المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october08.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/بري لم يكن يوماً غير أداة طروادية للسوري والفلسطيني والإيراني

الياس بجاني/مال المقاومة المسيحية يشتري شقق في باريس لزوجة صاحب شركة حزب مسيحي

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/ذمية دور”محامي الشيطان” في الإعلام اللبناني عموماً والمسيحي منه خصوصاً

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لبنان يسجل أعلى حصيلة إصابات بـ«كورونا» منذ فبراير

سفيرة فرنسا الجديدة تعرب عن سعادتها لمواصلة التزام فرنسا الى جانب لبنان واللبنانيين

هدنة بين “الحزب” وإسرائيل برعاية دولية

هل يزور الراعي الفاتيكان لطرح الحياد؟

تراجع الحراك الفرنسي لبنانيا لمصلحة الاميركي

خطوة الترسيم انطلقت بدعسة ناقصة “دستورياً”

برّي لم يخضع للعقوبات... ولبنان يتخطى إيطاليا بـ"كورونا

بعلبك رهينة آل جعفر وآل شمص

تبرئة خلدون جابر من تهمة شتم المؤسسة العسكرية

جيفري فيلتمان: المفاوضات لن تحلّ مشكلة شبعا

بعلبك بعراضات عشائرية مسلحة: مدينة خارجة على القانون

لوسي بارسخيان/منير الربيع

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 7/10/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 7 تشرين الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المطارنة الموارنة: مستاؤون من الألاعيب السياسية التي حالت دون التشكيل

اعتصام تضامني مع ناشط أمام المحكمة العسكرية

بعبدا تُبعد عنها تهمة تجاوز الدستور وترمي كرة الحكومة في ملعب الحريري

لبنان قاب قوسين من رفع الدعم… فهل يشكّل ضغطاً لاستعجال البدائل؟!

لا مبادرة روسية" تجاه لبنان ولافروف لم يحدّد تاريخ زيارته...."روسوس"... تحقيقات عابرة للحدود و"أجوبة غير مقنعة"!

طلاق بين عون وأداته التنفيذية.. والحريري قد يفجّر مفاجأة الخميس!

حواجز لآل جعفر في بعلبك “عالهوية”.. “وينيه الدولة”؟

تحليل جديد: انفجار بيروت كان أحد أكبر التفجيرات غير النووية في التاريخ!

حزب الله: صفقة لمصلحته ... أو على حسابه

النهار:‏ "لا تعويم والاستشارات قريباً… بلا مرشحين!"

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

طبيب البيت الأبيض: ترمب خالٍ من أعراض «كوفيد – 19»

اجتماع وساطة لبحث أزمة كاراباخ.. وبوتين: أوقفوا المأساة

نزوح نصف سكان كاراباخ.. وبوتين يدعو لإنهاء “المأساة”

روحاني: إيران حاربت الإرهاب في سوريا ولبنان والعراق

للمرة الأولى.. استضافة جناح إسرائيلي في معرض دفاعي إماراتي في 2021

ميشيل أوباما: ترامب عنصري لكن هذا لا يعني أنه لن ينجح

العاهل الأردني يكلف بشر الخصاونة بتشكيل الحكومة

«نوبل الفيزياء» لاكتشافات «الثقوب السوداء»..٣ علماء تُوّجوا بالجائزة نظير أبحاثهم في الظاهرة الغامضة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قوانين الانتخاب وبرلمان الابتزاز/بشارة شربل/نداء الوطن

مفاوضات الترسيم: خلاف حول الوفد وشبعا والاستراتيجية الدفاعية/منير الربيع/المدن

مخازن الخوف والتفجير (1): لماذا الكشف في الضاحية مسموح وفي بعبدا ممنوع؟/أحمد الأيوبي/أساس ميديا

سعد الحريري ونجيب ميقاتي: من يسبق من؟/خالد البوّاب/أساس ميديا

دمشق ترفض ترسيم الحدود للاحتفاظ بأوراق الضغط على بيروت/محمد شقير/الشرق الأوسط

هآرتس": مفاوضات لبنان وإسرائيل على مثال تركيا واليونان/سامي خليفة/المدن

الضربة القاضية: «كورونا» أم رفع الدعم؟/طوني عيسى/الجمهورية

لماذا يرهن "حزب الله" تأليف الحكومة بتطورات الإقليم؟/ليونة "الثنائي الشيعي" حيال ترسيم الحدود قد تؤجل العقوبات ولا تلغيها/وليد شقير/انديبندت عربية

الترسيم: تتويج لانتصارات الحزب على لبنان/خيرالله خيرالله /أساس ميديا

"المركزي"... 151 سؤالاً عن التدقيق الجنائي رفض الإجابة عليها!/غادة حلاوي/نداء الوطن

جنبلاط في الوسط المهاجم الوقت ليس لتسجيل الأهداف/ألان سركيس/نداء الوطن

"التيار" يستعدّ لـ"13 تشرين"... و"القوات" تتجنّب أي احتكاك/ماجدة عازار/نداء الوطن

إنهيار محور الممانعة/طوني أبي نجم/نداء الوطن

مشكلة فرنسا مع "التطرّف الإسلامي"...فرنسية!/فارس خشان/النهار العربي

أرمينيا وآذربيجان : اختبار شراكات تركيا/توفيق شومان/فايسبوك

الاشتباكات في القوقاز قد تهدد واردات النفط الإسرائيلية/سايمون هندرسون/معهد واشنطن

كيف أن الطوائف اللبنانية انسحبت تباعاً من الحروب/حازم صاغية/الشرق الأوسط

بندر... فصل المقال/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

خامنئي وروحاني والواقع الإيراني/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

مستقبل «الإخوان المسلمين»!/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

هل كانت إيران والولايات المتحدة حقاً على "شفا الحرب"؟ ملاحظات حول الصراع في المنطقة الرمادية/مايكل آيزنشتات/معهد واشنطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون لوفد الفاريز ومارسال: الشعب اللبناني يتطلع باهتمام الى نتائج التدقيق الجنائي فهو من الاصلاحات الاساسية للخروج من الازمة المالية دانيال: ملتزمون بالمهلة المعطاة لنا بعد تسلمنا المعلومات المطلوبة

رئاسة الجمهورية تنشر مواعيد الاستشارات النيابية

قاسم: ألا تتطلب هموم الناس وجود حكومة إنقاذ على مستوى المرحلة؟

لجنة الشؤون الخارجية استمعت الى وهبه وعكر بشأن ترسيم الحدود البحرية جابر: لبنان يفاوض من موقع قوة ومعطيات جديدة تساعده لتبيان حقه

اللجان بحثت في قانون الانتخاب الفرزلي:الرئاسة قررت وضعه على سكة النقاش فتفت:لقانون جامع عدوان: لابقاء الحالي الان عون: تطويرالنظام ليس عابرا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوع: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُم في الخَلاعَة، وَالسُّكْر، وَهُمُومِ الحَيَاة، فَيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَوم؛ لأَنَّهُ سَيُطْبِقُ مِثْلَ الفَخِّ عَلى جَمِيعِ المُقِيمِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ كُلِّهَا.

إنجيل القدّيس لوقا21/من34حتى38/قالَ الربُّ يَسوع: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُم في الخَلاعَة، وَالسُّكْر، وَهُمُومِ الحَيَاة، فَيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَوم؛ لأَنَّهُ سَيُطْبِقُ مِثْلَ الفَخِّ عَلى جَمِيعِ المُقِيمِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ كُلِّهَا. فٱسْهَرُوا في كُلِّ وَقْتٍ مُصَلِّينَ لِكَي تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَهْرُبُوا مِنْ كُلِّ هذِهِ الأُمُورِ المُزْمِعَةِ أَنْ تَحْدُث، وَتَقِفُوا أَمَامَ ٱبْنِ الإِنْسَان». وكانَ يَسُوعُ في النَّهَارِ يُعَلِّمُ في الهَيْكَل، وَفي اللَّيْلِ يَخْرُجُ وَيَبِيتُ في الجَبَلِ المَعْرُوفِ بِجَبَلِ الزَّيْتُون. وكانَ الشَّعْبُ كُلُّه يَأْتِي إِلَيْهِ عِنْدَ الفَجْرِ في الهَيْكَلِ لِيَسْتَمِعَ إِلَيْه”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

بري لم يكن يوماً غير أداة طروادية للسوري والفلسطيني والإيراني

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91083/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d9%83%d9%86-%d9%8a%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%8b-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9-%d8%b7%d8%b1/

لا يوجد في لبنان ولا في دول الجوار سياسي مذهبي وحاقد ومتلون وطروادي يتقدم على نبيه بري، الميليشياوي والفاسد والمفسد.

هذا الرجل الذي سرق حركة أمل وحولها إلى شركة تجارية عائلية هو متخصص بتفقيس أرانب مشاريع تهويلية تهدد المسيحيين كلما طلب منه أسياده الغرباء ذلك.

تحالف مع الإحتلالات كافة وكان في مقدمة مرتزقتهم، الفلسطيني والسوري واليوم الإيراني.

أدمن على رفع راية إلغاء الطائفية السياسية موسمياً بوجه المسيحيين لابتزازهم وتهديدهم، وهو أكبر طائفي ومذهبي في لبنان.. وطرحه اليوم أرنب مناقشة قانون انتخابي جديد يأتي في هذا السياق التهويلي والإرهابي واللادستوري واللاميثاقي.

عملياً هو ومنذ هزيمته في معارك إقليم التفاح مع الحزب الأمونيومي أمسى موظفاً بدرجة رئيس مجلس نواب عند إيران وسيد أمونيوم…ينفذ ولا يقرر.

فإن كان من سارق متمرس في لبنان فهو هذا الرجل الذي لم يوفر مصادرة حتى مشاعات العشرات من قرى وبلدات الجنوب والبقاع.

وإن كان من فاسد فهو رقم واحد وفساده لم يرحم لا مؤسسات ولا نقابات ولا دائرة واحدة من دوائر وزارات الدولة اللبنانية.

وإن كان من مفسد فهو الخبير المتمرس والرقم واحد، وزلمه وقطعانه المفسدين مزروعين في كل مواقع الدولة وفي العشرات من الشركات الخاصة.

وإن كان من ملياردير جمع ثروته بالنهب والسطو والتشبيح فبري متقدم على كل أقرانه في هذا المجال الشيطاني.

وإن كان من دكتاتور بجيناته فهو هذا الرجل الذي يهيمن على مجلس النواب منذ سنين وقد دخل موسوعة غينتس في تربعه على رئاسة مجلس نيابي. وهو حول المجلس إلى ثكنة ومعسكر ميليشياوي للزلم والزعران ورفع عدد العاملين فيه من 35 إلى ما يقارب الألف.

يملك تلفزيون متخصص بتشويه الحقائق وبالتسويق لصنميته.

هذا السياسي يعمل حالياً على تمرير قانون انتخابي ملالوي عنوانه لبنان دائرة واحدة بهدف سيطرة حزب الله الأمونيومي على لبنان وتهميش كل باقي المجتمعات اللبنانية.

ادعى باطلاً العداء لإسرائيل وحين جاءته الأوامر من الملالي كشف عن حقيقته واعترف علناً بالدولة اليهودية ودون أن يرمش له جفن.

في الخلاصة، فإن أرنب بري الجديد المسمى قانون انتخابي، لبنان دائرة واحدة هو خطير وخطير للغاية لأنه غير دستوري ويقضي على ما هو لبنان رسالة وتعايش وحريات ودستور وميثاقية، وبالتالي على السياديين والأحرار من المذاهب كافة أن يرفضوه ويفضحوه ويسقطوه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

مال المقاومة المسيحية يشتري شقق في باريس لزوجة صاحب شركة حزب مسيحي

الياس بجاني/05 تشرين الأول/2020

فيما اهل الأشرفية بيوتون مدمرة وبلا بواب وبلا سقوف صاحب شركة حزب مسيحي منافق مقاومة اشترى شقة فخمة بباريس وسجلها باسم "الست" مرتو. الرجل هذا ذمي وباطني ومن أرباب الصفقة الخطيئة

 

تعليق بالصوت والنص/ذمية دور”محامي الشيطان” في الإعلام اللبناني عموماً والمسيحي منه خصوصاً

الياس بجاني/05 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91019/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%8a%d9%84%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

إن دور محامي الشيطان الذي يمارسه الإعلاميين عموماً والمسيحيين منهم خصوصاً في الإذاعات والتلفزيونات في لبنان خلال اجرائهم المقابلات هو دور ذمي فاقع ومرضِّي ومراقبة ذاتية.

هذا الدور الإعلامي المرّضي هو من بقايا عهر وإرهاب ثقافة عنجر الإحتلال السوري البغيض، وقد ورثه وطوره للأسوأ الإحتلال الإيراني الإرهابي والمجرم من خلال جماعة مرتزقته اللبنانيين المعروفين باسم حزب الله.

في دول العالم الحر وخصوصاً في دول الغرب كافة لا وجود بالمرة لهذه الظاهرة الإعلامية المرّضية. فعندما يتم استضافة أي كان تعطى له الحرية المطلقة للتعبيرعن وجهات نظره وعن أرائه دون ترهيب ومقاطعة ونقطة على السطر.

في الخلاصة، هذه الظاهرة الإعلامية الذمية في الغالب هي مخزنة في لا وعي كثر من الإعلاميين وتمارس على هذه الخلفية، إلا في الحالات التي يتم فرضِّها على الإعلاميين من جانب أصحاب الوسائل الإعلامية.

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتWMA/يلقي الضؤ على ذمية دور”محامي الشيطان” في الإعلام اللبناني عموماً وخصوصاً الإعلام المسيحي/05 تشرين الأول/2020/اضغط هنا للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/interviews2020/elias.devil lawyer5.wma

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتMP3/ يلقي الضؤ على ذمية دور”محامي الشيطان” في الإعلام اللبناني عموماً وخصوصاً الإعلام المسيحي/05 تشرين الأول/2020//اضغط هنا للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/interviews2020/elias.devil lawyer5.mp3

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لبنان يسجل أعلى حصيلة إصابات بـ«كورونا» منذ فبراير

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/07 تشرين الأول 2020

ارتفع عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في لبنان، اليوم (الأربعاء)، إلى 48 ألفاً و377 إصابة، بعد تسجيل 1459 إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، في أعلى حصيلة منذ 21 فبراير (شباط) الماضي. ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس «كورونا» أنه خلال الـ24 ساعة المنصرمة تم تسجيل 9 حالات وفاة جديدة، ما يرفع عدد الوفيات إلى 433. وبلغ عدد الحالات الحرجة 167 حالة، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الإعلام المخصص لمتابعة أخبار فيروس «كورونا»، فيما بلغ عدد حالات الشفاء 21 ألفاً و120 حالة.

 

سفيرة فرنسا الجديدة تعرب عن سعادتها لمواصلة التزام فرنسا الى جانب لبنان واللبنانيين

وطنية - الأربعاء 07 تشرين الأول 2020

غردت سفيرة فرنسا الجديدة آن غريوعبر حسابها على "تويتر " بعد وصولها إلى لبنان لتقديم اوراق اعتمادها الاسبوع المقبل لرئيس الجمهورية ميشال عون خلفا للسفير برونو فوشيه. وعبرت غريو في تغريدتها عن "سعادتها في العمل في لبنان ومواصلة التزام فرنسا الثابت الى جانب لبنان واللبنانيين" .ورد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه على تغريدتها متمنيا لها "النجاح في مهامها على رأس السفارة الفرنسية في بيروت".

 

هدنة بين “الحزب” وإسرائيل برعاية دولية

 جريدة الجريدة الكويتية/07 تشرين الأول 2020

علمت «الجريدة»، من مصدر مطلع، أن فرنسا اقترحت على إسرائيل الذهاب إلى هدنة طويلة الأمد مع «حزب الله»، على غرار ما جرى مع حركة حماس الفلسطينية، بعدما استطلعت موقف الحزب وأمينه العام حسن نصرالله من هذا الأمر. وقال المصدر إن رؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتعاون مع الشيعة في «حزب الله» ترتكز علي أن نصرالله شخصية مركزية في العالم الشيعي، وأن باريس لا ترى استحالة أن يصبح مرجعية دينية بعد رحيل علي خامنئي في إيران والسيد علي السيستاني في العراق. ولفت إلى أن فرنسا اقترحت سير مفاوضات التهدئة بالتوازي مع انطلاق المفاوضات غير المسبوقة بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية، وهي تعتقد أن نجاح هذين المسارين سيفضي إلى تراجع الحاجة إلى سلاح الحزب، الذي لا بد أن يتجه أكثر إلى العمل السياسي، موضحاً أن باريس لمست قبولاً مبدئياً من نصرالله بهذه الرؤية. وذكر أن فرنسا كانت على اطلاع كامل على ملف ترسيم الحدود بواسطة مبعوثة خاصة تزور إسرائيل ولبنان، مضيفاً أن الجانب الأميركي أبدى اهتماماً بمبادرة ماكرون للتهدئة، ليتسنى للدولة اللبنانية التفاوض حول الحدود ثم الاعتراف بإسرائيل على أساس هذه الحدود. يشار إلى أن إسرائيل كانت بحاجة إلى اتفاق ترسيم الحدود في هذا التوقيت لإبعاد شبح الحرب مع «حزب الله» ولو مؤقتاً بسبب مشاكل داخلية، والإخفاق في مواجهة جائحة كورونا. كما أن الجيش الإسرائيلي كان أوصى بأن حل هذه القضية عبر الدبلوماسية يسمح لإسرائيل بأن تمضي في أعمال التنقيب واستخراج الغاز دون الحاجة للحماية المعقدة في عرض البحر. ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات اللبنانية ـــ الإسرائيلية 14 الحالي.

 

هل يزور الراعي الفاتيكان لطرح الحياد؟

 وكالة الانباء المركزية/07 تشرين الأول 2020

“لبنان أكثر من وطن إنه رسالة”. عبارة قالها البابا يوحنا بولس الثاني، تختصر مفهوم الحياد الذي طرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، لأن لبنان لا يمكن ان يكون “رسالة” ما لم يبادر الى اعتماد “الحياد”، وتؤكد في الوقت عينه موافقة الفاتيكان ووقوفه الى جانب البطريرك في مبادرته التي أطلقها بعد ان أيقن ان كل الابواب صُدّت في وجه لبنان ولا إنقاذ الا باعتماد الحياد. وفيما كثر الحديث عن زيارة سيقوم بها البطريرك الراعي الى الفاتيكان لبحث مبادرته مع البابا فرنسيس والتساؤل عن سبب عدم حصولها حتى الساعة، اشارت أوساط مطلعة لـ”المركزية” الى “أن الراعي لم يبادر حتى الآن الى طلب موعد من البابا فرنسيس، وان زيارة الفاتيكان لم تتحدد اصلاً كي تتأجل”، مشددة على “ان الزيارة واردة في أي لحظة، خاصة وان للبطريرك زيارات سنوية محددة مسبقاً”، مؤكدة “ان الراعي ينتظر انعقاد الدورة السنوية للكرادلة في الفاتيكان لزيارة الكرسي الرسولي والاجتماع مع البابا، خاصة وان البطريرك سبق ان بحث مبادرته حول الحياد الايجابي مع أمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين الذي أوفده البابا الى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت كموفد خاص لنقل رسالة تؤكد تضامنه مع لبنان واللبنانيين. وأوضحت الاوساط “ان زيارة الفاتيكان كانت جزءا من مشروع طرح الحياد على الدول الصديقة وفي طليعتها الفاتيكان كون المصدر الذي طرح المبادرة هو البطريرك، لكن تطورات المنطقة ولبنان من الاستقالة الى الازمة الحكومية وعدم تأليف حكومة نقلت الاولويات من موضوع الحياد الى معالجة الامور الداهمة، وبالتالي فضّل البطريرك إرجاء طرح القضية في الخارج الى حين تصبح في لبنان سلطة ثابتة تستطيع ان تتلقف الموقف الدولي, لأن الحياد صحيح ان البطريرك يطرحه ولكن على الدولة تطبيقه”. ورأت “ان الحياد مرتبط ليس فقط بالفاتيكان إنما ايضاً بموقف الدول الكبرى التي بدورها تؤيده بدءا من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا والمانيا والاتحاد الاوروبي وصولاً الى روسيا التي لم تبدِ اي معارضة والدول العربية ايضا”.

وختمت الاوساط “ان البطريرك مستمر في مبادرته ويلاقي تأييدا كبيرا خاصة من قبل رجال الدين من الطوائف المختلفة” الا انها في الوقت عينه، استبعدت حصول اي قمة روحية لبحث الموضوع راهناً، لأن الظروف غير مؤاتية والاهم هو التأييد الذي حظيت به مبادرة البطريرك من قبل المرجعيات الروحية”، مشددة على “ان التأييد سيزيد مع اطلاق “ترسيم الحدود” الذي سيسهل الحياد”.

 

تراجع الحراك الفرنسي لبنانيا لمصلحة الاميركي

 وكالة الانباء المركزية/07 تشرين الأول 2020

ترى اوساط ديبلوماسية عبر ” المركزية” ان نعي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط المبادرة الفرنسية يؤشر الى الدخول الاميركي على خط الازمة اللبنانية من خلال النجاح الذي حققته في  اتفاق الاطار بين لبنان واسرائيل والذي سيستكمل وبوساطتها بين الجانبين في مفاوضات تعقد في مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة برعاية الامم المتحدة، والذي سيترافق مع المزيد من الضغوط على حزب الله من جهة على ما تردد من معلومات عن امكانية حجب المصارف اللبنانية من التواجد في الضاحية الجنوبية والجنوب اضافة الى فرض عقوبات على المزيد من رجال المال والاعمال والقيادات اللبنانية المتعاونة مع الحزب، ومن جهة ثانية على الدولة اللبنانية في حال عدم تسهيلها لعملية التفاوض التي تريد الادارة الاميركية الانتهاء منها عاجلا باعتبار انها تحقق لها المزيد من النجاح في العملية السلمية التي بدأت بالتطبيع مع الدول الخليجية. واللافت في السياق، تضيف الاوساط اقتصار الكلام الفرنسي على امكانية المساعدة المادية للبنان والمضي في الاعداد للمؤتمرات التي وعد بها الرئيس ماكرون وغياب الضغوط التي كانت تمارس من اجل تشكيل “حكومة المهمة ” في حين ان الحديث عن الوضع اللبناني برمته اصلاحا وحكومة ومسارا عاد ليحتل مكانته في الادارة الاميركية سواء في الكونغرس او مجلس الشيوخ وهو مرجح للتصاعد مع الايام المقبلة انطلاقا مما يحكى عن توافق فرنسي – اميركي لاستكمال الرئيس ماكرون تنفيذ تعهداته بالاعداد للمؤتمرين الموعودين، الاول لمساعدة المتضررين من تفجير مرفأ بيروت والثاني على غرار “سيدر” حال تنفيذ الاصلاح وترك الشؤون اللبنانية الاخرى لتعود وتأخذ مسارها الطبيعي في ضوء التسليم بالنفوذ الروسي والايراني في سوريا والاميركي في لبنان.

 

خطوة الترسيم انطلقت بدعسة ناقصة “دستورياً”

 وكالة الانباء المركزية/07 تشرين الأول 2020

اعتبر وزير سابق عبر “المركزية” “انه كان الاجدى برئيس مجلس النواب نبيه بري ان يُعلن عن اتّفاق-الاطار في قصر بعبدا وليس في عين التينة. اولاً لانه مُكلّف رسمياً بالتفاوض مع الوسيط الاميركي للاتّفاق على الخطوة، وبالتالي فان قصر بعبدا برمزيته هو المقرّ الوطني الذي يُمثّل رأس الجمهورية. وثانياً، لان رئيس الجمهورية وانطلاقاً من الصلاحيات التي اناطها الدستور هو من يتولى اولاً التفاوض مع الخارج بإسم الجمهورية اللبنانية او رئيس الحكومة، وبالطبع وزير الخارجية والوزير المختص، فما علاقة رئيس السلطة التشريعية بالتفاوض مع دولة خارجية”؟ واشار الوزير السابق الى “ان اعلان الرئيس بري عن اتفاق-الاطار ودعوة السلطة الرسمية لاكمال الخطوة فيه الكثير من الاساءة والمسّ بصلاحيات الرئاستين الاولى والثالثة ما يفتح الباب امام جملة تساؤلات دستورية تدور جميعها حول “شرعية” ما قام به”. من هنا، لفت الى “ان لا بد من اعادة النظر بتشكيل الوفد اللبناني وان يعلن رئيس الجمهورية ميشال عون حصراً عن اعضاء الوفد وتحديد موعد بدء الترسيم”. والى مكان الاعلان، وصف الوزير السابق خطوة الترسيم بـ”الانفصالية” بمعنى ان الدولة سلّمت زمام امرها في الجنوب للثنائي الشيعي، تحديداً حزب الله، بدليل انها لم تعلن للرأي العام ماذا جرى في عين قانا حتى الان ولم تكن على علم بما يحتوى المبنى الذي إنفجر من ايام من اسلحة، وكأن الجنوب بات خارج سلطة الدولة وأنه تحوّل الى “إمارة شيعية”، الوالي بأمرها، حزب الله كجناح عسكري والرئيس بري كجناح سياسي”. وفي الاطار، شدد الوزير السابق على “ان ما يجري يعزز فكرة الفيدرالية التي يتّهم الرئيس بري نفسه قوى واحزابا “مسيحية” تحديداً بالعمل على إرسائها ويتّهمها بالعمل على تقسيم لبنان طائفياً ومذهبياً في وقت ان كل ما يقوم به هو الفيدرالية بحدّ ذاتها، وليس تمسّك الثنائي الشيعي بلسان الرئيس بري بحقيبة المال للطائفة الشيعية سوى خير دليل الى ذلك”.

 

برّي لم يخضع للعقوبات... ولبنان يتخطى إيطاليا بـ"كورونا

مواقع الكترونية/الاربعاء 07 تشرين الأول 2020

يتخبط اللبنانيون بين جبال من الأزمات الحادة، المحركات السياسية معطلة بإستثناء ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، فيروس كورونا ينتشر ويعزل بلدات على طول الـ 10452 كلم، القطاع الإستشفائي يصارع البقاء وعداد كورونا يتخطى الـ 46 الف إصابة. وفي هذا الإطار، أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب فادي علامة أن "كل المعايير والأرقام تظهر أننا وصلنا لوضع صعب جدًا، وأخطر من التجربة الإيطالية". وعن الكارثة التي تضرب المستشفيات، لفت علامة إلى أن "المستشفيات بحاجة الى دعم، لأن التجهيزات لتحويل اقسام منها لأقسام خاصة بكورونا تكلفتها عالية معدلها 22 33 الف دولار لتحويل غرفة واحدة لتجهيز ما يسمى بـ negative pressure اضافة إلى أجهزة تنفس للمرضى". وأوضح أن "التمويل هو مشكلة القطاع الخاص، لأن الدولة اعتمدت مبدأ دعم القطاع العام وللأسف القطاع العام لم يستطع القيام بدوره ولم يصل الى الجهوزية المطلوبة وهو فقط يقدم 20% من الخدمات الصحية والإستشفائية، وتم إهمال القطاع الخاص الذي يقدم 80% من الخدمات". وقال: "في حال قررت السياسة العامة للجنة كورونا العليا أو للحكومة الاتكال على القطاع الخاص بعدما توجهت الى القطاع العام وفشلت، فهذا تهرّب من المسؤولية من الحكومة، ومن الضروري دعم القطاع الخاص ليؤدي الدور المطلوب منه". وحول اعلان برّي عن بدء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشان ترسيم الحدود، أكد علامة أن "برّي لم يخضع للعقوبات كما يروج البعض". وقال: "المفاوضات عمرها 10 سنوات ولم نكن نسمع بعقوبات، بل بدأت بمؤتمر في البحرين ووزع الرئيس التقرير بحلقة حوار وطني على رؤساء الأحزاب والكتل السياسية ليعلموا ان لدينا مخزون نفطي في المياه الإقليمية في لبنان ولضرورة المحافظة عليها، وتم التواصل مع الامم المتحدة من خلالها تم التواصل مع جهات أخرى منها أميركا لضرورة ان يحفظ لبنان مخزونه الموجود في المياه الإقليمية أو في المنطقة الإقتصادية الخالصة لنا".

واضاف، "هذا مشروع 10 سنوات من المفاوضات، واليوم كما ذكر الرئيس برّي وضع إطار لاتفاق وخارطة طريق للتفاوض على حقوقنا، وعملاً بالدستور اللبناني تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموضوع وسيكمل عبر الجيش اللبناني والفرق الفنية للقيام بدورها، والمسار طويل".وأكد عضو كتلة التنمية والتحرير، أن "هذا انجاز مهم لنا، وهذه بداية مرحلة طويلة من التفاوض لحفظ حقوقنا ولنستفيد من المخزون الموجود لدينا في البلوك 8 و 9".

 

بعلبك رهينة آل جعفر وآل شمص

مواقع الكترونية/الاربعاء 07 تشرين الأول 2020

عاداتٌ عشائريةٌ أخذت مدينة بعلبك كُلها رهينة السلاح المُتفلت, بين عشيرتي آل جعفر وآل شمص, مُسقطة عدالة القضاء بـ إدخال المنطقة في دوامة من الجرائم والتعديات المستمرة. وتعود أحداث بعلبك الهرمل بعد, "الإستعراض "العسكري" لآل جعفر، الذي جاء ردًّا على إستعراض آل شمص أمس الاثنين خلال تشييع "ضحيتهم" الذي قُتِلَ على يد مُسلّح من آل جعفر". هي حالةٌ من الرُعب, عاشتها مدينة بعلبك خلال التشييع، حيث لوحظ إنتشار مُسلح وواسع لـ عائلة شمص، ترافق مع كم من التسجيلات الصوتية، ومن الرسائل الهاتفية التي تحدثت عن حشود مُسلحين من عشيرة شمص تجوب مدينة بعلبك إضافة للحواجز السيارة على مداخل المنطقة لـ منع آل جعفر من التواجد فيها. ومع استمرار التوتر بين العشيرتين عمد شبان من آل جعفر على قطع اوتوستراد بعلبك الهرمل في مشهد لافت حين ظهر عدد من المُسلحين بـ عِتاد عسكري شبه كامل وكأنها مظاهر الحرب والانتقام. وعلى الفور توجهت آليات من الجيش, فوج المغاوير بـ مُساندة فوج المجوقل الى مدينة بعلبك ومحيطها, حيث تقوم بالإنتشار في هذه الأثناء للقيام بكل ما يلزم لـ سحب فتيل الفتنة وبسط الأمن وتوقيف الخارجين عن القانون."

 

تبرئة خلدون جابر من تهمة شتم المؤسسة العسكرية

وطنية - الأربعاء 07 تشرين الأول 2020

أعلنت المحكمة العسكرية الدائمة، برئاسة العميد منير شحادة، في جلسة عقدتها اليوم، تبرئة خلدون جابر من تهمة إقدامه في 13 تشرين الثاني الماضي على معاملة عناصر الجيش بشدة أثناء وظيفتهم وشتم المؤسسة العسكرية وتحقير رئيس الجمهورية، وذلك خلال اعتصام نفذه ناشطون خلال التاريخ المشار اليه على طريق القصر الجمهوري، لعدم كفاية الدليل. وقد طلبت الوكيلة القانونية لجابر المحامية غيدة فرنجية كف التعقبات عنه "كونه لم يرتكب أي جرم، وعدم إحالة قضية تحقير رئيس الجمهورية الى القضاء العدلي، لأن أقواله انتزعت منه تحت الضغط وفق ما أدلت به أمام هيئة المحكمة،كما طلبت عدم الإدعاء عليه بهذا الصدد". أما مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي هاني حجار، فطلب البراءة للمدعى عليه من الجرائم المسندة اليه، ما عدا جرم تحقير رئيس الجمهورية، مشيرا الى إنه "سيدرس الملف تمهيدا لإحالته الى المرجع القضائي المختص".

 

جيفري فيلتمان: المفاوضات لن تحلّ مشكلة شبعا

المدن/07 تشرين الأول/2020

اعتبر السفير الأميركي الأسبق في بيروت، جيفري فيلتمان، أن التوصل إلى اتفاق إطار بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية لبدء محادثات حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، فرصة جيدة للبلدين لتمكينهما من استخدم مواردهما الطبيعية في البحر. وتساءل فيلتمان، الذي عمل أيضاً وكيلاً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، ومساعداً لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، عما إذا كان حزب الله قد سهل عملية الوصول إلى الاتفاق مع إسرائيل، الذي أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، لتحويل الأنظار عن عرقلته لتشكيل الحكومة اللبنانية، على أن يقوم بعرقلة المفاوضات في وقت لاحق. وتوقع فيلتمان في حوار مع موقع "الحرّة" أن يبقي حزب الله على ورقة مزارع شبعا "كذريعة وحجة للحفاظ على ترسانته العسكرية التي تشكل خطراً على لبنان".

لماذا الاتفاق الآن؟

حسب فيلتمان، كاد يكون هناك اتفاق في الماضي، عندما كانت إليزابيت ريتشارد سفيرة في لبنان، وحصل تقارب كبير بين الجانبين وكذلك قام السفير ديفيد ساترفيلد بدبلوماسية مكوكية بين البلدين. والذي تغير اليوم، يقول فيلتمان: "أعتقد أنه الإصرار الأميركي أن هذا الأمر يمكن إنهاؤه وكذلك الأزمات الاقتصادية التي يواجهها لبنان". ويضيف: عملية استكشاف النفط الأولى التي جرت في البلوك رقم 4 في شمال لبنان لم تكن جيدة ولم تشر إلى وجود احتياط كاف من الغاز. والاعتقاد السائد اليوم هو أن البلوكات في الجنوب والموجودة في المناطق المختلف عليها تحتوي على موارد أكبر. إضافة إلى الوضع الاقتصادي المالي العام السيء في لبنان، فلو أن لبنان استطاع استخدام احتياط الغاز الموجود في البحر تجارياً، فإنه قد يوفر على المدى الطويل وليس على المدى القصير موارد كبيرة للدولة اللبنانية.

سئل: هل من علاقة للعقوبات الأميركية على مساعد الرئيس برّي بالقرار اللبناني؟

فأجاب: أنا مقتنع أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، كالمسؤولين الإسرائيليين، أخذوا هذا القرار لأنهم رأوا أنه يصب في مصلحة أمنهم القومي.

برّي رآه في مصلحة الأمن القومي للبنان، لمحاولة إيجاد سبيل لحل الخلافات الحدودية البحرية والبرية.

ما سيفعله حزب الله

أما في ما يتعلق بحزب الله، علي أن أتساءل إن كان الحزب سيسمح بتقدم الاتفاق من دون أن يحاول عرقلته هذه المرة، كما حاول عرقلة ترتيبات مشابهة في الماضي، لأنه يحاول تحويل الأنظار عن حقيقة عرقلته تشكيل حكومة في لبنان.

وآمل أنه عندما تبدأ المحادثات التي تستضيفها الأمم المتحدة وبتسهيل ووساطة من الولايات المتحدة أن نرى الطرفين يأخذان مقاربة عقلانية وبناءة وإيجابية لحل هذه المسألة استناداً إلى سنوات من المحادثات في السابق.

وآمل ألا يحاول حزب الله تحويل الأنظار الآن عن موضوع عرقلته تشكيل حكومة جديدة وبعد ذلك يحاول عرقلة المحادثات عندما تبدأ.

ورداً على سؤال "هل يمكن لبرّي أن يوافق على الحوار مع إسرائيل من دون ضوء أخضر من حزب الله؟" قال فيلتمان: أتوقع أن يكون الرئيس برّي قد قام بمشاورات مع كل الأحزاب الأساسية قبل الموافقة على اتفاق الإطار. ولا أعتقد أن برّي، الذي يتمتع بالدهاء السياسي، قد وافق على الاتفاق من دون أن يعرف إن كان لديه الضوء الأخضر من حزب الله، أو على الأقل عدم وجود ضوء أحمر من الحزب، شريكه في البرلمان.

لماذا برّي؟

ولما سئل لماذا يجري الأميركيون المحادثات مع الرئيس بري وليس الحكومة اللبنانية أو رئيس الجمهورية؟ أجاب: عليك أن تسأل الحكومة الأميركية التي لديها سفيرة جيدة في بيروت. المحادثات كانت تجري وعلى مدى الأعوام الماضية مع الرئيس برّي حول هذه المسألة.

السفير ساترفيلد تحادث مع الرئيس برّي كثيراً. وكذلك فعل فريدريك هوف قبل ذلك. السفيرة إليزابيت ريتشارد تحادثت مع برّي حول ذلك أيضاً.

وحتى لما كنت أنا سفيراً في لبنان تحدثنا عن هذا الموضوع في عدة مناسبات. مهما كان السبب علينا أن نعطي بعض الرصيد لرئيس مجلس النواب برّي وللإسرائيليين وللأميركيين لديفيد شينكر وآخرين، الذين تمكنوا من الوصول إلى هذا الاتفاق.

تخفيف المخاطر

ورداً على سؤال:هل سيمنع هذا الاتفاق من وقوع حرب في المستقبل بين إسرائيل وحزب الله؟

قال فيلتمان: كأميركي أتمنى أن يتوصل الإسرائيليون واللبنانيون إلى إيجاد سبيل لإنهاء حال الحرب بين الدولتين وتخفيف مخاطر وقوع حرب في المستقبل.

إذا نجحت المحادثات في حل مسألة الحدود البحرية ومسألة الثلاثة عشرة نقطة المتحفظ عليها عبر الخط الأزرق وحُلّت، على الأقل، بعض المشاكل الحدودية البرية، فقد يكون ذلك خطوة إيجابية، ولكنها لن تكون مشابهة لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، مثل العلاقات بين الأردن وإسرائيل ومصر وإسرائيل ومؤخراً بين الإمارات والبحرين وإسرائيل.

لنركز الأنظار الآن على البناء على اتفاق الإطار للوصول إلى حل للمناطق الحدودية، التي ستسمح للبنانيين والإسرائيليين الاستفادة من مواردهم الطبيعية، وتفادي خطأ محتمل في الحسابات في المنطقة المتنازع عليها.

-هل الاتفاق سيمنع أميركا من فرض عقوبات على الرئيس برّي أو حزب الله في المستقبل؟

العقوبات أداة سياسية وتستخدمها الولايات المتحدة لدعم سياسة معينة. وأعتقد أن واشنطن ستقرر بشأن أي عقوبات في المستقبل، استناداً إلى قناعتها ما إذا كانت العقوبات ستدفع سياسة معينة.

وأنا مقتنع الآن أن الأميركيين مركّزون على كيفية السير قدماً، واستناداً إلى اتفاق الإطار، في حل قضايا كادت تؤدي إلى صراع والتي منعت استخدام الموارد الطبيعية من قبل الدولتين والتي استخدمها حزب الله بصراحة كواحدة من تبريراته عدة مرات.

أي شيء يمكن عمله لتخفيض إحتمال النزاع هو أمر إيجابي. والنظر في كيفية حل قضايا حدودية بشكل سلمي أفضل بكثير من محاولة استخدام وسائل عسكرية أو صواريخ لإثبات حقائق على الأرض.

شبعا ومزارعها

هل مزارع شبعا ستكون مدار بحث بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني؟

أنت تعلم كم هي معقدة مسألة مزارع شبعا. المزارع احتلت عام 1967. وعندما احتلت إسرائيل هضبة الجولان فقد شملت هذه المنطقة مزارع شبعا واللبنانيون لم يثروا مسألة احتلال المزارع في الأمم المتحدة أو غيرها، إلا بعد وقت طويل جداً بعد عام 2000، على إثر انسحاب الإسرائيليين.

