المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november29.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مريم العذراء تزور بَيْتَ زَكَرِيَّا، وزوجته إِليصَابَات.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني: فيديو وبالنص تأملات إيمانية في معاني ومفهوم الضمير والخجل وتعليق على قول الرئيس عون أمس “ضميري مرتاح ولكن بالي مشغول

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص: لبنان بلد محتل ومخطوف ورهينة ويحتاج لقوى خارجية لتحريره من خلال مجلس الأمن والقرارات الدولية

الياس بجاني/مسرحية وقناع ملحم خلف/ما من مستور إلاّ سينكشف، ولا من خفيّ إلّا سيظهر

الياس بجاني/فيديو وبالنص قراءة في مبادرة ملحم خلف الإنقاذية/خلف أسقط قناعه وأعلن تبعيته لحزب الله وذلك بتعامي مبادته عن القرارات الدولية وعن الدويلة وسلاحها واحتلالها وبالمطالبة بقانون انتخابي يلغي الدستور والميثاق وكل الأقليات ويسلم لبنان بالكامل للإيراني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

يا كاهن الرب...دُعِيَ خادم يسوع لأن يكون قديسا، إن لم تكُنه فانت شيطان متلبِّس/الأب سيمون عساف

الراعي سلم البابا فرنسيس تقريرا عن الاوضاع وجدد دعوته لزيارة لبنان

أرقام قياسيّة سجّلها لبنان في قمع الحريات خلال عام 2020

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 28/11/2020

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 28 تشرين الثاني 2020

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 27/11/2020

قنابل مضيئة جنوباً واستنفار عسكري إسرائيلي

“مسوّدة” الحريري إلى بعبدا

الخارجية السورية عن حادثة بشري: ندعو القضاء المختص القيام بدوره

كوبيتش: إشارة سياسية قوية من مجلس النواب تؤيد إجراء تدقيق جنائي واسع

يكفي الناس مآسٍ يومية...الجميل: الكل صار بدو التدقيق الجنائي في صفقاته

المنطقة في مخاض قبل ولادة شرق اوسط جديد

وقوع قتيل وجرحى بإنفجار قنبلة يدوية قرب الطريق الجديدة

مخيم ولا أغرب في لبنان… يأوي لاجئات أرامل فقط!

جعجع: لإعادة تكليف شركة مختصّة بالتدقيق الجنائي بأسرع وقت

من “الحزب” الى الحريري.. رسالتان حكوميتان مبطنتان!

تطورات استراتيجية متسارعة، المنطقة في مخاض قبل ولادة شرق اوسط جديد

من “الحزب” الى الحريري.. رسالتان حكوميتان مبطنتان!

“الحزب”: نقف بكلّ قوّة إلى جانب إيران وشعبها

ما بين سطور رسالة باسيل إلى ماكرون....

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الوكالة الذرية الإيرانية: إسرائيل متورطة باغتيال زاده وبحريق نطنز

سيناريو تنفيذ اغتيال “عراب النووي”.. من عطّل الاتصالات؟

خامنئي: لمعاقبة مرتكبي عملية اغتيال فخري زاده

روحاني عن اغتيال فخري زاده: سنرد في الوقت المناسب

بعد تهديدات الانتقام… حالة “تأهب قصوى” في سفارات إسرائيل

من هي ميليشيا “ربع الله” التي تنشر الرعب في شوارع بغداد؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دولة الإسلام والهويّات اللبنانيّة...(حوار بيني وبين إبني)/المخرج يوسف ي.. الخوري

المصرف اسير التخبط، من يعبث بأموال المودعين في لعبة شراء الوقت؟/نوال الأشقر - Lebanon24

لقد انقضى زمن التعايش مع سياسات السيطرة الشيعية وحان وقت المواجهة/شارل الياس شرتوني

لبنان يتبلّغ رسمياً قرار واشنطن: لا حكومة يتمثل فيها “الحزب”/ أنطوان الأسمر/اللواء

المسيحيون متنبّهون للخطر وحاضرون للمواجهة!/راكيل عقيل/الجمهورية

فيديو مقابلة من صوت الغد مع علي الأمين: المبادرة الفرنسية لن تنتج حكومة.. وحزب الله «عراب» المفاوضات/علي الأمين/جنوبية

ليحلم الحريري/نديم قطيش/أساس ميديا

عجائب مجلس النواب: بين "صبّاط" سليم سعادة.. وخروف جميل السيّد/كريستال خوري/أساس ميديا

اغتيال زادة: حزب الله يعزِّز قدراته وإيران تطالب بالتهدئة/منير الربيع/المدن

باسيل يخوض معركة "الاستراتيجية الإعلامية".. شخصياً!/نور الهاشم/المدن

الضغط الدولي سيتعاظم… والرهان على التراجع كلفته كبيرة/كلير شكر/نداء الوطن

خفايا عداء حزب الله لرياض سلامة .. إبحثوا عن تبييض الأموال/ربيع طليس/صوت بيروت إنترناشونال

النقابة وحدود الحصانة/بشارة شربل/نداء الوطن

بهاء الحريري لـ"نداء الوطن": فليرحل الحكام وتتشكّل حكومة انتقالية و"لا أسعى لأكون رجل سياسة ولا إلى تشكيل حزب سنّي"/مريم مجدولين/لحام نداء الوطن

المشهد سوداوي… لا حكومة عهد أولى ولا أخيرة؟/ألان سركيس/نداء الوطن

فرنسا تضغط ولا يهمّها "أي منصب لأي طائفة"/رندة تقي الدين/لحام نداء الوطن

لبنان والهويّة الضائعة وما يجب أن يتعلّمه المسيحيّون والمسلمون/عامر جلول/ام تي في

فرنسا ترفضُ تزويدَ لبنان بصور إنفجار المرفأ/عبدالله قمح/"ليبانون ديبايت

مجلس النواب يفتح الطريق أمام التدقيق الجنائي/أكرم حمدان/لحام نداء الوطن

ما بَقِيَ غيرُ سليم/نجم الهاشم/لحام نداء الوطن

السرقات في بعلبك - الهرمل بحلّة جديدة... حتى أعمدة الإنارة لم تسلم/عيسى يحيى/نداء الوطن

شيعة الشوارع: عنوان الملالي المتعالي/منصور هائل/نقلا ًعن شفّاف اليوم

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نداء الوطن/فهمي ملاحَق قضائياً... و"مسوّدة" الحريري إلى بعبدا ...التدقيق "الدعائي"... عون يَنتشي وبري ردّ عليه "بسطرين"

النهار: تعميم التدقيق الجنائي بالاجماع.. انجاز أم تعمية؟

بيان صادر عن مجلسي نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس

نائبا بشري: نحرص على أن تبقى البلدة مثالا لالتزام القوانين واحترام الغير

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مريم العذراء تزور بَيْتَ زَكَرِيَّا، وزوجته إِليصَابَات.

إنجيل القدّيس لوقا01/من39حتى45: في تِلْكَ الأَيَّام (بعد البشارة بيسوع)، قَامَتْ مَرْيَمُ وَذَهَبَتْ مُسْرِعَةً إِلى الجَبَل، إِلى مَدِينَةٍ في يَهُوذَا.ودَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا، وسَلَّمَتْ عَلَى إِليصَابَات. ولَمَّا سَمِعَتْ إِلِيصَابَاتُ سَلامَ مَرْيَم، ٱرْتَكَضَ الجَنِينُ في بَطْنِها، وَٱمْتَلأَتْ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. فَهَتَفَتْ بِأَعْلَى صَوتِها وقَالَتْ: «مُبارَكَةٌ أَنْتِ في النِّسَاء، وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!ومِنْ أَيْنَ لي هذَا، أَنْ تَأْتِيَ إِليَّ أُمُّ ربِّي؟ فَهَا مُنْذُ وَقَعَ صَوْتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ، ٱرْتَكَضَ الجَنِينُ ٱبْتِهَاجًا في بَطْنِي! فَطُوبَى لِلَّتي آمَنَتْ أَنَّهُ سَيَتِمُّ ما قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبّ!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني: حسابي ع اليوتيوبMy account on the youtube

رابط موقعي على اليوتيوب/ندعوا الأصدقاء للإشتراك subscribe  لنتمكن مع غيرنا من الناشطين من استعمال هذا الوسيلة الإعلامية المهمة للتسويق بشكل أوسع لقضية وطننا المحتل

اضغط على الرابط ومن ثم اضغط على مفردة subscribe

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

الياس بجاني: فيديو  وبالنص تأملات إيمانية في معاني ومفهوم الضمير والخجل وتعليق على قول الرئيس عون أمس “ضميري مرتاح ولكن بالي مشغول”

27 تشرين الثاني/2020

Conscience and Shame Are God

http://eliasbejjaninews.com/archives/92825/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7/

إن الحرية المتفلتة من محاسبة الضمير، والبعيدة كل البعد عن أحاسيس ومشاعر وعن كل مقومات الحياء والخجل، والمتعامية عن ضرورة الخوف من الله ومن يوم حسابه الأخير هي حرية مدمرة وسرطانية لا تقود إلى غير مسالك الخطيئة وإلى الوقوع في أوحال وشباك التجارب الشيطانية.

الله الذي خلقنا على صورته ومثاله ووهبنا نعمة الحياة ودعانا أولاده هو يحبنا ويريدنا أن ان نعود إلى مساكنه السماوية التي اشادها لنا لنكون إلى جانب البررة والملائكة والقديسين حيث الفرح الدائم والأبدي.

ولكن، ومن أجلل أن نستحق السُكن في هذه المنازل السماوية مطلوب منا أن نحيا حياة أرضية ترضي الله في كل افعالنا وأقوالنا وحتى في أفكارنا وبحرية ولكن بمفهوم الله وبتعاليمه لهذه الحرية.

الله منحنا الحرية المطلقة ولكنه وحتى يتمكن من تنبيهنا لكل ما هو مهدد لإيماننا ولحريتنا بقي في داخلنا من خلال الخجل والضمير.

ومن هنا فمن من يقتل نعمتي الخجل الضمير بداخله فإنما هو يبعد الله عنه ويبقي نفسه عرضة للتجارب وللنزعات الغرائزية وذلك دون حماية أو تنبيه أو محاسبة للذات.

من المتفق عليه أنجيلياً بأن هدف كل تعليم أخلاقي في المسيحية يبغي اقتياد الإنسان إلى الحرية الحقيقية التي تتحقق بالرب يسوع المسيح: “تعرفون الحق والحق يحرركم” (يو 8: 32).

هكذا يدعونا الإنجيل، وتدعونا الكنيسة، إلى “حرية مجد أبناء الله” (رو 8: 21)، التي تتحقق عندما نحيا وصايا الرب ونسمع كلمته ونستنير بتعاليم قديسيه.

من هنا فإن أي دعوة إلى أي نوع أو نمط أو اسلوب لمفهوم الحرية خارج الحق، وبعيدا عن المسيح وسيادته على حياتنا، هي انغلاق لقلب الإنسان وأسر الخطيئة لنفسه في الأوهام والأهواء المعابة.

الحرية في مفهومها الإنجيلي هي أن “لا يتسلط شيء” على الإنسان.

كل الأشياء تحل لي، لكن ليس كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء” (1كو 6: 12).

بهذه العبارات، أوضح الرسول بولس حدود حرية الإنسان على المستوى الأخلاقي. فالمؤمن بالرب لا يسمح لأي فكر أو ممارسة أو عقلية أن تقيده أو تحرمه من حريته الممنوحة من الله.

الإنسان خلق على صورة الله ومثاله، أي على صورة حريته. هو في تكوينه كائن عقلي حر، وسيد على الخليقة، وهو مدعو إلى المحافظة على هذه النعمة الفريدة التي تميزه عن سائر المخلوقات.

الإنسان الذي يخاف الله ويوم حسابه الأخير هو مدعو إلى النمو في الحرية والسيادة والحكمة والإدراك، وإلى بلوغ كمال الحرية التي تُعطى له في مسيرة نموه الروحي من خالقه الكريم والمعطاء والمحب، ووكذلك في عمله على تنمية مواهبه الخلاقة، وفي العطاء والبذل والتضحية.

تتحقق الحرية في المسيحية بانفتاح الإنسان على نعمة الروح القدس وليس في ممارسات الشواذات الجسدية بكافة مواصفاتها المرّضية.

الحرية هي قدرة كل واحد منا على امكانية تحطيم أغلال الخطيئة وإبعاد كل ما من شأنه أن يؤذيه أو يدخل الظلمة إلى نفسه ويبعده عن الله وعن كل الأخلاقيات.

الحرية هي انطلاق الإنسان إلى ملء الحياة، في التوبة والجهاد والتنقية والمحبة.

الحرية هي المناعة النفسية والروحية ضد كل خطيئة وشر، والتي يقتنيها المؤمن بتمرسه على الاعتراف بخطاياه بصدق والتجائه المستمر إلى المعونة الإلهية.

يحرز الإنسان الحرية بالتربية الصالحة والتدرب الشجاع على طاعة الله واستمداد القوة منه.

يُعطي البشر تعريفات مختلفة للحرية بحسب ما يوافق غاياتهم وتطلعاتهم وتشرّع شوذاتهم وممارساتهم غير السوية.

والبعض يعتبرون الحرية قيمة أخلاقية إنسانية فقط طبقاً لمعاييرهم وبالتالي بثقافتهم هي مجردة من كل بعد إيماني وتتغير وتتبدل وتتلون لتتناسب مع اجنداتهم واطماعهم وشوذاتهم الأرضية.

هذه الحرية غير إيمانية هي في حقيقة أمرها أداة ومجرد أداة بعيدة عن الله وعن تعاليمة ومفرغة كلياً من العطاء والتضحية والتجرد والأهداف النبيلة .. وهي بمفهومها الشارد هذا تستعبد الإنسان وتقتل الله بداخله الذي هو الضمير والخجل وتجعله عبداً لغرائزه والشهوات الجسدية والترابية.

إن ما يدعو إليه البعض ويعيشه اليوم باسم الحرية من تفلت لا مسؤول، وغوغائية، وضياع للقيم، وتمحور أناني حول الذات، وإرضاء للشهوات المظلمة، فهو في حقيقته تذرع غير صادق بأفكار تجرد الإنسان من أثمن ما في حياته، من صورة الله فيه ومن إمكانية النمو وبلوغ “ملء قامة المسيح” (أف 4: 13).

لا يحقق الإنسان إنسانيته إلا في المسيح، وأي كلام غير هذا هو ضياع، بل تضليل، لمن يبحث عن معنى الحياة وعن غاية الوجود.

واجبنا كمؤمنين نؤمن بالعطاء دون مقابل وبواجبات الأبوة والأمومة المقدستين، واجبنا أن نصون أبناءنا من كل أذى، وأن نحميهم ممن يحاولون أن يسبوهم بأفكارهم الدهرية العالمية الغريبة عن الإنجيل وعن وصايا الرب يسوع. واجبنا أن نحميهم من كل شر متأت من كل حرية زائفة، وأن نقودهم، كرعاة ومعلمين وأهل، إلى ينابيع ماء حية.

“الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف” (يو 10: 11) لا سيما إذا ما شاهد الذئب مقبلا. لذا، من واجب المؤمن أن يتصدى بقوة سلمية وحضارية بشجاعة لكل ما من شأنه أن يسيء إلى حرية أبنائه من فن أو فكر أو عادات أو انحرافات وأنماط عيش شاذة.

الحرية هي صورة لكمال الله ومحبته. الله، بملء حريته، يخلق الكون من العدم، ويبدع الإنسان، ويسكب فيه نعمته، ويتدخل في تاريخ الخلاص من أجله.

الرب، من أجل عظم جلال محبته، وبحريته المطلقة، تجسد من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، وقبل الصليب طوعا من أجلنا، وفتح للانسانية جمعاء الطريق إلى الحق والحياة لأنه هو كان وما زال “الطريق والحق والحياة” (يو 14: 6).

طاعتنا لله ولناموس المسيح هي الضمانة الوحيدة لحرية الإنسان، ولازدهار حياته “بالروح والحق” (يو 4: 23)، وللفرح الحاصل بخلاص الرب. وحدها الطاعة لله تضمن حرية الإنسانية وانعتاقها من كل شر وظلمة.

لذلك، يفتخر الرسول بولس بأن يسمي نفسه في أكثر من رسالة “عبد يسوع المسيح” (رو 1: 1).

هذه التسمية في الكتاب المقدس هي أحد أقوى التعابير عن الحرية الحقيقية التي يمكن للانسان بلوغها.

هي اتحاد الإنسان الكامل بالله، وامتلاؤه من نوره الإلهي، وغلبته على كل ظلمة وقباحة وخطيئة في هذا الدهر.

هذه التسمية هي الانعكاس الكامل لمحبة الله في قديسيه الممجدين بالنعمة، والذين أضحوا، بانفتاحهم الكامل على النعمة المحيية والحق المحرر، آنية مختارة للثالوث القدوس. ألا جعلنا الله القدوس من عداد هذه الآنية المختارة.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص: لبنان بلد محتل ومخطوف ورهينة ويحتاج لقوى خارجية لتحريره من خلال مجلس الأمن والقرارات الدولية

أذا ما كنت عارف شو بدك ما حدا بيقدر يساعدك

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92755/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8/

أذا ما كنت عارف شو بدك ما حدا بيقدر يساعدك

إن ما يمر به بلدنا الحبيب والمقدس لبنان هو حال صعب للغاية ومعقد حيث أن البلد وأهله وحكمه وحكامه ومؤسساته ومواطنيه كافة مأخوذين رهائن ومخطوفين.

ولهذا فإن قدرات السياديين والأحرار واللبناناويين من شرائح الشعب اللبناني وعلى المستويات كلها هي مكبلة ومعطلة وتحول دون إمكانية تحرير بلدهم بمفردهم ودون تدخل خارجي عن طريق مجلس الأمن تحديداً.

أي خطة عمل رؤيوية لتحرير لبنان من خاطفيه ومحتليه من الضرورة بمكان أن تلتزم بمنهج وأطر حل المشاكل العلمية وهي:

أولاً ، لا بد من تعريف مشكلة لبنان الأساسية لتجنب الغرق في أعراض المشكل والتعامي عنه. المشكل هو الاحتلال الإيراني بواسطة جيش حزب الله..وكل باقي الأزمات أكانت كبيرة أو صغيرة هي مجرد أعراض لمشكلة الاحتلال. والجيش المحتل هذا مكون من مرتزقة لبنانيين وهنا تكمن صعوبة أي تحرير من الداخل.

ثانياً، يجب معرفة أسباب ومسببات المشكل وهي كثيرة ومن أهمها وأخطرها أن شرائح لبنانية مجتمعية غير قليلة وهي من كل المذاهب لم تؤمن يوماً بلبنان الدولة منذ الاستقلال ودائماً تبحث عن مرجعية خارجية لتواليها وتستقوي بها.  في الماضي القريب هذا كان حال ما سمي يومها بالحركة الوطنية، وراهناً هذا هو حال حزب الله وكل من يواليه من المذاهب كافة ويعمل معه في خدمة المشروع الفارسي الاستعماري والمذهبي والتوسعي على حساب لبنان وكل ما هو لبناني.

ثالثاً، مطلوب معرفة الإمكانيات كافة المتوفرة لدى السياديين لتحرير بلدهم وفك أسره واسترداد سيادته واستقلاله وقراره من الفارسي وحزبه وربع الطرواديين المحليين من حكام وأحزاب وسياسيين ورجال دين.

رابعا، وضع رؤية وطنية وسيادية وعملية للحل، أي للتحرير على أن تكون متكاملة وبخيارات متعددة. الرؤية هذه يجب أن تكون مبنية على خلفية القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل والقرارات 1701 و 1559 و1680.

خامساً، تكوين مجموعات لبنانية مقيمة ومغتربة عندها الكفاءة والعزيمة والإيمان لتسويق (لوبيات) رؤية ومشروع الحل وحملها إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والفاتيكان والجامعة العربية وكل الدول الغربية والعربية وغيرها.

يبقى أن لبنان محتل ومخطوف ومأخوذ رهينة وهو عاجز عن تحرير نفسه دون تدخل خارجي.

في الخلاصة المثل يقول “اسعَ يا عبدي وأنا أسعى معك”، وإذا ما كان اللبناني السيادي واللبناناوي مش عارف شو بدو وما عندو خطة إنقاذية متكاملة ما حدا بيقدر يساعده.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

https://youtu.be/OcTxLh4yuQs

 

مسرحية وقناع ملحم خلف/ما من مستور إلاّ سينكشف، ولا من خفيّ إلّا سيظهر

الياس بجاني/24 تشرين الثاني/2020

صوروا ملحم خلف طوباويا يرشح زيت قداسة وإذ به يسقط القناع ليعلن ملالويته ويستعير من بري قبعته والأرانب.ربي أحمي لبنان من اليوداصيين

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

يا كاهن الرب...دُعِيَ خادم يسوع لأن يكون قديسا، إن لم تكُنه فانت شيطان متلبِّس.

الأب سيمون عساف/29 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92978/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%8a%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%87%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8-%d8%af%d9%8f%d8%b9%d9%90%d9%8a%d9%8e-%d8%ae%d8%a7/

كاهنٌ انت؟ رسالتك اذا الانصراف الى الصلاة.

إياك ان تصعد درج الهيكل لتقيم الصلاة، والحقد والكره والبغض والغضب والمضره والأذى ينغلون في قلبك.

حاشاك يا كاهن الرب ان تنتحل صفة ليست لك، ان انتحال الصفة دناوة ونفاق.

لا تقترب من المذبح لتقديم قرابينك، قبل ان تكون مستحقاً وديعا ونظيفا.

لا تعاكس المشورة، لئلا تحرق بذلك نفسك وتكون ممُثِّلاً بارعا.

 فالمُمَثِّل عند الله تمثالُ صنمٍ متحرّك لعين.

ترصَّنْ واحتَشِم ليرى الآخرون فيك  سِمات سيّدك.

حافظ على استقامة ضميرك بين التوبة اليه والغفران للآخر كيلا تُرذل يوم الحساب.

عليك ان تتماهى باستدماج وسَيْرُورَة لإرضاء الشخصين : المسيح وانت.

تأَكَّد من انك طاهر عفيف مُحبٌّ لا عيب فيك، لكي تليق بِمن تقرّب  له تقدماتك.

صُنْ خصائص الثالوث الأقدس لتفنى بذاتك وتبقى في الحق.

بذي الأسلوب تبلغ "النيرفانا" سعادتك القصوى. فتردّد مع الحلاَّج:

لي حبيبٌ حُبُّهُ ملءُ الحشا  إِنْ يَشَا يمشي على رمْشي مَشَى

روحُهُ روحي وروحي روحُهُ إنْ يَشا شئتُ وإِن شِئْتُ يَشَا

 بهذا الحنين المشتاق تنتقل إلى الانخطاف الجذلان، وتشكل تمرّدا على الأنا.

هكذا تصير بحالة انطفاء كامل تصل إليها بعد تأمل عميق.

بشطحات الارتقاء لا تضيمك مؤثرات محيطة بك على الإطلاق.

وتصبح بالسلوك الشفيف منفصلا تماما بذهنك وجسدك عن العالم الخارجي.

 إِشحن طاقات الروح لتحقيق النشوة بقتل المراغب والميول.

لا تنتهك كرامة الله ولا تهِنْ شرفَهُ بلامبالاتك، مزق ستائر الواقع اليوميّ فتدخل العالم الخفيّ.

صَفِّ حواشيك من النتانات التي تهين معلمَكْ، ألفُتُ انتباهَك الى اكتمال ذاتك لأني لا اودُّ لك الهلاك.

إحتَرِمْ عهدَك مع إِلهك الحيّ الناظر الى مسار تصرُّفاتك.

إِستَرحِمْ الجالس على العرش المنتظر تواصلك واتصالك.

تمسك بالوعد الذي قطعت بينه وبينك.

إِنزع الحمأ المسنون واخلع رواسب الطين فيتروحن ترابك ويتبارك.

أصلح سيرتك وغُص في ابديتك فتلقى منابع الإبداع.

إِقنع نفسك بانتزاحك الى العمق حسب قول الراعي الصالح، لئلا تُطرح في الظلمة البرّانية وهناك البكاء وصريف الأسنان.

إياك التمادي في الشطط رأفة بحالتك، نار جهنم لا تنطفىء ودودُها لا يموت.

والقول ينسحب على كل مسيحي يقصد الكنيسة.

على جميع المؤمنين الالتزام انشادا للخلاص الموجب الاستعداد  والندامة للاشتراك في محفل الأبرار حول مائدة الحمل.

كي تهجع مطمئن البال لا مضطربا، إعلم انه لا مفر ولا مهرب، فالفارق بين الحلم والظلم كالذي بين الجنة وجهنم.

دُعِيَ خادم يسوع لأن يكون قديسا، إن لم تكُنه فانت شيطان متلبِّس.

 

الراعي سلم البابا فرنسيس تقريرا عن الاوضاع وجدد دعوته لزيارة لبنان

وطنية - الفاتيكان - السبت 28 تشرين الثاني 2020

استقبل البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم في الفاتيكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي سلمه تقريرا مفصلا عن الاوضاع في لبنان والمنطقة، مجددا الدعوة الى قداسته لزيارة لبنان. وخلال اللقاء عرض البطريرك الراعي "للمخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان، في ظل التطورات الاقليمية والازمة السياسية الداخلية وبخاصة المتمثلة بتشكيل الحكومة، بحيث تم خلال هذه السنة تسمية ثلاثة رؤساء حكومة ولم ينجح سوى واحد منهم في تشكيل حكومته التي اصطدمت بالرفض الداخلي والخارجي، الامر الذي خلق واقعا اقتصاديا مرا تسبب بازدياد عدد الفقراء وبنزيف هجرة، إضافة الى نتائج وتداعيات انفجار مرفأ بيروت الذي دمر جزءا كبيرا من العاصمة الذي يسكنه المسيحيون، والذين لم يشعروا بتضامن ومسؤولية عملية من قبل السلطات الرسمية المعنية والحكومة". وفي هذا السياق، اطلع البطريرك الراعي البابا فرنسيس "على العمل الكبير الذي قام به المتطوعون من شبيبة ومهندسين وأطباء ورجال أعمال ساعدوا الاهالي المنكوبين على البدء بترميم بيوتهم". كما اطلعه "على ما تقوم به الكنيسة: البطريركيات والابرشيات والرهبانيات والمؤسسات الاجتماعية والانسانية التي تعمل على تغطية حاجات أبنائها على كامل الارض اللبنانية من خلال خلق شبكة تدعى "الكرمة"، تحت شعار ان "لا تموت عائلة من الجوع أو تشعر بأنها متروكة لشأنها". وتطرق الراعي الى موضوع "حياد لبنان الناشط" الذي يشكل "عودة الى هوية لبنان الحقيقية والاساسية، وبالتالي يشكل المدخل الى الاستقرار السياسي والنهوض الاقتصادي بكل قطاعاته، ويعيد انفتاح لبنان على دول الشرق والغرب". وجدد الراعي الدعوة الى قداسة البابا لزيارة لبنان "لما لها من أهمية خاصة للبنانيين بعامة وللمسيحيين بخاصة". من جهته جدد البابا فرنسيس وقوفه الى جانب لبنان وتضامنه مع شعبه وقربه منه، مؤكدا "صلاته باستمرار من أجلهما".

وبعد اللقاء، وصف البطريرك الراعي الزيارة بأنها "مثمرة وممتازة للغاية، وقد شعر بأن قداسة البابا متفاعل مع الدعوة لزيارة لبنان الذي يحب".

وبعد الظهر، شارك الراعي في احتفال تسليم الشارات الكردينالية للكرادلة الجدد في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان. ويشارك غدا في قداسهم الاول مع البابا فرنسيس.

 

أرقام قياسيّة سجّلها لبنان في قمع الحريات خلال عام 2020

صوت بيروت انترناشوناللسبت 28 تشرين الثاني 2020

حفِل عام 2020 بالاعتداءات على الصحافيين وطواقم المؤسسات الاعلامية في لبنان، ولم تسلم حرية الاعلام والتعبير من السلطة السياسية عبر اجهزتها الامنية من جهة ومن خلال عناصرها الحزبية من جهة ثانية واخر هذه الاعتداءات كان من نصيب فريق عمل “صوت بيروت انترناشونال”.

المتحدث الاعلامي في مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية “سكايز” الصحافي جاد شحرور، وصف الوضع الذي تعيشه الحرية في لبنان بالكارثي واعتبر ان عام 2020 سجل ارقاماً قياسية في حالات قمع الاعلام حيث قال لمراسل “صوت بيروت انترناشونال” ابراهيم فتفت “للاسف القمع مستمر في لبنان وارقام الانتهاكات في تزايد متسارع بوتيرة جدا سريعة، فمن شهر تشرين الاول 2019 الى ايلول 2020 تخطى لبنان الـ290 انتهاكا، وهذا رقم مرتفع جداً في بلد يدعي انه ديمقراطي، فيه حرية اعلام وتعبير، وهذه الانتهاكات ليست فقط اعلامية بل ثقافية منها منع افلام واستدعاء صحافيين وناشطين والاعتداء بالضرب المبرح على الصحافيين، لاسيما امام ثكنة مار الياس العام الماضي كما شاهدنا ضرباً على جسر الرينغ وساحة الشهداء”، واضاف “انواع الانتهاكات اختلفت هذا العام فقبل 17 تشرين 2019 كان نوع الاعتداءات بالاستدعاء الامني على المخافر اليوم نشهد ضربا مبرحا للصحافيين حتى لو اظهر الصحافي بطاقته، وحتى وان ظهر ضمن فريق اعلامي من خلال الخوذة وغيرها اذ رغم ذلك كانت الاجهزة الامنية مصرة على الاعتداء”. وزارة الداخلية رعت الاعتداءات ومسلسلات القمع المتكررة فاستحقت بجدارة وسام رستم غزالي لقمع الاعلام، واشار شحرور الى انه “حصل مواجهة للصحافيين في اكثر من موقف قبل مغادرة ريا الحسن مركزها كوزيرة داخلية حيث قالت انها لا يمكنها ان تفعل شيئا فيما يتعلق بهذا الموضوع، واكمل الوزير محمد فهمي بنهج القمع لاسيما مع بداية جائحة كورونا التي استلزمت الحجر حيث حصل بداية مشكلة بتحرك الصحافيين، اي ان القمع يأخذ انواعا فهناك فكر ممنهج لقمع الصحافيين”، واضاف شحرور “هذه السنة هناك 70 حالة تتعلق باعتداء القوى الامنية على الصحافيين، و90 حالة تتعلق باعتداء مناصري الاحزاب على الصحافيين والناشطين”.

لذا وجب على كل صحافية او صحافي يتعرض للاعتداء ان يحاول توثيق الجريمة حتى ينقل الخبر وان كان هو الخبر عينه ولفت شحرور الى ان “التوثيق مهم للقول للناس ان هذه الدولة والمنظومة الفاسدة لا تعتقل الصحافيين والناشطين انما تقمعكم في قلب منازلكم، الحرية ليست حق محصور للصحافيين بل للشعب”. لا شك ان لبنان كما قال شحرور “استذكر خلال السنوات الثلاثة الاخيرة عهد الوصاية السورية، ولكن اعتقد ان وضع الحريات في هذه السنوات اسوء بكثير من عهد الوصاية” واكد ان “لبنان بحاجة الى الاعلام الحر، لا يعقل ان الاعلام اللبناني خلال 30 سنة ممول من خلال 12 عائلة سياسية، فما قبل سنتي 2019 -2020 لم يكن لدى لبنان اعلاما معارضا الى ان ظهرت مواقع الكترونية ومبادرات اعلامية جيدة قدمت محتوى مستقلاً بطريقة تحاكي العصر”، واكد “لو كان في لبنان صحافة حرة لما حصل 4 اب، ولو كان في لبنان صحافة حرة لكانت المنظومة الفاسدة في السجن ولكان المواطن علم بكل ما يحصل وله الحق في السؤال عن اي ملف فساد من الطبابة للاجرام للتوظيف السياسي وغيرها من الملفات”. من هنا نسأل هل يجب على الصحافيين وحدهم الدفاع عن حريتهم لنقل الاخبار كما هي؟ عن ذلك اجاب شحرور “الدفاع عن الحريات ليس شأناً صحافياً فقط بل شأن مجتمعي، كما انه من الضروري جدا ان يتحرر الاعلام من التمويل السياسي، ولكي يتحرر من التمويل السياسي يجب ان يكون الاعلام مستعدا لطرح القضايا بشكل موضوعي لجذب اكبر عدد ممكن من القراء ثانياً ان يكون لديه نموذجاً تجارياً يحسّن من ايراداته كي لا يخضع لسياسة تحريرية خاضعة لتمويل سياسي، كذلك على الدولة والناس استيعاب اي مبادرة اعلامية جديدة تطرح المواضيع كما هي ومن اكثر من زاوية من دون الاعتداء عليها كونها نشرت محتوى يعجب فئة دون اخرى، واذا لم يكن هناك مساحة حرة للاعلام لبنان لن يعيش بامان”. امان اللبنانيين اذاً مرتبط بشكل وثيق بحرية اعلامه واصوات منابره الحرة، فهل سيحمي اللبنانيون امانهم؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 28/11/2020

وطنية/السبت 28 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تحت قبة البرلمان الجميع ربح أمس، والجميع مع التدقيق المالي الجنائي الشامل أي بالتوازي بين حسابات مصرف لبنان والوزارات والمؤسسات والمجالس والصناديق.. وقد تمخض المجلس في جلسته الجمعة، وولد قرارا يراوح بين التوصية العادية والتوصية الملزمة معنويا وأخلاقيا.

القوى السياسية تمكنت في البرلمان من الإتفاق على هكذا قرار، وبحسب الطريقة اللبنانية: تسوية كانت أم مخرجا، مزايدة كانت أم حلا، ومن هنا السؤال المطروح: لماذا لا تنسحب شاكلة نتيجة جلسة مجلس النواب، على مسار العمل لتأليف الحكومة الجديدة فتولد، بعدما مر حتى الآن ستة وثلاثون يوما، على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة؟.

وإذ يلامس مسار العمل للتأليف الحكومي حد الجمود في اللقاءات والاتصالات، فعلى ذمة التوقعات والأوساط المراقبة، يرجح أن يحصل في الساعات الأربع والعشرين المقبلة لقاء يكون التاسع للرئيس المكلف في القصر الجمهوري مع الرئيس العماد ميشال عون، حاملا إليه هذه المرة، تشكيلة حكومية مكتملة من 18 وزيرا.. ويبنى على التشكيلة مقتضاها.

في أي حال، التدقيق الجنائي المفترض يزيد من حتمية الحاجة الى حكومة، توقع بالأصالة عقود الاتفاقيات مع شركات التدقيق، فمتى تتألف الحكومة الجديدة وكيف ستكون الآليات التفصيلية للتدقيق الجنائي في كل مؤسسات الدولة والصناديق والمصالح المستقلة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لم يكن ينقص المنطقة التي تغلي على نيران التوترات، إلا اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، إيران إستوعبت صدمة الإغتيال سريعا...إتهمت إسرائيل بالضلوع فيه، وأعلنت إحتفاظها بحق الإنتقام.

هذا الموقف الحازم استنفر كيان العدو، فأعلنت حال التأهب القصوى في جميع السفارات الإسرائيلية.

ومن لبنان، مواقف متضامنه مع الجمهورية الإسلامية أبرزها لحركة "أمل" التي اعتبرت أن عملية الإغتيال ستزيد إيران صلابة وقوة في مواجهة الأعداء، وكذلك ل- "حزب الله" الذي أكد قدرة الجمهورية الإسلامية على قطع اليد التي تمتد إلى علمائها.

على المستوى الداخلي اللبناني، إرتياح واسع لتوسيع القرار التشريعي الذي فتح باب التدقيق الجنائي على مصراعيه، بحيث يشمل كل مؤسسات الدولة ولا يكون مستهدفا مؤسسة بعينها.

هذا الإنجاز لاقى ترحيبا أمميا، إذ شدد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، على أن هناك إشارة قوية من مجلس النواب تريد إجراء تدقيق جنائي واسع النطاق.

إنجاز آخر في سجل المؤسسة التشريعية الأم، تمثل بتضميد بعض جراحات ضحايا إنفجار مرفأ بيروت، إنطلاقا من إقتراح تقدمت به كتلة "التنمية والتحرير" حول الشهداء والجرحى.

