المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november20.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/كلن يعني كلن وأصنام شركات الأحزاب وقطعانون بأولن

الياس بجاني/زجليات ومسرحيات تبادل التهم بالفساد

الياس بجاني/التفاهم يكون على الخير وليس على الشر. ورقة تفاهم عون ونصرالله هي تفاهم على الشر

الياس بجاني/ورقة تفاهم عون ونصرالله هي خيانة وعمالة واستسلام وجبران كذاب/نص وفيديو مقابلة جبران من قناة الحدث

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بِحْلِفْلَك ياما نادم عالأيام وعالفوضى/الأب سيمون عساف

الويل لكم ايها الحكام الأشرار لأن غضب الله من غضب الشعب/ابو ارز. اتيان صقر

عميد متقاعد يحذّر: موقعان حيويّان ستستهدفهما إسرائيل

هل تؤدي محادثات الحدود البحرية الإسرائيلية –اللبنانية الى التطبيع؟

كوبيتش أطلع مجلس الأمن على ال1701: لحكومة تطبق خريطة الطريق الفرنسية التحقيق في انفجار المرفأ يفتقر الى الوضوح

الاهتمام الفرنسي تجاه لبنان على حاله… وماكرون متمسّك بلبنان

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 19/11/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 19 تشرين الثاني 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رغم الإقفال عدد إصابات كورونا لايزال مرتفعاً

فتفت: أي حكومة يشارك فيها حزب الله ستوصل لبنان إلى مشكلة كبيرة

هل سيقبل لبنان على سنة جديدة بلا انترنت ولا اتصالات؟

النهار: سباق التعقيدات والعقوبات.. وقنبلة مدوية للعليّة

عون للحريري: من قال إنني أقبل بهذه الأسماء أو بهذه الحصة فقط؟

لا مساعدات مجانية للبنان من الدول المانحة

"أخذ وردّ" حول شائعة التأشيرات الإماراتية: "لا شيء مؤكداً بعد"...فضائح "الطاقة"... العلّية قلب "عاليها واطيها"

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

في خطوة تاريخية… بومبيو أول وزير خارجية أميركي يزور الجولان

نتنياهو يُجاهر بضرب أهداف إيرانية في سوريا ويتوعّد "المعتدين"

تشغيل أجهزة نوويّة متطوّرة في "نطنز"....عقوبات على "إمبراطورية" المرشد... وواشنطن تتوعّد طهران بالمزيد

متحدون ضد ايران وعملاءها في لبنان

كندا تتهم إيران باستهدافها ببرامج قرصنة

تأهب بالجولان.. وإسرائيل تنشر صوراً لمواقع إيرانية بسوريا

إسرائيل: خلايا إيرانية زرعت العبوات الناسفة على الحدود

الرئاسة الفرنسية: برنامج إيران النووي وصل إلى عتبة خطيرة

باريس: يجب سحب مقاتلي تركيا من أذربيجان

موسكو: الجانبان الأرمني والأذربيجاني تبادلا 385 جثة في قره باغ

ماكرون يمهلُ قادة المسلمين في فرنسا 15 يوماً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كاهن قره-باغ: باقٍ في دير داديفانك..لن نفقد كل شيء!/محمود الزيباوي/المدن

توقيف رئيس "مصلحة سلامة الطيران": فساد المطار وسوء سمعته/نادر فوز/المدن

العونية وتبرّؤها من مأساة لبنان والمسيحيين/محمد أبي سمرا/المدن

لا حكومة قبل رحيل ترامب.. وبرّي "متشائم جداً"/منير الربيع/المدن

العقوباتُ تَقتربُ مِن دائرةِ الحريري/عبدالله قمح/"ليبانون ديبايت

هل هي أزمة نظام أم أزمة إدارة النّظام في لبنان؟/د. منى فياض/النهار العربي

حرب أم لا حرب/توفيق شومان

لبنان: يستطيع جبران باسيل الصراخ… لكن العقوبات قائمة/ثائر غندور/موقع درج

حزب الله ليس مقاومة/المحامي نديم بستاني/فايسبوك

5 أدلّة خطيرة: لماذا لبنان في عين العاصفة؟/ابراهيم ريحان/أساس ميديا

تركيا تعدُ بالجنسية واللبنانيون يرحّبون...حين سمعت طرابلس أن ثلث سكانها غرباء!/نوال نصر/نداء الوطن

ثورة جياع” على الطريق.. الفرنسيون للطبقة السياسية: “إحذروا!”/انطوان غطاس صعب/اللواء

الدعم باقٍ... والمودعون "يودّعون" مدخراتهم/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

أوهام روسيا المسيحيّة/موناليزا فريحة/النهار العربي

هل أميركا تريد حرباً مع إيران وهل طهران تسعى لاتفاق مع واشنطن؟/رياض قهوجي/النهار العربي

حصار ثلاثي وعقوبات بعد التمسّك بثلاثية الفساد/ألان سركيس/نداء الوطن

سوريا أم صوريا/توفيق شومان

عندما قال الإمام شمس الدين لرفسنجاني: انتهت المقابلة/أحمد عياش /أساس ميديا

عن "المالية" التي طارت من عون بتوافق حريري – شيعي/ملاك عقيل/أساس ميديا

"القوميّة المسيحية" باقية مع ترامب... وتتمدّد/ترجمة جودي الأسمر /أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون تلقى برقيات تهنئة بالاستقلال واستقبل دل كول: ترسيم الحدود البحرية وفق الخط البري من نقطة رأس الناقورة استنادا الى خط وسط

وفاة الأديب فؤاد الريس بـ”كورونا”

قاسم من قم: إيران درة المقاومة والصلاح والعائق أمام تغريب الأمة وطمس ثقافتها

متحدون ناشد رئيس الجمهورية عدم التوقيع على مرسوم تشكيل الحكومة قبل إقرار استقلالية القضاء والتدقيق الجنائي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من51حتى58/:”قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد». فَقَالَ لَهُ اليَهُود: «أَلآنَ عَرَفْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. إِبْرَاهِيمُ مَات، والأَنْبِيَاءُ مَاتُوا، وأَنْتَ تَقُول: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يَذُوقَ المَوتَ إِلى الأَبَد. أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذي مَات؟ والأَنْبِيَاءُ أَيْضًا مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟». أَجَابَ يَسُوع: «إِنْ أُمَجِّدْ أَنَا نَفْسِي فَمَجْدِي لَيْسَ بِشَيء. أَبِي هُوَ الَّذي يُمَجِّدُنِي، وهُوَ مَنْ تَقُولُونَ أَنْتُم إِنَّهُ إِلهُكُم. وأَنْتُم مَا عَرَفْتُمُوه، أَمَّا أَنَا فَأَعرِفُهُ. وإِنْ قُلْتُ إِنِّي لا أَعْرِفُهُ كُنْتُ مِثلَكُم كَاذِبًا. لكِنِّي أَعْرِفُهُ، وأَحْفَظُ كَلِمَتَهُ.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

كلن يعني كلن وأصنام شركات الأحزاب وقطعانون بأولن

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2020

انت بحزب لبناني يعني 99% ومن دون لف ودور وتزلف ومسايرة: انت غنمي وشي تعتير ومتخلي عن حريتك ومن عبدة زعيم صنم تؤلهه.. وبس هيك

 

زجليات ومسرحيات تبادل التهم بالفساد

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2020

تعليق يوتيوب/اضغط هنا لمشاهدة التعليق

https://www.youtube.com/watch?v=zpQnbmf1fio&t=41s

إن تفاهة وسخافة وذمية زجليات ومسرحيات تبادل التهم بالفساد والسرقات والسمسرات والتعديات على القوانين بين الوزراء والنواب والحكام والمسؤولين والمدراء هدفها الإبليسي  هو الهاء الناس وابعاد هم عن واقح سرطان الاحتلال...هؤلاء هم جميعا ادوات وابواق تعمل بأمرة المحتل وكلن يعني كلن شركاء في جريمة التغطية والتستر على المحتل مقابل سكوته عن فسادهم من كبيرهم حتى صغيرهم.

 

التفاهم يكون على الخير وليس على الشر. ورقة تفاهم عون ونصرالله هي تفاهم على الشر

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

ورقة التفاهم بين عون ونصرالله هي عمل خيانة يدين من وقعها ومن أيدها ومن سكت عنها. التاريخ لا يرحم الخونة ولا الرب يوم حسابه الأخير

 

ورقة تفاهم عون ونصرالله هي خيانة وعمالة واستسلام وجبران كذاب/نص وفيديو مقابلة جبران من قناة الحدث

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92465/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%85-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%8a/

ببساطة ودون قفازات ودون لف ودوران فإن الأهبل والمسطول والغنمي فقط يصدق جبران باسيل بأن قطع علاقته وعلاقة عمه بحزب الله قد يؤدي إلى ضرب الوحدة الوطنية وكذلك قوله بأن الحلف مع الحزب الشيطاني قد حمى لبنان من الإرهاب وإسرائيل..في حين أن حزب الله هو الإرهاب وهو داعش وهو النصرة وهو القاعدة وباقي كل الجهاديين كما تؤكد كل الوثائق والحقائق.

جبران كذاب وهو غطاء لحزب الله ويحمي سلاحه مقابل سلطة ونفوذ ومواقع وفوائد ومنافع هي كلها ذاتية ولا علاقة لها بلبنان ولا باللبنانيين.

الحقيقة المعاشة تقول بأن ورقة تفاهم عون الإسخريوتي مع حزب الله قد سلمت البلد للحزب ولإيران وضربت الإستقلال والسيادة وعهرت كل المؤسسات وكل ما هو لبنان ولبناني.

يبقى أن ورقة التفاهم مع حزب الله هي عمالة وخيانة وذمية بأبشع صورها ونقطة ع السطر والتاريخ سيلعن كل متآمر على لبنان وعلى شعبه.

نذكر جبران المنافق والملون بأن  حزب الله لم يحرر الجنوب بل يحتله وقد فرسنة وغيب لبنان الدولة والسيادة عنه.

https://www.youtube.com/watch?v=AVU6GSHwsIg&t=1496s

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بِحْلِفْلَك ياما نادم عالأيام وعالفوضى

الأب سيمون عساف/19 تشرين الثاني/2020

لا تزعل من حقيقة اعترافي

لا تُفصلني يا ربي  عنك بالعمر الباقي

يشعِّل قربانك حُبِّي  البركه بتغمر أطباقي

ما بيلزم امري تقويم مخلي الرغبه مُوَّاتي

عيِّشني بحالِهْ دويم حِسَّك فيها جوَّاتي

ياما ضيَّعت من العمر مش متهيِّب لْحْضورك

وقدس عالخبز وعالخمر مغمور بنعمة نورك

بِحْلِفْلَك ياما نادم عالأيام وعالفوضى

ما كنت الأوفى خادم وأطهر زهره بالروضه

ما عاشرتك عن اخلاص سطحيه كتير العشره

بوجه العام ووجه الخاص ما رحنا تحت القشره

يا يسوع رفيقي كون  لا تتركني وحداني

خليني بروحك مسكون روحي بدونك برداني

لا تحاسبني عاللي راح  وعالأخطاء وعالماضي

ولا تطلق من هون سراح  واحضر قدامك فاضي

بعرف ما بستاهل كون خُصَّك من سوء المسلك

وطالب مني كون اركون انفس تُخلَص ما تِهلَك

حتى هاترت بحالي وبالتوبه مِنك مخجول

انقلني من حاله لْحالِه حتى بدنية مجدك جول

بطلب تغفرلي وتضل رفيقي كيف ما رحت وجيت

ترجِّع قلبي  التاه وضل  بفضلك بشعر اني نْجيت

 

الويل لكم ايها الحكام الأشرار لأن غضب الله من غضب الشعب

ابو ارز. اتيان صقر/19 تشرين الثاني/2020

انجازاً جديدا حققته الثورة صباح اليوم عندما اقفلت جميع الطرقات المؤدية الى مبنى البرلمان، ومنعت النواب من الوصول اليه لعقد جلسة نيابية مخصصة لأقرار مشاريع قوانين مشبوهة، من ضمنها قانون عفو ملغوم هدفه الأول، محاولة تفكيك الثورة عبر أستمالة أهالي المطلوبين والمحكومين، وعددهم بالالاف.

والثاني، محاولة حماية انفسهم من الملاحقة القضائية المرتقبة بجرم الأثراء غير المشروع. لبنان يفتخر بكم ايها الثوار الأبطال، والويل لكم ايها الحكام الأشرار لأن غضب الله من غضب الشعب.

لبيك لبنان.

 

عميد متقاعد يحذّر: موقعان حيويّان ستستهدفهما إسرائيل

القبس/أنديرا مطر/19 تشرين الثاني 2020

تجدّدت المخاوف من إقدام إسرائيل على خطوة عسكرية تصعيدية، قد تحصل في الأيام والأسابيع المقبلة ضد إيران وذراعها العسكرية في لبنان «حزب الله». وعزّزت هذه المخاوف التطورات الاقليمة والدولية اثر هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، وبالتالي تعمد اختيار استراتيجية زرع الألغام في طريق خصمه جو بايدن. وترافق ذلك مع سلسلة مؤشرات توّجت بما سُرّب أمس، عن رفع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان رسالة رسمية إلى مجلس الأمن، طالبه فيها باتخاذ إجراءات فورية ضد الحشد العسكري لـ«حزب الله» ونشاطه في جنوب لبنان. العميد المتقاعد خليل حلو، قال لـ القبس إنه في أواخر أغسطس الماضي جرى التجديد لقوات اليونيفيل، في ظل اعتراض أميركي على بقاء القوات الدولية، لكونها غير قادرة على تنفيذ القرار 1701 في ظل تقاعس الدولة اللبنانية، وتسليم زمام الأمور الى «حزب الله». وفي ما يتعلّق بجدية المخاوف من تصعيد إسرائيلي في المنطقة، قال العميد حلو ان لبنان هو أقل المناطق عرضة للتصعيد الإسرائيلي، بخلاف سوريا التي لا يمر أسبوعان إلا وتستهدف بغارة إسرائيلية على قواعد تابعة لإيران وميليشياتها. فإيران، وفق حلو، تعمل على استقدام صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ أرض ــــ أرض وذخيرة وعتاد الى سوريا، لكنها تستهدف من قبل إسرائيل باستمرار. في المقابل، يحاول الإيرانيون التصعيد في الجولان من خلال تجهيز خلايا تنفذ عمليات داخل إسرائيل، كما حصل في أغسطس الماضي، عندما قطعت عناصر الحدود وزرعت عبوة، وهذا ما حصل أمس، أيضاً بعد اكتشاف عبوة داخل أراضٍ سورية ومجهزة لاستهداف مناطق إسرائيلية. ويذكر حلو أن لبنان وسوريا هما «مسرح عمليات واحد» بالنسبة إلى إيران. وطهران تأمل اليوم في تغيير بالسياسة الأميركية، يريحها أكثر مع إدارة بايدن، في حين ستكون إسرائيل مكبّلة وعاجزة عن أي تصعيد، في ظل مفاوضات إيرانية ـــــ أميركية، مهما يكن ساكن البيت الأبيض. وفي حال جرى تثبيت بادين فسيكون أمام إسرائيل شهرين لقيامها بعمل عسكري في لبنان على غرار ما يحدث في سوريا او كما حصل في مرفأ بيروت (يشدد حلو على ان إسرائيل ضربت قاعدة بحرية لـ «حزب الله»، من خلال انفجار المرفأ)، أو كما حصل في انفجار عين قانا الغامض في جنوب لبنان. ومن المؤكد ان ترامب لن يلجم إسرائيل في حال قيامها بمثل هذا التصعيد خلال الفترة المتبقية من ولايته. لدى سؤال العميد المتقاعد عن تقديراته عن أماكن قد تستهدفها إسرائيل، لفت حلو إلى أن هناك موقعين حيويّين قد تلجأ إلى استهدافهما:

1 - مكان ما بين بعلبك والهرمل، وهو الأكثر ترجيحا لتخزين صواريخ (فاتح 110).

2 - مطار بيروت الذي قد يستهدف بصورة غامضة، كما حصل في المرفأ.

 

هل تؤدي محادثات الحدود البحرية الإسرائيلية –اللبنانية الى التطبيع؟

ترجمة "صوت بيروت انترناشونال" الخميس 19 تشرين الثاني 2020

كتب دايفيد داوود في الـ”نيوزويك”: أثارت اتفاقيات التطبيع الإسرائيلية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان الآن توقعات “بتأثير الدومينو” لاتفاقات مماثلة. كونه من المتوقع أن تحذو دول عربية إضافية مثل عمان حذوها ، بيد أنّ لبنان بالتأكيد لن يحذو حذوها في أي وقت قريب.

إن محادثات بيروت لترسيم الحدود البحرية مع القدس ، إذا نجحت ، تهدف بشكل صارم إلى حل مسألة تقنية محددة. وبدلا من تمهيد الطريق للسلام الإسرائيلي اللبناني ، يسعى المسؤولون في بيروت إلى جني مكاسب اقتصادية غير متوقعة من رواسب الهيدروكربونات البحرية ، والتحايل على الإصلاحات المؤلمة اللازمة لبناء اقتصاد لبناني مستدام وربما الحصول على تخفيف العقوبات من الولايات المتحدة.

في الأشهر التي تلت التطبيع الإسرائيلي الإماراتي ، أثارت كل حالة من حالات الاتصال بين بيروت والقدس الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام وشيك. وبعد أيام من إعلان إسرائيل والإمارات اتفاقهما ، تصدرت عناوين الصحف تعليق الرئيس اللبناني ميشال عون بأن السلام مع إسرائيل” يعتمد ” على حل البلدين لمشاكلهما . ويجري الترحيب بمحادثات ترسيم الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية-التي هي الآن في جولتها الثانية—باعتبارها ” تاريخية “و” غير مسبوقة ” ، مما يثير تكهنات بأن المفاوضات يمكن أن تكون نقطة انطلاق للتطبيع. حتى جنرال متمرس مثل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أساء فهم نوايا لبنان على أنها تدل على الرغبة في السلام. لكن أي ارتباط بما يسمى Abraham Accords يشوه دوافع بيروت لحل نزاعها البحري أخيراً: وهو حاجتها الملحة إلى استغلال مواردها الطبيعية البحرية.

ظل لبنان وإسرائيل على خلاف حول حدودهما البحرية لمدة عقد من الزمان. ويزعم كل جانب أن الطرف الآخر يسيطر بشكل غير قانوني على جزء من حدوده البحرية السيادية ، التي يعتقد بأنها تحتوي على رواسب هيدروكربونية هائلة. حددت بيروت 10 مناطق استكشاف (أو كتل) في منطقتها الاقتصادية الخالصة (EEZ) ، في حين أن إسرائيل لديها 72. إنّ المنطقة المتنازع عليها ، التي يبلغ مجموعها 860 كيلومتراً مربعا ، أو 330 ميلاً مربعاً ، تؤثر على الكتل اللبنانية 8 و 9 و 10 ، وتتداخل مع الكتل الاستكشافية الإسرائلية الأربعة الواقعة في أقصى الشمال.

فشلت جهود ترسيم الحدود السابقة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بسبب إصرار لبنان على ترسيم حدوده البرية والبحرية في وقت واحد مع إسرائيل ، وهو أمر غير مقبول بالنسبة للقدس. وفي الوقت نفسه ، منع خوف إثارة صراع كلا البلدين ، الذين في حالة حرب رسمياً ، من استغلال الموارد البحرية للمنطقة المتنازع عليها. وقد أثر هذا التأخير بشكل غير متناسب على لبنان ، حيث بدأت إسرائيل بالفعل التنقيب عن الهيدروكربون واستخراجه في أجزاء أخرى من منطقتها الاقتصادية الخالصة.

إنّ ازدياد اليأس اللبناني بشكل كبير مؤخراً ، جعل بيروت تتراجع عن مطالبها السابقة. وأحداث العام الماضي ، بما فيها 17 أكتوبر 2019 ، من انتفاضة وتفشي كوفيد 19, أغرقت لبنان في أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود ، مما أدى إلى تسريع تفكك اقتصاده الغير منظم بشكل صحيح أساساً.

لبنان الآن في حالة انهيار مالي كلي. عند 170 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ، فهو يحتل المرتبة الثالثة في العالم في المديونية. وفي الوقت نفسه ، تعاني البلاد من أزمة طاقة مستمرة ، في حين أكثر من نصف البلاد عاطل عن العمل ، والتضخم يرتفع بشكل كبير ، ومن المتوقع أن يتقلص الاقتصاد بأكثر من 12 في المائة.

مع عدم وجود قطاعات اقتصادية منتجة ، لا يمتلك لبنان أي من الوسائل ، لسداد هذا الدين أو استقرار اقتصاده. ولم يعد طلب المساعدة من الجهات المانحة التقليدية خياراً متاحاً. حيث أن هؤلاء المحسنون—بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي— لم يعودوا على استعداد لتمويل بيروت بحريّة. إن الأوليغارشية المترسخة في لبنان غير راغبة في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لضمان عدم تبديد مثل هذه المساعدات ، لأن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تؤدي الى زوالهم. والذي زاد من إعاقة المساعدات، هو معاقبة الولايات المتحدة مؤخراً لحلفاء حزب الله اللبنانيين ، الذين لا تزال قبضتهم المهيمنة على لبنان غير منقوصة. وعلى الرغم من نفورها من الإصلاح ، لا يمكن للزمرة الحاكمة في لبنان أن تترك البلاد على مسارها الهبوطي الحالي. ولذلك ، فإنها تسعى إلى إيجاد شرايين حياة اقتصادية من شأنها أن تعيد على الأقل الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي ، ولكن دون أن تضعف قوتها.

إنّ “التحول شرقا” لإقامة علاقات اقتصادية مع دول مثل الصين، التي تقدم مساعدات غير مشروطة كان أحد الخيارات المطروحة. واستغلال الرواسب الهيدروكربونية البحرية المحتملة في لبنان – التي قدرت أن تنتج 200 مليار من الإيرادات ، ما لا يقل عن 6 مليارات من الكتل المتنازع عليها-هو خيار آخر.

ولكن النزاع البحري مع إسرائيل يشكل عقبة. حتى الآن ، لم يمنح لبنان رخص حفر سوى لاثنين من كتله الاستكشافية إلى توتال كونسورتيوم: بلوك 4 ، حيث فشل الحفر الاستكشافي في اكتشاف كميات قابلة للحياة تجارياً من الهيدروكربونات ، و بلوك 9 ، 8 في المئة منها متنازع عليها مع إسرائيل. لكن لبنان ليس لديه حالياً بديل لاستكشاف الكتلة 9. فالتأثير السلبي لـ COVID-19 على الطلب العالمي على النفط أدى إلى تأخير جولات الترخيص للكتل الاستكشافية المتبقية إلى أجل غير مسمى.

علاوة على ذلك ، بدأت نافذة لبنان لاستغلال موارد بلوك 9 في الإغلاق. في 23 حزيران، أطلقت إسرائيل بشكل غير متوقع جولة مزايدة خارجية للكتلة 72-التي يطالب بها لبنان كجزء من الكتلة 9- ومن المتوقع إعلان ترخيص البداية بحلول 26 تشرين الأول. وفي الوقت نفسه ، تأخرت خطط توتال كونسورتيوم لبدء الاستكشاف في الكتلة المتنازع عليها إلى أجل غير مسمى ، ويعود ذلك جزئياً إلى انفجار 4 آب في ميناء بيروت ، والذي كانت توتال تستخدمه كنقطة انطلاق. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى زيادة المخاوف اللبنانية من أن إسرائيل قد “تستنفد” احتياطيات الكتلة. وفي حين اعترضت بيروت بشدة على الخطوة الإسرائيلية ، فإنها تفتقر إلى القدرة على عرقلة خطط القدس ، مما دفع اللبنانيين إلى مواصلة المفاوضات.

ومن المرجح أيضاً أن تغذي العقوبات الأمريكية الأخيرة الشعور اللبناني بضروة حل هذا النزاع مع إسرائيل. في وقت سابق من هذا العام ، دخلت عقوبات قانون قيصر على النظام السوري حيز التنفيذ ، مما أدى إلى تقييد المعاملات التجارية اللبنانية بشدة مع سوريا ، وهي واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين لبيروت ومنفذها الوحيد إلى الشرق. وعلى نفس القدر من الأهمية ، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى متحالفين مع حزب الله-وزير النقل والأشغال العامة السابق يوسف فينيانوس من تيار المردة ووزير المالية السابق علي حسن خليل من حركة أمل التابعة لرئيس البرلمان نبيه بري—قبل أسابيع فقط من إعلان بري مرونة لبنان حول ترسيم الحدود. ومن المرجح أن تكون هذه المرونة مقايضة للإعفاءات من عقوبات قيصر—وهو طلب لبناني قديم يعكس الطلبات التي منحتها واشنطن للعراق من العقوبات المفروضة على إيران—والتخفيف من العقوبات المستقبلية على المسؤولين اللبنانيين.

وعلاوة على ذلك ، أعلن المسؤولون اللبنانيون بشكل لا لبس فيه معارضتهم للمصالحة مع إسرائيل. ولا يزال حزب الله يسيطر على السياسة الخارجية للبلاد ، التي تشترك في المصلحة المالية للطبقة الحاكمة اللبنانية في حل النزاع الحدودي البحري. فبدون موافقة الجماعة ، لم يكن بوسع حليفها بري أبداً أن يوافق على إجراء محادثات مع إسرائيل أو على حل فصل النزاع الحدودي البحري عن النزاع الحدودي البري. لكن حزب الله ، وحركة أمل، أوضحا معارضتهما للمفاوضات حتى التخلي عن مظهر التطبيع- وهو موقف ردده مسؤولون لبنانيون آخرون ، بمن فيهم الرئيس عون. وتبديداً للرغبة اللبنانية بالسلام ،فإنّ المواقف المتطرفة التي أتى بها فريق بيروت التفاوضي تهدد نجاح المحادثات الحالية ، ناهيك عن الطريق نحو السلام الإسرائيلي -اللبناني.

لقد استحوذ السلام مع لبنان على خيال إسرائيل حتى قبل استقلال الدولة اليهودية ، مدعوماً بالاعتقاد الخاطئ بالتحالف اليهودي الماروني العضوي. وقد دفعت هذه النظرية المعيبة رئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه شاريت إلى أن يرى في عام 1955 أن لبنان سيكون ثاني دولة عربية تقيم علاقات مع إسرائيل. هذا المفهوم ، الساذج منذ البداية ، سيصبح لاعباً أساسياً في سياسة القدس الخارجية لعقود، مما أدى إلى مصائب إسرائيلية كارثية مثل عملية السلام من أجل الجليل عام 1982 المتمثل في تمكين أمير الحرب الماروني بشير الجميل. كان ينبغي للعقود – ومع صعود حزب الله والأعمال الانتقامية العسكرية الوحشية التي تقوم بها إسرائيل ضد البلاد-أن تكذب تنبؤ شاريت. بعد كل شيء ، حتى رئيس الوزراء اللبناني المعتدل فؤاد السنيورة أعلن أن لبنان سيكون “آخر بلد عربي يصنع السلام مع إسرائيل.”

ولكن ، كما تشير الإثارة التي لا مبرر لها بشأن مفاوضات لترسيم الحدود التقنية البحتة ، فإن العقائد القديمة لا تموت.

 

كوبيتش أطلع مجلس الأمن على ال1701: لحكومة تطبق خريطة الطريق الفرنسية التحقيق في انفجار المرفأ يفتقر الى الوضوح

وطنية - الخميس 19 تشرين الثاني 2020

قدم كل من المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ومساعد الأمين العام للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ محمد خالد خياري في 17 تشرين الثاني إحاطة افتراضية إلى مجلس الأمن حول تطبيق القرار 1701 (2006)، بناء على التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وأكد المنسق الخاص في بيان، على "أهمية استمرار الدعم لقوة "اليونيفيل"، التي تلعب دورا حاسما في الحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق، والأمن والاستقرار في الجنوب وفي المنطقة". وأوضح البيان أن المنسق الخاص أطلع مجلس الأمن على التطورات الأخيرة في لبنان، وأنه أشار "بقلق بالغ إلى الأزمة والانهيار الاجتماعي والاقتصادي المتفاقم، والذي يدفع أعدادا متزايدة من اللبنانيين واللاجئين بسرعة نحو الفقر المدقع وانعدام الأمن الغذائي في ظل غياب نظام حماية اجتماعية فاعل، الأمر الذي تفاقم بسبب الانتشار المتسارع لوباء كورونا، مما تسبب بضغط إضافي على قطاعي الصحة والتعليم المنهكين أصلا". ولفت إلى "التأثير السلبي بشكل خاص على النساء والشباب، وعلى الفئات الضعيفة". وشدد على "الحاجة الملحة لتشكيل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حكومة جديدة كفوءة ولها صلاحيات ومهنية للقيام بإصلاحات حيوية ومعالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية المتراكمة التي تواجه البلاد، بدءا بتطبيق خريطة الطريق التي ارستها فرنسا بشكل كامل وفي التوقيت المطلوب". وعند تناول المطالب المشروعة للشعب، شدد على "أهمية اتباع نهج شامل واشراك المجتمع المدني في هذا المسار، والنساء والشباب، بما في ذلك في الاستعدادات للانتخابات المقبلة في العام 2022".

وقال البيان: "أما بالنسبة لانفجار مرفأ بيروت المأسوي في الرابع من آب، فقد رحب المنسق الخاص بالمساعدة الإنسانية الواسعة النطاق التي قدمها المجتمع الدولي في أعقابه. وأكد استمرار دعم الأمم المتحدة ضمن إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار (3RF) الذي تم اعداده مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، على أن يتم عرضه في مؤتمر دعم لبنان القادم الذي سيتشارك في رئاسته الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كما لاحظ السيد كوبيتش افتقار التحقيق في انفجار المرفأ إلى الوضوح وابلغ عن العديد من المناشدات والعرائض من المواطنين في هذا الصدد، كما كرر دعوة الأمين العام لإجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف في أسباب الانفجار لضمان المساءلة والعدالة والمساعدة على منع تكرار مثل هذه المآسي". أضاف: "أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم إزاء عدم إحراز تقدم في تشكيل الحكومة بالرغم من التحديات الضاغطة التي تواجه البلاد والمشاكل المتزايدة. وإذ أكدوا تضامنهم مع الشعب اللبناني، شدد أعضاء المجلس على ضرورة قيام القادة اللبنانيين بتشكيل حكومة كفوءة قادرة على تطبيق الإصلاحات التي لا غنى عنها بسرعة ومن دون مزيد من التأخير، كونه عمل أساسي للحصول على المساعدات الدولية المستقبلية. وجدد أعضاء مجلس الأمن دعمهم للبنان وسيادته وسلامة اراضيه. وكذلك رحب أعضاء المجلس بانطلاق المحادثات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم حدودهما البحرية، علما أن المحادثات تجري بتسهيل الولايات المتحدة ويستضيفها مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان في مقر اليونيفيل في الناقورة".

 

الاهتمام الفرنسي تجاه لبنان على حاله… وماكرون متمسّك بلبنان

صوت بيروت انترناشيونال/19 تشرين الثاني/2020

كشفت معلومات صحفية ان الاهتمام الفرنسي تجاه لبنان على حاله والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متمسّك بلبنان ولا يزال يتابع الوضع والتطورات الحكومية بشكل خاص. وأشارت المعلومات إلى أنه تم تسجيل سلسلة اتصالات فرنسية مع دول عدّة من بينها الولايات المتحدة وروسيا وتقارب في وجهات النظر ولبنان يدخل في إطار بند الازمات وخصوصاً الملف الإيراني. وأكدت المصادر أن زيارة ماكرون الى لبنان هي رهن الظروف والتطورات. في سياق متصل، اعلن قصر الإليزيه ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتابع الوضع في لبنان حيث يجب تعيين وزراء تثق بهم الأسرة الدولية. يشار إلى ان ماكرون طرح مبادرة تقضي بتشكيل حكومة اختصاصيين من أجل انقاذ الوضع في لبنان. وأمهل ماكرون القادة اللبنانيين أربعة إلى ستة أسابيع لتشكيل حكومة في إطار المبادرة الفرنسية، مشددا أنه “أخذ علما بالخيانة الجماعية” للطبقة السياسية اللبنانية. وقال ماكرون إنه لا دليل على أن إيران لعبت دورا في منع تشكيل الحكومة اللبنانية، مؤكدا على ضرورة توضيح حزب الله لموقفه لأنه “لا يسعه أن يكون ميليشيا وقوة سياسية” في نفس الوقت. ولفت إلى أنه “أخذ علما بالخيانة الجماعية” للطبقة السياسية اللبنانية بعد إخفاقها في تشكيل حكومة، خلافا للتعهدات التي أعلنتها في أول أيلول/سبتمبر خلال زيارته الثانية للبنان. وقال إنه “يخجل” مما يقوم به القادة اللبنانيون بعد فشلهم في تشكيل حكومة في إطار مبادرة أطلقها رغم أنهم تعهدوا القيام بذلك في أول أيلول/سبتمبر. وندد ماكرون بـ “نظام من الفساد يتمسك به الجميع لأن الجميع يستفيدون منه”، مضيفا: “اليوم، يقوم بضع عشرات من الأشخاص بإسقاط بلاد”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 19/11/2020

الخميس 19 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

هل هي الازمة الشاملة للمبادرة الفرنسية في حسابات اهل السياسة ولا الوضع المترهل على الصعد كافة في حساباتهم ايضا.

فمهمة تاليف الحكومة حتى الساعة معلقة بلا احراز اي تقدم لكن في المقابل بدون اعلان اي فشل ويبقى السؤال هل بات شركاء الوطن اعداءه يساومون على وجع المواطنين من دون خجل فلوائح الازمات بالجملة فيما لائحة الحل بالكاد يمكن قرائتها.

في هذا الوقت الرئاسة الفرنسية اكدت ان ماكرون يتابع الوضع في لبنان حيث يجب تعيين وزراء تثق بهم الاسرة الدولية، فيما حثت الخارجية الفرنسية السلطات اللبنانية على تسريع التحقيق بانفجار مرفأ بيروت.

وفي معلومات لتلفزيون لبنان ان الرئيس الفرنسية يدرس مصير زيارته لبنان الشهر المقبل اذا بقي التعنت اللبناني على حاله بتأخير تاليف الحكومة.

ورجحت المصادر بأن يبقي ماكرون على موعد زيارته، بحيث يعايد جنود اليونفيل لكنه لن يلتقي القيادات السياسية على ان يكون ذلك بمثابة رسالة فرنسية.

وفيما الحكومة محكومة تارة بالمحاصصات الداخلية وطورا بالاعتبارات الخارجية يبقى المواطن اسير الوضع المعيشي الذي يزداد سوءا مع اقتراب سعر صرف الدولار من سقف تسعة الاف ليرة والوضع الصحي الذي لم يشد تحسنا بالرغم من الاقفال العام الذي دخل يومه السادس وهو ما دفع بوزير الصحة الى القول ان اي معطى او تحسن ملموس بخفض عدد الاصابات لم يتحقق بعد و على استمرار ارتفاع الاصابات بكورونا لفت رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي لتلفزيون لبنان الى ان للامر مبررا علميا مفاده ان الانخفاض في عدد الاصابات يظهر بعد اسبوعين على الاقفال، معتبرا ان الارقام المرتفعة طبيعية لانها تعكس حالات اصيبت قبل الاقفال.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

لم تطرأ عناصر جديدة من شأنها تحريك مسار التأليف الحكومي العالق في فوهة الجمود.

ولم يعثر المتابعون على ما يبشر بولادة وشيكة رغم تكرار اللقاءات الدورية بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف مع أن التشكيل مطلوب اليوم قبل الغد لملاحقته الكم الهائل من التحديات والأزمات الإقتصادية والمالية والمعيشية.

ومن بين ثنايا الإنسداد الحكومي تسلل الدولار صعودا من جديد ليلامس 8500 ليرة.

أما عداد كورونا فظل يلامس أرقاما قاسية تجاوزت حصيلتها اليومية الفي إصابة رغم التعبئة العامة والإقفال العام.

والأخطر أن حالات وفاة رصدت لدى مصابين في منازلهم فهل يأخذ اللبنانيون العبرة ويرفعون مستوى إلتزامهم بالإجراءات الوقائية.

أبعد من لبنان وتحديدا من القدس المحتلة أطل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مهددا من بوابة الجنوب اللبناني إذ قال: إما تعديل مهمات اليونيفيل وإما سيكون هناك مسار مختلف!!.

تحذيرات الوزير الذي يستعد للرحيل مع إدارة رئيسه دونالد ترامب أطلقت فيما كان رئيس الجمهورية ميشال عون يبلغ قائد اليونيفيل في قصر بعبدا بأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يتم على أساس الخط الذي ينطلق برا من نقطة رأس الناقورة إستنادا إلى الخط الوسطي من دون احتساب أي تأثير للجزر الفلسطينية المحتلة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لن يروا هدوء وان اكثروا من قنابلهم المضيئة، ولن يبصروا استقرارا وان اكثروا من المناورات، فقوات العدو المختنقة بخوفها واجراءاتها عند الحدود مع لبنان باتت متوجسة الى حد الاستنفار واطلاق النار مع كل حركة في المنطقة اللبنانية المحاذية لفلسطين المحتلة، ما يسبب اعتداء متكررا على السيادة اللبنانية.

وكذلك الحال في الجولان المحتل حيث اعلى درجات الاستنفار الاسرائيلي والتحصين، من دون ان يأتيهم وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو بحصن حصين. فزيارته غير المسبوقة للجولان السوري المحتل والخارقة لكل قرارات الامم المتحدة، لن تتخطى حدود الاستعراض، ولن تحد من حالة اللا استقرار التي ترعب الصهاينة هناك، ولن تعطي شرعية لمحتل على ارض عربية مهما فعلت بقايا الدبلوماسية الاميركية في الوقت بدل الضائع من ولاية دونالد ترامب.

على ان المشكلة بمن ولوا انفسهم على القضية الفلسطينية، اي بعض العرب ومعهم السلطة التي عادت الى التنسيق مع الاحتلال دون مقابل، ودون موافقة مختلف الفصائل، رغم قولها ان الوحدة الفلسطينية خط احمر..

في لبنان مطالبة رئاسية بتصحيح الخط الازرق كما أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، ليصبح متطابقا مع الحدود البرية المعترف بها دوليا، ومؤكدا على استعادة الحقوق البحرية، وراسما بخط احمر حدود التأويل لاي موقف يتعلق بالحق اللبناني.

في حقول السياسة لا تزال الامور على حالها، والعقد على تشابكها، والمواقف على تعنتها، ولا جديد حكوميا مع امساك الاميركي بايدي المعنيين، على ان المطلوب استشراف ولو بسيطا للحال الاميركية المتخبطة من صناديق الاقتراع الى الانسحاب من العراق وافغانستان دون الالتفات لاي من الحلفاء، حتى ارتفع الصوت الاوروبي ضد الخطوة الاميركية، وطالب الفرنسيون بضرورة التنسيق قبل الانسحاب.

اما اذا انسحبت آمال البعض على تهور اميركي ما في الخليج، فان الجواب الاستباقي كان من قائد حرس الثورة الاسلامية الجنرال حسين سلامي، الذي جزم انه لو اراد احد تهديد مصالح الجمهورية الاسلامية فمن المؤكد انه لن يجد نقطة آمنة لنفسه..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

المعطيات العلمية والإحصائيات الموجودة لدى وزارة الصحة العامة لا تشير إلى تحسن ملموس حتى الآن في خفض عدد الإصابات أو نسبة الوفيات بكورونا، وهذا أمر طبيعي. الكلام لوزير الصحة، الذي جدد اليوم دعوة المواطنين إلى شجاعة الصبر لتخفيض الأرقام.

لكن إذا كانت شجاعة الصبر هي عنوان النجاح في التغلب على الفيروس، ففقدان الصبر هو عنوان المشهدين الخارجي والداخلي إزاء المراوحة المستمرة في ملف تشكيل الحكومة، في انتظار وضوح الرؤية لدى رئيس الحكومة المكلف، ومن ضمنها وحدة المعايير.

وإذا كان عامل الوقت هو الكفيل بتحقيق التقدم المرجو على المستوى الصحي، فالوقت في لبنان لا قيمة له من الناحية السياسية، ذلك أن غالبية المتعاطين بالشأن العام يهوون إضاعة الوقت كما الفرص، ولو أدى ذلك في هذه المرحلة إلى ضرب المبادرة الفرنسية، والقروض الممكنة والمساعدات المحتملة، ليخرج الوطن من المحنة غير المسبوقة في تاريخ لبنان.

وفي مقابل تمسك رئيس الجمهورية بروح الميثاق ونص الدستور، تحوم الشكوك الشعبية حول نوايا الجهات الأخرى المعنية بالتأليف، حيث تفوح في الأجواء رائحة عودة بالبلاد خمسة عشر عاما إلى الوراء، يوم كان هناك غالب ومغلوب، وكاسر ومكسور، وهو ما لم يعد لا ممكنا ولا واردا اليوم ولا مسموحا اليوم.

وفي الموازاة، يسأل الناس عن الهدف من التمييز بين الكتل النيابية، وكأن الشرائح المجتمعية التي تمثلها غير متساوية في الحقوق والواجبات، بينما العكس يجب أن يكون هو الصحيح.

