المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october05.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أُريدُ رَحْمَةً لا ذَبيحَة، لَمَا حَكَمْتُم على مَنْ لا ذنْبَ عَلَيْهِم! فَرَبُّ السَّبْتِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/السيادي لا ينتمي لقطعان الأحزاب ويعترف علنا بأن سرطان لبنان هو الإحتلال الإيراني وأن لا حلول صغيرة أو كبيرة قبل تنفيذ ال 1559

الياس بجاني/صلاتنا من أجل انتصار الشعب الأرمني رد الهجمة على بلاده

الياس بجاني/إلى الرئيس بري: مبروك اعترافك بإسرائيل، وعمر لبنان 7000 سنة وما يزيد وهو مؤسس منذ آلاف السنين، فخيط بغير هالمسلي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو جولة الرئيس ترامب في محيط المستفى قبل العودة إلى البيت الأبيض حيث تجمعت الجماهير لتطمئن عنه وتصلي من اجل شفائه

فيديو تقرير من قناة الحدث يتناول الضغوطات الإسرائيلية الجدية على حزب الله واجبارة مرغماً على ترسيم الحدود من خلال نبيه بري

تحقيق افتراضي مع العهد (الجزء الأول)/أبو أرز – اتيان صقر

لا للسلاح غير الشرعي ونعم للقرار 1559: مجموعة من الثوار السياديين نفذوا وقفة امام ثكنة محمد زغيب في صيدا وطالبوا قائد الجيس جوزيف عون بتطبيق ال 1559

في تهافت نظرية الفصل بين سلاح "حزب اللّه" وسياسته/الياس الزغبي

بيروت تحيي بمرارة ذكرى مرور شهرين على انفجار مرفئها«

اليونيفيل» تساعد الجيش اللبناني في رفع الأنقاض من منطقة المرفأ

هذا ما جمّد مبادرة بكركي المارونية..

هل من ارتفاع في مستويات الإشعاع قرب مرفأ بيروت؟ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 4/10/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الغموض يلف الباخرة “jaguar S”… والقضاء يحجز عليها في الزهراني

الاستشارات خلال أسبوع أو أسبوعين..

المساعي الفرنسية تتجدد عقب “اللقاء الواعد” مع “الحزب”

الخلوة الرئاسية الجوية.. هل تبرّد علاقة عون – برّي؟'

حزب الله يرسم حدود بعبدا… ومعلم “التلحيم” يقوم بالترسيم

كيف علّق بعاصيري على طرح اسمه لرئاسة الحكومة؟

من المرفأ الى عين قانا... والإفلات من العقاب

إنجاز طيّ الكتمان... بين باريس وبيروت

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

«كورونا» حول العالم: 34.7 مليون إصابة و1.03 مليون وفاة

ترامب غادر المستشفى وعاد إلى البيت الأبيض

كبير موظفي البيت الأبيض: ترمب يبلي بلاء حسناً

ترمب يخضع لـ«متابعة طبية دقيقة» وحالته «جيدة للغاية» ودائرة المصابين بـ«كورونا» تتسع في البيت الأبيض

رئيس أذربيجان: الحوار هو الحل.. ومستعدون لوقف إطلاق النار بشرط!

ما حقيقةُ إصابةِ رئيس "كاراباخ" بقصف أذربيجاني؟

الجانبان الأرمني والأذري يتبادلان اتهامات بقصف مناطق سكنية

سفيرة أرمينيا في روما: هدف تركيا التخلص من أرمينيا

أبو الغيط: لن تكون لتدخلات تركيا في المنطقة نهاية طيبة

عودة التوتر بين تركيا واليونان في شرق المتوسط غداة قمة الاتحاد الأوروبي

ألمانيا تحتفل بالذكرى الـ30 للوحدة/ميركل تدعو إلى «تجاوز الفروق التي لا تزال قائمة بين الشرق والغرب»

تركيا تعتقل معارضين... وضجة بعد إلقاء كردي من مروحية

اتفاق بريطاني ـ أوروبي على تكثيف العمل من أجل اتفاق تجاري

روسيا: ألمانيا رفضت السماح لدبلوماسيين روس بالتواصل مع نافالني

دعموا من قطر والسعودية".. الأسد: الوضع في سوريا كان "خطيرا جدا"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماذا وراء الخطوة التي أقدم عليها الرئيس بري بالنسبة لترسيم الحدود؟/الكولونيل شربل بركات

من تاريخ قرانا.."المجبر" ومهنة تجبير العظام المكسورة/الكولونيل شربل بركات

ريفي لـ"المدن": النظام السوري وراء أحداث الشمال بـ"داعش اصطناعية"/جنى الدهيبي/المدن

مفاوضة إسرائيل: إخراج المسيحيين من كنف إيران/منير الربيع/المدن

نسأل حزب الله: ما هي حدودك؟/أحمد جابر/المدن

إلى أين يتجه سلاح «المقاومة»؟/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط أونلاين

قتال تراجعي لمحور الممانعة؟/حازم صاغية/الشرق الأوسط

حزب الله وإسرائيل.. حربٌ أم تهويلٌ أم تطويع؟/علي الحسيني/ليبانون ديبايت

الحريري وحزب الله: لا لميقاتي/ملاك عقيل/"أساس ميديا

لا لهذا الإطار التفاوضي لتحديد الحدود البريّة والبحرية بين لبنان وإسرائيل فهو خيانة للبنان/السفير د. هشام حمدان/اللواء

الأولوية الشرق أوسطية لترامب في مناظرة مقبلة مع بايدن/راغدة درغام/النهار العربي

لبنان بحاجة لعيش مشترك وليس التعايش مع السلاح غير الشرعي/عبد الجليل السعيد/صوت بيروت إنترناشونال

حزب الله في أرمينيا، فأي حدود تُرسّمونها/ربيع طليس/صوت بيروت إنترناشونال

من هو عدو "حزب الله"؟/د. منى فياض/الحرة

لا ثمن أميركيا للبنان مقابل المفاوضات مع إسرائيل/سوسن مهنا/إندبندنت عربية

بري وضؤ حزب الله الأخضر/خليل الحلو

البحث في إصدار “بطاقة تموينية” للفئات الفقيرة في لبنان/إيناس شري/الشرق الأوسط

موسكو ترفض إقصاء أي قوة سياسية في لبنان/علي بردى/الشرق الأوسط

“نسخة منقحة” من المبادرة الفرنسية تعيد تحريك مشاورات الحكومة/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

ترسيم الحدود.. بري توافق مع “الحزب” على اتفاق الإطار قبل إعلانه/محمد شقير/الشرق الأوسط

أي تداعيات لكورونا على سباق البيت الأبيض؟/إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط

تركيا والأرمن.. من الإبادة الجماعية إلى الحرب/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

تفاهم أميركي-روسي: سوريا نحو إسرائيل...دُر/فارس خشان/النهار العربي

تداعيات الانخراط التركي في القوقاز/د. خطار أبودياب/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البطريرك راعي متوجها الى السلطة السياسية: لستم أسياد الشعب بل خدامه ولا يحق لفئة أن تجعل من لبنان حليفا لهذه أو تلك من الدول في صراعها وحروبها

المطران عوده في قداس الاحد: ما نعيشه حاليا ينذر بالأسوأ وسلموا لبنان الجريح الى من يستطيع تضميد جراحه لانكم تزيدون الجروح التهابا

النهار: الأزمة بلا زمام... والوباء الزاحف يجتاحنا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أُريدُ رَحْمَةً لا ذَبيحَة، لَمَا حَكَمْتُم على مَنْ لا ذنْبَ عَلَيْهِم! فَرَبُّ السَّبْتِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان

إنجيل القدّيس متّى12/من01حتى14/:”ٱجْتَازَ يَسُوعُ يَوْمَ السَّبتِ بَيْنَ الزُّرُوع. وجَاعَ تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَقْلَعُونَ سَنَابِلَ ويَأْكُلُون. ورآهُمُ الفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا لِيَسُوع: «هُوَذَا تَلامِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لا يَحِلُّ فِعْلُهُ يَوْمَ السَّبْت». فقَالَ لَهُم: «أَمَا قَرَأْتُم مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِيْنَ جَاعَ هُوَ والَّذِينَ مَعَهُ؟ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ الله، وأَكَلُوا خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذي لا يَحِلُّ لَهُ أَكْلُهُ، ولا لِلَّذِينَ مَعَهُ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ وَحْدَهُم؟ أَوَ مَا قَرَأْتُم في التَّورَاةِ أَنَّ الكَهَنَة، أَيَّامَ السَّبْت، يَنْتَهِكُونَ في الهَيْكَلِ حُرْمَةَ السَّبْت، ولا ذَنْبَ عَلَيْهِم؟ وأَقُولُ لَكُم: ههُنا أَعْظَمُ مِنَ الهَيْكَل! ولَوْ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ مَا مَعْنَى: أُريدُ رَحْمَةً لا ذَبيحَة، لَمَا حَكَمْتُم على مَنْ لا ذنْبَ عَلَيْهِم! فَرَبُّ السَّبْتِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان!». وٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، وجَاءَ إِلى مَجْمَعِهِم. وإِذَا بِرَجُلٍ يَدُهُ يَابِسَة، فَسَأَلُوهُ قَائِلين: «هَلْ يَحِلُّ الشِّفَاءُ يَوْمَ السَّبْت؟». وكَانَ مُرَادُهُم أَنْ يَشْكُوه. فقَالَ لَهُم: «أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِد، فَإِنْ سَقَطَ يَوْمَ السَّبْتِ في حُفْرَة، أَلا يُمْسِكُهُ ويُقِيمُهُ؟ وكَمِ الإِنْسَانُ أَفْضَلُ مِنْ خَرُوف؟ فَعَمَلُ الخَيْرِ إِذًا يَحِلُّ يَوْمَ السَّبْت». حِينَئِذٍ قَالَ لِلرَّجُل: «مُدَّ يَدَكَ». ومَدَّهَا فَعَادَتْ صَحِيحَةً كاليَدِ الأُخْرَى. وخَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ فَتَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِيُهْلِكُوه.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

السيادي لا ينتمي لقطعان الأحزاب ويعترف علنا بأن سرطان لبنان هو الإحتلال الإيراني وأن لا حلول صغيرة أو كبيرة قبل تنفيذ ال 1559

الياس بجاني/03 تشرين الأول/2020

مشكلة لبنان هي أصحاب شركات أحزابه كافة الذين سلموا لبنان للمحتل الإيراني الذي يخطفه ويأخذه رهينة ويعمل بالقوة على تفكيكه وضمه كلياً لجمهورية ولاية الفقيه. مطلوب المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية واعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة ووضعه تحت البند السابع

 

صلاتنا من أجل انتصار الشعب الأرمني رد الهجمة على بلاده

الياس بجاني/02 تشرين الأول/2020

الشعب الأرمني شعب مؤمن وعظيم ومحب للسلام وقد عانى الكثير من جرائم الإبادة والتهجير والإضطهاد..نصلي من أجل أن يكون الله معه في دفاعه عن بلاده.  

Armenian people are great, fear God, faithful, peace lovers and have suffered many crimes of genocide, displacement and persecution. Our prayers goes to their just triumph in defending their country.

 

إلى الرئيس بري: مبروك اعترافك بإسرائيل، وعمر لبنان 7000 سنة وما يزيد وهو مؤسس منذ آلاف السنين، فخيط بغير هالمسلي

الياس بجاني/02 تشرين الأول/2020

*أخطر رسالة فارسية وملالوية مبطنة ومشفرة وجهها بري في نهاية مؤتمره إلى الفرنسيين واللبنانيين عموماً، والمسيحيين منهم تحديداً، هي رده على سؤال من محطة إعلام فرنسية قائلاً  بغضب وعصبية: “لبنان عمره 6000 آلاف سنة وبعده بمرحلة التأسيس”.

كما قلت يا إستاذ في مؤتمرك، “أنا بري وما بحلاش على الرص”، فإن لبنان لا الرص ولا الرصاص يخيفه لأنه مقدس وأرض قداسة وقديسين وعصي عليك وعلى الملالي وعلى سيد أمونيوم وعلى كل من يتوهم مرضياً بأنه قادر بسلاحه وإرهابه واحتلاله على إسقاط هذا اللبنان الرسالة واستبداله بنسخة عن نظام ولاية الفقيه الفارسية.

http://eliasbejjaninews.com/archives/90935/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%a8%d8%b1%d9%88%d9%83-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7/

السيد نبيه بري هو رزم ورزم من التناقضات بكل ما في المصلح من معاني، كما أنه من خامة أسوأ وأخطر وأفسد سياسيين عرفهم لبنان بتاريخه المعاصر.

الرجل كان فقيراً فأصبح بقدرة قادر من أغنى أغنياء لبنان، وكان محامياً مغموراً فأصبح زعيماً ميليشياوياً ورئيساً أبدياً لحركة أمل ولمجلس النواب.

لم يترك محتلاً إلا ووالاه واستفاد منه، الفلسطيني والسوري والإيراني، ولا تزال شهيته مفتوحة للاستفادة من أي محتل جديد.

طائفي حتى العظم، وفي نفس الوقت ينادي بإلغاء الطائفية السياسية موسمياً وكلما أراد إخافة المسيحيين.

يشتكي من النظام الطائفي ويصفه بأبشع الصفات، في حين أنه من أكثر السياسيين والميليشياويين الذين استفادوا ويستفيدون منه.

يدعي حرصه على الدستور وهو يقوم بإعدامه على مدار الساعة.

يتباهى بأنه إصلاحي وهو من أفسد الفاسدين والمفسدين.

يرفع شعارات المقاومة والتحرير في حين أن مواقفه الحقيقية ومن تحت الطاولة هي في غير مكان.

وفي سياق أحدث تناقضات الإستاذ “المهضومة” جاء اعترافه بإسرائيل علناً ودون أن يرمش له جفن، وذلك في مؤتمره الصحفي أمس الذي أعلن خلاله بإسم لبنان عن بدء التفاوض مع دولة إسرائيل على ملف ترسيم الحدود بوساطة أميركية وتحت رعاية الأمم المتحدة.

في المؤتمر أمس لم يأتي الإستاذ على ذكر مسمى “فلسطين المحتلة” ولو مرة واحدة، في حين استعمل باستمرار وطوال فترة المؤتمر مسمى إسرائيل وهذا ببساطة يعني اعترافه واعتراف حزب الله وسيدهما الإيراني بها.

يشار هنا إلى أنه وحتى اليوم ومنذ سنين يُخوّن ويُحاكم ويُهدد من قبل المتفرسنين ومنهم بري، والمتعربنين والقومجيين الدجالين، وجماعات اليسار المنافق، والإسلام السياسي والجهادي وغيرهم كثر، يُخوّن كل لبناني يسمي دولة إسرائيل باسمها الذي يعترف به كل العالم وليس بمسمى فلسطين المحتلة.

يبقى إن اعتراف الإستاذ بإسرائيل وهو يمثل حزب الله والملالي يعري حتى من أوراق التوت محور الشر الإيراني-السوري من كل شعارات دجل ونفاق وذمية وتجارة المقاومة والتحرير ووكذلك من عنتريات رمي إسرائيل في البحر والصلاة في القدس.

من هنا فإن كل مبررات بقاء الحزب الأمونيومي محتفظاً بسلاحه وبدويلته وبنفاق ثلاثية الدجل (جيش شعب مقاومة) وشعارات المقاومة والتحرير كلها قد سقطت بالضربة القاضية، مع أنها ساقطة ومكشوفة دستورياً منذ أن تم اختراع كذبة احتلال مزارع شبعا عقب انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني عام 2000… وقبل ذلك يوم استثني سلاح حزب الله الأمونيومي بحجة كذبة المقاومة من بنود اتفاق الطائف التي نصت على جمع كل السلاح غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني وحصره بقوى الدولة الشرعية فقط.

أما أخطر رسالة فارسية وملالوية مبطنة ومشفرة وجهها بري في نهاية مؤتمره إلى الفرنسيين واللبنانيين عموماً، والمسيحيين منهم تحديداً، هي رده على سؤال من محطة إعلام فرنسية قائلاً  بغضب وعصبية: “لبنان عمره 6000 آلاف سنة وبعده بمرحلة التأسيس”.

لا يا إستاذ يا نبيه ويا متذاكي، أنت غلطان كتير ومش عارف لا تاريخ لبنان ولا تاريخ اللبنانيين عموماً ولا تاريخ المسيحيين تحديداً.

كلامك الرسالة هذا هو تتطاول على الدستور وعلى كل أسس الاستقلال والتعايش، وبشكل خاص هو تعدٍ سافر على كل ما يرمز له لبنان الرسالة من قيم ومبادئ وتاريخ وهوية.

لبنان يا إستاذ يا نبيه هو مُؤسس منذ آلاف السنين، وعمره يزيد بكثير عن ال 7000 سنة ومش بس 6000. أرضه هي وقف لله وحدوده مذكورة في الكتاب المقدس (العهد القديم)، ولبنان الدولة الحالية عمره 100 سنة، وهو ليس فقط مُؤسس ومنتّهي التأسيس، بل هو من ساهم بتأسيس الجامعة العربية والأمم المتحدة وتطول القائمة وتطول بما شارك بتأسيسه عربياً ودولياً.

وكما قلت في مؤتمرك، “أنا بري وما بحلاش على الرص”، فإن لبنان لا الرص ولا الرصاص يخيفه لأنه مقدس وأرض قداسة وقديسين وعصي عليك وعلى الملالي وعلى سيد أمونيوم وعلى كل من يتوهم مرضياً بأنه قادر بسلاحه وإرهابه واحتلاله على إسقاط هذا اللبنان الرسالة واستبداله بنسخة عن نظام ولاية الفقيه الفارسية.

يا إستاذ نبيه، استيقظ من أحلامك وأخرج من أقفاص أوهامك وعد إلى لبنانك، لبنان الرسالة والحضارة والهوية والتعايش قبل فوات الأوان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو جولة الرئيس ترامب في محيط المستفى قبل العودة إلى البيت الأبيض حيث تجمعت الجماهير لتطمئن عنه وتصلي من اجل شفائه

President @realDonaldTrump greets supporters outside of Walter Reed

https://twitter.com/i/status/1312866202264522753

 

فيديو تقرير من قناة الحدث يتناول الضغوطات الإسرائيلية الجدية على حزب الله واجبارة مرغماً على ترسيم الحدود من خلال نبيه بري وذلك من خلال تهديده بتفجير مخازن اسلحته المكشوفة والمعروفة من الجيش الإسرائيلي اضافة إلى انكشاف اسرائيلي لأمكنة اقامة نصرالله وباقي قادة الحزب

https://www.youtube.com/watch?v=EEknYO8pF9s

 

تحقيق افتراضي مع العهد (الجزء الأول)

أبو أرز – اتيان صقر/04 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90988/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%81%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%b6%d9%8a-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9/

بعد مرور اربع سنوات على العهد القوي، وبعد سلسلة الكوارث التي حلّت بلبنان، بدءاً بالإنهيار المالي والإقتصادي والإجتماعي ووصولاً الى إنفجار المرفأ شبه النووي الذي دمر نصف العاصمة على رؤوس ساكنيها.

وبما أن الشعب قد فقد ثقته بالمنظومة السياسية الحاكمة التي إحتلت أعلى مراتب الفساد في العالم، وفقد بالتالى ثقته بالدولة ومؤسساتها واجهزتها الإدارية والأمنية والقضائية المهترئة التي هي إنعكاس لصورة هذه المنظومة الفاسدة.

وبما ان الحوار مفقود بين الشعب والعهد بعد أن تحصّن هذا الأخير في “قصر الشعب” وأحاط نفسه بغابةٍ من الأسلاك الشائكة خوفاً من وصول الثوار اليه.

بعد ذلك كله، ولتسليط الضوء على مجمل القضايا التي تحاكي وجع الناس وتساؤلاتهم وقلقهم على المصير، قررنا ان نجري هذا التحقيق الإفتراضي مع العهد على الشكل التالي:

الشعب: لقد مرت اربع سنوات على عهدكم، فما هي الإنجازات التي تحققت في أيامكم حتى الآن تبعاً للآمال التي كانت معلقة عليكم؟ والوعود الكبيرة التي اغدقتموها على اللبنانيين منذ عودتكم من المنفى

العهد: حاولنا ولكن تقليص صلاحيات الرئاسة في وثيقة الطائف منعتنا من تحقيق ما كنا نرغب به.

الشعب: لقد كنتم على علم تام بتقليص صلاحيات رئاسة الجمهورية منذ صدور إتفاق الطائف في العام ١٩٨٩، ثم وافقتم عليه في العام ٢٠٠٥ وشاركتم في الحكم على أساسه، فلماذا أذاً فعلتم المستحيل للوصول إلى سدّة الرئاسة، وعطّلتم الإستحقاق الرئاسي لمدة سنتين ونصف تحت شعار” انا أو لا أحد”، ثم تحالفتم مع ما يسمى “بحزب الله” لتحقيق هذا الهدف على حساب سيادة الوطن واستقلاله؟ فما جوابكم ؟

العهد: حاولنا ان نعمل لكن” ما خلونا”

الشعب: هل لكم ان تعلنوا للناس اسمياً من هم الذين “ما خلوكن” ؟ ولماذا تلجأون دائماً إلى بدعة تجهيل الفاعل التي تُستخدم عادةً في تمويه الحقائق وذر الرماد في العيون؟

العهد: الفريق الآخر “ما خلاّنا”.

الشعب: ومن هو هذا الفريق الآخر؟

العهد: هني بيعرفوا حالن.

الشعب: نحنا بدنا نعرف ومن حقنا كشعب ان نعرف؟

العهد :لا جواب

لبيك لبنان

اتيان صقر – ابو أرز

يتبع…

 

لا للسلاح غير الشرعي ونعم للقرار 1559: مجموعة من الثوار السياديين نفذوا وقفة امام ثكنة محمد زغيب في صيدا وطالبوا قائد الجيس جوزيف عون بتطبيق ال 1559

المنسقية/04 تشرين الأول/2020

نفذت مجموعات سيادية من الثوار يوم أمس  وقفة احتجاجية سلمية وحضارية أمام ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا تحت عنوان “لا لدويلة داخل الدولة لا للسلاح غير الشرعي”، وسط تدابير أمنية اتخذتها عناصر الجيش والقوى الامنية في محيط المكان.  وسلم الناشطون  السيادونخلال الوقفة رسالة لرائد في قيادة المنطقة العسكرية، يطالبون فيها قائد الجيش العماد جوزاف عون بـ »تطبيق القرار 1559 كاملا، وخاصة في شقه المتعلق بجمع السلاح من كل الفئات اللبنانية وغير اللبنانية الموجودة على أرض الوطن التي باتت تهدد الكيان وتمنع الاستقرار وتهيمن على الحريات، والعمل على حصر السلاح والأمن بمؤسسات الدولة والسيطرة الكاملة على الحدود البرية والبحرية”.وشددوا على أن الجيش “هو رمز الاستقرار والحصن المنيع الذي يحمي البلاد، وضمانة السلم الأهلي في وجه التحديات والأخطار، وهو إذ يقوم بواجبه في درء الأخطار وحماية المواطنين وحريتهم للتعبير عما يعانون منه، يعتبر صمام الأمان”.

 

في تهافت نظرية الفصل بين سلاح "حزب اللّه" وسياسته

الياس الزغبي/04 تشرين الأول/2020

إن أشدّ المنظّرين اشتباهاً وتوهّماً هم المبشّرون في هذه الأيام بنظرية الفصل بين "المشروع السياسي" ل"حزب اللّه" و"المقاومة"، أي سلاحه!

هؤلاء يجهلون أن المشروع والسلاح حالة واحدة، بتخطيط ورعاية و"تكليف شرعي" من "ولاية الفقيه"، وليس بقرار بلدي في حارة حريك.

بل هم يروّجون لنظرية الفصل الوهمي بين الجناحين العسكري والسياسي، وهو فصل غير ممكن تحت مقولة "توحيد الميادين" والوظيفة الإقليمية والدولية للذراع الإيرانية. وقد كانت صدمة مبادرة ماكرون الأخيرة خير إثبات على استحالة الفصل، وسبقت دول كثيرة فرنسا على الدمج بين الجناحين في جسم واحد لمنظمة واحدة. وجرّبت الحكومات الأخيرة في لبنان هذا الفصل الافتراضي تحت شعار "ربط النزاع"، وفشلت فشلاً ذريعاً أنتج هذه الحال المتردية على كل المستويات، بما جوّف الدولة من معناها، واسترهن السيادة لسطو "حزب اللّه" على قرار السلم والحرب، وأطلق يده في حروب المنطقة من سوريا إلى العراق واليمن... إلى ديار اللّه الواسعة. ويزداد اشتباههم وتوهّمهم في طرح هذه النظرية الخاوية، حين يفترضون أن الوحيد القادر على إقناع حسن نصراللّه بفصل مشروعه السياسي عن سلاحه هو الرئيس عون، ويطالبونه بأن يختم "إنجازات عهده" بهذا النجاح التاريخي الاستثنائي"، بما له من دالّة على حليفه.

وغاب عن بالهم أيضاً أن عون الذي وقّع على "وثيقة التفاهم" مع "حزب اللّه" في ٦ شباط ٢٠٠٦، ألقى مسحة "قداسة" على سلاحه في بندها العاشر، وكرّس الربط بين هذا السلاح ومشروع صاحبه السياسي، على مدى مفتوح في الزمن، تحت مقولة "زوال الخطر الإسرائيلي وتوافر الظروف المناسبة" لانتفاء الحاجة إلى سلاحه! كما أن عون مرتبط ب"فضل" نصراللّه عليه في إيصاله إلى سدّة الرئاسة، ولم يعد في موقع التأثير والمونة على صاحب الفضل. ثمّ إن الأهم في هذه المسألة أن قراراً على هذا المستوى الاستراتيجي يتطلب إقناع المتروبول، أي طهران، التي تقرر دور "حزب اللّه" ووظيفته وفقاً لمصالحها العميقة في الإقليم والعالم، وعلى أساس توازن القوى المتحرّك. وبالطبع لم يكن انخراط "حزب اللّه" في الحرب السورية بقرار ذاتي صُنع في الضاحية، بل بقرار استراتيجي إيراني حاسم. يبقى أن التحوّلات الكبرى لا تنتظر التنظيرات الصغرى، ولا يصحّ الطلب من عون ونصراللّه البت في مسألة جيوسياسية أعلى بكثير من طاقتهما، وأوسع بكثير من الهامش الضيق لحركتهما.

 

بيروت تحيي بمرارة ذكرى مرور شهرين على انفجار مرفئها

بيروت/الشرق الأوسط أونلاين/04 تشرين الأول/2020

أحيا عشرات الأشخاص، اليوم (الأحد)، ذكرى مرور شهرين على انفجار مرفأ بيروت، معربين عن غضبهم إزاء تحقيق يراوح مكانه، ومسؤولين لا يحرّكون ساكناً، مطلقين في أجواء العاصمة، ومن أمام ركام المرفق المدمّر، بالونات ترمز إلى الضحايا. وأوقع انفجار الرابع من أغسطس (آب) أكثر من 190 قتيلاً، و6500 جريح، ودمّر أحياء بكاملها. وبعد مرور شهرين على الانفجار، لم يتوصّل التحقيق اللبناني إلى كشف ملابساته، كما لم يتم الإعلان عن أي نتائج. والأحد، بعيد الساعة السادسة عصراً (15:00 بتوقيت غرينتش)، وفي التوقيت نفسه للانفجار الذي دمّر مناطق شاسعة من العاصمة اللبنانية، أطلقت في سماء بيروت عشرات البالونات البيضاء التي كتبت عليها أسماء الضحايا من منطقة مطلة على المرفأ، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وبثت عبر مكبّرات الصوت أغان لبنانية، على غرار «لبيروت» للسيدة فيروز. ورفع المشاركون في إحياء الذكرى من نشطاء وأقارب الضحايا صور أحبائهم الذين قضوا في الانفجار، وقد قطعوا الطريق لفترة وجيزة، وأعربوا عن غضبهم إزاء القادة السياسيين، وقد حمّلوهم مسؤولية الفاجعة بسبب فسادهم وانعدام كفاءتهم. وقالت سامية، وهي أم لتوأمين يبلغان 9 سنوات أفقدها الانفجار زوجها الذي كان يعمل في المرفأ: «نعيش العذاب كل يوم... يستكثرون علينا أن نعرف من ارتكب هذه الجريمة ضد الإنسانية». وتابعت: «إنها حرقة العمر... أولادي حرموا من كلمة (بابا) كل العمر». ومن جهتها، قالت سلوى التي فقدت خالها في انفجار المرفأ، حيث كان يعمل: «خالي بالنسبة لي كان مثل أبي». وأضافت سلوى بالعامية «الله يسامحكن»، وعقبت: «نطالب بمعاقبة كل المسؤولين عن هذا الانفجار»، قبل أن تقاطعها امرأة بالعامية: «الله ينتقم منهن». وتابعت سلوى: «نطالب بمعاقبة كل من تسبب بهذا الانفجار، بهذه الكارثة». وقال إبراهيم حطيط الذي فقد شقيقه (ثروت) في الانفجار: «كنا ننتظر إشارة منهم (أن يبيّنوا لنا) أنهم مهتمون بمطالبنا التي تتمثل بكشف نتائج التحقيقات، ومحاسبة المتسببين بهذه المجزرة الكارثية»، مضيفاً: «أنتم قتلتم أبناءنا مرتين: مرة بفسادكم، والأخرى بإهمالكم لمطالبنا». وبحسب الرواية الرسمية، وقع الانفجار في مستودع كانت تخزّن فيه كميات ضخمة من مادة نترات الأمونيوم منذ أكثر من 6 سنوات «من دون تدابير احترازية». وبعدما رفضت السلطات اللبنانية الدعوات المطالبة بإجراء تحقيق دولي في الانفجار، فتحت تحقيقاً محلياً أفضى إلى الآن إلى توقيف نحو 20 شخصاً. وتبيّن أن الدولة اللبنانية بكل أجهزتها كانت على علم بالمخاطر التي تشكلها هذه المواد الكيميائية المخزّنة على مقربة من الأحياء السكنية في بيروت. وكان قد تبلغ بمخاطر تخزين هذه المواد في مرفأ بيروت رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الوزراء المستقيل حسان دياب، ووزراء ومسؤولو الأجهزة الأمنية.

 

«اليونيفيل» تساعد الجيش اللبناني في رفع الأنقاض من منطقة المرفأ

الشرق الأوسط أونلاين/04 تشرين الأول/2020

بيروت: «الشرق الأوسط» قامت وحدة من قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، أمس، بمشاركة الجيش اللبناني في أعمال رفع الأنقاض من منطقة مار مخايل القريبة من مرفأ بيروت، التي تضرر قسم كبير من مبانيها نتيجة الانفجار الذي وقع في 4 أغسطس (آب) الماضي. وأعلن الجيش اللبناني أنه في إطار الأعمال الجارية لرفع الردميات الناتجة عن انفجار المرفأ، وحرصاً على المباني الأثرية التي تضررت، وضرورة حمايتها، فقد قامت وحدة من فوج الأشغال المستقل بالتعاون مع وحدة من اليونيفيل، برفع أحجار مبنى أثري يقع في منطقة مار مخايل من بين الأنقاض وتسليمها إلى المديرية العامة للآثار.تأتي مشاركة «يونيفيل» في إطار توسيع عملياتها في لبنان، بعدما كانت مقتصرة على المنطقة الحدودية، وذلك بعد تمديد مهمتها في لبنان بقرار من مجلس الأمن الدولي في آخر أغسطس الماضي.

 

هذا ما جمّد مبادرة بكركي المارونية..

إم تي في اللبنانية/04 تشرين الأول/2020

أكد مصدر مسيحي واسع الإطلاع ان لا صحة لما قيل عن طلب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من بكركي عقد لقاء يجمعه برئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وأن جعجع رفض. وأشار المصدر إلى أن بكركي هي التي طرحت امكان حصول لقاء على مستوى النواب الموارنة في التيار والقوات، ثم تمدد الطرح ليشمل جميع النواب الموارنة للبحث في الازمة الحكومية وفي العلاقات بين الاحزاب المسيحية. ولفت المصدر إلى أن بكركي لهذه الغاية إتصلت بالتيار الذي كرر موقفه الدائم المرحِّب والموافِق على أي مبادرة تطرحها بكركي على المستويين المسيحي والوطني، مشددا على انه ملتزم إنجاح اللقاء الجامع المطروح بطريركيا. لكن بعد ايام عادت بكركي وأبلغت التيار بأن جعجع لم يتجاوب مع مبادرة بكركي ما أدى الى تجميدها.

 

هل من ارتفاع في مستويات الإشعاع قرب مرفأ بيروت؟ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترد

روسيا اليوم/04 تشرين الأول/2020

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد أي ارتفاع في مستوى الإشعاع في المناطق بالقرب من مرفأ بيروت. وقال المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي إن بعثة الوكالة أجرت أبحاثا بمشاركة خبراء، وأخذت العينات في بعض المواقع للتأكد من عدم ارتفاع المستوى الإشعاعي بعد الانفجار في مرفأ بيروت. وأكد المدير العام استعداد الوكالة لمواصلة تقديم المساعدة إلى لبنان في التعافي من آثار الانفجار في المرفأ. وكانت بعثة الوكالة قد زارت بيروت خلال الفترة من 14 إلى 18 أيلول الماضي بهدف مساعدة السلطات اللبنانية في إجراء الأبحاث للكشف عن مستوى الإشعاع في منطقة الانفجار الذي أودى بحياة نحو 200 شخص وأسفر عن إصابة الآلاف وتسبب بدمار كبير في بيروت.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 4/10/2020

وطنية/الأحد 04 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

"كون معنا- نحنا حدك"، شعار مختصر أطلقه الوزير حسن لمواجهة وباء كورونا المنتشر على كامل مساحة الوطن، ولم تعد تكفي معه الاجراءات القسرية بل تلك النابعة من الوعي الجماعي.

الكون محاصر بالوباء، وتحت رحمته يتحرك اقتصاده المتباطىء بحكم الجائحة. أما لبنان، أزماته متعددة، وأضيفت إليها مع مطلع العام الدراسي المتعسر، هموم الدواء والاستشفاء واحتكار المواد المحتمل تعريتها في غضون الأيام المقبلة من الدعم، ولاسيما المحروقات والطحين، في ظل شح الدولار والعملات الصعبة، في ظل تنشيط السوق السوداء لسعر الدولار مع تسجيل سعر 8600 ليرة للدولار الواحد.

ومع انتكاسة المبادرة الفرنسية، وترقب زيارة وزير الخارجية الروسية، لم تظهر مؤشرات توحي بأي تحريك وشيك للملف الحكومي، رغم استحضار معلومات إعلامية لاسمي الرئيس الحريري والرئيس ميقاتي كمرشحين توافقيين محتملين في الفترة المقبلة.

شهران على كارثة المرفأ، وفي سماء بيروت الجريحة حلقت أسماء الشهداء عاليا اليوم فوق المرفأ، مرفوعة على أيدي الوجع الذي لن يستكين إلا بمحاسبة الفاعلين. ففي وقت تستمر التحقيقات في ما خص انفجار المرفأ في الرابع من آب، والتي ستحتاج إلى أسابيع، اعتصم أهالي الشهداء عند تمثال المغترب عند جادة شارل حلو، مطالبين باحقاق العدالة، وكشف المسؤولين عما جرى في ذلك اليوم المشؤوم، وأطلقوا البالونات بأسماء الشهداء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

محركات الملف الحكومي ما زالت "مكربجة"، على الأقل في العلن، بحيث يصعب وضع رسم تشبيهي لسيناريو جدي ينتشل التأليف من غيبوبته، وإن كان البعض يأمل بحذر انطلاق حراك سياسي على هذا الخط منتصف الأسبوع المقبل.

حراك آخر، يقود رؤساء الجمهورية ومجلس النواب وحكومة تصريف الأعمال، غدا إلى الكويت، لتقديم التعازي بوفاة أميرها الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. فهل تشكل رحلة الرؤساء الثلاثة ذهابا وإيابا، فسحة لمشاورات ما؟.

إنكفاء الحراك السياسي، يقابله حضور خطير لوباء كورونا، دفع إلى عزل مئة وإحدى عشرة قرية وبلدة، في محاولة للحد من انتشاره. وقد جاء الالتزام بالإقفال متفاوتا بين منطقة وأخرى.

بعيدا من كل هذه الوقائع، تتواصل حملة إعلامية مضللة ضد الرئيس نبيه بري، بعد مؤتمره الصحفي الأخير. وهي حملة أقل ما يقال فيها أنها حاقدة وغبية، وفي أحسن الأحوال مشبوهة، تمولها وتديرها بعض قنوات التلفزة المحلية، ويساندها بعض النشطاء المرتزقة على مواقع التواصل الاجتماعي.

والمضحك أن هؤلاء راحوا يزايدون بموضوع العداء لإسرائيل، ضد من!؟. ضد رئيس مجلس النواب وقائد "أفواج المقاومة اللبنانية- أمل؟!".

مهلا أيها السادة، أخطأتم في العنوان. نبيه بري لا يحتاج إلى شهادة بالوطنية منكم ولا من يقف خلفكم. ولنذكركم: نبيه بري أسقط اتفاق 17 أيار، وحمل السلاح ودافع عن بيروت مع رجاله واخوانه في حركة "أمل"، والضاحية وخلدة وبيروت تشهد.

نبيه بري أيها السادة قاد تحرير الجنوب منذ العام 1982، وصان الوحدة الوطنية، وهو نفسه من وقف أمام برلمانات العالم مدافعا عن الحق الفلسطيني، وصارخا بالفم الملآن: لم يعد يجدي إلا المقاومة والمقاومة فقط.

لا تتعبوا أنفسكم أيها السادة، تاريخ نبيه بري يتكلم عنه. أما أنتم فستبقون مجرد أدوات وأبواق حاقدة ومأزومة ومريضة، وستبقون كما أنتم مصابين بعقدة نفسية اسمها نبيه بري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أشبه بالاختبار، كان اليوم الأول من الإقفال الجزئي لمئة وإحدى عشرة بلدة ومدينة في مسار تتبع انتشار فيروس كورونا.

التقويم الأولي قد لا يدرك كله مع اختلاط الإقفال بعطلة نهاية الأسبوع، ولكن الساعات الماضية بدت كافية للانطلاق نحو أول هدف من الإقفال، عبر جمع فحوصات عشوائية قد تمكن من الوصول إلى فرملة السرعة الجنونية لانتشار الفيروس على الأراضي اللبنانية. وهنا، أهالي المناطق المعزولة والمقفلة، مدعوون للتعاطي بقدر كبير من المسؤولية، للتجاوب والالتزام مع الاجراءات حتى نهاية الأسبوع المقبل، فيكون صبرهم على ذلك سببا لتخفيف المشقة الصحية على أنفسهم وعلى غيرهم من المواطنين.

وبلسان البلديات والاتحادات، فإن حضور القوى الأمنية يجب أن يكون أكثر كثافة مما كان عليه اليوم، فلا تترك الشرطة البلدية وحيدة في المواجهة، لأن إمكاناتها المتواضعة وميزانياتها المتهالكة لا تسمح لها بسد فراغ الدولة وأجهزتها.

الدولة برؤسائها الثلاثة إلى الكويت غدا لتقديم التعازي بأميرها الراحل. أما رحلة الحكومة العتيدة، فهي في مرحلة البحث عن اسم من يؤلفها ويشكلها، كما أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد زيارة الكويت قد ينطلق قطار الاتصالات في سكة البحث بالأسماء المرشحة للتكليف والصيغة الحكومية وإدارة عملية التأليف.

وحول العالم، كورونا تحجب السياسة كثيرا، وترهق الأميركيين وتهددهم بأعداد وفيات تتجاوز الألفين يوميا، بينما رئيسهم دونالد ترامب وقع في فخ المكابرة على التزام الكمامة والوقاية، وأوقع فريقه السياسي والاداري في إرباك كبير، فيما لا يزال خصومه يقولون إنه يمارس لعبته الانتخابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كارثة المرفأ صار عمرها شهرين. أما مأساة لبنان، فعمرها من عمر المنظومة التي تشكلت بعد 13 تشرين الأول 1990، ونما جذعها في تربة الفساد، وتفرعت أغصانها في السياسة والإدارة وقطاعات المال والأعمال والإعلام.

كارثة المرفأ صار عمرها شهرين، لكن كشف حقيقتها مهما تأخر، لن يطول. فالقضية في عهدة المجلس العدلي، وأنظار كل لبنان تترقب النتائج المطلوبة سريعا، بلا تسرع، ومن دون تعمية أو لف ودوران.

أما مأساة لبنان، التي عمرها من عمر المنظومة، فدون كشف حقائقها عقبات كثيرة، تجاوزها يتطلب مقارعة المستحيل.

العقبة الأولى، الارتباطات الخارجية، الإقليمية والدولية، لمكونات المنظومة، والتي يزداد التعبير عنها وقاحة يوما بعد يوما، بعدما ظل سنوات طويلة في دائرة الخجل والخفر.

العقبة الثانية، الترابط العضوي بين مكونات المنظومة، بمصالح مشتبكة في العلن، لكن متشابكة في السر، والأسرار والفضائح والمفاجآت تحت هذا العنوان أكثر من أن تحصى أو تعد.

العقبة الثالثة، المغذيات الطائفية والمقويات المذهبية اليومية التي تتشربها جذور المنظومة، فتزهر خطوطا حمراء من هنا، وتنبت أعرافا مفروضة من هناك، وتنتج محصولا وافرا من نوايا الاستئثار بالدولة ومقدراتها وسلطتها، ولو كان الثمن إلغاء الآخرين وشطبهم كليا من المعادلة.

العقبة الرابعة، الذاتية المفرطة لدى بعض القوى والشخصيات السياسية. ففي الولايات المتحدة مثلا، يخوض كل من الحزبين الرئيسيين انتخابات تمهيدية داخلية لاختيار المرشح الرئاسي. وتخاض من ضمن كل حزب معركة انتخابية قاسية. لكن متى صدرت النتيجة، وحسم القرار، يلتف جميع المتنافسين حول المرشح الفائز، ويخوضون معه حملة موحدة لمصلحة المجموعة والبلاد. أما في لبنان، فحتى أبناء الصف الواحد يتفرقون في الأزمات، ويمتنعون عن الوحدة في الملمات، ولو حول الأساسيات. وما المعلومات المتداولة حول رفض "القوات اللبنانية" دعوة البطريرك الماروني للقاء جامع في بكركي، في زمن الثنائيات ونوادي رؤساء الحكومات، إلا خير مثال.