في الشأن الحكومي، إشارات عديدة إلى محاولات لتحريك ملف التأليف في بحر الاسبوع المقبل، إستنادا إلى لقاء متوقع بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، أما الرئيس نبيه بري فدق مجددا ناقوس التحذير من تزايد حجم الضرر على البلد، إذا ما استمر الحال على ما هو عليه من تأخير في ولادة الحكومة، داعيا إلى الذهاب اليوم قبل الغد إلى التشكيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم يثن اغتيال العلماء والقادة يوما الجمهورية الاسلامية في إيران عن مواصلة مسيرتها العلمية، والابتكار، وبناء الإمكانات، ومراكمة القوة والإقتدار والصمود، وهكذا ستبقى، بعدما امتدت يد الغدر والارهاب بالامس الى عالمها الكبير محسن فخري زاده.

وبصريح الكلام ووضوح العبارة، أكدت الجمهورية الاسلامية أنها سترد على مرتكبي الجريمة والمدبرين لها والآمرين بها، بموازاة المضي قدما في تعزيز الجهود التي بذلها العالم الشهيد في مجالات اختصاصه وعمله، كما أوصى الإمام السيد علي الخامنئي اليوم، في بيان تعزيته.

لن تنثني إيران أمام هذا النوع من المواجهة، يؤكد قادتها وشعبها، وهم يعلمون أن في توقيت الجريمة أدلة كبيرة على لاعبين خطيرين جدا دوليا واقليميا، وأن استهداف عالم مثل الشهيد فخري زاده، يحمل رسائل عميقة تؤكد سعي الكيان الصهيوني والأعداء الى التسبب بفوضى في المنطقة لن تستدرج إليها طهران، وفق ما أكد الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني.

وكيفما كان الاسلوب الإرهابي الذي تعرض لحياة العالم فخري زادة، فإن ورود إسمه قبل عامين على لسان بنيامين نتياهو، يؤكد العلاقة المباشرة للاحتلال في اغتياله، وبلسان المحللين الصهاينة فإن تعاونا مكثفا يجري حاليا بين واشنطن وتل ابيب وعواصم عربية حليفة لهما، لاستغلال الشهرين المبتقيين من ولاية دونالد ترامب، بغية إيجاد واقع لا يسمح ل- جو بايدن بالعودة الى الاتفاق النووي مع إيران.

إنه إرهاب الدولة الذي يمثله الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة، قال "حزب الله" في بيان تعزيته بالشهيد العالم، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية "قادرة على مواجهة المخاطر وقطع اليد التي تمتد إليها".

في لبنان، حل الأزمات يحتاج لشبك اليدين بين الجميع، والإتفاق النيابي على قرار جامع بالتدقيق الجنائي، فتح مسارا جديدا في هذا الملف، وفيه قدر كبير من التحدي والعيون شاخصة على التطبيق والنتائج المرجوة.

أما كورونيا، فلا نتائج تغييرية رصدت للإقفال التام، وفق ما خرج بالإمس من اللجنة الوزارية، إلا أن ذلك لا يلغي الاستفادة منه لتثبيت عداد المصابين، وإعطاء القطاع الاستشفائي فرصة لالتقاط النفس قليلا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إذا كان لكل يوم من أيامنا اللبنانية عنوان للمزايدة السياسية، فعنوان اليوم هو الغرق المعهود في مياه الامطار، على رغم التنبيه المكرر لرئيس الجمهورية عاما بعد عام، بوجوب اتخاذ الإجراءات الضرورية مسبقا لمنع حدوث ما حدث، لأن الأمطار لا تهطل في غير موسمها،…ولكن يتأكد مجددا ألا حياة لمن تنادي.

واللافت من جديد هذا العام، هو الصمت الذي تلوذ به شرائح سياسية وشعبية إزاء هذا التقصير الفاضح، ربما لأن الوزارة المعنية ممسوكة من طرف سياسي ليس هدفا لمحاولات الاغتيال السياسي، حتى لو أصابنا الملل من المشهد السنوي المؤسف في غياب خطة متكاملة واضحة المعالم لحل الموضوع بصورة نهائية، والتخلص لمرة أولى وأخيرة من هذه البهدلة.

لكن، الى جانب الغرق بمياه الامطار، أغرق اللبنانيون اليوم بقراءات متباينة لقرار مجلس النواب أمس، ردا على رسالة رئيس الجمهورية في موضوع التدقيق الجنائي، وسط تكرار الاسئلة حول المتوقع في المرحلة المقبلة في هذا الاطار، وأبرزها الآتي:

أولا: إذا كان ما اتخذه المجلس النيابي أمس هو أقل من قانون، وأكثر من توصية فهل يلتزم المعنيون تطبيق القرار؟.

ثانيا: هل من مجال بعد لعودة الشركة المنسحبة إلى أداء عملها، بعد قرار السلطة التشريعية أمس؟.

ثالثا: في حال أتى الجواب سلبيا، هل يعتبر تكليف شركة جديدة من باب تصريف الأعمال، أو استمرارية المرفق العام، فتتمكن حكومة حسان دياب من التنفيذ؟، أم يتطلب الأمر انتظار الحكومة الجديدة المعلقة حتى إشعار آخر، فيكون التدقيق طار عمليا إلى أجل غير مسمى؟.

حتى اللحظة، لا أجوبة حاسمة، لكن يبقى التعويل على موقف رئيس الجمهورية، الذي نجح في نقل مكافحة الفساد من شعار الى قرار، عبر وضع الكتل البرلمانية أمام مسؤولياتها، الى جانب القوى السياسية والفئات الشعبية التي يفترض أن التجارب علمتها وجوب نبذ التعميم لأنه يجهل المرتكب، وأهمية تسليط الضوء على الهاربين من الإصلاح، والضاربين عرض الحائط مصلحة الوطن المنهار، والشعب الذي يعيش أسوأ الايام نتيجة سنوات ثلاثين من الارتكابات في حق الاقتصاد والمالية العامة، من أطراف يلمعون صورتهم اليوم، ويقدمون أنفسهم للبنانيين، عناوين لا غنى عنها للإنقاذ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في الأساس الشتاء نعمة، لكنه في لبنان تحول نقمة، لأننا نعيش في بلد يغرق في .. شبر ماء، مع أول شتوة فعلية عامت الشوارع وغرقت الطرقات، وأضحى الناس أسرى برك اصطناعية توزعت على المدن والبلدات المختلفة، وكالعادة ضاعت المسؤولية وجهل المسؤولون، فلم نعرف أي وزارة أخطأت، وأي إدارة تهاونت، وأي مؤسسة قصرت.

من طريق المطار الى نهر الموت وجونية، تحولت الطرقات مستنقعا كبيرا، وعلق المواطنون في سياراتهم في انتظار الفرج، لكن الفرج لم يأتهم من الارض بل من السماء، فلو لم يتوقف المطر لكان انتظار الساعة والساعتين تحول انتظار ساعات، ولكانت البهدلة مددت الى أن يفرجها الله.

إذا لبنان يغرق، لكن ليس بمياه الامطار فقط، بل بوضعه الحكومي الملتبس، ففي المعلومات أن رئيس الحكومة المكلف أعد تشكيلته بصورة مبدئية، ويستعد لزيارة قصر بعبدا لوضع التشكيلة في عهدة رئيس الجمهورية.

أسماء كثيرة من التشكيلة الحكومية أصبحت معروفة وسترد في سياق النشرة، لكن المشكلة الحقيقية ليست في الاسماء بل في الالية، ذاك أن معظم القوى السياسية ترفض المنهجية التي يتبعها الرئيس الحريري في تشكيل حكومته، والرفض سيتظهر في الموقف الذي يتخذه الرئيس عون من التشكيلة، فهو سيرفضها مبدئيا، باعتبار أنه لم يكن والقوى السياسية شركاء في التسمية، فماذا سيفعل الرئيس الحريري حينها؟ وهل الدعم الفرنسي الذي ينتظره يمكن أن يشكل رافعة لتشكيلته الحكومية؟.

في الانتظار، مسألة التدقيق المالي الجنائي لا تزال في صدارة الاهتمامات، لكن من الأمس الى اليوم، راحت السكرة وجاءت الفكرة، فما صدر عن مجلس النواب رغم أهميته المعنوية، لا قيمة تنفيذية آنية له، ف "الفاريز اند مارسال" تركت لبنان ولا يبدو أنها مستعدة للعودة الى تسلم كرة نار التدقيق، فهل حكومة تصريف الأعمال في وارد التعاقد مع شركة جديدة؟، وهل يحق لها قانونيا ذلك باعتبار أن أي تعاقد جديد يرتب أعباء جديدة على الدولة ؟، والاهم: قرار مجلس النواب بالامس، ينص على أن يشمل التدقيق كل الوزرات والمؤسسات والمجالس والادارات، وهو ممهور بتوقيع كتل نيابية امتهن معظمها الفساد والسرقة ونهب أموال الدولة وممتلكاتها، فكيف نصدق أن وزراء، بل "حرامية" الثلاثين عاما المنصرمة، صاروا نزيهين عفيفين؟، وهل حصل يوما أن الشياطين تحولوا قديسين؟.

صحيا، لا نتيجة عملية واضحة تحققت من الاغلاق الكامل لإسبوعين، وهذا يستدعي أن يقوم الناس بواجباتهم، وأن يلتزموا الإجراءات المطلوبة منهم، فقد تبين أن الحل لجائحة كورونا ليس بالاغلاق وقتل الاقتصاد، بل بالتزام الناس إجراءات الوقاية وفي طليعتها وضع الكمامة، فمن دون الكمامة لا حل، ومن دون الكمامة ستواصل الاصابات الارتفاع، فهل نضع الكمامة كما يجب وحيث يجب، حتى لا نموت مرتين: مرة من الكورونا، ومرة من ضياع لقمة العيش وانهيار ما تبقى من الاقتصاد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أخطأت الطبيعة، كان يجب أن تمطر أمس بدل اليوم ... فأمس كانت مسرحية "التدقيق الجنائي"، هكذا كان بالإمكان أن يدخل المطر بندا في هذا التدقيق، لأنه تسبب في إقفال الطرقات وفي تحويلها إلى مستنقعات.

نعم، شر البلية ما يضحك، اليوم غضبت الطبيعة فعلق الناس في سياراتهم، ولم يعد الهم "مفرد أو مجوز" وتسطير المحاضر، بل أصبح في كيفية إنقاذ هذه السيارات لأن الجهات المصنعة لم تصنعها على أنها برمائية، بل يفترض أن تسير على البر، إما أن تكون هجينة، أي برمائية، فبالإمكان تحويلها، ففصل الشتاء لم يبدأ بعد وما حصل اليوم سيتكرر، لأن حكومة تصريف الأعمال ربما سها عن بالها الإستعداد لتصريف المياه، فلا يجوز أن تحمل بطيختين: بطيخة تصريف الأعمال وبطيخة تصريف المياه.

الأنظار اليوم موجهة إلى غد: ما هو القرار الذي سيتخذ بالنسبة إلى موضوع الإقفال؟ الإقفال لم يحقق النتيجة المرتجاة بدليل أن الإصابات لم تتراجع، فاليوم مثلا بلغت الإصابات 1696 إصابة وإحدى عشرة وفاة، فما هو القرار الذي سيتخذ في ضوء هذه المعطيات الرقمية غير المريحة؟.

أما في ملف تأليف الحكومة، فغياب وتغييب وغيبوبة، فلا حركة في أي اتجاه، في انتظار إثبات العكس.

وفي ظل هذا الفراغ الهائل، لا حديث سوى أحاديث الفساد الذي له أوجه متعددة، ليس من اليوم فحسب بل منذ سنوات، وأحيانا منذ عقود.

تذكرون مرسوم التجنيس الشهير؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تدقيق جنائي في لبنان، وتحقيق في جناية إيران العابرة للصواريخ، وبين الوعد بإخضاع الدولة للتشريح من رأس هرمها المالي إلى آخر صندوق بلدي، والتوعد بالثأر على اغتيال أبو البرنامج النووي الإيراني، يخوض الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري سباق المسافات القصيرة، الذي لم يصل بعد إلى خط النهائيات قبل مهلة الأيام القليلة الفاصلة عن مؤتمر باريس لدعم لبنان إنسانيا.

فبيت الوسط معزول عن محيطه السياسي، وقصر بعبدا مأخوذ بنشوة النصر على مسرح الأونسكو، حيث حازت مناقشة رسالة التدقيق الشامل علامة امتياز من كل الكتل النيابية، أرادها عون معركة فتح صندوق الأسرار من المصرف المركزي، فجعلها بري مفتاحا ( passe partout ) يدخل كل أبواب مؤسسات الدولة وصناديقها، وسع البيكار وحشر الجميع في عنق الزجاجة وانتهى الكباش بينه وبين صاحب الرسالة، بهدفي تعادل، وبخلاصة أن التوصية لا يمكنها أن تغلب القانون.

وسواء أكان قرارا أم توصية أم تعميما، فقد تعددت التسميات والنتيجة واحدة، وإن وصل التدقيق في صناديق الدولة السود وانكشف المستور فماذا بعد؟، وإذا كانت الأمور رهنا بخواتيمها والعبرة في يوم الحساب، فمن سيحاكم سارقي المال العام وودائع الناس؟.

ففي كارثة لم يمر عليها الزمن ولم تجف دماء ضحاياها بعد، غص القضاء العدلي بقرار ظني خضع لتدقيق سياسي، ولم يتجرأ على تسطير ولو محضر ضبط بحق متهمين ومسؤولين من أرفع رتبة إلى أصغر مخلص على المرفأ، ورمى بالمسؤولية عن كاهله ووضعها في عهدة المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وهناك يجري تقبل التعازي والعوض بسلامتكم والعمر الطويل لأحكامكم، فهل يحاسب قضاة معينون ومحميون بمظلة مرجعياتهم، أولياء النعمة السياسية المتهمين بهدر المال العام.

قد يصل لبنان إلى نتائج بعد عامين أو بعد جيل، ويختم محضر التدقيق، لكن في إيران تراكمت المحاضر المفتوحة على الرد، وزادها فخري زاده العالم الذي شغل العالم والمصنوع من رأس نووي مخصب، وقد أعلنه بنيامين نتياهو هدفا عندما قال يوما: "إحفظوا هذا الاسم جيدا".

طهران وبحكم لا يقبل الشك، وجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل، وتوعدت بالثأر وبالرد المناسب، الحرس الثوري وصف الجريمة بالصفعة وأن الأمر لم ينته، تل أبيب رفعت حال التأهب القصوى في بعثاتها الدبلوماسية المنتشرة في العالم، بعد التهديدات الإيرانية بالانتقام، وكلفت تساحي هنغبي الوزير بلا حقيبة، دفع التهمة عنها إذ قال لرويترز: "ليس لدي دليل على من قتل العالم النووي في طهران".

فمتى قدمت إسرائيل الدليل؟ ومتى اعترفت أو احترمت القرارات الدولية التي صدرت بحقها، فمنذ قيام كيانها على أرض فلسطين المغتصبة ودليلها يدل عليها، والى أن تكشف السنوات مضمون الطرد المركزي المغلف بالاغتيال، فإن فاتورة إيران في الرد ستظل تبحث عن مكانها وزمانها المناسبين، فالحساب أصبح تقيلا، وإذا كان الرد على اغتيال قاسم سليمان قد اختار أرضا عراقية بهدف أميركي، فإن اغتيال زاده اليوم وقع على الأرض الإيرانية نفسها وفي قلب العاصمة فأين سيكون الرد مكانا؟.

أما في الزمان، فإن العالم يمر بفترة انتقالية بين عهدي ترامب وبايدين، وما تبقى من وقت فقد اصطلح على تسميته أسابيع الجمر، فهل تختار الجمهورية الإسلامية هدية وداع للرئيس الحالي، أم تنتظر فتح صفحة جديدة مع الرئيس الديمقراطي القادم على أوراق نووية معدلة ؟.

والأهم من كل هذه التساؤلات، أن لبنان لن يكون لا في الزمان ولا المكان المناسبين، ما دامت إيران قادرة وحدها على أخذ ثأرها بيدها.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 28 تشرين الثاني 2020

وطنية/السبت 28 تشرين الثاني 2020

النهار

بعدما تردد ان البطريرك الراعي يسافر اليوم الى الفاتيكان بدا انه يمارس اعماله العادية ومواعيده لمطلع الاسبوع المقبل.

رجح مصدر نقابي ان يبدأ رفع الدعم عن البنزين قريبا جدا كمقدمة لخطوات لاحقة وقياسا لردة الفعل لدى النقابات والاحزاب وفي الشارع.

تنامت في الآونة الأخيرة الحراسات الليلية من قبل بلديات وأحزاب ومتطوعين بما يشبه الإدارات المحلية، على خلفية تكاثر السرقات والإعتداءات وخصوصاً بعد حادثة بشري.

يؤكد مرجع سياسي بأن ما يحيط بأخبار عن مؤسّسات جامعية وأكاديمية تاريخية، قد يؤدي إلى فرط آخر الصروح التي كان يتغنى بها لبنان عربياً وعالميا.ً

اللواء

تُباع المساعدات، على عينك يا تاجر، من دون أية إجراءات قانونية، وسط غياب كامل لوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، ووزارة الاقتصاد ككل؟

ما يزال التباين قائماً بين دولة كبرى والمجموعة الأوروبية في ما خص تمثيل حزب نافذ في الحكومة العتيدة.

فُهم من أجواء مسؤول مكلف أنه ليس في وارد لقاء رئيس كتلة، أيا كانت تداعيات عدم اللقاء!

نداء الوطن

تردد أنه فور إقرار مسألة التدقيق الجنائي في الهيئة العامة، سارع بعض النواب إلى استيضاح رئيس المجلس النيابي عما إذا كان المقصود تزامن التدقيق في كل المؤسسات، فأكد أمامهم أنّ التدقيق في مصرف لبنان بدأ وله الأولوية.

تجرى اتصالات بعيدة من الإعلام على أعلى المستويات مع الفرنسيين من اجل امتصاص صدمة تطيير شركة التدقيق والبحث عن بديل.

عُلم أن مدة توقيف موزّع البطاقات الصحافية المزوّرة لم تستمر لأكثر من أيام، وتم إخلاء سبيله بحجة "انتشار كورونا وعدم توافر المكان لتوقيفه".

الأنباء

فوضى كبيرة بدأت تشوب ملفاً وطنياً حساساً ويختلط فيه القضائي بالأمني والسياسي ولم يُتخذ فيه بعد أي قرار.

مرجع رسمي أعاد فتح التواصل امام وجه نيابي متمايز بالتزامن مع انجاز ملف مالي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قنابل مضيئة جنوباً واستنفار عسكري إسرائيلي

صوت بيروت انترناشونال/28 تشرين الثاني/2020

أطلق الجيش الاسرائيلي أكثر من 15 قنبلة مضيئة فوق موقع العباد المشرف على حولا، ومقابل مستعمرة المنارة المشرفة على بلدة ميس الجبل امتدادا الى وادي هونين. ‏كما أطلق مسيّرات تصوير في أجواء المنطقة، وأفادت معلومات صحفية ان الجيش الاسرائيلي استدعى المروحيات العسكرية لتمشيط الحدود اللبنانية. ولاحقاً أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي عن عودة الهدوء بعد تسلل شخصين من أصول إفريقية إلى الأراضي المحتلة عبر لبنان.

 

“مسوّدة” الحريري إلى بعبدا

 نداء الوطن/28 تشرين الثاني/2020

توقعت أوساط سياسية رفيعة لـ”نداء الوطن”، أن يقوم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بزيارة قصر بعبدا خلال عطلة نهاية الأسبوع في محاولة لإعادة تفعيل عملية تشكيل “حكومة المهمة”، معربةً عن اعتقادها بأنّ الحريري “سيحمل إلى رئيس الجمهورية مسودة تشكيلة حكومية مكتملة من 18 وزيراً بما يشمل أسماء المرشحين لتولي الحقائب من كافة المكونات الوطنية بغية النقاش معه في تركيبتها”، لكنها رجحت في المقابل أن “يرفض عون أي تسميات مسيحية من جانب الرئيس المكلف ما لم يتوافق مسبقاً عليها مع جبران باسيل”.

 

الخارجية السورية عن حادثة بشري: ندعو القضاء المختص القيام بدوره

ليبانون فايلز/28 تشرين الثاني/2020

صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين السورية البيان الآتي: "تابعت الجمهورية العربية السورية باهتمام الحادث المؤسف في بلدة بشري اللبنانية والذي أودى بحياة مواطن لبناني وتتقدم بمواساتها لعائلة الفقيد". وأضافت الخارجية: "الجمهورية العربية السورية تدعو القضاء المختص القيام بدوره بكل شفافية لإماطة اللثام عن كافة جوانب هذه القضية ووضع حد للتحريض واللغة العنصرية واستغلال هذا الحادث الفردي".

 

كوبيتش: إشارة سياسية قوية من مجلس النواب تؤيد إجراء تدقيق جنائي واسع

ليبانون فايلز/28 تشرين الثاني/2020

غرد  المنسق الخاص بالأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش،عبر صفحته على تويتر قائلا": أن هناك "إشارة سياسية قوية من مجلس النواب، تؤيد إجراء تدقيق جنائي واسع النطاق".

 

يكفي الناس مآسٍ يومية...الجميل: الكل صار بدو التدقيق الجنائي في صفقاته

وكالات/28 تشرين الثاني/2020

ساميغرد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عبر "تويتر" بالقول: "من مسرحية القانون الانتخابي والبطولات الوهمية إلى مسرحية "الكل صار بدو التدقيق الجنائي في صفقاته". واضاف: "يكفي الناس مآسٍ يومية، ليسوا بحاجة لمزيد من الاذلال عبر إهانة ذكائهم. هم يعرفون جيّداً أنّكم لن تحاسبوا أنفسكم. ما ينفعهم هو ان ترحلوا ليتمكنوا من انقاذ مستقبلهم وبناء لبنان جديد".

 

المنطقة في مخاض قبل ولادة شرق اوسط جديد

المركزية/28 تشرين الثاني/2020

لم يمرّ على المنطقة تطورات استراتيجية متسارعة كالذي يحصل اليوم. فإسرائيل التي شكّلت لسنوات طويلة العدو الاوحد للعرب بدأت تتسلل الى العواصم العربية من خلال قطار التطبيع الذي انطلق من الامارات ومرّ بالبحرين ثم السودان وسيُستكمل بحسب التوقّعات ليحطّ في دول اخرى بدفع من إدارة الرئيس دونالد ترامب. ولعل اللافت بخطوة التطبيع التي بدأت من دول مجلس التعاون الخليجي، ابعادها الاستراتيجية والامنية والاقتصادية. فهي اتت في وقت تصاعد المواجهة الاميركية والخليجية مع ايران وتهديد امن المنطقة عبر الاستفزازات التي تحصل بين الحين والاخر ضد ناقلات النفط في المضائق والممرات البحرية. فكان لا بد من مواجهة التهديد الايراني بحزام من التطبيع يطوّق الجمهورية الاسلامية ويُعيدها الى داخل حدودها بعدما إنفلش مشروعها في المنطقة. اما البُعد الاقتصادي لخطوة التطبيع، فربط اسرائيل اقتصادها باقتصاد المنطقة من خلال بوّابة الخليج وقيام تحالف اسرائيلي عربي، بالاضافة الى الشقّ الامني- والذي هو الاساس في التطبيع، بحيث يُمكّن اسرائيل من الوصول الى حدود ايران بالامن والاقتصاد. وتسارع قطار التطبيع بعدما شعرت عواصم اقليمية بصعوبة عودة ترامب الى البيت الابيض في ولاية ثانية، فكان لا بد من مواجهة التحديات في المنطقة، خصوصاً الايرانية تحسباً لما ستكون عليه سياسة الرئيس جو بايدن بعدما بادرت الادارة الديموقراطية في عهد الرئيس باراك اوباما الى التوقيع على الاتفاق النووي، وخشية من صفقة بينهما في المرحلة المقبلة. انطلاقاً من هذه التطورات المتسارعة، باتت المنطقة مفتوحة على شتّى الاحتمالات، حتى العسكرية منها، وتحريك طائرة B-52 ذات المواصفات العسكرية "الضخمة" الى المنطقة من دون تحديد موقع تمركزها ليس سوى مؤشر الى فشل الحلول السياسية لمصلحة العمل العسكري. وعلى رغم هذه المستجدات، تبقى القضية المركزية في المنطقة فلسطين، اذ تكشف المعلومات ان عدداً من الدول الخليجية التي لم تدخل بعد نادي التطبيع، تشترط اعلان التزام اسرائيل بحل الدولتين وفق القرار الدولي. وكانت لافته في الاطار، الخطوة الفلسطينية التي اقدم عليها الرئيس محمود عباس بعد خسارة ترامب المعركة الرئاسية، باعلانه اعادة العلاقة مع الجانب الاسرائيلي كمقدّمة لاستئناف الاجتماعات لحسم الصراع القائم. واعتبر السفير السابق هشام حمدان لـ"المركزية" "ان المنطقة اليوم في مرحلة المخاض قبل ولادة مشروع الشرق الاوسط الجديد، والقضية الفلسطينية ستكون في صلب هذه الولادة". وقال "يبدو ان الوقت حان لحلّ الدولتين، وهو الاتّفاق الذي يحظى بإجماع عربي ودولي، والادارة الاميركية الجديدة هي من تبنّت بالاساس هذا الحلّ"، موضحاً "ان حدود الدولتين ستكون وفق اتّفاق اوسلو، والقدس اما تكون عاصمة مشتركة للبلدين، او ان تكون القدس الشرقية مدينة مفتوحة ورام الله عاصمة لفلسطين والقدس الغربية عاصمة لاسرائيل". وذكّر "بان في العام 2012 اتّخذت الامم المتحدة قراراً بجعل فلسطين دولة مراقبة في الامم المتحدة، ولولا "قبّة الباط" الاميركية لما مرّ هذا القرار". ورداً على سؤال، لفت حمدان الى "ان بيكار التطبيع سيتوسّع عندما تُعلن دولة فلسطين، والاسرائيليون كما يبدو يتّجهون الى الحلّ، لانهم يريدون انهاء العبء الانساني للقضية الفلسطينية عن كاهلهم، كما انهم يدركون ان لا سلام في الشرق الاوسط قبل اعطاء الفلسطيني حقوقه".

 

وقوع قتيل وجرحى بإنفجار قنبلة يدوية قرب الطريق الجديدة

صوت بيروت انترناشوناللسبت 28 تشرين الثاني 2020

سمع مساء اليوم  صوت انفجار في بيروت قرب منطقة طريق الجديدة تبيّن أنه ناتج عن قنبلة انفجرت بشخص كان يلعب بها قرب جامع الدنا بين الطريق الجديدة وصبرا. ويتم تداول معلومات بأن الشخص من الجنسية الفلسطينية ويدعى سمير سماره من مخيم شاتيلا، وقد قتل على الفور، وجرح 3 أشخاص حسب المعلومات الأولية.

 

مخيم ولا أغرب في لبنان… يأوي لاجئات أرامل فقط!

جوني فخري/العربية/28 تشرين الثاني/2020

هرباً من الاعتداءات الجسدية والتحرّش الجنسي، لجأ أكثر من ثلاثين لاجئة سورية من مدن ومحافظات سورية عدة إلى سهل البقاع شرق لبنان، وتحديداً إلى بلدة العمارية بين منطقتي بر إلياس وحوش الأمراء في البقاع الأوسط، حيث تجمّعن في مخيم واحد أطلقن عليه اسم “مخيم الأرامل”، وأُقيم على مساحة تبلغ نحو 1200 متر مربّع ويضمّ 30 مقطورة هي عبارة عن بيوت بلاستيكية تحوّلت إلى سقف يأوي هؤلاء النسوة. نصرة محسن سويدان الملقّبة بـ”الشاويش”، لأنها المسؤولة عن “المخيم”، وآمنة الربيع وخنساء منصور تحدّثن لـ”العربية.نت” عن قصة هذا المخيم وكيف تم إنشاؤه ليأوي النساء الأرامل فقط من دون أي تواجد للرجال فيه. وتقول نصرة البالغة من العمر 42 عاماً والأم لولد وحيد “في العام 2014 توجّهت إلى لبنان، هرباً من الحرب في سوريا بعدما فقدت زوجي بهجوم صاروخي بمحافظة حمص، وعلمت بوجود مخيم يضمّ فقط لاجئات أرامل فتوجّهت إليه وسكنت فيه، وأنا اليوم أتولى إدارته”.

ويضمّ المخيم قرابة المئتي لاجئة سورية موزّعات بين الأمهات (30) وأطفالهن، وتم إنشاؤه بدعم من جمعيات كويتية، كما تؤكد الأرامل اللاتي تحدّثن لـ”العربية.نت”، في حين أن لا علاقة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR بالمخيم كما أكدت الناطقة باسمها ليزا أبو خالد لـ”العربية.نت”. وتقول نصرة “إن جمعية استأجرت الأرض لإقامة المخيم واستقدمت 30 مقطورة إليه لإيواء اللاجئات الأرامل.

تُجمِع اللاجئات الأرامل، نصرة وآمنة وخنساء على أنهن توجهن إلى “مخيم الأرامل” طلباً للأمان والعيش المستقرّ، لأن المرأة “الوحيدة” برأيهن تتعرّض للمضايقات والتحرّش الجنسي، ولا تجد من يحميها، خصوصاً إذا كانت أرملة”. وتقول نصرة “لا يمكن لأرملة لديها أطفال صغار أن تسكن في مخيم مشترك وحدها، لأنها تُصبح عرضة للمضايقات”. إلى ذلك، تولى تأمين الحماية لهذا المخيم الغريب شيخ يُدعى (غ.ك)، حيث يتولّى رجاله مهمة حراسة المخيم ليلاً نهاراً ومنع دخول الرجال إليه.

ومع اقتراب فصل الشتاء وبدء موسم الأمطار، تتكرر معاناة ساكنات “مخيم الأرامل”، حيث لا تصمد بيوتهن التي هي عبارة عن خيم ومقطورات أمام الأمطار التي تتسلل إليهن من الأسقف فضلاً عن البرد القارس وموجات الجليد. وإلى جانب معاناتهن خلال فصل الشتاء، تعجز ساكنات المخيم عن دفع فواتير الكهرباء والماء بالإضافة إلى الإيجار السنوي المقدّر بنحو 120 ألف ليرة (نحو 60 دولاراً وفق سعر الصرف الرسمي). وتشرح نصرة “أننا لا نجد عملاً يؤمّن لنا لقمة العيش. إذا كيف أعمل وأترك ابني وحيداً في البيت؟ عندما لجأت إلى المخيم كانت اللجنة الكويتية تؤمّن لنا الأكل والشرب، لكن منذ عام تغيّر الوضع وبتنا نؤمّن ربطة الخبز من خلال مساعدات يُقدّمها لنا “أهل الخير”. ونسألها عن الجمعيات والمنظمات الأممية التي تُعنى بمساعدات اللاجئين السوريين، فتقول “نتلقّى مساعدات بسيطة هي عبارة عن بعض المواد الغذائية ومبلغ مالي صغير لا يتعدى المئتي ألف ليرة بالشهر. وهذا لا يكفي”. إلى ذلك، تطالب نصرة إلى جانب آمنة وخنساء بتقديم الدعم لمخيمهن عبر تدعيم منازلهن وتزويدهن بمادة المازوت، لأن الشتاء لا يرحم والمنطقة التي يوجد فيها المخيم شديدة البرودة”.

وكما نصرة، تؤكد آمنة ياسر الربيعة، البالغة من العمر 50 والذي قتل زوجها عام 2013 في مدينة القصير بمحافظة حمص “أن المخيم أمّن لها ولأولادها الأربعة سقفاً يأويهم بعيداً من المضايقات. وتقول إنها انتقلت من بلدة عرسال اللبنانية على الحدود مع سوريا للعيش في “مخيم الأرامل” بعدما سمعت من عدة لاجئات أنه أفضل مكان لإيواء الأرامل، وأن الحياة فيه هادئة ومستقرّة”. إلا أنها تشكو بدورها من “شحّ” المساعدات على أنواعها منذ أن توقّف دعم المخيم.

ولعل أكثر ما يُفرح آمنة أن أولادها الأربعة مسجّلين في مدرسة خاصة للاجئين السوريين، قائلة “هذه نعمة حُرمت منها، لكن أشكر الله على إعطائها لأولادي”. ومع أنها وجدت الأمان في “مخيم الأرامل”، فإن حلم العودة إلى الوطن الآمن لا يزال يراودها. وتؤكد “عندما تسقرّ الأوضاع نهائياً هناك سأعود مع أولادي، فلا شيء أغلى من الوطن”.

 

جعجع: لإعادة تكليف شركة مختصّة بالتدقيق الجنائي بأسرع وقت

وكالات/28 تشرين الثاني/2020

أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الى انه “بعد القرار الذي اتخذه مجلس النواب في جلسته المنعقدة الجمعة في 27-11-2020، والذي أكّد فيه على ضرورة السير بالتدقيق الجنائي في مصرف لبنان وفي مختلف وزارات الدولة وإداراتها والمؤسسات العامة والصناديق المستقلة، وبعدما أفتى المجلس النيابي بعدم سريان مفاعيل السريّة المصرفيّة على عمليات التدقيق الجنائي هذه، فقد أصبحت الكرة في ملعب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحكومة تصريف الأعمال”. وقال جعجع في بيان: “إن السلطة الإجرائيّة، أي رئيس الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال، مدعوة إلى إعادة تكليف اي شركة مختصة بالتدقيق الجنائي في أسرع وقت ممكن، لكي تباشر بالتدقيق بدءاً من مصرف لبنان وتباعاً على إدارات الدولة كلها نظراً لما لهذه الخطوة من أهميّة قصوى على صعيد أي خطوة إصلاحيّة منتظرة في المدى القريب، وإلا يكون كل ما شهدناه مسرحيّة “ثقيلة” – “غليظة” في الوقت الذي يعاني المواطن اللبناني مأساة عميقة وموجعة ومتمادية.

 

من “الحزب” الى الحريري.. رسالتان حكوميتان مبطنتان!

وكالة الانباء المركزية/28 تشرين الثاني/2020

بعد التيار الوطني الحر، فرئيس الجمهورية ميشال عون، وأخيرا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، انضم حزب الله امس الى الاطراف السياسية والروحية المحلية، المطالبة الرئيس المكلف سعد الحريري باعادة تحريك عجلاته على خط تأليف الحكومة، محمّلة اياه – وإن بنسب وأوجه مختلفة – مسؤولية التأخير الحاصل في التشكيل. فقد أوضح نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم أن التأخير في عملية تأليف الحكومة يعود إلى أسباب داخلية وخارجية، لافتاً إلى أن على المستوى الداخلي كان على الحريري أن يجري مشاورات مع الكتل العاملة في الساحة، وأن يتم إختيار الأسماء بالتفاهم مع هذه الكتل، معتبراً أن هناك مشكلة في منهجية تشكيل الحكومة. واذ اشار الى ان الحريري لم يتحدث مع الحزب عن رفض أميركي لتمثيله في الحكومة ولم يثبت لدى الحزب أن هذا النص موجود، مشددا على أن “الوقت الحالي ليس وقت تغيير آلية تشكيل الحكومة ولا يجب أن نتوقف عند الضغوط الأميركية”، أكد قاسم أن “موافقة الكتل شرط أساسي لتشكيل الحكومة”، معتبراً أن “هذا ما يجب أن يفهمه الأميركي”، موضحاً أننا “لم نصل إلى موضوع التمسية في ما يتعلق بالوزراء الشيعة، لكن الأمور ستكون سهلة عند الوصول إلى هذه المرحلة”. وأوضح نائب الأمين العام لـ”حزب الله” أن “الطريقة المثلى هي الحوار بين الرئيس المكلف والكتل النيابية على طريقة التسمية لتستطيع الحكومة نيل الثقة”، مشيراً إلى أن “ليس هناك لا مشكلة مع حزب الله ولا منه في تشكيل الحكومة”، مشدداً على أن الأساس هو التفاهم بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية.

