المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october09.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة».

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/نتمنى إلى اللواء أشرف ريفي الشفاء من جائحة الكورونا

الياس بجاني/بري لم يكن يوماً غير أداة طروادية للسوري والفلسطيني والإيراني

الياس بجاني/مال المقاومة المسيحية يشتري شقق في باريس لزوجة صاحب شركة حزب مسيحي

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/ذمية دور”محامي الشيطان” في الإعلام اللبناني عموماً والمسيحي منه خصوصاً

 

عناوين الأخبار اللبنانية

إجماعٌ في الكونغرس على ضرورة مواجهة حزب الله

إسرائيل تكشف عن فريقها في مفاوضات ترسيم الحدود

مجلس نقابة المستشفيات: الضغوط التي نتعرض لها غير مفيدة

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 8/10/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 8 تشرين الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هذا ما قرره الرئيس ماكرون بخصوص سياسيي لبنان

مسؤول بريطاني زار لبنان افتراضيا وأكد استمرار دعم بلاده: للاسراع بتشكيل حكومة فعالة تنفذ الإصلاحات وعلى حكومة تصريف الاعمال القيام بالكثير

الراعي استقبل وفدا من الجالية الروسية وآخر من سوليداريتي ومحفوض دعا الى دعم البطريرك في ملف الحياد

الرئيس امين الجميل: الحل بالخروج من المنظومة السياسية وتكوين فريق اختصاص ونزاهة وقدرة

رابطة النواب السابقين: للخروج من سياسة المماحكات والمحاصصة

المجلس الأعلى للروم الكاثوليك اسف لفشل المبادرة الفرنسية: لتأليف حكومة تتمتع بالثقة للعمل في الداخل ومع الخارج

النهار: أسبوع لتكليف غير مضمون وعون يحفز باريس

الوفاء للمقاومة: للاسراع بتشكيل حكومة فاعلة ومنتجة والابتعاد عن نهج الكيدية والعزل والإقصاء

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

النص الإنكليزي لمقابلة الأمير بندر من العربية مع الفيديوهات للأجزاء الثلاثة للمقابلة/Full transcript: Prince Bandar bin Sultan’s interview on Israel-Palestine conflict

بوتين يدعو لمحادثات أرمينية أذربيجانية في موسكو غدا

شيخ الأزهر يدعو لوقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا

قلق خليجي بالغ لاستمرار الحرب بين أذربيجان وأرمينيا/دعوة إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار دون تأخير

منظمة الصحة تسجل ارتفاعاً قياسياً في إصابات «كورونا» حول العالم

ساكن البيت الأبيض يعود بقوة للمشهد الانتخابي: دواء ريجينرون فعال وسيكون مجانا لكل الأميركيين

تأرجح في مواقف ترمب بشأن الإنعاش الاقتصادي وحملته الانتخابية تعول على أداء بنس أمام هاريس في المناظرة

الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على 18 بنكاً إيرانياً

واشنطن: العقوبات على إيران لحرمانها من أموال دعم الإرهاب

وزيرا خارجية تركيا واليونان يجتمعان لأول مرة منذ بداية الأزمة

دورية روسية قرب الحسكة... وقوات أميركية «تتفقد» بئراً نفطية

ارتباك» أممي وغربي إزاء مؤتمر روسي للاجئين السوريين/دمشق «غير مرتاحة» لحديث موسكو عن انتهاء العمليات العسكرية

الأسد: من الممكن إقامة سلام مع إسرائيل إذا استعدنا أرضنا

أردوغان: تركيا ليست باقية في سوريا إلى الأبد

بروفايل: مشعل الأحمد... حارس الاتزان والاستقرار/أمير الكويت أصدر مرسوماً أميرياً بتزكيته ولياً للعهد... وأسرة الصباح تبارك

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا حكومة في لبنان.. كسب للوقت فقط/خيرالله خيرالله/العرب

في موت بيروت/يوسف بزي/المدن

أنت شيعي؟ إذاً، مسموح لك السلاح/قاسم مرواني/المدن

الحريري: أنا المبادرة الفرنسية.. والحكومة أنا/منير الربيع/المدن

مئوية لبنان الكبير: نحو قومية لبنانية جديدة/أسعد الخوري/أساس ميديا

نصر الله يفصل الدين عن السياسة/محمد بركات/أساس ميديا

ميقاتي و"الوسطية".. حكومة معادية للدعم الدولي/زياد عيتاني/أساس ميديا

هل يقفل ترسيم الحدود دكان المقاومة؟/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

*جمعية المصارف في الحفرة البونزية (ponzi)/جهاد الزين/النهار

خُذوا النايَ وغَنّوا... الصمودُ سِرُّ الوجود/سجعان قزي/افتتاحية جريدة النهار

المونسنيور كميل مبارك لموقع mtv: سلاح "حزب الله" سينتهي... وعون لا يحكم/ريكاردو الشدياق/ام تي في

نعيم قاسم حسمها.. كلمة سرّ الاستشارات: حكومة الأكثرية خيار/غادة حلاوي/نداء الوطن

إنَّه لأمرٌ مؤلم... ولكن ليس بذلك القدر/أمير طاهري/الشرق الأوسط

ما المطلوب: ضبط الإسلام أم فهمه؟/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الممانعون أو «المهرولون الجدد»؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون: الى متى يبقى لبنان رهينة تحجر المواقف وغياب مراجعة الذات؟

الحريري:اذا عملنا بحسب المبادرة الفرنسية باستطاعتنا الخروج من الازمة واعادة اعمار بيروت الجميع وافقوا على الخصخصة وزيادة الضرائب في قصر الصنوبر

المكتب الاعلامي للرئيس بري : قوانين الانتخابات السابقة يمكن اعتبارها مؤامرة على مستقبل لبنان ما عدا الاقتراح الحالي

بري بحث مع زواره في الاوضاع وأبرق الى الكويت وفرنسا والاردن مهنئا المكتب الاعلامي: قوانين الانتخابات السابقة يمكن إعتبارها مؤامرة على مستقبل لبنان ما عدا الاقتراح الحالي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة».

إنجيل القدّيس لوقا05/من27حتى32/:”خَرَجَ يَسُوعُ (من كفرناحوم)، فأَبْصَرَ عَشَّارًا ٱسْمُهُ لاوِي، جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، فقَالَ لَهُ: «إِتبَعْنِي!». فَتَرَكَ كُلَّ شَيء، وَقامَ وَتبِعَهُ. وأَقَامَ لَهُ لاوِي وَليمَةً عَظِيمَةً في بَيْتِهِ، وَكانَ مُتَّكِئًا مَعَهُم جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ العَشَّارِينَ وَغَيرِهِم. فَتَذَمَّرَ الفَرِّيسِيُّونَ وكَتَبتُهُم، وَقالُوا لِتَلامِيذِ يَسُوع: «مَا بَالُكُم تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ العَشَّارِينَ والخَطَأَة؟». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

نتمنى إلى اللواء أشرف ريفي الشفاء من جائحة الكورونا

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2020

صلاتنا من أجل شفاء اللواء أشرف ريفي من جائحة الكورونا التي أعلن أمس أنه مصاب بها بعد ان بين فحص ال بي سي أر نتيجة إيجابية.

Our Prayers goes to the quick & safe Healing of General Asharaf Refi whose PCR Corona Test turned to be positive

 

بري لم يكن يوماً غير أداة طروادية للسوري والفلسطيني والإيراني

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91083/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d9%83%d9%86-%d9%8a%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%8b-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9-%d8%b7%d8%b1/

لا يوجد في لبنان ولا في دول الجوار سياسي مذهبي وحاقد ومتلون وطروادي يتقدم على نبيه بري، الميليشياوي والفاسد والمفسد.

هذا الرجل الذي سرق حركة أمل وحولها إلى شركة تجارية عائلية هو متخصص بتفقيس أرانب مشاريع تهويلية تهدد المسيحيين كلما طلب منه أسياده الغرباء ذلك.

تحالف مع الإحتلالات كافة وكان في مقدمة مرتزقتهم، الفلسطيني والسوري واليوم الإيراني.

أدمن على رفع راية إلغاء الطائفية السياسية موسمياً بوجه المسيحيين لابتزازهم وتهديدهم، وهو أكبر طائفي ومذهبي في لبنان.. وطرحه اليوم أرنب مناقشة قانون انتخابي جديد يأتي في هذا السياق التهويلي والإرهابي واللادستوري واللاميثاقي.

عملياً هو ومنذ هزيمته في معارك إقليم التفاح مع الحزب الأمونيومي أمسى موظفاً بدرجة رئيس مجلس نواب عند إيران وسيد أمونيوم…ينفذ ولا يقرر.

فإن كان من سارق متمرس في لبنان فهو هذا الرجل الذي لم يوفر مصادرة حتى مشاعات العشرات من قرى وبلدات الجنوب والبقاع.

وإن كان من فاسد فهو رقم واحد وفساده لم يرحم لا مؤسسات ولا نقابات ولا دائرة واحدة من دوائر وزارات الدولة اللبنانية.

وإن كان من مفسد فهو الخبير المتمرس والرقم واحد، وزلمه وقطعانه المفسدين مزروعين في كل مواقع الدولة وفي العشرات من الشركات الخاصة.

وإن كان من ملياردير جمع ثروته بالنهب والسطو والتشبيح فبري متقدم على كل أقرانه في هذا المجال الشيطاني.

وإن كان من دكتاتور بجيناته فهو هذا الرجل الذي يهيمن على مجلس النواب منذ سنين وقد دخل موسوعة غينتس في تربعه على رئاسة مجلس نيابي. وهو حول المجلس إلى ثكنة ومعسكر ميليشياوي للزلم والزعران ورفع عدد العاملين فيه من 35 إلى ما يقارب الألف.

يملك تلفزيون متخصص بتشويه الحقائق وبالتسويق لصنميته.

هذا السياسي يعمل حالياً على تمرير قانون انتخابي ملالوي عنوانه لبنان دائرة واحدة بهدف سيطرة حزب الله الأمونيومي على لبنان وتهميش كل باقي المجتمعات اللبنانية.

ادعى باطلاً العداء لإسرائيل وحين جاءته الأوامر من الملالي كشف عن حقيقته واعترف علناً بالدولة اليهودية ودون أن يرمش له جفن.

في الخلاصة، فإن أرنب بري الجديد المسمى قانون انتخابي، لبنان دائرة واحدة هو خطير وخطير للغاية لأنه غير دستوري ويقضي على ما هو لبنان رسالة وتعايش وحريات ودستور وميثاقية، وبالتالي على السياديين والأحرار من المذاهب كافة أن يرفضوه ويفضحوه ويسقطوه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

مال المقاومة المسيحية يشتري شقق في باريس لزوجة صاحب شركة حزب مسيحي

الياس بجاني/05 تشرين الأول/2020

فيما اهل الأشرفية بيوتون مدمرة وبلا بواب وبلا سقوف صاحب شركة حزب مسيحي منافق مقاومة اشترى شقة فخمة بباريس وسجلها باسم "الست" مرتو. الرجل هذا ذمي وباطني ومن أرباب الصفقة الخطيئة

 

تعليق بالصوت والنص/ذمية دور”محامي الشيطان” في الإعلام اللبناني عموماً والمسيحي منه خصوصاً

الياس بجاني/05 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91019/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%8a%d9%84%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

إن دور محامي الشيطان الذي يمارسه الإعلاميين عموماً والمسيحيين منهم خصوصاً في الإذاعات والتلفزيونات في لبنان خلال اجرائهم المقابلات هو دور ذمي فاقع ومرضِّي ومراقبة ذاتية.

هذا الدور الإعلامي المرّضي هو من بقايا عهر وإرهاب ثقافة عنجر الإحتلال السوري البغيض، وقد ورثه وطوره للأسوأ الإحتلال الإيراني الإرهابي والمجرم من خلال جماعة مرتزقته اللبنانيين المعروفين باسم حزب الله.

في دول العالم الحر وخصوصاً في دول الغرب كافة لا وجود بالمرة لهذه الظاهرة الإعلامية المرّضية. فعندما يتم استضافة أي كان تعطى له الحرية المطلقة للتعبيرعن وجهات نظره وعن أرائه دون ترهيب ومقاطعة ونقطة على السطر.

في الخلاصة، هذه الظاهرة الإعلامية الذمية في الغالب هي مخزنة في لا وعي كثر من الإعلاميين وتمارس على هذه الخلفية، إلا في الحالات التي يتم فرضِّها على الإعلاميين من جانب أصحاب الوسائل الإعلامية.

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتWMA/يلقي الضؤ على ذمية دور”محامي الشيطان” في الإعلام اللبناني عموماً وخصوصاً الإعلام المسيحي/05 تشرين الأول/2020/اضغط هنا للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/interviews2020/elias.devil lawyer5.wma

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتMP3/ يلقي الضؤ على ذمية دور”محامي الشيطان” في الإعلام اللبناني عموماً وخصوصاً الإعلام المسيحي/05 تشرين الأول/2020//اضغط هنا للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/interviews2020/elias.devil lawyer5.mp3

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

إجماعٌ في الكونغرس على ضرورة مواجهة حزب الله

الراي/08 تشرين الأول/2020

على غير عادة، سرق «حزب الله» اللبناني الأضواء في كواليس مجلس النواب الأميركي على مدى الأيام القليلة الماضية، مع موافقة الحزبين الديموقراطي والجمهوري على إصدار قرار، وهو بمثابة موقف سياسي، يعبّر عن رؤية الكونغرس للأزمة اللبنانية، في وقت بادر عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا جو ويلسون، وهو من غير المعروف عنه متابعة شؤون الشرق الأوسط، بتقديم تشريع يقضي بتوسيع العقوبات على «حزب الله» حتى تندرج تحت خانة تبييض الأموال بدلاً من مكافحة تمويل الإرهاب، كما هو سائد حالياً، وهو قانون إن تمت المصادقة عليه أو على مثيله مستقبلاً، يمثّل تغيراً كبيراً في كيفية تعامل واشنطن مع الحزب.

بادئ ذي بدء، لا بدّ من الإشارة إلى أن الموقفين يؤكدان ما عكف العارفون في العاصمة الأميركية ومتابعي الشأن اللبناني على تكراره، لناحية أن لا سياسة أميركية خارجية حول لبنان، بل ان سياسة أميركا، تتمحور حول «حزب الله».

أهمية القرار في مجلس النواب حول «دعم لبنان» تكمن في هوية من قام بتدبيج نصه وبادر الى طرحه للمصادقة عليه، وهو عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية ايلينوي دارن لحود، وهو أميركي من أصل لبناني ونجل عضو الكونغرس السابق راي لحود.

عائلة لحود هذه تنتمي الى الحزب الجمهوري، لكنها في الوقت نفسه من أقرب المقربين الى الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما. وكان راي لحود عمل وزيراً للنقل في ولاية أوباما الأولى، ومازال الاثنين يتمتعان بصداقة وعلاقة متينة.

قرار لحود سانده عدد من أعضاء الكونغرس من الحزبين، في طليعتهم عضو الكونغرس الديموقراطية عن ولاية فلوريدا دونا شلالا، وهي سبق أن زارت لبنان يوم كانت تعمل وزيرة للصحة في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، واستضافها نظيرها اللبناني وقتذاك كرم كرم. وتمت الموافقة على القرار في لجنة الشؤون الخارجية، التي كانت أحجمت عن ذلك بتعطيل من «أصدقاء إيران» في الكونغرس. وينص قرار لحود على ست نقاط، أولها أن «الولايات المتحدة تقدم المساعدة لشعب لبنان من أجل دعم الخدمات والأمن للمواطنين، خصوصاً لمواجهة التأثير المتزايد والتأثير السلبي لحزب الله والجهات الفاعلة الأخرى المزعزعة للاستقرار»، وثانيها أن الكونغرس يدعو «الحكومة اللبنانية إلى العمل بنشاط لمكافحة الفساد في الحكومة، وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية وتدابير مكافحة الفساد، والعمل مع المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإجراء الإصلاحات اللازمة من أجل استقرار الاقتصاد»، وثالثها دعوة لبيروت لتأمين «السلامة وحرية الحركة والوصول لقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان» لأي مواقع تطلب تفتيشها، وذلك «للتخفيف من أي آثار مزعزعة للاستقرار على لبنان، وفي الوقت نفسه دعم التطبيق الصارم لقرار مجلس الأمن الرقم1701». كذلك أعرب الكونغرس عن دعمه «حق الشعب اللبناني في الانخراط في تظاهرات وتجمعات سلمية لمساءلة الحكومة»، ولتعزيز«التمثيل السياسي الديموقراطي، وزيادة الحقوق المدنية».

وعلى عكس ما يدعو إليه «صقور» الجمهوريين لناحية وقف الدعم الأميركي للجيش اللبناني، أعرب قرار الكونغرس عن اعترافه بالجيش «باعتباره المؤسسة الوحيدة المسؤولة عن الدفاع عن سيادة لبنان»، كما يدعم القرار تعزيز الشراكة الأميركي مع الجيش «لمنع الجماعات الإرهابية، مثل حزب الله وداعش والقاعدة، من ممارسة النفوذ في لبنان».

ختاماً، أشار القرار الى اعترافه «بدور لبنان ومؤسساته، مثل القضاء المستقل والصحافة الحرة والحكومة التمثيلية متعددة الطوائف، كأمثلة تاريخية للقيم الديموقراطية في الشرق الأوسط، ويعرب عن دعمه لاستمرار الديموقراطية والمثل الديموقراطية في لبنان». بدوره، اتخذ مشروع «قانون ويلسون» - الذي لم يتم الكشف عن نصه بعد - منحى مختلف عن دعم لبنان، رغم توافق التشريعيين على مواجهة «حزب الله».

 

إسرائيل تكشف عن فريقها في مفاوضات ترسيم الحدود

وكالات/08 تشرين الأول/2020

أعلنت الحكومة الإسرائيلية الخميس أنّ المباحثات حول ترسيم الحدود البحرية مع لبنان تبدأ في 14 تشرين الأول، وذلك في معرض كشفها عن فريقها إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز في بيان الخميس إنّ المباحثات تبدأ في “14 تشرين الأول” في مركز اليونيفل في الناقورة. وسيتألف الوفد الإسرائيلي من ستة أعضاء بينهم المدير العام لوزارة الطاقة أودي أديري، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، رؤوفين عازر، ورئيس دائرة الشؤون الاستراتيجية في الجيش. يشار إلى أن  رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد أكد مطلع هذا الشهر أن لبنان واسرائيل طلبا من الولايات المتحدة ان تعمل كوسيط ومسهل لترسيم الحدود البحرية وهي تعتزم بذل قصارى جهودها للمساعدة في تأسيس جو إيجابي وبنّاء مع الطرفين والمحافظة عليه من أجل إدارة المفاوضات واختتامها بنجاح في أسرع وقت ممكن. وأعلن بري عن اتفاق الإطار للتفاوض مع إسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية ومعالجة التحفظات عند الحدود البرية لافتا الى ان التفاوض يحصل بواسطة الأمم المتحدة وبرعاية أميركية.

 

مجلس نقابة المستشفيات: الضغوط التي نتعرض لها غير مفيدة

 الوكالة الوطنية للإعلام/08 تشرين الأول 2020

عقد مجلس نقابة المستشفيات في لبنان اجتماعاً برئاسة النقيب سليمان هارون بحث خلاله الحاضرون بالمستحقات المتوجبة للمستشفيات والبيان الصادر عن المكتب الاعلامي لوزارة المال الذي جاء فيه ان الوزارة دفعت خلال العام 2020 لغاية تاريخه مبلغ 213 مليار ليرة لبنانية كمستحقات للمستشفيات الخاصة والحكومية. ولفت مجلس الادارة، وفي ظل تفشي المرض في كافة المناطق، إلى أن الاعلام والمسؤولون يحملون المستشفيات الخاصة وحدها مسؤولية عدم وجود أسرة كافية لمرضى الكورونا. وأشارت النقابة في بيان إلى انه “في موضوع المستحقات: ان الفاتورة الاستشفائية للمرضى الذين هم على عاتق المؤسسات الضامنة والتي تغطيها وزارة المال تبلغ قيمتها حوالي 100 مليار ليرة لبنانية شهريا وبالتالي فان ما يستحق للمستشفيات الخاصة فقط دون الحكومية لغاية آخر ايلول 2020 يبلغ 900 مليار ليرة وبالتالي فانه وفق بيان وزارة المال هناك عجز عن العام 2020 وحده يزيد عن 700 مليار ليرة هذا عدا عن المستحقات المتوجبة على الطبابة العسكرية والقوى الامنية الاخرى وسواها عن العام 2019 وما قبل. من هنا يتضح الوضع المادي المأساوي للقطاع وجاء بيان وزارة المال ليؤكد ما نقول.”

أضاف البيان: “في موضوع كورونا: منذ بدء ظهور الوباء تعاطينا مع الموضوع بشكل جدي وعلمي انطلاقاً من معرفتنا للواقع الصحي والاستشفائي في البلد واوضحنا مراراً ان كان من خلال اجتماعاتنا مع المسؤولين او في اللجان المختصة التي شكلت بهذا الشأن او لجنة الصحة النيابية ان هناك صعوبات جمة تواجهها المستشفيات للقيام بواجباتها على هذا الصعيد واهمها: من الناحية الهندسية فالعديد من المستشفيات لا يمكنها تخصيص قسم منفصل للكورونا عن المستشفى وفق ما هو مطلوب حرصاً على عدم تفشي العدوى داخل المستشفى. هناك استحالة لدى البعض الآخر لتخصيص قسم للكورونا نظراً للمشاكل المادية التي يعاني منها حيث ان التجهيزات مكلفة ومطلوب تسديد ثمنها نقداً وفقاً لسعر الدولار في السوق السوداء. صعوبة تأمين مستلزمات الوقاية الشخصية التي ارتفع ثمنها بشكل جنوني. النقص بالطواقم التمريضية بشكل عام وخاصة الذين لديهم استعداد للعمل بهذا القسم بسبب تعرضهم لانتقال العدوى اليهم. ان عدداً من المستشفيات الخاصة تستقبل مرضى الكورونا ويبلغ عدد الاسرة المخصصة لهذا الغرض 400 سريراً منها 100 سرير للعناية الفائقة اي ما يوازي تقريباً ما هو متوفر في المستشفيات الحكومية”. وختم البيان: “بناء على ما تقدم فان الضغوط المعنوية التي تتعرض لها المستشفيات والكلام من جهات متعددة عن انها مقصرة في التعاون من اجل استقبال مرضى الكورونا وكأن المقصود جعلها كبش محرقة، هذه الضغوط غير مفيدة بل المفيد هو دعمها بالمال وبالمساعدات العينية من الآت ومعدات ولوازم طبية لكي تتمكن من الصمود”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 8/10/2020

وطنية/الخميس 08 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

من يفرمل الانهيار في لبنان

ازداد الضغط المالي على الوضع المعيشي للبنانيين الذين أمسوا غير قادرين على أسعار السلع والكتب والأقساط بكل أنواعها المدرسية منها والمديونيات، وفي المجالات السكنية كافة كقروض وكذلك مصروفات اليوميات من طعام وشراب وكهرباء ومياه ومحروقات، ومع ذلك هناك كلام على قرب رفع الدعم عن الأساسيات في حياة الناس وقال مصدر رسمي لبناني لرويترز ان دعم السلع قد يمتد لستة اشهر مشيرا الى وجود مليار وثمانمائة مليون دولار في احتياطات المصرف المركزي ولقد حذر الإتحاد العمالي العام من تحرك كبير في الشارع في الرابع عشر من الشهر الحالي عشية الإستشارات النيابية في القصر الجمهوري للتكليف.

ووسط الهموم المعيشية قلق متزايد من تداعيات الانتشار السريع لجائحة كورونا في ظل تناقص إمكانيات المستشفيات وعدم قدرتها على استيعاب اعداد اضافية وهو ما دفع الى رفع الصوت والمطالبة بالاقفال العام مدة خمسة عشر يوما تفاديا للاسواء، وقد اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل الف وثلاثمئة وسبعة وستين إصابة جديدة بـ"كورونا"وست وفيات .

وفي التكليف يتوقع أن تثمر الإتصالات الكثيفة الدائرة عن تسمية الرئيس سعد الحريري شخصية تكلف تأليف الحكومة وتكون قادرة على التماهي مع صندوق النقد الدولي ومع مقررات مؤتمر دعم لبنان في باريس الشهر المقبل.

وبعد أسبوع من الآن تنطلق المفاوضات بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي برعاية دولية وأميركية لترسيم الحدود البحرية.

وفي هذا السياق رأت كتلة الوفاء للمقاومة أن الإطار التفاوضي حول موضوع حصري يتصل بحدودنا البحرية الجنوبية واستعادة أرضنا وصولا إلى ترسيم مواقع سيادتنا الوطنية لا صلة له على الإطلاق لا بسياق المصالحة مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين ولا بسياسات التطبيع التي انتهجتها مؤخرا وقد تنتهجها دول عربية لم تؤمن يوما بخيار المقاومة

بداية من نبض الناس في الشارع.

(تحقيق نبيل الرفاعي)

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

صحيح أن الرئاسة الأولى حددت موعد الاستشارات النيابية الملزمة الخميس المقبل...

وصحيح أن البعض رأى في هذه الخطوة الدستورية حجرا يحرك المياه الراكدة....

لكن الصحيح أيضا - من زاوية سياسية - ان الدعوة إلى الاستشارات تأتي في غياب تفاهمات مسبقة أقله على اسم الرئيس المكلف، فهل سيكون (ما بين الخميس والخميس) فرصة للكتل السياسية والنيابية لبلورة خياراتها في هذا الشأن علما بأن ما سيعلنه الرئيس سعد الحريري مساء اليوم قد يضع بعض النقاط على بعض الحروف الحكومية ويظهر إتجاه المسار الحكومي.

على المسار اللبناني الخارجي إعلان فرنسي بلسان (جان إيف لودريان) عن لقاء لمجموعة الاتصال الدولية من أجل لبنان في الأيام المقبلة من أجل تأكيد ضرورة تشكيل حكومة جديدة.

وفي كلام رأس الدبلوماسية الفرنسية أن باريس ستنظم مؤتمرا للمساعدات الإنسانية للبنان خلال الشهر المقبل وليس في نهاية هذا الشهر كما كان مقررا سابقا.

في الشأن الإنتخابي كلام الرئيس بري موجه إلى من يعنيهم الامر: كل قوانين الإنتخابات السابقة يمكن إعتبارها مؤامرة على مستقبل لبنان ما عدا الإقتراح الحالي.

ومن هذا المنطلق دعوة من الرئيس بري إلى القراءة بروحية النصر للبنان وليس على الفريق الآخر.

من جهة أخرى أبرق رئيس المجلس إلى ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح مهنئا.

وفي البرقية أن الكويت هي دائما عند حسن الظن في الإختيار والقرار.

في عودة من الكويت إلى لبنان.... المواطن فريسة أزمات صحية ومعيشية واجتماعية لها أول وليس لها آخر: من كورونا وأرقامه المخيفة إلى نار الأسعار الفالتة والعملة الوطنية المتهالكة وسيف رفع الدعم المسلط على أسعار السلع الحيوية.

هذا الواقع المأساوي دفع الاتحاد العمالي إلى الإعلان عن يوم غضب ورفض الأربعاء المقبل في كل لبنان.

أما في الأمن فقد أعاد الجيش اللبناني الوضع في منطقة بعلبك إلى طبيعته بعد حوادث مؤسفة بين عشيرتين ونفذ إجراءات ولاحق المخلين بالأمن فيما تحركت حركة أمل وحزب الله على خط المصالحة عبر عقد لقاءات مع العشيرتين.

واليوم أعلنت كتلة الوفاء للمقاومة أن الإطار التفاوضي لا صلة له بسياق المصالحة مع العدو الصهيوني خلافا لكل كلام قيل هنا وهناك وهو ينحصر بالحدود البحرية والجنوبية وإستعادة الأرض وصولا إلى ترسيم مواقع السيادة الوطنية اللبنانية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

الطريق إلى جهنم سالكة وآمنة وفي الطريق إليها نصبت لجنة المال النيابية حاجزا طيارا لمناقشة الكابيتال كونترول ومررت فيه جرعة مخدرة لصندوق النقد ولراحة نفس المواطن وسيولة المصارف لعب النائب ابراهيم كنعان دور شيخ الصلح بين ودائع الناس والمصارف ورمى الأمر على كاهل لجنة مصغرة واللجان في غنى عن التعريف، لكن الكمين المحكم الذي يقود مباشرة إلى الأبدية من دون المرور بجهنم هو فقدان الدواء.

شح في الأدوية أم احتكار وتخزين لغاية في نفس رفع سعر أو تهريب تعددت الأساليب والنتيجة واحدة. يدفع فيها المواطن فاتورة فقدان أدوية الأمراض المزمنة وغيرها ويصطف أمام الصيدليات ليكتمل النقل بالزعرور وتلحق حبة الدواء بالأزمة الموعودة برفع الدعم عن المواد الأساسية.

وبحسب وكالة رويترز نقلا عن مصدر رسمي قال إن لدى لبنان نحو مليار وثمانمئة مليون دولار في احتياطياته من النقد الأجنبي يمكن إتاحتها لدعم واردات غذائية أساسية وواردات أخرى لكنه قد يحافظ على بقائها نحو ستة أشهر أخرى عن طريق إلغاء دعم بعض السلع.

المواطن في واد والسلطة في واد آخر هو يلاحق أنفاسه للبقاء على قيد الحياة وهي تعد العدة لخميس الاستشارات النيابية الملزمة وفي موقف استباقي قال رئيس الجمهورية ميشال عون من المعلوم أن الأمم التي تفقد حسها النقدي وتمتنع عن إعادة النظر في سلوكها محكومة بالتخلف ولا تستطيع بناء نفسها ومواكبة العصر فإلى متى يبقى وطننا رهينة تحجر المواقف وغياب مراجعة الذات وكان عون قد أجرى نقدا ذاتيا أسفر عن الإفراج عن موعد الاستشارات وبتحديده الخامس عشر من الجاري أصاب رئيس الجمهورية بضعة عصافير بحجر واحد، فأرضى الفرنسي ورمى حجرا حرك ركود المبادرة الفرنسية، قطع صلة الوصل مع الانتخابات الأميركية فلم يرم بالاستشارات إلى ما بعد نتائجها وطمأن الرئيس المنتظر بعد التكليف من أن صلاحيات موقعه بالحفظ والصون والأهم أن الاستشارات ستحصل على مسافة يومين من السابع عشر من تشرين تاريخ انطلاق ثورته فامتص غضب الشارع الواقف بالمرصاد.

كتلة الوفاء للمقاومة وفي اجتماعها الأسبوعي أبدت كل حرص على التعاون في سبيل تكوين الحكومة وتشكيلها ودعت الجميع إلى الابتعاد عن نهج الكيدية والعزل والإقصاء الذي يضر بمصلحة الدولة والوطن والمواطنين وأضافت إن مراجعة أسباب التعثر الذي أصاب مهمة تأليف الحكومة في الأسابيع الماضية من شأنها أن تؤدي ببساطة إلى تجاوز المعوقات وتجديد المساعي لتأليف حكومة جديدة تختزن عوامل النجاح لأداء المهام المطلوبة في هذه المرحلة. خميس الاستشارات متروك لأسراره وخميس حكم الفاسد يسترجع وبمفعول رجعي مآثر بدري ضاهر المدير العام للجمارك الموقوف على ذمة التحقيق في جريمة المرفأ فما الذي جمع بدري ضاهر بأمير الكابتاغون ؟ الجواب في النشرة بعد قليل مع الزميل رياض قبيسي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

"شي متل الكذب"!

تعبير عفوي يختصر موقف اللبنانيين من كل ما يجري اليوم على المسرح السياسي.

فأن يكون لبنان في قعر الهاوية الاقتصادية والمالية، وأن يكون اللبنانيون مهددين في لقمة عيشهم وصحتهم وتربية أبنائهم، كما لم يحصل خلال مئة عام، وأن يقابل كل ذلك، بلامبالاة من غالبية أركان الطبقة السياسية، ومن المنظومة التي أوصلت البلاد إلى ما هي فيه على مدى ثلاثين عاما، فلا عبارة أبلغ في وصف الدرجة التي بلغها هذا الإجرام إلا “شي متل الكذب”.

"شي متل الكذب"، لكنه للأسف حقيقة.

حقيقة تعامى عنها بعض اللبنانيين، ومعظم المجتمع الدولي ثلاثة عقود كاملة، منذ الثالث عشر من تشرين الأول 1990، يوم أرسيت بالدم قواعد حكم جديدة للبلاد، خارجية وداخلية، بناء على دستور معدل بشكل ملتبس، ما جعل منه نصا عصيا على التطبيق العملي في أحيان كثيرة، والأمثلة الواضحة، بات يعرفها الصغير قبل الكبير.

"شي متل الكذب"… لكنه للأسف الحقيقة الوحيدة، في دولة أرقامها وجهة نظر، وبعض شعبها لا يحرك ساكنا ضد المخطئين، بل ينجر مع القوى السياسية نفسها التي أدخلته في النفق المظلم، فيحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور، لمن أمضى حياته، محاولا قلب المسار.

"شي متل الكذب"… لكنه للأسف الحقيقة الوحيدة. فإذا لم يحدث ما يبدل الصورة في شكل إيجابي مفاجئ، قد يبدو من المنطق بمكان، الاستنتاج بأن ثمة من يدفع الأمور نحو الأسوأ حتى يعود منقذا على حصان أبيض، ولو على أطلال شراكة أعيد تهشيمها، وعوامل قوة تم التفريط بها.

واليوم، أوجز رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الصورة بالقول: “من المعلوم أن الأمم التي تفقد حسها النقدي وتمتنع عن إعادة النظر بسلوكها محكومة بالتخلف، ولا تستطيع بناء ذاتها ومواكبة العصر”، ليسأل: "إلى متى يبقى وطننا رهينة تحجر المواقف وغياب مراجعة الذات؟" بعدما كان اعتبر امس أن الدولة القوية قد يحكمها أقوياء او حكام عاديون، ولكنهم يحترمون الدستور ويلتزمون القوانين، وبذلك تقوى الدولة. أما الدولة الضعيفة فيحكمها حتما أقوياء، ولكنهم لا يقيمون وزنا للدستور ويتجاهلون القوانين، فيزدادون قوة ويزداد ضعف الدولة".

أما على الصعيد الدولي، فلفتت إشارة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش إلى أنه تبادل الآراء مع وزيري الخارجية الفرنسية والألمانية حول لبنان، قائلا: رسالتنا الأساسية هي الحث على تشكيل حكومة ذات مصداقية في لبنان من دون مزيد من التأخير للبدء بتنفيذ الإصلاحات، فكيف يمكن مساعدة لبنان في غياب حكومة ذات صلاحيات؟ سأل يان كوبيتش.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

حتى هذه الساعة، جميع المعنيين بالتكليف مازالت أوراقهم مستورة، من سيكشف ورقته أولا ؟ بدأ العد العكسي.

في غضون ذلك، توبيخ فرنسي جديد للبنان، وزير الخارجية الفرنسي إيف لو دريان يقول: ان لبنان يمر بأزمة سياسية اقتصادية واجتماعية وان الكل يعلم ما هو المطلوب في مجال الاصلاحات باستثناء المسؤولين اللبنانيين.

كورونا أيضا في حال عد عكسي، فبعد خمسة أيام على إقفال 111 بلدة، أرقام الإصابات مازالت مرتفعة، فما هي الخطوة التالية في حال انقضت مدة الإقفال ولم تنخفض أعداد الإصابات؟

وبين عداد التكليف المتوقف، وعداد كورونا الذي لا يعرف التوقف، والذي بلغ اليوم 1367 إصابة، تقدمت مواقف من قضية ترسيم الحدود ومن ملف العلاقة بإسرائيل.

على مستوى الترسيم، موقف غير مفاجئ لحزب الله، والمفاجئ ان يكون غير ذلك، أعلن فيه أن "أن الإطار التفاوضي حول موضوع حصري يتصل بالحدود البحرية الجنوبية واستعادة ألارض، ولا صلة له على الإطلاق بسياق المصالحة مع العدو الصهيوني"، في المقابل موقف سوري من العلاقة بإسرائيل، عبر عنه الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع وكالة "روسيا سيغودنيا" الروسية، يقول الأسد: "يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا. المسألة بسيطة جدا. ولذلك، يكون الأمر ممكنا عندما تكون إسرائيل مستعدة، وبالتالي، نظريا نعم، لكن عمليا، حتى الآن فإن الجواب هو لا."

