المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november13.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَضَعُ رُقْعَةً جَدِيدَةً في ثَوْبٍ بَالٍ، وإِلاَّ فَٱلجَدِيدُ يَأْخُذُ مِلأَهُ مِنَ البَالي، فيَصِيرُ الخِرْقُ أَسْوَأ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/الإعلام في لبنان تجاري ووصولي وانتهازي وقبلته الوحيدة هي المال

الياس بجاني/تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور

الياس بجاني/نحن الموارنة قادتنا ليسوا منا ولا يشبهوننا بشيء

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أبو ناضر: بشير الجميّل تحلّى بالتواضع والصدق

“خزمتشية” الأسد… “عهد واحد” في بلدين!

تقرير إسرائيلي موسّع عن قواعد حزب الله بجنوب سوريا/سامي خليفة/المدن

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 12/11/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 12 تشرين الثاني 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

العقوبات الأميركيّة تطال العائلة… ولا سلطة للقضاء اللبناني أمامها

بيان الهيئة العامة لحركة المبادرة

النهار: هل يكسر موفد ماكرون مخطط تعطيل الحكومة؟

جديد بسبب “التلحيم”… وسقوط قتيل!

لا اتّفاق بين عون والحريري حكومياً

رد الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد على كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله

7 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي لمتضرّري تفجير المرفأ

لهذا يتمسك الثنائي بوزارة المالية التي يتبرع بها الحريري !

نقابة المحامين استهجنت تمديد فترة تزويد شركة A&M بالمعلومات: مستمرون بمتابعة موضوع التدقيق المالي الجنائي عن قرب

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

ما فرص ترامب في الانقلاب والبقاء لولاية ثانية؟

تقرير أمريكي يكشف مفاجأة: نظام الأسد يتلقى دعمًا من شركات وهمية في لبنان

بايدن يعزي عائلات ضحايا تحطم مروحية حفظ السلام/قوات حفظ السلام تشكلت بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 وتتولى مهام مراقبة تنفيذ البنود

مخطط لهجمات إرهابية.. السلطات الألمانية تستنفر/منذ العام الماضي عززت السلطات الألمانية مراقبتها لحركة اليمين المتطرف السري في البلاد

روسيا تكرر: تركيا فهمت خطأ.. قواتنا فقط ستنتشر بكاراباخ/السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد "ستتم تسوية الفروق الدقيقة والخلافات التي تنشأ حول قضية الإقليم خلال الحوار مع الأتراك

دون توضيح.. روحاني: سياسة الضغط الأميركية على وشك الانتهاء/قال إن كل المؤشرات الآتية من أميركا وأوروبا وسائر نقاط العالم تدل على أن العالم أدرك أن الضغوط القصوى عديمة الجدوى وأن هذه الضغوط هي الآن في طريقها إلى الزوال

اللجنة العسكرية الليبية تتفق.. والخطوة الأولى إخراج المرتزقة/سحب المرتزقة من خطوط القتال خطوة أولى قبل إخراجهم من ليبيا

إثيوبيا تقرع طبول الحرب.. "التفاوض عقيم"/وزارة الخارجية الإثيوبية تعتبر أن "التفاوض خاطئ من حيث المبدأ ومن المستبعد أن يؤدي إلى السلام"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثالث/الحلقة الخامسة

نصراللّه و"التطوير" مع فريق غريق/الياس الزغبي

الأحزاب تختفي في انتخابات "الجامعة الأميركية" فيكتسحها المستقلّون/وسام حيدر/المدن

"لن نركع".. حتى الموت/يوسف بزي/المدن

ناصيف حتّي لـ"المدن": الحياد النشط أو الانفجار الكلّي/نادر فوز/المدن

باسيل من رتبة "حامل صليب" إلى "تاجر شنطة"!/أحمد عياش/أساس ميديا

خلاف عوني - عوني في واشنطن.. وقائد الجيش مستهدف؟/ملاك عقيل/أساس ميديا

تحذيرات غربية من عمليات أمنية خطيرة… نصرالله في دائرة الاستهداف؟/ابراهيم ناصر الدين/الديار