كما الفريق الرئاسي اذا، حزب الله، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، يريد من الحريري ان يتواصل مع الكتل النيابية وان يوسّع بيكار محادثاته، فلا يتركها محصورة بينه وبعبدا، بل يجب في رأي الضاحية، ان تشمل الاطراف كلّها. وفي رأيها ايضا، ما لم يؤخذ في الاعتبار موقف هذه الكتل، التي في الواقع تملك في جيبها ورقة محض هذه الحكومة الثقة او حجبها عنها، فإن عملية التشكيل ستتأخر. وبين سطور كلام قاسم، تُقرأ رسالة مبطّنة مزدوجة الى الحريري: أوّلا، عد الى القواعد التي كانت تعتمد ابان تشكيل كل الحكومات السابقة منذ اتفاق الطائف، ولا تنقلب عليها لمبررات المبادرة الفرنسية او سواها، فالتوانات والاحجام النيابية المحلية هي التي، في نهاية المطاف، ستكتب الحياة او الموت للحكومة العتيدة. وثاني رسائل الحزب للحريري: نحن نعرف انك محرج و”مزروك” بين سندان الموقف الاميركي (وإن لم تعلن ذلك) من جهة، ومطرقة “رفضِك تجاوز حزب الله كفريق سياسي نيابي واسع” من جهة ثانية. لكن ألّف حكومتك، وضَع هذه الحسابات جانبا، فإدارة الرئيس دونالد ترامب تلفظ انفاسها وتعيش ايامها الاخيرة في البيت الابيض الذي سيؤول في خلال اسابيع الى الديموقراطي جو بايدن، الذي سيعتمد طبعا سياسة اكثر مرونة تجاه لبنان. في المقابل، ورغم كل الضغوط المحلية والخارجية الممارسة عليه، وهي مختلفة الاهداف، الحريري لا يزال يعتصم بحبل الصمت وصائم عن الكلام والحراك. فهل سيكسر هذه المراوحة في قابل الايام ام يفضّل التريث الى ما بعد تسلّم بايدن الحكم؟ واذا قرر التحرّك، ففي اي اتجاه سيذهب: حكومة ترضي اهل الحكم تُشبه حكومة حسان دياب، أم حكومة مستقلين تكنوقراط غير حزبيين تنال مباركة المجتمع الدولي والمانحين وتَسقط، مع الاسف، في “حلبة” بعبدا او ساحة النجمة؟ لننتظر ونرى.

 

تطورات استراتيجية متسارعة، المنطقة في مخاض قبل ولادة شرق اوسط جديد

المركزية/28 تشرين الثاني/2020

لم يمرّ على المنطقة تطورات استراتيجية متسارعة كالذي يحصل اليوم. فإسرائيل التي شكّلت لسنوات طويلة العدو الاوحد للعرب بدأت تتسلل الى العواصم العربية من خلال قطار التطبيع الذي انطلق من الامارات ومرّ بالبحرين ثم السودان وسيُستكمل بحسب التوقّعات ليحطّ في دول اخرى بدفع من إدارة الرئيس دونالد ترامب.  ولعل اللافت بخطوة التطبيع التي بدأت من دول مجلس التعاون الخليجي، ابعادها الاستراتيجية والامنية والاقتصادية. فهي اتت في وقت تصاعد المواجهة الاميركية والخليجية مع ايران وتهديد امن المنطقة عبر الاستفزازات التي تحصل بين الحين والاخر ضد ناقلات النفط في المضائق والممرات البحرية. فكان لا بد من مواجهة التهديد الايراني بحزام من التطبيع يطوّق الجمهورية الاسلامية ويُعيدها الى داخل حدودها بعدما إنفلش مشروعها في المنطقة.  اما البُعد الاقتصادي لخطوة التطبيع، فربط اسرائيل اقتصادها باقتصاد المنطقة من خلال بوّابة الخليج وقيام تحالف اسرائيلي عربي، بالاضافة الى الشقّ الامني- والذي هو الاساس في التطبيع، بحيث يُمكّن اسرائيل من الوصول الى حدود ايران بالامن والاقتصاد. وتسارع قطار التطبيع بعدما شعرت عواصم اقليمية بصعوبة عودة ترامب الى البيت الابيض في ولاية ثانية، فكان لا بد من مواجهة التحديات في المنطقة، خصوصاً الايرانية تحسباً لما ستكون عليه سياسة الرئيس جو بايدن بعدما بادرت الادارة الديموقراطية في عهد الرئيس باراك اوباما الى التوقيع على الاتفاق النووي، وخشية من صفقة بينهما في المرحلة المقبلة. انطلاقاً من هذه التطورات المتسارعة، باتت المنطقة مفتوحة على شتّى الاحتمالات، حتى العسكرية منها، وتحريك طائرة B-52 ذات المواصفات العسكرية "الضخمة" الى المنطقة من دون تحديد موقع تمركزها ليس سوى مؤشر الى فشل الحلول السياسية لمصلحة العمل العسكري. وعلى رغم هذه المستجدات، تبقى القضية المركزية في المنطقة فلسطين، اذ تكشف المعلومات ان عدداً من الدول الخليجية التي لم تدخل بعد نادي التطبيع، تشترط اعلان التزام اسرائيل بحل الدولتين وفق القرار الدولي. وكانت لافته في الاطار، الخطوة الفلسطينية التي اقدم عليها الرئيس محمود عباس بعد خسارة ترامب المعركة الرئاسية، باعلانه اعادة العلاقة مع الجانب الاسرائيلي كمقدّمة لاستئناف الاجتماعات لحسم الصراع القائم. واعتبر السفير السابق هشام حمدان لـ"المركزية" "ان المنطقة اليوم في مرحلة المخاض قبل ولادة مشروع الشرق الاوسط الجديد، والقضية الفلسطينية ستكون في صلب هذه الولادة".  وقال "يبدو ان الوقت حان لحلّ الدولتين، وهو الاتّفاق الذي يحظى بإجماع عربي ودولي، والادارة الاميركية الجديدة هي من تبنّت بالاساس هذا الحلّ"، موضحاً "ان حدود الدولتين ستكون وفق اتّفاق اوسلو، والقدس اما تكون عاصمة مشتركة للبلدين، او ان تكون القدس الشرقية مدينة مفتوحة ورام الله عاصمة لفلسطين والقدس الغربية عاصمة لاسرائيل".  وذكّر "بان في العام 2012 اتّخذت الامم المتحدة قراراً بجعل فلسطين دولة مراقبة في الامم المتحدة، ولولا "قبّة الباط" الاميركية لما مرّ هذا القرار".  ورداً على سؤال، لفت حمدان الى "ان بيكار التطبيع سيتوسّع عندما تُعلن دولة فلسطين، والاسرائيليون كما يبدو يتّجهون الى الحلّ، لانهم يريدون انهاء العبء الانساني للقضية الفلسطينية عن كاهلهم، كما انهم يدركون ان لا سلام في الشرق الاوسط قبل اعطاء الفلسطيني حقوقه".

 

من “الحزب” الى الحريري.. رسالتان حكوميتان مبطنتان!

وكالة الانباء المركزية/28 تشرين الثاني 2020

بعد التيار الوطني الحر، فرئيس الجمهورية ميشال عون، وأخيرا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، انضم حزب الله امس الى الاطراف السياسية والروحية المحلية، المطالبة الرئيس المكلف سعد الحريري باعادة تحريك عجلاته على خط تأليف الحكومة، محمّلة اياه – وإن بنسب وأوجه مختلفة – مسؤولية التأخير الحاصل في التشكيل. فقد أوضح نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم أن التأخير في عملية تأليف الحكومة يعود إلى أسباب داخلية وخارجية، لافتاً إلى أن على المستوى الداخلي كان على الحريري أن يجري مشاورات مع الكتل العاملة في الساحة، وأن يتم إختيار الأسماء بالتفاهم مع هذه الكتل، معتبراً أن هناك مشكلة في منهجية تشكيل الحكومة. واذ اشار الى ان الحريري لم يتحدث مع الحزب عن رفض أميركي لتمثيله في الحكومة ولم يثبت لدى الحزب أن هذا النص موجود، مشددا على أن “الوقت الحالي ليس وقت تغيير آلية تشكيل الحكومة ولا يجب أن نتوقف عند الضغوط الأميركية”، أكد قاسم أن “موافقة الكتل شرط أساسي لتشكيل الحكومة”، معتبراً أن “هذا ما يجب أن يفهمه الأميركي”، موضحاً أننا “لم نصل إلى موضوع التمسية في ما يتعلق بالوزراء الشيعة، لكن الأمور ستكون سهلة عند الوصول إلى هذه المرحلة”. وأوضح نائب الأمين العام لـ”حزب الله” أن “الطريقة المثلى هي الحوار بين الرئيس المكلف والكتل النيابية على طريقة التسمية لتستطيع الحكومة نيل الثقة”، مشيراً إلى أن “ليس هناك لا مشكلة مع حزب الله ولا منه في تشكيل الحكومة”، مشدداً على أن الأساس هو التفاهم بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية. كما الفريق الرئاسي اذا، حزب الله، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، يريد من الحريري ان يتواصل مع الكتل النيابية وان يوسّع بيكار محادثاته، فلا يتركها محصورة بينه وبعبدا، بل يجب في رأي الضاحية، ان تشمل الاطراف كلّها. وفي رأيها ايضا، ما لم يؤخذ في الاعتبار موقف هذه الكتل، التي في الواقع تملك في جيبها ورقة محض هذه الحكومة الثقة او حجبها عنها، فإن عملية التشكيل ستتأخر. وبين سطور كلام قاسم، تُقرأ رسالة مبطّنة مزدوجة الى الحريري: أوّلا، عد الى القواعد التي كانت تعتمد ابان تشكيل كل الحكومات السابقة منذ اتفاق الطائف، ولا تنقلب عليها لمبررات المبادرة الفرنسية او سواها، فالتوانات والاحجام النيابية المحلية هي التي، في نهاية المطاف، ستكتب الحياة او الموت للحكومة العتيدة. وثاني رسائل الحزب للحريري: نحن نعرف انك محرج و”مزروك” بين سندان الموقف الاميركي (وإن لم تعلن ذلك) من جهة، ومطرقة “رفضِك تجاوز حزب الله كفريق سياسي نيابي واسع” من جهة ثانية. لكن ألّف حكومتك، وضَع هذه الحسابات جانبا، فإدارة الرئيس دونالد ترامب تلفظ انفاسها وتعيش ايامها الاخيرة في البيت الابيض الذي سيؤول في خلال اسابيع الى الديموقراطي جو بايدن، الذي سيعتمد طبعا سياسة اكثر مرونة تجاه لبنان. في المقابل، ورغم كل الضغوط المحلية والخارجية الممارسة عليه، وهي مختلفة الاهداف، الحريري لا يزال يعتصم بحبل الصمت وصائم عن الكلام والحراك. فهل سيكسر هذه المراوحة في قابل الايام ام يفضّل التريث الى ما بعد تسلّم بايدن الحكم؟ واذا قرر التحرّك، ففي اي اتجاه سيذهب: حكومة ترضي اهل الحكم تُشبه حكومة حسان دياب، أم حكومة مستقلين تكنوقراط غير حزبيين تنال مباركة المجتمع الدولي والمانحين وتَسقط، مع الاسف، في “حلبة” بعبدا او ساحة النجمة؟ لننتظر ونرى.

 

“الحزب”: نقف بكلّ قوّة إلى جانب إيران وشعبها

وكالات/28 تشرين الثاني 2020

دان “حزب الله” “العملية الإرهابية الآثمة التي أدت إلى استشهاد العالم والأستاذ الجامعي المرموق محسن فخري زادة”. وقال في بيان: “نتقدم بأحر التعازي من عائلته الشريفة ومن قيادة وشعب الجمهورية الإسلامية في إيران، ونسأل الله له علو الدرجات ورفيع المقام إلى جانب من سبقه من الشهداء والعلماء، بخاصة أولئك الذين استشهدوا غدرا على يد عصابات القتل والإرهاب الصهيوني والدولي في سبيل منع الجمهورية الإسلامية من الحصول على موارد العزة والإقتدار والحفاظ على تقدمها العلمي واستقلالها السياسي والفكري”. وتابع الحزب في بيانه: “إننا إذ نقف بكل قوة إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها المجاهد والمضحي في مواجهة التهديدات والمؤامرات الخارجية، وفي مواجهة الحلف الجديد من الكيان الصهيوني وعدد من دول المنطقة، فإننا نعتقد أن الجمهورية الإسلامية قادرة بإذن الله على مواجهة هذه المخاطر جميعا وعلى كشف الجناة والمجرمين وقطع اليد التي تمتد إلى علمائها ومسؤوليها أيا كانت، وعلى إرهاب الدولة الذي يمثله الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة وعلى من يوفر الحماية السياسية والمظلة الدولية لإرهابه”.

 

ما بين سطور رسالة باسيل إلى ماكرون....

المركزية/28 تشرين الثاني/2020

في عز الكباش على خلفية التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وإدارات الدولة، وفي الوقت الذي يبدو الملف الحكومي مغيبا تماما عن الصورة، بينما من المفترض أن يكون على رأس سلم الأولويات، اخترق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مشهد الغياب الدولي الجزئي عن لبنان، موجها رسالة إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، خصوصا أن الأخير الساعي إلى تكريس بلاده لاعبا أساسيا في الشرق الأوسط وفي لبنان تحديدا، لا يزال يعطي بيروت المنكوبة إنسانيا وسياسيا حيزا واسعا من الاهتمام. في الرسالة التي نشرتها وسائل الاعلام، والتي أتت بعد ثلاثة اسابيع على العقوبات الأميركية  في حق باسيل، يبدو الأخير كمن يشكو شركاءه السياسيين إلى الراعي الدولي. بدليل رمي كرة تعطيل المسار الاصلاحي الذي "يعمل له الرئيس ميشال عون منذ العام 2005"، كما جاء في نص الرسالة في ملعب مجلس النواب، من دون أن يغيب عن باله اتهام المنظومة السياسية بزرع العراقيل على طريق التدقيق الجنائي "لأنها لا ترى لنفسها مصلحة فيه"، على حد قول باسيل. وفي مقاربة الملف الحكومي الغائب عن الصورة في ظل القطيعة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري، والسجال على وحدة المعايير، حرص رئيس التيار على الايحاء بأن حزبه قام بكل ما عليه لتسهيل هذه العملية. لكن السؤال الأبرز هو الآتي: ما الهدف من وراء هذه الرسالة في هذا التوقيت؟ الاجابة لا يراها تكتل لبنان القوي صعبة جدا. حيث أن مصادره تشير عبر "المركزية" إلى أن باسيل رمى من هذه الرسالة إلى "إخبار ماكرون القصة الكاملة، لأنها لم تصل إلى مسامعه كما يجب، بدليل أن تغييرات سجلت أخيرا في صفوف فريق عمله اللبناني، بسبب بعض "الفشل". ولفتت المصادر إلى أن باسيل أراد أن يؤكد أيضا ضرورة المضي بالتدقيق الجنائي، وتأكيد أن التيار بذل كل الجهود في هذا المجال، حتى لا يأتي في مرحلة لاحقة من يتهمنا بالعرقلة لا في هذا الملف ولا في مجال التشكيل، مع العلم أن في الملف الأخير حاولنا التسهيل. لكن الرئيس المكلف لا يستطيع فرض رأيه على الجميع، وعليه أن يصارح الناس ويكشف معطلي مهمته".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الوكالة الذرية الإيرانية: إسرائيل متورطة باغتيال زاده وبحريق نطنز

صوت بيروت انترناشونال/28 تشرين الثاني/2020

بعد مقتل العالم النووي محسن فخري زاده، اتهم المتحدث باسم الوكالة الذرية الإيرانية، بهروز كالموندي، السبت، إسرائيل بأنها متورطة في العملية وبأنها تقف وراء حريق منشأة نطنز النووية. يأتي ذلك، بعدما أعلن كالموندي بوقت سابق عن إلغاء التراخيص، الخارجة عن إجراءات الضمان، للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا أن عمليات التفتيش ستجري فقط في إطار القضايا البروتوكولية وإجراءات الضمان. كما ندد قائد فيلق القدس، اسماعيل قاني، بالعملية مؤكدا أن مرتكبها لا يمتلك القدرة على خوض الحرب وجها لوجه مع إيران. وقال اسماعيل قاني، إن “العدو لا يمتلك القدرة على خوض الحرب وجها لوجه مع إيران.. موت إسرائيل قريب، وهذه آخر أنفاس متنمري العالم واللصوص الدوليين”. وكان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قد دعا إلى معاقبة مرتكبي عملية اغتيال العالم النووي الإيراني ومن يقف وراءهم. إلى ذلك أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن اغتيال العالم النووي، محسن فخري زاده، لن يبطئ مسار إيران النووي، وأن هذا الحادث يظهر مدى “شدة يأس العدو”، موجها أصابع الاتهام لإسرائيل. وأفادت وزارة الدفاع في بيان لها بأن “عناصر إرهابية مسلحة هاجمت ظهر الجمعة، سيارة تقل محسن فخري زاده، رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا بوزارة الدفاع”. وأشارت إلى أنه “أثناء الاشتباك بين فريقه الأمني والإرهابيين، أصيب السيد محسن فخري زاده بجروح خطيرة ونقل إلى المستشفى، وللأسف لم ينجح الفريق الطبي في إنقاذه”

 

سيناريو تنفيذ اغتيال “عراب النووي”.. من عطّل الاتصالات؟

بندر الدوشي/العربية/28 تشرين الثاني/2020

بعد اتهام طهران جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي “الموساد” باغتيال من تصفه إسرائيل بـ “الأب الروحي” للبرنامج النووي الإيراني، و”العضو البارز في الحرس الثوري” محسن فخري زاده، طرحت صحيفة “واشنطن إكزامينر” سيناريو تنفيذ العملية وتصورا لمستقبل العلاقات بين أميركا وإيران.

ورأت أن عملية الاغتيال هذه ستعيق أي عودة إلى الاتفاق النووي، لافتة إلى أن الميليشيات التابعة لإيران تنظر إلى نشاط الاستخبارات الإسرائيلية باعتباره امتدادا مترابطا مع السياسة الأميركية. كما أضافت الصحيفة الأميركية أن الخلاف الدامي سيستمر بين أميركا وإيران، الذي ارتفعت وتيرته بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضربة أميركية في حرم مطار بغداد مطلع العام الجاري. ولم تستبعد انتقام إيران من المصالح الأميركية بشكل ما في السنة الأولى من رئاسة جو بايدن. أما عن تفاصيل تلك العملية، فرجحت حصول دعم استخباراتي أميركي، معتبرة أن تغريدات تارمب على تويتر ومشاركته للتقارير والتحليلات المتعلقة بالاغتيال، تشير إلى أن الولايات المتحدة قدمت بعض الدعم لتلك العملية، أوعلى أقل تقدير، تم إطلاع ترامب على مسؤولية إسرائيل. إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن الاستخبارات الأميركية لديها تقنية فريدة من نوعها تعمل بالأقمار الاصطناعية وأدوات مراقبة مستمرة أخرى كان من الممكن أن تستخدمها لتنبيه الإسرائيليين بقافلة فخري زاده أثناء تحركها بين نقاط المغادرة ونقاط الوصول المقصودة، معتبرة أن هذا مفيد بشكل خاص للإسرائيليين في موقع الهجوم، الذي كان على بعد حوالي 90 دقيقة خارج طهران. كما لفتت إلى أن لدى وكالة الأمن القومي أيضا وسيلة فريدة لتعطيل اتصالات قوات الأمن الإيرانية على نطاق واسع. هذا وأكد التقرير الأميركي تزايد الوجود الاستخباري السري لإسرائيل على الأراضي الإيرانية، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يكون الموساد الإسرائيلي قد تسلل إلى إيران بوحدة العمليات الخاصة “كيدون”، وربما اعتمد على شبكة من البيوت الآمنة وضباط العمليات والوكلاء الموثوق بهم بالفعل داخل إيران.

ومن المعلوم من هجمات الموساد السابقة التي تحمل بصمات “أطلقوا النار وانطلقوا” أن إسرائيل لديها وجود استخباراتي على الأراضي الإيرانية. كما رأت “واشنطن إكزامينر” أن هذه العملية ستثير الانتقام، خاصة أن علي خامنئي والنخبة المتشددة في المستويات العليا من المؤسسة الأمنية سيعتبرون هذا الهجوم بنفس خطورة العملية الأميركية التي قتلت سليماني، إن لم تكن أكبر. وضمن الخريطة المستقبلية التي رسمها التقرير فإن عملية اغتيال فخري زاده لا تنذر بعمل عسكري أميركي أو إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية، لكن إذا تحركت طهران نحو مستويات تخصيب اليورانيوم التي تسمح لها ببناء سلاح نووي، فسوف تقوم إسرائيل بعمل عسكري ضد برنامجها النووي والصواريخ الباليستية. إلى ذلك، اعتبر التقرير أن نشر مجموعة حاملة طائرات أميركية هجومية هذا الأسبوع في بحر العرب والخليج ليس بمثابة استعداد لهجوم، إنما اضاف أن الولايات المتحدة ستنشر اثنتين على الأقل، وثلاث حاملات على الأرجح تحسباً لأي ضربة إسرائيلية محتملة!

 

خامنئي: لمعاقبة مرتكبي عملية اغتيال فخري زاده

سبوتنيك عربي/28 تشرين الثاني/2020

طالب المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بالتحقيق في حادثة اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده. وقال خامنئي في رسالة تعزية باغتيال فخري زاده: “يجب أن يكون هناك موضوعان مهمان على جدول أعمال كل المعنيين في البلاد بجدية، أولاً، التحقيق في هذه الجريمة وإنزال العقاب النهائي لمرتكبيها وقادتها، وثانيا متابعة الجهود العلمية والتقنية للشهيد في جميع القطاعات التي انخرط فيها”. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أعلنت اغتيال العالم النووي الإيراني المتخصص في مجال الصواريخ النووية، محسن فخري زاده، الذي يعمل رئيسا لهيئة البحث والإبداع في وزارة الدفاع الإيرانية.

 

روحاني عن اغتيال فخري زاده: سنرد في الوقت المناسب

وكالات/28 تشرين الثاني/2020

اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني إسرائيل باغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، مؤكداً أن تلك العملية لن تبطئ مسار بلاده النووي. وأكد روحاني ان اغتيال فخري زادة لن يبقى من دون رد، وسيكون ردنا على الجريمة في الوقت المناسب، مشيرا الى ان الإيرانيين أذكى من أن يقعوا في فخ مؤامرات إسرائيل الخبيثة التي تسعى لإثارة الفتنة. وقال، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي، إن عملية الاغتيال تظهر شدة يأس “العدو”، بحسب تعبيره. وكانت إيران وجهت مساء أمس رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومجلس الأمن الدولي ذكرت فيها أنها ترى “مؤشرات خطيرة عن ضلوع إسرائيل” في اغتيال فخري زاده، وأنها تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها.

 

بعد تهديدات الانتقام… حالة “تأهب قصوى” في سفارات إسرائيل

رويترز/28 تشرين الثاني/2020

رفعت إسرائيل حالة التأهب القصوى في سفاراتها بجميع أنحاء العالم، بعد التهديدات الإيرانية بالثأر لمقتل العالم النووي محسن فخري زادة قرب طهران، بحسب ما كشفت قناة “إن12” الإخبارية الإسرائيلية. وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الوزارة لا تعلق على المسائل الأمنية المتعلقة بممثليها في الخارج.

واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني إسرائيل باغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، مؤكداً أن تلك العملية لن تبطئ مسار بلاده النووي. وأكد روحاني ان اغتيال فخري زادة لن يبقى من دون رد، وسيكون ردنا على الجريمة في الوقت المناسب. وقال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي في رسالة تعزية باغتيال فخري زاده: “يجب أن يكون هناك موضوعان مهمان على جدول أعمال كل المعنيين في البلاد بجدية، أولاً، التحقيق في هذه الجريمة وإنزال العقاب النهائي لمرتكبيها وقادتها، وثانيا متابعة الجهود العلمية والتقنية للشهيد في جميع القطاعات التي انخرط فيها”.

 

من هي ميليشيا “ربع الله” التي تنشر الرعب في شوارع بغداد؟

صوت بيروت انترناشونال/28 تشرين الثاني/2020

بعد مسميات ميليشيات حزب الله وثأر الله التي اشتهرت بالبلطجة والاعتداء على العراقيين في مناطق شتى من المحافظات العراقية، تداول ناشطون على وسائل التواصل مقاطع فيديو لمليشا ظهرت على الساحة العراقية باسم “ربع الله”، حيث انتشر عناصرها في أحد شوارع بغداد وبأيديهم العصي يضربون بها بعض الأشخاص. وفي التفاصيل، كال عدد من الناشطين العراقيين والإعلاميين على وسائل التواصل شتى الانتقادات، لتفلت ميليشيات من عناصر “ربع الله” الموالية لإيران، واقتحامهم للمركز متخطين سلطة الدولة والقانون، فيما انتقد آخرون الحكومة التي سمحت بمثل هذا التفلت. في حين شبه آخرون هذا التصرف بتصرفات الدواعش يوم بسطوا قوانينهم السوداء وبطشهم على مناطق واسعة في العراق. وأظهرت المشاهد التي أشعلت غضبا على مواقع التواصل بين العراقيين، عناصر ملثمين يحملون هراوات ويضربون نساء، فيما عمد بعضم إلى جر العاملات في أحد مراكز التدليك في العاصمة العراقية إلى الخارج وانهالوا عليهن بالضرب. وفي حين لم تصدر السلطات الرسمية أي تعليق أو بيان حول الحادث، اتهم ناشطون عراقيون ميليشيات ربع الله التي ظهرت حديثا على الساحة العراقية، قبل أشهر، باقتحام المركز. وكان اسم تلك المجموعة ظهر بشكل بارز خلال اقتحام مقر الحزب الديموقراطي الكردستاني في بغداد، احتجاجاً في حينه على انتقاد القيادي في الحزب هوشيار زيباري الفصائل الموالية لإيران في العراق. كما اتهمت باقتحام مقر قناة تلفزيونية في آب الماضي، كذلك تردد اسمها في بعض هجمات الكاتيوشا الفاشلة التي حاولت استهداف مواقع تضم جنودا أميركيين في البلاد، أو حتى السفارة الأميركية في العاصمة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دولة الإسلام والهويّات اللبنانيّة...(حوار بيني وبين إبني)

المخرج يوسف ي.. الخوري/28 تشرين الثاني/2020

كان يا ما كان:

أصل المشكلة يا وَلَدي في لبنان، أنّنا أسّسنا دولةً يعيش على مساحتها "18 الله"، على قول صديقي موريس عوّاد، ولم ننجح في بناء وطن ينتمي إليه مواطنون لبنانيون! أمّا جوهر المُشكلة فيكمن في أمرين:

1. قلق لدى المسيحيّين من تنامي عدد المسلمين.

2. رفضٌ باطني لدى المسلمين، جذوره دينيّة، لإمساك المسيحيين بمراكز حسّاسة في الدولة أعلى من مراكز المسلمين.

- "وما قيمة الميثاق الوطني في هذه الحال!؟" سألَ إبني.

برهن شريط الأحداث بعد الإستقلال، أنّ هذا الميثاق لم يُبنَ على أسس متينة. المسلمون (السنّة إجمالًا) لم يقبلوا فكرة لبنان الكبير إلّا بعدما فقدوا الأمل بإمكانيّة ضمّ مدن الساحل اللبناني والبقاع إلى سوريا، أي أنّهم استدركوا في اللحظة الأخيرة وانضمّوا إلى لبنان. هندس الأخوان كاظم وتقي الدين الصلح عمليّة ضمّ السنّة إلى لبنان بمباركة من نسيبهما رياض الصلح (رئيس حكومة الإستقلال)، وقد برّروا لأتباعِهم تحوّلَهم من معارضين لكيان لبنان الكبير إلى مؤيّدين له، بالقول: "إنّ الشعب اللبناني جزء من الأمة العربية لا يتجزّأ، إلّا أنّ للبنان خصائص مميزة تستدعي، إلى حينٍ على الأقل، إستقلاله التام"، وكان المقصود بـ "الإستقلال التام": تخلّي المسيحيين عن إرتباطهم بفرنسا، مقابل تخلّي المسلمين عن المطالبة بالإنضمام إلى سوريا. إنّما هذان التخلّيان لم يُترجَما بشكل "تام" في الدستور اللبناني، إذ عِوضَ أن يحسم الدستور، في مقدّمته، نهائيّة الهويّة اللبنانية، صيغت المقدّمة على شكل تدبير (توافق) يساير المسلمين بالقول "إنّ لبنان ذو وجه عربي"، ويُرضي المسيحيين بالقول إنّ لبنان "يستسيغ الخير النافع من حضارة الغرب"! هذا في الأمور الظاهرة. أمّا الأسوأ، فيكمن في باطنها: ما كان المقصود من تعبير "إلى حين على الأقلّ"؟ ولماذا الإستقلال مؤقت (إلى حين) وليس دومًا وإلى الأبد؟!

بعد اندلاع حرب الـ 1975، كشف مدير عام دار الفتوى حسين القوّتلي (سنّي)، في حديث إلى جريدة السفير (18 أيلول 1976)، أنّ الدوافع العميقة للمسلم في لبنان هي "الإلتزام بما يفرضه الإسلام عليه ومن ضمنه قيام دولة الإسلام". وأضاف القوّتلي أنّه "يُمكن تعليق قيام هذه الدولة في حال وجود معوِّقات". هذا الكلام الذي خرج إلى العلن بعد ثلاث وثلاثين سنة على استقلال لبنان، يُستشّف منه أنّ القولَ بإستقلال لبنان "إلى حين على الأقلّ"، ما كان إلا نوعًا من التستّر وراء الإستقلال حتّى تحين الفرصة المناسبة للإنقضاض على لبنان الدولة وإعلانه دولة إسلامية...

أنا شخصيًّا كلبناني وطني ماروني، لا ولن أصدّق أنّ هامات وطنيّة سنّية أمثال رياض الصلح، وعبدالله اليافي، ولاحقًا عبدو عويدات (نائب الشوف)، وعبدالحميد الأحدب (الوطني الجريء)، هي من النوع الذي يتحيّن الفرص أو يتستّر على نيّته إقامة دولة إسلامية! لكن في مقابل هذه الهامات الوطنيّة الجبارة، هناك شخصيّات سنّية تُغلِّب شرعَ الإسلام على دستور الدولة، وهي ترفض واقعَ أنّ مسيحيين هم أولياء في بلد يعيش فيه مُسلمون، وذلك بحسب الآية 51 من سورة المائدة: "يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء...". أَوَلَم يوطّد هؤلاء الأواخر العلاقةَ مع السلاح الفلسطيني، ورفعوا في بداية حرب الـ 75 شعار "فدائي = مخلّص"، في إشارة إلى أنّ العناية الإلهيّة أرست الفدائيين الفلسطينيين في لبنان لرفع الظلم اللاحق بالمسلمين جرّاء مشاركة المسيحيين الواسعة في الحكم على حساب المؤمنين الحقيقيين؟

- يقاطعني إبني ويستوضح: "ماذا عن إتّفاق الطائف، ألم يضع حدًّا لهذه التعصّبات الدينيّة؟"

عِوَض أن يكحّلها أعماها! وعِوض أن يحسم نهائيّة الهويّة اللبنانية، أخذنا خطوة إضافية نحو أسلَمَتها. أسقط الطائف من مقدّمة الدستور ما كان تطمينًا للمسيحيين في الميثاق الوطني، وذلك باستبدال عبارة "لبنان ذو وجه عربي" بعبارة "لبنان هو عربي الهوية والإنتماء". هذه وحدها كافيّة لكسر وجدان فئة كبيرة من اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ممّن لا يرون أنّ هويّتهم عربية. وهذه أيضًا تكفّلت بإنهاء الـ "إلى حين على الأقل" ببعثرة "إستقلال لبنان التام" على مرأى من عشرات النواب المسيحيين في مدينة الطائف، وبقبول من البطريرك الماروني أو ربّما على غفلة من غبطته! المعركة في زمن الإستقلال كانت بين "أكثريّة مسيحية تُريد لبنان وطنًا نهائيًّا، وأكثريّة مسلمة لا تُريده وطنًا نهائيًّا" (كمال الحاج – فلسفة الميثاق الوطني)، فجاء الميثاق الوطني كعهد يوفّق بين النظرتين إلى لبنان. في نهايات حرب الـ 1975، إزداد المسلمون المقرّون بنهائيّة لبنان، وهو أمر يُستفاد منه لإبراز أوجه الحضارة اللبنانية الواحدة، وتعزيز المواطنة اللبنانيّة بعد خمسة عشر عامًا من الحروب الداخلية، لكنّ اتّفاق الطائف، الذي أنهى الحروب، لم يُركّز إلّا على كيفيّة إدارة شؤون طوائف متعدّدة وبثقافات متنوّعة تعيش في بقعة جغرافية إسمها لبنان. 

- إبني: "ورفيق الحريري الأسطورة، ومسيرة بناء لبنان الجديد؟!!"

بصمات الحريري ومشروعه الإداري، لا الحضاري، متجليّة تمامًا في اتفاق الطائف كما في أفعاله بعد الطائف. يقول الفيلسوف كمال الحاج "إنّ شعبًا ما يصير دولة حين يحوز على سيادته في داخل بلاده، وعلى استقلاله في خارجها". هل نحن اليوم دولة بعد اتّفاق الطائف وبعد عصر الحريري؟ يكفي لمعرفة الجواب أن نرى ماذا بقي لنا من السيادة والإستقلال. 

- إبني: "أين الطائفة الشيعيّة من كلّ ما تقوله يا أبي؟"

للطائفة الشيعية هامات نخبويّة في المواطنة والعلم، لكن هي أيضًا يُقابلها تيار شيعي يُعلي الشرع على المواطنة والدستور. في كتابه "العلمانيّة" (صفحة 88)، يؤكّد الشيخ محمد مهدي شمس الدين (عالم شيعي ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى) "إنّ الشريعة الإسلاميّة هي النظام الصالح لإقامة مجتمع طاهر يوفّر للإنسان فرص النمو المتكامل"ّ! والشيخ شمس الدين يُعدّ معتدلًا، فكيف بالإسلامي الراديكالي نعيم قاسم (شيعي، نائب أمين عام حزب الله) الذي عبّر في كتابه "حزب الله" (في الصفحتين 40 و41)، بنفس طريقة حسين القوّتلي (أعلاه)، عن حلم كلّ مسلم بإقامة دولة الإسلام. ونعيم قاسم يجتهد لطمأنة المسيحيين، بشيء من الإستخفاف بالعقول، بادّعائه أنّ دولة الإسلام "لا تتحقّق إلّا برضى كلّ الأطراف"، وكأنّه لا يعلم بأنّ ممارسة التقيّة لم تعد تمرّ، وبأنّ المسيحيين لن يُزعنوا لدولة لبنانية إسلامية إلّا وهم مهزومون و"حزب الله هم الغالبون" كما في الآية 56 من سورة المائدة.

- إبني: يعني خلاصة القول البلد مقسّم!!؟

- أنا: الناس مقسّمون، البلد لم يُقسّم بعد.

- لكنّه غير موحّد.

- عندك وجهة نظر.

- كيف ترى الحلّ؟

- تُريده حلًّا فاضلًا يوتوبيًّا أم حلًّا واقعيًّا؟

- لا بأس بالأوّل.

- هو يُترجَم بتطبيق القرارات الدوليّة، لاسيّما تلك المتعلّقة بحصر السلاح بيد السلطة الشرعيّة، وبتوحيد قوانين الأحوال الشخصيّة في قانون مدني واحد، وبتعزيز الهويّة اللبنانيّة الجامعة. لكن كيف تُقنع أصحاب المغالاة بالدين بالتخلّي عن هاجس الحكم بحسب الشرائع الإلهية؟

- كما يقبلون في دول الغرب يقبلون هنا.

- لكن على ما بدأ يظهر، هم قابلون بالنمط الغربي فقط "إلى حين"...

- إذًا ليس هناك حلّ يوتوبيّ... ماذا عن الحلّ الآخر؟

- هو يقوم على مقاربة واقعيّة لتجربة تعايش اللبنانيين، على أن يُستنبط منها حلًّا لمخاوف المسيحيين من تفوّق اعداد المسلمين، وحلًّا يُريح المُسلمين من عبء توليتهم المسيحيين منذ عهد الإستقلال. هذه الخطوة سهلة الإحقاق، فهي لا تتطلّب أكثر من إبقاء كل شيء على حاله وفي مكانه، وتَرْك كلّ مكوّن يحكم نفسه بنفسه ضمن نظام اتّحادي يُبقي على وحدة الأرض اللبنانيّة.