أما رفع الدعم، وارتفاع سعر صرف الدولار من جديد، والتدقيق الجنائي وسائر الإصلاحات، فحدث ولا حرج عن منظومة سياسية آخر همها الناس، طالما مصالح أركانها مؤمنة، ولا مات الناس من الجوع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

سلاح الفيتو اللبناني في وجه تشكيل الحكومة لا يزال أقوى وأفعل من الأصوات الدولية الباعثة على القيامة من تحت الصفر.

فبعد إحاطة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش وإبلاغه مجلس الأمن بالحاجة الملحة إلى تأليف حكومة كفوءة كان أحد مستشاري الرئيس الفرنسي يجمع عددا من الصحافيين في باريس لنقل رسالة يؤكد فيها أن الرئيس ايمانويل ماكرون سيبقى متنبها للوضع في لبنان وأن الوزراء الجدد يجب أن يحظوا بثقة المجتمع الدولي.

هذه الرسالة التي لم تؤكد ولم تنف مسألة زيارة ماكرون للبنان أبقت الأمر رهنا ببرنامج الرئيس لكنها أكدت أيضا أن هناك تنسيقا يجري بين فرنسا والأوروبيين والأسرة الدولية حول الوضع الداخلي اللبناني.

أما في الترجمة العملانية لرسائل ماكرون المشفرة فإن مطالبته بوزراء جدد يحظون بثقة المجتمع الدولي فربما تقود الى أن باريس قد ألقت نظرة على الأسماء فوافقت على الاختصاصيين منهم ورفضت تلك المصبوغة باللون الارجواني اللبناني او المغمسة بأطراف حزبية.

وهذا يشكل ردا من الاليزية على الرئيس ميشال عون الذي يحتفظ لنفسه بحق تسمية الوزراء المسيحيين.

العالم يطوف حولنا ونحن نختلف على جنس الوزراء غير الملائكة.

طوفان الخلافات أكبر من أن يجتمع عليه مجلس أمن وإليزيه وإدارة أميركية وعواصم العالم المقررة. والتمسك بصلاحية تعيين الوزراء المسيحيين أكثر أهمية من فك الطوق عن الناس المعتقلين رهن حكم "الزريبة" اللبنانية. والخلافات على كل تفصيل.

من التدقيق الجنائي إلى إعادة ترشيد الدعم في حكومة تصريف الأعمال عللها لا تشبه سابقتها من السلة الغذائية المدعومة بقلم ما اصطلح على تسميته راوول غونزالس نعمة ووفق مسح الاشتراكي والنائب هادي أبو الحسن فإن هذا الدعم في السلة المثقوبة كانت تستفيد منه فئات ميسورة من رؤساء ووزراء ونواب ورجال أعمال ومكلفين كبار ومديرين عامين وأصحاب مصارف وتجار وفئات مقتدرة.

واقترح الاشتراكي إعادة النظر في الدعم واستبداله بدعم مباشر للعائلات الفقيرة بعد تطوير برنامج الأسر الاكثر فقرا من خلال تدقيق تجربة وزارة الشؤون والجيش والبلديات.

لكن السلطة الرشيدة تسقط عند اي تدقيق، فإما أنها تلجأ الى تفخيخ السلة المدعومة وتجييرها الى المقتدرين، وإما تعلن الحرب على التدقيق الجنائي الاوسع الذي تريده في مكان وزاوية واحدة تنحصر في مصرف لبنان من دون بقية وزارات الهدر والمحميات السياسية والمغطاة بذريعة اسمها السرية المصرفية.

وتكاملا بين القوات اللبنانية وآل كرامي للمرة الاولى، التقت السرية النيابية من معراب الى طرابلس حيث يتقدم النائب فيصل كرامي باقتراح قانون يوقع عليه نواب اللقاء التشاوري يهدف الى التدقيق الجنائي على قاعدة لا مزيد من الصناديق السود في الدولة، فهل يجمع رئيس مجلس النواب نبيه بري الاقتراحين لتطييرهما معا؟

تلك هي المنازلة وإذا صدقت التوقعات بالتطيير وهو امر واقع.. فإن الحل سوف ينحصر في رفع السرية المصرفية بقرار ذاتي وبإرادة الوزراء أنفسهم هي الخطوة الاسهل في المسار الطويل، ولما كان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اول المبادرين الى دفع نواب ووزراء التيار على توقيع تعهدات وعرائض وبراءة ذمة والاقرار برفع السرية والالتزام بمهلة مئة يوم من الانجاز، فإن باسيل نفسه ينتظر منه ان يكون المبادر الى منح الاذونات لوزرائه برفع السرية المصرفية، ولتكن وزارة الطاقة هي بوابة العبور والقدوة للاخرين، وامبراطورية الغجر اولا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

لبنان عائم على آلاف ملفات الفساد المتراكمة ليس من اليوم بل منذ عهود وعقود. كانت تفتح غب الطلب فيأتي من يقفلها.

تنام كالخلايا النائمة لكنها لا تموت، فيأتي مجددا من يفتحها بعدما كان يعتقد أنها taboo أي من المحرمات التي لا يجوز الحكي فيها أو كشفها.

لبنان أيضا غني بالإستثناءات التي أصبحت لها مفرداتها ومصطلحاتها، وإليكم عينة منها : هذا الشخص " مغطى " لا يجرؤ أحد على الإقتراب منه، شخص آخر لديه حصانة من غير الممكن ذكر إسمه، هذا شخص في المؤسسة العسكرية ، وفتح ملفه " وجعة راس"، شخص آخر في مؤسسة أمنية " ومن يجرؤ على الإقتراب منه "؟ هذا شخص "كل الدولة بدا رضاه لأنو مظبط الكل"، شخص آخر يرتكب المعاصي في ملفات الفساد من دون أن يرف له جفن.

ومع ذلك عداد الفساد شغال متماد ، وهو ليس لملف واحد أو مدة محددة، بل لمئات الملفات ولسنوات .

لكن ما يدفع إلى الريبة ، وأحيانا إلى الأسى والمرارة، هو لتالي : إذا كان الفساد ظاهرا في الإدارة ، فأين التفتيش المركزي ؟ ألم تأته التقارير ؟ الم يقم بجولات ؟ إذا كان الفساد في المؤسسة العسكرية والإدارات الأمنية ، فأين التفتيش ؟ أين الأمن العسكري؟ أين التحقيقات ؟ إذا كان الفساد في القضاء ، فأين التفتيش القضائي ؟

يدخل الشخص إلى الإدارة أو إلى المؤسسة العسكرية أو إلى الإدارات الأمنية والمدنية، ليس ليوم أو يومين ، بل لعشرات السنين ، "بتبلش ريحتو تطلع "، لكن هذه الروائح لا تصل إلى أنوف التفتيش المركزي أو إلى التفتيش القضائي أو إلى المفتشية العامة .

يخرج الفاسد من "الدولة"، مع كل ما جناه،ولا أحد يقول له " محلا الكحل بعينك ". يتمتع بكل ما جناه ، ويعلق بكل وقاحة على باب بيته، عفوا " على باب قصره" جملة : " هذا من فضل ربي " .

محميا من المحاسبة ، يدخل غيره بقصبة فارغة ويباشر " الدك بالقصبة ، وهكذا دواليك".

أما آن لهذا المسلسل أن يتوقف، لتبدأ المحاسبة؟ الجرم هنا موزع: فالمرتكب مسؤول، ومغطي المرتكب مسؤول، والساكت عن المرتكب مسؤول. ولئلا تبقى الأمور على هذا المنوال، ممنوع بعد اليوم أن تكون هناك " مربعات قضائية ومربعات إدارية ومربعات عسكرية وأمنية ".

إذا كانت الملاحقات ستبدأ فإن مقتلها أن تكون هناك استثناءات ، فإذا ما نخرت سوسة الإستثنائات الملفات، تطل الكيدية برأسها، وعندها يسقط كل إصلاح وكل امل بالإصلاح.

اموال الخزينة تبدأ بالظهور حين يغرف "إبن الدولة" من هذه الأموال.

فتشوا في خزائنهم عما كان في خزينة الدولة.

ولاختصار درب الجلجلة، لتبدأ الهيئات الرقابية، مدنية وعسكرية وقضائية، بمهامها، فأن تعمل متأخرة أفضل من أن لا تعمل أبدا.

والبداية سهلة: تعرفونهم من قصورهم، من بذخهم، من أحوال أبنائهم، من :أين كانوا ؟ وأين صاروا ؟* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

لا ليس في الأجواء حكومة في المدى المنظور ، ولا أحد يجرؤ لا من السياسيين ولا من الصحافيين على استخدام الوسائل القديمة لنفخ الآمال الكاذبة ، كالإيحاء مثلا كما في السابق ، بأن عملا جديا سيؤدي الى ان يكون للبنانيين حكومة قبل عيد الاستقلال، أو عيد الميلاد أو رأس السنة . فاستخدام هذه السيناريوهات ينتمي الى زمن الأزمات الجميلة ، زمن ما قبل السابع عشر من تشرين، زمن ما قبل الرابع من آب. فانفجار صرخات الناس جوعا في 17 تشرين، وانفجار قنبلة الفساد في المرفأ، اديا الى انسداد كـلـي وطرش دائم لدى المسؤولين،أضيفا الى ضمائرهم الغائبة. وطبيعي أن مجموعة متحكمة من هذا العيار لن تسمع مناشدات ابنائها ولن تسمع نداءات الأصدقاء ولا مناشدات أمم الأرض كلها . وليست آخر النداءات صرخة مجلس الأمن الى المسؤولين اللبنانيين للإسراع في تأليف حكومة المهمة قبل فوات الأوان ، وذلك بعد استماع المجلس الى الإحاطة الدورية للمبعوث الأممي الى لبنان يان كوبيتش ، والتي تضمنت تقريرا سوداويا كارثيا عن الوضع المتفاقم في لبنان والذي يعود الى رفض قياداته التخلي عن انانياتها لإنقاذه من الموت الأكيد الزاحف اليه. وترجمة موقف كوبيتش نراها فاقعة في المناكفات التي يشهدها مطبخ التأليف الذي يبقي الحمل الحكومي في ايامه الأولى بعد شهر على التكليف، هذا إن لم يؤد الى إجهاضه.

توازيا، غني عن القول إن المجاعة تطرق الأبواب والوضع الاقتصادي والمالي في أسفل الدركات ، والبحث يدور عن رفع الدعم جزئيا أو كليا عن السلع لتمكين مصرف لبنان من الاحتفاظ ببعض مؤونته من الدولار . وفيما لبنان يبحث عن الرجال الكبار المتنورين ، يزرعون الأمل في قلب شعبه الخائف ويعيدون بوصلة الوطن الضائع الى وجهتها الصحيحة ، في هذا الجو القاتم، غيب الموت رمزي النجار ، رجل الأمل في زمن اليأس ، والمعرفة في زمن الجهل، والعمل في زمن الخمول ، رجل الإعلام اللامع والإعلان الخلاق ، الكاتب المرهـف ، الأكاديمي المتميز ، الأنيق بلا تصنع ، المتواضع حد الإمحاء ، الضاحك في زمن العبوس . رمزي الأب المثال ، والأخ الغيور ، صديق الـmtv زمن اضطهادها ، المراهن الدائم على نجاحها ، الفخور المتغني بها كالعروس الأجمل بين رفيقاتها ، لؤلؤة لبنان الى العالم كما كان يراها . رمزي النجار ، كل هذه الصفات التي اجتمعت في رجل ، وعز وجود نذر قليل منها في جمع مجتمع من الرجال ، رمزي المقاوم صرعته الكورونا ، لكنه لن يغيب ولن يحتجب ، وضحكتـه ستظل تجلجل ، وكلماتـه تعلـم ، وكتاباته تنور . رمزي الذي يقصر في تكريمه كل ثـناء ، إذهب الى عليائك وارتح بين كبارنا فوق ، وصلـي للوطن الجريح . عزاء من القلب الى اسرته الصغيرة والى أسرة الإعلام والإعلان المتشحة بالسواد ، من الـ mtv إدارة وموظفين، وتحية حارة خاصة من مديرية الأخبار ، اعاننا الله على تضميد جرح الغياب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 19 تشرين الثاني 2020

وطنية/الخميس 19 تشرين الثاني 2020

النهار

لوحظ أن اعضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين التزموا عدم الكلام والتصاريح حول تأليف الحكومة وسواها من المواقف بناء لرغبة الرئيس المكلّف ولقطع الطريق على الذين شنّوا حملات على هذا النادي.

علم أن مرجعاً سياسياً بارزاً ابدى استياءه من الطريقة المتّبعة في عملية تأليف الحكومة وهو لم يزر الرئيس المكلّف منذ تكليفه ولا يرغب في الصدام معه ولكنه يعبّر عن تململه في مجالسه الخاصة.

تبين ان صاحب موقع الكتروني ثان يعمل على اصدار بطاقات اعلامية وبيعها من البعض لتسهيل عملية تنقلهم ما يفتح ملف الفوضى القائمة في الاعلام الالكتروني.

الجمهورية

طويت بسرعة أزمة نشأت بين جهازين رسميين بعد اتصالات توضيحية لما اتخذ من إجراءات جديدة من التعاون.

يشكو تجار من رئيس مصلحة في وزارة خدماتية أساسية بسبب تجاوزات يقوم بها ويعتزمون رفع شكوى إلى الوزير لوضع حد لهذه التجاوزات.

يقول نائب إن وجود زعيم في منطقة من جبل لبنان لتجيهز مستشفيات لمواجهة كورونا نعمة كبيرة والاّ لكانت حلّت الكارثة.

اللواء

تتحدث مصادر في بيروت، عن عدم تحمس عاصمة أوروبية، لفرض عقوبات أمريكية جديدة، ضد شخصيات لبنانية، نظراً لإنعكاساتها الخطيرة على الاستقرار اللبناني

ارتفعت نسبة التحسب للتدهور في لبنان و المنطقة، في ضوء الضربة الجوية الإسرائيلية في دولة قريبة

تهتم قوى معنية بالجهة التي تقف وراء، "وضع معلومات" في التداول تتعلق بما يتجه إليه مسؤول كبير!

نداء الوطن

يردّد رئيس الحكومة تصريف الأعمال حسان دياب أمام زواره أنّ و لادة الحكومة الجديدة "ليست في المدى المنظور".

حاول حزب فاعل جس نبض دولة كبرى حول ما إذا كانت قادرة على التدخل لتخفيف وطأة العقوبات الاميركية، فأتى الجواب سلبياً.

لاحظ متابعون أنّ اعتراض رئيس الجمهورية و"حزب الله" على الأسماء المتوافق عليها فرنسياً مع الرئيس المكلف لتولي حقائب أساسية معنية بعملية الإصلاح، كشف "نوايا مبيّتة" بعدم السير في الموجبات الإصلاحية للمبادرة الفرنسية.

الأنباء

لقاء بعيد عن الإعلام انعقد بين مرجع سياسي ومسؤول مكلّف بملف راهن، خصص للبحث في الخيارات المتاحة.

تدور نقاشات جدية حامية داخل فريق سياسي على خلفية التشابكات الكبيرة التي تواجهه محليا وخارجياً.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رغم الإقفال عدد إصابات كورونا لايزال مرتفعاً

الوكالة الوطنية للإعلام/19 تشرين الثاني/2020

وفي سياق متصل، أوضح وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أن أي معطيات ملموسة أو تحسن ملموس بخفض عدد الإصابات أو نسبة الحدوث أو نسبة الوفيات لم يتحقق بعد، مشيرا الى أن علينا ألا نُضعف المعنويات ونحتاج لشجاعة الصبر. واكد بعد اجتماع اللجنة العلمية في الوزارة لتقييم الواقع الوبائي أن علينا ان نعمل على تخفيض عدد الوفيات عبر التزامنا بعدم نقل العدوى الى منازلنا، لافتا الى أن أعلى نسبة وفيات هي بعمر ال60 فمن يخالطون ينقلون العدوى لكبارنا وهم يشكلون نسبة الوفيات التي يجب أن تنخفض.وأشار الى نقطة مهمة وهي أن بعض حالات الوفيات بعمر الشباب هي حالات خاصة. وشدد على أننا لا نحمل الإقفال لـ 4 أسابيع وقد أوصينا بأسبوعين شرط الخروج الآمن، لأنها الفرصة الأخيرة المتاحة قبل انتهاء فترة الإقفال العام الباقي منها 10 أيام. حسن كان قد وصف تسديد مستحقات المستشفيات بأنه إنجاز تاريخي وقال: “شكّلت لجنة ستواكب حالات كورونا التي سوف تدخل الى المستشفيات كما أنها ستراقب جودة الخدمات الطبية”. ولفت الى أن 256 سريرًا باتت جاهزة في المستشفيات الحكومية وهذه القدرة القصوى ولدينا 252 سريريا في المستشفيات الخاصة، مؤكدًا أن التقدم ملحوظ في رفع عدد أسرّة العناية الفائقة لمرضى كوفيد.

 

فتفت: أي حكومة يشارك فيها حزب الله ستوصل لبنان إلى مشكلة كبيرة

صوت بيروت انترناشيونال/19 تشرين الثاني/2020

رأى الوزير والنائب السابق أحمد فتفت ان المعرقل بالشكل لتأليف الحكومة هو رئيس الجمهورية ميشال عون لأنه يضع الشروط كل مرة، أما المعرقل الأساسي فهو جبران باسيل الذي يقف خلف عون ويتصرف كرئيس للجمهورية وشريك بالتأليف، معتبرا ان المشكلة في لبنان هي ان هناك طرفا سياسيا مسلحا ويسيطر على البلد ويعطي توجيهاته، وان عون وباسيل مع الأسف هما أداة بيد حزب الله. ورفض فتفت تشكيل حكومة سياسية لأنها ستؤدي الى الفشل، معتبرا أننا خربنا البلد بالحكومات السياسية وتقاسم المغانم، مؤكدا ان المرحلة هي لحكومة مهمة وفق المبادرة الفرنسية، مشددا على ان الاسس التي تسند لبنان على صعيد العالم هي تطبيق الدستور واتفاق الطائف والمرجعية العربية، وإلا فسنكون خارج العالم، معتبرا ان الذي خرب لبنان في العام 1989 يخربه اليوم ايضا، ورأى ان أي حكومة سيشارك حزب الله فيها، سنصل الى مشكلة كبيرة جدا. وقال فتفت في تصريح لـ «الأنباء»: ان المشكلة الأساسية هي تحت عنوان التسوية التي جرت، والرئيس نبيه بري أشار الى هذا الموضوع عندما قال نحن ننتخب رئيسين، وهذا ما دفع قسم منا للتوجه الى المعارضة، لأننا كنا مدركين ان ميشال عون الذي أوصل البلد الى الخراب في العام 1989 يقود البلد اليوم بالطريقة نفسها، اضافة الى وجود مصيبة جبران باسيل، فهو يعتبر نفسه رئيس الجمهورية الفعلي، حتى انه يعطي التعليمات الى موظفي القصر الجمهوري، وهذه مسألة خطيرة جدا دستوريا، لذلك أي حكومة تضم جبران باسيل يعني حكومة قطع العلاقات مع الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي وكل مصادر التمويل الخارجية ومع العالم العربي. وردا على سؤال عما اذا كان باسيل لا يزال يحلم برئاسة الجمهورية، قال فتفت: اعتقد بالسياسة ليس هناك من شيء مستحيل، دائما هناك مفاجآت وانقلابات وتغيرات بالمواقف، وباسيل ما زال لديه هذا الحلم ومقتنع ان حزب الله هو الوحيد الذي يؤمِّن له هذا الحلم، انا لدي قناعة ان حزب الله لن يوصل باسيل الى رئاسة الجمهورية. وعن استقالة رئيس الجمهورية، قال: نحن نقول دائما ان ادارة النظام اليوم مرفوضة من كل الناس، والافضل ان نذهب الى إعادة تأسيس الادارة وليس النظام، المشكلة هي ان ادارة النظام خاطئة، والتصحيح يتم من اعلى الهرم، عبر استقالة رئيس الجمهورية، وتليها انتخابات نيابية وفق المبادرة الفرنسية، لأن الطريقة التي يتصرف بها رئيس الجمهورية هي تدميرية، فهو لا يمارس دوره، بل هناك وصاية عليه من باسيل.

 

هل سيقبل لبنان على سنة جديدة بلا انترنت ولا اتصالات؟

صوت بيروت انترناشيونال/19 تشرين الثاني/2020

ها هي هيئة اوجيرو تعود الى واجهة الاحداث من باب التحذير من توقف بعض خدماتها وتراجع اعمال الصيانة في بعض المناطق، ففي نهاية العام الحالي ينتهي العقد القانوني لهيئة اوجيرو مع وزارة الاتصالات، وفي ظل غياب قانون الموازنة تكون النتيجة لااعتمادات ولا صيانة ولا حتى اتصالات ولا انترنت.

مدير عام هيئة اوجيرو عماد كريدية اكد لمراسلة “صوت بيروت انترناشونال” غيدا جبيلي انه “في اي ظرف من الظروف لن نسمح بتوقف خدمة الانترنت ولا الاتصالات، نحن ملزمين من خلال تسيير المرفق العام بتأمين خدمات الاتصالات وما يمكن ان يتوقف هو اعمال الصيانة التي نحن مجبرين ان يكون لدينا عقد بها مع وزارة الاتصالات” واضاف “لا يوجد موازنة لسنة 2021، لذلك لا نعرف ان كان سيتم الموافقة على الارقام التي طرحناها مع العلم انه يجب اعادة النظر بكل الارقام بسبب تدهور القيمة الشرائية لليرة اللبنانية”. عقد العام 2017 لا يزال عالقا عند المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات ولم يمر بديوان المحاسبة فيما الجهات الرسمية تطلب من مدير عام هيئة اوجيرو عماد كريدية متابعة اعماله فيما العقد يلحق تباعاً، وهنا تعلق هيئة اوجيرو في الوسط عند عقد لم تنجزه وزارة الاتصالات وبين ديوان محاسبة يستدعيه لاستيضاح كيفية العمل خارج اطار العقد وقال كريدية “سنة 2017 وسنة 2019 وما بعدها تأخرت الموازنات ما سبب تأخير بانشاء العقود بين وزارة الاتصالات وهيئة اوجيرو ونحن اكملنا بتسيير المرفق العام لخدمة الناس وانتهى بي الامر والمدراء الى ان نقف امام القضاء لاننا نعمل من دون مسوغ قانوني، ونحن لا نرغب بتكرار الامر سنة 2021” واشار الى انه “في شهر 11 من سنة 2020 يفترض ان تقر الموازنة لكي تتمكن وزارة الاتصالات من انشاء عقد معنا كي نستطيع ان نكمل عملنا والى اليوم لا بوادر لاي موازنة”. المنظومة التي يجري العمل عليها كما قال كريدية “قابلة للحياة لمدة 6 اشهر ويجب تنفيذ القانون 431 كي تتمكن الشركات من العمل كي لا تكون على حافة القانون، يجب تعديل البيروقراطية” مؤكدا “اوجيرو ليس لديها خلاف مع احد”. على حافة القانون تسير الدولة اللبنانية من دون حسيب او رقيب وبعد الضجة التي لحقت بهذه القضية تحركت وزارة الاتصالات واعلنت تشكيل خلية عمل وامهلت وزارة الطاقة واوجيرو وديوان المحاسبة بحل الموضوع في غضون اسبوع كحد اقصى فهل تحل المشكلة؟

 

النهار: سباق التعقيدات والعقوبات.. وقنبلة مدوية للعليّة

الخميس 19 تشرين الثاني 2020

وطنية - كتبت صحيفة "النهار" تقول: على رغم الطابع الحزين الذي سيواكب ذكرى الاستقلال الاحد المقبل في الثاني والعشرين من تشرين الثاني الحالي بحيث ألغي العرض العسكري التقليدي وكل النشاطات الاحتفالية الخاصة بالمناسبة، فان ما ستفيد منه السلطة والمسؤولون من هذه الالغاءات يتمثل في ستر عورة الدولة التي لن تظهر في أسوأ مظاهرها وعجزها وقصورها اطلاقا امام الرأي العام الداخلي المحتقن الى اقصى درجات الاحتقان. اذ ان يوم ذكرى الاستقلال سيصادف أيضا مرور شهر كامل على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة وكان لإقامة العرض العسكري او الاستقبال التقليدي في قصر بعبدا ان ينقل بالصوت والصورة الحية صورة الدولة الهائمة بين تعطيل الحكومة الانقاذية التي يضغط كل شيء بقوة هائلة لاستعجال تأليفها والشد الى الوراء مع بقاء حكومة تصريف اعمال بما يعني استعادة صورة الرؤساء الأربعة لا الثلاثة في الاحتفالات الرسمية! لذلك بدا طبيعيا ان تحصر حجة الغاء الاحتفالات بالواقع الصحي جراء الانتشار الوبائي وإجراءات الاقفال العام الحالي ولكن ذلك لم يحجب أيضا الموجبات السياسية التي لا تقل تأثيرا وضغطا على السلطة لتجنب الصورة البائسة للدولة في عيد الاستقلال.

انطلاقا من هذا المناخ لم تطرأ عوامل جديدة على مشهد الانسداد السياسي المطبق على مسار تأليف الحكومة فيما بدأت المعطيات التي تتوقع او تتخوف من ترجيح تأخر تأليف الحكومة الى ما بعد نهاية السنة الحالية تتخذ ابعادا جدية لكون معظم هذه المعطيات تتسرب من الدوائر القريبة او المحسوبة على الجهات الأكثر تأثيرا على تعطيل مسار تشكيل الحكومة. ولفت في هذا السياق ان التسريبات المنسوبة الى أوساط قريبة من بعبدا لم تعد تواجه بنفي بعبدا فيما تتهم هذه التسريبات الحريري بتبعة عدم ثباته على معايير موحدة وبانه يسعى الى تسمية الوزراء المسيحيين بغير ما تعهد به للشيعة الى اتهامات بالتراجع عن أمور سابقة. وهو الامر الذي ترى فيه أوساط سياسية مطلعة ان مأزق تأليف الحكومة قد يكون خرج واقعيا عن اطار المساعي المعروفة لفرض الشروط والمكاسب السياسية فقط، واتجه نحو ربط المسار الحكومي اللبناني برمته بالمرحلة الانتقالية الأميركية والإقليمية وذلك على رغم نفي القوى المعنية بهذا الربط لهذه الابعاد. ولم يكن ادل على مشروعية المخاوف من ربط الاستحقاق الحكومي بترقب التطورات الخارجية من عودة "السباق" بين التعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة الجديدة والعقوبات الأميركية على شخصيات سياسية لبنانية ترتبط بملفي الدعم لـ"حزب الله " والفساد. ذلك ان الساعات الأخيرة شهدت تسريبات كثيفة حول احتمال صدور دفعة جديدة قريبا من العقوبات عن وزارة الخزانة الأميركية بحق مجموعة سياسيين او مسؤولين لبنانيين استنادا الى قانون ماغنيتسكي إياه الذي استندت اليه واشنطن قبل أسبوعين لاصدار عقوبات في حق رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. ووفق هذه المعطيات فان العقوبات المقبلة قد تشمل شخصيات حليفة وغير حليفة لـ"حزب الله " من مذاهب مختلفة ومن بينها شخصيات سنية بتهمة التورط في الفساد وتقديم أوجه الدعم الى "حزب الله ". وتحدثت تقارير إعلامية مساء امس عن اتجاه لدى الإدارة الأميركية الى ارجاء اصدار عقوبات جديدة على لبنانيين بعض الوقت من دون معرفة الأسباب.

في أي حال ربما يرتبط توقيت اصدار العقوبات او ارجاء إصدارها في حال صح ذلك بالمداولات الأميركية الفرنسية حول لبنان التي جرت في محادثات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في باريس في مطلع الأسبوع. وقد تضمنت البرقية التي تسلمها رئيس الجمهورية ميشال عون من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناسبة تهنئته بعيد الاستقلال تركيزاً لافتا على دعم واشنطن "للشعب اللبناني". وشدد ترامب في البرقية على الصداقة التي تجمع الشعبين اللبناني والأميركي وأبدى "تطلعه الى مزيد من سنوات الصداقة والتعاون " مضيفا انه "فخور بالجهود الأميركية للوقوف الى جانب الشعب اللبناني خلال التحديات غير المسبوقة التي واجهها خلال السنة الجارية ".

التدقيق الجنائي

غير ان السباق المحموم بين تعقيدات تأليف الحكومة والتحسب لصدور دفعة جديدة من العقوبات الأميركية وما يمكن ان تتركه من مزيد من الانعكاسات على المشهد الداخلي لا يقلل أهمية التطورات المتصلة بملف التدقيق الجنائي من جهة وفتح ملفات فضائحية متصلة بالفساد السياسي والإداري من جهة أخرى. في هذا السياق سجل ملف التدقيق الجنائي تحركا لـ"القوات اللبنانية " اذ تقدمت كتلتها النيابية امس باقتراح قانون من مادة وحيدة تطرح فيه تعليق العمل ببعض بنود السرية المصرفية لاهداف التدقيق الجنائي حصرا لمدة سنة واحدة. وأوضح نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان حيثيات الاقتراح استنادا الى انه "من دون التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وفي كل مؤسسات الدولة لا يمكننا الانتقال الى المرحلة الإصلاحية او الى مرحلة البناء ". وحذر عدوان من ان عدم اجراء التدقيق الجنائي يعني "القول للبنانيين أنسوا ودائعكم وأنسوا أي خطة مالية واقتصادية حقيقية وأنسوا المساعدات من الدول الصديقة".

قنبلة صفقة الكهرباء

ولكن الحدث المدوي الذي برز امس تمثل في تفجير رئيس إدارة المناقصات جان العلية فضائح من العيار الثقيل في ملف مناقصة بواخر الكهرباء، مدعمة بالوثائق والمستندات، وذلك في سياق مؤتمر صحافي عقده للرد على اتهامات وجهها اليه وزير الطاقة السابق سيزار أبي خليل وابرز خلاله العلية مستندات محاضر وتقارير وكتبا اكتسبت أهمية كبيرة في كشف نموذج أساسي من نماذج الصفقات في الكهرباء التي قادت الى الواقع المالي المخيف الحالي. وأوضح العلية أنّ "مناقصة البواخر لم تجرِ في إدارة المناقصات كما ينص قانون المحاسبة العمومية، بل أجراها استشاري عيّنه الوزير. وقد وضع الاستشاري دفتر الشروط على قياس شركة واحدة وفتح العروض، من دون الرجوع إلى إدارة المناقصات كما ينص القانون. وبعد فتح العروض تأهّلت شركة واحدة ما يؤدي إلى إلغاء المناقصة بسبب وجود عارض وحيد وغياب المنافسة. ولكن الوزارة حاولت الالتفاف على النتيجة عبر قبول عروض تخالف دفتر الشروط لتأهيل أكثر من شركة قبل الإعلان عن فوز الشركة المطابقة. وعندما فشلت هذه المحاولة، طلب الوزير من إدارة المناقصات مخالفة القانون وقبول العارض الوحيد، فرفضت الطلب" . كما أشار إلى "وجود عملية تزوير في قرارات مجلس الوزراء"، وشدد على أن "الوزير سيزار أبي خليل قد وافق على قرار مجلس الوزراء 60/2017 الذي ألغى استدراج العروض بسبب وجود عارض وحيد ". وإعلن انه سيتقدم بدعوى قضائية ضد ابي خليل لانه تعرض له بالشخصي واعتدى على كرامة احد الموظفين .

 

عون للحريري: من قال إنني أقبل بهذه الأسماء أو بهذه الحصة فقط؟

 الجمهورية/19 تشرين الثاني 2020

تشير المعلومات الى أنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري يصرّ على أن يطرح هو أسماء الوزراء المسيحيين، فيما رئيس الجمهورية ميشال عون يرفض ذلك، ويصرّ على أن يسمّي هو هؤلاء الوزراء على غرار ما جرى اتّباعه بالنسبة الى الوزراء الشيعة الذين جاءت تسميتهم من قبل حركة “أمل” و”حزب الله”، وكذلك الامر بالنسبة الى الوزير الدرزي الذي سمّاه وليد جنبلاط. فرئيس الجمهورية، وكما بات مؤكداً، لا يقبل بأن يسمّي أحد وزراءه، ذلك أنّ هذه التسمية، إنْ جاءت من غيره، فكأنّها تلغي شراكته في تأليف الحكومة، وهو ما يرفضه بالمطلق”. وقالت مصادر مطلعة على أجواء اللقاء، لـ”الجمهورية”، إنّ الحريري عرضَ على الرئيس عون في لقائهما الاخير 3 اسماء لشخصيات مسيحية تشكّل حصة رئيس الجمهورية في الحكومة، مُفترضاً، أي الحريري، أنها محسوبة على عون، الّا انّ رئيس الجمهورية، وبعد اطلاعه على الاسماء، بَدا رافضاً لهذا الطرح، حيث أبلغ الى الحريري بأنّ أحد هذه الاسماء لا يعرفه شخصيّاً فكيف يمكن ان يقبل به؟!” واشارت المصادر الى “انّ رئيس الجمهورية سأل امام الرئيس المكلّف ما مفاده “من قال إنني يمكن ان أقبل بهذه الاسماء او بهذه الحصة فقط؟! ما اريد ان أعرفه هو من يسمّي الوزراء الشيعة او الوزير الدرزي ومن سيسمّي لنا الوزراء المسيحيين؟ وطلب من الحريري ان يعيد النظر في هذه الأسماء، خصوصاً في ما خَص الشخصيات المسيحية، على ان تأتي التشكيلة الحكومية والاسماء المقترحة للتوزير بطريقة علميّة وواقعية، وانتهى اللقاء بينهما عند هذا الحد ومن دون اتفاق”.

 

لا مساعدات مجانية للبنان من الدول المانحة!

الشرق الاوسط/19 تشرين الثاني 2020

وجّهت القوى الغربية التي تسعى لإنقاذ اقتصاد لبنان المشرف على الانهيار إلى قيادات البلاد إنذاراً: فلا خطوات لإقالة البلاد من عثرتها ما لم يشكّلوا حكومة تتمتع بالمصداقية لإصلاح الوضع في الدولة المفلسة وعلى وجه السرعة. فقد بدأ الصبر ينفد لدى فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول المانحة، التي سبق أن قدمت مساعدات للبنان أكثر من مرة منذ الحرب الأهلية التي درات رحاها بين عامي 1975 و1990، على الساسة الذين كان كثيرون منهم وجوهاً مألوفة خلال انزلاق البلاد إلى أزمتها الاقتصادية، وفقاً لما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء. وفي العام الماضي تفجرت احتجاجات ضخمة على النخبة الحاكمة، إذ حمّلها الناس مسؤولية رعاية مصالحها المكتسبة في الوقت الذي كان الدين العام يتزايد فيه. وقد أدت جائحة فيروس «كورونا» إلى زيادة الضغوط على موارد البلاد، ودمّر انفجار هائل في مرفأ بيروت خلال أغسطس (آب) مساحات كبيرة من المدينة. ومع نفاد الدولارات ظهر نقص في السلع الأساسية ومن بينها الأدوية كما يتزايد عدد من يسقطون بين براثن الفقر في لبنان. وسارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيارة المدينة عقب الانفجار وحاول إقناع الساسة بتطبيق إصلاحات جزئية على الأقل للتصدي للوضع الطارئ. غير أن فئات متنافسة لا تزال تتصارع على النفوذ، ولم يشكِّل لبنان حكومة منذ الحكومة التي كان انفجار أغسطس وتداعياته سبباً في انهيارها. ومثلما حدث في الأزمات السابقة اتهم كل طرف الطرف الآخر بأنه يتحمل مسؤولية هذا الوضع. وقال مصدران شاركا في محادثات جرت في بيروت الأسبوع الماضي، إن باتريك داريل، مستشار ماكرون لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أوضح في المحادثات أنه رغم حفاظ باريس على تعهداتها «فنحن لن ننقذهم ما لم تكن هناك إصلاحات». وقال دبلوماسي غربي، إن فرنسا ما زالت تحاول استضافة مؤتمر لبحث إعادة البناء في بيروت بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن الشكوك قائمة. وأضاف الدبلوماسي لوكالة «رويترز» للأنباء: «لا توجد أي تطورات. الساسة اللبنانيون عادوا إلى أسلوبهم في العمل، والمقلق هو التجاهل التام للشعب».

* لا مساعدات مجانية

قالت دوروثي شيا، السفيرة الأميركية لدى لبنان، في مؤتمر عبر الهاتف لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة «تدرك أن لبنان مهم» وأن «تحاشي فشل الدولة… يجب أن تكون له الأولوية القصوى». لكنها أضافت: «لا يمكن أن نرغب في ذلك فعلاً أكثر من رغبتهم هم فيه». وأكدت أنه لا خطط إنقاذ من دون إصلاحات. وتابعت: «اكتسبنا حنكة». مضيفة أنه سيكون هناك «نهج تدريجي خطوة بخطوة، ولا شيء مجانياً». ويكافح سعد الحريري رئيس الوزراء المكلف بموجب اتفاق اقتسام السلطة المبنيّ على أسس طائفية في البلاد لتشكيل الحكومة. ويقول بعض المصادر إن الجهود تعقدت بفعل العقوبات الأميركية الأخيرة التي فُرضت على جبران باسيل، صهر الرئيس ميشال عون والذي يرأس التيار الوطني الحر، أكبر الأحزاب المسيحية في البلاد. وفُرضت العقوبات على باسيل بناءً على اتهامات بالفساد ولصلاته بجماعة «حزب الله» المدعومة من إيران وتعدها واشنطن جماعة إرهابية، فيما ينفي باسيل اتهامات الفساد. وتقول مصادر رسمية إن النقطة الرئيسية العالقة هي إصرار عون وباسيل على تعيين وزراء في الحكومة المكونة من 18 وزيراً. ويريد الحريري أن يكون كل الوزراء من المتخصصين ولا صلة لهم بالأحزاب السياسية. وقال مصدر على صلة وثيقة بالمحادثات إن بعض المعنيين ذكروا أن باسيل هو العقبة الرئيسية أمام تشكيل الحكومة. وينفي باسيل هذا الاتهام قائلاً إن من حق حزبه أن يسمي وزراء بما أن آخرين استطاعوا تسمية وزراء. وقال مصدر مطلع على تفكير «حزب الله» إن داريل طلب من الجماعة أن تحاول إقناع باسيل بتخفيف موقفه غير أن «حزب الله» يرفض الضغط عليه لأن ذلك قد يُضعفه بدرجة أكبر.

* مواقف متصلبة

وقالت عدة مصادر إن الجمود الحالي وضع انتحاري للبلاد التي تستنفد ما لديها من احتياطيات أجنبية بسرعة. وتقدر هذه الاحتياطيات بمبلغ 17.9 مليار دولار فقط. وبسبب العقوبات، التي سلمت السفيرة شيا بأنها جزء من حملة «الضغوط القصوى» التي تفرضها إدارة دونالد ترمب على إيران، تتجه إيران وحلفاؤها للانتظار حتى يترك ترمب منصبه. غير أن بعض المسؤولين في لبنان حذروا من لعبة الانتظار. وقال مصدر سياسي رفيع مطلع على المحادثات: «الرسالة الواردة من الفرنسيين الآن واضحة: لا حكومة ولا إصلاح إذاً فمع السلامة وشكراً». وأضاف: «وإذا غسل الفرنسيون أيديهم من هذا الأمر، فمن سينظر إلينا؟ لا أحد». وتابع: «في نهاية اليوم، لا يعرفون كيف يتعاملون مع الظروف الاستثنائية والتحديات… نحن ما زلنا نتعامل مع تشكيل الحكومة كأننا نعيش أياماً عادية». وقالت السفيرة شيا إن على المانحين التشبث بموقفهم وإلا فإن النخبة السياسة لن تأخذهم على محمل الجد. وأضافت: «إذا لم يشعروا بأهمية عنصر الوقت لتشكيل حكومة فكيف نواصل الضغط عليهم؟ هم ينظرون إلينا ولسان حالهم يقول: حاولوا أن تجعلونا ننفذ الإصلاح، سيكون من الممتع مشاهدتكم تحاولون ذلك».

 

"أخذ وردّ" حول شائعة التأشيرات الإماراتية: "لا شيء مؤكداً بعد"...فضائح "الطاقة"... العلّية قلب "عاليها واطيها"

نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2020

العهد العوني يتفكك من فوق إلى تحت ومن تحت إلى فوق، وأوراق التوت تتساقط عن منظومة "ادعاء العفة والإصلاح" الورقة تلو الأخرى، لتتكشف العورات تباعاً. يوم فضائحي جديد على روزنامة العهد عايشه اللبنانيون أمس فعاينوا صفحة أخرى من صفحات "القلة والنقار" التي خلّفت تصدعات وتشققات ناتئة على أرضية الطبقة الحاكمة، إلى درجة كادت معها "قاضية العهد" غادة عون أن تنطق كفراً بالعونية السياسية بعدما والتها دهراً وكانت "قوسها" المصلت على الخصوم، بحيث لم تستثنِ في مداخلتها التلفزيونية أمس أحداً من "المنظومة السياسية وتفرعاتها القضائية" من شعورها "بالقرف"، لكنها أبقت على محاذرتها مقاربة مسألة حجز "التشكيلات القضائية" في أدراج قصر بعبدا، مكتفيةً بالتصويب عموماً على ضرورة إقرار استقلالية السلطة القضائية لانتظام سير العدالة في البلد.