ذكريات من الأمس القريب والبعيد /تفجير "الجبهة اللبنانية"... اسعافات ومن مستشفى إلى مستشفى /حبيب شلوق/موقع المرصد

مَن يُنقِذُ لبنان؟/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار

رسالة العقوبات لباسيل.. “أحلامك السياسية والرئاسية تبخرت!”/عمر البردان/جريدة اللواء

التيار”: ما يحصل يدفع إلى تطوير ورقة التفاهم مع “الحزب”/عمّار نعمة/جريدة اللواء

باسيل الدمية التي ظنّت نفسها أخطبوطاً/صهيب أيّوب/ميغافون

دوريل يحيي معادلة “الجزرة” و”العصا”/جورج شاهين/صحيفة الجمهورية

أصعب 70 يوماً… لبنان ينتظر “جهنماً” أميركياً؟/ألان سركيس/نداء الوطن

رايبرن وسيلز وميلر: ثلاثي تصعيد أميركي ضدّ إيران والأسد والحزب/ابراهيم ريحان/اساس ميديا

عون: لن أمشي.. و”التيار”: سأقاوم!/راكيل عتيّق/صحيفة الجمهورية

روسيا  الشرق أوسطية ... قوة الحضور وقلة الفاعلية/توفيق شومان

ارتساخ: على الارمن ان يعتبروا مما جرى/بيار عطاالله/موقع المرصد

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في منتدى باريس للسلام: لبنان شعلة لا تنطفىء ومتمسكون بالقيم بالانسانية وعنواننا أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار

عون استقبل مستشار ماكرون: نقابل عراقيل تواجه التدقيق الجنائي باصرار والأوضاع تتطلب تشاورا وطنيا وتوافقا واسعا لتشكيل حكومة تحقق المطلوب

الموفد الفرنسي: ألِّفوا الحكومة سريعاً أو تخسروا مؤتمر الدعم

 عون: العقوبات الأميركية زادت الأمور تعقيداً

دوريل لعون: لحكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف

الحريري استقبل مستشار الرئيس الفرنسي واستعرض معه الاوضاع وملف تشكيل الحكومة

بري استقبل دوريل وسفيرة الدنمارك وكوبيتش: المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو انجاز حكومة اليوم قبل الغد

مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك طلب من الابرشيات التقيد باجراءات مواجهة كورونا :المنطقة بحاجة الى سلام حقيقي قائم على العدالة

عودة استقبل أهالي شهداء فوج اطفاء بيروت مطالبين بتحقيق العدالة

روجيه اده: إن حصل الاتفاق الاميركي الايراني وقررت ايران انهاء تصدير الثورة سيحلّ حزب الله نفسه بنفسه

لقاء بين الراعي ومفتي روسيا شدد على دور رجال الدين في تعزيز الحوار بين الشعوب

الوفاء للمقاومة دعت الى الاسراع بتحريك عجلة التفاهم الداخلي لتشكيل الحكومة: وضع اسم باسيل على لائحة العقوبات افتراء سياسي وعدوان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَضَعُ رُقْعَةً جَدِيدَةً في ثَوْبٍ بَالٍ، وإِلاَّ فَٱلجَدِيدُ يَأْخُذُ مِلأَهُ مِنَ البَالي، فيَصِيرُ الخِرْقُ أَسْوَأ

