المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november16.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة..لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تعيس وذمي وجبان هذا الغرب العلماني الذي ترك الحرية للأخونجي أردوغان ليرتكب مجزرة جدية بحق الشعب الأرمني ويهجره من أرضه اجداه في أرتساخ.

الياس بجاني/المبادرة الفرنسية هي طوق نجاة لحزب الله وللطبقة السياسية العفنة

الياس بجاني/الإعلام في لبنان تجاري ووصولي وانتهازي وقبلته الوحيدة هي المال

الياس بجاني/تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور

الياس بجاني/نحن الموارنة قادتنا ليسوا منا ولا يشبهوننا بشيء

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تُزيلُ خطايا/الأب سيمون عساف

كورونا لا يلتزم منع التجول: 11 وفاة و1163 إصابة

الحملة العالمية لمكافحة الفساد والإرهاب تفتح ملفات ضباط مقربين من حزب الله وتطالب “واشنطن” بتوقيفهم…:

إبراهيم عن عقوبات أميركية ستطوله: لا أخشى شيئاً في العالم

تعاونٌ "إسرائيلي- عربي" لـ "تقليم أظافر حزب اللّه"

دوريل يغادر بحصيلة يتيمة

أسلحة «الحزب» إنتهاك خطير للقرارات الأممية..غوتيريش «قلق» من الفقر والهجرة في لبنان!

الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره السنوي حول تنفيذ القرار 1701

امتلاك «حزب الله» للأسلحة خارج سيطرة الدولة يمثل «انتهاكاً خطيراً» للقرار 1701/

منح (اليونيفيل) حق الوصول الكامل إلى كل المواقع المطلوبة شمال الخط الأزرق، لإجراء تحقيقاتها على وجه السرعة

إجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف في انفجار المرفأ لضمان المساءلة والمساعدة في منع تكرار مثل هذه المآسي».

عقوبات على سياسيين لبنانيين غداً؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/11/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

استدعاء السفيرة شيا: لبنان بمواجهة أميركا من أجل باسيل!

بيان صادر عن مكتب الإدعاء في نقابة المحامين في بيروت الخاص بفاجعة ٤ آب ٢٠٢٠

ثورة الحقّ - ثورة لبنان الشريفة: قانون "ماغنيتسكي

قائدٌ عسكريّ إقليمي يزورُ الضاحية؟

المسعى الفرنسي الأخير يترنّح.. أي مصير سيواجه لبنان اذا أصبح كإيران وسوريا؟

المسار الحكومي دخل دائرة الإغلاق والحجر

الاتصال بين الحريري وباسيل.. بقي في إطار المجاملات!

لبنان بين “الحجر” و… “التحجّر”

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

نقل قوات روسية لحفظ السلام إلى أرمينيا

ترامب يرفض التسليم بفوز بايدن وسط مسيرات حاشدة لمناصريه

15 دولة توقع اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة المدعوم صينيًا

قتلى من ميليشيات إيرانية في «قصف غامض» شمال شرقي سوريا/طائرات تطلق صواريخ قرب مدينة الرقة

تل تمر... بلدة سورية تتقاسمها أطراف دولية وإقليمية ومحلية/الجيش الأميركي يسيّر دورية قرب القوات الروسية

دوريل: لسنا مع حكومة بأي ثمن... ومصيرها يتحدد في غضون أيام/الموفد الفرنسي تجنب الدخول في التفاصيل لتفادي الوقوع في الأفخاخ

الرباط: معبر الكركرات أصبح مؤمناً بشكل كامل/«البوليساريو» تعلن تنفيذ هجمات مكثفة... والمغرب يعتبرها غير صحيحة

الجزائر تخشى تأثير الأحداث على «استقرار المنطقة»/طالبت بوقف العمليات العسكرية

«أيام أُخر» للحوار الليبي في تونس

قوات خاصة تركية في طرابلس لتأمين زيارة إردوغان

يمنيون انسحبوا من دورة «خمينية» وأجهضوا مساعي الاستقطاب الانقلابية

انقلابيو اليمن يمهدون لـ«حوثنة» برلمانهم غير الشرعي بطي صفحته

حملات دعاية مبكرة في العراق استعداداً للانتخابات التشريعية/التيار الصدري يحث أتباعه على المشاركة لنيل «حصة الأسد»

توقعات في تونس بإجراء انتخابات برلمانية جزئية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الرابع/الحلقة الأولى/سيطرة المنظمات

الإرهابي الراديكالي ومثاله الإسلامي الجريح/د. منى فياض/الحرة

اسرائيلي من أصل لبناني يخشى على مفاوضات الترسيم..ويقترح حلولاً/أدهم مناصرة/المدن

خطّ البترول: كيف وَصَلَ النفط إلى الأنابيب ومَن أحرَقَه؟/خضر حسان/المدن

تجارة العقارات خيانةٌ للنّسب في الضاحية.. والزراعة للسخرية بالجنوب/محمد أبي سمرا/المدن

الهروب الكبير من بيروت.. من لبنان كله/يوسف بزي/المدن

دوريل: لسنا مع حكومة بأي ثمن… ومصيرها يتحدد في غضون أيام/محمد شقير/الشرق الأوسط

باتجاه صفحة أميركية ـ عربية جديدة أساسها المصالح المشتركة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

5 معلومات خاطئة عن احتمال حرب إسرائيلية على لبنان/ابراهيم ريحان/أساس ميديا

الحريري – باسيل: مكالمة فمجاملة ففاتحة على روح الحكومة/أحمد عياش/أساس ميديا

الفرنسيون إلى "الخطة ب": أتركوا لبنان ينهار/كريستال خوري/أساس ميديا

عملة سلامة الرقمية: الهرب من الإصلاح وتنظيف الدفاتر/عبادة اللدن/أساس ميديا

لبنان كعشية حرب 1975: الفوضى أو الوصاية الدولية/منير الربيع/المدن

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة..لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء

إنجيل القدّيس متّى09/من09حتى13/:”فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، رَأَى رَجُلاً جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، إِسْمُهُ مَتَّى، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي». فقَامَ وتَبِعَهُ. وفيمَا يَسُوعُ مُتَّكِئٌ في البَيْت، إِذَا عَشَّارُونَ وخَطَأَةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاؤُوا وٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وتَلامِيذِهِ. ورَآهُ الفَرِّيسِيِّوُنَ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ لِتَلامِيْذِهِ: «مَا بَالُ مُعَلِّمِكُم يَأْكُلُ مَعَ العَشَّارِيْنَ والخَطَأَة؟». وسَمِعَ يَسُوعُ فَقَال: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء. إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

تعيس وذمي وجبان هذا الغرب العلماني الذي ترك الحرية للأخونجي أردوغان ليرتكب مجزرة جدية بحق الشعب الأرمني ويهجره من أرضه اجداه في أرتساخ.

الياس بجاني/14 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92366/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%8a%d8%b3-%d9%88%d8%b0%d9%85%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d8%a8%d8%a7%d9%86-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b1%d8%a8-%d8%a7/

كم هو خائب وتعيس العالم الغربي العلماني وفي مقدم دوله روسيا بوتين..هذا الغرب ومن أجل مصالح أرضية وآنية ومالية وبترولية تخلى عن الشعب الأرمني المؤمن والمناضل وتركه يتعرض مرة جديدة لمجزة ابادة وتهجيرعلى يد الإخونجي رجب أردوغان.

لقد تصرف الغرب بكل دوله كالنعامة ودفن رأسه في رمال الذل وتغاضى عن هجمة اردوغان الإخونجي وترك الأرمن وحدهم في مواجهة هذا الدكتاتور الحالم باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية البالية والمجرمة.

أرمن أرتساخ الذين قاوموا واستبسلوا في الدفاع عن أرضهم فضلوا حرق بيوتهم قبل تركها حاملين معهم عظام امواتهم حتى لا يدنسها الغزات.

هذا شعب مؤمن ومناضل وعنيد وهو لا يستسلم ولا يرضى لا بالذل ولا بالإستسلام.

إن الحروب جولات وهو وإن خسر الجولة الحالية فهو سوف يستعد مهما طال الزمن لجولا ت قادمة يستعيد من خلالها أرضه التى سرقت واغتصبت فيما دول الغرب  الذمية والعلمانية في حالة تخلي وضياع واستسلام.

 

المبادرة الفرنسية هي طوق نجاة لحزب الله وللطبقة السياسية العفنة

الياس بجاني/14 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92346/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%8a-%d8%b7%d9%88%d9%82-%d9%86/

إن تربيح لبنان واللبنانيين جميلي بالمبادرة الفرنسية غلط وتشويه للحقيقة مليون بالميي لأنها مبنية على أسس وقواعد وخلفيات كلها تصب في مصلحة حزب الله والطبقة السياسية المرتي والعفنة لأسباب كثيرة منها:

المبادرة تتم بالتنسيق مع حزب الله وقد استبعدت سلاحه واحتلاله ودويلته وحروبه ومرجعيته الإيرانية ولن تأتي على ذكر أي منهم.

المبادرة غيبت بالكامل القرارات الدولية الخاصة بلبنان كافة وهي اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل وال 1559 وال 1701 وال 1680…الغريب هنا أن فرنسا تشارك في عديد قوات اليونيفل المكلفة تنفيذ القرار الدولي 1701…ورغم ذلك تجاهلته في مبادرتها.

المبادرة الفرنسية تلبننت كلياً وارتضت بأن تحتفظ الثنائية الشيعية بوزارة المال مما يعني أنها قبلت بإبقاء المال والسلاح والسلطة تحت هيمنة حزب الله، وبالتالي استحالة القيام بأي اصلاحات أكانت كبيرة أو صغيرة.

القيمين على المبادرة الفرنسية تجاهلوا عملياً الانتفاضة في لبنان ولم يحاولوا إشراكها في الحكومة الساعين لتأليفها.

القبول بتكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة ودعمه القوي رغم معرفة المسؤولين الفرنسيين وفي مقدمهم الرئيس ماكرون بأنه فاشل وكسول وفاسد ومحاط بفاسدين ومرتهن لحزب الله وألعوبة بيد بري وجنبلاط وشريك أساسي في مؤامرة الصفقة الرئاسية.

ضرب الدور المسيحي في الحكم بإعطاء الحريري عملاً بالمبادرة الفرنسية مسؤولية اختيار الوزراء المسيحيين وترك لكل من جنبلاط بري وحزب الله اختيار وزرائهم.

من هنا فإن المبادرة الفرنسية كما انتهى حالها الراهن هي طوق نجاة لحزب الله الإيراني والإرهابي والمحتل والمجرم وللطبقة السياسية المرتي والعفنة والفاسدة والطروادية… وبالتالي هي مبادرة الفالج لا تعالج..!!!

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الإعلام في لبنان تجاري ووصولي وانتهازي وقبلته الوحيدة هي المال

الياس بجاني/12 تشرين الثاني/2020

مرسال غانم اعلامي فنان ومحترف ب تلميع الطبقة السياسية والحزبية ودائماً غب طلب من هم فوق ومن بيدهم الحل والربط وأكيد الدفع. تعتير

 

تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/2020

ما من شعب تخلى عن قيمه وأخلاقه وهويته وتاريخه وأسس الإيمان والتقوى ومخافة الرب إلا وانتهى مهزوماً ومهاناً وفاقداً لكل شيء. لبنان الرسالة والكيان يتعرض اليوم لتجارب قادة أبالسة غارقين في عبادة مقتنيات الدنيا الفانية فإما أن نقاوم كفرهم ونصون الوطن ونحفظ كرامة المواطن أو أن نستسلم لإغراءاتهم ونقع في تجاربهم.  المؤمن لا يكذب ولا ينطق بغير الحق والحقيقة وحتى في أوج ساعات غضبه لا يجب أن يستسلم لمهاوي الخطيئة عملاً بما جاء في رسالة القديس بولس الرسول إلى أفسس (الفصل 04/24-32): "والبسوا الإنسان الجديد الذي خلقه الله على صورته في البر وقداسة الحق. لذلك امتنعوا عن الكذب، وليتكلم كل واحد منكم كلام الصدق مع قريبه لأننا كلنا أعضاء، بعضنا لبعض. وإذا غضبتم لا تخطئوا ولا تغرب الشمس على غضبكم. لا تعطوا إبليس مكانا. من كان يسرق فليمتنع عن السرقة، بل عليه أن يتعب ويعمل الخير بيديه ليكون قادرا على مساعدة المحتاجين. لا تخرج كلمة شر من أفواهكم، بل كل كلمة صالحة للبنيان عند الحاجة وتفيد السامعين. لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء. تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور، وليكن بعضكم لبعض ملاطفا رحيما غافرا كما غفر الله لكم في المسيح" .

 

نحن الموارنة قادتنا ليسوا منا ولا يشبهوننا بشيء

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85321/85321/

إن أصحاب شركات أحزابنا نحن الموارنة والسواد الأعظم من أطقمنا السياسية والإعلامية هم غرباء عن المارونية والموارنة بكل ما يتعلق بقيمهم وعشقهم للبنان وثباتهم الراسخ على الثوابت السيادية واللبناناوية والأخلاقية.

إن أقل ما يقال في هؤلاء هو أنهم اسخريوتيون وبامتياز وكتبة وفريسيين وتجار هيكل لا أكثر ولا أقل.

بعضهم معورب بوقاحة وفجور ومتنكراً لهويتنا وتاريخنا وشهدائنا، في حين أن البعض الأخر مفرسن بغباء وذمية وخنوع وقد تعرى بالكامل بعد أن تخلى حتى عن أوراق توت الحياء.

غير أن الماروني المؤمن ورغم بؤس وسقوط قادته فهو لن ييأس من رحمة خالقه تحت أي ظرف مهما اشتدت الصعاب وازدادت تعقيداً ومآسي لأن واجبه أن يشهد للحقيقة ويسمي الأشياء بأسمائها دون مواربة أو مساومة أو ذمية وبعيداً عن أية مصالح أو منافع خاصة، كما أنه لن يفقد لا الأمل ولا الرجاء.

فالمؤمن وهو جثة راقدة تحت تراب الأرض، هو يرقد على رجاء القيامة. وكما أن الله هو محبة وفداء وعطاء وأُبوة، فهو أيضاً أمل ورجاء وقوة صبر وتحمل.

في هذا السياق الرجائي فإنه على المؤمن اللبناني عموماً والماروني بشكل خاص أن يكون واثقاً بأن وطن الأرز المبارك هو أرض بررة وقديسين ومن واجبه الأرضي والسماوي حمايته والذود عنه ورذل كل من يتطاول عليه بأي شكل من الأشكال وفضحه وتعريته علناً.

ولا بد هنا من حك ذاكرة الجميع بأن لبنان الوارد ذكره في الكتاب المقدس أكثر من 77 مرة والذي اختاره الرب ليكون موطن أرزه المقدس وجعل من أرضه وقفاً له هو وطن باق إلى آخر الأزمنة ولم ولن تقوى عليه قوى الاحتلال والإرهاب.

هذا اللبنان لم ولن تقوى عليه قوى الاحتلال وجماعات الطرواديين مهما ظلمت وتجبرت واستكبرت وتفننت في وسائل الأذى والإرهاب والشر والتهجير والاضطهاد.

كما أنه بلد عصي على كل هرطقات واسخريوتية قادته وأصحاب شركات أحزابه التجار الذين داكشوا بذل وكل من موقعه وعلى طريقته السيادة بالكراسي، وقفزوا بجحود فوق دماء الشهداء، وخانوا الأمانة الشعبية التي منحها لهم أهلهم.

ينسى هؤلاء عن سابق تصور وتصميم وغباء بأنه مهما ارتفع شانهم الأرضي والسلطوي الزائل، فإن لا احترام لهم ولا ثقة بهم، في حين أن كل عاقل وشريف لا يرى فيهم غير صورة لرئيس الأبالسة لاسيفورس.

يبقى أن ما يمر به وطن الأرز هو أزمة إيمانية عابرة وآنية، وبإذن الله سوف ينتصر فيها الحق مع الأحرار والمؤمنين والشرفاء من أهلنا.

لا، لا، نحن لا نشبه قادتنا، والموارنة منهم تحديداً، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر نصبتهم رغماً عنا.

إن واجبنا كلبنانيين أحرار وسياديين نحترم أنفسنا ونجل الكرامة والعنفوان أن نرذل كل قادتنا أولئك العابدين تراب الأرض والمتخلين عن واجباتهم والمسؤوليات لأنهم هم الفشل والجحود، وكل ما هو ابليسية.

غايتنا وأولويتنا أن نختار قادة جدد على صورتنا ومثالنا ونحن بحاجة إلى قادة ومفكرين ورجال دين من خامة الراحل البطريرك مار نصرالله صفير، وبشير الجميل، وكميل شمعون، وبيار الجميل، وشارل مالك، وغيرهم من إبرار وطننا وطوباوييه، في حين أن من هم في مواقع المسؤولية والقيادة اليوم جلهم رجال مسخ وأبالسة بأشكال بشرية.

في الخلاصة، إن الحرية لا تعطى بل تؤخذ، والكرامة لها أثمان وهي تتطلب الصبر والأمل والرجاء والتضحيات والقرابين.. ومن فعلا يحب أهله ووطنه ويخاف ربه ويوم الحساب الأخير عليه بشجاعة أن يفقد لا أمل ولا الرجاء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تُزيلُ خطايا

الأب سيمون عساف/15 تشرين الثاني/2020

أطحتُ بمجدِك غِثْني وعنكَ غدوتُ شريدا

وروحُك كان بِكُلِّ عِثارٍ لِروحي بَريدا

نخبتَ فؤادي اعتبرتُ انتخابَك حُبَّا  فريدا

ألا ها اناذا بدورةِ جسمك حبلا وريدا

تكَرَّمْ بِمَحو خطايا اقترفتُ امامكَ ربِّي

وايمانَ زِدْني، رجاءً! وأشعِل بعطفِك حُبِّي

تَحنَّنْ عليَّ بقلبٍ رحومٍ غفورٍ أُلَبِّي

نِداءَكَ منه اندفاقي ونبعي وفيه مَصبِّي

مَنَنْتَ عليَّ بِدمٍّ كريمٍ، لَأمرٌ فريدُ!!

ضمنتَ الخلاصَ وجرمُ الصنيعِ هَريدُ

أتيتَ الوجودَ لأجلي انا الغَرُّ ربِّي الطريدُ

لأعمَلُ ما انتَ لا ما انا يا الهي أُريدُ!!

إِهانةُ مجدِكَ إِثمٌ وموتٌ وماذا لَدَيَّ؟!

بِفعلِ الخطيئةِ أنبشُ قبري بكفِّ يَدَيَّ

لذلك فرضُ احترامِ الوصايا لِزامٌ عليَّ

لأحظى بِفِردَوسِ خُلْدٍ نعيمٍ يكون نَدِيَّا

قرأتُ ارتقيتُ، بليغٌ كتابُكَ اهوى شروحَكْ

بِصَمْتي أُناجيكَ أَحكي بإِنجيلِ  سرِّكَ روحَكْ

لِتَرْأَفَ بالمائتينَ النجاوى تُدواي جروحَكْ

تزيلُ خطايا تُسبِّب فوق الصليب قروحَكْ

 

كورونا لا يلتزم منع التجول: 11 وفاة و1163 إصابة

المدن/16 تشرين الثاني/2020

سُجّلت اليوم نسبة التزام كبيرة بقرار منع التجوّل والإقفال الشامل تفادياً لانتشار فيروس كورونا. وفي تطبيق إجراءات التعبئة العامة وقرار الإقفال، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنّ مجموع محاضر مخالفات الإجراءات بين يوم أمس السبت ولغاية الساعة السابعة من مساء اليوم الأحد بلغ 5865 محضراً. ويبدو أنّ القوى الأمنية مستمرّة في التشدّد في إجراءاتها من خلال الحواجز التي تقيمها على الطرقات والدوريات التي تسيّرها في مختلف المناطق بهدف تأكيد تنفيذ القرار. وبانتظار تأثير هذه الخطوات على المنحنى الوبائي ابتداءً من نهاية الأسبوع المقبل، أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1163 إصابة و11 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا. وارتفع إجمالي الإصابات المسجّلة في لبنان منذ 21 شباط إلى 105430 إصابة و817 حالة وفاة. وحسب التقرير الصادر عن الوزارة، اليوم الأحد 15 تشرين الثاني 2020، توزّعت الإصابات الجديدة بين 1161 لمقيمين وإصابتين لوافدين، ومن بينها أيضاً 7 إصابات في القطاع الصحي، رفعت عدد الإصابات فيه إلى 1581. وسجّلت الوزارة تسجيل 835 حالة استشفاء، و314 حالة في العناية المركّزة منها 128 حالة مع تنفّس اصطناعي. وبلغ عدد الفحوص المخبرية التي تم إجراؤها في الساعات الماضية 7788 فحصاً، منها 6931 لمقيمين و857 لوافدين. وبذلك، تكون بلغت نسبة الفحوص الموجبة اليوم 14.9% بينما المعدل المسجّل لها خلال الأسبوعين الماضيين هو 14.6%. ومع إشارة الوزارة إلى بلوغ عدد حالات الشفاء 60416 حالة، وبعد احتساب حالات الوفاة، يكون عدد الحالات المصابة النشطة في لبنان قد بلغ 44197 حالة.

وفاة معلّمة

ونعت اليوم المديرية العامة للتعليم المهني والتقني المعلمة نبيلة اللقيس التي قضت نتيجة إصابتها بفيروس كورونا، وأشارت في بيان صادر عنها أنه بوفاة اللقيس "يكون الجرح البليغ الثالث في جسد التعليم المهني والتقني". وتقدّمت المديرية من عائلة الفقيدة بـ"أسمى آيات العزاء، راجين من المولى أن يتغمدها بواسع الرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان".

إصابات الشمال

وعلى مستوى الإصابات في المناطق، أفادت غرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار إلى تسجيل 21 إصابة جديدة بالفيروس و34 حالة شفاء. وبذلك ارتفع العدد التراكمي للإصابات في المحافظة منذ آذار الماضي إلى 2166 إصابات، منها 362 إصابة نشطة. ومع استقرار عدد الوفيات على 40 حالة، لا يزال في الحجر المنزلي 411 شخصاً قيد المراقبة والمتابعة. وفي زغرتا، أعلنت خلية متابعة تسجيل 12 حالة موجبة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، توزّعت على 8 قرى من القضاء. كما تمّ تسجل 7 إصابات جديدة في قضاء الكورة، في حين أعلنت خلية الأزمة في بلدية المنية تسجيل 5 وفيات و177 حالة شفاء في الأسبوع الأخير، مع استمرار 38 حالة نشطة.

إصابات الجنوب

وجنوباً، أعلن التقرير اليومي الصادر عن خلية الازمة في اتحاد بلديات جبل عامل -مرجعيون تسجيل 5 إصابات جديدة بالفيروس (3 في ميس الجبل وإصابتين في قبريخا)، إضافة إلى 4 حالات مصابة وافدة. وبينما لفتت إلى تسجيل 3 حالات شفاء، أكدت الخلية ارتفاع عدد المصابين في قرى الاتحاد منذ بداية الأزمة إلى 490 إصابة منها 357 حالة شفاء و17 حالة وفاة. وأشارت إلى وجود 88 حالة قيد المتابعة منها 83 في الحجر المنزلي و5 حالات في مستشفى النبطية الحكومي. وفي بنت جبيل، أظهرت نتائج الفحوص التي تم إجراؤها في مختبر تبنين تسجيل 6 إصابات بالفيروس في كل من بنت جبيل (المدينة) وتبنين وحاريص.

 

الحملة العالمية لمكافحة الفساد والإرهاب تفتح ملفات ضباط مقربين من حزب الله وتطالب “واشنطن” بتوقيفهم…:

دعت الحملة العالمية لمكافحة الفساد والإرهاب، السلطات الأمريكية، لتوقيف اللواء عباس ابراهيم، مدير عام الأمن العام اللبناني، ومحاكمته أو منعه من دخول الأراضي الأميركية. واللواء عباس يرد

الحملة العالمية لمكافحة الفساد والإرهاب تفتح ملفات ضباط مقربين من حزب الله (اللواء عباس ابراهيم والعميد الركن عامر الحسن) وتطالب “واشنطن” بتوقيفهم… تعرف على التفاصيل

موقع  رسالة بوست/15 تشرين الثاني/2020

دعت الحملة العالمية لمكافحة الفساد والإرهاب، السلطات الأمريكية، لتوقيف اللواء عباس ابراهيم، مدير عام الأمن العام اللبناني، ومحاكمته أو منعه من دخول الأراضي الأميركية.

وفي التفاصيل؛ علمت الحملة العالمية لمكافحة الفساد والإرهاب أن المدعو اللواء، عباس ابراهيم، وهو أحد أذرع “حزب الله اللبناني”، الرئيسة في النظام الأمني اللبناني ، انه سيقوم بزيارة الولايات المتحدة الأميركية في الخامس عشر من تشرين الثاني المقبل، وطلبت الحملة من السلطات الأميركية توقيف اللواء ابراهيم ومحاكمته أو منعه من دخول الولايات المتحدة الأميركية.

وقالت الحملة؛ “يجب أن يتم منع ابراهيم من دخول أميركا أو محاكمته بالاستناد إلى القوانين الأميركية، وبالأخص قانون ماغنيتسكي، وقانون قيصر، وغيرها من القوانين الأميركية، و بالاستناد إلى الاتفاقيات والقوانين الدولية التي تحارب الفساد والارهاب”.

ويشار إلى أنّ ابراهيم يعد من أبرز المسؤولين اللبنانيين عن عملية خرق “قانون قيصر”،ودعم نظام اﻷسد وحلفائه لمواجهة العقوبات الأميركية.

كما يعتبر اللواء عباس ابراهيم، مدبر عام الأمن العام اللبناني، رجل حزب الله الأول في الدولة اللبنانية، وهو المفاوض في عديد من قضايا المخطوفين، وهو صديق اللواء علي مملوك المطلوب على لوائح الانتربول.

ولعب ابراهيم دورًا رئيسًا في عملية المخطوفين القطريين في العراق، والتي دفعت بموجبها قطر مليار دولار لإخلاء سبيل المخطوفين، حيث ذهبت تلك الأموال مناصفة بين ميليشيا حزب الله اللبناني والتيار الصدري، وكانت حصة ابراهيم منها مائتي مليون دولار، كما كان عرّاب الصفقة بين الدولة اللبنانية وحزب الله لإخراج مسلحي “داعش” من لبنان إلى إدلب مقابل إطلاق موقوفين عند السلطات اللبنانية، وكانت حصة عباس ابراهيم عشرين مليون دولار، وخمسة ملايين دولار لأبو مالك التلي، أحد أبرز قيادات هيئة تحرير الشام” في حينها، وغيرها من العمليات الأخرى التي لعب فيها ابراهيم دور السمسار والشريك بينه وبين “أبو مالك التلي”.

ويعتبر إبراهيم صاحب القرار الأول في الأمن في مرفأ بيروت ولم يتم التحقيق معه وهو من يعطي التسهيلات اللوجستية لحزب الله في المطار والمرفأ.

وتقدر ثروت ابراهيم بحولي مليار دولار ونصف، موزعة بأسماء عدة، ومنها اسم والده، وحسابات خارجية كذلك.

وتعرفه الأجهزة الأمنية العالمية أنه ممثل حزب الله بغطاء الدولة اللبنانية.

وفي السياق ذاته، أثارت الحملة ملف العميد المتقاعد “عامر الحسن”، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية.

ويعتبر الحسن وهو ضابط لبناني متقاعد سبق وأن شغل منصب مدير مخابرات شمال لبنان، وتتجاوز ثروته الخمسين مليون دولار، ما بين إيداعات مصرفية، وأملاك عقارية وكان يجبر التجار وأصحاب الأراضي على الدفع له حسب “بيان المركز”، وقام بتهريب قسم من ثروته إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث يعيش هناك الآن بعد أن تقاعد منذ سنتين.

ويعرف عن الحسن أنه قام بفبركة عملية إطلاق الصواريخ على تلفزيون المستقبل عام ٢٠٠٣ وهو مقرّب جدًا من حزب الله.

كما لعب الحسن أبشع الأدوار، بحسب وصف الحملة، في الترويج لميليشيا حزب الله، داخل المجتمع اللبناني، وتسهيل خرق تلك الميليشيا للمنظومة الأمنية اللبنانية، وكان العرّاب الرئيس في الصراع الأمني الدائر بين الأطراف اللبنانية والطرابلسية بالذات من خلال ما يسمى بـ”حرب العصابات” بين محوري التبانة وجبل محسن، بين عامي ٢٠١٢ و ٢٠١٧، حيث كان الحسن هو من يغذي الصراع بين الأطراف خدمة لميليشيا حزب الله وتوجهها السياسي داخل لبنان.

وأشارت الحملة أنّ “الحسن” بنى ثروة هائلة من خلال عمليات التشبيح وفبركات الملفات للكثير من أبناء الشمال واتهامهم بالانتماء لداعش، مقابل ابتزاز أولياء أمورهم الذين أجبرهم على دفع مبالغ طائلة من الأموال لقاء إسقاط التهم عنهم، كما قام كثير من الأهالي بالتنازل عن قسم من ممتلكاتهم العقارية لقاء حماية ابنائهم.

وقام الحسن بتهريب جزء من ثروته إلى الولايات المتحدة الأميركية، وفق بيان “الحملة”.

ودعت الحملة السلطات الأمريكية، لتوقيف عامر الحسن والحجز على ممتلكاته ومحاكمته بتهمة دعم الإرهاب، بالاستناد إلى قانون ماغنيتسكي، وقانون قيصر والقوانين الأميركية والقوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة الفساد والإرهاب.

 

*اضغط هنا للإستماع بالصوت لرد اللواء عباس إبراهيم على الأخبار التي ذكرت أنه قد يوضع على قائمة العقوبات الأميركية

https://www.youtube.com/watch?v=AANknNcDwtA

 

إبراهيم عن عقوبات أميركية ستطوله: لا أخشى شيئاً في العالم

داود رمال/الأنباء الكويتي/15 تشرين الثاني/2020

يبدو وباعتراف الجميع، ان الأيام او الأسابيع الفاصلة عن انتقال السلطة في الولايات المتحدة الأميركية من الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الى الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن ستكون حبلى بالمفاجآت، لاسيما على الصعيد اللبناني، والأكثر تحديدا في ملف العقوبات.

ومع توالي التسريبات الإعلامية غربيا ومحليا عن دفعة جديدة من العقوبات، يبدو ان التركيز راهنا على «حلال المشاكل» او ما صار مصطلحا على توصيفه بأنه «الوسيط المحلي والعربي والإقليمي والدولي» المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الممسك بملفات حساسة يعمل على تفكيكها وحلحلتها والوصول بها الى خواتيمها السعيدة مستعينا على قضاء الحوائج بالكتمان.

أما القديم الجديد على هذا الصعيد، فهو التسريبات عن اتجاه لوضع اللواء عباس إبراهيم على لائحة العقوبات الأميركية، الأمر الذي تحدث عنه اللواء إبراهيم لـ«الأنباء»، موضحا «ان هذا الأمر لم يكن محل مفاجأة عندي وقرأت عنه في بعض الصحف الأميركية خلال زيارتي واشنطن بدعوة رسمية وتحديدا من مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، وإذا كان هناك من لا يعجبه ان توجه الي دعوة رسمية فأترك الأمر لجنونهم وتقييمهم غير المستقر، وما نشر في بعض الصحف المحلية ايضا لم يفاجئني، وجوابي ان كل ما له علاقة بمصلحة لبنان واللبنانيين سأكمل العمل به، وكل ما يحكى وينشر بأي وسيلة او طريقة لن أتوقف عنده، خصوصا عندما يكون العنوان والمقاربة سياسية بشكل فاقع جدا، واترك الأمر للأيام لمعالجته وأنا سأعالجه بحكمة ودراية كما يجب ان يعالج».

وردا على سؤال عما إذا كانت هذه التسريبات عن عقوبات ستطوله مرتبطة بالملفات التي بحثها خلال زيارة واشنطن او له علاقة بالموقف من حزب الله، أكد اللواء إبراهيم «ان موضوع حزب الله لم يفاتح به في محادثاته الأميركية، ومن يحاول استدراجي للبوح بما بحثته مع المسؤولين الأميركيين، أقول بصراحة لن أبوح بأي شيء لأنه يؤثر على سير العمل الذي أقوم به الذي هو في كل جوانبه خدمة للبنان وللبنانيين، وإذا البعض متضرر من هذا الدور ولا يريد للواء ابراهيم ان يلعب هذا الدور على وجه التحديد، انا أتفهم ذلك وأعرف ماذا يفعل هذا البعض هنا وهناك، وأنا غير مهتم بالأمر لأن تركيزي على إنجاز العمل الذي أقوم به».

وعن الجهات اللبنانية التي تحرض على فرض عقوبات على شخصيات وقيادات لبنانية، أشار اللواء إبراهيم «من مهامنا معرفة من يكتب التقارير ويحرض ونعرف من يرسل الى أميركا أشخاصا ليحرضوا على آخرين، ونعرف كل ما يحصل وهذه مشكلة البعض معنا، ولكن كل ما نعرفه نحتفظ به ولا نثرثر به، لأن هناك مصلحة للبنان واللبنانيين وهي مصلحة عليا بأن نحافظ على هدوئنا وأدائنا بما يخدم هذه المصلحة، وانا لا أخشى شيئا في العالم طالما ضميري مرتاح وأعمل لمصلحة بلدي، ولا يمكن ان يوقفني أحد عن الاستمرار بما أقوم به لأنني مؤمن بأن هذا العمل هو لمصلحة لبنان أولا وأخيرا».

وحول ما طرحه في أميركا كعنوان عريض، كشف اللواء إبراهيم عن انه «تم الحديث عن الوضع الإقليمي وضرورة الحوار للوصول الى حلول وان سياسة الضغوط لن تؤدي الى اي مكان ولا الى اي حلول في المنطقة، وأعتقد ان سياسة عدم الضغوط قادمة وكذلك سياسة الانفتاح والحوار قادمة، وهذا المنطق الذي قاربت به الملفات والمواضيع في خلال محادثاتي الأميركية، وتحدثنا أولا وأخيرا بأمن واستقرار لبنان وكيفية مساعدة الأجهزة الأمنية الأميركية للأجهزة الأمنية اللبنانية وجهاز الأمن العام تحديدا، والأبواب مفتوحة لهذه المساعدة على مصراعيها، وركزنا على الحوار الإقليمي والحوار الداخلي، وعلى ان ترعى الولايات المتحدة الأميركية كدولة عظمى هذا الحوار على كل مستوياته».