وكذلك على مستوى افتضاح مآثر الإدارة العونية في وزارة الطاقة "لصاحبها جبران باسيل"، عمد رئيس دائرة المناقصات جان العلّية أمس إلى كشف صفقات "العارض الوحيد" التي طبعت تلزيمات الوزارة فقلَب "عاليها واطيها" بالمستندات والكتب والمراسلات والتقارير في وجه وزير "التيار الوطني" السابق سيزار أبي خليل، مفنداً آلية عمله المانعة للاحتكام إلى دائرة المناقصات في ملف بواخر الكهرباء.

"هيدي لا مناقصات ولا استدراج عروض، هيدي صفقة"... تحت سقف هذا التوصيف، شرّح العلّية الأساليب الملتوية التي تلتف على القوانين بغية التوصل إلى رسو "بواخر الكهرباء" في جيوب عارض بحد ذاته، ومن بينها "ظهور مركز استشاري يقيّم العروض"، لافتاً الى أنّ "الاستشاري خالف قانون المحاسبة العمومية، بحيث لم تجر المناقصة في إدارة المناقصات كما ينصّ القانون"، واستطرد: "يريدون إدارة المناقصات مجرد "calculatrice" تجمع وتطرح فقط".

وأوضح العلّية أنّ ما جرى في ملف البواخر كان "صفقة متحركة قام بها المستشار الذي عيّنه وزير الطاقة، فوضع دفتر الشروط على قياس شركة واحدة وتم فتح العروض من دون الرجوع إلى إدارة المناقصات كما ينص القانون"، مشيراً إلى أنّ وزير الطاقة حينها أبي خليل طلب إثر اعتراض إدارة المناقصات على عدم قانونية الأخذ بمبدأ "العارض الوحيد" أن يصار إلى فضّ المناقصات حتى لو كان هناك عارض وحيد "مطابق لما أورده الاستشاري" في دفتر الشروط. وأكد أنّ هذا الدفتر تم وضعه أساساً بشكل لا ينطبق في شروطه إلا على هذا "العارض" الذي أريد له مسبقاً أن يفوز بالمناقصة، على قاعدة إدراجه كعارض مطابق "وبحط عارض تاني معو" مع اشتراط استكماله المستندات والمستلزمات الإدارية المطلوبة في مرحلة لاحقة، بما أدى في نهاية المطاف إلى بقاء "عارض وحيد" رست عليه المناقصة في مخالفة صريحة لقرار مجلس الوزراء الذي كان قد "ألغى استدراج العروض بسبب وجود عارض وحيد".

وأمام هذا الفساد الممنهج والموثّق بمستندات رئيس دائرة مشهود له بمناقبيته الوظيفية والقانونية والقضائية، تساءلت مصادر قانونية مواكبة للملف عما إذا كانت "النيابة العامة ستتحرك من تلقاء نفسها للتحقيق في ما جاء في مؤتمر العلّية"، مشددةً على أنّ كلام رئيس دائرة المناقصات هو بمثابة "إخبار علني مدعّم بالوثائق والتقارير الرسمية، يفضح التجاوزات الحاصلة في وزارة الطاقة، وهو ما يوجب تحرك القضاء فوراً باعتباره مدخلاً أساسياً للإصلاح في قطاع يتصدر قائمة أولويات مكافحة الفساد في بنود الورقة الفرنسية".

على صعيد منفصل، لا تزال الشائعات التي ترددت خلال الساعات الماضية عن حظر دولة الإمارات العربية المتحدة منح اللبنانيين تأشيرات دخول لأراضيها محل "أخذ ورد" بين الدوائر الرسمية المعنية، خصوصاً في ظل عدم صدور أي نفي رسمي لاحتمال اتخاذ مثل هذا الإجراء. ونقلت مصادر موثوق بها لـ"نداء الوطن" أنّ المراجعات التي حصلت مع عدد من المعنيين بالسلك الديبلوماسي سواءً في لبنان أو في الإمارات لم تخرج بجواب واضح بعد "وحتى مسؤولون في وزارة الخارجية اللبنانية لم يستطيعوا نفي الموضوع نفياً قاطعاً للشك" بل اكتفوا بالقول: "لا شيء مؤكداً بعد".

وإذ لم يخرج رد السفير اللبناني في الإمارات فؤاد دندن على الاستفسارات اللبنانية عن السياق عينه، بل وضعه في سياق لفظي آخر من خلال نقله عن وزارة الخارجية والمغتربين تأكيدها أنه "لم يصدر تعميم رسمي بهذا الموضوع"، لاحظت المصادر في ضوء ذلك أنّ "الشائعة التي تم تناقلها في بيروت على نطاق واسع لم يتم نفيها بشكل قاطع حتى الساعة، إنما جرى حصرها في إطار عدم التبلغ رسمياً بها فقط"، كاشفةً في الوقت عينه أنّ شخصيات لبنانية راجعوا مسؤولين إماراتيين نافذين بالموضوع فتلقوا جواباً مقتضباً يقول: "غير دقيق"، وأردفت: "من الواضح أنّ هناك فارقاً كبيراً بين أن يكون أمر ما غير صحيح وبين أن يكون غير دقيق، وهو ما أثار علامات استفهام وشكوكاً راودت البعض في لبنان عما إذا كانت ثمة إجراءات معيّنة بصدد التحضير لها في الإمارات لا تحجب تأشيرات الدخول عن عموم اللبنانيين إنما قد تضع قيوداً معينة لاستحصال بعض الفئات منهم على التأشيرة؟".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

في خطوة تاريخية… بومبيو أول وزير خارجية أميركي يزور الجولان

الحرة/19 تشرين الثاني 2020

في خطوة تاريخية غير مسبوقة، داس وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عتبة الجولان اليوم الخميس وهو اول وزير خارجية أميركي يزورها. والعام الماضي، اعترفت الإدارة الأميركية بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري. ووصل بومبيو إلى المنطقة الواقعة على الحدود السورية الإسرائيلية برفقة نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي، وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال بومبيو: “لا يمكن الوقوف هنا والتحديق عبر الحدود وإنكار أمر أساسي يكمن في أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترف بأن هذا جزء من إسرائيل.. وهو ما رفضه الرؤساء (الأميركيون) السابقون”. واستنكر وزير الخارجية الأميركي باستهزاء ما وصفه بدعوات من “الصالونات في أوروبا ومؤسسات النخبة في أميركا” لإسرائيل بإعادة الجولان إلى سوريا بعد حرب العام 1967. وأضاف بومبيو “تخيلوا مع سيطرة الأسد (الرئيس السوري)، على هذا المكان، الخطر الذي يلحق الضرر بالغرب وبإسرائيل”. وسبق زيارته للجولان، أن زار بومبيو مصنعا للنبيذ في مستوطنة بساغوت في الضفة الغربية، ليكون أيضا أول وزير خارجية أميركي يقوم بهذه الخطوة. من جانبه، أشاد أشكينازي باعتراف بومبيو “بالأهمية الاستراتيجية لمرتفعات الجولان”، وقال إن سبب ذلك معرفة بومبيو الذي شغل في السابق منصب رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية، بـ”الحقائق”. وكان وزير الخارجية الاميركي وصل إسرائيل بعد ظهر الأربعاء في زيارة تستمر يومين. وبعد لقائه حليفه المقرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل ظهر الخميس، قال بومبيو في مؤتمر صحافي مشترك عقده في مدينة القدس “اليوم سأحظى بفرصة لزيارة مرتفعات الجولان”. وأضاف أن “مجرد الاعتراف (بهذه المنطقة) كجزء من إسرائيل … كان قرارًا اتخذه الرئيس ترامب وهو مهم تاريخيًا وببساطة اعتراف بالواقع”.

 

نتنياهو يُجاهر بضرب أهداف إيرانية في سوريا ويتوعّد "المعتدين"

نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2020

على الرغم من أنّها ليست المرّة الأولى التي تشنّ فيها إسرائيل ضربات تطال مواقع سوريّة أو إيرانيّة أو لـ"حزب الله" في سوريا، إلّا أنّ الملفت هذه المرّة أن تل أبيب تبنّت ضرباتها على غير عادتها، موجّهةً بذلك رسائل في اتجاهات عدّة. فقد حمّلت تل أبيب النظام السوري أي مسؤوليّة لهجمات تنطلق من أراضيه، محذّرةً إيّاه من تداعيات "احتضانه" للتموضع العسكري الإيراني، وهدّدت طهران كذلك بأن أي محاولة من قبلها أو من قبل المجموعات التي تدور في فلكها لاستهداف إسرائيل ستُقابل بردّ قوي وساحق، فيما رأى مراقبون أن الإعلان الصريح عن الضربات مرده إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُحاول "إستغلال" الأسابيع الأخيرة من عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإستدراج إيران إلى مواجهة قد تكون أثمانها باهظة عليها عسكريّاً، و"أقلّ كلفة" للدولة العبريّة في ظلّ وجود "الصديق التاريخي" في البيت الأبيض.

وبعدما شنّت إسرائيل فجر الأربعاء غارات على أهداف إيرانية في سوريا، في ما وصفه الجيش الإسرائيلي بأنّه ردّ بعد العثور على عبوات ناسفة على طول الحدود الشمالية، في قصف أدّى إلى سقوط أكثر من 10 قتلى، بينهم جنود سوريّون ومقاتلون موالون لإيران، جدّد نتنياهو التأكيد أن بلاده لن تسمح بأي محاولة للتموضع الإيراني في سوريا، وستتصدّى لأي محاولة اعتداء على إسرائيل من الأراضي السوريّة، مهدّداً بأنّ "من يعتدي علينا سيدفع الثمن باهظاً". وبينما كشف نتنياهو في بيان أن "سلاح الجو الإسرائيلي ضرب فجر اليوم أهدافاً مهمّة لـ"فيلق القدس" في سوريا، وضرب أيضاً أهدافاً تابعة للجيش للسوري"، شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على أن بلاده "لن تتحمّل انتهاكات لسيادتها في أي قطاع، ولن تسمح بالتموضع الخطر عند أي حدود أو جبهة"، معتبراً أن "النظام السوري هو المسؤول عمّا يحدث داخل أراضيه وما يخرج منها". وبحسب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فإنّ الأهداف التي ضربتها المقاتلات الإسرائيلية تشمل "مخازن ومقرّات قيادة ومجمّعات عسكريّة، بالإضافة إلى بطاريات أرض - جو"، بينما أعلنت دمشق مقتل 3 من عسكرييها وإصابة رابع في القصف الإسرائيلي، في حين أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" مقتل 10 بينهم مقاتلون أجانب وجنود سوريون. وكانت لافتة بالأمس زيارة وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو إلى إسرائيل في شكلها وتوقيتها ومضمونها، حيث وجّه أحد صقور الإدارة الأميركية رسالة إلى طهران خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني ونتنياهو، إذ رأى أن اتفاقات السلام الأخيرة مع إسرائيل "هي بمثابة رسالة أيضاً للجهات الخبيثة مثل جمهوريّة إيران الإسلاميّة بأنّ نفوذها في المنطقة يتضاءل وأنّها أصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى وستبقى كذلك حتّى تُغيّر اتجاهها".

 

تشغيل أجهزة نوويّة متطوّرة في "نطنز"....عقوبات على "إمبراطورية" المرشد... وواشنطن تتوعّد طهران بالمزيد

نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2020

لا تزال الإدارة الأميركيّة الحاليّة مصمّمة على متابعة سياسة "الضغوط القصوى" ضدّ إيران حتّى آخر يوم من ولاية الرئيس دونالد ترامب، إذ فرضت واشنطن أمس عقوبات على مؤسّسة "المستضعفين" الإيرانيّة الكبرى ووزير الإستخبارات والأمن الوطني الإيراني محمود علوي.

وأوضحت الخزانة الأميركية أنها جمّدت أي مصالح أميركية لمؤسّسة "المستضعفين"، وهي "جمعية خيرية" لها مصالح واسعة في قطاعات الاقتصاد الإيراني، بما في ذلك النفط والتعدين. ووصفت الخزانة، المؤسّسة، بأنّها "إمبراطورية اقتصادية لديها مليارات الدولارات" وهي بمثابة "شبكة رعاية رئيسية" للمرشد الأعلى علي خامنئي، تعمل بلا إشراف حكومي. كما طالت العقوبات وزير الإستخبارات علوي لأسباب تتعلّق بحقوق الإنسان، إذ أشارت الولايات المتحدة إلى أن وزارته مسؤولة عن ممارسة الضرب وغيره من الإنتهاكات بحق السجناء السياسيين، فيما تعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنّه ستتم مواصلة تحميل إيران "عواقب مؤلمة"، معتبراً أنّ هذه العقوبات "تحرم النظام من أصول يستغلّها من أجل أنشطته الخبيثة". وأضاف بومبيو في بيان أن "النظام الإيراني يسعى إلى تكرار التجربة الفاشلة التي رفعت العقوبات وشحنت لهم مبالغ نقدية ضخمة مقابل فرض قيود نووية متواضعة"، محذّراً من أن "هذا أمر مقلق بالفعل، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو فكرة أن الولايات المتحدة يجب أن تقع ضحية هذا الإبتزاز النووي وتتخلّى عن عقوباتنا".

تزامناً، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الجمهورية الإسلامية في إيران بدأت تشغيل أجهزة طرد مركزي متطوّرة في قسم تحت الأرض ضمن منشأة "نطنز" النووية. لكن المدير العام للوكالة رافايل غروسي أكد خلال مؤتمر صحافي أن تشغيل الأجهزة المتطوّرة لن يؤدّي إلى "زيادة مهمّة في كمّيات اليورانيوم الذي يتمّ تخصيبه"، نظراً إلى أن هذه الأجهزة نقلت من مكان آخر في المنشأة ذاتها. وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت التقارير عن ضربة أميركيّة محتملة تُثير قلقه، أجاب غروسي: "لن أتكهّن في شأن تكهّن. لم يتمّ إبلاغنا بشيء"، فيما تطرّق إلى جزء آخر من التقرير الأخير للوكالة، وهو طلبها من إيران تقديم توضيحات حول موقع نووي أثار شبهات لديها، واعتبارها أن المعلومات التي وفّرتها طهران "تفتقر للصدقية من الناحية التقنية". وأوضح غروسي أن الموقع المذكور يقع في تورقوزآباد بمحافظة طهران، مكرّراً القول إنّ "ما يبلغوننا به (الإيرانيون)، لا يستقيم من وجهة نظر تقنية. هذه ليست ممارسة أكاديمية. عليهم أن يشرحوا لنا لماذا عثرنا على ما عثرنا عليه؟". وفي الغضون، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استعداد بلاده "لعودة تلقائية" إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي في حال رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها بعد انسحابها الأحادي منه، مشيراً في الوقت عينه إلى أن عودة واشنطن إلى الإتفاق لا تُشكّل أولوية بالنسبة إلى إيران. وقال ظريف خلال مقابلة مع صحيفة "إيران" الحكومية: "ثمّة أمر يُمكن القيام به بشكل تلقائي ولا يحتاج إلى أي شروط أو تفاوض. تُنفّذ الولايات المتحدة التزاماتها بموجب القرار 2231، ونحن نُنفّذ التزاماتنا بموجب خطّة العمل الشاملة المشتركة"، وأضاف: "هذا الأمر لا يحتاج إلى أي مفاوضات أو شروط. يُمكن القيام به". ورأى ظريف أن رغبة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في العودة إلى الإتفاق هي أمر "جيّد جدّاً"، مجدّداً التأكيد أن بلاده "لن تقبل أي شرط"، في حين رجّح الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تعتمد إدارة بايدن سياسة مغايرة لتلك التي سارت بها إدارة ترامب. وتوقع خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة أن "تعود الإدارة الأميركية الجديدة إلى وضع احترام القواعد"، ما قد يؤدّي إلى "الإنتقال تدريجاً من مناخ التهديدات، نحو مناخ الفرص".

 

متحدون ضد ايران وعملاءها في لبنان

19 تشرين الثاني 2020

تم التصويت بمجلس النواب الامريكي اليوم الاربعاء على مشروع تعديل القانون HR 4802 وتم تمريره بنجاح مما يعني انه تم اضافة امكانية جديدة لوزارة الخارجية الامريكية لدفع مكافآت مالية لمن يساعدونها بالكشف عمن يخالفون قرارات العقوبات الامريكية الخاصة (الارهاب - انتهاك العقوبات) سواء أكانوا شركات أو أفراد مما سيساعد بالكشف عن كثر ممن يساعدون النظام السوري بتبييض الاموال واستيراد مواد ممنوعة وخرق العقوبات المفروضة على المؤ

 

كندا تتهم إيران باستهدافها ببرامج قرصنة

روسيا اليوم/19 تشرين الثاني/2020  

وضعت السلطات الكندية حكومات إيران والصين وروسيا وكوريا الشمالية على قائمة التهديدات الرئيسية للجرائم الإلكترونية، معربة عن مخاوفها من تعرضها لهجمات قد تعطل إمدادات الطاقة. واتهمت أوتاوا الدول الأربع بالوقوف وراء هجمات إلكترونية واسعة النطاق تستهدف الحكومة الكندية ودوائر عامة وشركات، لافتة إلى أن برامج هذه الدول شكلت تهديدا استراتيجيا هو الأكبر لكندا، بحسب تقرير لوكالة الاستخبارات الكندية. ورأى المركز أن الدول الأربع تحاول على الأرجح بناء قدرات تمكّنها من تعطيل بنى تحتية كندية رئيسية على غرار إمدادات الكهرباء لتحقيق أهدافها. وتوقع التقرير أن تستهدف هذه الدول الملكية الفكرية المرتبطة بالمعركة ضد كوفيد-19 لتحسين قدراتها هي في احتواء الوباء. كما تشمل التهديدات ضد الكنديين وشركاتهم التجسس عبر الإنترنت وحملات للتأثير عبر الإنترنت. وقال المركز إن “القدرات الأكثر تقدّما تتبع لجهات تمثل تهديدا إلكترونيا ترعاها الدول ومدفوعة بأهداف اقتصادية وفكرية وجيوسياسية”. وأضاف: “يشير تقييمنا بشكل شبه مؤكد إلى أن البرامج التي ترعاها الدول في الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية تمثّل أكبر تهديدات إلكترونية برعاية الدولة لأفراد ومنظمات كندية”. وأشار المركز إلى أنه يتوقع أن المهاجمين الذين ترعاهم الدول سيواصلون “القيام بعمليات تجسس تجاري ضد الأعمال التجارية الكندية والجهات الأكاديمية والحكومات”. وأكد التقرير أن المجموعة حاولت إخفاء الموقع الحقيقي لخوادمها، غير أن شركة “مالويربايتس” Malwarebytes والتي تعتمد على برنامج لمكافحة البرمجيات الخبيثة، قالت إنها تمكنت من تحديد العديد من الخوادم ومقرها إيران.

 

تأهب بالجولان.. وإسرائيل تنشر صوراً لمواقع إيرانية بسوريا

إسرائيل: خلايا إيرانية زرعت العبوات الناسفة على الحدود

دبي – العربية.نت/19 تشرين الثاني/2020  

تشهد مرتفعات الجولان المحتل والمنطقة الشمالية لإسرائيل، اليوم الخميس، حالة تأهب عسكري، وذلك بعد الغارات الجوية الإسرائيلية ضد ثمانية أهداف عسكرية سورية وإيرانية نوعية في سوريا أمس الأربعاء. وأكد مراسلنا أن إسرائيل تسعى لتكريس معادلة جديدة مع النظام السوري وإيران، بعد عثورها على ثلاث عبوات إيرانية الصنع في منطقة يدخلها جنودها جنوب الجولان. وقال المراسل إن الجيش الإسرائيلي كشف عبوات إيرانية ذات قدرات تدميرية كبيرة عند الحدود، مضيفاً أن العبوات التي اكتشفت قد يكون زرعها سوريون تلقوا العلاج بإسرائيل ويعرفون المنطقة. وتابع: "العبوات الـ3 التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي زرعت سابقاً وهي إيرانية الصنع وشديدة الانفجار". وأضاف أن إسرائيل قصفت محيط مقر قائد الفرقة 7 أكرم حويجة كرسالة لنظام الأسد، مؤكداً أن "الغارة الإسرائيلية رسالة لقائد الفرقة 7 أن لا حصانة إن استمر بالسماح بنشاط إيران بسوري". من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن الوحدة التي زرعت العبوات في الجولان هي "الوحدة 840 الموجهة من فيلق القدس الإيراني"، مضيفاً أن هذه الوحدة تعمل سراً في سوريا وتخطط لإنشاء بنية تحتية إرهابية خارج إيران، وهي تعمل "ضد أهداف غربية ومعارضة". وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد حمّل النظام السوري مسؤولية أي عمل ينطلق من أراضيه، مؤكداً مواصلة ضرب التموضع الإيراني في سوريا، الذي يشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي. كما نشر الجيش الإسرائيلي أيضا صوراً للمواقع التي قام باستهدافها الليلة الماضية في سوريا، وقال إن إيران تستخدمها كمواقع عسكرية. وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، النظام السوري عواقب أي اعتداء محتمل يُشن من أراضيه. وقصفت إسرائيل مراراً أهدافاً مرتبطة بإيران في سوريا في السنوات الأخيرة، وصعدت هذه الهجمات على مدى العام المنصرم. لكن هجوم الأربعاء أصاب نطاقاً أوسع من المعتاد بكثير من الأهداف، وبدا الجيش الإسرائيلي أكثر إقداماً على إعلان التفاصيل مما كان عليه في المرات السابقة، مما يشير إلى نية واضحة لتوجيه رسالة للرأي العام عن التدخل الإيراني في سوريا. وكانت إسرائيل قد أعلنت أن أحدث غاراتها قصفت أهدافاً عسكرية تابعة لفيلق القدس الإيراني وجيش النظام السوري، بما في ذلك "منشآت تخزين ومقرات ومجمعات عسكرية"، بالإضافة إلى بطاريات صواريخ مضادة للطائرات. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ليفتنانت كولونيل جوناثان كونكريكوس: "واضح أن الرسالة التي أردنا أن تصل المرة السابقة لم تكن واضحة بما يكفي، لا للإيرانيين ولا للنظام السوري". وأضاف كونريكوس أن الضربات استهدفت المقر العسكري الإيراني في سوريا بمطار دمشق، وهو منشأة سرية تستضيف ضباطاً عسكريين إيرانيين زائرين والفرقة السابعة لجيش النظام السوري التي تشرف على الجانب السوري من هضبة الجولان. من جهتها، نقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه قوله إن الضربات قتلت ثلاثة جنود وأصابت آخر، وألحقت أضراراً مادية. وأضاف التقرير أن الدفاعات الجوية أسقطت بعض الصواريخ الإسرائيلية قبل أن تصيب أهدافها. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقال إن الضربات استهدفت مركزاً للدفاع الجوي ومواقع ومخازن ذخيرة للميليشيات المتحالفة مع إيران في سوريا بمطار دمشق ومحيطه وأهداف أخرى جنوب العاصمة. وقال المرصد إن عشرة أشخاص إجمالاً، قتلوا، بينهم ما لا يقل عن خمسة إيرانيين يعتقد أنهم ينتمون إلى فيلق القدس.

 

الرئاسة الفرنسية: برنامج إيران النووي وصل إلى عتبة خطيرة

دبي - العربية.نت/19 تشرين الثاني/2020  

قالت الرئاسة الفرنسية، اليوم الخميس، إن برنامج إيران النووي وصل إلى عتبة تعد خطيرة، مشددة على ضرورة توسيع المفاوضات مع إيران، لتشمل دورها الإقليمي وصواريخها الباليستية. وأضافت الرئاسة أن برنامج إيران النووي بات أقل قابلية للمراقبة اليوم مما كان عليه بفعل اتفاق فيينا. وبعدما أفاد تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأربعاء، بأن إيران بدأت تضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم في أجهزة طرد مركزي جديدة من طراز آي.آر-2إم تم تركيبها في منشأة نطنز، في أحدث انتهاك لاتفاقها النووي مع القوى الكبرى، أقر سفير ومندوب إيران لدى المنظمة بالأمر. وأكد أن بلاده بدأت ضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم UF6 في سلسلة تضم 174 جهازاً للطرد المركزي في مصنعين لتخصيب الوقود النووي في نطنز، وفقاً لما نقلته وكالة فارس للأنباء. وكانت الوكالة كشفت أن إيران ركبت أول سلسلة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، والتي ينص اتفاقها مع القوى الكبرى على عدم إمكان استخدامها إلا في الجيل الأول من أجهزة "آي. آر-1". طلبت من إيران تقديم توضيحات جديدة حول موقع نووي مشتبه به، معتبرةً أنّ المعلومات التي وفرتها طهران "تفتقر للمصداقية"، ومشيرة إلى ضرورة تقديم إيران تفسيراً كاملاً وسريعاً لوجود جزيئات من اليورانيوم المصنّع في موقع غير مصرّح عنه للوكالة.

 

باريس: يجب سحب مقاتلي تركيا من أذربيجان

دبي - العربية.نت/19 تشرين الثاني/2020  

طالبت الرئاسة الفرنسية بمغادرة المقاتلين السوريين المدعومين من تركياً أذربيجان. وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قد أعلن قبل أيام أن بلاده حاضرة في اتفاق كاراباخ بالمفاوضات وبالميدان، قائلاً: إنه لا يمكن لأحد أن يخضعنا للأمر الواقع، بحسب تعبيره. وأتى تصريح الوزير التركي بعد ساعات من تجديد روسيا تأكيدها على وجود خلافات بينها وبين تركيا حول الإقليم، حيث اعتبرت أن تركيا فهمت خطأ مسألة نشر قوات حفظ السلام في المنطقة. وكان دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن في بيان سابق أنه ستتم تسوية الفروق الدقيقة والخلافات التي تنشأ حول قضية الإقليم خلال الحوار مع الأتراك، مضيفاً في بيان، أنه إذا كانت لدى بلاده وجهات نظر مختلفة منذ البداية، فإنها مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والرؤساء المشاركون وفرنسا ودول أوروبية أخرى مؤيدون مقتنعون للنهج القائل بأنه لا يوجد بديل لتسوية الصراع في كاراباخ بالطرق السياسية والدبلوماسية.

 

موسكو: الجانبان الأرمني والأذربيجاني تبادلا 385 جثة في قره باغ

روسيا اليوم/19 تشرين الثاني/2020  

أفادت الخارجية الروسية بأن الطرفين الأرمني والأذربيجاني في نزاع قره باغ سلما إلى أحدهما الآخر منذ 13 تشرين الثاني 385 من جثث ضحايا الجولة الأخيرة من التصعيد العسكري. ولفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن 3054 مدنيا من سكان قره باغ عادوا إلى منطقتهم منذ 14 تشرين الثاني. وأكدت أن القيادة الروسية لا تزال على تواصل مستمر مع إدارة أذربيجان وأرمينيا لتنسيق العمل في مرحلة ما بعد الصراع، مشيرة إلى أن مسألة حماية المقدسات والمواقع الثقافية في قره باغ تتخذ مكانة خاصة ضمن أجندة هذه الاتصالات.

 

ماكرون يمهلُ قادة المسلمين في فرنسا 15 يوماً

روسيا اليوم/الخميس 19 تشرين الثاني 2020  

أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون استقبل مساء الأربعاء مسؤولي الديانة الإسلامية في فرنسا الذين عرضوا أمامه، بناء على طلبه، الخطوط العريضة لتشكيل مجلس وطني للأئمة. وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون طلب أيضا من محاوريه أن يضعوا في غضون 15 يوما "ميثاقا للقيم الجمهورية" يتعين على المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والاتحادات التسعة التي يتألف منها الالتزام به. وطلب الرئيس من محاوريه أن يتضمن الميثاق تأكيدا على الاعتراف بقيم الجمهورية، وأن يحدد أن الإسلام في فرنسا هو دين وليس حركة سياسية، وأن ينص على إنهاء التدخل أو الانتماء لدول أجنبية. وشارك في الاجتماع رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي وعميد مسجد باريس شمس الدين حافظ بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحادات التسعة التي يتشكل منها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. وقال ماكرون لممثلي الاتحادات التسعة إنه يعلم أن عددا منها لديه مواقف غامضة من هذه الموضوعات، مشددا على أنه من الضروري "الخروج من هذا الالتباس". ومن بين هذه الاتحادات التسعة التي تمثل قسما كبيرا من مسلمي فرنسا هناك ثلاثة اتحادات لا تعتمد "رؤية جمهورية"، وفقا للإليزيه . ويأمل ماكرون من وراء تشكيل المجلس الوطني للأئمة أن ينهي في غضون أربع سنوات وجود 300 إمام أجنبي في فرنسا "مبتعثين" من تركيا والمغرب والجزائر. ولن يكون مجلس الأئمة مخولا بإصدار التصاريح للأئمة ومنحهم بطاقة رسمية فحسب، بل سيكون قادرا أيضا على سحب هذه البطاقات منهم إذا ما خرقوا "ميثاق قيم الجمهورية". واعتمادا على دور كل منهم - إمام صلاة وخطيب مسجد وداعية - سيتعين على كل إمام الإلمام بمستوى مختلف من اللغة الفرنسية وحيازة شهادات دراسية يمكن أن تصل إلى المستوى الجامعي. ومنذ خطابه في مطلع أكتوبر ضد "الانفصالية" و"الإسلام المتطرف" وبعد الهجوميين "الجهاديين" اللذين راح ضحيتهما المدرس سامويل باتي ذبحا قرب باريس وثلاثة أشخاص قتلوا داخل كاتدرائية في نيس، زاد ماكرون ضغوطه على قادة الديانة الإسلامية في فرنسا "لتنقيتها من النفوذ الأجنبي والتطرف والنزعات السياسية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كاهن قره-باغ: باقٍ في دير داديفانك..لن نفقد كل شيء!

محمود الزيباوي/المدن/20 تشرين الثاني/2020

تناقلت وكالات الأنباء العالمية في الأيام الماضية صوراً لجنود من قوات حفظ السلام الروسية يسيرون في دوريات أمام دير "داديفانك" خارج بلدة كالاباجار في ناغورنو قره باغ، ونشرت تقارير عديدة تتحدث عن توافد الأرمينيين لزيارة هذا الدير قبل تسليم البلدة لأذربيجان، وفق ما نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار في ناغورنو قره باغ. يُعرف هذا الدير باسم "داديفانك"، أي دير القديس دادي، وهذا القديس مجهول خارج أرمينيا، وهو بحسب التقليد المحلي تلميذ القديس تداوس، أحد رسل المسيح الاثني عشر. حمل تداوس البشارة إلى أرمينيا في القرن الأول، وجلب معه الحربة المقدسة التي طُعن بها جنب المسيح على الصليب، والمنديل المقدّس الذي طُبعت عليه صورة وجع المسيح، فتبعه الكثيرون، ومنهم دادي الذي تُعرف باسمه كذلك قرية صغيرة مجاورة لبلدة كالاباجار. حمل الدير الواقع في كالابجار اسم القديس دادي، كما سُمّي بدير خوتافنك، أي دير التل، وربط التقليد بينه وبين تلميذ رسول المسيح تداوس فجعله مؤسّساً له، غير انّ أقدم المصادر التاريخية التي تذكر هذا الدير يعود في الواقع إلى القرن التاسع. دُمّر هذا الصرح بشكل كامل في عهد السلاجقة في سنة 1145، وأعيد بناؤه في نهاية القرن الثاني عشر، واكتمل هذا البناء خلال بضعة عقود من الزمن، وأخذ شكله النهائي في النصف الأول من القرن الثالث عشر. ارتبط هذا الإعمار بسلالة من الأمراء الأرمينيين لمعت في تلك الحقبة التاريخية المتقلّبة، وهي سلالة فاكستاجيان التي انبثقت منها عائلة حسن جلاليان، نسبة إلى الأمير حسن جلال دولا، أي جلال دولة. يبدو هذا الاسم "الإسلامي" غريباً اليوم، غير أن العديد من وجهاء الأرمن حملوا، خلال تلك العهود، أسماء مشابهة، هي في الواقع كنيات تكنّوا بها تعظيماً وتوقيراً، على مثال معاصيرهم من الشعوب الإسلامية التي جاوروها واختلطوا بها.

ولمع اسم هذا الأمير في آرتساخ، وهو الاسم الذي عُرفت به هذه المنطقة قبل أن تعرف باسم كاراباغ، ثم ناغورنو كاراباغ، ونجح في عقد معاهدة مع المغول، فساهم في حماية آرتساخ، كما نجح في المحافظة على شيء من الاستقلال الذاتي في هذه المقاطعة التي شهدت ويلات الحروب وتقلباتها. ونقع على صور منقوشة تمثّله في عدد من مواقع آرتساخ الأثرية حيث يظهر بملامحه وبملابسه شبيها بأمراء التركمان والمغول.

يتكوّن دير داديفانك من ثلاثة وعشرين مبنى تتوزّع على ثلاث مجموعات. تشكّل المجموعة الأولى حجر الثقل وتتألف من سلسلة من دور العبادة تمتدّ من الشمال إلى الغرب. في المقابل، تتألّف المجموعة الثانية من مساكن خاصة بالأمراء والوجهاء، وهي في الطرف الجنوبي الغربي من الموقع. تبقى المجموعة الثالثة، وهي قائمة جنوباً، وتتألف من مساكن مخصّصة للعامة. تحوي المجموعة الأولى ثلاث كنائس، إضافة إلى مبنى من طراز خاص يُعرف في فن الهندسة المعمارية الأرمينية بالـ"جمتون"، وهو مبنى يرتبط بشكل مباشر بالكنيسة الأساسية، وفيه يعقد رجال الدين لقاءاتهم.

تتألّف الكنيسة الأولى من رواق واحد، وهي غير مؤرخة، وقد تلف سقفها مع مرور الزمن، وبقيت منها جدرانها، وحلّتها التزيينية تجريدية يغلب عليها بشكل تام الطابع السلجوقي الذي انتشر في نواحي القوقاز على مدى القرن الثاني عشر. أما الكنيسة الثانية، فتُعتبر الكنيسة الكبرى، وتحمل نصاً طويلاً، وثمة نقش في حجارتها يشهد لبنائها في سنة 1214. يقول هذا النص: "بمشيئة الله الكلّي القدرة، انا أرذو خاتون خادمة المسيح المتواضعة، ابنة كبير أمير الأمراء كورد، وزوجة فاكستانج من السلالة الملكية، شيّدت هذه الكنيسة عند مثوى زوجي وابنيّ، حسن ولدي البكر وكريكور، الراقدين باكرا". تعتمد الكنيسة بنية مصلّبة، أي على شكل صليب، مع أربع قاعات تحوي كل منها طابقين. وتعلوها قبة اسطوانية بديعة تتميّز ببنيتها الهندسية المتكاملة. على الصعيد الخارجي، تجمع جدران الكنيسة بين كتل الطوب الأرجواني وكتل الحجر الأبيض، وتحوي إلى جانب حلله التزيينية المنقوشة لوحتين أنجزتا بأسلوب النحت الناتئ. في اللوحة الأولى، وهي أشهر معالم دير داديفانك، يحضر رجلان ملتحيان متواجهان يرفعان أيديهما في اتجاه مجسّم لهذه الكنيسة، وهما بحسب أهل الاختصاص ابنا أرذو خاتون، حسن وكريكور. تتبنّى الصورة الثانية نموذجاً مماثلاً، غير ان الجزء الأسفل منها لم يسلم للأسف، وهي تمثّل زوج أرذو خاتون، "فاكستانج من السلالة الملكية"، والقديس دادي، شفيع الكنيسة التي شُيّدت على اسمه.

تحوي جدران الكنيسة الداخلية رسوماً بقيت منها لوحتان. تحتلّ اللوحة الأولى الجدار الجنوبي، وفيها يقف القديس نيقولاوس مبتهلاً في وضعية المواجهة بين المسيح والسيدة العذراء. وفقاً للنموذج التقليدي، يرتدي القديس الحلّة الأسقفية، ويظهر المسيح عن يمينه حاملاً بين يديه كتاباً. وتطلّ السيدة العذراء من الجهة المقابلة، حاملة بين يديها وشاحاً أسقفياً. بحسب السيرة المتناقلة، عاين القديس في رؤيا، يسوع المسيح وهو يسلمه الإنجيل الشريف من جهة، والسيدة العذراء وهي تضع الوشاح الأسقفي على كتفيه من الجهة الأخرى. وبعد فترة قصيرة اختير نيقولاوس أسقفاً لمدينة ميرا في آسيا الصغرى، وهي المدينة التي تُعرف في زمننا باسم دمري في الأناضول. في المقابل، تحتل اللوحة الثانية الجدار الشمالي، وفيها يظهر القديس اسطفانوس حاملا المبخرة بيده اليمنى، وكأس القداس بيده اليسرى. ويظهر في الطرف المقابل ستة رجال من العسكر يرجمونه بالحجارة. كان اسطفانوس أول شماس وأول شهيد، وقد قضى رجماً بعد صلب المسيح بفترة قصيرة كما جاء في الإصحاح السادس من سفر أعمال الرسل، وذلك بعدما عُيّن ضمن سبعة رجال لخدمة الكنيسة، وهم أول سبعة شمامسة في القدس.

نصل إلى الكنيسة الثالثة، وهي صغيرة الحجم ومتواضعة وغير مؤرخة، وتحوي شاهد قبر بديعاً من الطراز الأرمني الذي يُعرف باسم خاتشخار يعود إلى العام 1182، وهو خاص بالأمير حسن ابن فاكستانج الذي وهب املاكه لأبنائه، وتوحد راهباً في داديفانك، كما تقول الكتابة المنقوشة. إلى جانب هذه الكنائس، تحضر مبان أخرى تحوي كذلك حللاً بديعة ومجموعة استثنائية من شواهد القبور المزينة بالنقوش الناتئة، وفقاً للتقليد الخاص الذي عُرفت به أرمينيا. تشكل مجموعة الأبنية السكنية امتداداً لهذه المباني الدينية، وأهمها دار من طابقين تُعرف بقصر أمراء سلالة جيلاليان. تبقى المجموعة الخاصة بالعامة، وتضم داراً شيّدها المدعو تير كريكوريس من عائلة فاكستانجيان في 1211. عاش دير داديفانك عصراً ذهبياً ثانياً، بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ثم دخل شيئاً فشيئاً في النسيان إلى أن أعيد اكتشافه في القرن الماضي، فبرز كواحد من أهم شواهد العمارة الأرمينية وأكملها. في 1992، اندلع النزاع حول ناغورنو كاراباغ، وقامت في هذا الإقليم جمهورية مستقلة لم يُعترف بها عالمياً، وأُجريت في هذه الجمهورية انتخابات في صيف 2002. بدأ العمل على ترميم دير داديفانك وصيانته بتمويل من سيدة أعمال أميركية أرمينية تُدعى اديل هوفانيان في 2005، وأشرف على ترميم كنيسته الكبرى خبير إيراني أرمني يُدعى اديك ابراهاميان. استعاد هذا الصرح بريقه، وأضحى من أشهر معالم أرمينيا السياحية. واليوم يودّع سكان آرتساخ بحسرة دير القديس دادي، ويقف على رأسهم كاهن مردّداً بمرارة: "لقد فقد الناس أحباءهم وبيوتهم. لا يريدون أن يفقدوا داديفانك. هذا الدير لنا، ولا يُمكنني ترك المكان".

 

توقيف رئيس "مصلحة سلامة الطيران": فساد المطار وسوء سمعته

نادر فوز/المدن/20 تشرين الثاني/2020

يبدو أنّ محاربة الفساد بدأت من مطار رفيق الحريري الدولي، وتحديداً من مصلحة سلامة الطيران، التي أصدر اليوم قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، نقولا منصور، قراراً قضى بتوقيف رئيسها عمر قدوحة عن العمل ومنعه من السفر. ويأتي قرار منصور بناءً على جرم "الاستغلال الوظيفي وهدر المال العام وابتزاز عدد من شركات الطيران خلال ممارسة قدوحة لصلاحياته الوظيفية، ما نتج عنه تغريم الدولة اللبنانية مبالغ تخطّت 50 مليون دولار كتعويض للشركات المتضررة من جراء قراراته". وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ النائب العام المالي، القاضي علي إبراهيم، ادّعى على قدوحة يوم 6 تشرين الثاني 2019، أي قبل عام، بجرم اختلاس أموال عامة وقبول رشى. لكن من هو عمر قدوحة؟

سيرة قدوحة

سيرة عمر قدوحة الوظيفية في مطار بيروت، تعود إلى مطلع الألفية، حين كان في وظيفة إطفائي. وهي وظيفة من الدرحة الرابعة وغير إداري. وحسب من يقدّمون هذه الرواية، يقولون لـ"المدن" إنّ "دخول تلك الوظيفة يستوجب شهادة بريفيه، لكن قدوحة ذكي ومثابر ونشيط جداً، وخلال فترة عمله، درس في المعهد الفني في الدكوانة، وحاز على الـBT والـTS". طوّر قدوحة نفسه، مهنياً وعلى المستوى التعليمي، و"تلقّى الدعم اللازم من المدير العام السابق حمدي شوق الذي تبنّاه". وعام 2010 أجريت مباراة في مجلس الخدمة المدنية لتوظيف رؤساء دوائر في مصلحة سلامة الطيران، ونجح فيها ثلاثة، أحدهم عمر. فتمّ تثبيته في وظيفته كرئيس دائرة، وبات موظفاً من الفئة الثالثة. وثم بات رئيساً لمصلحة سلامة الطيران.