أما العقبة الخامسة والأخيرة، فنفس بعض اللبنانيين غير الطويل، أو ما اصطلح على تسميته بالذاكرة الضعيفة أو القصيرة. فلو كان الأمر عكس ذلك، كم كان درب التضليل وعرا، وطريق غسل الأدمغة ملغما بالحقائق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه أغرب قرار في تاريخ لبنان. قبله كنا نعرف أن الدولة تتخذ قرارات لا ترغب حقيقة في أن تنفذها، أو لا تقدر ان تنفذها. لكن ما فاجأنا حقا هو الإرباك الغريب العجيب في التعاطي مع قرار اتخذ، ومع وجود جهات كثيرة تنصلت من تنفيذه. اليوم كنا على موعد مع إقفال عدد من القرى والبلدات والمدن. المؤسف أن القرار في يومه الأول لم ينفذ كليا بل جزئيا. والسؤال: إذا كان الأمر هكذا في اليوم الأول وفي عطلة الأحد، فماذا عن بقية الأيام التي تشهد زحمة سير وحركة عمل؟.

على أي حال، بلديات كثيرة تعاطت مع القرار على أنه غير منطقي وغير طبيعي. فهي عصت قرار وزارة الداخلية والبلديات، وقالت بكل وضوح وصراحة إنها لن تتفذه. فماذا ستفعل الوزارة في هذه الحالة؟، هل تعترف بخطأها وأن قرارها غير مصيب، أم تلجأ إلى القوة لتنفيذ القرار؟. لكن عن أي قوة نتحدث؟، فوزارة الداخلية تهربت من تنفيذ القرار، ودعت البلديات إلى تسلم التنفيذ والتطبيق. فبأي منطق إذا نطلب من البلديات التي تريد مخالفة القرار أن تنفذه؟.

حكوميا، لا جديد ولا حركة مشاورات، لا ظاهرة ولا خفية. فكأن الأطراف السياسية كلها فقدت الأمل بإمكان إحداث خرق داخلي للأزمة، وسلمت بأن عليها انتظار نتائج الانتخابات الأميركية.

في المقابل، يلاحظ أن قوى فريق الثامن من آذار، تشيع أجواء إيجابية مرتكزها أن انطلاق مفاوضات الترسيم يفترض وجود حكومة سياسية لا حكومة مستقلين أو حكومة اختصاصيين. فكأن قوى الثامن من آذار تحاول أن تبيع ملف الترسيم، مقابل الحصول على مكتسبات في ما خص تشكيل الحكومة. فهل تنجح هذه الخطة في تحقيق أهدافها؟، مصادر الفريق المقابل، تؤكد أن التراجع عن فكرة حكومة المستقلين ليس واردا، لا لأسباب سياسية، بل لأن كل حكومة يشارك فيها "حزب الله" لن تنال ثقة المجتمعين العربي والدولي، وبالتالي لن تتمكن من الحصول على أي مساعدات من الخارج.

نحن إذا في عنق الزجاجة. وفي الانتظار المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية تتفاقم، وفضيحة التهريب تتفاقم، من الزهراني وصولا إلى الحدود اللبنانية- السورية. فهل كتب على لبنان الذي يشارف الإفلاس أن يدفع أيضا ضريبة الرغبة السورية في قضم ما تبقى من خيراته، ولو من بعيد وبالريموت كونترول هذه المرة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

عندما يعلن أحد أطباء أكبر مستشفيات بيروت، أن المستشفى لم يعد يتسع لأي مريض كورونا، وأن الكابوس الذي تخوفنا منه أصبح واقعا، نكون دخلنا في نفق الكارثة.

مسؤولية هذه الكارثة تتحملها ثلاث جهات: الدولة والمستشفيات والمواطنون. الدولة مسؤولة لأنها وعدت ولم تنفذ. فأين وعود وزارة الصحة بتجهيز المستشفيات الحكومية؟، كم مستشفى جاهز لاستقبال مرضى كورونا اليوم؟. والأهم هل طواقم هذه المستشفيات، من أطباء إلى ممرضين إلى تقنيين، تعرف كيف تتعامل مع هذا المرض ولا سيما مع حالاته الخطرة؟.

أين فرق تتبع الحالات عملا لحصرها؟، وهل ممكن أن نعرف كم عدد العاملين في هذا المجال، وكيف يمكن أن يغطوا لبنان كله؟. أين التنسيق بين مختلف الوزارات، وبين الوزارات ولجنة الصحة التابعة لرئاسة الحكومة، أم نحن في برج بابل؟.

وكما الدولة، كذلك المستشفيات الخاصة مسؤولة. هذه المستشفيات، ومنذ ظهور حالة كورونا الأولى في لبنان في شباط الفائت، بدأت النعي: نريد أموالنا من الدولة حتى نتجهز. قد تكون الدولة قصرت، وقد تكون وزارة الصحة لم تفرج عن كامل المساعدات التي وصلتها لمحاربة كورونا، صحيح ولكن ماذا فعلت المستشفيات؟. القلة تجهزت واستقبلت المرضى وامتلات أسرتها، والأكثرية لم تفعل شيئا. انتظرت الأموال ونسيت أن مهمتها انسانية قبل كل شيء، وأنها ليست مجرد business يبغى الربح. فأين خططها؟، وأين أجنحتها الخاصة بمرض كورونا، وأين التنسيق في ما بينها لنقل المرضى من المستشفى الممتلىء إلى الأقل امتلاء؟.

أما المسؤولية الثالثة، فعلى اللبناني "الحربوق"، الذي لا يريد أن يصدق أن كورونا مرض وحقيقة، وأن التحايل عليه لا ينفع. وكما اللبناني "الحربوق"، كذلك رؤساء بلديات المناطق الذين تلاعبوا اليوم بقرار الإغلاق من قبل الدولة، بشعبوية مقرفة.

نعم كورونا مش كذبة، فأوقفوا كذبكم واعترفوا ولو لمرة واحدة أنكم أخطأتم. اعترفوا أن مرضى يموتون في منازلهم. اعترفوا أن مرضى يطلب نقلهم من حرار في عكار إلى النبطية، وهم بحاجة إلى خمسة عشر ليتر أوكسيجين في الدقيقة الواحدة.

اعترفوا أنكم كذبتم وفشلتم، واعترفوا أنكم خسرتم جولة في سباق قاس مع مرض الكورونا اليوم، قبل أن تضطروا غدا للقول: خسرنا الحرب ونحن مجرمون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الرابع من تشرين كان لهيبه على ذوي الشهداء كالرابع من آب. الحرقة نفسها، لحظات العصف عينها، ونسيم تشرين الخريفي لم يلفح عيون آب الدامعة. وفي ذكرى شهرين على رحيل شهداء انفجار بيروت، طارت الذكرى ببالونات بيضاء في سماء مدينة شهدت على حرقهم، وطيرت النوم من عيون أحبائهم.

حضر الأهالي إلى مكان الانفجار، على توقيت وقوعه قبل ستين يوما، ولم يطلبوا سوى مسؤول واحد يطلعهم على ما توصلت إليه التحقيقات، لكن المسؤولين بدورهم اختفوا كبالونات هواء.

غابوا عن السؤال والجواب، وصرف بعضهم الوقت في معارك دارت رحاها اليوم بين هدى سلوم وغادة عون. وأثناء بحث القاضية عن المديرة العامة، كان الفرع البحري من القضاء، ينقب عن سفينة هامت على وجهنا، ودخلت المياه الاقليمية اللبنانية متوجهة إلى لبنان، لكن لم يطلبها أحد. وأظهرت التحقيقات أن وجهة الباخرة الحقيقية هي سوريا، إلا أنه تم وضع الزهراني في بوليصة الشحن بسبب "قانون قيصر".

تحايل بحرا وتمايل برا حيث قانون القياصرة اللبنانيين في عزل القرى، جاء متفاوتا في مدى الالتزام، لاسيما وأن القرار يحتاج إلى ترسيم في حدود البلديات. وجاءت النتيجة أن الحياة شبه عادية في المناطق والقرى المعزولة. وهذا في يوم أحد، فما بالك في الاثنين الموعود بالتجوال وبدء الموظفين بالتنقل من مكان إلى آخر.

خلاف على تطبيق القانون، واختلاف على تفسير القانون، وتحديدا لناحية ما أقره مجلس النواب في جلسته الأخيرة. فبعد الانتهاء من الاحتفالات شبه الرسمية، ولاسيما ل"التيار الوطني الحر"، بإقرار قانون الإثراء غير المشروع، ظهرت "القرعة من ام قرون"، واتضح أن كل وزير سيلتحف غدا القانون الذي يعجبه بحسب التهمة الموجهة إليه.

وعلى الرغم من أن "القوات اللبنانية" قاطعت الجلسة الأخيرة، فإن رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، لحظ لغطا في تفسير المادة 11 من القانون الذي تم إقراره. وقال ل"الجديد" إن التطبيق سوف يبقى محكوما بالازدواجية في التفسير، بين قائل بالمحاكمة وفق القضاء العادي، أو المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. وأعلن عدوان أن أمامنا احتمالين: تعديل الدستور ورفع الحصانات كليا، أو الاقتراح الأقرب مدى هو تعديل القانون بهدف الفصل بين الجرم الناتج عن الوظفية والإثراء غير المشروع. وأوضح أنه يعمل على هذا التعديل مع النائب جورج عقيص لتقديمه إلى الهيئة العامة.

وعلى دور بتفريغ القوانين من عصبها المحاسبي، والذي يضطلع به مجلس النواب، فإن الأدوار في التكليف الثاني الحكومي لا تزال تخضع لهدر الوقت. وسيتوجه الرؤساء الثلاثة غدا إلى الكويت، لتقديم التعازي بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قبل أن يعودوا إلى لبنان لمزاولة الهدر واستئناف التعطيل.

وهذا التعطيل خرقته شائعة يمكن إدراجها ضمن فقرة "صار ما صار"، عن طرح اسم محمد بعاصري مرشحا للتكليف، لكن نائب حاكم مصرف لبنان السابق أطل عبر "الجديد" قائلا بالمعدل المكرر المعشر، إنه لا يسعى إلى هذا المنصب لكنه "بخدمة لبنان"، وإن زيارته إلى عين التينة كانت لإطلاع الرئيس نبيه بري على الجردة المتعلقة بتصفية "بنك الجمال" بعد العقوبات، ليس أكثر.

وأبعد من المنصب أو ما طرحه من جدل عن رهن الذهب، فإن البعاصيري أجرى قطعا للحساب السياسي المصرفي، عدا ونقدا، عن كل المراحل السابقة، وقال إن سياسية تثبيت الليرة هي سياسية حكومية وليست خاضعة لمصرف لبنان، وإن المشكل الأساسي هو في تصرفات الطبقة السياسية.

وكشف البعاصري عن مصارف لبنانية كان لديها سوء تصرف، لا بل انها تصرفت بشكل سيء جدا، وقامت بتحويل استنسابي انتقامي لبعض الودائع بعد السابع عشر من تشرين. أوضح أن مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، حصر طلبه إلى هيئة التحقيق الخاصة، بتحويلات إلى سويسرا وليس إلى الخارج بشكل عام. وقد سألت "الجديد" القاضي عويدات عن هذه الحصرية، وما إذا كان فعلا قد اقتصر طلبه على تحويلات أموال لبعض السياسيين إلى سويسرا، فأوضح عويدات أن هذا الأمر قد تم فعلا، لكن بناء على تهمة ساقها الخبير المالي الدكتور مروان اسكندر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الغموض يلف الباخرة “jaguar S”… والقضاء يحجز عليها في الزهراني

 الجديد/04 تشرين الأول/2020

ذكرت معلومات “الجديد” أن حمولة الباخرة “jaguar S” التي رست قبالة الزهراني في 27 أيلول تعود ملكيتها إلى شركة “النعم” السورية وقد وصلت من اليونان. وأشارت المعلومات الى أن هناك “توجها لدى القضاء اللبناني لإعادة الباخرة إلى اليونان بعد انتهاء التحقيقات شرط تقديم القيمين عليها ضمانات بعدم شحنها إلى مكان آخر.. ولفتت معلومات الـLBCI  إلى أن “التحقيقات في قضية الباخرة المحملة بالبنزين تتركز حول معرفة سبب رسوها قبالة الزهراني وليس أي مرفأ آخر بعد التأكد من أن وجهتها سوريا”. وأكدت المعلومات أن “القضاء اللبناني يبقي الحجز عليها رافضا تصديرها الى تركيا، بناء على طلب وكيلها منعا لتعريض لبنان لعقوبات”.

 

الاستشارات خلال أسبوع أو أسبوعين..

جريدة الأنباء الإلكترونية/04 تشرين الأول/2020

توقّع القيادي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش، في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونيّة، أن يحدّد رئيس الجمهورية ميشال عون موعدا للاستشارات النيابية الملزمة بعد أسبوع أو أسبوعين، لأن التأخير مرده الى كورونا والحجر المفروض على بعض المقربين من بعبدا، والأكيد أن الأمور ذاهبة باتجاه عدم اطالة الأزمة. وعن مبادرة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة “تكنوسياسية” برئاسة سعد الحريري، رأى علوش أن “هذه من الأفكار المتداولة، لكن رد الحريري كان شرط الالتزام بالمبادرة الفرنسية”، مؤكدا انه “لغاية الآن لم يُطرح عليهم شيئا من هذا القبيل”. وفي حال طُلب من الحريري ترؤس الحكومة، قال علوش: “الحريري لم يتراجع عن شروطه إلا في حال تشكيل حكومة تكنوسياسية يغلب عليها الطابع التقني”.

 

المساعي الفرنسية تتجدد عقب “اللقاء الواعد” مع “الحزب”

جريدة الجريدة الكويتية/04 تشرين الأول/2020

بانتظار المفاوضات غير المسبوقة في الشكل والمضمون بين لبنان وإسرائيل، والتي ستسبقها زيارة تمهيدية متوقعة لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبيروت، وجد عراب «اتفاق الإطار»، رئيس مجلس النواب نبيه بري ضرورة الرد على الاتهامات التي وجهت لـ «الثنائي الشيعي» بالاعتراف بإسرائيل وللتقديرات السياسية التي تفيد بأن البلد ذاهب إلى تطبيع ما مع إسرائيل، إرضاءً لواشنطن أو حتى إلى المضي الى «حلول» شاملة، وفق الشروط الأميركية، للأزمات اللبنانية بما في ذلك تشكيل الحكومة.

وشدد بري، الذي يتزعم حركة «أمل» أمس، على أن «اتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل، وكفى بيعاً للمياه في حارة السقايين». وقال إن الاتفاق الذي جرى بواسطة أميركية «خطوة ضرورية»، مضيفاً أنه «يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت تكون قادرة على تنفيذ ما ورد فيه بحرفيته».

وفي رد على ما قيل عن تخلي «الثنائي الشيعي»، اي حركة «أمل» و»حزب الله»، عن المبادرة الفرنسية بعد «التقارب مع الأميركيين»، جدد بري التأكيد على «التمسك بكل مندرجات المبادرة الفرنسية»، لافتاً الى أن «التحدي الأساس الآن هو الوصول الى اتفاق على اسم لرئيس الحكومة، وباقي الأمور والخطوات من السهل التوافق عليها تحت سقف هذه المبادرة».

ويزداد منسوب القلق من استحالة التوصل، في المدى المنظور، الى تحديد أي موعد للاستشارات النيابية الملزمة من اجل اجراء المقاربة التي تحكم عملية تأليف الحكومة البديلة، بانتظار تطورات الساعات المقبلة، التي يمكن ان تؤشر الى مستقبل هذا الملف، وما يمكن أن يطرأ من معطيات تحركه من جديد.

وبمعزل عن الاهتمام، الذي خطفه التوصل إلى «اتفاق اطار»، يحكم انطلاق المفاوضات بين لبنان واسرائيل على مستوى الوفدين العسكريين من أجل ترسيم الحدود البحرية في 14 الشهر الجاري، قالت مصادر سياسية متابعة، السبت، ان «الاتصالات الفرنسية لم تتوقف بعد اعتذار الرئيس مصطفى أديب كما في توقيت تلا المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاحد الماضي. وتابعت: «فإلى الاتصالات التي واظب عليها الفريق الدبلوماسي المعاون لرئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون في الملف اللبناني مع عدد من الشخصيات اللبنانية بغية استمزاج الرأي في امكان إحياء المشاورات الضرورية من اجل تكليف بديل من السفير اديب ضمن المهلة المعقولة من اجل استئناف مساعي التأليف في وقت قريب، كانت تحركات فرنسية غير معلن عنها، وبقي الاجتماع الأبرز الذي عقده السفير الفرنسي المنتهية ولايته برونو فوشيه مع مسؤول الشؤون الخارجية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي قبل مغادرته بيروت قبل يومين عائدا الى بلاده». وكشفت المصادر أن «اللقاء كان إيجابيا وبحث في تفاصيل الأمور وموقف حزب الله من مبادرة الرئيس ماكرون»، مشيرة إلى ان «ممثل حزب الله وعد بتقديم مساعدة جدية لإعادة إنجاح المبادرة الفرنسية بشروط جديدة مقبولة من الطرفين».

 

الخلوة الرئاسية الجوية.. هل تبرّد علاقة عون – برّي؟

صحيفة الراي الكويتية/04 تشرين الأول/2020

قد تتشكّل الحكومةُ الجديدةُ خلال أسابيع قليلة، لن تتألّف قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقد لا تولد أبداً إلا بعد أن ينجلي غبار التناحُر بين واشنطن وطهران.

3 سيناريوهات لا يملك أحدٌ في بيروت القدرةَ على الجزم بأيٍّ منها يُقْبِل عليه لبنان العالق بين مطْرقة انتحار مالي – اقتصادي يُدفع إليه في ظل عدم توفير المظلة السياسية التي تتيح هبوطاً بأقلّ الأضرار في الهاوية السحيقة، وبين سندانِ نَحْر ما تبقّى من ركائز الدولة التي تتحلّل على وقع استرهانها للصراع الإقليمي الكبير وبات تَعَطُّل آليات الحُكْم فيها يضعها أمام مُفاضَلَةٍ قوامها: إما تغييرات في «النظام التشغيلي» عبر تعديلاتٍ تحت سقف جمهورية الطائف، وإما تغيير النظام السياسي ليتلاءم مع «فائض القوة» الذي يتفوّق به «حزب الله» على المكوّنات اللبنانية الأخرى.

ولم يكن أدلّ على مأسوية المشهد وسودويّته من التوصيف الذي أطلقتْه عليه أوساطٌ سياسية متمرّسة ذهبتْ إلى الحديث عن أن القوى اللبنانية صارتْ تتناتش «جثّة» اقتصادٍ صَرَعه الانهيار المالي – النقدي، وتلهو فوق لهيب أزمةٍ سياسية بلغتْ حدّ جعْل البلاد رهينةَ غَلَبةٍ داخلية تُلاعِب ما يشبه «وصايةً دولية» مازالت تراعي مقتضيات عدم «تفجير» لبنان، وتتعامى عن خطَر وبائي كبير يشكّله «كورونا» الذي «يفترس» بأرقامه القياسية المتسلسلة (تناهز 1300 يومياً) القطاع الصحي الرازح أصلاً تحت عبء المأزق المالي.

وفي حين يدخل لبنان ابتداءً من اليوم تجربةً هي الأوسع لجهة الإقفال التام لـ111 بلدة سجّل فيها «كورونا» أرقاماً مُقِلِقة، فإن انطباعاً لا يقلّ مدعاةً للقلق يسود على الجبهة السياسية حيال تَحَوُّلِ المبادرة الفرنسية الداعية لتأليف حكومة مستقلين لا تسمّيهم القوى السياسية إلى «حقل تَجارِب» في ضوء خلاصاتِ نُسْخَتها الأولى التي طويتْ مع اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب من دون أن تَسْقُط أهدافها الرامية إلى حضّ اللبنانيين على إطلاق قطارَ الإصلاحات عبر تشكيلةٍ وزارية مهمّتها أيضاً «الربْط على البارد» مع مرحلة التسويات الكبرى عندما تدقّ ساعتها.

وعبّرت الأوساط المطلعة عن الخشية من «تشرين المفاجآت» الذي زاد منسوبُ «حبْسِ الأنفاس» فيه إقليمياً ودولياً مع إصابة الرئيس دونالد ترامب بـ«كورونا» والتأثيرات المحتملة على صحّته كما مجمل السباق الى البيت الأبيض، ناهيك عن تَمَدُّد بقع التوترات في المنطقة وشرق المتوسط وصولاً إلى القوقاز، فيما لبنان غارق في «عمى» كامل حيال مآل المحاولة الثانية من المبادرة الفرنسية التي حدّد لها الرئيس إيمانويل ماكرون مهلة بين 4 و6 أسابيع لتفعل فعْلها، وسط ملامح مناوراتٍ متبادَلة ومحاولاتٍ لاستثمار تطوراتٍ ذات أبعاد خارجية للدفع نحو حكومةٍ وفق قواعد ومعايير ما قبل مساعي باريس.

وفي هذا الإطار، لاحظتْ الأوساط أنه على وقْع استكانةٍ داخلية إلى لعبة انتظارٍ جديدة لاحتْ بوادرُ محاولةٍ لتوظيف الإقلاع المرتقب (في 14 الجاري) لمفاوضاتِ ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية ورعاية أممية والتي أَفْرج عنها الثنائي الشيعي «حزب الله» – رئيس البرلمان نبيه بري في توقيتٍ «مدروسٍ»، بهدف انتزاعِ تشكيلةٍ حكوميةٍ تراعي «الخطوط الحمر» التي حدّدها السيد حسن نصرالله ويتم «ترسيمها» بناء على فشل تجربتيْ حكومتي الرئيس حسان دياب (قوى الغالبية) وحكومة المستقلّين بالطبعة الفرنسية التي اعتبرها الحزب ستاراً للانقلاب على نتائج الانتخابات وإخراجه من دائرة القرار في لحظة «الانقضاض» الأميركي عليه.

ولم يكن عابراً في رأي هذه الأوساط تسريب قريبين من فريق 8 آذار، أن انطلاق مفاوضات الترسيم وإمكان بلوغها خواتيمها خلال 6 أشهر (وفق هذا التسريب) يستوجبان حكومةً «سياسية ووطنية» توفّر مناخاً مستقراً في الداخل يظلّل مسار التفاوض ويواكب محاولات بلوغ اتفاق مع صندوق النقد الدولي على حزمة إنقاذية، مع إيحاءٍ بأن «ورقةَ الترسيم» هي الأغلى على واشنطن، وهو ما انطوى على رسائل ضمنية بأن تسهيل هذا الملف، ورغم انتقاله إلى عهدة الرئيس ميشال عون، يتوقف على تخفيف الخارج والولايات المتحدة خصوصاً المنحى المتشدّد حيال الحزب وحلفائه ومشاركته في الحكومة الجديدة.

وإذ كان بري يُلاقي هذا المناخ السبت، عبر ما نُقل عنه حول الاتفاق الإطار في موضوع الترسيم وقوله «هذه خطوة ضرورية لكنها ليست كافية ويجب أن تُواكَب بتشكيل حكومة بأسرع وقت قادرة على التمكن من إنقاذ البلد مما يتخبط به من أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته، وهو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقلّ وكفى بيعاً للمياه في حارة السقايين»، شكّكت الأوساط نفسها في إمكان حصول أي اختراقٍ وشيك في الملف الحكومي، أولاً في ظلّ عدم بروز أي مؤشراتِ تَبَدُّل في ثبات واشنطن على مسار «خنْق» حزب الله بالعقوبات وبتضييق هوامش استخدامه المؤسسات وبيئة الفساد الذي ينخرها لتمكين سيطرته وتحكّمه بمفاصل القرار وتغذية ذراعه العسكرية التي تمتدّ إلى أكثر من ساحة، وثانياً في ضوء صعوبة تَصَوُّر أي تراجعاتٍ لقوى لبنانية على خصومة مع «حزب الله» أو غير متحالفة معه في اتجاه التسليم بحكومةٍ محكومةٍ بالرفض الخارجي وتالياً ستعمّق الأزمة الشاملة للبلاد.

وفي هذا الإطار يتمّ التعاطي مع الطرْح الذي يجري تداوُله حول حكومة تكنو- سياسية من 20 وزيراً بينهم ستة سياسيين يمثّلون الطوائف والقوى السياسية الستّ الرئيسية على أنه من بابِ المزيد من «تقطيع الوقت» في انتظار مآل الانتخابات الأميركية، وسط اعتبار الأوساط عيْنها أن هذا الطرح، سيبقى أسير التعقيدات نفسها التي أجهضت محاولة استيلاد «حكومة الـ14 اختصاصياً مستقلاً» برئاسة أديب وتحديداً لجهة مَن يسمّيهم (الثنائي الشيعي أصرّ على وزارة المال من باب ميثاقي وتسمية وزرائه) ووجوب الأخذ برأي كتل الغالبية البرلمانية.

وفي حين نفت مصادر مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي اي)، ما روجت له محطة «ام تي في» نقلاً عن مصادر أميركية من أن التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت تنطوي في استنتاجاتها على أن «بيروتشيما كان عملاً متعمّداً»، فإن الأنظار تتجه إلى «خلوة طيارة» منتظَرة غداً بين عون وبري ودياب خلال انتقالهم معاً إلى الكويت للتعزية بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، ولا سيما بعد الإشارات السلبية التي ظهرتْ على خط عون – بري بعد تولّي الأخير إعلان الاتفاق الإطار حول الترسيم البحري وخروج «الودّ المفقود» بين الرجلين مجدداً إلى دائرة الضوء.

 

حزب الله يرسم حدود بعبدا… ومعلم “التلحيم” يقوم بالترسيم

صوت بيروت إنترناشونال/04 تشرين الأول/2020

يضيق هامش المناورة لدى رئيس الجمهورية ميشال عون أكثر فأكثر، كلما اشتد الضغط الأميركي. وبعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية سارعت بعض الدوائر اللبنانية لتهيئة الأجواء لبدء المفاوضات مع الأميركيين والإسرائيليين لترسيم الحدود.

انطلقت الفكرة من قناعة تقول إن مجرد الإعلان عن نية البدء بالترسيم، يخف الضغط ويستطيع لبنان التنفس. وقد يحصل على مساعدات مالية. وكانت المحاولة تتركز على سحب ملف التفاوض من الرئيس نبيه برّي ليتسلمه رئيس الجمهورية ميشال عون. رُفض المسعى،طبعاً بأمر من حزب الله الذي عند كل مناسبة يضع صلاحيات رئاسة الجمهورية في مهب الريح، اما عون الذي يتباكى على اطلال الصلاحيات لم يحرك ساكناً لأن الامر يتعلق بحزب الله، ولكن عندما تتضار الصلاحيات بالمحاصصة يعلو صوت بعبدا وتعود اسطوانة “يحاولون تهميش دور الرئيس”. وتأتي الخطوة الإسرائيلية لتضاعف الضغط على لبنان، وتزرع الشقاق بين الحليفين اللذين اتفقا على هذا الملف، وسلّم الجميع بأنه في يد برّي. اليوم يريد عون تسلّم الملف. وهذا سيترك ندوباً في العلاقة بين الطرفين. وستستمر محاولات إخفاء الخلافات القابلة للانفجار بينهما. وعدم تحقيق أي تقدم على هذا الصعيد، يضيق هوامش المناورة، الأمر الذي يدفع عون وباسيل إلى مزيد من المواقف المتمايزة عن حزب الله، لأنهما يريان أن مستقبلهما مع الأميركيين. فوجههما وقلبهما وعقلهما هناك، وكذلك وجدان بيئتهما وجمهورهما. حزب الله ومن خلال ملف الترسيم، يثبت انه لا يريد لبنان الدولة، بل الدويلة الخاصة به والتي تلبي مصالح ايران، ومصلحة ايران هي الفوضى الدائمة في لبنان كي تستطيع عبر حزب الله التغلغل اكثر فأكثر في الداخل اللبناني والسيطرة على كافة مفاصل الدولة. مرة جديدة يحتل الحزب صلاحيات رئاسة الجمهورية ويسيطر على قراراتها، ويتصرف كما يحلو له، في الحرب يذهب بلبنان وشعبه نحو الخراب من دون استئذان احد، وفي السلم والمفاوضات، يقرر الحزب عن رئاسة الجمهورية متى تفاوض ومتى لا، وكأن لا يوجد سيادة ولا دولة ولا قانون ولا دستور، مع ان الدستور واضح، ويقول في المادة 52 منه، “يتولى رئيس الجمهورية المفاوضات في عقد المعاهدات الدولية وابرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة، ولا تصبح مبرمة إلا بعد موافقة مجلس الوزراء”. أين رئيس الجمهورية من هذه المفاوضات التي تتحكم بها ميليشيا حزب الله عن طريق نبيه بري، واين مصلحة لبنان بحكم الميليشيات التي اوصلت لبنان إلى انهيار اقتصادي لم يشهده منذ تكوينه، واين لبنان من اجرام هذه الميليشيات التي تقف وراء انفجار المرفأ وقتل الشعب اللبناني، اين الرئاسة من رئاسة الجمهورية، واين التباكي على حافة الصلاحيات؟

 

كيف علّق بعاصيري على طرح اسمه لرئاسة الحكومة؟

موقع ليبانون ديبايت/الاحد 04 تشرين الأول 2020    

شدد النائب السابق لحاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري في حديث لقناة "الجديد" على أنه "غير مرشح لأي منصب حكومي ولا أسعى لرئاسة الحكومة"، مشيراً الى أن "لا علم لي بطرح إسمي لرئاسة الحكومة وأنا أقبل أن أكون في أي موقع كان لخدمة لبنان". ولفت الى أن "حزب الله رفض عودتي إلى مصرف لبنان ووضع فيتو عليّ باعتباري "وديعة أميركية" وهناك أشخاص آخرون كانوا غير مرحّبين بعودتي من بينهم باسيل ودياب". واعتبر "أننا امتداد طبيعي للقطاع المصرفي الأميركي باعتبار أن اقتصادنا "مدولر" ومن الضروري أن نكون بأفضل العلاقات مع الجانب الأميركي وكنائب حاكم مصرف لبنان كان دوري مسهّلا لهذه العلاقات". وعن لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال بعاصيري: "التقيت الرئيس بري بهدف الحديث عن بنك الجمال و95% من الودائع التي كانت في بنك الجمال دفعت شيكات". ورداً على سؤال عن طبيعة علاقته بحزب الله، شدد على أن "لا علاقة تربطني بحزب الله ولا أسعى للتقرب والتواصل معه ولا مع أيّ حزب آخر وأنا شخص مهني ولديّ أصدقاء من جميع المشارب السياسية". وأشار بعاصيري الى أن "الرئيس سعد الحريري صديق ومن الطبيعي أن أزوره والرئيس السنيورة شخص أحترمه ولا يمكن القول إنّ علاقتي معه غير جيدة". وأكد بعاصيري على أن "الرئيس سعد الحريري صديق ومن الطبيعي أن أزوره والرئيس السنيورة شخص أحترمه ولا يمكن القول إنّ علاقتي معه غير جيدة". وقال: "بتقديري الشخصي لن يكون هناك حكومة حالياً وهناك شروط لنجاح الحكومة ونجاحها يكون بمكوّناتها والمهم أن يكون هناك اتفاق بين اللبنانيين على الخروج من الأزمة العميقة التي نمرّ بها". وشدد بعاصيري على أن "حزب الله مكوّن أساسي من الشعب اللبناني ولكن أنا كلبناني مع أن تمارس السيادة اللبنانية بشكل كامل وخصوصا في ما يتعلق بالسلاح الذي يجب أن يكون محصورا بيد الجيش اللبناني والقرار في السلم والحرب يجب أن يكون لدى الدولة". واعتبر أن "حزب الله هو حزب سياسي لديه مئات الآلاف من المؤيّدين ومؤثرين في الحكومات المتعاقبة والمجلس النيابي وهو شريحة أساسية من المجتمع اللبناني وبالنسبة لواشنطن هو حزب إرهابي". وأكد أن "الولايات المتحدة توصلت إلى نتيجة بعد تجارب عدة أن الحرب باتت مكلفة جدا لذلك فهي تلجأ إلى سلاح العقوبات"، مشيراً الى أن "كل الأسماء التي يتمّ التداول بها على أنّها مهدّدة بالعقوبات الأميركية هي من باب التخيّلات ولا واقع صحيحاً لها على الإطلاق فالعقوبات لا أحد يعلم بها مسبقاً وأنا أعلم بها قبل فرضها بساعة فقط". وسأل: "لدينا احتياطي من الذهب بما يقارب 10 ملايين أونصة أي نحو 18 مليار دولار فلمَ لا نلجأ إلى هذا الاحتياطي عبر رهنه للتعويض عن المتضرّرين من انفجار مرفأ بيروت؟".

 

من المرفأ الى عين قانا... والإفلات من العقاب

وكالة الأنباء المركزية/04 تشرين الأول/2020

لم تستطع حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب الوفاء بالتزامها كشف الحقيقة في ما يخص كارثة انفجار مرفأ بيروت بعد 5 أيام على وقوعه. وإذا كانت الموضوعية تفرض الاعتراف بأن هذه المهلة غير واقعية، نظرا إلى هول الانفجار وحجم الدمار الذي خلفه، فإن الأهم يكمن في أن مرور شهرين تقريبا على الكارثة من دون أن تكشف أصغر التفاصيل في شأن المسؤولين عن هذه المصيبة- الضربة التي لم يتوقعها اللبنانيون من مسؤوليهم يوما. وهو ما يدفع إلى طرح تساؤلات جدية حول مصير القضية والمرتكبين وما إذا كان سيف المحاسبة سيطالهم فعلا في بلاد اللاعقاب هذه. من المنطلق نفسه، تشير مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية" إلى أن الافلات من العقاب ليس بالأمر الجديد في لبنان الذي اعتاد الناس فيه على التعايش مع المصيبة، وراهن مسؤولوه على الذاكرة الشعبية القصيرة لطي الملفات وإلهاء الناس يوميا بقضايا لا على البال ولا على الخاطر لأيام معدودة قبل أن يغرق في غياهب النسيان. هذه حال ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الذين لا يذكرهم أحد إلا للعودة إلى العزف على وتر تطبيع العلاقات مع النظام السوري، فيما لبنان أطلق ورشة ترسيم الحدود عبر مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل. وفي انتظار كشف مصير هؤلاء وإعادة الأحياء منهم إلى الحرية، تذكر المصادر أن انفجار المرفأ حجب الأضواء بالكامل عن قضية مستودعات الدجاج الفاسد التي اكتشفتها وزارة الاقتصاد قبل أيام من الفاجعة، من دون أن يعرف الناس مصير أصحاب المستودعات المذكورة، فيما تحفل الكواليس بكلام عن أنهم قد يكونون غادروا الأراضي اللبنانية.

لكن كل هذا في مكان وما سجله شريط أحداث ما بعد الانفجار من حيث العقاب الخاطئ في مكان آخر، على حد قول المصادر التي تذكر بأن أول توقيف في ملف المرفأ طال الضابط جوزف النداف الذي قام بعمله وواجبه على أكمل وجه، وأبلغ المعنيين بوجود مواد خطرة في المرفأ. وبدلا من مكافأته كان السجن مصيره. على أن الأهم يكمن في أن هذا النوع من الممارسات يذكر إلى حد بعيد بقضية جوزف صادر الذي اختطف في وضح النهار عام 2009، مع العلم أنه يعمل في إحدى شركات الطيران في المطار. اختفى الرجل ومعه الملف، وغابت عن السمع والبصر أي تحقيقات أو محاولات لكشف الحقائق في هذا الملف المريب، ما يتيح طرح تساؤلات عما إذا كانت لأحد الأفرقاء السياسيين مصلحة في تكريس نهج الافلات من العقاب هذا حتى لا تظهر الحقيقة إلى العلن يوما، وهو ما ينطبق أيضا على انفجار عين قانا الأخير.

 

إنجاز طيّ الكتمان... بين باريس وبيروت

وكالة الأنباء المركزية/04 تشرين الأول/2020

منذ ان أطفئت عصر يوم السبت الماضي المحركات الحكومية بعد ساعات قليلة على اعتذار السفير مصطفى اديب عن امكان اتمام المهمة التي اوكلت اليه من اجل تشكيل "حكومة المهمة" انطلقت سلسلة من السيناريوهات التي تحاكي مرحلة التمديد للمبادرة الفرنسية وما يمكن ان تحمله من مخاطر متعددة الوجوه. وما زاد من منسوب القلق استحالة التوصل في المدى المنظور الى تحديد اي موعد للاستشارات النيابية الملزمة من اجل اجراء المقاربة التي تحكم عملية تأليف الحكومة البديلة بانتظار تطورات الساعات المقبلة التي يمكن ان تؤشر الى مستقبل هذا الملف وما يمكن ان يطرأ من معطيات تحركه من جديد.

وفي ظل الإهمال الواضح لكل ما يشكل مقاربة لعملية الاستشارات النيابية الملزمة تتعدد الروايات والسيناريوهات التي تتحدث عن احتمال انطلاقها الأسبوع المقبل في اعقاب انتهاء الفرصة التي خطفها ملف التوصل الى "اتفاق اطار" يحكم انطلاق المفاوضات بين لبنان واسرائيل على مستوى الوفدين العسكريين من اجل ترسيم الحدود البرية والبحرية في الرابع عشر من الشهر الجاري الذي حدد أول اجتماع بينهما في مقر قيادة القوات الدولية في الجنوب برعاية اميركية وبتسهيلات لوجستية تعهدت بها القيادة الدولية.

وبمعزل عن الاهتمام الذي خطفه التوصل الى الإتفاق لشكل ومضمون وتوقيت المفاوضات من اجل احياء عملية الترسيم، كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ "المركزية" بان الاتصالات الفرنسية لم تتوقف في اعقاب اعتذار اديب يوم السبت الماضي كما في توقيت تلى المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الاحد الماضي في اكثر من اتجاه. فالى الإتصالات التي واظب عليها الفريق الدبلوماسي والإستخباري المعاون لماكرون في الملف اللبناني مع عدد من الشخصيات اللبنانية بغية استمزاج الرأي في امكان احياء المشاورات الضرورية من اجل تكليف بديل من السفير اديب ضمن المهلة المعقولة من اجل استئناف مساعي التأليف في وقت قريب، كانت تحركات فرنسية غير معلن عنها وبقي الاجتماع الابرز ذاك الذي عقده السفير الفرنسي المنتهية ولايته برونو فوشيه مع مسؤول الشؤون الخارجية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي قبل مغادرته بيروت صباح امس الجمعة عائدا الى بلاده ايذانا بانتهاء مهامه الدبلوماسية في بيروت بعد ثلاث سنوات على وجوده فيها.

وكشفت المصادر الدبلوماسية ان اللقاء الذي علمت به الخارجية الفرنسية مسبقا لم تشأ ان تعطيه اي طابع رسمي خارج نطاق الإطلاع على رأي الحزب في شأن التطورات الأخيرة بعد اعتذار اديب ومضمون المؤتمر الصحافي للرئيس ماكرون والوقوف على مدى استعداد الحزب للتجاوب في حال استؤنفت المبادرة بصيغة جديدة تمنع تكرار الأخطاء التي ارتكبت في المرحلة الأولى واستكشاف ما يمكن القيام به في المستقبل. وقالت المعلومات ان المبادرة الفرنسية لن تتوقف عند المعطى الخاص بعملية تأليف الحكومة، فما قالت به المبادرة الماكرونية تجاوز محطة التأليف الى المحطات الاقتصادية والاجتماعية والمالية التالية التي تتناول قضايا محددة تساعد الجانب اللبناني على استئناف مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي والهيئات المانحة من اجل استعادة الثقة الدولية المفقودة بالمؤسسات الرسمية اللبنانية المالية والإدارية. وكل ذلك من اجل وقف مسلسل المآسي التي تتناسل وليس من السهل تجنبها وتجاوز ما خلفته من فواجع بلغت بتردداتها السلبية الحدود القصوى التي كانت متوقعة في حال فشل مساعي تأليف الحكومة. ولذلك عبرت مراجع معنية عن مخاوفها مما بلغه الغلاء الذي طال اكثرية حاجات اللبنانيين وقد بلغ الذورة ومعه ارتفاع نسبة البطالة نتيجة اقفال العديد من المؤسسات وعجزها عن تقديم خدماتها وهو ما رفع من نسبة العائلات التي باتت تحت خط الفقر عدا عن المخاطر الأخرى المتوقعة امنيا واجتماعيا واخلاقيا. الى ذلك، كشفت المصادر الدبلوماسية لـ "المركزية" عن انجاز ما زال طي الكتمان وهو يتصل بالمجهود الذي يبذله وفد نقدي ومالي وقانوني من البنك المركزي الفرنسي في بيروت وهو الذي باشر قبل فترة الاطلاع على حسابات مصرف لبنان بغية اجراء نوع من التقييم للخطوات التي اتخذها في السنوات الأخيرة والتثبت من اسباب العجز المفاجىء وهي مهمة شارفت على نهايتها قبل ان تقلع مؤسسة "الفاريس آند مارشال" بمهمتها التي تعاقدت بشأنها مع الحكومة اللبنانية من اجل اجراء التحقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي.

وبناء على ما تقدم، وما يمكن ان تأتي به ايام الأسبوع الطالع من مؤشرات هامة بشان الملف الحكومي، قالت مصادر مطلعة ان لا بد من خطوة تكسر حال الجمود في ظل اصرار الأطراف المتصارعة على انتظار الخطوة الأولى من الطرف الآخر من دون ان يبادر احد الى اي خطوة يمكن ان تحيي الحديث في ما يمكن القيام به. فالأزمة لا تحتمل المزيد من التسويف والمماطلة ولا بد من اتخاذ قرارات حاسمة يقدم عليها رئيس الجمهورية بالتفاهم مع رئيس مجلس النواب وهو ما اسرت به معلومات تحدثت عن اجتماع بينهما منتصف الأسبوع المقبل قيل انه سيخصص للبحث في تركيبة الوفد اللبناني المشترك العسكري والمدني والقانوني الذي سيقود المفاوضات بدءا من 14 الشهر الجاري لترسيم الحدود اللبنانية - الاسرائيلية  وهو امر يراهن عليه كثر لاستكشاف الخطوات المقبلة.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

«كورونا» حول العالم: 34.7 مليون إصابة و1.03 مليون وفاة

برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»/04 تشرين الأول/2020

بلغ عدد حالات الإصابة بفيروس «كورونا» في العالم 34 مليوناً و706 آلاف و736 حالة، حتى مساء اليوم (السبت)، كما بلغ عدد الوفيات مليوناً و29 ألفاً و969 وفاة، حسب بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز الأميركية. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، تصدرت الولايات المتحدة قائمة العشرين من حيث أعلى الدول تسجيلاً للإصابات والوفيات على مستوى العالم. وتجاوز عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس في الهند مائة ألف السبت، بحسب الأرقام الرسمية، فيما تبدأ مدريد إغلاقاً جزئياً ويتظاهر معارضو التدابير الوقائية للحد من انتشار الوباء من جديد في ألمانيا. وينتشر الفيروس بشدة في الهند، ثاني دول العالم من حيث التعداد السكاني البالغ 1.3 مليار نسمة. وعلى صعيد الإصابات، سجّلت الهند 6.47 مليون حالة، وباتت على وشك تخطي حصيلة الولايات المتحدة خلال أسابيع. لكن كون عدد سكان الهند أكبر بأربع مرّات من عدد سكان الولايات المتحدة التي سجّلت عدد وفيات أعلى بمرّتين، فإن ذلك يثير الشكوك حيال الأرقام الرسمية الصادرة عن الهند. وقال الخبير في علم الأوبئة تي. جاكوب جون لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا نعرف إلى أي درجة يمكن الاعتماد على معدلات الوفيات الصادرة عن الهند». ومع إجرائها نحو مليون فحص كل يوم، تعد نسبة الفحوص من أصل التعداد السكاني أدنى بخمس مرات من الولايات المتحدة، وفق موقع «وورلدوميتر» للإحصاءات العالمية.