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

احياءات الاربعين كانت هذه السنة استثنائية للقائد الاستثنائي في تاريخ البشرية ، فلئن فرض كورونا ايقاعه بأن فرق جمع المحبين ، فالبعد ليس جفاء اذا تعلق الامر بالامام الحسين عليه السلام بل يزيد شوقا لمن حارت الاوصاف بأوصافه. فمن مدرسة الحسين عليه السلام نستنهض الهمم والعزائم، نتعلم الشهامة والشجاعة والصمود والثبات ورفض الذل قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى، فالثورة الحسينية التي كانت مفخرة الثورات على مر التاريخ، لا يجب أن تكون حبيسة فئة معينة بل هي لكل البشرية. البشرية التي ابتليت اليوم بكورونا وببعض متزعميها.

فالرئيس الأميركي اعتبر أن إصابته بالفيروس كانت نعمة من الله من دون أن يفوته استثمار الحدث في مهنته الاساسية بالترويج لدواء من انتاج شركة أميركية. دونالد ترامب لم يوضح وجه النعمة، فهل لانها أنقذته من مناظرة ثانية بعدما وصفت الاولى بانها الاسوأ في التاريخ الاميركي؟ خاصة أنه سارع الى رفض أن تكون المناظرة عبر الانترنت كما يطلب منافسه جو بايدن في قرار يعبر عن مواقف متحجرة.

فالى متى يبقى لبنان رهينة تحجر المواقف وغياب مراجعة الذات يسأل رئيس الجمهورية مضيفا في تغريدة، من المعلوم أن الامم التي تفقد حسها النقدي وتمتنع عن اعادة النظر بسلوكها محكومة بالتخلف.

مصادر مطلعة على مواقف الرئيس عون قالت إن ما دفعه الى هذا القول أن مواقف الاطراف بقيت على تحجرها حتى بعد تحديده موعدا للاستشارات النيابية، وتضيف المصادر ان الرئاسة الأولى ستقف الى جانب الرئيس المكلف الذي ستتفق عليه الكتل النيابية لتشكيل حكومة إنقاذية ، وفي حال عدم تحقيق أي خرق ، فلكل حادث حديث وسيقول رئيس الجمهورية وقتها الكلام المباح.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

من المعلوم أن الأمم التي تفقد حسها النقدي وتمتنع عن إعادة النظر بسلوكها محكومة بالتخلف و لا تستطيع بناء ذاتها ومواكبة العصر . الى متى يبقى وطننا رهينة تحجر المواقف وغياب مراجعة الذات . الكلام هو تغريدة حرفية ، ليس للثوار أو للمعارضة بل لرئيس الجمهورية . المؤسف في الكلام الرئاسي أنه لا يشكل مراجعة ذاتية بقصد التصحيح بل هجوما على مجهول معلوم هو ، حزب الله ، الشريك و الحليف الأساسي للرئيس، و المنظومة التابعة له التي أوصلت العهد والبلاد الى الكارثة التي هما فيها .

نقول هذا لأن الرئيس لم يستقل ، ولم يدع هؤلاء الى الاستقالة ولم يفك صلته المرضية بهم. وإذا أردنا أن نكون أكثر واقعية ، لم يتواضع الرئيس ولم يتراجع عن شروطه ومطالبه لتشكيل الحكومة، ولم يضغط على الحلفاء المذكورين لتسهيل التشكيل وإتاحة الفرصة الأخيرة أمام الدولة المشلعة والشعب الجائع لكي تكون لهما الحكومة التي يطالب بها الشعب وكل أصدقاء لبنان. و يزداد نقدنا موقف الرئيس وحلفائه صوابية ، لما نعرف ان فرنسا أجلت مؤتمر دعم لبنان الى الشهر المقبل لا لشيء إلا لأن السلطة المتسلطة في لبنان لا تزال تمتنع عن تشكيل الحكومة المطلوبة. وقد علل وزير خارجية فرنسا قرار التأجيل ، بالتأكيد أن لا مساعدات للبنان طالما أن لا حكومة مكتملة الأوصاف ترعى شؤونه. وما لم يقله لو دريان بل أوحى به تهذيبا، فحواه أن الدول ليست غبية ولن تفرط بمقدرات شعوبها وبأموال مكلفيها كي تسرق وتبدد في لبنان .

في السياق ، الوضع الحكومي في مستنقع الجمود ، ودعوة الرئيس عون الى الاستشارات منتصف الشهر ، جاءت كضربة سيف في ماء . فلا تواصل بين المعنيين باستيلاد الحكومة ، بل مواقف مكررة تغرق بالعموميات والمبدئيات المعروفة النافية للتأليف. الثنائي يريدها بحسب الأطر العرفية التي فرضها اتفاق الدوحة ، وبما أن رغبته أوامر تطاع فلا داعي لتوقع اي مبادرة نقيضة. أما موقف نادي رؤساء الحكومات السابقين فسيعبر عنه الليلة الرئيس سعد الحريري في "صار الوقت" على شاشة الـmtv ، علما بأن أجواء الحريري تنحو الى تأكيد موقفه الرافض لتولي رئاسة الحكومة ما لم تلب شروطه المعروفة. في الأثناء ، الاهتراء والتحلل يضربان عميقا في مفاصل البلاد ، ولا ينافس الكورونا والتردي المالي والاقتصادي ، سوى الإهتراء المتقدم في الوضع الأمني خصوصا في البقاع الذي بدا وكأنه يسقط نهائيا تحت سيطرة قطاع الطرق والعصابات المتناحرة. ويشكل إرسال الجيش تكرارا الى هذه المنطقة من دون قرار سياسي جدي ، وحصر دوره بالإشراف على وقف النار بين المتقاتلين ، يشكل إمعانا في حرق هيبته وترسيما مهينا لحدود الشرعية. ولم يكن ينقص المهزلة لتكتمل، سوى تحميل كتلة الوفاء للمقاومة الدولة مسؤولية عدم ضبط الوضع في البقاع، في وقت يرفع الثنائي لواء العفو عن السجناء والموقوفين الذي ينتمي معظمهم الى الجيوش المتقاتلة التي تنشر الفوضى والرعب، من الضاحية وضواحيها وصولا الى البقاع .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 8 تشرين الأول 2020

وطنية/الخميس 08 تشرين الأول 2020

 النهار

ّ لقاءً جمع زعيمين سياسيين في منزل صديق مشترك، لم يُسفر عن أي توافق في وجهات النظر بينهما، خصوصاً على مستوى الاستحقاقات الدستورية وقانون الانتخاب.

عُلم أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في صدد زيارة الفاتيكان بعد عودة البابا من إجازته الصيفية. وتُعدّ هذه الزيارة مفصلية على خلفية طروح بكركي حول الحياد ومناقشة الوضع المسيحي والوطني والاقتصادي في لبنان.

بدت الدولة غائبة كليا عن المظاهر المسلحة والاشتباكات في بعلبك كانه خارج الحدود، كما ظهر عجز الثنائي الشيعي في ضبط حركة عشائر المنطقة وعائلاتها

الجمهورية

نُقل عن مرجع أمني قوله إن الترتيبات الميدانية الحديثة المتخذة في بعض المواقع الحسّاسة ستظهر نتائجها الإيجابية قريباً.

يسري كلام عن توجّه مؤسسة كبيرة غير مدنية للإستفادة من دعم السلع الأساسية عبر وزارة الإقتصاد بعدما كانت تمرّ عبر مصرف لبنان.

كشف نائب عن إتصال جرى بين رئيس تيار ورئيس كتلته النيابية حول ملف حسّاس أُخذ خلاله قرار عدم السير بهذا الملف.

اللواء

حذّرت سفارة معنية من تكرار تجربة الحكومة المستقيلة لدى الاستشارات الملزمة، الخميس المقبل!

يحاذر المراجعون لمعاملاتهم في بعض الدوائر من الإصابة بفايروس الكورونا، فيلجأون إلى إجراء فحوصات عاجلة.

توقف متابعون عند تحوُّل، قبل ساعات، في برنامج تلفزيوني، اقتضى استبدال الحلقة بمقابلة سياسية مع شخصية كبيرة.

نداء الوطن

يفضل حزب فاعل عدم الدخول في البازار الحكومي مؤكداً موقفه السابق من رفض المشاركة في الحكومة والإصرار على ضرورة أن تكون حكومة اختصاصيين.

فشل لقاء عُقد بعيداً من الأضواء بين وزيرة الدفاع زينة عكر وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزير الصناعة راوول نعمة في التوصل إلى حلول بديلة عن وقف الدعم.

من المتوقع أن يلتقي وزير سابق مع شخصية سياسية مستجدة على الساحة السياسية، بينما استطاعت هذه الشخصية أن تستقطب للعمل معها إعلامياً سياسياً من عائلة معروفة.

الأنباء

تشكو العديد من الدوائر الرسمية عدم توفر القرطاسية ومحابر الطباعة، وذلك لرفض الشركات تسليم هذه اللوازم، وانتظار شهرين لتحصيل ثمنها خوفاً من ارتفاع سعر الصرف.

بدأ عدد من المصارف بإجراءات عملانية تهدف إلى تخفيف عدد فروعها، ودمجها جغرافياً، ما يعني الاستغناء حكماً عن بعض الموظفين.

البناء

قال مرجع قانوني إن إطلاق صفة مفاوضات على المساعي السياسية التي قادها رئيس مجلس النواب مع الأميركيين كان يفترض أن يتولاها رئيس الجمهورية وفقاً للمادة 52 من الدستور في غير مكانه، لأن الأميركي ليس جهة التفاوض لتوقيع الترسيم او ما تصفه المادة 52 بالمعاهدة الدولية، بل هي مساعٍ سياسية لطلب الوساطة والتوصل لتفاهم على إطار لتفاهم لبناني أميركي حول دور الوسيط يربطه الأميركي بقبول إسرائيلي به ليبدأ التفاوض غير المباشر للترسيم على أساسه بإشراف رئيس الجمهورية حكماً سواء وفقاً للمادة 52 او المادة 49.

توقعت مصادر أوروبية أن يتسع حجم المتطوّعين الأرمن عبر العالم ليصل الى الآلاف من الراغبين بالقتال في جبهة ناغورني قره باغ إذا استمرت المعارك وهو ما سيخلق وضعاً عالمياً جديداً ناتجاً عن حجم الانتشار الأرمني في العالم، وما سيكون عليه حال هؤلاء المتطوعين بعد عودتهم من جبهات القتال في البلدان التي يقيمون فيها داعية لتسريع التوصل لاتفاق لوقف الحرب

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هذا ما قرره الرئيس ماكرون بخصوص سياسيي لبنان

موقع الهديل/08 تشرين الأول 2020

وضع الرئيس الفرنسي ماكرون كل ثقله الشخصي من أجل إنجاح مبادرة فرنسا لإنقاذ لبنان، وذلك عبر مدخل تشكيل حكومة المهمة. وحسب ما نقلت مصادر في باريس " لموقع الهديل " فان مبادرة ماكرون صنعت في الاليزية بمعظم تفاصيلها وخطوطها العامة، وكانت مشاركة الخارجية الفرنسية في صياغتها ليست كبيرة . ولذلك فان تعثر المبادرة التي تمثلت باعتذار مصطفى اديب تم النظر إليها في الأروقة السياسية الفرنسية على انه فشل للرئيس ماكرون شخصيا. وبحسب هذه المصادر فان ماكرون تلقى انتقادات من ساسة فرنسيين خلال الأيام التي تلت استقالة اديب ، وتركزت هذه الانتقادات على لومه لقيامه بإيلاء الملف اللبناني وقتا كبيرا ومبالغا فيه... وقالت هذه الانتقادات الصادرة عن الوسط السياسي الفرنسي ان ماكرون أخطأ حينما كان يتابع شخصيا وبكثافة تفاصيل تشكيل الحكومة مع زعماء سياسيين في لبنان .. ويشار في هذا المجال ان الرئيس ماكرون خلال عملية سعي اديب لتشكيل حكومته اتصل بقطب سياسي لبنان سبع مرات هاتفيا بغضون ايام قليلة... وتستغرب الأوساط السياسية الفرنسية أن يتصرف ماكرون على هذا النحو ، وترى انه لا يوجد حاجة لباريس كي تستنزف رصيد الاليزية السياسي على هذا النحو الذي اتسم بالكثير من الخفة، خاصة وأن سياسيي لبنان لم يثمنوا هذا الاستثناء الفرنسي في التعامل معهم، بل قاموا بخيانته وتفضيل التجاوب مع العصا الأميركية بدل التجاوب مع الاهتمام الفرنسي الكبير مع قضية إنقاذ بلدهم. وأكدت هذه المصادر لموقع الهديل ان ماكرون أجرى مراجعة لادائه مع السياسيين اللبنانيين .. ومن أبرز الخلاصات التي توصل اليها، هو الامتناع عن التواصل الشخصي مع سياسيي لبنان الا في حالات الضرورة القصوى.وكان لافتا امس ان مكتب الإعلام لرئاسة الجمهورية اللبنانية نفي ان يكون هناك اتصالا هاتفيا حصل بين ماكرون و الرئيس عون امس.. . وجاء هذا النفي حرصاً على إظهار ان ماكرون غير عادته بإلاتصال بالمراجع اللبنانية ليتابع معهم التفاصيل.... وحتى الامور الكبيرة

باختصار يمكن القول أن هاتف ماكرون غير موجود على السمع وحذفت منه أرقام المسؤولين اللبنانيين .

 

مسؤول بريطاني زار لبنان افتراضيا وأكد استمرار دعم بلاده: للاسراع بتشكيل حكومة فعالة تنفذ الإصلاحات وعلى حكومة تصريف الاعمال القيام بالكثير

وطنية - الخميس 08 تشرين الأول 2020

أعلنت سفارة المملكة المتحدة في لبنان ببيان، أن "وكيل الوزارة الدائم في وزارة الخارجية والكومنويلث والتنمية البريطانية (Permanent Under-Secretary) سير فيليب بارتون قام بزيارة افتراضية إلى لبنان، نقل خلالها دعم المملكة المتحدة المستمر والطويل الأمد للشعب اللبناني، داعيا القادة اللبنانيين الى وضع مصالحهم الشخصية جانبا والإسراع بتشكيل حكومة جديدة". ولفت البيان الى أن بارتون "اطلع من كل من مدير وممثل برنامج الأغذية العالمي في لبنان عبد الله الوردات وممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي والمدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط ساروج كومار جا، على ما تقوم به الأمم المتحدة لمساعدة لبنان في مواجهة التحديات العديدة". وذكر أنه "مع الشركاء المحليين والدوليين الذين يقدمون برامج ممولة من المملكة المتحدة، اطلع فيليب أولا على استجابة المملكة المتحدة الفورية لتفشي فيروس كورونا منذ آذار الماضي ولانفجار مرفأ بيروت المدمر في 4 آب، بالإضافة الى دعم المملكة المتحدة الطويل الأمد للتعليم والقطاعات الإنسانية والاقتصادية. كما واستمع من أحد أفراد الفريق الطبي البريطاني الذي يقوم بتدريب العاملين الصحيين في مستشفى صيدا الحكومي، كجزء من فريق الطوارىء الطبية البريطاني للمساعدة في السيطرة على انتشار فيروس كورونا الذي زاد صعوبة بعد الانفجار المدمر في مرفأ بيروت". وأشار البيان الى أن "فيليب أعطي أيضا نبذة عن التحديات الإنسانية والمتعلقة بالتعليم في جميع أنحاء لبنان ودعم المملكة المتحدة للمجتمعات المضيفة والأكثر ضعفا". ولفت البيان الى أن بارتون "التقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبي، وناقش معه التحديات التي يواجهها لبنان والمعاناة المستمرة لشعبه والوضع الاقتصادي المتردي، مشددا على أهمية عمل القادة السياسيين في البلاد على تخفيف معاناة اللبنانيين". وفي نهاية زيارته، قال بارتون: "سرني الاطلاع على دعم المملكة المتحدة للبنان بهدف تخفيف بعض من معاناة شعبه والفئات الأكثر ضعفا فيه. لكن هذا لا يكفي بحد ذاته، إذ يجب تشكيل حكومة جديدة وفعالة على وجه السرعة لتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها. كما قلت لوزير الخارجية شربل وهبي أن هناك الكثير من العمل يتعين القيام به الآن من قبل حكومة تصريف الأعمال لمعالجة المشاكل التي تواجه الشعب اللبناني".

 

الراعي استقبل وفدا من الجالية الروسية وآخر من سوليداريتي ومحفوض دعا الى دعم البطريرك في ملف الحياد

وطنية - الخميس 08 تشرين الأول 2020

استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي صباح اليوم، الارشمندريت فيليب مع وفد من الجالية الروسية في لبنان.

كما عرض البطريرك الراعي الاوضاع العامة مع الشيخ روي عيسى الخوري.

ثم استقبل البطريرك الراعي وفدا من جمعية "سوليداريتي" ضم: الاباتي نعمة الله هاشم، شارل الحاج، روز الشويري، هيام البستاني، داني عون، طانيوس شهوان وتيري ابي نادر. حيث اطلع الوفد البطريرك الراعي على قرار الجمعية، بزيادة تقديماتها للمتضررين من انفجار المرفأ، في ظل قلة المبادرات الجدية المحلية والدولية والتي رغم جهودها وتضحياتها الكبيرة المشكورة لا تزال قاصرة عن إصلاح الشقق السكنية المدمرة، خصوصا وأن فصل الشتاء أصبح قريبا".

وقدم الوفد للبطريرك تقريرا مفصلا عن مبادرات الجمعية منذ نشأتها قبل أشهر قليلة، والتي بدأت بتقديم حصص غذائية للعائلات المحتاجة، وقد وصلت إلى 15 ألف حصة شهريا، وبتزويد المستشفيات بأجهزة التنفس المخصصة للعناية الفائقة وأدوات حماية للطواقم الطبية، وصولا إلى إصلاح 300 مئة منزل متضرر من انفجار المرفأ.

كما وضع الوفد البطريرك الراعي في اجواء إطلاقهم حملة تضامن كبيرة مع المتضررين في بيروت، بعدما ثبت لهم نتيجة العمل الميداني بأن المبادرات الفعلية الراهنة، أكانت محلية أم دولية، ضئيلة ولن تقي الغالبية العظمى من المتضررين برد الشتاء الذي بات على الأبواب، آخذين على عاتقهم إصلاح ألف شقة سكنية في أسرع وقت ممكن. كما جددت جمعية "سوليداريتي" دعوتها، جميع من يحتاجون لمساعدات غذائية أو لإصلاح الدمار اللاحق بمنازلهم إلى الاتصال بها.

كما استقبل البطريرك الراعي رئيس حركة التغيير ايلي محفوض وبحث معه في التطورات، وبعد اللقاء اعتبر محفوض ان "الزيارة طبيعية بعد الملف الذي يحمل القضية اللبنانية الى الرقي الذي يجب ان تكون فيه والعنوان الاساسي الحياد، واستعرضت مع سيدنا مجمل المواقف التي تناولت سيد هذا الصرح، وهناك استغراب لماذا شكل موضوع الحياد "نقزة" عند الجميع. وقد خلق ردة فعل لديه وبدل السير في مشروع الحياد نراه اليوم في التطبيع مع اسرائيل وتخوين سيد بكركي لمواقفه او لزياراته الروحية، التي ترجمت من خلال مواقف عجيبة غريبة من بعض الاطراف".

وتابع:" ما لمسته من سيدنا، ان هذا الملف مستمر ووصل الى اصقاع المعمورة، والحياد اصبح ملف كل اللبنانيين". وختم محفوض :"استعدنا مع البطريرك الراعي ما قام به البطريرك الياس الحويك يوم طالب باسترجاع المناطق المسلوخة من لبنان، وقد انتقده بعض الاشخاص يومها وتحديدا الفرنسيون، وقالوا له انت تطالب بأراض واقاليم اكثريتها اسلامية وهذه الواقعة ترد على الاصوات اليوم ضد البطريرك والحياد، وان ما يقوم به سيدنا اليوم يهم الشيعي والسني والدرزي قبل الماروني". وشدد محفوض على "ضرورة وقوف الرعية الى جانب الراعي في هذا الملف، ملف الحياد".

 

الرئيس امين الجميل: الحل بالخروج من المنظومة السياسية وتكوين فريق اختصاص ونزاهة وقدرة

وطنية - الخميس 08 تشرين الأول 2020

أسف الرئيس امين الجميل في حديث لقناة "سي بي سي اكسترا نيوز" "لاستمرار المنظومة السياسية على نهجها التدميري، ما فوت على لبنان فرصة كانت متاحة من خلال المبادرة الرئاسية الفرنسية التي كانت منصرفة للمساعدة على تشكيل حكومة انقاذ مسؤولة ومنزهة وشفافة وقادرة، بمعنى حكومة من خارج الطاقم السياسي والكتل النيابية التي تتحمل مسؤولية قيادة لبنان الى الفراغ والافلاس السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي".

وقال "ان اية حكومة مقبلة خارج اطار الحوكمة الذي ساهم الرئيس ماكرون في بلورة خطة الاصلاحات المطلوبة منها ستكون غير ذات جدوى ومن قبيل الاستنساخ غير المفيد وغير المجدي".

واكد ان "الحل هو بالخروج على المنظومة السياسية وتكوين فريق عمل جديد يتسم بالاختصاص والشفافية والقدرة والالتزام وينهض بالبلد من كبوته ويعيده الى مساره الطبيعي في العلاقات العربية والدولية."ودعا الرئيس الجميل في رده على سؤال حول المخاطر السيادية، الى "وقف كل انواع التصرف بلبنان على يد ايران وحزب الله، ووقف كل اشكال الوصاية الايرانية على المؤسسات الدستورية اللبنانية، وبالتالي وضع حد للسيادة الذاتية التي يمارسها "حزب الله" من طرف واحد على حساب الشرعية اللبنانية". وفي الختام، جدد الرئيس الجميل المطالبة ب"تحقيق دولي في انفجار المرفأ".

 

رابطة النواب السابقين: للخروج من سياسة المماحكات والمحاصصة

وطنية - الخميس 08 تشرين الأول 2020

أطلقت الهيئة الادارية لرابطة النواب السابقين "صرخة أمام الجميع حيث تراكمت المشاكل الكبرى التي تتطلب المعالجة والخروج من سياسة المماحكات والمحاصصة وتقديم المصلحة الوطنية على كل ما عداها".

وقالت في بيان، في ختام الجلسة العادية للهيئة التي عقدت برئاسة الوزير السابق طلال المرعبي في حضور جميع الأعضاء: "في هذه الظروف الصعبة والكارثية، وفي ظل العوز والجوع الذي يطال ما يزيد عن خمسين بالمئة من الشعب اللبناني وتداركا للمخاطر التي ستنتج من جراء هذا الواقع الذي يتجه نحو الاسوأ لا محالة اذا لم يواجه بإجراءات تحد من مخاطره مما يشكل كارثة على لبنان واللبنانيين، لذا يتوجه اعضاء الهيئة الادارية للرابطة من جميع المسؤولين باتخاذ قرارات جريئة وغير مسبوقة لجهة التسريع في تأليف الحكومة بدل التأخير الذي حصل حيث كان من الاجدى التأليف فور استقالة الحكومة الحالية، لأن التخبط الحاصل في معالجة الوضع المالي من جراء عدم قدرة مصرف لبنان على ضبط سعر الصرف للعملة ومنع فلتان السوق وعدم توفر الاحتياطي اللازم من العملات الصعبة مما اربك الاسواق وأدى الى فقدان المواد الغذائية والدواء والمحروقات والكثير من الحاجات الضرورية.

ان الهيئة الادارية للرابطة تحذر من هذا الواقع الخطير ومن تأثيره على الاوضاع الاجتماعية حيث الجوع بدأ يطرق ابواب معظم اللبنانيين لذا لا بد ان يتنازل جميع الفرقاء عن مواقفهم المتصلبة كي نضع لبنان على سكة الخلاص سحبا لهذا الفتيل الصاعق ورحمة بهذا الشعب".

أضافت: "إن الضرورة تقضي بعدم التأخير في معالجة نتائج الكارثة الزلزال التي حصلت إثر انفجار مرفأ بيروت حيث يجب التسريع في التحقيق والبدء في بيان نتائجه من اجل تهدئة نفوس اهالي الشهداء والجرحى، الى جانب وضع خطة تبين كيفية معالجة الاضرار المادية الكبيرة التي حصلت من جراء هذا الانفجار الرهيب الذي افقد العائلات منازلها وزاد من معاناتها، مما يستدعي ايضا تجاوز الخلافات حول تدخل المجتمع الدولي الذي يسعى الى نصرة لبنان ودعمه. كل هذا والكورونا تضرب في جميع المناطق اللبنانية ما أدى الى ارهاق القطاع الصحي برمته واصبح من الضروري والعاجل تدخل جميع الجهات المسؤولة في السلطتين التشريعية والتنفيذية لتلافي تعاظم الاضرار على المجتمع اللبناني خصوصا السجناء وذلك عن طريق اقرار قانون للعفو يراعي المبادئ العامة والوطنية وينقذ البلد من الكارثة الصحية التي يحذر منها الجسم الطبي".

وأوضحت الهيئة الادارية للرابطة أنها توقفت أمام إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري اتفاق الاطار فيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية ورأت فيه "حماية لمصالح لبنان وهي تشد على أيدي فريق التفاوض الذي سيشكل لاستكمال المفاوضات وهي على ثقة كاملة بأنه سيتمكن من حماية مصالح لبنان العليا". وختمت: "إن الهيئة الادارية للرابطة تطالب جميع الأفرقاء بالوقوف الى جانب الجيش والقوى الأمنية وإعطائهم كل الدعم في هذه الظروف العصيبة وغير المسبوقة كي يثابروا ويتمكنوا من المحافظة على الامن والاستقرار وحماية الحدود ووضع حد للتهريب الحاصل حماية لمصلحة لبنان واللبنانيين".

 

المجلس الأعلى للروم الكاثوليك اسف لفشل المبادرة الفرنسية: لتأليف حكومة تتمتع بالثقة للعمل في الداخل ومع الخارج

وطنية - الخميس 08 تشرين الأول 2020

عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك إجتماعها الدوري عبر تطبيق zoom برئاسة البطريرك يوسف العبسي ومشاركة نائب الرئيس الوزير السابق ميشال فرعون، ووزيرالاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال راوول نعمة، والأمين العام المهندس لويس لحود، وأمين الصندوق المهندس فادي سماحة والأعضاء. ودرست الهيئة جدول أعمالها واتخذت بشأنه القرارات المناسبة، ثم بحثت في الأوضاع العامة وأصدرت بيانا، أسف خلاله المجلس "لفشل القوى السياسية في تأليف حكومة تلاقي المبادرة الفرنسية وتفتح أملا في الخروج من الأزمة مما يرتب أثمانا باهظة على لبنان واللبنانيين السائرين مرغمين نحو المزيد من التدهور على مختلف الأصعدة. وطالب ب"العودة فورا إلى الخطوات الآيلة إلى تأليف حكومة يكون لها مقومات الثقة للعمل في الداخل ومع الخارج". كما استنكر المجلس "السجال حول اشتراط اي طائفة أو حزب استلام حقيبة وزارية معينة للتعاون في تأليف الحكومة، بعيدا عن الدستور وروحيته، في وقت من غير الممكن إقرار أي إصلاح من دون وجود شخصيات صاحبة إختصاصات وخبرة غير منحازة في الوزارات التي تتحمل مسؤولية في الأزمة الحالية وسيقع عليها واجب التفاوض لمعالجة الأوضاع المالية والاقتصادية والإجتماعية". وناقش المجلس الأعلى "الأوضاع في منطقة بيروت، لا سيما المناطق المتضررة من انفجار المرفأ. واعتبر أن استقالة المسؤولين من تحمل مسؤولياتهم والتلكؤ في دفع التعويضات يزيد الأزمة صعوبة، ويضاعف شعور الأهالي بالحزن والغضب، ما يعتبر محطة جديدة لفشل المسؤولين في حماية أبسط حقوق المواطنين، مما دفع شباب لبنان أكثر فأكثر نحو الهجرة". كما رحب "بقرار رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب التفاوض لترسيم الحدود في إطار حماية مصالح لبنان العليا، وذكر بمواقف لبنان وشروط السلام مع إسرائيل وآخر محطاتها المبادئ التي وضعتها الجامعة العربية في قمة بيروت 2002، وأكد على ضرورة حماية مصالح لبنان واستقراره وكرامة عيش شعبه في هذه الظروف الإقليمية الخطيرة قبل أي مصالح أخرى". وفي الختام امل المجلس الأعلى "من المواطنين التعاون مع السلطات التي تواكب الإجراءات الضرورية للتقليل من مخاطر وباء كورونا وإصاباتها التي تهدد سلامة اللبنانيين بالتنسيق المسؤول مع القطاعات الاقتصادية والسياحية".

 

النهار: أسبوع لتكليف غير مضمون وعون يحفز باريس

النهار/الخميس 08 تشرين الأول 2020

بصرف النظر عن الخلفيات والاهداف المحتملة التي قد يكون رئيس الجمهورية ميشال عون أراد تحقيقها من مسارعته امس الى تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف في 15 تشرين الأول الحالي، أي بعد أسبوع تماما ، فان الخطوة شكلت تطورا إيجابيا لجهة الإلتزام، هذه المرة، بالأصول الدستورية من دون الاجتهادات التي كانت تطلق لتسويغ الانتظار والتريث وخلق أعراف التأليف قبل التكليف، كما لجهة عامل السرعة الذي يحتم تحريك الاستحقاق الحكومي بسرعة وسط الانهيارات والانزلاقات البالغة الخطورة التي تطبق على اللبنانيين. وإذ كان عامل السرعة برز من خلال تحديد موعد الاستشارات بعد 11 يوما من اعتذار الرئيس المكلف السابق مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة، فان تعمد رئاسة الجمهورية تبرئة ذمتها من استهلاك عامل الاطالة والتآكل ورمي الكرة من الآن فصاعدا في مرمى الكتل النيابية والقوى السياسية في كل عرقلة وتأخير، بدا واضحا تماما خصوصا وسط تركيز دوائر بعبدا على تضخيم "المبادرة " وإبراز انها جاءت بمعزل عن وجود أي أسماء مرشحة لتولي رئاسة الحكومة، علما انها الاجراء البديهي الدستوري الذي كان يفترض ان تتخذه الرئاسة بعد اعتذار مصطفى اديب. غير ان الهدف الأبرز الذي بدا خلف استعجال بعبدا تحديد موعد الاستشارات يتمثل في اطلاق رسالة حسن نية عاجلة الى باريس وتأكيد استمرار التزام رئاسة الجمهورية بالمبادرة الفرنسية على رغم كل ما تعرضت له هذه المبادرة من انتهاكات خصوصا على ايدي الذين عطلوا مهمة مصطفى اديب وأرغموه على الاعتذار.

ومع انه لم يثبت ان باريس ردت بشكل متعمد وفوري على تحديد رئيس الجمهورية لموعد الاستشارات، فان ما اعلنه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان امس في شأن لبنان، أوحى للبعض بانه مؤشر إيجابي اولي بعد الموقف الحاد الذي سبق للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غداة اعتذار مصطفى اديب. وقد اعلن لودريان ان فرنسا ستنظم مؤتمرا للمساعدات الإنسانية للبنان خلال شهر تشرين الثاني المقبل بعدما كان من المزمع في البداية عقد المؤتمر في نهاية شهر تشرين الأول الحالي. وابلغ لودريان أيضا الجمعية الوطنية الفرنسية ان مجموعة الاتصال الدولية من اجل لبنان ستلتقي في الأيام المقبلة لتأكيد ضرورة تشكيل حكومة جديدة في لبنان.

كيف تفسر مصادر بعبدا هذه الخطوة ؟

تقول هذه المصادر ان خطوة رئيس الجمهورية بتحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة في 15 تشرين الأول الحالي جاءت معزولة عن أي تفاهمات مسبقة، لكن الرئيس عون توافق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري عليها وحصل بالفعل امس اتصال هاتفي بينهما اطلع خلاله عون بري على تحديد موعد الاستشارات. واعتبرت المصادر نفسها ان مهلة الأسبوع الفاصلة عن موعد الاستشارات ستشكل فرصة كافية للكتل النيابية لكي تسمي مرشحها لرئاسة الحكومة علما ان الرئيس عون لن يعقد أي لقاءات قبل الاستشارات ولو اجرى بعض الاتصالات الضرورية لتسهيل اجرائها وإنجاحها. وتشير دوائر بعبدا في هذا السياق الى ان الرئيس عون لا يضع أي فيتو على أي اسم لتولي رئاسة الحكومة يأتي نتيجة الاستشارات التي سيجريها. وقد جاءت خطوته امس بحسب دوائر بعبدا بعد التأكد من ان قنوات الاتصال كانت متوقفة تماما بين مختلف الافرقاء . وإذ يبدو في خلفية الموقف الرئاسي كما في خلفية مواقف كثيرين ترقب لما سيعلنه الرئيس سعد الحريري في إطلالته التلفزيونية مساء اليوم، تؤكد دوائر بعبدا ان رئيس الجمهورية يسعى الى تحريك المبادرة الفرنسية ملمحة الى تواصل سيتم بين بعبدا وحلقة الرئيس ماكرون التي تتابع المبادرة الفرنسية. وتشدد على ان عون لن يقف متفرجا خلال مهلة الستة أسابيع التي حددتها باريس وما أراده هو حض رؤساء الكتل النيابية على القيام بالدور المطلوب منهم لتسمية شخصية رئيس الحكومة فضلا عن تزاحم الملفات الضاغطة المالية والاقتصادية والمعيشية التي تحتم تحمل المسؤوليات كما ان هناك تحضيرا يجري للمفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية والبرية في ظل عدم وجود حكومة فعالة وكل تأخير في تشكيل الحكومة الجديدة يدفع الامور نحو الأسوأ. علم في المقابل ان رؤساء الحكومات السابقين عقدوا امس اجتماعا في بيت الوسط وان الرئيس سعد الحريري لا يزال على موقفه بعدم الترشح وبعدم تسمية مرشح بما يعني ترك الكتل تسمي مرشحيها. وتعتقد مصادر معنية انه في حال عدم توافق الكتل النيابية على مرشح توافقي من الان والى الخميس المقبل فمن غير المستبعد ان يرجئ رئيس الجمهورية عندها الاستشارات الى موعد لاحق. وإذ لوحظ ان خطوة عون في تحديد موعد الاستشارات قوبلت بترحيب لدى أوساط "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" برز موقف لنائب الأمين العام لـ"حزب الله " الشيخ نعيم قاسم اعتبر فيه "ان الوقت ليس مؤاتيا لتعديل او تغيير موازين القوى ولا للانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية ولا لابتداع صيغ لحكومة لا تمثل الكتل النيابية". وقال "ان الحل الوحيد المتاح هو التكليف والتأليف بحسب الدستور والآليات المعتمدة منذ الطائف واي تجاوز لهذا الحل يعني إبقاء البلد في حال المراوحة والتدهور".

مشاريع تأسيسية؟

وسط هذه الأجواء المشدودة الى الاستحقاق الحكومي والأزمات المتصاعدة في البلاد لم تستسغ معظم الأوساط السياسية "ترف" انعقاد اللجان النيابية المشتركة امس للشروع في بحث ملفات يطغى عليها الطابع التأسيسي مثل البحث في انشاء مجلس الشيوخ انطلاقا من طرح مشاريع قوانين الانتخابات النيابية على اللجان . ولذا لم يكن مستغربا ان يتلاقى "أعداء" سياسيون مثل نواب "القوات اللبنانية " والنائب جميل السيد على استهجان البحث في قانون الانتخاب فيما البلاد تغرق بالكوارث. وقد اعترضت "كتلة الجمهورية القوية" بلسان النائب جورج عدوان على البحث في قانون الانتخاب وإنشاء مجلس الشيوخ باعتبار انه "ليست أولوية فيما الأولوية القصوى هي لمعالجة المشاكل التي تهم الناس ولا نستطيع تأخير تشكيل حكومة ذات مهمة محددة " وطالب باستعجال تشكيل الحكومة واجراء انتخابات مبكرة على أساس القانون الحالي . كما ان النائب الان عون باسم "تكتل لبنان القوي" لفت الى ان "أي طرح يتضمن انشاء مجلس الشيوخ يرقى الى مستوى تغيير جذري في النظام السياسي وهذا يتطلب حوارا وطنيا " وشدد بدوره على عدم "جواز التراجع عن اهم مكسب في قانون الانتخاب الحالي وهو صحة التمثيل لكل المكونات اللبنانية".

فلتان غير مسبوق

في سياق أخر استقطبت حالة الفلتان الأمني الواسع التي تفاقمت بشكل خطير جدا في اليومين الأخيرين في بعلبك والهرمل الاهتمامات بعدما بلغت مظاهر الفلتان حدودا غير مسبوقة حتى في حقبات الحرب . وقد بلغ الفلتان في بعلبك ذروته بعد حادث ثأري بين عائلتي شمص وجعفر، كل الأعراف والحسابات العائلية والعشائرية. وبرز الانفلاش المسلح باخطر مظاهره في فيديوات تناقلتها وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مبرزة مشاهد ميليشيوية قاتمة وسط انعدام الامن الرسمي للجيش والقوى والأجهزة الأمنية. حتى ان قوافل آليات مسلحة بدت تحمل صواريخ ثقيلة. وبعد الظهر أفادت معلومات أكدها محافظ بعلبك ان الجيش استقدم تعزيزات كثيفة من بينها وحدات من فوج المغاوير وبدأت انتشارها في المنطقة .