 

تعاونٌ "إسرائيلي- عربي" لـ "تقليم أظافر حزب اللّه"

الحرة/15 تشرين الثاني/2020

كشف مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن جهودا مشتركة تبذل مع الإمارات والبحرين من أجل إقناع عدد من دول العالم والأمم المتحدة من أجل تصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية. وقال نائب المدير العام للشؤون الاستراتيجية في وزارة الخارجية يهوشوع زرقا لصحيفة "إسرائيل اليوم" إن الدول الثلاث "تخطط للسعي بشكل مشترك إلى تصنيف حزب الله كمجموعة إرهابية من قبل الدول التي لم تفعل ذلك بعد".. وأضاف أن "الهدف النهائي من هذا التحرك هو أن تقوم الأمم المتحدة هي الأخرى بتصنيف المنظمة المدعومة من إيران كجماعة إرهابية". وأوضح زرقا أن وزير الخارجية غابي أشكنازي "وجه طاقم الوزارة من أجل تكثيف الجهود على الساحة الدولية لتحقيق هذا الهدف". وكتب حساب "إسرائيل بالعربية" على تويتر نقلا عن تصريحات المسؤول الإسرائيلي: " تعاون إسرائيلي مع الإمارات والبحرين لتقليم أظافر حزب_الله. يتوقع أن تباشر الدول الثلاث بمساع مشتركة حيال دول العالم والمؤسسات الدولية التي لم تصنف بعد حزب الله منظمة إرهابية". وتصنف إسرائيل والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي ومؤخرا ألمانيا وبريطانيا ودول أخرى حزب الله تنظيما "إرهابيا"، في حين أن الاتحاد الأوروبي يشمل الجناح العسكري للحزب فقط بمثل هذا التصنيف. كما أن أغلب دول أميركا اللاتينية أضحت تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، على غرار الأرجنتين وباراغواي والبرازيل وغواتيمالا. وأشار زرقا إلى أن "تقويض حزب الله من شأنه أن يضعف إيران، كما أنه سيحرم الحزب من الأموال ويقوض صورته حول العالم". وأصبحت الإمارات والبحرين في سبتمبر الماضي، ثالث ورابع دولتين عربيتين تقيمان علاقات مع إسرائيل بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994. وحذا حذوهما السودان الشهر الماضي.

 

دوريل يغادر بحصيلة يتيمة

عمر حبنجر/الأنباء الكويتية/15 تشرين الثاني/2020

الفراغ مازال اللاعب الأقوى في لبنان؛ فالمستشار الفرنسي باتريك دوريل غادر بحصيلة يتيمة، تأمين التواصل بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بواسطة هاتفه الشخصي، والحريري (لا تشكيل ولا اعتذار)، وباسيل لا يريد شيئا ويمسك بكل شيء. دوريل أبلغ المعنيين ان عدم تأليف الحكومة بالشروط السياسية والإصلاحية المعروفة، يعني ألا مساعدات دولية، لا دولار، ولا طن طحين.. والمفارقة العملية، ان المبعوث الفرنسي لقي التأييد المطلق لتحركه، من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ومن رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل، إضافة الى تفهم الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي تشكل المبادرة الفرنسية ظهيره الأساسي والسند، أما الباقون، فقد أفاضوا في الكلام المعسول مع «لكن» و«انما» فقد ايدوا المبادرة الفرنسية ولم يتحدثوا عن تشكيل الحكومة، أي حكومة، بعكس ما كانوا يرددونه أمام الرئيس ماكرون: نريد حكومة أي حكومة! على ان دوريل كرر الوعد الفرنسي في حال اهتمام اللبنانيين بأنفسهم، والتوقف عن العمل لأجل غيرهم، من مؤتمر الدعم الدولي للبنان في باريس، نافيا ان تكون زيارته إنذارا بالعقوبات، كما تردد، لكنه أشار الى ان العقوبات يمكن ان تطال السياسيين، إذا غرق البلد في انهيار كبير، مفضلا للبنان حكومة اختصاص مستقلين، وليس كاختصاصيي حكومة حسان دياب، الذين لكل منهم ولي أمر، «الإنجاز» الوحيد لزيارة دوريل، كان الاتصال الذي وفره بهاتفه الخاص بين الحريري وباسيل، أثناء لقائه الأخير، بادر الى الاتصال بالحريري، وبعد حديث قصير معه أعطى الهاتف لجبران باسيل الذي تحادث مع الرئيس المكلف انما لأول مرة منذ ما قبل استشارات التكليف. يضاف إلى ذلك، إنجاز نظري تمثل بمنع الوزارات السيادية، وضمنها وزارة الطاقة، على الحزبيين من أي اتجاه، وحتى على من تسميهم الأحزاب، ولو اقتضت التسمية المرور بالرئاسة الفرنسية. مقابل الضغط الفرنسي الناعم، كانت هناك المزيد من الخشونة الأميركية، وللمعادلة الجديدة التي طرحتها السفيرة الأميركية دوروتي شيا، هي ان الولايات المتحدة لاتزال ترفع العصا على الحزب، وقالت في مداخلة إعلامية وزعتها السفارة على وسائل الإعلام: باسيل مازال يغطي سلاح الحزب والحزب يغطي فساد باسيل. وأشارت شيا الى ان بلادها لم تدعم حكومة حسان دياب المستقيلة، لأنها من تأليف حزب الله، «وسنرى ما سيكون عليه شكل الحكومة اللبنانية المقبلة، لتحديد موقفنا، وإذا لم نفعل، فسيعودون الى فسادهم، ولا احد سوف يساعدهم بتاتا، ولن يكون اي شيء مجانياً بعد اليوم». وعلى الرغم من المخاطر المحيطة بالمنطقة، مازال المسؤولون اللبنانيون منغمسين بالجدل حول جنس الحكومة وحجمها ولونها، متجاهلين او متغافلين عن المسار التصعيدي للأوضاع في المنطقة، وعن مدى الانحطاط الذي قادت المنظومة الحاكمة لبنان إليه.

 

أسلحة «الحزب» إنتهاك خطير للقرارات الأممية..غوتيريش «قلق» من الفقر والهجرة في لبنان!

موقع الشفافية نيوز/15 تشرين الثاني/2020

القلق الاممي من تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان والتوقعات الخطيرة لإنتشار الفقر والعوز وسعي اللبنانيين الى الهجرة، قابله انتقادات واسعة لإمتلاك “حزب الله” والتي تشكل “إنتهاكاً خطيراً” للقرارات الدولية كما اعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وذلك في أحدث تقرير له حول تنفيذ القرار 1701. وحض غوتيريش كل القوى السياسية في لبنان على «تسهيل» تشكيل حكومة جديدة تتمكن من وضع خطة اقتصادية «تيسر» معاودة المناقشات مع صندوق النقد الدولي، معبراً عن «قلقه البالغ» من توقعات تفاقم انعدام الأمن الغذائي والفقر في لبنان، وكذلك من التقارير التي تفيد بأن «اللبنانيين بدأوا في الهجرة غير النظامية عن طريق البحر».  وأكد أن امتلاك «حزب الله» للأسلحة خارج سيطرة الدولة يمثل «انتهاكاً خطيراً» للقرار 1701.

  تحقيق نزيه في انفجار المرفأ

 وفي أحدث تقرير له حول تنفيذ القرار 1701، بما في ذلك الإضافات الواردة حوله في القرار 2537، جدد الأمين العام للأمم المتحدة «تعازيه الحارة» لذوي ضحايا تفجيرات بيروت في 4 أغسطس (آب)، ولجميع المصابين والنازحين من جراء «الحادث المأسوي»، داعياً إلى إجراء «تحقيق نزيه وشامل وشفاف لضمان المساءلة والمساعدة في منع تكرار مثل هذه المآسي». وعبَّر عن امتنانه للدعم والتضامن الواسعين من المجتمع الدولي، موضحاً أن «الانفجار أدى إلى تفاقم الأزمات المالية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها لبنان». وإذ رأى أن هذه المأساة «يمكن أن تكون حافزاً للتغيير الإيجابي»، لاحظ أنه رغم مُضي أكثر من عام على خروج اللبنانيين إلى الشوارع «لا يزال تنفيذ الإصلاحات لتلبية مطالبهم معلقاً». وحض كل القوى السياسية على «تسهيل تشكيل حكومة (…) قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة لوضع البلاد على طريق الانتعاش»، داعياً إلى خطة اقتصادية «تيسر معاودة المناقشات مع صندوق النقد الدولي».  وعبَّر غوتيريش عن «قلقه البالغ» من توقعات تفاقم انعدام الأمن الغذائي والفقر في لبنان، وكذلك من التقارير التي تفيد بأن «اللبنانيين بدأوا في الهجرة غير النظامية عن طريق البحر»، مؤكداً أن «هناك حاجة إلى استجابة إنسانية وإنعاشية تركز على الناس، وترتكز على حقوق الإنسان لتلبية حاجات جميع السكان المتضررين».  ومع استمرار الدعوات إلى الاحتجاجات في لبنان، ذكَّر السلطات اللبنانية بأنه تجب عليها حماية الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي، علماً بأنه ينبغي للقوى الأمنية اللبنانية «التزام الأعراف والمعايير الدولية في شأن استخدام القوة»، مضيفاً أنه «يجب على المتظاهرين ممارسة حقوقهم وفق سيادة القانون، ومن دون اللجوء إلى العنف».  وكرر نداءه العاجل لكل الأطراف من أجل الوفاء بالتزاماتهم في شأن التنفيذ الكامل للقرار 1701، وكل «ما يمكن أن يعرض وقف الأعمال العدائية للخطر، أو يزعزع استقرار لبنان أو المنطقة»، معبراً عن «القلق العميق» من الخروقات التي وقعت في 27 يوليو (تموز) و25 أغسطس الماضيين، مشيداً بتدخل القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) «في الوقت المناسب» لاحتواء الأوضاع.

 وأكد أن المنظمة الدولية «ستواصل دعم الجهود المبذولة لنزع فتيل التوترات من خلال الحوار».

انتهاكات اسرائيلية

 وقال: «لا تزال الانتهاكات اليومية المستمرة للمجال الجوي اللبناني من الطائرات الإسرائيلية، بما في ذلك شن غارات مزعومة داخل سوريا، وطائرات من دون طيار مصدر قلق بالغ»، منبهاً إلى أن عمليات التحليق هذه «تشكل انتهاكاً للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية، وتسبب إزعاجاً للشعب اللبناني»، كما أن استمرار احتلال شمال قرية الغجر والمنطقة المتاخمة لها شمال الخط الأزرق يشكل انتهاكاً مستمراً للقرار 1701.  وتمشياً مع الأحكام المنصوص عليها في القرار 2539، دعا السلطات اللبنانية إلى «منح (اليونيفيل) حق الوصول الكامل إلى كل المواقع المطلوبة شمال الخط الأزرق، لإجراء تحقيقاتها على وجه السرعة»، معبراً عن «القلق من عدم تمكن (اليونيفيل) من الوصول» إلى مواقع عدة للتحقيق في الأنفاق التي تعبر الخط الأزرق، وكذلك إلى موقع منظمة «أخضر بلا حدود».   وشدد على أن السلطات اللبنانية «تتولى المسؤولية الأساسية عن ضمان عدم وجود عناصر مسلحة أو أعتدة أو أسلحة غير مصرح بها في المنطقة»، ولكن «يجب أن تسهل وصول البعثة إلى هذه المواقع لأغراض التفتيش الوقائي والتحقيقات».

 

الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره السنوي حول تنفيذ القرار 1701

امتلاك «حزب الله» للأسلحة خارج سيطرة الدولة يمثل «انتهاكاً خطيراً» للقرار 1701/

منح (اليونيفيل) حق الوصول الكامل إلى كل المواقع المطلوبة شمال الخط الأزرق، لإجراء تحقيقاتها على وجه السرعة

إجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف في انفجار المرفأ لضمان المساءلة والمساعدة في منع تكرار مثل هذه المآسي».

علي بردى/الشرق الاوسط/15 تشرين الثاني/2020

حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كل القوى السياسية في لبنان على «تسهيل» تشكيل حكومة جديدة تتمكن من وضع خطة اقتصادية «تيسر» معاودة المناقشات مع صندوق النقد الدولي، معبراً عن «قلقه البالغ» من توقعات تفاقم انعدام الأمن الغذائي والفقر في لبنان، وكذلك من التقارير التي تفيد بأن «اللبنانيين بدأوا في الهجرة غير النظامية عن طريق البحر».

وأكد أن امتلاك «حزب الله» للأسلحة خارج سيطرة الدولة يمثل «انتهاكاً خطيراً» للقرار 1701.

 وفي أحدث تقرير له حول تنفيذ القرار 1701، بما في ذلك الإضافات الواردة حوله في القرار 2537، جدد الأمين العام للأمم المتحدة «تعازيه الحارة» لذوي ضحايا تفجيرات بيروت في 4 آب، ولجميع المصابين والنازحين من جراء «الحادث المأسوي»، داعياً إلى إجراء «تحقيق نزيه وشامل وشفاف لضمان المساءلة والمساعدة في منع تكرار مثل هذه المآسي». وعبَّر عن امتنانه للدعم والتضامن الواسعين من المجتمع الدولي، موضحاً أن «الانفجار أدى إلى تفاقم الأزمات المالية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها لبنان».

وإذ رأى أن هذه المأساة «يمكن أن تكون حافزاً للتغيير الإيجابي»، لاحظ أنه رغم مُضي أكثر من عام على خروج اللبنانيين إلى الشوارع «لا يزال تنفيذ الإصلاحات لتلبية مطالبهم معلقاً». وحض كل القوى السياسية على «تسهيل تشكيل حكومة (…) قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة لوضع البلاد على طريق الانتعاش»، داعياً إلى خطة اقتصادية «تيسر معاودة المناقشات مع صندوق النقد الدولي». وعبَّر غوتيريش عن «قلقه البالغ» من توقعات تفاقم انعدام الأمن الغذائي والفقر في لبنان، وكذلك من التقارير التي تفيد بأن «اللبنانيين بدأوا في الهجرة غير النظامية عن طريق البحر»، مؤكداً أن «هناك حاجة إلى استجابة إنسانية وإنعاشية تركز على الناس، وترتكز على حقوق الإنسان لتلبية حاجات جميع السكان المتضررين». ومع استمرار الدعوات إلى الاحتجاجات في لبنان، ذكَّر السلطات اللبنانية بأنه تجب عليها حماية الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي، علماً بأنه ينبغي للقوى الأمنية اللبنانية «التزام الأعراف والمعايير الدولية في شأن استخدام القوة»، مضيفاً أنه «يجب على المتظاهرين ممارسة حقوقهم وفق سيادة القانون، ومن دون اللجوء إلى العنف».

وكرر نداءه العاجل لكل الأطراف من أجل الوفاء بالتزاماتهم في شأن التنفيذ الكامل للقرار 1701، وكل «ما يمكن أن يعرض وقف الأعمال العدائية للخطر، أو يزعزع استقرار لبنان أو المنطقة»، معبراً عن «القلق العميق» من الخروقات التي وقعت في 27 يوليو (تموز) و25 أغسطس الماضيين، مشيداً بتدخل القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) «في الوقت المناسب» لاحتواء الأوضاع. وأكد أن المنظمة الدولية «ستواصل دعم الجهود المبذولة لنزع فتيل التوترات من خلال الحوار». وقال: «لا تزال الانتهاكات اليومية المستمرة للمجال الجوي اللبناني من الطائرات الإسرائيلية، بما في ذلك شن غارات مزعومة داخل سوريا، وطائرات من دون طيار مصدر قلق بالغ»، منبهاً إلى أن عمليات التحليق هذه «تشكل انتهاكاً للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية، وتسبب إزعاجاً للشعب اللبناني»، كما أن استمرار احتلال شمال قرية الغجر والمنطقة المتاخمة لها شمال الخط الأزرق يشكل انتهاكاً مستمراً للقرار 1701.

وتمشياً مع الأحكام المنصوص عليها في القرار 2539، دعا السلطات اللبنانية إلى «منح (اليونيفيل) حق الوصول الكامل إلى كل المواقع المطلوبة شمال الخط الأزرق، لإجراء تحقيقاتها على وجه السرعة»، معبراً عن «القلق من عدم تمكن (اليونيفيل) من الوصول» إلى مواقع عدة للتحقيق في الأنفاق التي تعبر الخط الأزرق، وكذلك إلى موقع منظمة «أخضر بلا حدود». وشدد على أن السلطات اللبنانية «تتولى المسؤولية الأساسية عن ضمان عدم وجود عناصر مسلحة أو أعتدة أو أسلحة غير مصرح بها في المنطقة»، ولكن «يجب أن تسهل وصول البعثة إلى هذه المواقع لأغراض التفتيش الوقائي والتحقيقات».

 

عقوبات على سياسيين لبنانيين غداً؟

15 تشرين الثاني/2020

ذكرت قناة الـmtv، أن “الموفد الفرنسي باتريك دوريل سيقدم تقريره غداً الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ويتضمن تأكيداً على أن ملف الحكومة يشهد مراوحة ولا إمكانية لعقد مؤتمر لمساعدات لبنان التي ستقتصر على الغذاء والتربية”.

وأضافت “لقاء ماكرون ووزير خارجيته مع وزير الخارجية الأميركي في باريس غداً سيطرح موضوع العقوبات على سياسيين لبنانيين”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/11/2020

وطنية/الأحد 15 تشرين الثاني 2020

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يغلف الجمود والغموض مسارالتأليف الحكومي، بانتظار ما ستظهره نتائج محادثات الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل.

في الغضون لا زالت مسألة التدقيق الجنائي موضع أخد ورد، والجديد ما أعلنه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل أنه على الحكومة فرض التدقيق بقوة القوانين الموجودة، وعلى مجلس النواب الدعم والتحصين وعلى مصرف لبنان الاستجابة الفورية.

في شأن آخر، أوضحت مصادر وزارة الخارجية أن الوزير شربل وهبة لم يستدع السفيرة الاميركية دوروثي شيا بالمعنى الديبلوماسي، بل طلب لقاءها ضمن اللقاءات الدورية للبحث في أمور اخرى غير العقوبات على النائب باسيل، أبرزها معرفة الموقف الأميركي من مفاوضات ترسيم الحدود والموقف من قضية عودة النازحين السوريين، واستطلاع الوضع الأميركي بعد الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى معرفة الأسباب والمستندات التي استندت إليها الخزانة الأميركية لفرض العقوبات على شخصيات سياسية لبنانية، او على أي مواطن لبناني.

وإلى أهمية الملفات السياسية والاقتصادية والمالية، تبقى العين على نتائج خطة مواجهة كورونا، ففي Weekend الإقفال العام سجل التزام في معظم المناطق، باستثناء أخرى خرقها استخفاف بعض المواطنين الذين حاولوا الالتفاف على قرار الإقفال، مرة عبر تجاهل القرار بإقفال الأبواب الخارجية وتسيير العمل داخل المحال، وأخرى عبر تبديل أرقام السيارات، لكن الأجهزة المختصة كانت بالمرصاد والحصيلة بين أمس وصباح اليوم 3945 محضرا للمخالفين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

البلد مقفل ... وكذلك الواقع السياسي. الشق الأول يرتبط بقرار رسمي ينفذ على امتداد الأراضي اللبنانية، في محاولة تعلق الآمال عليها للحد من توسع وباء كورونا.

ولليوم الثاني على التوالي، يرصد التزام واسع بإجراءات الإقفال، أما المخالفون ولا سيما السائقون، فبانتظارهم محاضر الضبط التي بلغت حتى صباح اليوم، نحو أربعة آلاف محضر.

أما الواقع السياسي المقفل، فيرتبط خصوصا بملف تأليف الحكومة الذي لم يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، خلال الأيام الأخيرة، وإذا كان البعض يعول على زيارة الموفد الفرنسي باتريك دوريل للبنان لإحداث إختراق، فإن الأخير غادر بيروت وجل ما أعلن عن تحقيقه، ترتيب اتصال هاتفي بين الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل استمر دقيقة واحدة، واكتسب صيغة المجاملات.

على المستوى الدولي، دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة إلى كل القوى السياسية لتسهيل تشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات، وتضع خطة إقتصادية تتيح معاودة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

أما على المستوى الداخلي، فسجل موقفان: الأول للبطريرك بشارة الراعي طالب فيه بحكومة مستقلة بكامل وزرائها، والثاني لرئيس "القوات اللبنانية" نأى فيه بنفسه عن أي مسؤولية في تعثر التأليف، ورمى بها في ملعب خصومه ممن وصفهم بمحور المقاومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هل يبقى شيء من مشهد الإقفال التام الذي ساد اليوم، إلى الغد وبعده؟. فعليا كان البلد اليوم في ما يشبه الحجر الكامل، الطقس البارد والماطر ساهم في إبقاء المواطنين داخل منازلهم، وكثافة الحواجز الأمنية ومحاضر الضبط ردعت المخالفين، ودققت بالمسموح لهم بالتجوال.

ابتداء من الغد تتضاعف المسؤولية على الجميع، ويدخل البلد في اختبار حقيقي للإقفال التام، فهل سنشهد حضورا مضبوطا في المؤسسات والمرافق والمصالح التي تم استثناؤها؟ واذا كان للناس ضرورات حياتية وعملية، فهل سيحترمون الإجراءات الوقائية كما يلزم، فيحرصون على الكمامة والتباعد، ويحترمون العدد المسموح به في النقل العام، وداخل الإدارات؟.

فعلا إنه اختبار حرج، والسقوط به محبط، إذ لا طاقة لوطننا بعد بتسجيل آلاف جديدة من الإصابات، ولا بمزيد من الوفيات التي تنكب عائلات بأكملها.

في السياسة، الانتكاسة الحكومية على حالها، والموفد الرئاسي الفرنسي غادر لبنان محملا بنتائج اتصالاته ولقاءاته، فهل يتبدل شيء مع بداية الأسبوع؟.

وسط هذا الركود، يسجل ازدياد حجم الضغوط الأميركية التي ظهر منها اليوم نفخ جديد ببوق الفتنة، ولكن ليس بلسان دوروثي شاي، بل من طرف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي يصف ظروف البلد اليوم بظروف الحرب الأهلية عام 1975، وهو الأخبر بتلك المرحلة وبكل مقدماتها وتداعياتها، وإن كان يتحدث جعجع عن حرب اقتصادية يعيشها لبنان اليوم، فمن يقف وراء هذه الحرب غير حلفائه وأصدقائه أصالة في واشنطن وعوكر؟.

إنه الدور المساهم كثيرا في استجلاب الخراب، مع فارق أن تسليف الأوراق يأتي هذه المرة في مرحلة تحول، تتخبط بها أميركا المهددة بانقسام عمودي ومخاطر كبيرة، بدفع من دونالد ترامب الذي لن يخرج بهدوء من البيت الأبيض، بحسب مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ثلاثة أمور لا يريدها الناس اليوم: العداء غير المبرر مع دول شقيقة وصديقة، العودة بعقارب الشراكة الوطنية إلى الوراء، وترك الأزمة المالية والمعيشية من دون علاج، فهل هذا كثير؟.

العلاقة مع الدول الشقيقة والصديقة -جميع الدول الشقيقة والصديقة- مصلحة لبنانية قبل أن تكون مصلحة للآخرين. فباستثناء الموقف المبدئي من العدو الاسرائيلي، من البديهي ألا يتبنى لبنان الرسمي موقف أي طرف داخلي أو قناعاته بالنسبة إلى الدول الأخرى، وهذا ما هو حاصل فعلا منذ اليوم الأول لهذا العهد، بل يلتزم لبنان الرسمي مصلحة لبنان الدولة فقط، في العلاقة مع جميع البلدان غير العدوة، من إيران إلى الولايات المتحدة، ومن سوريا إلى دول الخليج.

أما الشراكة الوطنية التي بلغت مداها للمرة الأولى منذ الطائف بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، سواء في تشكيل الحكومة أو قانون الانتخاب، وسائر ما يتفرع عنهما، فلا مصلحة لأي مكون لبناني بالانقلاب عليها، وما بعض الممارسات المستغربة أخيرا في سياق مشاورات تأليف الحكومة الجديدة، إلا محاولات سياسية ترفضها جميع الطوائف والمذاهب المتمسكة بالمناصفة والميثاق والوحدة الوطنية في آن معا.

وبالنسبة إلى الأزمة المالية والمعيشية، خريطة الطريق واضحة: أولا، تشكيلة حكومية مبنية على التوازن والكفاءة. ثانيا، مفاوضات واقعية مع المجتمع الدولي لتسييل قروض "سيدر"، ومع صندوق النقد الدولي للتوصل إلى برنامج يساعد لبنان على النهوض. وثالثا، الاندفاع قولا وفعلا بإصرار وصلابة على مسار الإصلاح، الذي من أبرز عناوينه اليوم، التدقيق الجنائي الذي تحول على العهد الحالي من موقف سياسي إلى قرار حكومي، وعقد تنفيذي مع شركة متخصصة.

وفي هذا السياق، حسم رئيس "التيار الوطني الحر" النقاش، حيث شدد على أن ‏التدقيق التشريحي في حسابات مصرف لبنان واجب وطني وأولوية مطلقة، وباب للتدقيق بكل الإنفاق العام، لأنه يظهر الفجوة المالية ويبين الارتكابات ويكشف مصير الأموال المنهوبة والموهوبة والمحولة.

وأكد باسيل أن على الحكومة فرض التدقيق بقوة القوانين الموجودة، وعلى مجلس النواب الدعم والتحصين، وعلى مصرف لبنان الاستجابة الفورية تحت ضغط حقوق الناس. وختم باسيل: "التيار" واحد وحاسم حول هذا المطلب، وكل كلام عن تقديم قانون إضافي إذا لزم، وإذا تأمن إقراره، هو من باب الحرص على إتمام التحقيق وليس عرقلته، جزم رئيس "التيار".

كلا، ما يطلبه الناس ليس كثيرا، لكن المنظومة المعروفة يبدو أنها مصرة على حرمانهم حتى من هذا القليل، إنها الخلاصة حتى هذه اللحظة، لكن الأمل كبير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إلتزام قرار الإقفال العام يمكن وصفه بالمقبول كما، أي أن نسبة المناطق المقفلة ونسبة الالتزام في هذه المناطق جاءت مرتفعة، لكن إذا دخلنا عموديا ونوعيا في احتساب نسبة عدم التقيد، فإنها كافية بالمفهوم الطبي العلمي، لنسف كل التدابير وإفقادها فاعليتها.

ولا ننسى في السياق أن الإقفال الذي صادف في نهاية الأسبوع لا يمكن الاعتداد بنتائجه كثيرا، لأن نهاية الأسبوع تشهد في الأيام العادية انخفاضا نسبيا في الحركة على الطرقات، وفي أيام الكورونا كانت نتائج الفحوصات تأتي بأعداد مصابين أقل بكثير من تلك التي تسجل في أيام العمل.

من هنا فإن ما شهدناه من تدابير والتزام نسبي مقبول بها ليس سوى تحمية، أما امتحان التقيد الوطني الشامل بها فيبدأ غدا الاثنين، وما قامت به السلطات الأمنية والبلدية، الأهلية والحزبية، من مجهود لفرض التقيد بقرار الإقفال، يجب أن يتضاعف مع بداية الأسبوع، وإلا نكون خسرنا الفرصة الأخيرة لحصر انتشار الفيروس ومنع تحوله إلى انتشار وبائي شامل، خصوصا بعدما أغرق الفيروس القطاع الإستشفائي. ونكون خسرنا إلى غير رجعة، القليل المحتضر من قطاعاتنا الاقتصادية والمالية والتجارية والصناعية المنتجة. ولا ننسى أن الفلسفة التي تدفع الحكومات إلى الإقفال، تقوم على قاعدة عالية الخطورة عنوانها: نقبل بأن نضحي قليلا ومرحليا بالاقتصاد لننقذ الإنسان، فإن لم يتقيد الإنسان نكون خسرنا الاثنين معا، ونحن في الأساس لم يتبق لنا منهما الكثير.

تدابير الحد من الكورونا ومخاطر فشلها على الواقعين الصحي والاقتصادي، لا توازي بشيء الفشل السياسي المتمادي في إنقاذ لبنان من خطر التحلل والانهيار، والناجم عن امتناع المنظومة الحاكمة عن التعجيل في تأليف حكومة المهمة. وقد انحدر بها الأمر ليلامس مستوى الجريمة المرتكبة عن سابق إصرار وتصميم في حق شعب ووطن، خصوصا أن الامتناع عن التأليف غير ناجم عن ظروف مانعة قاهرة، بل عن جشع منظومة سياسية "قهارة" قاهرة تضع مصالحها فوق مصلحة المواطن والدولة. هذه الناحية المكشوفة من الخارج المهتم بخلاص لبنان تجعله يحتقر هذه الطبقة، وقد اقتربت مرجعياته من لحظة نفض أيديها من الشأن اللبناني الموحل، ويخشى أن ترتفع مخاطر هذا الاحتمال بلقاء بومبيو- ماكرون في باريس الاثنين.

يضاف إلى ذلك أن المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، سيضع في الساعات القليلة المقبلة الرئيس ماكرون في محصلة جولته اللبنانية، وهي بحسب ما علمت ال"mtv"، غير جيدة إطلاقا، وهو سيخجل طبعا من أن يبلغ رئيسه أن أهم إنجازات مهمته اللبنانية كان نجاحه في فرض اتصال هاتفي قسري لثوان بين رئيس "التيار الحر" والرئيس المكلف، إضافة إلى سماعه من القيادات المعنية رسميا بالتأليف، إلى كم هائل من السرديات المفتقرة إلى الصدق، وقد "حلف الجميع بشنبه" بأنه يؤيد الورقة الفرنسية، لكن العقدة تكمن عند الفريق الآخر، إن تراجع رأت الحكومة النور.

والخشية باتت عالية من أن يصدر القرار بترك لبنان لمصير أسود، فيتفرغ ساعتها لإنقاذنا من تسبب بمصائبنا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لماذا، وعلى من يتذاكى اللبناني هذه المرة؟. في السياسة والحكومة، يتذاكى الساسة اللبنانيون على بعضهم البعض أولا، وعلى الفرنسيين ثانيا، غير آبهين بالانهيار الذي يتقدم بشراسة أكبر يوما بعد يوم ليطال كل اللبنانيين وكل شيء.

بعد زيارة باتريك دوريل، يفترض أن تتضح الصورة الحكومية أكثر هذا الأسبوع، فالموفد الفرنسي قدم طروحات محددة، ودخل في تفاصيل الحكومة ونوعية الوزراء، الذين تريدهم باريس أخصائيين كفوئين، قادرين على تخليص البلد.

دوريل قال كلمته ومشى، فالاستحقاقات بالنسبة للفرنسيين اقتربت، وأولها المؤتمر الدولي المنوي عقده نهاية الشهر الحالي لمساعدة لبنان. ومن دون حكومة، لا مؤتمر، يعني لا مساعدات ولا أموال، فإما تشكل هذه الحكومة، وإما تسقط الفرصة الإضافية التي منحتها فرنسا للبنان، والتي ربما لن تتكرر.

فهل يتجاوب المعنيون مع الطروحات الفرنسية، فتشكل الحكومة أو يستمرون في لعبة شراء الوقت، التي ستسقط حتما أمام تدهور الوضع المالي، لا سيما أن احتياطي مصرف لبنان، الذي يؤمن المواد الأولية الضرورية، على وشك النفاد؟.

هذا في التذاكي السياسي، أما التذاكي على كورونا فصورته كالتالي: إذا كان اللبناني يتذاكى على الدولة، وعلى قرار إغلاق البلاد لمدة خمسة عشر يوما، يكون سقط في فخ الحواجز التي نصبتها قوى الأمن في كل المناطق، فسطرت في أول 24 ساعة حتى صباح اليوم، 5865 محضر مخالفة.

ضبط هذا الرقم من المخالفات في عطلة نهاية الأسبوع، لا يوحي بالخير، عندما ستعود أيام العمل اعتبارا من الغد. فاللبناني وعلى عادته، سيتذاكى الاثنين، سيحاول جس نبض الدولة فيلعب معها لعبة شد الحبال، ساعة عبر مخالفة قرار المفرد والمجوز لتنقل السيارات، وساعة عبر خرق الاستثناءات التي حددت من يسمح له بمزاولة العمل، وساعات عبر العمل في المحال التجارية من وراء الأبواب المغلقة، وصولا إلى قمة التذاكي، ألا وهي بيع المواد الغذائية في أهم محال الألبسة... وهنا للحديث تتمة.

حتى الساعة، تبدو الدولة، ولا سيما أجهزتها الأمنية، متماسكة وقادرة على ضبط الوضع، وهي أنذرت المخالفين اليوم لا سيما في الأسواق الشعبية، وأعطتهم ساعات للالتزام الكلي، فالدولة هذه المرة لن تقبل بتحديها.

على هذا الأساس، يفترض أن يجتمع مساء غد قادة الأجهزة الأمنية في السراي الحكومي، فيرفعوا التقارير عن مدى الالتزام، لسيتكملوا نهارا طويلا من لقاءات السراي حول كورونا، والتي ستشمل اجتماعات منفصلة مع كل من المستشفيات الخاصة، البنك الدولي، العاملين في إطار تأمين المساعدات الاجتماعية للعائلات الأكثر فقرا، وصولا إلى المعنيين برفع أعداد فحوص الـ pcr ضمن خطة واضحة المعالم.

هذا في التذاكي على الدولة، أما قصة اللبناني في التذاكي على المرض فمن نوع آخر، تبدأ بمن ينكر وجوده أصلا، إلى من يعتبر أنه لن يشكل أي خطر عليه. هنا أيضا يسقط المتذاكي أمام فيروس، يقول الأطباء إنهم لا يفهمون طبيعته.

لا يعرفون لماذا يقتل الفيروس مريضا دون آخر، لماذا يختار الشبان الأصحاء ليخنقهم، لماذا وكيف يتحكم وحده بتحديد مسار حياة أم أو أب او أخ أو إبن أو إبنة، أو أفظع: عائلة بأكملها ظنت للحظة أنها أقوى من العدوى وأقوى من كورونا، وأقوى من الموت.

غدا عندما يحين الفجر فتعود الحياة والحركة اعتبارا من الخامسة صباحا، تذكروا أن التذاكي لا ينفع، وأن معركة الخمسة عشر يوما تخاض على جبهتين: جبهة تحضير المستشفيات ليس فقط بالآسرة، إنما أيضا بغرف العناية المركزة وأجهزة التنفس، واستعداد الطواقم الطبية والتمريضية. وجبهة التزام المواطن الذي يحارب مرضا قادرا على تحديد مصيره، إن هو أخطأ.

والأهم تذكروا، أننا في الثلاثين من تشرين الثاني، عندما ينتهي الإغلاق العام، سندخل شهر الأعياد، فإما نعيد جميعا على رغم كل صعوباتنا، مع "تيتا وجدو وبابا وماما وخيي واختي وبنتي وابني وكل يللي بحبن"، وإما سنجلس على موائد العيد هذا، وموائد الأعياد المقبلة نفتقد شخصا نحبه صرعه كورونا، لأننا يوما ما تذاكينا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

يرفع الرسول الفرنسي باتريك دوريل عصفه الحكومي إلى الإليزيه، في اجتماع روتيني مغلق يرأسه إيمانويل ماكرون ويحضره إيمانويل الثاني بون، بهدف تقييم جولته على المسؤولين اللبنانيين قبل الإغلاق التام.

