبت عضو كتلة «المستقبل» رولا الطبش، الأطراف السياسيين، بـ«التحلي بأعلى درجات الوعي، والإصغاء إلى صوت الناس التي تطالب بالإنقاذ الفوري، لأن الوضع لم يعد يحتمل أي لحظة تأخير». وقالت: «نعوّل على المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع، وذلك لتلقف هذه الفرصة الذهبية، أي المبادرة الفرنسية، التي تشكل إشارة تأكيد على أن المجتمع الدولي ما زال مستعداً لمساعدة لبنان، شرط أن يقوم مسؤولوه بمساعدة بلدهم أولاً».

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي21- 22 شرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

*نقيق ضفادع مزعج ونعيق بوم ونعيب غربان يترامى الى المسامع. من هنا ومن هناك ويقول لنا صرتم قلائل والأرقام تتكلم./الأب سيمون عساف/فايسبوك/21 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91534/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%8a%d8%aa%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%af%d9%8a/

*يتكالب الإنسان لتكديس ثروات وتجميع أموال ناسيا انه حفنة تراب حقيرة ترقد في حفرة مظلمة تحت الأرض./الأب سيمون عساف/فايسبوك/21 تشرين الأول/2020

 

 

Le terrorisme islamiste, la dιcapitation de la Rιpublique et l’ιpreuve des limites/Charles Elias Chartouni/October 21/2020

شارل الياس شرتوني: ارهاب الاسلاميين، قطع رأس الجمهورية وتجربة الحدود الفاصلة

http://eliasbejjaninews.com/archives/91537/charles-elias-chartouni-le-terrorisme-islamiste-la-decapitation-de-la-republique-et-lepreuve-des-limites-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88/

 

الكاتب السياسي الزغبي ل”جنوبية”: عون يحاول يائساً تعويم وريثه وتيّاره، ويعترف بعجزه، ويلوّح نظرياً بتبديل السياسة الخارجية في وجه “حزب اللّه”!

أجرت الحديث: باسمة عطوي/جنوبية/21 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91545/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%ba%d8%a8%d9%8a-%d9%84%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%88/

يجيب الكاتب السياسي الياس الزغبي على أسئلة موقع “جنوبية” حول خطاب الرئيس عون بالقول: “هو خطاب يمكن إختزاله بنقطتين، الأولى إعلان العجز فهو بعدما توجه بكلمة مكتوبة إلى اللبنانيين، قال في حديثه مع الاعلاميين المعتمدين في القصر الجمهوري إنه لا يستطيع أن يفعل شيئا لا في التشريع ولا في التنفيذ، وأنه بعد أربع سنوات أعلن إفلاس عهده كليا. والأهم أنه طرح سلسلة أسئلة عن مصير الاصلاحات التي كان يريد تنفيذها، وهو في موقع الرئاسة الأولى ويطرح أسئلة متنوعة حول شؤون حياتية ومالية وإقتصادية وصحية”.

 

 

 

 

فجور وإرهاب وإحتلال حزب الله الإيراني يقرش في الإعتداءات على أراضي الكنيسة المارونية في بلدة لاسا/

http://eliasbejjaninews.com/archives/91547/%d9%81%d8%ac%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a5%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a/

من يملك كلمة سرّ “الإشتباك الطائفي” في لاسا؟/نوال نصر/نداء الوطن/20 تشرين الأول/2020

فجأة، بلا “أحم ولا دستور”، شاء من شاء وضع منزل جاهز في أملاك مطرانية جونية المارونية. وحين طالبت الكنيسة بحقِها انتفض من انتفضوا معلنين: لا نثق بالقضاء وممنوع دخول القوى الأمنية الى لاسا، والقوات اللبنانية متهمة… فهل هو فصل جديد من حكايات إبريق الزيت في المدينة الجبيلية أم هو اعتداء قد يبدأ “لهوة” (إلهاء) وينتهي فتنة؟ لا نثق بالقضاء. إنه مسيّس. ممنوع دخول القوى الأمنية الى لاسا. فهي طرف لا حكم. نتهم القوات وزياد حواط و…و… وكلام كثير صدر هناك، في لاسا، بينما كان الشيخ أحمد العيتاوي ومجموعة مرافقين يطردون القوى الأمنية من المدينة، ليعود عناصرها فجر البارحة، قبل تسلل الضوء، ويزيلوا الإعتداء عن املاك الكنيسة. فهل انتهى الأمر هنا؟