 

الوفاء للمقاومة: للاسراع بتشكيل حكومة فاعلة ومنتجة والابتعاد عن نهج الكيدية والعزل والإقصاء

وطنية - الخميس 08 تشرين الأول 2020

عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.

وجددت الكتلة، حسب بيان صدر، بمناسبة "ذكرى أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين عميق التزامها بالنهج الحسيني وتعزيتها لرسول الله محمد وآله ولأهل بيته الأطهار بالرزية العظيمة التي أصابت الإسلام في كربلاء"، مؤكدة "عهدها وتمسكها بمسيرة الجهاد والمقاومة والتضحية على خط أئمة الحق والهدى من أجل تثبيت القيم الإلهية والأخلاقية التي تمكنِّ البشرية من إقامة مجتمعات العدل والخير والتصدي لمخططات المستبدين الظالمين". وعبرت الكتلة عن "أملها بأن ينزاح عن صدر العالم اليوم وباء الكورونا الذي فرضت اجراءات مكافحته التخفيف ما أمكن من التجمعات الأمر الذي ترك أثره هذا العام على إقامة مجالس العزاء والأنشطة المواكبة لها بالنمط المعهود".

وتقدمت من "دولة الكويت الشقيقة، أميرا وشعبا وحكومة ومجلس أمة، بأحر التعازي لمناسبة وفاة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح صاحب المواقف الرزينة والأيادي البيضاء الذي يحفظ له شعب لبنان ودولته الوفاء لوقوفه الدائم إلى جانبهما ومساعدته المتواصلة لتعزيز الصمود بوجه الاعتداءات الإسرائيلية المتتالية ولإنماء مختلف المناطق ودعم وحدته الوطنية وأمنه واستقراره". وتمنت "للكويت في عهد سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح التوفيق في متابعة دورها الأخوي ومواقفها الداعمة لقضايا لبنان والأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين وما تتطلبه اليوم من تعزيز للمناعة الوطنية والقومية في المنطقة، عموما لمواجهة حملة التطبيع والتزوير الظالمة للتاريخ والحقوق". وتناولت الكتلة "بعض القضايا والتطورات اللبنانية، وأكدت أن الوطن الذي تغيب فيه الحكومة تضعف فيه الدولة، وتتجه فيه حياة الشعب نحو الفوضى. ولبنان اليوم بأمس الحاجة للاسراع بتشكيل حكومة وطنية فاعلة ومنتجة ولذلك نبدي كل حرص على التعاون في سبيل تكوينها وتشكيلها، وندعو الجميع إلى الابتعاد عن نهج الكيدية والعزل والإقصاء الذي يضر بمصلحة الدولة والوطن والمواطنين". اضافت: "إن المراجعة لأسباب التعثر الذي أصاب مهمة تأليف الحكومة خلال الأسابيع الماضية، من شأنها أن تؤدي ببساطة إلى تجاوز المعوقات وتجديد المساعي لتشكيل حكومة جديدة تختزن عوامل النجاح لأداء المهام المطلوبة في هذه المرحلة ولتحقيق الأهداف الإصلاحية والاستنهاضية اللازمة على صعيد الإدارة والوضع النقدي والاقتصادي والإنمائي والاجتماعي واعادة الاعمار في بيروت".

وخلصت الكتلة الى ان "تحديد إحداثيات السيادة الوطنية هي مسؤولية الدولة اللبنانية، المعنية حصرا بأن تعلن أن هذه الأرض وهذه المياه هي أرض ومياه لبنانية، خلافا لكل الكلام الذي قيل هنا وهناك، أن الإطار التفاوضي حول موضوع حصري يتصل بحدودنا البحرية الجنوبية واستعادة أرضنا وصولا إلى ترسيم مواقع سيادتنا الوطنية، لا صلة له على الإطلاق لا بسياق المصالحة مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين ولا بسياسات التطبيع التي انتهجتها مؤخرا وقد تنتهجها دول عربية لم تؤمن يوما بخيار المقاومة ولم تمارسه ضد عدو الامة في يوم من الأيام".

ورحبت "بتحديد فخامة رئيس الجمهورية موعدا للاستشارات النيابية الملزمة يسمح للنواب وللكتل النيابية حتى يوم الخميس 15 تشرين الأول، بالتشاور من أجل التفاهم حول اسم الرئيس المكلف القادر على النهوض بالمهام الإصلاحية والإدارية والاقتصادية والتنموية التي تتطلبها هذه المرحلة من تاريخ البلاد".

واعتبرت أن "الغياب غير المبرر للدولة ولأجهزتها الامنية والعسكرية عن منطقة بعلبك - الهرمل بات أمرا لا يحتمل, ويكاد يصبح مريبا ومدانا بعد تنامي ظاهرة التفلت الامني وصولا الى النزاعات المسلحة، فيما الاهالي يشعرون أنهم متروكون لقدرهم ولجهود مبادرات أهلية ومساعي قوى سياسية تحاذر دوما أن تحل محل الدولة في بسط السلطة وكبح الخلافات وفرض الامن".

اضافت: "اننا في الوقت الذي نأسف فيه لاستسهال استخدام السلاح والخروج على القوانين وتعكير صفو الحياة العامة للمواطنين، فإننا نؤكد أن اهلنا في منطقة بعلبك الهرمل بعائلاتهم وعشائرهم لا يزالون يتوقون الى اليوم الذي تنهض فيه الدولة بمسؤوليتها للحفاظ على امنهم ورعاية شؤونهم الحياتية والخدماتية والانمائية وتطبيق القوانين المرعية الاجراء. إننا نجدد للمرة الألف دعوتنا لقيادات الجيش اللبناني والاجهزة الامنية كافة، كي تتحمل مسؤوليتها في اعادة الامور الى نصابها وضبط التفلت الذي بات يشكل تهديدا جديا لأمن المنطقة والمواطنين".

واعربت الكتلة عن اسفها "للحال التي وصلت إليها البلاد على مستوى تزايد الخطر الصحي الذي يتهدد المواطنين بسبب عدم الالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية المطلوبة"، آملة أن "يكون الإغلاق الجزئي تدبيرا مؤقتا يمكن رفعه إذا أبدى المواطنون تعاونا إيجابيا يحول دون توسع سياسة الإغلاق الجزئي التي يصبح اعتمادها واردا نظرا لتفاقم الإصابات ومحدودية القدرة لدى النظام الصحي في البلاد على احتوائها"، داعية "كل المعنيين بالشأن الصحي في لبنان إلى مواصلة التعاون فيما بينهم على المستوى الرسمي والخاص لتدارك الاحتمالات الأسوأ والأخطر".

وختمت مؤكدة "ان السياسات الأميركية والإسرائيلية الراهنة والتي تحاول أن تضيق حصارها على المقاومة والقوى الممانعة وتروج لتوريط بعض الأنظمة في اتفاقات تطبيع مع العدو، لن تستطيع إضعاف عزم المقاومين ولا فرض الوقائع على شعوب المنطقة"، داعية "اللبنانيين إلى المزيد من الوعي للمخططات المعادية ورفض الخضوع للمشاريع التي تتعارض مع مصالحنا الوطنية العليا".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

النص الإنكليزي لمقابلة الأمير بندر من العربية مع الفيديوهات للأجزاء الثلاثة للمقابلة/Full transcript: Prince Bandar bin Sultan’s interview on Israel-Palestine conflict

 فيديو وثائقي حصري للعربية مع بندر بن سلطان “الجزء الأول”

 فيديو وثائقي حصري للعربية مع بندر بن سلطان “الجزء الثاني”

ا فيديو وثائقي حصري للعربية مع بندر بن سلطان “الجزء الثالث”

 فيديو وثائقي للعربية مع بندر بن سلطان تتمة الجزء الثالث

http://eliasbejjaninews.com/archives/91110/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a-%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%a8%d9%86%d8%af%d8%b1-%d9%85%d9%86/

 

اضغط هنا لمشاهدة فيديو وثائقي حصري للعربية مع بندر بن سلطان “الجزء الأول”

https://www.youtube.com/watch?v=Mx7gjYVHgaU

اضغط هنا لمشاهدة فيديو وثائقي حصري للعربية مع بندر بن سلطان “الجزء الثاني”

https://www.youtube.com/watch?v=t8nEVF81lXQ

اضغط هنا لمشاهدة فيديو وثائقي حصري للعربية مع بندر بن سلطان “الجزء الثالث”

https://www.youtube.com/watch?v=r4V4_o4_AhE

اضغط هنا لمشاهدة فيديو وثائقي للعربية مع بندر بن سلطان تتمة الجزء الثالث

https://www.youtube.com/watch?v=vJ4koAJRFEE

 

بوتين يدعو لمحادثات أرمينية أذربيجانية في موسكو غدا

دبي - العربية.نت/08 تشرين الأول/2020

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيري خارجية كل من أرمينيا وأذربيجان المنخرطتين في معارك دموية في ناغورنو كاراباخ، إلى موسكو الجمعة لإجراء مفاوضات، بحسب ما أعلن الكرملين مساء الخميس.

وقال الكرملين في بيان إنه "في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، وزيرا خارجية أذربيجان وأرمينيا مدعوان إلى زيارة موسكو للتشاور" بوساطة الخارجية الروسية. وأضاف أن الهدف هو "وقف القتال" بهدف تبادل الأسرى وجثث الجنود القتلى على وجه الخصوص، موضحًا أن بوتين أجرى مباحثات مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان. ولم يصدر ردّ فعل فوري عن يريفان وباكو ولم يتّضح ما إذا كان الزعيمان قبلا دعوة موسكو. ووصل وزير الخارجية الأذربيجاني الخميس إلى جنيف للاجتماع مع مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) المُكلّفة الوساطة الدولية في هذا النزاع المستمرّ منذ أكثر من 30 عامًا. ولم يرشح شيء عن هذا الاجتماع. ومن المقرّر أن يستقبل وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف نظيره الأرميني الاثنين في موسكو. وتستمر المعارك بين البلدين الذي استمر قرابة أسبوعين واسفر القتال العنيف عن مقتل مئات الأشخاص. واتهمت أرمينيا أذربيجان أمس الخميس بقصف كاتدرائية تاريخية في إقليم ناغورنو كاراباخ الانفصالي وذكرت تقارير إعلامية أن بعض الأطفال كانوا داخل الكاتدرائية في بلدة شوشة وقت القصف، ورغم أنهم لم يصيبوا بجروح إلا أنهم عانوا من الإجهاد بعد الهجوم.

ونفت وزارة الدفاع الأذربيجانية الهجوم على الكاتدرائية، قائلة إن جيشها "لا يستهدف المباني والآثار التاريخية والثقافية وخاصة الدينية". وبدأت الاشتباكات الأخيرة بين القوات الأذربيجانية والأرمينية في 27 سبتمبر/ ايلول وتمثل أكبر تصعيد للصراع المستمر منذ عقود حول ناغورنو كاراباخ. وتقع المنطقة في أذربيجان لكنها تخضع لسيطرة القوات العرقية الأرمينية المدعومة من أرمينيا منذ نهاية الحرب الانفصالية في عام 1994. واستمر القتال بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية والطائرات بدون طيار على الرغم من الدعوات الدولية العديدة لوقف إطلاق النار. يتهم الجانبان بعضهما البعض بتوسيع نطاق القتال إلى ما بعد ناغورنو كاراباخ واستهداف المدنيين. ووفقًا لجيش الاقليم، قُتل 350 من جنوده منذ 27 سبتمبر / أيلول. لم تقدم أذربيجان تفاصيل عن خسائرها العسكرية. كما قُتل عشرات المدنيين من الجانبين. وأمس الخميس أيضا، اتهم مسؤولون أذربيجانيون القوات الأرمينية بمهاجمة العديد من قراها وبلداتها، وقالت قوات ناغورنو قره باغ إنها "تقمع نشاط" القوات الأذربيجانية على طول خط التماس. تعرضت ستيباناكيرت، عاصمة ناغورنو كاراباخ، لقصف عنيف. يقيم السكان في ملاجئ، بعضها في أقبية المباني السكنية. وتقول أذربيجان إن انسحاب أرمينيا من المنطقة هو الشرط الرئيسي لوقف إطلاق النار. يزعم المسؤولون الأرمن أن تركيا متورطة في الصراع وترسل مرتزقة سوريين للقتال إلى جانب أذربيجان. ودعمت تركيا علنا أذربيجان في الصراع لكنها نفت إرسال مقاتلين إلى المنطقة. وتشارك روسيا والولايات المتحدة وفرنسا في رئاسة ما يسمى بمجموعة مينسك، التي تأسست في التسعينيات تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للتوسط في الصراع. ودعوا مرارا إلى وقف الأعمال العدائية وبدء محادثات السلام.

 

شيخ الأزهر يدعو لوقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا

دبي - العربية.نت/08 تشرين الأول/2020

طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كلا من أذربيجان وأرمينيا، بتغليب صوت الحكمة، ووقف إطلاق النار في منطقة ناغورنو كاراباخ، والرجوع إلى طاولة المفاوضات، والاحتكام للحلول السلمية. وجاء ذلك خلال تدوينة على موقعي التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، الخميس، باللغتين العربية والإنجليزية، قال فيها شيخ الأزهر: "الاحتكام لصوت العقل يحتم وقف إطلاق النار بين الجارتين أذربيجان وأرمينيا، وندعو كل محبي السلام والإنسانية لبذل المساعي من أجل وقف النزاع المسلح، واللجوء إلى الحلول السلمية لإنهاء الصراع بين الدولتين". هذا ونفت أرمينيا، الخميس، التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع أذربيجان. كما نفت وزارة الدفاع في إقليم ناغورنو كاراباخ تقارير عن وقف لإطلاق النار يبدأ اليوم الخميس. وتصاعد القتال بين قوات من أذربيجان وأرمينيا في المنطقة الانفصالية وحولها، ليبلغ أسوأ مستوياته منذ التسعينيات عندما قتل حوالي 30 ألف شخص. من جهته، قال الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، على "تويتر": نحن بحاجة إلى الحصول على جدول زمني بشأن انسحاب القوات الأرمينية من "أراضينا المحتلة"، ويجب أن تتم الموافقة على هذا الجدول الزمني من قبل الدول الوسيطة (الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك). وأضاف أنه لا يمكن إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، مضيفا: "يجب أن يكون قرار وقف إطلاق النار ثنائيا ويتم تنفيذه على أرض الواقع". وأعلنت أذربيجان أن وزير خارجيتها جيهون بيرموف سيزور جنيف، الخميس، وسيلتقي قادة مجموعة مينسك، وهي هيئة وساطة تضم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وتسعى المجموعة إلى حل النزاع القائم منذ تسعينيات القرن الماضي.

 

قلق خليجي بالغ لاستمرار الحرب بين أذربيجان وأرمينيا/دعوة إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار دون تأخير

الرياض/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

أعربت دول مجلس التعاون الخليجي اليوم (الخميس)، عن قلقها البالغ لاستمرار الحرب بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورنو كاراباخ، وأسفها الشديد على سقوط القتلى والجرحى من الجانبين. وأوضح أمين عام المجلس الدكتور نايف الحجرف، أن «مجلس التعاون يناشد أذربيجان وأرمينيا وقف إطلاق النار، والدخول في مفاوضات شاملة للتوصل إلى حل سياسي شامل، وفق قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي»، مؤكداً «هذا النزاع يهدد الأمن والاستقرار في منطقة القوقاز والسلم الدولي». ودعا الدكتور الحجرف مجلس الأمن الدولي إلى القيام بدوره لوقف إطلاق النار دون تأخير، والعمل على التوصل لحل سياسي للنزاع، حماية لأرواح المدنيين ولضمان الأمن والسلم «في هذه المنطقة الحساسة من العالم».

 

منظمة الصحة تسجل ارتفاعاً قياسياً في إصابات «كورونا» حول العالم

جنيف/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

سجلت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الخميس)، زيادة قياسية لعدد الإصابات اليومية بفيروس «كورونا» المستجد على مستوى العالم، إذ بلغ مجموع الإصابات 338 ألفا و779 إصابة خلال 24 ساعة. وزادت الوفيات 5514 وفاة ليرتفع عدد الضحايا في العالم إلى مليون و50 ألفا، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. وسجلت الهند 78 ألفا و524 إصابة جديدة، وتلتها البرازيل بتسجيل 41 ألفا و906 إصابات، في حين سجلت الولايات المتحدة 38 ألفا و904 إصابات جديدة. وكانت الإحصائية القياسية العالمية السابقة لإصابات «كورونا» قد سجلت في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) بزيادة 330 ألفا و340 إصابة، وسجلت المنظمة رقما قياسيا في عدد الوفيات بلغ 12 ألفا و393 وفاة في 17 أبريل (نيسان).

 

ساكن البيت الأبيض يعود بقوة للمشهد الانتخابي: دواء ريجينرون فعال وسيكون مجانا لكل الأميركيين

العربية/08 تشرين الأول 2020

في كلمة مصورة من أمام البيت الأبيض، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، أنه تلقى عقار ريجينيرون خلال وجوده في مستشفى والتر ريد العسكري، حيث شعر بتحسن فوريخلال 24 ساعة. وقال "عُدت من المستشفى العسكري إلى البيت الأبيض بعد سماح الأطباء بذلك"، مشيرا إلى أن ما قام به الأطباء والمختبرات أمر رائع. كما أضاف: "هناك عدة شركات تتنافس لإنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا، وأعتقد أننا سنحصل عليه قريباً للغاية وربما قبل الانتخابات الرئاسية". وطمأن الأميركيين بشأن حالته الصحية، قائلا: "أصبحت على ما يرام وأريد لجميع الأميركيين أن يتلقوا العلاج الذي تلقيته كرئيس". وتابع: "علاج فيروس كورونا سيكون مجانياً ولن يضطر أحد لدفع المال مقابل الحصول عليه، والجيش سيتولى توزيعه على المستشفيات وسينجز ذلك بأسرع ما يمكن". كما قال "الصين ستدفع ثمنا باهظا لما فعلته لبلادنا والعالم"، في إشارة إلى أنها تقف وراء تفشي الوباء. هذا وعاد الرئيس الأميركي للعمل من المكتب البيضاوي بعد 6 أيام على ثبوت إصابته بكوفيد-19. من جانبه أكد شون كونلي الطبيب الخاص للرئيس الأميركي أن ترمب لم يعد يعاني من أي أعراض لكورونا منذ 24 ساعة ولم يصب بالحمى منذ أربعة أيام. يشار إلى أن فيروس كورونا المستجد كان نشأ في ووهان بالصين، أواخر العام الماضي، قبل أن ينتشر لاحقاً في جميع أنحاء العالم. وكان ترمب قد ألقى باللوم مرارا على بكين، لفشلها في احتواء الفيروس الذي سماه "فيروس الصين". فيما دعا أعضاء آخرون في الكونغرس إلى اتخاذ إجراءات مالية عقابية ضد الصين، حيث قدمت السناتور الجمهورية مارثا ماكسالي من ولاية أريزونا ومارشا بلاكبيرن من تينيسي قرارا في أغسطس/أب الماضي يدعو الصين إلى سداد 1.6 تريليون دولار لتسببها في نشر الفيروس. لفت النشاط الكبير الذي عاد به الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بعد خروجه من المستشفى، الاثنين الماضي، الأنظار إليه بشكل كبير، فعلى الرغم من أن الرئيس أضحى ساكناً في البيت الأبيض خاضعاً للحجر الصحي، وممنوعاً من السفر إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، إلا أن ترمب عاد بقوة للمشهد الانتخابي قبل 4 أسابيع من يوم الانتخابات. فقد قال مستشارون إن ترمب، الذي لا يزال معدياً، يبحث عن خيارات بشأن كيفية إيصال رسالته وإيقاف تقدم الديمقراطي، جو بايدن، في الولايات التي ستحسم انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني. وأضافوا أنهم يبحثون إلقاء ترمب خطاباً موجهاً للشعب الأميركي، كما يدرسون توجيه الرئيس خطاباً للناخبين الديمقراطيين من كبار السن يوم الخميس. والجدير ذكره أن الرئيس ومنذ عودته بعدما غاب لأيام قليلة في المستشفى العسكري، لن يدع تعليقاً لخصومه في الحزب الديمقراطي يفوته دون أن يرد عليه. وعبر منبره المفضل تويتر، تحدث ترمب، الأربعاء، عن جو بادين، وقانون الإجهاض، وفيروس كورونا، واليوم قلّب الرئيس في دفتر ألد خصومه، رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي. كما من المفترض أن تحتل المناظرة بين نائبه مايك بنس والمرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس، كامالا هاريس، في سولت ليك سيتي موقع الصدارة، الأربعاء.

 

تأرجح في مواقف ترمب بشأن الإنعاش الاقتصادي وحملته الانتخابية تعول على أداء بنس أمام هاريس في المناظرة

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

بعد عودته إلى البيت الأبيض من مستشفى والتر ريد العسكري، بات من الواضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مستاء للغاية من حجره في مقر إقامته وانعزاله عن العالم الخارجي فلجأ إلى «تويتر» للتواصل مع مناصريه على مدار الساعة، ليغرّد أكثر من ٤٠ مرة بغضون ساعتين مساء الثلاثاء، وبشكل متواصل صباح الأربعاء، متناولا ملفات تتراوح بين الانتخابات وانتقاد منافسه جو بايدن واستطلاعات الرأي التي تظهر تراجعه أمامه، إضافة إلى ملف المفاوضات المتعلقة بالإنعاش الاقتصادي جراء الفيروس. وأربك ترمب الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء عندما أعلن فجأة أنه قرر وقف المفاوضات إلى ما بعد الانتخابات والتركيز على المصادقة على مرشحته لمنصب المحكمة العليا إيمي كوني باريت ليعود ويدعو الكونغرس إلى تمرير حزمة الإنعاش الاقتصادي. فقال في تغريدة أولى: «لقد أبلغت الممثلين عني بوقف المفاوضات إلى ما بعد الانتخابات، حينها، ومباشرة بعد فوزي، سوف نمرر مشروع إنعاش ضخما». لكنه سرعان ما كتب قائلاً: «على مجلسي الشيوخ والنواب الموافقة على ٢٥ مليار دولار فوراً لدعم شركات الطيران و١٣٥ مليار دولار لحماية الشركات الصغيرة... مرروها وسوف أوقع عليها فوراً!».

وأتبعها بتغريدة أخرى: «إذا وصلني مشروع قانون مستقل يوفر أموالاً للأميركيين (١٢٠٠ دولار) أنا مستعد للتوقيع عليه الآن». وقد فاجأت هذه التغريدات مناصري الرئيس ومعارضيه على حد سواء، فسارعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لانتقاده قائلة إن «التراجع عن المفاوضات المتعلقة بالفيروس يثبت أن الرئيس غير مستعد للقضاء عليه». أما منافسه جو بايدن فتوجه إلى الأميركيين قائلاً: «كونوا أكيدين بأنكم إذا خسرتم عملكم أو أغلقتكم شركتكم أو أغلقت مدرسة أولادكم فإن دونالد ترمب قرر اليوم أن كل هذا غير مهم بالنسبة له».

وقد دافع وزير الخزانة ستيفن منوشين المسؤول عن المفاوضات من الجانب الجمهوري عن موقف الرئيس فقال: «أعتقد أنه رأى أننا لن نتوصل إلى اتفاق وأراد التركيز على ما يمكن تحقيقه». يقصد منوشين هنا موضوع المصادقة على مرشحة باريت في منصبها، وهو موقف يدعمه زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش مكونيل الذي أكد أنه سيسعى إلى المصادقة عليها قبل الانتخابات الرئاسية. وقال مكونيل في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: «هذه هي الخطة وليس هناك من شيء سيمنع هذا من الحصول».

تصريحات تهدف إلى إيصال رسالة واضحة للديمقراطيين الذين يسعون للاعتماد على إصابة بعض أعضاء المجلس بـ«كورونا» لعرقلة المصادقة على باريت، وقد أكد مكونيل أن جلسات المصادقة على باريت في اللجنة القضائية ستعقد يوم الاثنين كما كان مقرراً.

ويسعى الديمقراطيون إلى تسليط الضوء على التناقض في تغريدات ترمب المتتالية وربطها بحالته الصحية، خاصة أنه يتناول جرعات عالية من الكورتيزون الذي قد يسبب تغييرات مفاجئة بالمزاج بحسب الخبراء الطبيين. فرجحت بيلوسي أن يعود سبب تأرجح مواقفه إلى تناول هذا العقار، وقالت في اتصال مع نواب ديمقراطيين: «صدقوني هناك من يعتقد أن تناول الكورتيزون يؤثر على التفكير. أنا أمارس الطب من دون شهادة كوني أما وجدة لكني لم أتطرق إلى الصحة العقلية بعد».

يأتي هذا فيما أكد مسؤولون في البيت الأبيض أن صحة ترمب جيدة وفي تحسن دائم وقال كبير الموظفين هناك مارك ميدوز: «الرئيس مستمر في العمل وهو في صحة جيدة جداً ونحن سعداء بتحسنه»، وفيما أكد ترمب أنه على أهبة الاستعداد لحضور المناظرة الثانية مع بايدن في الخامس عشر من الجاري، قال نائب الرئيس الأميركي السابق إنه يجب إلغاء المناظرة في حال أثبتت الفحوص المخبرية أن ترمب لا يزال مصاباً بالفيروس. وقال بايدن: «إذا كان لا يزال مصاباً بـ(كوفيد - ١٩) لا يجب أن تعقد المناظرة. يجب أن نتبع تعليمات حازمة. فالكثير من الأشخاص أصيبوا وهذه مشكلة جدية للغاية». يقصد بايدن هنا الإصابات المتتالية بالفيروس في البيت الأبيض، آخرها الإعلان عن إصابة مستشار ترمب ستيفن ميلر، إضافة إلى قرار قادة هيئة الأركان المشتركة الأميركية في البنتاغون عزل أنفسهم بسبب تعرضهم للفيروس.

ومع تزايد الإصابات في صفوف الإدارة الأميركية تنظر اللجنة المنظمة للمناظرات في احتمال عقد المناظرة الثانية في الهواء الطلق أو إضافة المزيد من التدابير الوقائية على غرار التدابير التي فرضت على المناظرة بين نائب الرئيس مايك بنس ونائبة بايدن كامالا هاريس. ففي هذه المناظرة التي تعقد في الساعة التاسعة مساء بتوقيت واشنطن سيفصل بين المرشحين مسافة ١٢ قدماً وحاجزاً زجاجياً، ولن يكن هناك أي احتكاك بينهما على غرار المناظرة الأولى لبايدن وترمب.

وتتجه الأنظار إلى ولاية يوتا، حيث تعقد المناظرة الأولى والوحيدة بين هاريس وبنس، فمن المؤكد أن يواجه نائب الرئيس الأميركي أسئلة كثيرة متعلقة بتعاطي الرئيس الأميركي مع إصابته بالفيروس، وكان بنس واجه انتقادات لعدم حجر نفسه بعد الإصابات في البيت الأبيض، لكن طبيبه أكد في رسالة أنه لا يحمل الفيروس ويمكنه حضور المناظرة.

وتعوّل حملة ترمب الانتخابية أن يؤدي أداء بنس في المناظرة التي تستمر على مدى ٩٠ دقيقة إلى تحسين فرص الرئيس الأميركي بالفوز بعد استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم بايدن عليه بأكثر من ١٠ نقاط، ويقول آرون كال مدير المناظرات في جامعة ميشيغن: «هناك شهر واحد فقط يفصلنا عن الانتخابات وفرص إعادة انتخاب الرئيس في خطر. على بنس أن يقوم بشيء لتغيير مسار السباق، ويحوّل الانتباه من فيروس (كورونا) إلى ملفات أخرى تصب لمصلحة الرئيس». إضافة إلى الفيروس والاقتصاد، سيركّز النقاش على ملفات المحكمة العليا والرعاية الصحية والإجهاض، وضرائب الرئيس. خاصة مع تزامن المناظرة مع صدور قرار للمحكمة الاستئنافية في نيويورك يعطي للمدعين العامين في الولاية صلاحية النظر في ضرائب الرئيس الأميركي، ومن المتوقع أن يستأنف ترمب القضية في المحكمة العليا، لكن على الأرجح أن يتم تأجيل النظر فيها إلى ما بعد الانتخابات.

 

الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على 18 بنكاً إيرانياً

واشنطن - رويترز، بندر الدوشي/08 تشرين الأول/2020

أعلن موقع وزارة الخزانة الأميركية، الخميس، فرض عقوبات على 18 بنكا إيرانيا في مسعى لزيادة عزل إيران عن النظام المصرفي العالمي، إذ تكثف واشنطن الضغط على طهران قبل أسابيع من الانتخابات الأميركية. وأفاد الموقع أن "الخزانة الأميركية تعتبر القطاع المالي من الاقتصاد الإيراني خاضعا للأمر التنفيذي 13902". وذكر الموقع أن "الخزانة الأميركية ستصدر ترخيصا عاما للسماح بعمليات معينة ترتبط بمؤسسات مالية إيرانية محظورة بموجب الأمر التنفيذي 13902". وأوضح أن "موانع الأمر التنفيذي 13902 لا تنطبق على عمليات السلع الأساسية.. الزراعية والأغذية والأدوية أو الأجهزة الطبية". وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان: "عقوباتنا ستستمر إلى أن تتوقف إيران عن دعم النشاطات الإرهابية وتضع حداً لبرامجها النووية". وشدد على أن "إجراءات اليوم ستظل تسمح بالعمليات الإنسانية لدعم الشعب الإيراني"

ظريف: تجويع شعب

ومن جانبه، اتهم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الولايات المتحدة باستهداف ما تبقى لدى إيران "من قنوات للدفع مقابل الغذاء والدواء" في ظل جائحة، وذلك من خلال العقوبات الجديدة. وغرد ظريف، الخميس، على "تويتر": "في ظل جائحة كوفيد-19، يريد النظام الأميركي نسف ما تبقى لنا من قنوات للدفع مقابل الغذاء والدواء، لكن التآمر لتجويع شعب جريمة ضد الإنسانية". وفي وقت سابق لإعلان العقوبات، قال مصدر من الحزب الجمهوري بالكونغرس الأميركي، إن الولايات المتحدة تجهز لفرض عقوبات جديدة على القطاع المالي الإيراني، الخميس، وذلك مع تكثيف واشنطن ضغوطها على طهران قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتأتي الخطوة، التي تفصل إيران فعليا عن المنظومة المالية العالمية، بعد أسابيع من إعلان واشنطن إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أول من تحدث عن الخطة الأميركية. ويمثل القرار الأميركي بفرض عقوبات جديدة على القطاع المالي الإيراني تحدياً للحلفاء الأوروبيين الذين حذروا من هذه الخطوة. وقال مسؤولون أميركيون إن الإجراءات تستهدف البنوك القليلة المتبقية التي لا تخضع حالياً لعقوبات في خطوة تقول الحكومات الأوروبية إنها من المرجح أن تقلص القنوات التي تستخدمها إيران لاستيراد السلع، وفقا لما أوردته صحيفة "واشنطن بوست".

ويذهب المدافعون عن العقوبات إلى أن المزيد من عزل التجارة الإيرانية يتناسب مع جهود إدارة ترمب لسحق الاقتصاد الإيراني لإحضار طهران إلى طاولة المفاوضات. وأضافوا أيضاً أن وزارة الخزانة يمكن أن تخفف العواقب الإنسانية من خلال إصدار رسائل إلى الشركات التي تسمح بمبيعات معينة. وتمثل هذه الخطوة دفعة كبيرة قبل الانتخابات لسياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي نجحت في تدمير الاقتصاد الإيراني.

القائمة السوداء

ومنذ انسحاب الرئيس ترمب من الاتفاق النووي الإيراني في 2018، تجاوزت طهران حدود الاتفاق وخصبت اليورانيوم أكثر مما فعلت قبل توقيع الاتفاق. كما شهد المسؤولون الأميركيون في العراق تصاعداً في إطلاق الصواريخ وهجمات أخرى من قبل الميليشيات المدعومة من إيران، وتم دفع اقتراح إدراج الصناعة المالية الإيرانية بالكامل في القائمة السوداء من قبل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي منظمة أميركية غير ربحية متشددة دعت إلى تغيير النظام في إيران. وكتب مارك دوبويتز وريتشارد غولدبرغ من المؤسسة في مقال رأي في 25 أغسطس لصحيفة "وول ستريت جورنال": "من أجل تحقيق ضربة قاضية اقتصادية في الجولة الثانية عشرة، حان الوقت للرئيس ترمب لإلقاء ضربة أخرى: القائمة السوداء للقطاع المالي الإيراني بأكمله". ويعتمد الإجراء على أمر تنفيذي أصدره ترمب في يناير يمنح وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوتشين سلطة واسعة لمعاقبة أي جزء من الاقتصاد الإيراني. ويقول بعض الصقور في إيران إنهم يأملون في أن تؤدي الخطوة إلى انهيار الاقتصاد الإيراني الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب مبيعات النفط المفقودة ومجموعة واسعة من العقوبات الأميركية المفروضة على البلاد بعد انسحاب ترمب من الصفقة.

تجميد أصول إيرانية

وكانت إدارة ترمب لطيفة في البداية مع الفكرة، لكن جهود الضغط المشتركة من قبل صقور إيران ومجموعة متنامية من المشرعين الجمهوريين، بما في ذلك السيناتور تيد كروز وتوم كوتون، نجحت في دفع هذه السياسة، كما قال المسؤولون. وقال مسؤول أوروبي كبير، إن المسؤولين الأوروبيين قلقون من أنه إذا تم فرض عقوبات على البنوك الإيرانية المتبقية، فسيتم تجميد الأصول الأجنبية الإيرانية بحكم الواقع، "مما يؤدي إلى تفاقم النقص في العملة الأجنبية لدفع ثمن الواردات الإنسانية". وقال إسفانديار باتمانجليج، مؤسس Bourse & Bazaar، وهي مؤسسة فكرية تركز على الاقتصاد الإيراني، إن هذه الخطوة من المرجح أن تزيد من تخفيض قيمة العملة الإيرانية وتؤدي إلى أزمة سيولة، ويُنظر إليها في طهران على أنها تصعيد كبير. وقد تتخذ وزارة الخزانة تدابير للسماح ببيع سلع معينة لكن المسؤولين الأوروبيين شككوا في فعاليتها.

 

واشنطن: العقوبات على إيران لحرمانها من أموال دعم الإرهاب

دبي - العربية.نت/08 تشرين الأول/2020

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن "العقوبات على إيران تهدف الى حرمانها من أموال دعم الإرهاب"، وأكدت أنها "ستواصل سياسة الضغط القصوى على نظام إيران". وأضافت أن مرشد إيران علي "خامنئي استخدم أموال محاربة كورونا لتمويل الحرس الثوري"، مشيرة الى أن "الشعب الإيراني هو أكبر ضحايا النظام". وأوضحت أنها ستواصل "السماح للشعب الإيراني بالحصول على المواد الإنسانية". وكان موقع وزارة الخزانة الأميركية، أعلن الخميس، فرض عقوبات على 18 بنكا إيرانيا في مسعى لزيادة عزل إيران عن النظام المصرفي العالمي، إذ تكثف واشنطن الضغط على طهران قبل أسابيع من الانتخابات الأميركية. وأفاد الموقع أن "الخزانة الأميركية تعتبر القطاع المالي من الاقتصاد الإيراني خاضعا للأمر التنفيذي 13902". وذكر الموقع أن "الخزانة الأميركية ستصدر ترخيصا عاما للسماح بعمليات معينة ترتبط بمؤسسات مالية إيرانية محظورة بموجب الأمر التنفيذي 13902". وأوضح أن "موانع الأمر التنفيذي 13902 لا تنطبق على عمليات السلع الأساسية.. الزراعية والأغذية والأدوية أو الأجهزة الطبية". وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان: "عقوباتنا ستستمر إلى أن تتوقف إيران عن دعم النشاطات الإرهابية وتضع حداً لبرامجها النووية".وشدد على أن "إجراءات اليوم ستظل تسمح بالعمليات الإنسانية لدعم الشعب الإيراني"

 

وزيرا خارجية تركيا واليونان يجتمعان لأول مرة منذ بداية الأزمة

أنقرة/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

قال الإعلام الرسمي في تركيا إن وزيري خارجية تركيا واليونان اجتمعا اليوم (الخميس) لأول مرة منذ بدء خلاف بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي، على حقوق التنقيب عن الطاقة والحدود البحرية في شرق المتوسط. وذكرت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية للأنباء، أن الوزير مولود جاويش أوغلو اجتمع مع نظيره اليوناني نيكوس دندياس على هامش منتدى عالمي للأمن، في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا، لبحث «القضايا الثنائية والإقليمية»، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وكانت اليونان والاتحاد الأوروبي قد رحبوا بالمقاربة التركية لتخفيف حدة التوتر، عبر سحب سفن التنقيب من المنطقة. وقال بيان لمكتب الاتصال بالرئاسة التركية في وقت سابق، إن الرئيس رجب طيب إردوغان أبلغ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن «القرارات التي اتخذتها قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي لا تكفي للتغلب على المشكلات في العلاقات بين أنقرة والاتحاد والتكتل، وأن الاتحاد خضع لضغوط وابتزازات اليونان وقبرص رغم حسن النية الذي أظهرته تركيا»، مشدداً على ضرورة عدم تضحية أوروبا بمصالح كبيرة من أجل مصالح صغيرة لبعض الأعضاء. وقال إردوغان إن تركيا تواجه بمفردها، تقريباً، أزمة اللاجئين باسم أمن واستقرار أوروبا والمنطقة برمتها، وكما ترعى حقوقها ومصالحها تراعي حقوق ومصالح حلفائها، وتنتظر من بقية الحلفاء إبداء الحساسية ذاتها.