ولما كان الموفد دوريل قد اختص بالشأن اللبناني خمسة عشر عاما وأصبح خبيرا بنا، فهو على الأرجح سيبلغ خلية الأزمة أن تقريره فارغ من التأليف، وأن المعنيين بالتأليف قد أصابوه بنقص في المناعة السياسية، وتسببوا له بإتلاف جهاز المعرفة المسبقة. وسيؤكد للخلية الفرنسية، أنه كان يعلم بالشؤون اللبنانية قبل زيارته بيروت، أما اليوم فقد أجهز القادة المحليون على خلاياه الناشطة سياسيا.

واجتماع الإليزيه، سيسبق لقاء ماكرون بوزير خارجية أميركا مايك بومبيو، الذي يبدأ جولة أوروبية شرق أوسطية تشمل سبع دول. وقد مهد بومبيو لجولته بالإعلان عن أن إدارة ترامب سوف تفرض أشد العقوبات الأسبوع المقبل، لكنه قال إنها تتعلق بإيران، ولم يكشف عن الزوائد إلى بقية الفروع في المنطقة، وستكون هذه العقوبات من ضمن حزمة قرارات صارخة بدأها ترامب في الداخل الأميركي مع قطع الرؤوس الأمنية، ويستكملها على مستوى العالم متلاعبا في الوقت نفسه على خسارة وفوز، فهو اعترف ضمنا بخسارته أمام جو بايدن، ثم ما لبث أن قال: "لقد فاز فقط في نظر وسائل الإعلام التي تنقل أخبارا كاذبة، أنا لا أسلم بأي شيء! أمامنا طريق طويل لنقطعه، الانتخابات زورت".

انتخابات أميركا مزورة من وجهة نظر رئيس يعاني اختلالا في توزان تصريحاته، فيما التأليف الحكومي يواجه اختلالا عقليا التمسه الموفد الفرنسي، الذي فر عائدا إلى باريس مصابا بطلقات من الأعيرة السياسية الخطرة، وبعضها يحمل رؤوسا مسنونة بالكذب والتحايل والتزيف وادعاء إبداء المرونة والتسهيل.

ترك اللبنانيون حكومتهم في مهب رياح فرنسية دولية قادمة على البلاد، وأخذوا يشرفون على التدقيق الجنائي وسط تيارات متعددة وجارفة تداخلت في ما بينها، وشطرت حتى التيار الواحد، وآخر المواقف جاءت عبر النائب جبران باسيل الذي قال "إن التدقيق التشريحي في حسابات مصرف لبنان واجب وطني وأولوية مطلقة، وباب للتدقيق في كل الإنفاق العام، وإنه يظهر الفجوة المالية ويبين الارتكابات ويكشف مصير الأموال المنهوبة والموهوبة والمحولة".

وأضاف: "على الحكومة فرض التدقيق بقوة القوانين الموجودة، وعلى مجلس النواب الدعم والتحصين"، وبهذا الموقف انشطر باسيل بين ضفتي تيار يشكلهما كل من النائب ابراهيم كنعان ووزيرة العدل ماري كلود نجم، والتي كان قد وصفها رئيس لجنة المال والموازنة بوزيرة اللاعدل، ووضع وصفه لصقا على "تويتر"، فمن يناصر من؟، وأي حرب تدقيق يخوضها "التيار" ثم دعاة الإصلاح، فيما طريق التدقيق الجنائي أهون من هذا بكثير وأوضح من تعقيدات الجميع وقوانينهم ورعاة محاباة الفساد، وقد لا يحتاج الأمر إلى أكثر من رفع كتاب من الوزير المعني طالبا رفع السرية المصرفية عن عنابره الوزارية والإدارية، لتبدأ عملية التشريح ومطابقة الصرف على الورق حيث ستتبين حينها كل القروش الخارجة وكيف ضلت طريقها وعلى ماذا أنفقت.

والأمر أكثر سهولة من بيانات التضليل السياسية ومن هيئة تشريع وقضايا تعمل غب الطلب و"تشرد" سياسيا على حسب الريح، عدا عن أن قراراتها استشارية غير ملزمة، ومعركة التدقيق الجنائي لا تبدو سوى لتحصيل الشعبوية، فيما جميعهم لا يتمنون قيامتها لأنها إذا حصلت ستشهد على قيامتهم.

ومن خارج الصحون السياسية اللاقطة تكون الصورة أوضح، إذ رأت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان "أن لا أحد من السياسيين يريد التدقيق الجنائي إلا في إطار النكايات السياسية"، وقالت "إن "التشلش" بالوزارات هو خوف من القادم الذي سيفتح الملفات"، وأعطت مثالا على ذلك وزير التربية الحالي طارق المجذوب، الذي أخرج الفضائح من الوزارة، وعليه فإن التدقيق لا يزال يخضع لتبادل الاتهامات اليوم، وإلى ادعاء عثرة المصرف المركزي الذي يصبح تفصيلا في ما بعد، إذا ما بدأنا من الاهم ثم المهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

استدعاء السفيرة شيا: لبنان بمواجهة أميركا من أجل باسيل!

المدن /15 تشرين الثاني/2020

على ما يبدو، يستمر لبنان في انتهاج سياسة المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية. فبعد مطالبة رئيس الجمهورية ميشال عون الإدارة الأميركية تقديم المستندات والملفات التي تم على أساسها فرض العقوبات على رئيس التيار الوطني الحرّ، حان دور وزارة الخارجية. إذ تشير المعلومات إلى أن وزير الخارجية شربل وهبة استدعى السفيرة الأميركية للقائه في الوزارة، عملاً بتوجيهات رئيس للجمهورية، لمطالبتها بتقديم المستندات اللازمة التي طالت بموجبها العقوبات جبران باسيل.

الاستفزاز مستمر

لا يريد لبنان أن يعطي الأمر طابع الاستدعاء. بمعنى انه لا يريد الإيحاء أن ما يجري هو "استدعاء" لمساءلة السفيرة الأميركية، إلا أنه في مضمونه سيكون كذلك. وهنا لا بد من توقع تداعيات لهذا الموقف. خصوصاً، أنه منذ فرض العقوبات على باسيل، بدأ لبنان يتخذ قرارات تندرج في سياق ردّ الفعل لاستفزاز الأميركيين أكثر، كرفع مستوى المشاركة في مؤتمر اللاجئين السوريين، الذي دعت إليه روسيا في سوريا، وذهاب وزير الشؤون الإجتماعية إلى هناك، كما مشاركة وزير الخارجية فيه، عبر تقنية الفيديو. إنها المرّة الثانية التي يتم فيها استدعاء السفيرة دورثي شيا، في ظل حكومة حسان دياب، الذي سبق له واتخذ مواقف هاجم فيها السفيرة من دون أن يسميها. الاستدعاء الأول حصل أيام تولي الوزير ناصيف حتّي وزارة الخارجية. وكان على خلفية إطلاق السفيرة تصريحات تصف فيها حزب الله بالإرهابي، وبعد حصول مشكلة قضائية بفعل القرار الذي أصدره القاضي محمد مازح بمنع وسائل الإعلام اللبنانية من نشر تصريحات السفيرة الأميركية، أو إجراء لقاءات معها.

..والعقوبات مستمرة

حينها كان الضغط على حتّي لاستدعاء السفيرة الأميركية. وأُعطي الاستدعاء طابع المساءلة. لكن مضمون الجلسة تغيّر عند حصول اللقاء في وزارة الخارجية. خطوة أدت يومها إلى تعليق عمل القاضي مازح، ومهدت لاحقاً لاستقالة وزير الخارجية ناصيف حتّي، فحّل مكانه الوزير شربل وهبي. ولذا، من غير المعروف بعد كيف سيكون مضمون الجلسة بين السفيرة الأميركية ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال. لكن لا بد من التوقف أمام تداعياتها. في المقابل تشير بعض المعلومات إلى أن الإدارة الأميركية ستستمر في فرض العقوبات على شخصيات لبنانية، خصوصاً أن العقوبات التي فرضت على باسيل وفق قانون ماغنيتسكي لا بد من أن تشمل شخصيات أخرى، وفق القانون ذاته.

 

بيان صادر عن مكتب الإدعاء في نقابة المحامين في بيروت الخاص بفاجعة ٤ آب ٢٠٢٠

في ٢٠٢٠/١١/١٤

إنّ مكتب الإدعاء في نقابة المحامين في بيروت مستمر في متابعة قضية تفجير المرفأ،  وفي ضوء إجتماعه اليوم في ٢٠٢٠/١١/١٤، 

يُبدي ما يأتي:

أولاً- يتوقف المكتب عند امتعاض المواطنين واحتجاجهم على مسار التحقيق، الأمر المُحقّ؛ فلا يمكن، بعد اليوم، إلهاء الناس بشعارات ووعود رنّانة فضفاضة غير مُتجسّدة بأفعال.

فالقضاء، الذي نناشده مراراً وتكراراً بأنْ يقوم بدوره كاملاً في هذه القضية مِن دون أيّ خشية، إحقاقاً للحقوق، نسأله مَن و/أو ما الذي يُعرقل المسار القضائي توصلاً للحقيقة الكاملة؟! نحن معك والى جانبك!

ثانياً- يأسف المكتب مِن تحييد بعض الأشخاص عن مجريات التحقيق بحيث اقتصر على بعض الأشخاص دون الأعلى منهم رتبة ومسؤولية، إذ أكّد المكتب سابقاً أنّ حضرة المحقّق العدلي صالح لتَعقُّب أيّ مُرتكب أيٍّ كان موقعه، وأنّ لا حصانات دستورية أو قانونية أو سياسية على أحد. كما نأسف، على إبقاء التحقيقات محصورة في إطار الإهمال مِن دون أن تذهب الى سائر نواحي الجريمة، والتي هي كثيرة.

ثالثاً- إنّ أسباب التفجير عديدة والمُسبّبين كُثر، أمّا المطلوب واحد: القرار الجريء مِن القضاء، بأنْ يتمّ الإدعاء على مَن بيّنتهم التحقيقات مِن معنيين سياسيين وأمنيين وغيرهم مِن المرتكبين، كلّهم دون أيّ إستثناء، وأنْ يقوم حضرة المحقق العدلي باستجوابهم بصفة مدعى عليهم، وبتوقيفهم إذا اقتضت التحقيقات ذلك؛ فلا "كِبار" أمام هول الفاجعة وأمام مَصاب الوطن وأهالي الضحايا والمتضررين.

رابعاً- إنّ هذه الجريمة ليست جريمة عادية محصورة في إطارها الجرمي، بل هي جريمة كبرى مسَّت بآلاف الناس وهزَّت البلد وأدّت الى تدمير نصف العاصمة وتهجير الكثير مِن أبنائها، وما زال حتى اليوم مَن هو مفقود منهم، وهي تستدعي ضميراً حيّاً وعملاً استثنائياً يتخطى السير بالطريقة الاعتيادية؛ فلا مكان لِمَن يَعْجَز عن ذلك، والوقت مداهم! 

بيروت، في ٢٠٢٠/١١/١٤

ملحم خلف

نقيب المحامين

 

ثورة الحقّ - ثورة لبنان الشريفة: قانون "ماغنيتسكي

الاحد 15 تشرين الثاني 2020 

قانون "ماغنيتسكي" يحب أن يطبق سريعاً على رموز الاستبداد والقمع ومرتكبي الجرائم ضدّ الإنسانية، فعلاً وامراّ وسكوتاً وتآمراً... بدأً من الرؤساء الثلاث، مروراً بوزيري الدفاع والداخلية وبقادة القوى الأمنيّة والجيش... وصولاً لزعماء الميليشيات وحرس المجلس المجرم...والآتي أعظم

معلومات للـmtv: الولايات المتحدة تستعدّ لإطلاق عقوبات "ماغنيتسكي" للمّرة الأولى على لبنان في الأيّام القليلة المقبلة. قولوا يا ربَ

دوافع كثيرة تدفع بالإدارة الأمريكية لفرض عقوبات قانون "ماغنيتسكي" في لبنان. فما هو هذا القانون وهل سيطال شخصيات و سياسيين خارج نطاق "حزب الله"؟

قانون "ماغنيتسكي الدولي للمُسائلة حول حقوق الإنسان":

01- أُنشأ سنة ٢٠١٢ من قبل الحزبيين الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس الأمريكي وصادق عليه الرئيس "باراك أوباما".

02- هدفه: مُعاقبة  كل أجنبي مُتّهم  بإنتهاك حقوق الإنسان (كالقتل و التعذيب وغيرها من الإنتهاكات المنصوص عليها في لائحة حقوق الإنسان الدولية.)

03- طريقة تطبيقه: أعطى القانون الصلاحية للرئيس الأمريكي بفرض عقوبات على المُنتهكين، و قد وقّع دونالد ترامب الأمر التنفيذي رقم ١٣٨١٨ الذي يتمثّل بتجميد ممتلكات الأشخاص و أصول المتورطين في إنتهاك حقوق الإنسان و منعهم من دخول الأراضي الأمريكية.

لقد عاقبت الخزينة الأمريكية ما يقارب ال ١٠١ شخصاً بموجب القرار ١٣٨١٨ وإتخذت إجراءات بحقّ ٤٦٠ شخصاً إتّهموا "بالتورّط" بأنشطة متعلّقة بالإساءة لحقوق الإنسان.

بالمقاربة للسيناريو اللبناني، الفساد المُستشري وتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية تتموّل من بعض القوى السياسية اللبنانية، قد دفع بالخزينة الأمريكية بالمباشرة في النظر في الأسماء التي ستُدرجها على لائحة عقوبات "ماغنيتسكي"...

فالولايات المتحدة كانت واضحة بعزمها على محاسبة المسؤولين السياسيين إذا إستمرّ الوضع على ما هو عليه لأن الشعب اللبناني برأيها يستحق الأفضل والآن وبعد إنفجار مرفأ بيروت والتطورات السياسية الأخيرة دفعت بها لإعادة النظر الآن بجديّة تطبيق تهديداتها السابقة بشأن عقربات قانون "ماغنيتسكي" وقد نشهد "تسميات" لشخصيات سياسية ومدنية في المدى القريب.

 

قائدٌ عسكريّ إقليمي يزورُ الضاحية؟

"ليبانون ديبايت"/الاحد 15 تشرين الثاني 2020

أشارت معلومات إلى أن قائداً عسكرياً في دولة إقليمية تنتمي إلى محور معروف زار لبنان منذ أسابيع قليلة وتوجه الى احد المناطق المعروفة والتي ينتمي اليها زعيم حزب لبناني يدين بالولاء الى المحور نفسه. وأوضحت المعلومات أن خلفية الزيارة لم تكن تتعلق بطبيعة العمل الذي يجمع الجهتين بل من باب الدعم المعنوي والتأييد المطلق للشخصية الحزبية والدور الذي تقوم به كما تُعتبر واحدة من الزيارات الدورية التي تحصل بين الحين والأخر.

 

المسعى الفرنسي الأخير يترنّح.. أي مصير سيواجه لبنان اذا أصبح كإيران وسوريا؟

القبس/15 تشرين الثاني/2020

كشف مصدر وزاري  لصحيفة "القبس" ان الضربة الاولى لمهمة الموفد الفرنسي باتريك دوريل تمثلت في طلب الرئيس ميشال عون من الرئيس المكلف اجراء مشاورات مع القوى السياسية، ومن ضمنهم رئيس التيار الوطني جبران باسيل بطبيعة الحال، الذي سيعيد التأكيد على وحدة المعايير لنعود الى المربع الاول.

وبحسب المصدر، حاول الموفد الفرنسي العمل على كسر القطيعة بين باسيل والحريري، متمنيا على الاخير ان يمهد لذلك عبر اتصال هاتفي. وهذا ايضاً كان مطلب حزب الله الذي التقى دوريل ممثلا عنه في ضاحية بيروت الجنوبية. غير ان المرونة الفرنسية تجاه حزب الله التي سعى الى ابرازها من خلال إشاعة اجواء ايجابية عن لقائهما، تزامن مع موقف ناري للسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، هو الثاني لها في غضون أسبوع، حول العقوبات على باسيل، وكذلك حول موقف بلادها من الحكومة العتيدة. ولفتت "القبس" وفق المصدر عينه، الى أن انطوى كلام السفيرة على تهديد لباسيل بإمكانية تعرضه للمزيد من العقوبات، مترافقة مع حملة ضغوط شديدة على اعضاء في تكتله النيابي وكذلك على قيادات وكوادر التيار الوطني الحر. اما في الملف الحكومي، فقد قالت بوضوح ان بلادها لن تعترف بأي حكومة يكون حزب الله شريكاً فيها أو مؤثراً فاعلاً، لكن أخطر ما جاء في تصريح السفيرة وفق المصدر قولها إن واشنطن لم تعامل لبنان كما دول الخليج، أي انها لم تتركه بالكامل وظلت تقدم له المساعدات في قطاعات كثيرة، لا سيما الامنية والعسكرية منها. فهل يؤشر كلامها هذا الى نية اميركية بالتخلي عن لبنان وهل يعي المسؤولون فداحة هكذا خطوة، واي مصير سيواجه لبنان المتخبط في ازماته منذ اكثر من سنة اذا أصبح كإيران وسوريا؟ يختم المصدر الوزاري.

 

المسار الحكومي دخل دائرة الإغلاق والحجر

 القبس الإلكتروني/15 تشرين الثاني/2020

توازياً مع دخول لبنان الاغلاق لمدة أسبوعين، دخل المسار الحكومي وربما مسارات البلاد كلها دائرة الإغلاق والحجر. فرغم المواكبة الفرنسية التي لا تستكين سعياً إلى إنقاذ لبنان من كارثة وشيكة، فإن المواقف التي سجلت في اليومين الفائتين، على مسار التأليف الحكومي أظهر تبايناً عميقاً، بل تعارضاً، بين المسارين الفرنسي والأميركي حيال لبنان. وإذا كانت التساؤلات حول حقيقة الموقف الأميركي التي مع إطلاق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مبادرته الإنقاذية قد استقرت على وضعه في خانة الحياد الإيجابي، إلا إن المسار التصاعدي للعقوبات على حزب الله وحلفائه في لبنان، بداية مع وزيري تيار المردة وحركة أمل، وأخيراً مع زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل أوحى أن الولايات المتحدة ليست بوارد القبول بحكومة يتم تشكيلها وفق الصيغة التي ارتضى بها الفرنسيون، والتي تعيد تعويم حزب الله وتجدد نفوذه وسطوته على الساحة اللبنانية. وهذا التضارب بين المسارين سيطيح على الأرجح بالمسعى الفرنسي الاخير لاعادة احياء مبادرة ماكرون والذي لم يفض الى تحقيق اي تقدم. مصدر وزاري كشف لـ القبس ان الضربة الاولى لمهمة الموفد الفرنسي باتريك دوريل تمثلت في طلب الرئيس ميشال عون من الرئيس المكلف اجراء مشاورات مع القوى السياسية، ومن ضمنهم رئيس التيار الوطني جبران باسيل بطبيعة الحال، الذي سيعيد التأكيد على وحدة المعايير لنعود الى المربع الاول. وبحسب المصدر، حاول الموفد الفرنسي العمل على كسر القطيعة بين باسيل والحريري، متمنيا على الاخير ان يمهد لذلك عبر اتصال هاتفي. وهذا ايضاً كان مطلب حزب الله الذي التقى دوريل ممثلا عنه في ضاحية بيروت الجنوبية. غير ان المرونة الفرنسية تجاه حزب الله التي سعى الى ابرازها من خلال إشاعة اجواء ايجابية عن لقائهما، تزامن مع موقف ناري للسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، هو الثاني لها في غضون أسبوع، حول العقوبات على باسيل، وكذلك حول موقف بلادها من الحكومة العتيدة. وفق المصدر عينه، انطوى كلام السفيرة على تهديد لباسيل بإمكانية تعرضه للمزيد من العقوبات، مترافقة مع حملة ضغوط شديدة على اعضاء في تكتله النيابي وكذلك على قيادات وكوادر التيار الوطني الحر. اما في الملف الحكومي، فقد قالت بوضوح ان بلادها لن تعترف بأي حكومة يكون حزب الله شريكاً فيها أو مؤثراً فاعلاً، لكن أخطر ما جاء في تصريح السفيرة وفق المصدر قولها إن واشنطن لم تعامل لبنان كما دول الخليج، أي انها لم تتركه بالكامل وظلت تقدم له المساعدات في قطاعات كثيرة، لا سيما الامنية والعسكرية منها. فهل يؤشر كلامها هذا الى نية اميركية بالتخلي عن لبنان وهل يعي المسؤولون فداحة هكذا خطوة، واي مصير سيواجه لبنان المتخبط في ازماته منذ اكثر من سنة اذا أصبح كإيران وسوريا؟ يختم المصدر الوزاري.

 

الاتصال بين الحريري وباسيل.. بقي في إطار المجاملات!

الأنباء” الإلكترونية/15 تشرين الثاني/2020

لم يسجّل في الشأن الحكومي، أي خرق بعد زيارة الموفد الفرنسي باتريك دوريل، حتى أن الاتصال الذي تم بين الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب جبران باسيل بناء على رغبة دوريل بقي في إطار المجاملات، ولم تكن له أية ارتدادات عملية في مقاربة ملف التأليف. مصادر مواكبة كشفت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الموفد الفرنسي أبدى ليونة لجهة التخفيف من شروط المبادرة الفرنسية التي يتمسك بها الحريري، والذي لا يمانع في تشكيل حكومة تكنو- سياسية بعدما كان متمسكاً بحكومة اختصاصيين. توازياً، أكدت مصادر بيت الوسط عدم تراجع الحريري عن شروطه بتشكيل حكومة اختصاصيين مع المداورة في كل الحقائب، متوقفةً عند مطالبة بعبدا بوزارات الدفاع والداخلية والعدل والطاقة، سائلة: “عن أية مداورة ومعايير موحدة يتحدثون؟” أوساط عين التينة تحدثت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية عن، “عراقيل ظهرت فجأة من دون أن يكون لها أي تفسير”، معربة عن خشيتها من عودة الأمور إلى المربع الأول، “بسبب الشروط التعجيزية”، مستطردة: “يبدو أننا عدنا إلى مقولة الرئيس نبيه بري الشهيرة: لا تقول فول تايصير بالمكيول”.

 

لبنان بين “الحجر” و… “التحجّر”

الراي الكويتية/15 تشرين الثاني/2020

دَخَلَ لبنان، مرحلةً حاسمة في «معركة الأنفاس الأخيرة» مع وباء «كورونا» الذي تَجاوَز عدّادُ إصاباته التراكمية مئة ألف، فيما لم تبرز أي مؤشرات إلى أن ملف تشكيل الحكومة الجديدة اقترب من إنهاء «رحلة الألف ميل» رغم كل الأزمات العاتية التي تعصف بالبلاد.

وفي حين بدأ لبنان أمس تطبيق قرار الإقفال التام حتى نهاية نوفمبر لزوم محاولة احتواء «كورونا» وسط رصْدٍ لمدى جدية السلطات في فرْض الالتزام به (رغم الاستثناءات الواسعة التي تضمّنها) ومدى قدرتها على إلزام القطاعات المشمولة بالإغلاق وتنفيذ حظْر التجول اليومي (من الخامسة عصراً حتى الخامسة فجراً) وسير الآليات وفق قاعدة «المفرد مجوز» نهاراً، لم يكن أصدق تعبيراً عن الواقع الذي «يفوق الخيال» الذي تعيشه «بلاد الأرز» من كلام السفير البريطاني كريس رامبلينغ الذي قال و«بصريح العبارة» إن «إحداثاً عدة لا يمكن تَصوُّرها حصلت في 2020، ولكن يأتي في قمّتها أن لبنان لم يتمكّن بعد مئة يوم على الانفجار (المرفأ) من تشكيل حكومة»، ليضيف «التاريخ لن يرحم». وشكّلت تغريدة رامبلينغ عيّنة من «الدهشة» التي لم تعُد الدول ولا ممثّلوها في لبنان يخفونها بإزاء استمرار تعليق مسار تأليف الحكومة الذي يقوده الرئيس سعد الحريري الذي يَدخل تكليفُه الأسبوع المقبل شهرَه الثاني من دون أن تلوح في الأفق إشاراتٌ إلى أن التعقيدات التي يتشابك فيها السياسي بـ «المحاصصاتي» باتتْ قاب قوسين من التفكيك، بل على العكس ثمة مَن يخشى أن تكون الظروفُ الاقليمية ومقتضياتُ انتظارِ تَسَلُّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد الحُكم وضروراتُ تفادي مختلف الأفرقاء المحليين الوقوع في «مرمى» عقوبات «الوداع» لإدارة دونالد ترامب أو استيلاد حكومة تدير الظهرَ لشروط المجتمعيْن العربي والدولي، كلها عوامل ربما تشكل تقاطعاتٍ تدفع باتجاه ترْك الحكومة مُعلَّقة للسنة الجديدة ما لم تبرُز مفاجآتٌ تقْلب هذه القراءة.

وكان الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل آخِر من عاينوا «على الأرض» ومباشرةً من المُمْسكين بملف الحكومة وكل المعنيين به من رؤساء وكتل نيابية مكامن الصعوبات التي تعترض مهمة الحريري الذي يحمل لواء المبادرة الفرنسية كخريطة طريق لحكومةٍ من اختصاصيين غير حزبيين ولكن غير معادين للقوى السياسية وبعيداً عن المحاصصة التي يرسم المجتمع الدولي خطاً أحمر حول أي عودة إليها بوصْفها من «قواعد العمل» القديمة التي حالت دون تطبيق الإصلاحات التي حوّلت لبنان «دولة خردة» والتي تعني استنساخ تجربة حكومة الرئيس حسان دياب بالتأثير الأكبر لـ «حزب الله» عليها.

ومع مغادرة دوريل بيروت، أمس، بدا واضحاً أن الموفد الفرنسي أجرى استطلاعاً ميدانياً لحقْل الألغام الذي انزلقتْ إليه المبادرة، من دون أن ينجح في تحقيق أي خرْق مباشر في جدار التعقيدات، رغم تحذيراته من أن عدم تشكيل الحكومة بحلول نهاية نوفمبر قد يطيح بمؤتمر دعم لبنان الذي تنوي باريس عقده في ديسمبر المقبل أو قصْره على الجانب الانساني وعبر منظمات غير حكومية، وأيضاً رغم «نجاحٍ دُخاني» شكّله «تواصُل الأمر الواقع» بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وذلك في اللقاء الذي جمع الأخير والموفد الفرنسي الذي بادر إلى الاتصال بالرئيس المكلف خلال الاجتماع قبل أن يحوّل السمّاعة إلى باسيل. وفيما عَكَس هذا الاتصال «القَسْري» إقراراً من باريس بأن جانباً رئيسياً من العقبات أمام ولادة الحكومة يتمثّل في الخلاف بين مقاربتيْ الحريري وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون لهذا الملف ومعاييره المطلوبة والتي باتت لها أبعاد أخرى بعد العقوبات الأميركية على باسيل، فإن إشاراتٍ عدة صدرت في الساعات الماضية وتعزّز المرتكزات التي ينطلق منها الرئيس المكلف لعدم تكرار تجارب سابقة ستكون «حارقة» لآخِر جسور إفلات لبنان من السقوط في الجحيم.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

نقل قوات روسية لحفظ السلام إلى أرمينيا

 روسيا اليوم/15 تشرين الثاني/2020

نفذ طيران النقل التابع للجيش الروسي ما لا يقل عن سبع رحلات، ليلة السبت إلى الأحد، إلى أرمينيا لتقل دفعات جديدة من قوات حفظ سلام ومعدات إلى هناك. وتم رصد رحلات 5 طائرات ثقيلة من طراز “إيل-76” وطائرتين من طراز “أن-124 روسلان” في الفترة ما بين مساء السبت وحتى منتصف الأحد. وحلقت كل الطائرات المذكورة عبر أجواء أذربيجان وهبطت في مطار “إيريبوني” بالعاصمة الأرمنية يريفان، لتعود بعد ذلك إلى روسيا. وجاء ذلك بعد رصد ما لا يقل عن 9 رحلات لطائرات النقل الروسية إلى أرمينيا من مساء الجمعة إلى نهار السبت.

 

ترامب يرفض التسليم بفوز بايدن وسط مسيرات حاشدة لمناصريه

روسيا اليوم/15 تشرين الثاني/2020

يستمر الجمود السياسي الذي يؤخر المرحلة الانتقالية لتسليم القيادة لإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن تزامن مع تدفق الآلاف من أنصار ترامب لشوارع العاصمة. ورفض الرئيس دونالد ترامب التسليم بالهزيمة وواصل إدعاءاته دون سند عن حدوث تلاعب الأمر الذي عطل الإجراءات المعتادة للاستعداد لإدارة جديدة. ورفعت حملته دعاوى قانونية تطالب فيها بإلغاء نتائج الانتخابات في عدة ولايات دون أن تحقق نجاحا. واجتذبت “مسيرة اجعلوا أميركا عظيمة من جديد المليونية” التي دعت إليها حملة ترامب أعدادا كبيرة من أنصاره الملوحين بالأعلام إلى وسط واشنطن يوم السبت. وقال ترامب عبر “تويتر”: “مئات الآلاف يبدون تأييدهم في العاصمة. لن يسكتوا على انتخابات مزورة فاسدة”. ومر موكب الرئيس وسط المتظاهرين في طريقه إلى ملعب الجولف الذي يملكه في ولاية فرجينيا ولوح من مقعده الخلفي لهم وهم يرددون الهتافات. وكانت المسيرة سلمية إلى حد كبير رغم نشوب مشاجرات عديدة بين أنصار ترامب ومحتجين مناوئين لهم استمرت إلى ما بعد حلول الظلام. إشارة إلى ان الشرطة ألقت القبض على عشرة أشخاص على الأقل واتهمت بعضهم بارتكاب اعتداءات.

 

15 دولة توقع اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة المدعوم صينيًا

اي ام ليبانون/15 تشرين الثاني/2020

وقعت 15 دولة اتفاقا تجاريا آسيويا واسع النطاق، يشكل خطوة ضخمة للصين في اتجاه تعزيز نفوذها. ورأى المحللون أن اتفاق “الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة” الذي يضم 10 دول في جنوب شرق آسيا إلى جانب الصين واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأوستراليا، هو أكبر اتفاق تجاري في العالم لجهة إجمالي الناتج الداخلي لمجموع الدول المنضوية فيه.

 

قتلى من ميليشيات إيرانية في «قصف غامض» شمال شرقي سوريا/طائرات تطلق صواريخ قرب مدينة الرقة

بيروت – لندن/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

قُتل ستة من ميليشيات تابعة لإيران في مدينة البوكمال على الحدود السورية - العراقية، في قصف لم يُعرف ما إذا كان إسرائيلياً أم من التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أميركا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «هزت انفجارات عنيفة بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، منطقة البوكمال الخاضعة لسيطرة القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، بريف دير الزور الشرقي». ووفقاً لمصادر «المرصد» فإن الانفجارات «ناجمة من استهداف صاروخي لمواقع وتمركزات تلك الميليشيات في منطقة السكة الواقعة بأطراف البوكمال، الأمر الذي أدى إلى مقتل 6 من الميليشيات الموالية لإيران، بالإضافة لتدمير آليات لهم. ولم يعرف حتى اللحظة ما إذا كان الاستهداف ناجماً عن قصف جوي إسرائيلي أو قصف بصواريخ أرض – أرض أطلقتها قواعد التحالف الدولي المتمركزة عند الضفة الشرقية لنهر الفرات». وأشار إلى استهداف طائرات مجهولة الهوية مواقع للميليشيات الإيرانية في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن. وكان «المرصد» قد سجل قبل يومين قيام طائرات مجهولة الهوية، باستهداف لليوم الثاني على التوالي، مناطق توجد بها ميليشيات موالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، في محيط بادية السبخة جنوب شرقي مدينة الرقة. كما رصد تنفيذ طائرات مجهولة الهوية حتى اللحظة، غارات جوية على بادية معدان عتيق ضمن الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة الرقة؛ حيث توجد في تلك المنطقة ميليشيات موالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، بالإضافة إلى أن تنظيم «داعش» ينشط هناك أيضاً. من جهتها، أفادت «وكالة الأنباء الألمانية» أمس، بأن طائرات حربية أطلقت مساء الجمعة صواريخ من فوق مدينة الرقة السورية باتجاه ريف المحافظة الجنوبي. وقال سكان محليون في مدينة الرقة للوكالة، إن «طائرات حربية مجهولة يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، أطلقت صواريخ من فوق المدينة، وقد شوهدت ألسنة النيران والدخان فوق المدينة بعد إطلاق الصواريخ باتجاه ريف المحافظة الجنوبي». وأكد السكان أن «عدداً من المحال التجارية والمنازل تحطمت واجهاتها الزجاجية ونوافذها جراء إطلاق الصواريخ، كما فتح الكثير من النوافذ الأبواب في منطقة الكهرباء وحي القطار وسط وشمال المدينة». ونقلت صفحات تابعة للمعارضة السورية أن الطائرات الحربية استهدفت مواقع للقوات الإيرانية في ريف الرقة الجنوبي الخاضع لسيطرة الحكومة السورية. وكانت طائرة حربية أميركية قد فتحت جدار الصوت ظهر الجمعة فوق المدينة، ما خلق حالة من الذعر والخوف لدى السكان الذين عانوا من تلك الطائرات الحربية الأميركية والروسية والسورية خلال فترة سيطرة «داعش» وكذلك فصائل المعارضة السورية.

 

تل تمر... بلدة سورية تتقاسمها أطراف دولية وإقليمية ومحلية/الجيش الأميركي يسيّر دورية قرب القوات الروسية

تل تمر (شرق سوريا): كمال شيخو/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

سيرَ الجيش الأميركي أمس، دورية في بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي ضمن مناطق نفوذ انتشار الشرطة العسكرية الروسية وقوات النظام السوري. والدورية هي من نوعها وتفقدت المنطقة خلال أقل من أسبوع وضمت 4 عربات وعشرات الجنود، انتشروا في مدخل بلدة باتت منقسمة السيطرة منذ عام بين جهات عسكرية دولية وإقليمية متصارعة بهذه البقعة من سوريا. ولوحظ أن كل جهة تعمل على حفر الأنفاق والخنادق العسكرية وتعمد إلى رفع السواتر الترابية، وكثفت من انتشار نقاط التفتيش التي باتت مشهداً مألوفاً لسكان المنطقة. وتدعم الولايات المتحدة الأميركية «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية التي تسيطر على مركز البلدة وقسميها الجنوبي والشرقي، فيما تدعم تركيا فصائل سورية مسلحة موالية لها تبسط سيطرتها على ريف البلدة الشمالي والغربي إلى مدينة رأس العين الخاضعة للأخيرة. أما الشرطة العسكرية الروسية والقوات الحكومية، فتنتشر في حدود التماس على طول منطقة «الزركان» وناحية أبو راسين حتى الحدود التركية شمالاً، كما توجد بالجهة الغربية في قرى «دردارة» و«قبر الصغير» و«شيخ العلي» و«مسلطة» و«العبوش» و«باب الخير غربي» حتى آخر نقطة لها قرية «أم الخير» وقرية «العالية»، المطلة على الطريق الدولي (M.4).