تكليف وإقالات

إلا أنّ سيرة قدوحة في موقع رئيس مصلحة سلامة الطيران يشوبها الكثير من الأخذ والردّ. ومع تغيّر الوزراء في وزارة الأشغال العامة والنقل، عام 2011 أعفى الوزير غازي العريضي قدوحة من مهامه، وتمّ تعيين موظف آخر بلغ سنّ التقاعد بعد أشهر. ثم أعاد العريضي تكليف قدوحة في منصبه واستمرّ فيه لثلاث سنوات. وعام 2014، خلال ولاية الوزير غازي زعيتر، وقع خلاف بين قدوحة والأخير، فتمّت تنحيته وتم تعيين روي مطر في الموقع، إلى أن أعاد زعيتر تعيينه رئيساً للمصلحة عام 2015. في كل هذه السيرة، لعبة داما، مسموح فيها التنقّل يساراً ويميناً. وهو ما يشكف وجود قطب مخفية، تبدأ بالأهواء السياسية ولا تنتهي بالمصالح الشخصية، مروراً بالمحاصصة.

التحايل والفساد

يعدّ عمر قدوحة محسوباً بشكل أو بآخر على تيار المستقبل، فربما للتجاذبات السياسية أو حتى الشخصية أن تكون قد لعبت دورها في سيرته الوظيفية المتقلّبة في مصلحة سلامة الطيران. أما سيرة عمل مصلحة سلامة الطيران ففيها الكثير من الثغرات التي يمكن للوزير أو المدير العام اللعب من خلالها، لمنح شركات الطيران أذونات أو فرص أو حتى الوقت الكافي للعمل. ويمكن توظيف هذه الثغرات لشدّ اللجام على الشركات أو تسهيل عملها. وكل هذا لا يعفي قدوحة طبعاً من مسؤولياته، لا من إمكانية تورّطه بملفات فساد فقط. إذ تشير مصادر مطلّعة على أجواء مطار بيروت إلى أنّ "وظيفة قدوحة تتيح له بعض الفرص غير المباشرة لقبض الأموال. إذ أنّ لا مال فعلياً في المصلحة، لكن بإمكانه التحايل والاتفاق مع بعض الشركات على نقض ترخيصاتها ودفعها إلى رفع دعاوى على الدولة لتقاضي التعويضات، فيحصل على نسبة من الأرباح". قد يكون ذلك صحيحاً، إلا أنه بالطبع لا يعفي سائر المسؤولين في المطار، وتحديداً مرؤوسي قدوحة من المسؤولية. 

هامش اللعب

للدلالة على هامش "لعب" المدراء العامين والوزراء في المطار، موضوع منح شركات الطيران التراخيص. إذ يصدر الوزير ترخيصاً مبدئياً للشركات، على أن تقوم بسلسلة خطوات خلال عام لنيل الترخيص الكامل. ومن هذه الخطوات الحصول على طائرة على الأقل، وتسجيلها والقيام بالتوظيف وغيرها من الخطوات. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ الوزير السابق يوسف فنيانوس، تدخّل في إحدى المناسبات لإعطاء أذونات لإحدى الشركات اللبنانية، محاميها نجل شخصية سياسية لبنانية مهمة (تحاضر بمحاربة الفساد). كما أنّ فنيانوس أيضاً، "عبّر أكثر من مرة عن رغبته في التساهل مع بعض الشركات المحسوبة على حزب الله، ومنها شخصيات سورية، داعياً الجسم الإداري في المطار إلى تسهيل عملها". يضيف المطلّعون على أجواء المطار لـ"المدن" إنّ "قدوحة لم يكن متساهلاً مع هذا الأمر، حتى أنه طلب إعفاءه من هذا الموضوع بعكس ما تقوله صلاحياته". فتمّ تشكيل لجنة، خلافاً للقانون، للعمل على منح تراخيص هذه الشركة.

فساد عمر قدوحة أو عدمه، يحدّده القضاء وتحكي عنه سيرته الوظيفية. إلا أنّ ملف مطار رفيق الحريري، يفتّح العين على مسرب فساد أساسي، منظّم وغير منظّم، سبق ودخلت إليه شبهات بتبييض الأمول وتهريب السلاح في صحف غربية عديدة.

 

العونية وتبرّؤها من مأساة لبنان والمسيحيين

محمد أبي سمرا/المدن/20 تشرين الثاني/2020

في تاريخ لبنان السياسي الطائفي، وفي سياسات الطوائف اللبنانية، والمسيحية منها تحديداً في زمن الحروب الأهلية الملبننة وبعدها، تبدو العونية استئنافاً واستعارات لوجوه متدافعة من اتجاهات وتيارات سياسية متباعدة، ومتعارضة ومتناقضة:

- القواتية البشيرية (نسبة إلى مؤسسها وقائدها بشير الجميل) في انتفاضتها المسيحية المقاومة، وفي خروجها على الزعامات المسيحية التقليدية وصيغة 1943.

- قضية المسيحيين أو "مظلوميتهم الوطنية" المسماة "الإحباط المسيحي" بعد اتفاق الطائف الذي نزع من رئاسة الجمهورية صلاحيات وسلطات تنفيذية، وتركها نهباً لتجاذبات القوى المتنافرة في مجلس الوزراء.

- وجه من الحريرية تتكتم العونية على عشقها إياه وكراهيته، وعلى رغبتها في الاستيلاء عليه (تصدرها الحياة السياسية في لبنان) بغية تحطيم الحريرية.

والعونية في هذا كله انحطاط للسياسة، قدر ما هي السياسة منحطة في معناها وممارساتها في لبنان على وجه الإجمال والعموم.

وراثة القوات البشيرية ونقضها

يستبطن مؤسس العونية وإمامها، وصهره ووريثه جبران باسيل، يقيناً وقناعة خفييّن كتقية سياسية، بأنهما وشيعتهما المسيحية وحدهم ورثة القواتية البشيرية. وهذا بتمثيلهم المسيحيين وقضيتهم "الوطنية" الطائفية اللبنانية، عقب الصدمة المأساوية التي ألمّت بهم بعد اغتيال بشير الجميل.

لكن ميشال عون قلب الحلم والوعد البشيريّين الخلاصيين بـ"تحرير لبنان" من السلاح والمسلحين الفلسطينيين، ومن الجيش السوري الأسدي، إلى ولائه مع شيعته لحزب السلاح والحرب الدائمة على لبنان ومنه بإمرة ولي الفقيه الإيراني. وحصرت العونية قضيتها باستعادة سلطة القرار السياسي اللبناني، الراجح والقوي، التي يمتلكها رئيس الجمهورية. وإلا فالجمهورية إلى "جهنم" وبئس المصير، قال إمام الشيعة من القصر الجمهوري.

ويرى مؤسس الشيعة العونية المسيحية في العام 1988، أنه "الوريث الشرعي" لبشير الجميل، بعدما كان منذ مطلع الثمانينات حتى اغتيال بشير صيف 1982، في حلقة أركانه الاستشارية لمشروعه الخلاصي الذي توّجه بوصوله إلى رئاسة الجمهورية. وهو، أي ميشال عون، يرى أيضاً أنه ظل أميناً للبشيرية من موقعه القيادي في الجيش اللبناني "الشرعي" وفي دفاعه عن "الشرعية" اللبنانية، وعن القصر الجمهوري والمناطق المسيحية في عهد أمين الجميل الرئاسي، قبل ما يسمى انتفاضة 6 شباط 1984 وفي أثنائها وبعدها. وهي "الانتفاضة" التي أوحت بها وقادتها سوريا الأسد، واستعملت فيها مواليها من ميليشيات وليد جنبلاط الدرزية وحركة أمل الشيعية.

ويرى عون كذلك أن أمانته للبشيرية استمرت أثناء الحروب والشقاقات والصراعات الداخلية التي تعرضت لها القوات اللبنانية،  بعد غياب قائدها المؤسس ونزاعات أركانها على قيادتها، من فادي أفرام إلى فؤاد أبو ناضر إلى إيلي حبيقة إلى سمير جعجع. وخصوصاً أثناء انقلاب حبيقة على القوات ورئاسة أمين الجميل، وتوقيعه "الاتفاق الثلاثي" مع وليد جنبلاط ونبيه بري تحت نظر ضباط حافظ الأسد الأمنيين.

لكن عون انقلب على هذا كله، وما يقول كل يوم إنه تاريخه. فبولائه لحزب الحرب والسلاح، ورث وتابع ما كان اختطه إيلي حبيقة في دمشق. 

أكذوبة براءة العونية من الحرب

وفي السنتين اللتين أمضاهما ميشال عون في القصر الجمهوري، رئيساً لحكومة عسكرية (1988-1991)، حارب بالجيش اللبناني جيش حافظ الأسد، ومَن يعتبرها خانته وخانت بشيريته، أي قوات سمير جعجع اللبنانية، التي وافقت على اتفاق الطائف. لكن قائد حربي "التحرير" و"الإلغاء" لم يكف في أثنائهما عن مساوماته المتدافعة، المتناقضة والانقلابية: مع حافظ الأسد وسواه من الضالعين في الحروب الملبننة، لتثبيته رئيساً للجمهورية.

وهو بهذا كله كان يتوهم أنه يفعل ما فعله بشير الجميل (توحيد البندقية المسيحية)، لتصير الرئاسة طوع حلمه ورغبته السلطوية المستفحلة، ليبدأ من حيث انتهى بشير الجميل. ولشدة إمعانه في حلمه المنفلت على غاربه، طُرد أو هرب من القصر الجمهوري، مطلقاً عبارته الشهيرة: "يستطيع العالم أن يسحقني لكنه لن يأخذ توقيعي". وهذه العبارة الزجلية الرحبانية والفخرالدينية، كان يستهدف بها على الأرجح ما يعتبره خيانة قوات سمير جعجع التي حاول سحقها، لأنها قبلت باتفاق الطائف الذي حرمه من البقاء في القصر الجمهوري.

وهنا لا بد من التوقف لتكذيب الدعاية التي لا تكف الشيعة العونية عن تكرارها منذ تأسيسها: تباهيها المستميت ببراءتها من الحرب والدم والقتل والتدمير، وإلصاقها هذه الأفعال كلها بسواها من الميليشيات التي احتربت في لبنان. لكن العونية في الحقيقة والواقع، كسائر الشِّيع والميليشيات، وليدة حروب عشوائية وتدمير، وفي خدمة زعامة مؤسسها ورائدها وسلطانه مع رهطه وشيعته. وهي في هذا كسواها من ميليشيات الحرب.

البراءة من التاريخ وتزييفه

وطوال 15 سنة في منفاه الفرنسي، استمر ميشال عون يدير بالمكالمات والرسائل الهاتفية شيعته الشبابية المسيحية الناهضة و"النضالية" ضد الاحتلال السوري الأسدي، وأتباعه جميعاً في لبنان. لكنه فور عودته إلى بيروت سنة 2005، انقلب على شيعته المناضلة وسائر القوى التي صارت قبيل اغتيال رفيق الحريري وبعده، استقلالية وتحررية وسيادية، وحالف حزب الحروب الدائمة إلى جانب سوريا الأسد وإيران الخمينية. وحلفه ذاك كانت غايته الوحيدة الوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية، بالتواطؤ مع الحزب الخميني على تحطيم القوى الاستقلالية وتشتيتها وشرذمتها، وتمكينه من تحطيم الحريرية التي يعشقها على قدر كراهيته إياها، ليحلَّ محلها في تصدر المناصب والمكانات في الدولة المنهكة والمفككة والمشرفة على الإفلاس السياسي والاقتصادي والمالي. وهذا بعدما كانت الحروب العونية في نهاية الثمانينات قد أوصلت لبنان إلى المصير الذي شرع يصل إليه منذ إصرار ميشال عون على تحقيق حلمه بالوصول إلى رئاسة الجمهورية في العام 2016.

فأي حلم هذا الذي لا يتكشف إلا عن عقمٍ، لا يتوقف عون وشيعته عن التبرؤ منه، والقول إن سواهم من الشِّيع اللبنانية هي التي عملت على تدمير حلمهم وتهافته؟! وهم في هذا لا يختلفون عن تلك الشِّيع التي يعيش كل منها على براءته من التاريخ الكالح الذي أوصل لبنان إلى ما هو عليه اليوم.

لكن هل من تاريخ للبنان وجماعاته، أقله منذ ما يسمى ميثاق 1943، لا يقوم على تبرؤ هذه الجماعات بشيعها الطائفية والحزبية من التاريخ الفعلي وتزييفه؟ وهو في الحقيقة والواقع ليس سوى تاريخها وتاريخ أفعالها.

 

لا حكومة قبل رحيل ترامب.. وبرّي "متشائم جداً"

منير الربيع/المدن/20 تشرين الثاني/2020

تستغل إدارة ترامب الأميركية المدة المتبقية لها لاستكمال استراتيجيتها التصعيدية في لبنان وإيران. وهذا ما بادر به وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعض الشخصيات اللبنانية التي التقاها على هامش زيارته باريس، ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته جان إيف لودريان.

بومبيو وحزب الله

وقال بومبيو للبنانيين إن بلاده لن تتراجع أبداً عن ضغوطها، بل ستصعد وتيرتها بقوة في المرحلة المقبلة، على نحو لن يمكّن إدارة جو بايدن من تغيير المسار الذي تفرضه إدارة دونالد ترامب. وهو أكد أن بلاده لن تسمح بتشكيل حكومة تضم حزب الله، ولن تعترف بهذه الحكومة في حال تشكليها، وستحجب عنها كل أشكال الدعم، وتمنع أي دولة من تقديم مساعدات للبنان. تحيل الإدارة الأميركية الحالية المشكلة كلها إلى مشاركة حزب الله في الحكومة. وهذا ما يعطي طابعاً خارجياً لعرقلة تشكيل الحكومة، ولا يجعلها محصورة في الصراع على الحصص بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

وفي المقابل، يندرج ردّ حزب الله على هذا الكلام باعتباره غير واقعي. وهو يشدد على أن قوى لبنانية تحاول استغلال مثل هذه المواقف والتسويق لها لتعطيل تشكيل الحكومة، أو لتحسين شروطها. ويعتبر حزب الله أنه لم يتبلغ هذا الموقف، لا من الرئيس المكلف، ولا من الفرنسيين الذين لم يتبلغوه، ولا تبلغه الرئيس المكلف، وبالتالي لم يتبلغه الحزب.

براءة حزب الله من العرقلة

لذا، يحيل حزب الله المشكلة إلى الحسابات الداخلية. وتحديداً إلى الخلاف القائم بين عون والحريري على تسمية الوزراء المسيحيين. وخصوصاً أن الحريري يرفض أن يسمي عون ومن خلفه باسيل الحصة المسيحية في الحكومة، مقترحاً التفاهم مع عون على عدد من الوزراء المسيحيين وليس جميعهم. ويلفت حزب الله إلى أن حلّ هذه المشكلة، سيخلو تشكيل الحكومة من أية عقبة شيعية، وستتشكل سريعاً. وهذا يسقط الادعاءات بأن حزب الله هو من يعرقل مسار التأليف. وتعتبر مصادر متابعة لعملية التشكيل أن المشكلة ليست في اختيار الثنائي الشيعي الوزراء الشيعة. وتنفي مصادر الرئيس المكلف لجوء حزب الله وحركة أمل إلى تسمية وزرائهما، والتي تعتمد على توافقه معهما بضمانة فرنسية. والدليل هو آلية اختيار وزير المال، برعاية فرنسية. وتشير معلومات إلى أن الإسم أصبح معروفاً، وهو من آل الزين، وخريج الولايات المتحدة الأميركية، ويعمل في بريطانيا، ومعروف على الصعيد الدولي والأوروبي تحديداً.

انتظار بايدن وتشاؤم بري

لكن، لا يبدو أن مسار التشكيل سهل. وهناك تقديرات بأن الجميع ينتظر مغادرة دونالد ترامب البيت الأبيض، ودخول جو بايدن إليه، كي يخفف من الشروط الأميركية المفروضة على لبنان. ويمكن آنذاك تمرير عملية تشكيل الحكومة.

وفي هذا السياق يبدو الرئيس نبيه بري متشائماً جداً في ظل الأوضاع القائمة. ونظرة قاتمة إلى المستقبل. وهو يتوقع المزيد من الانهيار والانفجارات السياسية والاجتماعية، ويخشى من أن تطال الجانب الأمني. ويتمثل الخطر الأساسي في وصول الاحتياطي المالي لدى مصرف لبنان إلى الخطّ الأحمر. وهذا يؤدي إلى تدهور سريع، يبحث برّي في كيفية تفاديه باقتراحات ترشيد الدعم، وصولاً إلى وقفه المتباطئ، كسباً للوقت وتأخيراً للانهيار الكبير.

 

العقوباتُ تَقتربُ مِن دائرةِ الحريري...

عبدالله قمح/"ليبانون ديبايت"/الخميس 19 تشرين الثاني 2020

حسناً، قرّر دونالد ترامب في الشهرين الاخيرين من عمر ولايته الرئاسية الخروج من البيت الأبيض على مشكل. يبدو الاضطراب يحكم ذهنية الرجل. أدرك، أو يكاد، أنه خسر وإنتهى الأمر، لذلك قرّر اتباع منهاج التخريب، ثم يرحل!

لم يسبق أن حدث شيء من هذا القبيل في تاريخ السياسية الاميركية، رئيس رسب في الانتخابات فيقرّر تفخيخ الادارة! هكذا يُعمم ترامب منطق التخريب على أكثر من ملف ولبنان على جدول الأعمال. يحدث الآن أن الرئيس المنتهية ولايته وبمعية وزير خارجيته مايك بومبيو يعيدان تدشين منطق العقوبات على لبنان عبر شرعنته من خلال بوابة شبه أسبوعية. لم تكتفِ الادارة الاميركية بأسماء ثلاث وزراء سابقين محسوبين على فريق ٨ آذار أسقطت عليهم عقوبات موزعة بين "أوفاك" و "ماغنيتسكي" بل تطمح إلى جعل وزراء سابقين آخرين أهدافاً لها، وها هي في صدد الإعلان على رزمة جديدة من العقوبات خلال الأيام المقبلة. هذه المرّة تبدو اللوائح مركّبة، عبارة عن "عصارة" تشمل شخصيات وزارية سابقة. ما هو لافت حتى الآن أن "الضم والفرز" لم يستثنِ شخصيات محسوبة على فريق ١٤ آذار، وتبدو شخصية مصنفة في الحقل السيادي وتتمتع بعلاقات أميركية – عربية جيدة مرشحة للانضمام إلى اللوائح السوداء إلى جانب شخصيتين على الاقل تنتميان إلى محور التيّار الوطني الحر وآخر يتسم بدرجة قرابة واضحة مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. كل ذلك يسبق أجواء تفيد أن مسارات أخرى ستتجه إليها العقوبات، من خلال الشروع بضم أسماء تعود لمقاولين هم في الحقيقة "واجهات" لشخصيات سياسية نافذة، شأنهم بذلك شأن محامين ومحاسبين موظفين أو وكلاء عن شركات معينة. ما يتسرّب في بيروت يفيد أن اللائحة ستستند إلى قانون ماغتنسكي. التسريب يتحدث عن أيام معدودة، أما الاجواء فتشير إلى احتمالية صدور القائمة اليوم أو الخميس المقبل كأبعد تقدير. بالاستناد إلى نفس الأجواء، تبدو العقوبات موزعة على شرائح سياسية ومذهبية مختلفة. الحديث يدور حول ملامسة الجداول "الحاضنة السُنية" للمرة الأولى منذ بدء المسار، بفعل ملاحظة وجود إسم وزير سابق كان ينتمي إلى تيّار المستقبل. هذه الملاحظة أدت إلى تصوّر أن هذا الشخص قد يُطرح إسمه في الرزمة الجديدة، لكنه أثار التباساً حيال طبيعته السياسية ذات النكهة السيادية، وهو ما يطرح علامات استفهام حيال الهدف من وراء ذلك.

يتوقع أن تضم اللائحة ايضاً اسماء وزراء مسيحيين سابقين كان قد سبق وان سربت اسمائهم إلى الاعلام قبل فترة قصيرة، وهذا الامر في حال حدوثه إنما يدل على إستمرار نهج العقوبات المعممة على التيار الوطني الحرّ. القاعدة تقول: كلما بالغَ جبران باسيل في مواجهة الاميركيين سيكون الثمن بدفع اسماء جديدة على قوائم العقوبات! على الارجح، يُدرك باسيل هذا الجو جيداً، ويعلم أنه اصبح رازحاً تحت منطق الضغط، وعلى ما يبدو فإن خياره سيكون المواجهة. هذا كله يعني أن الادارة الاميركية الحالية وقبل رحيلها تريد تعميم منطق العقوبات على الجميع، وهذا يقود إلى توافر رغبة أميركية في رفع نسبة المعاقبين بمقدر جيد يصل إلى ضم مروحة واسعة من الشخصيات. الغاية الأميركية كما يتبين هي فرض عقوبات دون استثناء على أن تشمل بيئات مختلفة وشرائح لم تشملها العقوبات سابقاً. هذا النهج يُرصد من خلال توافر رغبات لتعميم منهاج العقوبات تأسيساً على استثمار مقبل تحت بدعة إلصاق المسؤولية بحزب الله!

وللغطرسة الاميركية أهدافها من وراء العقوبات، ليست موضوعية بل عامة. ثمة أهداف عدة تسعى لضربها بحجر واحد. من هنا يمكن طرح علامة استفهام حول سرّ تزامن العقوبات عند كل مرة تجري فيها محاولة فرنسية لإنقاذ الوضع في لبنان. من علامات الاستفهام التي يجب طرحها ايضاً، هذا التناغم الواضح الحاصل بين العقوبات ومسار تأليف الحكومة وما يترتب عليه من ظهور تبدلات واضحة على أسلوب عمل الرئيس المكلف سعد الحريري. فعند كل مرّة تُطرح فيها شخصيات على قوائم العقوبات يزداد الحريري حدّة ويرفع من مستوى تشدّده. حدث ذلك حين ادرج الوزيران علي حسن خليل ويوسف فنيانوس على قوائم العقوبات فزاد من شروطه على السفير برتبة مكلف سابق مصطفى أديب، واعاد الكرّة حين ضمّ جبران باسيل إلى القوائم ذاتها، والآن يُرشح لان يُدشّن الحريري نهجاً جديداً من التشدّد.

هناك على ضفة الخبثاء من يربط بين نهج العقوبات ومسارات الحريري. التلميح يقود إلى إحتمال وجود علاقة بين العقوبات والحريري شخصياً. ترتفع نسبة هذا الكلام حين تجري الاشارة إلى وجود مبعوث من قبله في العاصمة الاميركية. حدث ذلك وفق المعلومات المتداولة قبل أيام قليلة من إدراج الوزير جبران باسيل على قوائم العقوبات. ما يزيد من طرح الاسئلة المسار الذي سلكه الحريري بعد إدراج باسيل. رفع من شروطه واسقط كل التفاهمات التي نسجها مع رئيس الجمهورية ثم عاد ليطالب بتشكيل حكومة تحت عنوان "مراعاة المجتمع الدولي". هذا كلّه يقود إلى تصوّر واحد أن الحريري يعمل على الاستفادة من العقوبات حتى أقصى درجة سعياً خلف إرساء تغييرات على السُلم السياسي الداخلي.

 

هل هي أزمة نظام أم أزمة إدارة النّظام في لبنان؟

د. منى فياض/النهار العربي/19 تشرين الثاني/2020  

http://eliasbejjaninews.com/archives/92524/92524/

هل سبق أن حصل في أي بلد أو أي رقعة في العالم، أن اهتمت بأمر شعب ما بلدان غريبة (فرنسا، أميركا..) أكثر من مسؤولي البلد أنفسهم؟

نعم، يحصل في لبنان. يشعر الشعب الفرنسي ورئيسه، البلد الذي كان لبنان تحت انتدابه، بمسؤولية تجاه الخطر الداهم على البلد الذي أحبّوه وارتبطوا به تاريخياً أكثر من رئيسه وحكومته ونوابه.

تُعرض المساعدات، من فرنسا وخلفها أوروبا ومن الولايات المتحدة ومن صندوق النقد ومن البنك الدولي ومن بعض الدول العربية، شرط القيام بالإصلاحات المطلوبة لحفظ البلد من الزوال. لكن عبثاً، لا الموفدون ولا الرسائل ولا التقارير الدولية التي تصنّف لبنان في وضع الخطر الشديد، يلقون آذاناً صاغية.

ينزل الناس الى الشوارع، يملأونها والساحات؛ تتكدّس أفواج العاطلين من العمل وينتظر المزيد منهم؛ يُهدم جزء كبير من بيروت على رأس سكانه، ويُشرّد مئات الألوف منهم ويُقتل أكثر من 200 ضحية، وحتى اللحظة لا نتائج للتحقيق. ولا شيء من كل ذلك يهزّ السلطة القائمة.

فهل هذا أمر طبيعي يمكن أن يحدث في بلد طبيعي في ظروف طبيعية؟ بالطبع لا.

ما السرّ إذاً؟ هل هي طبقة سياسية مقدسة أو منزلة من السماء لا تُمس ولا تقهر؟ بالطبع لا.

ما الذي يمكن أن يسمح بكل ذلك؟ أليست قوة أكبر من الدولة وأركانها؟ ومن هي هذه القوة في لبنان؟

أليس السر يكمن في أن لبنان بلد محتل؟ وأن هناك من يحمي من هم في السلطة ويمنعهم من تقديم التنازلات المطلوبة؟ وهذا لمصلحتهم الشخصية الأنانية على كل حال، لأنهم ينفّذون ما يُطلب منهم.

نقل عن سياسي عريق أنه فكّر، بعد 3 أيام من اندلاع ثورة 17 تشرين الأول (أكتوبر) بالرحيل مع عائلته عن لبنان خوفاً من الثورة. لا شك بأن معظم أركان الطبقة السياسية فكّروا حينها بذلك. لكن ما الذي أبقاهم عنوة عن الشعب فيما كانت العادة أن تستقيل الحكومات في لبنان، وحتى الرؤساء، لاعتراضات شعبية أقل ممّا حصل بكثير؟

هذا ما على كل لبناني الإجابة عنه قبل الاستطراد في تحليل السلطة والنظام القائم الذي يحمّله البعض كل ما يحصل من تجاوزات تفوق الوصف.

في البداية، أعيد تكرار أن النظام في لبنان ليس "نظاماً توافقياً"، إنه نظام كوتا نتيجته توافقية بحسب صاحب نظرية التوافقية. وهذا ليس تفصيلاً.

فلقد أوجد لبنان المجتمع التعددي ترتيباً انتخابياً بين طوائفه التي يبلغ عددها الثماني عشرة، يمكن أن يوسم بأنه نظام تمثيلي نسبي مسبق الضبط على أساس طائفي أو ديني ومناطقي. لا تنتمي الوسائل المعتمدة في انتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان الى أنظمة التمثيل النسبي المألوفة، غير أنها كانت نسبية من حيث المفعول. وكثيراً ما امتدح هذا النظام النسبي (باستخدام الكوتا) لكونه ينتج التسويات والانسجام، لأن المرشح يحتاج فيه الى أصوات الناخبين من طائفته ومن الطوائف الأخرى. فالدستور ينصّ على أن عضو مجلس النواب يمثل الأمة جمعاء، ولا يجوز أن تُربط وكالته بقيد أو شرط من ناخبيه. وهنا مكمن اعتدال الممثلين الشرعيين.

ظل هذا النظام يعمل بشكل معقول حتى عام 1975 حين انفجرت الحرب الأهلية جراء اختلال التوازن بين الطوائف بتداخل العوامل الخارجية.

تم التوصل في أواخر عام 1989 الى اتفاق الطائف. حلّت وثيقة الطائف الإشكالية التي شكلت جوهر الميثاقية: لا شرق ولا غرب، بمعنى ابتعاد المسلمين عن المطالبة بالوحدة العربية وامتناع المسيحيين عن فكرة الانتداب. الأمر الذي جعل جورج نقاش يقول:

 negations ne font pas une nation2. جاءت وثيقة الطائف لتُحِلّ المشكلة وتجعلهما إيجابيتين: فتؤكد أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وأنه ذو انتماء عربي.

لكن الوصاية السورية التي وُضعت فوق لبنان، بتواطؤ دولي وعربي، حالت دون تنفيذ ما اتُّفق عليه وعطّلت تطبيقه إلا بتدخل منها.

من هنا يصبح من المنطقي التساؤل: هل المشكلة التي نعاني منها هي أزمة نظام أم دولة مصادرة تمّ تعطيل آليات نظامها ودستورها وقوانينها؟

ما نعاني منه الآن أزمة حكم عميقة يتم من خلالها تعطيل آليات السلطة التقليدية عبر تعطيل الدستور وضرب الميثاق، الذي أخرج عن سياقه وتم إدخاله في تعيين أصغر موظف في الدولة؛ فصار الفهم والتطبيق المغلوطان للميثاق فوق القوانين، لتصبح هذه الأخيرة استنسابية وخاضعة للتأويلات المتناقضة. ومن المعروف عادة أن النموذج الديموقراطي التقليدي يمنح القدرة على التفريق بين الحكومة والنظام، أما في النظام التوافقي، وخصوصاً كما هو ممارس في لبنان، فسرعان ما ينقلب السخط على أداء الحكومة الى سخط على النظام لأنهما يتطابقان.

وهذا ما أوصلتنا اليه ممارسات النخبة الحاكمة التي تستبيح القوانين والأعراف في سبيل التوافق على الحصص، والعمل على تأبيد نفسها في السلطة على حساب الوطن والمواطن والسيادة، ما يهدّد بالقضاء على التجربة الديموقراطية من جذورها. ذلك ما يجعل البعض يظن أن الأزمة أزمة نظام ويطالب بتغييره.

من التّوافقية الى الاستبداد والفساد المعلن المعمّم

 صار من المتعارف عليه أن المشكلة تكمن في عدم احترام القوانين والدستور، والاختلاف على فهمه وتطبيقه بما يتلاءم مع مصلحة كل طرف، وخصوصاً مع وجود طرف مسلح يستقوي على الآخرين فيفرض الحلول التي يريد!! ويأخذ من الديموقراطية التوافقية أقصى احتمالات مساوئها. وهكذا، وبعدما كان باستطاعة الحكم ومؤسساته التوصل الى التفاهمات ضمن آليات الأكثرية والأقلية، التي لم تكن ذات طابع طائفي أو مذهبي صاف، صار يتم اللجوء الى استخدام الفيتو، وهو إحدى آليات الديموقراطية التوافقية وليس من آليات النظام اللبناني الأكثري، حيناً باسم الثلث الضامن أو المعطل، أو بتعطيل القوانين كعرقلة انتخاب رئيس جمهورية وعرقلة الانتخابات النيابية ومنعها مرات عدة، أو بتعطيل عمل البرلمان وتأخير تشكيل الحكومات الخ... في المقابل، تستغل الطبقة السياسية هذه الأوضاع لتزداد غنى عبر مساحة الفساد والمحاصصة التي أمعنت في تحويل الديموقراطية مهزلة.

أدى استخدام الفيتو الى تجميد القرارات والى الركود وتعطيل النظام. الفيتو لم يكن معروفاً في لبنان؛ كما أنه لا يتم اللجوء اليه عادة في الحكومات التوافقية، لأن مجرد وجوده يعدّ ضمانة، ولأنه يمكن أن يستعمله الخصم في الظروف المعاكسة. لكن "حزب الله" استخدمه بمفرده الى حده الأقصى، اعتماداً على هيمنته بقوة سلاحه الإيراني، معطلاً كل القرارات التي لا تناسبه. ما عطّل آليات الحكم إلا في حال الخضوع التام لما يريد. 

والتوافقية تستلزم "سيادة النخبة المنظّمة" للقيام بالتسويات السياسية مع بقية الزعماء وتقديم التنازلات لهم؛ غير أن هذا جعلها تتحول في لبنان ديكتاتوريات مصغرة تجتمع في نوع من مجلس عشائر أو لويا جرغا الطوائف، فارضة في المقابل دوراً امتثالياً وخاضعاً للمجموعات من غير النخبة، التي تعني في لبنان ما صار يُعرف بالمجتمع المدني. هذا التوافق لائتلاف نخب الطوائف وتواطئها، يؤدي الى التباطؤ في اتخاذ القرارات وتعطيل المؤسسات، ما يضعف الدولة ومؤسساتها. إنها لعبة ذات شرطين مضمرين: الشرط الأول المحاصصة العلنية وتقاسم مقدرات البلد الاقتصادية من جانب جميع أركان السلطة، مقابل التواطؤ وقبول الشرط الثاني، أي السكوت عن إمساك "حزب الله" بمقدرات لبنان ومصيره.

 نتج من كل ذلك الدفع بمعادلة حقوق الجماعات والأقليات الى أقصاها: تحولت الطائفة التي ينتمي اليها الفرد سداً بينه كمواطن وبين الدولة والمجتمع الوطني. وفُرض عليه التجانس مع بيئته بصورة قهرية. تتصرف الأقلية (من منطلق أن لبنان مجموعة أقليات مجتمعة في دولة) وكأنها دولة قائمة بذاتها تهتم حصرياً بأمور أتباعها، وتحقّق الخطر، فأصبحت كل منها: طائفة - أمة لها سلطة على أتباعها من المهد الى اللحد، تهيمن هيمنةً ديكتاتورية على من معها بحجة حمايتهم وحقوقهم من الجماعات الأخرى، وتكاد تمتلك مجموعة كاملة من المؤسسات الاجتماعية والتربوية والإعلامية... وحتى العسكرية، في حالة "حزب الله" القصوى.

 وبعدما فشلت محاولة الطرف المسيحي في التماهي مع ممارسات الثنائية الشيعية السياسية في فرض "وحدته" عبر تحالف الثنائي المسيحي (قوات وتيار وطني)؛ نلاحظ أخيراً حصول استنفار في الشارع المسيحي للانفصال عبر ما يسمى "لامركزية موسعة" أو "فيدرالية غير دستورية" لوهم التخلص من هيمنة "حزب الله" عن طريق الانفصال المالي والإداري عن دولته الفاشلة. أي اللجوء الى ذمية مقنعة: "نعيش في مناطقنا ونحافظ على نموّها وازدهارها بعيداً عن دولة السلاح الأبدي".

كل ذلك دليل على الخوف واستبدال المواجهة السلمية التي لا بد منها لتحرير الدولة واستعادة السيادة.

على أمل أن يستوعب المواطن اللبناني، الى أي طائفة انتمى، أن استعادة دولته السائبة فقط ما يمكن أن ينقذه ويحميه كمواطن له حقوق متساوية مع سائر المواطنين.

 

حرب أم لا حرب ؟

توفيق شومان/19 تشرين الثاني/2020  

في هذه الآونة ، يعلو منسوب الحديث عن حرب جارفة ، قد يلجأ إليها الرئيس الأميركي  المنتهية ولايته ، دونالد ترامب ، بحيث تكون منطقة الشرق الأوسط ميدانا لهذه الحرب التي يريدها ترامب  توريطا لخصومه الديمقراطيين وتأسيسا لتفشيل إدارتهم المقبلة ، كما يقال ويُروى .

في نقاش احتمال وقوع الحرب المفترضة  من عدمها ، ، قد يكون من المناسب أولا ، إعادة استحضار خلاصات الحملات الإنتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة منذ عام 2008، وحتى عام 2016، أي تلك المرتبطة بالمرشح ثم الرئيس باراك أوباما ، وبالمرشح ثم الرئيس دونالد ترامب ، ففي الحملتين الإنتخابيتين لأوباما الأول وأوباما الثاني ، وفي الحملة الإنتخابية لترامب الأول والأخير ، شكلت خطابات وشعارات إخراج القوات الأميركية من العراق وأفغانستان أو إعادة تموضعها وانتشارها ، ولاحقا من سوريا ، ركيزة الدعاية  السياسية  والإعلامية للطامحين بالوصول إلى البيت الأبيض.

معنى القول ،  إن ثمة متغيرا استراتيجيا في السياسات الأميركية حيال الشرق الأوسط ، ومضمون هذا المتغير مثلما أوجزته مواقف عدة ومتعددة للرئيسين أوباما وترامب على مدى اثنتي عشر سنة ، يقوم على خفض الأعباء والإلتزامات الأميركية في المنطقة ، والحؤول دون مزيد من الإنخراط في أتون صراعاتها ، وربما أكثر ما ظهرذلك عبرهذه المحطات  والمفاصل :

ـ الإتفاق الكيميائي الأميركي ـ الروسي حول سوريا في الرابع عشر من أيلول / سبتمبر 2013، وقاعدته : نزع السلاح الكيميائي السوري مقابل إيقاف الهجوم الأميركي على سوريا .

ـ تأكيد الرئيس دونالد ترامب أنه غير نادم على عدم اغتيال الرئيس بشار الأسد ، بعدما أخذه التفكير في لحظة ما إلى احتمال اغتياله وفقا لما قاله في حوار مع قناة " فوكس نيوز " الأميركية في الخامس عشر من أيلول / سبتمبر 2020.

ـ أعلن الرئيس ترامب ( 22ـ 6 ـ 2019) أنه أوقف تنفيذ ضربة عسكرية لإيران بعدما أسقطت الأخيرة طائرة استطلاع أميركية مسيرة في منطقة الخليج في العشرين من حزيران / يونيو 2019،  فتلك الضربة بحسب رأيه ، كانت ستخلف خسائر غير متناسبة في الأرواح تقدر بنحو 150 شخصا .

ـ إثر اغتيال الأميركيين للجنرال قاسم سليماني  في الثالث من  كانون الثاني / يناير2020، أسرع الرئيس ترامب إلى تبني عملية الإغتيال ونفى في الوقت ذاته إعلان الحرب على إيران ، وحين رد الإيرانيون بقصف قاعدتي " عين الأسد " و أربيل في الثامن من الشهر نفسه ، قال الرئيس ترامب إن إدارته لن تلجأ إلى مزيد من الأعمال العسكرية ، ودعا القادة الإيرانيين إلى التفاوض مع الأميركيين بهدف إبرام صفقة جديدة حول البرنامج النووي الإيراني .

هل يفكر دونالد ترامب بالحرب قبيل لحيظات وداعه لمكتبه في البيت الأبيض؟

هذا السؤال يفرض العودة إلى قراءة في العقل السياسي لترامب ، و تقليب أوراق مواقفه وتغريداته خلال السنوات الأربع الماضية ، وفي ذاكرة هذه السنوات ما يرشد إلى سوية التحليلات وسلامة التوقعات ، وفي قائمة تلك المواقف التالي :

ـ 1: حروب الشرق الأوسط :

ـ في العشرين من  كانون الأول/ ديسمبر 2018 ، قال الرئيس دونالد ترامب  : " إن الولايات المتحدة لا تريد أن تكون شرطي الشرق الأوسط ، هل نريد أن نبقى هناك إلى الأبد؟ حان الوقت أخيرا لكي يقاتل الآخرون".

ـ بتاريخ 9 ـ 10ـ 2019، قال الرئيس ترامب إن الولايات المتحدة أنفقت 8 تريليون دولار في حروبها الشرق أوسطية ، بهدف القيام بدور الشرطي العالمي ، فكانت النتيجة مقتل وجرح الآلاف من الجنود الأميركيين فيما  ملايين  الناس قُتلوا من الأطراف الأخرى ، ولقد " حان الوقت للإنسحاب من هذه الحروب السخيفة ".

ـ أطلق الرئيس ترامب في العاشر من تشرين الثاني / نوفمبر2019 سلسلة تغريدات قال فيها : " لم تكن الولايات المتحدة مضطرة للذهاب إلى الشرق الأوسط ، وقرار الذهاب إلى هناك كان أسوأ قرار على الإطلاق ، فالحروب في تلك المنطقة مستمرة منذ مئات السنين ، وهي حروب غبية لا نهاية لها ، وقرار الحرب على العراق جاء بعد معلومات خاطئة عن أسلحة الدمار الشامل " .

ـ في الثالث عشر من تشرين الثاني / نوفمبر2019 قال ترامب عبر تغريدة اخرى : " أولئك الذين جرونا بشكل خاطئ إلى حروب الشرق الأوسط لا زالوا يضغطون علينا للقتال ، ومن الحكمة عدم التدخل في القتال بين الأكراد والأتراك ، دعوهم ! إننا نراقب الوضع عن كثب ، حروب لا تنتهي " .

ـ في خطابه عن "حال الاتحاد" أمام الكونغرس الأميركي ( 5 ـ 2 ـ 2020) ، أعلن ترامب  أنه من أجل الحفاظ على حياة  الأميركيين " نعمل على إنهاء حروبنا في الشرق الأوسط ".

ـ  بعدما  أقال ترامب  مستشاره لللأمن  القومي جون بولتون في أيلول / سبتمبر 2019 ، أصدر بولتون كتاب " الغرفة التي شهدت الأحداث " فعلق ترامب  ( 29 ـ 1ـ 2020) على  إصدار الكتاب قائلا :   " بولتون  كان يريد الإنتقال من حرب الى حرب ولو أصغيت إليه  لدخلنا في أربع حروب ، وكنا  الآن في الحرب العالمية السادسة ".