- وماذا في هذه الحال عن القوميّة اللبنانيّة؟

- أضعناها في المائة عام الأخيرة في محاولاتنا البائسة للبحث عنها ضمن الوحدة، عسانا نجدها ضمن الإتّحاد.

- أرى أنّنا سنُصبح هويّات لبنانية متعدّدة...

- وهل نحن غير ذلك؟ لكن علينا الإجتهاد لكي نُصبح هويّات مُختلفة في قوميّة واحدة.

- ولماذا مكوّن كحزب الله، بيده السلاح والقوة، سيسمح بقيام هكذا إتّحاد "وهم الغالبون"؟!

- لأن التاريخ يُفيدنا بأنّه في كل مرّة يتغيّر النظام في لبنان، يكون القرار من الخارج. هكذا كان يوم قام نظام القائمقاميتين، ويوم قام نظام المتصرّفية، ويوم أُعلن من بعدهما لبنان الكبير، وأخيرًا إتّفاق الطائف.

- والتاريخ يُفيد أيضًا بأنّ تغيير النظام في لبنان يأتي دائمًا بعد حرب.

- وهل عرف لبنان في تاريخه حربًا أشدّ وأقبح من الحرب التي نعيشها اليوم؟!! كل ما علينا فعله الآن هو الصمود في وجه غزوة الدولة الدينيّة، و "نخلي النار والعا تَ تضل تخض مضاجع الحكّام الفاسدين"!

 

المصرف اسير التخبط، من يعبث بأموال المودعين في لعبة شراء الوقت؟

نوال الأشقر - Lebanon24/28 تشرين الثاني/2020

لم يطمئِن اللبنانيين نفيُ حاكم مصرف لبنان ما ذكرته وكالة "رويترز"، عن احتمال استخدامه جزءًا من الاحتياطي الالزامي من العملات الصعبة في سياسة الدعم. خصوصًا أنّ المناكفات السياسية تحول دون تأليف حكومة في المدى القريب، وبالتالي في ظلّ التمادي بالعهر السياسي ستستمر لعبة شراء الوقت بأثمان باهظة، قد تصل إلى ما تبقى من جنى عمر اللبنانيين واحتياط ودائعهم في المركزي. علمًا أنّ المصارف ومعها المركزي لم يسألوا المودعين عندما أقرضوا أموالهم إلى الدولة، وانكشفوا على الديون السيادية، وسلّموا الأمانة إلى فاسدين مفسدين. عن تسريب الخبر ونفيه والأداء المصرفي، توصّف الباحثة في الشؤون القانونية والمصرفية الأستاذة الجامعية سابين الكيك، السياسة النقدية لمصرف لبنان بأنّها أسيرة التخبّط والتسريبات والتكهّنات "إذ تستمر الحاكمية في أسلوبها الشاذ عن المفاهيم النقدية والمصرفية". في مقاربة الكيك القانونية تلفت في حديث لـ "لبنان 24" إلى أنّ إدارة الاحتياطات الإلزامية تعتبر من ضمن الوسائل الموضوعة قانوناً بيد المصارف المركزية، للتحكّم في سياستها النقدية والمالية. تُعتبر هذه الوظيفة تحديداً، إلى جانب صلاحيات المركزي في ضبط معدلات الفوائد، من ضمن الأدوات الرئيسيّة للسيطرة على معدلات السيولة النقدية، وعلى قدرة المصارف التسليفية.

تؤكّد الكيك أنّ ما يحكى عن تخفيض مصرف لبنان لمعدّل الاحتياطي الإلزامي لاستخدامه في دعم استيراد السلع الأساسية، لا يمت إلى المنطق بصلة لسببين رئيسيين "الأول أّنّ الواقع القانوني يلزم مصرف لبنان بتحويل الأموال العائدة عن التخفيض، إلى المصارف مباشرةً، ولا يبيح له استخدامها لدعم موارد الدولة من سلع. والثاني أنّ الواقع المالي يؤكّد عدم تطابق الاحتياطي الالزامي الفعلي بالمطلق مع الأرقام المعلنة. فالأزمة الاقتصادية الخانقة كما الأزمة المصرفية الخطيرة تلزم مصرف لبنان بتحرير السيولة الإحتياطية (فيما لو كانت موجودة) في السوق المصرفية، نظراً لقدرة هذا التوجه على المساهمة في امتصاص مخاطر الانكماش الاقتصادي، الذي يزيد من الضغط على المصارف اللبنانية المتعثرة أصلاً، ومنع المصارف من الانزلاق إلى توقّف قانوني عن الدفع، بعدما أخفقت في تسديد التزاماتها تجاه المودعين، كما تجاه المصارف الأجنبية المراسلة لها".

انطلاقًا من الواقعين القانوني والمالي تسأل الكيك عن حقيقة وجود الاحتياطات الإلزامية النقدية الفعلية في مصرف لبنان، في ظلّ عدم استخدامها للغاية المعدّة لأجلها، وهي بطبيعتها وسادة الآمان لمواجهة ظروف استثنائية كهذه. وعن نسبة سندات الدين الحكومية العائدة للمصارف من مجمل هذا الاحتياطي الإلزامي. كما تتساءل عن جدوى الإبقاء على نسبة 15% احتياطي

إلزامي، في وقت لجأت كلّ المصارف المركزية في العالم بعد أزمة كوفيد-19 إلى تخفيضه لأدنى معدّلاته، تجنّبًا لوقوع مصارفها في أزمات سيولة وتعثّرٍ ائتماني. عن الإطار القانوني الذي يمنح المركزي صلاحية تحديد الإحتياطي الإلزامي توضح الكيك أنّه "يعود إلى المادة 76 من قانون النقد والتسليف، التي تنصّ على تحديد السقف الأعلى لمعدل الاحتياطي النقدي الإلزامي بـ 25% من المتوسط الأسبوعي لمجموع الإلتزامات تحت الطلب، و15% من المتوسط الأسبوعي لمجموع الإلتزامات لأجلٍ معين. ويمكن للمصرف المركزي أن يعتبر توظيفات المصارف في سندات حكومية كجزءٍ من الإحتياطي حتّى نسبة معينة، يعود له وحده أمر تحديدها. في المادة 76 يضع المشرع على عاتق المصرف المركزي، موجب الابقاء على الانسجام والتوازن بين كلّ من السيولة المصرفية وحجم التسليف من جهة، والمحافظة على قيمة النقد لتأمين أساس نمو اقتصادي واجتماعي دائم من جهة ثانية".

من هنا، تضيف الكيك "معدلات الاحتياطي الالزامي ليست ثابتة، وهي بطبيعتها متحرّكة بحسب المقتضيات والضرورات والحاجات التي تستدعيها الأوضاع الإقتصادية في البلد. ولأنّ المصارف لا تحبذ عادةً تجميد الإحتياطيات الضرورية فقط، حيث أن أيّ احتياطي نقدي عالي من شأنه تقويض أرباحها. لذلك، تقوم البنوك التجارية بتقليل احتياطاتها قدر المستطاع، عن طريق استبدال ودائعها النقدية بأصول أخرى، تُحتسب من ضمن الإحتياطي الإلزامي، مثل سندات الدين الحكومية". توضح الكيك نقطة إضافية، وهي أنّ الإحتياطي الإلزامي المكوّن من مجموع الودائع والمذكور في المادة 76، يختلف عن الإحتياطي القانوني المنصوص عنه في المادة 132 من قانون النقد والتسليف والمحدّد بنسبة ثابتة وهي 10% من أرباح المصرف السنوية الصافية. وتشكّل هذه الأخيرة مع رأس مال المصرف العناصر الأساسية في الأموال الخاصة أو "Noyau dur"، وتنضم إليها احتياطات المخاطر المصرفية العامة ونسب المؤونات، التي تنشئ ما يسمّى بالأموال الخاصة المكمّلة أو المساندة "Noyau mou". فضلًا عن المعطى القانوني للإحتياط الإلزامي، وعما إذا كانت مليارات الإحتياطي حقيقة أم وهم، وتأثير استخدامها على ما تبقّى من تحويشة العمر، سيذكر التاريخ أنّهم في العهد القوي، رهنوا كل شيء في لعبة مصالحهم القذرة، رهنوا الشعب وحاضره ومستقبله، واستخدموا كلّ شيء لحماية امبراطوريتهم، بما فيها أموال الشعب، وضحوّا بأروح المئات على مذبح أنانياتهم وطموحاتهم الشخصيّة وولاءاتهم الإقليمية، وليس تفجير مرفأ بيروت وتدمير نصف العاصمة سوى شاهد على اقترافاتهم وخطاياهم.

 

لقد انقضى زمن التعايش مع سياسات السيطرة الشيعية وحان وقت المواجهة

شارل الياس شرتوني/28 تشرين الثاني/2020

ان مجرد مراجعة اللغو الكلامي حول اسباب تعثر التأليف الوزاري، والبدء في التحقيق الجنائي المالي، وصدور اي تحقيق فيما يعود الى عملية المرفأ الارهابية، والسعي الى فرض قانون انتخابي لتخريج اكثريات نيابية تابعة لمراكز النفوذ الشيعية، وترسيخ الاقفالات السياسية وتثبيت الواقع الصوري للدولة اللبنانية، يقودنا الى استنتاج وحيد هو مثابرة الفاشيات الشيعية في عملية تدمير الحيثيات الكيانية والدولتية اللبنانية دون اي تردد او وقوف على اعتبارات توافقية ولو بحدها الادنى.

ان مراجعة تصريحات الرئيس الفرنسي حول اسباب تعثر التأليف الحكومي تنبئنا بشكل واضح حول طبيعة هذه الاستحالات المفتعلة: عدم التزام رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري، بورقة الطريق الفرنسية لجهة الخروج عن قاعدة المحاصصة الطوائفية في التشكيل الوزاري المزمع التي يمليها الفريق الشيعي، والانصياع لارادة الثنائي الشيعي واملاءات حزب الله التي لا تحتمل المراجعة.

ان تصريح الرئيس الفرنسي هو الاستنتاج الصريح لما يجري في لبنان منذ تكليف سعد الحريري: الفاشيات الشيعية هي بصدد عملية اخراج تدرجية لسياسة السيطرة التي اعلنت عنها على مدى السنة الماضية، بدءًا من تنكرها لشرعية الكيان الوطني اللبناني، ووضع اليد على المؤسسات الدستورية من خلال تحالفاتها العابرة للطوائف، وتواطؤات انتهازية في الانتخابات النيابية والرئاسية، والائتلافات الوزارية، ووضع اليد على الادارات العامة، والممارسات الارهابية على تنوع اشكالها.

تندرج اضاعة مزيد من الوقت في مجال التفتيش عن حل للازمات الوزارية المستديمة، في سياق المشاركة بهذه السياسات واهدافها المعلنة؛ ان امكانية التواصل مع هذه السياسة الانقلابية واعطائها مدا زمنيا ومعنويا، قد اصبح من المستحيلات اذا ما اردنا الخروج بحلول سياسية متماسكة وعادلة وقابلة للحياة، كما ان المراهنة على تبلور اعتدال شيعي يعادل المد الفاشي المهيمن يقع في دائرة التمنيات الفارغة التي سوف تدفع به قدما.

يتطلب الخروج عن املاءات هذا الواقع المسدود الافق حركة سياسية بالاتجاهات التالية:

أ- المطالبة بتدويل الازمة اللبنانية والخوض في مفاوضات تأسيسية لعقد وطني واجتماعي جديد يضع حدا لسياسات السيطرة الشيعية ومرادفاتها، والتشابكات النزاعية الناشئة عن تمفصلها على خط التقاطع بين الخارج والداخل. هذا يعني الدخول في مواجهة سياسية مبرحة ورفض اي مجاراة لها في طروحاتها وسياقاتها السياسية، وبالتالي وضع كل الفاعلين السياسيين، بدءا برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف، والنواب امام مسؤولياتهم لجهة ابقاء الالتزام باللعبة السياسية القائمة او رفضها، اذ لم يعد هنالك مجال للمواقف الملتبسة؛

ب- لا بد من السعي الحثيث من اجل انفاذ سياسة العقوبات المعممة على كل اطراف الاوليغارشيات السياسية-المالية وشركائها، ومصادرة اموالها لحساب صندوق مالي باشراف الامم المتحدة، ليصار الى اعادة توظيفه في مشاغل الاصلاح البنيوي على تنوع مندرجاته؛

ج- اصدار مذكرات توقيف دولية بحق كل من اعضاء الاوليغارشيات المالية-السياسية وشركائها ومنع خروجها من الاراضي اللبنانية، تمهيدا لمحاكمتها امام محاكم دولية ومحلية بناء على مسؤولياتها الجنائية المترتبة عن نشاطات الجريمة المنظمة التي تديرها بالتكافل مع منظمات ودول مارقة؛

د- اعلان الحياد تجاه كل النزاعات الاقليمية القائمة والانخراط في العمل الدپلوماسي الدولي من اجل المشاركة في عمليات التسوية على قاعدة عقلانية وعادلة ومستديمة؛

ه- ان الابقاء على واقع انسداد الافق وتمديد آجاله، بناء على توقعات واهمة سوف يفتح المجال واسعا امام نزاعات اقليمية متأهبة اسست لها سياسات حزب الله ومداخلاته الاقليمية المتشعبة، تملي علينا اخذ كل البعد عنها ورفض مقولاتها والتنصل من كل مترتباتها.

لم يعد هنالك من مجال للتعايش مع الخيارات التي تحكم المتخيل والاداء السياسي الفاشي في الاوساط الشيعية، والاخطار الناشئة عن منطق الحرب الكلية التي يعتمدها في تعاطيه مع المسائل السياسية والاستراتيجية، والنهيلية التي تنحو باتجاه سياسات التدمير الشامل كما جرى في عملية المرفأ الارهابية، واستباحة حقوق اللبنانيين وحرياتهم وممتلكاتهم، وتحويل لبنان الى قاعدة للجريمة المنظمة التي يديرها دوليا، وترسيخ واقع الانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والبيئية المعممة، وتحويل الدولة اللبنانية واللبنانيين الى رهائن لحماية خياراته السياسية والعسكرية، واعماله الاقتصادية المنحرفة.

لقد اتى وقت اعلان جبهة لمواجهة سياسة الاستباحة المعتمدة من قبل من هذه التنظيمات، انطلاقا من خيارات وسياسات وتحالفات اقليمية بديلة لئلا نخسر امننا الوجودي، وما تبقى لنا من حيثية سياسية وكرامة انسانية، وندخل في متاهات نزاعية نسعى لتلافيها.

 

لبنان يتبلّغ رسمياً قرار واشنطن: لا حكومة يتمثل فيها “الحزب”

 أنطوان الأسمر/اللواء/28 تشرين الثاني 2020

تثقل انتظارات اللبنانيين كاهلهم، من مآل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط الى الإنتخابات الإيرانية (حزيران 2021). يتسقّطون ما ملكت أيديهم من أخبار وتحليلات ومزايدات ومراهنات، فيما حكومتهم عالقة في شباك مسؤوليهم. لا هم قادرون على فرض إستيلادها، ولا مسؤولوهم متمكنون من تشكيلها، فيما لا يزال الرئيس المكلف سعد الحريري على صمته، ما خلا ما أبلغه الى مقربين وإلى مرجع رئاسي كبير من أنه مهدّد شخصيا، وكذلك محيطه، بالعقوبات الأميركية في حال تلكأ عن تشكيل الحكومة، او في حال رغب بتطعيم أي توليفة بوزراء من حزب الله او محسوبين عليه أو مقربين منه.

بانتظار أن يكاشف الرئيس المكلف اللبنانيين بحقيقة ما يحول دون التشكيل، بات واضحا ان الحريري يعاني في الداخل والخارج على حد سواء. فلا هو راغب في الاعتذار، ولا هو قادر على تلبية الاشتراطات الخارجية، وفي مقدمها منعه من تشكيل حكومة تضم حزب الله. هذا الواقع حدا به الى نقل المشكلة الى الخانة المسيحية، من خلال تسويق مقربين منه أن العقدة الحكومية هي مسيحية، تكمن عند رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر وإصرارهما على تسمية الوزراء المسيحيين. لا يستقيم هذا الإتهام متى عُرف أن الحريري في إجتماعه الأخير برئيس الجمهورية ميشال عون، حمل لائحة حكومية مسيحية صرف، سمى فيها 5 وزراء، منهم سليم إده وشارل الحاج (بوز ألن هاميلتون)، وشارل جورج الحاج (رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار) وجو صدي (إستشاري عمل سابقا في بوز إند كومباني ويدير فرع الشرق الاوسط في شركة Strategy&)، وتردد أن الخامس هو نقيب المحامين ملحم خلف. وترك الحريري للرئيس تسمية وزيري الدفاع والداخلية على ان يكون شريكا في الاختيار ما يمنحه حق النقض لأي اسم لا يريده. أما الباقون من الوزراء المسيحيين فيتوزعون بين المردة والطاشناق وربما الحزب السوري القومي الإجتماعي. ولمّا سأله عون عن أسماء الوزراء المسلمين، أجاب الحريري بما معناه أنها ليست كلها بحوزته بعد.

اللافت أن من بين المرشحين المسيحيين للتوزير من سبق للموفد الفرنسي باتريك دوريل أن سوّق له في زيارته الأخيرة على انه خيار إختصاصي تتبناه باريس. بيّن تتالي الأحداث هشاشة هذا السلوك الحريريّ بتحميل رئاسة الجمهورية والتيار مسؤولية العرقلة، خصوصا بعدما ظهر أن وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو أبلغ من إلتقاهم في زيارته الأخيرة لباريس انه ممنوع أن تضم الحكومة العتيدة وزراء من حزب الله. وتأكدت هذه المعطيات بنتيجة الاجتماع الذي حصل في العاصمة الفرنسية بين السفيرة الأميركية جيمي ماكورت والسفير رامي عدوان، وخلصت فيه ماكورت الى أن لا حكومة في لبنان في المدى المنظور، لأن اي حكومة يتمثل الحزب فيها لن تقوم لها قيامة، وهذا قرار أميركي حاسم. تأسيسا على هذا الواقع، وبإنتظار مكاشفة الحريري الرأي العام بهذه الحقائق، على فجاجتها ومرارتها، تستمر المبادرة الفرنسية أسيرة مرحلة الاحتضار، فيما دوريل لا يزال يتابع اتصالاته مع المسؤولين في بيروت ومع عدد من رؤساء الاحزاب، مع علمه اليقيني بأن الفيتو الأميركي على تمثيل حزب الله في الحكومة هو الذي لا يزال يحول دون التأليف. وتاليا، المسألة لم تكن يوما إعتراضا محقا على مصادرة التمثيل المسيحي أو على مداورة منقوصة تستثني وزارة المال، خلافا لما سوّق له على إمتداد الأسبوعين الفائتين المقربون من الحريري.

في أي حال، لا يحول التوغّل في نكران هذا الواقع دون حقيقة ان الجميع ينتظرون مآل العلاقة الأميركية – الإيرانية، والتي من شان تسمية الرئيس المنتخب جوزف بايدن فريقه للسياسة الخارجية المؤلف من كل من أنطوني بلينكن وزيرا للخارجية (ويعرف جيدا المسؤولين اللبنانيين بحكم عمله سابقا في وزارة الخارجية وزياراته المتعددة الى بيروت) وجايك سوليفان مستشارا للأمن القومي (هو الآخر يعرف مسؤولين وشخصيات لبنانية)، أن تميط اللثام عن التوجه الأولي للإدارة الجديدة في الشرق الأوسط. فكلا الرجلين إنخرط بأحوال المنطقة، ولكليهما دور في اتفاق لوزان النووي.وبالتأكيد سيكون لهما الشان الأكبر في إعادة صوغ العلاقة الأميركية – الإيرانية.

 

المسيحيون متنبّهون للخطر وحاضرون للمواجهة!

راكيل عقيل/الجمهورية/28 تشرين الثاني 2020

على رغم كلّ الاختلافات الاستراتيجية والخلافات على كثير من الملفات في الداخل وفي إدارة الدولة بين حزب «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، يتمكّن الطرفان، الأكثر تمثيلاً مسيحياً، بـ«وحدة الموقف» من إحباط كثير من الطروحات التي تهدّد الشراكة الوطنية والدور المسيحي في الدولة والبلد، وآخرها «مؤامرة قانون الانتخاب»، بحسب قول رئيس حزب «القوات» سمير جعجع. ويأتي طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «حياد لبنان»، وتَمسُّكه به وتسويقه لدى الدوائر الدولية المعنية، «خطوة استباقية» لأيّ طرح لتغيير النظام، بحسب مصادر مسيحية تؤكد أنّه لا يوجد لدى المسيحيين في لبنان سوى حلّين: «إمّا التزام «اتفاق الطائف» بكلّ مندرجاته، ومنها نزع السلاح غير الشرعي والميثاق الوطني خصوصاً لجهة الحياد، وإمّا اللامركزية الموسّعة التي تصل الى الفدرالية».

في قداس الشهداء في أيلول الماضي الذي أُقيم في المقر العام لـ«القوات» في معراب، تناوَل جعجع المؤتمر التأسيسي الذي يُلوّح به. وبردٍ هجومي، أبدى الاستعداد للمشاركة في مؤتمر كهذا، على أن يكون على جدول أعماله طَرْحَا الحياد واللامركزية الموسعة.

وكان لافتاً أنّ جعجع لم يقُل اللامركزية الإدارية الموسعة، بل أسقط كلمة إدارية، كذلك لم يتكلّم عن اللامركزية السياسية أي الفدرالية، وترك هذا الطرح مفتوحاً. من جهته، تحدّث رئيس «التيار» النائب جبران باسيل عن اللامركزية الموسعة الإدارية والمالية، وليس فقط الإدارية.

وفي حين، يتخوّف كثيرون على الوجود المسيحي في لبنان، حيث تدفع الأزمة بكثير منهم الى الهجرة، ترى جهات سياسية مسيحية عدة أنّ الخوف الآن ليس على الوجود المسيحي في حد ذاته، بل على لبنان بكامله، وبالتالي، على المكونات اللبنانية كلّها. فعندما يسقط لبنان وتختفي الدولة، مثلما قال وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان، يكون الخطر مُحدق بجميع اللبنانيين من دون استثناء. وتعتبر هذه الجهات أنّه يجب وضع حدّ للأزمة المالية الاقتصادية الراهنة التي تؤدي الى هجرة جميع اللبنانيين بلا استثناء، والمواجهة المطلوبة هي من طبيعة وطنية لإنقاذ الوضع الحالي وترسيخ الاستقرار المالي ثمّ السياسي لكي يبقى المواطن اللبناني في أرضه، ومنع تذويب لبنان بفعل أزمة كبرى من هذا النوع.

في الموازاة، تشير الجهات نفسها الى أنّ هناك ملفات تتعلّق بالشراكة الوطنية، وتستدعي تقاطعاً مسيحياً حتى من موقع الخلاف والخصومة السياسية، وحتى لو كانت هذه الخصومة من طبيعة استراتيجية، على غرار التقاطع الذي حصل بين «التيار» و«القوات» على قانون الانتخاب، لأنّ هناك مسائل ذات بُعد ميثاقي وليست فقط مسألة مسيحية، وإنّ قانون الانتخاب من طبيعة ميثاقية بين اللبنانيين وله علاقة بتركيبة لبنان الأساسية الفعلية والتعددية. وبالتالي، بمقدار خطورة الأزمة المالية الاقتصادية التي يجب مواجهتها باندفاع وطني ومبادرات وطنية، هناك أيضاً ملفات لا يجب السماح إطلاقاً بالمَس بها حرصاً على صورة لبنان ووجهه وتركيبته، بحسب المصادر المسيحية.

وعلى عكس الانطباع السائد في لبنان، ترى هذه المصادر أن لا خطر على وجود المسيحيين كمجتمع في لبنان، على رغم الأزمة التي قَضت على تجارتهم وأنظمتهم الاستشفائية والمصرفية والتعليمية. وتعتبر أنّ الأزمة هي على الجميع، ولا تستهدف المسيحيين تحديداً. وتوضِح أنّ الوضع المسيحي في لبنان هو أفضل من وضع المسلمين، فالسُنّة مأزومون بفِعل انفصالهم عن مرجعيتهم، حيث أنّ تيار «المستقبل»، الذي يمثّل الحَيثية السياسية السنية، مَفصول عن مرجعيته السعودية. كذلك، إنّ السُنة منفصلون عن عمقهم العربي والخليجي، ويعيشون حالة إحباط في المنطقة من العراق الى سوريا فلبنان. أمّا الشيعة فيعيشون أزمة أكبر من السُنة، بحسب المصادر نفسها، خلافاً للاعتقاد الشائع بأنّ وضعهم جيّد لأنّهم يملكون السلاح وترسانة صواريخ، فوضعهم مأزوم في العراق وسوريا وإيران وفي لبنان جرّاء الأزمة المالية، فضلاً عن العقوبات حيث يعاني منها رجال الأعمال الشيعة ولا يمكنهم السفر بحرية ويتخوّفون من اعتبار أنّهم يدعمون «حزب الله»، وبالتالي من إدراجهم في أيّ لحظة على لائحة العقوبات، كذلك يَجد أيّ شيعي صعوبات كثيرة للعمل في أي دولة، وبالتالي إنّ الطائفة الشيعية مأزومة بسبب «الحزب».

في المقابل، تشير المصادر المسيحية الى أنّ المسيحي متضرّر مثل الجميع في لبنان، لكنّ وضعه هو الأفضل مقارنةً مع الوضعين السني والشيعي.

وتؤكد أنّ الأحزاب والتيارات المسيحية، ومعها البطريركية المارونية، حين تُوحِّد الموقف وتواجِه وتستشرس مثلما فعل «التيار» و»القوات» في وجه قانون الانتخاب، يَهابهم أي طرف يحاول المَس بحقوق المسيحيين ودورهم، لكنّ الأساس هو أن «نعرف كيف نضع حداً وخطاً أحمر للطرف الآخر مهما كانت اعتباراته، أطائفية كانت أو سياسية». وبالتالي، المطلوب وحدة الموقف في الأساسيّات، بحسب هذه المصادر، التي ترى أن لا داعي لـ»جبهة مسيحية» بل أن نلتقي في الموقف. حين توحّد المسيحيون أتوا برئيس جمهورية تَمثيلي، وبـ15 وزيراً على طاولة مجلس الوزراء بعد العام 2016، كذلك أقرّوا قانون انتخاب تمثيلي، ومنعوا أخيراً محاولة تغيير قانون الانتخاب أو فرض «الديموقراطية العددية»، وهذا على رغم اختلافاتهم. وتقول المصادر المسيحية: «لا يراهن أحد على أنّه يُمكنه أخذنا الى أي مكان، فنعلم أين هي الخطوط الحمر التي ممنوع أن يتجاوزها أي طرف». وتؤكد «أنّنا في حال ذهبنا الى تغيير النظام، لن نسمح إطلاقاً بالمَس بالمناصفة، وبأيّ محاولة للنيل ممّا تبقى من صلاحيات على مستوى الدستور، من مثالثة أو غيرها، وسنذهب الى نظام لا مركزي، وهناك جهوزية لذلك». وتشير الى أنّ «بكركي تتقدّم في هذا الموضوع، وهي عندما طرحت الحياد، كأنها تقول إمّا الحياد على مستوى البلد وأن نحيي الميثاق والدستور، أو هناك بديل وهو اللامركزية الموسعة أو الفدرالية». وتؤكد أنّ «المسيحيين ليسوا في خطر» لهذه الجهة، وهناك بطريرك ماروني على استعداد للذهاب قدماً دفاعاً عن الوجود المسيحي في لبنان، انطلاقاً من منع المَس بوجودهم الدستوري المؤسساتي تحت أي عنوان، وإنّ بكركي واعية جداً لهذا الأمر بدءاً من قانون الانتخاب، ويُمكن المرجعية الروحية المارونية تنسيق الموقف مع أكبر قوتين وكتلتين نيابيتين مسيحيتين أي «القوات» و»التيار»، وبالتالي فرض عدم حصول أي مَس بوجود المسيحيين ودورهم.

 

فيديو مقابلة من صوت الغد مع علي الأمين: المبادرة الفرنسية لن تنتج حكومة.. وحزب الله «عراب» المفاوضات

علي الأمين/جنوبية/29 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92992/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%af-%d9%85%d8%b9-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86/

 https://youtu.be/L3PKXXcU8qA

رغم فشل مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع اصطدامها بلا مسؤولية القوى السياسية اللبنانية واصرارها على نهج الفساد والمحاصصة، تستعد باريس لاستضافة مؤتمرا عبر تقنية الفيديو مع شركاء دوليين يوم الثاني من ديسمبر/كانون اول، لبحث تقديم مساعدات إنسانية للبنان في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة.ويعتبر المؤتمر “مرحلة ثانية بعد المؤتمر الاول الذي عقد في 9 آب الفائت برئاسة ماكرون، ومشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من الدول، والذي كان مخصصاً لتقديم مساعدات طارئة بعد انفجار مرفأ بيروت. والآن سيعقد مؤتمر متابعة لتأكيد ما وصل من مساعدات ولإعادة الإعمار، وسيترأسه الرئيس الفرنسي وأمين عام الأمم المتحدة.

فما الهدف منه؟ وهل سينقذ هذا المؤتمر لبنان الذي يعد شريكا محوريا مع فرنسا؟

قال الصحافي ورئيس تحرير موقع “جنوبية” علي الأمين في حديث تلفزيوني لقناة “مدار الغد” مساء أمس إن “هذا المؤتمر ليس مفاجئا انما كان مقررا منذ المؤتمر الأول الذي عقد في أغسطس، إثر زيارة الرئيس الفرنسي الى بيروت عقب كارثة الرابع من آب”، مشيرا انه “سوف يلي المؤتمر زيارة لماكرون الى بيروت في نهاية ديسمبر، ولكن هذه المرة ستأخذ عنوانا أساسيا وهي زيارة القوات الفرنسية، وهو سيلتقي بطبيعة الحال مع سياسيين”. الى ذلك لفت الأمين “ان الاندفاعة الفرنسية التي بدأت إثر انفجار المرفأ قد تراجعت وهناك ما يشبه الخيبة على الرغم من الإصرار الفرنسي على استمرار التحرك على المستوى اللبناني، الا ان لا شك بأن التعاطي الرسمي اللبناني لا يوازي الاهتمام الفرنسي”. وبرأي الأمين ان هذا يعكس ربما شعور القوى السياسية اللبنانية ان فرنسا لا تمتلك الفعالية اذ لا تملك العصا ولا الجزرة انما يعتقدون بأن القرار الأساسي في واشنطن أو طهران.

ولكن ما سبب تمسّك باريس بهذا الملف؟

رأى الأمين ان ثمة ضرورة للإشارة الى العلاقة التاريخية بين لبنان وفرنسا والدور الفرنسي بتأسيس دولة لبنان الكبير وكذلك الدور الثقافي، والعنصر الثاني بحسب الأمين هو بأن فرنسا تريد ان يكون لها موطئ قدم في هذه المنطقة، ولبنان بات ربما البلد الوحيد الذي يمكن فرنسا من الدخول إلى منطقة الشرق الأوسط بعدما تراجع نفوذها في المنطقة سواء في سوريا وغيرها.

انقاذ أم وصاية؟

اعتبر الأمين ان طموحات فرنسا مشروعة وطبيعية، لافتا الى ان مبادراتها الإنسانية واهتمامها بالشعب اللبناني هو أمر إيجابي ومرحب به لبنانيا، لكن بطبيعة الحال هذا الأمر ليس كافيا وليس مؤثرا طالما ان باريس عاجزة عن تطبق حتى ما قالته لا سيما بعد اللهجة القاسية لماكرون مع المسؤولين اللبنانيين والحديث عن فسادهم وتهديدهم بالعقوبات، ولكن ما قيمة هذا الكلام إذا لم يكن هناك قدرة فرنسية على إلزام القوى السياسية بالمشروع الإصلاحي والمبادرة الفرنسية ؟ مشيرا ان “المؤتمر الفرنسي يقتصر فقط على تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت الذي بات محسوما انه لا يمكن تقديم مساعدات مالية واقتصادية كبرى لعدّة أسباب، أولها، عدم قيام الدولة اللبنانية على أي خطوة إصلاحية والتي كانت شرط لتنفيذ مؤتمر سيدر وتقديم المساعدات لذلك المساعدات تقتصر على البعد الإنساني”. كذلك لفت الأمين كل كلام الرئيس الفرنسي تجاه الطبقة السياسية كان محل ترحيب من قبل الشعب اللبناني، مشيرا ان “هذه الطبقة الحاكمة التي يعاني منها الشعب لا تزال مستمرة في القبض والامساك بالسلطة وهي تتحمل مسؤولية الفساد بإجماع اللبنانيين وهي التي واجهت أيضا حركة شعبية واسعة ضدها في الشارع ولم تتنازل ولم تسعى الى تغيير أي شيء من سلوكها”.

حزب الله هو من يحمي السلطة في لبنان

وتابع “ان رهان الشعب اللبناني على دور خارجي هو ليس خروجا عن الوطنية، لأن القوى الداخلية والممسكة بزمام السلطة لا تمتلك السلطة من قواها الداخلية فحسب، بل هي تستند الى قوى خارجية وسلاح ودور خارجي”. وشدّد الأمين ان “حزب الله هو من يحمي السلطة في لبنان، ولا يمكن التحدث عنه باعتباره حزبا لبنانيا انما هو حزب إقليمي وايراني بالدرجة الأولى، وهو الذي يتفوق في سلطته على كل السلطات الداخلية في لبنان، وبالتالي فإن الحامي الأساسي اليوم لمنظومة السلطة في لبنان هو “حزب الله”، والّا لو لم تكن قوة السلاح والعسكر الموجودة بيده لكانت هذه السلطة انهارت أمام الانتفاضة التي شهدتها البلاد قبل عام واستمرت طيلة هذه الأشهر لكن هذه الطبقة بقيت واستمرت بعوامل وقوة خارجية، لذلك فان جزءا كبيرا من اللبنانيين لا يرى خلاصا من هذه الوضعية من دون تدخل خارجي، ولهذا يوجد رهان على الدور الفرنسي ولكن للأسف فرنسا غير قادرة حتى الان على تحقيق مال تقوله”. لا حكومة بالمبادرة الفرنسية وحدها

الفرنسيون لا يشكلون عنصرا جاذبا لا لحزب الله ولا للإيرانيين

وشدّد الأمين ان الدور التاريخي والتربوي والثقافي لفرنسا في لبنان مقرر ومعترف به من قبل مختلف الأطراف، لكن الفعالية لهذا الدور تراجعت الى حد كبير، فصحيح ان ثمة اتصالات بين “حزب الله” والفرنسيين عدا عن اللقاءات التي جمعهتم عبر السفارة الفرنسية عندما جاء الرئيس ماكرون، وكذلك اتصالات باريس بطهران وواشنطن الا هذا لا ينفي تراجع نفوذها، وهو ما يمكن توضيحه من خلال بدء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل”، مشيرا ان “قرار بدء مفاوضات الترسيم والتنازل النوعي لـ”حزب الله” وايران بالسماح للبنان التفاوض مع تل ابيب هو رسالة أعطيت هدية للولايات المتحدة لأنها هي صاحبة القرار على ان يقابلها رد إيجابي، ولكن واشنطن لا تزال مصرة على معاقبة “حزب الله” وتتحدث عن لائحة عقوبات جديدة وهو ما يزعج الحزب ويجعله غير متجاوب حتى مع المبادرة الفرنسية”، وبالتالي “الفرنسيون لا يشكلون عنصرا جاذبا لا لحزب الله ولا للإيرانيين”. وخلص الأمين “لا شك بأن إيران وحزب الله لا يريدان ان يعاديا فرنسا، لكن إذا كان هناك تسوية في لبنان على المستوى الحكومي هذه التسوية يجب ان تتم مع الولايات المتحدة بشكل مباشر اوغير مباشر، وما يجري اليوم ان الفرنسيين وحدهم من يفاوضون، في حين ما يريده “حزب الله” من الفرنسيين ان يقول لهم انه يفاوض أيضا معهم نيابة عن الأميركيين وهو ما لا تستطيع فعله باريس وما لم تقله حتى الآن، لذا هناك صعوبة بالتوصل الى تشكيل حكومة بالمبادرة والدور الفرنسي وحده”.