 

دورية روسية قرب الحسكة... وقوات أميركية «تتفقد» بئراً نفطية

القامشلي: كمال شيخو - لندن/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

سيرت الشرطة العسكرية الروسية دورية في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا، حيث انطلقت صباح أمس من مدينة القامشلي وتوجهت إلى بلدة القحطانية المجاورة وأكملت طريقها نحو منطقة رميلان النفطية ثم إلى بلدة المالكية الحدودية، وكانت مؤلفة من 5 مدرعات عسكرية برفقة حوامتين عسكريتين. وكانت القوات الأميركية سيرت على مدار يومين دوريات عسكرية في منطقة رميلان النفطية بمشاركة مركبات برادلي القتالية، وتفقدت آبار النفط والمهبط العسكري والعديد من قرى المنطقة وكانت مؤلفة من 3 مركبات برادلي، إلى جانب 4 مدرعات عسكرية رافقتها طائرات الأباتشي. وهي المرة الأولى التي تستخدم هذه العربات بعد قرار واشنطن إرسال المزيد من التعزيزات لشرق سوريا بعد تكرار الاشتباكات مع القوات الروسية وتصاعد التوتر بين البلدين. وكتب العقيد واين مراتو المتحدث باسم عملية «العزم الصلب» التابعة للتحالف الدولي يؤكد «نشر أصول مشاة ميكانيكية في سوريا بما فيها مركبات برادلي القتالية لضمان حماية قوات التحالف، ومواصلة هزيمة (داعش)». إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن العمليات العسكرية في البادية السورية مستمرة بين القوات النظامية وعناصر «داعش»، وخلال الأسبوع الماضي لقي 90 مقاتلاً من الجانبين مصرعهم بينهم 49 مواليا للتنظيم و41 من القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية الموالية لها. وتتركز الاشتباكات في مثلث بادية حلب وحماة والرقة حتى الحدود العراقية، حيث يسعى عناصر التنظيم لشن هجمات انتحارية عبر تفجير السيارات الملغومة والعمليات المباغتة، بينما تسعى قوات النظام والجهات الإيرانية بإسناد جوي مكثف من الطيران الروسي للحد من توسع مناطق التنظيم في صحراء البادية مترامية الأطراف. وفي مخيم الهول جنوب مدينة الحسكة، عمدت مجموعة من النساء الملثمات بالهجوم إلى لاجئ عراقي يعمل في صالون للحلاقة الرجالية بسوق المخيم يتحدر من قضاء بعاج العراقي، وقال مصدر أمني من إدارة المخيم إن الحادثة وقعت و«أصيب اللاجئ حاتم في ساقه اليمنى ونقل على إثرها إلى المشفى الميداني بالمخيم وحالته مستقرة، وفتح تحقيق للكشف عن ملابسات الهجوم المسلح». وبحسب القيمين على إدارة المخيم فقد أحصوا 11 محاولة قتل منذ بداية العام الحالي استهدفت معظمها لاجئين عراقيين، وتمكنوا من قتل اثنين منهم في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي عبر مسدس كاتم للصوت.

 

ارتباك» أممي وغربي إزاء مؤتمر روسي للاجئين السوريين/دمشق «غير مرتاحة» لحديث موسكو عن انتهاء العمليات العسكرية

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

قوبل قرار وزارة الدفاع الروسية عقد مؤتمر دولي للاجئين السوريين في دمشق بين 10 و14 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بـ«برود» من الخارجية الروسية و«عدم ارتياح» من الجانب السوري و«ارتباك» من المنظمات الدولية وسط انقسام غربي إزاء كيفية التعاطي مع بنوده خصوصاً ما يخص شروط العودة والمسار السياسي والأعمار. وكان لافتا أن الخطة التي تنفذها قاعدة حميميم، جاءت بعد تردد أنباء عن سعي وزارة الخارجية الروسية للإمساك بـ«الملف السوري» مع دخول التدخل العسكري عامه السادس. واستند أصحاب هذا الرأي إلى مشاركة وزير الخارجية سيرغي لافروف بزيارة الوفد الروسي رفيع المستوى إلى العاصمة السورية الشهر الماضي وإجراء تغييرات في المسؤولين عن الملف في الخارجية عبر «تراجع» دور المبعوث سيرغي فيرشنين «المحسوب عن وزارة الدفاع» وزيادة دور مدير إدارة العالم العربي السفير السابق في دمشق ألكسندر كنشاك.

المفاجأة، كانت بتسلم مسؤولين غربيين ودوليين دعوة من الجانب الروسي تلبية لمبادرة الجيش، لعقد مؤتمر دولي في العاصمة السورية لبحث «عودة اللاجئين والمشردين في مختلف أنحاء العالم إلى وطنهم». وحسب إحصاءات «المفوضية لشؤون اللاجئين»، وصل عدد اللاجئين السوريين، في تركيا ولبنان والعراق والأردن ومصر، إلى 5.637.050 لاجئا، بينهم 3.594.232 في تركيا (63.8 في المائة) و952.562 في لبنان و673.414 في الأردن. يضاف إلى ذلك، نحو سبعة ملايين نازح داخل البلاد. وتضمنت الدعوة أنه نظرا لأن الأزمة السورية «استقرت نسبيا» وزادت الأعباء على الدول المضيفة للاجئين، على المجتمع الدولي أن يضاعف جهوده لتقديم «دعم شامل لجميع السوريين الراغبين في العودة إلى بلدهم وإيجاد الظروف المناسبة لمعيشتهم خصوصا ما يخص البنية التحتية والمرافق المعيشية والدعم الإنساني».

وقوبلت عناصر هذه المقاربة بـ«تحفظ» من دمشق خصوصاً ما يخص الحديث الروسي عن «استقرار الوضع» و«انتهاء العمليات العسكرية» حسب قول لافروف قبل أيام، لأن الحكومة السورية «غير راضية» عن التفاهمات بين موسكو وأنقرة إزاء إدلب وبين موسكو وواشنطن إزاء شرق الفرات. وهما منطقتان تشكلان أكثر من ثلث سوريا البالغ إجمالي مساحتها 185 ألف كلم مربع. وإذ تتضمن الخطة الروسية «مناقشة تقديم الدعم للاجئين في العالم وإحلال السلام في سوريا»، فإن دبلوماسيين غربين أعربوا عن تحفظ بلادهم على الحديث عن الحل السياسي خارج مسار عملية جنيف برعاية الأمم المتحدة لتنفيذ القرار 2254، ذلك أن الدول الغربية تعلن أنها تدعم إجراء إصلاح وأعمال اللجنة الدستورية لتنفيذ 2254 الذي يتضمن توفير «بيئة محايدة» وعودة طوعية لللاجئين وانتخابات بإدارة من المنظمة الدولية.

لكن في الوقت نفسه، «شك» دبلوماسيون بإمكانية نجاح وزارة الدفاع الروسية في هذا «المسار السياسي»، كما حصل في «الإنجازات المتواضعة» لها لدى طرح «المسودة الروسية» للدستور في مسار آستانة وتنظيم «مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي بداية 2018.

كما أبدى مسؤول غربي رفيع «تحفظات» على الحديث الخاص بـ«إعمار البنية التحتية»، ذلك أن موقف الدول الأوروبية وأميركا يقوم على ربط المساهمة بالإعمار بـ«تنفيذ عملية سياسية ذات صدقية، في وقت قدر خبراء سوريون خسائر الاقتصاد السوري خلال تسع سنوات من الحرب بنحو نصف تريليون دولار أميركي. وتم التعبير عن هذا الموقف في بيانات مؤتمر المانحين في بروكسل الذي يعقد في ربيع كل عام. في المقابل، ظهر انقسام بين ممثلي المؤسسات التابعة للأمم المتحدة التي وجهت موسكو الدعوة لها لحضور المؤتمر. واذ أبدى مسؤولون أمميون في دمشق الرغبة بحضور «المؤتمر الروسي»، أشار آخرون إلى ضرورة «احترام معايير الأمم المتحدة» التي تخص شروط عودة اللاجئين. وحسب وثيقة من «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين»، فإنه «يجب أن تتم عودة اللاجئين فقط كنتيجة لقرارهم الحر والمُعلن عنه بشكل فردي، على أساس المعرفة ذات الصلة والموثوقة فيما يتعلق بالظروف في سوريا بشكل عام وفي مناطق العودة المقصودة بشكل خاص». كما ذكر بعض المسؤولين، في اجتماع داخلي، بضرورة تجديد المطالبة بإلغاء القانون رقم 10 الذي يخص ممتلكات المهجرين والشرط الأخير الذي تضمن ضرورة تصريف السوري مائة دولار أميركي بالسعر الرسمي، لدى عودته إلى البلاد، إضافة إلى «ضمانات عدم الملاحقة وتوفر البيئة الآمنة». ولم تظهر مؤشرات إلى نية جماعية من الدول الغربية الدخول في مفاوضات مع الجانب الروسي إزاء كيفية التعاطي مع «مؤتمر اللاجئين» المقبل، في وقت تتداخل ملفات إقليمية ودولية قد تحول دون رغبة بعض الدول في «إغضاب» روسيا.

 

الأسد: من الممكن إقامة سلام مع إسرائيل إذا استعدنا أرضنا

 وكالة الأنباء السورية – سانا/08 تشرين الأول 2020

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن من الممكن إقامة سلام مع إسرائيل، وأشار الى ان “السلام بالنسبة لسوريا يتعلق بالحقوق، وحقنا هو أرضنا”. وقال الأسد: “يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا، يكون الأمر ممكناً عندما تكون إسرائيل مستعدة، ولكنها ليست كذلك وهي لم تكن مستعدة أبداً. لم نرَ أي مسؤول في النظام الإسرائيلي مستعد للتقدم خطوة واحدة نحو السلام. وبالتالي، نظرياً نعم، لكن عملياً لا”. وردًا على سؤال حول مفاوضات تقام بين سوريا وإسرائيل، نفى الرئيس السوري قائلًا: “ليست هناك أي مفاوضات على الإطلاق، لا شيء على الإطلاق”. وأكد الأسد أن “الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد ما دام هناك إرهابيون يحتلون بعض المناطق في سوريا ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات وأن القضاء عليهم يشكل أولوية”. وشدد الأسد في مقابلة مع وكالة “روسيا سيغودنيا الإخبارية” على أن “الوجود الأميركي والتركي على الأراضي السورية هو احتلال ويجب إنهاؤه سواء عن طريق إزالة الذريعة التي يستخدمونها لهذا الاحتلال وهي الإرهابيون وإذا لم يغادر الأميركيون والأتراك فإن الأمر الطبيعي الذي ينبغي أن يحدث هو المقاومة الشعبية”. وأوضح أن “نظام أردوغان دعم الإرهابيين في سوريا وفي ليبيا وهو المحرض والمشعل الرئيسي للصراع في ناغورني كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا وهذا سلوك خطير”. وأشار إلى ان “تركيا استخدمت هؤلاء الإرهابيين القادمين من مختلف الدول في سوريا واستخدموا الطريقة نفسها في ليبيا، لقد استخدموا الإرهابيين السوريين في ليبيا، ربما إضافة إلى جنسيات أخرى. وبالتالي من البديهي والمحتمل جداً أنهم يستخدمون تلك الطريقة في ناغورني كاراباخ”.

 

أردوغان: تركيا ليست باقية في سوريا إلى الأبد

روسيا اليوم/08 تشرين الأول 2020

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ليست باقية في أراضي سوريا إلى الأبد و”سننهي تواجدنا فيها بمجرد إيجاد حل دائم للأزمة”. إشارة إلى أن أردوغان، كان قد شدد على “أننا لن نقبل بحدوث مأساة جديدة في إدلب”، لافتا إلى استعداد بلاده لإزالة مناطق الإرهاب المتبقية هناك. وأضاف أردوغان: “وجودنا الفاعل سيتواصل ميدانيا حتى يتحقق الاستقرار على حدودنا الجنوبية مع سوريا، وسنذهب بأنفسنا لتطهير أوكار الإرهاب بسوريا إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة”.

 

بروفايل: مشعل الأحمد... حارس الاتزان والاستقرار/أمير الكويت أصدر مرسوماً أميرياً بتزكيته ولياً للعهد... وأسرة الصباح تبارك

الكويت: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

أصدر أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمس، مرسوماً أميرياً يقضي بتزكية الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد. وأعلن وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، أن أسرة الصباح قد باركت تزكية أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، للشيخ مشعل الأحمد، ولياً للعهد، متمنين له التوفيق والسداد ليواصل عطاءه المعهود في خدمة الكويت. ومن المتوقع أن يبايع مجلس الأمة (البرلمان) في جلسة خاصة اليوم (الخميس)، ولي العهد الجديد قبيل سريان المرسوم الأميري بفضّ دور الانعقاد الحالي للمجلس. وقال رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، أمس، إن جلسة مبايعة الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد ستعقد غداً (اليوم الخميس) التاسعة صباحاً (بالتوقيت المحلي)، ثم يؤدي ولي العهد القسم الدستوري إذا تمت مبايعته من قِبل المجلس، وفي الحادية عشرة ظهراً ستكون الجلسة الختامية وفض دور الانعقاد لمجلس الأمة.

يُعدّ الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي حظي أمس بتزكية أمير الكويت ولياً للعهد، واحداً من جيل الرواد المخضرمين الذين عاصروا مراحل تأسيس الكويت منذ حقبة ما قبل الاستقلال عن بريطانيا في يونيو (حزيران) 1961. والشيخ مشعل الأحمد، من أبرز الشخصيات في العائلة الحاكمة، ويشار إليه باعتباره شخصية قوية ابتعد عن المعارك السياسية والأدوار العامة، ولم يتولّ أي حقيبة وزارية، وقضى معظم حياته المهنية في المساعدة في بناء أجهزة الأمن والدفاع في البلاد.

ورغم ابتعاده عن المناصب الوزارية، تميزت شخصية الشيخ مشعل بأنه أحد أقطاب التوازنات داخل الأسرة الحاكمة، نائياً بنفسه عن الخلافات بين أطرافها التي استعرت خلال العقد الماضي، وهو يوصف بأنه شخصية صلبة في وجه انتهاك القانون وتفشي الفساد.

ولد الشيخ مشعل الأحمد في الكويت عام 1940، وهو الابن السابع لحاكم الكويت أحمد الجابر الصباح، الذي حكم الكويت بين أعوام 1921 – 1950، من زوجته مريم مريط الحويلة، وهو الأخ غير الشقيق لاثنين من أمراء الكويت الراحلين: الشيخ جابر الأحمد، الذي حكم الكويت من 31 ديسمبر (كانون الأول) 1977 حتى 15 يناير (كانون الثاني) 2006، والأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي حكم البلاد من 29 يناير 2006، حتى 29 سبتمبر (أيلول) 2020.

وهو أيضاً الأخ غير الشقيق لأمير الكويت الحالي الشيخ نواف الأحمد، وتلقى الشيخ مشعل الأحمد تعليمه في المدرسة المباركية، ثم كلية هندن للشرطة في المملكة المتحدة عام 1960.

يتمتع الشيخ مشعل بشخصية أمنية وعسكرية؛ فقد التحق بوزارة الداخلية، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيساً لجهاز المباحث العامة برتبة عقيد منذ عام 1967 وحتى عام 1980، وقد تحولت المباحث العامة في عهده إلى إدارة أمن الدولة وظل رئيساً لجهاز أمن الدولة لنحو 13 عاماً بعدما انضم إلى وزارة الداخلية في الستينات من القرن الماضي. وفي 13 أبريل (نيسان) 2004 عيّنه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد نائباً لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير.

الحرس الوطني الكويتي هو جهاز عسكري مستقل عن قوات الجيش والشرطة، وأنشئ في عهد الشيخ صباح السالم الصباح، في 6 يونيو 1967؛ بهدف مساعدة القوات المسلحة وهيئات الأمن العام والمساهمة في أغراض الدفاع الوطني. ويرأس الحرس الوطني منذ تأسيسه الشيخ سالم العلي السالم الصباح. وساهم الشيخ مشعل في إصلاح الحرس الوطني، وتنظيمه وتدريب أفراده، ورفده بالمعدات، ليصبح قوة صلبة ضمن القوات المسلحة الكويتية، وساهم الحرس الوطني مؤخراً في مساعدة الحكومة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.

ويقف ولي العهد إلى جانب أخيه الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الأمير السادس عشر للبلاد، والأمير السادس بعد الاستقلال، كشخصيتين بارزتين قضيا معظم حياتهما العملية في سلك الأمن والدفاع. ويُعدّ الشيخ نواف الأحمد المؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية في الكويت بشكلها الحديث، وإدارتها المختلفة، وقد تولى مسؤولية الوزارة على مدى فترتين، الأولى من مارس (آذار) 1978 إلى يناير 1988، والأخرى من 2003 إلى فبراير (شباط) 2006، وخلال توليه وزارة الداخلية قام بتحديث هذه المؤسسة الأمنية، لتواجه التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد.

والشيخ مشعل الأحمد هو الرئيس الفخري لجمعية الطيارين الكويتية منذ عام 1973، وعيّنه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح عام 1977 رئيساً لديوانية شعراء النبط. وكان الشيخ مشعل قريباً من أخيه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وكان مرافقاً له في رحلته الأخيرة للعلاج في الولايات المتحدة، ويحظى بعلاقات خليجية وثيقة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا حكومة في لبنان.. كسب للوقت فقط

خيرالله خيرالله/العرب/09 تشرين الأول/2020

لا وجود في لبنان من يريد تحمّل مسؤولياته في وقت طغى عن قرب مباشرة المفاوضات مع إسرائيل على كلّ ما عداه من أحداث في لبنان.

دعوة استعجالية

ليس ما يشير إلى أن حكومة جديدة ستتشكل في لبنان، علما أن إعلان رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي عن اتفاق على إطار للمفاوضات مع إسرائيل على ترسيم الحدود بين البلدين يتطلّب وجود مثل هذه الحكومة. لا وجود في لبنان من يريد تحمّل مسؤولياته في وقت طغى عن قرب مباشرة المفاوضات مع إسرائيل على كلّ ما عداه من أحداث في لبنان.. لبنان الغارق في أزمة وجودية وكميّة لا بأس بها من المشاكل المتنوعة.

من بين المشاكل، التي غيّبها الاتفاق على إطار التفاوض مع إسرائيل، مشكلة اعتراض “حزب الله” على المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي. فجأة، لم يعد هناك من يعترض على دعوة البطريرك الراعي إلى “حياد لبنان”، علما أنّ هذه الدعوة في أهمّية ترسيم الحدود البرّية والبحرية مع إسرائيل، إن لم تكن أهمّ منها. هذا عائد لسبب في غاية البساطة. يعود هذا السبب إلى أنّ “حياد لبنان”، الذي سماه البطريرك “الحياد الناشط”، وضع أسسا كان يمكن أن تكون أفضل تمهيدا لعملية ترسيم الحدود التي هي عملية في مصلحة لبنان.. هذا إذا كان لا يزال ممكنا الحديث عن بلد بدل الحديث عن “ساحة” تستغلها إيران من أجل صفقة من نوع ما مع الإدارة الأميركية. لم يقتصر التغييب للمشاكل على كلام البطريرك الماروني. بات واضحا أن لا وجود لمن هو مستعجل على تشكيل حكومة جديدة. وحده نبيه برّي تنبّه إلى هذه الناحية ودعا مباشرة بعد إعلانه عن الاتفاق في شأن إطار المفاوضات إلى المسارعة في تشكيل حكومة. يعرف رئيس مجلس النوّاب الذي ما كان ليقدم على ما أقدم عليه لولا الغطاء الذي وفّره “حزب الله”، أي إيران، أنّ لا مفرّ من حكومة استنادا إلى مواصفات رسمها الرئيس إيمانويل ماكرون، وهي مواصفات لم تعجب “حزب الله” الذي تولّى الانتهاء من تجربة مصطفى أديب ومن المبادرة الفرنسية في الوقت ذاته. لكنّ موقف برّي لن يؤدي إلى نتائج تذكر نظرا إلى أنّ “حزب الله” يمتلك أجندة خاصة به ولا يريد من رئيس مجلس النوّاب سوى تولي تغطية هذه الأجندة.

يفرض الحاجة إلى حكومة جديدة وجود سياسي في الوفد اللبناني المفاوض. سيكون هناك وزير إسرائيلي، ومساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر. من هذا المنطلق، لا يمكن أن يكون الغطاء السياسي غائبا عن الوفد اللبناني. سيعني ذلك غياب الجدّية اللبنانية وأنّ الهدف من الإعلان عن الاتفاق على إطار للمفاوضات يتمثّل في كسب الوقت ليس إلّا.

يحاول “حزب الله” تبرير الدخول في مفاوضات مع إسرائيل في شأن ترسيم الحدود. كلّ ما يصدر عنه من كلام لا يلغي الضرر الذي خلفه تمسك الحزب، ومن خلفه إيران، بعمل كل ما يمكن عمله من أجل القضاء على لبنان. توجت الجهود التي بذلها الحزب الحاقد على بيروت وعلى كل من بنى حجرا في المدينة مثل رفيق الحريري، بتدمير النظام المصرفي اللبناني الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد اللبناني. فعل ذلك بموازاة الاستيلاء على مؤسسات الدولة، خصوصا بعدما فرض مرشّحه رئيسا للجمهورية. ما هو لافت حاليا هذا التهميش لرئيس الجمهورية. في “عهد حزب الله”، لم يعد هناك وزن للرأي المسيحي في قضية في حجم الدخول في مفاوضات مع إسرائيل. المفاوضات مع إسرائيل ليست سوى الطريق الأقصر للمحافظة على المكاسب التي حقّقها {حزب الله} في لبنان، حيث سيسعى الحزب إلى المحافظة على هذه المكاسب حتّى لو كانت على حساب لبنان واللبنانيين

بعد انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية وبعد وصول “حزب الله” إلى الاستحواذ على أكثرية في مجلس النواب إثر فرضه قانونا عجيبا غريبا صمّم على قياسه، ذهب “حزب الله” إلى أبعد من ذلك. فرض السنّي حسان دياب، الذي يمثّل نفسه بالكاد، رئيسا لمجلس الوزراء. وضعه على رأس حكومة حصرت مهمّتها في الإشراف على إفلاس البلد.

لا شكّ أنّ “حزب الله” حقّق الكثير قبل أن يفتح الأبواب على مصراعيها أمام التفاوض مع إسرائيل مع ما يعنيه ذلك من بلوغه الطريق المسدود سياسيا في غياب تغطية سنّية له يبدو حاليا في صدد البحث عنها. جاءت المفاوضات المرتقبة مع إسرائيل تتويجا لسلسلة انتصارات تحقّقت على لبنان واللبنانيين. بالنسبة إلى إيران التي ترعى الحزب المهمّ الانتصار على لبنان وليس على إسرائيل. الانتصار على لبنان واللبنانيين يغني عن الانتصار على إسرائيل. هذا ما تؤكّده الوقائع بدءا باحتفاظ الحزب بسلاحه بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في أيّار – مايو من العام 2000، وصولا إلى فرض رئيس معيّن للجمهورية على اللبنانيين، مرورا بطبيعة الحال باغتيال رفيق الحريري، أي اغتيال بيروت، ثم حرب صيف 2006 وغزوتي بيروت والجبل في أيّار – مايو 2008. كلّ هذه الانتصارات على لبنان واللبنانيين لا تغني عن طرح سلسلة من الأسئلة التي تختزل بسؤال واحد: لماذا القرار الإيراني بالسماح للبنان بالتفاوض مع إسرائيل اتخذ الآن؟

لا وجود لأجوبة محدّدة عن هذا السؤال، لكنّ اللافت أنّ إيران بدأت تشعر بأنّ العقوبات الأميركية التي أنهكت اقتصادها لن ترفع غدا، حتّى لو انتصر جو بايدن على دونالد ترامب. مشكلة إيران مع الكونغرس، بمجلسيه، المتعاطف إلى أبعد حدود مع إسرائيل. تبدو إيران مضطرة منذ الآن إلى تقديم أوراق اعتمادها إلى أي إدارة أميركية وذلك بغض النظر عمّن سيفوز في انتخابات الثالث من تشرين الثاني – نوفمبر المقبل.

أمّا بالنسبة إلى “حزب الله” نفسه، فيبدو أنّه بدأ يطرح أسئلة تتعلّق بتفجير ميناء بيروت والتفجيرات الغامضة في إيران التي سبقت تفجير بيروت. ترافق ذلك كلّه مع تفجير وقع في عين قانا في جنوب لبنان وتهديدات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحدّد فيها أماكن معيّنة يقول إن “حزب الله” يخزّن فيها أسلحة ومتفجرات. من بين هذه الأماكن، تحدّث نتنياهو عن منطقة الجناح القريبة من بيروت التي تمثّل أهمّية كبيرة للعائلات البورجوازية الشيعية الغنيّة التي جمعت معظم ثرواتها بعرق الجبين في أفريقيا وغير أفريقيا.

ليست المفاوضات مع إسرائيل سوى الطريق الأقصر للمحافظة على المكاسب التي حقّقها “حزب الله” في لبنان. سيسعى الحزب إلى المحافظة على هذه المكاسب حتّى لو كانت على حساب لبنان واللبنانيين نظرا إلى أنّها تعني قبل أيّ شيء آخر خدمة إيران في استراتجيتها الجديدة القائمة على فتح صفحة جديدة مع أميركا من أجل التخلّص من سيف العقوبات يوما.

 

في موت بيروت

يوسف بزي/المدن/09 تشرين الأول/2020

عمدت ميليشيات منتصف الثمانينات إلى تهجير قسم وافر من سكان بيروت الغربية المسيحيين، بالتزامن مع عمليات خطف الأجانب أو حتى اغتيالهم، وبموازاة هجرة واسعة النطاق للمؤسسات والشركات والأفراد، الذين يشكلون النواة المدينية ويصنعون صورتها ونمط حياتها. وسبق كل هذا، هجرة جماعية لمعظم الفنانين والمثقفين و"المعارضين" العرب بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية. وقد أفضت تلك الحقبة السوداء إلى انحطاط المدينة في شطرها الغربي، فيما وسطها التاريخي مدمر ومهجور تماماً. أما شطرها الشرقي فلم يكن أفضل حالاً، إن في فوضى الميليشيات أو في "نقائها" الطائفي والأهلي، رغم صونها لطابعها البرجوازي وتماسك نسيجها العمراني والسكاني.

صارت بيروت حينها "المدينة الموقوفة" (كما وثّقها ودرسها آنذاك، وضاح شرارة). وظلت تنازع و"تقاوم" إما بالنوستالجيا أو بتعبيرات وممارسات ثقافية تعلي من معنى "الكوزموبوليتية" الذي فقدته على نحو بالغ الأذى.

رغم ذلك، لم تكن فكرة موت المدينة محتملة، لأسباب كثيرة، منها ذاك اليقين أن الحرب ستنتهي لا بد. وهذا وحده كان يستبطن أملاً كبيراً أعان اللبنانيين على احتمال ما لا يُحتمل. وأيضاً، تلك القناعة الراسخة بـ"لبنان الجديد" المقبل الذي سيكون هو نفسه فكرة لبنان المعيوش والمرغوب، على ما كانه قبل 1975. لبنان الكيان والدولة وفق القيم ذاتها، سياسةً وعيشاً وصيغةً. ففي السنوات الأخيرة للحرب، كان واضحاً ذاك "الندم" الوطني على ما فرّط به اللبنانيون.

وعلى هذا ربما، قامت "أيديولوجيا" إعادة بناء بيروت وإعمارها، أي استعادة عمرانها وأضوائها ودورها وصورتها، عاصمة حيّة وافرة بحرياتها وانفتاحها ورحابتها. إلا أن هزيمة انتفاضة الاستقلال 2005 المؤكدة في أيار 2008، كسرت العاصمة وأطفأتها، فعادت بيروت الغربية إلى سطوة القسوة والعنف والترهيب، فيما ارتدت "الشرقية" إلى خوفها مجدداً لتتقوقع في صفائها الأهلي والطائفي. أما الوسط فعجز عن أن يلتحم بالمدينة ويلحمها جسماً واحداً، وهو بقي شبه مهجور طالما أنه خسر رهانه الاقتصادي على أدوار مالية وسياحية وخدماتية (وثقافية) لم تتحقق.

وجدت الحياة المدينية ملجأها في بعض رأس بيروت، وخصوصاً في مونو والجميزة ومار مخايل، إضافة إلى الاقتراح الجديد الذي ظهر في فضاء بدارو (ونلاحظ أنها المناطق والأحياء المجاورة للجامعات الكبرى). ويمكن القول ببعض المجازفة، إن "عصب" ثورة 17 تشرين في بيروت تكوّن في هذه البؤر تحديداً، بوصفها ثورة شبابية ومدنية وتوّاقة إلى قيّم الديموقراطية والدولة المدنية والليبرالية الاجتماعية، أي إلى كل ما يجعل هذه الجغرافيا مدينةً وعاصمةً، على الضد من الفدرلة الطائفية- المذهبية الحثيثة، سياسياً وديموغرافياً واقتصادياً، التي كانت الطبقة الحاكمة تسوق لبنان واللبنانيين إليها، على النحو الذي شهدناه في تحلل الدولة أخيراً. مع هزيمة 17 تشرين المتوّجة في تفجير 4 آب، وعلى عكس ما كان سائداً حتى في الثمانينات، تبدد الأمل. بل وبدا أن المستقبل نفسه خال من أي وعد. لقد تم اغتياله بإصرار غير مسبوق. والكارثة وحدها تنتصب أفقاً.

المهزومون لا يبنون العاصمة.. والمنتصرون لا يريدون تلك العاصمة. وهذا هو موت بيروت.

 

أنت شيعي؟ إذاً، مسموح لك السلاح

قاسم مرواني/المدن/09 تشرين الأول/2020

الجيش يعلن توقيف 14 شخصاً ومصادرة كمية من الذخائر والاسلحة في البقاع

بات مشهد العراضات المسلحة والاشتباكات المتنقلة يتكرر بشكل ممل، في دلالة واضحة على غياب تام للدولة وعجز عن فرض الأمن.

من طرابلس إلى بعلبك، حيث يتابع أبناء العشائر اشتباكاتهم على خلفية الأخذ بالثأر. شبان غاضبون يحملون مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية، يقطعون الطرق، يهددون، يتجمعون بسياراتهم رباعية الدفع ولا يكترثون لوجود دولة. 

الدولة لم تأت من العدم، انتخبها الشعب ومن بينهم هؤلاء الغاضبون، أبناء العشائر. هذه الدولة تحصد اليوم ما زرعته على مدى عقود من الزمن من إهمال تام لأبناء الأطراف، بالأخص الشمال والبقاع. تركتهم يزيلون أشواكهم بأيديهم، يعالجون مشاكلهم بالطريقة الوحيدة التي يعرفونها، السلاح والقتال. زرعوا الحشيش ليعيشوا وغضت الدولة الطرف، قتلوا بعضهم فادّعت عدم معرفتها، سرقوا السيارات وتاجروا بالمخدرات وأرخت لهم الحبل، كان ذلك بالنسبة للدولة ثمناً بسيطاً تقدمه مقابل أن يبقوا بعيدين منها، طالما أنهم في البقاع وبعلبك فلا بأس في ذلك.

الدولة تعتبر نفسها في بيروت فقط، بعلبك عبء عليها. عندما نزل أهل البقاع إلى بيروت، أتوا بالبقاع معهم، فباتت اشتباكاتهم تحصل على أوتوستراد هادي نصرالله وحي السلم وصحرا الشويفات. الدولة طبعاً لم تمانع، فليسيطروا على حي في الضاحية طالما أنهم بعيدون من بيروت الإدارية.

بؤس هؤلاء الشبان الغاضبين لم يبدأ اليوم، ربما لم يتأثروا بالأزمة الاقتصادية الحالية كونهم يعيشونها منذ عقود مضت، قمعهم السوريون 15 عاماً، اعتقد اللبنانيون معها أن البقاع منطقة هادئة، أن أهلها يعيشون كما أبناء الجنوب وبيروت.

بعد السوريين، بقوا تحت سيطرة ما تبقى من أجهزتها الأمنية، وكان حزب الله قد تغلغل بين عشائرها وجنّد أفرادها وشيوخها لمصلحته، فبات أهل البقاع أداة لديه، يستعملها حيث تتطلب مصلحته.  العلاقة بينهم قائمة على المصالح المشتركة، يعطيهم الحماية فيطيعونه، لكن هذه المعادلة لطالما كانت قابلة للكسر أمام العقلية العشائرية المسيطرة. الجنوب بقي بعيداً من إهمال الدولة. بضغط من السوريين ومن حركة أمل وحزب الله، بهدف دفع السكان للصمود في أراضيهم، حصلوا عبر "مجلس الجنوب" على الإنماء. شُقّت الطرق، افتُتحت المدارس والمستشفيات، وصلت الكهرباء والمياه لكل بيت جنوبي، عاش أهله في نعيم بالنسبة لأخوتهم في البقاع وطرابلس، ساعدهم السفر على تأمين بديل من قلة الاستثمارات والوظائف.

الشيعة الذين دخلوا الدولة وسيطروا عليها، ما زال جمهورهم محكوماً بالعصبيات الطائفية، لم يتشكل في وعيه بعد مفهوم حقيقي لدولة تفرض سيطرتها على أراضيها. بالنسبة إليهم، الدولة هي بقرة حلوب يربونها في حظيرتهم الخلفية ويحلبونها حتى الموت.

الجمهور الذي استفزه مشهد السلاح في طريق الجديدة وطرابلس وخلدة، اعتبروه ذريعة لهم للتمسك بسلاحهم، لم يحركوا ساكناً أمام السلاح في بعلبك. ناشطوهم في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لهم في كل عرس قرص، التزموا الصمت، راضين بفائض القوة لدى أقرانهم، السلاح بالنسبة إليهم، سواء كان شرعياً أو متفلتاً أو غير شرعي، لا تسري عليه سوى قاعدة واحدة: أنت شيعي.. إذا مسموح لك السلاح. صَمتُ الجمهور الشيعي أمام ما يحدث في بعلبك، كان مستفزاً للناشطين في مواقع التواصل، اتهموهم بالكيل بمكيالين، كما هاجموا الدولة التي، بالنسبة إليهم لا تقسو يدها إلا حين تتعامل مع الطرابلسيين.

 

الحريري: أنا المبادرة الفرنسية.. والحكومة أنا

منير الربيع/المدن/09 تشرين الأول/2020

لم يكن سعد الحريري على غير ما عهده اللبنانيون فيه. كل محاولات التسويق ما قبل إطلالته، لم تتطابق مع مضمون ما أعلنه. بدأ وكأنه مقبل جديد على الحياة السياسية، أو (ببعض المبالغة) كمستشرق. أراد استنساخ "شخصية" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. أو ربما أراد أن يتحدث بلسان شقيقه بهاء، الطارح نفسه "ثورجياً" ضد الفساد وضد حزب الله، ومجدِداً للحياة السياسية اللبنانية.

أنا الحلّ

يمكن البناء على ما قاله الحريري بموقفين لا ثالث لهما. أنه مرشح دائم لرئاسة الحكومة و"بلا جميلة أحد"، وأن كل من يعارضه أو يعترض على أدائه أو يوجّه له ملاحظة، هو "مزايد" ومشروع خائن أو أنه غير وطني.