إنجيل القدّيس مرقس02/من18حتى22/”كانَ تَلاميذُ يُوحَنَّا والفَرِّيسِيُّونَ صَائِمِين. فجَاؤُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لِمَاذَا تَلامِيذُ يُوحَنَّا وتَلامِيذُ الفَرِّيسيِّينَ يَصُومُون، وتَلامِيذُكَ لا يَصُومُون؟». فقالَ لَهُم يَسُوع: «هَلْ يَسْتَطيعُ بَنُو العُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالعَريسُ مَعَهُم؟ ما دَامَ العَرِيسُ مَعَهُم لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. ولكِنْ ستَأْتِي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَريسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، فحِينَئِذٍ في ذلِكَ اليَوْمِ يَصُومُون. لا أَحَدَ يَضَعُ رُقْعَةً جَدِيدَةً في ثَوْبٍ بَالٍ، وإِلاَّ فَٱلجَدِيدُ يَأْخُذُ مِلأَهُ مِنَ البَالي، فيَصِيرُ الخِرْقُ أَسْوَأ. ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَٱلْخَمْرَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُتْلَفُ الخَمْرَةُ والزِّقَاقُ مَعًا. بَلْ تُوضَعُ الخَمْرَةُ الجَدِيدَةُ في زِقَاقٍ جَدِيدَة».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الإعلام في لبنان تجاري ووصولي وانتهازي وقبلته الوحيدة هي المال

الياس بجاني/12 تشرين الثاني/2020

مرسال غانم اعلامي فنان ومحترف ب تلميع الطبقة السياسية والحزبية ودائماً غب طلب من هم فوق ومن بيدهم الحل والربط وأكيد الدفع. تعتير

 

تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/2020

ما من شعب تخلى عن قيمه وأخلاقه وهويته وتاريخه وأسس الإيمان والتقوى ومخافة الرب إلا وانتهى مهزوماً ومهاناً وفاقداً لكل شيء. لبنان الرسالة والكيان يتعرض اليوم لتجارب قادة أبالسة غارقين في عبادة مقتنيات الدنيا الفانية فإما أن نقاوم كفرهم ونصون الوطن ونحفظ كرامة المواطن أو أن نستسلم لإغراءاتهم ونقع في تجاربهم.  المؤمن لا يكذب ولا ينطق بغير الحق والحقيقة وحتى في أوج ساعات غضبه لا يجب أن يستسلم لمهاوي الخطيئة عملاً بما جاء في رسالة القديس بولس الرسول إلى أفسس (الفصل 04/24-32): "والبسوا الإنسان الجديد الذي خلقه الله على صورته في البر وقداسة الحق. لذلك امتنعوا عن الكذب، وليتكلم كل واحد منكم كلام الصدق مع قريبه لأننا كلنا أعضاء، بعضنا لبعض. وإذا غضبتم لا تخطئوا ولا تغرب الشمس على غضبكم. لا تعطوا إبليس مكانا. من كان يسرق فليمتنع عن السرقة، بل عليه أن يتعب ويعمل الخير بيديه ليكون قادرا على مساعدة المحتاجين. لا تخرج كلمة شر من أفواهكم، بل كل كلمة صالحة للبنيان عند الحاجة وتفيد السامعين. لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء. تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور، وليكن بعضكم لبعض ملاطفا رحيما غافرا كما غفر الله لكم في المسيح" .

 

نحن الموارنة قادتنا ليسوا منا ولا يشبهوننا بشيء

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85321/85321/

إن أصحاب شركات أحزابنا نحن الموارنة والسواد الأعظم من أطقمنا السياسية والإعلامية هم غرباء عن المارونية والموارنة بكل ما يتعلق بقيمهم وعشقهم للبنان وثباتهم الراسخ على الثوابت السيادية واللبناناوية والأخلاقية.

إن أقل ما يقال في هؤلاء هو أنهم اسخريوتيون وبامتياز وكتبة وفريسيين وتجار هيكل لا أكثر ولا أقل.

بعضهم معورب بوقاحة وفجور ومتنكراً لهويتنا وتاريخنا وشهدائنا، في حين أن البعض الأخر مفرسن بغباء وذمية وخنوع وقد تعرى بالكامل بعد أن تخلى حتى عن أوراق توت الحياء.

غير أن الماروني المؤمن ورغم بؤس وسقوط قادته فهو لن ييأس من رحمة خالقه تحت أي ظرف مهما اشتدت الصعاب وازدادت تعقيداً ومآسي لأن واجبه أن يشهد للحقيقة ويسمي الأشياء بأسمائها دون مواربة أو مساومة أو ذمية وبعيداً عن أية مصالح أو منافع خاصة، كما أنه لن يفقد لا الأمل ولا الرجاء.