 

ليحلم الحريري

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 29 تشرين الثاني 2020

حين استقال الرئيس سعد الحريري بعد أقلّ من أسبوعين على اندلاع "ثورة 17 تشرين" 2019، قال إنّه فعل ذلك "استجابة لإرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير"، مقرّاً بأنّه حاول أن يجد مخرجاً "نستمع من خلاله لصوت الناس، ونحمي البلد من المخاطر الأمنية والاقتصادية والمعيشية".

بدا الحريري أنّه فهم أنّ الحلول ستأتي من خارج قوى النظام السياسي التقليدية، أقلّه بمثل ما يحصل في العراق مع حكومة مصطفى الكاظمي..

بيد أنّه وقبل أن يعاد تكليفه، عشية الذكرى السنوية الأولى للثورة، مهّد الحريري لعودته في إطلالة إعلامية مع الزميل مارسيل غانم بالقول: "أنا مرشح لرئاسة الحكومة من دون جميلة حدا"، أي بالاستناد الى قواعد النظام التقليدية، وترؤسه كتلة نيابية تمنحه صفة تمثيلية أكيدة لدى الطائفة السنية.

ثم عاد وأضاف أنّ في باله تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين لفترة ستة أشهر تعيد وضع البلد على سكّة النجاة، منتقداً عدم استقلالية الاختصاصيين الذين شكّل منهم الرئيس حسان دياب حكومته. أي عاد إلى مربع القوى التقليدية للنظام السياسي.

لا يتحمّل الحريري وحده بالطبع مسؤولية الارتباك الذي يعبّر عنه هذا التقافز من داخل تقاليد النظام السياسي إلى خارجها، والعكس. فقوى النظام سقطت، ولم تسقط في الوقت عينه. هذا ما تعبّر عنه هوّة انعدام الثقة الهائلة بين جزء كبير من الناس وبين النخبة السياسية الحاكمة، التي سقط ممثلّوها في امتحان الانتخابات الطالبية الجامعية سقوطاً مذلّاً، ودّالاً على مزاج الناس لو أجريت انتخابات نيابية مبكرة.

عاد وأضاف أنّ في باله تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين لفترة ستة أشهر تعيد وضع البلد على سكّة النجاة، منتقداً عدم استقلالية الاختصاصيين الذين شكّل منهم الرئيس حسان دياب حكومته. أي عاد إلى مربع القوى التقليدية للنظام السياسي

مشكلة الحريري أنّه في هذه اللحظة الجنائزية لقوى النظام السياسي اللبناني، قرّر الدفاع عن النظام وقواه وكأنّه ابن تاريخي لهذا النظام، وهو أقل أبنائه نسباً شرعياً له. بالكاد يمكن اعتبار والده الشهيد رفيق الحريري ابناً للنظام، الذي هبط عليه من خارجه تماماً، وإن أحسن انتحال صفة الانتساب إليه لتمرير مشروعه النهضوي الفريد في تاريخ لبنان، وربما في المنطقة!

فكيف ينصاع الحريري لصوت الناس ويستجيب لإرادتهم، متبرّعاً في الوقت نفسه بإقناع رئيس الجمهورية بتهريب "التدقيق المالي الجنائي" على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم"! وأما الديب فهو قوى النظام السياسي مجتمعة برئاسة حزب الله، وأما الغنم فهم الناس الدين فنيت أعمارهم ومدّخراتهم وهم يموّلون شهوات الديب وفساد سياساته.

لمصلحة من يضع سياسي نفسه، في هذا الموقع، بعد أن اكتسب من ثورة اللبنانيين فرصة ثانية، ولو غير مضمونة، لإعادة ابتكار نفسه وتفعيل المخزون المجيد لإرث أبيه؟

لمصلحة من يكلّف نفسه بدور شيخ الصلح بين قوى متهالكة، تستكمل معارك سابقة من ثمانينيات القرن الماضي؟

فهل يملك اللبنانيون أدني الشكوك بفحوى الاشتباك الأخير بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري.. يلوّح الأول بالتدقيق الجنائي، وهو المدان ولو بشكل غير مباشر من خلال عقوبات أميركية على "نصفه الثاني" بسبب تهم بالفساد.. فيردّ الثاني بالتلويح بقانون انتخاب يتوسّل سلاح العدد الشيعي، وذخيرة الاستنفار المذهبي، ومتاريس رعب الطوائف، وهو يلهو بمفردات الدولة المدنية!

مَن من اللبنانيين، الذين يقول الحريري إنّه يريد الاستماع اليهم، معنيّ بهذه المعركة التي تدور رحاها بين قوى مدانة سلفاً، لا يرجو اللبنانيون لها إلا "هلاك الظالمين بالظالمين"؟

لو أنه دخل على خط هذه المعركة بصوت الناس، لاستنزاف مصداقية الاثنين معاً، ولكان فضح الطبيعة الانتهازية الكيدية لهذا الاشتباك.

على العكس، بدا الحريري في موضع الاصطفاف، مع الثنائي الشيعي، وتحديدًا الرئيس نبيه بري، مكلّفاً بالدفاع عن وجهة نظر العنوان الأبرز والأشمل في التجربة اللبنانية لكل ما انتفض اللبنانيون ضدّه منذ أكثر من عام.

خطأ الحريري الثاني الأفدح، إلى جانب موقفه من التدقيق المالي الجنائي، هو الآلية التي اعتمدها في تشكيل الحكومة، على قاعدة مسايرة الشيعة (ووليد جنبلاط) والخضوع لمشيئتهم في تسمية وزرائهم، أو أقلّه إعطاء هذا الانطباع بما يكفي من مصداقية... في مقابل التصلّب بالعنوان نفسه مع المسيحيين وتحديدًا جبران باسيل، ما وسّع دائرة الاستفزاز لتشمل بكركي نفسها، التي وجّهت انتقادات مباشرة لأداء الحريري في عملية التأليف.

أعطى هذا السلوك جبران باسيل صفة الضحية "وإن كانت لا تشبهه إطلاقاً"، ووفّر له ما يكفي من ذخيرة، للشحن المذهبي الذي يجيده، حول عنوان يمتلك مقداراً من المشروعية وسط الجنون المذهبي والهوياتي المندلع في لبنان.

هل يملك اللبنانيون أدني الشكوك بفحوى الاشتباك الأخير بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري.. يلوّح الأول بالتدقيق الجنائي، وهو المدان ولو بشكل غير مباشر من خلال عقوبات أميركية على "نصفه الثاني" بسبب تهم بالفساد.. فيردّ الثاني بالتلويح بقانون انتخاب يتوسّل سلاح العدد الشيعي

سبق ذلك توسّل "مهين" لأسعد حردان بغية تأمين غطاء مسيحي وغطاء رقمي لتكليف الحريري، ما شكّل ذروة اللحظة الدراماتيكية في مسيرة سياسي شاب، وجد نفسه يقدّم أوراق الانتساب للنظام في لحظة موته السريري.

المقرّبون من الحريري يروّجون أنّ بحوزته تشكيلة راقية من أسماء لبنانية لا غبار عليها ومن أصحاب الإنجازات العملية وليس السمعة فقط. ولو قُدّر له أن يقرأ هذه الأسطر، لعرف أنّ عليه إعلان تشكيلته اليوم أمام الرأي العام اللبناني، لئلّا يضيّع فرصة قلّما تتكرّر لسياسي أن يعيد إنتاج نفسه وصورته وسمعته.

هكذا يكون سماع صوت اللبنانيين، وهكذا يكون استخلاص عِبَرَ الثورة ودروسها. الارجح أنّه لن يُسمح للحريري بتكوين "الفريق الحلم".. أو أنّه هو نفسه لا يرى "حيثيته" المستجدة بالانقلاب على الواقع المليء بالظلم المعنوي والمالي والسياسي و"الدولتي". الدولة التي يحكم أداؤها الدستور فقط لا غير. فإذا لم تحصل العودة إلى "الكتاب" في ظلّ الانهيار الكامل، فمتى تحدث؟

هي المرة الأولى وربما الأخيرة التي لا يستطيع فيها أحد أن يصادر منه القدرة على الحلم مجدّداً.. في جيبه تكليف يمكن له أن يستخدمه ليعيد الأمل الى اللبنانيين، وأن يقدّم كلّ التشكيلات الممكنة التي تحاكي صورة لبنان الذي يستحقّونه، وأن يسدّد باسمهم ضرباتٍ إضافية لسمعة ومستقبل قوى النظام الكاسرة..

تقول إلينور روزفلت، الناشطة والديبلوماسية والسياسية، وزوجة الرئيس الأميركي العظيم ثيودور روزفلت:

"المستقبل ملك للذين يؤمنون بجمال أحلامهم"..

المستقبل!! يا لروعة الصدف.

عُد إلى الحريرية الأصيلة دولة الرئيس. ما لم تكن الحريرية حلماً، فماذا تكون؟

 

عجائب مجلس النواب: بين "صبّاط" سليم سعادة.. وخروف جميل السيّد

كريستال خوري/أساس ميديا/الأحد 29 تشرين الثاني 2020

يقولها العونيون كما هي: ثلاثة قوى فقط تريد التدقيق الجنائي، وهي "تكتل لبنان القوي"، أي هم، و"كتلة الجمهورية القوية"، أي "القوات"، و"كتلة الوفاء للمقاومة"، أي حزب الله. الاثنان الأولّان قتالهما السياسي معلن وصريح. أما الفريق الثالث، فيعتمد في دعمه على حساباته مع القوى الأخرى.

ما لا يقولونه يظهر جلياً بين السطور: البقية تلعب لعبة مزايدة لا تريد من خلفها إلا تضييع الشنكاش وتطيير المحاولة الجدية لدخول دهاليز مصرف لبنان.

احتدم النقاش حول مصير التدقيق الجنائي مع خروج شركة "ألفاريز ومارسل" من لبنان نتيجة اصطدامها بواقع السريّة المصرفية التي تحجج بها مصرف لبنان ليقفل خزائنه بوجه مدققي الشركة العالمية، مقابل إصرار الرئاسة الأولى على خلع الأبواب الموصدة وفضح الألغاز التي تختزنها والتي قد تعرّي، وفق العونيين، الكثير من القوى السياسية.

ولهذا، لجأ رئيس الجمهورية ميشال عون إلى آخر الأوراق المتاحة بين يديه، موجهاً رسالته إلى مجلس النواب لوضع الأخير أمام مسؤولياته تجاه الرأي العام، اذ اعتبر عون أنّه "يجب التعاون مع السلطة الإجرائية لتمكين الدولة من إجراء التدقيق المحاسبي الجنائي في حسابات مصرف لبنان، والتدقيق ينسحب إلى سائر مرافق الدولة العامة تحقيقاً للإصلاح المنشود وبرامج المساعدات التي يحتاجها لبنان راهناً".

يقولها العونيون كما هي: ثلاثة قوى فقط تريد التدقيق الجنائي، وهي "تكتل لبنان القوي"، أي هم، و"كتلة الجمهورية القوية"، أي "القوات"، و"كتلة الوفاء للمقاومة"، أي حزب الله. الاثنان الأولّان قتالهما السياسي معلن وصريح. أما الفريق الثالث فيعتمد في دعمه على حساباته مع القوى الأخرى

وفق المنظور القانوني، توجيه الرسالة هو من الحقوق المحفوظة لرئيس الجمهورية بمعزل عن مضمونها، وهي بالنتيجة صلاحية يمكن له استخدامها حين يشاء من باب حثّ مجلس النواب على مناقشة مضمون هذه الرسالة.

وعادة ما يحصل ذلك من خلال آليتين:

- إما يبلغ مجلس النواب بنيته توجيه رسالة مباشرة، ما يعني أن يتوجّه بنفسه إلى البرلمان للقيام بهذه الخطوة، وفق المادة 145 من النظام الداخلي للمجلس. وحينها يكون أمام رئيس المجلس مهلة ثلاثة أيام لدعوة الهيئة العامة للانعقاد للاستماع إلى رئيس الجمهورية يوجه رسالته بشكل مباشر، على أن ترفع بعد ذلك الجلسة لمدة 24 ساعة ليعود المجلس وينعقد ويناقش مضمون الرسالة، ويتخذ الموقف أو الإجراء أو القرار المناسب.

- وإما يوجّه رئيس الجمهورية الرسالة عبر رئاسة مجلس النواب الذي يكون أمام مهلة ثلاثة أيام لدعوة الهيئة العامة للانعقاد ومناقشة الرسالة، وأيضاً ليتخذ الموقف أو الإجراء أو القرار المناسب.

في النتيجة، للمجلس كامل الحرية في التصرف بالرسالة، بمعنى رفضها أو الأخذ بها كتوصية أو كرسالة حثّ لاتخاذ قرار معيّن أو تقديم اقتراح منسجم مع مضمون الرسالة أو تشكيل لجنة أو أيّ شكل من أشكال التناغم من الرئاسة الأولى. ومن هنا، فإنّ أهمية خطوة رئيس الجمهورية تكمن في وضع السلطة التشريعية أمام مسؤوليتها تجاه الرأي العام من باب لفت النظر لا أكثر.

وفق المنظور القانوني، توجيه الرسالة هو من الحقوق المحفوظة لرئيس الجمهورية بمعزل عن مضمونها، وهي بالنتيجة صلاحية يمكن له استخدامها حين يشاء من باب حثّ مجلس النواب على مناقشة مضمون هذه الرسالة

عملياً، في مسألة التدقيق، كان هناك أربع قوى أساسية تشكل مكوّنات حكومة حسان دياب، وهي "التيار الوطني الحر" و"الثنائي الشيعي" و"تيار المردة"، وهي موجودة أيضاً في مجلس النواب، وتدرك جيدا فحوى الاتفاق الذي وقعته الحكومة مع شركة التدقيق، وتعرف مسبقاً ما هي العوائق والألغام التي تواجه عمل الشركة. وقد تمّت مناقشة مدى القدرة على تجاوز السرية المصرفية بكثير من التوسّع. ولذا، فإنّ أخذ النقاش إلى مجلس النواب لا يحمل أيّ إرادة جدّية في السير في مجال التدقيق، وإنما هو مجرّد محاولة ساذجة لملء الوقت الضائع بتجاذبات لم تعد تنطلِي على الرأي العام.

ومن تسنى له الاستماع إلى مداخلات النواب خلال الجلسة، لتأكد أنّها ليست سوى حفلة مزايدة لا تطعم ولا تسمن. وها هو النائب سمير الجسر، ممثلّاً "كتلة المستقبل" يتحدّث عن أنّ "التدقيق الجنائي لا يبدأ إلا بعد انتهاء التحقيق العادي من مهمته وهو يتتبع مسار الخطأ ليصل الى ربطه بجرم جزائي إذا توفر"... وكأنّ "جرم" سرقة أموال المودعين والهدر بمليارات الدولارات، وضياع 100 مليار دولار من أموال المودعين، يحتاج إلى "تحقيق عادي" لكي يثبت لكتلة المستقبل حصول جريمة تستدعي تحقيقاً جنائياً.

كلّ ما تقوم به القوى السياسية هو تقاذف كرة المسؤولية. ولو أن ثمة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مجلس النواب فيما لو توافرت الإرادة الجدّية لتخطي حاجز السرية المصرفية، إلا أنّ الكتل النيابية المتناحرة تحاول تكبير حجر القضية من خلال المطالبة بتعميم قاعدة التحقيق لتشمل كافة القطاعات (وأهمها الكهرباء) وذلك من باب إفشال هذا المشروع وليس إنجاحه وتعميمه، على قاعدة: "كبّر الحجر.. حتّى ما يصيب".

ومع ذلك، خرج مجلس النواب من جلسته التشريعية بعد إقرار توصية تنصّ على إخضاع مصرف لبنان للتدقيق الجنائي مع كافة مرافق الدولة. لكن ماذا يعني ذلك؟ خصوصاً وأنّ بعض النواب تحدّث عن الحاجة إلى إقرار قوانين لترجمة القرار؟

يقول بعض النواب إنّ معظم الكتل السياسية تحدّثت خلال جلسة الاستماع الى الرسالة، عن عدم الحاجة إلى تعديل قانون السرية المصرفية كي يتسنّى إخضاع مؤسسات الدولة وبينها مصرف لبنان للتدقيق الجنائي. ولهذا جرى إقرار التوصية من دون مناقشة الاقتراحين المقدمين في هذا الشأن.

ها هو النائب سمير الجسر، ممثلّاً "كتلة المستقبل" يتحدّث عن أنّ "التدقيق الجنائي لا يبدأ إلا بعد انتهاء التحقيق العادي من مهمته وهو يتتبع مسار الخطأ ليصل الى ربطه بجرم جزائي إذا توفر"... وكأنّ "جرم" سرقة أموال المودعين والهدر بمليارات الدولارات، وضياع 100 مليار دولار من أموال المودعين، يحتاج إلى "تحقيق عادي"

يشير أحد النواب العونيين إلى أنّ لهذه التوصية قوة تحفيز من شأنها أن تدعم وجهة النظر التي تفتي بإمكانية حصول التدقيق بشكل تلقائي من دون الحاجة الى تعديل قانون السرية المصرفية، ما يعني انضمام مجلس النواب برمته إلى موقف رئيس الجمهورية في هذا الشأن. وبالتالي لم يعد اعتراض مصرف لبنان مبرَّراً وبات محرجاً أمام الرأي العام بعد انضمام السلطة التشريعية إلى السلطة التنفيذية. لكن هل سيبدّل رياض سلامة رأيه ويقدّم المستندات؟ لا جواب حاسماً.

هل هذا يعني أنّه سيصار الى استدعاء "ألفاريز ومارسال" من جديد؟ كذلك، لا جواب لدى النواب لأنها مهمة وزارة المال!

على الهامش، من المفيد الإضاءة على مداخلتين فيهما الكثير من السخرية المعبّرة عن حال البلد، وحال نوابه. يصف النائب سليم سعادة حاكم مصرف لبنان بـ"الموظف الصباط" بعد مطالعة علمية دقيقة عن أهمية التدقيق الجنائي في كشف الاحتيال سواء في المستندات أو في الحسابات، فيما يروي النائب جميل السيد حكاية الحريق الذي شبّ في الغابة فتصارعت الحيوانات في بحثها عن مفتعل الحريق، واذ بالاعترافات تنتهي عند الخروف، الذي اكتفى بالقول إنّه يقتات من العشب... فإذ بوحوش الغابة تحمله مسؤولية افتعال الحريق!

أمس كان مجلس النواب ساحة تبادل الحيل لعدم فعل شيء حيال المجزرة المالية والاقتصادية التي نعيشها، والتي بات المجتمع الدولي يربط المساعدة على تجاوزها بالتدقيق الجنائي. ولعلّ "الخروف" هو الناخب – المواطن الذي سيدفع الثمن وحيداً، فيما النواب لم يروا دليلاً جرمياً بعد، بحسب تصريح النائب المستقبلي سمير الجسر.

 

اغتيال زادة: حزب الله يعزِّز قدراته وإيران تطالب بالتهدئة

منير الربيع/المدن/29 تشرين الثاني/2020

تشير العملية الأمنية الجديدة في إيران، والتي أدت إلى اغتيال "أب القنبلة النووية" وفق التوصيفات الأميركية والإسرائيلية، إلى عدم وجود أية تحضيرات أميركية لعملية عسكرية كبرى أو مفتوحة ضد طهران.

الحسابات الإيرانية

إنها جزء من العمليات الأمنية والمخابراتية التي لن تتوقف. وهذه قناعة القوى كلها. ولكن إيران تجد نفسها أمام ردّ حتمي على هذه العملية، كي لا يتكرر الكثير منها بدون ردود فعلية وفاعلة.

فطهران تعتبر أن اميركا وإسرائيل تريدان استغلال المدة المتبقية من ولاية ترامب، لتنفيذ أكبر قدر من العمليات القوية ضدها، بدون الوصول إلى معركة مفتوحة. وترتكز وجهة النظر الإيرانية على أن إسرائيل تريد بهذه العمليات استدراج طهران للردّ، والدخول في مواجهة. لذلك يأخذ البحث الإيراني عن ردّ، هذه المسألة في الاعتبار، لعدم التورط بمواجهة كبرى.

تحسّب حزب الله

ستزيد العملية الاستنفار والتوتر الأمني والعسكري لدى إيران وحلفائها. والاستنفار أعلن نفيره العام منذ صدور نتائج الانتخابات الأميركية. وكانت أولى مندرجاته في لبنان إعلان أمين عام حزب الله حسن نصر الله التحسب لحصول أية خطوة أميركية أو إيرانية متهورة، فطلب من جهاز حزبه العسكري اتخاذ إجراءات الجهوزية الكاملة. وتكشف المعلومات أن حزب الله عمل في الفترة الماضية على إجراء تغييرات تكتيكية ولوجستية في جنوب سوريا وجنوب لبنان. فأرسل المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الجنوب، وأعاد انتشاره في جنوب سوريا وفق مقتضيات المرحلة. وذلك لتجنب المزيد من الضربات وسقوط خسائر، وتحسباً لحصول تطور، وليكون قادراً على فتح الجبهتين اللبنانية والسورية في حال حصول طارئ أو تطور.

داخل إيران

والمفارقة أن العملية الأمنية النوعية حصلت داخل الأراضي الإيرانية. ما يعني أن المعركة أصبحت داخل البيت الإيراني. طبعاً ليست هذه المرة الأولى من عمليات اغتيال علماء نوويين إيرانيين. وهي ليست المرة الأولى التي تحاول فيها إسرائيل اغتيال هذا الرجل نفسه. وهذا بعد عملية قرصنة إلكترونية إسرائلية قبل سنوات، للحصول على تفاصيل ومعلومات حول الملف النووي الإيراني. وصورة فخري زاده نشرها وشهر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. والعملية الجديدة مختلفة جذرياً عن اغتيال قاسم سليماني، الرجل الأقوى لإيران ومشروعها الخارجي. فاغتيال سليماني حصل في العراق وليس على الأراضي الإيرانية، وبالتالي يفترض أن يكون الحساب عن هذا يختلف عن الحساب عن ذاك.

أوهام إيرانية

وجاءت الضربة بعد إعلان أكثر من مسؤول إيراني أن الكر والفر بين إسرائيل وإيران قد انتهى. كان القصد أن عمليات الاستهداف الإسرائيلية للإيرانيين وحلفائهم في سوريا ستتوقف. لكن ما هي إلا ساعات حتى جاءت الغارات الإسرائيلية على محيط دمشق والقنيطرة. وهذا فرض على إيران إجراء عمليات إعادة تموضع لقواتها في سوريا. وتعتبر إيران وحزب الله أن هذه العمليات كشفت عن السبب الذي أدى إلى إرسال الأميركيين المدمرة b52، وحاملة الطائرات التي واكبت مثل هذه العمليات الأمنية في المنطقة، والتي قد تستدعي ردّ فعل إيراني، إضافة إلى مواكبة عملية الانسحاب الأميركي من المنطقة.

قاآني في لبنان والعراق

كل هذه الوقائع تدفع حزب الله إلى الاستنفار أكثر، لا سيما في الجنوبين اللبناني والسوري، وتحديداً في درعا والقنيطرة والسويداء. وتشير المعلومات إلى أن حزب الله عمل على نقل عدد من قواته العسكرية من القنطيرة باتجاه درعا. وقبل الغارات الإسرائيلية على سوريا، وقبل اغتيال العالم النووي الإيراني، كان قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني قد زار لبنان في الأيام الماضية، والتقى بأمين عام حزب الله، وبقيادات أخرى. وطلب التهدئة والحفاظ على الواقع القائم وعدم إعطاء إسرائيل أو أميركا أي فرصة للتصعيد أو فتح المعركة، ولكن شرط الجهوزية الكاملة لأي احتمال. وانتقل قاآني إلى بغداد، فالتقى قيادات الحدش وطلب منهم الاستمرار في التهدئة ووقف العمليات ضد المصالح الأميركية. وهذا أيضاً كان مضمون لقائه مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. كذلك فعل قاآني في زيارته إلى سوريا. وتتحدث المعلومات عن خلافات بين حزب الله في الجنوب السوري والجيش السوري. ورفض قاآني أي تصعيد من قبل السوريين أو حزب الله ضد الإسرائيليين انطلاقاً من سوريا.

هذا كله حدث قبل عملية الاغتيال. أما ما بعدها، فإن العمليات الأمنية والاستخبارية ستستمر، من دون فتح معارك كبرى.

 

باسيل يخوض معركة "الاستراتيجية الإعلامية".. شخصياً!

نور الهاشم/المدن/29 تشرين الثاني/2020

-"انت.. انت اللي عم تسبني وتنتقدني منذ سنة، شو بدك؟ مش متلي بدك نائب أو وزير فاسد بالحبس؟"

-"مبلى أكيد"

-"في قوانين استقلالية القضاء وانشاء محكمة الجرائم المالية ومحكمة الرؤساء في المجلس (النيابي). في منها بالجارور ومنها باللجان البطيئة، تعال نضغط سوياً على النواب"...

الحوار التالي، جزء من مقطع الفيديو أعلاه، حيث يخاطب مناصر لـ"التيار الوطني الحر" معارضاً لبنانياً خرج في تظاهرات 17 تشرين، ووجه التهمة للطبقة السياسية بالفساد والهدر وإيصال اللبنانيين الى الحالة التي وصلوا اليها، وتفننّ في شتيمة جبران باسيل.

والفيديو، هو باكورة الاستراتيجية الدعائية التي وضعها التيار أخيراً، ويشرف عليها رئيسه النائب جبران باسيل، وتضم قيادات الصف الأول في التيار الذين باتوا أساس "الهيكل التنظيمي للإعلام والتواصل الاستراتيجي"، حسبما تظهر وثيقة جرى تعميمها على قيادات التيار أخيراً، وتتضمن أسماء أعضاء المهام، وهم قيادات ونواب وقادة سياسيين، بينهم النائب ابراهيم كنعان والنائب الياس بو صعب، وغيرهما من المسؤولين. واللافت أن رئيس التيار، النائب جبران باسيل، يترأس الخطة بنفسه للإشراف على "التواصل الاستراتيجي" الذي لم تصدر التعاميم التفصيلية بعد حول آليات عمله والجداول ذات العلاقة.

وتشير الخطوة إلى أن "التيار الوطني الحر" حوّل نفسه أخيراً من حزب سياسي موجود في السلطة، الى آلة دعائية، يعيش هاجس تعميم وصمة الفساد على الجميع بغرض تبرئة نفسه، وغسل شبهات الفساد عن فريقه، مجنداً كوادره السياسية والإعلامية لهذه المهمة.

فالتيار الذي فشل في السابق في وضع استراتيجية اعلامية يخاطب فيها مناصريه وحلفاءه وخصومه، واستعان بقناة "أل بي سي" كذراع لخطته، قرر أخيراً خوض المهمة بفريقه السياسي نفسه وضمن قنواته، بالتوازي مع "الأذرع" خارجه.

فريق إعداد الخطة، هو نفسه الفريق السياسي الذي تجمعه تناقضات، ويتخبط في القرارات والمواقف، وليس أقلها الانقسام حول "التدقيق المالي الجنائي"، بين النائب ابراهيم كنعان ونواب آخرين في التيار. وقاد التضعضع، التيار، إلى موقع متزعزع وخصومة مع الجميع، بعدما كان قد حاز على أكبر كتلة نيابية في البرلمان في انتخابات العام 2018. يترأس باسيل هذه الماكينة الإعلامية الجديدة، شخصياً، يخوض المعركة بنفسه، ويشرف على صناعة الدعاية التي تتم في مطبخه السياسي، وظهرت باكورتها في مقطع الفيديو أعلاه. يؤكد الشريط أن هذا المطبخ يصنع خبراً زائفاً. من خلاله يعيد ترتيب تحالفاته وخصوماته، فيوجّه الاتهامات الى شركاء الأمس في الحكومات المتعاقبة، ويستبعد منها منافسه الأساسي في الشارع المسيحي، أي حزب "القوات اللبنانية".

ويتقاطع "التيار" مع "القوات" أخيراً، يحتاج الى مساندته في المعركة ضد قانون الانتخابات، وفي التدقيق الجنائي الذي كان يعتزم التيار توجيهه الى حاكم مصرف لبنان بشكل صريح حين تضمن قرار الحكومة أن يبدأ التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وقد آزره حزب "القوات" في اقتراح القانون الذي تقدم به النائب جورج عدوان، ويقضي بتجميد مفاعيل السرية المصرفية لمدة عام، قبل أن يوصي البرلمان، أمس الجمعة، بالتدقيق الجنائي في جميع حسابات الدولة، ومن ضمنها المصرف المركزي، من دون استنسابية.

والفشل الإعلامي الذي يترتب على الفيديو، يقوم على مؤشرين. أولهما أن التيار يوجه الاتهامات بالفساد الى حلفاء الأمس، الذين التقى معهم في حكومات سابقة رغم التباينات السياسية، وهم "حركة أمل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" و"تيار المستقبل"، اضافة الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي سبق أن وافق رئيس الجمهورية نفسه على تمديد ولايته قبل ثلاث سنوات. هؤلاء جميعاً يمثلون قوى سياسية غير مسيحية. وبالتالي، فهو يحوّل المعركة الى منازلة بخلفيات طائفية. علماً أن "القوات" لم يكن حزب سلطة، ولم ينخرط في العمق في ملفات الفساد، وواجه التيار في خطة الكهرباء مثلاً الى جانب "أمل" و"الاشتراكي".

تالياً، فإن تسليط الضوء على الحلفاء، يؤشر في مضمونه الى أن التيار يأمل في التخفيف من شعبيتهم، بمعنى تقويض النفوذ وتحميلهم وزر ما حمله هو في انتفاضة 17 تشرين، بذريعة الفساد. وهي خطة محاطة بالفشل، لأن النظام التشاركي، لا يمكن أن يسمح، بتكوينه السياسي وعقده الاجتماعي، بإلغاء أحد، كما لا يسمح لأي فريق بتلبّس دور مخالف لدوره الحقيقي. فالتيار العوني، هو في النهاية، تيار سلطة.

المؤشر الثاني، تمثل في تبرئة النفس من المسؤولية عن ملفات يُتهم فيها بالفساد! فالتيار، بذلك، يشيح النظر عن الأرقام ويواجهها، وبينها ملفات بواخر الكهرباء والعجز في وزارة الطاقة الذي يبلغ ثلث العجز المالي في لبنان. يهاجم الآخرين، ولا يقدم ما يبرئ به نفسه من الاتهامات الموجهة إليه، واضعاً نفسه خارج دائرة الشبهة، وهو ما ينفيه خصومه في اللجان النيابية وحكومتي الرئيس سعد الحريري السابقتين.  هذا الفشل الإعلامي، هو امتداد للفشل السياسي والتخبط في القرارات. فالفيديو الذي يتم تعميمه في منصات التيار، لا يختلف بصناعته عن الأداء السياسي المتخبّط. تعثرت الخطة منذ انطلاقتها، لتكشف أن الالتفاف على الدور والصورة، لا يمكن تسويقه. فالتيار، هنا، يتنكّر لنفسه بأنه حزب حاكم، ولدوره السياسي، ويذهب في اتجاه صناعة دعاية لا تجد من يتلقفها. فباسيل الذي "خصّته" ثورة 17 تشرين2019 بشعار "هيلا هو"، فوق شعار "كلن يعني كلن" الذي نال من كل أقطاب السلطة، يأتي اليوم بغرض مصالحة الثورة، وتنصيب نفسه جزءاً منها، من خلال خطاب يستدرج تسوية تقوم على فكرة: "انا لا أثق بك، وانت لا تثق بي، لكن علينا أن نعمل سوياً". بهذا الخطاب، يحاول التيار استعادة دوره السابق، ما قبل عودة الجنرال عون من فرنسا، وقبل تسوية الدوحة التي ادخلت التيار الى حكومات متعاقبة وحولته الى تيار سلطة بعدما كان محصوراً في دوره كتيار معارض. دوره كمعارض، لا يستوي مع أرقام العجز في بواخر الكهرباء، ولا مع التغطيات على شبهات الهدر في وزارات الاتصالات والتربية والطاقة، كما لا يستوي مع فرض المحاصصات والتوظيفات في الإدارة. هكذا، يخسر التيار مرة أخرى إعلامياً، كما خسر بالتجربة السياسية.

 

الضغط الدولي سيتعاظم… والرهان على التراجع كلفته كبيرة

كلير شكر/نداء الوطن/28 تشرين الثاني 2020

يكثّف المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش من حراكه السياسي في بيروت، وفي باله أنّ الولادة الحكومية لا يفترض أن تتأخر أكثر. لا بل هي بنظره تأخرت أصلاً. من يرصد حسابه على “تويتر”، يتبيّن مدى حرصه على متابعة كل الشؤون المحلية بدءاً من قانون الانتخابات، وصولاً الى الخطة الاقتصادية مروراً بمعضلة الطلاب الذين يتابعون تحصيلهم في الخارج. في الواقع، يتمحور حراك الديبلوماسي الأممي حول طرح واحد: تأليف حكومة تحاكي تطلعات المجتمع الدولي. وللأخير معيار وحيد لكسر عزلة لبنان، وهي طبيعة الوزراء ومدى استقلاليتهم عن أجندات الأحزاب التي ستسميهم.

أما غير ذلك من شروط تتسرب من خرم الاجتماعات المغلقة، فتبدو فيها بعض المبالغة والهروب من التعقيدات الداخلية. وفق المواكبين، الاعتبار الوحيد الذي تأخذه الدول المعنية، وتحديداً فرنسا لكي تفتح باب “الكاش” أمام اللبنانيين، هو أن يتمتع الوزراء بالحدّ الأدنى من الاستقلالية التي تبعدهم قدر الامكان عن فلك تأثيرات الأحزاب. بالنسبة للادارة الفرنسية، فإنّ المعايير الكلاسيكية في التسميات، انتهت صلاحيتها من لحظة وقوع الانهيار المالي وباتت الحاجة الى دعم خارجي للحؤول دون الغرق أكثر في الفوضى. أما غير ذلك، فلا يشعر الفرنسيون أنهم معنيون بالروايات التي يرويها اللبنانيون عن تضييق من جانب الادارة الأميركية لمنع قيام حكومة جديدة. ولهذا يمثّل يان كوبيتش وفق المتابعين، الموقف الدولي من الملف اللبناني، وراهناً الحكومي، ولذا هو يقوم بمحاولات حثيثة لدفع القوى السياسية الى تذليل العقبات التي تعترض تفاهمها، حيث تشير المعلومات إلى ضغط دولي استثنائي تتم ممارسته على مختلف القوى لدفعها الى الأمام لتحقيق تقدم في الموضوع الحكومي. وينطوي حراك منسق الأمم المتحدة على مسعى يقوده لتسريع وتيرة الاتصالات.

يصر المتابعون على أن العقدة الحكومية محصورة بآلية تسمية الوزراء، من دون سواها، واذا لم يقتنع المعنيون أن الزمن تغيّر وأن الحاجة الى دولارات الخارج تفرض على القوى السياسية القيام بتنازلات في هذا الشأن، فلن يخرج لبنان من قعره. ويشير هؤلاء إلى أنّ سيناريو انتظار دخول الادارة الأميركية الجديدة الى البيت الأبيض، لا يمتّ الى الواقع بصلة لأنّ “حزب الله” يعرف جيداً أنّ المفاوضات الأميركية- الايرانية قد تمتد إلى أشهر قبل أن تتحدد معالمها، بينما الوضع اللبناني لا يحتمل أسابيع. واذا ما كان “الحزب” قادراً على الصمود، فإنّ بيئة حليفه، أي العهد و”التيار الوطني الحر” لا تتمتع بمقومات الصمود أبداً.

ولهذا يقول هؤلاء إنّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يراهن على استسلام العهد لضغوطات شارعه كي يفتح باب التعاون معه وفق القواعد التي تضعها الادارة الفرنسية. واذا “مش التلاتاء، بلكي الخميس”! ولكن في المقابل، يلفت خصوم قوى الثامن من آذار، الى أنّ ثلاثي العهد والثنائي الشيعي لا يبدي أي استعجال لدفن حكومة حسان دياب. لا بل أكثر من ذلك، تقبض هذه القوى على رئاسة الجمهورية، وأغلبية مجلس النواب، والحكومة، والعديد من الأجهزة الأمنية، وها هو المجلس المركزي للمصرف المركزي في قبضتها. فلماذا تستعجل لتأليف حكومة جديدة مع شركاء جدد؟ بالنسبة لهؤلاء، لا يزال رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يخوض معركة الحكومة على قاعدة “الصولد” بعد ضربة العقوبات التي تعرض لها. ولذا هو غير مستعد لتقديم أي تنازل خصوصاً اذا تبين له أنّ ادارة جو بايدن على استعداد لمراجعة علاقتها به. ولكن وفق ملتقي دبلوماسيين غربيين، فإنّ الضغط الخارجي سيتعاظم أكثر مع الوقت لدفع القوى اللبنانية الى القبول بالشروط المفروضة منذ اللحظة الأولى. وبالتالي إنّ الرهان على الوقت سيزيد الكلفة لا أكثر.