كرر ترشحه لرئاسة الحكومة مرتين، وأبدى استعداده لإجراء الإتصالات اللازمة، بحال كان هناك موافقة على الخطة الفرنسية وصندوق النقد، وإنه لن يقفل الباب. ذهب إلى تقديم أوراق اعتماده كرجل لا يريد ترك البلاد أمام الانهيار، ولا أن يكون تعطيل البلد بسبب الخلاف على وزارة المال، وأنه لا يمانع منحها للثنائي الشيعي.

قال إنه لا يمتلك أي معطيات جديدة، ولكنه يريد أن يقول ما لديه. وما لديه، كان أنه مستعد أكثر من أي وقت مضى لترؤس الحكومة! فيما السؤال يبقى إذا ما توفّر الجو أو المعطى الدولي الذي يمنحه الضوء الأخضر لذلك.

مساع فرنسية؟

حتى هذين الموقفين ليسا جديدين في قاموس الحريري، على الرغم من أنهما ظهرا بوضوح هذه المرة. فلم يجدد مواقفه التي اطلقها سابقاً عبر بياناته أو تسريبات مصادره، بأنه غير مرشح لرئاسة الحكومة. في إطلالته التلفزيونية لم يكن بالإمكان أن يطلق مثل هذا الموقف، لأن الوقت ضيق، والبحث عن تسوية تعيد تكليفه برئاسة الحكومة يدور فعلاً في بعض الكواليس، وينتظر جهوداً فرنسية جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية لتأمين الموافقة على توليه حكومة، سيكون حزب الله حتماً شريكاً فيها. من هنا، كان الحريري حريصاً في حفاظه على خطّ "الرجعة" على الرغم من الانتقادات التي وجهها للحزب.

موقفه ممن انفضّ من حوله من السنّة، يؤكد أنه لا يمكنه أن يرى غيره رئيساً للحكومة. تجربة محمد الصفدي، بهيج طبارة، سمير الخطيب، وصولاً إلى مصطفى أديب (ناهيكم عن حسان دياب) خير الدلائل على ذلك. وبمجرد أن يقول إنه مرشح لرئاسة الحكومة بلا منّة من أحد، مشيراً إلى كتلته النيابية يعني أنه استحضر قوته السنّية البرلمانية، للإشارة إلى أنه الأحق كممثل للطائفة السنية وفق المعادلات المطروحة. وأكمل فكرته بأنه مستعد لإجراء اتصالات في الأيام المقبلة لمعرفة التزام الأفرقاء بالمبادرة الفرنسية. ولهذا الكلام تفسيران، إما أنه فوّض نفسه عوضاً عن الفرنسيين لمتابعة مبادرتهم، أو أنه يريد إجراء الاتصالات بحثاً عن تسوية معينة. وهنا لا بد من العودة إلى كلام قاله يوم الإثنين، بأن عون قد يدعو إلى الإستشارات النيابية في الأيام القليلة المقبلة. هذا المعطى لم يكن متوفراً لدى أحد غيره من المسؤولين، حتى الرئيس نبيه برّي كان يقول إنه لن يحصل شيء قبل الأسبوع المقبل. أي بعد جلسة المفاوضات الأولى حول ترسيم الحدود.

التقارب مع باسيل

ربما للاستيضاح عن سبب علم الحريري بدعوة عون للإستشارات، لا بد من الاستناد إلى ما كشفه عن إجرائه اتصالاً برئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، للاطمئنان على صحته بعد إصابته بفيروس كورونا. هذا الاتصال لا بد من التوقف عنده ملياً. ولا بد من انتظار ما سيظهر من مضامينه لاحقاً. لكن حتماً له علاقة بما علم به الحريري قبل غيره من السياسيين، خصوصاً عندما أشار إلى أن على التيار الوطني الحرّ أن يقرر، إذا ما كان سيذهب شرقاً أو غرباً. هي إشارة على ما قد يجتمع عليه الحريري والتيار مجدداً، على وقع العقوبات الأميركية، والتي قد تغير مواقف العونيين، فيتقاربون كما تقاربوا قبل تنازله عن وزارة المال، وعندما رفض عون تكريسها لأي طائفة.

المفاوضات الحدودية والتسوية الداخلية

أهم ما ينظر إليه الحريري كان مفاوضات ترسيم الحدود، والتي أصبحت بشكل واضح مفاوضات مباشرة بين حزب الله والأميركيين. ولذلك هو لا يريد أن يكون بعيداً عن المشهد وعن الصورة، ويقع في مواجهة حزب الله أو استعدائه. فتح الباب أكثر أمام إجراء بعض التعديلات الدستورية. في محاولة استشرافية لأي تغيير في الموازين السياسية أو الدستورية قد تفرضها الوقائع مستقبلاً، بنتيجة هذه المفاوضات وما سيليها. والبحث في ملف السلاح وما سيكون المقابل له سياسياً وفي معادلة النظام السياسي. وفي الوقت الذي يستمر فيه الحريري بالكلام عن وجوب الذهاب إلى تسوية، لأن لبنان أمام خيارين، وفق ما يقول: إما استمرار التعطيل، وانتظار حصول تطورات كبرى يجبر فيها على الدخول في التسوية، أو اختيار التسوية اختزالاً للوقت. وهو حتماً يختار التسوية، ويهاجم كل من ينتقده، علماً أنه في محاولاته لتبرير التسوية يذهب إلى استخدام لهجة التصعيد. فهذه المرّة "اكتشف" أن حزب الله صاحب مشروع خارجي! وقد ضمّ إليه حركة أمل أيضاً، بخلاف ما كانت عليه نظرته تجاه الحركة. وكذلك بالنسبة إلى موقفه من التيار الوطني الحرّ ومواقف جبران باسيل، علماً أنه دخل في تسويات كثيرة معهما، ولا يزال مستعداً، ولن يقفل الباب.

مشكلة سعد الحريري أنه لا يقوى على الانتظار في السياسة، علماً أنها فنّ الانتظار. فلا يتعاطى معها إلا كسائح.

 

مئوية لبنان الكبير: نحو قومية لبنانية جديدة

أسعد الخوري/أساس ميديا/الخميس 08 تشرين الأول 2020

استدعت الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير في 1ايلول 1920 التفاتة الى تلك المرحلة من الماضي، وما رافقها من منازعات فكرية وصراعات بلغت حدّ العنف احياناً، والنظر الى المستقبل لاستشراف ما يتوجه اليه سياسياً هذا الكيان الوليد آنذاك، المرتبط بماضٍ سحيق في التاريخ، بما يبدو أنه تغيير في قوى المنطقة التي رست عليها المعادلات الجغرافية منذ اتفاق سايكس بيكو، حتى امكان تغيير الخرائط، ما يعني تغيير الدول. فما مصير هذه الدولة الصغيرة في الجغرافيا، المتقلبة على تاريخ ثابت؟

أَحسَّ اللبنانيون بالخطر يَدْهَمُ دولتهم منذ بدأت مؤامرات الدول الكبرى قبل عقود، واثبتت الحرب التي استمرت منذ 1975 الى 1990 - ويقول البعض إنها لم تنتهِ وأكبر دليل على ذلك الإنفجار المأساوي الرهيب في مرفأ بيروت، الذي دمّرعاصمة لبنان بشكل مخيف – أن الخطر تجاوز المحظور، وإنّ هيكل الدولة القائم عظميّ والكيان يهتز لأي عاصفة سياسية، وهو أمام مصير مجهول.

تنكّب مهمّة الدعوة إلى القوميّة اللبنانيّة مفكرون كثيرون، أجابوا عن سؤال: من نحن؟ والآن نحتاج الى نخبة تجيب عن اسئلة مثل: ماذا نريد؟ ماذا نفعل؟ وكيف نحافظ على لبنان؟

بعد مئة سنة على إعلان دولة لبنان الكبير، إنّ افضل السبل للمحافظة على لبنان ان نكون قادرين على إخراجه من سلطة الوصايات التي تناوبت عليه، فأجهضت سيادته واستقلاله. الوصايات الخارجية معروفة بأهدافها ومقاصدها وهي مشكلة كبيرة، لكن المشكلة الكبرى هي في الحكام الذين يمدّون يدهم الى الخارج فيصبحون بيادق وبنادق متحركة في يده.

بعد مئة سنة على إعلان دولة لبنان الكبير، إنّ افضل السبل للمحافظة على لبنان ان نكون قادرين على إخراجه من سلطة الوصايات التي تناوبت عليه، فأجهضت سيادته واستقلاله

اسقاطات مرحلة الحرب وما قبلها

إنّ لبنان معلول بصغره وضعفه، هكذا كان في التاريخ، وهذا ما هو عليه الآن، فمنذ إعلانه دولة هو موضع مطامع الآخرين فيه. سوريا تريده جزءاً منها، قبل الاستقلال وبعده، ولاسرائيل مطامع في ارضه ومياهه منذ اعلنت دولتها عام 1948. ومنذ منتصف سبعينيات القرن العشرين خضع بالتوازي أو بالتتابع للوصايات الفلسطينية والسورية المباشرة، ولسيطرة فصائل وقوى تابعة لدول عربية أو أجنية مختلفة، ولاحتلال اسرائيل أراضي واسعة في الجنوب عام 1978، وانشاء دويلة «جيش لبنان الحر» ثمّ توسعها الى نصفه واحتلال عاصمته في الاجتياح عام 1982 حتى اندحارها عام 2000، وما زالت تحتفظ بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا «مسمار جحا» لربط النزاع مع لبنان والتأثير عليه بممارسة الانتهاكات المستمرة لأرضه وفضائه. وما زال لبنان إلى الآن تحت السيطرة الإقليميّة والدوليّة غير المباشرة.

يبدو ضعف لبنان قدراً لا يرتجيه اللبنانيون، فتاريخ مدنه الفينيقية المنقسم بعضها على بعض صورة منعكسة في جغرافيا اليوم، ففي كل منطقة تسيطر طائفة او جماعة مذهبية او حزبية او مزيج من الاثنين معاً، بحيث يصح القول إن التقلبات الدينية على ارضه منذ ستة آلاف سنة، تثبت ان الجينات البشرية مستمرة هي نفسها، ويعني ان الكتلة البشرية اللبنانية كانت تساير المنحى العام للغلبة الدينية فتتقلب بتقلباتها. ما يعطي اصحاب نظريات الميزات اللبنانية، ميزة اضافية ان اللبنانيين يتحدرون من ذلك العصر القديم، وأن نسبتهم الكبيرة ذات جذور مشتركة.

إنّ مقولة «قوة لبنان في ضعفه»، التي رفعها بعض السياسيين في لبنان، اسقطها اتفاق القاهرة (عام 1969) الموقّع مع منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بقائدها ياسر عرفات، ففقدَ لبنان براءته وصار جنوبه، ثم بيروت، فلبنان كله، «هانوي العرب»، وصار الفلسطينيون يدّعون القوة مفترضين انهم اخرجوا لبنان من مقولته السابقة، لكنهم في الواقع زادوه ضعفاً على ضعف فلم تتداعَ فقط تركيبة النظام، بل اهتزت اسس الكيان.

إن لبنان في آلام مخاض المنطقة، وفي ذكرى اعلان كيانه المئوية هل تتم الولادة؟ إن لحظته التاريخية هي لحظة تاريخية للمنطقة ايضاً، فكيف يمكن انقاذه؟

لبنان هو خلاصة حضارات ترعرعت على شواطئه وجباله، اندثرت وانبعثت يوم لم تولد حضارات خارج حوض البحر الابيض المتوسط، إلاّ في الصين

ما هو لبنان؟

إنّ لبنان هو خلاصة حضارات ترعرعت على شواطئه وجباله، اندثرت وانبعثت يوم لم تولد حضارات خارج حوض البحر الابيض المتوسط، إلاّ في الصين. و»على امتداد آلاف السنين الماضية تراكم في بلادنا ما بقي حياً من حضارة ما، فوق ما بقي حياً من حضارة أخرى، فكانت الحضارة اللبنانية المتعددة الثقافة، والمميزة في هذه المنطقة من العالم».(صفحة 33، رسالة لبنان ومعناه، فيليب سالم)

بنيت الحضارات في بلادنا على حوار الثقافات، فأنتجت رسائل ومعاني قيّمة ميّزت المنطقة عن غيرها من مناطق العالم، وخصّت لبنان بالرسالة التاريخية التي يضطلع بها. وما زلنا نبني على هذا الأساس، فيما بنى غيرنا على صراع الحضارات الذي تسبب بالارهاب والحروب عليه. والفارق كبير في النتائج، كما هو في الأسباب والفرضيات، بين الحوار والصراع. فالحوار على ركائز الحرية والاعتدال يبني الحضارة على ثقافات متعددة، اما الصراع فيهدم الحضارات، كما حدث في هدم ثقافات العراق التي تميّزت بالتعدّدية فيه منذ برعمت الحضارات ونشأت.

 بالطبع يخاف اللبنانيون على بلدهم من الارهاب المستجد في المنطقة، والقديم منه ويخافون من مطامع اسرائيل المرفقة باعتداءات متكررة عليه، كما يخافون من زعمائهم الذين قد يفرّطون به عن قلة دراية أو بصفقات مشبوهة. يخافون على مصيره من جحافل متخلّفة تغزوه أو على الأقل يخافون على الحرية ميزته وعلى الحضارة التي تختزنها  رسالته. والارهاب الذي اجتاح المنطقة، وتمثّل في لبنان عام 2000 (أحداث الضنيّة الإرهابيّة ضد الجيش اللبناني) بشراذم من بقايا ارهاب «القاعدة»، هو إرهاب «الهي» يقتل باسم الله، دون وازع من دين أو أخلاق أو ضمير، إنّه أسوأ أنواع الارهاب الذي مرّ في تاريخ المنطقة كلها.

حمل البروفسور فيليب سالم الذي يؤكّد أنّ «لبنان عربي من رأسه إلى أخمص قدميه»، وليس فقط ذا وجه عربي، حمل راية القومية اللبنانية مجدداً استناداً الى أنّ للبنان دوراً مركزياً في حياته، وهذا الدور المعبّر عنه برسالة لبنان ومعناه، دفع به للبحث عن لبنان السياسي فوجده في القومية اللبنانية.

بعد مرحلة طويلة اضمحلت فيها فكرة القومية اللبنانية أعاد سالم بث الروح فيها، معبراً الزامياً لتأسيس لبنان الجديد، بغية المحافظة على الكيان اللبناني الذي صار واقعاً قبل مئة سنة

اذاً بعد مرحلة طويلة اضمحلت فيها فكرة القومية اللبنانية أعاد سالم بث الروح فيها، معبراً الزامياً لتأسيس لبنان الجديد، بغية المحافظة على الكيان اللبناني الذي صار واقعاً قبل مئة سنة.

كيف نحافظ على الكيان اللبناني؟

نحافظ على الكيان اللبناني بتبني أسس بناء الدول الحديثة، التي اثبتت نجاحها في بناء تلك الدول وتحضّرها، فلماذا لا تنجح في لبنان؟ إنّ هذه الاسس لم تبنِ دولاً متقدمة اقتصادياً فحسب، بل رفعتها على سُلّم الحضارة العالمية، لأنها تمحور قوانينها على أهمية الانسان في الوجود، فهو القيمة المطلقة على الارض، كما الله هو المطلق في السماء. والتركيز على الانسان يعني التزام ثوابت بُنيت مداميكها منذ الثورة الفرنسية، والتخلي عن الشوائب التي تعترض مسيرة الانسان الى النجاح والسعادة.

انتقلت الثورة الفرنسية بالبشرية من حال الى حال وليس فقط من عصر الى عصر، وجاءت بالصبغة العلمانية، فيما كانت الصبغة المسيحية دينية. لكن كل ما يخدم الانسان هو دين بالمعنى الانساني لا الايماني. فالمسيحية قالت ان السبت وجد من اجل الانسان ولم يوجد الانسان من اجل السبت، وبذلك لم تضع الانسان في المرتبة الاولى بين الكائنات فحسب، بل اعطته حرية الخروج عن التعاليم والتقاليد التي تكبّله وتسحقه، الى الحرية التي نادت بها الثورة الفرنسية. فالانسان ولد حراً، ولا يحق لأحد أن يستعبده ولا يحق للمرء ان يستعبد الآخرين.

واذ قالت الثورة الفرنسية بالحرية والمساواة والاخوة بين البشر وفي التعامل بعضهم مع بعض، حوّلت العقيدة الدينية الى عقيدة اجتماعية تنظّم شؤون الانسان في الدولة، كما تنظّم الديانات ارتقاءه الى السماء. اذاً لا تناقض بين الأمرين، بل تكامل على قاعدة إعطاء «ما لله لله وما لقيصر لقيصر» وجعل دور الانسان في العالم مسايقاً دوره في الآخرة، بحسب قول الامام علي بن ابي طالب «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً».

بهذا القول فصل الامام بين الدين الذي يخدم الانسان في آخرته، وبين الدنيا التي هي قِوام حياته، وكما التقى الدين مع العلمانية على خدمة الانسان فقد التقيا على ان الانسان هو الغاية لهما، وهذه الغاية تتحقق بأفضل تجلياتها بفصل الدين وتعاليمه عن شؤون الدولة ونظمها، فتتحقق الأهداف التي رمى اليها كل منهما. كما يتحقق بفصل السلطات بينهما أمن الانسان وراحته وسعادته.

إذاً السبيل واحد وواضح لبناء الدول الحديثة، هو فصل الدين عن نظم الدولة وشؤون المواطنين، وهو أحد السبل لبناء لبنان الجديد، على أساس الثالوث الذهبي: السيادة، الحرية، الديموقراطية. إنّ هذا السبيل يستدعي وضع نظام جديد للبنان وتحديث قوانينه لتلائم توصيات حقوق الانسان، كما أقرّتها الشرعة العالمية، ورفده بأحدث النظم والتشريعات التي توصلت اليها أرقى دول العالم وليس اقواها. ثمة ثوابت متداولة لبناء الدول الحديثة رفعها سالم شعاراً للبنان الحديث. صحيح أنه يأخذ بالثوابت الوطنية، لكنه لا يتوقف عندها، بل يبدع ثوابت أكثر حداثة وعصرنة وثباتاً تقوم على ركائز وطنية وتقود الى مفاهيم لبنانية يجب أن يتفاهم عليها المواطنون، لعلها تكون ميثاقاً جديداً يوصل الى دستور خالٍ من شوائب دستور الطائف وأكثر عصرية.

ومن قواعد بنيان الدولة الحديثة، بناء الثقة بين المواطنين والحاكمين، وهذا مفقود حاليا، ففي لبنان ازمة ثقة في الحكم، إذ كيف يستثمر فيه المغتربون، اذا كان المقيمون يهربون منه؟ ألم يقل رئيس الجمهورية ميشال عون أنّ لبنان منهوب وليس فقيراً، فمن يجرؤ على الاستثمار باستشراء الفساد فيه وبازدياد الفاسدين؟ كل فاسد في الحكم يحمي ازلاماً فاسدين في الادارات والمؤسسات، والفاسدون كباراً وصغاراً لا يشبعون ولا حدّ لطمعهم وجشعهم. وقد انعكس الفساد على وجود الشباب الذي يهاجر جامعيوه ومهنيوه، ذكوراً واناثاً، فيفتقدهم الوطن وتكسبهم الغربة.

كثيرة هي الاسلحة التي تقتل، لكن افتكها قهر المواطن في وطنه.

ركائز لبنان

يربط فيليب سالم بين ركائز لبنان الأربع: الانصهار المسيحي - الإسلامي والحرية والديموقراطية والتعددية الحضارية، وهذه الركائز هي دعامة وجوده وطناً ومعنى ورسالة.

إنّ أخطاراً كثيرة تهدد الكيان اللبناني وطناً ورسالة ومعنى، ويقول سالم: للمرة الاولى في تاريخ الازمات المتراكمة في لبنان، تهدد الازمة لبنان بالمفهوم الحضاري. فلبنان لم يكن وطنا بقدر ما كان رسالة، لم يكن مجده يوماً نابعاً من كيانه السياسي. بل من كيانه الحضاري، ومن كونه أكبر من وطن، ومن كونه «رسالة للعالم»، ولذا فان الخطر اليوم يهدّد جوهر لبنان وحقيقته، كما يهدد معناه الكياني الذي من دونه لا يكون لبنان.

ندافع عن لبنان بالدفاع عن معناه وجوهره، وهما في اربع ركائز:

1- الانصهار المسيحي - الاسلامي المعبّر عن التفاعل الحي منذ مئات السنين وعندما تنسلخ المسيحية عن الاسلام في لبنان، يزول سبب وجوده، بل واجب وجوده، فلبنان يشكّل انموذجاً مستقبلياً لأرقى مستويات الحضارة التي تعلو بالانسان فوق الدين والعرق والايديولوجيا الى الانسانية. هو انموذج حوار الحضارات فيما اسرائيل اليهودية، كما اعلنها نتنياهو هي النموذج لصراع الحضارات. إنّ اسرائيل هي العدو للبنان ليس لجهة اطماعها فيه أرضا ومياهاً فحسب، بل هي عدوه الحضاري، فهي تسعى الى تقويض انموذجه لتسويق انموذجها في العالم. إنّ هذا الانصهار هو أهم انجازات الحضارة كونه ينهي مفهوم «صراع الحضارات» لمصلحة حوارها.

2- الحرية: هي جوهر ماهية الانسان، والقبس الذي أوقد شعلة الحضارة، والحرية التي تُحيي تُميت إذا أوقعت لبنان في الفوضى، أو استغلها التطرف لتقويض ركائز لبنان وهدم نظامه وبنيانه. الحرية وحدها تخرج المنطقة من الواقع الارهابي المسيطر عليها، وإلاّ فإن الايديولوجيات الدينية المتطرفة ستسحق «آخر معاقل الحرية في هذه المنطقة».

3- الديموقراطية: هي التي تتجسد فيها الحرية في النظم السياسية، لتجعل المواطن يتفاعل في مجتمعه ويشارك في صنع مستقبل وطنه. وبذلك يشعر المواطن بدوره في صنع وطنه والمشاركة في بنائه.

4- التعددية الحضارية: إنّ الركائز الثلاث السابقة ميّزت لبنان ودفعته على طريق الحضارة العالمية، وربطت تاريخه الحضاري بمستقبله الذي يقوم على تفاعل الثقافات العالمية الحالية، لذلك يقول فيليب سالم «إنّ لبنان وطن نهائي في الهوية السياسية، لكنّه وطن عالمي في الهوية الحضارية. وهو من الشرق، إلاّ أنه للعالم كله».(الصفحات من 40 الى 44، رسالة لبنان ومعناه)

الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة تهدد لبنان بالحرب المتوقعة في كل لحظة، تثبيتاً لمطامعها، واستهدافاً لقيمه الحضارية التي تثير حفيظة اسرائيل في الحرب والسلم معاً، فاسرائيل في السلم الموعود دائمًا والمؤود دائمًا، ستحاول تدمير لبنان، لأنه يمثل انموذجاً حضارياً مغايراً لاسرائيل

إنّ هذه الركائز التي هي معنى لبنان وجوهره، إذا سقطت انهار لبنان، ومن دون معناه وجوهره لا يكون،ويتهدد بمعناه الكياني، ويأتي التهديد من ارتباط قوى الداخل بدول اقليمية كإيران وسوريا والسعودية ومصر،أو دولية اوروبية واميركية.

يقول سالم إنّ الطريق الوحيدة المتاحة لقيامة لبنان لا تمرّ بالشرق ولا تمرّ بالغرب،إنها طريق الشرعية الدولية. (الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقراراته)

في وجه الأخطار يكبر دور الرسالة، وكلما اثخنتها الجراح صارعت للبقاء على قيد الحياة، ويضيف سالم «لا تزال هناك بقايا من الرسالة تصارع لتبقى على قيد الحياة. بقايا، لكن الرسالة اصبحت اكبر. بقايا، لكن معنى لبنان اصبح أعمق. ها قد اصبحت الرسالة هي الدفاع عن لبنان».

حتماً إننا في خطر حقيقي، وقد نكون في اتجاه خطر آخر يجعل اثبات الرسالة وتحقيقها أكبر، ويعمّق معناها. أما حالياً فالرسالة الاولى هي الدفاع عن لبنان كي يبقى.

بالطبع إنّ الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة تهدد لبنان بالحرب المتوقعة في كل لحظة، تثبيتاً لمطامعها، واستهدافاً لقيمه الحضارية التي تثير حفيظة اسرائيل في الحرب والسلم معاً، فاسرائيل في السلم الموعود دائمًا والمؤود دائمًا، ستحاول تدمير لبنان، لأنه يمثل انموذجاً حضارياً مغايراً لاسرائيل. فاللبناني هو المنافس الوحيد لها في المنطقة، علماً واقتصاداً، لأنه مغاير لها في الحرية التي تدّعيها ومنافس لها في الديموقراطية، خلافا لكل دول المنطقة، ولأنّ حضوره الكبير في العالم يتيح له أنّ يشكل قوى ضغط في كل الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأميركيّة، لأنه قادر على بناء دولة عصرية علمانية، ولأنه منافس حقيقي لها على الثروة العربية.

هذه المخاطر تحول دون تحقق وحدة اللبنانيين، وبالتالي عدم الوقوع في الهوة التي وقعوا فيها عام 1975. يقول فيليب سالم إنّ عدم بناء دولة بين الاستقلال وعام 1975 هو السبب الحقيقي للحرب اللبنانية ولـ «حروب الآخرين».

وهو متخوّف أن يكون «لبنان الكيان الحضاري المميز في الشرق»، في طريق الزوال، و»لن تقوم قيامة لبنان، إلاّ اذا قام اللبنانيون بأعجوبة بحجم تاريخهم وتراثهم».

الانتماء الى لبنان والولاء له الى حد الايمان واضح، لكن هل يرتقي سالم الى مفهوم القومية في كتاباته؟

ان وضوح ولاء سالم للبنان جليّ وهو يرتجي من اللبنانيين ان يجاروه، بأن يطبّقوا ما ورد في مقدمة الدستور بأن «لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه» وقد ارتضوا ذلك، فليذهبوا الى الولاء للبنان دون مواربة او استبطان، وبذلك نسير على الطريق الصحيح في أنّ لبنان مكتمل بذاته ولا يحتاج الى معمودية لتثبيت سيادته وحريته واستقلاله، فهو لجميع ابنائه ويجب ان يكون جميع ابنائه له.

واذا ما طبقنا الدستور بأمانة تليق برجال القانون وبثقة يجب أن تغالب المصالح عند السياسيين نكون قد ارتقينا بلبنان الى مرتبة الاوطان.

ويضيف: لقد ضحيتم من أجل الارض وها هي تطلب منكم محضها الولاء التام «وعندما تقدمّون كل ما لديكم من قوة وولاء للبنان تستحقونه وتستحقون مجده».

يجب ان يتفق اللبنانيون على هوية لبنان كي يتفادوا حربًا كالتي حدثت عام  1975 والتي ما تزال تداعياتها السلبيّة مستمرّة حتى اليوم.

*نصّ من كتاب "القوميّة اللّبنانيّة في فكر فيليب سالم" بعنوان "مئويّة لبنان الكبير: نحو قوميّة لبنانيّة جديدة" الصادر بمناسبة مئويّة لبنان الكبير.

 

نصر الله يفصل الدين عن السياسة

محمد بركات/أساس ميديا/الجمعة 09 تشرين الأول 2020

مساء الأربعاء أطلّ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في مناسبة أربعين الإمام الحسين، بعدما وزّع إعلام حزبه أنّه سيلقي كلمة في ذلك المساء. واتجهت الأنظار إلى الشاشة، بانتظار بدء كلمته التاريخية عن ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة، أو الكيان الصهيوني الغاصب، أو دولة إسرائيل المزعومة... لكن ما هي إلا ثواني قليلة، حتّى أعلن أنّ كلمته ستقتصر على الجانب الديني، دون الخوض في الجانب السياسي. وهذا غير مسبوق. سارعت إلى الأرشيف، لأتأكّد إذا ما كانت هذه المناسبة "تفرض نفسها"، وتبتعد عن السياسة، فتبيّن أنّ كلّ المناسبات المشابهة في السنوات الماضية، كان نصر الله يبدأ خطاباته بمقدّمة دينية، يدخل منها إلى حديث سياسي لا تقلّ مدّته عن ساعة. حزب الله، لمن لا يعرف، ومنذ تأسيسه، دخل البيئة الشيعية على متن رجال الدين، وبجملة خمينية محدّدة جداً: "سياستنا عين ديننا، وديننا عين سياستنا"

لكن هذه المرّة بدأ كلمته بأنّه لا يريد الحديث في السياسة وإنّما في الدين فقط. وهذا واحد من مطالب ثوّار 17 تشرين، الذين يرغبون في طبقة سياسية غير مذهبية، وفي فصل رجال الدين عن السياسة، تحت عنوان أنّ رجل الدين يجب أن يتحدث في الدين، ورجل السياسة يجب أن يتحدث في السياسة، وعدم الخلط يبن الحديثين والرجلين.

لكنّ حزب الله، لمن لا يعرف، ومنذ تأسيسه، دخل البيئة الشيعية على متن رجال الدين، وبجملة خمينية محدّدة جداً: "سياستنا عين ديننا، وديننا عين سياستنا". وكان شيوخ حزب الله، من الخمينيين الجدد، في بداية الثمانينات ومنتصفها، يهاجمون الشيخ الذي لا يعمل في السياسة، ويتهكّمون على الشيوخ الذين رفضوا خلط الدين بالسياسة، ويتهمونهم بـ"التخاذل". وفق هؤلاء "أن تكون حسينياً يعني أن تعمل في السياسة على الأرض"، وبالطبع يؤكدون: "سياستنا عين ديننا وديننا عين سياستنا". لكن في أربعين الإمام الحسين، بتاريخ 6 تشرين الأول 2020، في لحظة مكثفة دينياً، وبعد أيام من إعلان الرئيس نبيه برّي اتفاق الإطار حول ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، أيضاً في لحظة مكثفة سياسياً... فضّل نصر الله الصمت السياسي.

كثيرون يريدونه دائماً أن يتحدث في الدين. لكن في هذه اللحظة، التي هي لحظة حزبه بشكل أو بآخر، والتي يجب أن يتحدث خلالها، وأن يقول رأيه، حول مفاوضات الترسيم بين لبنان وإسرائيل، لماذا قرّر أن يصمت؟

هو نفسه حزب الله الذي قامت كل ثقافته السياسية والعقائدية والدينية والمذهبية والجغرافية على العداء لإسرائيل ومحاربتها بالسلاح، وعلى القتال من أجل الحفاظ على السلاح، وعلى تبنّي شعارات حماية الحدود وخوض المعارك والحروب. وفي خضمّ أزمة لبنانية طاحنة ومعارك وأزمات آتية على البيئة الشيعية حصراً، منها ربما إقفال كل فروع المصارف في المناطق الشيعية، ليصبح الشيعة جميعهم خارج النظام المصرفي. وسط كل هذا، يخرج الأمين العام لحزب الله، وأمين عام محور الممانعة في المنطقة، والمرشد الروحي لمقاتلي إيران في اليمن وسوريا والعراق وربما في إيران نفسها، لما لديه من نفوذ ومكانة، يخرج علينا في خطاب كامل ويقول: "لا أريد الحديث في السياسة، اليوم أريد الحديث في الدين".

عظيم، كثيرون يريدونه دائماً أن يتحدث في الدين. لكن في هذه اللحظة، التي هي لحظة حزبه بشكل أو بآخر، والتي يجب أن يتحدث خلالها، وأن يقول رأيه، حول مفاوضات الترسيم بين لبنان وإسرائيل، لماذا قرّر أن يصمت؟ في هذه اللحظة التي يشتم نصر الله خلالها المطبّعين والتطبيع، والتي يرسّم لبنان خلالها الحدود ويعترف بإسرائيل بشكل رسمي من خلال الجلوس معها والتفاوض معها على طاولة واحدة وفي غرفة واحدة، بموافقة أكيدة وصريحة من حزب الله، في هذه اللحظة التاريخية، يرفض نصر الله الحديث في السياسة، ويكتفي بأن تصدر كتلة حزب الله النيابية بياناً يعلن أنّ "تحديد إحداثيات السيادة الوطنيّة هي مسؤوليّة الدولة اللبنانية" وأنّ الإطار التفاوضي "لا صلة له على الإطلاق بسياسات التطبيع". حسناً.. لكن نريد أن نسمع رأي السيّد نصر الله. أم أنّ "ضربة" الترسيم على متن الممانعة، كانت قوية إلى درجة أنّها حالت دون الكلام في السياسة؟ أو ربما قرّر نصر الله أن يمارس "فصل الدين عن السياسة"، بعدما اكتشفت كتلته متأخرة جداً أنّ "تحديد إحداثيات السيادة الوطنيّة هي مسؤوليّة الدولة اللبنانية".

 

ميقاتي و"الوسطية".. حكومة معادية للدعم الدولي

زياد عيتاني/أساس ميديا/الجمعة 09 تشرين الأول 2020

وحده الرئيس نجيب ميقاتي قادر على الذهاب بعيداً، بقبوله ترأس حكومة لا تحظى بتأييد أميركي وعربي، وتحديداً سعودي. فالرئيس سعد الحريري لم يشفِ تماماً من الجرعة الأولى للسمّ، عندما تنازل عن حقيبة المالية ليُقدم على تناول الجرعة الثانية، وهي ترؤس الحكومة.

في شهر آذار 2008، نظّم تيار العزم الذي يرأسه الرئيس نجيب ميقاتي "المؤتمر الدولي الأول للوسطية في لبنان"، واستضاف في جلسته الأولى عدداً من المفكّرين والسياسيين وكان منهم النائب نهاد المشنوق الذي قدّم مداخلة لم تلقَ ترحيباً من الرئيس ميقاتي في حينه فبعد أن قدّم لمحة موجزة عن تعريفات الوسطية لدى مرجعيات دينية ودولية، قال إنّ كلّ التعريفات تثير الارتباك لأن الوسطية ليست أمراً واحداً بسيطاً ومشروطاً بعدد كبير من العوامل". وقال: "لا يعرف المرء عن الوسطية في نفسه سوى عندما يقرأ عنها. الوسطية ليست حلاً وسطاً أو وساطة بين طرفين، بغضّ النظر إذا كانوا متفقين أو مختلفين، وليست توافقاً بين حقين. إنها موقف يدعم أو يدين ولكن بطريقة مقبولة". وانتقل المشنوق إلى الشق السياسي للوسطية في خضم الصراع في المنطقة. واعتبر أنّ الصراع الحالي، هو بين الشرعية الرسمية العربية ومشروع ترعاه إيران وتدعمه بالمال والسلاح. ويسبّب هذا الصراع انقساماً في البلدان العربية".

وختم النائب نهاد المشنوق أنّ "ثمة قضايا لا نستطيع أن نجد فيها الوسط، وأن تعمل فيها الوسطية بشكل كامل".

يقارب الرئيس ميقاتي بقلق وحذر رئاسة الحكومة من زاوية تعريفه الخاص للوسطية، وليس من باب التعريف العلمي للوسطية كما جاء على لسان النائب المشنوق. فالوسطية عند رئيس تيار العزم هي الجلوس في منطقة وسطى لا تُغضب أحداً ولا تعارض أحداً كما لا تؤيد أحداً.

الرؤية الحكومية عند الرئيس ميقاتي تقوم على النقاط التالية:

1- فرنسا المضطر رئيسها إيمانويل ماكرون على إنجاح مبادرته في لبنان، تؤمّن الغطاء الدولي للحكومة.

2- مصر العائدة بقوة إلى الملف اللبناني، تمنح الغطاء العربي للحكومة وتكون وسيطاً في الحوار مع الخليج وتحديداً مع المملكة العربية السعودية.

3- اتفاق الإطار بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود يحيّد مبدئياً الولايات المتحدة الأميركية خلال التفاوض، ويحوّلها لاحقاً إلى داعم في حال التوصل إلى اتفاق.

4- الثنائي الشيعي وخلفهما إيران مضطرون جميعاً لإنجاح الحكومة وحمايتها، لأنّ السقوط الحكومي سيكون كارثة سياسية بالنسبة لهم.