فالمؤمن وهو جثة راقدة تحت تراب الأرض، هو يرقد على رجاء القيامة. وكما أن الله هو محبة وفداء وعطاء وأُبوة، فهو أيضاً أمل ورجاء وقوة صبر وتحمل.

في هذا السياق الرجائي فإنه على المؤمن اللبناني عموماً والماروني بشكل خاص أن يكون واثقاً بأن وطن الأرز المبارك هو أرض بررة وقديسين ومن واجبه الأرضي والسماوي حمايته والذود عنه ورذل كل من يتطاول عليه بأي شكل من الأشكال وفضحه وتعريته علناً.

ولا بد هنا من حك ذاكرة الجميع بأن لبنان الوارد ذكره في الكتاب المقدس أكثر من 77 مرة والذي اختاره الرب ليكون موطن أرزه المقدس وجعل من أرضه وقفاً له هو وطن باق إلى آخر الأزمنة ولم ولن تقوى عليه قوى الاحتلال والإرهاب.

هذا اللبنان لم ولن تقوى عليه قوى الاحتلال وجماعات الطرواديين مهما ظلمت وتجبرت واستكبرت وتفننت في وسائل الأذى والإرهاب والشر والتهجير والاضطهاد.

كما أنه بلد عصي على كل هرطقات واسخريوتية قادته وأصحاب شركات أحزابه التجار الذين داكشوا بذل وكل من موقعه وعلى طريقته السيادة بالكراسي، وقفزوا بجحود فوق دماء الشهداء، وخانوا الأمانة الشعبية التي منحها لهم أهلهم.

ينسى هؤلاء عن سابق تصور وتصميم وغباء بأنه مهما ارتفع شانهم الأرضي والسلطوي الزائل، فإن لا احترام لهم ولا ثقة بهم، في حين أن كل عاقل وشريف لا يرى فيهم غير صورة لرئيس الأبالسة لاسيفورس.

يبقى أن ما يمر به وطن الأرز هو أزمة إيمانية عابرة وآنية، وبإذن الله سوف ينتصر فيها الحق مع الأحرار والمؤمنين والشرفاء من أهلنا.

لا، لا، نحن لا نشبه قادتنا، والموارنة منهم تحديداً، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر نصبتهم رغماً عنا.

إن واجبنا كلبنانيين أحرار وسياديين نحترم أنفسنا ونجل الكرامة والعنفوان أن نرذل كل قادتنا أولئك العابدين تراب الأرض والمتخلين عن واجباتهم والمسؤوليات لأنهم هم الفشل والجحود، وكل ما هو ابليسية.

غايتنا وأولويتنا أن نختار قادة جدد على صورتنا ومثالنا ونحن بحاجة إلى قادة ومفكرين ورجال دين من خامة الراحل البطريرك مار نصرالله صفير، وبشير الجميل، وكميل شمعون، وبيار الجميل، وشارل مالك، وغيرهم من إبرار وطننا وطوباوييه، في حين أن من هم في مواقع المسؤولية والقيادة اليوم جلهم رجال مسخ وأبالسة بأشكال بشرية.

في الخلاصة، إن الحرية لا تعطى بل تؤخذ، والكرامة لها أثمان وهي تتطلب الصبر والأمل والرجاء والتضحيات والقرابين.. ومن فعلا يحب أهله ووطنه ويخاف ربه ويوم الحساب الأخير عليه بشجاعة أن يفقد لا أمل ولا الرجاء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أبو ناضر: بشير الجميّل تحلّى بالتواضع والصدق