وهي ليست جزءاً من الخط الأزرق بعد عام 1967 بين لبنان وإسرائيل، إنها جزء من الخطوط السورية الإسرائيلية. أتساءل ما إذا كان حزب الله يتطلع إلى أن يحتفظ بكعكته ويأكلها في الوقت نفسه، كما يقال باللغة الإنجليزية. يعني أن يسمح بحل قضية الحدود البحرية من خلال اتفاق الإطار الذي رعاه الأميركيون، فيمكن للبنان أن يستفيد من احتياطات الغاز. وربما يحل أيضاً الخلافات البرية بعد عام 1967، أي الحدود اللبنانية الإسرائيلية حيث قامت قوات اليونيفيل بالكثير من العمل في هذا الصدد مع الطرفين، إذ هناك فقط 13 نقطة أحد الأطراف لديه تحفظات عليها.

وقد يكون ممكناً حل هذه المسائل الحدودية ولكن هذا لا يحل مسألة مزارع شبعا. ما يبقي لحزب الله عذر وحجة للحفاظ على ترسانته التي تشكل خطراً على لبنان.

 

بعلبك بعراضات عشائرية مسلحة: مدينة خارجة على القانون

لوسي بارسخيان/منير الربيع/المدن/07 تشرين الأول/2020

لليوم الثالث على التوالي استمرت أجواء التوتر الأمني في منطقة بعلبك، على خلفية الجريمة الثأرية التي ذهب ضحيتها عباس شمص، إنتقاماً لجريمة سابقة نفذها أشخاص من آل شمص بحق عيسى علي جعفر سنة 2017، على رغم التسوية التي قضت حينها بتسليم اثنين من الضالعين فيها، أحدهما شقيق عباس شمص.

الاحتكام للقوانين العشائرية

وفيما استمر غياب الحزم من قبل السلطة الأمنية الشرعية، هيمن على المدينة مشهد العراضات، سواء تلك المسلحة التي تعرضت للمواطنين على الطرقات، أو التي تحمل تهديدات صوتية. ووثق أحد الفيديوهات صوراً تظهر عشرات المسلحين، ذكر أنهم من آل جعفر، يحاولون إقامة حواجز مسلحة، ويلوحون بقطع الطريق على العابرين من آل شمص. الأمر الذي وضعته مصادر عسكرية بإطار "العراضات التي لا يمكنها أن تتطور إلى اشتباكات مباشرة"، متحدثة عن تكثيف الإجراءات العسكرية لإنهاء هذه المظاهر في الساعات المقبلة، بالتوازي مع الاحتكام إلى عقلاء بعلبك وعشائرها من أجل وضع حد للتفلت الأمني، الذي تسببت به العملية الثأرية. يبدو الحل الذي تحدث عنه المصدر الأمني تسليماً بأمر واقع جرمي يتحكم بمدينة بعلبك بإسم العشائرية، مقوضاً سلطة الدولة وأجهزتها، المحكومة أيضاً في استعادة الأمن لهذه المنطقة بالأسلوب العشائري. وفي هذا الإطار، يمكن وضع بيان صادر عن عشائر بعلبك: زعيتر، الحاج حسن، رماح، المقداد، علوه، دندش، ناصر الدين، علام، أمهز، مشيك، نون، شريف وحمية، إلى عائلات اسماعيل وصوان وشعيب وغيرها، كما جاء في البيان، والذي ناشد أبناء عشيرتي شمص وجعفر الاحتكام للقوانين العشائرية والأعراف السائدة في المنطقة وفيما بينها، وأن يكون الشرع والقوانين والأعراف الفيصل والحكم والمرجع بحل المشاكل.

سقوط الدولة

البيان طالب العشيرتين أيضاً بأن يلتزما أحكام "الشرع الحنيف" معتبراً أن "الوقت ليس للتناحر بيننا، لأنه يوجد عدو متربص بنا بالداخل والخارج، وخصوصاً العدو الاسرائيلي والإرهاب التكفيري". خاتماً بأن "البقاع وبعلبك خصوصاً، يحتاجان إلى الأمن والأمان، وعلى المعنيين والعائلات والعشائر إرسائهما إلى جانب الرخاء". إذاً، بين الإحتكام للأعراف العشائرية، ولأحكام الشرع الحنيف، والاستنجاد بالعائلات والعشائر، سقطت الدولة حتى من حسابات من يطالبون بالهدوء. كما لفت عدم الإتيان على ذكر قيادات "الثنائي الشيعي" (أمل وحزب الله)، الذي تدين له بعلبك بولائها السياسي. لتبدو هذه العشائر كحكم وجلاد في آن معاً، فهي التي تفتعل المشاكل مداورة، وهي التي تحاول حلها أيضاً. فيما لا تؤدي استعانة الدولة بها، سوى إلى مزيد من تعنت من يسمون "عشائر" بعلبك وأهلها.

بيان آل جعفر

في المقابل بدا لافتاً البيان الذي صدر باسم عشيرة آل جعفر، حول ما وصفته من "أحداث مؤسفة"، والذي حمل تبريراً للأحداث العنفية التي شهدتها بعلبك، من خلال توجيهه إصبع الاتهام إلى القضاء، عبر إشارته إلى أن " أهل المغدور عيسى الذين انتظروا القضاء عدة سنوات لكشف الحقيقة وبقوا تحت سقف القانون، أملاً منهم بتحقيق العدالة في قضية ابنهم، فوجئوا بتبرئة المحكمة لأحد المجرمين، وبقاء شخص واحد قيد التوقيف، وهو ممن يحملون بطاقة شؤون اجتماعية"، معتبرة أن في ذلك محاولة أيضا لتخفيف عقوبته. وحمّلت العشيرة مسؤولية عودة الأمور إلى نقطة الصفر لتخاذل القضاء والتواطؤ في إنزال العقوبة المناسبة بحق المجرمين. كما تحامل بيان عشيرة جعفر على رد الفعل التي أظهرها آل شمص، إثر مقتل ابنها عباس، قائلاً: "تمنينا لو أن أهلنا من آل شمص تداركوا في اليومين الماضيين الأمور سريعا، وقاموا بحصر المشكلة بإطارها المحدد، وهذا ما لم يحصل. بل عمد بعضهم إلى إغلاق الطرقات وإطلاق التهديدات والوعيد شمالاً ويميناً". وتوجه البيان إلى عشيرة آل شمص بأن "الوقت لم يفت وما زال باستطاعة وجهائها العمل على تهدئة النفوس وإعادة تصويب الأمور".. معترفة "بعدم منفعة أحد من الفوضى بظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.."، ليختم البيان بـ"تفهم الغضب" الذي بدر عن آل شمص واستنكار ردود "الموتورين" من بين أبناء عشيرة جعفر، مؤكداً على أهمية تجاهل ونبذ كل الأصوات التي تعمل على الفتنة. في هذا الوقت، غرّد محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، عبر "تويتر" قائلاً: "ما يحصل في بعلبك خطير للغاية ومسيء لبعلبك الهرمل ولأهلها، رهاننا على الجيش اللبناني الذي أرسل تعزيزاته اليوم إلى المنطقة، ويقوم بالانتشار في هذه الأثناء، للقيام بكل ما يلزم لسحب فتيل الفتنة وبسط الأمن وتوقيف الخارجين عن القانون". كل ذلك وبعلبك وأهلها الآمنين لا يزالون مأخوذين رهائن مشاكل متكررة ومتراكمة، تحبط كل الجهود التي تبذل لإخراجها من دائرة المدن المصنفة خطرة أمنياً، وتبقيها أسيرة صورتها النمطية في أذهان اللبنانيين والعالم، مدينة خارجة على القانون، حتى لو لم يكن معظم أهلها كذلك.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 7/10/2020

وطنية/الأربعاء 07 تشرين الأول 2020 

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

حدد رئيس الجمهورية موعد الاستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس المقبل خطوة توافق عليها مع الرئيس بري على ان تكون مهلة الاسبوع كافية لتحدد الكتل النيابية مرشحها للتكليف وتبلور مواقفها من صيغ التأليف مع أخذ العبر من العقبات التي ادت الى اعتذار مصطفى اديب فتسهل التشكيل .

على اي حال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يحدد موقف الحزب بعد ساعة من الان وقد استبق اطلالته الشيخ نعيم قاسم الذي قال ان الوقت ليس مؤاتيا لتعديل أو تغيير موازين القوى، ولا لابتداع صيغ لحكومة لا تمثل الكتل النيابية واعتبر ان الحل الوحيد المتاح هو التكليف والتأليف بحسب الدستور والآليات المعتمدة منذ الطائف.

في ظل هذه الاجواء مؤتمر مساعدة لبنان يعقد في شهر تشرين الثاني المقبل وهو لدعمه انسانيا للتوجه للمرحلة الثانية من الاعمار

وفق ما اعلن وزير الخارجية الفرنسي الذي كشف عن اجتماع سيعقد خلال أيام لمجموعة الاتصال الدولية بشأن لبنان للتأكيد على تشكيل حكومة.

وفي الشأن المالي

طالب الرئيس عون وفد شركة ALVAREZ & MARSAL للتحقيق الجنائي "بضرورة التوصل إلى نتائج حاسمة ودقيقة وواضحة معززة بالمستندات في الحسابات المالية لمصرف لبنان لأن التدقيق من الإصلاحات الأساسية للخروج من الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة

وفيما البلد ينهار كتبت صحيفة فاينشال تايمز:ستة مليارديرات لبنانيين على قائمة فوربس

البداية من ملف كورونا الذي سجل اليوم اعلى حصيلة بلغت الف واربعمئة وتسعا وخمسين اصابة وتسع وفيات

مستشفى الحريري والامم المتحدة تدقان ناقوس الخطر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

عملية التكليف على السكة الدستورية الصحيحة من جديد. فبعد مرور أحد عشر يوما على تقديم مصطفى أديب اعتذاره، أخذ الرئيس ميشال عون المبادرة وحدد موعد الإستشارات الملزمة للنواب بهدف تسمية رئيس حكومة جديد. يمكن أن يقال إن الدعوة جاءت متأخرة. كما يمكن أن يتساءل البعض لماذا رئيس الجمهورية لم يدع إلى الإستشارات نهاية الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل بدلا من أن يترك الأمور إلى الخميس المقبل؟ المهم أن الخطوة المطلوبة حصلت، وتبشر بمسار يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح. كما تثبت أن الرئيس مؤتمن على الدستور حقا ، ولا يسمح لنفسه أن يناقضه أو ينقضه لا نصا ولا روحا. علما أن التأخير الذي حصل والمستمر إلى الخامس عشر من الجاري يمكن أن يشكل عاملا إيجابيا يساعد القوى السياسية المختلفة على استكمال مشاوراتها، وعلى الإتفاق ربما على معالم التأليف قبل التكليف، حتى لا نكون أمام مصطفى اديب-2 ، أي أمام اعتذار جديد.

دعوة عون جاءت لتقطع الطريق على مقولة تعويم حكومة حسان دياب. فرئيس الجمهورية على ما يبدو، غير راغب في الامر، كما يريد ان يحشر القوى السياسية ويحملها مسؤولية التعطيل في حال عدم اتفاقها على رئيس للحكومة، بدلا من ان يتحمل هو التبعات السياسية لذلك. الدعوة الدستورية تزامنت مع موقف فرنسي لافت. اذ اعلن وزير الخارجية الفرنسي ان فرنسا ستنظم مؤتمرا للمساعدات الانسانية للبنان في الشهر المقبل، كما ان مجموعة الاتصال الدولية بشأن لبنان ستعقد اجتماعا خلال ايام . وهو ما يثبت مرة جديدة أن المبادرة الفرنسية مستمرة وإن باطار آخر، وأن المجتمع الدولي ما زال على اهتمامه بالملف اللبناني. فهل تكون القوى السياسية على قدر المرحلة وتفاجىء اللبنانيين والعالم بانتاج حكومة؟ ام ان فشلها سيتواصل وعجزها سيستمر وفسادها سيبقى اقوى من اي محاولة انقاذ؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

ككرة ثلج تكبر هموم المواطن اللبناني يوما بعد يوم.

ما تبقى من عملة وطنية باتت صعبة الوجود في جيبه تكتوي بنار الأسعار وطيران سعر صرف الدولار.

البنزين غير متوفر وإذا ما توفر فهو خاضع لبازار الإحتكار والغلاء والدواء غير موجود في ظل عمليات تهريب تفاقم أزمة النقص الدوائي الموجودة أصلا فمن يعالج؟؟.

ومن يشحن المواطن بالطاقة لكي يتمكن من الإستمرار؟؟.

في المقابل طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن المركزي حريص على تأمين كل المستلزمات الحياتية للمواطن من ضمن الإمكانات مشيرا إلى أن رفع الدعم الشامل عن الضروريات فيه الكثير من المغالطات وهو سيستمر بالقيام بواجباته.

على المستوى الحكومي فإتصال بين رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري حول موعد الإستشارات النيابية الملزمة التي أعلنت الرئاسة الأولى تحديد موعدها في منتصف الشهر الجاري.

في البيان الشهري للمطارنة الموارنة ترحيب بإعلان الإتفاق الإطار حول ترسيم الحدود وأمل بأن تسفر عن حل سريع يسمح للبنان بالإستفادة من ثرواته النفطية والغازية.

اما تشريعيا وضع الرئيس بري درس إقتراحات القوانين المتعلقة بالإنتخابات النيابية على السكة لكي يأخذ التقاش مداه ولا يترك الأمر إلى ربع الساعة الأخير.

وفي الأمن وبعد الحوادث المؤسفة في بعلبك بين عشيرتين من كبار العشائر أي آل جعفر وآل شمص شدد الجيش إجراءاته وأخذ التدابير اللازمة لحفظ الأوضاع الأمنية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

اكثر من معركة يخوضها لبنان على اكثر من جبهة وخسارة اي من هذه المعارك تكلفتها قد تكون خسارة الحرب كلها، أي خسارة لبنان .

المعركة الاشد اليوم، هي معركة مكافحة فيروس كورونا.

فحتى بعد تسعة اشهر على تسجيل اول اصابة، ما زلنا نجهز المستشفيات الحكومية، وما زلنا نحضر الطواقم الطبية، وما زال عدد من المواطنين يلتف على المرض، كذلك فان بعض المستشفيات الخاصة يلعب مع الدولة لعبة العصا والعصا، فيرفض استقبال المرضى تحت حجة المستحقات غير المدفوعة، ولا يكشف في المقابل عن المساعدات التي وصلته .

المعركة الثانية هي معركة التكليف والتأليف. فحتى ولو حدد رئيس الجمهورية الخامس عشر من الشهر الحالي موعدا لاستشارات تكليف رئيس جديد للحكومة، يبدو اننا حتى الساعة ندور حول انفسنا .

فالدعوة هي لحض المسؤولين على التشاور، ولاعلام الغرب ولا سيما فرنسا، ان العمل جار، خصوصا ان احدا لا يتحدث إلى الاخر، وان الاتصالات بالفرنسيين قطعت تقريبا.

اماالاهم ، وهو الاتفاق على اسم رئيس الحكومة، فلا تطور فيه حتى الساعة. هذا في وقت، تبرز فيه المبادرة التي اعلنها الرئيس نجيب ميقاتي، في محاولة لانقاذ البلد من الوضع الخطير، جدا جدا جدا حسبما قال ميقاتي في حديث إلى الLBCI مضيفا :حتى ولو تألفت الحكومة، فأني اشك في مقومات نجاحها.

اما المعركة الثالثة، فهي معركة ترسيم الحدود مع اسرائيل .هذه المعركة تلفها السرية، فحتى الساعة لا تأكيد على اسماء الفريق اللبناني المفاوض .

ولعل الاشارة الوحيدة المرجحة لاسم رئيس الوفد، هي وجود العميد بسام ياسين في عين التينة لحظة اعلان الرئيس بري التوصل الى اتفاق الاطار .

اما تاريخ انطلاق التفاوض ,فحدد في الرابع عشر من تشرين الاول في الناقورة، بوفد عسكري وتقني، ملفاته جاهزة وكذلك خرائطه، يعرف حقوقه، ويعرف ما له وما عليه .

معركة هذا الفريق خطيرة، فأي خطأ او خطيئة سياسية في مواكبته، ستكلف لبنان غاليا .

اما ام المعارك، فهي معركة التدقيق الجنائي، التي بدأت في المصرف المركزي .

فدون الفوز في هذه المعركة لا مجال لتمدد التدقيق صوب الوزارات والادارات والصناديق والمجالس، ما يبقي مغارة علي بابا محكمة الاقفال، ويطرح السؤال : هل هناك من لا يريد النجاح للتدقيق الجنائي الذي تحول دونه قوانين يفترض تعديلها ؟

واذا كان المطلوب افشال alvarez&marsal ، فكيف ستمرر الاصلاحات التي يطالب بها الغرب، والتي اعاد التذكير فيها وزير الخارجية الفرنسية اليوم، قائلا : من الضروري ان يعمل لبنان على تشكيل حكومة مهمة، او حكومة قتال تعمل على اصلاحات قابلة للتنفيذ، والا فان الدولة اللبنانية تواجه خطر الزوال .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

أرقام قياسية جديدة يسجلها وباء كورونا كلما ازدادت أعداد فحوصات PCR ، والنتيجة أن الفيروس يتفشى بسبب عدم الالتزام باجراءات الوقاية الصحية ، فكل التحذيرات من أن البلد يسير على طريق النموذج الايطالي لم تردع الكثيرين ، ما يقرب البلد اكثر من الخط الاحمر.

اما على خط تشكيل الحكومة ، خرق للجمود السياسي بتحديد موعد الاستشارات النيابية في الخامس عشر الجاري، الا ان الضبابية تلف طبيعة الحكومة اسما وشكلا ، ويؤمل ان تتضح ملامحها ابتداء من الاسبوع الطالع، واشارت المصادر الى ان الرئيس عون ليس لديه موقف من أي شخصية تتفق عليها معظم الكتل النيابية مع التأكيد على عدم تكرار التجربة الاديبية ، على أن آداب التكليف والتشكيل حددها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بأن لا تخرج عن الاطر الدستورية، والمعرقلون هم المسؤولون عما ينحدر اليه البلد سياسيا ومعيشيا واقتصاديا يقول الشيخ قاسم.

وعلى ذكر الوضع الاقتصادي، من المفيد أن يعلم اللبنانيون أن بلدهم لديه أعلى كثافة في الثروة، ولديه اكبر كثافة لاصحاب المليارات في العالم بالنسبة لعدد السكان، وفق تقرير نشرته صحيفة الفيننشال تايمز البريطانية.

فستة من اصحاب المليارات على قائمة مجلة فوربس FORBES التي تعنى بالتصنيفات الاقتصادية في العالم هم من اللبنانيين..

وبغياب أصحاب المليارات عن السمع مع ارتفاع انين الجوعى والفقراء، باكورة ثمرات ما دعا اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الجهاد الاقتصادي اطلاق صندوق التيسير من قبل مؤسسة جهاد البناء عبر القرض الحسن والهدف توفير القروض الصغيرة لدعم أصحاب المصالح الزراعية والحرفية والمهنية على أن المبادرة لن تكون يتيمة للتخفيف من وطأة الفقر عن كاهل المجتمع الذي ضحى ويضحي. وعلى ذكر التضحية، فان العالم الاسلامي يستعد لاحياء ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين وأهل بيته وأصحابه، الامام الذي لو تمثل العطاء والتضحية رجلا لكان الحسين عليه السلام.

ومن وحي المناسبة ، يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عبر شاشة قناة المنار عند الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

عام 1933، لفت الرئيس اميل ادة إلى ان اللبنانيين ليسوا شعبا واحدا، بل مجموعة طوائف، وكل طائفة لديها دولة مرشدة، ليخلص إلى القول: فلنترك الفرنسيين عندنا يعلموننا كيف نكون شعبا يستطيع بناء دولة، وإلا فنحن ذاهبون للاقتتال كل عشرين سنة، فنصنع من لبنان ميدان حروب للغير.

بعد ذلك بثلاثة وعشرين عاما، أي عام 1956، قال كمال جنبلاط إن الأقليات يجب أن تحصل على الضمانات الكيانية والبقائية، وإلا واجهت الدولة مشاكل وأزمات لا تعد ولا تحصى، ليس أقلها ضعف كيان الوطن، وعدم الاستقرار الدائم.

أما اليوم، وبعد ثمانية وسبعين عاما على لفتة الأول، وأربعة وستين عاما على كلام الثاني، كم يبدو ما قيل في حينها، توصيفا دقيقا لوضعنا الراهن.

فنحن في مئوية لبنان الكبير، لم نتعلم كيف نكون شعبا يستطيع بناء دولة، ونحن نذهب للاقتتال، ولو بأشكال مختلفة، كل عشرين سنة تقريبا، ونحن من يصنع من لبنان ميدان حروب للغير، تماما كما حذر إده.

ونحن في مئوية لبنان الكبير، في دولة تواجه مشاكل وأزمات لا تعد ولا تحصى، ليس أقلها ضعف كيان الوطن وعدم الاستقرار الدائم، تماما كما قال جنبلاط.

غير ان التوصيف الدقيق، لا يعني مطلقا التسليم بالواقع السيء.

فنحن قد نتعثر مرة، ونفشل مرات. لكن في النهاية، لا مفر من النجاح والخلاص.

فلنتعظ من دروس التاريخ، علنا نقدم في الحاضر، على ما ينقذ المستقبل.

ومن عبر الماضي، إلى مواقف اليوم.

الأبرز تحديد رئيس الجمهورية موعد الاستشارات الملزمة، واضعا الكتل النيابية أمام مسوؤلية التكليف تمهيدا للتأليف، على وقع إعلان وزير الخارجية الفرنسية عن اجتماع قريب لمجموعة الدعم الدولية، وأن موعد مؤتمر المساعدات الدولية، أرجئ إلى تشرين الثاني المقبل

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجدي"

بوضعية الهائمين على وجوههم دعي النواب إلى بعبدا لاستشارات ملزمة تجري وقائعها في الخامس عشر من الجاري وعلى مرمى خميس كان النواب بلا اسم رئيس، يدخلونها غير آمنين الأسماء في بورصة الترشيحات مفقودة لكن سعد الحريري من أمامهم ونجيب ميقاتي من ورائهم فأين المفر؟ ومن اليوم حتى خميس الأسرار إما "بيطبقوا" سعد وإما يصعد نجم نجيب لاسيما أنه آت من مبادرة فرنسية ترجمها ميقاتي إلى اللبنانية.

شخصيتان من نادي رؤساء الحكومة السابقين إلى الواجهة، وكل في جبهة لكن ميقاتي يتقدم على الحريري في أنه أقرب إلى لبن العصفور، إلى الرئيس نبيه بري وإذا كان لم يحظ بملاءة سياسية، فتكفي ملاءته المالية وبذلك نكون قد خبأنا قرشنا السياسي الأسود إلى يوم يفترض أن يكون أبيض فهل يأذن الحريري لابن ناديه الحكومي في أن يسبقه إلى الاستشارات؟

لا بوادر تشي بأن زعيم تيار المستقبل قد تخلص من "بحصات" سعودية عينه على السرايا وممنوع منها يفصله عنها تباعد سياسي وجائحة إقليمية وقد انتشر وباؤها إلى الشمال اللبناني. فهناك كان تيار المستقبل يلفح من طرابلس إلى عكار إلى أن هب "الهوا" التركي وأقام مضارب له في عاصمة الفقراء والأغنياء معا وتمكنت تركيا من اختطاف الوهج في ترسيخ الوصاية، وذلك في رسالة مباشرة إلى السعودية وفرنسا.

وظهرت علامات "التتريك" على الشمال وعلى ضفافها كان اسم بهاء الحريري يعيد ترسيم حدوده سياسيا فيما كانت إسطنبول خيارا للنائب فيصل كرامي الذي قصدها للإنماء والصحة والعلاقات الاجتماعية بعدما وجد أن ناس طرابلس قد تركوا لخيار الموت عبر البحار تركيا تشد الحبال شمالا السعودية لا تفرج عن الحريري وميقاتي يتدلل على مبادرة ضربت من الأرض إلى السماء وهذه المبادرة التي طرحها ميقاتي عبر الجديد يوم الأحد الماضي اختمرت من الهواء وصعدت إلى الفضاء ودارت حولها محركات الطائرة التي أقلت الرؤساء إلى الكويت .

اليوم باتت الاستشارات في مرحلة الهبوط الاضطراري ومعها كلام للرئيس ميشال عون عن الدولة القوية والحكام العاديين والتزام الدستور لكن هذا الالتزام يطبق غب الطلب

والدولة القوية اضعف خلق الله في بعلبك حيث الانتشار المسلح ودولة الفوضى على مرأى الجيش والقوى الامنية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 7 تشرين الأول 2020

وطنية/الأربعاء 07 تشرين الأول 2020

صحيفة النهار

- عُلم أن لقاءً سياسياً عقد في كسروان اقتصر على بعض الشخصيات المستقلة، بدعوة من نائب ‏سابق بارز يقوم بأكثر من حركة ودور.

- يظهر التباين لافتاً على خط ثلاثة أفرقاء سياسيين بارزين يشكلون الحضور الأبرز للمعارضة، ولم ‏تنجح الإتصالات وحركة الموفدين بينهم للتوافق سياسيا أو حكومياً، إذ ما زالت التسوية السياسية ‏السابقة تتحكم بعلاقتهم.

- بدأت مرجعيات وأحزاب تتدخل مباشرة بالوضع التربوي من حيث الدعم وتسهيل دخول التلامذة ‏إلى الثانويات والمدارس الرسمية والجامعة اللبنانية وتقديم القرطاسية، على رغم ضبابية الموسم ‏الدراسي.

صحيفة البناء

- خفايا

قال مرجع نيابي إن الاستعصاء الحالي في تسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة هو أن ميثاقية ‏الرئيس المكلف من الكتلة النيابية الأكبر في طائفته ويجب أن ينال ثقة حكومته من الغالبية النيابية ‏في المجلس النيابي ونجاحه رهن بتفاهم هاتين الغالبيتين. وفي حال حصول هذا التفاهم تصبح ‏طريق تسمية زعيم الغالبية الطائفية سالكة ولا حاجة لوكيل يملأ الفراغ.

- كواليس

توقفت مصادر أوروبية أمام بيان إيراني حول أحداث ناغورني قره باغ يؤيد الحقوق البرية لأذربيجان ‏ويرفض استعادتها بالقوة، ودور هذا البيان في التهيئة لمساعي وقف النار التي يبدو أنها برعاية ‏روسية إيرانيّة تركيّة، بما يستعيد صورة المشهد السوريّ قبل خمس سنوات، والموقف الإيراني ‏المتفهم للهواجس التركية الأمنيّة والرافض للتورّط العسكريّ التركيّ في سورية.

صحيفة الجمهورية

- نصح مسؤول دبلوماسي كبير في عاصمة كبرى بعدم إضاعة مسؤولاً لبنانياً بعد إضاعة فرصة ‏مساعدة خارجية ما زالت متاحة للبنان.

- يؤكد قريبون من مرجع سياسي أن ما أنجزه أخيراً تمّ بالتفاهم مع مرجع رئاسي وليس على ‏حساب صلاحيته.

- يحمل دبلوماسي عربي كبير القوى السياسية مسؤولية تسليم لبنان الى محور آخر والتسبب بالانهيار نتيجة رهاناته الخاطئة وتسوياته .

صحيفة اللواء

حسب معلومات وصلت إلى بيروت، فإن التهويل بسحب فروع المصارف من ضاحية بيروت الجنوبية، ‏أتى كرد على اقتراح قانون يعفي لبنان من عقوبات قيصر السوري!

يسجل في دوائر بيروتية عتب على مرجع كبير، على خلفية كلمة وردت في تصريحات منسوبة إليه!

يمضي رئيس حزب يميني إجازة شبه مفتوحة، بعدما خضع لإجراء فحوصات روتينية.

صحيفة نداء الوطن

سيكون لمرجع روحي موقف حاسم من موضوع قانون الانتخاب في حال أصبح البحث فيه جدياً ‏ويهدد المناصفة.

يؤكد الرئيس حسان دياب في مجالسه أنه غير معني بكل التسريبات التي تطال إعادة تعويم حكومة ‏تصريف الأعمال.

يغيب وزير خدماتي في قطاع حيوي عن السمع ويكتفي بالقيام بالحدّ الأدنى المطلوب منه ‏لتصريف الأعمال.

صحيفة الأنباء

*تضارب

تضارب في المعلومات داخل الفريق نفسه حول هدف زيارة مرتقبة لمسؤول غير مدني الى دولة كبرى.

*أزمة ثقة

يواجه تيار سياسي أزمة ثقة بين أعضاء بارزين فيه بعد جملة من التراكمات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المطارنة الموارنة: مستاؤون من الألاعيب السياسية التي حالت دون التشكيل

الوكالة الوطنية للإعلام/07 تشرين الأول 2020

استنكر المطارنة الموارنة، خلال اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، “تقصير الدولة اللبنانية في مؤسساتها الرسمية من وزارات وإدارات معنية في التعامل مع الانفجار الإجرامي الذي حدث في مرفأ بيروت في 4 آب الفائت وعواقبه، أولًا من حيث التباطؤ في التحقيق وكشف الأسباب والفاعلين الحقيقيين وراء هذه الفاجعة ومحاكمتهم، وثانيًا من حيث التعويض على عائلات الشهداء والمصابين بما يحق لها والإسراع في صرف الأموال اللازمة لترميم الأبنية والوحدات السكنية حتى لا تفرغ بيروت ممن قدموا الغالي وعلى مدى سنوات للمحافظة على وجهها المميز في لبنان الرسالة”. وطالب المطارنة الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية “القيام بما يلزم حتى لا تتكرر المأساة – الجريمة فتصيب أبرياء آخرين في مناطق أخرى من لبنان”. وأعرب المطارنة عن تقديرهم “المبادرات التضامنية الإنسانية التي قام بها آلاف المتطوعين من لبنانيين وأصدقاء لبنان في العالم من أبرشيات ورهبنات ومؤسسات كنسية وحكومات وجمعيات مدنية وفنية وغيرها، بعد انفجار مرفأ بيروت”، ورأوا في ذلك “علامة رجاء لشعب لبنان وتقديرا لأهمية وجوده وحضوره في المشرق”، متمنين أن “تستمر هذه المبادرات لتطال العدد الكبير من اللبنانيين الذين أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر”. وعبّر المطارنة عن “أسفهم واستيائهم الكبير أمام الألاعيب السياسية التي حالت حتى الآن دون تشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين إصلاحيين، تستعيد ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي، وتعالج تفاقم الأزمة المالية والإقتصادية والمعيشية وخطر حجب الدعم عن المواد الأساسية”، مؤكدين أن “الضمير الوطني يوجب وضع المصالح الخاصة جانبا ويشجب مخالفة أحكام الدستور (بخاصة المواد 53/2 و64/2 و95/ب)، خلافا لما درج عليه تشكيل الحكومات في لبنان منذ الاستقلال وحتى وثيقة الوفاق الوطني”. وأَضافوا: “إن الأوضاع العامة الكارثية تتطلب تجردا وشجاعة وإقداما من جميع المعنيين. فعسى الله يلهمهم سواء السبيل”. وأبدى المطارنة “تخوفهم الشديد من تفاقم الحال الوبائية في طول البلاد وعرضها، بحيث باتت تهدد بالعجز تماما عن مواجهتها بالإمكانات الصحية الرسمية والخاصة المتوافرة”، مهيبين بالمواطنين “الالتزام بالقرارات والتوجيهات المحددة لكبح انتشار فيروس كورونا عبر الحجر حيث يلزم والتقيد بشروط الوقاية وعدم الاستهتار بحماية الذات والآخرين”. وحيّا المطارنة “القوى العسكرية والأمنية في مواجهتها إرهاب الجماعات الأصولية”، وسألوا “الراحة لشهدائها والشفاء لجرحاها”، راجين أن “يكون التزامها بواجباتها الوطنية مقدمات خيرة للأمن الشرعي على الأراضي اللبنانية كاملة”.

ورحّب المطارنة بـ”إعلان “المشروع الإطاري” للمفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة”، آملين في أن “تُسفر عن حلٍ سريع يسمح للبنان بالإفادة من ثروته النفطية والغازية لصالح دولته وبالتالي أبنائه جميعا”.

وختموا قائلين: “تكرس الكنيسة هذا الشهر من السنة لإكرام العذراء مريم سيدة الوردية، فيدعو الآباء أبناءهم الى المشاركة في هذا التكريم، من خلال تلاوة المسبحة الوردية والتأمل بأسرار الخلاص، سائلين الله بشفاعتها أن يرحم نفوس ضحايا انفجار المرفأ ويسكب في قلوب ذويهم تعزياته الأبوية وأن يشفي الجرحى ويبارك جهود الإغاثة والترميم ومساعدة المتضررين”.

 

اعتصام تضامني مع ناشط أمام المحكمة العسكرية

الوكالة الوطنية للإعلام/07 تشرين الأول 2020

نفذ العشرات من الناشطين ومن عائلة الناشط خلدون جابر اعتصامًا تضامنيًا معه أمام مقر المحكمة العسكرية في منطقة المتحف، بالتزامن مع جلسة محاكمته أمام المحكمة العسكرية الدائمة بجرم “مقاومة عناصر الجيش بالعنف والشدة وتحقير المؤسسة العسكرية”. وطالب المعتصمون بـ”إعلان براءة جابر من التهم التي يحاكم فيها وإطلاق سراحه”، داعين إلى “الكف عن سياسة كم الافواه التي تمارس بحق الثوار”.

 

بعبدا تُبعد عنها تهمة تجاوز الدستور وترمي كرة الحكومة في ملعب الحريري

وكالة الانباء المركزية/07 تشرين الأول 2020

“ان تأتي متأخرة خير من الا تأتي أبدا”، هكذا نظر اللبنانيون الى تحديد موعد الاستشارات النيابية، بعد أسبوع من اليوم، علما ان الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية تحتاج تكليفا وتأليفا أمس لا غدا، لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فعل ما عليه، وأظهر بتوجيهه الدعوة الى الكتل للتوجه الى بعبدا في 15 الجاري، التزامه بالدستور، مفسحا في الوقت عينه، المجال، أسبوعا، للاتفاق على اسم رئيس حكومة توكل اليه مهمة تشكيل الحكومة العتيدة. حتى الساعة، كل المعطيات تشير الى ان لا اتفاق على اي شخصية، وتفيد بأن خطوة رئيس الجمهورية أتت معزولة عن اي تفاهمات مسبقة، لكنه توافق عليها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. من خلال مبادرتها هذه، تتابع المصادر، غسلت بعبدا يديها من تهمة تجاوز اصول عملية التشكيل وقوانينها، وأعادت رمي الكرة في ملعب القوى السياسية، وعلى رأسها الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقون.

فبحسب المصادر، الانظار ستتجه منذ اللحظة الى ما سيفعله هؤلاء، علما ان صفّهم تشتت نوعا ما، غداة تنازل رئيس الازرق منذ اسابيع وقبوله بإعطاء المالية للطائفة الشيعية من جهة، وفي اعقاب اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي حكومة تكنو- سياسية، من جهة ثانية.

على اي حال، الاطلالة التلفزيونية للحريري مساء غد يفترض ان تساهم في تحديد توجهاته ومقاربته للاستشارات خصوصا، وللمبادرة الفرنسية في جولتها الثانية، عموما. فهل سيسمي من جديد شخصية يدعمها لرئاسة الحكومة كما فعل حين اقترح مصطفى أديب؟ هل هو جاهز لتولي هذا المنصب بنفسه؟

في انتظار الاجوبة من مصدرها المباشر، تقول المصادر ان عين التينة ستشغّل محركاتها من جديد على خط “بيت الوسط” في قابل الايام، وهدفها واحد: الاتفاق مع سيّده على اسم الرئيس المكلف. فالاكيد ان العهد والثنائي الشيعي لا يريدان الصدام مع الطائفة السنية ولا عزلها، كما انهما لا يريدان حكومة من لون واحد. وعليه، فإن بري سيسعى الى واحد من اثنين: دفع الحريري الى التسمية، أو طرح الاسماء عليه تباعا الى ان يحظى احدها بمباركته… فوفق المصادر، لن يقدم الفريق الحاكم على خطوة ناقصة، كالتي فعلها ابان تحدي البيئة السنية عبر طرح حسان دياب، لانها ستكرر تجربته الفاشلة على الصعد كافة، محليا وخارجيا… لكن ماذا لو لم يحصل هذا التفاهم، خاصة ان العهد والتيار الوطني الحر، وفق ما اعلن “لبنان القوي” امس، يربطان التكليف بالتأليف، اي باتفاق مسبق على شكل الحكومة وطبيعتها وتوزيع الحقائب فيها؟ هل يمكن ان تنتهي الاستشارات بلا تسمية؟ السيناريو هذا وارد، تجيب المصادر، وقد يكون المُراد منه ان تؤكد بعبدا والفريق الحاكم للداخل والخارج، انهما حاولا، وأرادا فعلا انقاذ المبادرة الفرنسية بتشكيل حكومة ضروري وجودها عشية مؤتمر الدعم الموعود، و”اللّهم اشهد اننا جرّبنا”، لكن لم يتم التجاوب معنا! غير ان مسرحية فاشلة، كهذه سيكون لها وقع كارثي في الارض اللبنانية، عشية ذكرى اندلاع ثورة 17 تشرين وسط مأساة حقيقية يعيشها اللبنانيون على الصعد كافة.

 

لبنان قاب قوسين من رفع الدعم… فهل يشكّل ضغطاً لاستعجال البدائل؟!

وكالة الانباء المركزية الوطن/07 تشرين الأول 2020

لم يهدف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من إعلان قرب نفاد احتياطي العملات الأجنبية، إلى الضغط على الحكومة التي سبق وأعلمها بالأمر، بحسب ما كشفت مصادر مصرفية لـ”المركزية” شاركت في الاجتماع الشهري الأخير بين حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف بمشاركة لجنة الرقابة على المصارف…

لكن المصادر أكدت أن “ذلك لا يمنع من أن يكون هذا الواقع مؤشراً للضغط على الحكومة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها المواطن، والمخاطر التي ستطرأ في حال تم رفع الدعم عن المواد الأساسية. واعتبرت أن “الإعلان عن نفاد احتياطي العملات الأجنبية لدى مصرف لبنان، سيحفّز الحكومة على الإسراع في إنجاز “البطاقات التموينيّة” حمايةً للقدرة الشرائية للفئات الأكثر انكشافاً على الأوضاع المعيشية”، نافية علمها بـ”أي حديث عن رفع الدعم جزئياً أو كلياً، علماً أن الدعم الشهري للسلع المدعومة يقارب الـ٧٠٠ مليون دولار يذهب بعضها تهريباً والبعض الآخر للفئات الميسورة، وبالتالي يفترض أن تلعب حكومة تصريف الأعمال دورها للحدّ من هذه الظاهرة، أو إسراع المسؤولين إلى تشكيل حكومة تطبّق الإصلاحات، وتحظى بالثقة المحلية والدولية، وتُعيد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تمهيداً للاستفادة من أموال “سيدر” الموعودة للبنان في حال طُبّقت الإصلاحات المشروطة وحظيت الحكومة الجديدة بثقة المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الكبرى”. واستغربت المصادر المصرفية “لامبالاة المسؤولين اتجاه تأخير تشكيل الحكومة، كأن البلد بألف خير والجوع لا يطرق أبواب اللبنانيين والفقر إلى أعلى معدلاته خصوصاً إذا تم رفع الدعم عن السلع الأساسية !؟”. وليس بعيداً، اعتبرت مصادر مالية مطّلعة لـ”المركزية”، أن “تعميم مصرف لبنان رقم 154 جزءٌ من إجراءات يفترض على الحكومة اتخاذها لإخراج لبنان من وضعه الاقتصادي، وهذا ما أشار إليه الحاكم سلامة في اجتماعه الشهري مع جمعية المصارف”. وفيما تردّدت معلومات عن دخول نصف مليار دولار إلى لبنان بعد مضي شهر على صدور التعميم 154 ويُتوقع أن يؤمّن ما يزيد عن 5 مليارات في كانون الثاني 2021 إذا ما التزم الجميع بتطبيقه، استبعدت المصادر أن “يكون التعميم 154 قد أدّى الغاية المرجوّة، خصوصاً بالنسبة إلى استرجاع بعض الأموال التي خرجت من لبنان، طالما أن الوضع السياسي على حاله، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي لا تزال مجمّدة، كما أن المهلة التي حدّدها التعميم تنتهي نهاية شباط 2021”.