ـ 2 : سوريا :

منذ حملته الإنتخابية في عام 2016، كان لدونالد ترامب ، قراءة خاصة للأزمة السورية ، فهو غير "معجب " بالرئيس بشار الأسد على ما قال غيرمرة ، إلا أن إسقاط الأنظمة ليست " مهمة " الولايات المتحدة ،  وبدائل  الأنظمة القائمة هي الفوضى ، مثلما اكد مرارا ، وإذا ما تم التغاضي عن قصف مطار الشعيرات في نيسان / ابريل 2017، وقصف مطاري دمشق والضمير ومركز البحوث العلمية في نيسان / ابريل 2018، وهما اعتداءان لا يرتقيان إلى حالة الحرب او ما يماثلها ، فإن مواقف ترامب من الأزمة السورية ، يمكن إجمالها بالآتي :

ـ في حوار (27ـ 3ـ 2016) أجرته  معه  صحيفة  " نيويورك تايمز "  قال المرشح الرئاسي دونالد ترامب : " إن التحدي الكبير في سوريا هو تنظيم داعش ، وليس الرئيس الأسد " ، وفي تشرين الأول / اكتوبر 2016، قال ترامب لصحيفة " الغارديان" البريطانية إن التدخل في الأزمة السورية له عواقب ضارة ، " ولو  سلكنا طريق هيلاري كلينتون فسينتهي بنا الأمر إلى حرب عالمية ثالثة ، فالحرب في سوريا تعني حربا مع روسيا وإيران " .

ـ بتاريخ 31 آذار/ مارس 2017،  نقل مسؤولون في البيت الأبيض عن الرئيس ترامب قوله  : " إن رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة ليس من أولويات الإدارة الأميركية ، وهي ستعمل على حل سياسي طويل الأمد للأزمة السورية ".

ـ في معرض دفاعه عن قرار الإنسحاب من سوريا (20 ـ12ـ 2018) تساءل دونالد ترامب : "هل تريد الولايات المتحدة أن تكون شرطي الشرق الأوسط؟.

ـ  أعلن  ترامب (23 ـ12ـ 2018)، إنه " تحدث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بشأن سوريا ، و " ناقشنا قضية داعش وانسحاب القوات الأميركية البطيء والمنسق من المنطقة ".

ـ  كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب (2 ـ1ـ 2019) عزمه على سحب قواته من سوريا التي وصفها بأنها عبارة عن " رمل وموت ".

ـ كشف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو( 14 ـ 8 ـ 2020) ، إن الرئيس ترامب أرسل إلى نظيره الأسد رسالة يقترح فيها فتح حوار مباشر  حول الصحافي الأميركي المفقود أوستن تايس"،( لاحقا بعث البيت الأبيض رسالة بالمعنى ذاته عبر المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم ).

ـ 3: إيران :

منذ عام 1979، والعلاقات الإيرانية ـ الأميركية تقيم على أحزمة من التوتر والإضطراب ، وإذ شهدت العقود الأربع الماضية انفجار العديد من الصواعق الكامنة والنائمة ، إلا أن أيا منها لم ينذرانفجاره بإحتمال ذهاب الطرفين إلى مواجهة مفتوحة .

 وتؤشر أزمة الرهائن الأميركيين في إيران بين عامي 1979 ـ 1980، و" حرب ناقلات النفط " في منتصف ثمانينيات القرن العشرين وإسقاط الأميركيين لطائرة مدنية إيرانية عام 1988(290 قتيلا) ، و"حرب  الطائرات المسيرة " في عام 2019، واغتيال الجنرال سليماني في مطلع السنة الجارية وما أعقبه من قصف إيراني لقاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق ، إلى أن تداعيات انفجار الصواعق قابلة للإحتواء مثلما أظهرت مراحل ما بعدها ، وكل ذلك يفسح المجال أمام القول بأن الأميركيين والإيرانيين يعملون وفقا ل " استراتيجية إدارة الأزمات " ، وليس تفجيرها ، وهو أمربدا واضحا مع الرئيس باراك اوباما من خلال الإتفاق النووي بين إيران و "مجموعة 5+1"، ولم يخرج الرئيس دونالد ترامب عن ثابتة " إدارة الأزمات " ، فعلى الرغم انسحابه من الإتفاق المذكور آنفا في شهر أيار / مايو 2018، فإنه تحاشى مرارا وتكرارا الحديث عن حرب محتملة مع إيران ،  وفي جعبة هذه المواقف :

ـ في ذروة الغليان الذي شهدته منطقة الخليج ( تفجير ناقلات النفط في ميناء الفجيرة الإماراتي ) في شهر  أيار / مايو 2019  ، نشرت صحيفة " نيويورك تايمز"  تقريرا بتاريخ 16 ـ 5 ـ 2019  ورد فيه أن الرئيس دونالد ترامب أبلغ وزير الدفاع  بالوكالة ، باتريك شاناهان ، بعدم رغبته بالصدام العسكري مع الإيرانيين  ، وأنه لا يريد خوض حرب مع إيران ، بل هو يبحث عن حل دبلوماسي.

ـ وفي التاريخ نفسه ، نقلت صحيفة " واشنطن بوست " عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ترامب يفضل الحلول  السياسية مع إيران إلا أن بعض مستشاريه يضغطون من أجل الحرب.

ـ أشارت شبكة " سي إن إن " التلفزيونية (17 ـ 5  ـ 2019) إلى أن ترامب يشكو من ضغوطات مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي دفع  بالملف الإيراني إلى نقطة اقتربت من الصدام العسكري  مع إيران وبدت فيها المواجهة خيارا أخيرا ، ولكن ترامب صارح المقربين منه بأن  المواجهة مع الإيرانيين   تطيح بالوعود  التي  أطلقها لناخبيه ، والقاضية بعدم الإنخراط  في الصراعات المسلحة .

ـ  في العشرين  من حزيران / يونيو2019 قال دونالد ترامب  إن الجيش الأميركي كان مستعدا وبجهوزية كاملة لضرب إيران ( بعد إسقاط طائرة مسيرة أميركية )  ، لكنه غير رأيه قبل عشر دقائق من الضربات المخطط لها ، وبعد يومين من تصريحه ذاك ، قال : " لا أسعى إلى الحرب لكنها لو وقعت ستسبب دمارا ماحقا لم يره الزعماء الإيرانيون قبل ذلك ".

ـ  بعدما تعرضت  منشآت "آرامكو" في منطقتي  بقيق وخريص السعوديتين  لقصف صاروخي في شهر أيلول / سبتمبر 2019 ، رجح ترامب وقوف  إيران وراء الهجمات الصاروخية  ، إلا أنه أكد قائلا (17 ـ 9 ـ 2019 ) : " لا أريد حربا مع إيران " .

ـ  خلال اجتماعه مع ممثلي الجالية اليهودية ( 28 ـ 9 ـ 2019) بمناسبة رأس السنة العبرية قال ترامب : " الولايات المتحدة ستستمر في موقفها الحازم تجاه إيران لكنها لا تتطلع إلى الحرب ، وندعوها إلى بحث القضايا العالقة ".

ـ في حوار ( 10 ـ 10 ـ 2019) مع قناة "ان.بي.سي نيوز" الأميركية ،  أكد دونالد ترامب عدم سعيه إلى الحرب مع إيران ، " وإذا وقعت الحرب ستكون الحصيلة  إبادة وأنا لا أتطلع إلى ذلك ".

ـ حين اقتحم متظاهرون عراقيون السفارة الأميركية في بغداد في آواخر العام 2019 ، رد ترامب ( 1ـ 1ـ 2020) على سؤال  يحتمل وقوع  الحرب مع ايران فأجاب : " لا أرى حربا ستقع ، أنا أحب السلام ".

ـ بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني ، استعجل ترامب إطلاق تغريديتن ، في الأولى ( 4ـ 1ـ 2020) قال : " لا نريد تغيير النظام الإيراني ومنعنا نشوب حرب " ، وفي الثانية 5( ـ 1ـ 2020): " سنضرب إيران بأسلحتنا الجديدة ـ الجميلة إذا هاجمتنا "، وحين هاجمت إيران قاعدتين  عسكريتين أميركيتين في العراق ردا على اغتيال سليماني ، جزم ترامب بأن الولايات المتحدة الأميركية  " لن تلجأ إلى مزيد من الأعمال العسكرية ".

من بداهات القول وفي خاتمته ، إن الحديث عن حرب أميركية  محتملة في الشرق الأوسط ، يخرج عن السياق العام لمواقف الرئيس دونالد ترامب ، فتلك المواقف توجز انماط تفكيره  وتعكس عقيدة  سياسية أميركية متبلورة منذ سنوات عدة وخلاصتها خفض الإنخراط في صراعات المنطقة إذا ابتعدت عن تحدين اثنين : أمن إسرائيل وأمن النفط ، فيما التحدي الأميركي  الثقيل والخطير، ليس في الشرق الأوسط ، بل في آسيا ، وفي الصين تحديدا .

هل يجن ترامب ف " يخترع " حربا في الشرق الأوسط؟

الجواب على ذلك ، يقع في خارج المنطق ، وفي خارج الحسابات .

 

لبنان: يستطيع جبران باسيل الصراخ… لكن العقوبات قائمة

ثائر غندور/موقع درج/19 تشرين الثاني/2020

خلال أيام قليلة قال جبران باسيل الكثير في سياق الدفاع عن نفسه. نفى تهمة الفساد، من دون أن يشرح مصير عشرات المليارات من الدولارات التي ضاعت خلال سيطرته المباشرة أو عبر فريق مستشاريه، على وزارة الطاقة.

“لا العقوبات أخافتني، ولا الوعود أغرتني”. كتب جبران باسيل عبر حسابه على “تويتر”، وأضاف: “لا أنقلب على أي لبناني، ولا أُنقذ نفسي ليَهلك لبنان”. بعد أيام قال في مقابلة عبر قناة “الحدث”، “أنا محتاط لاحتمال نشر محاضر اللقاءات وبيني وبين الأميركيين، وكلما كنت أتكلم كنت أفكر بويكيليكس”. ثم أضاف: “أنا أترك الحياة السياسية إذا ثبتت عليّ أي تهمة فساد”.

خلال أيام قليلة قال جبران باسيل الكثير في سياق الدفاع عن نفسه. نفى تهمة الفساد، من دون أن يشرح مصير عشرات المليارات من الدولارات التي ضاعت خلال سيطرته المباشرة أو عبر فريق مستشاريه، على وزارة الطاقة.

عمّه، رئيس الجمهورية ميشال عون، طالب الأميركيين بكشف ما لديهم من معلومات عن ملفات الفساد، وتقديمها للقضاء اللبناني. لم يوضح عون، سبب مطالبته هذه، خصوصاً أنه لم يقدم على إحالة الكثير من ملفات الفساد للمقربين منه إلى القضاء، الذي يسيطر مناصرون له على عدد من مناصبه الأساسيّة. سبق أن كشف “درج” الكثير من هذه الملفات. الزميل رياض قبيسي بدوره كشف ملفات تطاول الوزيرين السابقين سليم جريصاتي والياس بوصعب، المستشارين المقربين من عون، ولم يحرك الأمر شيئاً في وجدان المقيم في بعبدا أو سياسته. بدري ضاهر، مدير الجمارك اللبنانية، لا يزال يتمتع بحماية عون بعد جريمة المرفأ.

كثيرة هي الأمثلة التي تجعل من طلب عون بالحصول على المستندات التي تدين صهره، أشبه بنكتة سمجة. لا يعدو الأمر عن كونه جزءاً من المناكفات اللبنانية. لكنها مناكفات لا تغيّر واقعاً: جبران باسيل هو أول سياسي لبناني يُدرج على لائحة عقوبات قانون ماغنتسكي. يمكنه أن يفتخر. ها هو يستمر بتحطيم الأرقام القياسية، وقد سبق له أن حطّم الكثير منه. قدامى “التيّار الوطني الحر”، المستقيلون أو الذين أقيلوا يملكون الكثير من القصص، لكن أكثرها تشويقاً هو كيف استطاع باسيل أن “يصبح أكثر شخصية مكروهة في لبنان في أقصر وقت”.

أقر قانون ماغنتسكي عام 2012 في ظلّ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. أقر القانون خصيصاً لمعاقبة الشخصيات الروسية المسؤولة عن وفاة المحاسب الروسي سيرغي ماغنيتسكي في سجنه في موسكو عام 2009، بعد تحقيق أجراه وتوصل فيه إلى أن محاسبي الضرائب سرقوا ملايين الدولارات من خزينة الدولة لكن الحكومة الروسيّة اتهمته بالاحتيال وسرقة الأموال وتم احتجازه حيث توفي في السجن بعد الاعتداء عليه. وحينها صوّت 365 من أعضاء من مجلس النواب الأميركي، من الحزبين “الديموقراطي” و”الجمهوري”، لمصلحة القانون، وفي مجلس الشيوخ صوت 92 سيناتوراً لمصلحته. وعام 2016 تم توسيع صلاحيات القانون وأقر بنسبة تصويت عالية في مجلس الشيوخ والنواب ضمن قانون موازنة الدفاع الأميركية، وعام 2017 أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب القرار التنفيذي الذي على أساسه أدرج باسيل.

وحتى تشرين الأول/ أكتوبر 2020 أدرجت وزارة الخزانة الأميركية 107 شخصية (أزيلت شخصيتان لاحقاً)، ومع باسيل يرتفع العدد إلى 108. ومن أبرز المدرجين: 17 مسؤولاً سعودياً لمسؤوليتهم عن قتل الصحافي جمال خاشقجي، النائب الأول لرئيس جنوب السودان تعبان دينغ غاي، و6 مسؤولين صينيين لمسؤوليتهم عن معسكرات الاعتقال بحق الإيغور في الصين وزينب سوما زوجة الرئيس الغامبي السابق يحيى جامع، إضافة إلى آخرين.

أدرج باسيل على لائحة العقوبات استناداً إلى هذا القانون، وليس إلى قوانين متعلقة بمكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال، كما هي الحال مع الكثير من مسؤولي “حزب الله” في لبنان والخارج، أو الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، ولهذا الأمر أهمية كبرى في سياق سعي باسيل لإزالة اسمه من اللائحة أو الإيحاء بأن الأمر قرار سياسي صرف.

قدامى “التيّار الوطني الحر”، المستقيلون أو الذين أقيلوا يملكون الكثير من القصص، لكن أكثرها تشويقاً هو كيف استطاع باسيل أن “يصبح أكثر شخصية مكروهة في لبنان في أقصر وقت”

لا يمكن إنكار أن هناك عاملاً سياسياً في قرار كهذا، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بوضوح، عندما قال في مؤتمر صحافي إن “العقوبات على رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، ملائمة. وستأتي بنفع على الشعب اللبناني، كما في كل البلدان التي نعاقب مسؤوليها على فسادهم”، مشدداً على أن “باسيل كان مرتبطاً بعمق مع ”حزب الله”، والشعب لا يريد ذلك، بل يريد دولة ذات سيادة واستقلال، ويريدون الحرية والازدهار وفرص العمل”. لكن ما لا يمكن نكرانه أيضاً هو أن الفساد في لبنان بلغ مستويات عالية، وهذا هو الأمر الذي استند إليه الجانب الأميركي، كما قال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، خلال إعلانه عن إدراج باسيل، إذ أعلن أن “الفساد الممنهج في النظام السياسي اللبناني، المتمثل في باسيل، قد ساعد على تآكل الأساس لحكومة فعالة تخدم الشعب اللبناني”. يضاف إلى ذلك حديث مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر عن أن باسيل ليس الفاسد الوحيد في لبنان، لكن فساده فاضح جداً.

الأمر الآخر الذي تجدر الإشارة إليه هنا، هو أن هذا القانون، هو من قوانين العقوبات النادرة التي تدعمها منظمات حقوقية دولية، لما له من دور في التصدي للفساد والجرائم المتعلقة بحقوق الإنسان. فمنظمة هيومن رايتس ووتش، تشير في مقال على موقعها إلى أن القانون خطوة مهمة في سياق “المساءلة الدولية”. وعلى رغم أن وزارة الخزانة الأميركية تدرك بأن الأفراد المدرجين على لوائح العقوبات يملكون الحق بمساءلة الإدراج أمام المحاكم الأميركية، فإنها لا تقوم بإدراجات لا تستند إلى معطيات قانونية. وللإشارة هنا، فإن جهات إنفاذ القانون ووزارة الخزانة، لاحقت الكثير من الأفراد والجماعات الذين يشتبه بتمويلهم الإرهاب، وبقضايا تبييض أموال، بسبب اقتصار الأدلة على هذا الجانب دون غيره.

جبران باسيل هو أول سياسي لبناني يُدرج على لائحة عقوبات قانون ماغنتسكي

رهان باسيل الآخر هو على حدوث تحوّل سياسي مع إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، يؤدي إلى رفع اسمه عن لائحة العقوبات، التي تنص على مصادرة أملاكه في الولايات المتحدة ومنعه من دخول البلاد أو اللقاء بديبلوماسيين أميركيين. تكثر التحليلات في وسائل الإعلام الأميركي حول السياسة التي قد يتبناها بايدن تجاه إيران، لكنها تكاد تنعدم في سياق نقاش الوضع اللبناني، ويعود جزء من هذا الأمر، إلى قلة الاهتمام بالملف اللبناني أميركياً، والإجماع بين الحزبين على الموقف من حزب الله وتصنيفه كمنظمة إرهابية (لا بد من الإشارة هنا، إلى أن عهد أوباما شهد إقرار أكثر القوانين الأميركية تشدداً بحق “حزب الله”)، والأهم، أن النقاش في ما يخص إيران لا يطاول الجانب اللبناني. ومن الأخطاء الشائعة في هذا السياق، قناعة البعض بأن بايدن سيلغي العقوبات على إيران في حال توصل إلى تسوية ما معها، لكن الأدق هو أن بايدن قد يخفف هذه العقوبات ولا يلغيها. وقد رفض متحدث باسم فريق بايدن الانتقالي في حديث مع “وول ستريت جورنال” التعليق على السياسة التي يعتمدها بايدن مع العقوبات التي أدرجت أخيراً على إيران. اللافت في المقال عينه، وهو مقال مطول عن بايدن والعقوبات التي فرضها ترامب، والتي وصلت إلى 3577 إدراجاً، هو أن لبنان ورد مرة واحدة في سياق الإشارة إلى “حزب الله”.

حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2020 أدرجت وزارة الخزانة الأميركية 107 شخصة، ومع باسيل يرتفع العدد إلى 108

بإمكان جبران باسيل أن يقول الكثير على حسابه على “تويتر” وفي الإعلام. لكن الثابت هنا، أن اسمه بات مرتبطاً بملفات الفساد. وأي شركة دولية تقدم خدمات للمستثمرين ورجال الأعمال والمصارف الدولية الراغبين في التعامل مع الشرق الأوسط، سوف تشير في تقاريرها إلى هذا الأمر، وهو ما يضع أي شخص يتعامل مع باسيل في مرمى العقوبات الأميركية لاحقاً. أكثر ما يمكن باسيل القيام به، هو ما قاله لقناة “الحدث”، عندما أشار إلى موضوع اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في سياق الدفاع عن نفسه إذ قال: “أرخص شيء هو العقوبات إذا كان السبب رفض التوطين والمطالبة بعودة النازحين”. اللعب على وتر العواطف والخطاب الشعبوي هو ما تبقى لباسيل وعون، بعدما ذهب لبنان، وعهد عون، إلى جهنم، بحسب كلمات المقيم في بعبدا.

 

حزب الله ليس مقاومة

المحامي نديم بستاني/فايسبوك/19 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92539/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d8%a8%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85/

بحسب القانون الدولي إن ما يبرر مشروعية المقاومة العسكرية ضد الإحتلال الأجنبي هو الحق بتقرير المصير. ما يعني أنه إذا كان الشعب في وضعية تمكنه من تمثيل إرادته ضمن السلطة الدستورية للدولة تنتفي وضعية المقاومة ويتحول النزاع إلى حرب دولية بين دولتين. فإن حزب الله لا يستطيع الزعم بكونه مقاومة وهو في الوقت نفسه لديه كامل القدرة للمشاركة في العملية السياسية في لبنان وهو يتمثل في مؤسسات الدولة، ولا بل يقبض على أغلبية زمام السلطة فيها. وكما يشار أنه إذا امتدت الهدنة لأكثر من سنة يفقد الحق بالمقاومة العسكرية الكثير من مزاياه بالرغم من استمرار الإحتلال، بحيث أن انقطاع الأعمال العسكرية بين لبنان واسرائيل بعد العام 2006 وحتى الساعة بشكل راسخ ومستمر يفقد المقاومة ذرائعها.

وبحسب القانون الدولي على التنظيم ألا ينخرط بأعمال عسكرية لا يكون هدفها المباشر تحرير الأرض المحتلة من القوى الأجنبية، وألا ينخرط في القتال الداخلي. وبناء عليه يكون قتال حزب الله في اليمن وسوريا وقبلها معركة 7 أيار 2008 في بيروت أو حتى مشاركته في حرب يوغسلافيا ضرباً سافراً لصفة المقاومة. وكما من المبادئ الهامة في القانون الدولي في تصنيف حركات المقاومة ألا تكون سياسة التنظيم التهديد بالأعمال العسكرية بشكل مسبق قبل وقوعها كي لا تكون هي العامل المؤدي إلى اندلاع الحرب أو التسبب بالإحتلال، وكما يمنع أن تكون أعماله القتالية أعمال انتقامية عن ضربات سابقة لأن ردات الفعل العسكرية ليست من التحرير بشيء، في حين أن هذه المزايا أصبحت سياسة راسخة لحزب الله على لسان أمينه العام. ومن المبادئ الجوهرية أيضاً أنه يجب على التنظيم ألا يستغل ضمانات قانون الحرب، ولا سيما يمنع عليه أخذ الدروع البشرية كاستغلال المستشفيات والمدارس وسائر المرافق المدنية بغية تأمين الحماية لجنوده وعتاده داخلها، وهذا ما يخرقه حزب الله عبر مواظبته تركيز نشاطه العسكري وسط الأحياء السكنية بالإضافة إلى تشييد مستودعاته في قلب الأماكن الآهلة والتموه فيها.

ولعل أهم القواعد هو تحريم استهداف المدنيين التابعين للطرف المعادي تحت أي ظرف كان فيمنع إطلاق القذائف والصواريخ بشكل عشوائي على المدن، ولا أخذ الرهائن أو قتل أسرى الحرب وممارسة التعذيب، ويمنع استهداف البعثات الديبلوماسية أو قوات حفظ السلام وفصل النزاع، وكما يجب على الدوام الإلتزام بسائر أحكام قانون الحرب الدولي، وهو نهج غني عن النقاش إذ أن حزب الله منذ نشأته لم يفرق يوماً بين الأهداف المدنية و العسكرية في القتال، ولم يوفر البعثات الديبلوماسية ولا قوات حفظ السلام وهذا فضلاً عن تبنيه علناً عمليات أخذ الرهائن وقتلهم. وفي الختام لا بدّ من الإشارة أنه على التنظيم العسكري الذي يتوخى الإتصاف بالمقاومة أن يلتزم بالمعاهدات والمواثيق الدولية ولا سيما تلك الموقعة عليها الدولة التي ينتمي إليها، وهنا نذكر إتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل في العام 1949.

يزعم حزب الله عن نفسه أنه حركة مقاومة وطنية ضد الإحتلال الإسرائيلي، في حين أن المعايير الإلزامية المستعرضة آنفاً لا تقوم فيه. والمسألة ليست مربوطة بانسحاب الإحتلال الإسرائيلي من لبنان في العام 2000، للقول أنه بعد هذا التاريخ فقد حزب الله تصنيفه كمقاومة، فالحقيقة أن حزب الله منذ نشأته منخرط بشكل منهجي في العمليات العسكرية التي تناهض هذا التصنيف، ولا بل من شأنها أن تندرج تحت تصنيف الإرهاب وأهمها تفجير السفارة الأميركية في بيروت في نيسان 1983 وقد ذهب ضحيته 63 شخصاً بينهم 32 لبنانياً، وتفجير مقري القوات الدولية المشتركة في تشرين الأول 1983 وقد ذهب ضحيته 346 شخصاً علماً أن هذه القوات لم تكن قائمة بمهمة قتالية بل كانت في مهمة دولية إنسانية لتحقيق السلام وفصل المقاتلين ولا سيما تأمين خروج آمن للمقاتلين الفلسطينيين وحماية المدنيين في المخيمات وبالإتفاق مع الدولة اللبنانية (وهي التي درج على تسميتها بتفجير المارينز ومقر المظليين الفرنسيين دراكار)، تفجير السفارة الأميركية في عوكر في أيلول 1984 وقد ذهب ضحيته 23 شخصاً وأغلبهم كانوا من اللبنانيين الذين كانوا يتابعون معاملات تأشيراتهم، القيام بعدة عمليات خطف وقتل وتعذيب لمدنيين وديبلوماسيين وصحفيين ورجال دين مسيحيين خلال الثمانينات بحيث بلغ عدد المخطوفين 104 أشخاص قتل منهم 8 ونذكر مثلاً قتل رئيسيين للجامعة الأميركية وهما د. دافيد دودج ود. مالكوم كير، تفجيرات في عاصمة الكويت في كانون الأول 1983 التي استهدفت المنشآت النفطية وسفارتي أميركا وفرنسا و المطار ومقر سكني لعمال شركة أميركية وقد وقع ضحية هذه الهجمات 5 أشخاص، إختطاف طائرة الخطوط الجوية الكويتية في كانون الأول 1984 وكان على متنها 95 راكباً قتل منهم إثنان، محاولة اغتيال أمير الكويت عبر عملية انتحارية استهدفت موكبه في أيار 1985 قتل على أثرها ثلاثة أشخاص وقد أصيب الشيخ جابر الصباح على أثرها بجروح، خطف طائرة  TWAبعد دقائق من إقلاعها من مطار أثينا في اليونان في حزيران 1985 وكان على متنها 147 راكباً بينهم الفنان العالمي ديميس روسوس وقتل بسبب العملية شخص واحد، خطف طائرة الخطوط الجوية الكويتية في نيسان 1988 وكان على متنها 112 راكباً قتل منهم شخصان، دعم المنظمات الفلسطينية في حرب المخيمات وثم الإنخراط مباشرة في حرب إقليم التفاح والمعارك التي تلتها ضد حركة أمل ما ناهز عدد ضحاياه حوالي 2,500 شخص على مدار ثلاث سنوات من 1988 حتى 1990 وكما قام حزب الله بتصفية العديد من قادة الحركة الوطنية آخر الثمانينات نذكر منهم مهدي عامل وحسين مروة، تفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين في آذار 1992 حيث وقع ضحية الإنفجار 29 شخصاً غالبيتهم من الأطفال الأرجنتينيين بعد إصابة مدرستهم القريبة بفعل التفجير، ومن ثم تفجير المركز الثقافي اليهودي في الأرجنتين في تموز 1994 حيث ذهب ضحية الإنفجار 85 شخصاً، الإشتراك في عملية تفجيرات مجمع الخبر السكني في السعودية في حزيران 1996 وقد وقع ضحيتها 19 شخصاً، إرسال عشرات المقاتلين ونذكر منهم القيادي في حزب الله "علي فياض" للمشاركة إلى جانب الميليشيات البوسنية في الحرب الأهلية في يوغسلافيا الممتدة بين عامي 1992 و1995، تفجير حافلة سياح يهود على متنها 43 راكباً في منطقة بورغاس في بلغاريا في تموز 2012 وقد توفي جراء الإعتداء 6 أشخاص، تحضير عبوات ناسفة وإنشاء مستودعات ذخيرة وتأليف شبكات أمنية في أكثر من بلد مثل تايلندا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا ومصر والكويت وقبرص وأميركا والبرازيل، تخزين مستودعات ذخائر في أماكن آهلة وقد انفجر منها مخازن أوقعت قتلى من المدنيين في مناطق الشهابية (2004) وخربة سلم (2009) وطير حرفا (2012) والنبي الشيت (2012) وعين قانا (2020)، إدانة أحد قادته ويدعي سليم عياش في المساهمة في عملية إغتيال رفيق الحريري واتهامه في أربع ملفات إغتيال وعمليات إرهابية أخرى قيد التحقيق أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، المسؤولية عن عملية 7 أيار 2008 حيث تم احتلال مدينة بيروت عسكرياً وتم شن هجمات حربية طالت المدنيين في بيروت والشويفات وسواهما وقد وقع ضحيتها 71 قتيلاً بينهم 23 مدنياً، تنظيم شبكات تهريب مخدرات وتبييض أموال دولية بحسب تقارير منظمة FATF وقد صادق البرلمان اللبناني عليها بموجب القانون 44/2015 المتعلق بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، المشاركة في الحرب السورية وفي الحرب اليمنية منذ العام 2012 وحتى الساعة وحيث تنسب مسؤوليته عن آلاف القتلى من العسكريين والمدنيين.

إن ما يحكم مقاتلة حزب الله لإسرائيل أو مهادنتها وكما سائر أعماله العسكرية هي عقيدته الإسلامية المتشددة التي لا يهمها فعلاً وجود أراض محتلة أو تعد على السيادة الوطنية أو صون حرية الشعب ومصالحه بقدر ما تكون الأولوية هي إنجاح الثورة الإسلامية في العالم. هذه العقيدة خاضعة لأمر الولي الفقيه الذي وحده له السلطان في الإجتهاد بصددها وتكييفها على الأوضاع الزمنية وأهمها إعلان الجهاد وقيادته في العالم أي مسك قرار الحرب والسلم بحسب ما هو وارد في كتاب نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم "حزب الله، المنهج...التجربة...المستقبل". والأدهى أن حزب الله يعّرف علناً عن نفسه بكونه مقاومة إسلامية في لبنان أي أن قتاله محكوم بالدفاع عن الإسلام (بحسب عقيدته) وليس دفاعاً عن لبنان. وحتى إن علمه هو مقتبس بتطابق شبه تام من علم الحرس الثوري الإيراني مما ينفي إرادة هكذا تنظيم تحقيق المصلحة اللبنانية.

إن حزب الله لا يخفي ارتباطه العضوي والعقائدي بالجمهورية الإسلامية في إيران، والمسألة ليست مجرد مسألة حريات دينية وتبعية لمرجعية روحية كما هو وضع الكاثوليك مع الفاتيكان وذلك كون الأحوال الشخصية يتوقف مفعولها عند الأمور الثقافية وأحوال العائلة ولا تعطي الحق بتأليف الجيوش وإخضاعها لسلطة غير دستورية. وأمين عام حزب الله الشيخ حسن نصرالله قد اعترف علناً عبر الإعلام حيث قال حرفياً: "أنا أفتخر أن أكون جندياً في حزب ولاية الفقيه، وولاية الفقيه أن نأتي ونقول قيادتنا وإرادتنا وولاية أمرنا وقرار حربنا وقرار سلمنا هو بيد الولي الفقيه".

وبناء عليه يضحى من اللازم التوقف بشكل جذري عن إطلاق صفة المقاومة الوطنية على حزب الله، دون منح تنظيمه العسكري الخارج عن أحكام القانون اللبناني أية تبريرات لا قبل ولا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، كون حزب الله في كل تاريخه لم تتوافر فيه أية صفة من صفات المقاومة المشروعة لا بل إن الأصح إدراج أعماله تحت خانة الإرهاب.

 

5 أدلّة خطيرة: لماذا لبنان في عين العاصفة؟

ابراهيم ريحان/أساس ميديا/الجمعة 20 تشرين الثاني 2020

لاشكّ أنّ الأيّام الأخيرة لدونالد ترامب ستحمل معها توتّرات واسعة في الشّرق الأوسط، إذ إنّ كلّ المعطيات والمؤشرات القائمة تؤدّي إلى استنتاج واحد: "لن تكون المنطقة بخير".

من العراق إلى سوريا وصولًا إلى لبنان، تحرّكات وعمليات عسكرية وأمنية وحراك سياسي، كلّها تدلّ على أنّ الأطراف وصلوا إلى حائط مسدود. أمّا لبنان، فيبدو أنّه سيكون في "عين" أيّ عاصفة قد تهبّ في الشّرق الأوسط، إذ تلحظ المؤشرات التالية خطورة الوضع الذي وصلت إليه منطقة باتت على حافّة الهاوية أكثر من أيّ وقت مضى، ولا تحتاج إلى أكثر من "دفشة" صغيرة ليس واضحاً من الذي سيبادر إليها.

1- حزب الله يكرّس "الكيان الموازي" اقتصاديًا وكهربائياً وتموينياً

عمل حزب الله في الآونة الأخيرة على تكريس "دولته الاقتصادية" عبر إضافة خدمات  "الصّرّاف الآلي" (ATM) لفروع مؤسسة القرض الحسن في الضاحية الجنوبية. وهذه خطوة يقول المراقبون إنّها تندرج في إطار محاولة الحزب استباق أيّ خطوة أميركية للضغط على المصارف بهدف إقفال فروعها التي تعتبرها الولايات المتحدة عاملة في مناطق نفوذ الحزب، كما تندرج في سياق توسعة نشاط الدّورة الاقتصادية في "البيئة" الحاضنة، للحفاظ على أكبر كمية ممكنة من الدّولار الأميركي الذي يضخّه الحزب شهريًا ضمن بيئته، والذي يُقدّر بعشرات ملايين الدولارات.

مع خطوة الـ ATM، أشارت معلومات مُطّلعة لـ"أساس" إلى أنّ حزب الله يعمل على إنشاء "استهلاكيات تموينية" ضمن مناطق نفوذه لتغذيتها ببضائع إيرانية وبأثمان رخيصة لضبط الإيقاع ضمن "بيئته الحاضنة"، ولاستباق المؤشرات الاقتصادية الكارثية للبنان، خصوصًا في حال رفع الدّعم عن المواد الغذائية في الأشهر المقبلة، بعد أن سجّل احتياطي مصرف لبنان من العملة الصّعبة انخفاضًا كبيرًا.

من العراق إلى سوريا وصولًا إلى لبنان، تحرّكات وعمليات عسكرية وأمنية وحراك سياسي، كلّها تدلّ على أنّ الأطراف وصلوا إلى حائط مسدود

وبالإضافة إلى ما سبق، أوضح مراقبون إلى أنّ "الإشكال" الذي شهدته ضاحية بيروت الجنوبية قبل أيّام بين عناصر من الحزب (وعلى رأسهم مسؤول اللجنة الأمنية في بئر العبد علي أيوب) وآخرين من آل المقداد، على خلفيات تتعلّق بإدارة مولّد كهربائي، لا يخرج عن إطار تكريس الحزب لـ "الكيان الموازي". فالحزب يتجه في الآتي من الأسابيع للسيطرة بشكل مباشر على مولّدات الكهرباء في الضاحية الجنوبية وغيرها من المناطق، وذلك مع ارتفاع  التوقّعات بغرق لبنان في العتمة خلال الأسابيع المقبلة بعد انتهاء عقد شركة سوناطراك من جهة، والصعوبات التي تواجهها الشركات المستوردة للنفط في لبنان لجهة فتح اعتمادات. وعليه قرّر حزب الله "توليد الطاقة الكهربائية" ضمن بيئته عبر استيراد  الفيول المخصّص لها من إيران. وعندها يكون لبنان رسميًا أمام "شركة كهرباء حزب الله"، التي ستنضم إلى  مجموعته  "المصرفية": القرض الحسن، والاستهلاكيات، وشبكات محطات الوقود، والمستشفيات، والمستوصفات، والجامعات، والمعاهد، والمدارس بالإضافة إلى جهازيه العسكري والأمني، ويكون الحزب لوحده جاهزًا ككيانٍ لأيّ تصعيد في المنطقة، خصوصًا ما يتعلّق بتشديد الخناق الاقتصادي والعزلة على لبنان، كما أشارت السفيرة الأميركية في كلامها الأخير.

2- عرض الانسحاب الأميركي والرّفض الإيراني الصاروخي على السفارة في بغداد

من المؤشرات البارزة التي لا بدّ من قراءتها بتأنٍّ، هو قرار الانسحاب شبه الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان والعراق بعد سحب قسم كبير من القوات العسكرية المرابطة في  شمال شرق سوريا بشكلٍ مفاجئ. والجدير بالذكر أنّ قرار الانسحاب جاء مباشرة بعد إقالة دونالد ترامب وزير دفاعه مارك إسبر واستبداله بكريستوفر ميلر، الذي أذاع القرار بشكلٍ رسميّ في مؤتمر صحافي عقده ليل الثلاثاء الماضي في البنتاغون، وتبعه مباشرة مؤتمر آخر للغرض نفسه لمستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين من أمام البيت الأبيض. وكان لافتًأ جدًا اكتفاء المسؤولين الأميركيين بالكلمة التي ألقاها كلّ منهما والمغادرة بشكل فوري دون إعطاء أيّ فرصة للصحفيين المدعوين لكلا المؤتمرين...

خطوة الانسحاب الأميركي، وبحسب مصدر وثيق الاطلاع جاءت لسببين لا ثالث لهما:

1- ضمان أمن القوّات الأميركية في مناطق انتشار ميليشيات موالية لإيران، وهي المواصفات التي تنطبق على سوريا والعراق وأفغانستان، وذلك في حال قرّر ترامب توجيه ضربة واسعة لـ"هدفٍ ما" في المنطقة.

2- عرض غير مباشر قدّمته الولايات المتحدة لإيران أساسه: انسحاب أميركي من المنطقة مقابل غضّ طهران الطّرف عن ضربة قد تُوجّه لحزب الله في لبنان وسوريا.

من المؤشرات البارزة التي لا بدّ من قراءتها بتأنٍّ، هو قرار الانسحاب شبه الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان والعراق بعد سحب قسم كبير من القوات العسكرية المرابطة في شمال شرق سوريا بشكلٍ مفاجئ

إلا أنّه وبحسب المراقبين، جاء الرّد الإيراني برفض العرض الأميركي عبر إطلاق صواريخ 122 ملم إيرانية الصّنع على السفارة الأميركية في بغداد عوضًا عن الكاتيوشا الرّوسية، بعد دقائق قليلة من مؤتمري ميلر وأوبراين، وبعد 3 ساعات من مكالمة هاتفية جمعت رئيس  الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بوزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو. وكذلك عبر زرع عبوات قرب السياج الحدودي مع الجولان المُحتلّ في سوريا، وإثارة تحرّكات قرب الحدود الفاصلة قرب بلدة الغجر اللبنانية وقطاع غزّة ليل الثلاثاء – الأربعاء، في إشارة واضحة تقول بترسيخ معادلة "ترابط الساحات"، وهي أنّ أيّ ضربة توجّه لأيّ طرف في محور إيران – سوريا – حزب الله سيتعامَل معها "المحور من جبهات عديدة.

3- عودة الغارات الإسرائيلية إلى سوريا

بعد أسابيع من الانقطاع، عادت الغارات الإسرائيلية لتستهدف مواقع تابعة لقوّة القدس في الحرس الثوري الإيراني ولحزب الله في سوريا "كردٍّ" على زرع العبوات الناسفة قرب الجولان.  إلّا أنّ كلام الجيش الإسرائيلي بعيد الغارات التي شُنّت قرب دمشق فجر الأربعاء يشير إلى أنّ الهدف هو أبعد من ردّ على العبوات، إذ أكّد التصريح على أنّ تل أبيب لن تسمح بتموضع إيراني قرب الجولان، ولا حتى في كلّ سوريا. وكذلك تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي وشريك الائتلاف الحاكم بيني غانتس عن أنّ جعل أراضي سوريا ممرًا لتهريب السّلاح لحزب الله لن يمرّ مرور الكرام...

4- الحراك الدبلوماسي الأميركي في المنطقة

تشهد منطقة الشّرق الأوسط حراكًا سياسيًا دبلوماسيًا من قبل الأميركيين، إذ يجول وزير الخارجية مايكل بومبيو فيها، وكذلك يجول في جدول زيارات منفصل، مساعده للشؤون السياسية والعسكرية آر كلارك  كوبر، الذي صرّح من دولة الإمارات أنّ مقاتلات الـF-35 ستصل إلى مطار أبوظبي العسكري مطلع كانون الأوّل المقبل، وكذلك شدّد على أنّ "تهديد حزب الله يطال كلّ العالم".

ومن المرتقب أن يزور بومبيو إسرائيل ويلتقي بنيامين نتنياهو، كما تُسجّل له زيارة لمرتفعات الجولان وإحدى مستوطنات الضفة الغربية.

وجدير بالذّكر أنّ جولة المساعد كوبر تشمل بالإضافة إلى دولة الإمارات، المملكة العربية السعودية، مملكة البحرين، وإسرائيل.

5- ترامب أراد توجيه ضربة لمفاعل نطنز... والبديل؟

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ مستشاري الرئيس دونالد ترامب وقيادة أركان الجيش أقنعوه بضرورة التراجع عن توجيه ضربة عسكرية لمنشأة نطنز النووية في إيران باعتبار أنّ ضربة كهذه قد تُشعل حربًا في المنطقة. وأكّدت الصحيفة أنّ ترامب قد يوجّه ضربة محدودة ضد أهداف إيرانية أو أهداف لحلفاء طهران في منطقة الشّرق الأوسط، دون أن تحدّد الصحيفة  أيّ "حلفاء" قد يقرّر ترامب توجيه الضربة لهم عوضًا عن طهران...

 

تركيا تعدُ بالجنسية واللبنانيون يرحّبون...حين سمعت طرابلس أن ثلث سكانها غرباء!