ام تي في/12 تشرين الثاني 2020

ألقى الدكتور فؤاد أبو ناضر محاضرة في أكاديمية بشير الجميّل في جامعة الروح القدس - الكسليك، تمحورت الرئيس الشهيد بشير الجميل ودوره في تطور القوى العسكرية، وربطت بين عظمة شخصية بشير وقوته العسكرية. وأشار أبو ناضر بداية الى ان "بشير كان يتحلى بالتواضع والصدق، وكان يتشاور مع فريق عمله الذي أعطاه فائق الاحترام حتى انه كان يعترف بأخطائه. وفي الوقت عينه يقتنع إذا كان الشخص الذي يحاوره على حق. هو القائد العسكري بامتياز مؤسس فرقة الـ"ب.ج." الشهيرة. وقد سعى من خلال المعاهد التدريبية التي أنشأها إلى خلق المواطن، المقاتل والمقاوم المحترف وكان يثق بقدراته وفعاليته ثقة كبيرة". وأضاف: "بعد اتفاق القاهرة سلمت الدولة اللبنانية أمنها سياستها لجيش غريب، فقرر بشير أن نأخذ مصيرنا بيدنا. فقرر توحيد البندقية وألغى القوى النظامية في كل الأحزاب وكان لشخصيته دور كبير في نجاح هذه الخطوة، بالتزامن أنشأ القوات اللبنانية الذي ساهم الرئيس شمعون مساهمة كبيرة في الوصول إلى خاتمتها السعيدة. وكان بشير يولي اهتماما كبيرا بشؤون المدنيين ومشاكل كل المواطنين إلى جانب اهتمامه بالشؤون العسكرية كما حدث في حرب الـ100 يوم في الأشرفية التي أدت إلى انسحاب القوات السورية من بيروت". تبعت المحاضرة ساعة من الأسئلة والاجوبة، وكانت الحلقة مقسمة بين من حضر إلى الجامعة ومن شارك "أونلاين" من لبنان وخارجه.

 

“خزمتشية” الأسد… “عهد واحد” في بلدين!

نداء الوطن/12 تشرين الثاني 2020

كم هي رخيصة هذه السلطة، تُباع وتُشترى بأبخس الأثمان في سوق الممانعة، مفلسة بكل المعايير المالية والأخلاقية… وكالتاجر الذي يُقلّب دفاتره القديمة حين يفلس، عادت للمتاجرة بالنازحين السوريين تحت راية النظام الذي دمّر البشر والحجر في سوريا. فبمعزل عن فولكورية مؤتمر دمشق الهادف في جوهره إلى تظهير الرئيس السوري بشار الأسد “بيدقاً” على طاولة “الشطرنج” الروسية، لا يزال للأسد بيادق و”خزمتشية” كثر في الطبقة اللبنانية الحاكمة، حتى كاد المشهد بين لبنان وسوريا بالأمس يجسد واقع “عهد مأزوم واحد” في بلدين. بوزيرين، واحد للخارجية من بيروت وآخر للشؤون من دمشق، شاركت حكومة حسان دياب في مؤتمر الأسد، بعدما اختار العهد العوني من خلال مصادقته على هذه المشاركة أن يزجّ لبنان في محور واحد مع فنزويلا وإيران والصين وروسيا في مواجهة الأسرتين الدولية والعربية، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على وجه أخص، ضارباً بعرض الحائط المصلحة الوطنية التي تحتّم “النأي بالنفس” عن الصراعات الإقليمية والدولية في سوريا، ليعيد في الداخل تأجيج الانقسام اللبناني العمودي حيال الموقف من التطبيع مع نظام الأسد. وتشدد أوساط معارضة على كون الهدف الأساس من المشاركة اللبنانية الرسمية في مؤتمر دمشق إنما يتمحور حول “إعادة تعويم النظام في سوريا وليس إعادة النازحين إليها”، مذكّرةً بأنّ الأكثرية الحالية الحاكمة لطالما استخدمت ملف النازحين “مطيةً للتطبيع الرسمي اللبناني مع نظام الأسد”، وحاولت على امتداد حكومات الإئتلاف الوطني السابقة الدفع جاهدةً بهذا الاتجاه “بذريعة الحاجة إلى تخفيف عبء النزوح مقابل تصويرها خصوم 8 آذار على أنهم يعرقلون عملية إعادة النازحين لرفضهم التواصل الرسمي بين حكومتي البلدين”.