 

ترامب غادر المستشفى وعاد إلى البيت الأبيض

وكالات/05 تشرين الأول/2020

ظهر الرئيس ترامي في فيديو وزع على كل مواقع التواص الإجتماعي وهو يجول بموكبه حول المستشفي شاكراً الجماهير التي جاءت لتحييه وتصلي من أجل شفائه وذلك عقب مغادرته عائداً إلى البيت الأبيض وأفيد بأن حالة الرئيس الصحية جيدة.

 

كبير موظفي البيت الأبيض: ترمب يبلي بلاء حسناً

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/04 تشرين الأول/2020

قال كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، اليوم (السبت)، إن الرئيس دونالد ترمب «يبلي بلاء حسناً، وإن الأطباء سعداء جداً بمؤشراته الحيوية». وأبلغ ميدوز، الصحافيين بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: «الرئيس يبلي بلاء حسناً. هو يتحرك وليس طريح الفراش ويطلب المستندات لمراجعتها». وتابع: «الأطباء سعداء جداً بمؤشراته الحيوية. التقيت به عدة مرات اليوم في أمور متنوعة». وكان الرئيس الأميركي قال على موقع «تويتر»، اليوم، إنه يشعر بأنه بخير بمساعدة الأطباء والممرضين في مركز «والتر ريد» الطبي العسكري. وأضاف ترمب، حسب وكالة «رويترز» للأنباء: «الأطباء والممرضون والجميع في مركز (والتر ريد) الطبي والآخرون في المؤسسات المماثلة الذين انضموا إليهم جميعهم رائعون حقاً». وتابع: «أحرزنا تقدماً هائلاً خلال الشهور الستة الماضية في مكافحة هذا الوباء، بمساعدتهم أشعر بأنني بخير». وأُدخل الرئيس الأميركي، أمس (الجمعة)، مستشفى «والتر ريد» العسكري قرب واشنطن، حيث يخضع لعلاج تجريبي لـ«كوفيد - 19»، ما أدى إلى إبعاده عن الحملة الانتخابية قبل شهر من الاقتراع.

 

ترمب يخضع لـ«متابعة طبية دقيقة» وحالته «جيدة للغاية» ودائرة المصابين بـ«كورونا» تتسع في البيت الأبيض

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2020

تدحرجت الإصابات بفيروس «كورونا» داخل البيت الأبيض ككرة الثلج، لتصيب عددا من موظفيه وكبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأفرادا من حملته الانتخابية ومن الصحافيين العاملين في البيت الأبيض نفسه. وبهذا، ينضم البيت الأبيض إلى 33 ولاية أميركية ارتفعت فيها حالات الإصابة بفيروس «كورونا» منذ أواخر أغسطس (آب)، فيما أعلنت 12 ولاية على الأقل عن ارتفاع حالات دخول المستشفيات في الأيام الأخيرة.

- تطمينات طبية

وفي تصريحات هي الأولى منذ دخول الرئيس إلى مستشفى «والتر ريد» العسكري في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند، قال طبيب البيت الأبيض أمس إن الرئيس ترمب «في حالة صحية جيدة للغاية»، وإنه يخضع لمتابعة طبية دقيقة تحسبا لأي مضاعفات ولا يستخدم التنفس الصناعي، كما نقلت وكالة رويترز. وأوضح الفريق الطبي المتابع أن الرئيس الأميركي يتنفس جيدا من دون مساعدة، ولا يتلقى دعما بالأكسجين في المستشفى حيث يعالج جراء إصابته بمرض كوفيد - 19. وأوضح طبيبه شون كونلي: «لقد راقبنا وظائف القلب والكليتين والكبد وهي تعمل بشكل طبيعي». وأضاف «لا يتلقى الرئيس هذا الصباح (السبت بالتوقيت المحلي) الأكسجين، ولا يواجه صعوبة بالتنفس أو المشي في الجناح المخصص للبيت الأبيض في الطابق العلوي». إلا أن مصدرا مطلعا قدم صورة أقل تفاؤلا لدى حديثه مع صحافيين عقب إحاطة الفريق الطبي، وقال وفق وكالة الصحافة الفرنسية إن حالته كانت «مقلقة للغاية» خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مضيفاً أن الساعات الـ48 المقبلة ستكون دقيقة. وأوضح المصدر «كانت الوظائف الحيوية للرئيس على مدار الـ24 ساعة الماضية مقلقة للغاية، وستكون الساعات الـ48 المقبلة دقيقة على صعيد رعايته. لم نصل بعد إلى مسار واضح نحو الشفاء التام».

وقبل الإحاطة الطبية أمس، حرص ترمب على مواصلة التواصل مع قاعدته الشعبية والانتخابية، وغرد على تويتر كما نشر شريط فيديو لطمأنه الأميركيين أنه بصحة جيدة. وانتقل ترمب إلى المستشفى على متن مروحية الرئاسة الأولى، حيث خرج منها من دون أي مساعدة وسار بشكل طبيعي متجها نحو موكبه الذي قاده إليها. وقال في تغريدته: «أعتقد أنني على ما يرام! شكرا لكم جميعا. أحبكم». وقال في شريط الفيديو «أريد أن أشكركم جميعا للدعم الهائل. أنا ذاهب إلى مستشفى والتر ريد وأظن أنني أبلي حسنا، لكننا سنتأكد أن الأمور ستسير على ما يرام». وأضاف «السيدة الأولى تبلي بلاء حسنا. شكرا جزيلا، أنا أقدر ذلك ولن أنساه أبدا، شكرا». وكشف طبيب البيت الأبيض شون كونلي أن ترمب لا يحتاج إلى أي أكسجين إضافي لأن حالته الصحية لا تتطلب ذلك، في إشارة إلى عدم حاجته لجهاز يساعده على التنفس. وأضاف كونلي أن ترمب بدأ بتناول علاج «ريميدسفير» المضاد للفيروسات. وكان ترمب قد أعطي في وقت سابق، دواء من مزيج من العقاقير لا يزال في المرحلة الثالثة من التجارب ولم ينل بعد موافقة وكالة الدواء والغذاء الأميركية بحسب وسائل إعلام أميركية. وكانت الوكالة قد وافقت على ترخيص استخدام دواء «ريميدسفير» في أغسطس الماضي، لكل المرضى بعدما كان يقتصر على أولئك الذين تتطلب حالتهم الدخول إلى المستشفى. وحتى كتابة التقرير لم يصدر أي تحديث عن وضع ترمب الصحي، ما يشير إلى أن حالته لا تزال مستقرة.

- سلسلة إصابات... وكمامات إلزامية

في هذا الوقت، توالت قائمة المصابين بفيروس كورونا في الدائرة المحيطة بالرئيس ترمب. وأعلنت وسائل إعلام أميركية أن مدير حملته الانتخابية بيل ستيبين ثبتت إصابته بالفيروس. وهو ثاني أكبر مسؤول في تلك الدائرة، تعلن إصابته بعد مساعدة الرئيس هوب هيكس. وقالت الحملة إن ستيبين (42 عاما) يعاني من أعراض خفيفة تشبه أعراض الأنفلونزا، وقد دخل في الحجر الصحي، ومن المتوقع أن يواصل العمل من المنزل. ورغم إعلان مستشاري الحملة بأن ستيبين يتخلى عن دوره القيادي وسيواصل العمل عن بعد، إلا أن نائبه جاستن كلارك يتوقع أن يتولى الإشراف المباشر على مركز حملة ترمب الانتخابية في مدينة أرلينغتون بولاية فيرجينيا بالقرب من العاصمة واشنطن. واستقل ستيبين طائرة الرئاسة الأولى مع عدد من المساعدين خلال توجه ترمب للمشاركة في المناظرة الرئاسية الأولى مع منافسه جو بايدن. كما رصد خلال ركوبه في السيارة التي أقلت هيكس، ما يشير إلى خطورة الفيروس ومدى انتشاره وسرعته بين مساعدي ترمب. وانضم إلى قائمة المصابين كيليان كونواي المستشارة السابقة لترمب، والسيناتور الجمهوري مايك لي وتوم تيليس وروب جونسون، ورئيس جامعة نوتردام الكاثوليكية جون جينكينز، وهم حضروا جميعا احتفال ترشيح القاضية إيمي باريت للمحكمة العليا الأميركية السبت الماضي في حديقة الزهور في البيت الأبيض. وأعلن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أن السيناتورين لي وتيليس، هما عضوان في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ التي ستبدأ جلسات استماع لباريت لتثبيتها، مطالبا بتأجيل الجلسة. يذكر أن القاضية باريت نفسها أصيبت بفيروس كورونا في الصيف وشفيت منه بحسب وسائل إعلام أميركية، لكن البيت الأبيض كان قد رفض التعليق على خبر إصابتها في وقت سابق. وأجرت باريت صباح الجمعة اختبارا جاءت نتيجته سلبية، بحسب نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، جود ديري. وأكد مركز السيطرة على الأمراض «سي دي سي» أنه بحسب المعلومات المتوفرة حتى الساعة، فإن احتمال عودة الإصابة بالفيروس مرة ثانية للمريض نفسه، ثبتت مرتين فقط. كما لم تعلق محكمة الاستئناف للدائرة السابعة حيث تعمل القاضية باريت حتى الساعة، على وضعها الصحي، رغم أن جلساتها تعقد عن بعد حتى الآن. غير أن باريت تقوم بإعطاء المحاضرات شخصيا في جامعة نوتردام التي تدرس فيها، في حين رفض المتحدث باسم الجامعة التعليق، قائلا إن المعلومات الطبية والشخصية لأي موظف هي معلومات لا يمكن البوح بها. هذا وقالت مصادر البيت الأبيض إنه ثبت إصابة أكثر من 12 شخصا من الدائرة المحيطة بالرئيس ترمب، من بينهم رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، رونا مكدانيل. كما ثبتت إصابة حاكم ولاية نيوجيرسي السابق المقرب من ترمب كريس كريستي، فيما أكد كل من كبير مستشاري حملة ترمب جيسون ميلر ورئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز وعمدة مدينة نيويورك السابق رودي جولياني خلوهم من المرض، وهم جميعا رافقوا الرئيس على متن الطائرة الرئاسية إلى المناظرة الرئاسية.

وكشفت نقابة مراسلي البيت الأبيض أن الفحوصات الطبية أظهرت عن إصابة ثلاثة صحافيين يعملون في البيت الأبيض بفيروس كورونا. وقالت وسائل إعلام أميركية عدة إنه بعد شيوع خبر إصابة الرئيس والسيدة الأولى بالفيروس، سارعت المؤسسات الإعلامية إلى الطلب من موظفيها القيام بالاختبارات، لتحديد المصابين فيها. وأكدت نقابة مراسلي البيت الأبيض أن بعض الصحافيين قام بعزل نفسه بانتظار ظهور نتائج الفحوصات. كما ثبت أن موظفا في البيت الأبيض يحضر جلسة الإحاطات الصحافية اليومية في الجناح الغربي، قد أصيب بالفيروس، بحسب محطة «سي إن إن». وأعلنت كل من صحيفة «واشنطن بوست» و«سي بي إس نيوز» و«إم إس إن بي سي» و«إن بي سي» عن قيامهم بإخضاع العديد من موظفيهم للاختبار الصحي، وأن عددا منهم يخضع الآن للحجر الصحي الاحتياطي. وشددت نقابة المراسلين في البيت الأبيض على ضرورة ارتداء الكمامات بشكل متواصل والحفاظ على التباعد الاجتماعي.

وأكدت وكالة «رويترز» في وقت لاحق أن أوامر صدرت لموظفي مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بوضع الكمامات بشكل دائم وفي كل الأمكنة المشتركة وتجنب الزيارات غير الضرورية للجناح الغربي.

- تعثر السباق الانتخابي

سياسيا، تستمر التداعيات التي نتجت عن الإعلان عن إصابة الرئيس ترمب وعددا من مساعديه بفيروس كورونا. وفيما ألغت حملته الانتخابية كل الفعاليات التي كان يفترض أن يقوم بها ترمب لمدة 10 أيام على الأقل، واصلت حملة منافسه الديمقراطي نشاطاتها، رغم خفضها بشكل كبير. وشارك بايدن في مهرجان انتخابي جرى الحفاظ فيه على قواعد التباعد الاجتماعي، وقللت أعداد المشاركين فيه، في ولاية ميشيغان حيث ألقى كلمة أعرب فيها مجددا عن تمنياته وصلواته لشفاء الرئيس. واصطف ناخبو الولاية على جانبي الطريق خلال عقد بايدن التجمع، فيما رفع البعض يافطات تقول إن الكمامة فعالة. وركز بايدن وهو يضع الكمامة على الاقتصاد، لكنه تطرق إلى العنوان الذي يشغل العالم. وقال «إنه تذكير مؤكد لنا جميعا بأن علينا أن نأخذ هذا الفيروس على محمل الجد. لن يختفي تلقائيا» في إشارة على الأرجح إلى إصرار ترمب المتكرر على أن الفيروس «سيختفي» ببساطة. وشدد بايدن على أن الوقت ليس للتحزب بل لأن نكون كأميركيين معا عندما نجتمع كأمة واحدة. وشدد على ارتداء الكمامات والحفاظ على الإرشادات الصحية وقال: «كونوا وطنيين فالأمر لا يتعلق بكونكم رجال أقوياء بل بالقيام بدوركم». ورغم ذلك امتنع بايدن عن انتقاد ترمب بشكل مباشر، وأنهى خطابه بالتمني له وللسيدة الأولى بالشفاء العاجل. وقال «حفظ الله العائلة الأولى وكل أسرة تتعامل مع الفيروس». وأعلنت حملة بايدن عن سحب كل الإعلانات السلبية ضد ترمب مساء الجمعة، فيما أصر البعض على مواصلتها قائلين إن ترمب لم يوفر وما كان ليوفر أي فرصة لمهاجمة بايدن، مذكرين بما جرى في المناظرة الرئاسية. إلى ذلك لم تصدر بعد اللجنة الوطنية للمناظرات الرئاسية أي قرار بخصوص مصير المناظرتين الباقيتين بين ترمب وبايدن في 15 و22 من الشهر الجاري. وأعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي ثبت عدم إصابته بالفيروس أنه يواصل تحضيراته للمناظرة الوحيدة التي ستجمعه بمنافسته كامالا هاريس الأربعاء المقبل.

 

رئيس أذربيجان: الحوار هو الحل.. ومستعدون لوقف إطلاق النار بشرط!

قناة العربية.نت/04 تشرين الأول/2020

اعتبر رئيس أذربيجان إلهام علييف أن “بلاده قامت بالرد على الهجوم الذي بدأته أرمينيا”، مضيفًا: “مستعدون لوقف إطلاق النار شريطة انسحاب أرمينيا”. وأشار، خلال مقابلة خاصة لقناة “العربية”، إلى أننا “نحن في موقف هجومي وهدفنا استعادة أراضينا”، مشددًا على أنه “لا توجد دولة تعترف بـ “ناغورنو كاراباخ” كدولة”. وقال: “إن أرمينيا لم ترغب بتنفيذ قرارات مجلس الأمن”، مضيفًا: “قدمنا مبادرة للحل وأرمينيا لم تستجب، فالامتثال لقرارات مجلس الأمن أساس الحل”. وأردف: “على أرمينيا وضع جدول زمني للانسحاب من أراضينا، وعلى رئيس الوزراء الأرميني الاعتذار عن إهانته لنا”. ولفت إلى أن “القصف الأرميني دمر أكثر من 500 منزل، مشددًا على أن “على القوات الأرمينية الانسحاب من أراضينا”. وقال: “إذا عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته سنفعل ذلك بأنفسنا”. وقال: “إن الحل للأزمة مع أرمينيا يجب أن يكون عبر الحوار”، مشيرًا إلى أن “رئيس أرمينيا غير ملم بالأوضاع الجيوسياسية”، وقال: “سنحاول استعادة العلاقات الطبيعية مع الشعب الأرميني”. ونفى الرئيس الأذربيجاني وجود مرتزقة، وقال: “لدينا جيش من 100 ألف مقاتل”. وختم: “أراضينا محتلة وسنواصل العمل لاستعادتها. لا توجد حرب بالوكالة على أراضينا”، مشيرًا إلى أن “مليون أذربيجاني يريدون العودة إلى مناطقهم”.

 

ما حقيقةُ إصابةِ رئيس "كاراباخ" بقصف أذربيجاني؟

 روسيا اليوم/الاحد 04 تشرين الأول 2020    

أعلن مساعد رئيس أذربيجان، حكمت حاجييف، اليوم الأحد أن رئيس جمهورية قره باغ (أرتساخ) المعلنة من جانب واحد، أرايك هاروتيونيان، أصيب بجروح بليغة. من جهته، نفى المتحدث باسم هاروتيونيان إصابته بالقصف من قبل أذربيجان> وكانت جمهورية قره باغ المعلنة من جانب واحد، قد أعلنت اليوم الأحد، عن تدمير قواتها المطار العسكري في مدينة كنجه بجنوب أذربيجان، وهددت بقصف مواقع عسكرية أخرى في أكبر مدن البلاد. وحمل رئيس الجمهورية المعلنة من جانب واحد، أرايك هاروتيونيان، في تصريح نشره المركز الإعلامي الأرمني الموحد اليوم الأحد، حمل أذربيجان المسؤولية عن استهداف سكان عاصمة "الجمهورية" مدينة ستيباناكرت (خانكندي) باستخدام راجمات الصواريخ "بولونيز" و"سميرتش"، رغم التحذيرات المتعددة. وتابع هاروتيونيان: "أصبحت المواقع العسكرية الدائمة في مدن كبيرة داخل أذربيجان الآن أهدافا لجيشنا، وأحث سكان أذربيجان على مغادرة هذه المدن على وجه السرعة بغية تفادي خسائر محتملة. إن قيادة أذربيجان العسكرية هي التي تتحمل المسؤولية عن كل ذلك". وفي وقت لاحق، ذكر الرئيس أن عدة ضربات صاروخية وجهت إلى مدينة كنجه جنوب أذربيجان (ثاني أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان)، مؤكدا أنه أمر بوقف تنفيذ الغارات على المدينة بهدف تفادي وقوع خسائر بين المدنيين. في غضون ذلك، أعلن مساعد رئيس جمهورية قره باغ، غير المعترف بها دوليا، فاهرام بوغوسيان، على صفحته في "فيسبوك" عن تدمير مطار كنجه العسكري الذي سبق أن صرح الجانب الأرمني بأن مقاتلات تركية من طراز "إف-16" منتشرة فيه، وأسقطت إحداها في 29 أيلول طائرة حربية أرمنية من طراز "سو-25"، ونفت أذربيجان ذلك.

 

الجانبان الأرمني والأذري يتبادلان اتهامات بقصف مناطق سكنية

روسيا اليوم/الاحد 04 تشرين الأول 2020     

تبادل الجانبان الأرمني والأذربيجاني الاتهامات بقصف مناطق سكنية، إذ أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان أن القوات الأرمنية تقصف مدن تارتار وهوراديز وكنجه، بالإضافة إلى غارات صاروخية تطال قرى وبلدات في مقاطعات تارتار وفضولي وآقدام بجنوب البلاد، قرب خط التماس في قره باغ، مؤكدة أن القوات الأذربيجانية تتخذ “الإجراءات المناسبة” ردا على القصف. وكانت قد اتهمت الوزارة القوات الأرمنية بقصف مدن وقرى داخل أذربيجان من قاعدتها في بلدة باليجا (أيغستان) شرقي مدينة ستيباناكرت (خانكندي)، عاصمة جمهورية قره باغ، المعلنة من جانب واحد وغير المعترف بها دوليا.

وأعلنت النيابة العامة في أذربيجان الأحد عن مقتل مدنيين آخرين وإصابة أربعة جراء القصف الأرمني، لتبلغ حصيلة الضحايا الإجمالية بين المدنيين في أذربيجان خلال جولة التصعيد الجديدة في قره باغ 21 قتيلا و67 جريحا. في المقابل، أعلن المتحدث باسم وزارة دفاع أرمينيا، أرتسرون أوفانيسيان، أن قوات أذربيجان تستهدف مجددا الآن مرافق مدنية في مدينة ستيباناكرت. كما وقال الفرع الأرمني أن عدة انفجارات دوت في مدينة ستيباناكرت، مؤكدا أن الدفاعات الجوية الأرمنية أسقطت طائرة مسيرة. من جانبها، أعلنت قوات جمهورية قره باغ المعلنة ذاتيا أن الوضع عند خط المواجهة طوال الليل الماضي ظل متوترا بشكل دائم، لاسيما في المحور الجنوبي. وأشارت قوات الجمهورية المعلنة من جانب واحد إلى وجود مؤشرات على أن الجيش الأذربيجاني يستعد لشن هجوم جديد، مضيفة أنها “تتابع كافة تحركات العدو الميدانية ومستعدة للتصدي بحزم لأي خطوات من قبله”.

 

سفيرة أرمينيا في روما: هدف تركيا التخلص من أرمينيا

 الوكالة الوطنية للإعلام/الاحد 04 تشرين الأول 2020

أشارت سفيرة أرمينيا تسوفينار هامباردتزميان إلى أنه “منذ 27 أيلول الماضي تشن القوات المسلحة الاذرية بدعم من تركيا ومنظمات إرهابية من الشرق الأوسط حربا عدوانية ضد جمهورية آرتساخ، ويتزامن ذلك مع انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الإنساني الدولي، والقوانين والأعراف السارية في النزاع المسلح. فتقوم التشكيلات المسلحة الاذرية التركية بقصف متعمد للمدن والقرى والأعيان المدنية في آرتساخ بهدف ترويع السكان المدنيين، ونتيجة لأعمالهم الإجرامية سقط العديد من الضحايا في صفوف السكان المدنيين”.

وقالت في حديث إلى “الوكالة الوطنية للأعلام”: “نرحب بالجهود التي يبذلها قادة الدول المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمجتمع الدولي ككل، بهدف وضع حد فوري للعدوان الاذري المسلح وتهدئة التوترات. في الوقت نفسه نلاحظ أن جميع مطالب ونداءات المجتمع الدولي مرفوضة باستخفاف من قبل التحالف الثلاثي المؤلف من تركيا، أذربيجان والمنظمات الإرهابية”. وحول إمكان التسوية، لفتت هامباردتزميان إلى أن “التسوية السلمية ستكون ممكنة عندما يغادر الإرهابيون وتركيا هذه المنطقة مع أهدافهم، وتركيا تهدف إلى إعادة الإمبراطورية التركية وإذا نجحت هذه السياسة هنا فستحاول التوسع نحو الأراضي في أوراسيا. إنه استمرار للإبادة الجماعية للأرمن. الارمن في جنوب القوقاز هم العقبة الأخيرة في طريق تركيا وتوسعها نحو الشمال والشرق. هدف تركيا التاريخي التخلص من أرمينيا. ما من شك في أن الشعب الأرمني، الذي يعيش على هذه الأرض منذ آلاف السنين، لديه الرغبة في العيش الآمن. بينما تبلغ موازنة الدفاع في أذربيجان أضعاف الموازنة الكاملة لأرمينيا. وسبق أن توعدت باكو مرارا باستعادة منطقة ناغورني كاراباخ بالقوة”. وختمت السفيرة: “سلمت أذربيجان العمليات والقيادة الجوية ضد آرتساخ للقوات الجوية التركية، ويتحكم مركز القيادة التركي للطائرات بدون طيار بشكل مباشر في ضربات الطائرات الاذرية”.

 

أبو الغيط: لن تكون لتدخلات تركيا في المنطقة نهاية طيبة

 سبوتنيك عربي/04 تشرين الأول/2020

أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى ان “تركيا دخلت في مجموعة خلافات حادة مع أطراف إقليمية وعظمى بدرجة لن ينته الأمر لديها وقيادتها نهاية طيبة”. وقال أبو الغيط ان “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتدخل ضد مصر وسوريا، والعراق وليبيا عسكريا”. وتابع: “أردوغان يتدخل أيضا في القوقاز ما بين أذربيجان وأرمينيا، كما أنه يصطدم باليونان وقبرص، ويتهجم على شرق المتوسط في مناطق الغاز، مما جعل دولة كبيرة للغاية وذات تأثير مثل فرنسا تضطر لإيفاد مقاتلات لمناورات مع قبرص الصغيرة وترسل حاملة طائرات وزنها 85 ألف طن بـ 100 طائرة لشرق المتوسط”، على حد تعبيره. وذكر أبو الغيط ان “إيطاليا التي كانت متفهمة للكثير من مواقف الرئيس التركي ذهبت لفرنسا فالجميع يقولون لأردوغان الآن سوف نعاقبك”. وختم قائلا: “كثيرا ما أسأل نفسي لو كنت من معاوني الرئيس التركي ألم يتطلب الأمر مصارحته بذلك؟”

 

عودة التوتر بين تركيا واليونان في شرق المتوسط غداة قمة الاتحاد الأوروبي

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/04 تشرين الأول/2020

اندلع التوتر مجدداً بين تركيا واليونان بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل التي أمهلت أنقرة 3 أشهر لإنهاء التوتر في شرق البحر المتوسط قبل التوجه إلى فرض عقوبات عليها دعماً لليونان وقبرص العضوين بالتكتل. وعاد التوتر بشدة بعد ساعات قليلة من القمة، وبعد تراجعه قبلها من خلال جهود مكثفة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وألمانيا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، أثمرت عن اتفاق على عودة المحادثات الاستكشافية المتوقفة منذ عام 2016 بين أنقرة وأثينا للانعقاد مجدداً في إسطنبول قريباً. وفي خطوة أشعلت التوتر من جديد في شرق البحر المتوسط، أعلنت اليونان أمس (السبت)، إخطاراً للبحارة (نافتكس) حذرت فيه من أنها ستجري مناورات عسكرية تتضمن تدريباً على الرماية في منطقتين شرق المتوسط في الفترة بين 6 و8 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. وسارعت تركيا من جانبها بإطلاق إخطار مماثل وفي المكان والزمان موضع الإخطار اليوناني، قائلة إن المنطقتين اللتين أعلنت فيهما اليونان إخطارها تقعان في مناطق الصلاحية البحرية التركية، على شواطئ ولاية أنطاليا جنوب البلاد.

وفي الإخطار الصادر عن محطة «نافتكس» أنطاليا التركية، ورد أن اليونان أصدرت إخطاراً ضمن منطقتين تخضعان للصلاحية التركية، ولا تملك فيهما الصلاحية، وأن القوات البحرية التركية ستقوم بتدريبات رماية في المنطقتين المذكورتين بين 6 و8 أكتوبر. وقالت مصادر أمنية تركية إن النافتكس اليوناني من شأنه تصعيد التوتر في المنطقة، مؤكدة أن تركيا مع حل المشاكل العالقة حول بحري إيجة والمتوسط في إطار القانون الدولي والحوار وعلاقات حُسن الجوار. ولفتت إلى أن تركيا اتخذت، في هذا الإطار، العديد من الإجراءات للمساهمة في إيجاد الحلول، من قبيل خفض المناورات العسكرية، وتأجيل أخرى في المنطقة، لكن أمام «جميع هذه النوايا الحسنة لتركيا، تسعى اليونان إلى قلب طاولة الحوار». في السياق ذاته، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مقابلة مع صحيفة «لاستامبا» الإيطالية على هامش زيارته لروما، الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات على بلاده بسبب أنشطتها للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط. وقال إن «جميع أنواع العقوبات تولد رد فعل عكسياً ولا تسهم سوى في زيادة إصرار تركيا على حماية حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك، في مواجهة مساعي فرض حدود بحرية جديدة في شرق المتوسط». وأضاف أنه يجب تحسين العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي، وأن الطريق الوحيدة للقيام بذلك تقتضي فصل الاتحاد بين مطالب أعضائه في شرق المتوسط، التي وصفها بـ«المجحفة»، وعلاقاته مع تركيا. ووجه قادة الاتحاد الأوروبي رسالة حازمة لتركيا في قمتهم التي اختتمت الجمعة في بروكسل، مع تهديد باللجوء إلى «إجراءات» إذا لم توقف عمليات التنقيب «غير القانونية» في المياه الإقليمية لجزيرة قبرص. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن «تركيا يجب أن توقف أعمالها الأحادية... وإذا استمرت هذه الأفعال، فسنستخدم جميع الأدوات المتاحة لنا».

 

ألمانيا تحتفل بالذكرى الـ30 للوحدة/ميركل تدعو إلى «تجاوز الفروق التي لا تزال قائمة بين الشرق والغرب»

بوتسدام: «الشرق الأوسط»/04 تشرين الأول/2020

طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مواطني بلادها في الشرق والغرب بالتماسك بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لوحدة شطري البلاد، ولا سيما في ظل أزمة «كورونا». وفي الاحتفال المركزي بذكرى الوحدة في مدينة بوتسدام، قالت ميركل أمس السبت: «نعرف أننا يجب علينا اليوم أن نتحلى بالشجاعة مرة أخرى، نتحلى بالشجاعة للسير في طرق جديدة نظراً للجائحة، نتحلى بالشجاعة لكي نتجاوز بشكل فعلي الفروق التي لا تزال قائمة بين الشرق والغرب، ونتحلى بالشجاعة لكي نطالب بشكل متكرر بتماسك مجتمعنا بأكمله وبأن نعمل على ذلك»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

وأشادت ميركل بالجهود التي بذلها الجميع على طريق الوحدة الألمانية، قائلة إن «بمقدورنا جميعاً أن نسعد بأننا نحتفل اليوم في سلام وحرية بالذكرى السنوية الثلاثين للوحدة الألمانية». وأضافت: «تطلب الأمر الكثير من الشجاعة لكي يصل الناس في ألمانيا الشرقية السابقة إلى حد الخروج إلى الشارع ليحركوا الثورة السلمية». وأشارت إلى أن الشجاعة تحلى بها أيضاً في ألمانيا الغربية السابقة هؤلاء الذين أقبلوا على طريق الوحدة، ورأت أن شركاء بلادها كانوا أيضاً شجعاناً في ثقتهم في ألمانيا. وفي إشارة إلى تزايد الصراعات في العالم منذ الوحدة الألمانية، قالت ميركل: «سنحتاج إلى الشجاعة في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، لكي نواصل السير في طريق سلمي جيد». وتابعت: «أتمنى أن نواصل السير بشجاعة في طرق جديدة حتى ينعم من يأتون بعدنا بحياة جيدة». أما الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير فدعا، من جهته، إلى إقامة نصب تذكاري للثورة السلمية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية الشرقية سابقاً.

 

تركيا تعتقل معارضين... وضجة بعد إلقاء كردي من مروحية

أنقرة: سعيد عبد الرازق/04 تشرين الأول/2020

أمرت محكمة بتوقيف 20 سياسياً وعضواً في حزب الشعوب الديمقراطية التركي المعارض المؤيد للأكراد في إطار التحقيقات الجارية حول احتجاجات جرت في جنوب شرقي البلاد عام 2014 ضد حصار تنظيم «داعش» الإرهابي بمدينة عين العرب السورية (كوباني)، في انتظار بدء المحاكمات.

وقررت المحكمة الإفراج المشروط عن 3 من النواب السابقين وقياديي حزب الشعوب الديمقراطية، بينهم النائب السابق سري ثريا أوندر. وأصدر المدعي العام للعاصمة أنقرة الأسبوع الماضي مذكرات اعتقال بحق 82 من السياسيين والنواب السابقين والمسؤولين بحزب الشعوب الديمقراطية بتهم تتعلق بالإرهاب والتحريض على القتل والعنف والنهب وارتكاب جرائم خلال احتجاجات 6 - 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، التي راح ضحيتها 73 شخصاً وأصيب 761 آخرون (435 مدنياً و326 شرطياً). ومن بين من شملتهم الاعتقالات النائب السابق أيهان بيلجين، وهو رئيس بلدية كارص شمال شرقي تركيا حالياً، حيث انتخب من صفوف حزب الشعوب الديمقراطية في الانتخابات المحلية في 31 مارس (آذار) 2019، ونقل بعد القبض عليه إلى المستشفى مع عدد آخر من المعتقلين لإصابتهم بتسمم غذائي داخل الحجز في مديرية أمن أنقرة. وتتهم الحكومة حزب الشعوب الديمقراطية، ثاني أكبر أحزاب المعارضة وثالث قوة في البرلمان التركي، بأنه الذراع السياسية لحزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، وهو ما ينفيه الحزب، الذي أكد أيضاً أن الضحايا الذين سقطوا في احتجاجات 2014 كانوا بسبب عنف الشرطة. في الوقت ذاته، تسبب مقتل مواطنين كرديين احتجزا في ولاية وان شرق تركيا، بإلقائهما من مروحية خلال نقلهما من الحجز، في جدال واسع ومطالبات بالتحقيق في قتلهما بهذه الطريقة كما فجر تساؤلات عن التعذيب الذي يتعرض له المحتجزون، ولا سيما الأكراد. وطالب رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم» التركي المعارض علي باباجان بالكشف عن واقعة قتل المواطن ثروت تورغوت، الذي يزعم أنه أُلقي من مروحية أثناء احتجازه وفقد حياته، قائلاً: «واجب الدولة ليس التستر على مزاعم التعذيب، ولكن توضيح ما حدث لتورغوت». وأضاف باباجان، في بيان عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، أن هناك أنباء عن مقتل المواطن ثروت تورغوت، البالغ من العمر 55 عاماً، بإلقائه من مروحية بعد أن اعتقلته قوات الشرطة في وان، وأثناء نقله إلى منطقة بيت الشباب في شرناق جنوب شرقي البلاد. وتوفي تورغوت بعد إلقائه، كما يُزعم، من طائرة مروحية مع عثمان شيبان الذي ما زال يخضع للعلاج حتى الآن. ولم تصدر وزارة الداخلية أي بيان عن الواقعة بينما قالت ولاية وان إن تورغوت وشيبان سقطا فوق الصخور، لكن تبين أن المنطقة التي وجدا فيها ليس بها صخور، بحسب ما أكدت وسائل إعلام تركية.

 

اتفاق بريطاني ـ أوروبي على تكثيف العمل من أجل اتفاق تجاري

لندن: «الشرق الأوسط»/04 تشرين الأول/2020

اتفق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على «العمل على نحو مكثف»، للتوصل إلى اتفاق حول اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد «بريكست» بعد قمة بينهما عبر تقنية الفيديو. وقالت رئاسة الحكومة البريطانية في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية: «لقد وجّها كبار المفاوضين للعمل على نحو مكثف من أجل جسر الفجوات» بين الجانبين. وأضافت أنهما «اتفقا على التحدث في شكل دوري حول المسألة». جاء ذلك في وقت قال فيه وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن الاتحاد الأوروبي لم تعد لديه القدرة على معاملة بريطانيا بشكل سيئ، وإن أي اتفاق بشأن العلاقات بين الجانبين في المستقبل لا بد أن يكون عادلاً، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز». وقال راب في كلمة بثت أمس (السبت)، في إطار المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا: «نعم نريد التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، ولكن أي اتفاق يجب أن يكون عادلاً. أيام وضع بروكسل لنا في موقف العاجز ولت منذ فترة طويلة».

 

روسيا: ألمانيا رفضت السماح لدبلوماسيين روس بالتواصل مع نافالني

موسكو: «الشرق الأوسط»/04 تشرين الأول/2020

قالت وزارة الخارجية الروسية أمس (السبت)، إن السفارة الروسية في ألمانيا تلقت رفضاً من وزارة الخارجية الألمانية رداً على طلب تواصل مع المعارض الروسي أليكسي نافالني. وأصدرت الخارجية الروسية بياناً حثت فيه من يثيرون «حملة لشيطنة روسيا» على الكف عن ذلك، بحسب وكالة «رويترز».

 

دعموا من قطر والسعودية".. الأسد: الوضع في سوريا كان "خطيرا جدا"

سبوتنك/04 تشرين الأول/2020

أكد الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات أدلى بها، اليوم الأحد، أن الوضع في سوريا "كان خطيرا جدا"، قبل بدء العمليات الروسية في سوريا عام 2015. وقال الأسد في تصريحات أدلى بها لقناة "زفيزدا" الروسية، بمناسبة مرور 5 أعوام على بدء العمليات الروسية في سوريا: "أستطيع القول إنه كان خطيراً جداً، الإرهابيون كانوا يتقدمون في مناطق مختلفة في سوريا، ويحتلون المدن بدعم مباشر من الولايات المتحدة، من فرنسا، من بريطانيا، من قطر، من السعودية". وأضاف الأسد: "بالإضافة إلى الدعم غير المباشر من قبل الدول الغربية أو المجموعة الغربية بشكل عام. والوضع في سوريا، الذي وصفته بالخطير، كان هو محور نقاش بيننا وبين القيادة الروسية العسكرية والسياسية، وخاصة بعد مجيء "داعش" (المحظور في روسيا) في العام 2014 واحتلالها مناطق واسعة في البادية السورية". ونوه الأسد إلى أن دمشق كانت تأمل بتقديم مساعدات لعدة أسباب منها: "السبب الأول هو أن الموقع السياسي لسوريا موقع مهم وبالتالي أي خلل في هذه المنطقة سوف ينتشر في كل منطقة الشرق الأوسط، وينعكس إلى مناطق أخرى"، معتبرا أن الصراع على سوريا هو صراع تاريخي ليس بجديد نظرا لأهميتها الكبيرة، بحسب وكالة "سانا" السورية. واعتبر الأسد أن المنظمات الإرهابية التي تحاربها الحكومة السورية هو "الإرهاب نفسه الذي اختطف الأطفال في مدرسة بيسلان في عام 2004، ونفس الإرهاب الذي دخل إلى المسرح وقتل الأبرياء، فإذاً هو إرهاب عالمي، فمن مصلحة روسيا أولاً أن تضرب هذا الإرهاب في سورية، وثانياً أن تحافظ على هذا الاستقرار الذي ربما يؤثر في مصالح دول أخرى بما فيها مصلحة روسيا".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماذا وراء الخطوة التي أقدم عليها الرئيس بري بالنسبة لترسيم الحدود؟

الكولونيل شربل بركات/05 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91011/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%a9/

الرئيس بري، الذي كان يعتبر حتى قيامه بمنع تشكيل حكومة أديب الأسبوع الماضي، وجها مقبولا سياسيا للثنائي الشيعي كونه يشغل منصب رئيس مجلس النواب اللبناني منذ أكثر من ربع قرن، قام مؤخرا بتسهيل موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. وهو موضوع حساس جدا في الوقت الحالي. وذلك من أجل تحسين صورته دوليا. فلبنان الذي يجتاز مرحلة صعبة جدا من الناحية الاقتصادية يحتاج لأن يعطي أملا للمجتمع الدولي بموضوع الثروات النفطية أو الغازية التي من الممكن ان تتوفر في مياهه الأقليمية. ما قد يسمح بخلاصه من الافلاس الذي وصل إلى أشده حيث تدهورت الليرة مقابل الدولار بشكل كبير، بينما نمت في أوساط الشعب ظاهرة عدم الثقة بالحكم الذي أظهر فسادا غير مسبوق أفقر الناس وعطّل العجلة الاقتصادية في البلد لدرجة لم يسبق لها مثيل.

وقد كان لتشبص الثنائي الشيعي، وخاصة حزبالا بالسيطرة على الحكم واستدراجه للعقوبات الاميركية وحماية كل أنواع الفساد والتهرب الضريبي، لا بل التهريب العلني للبضائع المدعومة إلى سوريا بدون أي احراج، وقعه بين الناس ما فتح عيونهم على أن هذه المنظومة المتحكّمة بالبلاد تسعى لمصادرة القرار وافراغ السلطة من المسؤولية عن رفاهية المواطنين، وحصر دورها فقط بالتسابق على السرقة ونهب المال العام من جهة، وتنفيذ مآرب المحتل الايراني في افقار البلد كمقدمة للسيطرة الكاملة عليه من جهة ثانية، كما يجري من قبل الملالي في إيران. وما موضوع التفجير الذي حصل في المرفأ إلا جزءً من الخطة الإيرانية لتهجير المعارضين واكمال سيطرتهم على البلاد.

أما موضوع السلاح، فهو الأهم في تصرفات الحزب. وقد كان التخفي وراء مقولة محاربة اسرائيل، وكل مسألة "العدو الصهيوني" وألاعيبه، أعطى هذا الحزب حق الاحتفاظ بسلاحه بعد اتفاق الطائف الذي حصر السلاح بيد الدولة وطالب بحل جميع المليشيات. ولكن، وكما أصبح الكل يعلم، كان للسوريين المسيطرين على البلاد يومها مشاريع خاصة. فقد أبقوا على سلاح الحزب لكي يؤمنوا وجود حليف لبناني مسلح على الأرض، إذا ما فرض عليهم الخروج من لبنان، يسهم في استمرار تنفيذ خططهم ومنع قيام دولة ناجحة تؤثر بدون شك على الشعب السوري للمطالبة بحقوقه بتغيير النظام القمعي الذي يتحكّم بالبلاد والعباد بقبضة حديدية تحت ذريعة محاربة "العدو". وكان المجتمع الدولي استدرك هذه النقطة وطالب، يوم أصدر قرار مجلس الأمن 1559 الذي تضمن انسحاب السوريين، بتجريد المليشيات والمخيمات وكافة البؤر من سلاحها منعا لخلق هذا الوضع. ولكن قصر نظر السنيورة وجنبلاط، اللذين تبرعا باقناع الاوروبيين ترك تلك النقطة لكي تحل داخليا، سمح لهذا الحزب، ليس فقط الابقاء على سلاحه، انما الانقلاب على كل انجازات اللبنانيين في توحيد مطالبهم حول استعادة القرار وتأمين الاستقرار. ومن ثم خرقت هذه الوحدة باتفاق مار مخايل.

أما العرقلة في مسألة ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، فقد كانت من أجل كسب الوقت ومنع الاستقرار، ومن ثم اعطاء الحزب الإيراني بابا لخربطة الأمور يوم يتطلب الموقف في المنطقة ذلك. وهذا ما جرى في 2006 يوم كانت الدول الأوروبية تسعى لفرض عقوبات على إيران بسبب المفاعلات النووية. فقد قام هذا الحزب يومها بعملية اختطاف الجنود من داخل الحدود الاسرائيلية ما نتج عنه حرب "لو كنت أعلم" وكل المآسي التي خلفتها.