 

لا مبادرة روسية" تجاه لبنان ولافروف لم يحدّد تاريخ زيارته...."روسوس"... تحقيقات عابرة للحدود و"أجوبة غير مقنعة"!

نداء الوطن/07 تشرين الأول 2020

كما المال السائب "يُعلّم على الحرام"، كذلك الدولة السائبة والحدود الفالتة والمعابر المستباحة والموانئ المشرّعة أمام أهل النهب والنصب والتهريب... وباخرة "جاغوار أس" التي رست قرب مرفأ الزهراني وافتضح أمر ضلوعها بتهريب الفيول إلى سوريا عبر استخدام "مانيفيست" مزورة تفيد بأنّ وجهتها لبنان، لم تكن الباخرة الأولى ولا الأخيرة ضمن أسطول "كارتيل" التهريب بين لبنان وسوريا على ما يشتبه المحققون ويتعمقون في التدقيق قضائياً به. وإذا كانت التحقيقات بهذه القضية لا تزال أسيرة التناقضات في الإفادات والشهادات بين الموقوفين والمتهمين، فإنّ قضية "باخرة الموت" التي شحنت أطنان نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت بطرق ملتوية لا تزال هي الأخرى غارقة في علامات الاستفهام حول الجهة التي ساقتها إلى لبنان ودفعت باتجاه حجز حمولتها في مرفأ بيروت، سيما وأنّ التحقيقات العابرة للحدود لم تسفر بعد عن كشف طلاسم هذه القضية، وما زالت نتائجها تراوح بين "إفادات بالعموميات وأجوبة غير مقنعة".

بالأمس أحالت النيابة العامة التمييزية إلى المحقق العدلي في جريمة ‏انفجار المرفأ القاضي فادي صوان التحقيقات التي أجرتها السلطات القضائية الأردنية ‏بموضوع الباخرة "روسوس" بناءً على إرسال المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات إستنابة دولية عبر الإنتربول طالباً فيها من السلطات ‏الأردنية التحقيق مع الأشخاص الذين ساهموا ببقاء الباخرة في بيروت ‏وتعرضها لأضرار منعتها من المغادرة، على خلفية الطلب منها نقل معدات مسح زلزالي من بيروت وتفريغها في ميناء العقبة الأردني عبر وكيل بحري لشركة تمتلك مكاتب في الأردن، في حين تترقب النيابة العامة رداً مماثلاً من السلطات في الموزامبيق على الإستنابة الدولية الصادرة في الملف عينه، ربطاً بكون "روسوس" كانت قد انطلقت من مرفأ ‏‏"باتومي" في جورجيا إلى مرفأ "بايرا" في الموزمبيق قبل أن تنحرف عن مسارها المحدد أثناء ‏وجودها في عرض البحر بناءً على طلب مالك السفينة لتتجه لاحقاً إلى مرفأ بيروت.

وفي المعطيات التي استحصلت عليها "نداء الوطن" حول التحقيقات التي تجري في الخارج حول القضية، كانت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي قد أوفدت ضباطاً لديها إلى تركيا للتحقيق مع المدعو محمد حنتس بناءً على طلب القاضي عويدات، وهو السمسار الوكيل (broker) الذي استقدمت من خلاله الباخرة روسوس الى مرفأ بيروت لنقل معدات المسح الزلزالي. وخلال استجوابه من قبل ضباط المعلومات بالتنسيق مع الجانب التركي، أفاد حنتس بأنه كان قد تلقى اتصالاً من شركة كوجيك من لبنان ومن شخص أردني لطلب تأمين باخرة تقوم بنقل معدات المسح الزلزالي من بيروت إلى العقبة، وعلى الأثر قدّم إلى الشركة "عروض أسعار" غير أنّها اختارت "روسوس" باعتبارها كانت "الأرخص"، ثم عمد حنتس إلى ربط المعنيين في شركة كوجيك بصاحب السفينة الروسي الموجود في قبرص، وحصل التعاقد بينهما لاستئجار "روسوس" وتكليفها بمهمة نقل المعدات من مرفأ بيروت. وعند هذا الحد انتهى دور حنتس، فقدّمت شعبة المعلومات تقريرها حول التحقيقات التي أجريت معه في تركيا إلى مدعي عام التمييز الذي بدوره أحال التقرير إلى القاضي صوان.

وإلى قبرص، كان لضباط المعلومات دور كذلك في عملية التحقيق مع مالك الباخرة الروسي، إذ وبعد التواصل عبر الانتربول مع السلطات القبرصية، طلبت الأخيرة من الجانب اللبناني إرسال الأسئلة التي يراد طرحها على صاحب الباخرة لتتولى قبرص التحقيق معه، وهكذا حصل لكن الأجوبة التي تسلمتها "المعلومات" لاحقاً لم تكن شافية، فطلبت الشعبة مجدداً السماح لضباطها بالحضور شخصياً لاستجوابه، فوافقت السلطات القبرصية وانتقل فريق المعلومات بطوافة تابعة للجيش اللبناني إلى قبرص حيث استجوبوا مالك "روسوس" الروسي الذي بدا مراوغاً في إجاباته وتذرّع بأنه "لا يتذكّر شيئاً أكثر من أنّ الباخرة وصلت إلى لبنان وتراكمت عليها الديون ولم يتابع بعدها الموضوع!". وبناءً على اعتبار "إفادته غير مقنعة وغير متماسكة"، طلب عويدات الادعاء عليه والطلب الى الانتربول تسطير مذكرة توقيف دولية بحقه، غير أنّ بعض المصادر القانونية تشير إلى أنه يتحصن حالياً بالقانون الدولي الذي يجيز لقبرص عدم تسليمه إلى لبنان إنما إلى وطنه روسيا في حال قررت تسليمه بموجب المذكرة الدولية. حكومياً، وبعدما عمّمت دوائر القصر الجمهوري أجواء إعلامية أمس تفيد بأنّ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف سيزور بيروت في 29 الجاري، نفت مصادر رفيعة في الخارجية الروسية لـ"نداء الوطن" أن يكون جرى اعتماد أي تاريخ محدد لزيارة لافروف بيروت، وقالت: "لا موعد الزيارة تم تحديده ولا الوفد المرافق تم تشكيله". وفي حين يسود انطباع لدى أوساط ديبلوماسية بأنّ موسكو تتريث في تحديد موعد الزيارة اللبنانية بانتظار اتضاح آفاق الملف الحكومي أكثر، تؤكد المصادر الرفيعة في الخارجية الروسية أن "لا مبادرة روسية تجاه لبنان إنما تعمل موسكو على مساعدة المسعى الفرنسي في محاولة لإنجاحه"، مضيفةً: "نحن على تواصل مع الفرنسيين للتنسيق في ما خص الملف اللبناني وهذا كان فحوى الاتصال بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون".

 

طلاق بين عون وأداته التنفيذية.. والحريري قد يفجّر مفاجأة الخميس!

أنطون الفتى/أخبار اليوم/7 تشرين الأول 2020

رغم أن لا ارتباط عضوياً بين الذّكرى السنوية لانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون (31 تشرين الأول من كل عام) وبين التعثّر الحكومي الحاصل حالياً، إلا أن نظرة سريعة الى الوراء تُظهر ما هو مُلفِت بالفعل في إطار أن تلك الذّكرى تحلّ سنوياً فيما يكون الوضع الحكومي مهتزّاً، لأسباب محلية وخارجية، معاً.

فعهد الرئيس عون، ورغم ما تحقّق خلاله من أمور لا ننكرها، تحوّل في جزء لا بأس منه، الى عهد تشاغُل بتشكيل الحكومات. فبُعَيد أيام من الذكرى الأولى لانتخابه، في 31 تشرين الأول 2017، استقال الرئيس سعد الحريري من السعودية (في 4 تشرين الثاني). وكانت سبقت تلك الخضّة الحكومية، ملموسات كثيرة أظهرت أن التسوية الرئاسية ضُرِبَت كثيراً. في 31 تشرين الأول 2018، مرّت الذّكرى الثانية لانتخابه بتعثّر حكومي أعقَب الإنتخابات النيابية في العام نفسه. في 31 تشرين الأول 2019، حلّت الذّكرى الثالثة لانتخابه بعد يومَيْن من استقالة حكومة الحريري بطلب من شارع انتفاضة 17 تشرين الأول. وتحلّ الذّكرى الرابعة في 31 الجاري، فيما لا شيء يؤكّد أن التشكيل الحكومي بات قريباً، وذلك رغم تحديد موعد لإجراء الإستشارات النيابية لتسمية رئيس مكلّف لتشكيل الحكومة الجديدة، في 15 الجاري. رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار أنه “عندما تتكرّر الصّدفة سنوياً، بهذه الطريقة، فإن هذا يدلّ على سلوك سياسي لأطراف من “العهد”، ينتج عنه تعطيل الأداة التنفيذية، أي الحكومة، بشكل شبه دائم”. واعتبر في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “سبب ذلك يعود الى طريقة “العهد” في مقاربة الأمور، والى أدائه تجاهها. وكان الرئيس سعد الحريري أشار بخطابه الذي ألقاه في الذكرى 15 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، في 14 شباط الفائت، الى مكامن المشكلة التي تحدّث عنها كثيرون أيضاً، وهي وجود رئيس ظلّ في إشارة الى الوزير السابق جبران باسيل، ورئيس أصلي هو الرئيس عون. فهذا يؤدي الى التعطيل، والى تقصير المدّة الزمنية للحكومات ولعملها، خلال “العهد” الحالي”.وعن مجالات تشكيل حكومة حالياً، تصمد الى عام 2022، قال الحجار:”لا يُمكن تأكيد مدّة بقاء الحكومات، لأن ذلك محكوم بالتطورات. ولكن أي حكومة جديدة، إذا كانت مُستَنسَخَة عن حكومة (رئيس حكومة تصريف الأعمال) حسان دياب، فهي لن تكون مُنتِجَة”. وأضاف:”مقياس إنتاجية أي حكومة جديدة سيكون مدى قُرب أو ابتعاد معايير تشكيلها عن تلك التي اعتُمِدَت في تشكيل الحكومات السابقة، التي سواء كانت حكومات وحدة وطنية أو من لون واحد، كانت غير منتجة بمعظمها”. وتابع:”كان يُنتَظَر أن تكون حكومة (الرئيس المكلّف سابقاً) مصطفى أديب، مُنتِجَة، نظراً الى أنها كانت لمرحلة إنتقالية، ولأنه كان مُتوقَّعاً أن تكون معايير تشكيلها مختلفة عن سابقاتها”. وردّاً على سؤال حول إمكانيّة أن يفجّر الحريري مفاجأة من العيار الثقيل خلال إطلالته الإعلامية غداً، حول ملف “المحكمة الدولية” الذي يبدو أنه أُدخِلَ دائرة التعتيم عليه منذ مدّة طويلة، أجاب الحجار:”تحدّث الرئيس الحريري عن رأيه بقرار المحكمة منذ يوم إصداره. والإيحاء بأن تيار “المستقبل” يتعاطى مع هذا الملف بسلوك “غبّ الطلب”، وبحسب الأوضاع، ليس في مكانه. فموقفنا من المحكمة ثابت، ولا علاقة له بتطوّر الأحداث في لبنان”. وأشار الى أنه “قد يكشف الرئيس الحريري خلال إطلالته الإعلامية غداً، بعض التفاصيل التي تتعلّق بالمبادرة الفرنسية، وببعض التقلّبات المرتبطة بالمواقف منها، وبالتراجُع عن مواقف كان وُعِدَ بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لبنان، من قِبَل بعض القوى، وتفاصيل أكثر عن حقبة تكليف أديب، وما واجهه من مشاكل في مهمّة تشكيل الحكومة”. وختم:”أي موقف كبير يُمكن للرئيس الحريري أن يكشفه سيكون من وحي ما نعيشه في ملف الحكومة والمبادرة الفرنسية، ولا يتعلّق بموضوع المحكمة الدولية، التي أعلن موقفه منها بوضوح في يوم صدور الحُكم”.

 

حواجز لآل جعفر في بعلبك “عالهوية”.. “وينيه الدولة”؟

مواقع الكترونية/7 تشرين الأول 2020

نشرت صفحة “وينيه الدولة” عبر “فيسبوك” فيديو يظهر عدد من المسلحين على طريق بوداي، في بعلبك. وعلقت الصفحة على الفيديو بالقول: “أقامت عشيرة آل جعفر صباح الاربعاء عدد من الحواجز الظرفية والمتنقلة على طريق بوداي ومحيطها ودققت في هويات المارة، وسط ذهول المواطنين من ضعف الدولة اللبنانية تجاه هذا التحدي الواضح للقانون. هذا وقد ذهب البعض بتوصيف ما يحصل بأنه إنقلاب عسكري ضد الحكومة المركزية وبسط سيطرة جيش “العشيرة” على مناطق في لبنان واعلان السيادة على تلك المناطق.” وتابعت: “هذا وتعتبر الدول المتقدمة والمتحضرة والتي تحترم سيادة اراضيها هذا النوع من التحرك انقلاباً عسكريا ترسل بموجبه جيوشها لانهائه مهما كانت الكلفة المادية والبشرية وذلك للحفاظ على هيبة ووحدة مؤسساتها وتثبيت سيادتها على حدودها الجغرافية. أما في لبنان، لا زال الشعب اللبناني بانتظار الاجراءات التي ستقوم به الحكومة المركزية تجاه ما يحصل في بعلبك وان كانت سترسل الجيش اللبناني لاستعادة السيادة والكرامة الوطنية “بالقوة” ام ان بعلبك خارج حدود لبنان”. ولاحقا، غرّد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر عبر تويتر، قائلًا :”ما يحصل في بعلبك خطير للغاية ومسيء لبعلبك الهرمل ولأهلها، رهاننا على الجيش اللبناني الذي أرسل تعزيزاته اليوم الى المنطقة، ويقوم بالإنتشار في هذه الأثناء للقيام بكل ما يلزم لسحب فتيل الفتنة وبسط الأمن وتوقيف الخارجين عن القانون.” ويشهد قضاء بعلبك توترا منذ مدة على خلفية ثأر وخلافات عشائرية.

 

تحليل جديد: انفجار بيروت كان أحد أكبر التفجيرات غير النووية في التاريخ!

لايف ساينس/7 تشرين الأول 2020

في 4 آب، هزّت انفجارات ضخمة ميناء بيروت في لبنان، وكان أكبرها من أقوى الانفجارات في التاريخ التي لم تنتجها قنبلة نووية، وفقا لتحليل جديد. ولم يسبق أن وثّق مثل هذا الانفجار الضخم بشكل جيد من قبل. وسجل العديد من الشهود لحظة التفجير، وموجة الانفجار اللاحقة بالفيديوهات، ونشروا المشاهد المرعبة على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الآونة الأخيرة، حلل المهندسون في جامعة "شيفيلد" في المملكة المتحدة، 16 من مقاطع الفيديو التي التُقطت من مواقع مختلفة حول الانفجار، بعرض مذهل للحدث وعواقبه. ومن هذا الدليل المرئي، تمكّن الباحثون بعد ذلك من تقدير قوة الانفجار، حسبما أفادوا في دراسة جديدة. وجمع الباحثون 38 نقطة بيانات من مقاطع الفيديو، وحددوا وصول موجة الانفجار بناء على الإشارات الصوتية، وتحليل الفيديو إطارا بإطار، وحجم كرة الانفجار النارية. ووجد المهندسون أن الكارثة تعادل تفجير 550 إلى 1200 طن (500 إلى 1100 طن متري) من المركب الكيميائي المتفجر ثلاثي نيتروتولوين (TNT) – نحو 5٪ من قوة القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما في 6 أغسطس، 1945. وفي غضون أجزاء من الثانية، أطلق انفجار بيروت زهاء 1 غيغاوات/ساعة من الطاقة، أو القدر نفسه من الطاقة التي تُنتج في ساعة واحدة من أكثر من 3 ملايين لوح شمسي؛ 412 توربينات رياح؛ أو 110 مليون مصباح LED، وفقا لإدارة الطاقة الأمريكية. وقال ممثلو الجامعة في بيان، إن هذه الطاقة كافية لتوفير الكهرباء لأكثر من 100 منزل، لمدة عام تقريبا. ونجم عن الانفجارات تشكّل سحابة ضخمة من الحطام - تتكون من غاز ثاني أكسيد النيتروجين السام - بعد تحلل نترات الأمونيوم الصلبة إلى غازات وبخار ماء. ودمر الانفجار نحو نصف المباني في بيروت، وشرد الكثيرون. وفي البيان، قال معد الدراسة سام ريغبي، وهو محاضر كبير في هندسة الانفجار والصدمات في جامعة "شيفيلد": "بعد رؤية الأحداث تتكشف، أردنا استخدام خبرتنا في هندسة الانفجار للمساعدة في فهم ما حدث في بيروت وتقديم البيانات، التي يمكن استخدامها للمساعدة في الاستعداد لمثل هذه الأحداث وإنقاذ الأرواح في حالة حدوثها مرة أخرى. ومن خلال فهم المزيد عن قوة الانفجارات العرضية واسعة النطاق مثل تلك التي حدثت في بيروت، يمكننا تطوير تنبؤات أكثر دقة حول كيفية تأثر المباني المختلفة، وأنواع الإصابات التي من المحتمل أن تكون على مسافات مختلفة". ونُشرت النتائج على الإنترنت في 22 سبتمبر في مجلة Shock Waves.

 

حزب الله: صفقة لمصلحته ... أو على حسابه

النهار/7 تشرين الأول 2020

سؤال غير بريء: هل يتمكن "حزب الله" من تبييض سلاحه وصواريخه وتحويلها مكاسب سياسية ثابتة لإيران في لبنان؟ الأكيد أنّ بدء مفاوضات لبنانية – إسرائيلية من أجل ترسيم الحدود بين البلدين ما كان ممكناً لولا ضوء اخضر إيراني. ستكون هناك حاجة الى تأمين غطاء سياسي لبناني لهذه المفاوضات. لذلك يبدو طبيعياً تشكيل حكومة جديدة قادرة على أن تكون في مستوى المرحلة التي يمرّ فيها لبنان بعدما تحوّل دولة مفلسة على كلّ صعيد، بما في ذلك سياسياً.

كان يمكن تصوّر موقف "حزب الله" لو أقدم لبنان على خطوة في اتجاه ترسيم الحدود مع إسرائيل، أي في اتجاه حماية مصالحه ووقف المتاجرة بالجنوب اللبناني، من دون موافقته. في الماضي القريب، كان مجرّد التفكير في أن يدافع لبنان عن مصالحه وأن يرفض دور "الساحة" الإيرانية او السورية عملاً غير وطني ورضوخاً للعدو الصهيوني وشروطه وإملاءاته. ألم يصف الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد اتفاق 17 أيّار (مايو) عام 1983 بأنّه "عقد إذعان"، علماً أنّ ذلك الاتفاق وقّع في عهد الرئيس أمين الجميّل في ظروف كان فيها لبنان مغلوباً على أمره. كذلك، كان كلّ الهدف من الاتفاق حماية حقوق لبنان في الأرض والمياه بدل ان يكون مجرّد "ساحة" للآخرين. أكثر من ذلك، وافقت كلّ القوى السياسية المتمسّكة بالقرار السيادي اللبناني واستقلال البلد على الاتفاق. لم يعترض عليه، وقتذاك، سوى التابعين للنظام السوري. أولئك الذين كانوا مصرّين على بقاء لبنان ورقة لدى النظام السوري الذي تخلّى باكراً عن الجولان المحتلّ وقرّر تحويل جنوب لبنان صندوق بريد مع إسرائيل لا أكثر.

لم يكن سرّاً في يوم من الايّام أنّ "حزب الله"، ليس سوى لواء في "الحرس الثوري" الإيراني. يحاول الآن مقايضة سلاحه غير الشرعي، خصوصاً صواريخه الدقيقة، بالسيطرة على لبنان بشكل قانوني، عبر عقد جديد يتجاوز اتفاق الطائف. إنّها عملية تبييض للسلاح. السلاح في مقابل تشريع وضع لبنان كتابع لإيران وفي مقابل بداية عهد جديد، هو "عهد حزب الله". بدأ هذا العهد عملياً في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2016 عندما انتخب ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد إغلاق لمجلس النوّاب استمرّ سنتين ونصف السنة. جاء انتخاب ميشال عون بعدما أكّد الحزب، بكلّ الوسائل، أن لا رئيس للجمهورية في لبنان في حال عدم انتخاب ميشال عون. هل يقاوم اللبنانيون ما بدأ عملياً في العام 1982، أي حلول السلاح الإيراني مكان السلاح الفلسطيني، حين راح "الحرس الثوري" الإيراني يتسلل عبر سوريا إلى لبنان كي يثبت حافظ الأسد مدى عمق العلاقة بين نظامه و"الجمهورية الإسلامية" في إيران التي كانت في حرب مع العراق.

بدأ التسلّل الإيراني الى لبنان بحجة محاربة إسرائيل التي كانت اجتاحت صيف 1982 قسماً لا بأس به من الأراضي اللبنانية بما في ذلك بيروت. دخل "الحرس الثوري" الأراضي اللبنانية عبر سوريا. كانت محطته الأولى منطقة بعلبك في البقاع اللبناني حيث احتلّ ثكنة للجيش هي ثكنة الشيخ عبدالله. انطلق من الثكنة في وقت لاحق في اتجاهات مختلفة وصولاً الى ما وصل اليه اليوم من انتشار غير مباشر عبر "حزب الله".

هل لا يزال في لبنان من يمتلك القدرة على المقاومة وتسمية الأشياء بأسمائها عبر قول الكلام الذي يجب أن يقال عن أن النضال السياسي في المرحلة المقبلة لا بدّ من أن يتركّز على خطر قبض "حزب الله" ومن خلفه إيران ثمن ترسيم الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، بحراً وبرّاً.

من غير المنطقي الوقوف في وجه ترسيم الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. آن أوان ان ينعم أهل الجنوب بسلم حقيقي في منطقتهم وأن تعود إحدى أجمل المناطق اللبنانية الى فضاء تمارس فيه ثقافة الحياة. فالجنوب كان دائماً ساحة للعيش المشترك قبل أن يتحوّل "ساحة" فلسطينية ثمّ سوريّة وأخيراً إيرانية.

المهمّ في هذه المرحلة التنبّه الى وجود قوّة خارجية تعتقد أنّه بات في استطاعتها استخدام لبنان ورقة في لعبة أكبر منه. اسم هذه اللعبة المبارزة الدائرة بين الإدارة الأميركية وإيران. تراهن إيران على تغيير في واشنطن يؤدي الى الانتهاء من دونالد ترامب في انتخابات الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. بدأت منذ الآن تقديم أوراق اعتمادها الى إدارة جو بايدن. يضاف الى ذلك، في طبيعة الحال، منع إسرائيل من توجيه أي ضربات مؤذية الى مناطق معيّنة تعتقد أنّ "حزب الله" يخزّن أسلحة وصواريخ ومتفجرات فيها. لا تزال هناك أسئلة كثيرة في شأن الجهة التي تقف وراء تفجير ميناء بيروت وطبيعة المواد التي كانت وراء التفجير ومن كان يمتلك تلك المواد التي خزنت منذ سنوات عدّة في عنابر الميناء. يُفترض ألّا يُغني إظهار حسن النيّة تجاه أميركا وإسرائيل عن التفكير في كيفية منع لبنان من أن يكون ضحيّة صفقة قد تتمّ أو لا تتمّ استناداً الى حسابات خاصة بـ"الجمهورية الإسلامية". كيف جعل هذه الصفقة، التي قد تتمّ كما قد لا تتمّ، في مصلحة لبنان بدل أن تكون على حسابه؟

 

النهار:‏ "لا تعويم والاستشارات قريباً… بلا مرشحين!"

وطنية/الأربعاء 07 تشرين الأول 2020

 مع ان اول أيام الأسبوع الحالي بدت امتدادا ثقيلا ومتباطئا للأسبوع الماضي من حيث الشلل ‏السياسي الذي طبع مرحلة ما بعد اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب، والجمود الذي سيطر ‏على مجمل التحركات الداخلية في ظل النكسة التي اصابت المبادرة الفرنسية، فان الساعات ‏الأخيرة شهدت بعض المؤشرات او "إعلانات النيات" حيال تحفز الحكم لادارة محركاته الخامدة، كما ‏ان الساعات الثماني الأربعين المقبلة مرشحة لتلقي مواقف سياسية بارزة تتصل بمجمل المشهد ‏الداخلي المأزوم. ذلك انه في حين اطلقت مؤشرات مصدرها قصر بعبدا حيال احتمال تحديد رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون في الأيام القليلة المقبلة موعد الاستشارات النيابية الملزمة، بدا ‏واضحا ان الجمود السياسي سيكون امام خرق سياسي أساسي من شأنه ان يرسم الخطوط ‏العريضة الكبيرة لاحتمالات الاستحقاق الحكومي اكثر من أي عامل مؤثر آخر. وهذا الخرق المتوقع ‏للجمود السائد منذ اعتذار مصطفى اديب وتجميد المبادرة الفرنسية يتصل بمحطتين متعاقبتين لكل ‏من الأمين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله الذي ستكون له كلمة الليلة كان ينتظر ان ‏يتطرق فيها الى ملفين أساسيين هما ملف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بوساطة ‏اممية وأميركية لترسيم الحدود البحرية والبرية وملف الاستحقاق الحكومي. ولكن المفاجأة التي ‏طرأت على هذا التطور تمثلت في توزيع معلومات ليلا تفيد بان كلمة نصرالله لمناسبة أربعين الامام ‏الحسين هي كلمة تتمحور حول هذه المناسبة بما أوحى بانها لن تتطرق الى الواقع السياسي. ‏كما ان المحطة الثانية البارزة ستتمثل بأول لقاء اعلامي يجريه الرئيس سعد الحريري بعد تطورات ‏المبادرة الفرنسية واعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب وذلك مساء غد في مقابلة تلفزيونية عبر ‏محطة "ام تي في" في برنامج "صار الوقت". وسيكون الملف الحكومي المحور الأساسي فيها بعد ‏ان يشرح بإسهاب ملابسات تتصل بالمرحلة السابقة ومواقفه من كل مجرياتها سواء في ما يتعلق ‏بتكليف مصطفى اديب او ما يتعلق بالمبادرة الفرنسية. ويفترض في ظل المواقف التي سيعلنها كل ‏من الحريري ونصرالله ان يتبلور الكثير من الاتجاهات اقله لجهة مواقف هذين الفريقين الأساسيين ‏الكبيرين في ما يتعلق بالاحتمالات والسيناريوات الحكومية بعدما بلغ الخواء السياسي حدود طرح ‏بالونات اختبار "غرائبية" تتصل ببدعة ما سمي تعويم حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس حسان ‏دياب، علما ان الجهات المعنية ولا سيما في قصر بعبدا نفت وجود أي اتجاه الى هذا الاحتمال، كما ‏ان الجهات الدستورية والقانونية تجزم باستحالة خيار التعويم في حالة الحكومة المستقيلة الحالية. ‏وتبعا لذلك يفترض ان تبدأ بلورة الاتجاهات للتكليف والتأليف في الاستحقاق الحكومي مع اتجاهات ‏الكتل الكبيرة تباعا بدءا بمواقف نصرالله اليوم والحريري غدا على ان يتيح لذلك لاحقا لرئيس ‏الجمهورية ميشال عون تحديد خطة سيره وتحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة للتكليف ‏علما انه كان ابلغ الى رئيس مجلس النواب نبيه بري انه في صدد اجراء الاستشارات في نهاية هذا ‏الأسبوع او مطلع الأسبوع المقبل، ولو انه اكد ان ليس هناك بعد اسم مرشح للتكليف. ولعل ما ‏استوقف المراقبين في هذا السياق ان "تكتل لبنان القوي" استبق الخطوات التي يفترض بالرئيس ‏عون اتخاذها بتحديد معادلة تلازم التكليف والتاليف الامر الذي قد يثير تداعيات سياسية من منطلق ‏توظيف اجتهادات جديدة قديمة تخالف الدستور. وقد اعتبر التكتل في بيانه امس ان "الحاجة ضاغطة ‏لتشكيل حكومة تتولى عملية الإصلاح المطلوب". ورأى ان "التجارب اثبتت ان هذه الولادة لا تتأمن ‏بمجرد تكليف رئيسها بل يحتاج الامر الى مجهود مسبق لضمان التأليف بعد التكليف".

وسبق ذلك تعميم أجواء بدت اقرب الى تبرير الجمود المتعمد الذي يطبع موقف رئاسة الجمهورية ‏من تحريك الخطوات الدستورية لتسمية رئيس الحكومة المكلف اذ اعتبرت مصادر قريبة من قصر ‏بعبدا ان ثمة أفكارا مطروحة بان يقوم رئيس الجمهورية بمشاورات سريعة من خلال بعض الاتصالات ‏تمهيدا للاستشارات النيابية وان الرئيس عون يتجه الى اتخاذ قراره قبل نهاية الأسبوع باجراء ‏الاستشارات النيابية الملزمة الأسبوع المقبل. وما بدا لافتا في هذه التسريبات ان المصادر سارعت ‏الى تسليط الضوء على موقف رؤساء الحكومات السابقين الأربعة سعد الحريري وفؤاد السنيورة ‏ونجيب ميقاتي وتمام سلام، فأطلقت تساؤلا عما اذا كانت تسمية رئيس الحكومة المكلف ستكون ‏عندهم مذكرة بطرح الرئيس ميقاتي تشكيل حكومة من 6 وزراء دولة سياسيين و14 تكنوقراط، وما ‏اذا كان ذلك يعني ان ميقاتي سيكون احد الأسماء المرجحة ؟ كما غمزت من قناة توافق رؤساء ‏الحكومات السابقين . وقد اثار هذا الامر شكوكا لدى أوساط سياسية قريبة من الرؤساء السابقين ‏اقله في جدية الحديث عن تحديد موعد قريب للاستشارات واعتبرت ان حرف الأنظار عن الواجب ‏الدستوري لرئاسة الجمهورية في اجراء الاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت لن يجدي اطلاقا ‏ولن يجعل افتعال الذرائع الأسلوب الناجح لإخفاء البدع المتعلقة باستباق التكليف بالتأليف ورمي كرة ‏التعطيل مجددا في مرمى رؤساء الحكومات السابقين الذين سيعرفون متى وكيف يردون بالجواب ‏الدستوري والسياسي الوطني الملائم .

وفي موقف لافت عشية هذه التطورات انتقد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمس، قوى الممانعة وكتب عبر "تويتر": بعد أن أجهضت قوى الممانعة المسعى الفرنسي وبمساعدة القوى الانتظارية وبتناغم غريب بين الخليج وأميركا وايران ها هي تحاور عبر الحدود البحرية. هنا مسموح التفاوض وهناك ممنوع وفي هذه الاثناء لا خطة لمواجهة كورونا مع هجرة كثيفة للممرضات والاطباء. هل كورونا من أسلحة الممانعة السرية؟

كورونا

وسط هذه الأجواء استمرت تداعيات تفشي وباء كورونا بكثافة في المناطق اللبنانية ترخي بذيول ‏القلق والمخاوف من تفلت السيطرة على الانتشار الوبائي . وإذ تواصلت إجراءات اقفال وعزل 111 ‏بلدة وقرية في مختلف المناطق بتفاوت واسع في التزام الإجراءات وعدم مغادرة المنازل، واصل عداد ‏كورونا ارتفاعه وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي امس تسجيل 1261 إصابة جديدة بما ‏يرفع العدد الإجمالي التراكمي للإصابات منذ شباط الماضي الى 46918 حالة فيما سجلت 10 ‏وفيات جديدة بما يرفع العدد الى 424 وفاة .

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

طبيب البيت الأبيض: ترمب خالٍ من أعراض «كوفيد – 19»

الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2020

أكد طبيب البيت الأبيض شون كونلي، اليوم (الأربعاء)، أن لا أثر لأي أعراض لمرض «كوفيد – 19» على الرئيس دونالد ترمب، في حين أظهر فحصه البدني ومؤشراته الحيوية أن حالته لا تزال مستقرة. وفي بيان نُشر بإذن من ترمب، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، قال كونلي إن الرئيس الأميركي لم يعان من الحمى منذ أكثر من أربعة أيام، ولم يحتج إلى أي أوكسجين إضافي منذ نقله للمستشفى. وكان متحدث باسم البيت الأبيض ذكر، في وقت سابق اليوم، أن الرئيس الأميركي لم يحضر، أمس (الثلاثاء)، إلى المكتب البيضوي، مناقضاً ما قاله أحد مستشاري ترمب في وقت سابق. ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يلقى سلوك ترمب غداة خروجه من المستشفى، حيث تلقى العلاج لإصابته بوباء «كوفيد – 19»، متابعة حثيثة في وقت تتزايد الإصابات بين العاملين في البيت الأبيض، بمن فيهم صحافيون.

 

اجتماع وساطة لبحث أزمة كاراباخ.. وبوتين: أوقفوا المأساة

 دبي - العربية.نت/07 تشرين الأول/2020

عشية اجتماع وساطة دولية أول يعقد اليوم الخميس في جنيف لبحث النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف "المأساة" الجارية. وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي، قال بوتين "إنها مأساة هائلة. هناك ناس يموتون. نأمل أن يتوقف هذا النزاع في أسرع وقت ممكن".

موضوع يهمك?بينما تستمر المعارك والاشتباكات التي اندلعت منذ 27 سبتمبر الماضي في إقليم ناغورني كاراباخ، أعلنت وزارة الدفاع...أذربيجان تحشد نحو كاراباخ.. وفاتورة باهظة على المدنيين أذربيجان تحشد نحو كاراباخ.. وفاتورة باهظة على المدنيين العرب والعالم ودعا إلى الموافقة على وقف إطلاق النار "في أسرع وقت ممكن" بغض النظر عن إمكان حل النزاع المزمن. وبعيد ذلك، أعلنت أذربيجان أن وزير خارجيتها جيهون بيرموف سيزور جنيف الخميس وسيلتقي قادة مجموعة مينسك، وهي هيئة وساطة تضم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وتسعى المجموعة إلى حل النزاع القائم منذ تسعينيات القرن الماضي.

مفاوضات وعملية عسكرية

من جهتها، استبعدت أرمينيا عقد لقاء بين وزير خارجيتها زهراب مناتساكانيان ونظيره الأذربيجاني، واعتبرت أنه "من المستحيل الجمع بين إجراء مفاوضات ومواصلة العمليات العسكرية". ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأرميني نظيره الروسي سيرغي لافروف الإثنين في موسكو. وأجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتصالا هاتفيا الأربعاء مع نظيره الأذربيجاني والأرميني على ما ذكرت وكالات أنباء روسية. وحوّل القصف الذي نفّذته القوات الأذربيجانية ستيباناكرت، المدينة الرئيسية في إقليم كاراباخ، إلى مدينة أشباح مليئة بالذخيرة غير المنفجرة والحفر الناجمة عن القذائف.

نزوح نصف السكان

وقال أرتاك بلغاريان المسؤول المكلف ملف حقوق المدنيين في أوقات الحرب في الإقليم لوكالة فرانس برس "بحسب تقديراتنا الأولية، نزح نحو 50% من سكان كاراباخ و90% من النساء والأطفال -- أي ما يعادل نحو سبعين إلى 75 ألف شخص". ودوّت صفارات الإنذار للتحذير من غارات جوية طوال الليل الذي شهد عدة انفجارات في مدينة تغرق في ظلام دامس. إلى ذلك، قال مراسل وكالة فرانس برس إن ضربات جديدة استهدفت المدينة صباح الاربعاء، فيما يشير الضوضاء المرافق للضربات إلى أن المصدر كان طائرة مسيّرة. واتّهمت أذربيجان القوات الأرمينية بقصف أهداف مدينة في المناطق المأهولة، بما في ذلك ثاني كبرى مدن البلاد كنجه، التي تعد أكثر من 330 ألف نسمة. كما تأكد مقتل عشرات المدنيين في المعارك، وأقر الجانب الأرميني بمقتل أكثر من 300 من عسكرييه، فيما لم تعلن أذربيجان سقوط قتلى في صفوف قواته. وقالت المتحدثة باسم النيابة العامة جوناي سالم زاده إن 427 مسكنا يقطنها نحو 1200 شخص دمرت منذ بدء الصراع الحالي. لكن لودريان اتّهم في كلمة ألقاها أمام البرلمان الفرنسي أذربيجان بأنها أطلقت شرارة النزاع الدائر حاليا، معربا عن أسفه "لوقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين من أجل تحقيق تقدم (ميداني) طفيف" في أذربيجان.

دعم تركيا الكامل

تخوض باكو ويريفان نزاعا منذ عقود للسيطرة على المنطقة التي يهيمن عليها الأرمن وانفصلت عن باكو خلال حرب اندلعت في أوائل تسعينات القرن الماضي وأودت بنحو 30 ألف شخص. وأعلن إقليم كاراباخ الذي يسكنه نحو 140 الف نسمة غالبيتهم العظمى من الارمن استقلاله، والمحادثات الهادفة إلى تسوية النزاع، والتي بدأت مع تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991، متعثرة بشكل كبير منذ اتفاقية لوقف إطلاق النار عام 1994. واندلعت عدة مواجهات بين الطرفين خلال العقود الماضية، أكبرها في نيسان/ابريل 2016 وأدت إلى مقتل 110 أشخاص. لكن محللين يقولون إن العنصر الذي غيّر قواعد اللعبة هذه المرة هو دعم تركيا، التي قيل إنها أرسلت مقاتلين سوريين موالين لأنقرة لدعم أذربيجان وكذلك طائرات مسيّرة محلية الصنع تم نشرها بالفعل بنجاح في ليبيا وسوريا. وقال لودريان إن "الجديد في الأمر هو وجود تدخل عسكري لتركيا مما قد يؤدي إلى مزيد من تدويل الصراع". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ تركيا أرسلت 1200 مقاتل إلى المنطقة، مشيرا إلى مقتل 64 مسلحا سورياً موالين لأنقرة على الأقل في المواجهات. من جهته، دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الثلاثاء العالم لدعم اذربيجان "الطرف الذي على حق"، واصفا أرمينيا "بالمحتل".

خطر أكبر

وتقيم روسيا علاقات جيدة مع طرفي النزاع اللذين تمدهما بالسلاح، لكنها أقرب إلى أرمينيا العضو في حلف عسكري تهيمن عليه موسكو. ووجه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في مقابلة مع فرانس برس تحذيرا مبطنا إلى أذربيجان من توسيع النزاع، مذكرا بتحالفه العسكري مع الشقيق الأكبر الروسي. وقال "إنني واثق من أن روسيا ستفي بالتزاماتها إذا تطلب الوضع ذلك". وخلال المقابلة المتلّفزة، أعلن بوتين أن روسيا "ستحترم التزاماها في إطار منظمة المعاهدة الأمنية الجماعية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المواجهات "لا تجري على أراضي أرمينيا" بل على أراضي ناغورني قره باغ، الإقليم الانفصالي الأذربيجاني المدعوم من يريفان. في الأثناء، حذّر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من وجود مقاتلين سوريين، معتبرا أن هذا الأمر يشكل "خطرا كبيرا وسببا لقلق روسيا البالغ". واستقطب النزاع قوى إقليمية، وقد حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بأن دعم تركيا لأذربيجان يهدد بـ"تدويل" النزاع.

واندلع القتال في 27 ايلول/سبتمبر، وأدى إلى نزح نصف سكان ناغورني كاراباخ بسبب المعارك بين أرمينيا وأذربيجان.