أما اليوم، وبعدما استقر الحكم بأركانه الثلاثة، رئاسياً وحكومياً ومجلسياً للقوى الحليفة للنظام السوري، فتساءلت هذه الأوساط: “مَن منع حكومة دياب التابعة بلا منازع لقوى 8 آذار والأكثرية الحاكمة من إعادة النازحين؟”، وأردفت: “لم تعد بروبغندا السلطة تنطلي على عاقل، فهذا العهد أثبت في أكثر من مناسبة أنه راغب، لحسابات سياسية ورئاسية، في إعادة لبنان إلى أحضان النظام السوري، سواءً في ما بدا من توجهات كان قد عبّر عنها الرئيس ميشال عون نفسه في بدايات عهده على المنابر الدولية والأممية، أو على مستوى الرسائل الاستفزازية للعرب على لسان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في مقاربته للأزمة السورية خلال اجتماعات الجامعة العربية حين كان وزيراً للخارجية، وصولاً إلى المجاهرة بعزمه الذهاب إلى دمشق عشية اندلاع ثورة 17 تشرين”. وشددت في المقابل على أنّ “العهد العوني كما فشل في بداياته في إعادة عقارب الساعة اللبنانية إلى الوراء باتجاه التطبيع الرسمي بين لبنان والنظام السوري تحت “شماعة” النزوح، سيفشل أيضاً في نهايته في محاولة فرض هذا التطبيع على اللبنانيين الذين كسروا قيود الوصاية والتبعية لنظام الأسد ولن يسمحوا تحت أي ذريعة بإعادتهم مخفورين إلى تلك الحقبة المشؤومة”، وختمت بإسداء نصيحة للرئيس ميشال عون: “الأجدى بدل محاولة إنقاذ نظام الأسد أن تفكّر في كيفية إنقاذ العهد”.

 

تقرير إسرائيلي موسّع عن قواعد حزب الله بجنوب سوريا

سامي خليفة/المدن/12 تشرين الثاني/2020

كشف مركز "ألما" للبحوث والتعليم الإسرائيلي، في تقريرٍ جديد يحتوي على معلوماتٍ مفصّلة، أن وحدتيّ "القيادة الجنوبية" و"ملف الجولان"، التابعتين لحزب الله، أقامتا تحت رعاية فيلق القدس الإيراني، بنية تحتية عسكرية على الحدود السورية مع إسرائيل، ما يتيح للحزب إياه فتح جبهة أخرى تعادل الجبهة اللبنانية ضد الدولة العبرية.

مواقع حزب الله

يجزم التقرير الحديث الصادر عن المركز الإسرائيلي، بأن عدد مواقع حزب الله في جنوب سوريا هو أكبر بكثير مما تم الكشف عنه سابقاً، إذ أقام الحزب نحو 58 موقعاً، 28 منها للقيادة الجنوبية، و30 لملف الجولان. وهما وحدتان أساسيتان في حزب الله، تعملان تحت رعاية إيرانية. الأولى أي القيادة الجنوبية، مكونة من عناصر قدامى في الحزب منخرطين في صفوف القوات المسلحة السورية. أما الثانية المعروفة بوحدة ملف الجولان، فيدير قادة حزب الله من خلالها خلايا محلية مؤلفة من مواطنين سوريين. واستند تقرير المركز في تحديد تلك الأماكن على مواقع معارضة سورية وأماكن فعلية تم استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي. مشدداً في الوقت عينه على أن تلك المواقع المتمركزة في محافظتيّ القنيطرة ودرعا تشكل أساساً نوعياً لأنشطة حزب الله، من حيث جمع المعلومات الاستخباراتية والتخطيط العملياتي، الأمر الذي يشكل تحدياً مستمراً لإسرائيل والمنطقة.

القيادة الجنوبية

من جهته، قال الرائد (احتياط) تال بيري، رئيس قسم البحوث في مركز "ألما"، والذي يعمل على زيادة المعرفة الجيوسياسية حول الشرق الأوسط، إن كلا وحدتيّ حزب الله هاتين تعملان لخلق فرص جديدة لمهاجمة أهداف عسكرية ومدنية إسرائيلية خلال الفترات الروتينية وكذلك فترات التصعيد الأمني.