 

خفايا عداء حزب الله لرياض سلامة .. إبحثوا عن تبييض الأموال

ربيع طليس/صوت بيروت إنترناشونال/28 تشرين الثاني 2020

سلب حزب الله كلّ شيء، كلّ المكارم، بدّد أخلاقيّات الخصومة والشرفيّة فيها، حتّى أنّه إرتقى إلى الرّعيل الأعلى من كارما الخبث السياسي، فرغم أنّه إستولى على الدّولة ومقدّراتها، أوصله طمعه لودائع اللّبنانيّين ومصائر مستقبلهم القريب، وكيف لا ! وهو يريد أن يبيّض أمواله ليُكمل حروبه الإرهابيّة العبثيّة !

منذ عام ١٩٩٢ وحزب الله كما سائر الكتل النّيابيّة، يصوّت على تعيين “رياض سلامة” حاكماً لمصرف لبنان، إلّا أنّه ومنذ عامين، جنح لتأسيس فرقٍ يساريّة ودعمها بغرض تهييئها للمطالبة بإقالته تحت عنوان “الفاسد الأكبر”، شعاراتٌ رنّانة تمّ إستخدامها، ونوايا أنّانة عُمل لإنفاذها …

في ظلّ الشّح المالي الّذي بدأ يعانيه حزب الله إبان الحرب السورية، واليمنيّة، والعراقيّة، إنبرى لتوسيع دائرة سيطرته على مؤسسات الدّولة، فطفق يجتاح البلديّات لتعلو عقب ذلك صرخات النّاس من فساده فيها، وهي التي إمتصّ غنائمها عبر شركات ومقاولين وما زال، ومنهم من فرضت عليهم وزارة الخزانة الأميركيّة عقوباتٍ مؤخّراً، أمثال “آرش” و “معمار”، إلّا أنّ هذا لم يعُد يكفِ بعد أن إشتدّ الخناق، فكان التخلّص من مشاركة غيره على قرار حاكميّة مصرف لبنان هو الخيار الأوّل والأخير لديه -وأقصد بهم الأحزاب مجتمعة، التي لا تنأى بفسادها عنه-، وذلك للتّفرّد بالعملة الصّعبة الموجودة في المصرف المركزي، وتصريفها بعد تبييض الأموال بشركات لرجال أعمال يتبعون له، أو بعد جني الأموال من جمعيّات تعود لملاكه، ويكون قد إنهار الإقتصاد تماماً، ومن هذه الشركات والجمعيّات وآليّة أعمالها:

*شركةDERONI” للمواد الغذائيّة المدعومة العائدة لمجموعة “BITARINTL”:*

يملك هذه الشركة “رامي بيطار” ووالده “هلال بيطار”، وهما من رجال الأعمال الّذين يقومون بنشاط تجاري عالمي، وتُعدّ شركة “DERONI” فرعاً من فروع مجموعة “بيطار إنتركونتيننتال” في لبنان وسلسلة السوبر ماركت الشهيرة “توفير”، واللّواتي يغذّين شريان حزب الله المالي، كما أنهم يمتلكون شركات في رومانيا وسويسرا لا تنفصل عن إيصالها بشكل منتظم مئات الآلاف من الدولارات إلى حزب الله كل شهر بغية تمويل نشاطه الإرهابي، غير القانوني …

قام “رامي بيطار”، بعد إيعازٍ جاءه من “حسيب هدوان” او الشهير بِ “الحاج زين”، إبن بلدة حزّين البقاعيّة والّذي يشغل منصب عضو مكتب الأمانة العامّة في حزب الله ومسؤولاً عن جهاز جمع التّبرّعات فيه، بإستيراد سلعٍ غذائية مدعومة من الدّولة اللّبنانيّة عبر شركاته، وتمّ توزيعها في متاجره وسائر المتاحر الأخرى في كافّة المحافظات، وذلك بهدف بيعها وتحصيل الأموال المجنيّة لحزب الله من خلال تجاراته وأعماله غير المشروعة في الخارج …

ما إن تُباع البضائع، ومنها ما يندرج ضمن أسعارٍ محروقة تكاد لا تؤتي رأس مالها الأصلي، حتّى تُسلّم العملة الصعبة لِ “حسيب هدوان” ويُصار إلى تصريف المحاصيل بالعملة اللّبنانيّة من مصرف لبنان على سعر الأربعة آلاف ليرة للدّولار الواحد ومن ثمّ تصل لحزب الله، ولهذا صرّح “نعيم قاسم” برفض حزب الله لرفع الدّعم ‏عن السّلع، ليس محبّةً باللّبنانيّين، إنما إذا إنقطع الدّعم تتضرر خزينة حزب الله …

*شركة “عزّ الدين” لتجارة المواد الغذائية:*

أصحابها هم إثنان، “فادي عز الدين” و “كامل عز الدين”، أشقّاء “مادوف لبنان”، “صلاح عز الدين”، وأصحاب لمبانٍ تُستخدم كمراكز لحزب الله من أبرزها بناية عز الدين على أوتوستراد “هادي نصر الله”، والمعنيّة بإيواء العناصر الجدد المنوي إخضاعهم لدورات منوطة بوحدة الرضوان ويحتاجون لفحوصات صحيّة …

جنحت هذه الشركة بالتعاون مع شركات “رامي بيطار” لإعادة تصدير بضائع قامت بإستيرادها على سعر الدّعم إلى عدّة دول أفريقية وآسيوية، والتي رأيناها في الصور، وبتغطية من حزب الله، من أجل تأمين الدولار الكاش على حساب المواطن اللّبناني ومن أمواله حيث أنّه لم يستفد من السلع التي دعمتها الدولة إلّا بالقليل وإعترض على إقصائها الحزب كرمى لإنعاش ذاته وإرهابه، بمال اللّبنانيّين ودمائهم …

من أجل تحويل التمويل إلى حزب الله ، رامي بيطار على اتصال منتظم مع الحاج زين ، المسؤول عن جهاز جمع التبرعات في حزب الله. من بين أمور أخرى ، يساعد رامي بيطار الحاج زين في بناء آلية سرية لتحويل الأموال إلى حزب الله من جهات مانحة مختلفة حول العالم ، دون الكشف عن مصدر الأموال والغرض منها ، وذلك باستخدام البنية التحتية التجارية للشركات التي يمتلكها …

*شركة “إيوو للوساطة التجاريّة” أو “”Yiwu Sky Trading”:*

وهي شركة صينيّة، تتّخذ نطاق عملٍ واسع في شرق المتوسّط ومناطق تنامي خلايا حزب الله، وأوج نشاطها يبرز بين الصّين وأفريقيا ولبنان، بعنوان يشمل توريد ومتابعة الطلبيّات والبضائع، وتظهّر هذا الإسم وترويجه عبر جيش حزب الله الإلكتروني على منصاته، بالعلاقة الوطيدة بين حزب الله والصّين من جهة، وبين إيران وإيّاها من جهة أخرى، بدليل المادة الداخلة بتصنيع الكابتاغون التي يتمّ إستيرادها منها وتُدعى “الأم-فيتامين”، وكما هو المعروف أهميّة هذه التجارة لدى حزب الله، إلى جانب تهريبه تجّار المخدّرات إليها بعد تزويره جوازات سفرهم برفقة مسؤولين ينتمون إليه، وذلك أثناء الخطط الأمنيّة لقاء مبالغ ضخمة من المال

تنتهج هذه الشركة نهج شركة “DERONI” في تبييض الأموال وسلخ حقوق النّاس، ببضائع تصل إلى لبنان على شكل طلبيّات، ومنها ما بكون صحيحاً بالفعل، وللحزب عمولة بها، أيضاً بمحاذاة إيصال المواد اللازمة لتجارات الحزب، نظراً للعلاقة الصلبة والمصالح المشتركة المتأصّلة بين الصّين وبينه …

*الجمعيّات الخيريّة والدّينيّة*

*جمعية بنين الخيرية الدولية*

مجالها مساعدة المحتاجين والأيتام أيّاً كانت أعراقهم أو طوائفهم في المجتمع اللبناني بعد جمع التبرعات من لبنان والعالم، لكنّ المفارقة أنّ “رامي بيطار” عضوٌ في مجلس إدارتها الّذي يرأسه “جاد بيضون” …

تتمتّع جمعيّة “بنين” بسمعة مرموقة، وهذا ما دفع حزب الله لإستغلالها، كي لا تشوبه الشّبهات، وعلى غرار غيره، يبدو أنّ “جاد بيضون” أغوته خيوط راية حزب الله، الإرهابي، لإيصال تبرّعات المانحين لحزب الله مقابل حصوله على إمتيازاتٍ في سلسلة سوبر ماركت “التوفير”، فتكون العمليّة بشقّين، تموبل إرهاب وغسيل أموال …

*جمعية المشاريع وكشافة المهدي وغيرهم*

وهي تابعة لحزب الله، الّذي يملك حصة واسعة في مصرف لبنان ويريد أن يستأثر بالفساد وحده عبر تغيير حاكم المصرف، وتقوم هذه الجمعيّة بتصريف الأموال من اللبنانيّة إلى الدولار من أموال المودعين بسعر يوازي أربعة آلاف ليرة، كما هو الحال في الجمعيّات الأخرى العائدة للحزب مثل الكوثر والإمداد، فضلاً عن شبهة جمعيّة المشاريع الخيريّة الإسلاميّة، العاملة على صعيدٍ دولي، والمتحالفة معهم في ميادين الإنتخابات النيابيّة عبر مرشّحين بإسمها، حيث أنّ تقفّي آثارها خارج لبنان سيوصل لأكثر فأكثر …

*القرض الحسن*

مؤسّسة أنشأها حزب الله وهي تعود له لإعترافه، إتّخذت شكل النظام المصرفي، وبدأت تؤدّي دوره بالتّسليف لجميع الناس، مع تحويل رواتب المتقاعدين وعوائل الأموات في الحزب ليتقاضوها عبره، وتوصيفها الدّقيق أنّها فرع رئيسي لغسيل الأموال وإستجلاب الدّولار من المصرف المركزي على سعر الصرف أربعة آلاف ليرة، ومن الودائع الموجودة، بموازاة أنّها تهديم للنظام المصرفي في لبنان، تسلبه وتبني نفسها على حسابه، بمعنى آخر “اللّادولة” !سبيلٌ سرب به حزب الله غير أنّه لم يفِ هذا الأسلوب بالغرض، فالحزب يضع عينه على أموال المودعين، وهو السّبب الرئيسي في مثابرته بطلب إقالة “سلامة”، ليعيّن آخراً يتبع لِ “جبران باسيل”، ويقطع دابر رؤساء الأحزاب من سلب تقاسم حقوق الشّعب، وما هو مؤكّدٌ أنّ “سلامة” ليس بملاك، وكامل الأحزاب أردت التّدقيق الجنائي صريعاً، لأنّهم كأحجار الدّومينو، بسقوط أحدهم تتهاوى الإمبراطوريّات وكارتيلات المحاصصات … هذه هي طريقة حزب الله في تنشيط نفسه على ركامات بلدٍ وتقويض سياسيةٍ تقطّعت أوصالها بفعل إرهابه وإهراقه للدّماء كرمى لتسييد إيران، لا بحروب المواجهة إنّما بالغدر والخديعة، وها هو لم ينفكّ عن إصراره على تمزيق حياة اللّبنانيّين ومنعهم من الحصول على أدنى مقوّمات الحياة … نعم، حزب الله من حاصر لبنان إقتصاديّاً، وهو من حمى وحامى عن الفاسدين الّذي يرأسهم بصريح لسان “نصر الله”، الّذي مانع صرخة المطالب محاولاً الآن ركوبها مجدّداً، وهو من يسعى لإمتصاص ما تبقّى من أموالكم … عدم المعرفة ليس عيباً، إنّما العيب في رؤية الحقيقة وزيادة العداء حيالها !

 

النقابة وحدود الحصانة

بشارة شربل/نداء الوطن/28 تشرين الثاني 2020

يستحق وزير الداخلية، الذي عاب عليه "وزير القصر" عدم وضع كلامه في الميزان إثر اتهامه الاكثرية الساحقة من القضاة بالفساد، أسباباً تخفيفية تُمنح له على قِصر فترة تلوثه بالسياسة وبداهة تعبيره، وعلى صراحته ولو أتت جارحة وجنحت الى تعميم يظلم قضاة كثيرين ويزيد في يأس اللبنانيين، كونه يضرب صورة معقل للعدالة لا مفر من الرهان على كونه "ملح" أي مجتمع.

ويصعب مجاراة نقابتي المحامين المحترمتين في بيانهما الناري الذي أتى بمثابة "إعلان حرب" على الوزير فهمي، قبل التأكد من مجريات التحقيق في واقعة "اشتباك" محام متدرج مع قوى الأمن على خلفية استثناءات الحجر الصحي. والأحرى شُكر الوزير على عرضه لقطات تُظهر لَكمة المحامي في وجه الشرطي شرط ان يكون التسجيل غير مجتزأ ولا تلاعب فيه. فالوزير نبَّه اللبنانيين الى أن احترام القانون يجب أن يسري على الجميع والى ان السلطة، التي تنتهك عموماً الحريات، قد يُعتدى عليها من أشخاص يعتبرون أنفسهم فوق القانون ويستسهلون التطاول على رجل أمن قام باعتراضهم، انفاذاً للتعليمات وضمن الأصول.

ويُفترض ان تكون تلك الحادثة، مهما كانت نتائج التحقيق، درساً للجميع سياسيين ونقابيين ومواطنين وناشطين ومغردين على وسائل التواصل الاجتماعي، في واجب التحقق قبل التعليق أو التصريح أو المبادرة الى التضامن والتنديد. فلا يمكن، على سبيل المثال، وصمَ مدينة بشري بعنصرية مفترضة قبل استنكار جريمة القتل الفعلية والتأكد من إحراقٍ للبيوت ثبتَ أنه وهمي، مثلما لا يجوز أن يمتلئ الفضاء الافتراضي بشتائم لدركيين قد يُظهر التحقيق تعرضهم لتنمر وتهجم المحامي، واعتقاده بأن حصانته تتيح له إهانة "مستضعَفين".

قد تعطي "غزوة" النقيب ملحم خلف ثكنة قوى الأمن الداخلي لإخراج المحامي الموقوف شعبية له لدى زملائه، فيَظهر جريئاً مقداماً متضامناً معهم في السراء والضراء، لكن هذا النوع من الحماسة لا يخدم العمل النقابي، ويحوّل النقابة عصابة واجبُ زعيمها بذل الغالي والرخيص لانقاذ احد أعضائها، أو قبيلةً تطبق مبدأ "أنصر أخاك ظالماً ام مظلوماً"، وهو ما لا يجوز في نقابة تميَّز معظم نقبائها، وبينهم النقيب الحالي، بمناصرة الحق والحريات ودولة القانون انطلاقاً من البيِّنة والحجة والبراهين.

يعاني المجتمع اللبناني نقصاً في العمل النقابي الحقيقي والمنظم، ويفاجأ معظم الأحيان بتحول النقابات ذات الحصانة الى حصن للمرتكبين والمخالفين. فلا تسمع بأن نقابة المهندسين انتصرت لمواطن شكا مهندساً سمساراً او خائناً للأمانة، ولا بأن نقابة الأطباء جرَّمت زميلاً ارتكب خطأ طبياً او انتهك خصوصيات المرضى. وهكذا يتحول بعض النقباء الى زعماء يتبعهم موالون، او مشاريع وزراء، أو خطباء منابر تأخذهم الحميَّة والبلاغة الى "ما يطلبه المستمعون"، وهو عيبٌ في أساس الأداء لا تخفف وقعَه ريفيةٌ محببة أو نوايا طيبة.

 

بهاء الحريري لـ"نداء الوطن": فليرحل الحكام وتتشكّل حكومة انتقالية و"لا أسعى لأكون رجل سياسة ولا إلى تشكيل حزب سنّي"

مريم مجدولين/لحام نداء الوطن/28 تشرين الثاني 2020

لبنان "بهاء الحريري" متنوع ومتطلع للمستقبل ومتفائل. يؤمن بالناس وقوّتهم وقدرتهم على التغيير في حال اتحدوا حول فكرة واحدة مفادها "استعادة السيادة"، بعيداً عما نعيشه من انفصام بين خطاب السياسيين وممارساتهم. هذا ما عبر عنه نجل الشهيد رفيق الحريري خلال لقاء أجرته "نداء الوطن" معه. شدّد بين السؤال والآخر على أهمية "صوت" الناس دولياً، وبالأخص "صوت بيروت" معتبراً أن شعلة التغيير نابعة من حناجر الشعب وخطابهم المجاهر برفض المنظومة ككل.

"إذا كان اليوم ينتمي إلى "الميليشيات" والفساد... فغداً ستنتصر رؤية الشعب والسيادة"، بهذه الكلمات إختار أن يبدأ الحوار. فما الذي دفع الشيخ بهاء الحريري لدخول المشهد السياسي اللبناني بعد خمسة عشر عاماً من استشهاد رفيق الحريري؟ وهل كانت الصورة ستختلف اليوم لو تولّى الإبن البكر مكان والده في العام 2005؟

جاء رده التلقائي عفوياً: "أنا لا ادخل المشهد السياسي. ما أسعى إليه بصفتي لبنانيًا ملتزمًا بشدة تجاه بلده هو دعم من يسعون إلى التغيير الإيجابي وإلى طرح بديلٍ يليق بمطالب الناس ويحاكي أوجاعهم بعيداً عن العراضات والاستعراضات. لبنان اليوم في حالة انهيار اقتصادي، ومنظومة الدولة أثبتت فشلها في مختلف الملفات، وعلى مقاربة السياسيين لمطالب الناس أن تختلف، فلا يمكن أن يدور الشعب في حلقة مفرغة. طالب الناس بالتغيير بكل وضوح، ولا بد من أن يستمع السياسيون إلى مطالبهم".

ويكمل: "لست سياسيًا ولا أسعى لأكون رجل سياسة. ركزت على مجال الأعمال طوال العقدين الماضيين ولكن أعتقد أنني أستطيع أن ألعب دورًا فعالاً وإيجابيًا في دعم كل من يسعى إلى التغيير".

وهل يرى انّ "إرث" رفيق الحريري، الرجل الذي أعطى منصب رئاسة الوزراء بعداً إقليمياً ودولياً ووطنياً لا يزال حاضراً أم ان الأداء المتعثر للوريث السياسي أضعف منصب رئاسة الحكومة؟ قال: "أولاً أنا على يقين أن أبناء لبنان من جميع الطوائف، ومختلف التوجهات، يحترمون الشهيد رفيق الحريري على الدور الذي لعبه في إنهاء الحرب الأهلية وإعادة بناء لبنان وانتشاله من حالة الدمار. ثانياً، أعتبر أنّ كل المناصب في الدولة، فقدت من قيمتها فهي مقيّدة القرار لصالح حزب الله. وإذا كان للبنان أن يأخذ مكانه الصحيح بين المجتمع الدولي، فعلى القيادة الحالية، التي تتحمل مسؤولية الإنهيار الحالي للبنان، أن ترحل. رأينا إلى أين قادنا أمراء الحرب، قادونا إلى الخراب الاقتصادي وعدم الاستقرار والفساد وسيناريو المعاناة المتواصل للشعب. نحن بحاجة إلى تغيير حقيقي ودائم بعيد عن الخطابات التي لا تقدّم أو تؤخّر. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت لدينا حكومة إنتقالية غير خاضعة لأي دين أو حزب أو جماعة بعينها، ولديها الوسائل لإعادة بناء البلد. وهذا ليس خياراً بل هو واجب يجب أن يُنفّذ!"

عقوبات وسلاح

وعن موقفه من "العقوبات الأميركية" خصوصا اذا وجهت الى احد افراد عائلة الحريري، قال: "لم أطلع على المعلومات الخاصة بالتهم الموجهة إلى أي من أولئك الذين عاقبتهم حكومة الولايات المتحدة. ولكن ما يمكنني قوله في هذا الشق، هو أنني أرحب بإجراءات الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لمحاسبة أي من المسؤولين عن الفساد ومخالفة القانون الدولي أياً كان، فلبنان لن يكون مرتعاً للفساد أو ساحة حرب للآخرين".

كيف لبهاء الحريري المعادي للسلاح غير الشرعي أن يفرض رؤيته السياسية التغييرية والخطاب العلماني اللاطائفي في ظل سطوة السلاح وفائض القوة وهو ما أفشل المبادرة الفرنسية؟

قبل أن يجيب على السؤال، ضحك واستعاد صور طرابلس تغني النبطية، وصور تحيي جل الديب، وبيروت ترسل حباً للجنوب، معتبراً أنه في الحقيقة موهوم من يقتنع بأن أحداً ما يريد إقصاء أحد، الجميع يريد إقصاء الفساد ووقف استنزاف الموارد، والغالبية تريد أن تعيش في وطن آمن لا يحكمه السلاح غير الشرعي ولا يهدّده التوسع الإيراني. ولكن هذا أسلوب الترهيب الذي يريدون إقناع الناس به، أن هناك طائفة تريد إقصاء أخرى. هناك مشروع ايراني يسعى إليه حزب الله يريد ابتلاع الجميع، ولا يأبه لمصلحة أحد. فالمواد المدعومة التي تهرّب على الحدود ليست للسنة والمسيحيين فحسب، بل هي للجميع. والكهرباء ليست مقطوعة في منطقة معينة دون أخرى. وعلى أي حال الشيعة كالسنة والمسيحيين في لبنان هم جزء حيوي ومهم من بلادنا ومن المهين أن يطرح الثنائي الشيعي بعد 17 تشرين هكذا طروحات. من الضروري أن يشترك الشيعة كغيرهم بالكامل في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان والاعتدال سيد الموقف. ما نطالب به هو أن تلقي الميليشيات أسلحتها وتنقلها إلى الدولة اللبنانية، وأن يسلّم أمراء الحرب مقاليد الحكم للآخرين غير الفاسدين والملتزمين بإعادة بناء البلاد".

في أحد المؤتمرات الإقتصادية

وهل يقبل أو يطرح نفسه بديلاً قادراً على تشكيل حكومة من المستقلين من خارج المنظومة السياسية بدعمٍ مباشر من الرئيس بايدن والخليج؟ أجاب:"، أرفض أن أفرض نفسي قائداً "طبيعياً" لرئاسة الحكومة. أوضحت في مناسبات عدّة أنني لا أطمح إلى تولي منصب رئيس الوزراء، بل أرى دوري في دعم أي مجموعة تسعى للتغيير الحقيقي، وأنا جاهز لتقديم كل ما بوسعي للمساعدة في تحقيق حلم إصلاح النظام واستعادة لبنان القوي. بابي مفتوح لتوحيد المجموعات أو القوى السياسية الملتزمة إعادة بناء لبنان.

وعن ملف التفاوض مع العدو الإسرائلي، أعلن بهاء الحريري صراحة أنه "غير مقتنع بقدرة رئيس الجمهورية، وقبله رئيس مجلس النواب، على إدارة الملف بالشكل الذي يضمن مصلحة الدولة اللبنانية، إذ وفق رأيه "كلّ من الرئيس ورئيس مجلس النواب يسعيان للدفاع عن مصالح حزب الله الإيراني ويجب أن "نبحث عن حلّ لهذا الأمر بطريقة تضمن مصلحة كل اللبنانيين بملف الحدود والنفط".

أما بالنسبة الى الدور التركي في لبنان، فقال إنّ "تركيا قوة إقليمية وفاعلة، ونسعى إلى إقامة علاقات طيبة وإيجابية معها لما يربطنا بها من علاقات وثيقة، لكن يتوقف الأمر عند تلك العلاقات الديبلوماسية الطبيعية بين لبنان وأي بلد آخر، ويجب أن يكون لبنان دولة حيادية كما قال البطريرك الماروني بوضوح ونحن ندعمه في ذلك. لا نعتقد أن للبنان المصلحة في أن يميّز تركيا دون غيرها مثلاً".

من حملة دعم الثورة

هل يمكن أن يصطدم مشروعك السياسي الذي ستتطرحه في نهاية العام بمشروع شقيقك؟ وهل نشهد المزيد من الشرذمة داخل الشارع السني؟ يجيب: ليس في نيتي في الوقت الحاضر إنشاء حزب سياسي، ولا إنشاء حزب سني على وجه التحديد. اسعى إلى الإصطدام مع أي مشروع يغطي على الفساد أو قائم على مجموعة دينية دون أخرى. رسالة الناس في الساحات كانت واضحة وضوح الشمس. الناس تريد التحرر من قيود طائفية استنزفت طاقاتهم، وتريد حتماً الإتحاد وليس الشرذمة. بالتالي إنّ الطرح الذي يمثلني هو الجمع بين الأشخاص المعارضين للقيادة السياسية الحالية وأمراء الحرب الفاسدين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية التي لا تعنيني. ما أطمح إليه فعلياً هو قيام بلدٍ لاطائفي، وحكومة كفاءات فعلية لا كفاءات دينية ولا كفاءات حزبية. وعلى هذه الحكومة أن تمثل جميع اللبنانيين".

وختاماً، وبما أنّ البعض يدعو إلى عقدٍ اجتماعي جديد، يتساءل: وهل طبقوا الطائف أساساً؟ أخذوا منه القشور ليس إلا. ففي صلب الطائف إلغاء الطائفية السياسية هدف وطني أساسي ينبغي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية، ولم يتحقق ذلك... ويتابع: "ماذا عن الإنماء المتوازن للمناطق ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً؟ ماذا عن العمل على تحقيق عدالة اجتماعية شاملة عبر الإصلاح المالي والاقتصادي والاجتماعي؟ ماذا عن أن أرض لبنان لكلّ اللبنانيين، فلكلّ لبناني الحق في الإقامة على أيّ جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين. هل هذا فعلاً ما يطبّق في لبنان؟ أم أن الشعب، مقسوم عن قصدٍ أو غير قصد؟ إذا أردت التحدث في كلّ النقاط لن نتوقّف عن الكلام... خلاصة الأمر برأيي هو أنّ تطبيق اتفاق الطائف بشكلٍ جدي، هو السبيل الواقعي الوحيد للمضي قدماً في لبنان، خصوصاً أنه تمّ بالفعل التفاوض والاتفاق عليه من جميع الأطراف وبالتالي ليس لبنان بحاجة ٍ إلى التفاوض على اتفاقية أخرى تحت أي ضغط. حان وقت العمل فقد شبع الناس من النظريات"!

 

المشهد سوداوي… لا حكومة عهد أولى ولا أخيرة؟

ألان سركيس/نداء الوطن/28 تشرين الثاني 2020

بعد تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة ساد انطباع أن الرجل عاد بزخم ولو لم يكفل التأليف السريع لما دخل في مثل هكذا مغامرة أو ساهم في إحراق نفسه. وما كان يتردّد سابقاً بقي شيكاً بلا رصيد، إذ إن مهمة الحريري دخلت دوامة المراوحة القاتلة ولم يستطع حتى الساعة تقديم تشكيلة حكومية تنال رضى الأفرقاء، ما يدل على أن مهمته متعثّرة وطريقه إلى السراي غير معبّدة إطلاقاً. وكل المعطيات التي سادت سابقاً أيضاً من أن هذه الحكومة ستكون حكومة العهد الأخيرة وستستمر حتى موعد الإنتخابات البلدية والنيابية والرئاسية، وذهب بعضهم أبعد حيث أكد أنها ستشبه حكومة الرئيس تمام سلام التي تحولت إلى مجلس رئاسي، كل ذلك يدخل أيضاً في صلب الكلام بكلام ولم يستند إلى معطيات جديّة. ويرى من يتابع مجريات الأحداث أن رئيس الجمهورية ميشال عون فور انتخابه قال إن هذه الحكومة، أي حكومة الحريري الأولى في عهده، ليست حكومة العهد الأولى، وبعد الإنتخابات النيابية لم تنل حكومة الحريري الثانية رضى عون وسقطت في الشارع نتيجة ثورة “17 تشرين”، وبالتأكيد حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة لم تكن حكومة الآمال، وبالتالي فان عون لم يستطع تأليف حكومة العهد الأولى، ويبدو أنه لن يستطيع تأليف حكومة العهد الأخيرة.

ومن يقرأ في المواقف الأميركية يرى تشدداً غير مسبوق، فكل الحديث الذي يتردد من أن رحيل الرئيس الرئيس دونالد ترامب ومجيء الرئيس المنتخب جو بايدن سيسهل مهمة التأليف في غير مكانه، لأن تشدد الإدارة الاميركية ليس له دخل في شخص الرئيس، خصوصاً أن قسماً من العقوبات ومن ضمنها قانونا قيصر وماغنيتسكي وافق عليه الجمهوريون والديموقراطيون على حد سواء، ولا يستطيع أي رئيس أميركي تخطيه. وما هو ظاهر حتى الساعة، وحسب تصاريح السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا بأن بلادها ستفرض حزمة جديدة من العقوبات على شخصيات لبنانية متورطة بالفساد وبدعم “حزب الله”، وبالتالي فان كل الكلام عن تخفيف الأميركيين عقوباتهم لا أساس له من الصحة، كما أن تلك العقوبات ستلزم الإدارة الأميركية الجديدة، من هنا الخروج من مفاعيلها ليس بالأمر السهل. وإضافة إلى كل هذه العوامل، يأتي التشدد الاميركي الحاسم تجاه “حزب الله” والرفض المطلق بأن يمثّل في الحكومة الجديدة، لذلك ستكون مهمة الحريري شبه مستحيلة، فهو لا يستطيع تخطي الموقف الأميركي الحازم، كما أنه ليس بامكانه أن يؤلف حكومة بلا رضى “حزب الله” وعون. بعد إسقاط الإتفاق الثلاثي في الإنتفاضة الشهيرة التي قادها الدكتور سمير جعجع في 15 كانون الثاني 1986، وبدعم من الرئيس كميل شمعون و”الجبهة اللبنانية”، ضد رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” آنذاك إيلي حبيقة الذي ذهب إلى ذاك الإتفاق بلا موافقة المسيحيين، غضبت دمشق على الحكم اللبناني ونال رئيس الجمهورية أمين الجميل قسطاً وافياً من الغضب، حينها شُلّ عمل الحكومة وسارت الدولة بالمراسيم الجوالة، أما اليوم فيشير كثر إلى أنه من المرجح، إذا بقيت الأجواء هكذا ملبدة، أنّ عون لن يستطيع تأليف حكومة جديدة وسيعاد بث الروح في حكومة تصريف الأعمال، وبما أن الأمور تتجه نحو الأسوأ، فان كل الإحتمالات واردة ولا يوجد أي عامل يوقف بورصة الإنهيار إلا إذا رضخ “حزب الله” للضغوط، في حين أن تأليف حكومة من لون واحد بدعم من “الحزب” ستجلب الويلات وستشرع الباب على مزيد من العقوبات القاسية.

 

فرنسا تضغط ولا يهمّها "أي منصب لأي طائفة"

رندة تقي الدين/لحام نداء الوطن/28 تشرين الثاني 2020

أكّد مسؤول فرنسي رفيع لـ"نداء الوطن" زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان في الأسبوع الاخير من كانون الأول المقبل، لتفقد القوات الفرنسية العاملة ضمن إطار قوات الامم المتحدة في الجنوب، مجدداً التأكيد أنّ "فرنسا تبذل كل الجهود للضغط على المسؤولين في سبيل تشكيل حكومة مهمة، تضم شخصيات يتحلون بالنزاهة والكفاءة في الوزارات الأساسية المعنية بالحصول على قروض وهبات ومساعدات". وكشف أنّ الرئاسة الفرنسية "على اتصال دائم وشبه يومي للضغط على المسؤولين لحثهم على تشكيل أفضل صيغة حكومية من أشخاص ذوي سمعة نظيفة لإعادة الثقة الدولية بلبنان".

وذكّر المسؤول الفرنسي بأنّ تأليف حكومة برئاسة السفير مصطفى أديب لم يتم سابقاً، "بسبب مطالب الفريق الشيعي ولكن لا يمكن لفرنسا أن تحل مكان اللبنانيين ولا يهمها أن تعرف أي منصب لأي طائفة"، ورأى أنّ على عاتق الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم مهمة توزير أشخاص "لا يعودون بالمال أو المساعدات إلى المجموعات والشخصيات التي هي على رأس أحزاب الطوائف المختلفة، لأنّ ذلك سيعني أن الحكومة لن تحصل على أي دعم دولي، فهذه مسألة عملية أكثر منها أدبية إذا كانت مهمة هذه الحكومة إنقاذ لبنان وتأمين دعمه دوليا". وأضاف: "من اجل أن يحصل ذلك وأن يتم تشكيل حكومة بهذه الشروط، هناك عقدة ينبغي حلها وهي غياب العلاقة بين الحريري وجبران باسيل، وهذا ما تعمل باريس عليه لناحية الضغط باتجاه عودة الحوار بينهما بشكل يتيح تشكيل حكومة تحصل على ثقة المانحين".

وعن مؤتمر المساعدات الإنسانية في الثاني من كانون الأول المقبل، أوضح أنه سيكون بمثابة "مرحلة ثانية من المؤتمر الاول الذي عقد في 9 آب الفائت برئاسة الرئيس ماكرون، ومشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من الدول، والذي كان مخصصاً لتقديم مساعدات طارئة بعد انفجار مرفأ بيروت، والآن سيعقد مؤتمر متابعة لتأكيد ما وصل من مساعدات ولإعادة الإعمار، وسيترأسه الرئيس الفرنسي وأمين عام الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أنّ باريس ما زالت بصدد التحضير لمعرفة من سيشارك في المؤتمر، على أن يُعقد عبر تقنية "الفيديو كول"، وتوقع أن يشارك فيه الذين شاركوا في مؤتمر 9 آب.

 

لبنان والهويّة الضائعة وما يجب أن يتعلّمه المسيحيّون والمسلمون

عامر جلول/ام تي في/السبت 28 تشرين الثاني 2020

في ظل التدهور الذي يتعرض له لبنان على المستوى الاقتصادي والنقدي والسياسي، إلا أن هذا التدهور لم يقف عند هذه الحدود لا بل وصل إلى أن الكيان البنيوي للدولة أصبح آيلاً للسقوط بعد أن صمد مئة عام.

تكمن الخطورة اليوم في الخطابات التي تدور في الكيانات الاجتماعيّة التي تعيش في لبنان والتي تنعكس سياسياً وأمنياً. عندما قامت ثورة 17 تشرين حاول الناس أن يكسروا الحدود الفكرية والمناطقية والمذهبية المترسخة في عقولهم ولكن المحاولة فشلت وكان ذلك جلياً في حادثة بشري والتي أعادت إنتاج الخطاب العنصري الذي يحمل في طياته الطائفية، وهذا الخطاب شبيه بخطاب ما قبل الحرب 1975. قبل الحرب الأهلية في 1975 كان هناك نوع من "الديالكيتك" عن أصل لبنان يدور في الأروقة السياسة، فاليمين المسيحي يؤكد إنحدار اللبنانيين من الأصول الفينيقية ويرفض اللكنة العربية وأما اليسار فيقولون أنهم عرب ويتمسكون بالعروبة. طبعاً فإن ذلك الخطاب الخشبي إستفاق اليوم من جديد مصطحباً معه النظرية الفدرالية والتي في ظاهرها إداري ولكن في باطنها تقسيم طائفي نظراً للإنقسام الإجتماعي الحاصل.