وأفادت صفحات إخبارية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن ثلاثة جنود من الجيش التركي قتلوا بانفجار لغم أرضي على خطوط التماس مع الجيش السوري بريف الحسكة الشمالي، ظهر الجمعة الماضي أثناء مرور دورية عسكرية في المنطقة القريبة من القاعدة التركية في قرية «باب الفرج» الواقعة بين أبو راسين وتل تمر. في السياق ذاته، قصفت المدفعية التركية قرية «عنيق الهوى» الواقعة على الطريق السريع الواصل بين بلدتي تل تمر وأبو راسين دون ورود معلومات عن إصابات أو خسائر مادية، رداً على تنفيذ عمليتين قامت بهما قوات خاصة تتبع «قسد» الأولى كانت في قرية «تل شعير» والثانية في «مزرعة الديري»، استهدفت اجتماعاً لقيادات الفصائل الموالية لأنقرة أسفرت عن 15 قتيلاً، بعد تسلل عناصرها ليل الخميس الجمعة الماضية وتمكنوا من تفجير مقر الاجتماع وأسرت «قسد» 3 عناصر من الفصائل. في شرقي محافظة دير الزور، قتل ثلاثة عناصر من قوات «قسد» بين قريتي «الطكيحي» و«الضمان»، وبحسب مصادر عسكرية اتهمت خلايا تنظيم «داعش» بتنفيذ العملية، كما أعدمت تلك الخلايا النشطة عن طريق القتل النحر مواطناً من قرية «الضمان» وشخصاً ثانياً يتحدر من قرية «الصبيحي» بنفس المنطقة. ورغم العمليات الأمنية ومهمات الإنزال الجوي التي تنفذها قوات التحالف الدولي في الآونة الأخيرة؛ لا تزال خلايا التنظيم تنشط بريف دير الزور وتنفذ عمليات تفجير واغتيالات، كان آخرها تصفية مسؤول إداري يعمل بالإدارة الذاتية على يد مسلحين مجهولين، واستهدفت مقاتلي «قسد» عبر تفجير دراجة نارية مفخخة كانت مركونة بجانب المركز الصحي في بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي.

بالتزامن، عقد وفد بارز من قوات التحالف الدولي اجتماعاً مع قادة مجلس دير الزور العسكري برئاسة أحمد الخبيل وعدد من المسؤولين في بلدة الصور بريف دير الزور الشرقي، لبحث تدهور الوضع الأمني وكيفية القضاء على العناصر النشطة الموالية للتنظيم، إلى جانب العمل على تأمين الخدمات وتكثيف جهود عمليات الاستقرار. وكشف الخبيل نية التحالف وقوات «قسد» بإطلاق حملة أمنية واسعة لاستهداف المناطق الصحراوية مترامية الأطراف المتاخمة للحدود العراقية، والتي ينتشر فيها عناصر موالية للتنظيم وتشن هجمات مباغتة، وقال في حديث: «تباحثنا مع وفد من التحالف للشؤون العسكرية والمدنية آليات فرض الأمن وتحسين واقع الخدمات بريف دير الزور، وناقشنا توسيع الخطة الأمنية لتشمل البؤر والمناطق المشتبه بوجود عناصر إرهابية». بدوره، أعلن واين ماروتو الناطق الرسمي باسم التحالف الدولي، بأنهم وشركاؤهم نفذوا 14 عملية ضد عناصر التنظيم المتشدد خلال الأسبوع الماضي، وكتب تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «ألقينا القبض على خمسة قياديين بتنظيم (داعش) المتطرف وإقصاء 4 من الإرهابيين».

 

دوريل: لسنا مع حكومة بأي ثمن... ومصيرها يتحدد في غضون أيام/الموفد الفرنسي تجنب الدخول في التفاصيل لتفادي الوقوع في الأفخاخ

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

تتريث مصادر سياسية واسعة الاطلاع في تقييم النتائج التي أسفرت عنها المحادثات التي أجراها موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتريك دوريل مع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري والأطراف المعنية بتشكيل الحكومة الجديدة وما إذا كانت حققت بعض التقدم يدفع باتجاه تسريع ولادة الحكومة، أم أنها أبقت على العقد قائمة. وهذا سيظهر في الأيام المقبلة في ضوء تأكيد جميع من التقاهم التزامهم بالمبادرة الفرنسية باعتبارها الممر الإجباري لإنقاذ لبنان ووقف انهياره الاقتصادي والمالي الذي يتدحرج بسرعة نحو الهاوية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية، بأن ماكرون قرر إيفاد دوريل إلى بيروت في ضوء ما توافر لديه من معطيات من خلال مواكبته اليومية للمشاورات الجارية لتأليف الحكومة وخصوصاً بين عون والحريري والتي اصطدمت بحائط مسدود بغية التقصي عن الأسباب الكامنة وراء تأخير ولادة الحكومة بخلاف ما كان التزم به كل الأطراف سواء بالنسبة إلى تأييدهم على بياض لخريطة الطريق التي جاءت تتويجاً لمحادثات ماكرون مع الرؤساء الثلاثة ولقاءاته بالمكونات السياسية الرئيسة في «قصر الصنوبر». ولفتت إلى أن انشغالات ماكرون في أمور سياسية لم تمنعه من مواكبته اليومية للمشاورات الخاصة بتأليف الحكومة من خلال الاتصالات المفتوحة التي يجريها دوريل بجميع الأطراف قبل أن يحط رحاله في بيروت لإعادة تحريك المشاورات وإخراجها من التأزم الذي أقفل الباب في وجه البحث عن المخارج لإعادة تعويم المبادرة الفرنسية التي باتت المدخل الوحيد لإنقاذ لبنان. وأكدت بأن دوريل الذي غادر أمس بيروت عائداً إلى باريس ليرفع تقريره إلى ماكرون، نجح في تأمين اتصال بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي كان بادر للاتصال به بعد أن تحدث دوريل مع الحريري، وقالت بأن الاتصال استمر لثوانٍ من دون أن تترتب عليه نتائج يمكن أن تسهم في تسريع تشكيل الحكومة بمقدار ما أنه أوحى بأن المشكلة القائمة بينهما سياسية وليست شخصية. وكشفت المصادر نفسها بأن حرص القوى السياسية على تجديد التزامهم أمام دوريل بالمبادرة الفرنسية لم يحجب الأنظار عن محاولة كل طرف إلى رمي المسؤولية على الآخر في تعطيل ترجمته إلى خطوات ملموسة بتشكيل حكومة مهمة مع أن معظمها غمز من قناة عون ومن خلاله باسيل بأنهما من يؤخران ولادة الحكومة في ضوء إصرار رئيس الجمهورية على أن يبادر الحريري إلى التفاوض مع باسيل رغم أن الأخير يدعي باستمرار بأنه يؤيد بلا تردد ما يوافق عليه عون والحريري.

ورأت بأن معظم الأطراف حملت مسؤولية التأخير لعون وباسيل وسجلت انحيازها لوجهة نظر الحريري الذي يصر على التشاور مع عون الذي يفترض به بأن لا يسمح بدخول شريك آخر في هذه المشاورات. وقالت إن دوريل لا يؤيد وجهة نظر عون بقوله أمامه بأن العقوبات الأميركية المفروضة على باسيل أدت إلى عرقلة مهمة تشكيل الحكومة. وأكدت بأن دوريل تطرق إلى العقوبات على هامش بعض اللقاءات التي عقدها، وقالت إن بعض من التقاهم أثاروا هذه المسألة وكان رده أن باريس ليست معنية بها وأن ما يهمها تحييد تأليف الحكومة عنها، وبالتالي لا مبرر للتلازم بينهما. ونفت ما تردد بأن دوريل حضر إلى بيروت حاملاً بيده العصا الغليظة للتهويل بها بفرض عقوبات على من يعيق ولادة الحكومة ونقلت عن الموفد الفرنسي قوله بأن ماكرون لم يستخدم في بيروت ما يوحي بوجود نية لفرض العقوبات على من يعرقل تشكيلها وإنما لمح إلى أنه سيكون له تصرف آخر حيال من يضع العراقيل على طريق إنقاذ لبنان.

وفي هذا السياق، نقلت المصادر عن دوريل قوله بأن على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم كشرط لطلب المساعدة المالية والاقتصادية من الآخرين، وبات عليهم أن يلتزموا بكل ما تعهدوا به للوصول إلى المؤتمر الدولي لدعم لبنان لئلا يتحول لمؤتمر لتقديم المساعدات الإنسانية للبنانيين.

وإذ تجنب دوريل الدخول في تفاصيل ما سمعه من الأطراف التي التقاها، علمت «الشرق الأوسط» بأنه تفادى أن يبدي رأيه ما إذا كان متشائماً أو متفائلاً في تشكيل الحكومة تاركاً الحكم النهائي للأيام المقبلة في ضوء التزام الجميع بتسريع تشكيل الحكومة، لأن دخوله في التفاصيل يمكن أن يجره للوقوع في أفخاخ لا يريدها وتعطي ذريعة للآخرين للتراجع عن تعهداتهم. وكشفت بأن دوريل لم يأتِ إلى بيروت في محاولة لتشكيل حكومة بأي ثمن حتى لو كانت على نقيض المواصفات السياسية التي أدرجها ماكرون في مبادرته، وقالت بأن باريس باقية على موقفها بتشكيل حكومة من مستقلين واختصاصيين وغير منتمين إلى الأحزاب ويتمتعون بالكفاءة والنزاهة ويكون هؤلاء مصدر ثقة لدى اللبنانيين ويستجيبون لتطلعاتهم في التغيير بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة من الحكومة. لذلك، يمكن القول بأن تشكيل الحكومة يدخل الآن في مرحلة يُفترض أن تكون حاسمة في تحديد مصير المشاورات، مع أن باريس أمهلت الأطراف المعنية بولادتها أياماً عدة لاختبار مدى التزامهم بتعهداتهم ليكون في وسعها أن تبني على الشيء مقتضاه، وهذا ما يدعو للترقب للتأكد من احتمال استئناف مشاورات التأليف بين عون والحريري مع أن دوريل لم يتطرق إلى عدد أعضائها ولا إلى أسماء وتوزيع الحقائب رغم أن معظم الأطراف التي التقاها رمت مسؤولية التأخير على عون وباسيل.

 

الرباط: معبر الكركرات أصبح مؤمناً بشكل كامل/«البوليساريو» تعلن تنفيذ هجمات مكثفة... والمغرب يعتبرها غير صحيحة

الرباط: حاتم البطيوي - لندن/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

بينما أعلنت جبهة البوليساريو الانفصالية أن قواتها نفذت «هجمات مكثفة» على مواقع الجيش المغربي في عدة مناطق بالصحراء مثل المحبس والحوزة وأوسرد والفروسية «مخلفة خسائر في الأرواح والمعدات»، أفاد بيان للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية المغربية، بأن ميليشيات البوليساريو فتحت النار على القوات المغربية خلال عملية «استعادة حرية التنقل» بمعبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيا، وأنها ردت عليها، وأجبرت عناصرها على الفرار، دون تسجيل أي خسائر بشرية. وأعلن البيان ذاته، الذي صدر الليلة قبل الماضية، أن معبر الكركرات أصبح في الوقت الحاضر مؤمناً بشكل كامل من خلال إقامة القوات المغربية لحزام أمني بتعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. وذكر البيان أنه جرى الجمعة القيام بعملية «استعادة حرية التنقل» في معبر الكركرات، وفقاً لقواعد تدخل واضحة «تقتضي تجنب أي احتكاك بالأشخاص المدنيين».

وأشار البيان أيضاً إلى أنه «وبعد أن أخذت علماً بتدخل القوات المسلحة الملكية، أقدمت عناصر ميليشيات جبهة البوليساريو عمداً على إحراق معسكر الخيام الذي أقامته، وعمدت إلى الفرار على متن عربات من نوع (جيب) وشاحنات نحو الشرق والجنوب تحت أنظار مراقبي بعثة (مينورسو)».

وخلص المصدر ذاته إلى أن «معبر الكركرات أصبح الآن مؤمناً بشكل كامل من خلال إقامة حزام أمني يؤمن تدفق السلع والأفراد عبر الممر الذي يربط بين المركزين الحدوديين». وفي الوقت الذي عادت فيه الأمور إلى طبيعتها في المنطقة، أعلنت جبهة البوليساريو أنها ستواصل القتال. وقال وزير خارجيتها محمد سالم ولد السالك لوكالة الصحافة الفرنسية، إن اتفاق وقف إطلاق النار، المعمول به منذ 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة، «صار من الماضي». وأعلن أمين عام جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، من جهته، أمس، أنه أصدر مرسوماً يعلن «نهاية الالتزام بوقف إطلاق النار» و«استئناف العمل القتالي».

وأعلنت «وزارة دفاع» جبهة البوليساريو، في بيان، أن قواتها نفذت «هجمات مكثفة» على مواقع الجيش المغربي في المحبس والحوزة وأوسرد والفرسية «مخلفة خسائر في الأرواح والمعدات». بيد أن المغرب لم يعلن عن وقوع أي معارك مع مقاتلي الجبهة، سواء في الكركرات أو غيرها من المواقع العسكرية على طول الجدار الدفاعي الذي يفصل قواته عن مقاتلي جبهة البوليساريو على نحو 2700 كيلومتر، منذ نهاية عقد الثمانينات من القرن الماضي. ويفصل «الجدار الدفاعي» القوات المغربية عن مقاتلي البوليساريو المستقرين فوق التراب الجزائري، وتحيط به المنطقة العازلة وعرضها خمسة كيلومترات من الجهتين.

وقال مصدر مغربي لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارك التي تتحدث عنها جبهة البوليساريو تدور رحاها في الإعلام فقط، وليس في الميدان، مشيراً إلى أنه إذا كان ما تقوله جبهة البوليساريو صحيحاً لأعلنت عنه القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية، أو بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو).

وفي الجانب الموريتاني من الحدود، أفاد مصدر، أمس السبت، بأن الهدوء يسود المنطقة. وذكر المصدر ذاته لوكالة الأنباء الألمانية، أن الوضع لا يزال هادئاً في منطقة الحدود المتاخمة لموريتانيا. وأضاف المصدر أن الجيش الموريتاني نشر تعزيزات كبيرة على طول الحدود مع المغرب، وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة.

في سياق ذلك، ذكر بيان ثان لوزارة الخارجية المغربية صدر الليلة قبل الماضية، أن العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية «لاستعادة حرية التنقل بمعبر الكركرات، تمت بشكل سلمي، دون اشتباك أو تهديد لسلامة المدنيين». وأضاف البيان أن هذه العملية الرامية إلى وضع حد نهائي للتحركات غير المقبولة لجبهة البوليساريو، تأتي بعد إعطاء الفرصة كاملة لإيجاد حل دبلوماسي من خلال المساعي الحميدة للأمم المتحدة. وأشار البيان إلى أنه في سنتي 2016 و2017، كانت الاتصالات بين الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد مكنت من التوصل إلى حل أول. ومع ذلك، واصلت جبهة البوليساريو ممارساتها الاستفزازية وتوغلاتها غير القانونية في هذه المنطقة. وأوضح البيان أنه بعد التوغل الذي قامت به جبهة البوليساريو يوم 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكد الملك محمد السادس، الذي يدعم عمل الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة إلى غوتيريش، أنه «لا يمكن إطالة أمد الوضع القائم. وإذا استمر هذا الوضع، فإن المملكة المغربية، وفي احترام لصلاحياتها، وبموجب مسؤولياتها، وفي تناغم تام مع الشرعية الدولية، تحتفظ بالحق في التدخل، في الوقت وبالطريقة التي تراها ضرورية للحفاظ على وضع المنطقة وإعادة إرساء حرية التنقل والحفاظ على كرامة المغاربة». وذكر البيان ذاته أن المغرب يظل متشبثاً بقوة بالحفاظ على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية تهدف، على وجه التحديد، إلى تعزيز وقف إطلاق النار من خلال الحيلولة دون تكرار مثل هذه الأعمال الخطيرة وغير المقبولة التي تنتهك الاتفاق العسكري وتهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.

 

الجزائر تخشى تأثير الأحداث على «استقرار المنطقة»/طالبت بوقف العمليات العسكرية

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

دعت الجزائر إلى «الوقف الفوري للعمليات العسكرية» في الكركرات بالمنطقة العازلة في الصحراء، وقالت إن حالة التوتر السائدة بالممر الواقع عند حدود موريتانيا، منذ الجمعة الماضي: «من شأنها أن تؤثر على استقرار المنطقة برمتها». وذكرت الخارجية الجزائرية، في بيان مساء أول من أمس، أنها «تستنكر بشدة الانتهاكات الخطيرة لوقف إطلاق النار في منطقة الكركرات، وتدعو الطرفين (المملكة المغربية وجبهة «البوليساريو») إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس، والاحترام الكامل للاتفاق العسكري رقم 1 الموقع بينهما وبين الأمم المتحدة». وأضاف البيان أن الجزائر «تنتظر من الأمين العام للأمم المتحدة، وبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، على وجه الخصوص، القيام بمهامهما بشكل دقيق دون قيود أو عقبات، والتحلي بالحياد الذي تتطلبه التطورات الحالية». وتابع بأن الجزائر «تجدد مناشدتها الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل تعيين مبعوث شخصي في أقرب وقت ممكن، والاستئناف الفعلي للمحادثات السياسية، وفقاً للقرارات ذات الصلة لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادئ ميثاقها». وجاءت ردود فعل السياسيين بالجزائر - في غالبيتها - مؤيدة للموقف الرسمي، علماً بأن الجزائر تُعتبر داعمة أساسية لجبهة «البوليساريو». وقال الحزب الإسلامي «حركة البناء الوطني» الذي يرأسه مرشح انتخابات الرئاسة الماضية عبد القادر بن قرينة، إنه «يتابع بقلق بالغ» العملية العسكرية في منطقة الكركرات، معرباً عن «إدانتنا الشديدة» لما قامت به القوات المغربية. وأكد الحزب أنه «يشجب هذه الانتهاكات والخروقات المتكررة»، بحسب وصفه لما قامت به الرباط. من جهته، وصف حزب «طلائع الحريات» العملية المغربية الهادفة إلى إعادة فتح معبر الكركرات بـ«الاعتداء العسكري السافر»، وعدَّها «انتهاكاً خطيراً لوقف إطلاق النار». وأضاف الحزب الذي أسسه رئيس الوزراء سابقاً علي بن فليس، واستقال من رئاسته عقب خسارته في انتخابات الرئاسة التي جرت نهاية العام الماضي، أنه «يظل مقتنعاً بأن الحوار المباشر بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة «البوليساريو») تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة، هو الحل الوحيد الذي سيفضي حتماً إلى حل سياسي متفاوض عليه ودائم لهذا النزاع، والذي ستكون آثاره إيجابية على شعوب المنطقة وعلى السلم والأمن الدوليين».

 

«أيام أُخر» للحوار الليبي في تونس

تونس: المنجي السعيداني/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

رغم توصل الفرقاء الليبيين المجتمعين في تونس إلى اتفاق على تحديد تاريخ إجراء الانتخابات الوطنية يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021، وحل عدد من النقاط العالقة، يسود توجه عام داخل جلسات التفاوض يدفع باتجاه تأجيل تسمية تشكيلة المجلس الرئاسي والحكومة الليبية إلى الفترة الأخيرة من تحرير بنود «وثيقة قمرت» التي ستصدر عن ملتقى الحوار الليبي المنعقد في هذه الضاحية القريبة من العاصمة التونسية. واقترح ممثلو البعثة الأممية التمديد في جلسات النقاش «أياماً أخر»، من المرجح أن يكون عددها ستة، تنتهي يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، من أجل إنهاء تفاصيل خريطة الطريق كافة التي ستنهي الأزمة الليبية، كما ورد على لسان ستيفاني ويليامز، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة. وقالت المسؤولة الأممية أيضاً إن الأجواء الإيجابية التي تدور فيها جلسات الحوار السياسي، والتزام المشاركين الـ75 بالوصول إلى توافقات حول المرحلة المقبلة «شجع البعثة الأممية على تمديد المحادثات لبضعة أيام آخر، من أجل ضمان تحقيق كل ما تم التخطيط له، خاصة أنه من الصعب جمعهم معاً بسبب الظروف التي فرضها وباء كورونا». وخلال الجلسات التفاوضية، تمت الإشارة إلى أن أعضاء السلطة التنفيذية الجديدة الذين سيقع الاختيار عليهم لإدارة البلاد خلال الفترة التمهيدية، سيطلب منهم الإعلان عن الأصول المالية الخاصة بهم، والتوقيع على موعد تنحيهم عن السلطة، إلى جانب الالتزام رسمياً بالعملية الديمقراطية والموعد النهائي للانتخابات. ووفق عدد من المشاركين في هذا الملتقى، ما زالت نقاط عدة في حاجة للتوضيح والتوافق بشأنها، أبرزها رفض كتلة مجلس النواب استحداث جسم تشريعي آخر غير منتخب، وتحفظها على آليات ومقاييس اختيار بعض المشاركين الذين «لا يمثلون قاعدة شعبية أو سلطة تشريعية قائمة في ليبيا». كما يرفض أعضاء كتلة مجلس النواب إقرار عملية التصويت على المجلس الرئاسي والحكومة، وليس عملية توزيع على الأقاليم. ويختلف المشاركون في الحوار السياسي الليبي حول نقطتي تشكيل مجلس رئاسي سيادي وحكومة تنموية خدمية، ترأسها شخصية أكاديمية أو اقتصادية، أو تشكيل مجلس رئاسي شرفي مقيد ترأسه شخصية توافقية وحكومة سياسية بصلاحيات كبرى خلال المرحلة الانتقالية. ويتمسك عدد من المشاركين في الحوار الليبي بأن اتفاق «قمرت» لن يكون بديلاً لوثيقة «الصخيرات» المغربية، وإنما سيكون مكملاً متجاوزاً لبعض العقبات التي حالت دون تنفيذ ونجاح ذلك الاتفاق السياسي. وما زال الاختيار على مدينة سرت مقراً مؤقتاً للحكومة المقبلة مطروحاً للنقاش، إلى جانب رفض عدد من المشاركين مقترح المجمعات الانتخابية في اختيار مقر المجلس الرئاسي. كذلك ترفض الهيئة التأسيسية للدستور قيام أي جهة مهما كانت بالتعقيب على أعمالها، وتتهم البعثة الأممية بإنكار منجز الدستور الليبي. وفي هذا السياق، أعلن خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، عن ترحيبه بإجراء الانتخابات في ذكرى استقلال ليبيا الذي يوافق يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) من كل سنة. ودعا المشري إلى أن يسبق الانتخابات الاستفتاء على مشروع الدستور، مقترحاً أن يجري ذلك في 17 فبراير (شباط) المقبل، وهو ذكرى انطلاق الثورة التي أطاحت حكم العقيد معمر القذافي عام 2011. وفي غضون ذلك، رحب المشاركون في ملتقى الحوار الليبي بتونس بخبر استئناف معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا نشاطه أمس (السبت)، حيث فُتح أمام المسافرين في الاتجاهين، وذلك بعد أكثر من 7 أشهر من الإغلاق. ويأتي فتح المعبر بعد جلسات تفاوض مشتركة تونسية - ليبية. ومن المنتظر كذلك استئناف حركة الطيران بين تونس وليبيا بداية من اليوم (الأحد).

 

قوات خاصة تركية في طرابلس لتأمين زيارة إردوغان

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

أعلن «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أن قواته نفذت ما وصفه بـ«مناورة ميدانية موسعة» بالذخائر الحية، تحت اسم «واعملوا... الكرامة 2020» تعد باكورة عمليات عسكرية ستشمل جميع الألوية والكتائب، تأهباً لردع ومكافحة الإرهاب، وبسط السلم في كافة الأراضي الليبية. يأتي ذلك في وقت يستعد فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للقيام بزيارة وشيكة إلى العاصمة طرابلس، هي الأولى من نوعها له منذ تشكيل حكومة «الوفاق»؛ بينما حل صلاح النمروش وزير دفاع حكومة «الوفاق» في تركيا، بعد زيارة مماثلة إلى قطر. وأوضح لواء «طارق بن زياد المعزز» التابع لـ«الجيش الوطني» في بيان أمس، أن «المناورة التي شملت نُخباً من الفرق الخاصة والكتائب التخصصية المدفعية والدروع والصواريخ والهندسة العسكرية والقوات الخاصة وسلاح الجو وفريق القفز المظلي، نفذت من خلالها تكتيكات حرفية رادعة هجومية ودفاعية وعمليات اقتحام، بحضور آمر اللواء وأمراء الكتائب وعدد من القيادات العسكرية».

وطبقاً للبيان، فقد أظهرت القوات مدى الدقة في إصابة الأهداف خلال هذه المناورة التي أظهرت أيضاً القدرة العالية على المناورة، واستغلال طبيعة الأرض لتحقيق المهام في التوقيت المحدد. يأتي ذلك في وقت قالت فيه مصادر مطلعة إن فرقة أمنية تضم عناصر من القوات الخاصة التركية وصلت مساء أول من أمس، على متن طائرتين عسكريتين لتأمين زيارة إردوغان إلى طرابلس التي من المتوقع أن يزور خلالها القوات التركية الموجودة هناك لدعم حكومة «الوفاق». ونوهت المصادر التي طلبت عدم تعريفها، بأن إردوغان سيزور القوات التركية في مدينة مصراتة بغرب البلاد، خلال الزيارة التي يجرى الترتيب لها منذ فترة طويلة.

 

يمنيون انسحبوا من دورة «خمينية» وأجهضوا مساعي الاستقطاب الانقلابية

صنعاء/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

أفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن الميليشيات الحوثية الموالية لإيران فشلت الأسبوع الماضي في استقطاب نحو 100 موظف يمني يعملون في قطاعات حكومية مختلفة للأفكار التي وصفها ناشطون بـ«الخمينية» بعدما أعلنوا انسحابهم جماعيا من دورة أقيمت في مدينة عمران ضمن برامج الجماعة لـ«حوثنة» المجتمع. وذكرت المصادر أن الميليشيات قامت باختيار 100 شخص من صنعاء وريفها ومحافظات ذمار وإب وريمة والضالع يشغلون وظائف عسكرية وتربوية وأمنية وخدمية وطلبت منهم الالتحاق بدورة لتلقي أفكار الجماعة لمدة أسبوعين، فيما تم اختيار إقامتها في محافظة عمران (شمال صنعاء). ولجأت الجماعة الانقلابية منذ سيطرتها على صنعاء إلى إقامة آلاف الدورات الفكرية الخاصة بخطب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي وملازم شقيقه مؤسس الجماعة حسين الحوثي المستقاة من الأفكار الخمينية ذات الصبغة الطائفية. وتحت دافع المطمع في البقاء في الوظيفة أو الخوف من بطش الميليشيات ألحقت الجماعة بهذه الدورات جميع موظفي القطاع العام والدوائر الأمنية والعسكرية والحكومية، غير أن كثيرا منهم عادوا إلى منازلهم يحملون السخرية والاستهجان لهذه الأفكار الحوثية، بحسب ما ذكره أشخاص تحدثوا لـ«الشرق الأوسط». وأوضحت المصادر أن نحو 80 موظفا ممن ألحقوا بهذه الدورة، أعلنوا انسحابهم المفاجئ ورفضوا الاستمرار في الاستماع لمعممي الجماعة بعد يوم واحد من حضورهم وقرروا العودة إلى منازلهم اعتراضا على المضامين ذات الصبغة الطائفية التي سمعوها من عناصر الجماعة. وقال أحد الملتحقين بالدورة طالبا عدم ذكر اسمه خوفا على حياته «سمعنا أفكارا يتطاول فيها الجماعة على الرموز الدينية التاريخية، إلى جانب أفكار تقدس زعيم الجماعة وسلالته، وتحض على قتل اليمنيين في سبيل استمرار مشروع الجماعة المنبثق من فكرة الولاية الإيرانية». ووصف المشاركون في الدورة بعد انسحابهم بأن أفكار الجماعة «هدامة ومتطرفة» مفضلين في الوقت نفسه أن يتركوا وظائفهم على أن يعتنقوا هذه الأفكار، بحسب ما أفاد به بعضهم لـ«الشرق الأوسط». وأكد بعض الموظفين المنسحبين أن مشرفي ومعممي الجماعة حاولوا مرارا إقناعهم بالعودة لمواصلة تلقي بقية دروس ومقررات الدورة، إلا أن محاولاتهم تلك منيت بالفشل وسط تمسكهم بقرار الانسحاب، والتي انتهت في النهاية بإعادتهم من قبل مشرفي الجماعة إلى المحافظات والمدن التي كانوا قد قدموا منها. وتحدث عدد منهم، وينتمون إلى صنعاء وإب وحجة وريمة والضالع، عن محاولات مستميتة لمشرفي الميليشيات لتبرير ما تضمنته مقررات الدورة بيوميها الأول والثاني من شتائم لشخصيات دينية تاريخية ومحاولة إقناعهم بأن تلك الأفكار جزء من الدين الإسلامي وأن اعتناقها شرط أساسي لنيل ثقة زعيم الجماعة. ولم تكتفِ الجماعة المسنودة من طهران بفرض دورات خمينية على الموظفين في القطاعات الحكومية المختلفة بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم الحكومي فحسب، بل توسعت في ذلك لتشمل أخيرا مديري ووكلاء المدارس الأهلية في العاصمة صنعاء. وفي هذا السياق، أفادت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن الجماعة أجبرت على مدى أيام الأسبوع الماضي مديرين ووكلاء في المدارس الخاصة في العاصمة على حضور دورات ذات صبغة طائفية، وذلك في سياق استهدافها المتكرر لما تبقى من القطاع الأهلي في مناطق سيطرتها.

وقالت المصادر إن مشرفي الجماعة وعناصرها نقلت العشرات من مديري المدارس الخاصة بعد تجمعهم في ساحة إحدى المؤسسات التعليمية الخاضعة لسيطرة الميليشيات بصنعاء، على متن حافلات إلى مقرات خصصت لإقامة هذه الدورات. وهددت الجماعة من يمتنع عن حضور دوراتها الطائفية باتخاذ إجراءات عقابية بحقهم، منها إغلاق مدارسهم وتكبيدهم خسائر مالية، بحسب ما ذكرته المصادر لـ«الشرق الأوسط». ورغم فشل جميع محاولات الانقلابيين في السابق لشرعنة دوراتهم، والتي قوبلت حينها ولا تزال برفض مجتمعي واسع، فإن الجماعة وفي سياق إصرارها لجأت إلى جعل رئيس حكومة الانقلاب يصدر قرارا رسميا قبل فترة بفرض الدورات على الوزارات والمؤسسات الحكومية، وتحديد يوم خاص لإقامتها كل أسبوع. وأقرت الجماعة حينها عقد دورات تثقيفية لجميع موظفي الدولة على مستوى الوزارات وجميع القطاعات الخاضعة لسيطرتها في العاصمة صنعاء ومناطق تسيطر عليها.وعبر رسائل نصية عبر الهواتف المحمولة، أعلنت الميليشيات حينها نيتها عقد دورات أسبوعية للموظفين في مختلف القطاعات التي تسيطر عليها، في خطوة لمواصلة «حوثنة» مؤسسات الدولة اليمنية، وبما يعزز استحواذها وسيطرتها عليها. ونشطت جماعة الانقلاب عقب ذلك في تنفيذ دورات مكثفة تستهدف المجتمع بفئاته المختلفة في صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها منذ الانقلاب، بغية إقناعهم بالولاء للجماعة واعتناق أفكارها وضمان التغلغل داخل مؤسسات الدولة التي تسيطر عليها. وكان موظفون ومسؤولون في دوائر حكومية خاضعة للجماعة في صنعاء تحدثوا بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط» عن إجبار الآلاف من الموظفين الحكوميين ذكورا وإناثا على الالتحاق بتلك الدورات المقامة في منازل تم الاستيلاء عليها من خصوم الميليشيات، وفي منازل أخرى تخص قيادات في الجماعة وتم تحويلها إلى ما يشبه المعسكرات الداخلية. وتنفق الجماعة الحوثية أموالا طائلة تقدر بمليارات الريالات سنويا على أعمال التعبئة الفكرية والفعاليات التي تمجد زعيمها وسلالته في وقت يعاني الملايين من السكان في مناطق سيطرتها من الجوع والعوز وتوقف الرواتب وتفشي الأوبئة.