اليوم وبالرغم من اعلان الرئيس بري عن قبوله بالمبادئ في المحادثات بين لبنان واسرائيل، فإن الطريق إلى نهاية المحادثات لا تزال طويلة ويعترضها الكثير من الألغام التي سيزرعها الحزب بطلب من إيران عندما تدعو الحاجة. من هنا فإن التفاؤل المفرط عند اللبنانيين بأن الأمور ذاهبة إلى الحلول، هو في غير محله، طالما لم يسلّم الحزب سلاحه ويلتزم المساواة مع كل اللبنانيين. وطالما اعتبر نفسه وصيا على لبنان، وله وحده حق تقرير المصير، وحق شن الحروب، وحق فتح واغلاق الملفات وتحديد الاصدقاء من الاعداء.

حزبالا هذا وسلاحه المفروض عليه هو ما يمنع لبنان من التخلص من كل الآفات، وعلى رأسها مجموعة الفاسدين، لأنه لا يمكن وجود أي حل عملي لتحسين الادارة وتنظيم البلاد ومحاكمة الفاسدين بوجود من يتسلط بسلاحه على رقاب اللبنانيين، مسؤولين كانوا أو عاديين. وإن تصرف المليشيات وسيطرتها على الشارع وقدرتها على التحكم بكل موارد الدولة، هو سيف لا يمكن أن يستهان به ولا يسمح لا بالعدالة ولا بحكم القانون. ومن جهة أخرى فقد قام هذا الحزب مؤخرا باستدعاء زعيم منظمة حماس الارهابية اسماعيل هنية واستقباله في المخيمات الفلسطينية التي لا تزال تحتفظ بسلاحها. ثم أطلق العنان لجماعة التخريب السنية الجاهزة والتي تعمل تحت اسم "داعش" المفبرك لكي يفهم اللبنانيين بأن سلاحه معد لحمايتهم وأنه إن هم طالبوه بتسليمه يجب أن ينتظروا قيام جماعات أخرى مثل المخيمات الفلسطينية أو المجموعات السنية المتطرفة بالتخريب، وهي جاهزة للمبادرة. وهذا ما سوف يطلقون عليه اسم "حرب أهلية" كما فعلوا في سوريا سابقا حيث هجروا السكان الآمنين بواسطة لعبة "الشبيحة" و"داعش" التي سمحت لإيران وأدواتها ومن ضمنها النظام الأسدي بتخريب البلاد وتهجير سكانها.

لذا فإن مطالب اللبنانيين يجب أن تتمحور حول تنفيذ القرارات الدولية بكل جوانبها، حتى ولو اضطر ذلك وضع تطبيق هذه القرارات تحت البند السابع لقانون الأمم المتحدة وفرض سيطرة القوات الدولية على البلاد ومداخلها البرية والبحرية، وخضوع الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى لقيادة هذه القوات، والعمل على خطة تنفيذ مرحلية تقوم على انشاء مناطق منزوعة السلاح، حيث أمكن، ومن ثم اضافة مناطق أخرى شيئا فشيئا للتوصل إلى تخليص البلاد من كل بؤر السلاح. بعدها يتم، وباشراف الأمم المتحدة، اعادة انتخاب مجلس نواب جديد ورئيس جديد للبلاد وتنظيم الادارة وتخليصها من رواسب الفاسدين، ومن ثم فتح أبواب الحوار حول كافة المسائل المتعلقة بتوزيع السلطات وتنظيم العمل الديمقراطي اذا كان هناك حاجة لذلك.

خطوة بدء التفاوض مع اسرائيل حول ترسيم الحدود هي جزء بسيط من المشكلة اللبنانية، وهي ولو أنها لن تؤثر في المسيرة الكبرى لخلاص لبنان من مشاكله السياسية والاقتصادية والتنظيمية، إلا أنها قد تشكل نقطة إيجابية لصالح العلاقات الدولية بين الجيران، إذا ما سلمت النوايا. فهل لدى من يدّعي الدفاع عن مصلحة الطائفة الشيعية النية الايجابية لتوفير أجواء آمنة للجنوب؟ وهل باستطاعة الرئيس بري أن يعمل بدون وصاية حزبالا وهو التابع للحرس الثوري؟ أم أنها مناورة جديدة يحتاجها بعض اللاعبين الكبار في الأوضاع المتقلبة الحالية والتي قد تحدد مسار بعضها نتائج الانتخابات الأمريكية وتصرّف القوى الإقليمية والدولية ومستقبل العلاقات السلمية في المنطقة؟

 

من تاريخ قرانا.."المجبر" ومهنة تجبير العظام المكسورة

الكولونيل شربل بركات/04 تشرين الأول/2020

في الماضي من الزمن كان هناك مهن مطلوبة وتخصصات مهمة لم تكن تدرّس لا في المدارس ولا الجامعات ولكنها كانت حاجة ماسة لأبناء المجتمع وضرورة لاستمرارهم والحفاظ على ثرواتهم وحيواناتهم التي يعتمدون عليها في رزقهم. من هذه المهن أو الاختصاصات كانت مهنة "المجبر" وكانت عادة متبعة بين الرعاة، فمثلا إذا سقط راس ماعز أو غنم في حفرة أو عن ضهر الشير يمكن أن يتأذى بكسر ساقه أو بأن يخرج باطه من مكانه، وهي الأكثر شيوعا، وهذه الحالات كانت بالعادة تؤدي إلى فقدان الحيوان لصحته لأنه لن يقدر على تتبع القطيع ما يضطر الراعي أو صاحب القطيع إلى ذبحه. ولكن أحيانا كثيرة كان صاحب القطيع يفضل معالجة الحيوان وشفائه إن أمكن بدل ذبحه. من هنا دخلت صناعة التجبير وهي تقوم على اعادة وضع العظم في مكانه وربطه إلى عود أو أكثر لابقائه بوضع صحيح، ومن ثم وبعد أن يشفى شيئا فشيئا يمكن فك الرباط ونزع المساند.

كانت هناك حيوانات تجبر "على عطال" اي أن عظمها يجبر ولكن بشكل غير صحيح. لذا وبالممارسة أصبح هناك من يعرف أن يتفنن بموضوع التجبير واعادة وضع العظام إلى اماكنها والربط الصحيح كي يبقى الطرف متماسكا حتى الشفاء. وكانت هذه العملية تتطلب أحيانا مراقبة الوضع ومتابعة المكسور لعدة أسابيع حتى يكون العظم قد جبر. وفي حالات خاصة كان يجب أن يصار إلى وضع نوع من الغلاف فوق الرباط يستعمل فيه العجين والبيض أحيانا والذي بعد أن ينشف يصبح قاسيا ما يشكل، كالجبص المعتمد لاحقا مع الناس، نوعا من القالب الذي يحافط على الوضع ويحمي من الصدمات ويؤمن بقاء العظم ثابتا حتى شفائه. وكان على الراعي بالعادة أن يبادر إلى مثل هذه الاجراءات ويتعلم الصنعة كي يخلّص حيواناته التي تنكسر. من هنا وقد كان بيت مطر، من الذين يملكون قطعانا كبيرة من الماعز خاصة، مضطرين أن يتعلموا الصنعة ولذا فقد برع في الأجيال التي سبقتنا اسم "حنا اسعد مطر" بأنه خبير بالتجبير. وزاع صيته بين رعيان المنطقة. وقد كان للمطرية ابناء عين إبل مزرعة إلى الجنوب على الحدود الحالية بين لبنان واسرائيل تسمى المنصورة أصبحت فيما بعد قرية صغيرة وبقيت حتى 1948 حيث أخليت بسبب وقوعها على الحدود بين دولتين "عدوتين" وبينما تهدمت بيوتها بقيت الكنيسة حتى مع سقفها القرميد تطل على عين إبل شاهدة عليها.

كان حنا أسعد معروفا في كل المنطقة بالتجبير واصبح مجبر يقصده الناس ليس للحيوانات فقط بل وللبشر ايضا. وكان، وحتى بعد أن بَعُد عن القطعان وسكن بيروت، يسهم في عمليات التجبير. وإذا ما كسر أحد ما يده أو ساقه أو خرج باطه لسبب ما يستدعى حنا أسعد لمعالجته ولو اضطر أحيانا للقدوم من بيروت خصيصا. ومع الوقت وبعد أن توفي حنا أسعد تجرأ البعض على ممارسة هذه المهمات ولو بدون الخبرة الكافية. وفي ايامنا زمن الحرب كان "جميل رزق دياب" معروف بأنه يحسن عملية التجبير أو على الأقل أعادة العظام إلى أماكنها ولو أنه في تلك الأيام كنا تجاوزنا هذه المهنة بشكلها البدائي واصبح يقوم بها أطباء متخصصون بالعظام حيث يفحص العضو المصاب بصور الأشعة قبل أن تجري عمليات التجبير.

في سنة 1977 وقد كنا محاصرين في عين إبل وكان "جورج زعتر" وهو ضابط من الجيش اللبناني قد ربى كلبا من سلالة Berger Allmand  وكان يومها غائبا في زيارة خاصة وبقي الكلب بعهدة Chef Edward  وهو الأسم الذي كان يطلق على "أيلي حبيقة"، الذي كان يقيم وقتها في عين إبل، وقد كان أرسله الشيخ بشير مع مجموعته لابعاده عن بيروت كونه مطلوب من السوريين. وصدف أن سيارة مسرعة صدمت الكلب واعتبر ايلي بأنه مسؤول تجاه جورج ويجب عليه معالجة الكلب. ولما رايناه مغتما وحزينا خائفا أن يموت الكلب، اشرنا إليه بأن يطلب من "جميل" أن يفحص الكلب، فربما يمكنه مساعدته. فأرسلنا من أحضر جميل، وكان صاحب نكتة ولكنه كان يخشى التعاطي مع المسلحين فكيف بالشيف ادوار. ولذا فقد قام بفحص الكلب وايلي ينظر إليه ويراقب كل حركة منه. وكان جميل المعروف "بابو طوني" يتنقل بين أعضاء الكلب بدون أن يضغط أو يقاربه خوفا من أن يعضه. وهو كلما نظر إليه من جهة وتفقد أطرافه يهز راسه ويبلع ريقه، بينما ايلي ينتظر الجواب. ومن ثم، وعندما أنهى عملية "الاستطلاع" تأفف وقال: "ولا يهمك مش مويت" فارتاح ايلي وتنفس الصعداء. ثم أردف أبو طوني: " تخبرك هالخبرية كا عمي... نحنا كان عنا كلب صيد بالزمان اكل نفس الضربة... أبدا هيك... متل هيدا... بس هديك بعد مدة مات..." فنظر اليه ايلي نظرة غاضبة بدون أن يتكلم فاستدرك ابوطوني وقال: "بس هيدا متل ما قلتلك مش مويت يمكن جسمو أقوى... ما تخاف كعمي يومين تلاتي وبقوم". وخرج ابو طوني قبل أن ينتظر جوابا من ايلي. وعندما خرج ابو طوني بدأ الضحك والتنكيت على وضع ايلي والكلب وكلمات ابو طوني.

وبعد يومين تحسّن وضع الكلب بالفعل وعادت له قابليته على الأكل. ومن ثم عاد إلى المشي شيئا فشيئا. ففرجت اسارير ايلي وأصبحت جملة ابو طوني عن الكلب الذي صدم ومات وردة فعل ايلي الذي كاد أن ينفجر إحدى النكات المتداولة.

وقد عرفنا بعدها بأن ابو طوني كان يعرف ما يفعل فهو نظر إلى الكلب المصاب من كافة الجهات وعرف بأن عظامه غير مكسورة، ولكنه تعرض للرضرضة، كما يقال عندنا، وبما أن جسمه قوي فقد يتمكن أن يشفى بدون معالجة. فهو سيحتاج لبضعة ايام لن يأكل فيها فيضعف ولكن بما أن "صحته منيحة" فهو قادر على تجاوز الحالة. كان صيت ابو طوني بالتجبير مقبولا ولو أنه لم يصل إلى مركز حنا أسعد ومن ثم تجاوزته المستشفيات والعمليات الحديثة فلم تعطه الأيام القدر الكافي من الاحترام بسبب خبرته في التجبير والعمليات الناجحة التي قام بها.

 

ريفي لـ"المدن": النظام السوري وراء أحداث الشمال بـ"داعش اصطناعية"

جنى الدهيبي/المدن/05 تشرين الأول/2020

منذ أن انتهت معركة وادي خالد بين شعبة المعلومات والخلية الإرهابية، وقبلها معركة جبل البداوي وجريمة كفتون الكورانية، عادت المخاوف شمالًا من إحياء سيناريوهات التطرف السني على الطريقة الداعشية، عبر اللعب على وتر العلاقة مع المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية. ففي غضون شهرٍ واحد، سقط 6 شهداء للجيش، أربعة منهم في جبل البداوي، على يد القتيل خالد التلاوي والموقوف أحمد الشامي، وجنديان آخران عند حاجز عرمان – المنية، على يد القتيل عمر بريص. 

هذه الخلية التي أدارها التلاوي ميدانياً، تبيّن لاحقًا أن مسؤولها المباشر هو السوري القتيل يوسف خلف (أبو خلف) الذي كان يختبئ في بلدة داوود العكارية، بينما أمير المجموعة هو السوري القتيل محمد الحجار. لكن، بمَ استوحى الصانع "المجهول" لهذه الخلية الإرهابية المؤلفة من نحو 30 فردًا؟ 

الصناعة المخابراتية

يسترجع اللواء السابق أشرف ريفي في حديث مع "المدن" تجربته الأمنية، ويعود إلى مرحلة زعيم "فتح الإسلام" شاكر العبسي في العام 2007، ويصفه بـ"اختراع المخابرات السورية". قبل استقرار العبسي في مخيم نهر البارد شمال لبنان، وفق ما يروي ريفي، "خرج العبسي من السجون السورية قبل انتهاء محكوميته بـ4 سنوات، وقد جرى تطويعه مع خلية واسعة لصالح النظام قبل تنفيذ عملياته في العراق، ثم دخل إلى لبنان بعد تدريبه عسكرياً في سوريا، وسيطر على مكتب فتح ومخازن الأسلحة من دون أي مقاومة".

قال ريفي: "بعد عملية عين علق في تلك المرحلة، استطعنا توقيف 4 عناصر من مجموعة العبسي بعملية نوعية، كذلك توقيف 4 آخرين من الجنسيات غير اللبنانية، كانوا يحاولون الهرب من لبنان. وبيّنت التحقيقات معهم الآلية الاستخباراتية التي يعملون وفقها، بدءًا من اسم المجموعة (فتح الإسلام)، تحت راية ادعاء التشدد الديني". وعلى غرار دافع "السرقة" الذي أوحت به جريمة كفتون التي سقط ضحيتها 3 مدنيين من البلدة، كانت مجموعة العبسي وفق ريفي، نفذت عدة عمليات سطو على مصارف في لبنان، بين صيدا وبيروت والكورة، و"كانت عمليات السرقة تهدف إلى تمويل عملياته، لأن النظام السوري كان لا يدفع كل المطلوب منه، وجزء منها لحسابات أفراد المجموعة الشخصية".

ويرى ريفي أن مجموعة التلاوي الإرهابية هي "داعش اصطناعية"، ويرجح أن تكون استحضرت وتحركت بناءً لطلب النظام السوري وبعض حلفائه في لبنان في ظرف سياسي  دقيق، يشكل ضغطاً على حزب الله، و"لو كان النظام يملك القدرة على صناعة مجموعة رديفة لفتح الإسلام بحجمها وعدد أفرادها لما تردد". أضاف ريفي: "حتى ميشال سماحة في تلك الحقبة كان يزعم انتشار داعش والقاعدة في عكار، وتوزعت منشورات مجهولة للتحريض بين المسلمين والمسيحيين شمالاً، إلى أن تبيّن أن النظام السوري كان من خلال سماحة يسعى لتهيئة أجواء التطرف السني".

يرجح ريفي أن النظام السوري يسعى دائماً لصناعة خلايا إرهابية شمالاً، على طريقة شاكر العبسي. لكن بعد العملية الأمنية التي نفذتها شعبة المعلومات في وادي خالد، يستبعد أن تبرز قريبا مجموعات مشابهة، "لأن هناك مصاعب يواجهها النظام في صناعة خلايا مشابهة في وقت صار أبناء الشمال أكثر وعيًا، ومن الصعب وصمه كبيئة حاضنة للإرهاب". 

وبانتظار التحقيقات مع الموقوفين من مجموعة التلاوي، لكشف ملابسات عملياتها وما كانت تخطط لتنفيذه في لبنان، يبقى السؤال: لمَ يسهل استقطاب بعض الشباب في طرابلس ومحطيها، للإنضمام إلى هذه المجموعات من دون كشف خلفياتها الاستخباراتية؟ 

لعنة الوصاية

يعود ريفي لمرحلة الوصاية السورية في لبنان، حين كان يعتبر أن طرابلس معادية له، وقد ظهر ذلك منذ تنفيذ مجرزة باب التبانة المروعة في الثمانينات، وإثارة الفتنة في 21 جولة عنف بين التبانة وجبل محسن (2008 – 2014)، ثم إرسال النظام لسيارتين مفخختين في العام 2013 لتفجير مسجدي التقوى والسلام. هذا الكباش الطويل بين عاصمة الشمال والنظام السوري، وفق ريفي، وما رافقه من ممارسات ترهيب بحقّ المدينة مقابل شيطنتها وحرمانها من أدنى فرص العيش بكرامة، ولّد حالتي قهر (مظلومية) وفقر. 

قال ريفي: "هذا الواقع، دفع شريحة واسعة من الشباب المهمشين في طرابلس إما للهروب عبر قوارب الموت كما حصل مؤخراً، وإما للمخدرات والجريمة والعنف، وإمّا للتطرف الديني والإرهاب وما يتبعه من نقمة على الدولة". ويشير ريفي "بعد أن شكّل سنّة الشمال خزاناً بشرياً لثورة 14 آذار 2005، جاءت الهيمنة الإيرانية عبر حزب الله لتطويعهم، ثم أراد الحزب أن يترجم انتصاره وقوته في حرب تموز 2006 في الداخل من خلال اجتياح بيروت في 7 أيار 2008، وركّب مجموعات في المناطق السنّية كسرايا المقاومة"، وهو ما خلق وفقه حالة من الاحتقان والتوتر عند الناس. 

بؤس طرابلس

يعتبر ريفي أن طرابلس التي تتأجج بالعنف بين حين وآخر، وتسقط ضحية صانعي الخلايا الإرهابية، تكمن مشكلتها في حزام بؤسٍ يلفّها بدءاً من باب التبانة والبداوي، إلى المخيمات ونهر أبو علي والعيرونية ومنطقة الشوك. هذا الحزام الذي شكل ممرًا لتعزيز فكر الخلايا الإرهابية، "أسقط طرابلس طبقياً لصالح توسع رقعة الفقر، وبقيت محرومة من كل المشاريع الإنمائية والاستثمارات وفرص العمل، فصارت لقمة سائغة لكل المعادين لها والمتربصين بأمنها".

زمن التسوية 

في سياقٍ آخر، يرى ريفي أنه رغم بلوغ لبنان أسوأ حالة من التأزم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وتحديداً بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الفائت، ثمّة رائحة تسوية تلوح بالأفق، في وقت يرى أن المبادرة الفرنسية سقطت، والحلول مؤجلة لما بعد الانتخابات الأميركية. قال: "بدا واضحا أن إيران لا تريد مفاوضة فرنسا، وإنما أميركا بالمباشر، وهو ما أظهرته عبر حلفائها في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية مع اسرائيل". 

ويعتبر ريفي أن فرنسا أخطأت بمبادرتها في ثلاث نقاط: لم تتبنَ طرح البطريرك للحياد، لم تتطرق لسلاح حزب الله، ولم تتطرق لمسألة الانتخابات النيابية المبكرة. وقال: "هذه النقاط هي المدخل الرئيسي لأي إصلاح في لبنان، ويبدو أن حزب الله صار مأزوماً نتيجة زعزعة الغطاء المسيحي، ولا يتمتع بغطاء سني أو درزي شامل، وقد يضطر في المرحلة المقبلة إلى الرضوخ لتسوية كبرى، بعد أن بدأ انسحابه التدريجي من العراق وسوريا، وصار يلتهي بصناعة حكومات من الدمى المطواعين على طريقة حكومة حسان دياب".

 

مفاوضة إسرائيل: إخراج المسيحيين من كنف إيران

منير الربيع/المدن/05 تشرين الأول/2020

بقدر ما ستكون مفاوضات ترسيم الحدود معقدة في مسارها التفصيلي، ستعمل القوى السياسية اللبنانية في الأثناء على تكريس وقائع ومعادلات جديدة. فعندما قدّم الثنائي الشيعي ورقة الموافقة على إطلاق المفاوضات، وإعلان الرئيس نبيه برّي عنها، أراد حزب الله وحركة أمل الإمساك بهذا الملف، ولو من خلف رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يريد من جهته أيضاً أن يكون هو الممسك بهذه الورقة، لمجموعة أسباب وأهداف، كالإشارة إلى استعادته لصلاحياته، وعمله على إعادة تعويم نفسه وعهده على صعيد العلاقات الدولية.

ويريد الثنائي الشيعي أيضاً تغطية أي تنازل يتم تقديمه بالدولة اللبنانية، أو بميشال عون. بمعنى أن المقاومة توافق على ما توافق عليه الدولة اللبنانية في عملية ترسيم الحدود. أما عون، وبحال قدّم تنازلات، فسيكون عنوانه هو إنقاذ لبنان وثانياً تجنّب العقوبات.

ما بعد شرعية المقاومة

ما بين الطرفين، تبدو الرؤية الأميركية الإسرائيلية واضحة، وهي أخذ لبنان إلى خانة المعترف بحدود "إسرائيل"، مع ما سيعنيه ذلك بأبعاده العسكرية والأمنية والتسلحية. لن ينفصل ذلك عن زيادة منسوب الضغوط الأميركية والدولية على عون، في إطار الحملة المستمرة عليه لإيقاع الخلاف بينه وبين حزب الله. وبالنسبة إلى حزب الله، فإن أي قرار في ملف التفاوض لن يكون بالإمكان اتخاذه من دون موافقته، لا سيما أن الاتفاق النهائي سيكون خاضعاً لإقرار في مجلسيّ النواب والوزراء. بمعنى آخر، سيكون الحزب عنصراً أساسياً في عملية التفاوض ولو عبر رئيس الجمهورية، أو عبر بعض أعضاء اللجنة التفاوضية من الجانب اللبناني. لأن ما يراد تحقيقه من هذه المفاوضات، هو تكريس الثنائي الشيعي كمفاوض أساسي أمام المجتمع الدولي على تلك المنطقة التي يسيطر عليها، ليس عسكرياً فقط بل أمنياً واجتماعياً واقتصادياً.

هنا، لا يمكن معرفة حدود الضغط الأميركي، وإلى أي مستوى سيبلغ مداه، وهل صحيح أن الضغوط ستستمر لتصل إلى حد إقرار قوانين تتعلق بفرض عقوبات اقتصادية على البيئة الاجتماعية الحاضنة لحزب الله؟ بمعنى فرض عقوبات على مناطق معينة أو مؤسسات منتجة وفاعلة في هذه المناطق، بغية المضي في عملية زرع الشقاق بين الحزب وبيئته، أم أن الأمور لن تصل إلى هذه الحدود، بما أن مسار المفاوضات قد انطلق، وهناك احتمالات لتقديم تنازلات؟ حزب الله لن يتخلى عن ما انتزعه في اتفاق نيسان عام 1996، أي شرعية المقاومة. لكن اليوم سيكون لذلك ترجمة مختلفة، ترتبط بشرعية التفاوض. فكما انتزع سابقاً شرعية العمل المقاوم المعترف به دولياً، هو يريد انتزاع اعتراف دولي به، كقوة سياسية أساسية ومقررة في مسار التفاوض.

تحولات سياسية

لا يبدو أن أموراً أساسية ستتغير أو تتبلور قبل انعقاد الجلسة التفاوضية الأولى، في الرابع عشر من الشهر الحالي. منها، سيتم استشراف المرحلة المقبلة، وأفق عملية تشكيل الحكومة وشكلها ومكوناتها. مع ما سيؤدي ذلك إلى فرز جديد على الساحة اللبنانية، لا سيما بما يرتبط بالمعادلة السياسية القائمة، والتي ستفترض تغييراً في الوجوه. هذا المسار كانت قد اتضحت معالمه، مع ترؤس شخص من نوعية حسان دياب للحكومة، وتسمية مصطفى أديب فيما بعد، وصولاً إلى التداول باسم محمد بعاصيري.

واللافت أن هذا الكلام، يأتي بعد كلام سياسي يتحدث عن احتمال العودة إلى خيار سعد الحريري أو نجيب ميقاتي. ليتبين أن استحضار إسم بعاصيري، يهدف للقول إن الرئيس المفترض للحكومة يجب أن يكون من هذه الطبيعة، وليس من طبائع السياسيين، بمعنى قطع الطريق على أي فكرة للتداول بترئيس الحريري أو ميقاتي للحكومة. ويؤشر ذلك إلى أن ما كان قائماً في السابق كله سيتغير. وما يسري على رئاسة الحكومة سينسحب على رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس النيابي مستقبلاً.

إيران المتراجعة

كل ذلك سيترافق مع المزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية، وخصوصاً على حلفاء حزب الله، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحرّ. جزء من هذه الضغوط سيرتكز على إظهار إيران بموقع المتراجع، غير القادرة على حماية حلفائها لا في أرمينيا ولا في سوريا ولا في العراق أو لبنان. ستقود هذه الضغوط إلى خوف كبير لدى المسيحيين، المؤمنين بنظرية التحالف المشرقي، بمعنى أن كل الرهانات على الشرق قد سقطت. وروسيا نفسها لم تعد قادرة على حماية حلفائها، لا في اليونان وقبرص ولا في أرمينيا ولا في سوريا.

تلك الصورة ستستخدم أميركياً بشكل مركّز لإبراز المحور الإيراني كمتلقٍّ لضربة قاصمة في ناغورنو قرباخ، في وقت يسير فيه حلف الممانعة بمفاوضات مع إسرائيل، كأن القوم ما كانوا، خصوصاً في ظل الكلام عن استعداد النظام السوري للدخول في مفاوضات أيضاً، بناء على نصيحة روسية.  كل هذه الضغوط ستستخدم لتخيير المسيحيين بين تحالفهم مع إيران التي لن تتمكن من حمايتهم وتخويفهم من التقدم التركي، أو تشجيعهم على الانفكاك عن إيران وروسيا، والالتحاق بالغرب الذي تقوده أميركا.

هذه المعادلة أيضاً ستفرضها أميركا على إيران وشيعتها.  

 

نسأل حزب الله: ما هي حدودك؟

أحمد جابر/المدن/05 تشرين الأول/2020

لم تجد المبادرة الفرنسية طريقها إلى التنفيذ. سدَّت عليها التشكيلة اللبنانية المتقادمة سُبل العبور. راهن الرئيس الفرنسي على صدق ما سمعه من المجتمعين في قصر الصنوبر. مصدر ثقة الرئيس الزائر خلفية سياسية وثقافية ومجتمعية، تعتبر أن المسؤول الرسمي مسؤول أمام شعبه، وحريص على مصالحه، وفات، الرئيس ماكرون، أو لعله تعمَّد تفويت الاعتقاد، بأن لا مسؤولية التشكيلة المتحكمة بلبنان ستتحكم بحساباتها الفئوية، وأن اللامسؤولين ذاتهم، لن يترددوا في التفريط بمجموع المصالح اللبنانية العامة المشتركة. تشاطر الطائفيون والمذهبيون، وتفذلك الثنائي الشيعي، والرباعي السني، والأقوياء والقواتيون والتياريون الأحرار. اعتذر الرئيس المكلف، مصطفى أديب، فتحدث الرئيس ماكرون عن سيرة المبادرة وعن سلوك من سمعها، وحمَّل المسؤولية لكل من ساهم في منع إنفاذ مندرجاتها. جاء الرد متفاوتاً من أركان المتهمين، وجاءت عبارة تنبيه تطالب الرئيس الفرنسي بالتزام حدِّه!! حسنا، لتكن العبارة منطلقاً لرسم الحدود بين أفرقاء التشكيلة اللبنانية أولاً، وبينهم وبين الآلاف من المواطنين الذين لا يقولون أقوالهم، ولا يقرُّون أفعالهم، ويطالبونهم بتدابير إنقاذية آنية عاجلة، لأن رحيل نظامهم المهترئ ما زال متعذراً. إلزم حدودك أيها المبادر بطرح الإنقاذ!! حسناً، ما حدودكم؟

حدود المؤسسة الدينية اللبنانية

نكتفي بالإشارة إلى المؤسستين الأكثر نشاطاً في الراهن، مشيراً إلى أنه:

أولاً، لقد صدر عن البطريرك بشارة الراعي كلاماً متوالياً حول حياد لبنان، وأرفق شرحه المتتالي لما أدلى به بالإشارات اللازمة، لمنع استفزاز أقطاب المذهبيات الأخرى، وشدَّد على الالتزام بسقف الموقف العربي العام حيال العدو الإسرائيلي.. جاء الرد ردّاً انشطارياً، وتفرّدت ردود بتخوين القائل، انطلاقاً من خلفيات معلومة، وبناءً على خطاب تضليلي يعتمده أبناء الخلفيات. لنناقش حدود مسؤولية البطريرك عن تجاوز حدود ما يفترضه لنفسه، ولمؤسسته، من مسؤوليات. لعلَّ النقطة التجاوزية الأهم، هي مسألة الحياد الخلافية، وللتذكير فإن المسألة طرحت في حقبات لبنانية سابقة، خاصة بعد حرب عام 1967، وخرج من الأقطاب اللبنانيين من دعا إلى حياد لبنان، ونشر البوليس الدولي على امتداد الحدود اللبنانية. لقد كان الحياد موضع خلاف إسلامي مسيحي، وكان موضع خلاف عروبي مع أبناء الفكرة اللبنانية، لذلك يمكن القول إن التوقيت، عنصر أساسي في الاستماع إلى طرح الفكرة، والمبادرة إلى رفضها، أو قبولها، أو تناولها بالنقاش المجدي المتفاعل. عليه، لم يكن التوقيت عام 1967 مناسباً، والتوقيت الآن غير مناسب هو الآخر، هذا لأن في التوقيتين قراءة استهدافية يظن بها فريق من اللبنانيين، ويعمل لاحقاً ضد من يختار التوقيت، بموجب هذا الظن. بعيداً من ذلك، هل ما تقدم به البطريرك بشارة الراعي يشكل مادة للنقاش الهادئ المستفيض؟ لا نعتقد بأن الجواب السلبي هو الرد الموضوعي على هذا السؤال.

ثانياً: جاء على لسان المفتي الجعفري أحمد قبلان كلام مرتفع النبرة، فكان أقرب إلى البيانات الحزبية، وبالمقارنة مع ما يصدر من كلام عن مصادر حركة أمل وحزب الله، أتى كلام المفتي الممتاز قاصراً عن حنكة تدوير الزوايا، أي أنه لم يوفق في إضافة لبوس التباس إيجابي، مما يترك مجالاً واسعاً لمن يريد النقاش من موقع الرفض، أو من موقع القبول، أو من موقع الدعوة إلى نقاش موضوعي يعترف بالإشكالية الحالية لمجمل التركة الكيانية اللبنانية. لقد تجاوز تصريح الشيخ قبلان هدوء مؤسسته، ولم يتسلَّح بثقل موقعها الانفتاحي الذي أسسه الإمام السيد موسى الصدر، ولم يتقدم بجردة التطورات الواقعية والموضوعية التي عدّلت موقع الشيعة السياسية في مجمل التراتبية الوطنية. أن تطرح مطالبتك المتناسبة مع تطور وضعك شيء، وأن تتحدث عن "مارد وقمقم" شيء آخر، وأن تعلن حقك في السعي إلى ما تراه حقاً لك أمر، وأن لا تدرك الممكن وغير الممكن في تحقيق ما تسعى إليه من حقوق، هو أمر آخر أيضاً. لقد تجاوز خطاب المفتي قبلان واقع أن "الشيعة كتلة ناهضة"، ليلامس جعل الشيعة "كتلة طافرة"، وهنا مما لا يساهم في معرفة معنى الحدّ الخاص، ولا معنى الحدود العامة، بل يساهم في اختلاطها وفي تداخلها، وفي فتحها على عمليات "الفرز والضمّ" المحفوفة بكل الأخطار.

اقتصار الحديث عن الحدود وتجاوزها، سياسياً وكيانياً، على المؤسستين المارونية والشيعية، مرده أنهما تكاد أن تكونا عنوانين "دينيين" للعنوانين السياسيين اللذين تخوض غمار سجالهما، نعني بهما الطائفتين السياسيتين القلقتين اليوم، المارونية والشيعية. في امتداد ذلك، وبالاتصال الوثيق معه، ماذا عن الكيانات السياسية في الطائفتين المذكورتين.

أولاً، على الصعيد المسيحي

نشير إلى موقع رئاسة الجمهورية ونفترض أن الموقع ليس مارونياً فقط، بل هو مسيحي خاص، ويتضمن الوطني العام، على ما تعنيه جملة رئاسة الجمهورية. السؤال الأبرز في هذا المجال، هل التزمت رئاسة الجمهورية بحدودها الدستورية؟ الالتزام على معنى القسم الذي ينطق به كل رئيس جمهورية منتخب. إذا كان الجواب بالإيجاب، فأين تمَّ الالتزام؟ وإذا كان الجواب مشوباً بالثغرات، في ميدان التطبيق، فأين حصل ذلك؟ ولماذا؟ ومن هي الأطراف المسؤولة عن عرقلة التطبيق؟ وما الموقف منها؟

من الموقع الشعبي، نعتقد بأن الدستور يفسَّر بجوهره وروحيته، وليس فقط بنصِّه، ويشرح، حسب المواطن، بمقاصده، وليس بحبر سطوره، ولطالما حصلت المفارقة مثلاً، بين النص الديني، وبين مقاصد الدين، ولطالما وضعت المقاصد جانباً، وجرى العمل بمقاصد "السلطان"، وهذا مما عرفته جيداً العصور التاريخية. في ميدان المقاصد، هل تمَّ الحرص على الدستور؟ أم أن الوضع اللبناني كله يقدم أدلّة وشواهد ترافع ضد القول بتطبيق الدستور، تطبيقاً نصوصياً أحياناً، وتطبيقاً مقاصدياً في أكثر الأحيان؟!

على صعيد نصوصي، تحفل الحياة السياسية اللبنانية بأخبار تجاوز الدستور، وتتبارى الوسائل الإعلامية في عرضها، ويتراشق بها أقطاب التشكيلة اللبنانية في حالة الاختلاف، ويسخرون من دعاة الحرص على الدستور في حالة اتفاقهم. هل هذا واقع متجاوز على حدود الدستور وما يلحق به من أعراف ومواثيق عيش مشترك؟ هو كذلك.

لكن التجاوز الأهم، من موقع شعبي، يبقى ماثلاً على صعيد المقاصد الدستورية، وفي هذا المجال لائحة التجاوز فاقعة الوضوح، وشديدة الخطورة، ودلالة التجاهل في السماح بها لا تخطئها عين. تسرد التجاوزات بكلمات، فالشرح غير مفيد، لأنه يقع على لا بنية تصغي إلى الشرح، لكنه، أي السرد، يرد على سبيل تعيين المسؤوليات، وليس على سبيل إبداء التذمر. واللائحة: هل منع الإفقار عن اللبنانيين مقصد دستوري أم لا؟ ماذا عن صحة لبنان؟ ماذا عن التعليم؟ ماذا عن الغذاء؟ ماذا عن الدواء؟ ماذا عن الاقتصاد؟ ماذا عن البطالة؟ ماذا عن الهجرة؟ ماذا عن الخزانة الخاوية؟ ماذا عن النهب المنظم؟ ماذا عن السيادة الوطنية المنتقصة؟ ماذا عن النسيج المجتمعي المهترئ بفعل استشراء الزبائنية السياسية والطائفية والمذهبية؟ ماذا وماذا؟ أليس في كل ذلك تجاوزاً مقاصدياً على روح ومعنى الدستور؟ تكراراً، لن تأتي الإجابة باقتراح حلول، بل ستعيد بيانات نصّية جامدة، لا تحفظ هيبة الدستور، لا في نصّه ولا في مقاصده... ربما لأن ذلك مما بات محرَّماً الاقتراب منه، في عرف التشكيلة الحاكمة والمتحكمة؟!

ثانياً، على الصعيد الشيعي

بلا مداورة، سؤال تجاوز الحدود، أو الالتزام بخطوط الفصل وعلامات الوصل الممكنة، موجه إلى حركة أمل، ثانوياً، وإلى حزب الله، على صعيد رئيسي.

أ-حركة أمل:

ذكر حركة أمل يرد كملحق باسم رئيسها، رئيس المجلس النيابي نبيه بري. فالحركة كواقع سياسي باتت مختزلة برئيسها، وحضورها مائل في حركته، وهي في التراتبية الشيعية الملموسة، تحتل الموقع الثاني بعد حزب الله، الذي باتت له الكلمة العليا في الشأن الشيعي، وفي شؤون الجمهورية اللبنانية.

على شتى الوجوه، ما يوجه لحزب الله من أسئلة حول حدوده، هي الأسئلة ذاتها التي توجَّه إلى حركة أمل ورئيسها، فالتمايز في موقع الحدود، انضباطاً أو تجاوزاً، صار شكلياً، ربما لا يتجاوز عملية توزيع الأدوار، والحرص على حيز حرية معين لكل فريق من الثنائية الشيعية. خارج حرية "التكتيك" السياسي، والمناورات المتبادلة، مع فرقاء الطوائف الأخرى، صارت "الاستراتيجية" مشتركة، وتكاد تكون واحدة، وبما يتطابق مع وزن الرئيسي "حزب الله"، ووضعية الثانوي "حركة أمل"، وثقل كل منهما في المنظومة السياسية. على هذه "المقدمة" حول واقع حركة أمل، ما حدود حزب الله؟

ب- حدود حزب الله:

لن نأخذ بتفاصيل خطاب حزب الله السياسي، ويجب الأخذ بكل حساباته السياسية، وإذا كان السؤال واجباً حول ما يريده ويستطيعه حزب الله، فإن السؤال الأوجب، ما الذي لا يريده حزب الله وما لا يستطيعه؟ وكذلك ما الذي يريده حزب الله، أو يقبل به، لكنه لا يستطيعه ولا يستطيع القبول به، من تلقاء ذات سياساته؟

لماذا هذا التفصيل في الأسئلة؟ لأننا ندرك أن حزب الله ليس حزباً "محلياً" فقط، ولأنه ليس مستقلاً استقلالاً تاماً عن مرجعيته الإيرانية. هذا التعليل التفصيلي ورد على لسان أمين عام الحزب، وتكرار الإعلان يرد في صيغ متعددة، وفي مناسبات دينية وسياسية مختلفة. إذن نحن نعتمد في شرح الوضعية على ما يعتمده حزب الله في شرح وضعه، ومن هنا، نذهب إلى الأسئلة التي نعتبرها، ومن موقع شعبي، متجاوزة على حدود صفوف واسعة من اللبنانيين، ولا تتفق مع جوهر إعلانات حزب الله عن ذاته، بوصفه "مقاومة" داخلية أولاً، وبوصفه مقاومة "إسلامية" ثانياً، مقاومة غير أممية بسبب من صيغتها الاعتقادية التكوينية. في وصف حزب الله لنفسه بالمقاومة، يتم التجاوز، تعميمياً، من خلال مصادرة مقاومة سبقته إلى المبادرة والفعل، ويتم التجاوز، تفصيلياً، عندما يختزل الصراع العربي – الصهيوني، ودور لبنان فيه، فيجعل من لبنان كله بلداً مقاوماً، في حين أن المقاومة باتت عنواناً لحزب، ودليلاً مرشداً إلى مصالح كتلة أهلية لبنانية، قبل غيرها من سائر الكتل.

استطراداً مع ما تقدم، وعلى نهج إعلان المقاومة نفسه: هل المقاومة فعلاً وطنياً عاماً، أم سلوكاً خاصاً؟ هذا ليس سؤالاً بديهياً في عرفنا، وإن كان كذلك في عرف أصحابه. هل بناء الاجتماع حول مهمة وطنية عامة، مهمة للمقاومة أم المساهمة في تفريق صفوف الاجتماع يتقدم على مهمة التجميع الوطني؟ وفي مخاطبة المحيط العربي، لبنان عربي أولاً؟ أي هل تحضر المصالح المشتركة العربية اللبنانية؟ أم تحضر مصالح الجوار العربي، الذي هو إيران في الحالة الشيعية، وغيرها في حالة الطوائف الأخرى. إذا كانت عروبة لبنان أولاً، فكيف تفسّر المساهمة في الحروب البينية والأهلية بين العرب؟ وكيف يفسّر تبني خطاب "الآخر الخارجي" في مواجهة الداخل العربي الذي هو عمق لبنان ورئته؟ وإذا كانت الإسلامية نعتاً للمقاومة عندنا، الآن، فكيف يكون استنفار المذهبيات الأخرى، ومنها المذهبية السنية العربية على وجه الخصوص؟ وهل في ذلك ما يفيد "الإسلامية المقاومة"؟ ثم لنسأل، من تقاتل الإسلامية بشقيّها؟ هل الأميركي؟ أم الغرب عموماً؟ الجواب تقدمه كواليس السياسات الدولية، ومنابرها، وهذه تفيد أن ودّ "الاستكبار العالمي" مطلوب في كل "الديار الإسلامية" كلها، من دون استثناء مذهب من المذاهب. وعند الانتقال إلى الداخلي اللبناني، ومن خلال اللغة الشعبية المباشرة؛ كيف المقاومة والجوع قد دخل البيوت؟ والمرض يتوالى فتكه تباعاً؟ والعلم تقفل سبل القدرة على تحصيله؟ والشحن الطائفي تستعر ناره؟ وطلب الاستتباع تتبلور نصوصه؟ والتبعية لا حياءَ في إعلانها؟.. كيف المقاومة في كيان منقسم على ذاته؟ وإلى متى افتراض القدرة على ضبط انفجار القسمة بسطوة السلاح؟ في انتظار الأجوبة، نرجح عدم الحصول على إجابات عملية تعاكس مسار حزب الله التجاوزي، وإذا كنا نلتمس العذر لكل مكوِّن لبناني، من سياق التكوين ذاته، فإن حزب الله غير معذور حسب اعتقادنا، لأنه الأقدر، لو أراد واستطاع، على تقديم عدد من مفاتيح أبواب المسائل اللبنانية المغلقة.

حزب الله، نسائله كفرد باسم الجمع، ما حدودك؟ ننتظر قائمة بها، هذا، وتكراراً، لأن لبنان لن يبقى إلا بتبيان حدود المشاركة، وحدود الالتزام بها، بوضوح تقتضيه شراكة الالتزام.