ما يجب أن يدركه الرئيس ميقاتي أو أية شخصية سنيّة تتقدم لرئاسة الحكومة وفقاً لهذه الوقائع، أنّ الحكومة التي ستشكّل ما هي إلا حكومة معادية للمملكة العربية السعودية ولدول الخليج، فمعايير التشكيل ما بعد خطاب الملك سلمان في الأمم المتحدة تختلف عن المعايير ما قبل هذا الخطاب

الرؤية الميقاتية الوسطية للمغامرة الحكومية القائمة على 14 وزيراً تكنوقراط و 6 وزراء سياسيين، وهي طرح سابق لحزب الله. قد تكون قريبة من الواقع والمنطق. في إقناع البعض باعتماد تسمية الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة بخاصة مع إصرار الرئيس سعد الحريري على عدم تسميته في غياب مباركة عربية لهذه التسمية، إلا أنّ هذه الرؤية لم تقدم أجوبة لسؤالين محوريين يشكّلان هاجساً عند اللبنانيين وهما:

أولاً: كيف ستؤمّن هذه الحكومة الدعم المالي الدولي والعربي؟ فصندوق النقد الدولي قراره بيد الولايات المتحدة الأميركية، والصناديق العربية والإسلامية قرارها بيد السعودية، وغياب مباركة هذين الطرفين يسقط الآمال بالوصول إلى هذا الدعم. بخاصة أنّ الاقتصاد اللبناني لا يحتمل ترف الوقت وانتظار مفاوضات الترسيم مع إسرائيل، إلا إن كان لبنان سيسلّم بما ستقوله اسرائيل من الجلسة الأولى أو الثانية.

ثانياً: ما هو موقف الحكومة وتحديداً رئيسها من سلاح حزب الله ودوره الاقليمي؟ حيث غاب عن التعليق في كلّ المراحل المعنيّة بذلك، وآخرها خطاب الملك سلمان بن عبد العزيز أمام الأمم المتحدة. لقد خاض الرئيس ميقاتي سابقاً تجربة "النأي بالنفس" ومن المؤكد أنها عُملة لم تُصرف عند أحد".

ما يجب أن يدركه الرئيس ميقاتي أو أية شخصية سنيّة تتقدم لرئاسة الحكومة وفقاً لهذه الوقائع، أنّ الحكومة التي ستشكّل ما هي إلا حكومة معادية للمملكة العربية السعودية ولدول الخليج، فمعايير التشكيل ما بعد خطاب الملك سلمان في الأمم المتحدة تختلف عن المعايير ما قبل هذا الخطاب.

حكومة لبنانية معادية للملكة ماذا يمكنها أن تفعل؟ هذا هو السؤال الواجب تقديم الإجابة عليه من كلّ الساعين والحالمين بالعودة أو الدخول إلى السراي الكبير.

يمثل حزب الله قوة عسكرية وسياسية في آن، ولديه شبكة مدارس ومستشفيات وشركات تأمين وحتى اتصالات تجعله مستقلا

في ورقة بحثية تعود لعام 2012، حين كان ميقاتي رئيساً للحكومة، كتبها رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب تحت عنوان "رؤى لاصلاح قطاع الامن في لبنان"، وكان يومها مدير "مركز الدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط مقره طرابلسcesmo) يتحدث اديب عن الاجهزة الامنية في لبنان ويعدّد مهامها حسبما تنص عليه القوانين والانظمة.

"حزب الله الذي هو بحق دولة داخل الدولة يعتبر رأس حربة الاستراتيجية الايرانية في الشرق الاوسط، فهو يمثل لها وسيلة تواصل مع القضية الاهم في العالم العربي الاسلامي، إلا وهي القصية الفلسطينية. وبالرغم من ان القرار 1701 قد أبعد حزب الله من الحد الجنوبي، إلا انه لا زال منتشرا سراً ولكنه في نفس الوقت قد نقل الحرب الى الساحة السياسية التي يمثل فيها مصالح الطائفة الشيعية وهي من الأكثر عدداً في البلد*. انه لا زال يضم 25 الف رجل وأسلحة كثيرة منها حوالي 30 الف صاروخ. يمثل حزب الله قوة عسكرية وسياسية في آن، ولديه شبكة مدارس ومستشفيات وشركات تأمين وحتى اتصالات تجعله مستقلا (...) حزب الله كان قد هُمش بعد استقالة الوزراء الشيعة في تشرين الثاني 2006 بل واكثر بسبب احداث ايار 2008، فأعادت له اتفاقات (اتفاق) الدوحة شرعيته السياسية كقوة مشاركة في الحكم وشرعيته العسكرية بوصفه قوة مقاومة. منذ حزيران 2011 صار يسيطر على الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي. وبما أنه يستحيل نزع السلاح من حزب الله نظرا لعدم توازن القوى لصالحه لما له من وزن عسكري وسياسي، فإن تواجده في لبنان هو سبب من الاسباب التي تمنع حاليا اجراء اصلاح قطاع الامن". إذاً، برأي الحزب هو دولة داخل الدولة. هل يتصل الرئيس ميقاتي بمدير مكتبه السابق السفير الحالي في ألمانيا مصطفى أديب طالباً نسخة عن هذه الدراسة؟!

*تعليق من الكاتب: الشيعة ليسوا الأكثر عدداً في الإحصاءات الجديدة التي جرت حتى تاريخه.

 

هل يقفل ترسيم الحدود دكان المقاومة؟

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91107/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%88%d8%b4-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%82%d9%81%d9%84-%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%af%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7/

لنتخيَّل لبرهةٍ لو أنَّ مسؤولاً لبنانياً آخرَ، غير الرئيس نبيه بري، من خارج القوى التي تعتبر نفسها «ممانعة ومقاومة»، وقف يعلن التفاهمَ عبر الولايات المتحدة على بدء مفاوضات مع إسرائيل. يكفي الجواب، الذي سيضع من يتصدَّى لعمل كهذا في خانة الخيانة، ليؤكّد كيف صار توازن القوى في لبنان، ومن يملك المفاتيح الحقيقية للحرب والسلم في تلك البلاد التعيسة، متى يشاء وبالشروط التي يشاء. فجأة صار الجلوس مع الإسرائيليين على طاولة واحدة في الناقورة عملاً وطنياً. وصارت رعاية الولايات المتحدة لمفاوضات كهذه، بل دعوتها إلى «المساعدة على تأسيس جو إيجابي وبنَّاء مع الطرفين والمحافظة عليه»، مسألة تقتضيها مصلحة لبنان! والمقصود بالطرفين طبعاً: لبنان وإسرائيل، التي تسمى في أدبيات الممانعين مرة «الكيان الإسرائيلي» ومرة أخرى «الكيان الصهيوني»، مع أنَّ أياً من هذه التعابير لم يرد في نص الاتفاق الذي وافق عليه الرئيس بري وقرأه أمام الإعلام.

للتغطية على الأمر، كانت هناك حاجة إلى عملية ماكياج منظمة عبر وسائل الإعلام التي تحسن هذه المهمة. قيل مثلاً في هذا السياق إنَّ مبادرة الرئيس نبيه بري لا علاقة لها بالتهديد بالعقوبات الأميركية، التي طالت معاونه السياسي الوزير السابق علي حسن خليل. بري نفسه قال إن اتفاق الإطار تم التوصل إليه قبل إعلان العقوبات، لكن الواضح أن «الانفتاح» على الدور الأميركي في تسهيل عملية التفاوض سيلاقي صدى إيجابياً لدى إدارة أميركية معروفة بحبها للإشادة بأدوارها في حل الأزمات المستعصية.

جرى كذلك، عبر وسائل الإعلام التي نتحدث عنها، تكرار الحديث عن «مفاوضات غير مباشرة» في الناقورة. وكل ذلك للقول إن «الممانعين» الذين سيشرفون على عملية التفاوض، رغم القول بنقل الملف إلى الرئيس اللبناني وقيادة الجيش، لا يجلسون «مباشرة» مع الإسرائيليين. ولا بدَّ أن يكون لدى هؤلاء تفسير آخر لعبارة «مباشرة» غير الذي نعرفه. إذ كيف يوصف الجلوس مع شخص آخر في غرفة واحدة والتحدث إليه، والاستماع إلى مواقفه، ولو عبر وسيط موصوف في كل الأحوال بـ«الشيطان الأكبر»؟

كل ذلك يجرنا إلى القول إن قضية الحدود الجنوبية والعلاقة مع إسرائيل كانت دائماً في لبنان مادة تُستخدم في بازار المتاجرة الداخلية، ولا علاقة لها في حقيقة الأمر بالمصلحة اللبنانية الفعلية.

بين لبنان وإسرائيل اتفاقية هدنة مبرمة منذ عام 1949، تنص في مادتها الأولى على:

«يتعهد الجانبان اللبناني والإسرائيلي من الآن فصاعداً التقيد بدقة بالأمر الصادر عن مجلس الأمن بعدم اللجوء إلى القوة العسكرية لتسوية قضية فلسطين، وبامتناع الجانبين عن اتخاذ أي عمل عدائي ضد شعب الجانب الآخر أو قواته، أو إعداد مثل هذا العمل أو التهديد به. كما تنص على أن يُحترَم احتراماً كاملاً حق كل طرف في أمنه وحريته من الخوف من هجوم تشنه عليه قوات الجانب الآخر المسلحة». لا يحتاج المرء إلى مراجعة بعيدة في صفحات التاريخ ليتبيَّن له كيف تعاطى لبنان مع نص هذا الاتفاق، أولاً من خلال سماحه بنشاط المنظمات الفلسطينية في الجنوب، (اتفاق القاهرة عام 1970) التي شرّع لها مجلس النواب اللبناني اقتطاع جزء من تلك الأرض أُطلق عليه صراحة اسم «فتح لاند» لممارسة نشاطها من حدود لبنان. لم يكن ذلك التشريع في ذلك الوقت إلا لمصالح انتخابية داخلية، رئاسية ونيابية، وجاء بعده الالتفاف حول نشاط المقاومة الفلسطينية تحت شعارات «الحركة الوطنية» خلال الحرب الأهلية اللبنانية للأغراض السياسية نفسها ولاستغلالها لفرض واقع سياسي جديد وتوازنات قوة جديدة، انتهت إلى التعديلات التي حصلت في الدستور اللبناني بهدف إنهاء تلك الحرب.

انتهت الحرب بواقع سياسي جديد في لبنان. لكنها انتهت أيضاً في حين الواقع الجديد في الجنوب كان يفرض نفسه على البلد، متمثلاً بالاحتلال الإسرائيلي لجزء من الأرض اللبنانية. هنا أيضاً دخلت السياسة والمصالح الداخلية على الخط لمنع أي اتصال أو وساطة تسمح بعودة العمل بنصوص اتفاقية الهدنة، ما كان يمكن أن يمهد لانسحاب إسرائيل في مقابل وقف العمليات ضدها من لبنان كما تنص تلك الاتفاقية. لم يحصل شيء من ذلك، بل كان من المحرّمات أن يطرح شيء من هذا القبيل. بدلاً من ذلك تم تلزيم عملية التحرير لحزب واحد يتصرف بها كما يشاء، بحسب ما تفرض مصالحه الداخلية ومصالح إيران، راعيته الإقليمية. وكان الشعار الثلاثي الذي مُنع على أي حزب أو جهة سياسية في لبنان مناقشته (الجيش والشعب والمقاومة).

أفضت المقاومة إلى خروج القوات الإسرائيلية من لبنان في مايو (أيار) 2000. وكان يمكن أن يكون ذلك بمثابة عملية طي لتلك الصفحة السوداء التي كلفت اللبنانيين دماء شبابهم ودمار عدد من قراهم ومناطقهم الجنوبية، لكن مصلحة «حزب الله» والمحافظة على نفوذه وسلاحه كانت تقتضي اختراع أسباب جديدة للمضي في استثمار شعارات المقاومة على الساحة السياسية الداخلية. هنا تذكر «الممانعون» قطعة من الأرض اللبنانية تدعى مزارع شبعا. أرض صغيرة محتلة من جانب إسرائيل منذ عام 1967، أي لا علاقة لها بالاحتلال الإسرائيلي لأراضي الجنوب المشمولة بقرار مجلس الأمن رقم 425، والتي انسحبت منها إسرائيل.، مساحتها في حدود 200 كلم مربع.

حل مشكلة شبعا واستعادتها للسيادة اللبنانية لا علاقة لها بإسرائيل، بل حلّها يفترض تعاوناً من أصدقاء «حزب الله» في دمشق.

في عام 2000 أرسلت السلطات اللبنانية إلى الأمم المتحدة خريطة مؤرخة في عام 1966 تشير إلى أن هذه المزارع كانت تقع داخل حدود لبنان. وجاء رد الأمم المتحدة كما يلي:

«في حوزة الأمم المتحدة 10 خرائط أخرى أصدرتها بعد عام 1996 مؤسسات حكومية لبنانية، منها وزارة الدفاع والجيش، وجميعها تضع المزارع داخل الجمهورية العربية السورية. وقد قامت الأمم المتحدة أيضاً بدراسة ست خرائط أصدرتها حكومة الجمهورية العربية السورية، منها ثلاث خرائط تعود إلى عام 1966، تضع المزارع داخل الجمهورية العربية السورية».

وعندما بحث مجلس الأمن مسألة تطبيق القرار 1701، الذي تم التوصل إليه بعد حرب 2006، أكد الأمين العام آنذاك كوفي أنان أن حل قضية مزارع شبعا تحتاج إلى اتفاق لبناني - سوري بشأن ترسيم الحدود الدولية بينهما.

وهنا نصل إلى الجزء الآخر من عملية ترسيم الحدود، المتعلق بالحدود البرية. فإذا توصل الوفدان اللبناني والإسرائيلي إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية، يمكن أن يمهد الطريق لحل الخلافات على الحدود البرية، التي يقول الطرفان إنها خلافات طفيفة، هل يفتح ذلك الباب أمام تسوية مسائل الحدود العالقة مع سوريا، التي يرفض نظام بشار الأسد مناقشتها، بما يتضمن تأكيداً من النظام السوري للأمم المتحدة أن مزارع شبعا أرض لبنانية؟ أم سيكون حل الخلافات الحدودية مع إسرائيل أسهل من حلها مع سوريا؟

وهل يساعد ذلك على إقفال ملف المتاجرة بالسيادة والحدود، ويعيد «حزب الله» حزباً سياسياً لبنانياً، لا يستمر في المزايدة على سواه بشعارات الممانعة والتحرير؟

 

*جمعية المصارف في الحفرة البونزية (ponzi)

جهاد الزين/النهار/08 تشرين الأول/2020

الأسبوع قبل الماضي أصدرت محكمة استئناف أميركية حكما جديداً في قضية برنارد مادوف، الأميركي  صاحب مؤسسة التشغيل المالي الذي أدى احتياله على المستثمرين الماليين إلى خسارتهم أموالا بما يقارب السبعين مليار دولار (64,4م.د.) عام 2008.الحكم قضى بأن كل مستفيد جنى أرباحا من عمليات مادوف عليه أن يرد هذه الأرباح لأنها في احتيال مادوف تعتبر  حرْفياً سرقة  من مال الآخرين. "كل دولار ربح دُفِع لأي مستثمر هو خسارة لمستثمر آخر" حسب تفسير إحدى المحاميات الأميركيات المعنية بالملف لوكالة بلومبرغ التي نشرت الخبر.

كيف لو جرى تطبيق هذا الاجتهاد في حالة المصارف اللبنانية بالنسبة لكبار المودعين الذين جنوا ثروات من فوائد أعطتها هذه المصارف من أموال غيرهم المؤتَمَنة عليها وتبيّن، أنها أموال آخرين بمئات الألوف من المودعين الصغار الذين جرى استدراجهم للإيداع لتمويل إنفاق على الدولة و لدفع فوائد لسياسيين وآخرين ثم قامت المصارف بتهريبها إلى الخارج.

*هذه هي التهمة الإدانة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا بل استخدم التعبير الذي وصفت به عمليات برنار مادوف وهو ال ponzi*.

*لا أحسد أصحاب المصارف اللبنانيين على سمعتهم التي حوّلها اتهام الرئيس الفرنسي رسميا وعلى لسانه في مؤتمره الصحافي  الأحد قبل المنصرم، إلى وصمة وطنية الطابع*.

لقد حسم الرئيس ماكرون جدلاً طويلا دار بين اللبنانيين منذ حدث الانهيار المالي. والحقيقة أن *حاكم مصرف لبنان أكد العملية الكبرى في تحويل أصحاب المصارف لأنفسهم وللسياسيين أموالهم بمليارات الدولارات إلى الخارج بعد طول صمت عندما أصدر تعميمه الشهير الذي يطالبهم بإعادة تكوين رساميلهم بنسبة 3 بالمائة و بنسبة ما بين 15 إلى 30 بالمائة لفئات من الزبائن من قيمة هذه الودائع، إعادة كل ذلك  إلى لبنان من الأموال الموجودة لهم في الخارج.*  لماذا صمت شهورا طويلة ثم أصدر تعميمه وكان وفّر علينا في الصحافة المكتوبة والمرئية والمنابر العامة جهداً ومقالات ظهر أنها تعرف الحقيقة بعدما انحسم الجدل لصالح الاتهامات الخطيرة التي وُجِّهت لأصحاب المصارف وحلفائهم السياسيين.واضح أن الحاكم قام بعملية الكشف هذه تحت تأثير ما دار في كواليس زيارة الرئيس ماكرون الأولى والثانية.

لستُ هنا لأستعيد محضر الاتهام الذي تحوّل إلى إدانة شاملة للقطاع المصرفي الذي يفقد ثقة اللبنانيين والعرب به( حتى لو نجح بعض كبار مودعيهم، أي العرب، في تهريب أموالهم مع الأموال المهرّبة) في ظرف ترتسم فيه معادلات اقتصادية وخدماتية جديدة في المنطقة يدخلها لبنان  من دون *قطاع مصرفي مؤهل للأدوار الجديدة كنا بأمس الحاجة إليها لو لم يلعب هذا القطاع لعبة أنانية لا حس استراتيجيا فيها ويفضّل الهرب بأمواله على تحمّل مسؤولية الوفاء بالتزاماته الطبيعية*.

شكرا للرئيس الفرنسي على ما لم نكن نحلم بصدوره إلى هذا الحد  من "باقة" الإدانات التي وجّهها للطبقتين السياسية والمصرفية. لكن هدف هذا المقال هو  السؤال عن كيفية رد فعل جمعية المصارف بعد إدانة ماكرون الصريحة وغير العادية. *هل يجوز استمرار تصرف الجمعية وكأن شيئا لم يحدث ويتواصل الخطاب نفسه والادعاءات ذاتها وأبرزها الحرص على حماية أموال المودعين*!!!!!

لا شك أن السماح بانتقال الأموال داخليا، من مصرف إلى مصرف، قد ساهم في تخفيف حدة الوضع وما رافقه من انتعاش حقيقي لقطاع العقارات الذي أصبح الملجأ الشرعي الحقيقي لفك أسر الودائع ولو كان عدد لا نستطيع تقديره من أصحاب الودائع اضطروا مرغَمين إلى "بيع" شيكاتهم الدفترية بنصف أو ثلثي وأحيانا حتى ثلث قيمتها الحقيقية مع ما يمكن تصوره في هذه الحالة الأخيرة من ازدهار مافيات شراءالشيكات مقابل الثمن النقدي. كذلك ينبغي الوقوف عند سلوك بعض المصارف الذي بدأ يعترض عملية تسجيل الشيكات المحرّرة.

ماذا فعلتم بالشعب اللبناني وقد حسم الرئيس ماكرون بونزيّتكم ( من ponzi

السؤال الآن الحقيقي وقد طرحته فعليا حكومة حسان دياب السيئة الحظ هو كيفية إعادة تأسيس القطاع المصرفي في لبنان؟

تسقط القطاعات الكبرى بعد الفشل الكوارثي على المستوى الوطني. بعد ما يمكن اعتباره سقوط المصارف من بنية الاحترام الوطني وبالتالي فقدانها الثقة المجتمعية مثلما سقط العسكر في الدول التي انهزمت بعد عام 1967.و قبل ذلك سقوط الطبقات السياسية المدنية بعد عام 1948؟

عندنا في لبنان بالمعنى ذاته يتواكب سقوطان أخلاقيان كبيران  في عام واحد: الطبقة السياسية والطبقة المصرفية.

المصارف موجودة ومستمرة بقوة الأمر الواقع وقبلها الطبقة السياسية. لكن هذا لا يعني أنها لم تسقط.

 

خُذوا النايَ وغَنّوا... الصمودُ سِرُّ الوجود

سجعان قزي/افتتاحية جريدة النهار/08 تشرين الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91101/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%ae%d9%8f%d8%b0%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d9%8a%d9%8e-%d9%88%d8%ba%d9%8e%d9%86%d9%91%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%85%d9%88%d8%af/

كنا ننتظرُ أن تُغيّرَ الثورةُ لبنان، فغيّرَ تَفجيرُ المرفأِ اللبنانيّين. الصدمةُ التي تلقّاها اللبنانيّون في بُنيانِهم الشخصيِّ والنفسيِّ تُحاكي تلك التي أصابَت الشعوبَ الأوروبيّةَ بعدَ الحربَين العالميّتين، الأولى والثانيةِ، في القرنِ العشرين. اعتَبر الأوروبيون أنّهم مُكَرّسون للحروبِ الدوريّة. وقال، حينَها، الشاعرُ الفرنسيُّ بول ڤاليري: "نحن، أبناءُ الحضارات، نُدرك اليومَ أنّنا مائِتُون". بعدَ تفجيرِ المرفأِ المدَمِّرِ أصْبح لدى اللبنانيّين شعورٌ بأنّهم عُرضةٌ في أيِّ لحظةٍ للموتِ غيرِ الطبيعيِّ، وبأنّهم بلا حمايةٍ من القدَرِ ومن القضاءِ ومن الدولة، لا بل يَحتاجون إلى من يَحمِيهم من الثلاثةِ معًا.

مُدمِّرٌ تأثيرُ الصوتِ الـمُرْعِب على معنوياتِ الإنسانِ وعقلِه وجسدِه. هذا الصوتُ أقسى من الحربِ أحيانًا. أثناءَ حصارِ ناﭘـوليون ڤـيينا سنةَ 1809 ارتَعب بيتهوڤـن من أصواتِ المدافع، وأوقَف تأليفَ "السيمفونيةِ الخامسة" مدّةَ سنة. أختبأ في قَبوٍ سحيقٍ عند شقيقِه ووَضَع على أذُنيْه وِساداتٍ سميكةً. وَهَنَت أعصابُه مُوقّتًا، فكان يَتوجّهُ إلى مقهى يَرتادُه ضبّاطٌ فرنسيّون ويَشتُمهُم. ولاحقًا كتبَ إلى ناشرِ مؤلَّفاتِه الموسيقيّةِ يقول: "خَسِرتُ فرحي ومعنويّاتي. أصواتُ المدافعِ الرهيبةُ لا تزال تَطِنُّ في رأسي. تَغيَّرت حياتي. فَقدْتُ لَذّةَ العيشِ في الريفِ أيضًا. أَنظُرُ إلى الآلاتِ الموسيقيّةِ كأنّها الآتٌ حربيّةٌ، فأخشى لَمْسَها".

كلّنا بيتهوڤـن، بخاصةٍ أهلُ بيروت. يَخافون النظرَ إلى وجوهِهم في المرايا. انتقَلنا من "الشهداءِ الأحياء" إلى "الضحايا الأحياء". انتهى التفجيرُ لكنَّ الانفجارَ يَتردّدُ في آذانِهم والعيونِ والـمُخيّلَة. نفسيّتُهم مُدمَّرةٌ مثلَ المرفأ. تَعرّضَت الشخصيّةُ اللبنانيّةُ التاريخيّةُ إلى فالِقٍ عَموديٍّ أعمقَ من الصدمةِ الأُفقيّةِ التي أصابَت النفسيّةَ الذاتيّة. ارتَطَم المواطنُ اللبنانيُّ بهاجسِ الخطرِ الدائم. تَهيّأ له بأنَّه على موعدٍ مُستدامٍ مع الموتِ ومتجدِّدٍ مع الدمارِ. تَفشّى في ذِهنه قلقٌ أنَّ مُستقبَلَه ليس في لبنان وليس للبنانَ مستقبَلٌ. في حربِ السنتين هاجَر اللبنانيّون خوفًا من "اللاأمن". اليومَ يهاجرون خوفًا من "الأمن". لم يَعودوا يَثِقون حتّى بــــ"الأمن المنزليّ".

نَشأ "صراعُ الإرادتَين": الصمودُ الجَماعيُّ والانهزامُ الفرديّ. استَعانت الجماعةُ بتجاربِ التاريخ فآثَرَت الصمود، وفَزِعَ الفردُ على مستقبلِه فــنَــزَع نحو الرحيل. وراحَ الفردُ يتأرجحُ بين "صراعِ الحنينَين": الحنينُ إلى بيروت ما قبلَ التفجير، والحنينُ إلى لبنانَ ما بعدَ الهِجرة. إذا كان البقاءُ هنا مشكلةً، فالهِجرةُ ليست الحلّ. عذابٌ أن يعيشَ شعبٌ بين مجهولَين: لبنانُ المجهولُ المصير، والغُربةُ المجهولةُ الطالِع.

يُرافق هذه الحالاتِ النفسيّةَ والعصبيّةَ، الفرديّةَ والجماعيّة، اعتقادٌ بأنَّ إعمارَ بيروت ولبنان ممنوعٌ. القَدَرُ وضَعَ "ڤيتو". إذ كلّما حاول اللبنانيّون إعادةَ الإعمارِ يأتي مَن وما يُعيدُهم إلى نُقطةِ الصِفر: حروبٌ، اجتياحاتٌ، حركاتُ تمرّدٍ وعِصيان، اغتيالاتٌ، أعمالٌ إرهابيّةٌ، حوادثُ شغبٍ، تحطيمُ الأسواقِ التجاريّة، أزماتٌ سياسيّةٌ ودُستوريةٌ أشبهُ بمؤامرات. وأخيرًا أتى تفجيرُ المرفأِ وتوابعِه ليسدِّدَ الضربةَ القاضيةَ على الأملِ بلبنان. مهلًا، مسارُ لبنان يَختلف عن مسارِ القَدَر. نحن أبناءُ الإرادةِ لا أبناءُ الصُدْفة و"المكتوب".

لو هَيمَنت هذه المشاعرُ المشكِّكَةُ بقدرةِ المواجهةِ على اللبنانيّين عبرَ التاريخِ، لما كانوا تجاوزوا جميعَ الغَزواتِ منذ ستّةِ آلافِ سنة. ولو سَيطرت هذه المشاعرُ زمنَ إمارةِ الجبلِ المجيدةِ لما صَمَدت أربَعمائةَ سنةٍ في وجهِ العُثمانيّين. ففي عهدِ الأمراءِ المعنيّين فقط، غزا العثمانيّون الجبلَ واجتاحُوه سبعَ مرّاتٍ فقَتلوا وذَبحوا وهَدَموا وأحْرَقوا وانسحَبوا، لكنَّ الإمارةَ استمرّت إلى أن اغتيلَت سنةَ 1920. ولو وُجِدَت هذه المشاعرُ سنةَ 1975، لَما كنّا تَمكّنا من الصمودِ والمقاومةِ ودحرِ قِوى التوطينِ والاحتلالِ واليسارِ الدوليّ (تحاشَيتُ ذكرَ إسرائيل لئلّا أُشَوِّشَ على مفاوضاتِ ترسيمِ الحدودِ معها ومسارِ الاعترافِ الـمُسبَقِ بها).

رغمَ الكارثةِ والصَدمةِ والاضطرابِ وكلِّ المرادِفات، ورغمَ عمقِ المأساةِ ومشهديّةِ الدَّمارِ الشامِل، لا بدَّ من لَـمْلَمةِ معنويّاتِنا من بين الأنقاضِ وردِّ العُدوان. أكان التفجيرُ نتيجةَ إهمالٍ أم عملًا إرهابيًّا، هو عدوانٌ على وجودِنا. ولا يُرَدُّ العُدوانُ بالمراسَلةِ، بل بالمواجَهة. الضحايا الّذين سقطوا يَـحُــثُّوننا على الصمودِ لا على الرحيل. يُناشدونَنا أن نُحوِّلَ حبّاتِ دموعنِا حِجارةَ غضبٍ وثورة. يُطالبونَنا أن نَثبُتَ هنا ونزورَ أَضْرِحتَهم ونُصلي. وطنُنا حيث يَرقُد أحِبَّــتُنا. وأَحِبّــتُنا أحياءٌ يَنتظرون اليومَ الثالث. من يُصدّقُ أنَّ ألكسندرا وكريستال وإيلي وطَهَ وجو ورالف وإلياس وسَحَر وعليّ وجان-مارك وأحمد وشربل والآخَرين... غابوا إلى الأبد؟

سلاحُ الوجودِ هو أمضى سلاح. كُثرٌ يَتمنَّون أن نَرحَل. بقاؤنا بحدِّ ذاتِه انتصارٌ عليهم وعلى المآسي. تَجاربُ التاريخِ أثبتَت أنَّ الهزيمةَ تبدأُ في النفوسِ قبل الجَبهات، والانتصارَ يَبدأ في المعنويّاتِ قبل الحسمِ النهائي. أخطرُ انهيارٍ هو انهيارُ المعنويّات. ما كان القائدُ الرومانيُّ ﭘـومْـﭙِــيوس ليُهزَمَ أمام يوليوس قيصر في معركةِ أثينا (48 ق.م.) لو لم يَخَفْ من الهزيمةِ فتراجَعَ في بَدءِ المعركةِ تاركًا أربعينَ ألفَ جنديٍّ لقدَرِهم المحتوم... كلُّ دمارِ بيروت يُعمَّرُ إذا بَقيَت المعنوياتُ، لكنَّ دمارَ غرفةٍ واحدةٍ يَعصى على البناءِ إذا سَقطت المعنوياّت.

أيّها الـمَذْهولون بالكارثةِ الكبرى، يا أبناءَ وطني، يا بناتَ الوعدِ وبَنيه، يَحِقُّ لكم أن تُفكّروا في الهِجرة، وقَد عَنّتْ على بالي أيضًا. لم أُصَب بالجسد. أصيبَ منزلي ومكتبي وخَسِرتُ صديقاتٍ وأصدقاءَ من كلِّ فصولِ الحياة. لكنّها كانت "فَشّةَ خُلْق". قوّةٌ خارقةٌ تَنهَرُنا جميعًا وتَنهانا عن الرحيل: صوتُ بشير هَتَفَ، وسيفُ فخر الدين لاح، ونداءُ الشهداءِ صَدَح: "لَـم نُقاوِم لتُحْبَطوا، ولم نُستَشْهد لتُهاجروا". أجملُ المعاركِ تلك التي نَخوضُها والجروحُ تَنزِف. ماذا سيَبقى من لبنانَ الكيانِ والشراكةِ والفكرِ والثقافةِ والرُقيِّ والحضارةِ إن رَحلتُم؟ ماذا سيَبقى من لبنانَ الفنِّ والموسيقى والتراثِ والطوائفِ المتعدّدةِ إنْ رَحلتُم؟ أنتم القيمةُ الأساسيّةُ والمضافَةُ في هذا الشرق. أنتم التوقيعُ الأوّلُ والأخيرُ في هذِه الأمّة. الهِجرةُ جُزءٌ من الانتحارِ الآنيّ، والبقاءُ جُزءٌ من الانتصارِ الآتي. لا تُحوّلوا الكارثةَ الماديّةَ هزيمةً للإنسان. لا تَدعوا اليأسَ يَتجذّرُ فيكم رُغم القرفِ الكبيرِ والحزنِ الأكبر. رَدّدوا أنشودةَ "جان سيباستيان باخ" الموسيقيّةَ: "يسوع، ليَبقى فرحي"... آلامُنا اليوم هي مَخاضُ الولادةِ لا حَشْرَجَةُ الموت. "خُذوا النايَ وغَنّوا... الصمودُ سرُّ الوجود". معًا سنُكْمِلُ السمفونيّةَ اللبنانيّةَ مثلما أكْمَل بيتهوڤين سيمفونيّتَه الخامسة. (سنَنتَصر).

 

المونسنيور كميل مبارك لموقع mtv: سلاح "حزب الله" سينتهي... وعون لا يحكم

ريكاردو الشدياق/ام تي في/8 تشرين الأول 2020

يُعرَف عنه حديثه "الطليق" والعالي السقف تشبّثاً بالتاريخ المسيحي، والماروني تحديداً، والأهمّ معطياته المبنيّة على اتّصالاته المفتوحة. في قصر بعبدا اليوم رئيسٌ عُرِفَ المونسيور كميل مبارك بتلاقيه الفكريّ معه وقربه الشخصيّ منه، لكنّه اليوم يترأّس جمهوريّةً منهارة وجائعة وتُطلّ على مفصلٍ وجوديّ لم تعرفه منذ إعلان لبنان الكبير. يفرض إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن مفاوضات ستبدأ بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحريّة، أن نبدأ حديثنا منه، خصوصاً أنّه يفتتح زمناً استراتيجياً جديداً في لبنان والشرق الأوسط.

يصف مبارك الترسيم بـ"المطلب الأميركي بامتياز، وبالتالي مطلب إسرائيلي، وإذا نظرنا إلى ما جرى هذا الشهر، وقبله، من تفاهمات وتطبيع مع دول الخليج، نرى أنّ الأمر بات ناضجاً في الفكرين العربي والأميركي، في حين تبقى الشروط والشروط المعاكسة مسألة دقيقة وخطيرة لأنّها ستطاول الناس والأرض برّاً وبحراً".

أمّا عن المُفاوض، فيُركّز على أنّ "لبرّي الحق بأن يُفاوض بناءً على التشاور مع رئيس الجمهورية الذي لا يُمكن تغييبه لا قانونياً ولا أخلاقياً".

لم نعد شعباً واحداً

عبارة ينطلق منها المونسنيور كي يُصوّر معالم الأشهر والسنوات القادمة على لبنان، قائلاً: "الحسّ المشترك لم يعد موجوداً، فنحن في وضعٍ مُعرَّض لوقوع مشكلة في كلّ مرّة وقد تصل إلى الإقتتال، كما حصل في العام 1958، وفي العام 1989 عندما قُصِفَ القصر الجمهوري، فتعود خطوط التماس التي باعدت بين الطوائف في ظلّ ضيقة إقتصاديّة وهول الإنفجارات والجوع. لبنان الذي نعرفه انتهى، ونحن اليوم أمام مشهدٍ فيدراليّ، يناصره البعض ويرفضه البعض الآخر، والسعيّ يتركّز باتّجاه نظام جديد يسح ببقاء المكوّنات كافّةً في دولة واحدة".

نداء إلى المسيحيين

يضع إصبعه على الجرح متطرّقاً إلى النظام الأفضل بالنسبة إليه، معبّراً عن أنّ "على المسيحيّين أن يعلموا جيّداً، كما بقيّة الطوائف، أنّ النظام الفيدراليّ ليس عدائياً، إنّما مبني على التفاهم، ويحلّ عقدة المشاركة التي بدأت مع رياض الصلح وبشارة الخوري، واستفحلت في الـ1958 وأدّت إلى الحروب من الـ1973 إلى اليوم، كما تحلّ مشكلة قانون الإنتخابات فتصبح كلّ فيدراليّة تنظّم قانونها الخاص الذي لا يحرم أحد من المشاركة، وعندها هناك مجال للمداورة على أن تكون موزّعة بين الطوائف التي كانت يوم تأسّس لبنان: سنّة، شيعة، دروز، موارنة، أرثوذكس، وكاثوليك، فالمسألة ليست مثالثة بل مسادسة، وهذا يحتاج إلى هيئة تأسيسيّة تدرس موضوع الفيدراليّة".

وضع "حزب الله" سيتغيّر بعد الترسيم

يلفت مبارك إلى أنّ "الحزب معارض للفيدراليّة، برأيه السياسي وبسلاحه، لكنّ وضعه بعد ترسيم الحدود، وربّما التطبيع، سيتغيّر، و"المقاومة" التي يمثّلها ستنتهي ولن يعود للحزب الدور العسكري والمقاوم، ما يعني أنّ هناك علامة استفهام كبرى حول السلاح بعد التفاوض والتطبيع، وسيُصبح حزباً لبنانياً كسائر الأحزاب، ولن يعود صاحب القرار الأوحد في الدولة".

عون لا يحكم

يُراقب أداء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قياساً على أداء رؤساء ما بعد اتفاق الطائف، ويقول: "صلاحيات الرئيس أفقدت عون قدراته، والحالة الإقتصاديّة التي لا يملك أيّ سلطة على تغييرها، جعلته رئيساً يرأس ولا يحكم، ويقتصر الأمر على صلاحيات طفيفة يستعملها أحياناً، مثلاً عندما أقفل مجلس النواب على مدى شهر، ولا يُلام عندما يستعين بالنواب والوزراء المؤيّدين، كما القاعدة الشعبيّة، عند الضرورة".

بكركي 2020

يتحدّث مبارك باندفاعٍ عن الدور المتقدّم منذ إعلان مشروع الحياد، مشدّداً على أنّ "أيّ قرار يتّخذه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ينطلق من سلطته الروحيّة والسياسيّة ليس فقط في لبنان، بل على مستوى أنطاكيا وسائر المشرق، وهي تشمل موارنة تركيا وسوريا والعراق والأردن والخليج والكويت وفلسطين وقبرص ومصر، ولا يُمكن للمجتمع الشرق أوسطي أن يكون علمانياً أو مدنياً، لذلك نشهد تصاعداً في دور رجال الدين يوماً بعد آخر، على وقع النزعات السلفيّة الأصوليّة التي تتمدّد في هذه الأيّام. هناك ملامة على المسيحيين الذين غيّبوا دور بكركي وتجاوزوه وسابقوه على السلطة، بينما كان عليهم أن يجتمعوا تحت جناحيها جميعهم، وأدعو "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، والآخرين، للتلاقي تحت سقف البطريركية المارونية التي لها دور في السياسة والإقتصاد وإدارة الأزمات".