 

نزوح نصف سكان كاراباخ.. وبوتين يدعو لإنهاء “المأساة”

سكاي نيوز عربية/7 تشرين الأول 2020

أدّت المعارك العنيفة التي اندلعت بين القوات الأرمينية والأذربيجانية في ناغورني كاراباخ، إلى نزوح نصف سكان الإقليم المتنازع عليه. وقال أرتاك بلغاريان المسؤول المكلّف بملف حقوق المدنيين في أوقات الحرب، في كاراباخ إنه “بحسب تقديراتنا الأولية، نزح نحو 50 في المئة من سكان كاراباخ و90 في المئة من النساء والأطفال، أي ما يعادل نحو 70 إلى 75 ألف شخص”. وأكد بلغاريان في تصريحات لـ”فرانس برس” أن السكان الذين نزحوا من جرّاء القتال توجهوا إلى مناطق أخرى في المنطقة ذاتها، أو إلى أرمينيا وغيرها. وحوّل القصف الذي نفذته القوات الأذربيجانية على ستيباناكرت، المدينة الرئيسية في كاراباخ، إلى مدينة أشباح مليئة بالذخيرة غير المتفجّرة والحفر الناجمة عن القذائف. من جانبها، اتّهمت أذربيجان القوات الأرمينية بقصف أهداف مدينة في المناطق المأهولة، بما في ذلك ثاني كبرى مدن البلاد كنجه، التي يقطنها أكثر من 330 ألف نسمة. وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية بأنه لم يتم بعد تحديد عدد السكان الأذربيجانيين الذين نزحوا جرّاء المعارك. وأشارت تقارير إلى وقوع انفجارات قوية لم يتسن تحديد طبيعتها بدقة، وما إذا كانت صواريخ أو مدفعية أو قصف جوي. وقال أحد السكان لوكالة فرانس برس، إنها ليلة القصف الأعنف منذ نهاية الأسبوع منذ أن بدأت القوات الأذربيجانية استهداف ستيباناكرت، التي يقطنها 55 ألف نسمة. وتعليقا على تصاعد الأعمال القتالية في ناغورني كاراباخ، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الأربعاء الأرمن والأذربيجانيين إلى وقف “المأساة” الجارية في الإقليم.

 

روحاني: إيران حاربت الإرهاب في سوريا ولبنان والعراق

 روسيا اليوم/7 تشرين الأول 2020

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ان إيران حاربت الإرهاب في سوريا ولبنان والعراق، وترفض أي تواجد لجماعات إرهابية على حدودها مع أرمينيا وأذربيجان. وقال روحاني خلال اجتماع الحكومة: “نحذر أذربيجان وأرمينيا من أن يتسع الصراع في ناغورني قره باغ ويتحول إلى حرب إقليمية. ونقل جماعات إرهابية إلى حدودنا مرفوض وبأي ذريعة كان، وأبلغنا أذربيجان وأرمينيا بذلك”. وأضاف روحاني: “حاربنا الإرهاب خارج إيران، واستشهد قاسم سليماني كي لا نضطر لمحاربة الإرهاب على حدودنا، لذا نرفض نقل الجماعات الإرهابية من سوريا، أو أي مكان آخر، إلى حدودنا”. ولفت روحاني إلى أن “الدول التي تنفخ في نيران الحرب وتصب الزيت عليها يجب أن تدرك أن ذلك لن يكون لمصلحة أحد في المنطقة”. وأكد أنه على كافة أطراف الصراع في قره باغ القبول بالوقائع والاعتراف بحقوق الشعوب واحترام وحدة الأراضي، مشددا على أنه لا يوجد حل عسكري في قره باغ، والحل يكون بالوسائل السياسية. وتابع روحاني قائلا: “نرفض الاحتلال والحرب، وعلى كل دولة من طرفي النزاع في قره باغ أن تعترف بحقوق الدولة الأخرى.. ستدرك أذربيجان وأرمينيا أن الحرب لن تحقق أيا من الأهداف التي تسعيان إليها.. نأمل أن تتوصل كل من أرمينيا وأذربيجان إلى حقوقهما بالوسائل السلمية، لإعادة الاستقرار إلى هذه المنطقة الحساسة.. الحرب في قره باغ ينبغي أن تنتهي لأنها لن تكون لصالح أحد، لكننا نؤكد على ضرورة احترام حقوق الشعب الأذربيجاني ووحدة أراضيه”، موضحاً أن طهران مستعدة لتقديم المساعدة للحل في قره باغ.

 

للمرة الأولى.. استضافة جناح إسرائيلي في معرض دفاعي إماراتي في 2021

روسيا اليوم/7 تشرين الأول 2020

وقًع منظمو معارض دفاعية من إسرائيل والإمارات اتفاقًا لاستضافة جناح إسرائيلي لأول مرة في معرض دفاعي إماراتي سيفتتح في شباط 2021. وقالت وكالة أنباء الإمارات اليوم الأربعاء: “سيتولى معرض (آي.إس.دي.إي.إف) بموجب هذه الاتفاقية مهام تشييد وتنظيم واستضافة الجناح الإسرائيلي في معرض آيدكس (IDEX)، الذي سينعقد في الفترة ما بين 21–25 فبراير 2021 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض في أبوظبي”. وآيدكس أكبر معرض للأسلحة في الشرق الأوسط يقام كل عامين.

 

ميشيل أوباما: ترامب عنصري لكن هذا لا يعني أنه لن ينجح

روسيا اليوم/7 تشرين الأول 2020

وصفت السيدة الأمريكية الأولى السابقة، ميشيل أوباما، الرئيس دونالد ترامب بأنه “عنصري”، مشددة على أن “ما يفعله الرئيس زائف بشكل واضح وخطأ أخلاقي، لكن هذا لا يعني أنه لن ينجح”. وفي فيديو مدته 24 دقيقة، لدعم نائب الرئيس السابق، المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، والسيناتور كامالا هاريس، انتقدت ميشيل الرئيس الامريكي الحالي “لإثارته المخاوف بشأن الأمريكيين السود والبُنيون، ولكذبه حول كيفية تدمير الأقليات للضواحي”، مذكرة أن الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد كانت في الغالب دعوة سلمية للتضامن ضد العنصرية. واعتبرت أن ترامب وحلفاءه كانوا يحاولون الاستفادة من الإحباط وتشتيت الانتباه عن “إخفاقاته المذهلة من خلال إلقاء اللوم على الناس”، داعية الناخبين الى التصويت لبايدن “لأن حياتهم تعتمد على ذلك”.

 

العاهل الأردني يكلف بشر الخصاونة بتشكيل الحكومة

عمان: «الشرق الأوسط أونلاين»/07 تشرين الأول/2020

أعلن الديوان الملكي في الأردن إن العاهل الأردني الملك عبد الله كلف الدبلوماسي المخضرم بشر الخصاونة بتشكيل حكومة جديدة بعد أيام من قبوله استقالة رئيس الوزراء السابق عمر الرزاز، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وكان الملك قد أعلن حل البرلمان مع انتهاء فترته التي استمرت 4 سنوات، في خطوة تستوجب طبقاً للدستور استقالة الحكومة في غضون أسبوع. وقرر العاهل الأردني في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي حل مجلس النواب الحالي تمهيداً لإجراء انتخابات تشريعية في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مع انقضاء 4 سنوات من عمر المجلس، إذ تجرى الانتخابات وفق الدستور مرة واحدة كل 4 سنوات. وتوجب الفقرة الثانية من المادة الـ74 من الدستور الأردني على الحكومة تقديم استقالتها خلال أسبوع من تاريخ الحل، ولا يجوز تكليف رئيسها تشكيل الحكومة التي تليها. وكان الرزاز قد شكّل حكومته في 14 يونيو (حزيران) 2018 عقب استقالة حكومة هاني الملقي، إثر احتجاجات شعبية، بسبب تعديل قانون ضريبة الدخل الذي زاد مساهمات الأفراد والشركات.

 

«نوبل الفيزياء» لاكتشافات «الثقوب السوداء»..٣ علماء تُوّجوا بالجائزة نظير أبحاثهم في الظاهرة الغامضة

استوكهولم: الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2020»

توجّت جائزة «نوبل للفيزياء»، التي أُعلنت أمس، كلاً من البريطاني روجر بنروز والألماني راينهارد غنزل والأميركية أندريا غيز، وهم ثلاثة رواد في مجال البحوث المتعلقة بمناطق من الكون تسمّى «الثقوب السوداء»، تتميّز بأنها ذات جاذبية فائقة ولا يمكن لأي جسيمات الإفلات منها.

وفاز بنروز (89 عاماً) بالجائزة الشهيرة لاكتشافه أن «تَشَكُل ثقب أسود هو بمثابة تنبؤ صلب بنظرية النسبية العامة» لأينشتاين، حسبما أوضحت لجنة التحكيم خلال إعلانها أسماء الفائزين في استوكهولم. أما غنزل (68 عاماً) وغيز (55 عاماً) فكوفئا «لاكتشافهما جسماً مدمجاً فائق الضخامة في وسط مجرّتنا»، أكبر بملايين المرات من الشمس التي فيها. وقبل نحو نصف قرن، كان وجود الثقوب السوداء مثيراً للجدل. ونظراً إلى أن من الشائع أن هذه الثقوب غير مرئية، شكّل كَشفُ النقاب في أبريل (نيسان) 2019 عن أول صورة لها، تطوراً ثورياً في مجال الفيزياء الفلكية. وقالت أندريا في مؤتمر صحافي إنه «من غير المعروف ماذا يحوي» الثقب الأسود، لكنها رأت أن ذلك يضفي عليه «طابعاً غريباً» وغامضاً. وأضافت: «إنه يوسّع حدود فهمنا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قوانين الانتخاب وبرلمان الابتزاز

بشارة شربل/نداء الوطن/7 تشرين الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91081/%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d9%82%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a8%d8%b1%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84/

ليس أفضل من الاسترشاد بكلام البطريرك الراعي بمناسبة انعقاد اللجان النيابية المشتركة اليوم لمناقشة تعديلات دستورية وقوانين انتخاب. وإذ ان البطريرك قال ان مشكلة لبنان ليست في النظام بل في الممارسات، فإننا نُصرِّحُ بتتمة الكلام، وهي ان أزمتنا لا علاقة لها بـ"الكتاب" بل سببها أهل السلطة والفساد، الذين نهبوا البلاد والعباد وارتكبوا جرائمَ جزاؤها التعليق على الأعواد.

ليس أكثر لؤماً في سلوك مجلس النواب من تعمّده ابتزاز اللبنانيين بمشاريع قوانين انتخاب تكرّس هيمنة عددية طائفية وتلهيهم بتعديلات دستورية بحجة "تظبيط" انتظام المؤسسات، وكأن ثورة 17 تشرين لم تحصل او ان جريمة 4 آب حدثٌ عابر. ولا عجب، فالنواب الذين لم يرف لهم جفن إزاء إطفاء عيون المتظاهرين المتهمة بارتكابه ميليشيا شرطة مجلس النواب، استخلصوا ان المشكلة التي أطلقت ثورة شباب لبنان محض تقنيات او ثغرات اعترت "الطائف" وتتعلق بمهلة التكليف والاستشارات، او أن ما فجَّر الغضب الشعبي نسبية ناقصة ودوائرُ انتخابية ضاقت على السادة النواب.

لا تعني الرداءة النوعية لتوقيت خطوة مجلس النواب أنها فاجأت من يتابع مسيرة البرلمانات منذ فرضتها الوصاية السورية والانقلاب على "الطائف"، فمذّاك "تمتعنا" بديموقراطيةِ الإستتباع التي اختلطت فيها محاصصات الحكومات بالمجالس النيابية ومجالس الهدر والصفقات وأسست عميقاً للانهيار، ذاك الحين كان التهديد بإلغاء "الطائفية السياسية" رداً مباشراً جاهزاً على المطالبة باستعادة السيادة من براثن الاحتلال.

يعطي المجلس النيابي الحالي، بعجزه المطبق عن التجاوب مع مطالب الناس في انتاج حكومة مستقلة تتولى الانقاذ، واصراره على المحاصصة بين أحزاب وكتل السلطة المسؤولة عن ضياع الودائع وتدهور الاقتصاد وتفجير بيروت، الحقَّ كل الحق للذين استهدفوه في التظاهرات ودلُّوا عليه بصفته حامي المنظومة التي دمرت كل مقومات الحياة. وما استلهامُه اليوم زعبرات "سماسرة" الدستور وتركيب المؤامرات للضغط على المطالبين بانتخابات مبكرة وبحياد لبنان وتطبيق القرارات الدولية، سوى "تغطية السماوات بالقبوات" فيما تُفقَد الأدوية من الصيدليات وترزح أكثرية اللبنانيين تحت خط الفقر، ويبقى كبار الجناة من جماعة "كنت أعلم" خارج دائرة التحقيق والاتهام.

يعتقد "الثنائي الشيعي" انه بعدما أدى قسطه للعلى وباع الأميركان مفاوضات الترسيم مع اسرائيل، يستطيع حجز مكان أكبر للشيعة في النظام السياسي، إن لم يكن عبر مؤتمر تأسيسي يؤدي الى مثالثة، فليكن عبر قانون انتخابي يكسر التوازن الوطني ويؤبِّد الهيمنة الداخلية والسلاح غير الشرعي. هذه لعبة واضحة، متخاذلٌ كل نائب لا يحبطها اليوم في اللجان لأنها أبعد ما تكون عن موجبات ما بعد ثورة المواطنية التي عاشها لبنان بفخر وأمل منذ عام، والتي أنهت شرعية البرلمان الحالي وجعلت أولى مهماته تقصير ولايته والعودة الى صناديق الاقتراع إذا التزم أخلاق الديموقراطيات.

هذا المجلس أنهت الثورة صلاحيته وتهشَّم مع الإنفجار. السَحَرة يحاولون انتشاله من تحت الركام، بعدما ذهبت أيام المعجزات.

 

مفاوضات الترسيم: خلاف حول الوفد وشبعا والاستراتيجية الدفاعية

منير الربيع/المدن/07 تشرين الأول/2020

لن تقتصر مفاوضات ترسيم حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل على الأراضي اللبنانية. فإطار التفاوض سيتوسع بديهياً، ليشمل مزارع شبعا. وهذا مرتبط مباشرة بترسيم الحدود اللبنانية - السورية، وبتحديد وحسم هوية هذه المزارع مع تلال كفرشوبا، وفق القانون الدولي وإجراءات الأمم المتحدة. ثم إن الترسيمين ينطويان على إثارة ملف سلاح حزب الله، الذي يعيد طرح الاستراتيجية الدفاعية طرحاً جدّياً.

حوار 2006 والترسيم الراهن

وكان الرئيس نبيه بري قد أعلن أن الاتفاق على ترسيم الحدود، وتوقيع لبنان وإسرائيل على وثائقه، يعقبه إيداع الوثائق التي تثبت الحدود لدى الأمم المتحدة. وهذه الفكرة منطلقها مقررات الحوار الوطني الذي عقد في العام 2006. وهي في بندها الأول المتعلق بمزارع شبعا، تنصّ على التالي: "أجمع المتحاورون على لبنانية المزارع، وأكدوا دعمهم الحكومة في جميع اتصالاتها، لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتحديدها وفق الاجراءات المقبولة والأصول المعتمدة لدى الأمم المتحدة". واتفاق الإطار الذي أعلنه بري حول ترسيم الحدود، ينص على الفكرة ذاتها.

ضياع 14 سنة

لذا كان يمكن للبنان توفير 14 سنة من الوقت الضائع، لو التزم الأفرقاء بمقررات الحوار الوطني العام 2006. فهي لم تنص فقط على مسألة ترسيم الحدود، أو "تحديد الحدود" مع سوريا، حسب مصطلح حزب الله في تلك الفترة. بل تنص على الاستراتيجية الدفاعية، لأن الترسيم والاستراتيجية الدفاعية مرتبطان ومتداخلان عضوياً. تنطلق المفاوضات اليوم، من إصرار الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل على تخصيص فريق للتفاوض على الترسيم البحري، وفريق آخر للترسيم البري، عندما تصل المفاوضات إلى الحدود البرية لجهة مزارع شبعا المعتبرة سورية دولياً. لذا، يتوجب على لبنان العمل وفق مقررات الحوار، ووفق اتفاق الإطار. أي الالتزام بما هو معمول به وفق مقررات الأمم المتحدة، لحسم الجدل حول المزارع. وبما أن الأمم المتحدة والقانون الدولي، يعتبران مزارع شبعا سورية وليست لبنانية، يتوجب على لبنان مطالبة النظام السوري بتقديم الوثائق المطلوبة لتثبيت لبنانية المزارع. وهذا يفتح الباب سريعاً للنقاش القديم المتجدد في ترسيم الحدود مع سوريا.

الترسيم والسلاح مجدداً

وقد تنطوي زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على جانب من هذا الموضوع. فروسيا، قبل أكثر من سنة، كانت قد تقدمت بمبادرة لترسيم الحدود البحرية بين وسوريا وشمال لبنان، بعدما حصلت موسكو على الاستثمار في خزانات النفط في طرابلس. وطرح ترسيم الحدود اللبنانية - السورية، وحسم الجدل حول مزارع شبعا، يلازمهما مباشرة وعملياً طرح مسألة سلاح حزب الله. وذلك تحت شعار انتهاء وظيفة السلاح، بما أن الأراضي قد تحررت، وتم ترسيم الحدود نهائياً. لذا يكون البند الآخر الذي يطرح على طاولة التفاوض المزمع، هو الاستراتيجية الدفاعية، التي تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال عون أكثر من مرة. وتطالب بها الجهات اللبنانية والجهات الدولية. وهكذا، لا بد من مراقبة موقف حزب الله ورد فعله حيال هذا المسائل. وبالطبع لن يكون من السهل تنازله مجاناً عن كل ما راكمه من قوة طوال أكثر من 20 سنة.

خلاف عون وحزب الله

هذا كله يظل معلقاً في انتظار انطلاق المفاوضات. وتؤكد المعطيات وجود اختلاف بالرأي بين عون وحزب الله حول آلية التفاوض. وتكشف مصادر متابعة أن الأميركيين طالبوا قبل أيام برفع مستوى تمثيل الحضور اللبناني في المفاوضات. فشددوا على أن يكون وزير الطاقة حاضراً في مفاوضات الترسيم البحري، لأن الملف يتعلق بالنفط والغاز.ورفض حزب الله قطعاً هذا الطلب. فبحسبه حتى لو كانت المسألة مرتبطة بوزير تقني، فإن مشاركة وزير فيها تعني أن المفاوضات "حكومية". وفي المقابل يتمسك الحزب بمبدأ الحضور العسكري حصراً، وعدم حضور أي شخص مدني. فيما يصر عون على حضور شخص مدني في المفاوضات. وقرر عون أن يسمي أعضاء الوفد الذي يضم عسكريين ومدنيين. ومن بينهم العميد بسام ياسين، والعقيد مازن بصبوص المتخصص في مجال البحار، وصاحب دراسات عدة حول الحدود البحرية اللبنانية، والخبير في المفاوضات الحدودية والقانون الدولي. وهذا إضافة إلى نجيب مسيحي، ورئيس هيئة إدارة البترول وسام شباط. وحسب المعلومات يتمسك عون بأن يكون أحد الحاضرين مقرباً جداً منه، ليطلعه على تفاصيل المفاوضات. ولم يعرف حتى الآن موقف حزب الله من هذا الوفد، وما إذا ما كان سيوافق عليه أم أن سيخضع لتعديلات.

 

مخازن الخوف والتفجير (1): لماذا الكشف في الضاحية مسموح وفي بعبدا ممنوع؟

أحمد الأيوبي/أساس ميديا/الأربعاء 07 تشرين الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91078/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%8a%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d9%85%d8%ae%d8%a7%d8%b2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d9%81-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%ac%d9%8a%d8%b1-1-%d9%84%d9%85/

بعد تفجير مرفأ بيروت، ساد الخوف والهلع عند اللبنانيين من تكرار هذه الكارثة في مناطق أخرى، خاصة تلك التي ورد ذكرها في الإعلام، والتي تحدّث عنها مسؤولون إسرائيليون واتّهموا حزب الله بتخزين أسلحة وصواريخ فيها.

 فتحرّك أهالي المناطق المعنية، بينهم أهالي منطقة بعبدا، للمطالبة بكشف الحقائق، مع تواصل تدفـّق الأنباء عن وجود مخازن ومصانع أسلحة وصواريخ في مناطقهم السكنية. وزاد في حدّة المخاوف تفجير عين قانا الذي أحيا الهواجس من الاحتمالات الكارثية، وتزايد تصريحات إسرائيلية تؤشّر إلى أنّ تفجير بيروت ناتج عن عملية أمنية بسبب تخزين "حزب الله" صواريخ في المرفأ، وتحذير من تفجيرات مشابهة في أمكنة أخرى.

هواجس الأهالي سبق أن لاقت صداها لدى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي أدرك مدى عمقها وخطورتها، فأطلق تحذيرات وقرع أجراس إنذار متكرّرة، ودعا السلطات اللبنانية إلى "دهم كلّ مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية"، في عظة 23 آب 2020 داعياً إلى "سحب هذه الأسلحة والمتفجرات من الأيدي، لكي يشعر المواطنون أنهم بأمان، على الأقل، في بيوتهم".

ومع اتساع الحديث عن مخازن السلاح، وردت مطالبات إلى مجلس بلدية بعبدا للكشف والاطلاع على الموقع المشتبه به قرب مستشفى سان شارل، للاطمئنان إلى أنّه خالٍ من أي موادّ خطرة أو متفجّرة، فقام عدد من أعضاء المجلس البلدي بتوجيه كتاب إلى رئيس رئيس بلدية بعبدا – اللويزة أنطوان الياس الحلو يطلبون إرسال كتاب خطي إلى وزير الداخلية والبلديات، بصفته سلطة الوصاية، وإلى قيادة الجيش، باعتبار موقعها ضمن نطاق بلدية بعبدا – اللويزة، يتضمّن مخاوف المجلس البلدي وأهالي بلدتي بعبدا واللويزة من أيّ انفجار يقع في منطقة بعبدا، ولا سيما قرب المستشفى، حيث أشار رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي علني، مشيرين إلى أنّ المراجعة الشفوية لا تجدي نفعاً وليس لها أيّ أثر في حال وقوع أيّ انفجار.

حمل الكتاب تواقيع الأعضاء: إلياس بو خليل، زياد جورج رحال، آميل جورج رزق الله، سينتيا الأسمر، عبده جرجس معتوق، دوري عبدو الأسمر، ونايف رزق الله، الذين أكدوا أنّ "توجيه هذا الكتاب (إلى وزير الداخلية وقيادة الجيش) هو ضرورة لرفع المسؤولية عن البلدية، رئيساً وأعضاء، وتجنّباً للضرر، وحفاظاً على الأرواح والممتلكات في منطقتي بعبدا واللويزة".

عضو مجلس بلدية بعبدا الإعلامية سينتيا أسمر أوضحت أنّه عندما امتنع رئيس البلدية عن التجاوب "بخصوص موضوع أمنيّ يطال بيوتنا وعائلاتنا، قمنا برفع كتاب رسمي إلى الرئيس من أجل تحديد المسؤوليات ولرفع الحرج عنه، لأنّ الكتاب صادر عن الأعضاء، وليس عنه شخصياً، وهذا يفترض أن يسهّل مهمة التخاطب مع الجهات المعنية، بعد أن جرى إيداعه القلم ليأخذ طريقه الرسمي والقانوني، لكن ما حصل هو العكس، حيث هاجم الرئيس الموقعين على الكتاب، متهماً إياهم بالترويج للدعاية الإسرائيلية".

وشرحت الأسمر لـ"أساس" أنّ "وزارة الدفاع استدعت الموقّعين، وظنّنا أنّ السبب هو تبديد المخاوف، لكنّ التحقيق بحث في أساس الكتاب ومنطلقاته وسبب نشره في الإعلام، فشرح الأعضاء بأنّ النشر كان تلقائياً، وأنّ النسخة المتداولة هي نسخة علنية كانت ستخرج للرأي العام في كلّ الأحوال، استجابة لطلبات الأهالي المتزايدة، ولرفع المسؤولية عنـّا، كما سُئلنا عن مصدر معلوماتنا، وكانت الإجابات بأنّنا لا نملك مصدر معلومات خاص، بل كان تحرّكنا كردة فعل على تفجير بيروت وما جرى تداوله في الإعلام، وقد سلكنا الطرق القانونية نتيجة رفض رئيس البلدية التجاوب مع طلبنا بالاستفسار عن هذا الموضوع".

وأكّدت الأسمر أن هذه المخاوف المشروعة تُحسم بطريقة واحدة "وهي الشفافية والوضوح والكشف العلني على الموقع الذي يجري الحديث عنه، فالثقة بالجيش كاملة وغير منقوصة، لكن لا يمكن الركون إلى تكهنات أو افتراضات، بل إنّ المطلوب اعتماد القانون والإجراءات المطمئنة والضامنة لسلامة الناس، والمستجيبة لنداء غبطة البطريرك الراعي".

جهود الموقعين على الكتاب من أعضاء المجلس البلدي في بعبدا لم تصل إلى نتيجة مُرضية، لأنّه لم يجر الكشف على الموقع. وأكّد أكثر من عضو لـ"أساس"، فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، أنّه يفترض تنظيم كشف يراعي الأصول العلمية والتقنية، يقوم به الجيش على المكان المشبوه، يشارك فيه أعضاء المجلس البلدي وبحضور وسائل الإعلام، تماماً كما حصل في الجولة التي نظمها حزب الله للردّ على الاتهامات الإسرائيلية: فلماذا يجري الكشف هناك ويكون ممنوعاً هنا؟

يؤكّد هؤلاء الأعضاء أن نفي الجيش هو ضمانة ومسؤولية عن تأكيد خلوّ هذا الموقع من الصواريخ والمواد الخطرة، إلاّ أنّ هواجس الأهالي تحتاج إلى الرؤية المجرّدة، لتطمئنّ القلوب: "فنحن نشاهد تفاقم هذا الملف وانكشاف جوانب خطرة منه في أكثر من منطقة".

بعيداً عن الحسابات السياسية وعن الارتباطات الخارجية، فإنّ كارثة تدمير بيروت ومرفئها، لن تغيب عن ضمائر وأذهان اللبنانيين، الذين لن يستطيعوا النوم بين الصواريخ بدون أن يروا الكوابيس المرعبة، بعد أن تحوّل لبنان إلى ورشة لإنتاج كلّ أنواع المتفجرات، فهل من وسيلة لإبطال مفعولها، أم أنّ الانفجار حتمي وسيقع مع سابق الإصرار والتصميم؟!

 

سعد الحريري ونجيب ميقاتي: من يسبق من؟

خالد البوّاب/أساس ميديا/الأربعاء 07 تشرين الأول 2020

لا سعد الحريري ولا نجيب ميقاتي كانا مقتنعين بخيار ترشيح مصطفى أديب لتولّي رئاسة الحكومة. لو لم يتمّ إسقاط اسم أديب فرنسياً لما سار الرجلان في خياره. الواحد بينهما يعتبر أنّه الأحق برئاسة مجلس الوزراء. نجيب ميقاتي يعتبر نفسه زعيماً سنياً صاحب الأكثرية في طرابلس عاصمة الشمال، وهو الأَوْلى من أن يأتي أحد الموظفين لديه إلى رئاسة السلطة التنفيذية. سعد الحريري لا يرى غيره في ذلك الموقع، ومستعد لإحراق كثيرين، ولو اقتضى ذلك إحراق الطائف والدستور والطائفة السنية برمّتها، بفعل الألاعيب السلطوية ورغبته في إبقاء نفسه ممسكاً بكرسي رئاسة الوزراء.

لا حاجة للعودة إلى الأخطاء التي ارتكبها الرجلان ما قبل وما بعد تسمية مصطفى أديب. لكنّ اعتذار الرجل بعد تنازل الحريري، أسهم في المزيد من الترهّل لدى الطائفة السنية وإدارتها السياسية. هذا الانهيار سيبقى مستمراً، طالما أنّ ميقاتي والحريري لا يخرجان من عقدة "الأنا أو لا أحد". في الاجتماع الأخير بين رؤساء الحكومة السابقين الأسبوع الفائت، حاول ميقاتي جسّ نبض المجتمعين إذا ما كانوا يوافقون على السير خلف ترشيحه ودعمه لرئاسة الحكومة، بما أنّ الحريري يعلن عدم رغبته بالعودة، وأنّ من يترأس حكومة عليه أن يعلم أنه لن يكون قادراً حتى على إدارة الانهيار والخراب. سارع الحريري إلى تأييد رئيس تيار العزم، بشرط أن يعلن ميقاتي رغبته في تولي رئاسة الحكومة، وبعد أن يعلن موقفاً صريحاً ومباشراً سيصدر الرؤساء بيان تأييده.

انعكس التوتر التركي العربي، والتركي الإيراني، بعد تطوّرات أذربيجان وأرمينيا، على وضع ميقاتي صاحب العلاقة القوية والشخصية مع رجب طيب أردوغان

فهم الأخير أنّ شرط الحريري ما هو إلا محرقة جديدة، لأنه بمجرّد إعلان موقف من هذا النوع، يعني فتح أبواب جهنم على الطرح. اختار ميقاتي أن يسير بهدوء ومن خلف الكواليس منذ أن طرح فكرة حكومة من 20 وزيراً تضمّ 14 وزيراً اختصاصياً و6 وزراء دولة. لاقى الطرح قبولاً من مختلف الأفرقاء، مع فيتو فرض سريعاً على الشخص. للفيتو أسباب عديدة، أولاً تبلغ ميقاتي بأنه ليس الخيار المناسب لتشكيل الحكومة من جهات خارجية، وفي الداخل وصله أنّ الثنائي الشيعي يفضّل سعد الحريري لما يمثّله، فيما رئيس الجمهورية ميشال عون لم يوافق على السير بميقاتي. وربما أسهل عليه العودة إلى الحريري على شريكه اللدود في نادي رؤساء الحكومة السابقين.

انعكس التوتر التركي العربي، والتركي الإيراني، بعد تطوّرات أذربيجان وأرمينيا، على وضع ميقاتي صاحب العلاقة القوية والشخصية مع رجب طيب أردوغان. تلك العلاقة حتّمت فرض فيتو عليه، من قبل الثنائي الشيعي مع أنّه قال أنّ طبيعة طرحه بقبول تمثيل سياسي في الحكومة، خفف من حدّة فيتو الثنائي الشيعي عليه وكذلك رئيس الجمهورية، إلى جانب فيتو عربي ودولي. تعود الكرة إلى ملعب الحريري، يعتبر أنه المرشّح الوحيد بلا منازع او منافس. ولكن ما يعيقه فقط هو الحصول على موافقة سعودية، هو أحرص عليها في هذه المرحلة، على عكس ميقاتي الذي لا يسأل عن مثل هذا الغطاء. لا تبدو الموافقة السعودية متوفّرة، لكن الحريري مستعد للانتظار ريثما تحاول فرنسا إقناع الولايات المتحدة والسعودية بفتح الطريق أمام رئيس تيار المستقبل.

لحريري سينتظر أن تتوفّر الظروف الملائمة، بموافقة خارجية، أو قد يضطر إلى السير بخيار حزب الله وتشكيل حكومة لا تحظى بأيّ غطاء خارجي، وهذا مستبعد لأنّ التعاطي معها سيكون أسوأ من التعاطي مع حكومة حسان دياب

لا يخرج الحريري من فكرة التسوية والحاجة الدائمة إليها. يعود إلى ما فكّر به عند السير بالتسوية الرئاسية مع ميشال عون، والتي اعتبر أنّه تأخر في إبرامها، وكلّ الوقت الذي أهدر لم يؤدّ إلى تغيير المعطيات. يستسلم إلى فكرة أنّ حزب الله لا يتراجع، ويضع نفسه أمام خيار من اثنين، إما حفظ موقعه حالياً والعودة إلى المشهد بإبرام تسوية مع الحزب لا يكون فيها أيّ قدرة على تهميشه أو إخراج من الحكومة وفق الشروط التي فرضها سابقاً، وإما انتظار المزيد من الوقت والذهاب إلى التسوية مرغماً، خصوصاً أنّ حزب الله بدأ التفاوض مع الأميركيين. وبناءً على نتيجة هذه المفاوضات سينجح الحزب في تحصيل بعض المكاسب السياسية أو في الحفاظ على دوره كمؤثر في عملية تشكيل الحكومة.

لا يريد الحريري أن يبقى خارج المشهد، إنما العودة إليه في لحظة تفاوض شيعي أميركي. سيرتكز في وجهة نظره على أنّه لا يمكن تغييب السنّة، من خلال من يمثّلهم، عن تلك التطوّرات والتحوّلات والمفاوضات. سينتظر أن تتوفّر الظروف الملائمة، بموافقة خارجية، أو قد يضطر إلى السير بخيار حزب الله وتشكيل حكومة لا تحظى بأيّ غطاء خارجي، وهذا مستبعد لأنّ التعاطي معها سيكون أسوأ من التعاطي مع حكومة حسان دياب.

 

دمشق ترفض ترسيم الحدود للاحتفاظ بأوراق الضغط على بيروت

محمد شقير/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2020

يفتح إصرار مصرف لبنان على رفع الدعم عن المحروقات بدءاً من مطلع العام المقبل، الباب أمام السؤال عن مصير المحاولات اللبنانية لدى النظام في سوريا لترسيم الحدود المشتركة بين البلدين على امتداد 357 كيلومتراً، والتي طُرحت للمرة الأولى في العلن على طاولة مؤتمر الحوار الوطني الأول الذي استضافه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في نيسان أبريل (نيسان) 2006 من دون أن تلقى تجاوباً من دمشق، برغم أن أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله الذي شارك في المؤتمر كان تعهد بالتواصل مع القيادة السورية، مشترطاً أن يصار إلى استبدال عبارة ترسيم الحدود بتحديدها باعتبار أن هذه المسألة تتعلق بدولتين شقيقتين وليستا على خصام. إلا أن ترسيم الحدود بقي عالقاً، مع أنه كانت تشكّلت لجنة مشتركة أُوكلت إليها مهمة ترسيم الحدود وظلّت حبراً على ورق وبات مطلوباً إعادة تفعيلها بتشكيل لجنة جديدة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مسألة ترسيم الحدود اللبنانية - السورية أو تحديدها بقيت عالقة إلى أن تقرر تحريكها في أعقاب قيام رئيس الحكومة آنذاك الرئيس سعد الحريري بزيارة دمشق في عام 2010 استجابة لوساطة قامت بها المملكة العربية السعودية. وبناء عليه كُلّف في حينها وزير التنمية الإدارية جان أوغاسبيان بمهمة التحضير للزيارة الثانية التي قام بها الحريري على رأس وفد وزاري وإداري ضم 12 وزيراً والتقى خلالها نظيره السوري محمد ناجي العطري والوزراء السوريين المعنيين، وانتهى الاجتماع إلى التوقيع على 28 اتفاقية، من بينها اتفاقيات أُدخلت عليها تعديلات بناء على طلب الجانب اللبناني.

مزارع شبعا

إلا أن التحضير لهذه الزيارة لم يلحظ، بناء لإلحاح من الجانب السوري، إحياء اللجنة المشتركة لترسيم الحدود بين البلدين، ومن بينها مزارع شبعا المحتلة الواقعة ضمن القرارين 242 و338 اللذين صدرا عن مجلس الأمن الدولي في أعقاب حرب يونيو (حزيران) 1967 مع أن أوغاسبيان أنجز كل التحضيرات بدءاً بتشكيل الوفد اللبناني ومروراً بإعداد كل الوثائق والأدلة والمستندات التي هي في حوزة الحكومة اللبنانية منذ حكم السلطنة العثمانية إلى الانتداب الفرنسي مدعومة بخرائط جوية للمناطق الحدودية أعدتها قيادة الجيش اللبناني. وتذرّع الجانب السوري، ممثلاً بوزير الخارجية وليد المعلم، في مطالبته بترحيل البحث في ملف ترسيم الحدود، بأن دمشق منشغلة حالياً بترسيم الحدود السورية - الأردنية وأن عامل الوقت لا يسمح للجنة اللبنانية - السورية بأن تجتمع، إضافة إلى أن المعلم اقترح عدم شمول مزارع شبعا بعملية الترسيم. وتم الاتفاق بأن تباشر اللجنة المشتركة أعمالها فور الانتهاء من ترسيم الحدود الأردنية - السورية، على أن تبدأ عملية الترسيم من الحدود الشمالية باتجاه المناطق المتداخلة بقاعاً. لكن دمشق ما زالت حتى الساعة تمتنع من ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين، وأن الاجتماعات الوحيدة التي عُقدت إبان تولي الحريري رئاسة الحكومة وقبل أن تقرر «قوى 8 آذار» المتحالفة مع «التيار الوطني الحر» الإطاحة بحكومته بالتزامن مع اجتماعه بالرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض اقتصرت على اجتماعين، الأول بين محافظ الشمال ونظيره السوري محافظ طرطوس، والثاني بين محافظ البقاع ونظيره السوري محافظ حمص. وخُصص هذان الاجتماعان للنظر في النزاع العقاري المترتّب على التداخل القائم بين الأراضي السورية واللبنانية، فيما ترفض دمشق البحث في ترسيم الحدود، وهذا ما أكده الوزير المعلّم أخيراً في رده على مطالبة المجتمع الدولي، ومن خلاله الصندوق الدولي، بوجوب ضبط التهريب من لبنان إلى سوريا وإقفال المعابر غير الشرعية وصولاً إلى ترسيم الحدود بين البلدين. لذلك فإن دمشق تصر على الاحتفاظ بورقة مزارع شبعا وترفض التنازل عنها في الأساس لإلحاقها بالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وهذا يتطلب منها التوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية يصار إلى تسجيله لدى الأمم المتحدة لإخراج المزارع من القرارين 242 و338 وضمها قانونياً إلى لبنان، خصوصا أن ملكية أراضيها لبنانية وإنما خاضعة للسيادة السورية. وهكذا تتوخى دمشق من خلال عدم إقرارها في الأساس، وليس في الشكل، بلبنانية المزارع بأن تحجز لنفسها مقعداً لتوظيفه في مفاوضاتها مع إسرائيل في حال تقرر معاودتها بغطاء دولي.