 

انقلابيو اليمن يمهدون لـ«حوثنة» برلمانهم غير الشرعي بطي صفحته

صنعاء/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

طوت الميليشيات الحوثية صفحة برلمانها غير الشرعي في صنعاء بعد أن منعت انعقاد جلساته، وأوعزت إلى مسلحيها لإغلاق بوابته بالسلال والأقفال، وذلك على خلفية عدم موافقة زعيم الجماعة على إعادة اختيار القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» يحيى الراعي، على رأس البرلمان غير الشرعي. وفي الوقت الذي رجحت فيه مصادر برلمانية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن زعيم الجماعة الحوثية استنفد خدمات من تبقى من النواب اليمنيين في صنعاء، بعد أن شرعنوا له انقلابه، ومرروا له العديد من القوانين العنصرية، كانت وسائل إعلام الجماعة أكدت أن رئيس مجلس حكمها الانقلابي مهدي المشاط، أمر بإغلاق مبنى البرلمان تمهيداً للإعداد لانتخاب برلمان جديد يكون أعضاؤه من سلالة زعيم الجماعة. وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، خوفاً من بطش الميليشيات، أن أعضاء البرلمان المتبقين في صنعاء كانوا أجروا انتخابات لهيئة رئاستهم، الأسبوع الماضي، نجم عنها إعادة اختيار الراعي رئيساً، وعبده بشر وعبد السلام هشول وأكرم عطية نواباً له، وهو الأمر الذي أغضب قادة الجماعة الذين كانوا يريدون إطاحة الراعي، وتعيين بديل له من صعدة، حيث مسقط رأس زعيم الميليشيات. وعلى وقع هذا الإجراء الحوثي، اتهم النائب عبده بشر، في صفحته على «فيسبوك»، رئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط، بالوقوف وراء إغلاق مبنى البرلمان في صنعاء، وعرض عليه أن يقدم نواب الراعي الثلاثة استقالتهم من هيئة رئاسة البرلمان الخاضع للجماعة مقابل الإبقاء على الراعي، واستمرار جلسات النواب. وقال بشر مخاطباً المشاط، «هنالك مساومة وابتزاز واضح للسلطة التشريعية، ومحاولة إرجاع البلاد إلى المربع الأول والنفق المظلم، ونحن نبرأ إلى الله من ذلك، اتركوا مجلس النواب وشأنه، اتركوا ما تبقى لكم من شرعية وشأنه (...)، ودعوا الدستور والقانون يحكمنا قبل فوات الأوان». وأضاف النائب، الذي كان وزيراً للتجارة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، بقوله: «تعلمون أننا تركنا لكم المناصب سابقاً بمحض إرادتنا، رغم أنها حق من حقوق الأحرار في الشراكة الوطنية، ولا نبحث عن أي منصب، ولا نسعى إلى الإثراء غير المشروع، كما يعمل البعض منكم، ولم ولن نرضى بالعبث والظلم الحاصل على البلاد والعباد...». وفي الوقت الذي نجح أغلب النواب اليمنيين في الإفلات من صنعاء، والالتحاق بركب الشرعية المعترف بها دولياً تمكنوا في أبريل (نيسان) 2019 من عقد أولى جلساتهم في مدينة سيئون في محافظة حضرموت، واختاروا هيئة جديدة للبرلمان يرأسها النائب سلطان البركاني. ولا يزال نحو 70 نائباً، أغلبهم من المنتمين إلى كتلة حزب «المؤتمر الشعبي»، يخضعون للجماعة الحوثية، حيث حرصت على إبقائهم بالترغيب والترهيب تحت إمرتها في سياق سعيها لشرعنة سلوكها الانقلابي وانتهاكاتها بحق اليمنيين. وفي حين أكدت مصادر نيابية أن نحو 30 نائباً يحاولون الالتحاق بصفوف الشرعية، أشارت إلى قيام الميليشيات الحوثية بفرض رقابة مشددة عليهم تشمل رصد تحركاتهم وتنقلاتهم. وخلال الأشهر الماضية، سجلت أكثر من حادثة قام خلالها المسلحون الحوثيون بمنع النواب من التنقل بين المحافظات، أو الوصول إلى دوائرهم الانتخابية، خشية أن تكون هذه التحركات بهدف مغادرة صنعاء والإفلات من قبضتها. كانت الجماعة أصدرت أحكاماً بإعدام 35 نائباً من الموالين للشرعية، ومصادرة أموالهم ومنازلهم، في الوقت الذي تستعد فيه إلى إصدار أحكام بحق 12 نائباً آخرين، حسب ما أعلنته أخيراً في وسائل إعلامها. كما أقدمت الجماعة في أبريل 2019 على تنظيم انتخابات صورية لملء مقاعد النواب المتوفين في مناطق سيطرتها، حيث اختارت خلالها نحو 24 شخصاً من الموالين لها أعضاء مزعومين في البرلمان. وفي أغسطس (آب) الماضي، تداول ناشطون يمنيون توجيهات حوثية تطلب من أمن الجماعة وعناصرها تشديد مراقبة النواب وأعضاء مجلس الشورى الخاضعين لها في صنعاء، خشية إفلاتهم إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.

 

حملات دعاية مبكرة في العراق استعداداً للانتخابات التشريعية/التيار الصدري يحث أتباعه على المشاركة لنيل «حصة الأسد»

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

رغم الفترة الزمنية الطويلة نسبيا التي تفصل القوى السياسية عن موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة مطلع يونيو (حزيران) 2021. إلا أن ملامح التحضير والاهتمام بهذه الانتخابات بدأت مبكرا وأكثر من المعتاد. وفيما دعا معاون زعيم التيار الصدري أتباع التيار إلى التهيؤ والمشاركة في الانتخابات لنيل «حصة الأسد» فيها يتحدث ائتلاف «دولة القانون» عن فقدان ملايين البطاقات الانتخابية، في محاولة للتشكيك في نتائجها بوقت حتى قبل إجرائها. وصادق رئيس الجمهورية برهم صالح الأسبوع قبل الماضي، على قانون الانتخابات الجديد الذي يعمل وفق آلية الدوائر الانتخابية المتعددة على مستوى البلاد بعد أن صوت عليه البرلمان نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويبقى أمام البرلمان اجتياز عقبة التصويت على قانون المحكمة الاتحادية المعنية بالمصادقة على نتائج الانتخابات بعد إجرائها، ومع عدم إقرار القانون قبل موعد الانتخابات في 6 يونيو (حزيران)، فمن المرجح تأجيلها حتى إنجاز القانون.

واختل نصاب المحكمة الاتحادية بعد تقاعد أحد أعضائها قبل نحو عام، الأمر الذي يعطل صلاحياتها بوصفها أعلى هيئة قانونية مختصة بالفصل في النزاعات القانونية بين السلطات العراقية والتصديق على نتائج الانتخابات. ويساور القلق غالبية الكتل السياسية من نتائج الانتخابات المقبلة، نظرا لعوامل كثيرا، تتعلق بانحسار شعبية معظم أحزاب وفصائل السلطة، إلى جانب طبيعة قانون الانتخابات الجديد الذي يقسم فيها البلاد إلى دوائر انتخابية متعددة ويرشح فيها بشكل منفرد من دون أن يتمكن رئيس القائمة أو الائتلاف توزيع المتبقي من أصواته الكثيرة التي حصل عليها على بقية المرشحين ضمن قائمته كما حدث في غالبية الدورات الانتخابية السابقة. من جانبه، طالب ما بات يعرف بـ«وزير الصدر»، صالح محمد العراقي أول من أمس، حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بـ«الإيفاء بوعودها بإجراء انتخابات مبكرة». وهدد أن «مصيرها سيكون كسابقتها» في حال عدم التزامها بذلك. وطالب اتباع التيار الصدري بـ«توحيد الصفوف والتحلي بالحكمة والتهيؤ بما يليق للاشتراك بالانتخابات لتخليص العراق من براثن الفساد والتبعية الخارجية». من جهة أخرى، تحدث ائتلاف «دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، أمس، عن «فقدان» ملايين البطاقات الانتخابية الإلكترونية، لكن مفوضية الانتخابات نفت ذلك. وقال النائب عن الائتلاف والمتحدث باسم الكتلة في البرلمان بهاء الدين النوري في تصريحات صحافية: إن «القانون الذي جرى التصويت عليه بعجالة باستخدام البطاقتين (الإلكترونية) و(البايومترية) للتصويت، سينتج عملية سياسية مزورة مقدماً في ظل فقدان 4 ملايين من البطاقات الإلكترونية من مفوضية الانتخابات، وهي مجهولة المصير ولا يعرف إذا ما تم توزيعها بين الكتل السياسية أو من الجهة التي استولت عليها». وطالب النوري بـ«إجراء الانتخابات بالبطاقة البايومترية فقط، لأنها تضمن أن تكون عادلة وخالية من التزييف».

لكن المتحدثة باسم المفوضية العليا للانتخابات جمانة الغلاي نفت ذلك، وقالت: إنه «لا يوجد مثل هذا العدد من البطاقات المفقودة، والفقدان جرى في انتخابات سابقة، حتى قبل 2018. ولكن حفاظاً على أصوات الناخبين وجهت الإدارة الانتخابية بتقديم دراسة بشأن بطاقات الناخبين غير المستلمة والمفقودة وتشكيل لجان تحقيقية لمعرفة ملابسات الحادث ومعرفة الموظفين المقصرين ومعاقبتهم قانونياً، وتم ذلك». وأكدت أن المفوضية «قامت بتعطيل وإلغاء جميع البطاقات المفقودة، ولن تعود صالحة للعمل إطلاقاً، ولا يمكن لغير صاحب البطاقة الرسمي أن ينتخب وذلك لتقاطع البصمة في جهاز التحقق الإلكتروني الذي يعتمد على البيانات الرسمية والحيوية (الصورة الشخصية وبصمة الأصابع العشرة)». وكانت الانتخابات الماضية التي جرت في مايو (أيار) 2018، تعرضت لمقاطعة شعبية واتهامات واسعة بالتزوير، ما دفع القضاء إلى الحكم بإعادة عمليات العد الفرز للكثير من صناديق الاقتراع يدويا بعد أن أجريت بطريقة إلكترونية، الأمر الذي مهد لاحقا لحركة الاحتجاج الشعبي التي أطاحت بحكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي بعد نحو عام من توليها مهام عملها، والتزمت حكومة الكاظمي التي خلفتها بتحديد موعد مبكر للانتخابات الجديدة في يونيو المقبل، الذي يسبق انتهاء ولاية الدورة البرلمانية الحالية بنحو عام.

 

توقعات في تونس بإجراء انتخابات برلمانية جزئية

تونس: المنجي السعيداني/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

عبرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس عن استعدادها لإجراء انتخابات برلمانية جزئية، في حال أصدرت الدوائر القضائية أحكاماً تنص على سحب عضوية بعض نواب البرلمان، المشتبه بارتكابهم مخالفات مالية انتخابية، ترقى إلى مستوى جرائم.

وأعلن رئيس الهيئة نبيل بفون أن الهيئة اكتسبت الخبرات، ولديها الإمكانات الفنية واللوجيستية، اللازمة لإجراء انتخابات جزئية كانت أو بلدية. وقال إن إسقاط القوائم الانتخابية المخالفة لقانون الأحزاب، يبقى ضرورياً حتى يدرك المرشحون للانتخابات مستقبلاً وجود رادع لكل التجاوزات، على حد تعبيره. ويواجه عدد من الأحزاب السياسية التي تتصدر المشهد السياسي في تونس اتهامات بارتكاب مخالفات مالية خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية. وكشفت دائرة المحاسبات التي تتولى مراقبة مصاريف تمويل الحملات الانتخابية، وجود شبهة تلقي أموال أجنبية والتعاقد مع شركات أجنبية للتسويق، من قبل عدد من الأحزاب السياسية من بينها حركة «النهضة»، وحزب «قلب تونس» وحزب «عيش تونسي». وتعمل محكمة المحاسبات خلال هذه الفترة على إعداد مذكرات حول الملفات التي تم تصنيفها ضمن شبهات الجرائم الانتخابيّة، على أن تحيلها لاحقاً إلى القضاء العدلي والمالي استناداً إلى الفصل 163 من القانون الانتخابي التونسي.

ويفقد أعضاء القائمة الانتخابية المتمتعة بالتمويل الأجنبي عضويتهم بالمجلس المنتخب ويعاقب المترشح لرئاسة الجمهورية المتمتع بالتمويل الأجنبي بالسجن لمدة خمس سنوات. كما يُحرم كل من تمّت إدانته بالحصول على تمويل أجنبي لحملته الانتخابية من أعضاء قائمات أو مترشحين من الترشّح في الانتخابات لمدة خمس سنوات من تاريخ صدور الحكم بالإدانة. واستنكرت منظمة «أنا يقظ» (منظمة حقوقية مستقلة)، أمس، تشكيك بعض نواب البرلمان التونسي في مصداقية العمل القضائي وفي تقرير محكمة المحاسبات حول نتائج مراقبة الحملة الانتخابية الرئاسية والبرلمانية السابقة، وفي نزاهة قضاة المحكمة. ودعت الكتل البرلمانية المشتبه في تورطها إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية، وأن تسعى إلى إثبات براءتها أمام القضاء التونسي وليس تحت قبة البرلمان. ومن ناحيته، أكد محسن الدالي المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية، أن النيابة العامة ستتعهد بملف التجاوزات والإخلالات التي كشف عنها تقرير دائرة المحاسبات المتعلق بانتخابات 2019، وذلك حال توصلها بإشعار رسمي من محكمة المحاسبات. وفي السياق ذاته، كشفت فضيلة القرقوري القاضية بمحكمة المحاسبات في تصريح إعلامي إصدار 177 حكماً ابتدائياً حول الانتخابات، وأن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يخول لها القانون إسقاط القائمات الانتخابية والترشحات التي تضمنت مخالفات جسيمة بمقتضى أحكام قضائية باتة. وأشارت إلى أن إسقاط القوائم الانتخابية يتطلب الإثبات النهائي لعملية التمتع بالتمويل الأجنبي خلال الانتخابات الماضية، أو أن تكون القائمة قد تجاوزت سقف إنفاق يتجاوز عتبة 75 في المائة، أو في حال عدم إيداع حساباتها المالية، معتبرة أن مراجعة القانون الانتخابي التونسي تبقى من أولى الأولويات حتى لا تتكرر مثل هذه التجاوزات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الرابع/الحلقة الأولى/سيطرة المنظمات

16 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92412/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%81-12/

أكمل شريف طريقه باتجاه صف الهوى ومر على ضهر العاصي حيث بقيت بعض التحصينات التي تذكر بأحداث 1976. وقد كانت عين إبل، هذه المرة أيضا، عرضة لتجربة قاسية دفعت خلالها من دماء بنيها. وقد توقفت فيها الحركة الانتاجية ونزح عنها الكثيرون ولم يبقَ إلا قلة ممن لم يزل العنفوان يغزي نفوسهم والكرامة والعزة يعنيان لهم أكثر من الحياة. بمثل هؤلاء تبنى الأوطان عادة وترسم الحدود، حدود التعاطي مع الآخرين، حدود الاحترام، حدود السلطة، حدود الحرية التي لا تعني الحياة من دونها الشيء الكثير. وعندما تستقر الأمور كثيرا ما تنسى الشعوب هؤلاء الذين لو لم يقفوا تلك المواقف لما كانت لهم هم عودة إلى ديار أو وقفة عز أو كلمة وراي. ويعتبر البعض أن الوجود تحصيل حاصل والكرامة مبدأ عام، والحرية والعزة أشياء توهب بلا مقابل. ولكن قدر عين إبل إلا تخلو من الرجال وقد أعطت ما أعطته، ونفس الحرية التي أزهرت مع تضحيات الجدود لا يمكن أن يزول. وهكذا فكما تركها البعض يوم قست الأحوال، عاد اليها آخرون، وقد سال فيهم دم تغزى على البطولات وقد قبر الشهداء فعله فنمّى فيهم العنفوان، وما هو إلا وقفة عز ساعة يحاول البعض أن يذل القوم...

في بدء الأحداث سنة 1976 وكانت قد توضحت الأمور وبات معروفا أن الجيش والدولة غير قادرين على محاربة الفلسطينيين ووقف تعدياتهم، وقد تنامى في الجنوب خاصة نفس اليسار الذي غذته الشيوعية تارة والبعث أخرى وكل المعذوفة المناهضة للدولة، وقد عشعش في بيوت الفقراء كما هي العادة دائما، وكثر في القرى الشيعية في الجنوب حتى أصبح مكتب المنظمة يتدخل في شؤون الناس، وأفرادها يدخلون المدارس ليفرضوا الإضراب حينا أو يهددوا أحد الطلبة حينا آخر. ثم غاب الجيش عن المنطقة وشاع الفلتان. وإذا ب"الاخوان" يرسلون من يختطف فلاحين من عين إبل كان كل منهما يفلح أرضه قرب شلعبون.

كان بولس رجلا بكل معنى الكلمة فقد ثبت وجوده كأحد النواطير الذين يهابهم الناس. وكان منظورا في القرية، فهو عضو في المجلس البلدي، وقد بقي بين القلائل الذين كانت الأرض لهم صديقا وعونا ولم تخنه مرة بالرغم من قساوة الظروف. وكان قد بدأ يكرّب أرضه لزراعة الدخان في أوائل نيسان، وقد ربط فدانه باكرا كعادته قبل الفجر. وكان "شكيب" في الجهة المقابلة قد "ربط" هو الآخر وبدأ بالحراثة وقد وضع الخرج بجانب الصخرة هناك وفيه زاده ومطرة الماء، و"طوّل" لحماره في الربعة المواجهة للطريق العام. وبعد أقل من ربع ساعة رأى شكيب شخصين يتقدمان باتجاهه، وقد علق كل منهما سلاحه في كتفه فلم يبال ولم يحاول النظر اليهما وكأنه لم يرى شيئا. لكنه عندما رد في التلم الثاني فوجيء بأحدهم يسدد سلاحه إليه بينما أصبح الثاني على بعد خطوات منه، فلم يخف شكيب واعتقد أنهما يريدان سؤاله عن شيء ما. ولكن، عندما خرطش ذلك الشاب سلاحه ووجهه إلى صدره، ارتعب فأوقف الفدان وهم بالكلام. لكن الشاب اشار إليه بعدم الكلام أو إصدار اي صوت، ثم أمره بالسير أمامه باتجاه رفيقه رافعا يديه. وما أن وصلا إلى هناك حتى اقترب الآخر وربط له يديه خلف ظهره، ثم اقتاداه إلى جهة الغرب. وعند وصولهم إلى "تينات بو عواد" أمره أحدهم بالجلوس وبقي بقربه بينما ذهب الآخر باتجاه بولس.

كان بولس قد "رمى " وبدأ بالفلاحة، وكانت الأرض تفرط أمامه متل "الكحل" وقد أعجبته فأعطى لفدانه أن ينطلق دونما حاجة للتوجيه فهو يعرف عمله ولم يزل في عز نشاطه والأرض تساعد. فكر بأنه سوف يتمكن من فلاحة "المارس" كله قبل الظهر. ولكنه ما أن وصل إلى نهاية التلم إذا بذلك المسلح يسدد إليه سلاحه ويأمره بالنزول إلى الجل الثاني. فاوقف الفدان وأقترب يريد الكلام. ولكن المسلح أمره بالسكوت والسير أمامه.

سار بولس وهو يفكر بأن هؤلاء سوف يفسدون نهاره، فما لهم وله حتى يقتادونه هكذا؟ وقد كان بدأ نهاره بشكل جيد، واعتقد أن ذلك المسلح سوف يأخذه إلى رئيسه أو مجموعته وهم يريدون سؤاله عن الطريق أو شيء آخر. ولكنه لم يحسب إبدا أنه ربما كانوا يريدون توقيفه أو احتجازه أو أيذاءه. ولكن عندما وصلا إلى حيث شكيب ورآه وقد ربطت يداه، توقف واستدار نحو ذلك المسلح الذي كان يقتاده مستفهما. فما كان من هذا الأخير إلا أن دفعه بيده محاولا إرغامه على التقدم. ولكن بولس كان رجلا ولا كل الرجال، ولم تؤثر يد ذلك الفتى عليه، فأمسكه بسلاحه وسحبه صوبه. فحاول الفتى تخليص سلاحه، لكن بولس دفعه به واسقطه أرضا فصرخ هذا برفيقه، وقد ارتعب:

- أقتله... اقتله...

فما كان من رفيقه الذي لم يبدو عليه أنه أشجع من الأول، إلا أن أطلق النار على بولس فاصابه. عندها أدرك شكيب أنه لا بد مقتولا فنهض يحاول الفرار ويداه مقيدتان. فقفز إلى الطريق وركض باتجاه البلدة، لكن رصاصات الغدر كانت أسرع منه، فأصيب وسقط تحت الطريق. فقام المسلحان وتأكدا من مقتل الرجلين بأن أطلقا رصاصة في رأس كل منهما وذهبا باتجاه الطيري.

لم يكن في تلك الجهات فلاحون غير شكيب وبولس، ولم يكن الرعاة قد سرحوا بعد في تلك الساعة. ولكن "أبو أميل" الذي كان قادما على فرسه إلى "الدوير"، سمع اطلاق نار، وقال في نفسه "الله ينجينا". ولكنه لم يرد الاعتقاد أن هناك ما يدعو إلى القلق.

مر ذلك النهار كئيبا وقد تكاثفت الغيوم فحجبت الشمس وبقي النسيم البارد يلفح تلك الأودية ويداعب أوراق اللوز والملول ويحرك أطراف الأعشاب الربيعية التي تملاء الحفافي. وفي البلدة لم يكن أحد قد سمع اطلاق نار وكان ما يجري في بيروت يبعث جوا من التشاؤوم والقلق جعل الكثيرين يلجأون إلى سماع كل نشرات الأخبار. وكانت إذاعة "مونت كارلو" تعتبر مصدر الخبر المهم لأن اذاعة "صوت لبنان" لا يمكن التقاطها بسهولة والاذاعات الأخرى قد سيطر عليها اليساريون. وكان هناك بعض الذين هربوا من أحداث بيروت ينشدون نوعا من الطمأنينة في القرية التي لم تطالها الأحداث بعد. وقد هرب كل بطريقته ولم يخل ذلك الهروب من الخطر، إلا أنه يبقى أفضل من مشاكل بيروت وحصار الشرقية التي بدأ كل شيء ينقطع فيها وصار كل حي عرضة للقصف أو التقنيص. وكانت حلقات الكلام والنقاش وعرض الآراء والمواقف تنتشر حيث اجتمع أكثر من إثنين، ومادة الحديث طبعا ما يجري في العاصمة. وكان اليساريون لا يزالون يدافعون عن مواقفهم بالرغم من أنهم لم يجدوا لهم مكانا كمسيحيين في ذلك اليسار. وكانت هذه النقطة ما يشدد عليها "ياسر" في جداله معهم. وقد كان يمينيا منذ المولد، مسيحيا متمسكا، يفاخر بالدفاع عن اليمين ولبنان. لدرجة أنه لم يقبل أن يحذو حذو رفاقه في التعليم الذين ذهبوا إلى سوريا لينالوا شهادة يستطيعون بها مواصلة التعليم الجامعي فيتقدموا في وظائفهم إسوة برفاقهم الشيعة. فقد كان من نجح في البريفيه يستطيع تقديم طلبا للتوجيهية فينجح، ثم يسجل في الجامعة العربية وينال اجازة تعترف له بها الدولة وتخوله التقدم بالوظيفة. وقد اصبح هذا الدرب مسلك الأغلبية من معلمي المعارف في المنطقة. ولكن "ياسر" رفض هذا المبدأ واصر على النجاح بالشكل الطبيعي وظل يحاول ويدرس حتى نال الفلسفة اللبنانية، ثم تسجل بالجامعة اللبنانية مفضلا الصعوبة مع الانتماء لدولته على السهولة التي كان يشعر أنها تسيء الى المستوى المطلوب وتحرّف ذلك الانتماء. وقد قامت حلقات جدل مغلقة عدة مرات، لكن "ياسر" وأمثاله كانوا يهابون بعض الشيء من السلطة المتعاظمة لجماعات اليسار في مقابل انحصار سلطة الدولة حتى بيروت الشرقية. ولكنه كان له نقطة على أولئك أنهم هربوا من الشدة، ولم يجدوا لهم مكانا في مناطق اليسار، ولا ملجأ يحميهم ساعة الشدة تلك إلا قريتهم...

في مساء ذلك اليوم وقد كان الحديث يتجدد في الدكاكين والتنظير والجدل يتناميان، قامت صرخة في الحي الشمالي مثل "دبة صوت". فتراكض البعض يستفهم وجاءت الأخبار أن بولس وشكيب مفقودين وقد ذهب من يفتش عنهما فوجد البقر يسرح بعيدا عن مكان الفلاحة ولم يجد لهما اثر. فاندفع الجميع، على هذا الخبر، ليساعدوا بالتفتيش عنهما ومعرفة سبب الغياب. وقد بدأت النظريات وكلها تدور في الاتجاه السيء. ولكن ظل الأمل ألا يكونا قد قتلا بل أختطفا فقط. لكن كلاما نسب إلى "ابو أميل" عن أنه سمع إطلاق نار صباحا زاد من التخوف. وهكذا فقد انطلق شباب البلدة كلهم للتفتيش عن الرجلين...

عندما وصل "مارون" إلى قرب شلعبون ذهب مباشرة إلى حيث كان شكيب يعمل وبحث في المكان فوجد أن الزوادة لم تزل في الخرج بجانب الصخرة ولم تمس ولا مطرة الماء ما زاده قلقا، سيما وأن الكمية المفلوحة من الأرض تدل على أنه لم يعمل قرابة الساعة وذلك يعني أنهما خطفا منذ الفجر وإذا كان هذا صحيحا فإنهما سوف يكونان في صور الآن أو في الرشيدية. ثم حاول مع من رافقه اقتفاء الأثر كي يعرف وجهة الخاطفين. وكان هناك فريقا آخر ذهب باتجاه المكان الذي كان يفلح فيه بولس وتابعوا نفس الأسلوب، وبعد قليل صدرت صرخة من مجموعة كانت توجهت صوب زيتون المطران بأنهم وجدوا شيئا.

كان ذلك في البدء بضعة رصاصات فارغة. ثم آثار دماء على الطريق ولما اقتربوا منها شاهد أحدهم جثة شكيب الذي كان واقعا على وجهه تحت الطريق وقد غطى دمه الأرض بينما ربطت يداه خلف ظهره. فنادوا على البقية ولم يقولوا بأنهم وجدوه مقتولا لأن شقيقه وأحد اولاده الصغار كانا بين عناصر إحدى مجموعات التفتيش. فاقترب من كانوا يفتشون حيث فلح بولس باتجاه الصوت وإذا بجثة بولس ممددة على طرف الجل المطل على "تين بو عواد" وقد اصيب برصاصة في راسه وأخرى في ظهره. فحمل الشباب الجثتين إلى البلدة وقد سيطر صمت القلق والخوف على الجو فتوقفت الأحاديث وقل الكلام الغير الموزون، ثم زاد مشهد الجثتين على ذلك أسى وحزنا على الرجلين...

لم تخفف صرخات النسوة المفجوعة من النظرات المبهورة والتي تحوي ألف سؤال. وقد بدا الاشمئزاز من الوضع في صمت الأفواه المبغوتة والوجوه المسودة الواجمة وكأن كل واحد قد طعن في الصميم...

في مساء ذلك اليوم لم تنم القرية بأكملها وقد تأثر "ابو ريمون" كثيرا وتحادث مع "أبو نصري" وهما عائدين إلى البيت وقد أعيد مشهد "سنة العشرين" أمام أعينهما.

لم يكن الرجلان بالرغم من تزعم كل منهما لعائلته بعيدين، فقد تجاورا في السكن وتصاحبا صغارا وكبرا في نفس العمل السياسي بعد أن كانا ترافقا في المعركة وفي الجهاد بعدها في سبيل رفع شأن قريتهما. ولطالما ركبا نفس الطريق واستعملا نفس السلوب، وقد تنافسا في الفروسية وعلى الزعامة وعلى رئاسة البلدية وحتى، شبابا، على قلوب الصبايا، ولكنهما كانا تعلما من أمثولة "الحرب" تلك أن عين إبل تبقى فوق الصراعات وأن التنافس لخيرها ورفع شأنها وليس لمصالح خاصة وتحزب أعمى. وفي الحالات الصعبة كان التشاور والتفاهم حاجة وواجب. وقد تعلما من الكبار والخبرة أن الأزمات تتطلب موقفا موحدا ولذا فقد قررا تكملة الحديث في البيت لوزن الأمور وإعطائها حجمها الصحيح...

كان بيت ابو نصري من البيوتات العينبلية الكبرى وقد بني على عقد كان جد أبيه الخوري "انطانس" قد أنشأه وفيه كان قتل جده "مارون" وشقيقته "مجيدي". وكان الطابق الأول الذي بناه عمه الخوري "انطانس الصغير" قد شهد أياما ومواقف. وقد تحول مدخله من ساحة الكنيسة القديمة في الجهة الغربية إلى الساحة الشرقية التي دعيت "الحارة" وكانت مركز البلدة مدة مئة عام قبل أن تصبح ساحة الكنيسة الجديدة مركز القرية في العصر الحديث. وكان ذلك الدرج قد رأى زعماء ووجهاء وعامة من كل المنطقة يعبرونه. وشهد تجمعات واحتفالات لم يشهد مثلها في القرية إلا درج بيت "بو بركات" في ساحة الكنيسة الجديدة وأحيانا درج "ايوب" الذي كان ولده "انطانس"، بعد أن تعلم في روما ومارس الكهنوت سنوات عديدة، أصبح مطران صيدا ما أطلق على والده اسم "ابو المطران" حتى وفاته ولكنه لم يحظَ بلقب "أبو البطرك" لأنه توفي قبل أن ينتخب "أنطانس" في 1975 بطريركا على كرسي إنطاكيا وسائر المشرق.

كان أبو نصري قد استقر أخيرا على تحالف مع "بيت الأسعد" أحفاد "البيك" ولذا فلم يكن يأمل الكثير في هذه الظروف، والفلسطينيون وأعوانهم اليساريون هم ضد "كامل بيك" وقد اعتبروه ممثل الاقطاع السياسي والزعامة التقليدية. وبالرغم من أنه كان يمثل شريحة كبرى من المجتمع في جبل عامل، وفي نفس الوقت كان رئيسا لمجلس النواب، إلا أنه بسقوط الدولة وتعاظم سلطة المسلحين، فلسطينيين ويساريين، تقلصت فعاليته وصمت محازبوه، وقد فضلوا الانحناء على المجابهة. فدخل الفلسطينيون وأعوانهم إلى قصر "الطيبة" الذي كان رمزا لسلطة "بيت الأسعد" مدة أكثر من مئة عام، ونبشوا قبور الزعماء وقتلوا الحراس وبعض المحازبين...

أما ابو ريمون فقد كان بنى بالجهد الشخصي دارا جديدة قرب البيت العتيق الذي كان قتل فيه "عبد الأحد" في العشرين والذي سكنه مع زوجته "إميلي" أكثر من أربعين عاما. وكان الشارع فقط يفصله عن بيت ابو نصري. وكان أبو ريمون أصبح بعد وفاة والده "ابو يوسف" زعيم عائلته وهي كبرى عائلات القرية. وكان في نفس الوقت رئيسا لأقليم بنت جبيل الكتائبي وبطبيعة الحال يخشى، هو أيضا، تعاظم سلطة الفلسطينيين. فالكتائب في بيروت يقودون الحرب ضد الفلسطينيين وقد هوجم أعوانهم في كل البلاد حيث ضعف المسيحيون أو قل عددهم، وأضطر الباقون للهرب إلى بيروت. ولم يميز أحد بين رأي سياسي وموقف عسكري فالمسيحيون يلاحقون بشكل اجمالي فكيف إذا كانوا كتائبيين فتلك الجريمة الكبرى. ولكن في عين إبل لم يتعرض أحد قبل الآن لحادث اعتداء مباشر وقد عرف الأهالي كيف يتجنبون الاحتكاك بالمسلحين وانقطع كثيرون منهم عن التوجه إلى بنت جبيل بسبب وجود المسلحين هناك، بخاصة بعدما ذهب الجيش الشرعي وحل ما سمي آنذاك ب"الجيش العربي" محله، وقد كان صنيعة الفلسطينيين والليبيين. ولكن من جهة ثانية كان الخوف من اسرائيل، وإمكانية تدخلها لحماية المواطنين الذين يتعرضون لمذابح، قد كبح جماح المغامرين والمتعصبين هؤلاء هنا، ما لم يحدث مثلا في "بيت ملات" بالشمال أو في "الدامور"، حيث كانت "الصاعقة" السورية وغيرها من الفصائل الفلسطينية، قامت بالهجوم على البلدتين فقتل وتهجر أبناؤهما ولم ينجو إلا من هرب بواسطة زوارق الصيد في الدامور، يومهان في بحر هائج لا يزالون يذكرونه، وهم حتى الآن لم يعودوا إلى بلدتهم التي بقيت خرابا. وكان أبو نصري وأبو ريمون يعتقدان أن أهالي المنطقة والصداقات بين بنيها وتجارب الماضي سوف تمنع هؤلاء المسلحين من الاعتداء على البلدة أو أحد بنيها سيما وأنهم لم يحاولوا أن يقتنوا سلاحا ولا جاهروا بعداوتهم. إنما ما حصل اليوم بمقتل بولس وشكيب قد قلب الأمور وجعل البحث عن موقف فوحد وموزون لرد الخطر عن القرية ومواطنيها شيئا ضروريا...

دخل الرجلان إلى بيت ابو نصري لأنه لم يكن هناك من يزعجهما، فحتى ام نصري كانت قد ذهبت إلى ساحة كنيسة مار الياس الجديدة حيث كانت قد سجيت الجثتين وحيث تجمعت نساء البلدة ورجالها، بينما تلازم ام ريمون عادة البيت بسبب حالتها. فقد فقدت نظرها منذ زمن طويل ولم تعد تستطيع المشاركة بالواجبات الاجتماعية. وقد استعرضا الوضع من كافة جوانبه، فهم منقطعون عن المسيحيين ويفصل بينهم مسافات وأميال وبحر من السلاح والمسلحين، وقد حافظت البلدة على عدم اظهار عواطف أهلها خوفا من اختراع ذريعة لمهاجمتها خاصة بهذه الظروف، وسعت إلى الابقاء على روابط حسن الجوار والعلاقات الطيبة مع الجميع، ولكن مع عدم التنازل في الأمور المصيرية أو مجارات الغير مسايرة أو خوفا. وقد استطاعت البقاء خارج دائرة العنف والصراع الجاري حتى الآن. ولكن، وها هي قد إستفذت الآن، فهل يمكن السكوت؟ وما هو المقصود من قتل فلاحين من عين إبل إذا لم يكن لزجها في موقف حاولت تجنبه حتى اليوم؟.. كان هذا محور الحديث وخلاصته، إنما ما هو الحل وليس في اليد قوة للمناورة أو حلفاء للمساعدة، وها هو العدو يقرع الباب بأسلوبه المعهود ويجب أن يكون هناك رد. فقر الراي على أن يتم الاتصال بوجهاء المنطقة في بنت جبيل خاصة، لأن مقر قيادة الفلسطينيين كان فيها وهي تعتبر مركز القضاء والثقل الشيعي الأساسي وقد كان نائب المنطقة "عبد اللطيف بيضون" موجودا فيها والوزير والنائب السابق "علي بزي" أيضا وهما يمثلان زعامة بنت جبيل لا بل زعامة المنطقة، فكان من الضروري إذاً وضعهم بالأجواء والطلب منهم التدخل مع المعنيين لوقف التعديات في المنطقة...

بعد الجناز الذي حضره عدد كبير من القرى المجاورة وخاصة من اليساريين الذين وضعوا اللوم على "اسرائيل وعملائها لمحاولة خرق الصفوف وإحداث مشكلة في المنطقة حيث أصبح من الواضح أن الثورة الفلسطينية هي التي تسيطر"، توجه وفد من البلدة إلى بنت جبيل وتشاروا مع المعنيين من أبنائها، وبالطبع كان هناك نوع من التضامن وعدم الرضى عن مثل هذه الحوادث ولكن "ما باليد حيلة ويجب التوجه إلى الفلسطينيين فهم الذين يتحكمون بالمنطقة اليوم وعلى مسؤولي "فتح" الاهتمام بكشف الفاعلين"، كان هذا هو الجواب وخلاصة اللقاء. وقد عاد الوفد ولم يكن متوقعا منه الشيء الكثير...