نوال نصر/نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2020

ذات يوم، ليس ببعيد، أطلّ فيصل كرامي ليتلو بياناً ختمه بعبارة: إتقوا الله في طرابلس وأهلها. والبارحة، منذ يومين، أطلّ ليقول إن ثلث أهالي طرابلس جذورهم تركية. وبعيداً من الإطلالتين، قام الرجل بأكثر من زيارتين، في أقل من شهر واحد، الى تركيا، في ظلِّ كلام كثير عن دور فاصل يريد أن يلعبه "فيصل" عبر دولة تريد أن تكون "اللاعبة" بأحجار دومينو المنطقة. فهل وُجد "ممر عبور" ليعود الأفندي "أفندياً" وتعود تركيا "سلطنة"؟ وهل علينا أن نتوقع تغييراً في ديموغرافيا طرابلس؟ وماذا لو قررت تركيا، إذا صحّ الكلام، منح الجنسية التركية الى "أولادها"؟ وماذا لو قررت إيران ان تحذو حذوها؟

لا يختلف اثنان أن وجدان أهالي طرابلس مع الأتراك، لكن لا أحد، حتى "الطرابلسيين" أنفسهم والقيمين على سجلات النفوس هناك وكتّاب التاريخ، كانوا يخالون أن ثلث أهاليها قد يكونون من أصول تركية! في هذا الإطار، أبحر كثيرون في اليومين الماضيين في السجلات، لا سيما سجلات آل كرامي، وعادوا الى عبد الحميد كرامي، أحد زعماء الاستقلال الذي شكل الحكومة اللبنانية الثالثة بعد الإستقلال، فلم يتبينوا في المعلومات إلا أن الرجل درس اللغة التركية الى جانب اللغتين العربية والفارسية، ويوم جلاء العثمانيين عن لبنان عيّنه الملك فيصل حاكماً إدارياً للواء طرابلس وأعطاه اللقب التشريفي التركي Efendi الذي اصبح بلغتنا العربية "أفندي". فمن أين استقى الأفندي - الحفيد معلوماته؟ وما لزوم التفوّه بهذا الكلام، بغض النظر إذا كان حقيقياً أم لا، في وقت يسترسل فيه رجب طيّب أردوغان في الغوص بأحلامه في المنطقة؟

هناك من حاول، منذ أشهر، الهمس بأن وزير العدل السابق أشرف ريفي أصبح لاعباً في "البهو التركي"، لكن الجنرال استطاع وضع النقاط على الحروف وردّ "الطابة" بقساوة في اتجاه مطلقها. خرج ريفي من سيناريوات "القيل والقال" أما طرابلس فتستمرّ واحة خصبة لاتهامات متنوعة، بينها استمرار قابليتها للاشتعال ووجود خلايا إرهابية فيها ممولة من أردوغان. وزير الداخلية سبق وحذّر من خطر آت من "خلايا نائمة" في الشمال. غيره فعلوا أيضاً. لكن، هل تنتظر هكذا خلايا طويلاً بعد إفشاء أمرها لتظهر؟ وماذا تنتظر "الدولة" العارفة بوجود هذه الخلايا لتسيطر عليها بيدٍ من حديد؟ غريبٌ حقاً كل ما حدث سابقاً في طرابلس وما يحدث اليوم من تناقضات تطرح أسئلة لا أجوبة منطقية عليها.

في شوارع طرابلس

وكأن نواب طرابلس هم اليوم مع قاعدة "السكوت من ذهب"! وحده الأفندي يتحرك، من مقلب الى مقلب، فها هو يروح ويجيء الى تركيا ويتحدث عن "مزايا الأتراك" وهو محسوب واقعياً على فريق سياسي يفترض أن له تطلعات مختلفة تماماً. الأحباش أيضاً (جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية) تنشط "تركياً" في حين أنها تنظيم يعادي الإخوان المسلمين وبينه وبين "حزب الله" علاقات وطيدة. فما هذا التباين بين من يمدون الأيدي في طرابلس والشمال الى تركيا وهم ينتمون واقعياً الى الفلك الحزبلاوي؟ سؤالٌ يُسأل. رئيس القسم الديني في دائرة الأوقاف الاسلامية في طرابلس الشيخ فراس بلوط سمع ما قيل عن "أولاد طرابلس"، ويقول: "إنهم يخلطون الحابل بالنابل. وبالتالي كثيرون ذهبوا وعادوا من والى الدولة العثمانية قبل أن تصبح تركيا الحديثة، وهناك من التحقوا بالجيش العثماني وإذا أراد النائب كرامي اعتبار كل من شارك يومها تركياً تكون جذور كل سكان الدول العربية تركية، أسوة بمن شاركوا في قوات الأمم المتحدة لاحقاً. ويستطرد بالقول: توجد في تركيا عائلات المصري والمغربي والأندلسي (مالكو محامص الأندلس) فهل هؤلاء ينتمون الى مصر والمغرب والأندلس؟ إذا اعتبرنا ذلك لا يعود هناك أي مواطن طرابلسي طرابلسياً. ويتابع: إذا أرادت تركيا أن تؤسس لشبكة سياسية او أمنية لها في طرابلس، فلن يكون ذلك من خلال فيصل كرامي الذي يعود الى محور لا ينسجم مع تركيا". يسأل بلوط عن معنى التبعية ويقول: "ثمة مصطلحات فضفاضة مثل الارهاب". يضيف: "لا أحد ينكر أن طرابلس طوال عمرها عاطفتها نحو القضايا الإسلامية، وبالتالي إذا كان المقصود التبعية الوجدانية، فربما، أما التبعية الواقعية فهي للدولة اللبنانية. انزلي الى طرابلس فتري الجميع يلتزمون بالقوانين، باستثناء التبانة. الطرابلسيون متعاونون أما المتطرفون فلا دين لهم".

يستغرب رئيس القسم الديني في دائرة الأوقاف الاسلامية الكلام عن دعم تركي يتعدى المساعدات الانسانية والتربوية، ويقول: "كيف لتركيا ان تفعل ذلك والمؤسسات الرسمية والأمنية بغالبيتها تحت سيطرة حزب الله. ثمة عائلات (سنية) مدعومة من حزب الله تحت خانة "سرايا المقاومة" تحكم الأرض، في حين إذا أمسك سواها بسكين لتقشير البطاطا يقولون عنه ارهابياً. حزب الله قادر على "خردقة" النسيج الطرابلسي حين يشاء أما تركيا فتدخل الى طرابلس وبعض مناطق الشمال لبناء مسجد أو حيطان دعم أو مساعدات غذائية، أما عسكرياً فالأمر "لا يركب في العقل"، فثمة فارق كبير بين كيس الطحين والبندقية".

الثابت، إذاً، أن تركيا موجودة وبعمق في طرابلس والشمال لكن من الباب الإجتماعي. والسؤال، ماذا لو قررت تركيا أن تمنح الجنسية الى طرابلسيين يقال أنهم يتحدرون منها؟ هل ستبقى طرابلس طرابلس؟

إلى الكواشرة...

فلنقصد الكواشرة، القرية اللبنانية الجميلة في قضاء عكار التي تقع ضمن تجمع القرى المسماة الدريب الأوسط، التي يتكلم أهلها اللغة التركية. وماذا لو بدأت طرابلس، مع كل هذا الدعم والمساعدات التركية، تتكلم هي أيضا التركية؟ إنها مسؤولية الدولة اللبنانية التي تهمل ناسها ما يجعلهم يشعرون بالانتماء أكثر الى حيث "وجدانهم". هناك، في الكواشرة، نلتقي مع الشيخ بكر محمد، إمام المسجد، الذي يتحدر بدوره من جذور تركية. يقول الشيخ بكر: "أي واحد يدعمنا، سواء أكانت ايران أو تركيا أو فرنسا أو روسيا، فنحن معه، لكنَّ انتماءنا سيبقى روحياً وسياسياً الى لبنان. إذا أرادوا هم دعمنا فأهلاً وسهلاً. ونحن نعلق العلم التركي حين نستقبلهم ثم نرفعه ونضع العلم اللبناني ولا نذوب في غير لبنان. يضيف: اتصلت بنا المخابرات مرات لسؤالنا عن الوضع داخل الكواشرة وبعد زيارة السفير التركي والقنصل الى منطقتنا. السفير التركي يأتي ليمارس الرياضة عندنا. وهو أتى في عيد الاضحى وجرى بدعم تركي نحر 300 عجل في عكار. تركيا تدعم الشعب الفقير وهذا ما يحتاج إليه ناسنا. وهناك أساتذة يعلّمون الطلاب ساعة في الأسبوع اللغة التركية. وتقام أحيانا محاضرات حول التاريخ التركي. والجامع الذي نصلي فيه قامت تركيا بتلبيسه بالحجر".

وماذا عن الجنسية التركية هل يحملها الشيخ؟ هل يحملها سكان الكواشرة وعيدمون؟ يجيب: "وعدونا بها لكن حتى هذه اللحظة لا يحملها سوى طلاب ذهبوا الى تركيا ليتعلموا. والجنسية حق لنا مثلما يحمل بعض الوزراء الجنسية الأميركية أو الأسترالية أو سواهما". تركيا تعدُ بالجنسية. واللبنانيون مستعدون لحملها كيف لا طالما جنسيتهم اللبنانية لا تحميهم إجتماعياً ومعيشياً وتربوياً وربما أمنياً.

السؤال يتكرر: ماذا عن ثلث الطرابلسيين الذين قيل إنهم أتراك؟

الباحث في تاريخ طرابلس والمجاز في علم الأنساب فؤاد طرابلسي لا يجيب أبداً على هاتفه. هو لا يريد على الأرجح التورط في الموضوع. لكنه سبق وقال في محاضرة قدمها عن ألقاب مدينة طرابلس قديماً وحديثاً، بأنها "عرفت في العصر الفينيقي بمتروبول فينيقيا وبدار الندوة ودار الشورى، وفي العصرين الفاطمي والصليبي بدار العلم وفي العصر المملوكي بالمملكة الشريفة وفي العصر العثماني بالفيحاء". اليوم نعرف طرابلس أيضا بالفيحاء. يبدو أن العثمنة لا تزال تفوح في المدينة ولو بالاسم. والمسؤولية ليست على ناس طرابلس بل على الدولة التي أهملت ناسها.

تركيا ووجدان أهالي طرابلس

ثمة أساتذة في التاريخ سجلوا أيضاً تاريخ طرابلس لكن "السجلات لم تُظهر مَن أصله تركي". ويخبر أحد أساتذة التاريخ أن "أيام العثمانيين عمل طرابلسيون قضاة ومحاسبين و"دفتردار" (وهو أكبر منصب للشؤون المالية في الدولة العثمانية)، وقد يكون هؤلاء حصلوا على الجنسية التركية". وماذا عن كلام فيصل كرامي اليوم؟ يجيب أستاذ التاريخ: "قد يكون حزب الله قال له "ساير" الأتراك كي يزعج السعودية. فمن يتحكم في اللعبة السياسية في طرابلس هو حزب الله. وهو من سمح له على الأرجح أن يذهب مرتين الى تركيا في أقل من شهر". كلام أستاذ التاريخ هذا يُشبه كلام نائب طرابلسي قال: "فيصل يحاول تعزيز حظوظه عند الأتراك، كونه يبحث عن حماية لوضعه السياسي، وحزب الله قد يكون قدم له "قبة باط" في سياق العلاقات الإيرانية - التركية لكن فعلته هذه لن تمر مرور الكرام عند سوريا وسيدفع ثمنها".

الأحباش (جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية) اتُّهموا مراراً أيضاً بصلاتهم مع تركيا. وهم المقربون واقعياً من "حزب الله". أليس في هذا نوع من التناقض؟ يجيب مسؤول اعلام المشاريع الشيخ عبد القادر فاكهاني الموجود خارج البلاد: "هذا الكلام غير صحيح فلا اتصال بيننا وبين تركيا حتى على صعيد العمل الإغاثي أو غيره، لكننا اعتدنا على سماع كلام كثير غير صحيح". وماذا عن كلام فيصل كرامي؟ يجيب: لا تعليق.

الاتهامات كثيرة والكلام الذي يتكرر على ألسنة من يمسكون بالقرار الأمني أو السياسي، عن خلايا ارهابية، ينطلق أساساً من توقعات (واقعية أو نظرية) تدور رحاها في طرابلس والشمال. وأتى حراك فيصل كرامي وكلامه ليطرح السؤال: ماذا يُعدّ للفيحاء؟ وماذا لو طالب ثلث الطرابلسيين بالجنسية التركية؟ هل نتخيل أن نرى فيها ذات يوم مشهداً يشبه مشهد أنقرة أو مرسين أو انطاكيا؟

في قرى الدريب يرفعون العلم التركي

هنا نشير الى وجود خط بحري مباشر يربط بين طرابلس ومرسين، ولكنّ هذا الخط ممسوك من أجهزة الدولة ومراقب بنسبة 10 على 10 من عناصر "سرايا المقاومة". يعني لا شيء يحصل أو قد يحصل هناك، إلا برضى من يمسكون الأرض، ممن قد يسمحون "بقبة باط" لأهالي المدينة كما في أيام الثورة، ولكن عند اتخاذ القرار تتحرك القوات الأمنية في أربع دقائق، "فبين كل خمسة أشخاص هناك ثلاثة من المخابرات وفرع المعلومات".

ماذا عن "تيار المستقبل"؟ منسق "التيار" في تركيا رامي محفوض (الموجود حالياً في تركيا) يطرح ألف سؤال وسؤال قبل أن يقرر الإجابة. وقراره كان التريث. مشيراً الى بيان "تيار المستقبل" ردّاً على فيصل كرامي وفيه: "ان زياراته تأتي في اطار الظهور والاحتماء بالمظلة التركية في ظل متغيرات جوهرية طرأت على نظرة العالم للمتعاونين مع ايران وحزب الله". إذا صحّ هذا فلا يعني أن تركيا لا تعير طرابلس والشمال الآن اهتماماً أكثر من أي أوان. وإذا صحّ ما قال عن جذور ثلث الطرابلسيين فهذا يعني أن لبنان، الذي كنا نقول حين يشتد الويل فيه أنه سيُصبح لبنانات، سيُصبح لبنان وتركيا وايران وفرنسا وروسيا وأميركا... ولن يبقى منه إلا أغنيات فيروز ووديع الصافي وصباح.

 

ثورة جياع” على الطريق.. الفرنسيون للطبقة السياسية: “إحذروا!”

انطوان غطاس صعب/اللواء/19 تشرين الثاني 2020

لا زالت الأوضاع السياسية تدور في حلقة مفرغة، ولا سيّما على خط تأليف الحكومة ، بحيث أن الأمور في مكانها دون تسجيل أي تقدّم، وهذا ما تشير اليه أوساط سياسية مواكبة ومتابعة لمسار التشكيل، والتي تؤكد أن الأمور تدور حول بعض الأسماء والحقائب، ولكن ليس هنالك من أي اتفاق حتى الساعة بين رئيسي الجمهورية ميشال عون، والحكومة المكلّف سعد الحريري، لا بل أن الأوضاع تتخطّى الأسماء والحقائب والمداورة، الى أمور سياسية استجدّت مؤخراً، وهذه الاوضاع حصلت وأدّت الى الفرملة كما هو الحال في الجوّ الاقليمي الرّاهن، وتالياً مرتبطة بالوضعين المحلي والدولي. فعلى الصعيد المحلي هناك انقسامات وخلافات وعدم توافق على الحقائب السيادية خلافاً لما يحكى، بالاضافة الى المداورة والاسماء. أمّا في الشأن الخارجي فهنا تكمن المشكلة، فقد بات واضحاً وجلياً وفق المعلومات المؤكّدة، بأن الرسالة الأميركية الى المسؤولين أن واشنطن والمجتمع الدولي لن يدعموا أيّة حكومة يتمثّل فيها حزب الله، وما العقوبات التي تتوالى الا رسائل تصبّ في خانة التّصعيد الدولي ضد المحور الايراني والقوى الاقليمية التي تدور في فلكه. وهنا تقول المصادر وفق المعلومات الموثوقة أن هناك لائحة جديدة من العقوبات تطال مسؤولين ووزراء ونواباً سابقين لهم ارتباطات وعلاقات مع مرجعيّات سياسية وهؤلاء سيكونون ضمن لائحة العقوبات الجديدة، ضمن رسائل دولية توجّه للطبقة السياسية الحاكمة ليدركوا أهمية الخروج من منظومة المصالح الدائرين في فلكها.هذا الامر تمّ عرضه بشكل مفصّل في الاجتماعات الدولية، أي اللقاء الذي حصل في وزارة الخارجية الفرنسية بين وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، والرئيس ايمانويل ماكرون. وينقل أن هناك توافقاً فرنسياً – أميركياً على العقوبات، ولكن من الطبيعي أن موقف الفرنسيين يتّسم بالسلاسة مع المسؤولين اللبنانيين أكثر من الأميركيين، وانما توصّل الفرنسيون وفق المعطيات الى ما قاله لهم الاميركيون بأنه يجب فرض عقوبات كي يتمّ تسهيل تشكيل الحكومة، وفي حال العكس فان الامور ذاهبة باتجاه تصعيد باريس لهجتها مع الطبقة السياسية الحالية. وعلى هذه الخلفية لن يحصل التأليف في وقت قريب، وثمّة من يشير الى أن الامور ذاهبة الى أكثر من شهرين، وربما ريثما تستلم الادارة الأميركية الجديدة مقاليد الحكم. وضمن هذا السياق، فان الحريري لن يعتذر، وثمة ايحاءات له في هذا المجال لئلا تعوّم حكومة الرئيس حسّان دياب، وهذا ما ينذر بتطورات اقتصادية واجتماعية، وربما ثورة «جياع».

 

الدعم باقٍ... والمودعون "يودّعون" مدخراتهم

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2020

مرّت ثلاثة أشهر على تحذير حاكم مصرف لبنان بنفاد "إحتياطي" العملات الاجنبية ولم يتوقف الدعم. التقديرات في منتصف آب كانت تشير إلى أن الإحتياطي سيلامس 17.5 مليار دولار قبل نهاية تشرين الثاني. وهو الحد الذي لا يستطيع المركزي النزول دونه، وسيكون ملزماً على ترشيد الدعم أو توقيفه، وهذا ما لم يحصل. إنما "ليس في الأمر أعجوبة"، يقول أحد الخبراء الماليين، "فالاحتياطات تتناقص شهرياً؛ إن لم يكن بمعدل مليار دولار قياساً إلى النسق القائم منذ بداية العام، فأقله بين 500 و700 مليون دولار تذهب على دعم السلع الأساسية والسلة الغذائية".

أكثر من نصف الدعم وتحديداً في المشتقات النفطية يذهب إلى التهريب، فيما يستفيد الأغنياء من دعم الكهرباء والبنزين والمازوت وغيرها الكثير من السلع، التي يستهلكونها بشراهة على حساب الفقراء وما تبقى من اموال المودعين في المصرف المركزي.

وفي الوقت الذي تشجع فيه مؤسسات التمويل والإستشارات الدولية على دعم الأسر بشكل مباشر، "ما زال لبنان يسير في الإتجاه الخاطئ مدعوماً بموقف حكومة تصريف الاعمال من جهة، ومصالح الزعماء من جهة ثانية"، يقول الخبير المالي، إذ ان "توقف الدعم مع علمهم المسبق بفشل آليات الدعم المنصف والعادل، سيزيد النقمة عليهم ويهز الكراسي تحت أقدامهم". بيد ان هذا الواقع يقود كل يوم أكثر من الذي سبقه إلى تبخر آمال المودعين بالحصول ولو على جزء بسيط من أموالهم نقداً، واستمرار إستفادة مافيات التهريب وبعض التجار من هذه الأموال على حساب المودع والفقير على حد سواء.

 

أوهام روسيا المسيحيّة

موناليزا فريحة/النهار العربي/19 تشرين الثاني 2020

اتفاق وقف النار في كراباخ الذي رعته موسكو لا يزال ملتبساً، ونقاط عدة فيه تحتاج إلى توضيح، ليس أقلها الدور التركي في مراقبته. فمع أن البرلمان في أنقرة أقر إرسال قوات إلى أذربيجان، ليست حدود دور هذه القوات واضحة، ولم تخفِ موسكو امتعاضها من التفسير الفضفاض لأنقره لدورها فيه. الثابت الوحيد هو أن يريفان هي الخاسر في الاتفاق بينها وبين باكو، وإن يكن ثمة من يرى أنه جنّب الأرمن مذبحة ثانية كانت حتمية.  عوامل عدة رجحت منذ البداية كفة باكو، وخصوصاً تفوقها العسكري ومد أنقره إياها بالمرتزقة والعتاد. وفي المقابل، بدت القدرات العسكرية الأرمينية خجولة، والدعم الروسي فاتراً. ووجد الباحث الفرنسي أوليفييه روا سبباً آخر للانتكاسة التي منيت بها أرمينيا في كراباخ، تمثل في اعتقاد يريفان بخرافة روسيا المسيحية، واقتناعها، على غرار أطياف واسعة من اليمين في أوروبا خصوصاً، بأن موسكو  هي الحصن الأخير للغرب بمواجهة الإسلام.

 في الواقع، ترك اتفاق وقف النار في ناغورنو كراباخ انطباعاً قوياً بأن موسكو تخلت عن الأرمن، وتركتهم يسحقون أمام  باكو وأنقرة. فمع أن التفوق العسكري لأذربيجان كان كافياً من الناحية التقنية لتوفير فوز لباكو في هذه المواجهة، الا أنه ليس مقنعاً سياسياً لمن اعتبر الجولة الأخيرة من النزاع مواجهة مفتوحة بين تركيا وروسيا، وتعدياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ما يعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفناء الخلفي لبلاده.

 ربما راهنت أرمينيا على دعم قوي من موسكو في مواجهة التهديد التركي والمسلم، لأنها صدقت بحسب روا تلك الصورة لروسيا المسيحية التي تشكل الحصن الأخير للغرب في خط الصدع الذي يفصله عن الإسلام والذي تشكل فيه أرمينيا جبهة متقدمة.

 استساغت موسكو  دائماً صورتها حامية للمسيحيين، واستغلتها في سوريا تحديداً، عندما بررت تدخلها هناك بالقضاء على التنظيمات التكفيرية وحماية الأقليات. وقبل وصول أولى قواتها إلى الحرب السورية في صيف 2015، باركت الكنيسة الأرثوذكسية التدريبات التي سبقت التدخل العسكري، وتمت تعبئة 17 كنيسة متنقلة و20 كاهناً، وأعطي 370 جندياً سر العماد. وفي حينه، قال الأب الروسي باسيلي باسكييه، الذي شارك في "التبريكات" إنه رأى أيقونات في قمرة قيادة مقاتلات "سوخوي"، في ما اعتبر امتداداً للتقليد الكنسي منذ زمن الكتاب المقدس، بمباركة الجنود قبل إرسالهم الى الجبهة.

  لم يحمِ التدخل الروسي مسيحيي سوريا، ولم يكن هذا هدفه أصلاً. فبعد أكثر من خمس سنوات من وصول أولى القوات الروسية إلى سوريا، تخلو قرى مسيحية كثيرة من سكانها.

 هدفت المهمة الروسية المستمرة في سوريا إلى حماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان مهدداً بالسقوط. وشكلت سوريا بالنسبة الى سيّد الكرملين فرصة إضافية لملء الفراغ المتزايد الذي كانت واشنطن بدأت تتركه في الشرق الأوسط منذ وصول الرئيس باراك أوباما الى البيت الأبيض عام 2008.

ولعل الصواريخ التي أطلقها الأسطول الروسي من بحر قزوين بعد أسبوع من بدء الضربات الجوية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)،  على بعد 1500 كيلومتر من أهدافها في سوريا، كانت الرسالة الأوضح لواشنطن أن موسكو باتت نداً قوياً لها في المنطقة. وربما لم تكن محض صدفة حصول تلك الضربات يوم عيد الميلاد الثالث والستين لبوتين المولع بعرض العضلات، بمواجهة واشنطن خصوصاً.  أساءت يريفان قراءة سنوات حكم بوتين الحالم باستعادة السيطرة على ما يعتبره فلكاً للنفوذ الروسي والمتحالف مع أردوغان الحامل لواء الإسلاموية. إذ مضى وقت طويل منذ لم تعد تركيا العدو التاريخي الذي كانته السلطة العثمانية لروسيا. ومع أن أردوغان يحب لعب دور الخليفة، كان على يريفان أن تتنبه إلى أن قوات روسية تحارب في خندق واحد تقريباً مع الجيش التركي على أكثر من جبهة ومن دون أي حرج.    

 

هل أميركا تريد حرباً مع إيران وهل طهران تسعى لاتفاق مع واشنطن؟

رياض قهوجي/النهار العربي/19 تشرين الثاني 2020

تشهد العلاقات الأميركية -الايرانية ومنذ اندلاع الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 وانشاء منظومة الولي الفقيه الاسلامية في طهران وتسلمها الحكم حتى اليوم توترا يتصاعد أحيانا ويخف أحيانا أخرى.

 وأسقطت الجمهورية الاسلامية الايرانية حليف أميركا الأول في المنطقة، شاه ايران، مفقدة واشنطن حليفاً رئيسياً في دولة تملك موقعاً جغرافياً استراتيجياً وموارد طبيعية كبيرة. أتى ذلك في وقت كانت الحرب الباردة في أوجها بين أميركا والاتحاد السوفياتي، وكانت ايران تشكل عمقاً استراتيجياً للغرب يواجه الحدود السوفياتية في آسيا الوسطى وبحر البلطيق. وبلغت قوة العلاقات حينها حجماً كانت ايران تمتلك أحدث المقاتلات الأميركية يومها والتي لم تصدرها واشنطن لأي دولة أخرى وهي طائرة اف-14. كما سمح لطهران حينها بانشاء برنامج نووي يشمل بناء مفاعلات ومحطات لتوليد الطاقة واجراء الابحاث. لكن كل ذلك انتهى بين ليلة وضحاها وباتت أميركا لايران "الشيطان الأكبر" وايران لأميركا "عضو محور الشر".  ويرى العديد من المحللين بأن مشاعر القادة لدى الطرفين تتحكم الى حد كبير بقرارات ومنطق أخذ القرار لدى الجهتين، مما يضع امكانية التطبيع بينهما صعبة جداً، ولكن هذا لا يعني أن كلا الطرفين لا يحاول التواصل مع الآخر ويسعى لرسم شكل لهذه العلاقة يمكن التعايش على أساسها. فما هو واقع الحال اليوم والبيت الأبيض على موعد وصول سيده الجديد، جو بايدن، بعد شهرين.

 أول مواجهة بين أميركا وايران وقعت بعد أسابيع قليلة من انتصار الدولة الاسلامية وفرار شاه ايران الى الولايات المتحدة حين أقدم طلاب الثورة الايرانية على احتجاز طاقم السفارة الأميركية رهائن لعام ونصف تقريباً، مما شكل اهانة كبيرة لأميركا قيادة وشعباً حيث احتلت أخبار الرهائن شاشات التلفزة الأميركية طوال هذه الفترة زارعة شعور الغضب والكراهية للنظام الايراني. وزاد فشل عملية الانقاذ العسكرية، التي حاولتها القوات الأميركية، من مشاعر الاحباط والنقمة دفع ثمنها الرئيس جيمي كارتر في الانتخابات التي خسرها لصالح رونالد ريغن، الذي اعتمد سياسة متشددة جداً ضد طهران أدت الى أول مواجهة عسكرية بينهما في مياه الخليج ابان فترة ما يسمى بحرب الناقلات، حيث قامت القوات الأميركية باغراق بعض زوارق وسفن البحرية الايرانية. وكانت أميركا دعمت العراق في حربه مع ايران وسهلت له استلام وتصنيع أسلحة متقدمة لتمكينه من الاستمرار. لكن بعض الجهات الاستخباراتية في الادارة الأميركية اكتشفت في هذه الفنرة بأن النظام الايراني براغماتي ومنفتح على التواصل خلف الكواليس مع واشنطن، وظهر ذلك في فضيحة ما يسمى "ايران غايت" والتي تمكنت ايران خلالها من الحصول على ذخائر وقطع غيار لمعداتها الأميركية الصنع مقابل أموال حصلت عليها الاستخبارات الأميركية لتنفقها على تسليح وتدريب ثوار "الكونترا" في نيكاراغوا.

 بعد انتهاء الحرب العراقية-الايرانية ومن ثم الحرب الباردة بفوز المعسكر الغربي بقيادة أميركا وانهيار الاتحاد السوفياتي، تراجعت حدة الخطابات بين الجانبين. وفيما انشغلت ايران باعادة بناء قدراتها، تحول تركيز أميركا على العراق بعد غزوه الكويت، الأمر الذي أدى الى تعاظم الوجود الأميركي-الغربي في منطقة الخليج العربي مما رفع من مستوى القلق الايراني الذي وجد قوات "الشيطان الأكبر" على جدوده المباشرة. وعندما أطلق الرئيس جورج بوش الأب عملية السلام في الشرق الأوسط متجاهلا كليا دور ايران في المنطقة وانضمت منظمة التحرير الفلسطينية لها، وجدت القيادة الايرانية نفسها في عزلة مهينة لها وهي التي تعتبر نفسها مرجعية للمسلمين والتي تحمل القضية الفلسطينية في طليعة شعاراتها ومقدمة اهدافها. وبدأت ايران تستغل العراقيل التي وضعتها اسرائيل في تنفيذ التزاماتها نحو اتفاقيات السلام كوسيلة لشق طريقها الى وسط القضية الفلسطينية من جهة ولتثبيت نفسها بلبنان عبر "حزب الله" ومباركة دمشق الوصية على لبنان في حينه. ولم تمانع اسرائيل ضمنا في التدخل الايراني عبر مساعدة وتمويل "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"حزب الله"، لأن ذلك كان يعطيها الحجج للتنصل من الاتفاقيات والمضي بسياسة الاستيطان.

 مع وصول ادارة ديموقراطية للبيت الأبيض بقيادة بيل كلينتون تغيرت السياسة الأميركية، وباتت منفتحة أكثر على الحوار والتواصل مع ايران. وتزامن ذلك مع وجود الرئيس محمد خاتمي في سدة الرئاسة بطهران وهو صاحب خطاب حوار الحضارات. جرت حينها أول عملية تواصل كبيرة ومهمة بين الجانبين، لكن لأهداف واجندات مختلفة.

 فالقيادة الأميركية كانت تأمل من التواصل مع خاتمي بأن تتمكن من تقوية التيار الاصلاحي في ايران لمساعدته على اضعاف المرشد الأعلى آية الله الخامنئي تمهيداً لولادة نظام ليبرالي-ديموقراطي من رحم الجمهورية الاسلامية. أما إيران فكانت تريد أن تعترف أميركا بدورها ومكانتها إقليمياً ودولياً ورفع العقوبات المهينة عنها، وتعطيها دوراً مهماً في المنظومة الاقليمية التي كانت تعد عبر عملية السلام. فاعتمدت واشنطن حينها سياسة احتواء ايران وإبقاء التواصل معها مع رفع بعض العقوبات الاقتصادية لتقوية تيار خاتمي. لكن الرياح لم تجرِ كما تشتهي السفن، اذ اكتشفت القيادة الأميركية أن صاحب القرار أولا وأخيراً في طهران هو خامنئي وليس خاتمي.

 يقر علم العلاقات الدولية بأن كل صاحب قرار يحمل في ذهنه صورة نمطية عن العالم والقوى الأخرى، خاصة الخصوم، وتكون هذه الصورة صنيعة خبرات سابقة وتجارب، وقد تجعل منه اما متشدداً أو متهاوناً أو وسطياً في تعامله مع الظروف والتطورات. أظهرت كافة التجارب والخطابات  أن لدى خامنئي صورة نمطية ثابته عن أميركا بأنها قوة لا يمكن الوثوق بها ولا يمكن الاستمرار دونها، وأن من يقف بطريق تحسن العلاقات بينهما هي اسرائيل ودول الخليج العربية. ومع انتخاب الرئيس جورج بوش الابن رئيساً عاد إلى سدة القيادة الأميركية صناع قرار لديهم نظرة متشددة اتجاه ايران، وهي لا تنسى اهانة احتجاز الرهائن. وعندما اجتاحت أميركا أفغانستان والعراق وجدت إيران نفسها محاصرة من جهات عدة من قبل أميركا مما زاد من خوفها،  ودفع بخامنئي لتعزيز مكانة التيار المتشدد المتمثل بالحرس الثوري عبر انتخاب أحمدي نجاد. وشهدت العلاقات توتراً شديداً وقلقاً من امكانية اندلاع الحرب نتيجة انقطاع التواصل كلياً بين الطرفين. لكن ذلك لم يحدث، لأن أحد أهداف ادارة بوش الابن من اجتياح العراق وأفغانستان حينها كان إنشاء أنظمة ديموقراطية رأسمالية على حدود ايران من أجل تشجيع هذا الفكر السياسي داخل ايران وتعزيز مكانة التيار الاصلاحي لقلب النظام. وجاءت العقوبات الدولية التي فرضت على ايران بسبب برنامجها النووي لتزيد من مستوى الضغط واظهار النظام عللى أنه عاجز.

 لكن القيادة الايرانية تحت خامني باتت تدرك  أن سياسة أميركا الخارجية غير مستقرة وقابلة للتغيير مع رؤسائها، فأيقنت لعبة كسب الوقت، وكيفية الاستفادة من أخطاء واشنطن. ومع وصول باراك أوباما لسدة الرئاسة وسحب القوات الأميركية من العراق أيقنت طهران أنها أمام صانع قرار أميركي غير تقليدي ولا يشارك رؤية الساسة الأميركيين التقليديين نحو ايران ولا نحو الاسلام السياسي، وبالتالي دخلت المفاوضات وفي الوقت ذاته استغلت الفراغ الذي أحدثته قرارات أوباما على الساحتين العراقية والسورية لتوسع مناطق نفوذها في المنطقة. وكانت النتيجة اتفاقاً نووياً يجمد تقدم البرنامج الايراني دون انهائه ورفع عقوبات وحرية بالعمل والتحرك في الشرق الأوسط دون المساس بإسرائيل. طبعا هذا لم يدم، لأن عودة الجمهوريين مع شخصية شعبوية مثل دونالد ترامب يملك صورة مسبقة سلبية جداً عن ايران ويرفض أي من سياسات أوباما الداخلية والخارجية، أعاد فرض العقوبات بشكل قاس جداً على ايران واعتمد سياسة التهديد والوعيد، مما شكل صدمة للقيادة الايرانية التي شعرت بالاهانة والضعف. وزاد الأمر بلة اغتيال أميركا لقائدها العسكري قاسم سليماني. لكن هدف ترامب لم يكن يوما دخول حرب مع إيران، وكان ذلك واضحاً في الغائه هجوماً كانت أميركا على وشك شنه على منصات صواريخ ايرانية رداً على اسقاط طائرة دون طيار. بل كان هدف ترامب، الذي ينادي دائماً بعودة القوات الأميركية من الشرق الأوسط، هو الضغط بشدة إما لدفع النظام للدخول بمفاوضات ضمن الشروط الأميركية، أو لاحداث ثورة في الشارع لاسقاط النظام. ومجددا، لعبت طهران خطوة شراء الوقت والمراهنة على سقوط ترامب وعودة الديمقراطيين للسلطة، وهذا ما حدث فعلا.

 ما يمكن استخلاصه من هذه المراجعة أن أميركا لم تسعَ يوما للدخول في حرب مع الجمهورية الاسلامية في ايران. بل هي سعت دائما لسياسة احتواء تترافق مع محاولات لتغيير النظام. فموقع ايران الاستراتيجي، وامتلاكها لمخزون كبير من النفط والغاز وموارد طبيعية أخرى، ووجود جالية ايرانية كبيرة في أميركا وأوروبا مما يعطيها لوبياً فاعلاً، كلها أمور تجعل فكرة الحرب مع ايران مستبعدة رغم ذكريات أزمة احتجاز الرهائن المهينة. ومن ناحية أخرى، لا تسعى ايران لحرب مع أميركا أو اسرائيل رغم تهديداتها المتكررة. فأهم أولويات النظام الشمولي هو البقاء وبالتالي فطهران تدرك أن أي حرب مع أميركا ستكون مدمرة وتعني تهاية النظام. وتدرك أيضاً أن الأمر ذاته ينطبق على حرب مع اسرائيل التي ستأتي أميركا لنجدتها عند الحاجة.

 ولذلك عمدت لاستخدام مجموعات وميليشيات مسلحة لتقاتل بالوكالة عنها كل من أميركا واسرائيل لابعاد شبح الحرب عنها، ولاستنزاف أميركا. ولكنها حتما تعمد لرفع مستوى الردع لديها عبر برامج تسلح تضم تطوير صواريخ باليستية وبرنامج نووي. الا أن الخطر يكمن دائماً بأن يخلف أي هجوم للميليشيات الايرانية خسائر تشعر الأميركي باهانة كبيرة موازية لاهانة هجوم 11 أيلول (سبتمبر ) 2001، الارهابي على الأراضي الأميركية. حينها "لن تسلم الجرة." لعبت ايران أوراقها بمهارة حتى الآن وهي تستعد للتعامل مع رئيس أميركي جديد، فهل تتغير المعادلات أم تبقى على حالها؟

 

حصار ثلاثي وعقوبات بعد التمسّك بثلاثية الفساد

ألان سركيس/نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2020

دخل لبنان مرحلة السوداوية السياسية بعد مرحلة من الضبابية التي كان فيها الأمل كبيراً بولادة حكومة تضع الإنقاذ على السكة الصحيحة.

لم يشكّل إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب فرصة لاستيقاظ المسؤولين ووعيهم كي يبادروا إلى تأليف حكومة سريعاً وفق شروط الشعب اللبناني والمجتمع الدولي، بل إنهم سارعوا إلى حفظ حصصهم ومكتسباتهم خوفاً من التغيير الآتي، وبذلك تبقى البلاد من دون إدارة سياسية في أصعب مرحلة تمر بها وكأن هدف القابضين على السلطة إفراغ لبنان من شعبه وتهجيره وهدم أسس الدولة من أجل السيطرة على لبنان الجديد الذي لا يشبه الكيان الذي نشأ منذ العام 1920. وفي هذا السياق، يبرز التشدّد الدولي أكثر فأكثر من ناحية الإصرار على أي حكومة قد تبصر النور لتطبيق الإصلاحات المطلوبة، وقد باتت للفرنسي والأوروبي ودول الخليج قناعة راسخة بأن الفساد مستشرٍ في كل عرق من عروق الدولة اللبنانية، لكن الفساد الأكبر والهدر موجودان في وزارات الطاقة والأشغال العامة والإتصالات. من هنا فان هناك إصراراً فرنسياً ومن المجتمع الدولي على أن تكون هذه الوزارات في أيادي إختصاصيين مستقلين تماماً عن الطبقة السياسية، وليس إختصاصيين تختارهم الأحزاب، لذلك فان هذه الوزارات الثلاث تبقى العقدة الأساسية في التأليف وليس وزارة المال أو الوزارات السيادية. ويشترط الفرنسي والأميركي وحتى صندوق النقد الدولي أن لا مساعدات من دون إجراء إصلاحات جذرية في هذه القطاعات الثلاثة والتي تستحوذ على القسم الأكبر من موازنة الدولة، فالهدر في وزارة الطاقة بلغ نصف الدين العام وسبّب الأزمات المالية واستنزف الخزينة، كذلك، فان التلزيمات في وزارة الأشغال كانت أم الفضائح وهي من أبواب الهدر الرئيسية، وواجب إلغاء جميع الصناديق والمجالس وعلى رأسها مجلس الإنماء والإعمار، وكان بارزاً وضع عقوبات أميركية على وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس ما كشف جزءاً بسيطاً مما يحصل في هذه الوزارة "الدسمة"، في حين أن وزارة الإتصالات التي كانت تدر الأموال على الخزينة باتت تعرف بمغارة "علي بابا" نظراً للهدر الموجود فيها.

وامام عدم شعور الطبقة السياسية بالأزمة وعدم إكتراثها بمعاناة الناس، فان المعلومات تشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ستفرض في الأيام المقبلة سلة عقوبات جديدة على شخصيات لبنانية وفقاً لقانون "ماغنيتسكي" ما يعني أن هذه العقوبات لا تتعلق فقط بالتعاون مع "حزب الله" بل لها علاقة بالفساد المستشري في الدولة. وتبدو اللهجة الاميركية تصاعدية ضد المسؤولين اللبنانيين بعد فرض عقوبات على رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل والوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل، ما يؤشر الى أن الحصار على الطبقة السياسية سيستمر اميركياً.

في الموازاة فان باريس وأوروبا أصبحتا على قناعة بأن لا جدوى من التعامل مع هذه المنظومة الحاكمة ولذلك قد يلجؤون إلى فرض عقوبات أو أقله المشاركة في عزل هذه الطبقة، في حين أن دول الخليج لا تريد التعامل مع الحكم اللبناني الذي يسيطر عليه "حزب الله"، كما انها لا تريد هدر أموالها ودفع المليارات لحكومة لا تثق بها، وتعلم انها ستذهب هدراً وسرقةً. إذاً، هناك حصار على الطبقة الحاكمة، وهذا الحصار ثلاثي من أميركا واوروبا والخليج، في حين أن الطبقة الحاكمة تتمسك بثلاثية الفساد أي وزارات الطاقة والاشغال والإتصالات وغير آبهة لما قد يحل بالبلد نتيجة المقاطعة العربية والغربية.