أمضى بيري 20 عاماً من حياته كضابط استخبارات في الجيش الإسرائيلي متخصص بشؤون لبنان وسوريا. ويصف في التقرير كيف تم تشكيل القيادة الجنوبية لحزب الله، قائلاً: "هدفها الأولي كان تسهيل استعادة سيطرة الجيش السوري على جنوب سوريا. لذا، دربت الجيش السوري وساعدته على استعادة أراضٍ من التنظيمات الجهادية التي سيطرت منذ عام 2012 على كامل مساحة جنوب سوريا تقريباً". وحسب بيري، فإن القيادة الجنوبية هي وحدة مكونة من عناصر حزب الله، تعمل على تدريب وإرشاد الجيش السوري، مع التركيز على الفيلق الأول في جنوب سوريا. مضيفاً أن مركزه حصل على شريط فيديو يظهر وحدة عسكرية سورية تتدرب مع قائدها الذي ظهر وهو يشكر عنصر من حزب الله واقفاً بجانبه على المساعدة.

كان للقيادة الجنوبية، التي يقودها منير علي نعيم شعيتو، مهمة أساسية وهي إنشاء بنى تحتية لحزب الله في المنطقة وجمع معلومات عن الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن تدريب الفيلق الأول لجيش النظام السوري للحرب مع إسرائيل. واليوم مع اكتمال سيطرة الأسد على جنوب سوريا، بدأت القيادة الجنوبية التعامل مع هدفها الثاني، وهو أن تصبح عملياتية نيابةً عن ما يُسمى "محور المقاومة" في حال اندلاع حرب مع إسرائيل. لذلك انكبت على إعداد خطط عملياتية وجمعت معلومات استخبارية تحسباً للحرب المقبلة. وتشير تقديرات المركز الإسرائيلي إلى أن كل قاعدة للجيش السوري في المنطقة، تقوم بجمع معلومات استخباراتية بصرية وإلكترونية، يوجد بها عنصر من قيادة المنطقة الجنوبية لتمرير المعلومات إلى الخارج.

دور الأسد

ورداً على التساؤلات عما إذا كان بشار الأسد يوافق على عمليات حزب الله، قال بيري إن نظام دمشق ليس له رأي يُذكر في الأمر، بعدما أنقذته إيران وحزب الله من الهاوية. مضيفاً "من هو الأسد؟ لقد أدلى الإيرانيون بتصريح واضح حول هذا الأمر في أواخر أيار المنصرم خلال يوم القدس، عندما أطلقوا رسم كاريكاتوري للمرشد الأعلى علي خامنئي وجميع وكلاء إيران وهم يؤدون الصلاة في القدس. في الرسم الكاريكاتوري يمكنك أن ترى في الصف الأول أمين عام حزب الله حسن نصر الله، وزعيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني زياد نخالة، وإسماعيل هنية رئيس الجناح السياسي لحركة حماس، ثم الحوثيين، حتى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وإذا ما دققت بالنظر عشرة أو أحد عشر صفاً خلف خامنئي فبالكاد يمكنك التعرف على الأسد الذي لم يُحسب أو يُعطَ أي أهميةٍ تُذكر". بعد إنقاذ الأسد، رسخ كل من إيران وحزب الله موطئ قدمهما في سوريا، وهدفهما المركزي هو القدرة على مهاجمة إسرائيل نيابةً عن المحور بأسره. تحقيقاً لهذه الغاية، حاولت إيران تهريب العديد من الأسلحة والأفراد إلى سوريا، وبناء قواعد للهجوم، وهو جهدٌ أعاقته حتى الآن حملة الضربات الجوية الإسرائيلية. ويعلق بيري في تقريره على هذه النقطة بالقول "نظام الأسد هو برنامجهم. لقد دعاهم إلى سوريا، ما الذي يمكن أن يكون أفضل لهم من ما حصل؟ اليوم وبعد أن أصبحوا هنا، ليس للأسد رأيٌ كبير فيما يمكنهم فعله". مستطرداً بالشرح أن بعض شرائح القوات المسلحة السورية لا تؤيد هيمنة إيران وحزب الله، إلا أنها لا تملك الكثير من الخيارات في هذا الشأن.