ولكن أيضاً هناك حادثة أخرى أكدت هذا الخطاب الخطير والتي اكدت أن مطلب الدولة المدنية التي تطالب بها المجموعات الثورية وكل القوى السياسية الموجودة في السلطة هي أكذوبة غير قابلة للتطبيق حالياً وهي شعارات فضفاضة، والمبادرة التي يطرحها نقيب المحامين ملحم خلف، بعيداً عن رأيي الشخصي، أدت إلى تشنج في الشارع المسيحي وهو معارضٌ لها لعدة أسباب منها قانون الإنتخابات النيابية. ولكن فإن هذا الخطاب هو خطاب عنصري وطائفي لأغراض سياسية يقوم بممارسته التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بهدف التنافس من أجل السيطرة على الشارع المسيحي في الإنتخابات النيابية المقبلة. فقد مارس الرئيس ميشال عون مقولته الشهيرة "حقوق المسيحيين" ومن خلال هذا الشعار فاز بالأكثرية المسيحية. زرعوا في عقول المسيحيين أن وجودهم الحضاري مُعرض ومهدد للتهجير، ولكن إذا نظرنا إلى أرض الواقع والحقيقة نرى أن عملية التهجير  هي عملية ممنهجة على الطائفة السنية بدأت في العراق ثم في سوريا واليمن. أما الوجود المسيحي في لبنان فهو أساسي ولم يتعرض يوماً للخطر ابتداءً من الفتوحات الإسلامية مروراً بكل الدول التي كانت رسخت وجودهم والاستفادة من علومهم ولغتهم والتعاون الحضاري الذي ساهم في انتشار الحضارة العربية والإسلامية.

اليوم، في ظل هذا الإنقسام الحاد عامودياً وأفقياً، فلابد للمسيحيين والمسلمين أن يقرأوا ويتعلموا من التاريخ فقط ويعيشوا الجغرافيا. دخلت أوروبا حروباً قضى فيها 100 مليون إنسان في الحرب العالمية الأولى والثانية، ولكنهم اليوم يعيشون مع بعضهم البعض. أما نحن فعلينا أن نستفيد من التجارب التاريخية، فالعيش مع بعضنا البعض هو أزلي وحتمي. فإما أن نعيش مع بعضنا البعض من دون إلغاء لبعضنا البعض، وإما أن نعيش في حربٍ لا تنتهي فالخيار خيارنا.

 

فرنسا ترفضُ تزويدَ لبنان بصور إنفجار المرفأ

عبدالله قمح/"ليبانون ديبايت/السبت 28 تشرين الثاني 2020    

يعتمد الفرنسيون من أجل تطبيق نص مبادرتهم في بيروت على مقولة "راجعة بإذن الله"، أي أنّهم يُعوّلون على "خبطة ما" تكفل إنجاز مبادرتهم. في المقابل، اللبنانيون ينتظرون "صدفة ما" تأتي من مكان ما.. وفي الطريق إلى ذلك، يتهيأ المواطن كي "يركب على الخازوق"..!

القناعة التي توصّل إليها أركان المبادرة الفرنسية، تفيد بضرورة عدم التعويل على الايجابيات مغبة الغرق في مستنقع لبناني مكون من "وحل وأوساخ" بل إنتظار الفرصة المؤاتية، حتى ذلك الحين، يجدر "إدارة النزاع" أو عملياً الفراغ بطريقة آمنة ومدروسة وبالتي هي أحسن.

حقيقةً، الفرنسيون لم يحصدوا من لبنان سوى الخيبات، بالتوازي، ما حصده اللبنانيون - نتحدث كشعب- لم يكن أكثر من وعود. يُمكن هنا إسقاط حالة المبادرة الفرنسية وما توصّلت إليه من نتائج على حالة إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي. فصحيح أن الفرنسيين تداعوا لـ"نصرة اللبنانيين" في محنتهم، سياسياً وأمنياً وإغاثياً، لكن هذه الاندفاعة لم يأتِ من ورائها أي نتيجة تذكر. في مسألة إنفجار المرفأ، حضر الجنود الفرنسيون إلى بيروت بوصفهم "عمال إنقاذ" وشرعوا في مهمة التنقيب تحت الركام. جانب منهم دخل على الخط كمحقّق من أجل المساهمة في إزالة اللبس الذي دخل على خط الانفجار. في الحقيقة وبعد أسابيع من العمل والجهد، لم يتوصّل المحقّقون الفرنسيون إلى أي نتيجة حيال الانفجار وأسبابه والجهة المسؤولة عن تخزين 2755 طن من "نترات الأمونيوم"، تماماً كما كانت نتيجة فريق التحقيق الأميركي FBI، فغادروا من دون أي ضوضاء، تماماً كما فعل الجنود الفرنسيون حين غادروا أرض المرفأ من دون إبلاغ أحد عملياً تحت ذريعة إنتهاء مدة مهمتهم، رغم أن المهمة كانت في "عزها" يومذاك.

في الواقع، ما يهم الجهات الامنية اللبنانية من المساهمة والمساعدة في كشف غموض تفجير المرفأ، لا يقتصر على مساعدات "إغاثية"، بل المطلوب مساعدة "تقنية"، تقنية تمتلكها فرنسا وتستطيع من خلال ان تساعد بالحد الادنى في تفكيك دائرة الغموض التي تكوّنت حول التفجير، لكن باريس لسبب او لآخر ما زالت ترفض تقديم تلك المساعدة رغم "ولعها" بتقديم المساعدات إلى لبنان. أحد المراجع السياسية يؤكد أنه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اجتماعين رسميين وفي مناسبتين المساعدة في كشف ذيول إنفجار المرفأ عبر الإيعاز إلى الجهة الامنية الفرنسية تقديم صور أقمار اصطناعية إلى نظيرتها اللبنانية وقت حصول الحادث بنية "فك الاحجية"، لكن الرئيس وفي المناسبتين المذكورتين اللتين حضرا بهما رسمياً إلى بيروت، تعامل مع الأمر ببرودة شديدة ومن دون رد مكتفياً بالتسجيل، رغم أن الطلب جاء أمام حضور صف سياسي وازن ومن الدرجة الأولى.

هذه الواقعة يؤكد حصولها أكثر من طرف وجانب ومصدر سياسي ومنهم من كان حاضراً على الأقل في مناسبة واحدة، وبالتوازي يؤكدون تعامل الرئيس الفرنسي مع الطلب كأنه طلب عصي على التحقّق، وهذا إنما ولّد حشية لبنانية من إمكان معرفة فرنسا بشيء وتريد إخفاءه عن مجال رؤية اللبنانيين، أو انها تدري بحصول أمر ما مريب وتجد أن مصلحتها قد تتضرّر في حال كشفت عنه. على طرف المتابعين، هناك من يحيل المسألة إلى الضغوطات الأميركية، ففريق الـFBI الذي حضرَ إلى بيروت على نية كشف حقيقة التفجير، خرج يجر أذيال الخيبة وبخلاصة لا تختلف كثيراً عن خلاصة المحققين اللبنانيين، فما جرى وتوصل إليه من نتائج لا تقل أهمية عن تلك التي توصل إليها الجانب اللبناني من دون مساعدة احد، عملياً نفس الخلاصات، بقي أمر واحد كان يجب حصوله، تقديم صوراً من الأقمار الاصطناعية وقت الحادث للمساعدة في فكفكة الخيطان. مكتب التحقيق الفدرالي رفض بدوره، وقد تحجّج ببيروقراطية اميركية تحكم هذا المجال، بمعنى أن القوانين الاميركية لا تسمح بتوفير هذه المصادر إلا من خلال المرور بمسارب منهكة! تصرف الجهتين الاميركية والفرنسية يدفع بدوره إلى تولد ظنون لدى جانب معني في لبنان حول إحتمال تقاطع مصلحة بين الطرفين لاخفاء معالم محددة ربما، فلو كان في الأمر تورطاً لجهة محلية لبنانية كما يحلو للبعض ان يدعي، لكان هذا الطرف الغربي وعلى الاكيد، قد جيّر خدماته في مصلحة الكشف عن دور هذا الفريق، من دون الطلب منه حتى!

 

مجلس النواب يفتح الطريق أمام التدقيق الجنائي

أكرم حمدان/لحام نداء الوطن/28 تشرين الثاني 2020

على قاعدة "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم"، إنتهت الجلسة النيابية المخُصّصة لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية بشأن التدقيق الجنائي، بقرار من المجلس وبالإجماع، وبناء لإقتراح الرئيس نبيه بري بـ"إخضاع حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلّة والمجالس والمؤسسات المالية والبلديات والصناديق كافة بالتوازي للتدقيق الجنائي، من دون أي عائق أو تذرّع بالسرية المصرفية أو بخلافها". ومساء، تسلمت رئاسة الجمهورية القرار الصادر عن المجلس. وإذا كان مسار نهاية الجلسة بدا واضحاً منذ بدايتها على خلفية تمنّي بري في مستهلّها أن يسود الإجماع على شمولية التدقيق الجنائي، فإن القرار الصادر عنها يتطلّب التوقّف عنده ودراسة مفاعيله وترجمته عملياً.

تقول مصادر مجلسية إنّ لا مفاعيل إلزامية للقرار، فهو ليس قانوناً ولا توصية، لكنّه يتمتّع بمفعول معنوي لا أكثر ولا أقلّ، ويمكن متابعته لاحقاً من خلال إقتراحات القوانين التي قُدّمت في هذا المجال وأحيلت إلى اللجان المشتركة، ومن الممكن أن يُصار إلى تحديد مواعيد لإقرار هذه التشريعات في حال تطلّب الأمر ذلك. ويوضح النائب هادي حبيش لـ"نداء الوطن" أنّ "قرارات كهذه تُتّخذ أو تصدر بإجماع المجلس تؤمن التغطية للسلطة التنفيذية والجهات المعنية بها أو بتنفيذها، لأنّ إجماع المجلس على موقف معيّن يُعتبر مثابة تعديل أو إقرار لقانون ولكنّه ليس بقانون". وشبّه ما جرى "بما قام به مجلس النواب عام 2008 عندما إنتخب الرئيس ميشال سليمان رئيساً وهو كان قائداً للجيش من دون تعديل المادة 49 من الدستور".

الجلسة حملت في طياتها رسائل وشيفرات كثيرة. فبري أصرّ منذ بدايتها على شمولية التدقيق ووجّه بعض "الفلاشات" خصوصاً باتجاه بعض القضاة والإستشارات، حيث استغرب من دون تسمية، ومع الحفاظ على مبدأ الفصل والإحترام للسلطة القضائية، بعض التصرّفات والتجاوزات كالرسالة التي وصلت إلى المجلس بشأن انفجار المرفأ، وذكّر بالأصول وضرورة وجود قرار إتهامي وغيره ليقوم المجلس بدوره وتطبيق القانون. وسجّل في المحضر أنّ الجهة المخولة تفسير الدستور هي مجلس النواب وليس أي هيئة إستشارية، كردّ على ما ورد في مضمون رسالة عون إستناداً لرأي هيئة التشريع والإستشارات في تفسير المادة 65 من الدستور، واعتبر ذلك مثابة خطأ دستوري. وشهدت الجلسة بعض التراشق الكلامي والسياسي خصوصاً على جبهة نواب "الإشتراكي" و"التيار الحر"، وجبهة "المستقبل" و"أمل". وسارع بري لضبط الإيقاع لدرجة أنّه منع وزير المالية غازي وزني من الكلام على قاعدة أنّ الجلسة فقط للنواب ولا دخل للحكومة بها.

ولم يسلم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من الهجوم والتوصيفات بأنّه برتبة موظّف وعليه تنفيذ القرارات وليس "إلهاً أو حاكماً بأمر الله"، وهناك من وصفه بعبارات مسيئة كالنائب سليم سعادة، ما دفع بري إلى دعوته إلى اللياقة في التعبير.

تحركات في محيط قصر الاونيسكو

وقائع الجلسة

إستهلّت الجلسة بتلاوة أسماء النواب المتغيّبين بعذر، ثم دقيقة صمت حداداً على روح النائبين السابقين سايد عقل ومحمود طبو، وأعطيت الكلمة الأولى لرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد فأيّد "بحزم إجراء التدقيق المحاسبي الجنائي في مصرف لبنان، وانسحابه إلى سائر مرافق الدولة العامة، وإذا كانت السرية المصرفية هي الذريعة التي تحول دون تسليم المستندات والمعلومات المطلوبة للتدقيق المحاسبي الجنائي وفق القوانين النافذة، فنقترح إقرار إستثناء موضعي وموقّت في قانون يعالج هذا المانع الراهن".

ودعا النائب إبراهيم كنعان النواب إلى موقف إستثنائي يؤمّن للبنانيين حقّهم في معرفة مصير ودائعهم، من خلال توصية تدعو إلى الإستجابة لمضمون رسالة عون بالدعوة إلى إستكمال التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، تمهيداً لتعميمه على كل مؤسسات وإدارات الدولة.

وقال: "اليوم، وعلى قاعدة وحدة المسار والمصير، مسألة التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، والتي نريدها في كل الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة والمختلطة، تكاد تتحول الى نفس مصير التدقيق البرلماني الذي طال الحسابات وقطوعاتها ولحجة في نفس السرية هذه المرة". ودعا إلى إنهاء "مهزلة الإبتزاز والمزايدات الإعلامية وبدء المحاسبة الجدّية".

وذكّر النائب سمير الجسر بمواقف "المستقبل" خصوصاً من عمل ديوان المحاسبة. وقال: "المصرف المركزي سلّم بعض المستندات التي لا تشملها السرية المصرفية بدون تحفظ، أما المستندات التي يعتبر أنها محكومة بالسرّية فسلّمها للدولة من خلال وزارة المال تاركاً لها أن تتحمّل مسؤولية تسليمها للتدقيق، فتوقف الوزير عن تسليمها حتى لا يتحمّل وحده هذه المسؤولية، وهذا يعني أن مصرف لبنان لم يتمنّع عن تسليم المستندات بل سلمها للدولة من خلال وزارة المال لتتحمّل هي مخالفة قانون السرية المصرفية". ورأى ان "الموقف الطبيعي والدستوري الذي يستطيعه المجلس هو إصدار تشريع يقرر التدقيق المحاسبي والجنائي في أعمال مصرف لبنان، مع تعليق العمل بقانون السرية المصرفية في ما يتعلق فقط بمصرف لبنان ولمدة محدودة". وأكد ان الأوان آن لينال المرتكبون جزاءهم من خلال تدقيق مالي ومحاسبي وجنائي دقيق وشامل".

وتحدّث النائب جورج عدوان باسم كتلة "القوات اللبنانية" وذكّر بكلامه في تشرين 2017 عن أرقام مصرف لبنان ومطالبته بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية للتدقيق في حساباته. وأكد أن "تعطيل التدقيق الجنائي والقول عفى الله عمّا مضى سيضرب أي فرصة للإصلاح، لذلك نحن مع مضمون رسالة فخامة الرئيس ونشدّ على يد الحكومة في متابعة الملفّ والتعاقد مع شركة جديدة". وطالب النائب هادي أبو الحسن، باسم "اللقاء الديموقراطي" بتدقيق كامل وشامل. وسأل: "لماذا لم نر هذه النخوة بموضوع التدقيق المالي في ملفّ الكهرباء؟". ورأى أنّ "الإصلاحات تحتاج إلى حكومة لإقرارها وملاقاة المبادرة الفرنسية الإنقاذية كي نعبر بأمان".

وأكد النائب علي حسن خليل باسم "التنمية والتحرير" ان "وزير المال لم يؤخّر عمل التدقيق ولم يتأخر بإعطاء المستندات للشركة، وان الكتلة ليست مع صدور بيان بتأييد رسالة رئيس الجمهورية لا بل المطلوب أن نصدر قانوناً واضحاً يخضع كل الإدارات للتدقيق الجنائي سواسية".

وإذ أكد النائب جميل السيد دستورية رسالة عون قال: "لا أعرف من نصحه من مستشاريه يمكن "أرسطو"، فهذه فكرة خاطئة، والمطلوب أن تقوم الحكومة بدورها والمطلوب تنفيذ القانون وليس إختراع قوانين جديدة". كما انتقد النائب فؤاد مخزومي سلامة.

ودعا النائب جهاد الصمد إلى البدء برفع الحصانات وكفّ اليد عن القضاء وتجميد المادة 80 من الدستور المتعلقة بالمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

ودعا النائب أسامة سعد إلى تعميم التدقيق وإنجاز قانون السلطة القضائية المستقلة، وحذّر من إخضاع أي عملية تدقيق للحسابات السياسية والحمايات الطائفية التي تحمي الفاسدين. وأكّد النائب فيصل كرامي باسم "اللقاء التشاوري" على شمولية التدقيق. وأشار النائب سليم سعادة إلى "أن التدقيق جاء لتطفيش الحاكم بينما ما حصل هو العكس وكأن المجرم يطفش المحقق".

ثم طرح إقتراح القرار وتمّ التصديق عليه بالإجماع واختتمت الجلسة، وافتتحت اخرى أقرت إقتراح قانون إعتبار شهداء إنفجار المرفأ كشهداء الجيش، ورفعت بعد تلاوة محضرها.

 

ما بَقِيَ غيرُ سليم

نجم الهاشم/لحام نداء الوطن/28 تشرين الثاني 2020

أُثيرت في المدّة الأخيرة أكثر من علامة استفهام حول ما يحصل داخل القصر الجمهوري في بعبدا، وحول طريقة اتخاذ القرارات وكيفية إدارة الأمور في محيط الرئيس ميشال عون. ثمّة انطباع يتكوّن أنّ الوضع ليس على ما يرام وأنّ هناك فلتاناً وقلّة احتراف وضياعاً في المسؤوليات، من دون أن يتمّ العمل على توضيح هذه الصورة أو تبديلها. وهي ليست صورة ما يدور في القصر فقط بل صورة الرئيس أيضاً.

بعد قرار فرض العقوبات الأميركية على رئيس "التيّار الوطني الحرّ" الوزير السابق جبران باسيل، بموجب قانون ماغنيتسكي المتعلّق بالفساد، طالت الشظايا رئيس الجمهورية في قصر بعبدا. فهو الذي طالما دافع عن نفسه متبنّياً شعار شنّ الحروب ضد الفساد. وهو الذي أنكر بقوّة أن يكون أيّ من أفراد عائلته متّهم بالفساد. بعد هذه العقوبات طلب الرئيس عون من وزارة الخارجية اللبنانية أن تطلب من السلطات الأميركية تزويدها بالمستندات التي تؤكد تهمة الفساد على صهره باسيل، وهو يعلم كلّ العلم أن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل.

حرب المستشارين

بالتزامن مع هذه العقوبات كان أحد مستشاري الرئيس عون أنطوان حدّاد يخرج بطريقة دراماتيكية من القصر ومن الهيئة الإستشارية للرئيس. حدّاد كان أتى من الولايات المتحدة الأميركية لينشط على مستوى البحث في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ودخل القصر الجمهوري على هذا الأساس مستشاراً للرئيس عون، ولكنّ اتّهام باسيل له بطريقة غير مباشرة بأنه قد يكون وراء قرار العقوبات ضده، أخرجه من صمته ليحكي عن تجاوزات تحصل في القصر الجمهوري، بحيث يتمّ تجاوز رئيس الجمهورية ويتحكّم باسيل بالقرار عبر ممرات الإدارة المحيطة بالرئيس، مما يفهم منه وكأنّ هناك وصاية على الرئيس وعلى العمل في القصر. وعلى رغم نفي مثل هذه التهم فإنّ الأمر ليس مقتصراً على مثل هذه المسألة. قبل أن تنفجر المشكلة على هذا النحو حكي كثيراً عن خلل في القصر الجمهوري تزامن مع أكثر من مناسبة، لا سيما ما يتعلّق منها بإطلالات الرئيس غير المحضّرة كمثل مقابلته التلفزيونية التي تحدّث فيها عن أن من لا يعجبه الوضع يمكنه أن يسافر، وكمثل مخاطبته الرأي العام عندما قال إننا رايحين على جهنّم.

لا شكّ في أنّ العقوبات الأميركية زعزعت وضعية "التيّار الوطني الحرّ" والنائب جبران باسيل ورسمت علامات استفهام حول مستقبله السياسي وانعكست سلباً على العهد والرئيس عون. ولكنّ تضعضع وضعية التيّار والعهد لم يكن نتيجة هذه العقوبات وحدها. قبل ذلك كانت هناك أكثر من علامة من علامات التراجع والتفكّك ومنها ما يتعلق بمجموعة الستة التي كانت تحيط بالعماد عون قبل وصوله إلى بعبدا.

ستة زائد واحد

في كتابه "أجمل التاريخ كان غداً" يروي نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي قصّة هذه المجموعة التي ضمّته إلى المحامي كريم بقرادوني والسفير عبدالله أبو حبيب، ومستشار الرئيس عون الصحافي جان عزيز ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام والمحامي سليم جريصاتي عضو المجلس الدستوري سابقاً. يروي الفرزلي أنّ ولادة هذه المجموعة كانت بناء على اقتراح قدّمه باسيل في آذار 2013 للبحث في موضوع قانون للإنتخابات اقترحه الفرزلي، ويقضي بأن تنتخب كل طائفة نوابها. كانت هذه المجموعة تلتقي في مكتب باسيل في وزارة الطاقة قبل أن تنتقل في حزيران 2014، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، لتلتقي العماد عون في الرابية كل يوم سبت بين الساعة الحادية عشرة والواحدة للبحث في طريقة توصله إلى قصر بعبدا. كان يشارك في هذه الإجتماعات أحياناً العميد شامل روكز بعد تقاعده من الجيش، وابنة العماد عون ميراي الهاشم.

في أيلول 2016 بعدما كان مضى ثمانية أشهر على تفاهم معراب بين العماد عون ورئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع أبلغ عون المجموعة "اعتبروا أنني صرت رئيساً للجمهورية". في 17 تشرين الأول 2016 كان الإجتماع الأخير لعون مع المجموعة في الرابية. أبلغهم تجميد هذه الإجتماعات وأنه يجمع ملفاته وأوراقه لنقلها إلى قصر بعبدا، وكان متيقّناً من أنّ انتخابه رئيساً للجمهورية سيحصل في 31 تشرين الأول بعد التسوية مع الرئيس سعد الحريري. في الأسبوع التالي لانتخابه دعا عون الستة إلى قصر بعبدا وقال لهم، ودائماً كما يروي الفرزلي: "لن تكون اجتماعات السبت بعد الآن، لكن التواصل سيستمرّ". وأضاف: "سننتظر إلى ما بعد الإنتخابات النيابية لتشكيل أولى حكومات العهد". ثم التفت إلى الفرزلي وقال له: "دورك في المرحلة المقبلة". يقول الفرزلي أنّه كان مقتنعاً باحتمال توزير اثنين من المجموعة في أولى حكومات العهد هما سليم جريصاتي "للإستفادة من خبرته القانونية والدستورية" وحبيب افرام "نظراً لإلمامه بملف الأقليات المسيحية في الشرق".

ستة ناقص خمسة

في الواقع لم يدخل الحكومة التي ترأسها الرئيس سعد الحريري وصدرت مراسيم تشكيلها في 18 كانون الأول 2016 إلّا سليم جريصاتي وزيراً للعدل. أمّا الفرزلي، الذي لم يكن يتوقّع توزيره بعد كلام الرئيس معهم، فقد نقل أنّه سمع أنّ الرئيس سعد الحريري رفض توزيره وأنّ الرئيس نبيه بري كان ممانعاً وأنّهما معاً حالا دون ذلك. ولكنّه نقل أيضاً عن الرئيس بري نفيه لهذا الأمر عندما التقاه بعد تشكيل الحكومة. في الواقع أنه بعد أربعة أعوام من عمر العهد لم يبق من المجموعة في بعبدا إلا الوزير سليم جريصاتي.

في شباط 2018 كان عزيز أول المغادرين. بعد مقدّمة نارية في نشرة أخبار محطة الـ"أو تي في"، التي كان مدير الأخبار فيها، وانتقاد الوزير السابق الياس أبو صعب أبلغه رئيس الجمهورية أنّه لم يعد يقبل بأن يستمرّ في عمله كمستشار له في قصر بعبدا. بعد وقت ترك عزيز العمل أيضاً في المحطة التلفزيونية التابعة للتيار. وصار بعدها لا يتوانى عن نشر تغريدات ينتقد فيها أداء السلطات الرسمية الذي يشمل العهد أيضاً. وقد كان خلاف عزيز مع أبو صعب، الذي كان أيضاً مستشاراً للرئيس عون للشؤون الدولية، من بوادر الخلافات الأولى التي كانت بدأت تظهر داخل أروقة القصر.

النائب إيلي الفرزلي الذي خاض الإنتخابات النيابية في ايار 2018 بالتحالف مع "التيار الوطني الحر" في البقاع الغربي وانضم إلى اجتماعات تكتّل "لبنان القوي"، فقد ابتعد عن هذه الإجتماعات وعاد يغرّد وحيداً وإن كان يستمر في طرح مسألة بقائه في التكتل كرأي مختلف. ولكنّه لا يخفي انتقاداته لرئيس التيار جبران باسيل وتحفظاته تجاه العهد، رافضاً بشدة اعتبار بعض من هم إلى جانب باسيل بأنّه فاز في الإنتخابات بأصوات مؤيدي التيار.

الأستاذ كريم بقرادوني، تم نشر حديث له على موقع الـ "أم تي في" الألكتروني في 31 تشرين الأول الماضي، في ذكرى انتخاب عون الرابعة، يقول فيه إن "عهد عون فشل وأن جعجع بعده وأن "حزب الله" بدأ يزمّ". وعلى رغم أنه نفى أن يكون قال هذا الكلام في مقابلة في اليوم التالي على محطة "أو تي في"، فإنّ هذا النفي لم يحجب حقيقة ابتعاده عن القصر الجمهوري في بعبدا. صحيح أنه كان يزور الرئيس أحياناً ولكن لم يسجّل قيامه بزيارته بعد نشر هذا الحديث له. مع العلم أنّ بقرادوني كان يسجّل بعض ما كان يدور في لقاءات مجموعة الستة مع عون كي يستخدمها كمعلومات في الكتاب الذي كان يعدّه عنه، وقد أجرى مراجعة أخيرة له في أيلول 2019 قبل إرساله إلى الطبع. ولكن ثورة 17 تشرين غيرت روزنامة الأولويات وبقي الكتاب أسير عدم النشر. قبل ذلك الموعد لم يكن بقرادوني يخفي شعوره بخيبة أمل من العهد وباسيل.

حبيب افرام تمّ تعيينه مستشاراً للرئيس للشؤون الدينية في العام 2017 وتمّ طرح اسمه ليكون وزيراً في الحكومة التي شكّلها الرئيس سعد الحريري بعد انتخابات أيار 2018، ولكنّ هذا الأمر لم يحصل. بقي افرام بعيداً عن الوعد بالتوزير ولذلك بقي بعيداً أيضاً عن القصر، وقد وجه عبر التلفزيون نداء إلى الرئيس عون يناشده فيه تمثيل الأقليات المسيحية وألّا يضعها في موقف محرج.

السفير عبدالله أبو حبيب كان الأكثر تظهيراً لتحولات موقفه من العهد. لم يخف تأييده لموقف البطريرك الراعي الداعي إلى تحرير قرار الشرعية وإعلان حياد لبنان ونزع سلاح الميليشيات مسمّياً "حزب الله". ولم يتوانَ عن اعتبار أن "حزب الله" متّهم بتغطية الهدر والفساد وأنّ موقفه صعب وأنّ أمينه العام السيد حسن نصرالله هو الرئيس الفعلي للبنان، وأنّ حكومة حسان دياب كانت واجهة لمن شكّلها داعياً إلى حكومة مستقلّة مصغّرة.

يبقى من مجموعة الستة الوزير سليم جريصالتي في القصر إلى جانب رئيس الجمهورية وهذا الأمر لا يجنبه تحميله مسؤولية فشل خيارات العهد والوضع الذي وصل إليه.

لا يكفي توجيه الرئيس عون الرسائل إلى مجلس النواب كي يقال إنه ممسك بصلاحياته. صورة الرئيس في قصر بعبدا ليست على ما يرام. وإلا لماذا ينفضّ من حوله من كانوا معه؟ ولماذا يتجمع كل هذا اللغط حول ما يدور في القصر الجمهوري، وكأن ما لا يقال يبقى أكثر ممّا يقال احتراماً للرئاسة وموقع الرئيس. المشكلة تكمن في ما إذا كان هناك من يعتبر أن لا وجود لأي مشكلة من هذا النوع.

 

السرقات في بعلبك - الهرمل بحلّة جديدة... حتى أعمدة الإنارة لم تسلم

عيسى يحيى/نداء الوطن/28 تشرين الثاني 2020

مرّ خبر مقتل السورية هديل عبد الشيخ ليل الأربعاء مرور الكرام، إثر إصابتها بطلق ناري في الرأس أودى بحياتها على الفور، بعد قيام مسلّحين بمحاولة سرقة مخيم للنازحين السوريين في سهل بلدة مقنة، وخلال تصدّي سكّانه لهم، بدأوا بإطلاق النار من أسلحة رشاشة لتغطية فرارهم، ما أدّى لإصابتها ومقتلها.

حادثة المخيّم ليست الأولى من نوعها في المنطقة، فقد سبقها مقتل إبن بلدة شعث مهدي وهبي، وقبله في إيعات علي عبد الساتر خلال تصدّيهما أيضاً لعصابات سرقة كانت تحاول سرقة محاصيلهما الزراعية ومواشيهما. مسلسل السرقات الذي بدأت حلقاته بنسخة جديدة في بعلبك ـ الهرمل، وبأساليب مختلفة تعتمدها العصابات، ويهدّد الأمن الإجتماعي للمنطقة بأكملها، تشير مجريات أحداثه الى أنه سيشهد تطورات إذا لم تبادر الأجهزة الأمنية الى ضرب تلك العصابات بيد من حديد ومداهمتها في أوكارها. وكانت المنطقة شهدت خلال الفترة السابقة أكثر من عملية سلب لعمال "دليفري" يتم إستدراجهم عبر طلبيات وسلبهم البضائع والأموال بقوة السلاح. بدورها، شهدت بلدة دير الأحمر، ليل الخميس، عملية سرقة حيث دخل مجهولون مشتل الكروم عند مدخل البلدة، وسرقوا بواسطة الكسر والخلع "لابتوب" وأجهزة كهربائية من المكتب، وجيب "تويوتا" وفروا إلى جهة مجهولة. وقدرت قيمة المسروقات بحوالى 30 ألف دولار أميركي.

وعلى طريق القاع – الهرمل، عمد بعض اللصوص الى سرقة بطاريات وأجهزة الشحن لعواميد الإنارة والتي تعمل على الطاقة الشمسية وتنير الطريق الممتدّ من القاع حتى الهرمل وأمام المستشفى الحكومي، كذلك أقدموا على سرقة لوحات الطاقة واللمبات من على الأعمدة المتواجدة على طول الطريق، ما يسهّل في المرحلة المقبلة كافة عمليات التشليح والسلب هناك.

وفي حديث لـ"نداء الوطن"، لفت رئيس بلدية القاع المحامي بشير مطر إلى أنه "في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة من المتوقّع إزدياد أعمال السرقة والتشليح بشكل ملحوظ، واللجوء إلى أساليب غير معهودة، أو سرقة أشياء لم تكن بالحسبان، كأعمدة الإنارة التي تعمل على الطاقة الشمسية حيث تمت سرقة بطارياتها وألواح الطاقة، كذلك سرقة بطاريات السيارات ومولدات الطاقة وغيرها"، مضيفاً أنّ "القوى الأمنية مكبّلة ولا تتحرّك إلا بناءً على إدّعاء وإستنابات قضائية وتتحاشى التوقيف بسبب الإكتظاظ وفيروس "كورونا". وعملياً، لا يوجد تنسيق في ما بينها ولا يتمّ أخذ البصمات ولا داتا الإتصالات لكشف السرقات بسرعة، ويجب تطوير أساليب المتابعة والرصد وزيادة عدد عناصر قوى الأمن ومخافر المنطقة"، متخوفاً من تداعيات السرقات على المنطقة وحصول مشاكل، سواء كان السارق سورياً أو لبنانياً. أمن المنطقة المهتز والفلتان الذي يستبيح حرمات المنازل والمؤسسات ويقضّ مضاجع البقاعيين يربطه مصدر مطلع لـ"نداء الوطن" بأمرين، الأول: الوضع الإقتصادي الصعب الذي يعاني منه اللبنانيون عموماً والبقاعيون خصوصاً منذ أكثر من سنة، حيث تشهد المنطقة سرقات صغيرة بدافع البقاء على قيد الحياة وتأمين الأكل وهو ليس بالمبرّر طبعاً. والأمر الثاني، غياب الأمن في المنطقة التي تحتاج دائماً إلى خطط أمنية متواصلة وهو أمر صعب أيضاً، فعديد الأجهزة الأمنية مقارنةً بمساحة محافظة بعلبك الهرمل ضئيل، والجيش اللبناني الذي ينتشر على الحدود الشرقية بأكملها، من معربون حتى الهرمل مروراً بعرسال وغيرها، غير قادر على تأمين إنتشاره على الأرض بشكل دائم، وهو ينفّذ حملات مداهمة بشكل دائم ودوريات مؤلّلة على الطرقات الدولية والفرعية". ويضيف المصدر أن "عصابات السرقة والتشليح في المنطقة معروفة أيضاً، وهي لا تعمل في سبيل العيش بل تمتهن عملها من خطف وتشليح، وتأمين مرور السيارات المسروقة إلى الأراضي السورية عبر المعابر غير الشرعية، والسرقات التي تقوم بها تلك العصابات غير مرتبطة بوضع إقتصادي".

 

شيعة الشوارع: عنوان الملالي المتعالي

منصور هائل/نقلا ًعن شفّاف اليوم/28 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92971/%d9%85%d9%86%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d9%87%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d9%86%d9%82%d9%84%d8%a7-%d9%8b%d8%b9%d9%86-%d8%b4%d9%81%d9%91%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

(علمتني الثورة أن لا أجد العزاء في مآسي الناس الآخرين، وأن لا أشعر بالامتنان لأن أناسا كثيرين جدا كانوا يتعذبون أكثر مني. الوجع والخسارة كالحب والفرح, فريدان وشخصيان، لا يمكن تخفيفهما من خلال المقارنة بالآخرين). “آذر نفيسي“.

(كنت كمن يرى جلده مقلوبا). “شيرين عبادي“.

(خاصية هذا النظام السياسي هي أنه يدخل حياة الناس الخاصة، وصولاً إلى أسماء أبنائهم. وعندما يخرج المرء من إيران يخرج من هذا التأثير). “نيغارد دجافادي“.

(الخطر يكمن في رسم بلد بأكمله وشعب برمته بريشة واحدة ولون واحد). ” دبيتي محمود“.

لست وكيلا عن ضحايا الإدراك المتأخر للحقيقة والواجب حتى أتوجه لهم بالنصح! أو باقتراح إلزام أنفسهم بواجب قراءة شهادات وسرديات الكتاب والكاتبات الإيرانيات ضمن برنامج تأهيل وتوسيع إدراك النخب في بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء لمجريات الأحداث التي تعصف ببلدانهم؛ وتداعيات « سابقة » استيلاء الإسلاميين في طهران على الثورة المدنية، وما تلا ذلك من عنف وفوضى وحرب وخراب؛ ومن تنكيل بالكتاب والصحفيين والحقوقيين وكل اولئك الذين كانوا معهم وهم ليسوا منهم؛ ومن منع للاختلاط وفرض للحجاب، وتغيير للمعالم، واقتحام للجامعات، وإغلاق للمسارح ودور السينما، وتفجيرات واختطافات واغتيالات.

لقد أكلَ وقتلَ الندمُ الكثير من الإيرانيات والإيرانيين، وبالدرجة الأولى اليساريين والعلمانيين، الذين تحسّروا كثيرا ومرارا لأنهم لم يحفروا عميقا في طوايا الطامة التي تغلفها العمامة.

المؤسف أن جُلَّ النخب العربية اليسارية والقومية لم تتخلف عن النهوض بواجبها التضامني مع الشعب الإيراني فحسب، وإنما ذهبت بعيدا في تهافتها وترحيبها بالفاشية الدينية الخمينية حتى بعد أن تطاير شررها وتفجرت شظاياها في العديد من العواصم العربية التي صارت مسرحا لعربدة المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني.

لقد الزمت نفسي ببرنامج لقراءة ما استطعت الوصول إليه من سرديات المأساة الإيرانية المتطاولة، وأعترف بحق أني اهتديت، متأخرا كعادتي، الى الطريق الأنسب لسبر جائحة الكائنات الإلهية وبالأحرى احزاب الله وأنصار الله التي تعصف بالدول وتهد الإنسان والعمران، كما هو حاصل اليوم في اليمن ولبنان.