كان "بلال" مسؤولا عن منطقة بنت جبيل في تنظيم "فتح" وكان يتردد في بعض الأحيان إلى "كازينو حيرام"، وهو المطعم الذي يقع في ضهر العاصي، لاثبات وجوده من جهة وللتقرب من الأهالي إذا أمكن، ولكن حتى هذا اليوم لم يكن حتى اليساريون من أهالي البلدة يجرؤون على مجالسته علنا، ومع ذلك استطاع أن يفتح نوعا من العلاقة مع "عصام" الذي يدير المطعم، بعد تتالي الزيارات. وكان هذا المطعم يعتبر الأفضل بمستوى الخدمة التي يقدمها حتى مطاعم "خيزران" على الطريق الساحلي، ولذا فقد كان يرتاده كل غريب يصل إلى المنطقة ويفتش عن جلسة هادئة ولقمة نظيفة. وكان ضابط الدرك وضباط الجيش عادة من زيائنه. وعندما أصبح الفلسطينيون حكام المنطقة كان من الطبيعي أن يتشبه "بلال" بهؤلاء الضباط ويصبح أيضا من الزبائن. وهكذا وبعد يومين على الحادثة قدم بلال إلى الكازينو وتعمد سؤال عصام عنها وعن ردة فعل الأهالي وأظهر تحمسا لمعالجة الموضوع مع "عزمي" إذا كان هناك نية من الأهالي للاجتماع به وبحث هذه الأمور، "فهذه من تصرفات العدو ليوقع بيننا ونحن لن تقبل أن تمر بدون أن يكشف الفاعلون ويأخذون عقابهم". كان هذا الكلام الذي نقله عصام عن لسان بلال كافيا لاعادة طرح الموضوع، وتبرع البعض بالتوجه إلى صور ومقابلة "عزمي"، وهو مسؤول فتح في كل المنطقة. وتحمس بعض اليساريين الذين رأوا أن الواجب تجاه الضيعة من جهة و"الثورة" من جهة أخرى يدفعهم للتدخل و"تطويق الحدث قبل أن يفلت الزمام من العقال ونصل إلى حيث لا نريد"، سيما وأن بلال قد تحدث عن أن "أصابع العدو" وراء ذلك. تشكل الوفد من نفس العدد والعناصر تقريبا وتبرع البعض ليحل محل من أعتذر لتكملة العدد. وفي اليوم الثاني توجهوا إلى صور لمقابلة "عزمي".

 

الإرهابي الراديكالي ومثاله الإسلامي الجريح

د. منى فياض/الحرة/15 تشرين الثاني/2020

في كتابه، حيل التاريخ ، بمعنى مفاجآته، يتساءل مارك فيرو: من كان ينتظر نهضة للإسلام، بشكله الأكثر راديكالية، كغازٍ؟

استتبعت انهيار الإمبراطوريات الإسلامية فترة من الركود الثقافي المستمر حتى الآن. فلم يحصل أي بلد إسلامي على جائزة نوبل في العلوم أو أي نجاح علمي. كما لم ينجح في تحرير فلسطين. إنه الهوان.

وعى الإخوان المسلمين تردي الإسلام، لكنهم عاينوا كيف يدمر العالم الغربي نفسه في الحربين العالميتين، وكيف يضعف جراء خسارة امبراطورياته. فتساءلوا: ألم تحن عودة الإسلام؟ أفلم يسبق أن سيطرت عوالم الإسلام على الذين عادوا واستعمروهم؟ فكيف أصبحنا عبيد من استعبدناهم؟

تجاهل الغربيون بوادر هذه العودة. فكرة عودة الدين غداة الحرب العالمية الثانية لم تكن لتخطر ببال. ولم يخطر يوما ببالهم أن يحكم عليهم الإسلام كمنحلين، وأن يميز عودته الثأر.

وجد الإخوان الترحيب في بعض إمارات الخليج بمواجهة هيمنة عبدالناصر. ثم جاءت ثورة الخميني التي استقبلت كسلطة تريد أن تبني دولة في مواجهة الإمبريالية. لكن تبين أنها تبني دولة في خدمة الإسلام.

منذ العام 1983 تلاحقت العمليات الانتحارية ضد المارينز والسفارة الأميركية في بيروت. وفي 25 أغسطس من العام 1996 لم يفهم الأميركيون أن أسامة بن لادن أعلن الحرب. وعنى الهجوم على السياح في الأقصر، أن قطاع السياحة بات مهددا بالانهيار، إلى أن نظمت شبكة الجهاديين النائمين للقاعدة، في العام 2001، عملية برجي التجارة التي لا يتخيلها عقل.

انتبه العالم أمام هذه التفجيرات التي أثارت القلق، من مخاطر عسكرة الحياة العادية. وتزعزعت المؤسسات والدساتير الديموقراطية وتقلصت دائرة القانون لتفسح المجال أمام تحول الدولة إلى حالة الاستثناء والطوارئ. فعندما أصبحت الراديكالية في أصل الإرهاب، صارت مدعاة للاستنفار. وارتفع مفهوم الراديكالية إلى مستوى قوة استنهاض عالمية للإرهاب. فولدت صورة الإرهابي الراديكالي الشامل كفرد وانفتح خطابا كونيا حول الإرهاب والسياسة للسنوات القادمة.

يعتبر فرهاد خسرو خافار أن مفهوم الراديكالية في علم الاجتماع غيّر النظرة إلى الإرهاب. فبعد أن كان يركز على  دراسة المجموعات التي تستخدم العنف الايديولوجي ومعناه السياسي والاجتماعي؛ أدخل مفهوم الراديكالية الأفراد في  الاعتبار، ذاتياتهم وسيرهم وتفاعلاتهم مع المجموعات التي ينتمون إليها. صار الالتماس يتتبع سيرورة تاريخهم الشخصي الذي أوصلهم إلى العنف. وكيف علينا أن نفكر بالرغبة التضحوية التي تملكت عددا لا يستهان به من الشباب باسم الإسلام؟ ما الذي أمسك بهم وجرهم نحو الأسوأ؟

حاول فتحي بن سلامة في كتابه "الرغبة الغاضبة بالتضحية" ، أن يقدم تأويلا لمفهوم الرغبة بقتل النفس يتمحور حول مركز جاذب سمّاه المسلم الأعلى على غرار الأنا الأعلى الفرويدي.

واستفاد من تجربته العيادية كمعالج نفسي، لفهم هذه الظاهرة، لأنها تسمح باستكشاف القوى الفردية والجماعية للنزعات المعادية للحضارة في قلب الإنسان المتحضر وأخلاقياته.

إن تعيين مفهوم "المسلم الأعلى" يكتسب هنا قيمة تشخيصية للخطر الذي يتعرض له المسلمون وحضارتهم، بعد أن تحولت الراديكالية إلى عارض نفس - اجتماعي يشكل تهديدا جدياً. عاين بن سلامة ظهور طيف المسلم الأعلى خلال ممارسته العيادية في منطقة فرنسية.

راقب على مر السنوات تصاعد عذاب، عُبِّر عنه "بلست مسلما بما فيه الكفاية"، الذي قادهم إلى تكوين "إيمان حارق"، يدفعهم للمطالبة باسترداد عدالة تبلسم ندوبهم الهوياتية، التي تبلورت على شكل "جرح المثال الإسلامي" المحتاج إلى الترميم، أو حتى الثأر.

عند تحليل خطاب الإسلاميين الراديكاليين، الذي تمت ترجمته بلغة النظريات السياسية المعاصرة، تم تناسي أن هدفه الجوهري هو فبركة قوة فوق – دينية تعقد صلة مع المقدس الأثري والأضحوي ولو أنها تلجأ الى التقنيات الحديثة. هذه الصورة نتاج واعٍ و لاواعي لقرن من الإسلاموية.

هذا الجرح الهوياتي أو "المثال الإسلامي المجروح" يرتكز على ما ارتكب من إساءات في الماضي وفي الحاضر. وخصوصاً خسارة مبدأ السيادة السياسي – التيولوجي لعموم المسلمين منذ أن ألغيت الخلافة عندما تفككت السلطنة العثمانية في العام 1924. ويسجل في هذا السياق أن حركة الإخوان المسلمين تأسست في العام 1928. بحيث يمكن القول أن الحركة الإسلامية ولدت من تروما تلك الصدمة التي انتشرت كالموجة بين الحشود. أما الإساءات الممارسة ضد المسلمين فتمتد من الحروب القديمة إلى حروب الشرق الأوسط وفلسطين وأفغانستان ومن ثم العراق.

لكن العرض الجهادي تتراكب فيه الإساءة الجماعية للمسلمين مع تلك الفردية للراديكالي.

لقد حررت الحروب والصراعات التي اجتاحت قسما كبيراً من العالم الإسلامي قوى هدامة ملأت مسرح الواقع قسوة وعنفا ودمارا وأفرزت ضحايا وجلادين، أبطال وخونة، إرهابيين ومروّعين، وأنتجت خصوصاً الفاعل الأكثر إرعابا ألا وهو الشهيد ذو القدرة التهييجية الكونية.

الذين قابلهم بن سلامة في عيادته ممن تبنوا فجأة خطابا فوق – إسلامي ، كانت تحركهم رغبة في التجذر، أو في استعادة التجذر، في السماء عند استحالة ذلك على الأرض. لأن كل شيء في العالم الذي يعيشون فيه يشهد على لا تجذرهم بمعنى  اقتلاعهم: تاريخهم الأسري ومنظر المدينة وانعكاس صورتهم ومستقبلهم من دون أفق. بهذا المعنى يمكن فهم  الراديكالية كعارض للرغبة في التجذر لمن فقدوا جذورهم أو أنهم يعيشون الأمر كذلك. يعيد الالتحام بجماعة من النظراء تلحيم الأجزاء المهددة من الأنا عبر عيش نفس الانفعالات في نفس الوقت.

لاحظ بن سلامة عند عدد من الشبيبة الذين تابعهم، أن فترة من اللامبالاة والاكتئاب ومشاعر عدم اكتفاء وشعور بالعار واعتبار أنفسهم نكرة سبقت اندفاعتهم الدينية. أي باختصار معاناة ألم وجودي يتماشى مع ما  أُطلق عليه "اكتئاب الدونية". وعندما يحصل اللقاء مع الدين، ينطلق مصعد النرجسية، فلا يعود الشخص ساكنا لشقة تبعث على الازدراء ولا حبيس  تقاطعات  مسدودة الأفق ولا يضلله صمت الاهل. بل يقبع في اعلى طابق من التجاوز متأملا البشر في الاسفل بشفقة تقترب من الازدراء.

يضاف شروط أخرى، عند المرور بالمراهقة (التي قد تطول أو تتأخر) تظهر عند الشخص قطيعة تهدد استمرارية وجوده التي تصبح فجأة فاغرة فاها لدرجة قد يسقط فيها. عليه إذن أن يقوم بقفزة فوقها أو أن يجد ما يساعده على تخطيها كي يجد الخلاص. بالطبع كلما زاد التهديد يصبح التجذر في السماء مصدرا أكبر للمتعة وللحماسة. إن اللجوء إلى خطاب ديني متشدد يعطي كينونة للوجود المقطوع أو المهدد بذلك.

عرض الراديكالية يلبي طلبا في حالة الهشاشة الهوياتية ويحولها إلى درع صلبة. وعندما يتحقق الظرف المناسب تمتلئ النواقص وتتم تغطيتها. هذا ما يهدئ القلق ويعطي شعورا بالانعتاق وزخما من القوة العظمى. يصبح آخر، يختار اسما جديدا ويتبنى سلوكا مشابها لسلوك جماعته.  من هنا تشابه خطابات الراديكاليين وكأنهم شخص واحد، ويعود هذا إلى التنازل عن جزء كبيرا من فرادتهم: يتنازل الشخص للآلي. ويساعده التخلي عن فرادته بالتخلص من عوارضه بمقدار ما أن هذه العوارض النفسية مترابطة مع خصوصيات الشخص. تتحول العوارض الى تشكل نفسي جماعي: هلوسات لمجموعة ومضاعفة الطقوس مع عدوى محاكاة التصرفات وايحاء وطاعة عمياء.

انطلاقا من هذه الثوابت – السياق الجغراسياسي والإطار الاجتماعي والتشكيل النفسي إضافة إلى لقاءات الصدفة والالتحاق بمجموعة، تبدو الراديكالية كتكثيف لحتمية ذات مصادر متعددة.

هذه الراديكالية تشكل خطرا عشوائيا متربصا يهدد بموت من دون اسم محمولا بتعبير  "الإرهاب الأعمى". يريد هذا الإرهاب أيضا أن يدخل مجال رؤيتنا ليعرض نفسه أمامنا. فلا يكتفي باستعراض أفعاله، بل يريد إدخالنا في مشهد القسوة الذي يحققه. كان الظواهري قد رفع شعار "الجهاد الإعلامي هو نصف المعركة". نوافذ الرعب الإعلامية الواقعية هذه ضاعفت الرعب و التروما. إن القدرة على الجمع بين العنف الأعمى وجعله مرئياً يزرع الذعر على مستوى واسع من شانه أن يساهم في صعود التطرف لمن يطمحون في إدارة الموت. الانتحار الإعلامي والمشهدي يزيد من قدرة وقوة الجلاد. حتى وقت قريب كان القتلة يخفون جرائمهم وينكرونها. لكن الإرهاب الديني الحالي يهدف عرض قوة تدميرية لا تهاب شيئا، ويمكنها أن تكبد ضحاياها عنفا وسوء معاملة كما يحلو لها دون حدود، من أجل الإيحاء بأنها لا تخضع للعدالة الإنسانية. إنها خاضعة فقط أمام الله، زاعمة أنها من يقيم العدل باسمه. عندما يصبح الله حياً بين أيدي البشر، يتهيأ لهم أن لا شيء مستحيل أمامهم.

 

اسرائيلي من أصل لبناني يخشى على مفاوضات الترسيم..ويقترح حلولاً

أدهم مناصرة/المدن/15 تشرين الثاني/2020

"مَن يُعرّض المحادثات مع لبنان للخطر هي إسرائيل".. ربما تنبع أهمية هذه الجملة من كونها جاءت على لسان إسرائيلي هو  يتسحاق ليفانون الذي عمل في السلك الدبلوماسي وسفيراً للدولة العبرية لدى مصر بين عامي 2009 و2011.  السبعيني ليفانون مولود في لبنان في العام 1945، وهو ابنٌ لتاجر يهودي لبناني ووالدته الجاسوسة شولاميت كوهين كيشك التي اعتقلت في لبنان عام 1961 بعد أن عملت لمصلحة المخابرات الإسرائيلية مدة 15 عاماً، ونشطت أساساً في هجرة اليهود من لبنان وسوريا ودول عربية أخرى إلى إسرائيل. وفي حينه حكم عليها بالإعدام، ثم خفف الحكم للسجن لسبع سنوات وأطلق سراحها في إطار صفقة تبادل أسرى بعد حرب العام 1967. وقد سبقها أولادها بالهجرة سراً إلى إسرائيل. وينتقد ليفانون في مقال كتبه في صحيفة "معاريف"، تسريبات جهات إسرائيلية لوسائل إعلام عبرية عن جوهر المفاوضات مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، معتبراً أنها تعرقل المفاوضات ويمكن أيضاً أن تضر بفرص تسوية سريعة. ولأنّ الاسرائيلي ليفانون متحدث جيد للغة العربية، فقد ظهر وكأنه متابع جيد لوسائل الإعلام اللبنانية وخصوصاً الشاشة المستطيلة لدرجة أنه برّأها من تهمة التسريب المُخلّ بالمفاوضات؛ إذ قال:  "تابعتُ وسائل الإعلام اللبنانية منذ بدء المحادثات، ووجدتُ تقارير مقتضبة عن الأجواء، ومواعيد الجلسات، من دون أي ذكر لجوهر المحادثات داخل خيمة الناقورة". لكنّ لوم ليفانون للتسريبات الإسرائيلية في عمقه ليس بعيداً عن "دق الأسفين" في الداخل اللبناني، وتجلى ذلك بتحذيره من أن التسريبات القادمة من تل أبيب تساعد "الثّنائي الشيعي"المتمثل في حزب الله وحركة أمل بمضاعفة تأثيراتهما على وفد لبنان الذي جاء إلى المفاوضات مع توتر داخلي غير قليل، "وكلاهما (أي نصر الله وبري) ينتظران فرصة للمس بالمحادثات وعلينا ألا نساعدهما"، حسب تعبيره.

والحال، أن جزم ليفانون بشأن حتمية تعثّر المفاوضات بدفع من "حزب الله"، بدا مجرد احتمال إذا ما قرأنا خلف السطور تصريحاً أدلى به "قائد فرقة الجليل" في الجيش الإسرائيلي العميد شلومو بندر لصحيفة "إسرائيل اليوم"، عبّر فيه عن اعتقاده "بأن هناك نية لدى الطرفين لتسوية هذا الموضوع، لكن هذه الفرصة يمكن أن تضيع بسرعة إذا قرر حزب الله إشعال النيران هنا والتصعيد".. ثم استدرك، قائلاً: "إن سلوك حزب الله في الأشهر الأخيرة يشير مجدداً إلى أنه تنظيم عقلاني في عدم تصعيد الميدان".  ويتابع شلومو بندر: "حقيقة أن حزب الله لا يتحرك عاطفياً دليل على أنه يقوم بتقييمات للوضع، ويأخذ في الحسبان اعتبارات واسعة، مثل الوضع الاقتصادي في لبنان، وايضا المفاوضات الجارية مع إسرائيل على ترسيم المياه الاقتصادية؛ لأن المقصود فرصة غير عادية للبنان للحصول على مليارات الدولارات الموجودة تحت سطح البحر". لم ينسَ السفير يتسحاق ليفانون التطرق إلى نشر خرائط "استفزازية" قدمتها إسرائيل رداً على خرائط لبنان، ما يُدخل الطرفين في دفاع عن مواقفهما من الصعب الخروج منه، على حد تعبيره. بيدَ أنه كدبلوماسي حاول أن يعتبر المواقف الصعبة تكتيكاً كأي مفاوضات بحيث يبدأ بطرح مطالب قصوى ثم يتراجع الطرفان عنهما شيئاً فشيئاً بما يتلاءم مع تطور النقاشات إلى أن يصلا إلى تسوية. لكنه يخشى من أن مشكلة التسريبات الإعلامية في مرحلة مبكرة من المحادثات مربكة وتسبّب تشدداً في المواقف لا لزوم له.

وينصح ليفانون الوفد الإسرائيلي بأن "يوضح في الاجتماع المقبل للجانب اللبناني أن ما ينشره الإعلام الإسرائيلي لا يعكس موقف إسرائيل. ويجب أن نوضح للبنانيين ألّا يقعوا في خطأ التسريبات. وأن تبقى النقاشات داخل جدران الغرفة والامتناع عن استخدامها لأغراض سياسية".. مشيراً الى أن تسريبات المحادثات تُصعّب أيضاً مهمة الوسيط الأميركي والراعي الأممي، وتطيل الوقت للتوصل إلى تسوية. وأن الدبلوماسية الصامتة البعيدة عن التسريبات هي أكثر فعالية. "ترسيم الحدود، عندما يحصل، لا يكفي لطمأنة الطرفين". هُنا يتحدث السفير ليفانون عن فخ آخر حتى بعد الاتفاق المفترض حول ترسيم الحدود. ويتمثل بصعوبة لدى كل طرف في استخراج الغاز والنفط في المنطقة المتنازَع عليها لأن هذه الثروات في قاع البحر، ومن المحتمل انزلاقها من طرف إلى آخر. للتغلب على ذلك طُرحت فكرة لا تزال غير ناضجة- بحسب ليفانون- مفادها أن تقوم شركة توتال، التي تعاقد معها لبنان، باستخراج الغاز في المثلث البحري المختلَف عليه، وأن توزعه بين الطرفين بحسب توزيع متفَّق عليه. هذا يُسمى "تعاوناً لبنانياً – إسرائيلياً" بمساعدة طرف ثالث. وهذا أيضاً "مدخل لاتصالات مستقبلية يمكن أن تتطور في ظروف معينة إلى واقع آخر بيننا وبين لبنان، جارنا في الشمال"، يقول ليفانون.

والتجول في عموم الصحف وشاشات التلفزة الاسرائيلية، يقود الى أن تصلب المواقف وتشنجها لدرجة التوتر في جلسة المفاوضات الأخيرة، لا تعني بالضرورة فشل المفاوضات، من منطلق وجود مصلحة إسرائيلية ولبنانية في التوصل إلى نتيجة مقبولة من الطرفين. وهو ما أكده الباحث الاسرائيلي في شؤون الشرق الاوسط ايال زيسر حينما تحدث عن "حتمية الاتفاق رغم التعقيدات"؛ لأن الاتفاق، من وجهة نظره، مصلحة لبنانية بالدرجة الأولى وإلا فإن بيروت ستكون أمام خيارين "الفوضى أو الاتفاق واستثمار الغاز".

ويعتقد زيسر أنه "بقليل من التسريبات ومواقف متصلبة أقل وضغط أميركي على لبنان سيتم التوصل لنوع من التسوية".  لكن النظرة التفاؤلية لدى بعض المحللين الاسرائيليين، سرعان ما تتلاشى عند الخوض في قراءات معهد "أبحاث الأمن القومي" في إسرائيل؛ إذ زعم أن "الوفد اللبناني متأثرٌ باملاءات حزب الله"، فيما تريد اسرائيل فرض موقفها التفاوضي على لبنان.  ويحذر باحثو "الأمن القومي" من أن الفترة الانتقالية الأميركية على ضوء الانتخابات، تحمل مرحلة خطيرة؛ ذلك أنها "تأتي بجس نبض وتصعيد وعرض عضلات من قبل أطراف متنازعة"، معتبرين انه هذه المرة، تعرقل إيران عبر حزب الله تقدم مفاوضات الترسيم، ما يعزز المواقف المتباينة، ويقود إلى "أجواء تصعيدية من قبل حزب الله" خلال هذه الاشهر، وفق ادعائهم.

 

خطّ البترول: كيف وَصَلَ النفط إلى الأنابيب ومَن أحرَقَه؟

خضر حسان/المدن/15 تشرين الثاني/2020

لثوانٍ، كان صادماً خَبر الحريق الذي أصاب خط أنابيب النفط الآتي من كركوك في العراق إلى طرابلس في لبنان، مروراً بسوريا. فالعملية ذَكَّرَت اللبنانيين بتفجير مرفأ بيروت، وإن كانت النتيجة أقلَّ دموية، غير أنَّ فِعلَ التخريب هو المُخيف. هَدَأت حالة التوتُّر مع الإيضاحات الآتية من المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه، والتي كانت تطمئن إلى أن فِرَق الدفاع المدني تسيطر على الحريق، فيما تتوجَّه فِرَق الصيانة إلى مكان الحريق للعمل على وقف التسرّب ومعالجة الأضرار. وحسب المديرية، فإن الحريق اشتعَلَ في نفط خام ممزوج بالمياه. مع الإشارة إلى أنَّ تشغيل الأنابيب متوقّف منذ نحو 40 عاماً. فمن أينَ أتى النفط ليشتعِل؟

نفط غير صالح للاستعمال

لم تكن المرّة الأولى التي تشتعل فيها أنابيب النفط. إذ يعمَد عدد من المواطنين إلى إحداث ثقوب في خط الأنابيب للاستفادة من النفط الموجود داخلها. لكن هذه المرّة كان ردّ فعل مَن حاوَلَ الحصول على النفط، عنيفاً جداً، ربّما على قدر الضغط الاقتصادي الذي يعانيه. لم يجد الباحث مراده في الأنابيب، فمحتواها ليس سوى نفط خام لا يمكن استعماله من دون تنقية ومعالجة وفصل للمواد. ومنشآت النفط تُبقي كميات من النفط داخل الأنابيب كي لا يصيبها الصَدَأ والتآكل فيما لو كانت فارغة تماماً. والناس لا تعلم أنَّ النفط الآتي عبر الأنابيب، غير صالح للاستعمال المباشر.

ترجيحات لا أكثَر

لا احتكاك لمواد كيميائية داخل الأنابيب، ولا عَمَلَ إرهابياً أصابها، على عكس الترجيحات الأوّلية التي ترافقت مع الإعلان عن الحريق. بعض الأقاويل ربطت العَمَل بالمؤامرة الاقتصادية على لبنان، فضَرْبُ خط إمداد النفط الخام من العراق إلى طرابلس، هدفه إضعاف قدرة لبنان على الاستفادة من نفطه المستقبلي، أو من النفط العراقي. كما يصبّ إحراق الأنابيب في خانة توجيه رسالة إلى منشآت النفط، مفادها القدرة على الوصول إلى المصافي، وتهديد أي عملية استفادة منها على غرار الاتفاق مع شركة روسنفت. إذ لاح في الأفق منذ بداية العام 2019، إمكانية إعادة ضخ النفط من العراق إلى منطقة البداوي عبر مصفاة طرابلس، نتيجة تواصل بين لبنان والعراق. وبالتوازي، وقَّعَت وزارة الطاقة عقد تطوير منشآت تخزين النفط في طرابلس، مع شركة روسنفت.

إلى جانب تلك الاحتمالات، بَرَز احتمال سحب النفط من الأنابيب وتهريبه إلى سوريا، لكن هذا الاحتمال هو الأضعف تقنياً، لأن كميات النفط الموجودة في الأنابيب، لا تكفي لسحبها وتهريبها، ولا جدوى من فعل ذلك.

لا حماية للأنابيب

تمتدّ الأنابيب من العراق إلى لبنان، ولا شيء يحميها سوى الصدفة، وهي في أكثر من بقعة داخل العراق وسوريا، غير محمية وتتعرّض للاختراق والنهب، خصوصاً في ظل تصاعد حدّة المعارك في العراق وسوريا. لكن على الجانب اللبناني، لا يحصل شيء يزيد عمّا حصل يوم السبت. وإن حَصَلَ المزيد، فلا طائل منه سوى التخريب. في المقابل، فإنَّ منشآت النفط غير قادرة على حماية الخط سوى بطمره بالتراب أو صبّ الاسمنت فوقه، ولا نيّة وإمكانية لاعتماد أحد الخيارين، فالكلفة المادية مرتفعة، إلى جانب التعدّيات السكنية على طول الخط. وبالتأكيد، لا يمكن وضع حراسة دائمة على الخط، إلاّ من خلال خطّة أمنية دائمة وقرار سياسي وتقني، يمنع ويزيل التعدّيات على الأملاك العامة، وهو أيضاً خيار غير متوفّر، ويعيد إلى الأذهان واقع خط سكّة الحديد وما آلت إليه منشآت سكة الحديد. في ستينيات القرن الماضي كان خط النفط يمدُّ منشآت النفط بالكميات الكافية لسد حاجة لبنان. وبَدَلَ تطوير العمل في المنشآت، قرَّرَت السلطة السياسية إعدام الخط والمنشآت وتحويلها إلى خردة. علماً أنَّ دراسات علمية كثيرة وُضِعَت بهدف صيانة مصافي النفط وإعادة تشغيلها، لكن، على مدى عقود، لم تجد آذاناً صاغية من الدولة، وتحديداً من وزارة الطاقة. علماً أنَّ مرور الوقت يصعِّب المَهَمَّة ويجعلها أكثر كلفة، وصولاً إلى انعدام القدرة على الصيانة بتاتاً.

 

تجارة العقارات خيانةٌ للنّسب في الضاحية.. والزراعة للسخرية بالجنوب

محمد أبي سمرا/المدن/15 تشرين الثاني/2020

ولد المدرّس أحمد كزما سنة 1935، إبنًا لعائلة شيعيّة من عائلات السكان "الأصليين" في الشياح عندما كانت بعدُ قرية ساحلية. وفي العام 2005 روى سيرته العائلية في إطار شهادة عن المجتمع الشيعي الريفي أو الزراعي، وزمنه البلدي البطيء، الاكتفائي الأليف، في قرى ساحل المتن الجنوبي، قبل تسارع ذلك الزمن إلى الاندثار أمام هجوم "عمران الهجرات الجماهيري" الفوضوي على تلك القرى، فصارت أحياء الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت. لكن الراوي - بعدما أمضى أكثر من أربعة عقود من عمره مدرّساً ومدير مدرسة في الشياح والغبيري (1953 - 1994) - يبادر إلى تعريف نفسه شغوفًا بأنّه مزارع وابن مزارع وحفيد مزارع.

أصليون وغرباء

وروى كزما أن سعر المتر المربع الواحد من الأرض في الشياح مطالع خمسينات القرن العشرين، كان يراوح ما بين 3 و5 ليرات لبنانية. وارتفع سعره تدريجًا حتى بلغ مئة ليرة، ثم مئتين في منتصف السبعينات. ووصل إلى ألف دولار في نهايات الثمانينات، حينما كان الراوي يقيم مع أسرته مهجّرين في بلدة جنوبية "غرباء" عنها، وساقهم إليها من بيتهم وديارهم في الشياح، هروبهم من أخطار الحرب الدائرة بين ميشال عون وجيشه اللبناني والجيش السوري في بيروت وضواحيها.

ولم يقل الراوي إنهم كانوا غرباء عن تلك البلدة. لكن سكان الشياح "الأصليين" - وسواها من ما كان قرى وبلدات ساحل المتن الجنوبي، وصار أحياء ضاحية بيروت الجنوبية - انقطعت وامّحت تمامًا كل صلة لهم بموطن سابق على توطُّنِهم في قراهم الساحلية. وهذا مصدر تسميتهم سكانًا أصليين، معناها والباعث عليها. ولذلك لم يجدوا ملجأً يلوذون به في جولات الحرب، سوى الرحيل من ديارهم إلى ديارٍ "غريبة"، لا صلة لهم بها، أو انقطعت بها صلتهم. وليس لهم فيها جذور أهلية، نسبيّة وقرابية، أو يبُست تلك الجذور إذا كانت حيّة في زمن مضى. وحالهم هذه على خلاف حال الجنوبيين الوافدين حديثًا من بلداتهم وقراهم والمقيمين في الضواحي. فهؤلاء ظلت صلاتهم وشبكات علاقاتهم، القرابية والنسبيّة والبلدية حية وقوية بمنابتهم وبلداتهم وقراهم التي كانوا قد غادروها، واستأنفوها في سكنهم وإقامتهم في أحياء الضاحية الجنوبية. اذا استقبل صديق جنوبي للراوي - مدرِّس مثله ومقيم في الشياح التي هُجِّر منها عائدًا إلى بلدته الجنوبية وبيته وأهله فيها، هاربًا مثل الراوي من الحرب - استقبله مع عائلته هناك، واستضافهم وأسكنهم في منزل قريب له مهاجر في الخليج. وهذا يشير إلى أن أواصر "صناعية" - متينة في هذه الحالة - نشأت في الضواحي، وركيزتها علاقات العمل والمهنة، وليس القرابة والنسب والانتماء البلدي المشترك.

أرض العقارات و"خيانة" النسب

والمهاجر الذي أثرى في مهجره الخليجي، وعاد إلى قريته زائرًا، رغب في  شراء قطعة أرض في الشياح، ليشيِّد عليها بناية يستثمر شققها في تجارة البناء الجاهز الرائجة غالبًا ومديدًا لاستثمار أموال الهجرة. فالمهاجرون الشيعة غالبًا ما لم يجدوا ولا ابتكروا سبيلًا للعوائد المالية التي حصّلوها وادّخروها في مهاجرهم، سوى استسهال استثمارها في هبّات تجارة العقارات والبناء الجاهز في بيروت وأحياء ضواحيها، وفي تشييد بيوت وفيلات في بلداتهم وقراهم الجنوبية. لكن الراوي عزف عن بيع قطعة أرض ورثها عن والده للمهاجر، الذي لم يشأ أن يدفع أكثر من 850 دولارًا في المتر المربع. ولكنه، بعد انخفاض سعر المتر المربع إلى 700 دولار في العام 2005، أسف الراوي نفسه من عدم إقدامه على بيع قطعة أرضه في نهايات الثمانينات. وهو فاته أن يذكر ما الذي منعه عن بيعها، فوق تدني المبلغ المعروض عليه ثمنًا لها: قوة تعلّقه العاطفي أو الوجداني بها، وشعوره في حال تخليه عنها بما يشبه "خيانه" رمزية للنسب وإرث الأهل والأجداد، اللذين تمثلهما الأرض.

زراعة ترفيهية وزمن عقاري

وكان الراوي في "مهجره" الجنوبي الموقت في حروب نهاية الثمانينات، قد حوّل قطعة أرض صغيرة بائرة تحوط منزل المهاجر الذي أقام فيه مع أسرته مهجّرين من الشياح، حديقةً زاهرة بأنواع الخضر. وهو أقدم على ذلك عن مزيج من رغبة ومشاعر متدافعة ومتشابكة: هوايةٌ وغواية مستجدتين مدارهما استعادة علاقته الأليفة والحميمة الثاوية بالطبيعة، وحاجته إلى تسلية وتصريف الوقت الميت في جهد عضلي. وقد يكون لابس هذا كله حنينٌ إلى فتوته وشبابه الغاربين، وإلى زمن الشياح الزراعي القديم الغارب، ورغبةٌ في استعادة خبراتِه الزراعية الهاجعة أو المنسية. والزراعة الجنائنية التي أقدم عليها، يشوبها شيء من الترف والمتعة الترفيهة، بعدما كانت مشوبةً بالتعب وشظف العيش والهجس بقلة عائدها المادي في زمن الشياح الزراعي الراحل. وفي قطعة الأرض الصغيرة حول منزل المهاجر، زرع الراوي أصنافًا من الخضر، واعتنى وتعلّق بها عن مزاج وهوىً ومتعة شخصية "فنية" في استنباتها ورعايتها ومشاهدتها تنمو في حديقة البيت، قبل قطافها وتناولها طازجة في الأكلات البيتية. ربما لم يكن هذا رائجًا إلا قليلاً ويُحتضر في عادات أهل البلدة الجنوبية وسواها من أمثالها في الجنوب آنذاك. فأموال مهاجريها، وعدم امتلاك أجيال جديدة من أهلها بيوتًا وأرضًا فيها، بعدما أنجبوا وتكاثروا وأقاموا في بيروت وضواحيها، وأرغمتهم جولات الحرب منذ العام 1975 على عودات إليها وأقامة طويلة متقطعة أو دائمة فيها، والقطيعة شبه الكاملة مع الحياة الزراعية التقليدية أو البدائية السابقة في قرى جبل عامل الشيعي؛ هذه العوامل كلها حوّلت الأملاك كلها تقريبًا هناك، الزراعية البائرة والمشاعات، أملاكًا عقارية للبناء. ولما عاد الجنوبيون من بيروت وضواحيها إلى بلداتهم في جولات الحرب، هبوا للاستيلاء على المشاعات البلدية فيها، مستقوين بأحزابهم الأهلية والحربية في منازعاتهم واقتتالهم على اقتسامها. وهذا ليس لزراعتها طبعًا، بل طمعًا بعائدها العقاري. وإذا كانت هجرات الجنوبيين إلى ساحل المتن الجنوبي قد زامنت ذواء الحياة الزراعية ونهضة الزمن العقاري وعمران الضواحي الجماهيرية الفوضوي فيه بدءًا من العام 1950، فإن زمنًا عقاريًا اجتاح بلدات الجنوب وقراه، وكانت أموال الهجرة ودبيب الحرب منذ العام  1975 من بواعثه الأساسية. وهو هبوب ذلك الزمن على البلدة التي أقام فيها الراوي مهجّرًا من الشياح، واستنبت أرضًا بائرة حول المنزل الذي الذي سكن فيه، فجعلها حديقة للخضر البيتية، ما حمل أهالي تلك البلدة على القول له إن الأستاذ يحنّ إلى الزراعة، مضمنين قولهم هذا شيئًا من استهجان تشوبه السخرية. أما هو فكان مسرورًا فرحًا بهوايته الزراعية. فلم تثبط سخريتهم عزيمته ولا قللت من متعته، فيما هو يزرع الباذنجان والملفوف والقرنبيط، مستعيدًا خبرته القديمة. والبطاطا التي زرعها أثمر الجبّ الواحد منها أربعة رؤوس أو خمسة من النوع الممتاز. وبلغت زنة كل ثمرة ملفوف وقرنبيط أينعت في الحديقة حوالى 12 كيلوغرامًا. ولما استهجن أهل البلدة ما رأوه وأدهشهم، قال بعضهم للأستاذ مازجًا دهشته بشيء من التشاوف والإنكار: "شو جاي تعلّمنا الزراعة أستاذ؟!". وكانت الأرض التي زرعها الأستاذ بكرًا، فنكشها جيدًا وقلب تربتها، واستعمل زبل الماعز في تسميد مزروعاتها، ثم قام بـ"تعشيب" الأثلام المزروعة: اقتلاع الأعشاب من بين شتولها، ليزداد نماؤها، متذكرًا حكمة جده القديمة التي كان منذ طفولته الزراعية في الشياح، يسمعه يرددها: "إذا المزارع ما حط التسعة، لا يربح العشرة".