 

إلى أين يتجه سلاح «المقاومة»؟

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط أونلاين/04 تشرين الأول/2020

نحن أمام مرحلة توحد فيها «سلاح» الميليشيات الإسلامية، المدعومة تركياً وإيرانياً، لا لتحرير القدس، إنما لصدور الأمة العربية، بالأخص للدول التي ما زالت تقاوم المشروع الإيراني والمشروع التركي، على رأسهم التحالف الرباعي.

الخناق يضيق على إيران وتركيا، ومشروعهما مهدد بخسائر متوالية بوضع اقتصادي محلي سيئ؛ بمقاومة من الداخل للمشاريع التوسعية التي أتت على حساب رخاء ورفاهية الشعبين الإيراني والتركي، على اتفاق دولي يهدف لنزع سلاح ميليشيات «الإخوان» وميليشيات الفقيه، وأخيراً الخناق يضيق على الاثنين بسبب التحالف الرباعي الذي شكل حائط صد تحطمت عليه أحلامهما. الوقت يمر بسرعة أمام هذين المشروعين، والخسائر تتوالى؛ «حماس» و«حزب الله» قررا لا تأجيل «حجة» مشروع المقاومة ضد إسرائيل، بل إلغاءها تماماً، فلا بد من إعادة التموضع، والمواجهة المباشرة، وتوحيد الصفوف، فلا وقت للتمويه، لا وقت للتحجج بإسرائيل، فذلك ترف لا يملكه الاثنان، فهما مجبران الآن على مواجهة مقاومي التطبيع مع إيران ومقاومي التطبيع مع تركيا، هكذا اتحدت بوصلتا «حزب الله» و«حماس».

فماذا يعني أن يقبل لبنان بترسيم الحدود مع إسرائيل؟ بمجرد القبول بمبدأ الترسيم بين الدولتين، فذلك يعني أن «حزب الله» هو من قبل الترسيم، فهو من يحكم لبنان، يعني أن إيران قبلت الترسيم، فهي من تسيطر على لبنان، يعني أن إيران و«حزب الله» أجبرا على الاعتراف بإسرائيل علناً بعد أن كان التعامل سراً، يعني أن «حزب الله» أراد أن يطمئن إسرائيل بأنه لا يشكل خطراً عليها، ولا يهددها، بعد أن شعر بأن الميليشيات الإيرانية في عين العاصفة.

فمهما حاول «خدم» إيران في المنطقة تسويق هذه المفاوضات على رسم الحدود، إلا أنها في النهاية تعني إقراراً واعترافاً بدولة إسرائيل، والمهم الآن مستقبل سلاح «حزب الله»، فهل قبل «حزب الله» التفاوض، وهو يعي أنه لا داعي لسلاح «المقاومة» بعد الاعتراف بإسرائيل، والمطلوب نزعه؟ أم يعني أن حسن نصر الله قال أقبل ترسيم الحدود معكم، وأعترف بكم وبدولتكم، بشرط ألا تمسوا سلاحي، وأعدكم أنه لن يوجه لكم؟ فلمن سيوجه «حزب الله» إن لم يكن لإسرائيل؟

في السابق كانت إسرائيل هي الذريعة التي يتمسك بها «حزب الله» بسلاحه، رغم أن هذا السلاح وجه ضد اللبنانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين المعارضين لنفوذ إيران، فإن قبل بإسرائيل، واعترف بها، ورسم الحدود معها، وبقي معه سلاحه، فإلى أين سيصل به، وهو القائل إن لبنان مجرد ولاية من ولايات صاحب الزمان الإمام الفقيه الإيراني؟ على صعيد آخر، ماذا يعني أن يستقبل هنية، ميليشيات إيرانية إرهابية، مثل جماعة «14 فبراير»، التي تستهدف البحرين وأمنها، ومصنفة على قائمة الإرهاب؟

إذ حسب مصادر «الأخبار»، فإن لقاءات جمعت الأسبوع الماضي في بيروت قيادات «حماس» و«الجهاد» مع ميليشيات «ائتلاف 14 فبراير»، وأن لقاءً جمع قيادة الائتلاف ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إسماعيل هنية، وكذلك مع «قيادات» من جمعية «الوفاق» المنحلة بحكم قانوني.

«الوفاق» و«14 فبراير» قتلت وأصابت أكثر من 1000 من رجال الأمن في البحرين بسلاح ومتفجرات إيرانية، منها نترات الأمونيا التي عثر عليها قبل أن تنفجر في عام 2015، ولولا ستر الله لكان انفجار المنامة لا يقل عما حدث في بيروت، فإلى أين تسير «حماس» بعد هذا اللقاء؟ هل غيرت بوصلة مقاومتها إلى قلب البحرين؟ «حماس» بعدما قبلت الانضمام للمحور الإيراني التركي القطري تقوم وبكل غباء بإحراج «الإخوان المسلمين» في البحرين، وفي دول الخليج بهذا الاجتماع، وتضعهم في عين العاصفة، بعد أن صرحت بأن الميليشيا الإيرانية «14 فبراير» تمثل شعب البحرين!!

رويداً رويداً تختفي إسرائيل من قاموس المقاومة، وتتوجه البوصلة للدول المقاومة للتطبيع الإيراني التركي، وهي التحالف الرباعي، الصورة الآن تتضح أكثر، فقد انتهت حجة السلاح في يدنا لمقاومة إسرائيل، ولتحرير القدس، الاثنان (حماس وحزب الله) أشهرا سلاحهما في وجه التحالف الرباعي الآن، فهذه الدول هي الصامدة، وهي الباقية في وجه مشروع الإمامة الإيرانية والخلافة التركية.

 

قتال تراجعي لمحور الممانعة؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط /04 تشرين الأول/2020

حين طُبّعت العلاقات بين دولتي الإمارات العربيّة والبحرين، ودولة إسرائيل، اتّجهت الأنظار فوراً إلى دمشق: كيف ستردّ قلعة الصمود والمقاومة؟ هل ترضى بالتطبيع، وفي الذاكرة كلّ ما قالته عن أنور السادات وياسر عرفات والملك حسين وأمين الجميّل؟ دمشق لم تردّ على الخطوة الخليجيّة - الإسرائيليّة. لقد رضيت بما حصل. حتّى العبارة الشهيرة التي تقال تعليقاً على الضربات العسكريّة الإسرائيليّة، من أنّ سوريّا تختار زمان الردّ ومكانه، لم تُسمع. رئاسة الجمهوريّة ووزارة الخارجيّة والتلفزيون والإذاعة كلّها صمتت. تُرك الأمر للموظّفين: بثينة شعبان، المستشارة الإعلاميّة والسياسيّة للرئاسة السوريّة، قالت لقناة «الميادين»: «لا أعلم ما هي مصلحة أبوظبي؟». لقد حلّت اللاأدريّة فجأة محلّ اليقين. «حزب البعث العربي الاشتراكيّ» تولّى الردّ: لقد ندّد، في بيانين حادّي اللهجة، بـ«العدوان السافر على القضيّة الفلسطينيّة وحقوق الشعب الفلسطينيّ». لكنّ كلام البعث كلام بعثي لا يُحمل على محمل الجدّ. كتّاب ومعلّقون ذهبوا، في قراءتهم هذا الصمت المصحوب بظروف سوريّة أخرى، أبعد من ذلك. تساءلوا: متى يذهب بشّار الأسد إلى تلّ أبيب؟ متى يبدأ التفاوض السوري - الإسرائيلي برعاية أميركيّة؟ هذا لم يحصل حتّى الآن. لكنّ شيئاً منه حصل في البلد المجاور الذي لا يقلّ ممانعة عن الجار الأكبر: لبنان. رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي أعلن عن التوصّل إلى «اتّفاق إطار» لبدء محادثات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل. أمّا أن يأتي الإعلان من برّي، حليف «حزب الله»، لا من رئيس الجمهوريّة ميشال عون، فيوحي أنّ الدولة الموازية، لا الدولة الأصليّة، هي التي تبادر وتشارك في تحمّل المسؤوليّة.

يزيد في فداحة ما حصل أنّ الأمم المتّحدة سترعى العمليّة وتشرف عليها. لكنّ الفداحة تبلغ ذروتها حين تلعب الولايات المتّحدة، أي «الشيطان الأكبر»، دور الوسيط والمسهّل لهذه العمليّة.

الحدث الخطير ترافق مع لغة جديدة تتحدّث عن «المصالح المشتركة» و«تنمية الموارد» و«شعوب المنطقة». إنّ في الأمر رائحة تطبيع ما مع «كيان صهيونيّ» نشكّك بوجوده!

تصاحب ذلك مع شيء آخر غير مألوف: انتشار قوّة عسكريّة من قوّات الطوارئ الدوليّة (يونيفيل) في بيروت ومنطقة المرفأ. جريدة «النهار» ذكرت أنّ الانتشار تمهيد لتمدّد قوّات الطوارئ نحو الحدودين الشرقيّة والبحريّة «وإيكالها مهمّات مراقبة جديدة لمنع عمليّات التهريب، تحقيقاً للرغبة الأميركيّة التي أعربت عنها واشنطن إبّان مناقشة مجلس الأمن قرار التجديد لهذه القوّات في أغسطس/ آب) الماضي وعدم استمرارها مقيّدة». للتذكير فقط: «حزب الله» لم يكتم عداءه الشديد لتوسيع عمل قوّات الطوارئ التي لم يتوقّف عن اتّهامها بالسهر على خدمة إسرائيل، كما دفع «الأهالي» (؟!) غير مرّة للاصطدام بها.

إذن، بعيداً من الخطابة الرنّانة حول إسرائيل وفلسطين، ومن الكذب المتمادي على الفلسطينيّين، ثمّة شيء آخر يجري في المنطقة:

في 7 مايو (أيار) الماضي، يوم كُلّف مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة عراقيّة جديدة، لاح كأنّ صفحة بدأت تُطوى: الإيرانيّون وميليشياتهم في العراق يوافقون على ترئيس رجل كانوا يشتمونه ويخوّنونه قبل أيّام. أحد فصائلهم (كتائب حزب الله) لم يتردّد في اتّهامه بالتواطؤ في مقتل قاسم سليماني.

هنا بدأ الشكّ الإيراني بحظوظ المشروع الخميني في منطقة المشرق. استعادة حركة «حماس» إلى الصفّ الممانع قليلة جدّاً ومتأخّرة جدّاً: طهران مستنزَفة اقتصاديّاً ومعزولة إقليميّاً ودوليّاً. حليفها الأسد يملك ولا يحكم، فيما الصوت الأقوى في سوريّا هو الصوت الروسيّ. نظام إيران سيّد العارفين بهذه الحقيقة. «حزب الله» والميليشيات الشيعيّة العراقيّة ليست في وضع شعبي تُحسد عليه في بلديها. هذا ما كشفته ثورتا البلدين، ثمّ فاقمه، في لبنان، انفجار المرفأ. هذا لا يعني أنّ «محور الممانعة» استسلم، أو أنّه يستسلم. إنّه، على الأرجح، يخوض قتالاً تراجعيّاً يملأ به الوقت الضائع في انتظار الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة. والقتال التراجعي هذا من شقّين: تقديم التنازلات من جهة، وممارسة الشغب من جهة أخرى. في خانة التنازلات يمكن أن نضع الانحناء أمام التطوّرات التي سبقت الإشارة إليها، أمّا في خانة الشغب فيندرج إفشال المبادرة الفرنسيّة في لبنان، وإطلاق الصواريخ «الغامضة» في العراق.

وهي، على قصرها، قد تكون مرحلة مقلقة وحرجة يقدّم فيها الممانعون التنازلات لأميركا وإسرائيل، فيما يمارسون الضغط على من يعتبرونهم حلفاء محليّين لأميركا وإسرائيل. هذا سلوك ينتمي إلى مدرسة عريقة عندنا، مدرسة كان حافظ الأسد أستاذها الأبرز.

 

حزب الله وإسرائيل.. حربٌ أم تهويلٌ أم تطويع؟

علي الحسيني/ليبانون ديبايت/04 تشرين الأول/2020

لم يعد يُصلح الحديث عن أن استهداف الولايات المتحدة الأميركية لـ"حزب الله" من خلال العقوبات المالية التي تُفرض عليه تباعاً ولا التحريض الاعلامي الذي تقوم به إسرائيل ضد "الحزب"، بأنه يصب في خانة الأزمات الإنتخابية التي يُعاني منها كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا يجوز بعد الآن، وضع التصويب الأميركي ـ الإسرائيلي على "الحزب" على أنه حاجة لرفع المعنويّات في هذين البلدين، ولا في خانة ردود الفعل نتيجة إخفاقهما بكسر محور "المقاومة". كل الأمور بحسب ما هو ظاهر، تشي بأمور خطيرة بدأت تلوح في أفق المنطقة وفي سماء لبنان على وجه التحديد. أمور قد تكون أكبر من مُجرد اعتقادات وتكهنات أو تحليلات في طبيعة هذا البلد وتكوينه أو ذاك النظام وركائزه، وأقل من حرب واسعة مُدمرة قد يسعى المعنيوّن فيها وتحديداً الأميركي ـ الإسرائيلي، إلى رسم بداية لطريقة تقوم على أُسس مبنيّة على اختيار أهداف مُحددة لكنها في غاية الأهميّة وضربها، قبل الدخول في حرب سريعة قد تنتهي في غضون شهر أو أقل، لكن كل طرف يعتقد أنه سيُحقّق من خلالها، ما كان يأمله قبل إندلاع الشرارة.

ما يقوم به نتنياهو اليوم من عرض مواقع ومخازن ومصانع يدّعي أنها تابعة لـ"حزب الله"، لا يُمكن اغفاله ولا وضعه في خانة التهويلات كما يُحاول البعض تصويره، لهذا ترى مصادر مُقرّبة من "الحزب" أن "الأخير يأخذ على محمل الجدّ كل ما يصدر عن الداخل الإسرائيلي فكيف إذا كان الامر يتعلّق بتصريحات لرئيس الوزراء، ومن هنا يتعاطى "حزب الله" مع كل هذه الأمور بجديّة كاملة ليبني على الشيء مُقتضاه، إمّا من خلال الرصد المباشر في الميدان، أو عبر مؤسّساته الخاصة المعنية بمتابعة الشأن الإسرائيلي بكافة تفاصيله وجوانبه".

وتُضيف المصادر: "من عادة "الحزب" أنه يقوم بتقدير المواقف التي تصدر عن الإسرائيلي بحيث يجمع بين التحليل وقراءة المناخ السياسي، بالإضافة إلى متابعته عن كثب للمعطيات الداخليّة وحركة المناقلات على الأرض، ومن بعدها يذهب الى تقييم موقفه لبناء خلاصة حول نسبة وقوع أي حرب يُحكى عنها. فعلى سبيل المثال، كل توقعات "الحزب" خلال الأعوام القليلة الماضية، صبّت باتجاه عدم وقوع حرب، وهذا ما حصل بالفعل". وفي أي حال من الأحوال، لا تتوقّع المصادر "نشوب حرب بين حزب الله واسرئيل، مبنية توقعها هذا على مجموعة أسس تبدأ بوضع الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي لا تشي بأي احتمال ولو ضئيل في استنتاج حرب، وثانياً الأزمات السياسية والصحية المتعلقة بالإنتخابات وفيروس "كورونا"، إضافة إلى الإنتخابات الأميركية" التي برأي المصادر "سوف تأخذ الكثير من الجهد الأميركي الداخلي وهي أيضاً بحاجة إلى فترة طويلة جداً لتشكيل إدارة جديدة بعد صدور النتائج لكي تتخذ القرارات المناسبة".

هذه الطمأنينة المتفاوتة التي يُبديها "حزب الله" حيال أي حرب متوقعة، يُقابلها مصدر سياسي بكلام يؤكد أن ثمة تطويع متبادل حاصل بين إسرائيل وحزب الله، يقوم على السماح لإيران وجماعاتها في طليعتهم "حزب الله"، الاستمرار بالسيطرة في سوريا واليمن ولبنان والعراق، مقابل حسن نوايا تُلزم "الحزب" بتفجير أماكن مُحددة ترى فيها اسرائيل خطراً على أمنها، ومن هنا جاء تفجير المرفأ وعين قانا ومواقع صغيرة أخرى في مناطق غير مأهولة. كما ستشهد الأيام المُقبلة مزيداً من هذه التفجيرات، وذلك ضمن التطويع المتبادل.

 

الحريري وحزب الله: لا لميقاتي!

ملاك عقيل/"أساس ميديا/04 تشرين الأول/2020

لم يستثنِ السفير الفرنسي برونو فوشيه حزب الله من زياراته الوداعية رغم الخطاب العالي السقف لإيمانويل ماكرون. أمرٌ متوقّع من جانب ممثّل الدولة التي "طحشت" برصيدها السياسي صوب الضاحية من دون أن تحصد حتّى الآن ثمار خطوتها. لكنّ اللقاء الوداعي الذي نوقشت خلاله خلفيات سقوط المبادرة الفرنسية من جانب كلّ من الطرفين لم يشكّل خرقاً في جدار الأزمة التي تهدّد، وفق المعلومات، حصول مؤتمر الدعم الدولي للبنان في حال لم تُشكّل الحكومة في أسرع وقت.

الجمود الحكومي الذي بات أكثر فأكثر أسير المعادلات الدولية والإقليمية مع اقتراب استحقاق الانتخابات الأميركية ورصد تداعيات قصّ شريط التفاوض حول ترسيم الحدود مع إسرائيل بوساطة أميركية، دخل على خطه معطى ضعيف لم يتبلور بعد، هو مشروع حلّ متماسك يستند إلى إهمال اقتراح حكومة المستقلين بالكامل، والسير بخيار حكومة اختصاصيين مطعّمة بسياسيين أو بممثّلين عن القوى السياسية، وهي التي تسمّيهم هي حصراً.

وهنا تطرح إشكالية أساسية مرتبطة بمدى تقديم الدعم الدولي المالي لحكومة تضمّ في صفوفها ممثّلين أو قريبين من حزب الله في حال السير بحكومة تكنو - سياسية، وفي ظلّ قرار مُعلن بوضوح كامل من السيد حسن نصرالله "بالمشاركة الحتمية في أيّ حكومة مقبلة".

وإذا كان الرئيس نجيب ميقاتي المبادر في تقديم الاقتراح المذكور، إلا أنّ مفهوم "تسييس" الحكومة هو بالأساس طرح مبدئي لدى الثنائي الشيعي تلاقيه رئاسة الجمهورية التي تتخوّف من "كائن حكومي" يخرج تماماً عن السيطرة بوجود طاقم يتصرّف كـ"آلة" وليس كعقل سياسي إصلاحي يفترض أن يكون عنوان المرحلة. ومن هذه النقطة ستبدأ مفاوضات الخطة "ب" في المبادرة، وهذا ما بات الفرنسيون في جوّه.

يجزم المطلعون في هذا السياق بأنّ "آلية إدارة المبادرة ستتغيّر، وكذلك بعض الشروط التي فرضت سابقاً ولم تكن من صلب المطلوب فرنسياً. وهذا الأمر بحدّ ذاته كفيل بتوسيع مروحة الخيارات. لكن ذلك لا يعني أنّ ميقاتي، صاحب الاقتراح، قد يُسوّق جدّياً كرئيس للحكومة لأنّ الفيتو الداخلي عليه فاقع"!

في الأيام الماضية، لوحظ نشاط زائد لدى الرئيس ميقاتي في إعادة "إنعاش" حلقات تواصل سابقة كانت بمثابة مفاتيح  له مع رئيس الجمهورية وجبران باسيل وحزب الله والرئيس نبيه بري. يأتي ذلك في وقت أبعد الحريري نفسه عن دائرة تبنّي المزيد من رؤساء الحكومات. ثمّة من وشوَش مؤخراً في أذن الحريري: "يجب أن تتوقّف فوراً عن لعب دور "قابلة" رؤساء الحكومات لما لذلك من آثار سلبية على صورتك ورصيدك السياسي"!.

العارفون في كواليس الحسابات السنّية يسلّمون بصعوبة أن يتبنّى الحريري خيار ميقاتي. ويسأل هؤلاء: "تخلّى عن نواف سلام، ولم يخطر بباله طرح اسم تمام سلام الرافض كلياً للتعاون مع الرئيس عون، ووضع منذ فترة طويلة فؤاد السنيورة على الرفّ، كيف له أن يسير بخيار ميقاتي "الممتلئ" مالياً وصاحب الخبرة حكومياً والقادر على نسج تفاهمات ماكيافالية إذا كانت وجهة سيره السراي الحكومي؟". ويعلّق هؤلاء: "ميقاتي خيار غير وارد لدى الحريري".

أكثر من ذلك، أدّت تجربة مصطفى أديب إلى خلخلة الثقة أكثر بين أعضاء نادي رؤساء الحكومات. بعد أن وصلت قبل اعتذار أديب رسائل بهذا المعنى إلى الرئيس المكلّف من محيط ميقاتي بتحذيره من مغبّة الانصياع التام للحريري كي لا يخسر فرصته بأن يصبح رئيس حكومة الإنقاذ".

وهنا يشبّه كثر "إدارة" الحريري "عن بعد" لأديب بما فعل مع المرشّح السابق لرئاسة الحكومة سمير الخطيب الذي انسجب من السباق في كانون الأوّل 2019 برغم غطاء الحريري الشكلي له. رئيس تيار المستقبل، برأي هؤلاء، يفضّل أن يتبنّى من يشكّل جسر عبور له مجدّداً الى السراي، لا من يقطع عليه طريق العودة، وميقاتي احتمال لمن يقطع عليه الطريق.

أما من جهة بعبدا وحزب الله، فالرأي مشترك: "لا ثقة بميقاتي، ولا ارتياح لخياراته السياسية. وفي مقلب حزب الله من يصفه بـ"المتآمر" و"السياسي الأكثر تقلّباً".

تشير أوساط قريبة من حزب الله في هذا السياق إلى "الرسالة التي وجّهها الرؤساء السابقون أمين الجميل وميشال سليمان ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام إلى القمة العربية في عمان عام 2017، التي أثارت استياء الحزب كثيراً يومها، ولا تزال آثارها قائمة حتى الآن، وتعتبر علامة سوداء في سجلّه الذي لا "يخدمه" أيضاً في الشارع. وعلى رأس اللائحة القروض المصرفية المدعومة التي لا تشكّل مخالفة قانونية، لكنّها بالتأكيد خطوة غير أخلاقية"!!

في الكواليس الضيّقة أحاديث عن احتمالات عودة الحريري ربطاً بتعديلات ستدخل إلى المبادرة الفرنسية التي سلّم الأخير بأنّها "مرجعيته الوحيدة بصفتها الفرصة الأخيرة لوقف الانهيار"، بالتوازي مع إعلان عدم ترشّحه لرئاسة الحكومة.

وفق المعلومات، فإن خيار ميقاتي غير ناضج، والفيتو الداخلي عليه أكبر من الخارجي، في وقت يدرس رئيس الجمهورية، كما الثنائي الشيعي، احتمال الحديث عن حكومة تتوافق عليها الأطراف السياسية بوجوه مختصّة برئاسة الحريري أو اسم من خارج نادي رؤساء الحكومات ويستفيد من "الدروس" في تجربتي حسان أديب ومصطفى اديب. ويبدو أنّ الذهاب نحو اسم خارج دائرة "نادي الأربعة" لا يزال الأكثر صعوبة إلاّ إذا قرر الحريري غير ذلك.

أما حالة التريّث لدى الرئيس عون في الدعوة إلى الاستشارات النياية لتكليف رئيس حكومة جديد، فلن تواجه هذه المرة على ما يبدو بحملة مضادة في ظلّ الحديث المشترك "عن ضرورة التوصّل إلى تفاهم يحمي التأليف بعد التكليف".

لكن في القصر الجمهوري حالياً ما يشبه الاستنفار بسبب وباء كورونا الذي أصاب عدداً من المخالطين يومياً للرئيس عون ما دفع إلى اتخاذ احتياطات أكثر صرامة، فيما تأكدت على الرغم من الإشاعات عدم إصابة الرئيس ولا زوجته بالفيروس. ولذلك، فإن أيّ اجتماعات من قبيل إجراء استشارات أو مواعيد روتينية، هو غير متاح في الوقت الحاضر باستثناء واجب توجّه الرؤساء الثلاثة الى الكويت غداً الإثنين لتقديم واجب التعزية بأمير الكويت الراحل.

 

لا لهذا الإطار التفاوضي لتحديد الحدود البريّة والبحرية بين لبنان وإسرائيل فهو خيانة للبنان

السفير د. هشام حمدان/اللواء/05 تشرين الأول/2020

تمخض الجبل بعد ثلاث سنوات من المفاوضات التي جرت خلافا لأحكام الدستور، عن فأر. لبنان ريح الفأر وإسرائيل ربحت  كل ما أرادته مع حليفها الأميركي، من هذا الوطن الصغير.

كل من قبل ويدعم هذا الإطار التفاوضي يعلم تماما أنهم يدفعون  لبنان ليتنازل عن مساحة كبيرة من مياهه وترابه الوطني لمصلحة إسرائيل. كل من قبل ويقبل بهذا الإطار إنما يخدم مصالحه السياسية وعلى حساب لبنان وحقوقه.

شدد السيد نبيه بري رئيس مجلس النواب على أن الإطار التفاوضي يستند إلى تفاهم نيسان والخط الأزرق. فماذا يعني ذلك؟

تفاهم نيسان قام بين قوى الأمر الواقع وإسرائيل برعاية أميركية. وكالعادة انضمت الحكومة تحت عامل الإكراه المادي لهذا التفاهم. فماذا يعني الاستناد إلى هذا التفاهم. يعني أنه متابعة لما تم الاتفاق عليه مع حزب الله بشأن تحييد الأهداف المدنية عن عملياتهما العسكرية. هو إذا، اتفاق مع قوى الأمر الواقع. وهذه نتيجة طبيعية للمفاوضات.التي تمت. فمن أدار المفاوضات مع الأميركي هو من قوى الأمر الواقع ولو كان يحمل صفة رئيس مجلس النواب. وبالتالي فإن من يقبل به من القائمين على السلطة، أو من المتشدقين باسم الوطن يوميا، فإنهم يشاركون في انتهاك الدستور وبالجريمة المستمرة بحق الوطن.

أما بالنسبة لاعتبار الخط الأزرق هو الإطار لتحديد الحدود فيشكل ابشع خيانة وطنية موصوفة وصريحة ووقحة أيضا بحق هذا الوطن. فهذا الخط الأزرق هو خط عسكري أمني وليس قاعدة قانونية لتحديد الحدود. فالحدود بين الجانبين محددة بوضوح في اتفاق الهدنة لعام 1949 الذي يؤكد أن الحدود بين الجانبين هي الحدود المعترف بها دوليا أي الحدود التي رسمت بين لبنان وفلسطين عام 1922.

الخط الأزرق يمنح إسرائيل ولو على سبيل أمني، مسافة هامة ضمن الأراضي اللبنانية فينتهي خط الحدود البري وفقا له، داخل لبنان ويؤدي الامتداد الجغرافي الفني لهذا الخط في المياه الإقليمية، إلى خسارة لبنان مساحة كبيرة من مياهه الإقليمية لصالح إسرائيل. وأنا آسف لأن أقول أنني لا أثق ايضا بدور الجيش في هذه المهمة. فالجيش كما القضاء يحكمهما أشخاص لهم ولاءات للسياسيين كما هو واقع الحال في البلاد.

في الواقع، فإن أصدقاء الولايات المتحدة في لبنان من الأحزاب والمؤسسات الإعلامية وغيرها، وما أكثرهم  يباركون هذه الخطوة ويسعون للاستفادة من الاتفاق الإطاري الهجين معتقدين أن تنازل لبنان عن جزء من حقوقه الوطنية يمكن أن ينقذه من النيران المشتعلة حوله وداخله. ويستخدمونه كوسيلة لتسجيل نقاط سياسية في مرمى حزب الله وفي خدمة أغراضهم السياسية. هذه هي قمة الفشل في العمل الوطني. إنهم غير آبهين بما سيؤدي إليه من خسارة لبنان لمساحات من أراضيه ومياهه الإقليمية. وقد سمعت النائب السابق الطبيب فارس سعيد يحاضر بالقانون الدولي على شاشة تلفزيون أم تي في معتبرا بأن هذا الاتفاق الإطاري هو اعتراف لحزب الله بالكيان الصهيوني، لكنه نسي أن الإطار يشير إلى ورقة التفاهم لنيسان 1996. وكان من الأفضل أن يسأل قانونيين ماذا يعني هذا الأمر؟

هذا يعني، أن حزب الله يقبل بالاتفاق لغاية إقتصادية محضة، معتبرا أنها من الأهداف المدنية. أي انه لا يمنح أي اعتراف سياسي لإسرائيل بل يقبل بتحييد نشاطها الإقتصادي في مياهها الإقليمية بمقابل تحييد النشاط الإقتصادي للبنان في مياهه الإقليمية، عن نيران أسلحتهما. وهو يترك لذاته في غير هذا الأمر، حرية التصرف عسكريا. ولن يعدم وسيلة لإيجاد حجة للجوء إلى سلاحه. هذا الإتفاق لن ينقذ لبنان من النار بل سينقذ السلطة الفاسدة من المأزق الإقتصادي الذي أوقعوا لبنان فيه. ومن قال أنه سيمكن الاستفادة في ظل هذه السلطة الفاسدة من الثروات البحرية؟ الإتفاق الإطاري، جزرة تقدمها إيران إلى الولايات المتحدة لخدمة مفاوضاتها معها لا أكثر. هي لا تخسر شيئا بما في ذلك إمكانية استخدام سلاح الحزب حين تشاء.

لا ينقذ لبنان إلا التمسك بالعدالة والمطالبة بحقوقه الوطنية. لم يعد لنا سوى القيادات الروحية التي ساهمت بإقامة دولة لبنان الكبير. طالبنا غبطة البطريرك وسنطالب المفتي بأن يقودا معا وفدا وطنيا من كل الطوائف إلى مجلس الأمن ويخاطبا الرأي العام الدولي ليطالبا المجلس بتنفيذ اتفاق الهدنة الذي تبناه المجلس وفقا للمادة 40 من الفصل السابع من الميثاق. نرجوهما أن يطلبا من المجلس مساعدة لبنان للتخلص من قوى الأمر الواقع واستعادة لبنان لسيادته واستقلاله وحريته، ووقف الانتهاك الإسرائيلي لحدوده الوطنية. لبنان ملزم فقط بمنع استخدام أراضيه لأعمال عدوانية ضد إسرائيل.

ولا يجوز للبنان وإسرائيل اذا لم يتفقا على رسم الحدود اللجوء إلى التهديد بالقوة لفرض المواقف بل يجب اللجوء إلى الآليات القضائية الدولية كمحكمة العدل الدولية والمحكمة الدولية لقانون البحار لتسوية الخلاف.

ترى هل من يسمع هذا النداء؟

 

الأولوية الشرق أوسطية لترامب في مناظرة مقبلة مع بايدن

راغدة درغام/النهار العربي/04 تشرين الأول/2020

يركّز الرئيس المرشّح لولاية ثانية دونالد ترامب، على منطقة الشرق الأوسط كمنصّة إطلاق لإنجازاته في السياسة الخارجية وكواجهة له في المناظرات المقبلة مع منافسه الديموقراطي جو بايدن تبرزه كشخصية قيادية عالمية تمكّنت من تحقيق ما عصي لعقود على الرؤساء قبله. المناظرة الأولى كانت عشوائية وهجومية بامتياز. ترامب سعى وراء اقتناص بايدن الى إظهاره ضعيفاً، بل الى إنهاكه عمداً ليسقط أمام أنظار الأميركيين. البعض اعتبر ذلك التّكتيك إهانة للأعراف الحضارية والديموقراطية، فيما البعض الآخر اعتبره تكتيكاً له فوائده من منظور جزء من الناخب الأميركي الذي يريد ترامب أن يضمنه. في المناظرتين المقبلتين سيتعمّد دونالد ترامب الاحتفاء بإنجازاته في الشرق الأوسط وعنوانها في الساحة الانتخابية الأميركية هو: إسرائيل. إسرائيل التي يخطب ودّها أي وكل مرشّح للرئاسة الأميركية تعتبر موعد الانتخابات الأميركية موعد حصاد لها يتسابق المرشّحون على إرضائها، فتأخذ وتطالب. هذا الموسم مختلف نوعياً لأن دونالد ترامب أحدث تغييراً جذرياً على كافة المعادلات السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط. فريقه في السياسة الخارجية انطلق في مختلف الاتّجاهات والى مختلف عواصم الشرق الأوسط بتعليمات فحواها الإنجاز على قاعدة بسيطة هي: أن الشراكة مع أميركا لها ثمن، وأن العداء لأميركا يترتّب عليه ثمن.

مفاجأة إنجاز بدء أولى المفاوضات المدنية بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحريّة والبرّيّة برعاية أميركية وبعملية تفاوض تقوم بها الأمم المتحدة قد يلقى اهتمام الإعلام الأميركي للحظات لكنه عملياً وفعلياً إنجاز مهم جداً لفريق دونالد ترامب. فهو سيحمله الى الناخب الأميركي من بوّابة تحقيق الاستقرار والازدهار والأمن للحليف الإسرائيلي وكذلك للبنان من خلال اقتلاعه من مخالب "الحرس الثوري" الإيراني ومن تصاميم الصين على استخدامه كموقع قدمٍ لها على البحر المتوسّط.

أداة العقوبات التي تبنّتها إدارة ترامب لعبت دوراً أساسياً في تغيير المعادلة اللبنانية حيث كان ما يسمى بـ "الثنائي الشيعي" يرفض ترسيم الحدود البحرية والبرّيّة مع إسرائيل لأنه فعليّاً لا يريد ترسيم الحدود البرّيّة مع سوريا كي يستمر التلازم بين لبنان وسوريا في المصيرين - سلاماً كان ذلك أو انهياراً. "حزب الله" والجمهورية الإسلامية الإيرانية ممثّلة بـ"الحرس الثوري" يريدان الحدود اللبنانية السورية مفتوحة لغايات عديدة منها تهريب الأسلحة والعتاد والمقاتلين والمخدّرات والدولارات وغيرها. ومنها إخضاع لبنان ومصالحه وشعبه لما تبتغيه طهران ودمشق التي تتحكّم بها إيران.

العقوبات هي التي هزّت الأرض تحت أقدام القيادات اللبنانية الشريكة لـ"حزب الله" التي أمّنت له الغطاء للمضي بفرض هيمنة إيران عليه والمضي بتحويل شعبه سلعةً في البازار الإيراني. رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الشريك في "الثنائي الشيعي" أتى بمفاجأة إعلان ما سمّاه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالاتّفاق "التاريخي" بعدما فاجأته إدارة ترامب بفرض عقوبات على أقرب المقرّبين منه، وزير الماليّة الذي فرضه على كل وزارة علي حسن خليل. تغيّرت لهجة صهر رئيس الجمهورية رئيس كتلة "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي اعتمد التحالف مع "حزب الله" ركناً له ودرجاً لطموحاته الرئاسية بعدما وجد نفسه مطوّقاً تماماً ليس فقط عندما امتدّت العقوبات الى وزير مسيحي كان وزيراً للأشغال في حكومة العهد الأول عام 2016 والتي شكّلها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وتُعرف بحكومة "التسوية"، الوزير السابق يوسف فنيانوس. جبران باسيل غيّر لهجته عندما وصله الخبر اليقين أن "الموسى بات قريباً من رقبته"، وأن العقوبات الأميركية آتية على أقرب المقرّبين له واليه أيضاً.

رئيس الجمهورية ميشال عون بات متوتّراً وبدا الضعف عليه جسدياً في الآونة الأخيرة بعدما أدرك أن مزايداته و"بهوراته" لن تجدي لإنقاذ صهره المدلّل من موسى العقوبات. سعد الحريري استفاق الى امكانية واقعية وهي انه لا يتمتع بحصانة من العقوبات في حال خطر على باله إحياء "التسوية" ليكون رئيس حكومة مجدداً. جميع المنتمين الى حلفاء "حزب الله" أو الى المتعاونين معه "مجبراً أخاك لا بطل" وجدوا أنفسهم في عين عاصفة العقوبات - رجال أعمال ونواباً ووزراء وحزبيين - فاستفاقوا.

سوط العقوبات الأميركية ما زال فوق الرؤوس اللبنانية والسورية والإيرانية لا سيّما في فترة العد العكسي الى الانتخابات الرئاسية بعد 30 يوماً. معالم السياسة الخارجية الأميركية نحو الشرق الأوسط أوضحها تماماً كل من المبعوث الرئاسي لمحاربة "داعش" ومبعوث الانخراط engagement في سوريا، السفير جيمس جفري، والمبعوث الأميركي في ملف سوريا جويل رايبورن أثناء الحلقة الافتراضية السادسة عشرة لقمّة بيروت انستيتيوت في أبو ظبي وشارك فيها المستشار السابق في الرئاسة السورية نبراس الفاضل.

جويل رايبورن أكّد أنه "إن كان في سوريا، أو في لبنان، أو في أي مكان، لدينا تعليمات من قادة الإدارة ولدينا تعليمات من الكونغرس بأن نطبّق العقوبات، ونحن في طريقنا لاستكمال ذلك. نحن لا نقع تحت ضغوط أيٍّ كان لحملنا على عدم المضي" بالعقوبات. وأضاف: "على كل أولئك الذين يقومون بتمكين نظام الأسد وأولئك الذين يمكّنون حزب الله اللبناني ونشاطاته الإرهابية، مثلاً، أن يدركوا أن هناك قاعدة إجماع دولي بأن الوقت حان لإيقافهم عند حدهم".

جيمس جفري أكّد أن "لدينا السلطة الكاملة ولدينا كل العزم" على تطبيق قانون قيصر الذي يفرض العقوبات على كل من تورّط في تسهيل جرائم حرب في سوريا بغضّ النظر عن جنسيات الذين تورّطوا وعاونوا وسهّلوا. وقال:  "إنْ كنت من تكن في أي مكان في العالم تقوم بدعم نظام (الأسد) الإجرامي، اعرف تماماً إننا سنصطادك. انتظر وقِف متأهّباً، فنحن آتون لاصطيادك". ولأولئك الذين يقولون إن الأميركيين يتباطأون في فرض العقوبات الموعودة، قال جفري إن القائمة طويلة وأن على الناس "الصبر قليلاً" إنما الرسالة الأساسية للمرشّحين للعقوبات الأميركية هي: "سنُسقِطكم عاجلاً أم آجلاً".

للذين يعتقدون أن صفقة سرّية تُعقد وراء الكواليس بين إدارة ترامب والجمهورية الإسلامية الإيرانية استهزأ جيمس جفري بهذا الافتراض وقال "قبيل شهر من فترة 4 سنوات لإدارة ترامب، ان للصفقة فرصاً ضئيلة لو كانت واردة. إن ادارة ترامب واضحة منذ البداية ولقد ضاعفت الضغوط على إيران بأضعاف". وزاد: "أن هذه الإدارة تأخذ الخطر threat الإيراني على محمل الجد وانظروا الى النتائج"، والى الإنجازات الأميركية في سوريا "حيث لا يسيطر الأسد على الأراضي السورية وبالتالي عليه أن يتوصل الى صفقة عاجلاً أم آجلاً". وفي العراق كما في صدد قاسم سليماني "حيث قمنا بالتصدّي للذين يقومون بالهجوم ضدنا. ونحن مستمرون بذلك". اللافت في تلك الدائرة الافتراضية المهمة جداً للذين يريدون فهم السياسة الأميركية نحو منطقة الشرق الأوسط والتي تتطلّب الإصغاء الكامل للساعة الكاملة، هو التفكير الأميركي نحو ما فعلته روسيا في سوريا ووضعها الحالي هناك، والتقويم الأميركي للطموحات الصينية في الشرق الأوسط.

جيمس جفري تحدّث عن "ندم" فريق الرئيس السابق باراك أوباما في ملف سوريا بسبب عدم قيامهم بالتصدّي لروسيا وإيران هناك - كما هو جليّ في مذكّراتهم العديدة. تحدّث عن تسويق روسيا لمفهوم الأمن في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج معتبراً أن تاريخ المفهوم وتاريخ روسيا يؤكدان عدم جدواه. وقال: "ما حدث في سوريا هو مثال على أسلوب ومفهوم روسيا للأمن ولا أحد في المنطقة يشتريه لأن سوريا في الواقع باتت اليوم مستنقعاً لها (روسيا)، ونحن سنسعى الى أن نتأكد من أنها ستبقى هكذا الى أن نتوصّل الى عملية سياسية تنقذ الشعب السوري وتوفّر الأمن لسوريا وجيرانها في المنطقة".

أما الصين فإنها حسب رأي جيمس جفري "قادرة على تهديد كامل المنطقة الأوروبية - الآسيوية Euro Asia وبالتالي العالم بصورة لا يستطيع أحد غيرها أن يفعل. ولذلك أننا نأخذها على محمل الجدية البالغة". إنما "في الشرق الأوسط، ليس للصين تواجد عسكري وقدراتها الاقتصادية التطفّلية intrusiveness محدودة حتى الآن، وهي، عكس روسيا، تحتاج الاستقرار كي تبقى أسعار النفط منخفضة، في حين أن روسيا لا تحتاج انخفاض الأسعار النفطية، بل إن ارتفاع الأسعار في الواقع هو لمصلحة روسيا" مما يشكل عُنصر لا استقرار في المنطقة. أما الاتفاقية الصينية - الإيرانية pact فإنها "مجرد انفعالية" knee jerk reaction ضد الولايات المتحدة "ونحن لا نرى أن هناك قدرة أو رغبة صينية بالتوّرط في سوريا أو لبنان أو العراق بما يتعدى حقول النفط وحاجة الصين الى النفط" من المنطقة.

جويل رايبرون اعتبر أن "لا سبيل واقعياً لدول المشرق العربي levant للشراكة مع الصين" وأشار الى أن "آخر ما يحتاجه لبنان، مثلاً، هو أن يقع في فخ الديون الصينية. وسأكون صريحاً حول النموذج الصيني في العالم وهو التوجّه الى حيث هناك فرصة للإثراء ليقتنصها الصينيون مقابل الرشوات kickbacks للطبقة السياسية المحلية. وبالتالي، إن الاستفادة الوحيدة هي للمرتشين في الطبقة السياسية اللبنانية".

رسالة رايبرون الأساسية كانت لبشار الأسد ونظامه إذ قال: "لقد تاجَرت traded بسيادة سوريا مقابل اتفاقيات تكتيكية تسمح لك بالتمسّك بالكرسي الرئاسية وبالقصر الرئاسي فقط. لكنك خسرت البلاد بل وتاجرت بالبلد". وأضاف أن الرئيس الأسبق الأب حافظ الأسد "ما كان ليسمح لحزب الله أن يخطو خطوةً خارج لبنان من دون إذن من حافظ الأسد. أما اليوم فإن (حسن) نصر الله يُملي على بشار الأسد، و"حزب الله" يتجوّل داخل سوريا حيثما يريد، ولا ينطق بشار الأسد بشيء على الإطلاق".