تهريب المحروقات

وعليه فإن مسألة ترسيم الحدود اللبنانية - السورية لم تُطرح بالتزامن مع الاستعداد لبدء المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية لترسيم الحدود البحرية والبرية بين البلدين برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، وإنما أعيد طرحها في ضوء تزايد تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا وكادت الكمية المهربة تتسبب في استنزاف الخزينة اللبنانية من خلال مصرف لبنان الذي يدرس رفع الدعم عن المشتقات النفطية لأن استمراره بات يخدم عمليات التهريب المنظمة بغياب القدرة على وقفها، وبعدم وجود غطاء من القوى السياسية الموجودة في البقاع الشمالي يُستخدم لردع المهربين الذين يجنون أرباحاً طائلة، لأن صفيحة البنزين المهربة إلى سوريا تباع بخمسة أضعاف سعرها المدعوم في لبنان. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن هناك جهات محلية بقاعية ترعى التهريب للالتفاف على «قانون قيصر»، وبالتالي لا مصلحة لدمشق في ترسيم الحدود أو في التعاون مع السلطات اللبنانية لوقف عمليات التهريب المنظمة باعتبار أن خطوط التهريب تشكل الرئة التي يتنفس منها النظام في سوريا. ويبقى السؤال كيف ستتصرف القوى السياسية، وعلى رأسها «حزب الله»، في حال تقرر رفع الدعم وأن يكون البديل في الوقت الحاضر إخضاع تزويد المناطق التي تستخدم لتهريب المحروقات إلى سوريا إلى تقنين مدروس يؤمن حاجتها للمشتقات النفطية؟ وما هي الدوافع التي تمنع الحزب من التدخل للإبقاء على هذا الدعم مراعاة منه لأوضاع الملايين من اللبنانيين الذين يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر وباتوا يعانون من ضائقة مالية ولا قدرة لهم على تحمّل المزيد من الأعباء لاسترضاء «محمية» دويلة المهربين الممتدة من جرود الهرمل إلى القصير السورية؟

 

هآرتس": مفاوضات لبنان وإسرائيل على مثال تركيا واليونان

سامي خليفة/المدن/07 تشرين الأول/2020

سيبدأ التفاوض في ظل الإعلان عن التوصل لاتفاق إطار بين لبنان وإسرائيل من أجل ترسيم الحدود البرية والبحرية، عبر اجتماعات وقنوات مستقلة، يقوم في إطاره الجانب الأميركي بالحديث مباشرةً مع كلٍّ من لبنان وإسرائيل، على سبيل الوساطة، بينما ترعى الأمم المتحدة هذا التفاوض. لكن، هل هذا يعني فعلاً وجود فرضية تَحول المفاوضات التي سيكون في صلبها جهة معنيّة بالدستور، وبإشراف خبراء في القانون الدّولي، إلى فتح المسار أمام التطبيع الكامل للعلاقات؟

تراجعات تكتيكية

تجيب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على هذا الموضوع، لا سيما أن الإعلان عن المفاوضات كان كفيلاً بتوجيه أصابع الاتهام إلى حزب الله، من الفريق المعارض له، وبعض مناصريه، باتهامه بالتطبيع مع إسرائيل، وأن معركته ليست مع العدو، إنما لتغيير هوية لبنان. وأنها خطوة في مسار التطبيع بعد أن كان الحزب رافضاً بشكلٍ قاطع الإعتراف بحدود لبنان مع إسرائيل. وبرأي الصحيفة، ما المفاوضات بين اليونان وتركيا وبين إسرائيل ولبنان إلا تراجعات تكتيكية وليست بداية لحلول سلمية. سَبق اتفاق لبنان وإسرائيل، وهما دولتان في حالة حرب من الناحية الفنية، توصل تركيا واليونان، اللتان بدتا على شفا الحرب رغم كونهما تنضويان تحت راية حلف الناتو، إلى اتفاقٍ مشابه على مفاوضات لحل نزاعاتهما الإقليمية. وهنا لا بد من طرح سؤال مهم: هل يمكن أن تكون هذه التطورات بالنسبة لشرق البحر الأبيض المتوسط بدايةً صغيرة لشيء إيجابي هائل؟ بَيد أن الإجابة على هذا السؤال ليست بالأمر اليسير، فلا أحد يدري ما يخطط له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو أمين عام حزب الله حسن نصر الله. لذلك تستبعد الصحيفة تفكير الرجلّين بالمعادلة التالية "الشروع بصفقة تتيح تطوير مورد طاقة ثمين واستغلاله لصالح الجميع".

أردوغان وسياسة القوة

أصبح الغاز في شرق البحر المتوسط أساس التعاون بين إسرائيل ومصر وقبرص عبر منتدى غاز شرق المتوسط. لكنه من ناحيةٍ أخرى، أضحى مصدراً للاحتكاك، ويرجع ذلك أساساً، وفق "هآرتس"، إلى اختيار تركيا سياسة عدوانية ليس للمطالبة بمساحات شاسعة من مياه شرق البحر الأبيض المتوسط كمنطقة اقتصادية خالصة لها وحسب، ولكن أيضاً عبر إرسال سفن حفر مصحوبةً بسفن حربية تدعمها. حتى أسابيع قليلة مضت، كان الجزء الأكبر من التحركات التركية يستهدف قبرص. ثم ما لبث أردوغان، بعد اتفاق اليونان ومصر على الحدود البحرية، في شهر آب المنصرم، أن حوّل انتباهه إلى اليونان. تبع ذلك إرسال تركيا سفينة المسح الزلزاليّ "أوروتش رئيس" إلى بحر إيجه. وإرسال الدولتان سفناً حربية إلى المنطقة وإجراء مناورات عسكرية. وعند تدخل الناتو، وافق أردوغان في منتصف أيلول المنصرم، على إعادة استدعاء السفينة إلى الوطن، ومن هناك اتفق البلدان على بدء المحادثات. ومع ذلك، فإن الخطاب العدواني لتركيا في التعامل مع المحادثات، كما تراه تل أبيب، لا يبدو وكأنه تكتيك تفاوضي، بل يحمل نوايا مبّيتة مفادها أن أنقرة لا تريد التفاوض على الإطلاق. وتعتبر الصحيفة أن سياسة أردوغان في شرق البحر المتوسط لا تتعلق بالغاز الطبيعي بقدر ما تتعلق بالقومية العدوانية وسياسات القوة. فلقد كانت عمليات الاستكشاف التي أجرتها تركيا في المناطق التي تطالب بها اليونان وقبرص كمناطق اقتصادية خالصة، مصحوبةً بخطاب حول "الوطن الأزرق" لتركيا، لإحياء الأمجاد العثمانية. وبالفعل أرسل أردوغان رسالة مماثلة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي عندما تحدث عن القدس قائلاً "هذه المدينة لنا".

بحثاً عن الخلاص

أما على الجانب اللبناني، فتؤكد الصحيفة أن المنطق نفسه ينطبق على موافقة لبنان على المحادثات مع إسرائيل. ففي ظل الفراغ الحكومي، يفتّش لبنان عن الأرباح الاقتصادية، لما لها من دورٍ في انتشاله من أزمته الخانقة، وإنعاشه وسداد ديونه، خصوصاً أن حلفاء الحزب، أي سوريا وإيران، يشهدان حالة يُرثى لها. من الناحية النظرية، سيعطي الاتفاق مع إسرائيل على المنطقة المتنازع عليها، وهي عبارة عن مثلث، تبلغ مساحته 860 كيلومتر مربع من المياه، واقع في شرق البحر الأبيض المتوسط، دفعةً للاقتصاد اللبناني ويساعده على سداد ديونه الهائلة. ونذكر في السياق، أنه خلال عام 2018، دعا لبنان إلى تقديم عروض لاستكشاف عدة بلوكات من مياهه البحرية للحصول على مصادر الطاقة. واشترت شركات "توتال" و"إني" و"نوفاتاك" حقوق استكشاف البلوك رقم 9، الذي يضم جزءاً من المنطقة المتنازع عليها. وتضيف الصحيفة أن استخراج الغاز بالنسبة للبنان، ليس بعيد المنال كما هو الحال بالنسبة لتركيا، وإذا كان الأمر متروكاً للتكنوقراط، الذين من المفترض أن يديروا البلد الصغير، فقد يتوصل الطرفان (لبنان وإسرائيل) إلى اتفاق. لكن الواقع يشير إلى معطيات مغايرة تماماً، إذ أظهر انهيار آخر حكومة تكنوقراط في لبنان، أن حزب الله هو الذي يدير البلاد بالفعل. وهكذا يمكن القول أن التنمية الاقتصادية على حساب أي شيء يشبه التطبيع مع إسرائيل، لا تجسد أولوية قصوى للحزب.

لبنان نحو الزوال؟

وبينما ترقد المبادرة الفرنسية في غرفة العناية الفائقة، فيما تتكثف الجهود لانقاذها من الموت، لا يختلف إثنان على أن الجميع يتهيب تداعيات سقوط المبادرة الفرنسية، خصوصاً أن كل التقارير تشير الى أن الأزمات ستبلغ مداها. وبهذا الخصوص، تحدث هيكو ويمين، مدير مشروع مجموعة الأزمات الدولية في العراق وسوريا ولبنان، مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، حول خطورة الوضع في لبنان، معتبراً أن بيروت تشهد "لعبة عالية المخاطر" اشتدت في الفترة التي سبقت الانتخابات الأميركية. وتابع شارحاً "عملية التفاوض والتوصل إلى صيغة سياسية صعبة للغاية، لأن هناك الكثير من الأشياء المجهولة. عندما يكون هناك الكثير من الأمور المجهولة وأنت تعلم أنه قد يكون هناك تغيير كبير على بعد أربعة أسابيع وحسب، فمن غير المرجح أن تتخذ خطوة وتتحمل المخاطر في هذه المرحلة". ولفت ويمين أن استخدام بومبيو للعصا تزامناً مع تلويح ماكرون بالجزرة، ساعد في دفع مفاوضات تشكيل الحكومة إلى طريقٍ مسدود. مضيفاً "إنها رسائل غامضة، وحزب الله لا يعرف حقاً ما تريده الولايات المتحدة، وإلى أي مدى هي على استعداد للذهاب في المواجهة". وحول احتمال وصول جو بايدن إلى سدة الرئاسة، قال ويمين "إذا فاز المرشح الديموقراطي جو بايدن. فلن يكون هناك تغيير كبير في السياسة الأميركية. إنهم (أي حزب الله) يعرفون ذلك جيداً. لكن بطريقة ما، ستتم إعادة خلط الأوراق إذا سارت الأمور على هذا النحو". وعَرض ويمين توقعاته عن لبنان مع اقتراب رفع الدعم عن السلع الأساسية بالقول "توقعاتي هي فترة جديدة من المشاكل المستعصية والاستقطاب. قد نشهد تدهوراً تدريجياً للدولة.. انزلاقاً تدريجياً إلى بلد به فسيفساء من مناطق تخضع للسيطرة ومناطق أخرى متفلتة، وهذا أمرٌ خطيرٌ للغاية".

 

الضربة القاضية: «كورونا» أم رفع الدعم؟

طوني عيسى/الجمهورية/07 تشرين الأول/2020

ليست هذه اللحظة للحل. الأمر واضح. فـ»حزب الله» لا يعتبر نفسه حزباً ينتهي على حدود لبنان الكبير. هو ينخرط في مواجهةٍ حدودها الشرق الأوسط. لذلك، لن يتسرَّع ويقدِّم التسوية إذا كانت محصورة بالداخل اللبناني. إنه لا يريد ذلك ولا يستطيع. وفي أي حال، إذا كان سيقدِّم التسوية فهو يريد الثمن، والقادر على دفع الثمن هو الأميركي لا الفرنسي. فلننتظر الأميركي إذاً. ولن تولَد الحكومة لا في قصر بعبدا ولا في الطائرة الرئاسية... «كما في السماء، كذلك على الأرض». فاقتضى الإيضاح. في انتظار جلاء الصورة الجديدة في البيت الأبيض، وانطلاق الرئيس في مهامه في كانون الثاني المقبل، سواء كان دونالد ترامب أو جو بايدن، سيكون ملف العلاقات الأميركية- الإيرانية في الثلاجة. وعلى الأرجح، سينتظر الإيرانيون شهراً كاملاً ليعرفوا نتائج الانتخابات. وبعد ذلك، سيرسمون خطة التعاطي في الأشهر التالية مع الولاية الجديدة.

الفرنسيون كانوا أدركوا، بحساباتهم، أنّ لبنان لن يتحمّل هذه الطاحونة الأميركية- الإيرانية. تدخّلوا لتسويق تسوية «لبنانية». استفادوا من الصدمة التي أحدثتها كارثة المرفأ ومن ذكرى مئوية «لبنانهم الكبير» وسماح الأميركيين بدورٍ لوسيط، فتدخّلوا. كانت لحظة مثالية ليحافظوا على لبنان ويثبِّتوا مشروعية مصالحهم فيه.

تحت الصدمة، حصل الرئيس إيمانويل ماكرون على وعدٍ بالتسهيل من «حزب الله». وفي المقابل، قدَّم له وعداً بتسهيل أموره في الداخل وتأمين حماية دولية أكبر له. ولكن، لا «الحزب» استطاع أن يحافظ على التزامه، ولا ماكرون استطاع حمايته من العقوبات الأميركية، فبقيت الأمور عند الصفر.

اليوم، ماكرون في حال غضب، والأرجح أنّه مستعدّ للقيام بأي شيء لخرق الجدار، ولكن، عبثاً: إذا أراد تقديم الإغراءات لـ»حزب الله» كي يتنازل، فسيصطدم بالرفض الأميركي. وعلى العكس، إذا قرَّر الضغط على «الحزب» ليتنازل بالقوة، فستبقى المفاعيل محدودة، لأنّه يفتقد إلى أدوات الضغط الكافية... إلّا إذا دخل شريكاً في العقوبات مع الأميركي. إذاً، هي فترة صعبة جداً في لبنان. في الحدّ الأدنى، هي مسألة 3 أشهر باقية من العام الجاري، وربما 3 أشهر آتية من العام المقبل، أي حتى تتبلور الصورة في البيت الأبيض، ومعها تحوّلات المواجهة الإيرانية- الأميركية.

مع ترامب أو مع بايدن، إذا تمّت الصفقة فلا يُفاجأ أحد بحصول مقايضات في لبنان. فـ»حزب الله» قد يدفع في مكان ويقبض في مكان آخر، لأنّ إيران أدرجته على طاولة مفاوضاتها ضمن أوراقها الخاصة. ولذلك، هو قد يحصد في السياسة ما قدَّمه في الأمن والعسكر. ولكن، يصعب التكهّن بما سيجري إذا قرّر الأميركيون والإيرانيون استمرار المواجهة، لأنّ ظروف الصفقة بينهم لم تنضج. في الدرجة الأولى، يجدر التذكير بأنّ إسرائيل ستكون عاملاً أساسياً في تحديد مسار هذا الملف، لأنّها تخوض المواجهة تحت عنوان: «لا مكان لإيران على حدودنا، ولن نكون في مرمى صواريخها الدقيقة». وهذا يؤثّر كثيراً في تحديد درجة الاستقرار التي يتمتع بها لبنان. وستكون المفاوضات الجارية أو المعلَّقة جزءاً من عوامل الاستقرار أيضاً. ولكن، ماذا سيفعل لبنان خلال أشهر الانتظار الثقيل، الـ3 أو 4 أو أكثر؟

هنا التحدّي. فلبنان لا يستطيع إطلاقاً أن ينتظر شهوراً أخرى، لا مالياً- اقتصادياً ولا سياسياً ولا اجتماعياً ولا أمنياً. وهو اليوم في حال انهيار، وسيدخل في حال أسوأ: الفراغ والفوضى الكاملة. ولذلك، هو يحتاج إلى «حقنة المخدّر» الفرنسية على الأقل للحدّ من الوجع في انتظار الحلول. ولكن، حتى هذه «الحقنة» تبدو مرفوضة. في هذه الحال، سيكون على لبنان أن يواجه مصيراً أسوأ مما توقعه أكثر المتشائمين. وفيما يبدو مستحيلاً أن ينطلق الحل المالي- الاقتصادي- النقدي في المدى المنظور، بسبب القطيعة مع صندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي والجهات المانحة، هناك أصواتُ صراخ بدأت تُسمَع، مع تلويح المصرف المركزي بوقفٍ للدعم، بدأ تدريجياً وسيصبح شاملاً قبل نهاية العام الجاري.

بالتفصيل، هناك مشكلة دواء على الطريق، ومشكلة محروقات على أبواب الشتاء. وهناك جنون أسعار للمواد الاستهلاكية الأكثر حيوية. والناس في قلق شديد، لأنّ الأسعار ستصبح مضاعفة مراراً بعد رفع الدعم، وستصبح الليرة في الحضيض.

وبعد توقف الدعم الذي أقرَّه المصرف المركزي، قبل أشهر، عبر الصرّافين للطلاب في الخارج، جرى اعتماد مبلغ 10 آلاف دولار سنوياً للمسجّلين في الأعوام الفائتة. ومع «تحليق» الدولار، سيكون مصير عشرات الآلاف من الطلاب الجدد في الخارج على كفّ عفريت. وحتى المشمولون بالدعم قد يخسرونه فجأة بعد شهرين أو ثلاثة. عند بلوغ هذه الحال، لن تكفي رواتب الناس حتى للحصول على الطعام والدواء (بعبارة أوضح: ما بقي من أناس ما زالوا يتقاضون رواتب). وسيكون الوجع كبيراً جداً والصراخ عالياً. وثمة من يعتقد، أنّ رفع الدعم سيكون القشّة التي تقصم ظهر البعير، أي الدولة وأركانها. وسيُضاف إلى صراخ أهالي ضحايا المرفأ الذين لا يثقون في أنّ هذا الطاقم سيتيح كشف الحقيقة وإحقاق العدالة. ولكن، هناك مَن يقول إنّ الضربة القاضية ستأتي من حيث لم يتوقع أحد: «الكورونا»، بعد انقلاب لبنان من النموذج القدوة إلى النموذج الأسوأ.

فمَن يتصوَّر، المرضى- الجائعين- المحبَطين- المنهوبة مدخراتهم- المحزونين بفقدان الأحبّة، مَن يتصوَّر هؤلاء وهم يتدفقون بالعشرات أو المئات على أبواب المستشفيات بحثاً عن سرير، فيما أركان الطاقم يتمتعون بكل الخيرات التي نهبوها ويتصارعون على الباقي... وعلى الآتي؟

هل ستكون انتفاضة 17 تشرين «الوردية» مجدداً، أم سيكون أمراً أكثر قساوةً على الجميع؟

 

لماذا يرهن "حزب الله" تأليف الحكومة بتطورات الإقليم؟/ليونة "الثنائي الشيعي" حيال ترسيم الحدود قد تؤجل العقوبات ولا تلغيها

وليد شقير/انديبندت عربية/06 تشرين الأول/2020 

يغلب التشاؤم في الأوساط السياسية اللبنانية على الآمال بإمكان الخروج من حال الجمود التي تسيطر على الوضع الحكومي، وسط اعتقاد غالبية هذه الأوساط بأن الظروف الإقليمية هي التي تتحكم بإنهاء الفراغ الحكومي.

ويستند الذين يعتقدون أن الحكومة الجديدة في لبنان لن ترى النور قبل حصول تطور ما على الصعيد الإقليمي يسهل ولادتها، إلى قراءات لما يحيط بلبنان من تطورات وأحداث تجعل اللاعبين الإقليميين غير مكترثين بهذا الاستحقاق، حتى لو أدى إلى مزيد من التدهور في الوضع المالي الاقتصادي، فالمسلّم به أن مفتاح وقف الانهيار المالي الكامل في لبنان ومفاعيله المعيشية المأساوية، هو الحصول على مساعدات مالية تسد مرحلياً النقص في العملة الصعبة التي تشارف على النفاذ في مصرف لبنان قبل نهاية العام، وأن المدخل لتلك المساعدات هو الإصلاحات العاجلة التي يحتاج إقرارها إلى حكومة جديدة لا تُخضع هذه الإصلاحات لبازارات الخلافات السياسية. وإذا كانت أولوية مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قيام هذه الحكومة بسرعة قد أخفقت، فإن اللاعب الرئيس الذي أفشلها، أي "حزب الله"، عينه على ما يحصل في الإقليم، ويطوع الوضع اللبناني استناداً إلى مجريات الصراع الأميركي – الإيراني، غير آبه بما سيؤول إليه المأزق الداخلي.

قبول الترسيم تعويضاً عن إفشال ماكرون؟

تقول إحدى القراءات للمعادلة الإقليمية، إن "حزب الله" رفض التنازل لمصلحة قيام حكومة لا يتمثل فيها، أسوة باستبعاد القوى السياسية كافة، لأنه يرفض استضعافه نتيجة ما يحصل في محيط لبنان من ضغوط على إيران، فيبقي الوضع الحكومي معلقاً إلى حين وضوح الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولهذا تم ربط الداخل اللبناني بحسابات إيران التي تنتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية لمعرفة الوجهة التي سيسلكها رسم خريطة المنطقة. والأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله، في خطابه في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، مع تسخيفه التحليلات التي تربط موقفه من الحكومة والمبادرة الفرنسية بعناوين خارجية، استثنى عامل ترقب هذه الانتخابات، مما وصفه "الكلام الفارغ" عن حسابات طهران الخارجية التي تؤثر في قرار الحزب الداخلي.

ليونة حيال ضغط العقوبات

وهناك قراءة ثانية غير بعيدة من الأولى، لدى بعض خصوم الحزب، تدعو إلى فهم خلفيات تعليق إيران تأليف الحكومة الجديدة، إذا لم يكن للحزب الأرجحية فيها، انطلاقاً من الإعلان عن قرب التفاوض على ترسيم الحدود البحرية والبرية، الذي أعلن حليف الحزب الأساسي رئيس البرلمان نبيه بري عن "اتفاق الإطار" في شأنه. ويعتقد هؤلاء أن الحزب بدلاً من أن يقدم التنازل لماكرون، قرر اعتماد الليونة مع الجانب الأميركي بالموافقة على الترسيم مع تنازلات في شكل التفاوض، إذ لم يرد مثلاً ما كان أصر عليه "الثنائي الشيعي" عن تلازم مساري التفاوض على الحدود البرية والبحرية، في الاتفاق. وفي اعتقاد أصحاب هذه القراءة أن "الثنائي" قبل بما كان معروضاً عليه في المداولات مع مساعد وزير الخارجية الأميركية للشرق الأدنى ديفيد شينكر، ومن سبقه من المسؤولين الأميركيين، بعد صدور العقوبات على معاون بري وزير المال السابق علي حسن خليل، ووزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس (تيار المردة) الحليف للحزب، لأن الاتفاق كان على الطاولة منذ زمن، ولم يقبل به "الثنائي إلا حين أدرك الرسالة، ووافق على بدء مفاوضات الترسيم. ويضيف هؤلاء تفسيراً آخر لليونة الحزب، وهو انفجار مستودع الذخيرة التابع له في بلدة عين قانا الجنوبية، الواقع شمال نهر الليطاني خارج منطقة عمليات "يونيفيل" في 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، ملمحين إلى أنه مفتعل وشبيه بالانفجارات التي تتعرض لها إيران.

التوسع التركي يأخذ من نفوذ إيران

ولا تقف هذه القراءة عند الإشارة إلى أن إطلاق مفاوضات الترسيم هي تعويض عن التنازل في الحكومة، لأنها تجنب حلفاء الحزب مزيداً من العقوبات، بل تعتقد أن تقاطعاً ظرفياً حصل بين طهران وواشنطن لنسف مبادرة ماكرون، بل تعتبر أنه يجب عدم الاستهانة بعامل آخر هو التقدم الذي أحرزه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كسب أدوار إقليمية بالتعاون مع واشنطن، توجّب على طهران التحسب لها. فبالرغم من أن فرنسا حققت اندفاعة دبلوماسية وعسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط من أجل الحد من النفوذ التركي، فإن القوة الإقليمية التركية يتعاظم دورها، وسجلت نقاطاً على باريس في ليبيا، وحتى على روسيا، فيما برهنت واشنطن عن نفوذها الإقليمي بسحب تركيا من قبالة شواطئ اليونان وقبرص، وفشل التعاون الروسي - الإيراني في سوريا في تحجيم الدور التركي في شمال بلاد الشام وفي إدلب، التي شهدت قبل أيام قصفاً تركياً لميليشيات موالية للجانب الإيراني، وتعاوناً أميركياً – تركياً، هذا فضلاً عن الحديث عن إمكان حصول مفاوضات غير مباشرة بين النظام السوري و إسرائيل التي تواصل قصفها مناطق تجمع القوى العسكرية الموالية لطهران في المناطق السورية كلها.

تفاوض لبنان وإسرائيل على الحدود يتأرجح بين خطي هوف والسنيورة

يضيف أصحاب وجهة النظر هذه أن أنقرة أخذت تستخدم الأسلوب نفسه الذي تعتمده طهران، فتأتي بالمقاتلين السوريين الحلفاء لها إلى ليبيا ثم إلى ناغورنو قره باغ في الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، وتنحاز إلى الأخيرة في مواجهة حليف طهران الأرمني، مثلما استقدم الحرس الثوري الإيراني ميليشيات "فاطميون" و"زينبيون" و"عصائب أهل الحق" و"حزب الله" إلى سوريا واليمن، في مواجهة نفوذ أميركا ودول الخليج، كما أن أردوغان وسّع تدخلاته في العراق، في مقابل الضغوط على الدور الإيراني فيه.

ويشير هؤلاء إلى أنه في وقت تختبر إسرائيل أسلحتها الدقيقة عبر أذربيجان، فلا بد لإيران أن ترصد مفاعيل توسع الدور التركي المدعوم أميركياً، لا في شرق المتوسط وسوريا وحسب، بل في منطقة آسيا الوسطى والدول المحاذية لها أيضاً، وفي أفغانستان وباكستان، وتأثيره في موقف الإسلام السني في هذه الدول، وبالتالي في لبنان، مع ملاحظة أن الدول العربية المعنية هي الأقل تأثيراً في ما يدور من صراع على النفوذ بين أنقرة وطهران. ويخلص الذين يراقبون دينامية الأحداث الإقليمية إلى أن الدول المعنية كلها تتعامل مع مسألة تأليف حكومة في لبنان، وتداعيات استمرار الفراغ فيه، على أنه آخر همها.

ليونة وتشدد في لبنان

في المقابل، هناك قراءة ثالثة ترى في ما يحصل في الإقليم بأنه يوجه اهتمام "حزب الله" ومن ورائه طهران، نحو لعبة الأمم قياساً إلى الوضع اللبناني الداخلي، ويحمله على أن يتشدد في موضوع الحكومة، لكنه في الوقت نفسه يستفيد من أخطاء الآخرين على الصعيد اللبناني، ومن سوء تقدير للموقف في إدارة المبادرة الفرنسية، بحيث تمكّن من إحباطها، من دون أن يقلق من انعكاسات ذلك على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، لاعتقاد قيادته بأنه أقل المتضررين من الانهيار الآتي.

ويلفت أصحاب هذه القراءة إلى أنه بالرغم من الليونة التي أبداها "الثنائي الشيعي" في الإقبال على التفاوض على الحدود، فإن سبب تأخير إعلان انطلاقتها لم يكن متوقفاً عليه وحده، بل إن الجانب الإسرائيلي كان هو الآخر ينتظر منذ إنجاز مسودة "اتفاق الإطار" اكتمال عناصر اتفاق التطبيع مع الإمارات والبحرين، ليأتي التفاوض على الحدود مع لبنان كخطوة مكملة بالنسبة إليه. وفي كل الأحوال، فإن انطلاق التفاوض على الحدود لا يلغي إبقاء العقوبات الأميركية سيفاً مصلتاً على حلفائه اللبنانيين، خصوصاً أن الاتفاق على المساحة المتنازع عليها في البحر بين لبنان وإسرائيل قد يأخذ وقتاً، ويمتد إلى ما بعد هذه الانتخبات، ما يعني أن كل فريق سيعمل على إبقاء أوراقه في يده حتى النهاية غير المحددة التاريخ.

رد عسكري في العراق على الضغوط 

ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن طهران ترد على الضغوط التي تتعرض لها في العراق بقصف مركّز على القواعد الأميركية، وتسعى لاستعادة المبادرة في بلاد الرافدين، بعدما كانت أجبرت في الأشهر الماضية على القبول برئاسة مصطفى الكاظمي لرئاسة الحكومة، بحيث تواصل قبل حلول الانتخابات الرئاسية الأميركية، الضرب على وتر الانسحاب الأميركي من العراق، عبر العمليات التي باتت تستهدف حتى الوجود الأميركي في أربيل الكردية. كما أن اهتمام الجانب الإيراني في انتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية لا يعني أن الأمور بعدها ستتغير، إذ إن الضغط الأميركي على الحزب في لبنان لن يتوقف، فيجعله متشدداً أكثر في تأليف الحكومة، وحتى في مفاوضات الترسيم.

 

الترسيم: تتويج لانتصارات الحزب على لبنان

خيرالله خيرالله /أساس ميديا/الخميس 08 تشرين الأول 2020

طغى إعلان الرئيس نبيه برّي عن اتفاق على إطار للمفاوضات بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود بين البلدين على كلّ ما عداه من أحداث في لبنان... لبنان الغارق في أزمة وجودية وكميّة لا بأس بها من المشاكل المتنوّعة.

بين المشاكل، التي غيّبها الاتفاق على إطار للتفاوض مع إسرائيل، مشكلة اعتراض "حزب الله" على المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي. فجأة، لم يعد هناك من يعترض على دعوة البطريرك الراعي إلى "حياد لبنان"، علما أنّ هذه الدعوة في أهمّية ترسيم الحدود البرّية والبحرية مع إسرائيل، إن لم تكن أهمّ منها. هذا عائد لسبب في غاية البساطة. هو أنّ "حياد لبنان"، الذي سمّاه البطريرك "الحياد الناشط"، وضع أسساً كان يمكن أن تكون افضل تمهيد لعملية ترسيم الحدود التي هي عملية في مصلحة لبنان... هذا إذا كان لا يزال ممكناً الحديث عن بلد بدل الحديث عن "ساحة" تستغلها إيران من أجل صفقة من نوع ما مع الإدارة الأميركية. لم يقتصر التغييب للمشاكل على كلام البطريرك الماروني. بات واضحاً أن لا وجود لمن هو مستعجل على تشكيل حكومة جديدة. وحده الرئيس برّي تنبّه إلى هذه الناحية ودعا مباشرة بعد إعلانه عن الاتفاق في شأن إطار المفاوضات إلى المسارعة في تشكيل حكومة. يعرف رئيس مجلس النوّاب الذي ما كان ليقدم على ما أقدم عليه لولا الغطاء الذي وفّره "حزب الله"، أي إيران، أن لا مفرّ من حكومة استناداً إلى مواصفات رسمها الرئيس إيمانويل ماكرون، وهي مواصفات لم تعجب "حزب الله" الذي تولّى الانتهاء من تجربة مصطفى أديب ومن المبادرة الفرنسية في الوقت ذاته.

لا شكّ أنّ "حزب الله" حقّق الكثير قبل أن يفتح الأبواب على مصراعيها أمام التفاوض مع إسرائيل مع ما يعنيه ذلك من بلوغه الطريق المسدود سياسياً في غياب تغطية سنّية له، يبدو حاليا في صدد البحث عنها

يفرض الحاجة إلى حكومة جديدة وجود سياسي في الوفد اللبناني المفاوض. سيكون هناك وزير إسرائيلي، ومساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر. من هذا المنطلق، لا يمكن أن يكون الغطاء السياسي غائباً عن الوفد اللبناني. سيعني ذلك غياب الجدّية اللبنانية، وإنّ الهدف من الإعلان عن الاتفاق على إطار للمفاوضات يتمثّل في كسب الوقت ليس إلّا.

يحاول "حزب الله" تبرير الدخول في مفاوضات مع إسرائيل في شأن ترسيم الحدود. كلّ ما يصدر عنه من كلام لا يلغي الضرر الذي خلفه تمسّك الحزب، ومن خلفه إيران، بعمل كلّ ما يمكن عمله من أجل القضاء على لبنان. توّجت الجهود التي بذلها الحزب الحاقد على بيروت وعلى كلّ من بنى حجراً في المدينة مثل رفيق الحريري، بتدمير النظام المصرفي اللبناني الذي يشكّل العمود الفقري للاقتصاد اللبناني. فعل ذلك بموازاة الاستيلاء على مؤسسات الدولة، خصوصاً بعدما فرض مرشّحه رئيساً للجمهورية. ما هو لافت حالياً هذا التهميش لرئيس الجمهورية. في "عهد حزب الله"، لم يعد هناك وزن للرأي المسيحي في قضية في حجم الدخول في مفاوضات مع إسرائيل. بعد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وبعد وصول "حزب الله" إلى الاستحواذ على أكثرية في مجلس النواب إثر فرضه قانوناً عجيباً غريباً صمّم على قياسه، ذهب "حزب الله" إلى أبعد من ذلك. فرض السنّي حسان دياب، الذي يمثّل نفسه بالكاد، رئيساً لمجلس الوزراء. وضعه على رأس حكومة حصرت مهمّتها في الإشراف على إفلاس البلد. لا شكّ أنّ "حزب الله" حقّق الكثير قبل أن يفتح الأبواب على مصراعيها أمام التفاوض مع إسرائيل مع ما يعنيه ذلك من بلوغه الطريق المسدود سياسياً في غياب تغطية سنّية له، يبدو حاليا في صدد البحث عنها. جاءت المفاوضات المرتقبة مع إسرائيل تتويجاً لسلسلة انتصارات تحقّقت على لبنان واللبنانيين. بالنسبة إلى ايران التي ترعى الحزب، المهمّ هو الانتصار على لبنان، وليس على إسرائيل. الانتصار على لبنان واللبنانيين يغني عن الانتصار على إسرائيل. هذا ما تؤكّده الوقائع بدءاً باحتفاظ الحزب بسلاحه بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في أيّار – مايو من العام 2000، وصولاً إلى فرض رئيس معيّن للجمهورية على اللبنانيين، مروراً في طبيعة الحال باغتيال رفيق الحريري، أي اغتيال بيروت، ثم حرب صيف 2006،  وغزوتي بيروت والجبل في أيّار – مايو 2008. تحدّث نتانياهو عن منطقة الجناح القريبة من بيروت التي تمثّل أهمّية كبيرة للعائلات البورجوازية الشيعية الميسورة التي جمعت معظم ثرواتها بعرق الجبين في أفريقيا وغير أفريقيا

كلّ هذه الانتصارات على لبنان واللبنانيين لا تغني عن طرح سلسلة من الأسئلة التي تختزل بسؤال واحد: لماذا القرار الإيراني بالسماح للبنان بالتفاوض مع إسرائيل اتخذ الآن؟

لا وجود لأجوبة محدّدة عن هذا السؤال، لكنّ اللافت أنّ ايران بدأت تشعر بأنّ العقوبات الأميركية التي أنهكت اقتصادها لن ترفع غداً، حتّى لو انتصر جو بايدن على دونالد ترامب. مشكلة إيران مع الكونغرس، بمجلسيه، المتعاطف إلى أبعد حدود مع إسرائيل. تبدو إيران مضطرة منذ الآن إلى تقديم أوراق اعتمادها إلى أيّ إدارة أميركية، وذلك بغضّ النظر عمّن سيفوز في انتخابات الثالث من تشرين الثاني – نوفمبر المقبل.

أمّا بالنسبة إلى "حزب الله" نفسه، فيبدو أنّه بدأ يطرح أسئلة تتعلّق بتفجير ميناء بيروت والتفجيرات الغامضة في إيران التي سبقت تفجير بيروت. ترافق ذلك كلّه مع تفجير وقع في عين قانا في جنوب لبنان، وتهديدات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وحدّد فيها أماكن معيّنة يقول إنّ "حزب الله" يخزّن فيها أسلحة ومتفجّرات. من بين هذه الأماكن، تحدّث نتانياهو عن منطقة الجناح القريبة من بيروت التي تمثّل أهمّية كبيرة للعائلات البورجوازية الشيعية الميسورة التي جمعت معظم ثرواتها بعرق الجبين في أفريقيا وغير أفريقيا.

ليست المفاوضات مع إسرائيل سوى الطريق الأقصر للمحافظة على المكاسب التي حقّقها "حزب الله" في لبنان. سيسعى الحزب إلى المحافظة على هذه المكاسب حتّى لو كانت على حساب لبنان واللبنانيين نظراً إلى أنّها تعني قبل أيّ شيء آخر خدمة إيران في استراتجيتها الجديدة القائمة على فتح صفحة جديدة مع أميركا من أجل التخلّص من سيف العقوبات يوماً.

 

"المركزي"... 151 سؤالاً عن التدقيق الجنائي رفض الإجابة عليها!

غادة حلاوي/نداء الوطن/6 تشرين الأول 2020

كل جهة تستظل بقانون يحميها من المسؤولية فتبقى عصية على المحاسبة

مرة جديدة يجد وزير المالية غازي وزني نفسه محرجاً ما بين دوره الوزاري وبين العلاقة مع المصارف والمصرف المركزي تحديداً. أمس الأول استقبل وزني وفداً من شركة Alvarez& Marsal التي وقعت معها الوزارة عقد تلزيم إجراء التدقيق الجنائي والمحاسبي والمالي في حسابات مصرف لبنان. أرسلت الشركة ما يقارب 150 سؤالاً عبر وزراة المالية الى مصرف لبنان تتمحور حول امور متصلة بحسابات مصرف لبنان وموجوداته وأخرى عن المصارف، وكل ما يتعلق بالموجودات والهندسات المالية. واعطي مصرف لبنان مهلة للرد قبل أن يرسل أخيراً كتاباً مفصلاً ضمنه تحفظاته القانونية على توقيع وزارة المالية للعقد مع الشركة المذكورة ورفضه تسليم المعلومات، إستناداً الى قانون النقد والتسليف، لا سيما لناحية المادة 151 منه والتي تفرض على "كل شخص ينتمي او كان إنتمى الى المصرف المركزي بأية صفة كانت، ان يكتم السر المنشأ بقانون 3 ايلول سنة 1956". ردّ أحرج وزير المالية الذي يسعى الى تليين موقف سلامة من دون جدوى. لم يخالف سلامة القانون برده ولكن ثمة من يعتبر ان الارادة متى توافرت فبإمكان مجلس النواب أن يلتئم ويخرج كل ما هو خاضع للتدقيق المحاسبي عن نطاق السرية. ويرى أن حاكم المركزي يمارس ما يوازي الدفوع الشكلية كي يهرب ويربح المزيد من الوقت بانتظار ايام افضل.

في الوقت المستقطع من دون حكومة ولا رقابة، تبرز أرقام ووقائع مالية مخيفة، فيما يتلهى المسؤولون بجنس الملائكة. وفي ظل الغمامة السوداء المظللة، ثمة من يتعمد تضييع الناس عن الحقائق. من خطأ الأرقام دخلنا في المقاربات ثم الى حماية قانون النقد والتسليف والصلاحيات. كل جهة تستظل بقانون يحميها من المسؤولية فتبقى عصية على المحاسبة الا المواطن الفقير الذي مارسوا السرية المصرفية عليه، فما عاد يعرف اين وكيف ضاع جنى العمر. مضت سبعة أشهر من دون أي خطوة مفيدة على صعيد المعالجات المالية او التدقيق المالي والجنائي رغم زيادة المخاطر بشكل مرعب. بناء على ارقام الملمين بالواقع المالي فقد إرتفعت الموجودات التي يسميها مصرف لبنان موجودات اخرى والتي يغطي فيها خسارته، من 18 الف مليار ليرة في نهاية العام 2018 الى 37 الف مليار في نهاية 2019 الى 66 الف مليار نهاية ايلول 2020 . فأين ذهبت كل هذه المبالغ وهل هي موجودات حقيقية؟

في المقابل تراجعت موجودات مصرف لبنان الخارجية بشكل مرعب اي من 49 الف مليار بنهاية 2018 الى 44 الف مليار ونصف المليار ليرة في نهاية 2019 الى 30.4 بنهاية أيلول 2020 اي 20.3 مليار دولار يضاف الى هذا المبلغ ما يقارب 700 مليون "foreign ponds " اشتراها مصرف لبنان فأصبح المبلغ 21 بما فيه القروض بالعملات الاجنبية للمصارف العاملة في لبنان. ويقول الحاكم في محضر جلسة اللقاء الشهري بين حاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة وجمعية المصارف ان المصارف دفعت له مليارين من اصل 8 مليارات. يقرض مصرف لبنان المصارف بالعملة الاجنبية من موجوداته في الخارج وتسدد دينها من موجوداتها لديه اي بـ"اللولرة" واذا حذفنا 6 مليارات من 21 يبقى الصافي لديه 15 مليار دولار.

يؤكد هؤلاء ان قانون النقد والتسليف لا يتحدث عن احتياطي الزامي على الدولار ولا بودائع الزامية على الدولار، ولكن باتفاق ضمني حصل بين الحاكم وبين رئيس الحكومة عام 1993 فرض على المصارف ودائع الزامية بالدولار في مصرف لبنان وهذه لم تكن معتمدة من قبل لان قانون النقد والتسليف يتحدث عن احتياطي الزامي على الودائع بالعملات اللبنانية فقط لا غير. وكانت هذه اول "بدعة"، والثانية الاستدانة بالدولار للدولة، والثالثة ان المصرف المركزي بات يعطي الدولة اللبنانية بالعملة الوطنية ويأخذ منها الدولار عبر سندات يوروبوند اي ان الدولة استدانت له الدولارات وليس العكس .