ولدى التطرّق إلى علاقة بكركي مع القيادات الشيعيّة، يُذكّر بأنّها "لم تنقطع يوماً، لكنّ على المرجعيات الإسلاميّة أن تضبط بعض رجال الدين الذي يُطلقون كلاماً مُنافياً للأصول، وعلى الأحزب المُسلمة أن تتدخّل مع هؤلاء لأجل رأب الصدع والتوافق على كلّ بيان يصدر عنهم"، مُضيفاً: "طالبت بكركي بالدولة المدنيّة، وكذلك عون وبرّي، وإذ يُطالب الأخير بحصّة الطائفة الشيعيّة في الحكومة ويتمسّك بوزارة لطائفته في حيت يطالب بتطبيق المادة 95 بإلغاء الطائفية السياسيّة، فإمّا نُبقي المحاصصة الطائفية وإمّا نلغيها، لكن كيف نطالب بالشيء وعكسه في الوقت نفسه؟".

وحول ملف الحياد، يجزم أنّ "بكركي لم تطلب يوماً شيئاً للموارنة، ومشروع الحياد أتى لتلافي الغرق في قضايا المنطقة والعالم رغم صعوبة تحقيق هذا المطلب لأنّه يحتاج إلى الرضى الدوليّ، ويُصبح واقعاً عندما ترى الدول أنّ حياد لبنان حاجةً للسلام العالميّ، كما جرى مع حياد سويسرا".

الكنيسة لم تستثمر أملاكها بعد

نُنهي جلستنا مع رجل السقف العالي، بالكلام عن دور الكنيسة في إدارة الأزمات، حيث يُفيد بأنّ "أملاك الكنيسة بإدارة روما، ومن حيث الإستثمار بإدارة الكنائس الداخليّة، وحتّى الآن لم تستثمر الكنيسة بما يكفي الأملاك التابعة لها، فقامت بكركي، مع اللجنة المهتمّة بالإنتشار، بالإستحصال على مساعدات تُوزَّع شهرياً وتصل إلى 600 ألف مساعدة، والضيقة الخانقة تجعل من هذه المساعدات غير كافية إلاّ أنّ الكنيسة لن تُشعر المسيحيّ، ولا اللبناني، أنّه متروك، الأمر الذي يُترجَم في المطرانيات، وخصوصاً مطرانية بيروت، في المساعدات المدرسيّة التي بلغت المليارات رغم أنّها لا تغطّي الحاجات كافّةً".

 

نعيم قاسم حسمها.. كلمة سرّ الاستشارات: حكومة الأكثرية خيار

غادة حلاوي/نداء الوطن/8 تشرين الأول 2020

تزامناً مع اعلان بعبدا عن موعد الاستشارات النيابية، حسمها نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم: "الوقت ليس مؤاتياً لتعديل أو تغيير موازين القوى ولا للانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية ولا لابتداع صيغ لحكومة لا تمثل الكتل النيابية". رسالة عشية الاستشارات النيابية بأن أي تكليف أو تأليف لن يكون خارج هذا الإطار فهل نكون أمام حكومة اللون الواحد مجدداً؟ وبالتزامن، لرئيس الحكومة سعد الحريري اطلالة متلفزة اليوم. في مكان ما وكأنّ كرة الاستشارات رميت في ملعب الحريري قبل غيره بقصد دفعه لإخراج موقفه الى العلن. فهل سيكون بمقدوره استباق نتائج الاستشارات بإعلان مرشح عنه؟ أم سيعلن عن سلة شروط متصلة بالملف ويبرر عدم قبوله التكليف؟ لا يُحسد الحريري على موقفه اليوم، فلا هو قادر على تصعيد الموقف تجاه الثنائي الشيعي وفريق رئيس الجمهورية كي لا يزيد التعقيد الحكومي تعقيداً، ولا هو قادر على مجاراته وعين الخارج شاخصة بإتجاهه.

أسبوعان على اعتذار السفير مصطفى أديب عن التكليف. باستثناء الرد على خطاب امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله لم يحرّك نادي رؤساء الحكومات الاربعة ساكناً ولو خرج من بينهم منادياً بمبادرة لم تجد من يتلقفها حتى من داخل النادي ذاته. لم يتهم أعضاء النادي رئيس الجمهورية بالخروج على اتفاق الطائف ولم يسارعوا الى اجتماعات مفتوحة للبحث في اسم الرئيس المكلف.

بدعوته حرّك عون الجمود المحيط بالملف الحكومي، وفتح باباً للنقاش بين القوى السياسية المعنية، فاذا تم التوصل الى اتفاق قبل الموعد المحدد يكون عاملاً إيجابياً، وإلا سيضطر الى ارجاء موعد الاستشارات لمنح مهلة اضافية. تجاوز عون الاتهامات بتأخير موعد الإستشارات وعدم تطبيق اتفاق الطائف، ووجه رسالة واضحة الى الفرنسيين انه يقوم بدوره. بجزء كبير فإن المشكلة هنا دستورية بالنظر لما يفتقده الدستور من عدم تحديد للمهل، باستثناء تلك التي تقيد رئيس الجمهورية بمهلة 15 يوماً لردّ اي قانون والا يصبح نافذاً.

منذ استقالة الحريري ونتيجة التوتر السياسي الذي ساد آنذاك، أخذ عون وقته قبل تحديد موعد الاستشارات في محاولة لإقناع الحريري إما بالعودة الى ترؤس الحكومة وإما بتبني مرشح غيره. وحين رفض مصراً على تشكيل حكومة اختصاصيين ذهبت الاكثرية النيابية نحو تكليف حسان دياب. وبعد استقالة دياب، ومع دخول فرنسا على الخط بعد انفجار الرابع من آب، كُلّف أديب لكنه عجز عن تشكيل حكومة. مضى اسبوعان ولم ترتفع الاصوات بوجه عون لعدم تحديده موعداً للإستشارات، فهل عادوا الى مقاربته التي تقول بضمان أن يكون التأليف نتيجة حتمية للتكليف، وهذا لم يحصل قبل تكليف مصطفى أديب.

تفيد المعطيات أن عون أجرى مروحة مشاورات قبل دعوته الى الاستشارات الملزمة بنتائجها، ولكن هذه المشاورات لم تنته الى توافق على اسم رئيس مرشح للتكليف، ما يطرح السؤال الى اين؟ وماذا اذا لم تحمل الاستشارات الى التكليف؟ أو كنا امام تكليف بلا تأليف فتتكرر تجربة أديب ثانية، أو أن يكلف الرئيس ويحتفظ بتكليفه الى ما شاء الله؟ أو ان تتشكل تكتلات سياسية ويتفق كل تكتل على إسم مرشح وتكون الغلبة للأكثرية.

المطمئن ان المسألة لا تزال مرتبطة بسياق المبادرة الفرنسية والفرنسيون يتولون الاتصالات، وفق ما تفيد معطيات مصادر معنية بالملف الحكومي، والتي تجزم ان الاتفاق الوحيد او كلمة السر الوحيدة المتفق عليها بين الثنائي الشيعي ورئيس الجمهورية، هي عدم السماح بإطالة أمد الفراغ الحكومي ولو لم يتم الاتفاق نهائياً بعد على اسم رئيس مكلف. وحتى موعد الاستشارات تكون الأمور توضّحت فأعلن الحريري موقفه وتبلورت صورة ولو أولية ليبني فريق الاكثرية موقفه على أساسها. عامل آخر ايجابي في العملية هو الاعلان الفرنسي عن مؤتمر لمساعدة لبنان يعقد الشهر المقبل، ما يعني الزامية تشكيل حكومة قبل ذلك الموعد ليتمكن لبنان من اعداد ملفاته. كل ما تقدم يدخل في باب الاحتمالات وسط وقائع صار تجاوزها مستعصياً، وهي انعدام الثقة والقطيعة التي تحكم العلاقة بين الاطراف السياسية، وارتباط الازمة ببعدها الخارجي اكثر منه داخلياً، لكن هذا لا يلغي شرف المحاولة.

 

إنَّه لأمرٌ مؤلم... ولكن ليس بذلك القدر

أمير طاهري/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

مع تحويل قادة جمهورية إيران الإسلامية للعلاقات مع الولايات المتحدة صوب القضية المركزية في السياسات الإيرانية، ما يزال ملالي السلطة في طهران عاجزين تماماً على تحديد ما إذا كانت التوترات الراهنة بين الجانبين تصبُّ في صالح نظامهم الحاكم، أم هي تُلحق به مزيداً من الأضرار.

وتزعم إحدى الجماعات الموالية للسلطة الحاكمة في طهران بأن حزم العقوبات الاقتصادية التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها على إيران تصبُّ في صالح النظام الإيراني، بل تساعده، في الوقت الذي تُلحق فيه مزيداً من الأذى بالولايات المتحدة نفسها. ومن خلال أحاديثه الأخيرة لدى كثير من المراكز البحثية ومختلف وسائل الإعلام الأميركية، واصل السيد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني دفاعه عن هذه الأطروحة المفترضة، مستعيناً بحذاقته الدبلوماسية المعتادة. ووفقاً لما صرح به الوزير الإيراني، فإنَّ قرار دونالد ترمب الأخير أسفر عن «عُزلة» الولايات المتحدة على الصعيد العالمي، في حين نجحت الجمهورية الإسلامية في حيازة كثير من الدعم والتعاطف العالمي في المقابل. كما أعرب الجنرال حسين سلامي، قائد «الحرس الثوري» الإيراني، عن القدر نفسه من التفاؤل بشأن مزاعمه بأن الجمهورية الإسلامية أبعد ما تكون عن الضرر من الناحية الاقتصادية، بل صارت على طريقها الواضح لأن تتحول إلى قوة عالمية يُحسب لها الحساب. وقال الجنرال حسين سلامي، في خطاب ألقاه مؤخراً: «لقد تمكناً أخيراً من الوصول إلى مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة، ونستعدُّ حالياً للمضي قدماً إلى ما هو أبعد من ذلك. ونحن الآن في وضع يتيح لنا احتلال وإضرام النيران في القواعد العسكرية التابعة للولايات المتحدة كافة في داخل المنطقة وخارجها». يعتقد الجنرال الإيراني أنه عندما تتعلق الأمور بالعتاد العسكري، فإن جمهوريته الإسلامية لن تلحق بها الأضرار أبداً من إعادة فرض الحظر الأممي من جانب منظمة الأمم المتحدة.

وتعاني وسائل الإعلام الإيرانية من حالة انقسام على الذات بقدر متساوٍ. فالجانب الخاضع لسيطرة الحكومة وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني يواصل الزعم بأنَّ العقوبات قد ألهمت إيران وساعدتها على تطوير الاقتصاد المحلي المتصف بالاكتفاء الذاتي. وتنطلق وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية إلى ما هو أبعد من ذلك حين الإشادة الهائلة بالتوقف التام عن الاعتماد على صادرات النفط الإيراني، على اعتباره تحقيقاً مستحقاً للثناء بالحلم القديم الذي طالما راود الشعب الإيراني منذ أجيال خمسينات القرن الماضي. وفي كلمة أخيرة ألقاها السيد إسحاق جهانجيري، وهو المساعد الأول للرئيس حسن روحاني، زعم أنَّ العوائد الناجمة عن صادرات النفط الإيراني قد تراجعت حالياً إلى نحو 7 بلايين دولار على أساس سنوي.

كان الاستغناء تماماً عن مبيعات النفط الإيراني من الأحلام القديمة التي طالما راودت أنصار رئيس الوزراء الإيراني الراحل محمد مصدق في مواجهة الحظر البريطاني حينذاك، ولا سيما عندما تمكنوا من الاستمرار والصمود من دون تصدير النفط الإيراني بين عامي 1951 و1952 من القرن الماضي. كما نجح أغلب بلدان العالم الأخرى في الاستمرار والبقاء على قيد الحياة من دون تصدير النفط.

بيد أن الموقف المتخذ من قبل علي خامنئي المرشد الإيراني الأعلى، وهو الرجل صاحب الكلمة الأخيرة في مجريات السياسة الإيرانية، ليس واضحاً على الدوام إزاء تلك القضية ذات الأهمية. فهو يزعم في بعض الأحيان أن الهدف الرئيسي من الثورة الإسلامية في إيران هو القضاء على الولايات المتحدة وبأي ثمن ممكن تقريباً. وعلى الرغم من ذلك، فلقد انخرط الرجل في مفاوضات، سرية أو علنية، جمعته و»الشيطان الأميركي» الأكبر على مدار ما يقرب من 4 عقود من الزمان. كما أنه وافق بنفسه على ما يُعرف إعلامياً بالاتفاق النووي الإيراني الذي أملاه على حكومته الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، ولا سيما وضع قطاعات كبيرة من الاقتصاد الإيراني الصناعي، والتجاري، والبحث العلمي تحت وصاية جهات أجنبية متعددة. وهناك، برغم ذلك، فصيل إيراني آخر يواصل إلقاء اللوم في أغلب المشكلات الإيرانية الراهنة تقريباً على عاتق الرئيس دونالد ترمب. ومن أبرز الشخصيات الناطقة باسم هذا الفصيل هو حجة الإسلام والمسلمين، آية الله حسن روحاني، الذي يشغل منصب رئيس جمهورية إيران الإسلامية.

ذلك الرئيس الحُجة، الذي في ظل إدارته الحكيمة للبلاد تراجعت قيمة العملة الإيرانية (الريال) من 3 آلاف إلى 30 ألفاً في غضون 6 سنوات فقط مقابل الدولار الأميركي، واستفحل التضخم الإيراني حتى بلغ ما يقرب من نسبة مريعة هي 50 في المائة، فضلاً عن الانكماش المتواصل الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني المنهك بواقع 3 نقاط مئوية على أساس سنوي. ووفقاً للأرقام الحكومية الرسمية، يعيش أكثر من 30 في المائة من الشعب الإيراني تحت خط الفقر، مع بقاء أكثر من ربع القوى العاملة في البلاد خارج دورة العمل.

ومع ذلك، يزعم الرئيس حسن روحاني أن العقوبات الاقتصادية الأميركية المُعاد فرضها من قبل دونالد ترمب قد كانت أكثر فعالية وتأثيراً في الاقتصاد الإيراني مما تدعي الولايات المتحدة. ولقد صرح في خطابه يقول: «يقول الأميركيون إنهم ألحقوا الأضرار الفادحة باقتصاد بلادنا بما يزيد على عشرات البلايين من الدولارات. غير أن الأضرار أكبر من ذلك بكثير. فلقد بلغت الخسائر في اقتصاد بلادنا خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 150 مليار دولار». وأضاف أن السبب الرئيسي في فشل حكومته الواضح في التعامل مع أزمة وباء كورونا المستجد هو مايك بومبيو، الذي منع الحكومة الإيرانية من الحصول على قرض بقيمة 5 مليارات دولار أميركي من صندوق النقد الدولي لمواجهة الأزمة الكبيرة الراهنة. كما واصل مزاعمه بأنه لولا عقوبات دونالد ترمب المجددة، لكان الشعب الإيراني ينعم راغداً في حياة أكثر رفاهية وراحة.

ونطرح سؤالاً مهماً؛ ما السبب الحقيقي وراء الانقسام الواضح في مواقف وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية في تناولها بالطرح والتحليل لمشكلات السياسات الخارجية المركزية لدى النظام الحاكم؟ قد يكون أحد الأسباب الظاهرة حقيقة مفادها ضرورة التعامل مع نوعين مختلفين من الجماهير التي تتلقى هذا الخطاب وتتفاعل معه. يتألف النوع الأول من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، والذي يأمل جزء من النظام الإسلامي الإيراني الحاكم إبرام صفقة جديدة معه على الأسس التي أرساها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما من قبل. والرسالة المعنية باسترضاء هذا النوع من الجمهور تدور حول إثبات فشل سياسات الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب إزاء الجمهورية الإسلامية في إيران، تماماً كما فشلت سياساته الأخرى كافة، مع تأكيد أن الولايات المتحدة قد عانت بأكثر مما عانت إيران نفسها!

والنوع الآخر من الجمهور هو الشعب الإيراني ذاته، والذي يشعر بأنَّه قد صار أكثر فقراً مما كانت عليه الأوضاع قبل 6 سنوات كاملة، مع إلقاء التبعات المستمرة على عاتق الحكومة الإيرانية لعدم الكفاءة، والفساد، والإخفاق المستمر في صياغة السياسات الخارجية المثلى، مع الاستمرار في الاستعانة بموارد وثروات البلاد في خوض المغامرات الخارجية الرعناء. ومع ذلك، ربما يكون هناك مدخل فرعي إلى ذلك، بمعنى محاولة تهيئة الرأي العام الداخلي في إيران إزاء تنازل أو تراجع جديد «عما قريب» تتخذه الحكومة الإيرانية في مواجهة «الشيطان الأميركي الأكبر». وبعد كل شيء، إذا كان الشعب الإيراني على قناعة بأن إبرام صفقة «ما» مع الحكومة الأميركية هو مفتاح المشكلات كافة التي تعاني منها البلاد والعباد في إيران، فإنهم سوف يرحبون، في غالب الأمر، بما سوف يُطلق عليه علي خامنئي وزمرته «المرونة البطولية السليمة من القيادة الإيرانية الحكيمة».

ويبقى سؤال أخير؛ هل سوف تعلن الحكومة الإيرانية عن التنازل (أو الانتصار) السياسي الجديد مع وجود الرئيس دونالد ترمب داخل البيت الأبيض، أم لعل الملالي سوف ينتظرون هُنَيهة من الزمن حتى وصول «الشيطان الأصغر الميمون» الذي يعرفونه جيداً إلى أعتاب البيت الأبيض... جوزيف بايدن؟!

 

ما المطلوب: ضبط الإسلام أم فهمه؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

هذا السؤال طرحته على نفسي عندما كنتُ أكتب عام 2004 دراستي بعنوان: الصراع على الإسلام. وما كنتُ أول من سأل هذا السؤال ولا كنتُ آخِرهم. سأل ذلك ليوبولد فايس (الذي سمَّى نفسه محمد أسد بعد إسلامه) في مطلع كتابه العجيب: الطريق إلى مكة (1947)، وذكر أنَّه فكَّر فيه في عشرينات القرن العشرين في أزقَّة مدينة القدس الضيقة، عندما ذهب مراسلاً لصحيفة نمساوية، لفتت انتباه رئيس تحريرها أحداث البُراق آنذاك. أمَّا آخر من طرح هذا السؤال قبل أيام فكان المفكر والمستعرب الفرنسي المعروف أوليفييه روا مخاطباً الرئيس الفرنسي ماكرون بعد حملته على المسلمين الفرنسيين... والإسلام. الرئيس ماكرون عنده مع المسلمين ومع الإسلام مشكلتان؛ أنَّ هذا الدين في أزمة شاملة تجعله في غربة عن ثقافة العالم المعاصر، وأنَّه يُنشئ في فرنسا نزوعاً انفصالياً يدفع معتنقيه لمخالفة ثقافة الجمهورية العلمانية وقوانينها. وهو يعرف العلاج لذلك بالطبع: إنفاق عشرة ملايين يورو من خلال «مؤسسة الإسلام في فرنسا» تطوّر دراسات إسلامية جامعية رفيعة المستوى من خلال معهد «علم الإسلام» وهدفه صنع إسلام مستنير! أوليفييه روا (وهو كان أبرز مناقشي ماكرون حتى الآن) لا يرى (وهو الذي عاش بين المسلمين من أفغانستان إلى مصر وسوريا ولبنان لأكثر من أربعين سنة) أنَّ هناك نزوعاً انفصالياً لدى الجمهور الفرنسي المسلم؛ لكنَّه ما ناقش الرئيس في أدلته على ذلك؛ بل ناقشه في مقتضيات قوانين العام 1905 العلمانية والتي لا تسمح بعزل أتباع دينٍ ولا التعرض لحرياتهم الدينية، ولا صنع ما يعتبره الرئيس إسلاماً مستنيراً. أما طلال أسد الأنثروبولوجي الكبير، وابن محمد أسد، فيعتبر - بعكس روا - أنّ كل العلمانيات صنعت أو تصنع أو تسعى لصنع أديان على شاكلتها. ولندخل إلى المشكلة مباشرة: منذ ثلاثة عقودٍ وربما أكثر رأى كثيرون منا نحن المهتمين بما سُمّي الإصلاح الإسلامي، أنّ هناك إحساساً عميقاً بالظلم لدى فئات معتبرة من أولاد المسلمين المهاجرين وكهولهم، وأنّ قلة منهم تندفع إلى العنف أو تستسهله. وفي البداية فإنَّ هؤلاء كانوا يجدون زملاء في الحركات اليسارية، فلا تبدو لهم خصوصية حتى في تصرفاتهم العنيفة. ثم تراجع زخم اليسار فبقي هؤلاء في الشارع وحدهم، وصار الإسلام عَلَماً لهم وعليهم. ولأنَّ ظواهر العنف في أوساط الشباب ظهرت أيضاً على أيديهم في بلدان عربية وإسلامية عديدة، فقد اعتبرنا أنّ أُولى مهمات الإصلاح الإسلامي ينبغي أن تكون الخروج من العنف. وما دام بعض هؤلاء يستند إلى الدين في الممارسات العنيفة؛ فقد انصبّ الجهد كلُّه على مكافحة ظاهرة العنف باسم الإسلام، وبحجج وبراهين دينية، وأُخرى تربوية، وأُخرى اجتماعية واقتصادية. إلى أن كان يوم عام 2003 أو 2004(ما عدتُ أذكر) خطب شيراك ضد الحجاب، وأصدر البرلمان الفرنسي قانوناً بهذا الشأن. ولأنه كان صديقاً للرئيس رفيق الحريري فقد تمكنتُ من التحدث إليه، قلت له: الحجاب للنساء وهنّ لا يمارسن العنف، فلماذا هذا التحريم والتجريم؟ فاندفع يذكر قوانين الجمهورية العلمانية، وقلت: ما شأن العلمانية بما تلبسه المرأة ستراً أو عرياً وبخاصة إذا كان ذلك بسبب الاعتقاد، أنتم ضد «الاختلاف»، وكنت أظن أنكم ضد العنف وحسب، وإذا كان الأمر كذلك فاليهود والسيخ والهندوس مختلفون، فلماذا أنتم ضد «اختلاف» المسلمات والمسلمين فقط؟ سكت الرئيس شيراك لدقيقة، فالتفت إليَّ الرئيس الحريري رحمه الله عاتباً ظناً منه أنني رفعتُ صوتي فأغضبتُه، فابتسم شيراك وقال: ما سكتُّ للجدال، ولا لرفع الصوت، يا فلان لا ذنب للمسلمين والمسلمات إلا أنهم كثيرون وكثيرون جداً في فرنسا وفي العالم!

نعم، هناك موجة متجددة من النفور والكراهية ضد المسلمين وضد الإسلام، وما عادت قاصرة على أوروبا الغربية، بل علت الموجة في الهند والصين وميانمار وسريلانكا وهي واصلة أصلاً إلى شرق أوروبا والبلقان. وفي أكثر هذه النواحي لا تحضر الظاهرة العنيفة، بل يحضر «الاختلاف» فقط. وقد نبهني أستاذ ألماني صديق إلى أنّ هناك روائيين هما نايبول وبيتر هاندكه، حصلا على جائزة نوبل في الآداب لكتاباتهما السلبية والمستمرة عن الإسلام!

وليس صحيحاً أنَّ المسلمين لا يقبلون الاندماج. فهم شديدو التواق إليه، بل وهم يريدون أن يكونوا أقلّ ظهوراً. لكن في الأزمة الصعبة هذه حتى إرادات الاندماج لا تجد استجابة. الانتخابات البلدية الفرنسية جرت قبل أسبوعين، وقد أقبل الاندماجيون على التصويت بكثافة، ونجح بعضهم بالفعل في الكثير من البلديات. وبدلاً من أن يكون ذلك مشجعاً، صار مدعاة للغضب والتنمر. هناك أوساطٌ في فرنسا وفي غيرها، تفضّل التمييز والانفصال على الاندماج والذوبان. فما عاد هناك يمين بالنسبة للموقف من المسلمين، بل إنّ خطاب الرئيس الفرنسي تخجل منه ماري لابان!

وعلى أي حال، ها نحن في هذا الموقف، فما العمل؟ ما انتهى العنف باسم الدين فينبغي الاستمرار في مطاردته. وهناك حديثٌ نخبوي كثير عن الإصلاح، وينبغي أن يظل خطاب مكافحة العنف ظاهراً وقوياً. نحن نتحدث دائماً عن تغيير رؤية العالم في أوساطنا، ويسأل أوليفييه روا عن الإسلام وهل المطلوب معرفته أم ضبطه. لا ضبط من دون معرفة وفهم وإذا حصلا يصبح الضبط من النوافل!

ومنذ أيام الاستعمار هناك محاولاتٌ حثيثة لتفكيك الإسلام أو لإصلاحه (!). وآخِرها حرب الأفكار (!) التي شُنت من جانب إدارة الرئيس بوش الابن لمساعدة معتدلي المسلمين على تحرير الإسلام من مختطفيه المتشددين. في كل الأديان اليوم (ما عدا الكاثوليكية) اندفاعٌ للحضور وسعي حثيثٌ للاختلاف أو الانشقاق أو التمايز في طريقة التفكير والتدبير والعيش. وقد شغلت مشكلات هذه العودة الفلاسفة الكبار من المعاصرين ومنهم بول ريكور أستاذ الرئيس ماكرون والذي ما كان اختلاف الإسلام يزعجه بعكس تلميذه ووزير داخلية ذاك التلميذ. وهو توجه ثقافي سامٌ، ودوغما كراهية ظهرت للأسى والأسف في أوساط الليبراليين وهم الذين غذّوا بها اليمين! وهي تحول دون المعرفة والفهم وحسن التدبير!

كلنا غربيون أو متغربون. وأنا من الذين لا تعجبني أشكال النقاب واللحى والميل للتمايز والخصوصية في مجتمعاتنا، وأعتبرها تصرفات غريبة. لكنني أعرف مثل غربيين كثيرين أنّ علينا التسليم بهذا الاختلاف وهذه التعددية.

لكنني بل لكننا جميعاً نكره إلى حدّ الجنون هذا الاستسهال للعنف بأي حجة كانت، وسنظلّ نكافحه بشتى الوسائل من أجل ديننا وبلداننا وإنسانيتنا وعلائقنا بالعالم. ويا للإسلام!

 

الممانعون أو «المهرولون الجدد»؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

ثمة قصيدة شهيرة للشاعر الراحل، نزار قباني، اسمها «المهرولون»، هجا فيها فتح مفاوضات سلام وتفاهمات سياسية عربية مع إسرائيل.

كان ذلك بعد اتفاق أوسلو بين الطرف الفلسطيني والطرف الإسرائيلي (1993). وهو الاتفاق الذي تمَّ خلف ظهور العرب، خاصة القاهرة والرياض. غضب الشاعر السوري العربي نزار قباني، وغيره من الرومانسيين العرب، فكتب رائعته الشعرية، قصيدة «المهرولون»، وكعادته أبدع «أدبياً» أيما إبداع.

مما قاله نزار في قصيدته تلك:

بعد هذا الغَزَلِ السِري في أوسلُو

خرجنا عاقرينْ...

وهبونا وَطناً أصغرَ من حبَّة قمحٍ...

وطَناً نبلعه من غير ماءٍ...

كحبوب الأسبرينْ...!».

رأينا حفلات الردح والهجاء، من جمهور و«ميديا» إيران الخمينية، وتركيا الإردوغانية، و«حماس»، وحتى السلطة الفلسطينية، وجماهير «الإخوان» وإيران في الخليج واليمن والعراق... إلخ، ومراهقي اليسار والقومية حتى من أشياخ السن...

لكن بعدها، اليوم، نجد رأس حربة «المقاومة» في المنطقة، والشاتم الأول لكل من يفتح قنوات حوار سياسي «علني» مع تل أبيب، الذي هو «حزب الله»، يسارع لتأييد حوار لبنان مع إسرائيل!

نعم، بكل مباشرة وصراحة، لنرصد موقف «حزب الله» الأخير، حيث قالت كتلة «حزب الله» البرلمانية، في بيان، إنَّ الاتفاق على إطار تفاوضي مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، «لا علاقة له بنهج المصالحة والتطبيع الذي انتهجته دول عربية»، وإنه «خلافاً لكل الكلام الذي قيل هنا وهناك أنَّ الإطار التفاوضي حول موضوع حصري يتَّصل بحدودنا البحرية الجنوبية واستعادة أرضنا، وصولاً إلى ترسيم مواقع سيادتنا الوطنية».

هذا تسويغ وتبرير وتفسير جماعة إيران في لبنان «للتطبيع» مع إسرائيل، بحجة التفاوض على حقوق الدولة والقضية الوطنية، وهو بالضبط ما فعله عرفات من قبل والسادات والملك حسين وحتى حاول فعله حافظ الأسد.

هل هناك تطبيع حلال وآخر حرام؟ حوار مقدّس وآخر مدّنس مع إسرائيل؟

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وشريك «حزب الله»، قال مؤخراً إنَّ التواصل اللبناني - الذي هو مع «الكيان الصهيوني» - سيكون برعاية من الأمم المتحدة، والمثير أنَّ إسرائيل نفسها رحَّبت بهذا الموقف اللبناني، كما الولايات المتحدة أيضاً!

على ذكر عرب الممانعة وخطباء القضية، فقد أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أجرتها معه وكالة «سبوتنيك» الروسية مؤخراً أنه ممكن «أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل، فقط عندما نستعيد أرضنا». وأضاف «الدكتور» على طريقته التنظيرية: «نظرياً نعم، لكن عملياً، حتى الآن فإنَّ الجواب هو لا».

لا تهمُّ هذه الحذلقات الأسدية، المهم هو كسر المحرم في الحكي، وهذا ما لمح له رئيس الممانعة والمقاومة في حديثه للوكالة الروسية... وقبله دافع ونظّر حزب الخمينية في لبنان.

هل نحتاج إلى قصيدة نزارية معاصرة بعنوان «المهرولون الجدد»؟!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الرئيس عون: الى متى يبقى لبنان رهينة تحجر المواقف وغياب مراجعة الذات؟

وطنية - الخميس 08 تشرين الأول 2020

غرد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر صفحته الخاصة على "تويتر": "من المعلوم ان الأمم التي تفقد حسها النقدي وتمتنع عن إعادة النظر بسلوكها، محكومة بالتخلف ولا تستطيع بناء ذاتها ومواكبة العصر. فإلى متى يبقى وطننا رهينة تحجر المواقف وغياب مراجعة الذات؟".

 

الحريري:اذا عملنا بحسب المبادرة الفرنسية باستطاعتنا الخروج من الازمة واعادة اعمار بيروت الجميع وافقوا على الخصخصة وزيادة الضرائب في قصر الصنوبر

الجمعة 09 تشرين الأول 2020

وطنية - رأى الرئيس سعد الحريري انه "اذ ا عملنا بحسب المبادرة الفرنسية باستطاعتنا الخروج من الازمة واعادة اعمار بيروت"، وذكر بأن "الجميع وافقوا على الخصخصة وزيادة الضرائب في قصر الصنوبر"، مشيرا الى انه مرشح حكما لرئاسة الحكومة وانه سيقوم بجولة اتصالات للتأكد من التزام الجميع بورقة اصلاحات صندوق النقد الدولي وحكومة من الاختصاصيين" وقال:"اذا وافق الجميع على ذلك فانا لن اقفل الباب".

وفي ما يلي نص المقابلة التي أجراها الحريري مساء اليوم ضمن برنامج "صار الوقت" على شاشة ال"MTV":

سئل: هل لديك أي معطيات إقليمية جديدة ستسمح لك اليوم بتحديد اتجاه الحكومة؟ وهل لديك أي متغيرات جعلتك تختار هذا التوقيت الليلة؟

أجاب: أنا ليست لدي أي معطيات، وحين تحدثت معك كان بسبب أنك أصريت عدة مرات لإجراء مقابلة. وأنا لا أملك أي معطيات ولا أظن أن أحدا اليوم لديه أي معطيات.

سئل: ولكن قيل في الإعلام أنك غير موفق في التوقيت لأن أي هجوم على الثنائي الشيعي أو التيار الوطني الحر سيصعب التفاوض معك، وأي إشارة إلى التعاون ستحرجك أمام الرياض. ففي الحالتين، أعانك الله.

أجاب:أقول أن كل من الأفرقاء السياسيين قالوا ما لديهم ما عدا سعد الحريري. كما أن ما نراه اليوم في البلد من انهيار يفرض علينا أن نحكم العقل على أي كلام يدفعك إلى مواقف من الصعب التراجع عنها. اليوم حزب الله وحركة أمل أقاما متاريس معينة وسيصعب عليهم الرجوع عنها. وأنا أرفض هذا الموضع لأن هذه المتاريس نقيمها في النهاية على بعضنا البعض وعلى الشعب اللبناني.

سئل: جورج غانم قال أنه ساعد الله سعد الحريري لأنه يحكم الاعتدال في وجه محاولات تحويل لبنان إلى اليمن. هل هذه هي البوصلة التي تحكم أداء سعد الحريري اليوم؟

أجاب: ربما أنا أردت أن أتحدث اليوم لأنه بعد ما حدث في المبادرة الفرنسية، انكشف البلد على كل الاحتمالات، الأمنية وعدم الاستقرار والانهيار الاقتصادي. واليوم كل شخص يتحدث عن نظام وأن النظام "مش ماشي"، وكل هذا الكلام غير صحيح.

سئل: هل ترى أن النظام اليوم "ماشي"؟

أجاب: لا أنا أعتبر أن الأحزاب السياسية "مش ماشية". فأي دستور، دستور فرنسا أو الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، إذا وضعناه مع هذه العقلية التي تدار فيها البلد، لا يمكن أن ينجح إن كانت هناك أحزاب تفرض الأمور بالقوة، لأن لديها سلاحا ومشروعا وفائض قوة، ومن لديه اليوم فائض قوة يستخدم هذا الفائض لفرض معادلات على اللبنانيين هم يرفضونها. واليوم، بما أن البلد انكشف، وكُشفت المواقف، باتت الأمور واضحة. اليوم كل الأحزاب السياسية باتت واضحة. قبل ثورة 17 أكتوبر، كان لدينا نوع من الاقتصاد، كنا نعيش ركودا اقتصاديا، وكان النمو يراوح بين 0.5 أو 1%، إلا ما قبل العام 2011. ما أحاول قوله أن كل الأحزاب اليوم، وخاصة حزب الله وحركة أمل كشفوا موقفهم من المبادرة الفرنسية. ولكن ما كشف البلد وكل الأحزاب هو الانهيار المالي الذي حصل. كل هذه الأحزاب، وخاصة بعض ممن كان يحاول أن يتحكم بالبلد،

كانت مستورة بسبب أن هناك عملة وعملا ونوعا من اقتصاد في البلد. أما بعد 17 أكتوبر، انهارت الليرة وبدأ الانهيار الاقتصادي.

الناس يقولون أن كل الأحزاب مسؤولة، بمن فيهم أنا. نحن مسؤولون. نحن خلال هذه السنوات الـ16 كنا موجودين في هذا النظام الموجود وذلك الحكم. سعد الحريري كان موجودا 4 سنوات، وفي السنوات الباقية كانت هناك أحزب أخرى، وعلى اللبنانيين أن يحددوا من هو السبب الأكبر أو الأقوى الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. أنا لا أقول أني لست مسؤولا. ولكن خلال هذه السنوات الـ16، استشهد رفيق الحريري، ودخلت أنا إلى الحياة السياسية من هذا المنطلق وأكملت. لكن أن تحمل كل هذه المشاكل لسعد الحريري، فكلا.

سئل: هل لا زالت هناك مبادرة فرنسية؟

أجاب: بالتأكيد هناك مبادرة فرنسية. ولكن اليوم في البلد مشروعان أو ثلاثة، المشروع الذي يحمله حزب الله وحركة أمل والمرتبط بالخارج، هناك مشروع يريد أن يخرج البلد من هذه الأزمة ويريد أن يتحرر من الأحزاب وهو يقوم على أن لبنان أولا، وهنا لا أريد أن يتهمونني بأمور أخرى، لكن فعليا هو لبنان أولا، وهناك مشاريع أخرى من بعض ممن يحاولون أن يزايدوا على أي طرف يسعى لإيجاد حلول، وهؤلاء لديهم مشاريع أوصلتنا إلى هنا.