نبراس الفاضل قال إن المعادلة بسيطة وهي "لا يمكن التوصّل الى وقف نار في سوريا من دون تركيا، ولا مجال لانتقال سياسي من دون روسيا، وليس في الإمكان إعادة البناء من دون الولايات المتحدة"، ودعا الى "توافق الأطراف الثلاثة على خريطة طريق وخطة". أما إيران "فإن المشكلة معها لا تنحصر في سوريا إنما هي إقليمية" لكنها هامشية في سوريا "حيث المعادلة تقع بين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا".

إيران تتقوقع فعلياً بسبب العقوبات الأميركية فيما الاستراتيجية التي اعتمدها "الحرس الثوري" لسوريا والعراق ولبنان هي التوسّع والقبض على هذه الدول لتكون تحت إدارة القوات غير النظامية الفاعلة داخلها والتي يملي عليها "الحرس الثوري" الأجندات الإيرانية لتدمير سيادة الدول.

كلام جيمس جفري وجويل رايبرون يستحق القراءة الدقيقة لأن بين طيّات الرسائل التي بعثا بها أكثر من إنذار وعزم واضح على تحقيق انجازات مفصليّة في الشرق الأوسط عبر أدوات العقوبات وغيرها في فترة الثلاثين يوماً المتبقية الى موعد الانتخابات الرئاسية.

 

لبنان بحاجة لعيش مشترك وليس التعايش مع السلاح غير الشرعي

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت إنترناشونال/04 تشرين الأول/2020

من الجيد جداً أن يأتي الموقف من برلمانية فرنسية ترفض توجه فرنسا ماكرون الداعي للتفريق بين جناح حزب الله السياسي وجناحه العسكري ، لأن الرئيس ماكرون يرتكب حماقة سياسية تاريخية من خلال الإستمرار بإظهار مثل هكذا موقف لاينسجم أبداً مع حراك الشعب اللبناني السلمي ضد سلاح ميليشيا حزب الله ، وعقوبات واشنطن التي تطال سياسيي حزب الله كما تصل إلى عسكرييه وكل من يدعمونه. بل هي فكرة ساذجة جداً حين يقال إن الحزب له جناحان ، كون الحزب منظمة إرهابية مؤدلجة توالي إيران وتؤمن بالإرهاب وتمتهن التطرف داخل لبنان وخارجه.

وتتزايد الضغوط داخل فرنسا على ماكرون نفسه من قبل برلمانيين معروفين وساسة وصناع قرار سابقين وحاليين عقب إعلانه عن الصفقة الفاشلة مع إيران حيال لبنان ، ولن نسميها مبادرة أبداً ، لأن المبادرات تكون منطقية في الغالب ، وما جرى هو تواطؤ فرنسي معلن مع طهران دون أي تنازل من إيران

وبالتالي خسر ماكرون مكانته الشخصية والسياسية في قلوب عموم اللبنانيين ، لأنه لايريد التحدث بواقعية والإشارة إلى خطر وخطورة حزب الله على لبنان والمنطقة. ويمكن للبنان وشعبه أن يطلب العيش المشترك إلى الأبد بكل ظروفه وصنوفه ، لكن لايمكن أبداً لطلاب العيش المشترك التعايش مع السلاح الذي يملكه حزب الله ، فهذا السلاح قادر على تدمير كل شيء في لحظات معدودات ، وكونه سلاح لاينتمي أصلاً لمنظومة العمل الصحيح في لبنان. فإنه للعلم سلاح يخزنه خرب الله وتتحكم به إيران ليستعمل عندما تأتي أوامر الولي الفقيه ، ونصر الله زعيم حرب الله يجاهر ويتفاخر بأن ولائه وإنتمائه هو لخامنئي وليس للبنان. ورأينا حليف حزب الله والتابع الظاهر له نبيه بري يصف إسرائيل فجأة بأنها إسرائيل وليس العدو الإسرائيلي كما كان يردد من قبل ، وفي ذلك دليل على أن الإذن حين يأتي من طهران لعملائها في لبنان تنقلب الأمور رأساً على عقب ، ليصبح الصهيوني صديقاً والأمريكي وسيطاً ، والعدو حليفاً والمقاومة مجرد جسر من أجل العبور إلى السلطة والنفوذ والحكم لكل لبنان. وعليه فإن الإستحقاق لن يكون التفاوض مع إسرائيل في الناقورة حول المربع ٩ ، إنما تقديم تنازل مؤقت بتوجيه من طهران ، كي يتسنى لها تحسين وضعها التفاوضي مع أمريكا من خلال ساحة لبنان المستباحة .

 

‏حزب الله في أرمينيا، فأي حدود تُرسّمونها !!!

ربيع طليس/صوت بيروت إنترناشونال/04 تشرين الأول/2020

جاءت موافقة لبنان في الدخول إلى إتفاق الإطار حول ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل بعد خطاب “حسن نصر الله” الأخير وعقب عرض “بينيامين نتنياهو” لمواقع تخصّ حزب الله ومعنيّة بصناعة صواريخه، حيث ألمح بإمكانيّة وقوع إنفجارات فيها ممّا سيّعرّض اللّبنانيّين للخطر لأنّها تقع بينهم

‏لم يخفَ على أحد أنّ موافقة الثنائي الشيعي المتمثّل بحزب الله وحركة أمل على بدء إجراء مباحثات ترسيم الحدود أتت تحت وطأة عقوبات الولايات المتحدة الأميركية وكشف المعامل التابعة للحزب، وقُبيل القبول بإتفاق الإطار، عمد حزب الله على السماح للإعلاميّين بدخول الموقع في منطقة الجناح، القريب من السفارة الإيرانيّة، ولم يكشف النّقاب عن سائر المواقع، وذلك بغية تحييد السفارة من الخطر المحتمل أن يدهمها في أي لحظةٍ ووقت، ومن ثمّ حمل “نبيه بري” رسالته المنبريّة في الحؤول إلى دخول الإتّفاق وهو بصورة الممتعض من إستبيان النّاس لملامح إذعانه لسيف رمضاء العقوبات؛

‏يُعدّ هذا الإتفاق المرعي بوساطة الولايات المتحدة بمثابة إطار عمل لبدء المناقشات وليس الإتفاق الفعلي على ترسيم الحدود البحريّة أو تقاسم الموارد المُحتملة، حيث جاهر بتبنّي إنسيابه مجاري الإستساغة “نبيه بري”، بيد أنّ حزب الله ومشغّلته إيران إلتزما المراقبة بصمت حيال هذا الموضوع الّذي عبروا أقاصي دول العالم وإحتلّوا البلدان وأهرقوا دماء الشعوب بذريعته …

‏إن نظرنا من زاوية أخرى، نجد الجواب في مقلبٍ آخر، فالصراع الأرميني-الأذربيجاني لم يُترك من قِبَل إيران، وكيف ستتركه ولها في قزوين وجواره أطماع بالغاز، وهي كعادتها لطالما كانت تنظر بعين المستقبل وتُهيّئ نفسها لأُفول الماضي المتكرّر في سياساتها ونظرتها لباقي الدّول؛

‏طيلة الأعوام الخالية، ومنذ تفاهم “مار مخايل”، جنح حزب الله، الميليشيا الإيرانيّة في لبنان، إلى تدريب عناصر التيار الوطني الحر في معسكراته، ولم يستثنِ الجندر الأرمني من اللعبة خاصّةً بعد ولوغه في إجهاض الثورة السورية …

‏واليوم وبعد نشوب النزاع بين الإنفصالين، الأذري والأرميني، عمدت إيران إلى وجودها السياسي والعسكري إضافةً إلى ما يُوازي ستة آلاف عنصر أرمني من بينهم عناصر لبنانيّون ينضوون تحت لواء سرايا المقاومة، ما يُشير إلى عدم رجوع الحزب إلى لبنان على عكس ما تظهّر إعلاميّاً، فهو إنسحب بفرق الشيعة من سوريا لينخرط بفرق الأرمن في أرمينيا ضدّ أذربيجان الشيعيّة التي تنحدر أصول “علي خامنئي” منها، وهذا ما يُجهض حُججه في الدّفاع عن وجود طائفته ويُكرّس تبعيّته للآيديولوجيّة الإيرانيّة المؤمنة بالإستعمار والنّفوذ وقوميّة إمبراطوريّة كسرى على حساب دماء الأُمم …

‏لاقى الصمت الإيراني والحزب اللهي، على حدٍّ سواء، إزاء الموافقة على محاورات قضيّة التّرسيم بين الطّرفين اللّبناني والإسرائيلي جدليّةً واسعة، رغم أنّه يلزم حدوثه مع باقي البنود المطروحة وأهمّها بند السّلاح غير الشّرعي وتطبيق القرارات الدّوليّة الهادفة لبناء الدّولة ولكن ما يجري في إقليم قرّه باغ يُفسّر هذه المُعضلة، ويُرسي مبدأ التّقية المُتّبع في حال نجح الرّئيس الأميركي “دونالد ترامب” غير أنّه يفرض الهيمنة بسطوة السّلاح إن نجح “جو بايدن” …

‏لم يَصدُق حزب الله في رجوعه إلى لبنان، وهذه هي عادته، بل بشكلٍ مباشر إنتهى من سوريا ليذهب إلى أرمينيا وعمل على إفساد حياد لبنان وبقائه في الأهواء الإيرانيّة والصّراعات الآيديولوجيّة المجسّدة بتركيا وإيران، هذا ناهينا عن الصفيح الساخن الّذي يتربّع عليه اللّبنانيّون، فأنفاق حزب الله وصواريخه ومواد تصنيع وقودها ونيترات الأمونيوم والمتفجّرات موجودة في كل منطقة، السكنيّة منها والجرديّة، وتشمل كافّة المحافظات، فبين هرجٍ ومرج، ومُصابٍ وجَلَل، وحروبٍ آيديولوجيّة سياسيّة متقادمة أثبت أنّ تسييد إيران هو البوصلة بالنّسبة له، وبأنّه يُراوغ ولا يتغيّر …

‏كما قُلنا، ترسيم الحدود هو خطوة مُلزمة ويجب أن يتبعها باقي الخطوات وأبرزهم تطبيق القرارات الدوليّة وإستعادة السّيادة، لكنّ رزوح لبنان واللّبنانيّين تحت براكين إيران الموقوتة في لبنان بذراعها حزب الله، وتسلّط السّلاح غير الشّرعي على رقبة الدّولة والشعب، وعقليّة الحزب الّتي لا تجعله لا يُسلّم ولا يستسلم، والتّأكيد بأنّه مرتزقة مأجورة بإعتراف المصرّحين الإيرانيّين النّافذين، لن يُوصل لبرّ الأمان أو شطّ الخلاص، فعقيدة حزب الله بسلاحه هي العقدة وليس أي شيء آخر …

‏يجب أن ننظر إلى مكامن الوجع، فالحلول لا تكون بتبديل النّتائج بل بمعالجة الأسباب، علينا أن نُشير إلى الورم ولا ننظر إلى الأصبع …

 

من هو عدو "حزب الله"؟

د. منى فياض/الحرة/04 تشرين الأول/2020

تتلوّن الحقيقة بوعي العارف كما يتلون الماء بلون الزجاج (ابن عربي)

لم يكن مقدرا لمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اللبنانية أن تصل إلى غير ما وصلت إليه، نظرا للخلفية التي بنيت عليها. وصل الرئيس الفرنسي لبنان في لحظة غضب شعبي هائل وسلطة متداعية وفي أسوأ حالاتها. عملت مبادرته على خطين: خط تهدئة الشارع وإعطائه الأمل بأن قضيتهم في أيادٍ أمينة، ما كان له مفعول إبرة مورفين. والثاني وهو الأخطر أنها وفرت المخرج للمتسلطين وانتشلتهم من حفرة انفجار المرفأ. استغلوا المبادرة لتحويلها مجرد هدنة سمحت لهم بإعادة تنظيم صفوفهم.

حاور السيد ماكرون الطاقم الحاكم، تحت ذريعة "أنتم انتخبتموهم" (أي اللبنانيين)؛ متجاهلا أن ما حصل في 17 أكتوبر، بمعزل عن التسميات؛ كان كافيا لنزع الشرعية المزعومة عن هؤلاء. مع أن الأبحاث تعتبر أن مجرد نزول حوالي 3,5 في المئة من السكان إلى الشوارع يعد ثورة وينزع شرعية السلطة.

لم يعترف بمليشياوية "حزب الله" إلا بعد عرقلة هذا الأخير للمبادرة. واعتبر الثنائي الشيعي "كممثلين حصريين للطائفة الشيعية"! مع أن غالبية اللبنانيين صارت ترفض نسبة الطائفة الشيعية بكاملها لهذا الثنائي الحزبي الأجنبي الولاء.

وطمأنهم في معرض الأسئلة التي وجهت إليه أنه في حال فشل المبادرة فيمكن الحديث عندها عن تعديل النظام أو العقد (pacte) اللبناني!

استعادة سلطة الدولة والقانون يكفل حقوقنا كمواطنين، سواء كنا شيعة "محرومين" أو سنة "محبطين" او مسيحيون خائفين"

ولو كنت مكان "حزب الله" لعطلت السير بأي حكومة أو اتفاق بانتظار أن تحين فرصة تعديل النظام التي طالما سعى إليها.

وهو ما خلصت إليه فذلكات خطاب حسن نصرالله، الذي بالرغم من ارتباكه بعد عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتانياهو لصور مخازن أسلحته، استقوى على الدولة اللبنانية وحدد مساراتها وأهدافها وما ترفض وما تريد نيابة عن الرئيس الذي يزعم أنه يدافع عن صلاحياته.

ومع أنه لم "يسمع" بانفجار عين قانا أو عرف به، بعد أن منع الجيش والصحافة والأهالي من الاقتراب من مكان التفجير؛ لكنه سمع ابتزاز نتانياهو فسارع إلى فتح أحد المراكز التي أشار إليها خطاب الأخير في الأمم المتحدة. طبعا لم تكن الصواريخ مركونة في موقف المبنى.

الخبطة الكبرى، أننا وبعد بطولات وصولات وجولات ممانعاتية ودروس الحفاظ على حقوق اللبنانيين وتوزيع الخيانات والعمالة، ظهر "أرنب" رئيس مجلس النواب نبيه بري فصار ترسيم الحدود مع إسرائيل جاهزا ناجزا. أكان يتوجب دفع ثمن هذا الترسيم تفجيرين ومئات القتلى وآلاف الجرحى والمدمرة بيوتهم عدا الخسائر المادية في جهنم بلد مفلس كي نرسّم الحدود؟

وإذا كان هذا ثمن الترسيم مع العدو، فما هو ثمن الترسيم مع الشقيق؟

انفجار عين قانا، بعد المرفأ، كشف للبنانيين كيفية تخزين الذخائر والصواريخ ولوازمها ومصانعها بين السكان الآمنين. والمهم هنا المواطن اللبناني، من سيصدق: زعم نصرالله أم زعم نتانياهو؟

ربما النصيحة المجانية لنصرالله، أو من يساعده في تحضير خطاباته، الاختصار وعدم استغباء المواطنين، ولا الرهان على فقدانهم الذاكرة. فليراجع خطاباته السابقة وينتبه "للمنطق" احتراما لعقل من بقي لديه القليل منه، قبل إلقاء خطاب جديد.

فمن بين خبريات نصرالله أن لبنان لولا "حزب الله" لكان في وضع أسوأ! بالله عليكم ما هو الأسوأ مما نحن فيه؟ وأنه حمى لبنان من "داعش" ومنع زيادة الضرائب وحافظ على وحدة الدولة والدستور والمالية العامة وصلاحيات رئيس الجمهورية...إلخ.

نذكّره مجددا بخطه الأحمر لمنع الجيش من محاربة متطرفي مخيم نهر البارد وبمنظر الباصات الخضر المكيفة وخطبته العصماء في إدانة "لا إنسانية" أميركا التي أرادت "قصف الأبرياء"! ولينتبه للصدف التي تحيي "داعش" فقط عندما تزيد حدة الضغوطات على إيران ويضيق الخناق عليها وعلى حزبها وعندما يراد توتير الساحة اللبنانية.

أما عن نكتة حماية اللبنانيين من الضرائب؛ خصوصا زيادة خمسة آلاف على سعر البنزين! يا سيدي فليتوفر أولا البنزين في السوق، وليتوقف تهريبه مع الطحين والدواء المدعوم من جيب اللبناني وأمواله المسروقة، علنا إلى سوريا!

أوليس الأجدى أيضا تسهيل تشكيل حكومة إصلاحية تقبل بها الأطراف الدولية والعربية التي ستمدنا بالتمويل اللازم لوقف الانهيار التام والقبول بمساعدة صندوق النقد؟ والاهتمام بتسهيل وتعجيل إعادة إعمار ما هدمه الانفجار بدل ترك العائلات دون مأوى؟

وليسمح لنا بسؤال: هل ستصمد الهرولة نحو الاتفاق على ترسيم الحدود الجنوبية غداة انفجار عين قانا! أم أنها مجرد هدنة لكسب الوقت بانتظار الانتخابات الأميركية؟

هل تُمكِّننا هذه "المصادفات" أن نستنتج أنه يهادن إسرائيل، حفاظا على قوته في بيئته؟ وأن شعار تحرير مزارع شبعا، يسقط مقابل إدامة هيمنته على لبنان؟ أم أن هناك اتفاقيات سرية ما؟ وماذا تريد إيران بالضبط في لبنان؟

أما في المقلب الآخر، ولا أقصد الأفرقاء السياسيين المشاركين في السلطة الذين أصبحوا مجرد كومبارس، بعد أن ساهموا بإيصال اللبنانيين إلى جهنم، بل أقصد الثوار على الأرض، ما دورهم وأين أصبحوا؟

لم ينكشف دور "حزب الله" في إيصال لبنان إلى ما هو عليه، بالرغم من لاءات نصرالله الشهيرة غداة ثورة 17 أكتوبر، كما هو عليه الآن. مع ذلك هناك من "الثوار" من لا يزال يصرّ على أن المشكلة تكمن في الفساد وحده أو المصارف فقط أو الطبقة السياسية. لكنهم ينزهون "المقاومة".

وفي هذا المجال، وبالرغم من الاجتماعات ومحاولات إنشاء التجمعات التي تعمل على ضم مجموعات الثورة ومحاولة التقريب بينها لإيجاد مظلة تحمل مطالب الثورة الأساسية، لا يزال الحال، كما جاء على لسان البعض: "نحن مازلنا ندرس وننسق ونحاول وسنعمل وسنعلن..." على غرار ما كان حال رئيس الحكومة المستقيل.

إضافة إلى الحواجز الموجودة بين المجموعات لجهة التنافس وتضخم "الإيغو" وهاجس الانتخابات والسلطة بالنسبة للبعض. لكن الأهم العجز عن الاتفاق على البرنامج أو الشعار الأساسي الذي يجب رفعه لتحقيق هدف الثورة في تخليص لبنان مما هو فيه.

في هذه المرحلة الدقيقة على الثوار أن يعوا المخاطر التي تتهدد وجود لبنان، بحيث يمنعون من تحويل مئويته الأولى مناسبة لإعلان نهايته. المطلوب، قبل التفكير بتعديل الدستور المنبثق عن الطائف، تطبيقه كما هو في الأصل وليس كما شوهته الوصاية السورية. والمطلوب مقاومة أي تشريع وأي مؤتمر تأسيسي عتيد، قبل ضبط سلاح "حزب الله". إن أي مس بالدستور تحت سلطة السلاح مرفوض. تطلّب الوصول إلى صيغة اتفاق الطائف، الذي أعلن لبنان وطنا نهائيا ذو وجه عربي، الكثير من الدماء. فقط استعادة سلطة الدولة والقانون يكفل حقوقنا كمواطنين، سواء كنا شيعة "محرومين" أو سنة "محبطين" او مسيحيون خائفين". 

ربما على المجموعات الثورية أن تعترف باختلاف أهدافها وأولوياتها ولا بأس من وجود خطان للثورة

المشكلة الأخرى التي لا يواجهها الثوار هي ضرورة تشكيل أعرض جبهة وطنية للضغط من أجل استعادة سيادة الدولة. التغيير لن يحصل دفعة واحدة، ولا بواسطة العنف. من هنا مطلوب قيام أوسع تحالف وازن ليتمكن من التأثير وتحريك الجمود القائم. وهذا يفترض التنسيق مع بعض السياديين من السياسيين "المعارضين" ممن كانوا في السلطة ويقبلون بهذه الأولويات لتحرير لبنان من الاحتلال المقنع. مع أن القضاء وحده يحاسب على الفساد. لكن أعطونا دولة وقضاء مستقل ومحمي أولا.

ربما على المجموعات الثورية أن تعترف باختلاف أهدافها وأولوياتها ولا بأس من وجود خطان للثورة. هناك فئة تريد أن تجد أن سلاح "حزب الله" سلاح مقاوم لا يمس ويكفيها أن تقضي على الفساد الاقتصادي والإداري كي يستعيد البلد عافيته. فليكن لهم خطتهم وتحالفهم. لكن ليتجمع الباقون الذين يعتبرون أن حماية سلاح "حزب الله" للفساد هي التي تمنع أي قدرة على الإصلاح، وأن ترك الأمور تحت رحمته والسلطة التي يحميها سيؤدي إلى الدمار الشامل.

هذه السلطة مستعدة لابتلاع فضائحها وإهانتها، على مستوى العالم أجمع، دون أن يرف لها جفن. وهي مستعدة لحرق (وبدأت الحرائق المتنقلة فعليا) وتدمير لبنان على سكانه فقط مقابل الحفاظ على مصالحها ومكتسباتها.

علّ ابن عربي يصدق: حين نصل إلى الهاوية نمتلك إرادة التغيير.

 

لا ثمن أميركيا للبنان مقابل المفاوضات مع إسرائيل

سوسن مهنا/إندبندنت عربية/04 تشرين الأول/2020

أتى إعلان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن "اتفاق الإطار" ليحرك مياه السياسة الراكدة في البلاد، وقد تكون خطوة الإعلان بحد ذاتها في إطار دفع عملية تشكيل الحكومة، إذ قال في آخر لقاء إعلامي له، بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل "هي خطوة ضرورية، لكنها ليست كافية. يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ البلد مما يتخبط به من أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته، فاتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل، وكفى بيعاً للمياه في حارة السقايين".

وكان بري قد أعلن بنفسه أن دوره في هذا الملف قد انتهى، وبهذا يكون ملف التفاوض قد انتقل من يده إلى يد رئيس الجمهورية ميشال عون، وهذا ما عمل عليه الأميركيون منذ وقت ليس قصيراً. هذه الخطوة لا يمكن أن تحصل دون موافقة "حزب الله"، وهي ما تعتبره الولايات المتحدة انتصاراً صغيراً لها وتنازلاً كبيراً من قبل "الحزب"، علماً بأن أميركا أوحت للبنان صراحة ألا ثمن أميركياً مقابل لهذه الخطوة التفاوضية ولا جوائز ترضية، بل ينقل عن ديفيد هيل قوله لـ"بري": "أنتم اقترحتم، ونحن نقلنا الاقتراح لإسرائيل وننتظر جوابها، وهذا كل ما لدينا".

موافقة ضمنية لـ"حزب الله" لاستئناف المفاوضات

هذا ما يتوافق مع ما أعلن عنه الإعلام الإسرائيلي منذ أسبوع، وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" قد ذكرت أن المتحدث باسم وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، أكد يوم الجمعة الموافق 25 سبتمبر (أيلول)، أن إسرائيل ولبنان توصلا إلى اتفاق لإجراء مفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بعد مراوحة دامت لسنوات. ومن المتوقع أن تنطلق المباحثات منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بعد "عيد العرش" (أو عيد المظلة الذي يحتفل به اليهود إحياءً لذكرى خيمة السعف التي لجأوا إليها أثناء خروجهم من مصر بحسب التوراة) في الناقورة، حيث مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان. وسيحضر المفاوضات، إلى جانب ضباط من قوات اليونيفيل، ممثل عن الإدارة الأميركية، ومن المحتمل أن يكون مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، ومن الجانب اللبناني رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومسؤولون من مكتب عون.

وأطلع شينكر كلاً من شتاينتز ووزير الخارجية الإسرائيلية غابي أشكينازي على اتفاق بدء الجولة الأولى من المفاوضات، ونصت الصيغة الجديدة على أن تقوم الولايات المتحدة بالوساطة بين البلدين في ظل متابعة الأمم المتحدة، في حين كان مطلب لبنان توسط كل من الأميركيين والأمم المتحدة في المباحثات.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد أعلنت عن قرب إبرام اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة، ولم يتحدث تقرير الصحيفة عن "مفاوضات مباشرة"، إلا أنه اعتبر أن المفاوضات وإن لم تكن مباشرة، لكنها "تشير إلى نوع من التقارب بين الجانبين"، وأشار إلى أنهم "في إسرائيل يخشون أن يستخدم حزب الله حق النقض على بدء التفاوض، وإن كان يتعذر في الأساس الاتفاق على مباشرة الجولة الأولى من دون موافقة حزب الله".

وبحسب تقرير سابق لصحيفة "هاآرتس" نقلت عن لسان مصدر رفيع، ترحيبه لإمكان التوصل إلى اتفاق يتيح للبنان استخراج موارده الغازية، وكشفت أن الولايات المتحدة "تأمل أن يتسبب التوصل إلى اتفاق على الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان بفتح مسارات تفاوض أخرى بين الدولتين (سياسية وأمنية واقتصادية)، إلى جانب الحملة الأميركية الإسرائيلية المشتركة الهادفة إلى إضعاف قوة حزب الله سياسياً".

ترابط الترسيم البري والبحري

كانت المفاوضات قد توقفت عند نقطة طرحها الجانب اللبناني، تتمثل في ترابط الترسيم البري والبحري برعاية الأمم المتحدة، التي تترأس الاجتماعات وبحضور أميركي، وعلى عمل اللجان في البر والبحر بالآلية بالوقت نفسه، حتى يجري التوصل إلى ترسيم نهائي للحدود، علماً بأن هذه المفاوضات ليست سياسية، وإنما تهدف إلى تثبيت ترسيم الحدود البرية والبحرية. ورغم أنه لا يوجد علاقات دبلوماسية بين لبنان وإسرائيل، فإن ذلك لم يمنعهما من التفاوض غير المباشر حول الحدود البحرية، ولكن تعقد الأمر بسبب الخلاف على حدودهما البرية، نظراً للنزاع الذي ظهر عند النقطة الحدودية الأقرب إلى الساحل "رأس الناقورة" بالعربية وروش هنيكرة بالعبرية، وهي منطقة ممكن قياسها ببضعة أمتار. وما ورد في خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله الأخير، يأتي في هذا السياق، حيث قال "على الحدود الجنوبية ما زال جيش العدو الإسرائيلي في أعلى حالة من الاستنفار والاختباء والحذر الشديد والانتباه". وأضاف "قرارنا بالرد ما زال مستمراً، وسنرى ما الذي سيحصل في الأيام والأسابيع المقبلة على الحدود مع فلسطين المحتلة".

"خط هوف" المنطقة المتنازع عليها

وأشار تقرير لـ"القناة 12" الإسرائيلية إلى أنه لا يوجد حتى الآن ملخص نهائي بشأن انطلاق المباحثات حول وضع العلامات النهائية للحدود البرية، حيث لا تزال هناك بعض الخلافات حول مسار العلامة الزرقاء، لافتاً إلى أن "الخلاف بين إسرائيل ولبنان يدور على مساحة تبلغ نحو 860 كيلو متراً مربعاً في البحر المتوسط". وفي عام 2018 وقع لبنان أول عقد للتنقيب عن النفط والغاز في مياهه بما في ذلك رقعة رقم 9، وهي موضع نزاع مع إسرائيل عام 2012، وقدمت الولايات المتحدة الأميركية مشروع تسوية عبر موفدها فريدريك هوف لحل النزاع البحري مع إسرائيل، يقضي بتقاسم المنطقة التي تدعي إسرائيل أنها متنازع عليها برسم خط، عرف في حينه بخط هوف، يعطي لبنان نحو 500 كم مربع، وإسرائيل نحو 360 كم مربعاً من أصل كامل مساحة الـ860 كيلو متراً مربعاً "المتنازع" عليها، لكن لبنان يريد ترسيماً وتثبيتاً لحقوقه كما هي ولا يريد تسوية، لا في البر، ولا في البحر، فحسب الجانب اللبناني فإن إسرائيل استغلت عام 2010، ثغرة في اتفاقية بين لبنان وقبرص لناحية ترسيم حدودهما انطلاقاً من نقطة مؤقتة يمكن تعديلها لاحقاً، ورسمت حدوده مع قبرص اعتباراً من هذه النقطة المؤقتة، متعدية على الحدود اللبنانية، وهي مساحة الـ860 كيلو متراً كاملةً.

وكانت النزاعات قد بدأت عندما اكتشفت إسرائيل احتياطات بحرية كبيرة من الغاز الطبيعي، مما قد يمهد لقيام نزاعات شديدة على الحدود البرية والبحرية مستقبلاً، وتحسباً من تعرض المنشآت البحرية الإسرائيلية لخطر هجوم من قبل "حزب الله"، أعلنت إسرائيل في 10 يوليو (تموز) من عام 2011، أنها سوف ترفع دعوى للأمم المتحدة لترسيم حدودها البحرية مع لبنان، وذلك بحسب المصادر الإسرائيلية.

المياه الإقليمية و"المناطق الاقتصادية الحصرية"

لم يبدأ لبنان بعد في التنقيب عن غازه الطبيعي بالقرب من شواطئه، لكنه وافق وبحسب أكثر من مصدر على خط ملاحي مع جزيرة قبرص. وبحسب المعلومات فإن بيروت أرسلت خريطة إلى الأمم المتحدة توضح رؤيتها حول موقع الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية، وفعلت إسرائيل الشيء نفسه. ونشأ النزاع بين إسرائيل ولبنان لاعتمادهما مفاهيم مختلفة عن المعايير التي ينبغي من خلالها ترسيم حدوديهما، ذلك أن الخلافات الدولية العديدة حول حقوق الصيد والنفط البحري دفعت باتجاه التوقيع على "اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار"، التي تسمح بقيام "مناطق اقتصادية حصرية".

وعلى وجه التحديد، يمكن أن تطالب الدول بحدود بحرية تمتد على 200 ميل بحري من علامة المياه المنخفضة على سواحلها، وبالنسبة للدول التي تفصلها أقل من 400 ميل بحري تعرض الاتفاقية مبادئ إضافية لترسيم حدود بحرية متفق عليها. وتوصلت إسرائيل وقبرص لمثل هذه الاتفاقية مما شجع القيام بالمزيد من التنقيبات التي أسفرت عن استكشاف كميات حديثة وكبيرة من الغاز في "المناطق الاقتصادية الحصرية" لإسرائيل، وعلى الأرجح لدى قبرص أيضاً مخزون غاز كبير في "مناطقها الاقتصادية الحصرية".

فهل ثمة بوادر للبنان للدخول في اتفاقية كهذه؟ واقع الأمر أنه لم يرد أي تصريح من المسؤولين على ما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قرب البت باتفاقية الحدود؟ لكن هل أعطى "حزب الله" موافقة ضمنية على هذه الخطوة؟ وهل ما زال لبنان قادراً على اللحاق بالدول النفطية والدخول إلى منظمة منتدى غاز شرق المتوسط؟ وما انعكاسات التوقيع على الاتفاقية من عدمه؟ وما اتفاق الإطار؟

الظروف الداخلية في لبنان وإسرائيل لا تسمح بعقد اتفاقية سلام

لا يعتقد الرئيس السابق لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عصام خليفة في حديث لـ"اندبندنت عربية"، أن "الظروف الداخلية في لبنان وإسرائيل والإقليمية والدولية تسمح بالقول إن خطوة ترسيم الحدود البرية والبحرية هي مدخل لعقد اتفاقية سلام بين الجانبين، لأن السلام بحاجة إلى شروط كثيرة لم تتوفر حتى الآن". ويشير إلى أنه "لم ينشر محضر رسمي عن المفاوضات التي جرت بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين بواسطة الأميركيين وغيرهم، ولكن المفاوضات حتى الآن كانت ترتكز على إطار ومنطلقات للتفاوض، وهذا ما عبر عنه نبيه بري في مؤتمره الصحافي".

ويرى خليفة أن الوضع الداخلي في لبنان (الأزمة المالية والاقتصادية والحكومية) لا يسمح للبنان بالدخول بتفاصيل المفاوضات مع إسرائيل ولو بشكل غير مباشر. ويعتقد أن المسؤولين اللبنانيين بالتفاهم الضمني مع حزب الله اتفقوا على الدخول في التفاوض لاعتقادهم أن ذلك ربما قد يخفف من الضغوط الأميركية على لبنان. ويشير الأستاذ الجامعي، إلى أن حزب الله منح الموافقة الضمنية لخطوة التفاوض، وإلا لما أقدم بري على إعلان ما أعلنه، لكن من المحتمل ألا يبت بسرعة بهذه المفاوضات وأن تأخذ وقتاً طويلاً قد يصل إلى سنوات عديدة. والأرجح أن ترتبط بالعلاقات الدولية (الصراع الأميركي الإيراني) وبتطور الأوضاع في سوريا والمشرق العربي والقضية الفلسطينية.

وعن قدرة لبنان باللحاق بالدول النفطية، يقول "إنه مع الأسف هناك خلل كبير في إدارة السلطات اللبنانية لملف النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة، ويمكن اختصار هذا الخلل بالنقاط التالية:

- إعطاء قبرص مساحة أكبر مما يسمح القانون الدولي بها.

- الخطأ الذي ارتكبته اللجنة اللبنانية السابقة في (النقطة رقم 1)، وهذا الأمر استفادت منه إسرائيل لكن الجيش حسن وضع المفاوض اللبناني.

ويعتقد أن السياسة النفطية المتبعة حتى اليوم يشوبها الكثير من الخلل، بخاصة صدور مرسوم 43 النقيض لقانون النفط، والتقاعس في تهيئة مصافي النفط في طرابلس والزهراني للمرحلة القادمة. ويفرض الصراع الإقليمي والدولي حول الثروة النفطية على السلطات اللبنانية عمق الاطلاع والحكمة والعمل على التعامل مع مصالح الدول الكبرى بما يتفق مع مصلحة الدولة اللبنانية.

ويقول عن اتفاقية الإطار، إنها مدخل للتفاوض، والمرحلة المقبلة هي المرحلة الأصعب، ويبدو أن الإدارة الأميركية كانت تضغط بقوة على لبنان لبدء التفاوض. وقد تمكن لبنان من أن تكون هذه المفاوضات بإشراف الأمم المتحدة وبحضور فاعل أميركي، لكن خليفة، كان يفضل أن يذكر تثبيت ترسيم الحدود على قاعدة اتفاق "بوليه - نيوكومب".

 

بري وضؤ حزب الله الأخضر

خليل الحلو/04 تشرين الأول/2020

بعد أن أعطى السيد نبيه برّي (الحاكم المطلق للبنان - رئيس مجلس نواب لبنان - حليف إيران وحزب الله - حليف النظام السوري - رئيس حركة أمل التي اختطفت الطائرات في ثمانينات القرن الماضي والتي اسقطت إتفاق 17 أيار 1983 والتي قسمت الجيش في 6 شباط 1984) إذن بعد أن أعطى السيد نبيه برّي الضوء الأخضر لإنطلاق المفاوضات مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية والبرية، وإنعاشاً لذاكرة الذين تلاشت أو تقلصت ذاكرتهم، هذه بعض الوقائع التي لا يمكن للممانعين أن يضحدوها وأن يتاجروا بقضية أو قضايا تجعل منهم أبطالاً دونكيشوتيين:

1) 23 أيار 1949: لبنان وإسرائيل يوقعان على إتفاقية هدنة بعد نكبة فلسطين. ومما ورد في هذا الإتفاق : "يتعهد الجانبان ألا يرتكب أي عنصر من القوات البرية أو البحرية أو الجوية العسكرية لكل منهما - بما فيها القوات غير النظامية - عملاً ... عدوانيا ضد قوات الجانب الآخر، أو ضد المدنيين في الأراضي الخاضعة للجانب الآخر، أو يعبر أو يتخطى - لأي سبب من الأسباب - خط الحدود في إطار الهدنة الدائمة ...، أو يدخل المجال الجوي للطرف الآخر، أو يمر عبره أو يدخل أو يمر عبر المياه على مسافة ثلاثة أميال من ساحل الجانب الآخر." لم تحترم إسرائيل هذا الإتفاق ... وكذلك لبنان ... كما هو مبين أدناه.

2) منذ العام 1968 بدأت منظمة التحرير الفلسطينية (قوات غير نظامية) إستعمال الأراضي اللبنانية لمهاجمة إسرائيل واستمر ذلك حتى العام 1978، عشر سنوات كاملة من العمليات والردود الإسرائيلية.

3) 28 كانون الأول 1968: إسرائيل تقوم بعملية كومندوس على مطار بيروت وتدمر 13 طائرة مدنية لبنانية للشركات التالية: طيران الشرق الأوسط MEA، الخطوط الجوية اللبنانية-الدولية LIA، طيران عبر المتوسط TMA. هذه العملية كانت رداً على عملية قامت بها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على طائرة ركاب إسرائيلية في مطار أثينا وكان منفذو العملية انطلقوا من بيروت.

4) 3 تشرين الثاني 1969: لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية (قوات غير نظامية موجودة داخل الأراضي اللبنانية) يوقعان "إتفاق القاهرة". يسمح للفلسطينيين باستعمال الأراضي اللبنانية ضد إسرائيل، وكما ذكرنا تصاعدت العمليات الفلسطينية ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية وبلغت ذروتها بين عامي 1977 و1978.

5) 16 و17 أيلول 1972: إسرائيل تقوم بعملية واسعة النطاق في جنوب لبنان رداً على سلسلة عمليات فلسطينية عبر الحدود والجيش اللبناني يقوم بقتال تأخيري والدبلوماسية اللبنانية تنشط ثم تنسحب إسرائيل بعد أن كبدها الجيش خسائر كبيرة (7 دبابات + عدد من الآليات).

6) 10 نيسان 1973: إسرائيل تقوم بعملية كومندوس في بيروت وتغتال 3 قادة لمنظمة التحرير الفلسطينية رداً على عملية ميونيخ وعمليات أخرى عبر الحدود الجنوبية.

7) 14 آذار 1978: إسرائيل تغزو جنوب لبنان ومجلس الأمن يصدر القرار 425 الذي لم ينفذ إلا بعد 22 عاماً (عام 2000): الهدف المعلن كان إبعاد الصواريخ والمدفعية الفلسطينية عن الحدود ... ولكن ذلك لم ينجح. واستمرت العمليات الفلسطينية 4 سنوات إضافية.

8) حزيران 1982: إسرائيل تغزو لبنان (عملية كرة الثلج) وتصل إلى بيروت بعد استمرار العمليات الفلسطينية، وتطرد منظمة التحرير من بيروت.

9) 17 أيار 1983: لبنان يتوصل إلى إتفاق مع إسرائيل تنسحب هذه الأخيرة بموجبه من لبنان حتى الحدود الدولية وتوافق على نشر الجيش في الجنوب. سوريا حافظ الأسد وميليشيا حركة أمل تنسفان الإتفاق والرئيس أمين الجميل لا يوقعه تحت ضغط القصف السوري العنيف لبيروت وجبل لبنان، وانتشار ميليشيات امل وغيرها في بيروت والتي قسمت الجيش لاحقاً في 6 شباط 1984.

10) حزب الله يقوم بعشرات عمليات ضد إسرائيل في جنوب لبنان ما بين 1984 و2000 وإسرائيل ترد بثلاثة حروب مدمرة: عملية تصفية الحساب (1993) وعملية عناقيد الغضب (1996) وحرب تموز (2006) ... وتفاصيل هذه الحروب متوفرة في كل الأرشيف. النتيجة: آلاف القتلى ومليارات خسائر ونزف بشري في هجرة إلى الخارج.

11) آب 2018 حتى اليوم: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول تكراراً أن حزب الله استقدم عشرات الصواريخ الدقيقة إيرانية إلى لبنان وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يؤكد ذلك، والتهديدات متبادلة بين الطرفين ولبنان الرسمي غائب والشعب اللبناني مغيب.

12) 2020: إنفجارات غامضة في إيران وبيروت (المرفأ) وعين قانا ... من شبه المؤكد أنها نتيجة لعمليات أو غارات إسرائيلية. إسرائيل وقعت إتفاقية سلام إضافية مع الإمارات وقريباً مع دول أخرى، وهذه الدول باتت تخشى نظام الملالي في طهران أكثر مما تخشى إسرائيل، ولبنان حتى الأمس القريب ملتصق بطهران ودمشق والممانعين بحيث أصبح أكثر ممانعة من الممانعين ... بالكلام والكرافاتات والثرثرة والبهورة.

13) 3 تشرين الأول 2020: الرئيس نبيه برّي يعلن بدء التفاوض مع إسرائيل بخصوص ترسيم الحدود؟ وفجأة تصاب بالبحة أصوات أبطال الممانعة ...

النتيجة: عشرات آلاف القتلى والجرحى والمفقودين والمعاقين. إفلاس لبنان. تفريغه من نخبته الشبابية. والوعيد والتهديد مستمر والعجز عن تحرير فلسطين واضح ولبنان مهدد بالزوال.

لو نفذنا إتفاقية الهدنة منذ العام 1949 ولو بالقوة لما كنـّا وصلنا إلى هنا

لو نفذنا إتفاق 17 أيار 1983 لما وصلنا إلى هنا

لو مشينا بمسار السلام مع إسرائيل عام 1992 (حين بدأت سوريا الأسد بالتفاوض عنها وعنـّا تحت شعار وحدة المصير والمسار - مع قبول الذل والتنازل عن الكرامات) لما وصلنا إلى هنا وما لنا إلا أن نرى أين أصبحت كل من مصر والأردن ...

لو نفذنا القرار 1701 كاملاً وقبله القرار 1559 لما وصلنا إلى هنا

لو استعملنا عقلنا لما وصلنا إلى هنا

إسرائيل بلد عدو دون أدنى شك ومنذ قيامها إختربت الدنيا علينا دون أدنى شك ... ولكن مع من تتفاوض الدول؟ أليس مع أعدائها؟ أليس للحصول على سلام يؤمن مصالح شعوبها وأمنهم؟ أليس ذلك أفضل من الدمار واستجلاب الدمار ببلاش؟

بعد 40 عاماً السيد برّي الذي أسقط إتفاق 17 أيار يفاوض! ولم يتهمه أحد بالخيانة! كما اتهمتم أيها الكذبة والدجالين السلطات اللبنانية المتعاقبة من 1949 حتى 1990 (لأنه بعد 1990 وحتى العام 2008 كانت السلطة اللبنانية العوبة بين أيدي الممانعين كما هي اليوم). وطبعاً إتهمتم السلطة اللبنانية (الرئيس سليمان) بالخيانة بعد توقيعكم على إعلان بعبدا في 2012 الذي ينص على تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وها أنتم تحيدوه!