هناك اليوم شخص واحد يدير هذه الباخرة التائهة في البحار وهو "سبب اساسي في المشكل"، ومن هنا اهمية وجود حكومة مدركة للواقع اللبناني وان يعاد بناء القطاع المصرفي مع تحفيز عودة بعض المصارف الاجنبية. في الجمهورية الاولى (1943-1975) كان في لبنان اكثر من عشرين مصرفاً اجنبياً وفي الجمهورية الثانية (1990-2020) انسحبت كل المصارف.

تراكمت الديون كما الهدر وبتنا "نأكل من اللحم الحي" والأخطر ان موجودات مصرف لبنان تراجعت بالعملات الاجنبية 11 ملياراً خلال 9 اشهر من السنة في وقت لم يعرف بعد المبلغ الذي صرفه المركزي على الدعم والذي يقال انه لم يتجاوز 3 مليارات ونصف المليار، بالمقابل تمت طباعة نحو 25 الف مليار ليرة من العملة الوطنية اي قرابة 17 مليار دولار والحبل على الجرار.

 

جنبلاط في الوسط المهاجم الوقت ليس لتسجيل الأهداف

ألان سركيس/نداء الوطن/6 تشرين الأول 2020

يقف رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط منتظراً هذه المرة أن تنتهي فترة الإنتظار التي حددها "محور الممانعة" حتى موعد الإنتخابات الأميركية وليس أن تمرّ "جثة عدوه" على ضفة النهر.

عاد جنبلاط من زيارته الأخيرة إلى باريس وهو يدرك أن تغيراً ما قد يرسم على صعيد المنطقة، فالملف اللبناني خرج من إطاره المحلي وأصبح أزمة دولية يقود مهمّة حلحلتها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كذلك فإن ملف التطبيع بين الخليج وإسرائيل يسير على قدم وساق. أما المفاجأة فقد أتت من جنوب لبنان بعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري وبتكليف من "حزب الله" الإتفاق مع إسرائيل على ترسيم الحدود، وهذا الأمر إستفزّ جنبلاط الذي إستعمل وسيلة تعبيره الأفضل وهي التغريد عبر "تويتر" منتقداً ما حصل وقائلاً: بعد أن أجهضت قوى الممانعة المسعى الفرنسي وبمساعدة القوى الإنتظارية وبتناغم غريب بين الخليج وأميركا وإيران، ها هي تحاور عبر الحدود البحرية، هنا مسموح التفاوض وهناك ممنوع وفي هذه الأثناء لا خطة لمواجهة كورونا مع هجرة كثيفة للممرضات والاطباء، فهل كورونا من أسلحة الممانعة السرية؟". يعدّ زعيم "الإشتراكي" لحظات الإنتظار الصعبة، وهو يدرك أن اللعبة خرجت من أيدي اللبنانيين وباتت في عهدة المجتمع الدولي، وأي فريق داخلي ليس قادراً على التواجد الى طاولة المفاوضات، في حين أن "حزب الله" حليف إيران يتحدّث مع الخارج عموماً ومع واشنطن خصوصاً من موقع القابض على قرار الدولة والقوة العسكرية التي تقاتل في ساحات المنطقة وليس من منطلق أنه حزب لبناني، وبالتالي فان جنبلاط يفتقد إلى حليفه الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي لو لم يستشهد لكان حجز للبنان الدولة مكاناً على طاولة المفاوضات. وأمام كل هذه الوقائع والأحداث، فان الحزب "التقدمي الإشتراكي" لا يزال على موقفه، وهو يعتبر أن أي حكومة سياسية، حتى لو برئاسة الرئيس سعد الحريري ويكون لـ"حزب الله" والعهد و"التيار الوطني الحرّ" الوجود الأقوى فيها، ستؤدي حكماً إلى تجدد الأزمة ولن تحصل على الدعم الدولي اللازم.

ويدعو "الإشتراكي" إلى تسريع الدعوة إلى الإستشارات النيابية الملزمة لإختيار رئيس حكومة مكلّف، مع علمه أن الحل السياسي مرتبط بالإنتخابات الرئاسية الأميركية، لذلك سيمعن "حزب الله" مع حلفائه في المماطلة إلى تشرين الثاني، ومن الآن وحتى ذاك التوقيت ستشهد الساحة اللبنانية مزيداً من الإنهيارات الإقتصادية وسط التخوف من أن يتوتر الوضع الأمني وتدخل البلاد مرحلة الفوضى على الصعد كافة. يرى جنبلاط في المبادرة الفرنسية فرصة للإنقاذ وعدم إنهيار الوضع، ولذلك يجب إبقاؤها على قيد الحياة وإلا فان موتها سيعني دخول البلاد في المجهول، من هنا يُصرّ "الإشتراكي" على عدم ربط لبنان بالإنتخابات الأميركية والعودة فوراً إلى روحية مبادرة ماكرون، لأنه حسب التجارب السابقة فان الفرنسي لديه مصالح لكنه لا يبيع ويشتري كما الأميركيين. لا شكّ أن جنبلاط لم يعد بالقوة نفسها مثل فترة ما بعد الحرب أو بعد نشوء تحالف "14 آذار" أو "بيضة قبان"، لكن لا يمكن لأحد أن يضعه على الهامش او التعامل معه كأنه قوة غير موجودة، وبالتالي فان زعيم المختارة لا يملك أي مبادرة وهو في موقع الوسط وليس مع تسجيل الأهداف بين قوى الداخل، لكنه لا يريد أن يتفرج على البلد وهو ينهار، لذلك فانه منفتح على كل مبادرة حل ممكنة.

 

"التيار" يستعدّ لـ"13 تشرين"... و"القوات" تتجنّب أي احتكاك

ماجدة عازار/نداء الوطن/6 تشرين الأول 2020

أول استحقاق داخلي أمام رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل، بعد أن يُنهي فترة حجره الصحّي في منزله، سيكون ذكرى 13 تشرين التي يستعدّ "التيار" لإحيائها هذا العام، على نحو مختلف عن العام المنصرم. ويبقى السؤال: هل ستتضمن المناسبة مواقف نارية على غرار العام الفائت، حين فاجأ باسيل الجميع من ساحة الحدت، بلدة "الألف شهيد"، بقوله إنه يريد الذهاب إلى سوريا "كي يعود الشعب السوري إلى سوريا كما عاد جيشها"، وحين تحدّث عن "13 تشرين اقتصادي"، وحين طالب الرئيس ميشال عون بأن يضرب على الطاولة في حال شعر أنه لم يعد بإمكانه التحمّل، وأعلن الإستعداد لقلب الطاولة قائلاً: "نحنا منطلع على ساحة قصر الشعب أحسن ما نكون جالسين على أحد كراسيه، وأنت بترجع تتصرّف متل العماد عون يمكن أحسن من الرئيس عون". الجواب حتماً ملك باسيل، ولئن اختلف المشهد السياسي اليوم عن الأمس، بعدما اهتزّت "وثيقة مار مخايل" وانهار "تفاهم معراب"، ودُفنت مقولة "أوعا خيك" على أعتاب ميرنا الشالوحي. وفي معلومات "نداء الوطن" أنّ "التيار الوطني الحر" سيحيي ذكرى 13 تشرين هذا العام عبر سلسلة نشاطات تتوزّع بين ندوة حوارية يديرها قطاع الشباب في "التيار" تحيّة لـ"شهداء 13 تشرين" الذين ستُعرض صورهم، بحضور بعض من عاصروا تلك المرحلة، وستتخلّل الندوة مسيرة شموع ستجري يوم الاثنين المقبل في 12 الجاري، يليها قداس في المعهد الانطوني في بعبدا يوم 13 تشرين بحضور عدد من كوادر "التيار"، علماً انّ الدعوات ستكون محدّدة وغير مفتوحة نظراً الى الظروف الراهنة. وسيلي القداس وضع أكاليل على كلّ الجبهات التي شهدت معارك في تلك الفترة وسقط فيها عدد من الشهداء.

يترافق ذلك مع حملة إعلامية ومحطّات وجدانية في بعضها حول معاني ذكرى 13 تشرين، وسياسية في بعضها الآخر تتمحور حول الحملة التي تعرّض لها "التيار" والرئيس عون وأدّت الى نفيه والحؤول دون تحقيق مشروع لبنان الحرّ، علماً أنّ بتّ كافة التفاصيل والنشاطات المتعلقة بالمناسبة يبقى رهن تطورات الوضع الصحّي في البلاد وما تستوجبه جائحة "كورونا" من موجبات اقفال وإغلاق تبعاً لمستجداتها.

"التيار" يعتبر وِفق مصادره أنّ "الحملات ما زالت تلاحقه وتلاحق العماد عون منذ العام تسعين، ولم تتوقف"، ويشعر اليوم بأنّه "يعيش 13 تشرين حقيقياً ولا يُحيي فقط ذكرى 13 تشرين، فبين 13 تشرين 1990 و13 تشرين 2020 الحرب نفسها تتكرّر في وجه من يريد بناء دولة سيّدة قويّة حرّة مستقلّة قادرة، والممارسات نفسها تتكرّر لمنع تحقيق مشروع حماية هذه الدولة وتقوية مناعتها وتثبيت ركائز قوتها، وللحؤول دون تنفيذ الإصلاحات المنشودة ومكافحة الفساد". ويرفض العونيون مقولة إنّ الحملة التي يتعرّض لها "التيار" قد أضعفته، "فلا شيء يمكن إضعاف "التيار" مهما اشتدّت عليه الحملات، لأنه يقوى بشعب يقف خلفه ويؤمن بمبادئ "التيار" وبمشروع الرئيس عون، واذا وُجِد من تحمّس وانضمّ الى "التيار"، ثمّ شعر في وقت الأزمات بأنّه لا يريد مواصلة المسيرة لسبب ما، فـ"التيار" يعتبر أنّه طهّر نفسه من هؤلاء، علماً انّهم قلّة جداً، و"التيار" قوي لأن نواته صلبة، والمؤمنون بمشروعه مستمرون في مواصلة المسيرة. كذلك فإن "التيار" لا يضعف لانه بُني على مشروع وقضية، وإدارته قوية ومتماسكة، ولو لم تكن كذلك لما كان عرضة للهجوم الى هذا الحدّ، لا بل كان الجميع تعامل معه كأي حزب او تيّار آخر، وحضور "التيار" الدائم يؤكّد انّه قوي وموجود ولو لم يكن رئيسه قوياً لما كان عرضة لهجوم دائم".

"القوات": لتجنّب اي احتكاك

في غضون ذلك، عمّمت "القوات اللبنانية" وفق معلومات "نداء الوطن"، على مناصريها تجنّب اي احتكاك مع"التيار الوطني الحرّ" في هذه المناسبة وفي أي مناسبة أخرى، انطلاقاً من أنّه من حقّ أي طرف أن يُحيي مناسباته بالطرق التي يراها مناسبة، خصوصاً وأنّ هناك من يريد استدراج "القوات" أو الطرفين الى مواجهة بينهما لأسباب معلومة مجهولة، فيما "القوات" لا تريد أي اشتباك من هذا النوع، وتعتبر أنّ لكلّ طرف الحقّ بالتعبير عن مواقفه السياسية ضمن سقف الحقّ في الإختلاف.

 

إنهيار محور الممانعة

طوني أبي نجم/نداء الوطن/6 تشرين الأول 2020

ليست مصادفة أن تخضع إيران و"حزب الله" للشروط الأميركية فيُسمح للبنان أن يذهب إلى مفاوضات الترسيم مع إسرائيل قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، في حين كانت إيران وحزبها في لبنان أجهضا المبادرة الفرنسية قبل أسبوعين. وليست مصادفة بالتوازي تواتر الإشارات من النظام السوري عن إمكان عقد سلام مع إسرائيل بالتزامن مع معلومات عن مفاوضات سرية بين دمشق وتل أبيب. كل ما سبق يدخل في سياق تراكم الإشارات على انهيار محور الممانعة في ظل معطيات انهيار الاقتصاد الإيراني بالكامل، بعد اعتراف الرئيس حسن روحاني بأن بلاده خسرت ما لا يقل عن 150 مليار دولار نتيجة العقوبات الأميركية، وفي ظل نجاح الخطة الأميركية للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وذلك بعدما نجحت إيران في استعداء كل الدول العربية ودفعها لتفضيل "العدو الإسرائيلي" على "الشيطان الإيراني" الذي يسعى إلى احتلال العواصم العربية وتخريبها تحت عنوان "تصدير الثورة".

هكذا، وبعدما توهّمت إيران أن حدودها وصلت إلى ضفاف المتوسط وجدت إسرائيل في قلب الخليج، وبعدما توهّمت إيران و"حزب الله" أنهما أقاما ما أسمياه "توازن الرعب" مع إسرائيل، تبيّن أن إيران تتعرّض لأقسى الضربات من اغتيال قاسم سليماني مروراً بكل الضربات الإسرائيلية على مواقعها في سوريا وليس انتهاء بالضربات والانفجارات "الغامضة" في قلب إيران ومواقعها الحيوية، كما تبيّن أن "حزب الله" بات عاجزاً عن القيام بأي ردّ فعل على الاستهدافات الإسرائيلية. فإذا حاول "الحزب" بشكل مفاجئ تبرئة إسرائيل من جريمة تفجير مرفأ بيروت، فإنه تهرّب من أي تفسير مقتنع لحادثة تفجير عين قانا، لا بل ولجأ إلى مسرحية هزلية بالرد على ما أدلى به بنيامين نتنياهو في ما يتعلق بالمنشأة في منطقة الجناح في بيروت، ونظّم جولة للإعلاميين في الليلة نفسها كادت تورّطه أكثر عوض أن تبرّئ ساحته!

هكذا يبدو جلياً أن كل محور الممانعة في المنطقة يتفكك من العراق الذي باتت حكومته تواجه الميليشيات الإيرانية، مروراً بسوريا اللاهثة إلى التطبيع مع إسرائيل بأي ثمن للحفاظ على نظامها وليس انتهاءً بلبنان حيث خضع الثنائي الشيعي لمطلب الترسيم، وبات الحديث طبيعياً عن إمكان القبول بالنائب السابق لحاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري رئيساً مكلفاً جديداً لتشكيل الحكومة، وهو من كان رفض الثنائي الشيعي رفضاً قاطعاً عودته إلى منصبه في مصرف لبنان قبل أشهر قليلة بذريعة أنه "وديعة أميركية"! ما نشهده أكبر من تراجع إيراني في المنطقة. إنه انهيار شامل وكامل لمحور ومنظومة الممانعة في منطقة تشهد أكبر تغيير في صورتها منذ 100 سنة. جلّ ما تحاول إيران وحلفاؤها أن يفعلوه الآن هو محاولة الحصول على بعض المكتسبات الصغرى في مقابل التنازلات الكبرى التي يقدمونها... فهل دقت الساعة؟!

 

مشكلة فرنسا مع "التطرّف الإسلامي"...فرنسية!

فارس خشان/النهار العربي/07 تشرين الأول/2020

البرنامج الذي أعلنه الرئيس إيمانويل ماكرون ضد ما سمّاه "الانفصالية الإسلامية" لا يصلح لمكافحة التطرف الإسلامي في فرنسا فحسب، بل هو يمكن أن يصلح في الدول الإسلامية، أيضاً.

هذا البرنامج الذي يُصرّ على وجوب عدم الخلط بين عموم المواطنين المسلمين من جهة، والإسلام الراديكالي من جهة أخرى، لا يخلو من نقد قاس لسلوك مؤسسات الجمهورية.

إن التدقيق في الخطاب المطوّل الذي ألقاه الرئيس الفرنسي في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، حول هذا الموضوع، يُبيّن نقاط الضعف في أداء الدولة تجاه المسلمين الفرنسيين، الأمر الذي استغله المتطرفون لترويج أنفسهم، وبسط نفوذهم، وفرض قواعدهم.

 هذه الروحية التي بنى عليها ماكرون برنامجه الطموح الذي سيكون، بدءاً بالتاسع من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ورشة تشريعية، هي التي كانت تنقص كل المحاولات السابقة التي هدفت الى إيجاد حلول لما يسمّى بـ"المشكلة الإسلامية" في فرنسا.

وهذه "المشكلة" كانت، ولمّا تزل، حجر الزاوية في البرنامج السياسي لليمين المتطرف الذي يستعين بما يقترفه الإسلام المتطرف لتمتين مشروعيته، بين الفئات الشعبية.

ولكن، على عكس ماكرون، فإنّ اليمين المتطرف لم يقترح يوماً حلولاً عملية لهذه "المشكلة"، بل اكتفى بأطروحات "إلغائية" وتالياً "انفصالية". 

وإذا كان الرؤساء الفرنسيون، ولا سيما في العقد الأخير، قد حاولوا إيجاد حلول، إلّا أنّهم ذهبوا في اتجاهين متعارضين. بعضهم خفّف من حجم المشكلة، وبعضهم الآخر لم يعترف بمسؤولية الدولة عنها. ماكرون لم يفعل لا مثل هذا ولا مثل ذاك. أطلّ بهيبة الرئيس، ولكن بروحية الباحث وموضوعيته. 

مفهوم "الانفصالية"

بداية، ما هي هذه "الانفصالية الإسلامية"، وفق الطرح الرئاسي الفرنسي؟

إنّها، باختصار، مسعى تقوده جماعات إسلامية متطرفة لإعلاء شأن أيديولوجيتها على حساب مبادئ الجمهورية الفرنسية العلمانية، وتالياً فرض قوانينها الخاصة على القوانين العامة.

 وتنشط هذه الجماعات في التجمّعات السكنية المسلمة في فرنسا، حيث تقيم مدارسها الخاصة، وحيث تفصل الذكور عن الإناث في الملاعب وفي أحواض السباحة، وتستبدل الدروس التقليدية بدروس دينية، وتمنع الاختلاط في المقاهي والمطاعم، وتفرض ملابسها فرضاً، وتستفيد من تمويل خارجي.

 وفي هذه البيئات، ينشأ "جهاديون" ينشطون في الخارج والداخل، وهم يعملون، راهناً، على الانفصال عن الدولة وقوانينها، تمهيداً للانقضاض عليها، في المستقبل.

وباستثناء جائحة "كوفيد-19"، طالما احتلّ هذا الموضوع الصدارة في المجتمع الفرنسي، وخرج سياسيون ومنظّرون ينتسبون الى اليمين المتطرف، ليعلنوا أنّ الإسلام هو عدو الجمهورية الفرنسية، مطالبين بمحاربته و"التخلّص منه".

ويرفض هؤلاء التمييز بين مسلم وآخر، معتبرين أنّ المشكلة لا تكمن في تنظيمات متطرفة، بل تكمن في الدين الإسلامي نفسه، ويعتبرون أن الفصل بين "الإسلام المتطرف" من جهة، و"الإسلام المعتدل" من جهة أخرى، مجرّد خديعة للوصول الى هدف مشترك، وهو سيطرة الإسلام وإسقاط الجمهورية ومبادئها.

وأعطت التطورات التراجيدية التي عرفتها فرنسا، أقلّه منذ خمس سنوات حتى اليوم، هؤلاء قوة محاججة غير مسبوقة.

ووضعت العمليات الإرهابية التي استهدفت صحيفة "شارلي ايبدو"، ومسرح "باتاكلان"، وسوبرماركت مختصة بالمأكولات اليهودية "الحلال"، والمقاهي، (وضعت) "ماء في طاحونة" اليمين المتطرف ضد المسلمين ودينهم.

وأصبح هذا الملف حيوياً في كل أنواع الانتخابات الفرنسية من محلية ومناطقية وتشريعية ورئاسية، إذ إنّه اقترن اقتراناً دمجياً مع التفلّت الأمني والجريمة في البلاد.

وضجّ المجتمع الفرنسي بتحقيقات، أُجريت أهمها، بتقنية "الكاميرا الخفيّة"، بيّنت أن هناك مناطق في فرنسا يفرض فيها المتطرفون الإسلاميون قواعدهم على النساء كما على قائمة الطعام والمشروبات في المطاعم والمقاهي.

وطالما سعت السلطات الفرنسية الى تقديم حلول لهذه المشكلة التي تنعكس على عموم البلاد، ولكنّها كانت حلولاً جزئية، سرعان ما تتلاشى مفاعيلها، مثل منع ارتداء الشادور في الأماكن العامة وفي المؤسسات الرسمية.

إنّ البرنامج الذي طرحه ماكرون، يوم الجمعة الأخير، تخطى كل هذه الحلول المجتزأة، فقدّم قراءة عرضت للمشكلة، ولكنّها، وهذا الأهم، عرضت لأسبابها الموضوعية، من دون عقد "النقد الذاتي".

 وأجاب ماكرون عن سؤال كان لا بد من الإجابة عنه: "لماذا يكره هؤلاء الجمهورية ومبادئها؟".

 وقدّم جواباً صاخباً:" لأنّ الجمهورية، أوحت لهم أنّها لا تحبّهم".

 أين برز عدم "حب الجمهورية" للمسلمين؟

 في كثير من المفاصل الظاهرة، مثل الفرز السكاني، والتمييز الديني، والتراخي التربوي، والاستسلام للتمويل الخارجي، واستقدام مدرّسي اللغة العربية من الخارج كما أئمة المساجد والخطباء، وهم لا يعرفون شيئاً لا عن فرنسا ولا عن مبادئها، وحتى أنّهم لا يتقنون لغتها.

 وقال ماكرون: "لقد بنينا تمركزاً للفقر والصعوبات(...) فيما بنى المتطرفون الإسلاميون، على تراجعنا، وأحياناً، على جبننا، مشروعهم".

بطبيعة الحال، هذه المقاربة جرّت على ماكرون هجوماً مزدوجاً، الأوّل من المسلمين في العالم الذين لم يقرأوا خطابه بل أخذوا منه عبارات جرى إخراجها من سياقها العام، والثاني من اليمين المتطرف الذي اعتبر أنّ ماكرون، بما تضمنه من "نقد ذاتي"، قد "خان" الجمهورية.

 وماكرون في "النقد الذاتي" تحدّث عن استخدام المتطرفين الإسلاميين مراحل الاستعمار الفرنسي والحرب الجزائرية، من أجل تغذية أيديولوجيتهم السياسية - الدينية ضد الجمهورية ومبادئها.

 وينتمي ماكرون الى مدرسة تعتبر أنّ على فرنسا الحالية أن تسمح بإعادة قراءة المرحلة السابقة من تاريخها، بطريقة موضوعية، لأنّه لا بد من مصالحة الحاضر مع الماضي، من خلال إعطاء الحاضر حق النقض على الماضي، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على "المصلحة العليا" للبلاد.

تعريب البرنامج

على أي حال، إنّ التدابير التي يقترحها ماكرون في برنامجه الذي سيتحوّل الى مشروع قانون يتم تقديمه للبرلمان الفرنسي، تقوم على معالجة نقاط الضعف التي تسلّلت منها "الانفصالية الإسلامية"، وهي تدابير معظمها تربوي، تبدأ باستعادة الجمهورية الأطفال الى أحضانها، بعيداً من "التربية الخاصة"، وتمر على معلمي اللغة العربية في التجمعات الدينية، وتصل الى الأئمة والخطباء وتنشئتهم في فرنسا وإعطاء الدور الحاسم للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية من أجل العبور الى "إسلام الأنوار".

في الواقع، ما طرحه ماكرون يمكن أيضاً تعريبه، فهو مدخل طبيعي، لحل مشكلة "الإسلام السياسي" في العالم الإسلامي عموماً وفي العالم العربي خصوصاً.

إنّ الحل الفرنسي المقترح، بنى نفسه على دراسات كثيرة، وكلّها جزمت بوجوب إجراء قراءة معمّقة للأسباب، بحيث لا يكون الحل مبنياً على الملاحقة والمنع والقمع.

وهذا يصح أيضاً، في كل الدول التي لها مشكلاتها مع "التطرف الإسلامي"، فلا حل ممكناً من دون تجفيف مصادر القوة "الانفصالية" التي هي في آن، نقاط ضعف الدولة ومؤسساتها.

إنّ الدولة، في برنامج ماكرون، لا علاقة لها لا بإيمان الأفراد ولا بنوعية علاقتهم مع أديانهم، هي مسؤولة فقط عن توفير المناخ الذي يعطي المؤمن مساحته وغير المؤمن كذلك، تحت سقف احترام مبادئ الجمهورية حيث الحق بالتعبير عن الإيمان، مثلاً، لا يمنع الحق في التجديف، والعكس صحيح.

 

أرمينيا وآذربيجان : اختبار شراكات تركيا

توفيق شومان/فايسبوك/07 تشرين الأول/2020

بحسب ، موسيس خوريناتسي أحد أشهر المؤرخين الأرمن ( ت ـ 493) ، والملقب بصانع التاريخ الأرمني أو هيرودوتس الأرمني ، أن الأرمن  الحالين هم أحفاد الولادة الثانية للبشرية بعد طوفان نوح ، فالأخير استقرت به  الأحوال على قمة جبل آرارات بعدما هاج  الماء بسفينته وماج  ، وما لبث أن عاد  نوح إلى بابل تاركا إبنه سام في أصقاع أرمينيا ، ومن سلالة سام بن نوح تتحدرالأمة الأرمنية . هذه القناعة المقدسة لجذور " الأمة " ذات التأويل المستقى من سفر التكوين في التوراة ، يقابلها قناعة مماثلة لدى الآذريين ، فأذربيجان ليست أقل قداسة ، وتستمد معناها من تأويل يقول إنها تعني الحاكم ـ الإله ذي السلطان والثروة  و الذي لا تمسه النار ، على ما يروي محمود اسماعيلوف في كتابه الشهير" مختصر تاريخ آذربيجان " . وعلى هذه الحال ، يفترض النظر إلى الصراع الدائر بين أرمينيا وآذربيجان وإنتقاله بين حين وآخر إلى مواجهات دامية ، باعتبار بعض أصوله  الكامنة  لا تخرج عن سياق " القداسات  المتحاربة " ، وأكثر من ذلك ، فإن كلا من الأمتين تجر أطراف التاريخ إلى قبضتها وتزعم أن الأمة الأخرى كانت من فروعها أو استحكمت بها أوفرضت سطوتها عليها . وفي هذا الجانب يقول أبو التاريخ الأرمني خوريناتسي : إن ملك الفرس ، آرشاك الكبير ، عين آخاه ، فاغارشاك ، ملكا على أرمينيا ، وما كان من فاغارشاك إلا أن توسع بحكمه فأمده إلى آسيا وغرب آشور وفلسطين وآذربيجان وبلاد القفقاس  ، وأما محمود اسماعيلوف فيقول إن دولة أطروباتينا ذات الجذور الآذرية والتي قامت في القرن الرابع قبل الميلاد كانت تشمل أرمينيا وجورجيا أيضا ، وفي ظل الحروب غير المنقطعة بين الأرمن والآذريين،  كانت منطقة أرساخ المعروفة اليوم بناغورني قراباخ ميدان تجاذب مستمر بينهما  ، ومن وقائع التاريخ مثلما يقول اسماعيلوف إن الآذريين استعادوا منطقة أرساخ ـ ناغورني قراباخ في القرن الخامس للميلاد .

من يفكك صواعق القداسات والتاريخ ؟

لا أحد يستطيع

إلى الحاضر إذا ...

قد يكون من المناسب  حين تناول أسباب اشتعال النزاع بين آذربيجان وأرمينيا في الوقت الحالي الطرق على بابين:

ـ الأول: اختبار الشراكات الإستراتيجية بين تركيا من جهة وكل من روسيا وإيران من جهة أخرى.

ـ الثاني  التوقف عند الحضور التركي الثقيل وغير المسبوق في الأزمة الراهنة وارتباطها بالأبعاد الإستراتيجية خارج الحدود التركية.

في تفاصيل الباب الأول، وحين يقال إن الأزمة الحالية الأرمنية ـ الآذرية اختبار للشراكة بين الثلاثي التركي ـ الروسي ـ  الإيراني، فلأن الثلاثي المذكور عمل في السنوات العشر الأخيرة على إقامة دعائم من العلاقات الإستراتيجية تحيدت معها الخلافات الثنائية المباشرة  وحوصرت بؤر الخلافات في الخارج .

ففي الحال التركية ـ الروسية، يمكن استجماع العديد من دعائم الشراكة الإستراتيجية في مجالات النفط والغاز (خط السيل التركي ) والمفاعلات النووية الروسية في تركيا، وتزويد موسكو لأنقرة بمنظومة صواريخ s400 ، فضلا عن استعداد تركيا لشراء مقاتلات روسية من طراز so35 بقيمة 3ـ 4 مليار دولار مما يجعل تركيا ، الدولة الثالثة عالميا في قائمة مشتريات الأسلحة الروسية بعد الصين وإيران .

وإذ ترفض تركيا الإنخراط في ميادين منظومات العقوبات الأميركية ـ الأوروبية على روسيا ، فإن  حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2019  بلغ حوالي 25 مليار دولار، وفقا لما أورده موقع " روسيا اليوم " بتاريخ الخامس من آذار / مارس 2020،  فيما الموقع نفسه كان أورد (27ـ 8 ـ 2019) عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن الطرفين  يخططان  لرفع قيمة التبادل التجاري بينهما إلى 100 مليار دولار أميركي سنويا.

هذا الحجم من الروابط البعيدة المدى بين موسكو وأنقرة ، والتي يضاف إليها " الرابط المعنوي "  المتمحور حول تموضع تركيا  الجديد بين الشرق والغرب ومشاكستها للولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ، يصب في صالح السياسات الروسية الخارجية ، لكن ذلك لا يلغي بطبيعة الحال مراوحة الإضطراب والإختلاف في فضاء العلاقات الروسية ـ التركية  على المستوى الخارجي ، ابتداء من سوريا ، ومرورا بليبيا  وساحل البحرالمتوسط بما فيه النزاع بين تركيا وجارتيها قبرص واليونان ، وأخيرا في آذربيجان.

كيف توازن روسيا شراكتها الإستراتيجية مع تركيا وبين مصالحها الإستراتيجية في مناطق الإضطراب الروسية ـ التركية ؟

هذا سؤال إجابته مؤجلة إلى حين.

بالنسبة لإيران ، تبدو الوطأة أقل حمأة وحمية، ولكن بالقدر الإستراتيجي الذي تقوم عليه الشراكة الثنائية الروسية ـ التركية ، تنهض عليه الشراكة الإيرانية ـ التركية ، فعلى مستوى المنظومات العقابية الأميركية المتلاحقة على إيران ، فقد أعلنت تركيا بصراحة رفضها لتلك العقوبات ، وبما يتعلق بالتبادل التجاري ، فإن نائل أولباك، رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية ، كان أعرب من العاصمة الإيرانية طهران ( وكالة أنباء الأناضول ـ  18 ـ 11ـ 2019) عن الرغبة المشتركة  برفع مستوى التجارة الثنائية  من 9مليارات ونصف مليار دولار إلى 30 مليارا ، والرقم ذاته ، كان أشار إليه وزير الإقتصاد والمالية الإيرانية ، فرهاد دجبسند ، حين تحدث عن " العلاقات التاريخية والمشرقة " بين إيران وتركيا ، متطلعا إلى رفع قيمة التبادل التجاري إلى 30 مليار دولار ، مثلما أوردت قناة " العالم "  الإيرانية  الناطقة باللغة العربية بتاريخ 3 ـ 10 ـ 2019.

وفي وقت تكاد أن تكون سوريا  بؤرة  التفجر الوحيدة بين تركيا وإيران ، فإنهما  يلتقيان في دعم دولة قطر ،  ويتوحدان في مواجهة الطموحات الكردية ، ويتقاربان في الموقف من ليبيا عبر الإعتراف ب " حكومة الوفاق " في طرابلس الغرب ، مثلما قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف ( وكالة سبوتنيك الروسية ـ 16 ـ 6ـ 2020) خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ناظر الخارجية التركية مولود تشاويش أوغلو، في أنقرة ، إلا أن الصراع الآذري ـ الأرمني المستجد ، يضع الشراكات الإستراتيجية بين تركيا وإيران أمام اختبار قل نظيره ، فاستمرار المواجهات الدامية في ناغورني قراباخ من شأنه أن يؤجج الحفيظة القومية داخل تركيا ويلهبها ، ومن الصعب أن  يكبح الآذاريون الإيرانيون جماح عواطفهم القومية المؤيدة لآذربيجان .

ما الحل ؟

هذه إجابة ثانية مؤجلة .

في الباب الثاني المرتبط بالحضور التركي غير المسبوق في الأزمة الآذرية ـ الأرمنية الحالية، من دواعي القول بداية، إن هذا الحضور يشكل أحد الظواهرالعملية للجموح التركي الذي تحرك أبعاده وأهدافه عجلات الطاقة من نفط وغاز.

فبحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية، بلغت قيمة واردات الطاقة عام 2019 قرابة 41 مليار دولار (وكالة أنباء الأناضول ـ  24 ـ 8 ـ 2020)، وهذا من شأنه أن يرهق الإقتصاد التركي، ولذلك تتطلع تركيا نحو سوريا، وقد بحث الرئيس أردوغان مع الرئيسين بوتين وترامب التشارك في إدارة حقول النفط السوري في محافظة دير الزور (  روسيا اليوم ـ 10 ـ 3 ـ 2020 ـ صوت أميركا ـ  17 ـ 3 ـ 2020) ، كما أن الوجود العسكري  التركي في ليبيا ، لا يمكن فصله إطلاقا عن مساعي تركيا لحجز مقعد مستقبلي على مائدة الحوار الدولي لإدارة النفط الليبي .

 وفي حين تتضافر طموحات تركيا لتحويل مرافئها بوابات لتصدير النفط والغاز إلى أوروبا ، وهو أمر يظهر في جوانب عدة متبلورة بخط الغاز الروسي عبر تركيا ، وبتصدير النفط العراقي من كركوك عبر ميناء جيهان  التركي ، وبمشاريع إيرنية ـ تركية على طاولة البحث لتصدير الغاز الإيراني إلى أوروبا عبر تركيا ،  فإن الحضور التركي في قطر ، يندرج في سياق استراتيجية الطاقة ، والتي تعني تحصينا لأحد جوانب هذه الإستراتيجية في أكثر مناطق  الطاقة الحيوية في العالم ، ومن خلال تكثيف هذا الحضور في أذربيجان العائمة على النفط والغاز ، تكون حلقات استراتيجية الطاقة التركية قد اكتملت .

ماذا يعني هذا كله ؟

إن ذلك يعني أن تركيا التي تفتقد الإستقلالية في قرارها الإقتصادي نظرا لفقدانها لمصادر الطاقة ، تطمح إلى سد هذه النقيصة عبر الإستثمار في حقول الأزمات الإقليمية (الحرب السورية ـ اختلال الدولة العراقية ـ التمزق الليبي ـ حصار قطر ـ نزاع ناغورني قراباخ ) ، وهذا الإستثمار في صواعق النزاعات والصراعات تعتبره تركيا فرصة لتصويب اعوجاجات التاريخ التي كانت قبل مائة عام ، وفي ذلك كتب ابراهيم  قراغول رئيس  تحرير صحيفة " يني شفق " المقربة من أردوغان بتاريخ 2 ـ 10ـ 2020  معلقا على التطورات الميدانية في ناغورني قراباخ، فقال: "اليوم نرى العقلية الجيوسياسية في كل مكان، رأيناها أولا في شمالي العراق، ثم في سوريا، ثم في شرق المتوسط ، ثم في بحر إيجة ، ومؤخرا نراها في القوقاز،  لسنا فقط من يراها بل يراها العالم كله ، إذ تراها العناصر المركزية للنظام الدولي التي ترسم ملامح الخارطة الدولية منذ قرون ،  تركيا تنشئ قوة في أوسع حدود المنطقة وتأخذ زمام المبادرة وتنسف الوضع القائم منذ مطلع القرن العشرين

هنا بيت القصيد التركي

ذلك أن تركيا " تنسف الوضع القائم منذ مطلع القرن العشرين " ، ولكن أغلب عمليات النسف تجري في مساحات مشتركة مع شريكين مفترضين  هما روسيا وإيران ، ويطرح ذلك سؤالا عما يمكن أن يفعله  هذان الشريكان مع تركيا، خصوصا في مساحة الإشتباك الآذرية، حيث تجتمع تحديات عدة تطال الأمن القومي والمجال الحيوي والرابط العرقي وصراعات التاريخ ( الصفوي ـ العثماني/القيصري ـ العثماني) وحروب الطاقة، ومثل هذه التحديات الخطيرة لا تجتمع في مساحات الإضطراب الأخرى بين الثلاثي التركي ـ الروسي ـ الإيراني.

ما العمل ؟

لا يجلس فلاديمير لينين في قصر الكرملين ليجيب على هذا السؤال اللينيني، ولو كان حيا وأصغى لليون تروتسكي صاحب نظرية " الثورة الدائمة "، لأعلن حربا ثورية ضروس على تركيا، ولو أصغى  وريث الكرملين فلاديمير بوتين ل " فيلسوفه " السابق ألكسندر دوغين صاحب نظرية " الوطنية الأرثوذوكسية " لقرع طبول " الحرب المقدسة " على " غزاة القسطنطينية " ، ولكن على ما يُعرف عن المنظومة الفكرية  لبوتين ، أنه أكثر عقلانية ورؤيوية من فلاسفة " اليسار الطفولي " أو فلاسفة " اليمين القومي"، وبالنظر إلى التعاطي الروسي المتزن مع  مستجدات  المواجهة في ناغورني قراباخ، وهذا يتعارض مع الموقف المساند لأرمينيا  ، الذي اتخذته موسكو حيال المواجهات  ذاتها في مطلع تسعينيات القرن  العشرين الماضي  وأفضت إلى هزيمة آذربيجان وإعلان استقلال إقليم قراباخ ،  فإن مسار احتواء الأزمة ، يبدو خيارا استراتيجيا لروسيا هذه المرة لأسباب عدة ، موجزها: موازنة بين الأرباح والخسائر في حال الإنتصار ليريفان ، فتكسب روسيا أرمينيا  مجددا ولا تضيف شيئا إلى حصيلة الأرباح ، ولكنها تخسر تركيا  ومعها الشراكات الثنائية ، كما أن تفاقم الأوضاع يفتح أبواب التدخلات الدولية على مصراعيها في حدائق خلفية جديدة لروسيا  ، ولن تأتي هذه التدخلات  لصالح روسيا بأي شكل من الأشكال .

ما ينطبق على روسيا ، ينطبق بدوره على إيران ، مع إضافتين لا غنى عنها، الأولى تتصل بخطاب " أذربيجان  الكبرى " التي اعتمدته باكو في التسعينيات المنصرمة ، ثم تراجعت عنه ، والثانية ترتبط  بالعلاقة مع اسرائيل ، وبما أن أرمينيا أقامت  هي الأخرى  علاقتها الخاصة مع تل ابيب ، تكون قد  تساوت  وتوازنت  مع أذربيجان في العلاقة المذكورة ، مما لا يجعل طهران أمام مفاضلة استراتيجية  بين أرمينيا وآذربيجان .

تبقى تركيا ، وهي أكثر الأطراف معنية بحصاد الخسائر إذا اعتمدت  المثل التركي القائل  " ليس للتركي صديق إلا التركي" ، فموازين الأرباح في أذربيجان مهما علا شأنها وتضخمت قيمتها ، ستتحول إلى خسائر صرفة لو تفككت الشراكات الإستراتيجية مع روسيا وإيران .

وانطلاقا من ذلك ، يغلب الترجيح ، أن تذهب روسيا وتركيا وإيران إلى تشكيل " ثلاثي ضامن " حول آذربيجان ، شبيه بالثلاثي الضامن للحل السياسي في سوريا والمعروف ب " مسار آستانة " ، وبهذا المسار يُغلق الثلاثي المذكور احتمال اتساع رقعة الشقاق بين أطرافه ، ويحول دون تعقيدات  التدخلات الخارجية ومعضلاتها ، ويضع  مصالح  الأطراف الثلاثة على بساط البحث والنقاش مجددا ، وبصورة تقترب من إعادة صياغة جديدة لخرائط النفوذ والحضور .