 

الهروب الكبير من بيروت.. من لبنان كله

يوسف بزي/المدن/15 تشرين الثاني/2020

كانت المشاهد المتتالية منذ ظهر يوم الجمعة الماضي مهيبة ومفزعة. أشبه بخروج توراتي. طوابير السيارات اللامتناهية تزدحم في كل الاتجاهات، هروباً من العاصمة وذهاباً إلى الأرياف، لقضاء فترة الإغلاق الشامل. كل من يملك فرصة لترك بيروت واللجوء إلى أي مكان آخر، لم يتردد.

هذا الفرار الجماعي لا يشبه تقاليد قضاء عطلة الأسبوع في القرى ومساقط الرأس وجبال الاصطياف، بل هو أقرب إلى الخروج الاضطراري تخفيفاً لوطأة البقاء في مكان لم يعد مغرياً الاستقرار فيه. بكل وضوح، الحياة لم تعد محتملة في المدينة المنكوبة الغارقة بكآبات متراكمة. مدينة مريضة وخانقة ومختنقة. وحال سكانها مزيج من الحزن الدائم والاستياء والإحباط العميق. سكان مهزومون بالكامل. إنها "تروما" وطنية، إذا جاز التعبير. يروي صديق عن ابنه الذي خسر زميلاً وأم زميل آخر في صفه المدرسي، يوم انفجار آب، وكيف أن 11 زميلاً في صفه غادروا البلاد مع أهلهم. الابن في الصف الثانوي الأول وبالكاد أقتنع بالمكوث بقية هذه السنة في لبنان، على وعد أهله أن يغادر في الصيف المقبل. ابن 15 عاماً يريد الهجرة فوراً. وعلى منواله، يغادر طلاب الجامعات، الأطباء، الممرضات والممرضون، المهندسون، رجال الأعمال، التجار، كل من يملك مهارة وتحصيلاً علمياً أو رصيداً أو حتى وسيلة للسفر و"اللجوء" لا يتردد في قراره. رغم كل العوائق التي تحكم السفر حول العالم بسبب جائحة كورونا، مضاف إليها سياسات الحد من الهجرة، ورغم الأحوال الاقتصادية المتردية في بلاد المهجر، يبحث اللبنانيون عن أي فرصة، مهما كانت، لترك لبنان الذي ما عاد هناك شك أنه وقع وانفرط عقده وتهاوت مقوماته.

ليس الإفقار ولا الضيق الاقتصادي سببين كافيين لهذا النزوع الجماعي نحو الهجرة. كلام البطريرك الراعي بعظة الأحد عن "إسقاط لبنان الكبير"، من الصرح المؤسس لهذا الكيان، يدل بلا مواربة على فداحة المصير الذي آل إليه. أبعد من التشاؤم السياسي، وأعمق من موت النظام، وأسوأ من الكارثة الاقتصادية. الغد نفسه بات متعذراً. هذا هو رعب اللبنانيين الذين يندفعون إلى الهروب منه، رعب النهاية المشؤومة، بما يشبه خوف شعب الأزتيك اليومي أن لا تشرق الشمس. من يتجول ويعيش في بيروت، سيقع سريعاً تحت وطأة الشعور بتفكك المدينة وتحللها. مدينة تتبعثر جماعاتها وتتمزق علاقاتها وتخسر فضاءاتها الجامعة، كبيت مهمل ومتصدع. المؤسسات والمتاجر والشركات والمشاريع تتهاوى، فيما إفلاس الدولة وفقر الحال يمعن في اهتراء البنى التحتية. الأنشطة العامة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية معطلة تماماً.. الحياة اليومية أقرب إلى تدابير "تقنيات البؤس" (حسب عنوان رواية رشيد الضعيف). لم يبق من شروط ومعاني العاصمة سوى حجمها الجغرافي وكثافتها السكانية، دون أدوارها وأنماط عيشها وظواهرها وصورها. ما كانت تقدمه بيروت اختفى تقريباً. ذوت حيويتها وانطفأت تلك الروح الوثابة التي كانت تصنع مفاجآتها الصغيرة اليومية، تماماً كما كان قد حدث للمدن الأوروبية التي وقعت تحت السيطرة السوفياتية. مدن الصمت والضجر والقنوط والمحروسة بأيديولوجية الحزب الحاكم. ما يحدث في لبنان هو انتقال قسري، رغم إرادة الشطر الأوسع من اللبنانيين أو على غفلة منهم، إلى بلد آخر بهوية أخرى وقيم أخرى، بلد بلا حريته ولا دولته.. أقرب إلى دمشق وصنعاء وكاراكاس أو حتى غزة. ما يحدث في لبنان لا يحتاج حرباً تطهيرية على منوال ما أصاب سوريا، كي يبدأ اللبنانيون هروبهم.. خروجهم الكبير نحو أرض موعودة جديدة.

 

دوريل: لسنا مع حكومة بأي ثمن… ومصيرها يتحدد في غضون أيام

محمد شقير/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

تتريث مصادر سياسية واسعة الاطلاع في تقييم النتائج التي أسفرت عنها المحادثات التي أجراها موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتريك دوريل مع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري والأطراف المعنية بتشكيل الحكومة الجديدة وما إذا كانت حققت بعض التقدم يدفع باتجاه تسريع ولادة الحكومة، أم أنها أبقت على العقد قائمة. وهذا سيظهر في الأيام المقبلة في ضوء تأكيد جميع من التقاهم التزامهم بالمبادرة الفرنسية باعتبارها الممر الإجباري لإنقاذ لبنان ووقف انهياره الاقتصادي والمالي الذي يتدحرج بسرعة نحو الهاوية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية، بأن ماكرون قرر إيفاد دوريل إلى بيروت في ضوء ما توافر لديه من معطيات من خلال مواكبته اليومية للمشاورات الجارية لتأليف الحكومة وخصوصاً بين عون والحريري والتي اصطدمت بحائط مسدود بغية التقصي عن الأسباب الكامنة وراء تأخير ولادة الحكومة بخلاف ما كان التزم به كل الأطراف سواء بالنسبة إلى تأييدهم على بياض لخريطة الطريق التي جاءت تتويجاً لمحادثات ماكرون مع الرؤساء الثلاثة ولقاءاته بالمكونات السياسية الرئيسة في «قصر الصنوبر». ولفتت إلى أن انشغالات ماكرون في أمور سياسية لم تمنعه من مواكبته اليومية للمشاورات الخاصة بتأليف الحكومة من خلال الاتصالات المفتوحة التي يجريها دوريل بجميع الأطراف قبل أن يحط رحاله في بيروت لإعادة تحريك المشاورات وإخراجها من التأزم الذي أقفل الباب في وجه البحث عن المخارج لإعادة تعويم المبادرة الفرنسية التي باتت المدخل الوحيد لإنقاذ لبنان.

وأكدت بأن دوريل الذي غادر أمس بيروت عائداً إلى باريس ليرفع تقريره إلى ماكرون، نجح في تأمين اتصال بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي كان بادر للاتصال به بعد أن تحدث دوريل مع الحريري، وقالت بأن الاتصال استمر لثوانٍ من دون أن تترتب عليه نتائج يمكن أن تسهم في تسريع تشكيل الحكومة بمقدار ما أنه أوحى بأن المشكلة القائمة بينهما سياسية وليست شخصية. وكشفت المصادر نفسها بأن حرص القوى السياسية على تجديد التزامهم أمام دوريل بالمبادرة الفرنسية لم يحجب الأنظار عن محاولة كل طرف إلى رمي المسؤولية على الآخر في تعطيل ترجمته إلى خطوات ملموسة بتشكيل حكومة مهمة مع أن معظمها غمز من قناة عون ومن خلاله باسيل بأنهما من يؤخران ولادة الحكومة في ضوء إصرار رئيس الجمهورية على أن يبادر الحريري إلى التفاوض مع باسيل رغم أن الأخير يدعي باستمرار بأنه يؤيد بلا تردد ما يوافق عليه عون والحريري.

ورأت بأن معظم الأطراف حملت مسؤولية التأخير لعون وباسيل وسجلت انحيازها لوجهة نظر الحريري الذي يصر على التشاور مع عون الذي يفترض به بأن لا يسمح بدخول شريك آخر في هذه المشاورات. وقالت إن دوريل لا يؤيد وجهة نظر عون بقوله أمامه بأن العقوبات الأميركية المفروضة على باسيل أدت إلى عرقلة مهمة تشكيل الحكومة. وأكدت بأن دوريل تطرق إلى العقوبات على هامش بعض اللقاءات التي عقدها، وقالت إن بعض من التقاهم أثاروا هذه المسألة وكان رده أن باريس ليست معنية بها وأن ما يهمها تحييد تأليف الحكومة عنها، وبالتالي لا مبرر للتلازم بينهما. ونفت ما تردد بأن دوريل حضر إلى بيروت حاملاً بيده العصا الغليظة للتهويل بها بفرض عقوبات على من يعيق ولادة الحكومة ونقلت عن الموفد الفرنسي قوله بأن ماكرون لم يستخدم في بيروت ما يوحي بوجود نية لفرض العقوبات على من يعرقل تشكيلها وإنما لمح إلى أنه سيكون له تصرف آخر حيال من يضع العراقيل على طريق إنقاذ لبنان.

وفي هذا السياق، نقلت المصادر عن دوريل قوله بأن على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم كشرط لطلب المساعدة المالية والاقتصادية من الآخرين، وبات عليهم أن يلتزموا بكل ما تعهدوا به للوصول إلى المؤتمر الدولي لدعم لبنان لئلا يتحول لمؤتمر لتقديم المساعدات الإنسانية للبنانيين.

وإذ تجنب دوريل الدخول في تفاصيل ما سمعه من الأطراف التي التقاها، علمت «الشرق الأوسط» بأنه تفادى أن يبدي رأيه ما إذا كان متشائماً أو متفائلاً في تشكيل الحكومة تاركاً الحكم النهائي للأيام المقبلة في ضوء التزام الجميع بتسريع تشكيل الحكومة، لأن دخوله في التفاصيل يمكن أن يجره للوقوع في أفخاخ لا يريدها وتعطي ذريعة للآخرين للتراجع عن تعهداتهم. وكشفت بأن دوريل لم يأتِ إلى بيروت في محاولة لتشكيل حكومة بأي ثمن حتى لو كانت على نقيض المواصفات السياسية التي أدرجها ماكرون في مبادرته، وقالت بأن باريس باقية على موقفها بتشكيل حكومة من مستقلين واختصاصيين وغير منتمين إلى الأحزاب ويتمتعون بالكفاءة والنزاهة ويكون هؤلاء مصدر ثقة لدى اللبنانيين ويستجيبون لتطلعاتهم في التغيير بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة من الحكومة. لذلك، يمكن القول بأن تشكيل الحكومة يدخل الآن في مرحلة يُفترض أن تكون حاسمة في تحديد مصير المشاورات، مع أن باريس أمهلت الأطراف المعنية بولادتها أياماً عدة لاختبار مدى التزامهم بتعهداتهم ليكون في وسعها أن تبني على الشيء مقتضاه، وهذا ما يدعو للترقب للتأكد من احتمال استئناف مشاورات التأليف بين عون والحريري مع أن دوريل لم يتطرق إلى عدد أعضائها ولا إلى أسماء وتوزيع الحقائب رغم أن معظم الأطراف التي التقاها رمت مسؤولية التأخير على عون وباسيل.

 

باتجاه صفحة أميركية ـ عربية جديدة أساسها المصالح المشتركة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/2020

العلاقات بين الدول لا تقوم على مسألتي المحبة والكراهية، بل على حسابات المصالح. وفي صميم المصالح العامة في السياسة الاستقرار. ومن ثم، بقدر ما كانت الأوضاع مستقرة في قوى عالمية وازنة ومؤثرة، يتيسّر محاورتها أو تنظيم الخلاف معها. وهذا المعطى ينسحب على المعادلات والنزاعات الإقليمية، والصراعات الداخلية. في هذا السياق، لا شيء في السياسة أسوأ من الفوضى. وأعتقد، أن أي دولة في العالم، كائنة ما كانت توجهات حكومتها، تجد سهولة أكبر في التأقلم مع سياسات واضحة ولو كانت غير مثالية، مما يمكنها فعله إزاء فراغ أو ارتباك يستحيل أن يثمر توجّهات رصينة تتيح للحكومات المعنية بناء مقاربات ذات معنى. من هنا، مهما كان موقف المراقب من الولايات المتحدة كقوة عظمى، وكدولة ومؤسسات سياسية، في مصلحة دول العالم أن تكون مستقرة. وأزعم، أنه رغم الانقسام السياسي الحاد الذي أكدته الانتخابات الأميركية الأخيرة، يوجد داخل الولايات المتحدة من آليات وقوانين وأنظمة وشبكات مصالح عليا... ما هو كفيل بلجم الجنوح الانقسامي الراهن.

وبالفعل، قبل الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات بادرت دول العالم، وبالذات الديمقراطيات الغربية الكبرى، على توجيه التهنئة للرئيس المنتخب، في إقرار منها بصحة الانتخابات من ناحية، وثقة منها في النظام السياسي الأميركي من ناحية ثانية. بل، حتى الصين، المنافس الأكبر اليوم للولايات المتحدة على المسرح الدولي فضّلت ألا تتريّث طويلاً قبل إرسال التهنئة. ومن ثم، ما كان لافتاً سوى تأخر التهنئة الروسية، وهنا «بيت القصيد». لا حاجة إلى انتخابات 2016، والتهم التي وجهت إلى موسكو بالتدخل والقرصنة الإلكترونية التي استدعت إنشاء لجنة تحقيق خاصة (2017 – 2019) برئاسة المرجع القضائي روبرت موللر. وكما نعرف، خرجت اللجنة بتقرير مستفيض يعج بالتقنيات، وينتهي بخلاصة أنه تعذر الحصول على دليل قاطع على وجود تدخل روسي ممنهج ومتعمد أثر على نتيجة الانتخابات. أيضاً نعرف أنه منذ فترة دأب عدد من الساسة الديمقراطيين في واشنطن، وكذلك الساسة الأوروبيين، على اتهام القيادة الروسية بالسعي للتأثير في السياسات الداخلية الغربية، والعبث بانتخاباتها، ودعم جماعات هامشية قومية وانعزالية متشددة داخل الدول الغربية من أجل زرع الفوضى فيها عبر إثارة أفعال وردود أفعال من قوى التطرف يميناً ويساراً. وحقاً، حقّقت موسكو انتصارات تكتيكية مهمة عالمياً رغم أزماتها الاقتصادية الحادة، مستفيدة من انكفاء منافسيها الغربيين وانشغالهم بمشاكلهم الداخلية. وفي رأس هذه المشاكل أزمات الهجرة والعنصرية والإرهاب، و«بريكست»، واختلال التعاون الأوروبي، وتحويل واشنطن «عداءها» الكلاسيكي بعيداً عن موسكو باتجاه الصين، وانتهاجها سياسة اقتصادية واقتصادية حمائية انكفائية وتّرت علاقاتها الوثيقة عبر المحيط الأطلسي.

ثم جاءت جائحة «كوفيد - 19» لتعزّز منذ مطلع 2020 توجه واشنطن هذا، عندما أخذ الرئيس دونالد ترمب يصف الفيروس بـ«الفيروس الصيني» بحجة اكتشافه في مدينة ووهان الصينية وتستّر سلطات بكين عنه. ثم، استغل الرئيس الأميركي ارتباك «منظمة الصحة العالمية» إزاء سرعة تفشي الجائحة ليذهب أبعد في سياساته الانكفائية ضد مؤسسات الأمم المتحدة، بقطعه علاقات واشنطن مع «المنظمة بحجة تقصيرها وتواطؤها مع الصين». هذا فيما يخصّ الحسابات الأميركية الروسية داخل الولايات المتحدة، وما إذا كانت موسكو قد تعمّدت بث الفوضى والاضطراب ضمن المجتمع الأميركي وضرب وحدته ومؤسساته السياسية. غير أن الشق الثاني من مصالح موسكو كان ولا يزال الاستفادة قدر الإمكان من انكفاء واشنطن أو تغيبها عن مناطق استراتيجية بعينها. ومن هذه المناطق، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

العرب، طبعاً، أخبر الناس بالطريقة التي تعاملت بها إدارة باراك أوباما الديمقراطية السابقة مع ملفات الشرق الأوسط. وهم يدركون تماماً، أنه لولا الطريقة الكارثية التي أدارت بها إدارة أوباما الملف الإيراني، لما وصلت المنطقة العربية إلى الوضع الفظيع التي هي فيه اليوم. وللتذكير، فإنَّ تلك الإدارة ارتكبت ثلاث مقاربات قاتلة قبل «الربيع العربي» في مطلع 2011، هي:

أولاً، الموافقة الضمنية، ثم العلنية، ومن ثم «الدافعة»، إلى إسقاط أنظمة موالية لها ومناوئة لما يُسمّى بقوى «الإسلام السياسي» من دون ضمان بديل تريد واشنطن حقاً التعايش معه. بل، إن «واشنطن أوباما»، نفسها، استغلت تجاوزات الشراذم المتطرفة الخارجة من عباءة «الإسلام السياسي» التقليدي كذريعة لتبرير تحالفها لاحقاً مع حكام إيران بحجة أن «إسلامهم ليس انتحارياً»!

ثانياً، حاولت إدارة أوباما، إبان انتفاضات «الربيع العربي»، تهميش أدوار أنظمة عربية موالية لها عندما أبقت مفاوضاتها النووية مع إيران طي الكتمان، حتى عن أقرب حلفائها العرب، مع أن الطموح التوسعي لطهران يعنيها ويهدد مصالح شعوبها.

ثالثاً، ركّزت إدارة أوباما في مفاوضاتها مع الإيرانيين على الشق التقني وحده للملف النووي، متجاهلة أبعاده الجيو سياسية. وهكذا، تحوّلت المفاوضات إلى «تفاهم» يسمح لطهران بتحقيق أهدافها السياسية الإقليمية بفضل «ترسانتها» التقليدية من دون الحاجة، في هذه المرحلة، لعرض عضلاتها النووية. ومنذ ذلك الحين صرنا نسمع تصريحات مستفزة ومتكررة من نوع «نحن نسيطر اليوم على 4 عواصم عربية».

هذه المقاربات رسمت المشهد المأساوي في سوريا، وعزّزت نفوذ إيران في لبنان واليمن وأجزاء واسعة من العراق. ولهذا وقف جزءٌ كبير من الرأي العام العربي مع دونالد ترمب عندما تولّى الحكم عام 2016، وبعضه لا يزال معه، لا سيما بعد انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران... وهذا رغم تماهي إدارة ترمب الكامل مع سياسات الليكود في إسرائيل.

الآن المشهد مختلف ويحتاج إلى معالجات حصيفة. لقد مرّت أربع سنوات على المنطقة العربية وتغيّر فيها الكثير، مع أن ثمة أسماء متداولة مرشحة لدخول إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن لا تحظى بالثقة عربياً، لكونها محسوبة على «لوبي طهران» منذ بعض الوقت.

في المقابل، فإن خطوط التواصل السياسي والدبلوماسي موجودة ولا بد من استثمارها، والتحاور مع قيادات ديمقراطية أقل دوغماتية من أوباما، وأكثر استعداداً لإدراك التداعيات الاستراتيجية الخطرة للرهان على نظام «ثيوقراطي – ميليشياوي» راعٍ للعنف الطائفي والعنف الطائفي المضاد.

الحوار مطلوب دائماً، بل في حالة واشنطن ضروري، وبالأخص، بعدما شاهدت مَن كان المستفيد من غيابها الإقليمي.

 

5 معلومات خاطئة عن احتمال حرب إسرائيلية على لبنان

ابراهيم ريحان/أساس ميديا/الإثنين 16 تشرين الثاني 2020

على الرغم من وجود مؤشّرات سياسية وعسكرية وأمنية إلى احتمال قيام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية في الشّرق الأوسط في إيران أو لبنان أو سوريا، إلا أنّ الكثير من الأنباء المغلوطة يتمّ تداولها بهذا الخصوص دون الاستناد إلى معلومات جديّة في هذا الخصوص، بل إنّ الاعتماد يكون في الغالب على ما  يُتداول على وسائل التواصل الاجتماعي أو نسبتها إلى مصادر مُقرّبة من هذا الحزب أو ذلك. وفيما يلي أبرز هذه المعلومات التي تمّ  تداولها مؤخرًا عبر أكثر من موقع يُعدّون في الصّفين الثاني والثالث إعلاميًا ومهنيًّا:

1- سلاح الجو الملكي الأردني:

واحدة من المعلومات التي لا تستند إلى مصدر جدّي هي: "إعلان سلاح الجو الأردني استعداده للمشاركة مع الناتو في أيّ ضربة جويّة، وهذا تصريح خطير ونوعيّ من حيث الشكل والمضمون. وهذا يعني أنّ المملكة الهاشمية قد حسمت أمرها ضدّ المحور الإيراني السوري".

لم يُعثر على أيّ مصدر يُعتمدُ عليه لهذا الخبر في الوكالات أو حتّى على صفحات سلاح الجو الملكي في الأردن، إذ إنّ آخر خبر يتعلّق بنشاطات أو تصريحات قيادة سلاح الجو يتعلّق باحتفال أقيم لمناسبة المولد النّبويّ الشّريف، بالإضافة إلى أنّ الأردن يمرّ بضائقة اقتصادية دقيقة، وأزمة حساسة بفعل تفشّي فيروس كورونا، وارتفاع عدد الإصابات بشكل غير مسبوق،  عدا أنّ قنوات الاتصال بين عَمَّان ودمشق مفتوحة منذ سيطرة النظام السوري على الجنوب السوري والمعابر الحدودية مع الأردن التي عملت بشكل طبيعي لحين إغلاقها كإجراءٍ احترازي بسبب أزمة  كورونا.

واحدة من المعلومات التي لا تستند إلى مصدر جدّي هي: إعلان سلاح الجو الأردني استعداده للمشاركة مع الناتو في أيّ ضربة جويّة

2- إقالة 3 مسؤولين من وزارة الدّفاع الأميركية؟

 معلومة أخرى يتمّ تداولها وتشير إلى احتمال وقوع ضربة أميركية وهي: "إقالة 3 مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الأميركية إلى جانب وزير الدفاع، وهذا يعني بوضوح تضييق حلقة الثقة الصّغيرة، وخلق خلية محترفة لتنفيذ وتطبيق وتحريك والتنسيق السريع الفعّال، وذلك ضمن التحضير الاحتياطي الممنهج".

فيما يتعلّق بهذه النّقطة، أفاد مصدر أميركي مسؤول لـ"أساس" أنّ "التغيير الوحيد الذي حصل ضمن الوزارة هو منصب الوزير. وعليه، فإنّه من البديهي أن يعيّن أيّ وزير موظفين في مكتبه ومستشارين، وهو إجراء روتيني يحصل في أيّ تعديل وزاري في الولايات المتحدة  وفي أيّ بلد في العالم". أمّا موضوع إقالة 3 مسؤولين كبار، فأكّد المصدر أنّه لم يسمع بهكذا معلومة إطلاقًا.

3- إيران تبلغ الولايات المتحدة عبر ألمانيا بضرب إسرائيل؟

وممّا حملته النصوص المُتداولة أيضًا، إشاعة أنّه تمّ :"إبلاغ الولايات المتحدة رسمياً بواسطة ألمانيا أنّ أيّ ضربة عسكرية على إيران ستدفع ثمنه إسرائيل... كيف؟ ليس فقط من خلال الصواريخ الإيرانية العابرة لمسافات طويلة، إنما أيضاً من جنوب لبنان والجولان".

من المعلوم في الأوساط الدّبلوماسية أنّ قنوات الإتصال النّاشطة بين الولايات المتحدة وإيران محصورة بين سلطنة عُمان وسويسرا واليابان، وأنّ إيران إذا أرادت إبلاغ هكذا رسالة تُبلغها إمّا عبر هذه القنوات، أو عبر تصريحات مسؤوليها الرسميين أو جنرالات الحرس الثوري  الذين بدورهم صرّحوا غير مرّة عن أنّ أيّ استهداف أميركي لإيران سيكون الرّد عليه في تل أبيب، وكذلك مشاركة حزب الله وبقية الفصائل الموالية لإيران في العراق وسوريا وقطاع غزّة بـ"ردّ" كهذا.

معلومة أخرى يتمّ تداولها وتشير إلى احتمال وقوع ضربة أميركية وهي: إقالة 3 مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الأميركية إلى جانب وزير الدفاع

أضِف إلى ذلك أنّ المناورات الإسرائيلية الأخيرة التي حملت اسم "السّهم القاتل" كان محورها حرب ضدّ حزب الله، تتعرّض خلالها إسرائيل لوابل من الصّواريخ تنطلق من لبنان وسوريا والعراق. أمّا ما ذُكِرَ في النّص المُوزّع عن إطلاق صواريخ على إسرائيل من الجولان، فإنّ أيّ شخص عاديّ يعلم أنّ إسرائيل تحتلّ الجولان، ومواقعها في الهضبة ستكون موضع استهداف من الداخل السّوري واللبناني في أيّ مواجهة عسكرية في المنطقة، وليس منصّة لإطلاق الصواريخ نحو إسرائيل. هذا ما يدلّ على عدم "جدّية المصدر" الذي بُنيَ هذا "التحليل" عليه، إذ إنّ أيّ مصدر جدّي ينبغي أن يكون على دراية بتفاصيل التوازنات وتوزّع المواقع والأهداف المُحتملة.

4- تحليق الطائرات الحربية فوق لبنان مؤشّر حرب؟

ذُكرت أيضًا أنّ أحد مؤشرات اندلاع حرب في الشّرق الأوسط أو توجيه ضربة أميركية لإيران أو أحد حلفائها هو "تحليق الطيران الحربي فوق لبنان منذ البارحة ودخول دبابة إسرائيلية الأراضي اللبنانية عقب المناورات الإسرائيلية على الحدود الشمالية إضافة لإسقاط طائرة صغيرة موجّهة للحزب حسب المراقبين الإعلامييين".

الخرق الجوي الإسرائيلي هو عادة شبه يوميّة للأجواء اللبنانية منذ عام 2006، وكذلك قيام دبابات أو مجموعات من مشاة الجيش الإسرائيلي بخرق السياج التقني، إذ إنّ الأمر عادة ما يتكرّر في عدة نقاط حدودية متنازع عليها في ميس الجبل وعديسة والوزاني وغيرها. وعليه أثبتت السنوات الأخيرة أنّ الخرق الجوي الإسرائيلي للأجواء اللبنانية خلال النهار عادة ما يكون تحضيرًا لضربة تستهدف مواقع في الداخل السّوري، خصوصًا إذا ما تزامن تحليق الطيران الحربي مع تحليق طائرات الرّصد الإسرائيلية من نوع Gulfstream 550 في أجواء شمال فلسطين وأجواء البحر المتوسّط، وكذلك يرتبط تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية بالمناورات العسكرية التي يُكثر منها الجيش الإسرائيلي مؤخّرًا.

تحليق الطيران الحربي فوق لبنان منذ البارحة ودخول دبابة إسرائيلية الأراضي اللبنانية عقب المناورات الإسرائيلية على الحدود الشمالية إضافة لإسقاط طائرة صغيرة موجّهة للحزب

5- إيران تُسلّم حزب الله صواريخ  فاتح 110؟

الخبر الجديد الذي أُضيف إلى ما سبق، أنّ "التلفزيون الإيراني يعلن في تقرير أخباري تسليم صواريخ "فاتح "110 لحزب الله بأعداد كبيرة، ثم يشير ضمناً إلى أنّ حزب الله تلقى أيضًا صواريخ باليستية مضادة للسفن من طراز خليج فارس".

حيازة حزب الله لصواريخ "فاتح 110" ليس جديدًا، إذ أشارت تقارير تعود  لعام 2014 عن أنّ الحزب استلم بالفعل هذا النّوع من الصّواريخ من إيران، عدا أنّ الأمين العام للحزب السّيّد حسن نصرالله كان قد قال في السابق في معرض تناول الغارات الإسرائيلية التي كانت تستهدف شحنات سلاح لحزب الله تضمّ  صواريخ متنوّعة تعتبرها إسرائيل "كاسرة للتوازن" منها صاروخ فاتح 110 أنّ "الأمر قد أُنجز"، كما أكّد عام 2015 في مقابلة مع "الميادين" أنّ صواريخ فاتح 110 موجودة لدى حزب الله منذ ما قبل حرب 2006، وأنّه يعتبرها من "القضايا القديمة". وجدير بالذّكر إلى أنّ الخبر  المذكور وإن  أُعلِنَ عنه فعلًا عبر التلفزيون الإيراني، فإنّه لا يخرج من إطار الحرب النفسية التي تحاول إيران ممارستها. وتجدر الإشارة إلى أنّ صاروخ فاتح 110 شبه الباليستي يُعدّ من ضمن الصواريخ الدقيقة التي تحاول إسرائيل منع الحزب من استخدامها أو تطويرها أو تخزينها. أمّا عن خبر تسلّم الحزب صواريخ "خليج فارس" المضادة للسفن، فتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ إسرائيل كانت قد  أعلنت عام 2013 عن أنّها استهدافت مخزنَ صواريخ من طراز "ياخونت" الرّوسية الصّنع في اللاذقية خشية من وصولها إلى حزب الله، وهي صواريخ تعدّ أكثر تطوّرًا من "خليج فارس"، بالإضافة إلى أنّ "بي-800 أونيكس" أو ما يُعرف بـ"ياخونت" يبلغ مداه بين 300-600 كلم، ويتميز بكونه أسرع من الصوت، ويحلّق على ارتفاع منخفض يصعب على الرادارات كشفه،. وقد أشارت تقارير إسرائيلية نُشرت عام 2017 أنّ حزب الله حصل بالفعل على عدد من هذه الصواريخ، وبات بإمكانه تهديد الملاحة البحرية العسكرية والمدنية الإسرائيلية، بالإضافة إلى قدرته على استهداف منصات الغاز بالمتوسّط. وهذا ما لمّح إليه أيضًا نصرالله في أكثر من مناسبة. وكتعليقٍ على ما سبق من "إشاعات"، تبقى زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى المنطقة ونيّته زيارة الجولان المحتل والضفة الغربية، ولقاء بنيامين نتنياهو، وزيارة السعودية وبعض دول المنطقة التي زارها قبل أسابيع، هو المؤشّر السياسي الأبرز إلى ما قد تشهده المنطقة  خلال الأسابيع المقبلة.

 

الحريري – باسيل: مكالمة فمجاملة ففاتحة على روح الحكومة!

أحمد عياش/أساس ميديا/الإثنين 16 تشرين الثاني 2020

بعد انقطاع التواصل المباشر بينهما منذ إجراء الاستشارات النيابية غير الملزمة، رنّ الهاتف في بيت الوسط، منزل الرئيس المكلّف سعد الحريري يوم الجمعة الماضي ومصدر المكالمة، البياضة، منزل رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل. وتحوّلت هذه المكالمة حدثاً في وسائل الإعلام المحلية على طريقة أخبار نجوم الفن، وكأن المتصل "العاشق الولهان"، وكأنّ متلقي الاتصال "المعشوق الذي عرف مكانه فتدلّل". من عيّنات ما كُتب أو أُذيع عن هذه المكالمة، اخترنا ثلاثاً:

- نشرت جريدة "الأخبار" السبت الماضي، وكان لها السبق، تحت عنوان: "اتصال هاتفي بين سعد الحريري وجبران باسيل، بحضور الموفد الفرنسي باتريك دوريل، يكسر الجليد بين الاثنين". وروت الآتي: "قام دوريل بـ"وساطة" بين الحليفين السابقين، تجلّت بمُكالمة هاتفية مُختصرة بين الحريري وباسيل، أثناء اللقاء الذي جمع الموفد الفرنسي مع وفد "التيار". اتصال أجراه دوريل بالحريري، قبل أن يحوّل الهاتف إلى باسيل، هدفه "كسر الجليد"، على ما تصفه المصادر السياسية المُطلعة، مُضيفةً أنّ الفرنسيين "يُريدون تواصلاً بين الحريري ــــ باسيل يُشكّل خرقاً إيجابياً في المشهد".

بدا رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأيام الماضية متشائماً. ووفقاً لأوساط إعلامية متابعة لأجواء مقرّ عين التينة، فإن إنجاز تأليف الحكومة قد  يتأخر لأسابيع

- كتبت ملاك عقيل في "أساس" في اليوم التالي: "لا شيء يدلّ على أنّ مكالمة الدقائق القليلة بين الحريري وباسيل بمبادرة من دوريل ستكسر حدّة التباعد بين الطرفين في مقاربة ملف الحكومة. حديث قصير ومقتضب تخلّلته مجاملات لا تقدّم ولا تؤخّر، خصوصاً مع استبعاد مصادر مطلعة حصول لقاء بين الطرفين. فقرار الرئيس الحريري، وفق أوساطه، ثابت بعدم عقد لقاءات جانبية مع أيّ من الكتل السياسية، ولا يزال يراهن على المشاورات مع رئيس الجمهورية حصراً كمدخل آمن لولادة حكومته".