عاش العقل

عاش لبنان

 

البحث في إصدار “بطاقة تموينية” للفئات الفقيرة في لبنان

إيناس شري/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2020

بعدما أعلن المصرف المركزي في لبنان أنّ احتياطه من العملات الأجنبية يتناقص، وأنّه سيكون غير قادر بعد نهاية العام الحالي على الاستمرار في دعم المواد الأساسية، بدأ البحث عن آلية بديلة قد تكون على شكل بطاقة تموينية مدعومة تُوزَّع على المواطنين أو على الفئات الأكثر فقراً فقط، ولكنّ هذه البطاقة «ستؤجّل المشكلة ولن تحلّها»، حسبما يرى الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان. والمقصود بالبطاقة التموينية، هي بطاقة ذكية، يحصل على أساسها المواطنون على السلع الأساسية مثل الخبز والمحروقات والدواء بسعر مدعوم، بعد قرار مصرف لبنان إيقاف الدعم لتلك السلع. وتتفاوت التقديرات حول أن تكون مخصصة للفئات الفقيرة أو لجميع اللبنانيين. ولفت أبو سليمان في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أنّه حتى اللحظة «ليس واضحاً لا طبيعة البطاقة التموينية ولا من ستشمل» فهناك «تلويح من المصرف المركزي بأن تشمل هذه البطاقة المواطنين كافة حسب احتياجاتهم من المواد الأساسية التي سيتوقف عنها الدعم»، موضحاً أنّه في حال اعتماد هذا الأمر «يكون المصرف قد حصر الدعم في اللبنانيين فقط وأسهم في وقف تهريب المازوت المدعوم وبالتالي خفّض فاتورة الدعم من احتياطيه».

في السياق نفسه، أوضح أبو سليمان أنّه يمكن أيضاً لـ«المركزي» أن يقرر دعم الفقراء فقط ويعتمد على سبيل المثال على آخر دراسة للبنك الدولي التي أفادت بأن نسبة الفقر في لبنان هي 50%، مضيفاً أنّه «إذا قرّر المصرف المركزي الانطلاق من هذه الدراسة كونها مصدراً متخصصاً ومحايداً ستكون البطاقات لـ50% من المواطنين يحدَّدون على أسس ومعايير واضحة، ويستفيدون منها للحصول على السلع الأساسية».

وشرح أبو سليمان أنّه سواء اعتمد المصرف أي آلية «ليست البطاقة التموينية حلاً جذرياً بل تأجيل للمشكلة وشراء للوقت». فالاحتياطي الذي يكفي المصرف حالياً لثلاثة أشهر «سيكفيه لثلاثة أشهر إضافية أو أكثر في حال قرر المصرف دعم نصف اللبنانيين مثلاً لنعود ونقع بالمشكلة نفسها لاحقاً في حال لم تشكَّل حكومة ولم نتمكّن من القيام بالإصلاحات اللازمة وإدخال عملة أجنبية إلى لبنان والبدء بالمفاوضات مع المجتمع الدولي».

وشدّد أبو سليمان على ضرورة أنّ يكون اعتماد أي آلية لاستبدال الدعم منطلقاً من خطة متكاملة، لأنّ رفع الدعم سيزيد الطلب على الدولار في السوق السوداء بحدود 300 مليون دولار شهرياً (فاتورة المواد المدعومة مع السلة الغذائية تبلغ 700 مليون دولار) مما يعني ارتفاع سعر الدولار، فضلاً عن تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين وارتفاع نسبة الفقر.

وبعيداً من الأثر الاقتصادي، يتخوّف اللبنانيون من دخول الزبائنية والمحسوبيات في توزيع البطاقات التموينية ولا سيّما أنّ التجربة مع الحكومة السابقة في توزيع المساعدات «كانت فاشلة»، حسبما رأى وزير الشؤون الاجتماعية السابق ريشار قيومجيان، مؤكداً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنّه يجب «تحديد الفئات التي ستحصل على البطاقة التموينية وفق معايير واضحة، فلا تدخل الاستنسابية والزبائنية كما حصل سابقاً عندما عمدت الحكومة المستقيلة إلى تحديد فئات انطلاقاً من محسوبيات حزبية وسياسية».

كانت الحكومة اللبنانية قد وزعّت في نيسان وأيار الماضيين مساعدات بقيمة 400 ألف ليرة شهرياً (266 دولاراً وفق سعر الصرف الرسمي) على الأسر والأشخاص الأكثر احتياجاً والذين تعطلت أعمالهم وأشغالهم جراء الإجراءات والتدابير الخاصة بحالة التعبئة العامة التي فرضها «كورونا». وأثار موضوع تحديد الفئات المستفيدة من هذه المساعدات والتي تولى الجيش مهمة توزيعها، جدلاً لجهة دخول المحسوبيات السياسية إليها. ويرى قيومجيان أنّ «المشروع العلمي الوحيد هو مشروع (دعم الأسر الأكثر فقراً) والموجود في وزارة الشؤون الاجتماعية والذي يحدد الأشخاص الأكثر حاجة وفق معايير لا تسمح بالتلاعب».

وأشار قيومجيان إلى أنه «يمكن ويجب العمل على توسعة هذا المشروع ليشمل عدداً أكبر من العائلات ولا سيّما في ظلّ ازدياد نسبة الفقر في لبنان»، موضحا أنّ البنك الدولي «كان مستعداً لدعم توسعة هذا المشروع من خلال قرض يتراوح بين 400 و600 مليون دولار بفائدة رمزية، وأنّه على الجهات المعنية متابعة هذا الأمر».

 

موسكو ترفض إقصاء أي قوة سياسية في لبنان

علي بردى/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2020

تمنى المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن يخرج اللبنانيون من الأزمة التي يمر بها بلدهم «في أسرع وقت ممكن»، مشدداً على أنه ينبغي «أخذ كل الأصوات السياسية في الاعتبار»، مع «عدم إقصاء أي قوة سياسية» من الحياة السياسية في البلاد.

وكان المندوب الروسي يتحدث في مؤتمر صحافي داخل المقر الرئيسي للأمم المتحدة، مع بدء رئاسة روسيا لمجلس الأمن خلال تشرين الأول الحالي. وسألته «الشرق الأوسط» عن الوضع في لبنان، وما إذا كانت روسيا تؤيد الآن سحب مقاتلي «حزب الله» من سوريا والمفاوضات على ترسيم الحدود مع إسرائيل، فأجاب نيبينزيا بأن «لبنان قضية خاصة اليوم بعدما حصل أخيراً ذلك الانفجار الرهيب الذي وجَّه هذه الضربة لبلد عانى بالفعل أزمات كثيرة».

وقال إن لبنان «لا يزال يمر بأزمة سياسية نريدهم أن يخرجوا منها في أسرع وقت ممكن» رغم «الصعوبات التي يواجهونها»، مضيفاً أن «المجتمع اللبناني معقد للغاية. متعدد الأوجه. ولا يمكنك حل المشكلات اللبنانية بتعيين طرف على حساب طرف آخر». واعتبر أن «لبنان يمثل دائماً ميزان مصالح لكل الأطراف الموجودة هناك. البلد كله مثال على توازن دقيق للغاية لكيفية عمل النظام السياسي»، مؤكداً أن «هذا بلد جميل وعظيم؛ لكن عليك أن تأخذ في الاعتبار كل الأصوات السياسية هناك، وألا تحاول إقصاء قوة سياسية هي جزء من المشهد السياسي اللبناني، من الحياة السياسية في البلاد». واعترف بأن «لبنان في وضع سياسي صعب للغاية، واضطراب، مع الدمار الذي حدث في المرفأ والآثار الاجتماعية والاقتصادية على البلد»، متمنياً أن «يتغلب اللبنانيون عليها عاجلاً». وتوقع أن يناقش مجلس الأمن مشروع قرار خاص بلبنان في نهاية الشهر الجاري.

وقال: «نحن لم ندعُ أحداً إلى سوريا. هذا ليس شأننا»، مضيفاً: «نحن دُعينا ويمكننا التحدث عن أنفسنا فقط»، مشدداً على أن القوات الروسية انتشرت هناك «بناء على طلب الحكومة السورية، مما يجعل وجودنا هناك قانونياً». وأكد أن «الحكومة السورية تقرر في شأن وجود أطراف أخرى دعتها إلى سوريا للمساعدة في مكافحة الإرهاب الدولي. هذا حق سيادي للحكومة السورية». واعتبر أن «أولئك الذين جرت دعوتهم لمساعدة سوريا في محاربة “داعش” قدموا مساهمة كبيرة في ذلك».

وإذ عبر عن «سعادته» باتفاق الإطار بين البلدين، أعلن أن بلاده «تؤيد بإخلاص تحسين العلاقات في المنطقة، بما في ذلك العلاقات بين إسرائيل والدول العربية»؛ لكنه استدرك بأن «السؤال يبقى أن هذا التقارب وهذه الاتفاقات التي شهدناها لا يجب أن تأتي على حساب الفلسطينيين»؛ معتبراً أن «هناك فائزين معينين في هذه الظروف؛ لكن يجب ألا يخسر الفلسطينيون في هذه اللعبة». وعما إذا كانت سوريا مستعدة لإجراء محادثات مع إسرائيل، قال: «لم أسمع شيئاً، ولا يمكنني التعليق على ذلك».

 

“نسخة منقحة” من المبادرة الفرنسية تعيد تحريك مشاورات الحكومة

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2020

عادت المشاورات السياسية في لبنان على خط تشكيل حكومة انطلاقاً من «نسخة منقّحة» للمبادرة الفرنسية التي سبق أن أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون ولم تجد طريقها للنجاح، بحيث بات مرجحاً أن يعود البحث إلى صيغة حكومة «تكنوسياسية»، وفق ما لفتت مصادر قريبة من الرئاسة اللبنانية، في وقت جدّد فيه رئيس البرلمان نبيه بري تمسكه بالمبادرة، معتبراً أن الأهم يبقى الاتفاق على اسم رئيس للحكومة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «من المتوقع أن يشكل لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري خلال سفرهما إلى الكويت لتقديم واجب العزاء بالأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بداية الأسبوع، مناسبة للحديث عن الملف الحكومي الذي لا يزال يتطلب مزيداً من المشاورات، لافتة إلى أن هذا اللقاء قد يؤدي إلى تفعيل عملية التشكيل، بحيث يصبح من المرجح أن يحدد موعد الاستشارات النيابية في النصف الثاني من الأسبوع المقبل».

وتشير المصادر إلى أنه «بعد تجربة أديب التي خضعت للتقييم من رئيس الجمهورية ومختلف الأفرقاء، والتي لم تجد طريقها إلى النجاح، يبدو أن التوجه بات لحكومة تكنوسياسية تجمع بين الاختصاصيين والسياسيين، وهي الصيغة التي طالما كان مقتنعاً بها ويدفع باتجاهها الرئيس عون». وتؤكد المصادر: «لا بد من أخذ العبر من تجربة أديب، وهو ما ترتكز عليه المباحثات بين الأفرقاء والرئيس عون الذي قيّم التجربة بواقعية وموضوعية وسيكون تصرفه الأسبوع المقبل انطلاقاً من هذا التقييم».

في المقابل، اعتبر رئيس البرلمان نبيه بري أن التحدي الأساسي هو الاتفاق على اسم لرئيس الحكومة، مجدداً التأكيد على تمسكه بالمبادرة الفرنسية بكل مندرجاتها. وقال إن باقي الأمور والخطوات من السهل التوافق عليها تحت سقف هذه المبادرة.

ومع تأكيده أن اتفاق الإطار في موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل خطوة ضرورية، قال رئيس البرلمان إنها ليست كافية، ويجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ البلد مما يتخبط به من أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار، فاتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل.

بدوره، تحدث أمين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان، عن إعادة تحريك ملف الحكومة بعد فترة من الجمود، لافتاً إلى أن «حركة فرنسية وضعت الماكياج للمبادرة السابقة، ما خلق جواً جديداً يفترض أن يكون عملياً وواقعياً هذه المرة»، ورأى في حديث تلفزيوني أن «التجربة السابقة علّمت الكل، والأخطار المالية والاقتصادية والأمنية تدفع الجميع نحو مسار يطرح إمكانية الوصول إلى نتيجة».

وأكد كنعان أن «تكتل لبنان القوي يريد من الحكومة أمرين: أن تتشكّل في أقرب فرصة وأن تنفذ الإصلاحات»، وشدد على أن «التفاهم مطلوب لحماية التأليف بعد التكليف، والمضمون يجب أن يكون قبل الشكل، وما حصل في فترات سابقة من تبدية الشكل على المضمون كان خطأ».

وقال إن «رئيس الجمهورية يعتبر أن الإصلاحات أولوية مطلقة ويتعاطى بملف الحكومة انطلاقاً من هذه المقاربة، وهو لا يعطّل ولا يعرقل ويركز على المضمون وإمكانية التسهيل، باعتراف الرئيس المكلّف مصطفى أديب. ونحن نلتزم بموقف رئيس الجمهورية». ورداً على سؤال عن إمكان القبول برئيس الحكومة السابق سعد الحريري، قال كنعان: «كل شيء رهن الاتفاق. علماً بأن الحريري يقول إنه لا يريد ترؤس حكومة في هذه الفترة. وهناك أفكار طرحها أيضاً الرئيس نجيب ميقاتي. وكل الأمور يجب أن تكون مدار بحث ونقاش. ولا يمكن لأحد أن يحدد منذ الآن من سيكون رئيس الحكومة المقبلة، بينما ما يجب أن نتفاهم عليه هو الدور المطلوب من الحكومة، وهو الإصلاح».

وفي الإطار نفسه، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن الاتصالات الفرنسية لم تتوقف في أعقاب اعتذار أديب يوم السبت والمؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد الماضي. ولفتت إلى أنه إضافة إلى «الاتصالات التي واظب عليها الفريق الدبلوماسي والاستخباري المعاون لماكرون في الملف اللبناني مع عدد من الشخصيات اللبنانية بغية استمزاج الرأي في إمكان إحياء المشاورات الضرورية من أجل تكليف بديل من السفير أديب ضمن المهلة المعقولة من أجل استئناف مساعي التأليف في وقت قريب، كانت تحركات فرنسية غير معلن عنها، وبقي الاجتماع الأبرز ذاك الذي عقده السفير الفرنسي المنتهية ولايته برونو فوشيه مع مسؤول الشؤون الخارجية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي قبل مغادرته بيروت صباح الجمعة عائداً إلى بلاده إيذاناً بانتهاء مهامه الدبلوماسية في بيروت بعد ثلاث سنوات على وجوده فيها».

وكشفت المصادر الدبلوماسية أن اللقاء الذي علمت به الخارجية الفرنسية مسبقاً لم تشأ أن تعطيه أي طابع رسمي خارج نطاق الاطلاع على رأي الحزب في شأن التطورات الأخيرة بعد اعتذار أديب ومضمون المؤتمر الصحافي للرئيس ماكرون والوقوف على مدى استعداد الحزب للتجاوب، في حال استؤنفت المبادرة بصيغة جديدة تمنع تكرار الأخطاء التي ارتكبت في المرحلة الأولى واستكشاف ما يمكن القيام به في المستقبل.

 

ترسيم الحدود.. بري توافق مع “الحزب” على اتفاق الإطار قبل إعلانه

محمد شقير/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2020

قال مصدر سياسي مطلع إنه لا مفر من اعتماد التلازم بين ترسيم الحدود البحرية والبرية، والتعامل معه على أنه يشكل الأساس للانطلاق في التفاوض بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، للوصول إلى تسوية لحل الخلاف في المنطقة البحرية المتنازع عليها بين البلدين. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه يدعم موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري في هذا الخصوص، لدى إعلانه عن اتفاق الإطار لبدء التفاوض في 14 تشرين الأول الحالي، في مقر قيادة القوات الدولية «يونيفيل» في الناقورة.

وعزا المصدر السياسي السبب إلى الخلاف القائم بين لبنان وإسرائيل حول مساحة المنطقة البحرية المتنازع عليها، ورأى أن حل هذا النزاع لن يتحقق ما لم يتم التوافق على أن ينطلق ترسيم الحدود البحرية من الحدود البرية في رأس الناقورة؛ خصوصاً أن السبب الذي يكمن وراء تحديد المساحة البحرية يتعلق بأن لبنان يقترح أن يتم الترسيم البحري من خط الترسيم البري، في مقابل تمسك إسرائيل باعتماد خط آخر.

وكشف المصدر نفسه أن الخلاف بين لبنان وإسرائيل حول نقطة الانطلاق البرية لترسيم الحدود البحرية تسبب في النزاع القائم حول تحديد مساحة 860 كيلومتراً مربعاً التي ما زالت موضع خلاف في المنطقة البحرية التي تؤخر قيام لبنان بالتنقيب عن الغاز، وقال بأن المفاوضات لن تستند إلى الخط الذي كان قد رسمه الوسيط الأميركي فريدريك هوف، والذي سُحب من التداول لدى محاولة سفير الولايات المتحدة السابق لدى لبنان ديفيد ساترفيلد والسفير الحالي لدى تركيا التوسط لحل النزاع البحري.

ولفت إلى أن مهمة الوسيط الأميركي الجديد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، ستنطلق من نقطة الصفر فور بدء المفاوضات غير المباشرة، وسأل: هل سيتوصل إلى إقناع البلدين بعد طول أخذ ورد في موافقتهما على الخط الذي سيرسمه والذي يُفترض أن يحمل اسمه؟ أم أنه سيضطر إلى تقطيع الوقت بانتظار إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ مع أن إيران ليست في وارد الاعتراض على الوساطة الأميركية.

وأكد المصدر السياسي أن بري لم يبادر إلى إعطاء الضوء الأخضر لبدء المفاوضات بإعلانه عن المضامين السياسية لاتفاق الإطار، إلا بعد أن توافق مع حليفه «حزب الله» على الآلية التي طرحها في هذا الخصوص والتي تلقى موافقة رئيس الجمهورية ميشال عون، وقال إن عدم اعتراض حليفه أتاح له أن يقطع الطريق على من يحاول أن يزايد عليه في الساحة الشيعية، باعتبار أن التفاوض لاسترداد الثروة اللبنانية في البحر سيلقى تأييد معظم الأطراف الرئيسة، أكانت في المعارضة أو في الموالاة.

ونقل المصدر السياسي عن جهات أوروبية مواكبة للمسار الذي بلغه الاشتباك الأميركي- الإيراني قولها بأن طهران ليست في وارد الاعتراض على بدء المفاوضات، وبالتالي لن تُشهر البطاقة الحمراء في وجه اتفاق الإطار الذي أعلنه بري تمهيداً لبدء المفاوضات، وللمرة الأولى بموافقة «الثنائي الشيعي» الذي أوكل إلى رئيس المجلس رسم الخطوط السياسية العريضة لهذه المفاوضات. ولفت نقلاً عن الجهات الأوروبية إلى أن طهران أرادت من خلال بدء المفاوضات، أن تمرر رسالة من فوق المتفاوضين إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأنها تُبدي حسن النية من باب رغبتها في فتح الباب أمام استئناف المفاوضات الأميركية- الإيرانية، حتى لو أعيد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة. واعتبر أن مفاوضات الناقورة المرتقبة قد تكون الوجه الآخر لمفاوضات تجري تحت الطاولة بين طهران وواشنطن، حتى ولو من زاوية الرغبة التي تبديها القيادة الإيرانية في تسليف ترمب موقفاً إيجابياً، بعدم اعتراضها على هذه المفاوضات لعلها تؤسس لمرحلة ما بعد الانتخابات الأميركية في حال أُعيد انتخابه؛ خصوصاً أنه تعهد بمعاودة المفاوضات بين البلدين.

أما بالنسبة إلى ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل باعتماد خطين: الأول الخط الذي رسمته اتفاقية الهدنة، والثاني الخط الأزرق الذي تم التوصل إليه بموجب القرار الدولي 1701 الذي أوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، فقد علمت «الشرق الأوسط» أن ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل يبدأ من خط الهدنة في رأس الناقورة وينتهي في الجزء اللبناني من بلدة الغجر، ولا يشمل مزارع شبعا، باعتبار أنها مشمولة بالقرارين 242 و338 اللذين كانا قد صدرا عن مجلس الأمن الدولي لوقف الحرب السورية- الإسرائيلية وليس بالقرار 425 الذي يدعو إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية.

وقالت مصادر لبنانية رسمية لـ«الشرق الأوسط» بأن لبنان كان قد اعترض لدى ترسيم الخط الأزرق بينه وبين إسرائيل برعاية الأمم المتحدة بعد حرب تموز 2006 الذي عُرف في حينه بخط الانسحاب، على عدم الانسحاب الكامل من أراضيه، وسجل تحفظه على وجود خروق كبيرة في 13 نقطة، وأخرى محدودة في 27 نقطة. وأكدت أن لبنان سجل تحفظه لدى الأمم المتحدة من خلال قوات «يونيفيل»، وقالت إن إسرائيل ما زالت تحتل أراضي لبنانية في المناطق المتداخلة بين البلدين، وتحديداً في 13 نقطة موجودة على خط الانسحاب، ورأت أن هناك ضرورة لإعادة ترسيم الحدود في هذه النقاط، بينما تعتبر أن لا مشكلة في إعادة ترسيم الحدود في النقاط الأخرى وعددها 27. وعزت السبب إلى أن مساحة الخروق فيها قليلة جداً، ويمكن التوصل إلى معالجتها وربما من خلال التفاهم على تبادل مساحات بأمتار محدودة بين البلدين بإشراف الأمم المتحدة، لإنهاء النزاع حول هذه النقاط المتداخلة.

 

أي تداعيات لكورونا على سباق البيت الأبيض؟

إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2020

مفهوم جداً أنْ تكونَ جائحة «كوفيد-19» في قلب الجدل السياسي بالعالم اليوم. والحال أنَّها فعلت قبل أنْ يصيبَ الفيروس الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الأسابيع الأخيرة من حملة إعادة انتخابه.

ودعنا، من استثنائية أن يصاب بالفيروس «رأس هرم السلطة» في أقوى قوة عالمية، فتهزّ إصابته التحضيرات المُعدّة و«السيناريوهات» المحتملة للانتخابات الأميركية، وكل الحسابات الدولية المتصلة بها… إذ إن ما نحن بصدده أكبر وأعمق أثراً.

لقد كنا منذ اتضاح الأبعاد الخطيرة لوباء «كوفيد-19»، والجائحة التي تسبب فيها، أمام حرب سياسية اقتصادية عالمية، تداخلت فيها المصالح القومية، وتصفية حسابات النفوذ، وتعميق الاصطفافات، وركوب مد الشعبوية، ومحاولة الموازنة بين أولويتي المحافظة على الصحة العامة وإنقاذ الاقتصاد.

منذ كانون الثاني الماضي، بعدما خرج الفيروس من «القمقم» الصيني ليغدو «مارداً» مخيفاً، حدث فرز كبير على مستوى العالم بأسره، بدأ في أوروبا… حيث أثقلت الجائحة المباغتة الإمكانيات الصحية لدول تعد من الدول الغنية، مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا. ثم تفاقم في الولايات المتحدة، حيث استفاد من التنوع البيئي والديمغرافي والاقتصادي، وحتى العقائدي، فضرب أول ما ضرب الأحياء السكانية في وسط المدن الشمالية الكبرى، كنيويورك وديترويت وشيكاغو وبوسطن وسياتل، ومعظمها من المعاقل الانتخابية لمحدودي الدخل والأقليات العرقية، في حين بقيت الأرياف والضواحي البيضاء بعيدة نسبياً عن الأسوأ.

وحتى بعدما اتّسع نطاق الجائحة المتمددة عالمياً، ظهرت أصوات في أعلى مراكز السلطة للتقليل من شأنها، ورفض إجراءات العزل والإغلاق، بحجة إنقاذ الاقتصاد من الانهيار. وبينما كان الفرز بسيطاً نسبياً بين اليمين المحافظ من جهة والليبراليين واليسار المعتدل من جهة ثانية في دول كبريطانيا والبرازيل وإيطاليا وإسبانيا، فإنه اتخذ أشكالاً أكثر تعقيداً في الولايات المتحدة، لسببين مباشرين: الأول، أن هذه السنة سنة انتخابية استثنائية في تحدياتها وخياراتها الراديكالية غير المسبوقة. والثاني، «حساسية» التركيبة الاتحادية (الفيدرالية) للبلاد في السنة الانتخابية، ما انعكس تناقضاً مباشراً بين «سلطة المركز» اليمينية في البيت الأبيض والقيادات الديمقراطية الليبرالية (تحديداً حكام الولايات) في بعض الولايات الأكثر سكاناً، والأقسى معاناة مع الجائحة، مثل نيويورك وميشيغان وإيلينوي وكاليفورنيا وواشنطن.

في إيطاليا، كانت البؤرة الأخطر في الشمال، تحديداً في مدن كبرغامو وميلانو. وفي فرنسا وإسبانيا، كانت المعاناة الأكبر في المدن الكبرى، كباريس ومدريد وبرشلونة. وفي بريطانيا، لفترة ما، كانت العاصمة لندن وضواحيها، مع بؤرة في محيط أقصى شمال شرقي إنجلترا، المناطق الأكثر تضرراً. ومن ثم، بالنظر لكون الشمال الإيطالي والمدن الفرنسية والإسبانية والبريطانية الكبرى العصب الاقتصادي والمالي الأساسي في تلك الدول، ظهرت المعاناة الاقتصادية بسرعة، وبالأخص مع قرارات الإغلاق التي اتخذتها حكومات الدول الأربع مكرهة، لا سيما الحكومة البريطانية المحافظة… بعد إصابة ولي العهد الأمير تشارلز، وبعده رئيس الحكومة بوريس جونسون، بالفيروس.

وفي هذه الأثناء، كانت الولايات المتحدة منهمكة باستقطابها الانتخابي الحاد، بمواكبة الانعكاس السلبي الفظيع على الأسواق، من صناعة السياحة إلى تجارة التجزئة والصناعة، مروراً بالنقل الجوي والخدمات العامة، بما فيها التعليم والقطاع الصحي.

أكثر من هذا، لعب الجانبان الجمهوري والديمقراطي على «الوترين» المطلبيين لشارعيهما السياسيين بضراوة تعكس عمق الفرز الآيديولوجي بينهما، إذ ركّز الجمهوريون على إنقاذ الاقتصاد، ولو على حساب تحمّل أرقام عالية للإصابات والوفيات من الفيروس، في حين عد الديمقراطيون أن الفصل مستحيل بين صحة المواطن والعافية الاقتصادية للبلاد، ومن ثم لا بد من اتخاذ إجراءات موجعة اقتصادياً من أجل احتواء جائحة لا علاج لها ولا لقاح ضدها في الأفق القريب.

وسط هذا الانقسام الواضح بين المقاربتين والأهداف، بدأ التصعيد من على المنابر. وبعدما كان الرئيس ترامب قد استخف مراراً، وعلانية، بخطر الفيروس، فإنه اضطر لتغيير «تكتيكه» الإنكاري باتجاه لوم الخارج على الجائحة، في ضوء تزايد الإصابات وتسللها إلى المعاقل الانتخابية للجمهوريين في الأرياف والضواحي الموسرة وولايات الجنوب المحافظ. وحقاً، أطلق ترامب على الفيروس اسم «الفيروس الصيني» بحجة أنه انطلق من مدينة ووهان الصينية، وأن الصين أسهمت بتفاقم الجائحة عالمياً بتسترها المتعمد عليه. ثم وسّع «دائرة بيكار» التهم، فهاجم منظمة الصحة العالمية، واتهمها صراحة بالتقصير والتواطؤ مع السلطات الصينية، وقرر قطع المساعدات عنها.

ثم إن ترامب حمل تحديه إلى ما هو أبعد، لا سيما بعد شفاء «حليفيه» اليمينيين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس البرازيلي جاير بولسونارو من الفيروس، فأخذ يستخف بالفيروس، ويعقد تجمعات انتخابية من دون ارتداء الكمامات الواقية. وبينما كان ترامب يهاجم بعنف حكام الولايات الذين أصدروا أوامر عزل وإغلاق، كان مناصروه من الإنجيليين المحافظين يسخرون من الكمامة، وغيرها من الإجراءات الاحترازية، بل ويرفع بعض غلاة اليمينيين السلاح الفردي في مظاهراتهم الرافضة لأوامر العزل والإغلاق.

في هذه الأثناء، وجد الديمقراطيون أنفسهم بين «نارين»: الاهتمام صحياً وخدماتياً بشارعهم الانتخابي الأقل ثراءً والأشد معاناة… وفي المقابل، السعي لوقف تمدّد شعبية ترامب في هذا الشارع الذي كان قد نجح بكسب قسم منه في الانتخابات الأخيرة عام 2016، ما كفل له الفوز بالرئاسة. وهذا الأمر ظهرت نُذُره عندما سارت مطالبات في كثير من الأحياء الشعبية في مدن كبرى، مطالبة بالإعانات وإنقاذها من الإفلاس، سرعان ما انحرف بعضها إلى صدامات اتخذت شكل مواجهات عنصرية مع الشرطة. وفي حساب المراقبين، لو قيض لمثل هذه المواجهات أن تتفاقم أكثر لانقلب تأثيرها السياسي إلى ضده، وأعطت اليمين الجمهوري فرصة لاستغلال الغضب… وتحويله إلى خوف عند البيض من عنف أسود.

إصابة ترامب بالفيروس ستُربك -بلا شك- حملته الرئاسية، بصرف النظر عن استفادته من «التعاطف» الشعبي أم لا. ثم إن لترامب، بجانب التحديين الصحي والانتخابي، خططه لإحكام قبضته على المحكمة العليا عبر تثبيت تعيين القاضية المحافظة آيمي كوني باريت. ومع مرض الرئيس، وإصابة بعض الشيوخ الجمهوريين، ثمة مَن يتساءل عن إمكانية التثبيت قبل انتخابات مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية والتشريعية.

ما حدث مفصل مهم، وتداعياته قد تكون أبعد مما كان المراقبون والمحللون يتصوّرون.

 

تركيا والأرمن.. من الإبادة الجماعية إلى الحرب

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/04 تشرين الأول/2020

منطقة الشرق الأوسط واحدةٌ من أكثر مناطق العالم صراعاتٍ ونزاعاتٍ سياسية ودينية ومذهبية وعرقية، وهو مؤشر على حجم التخلف الحضاري السائد، وبينما تسعى الدول العربية إلى النهوض الحضاري والتخطيط للمستقبل والبناء والتنمية والمنافسة الدولية، فإن بعض دول المنطقة تمتلك مشاريع كبرى للتخلف الحضاري ونشر الفوضى ودعم الإرهاب، وعلى رأسها المشروع الطائفي الإيراني والمشروع الأصولي التركي. قبل ما يقارب الأسبوع اندلع مجدداً أحد الصراعات الكامنة في المنطقة بين دولة أذربيجان ودولة أرمينيا، هذا النزاع الذي لم ينتهِ بعدُ منذ ثلاثة عقود، وإن كان أعمق تاريخياً، ومن دون الدخول في تفاصيل هذا النزاع طويلة الذيل وواسعة التشعب، فإن أخبار هذا النزاع باتت تتصدر عناوين الأخبار حول العالم، ويترقب الجميع ما ستؤول إليه الأمور هناك. والخشية هي من امتداد الصراع بين دولتين إلى حربٍ إقليمية مشتعلة تزيد المشهد المعقد تعقيداً.

إحدى الحقائق الظاهرة في هذا النزاع المسلح الخشن بين الدولتين هو الدعم التركي غير المحدود لأذربيجان، وبالطرق التركية التي باتت معروفة؛ دعم إحدى الدولتين ضد الأخرى بالأسلحة والتقنيات الحديثة، وربما التدخل العسكري المباشر لاحقاً، وكذلك إرسال «المرتزقة» من سوريا إلى أذربيجان بعدما حوّلت هؤلاء السوريين المغلوبين على أمرهم إلى ميليشيات مرتزقة ترسلهم تارةً إلى ليبيا وأخرى إلى أذربيجان في لعبةٍ غير نظيفة، يبدو أنها راقت لصانع القرار في أنقرة، ليثبت أنه «الخليفة» العثماني القادم، كما هو حلمه العجيب المعلَن.

معروف تاريخياً الكمّ المهول والمؤلم من المذابح التي ارتكبتها تركيا ضد الأرمن المساكين، مذابح تعترف بوحشيتها وقسوتها كثير من دول العالم، وفيها من المآسي ما تخلده ذاكرة الأرمن وأدبهم وثقافتهم، ويتعاطف معهم فيها كثير من المؤسسات والجمعيات حول العالم، وتنكرها تركيا. وهذه المذابح ارتكبها العثمانيون والأتراك في لحظات متفرقة من التاريخ الحديث تحت شعاراتٍ عرقيةٍ ودينيةٍ، تمثل ما يسميه الكتاب المعروف أمين معلوف بالهويات القاتلة.

بدلاً من أن تعتذر تركيا عن مذابحها السابقة، خصوصاً بعدما أقر الكونغرس الأميركي العام الماضي بـ«الإبادة الجماعية للأرمن» من قِبَل العثمانيين في العشر الثانية من مطلع القرن العشرين قبل سقوط الخلافة العثمانية، نراها تتجه لارتكاب مذابح جديدةٍ، ولكن هذه المرة تحت أسباب أخرى ومطالب للدولة الأذربيجانية.

ليس من مقصود هذا السياق إصدار حكمٍ في نزاعٍ سياسيٍ متشعب، ولكنه مجرد تذكير بخطورة الدور التخريبي الذي تلعبه القيادة التركية في المنطقة، فلم ينسَ أحدٌ الدعم غير المحدود الذي قدّمته تركيا لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتصدير النفط السوري والعراقي من المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في الدولتين إلى الأسواق العالمية، وبصفقاتٍ تفوح بالفساد الذي يطوق رقاب بعض المسؤولين الأتراك. في سوريا، قدّمت تركيا نفسها كداعمٍ ومنقذٍ للشعب السوري من جيشه وقيادته السياسية التي كانت تقتله بلا حسابٍ، ثم اتضح أن الهدف التركي هو السيطرة على شمال سوريا وتحويل الشباب السوري إلى جيشٍ من الميليشيات المرتزقة، الذين تستغلهم تركيا في طموحاتها التوسعية في البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط عموماً، كما اتضح في هذا النزع الأذربيجاني الأرمني.

في العراق تدخلت تركيا بجيشها وقواتها المسلحة في شمال العراق تحت ذريعة ملاحقة أفراد حزب العمال الكردستاني؛ فانتهكت السيادة العراقية على مرأى ومسمع العالم، والأخطر من سوريا والعراق ما صنعته في ليبيا واحتلالها الفج والفاقع لغرب ليبيا، والطمع التركي الفاضح في ثروات النفط والغاز الليبي، وكذلك ما صنعته في شرق المتوسط من مخالفاتٍ صريحةٍ لكل القوانين الدولية التي تحكم علاقات الدول وترسم الحدود البحرية حول العالم.

خسر الرهان التركي الفج في ليبيا، كما خسر في محاولة السطو على نفط وغاز شرق المتوسط، واضطرت للانسحاب تحت ذرائع باهتة، ولكنها انسحبت من البحر الأبيض المتوسط بعد فشل مغامرتها.

يتذكر التاريخ البشري في الشرق والغرب كيف أن بعض القيادات تجترح المغامرات غير المحسوبة، وتستنزف قدرات وإمكانيات بلدانها في سبيل أمجادٍ شخصيةٍ أو أوهامٍ غير واقعية، والسياسات المسيطرة على صانع القرار التركي منذ سنواتٍ طويلة توضح كيف تم تدمير الاقتصاد التركي وانهيار العملة التركية، وبعدما لم يعد بالإمكان الاستفادة من قوة الاقتصاد الذي ضعف، جرى اللجوء إلى القدرات العسكرية والجيش التركي، وإدخاله في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، بل لمجرد أنه الشيء الوحيد الباقي الذي يمكن المناورة به، وإن أدى ذلك لإضعافه، وهذه سياسة الهروب إلى الأمام وسياسة الاضطرار.

حفظ التاريخ «التهجير القسري» الذي اتبعته تركيا ضد المدنيين الأرمن، و«الإبادة الجماعية» في سلسلة من المذابح والمجازر، وسيحفظ التاريخ الاستهداف التركي اليوم للشعب نفسه والأمة ذاتها، والعداء الدائم من تركيا لهذه الدولة وشعبها، وكم كان الحل سهلاً لو اعتذرت تركيا وقامت بتطبيع العلاقات مع أرمينيا، ولكن لا يستطيع تجاوز إحن التاريخ وضغائن الماضي سوى القادة الاستثنائيين، ولا يبدو المشهد التركي قادراً على تقديم أحدهم في هذه المرحلة المهمة من التاريخ في منطقة الشرق الأوسط.

لا يشبه مذابح الأتراك للأرمن إلا «الهولوكوست» والإبادة الجماعية التي ارتكبتها النازية ضد اليهود، والفرق هو أن الأرمن مستضعفون ودولتهم صغيرة، ولم يستطيعوا تصعيد قضيتهم دولياً بما يجبر تركيا على الاعتذار لهم ودفع تعويضاتٍ سياسية وثقافية واقتصادية لمسح ذلك الجزء الأسود من تاريخها.

كان «التهجير القسري» و«ارتكاب المذابح» جزءاً من سياسة العثمانيين والأتراك، ويتذكر الباحث والمتابع ما صنعه السفاح التركي المجرم فخري باشا في جريمته التاريخية «السفر برلك» بأهل المدينة المنورة، حيث لم تتبق جريمة لم يرتكبها ضد المدنيين من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، ما يثبت أن مذابح الأرمن هي مجرد نموذجٍ لسياسة تركية واسعة في تلك الفترة الزمنية. أخيراً، فإيران وتركيا دولتان تنشران الفوضى وتدعمان استقرارها في الدول التي تدخلت هاتان الدولتان فيها، وهما تدعمان الإرهاب وتنشران الميليشيات وتنقلان المرتزقة، والخطر الكبير هو تحويل النزاع الأذربيجاني الأرمني إلى حرب إقليمية ساخنة تضاف إلى كل الصراعات والحروب القائمة.

 

تفاهم أميركي-روسي: سوريا نحو إسرائيل...دُر

فارس خشان/النهار العربي/04 تشرين الأول/2020

هل يُمكن أن يذهب النظام السوري الى تسوية سليمة مع إسرائيل؟

ثمّة من أشار، قبل أكثر من أسبوع، الى وجود مفاوضات سرية بين هذين الطرفين، لكنّ أوساطاً دبلوماسية واسعة الإطلاع على المجريات السورية والإسرائيلية، إكتفت بالكشف عن وجود "نيات جادة" لدى كبار اللاعبين، من أجل فتح هذا المسار.

وفي المعلومات التي أمكن التأكّد منها، أنّ اتصالات على أعلى المستويات، جرت، الشهر الماضي، بين الولايات المتحدة الأميركية، من جهة وروسيا الإتحادية، من جهة أخرى إنتهت الى تفاهم على وجوب فتح المسار التسووي بين إسرائيل وسوريا.

وتلعب دول عربية وخليجية أدواراً مشجّعة لدى كل من واشنطن وموسكو، من أجل الدفع باتجاه التحاق سوريا بكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين الى "قافلة السلام".

 ومن المعروف أنّ دولة الإمارات تُعتبر أكثر دولة خليجية انفتاحا على النظام السوري، في حين أنّ البحرين، وإن لم تكن قد أعطت دمشق ما أعطته دولة الإمارات، إلّا أنّه سبق لها وأطلقت مواقف غير عدائية تجاه النظام السوري.

وتعمل دول كثيرة في الإقليم وخارجه، من أجل الحد من النفوذ الإيراني في سوريا. بعضها يواجهه عسكرياً، كما هي عليه حال إسرائيل، وبعضها الثاني يواجهه بالعقوبات، كما هي عليه حال الولايات المتحدة الأميركية، وبعضها الثالث، يواجهه مالياً، بالإمتناع عن المشاركة في أكثر من برنامج يهدف الى إعادة إعمار سوريا، كما هي عليه حال مجلس التعاون الخليجي.

 وثمة من يعتقد بأنّ التفاهم الروسي-الأميركي على إحياء المسار التسووي بين تل أبيب ودمشق له حظوظ تتجاوز، هذه المرة، حدود "المناورة الإنقاذية" التي كان النظام السوري عندما يتأزّم وضعه، إقليمياً وخليجياً، يستخدمها لتوسّل خدمات إسرائيل التي ما بخلت بها يوماً عمّن كان يُعتبر، في أروقتها" الحليف اللدود".

لماذا؟ لنبدأ بالنظام السوري نفسه، فهو، على الرغم من الانتصار العسكري لحلفائه على مساحة شاسعة من البلاد، إلّا أنّه لم يستطع تثمير ذلك سياسياً، فالفوضى متفشية والجريمة منتشرة والفقر متفاقم والمعارضة أصبحت على امتداد الكرة الأرضية.

 النظام السوري يفتّش عن "محجة خلاص"، ويعتقد بأنّ شيئاً لا يمكن أن يكون أكثر فائدة من الإنخراط في مسار تسووي مع إسرائيل، لأنّه، من جهة يُعيده الى طاولة الكبار التي غادرها الى ميدان قمع الثورة بوحشية منقطعة النظير، ولأنّه، من جهة أخرى، يُعطي، بذلك، كبريات الدول ما يلزم للدفاع عن استمراريته وتوفير مقوّماتها.  ويُدرك أن إسرائيل تُدرك أنّه يهدف الى توفير مسار إنقاذي لنفسه، وهي، هذه المرة، لن تكون لها مصلحة، في إجراء مناورة سلمية، لأنّ الحل التدريجي لصراعها مع العرب، أصبح مسألة حيوية بالنسبة لها.

وهذا يعني أنّ انخراط النظام السوري يجب أن ينتهي الى نتيجة إيجابية، على الرغم من أنّ ملف الجولان أصبح عائقاً كبيراً، أمام بشّار الأسد اللاهث الى مشروعية، وأمام نتنياهو الذي سبق له وقاد قرار ضمه الى إسرائيل، ملغياً، بذلك، مفاعيل العرض الذي سبق وتلقاه الراحل حافظ الأسد، في زمن الرئيس الأميركي بيل كلينتون.  وكان لافتاً لانتباه المراقبين أنّ دمشق تأخّرت كثيراً في تحديد موقفها من اتفاقيتي السلام اللتين وقعتاها أبو ظبي والمنامة مع تل أبيب، فهي اكتفت، بداية، بطرح تساؤلات تصلح للمراقبين أكثر ممّا تصلح لدولة "ممانعة"، ومن ثم أطلقت، بعد حوالي ثلاثة أسابيع، موقفاً يشدّد على وجوب استعادة الحقوق العربية.