سئل: من هم هؤلاء؟

أجاب: جزء من المزايدين ومما يقولون لا تتفاوض ولا تتكلم.

سئل: هؤلاء هم جزء من فريقك السابق؟

أجاب: هم جزء من فريقي السابق وجزء من 14 آذار.

سئل: أنت هنا تتحدث عن سمير جعجع وعن آخرين؟

أجاب: سنصل إلى كل هذه الأمور. لكن البعض لا يريد أن يتكلم بأي شيء. والبعض يريد أن يفرض كل شيء، وهناك فريق ثالث يقول: تعبنا طائفية ومذهبية، وعلينا كلبنانيين ألا نتطلع إلى الخارج، فإمكانياتنا وإمكانيات الانتشار اللبناني كافية، وإذا عملنا بالمبادرة الفرنسية فسنستطيع أن نخرج هذا البلد من هذه الأزمة. ولا يقولن أحد لنا أننا غير قادرين على أن نخرج من هذا الانهيار أو أن نوقفه. هذا الانهيار سيقف أكيد بالمبادرة الفرنسية، وبالتأكيد بيروت ستتعمر من جديد.

سئل: أنا لم أعرف أنت في أي مشروع تجد نفسك؟

أجاب: برأيك، لماذا أنا أضحي إلى هذه الدرجة. في كل مرة أقول أني سأتنازل أو أضحي، بات المعروف عن سعد الحريري أن قلبه طيب أو أنه يتنازل دائما، لأنه يعتقد دائما أنه "أم الصبي" والآخرون يستغلون ذلك. لكن في الحقيقة، أنا لماذا أضحي؟ هل من أجل شعبيتي؟ لو كنت أبحث عن شعبيتي لكنت فعلت ما فعله الآخرون. كنت اكتفيت بالصراخ دون تقديم أي مبادرات. ولما كنت رشحت الوزير سليمان فرنجية للرئاسة حين كنا نعاني من الفراغ، ولما كنت ذهبت بعد ذلك إلى سمير جعجع الذي رشح ميشال عون. كل ذلك فعلته لأني أرى دائما أن الفراغ هو الدمار. واليوم، ما الذي نعيشه؟ أليس الفراغ؟

سئل: ولكن كمثال أخير: ميشال عون اليوم تحدث عن المداورة ولكنك أنت رضخت؟

أجاب: أنا لم أرضخ ولكن ما فعلته كان من أجل لبنان والمبادرة الفرنسية والمواطن اللبناني. ففي نهاية المطاف ما كنت أريده هو أن تنجح هذه المبادرة.

سئل: ما هو مشروع حزب الله وحركة أمل مع الخارج؟

أجاب: لا أعرف. اسألهم. من يعطل المبادرة التي يمكنها أن توقف هذا الانهيار، لا أعرف ما هو مشروعه. والأسباب التي تم التذرع بها من وزارة المالية أو تسمية الوزراء الشيعة، هل هي بالفعل سببا يستحق أن نوقف من أجلها المبادرة الفرنسية التي يمكنها أن تضع حدا للانهيار وتعيد إعمار بيروت؟

سئل: ما هي مصلحتهم بتطيير هذه المبادرة؟

أجاب: لا تسألني، اسألهم. أنا لا أفهم حتى الآن ولا أعرف.

سئل: هل هو مشروع إيراني؟ هل كانوا ينتظرون التفاوض حول ترسيم الحدود؟

أجاب: لا أعرف، ربما رأوا أنها لحظة يجب استغلالها لأن الآخرين سيرضخون ويمكنهم أن يستغلونها. ولكن حين وافقت على موضوع الوزير الشيعي في وزارة المالية قلت أنها لمرة واحدة وأني مع المداورة. لكن المشكلة الحاصلة في البلد اليوم أن كل طرف يحصل على شيء معين ثم يطالب بأكثر.

سئل: لماذا حملك الرئيس ماكرون المسؤولية؟ هل عاتبك على سذاجتك السياسية بأنك صدقت هذه الأمور كما كانت مطروحة؟

أجاب: الرئيس ماكرون قال أنه حصل خطأ، ثم عاد وقال أن سعد الحريري أصلح هذا الخطأ، لكننا في لبنان لا نفكر إلا بكلمة الخطأ. الرئيس ماكرون عاد وقال أن سعد الحريري قام بمبادرة كانت شجاعة ونحن نقدرها. ولكني أريد أن أسأل: أليست المداورة حقا لكل طائفة؟

سئل: بالعودة إلى روح هذه المبادرة الفرنسية، من اختار مصطفى أديب؟ أنت أم نجيب ميقاتي أم الفرنسيون؟

أجاب: أنا استقلت في 29 أكتوبر 2019، وربما كنا في المرحلة نفسها التي نمر فيها اليوم، وطلب مني البعض أن أشكل حكومة، وقلت يومها أني إذا أردت أن أشكل حكومة فإني لن أشكل إلا حكومة اختصاصيين. يومها، جبران باسيل وسمير جعجع ووليد جنبلاط لم يسيروا بتسمية سعد الحريري.

سئل: لماذا؟

أجاب: لا أعرف، اسألهم، ربما لكل منهم أجندة. لكن هذا ليس همي. يومها كان الأساس بالنسبة إلي أننا على مدى 15 سنة، اعتمدنا نفس النموذج في تشكيل الحكومات دون إحداث أي نتيجة إيجابية. فإذا كان الاستنتاج أننا لم ننجز شيئا، فالأكيد أن الطريقة التي كنا نعمل على أساسها هي طريقة خاطئة. لذلك قلت أن الطريقة الوحيدة لكي نخرج من هذه الأزمة هي أن نخلط الأوراق ونقوم بأساليب مبتكرة.

سئل: هل سنغير النظام؟

لا

أجاب: نحن لا نغير نظام، الموضوع أننا إذا قمنا بنفس العمل على مدى 15 سنة وبنفس الطريقة، هل سنعيد نفس الخطأ؟

وحين قلت أن هذا هو موقفي، طُلب مني أن أعود وأسمي بعض الأشخاص، فسميت الوزير محمد الصفدي والوزير بهيج طبارة والمهندس سمير الخطيب. ويومها حصل خلاف مع رؤساء الوزراء السابقين وكان لهم أيضا موقف من هذا الموضوع، قلت أنه بما أن الأمور لم تتم لا مع الصفدي ولا طبارة ولا الخطيب، فشكلوا الحكومة، وشكلوها على أساس أنها حكومة أخصائيين.

عندما حدث ذلك وأعلنت عن موقفي طلب مني ان اسمي عددا من الأشخاص فسميت محمد الصفدي وبهيج طبارة وسمير الخطيب ويومها حصل خلاف مع رؤساء الحكومات السابقين الذين كان لهم موقف من هذا الموضوع، وقلت انا ان الأسماء التي طرحتها لم يتم السير بها، شكلوا عندها حكومة على أساس انها حكومة اخصائيين، واذا نظرنا الى شكل وأعضاء الحكومة فهم اخصائيون اتت بهم الأحزاب فاصبحوا بين يدي هذه الأحزاب. فحتى هذا النموذج لم ينجح وقد راينا ما قام به خلال عام والى اين وصلنا اليوم.

سئل: بعد الطائف الا يجب ان تكون الحكومات سياسية لكي تكون قراراتها محمية من مجلس النواب؟

أجاب: اذا كانت النية موجودة وقالت الأطراف السياسية انها تريد ان تتعلم من الاخصائيين وان يصار الى تشكيل حكومة اخصائيين لتطوير العمل في البلد في هذه المرحلة التي تشهد انهيارا، نعطي من خلالها فرصة للبلد من خلال هؤلاء الأخصائيين ومبادرة الرئيس ماكرون للوصول الى بر الأمان.

سئل: الم تكن لتتدخل انت بتسمية الوزراء؟

أجاب: في اللحظة التي اطلقت المبادرة الفرنسية وجاء الرئيس ماكرون الى لبنان وزار بيروت بعد الانفجار الذي دمرها، اجتمعنا في قصر الصنوبر واتفقنا على ضرورة تشكيل حكومة مهمة لمدة ستة اشهر تبتعد خلالها الأحزاب، وتكون لهذه الحكومة مهمة واحدة وهي وقف الانهيار واعمار بيروت وانا اعتبرت ذلك فرصة للبنان ولبيروت والجميع وافق على ذلك. وعندما وصلنا الى التسمية قال سمير جعجع انه لا يريد سعد الحريري وكذلك وليد جنبلاط وجبران باسيل، عندها رأيت انني أصبحت العقبة فارتأيت ان ابتعد عن الطريق.

سئل: اذا كانت الحكومة حكومة مهمة كيف ستترأسها وانت من الطبقة السياسية؟

أجاب: وهل رئيس الجمهورية ليس من الطبقة السياسية او ان الرئيس نبيه بري لم يترأس المجلس النيابي على مدى 30 عاما. علينا ان نتكلم بالمعقول. اليوم سأتكلم بكل صراحة لان اللبنانيين يستأهلون ان يعرفوا كل شيء وان يعرفوا ان الامل لا يزال موجودا وان مبادرة الرئيس ماكرون لا تزال قائمة وباستطاعتنا تنفيذها.

بالعودة الى ملف تشكيل الحكومة، عندما تنحيت جانبا عاد الفريق نفسه الذي طلب مني التنحي ليطلب مني ان اسمي شخصا لرئاسة الحكومة، أي فريق رئيس الجمهورية وجبران باسيل، لأن حزب الله وحركة امل يقولان من الأساس انهم يريدون سعد الحريري لرئاسة الحكومة وذلك بهدف واحد وهو تنفيس الاحتقان السني الشيعي، فقالوا انهم يريدون تسمية سعد الحريري ويتمسكون بالتسمية وبذلك لا يكونان هما من يرفض سعد الحريري وهذه لعبة سياسية كلنا نعرفها، وقد يكون أيضا لأنني املك قليلا من المصداقية عند الرئيس بري وعند الآخرين. وفي تلك اللحظة الذين رفضوا سعد الحريري هم نفسهم الذين طالبوني بتسمية شخص لرئاسة الحكومة، عندها ولأنني تعلمت من درس العام 2019، اجتمعت مع رؤساء الحكومة السابقين ونحن بعد الخلاف الذي حصل حينها بتنا نجتمع أكثر لتقريب وجهات النظر فيما بيننا، فتوصلنا الى تسمية مصطفى اديب كما طلب منا. اخترنا 3 أسماء واستقر الراي على الرئيس اديب، وكان الرئيس ماكرون يحثنا على القيام بتسمية شخص ليحظى بالغطاء المطلوب. ولحظة ترشيحنا له بدأ البعض بانتقاده والقول بأنه جرى اختياره لأنه متعاون مع الثنائي وما الى ذلك وهؤلاء هم أنفسهم الذين رفعوا صوره مع العلم اللبناني عندما اعتذر عن تشكيل الحكومة. التقلبات التي عشناها كبيرة لأننا اتخذنا قرارا بتسمية شخص شريف يتمتع بالمصداقية ولم يرض ان يحرق أحدا خلال كل هذه المرحلة وخرج من هذه التجربة وعاد الى المانيا.

بعد ان طلبوا منا التسمية وقمنا بذلك اتهمت انا شخصيا بأني أشكل الحكومة، اما انا فأسديت الرئيس اديب نصيحة حينها واتفقت معه لأنه حريص جدا على هذا الامر بان لا يسمي أي اسم يكون فيه استفزازا لأي فريق سياسي. وكمثل على ذلك، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود كان أحد الأشخاص الذين أرادها الرئيس اديب وعندما أطلعني على الامر قلت له ان الاسم ممتاز وشريف الى اقصى حدود ولكنه يشكل مشكلة مع فريق سياسي وهو التيار الوطني الحر. وظيفتي كانت فقط تحذير الرئيس اديب من تسمية اشخاص مستفزة وهذا كان اتفاق من الأساس، وهذا كل ما قمت به.

قيل أيضا ان الخليلين زارا الرئيس اديب الذي قال انه يريد مراجعة الرئيس الحريري، ولكن بأي موضوع؟ بموضوع المداورة لانه في هذا الموضوع أصبحت القضية فجاة قضية مذهبية وطائفية واستراتيجية وتاريخية وأصبحت هي الأساس فمن دونها لا يمكن للطائفة الشيعية الكريمة ان تستمر.

سئل: من اين اتيت بمسألة المداورة؟

أجاب: اتيت بها من الرئيس بري. فعندما شكل الرئيس تمام سلام حكومته كان هناك مشكل في وزارة الطاقة قال حينها الرئيس بري بان افضل حل هو القيام بالمداورة، ونحن بكل حسن نية سرنا بالمداورة لان الرئيس تمام سلام كان يريد ذلك حينها لكي لا تكون أي حقيبة حكرا على احد. فاذا كان هناك حسن نية للقيام بالمداورة وان تأخذ الطائفة الشيعية الكريمة وزارة المالية هذا لا يعني ان لحزب الله وحركة امل لهم الحق بالتمسك بهذه الحقيبة.

يقولون ان ذلك ورد في اتفاق الطائف وان اول وزير مالية كان شيعيا والثاني والثالث أيضا، ولكن اول وزير مالية شيعي أيام الرئيس الحص كان وكيله الرئيس الحص،فاذا كان التوقيع ميثاقيا كما يقولون فكيف يكون وزيرا سنيا وكيلا؟ وهذا حصل بعد الطائف مباشرة . ومن ثم جاء رفيق الحريري وفؤاد السنيورة وجورج قرم وجهاد ازعور ومحمد الصفدي وغيرهم. نحن لا نرفض بأن تكون وزارة المالية للطائفة الشيعية بل نرفض ان تحتكر أي طائفة او أي مكون لأي حقيبة.

سئل: لكن الخليلين يقولان عن الفرنسيين أنهم قالوا لهما أنهم لم يتحدثوا لا مع سعد الحريري ولا مع مصطفى أديب، لا عن المداورة ولا أن وزارية المالية لا يجب أن تكون مع الطائف الشيعية؟

أجاب: حزب الله وحركة أمل ذهبا إلى الفرنسي وقالوا له أن سعد الحريري يخترع أمورا أخرى. ولكن هل الفرنسيون أجابوهم نعم الحق معكم؟

سئل: ماذا قال الفرنسيون؟

أجاب: قالوا نعم هذه مشكلة ولكن لا يجب أن تتوقف المبادرة. كل ما أقوله التالي: هل هذه الحقيبة تستحق أن نطير المبادرة إنقاذية لوقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت؟ على كل حال، بهذه المبادرة الفرنسية أنا تخطيتها ولم يقبل أحد.

سئل: ولكن أنت تعرف انها لن تنجح؟

أجاب: لا من قال ذلك، لماذا لا تنجح؟

سئل: انت تقول استثناء لمرة واحدة وتمننهم وتقول أن هذا ليس حقكم، أعطيكم إياه ولكن بشرط ألا تضعوا الاسم انتم؟

أجاب: اتفقنا في قصر صنوبر أن تحيد الأحزاب السياسية عن هذه الحكومة ولا يكون لها أي تدخل بها وهذه الحكومة سيكون فيها اختصاصيين يديرون هذه الاصلاحات التي وضعها الفرنسيون خلال 6 أشهر.

سئل: بنفس الوقت، أتى الطاشناق وقال: أنا اريد أن أسمي، وطلال أرسلان قال: انا اسمي مجموعتي..

أجاب: لا ليس هكذا، وحين حصلت المشكلة أصبح الجميع يريد أن يسمي.

سئل: رئيس الجمهورية قال أنا لدي الحق أن اسمي الوزراء المسيحيين، صحيح او لا؟

أجاب: إذا كنا سنتكلم بهذا الموضوع، كنا نعيش المبادرة الفرنسية، كل الاجواء كانت ايجابية وفجأة أتت العقوبات وتغيرت المواقف وتغيرت كل الإيجابية التي كانت موجودة، بهذه اللحظة.

سئل: لماذا اتت العقوبات بهذا الوقت؟

أجاب: هل أنا أعرف ماذا يريدون الأميركيون؟

سئل: هنا أسأل من أطاح بالمبادرة؟ الداخل أو الاميركيون أو السعوديون؟

أجاب: لم يطح بها أحد، الذي أطاح بها هو التمسك بأمور. إذا كان الاميركي يريد ان يطيح بالمبادرة الفرنسية نحن نساعده حزب الله او حركة امل او تسير مع الفرنسي؟

سئل: تقول بعد العقوبات تصلب الموقف؟

أجاب: تصلب موقف حركة أمل وحزب الله وبدأ حلفاؤهما يطالبون بأن يسموا، ولكن قبلا، لم يكن أحد سيسمي، وبالنسبة لرئيس الجمهورية دائماً كان يقول ان الرئيس مصطفى أديب عندما يذهب الى القصر الجمهوري لا يتكلم بالأسماء. ذلك لأن اديب منذ البداية كان واضحاً وكنا جميعاً واضحين والمبادرة جداً واضحة أنه لا يوجد سياسيون ولا تسمية سياسيين داخل الحكومة. وحين تغير المفهوم اصبح كل واحد يريد ان يسمي، وعدنا الى معادلة حكومة حسان دياب، نفس الشيء، يعني أننا سنقوم بالأمور نفسها التي لم تكن صحيحة؟ من هذا المنطلق وبكل محبة اقول انه في لحظتها وقت تغيرت المفاهيم اتى الرئيس اديب وسألني وسأل الجميع هل نحن نواقف ان تتغير المبادرة بهذا الشكل؟ حتى الفرنسي لم يكن يقبل.

سئل: انت تعتبر انه لا يوجد جو خارجي اطاح بالمبادرة من جهتكم او من جهة الثنائي الشيعي. هناك كلام ان هناك من اطاح بالمبادرة، ربما سوء الادارة والتدبير من قبل اللبنانيين او تجاذب أميركي فرنسي أو شروط سعودية غير معلنة، لماذا دائماً نقول انه بين ليلة وضحاها تغير كل شيء. حتى الثنائي الشيعي يقولون كان الحريري يسير بالأمور وفجأة غير رأيه؟

أجاب: بماذا غيرت رأيي؟

سئل: بأنك انت فخخت مطلب وزارة المال؟

أجاب: هذا تفخيخ؟ تحبون "السوندجات"؟ لتجروا استطلاع رأي حول هذا الموضوع ولتسألوا كل الناس، هل توافقون أن تكون هناك حقيبة لأي طائفة؟

سئل: لماذا قلت أن من يعرقل تشكيل الحكومة سيأكلون أصابعهم ندامة؟

أجاب: لأنه فعلياً انظر اين أصبحنا.

سئل: انت تقول المبادرة لم تنته؟

أجاب: صحيح، ولكن انظر اين أصبح الناس وأين أصبح الانهيار؟ كل يوم نتأخر عن السير بالمبادرة هو يوم خسارة للبنانيين، إن لم نر هذا الأمر نكون مكفوفين.

سئل: انت طلبت من اديب ان يخالف الأعراف التي كرستها انت ورؤساء الحكومات السابقون مثلاً. كنت تتبلغ من عون بالرابية قبل لحظات من إعلان الحكومة اسماء وزراء تكتل الاصلاح والتغيير، والرئيس السنيورة كان عون يقطف له الورد من حديقة الرابية اثناء عملية التفاوض على الحكومة، والرئيس سلام اعاد عام 2014 حقيبة المالية للشيعة للمرة الأولى منذ عام 92، عملياً ماذا؟ هل هذا النموذج لم يعد صالحا؟

أجاب: "بطل ماشي".

سئل: ما الذي جعلك تقتنع ان هذا النموذج بطل ماشي؟ ثورة 17 تشرين؟ مطالب الناس؟

أجاب: نعم.

سئل: ولكن الناس قالوا نحن لا نريد سعد الحريري؟

أجاب: حسناً لا يريدون سعد الحريري، انا الوحيد سمعت وخرجت. لا يريدون سعد الحريري اليوم ليقولوا، انا لا مشكلة لدي، ما يهمني هو ماذا نفعل بهذه المبادرة وكيف نخرج من المشكلة وكيف ننقذ البلد وكيف نوقف الانهيار وكيف نعمر بيروت وكيف نتكلم مع بعضنا البعض، لأن لا احد يتكلم مع الآخر، "حوار طرشان" اصبحنا نصرخ.

سئل: هل انت الليلة أتيت لكي تفجر الأمور مع الجميع؟

أجاب: لا أفجر، اقول الواقع. أنا أتيت لأقول أن البلد انكشف، ولكن لا يعني اننا غير قادرين على الاتفاق مع بعضنا البعض. يجب ان نتكلم مع بعضنا البعض. انكشف البلد وانكشفت كل المواقف وانكشف كل احد ماذا يريد. لا احد يمكنه الاختباء وراء اصبعه، طالما وصلنا إلى هنا، لنجلس على طاولة أو نقول: هناك انهيار او البعض قد يعتبر أنه ليس هناك انهيار، لا اعرف، ولكن هناك انهيار ويجب ان نخرج من هنا. لدينا مبادرة فرنسية فإما أن نسير بها او أنا أقول صراحة أنا سعد الحريري لماذا سأعمل بالسياسة؟ انا حينها افضل ان اترك السياسة واجلس في بيتي، وذلك أفضل من ان ارى ما يحصل في البلد، إذا تركنا هذه المبادرة تفشل فإنها ستكون جريمة.

سئل: هل المبادرة لا تزال بنفس السياق، أي لا تزال حكومة اختصاصيين ولا يعينها سياسيون؟

أجاب: اكيد.

سئل: لكن الأمور لا تسير هكذا، نصرالله اتهم رؤساء الحكومات بإلغاء حق ودور المكونات السياسية والنيابية في عملية الاستئثار بالحكومة واتهمكم بمصادرة اهم صلاحية لرئيس الجمهورية وهي الاشتراك باختيار اعضاء الحكومة؟

أجاب: هذا رأي، وكل اللبنانيين يعرفون ان هذا الكلام غير صحيح او غير دقيق. نحن نتكلم عن الغاء الدور والميثاقية، وعند كل مفترق يخرجون بالميثاقية، 3 حكومات تشكلت غير ميثاقية وسكتنا واعطينا فرصة.

سئل: لماذا غير ميثاقية.

أجاب: لأننا لم نوافق عليها، ولكن هم يقولون انت لا يمكنك القيام بذلك لأننا غير موافقون وإذا تتخذ أي إجراء "بدنا نعمل شي كبير بالبلد"، ولكن حين يتنحى سعد الحريري جانبا ويقول لمصلحة البلد، ويقول: تفضلوا شكلوا حكومة، فهذه لا تعتبر غير ميثاقية، لأن سعد الحريري آدامي، سعد الحريري لا يريد حرب.

سئل: لماذا انت لا تواجه؟

أجاب: لا اريد ان اواجه بالسلاح وأن أدمر البلد. المشكلة اليوم أن كل واحد يحمل سلاحه. حصلت عراضات بالأشرفية اليوم وحيثما كان، هل يعقل ان نصل بالبلد الى هنا؟ ألا يرى احد اننا نتجه الى مكان ليس فقط المجهول؟ نحن لا نتجه الى مكان نعرفه ونراه بعيوننا.

سئل: بين ان تأخذ البلد الى فتنة اهلية وان تصبح رئيس حكومة ماذا تختار؟

أجاب: انا مرشح بدون منّية من أحد، لأن لدي كتلة نيابية ومعروف من انا، ولكن انا لست كغيري، لا اهدد، والناس في الخارج او بعض من ينتقدوني ويزايدون علي يريدون مني ان اهدد. انا لن أصبح كالآخرين.

سئل: لماذا؟

أجاب: لأني أنا ابن رفيق الحريري، أنا لبناني معتدل ثقافتي الاعتدال، أحب العلم وأن يعيش الناس وأن يكون اقتصادنا حر، هذا سعد الحريري.

سئل: ولكن هذا يعتبر في مكان ما نوعا من الاستسلام وقد دفعت ثمنه؟

أجاب: هذا استسلام؟ هل إذا قام المرء بأمور من أجل بلده وليخرج البلد من الأزمة، هل يكون "انبطاحيا"؟ هذا الذي اقوله، انا افضل ان اترك السياسة، من الان اقولها، اذا كان القرار أن نصل إلى مكان ما يكون كل واحد حاملا سلاحا، حينها أترك.

سئل: لكنك خُونت سنيا وخليجياً؟

أجاب: خونت، ما همني.

س: خونت خليجياً ودولياً؟

أجاب: لا يهمني. وكل هدفي ان نصل لوقف هذا الانهيار. ومن يقول سعد الحريري يريد السلطة، حين قلت أني سأتجرع كأس السم، هل كنت أنا رئيس حكومة؟ هل كنت انا من يشكل الحكومة؟ هل كنت أنا في الواجهة؟ انا كنت أضحي من أجل شخص آخر لا دخل لي فيه، كنت أتعرف عليه ورأيته مرة واحدة في ألمانيا وحين تم التجديد له في العام 2017 او 2016 لم أكن أعرف اديب.

سئل: هل انت ورؤساء الحكومات أردتم تنفيذ المبادرة الفرنسية وفق الشروط الاميركية والسعودية لإبعاد حزب الله عن هذه الحكومة نعم ام لا؟

أجاب: دائماً هناك اتهامات انه هناك مؤامرات، وكأن هناك من يتآمر على حزب الله وحتى صدر كلام أننا نريد ان نحمي ظهرنا. ولكن كيف تحمي ظهرك اذا كان ثلاثة أرباع الشعب اللبناني يجوع؟ بسبب كل هذه الممارسات والمؤامرات هناك اقتصاد انهار، والمؤامرة على الشعب. لا احد يعد مؤامرة على حزب الله والكل يعلم في لبنان والمجتمع الدولي ان سلاح حزب الله موجود وهذا السلاح له تداعيات اقليمية ولكي تحل هذه المشكلة عليك أن تحل المشكلة الاقليمية، هل كان أحد يطالب بنزع سلاح حزب الله؟ هذا يعني أنه لم تكن هناك مؤامرة بل كانت هناك محاولة انقاذ بلد ونقطة على السطر. وكأن طرح المداورة جريمة. ماذا يريد رئيس الجمهورية؟ طالب بالمداورة، ألم يطالب بها حين وصل إلى رئاسة الجمهورية؟

سئل: يبدو أن هناك عودة تفاهم ممكنة بين سعد الحريري وعون وباسيل؟ على ماذا؟ من أجل المداورة؟

أجاب: بداية، لا اتصلت بالرئيس عون ولكني اتصلت بجبران باسيل حين أصيب بكورونا لكي اطمئن عليه، وأكيد سأتصل بأي شخص أعرفه إذا أصيب بالكورونا. لما لا. كما أننا لم نتحدث مباشرة بل بعثت له برسالة ورد على الرسالة ونقطة على السطر. بتنا نتمنى الموت لبعضنا البعض بسبب خلافاتنا السياسية وهذا مؤسف بالبلد.

سئل: هل صحيح أن الرئيس عون كان يريد أن يرسل لك رسالة بشكل غير مباشر بعدم التنازل عن موضوع المداورة؟

أجاب: لم يتحدث معي أحد. ولكن هل أنت تقول أن الرئيس عون يريد أن يوصل لي رسالة بعدم التخلي عن المداورة وأنا تخليت؟ لمصلحة من؟ لمصلحتي السياسية؟ هل رأيت جمهور تيار المستقبل صفق لي؟ ولكن لماذا قمت بها؟ الطلب مشروط وأيضا لمدى الحياة!

سئل: هل صحيح أن اديب قال لهم اعطوني اسماء ولستم أنتم من تعينون وزراءكم؟

أجاب: نحن اتفقنا في قصر الصنوبر أن نأتي بحكومة اخصائيين، ونحن لدينا حكومة اخصائيين قبلها بسنة وهي حكومة حسان دياب. هل فيها أي شخص حزبي؟ ليس فيها أي شخص حزبي.

سئل: كم تحمل حسان دياب مسؤولية انهيار البلد؟

أجاب: المسؤولية تقع على كل الفريق الذي تسلم هذه المرحلة، لكنهم في هذه المرحلة كان ممكنا بكل سهولة ان يصلوا الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي ويقوموا بمشاريع وكل الاصلاحات التي كانت مطلوبة.

سئل: اذا توسطت لك للقاء الرئيس بري ما اول عتاب تعاتبه به في سبيل غسل القلوب؟

أجاب: ليس لدي عتاب، لدي معالجة انهيار واعمار بيروت.

سئل: هو قال لك "بجبلك لبن العصفور"؟

أجاب: انا لا أريد لبن العصفور بل أريد أن نعطي هذا اللبن للشعب اللبناني. نريد أن ننقذ ونوقف هذا الانهيار ونعيد إعمار بيروت.

سئل: لقد اتهم الرئيس بري بأنه هو من اسقط حكومة دياب فأين أخطأ معك؟

أجاب: من أسقط حكومة دياب هو الانفجار الذي حصل ب 4 آب ببيروت ومن دمر بيروت وليس أي أحد آخر. لا نضحك على بعضنا البعض، ولا أحد يمنن الآخر، بعد الانفجار استقالت حكومة دياب.

سئل: هل تربط بين ترسيم الحدود حين تم تركيب صفقة مع الاميركيين ورفض المبادرة الفرنسية؟

أجاب: كتب الكثير من هذا القبيل ولكن لا أعرف هل هناك اتفاق أم لا. أما في موضوع الخط الازرق والبحري فهذا أمر جيد جدا للبنان أن يبدأ، ولكن المؤسف أنه كان يجب أن يبدأ قبل 3 سنوات.

سئل: لماذا لم يبدأ قبل 3 سنين؟

أجاب: لا أعرف، ربما لأننا أكثر بلد يضيع فرص بالعالم، قمنا بسيدر وأضعنا سيدر، قمنا بباريس 3 وأضعنا باريس 3، وقمنا بباريس 2 وأضعناه.

سئل: ماذا كنت تفعل أنت؟

أجاب: من قام بباريس 2؟ وباريس 3 وسيدر؟ ومن عطّل؟ هل يعقل أن أبذل كل هذا الجهد من أجل سيدر ثم أعود وأعطله؟! لكني اُتهم اليوم كغيري. كلا انا قمت بسيدر وغيري عطّله وعطّل الاصلاحات بالكهرباء وعطّل الاصلاحات بالاتصالات وبكل شيء فإما أنا مجنون أو أني لا اصلح ان اكون سياسيا.

سئل: هل يمكن لمن يقيم تفاهما في لحطة من اللحظات مع العدو الاسرائيلي ليس قادرا على أن يتفاهم مع الداخل؟

أجاب: لأنه حصلت عقوبات على البعض وكل شخص بات يريد أن يحمي نفسه.

 

المكتب الاعلامي للرئيس بري : قوانين الانتخابات السابقة يمكن اعتبارها مؤامرة على مستقبل لبنان ما عدا الاقتراح الحالي

الخميس 08 تشرين الأول 2020

وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الآتي: "كل قوانين الانتخابات السابقة يمكن اعتبارها مؤامرة على مستقبل لبنان ما عدا الاقتراح الحالي. أقرأ بروحية النصر للبنان وليس على الفريق الآخر"

 

بري بحث مع زواره في الاوضاع وأبرق الى الكويت وفرنسا والاردن مهنئا المكتب الاعلامي: قوانين الانتخابات السابقة يمكن إعتبارها مؤامرة على مستقبل لبنان ما عدا الاقتراح الحالي

وطنية - الخميس 08 تشرين الأول 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير الذي وضع رئيس المجلس النيابي في اجواء عمل الهيئة.

كما عرض الرئيس بري الاوضاع العامة خلال استقباله وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر. وبعد الظهر استقبل رئيس المجلس النائب جهاد الصمد حيث تم البحث في الاوضاع العامة لاسيما الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية وآخر المستجدات السياسية.

برقية تهنئة لولي العهد الكويتي وكان الرئيس نبيه بري أبرق مهنئا الى ولي عهد دولة الكويت الشيخ مشعل الاحمد الصباح.

وجاء في نص البرقية :

"هي الكويت دائما عند حسن الظن في الاختيار والقرار ... تستولد الصباح من الصباح "مشعلا" يكتمل معه عقد القيادة في الكويت ... فتشرق في الأمة وفينا صباحا دائما ... شمسه لا تغيب في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ نواف الاحمد الصباح وولي عهده ممثلا بسموكم.

انني بإسمي الشخصي وبإسم المجلس النيابي وبإسم الشعب اللبناني، أتقدم من سموكم بأحر التهاني لمناسبة الثقة الغالية والمباركة التي محضتكم اياها الكويت أميرا ومجلس أمة وشعبا لمنصب ولي العهد...سائلا المولى العزيز القدير ان يمنحكم السداد والتوفيق في اداء مهامكم ".

برقية للرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي

كما أبرق الرئيس بري مهنئا الى رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارلارشية، لمناسبة اعادة انتخابه رئيسا لمجلس الشيوخ الفرنسي لولاية جديدة.

برقية الى الاردن

كما بعث برقية مماثلة الى رئيس مجلس الاعيان الاردني فيصل العاكف لمناسبة إعادة تعيينه رئيسا لمجلس الاعيان.

بيان

وكان المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب قد اصدر بيانا جاء فيه :" كل قوانين الانتخابات السابقة يمكن إعتبارها مؤامرة على مستقبل لبنان ما عدا الاقتراح الحالي.

إقرأ بروحية النصر للبنان وليس على الفريق الآخر".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 08 و09 تشرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

بري لم يكن يوماً غير أداة طروادية للسوري والفلسطيني والإيراني

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91083/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d9%83%d9%86-%d9%8a%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%8b-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9-%d8%b7%d8%b1/

في الخلاصة، فإن أرنب بري الجديد المسمى قانون انتخابي، لبنان دائرة واحدة هو خطير وخطير للغاية لأنه غير دستوري ويقضي على ما هو لبنان رسالة وتعايش وحريات ودستور وميثاقية، وبالتالي على السياديين والأحرار من المذاهب كافة أن يرفضوه ويفضحوه ويسقطوه.

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for October 08/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91094/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-october-08-2020/

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 08 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91096/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-847/

 

L’impérialisme néo-ottoman et les vestiges de la guerre froide/Charles Elias Chartouni/October 08/2020
 
شارل الياس شرتوني: الإمبريالية العثمانية الجديدة وبقايا الحرب الباردة
 http://eliasbejjaninews.com/archives/91098/charles-elias-chartouni-limperialisme-neo-ottoman-et-les-vestiges-de-la-guerre-froide-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7/

 

خُذوا النايَ وغَنّوا… الصمودُ سِرُّ الوجود/سجعان قزي/افتتاحية جريدة النهار 8 تشرين الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91101/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%ae%d9%8f%d8%b0%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d9%8a%d9%8e-%d9%88%d8%ba%d9%8e%d9%86%d9%91%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%85%d9%88%d8%af/

الهِجرةُ جُزءٌ من الانتحارِ الآنيّ، والبقاءُ جُزءٌ من الانتصارِ الآتي. لا تُحوّلوا الكارثةَ الماديّةَ هزيمةً للإنسان. لا تَدعوا اليأسَ يَتجذّرُ فيكم رُغم القرفِ الكبيرِ والحزنِ الأكبر. رَدّدوا أنشودةَ “جان سيباستيان باخ” الموسيقيّةَ: “يسوع، ليَبقى فرحي”… آلامُنا اليوم هي مَخاضُ الولادةِ لا حَشْرَجَةُ الموت. “خُذوا النايَ وغَنّوا… الصمودُ سرُّ الوجود”. معًا سنُكْمِلُ السمفونيّةَ اللبنانيّةَ مثلما أكْمَل بيتهوڤين سيمفونيّتَه الخامسة. (سنَنتَصر).

 

 

 

Turkey Rekindles the Armenian Genocide/Raymond Ibrahim/FrontPage Magazine/October 07/2020

ريموند إبراهيم: تركيا تعيد إحياء الإبادة الجماعية للأرمن

The Battle of Lepanto: When Turks Skinned Christians Alive for Refusing Islam/Raymond Ibrahim/October 07/2020

ريموند إبراهيم: في معركة ليبانتو سلخ الأتراك جلود المسيحيين وهم أحياء لرفضهم الإسلام

http://eliasbejjaninews.com/archives/91103/raymond-ibrahim-turkey-rekindles-the-armenian-genocide-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a5/

 

 

 

هل يقفل ترسيم الحدود دكان المقاومة؟/الياس حرفوش/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91107/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%88%d8%b4-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%82%d9%81%d9%84-%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%af%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7/

«في حوزة الأمم المتحدة 10 خرائط أخرى أصدرتها بعد عام 1996 مؤسسات حكومية لبنانية، منها وزارة الدفاع والجيش، وجميعها تضع المزارع داخل الجمهورية العربية السورية. وقد قامت الأمم المتحدة أيضاً بدراسة ست خرائط أصدرتها حكومة الجمهورية العربية السورية، منها ثلاث خرائط تعود إلى عام 1966، تضع المزارع داخل الجمهورية العربية السورية».