هل ينتهي الصراع الآذري ـ الأرمني ؟

لا... لن ينتهي

يقول  الشاعر الأرمني يغيا دمير جيبشيان  في إحدى قصائده :

لقد أخذت السنون الغابرة كل شيء أما السنون المقبلة فلا أتوقع أن تأتي بأي شيء .

 

الاشتباكات في القوقاز قد تهدد واردات النفط الإسرائيلية

سايمون هندرسون/معهد واشنطن/07 تشرين الأول/2020

عندما ضربت الصواريخ الأرمنية مدينة كنجة الأذربيجانية في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، سقطت بشكل خطير بالقرب من خط أنابيب نفط رئيسي. ويمتد هذا الخط غرباً من حقول بحر قزوين قبالة شواطئ باكو إلى جورجيا وتركيا، ويصل في النهاية إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط، الذي تنقل منه الناقلات النفط إلى إسرائيل وعملاء أجانب آخرين. وبالفعل، كانت أذربيجان مزوداً موثوقاً لمصافي التكرير الإسرائيلية في حيفا وأشدود. ورغم خطاب تركيا اللاذع تجاه القدس، كانت أنقرة راضية عن الحفاظ على التدفقات النفطية التي تدر عليها رسوم عبور وافرة سواء من خلال خط الأنابيب أو الشحن. بدورها، طورت أذربيجان علاقة دبلوماسية وأمنية وثيقة مع إسرائيل التي زودتها بطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى يتم استخدامها في الأعمال العدائية الأخيرة. وتشير تقارير إعلامية إلى أن طائرة شحن أذربيجانية نقلت ذخائر من إسرائيل قبل بدء القتال.

واستاءت أرمينيا من هذه التصرفات، بحيث استدعت مؤخراً سفيرها في تل أبيب للمشاورات. وكانت أرمينيا قد فتحت سفارتها للمرة الأولى في تل أبيب قبل أسبوعين - على الرغم من أن البلدين أقاما علاقات دبلوماسية منذ حصول أرمينيا على استقلالها عام 1991. وفي 5 تشرين الأول/أكتوبر، اتصل الرئيس الأرمني أرمين سركيسيان بنظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لطلب وقف الرحلات [التي تحمل ذخائر إسرائيلية إلى باكو]، غير أن ريفلين رد بأن العلاقات الإسرائيلية مع أذربيجان "لا تستهدف أي طرف". وقد يكون للتوترات الأخيرة العديد من التداعيات الجيوسياسية الأخرى أيضاً، لأن كلاً من أرمينيا وأذربيجان تتشاركان حدوداً مع إيران، وقد وقعت أرمينيا معاهدة دفاعية مع روسيا، كما هناك خط أنابيب آخر ينقل الغاز الطبيعي من باكو إلى أوروبا.

وتعود جذور الصراع بين أرمينيا (ذات الأغلبية المسيحية) وأذربيجان (ذات الأغلبية من المسلمين الشيعة) إلى حقبة ستالين، عندما تم إنشاء الجمهوريات السوفيتية التي تحمل ذات الإسم. ولتعويض الخطر الناتج عن المشاعر القومية المعادية لموسكو، تمّ ترسيم حدودهما لتشمل مزيجاً من المجتمعات في كلا الجمهوريتين. وقد اندلع القتال الرئيسي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عندما حقق الأرمن في إقليم ناغورنو كاراباخ الأذري شبه استقلال وجعلوا منطقة سيطرتهم متصلة بأرمينيا. وبدأ القتال الأخير على ما يبدو من قبل أذربيجان وبدعم من تركيا؛ وجاء ذلك في أعقاب مناوشات حصلت في تموز/يوليو، قُتل خلالها جنرال أذربيجاني. وتعمل إسرائيل على تعزيز تحالفها مع الأذربيجانيين على مدى ثلاثة عقود، وكان للعلاقة فائدتان تتمثلان في تعزيز إمدادات النفط وتوطيد العلاقات التجارية المثمرة مع تركيا. واليوم، أمام إسرائيل خيار منطقي واحد على الأقل للتعويض عن أي تغيير في المسار يطرأ على هذه الإمدادات، لكن تطبيق هذا الخيار قد يهدد علاقاتها مع باكو وأنقرة على حد سواء. وفي 2 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة عن استراتيجية طاقة مشتركة نابعة من معاهدة السلام التاريخية بين أبوظبي وتل أبيب. وإلى جانب المشاريع المحتملة الخاصة بالتنقيب عن الغاز والطاقة الشمسية، أفادت بعض التقارير أن هذه الدول ناقشت ضخ منتجات النفط الإماراتية المكررة عبر خط الأنابيب الذي لا يُستخدم بطاقته الكاملة والذي يمتد من ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر إلى ميناء أشكلون على شاطئ البحر المتوسط. وتم بناء هذا الخط أساساً لنقل النفط الإيراني قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وقد يتمتع بالقدرة الاحتياطية لتعويض واردات النفط الإسرائيلية من أذربيجان. وقد يكون مثل هذا الحل انتصاراً دبلوماسياً للإمارات، التي تعارض أساساً ضلوع تركيا في الصدع الخليجي مع قطر ودعمها للحكومة المعترف بها دولياً في ليبيا. وبالنسبة لإسرائيل، قد تكون القدرة على شراء النفط الإماراتي مغرية من الناحيتين الاقتصادية والتقنية. ومع ذلك، فإن قيامها بهذه الخطوة يهدد بتقويض علاقاتها الجيدة مع أذربيجان وروابطها التجارية المتقلصة مع تركيا والتي لا تزال مهمة.

*سايمون هندرسون هو زميل "بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.

 

كيف أن الطوائف اللبنانية انسحبت تباعاً من الحروب

حازم صاغية/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2020

حين نشأت دولة إسرائيل، كان للحدث وقعه على المشرق عموماً، وعلى لبنان خصوصاً.

بلد التعاقد الطائفي وقد تدفق إليه اللاجئون الفلسطينيون، الذين هجرت التنظيمات الصهيونية معظمهم، كان قد استقل قبل خمس سنوات. استقلاله كان هو نفسه موضوعاً تفاوضياً بين أطرافه التي توافقت على صيغة تسووية. الصراع مع إسرائيل ما لبث أن صار بدوره بنداً ضمنياً في التسوية: لا نسالم ولا نحارب. نهادن عسكرياً ونقاطع اقتصادياً. أي: نسلك الطريق التي تسلكها محصلة الموقف العربي. وبما أن اليد العليا في الدولة كانت للطائفة المارونية، التزمت الأخيرة بهذا الموقف وإن أكسبته ألواناً خاصة: تعاطف مع الضحية الفلسطيني وخوف من انعكاس لجوئه على التوازن الطائفي. قدر من اللاسامية المسيحية تجاه اليهود وقدر من التعصب المشوب بالخوف حيال المسلمين. مراعاة لمصالح لبنان العربية وخوف من أي جموح عربي. هذا ما تغير أواخر الستينات: الامتحان الذي تعرض له لبنان بدا قاسياً جداً. الكيان نفسه بدا للمسيحيين معرضاً للزوال. سلاح المقاومة الفلسطينية استدعى تسلحاً مسيحياً، خصوصاً مع «اتفاق القاهرة» عام 1969 الذي كسر الدور الحمائي للدولة. حرب السنتين (1975 - 76) وضعت المسيحيين والفلسطينيين في مواجهة عسكرية كاملة. مع الغزو الإسرائيلي وانتخاب بشير الجميل رئيساً ومذبحة صبرا وشاتيلا، اكتملت القطيعة. المسيحيون صاروا يعلنون بالفم الآن أن محاربة إسرائيل لا تعنيهم، وأن انطلاق حرب كهذه من لبنان يتهددهم في وجودهم. صاروا يجهرون كذلك بأن لهم قضيتهم، بالاستقلال عن القضية الفلسطينية وبالتضاد معها. لاحقاً، مع ميشال عون والظروف التي أحاطت بتفاهمه مع «حزب الله»، راحت أكثرية مسيحية تتبرع بالكلام المقاوم، لكنها لم تقرب الفعل المقاوم الذي ترك لحلفائهم الجدد من الشيعة.

مع السنة، فيما خص المقاومة، تاريخ آخر: خليط اللغة الإسلامية–العروبية الموروثة ورفض الكيان اللبناني «المفتعل» والاحتجاج على «الهيمنة المارونية» ولدت تمجيد جمال عبد الناصر والتعاطف الشهير مع المقاومة الفلسطينية. يومذاك قيل إن تلك المقاومة «جيش المسلمين» مقابل الجيش الذي ما لبث أن انشق. لكن في 1982، وتحت وطأة التهديد الإسرائيلي، أصرت بيروت على خروج المسلحين الفلسطينيين. بعد ذاك جاء رفيق الحريري وتغيرت أجندة السنة، البيارتة وغير البيارتة. صاروا يتمسكون بلبنانيةٍ تشدد على الازدهار والاستقرار. العروبة صارت اقتصادية ومالية أكثر منها سياسية. بالطبع استمر التمسك اللفظي بالمقاومة ومحاربة إسرائيل، لكن الأساطير تعيش طويلاً كأساطير، وقد تغدو، في الحياة اليومية، خرافات. ولأن الشيعة، في زمن انفجار الهويات، أصبحوا هم المقاومة، كان لا بد من التذكير بين وقت وآخر بأن عبد الناصر، لا الخميني، هو الأصل. هكذا تبلور موقف يقول ضمناً: نحن المقاومة الفعلية لكننا لا نريد أن نقاوم. شعارات محاربة إسرائيل لم تعد تعيد الشيخ إلى صباه. الشيخ، مع اختلاف الزمن، يبقى شيخاً. حتى الذين قد يحملون السلاح في طرابلس أو عكار مدفوعين بقتال «دولة جائرة» أو «جماعة كافرة» أو أشياء كهذه، لا يطرحون على أنفسهم مقاتلة إسرائيل.

أما تجربة الشيعة فبدأت بموسى الصدر، أواخر الستينات، حيث نمت عصبية مناهضة للفلسطينيين الذين اصطدم مسلحوهم بسكان الجنوب. وقد تأدى عن العمليات الفلسطينية ردود عسكرية إسرائيلية تسببت بتهجير الجنوبيين إلى العاصمة. حرب المخيمات، أواسط الثمانينات، أحيت تلك العصبية وعززتها. «حزب الله» بدوره استفاد من ضمور السلاح الفلسطيني فتخلص من حلفائهم في الأحزاب اللبنانية. حارب إسرائيل مرة ومرتين وثلاثاً، فحين انتهى احتلالها للجنوب في 2000، تمسك بسلاحه كما لو أنه يعلن أن للسلاح وظائف أخرى. بعد حرب 2006 ومع القرار 1701 هدأت جبهة القتال مع إسرائيل، ليتأكد بعد عامين أن مشروع الحزب داخلي. ثم بعد الثورة السورية في 2011، جاء التدخل في سوريا يعلن أن أجندة الحزب توضع في طهران.

وحين تكون الأمور هكذا، يغدو الكلام عن محاربة إسرائيل أقل عقائدية بكثير وأقل جدية مما يوصف به. تحسين موقع الطائفة في الداخل وتلبية الحاجة الإقليمية هما الأساس، وهذان تحققا ويتحققان. إلى ذلك، حين لا تكون إيران أو سوريا قادرتين على دعم المقاومة، لا يعود الحزب قادراً بالدرجة نفسها على دعمهما. هكذا أعلن التفاوض لترسيم الحدود أن الطائفة الشيعية لا تختلف عن باقي الطوائف في استعداداتها للتهدئة، سيما وأن عذاباتها المديدة من جراء الحروب تجعلها أشد رغبة في الهدوء. وطبعاً قد ينقلب الحزب على الاتفاق الأخير وقد «يكتشف»، إذا دعت ظروف إقليمية قاهرة، أنه مخدوع. لكن يبقى أن ما قبل الموافقة ليس كما بعده. فالمعادلة التي أنتجتها اللغة الفقيرة قالت: «من لا يريد أن يحارب إسرائيل فهو معها». والحال أن اللبنانيين في وضع أعقد: هم لا يحبون إسرائيل ولا يريدون أن يحاربوها. هذه القناعة توصلت إليها طوائفهم تباعاً، وهي طوائف قد تقاتل واحدتها الأخرى، وقد تستعمل مجدداً فزاعة محاربة إسرائيل كي تتسلح وتبرر تسلحها، إلا أنها كلها لا تريد أن تحارب. إنه إجماع بمصطلحات متضاربة.

 

بندر... فصل المقال

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2020

كما هو متوقع، قال فكان فصل المقال، وحديث «جهينة» الذي هو الخبر اليقين، مازجاً بين خبرة السنين، وحيوية جولات وجولات من العمل الدبلوماسي المضني، خلف الأبواب وأمامها.

ذاكم كان حديث الأمير بندر بن سلطان، فارس الدبلوماسية وابن جلا السياسة وطلَّاع ثناياها، حديث تابعت الجزء الأول منه على شاشة «العربية» مؤخراً، وهذه «ضربة معلم» بصراحة على هذه الشاشة ومنصاتها. بندر بن سلطان ليس مجرد سفير استثنائي للسعودية في الولايات المتحدة لسنين طوال، وليس أميناً عاماً سابقاً لمجلس الأمن الوطني، أو رئيساً سالفاً للاستخبارات السعودية، هذه عناوين لكتاب اسمه: بندر بن سلطان، لأنه إلى هذه المهام الجسام، كان رجل المهمات الصعبة، ومبعوث السعودية لصناعة الوقائع السياسية الجديدة، وكان، مثل دولته وقيادته السياسية، من الملوك خالد ففهد فعبد الله فسلمان، والأمراء سلطان ونايف، من سعاة الخير، وصناع السلام وجسور التفاهم بين الأطراف المتنازعة، وقبل هذا وبعده، حفَّاظ أمن وجلَّاب قوة لبلادهم وشعبهم، من دون مراعاة لخاطر الشرق والغرب، وتكفي صفقة الصواريخ الصينية الشهيرة «رياح الشرق» للدلالة على هذا المعنى المراد.

بندر بتوجيه من قيادته، خصوصاً أيام الملك فهد (رحمه الله)، كان «جوكر» السياسة السعودية الخارجية، من دون نسيان لجهود رجالات الدولة الكبار أمثال: سعود الفيصل وغازي القصيبي وعبد العزيز الخويطر وعلي بن مسلم وكثير غيرهم، وقبلهم طبعاً: سلطان ونايف وسلمان، أبناء عبد العزيز. بهذه الروحية، وبهذه الشبكة الرائعة، وبهذه الأسماء اللامعة من الرجال، حلَّت الرياض مشكلات عالمية وعربية كثيرة، أو كانت جزءاً من فريق الحل، وخذ لديك، مثلاً لا حصراً: اتفاق الطائف اللبناني، أزمة لوكربي، حرب أيلول، نزاعات اليمن والصومال وأفغانستان، وطبعاً أم المسائل: تحرير الكويت 1991.

أما قضية القضايا، فهي القضية الفلسطينية، وفي ظهور بندر المشار إليه، في قناة «العربية»، قدَّم سردية بديعة عن الدور السعودي من عهد المؤسس العظيم عبد العزيز، إلى عهد الملك الحازم سلمان بن عبد العزيز، وكيف كانت السعودية دوماً مبادرة لدعم وإسناد الطرف الفلسطيني، سياسياً وإعلامياً وروحياً وإدارياً واقتصادياً وإنسانياً، ولها القدح المعلّى في ذلك، من دون منّ ولا أذى. بل كشف بندر عن الروحية السعودية عبر العصور تجاه القضية الفلسطينية، وهي الانحياز الكامل للحق الفلسطيني، رغم أنَّ «جلَّ» من قاد الشأن الفلسطيني كان في أقل الأحوال «فاشلاً» سياسياً، لا يملك أدنى درجات التأهيل القيادي والإحساس بالمسؤولية العليا. تحدَّث كيف أن هذه القضية «العادلة» تملك أسوأ المحامين عنها، ضارباً المثل بنوعية السياسات الإقليمية والعالمية التي تبنّاها قادة المسألة الفلسطينية، وكيف كانوا دوماً ينحازون للطرف الخطأ من التاريخ:

هتلر، الخميني، صدام، خامنئي، إردوغان... إلخ. مكاشفة بندر بن سلطان التاريخية، وهي في أولها، تستحق المتابعة والتأمل، لكن هذا الحديث هنا، مجرد اختلاجة من مشتاق، ورشفة عجلى من ظمآن... بالانتظار.

 

خامنئي وروحاني والواقع الإيراني

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2020

في ختام اجتماع الحكومة الإيرانية يوم السبت الفائت قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: «إنّ نموّنا الاقتصادي سيكون إيجابياً بنهاية العام، واقتصادنا ستكون له ظروف أفضل من الاقتصاد الألماني». يستطيع الرئيس روحاني أن يدّعي أن بلاده تؤثر في استقرار المنطقة، لكنه لا يستطيع الحديث عن الاقتصاد، فمياه الأرقام تُغرق الغطاس، والغوص في أرقام الاقتصاد الإيراني وتأثيره على الداخل والخارج لا يحتاج إلى جهد كبير للتحقق مما ادّعاه روحاني، فلا يمكن للاقتصاد الإيراني الذي يعاني من عجز في الميزانية وعجز في ميزان المدفوعات وفي تراجع الصادرات، خصوصاً النفطية التي تجاوزت خسائرها 115 مليار دولار، أن ينافس اقتصاد العملاق الأوروبي ألمانيا، على الرغم مما تعانيه برلين من انكماش بسبب جائحة «كورونا»، ومع هذا فإن صادرات ألمانيا في شهر مايو (أيار) الفائت قد بلغت 80 مليار دولار، وفقاً لما ذكر موقع (دويتشه فيله)، وهو رقم يعادل صادرات إيران سنة 2019 ومن ضمنها النفطية، كما أن برلين لم تتراجع عن التزاماتها الأوروبية ودعمها لبعض دول الاتحاد الأوروبي التي يعاني اقتصادها من عجز وركود، فيما قامت طهران بتقليص نفقاتها على ميليشياتها التي تزعزع أمن واستقرار دول المنطقة. كلام روحاني جاء بالتزامن مع انهيار حاد للعملة الإيرانية مقابل الدولار الأميركي الذي تجاوز سعره منذ أيام 300 ألف ريال، مع بداية تطبيق الولايات المتحدة لآلية الزناد (سناب باك) التي تجيز لها إعادة فرض عقوباتها النووية على إيران، وقد ربط حاكم البنك المركزي الإيراني عبد الناصر هيتي، انهيار الريال بسبب ما وصفه بالتأثير النفسي لعودة العقوبات، في الوقت الذي توقع البنك الدولي أن يكون معدل النمو في إيران لهذا العام صفراً.

تحتاج إيران للخروج من مأزقها إلى تصفير مشكلاتها الداخلية والخارجية، لكنَّ نظامها يستمدُّ شرعية بقائه من هذه الأزمات التي يفتعلها إما للاستقواء على الداخل بالخارج، وإما لتطويع الشارع، لكن الداخل يبدو أكثر عُرضة للانفجار هذه المرة، بعدما تراجعت ورقة الخارج وتراكمات أزمات الداخل، وهذا ما جاء واضحاً على لسان القيادي في التيار الإصلاحي نائب وزير الداخلية السابق مصطفى تاج زاده، في مقابلة تلفزيونية: «إنَّ الوضع متدهور جداً في البلاد، وأنا قلق وأعتقد أن جميعنا يجب أن نترك المجاملة ونخاطب المرشد مباشرةً، ونشرح له الوضع وبصراحة شديدة يجب عليك إجراء إصلاحات لكي لا تواجه إيران مصير دول المنطقة». موقف تاج زاده المعروف بقربه من تيار الصقور في الحركة الخضراء وقد سُجن بسبب مواقفه المتشددة ضد النظام، يأتي في الوقت الذي يرسم فيه المرشد مراحل الفترة المقبلة لإيران ما بعد حسن روحاني، الذي انتهى دوره عملياً داخل تركيبة السلطة والنظام، بعدما قام صناع القرار بتحييد الإصلاحيين من داخل المؤسسات وخصوصاً التشريعية، حيث بات مجلس الشورى الإيراني تحت سيطرة المحافظين الراديكاليين وشخصيات جاءت من خلفيات عسكرية وفي مقدمتها رئيسه قاليباف، فيما الشكوك بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون محصورة بوجوه متشددة سيفرضها بيت المرشد ومؤسسة الحرس، ولا يستبعد أن يصل عسكري سابق لموقع رئاسة الجمهورية، خصوصاً أن الحرس يريد وضع يده على هذا الموقع لإدارة المرحلة الانتقالية ما بعد المرشد علي خامنئي. عملياً حدَّد المرشد شكل الرئاسة المقبلة وملامحها سنة 2021، وأعرب عن رغبته في حكومة «فتية وثورية»، فقد أظهر ميله إلى فرض طابع واحد على مؤسسات الدولة كافة، وإنهاء الظواهر السياسية والتيارات الإصلاحية والمعتدلة التي وصلت إلى السلطة في العقدين الأخيرين، وأدَّت إلى الكشف عن حجم التناقضات ما بين المجتمع والنظام، الذي يواجه استحقاقات صعبة ستقلص خياراته وتفرض عليه اللجوء إلى القمع العنيف لأي انتفاضة شعبية محتملة ستهدّد وحدة البلاد، فعلى الأرجح أنَّ النظام بدأ يستعد لمعركة البقاء خصوصاً إذا جاءت نتائج الانتخابات الأميركية بما لا تشتهيه طهران وتراهن عليه. قلق النظام من ردة فعل الشارع يتصاعد، واحتمال انفجاره المعيشي قد يسبق السياسي، لكن التهديد الأبرز للنظام سيكون مواجهة جيل تجاوز ليس فقط خطابه العقائدي بل حتى الخطاب الإصلاحي، ويُصرُّ على رفضه لكل ما خرج من رحمه.

 

مستقبل «الإخوان المسلمين»!

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2020

كان نصيبي في «ويبنار» عن حركة الإخوان المسلمين أن يكون حديثي عن مستقبل الحركة بعد أكثر من تسعين عاماً على مولدها. كان طبيعياً أن يكون هناك تركيز على النشأة والروافد الفكرية التي أدت إليها، وحالها الآن بعد تفاعلاتها مع ما جرى في المنطقة من تطورات خلال السنوات العشر الأخيرة بعد ما سمي «الربيع العربي» ونتائجه المأساوية في المنطقة العربية من انهيار دول إلى حروب أهلية. وبالطبع، فإن هناك الكثير من المداخل لمقاربة الموضوع من الزوايا الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن ما يهمنا هنا هو المدخل السياسي، وهو أنه بعد أن تنتهي كل المقاربات التي بالتأكيد تلقي أضواء على الأمر، فإن الحقيقة السياسية لـ«الإخوان» هي أنها حركة فاشية شمولية فيها من السمات الحركية والآيديولوجية ما يجعلها تماثل الحركات المماثلة في مذهبيات أخرى، مثل النازية والفاشية والشيوعية بنماذجها وأشكالها المختلفة. ما تتفق عليه كل هذه الحركات مهما تعددت المنابع بداية في رؤية للوجود مع نهاية في كل الأحوال لها طبيعة «طوباوية» تبدأ من المجد للأمة وحتى الجنة في السماء، وبينهما نوع ما من الجنة على الأرض. هذه الحركات جميعها لا تعطي قيمة للإنسان أكثر من كونه حقيقة إيمانية بالفكر وعليه السمع والطاعة، وليس سلوكاً اجتماعياً خالقاً ومبتكراً ومعمراً للأرض. جميعها لها أصول تاريخية طويلة المدى بحيث تظهر وتختفي، ولكنها لا تفنى وتظل دوماً قادرة على فرض نفسها بشكل أو بآخر؛ وما يجمعها جميعاً أن لكل واحدة آيديولوجيا وتنظيماً محكماً وخطة للعمل في جميع المراحل التاريخية.

الشيوعية هُزمت في الحرب الباردة، ولكنها بقيت لا تزال في شكل الحزب الشيوعي الصيني والآخر الفيتنامي والثالث الكوري الشمالي، وكل ما فعلوه كان فك الارتباط بين الشمولية وسيطرة الدولة المباشرة على وسائل الإنتاج؛ وبقيت السيطرة غير المباشرة على السوق الحرة وكل ما يفضي إليها ويخرج منها. الفاشية والنازية هُزما في الحرب العالمية الثانية ولكنهما تجددا خلال العقد الأخير كأفكار لليمين الأميركي والأوروبي المحافظ، وفي لحظات كانت لهما تعبيرات سياسية مباشرة. الإخوان المسلمون ليسوا استثناءً في هذه الصحبة، فلديهم آيديولوجيا تعود جذورها إلى فلسفة الخوارج ورؤيتها عن مصدر السلطة في الدولة، ولديهم تنظيم محكم، وخطة للعمل بما يتناسب مع كل مرحلة تاريخية وواقع جغرافي. الجانب الفكري من الطبيعي أن يعيش طالما كان هناك دارسون وباحثون وطرق للحفاظ على النصوص والمرجعيات؛ ولذا ينتقل في الذاكرة الإنسانية من جيل إلى آخر. ولكن التنظيم هو ما يبعث الفكرة في الواقع، وكان ذلك هو الفارق الذي قدمه حسن البنا عام 1928 لأفكار أصولية وشمولية لا مانع لديها من إراقة الدماء. الفكرة المركزية في ممارسات تنظيم الإخوان هي التفرقة ما بين حالة الضعف وحالة التمكين، وكلتاهما لها علاقة بتوازن القوى السياسي والأمني في المجتمع. وما حدث فعلياً أن الإخوان عرفوا كيف يتعايشون مع نظم ملكية وجمهورية وبرلمانية؛ ولم يكن لديهم معضلة في معارضة التعددية الحزبية لأنها تقسم الأمة، ثم المناداة بأن تكون الانتخابات هي الحكم. وفي اللحظة الراهنة، فإن وجه الإخوان في الغرب هو الجماعة المعتدلة المؤمنة بالتآخي مع بقية الإنسانية وقيمها الديمقراطية والليبرالية؛ وفي لحظات سابقة عندما هلّ «الحراك السياسي» عن طريق الشباب العربي في العقد الماضي باتت مرحلة «التمكين» جاهزة للتطبيق عن طريق القوة واستخدام الإرهاب والترويع. في اللحظة الراهنة، فإنَّ الحالة السياسية الإخوانية يمثلها سيطرة على المساجد والمراكز الإسلامية في الغرب، ومواجهات مع السلطة في كل الدول العربية التي نجت من الربيع المزعوم، وتلك التي قاومت ونجحت مثل الحالة في مصر؛ وتمثيل في السلطة مباشر في تركيا، وبالأكثرية النيابية في تونس، وبالأدوار المؤثرة في الأردن والمغرب، والتعامل مع التراجع في السودان.

التنظيم الدولي لـ«الإخوان» والموجود في أكثر من ثمانين دولة في العالم لا يتدخل في التفاصيل الدقيقة لعمل الفروع، وإنما يحافظ دائماً، أولاً على أن تكون الجماعة هي الحاضنة التي تربي ليس فقط الإخوان، وإنما تفرخ التوابع السياسية والإرهابية كافة. وثانياً، أن تكون قادرة على التعبئة المالية من خلال البنوك والاستثمارات الممتدة حول العالم. وثالثاً القدرة الإعلامية الدعوية في كل الأحوال لنشر الدعوة واستراتيجيات السيطرة على السلطة السياسية. النظرة الشاملة في العالمين العربي والإسلامي تظهر أن الجماعة تعرضت لهزائم ونكسات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، ولكنها لم تنتهِ ولها مأمن في الغرب حتى الآن، ومساندة من دول مثل تركيا وقطر اللتين جعلتا من أراضيهما ملاذاً للإيواء والتدبير الإرهابي والحملات الإعلامية. مقتربات التعامل مع الظاهرة الإخوانية بأبعادها كافة تراوحت حتى الآن بين ثلاث استراتيجيات: الاستئصال الأمني لجماعة سرية وإرهابية، حيث تُعامَل الحركة باعتبارها تعمل في مجال الجريمة المنظمة؛ والاحتواء أو الشمول داخل النظام السياسي كما تنادي الدول الغربية ويحدث في تونس والمغرب؛ ومؤخراً كانت المواجهة من خلال «تجديد الخطاب الديني» بإعادة بعث ما في الدين الإسلامي من تسامح واعتدال، علَّه يجفف منابع التجنيد للجماعة وتوابعها من الجماعات الإرهابية. وما هو واجب الإضافة هنا ما سبق طرحه في مكان آخر عن ضرورة «تجديد الفكر المدني» أو الدخول في مرحلة أخرى من «تجديد الفكر العربي» يقوم بجدية كبيرة على فكرة الدولة الوطنية في مواجهة الدولة الدينية، والتقدم في مواجهة الخلاص، والعلوم في مواجهة الشعوذة الغيبية.

الدولة الوطنية يجري تكوينها عندما يعود تاريخ الدولة إلى لحظة استقرار شعب وحضارة على قطعة من الأرض لها حدود جغرافية مستقرة. والتقدم هو حالة دينامية انتقل فيها الإنسان من حالة أخرى، ومن ثورات زراعية إلى أخرى صناعية إلى ثالثة معلوماتية، وهكذا انتقالات على سلم صاعد في الشروط الإنسانية. والعلم هو تمجيد للعقل الإنساني وقدرته على التفكير المنطقي والاكتشاف والتجديد وتعقب المجهول حتى ينكشف وليس الاستسلام لما فيه من غموض وظلام.

كان السعي إلى الإصلاح والتجديد واحداً من ردود الفعل العربية البنّاءة خلال السنوات الأخيرة لما جرى في المنطقة منذ عام 2010 من تراجع وصراع. وظهر ذلك بقوة في الكثير من الدول العربية التي قامت بتغييرات جذرية في السعي التنموي والاكتشاف التاريخي والنهضة التعليمية والامتزاج بالعصر وما فيه من تقدم علمي وتكنولوجي. وما حدث في هذا الاتجاه جرى معظمه في إطار الدولة الوطنية مع درجات مختلفة للتعاون خلال المواجهة مع جماعة الإخوان المسلمين التي من المقدر أنها لم تنتهِ بعد، لأنها تتحرك بمرونة عالية بين الأقطار المختلفة، وبين الضعف والتمكين بحزم تنظيمي بالغ، وتركيب ما بين المركزية واللامركزية بين التنظيم الأم والفروع، والاستفادة من الأوضاع الإقليمية والدولية المتغيرة. مكافحة الإخوان خلال المرحلة المقبلة سوف تتطلب المزيد من التعاون الإقليمي والدولي للتعامل مع المتغيرات الجديدة للجماعة والجماعات الإرهابية الأخرى.

 

هل كانت إيران والولايات المتحدة حقاً على "شفا الحرب"؟ ملاحظات حول الصراع في المنطقة الرمادية

مايكل آيزنشتات/معهد واشنطن/07 تشرين الأول 2020

من السرديات الشائعة التي ظهرت خلال العام الماضي حول التوترات الإيرانية - الأمريكية أنه خلال عدة مناسبات - ولا سيما بعد مقتل قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير - كانت إيران والولايات المتحدة "على قاب قوسين أو أدنى من الدخول في حرب". وعزّز مسؤولون إيرانيون هذه السردية حيث شجعوا الاعتقاد بأن اشتباكاً محلياً قد يتصاعد بسهولة ليصبح حرباً "شاملة" - في إطار مساعيهم لردع الولايات المتحدة. وعزّز هذه السردية على نحو مماثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن في حديث خاص لمذيعي التلفزيون في شباط/فبراير وبجرأته المعهودة، أن الحرب مع إيران كانت "أقرب مما تعتقدون". كما تناقل هذه السردية أيضاً العديد من الصحفيين و الأكاديميين ومحللي مراكز البحوث. ومع ذلك، فإن هذه النسخة المقبولة على نحو واسع من الأحداث تشوّه الحقيقة، وتمنع الفهم الواضح للإجراءات الإيرانية والأمريكية، وتعيق استجابة سياسية فعالة.  

لقد ارتكزت حملة الضغط المضاد التي أطلقتها إيران في أيار/مايو 2019 ضدّ سياسة "الضغط الأقصى" التي مارستها الولايات المتحدة (والتي تَمثل هدفها الظاهري بإبرام اتفاق أفضل مع إيران يشمل القضايا النووية والإقليمية والعسكرية) على أنشطة في "المنطقة الرمادية" بين الحرب والسلام. وشملت هذه الأنشطة هجمات سرية أو غير معترف بها على البنية التحتية وعمليات نقل مواد بتروكيماوية في الخليج، وهجمات بالوكالة ضد جنود أمريكيين في العراق، وعمليات سيبرانية سرية. وبالفعل، قد تكون إيران هي أبرز دول العالم التي نفذت عمليات في المنطقة الرمادية (رغم أن الصين وروسيا استخدمتا أيضاً أسلوب العمل هذا لفترة طويلة). ولما يقرب من أربعة عقود، واجه الأمريكيون صعوبات في فهم "طريقة الحرب" غير المتكافئة هذه والرد عليها بفعالية.   

وتجري الجهات الفاعلة العاملة في المنطقة الرمادية اختبارات لتحديد ما يمكنها الإفلات منه. فهي تنخرط في أنشطة سرية أو غير معترف بها بالوكالة لكي تحتفظ بالقدرة على الإنكار وتتجنب المواجهة الحاسمة مع الخصم. وهي تعوّل على أفعال تصاعدية من أجل إحاطة نواياها بالغموض، وجعل أعدائها غير متأكدين من كيفية الردّ. كما تنظم أنشطتها من حيث الزمان والمكان - فتحدد وتيرتها ومكانها الجغرافي - لكي لا يشعر صناع القرار لدى الخصم بأنهم تحت الضغط للتصرف بتهور. وهذا ما يمكّنها من تحدي خصوم أقوى والمضي قدماً بأجنداتها الخاصة وسط إدارة المخاطر ومنع التصعيد وتجنّب الحرب. وفي المنافسات الجارية في المنطقة الرمادية، لا يوجد خط واضح المعالم يحدد المرحلة الانتقالية من السلم إلى الحرب. وبالأحرى، هذه صراعات ضبابية وغامضة وبطيئة تتسم بذروات تصعيدية عرضية وفترات هدوء بين الحين والآخر.  

وتعمل استراتيجية المنطقة الرمادية التي تعتمدها إيران من خلال الاستفادة من عدد من الاختلافات في طريقة تفكير وعمل كل من طهران وواشنطن. وأهم هذه الاختلافات هي ذات طابع مفاهيمي. فصناع القرار الأمريكيون يميلون إلى وصف الحرب والسلام مع إيران (وكذلك مع الجهات الفاعلة الحكومية المهمة الأخرى مثل الصين وروسيا) بعبارات حازمة ومزدوجة، ولطالما كبّلهم الخوف من التصعيد - مما أتاح الفرص أمام إيران (ودول أخرى) للتصرف في المنطقة الرمادية "بطريقة وسطية". (ويكمن الاستثناء الرئيسي في هذا المجال - وهو عموماً استثناء حديث نسبيًا - في الميدان السيبراني). وفي المقابل، تميل طهران إلى اعتبار الصراع حالة مستمرة. وعليه، فإن الميدان الرئيسي ضمن صراعات المنطقة الرمادية هو المسألة الرمادية المبهمة التي تهيمن على عقول صناع السياسة الأمريكيين الذين يعتقدون أن صداماً محلياً يمكن أن يتطور بطريقة ما وبسرعة إلى حرب شاملة. وغالباً ما تكون النتيجة تقاعس الولايات المتحدة، مما يمنح الجهات الفاعلة في المنطقة الرمادية على غرار إيران حرية أكبر في التصرف.  

ولا تستند مصلحة طهران في تجنب الحرب وتفضيلها تنفيذ عمليات في المنطقة الرمادية إلى حسابات عابرة لمصالح النظام؛ بل إنها سمة متجذرة بعمق لثقافة النظام الاستراتيجية التي تنعكس في أسلوبها في الحرب، فضلاً عن استراتيجية الجمهورية الإسلامية في عهد آية الله علي خامنئي. إنها إحدى موروثات الحرب الإيرانية-العراقية التي لا تزال قائمة، والتي أودت بحياة نحو ربع مليون إيراني وتركت البلاد بجروح لم تلتئم بعد. وإيران عازمة على عدم تكرار هذه التجربة ثانية. وعلى نحو مماثل، بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الحروب الطويلة والمكلفة التي خاضتها في أفغانستان والعراق غرست في وعي الأمة رغبة قوية في تجنب أي "حروب أبدية" مستقبلية في الشرق الأوسط.

وبالتالي، فإن أسلوب عمل طهران بالكامل يهدف إلى منع التصعيد وتجنب الحرب. وخلال الأشهر السبعة الأولى من حملة الضغط المضاد التي أطلقتها في ربيع عام 2019، كانت كافة الهجمات التي نفذتها إيران غير فتاكة - من حيث تصميمها. فقد قامت القوات الإيرانية بزرع ألغام ملتصقة على هياكل ناقلات النفط، واستهدفت طائرات استطلاع أمريكية بدون طيار، كما نفذت هجمات دقيقة ضد منشآت نفط سعودية لم يجرِ تزويدها سوى بعدد قليل من الموارد البشرية. وعندما لم تحث هذه الخطوات الأولية واشنطن على الرد عسكرياً، أو رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة أو التخفيف منها، بعد انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018، قامت الجمهورية الإسلامية بالتصعيد ضمن المجال المتاح أمامها بسبب التقاعس الأمريكي بتنفيذها سلسلة من الهجمات الصاروخية التي ازداد عددها تدريجيًا في العراق بواسطة وكيلها «كتائب حزب الله»، إلى أن لقي أمريكي حتفه هناك في أواخر كانون الأول/ديسمبر. وأدى ذلك إلى إطلاق سلسلة من الأحداث - ضربة أمريكية مضادة أودت بحياة 25 عنصراً من رجال ميليشيا «كتائب حزب الله»، ومظاهرات عنيفة أمام السفارة الأمريكية في بغداد نفذها وكلاء موالين لإيران (مما أجج ذكريات سيئة لأزمة الرهائن التي شهدتها السفارة الأمريكية في طهران بين عامي 1979 و1981، وقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز عام 2012 من قبل إرهابيين ليبيين)، وتغريدات متهكمة من قبل خامنئي بأن أمريكا "لا تستطيع أن تفعل شيئاً" - مما دفع الولايات المتحدة إلى استهداف سليماني وقائد «كتائب حزب الله» أبو مهدي المهندس في أوائل كانون الثاني/يناير.

ومع ذلك، عندما ردّت إيران بعد خمسة أيام بضربة صاروخية على قاعدة "الأسد" الجوية، أرسلت بذلك تحذيرًا مسبقًا إلى الحكومة العراقية لكي يتسنى للأمريكيين المتواجدين فيها الوقت للاختباء. (وكانت الاستخبارات الأمريكية قد رصدت بدورها مؤشرات تحذيرية على وقوع ضربة صاروخية وشيكة). بعد ذلك، أشارت كل من الولايات المتحدة وإيران علناً بأنهما تعتبران الجولة الحالية منتهية، على الرغم من استمرار إطلاق الصواريخ ضد موظفين ومنشآت تابعة للولايات المتحدة في العراق منذ ذلك الحين. ولاحقاً، حذر خامنئي من أن الجمهورية الإسلامية "لن تنسى أبداً استشهاد الحاج قاسم سليماني... وسوف توجه حتماً ضربة مماثلة إلى الولايات المتحدة".