وقد فُهم من موقف وزارة خارجية النظام السوري هذا، أنّ دمشق تريد إبلاغ "طبّاخ التسوية" أنّها لا تستطيع أن تسير بمعادلة "السلام مقابل الإزدهار" التي حلّت مكان معادلة "السلام مقابل الأرض".

 أمّا إسرائيل، بالإضافة الى حاجتها لتسوية النزاعات مع الإقليم، وسوريا أبرزها، فإنّها تجد أنّ اللحظة مؤاتية لتحقيق خرق على المسار السوري، فبشّار الأسد يحتاجها، هذه المرة، أكثر من أي مرة سابقة، كما أنّها هي يُمكن أن تستخدمه، من أجل تحقيق هدف رسمته، ولن تحيد عنه، وهو إبعاد إيران.

وثمة من يعتقد بأنّ إفراج "الثنائي الشيعي" في لبنان عن "اتفاق الإطار" الذي سيُطلق المفاوضات المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول رسم الحدود البحرية بالتوازي مع مفاوضات أخرى تتعلّق بالحدود البريّة، يحمل، في أحد أوجهه، بُعْداً سورياً.

وقبل إعلان رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن إعلان "إتفاق الإطار"، كان وفد من "التيار الوطني الحر" قد زار السفارة السورية في لبنان، مجدداً تمسكه بالعلاقات المميّزة التي تربطه بالنظام السوري.

وقد انتقل ملف المفاوضات اللبنانية-الإسرائيلية الى عهدة رئيس الجمهورية ميشال عون، مؤسس "التيار الوطني الحر"، وسط حماسة منقطة النظير من صهره جبران باسيل، رئيس هذا "التيار" للإفراج عن قرار بدء المفاوضات التي لا يريدها "لا على الطريقة العربية ولا على الطريقة الفارسية".

وإذا كان دور أوروبا هامشياً، في "رؤية القرن" كما يسميها الأميركيون، و"صفقة القرن" كما يسميها "الممانعون"، فإنّها تجد نفسها، في دور المؤيّد، لتسوية سورية-إسرائيلية، لاعتبارات عابرة للملف الإيراني، ومن بينها وجوب نزع ملف كبير، مثل ملف اللاجئين السوريين، من يد تركيا التي تلعب أدوارا تعتبرها غالبية الدول الأوروبية مضرّة بأمنها الإستراتيجي. 

وبدأت الدول الأوروبية تشعر بخطر ملف اللاجئين عليها، ليس انطلاقاً من التهديدات المتكررة للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بفتح الحدود أمام هؤلاء اللاجئين للعبور الى الإتحاد الأوروبي، فحسب بل أيضاً، من خلال استعمال أنقرة للسوريين كجيش رديف تُرسل مقاتليه الى حيث تخوض معاركها، كما كانت عليه الحال في ليبيا، وكما هي عليه الحال راهناً في إقليم ناغورني كاراباخ، حيث النزاع الأرمني-الأذري.

وثمة من يؤكد أنّ هذا الموضوع كان محورياً في الإتصال الأخير الذي جمع الرئيسين الروسي والفرنسي فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون.

ولكن ماذا عن مصلحة روسيا في تسوية إسرائيلية-سورية؟

"كبيرة" يجيب الخبرء بالشأن الروسي.

هذه المصلحة تتوزّع على نقاط عدة، محورها إنقاذ سوريا، من أجل حسن استثمار السيطرة الروسية عليها، ذلك انّ بقاء سوريا على ما هي عليه حالياً، يكبّد موسكو أثماناً لا يحتملها اقتصادها، حتى على المدى المتوسّط. وتريد روسيا أن تُقنع المجتمع الدولي بمنح سوريا ما تحتاجه من أموال لتقف على قدميها، ولكنّها تُدرك أن ذلك مستحيلاً من دون أن يغيّر النظام السوري وجهه الحالي.  وتتطلّع موسكو الى إخراج إيران وتركيا من سوريا، لتبقى وحدها، ومن دون أي شريك، صانعة القرار الإستراتيجي للنظام السوري.  ويستحيل لإسرائيل، لولا موافقة روسيا، أن توجّه الضربات التي توجهها للنقاط الإيرانية المنتشرة في سوريا. إنّ تسوية سورية-إسرائيلية كفيلة بتسهيل وصول روسيا الى أهدافها المرسومة.  على أي حال، ومهما كانت عليه التطورات التي ستكشفها الأسابيع المقبلة، فإنّ ما هو مؤكد أنّ ما يجري تحت الطاولة أكبر بكثير ممّا يجري فوقها.

 

تداعيات الانخراط التركي في القوقاز

د. خطار أبودياب/العرب/04 تشرين الأول/2020

تعددت الأماكن والدور واحد

تستمر المواجهات الدامية في جيب ناغورني قره باغ على الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وأهمها الدعوة المشتركة التي أطلقها الرؤساء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون. في المقابل، اعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان أن شرط وقف المعارك هو “إنهاء الاحتلال الأرمني للجيب الانفصالي المتنازع عليه”.

وينعكس هذا الانخراط التركي إلى جانب أذربيجان على تطورات النزاع وبالطبع على تقلبات اختبار القوة بين موسكو وأنقرة على عدة جبهات من سوريا إلى ليبيا فالقوقاز. من جهته، يدخل الرئيس الفرنسي المشهد نيابة عن أوروبا القلقة من التمدد الأردوغاني.

إنها لحظة جديدة في العلاقات الدولية يحاول “السلطان الجديد” أردوغان ترك بصماته عليها. لكن الرقصة على قوس الأزمات من المشرق إلى القوقاز تنطوي على مغامرة تبدو محسوبة النتائج لكنها تنطوي على مخاطر انزلاق يمكن أن تدفع تركيا ثمنه.

من أجل مقاربة واضحة لواقع النزاع الأرمني – الأذري لا بد من التذكير بالوقائع التاريخية إذ خضع إقليم ناغورني قره باغ في أعالي القوقاز (الذي تسكنه أغلبية أرمنية وأقلية أذريَّة) لسيطرة روسيا القيصرية في نهايات القرن التاسع عشر، ثم جرى إلحاقه بعد الثورة البلشفية بجمهورية أذربيجان متمتعًا بحكم ذاتي استمر حتى سقوط الاتحاد السوفيتي السابق.

ومع مطالبات الاستقلال وإعلان الأرمن في الإقليم سلطة محلية مستقلة عام 1991، ألغت أذربيجان الحكم الذاتي وخاضت حربًا ضد “الانفصاليين”، ثم توسعت لتصبح حربًا مع أرمينيا التي قدمت لهم الدعم العسكري واللوجستي. وأسفرت هذه الحرب التي امتدت من 1992 إلى 1994 عن خسارة أذربيجان للإقليم إضافة إلى ست مناطق أخرى كانت تخضع لسيطرتها (تقول باكو إنها خسرت 18 في المئة من أراضيها)، فضلًا عن سقوط 30 ألف قتيل وتهجير ما يقرب من مليون شخص من المناطق المجاورة غالبيتهم من الأذريين.

وهذا النزاع المجمد منذ عشرينات القرن الماضي يعتبر أحد نماذج الصراعات العِرقية-الحضارية التي نشبت بعد نهاية الحرب الباردة مباشرة، كنزاعات محلية بتأثيرات إقليمية أو دولية. حيث شاركت فيه عدة أطراف مثل أذربيجان، وأرمينيا، وتركيا، وروسيا، وإيران، وجورجيا، ثم أيضًا الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وفرنسا وغيرها.

كذلك لم تنته حرب بداية التسعينات باتفاق سلام نهائي رغم تدخل الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية (OSCE) وتشكيل مجموعة “مينسك” من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وفرنسا لمتابعة جهود الحل. لذلك تجدد الصراع في الإقليم أكثر من مرة، أبرزها في أبريل 2016.

لكن وجود أذربيجان المنتجة للنفط والغاز ومرور الأنابيب في أراضيها يمنح هذا النزاع بعداً آخر في نطاق صراعات الطاقة والنفوذ التي احتدمت في شرق المتوسط وتمتد الآن نحو آسيا في منطقة صنّفها يوما المستشرق برنار لويس – بعد سقوط الاتحاد السوفيتي- في نطاق “الشرق الأوسط الأكبر” ، ويبدو أنه لم يكن مخطئاً في تصور امتداد جيوسياسي للشرق الأوسط نحو جواره من الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى والقوقاز وهذا يتحقق اليوم مع الانغماس الروسي من سوريا إلى ليبيا ومع الانخراط التركي المماثل. وهكذا يمكننا القول إن معادلة القوة الجديدة في شرق المتوسط تتفاعل مع مسعى تغيير المعادلة في نزاع ناغورني قره باغ خاصة من قبل الجانب التركي الذي يعتمد على خصخصة الحرب وإرسال “المرتزقة” (ما يسميه المقاتلين الرديفين للقوات التركية؟) والطائرات المسيرة والخبراء تماما كما فعل على المسرح الليبي.

ويسود التساؤل عن سبب الاندفاع التركي نحو القوقاز في وقت تتوزع فيه الإمكانيات التركية على جبهات سوريا والعراق وليبيا وشرق المتوسط. والأرجح أنها من الحروب الاستباقية ويمكن ربطها بمعارك طوفوز في 12 يوليو الماضي بين أرمينيا وأذربيجان، ليس بعيدا عن  خط الأنابيب الأذري – الجورجي – التركي وهو خط نقل الغاز الشهير تحت مسمى باكو – تبليسي – جيهان، إذ لا يستبعد إدراك أنقرة وباكو خطورة تلك المعارك ودلالاتها في صراعات الطاقة وربما وجود أدوار دولية خفية وراء تحريكها. ولذلك يرجح أن القرار الأذري في شن هجوم سبتمبر، يأتي انطلاقا من استخلاص دروس معارك طوفوز وتتويجا لتعبئة أذرية – تركية مشتركة تحت عناوين مواجهة الخطر الأرمني واسترداد باكو لأراضيها، وتأكيد تركيا على تحولها إلى قوة إقليمية كبرى تحاكي أمجاد إمبراطورية غابرة بالإضافة إلى الدفاع عن المصالح المشتركة لتركيا وأذربيجان في ميدان الطاقة تحت يافطة أن “شعبهما واحد في دولتين” وما يعنيه ذلك قوميا وعرقيا.

 ومن الواضح أن الطموح الأردوغاني في توسيع رقعة انتشار قواته وخبرائه وانخراطه يضع حدا نهائيا لنظرية “صفر حروب” واستبدالها بنظرية تهدف إلى تراكم الإنجازات الميدانية. لكن بالرغم من تصورات الوهلة الأولى لا تبدو المكاسب التركية راسخة ونهائية.

في الشمال السوري يزداد الضغط الروسي على منطقة إدلب ونقاط المراقبة التركية، وفي ليبيا يمثل وقف التقدم التركي على خط سرت – الجفرة والمفاوضات الليبية المستجدة تراجعا للدور التركي.

أما في شرق المتوسط قبالة اليونان وقبرص، فلم يطابق الحصاد التركي حسابات البيدر وأخذت أنقرة تناور وتتراجع تحت ضغط التغير في الموقف الأميركي والتلويح الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا. وطبقا لذلك تشكل “مغامرة القوقاز” سعيا أردوغانيا لتحقيق إنجاز أو اختراق لأن الخطوات الأردوغانية على عدة مسارح لم ينتج عنها حكما تراكم إنجازات بل امتلاك أوراق مساومة أو إثبات وجود في إطار السعي لفرض وقائع جديدة أو حجز مكانة في السباق الإقليمي – الدولي.

يندرج تحريك الوضع في حديقة روسيا الخلفية تحديا برسم فلاديمير بوتين “القيصر الجديد” وغمزا من قناة الرئيس الفرنسي “ماكرون بونابرت” في سياق مبارزته مع “السلطان الجديد” من ليبيا واليونان إلى أرمينيا. ومما لا شك فيه أن دخول تركيا الحرب مباشرة لن يمر دولياً ويهددها بردود روسية وأوروبية وعدم رضا أميركي. ولذلك يبدو الانخراط التركي في القوقاز مقيدا باحترام قواعد اللعبة وسقوف معينة للتدخلات، وإلا سيقود أي انزلاق تركي إلى تجميع معارضي تمدد أنقرة ولجم طموحاتها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

البطريرك راعي متوجها الى السلطة السياسية: لستم أسياد الشعب بل خدامه ولا يحق لفئة أن تجعل من لبنان حليفا لهذه أو تلك من الدول في صراعها وحروبها

وطنية - الأحد 04 تشرين الأول 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة المقر البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطرانان حنا علوان وجوزف علوان، ومشاركة المطران مطانيوس الخوري، القيم البطريركي الاب طوني الآغا، أمين السر الاب هادي ضو، رئيس جمعية رسالة وحياة الاب وسام معلوف، الاب فادي تابت، الاب جورج يرق وعدد من المؤمنين التزموا الاجراءات الآمنة.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "سوف يقوم مسحاء دجالون وأنبياء كذبة ... ليضلوا المختارين أنفسهم، لو قدروا"(متى 24: 23)، قال فيها: "1. في معرض جوابه عن نهاية العالم ومجيئه الثاني، تكلم الرب يسوع عما يعترض الكنيسة، بمؤمنيها ومؤسساتها، من مصاعب ومحن في مسيرتهم التاريخية، فيما هم يؤدون رسالة إعلان إنجيل ملكوت الله، وبنائه في المجتمعات البشرية على أسس القداسة والمحبة والحقيقة والعدالة، والأخوة والحرية. ومن أهم هذه المصاعب ظهور مسحاء دجالين وأنبياء كذبة يعملون على تضليل المؤمنين، لو قدروا (متى 24: 23).

2. نصلي من أجل حماية الكنيسة ومؤمنيها ومؤسساتها من شر هؤلاء. فهم في عصرنا الحاضر أشخاص وايديولوجيات وتيارات، يضلون الناس بطروحات فكرية وأخلاقية منافية لتعليم الإنجيل والكنيسة، كسبا للمال أو الشهرة أو النفوذ. فيخضع لهم ضعفاء النفوس والإيمان، لكي يتحرروا من التعليم السليم، والأخلاقية المسيحية، ويبرروا عدم التزامهم بواجبات العبادة، والحياة الأسرارية، وتقديس يوم الرب الذي هو يوم الأحد.

3. في هذا الأحد الأخير من وجودنا في الكرسي البطريركي الصيفي في الديمان، وهو أحد تكريم سيدة الوردية، نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية وما زال قلبنا يعتصر ألما لضحايا انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي، ولم يسفر التحقيق العدلي عن أية نتيجة، فيما الموقوفون ينتظرون بألم شديد حكم الإدانة أو البراءة بعد ستين يوما تماما. نصلي لراحة نفوس الضحايا، وايجاد المفقودين وعزاء أهلهم وعائلاتهم، وشفاء الجرحى، وافتقاد المنكوبين بأعمال المحبة والتضامن من الأفراد والمؤسسات الإنسانية والجمعيات والدول. وجميعهم مشكورون على مبادراتهم الفردية والجماعية. ويزداد ألمنا بتفشي وباء كورونا، فنصلي من أجل شفاء المصابين، وإبادة هذا الوباء، وخلاصنا وكل العالم من شره، فيما هو يشل الحركة في الكرة الأرضية، ويوقع الضحايا البشرية والخسائر المادية، ويزيد من أعداد الملايين من الفقراء والجياع. فنصلي:إرحم يارب، إرحم شعبك. ولا تسخط علينا إلى الأبد!

4. ومما يؤلمنا بالأكثر : إهمال السلطة السياسية لشعبها، وتحكم الجماعة السياسية بمصير بلادنا، وإمعان النافذين في إفشال تأليف حكومة تتولى إدارة شؤون البلاد، بعدما نجحوا في إرغام رئيس الحكومة المكلف على الإعتذار، رغم المبادرة الصديقة التي بادر بها مشكورا الرئيس الفرنسي Emmanuel Macron. فنقول لهم جميعا: لستم أسياد الشعب بل خدامه! وليست الدولة ملككم، بل ملك شعب لبنان! لا يحق لأحد منكم أو لفئة أو لمكون أن يجعل من لبنان حليفا لهذه أو تلك من الدول في صراعها ونزاعها وحروبها وسياساتها، بل لنجعله صديقا ووسيط سلام واستقرار! لا تجعلوا من لبنان صوتا لهذه أو تلك من الدول بل حافظوا عليه صوتا حرا للحق والعدالة وحقوق الإنسان والشعوب! حافظوا عليه في هويته السياسية وهي حياده الناشط الذي يحرره من حالة التبعية إلى الخارج، ودوامة الحروب؛ ويحقق سيادته الكاملة داخليا وإقليميا ودوليا، مرتكزة على دولة القانون، وعلى جيشها وسائر قواها المسلحة؛ ويمكنه من القيام بدوره ورسالته في الأسرتين العربية والدولية.

5. بعدما أكد الرب يسوع ظهور مسحاء وأنبياء كذبة، نبهنا قائلا: ها إني قد أنبأتكم (متى 24: 24). إنه بذلك يعيدنا إلى نور الإنجيل وهدايته وحقيقته الثابتة، كما تعلمها الكنيسة بسلطتها التعليمية. فبمقدار ما يزداد التضليل على كل مستوى، بقدر ذلك يجب على الكنيسة أن تعلن إنجيل المسيح. هذه حاجة لبنان اليوم، حيث يعم الكذب السياسي، واستغلال الشعب، والسيادة عليه بإفقاره وتيئيسه، والفساد الأخلاقي والتفلت من قيود الدين والقيم.

6. ألم يحن الوقت، بعد كل مآسينا، أن نبدأ نهجا جديدا لتجديد وطننا بقيمه التاريخية، على مثال المسيح الرب الذي قال: ها أنا آت لأجعل كل شيء جديدا" (رؤيا 21: 5).

فتجاه الانسداد المدبر، حيث لا حكومة، ولا خطة إنقاذ، ولا إصلاحات، ولا احتكام إلى الدستور، ولا حياء، يجدر بنا جميعا أن نفكر في إحداث خرق من دون انتظار أي استحقاق خارجي. فانتظار الخارج يثبت تعدد الولاءات شرقا وغربا. إن فداحة الأوضاع واحتمالات حصول تطورات من طبيعة متنوعة، تحتم الإسراع بتأليف حكومة تجسد آمال المواطنين، لينتظم العمل الدستوري والميثاقي، فلا يبيح أحد لنفسه استغلال حالة الغيبوبة الدستورية أو تصريف الأعمال، أو وباء كورونا، وما هو أدهى من ذلك، ليخلق أمرا واقعا. ليت جميع القيادات اللبنانية، الروحية والرسمية والسياسية والحزبية، تستعيد مبادرة اللقاء حول الثوابت الدستورية والميثاقية وتلاقي وجع الناس وحاجة البلاد إلى الخروج من أزمتها العميقة.

7. تلقينا بأمل إعلان الدولة اللبنانية توصلها إلى اتفاق إطاري لترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل بما يسمح للبنان بأن يستعيد خط حدوده الدولية جنوبا، ويسهل له استخراج ثرواته البحرية من النفط والغاز، وينهي مسلسل الاعتداءات والحروب بين لبنان وإسرائيل، بموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، ويضعه على مسار التفاوض السلمي عوض القتال، من دون أن يعني ذلك عملية تطبيع. ولا بد في المناسبة من إيجاد اتفاق يحل مسألة وجود نحو نصف مليون لاجئ فلسطينيٍ على أرض لبنان، والعمل على ترسيم الحدود مع سوريا لجهة مزارع شبعا، وإنهاء الحالة الشاذة والملتبسة هناك.

8. ألاحظ بألم كبير ميل لبنانيين إلى مغادرة البلاد بحثا عن عمل وأمن وحياة كريمة. وإذ أتفهم معاناة الشباب والشابات والعائلات وسبب رغبتهم القسرية بالابتعاد عن المآسي، وإذ أشاركهم خيبة أملهم من كل شيء، نعم من كل شيء، أدعوكم يا شاباتنا وشبانبا إلى التأني في التفكير قبل اتخاذ قرار الهجرة. أعرف أنكم تغادرون مكرهين، تسيرون وتنظرون إلى الوراء حبا بمن وبما تتركون، تحملون ذكرياتكم وجراحاتكم، وتخفون دموعكم في حقائبكم، وتحفظون لبنان في قلوبكم.

إن الأزمات الاقتصادية والمالية والصحية والاجتماعية تعم العالم، والعالم يرتعد من وباء كورونا الجامح وقد ازداد انتشاره في لبنان. كل ذلك لا يسهل للذين يفكرون في المغادرة فرص الاستقرار في بلاد الاغتراب. إن لبنان بحاجة إليكم أنتم بالذات: إلى أخلاقكم وضمائركُم، إلى ثورتكم وغضبكم، إلى علمكم وثقافتكم، إلى رقيكم وحضارتكم ونمط عيشكم. لبنان يناديكم فهو مثلكم معذب ومصدوم. مزيد من الصمود ونخرج بنعمة الله وقدرته إلى حال أخرى افضل. لا، لبنان لن يركع، لبنان لن يسقط. كل ما نراه، وخصوصا الآلام، هي دليل على أن لبنان سيخرج من بين الأنقاض شأنه في كل ظروف تاريخه التي كانت أقسى وأدهى.

9. نصلي إلى الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء سلطانة الوردية المقدسة، سيدة لبنان، سيدة قنوبين وبتشفع بطاركتنا الذين عاشوا في قعر هذا الوادي اربعمئة سنة صامدين بالصلاة لكي نصل الى لبنان الكبير. فنسأله تعالى كي يمنحنا جميعا نعمة الصبر والصمود ويبلغ بنا وبوطننا إلى ميناء الأمان. له المجد والشكر والتسبيح، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين".

وبعد القداس، أقيمت صلاة مسبحة الوردية تكريما للسيدة العذراء.

 

المطران عوده في قداس الاحد: ما نعيشه حاليا ينذر بالأسوأ وسلموا لبنان الجريح الى من يستطيع تضميد جراحه لانكم تزيدون الجروح التهابا

وطنية - الأحد 04 تشرين الأول 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، حيث ألقى عظة قال فيها: "يا أحبة، يرسم لنا ربنا يسوع المسيح، في إنجيل اليوم، الطريق الذي يجب على كل مسيحي أن يسلكه. لقد عرفت البشرية منذ نشأتها قوانين وتشريعات حاولت قمع الإنسان عبر ترهيبه، إلا أن ربنا تحدث هنا عن الإنسان الذي اتخذ المحبة ناموسا له، أي تبع المسيح وصار به خليقة جديدة. المحبة من الله. فكل من يحب هو مولود من الله ويعرف الله، ومن لا يحب فإنه لا يعرف الله لأن الله محبة (1يو4: 7 - 8). يقول الرسول بولس: إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدا (2كو 5: 17).

يقول الرب، في إنجيل اليوم، لمن اختاروا أن يتبعوه: كما تريدون أن يفعل الناس بكم، كذلك افعلوا أنتم بهم (لو 6: 31). لقد وضع الرب هنا الأنا البشرية أمام امتحان صعب. هل يشاء أحد من البشر أن يساء إليه؟ أو أن يضرب أو يقتل أو يجوع أو يعرى؟ فإذا كنا لا نقبل بالسوء لأنفسنا، كيف نقبله للآخر المخلوق مثلنا تماما على الصورة والمثال الإلهيين؟ غالبا ما يكون عذر البشر لسنا المسيح ولا قديسين لكي نكون مثاليين هكذا. ينسى أولئك أنهم خلقوا مفطورين على المحبة، لأنهم على صورة الله ومثاله، تلك المحبة التي يقول عنها بولس الرسول أنها تتأنى وترفق، لا تحسد، لا تتفاخر، لا تنتفخ، لا تقبح، لا تطلب ما لنفسها، لا تحتد، لا تظن السوء، لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق، تحتمل وتصدق وترجو كل شيء، تصبر على كل شيء (1كو 13: 4-7).

لا حياة للمسيحي خارج المسيح، لذلك فإن كل ما نقوم به يجب أن يكون مؤسسا على صخرة المسيح. يقول الرسول بولس: لأن لي الحياة هي المسيح، والموت هو ربح لي (في 1: 21)، أي لا شيء يفصلني عن محبة المسيح، لا شدة، ولا ضيق، ولا اضطهاد، ولا جوع، ولا عري، ولا خطر، ولا سيف (رو8: 35). المسيحي يواجه كل ما يصادفه من تجارب، المسيحي متشبث بالمسيح، لأن الذي يفقد المسيح من حياته، يفقد إيمانه ورجاءه ومحبته، ويصبح إما شبيها بالوحوش المفترسة، أو ييأس ويفضل إنهاء حياته بيده. فالأنا، إذا جوبهت بالوحشية ذاتها التي تواجه الآخرين بها، عندئذ يسود منطق الغاب، وتندلع الحروب، لأنها لن ترضى بأن تذوق طعم الأذى الذي تذيقه للآخرين.

يتابع الرب قائلا: فإنكم إن أحببتم الذين يحبونكم فأية منة لكم؟ فإن الخطأة أيضا يحبون الذين يحبونهم. وإذا أحسنتم إلى الذين يحسنون إليكم فأية منة لكم؟ فإن الخطأة أيضا هكذا يصنعون. وإن أقرضتم الذين ترجون أن تستوفوا منهم فأية منة لكم؟ فإن الخطأة أيضا يقرضون الخطأة لكي يستوفوا منهم المثل. ما يميز المسيحي عن سواه أنه محب على صورة خالقه. المسيح يريدنا أن نكون منارات تضيء ظلمة هذا الدهر، لا أن نكون أصحاب مصالح، وعندما تنتهي المصلحة ننسى إخوتنا ونبحث عمن يؤمن مصالحنا الأخرى. الخطأة يحبون ويحسنون ويقرضون من لديهم مصلحةٌ معه، أما المسيحي فلا يمكن لمحبته إلا أن تكون صادقة تجاه الجميع، بلا تفرقة. لذلك، يوصينا المسيح اليوم بما يصدم العالم، وبشر هذا العالم. في مجتمعنا الحالي العلاقات البشرية الصادقة أصبحت نادرة لا بل معدومة، لأنها لم تعد مؤسسة على الإيمان بالمسيح ومحبته. ما يريده ربنا منا هو أن نحقق قوله: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يضطهدونكم...فيكون أجركم عظيما وتكونوا بني العلي؛ فإنه منعمٌ على غير الشاكرين والأشرار، فكونوا رحماء كما أن أباكم رحيم.

يقول الرب على لسان النبي هوشع: أريد رحمة لا ذبيحة (6: 6)، إذ إن الرحمة تعبر عن المحبة الصادقة، كمحبة الأم لأولادها الخارجين من رحمها، مع ذلك تبقى محبة الرب لخليقته أعظم: هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك (إش 49: 15).

إنجيل اليوم، دينونة لكل من يدعي المسيحية ولا يرحم أخاه الإنسان. لا بد هنا من التساؤل أين نحن من الرحمة في لبنان؟ أين الزعماء في بلدنا منها، المسيحيون منهم خصوصا؟ أين الرحمة في قلوب ترفض سماع الأنين المتصاعد من نفوس المواطنين وقلوبهم وأجسادهم؟ الغلاء الفاحش أدخل المواطنين في يأس مظلم. حالات الإنتحار تتزايد بين صفوف الشباب الذين لا يرون مستقبلا أمامهم. أين الرحمة والمستشفيات تئن بسبب انقطاع المعدات اللازمة والأدوية التي لا يستغنى عنها لمتابعة عمل الرحمة؟ أين الرحمة وأهل الأحياء المنكوبة لم يعودوا إلى منازلهم بعد، والشتاء يطرق أبوابهم المخلعة وسقوفهم المكشوفة؟ أين الرحمة والبطالة مستشريةٌ وكل القطاعات مهددةٌ بأشباح الإفلاس والإقفال؟ أين الرحمة في دولة مهترئة لم يعد فيها سوى بضعة كراس يتشبث بها الجالسون عليها، يتحكمون بمن بقي في أرض الوطن، إن بسبب الفقر أو لأنهم عازمون على البقاء في أرض آبائهم وأجدادهم.

أهكذا يكون الحرص على حقوق المسيحيين كما يدعي البعض، أو على حقوق المواطنين بعامة؟ أليس عيب أن نميز بين مواطن وآخر وندعي حماية مواطن على حساب مواطن آخر؟ أليس واجب المسؤول العمل الدؤوب من أجل كل المواطنين؟ أليست العدالة والمساواة سمة الدولة التي يحكمها القانون، والقانون وحده؟ المسؤول الحقيقي لا ينام إن كان مواطن في بلده يتألم. فكيف ينامون والبلد يحتضر، والاقتصاد قد انهار، والليرة فقدت قيمتها، والهجرة تضاعفت، والبؤس عم.

وما يؤرقني أن معظم المواطنين لم يتمكنوا من ترميم منازلهم بعد، والشتاء مقبل. فمن يحمي هؤلاء المواطنين، ومن يحمي التراث العمراني والمنازل الأثرية، وجمالات فن العمارة؟ لقد دمرت أحياء ذات طابع تراثي، وسفكت أحلام شاغليها. هذه الأحياء تختزن ذاكرة بيروت. لقد قاومت الحروب وصمدت في وجه محاولات هدمها أو احتلالها أو شرائها وتغيير معالمها، وواجهت الأعاصير بقوة إيمان أبنائها ولم تستسلم. لكن الإهمال وعدم المسؤولية وكل الأسباب المعروفة وغير المعروفة التي أدت إلى انفجار 4 آب فجرتها رغما عنها، فاختلطت أشلاؤها بأشلاء أبناء الأشرفية والرميل والجميزة والمناطق المحيطة بالمرفأ، وحتى اليوم لم يعرف أهلها نتيجة التحقيق، واللبنانيون في حزن وألم وغضب، ولم يبرد غضبهم اهتمامٌ من دولتهم واحتضانٌ من مسؤوليها. يتساءل البعض هل هناك من تحقيق؟ هل تعلمون أن هذا الإنفجار هو الثالث على مثال ما حدث في هيروشيما ونكازاكي؟ وبعد 4 آب ما عدنا سمعنا عن أي تحقيق على مستوى هذا الإنفجار والناس تنتظر لأن هذا الحدث يجعلك في أرق دائم وخوف. فهل الهدف إلغاء ذاكرة بيروت وتشريد أهلها؟

الخبراء وذوو الاختصاص وبعض المثقفين يولون التراث الحضاري والموروث الثقافي اهتماما بالغا. والغرب يحافظ على أبنيته التراثية ويصونها لأنها ذاكرة الوطن. عماراتنا تحولت إلى أشباح بنايات، وأحياؤنا إلى خرائب، ومواطنونا إلى طالبي هجرة، ومن في يدهم السلطة يضيعون الوقت في خلافاتهم العقيمة، ومطالبهم التعجيزية، والتمسك بمكتسباتهم ومصالحهم على حساب الوطن وأبنائه. ما يدفعنا إلى السؤال: هل هناك نية حقيقية للعمل والإنقاذ والإصلاح الحقيقي؟ وهل يعملون عند رب عمل واحد اسمه لبنان أم هناك من هو أغلى وأكبر وأهم؟

نعود إلى المحبة التي هي الفضيلة العظمى وأم كل الفضائل، منها ينبع التفاني والتضحية والتواضع والعطاء. نقول في القداس الإلهي: رحمة سلام، ذبيحة تسبيح، مشيرين إلى التقدمة التي يشاؤها الرب. إنه يريد الرحمة والسلام. أريد رحمة لا ذبيحة. لا يعقل أن تقدم ذبيحة تمجيد لله قبل أن نقدم ذبيحة محبتنا. وكما يكتب القديس باسيليوس الكبير، فالغاية الوحيدة من تقديم الذبائح هي الرحمة والمحبة. والذبيحة المقدمة بمحبة هي ذبيحة مرضية عند الله. إنها ذبيحة تمجد محبته وتسبحها، إذا هي "ذبيحة تسبيح". هذه الذبيحة يطلبها الله منا من خلال مرنم المزامير: "اذبح لك حمدا"، أي ذبيحة شكرية. ما يقصده النبي داود في المزامير أن تعيش على نحو يتمجد فيه الرب. لا يريد الرب الإقتتال والتخوين ورمي بذور الفتنة والحرب. ما نعيشه في لبنان حاليا ينذر بالأسوأ، لأن المحبة لم تعد تسكن القلوب، والرحمة غادرت إلى غير رجعة. الكل أذنبوا بحق هذا البلد الحبيب النازف، ولا يزالون جميعا يحومون حول الجثة ليتقاسموها. سلموا لبنان الجريح إلى من يستطيع تضميد جراحه، ولا تنتحلوا صفة الجراح لأنكم تزيدون الجروح التهابا. إرحموا لبنان وشعبه الصامد، يرحمكم الله.

اليوم، دعوتنا إلى المسؤولين أن يتعرفوا على الرحمة كي يرحمهم الله العلي ومنه الشعب والتاريخ فيما بعد. بارككم الرب، وزرع في قلوبكم المحبة الحقيقية، حتى يعود الأمل إلى كل النفوس المكسورة والقلوب الحزينة واليائسة، آمين".

 

النهار: الأزمة بلا زمام... والوباء الزاحف يجتاحنا

النهار/الأحد 04 تشرين الأول 2020

بدا البلد كأنه بلا دفة تمسك به وانعدمت حتى المظاهر الشكلية من خلال غياب كل النشاطات الرسمية في قصر بعبدا الذي سجل غياباً تاماً للقاءات والنشاطات منذ الاثنين الماضي وكان اللقاء العلني الوحيد الذي سجل يومذاك استقبال الرئيس ميشال عون للسفير الفرنسي المنتهية ولايته برنو فوشيه في لقاء وداعي.

ومع انطواء الأسبوع الأول من الأزمة الحكومية المتجددة بعد اعتذار أديب يبدو المشهد بالغ الغموض والإرباك بحيث يصعب تماماً رسم أي سيناريو جدي لما يمكن أن تتجه إليه الأمور وليس أدل على هذا الغموض بل الضياع السياسي الواسع من افتقاد كل الجهات السياسية والرسمية حالياً إلى أي معطيات من شأنها أن تبدأ برسم خريطة الطريق لعملية التكليف والتأليف في الاستحقاق الحكومي العالق.

ولذا ترصد الأوساط السياسية مطلع الأسبوع الطالع باعتباره أسبوع معاودة الحركة السياسية بدءاً بمشاورات أولية متوقعة بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري خلال رحلتهما المشتركة غداً الاثنين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إلى الكويت لتقديم التعازي بأمير الكويت الراحل.

ومع ذلك فان المعطيات الماثلة بعد اعتذار أديب والتداعيات التي تركتها السجالات والحملات السياسية والإعلامية وكل ما أثير حول كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في شأن المبادرة الفرنسية ومواقفه من القوى اللبنانية ولا سيما منها الثنائي الشيعي الذي تسبب باعتذار أديب وتعليق المبادرة لا يسمح إطلاقاً أقله حالياً بتوقع رحلة مسهلة لاستئناف المشاورات والاتصالات الممهدة لإجراء رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتشكيل الحكومة علماً أن شكوكاً أعمق من السابق في إمكانات تسهيل التكليف وبعده التأليف باتت تهيمن حالياً على مجمل الوضع.

ففي وقت يغيب فيه معظم القوى السياسية عن التحركات الداخلية وتغيب معهم المواقف من القضايا المصيرية في شلل واسع بدا لافتاً للغاية أن يبادر "حزب الله "، الذي التزم صمتاً مثيراً موجات واسعة من التساؤلات حول إعلان الاتفاق الإطار للمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية حول ترسيم الحدود البحرية والبرية، إلى اطلاق أولى إشاراته حيال الحكومة التي يود رسم معالمها كما حول التذكية المحتملة لاسماء المرشحين لرئاستها.

ولقد فسر المراقبون المعنيون بدء إطلاق وسائل إعلام تابعة للحزب أو لصيقة به مؤشرات تتصل بالتكليف وبالمبادرة الفرنسية بأنها أولاً إعلان نيات مبكّر من جانب الحزب برغبته في إعادة ترميم العطب الذي تسبب به في العلاقة مع فرنسا من خلال إجهاضه لمهمة مصطفى أديب، كما أن لديه هدفاً آخر يتصل بحرف الأنظار عن الإحراج الذي نشأ عن صمته على الاتفاق الإطار للمفاوضات مع إسرائيل ربما لأنه يرغب في إبقاء الكلام عنه إلى توقيت يلائمه وعلى لسان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله.

وكانت مواقع إعلامية تابعة للحزب أوردت ما وصفته بالمعلومات عن لقاء عقد بين السفير الفرنسي السابق فوشيه ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب عمار الموسوي زعمت فيها أن السفير أبلغ الموسوي معطيات عن إعادة الجانب الفرنسي حساباته وإبدائه تفهمه لموقف الحزب وتمسكه بالتعاون مع الحزب كما تحدثت عن عرض أسمي الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام كخيارين لتولي رئاسة الحكومة وأن الجانب الفرنسي يتصل بالرياض لتسهيل وصول الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة.

وإذ تنتظر ملامح الصورة السياسية بلورة المشاورات التي يفترض أن يجريها رئيس الجمهورية ابتداء من مطلع الأسبوع الجديد فثمة استبعاداً كبيراً لأي تطورات سريعة تتصل بالتكليف والتأليف أقله قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد شهر واحد مهما أطلق من تفسيرات وذرائع فضلاً عن صعوبة أي جزم مسبق بطبيعة تعامل الجانب الفرنسي مع التجربة الجديدة. وسط هذه الأجواء تفاقمت التداعيات المقلقة للغاية لانتشار فيروس كورونا مع تسجيل اعداد قياسية جديدة للإصابات في لبنان مقترنة بارتفاع أعداد حالات الوفاة. وعشية تنفيذ قرار إقفال وعزل 111 بلدة وقرية سجل عداد وزارة الصحة مساء أمس عدداً قياسياً بلغ 1321 إصابة رفعت العدد التراكمي منذ 21 شباط إلى 43480 إصابة كما سجل 12 حالة وفاة رفعت العدد إلى 398 حالة . وبدا من خلال هذه الأعداد المثيرة لمزيد من القلق أن الوزارات المعنية ولا سيما منها الداخلية والصحة ستعتزم التشدد استثنائياً في تنفيذ قرار إقفال 111 بلدة اعتباراً من صباح اليوم لأن الوضع في المستشفيات بات مقلقاً جداً من حيث امتلاء الأسرّة المخصصة لمرضى كورونا واقترابها من نقطة الخطر الشديد بعدم قدرتها على استقبال المرضى.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 03 و04 تشرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

مقابلة مع رئيس حزب حراس الأرز السيد اتيان صقر المعروف بأبو أرز، أجراها معه الياس بجاني بتاريخ 02 أيلول/سنة 2003 ونشرت على موقع المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغتين العربية والإنكليزية

http://eliasbejjaninews.com/archives/75086/%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1/

 

من تاريخ قرانا..”المجبر” ومهنة تجبير العظام المكسورة

الكولونيل شربل بركات/04 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90984/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d8%a7/

 

تداعيات الانخراط التركي في القوقاز

د. خطار أبودياب/العرب/04 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90986/%d8%af-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a7%d8%a8-%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%ae%d8%b1%d8%a7%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83/

 

تحقيق افتراضي مع العهد (الجزء الأول)

أبو أرز – اتيان صقر/04 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90988/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%81%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%b6%d9%8a-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9/

 

من هو عدو “حزب الله”؟

د. منى فياض/الحرة/04 تشرين الأول/2020

*تتلوّن الحقيقة بوعي العارف كما يتلون الماء بلون الزجاج (ابن عربي).

http://eliasbejjaninews.com/archives/90991/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%85%d9%86-%d9%87%d9%88-%d8%b9%d8%af%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87%d8%9f/

 

البطريرك راعي متوجها الى السلطة السياسية: لستم أسياد الشعب بل خدامه ولا يحق لفئة أن تجعل من لبنان حليفا لهذه أو تلك من الدول في صراعها وحروبه

المطران عوده/ما نعيشه حاليا ينذر بالأسوأ وسلموا لبنان الجريح الى من يستطيع تضميد جراحه لانكم تزيدون الجروح التهابا

Patriarch Al-Rahi to the political authority: You are not the masters of the people but their servants, no group has the right to make Lebanon an ally of this or that country in its conflicts and wars

Bishop Audi: The Status that we are living in currently hands over the wounded Lebanon to those who can’t cure it

http://eliasbejjaninews.com/archives/90993/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-2/

 

اللواء أشرف ريفي لـ”المدن”: النظام السوري وراء أحداث الشمال بـ”داعش اصطناعية”

جنى الدهيبي/المدن/05 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91005/%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%a1-%d8%a3%d8%b4%d8%b1%d9%81-%d8%b1%d9%8a%d9%81%d9%8a-%d9%84%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84/

 

France’s push against ‘Islamist separatism’ should be supported/Faisal J. Abbas/Arab News/October 04/2020

فيصل عباس/ارب نيوز: من الضرورة دعم الرئيس ماكرون في سعيه ضبط جماعات التعصب الإسلام السياسي والإنفصالي

http://eliasbejjaninews.com/archives/91008/91008/

فيديو جولة الرئيس ترامب في محيط المستفى قبل العودة إلى البيت الأبيض حيث تجمعت الجماهير لتطمئن عنه وتصلي من اجل شفائه

President @realDonaldTrump greets supporters outside of Walter Reed

https://twitter.com/i/status/1312866202264522753

 

فيديو تقرير من قناة الحدث يتناول الضغوطات الإسرائيلية الجدية على حزب الله واجبارة مرغماً على ترسيم الحدود من خلال نبيه بري وذلك من خلال تهديده بتفجير مخازن اسلحته المكشوفة والمعروفة من الجيش الإسرائيلي اضافة إلى انكشاف اسرائيلي لأمكنة اقامة نصرالله وباقي قادة الحزب

https://www.youtube.com/watch?v=EEknYO8pF9s

 

ماذا وراء الخطوة التي أقدم عليها الرئيس بري بالنسبة لترسيم الحدود؟

الكولونيل شربل بركات/05 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91011/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%a9/

إن مطالب اللبنانيين يجب أن تتمحور حول تنفيذ القرارات الدولية بكل جوانبها، حتى ولو اضطر ذلك وضع تطبيق هذه القرارات تحت البند السابع لقانون الأمم المتحدة وفرض سيطرة القوات الدولية على البلاد ومداخلها البرية والبحرية، وخضوع الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى لقيادة هذه القوات، والعمل على خطة تنفيذ مرحلية تقوم على انشاء مناطق منزوعة السلاح، حيث أمكن، ومن ثم اضافة مناطق أخرى شيئا فشيئا للتوصل إلى تخليص البلاد من كل بؤر السلاح. بعدها يتم، وباشراف الأمم المتحدة، اعادة انتخاب مجلس نواب جديد ورئيس جديد للبلاد وتنظيم الادارة وتخليصها من رواسب الفاسدين، ومن ثم فتح أبواب الحوار حول كافة المسائل المتعلقة بتوزيع السلطات وتنظيم العمل الديمقراطي اذا كان هناك حاجة لذلك.