لقد دشّن الملالي انقلابهم في طهران بالانغماس في تشتيت وتمزيق أوصال الداخل، وإخلاء وتجريف المدن من عناصرها وعلاماتها وروحها، وملاحقة المثقفين والفنانين والحقوقيين بحملات التكفير والتهجير والاغتيال. ولما كان ذلك الانغماس مكلفا ومنهكا وكاشفا للفاشية الدينية، في صورتها الهمجية والمتوحشة، فقد كانت حاجة الخميني للحرب ماسة وشديدة، وسرعان ما وجد ضالته في صدام حسين، النرجسي الأحمق، الذي أهداه حربا يتنفس بها ويكتم بدخانها الخانق أنفاس الإيرانيين إذ صار كل من ينتقد الملالي عميلا لـ“العدو“.

اعتناق عبادة الشهادة، و”الصرخة“، وطرد وإبادة كل وأي مختلف أو مخالف في الرأي أو الدين، واستباحة الفضاء العام من قبل اللجان الثورية والمليشيات الثورية، والاستيلاء على المنتجعات والشواطئ وتحويلها إلى مراكز للمليشيات وأهداف حربية ومعسكرات ومزارع ألغام ومربعات أمنية تحيط بقصور أمراء الحرب… هذه بعض العناوين البارزة لحقبة الملالي التي صار فيها الشيوعيون والعلمانيون “عملاء“، ولم يعد فيها البهائيون مهرطقين فقط بل عملاء وجواسيس ومن الواجب قتلهم لأنهم“بذرة الشيطان“.

“لقد ارتد الزمن الماضي كالسكين“! وبعد استيلاء الإسلاميين على الثورة ودخول البلد في دوامة العنف والفوضى بدأت أدرك هشاشة وجودنا الدنيوي، والسهولة التي يمكنهم بها أن ينتزعوا منك كل ما تقدر أن تسميه وطنا، كل ما يمنحك كيانا وهوية، إحساسا بالذات والانتماء“. “آذر نفيسي“.

من جانبها تقول النوبلية شيرين عبادي: « لم يعد الوطن وطناً، تغيرت حياتنا، ليس بسبب الكارثة والأشلاء، بل بسبب شتى أنواع العنف، ومعظمه عنف غير ملموس. كان الدود يلتهم حيواتنا اليومية »…، “بلغنا مرحلة كنا نرغب فيها أن نحافظ على ما كُنا نمتلكه وليس النضال من أجل ما تجرأنا على تصوره“، و“صار كل شيء يحدث بهيئة شظايا“.

وما أكثر السرديات التي تستعرض المزاج السوداوي، ومشهد الجنازات الجماعية، الذي يتكرر يوميا بحماسة احتفالية بـ“الشهادة“، والسيقان المبتورة، وصور الشهداء، والتمدد الأخطبوطي لحراس الأخلاق والفضيلة، وللأجهزة الإستخباراتية المنتشرة في كل الاتجاهات، والنمو المفرط لشهية العنف، وإشاعة الأجواء المشحونة بالتوتر والخوف والترهيب والوعيد، والجرائم التي تحمل توقيع المليشيا في كل مكان وتُسجَّل غالبا ضد مجهول، والتفاهة والتهريج والبلاهة، والأكاذيب والفخاخ والخيانات، والعدد المتزايد للأقارب والأصدقاء الذين يختفون أو يفرون من البلد أو يودعون السجون والإمعان في تمزيق أوصال البلد ومحاصرته بالقوانين القمعية، واستقرار ثقافة المرتزقة، وغرابة التصرفات البشرية ووو….، كل ذلك الذي كان يحدث هناك، ويتكرر اليوم عندنا بصورة أعنف وأحقر.

كان النظام السابق في اليمن عبارة عن وكالة للقتل والحرب والنهب. وقد أسهم كثيرا في تأهيل الحوثيين بخوض ستة حروب معهم تكشّف فيما بعد أنها كانت دورات تدريبية، رغم أنها أسفرت عن مقتل أكثر من 60 ألفاً وما لا يحصى من الجرحى وذوي السيقان المبتورة.

في الحرب الأولى أعلن رأس النظام أنه استهدف إخراس تلك “الصرخة” المستفزة التي نقلتها الجماعة الحوثية حرفيا من إيران: “لله أكبر, الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام“.

كان الذين يهتفون بـ“الصرخة” قلة من أعضاء الجماعة وأنصارها في “صعدة“، وفي الجامع الكبير بصنعاء! ولأن هذه المليشيا تتنفس وتتغذى وتتكاثر بالحرب فقد تحولت “الصرخة“ إلى هتاف صباحي إلزامي في المدارس والمعسكرات، وإلى موضوع لأبحاث ورسائل جامعية، ووِرَش وندوات يشارك فيها أكاديميون من أصحاب السوابق اليسارية ليبرهنوا على أن الخط الفاصل بين الشيوعية والشيعة خرافة!

لقد تناوبت مليشيات الإسلام السياسي “الإخوانية“ و“الحوثية“ الاستيلاء على “الثورة الشبابية” المغدورة، مستثمرة في هشاشة وفقر وأمية معظم السكان. وتكررت الطامة والداهية الإيرانية في “صنعاء“ بصورة مريعة ومدوية.

وعبّر ملالي طهران عن اغتباطهم بخفة وسرعة “شيعة الشوارع“، هذا إسم الدلع الذي أطلقه بعض ملالي إيران على الحوثيين.

وبالفعل تأكدت البراعة والمهارات القتالية في الميدان وأظهر التلميذ تفوقه على أستاذه مع اقتفاء صارم لأثر المعلم وأثر“حزب الله“، وتقليد غزواته. كما حدث عند اقتحام صنعاء، والانقلاب على “مؤتمر الحوار الوطني“، بعد أن شاركوا فيه، وعلى “مشروع الدستور“ في صبيحة اليوم الذي تحدّدَ للتوقيع عليه، وإقامة “سلطة اللجنة الثورية“ على انقاض سلطة الشرعية المتهاوية في 21 سبتمبر 2014، واستخدام كل “عِدّة الشغل” التي سبق وأن جُربت واعتمدت في طهران، بتقليد مبتذل ومتطرف وعنيف وأعمى.

وكان التطرف في التقيُّد مذهلا ومهولا! فقد أصبحت مواكب الجنازات الجماعية اليومية طقسا يوميا، وتكاثرت المقابر أكثر من أي شيء آخر، وصارت من علامات الساعة الحوثية، ولم تعد الجدران تتسع لمزيد صور الشهداء، وغدت أنفاس إيران ولاية الفقيه تتردد الآن وهُنا.

بعد انقلابهم مباشرة جاهروا بأن ““المسيرة القرآنية” التي يحملون لواءها ليس لها حدود، وأن الهدف القادم هو “الحرمين الشريفين“، واهتزت الأرض من تحت أقدام دول الجوار الخليجي، وتنادوا لعقد سلسلة من اللقاءات، وأهمها اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في 15 مارس 2015 لمناقشة الأزمة اليمنية، وقد تقصدت الجماعة الحوثية الرد عليه في نفس اليوم وفي الميدان، حيث نفذت مناورات عسكرية على الحدود الجنوبية مع السعودية استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة التي استولت عليها من مخازن الجيش، أو حصلت عليها بمباركة من الرئيس السابق.

وفيما كان وزراء خارجية دول مجلس التعاون يعقدون اجتماعهم في الرياض، كان الحوثيون ينفذون مناورة عسكرية بالذخيرة الحية على حدود السعودية، ويهتفون صرختهم: الموت لأمريكا و….الخ.

وحتى قبل ذلك بأشهر وقبل إعلان السعودية و“تحالف دعم الشرعية” عن التدخل لإعادة الحكومة الشرعية في 25 مارس 2015 م، كان سفير طهران بصنعاء يتحرك كالمندوب السامي، ويتابع ويشرف على إعدادات المنازلة الكبرى، ويعقد الاجتماعات حتى مع قيادات حزبية يسارية وقومية ليخطرها بأنه ستتم السيطرة على “تعز“ و“عدن“ والمحافظات الجنوبية بإحكام لتأمين مؤخرة الجيش الذي سيحارب السعودية، ووضع دول الخليج الأخرى تحت رحمة إيران وفي مرمى النيران.

لم يجر أي شيء بالخفاء أو من وراء ستار! وكانت الأسلحة تتدفق عبر البحر، وعبر رحلات الطيران اليومية من طهران إلى صنعاء. وكان المئات من أعضاء وأنصار الجماعة ومن الإعلاميين والكتاب والأدباء يسافرون إلى بيروت الضاحية الجنوبية، أو يتخذون من « الضاحية » محطة انطلاق إلى طهران.

وقبل اندلاع الحرب المفتوحة التي دخلت عامها السادس في مارس الماضي كان الحوثيون يقتفون أثر الآلة القمعية والتنكيلية لمليشيات الحرس الثوري. وقد قاموا بالتنكيل باليهود اليمنيين الذين كانوا أكثرية في “صعدة“ قبل أن يأتي أجداد عبد الملك الحوثي من الحجاز وطبرستان.

وقامت المليشيات الحوثية بتفجير منزل حاخام الطائفة اليهودية اليمنية يحيى يوسف الذي ورثه عبر قرون وتسويته بالأرض على مرأى من الحاخام وأسرته وأبناء الطائفة من يهود آل سالم اليمنيين الذين أجبروا على ترك ديارهم بليل وسط صمت منظمات المجتمع المدني والدولي.

وكذلك كان مصير كافة البهائيين اليمنيين حيث رزح كبارُهم وصغارُهم في السجون وأصدرت المحاكم الاستثنائية بحقهم أحكاما بالإعدام لأنهم “جواسيس“، إلا أنهم نجوا بموجب صفقة مهينة أبرمها المبعوث الأممي مع الحوثيين، وقضت بترحيلهم من بلادهم بملابسهم فقط. وقد تمت العملية بتغطية وتمويل من الأمم المتحدة التي رعت نقلهم من السجون الى مطار صنعاء ثم الى أديس أبابا، وبعدها جرى توزيعهم على العواصم الأوربية وأمريكا وكندا! وقد تفاخر “مارتن جريفت“ قبل أشهر بهذا المنجز اليتيم والعظيم الذي تمثل بمباركة تجريد اليمنيين البهائيين من حقهم في الإقامة في بلادهم.

كل تلك الإرتكابات حملت بصمة وتوقيع إيران الملالي.

كان ” أبو حسن” هو المشرف الأبرز والمنسق غير المباشر بين مكتب الولي الفقيه علي خامئني وقيادة الجماعة الحوثية. و“أبو الحسن” هو “حسن إيرلو“ الذي أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية وصوله إلى صنعاء في 17 أكتوبر كسفير لطهران، رغم الحصار الذي يفرضه التحالف بقياد السعودية، في خطوة وصفها مراقبون بـ “اختراق موجع للرياض“.

وتفيد قيادات حوثية سابقة أنه كان هو الشخص الذي يوجه الدعوات للصحفيين والكتاب اليمنيين رجالا ونساء لزيارة طهران وضريح الخميني وغيره، وكان مسؤولا عن الملف اليمني. وهو قيادي متعصب وخبير سلاح ولا علاقة له بوزارة الخارجية. فقد كان ضمن الحرس الثوري وهو جريح سابق في الحرب العراقية الإيرانية، وقد جاء تعيينه سفيرا لدى سلطة الانقلاب التي يشرف عليها لأنه على صلة وثيقة بأغلب القيادات الحوثية. فقد كان يستضيفهم ويصرف لهم المخصصات المالية في بيروت وطهران ويرسلها إلى اليمن خلال العقد الأخير. كما أن بعضهم كان يتقاضى منه مخصصات دون علم عبد الملك الحوثي. وكان يحرص على توثيق تسليم تلك المخصصات بالتوقيع. وهنالك من يخشى من توثيق بالفيديو للحظة الإستلام كما يفيد الناطق السابق لجماعة “أنصار الله” علي البخيتي.

المؤكد هو أن المليشيات الحوثية هي الأقل كلفة، والأكثر مردودية بالنسبة لإيران.

ومع أن مليشيات الإسلام السياسي في اليمن هي – غالبا – “مدفع لمن يدفع“، إلا أن الحالة الحوثية حافلة بالمفارقات، ومنها على سبيل المثال أنها دشّنت قبل أشهر حملة تبرعات واسعة لدعم حزب الله مع أنها صادرت ونهبت أموال البنك المركزي اليمني وغيره من البنوك، وقطعت مرتبات الموظفين في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، وهم غالبية موظفي الدولة, ورغم أن هذه المناطق بما فيها العاصمة صنعاء محرومة من خدمة الكهرباء والماء وتغرق في الظلام منذ خمسة أعوام.

هذه هي الحمم التي يبصقها ” الحرس الثوري” الإيراني على العواصم المحتلة من قبل المليشيات التي يديرها وفي مقدمتها الذراع الإستراتيجي: حزب الله الذي تكللت مقاومته لإسرائيل بتدمير لبنان وشل حركة مصارفه وجامعاته والمرفأ والمطار وكل ذلك في سبيل الولي الفقيه والإمام الأكبر.

صواريخ إيران وذخائرها المخزّنة في المرفأ المحتلّ دمّرت مدينة بيروت، وحوّلتها إلى مدينة محروقة. في ٢٠٠٦ دمّر حسن نصرالله « الضاحية ». في ٢٠٢٠ دمّر عاصمة لبنان. سارَعَ رئيس البلاد «الماريشال ميشال بيتان » لتبرئة الحزب الذي جاء به رئيساً من أي مسؤولية! ورفض « أي تحقيق دولي »!

ألم نقل أنه يجدر بنا أن نقرأ ما حدث في طهران من فبراير 1979 لنفهم بعض ما يعصف بوجودنا وبما تبقى منا.

ويجدر بنا أن نتضامن ونؤيد حق الشعب الإيراني في استعادة زمام أمره وتقرير مصيره بالانعتاق من ربقة أخطر مليشيا دينية فاشية شهدها العالم خلال العقود الأخيرة.

هي دعوة لأن نتضامن مع أنفسنا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نداء الوطن/فهمي ملاحَق قضائياً... و"مسوّدة" الحريري إلى بعبدا ...التدقيق "الدعائي"... عون يَنتشي وبري ردّ عليه "بسطرين"

نداء الوطن/28 تشرين الثاني 2020

هي فعلاً "حال من الفوضى" تسيطر على لبنان كما وصفها السفير البريطاني كريس رامبلينغ... فوضى غير خلاقة، صنيعة طبقة حاكمة فاشلة لم تبقِ حجراً على حجر في بنيان الجمهورية، حتى بلغ بها الإفلاس حدّ التهليل لقرار لا يزال حبراً على ورق بصم عليه كل الأطراف، منهم الصادق ومنهم الخبيث، تأكيداً على وجوب التدقيق جنائياً بحسابات الخزينة. على أنّ العهد الغريق والمتعطش لأي "قشة" يعوم عليها، وجد في ملف التدقيق تلك "القشة" المرجوة فسارع إلى التعلّق بها ورفع أنخاب "النصر العوني" لها وبات رئيس الجمهورية ميشال عون ليلته أمس "منتشياً" بما حققته رسالته على "مسرح الأونيسكو"... بينما لم يجد رئيس مجلس النواب نبيه بري حاجة للرد على مضمونها المطوّل سوى "بسطرين" يؤكدان قرار إخضاع "حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة والمجالس والمؤسسات المالية والبلديات والصناديق كافة بالتوازي للتدقيق الجنائي دون اي عائق او تذرع بالسرية المصرفية أو بخلافه".

في كل دول العالم، يرقى التدقيق بالحسابات إلى مرتبة "الواجب"، أما في منظومة "حاميها حراميها" فهو بطبيعة الحال "إنجاز" يُلبس الذئاب لبوس النعاج ليرعوا آمنين في مراعي الإصلاح بعدما عاثوا فساداً ونهشاً بخيرات الدولة وتقاسماً لمغانم المال العام! وحتى إشعار آخر يرى فيه اللبنانيون أركان هذه المنظومة، المشهود لفسادها عالمياً، تحت قوس العدالة، فإنّ التدقيق الجنائي لن يكون سوى تدقيق "دعائي" لتبرئة ذمم وتبييض أموال منقولة وغير منقولة من جنى أعمار المودعين.

تزامناً، وعلى مقياس التحلل الذي يضرب هيكل الدولة، برزت أمس انتفاضة قضائية على وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي بلغت مستوى طلب مجلس القضاء الأعلى بالتوافق مع رئيس مجلس الشورى ورئيس ديوان المحاسبة، من النائب العام التمييزي "اتخاذ الاجراء القانوني الملائم بحقّ وزير الداخلية"، بسبب ما تطرق إليه في حديثه لبرنامج "صار الوقت" عن فساد في الجسم القضائي، مستعرضاً نماذج وأمثلة في هذا السياق، ومتسائلاً: "يلي معاشو وراتبو 15 مليون ليرة لبنانية ومنزله بـ 5 ملايين دولار ألا يجب أن يُسأل: من أين له هذا؟".

وعلى الخط نفسه، هبّت نقابتا المحامين في بيروت وطرابس في اجتماع طارئ نصرةً لـ"هيبة القضاء" ورفضاً للتعدي الذي حصل على المحامي المتدرّج من قبل عناصر قوى الأمن الداخلي، واعتبر المجتمعون أنّ فهمي يقود "محاولة فاشلة لتطويع وترهيب المحامين والقضاة"، ودعوه "فوراً الى إعفاء نفسه مِن مهامه وترك موقعه والرحيل، على أنْ يُكلَّف موقتاً وزير الداخلية بالوكالة لتسيير شؤون الوزارة إلى حين تأليف الحكومة" الجديدة.

أما في جديد ملف التأليف، فتوقعت أوساط سياسية رفيعة لـ"نداء الوطن" أن يقوم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بزيارة قصر بعبدا خلال عطلة نهاية الأسبوع في محاولة لإعادة تفعيل عملية تشكيل "حكومة المهمة"، معربةً عن اعتقادها بأنّ الحريري "سيحمل إلى رئيس الجمهورية مسودة تشكيلة حكومية مكتملة من 18 وزيراً بما يشمل أسماء المرشحين لتولي الحقائب من كافة المكونات الوطنية بغية النقاش معه في تركيبتها"، لكنها رجحت في المقابل أن "يرفض عون أي تسميات مسيحية من جانب الرئيس المكلف ما لم يتوافق مسبقاً عليها مع جبران باسيل".

 

النهار: تعميم التدقيق الجنائي بالاجماع.. انجاز أم تعمية؟

السبت 28 تشرين الثاني 2020

لان يخرج الجميع رابحين من جلسة كتلك التي عقدها امس مجلس النواب و"استجاب"فيها لرسالة رئيس الجمهورية ميشال عون متخذا قرارا بتوسيع التدقيق المالي الجنائي ليشمل كل مؤسسات الدولة، فهذا من البدع والابتكارات المشهودة في التوازنات السياسية والنيابية اللبنانية التقليدية، ولا يشذ اطلاقا عن اطار التسويات التي غالبا ما تطبع الخروج من مآزق يراد لها ان تنتهي بلا غالب ولا مغلوب. ومع ذلك يبدو طبيعيا جدا ان تفضي حفلة الزجل والمزايدات التي اطلقت على الغارب في شأن التدقيق الجنائي الى طرح الاسئلة الجوهرية الأساسية على السنة الناس:هل فعلا ستشهد مؤسسات الدولة اول واوسع عمليات تدقيق جنائي منذ تأسيس الجمهورية والدولة اذا سلمنا جدلا انها ستستكمل بعد التدقيق في حسابات مصرف لبنان ؟ ووفق أي آليات تنفيذية وقانونية وقضائية ستنطلق هذه"الثورة الإصلاحية " بكل ما للكلمة من معنى؟. واذا كان التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وحده استلزم هذا المخاض، وانتهى الى انتكاسة في مهده، فما هو الوقت المقدر لاعادة اطلاق العملية وإنجازها في المصرف المركزي وهل ستكون قمة برمجة زمنية واضحة ومحددة للانتقال تباعا الى عشرات المؤسسات الأخرى في الدولة ؟

يمكن طرح عشرات التساؤلات بطبيعة الحال حول الآليات التفصيلية للتدقيق الجنائي في كل مؤسسات الدولة والصناديق والمصالح المستقلة عقب القرار الذي انتهت اليه جلسة مجلس النواب امس، ولكن ذلك سيغدو ترفا مبكرا لا مكان له راهنا قبل فرز الخيط الأبيض من الخيط الأسود بين الدلالات الجادة لنتائج الجلسة وما اختلط فيها مما سمي حفلة مزايدات عارمة. والحال انه على صعوبة التنكر للطابع الساخر الذي اكتسبه الاجماع التعبيري والكلامي المزايد ومن ثم التأييد الجماعي للقرار الذي انتهت اليه الجلسة، فانه لا يمكن تجاهل بعض الخلاصات البارزة سياسيا في مناخ هذه الجلسة وحصيلتها. ذلك ان قرار تثبيت التدقيق الجنائي وتعميمه وتوسيعه وان ارضى رئيس الجمهورية وفريقه السياسي واعتبراه إنجازا للرئيس، فانه يعتبر ضمنا ردا ذكيا للكرة النارية التي أراد رئيس الجمهورية رميها في مرمى المجلس بحيث تلقفها رئيس مجلس النواب نبيه بري وقام بما يعرفه الجميع بتوليف الإخراج الحذق واطلقه بالتنسيق مع كتل أساسية كبيرة، فكان تعميم التدقيق الجنائي سحبا للبساط من تحت اقدام الفريق الرئاسي ومن يؤيده في حصر التدقيق بمصرف لبنان وحده. واما الدلالة الأخرى البارزة فتتمثل في ان الافرقاء (الثلاثة) الذين كانوا يحتكرون قبل الجلسة صفة التأييد وحدهم للتدقيق الجنائي ويعيرون الاخرين بانهم يناهضونه ويغمزون من قناة حمايتهم لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فقدوا هذه الورقة تماما بعد الاجماع النيابي على تأييد التدقيق الجنائي في كل مؤسسات الدولة بدءا بمصرف لبنان. واما الدلالة الثالثة البارزة فتتمثل في ان مجموع الكتل النيابية حاولت تحسين صورتها امام الرأي العام الداخلي، والاهم امام المجتمع الدولي، مع عودة تحرك المبادرة الفرنسية والاستعدادات التي تبذلها فرنسا لعقد مؤتمر دولي افتراضي في الثاني من كانون الأول المقبل لحشد المساعدات الإنسانية للشعب اللبناني، وهي تحسين صورة من خلال اطلاق رسالة جماعية عن تأييد مجلس النواب للتدقيق الجنائي الشامل المتكامل كاولوية إصلاحية مسلم بها في معايير المحاسبة الجنائية ومكافحة الفساد والمساءلة والسعي الى إحلال ثقافة الشفافية.

القرار ومفاعيله

واما القرار الذي خلصت اليه الجلسة وتسلمت نصه رئاسة الجمهورية مساء امس فيتسع لمروحة غير مسبوقة من المؤسسات والإدارات وينص على "اخضاع حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة والمجالس والصناديق والمؤسسات العامة بالتوازي للتدقيق الجنائي من دون أي عائق او تذرع بسرية مصرفية او خلافه". ويثير اتخاذ القرار مفعولا قانونيا جديدا لجهة انه يشكل تغطية لحاكمية مصرف لبنان في تسليم المستندات المطلوبة للتدقيق الجنائي من دون التوقف عند موجبات السرية المصرفية بعد الان الامر الذي يستدعي التساؤل هل انتهت السرية المصرفية في لبنان؟ واي تأثير لهذا التطور على المنازعات المتصلة بحسابات المودعين اذا استدعت رفعا للسرية المصرفية ؟ وهل يوجب الامر اصدار قانون وليس الاكتفاء بقرار؟

وقد استبق بري إقرار القرار المعد سلفا جماعيا فبادر مع بداية الجلسة الى "التمني مسبقا ان يجمع المجلس على التدقيق الشامل"، معتبرا ان رسالة الرئيس عون الى المجلس "جاءت في الوقت المناسب والى المكان المناسب وفي مرحلة حساسة ". وسارع الرئيس عون عقب انتهاء الجلسة الى اعتبار "تجاوب مجلس النواب مع رغبتنا في تحقيق التدقيق المالي الجنائي في مؤسسات الدولة وإداراتها إنجازا للبنانيين الذين يريدون معرفة من هدر مالهم واستباح رزقهم كما هو اطلالة مضيئة على المجتمع الدولي المتضامن معنا في معركتنا ضد الفساد والهدر".

الوزير والقضاء

الى ذلك وعلى هامش الانشغال بالجلسة النيابية حصل صدام عنيف بين الجسم القضائي ووزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي الذي شن هجوما لا سابق له على لسان وزير على الجسم القضائي ووصف في مقابلة تلفزيونية قضاة لبنان بانهم فاسدون بنسبة 95 في المئة منهم الامر الذي فجر غضبا قضائيا واسعا وردود فعل ساخطة. وعلى الأثر عقد مجلس القضاء الأعلى اجتماعا استثنائيا وقرر بالتوافق مع رئيس مجلس شورى الدولة ورئيس ديوان المحاسبة الطلب من النائب العام التمييزي اتخاذ الاجراء القانوني الملائم بحق وزير الداخلية بسبب ما صدر عنه في الحلقة التلفزيونية كما قرر الطلب الى رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل تقديم كل مراجعة قضائية لازمة. كذلك انتقدت نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس الوزير فهمي بشدة لتعرضه لهيبة القضاء وطالبتاه "بإزاء تراكم التصرفات المشبوهة للوزير المستقيل لإعفاء نفسه من مهماته فورا وترك موقعه والرحيل على ان يكلف موقتا وزير الداخلية بالوكالة تسيير شؤون الوزارة الى حين تأليف الحكومة ".

 

بيان صادر عن مجلسي نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس

دار نقابة المحامين في بيروت

قصر العدل في بيروت، في 27/11/2020

تداعى ظهر اليوم الجمعة في 27/11/2020 مجلس كلّ من نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس الى إجتماعٍ طارئ واستثنائي في دار نقابة المحامين في بيروت، بحضور نقباء محامين سابقين من بيروت وطرابلس، للتباحث بآخر المستجدات، وبعد التداول صدر عنهما البيان الآتي:

أولاً- إنّ نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس تطلقان صرخة مدوّية وتدقّان جرس الإنذار وتتوجهان الى جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم لتحذّرهم من أنّ هناك مخطّطاً ممنهجاً لتفكيك مؤسسات الدولة، ومِن أنّ انهيار القيم والمؤسسات يجرُّ لبنان الى حالٍ من الفوضى القاتلة التي قد تؤدي الى زوال الكيان. فماذا يبقى من الدولة عندما يسقط، في آنٍ معاً، الرادع الأخلاقي والضابط القانوني؟! لن نسكت والأذى يتكلّمُ! ولن نكون شهود زورٍ على إغتيال الدولة! بل معاً سنستردها من يد غاصبيها والعابثين بها!

ثانياً- إنّ نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس تذكّران على الدوام أنّ المحاماة تهدف الى تحقيق العدالة وتُسهم في تنفيذ الخدمة العامة وفاقاً لقوانينها وانظمتها المرعية الإجراء، أمّا المستغرب المستهجن هي القرارات الإرتجالية الاعتباطية الانتهازية التي تصدر في غير مرّة عن السيد وزير الداخلية، والتي تُغيّب هذا الواقع عن الإستثناءات لتقييد حركة الآليات، ضاربةً عرض الحائط القوانين من جهة، والتوصيات والقرارات الصادرة عن المجلس الأعلى للدفاع من جهة أُخرى، وكذلك مفاهيم تسيير المرافق العامة، ومصالح وشؤون الناس المداهمة أحياناً التي يتولاها المحامون على كلّ الأراضي اللبنانيّة؛ وكأنّ الوزير يُكرّس شريعة الغاب.

ثالثاً- إنّ الحدث الخطير الذي وقع أول من أمس مع المحامي المتدرج، يأتي في سياق تعديّ الوزير الصارخ على دور المحامين؛ والمطلوب، قبل أيّ شيء وفوراً، من القضاء التحرّك بكلّ موضوعية توصّلاً الى توقيف عناصر القوى الأمنية المحرِّضة والمنفذة لهذا الإعتداء الغاشم غير المتناسب إطلاقاً مع طبيعة الإشكال، وإنّ أيّ تلكؤ بهذا الصدد سيواجه بالتصعيد المناسب؛ مع العلم أنّ نقابة المحامين في بيروت لن تتوانى عن اتخاذ الإجراءات المناسبة توصلاً لجلاء الحقيقة ومُساءَلة المحامي المتدرج في حال ثبوت إرتكابه لأفعال مخالفة للقوانين المرعية الإجراء لا سيما لقانون تنظيم المهنة وأنظمة النقابة؛

إنّه مشهدٌ مؤسف مُستهجن، أياً يكن توزيع المسؤوليات، وأياً تكن التحقيقات التي ستبيّن في كلّ حال الحقائق بعيداً عن كلّ إجتزاء وتضليل، فوزير الداخلية تَسَبَّب بهذا المشهد، كما تَسَبَّب بوضع المحامين والقوى الأمنية في مواجهاتٍ عبثية تلبيةً لرغباتٍ مُبيّتة تودي بما تبقى من الدولة.

رابعاً- إنّ تعرّض السيد وزير الداخلية بالأمس لهيبة القضاء، وإتهام أكثر من 500 قاضٍ وقاضية بالفساد، يأتي في ذات سياق ضرب دور المحامين، وكلّ هذا، هو محاولة فاشلة لتطويع وترهيب المحامين والقضاة، وهو ضرب لمشروع قيام دولة القانون، وهو تكريس لدور الدولة البوليسية الأمنيّة، التي طالما ترصّدت نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس لها وتصدّتا لتوسُّع نشاطها.

خامساً- الكلّ لديه ملاحظات على الأداء القضائي، لا سيما ما حصل مؤخراً بمنع قاضٍ لمحامٍ من مزاولة مهنته، لكن هذا الواقع لا يواجه بضرب كلّ القضاء، يا أيّها الوزير المستقيل، وهذا القضاء المطلوب منه في هذه اللحظات الكثير، لا سيما في تفجير المرفأ، والذي أنت أيّها الوزير من بين المسؤولين عنه، علماً أنّنا ومنذ أسابيع لا نزال ننتظر من هذا القضاء التحرّك باتجاهك وملاحقتك انت وآخرين من المعنيين السياسيين والأمنيين في أكبر جريمة تعرّض لها اللبنانيون.

سادساً- إزاء تراكم التصرفات المشبوهة للسيد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال، في كلّ ما ذُكر في هذا البيان وما نحجب عن ذكره في الوقت الحاضر، ندعوه فوراً الى إعفاء نفسه مِن مهامه وترك موقعه والرحيل، على أنْ يُكلَّف مؤقتاً وزير الداخلية بالوكالة لتسيير شؤون الوزارة الى حين تأليف الحكومة المطالب بتأليفها، اليوم قبل الغد! فالمسؤولية هي جدارة!  

سابعاً-يدعو مجلسا نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس الزميلات والزملاء المحامين للتوقف عن تأدية المهنة رفضاً لهذه الممارسات، يوم الثلاثاء الواقع في 1/12/2020، كخطوة أُولى متمسكين بكافة بياناتهما السابقة بخصوص أحقيّة إستثناء المحامين من تقيد حركة تنقلاتهم، ويبقيا جلساتهما مفتوحة لمتابعة سائر الإجراءات المسلكية والقضائية، ومواكبة سائر التطورات، تمهيداً لاتخاذ المواقف الحاسمة في حال حصول أيّ تلكؤ أو تخاذل في قضية الإعتداء على المحامي المتدرج، وأوّلها مراجعة المؤسسات الدولية الحقوقية، بعد توثيق الإنتهاكات الحاصلة، لإتفاقية مناهضة التعذيب والإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

لن نترك العدالة تسقط! لن نترك الوطن يسقط! معاً نستردّ الدولة!

 

نائبا بشري: نحرص على أن تبقى البلدة مثالا لالتزام القوانين واحترام الغير

وطنية - السبت 28 تشرين الثاني 2020

أصدر مكتب نائبي قضاء بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق، بيانا اليوم قالا فيه: "أولا، منذ لحظة وقوع جريمة قتل المواطن جوزيف عارف طوق، قمنا بكل الاتصالات اللازمة مع المراجع الرسمية لكشف ملابساتها، وألقي القبض على الجاني فورا، وبدأت التحقيقات معه ونحن نتابعها بشكل يومي".

أضافا: "ثانيا، على أثر جريمة القتل هذه، وقعت في بشري بعض ردود الفعل الفورية، والتي لا تتلاءم مع شيم أبناء بشري وقيمهم وأخلاقياتهم، لكننا آثرنا السكوت انطلاقا من فداحة الحادث الأليم". وتابعا: "ثالثا، بصفتنا نائبين عن القضاء، لا نستطيع السكوت أبدا عما يزال يجري حتى الساعة من أعمال وتحركات عشوائية خارجة على كل قانون ونظام وتطاول العمالة الأجنبية والسورية بشكل خاص في بشري". وقالا: "رابعا، إن موضوع العمالة السورية مطروح أصلا في كل وقت، لكنه يعني كل البشراويين، مواطنين كانوا أو مزارعين وأصحاب مصالح، وهو يجب أن يكون مدار نقاش مستمر بكل روح منفتحة وعلمية وعملية مع الجميع. ولكن هذا شيء، وأن تقوم مجموعات فوضوية وملثمة، بفرض رأيها وبالقوة على البقية، ضاربة بعرض الحائط آراء أكثرية البشراويين، فهذا شيء آخر مختلف تماما. كما أن هذه المجموعات، وهذا هو الأخطر، تخطت كل حدود بتعديها على حرمة بيوت باقي البشراويين وأملاكهم وأعمالهم، وهذا أمر آخر مختلف تماما لا نقبل به بتاتا". أضافا: "خامسا، بصفتنا نائبين عن قضاء بشري، نطالب المرجعيات الرسمية المعنية، قضائية كانت أو أمنية، باتخاذ كل الإجراءات لوقف الفوضى واستباحة الأملاك الخاصة في بشري وفرض واقع لا يريده أصحاب هذه الأملاك وأكثرية أهل المدينة عليهم وبالقوة".

وختما: "سادسا، بصفتنا نائبين عن القضاء، نحرص كل الحرص على أن تبقى بشري مثالا في كل لبنان لالتزام القوانين واحترام الغير، وعلى أن تبقى بشري نموذجا لجمهورية الحق والعدل والنظام، ونموذجا للجمهورية القوية الفعلية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 28 و29 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

الياس بجاني: فيديو  وبالنص تأملات إيمانية في معاني ومفهوم الضمير والخجل وتعليق على قول الرئيس عون أمس “ضميري مرتاح ولكن بالي مشغول”

http://eliasbejjaninews.com/archives/92825/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7/

https://youtu.be/dGj-oChZ1cQ

 

لقد انقضى زمن التعايش مع سياسات السيطرة الشيعية وحان وقت المواجهة

شارل الياس شرتوني/28 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92958/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%86%d9%82%d8%b6%d9%89-%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%8a/

 

دولة الإسلام والهويّات اللبنانيّة… (حوار بيني وبين إبني)..

المخرج يوسف ي. الخوري/28 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92956/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%87/

 

شيعة الشوارع: عنوان الملالي المتعالي

منصور هائل/نقلا ًعن شفّاف اليوم/28 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92971/%d9%85%d9%86%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d9%87%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d9%86%d9%82%d9%84%d8%a7-%d9%8b%d8%b9%d9%86-%d8%b4%d9%81%d9%91%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

 

يا كاهن الرب...دُعِيَ خادم يسوع لأن يكون قديسا، إن لم تكُنه فانت شيطان متلبِّس.

الأب سيمون عساف/29 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92978/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%8a%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%87%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8-%d8%af%d9%8f%d8%b9%d9%90%d9%8a%d9%8e-%d8%ae%d8%a7/

 

 

فيديو مقابلة من صوت الغد مع علي الأمين: المبادرة الفرنسية لن تنتج حكومة.. وحزب الله «عراب» المفاوضات

علي الأمين/جنوبية/29 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92992/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%af-%d9%85%d8%b9-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86/