يجب أن يُظهر هذا التسلسل للأحداث أن الولايات المتحدة وإيران لم تكونا على شفا الحرب في كانون الثاني/يناير لعدة أسباب. أولاً، تشير الأحداث التي أعقبت مقتل سليماني إلى أن إدارة المخاطر والتصعيد كانت من أولويات كل من طهران وواشنطن؛ ومنذ ذلك الحين لم يحدث أي شيء من شأنه تغيير هذا التقييم. ثانياً، لفنرة دامت أكثر من 40 عاماً، تجنبت إيران والولايات المتحدة الدخول في حرب - رغم عمليات الخطف والهجمات التي تدعمها إيران في لبنان والسعودية والعراق والتي أودت بحياة مئات الأمريكيين؛ والاشتباكات التي حصلت في البحر قرب نهاية الحرب الإيرانية-العراقية التي أسفرت عن مقتل عدد كبير من البحارة الإيرانيين؛ وإسقاط الولايات المتحدة العرضي لطائرة ركاب إيرانية عام 1988 مما أدى إلى مقتل  جميع ركابها البالغ عددهم 290؛ إلى جانب العديد من الحوادث الأخرى. وأخيراً، منذ عام 2017، شنت إسرائيل مئات الهجمات على البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 8 عناصر من "الحرس الثوري الإيراني" (وفقاً لمصادر إيرانية) من دون إشعال فتيل الحرب.

ومع ذلك، فإن التاريخ حافل بأمثلة عن حروب حصلت بسبب حسابات خاطئة - وحتى الآن، أجرت كل من الولايات المتحدة وإيران مثل هذه الحسابات الخاطئة مرة واحدة على الأقل. وقد تجاوزت سياسة الضغط الأقصى الأمريكية خطاً أحمر إيرانياً يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، والذي ينص على أنه إذا لم تتمكن إيران من تصدير النفط، فسوف تعمل على منع أي دولة خليجية أخرى من تصديره أيضاً. ومن خلال سعيها إلى وقف صادرات النفط الإيرانية، حشرت واشنطن طهران في الزاوية ودفعت بها إلى إطلاق حملة ضغط عسكرية مضادة - وهو رد لم تكن الولايات المتحدة مستعدة له بشكل غير مفهوم. وبالمثل، تجاوزت إيران خطًا أحمر أمريكياً إثر إقدامها على قتل مواطن أمريكي - ومن خلال حث وكلائها على التخطيط لاحتجاجات عنيفة  أمام السفارة الأمريكية في بغداد في كانون الأول/ديسمبر 2019، فمن المحتمل أن تكون قد ساهمت في قرار الولايات المتحدة باستهداف سليماني والمهندس. ومع ذلك، تُظهر هذه الأحداث أنه في حين قد تكون الحسابات الخاطئة ممكنة، إلا أنها من الضروري أن لا تؤدي إلى تصعيد خارج عن السيطرة أو إلى حرب شاملة - رغم أنه يجب أن ننتظر لنرى ما إذا كان مقتل سليماني ضربة متقنة أو حساباً خاطئاً آخر.

وهناك طرق أخرى قد يدخل بها الطرفان في صراع أوسع نطاقاً. فقد تميل طهران إلى إطلاق مفاجأة في تشرين الأول/أكتوبر (على سبيل المثال، ربما اغتيال مسؤول أمريكي أو تنفيذ ضربة عسكرية مذلة) لتخريب آمال ترامب بالفوز بولاية ثانية - على الرغم من أن هذا الأمر قد تكون له ارتدادات عكسية ويمنح الرئيس الأمريكي دعماً في الانتخابات بسبب تأثير حشد الشعب حول راية البلاد. وقد يوفر أيضاً ذريعة لرد عسكري أمريكي صارم. وإذا لم يفز ترامب بولاية ثانية، قد تعمد طهران إلى شن ضربة قبل "يوم التنصيب" الرئاسي لتكون بمثابة وداع انتقاماً لمقتل سليماني، وإذا فاز ترامب بولاية ثانية، فسيتعين على طهران أن تقرر ما إذا كانت ستطلق أزمة عسكرية لتحفيز الدبلوماسية التي قد تسفر عن اتفاق أكثر شمولاً مع واشنطن، أو ستتجنب استفزاز رئيس منتصر وغير منظّم في بعض الأحيان. غير أن هذين السيناريوين سينطويان على استخدام محدود للقوة من قبل إيران، ويبدو من غير المرجح أن يتخلى ترامب فجأة عن مبدأ أساسي لرئاسته ويورط الولايات المتحدة في "حرب أبدية" أخرى في الشرق الأوسط قبل الانتخابات مباشرة، أو بعد فشل محاولة الفوز بولاية ثانية أو في بداية ولاية ثانية. ولكن إذا نفذت إيران ضربة قبل الانتخابات الأمريكية أو بعدها بفترة وجيزة، فإن احتمال حدوث مجموعة مقلقة من الردود الانتقامية يبقى قائماً. حتى أن بعض أعضاء الإدارة الأمريكية قد يرحبون بالتسبب بأزمة مع إيران عشية الانتخابات.

علاوةً على ذلك، إذا أصبح خامنئي عاجزاً أو توفي، قد يقرر المتشددون في «الحرس الثوري الإيراني» اعتماد مقاربة أكثر تقبلاً للمخاطر تجاه الولايات المتحدة: فقد يشنون هجوماً جريئاً انتقاماً لمقتل سليماني ويدفعون بالولايات المتحدة إلى سحب ما تبقى من قواتها من المنطقة. ومن المرجح أن ينذر تولي المتشددين في "الحرس الثوري الإيراني" مناصب قيادية في حقبة ما بعد خامنئي، بحقبة من التوترات والصراعات المحتدمة بين الولايات المتحدة وإيران.

ومن الأمور الأخرى التي قد تؤدي إلى التصعيد هي العمليات السرية الأمريكية (والإسرائيلية) المزعومة في إيران وضد المصالح الإيرانية في المنطقة. وقد تشمل أنشطة مثل التخريب الذي لحق بخط أنابيب نفطي تحت الماء في حزيران/يونيو 2019 قبالة الساحل السوري المستخدم لنقل النفط الخام من ناقلات إيرانية إلى مصفاة بانياس، وانفجار مركبة لإطلاق قمر صناعي إيراني قبل إطلاقه في آب/أغسطس 2019، وهجوم مزعوم في تشرين الأول/أكتوبر 2019 على ناقلة نفط إيرانية في البحر الأحمر. وربما لعبت الولايات المتحدة أيضاً دوراً في حادثة تخريب منشأة إيرانية رئيسية لتخصيب اليورانيوم في نطنز، والتي نسبتها التقارير إلى إسرائيل. وبالإضافة إلى هذه الحالات من التخريب المتعمّد على ما يبدو، وقعت سلسلة من الحرائق والتفجيرات في مواقع صناعية في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ومثل هذه الحوادث شائعة نوعاً ما في إيران، بسبب البنية التحتية المتداعية للبلاد وغياب ثقافة السلامة. ووفقاً لدراسة أجراها "معهد الولايات المتحدة للسلام"، فإن عدد مثل هذه الحوادث التي وقعت في الفترة بين أيار/مايو ومنتصف تموز/يوليو 2019 (97 حادثة على الأقل) هو نفس العدد تقريباً لتلك التي حدثت خلال الفترة نفسها من هذا العام (83 حادثة على الأقل). لذلك، في حين قد تكون بعض هذه الحوادث نتيجة عمليات تخريب أو هجمات سيبرانية، إلّا أنه يبدو على الأرجح أن معظمها لم يحدث بسبب هذه العمليات.

ومع ذلك، فإن التقارير التي تبدو جيدة المصدر من الولايات المتحدة وإسرائيل تعزز الانطباع بأن البلدين ربما يخوضان حملاتهما الخاصة ذات التركيز الضيق والمستوى المتدني في المنطقة الرمادية ضد إيران من خلال عمليات تخريب وهجمات سيبرانية على البنية التحتية النووية ومنشآت البحث والتطوير الاستراتيجية. وسواء كان هذا صحيحاً أم لا، ليس أمراً مهماً - فالتصورات هي التي تهم الآن. وهنا تكمن العقدة الأساسية: يتم الحفاظ على درجة من الإنكار عندما تكون حملات المنطقة الرمادية أكثر نجاحاً بشكل عام. وعندما يؤكد المسؤولون حقاً الأنشطة الدائرة في المنطقة الرمادية من خلال تسريبات إعلامية أو غيرها من الوسائل - سواء لأغراض شخصية أو سياسية أو دعائية - فإنهم يتجنبون بعض مزايا عمليات المنطقة الرمادية. وعندما تترافق الإجراءات السرية التي تهين النظام مع ممارسة المزيد من الضغط على طهران - مثل جهود الولايات المتحدة لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة في أعقاب المساعي الفاشلة لتمديد الحظر المفروض على عمليات نقل الأسلحة إلى إيران - تزداد احتمالية قيام إيران بتصعيد موقفها إذا ما قررت الانتقام وعندما تقرر ذلك. لكن التصعيد - حتى لو كان من غير المحتمل أن يؤدي إلى اندلاع حرب - ليس في مصلحة الولايات المتحدة، لأنه يخاطر بتسليط الضوء على حدود الردع الأمريكي فضلاً عن عجز واشنطن عن حماية أفرادها وأصولها، وعدم استعدادها للدفاع عن حلفائها. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، هناك فرصة ضئيلة ثمينة للتفاوض بشأن اتفاق جديد مع إيران في هذه المرحلة. ويؤدي الضغط المتزايد إلى زيادة مخاطر التصعيد لتحقيق مكاسب عملية قليلة.

لذا، في حين أن الادعاءات بأن إيران والولايات المتحدة كانتا على "شفا الحرب" تتصدر عناوين الأخبار المثيرة، إلا أنها لا تعكس الواقع. فبغية النجاح في منافسات المنطقة الرمادية، يجب تنحية المفردات وطرق التفكير المستمدة من تجربة أمريكا التقليدية في خوض الحروب جانباً، لأنها تجعل الوضع قاتماً أكثر مما تنيره وتشوش صفاء الفكر المطلوب لتجنب المزيد من التصعيد مع إيران. وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون صناع السياسة الأمريكيون قد تعلموا من التجارب الأخيرة مع إيران وألا يقللوا من شأن الخصم أو يبالغوا في تقدير قدرتهم على ردع الأعمال المزعزعة للاستقرار. فلا يجب الاستهانة بالعدو، كما أنه يجب مقارنة المكاسب المحتملة التي يوفرها مسار العمل المتوخى باحتمال التصعيد وإلحاق الضرر بسمعة أمريكا ومصداقيتها - وكذلك بقوة الردع الأمريكية في المستقبل.

مايكل آيزنشتات هو زميل "كاهن" ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن*. تم نشر هذه المقالة في الأصل على موقع "لوفير".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

عون لوفد الفاريز ومارسال: الشعب اللبناني يتطلع باهتمام الى نتائج التدقيق الجنائي فهو من الاصلاحات الاساسية للخروج من الازمة المالية دانيال: ملتزمون بالمهلة المعطاة لنا بعد تسلمنا المعلومات المطلوبة

وطنية - الأربعاء 07 تشرين الأول 2020

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "ان الشعب اللبناني يتطلع باهتمام الى نتائج التدقيق الجنائي Forensic audit في الحسابات المالية لمصرف لبنان، لان هذا التدقيق هو من الإصلاحات الأساسية التي أقرتها الحكومة اللبنانية للخروج من الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا من شركة "الفاريز ومارسال" Alvarez and Marsal للتدقيق الجنائي ضم: مديرها العام جيمس دانيال والمدير الإداري فيها اسيلد يانوش اوزيب ويحيى نصير، وذلك في حضور وزير المال في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني والوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشار الاقتصادي والمالي شربل قرداحي. ولفت الرئيس عون الوفد الى "ضرورة التوصل الى نتائج حاسمة ودقيقة وواضحة معززة بالمستندات والأدلة الثبوتية"، داعيا أعضاء الوفد الى مراجعته "في حال وجد فريق التدقيق أي صعوبات في العمل ليصار الى ازالتها بسرعة واستكمال المهمة"، مذكرا بوجوب "الالتزام بسرية العمل والمعلومات التي يحصلون عليها"، ومتمنيا لهم النجاح في المهمة و"تقديم النتائج الفعلية للتدقيق الجنائي الذي كلفوا به ضمن المهلة المحددة في العقد".

دانيال

من جهته، شرح المدير العام جيمس دانيال للرئيس عون رؤيتهم ل"المهمة التي أسندت اليهم للتدقيق الجنائي في الحسابات المالية لمصرف لبنان وما يمكن ان يواجههم من صعوبات خلال عملهم"، مشددا على "التزام فريق المدققين بالمهلة المعطاة له للتدقيق بعد حصوله على المعلومات المطلوبة من مصرف لبنان". وشكر دانيال الثقة التي وضعتها الدولة اللبنانية لشركة " الفاريز ومرسال" للتدقيق الجنائي، متمنيا ان يلقى فريق العمل كل التعاون المطلوب لانجاز المهمة.

 

رئاسة الجمهورية تنشر مواعيد الاستشارات النيابية

وطنية/07 تشرين الأول 2020

صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ما يلي:

عطفاً على احكام البنـد 2 من المادة 53 من الدستور، يُجري فخامة رئيس الجمهوريـة العماد ميشال عون، الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة، يوم الخميس الواقع فيه 15 تشرين الاول 2020، في القصر الجمهوري في بعبدا، وفق التالي:

أولا: فترة قبل الظهر:

- دولة الرئيس نجيب ميقاتي (الساعة 9.00)

- دولة الرئيس سعد الدين الحريري (الساعة 9.15)

- دولة الرئيس تمام سلام (الساعة 9.30)

- دولة نائب الرئيس ايلي فرزلي (الساعة 9.45)

1 - كتلة تيار المستقبل (الساعة 10.00) تضم النواب السادة:

سعد الدين الحريـري، بهية الحريري، هنري شديد، سمير الجسر، محمد كبارة، هادي حبيش، محمد الحجار، عاصم عراجي، محمد القرعاوي، نزيه نجم، بكر الحجيري، سامي فتفت، طارق المرعبي، وليد البعريني، محمد سليمان، ديما الجمالي، عثمان علم الدين، رولا الطبش جارودي.

2- كتلة الوفاء للمقاومة (الساعة 10.10) تضم النواب السادة:

محمد رعد، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، علي عمار، علي فياض، علي المقداد، حسن عز الدين، انور جمعه، أمين شري، حسين جشي، ابراهيم الموسوي، ايهاب حماده.

3- كتلة التكتل الوطني (الساعة 10.20) تضم النواب السادة:

فريد الخازن، طوني فرنجية ، اسطفان الدويهي، فايز غصن، مصطفى الحسيني.

4- كتلة حزب التقدمي الاشتراكي (الساعة 10.30) تضم النواب السادة:

تيمور جنبـلاط، وائل أبو فاعور، أكرم شهيـب، نعمه طعمـة، بلال عبد الله، هادي ابو الحسن، فيصل الصايغ.

5- الكتلة الوسطية المستقلة (الساعة 10.40) تضم النواب السادة:

نجيب ميقاتي، جان عبيد، نقولا نحاس، علي درويش.

6- الكتلة القومية الاجتماعية (الساعة 10.50) تضم النواب السادة:

أسعد حردان، سليم سعاده، البير منصور.

7- كتلة اللقاء التشاوري (الساعة 11.00) تضم النواب السادة:

الوليد سكرية، فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، عبد الرحيم مراد.

8- كتلة الجمهورية القوية (الساعة 11.10) تضم النواب السادة:

جورج عدوان، ستريدا طوق، بيار بو عاصي، عماد واكيم، جان طالوزيان، ماجد ادي أبي اللمع، شوقي الدكاش، زياد الحواط، جوزاف اسحق، فادي سعد، وهبي قاطيشه، جورج عقيص، قيصر المعلوف، انطوان حبشي، أنيس نصار.

9- النواب المستقلون السادة:

ميشال المر (الساعة 12.00)

ادي دمرجيان (الساعة 12.05)

نهاد المشنوق (الساعة 12.10)

اسامه سعد (الساعة 12.15)

فؤاد مخزومي (الساعة 12.20)

ميشال ضاهر (الساعة 12.25)

شامل روكز (الساعة 12.30)

جميل السيد (الساعة 12.35)

جهاد الصمد (الساعة 12.40)

10- تكتل لبنان القوي (الساعة 13.00) تضم النواب السادة:

جبران باسيل، ابراهيم كنعان، الان عون، حكمت ديب، زياد أسود، سيمون ابي رميا، نقولا صحناوي، الياس بو صعب، روجه عازار، اسعد درغام، سليم خوري، ادكار طرابلسي، مصطفى حسين، انطوان بانو، جورج عطاالله، ادكار معلوف، سليم عون.

- كتلة نواب الأرمن تضم النواب السادة: أغوب بقرادونيان، هاكوب ترزيان، الكسندر ماطوسيان.

- كتلة ضمانة الجبل تضم النواب السادة: طلال ارسلان، ماريو عون، فريد البستاني، سيزار أبي خليل.

11- كتلة التنمية والتحرير (الساعة 13.15) تضم النواب السادة:

دولة الرئيس نبيـه بـري، أنور الخليل، أيوب حمـيّد، علي بزي، علي حسن خليل، علي خريس، علي عسيران، غازي زعيتر، ميشال موسى، هاني قبيسي، ياسين جابر، قاسم هاشم، عناية عز الدين، محمد خواجه، فادي علامة، محمد نصر الله، ابراهيم عازار.

 

قاسم: ألا تتطلب هموم الناس وجود حكومة إنقاذ على مستوى المرحلة؟

 الوكالة الوطنية للإعلام/07 تشرين الأول 2020

أكد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم “ان الوضع الاقتصادي الاجتماعي لم يعد يحتمل، وسيف رفع الدعم مصلط على رقاب الناس وأزمة كورونا قابلة لمزيد من التدهور”، وسأل: “ألا تتطلب هموم الناس هذه ومستقبل أولادهم وجود حكومة إنقاذ على مستوى المرحلة؟.

أضاف في كلمة القاها في حفل تكريمي للشيخ حسن ملك: “الوقت ليس مواتيا لتعديل أو تغيير موازين القوى، ولا للانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية، ولا لابتداع صيغ لحكومة لا تمثل الكتل النيابية. لقد أثبتت الأشهر الماضية بأن الحلَّ الوحيد المتاح هو التكليف والتأليف بحسب الدستور والآليات المعتمدة منذ الطائف، وأي تجاوز لهذا الحل يعني إبقاء البلد في حال المراوحة والتدهور، يتحمل مسؤوليتها من لا يسلك الطرق الدستورية والقانونية”. وتابع: “خطة الإنقاذ وإعمار بيروت، ومعالجة الأزمات، يتطلب حكومة تتحمَّل هذه الأعباء، وكلما تكاتفت الأيدي وتحقَّق أوسع تمثيل في الحكومة لتنال ثقة المجلس النيابي، كلما كان الأمل بالإصلاح أكبر”.

 

لجنة الشؤون الخارجية استمعت الى وهبه وعكر بشأن ترسيم الحدود البحرية جابر: لبنان يفاوض من موقع قوة ومعطيات جديدة تساعده لتبيان حقه

وطنية - الأربعاء 07 تشرين الأول 2020

عقدت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين جلسة برئاسة النائب ياسين جابر، بحثت في موضوع ترسيم الحدود البحرية، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر، وعن وزارة الخارجية السفير غادي خوري والمستشارأحمد عرفه، وعن قيادة الجيش العميد الركن روني فارس وعلي حمدان (مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري).

جابر

وقال النائب جابر بعد الجلسة:" اجتمعت لجنة الشؤون الخارجية اليوم للاستماع الى معالي وزيرة الدفاع ومعالي وزير الخارجية وطبعا كان معهما مساعدون من الجيش ومن وزارة الخارجية وفي حضور الاعضاء وبعض الزملاء النواب، في موضوع ترسيم الحدود البحرية الذي سيبدأ في الاسبوع المقبل". واعتبرت اللجنة ان ما حصل في هذا الموضوع هو انجاز للبنان لانه عبر سنوات طويلة كان هناك دائما نوع من عدم قبول لاعتماد آلية يقبل بها لبنان والتي كان يصر عليها وهي ان يكون هذا التفاوض برعاية الامم المتحدة اي ذات الاطار الذي تم اعتماده تقريبا في البر منذ اتفاق نيسان وبعد انسحاب اسرائيل في العام 2000 التي هي اللجنة العسكرية الثلاثية في مقر الامم المتحدة في الناقوره برعاية الامم المتحدة. هذا ذات الاطار الذي سيتم تقريبا اعتماده يضاف اليه في موضوع الترسيم البحري وجود وسيط أميركي ليساعد في تسهيل الامر". أضاف جابر:" طبعا سابقا كان يطلب ان تكون هناك اجتماعات في الخارج واجتماعات مباشرة وغيره، طبعا اشتراط لبنان من خلال التفاوض وهذا امر استجد خلال زيارة وزير خارجية اميركا الوزير بومبيو الى لبنان في اذار عام 2019 في حينه بعد اجتماعه مع دولة الرئيس بري تفهم الموضوع وخلال زيارتي انا ووفد نيابي الى واشنطن في شهر نيسان 2019 يوم 12 نيسان تحديدا تبلغنا من وزارة الخارجية انه تمت الموافقة على ما يطلبه لبنان من خلال الرئيس بري الذي هو اطار الامم المتحدة رعايتها والمقر من خلال اللجنة العسكرية". تابع جابر:" بعد هذا التطور وجه فخامة الرئيس كتابا الى الولايات المتحدة الاميركية عبر السفيرة اليزابيت ريتشارد وبدأ السفير ساترفيلد بالقدوم الى لبنان ومن ثم طبعا هناك تأخير لان الحكومة الاسرائيلية استقالت وحصل خلاف على بعض التفاصيل. واعتقد اليوم ان المرحلة الجديدة ستكون لمصلحة لبنان لانه يقوم بالتفاوض من موقع قوة. ومنذ منذ ال 2006 الى اليوم، هناك 14 سنة من الاستقرار في جنوب لبنان لان هناك اليوم توازن رعب بين لبنان والعدو الاسرائيلي. فنأمل ان تتقدم هذه المفاوضات غير المباشرة والمفاوضات التي تتم برعاية الامم المتحدة بشكل ان يستعيد لبنان حقوقه كاملة. وكما نعلم جميعا استخراج الغاز والنفط بحاجة الى استقرار. اذا الاستقرار الطرفان لبنان والعدو الاسرائيلي بحاجة اليه، حتى تستطيع الشركات ان تعمل بامن وبسلام. وان شاء الله نستطيع ان نحقق ما نبتغيه من ان نحصل على كامل حقوقنا من خلال ما سيبنيه خبراؤنا في الجيش اللبناني ولديهم معطيات مشجعة كثيرا وهم استطاعوا وفي السنوات الاخيرة ان يحققوا تقدما في المعدات التي لديهم وفي الخبرات. وحسب ما استمعنا الى معالي الوزيرة والعميد المرافق، هناك اليوم معطيات جديدة تساعد لبنان على ان يبين حقه وان شاء الله ان يحفظ الترسيم حق لبنان. فهذه الجلسة كانت مفيدة ليطلع الزملاء النواب والراي العام على ما يتحقق في المرحلة المقبلة".

 

اللجان بحثت في قانون الانتخاب الفرزلي:الرئاسة قررت وضعه على سكة النقاش فتفت:لقانون جامع عدوان: لابقاء الحالي الان عون: تطويرالنظام ليس عابرا

وطنية - الأربعاء 07 تشرين الأول 2020

عقدت لجان: المال والموازنة، الادارة والعدل، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات جلسة مشتركة، قبل ظهر اليوم في المجلس النيابي، برئاسة نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي وحضور عدد كبير من النواب. وتم البحث في اقتراحات القوانين المتعلقة بالانتخابات النيابية.

الفرزلي

اثر الجلسة، قال الفرزلي: "خصص اجتماع اللجان النيابية المشتركة لمقاربة موضوع قانون الانتخابات النيابية. معروف للجميع، للقاصي والداني، ان هذا الموضوع هو موضوع نقاش، ونقاش ليس بصغير في البلد. كانت هناك وجهات نظر متعددة لان القانون لم يتم الدخول في تفاصيله، البحث تم في الاسباب الموجبة لقانون مجلس الشيوخ ولقانون مجلس النواب، وهي اقتراحات القوانين المسجلة في قلم المجلس والتي أتت من السادة النواب وكان البحث فيها شأنها شأن بقية القوانين". اضاف: "رغم الاهمية التي تكتسبها قوانين الانتخابات التي تطرح على النقاش، كانت هناك وجهات نظر متعددة، البعض ركز على ان هناك أولويات اخرى يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار، وهي الاولوية الاقتصادية والنقدية والمالية. هذا كلام محق وأمر يقع ضمن الاولويات الاساسية. ولكن كانت هناك وجهة نظر اخرى تقول ان هذا لا يتعارض، خصوصا وان هناك دعوات تتحدث عن انتخابات نيابية مبكرة، كيف نستطيع ان نوفق بين الاولويات الاقتصادية والمالية والنقدية والدعوة الى انتخابات. يجب ان نهييء الظروف لتطورات قد تأتي من مكان ما، وان يكون هناك قانون انتخاب نيابي معمول به متوافق عليه، فكلما كان هناك قانون تم الاعتراف بانه عادل وأحسن تمثيلا ولا بأس به فانه ينال رضى معظم الكتل النيابية، وهذا امر يجب الاقرار به". وتابع: "كما تعلمون جميعا، هناك من جهزوا الاسباب الموجبة لهذا القانون، كما هناك كتل اخرى لديها اقتراحات قوانين تطالب بتعديل هذا القانون والذهاب الى قانون اكثر تطورا اسمه قانون الدولة المدنية، الدولة العلمانية. تعلمون الجو العام في البلد بماذا يطالب، ان مدخل كل هذه الامور هو قانون الانتخابات النيابية".

وأعلن انه "كان لدى الرئاسة وجهة نظر تقول ان اسباب النقاشات او الخلافات في وجهات النظر، حول اي قانون انتخابات يجب ان يكون، هي مصالح المكونات الطوائفية التي يتكون منها البلد، وهذا امر مبتوت ومسلم به. ان مصالح الكتل السياسية والنيابية، امر متعارف عليه ليس في لبنان فقط بل في كل انحاء العالم حتى البلدان الاكثر ديموقراطية. جاءت الرئاسة تقول التالي: "لنسهل قانون الانتخاب ونأخذ لبنان الى دولة متطورة مدنية علمانية، هذا الموضوع ملك السادة النواب ويخضع للنقاش. ان وجود مجلس شيوخ يلحظ مصالح المكونات الطائفية يهدىء من روعها ويطمئنها، اذا تأمن هذا الشق عندها يصبح من الاسهل بكثير ان نصدر قانون انتخاب، قد تعترض عليه المصالح فقط التي لن تستطيع ان تتذرع بالطوائف عندما توضع عقبة ما امام هذا القانون او ذاك. ونبقي مجلس الشيوخ الذي يتم الاتفاق على صلاحياته، وتتم تعديلات عليه دستورية وغير دستورية، الى ان يتم الاتفاق على قانون انتخاب نيابي، وعندها تأتي الرزمة المتكاملة لكي تكون بتصرف الناس، حينها يحق النقاش حول مجلس انتخابات نيابية ومتى وكيف". واكد ان "هذا هو النقاش الذي تم بجدية وشفافية وصراحة تامة من قبل السادة النواب، كانت هناك وجهات نظر متضاربة، لا نستطيع ان نقول ان هناك اولوية مالية ونقدية واجتماعية وننسى ان هناك خلافا سياسيا عميقا في البلد ومطالبة من السادة النواب باحداث النقلة النوعية الاساسية في البلد، لا توجد نقلة اساسية نوعية من دون ان نأخذ بعين الاعتبار الولوج الى قانون الانتخاب. الرئاسة اتخذت قرارا بوضع قانون الانتخابات على سكة النقاش وتوفير الظروف الموضوعية له لكي يؤدي ذلك الى ولادته". وقال: "كما تلاحظون، اننا نحتاج الى سنتين. هل يجوز ان نترك قوانين الانتخابات الى ما قبل اسبوعين او شهرين ونقول اننا نريد ان نضع قانون انتخاب جديدا كما كان يحصل سابقا. نية الرئاسة انتاج قانون انتخاب، والمصداقية فيها انها طرحته منذ الان لكي يأخذ النقاش مداه ولكي لا يكون هناك اي سبب من اسباب التذرع بان المسألة تركت الى ما قبل شهر او شهرين. لذلك اي كلام يتحدث عن الاولويات، فان الرئاسة ترى ان كل المواضيع تتمتع بأولوية خصوصا، المادية والنقدية وهذا الامر يجب ان تسبقه حكومة ليتم التنسيق معها لانتاج القوانين.

واكد الفرزلي ان "المجلس ليس مقصرا، كما ترون قانون الشراء العام وقانون الاثراء غير المشروع وقانون اصول المحاكمات الجزائية الذي كان ثورة تشريعية بالامس وصدق في اخر جلسة، هذا القانون الذي نوقش اليوم والذي يحمل في طياته قانون مجلس الشيوخ وقانون مجلس النواب وخاضع للنقاش ومفتوح قد يصطدم بمصالح هذه الكتلة او تلك، هذا أمر طبيعي لكن النية جدية لايجاد الطريقة التي تؤدي الى تأمين رغبات الشعب اللبناني ممثلا بالنواب الذين انتخبوا او الذين يعتقدون انهم ليسوا بممثلين هو اصدار قانون انتخابي جديد".

فتفت

واعتبر النائب سامي فتفت، في تصريح بعد انتهاء جلسة اللجان النيابية المشتركة، ان "الجلسة اليوم، فتحت باب النقاش لموضوع اساسي جدا، الذي هو قانون الانتخاب. اعلم ان هناك كتلا في مجلس النواب لديها هواجس طائفية وان القانون الحالي جرى العمل عليه كثيرا حتى استطاع تامين كل هذا التمثيل الطائفي المناسب في لبنان، لكن للاسف القانون الحالي الذي أتى بالنواب الحاليين هو قانون غير جامع ويجبرنا على الخطاب المناطقي وليس الخطاب اللبناني الجامع". وتابع: "للاسف عدد من الكتل يقول، اليوم ليس الوقت المناسب لقانون انتخاب، لدينا مشاكل اكبر بكثير. انما المشكلة في البلد، والى ذلك الوقت وحتى نطرح شيئا ونقول، هذا وقته او ليس وقته ونؤجل المشكلة، فان هواجس الناس أهم، واكبر المشاكل التي ادت الى هذه الهواجس والمشاكل الاقتصادية والسياسية والازمات هو هذا المجلس النيابي وهذا القانون الانتخابي الحالي، الذي يجب ان نغيره، وان نذهب في الانتخابات باتجاه قانون انتخابي جامع اكثر يسمح لي كمرشح في حال ترشحت في الانتخابات المقبلة الحديث بخطاب سياسي واقتصادي، وليس بخطاب مناطقي". اضاف: "كلما توسعنا في دوائرنا كلما سمحنا لانفسنا ان نتحدث بخطاب سياسي اكبر. وكلما سمحنا بالفساد المالي السياسي اكثر، والقانون الحالي يشجع المال الانتخابي كما يشجع على خطاب غير جامع وحتى يشجع على الخطاب الطائفي". وختم: "بالنسبة للاستشارات النيابية التي دعا اليها رئيس الجمهورية، نحن كتيار "مستقبل" واضحون، نحن مع تطبيق الدستور ومع الدستور، وان تجري الاستشارات النيابية في أسرع وقت".

عدوان

وعقد النائب جورج عدوان بعد الجلسة مؤتمرا صحافيا، باسم كتلة "الجمهورية القوية"، قال فيه: "كلنا نعرف الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان في هذه المرحلة خصوصا على الصعد الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية، يضاف اليها الازمة المتأتية عن كورونا وعجز الحكومة المستقيلة بأن تواجه أي من هذه الوقائع، حتى اتخذ قرار باقفال مئة ضيعة. اننا لم نر ابدا ان الاولوية اليوم هي لنبحث بمجلس شيوخ او بقانون انتخاب، انما الاولوية القصوى هي معالجة المشاكل التي تهم الناس اليوم قبل الغد. لا نستطيع ان نؤخر تشكيل حكومة، حكومة ذات مهمة محددة، ونحن كحزب قوات لبنانية حكينا مطولا كيف ستكون مواصفاتها وما زلنا مصرين ان تكون حكومة ذات مهمة محددة من وزراء مستقلين وفيها مداورة. نحن اليوم لسنا بحاجة في المجلس النيابي الى موضوع خلافي". اضاف: "نحن اليوم لسنا بحاجة لنزيد ازمة فوق الازمات الموجودة، في موضوع خلافي مثل طرح قانون انتخاب جديد. ان استقرار التشريع في كل القوانين يتطلب، عندما ننجز قانونا نطبقه على مراحل لكي نعرف بعدها ما اذا كان هناك من اختلالات او تفاصيل نستطيع ان نطورها، هذا في المطلق، فكيف بقانون مثل قانون الانتخابات. جلسنا عشرات السنوات، وبعد جهد طويل استطعنا ان نصل اليه. ولكن الاهم اننا استطعنا ان نصحح التمثيل الذي كنا نعاني منه لسنوات طويلة. بعد جهد طويل صحة التمثيل في المجلس النيابي تغيرت لاول مرة في هذا القانون. لذلك وبشكل واضح، نحن مع الابقاء على هذا القانون. نحن نقول اننا نريد انتخابات مبكرة وعلى هذا القانون، والانتخابات المقبلة التي ستجري على اساس هذا القانون". وتابع: "اليوم فوجئنا بطرح جديد حول انشاء مجلس شيوخ، والاهم اننا نحكي كيف سيتم انشاؤه وكيف سننتخبه دون ان نتحدث عن صلاحياته. واليوم وزع اقتراح قانون يتحدث عن انشاء مجلس شيوخ ولا يحكي عن صلاحياته، وان دل هذا الامر على شيء، وكأننا نأتي وفي وضع متأزم وطنيا وفي ظل كل الامور خلافية لنطرح تغييرات جوهرية تطال النظام، فيما دستورنا واضح والمادة 22 ومعطوفة على المادة 95 تنص على ان اي مرحلة يكون فيها مجلس شيوخ تتطلب عدة خطوات قبل هذا الموضوع". وختم: " موقفنا، ان الاولوية هي لتشكيل حكومة ذات مهمة محددة، وبعد تشكيلها الاولوية الثانية لمعالجة قضايا الناس المعيشية والحياتية، وثالثا القيام باصلاحات سريعة لكي نستطيع من خلال هذه الاصلاحات ان ننفذ الخطة الحكومية بالنهوض بوضع الدولة. هذه الاولويات اعتقد ان كل الناس تريدها ومع هذه الاولويات من مهام هذه الحكومة المحددة ان تحضر لانتخابات نيابية على القانون الحالي. هذا هو الطريق، ونحن وكقوات لبنانية سنعمل عليه لنسلكه، وكانت لدينا دعوة واضحة ان تعالوا لنهتم بقضايا الناس ونتجنب القضايا الخلافية".

الان عون

وقال النائب الان عون: "كان قانون الانتخاب موضوع جلسة اللجان المشتركة بمعزل هل التوقيت مناسب فعلا لطرحه، ولا سيما ان الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية اهم بكثير من كل المواضيع. انما هذا لا يمنع ان يحصل نقاش ما دام القانون مطروحا، وهذا طبيعي، ونحن منفتحون على النقاش في موضوع قانون الانتخابات. الاهم لا تجوز العودة عن اهم مكسب في قانون الانتخاب الحالي: صحة تمثيل كل المكونات اللبنانية، إن كان على المستوى السياسي او على المستوى الطائفي. اذا، أي تطوير لقانون الانتخابات يجب ان يذهب في اتجاه تشجيع مزيد من التنوع مهما كان شكله. ولا تجوز العودة الى الوراء او العودة الى نظام محادل او غيره". وأضاف: "لنقل ايضا إن اي طرح يتضمن انشاء مجلس شيوخ بالشكل الذي يطرح فيه يرقى، بالنسبة الينا، الى تغيير جذري في النظام السياسي وليس فقط شغلة عابرة، وهو ليس مجتزأ او متجردا عن مجمل التغييرات المطلوبة اليوم على صعيد نظامنا السياسي من اجل معالجة كل ثغراته او تطبيقه في حال كانت الامور موجودة في الدستور او تطويره". وتابع: "نحن نعرف ان هناك كثيرا من الامور ملحوظة منها اللامركزية وغيرها، وهي مطروحة. اذا، اي تطوير في النظام ليس امرا عابرا. ان نطرح مجلس شيوخ والغاء القيد الطائفي على صعيد مجلس النواب، هذا ليس امرا عابرا.انه تغيير جذري على صعيد  نظامنا وهذا يتطلب الارتقاء الى تغيير نظام وحتى حوارا وطنيا لنرى اي جدية او واقعية او قابلية موجودة لدى البعض والكل للذهاب الى الدولة المدنية لأنه لا يجوز البحث في أي شيء له علاقة بالغاء الطائفية في النظام السياسي او الغاء القيد الطائفي الا اذا كانت هناك فعلا نية للذهاب الى الدولة المدنية بكل متدرجاتها ليس كشعار دولة مدنية، انما حقيقة كعقل وروح وسلوك واقتناع". وختم: "ربما انا من الذين يطمحون الى هذه الدولة المدنية، انما علينا ان ينظر الى كل واحد منا الى اي حد ينظر الى الاخر كمواطن وليس فقط كشخص من طائفته او من المكون عينه، هذا هو الاساس. اذا، علينا التنبه للذهاب الى اي مس بهذا النظام، فهو مسار طويل يجب ان نسير به. الشرخ الموجود في البلد لا يتيح لنا تأليف حكومة، فكيف نريد ان نغير نظاما بهذا الحجم! لنقل إن هذا الموضوع يجب ان يبقى في هذا الاطار. نحن منفتحون على كل حوار لناحية تطوير قانون الانتخاب نحو الافضل، انما يجب ان يأتي في ظروفه واطاره، ويجب ان يشمل كل شيء ولا نتعامل انتقاتبا مع المواضيع التي تهم اطراف ولا تهم اطرافا آخرين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 07 و08 تشرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

بري لم يكن يوماً غير أداة طروادية للسوري والفلسطيني والإيراني

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91083/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d9%83%d9%86-%d9%8a%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%8b-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9-%d8%b7%d8%b1/

في الخلاصة، فإن أرنب بري الجديد المسمى قانون انتخابي، لبنان دائرة واحدة هو خطير وخطير للغاية لأنه غير دستوري ويقضي على ما هو لبنان رسالة وتعايش وحريات ودستور وميثاقية، وبالتالي على السياديين والأحرار من المذاهب كافة أن يرفضوه ويفضحوه ويسقطوه.

 

مخازن الخوف والتفجير (1): لماذا الكشف في الضاحية مسموح وفي بعبدا ممنوع؟

أحمد الأيوبي/أساس ميديا/الأربعاء 07 تشرين الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91078/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%8a%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d9%85%d8%ae%d8%a7%d8%b2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d9%81-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%ac%d9%8a%d8%b1-1-%d9%84%d9%85/

 

قوانين الانتخاب وبرلمان الابتزاز

بشارة شربل/نداء الوطن/7 تشرين الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91081/%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d9%82%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a8%d8%b1%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84/

 

Hezbollah is losing its ability to intimidate anyone/Michael Young/The National/October 07/2020

مايكل يونغ/ذي ناشيونال: حزب الله يفقد قدرته على ترهيب أي شخص

http://eliasbejjaninews.com/archives/91090/michael-young-the-national-hezbollah-is-losing-its-ability-to-intimidate-anyone-%d9%85%d8%a7%d9%8a%d9%83%d9%84-%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%ba-%d8%b0%d9%8a-%d9%86%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%a7%d9%84/

*The party’s strength was always its ability to impose its agenda on its compatriots, and to threaten those who opposed it. But today, Hezbollah knows that such methods will not work.