 

سوريا أم صوريا ؟

توفيق شومان /19 تشرين الثاني 2020

ورد في مجلة  " العرفان "  (1) اللبنانية   في عددها الصادر في 30 نيسان / ابريل 1909 أن اسم سوريا  مشتق من مدينة صور الواقعة في جنوبي لبنان . 

ويقول المطران يوسف الدبس (1833-1907) في كتابه المعروف " تاريخ سوريا الديني والدنيوي "  إن أول من  استعمل اسم سوريا ، هو المؤرخ الإغريقي ، هيرودتس،  وتبعه الجغرافي  والمؤرخ استرابون،  وقد زار هيرودتس مدينة صور، ولما  كان الإغريق على علاقة تجارية وثيقة مع المدينة، ويزورنها بإستمرار، راحوا يطلقون على أهالي  المدينة اسم الصوريين، ومن الصوريي  اشتقوا كلمة  السوريين، لأن اللغة اليونانية لا تحتوي على حرف " ص" ، فإستبدلوه بحرف " س" (2) .

وبحسب المطران الدبس، أن  كلمة صور مشتقة من كلمة  " صر " الفينيقية ، ومعناها:  الصخر  أو السور أو القلعة .

وإذا كان الدبس لا يسقط من قائمة الإحتمالات ما يقوله مؤرخون آخرون من أن اسم سوريا يعود بجذوره إلى آشور، وتم استبدال " الشين " ب "السين" ، للتخفيف ، فإنه لا يرجح هذا الإحتمال ، وهذا ما ذهب إليه الشيخ أحمد عارف الزين (1884ـ 1960) صاحب مجلة " العرفان   في  كتابه " تاريخ صيدا "، حيث يفرد في مقدمة الكتاب مساحة للتعريف بسوريا ، فيشير إلى احتمال العلاقة غير المرجحة بين آسور وآشور  ، ويورد احتمالات أخرى ، إلا أنه يقول : " الظاهر أن الكتبة اليونانيين  خلطوا بين إسم سوريا و آشور " (3)، واستشهد  في الوقت نفسه بما يقوله رولنسون ، من  أن إسم سوريا  مشتق  من صور  ، ولصور  معنى واحد بالفينيقية والعبرية  والعربية  ، أي الصخرة ، لأن مدينة صورالتاريخية كانت مبنية على الصخر .

وعلى ما يبدو أن إسم سوريا ، كان قليل الإستعمال وشحيح التداول  بين  عرب المنطقة  ، فالشام كصفة تعريفية مطلقة   طغت على التداول اليومي والكتابي والتأليفي بين السكان المحليين ، خصوصا بعد  استعراب بلاد الشام  أو سوريا القديمة  ، واستمر هذا الأمر سائدا وشائعا إلى فترة متأخرة .

ومن آوائل الذين استخدموا إسم سوريا في العصور الحديثة ،  البطريرك  اسطفان الدويهي ( 1630 ـ 1704 ) في كتابه " تاريخ الأزمنة " إذ  يقول  : " لما بلغ  هرقل ملك الروم ، أن دمشق  قد أخذت  ،  قطع الأمل  من كل بلاد الشام وقال : السلام عليك يا سوريا ، وسار إلى القسطنطينية (4) ، ليرد بعد ذلك  إسم سوريا مرة واحدة  في الصفحة 26 ، في كتاب يتجاوز عدد صفحاته  ستمائة صفحة ، بينما استخدم أكثر من  ثلاثمائة مرة الشام وبلاد الشام والبلاد الشامية .

والملاحظ هنا  ان استخدام اسم سوريا ،كما جاء في كتاب الدويهي ، أول  ما  ورد على لسان هرقل + ، في حين ان الدويهي  ما انفك في كتابه  يستعمل الشام أو بلاد الشام .

إلا أن المفارقة في كتاب الدويهي تكمن حين يسرد واقعة عسكرية جرت بين  مدينتي صيدا وبيروت  فيقول : " فيما كان نزول الفرنج على  الدامور بين صيدا وبيروت ، وهناك   قُتل فخرالدين عبد الحميد إبن جمال الدين  ، حجي التنوخي من أمراء الغرب ، وأسروا أخاه شمس الدين عبد الله ، فإشتراه ناصر الدين حسين إبن خضر بثلاثة آلاف دينار صورية "(5) ـ ويقصد سورية ـ  مثلما يشرح محقق الكتاب الآباتي بطرس فهد  ، الأمر الذي يعود أدراجه إلى اشتقاق سوريا من صور كما ورد آنفا في كتاب المطران الدبس ، ونظير ذلك ، يمكن قراءته في" تاريخ الزمان " لإبن العبري ( 1226 ـ 1286) حين يروي نزاعات وخصومات أمراء حلب ودمشق ، فيقول حين فر : " الأفضل الى حلب عند أخيه الظاهر وزحفا الى منبج واحتلاها وانقلبا الى حماه ، دفع لهما ناصر الدين بن تقي الدين ثلاثين ألف دينار صوري"(6) .

ولا يبتعد العلامة  محمد كرد علي ( 1876ـ 1953) في موسوعته " خطط الشام " عن التفسيرات  الجذورية السابقة لإسم سوريا ، ففي الجزء  الأول  من الموسوعة  يشير ، حينا ،  إلى أن " سورية  إسم غلب إطلاقه على القطر الشامي خلال عهد الإسكندر" ، مع تخفيفه من إسم أشوري  لغلبة الأشوريين عليه ، وفي حين آخر يقول : " وقيل إن سبب تسميته بسورية نسبة لصور ثغر الشام القديم ، ومخرج الصاد والسين واحد " (7)

وعلى هذا المذهب ، يذهب  بطريرك  انطاكية مار ميخاييل السرياني الكبير( 1126ـ 1199) في تاريخه ، فيرى أن آشور هم السريان(8) .

ويرد اسم سوريا بسعة وكثرة  في المصادر السريانية ومنها "تاريخ الزمان " لإبن العبري  المذكور  سابقا ، ( راعي ابرشية حلب ) فيقول  على سبيل المثال : " وفي سنة 772 م ارتحل ابو جعفر المنصور من بابل إلى ما بين  النهرين وسوريا واشتد على الأهالي بضرائب باهظة  وحشد كل الفضة والذهب في خزائنه ، فتضايق الناس وجعلوا ينبشون القبور علهم يعثرون على حلي مصوغة مدفونة مع الموتى "(9) ، وما يمكن ملاحظته  أن ابن العبري لا يجمع دائما  بين سوريا وآثور،  ويصعب استخلاص مقصده ومبتغاه  وعما إذا كان ذلك سهو قلم أم غاية لنفسها ،  إلا أنه يقول على أي حال  : "وانتشر في تلك الغضون وباء وجوع في سوريا وآشور لا لنقص الحنطة بل لخلو أيدي الناس من الدراهم  " ( 10) ، ويكرر إبن العبري  اسم سوريا في " كتاب الزمان " 82 مرة من دون أن يأتي على ذكر بلاد الشام .

ويقول ديونسيوس  التلمحري السرياني ( 818ـ 845 )++ في " تاريخ الأزمان : " في عام 692 ، أجرى عبد الملك (بن مروان ) تعديلا في سوريا ، فقد أصدر قانونا صارما ينص على أن يلحق كل فرد ببلدته أو قريته أو مسقط رأسه ويسجل إسمه وإسم أبيه ، وكذلك كرومه وزيتونه وثروته وعدد أولاده وكل ما يملك  ، كان هذا بداية الجزية المفروضة على رؤوس الأفراد " (11) ، وكذلك قوله إن الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ، أصدر مرسوما قاسيا يأمر بقتل الكلاب البيضاء والحمام الأبيض والديوك البيضاء  والقضاءعلى كل الرجال الشقر ، كما أمر أيضا ألا تؤخذ شهادة سوري ضد عربي ، وحدد فدية العربي إثني عشر ألف دينار والسوري ستة آلاف (12).

ولا يخرج مرجع سرياني آخر عن هذا السياق ، فتاريخ بطريرك انطاكية ميخائيل السرياني الكبير  يحفل بوجود سوريا في أجزائه الثلاثة ، ومما جاء في الجزء الثاني : " في سنة 992 يونانية ( غير الميلادية  ) توفي معاوية في دمشق ، بعد أن ساس سوريا 21 سنة ، وخلفه ابنه يزيد وأمضى في الحكم ثلاث سنوات وستة أشهر ، وحدث شغب بين المسلمين ، وفي غمرة هذه القلاقل ، ظهر شخص يدعى مروان بن حكم ،جاء من يثرب الى دمشق ، وجمع الزعماء وقال : أيها القرشيون اسمعوني ، أ نا أكبر سنا من الجميع وقد جئت لأوفق بين أبناء يثرب وأبناء سوريا " (13)، وهذا الحضور الكثيف لسوريا يمكن ان نجده في تاريخ يوحنا الأسيوي ( 14) المتوفي في سنة 585 ميلادية .

لكن في الفترة  نفسها تقريبا  التي تعيننا المصادر السريانية على قراءة مفاصل التاريخ  يأتي ابن القلانسي  ( 1077 ـ 1160 م ) ليتحدث عن الشام وليس سوريا ، ومن ضمن أقواله " : في ذي القعدة 630 هجرية ، وصل القرامطة الى دمشق ونصبوا على أسوارها السلالم وتعلقوا بها وفتحوها قصدا ، وأوقعوا بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، وشنعوا بأهلها  وقتلوا واليها جعفر بن فلاح  ، وسبب ذلك أنهم لما رأوا جعفرا استولى على الشام ، أهمهم أمره وأزعجهم وقلقوا ، لأنهم كانوا قرروا مع ابن طغج أن يحمل إليهم في كل عام ثلاثمائة ألف دينار ، فلما ملكها جعفر ، علموا أن المال يفوتهم ، فعزموا على المسير إلى الشام " ( 15)

وبين الإتجاه  العام للمصادر والمراجع العربية بإستخدام الشام ، وبين المراجع والمصادر السريانية واليونانية بإستخدام سوريا ، يقف ابن عساكر( 1106ـ 1176) في منتصف الطريق ، وهوعلى الرغم من استخدامه الشام إلا أنه يقول : " وقال بعض الرواة إن إسم  الشام  الأول  كان  سورية " (16) ، وهذا ما يذهب إليه أو ما يقاربه ياقوت الحموي ( 1177ـ 1229) في " معجم  البلدان " ، فيقول :" كان إسم الشام الأول سوريا " ( 17) ، غير أن ما ذهب إليه إبن عساكر وياقوت الحموي ، يثير جدلا علميا وتاريخيا ، حول أن تكون بلاد الشام هي الإسم الثاني لسوريا ، فقبل سوريا ، وبصرف النظر عن جذرها الصوري او الآشوري ،أطلقت المدونات المقدسة القديمة ، على المنطقة المذكورة  إسم ، أرض آرام  ، وأرض كنعان .

وليس بعيدا  عن الإسم الثاني ، يذهب ابن خلدون ( 1332ـ 1406) ، فحين يتحدث عن تاريخ الزمان يستخدم سوريا   وينقل  عن ابن العميد (1202 -  1273 ) قوله : " في آيام آحاب أوحى الله إلى ايليا على اياس بن بغسا  ، ففعل ذلك  وأن يبارك  على أدوم في دمشق  ففعل ذلك ... وعلى عهد آحاب جاء  سنداب ملك سوريا فحاصر  آحاب بن عمري  والأسباط العشرة في السامرة "  ( 18 ) ، وما يبعث  على التأمل والتفحص في نص آخر لإبن خلدون ، ما يقوله عن بابل وخلائط  أهلها ، فيجري قوله على هذا النحو : " وأما وجود السحر في أهل بابل وهم من النبط والسريانيين فكثير "  ( 19 ) ، ومن دون أن يشير إلى  رباط  وارتباط أو إلى صلة موصولة بين  السريان  وسوريا وبلاد الشام  على الرغم من ورود  السريان عشرات المرات في تاريخه .

وليس  بعيدا  عن المرحلة الزمنية لإبن  خلدون ، يكتب  ابو الفضل الحلبي (1402ـ 1485م )  كتابه المعروف " تاريخ  مملكة حلب "  فيقول : من مدن الشام المستقلة مدينة طرابلس ، وهي مدينة قديمة تعرف بطرابلس الشام وذلك أنها على شاطىء البحر الشامي (20)  ، ويرد اسم  سوريا  في هذا الكتاب سبع مرات وإسم الشام  21 مرة ،  و في الكتاب  المذكور ، يحاجج ابو الفضل الحلبي ، بعض أسلافه القائلين  إن مدينة حمص كان اسمها القديم سوريا  فيرد عليهم  قائلا: " إن اسم سوريا يطلق على الشام كله وعلى حلب  وعلى غيرها  " (21) ، ومما جاء في كتاب ابو الفضل الحلبي نقلا عن آخرين ، أن سوريا بلدة خربة ، قريبة من حلب ، وإليها يُنسب اللسان السرياني  والقلم السرياني، وكذلك قولهم إن مدينة قنسرين لم يكن اسمها قنسرين ، وإنما كان اسمها سوريا ، فيعيد أبو الفضل الحلبي تكرار ما سبق قوله حول شمولية سوريا  (22) ، وواقع التاريخ لا ينفي احتمال وجود سابق لبلدة أو مدينة إسمها سوريا ، ومن دون أن يلحق مس أو انتقاص  من سوريا التاريخية ، فياقوت الحموي في " معجم البلدان " ، يقول هو الآخر : " سورية موضع في الشام بين خناصرة وسلمية "( 23).

ولو اقتربنا قليلا نحو القرن الخامس عشر الميلادي ، وتم التقليب في كتاب " تاريخ بيروت  " لصالح بن يحي ( نحو العام 1445) لعثرنا على إسم الشام مرات عدة ، ويغيب عن الكتاب ذكر سوريا (24)، وعلى ما يبدو أن هذا النحو الشامي ، شكل المسار التاريخي للمؤلفين والمؤرخين والأعلام العرب أو المستعربين تاريخيا ، ومن ضمنهم أبو الحسن المسعودي ( 895 ـ 957 ) وكتابه " مروج الذهب ومعادن الجوهر "، حيث الوفرة غير المحصورة باستخدام الشام وبلاد الشام والثغور الشامية والساحل الشامي ، وكذلك أبو جعفر الطبري ( 839 - 923 م ) في " تاريخ الرسل والملوك ".

( عودة إلى هيرودتس )

بحسب  كثيرين  ، ان اتخاذ سوريا اسمها من اسوريا والتحول  من أشور الى أسور ، فيها ما يحتاج الى تدقيق ومراجعة ، فبحسب المؤرخ الإغريقي هيردوتس (484ـ 425 ق.م ) ، أن "  الأمطار في بلاد آشور قليلة ، ولا توفر من الرطوبة  إلا ما يسمح بانفلاق الحبة  وللجذر أن ينبت  ، أما نمو الحبوب فيكون بالتروية الإصطناعية ، أي شق الآخاديد والترع ، كما هو الحال في مصر ، بغمر الأرض بالمياه ، ولكن البلاد كما في مصر حافلة بالسدود ، ولا بد للمرء أن يركب القارب ليقطع أكبرها ، والناس هناك ينأوون عن زراعة  التين ولا يعنون بالعنب  أو الزيتون " (25).

والواضح هنا ، أن هيرودتس لا يتحدث عن بلاد الشام التي يكثر فيها التين والعنب والزيتون ، ولا يحتاج أهل الشام  للقوارب لعبور الأنهار ، فآشور التي يعنيها هيرودتس هي العراق ، حيث دجلة والفرات ، والأخير على تخوم بلاد الشام  كما يقول ياقوت الحموي في "معجم البلدان"، فيما السدود النهرية وقنوات الري الكبرى ، عُرفت تاريخيا في مصر والعراق ، وليس في بلاد الشام  حيث أنهارها الصغرى  ، وإلى حدود  تنازع  فيها المؤرخون وما فتؤوا  متنازعين حول أسبقية المصريين أو العراقيين حيال تطوير الزراعة واستجرار المياه إلى مسافات طويلة عبر قنوات مائية لم يعرفها العالم من قبل .

وعلى ما يقول  هيرودوتس أيضا  إن بعض القبائل  من أهل آشور : " لا يتناولون طعاما سوى السمك ، فيصطادونه ثم يعمدون إلى تجفيفه تحت أشعة الشمس ، فيطحنونه بعدئذ بطاحونة من الحجر ، ثم يجري غربلتها بمنخل من القماش ، وبعضهم يؤثره بشكل كعك ، وبعضهم  يتناوله كرغيف الخبز " (26) ،  وهذا ليس من  المعروف في بلاد الشام ،  حيث  الحبوب والخضراوات والفواكه تشكل عماد النظام الغذائي  في المجتمعات الشامية.

والملاحظة الثانية في هذا السياق ، تكمن في تناقض الطباع الفينيقية ـ الكنعانية ـ الشامية ـ السورية  مع الطباع الآشورية ، فالسوريون وأجدادهم الفينيقيون  والآراميون ، وخصوصا الفرع الساحلي منهم ، عُرفوا تاريخيا بالطباع المرنة وليونة التعامل ، وذاك متأت من طبيعة عيشهم القائم على التجارة  والحياة المدينية ، فيما الآشوريون عُرفوا بطباعهم الشرسة  المستمدة من طبيعتهم القائمة على القوة العسكرية ، وهذا ما يجمع عليه المؤرخون ومن ضمنهم ول ديورانت حيث يقول  إن الآشوريين : " ظلوا يسيطرون بقوتهم الوحشية  مائتي سنة على الشرق الأدنى ( 27) ، فيما أرنولد توينبي  يصف الآشوريين بالتالي : " قامت آشور بالدور التدميري   ، وما كادت أن تستكمل  مهمتها  وتتولى انشاء دولة عالمية  في المجتمع الذي هي آفته  ، حتى جلبت الدمار  على  نفسها  بالمغالاة بالروح العسكرية  " +++ ولم يعرف عن السوريين او الفينيقيين ذلك .

 وبطبيعة  الحال  يرد اسم سوريا في تاريخ هيرودوتس  مرات عدة فيقول  مرة :" وأحسب أن مصر كانت في قديم العهد خليجا يمتد من البحر شمال مصر  وآخر يدخلها من بحرالجنوب  ( الهندي ) ويمتد نحو سوريا  ،  ويقول أيضا : " إن تربة مصر لا تشبه أي من تربة البلاد المجاورة  مثل بلاد العرب أو ليبيا أو حتى سوريا التي تشكل الحد البحري لبلاد العرب  " (28) ، ويكمل قائلا : يروي الفينيقيون  انهم كانوا يسكنون بحر العرب (  هيرودتس قال : البحر الأريتري ) في قديم الزمان ثم هاجروا الى الساحل السوري  وما زالوا يسكنون هذا الساحل إلى اليوم وتُعرف هذه المنطقة وما يليها جنوبا بفلسطين "(29)++++.

 ومثل هذا التقسيم  الإسمي  المجرد ، كان من شأنه  أن يرافق مسارات تأليفية تاريخية  متفرقة ، إلا أنه لا يطال  الوحدة الجغرافية  ـ الحضارية  ، ويمكن الإشارة إلى أمثلة امتدت الى القرن العشرين ، مثلما ورد في مجلة " لغة العرب"  البغدادية  ، في مطلع العشرية الثانية من  القرن العشرين الميلادي ، حيث قالت :" كثر في هذه الأيام ذكر الصهيونية  ، وأغلب الناس لا يعرفون عن أمرهم شيئا ... ومما نبه الأفكار إليهم   مبعوثو سوريا وفلسطين ( مجلس المبعوثان  ـ النواب العثماني ) ومما قاله مبعوث القدس الشريف  إن في المدينة المقدسة ثمانين ألف يهودي ، وقد أيد مبعوث الشام ما قاله رصيفه المقدسي وزاد عليه قوله : إن سير هؤلاء الأقوام سبر أمة ليس إلا " (30 ) ، أو كما قال عمرابو النصر : ولما تقدم الحثيون في القرن الرابع عشر قبل المسيح إلى سوريا وفلسطين ، وكانت السلطة آنئذ لملوك مصر "( 31) علما أنه في صفحة سابقة يقول  إن حدود سوريا  تقع  على غربي المتوسط .

إلا أن الطبري ( 839 - 923 م ) الذي  سبق الأب  انستاس الكرملي  صاحب مجلة " لغة العرب "  وعمر ابو النصر  مولدا وتاريخا بقرون عدة ، لا يذهب الى هذه  التجزئة اللفظية   فيقول " : إن مُلك الشام من فلسطين وغيرها صار بعد طيباريوس إلى جايوس بن طيباريوس وأن ملكه كان أربع سنين "( 32) ، ويقول  الطبري ايضا : " وكان ابو بكر قد سمى لكل أمير من أمراء الشام  كورة ، فسمى لأبي عبيد الله بن الجراح حمص ، وليزيد بن أبي سفيان دمشق ، ولشرحبيل بن حسنة الأردن ، ولعمرو بن العاص فلسطين" ( 33) .

وعلى طريق الطبري يخطو ياقوت الحموي ( 1179  ـ 1228) في " معجم البلدان " حين يحدد طول بلاد الشام وعرضها  فيقول  :  " وأما حدها   فمن الفرات  إلى العريش المتاخم للديار المصرية  وأما عرضها فمن جبلي طيء إلى بحر الروم  " (34).

( سوريا  أم  صوريا من جديد )

سبق القول إن إسم سوريا شاع وساد في المرحلة اليونانية ، وبالتحديد بين المؤرخين والكتبة الذين أعقبوا هيرودوتس ، ومن الأخير أخذ الجغرافي والمؤرخ استرابون ، ومع توسعات الإسكندر مشرقا ، باتت سوريا إسما ورمزا  لوحدة جغرافية وحضارية غير مجزئة ، لتنتقل مع الفتوحات العربية إلى مرحلة جديدة طغى عليها استعمال بلاد الشام .

إلا أن إسم سوريا ، راح يبرز من جديد ، إنما بخجل في مطالع القرن السابع عشر ، وسبق القول  إلى ما أتى عليه البطريرك اسطفان الدويهي ، وبعد الأخير   استعمل الأمير حيدر الشهابي  ( 1761ـ  1835) إسم سوريا في كتابه المعروف " تاريخ  أحمد باشا الجزار " (35) ،  وهو جزء من تاريخ مطول معروف  ب " تاريخ الشهابي " والشهابي مولود في قرية معاصر بتدين  في منطقة الشوف اللبنانية ، إلا انه أقام في بلدة شملان .

ومثلما تمت الإشارة إلى ندرة استخدام سوريا في " تاريخ الأزمنة " للدويهي ، فثمة مفارقة مماثلة في كتاب حيدر الشهابي ، إذ ورد إسم الشام  أكثر من 120مرة ، وإسم سوريا خمس مرات فقط. .

وبعد حيدر الشهابي ، جاء الدكتور  ميخائيل مشاقة ( 1799 ـ 1888) ،  مستخدما إسم سوريا ، وذلك في واحد من أهم الكتب التي عالجت الحوادث  الطائفية  في لبنان  وسوريا  في الأعوام 1840 ـ 1860 ، وهذا الكتاب بعنوان : "  مشهد العيان بحوادث سوريا ولبنان " ، (36) وميخائيل مشاقة ولد في بلدة رشميا في جبل لبنان ثم انتقل لاحقا للإقامة في دمشق في ثلاثينيات  القرن التاسع عشر .

وعلى الرغم من استعمال اسم سوريا في كتب حيدر الشهابي وميخائيل مشاقة ، يبدو أن الإسم لم يكن  بذاك  الشيوع في مطلع القرن التاسع عشر ، ففي كتاب " تاريخ سليمان باشا العادل "( 37) لإبراهيم حنا العورة ، الذي عمل كاتبا لإبراهيم  باشا ، خليفة أحمد باشا الجزار على عكا ، يرد إسم بلاد الشام أو الشام 46 مرة ، ولا يرد إسم سوريا مرة واحدة .

ولا يختلف عبد الرحمن  الجبرتي ( 1753 ـ 1822)  عمن سبقوه   ، إذ يكثر في الجزء الثاني  والثالث  من تاريخه من استعمال : بلاد الشام ـ الجهة الشامية ـ  الشام ـ عسكر الشام ـ ( 38) .

ولكن اسم سوريا يرد كثيرا في " الأصول العربية لتاريخ سورية في عهد محمد علي باشا "  لأسد رستم ، ومنها    رسالة  من القنصل الإنكليزي  في بيروت ،مور،  إلى وكيله في مدينة  صور  اللبنانية جرجي عطالله ويقول في الرسالة الأقرب الى اللهجة اللبنانية : " وأما تعريفنا الأول كافي بعلم الإتحاد الذي حصل بين دولة الإنكليز الكبرا ( هكذا ) ودولة بروسيا  ودولة المسكوب ، مع السلطان أي دولة العثمانية بترجيع  سوريا لتحة ( هكذا ) أحكامه" ( 39) ،  وفي رسالة  أخرى تعود إلى العام 1840 من القائد العسكري التركي محمد سليم باشا  الى البطريرك يوسف حبيش  يرد  هذا النص : " لقد شرع  باب همايون  الدولة  العلية  صانها  رب البرية  ، بموافقة  آراء حضرات الملوك  العظام  الإنكليز  ونمسا  وبروسيا ، على رفع الأثقال  الصادرة عن عساكر  المصرية الخوارج  ، عن عدم ولاياتهم وإدمارهم من الوجود قصاصا ،  لما فعلوه من المظالم  في بلاد سوريا " (40).  

وفي فترة قريبة للمحفوظات المصرية يتحدث طنوس الشدياق ( 1805-1861 )   عن  المدن اللبنانية  ومن ضمنها صيدا  ،  فيقول : "  صيدا  مدينة قديمة بناها صيدون بن  كنعان بن حام بن نوح ، وأخذها شلماناصر  ملك آشور قبل  المسيح بسبعماية وعشرين سنة ، وتسلمها الملك اسكندر المكدوني  قبل المسيح بثلاثماية  واثنتين وثلاثين سنة  ، ثم صارت لملوك مصر وسورية  ثم للرومانيين ثم للروم ثم للإسلام "( 41) ، ويحسب  طنوس الشدياق فإن  مدينة عكا  في قائمة المدن اللبنانية  ويقول عنها : "   عكاء بالمد وهي  مدينة قديمة في أرض عكة ، سنة 1290  أمر الملك الأشرف بهدمها فجعلوها قاعا صفصفا ،  وسنة 1799 حاصرها بونابرتي بجيوش الفرنساوبة  ، فأخرب أبنيتها  وهدم سورها  ثم رحل عنها  ، جددها  الجزار ، واليها  ، تحصينها ، فصارت أحصن مدن سورية " (42) .

في العام 1895 ، يكتب شاهين مكاريوس عن الفتن الطائفية  التي جرت في لبنان وسوريا عام 1860 ، فيدمج بين سوريا وبلاد الشام ، ويقول " كانت سوريا أو بلاد الشام من عهد بعيد مقرا للحضارة ومركزا للعز وصفاء العيش وقامت بها الدول الكثيرة ونمت طوائفها نموا واسعا ، وعظمت متاجرها إلى حد لم يرو عن غيرها  من البلدان في التاريخ " ( 43).

ومثل هذا  الأمر يمكن أن نجده في المؤلف الموسوعي للشيخ عبد الرزاق البيطار ، المولود في حي الميدان الدمشقي (1837-1916) ففي الجزء الثالث من كتابه " حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر "  يتحدث عن : "  ناشد راشد باشا والي ولاية سوريا الجليلة ، الوالي المعظم والكبير المكرم ، تعين واليا على الشام وعلى  جميع البلاد السورية ذات الإهتمام "  ( 44) ،  ونلاحظ هنا الوصل  والدمج بين الشام وسوريا .

وهذا الدمج نفسه ، يمكن  ملاحظته  في" الرحلة الشامية " في العام 1910 ، للأمير محمد علي باشا ، حين يتحدث عن مدينة بيروت فيقول إنها : "  مدينة قديمة التاريخ  من أشهر وأهم مدن سوريا التجاربة وهي أكبر ميناء في بلاد الشام  وعدد سكانها يبلغ الآن 150ألف نسمة أغلبهم من الطوائف المسيحية  ...  حيث المسلمون هناك لا يزيد عددهم عن  أربعين ألف نسمة ، على حين أن المسيحيين  يزيد عددهم  نحو مائة ألف نسمة   أو يزيدون" (45).

قبل ذلك ، وبفترة  قليلة ، تظهر سوريا في إطار أهلي ، لعله المرة الأولى ، من خلال "الجمعية  العلمية السورية " في العام 1857، التي   شكلها  بطرس البستاني وناصيف اليازجي  ، وضمت إليهما  حسين بيهم ومحمد ارسلان وعشرات غيرهم، وفي  التاسع والعشرين من أيلول / سبتمبر  من العام 1860 ، يصدر بطرس البستاني صحيفة " نفير سوريا "، وفي عددها الرابع  الصادر بتاريخ الخامس والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر 1860 ، يقول : "سكان سورية على اختلاف  مذاهبهم وهيئاتهم وأجناسهم وتشعباتهم ، هم أبناء وطننا ".

ومع شيوع الصحافة المكتوبة والدوريات المنتظمة وغير المنتظمة ، في آواخر القرن التاسع عشر ، يمكن ملاحظة كثافة حضور سوريا في مختلف المطبوعات الصادرة منذ ذلك الحين ، ففي العدد الثاني  من مجلة " المقتطف " المصرية  ( 1ـ 7 ـ 1876)  ليعقوب صروف ، حديث  عن " علاقة المرصد السوري   بالمراصد الأوروبية والأميركانية حول  حوادث الجو "  ، وابتداء من  العدد الرابع ( 13ـ 9 ـ 1892) من مجلة " الأستاذ "  المصرية ، لعبد الله النديم ، تحضر الكثافة السورية  ومنها : " علينا  معاشرالمصريين والسوريين أن نحيي ما أماته التخاذل من مجد السابقين وشرف المتقدمين " ، وفي العدد الأول من مجلة " الهلال " المصرية لجرجي زيدان ، والمؤرخ بأيلول / سبتمبر 1892 ، تحقيق مطول عن الجرائد العربية ومن ضمنها " الجرائد السورية التي تصدر في بيروت "، وكذلك هي الحال مع مجلة " المنار" لمحمد رشيد رضا  الصادرة في القاهرة  ابتداء من العام 1898 ( 46) وزميلاتها  المصريات الأخريات في المرحلة الزمنية عينها .

ولا تحد الدوريات البيروتية عن الجادة إياها ، ففي مجلة " المشرق " للويس شيخو ، يرد إسم سوريا في العدد الأول ، وفي العدد الثالث  تحقيق عن مرض السل بقلم الدكتور حبيب الدرعوني ، فيقول : " وهذه بلادنا السورية ، فقد نشرت عليها تلك العلة وتوطنت فيها من زمان ليس ببعيد "( 47).

وانتقالا إلى دمشق ، كتبت مجلة "  المقتبس " الدمشقية لمحمد كرد علي في الأول  من شباط / فبراير 1906 : " مضت  نحو ثمانية عقود من السنين  منذ أنشئت أول صحيفة عربية أنشأها  محمد علي الكبير وسماها الوقائع المصرية ،وما لبثت الصحافة أن ولدت ونشأت في  أرض سوريا ثم انتقلت إلى مصر " .

وواقعا   وعمليا ، يمكن اختصار الرأي العام في تلك الحقبة ، وبالتحديد بعد صدور " نفير سوريا " لبطرس البستاني ، وما تلاها من دوريات وصحف مطبوعة ، بكونه ـ الرأي العام ـ شق الطريق لإستعادة إسم سوريا التاريخي ، ومن دون أن يتخلى عن  إسم بلاد الشام المستحدث .

( خاتمة )

إذا كان معظم  التاريخ قائم على الظن  وما تبقى إملاء أهواء ، كما يقول  أحد أهم المؤرخين في القرن العشرين ، ول ديورانت ،  فهذا ما يجعل هذه الدراسة غير مقفلة ، وذلت قابلية مفتوحة على النقاش ، فإنه من جهة ثانية  يمكن الإنطلاق  من مقولة ديورانت إلى القول إن سوريا مرت  بخمسة أطوار إسمية  هي :

ـ أرض كنعان

ـ أرض آرام  

ـ سوريا القديمة

ـ بلاد الشام

ـ سوريا الجديدة

وفيما شكلت بيروت مرفأ دمشق الحديثة ، فإن صيدا وصور شكلتا مرفئي البلاد السورية قديما على ما يقول أغلب المؤرخين والباحثين ، في حين أن سوريا الجديدة ، أكثر ما ظهرت إسما ورمزا ووحدة حضارية في كتابات اللبنانيين المحدثين ، ابتداء من البطريرك اسطفان  الدويهي ، مرورا بالأمير حيدر الشهابي وعبورا بميخائيل مشاقة ، وفتحا غير مسبوق مع بطرس البستاني وصحيفته " نفير سوريا " وانتهاء بمجلات اللبنانيين في مصر ، من مثل  مجلة " المقتطف " ليعقوب صروف ، و مجلة " الهلال " لجرجي زيدان ، مع الأخذ بالإعتبار أولا وأخيرا ، احتمال الإشتقاق اللغوي لسوريا من مدينة صور  الواقعة على الشاطىء اللبناني ـ السوري ـ الشامي ـ الآرامي ، ومع التأمل أن النفوذ  القوي لمدينة صور كان يمتد إلى الداخل السوري ، مثلما  يقول  المؤرخ والعالم الألماني كارل هاينز برنهردت في كتابه المعروف " لبنان القديم "(48).

المراجع والهوامش :

ـ 1ـ مجلة " العرفان " ـ صيدا (لبنان )  الجزء الرابع من المجلد الأول ـ 30 ـ 4 ـ 1909 .

ـ 2ـ الدبس ، يوسف المطران ـ تاريخ سوريا  الديني والدنيوي ـ  الجزء الأول ـ مراجعة وتدقيق  الدكتور مارون رعد ـ إشراف نظير عبود ـ دار نظير عبود ـ بيروت ـ طبعة العام 1994 ـ ص: 31.

ـ3ـ الزين ، احمد عارف الشيخ ـ تاريخ صيدا  ـ مطبعة العرفان ( صيدا ) ـ طبعة العام 1913ـ ص: 15.

ـ4ـ الدويهي ـ اسطفان البطريرك ـ تاريخ الأزمنة ـ  ـ المخطوطة الفاتيكانية رقم 215 من القسم السرياني ـ  تحقيق الآباتي بطرس فهد ـ الطبعة الثالثة ـ منشورات دار لحد خاطر ـ بيروت ـ ص:16ـ من دون ذكر لتاريخ النشر .

+ تحية الوداع المهزومة ، من قبل هرقل لسوريا ، ترد في العديد من كتابات المؤرخين  والمؤلفين العرب الذين سبقوا البطريرك الدويهي ، ومن ضمنهم ياقوت الحموي في " معجم البلدان ".

ـ 5 ـ ص :282ـالمصدر نفسه .

ـ 6ـ إبن العبري ـ تاريخ الزمان ـ نقله إلى العربية الأب إسحق أرملة ـ تقديم موريس فوييه ـ دار المشرق ـ بيروت ـ طبعة العام 1991ـ ص: 232.

ـ 7ـ كرد ، محمد علي ـ خطط الشام ـ الناشر : مؤسسة النوري ـ  دمشق ـ طباعة : مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ـ الطبعة  الثانية 1982 ـ ص : 7.

ـ 8 ـ السرياني ، ميخائيل الكبير ـ تاريخ مار ميخائيل الكبير السرياني ـ الجزء الأول ـ  تعريب مار غريغوريوس صليبا شمعون ـ تقديم مارغريغوريوس يوحنا ابراهيم  ـ دار ماردين للنشر  ـ السليمانية ( العراق ) ـ طبعة  العام 1996ـ ص : 20.

ـ 9 ـ إبن العبري ـ تاريخ الزمان ـ مصدر سابق ـ ص : 9.

ـ 10 ـ إبن العبري ـ تاريخ الزمان ـ مصدر سابق ـ ص :10.

ـ++ـ ثمة اختلاف في مولد ووفاة التلمحري السرياني ، وفي هذا البحث تم اعتماد تاريخ مولده ونشأته استنادا إلى مقالة لحاتم الطحاوي في صحيفة " الحياة " ـ 3ـ 11ـ 2018.

ـ11ـ التلمحري ديونسيوس البطريرك  ـ  تاريخ الأزمان ـ ترجمة شادية توفيق حافظ  ـ  مراجعة السباعي  محمد السباعي ـ  المركز القومي للترجمة  ـ إشراف جابر عصفور ـ  القاهرة ـ  الطبعة الأولى 2008 ـ  ص :29.

ـ 12ـ ديونسيوس التلمحري ـ ص: 40ـ المصدر نفسه.

ـ 13ـ  مار ميخائيل الكبير السرياني ـ  مصدر سابق ـ ص: 365

ـ 14ـ الأسيوي يوحنا ـ تاريخ الكنيسة ـ الكتاب الثالث ـ ترجمة صلاح عبد العزيز محجوب ـ مراجعة محمد خليفة حسن ـ المجلس الأعلى للثقافة ـ القاهرة ـ طبعة العام 2000.

ـ 15 ـ إبن القلانسي ـ تاريخ دمشق ـ الجزء الأول ـ  تحقيق سهيل زكار ـ دار التكوين ـ دمشق ـ طبعة العام 2007ـ ص: 36  .

ـ 16ـ  إبن عساكر ـ  تاريخ مدينة دمشق  ـ  الجزء الأول ـ  تحقيق محب الدين العمري  ـ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع  ـ بيروت  ـ  طبعة  العام 1995 ـ ص: 10 .

ـ 17 ـ  الحموي ياقوت ـ معجم البلدان ـ الجزء الثالث ـ دار صادر ــ بيروت ـ طبعة العام 1977 ـ ص: 311.

ـ 18 ـ إبن خلدون ـ تاريخ إبن خلدون : ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ـ الجزء الثاني ـ تحقيق سهيل زكار ـ دار الفكر للطباعة والنشر ـ بيروت ـ طبعة العام 2000 ـ ص: 130.

ـ 19 ـ إبن خلدون ـ الجزء الأول ـ ص: 658ـ المصدر نفسه .

ـ 20 ـ أبو الفضل الشحنة الحلبي ، محب الدين  ـ  الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب  ـ  تحقيق يوسف بن اليان سركيس الدمشقي  ـ   المطبعة الكاثوليكية  ـ بيروت  ـ طبعة العام 1909  ـ ص :263.

ـ 21ـ  أبو الفضل الحلبي ـ تاريخ  مملكة حلب  ـ ص: 270 ـ المصدر نفسه .

ـ22ـ ـ المصدر نفسه ـ ص: 21ـ 22ـ 23.

ـ 23ـ ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ـ ص: 279ـ مصدر سابق.

ـ 24ـ بن يحي ، صالح ـ تاريخ بيروت وأخبار الأمراء البحتريين من بني الغرب ـ  تحقيق الأب لويس شيخو ـ المطبعة الكاثوليكية ـ بيروت ـ الطبعة الثانية  1927

ـ 25ـ هيرودوت ـ تاريخ هيرودوت ـ ترجمة عبد الإله الملاح ـ مراجعة احمد السقاف و حمد بن صراي ـ المجمع الثقافي ـ أبو ظبي ـ طبعة العام 2001ـ ص: 120.

ـ26ـ هيرودوت ـ المصدر نفسه ـ ص: 123.

ـ 27ـ ديورانت ، ويل وايريل ـ قصة الحضارة ـ  الجزء الأول  من المجلد الأول ـ ترجمة زكي نجيب محمود ـ تقديم محي الدين صابر ـ المنظمة العربية للثقافة والعلوم ـ  بيروت / تونس ـ دار الجيل ـ بيروت ـ طبعة العام 1988 ـ ص: 265.

+++ انظر: ارنولد توينبي ـ مختصر دراسة التاريخ ـ الجزء الأول ـ ترجمة فؤاد محمد شبل ـ المركز القومي للترجمة ـ القاهرة ـ طبعة العام 2011ـ ص : 31.

ـ 28 ـ هيرودوت ـ تاريخ هيرودوت ـ مصدر سابق ـ ص: 137.

ـ 29ـ هيرودوت ـ تاريخ هيرودوت ـ مصدر سابق ـ ص:521.

ـ ++++ في العام 1784  يكتب الرحالة الفرنسي فولني " ثلاثة أعوام في مصر وبر الشام "، فيقول ": إذا خرجت من مصر وسلكت البرزخ الفاصل بيت أفريقيا وآسيا انتهى بك المطاف الى ولاية تركية ثانية معروفة عندنا بسوريا وهي كلمة محرفة من آشور ولم يكن لسوريا اتساعها اليوم ولم تكن تشمل فينيقيا وفلسطين .

انظر: فولني  ، س، ف ـ  ثلاثة أعوام في مصر وبر الشام ـ الجزء الأول  ـ نقله إلى العربية فؤاد افرام البستاني ـ منشورات وزارة التربية والفنون الجميلة ـ بيروت ـ طبعة العام 1949 ـ ص: 179 .

ـ 30 ـ مجلة " لغة العرب "ـ بغداد ـ الجزء الأول ـ تموز / يوليو 1911ـ ص:100 و 103.

ـ 31ـ النصر ، أبو عمر ـ سوريا ولبنان حتى أول القرن التاسع عشر ـ مطبعة وزنوغراف طبارة ـ بيروت ـ الطبعة الثانية1927 ـ ص: 16.