- في مساء اليوم نفسه، أوردت قناة الـmtv  الآتي: "ذكرت مصادر في التيّار الوطني الحرّ للـmtv أنّه خلال اجتماعهما، سأل الموفد الرئاسي الفرنسي رئيس التيار اذا كان يوافق على التحدّث ‏مع رئيس الحكومة المكلّف، فأجابه أن "لا مانع من ذلك، ولا مشكلة شخصية بيننا"، فما كان من الموفد الفرنسي إلاّ أن اتصل بالحريري، وقال له: أنا في منزل الوزير باسيل وهو يريد أن يتحدّث معك، فحصل الاتصال الذي دام لأقل من دقيقة. وجرى خلاله ‏التأكيد من جانب باسيل على أن لا مشكلة شخصية، وأنّه مستعدّ للمساهمة الإيجابية في كلّ ما يخدم مصلحة اللبنانيين، كما أكد له ما قاله لدوريل لناحية موافقته على ما يتمّ التواقف عليه مع عون". في معلومات لـ"أساس" من وزير سابق في تيار "المستقبل"، أنّ انفتاح قناة الاتصال سبقه انسداد أفق في المشاورات بين الرئيس المكلّف وبين رئيس الجمهورية ميشال عون تجلّى في رفض الأخير المضيّ في هذه المشاورات من دون الأخذ بالاعتبار تداعيات العقوبات الأميركية على رئيس "التيار"

في العودة من عالم النجوم الى عالم السياسة، وفي معلومات لـ"أساس" من وزير سابق في تيار "المستقبل"، أنّ انفتاح قناة الاتصال بين الرئيس الحريري وبين النائب باسيل سبقه انسداد أفق في المشاورات بين الرئيس المكلّف وبين رئيس الجمهورية ميشال عون تجلّى في رفض الأخير المضيّ في هذه المشاورات من دون الأخذ بالاعتبار تداعيات العقوبات الأميركية على رئيس "التيار". ولفت المصدر إلى أنّ الرئيس الحريري خرج بانطباع بعد لقائه الأوّل مع الرئيس عون إثر صدور العقوبات، بأنّ رئيس الجمهورية كان "مضطرباً". أما في اللقاء الثاني بين الحريري وعون، فلاحظ الأول أنّ الثاني صار "متشدّداً ورافضاً وضع ما حصل لباسيل جانباً في عملية تشكيل الحكومة داعياً إلى منح باسيل ما يعوّضه جرّاء هذه العقوبات"، وفق معلومات الوزير "المستقبلي" السابق.

من المؤكّد أنّ جهود الموفد الرئاسي الفرنسي وقيامه أوّلاً بإجراء الاتصال الهاتفي بالرئيس الحريري من منزل النائب باسيل وتحويل المكالمة إلى الأخير، كان ظاهرياً هو الإخراج المطلوب لإعادة التواصل بين الجانبين. لكن في رأي أوساط نيابية متابعة للملف الحكومي عبر "أساس" أنّ هذا الإخراج الذي تولّاه الموفد كان حصيلة جهود مشتركة بين الجانب الفرنسي وبين "حزب الله". ولم تكن "النصيحة" التي أسداها رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد للموفد الفرنسي عندما استقبل دوريل في مكتبه في الضاحية الجنوبية لبيروت سوى تنفيذ لموقف قيادة "حزب الله" الذي أعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، والذي صرّح في كلمته يوم الأربعاء الماضي لمناسبة "يوم الشهيد" أنّ "النموذج الساطع الذي عبّر عنه الوزير باسيل في الأيام القليلة الماضية، نتمنى أن يتعمّم"، مشدّداً على أنّ بحث الحكومة "يحتاج إلى المزيد من التشاور والتوافق بين رئيسي الجمهورية والحكومة...ونؤكد على دورهما سوياً في تشكيل الحكومة، وهذا يشكّل ضمانة لكلّ القوى السياسية". وقالت هذه الأوساط إنّ ما صرّح به نصرالله يعني أنّ أمر تشكيل الحكومة "صار مرهوناً بإعطاء التيار الحرّ ما يجعله منتصراً في هذا الاستحقاق بعد الضربة القاسية التي تلقاها رئيس "التيار" نتيجة العقوبات الأميركية بحقه".

إنّ ترجمة موقف نصرالله حكومياً، من شأنه أن يقلب مسار المبادرة الفرنسية رأساً على عقب، ويفرض على الرئيس المكلّف تغيير خارطة الطريق التي اعتمدها منذ تكليفه، على أساس أنّ هذه المبادرة تنطوي في خطوطها العريضة على قيام حكومة من المستقلين تتولى مهمة الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي والحصول على مساعدات اقتصادية ومالية تعيد لبنان إلى مسار النهوض من أزماته. ترجمة موقف نصرالله حكومياً، من شأنه أن يقلب مسار المبادرة الفرنسية رأساً على عقب، ويفرض على الرئيس المكلّف تغيير خارطة الطريق التي اعتمدها منذ تكليفه

في المقابل، رشح من اللقاءات التي أجراها الموفد الفرنسي، أنه ليس في صدد الذهاب إلى هذا المدى الذي يدعو إليه "حزب الله"، ومثله الرئيس الحريري الذي ستكون استجابته لضغوط الحزب بمثابة إطلاق النار بنفسه على قدمه.

في سياق متصل، بدا رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأيام الماضية متشائماً حيال حدوث خرق جدّي في جدار تأليف الحكومة الجديدة. ووفقاً لأوساط إعلامية متابعة لأجواء مقرّ عين التينة، فإن إنجاز تأليف الحكومة قد  يتأخر لأسابيع، وربما إلى ما بعد انتهاء الفترة الانتقالية في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 20 كانون الثاني المقبل.

ما يؤكّد معطيات الرئاسة الثانية هو الموقف الأخير للسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وهو الثاني على التوالي بعد عقوبات وزارة الخزانة الأميركية بحق باسيل وذلك بقولها: "لم ندعم الحكومة الأخيرة لأن الذي شكّلها هو حزب الله، لكننا وقفنا إلى جانب الشعب اللبناني. سنرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة لتحديد موقفنا". بالعودة إلى "المكالمة الهاتفية المختصرة" التي رتّبها الموفد الفرنسي بين الحريري وباسيل، فهي حقّقت جملة أهداف في وقت واحد. وهذه الأهداف وفق الأوساط النيابية المتابعة للملف الحكومي المشار إليها سابقاً هي: الاستجابة لضغوط كلّ من "حزب الله" والرئاسة الأولى ولو شكلياً، وكسب الوقت لكلّ من الجانب الفرنسي والرئيس المكلّف كي يجري تدبّر مخارج من مستجدّات الأزمة الحكومية. إنّ الذهاب في الاستنتاج لما أدّت إليه المكالمة يشير إلى أنّ "التيار" يعتبرها فاتحة لعودته إلى مطالبه الأصلية التي لا يشتهيها الحريري. وفي المقابل، سيكون على الأخير الاستمرار في مواجهة هذه المطالب على الرغم من هذا "التنازل" الذي قدّمه بترتيب من الراعي الفرنسي تحت ضغط حارة حريك وقصر بعبدا. فعلاً إنها "فاتحة" لعودة "حليمة" باسيل إلى "عاداتها القديمة". وإذاً، فليقرأ اللبنانيون الفاتحة على روح حكومة لم تولد بعد، وليتمتعوا بدلاً من ذلك، بأخبار النجوم.

 

الفرنسيون إلى "الخطة ب": أتركوا لبنان ينهار

كريستال خوري/أساس ميديا/الإثنين 16 تشرين الثاني 2020

عاد الموفد الفرنسي باتريك دوريل إلى بلاده بعدما أودع آخر رسائله وتحذيراته المسؤولين اللبنانيين على أمل إيقاظ ضمائرهم وحسّهم الوطني ودفعهم إلى ترك بعض أنانيتهم وجشعهم، والسير بالمشروع الإصلاحي لضمان ضخّ بعض الأوكسيجين المالي في شرايين الأزمة الآخذة في التفاقم.

جلّ ما حاول الدبلوماسي الفرنسي فعله، هو تذكير الطبقة السياسية بأنّ المهل الزمنية باتت ضاغطة لا تحتمل ترف المناورات العبثية التي لا تغيّر في الأساس، خصوصاً أنّ قواعد التعامل مع لبنان تبدّلت لا سيما في ما يخصّ حقائب أساسية يُعنى بها الفرنسيون بشكل مباشر لارتباطها بمشاريع سيدر. وهذا ما بيّنه دور "شيخ الصلح" الذي حاول دوريل لعبه بين رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، كما سبق لموقع "أساس" أن كشفه. ما يثبت أنّ العامل الشخصي يحتلّ جانباً أساسياً في عرقلة المشاورات أسوة بمحطات سابقة في تاريخ العلاقة الثنائية بين الرجلين. جلّ ما حاول الدبلوماسي الفرنسي فعله، هو تذكير الطبقة السياسية بأنّ المهل الزمنية باتت ضاغطة لا تحتمل ترف المناورات العبثية، خصوصاً أنّ قواعد التعامل مع لبنان تبدّلت

اللافت، وفق المواكبين، هو أنّ الفرنسيين باتوا يميلون إلى خيار "الارتطام". بمعنى ترك "التايتنيك" اللبنانية تغرق بمن فيها، خصوصاً وأنّ محاولتهم الترقيعية تصطدم بواقع خلافات القوى السياسية حول حصصهم ومواقع نفوذهم!

يكشف هؤلاء عن فريق فرنسي يعتقد أنّ "آخر الدواء الكيّ". ولذا، لم يعد مجدياً التعاطي مع الأطراف اللبنانية بمنطق النصح والتعاون، وصار لا بدّ من ترك بركان الأزمة ينفجر، فيطيح بكلّ ما هو قائم، ويصير من السهل إعادة ترتيب الوضع "على نظافة".

في الواقع، يُنتظر أن يقصد الحريري قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون واستكمال النقاش. لكنّ المعنيين كلّهم عاجزون عن رسم صورة متفائلة تساهم في تسجيل أيّ خرق في المرمى الحكومي. وهذا ما يدفع إلى طرح سلسلة تساؤلات:

- ما هي الخطة التي يضعها العهد ومعه التيار الوطني الحرّ لمواجهة الانهيار الكامل الذي بات احتمالاً قوياً يصعب الهروب من قدره؟ وما هي استراتيجيته لفكّ الحصار الدولي؟ فإذا كان يعتمد منطق الصمود بانتظار تطوّرات خارجية، فقد تبيّن أنّ انتقال الحكم في البيت الأبيض من دونالد ترامب إلى جو بايدن لن يحدث تغييراً سريعاً في ما خصّ الملف اللبناني. وقد يضطر لبنان إلى انتظار أشهر طويلة إضافية قبل بلورة الصورة الإقليمية، فيما الارتطام المالي سيكون سريعاً وتدميرياً خصوصاً إذا ما صدق حاكم مصرف لبنان في تحذيراته من إمكانية وقف الدعم نهاية العام الحالي، ما يعني أنّ الفوضى الاجتماعية قد تكون مدخلاً لفوضى أمنية.

- إذا كان رئيس الحكومة متواطئاً، كما يتهمه العونيون، في السعي لتقويض العهد انتقاماً، ويعرقل التأليف من باب ضرب صدقية التيار الوطني الحرّ ومكانته لدى الرأي العام، فكيف يردّ العونيون على هذا المخطّط لحماية العهد ومكتسباته السياسية؟ كيف يحمون مستقبلهم؟ أم أنّ النظرية المعاكسة هي الأصحّ؟ هل التيار هو من يضع العصيّ في دواليب رئيس تيار المستقبل لدفعه إلى الاعتذار؟ وأين هي مصلحته في فرض الارتطام القوي طالما أنّ الخيارات البديلة غير متوفّرة؟

يُنتظر أن يقصد الحريري قصر بعبدا للقاء الرئيس عون واستكمال النقاش. لكنّ المعنيين كلّهم عاجزون عن رسم صورة متفائلة تساهم في تسجيل أيّ خرق في المرمى الحكومي

- كيف يمكن للتيار الوطني الحرّ أن يتصدّى للمرحلة في ظلّ الانقسامات الحاصلة سواء بين رئيس التيار الوطني الحرّ والنواب العونيين، وتحديداً القدامى بينهم، والآخذة في الاتساع أكثر، لتتردّد أصداؤها خارج الجدران البرتقالية؟ أو بين جبران باسيل ومستشاري قصر بعبدا؟ أو بين نواب التيار وبعض الوزراء المحسوبين عليهم؟ وآخر تجليّاتها الخلاف الصارخ بين وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم ونواب لجنة المال والموازنة العونيين؟ هل يُعقل ألّا يكون لهذا الفريق مقاربة واحدة؟

عملياً، لا يوحي الحراك الحاصل في قصر بعبدا أو حتى لدى قيادة التيار الوطني الحرّ بأنّ هناك ورشة استثنائية لمواجهة التطوّرات ولا حتى لفكّ العزلة الدولية، لا بل تثبت الأحداث بأنّ العهد ومعه قيادة التيار يواصلان تسجيل "الفاولات" في منطقة الجزاء، وها هو سعد الحريري يضع التكليف في جيبه، ويترك العهد في مواجهة الانهيار!

 

عملة سلامة الرقمية: الهرب من الإصلاح وتنظيف الدفاتر؟

عبادة اللدن/أساس ميديا/الإثنين 16 تشرين الثاني 2020

يشكّل إعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اعتزامه إطلاق عملة رقمية، في الظروف الراهنة، نصف ورقة نعي للبنوك ولدورها في "الوساطة المالية"، (disintermediation). يشكّل الأمر اعترافاً ضمنياً بأن البنوك فقدت ثقة العملاء، ولا سبيل لحلّ المشكلة إلا بإيجاد سوق للتداول النقدي وحفظ المدخرات خارجها.

لكن هل تشكّل العملة الرقمية حلّاً؟ أم هي مغامرة كبرى تعيد إلى الذاكرة تجربة مريعة لزيمبابوي منذ سنة في هذا المجال؟

ليس مصرف لبنان الوحيد الذي يدرس إطلاق عملة رقمية، بل هذه حال معظم البنوك المركزية في العالم، وإن بدرجات متفاوتة من الجدّية والاستعجال، ولأسباب لا تشبه الأسباب اللبنانية. وبات مفهوم "العملة الرقمية المصدرة من بنك مركزي" (Central Bank Digital Currency- CBDC)، محور بحوث كثيرة من المؤسسات المالية الدولية، لا سيما صندوق النقد الدولي وبنك التسويات الدولية. إطلاق عملة رقمية في بلد يعاني أزمة مصرفية كبيرة سيخلق سوقاً سوداء إضافية لليرة البنوك مقابل الليرة الرقمية

الفكرة تقوم باختصار على توفير "تمثيل رقمي" للعملة السيادية، أي أنّها تقوم في المقام القانوني مكان العملة الورقية تماماً، وتختلف عنها فقط من حيث التقنية المساندة وطريقة التداول. لكن الفارق الأساسي بين العملة التقليدية (fiat money) والـ CBDC أنّ هذه الأخيرة يطرحها البنك المركزي مباشرة في السوق عبر الوسائط الرقمية، ولا تحتاج إلى وساطة البنوك لنقلها إلى أيدي الناس.

وتختلف العملة الرقمية التي يتحدّث عنها سلامة تماماً عن الأشكال الأخرى من التداول الرقمي مثل "الأموال البنكية" (b-money)، كتلك الأموال المتداولة ببطاقات الائتمان والسحب المصرفية، وكذلك "الأموال الإلكترونية" (e-money)، ومن أشكالها الرصيد الذي يوضع في محافظ الزبائن لدى شركات التجارة الإلكترونية العالمية مثل "أمازون" و"علي بابا"، وحتى "بلاي ستايشن". فهذه الأموال البنكية والإلكترونية لا بدّ أن تكون مربوطة مباشرة بالأموال المتعارف عليها (fiat money). أما العملة الرقمية التي يتحدّث عنها سلامة (CBDC)، فتشبه النوعين السابقين في الشكل التقني، لكنها تختلف جذرياً في المضمون.

ثمّة أسباب كثيرة تدفع البنوك المركزية إلى التوجّه نحو العملة الرقمية، إصداراً أو ترخيصاً، يعنينا منها هنا "الشمول المالي" (financial inclusion)، والمقصود به شمول الخدمات المالية لأكبر عدد ممكن من السكان. ففي البلدان المترامية الأطراف أو ذات الكثافة السكانية العالية يصعب على البنوك فتح حسابات لعشرات الملايين من صغار الكسَبَة أو العمال ذوي الدخل المنخفض، كما يصعب على الحكومات توفير الدعم للفئات الأكثر حاجة ضمن شبكات الأمان الاجتماعي. ولذلك يكون البديل بأشكال من الأموال الرقمية الشبيهة بالبطاقات التي تصرفها "الأمم المتحدة" للاجئين السوريين.

ما يتحدّث عنه سلامة يصبّ في إطار "الشمول المالي" أكثر من أيّ إطار آخر. فهو يشير إلى تحوّل الناس إلى الاقتصاد الورقي، وتخزين النقد في البيوت، والعزوف عن التعامل مع البنوك. وهو لذلك يريد أن يوفّر بديلاً للبنكنوت، لأسباب قد لا تقتصر على الاعتبارات المحلية، بل تتعدّاها إلى النزعة العالمية للحدّ من استخدام النقد الورقي، الذي يصعب تتبّع المنظمات والأيادي التي تتداوله.

الكتلة النقدية المتداولة زادت 300% خلال سنة، لكن قيمتها الحقيقية تراجعت 20% بفعل التضخم المفرط

إلا أنّ تشخيص سلامة للأزمة يبقى محلّ نظر، فهو يفترض أنّ النقد المخزّن في المنازل يقدّر بعشرة مليارات دولار (لم يوضح إن كان يقصد النقد بالليرة فقط أم أنه شمل النقد بالدولار في هذا الرقم أيضاً). وربما يستند هذا التقدير إلى حجم الكتلة النقدية المتداولة، والتي تشير آخر البيانات المتوفّرة من مصرف لبنان لشهر أيلول 2020 إلى أنها باتت تتجاوز 22 تريليون ليرة، أي ما يقارب 14.7 مليار دولار وفق السعر الرسمي (1507.5 ليرة للدولار). وهذا الرقم يشكل زيادة بنحو 300% عن أيلول 2019، أي قبل أسبوعين من ثورة 17 تشرين الأول 2019، حين كانت الكتلة النقدية حينها تعادل 5.57 تريليون ليرة، أو 3.7 مليار دولار. لكن هل يمكن اعتبار الزيادة في الكتلة النقدية المتداولة أموالاً مخزنة في المنازل؟ خطأ. فالمعروف في أساسيات علم النقد أنه في فترات التضخم المفرط، تزداد الكتلة النقدية المتداولة اسمياً، لكن قيمتها الحقيقية تتراجع، أي يصبح لدينا نقدٌ أكثر بقيمة أقل. وبمراجعة الأرقام السالفة الذكر وفق سعر الصرف السائد في السوق الموازية، تراجعت القيمة الحقيقية للنقد المتداول (بالليرة) إلى ما يعادل ثلاثة مليارات دولار تقريبا، أي أقل بنحو 20% مما كان عليه قبل سنة، بفعل التضخم المفرط.

هذا لا يلغي أنّ الناس تحوّلوا بالفعل إلى الاقتصاد الورقي ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. ولا شكّ بأن هناك كتلة كبيرة من النقد الأجنبي المخزّن في البيوت، يصعب على مصرف لبنان تقديرها على وجه الدقة، لأنه ليس الجهة التي تصدر الدولار.

العملة الرقمية تؤدي إلى فقدان البنوك لدور "الوساطة المالية" مع تحوّل المودعين إلى الوعاء الجديد للتداول وحفظ المدخرات

المشكلة الأخرى في مقاربة سلامة للحلّ أنها تعكس يأساً من إعادة هيكلة البنوك. فالعديد من الدراسات تشير إلى أنّ من مخاطر الـ CBDC أنها قد تؤدي إلى فقدان البنوك لدور "الوساطة المالية" في الاقتصاد، خصوصاً وأنها تؤدّي في الغالب إلى تحوّل الناس من إيداع الأموال في البنوك إلى تخزينها في هذا الوعاء النقدي الرقمي، خصوصاً إذا ما أدخله البنك المركزي في منظومة الفائدة. وذاك توجّه خطر في بلد ما زالت الودائع المصرفية فيه تفوق ثلاثة أضعاف الناتج المحلي. ثمّة بديل أفضل وأكثر جدوى، هو المباشرة بتأهيل بنكين أو ثلاثة لتصنّف كـ "بنوك جيّدة"، بعد استيفاء معايير معيّنة من حيث كفاية رأس المال وجودة الأصول، ليتوفّر في البلد حدّ أدنى من الكيانات القادرة على تأدية الوظيفة المصرفية (functional) في مرحلة انتقالية، بدلاً من إبقاء القطاع بكامله في حالة البنوك الشبحية (zombie banks).

وتبقى المشكلة الأكبر أنّ إطلاق عملة رقمية في بلد يعاني أزمة مصرفية كبيرة سيخلق سوقاً سوداء إضافية لسعر الصرف، فليرة العملة الرقمية لن يكون سعرها كسعر ليرة الصرّافين أو ليرة الوديعة المصرفية. وبطبيعة الحال لن تكون الليرة المحبوسة في وديعة بنكية مساوية لليرة الرقمية، وبالنتيجة ينشأ تداول مخصوم للودائع مقابل النقد الرقمي. وثمّة خطر جدّي من أن تطلق العملة الرقمية موجة جديدة من التضخم، كما حصل في زيمباوي التي أطلقت عملة الـ RTG بنسخة رقمية منتصف العام الماضي، لتدخل البلاد بعد ذلك بأسابيع قليلة في موجة من التضخم المفرط.

مصرف لبنان يدور حول الأزمة ويتحاشى الورشتين الضروريتين: إصلاح البنوك وتنظيف دفاتره

كل ذلك يقود إلى استنتاج بأن "مصرف لبنان" يدور حول الأزمة ويتحاشى الدخول في صلب المعالجة الملحّة، وقوامها ورشتان لا بد من المباشرة بهما على الفور:

1- ورشة إعادة هيكلة التزامات مصرف لبنان وتنظيف دفاتره. وهي تقتضي بالضرورة إنجاز التدقيق الجنائي وتقديم قوائم مالية شفّافة وموثوقة للرأي العام والمؤسسات الدولية. كما تقتضي إعلان سياسة واضحة في ما يتعلّق بالتزامات مصرف لبنان تجاه البنوك، وما إذا كان ينوي التعثّر في السداد، على غرار ما فعلت الدولة بسندات اليوروبوندز أم لا. فعلى أساس هذا القرار يتحدّد مصير ملاءة العديد من البنوك الكبرى، ومصير ودائع الناس.

2- ورشة إعادة هيكلة القطاع المصرفي، بدلاً من استمرار العبث بالمعايير المحاسبية والدولية، وبأسس تجنيب المخصّصات (المؤونات) لإخفاء الخسائر والعجوزات في حسابات رؤوس الأموال. وتبنى على هذه الورشة إمكانية تصنيف بضعة بنوك مستوفية لشروط العمل المصرفي الطبيعي.

ولا حاجة إلى القول إنّ ما جرى حتى الآن على صعيد إعادة رسملة البنوك ليس إلا ضرباً من التكاذب والخداع. إذ انقضت مهلتان لزيادة رؤوس أموال البنوك بنسبة 20% من دون أن ينجز شيء له معنى. وفاقم مصرف لبنان الوضع سوءاً بتعلمياته الأخيرة التي أتاحت تحويل زيادات رؤوس الأموال إلى عمليات تجميل للحسابات ولعب بالتقييمات العقارية. يدرك رياض سلامة والمسؤولون جميعا أنه من دون هاتين الورشتين، وخصوصا الأولى منهما، لا أمل بأية مساعدة من صندوق النقد الدولي أو من الجهات المانحة، ولا أمل بعودة الودائع لأصحابها، ولو أطلقت ألف عملة رقمية، تبقى أصفارها على الشمال.

 

لبنان كعشية حرب 1975: الفوضى أو الوصاية الدولية!

منير الربيع/المدن/16 تشرين الثاني/2020

لا بقعة ضوء في النفق. ليس هناك ما يؤشر على بادرة أمل. كل الطرق مقفلة. سياسياً، وتحديداً في الملف الحكومي، الأفق مسدود حتّى الآن. الاحتمالات ليست كثيرة، إما استمرار المراوحة أو يتنازل رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، ويرضخ لشروط رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، المدعومين من قبل حزب الله.

شيا والسخط الأميركي

والحزب نفسه  يعتبر أن ما بعد العقوبات على باسيل ليس كما بعدها. و"من يتوقع بخلاف ذلك فلا يعرفنا". يشدد الحزب على أن باسيل محق في ما يطلبه، باعتماد وحدة المعايير. وفرضاً، لو تشكلت الحكومة بناء على تنازلات متبادلة، وتمثّل فيها حزب الله وباسيل، فلن تكون النتائج المتوقعة منها مختلفة عن نتائج حكومة حسان دياب. وذلك بشهادة استباقية للسفيرة الأميركية دورثي شيا. شيا، التي تستمر بلقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين، تؤكد أن بلادها لم تنحرف عن المسار القائم. ستستمر سياسة فرض العقوبات، ولن ينال لبنان أي مساعدات قبل الاعتراف بمسؤولية حزب الله عن هذا الانهيار والتدهور وتحميله هو المسؤولية. وبالتالي، التجاوب مع الضغوط الهادفة إلى عزله وإضعافه. وهو كلام ستكرره سفير الولايات المتحدة لدى استدعائها من قبل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبة. بالإضافة إلى حجم السخط الأميركي من مشاركة لبنان في مؤتمر اللاجئين السوريين الذي نظمته روسيا في سوريا.

الخط الأحمر وضياع المبادرة الفرنسية

إقتصادياً، مسار الانهيار المالي مستمر، بما أن لا مساعدات يمكن للبنان الحصول عليها. فلا خطة إصلاحية مرتقبة، ولا برنامج واضحاً يتيح نجاح المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وفي الشهر المقبل يصل الاحتياطي النقدي لدى مصرف لبنان إلى مشارف الخطّ الأحمر، ما سيحتم رفع الدعم عن الكثير من المواد الأساسية. وهي مسألة يتم التداول بها على مستويات متعددة، لأنه لن يكون هناك مجال للاستمرار في توفير الدعم لهذه المواد. وسينجم عن ذلك مخاطر متعددة، اجتماعياً وإنسانياً، وسينعكس سلباً على سعر الليرة مقابل الدولار.

المبادرة الفرنسية ضاعت في الحسابات اللبنانية وزواريبها المتضاربة. اختتم الموفد الفرنسي زيارته للبنان ولم يخرج بنتيجة واضحة. حزب الله وباسيل يعتبران أنه حاول استخدام العقوبات التي فرضت على رئيس التيار الوطني الحرّ، لدفعه إلى تقديم التنازلات، والقبول بشروط الحريري لتشكيل الحكومة. بينما آخرون اعتبروا أن باريس وفي سبيل انجاح مبادرتها لم تمانع من الوصول إلى تسوية بين الرئيس المكلف وباسيل، ولو اقتضى ذلك تقديم تنازلات تفتح الطريق أمام الحكومة. لكن ذلك لن يحظى بموافقة أو مباركة أميركية وخليجية. ما يعني أن الضغوط ستزداد، مع استمرار التلويح الأميركي بفرض عقوبات، وفق قانون ماغنيتسكي، على المزيد من الشخصيات السياسية. ستعقد الخلية الفرنسية المكلفة بالملف اللبناني اجتماعاً، للبحث في مصير المبادرة وكيفية انقاذها، وهل سيكون بالإمكان حمايتها وإنجاحها في فترة 15 يوماً، أي قبل بداية الشهر المقبل، والذي ضرب فيه إيمانويل ماكرون موعداً لزيارة ثالثة إلى لبنان. هنا لا جواب واضحاً بعد. لكن الأكيد أن باريس لن تعمل على عقد المؤتمر الدولي لدعم لبنان، في ظل عدم تشكيل الحكومة، ولا مساعدات للبنان. كما أن ماكرون لم يحسم أمر زيارته إلى لبنان في حال عدم تشكيل الحكومة. ويعتبر آخرون أنه قد يزوره من دون إجراء أي لقاءات سياسية مع المسؤولين، وسيكتفي بلقاء مجموعات من المجتمع المدني وقوات "اليونيفيل". وفي ذلك، ستوجه رسالة أساسية ومباشرة إلى القوى اللبنانية، لها رمزيتها من خلال اللقاء مع قوات اليونيفيل، والتي أعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش الإشارة إلى أهمية تعزيز دورها في الجنوب اللبناني لتتمكن من القيام بمهامها، ومنع حصول أي خروقات للقرار 1701. في تماه واضح مع الضغوط الأميركية على حزب الله.

مسار الفوضى

هذا المسار، يؤكد أن لبنان سيكون ساحة متجددة للفوضى على مختلف الصعد. فوضى تنعكس اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وربما أمنياً، خصوصاً مع كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حول وجوب مقاومة سيطرة محور المقاومة على لبنان، وأن الوضع يشبه إلى حدّ بعيد مرحلة العام 1975. في ظل هذه الفوضى، ستخرج أصوات كثيرة تعلن لبنان دولة فاشلة أو مارقة، لا مؤسسة ولا شخصية قادرة على إدارتها. وقد تطالب هذه الأصوات بفرض وصاية دولية على البلد تحت إشراف الأمم المتحدة، وعلى قاعدة متجددة، هي تحميل حزب الله مسؤولية الوضع الذي وصلت إليه البلاد، ما يعني فتح الباب أمام المزيد من الانهيارات والتوترات، والوصول إلى خلاصة واحدة، هذا اللبنان المشهود والمعروف أصبح في طور تغيّر كبير. وما سيرسي هذا التغيّر هو موازين القوى التي ستكون قائمة حينها.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 15و16 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

*دعت الحملة العالمية لمكافحة الفساد والإرهاب، السلطات الأمريكية، لتوقيف اللواء عباس ابراهيم، مدير عام الأمن العام اللبناني، ومحاكمته أو منعه من دخول الأراضي الأميركية، واللواء عباس يرد  بالصوت عبر  تلفزيون الجديد/ ونفس الإتهامات وجهت للعميد الركن عامر الحسن المتقاعد والمقيم في أميركا

بالصوت رد اللواء عباس إبراهيم على الأخبار التي ذكرت أنه قد يوضع على قائمة العقوبات الأميركية

*الحملة العالمية لمكافحة الفساد والإرهاب تفتح ملفات ضباط مقربين من حزب الله (اللواء عباس ابراهيم والعميد الركن عامر الحسن) وتطالب “واشنطن” بتوقيفهم… تعرف على التفاصيل

*إبراهيم عن عقوبات أميركية ستطوله: لا أخشى شيئاً في العالم/داود رمال/الأنباء الكويتية/15 تشرين الثاني/2020

*العقوبات الأميركية: عباس إبراهيم مــطلوب بالاسم/ميسم رزق/الأخبار/ السبت 14 تشرين الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92397/%d8%af%d8%b9%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d9%88%d8%a7/

 

 

عظتي البطرير ك الراعي والمطران عوده لليوم 15 تشرين الثاني/2020/

البطريرك الراعي: المخرج الوحيد لحل الازمة بحكومة مستقلة بكامل وزرائها لا بقسم منها الكنيسة ترفض أي اصطفاف تقسيمي يفتت الشراكة ويحول لبنان الى ساحة صراع/الأحد 15 تشرين الثاني 2020

المطران الياس عوده للسياسيين: كل عقوبات قد تفرض عليكم ليست شيئا أمام عقاب الآخرة/الأحد 15 تشرين الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92391/%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%87-%d9%84%d9%84/

Al-Rahi Links Govt. Delay to 'Plot to Topple State of Greater Lebanon'

Maronite Patriarch Beshara al-Rahi on Sunday wondered if the ongoing delay in the cabinet formation process is “part of a plot to topple the State of Greater Lebanon” in order to “seize control of what remains.”“We cannot see another objective behind this persistent obstruction, which is accompanied by a systematic destruction of the financial and banking capabilities and by impoverishing the people… and forcing their vibrant sectors and educated youths to emigrate,” al-Rahi said in his Sunday Mass sermon. And calling for the formation of “a government that can pull the country from its dire financial, economic and social situations,” the patriarch said the people want “a government whose entire ministers are independent and not only a part of them.”“This is the only solution to resolve the crisis,” he stressed.

 

Divided we Stand, Divided we Fall/Charles Elias Chartouni/November 15/2020

شارل الياس شرتوني/منقسمون نقف، منقسمون نسقط/15 تشرين الثاني/2020

The statement of a disgruntled Democrat and an Abraham Lincoln Republican *

The electoral outcomes of the late Presidential and Congress elections in the US have displayed the ever widening rifts of a Nation that has not yet reckoned with its deeply seated cleavages.

The pending electoral counts controversies, the thin margins in both chambers, the growing cultural wars chasms, and the lingering disputes over the constitutional transition, testify to the depth of the divides that weigh on the course of political life.

http://eliasbejjaninews.com/archives/92389/charles-elias-chartounidivided-we-stand-divided-we-fall-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86%d9%82%d8%b3%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%86/

 

 

*الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره السنوي حول تنفيذ القرار 1701

*امتلاك «حزب الله» للأسلحة خارج سيطرة الدولة يمثل «انتهاكاً خطيراً» للقرار 1701

*منح (اليونيفيل) حق الوصول الكامل إلى كل المواقع المطلوبة شمال الخط الأزرق، لإجراء تحقيقاتها على وجه السرعة

*إجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف في انفجار المرفأ لضمان المساءلة والمساعدة في منع تكرار مثل هذه المآسي».

علي بردى/الشرق الاوسط/15 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92409/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%ad%d8%af%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%87-%d8%a7/

 

ارتساخ أرمنية منذ آلاف السنين في حين أن أذربيجان لم تكن موجودة قبل العام  1918
Artsakh Territory Has Always Been Armenian/There was no country on the planet called Azerbaijan before 1918
Պատմություն Արվեստ Մշակույթ/November 16/2020
http://eliasbejjaninews.com/archives/92417/artsakh-territory-has-always-been-armenian-there-was-no-country-on-the-planet-called-azerbaijan-before-1918-%d5%ba%d5%a1%d5%bf%d5%b4%d5%b8%d6%82%d5%a9%d5%b5%d5%b8%d6%82%d5%b6-%d5%a1%d6%80%d5%be%d5%a5/