ـ 32ـ الطبري ، أبو جعفر محمد بن جرير ـ تاريخ الرسل والملوك ـ الجزء الأول ـ تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم ـ دار المعارف ـ القاهرة  ـ الطبعة الثانية 1962ـ ص: 606.

ـ33ـ الطبري :  المصدر نفسه ـ الجزء الثالث  ص: 394 .

ـ 34 ـ ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ـ الجزء ااثالث ـ مصدر سابق ـ ص: 312.

ـ 35ـ الشهابي ، الأمير حيدر ـ تاريخ أحمد باشا الجزار ـ تحقيق الأب انطونيوس شبلي والأب اغناطيوس عبده خليفة ـ مكتبة انطوان ـ بيروت ـ طبعة العام 1955.

ـ36ـ  مشاقة، ميخائيل ـ مشهد العيان بحوادث سوريا ولبنان ـ منشؤه ملحم خليل عبدو واندراوش شخاشيري ـ طبعة القاهرة 1908.

للمزيد:

انظر  ايضا : ميخائيل مشاقة ـ تاريخ حوادث الشام ولبنان 1782ـ 1841ـ تعليق الأب لويس معلوف ـ المطبعة الكاثوليكية ـ بيروت 1912.

ـ 37ـ العورة ، ايراهيم المعلم  رئيس ديوان كتاب الإيالة ـ تاريخ ولاية سليمان باشا العادل ـ تعليق قسطنطين المخلصي ـ طبعة دير المخلص ـ لبنان 1936.

ـ 38ـ الجبرتي ، عبد الرحمن بن حسن ـ عجائب الآثار في التراجم والأخبار ـ الجزءان  الثاني والثالث  ـ الطبعة  الثانية ـ  دار الجيل ـ بيروت 1978.

ـ 39 ـ رستم ، أسد ـ الأصول العربية لتاريخ سورية في عهد محمد علي باشا ـ الجزء الخامس ـ منشورات الجامعة الأميركية ـ بيروت 1953.

ـ 40  رستم ، أسد ـ ص:16 ـ الأرواق العربية لتاريخ سوريا في عهد محمد علي باشا  ـ  المطبعة  الأدبية ـ بيروت 1928ـ ـ ص: 16.

ـ 41ـ الشدياق ، طنوس بن يوسف  ـ أخبار الأعيان في جبل لبنان ـ  الجزء الأول ـ إشراف المعلم بطرس البستاني سنة 1859ـ مكتبة العرفان ـ بيروت ـ طبعة العام 1954ـ ص: 12.

ـ 42ـ المصدر نفسه ـ ص: 13.

ـ 43ـ مكاريوس ، شاهين ـ حسر اللثام عن نكبات الشام ـ الطبعة الأولى1895 ـ القاهرة ـ  من دون ذكر للناشر .

ـ 44ـ البيطار ، عبدالرزاق الشيخ ، حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ـ الجزء الثالث ـ حققه ونسقه محمد بهجة البيطار ـ طبع بإذن المجمع العلمي العربي بدمشق ـ الطبعة الثانية 1993 ـ دار صادر ـ  بيروت ـ ص : 1507.

ـ 45ـ باشا ، محمد علي الأمير ـ الرحلة الشامية 1910 ـ حررها ودققها علي أحمد كنعان ـ إشراف نوري الجراح ـ دار السويدي للنشر والتوزيع ـ أبو ظبي ـ  المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت ـ الطبعة الأولى 2002 ـ ص : 50 و52.

ـ 46ـ انظر : المجلد الأول  من مجلة " المنار " ـ الطبعة الثانية ـ مطبعة الوفاء ـ المنصورة (مصر) ـ  من دون ذكر لتاريخ النشر .

ـ 47ـ مجلة " المشرق "  بيروت ـ العدد 3 ـ 1ـ 2ـ 1898.

ـ 48ـ هاينز برنهردت كارل ـ لبنان القديم ـ ترجمة ميشال كيلو ـ مراجعة زياد منى ـ قدمس للنشر والتوزيع ـ دمشق 1999ـ ص : 107.

 

عندما قال الإمام شمس الدين لرفسنجاني: انتهت المقابلة!

أحمد عياش /أساس ميديا/الجمعة 20 تشرين الثاني 2020

ماذا لو أعلنت الجمهورية الإسلامية تعميماً بحظر دخول بعض اللبنانيين إلى إراضيها؟ هل كان مثل هذا التعميم  ليثير تداعيات كتلك التي أثارها خبر غير دقيق عن تعميم صدر أخيراً عن دائرة الهجرة في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة؟

خلال حرب تموز 2006، يروي تجّار جنوبيون من أحد مدن جبل عامل وقائع لقاء جرى بين وفد منهم وبين السفير الإيراني في بيروت مسعود الإدريسي، وكان غاية اللقاء، هو الحصول على تسهيلات تتيح لهؤلاء التجّار نقل أنشطتهم إلى الجمهورية الإسلامية ريثما تنتهي الحرب. لكنّ أعضاء الوفد فوجئوا بالجواب الذي سمعوه من السفير، وعلت وجوههم أمارات الدهشة غير مصدّقين ما سمعوه من الديبلوماسي الإيراني. ووفق ما ردّده لاحقا أستاذ في الجامعة اللبنانية يمتّ بصلة قرابة لأحد أفراد الوفد، وهو لا يزال على قيد الحياة، قال السفير الإدريسي: "كيف تفكّرون بمغادرة لبنان الآن، وقد كتب الله لكم الشهادة فيه؟". ويضيف هذا المصدر قائلاً: "ما سمعه أعضاء الوفد من الإدريسي، كان له وقع الصاعقة على رؤوس زائري السفارة الإيرانية، ولم يجادلوا السفير بما أجابهم على طلبهم وخرجوا خائبين". ما يشبه كلام السفير الإيراني في ذلك الزمن، سمعه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين من الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، كما يروي قيادي سابق في حركة "أمل" لـ"أساس". ففي لقاء جمع الرجلين، قبل أن يصل رفسنجاني إلى المنصب الرئاسي، وكان يومذاك رئيساً لمجلس الشورى في بلاده في ثمانينات القرن الماضي، قال الأخير للشيخ شمس الدين خلال زيارة قام بها إلى مقرّ المجلس الشيعي في ضاحية بيروت الجنوبية: "إذا انتهى أمر 400 ألف شيعي في لبنان، فالإسلام لن ينتهي". عندئذ قام الشيخ شمس الدين من مقعده، وخاطب زائره بجفاء: "انتهت المقابلة"!

ماذا عن خبر حظر دخول لبنانيين إلى دبي؟

في تقدير اوساط نيابية في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اللبناني تحدثت لـ"أساس" شرط عدم الإفصاح عن اسمها، إنّ "الدول المذكورة في الخبر الذي نفته الدوائر الرسمية، دول قد يتسرّب منها أفراد ذوي صلة بالحرس الثوري الإيراني ولو تحت ستار السياحة". وهذه البلدان هي: لبنان، اليمن، سوريا، العراق، ليبيا، أفغانستان، باكستان الصومال، كينيا، تونس، تركيا، وإيران. وكي لا يبدو التعميم مطلقاً، أُرفق التعميم بلائحة استنثاءات تضمّنت الآتي: "الأشخاص الذين هم فوق 60 سنة، السفر كعائلة، حاملي تأشيرة الإقامة في دول أخرى".

الفارق هائل بين خبر التعميم "غير الصحيح" وفق الرواية الرسمية، وبين تعميم تاريخي لا يزال ساري المفعول منذ نجاح ثورة الخميني عام 1979 يقضي بتوظيف جماعات في المنطقة للتخريب في عدد من أقطارها، رافضاً في الوقت نفسه فتح أبواب إيران أمام طالبي الرزق كما تفعل معظم دول العالم، وبالأخصّ أقطار الخليج العربي. وتزامناً مع انتشار خبر التعميم، شهدت العلاقات السعودية – العراقية تطوّراً مهمّاً. فبعد نحو ثلاثة عقود على إغلاقه، افتتح الاربعاء منفذ "جديدة – عرعر" الحدودي الرابط بين السعودية والعراق، في خطوة وصفها مسؤولو البلدين بـ"التاريخية"، ومن المنتظر أن تفتح آفاقاً واسعة لتنمية الاقتصاد والتجارة والاستثمار. ولا يفوت المراقبين أن يلاحظوا أنّ هذا التطوّر يأتي بين الدولة السنيّة الأولى في الخليج، وبين الدولة الشيعية الأولى في العالم العربي. وهذا يعني أنّ بلداً كالعراق يضمّ تشكيلات وفصائل إيرانية بينها "حزب الله – فرع العراق"، لم يصبح تابعاً للنفوذ الإيراني بسبب وجود أكثرية ساحقة من الشيعة وسائر الطوائف والمذاهب في بلاد ما بين النهريّن، بالإضافة إلى المرجعية في النجف التي ترفض أن يخضع العراق لنفوذ الجمهورية الإسلامية.

هل من عبرة في لبنان لما حصل بالأمس في العراق، وبين خبر دبي؟

أوساط شيعية لا تنتمي إلى الثنائي الشيعي الذي يضمّ حركة "أمل" و"حزب الله" تقول لـ"أساس" إنّ العبرة التي يجب أن يستفاد منها هنا، هو أنّ "بلداً كلبنان هو بأمس الحاجة لكي يكون على علاقات متينة جدا مع عالمه العربي، لا سيما الخليجي منه. لكن ما يحصل اليوم هو معاكس لهذه الحاجة. والسبب أنّ التاثير الذي يمارسه "حزب الله" ارتباطاً بالسياسة الإيرانية، يقيم الجدران بين لبنان ومحيطه العربي ويهدّد بعزله عن العالم الأوسع". ودعت هذه الأوساط إلى التشبّه بالعراق الذي تتطلّع غالبيته الشيعية إلى أفضل العلاقات مع جيران في الخليج وأشقائه في العالم العربي.

في زمن الصعوبات الهائلة التي يجتازها لبنان، يفتقد اللبنانيون شخصية فذّة مثل شخصية الإمام الراحل شمس الدين ليقف في وجه النفوذ الإيراني قائلاً: "انتهت المقابلة".

 

عن "المالية" التي طارت من عون بتوافق حريري - شيعي!

ملاك عقيل/أساس ميديا/الجمعة 20 تشرين الثاني 2020

يتقاذف الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، ومعه النائب جبران باسيل، "كرة" تعطيل تأليف الحكومة. وبانتظار صفارة حكم إعلان نهاية "الماتش الكبير" بين الأميركيين وحزب الله، على "الملعب" اللبناني، يذهب الحريري نحو المزيد من التشدّد في شروطه: لا إعتذار ولا تنازل عن التكليف... إلى ما شاء التأليف. في أحد اللقاءات التي جمعت عون والحريري في بعبدا فاتح الأخير رئيس الجمهورية بما لن يسمح أن يحصل داخل حكومته قائلاً له إنّه يتفهّم "عدم تسمية تكتل جبران باسيل له خلال استشارات التكليف، لكن ما لا يستطيع أن يفهمه أو يقبل به أن يعمد الفريق الذي رفض وجوده على رأس الحكومة إلى الاستيلاء على الثلث المعطّل داخل الحكومة. فهل أمنح هذا الفريق ورقة تطيير حكومتي وإسقاطي في أيّ لحظة؟". من هذا المنطلق تحديداً سعى الحريري ولا يزال لإبعاد تحكّم فريق رئيس الجمهورية وباسيل بمصير حكومته، رافضاً أن يكون لرئيس الجمهورية وحده حقّ تسمية الوزراء المسيحيين (ومن خلفه باسيل)، وعبر التمسّك بصيغة الـ18 وزيراً بعد تقديم تنازل بالتخلي عن صيغة الـ14. بانتظار صفارة حكم إعلان نهاية "الماتش الكبير" بين الأميركيين وحزب الله، على "الملعب" اللبناني، يذهب الحريري نحو المزيد من التشدّد في شروطه: لا إعتذار ولا تنازل عن التكليف... إلى ما شاء التأليف

تقول مصادر الحريري في هذا السياق: "لا نسمع إلا من باسيل والعونيين فقط بأنّ حركة أمل وحزب الله ووليد جنبلاط يريدون أن يسمّوا وزراءهم في الحكومة، فيما الواقع هو غير ذلك، بغية التحجّج فقط ببقاء ورقة تسمية الوزراء المسيحيين بيدّ عون وباسيل من دون نقاش حتّى مع الرئيس المكلّف". لكنّ اتّهام العونيين للحريري بـ"السلبطة" على الفريق المسيحي داخل الحكومة لا يتوقف عند هذا الحدّ. ففي أروقة التيار الوطني الحرّ حديث عن ترتيب الحريري بقاء المالية بيدّ الطرف الشيعي كي لا توصل المداورة الشاملة حقيبة المالية إلى يدّ رئيس الجمهورية!

وفق المعلومات، فإنّ ميشال عون كان يروّج في البداية في دائرته الضيّقة لاسم شخصية مسيحية "كفوءة وذات خبرة" لتولّي وزارة المال، لكنّه فوجئ كما باسيل بالتشدّد ببقاء حقيبة المال مع الطرف الشيعي واعتبارها من ضمن "مخصّصات" الطائفة. وهو واقع يؤكد عون في مجالسه الخاصة رفضه له واعتباره "بمثابة إنقلاب على الطائف والعهد وعلى عون شخصياً بمؤازرة من حزب الله". وقد يفسّر ذلك تمسّك عون اليوم بحقيبة الداخلية مؤكداً أنّها "باتت خارج النقاش".  ويبدو أن الحريري قد استفاد من "دروس" الحكومات السابقة. إذ تؤكّد مصادره أنّ "التيار الوطني الحرّ الذي يلوم الحريرية السياسية ويتهمها بارتكابات في السلطة يريد أن يغضّ النظر عن واقع أنه بعد العام 2005 هناك من لم يَسمح للحريري وفريقه بأن يشارك في الحكومة إلا من ضمن حكومات وحدة وطنية، وحين كان "تيار المستقبل" خارجاً عمد هذا الفريق إلى تشكيل حكومات أكثرية. حصل هذا الأمر في حكومة نجيب ميقاتي ومن ثم في حكومة حسان دياب. وهذان الخياران مرفوضان تماماً عند الحريري. وقد شكّلا مساراً من التعطيل الدائم حين كان الحريري في السلطة وخارجها. وبالتالي فالرئيس المكلّف لن يقبل بحكومة وحدة وطنية مموّهة بوزراء إختصاصيين ولن يؤلّف حكومة أكثرية بوجه أحد... ولن يعتذر".

 

"القوميّة المسيحية" باقية مع ترامب... وتتمدّد

ترجمة جودي الأسمر /أساس ميديا/الجمعة 20 تشرين الثاني 2020

بقلم كاثرين ستيوارت Katherine Stewart * (نيويورك تايمز)

ربما يكون حليفهم قد خسر البيت الأبيض، لكن القوميين المسيحيين ما زالوا يخطّطون لكسب الحرب.

هل سيجبر انتصار الرئيس المنتخب جو بايدن القوميين المسيحيين في أميركا على إعادة التفكير في التحالف غير المقدّس الذي دعم ولاية دونالد ترامب طوال أربع سنوات، كواحد من أخطر الرؤساء في البلاد؟

لا تعتمدوا هذا الاحتمال.

تُعدّ انتخابات 2020 دليلاً على أنّ الاستبداد الديني باقٍ، وتشير المؤشرات المبكرة الآن إلى أنّ الحركة تبدو مصمّمة على إعادة تفسير الهزيمة على رأس القائمة كدليل على الاضطهاد وعلى صوابية عقيدتها. مع ترامب أو دونه، سيظلّون ملتزمين بالسياسات غير الليبرالية التي جسّدها الرئيس باقتدار.

مثلما حدث في عام 2016 ، غالباً ما يدور التحليل المبكر لنتائج انتخابات عام 2020 حول الانقسامات العرقية، والحضرية - الريفية، والدخل والتعليم. لكنّ الانقسام الديني يروي قصة مقنعة بالقدر نفسه. وفقاً لاستطلاعات الرأي الأوّلية التي أجرتها شركة Edison Research (البيانات تقريبية في هذه المرحلة)، تمّ تحديد 28% من الناخبين إما على أنّهم من البيض الإنجيليين أو من البيض المسيحيين المهتدين (المولودين من جديد)، ومن هؤلاء، صوّت 76% لترامب. إذا كانت هذه الأرقام ثابتة (بعض استطلاعات الرأي الأخرى حدّدت النسبة الدينية عند رقم أقل. بينما وضع البعض الآخر نسبة دعم ترامب في رقم أعلى)، فإنّ هذه النتائج تشير إلى استمرار هذه المجموعة في  دعمه.

لكي نكون واضحين، فإنّ جوهر الكتلة الانتخابية لترامب لا تأتي من الإنجيليين البيض على هذا النحو، لكن من مجموعة متداخلة من الأشخاص ليس بالضرورة أن يكونوا إنجيليين وليس بالضرورة أن يكونوا من البيض، يتعاطفون على الأقل مع القومية المسيحية. وهي قوامها فكرة أنّ الولايات المتحدة هي دولة مسيحية، ويجب أن تكون محكومة بفهم رجعي للقيم المسيحية. لسوء الحظ، يصعب العثور على البيانات الخاصة بهذه المجموعة إلا في العمل الذي بحثه بعمق علماء الاجتماع، مثل أندرو وايتهيد وصمويل بيري.

معظم منظّمي استطلاعات الرأي يحذفون الهويات الدينية المعقّدة ويذهبون إلى تسميات عريضة. لذا، فهم يفشلون في الفصل بين المجالات المختلفة لدعم ترامب. هناك مؤشرات على أنّ الرئيس في الواقع وسّع استقطابه بين غير البيض الإنجيليين والمسيحيين الملوّنين المولودين من جديد، خصوصاً بين اللاتينيين. من ناحية أخرى، يبدو أنّ بايدن، الذي جعل التواصل الإيماني سمة رئيسية في حملته، قد حقّق أداءً جيداً بين الناخبين المعتدلين والتقدميين من جميع الأديان.

قال رالف ريد، رئيس "ائتلاف الإيمان والحرية"، والناشط اليميني الديني منذ زمن طويل، في مقابلة أعقبت الانتخابات، إنّ الناخبين المحافظين المتديّنين "جاءوا بأعداد هائلة، بزيادة سبعة ملايين ونصف المليون عن أرقام لعام 2016، التي كانت قياسية"، مضيفاً: "نعتقد أنهم السبب وراء هيمنة الجمهوريين على مجلس الشيوخ".

في ردودهم على نتيجة الانتخابات، ساند بعض قادة اليمين الديني البارزين أو ظلّوا صادقين مع الخط الترامبي الكاذب الزاعم تزوير الانتخابات. قالت ميشيل باشمان، عضو الكونغرس السابقة عن ولاية مينيسوتا والمرشّحة الرئاسية لعام 2012: "حطّم الوهم، يا أبتاه، بأن جو بايدن هو رئيسنا. إنه ليس كذلك".

في مجلة Crisis Magazine، وهي مطبوعة كاثوليكية محافظة، شبّه ريتشارد سي أنتال التقارير الإعلامية عن انتصار بايدن وهاريس بأنّها "انقلاب". وأضاف مات ستافير، رئيس ومؤسس Liberty Counsel، أنّ “ما نشهده يحدث فقط في الأنظمة الشيوعية أو القمعية. يجب ألّا نسمح بحدوث هذا الاحتيال في أمريكا".

حتّى حين حاولت شخصيات جمهورية بارزة مثل جورج دبليو بوش وميت رومني دفع ترامب ببطء نحو الخروج، استمرّ قادة اليمين الديني في السيطرة على المتاريس. المتحدّث المحافظ وعضو مركز "فالكيرك"، ديفيد هاريس جونيور، عبّر عن رأيه على النحو التالي: "إذا كنتم مؤمنين، وتؤمنون أنّ الله عيّن دونالد ترامب لإدارة هذا البلد، لقيادة هذا البلد، وتؤمنون كما أفعل بأنّه سيعاد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، إذن يا أصدقاء، عليكم أن تحصّنوا قلوبكم، عليكم أن تحصّنوا سلامكم. نحن الآن في حالة حرب".

امتنع آخرون عن تأييد مزاعم ترامب الأكثر شراسة بتزوير الانتخابات، لكنّهم أيدوا حقّه في الطعن في النتائج. قال ريد لـ Religion News Service: "ستنتهي هذه الانتخابات عندما تكتمل عمليات إعادة الفرز هذه، ويتمّ حلّ تلك التحدّيات القانونية".

وغرّد القسّ فرانكلين غراهام أنّ المحاكم "ستحدّد من سيفوز بالرئاسة". ولاحظ القسّ المحافظ روبرت غيفريس، الذي ألقى خطبة قبل حفل تنصيب ترامب في عام 2017، أنّ فوز بايدن كان "النتيجة الأكثر ترجيحاً".

بعد معالجة خيبة أملهم، قد يعترف القوميون المسيحيون بحقيقة انتصار جو بايدن. ومع ذلك، لا يوجد ما يشير إلى أنّ هذا سيخفّف من نظرتهم المروّعة، التي بموجبها يمثّل جانب واحد من الانقسام السياسي الأمريكي شرّاً لا يمكن تخفيفه.

خلال تجمع صلاة افتراضي في 11 تشرين الثاني نظّمه مجلس أبحاث الأسرة، قيّم أحد المتحدّثين الرئيسيين الانتخابات على أنّها نتيجة "للعقيدة الملحدة التي أرادت ابتلاع منازلنا، وتدمير زيجاتنا، وإلقاء أطفالنا في أنهار من الارتباك".

وأكد جيم غارلو، القس الإنجيلي الذي كان هدفه "جلب المبادئ التوراتية للحكم إلى القادة الحكوميين"، أنّ بايدن وهاريس على رأس "أيديولوجيا" هي "ضدّ المسيح، ضدّ الكتاب المقدس حتّى جوهره".

إنّ التعليقات التي تتدفق من هذه الشخصيات وغيرها قد تُنسى عندما يتولّى بايدن منصبه. لكنّهم يستحقّون الانتباه الآن لما يقولونه عن ماهية الحركة. بينما يواصل العديد من الغرباء التفكير في القومية المسيحية على أنّها حركة اجتماعية تنشأ من الألف إلى الياء، إلا أنّها في الواقع حركة سياسية تعمل في الغالب من أعلى إلى أسفل. وقواعد الحركة متنوّعة، تأتي إلى كنائسها مع مجموعة لا حصر لها من الدوافع والاهتمامات، لكنّ قادتها أكثر اتحاداً بكثير.

إنّهم يتعاونون في شبكة كثيفة الترابط من مراكز الفكر، ومجموعات السياسة، والمنظمات الناشطة، ومجموعات المناصرة القانونية، والشبكات الرعوية المحافظة. ما يربطهم معاً ليس أيّ هيكل قيادة مركزي، بل أيديولوجية سياسية راديكالية معادية بشدة للديمقراطية والتعدّدية، وأسلوب سياسي معيّن يسعى إلى إثارة الذعر الأخلاقي، ومكافأة المصاب بجنون العظمة، وينظرون إلى كلّ صراع حزبي على أنّه حريق هائل، كأنّه نهاية العالم. السياسة الحزبية هي شريان الحياة لحركتهم.

إذا ما نظرنا إلى الحركة من منظور قادتها، فمن الأسهل أن نرى لماذا من غير المرجّح أن تتغيّر في الظروف السياسية الجديدة التي نجد أنفسنا فيها. قوّة القيادة هي وظيفة ما لا يقل عن ثلاث حقائق هيكلية أساسية في أميركا داخل الحياة السياسية والاقتصادية، وهذه الحقائق لن تتغيّر في أيّ وقت قريب.

الحقيقة الأولى، هي التفاوت الاقتصادي المتزايد الذي أنتج ثروات مذهلة للقلّة، بينما تكافح الكثير من العائلات العادية من أجل العيش. يحصل قادة الحركة على قدر كبير من الدعم لعملياتهم المموّلة جيداً من كادر من الأفراد فاحشي الثراء والعائلات الملتزمة بأصولية السوق الحرّة بقدر التزامها بالدين الرجعي. يحتاج المانحون بدورهم إلى ما يسمّى "ناخبي القيم" من أجل تأمين أجندتهم الاقتصادية المتمثّلة في انخفاض الضرائب للأثرياء والحدّ الأدنى من تنظيم الدولة للاقتصاد. يشمل هؤلاء المتبرّعون، من بين كثيرين آخرين، عائلة Prince-DeVos، والأخوة المليارديريين Welx، وأفراد عائلة Green، التي ساعدت ثروتها Hobby Lobby في بناء متحف الكتاب المقدس. ,تحصل الحركة على جزء كبير آخر من تمويلها من الكتلة الكبيرة من الناس الذين غالباً ما يكونون في الدرجات الوسطى من الترتيب الاقتصادي، والذين تحوّل استيائهم المتنامي بشدة تجاه من هم دونهم إلى ثروة لجمع الأموال.

الحقيقة الثانية، وهي الحقيقة الهيكلية التي يجب مراعاتها، أنّ القومية المسيحية تخلق مجالاً لصناعة رسائل منعزلة بشكل فريد. يحصل العديد من الأعضاء المنضوين في هذه الحركة، على معلوماتهم السياسية الرئيسية ليس فقط من منصات الرسائل التي تبقي جمهورهم في عالم منفصل عن الواقع، ولكن أيضاً من الشبكات الدينية المكرّسة ورجال الدين الرجعيين. في الواقع، كان ترامب قادراً على الاحتفاظ بنسبة عالية من الأصوات في مواجهة مثل هذه الأدلة الدامغة على المخالفات، التي هي دليل كافٍ على أن النهاية الدينية القومية لفقاعة المعلومات اليمينية أصبحت أكثر وليس أقل مقاومة بمرور الوقت.

الحقيقة الثالثة، وهي العامل الحاسم، أنّ النظام السياسي هو الذي يعطي قوّة غير متكافئة لأقلية شديدة التنظيم والمشاركة والولاء. كانت إحدى الاستراتيجيات الأكثر موثوقية لإنتاج تلك المجموعة التي لا تتزعزع، هي حملهم على الموافقة على أنّ الإجهاض هو الإجابة السهلة على كلّ سؤال سياسي صعب. في الآونة الأخيرة، حوّل قادة اليمين الديني تركيزهم أكثر إلى فهم خادع لما يسمّونه "الحرية الدينية"، لكنّ الاستراتيجية الأساسية هي نفسها: جعل الأفراد يرون تصويتهم الحزبي بصفته الطريقة الأساسية لحماية ثقافتهم وهويتهم الدينية.

لقد عرف الجمهوريون منذ فترة طويلة أنّ القضاء هو أحد أكثر أدوات حكم الأقليات فعالية. سيكون نجاح ترامب في حشد السلطة القضائية الفيدرالية - حتّى كتابة هذه السطور، 220 قاضياً فيدرالياً، بما في ذلك ثلاثة قضاة في المحكمة العليا - أحد أكثر تحركاته تدميراً. إنّ احتمال ترسيخ حكم الأقلية بشكل أكبر في السنوات المقبلة سيبقي التحالف بين الجمهوريين واليمين الديني على قيد الحياة.

ربما يكون الجانب الأكثر إثارة للقلق في استجابة القومية المسيحية لانتخابات 2020، هو أنّنا شاهدنا هذا الفيلم من قبل. إنّ شعار "الانتخابات المسروقة" الهزلي لن يعيد ترامب إلى المكتب البيضاوي. لكن بعد ذلك، لم تؤدّ هذه السردية إلى إخراج الرئيس باراك أوباما من منصبه أيضاً. الهدف من الروايات التآمرية والخطاب الرهيب هو إرساء الأساس لسياسة العرقلة الكاملة، استعداداً لعودة الحاكم "الشرعي".

أفضل تخمين هو أنّ الاستبداد الديني في السنوات الأربع المقبلة سيبدو كبيراً كما كان في السنوات الأربع الماضية. نحن نتجاهل التداعيات السياسية على ديمقراطيتنا، وهذا سيعرّضنا للخطر.

*كاترين ستيوارت مؤلفة كتاب "عابدو السلطة: داخل السطوع الخطير للقومية الدينية".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون تلقى برقيات تهنئة بالاستقلال واستقبل دل كول: ترسيم الحدود البحرية وفق الخط البري من نقطة رأس الناقورة استنادا الى خط وسط

وطنية - الخميس 19 تشرين الثاني 2020

اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن امله في "ان تثمر المفاوضات الجارية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، فيسترجع لبنان جميع حقوقه بالاستناد الى القوانين الدولية".

وابلغ الرئيس عون قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال استيفانو دل كول الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "ترسيم الحدود البحرية يتم على أساس الخط الذي ينطلق برا من نقطة رأس الناقورة، استنادا الى المبدأ العام المعروف بالخط الوسطي من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية الفلسطينية المحتلة"، مؤكدا "ضرورة تصحيح "الخط الأزرق" ليصبح متطابقا للحدود البرية المعترف بها دوليا". وابلغ الرئيس عون الجنرال دل كول "شكر لبنان على المساعدة التي قدمتها "اليونيفيل" بعد انفجار مرفأ بيروت، لا سيما لجهة المساعدة في الحفاظ على الطابع التراثي في محلة مار مخايل وإزالة نحو 500 طن من الأنقاض، وحماية مبنى وزارة الخارجية والمساعدة في تنظيف المرفأ وتخزين 150 طنا من الحجارة وواجهات خشب صالحة لاعادة استعمالها". واذ قدر الرئيس عون جهود "اليونيفيل" في استضافة اجتماعات الالية الثلاثية التي تجري في رأس الناقورة، عرض لملاحظات لبنان "على التقرير الذي قدمه قبل يومين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن"، مشددا على "أهمية تعزيز التنسيق بين الجيش اللبناني و"اليونيفيل" لما يؤمن حسن تنفيذ المهام المطلوبة من القوتين اللبنانية والدولية. وكان الجنرال دل كول قدم عرضا للوضع الراهن في منطقة عمليات " اليونيفيل" إضافة الى ما قامت به القوات الدولية في بيروت في المساعدة على تنظيف المرفأ، مشددا على التعاون القائم بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني"، مسجلا ارتياحا للمفاوضات الجارية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

برقيات تهنئة بالاستقلال

الى ذلك، تلقى الرئيس عون المزيد من برقيات التهنئة لمناسبة حلول الذكرى السابعة والسبعين للاستقلال من عدد من رؤساء وملوك الدول الشقيقة والصديقة.

الرئيس السوري

وجاء في برقية الرئيس السوري بشار الأسد: "يشرفني بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لاستقلال لبنان الشقيق ان أتقدم اليكم والى الشعب اللبناني باحر التهاني القلبية واطيب التمنيات، بان ينعم بلدكم دائما بالأمان والاستقرار وان يمضي في مسيرته نحو المزيد من التقدم والازدهار.

ان الحقبة الاستعمارية الطويلة التي عاشها لبنان وسوريا في الماضي، والمحاولات الحالية التي يشهدها البلدان للتدخل في شؤونهما الداخلية من قبل دول الاستعمار الحديث، تظهر بوضوح نوايا تلك الدول تجاه منطقتنا ومخططاتها لارجاعها الى عهود الانتداب ولكن بطرق وأساليب مختلفة.

نسأل الله الأخ الرئيس ان يمدكم بموفور الصحة والعافية والهناء وان يجنب لبنان كل مكروه واذى".

العاهل المغربي

وجاء في برقية العاهل المغربي الملك محمد السادس: "يطيب لي والجمهورية اللبنانية تحتفل بعيدها الوطني ان ابعث اليكم باحر التهاني واصدق التمنيات لشعبكم الشقيق بالتقدم والازدهار. كما اعرب لكم عن تثميني لما يجمع بين بلدينا من علاقات متينة قوامها الاخوة الصادقة والتضامن الفاعل والتقدير المتبادل، مؤكدا لكم حرص المملكة المغربية على توطيد هذه العلاقات والارتقاء بتعاوننا الثنائي بما يستجيب وتطلعات شعبينا الشقيقين".

الرئيس المصري

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في برقيته: "انه ليسعدني بمناسبة احتفال الجمهورية اللبنانية بذكرى يوم الاستقلال، ان أتقدم الى فخامتكم والى الشعب اللبناني الشقيق باصدق التهاني القلبية والتمنيات الأخوية. واغتنم هذه المناسبة الطيبة كي اشيد بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط بين مصر ولبنان، مؤكدا حرصنا الدائم على تقويتها وترسيخها في جميع المجالات بما يحقق المصالح المشتركة لبلدينا الشقيقين. كما اعرب عن دعم مصر الكامل - حكومة وشعبا - للاشقاء في لبنان من اجل تحقيق ما يصبو اليه الشعب اللبناني الشقيق من آمال وطموحات.

فخامة الرئيس والاخ العزيز، أتمنى لكم التمتع بموفور الصحة والسعادة، وللشعب اللبناني الشقيق المزيد من الاستقرار والتنمية والرخاء".

كذلك وردت برقيات تهنئة من رئيس النمسا الكسندر فان دير بيلين ورئيس الغابون علي بونغو ورئيس جمهورية الباراغواي ماريو عبده ورئيس جمهورية بنين باتريس تالون، ورئيس لجنة شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ دون".

 

وفاة الأديب فؤاد الريس بـ”كورونا”

 الوكالة الوطنية للإعلام /19 تشرين الثاني 2020

غيّب الموت الأديب فؤاد شاهين الريّس إثر إصابته بفيروس “كورونا”.والراحل من عاليه، وُلد العام 1937، وتخرّج من كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، عمل في الصحافة الخليجية لسنوات وأسّس عددًا من المجلات والمطبوعات. كان من مؤسسي المكتب الدائم للمؤسسات الدرزية، وتولّى رئاسة رابطة العمل الاجتماعي لأكثر من ولاية. انُتخب عضوًا في المجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدروز، وكان رئيس السن في ولاية المجلس الأولى. كما شغل منصب المدير العام للمستشفى الوطني في عاليه. كذلك كان ناشطًا في تجمّع صناعيي الشويفات ونائبًا لرئيسه لسنوات عديدة. ألّف الريّس عددًا من الكتب، أبرزها: “طرق بلا دماء” و”زهرة وسط الرماد”، وأنجز ديوانًا شعريًا لا يزال تحت الطبع ولم تسمح الظروف بأن يطّلع عليه بصيغته النهائية، وفق ما أوردت “الوكالة الوطنية للإعلام”.على الصعيد العائلي، متأهل من عضو الهيئة الوطنية لشؤون المرأة فريدة الريّس (رئيسة جمعية بيت الطالبة)، وله أربعة أولاد: هالة وسهى ولينا وباسل.

 

قاسم من قم: إيران درة المقاومة والصلاح والعائق أمام تغريب الأمة وطمس ثقافتها

وطنية - الخميس 19 تشرين الثاني 2020

وزعت العلاقات الاعلامية في "حزب الله" كلمة نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في مؤتمر جامعة المدرسين في قم، جاء فيها: "الاسلام أقوى من ظلمة مواقفهم، واشعاعه يزداد يوما بعد يوم مقابل انحدار ‏اطروحة الضلال والفساد. الحمد لله الذي خرج رجل يلبس عمة سوداء وأقام الثورة الاسلامية ونهض لتأسيس الجمهورية الاسلامية في ايران ليحدد مسارا عالميا جديدا ليعيد الانسان الى أصالة الدين. انهم منزعجون من هذه الاصالة التي استطاعت ان تواجه كل آرائهم وطروحاتهم.نحن أمام كيان إسرائيلي غاصب، والذي زرعه الغرب في منطقتنا وتحديدا ‏بريطانيا ورعته اميركا من أجل أن يكون ذراع الغرب في كل منطقتنا ‏وحياتنا من أجل أن يتمكن الغرب من فرض شروطه وأفكاره. إسرائيل زرع شيطاني يريد أن يفتك بالأمة ليشتتها وليستغل خيراتها وإمكاناتها". أضاف: "ناور الحكام العرب وخصوصا الخليج بالكلام وتبنوا القضية الفلسطينية بالشروط ليخنقوها وعملوا على تجفيف مواردها العسكرية والمادية، ‏واستخدموا بعض المساعدات الانسانية غطاء لجريمتهم. واليوم يتلازم التطبيع مع اتخاذ ايران عدوا وهي نصيرة المقاومة وسبب يقظتها وفعاليتها. إيران هي العائق امام تغريب الأمة وطمس معالم ثقافتها وحضارتها. وما ثبته الامام الخامنئي من نصرة لفلسطين والقدس أرسى دعائم القدرة على التحرير وفعاليات ونجاحات محور المقاومة. ودور الشهيد قاسم سليماني والقادة الشهداء جميعا كان سببا من أسباب الانتصار والنجاح والوقوف بوجه المشروع الاسرائيلي. أما الحكام المطبعون بالخيانة للمحافظة على عروشهم فهي لن تدوم مع الظلم والانحراف". وختم قاسم: "ايران درة المقاومة والصلاح والاستقلال صمدت من 41 عاما امام أعتى الطغاة والتآمر الدولي عليها وما زالت تشع في دنيا الحرية والكرامة".

 

متحدون ناشد رئيس الجمهورية عدم التوقيع على مرسوم تشكيل الحكومة قبل إقرار استقلالية القضاء والتدقيق الجنائي

وطنية - الخميس 19 تشرين الثاني 2020

أعلن تحالف "متحدون" في بيان، أنه في إطار متابعته "للملفات التي كانت موضوع لقاء محاميه ورئيس الجمهورية مؤخرا لا سيما مكافحة الفساد، وتحديدا بشأن التأكيد على استقلالية السلطة القضائية التي تعتبر المدخل الأساسي لأي إصلاح ومحاسبة، كما وعلى التدقيق الجنائي الذي لا استعادة لأي أموال مختلسة من دونه، وباعتبار أن رئيس الجمهورية يحتفظ بصلاحية التوقيع على تشكيل الحكومة في وقت يتم الحديث فيه عن حكومة إصلاحية سيكون مجلس النواب نفسه من يمنحها الثقة، فقد طالب التحالف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون باستخدام صلاحيته عدم التوقيع على مرسوم تشكيل أي حكومة مقبلة قبل إقرار مجلس النواب الذي يمنح الثقة للحكومة لقانون استقلال السلطة القضائية ولإقرار أي تعديلات مطلوبة لإجراء التدقيق الجنائي من رفع السرية المصرفية أو سواه، علما بأنه لا حاجة لهذه التعديلات بحسب وزيرة العدل ولا لفترة الثلاثة أشهر المتداولة بحسب نقابة المحامين في بيروت، وذلك للكشف عن النوايا الإصلاحية للحكومة أمام الرأي العام في ضوء المحاولات الواضحة للتهرب من المسؤولية، وإلا ستكون حكومة خداع اللبنانيين مرة جديدة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 18و19 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

هل هي أزمة نظام أم أزمة إدارة النّظام في لبنان؟/د. منى فياض/النهار العربي/19 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92524/92524/

 

لن نُسلِّمَ لبنان/سجعان قزي/افتتاحيةُ جريدة النهار/الخميس 19 تشرين الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92527/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%84%d9%86-%d9%86%d9%8f%d8%b3%d9%84%d9%91%d9%90%d9%85%d9%8e-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

إن حَتميةَّ التاريخِ تَضَعُ لبنان أمامَ خِياراتِ إنقاذٍ ثلاثة:

1) إنقاذٌ من خلالِ حوارٍ سياسيٍّ يَحسِمُ نهائيًّا موضوعَ وِحدةِ لبنان المركزيّة، وهذا مدارُ تَـمّنٍّ.

2) إنقاذٌ من خلال الجيشِ اللبنانيّ يَحسِمُ وِحدةَ السلاح، وهذا مدارُ نقاش.

3) إنقاذٌ من خلالِ الشعبِ الذي قد يحوِّلُ الثورةَ مقاومة، وهذا مدارُ بَحث. حينئذ، يحلو الحديثُ عن… شعبٍ وجيشٍ ومقاومة.

 

هل أميركا تريد حرباً مع إيران وهل طهران تسعى لاتفاق مع واشنطن؟/رياض قهوجي/النهار العربي/19 تشرين الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92529/%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%82%d9%87%d9%88%d8%ac%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d8%ad%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%b9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7/

 

Chipped Away into Nonexistence: Armenia Surrounded by Islam/Raymond Ibrahim/November 19/2020

ريموند إبراهيم/تمزيق أرمينا المحاصرة بالإسلام وضرب امكانيات وجودها

http://eliasbejjaninews.com/archives/92535/raymond-ibrahim-chipped-away-into-nonexistence-armenia-surrounded-by-islam-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%aa%d9%85%d8%b2%d9%8a%d9%82-%d8%a3%d8%b1/

 

 

Arabs Warn Biden: Do Not Embrace Islamists/Khaled Abu Toameh/Gatestone Institute/November 19/2020
 
خالد أبو طعمة/معهد جايتستون/ العرب يحذرون بايدين من مخاطر الإرتماء في أحضان الإسلام السياسي
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/92531/khaled-abu-toameh-gatestone-institute-arabs-warn-biden-do-not-embrace-islamists-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b7%d8%b9%d9%85%d8%a9-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%ac%d8%a7%d9%8a%d8%aa/

 

 

حزب الله ليس مقاومة

المحامي نديم بستاني/فايسبوك/19 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92539/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d8%a8%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85/