ملف الجولان

تعمل الوحدة الثانية لحزب الله في جنوب سوريا، المعروفة بملف الجولان، تحت قيادة علي موسى دقدوق، ومقرّه في دمشق وبيروت. ومن مهامه جمع معلومات استخبارية عن إسرائيل والتحركات العسكرية في الجولان. وعند التطرق لهذه الوحدة يوضح بيري: "تتكون هذه الوحدة من سوريين محليين وسكان المنطقة، بعضهم من المتمردين السابقين وبعضهم من جيش الأسد السابق فيما البعض الآخر عبارة عن أعضاء سابقين في الميليشيات الموالية للأسد. إنهم يعملون تحت قيادة حزب الله، والضابط القائد هو ناشط بارز في حزب الله، ويمرر التعليمات إلى القادة المحليين وقادة الخلايا. ونجد أن القادة المحليين في كثيرٍ من المناطق، هم من السوريين". تنتشر خلايا هذه الوحدة في جميع أنحاء مرتفعات الجولان، مع التركيز على الحدود مع إسرائيل، ويقول بيري إن دورها هو جمع المعلومات الاستخباراتية قبل شن الهجمات، مثل زرع القنابل وهجمات القناصة وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات. ويضيف "لديهم صواريخ مضادة للدبابات من جميع الأنواع. افتراضنا العملي أن هذا يشمل بعض الصواريخ المتطورة للغاية".

مصادر دقيقة

وحول كيفية جمع مركز "ألما" للبحوث لتقريره المفصل الذي بين أيدينا، يقول بيري إن جميع المعلومات تستند إلى مواد مفتوحة المصدر. وتابع "نحن نعرف ما الذي نبحث عنه؛ وهذا يشكل نصف عملنا. وأنوه هنا أن بعضنا أعضاء سابقون في مؤسسة الدفاع. نقوم بتنشيط عمال البيانات المحترفين الذين يقومون بدورهم بمسح البيانات من خلال المصادر المفتوحة بحثاً عن المعلومات الصحيحة، ومعظمها من مصادر عربية. وفي هذا التقرير تحديداً، نعتمد بشكلٍ كبير على قوى المعارضة السورية التي تستمد معلوماتها من الأرض". يراقب مركز "ألما" الأحداث على الأرض، بما في ذلك المراقبة الروتينية والمباشرة. وينبع تفرد المركز جزئياً من حقيقة أن موظفيه يعيشون بالقرب من الحدود السورية واللبنانية ويتنقلون في جميع أنحاء المنطقة كجزء من حياتهم اليومية. في الموازاة، يعلق بيري على دقة عمل مركزه بالقول "أصدرنا خريطة ذكية بها طبقات متعددة من البيانات تُظهر 58 موقعاً لوحدتيّ حزب الله. كما تُظهر الخريطة أيضاً المكان الذي قيل إن الجيش الإسرائيلي ضربه في الماضي". أحد هذه المواقع، الذي تم قصفه في الليلة السابقة لنشر التقرير، ظهر بالفعل على خريطة "ألما" كموقع عدو. وهنا يوضح بيري: "يمكننا أن نشير إلى الخريطة لنرى من كان القائد هناك، وأي خلية كانت موجودة، وكلها تستند إلى قاعدة بياناتنا. إن تفرد عملنا يكمن في الكشف عن نطاق الانتشار. ولا شك أن وجود ثمانية وخمسين موقعاً هو انتشار كبير جداً". يمكن لمثل هذه الخلايا أن تلدغ إسرائيل خلال الأوقات الروتينية. أما أثناء النزاعات، إذا كان الجيش الإسرائيلي يخطط لدخول سوريا أو حتى إذا ركز كل جهوده على لبنان، فإن الخلايا ستهاجم الجنود والمركبات العسكرية الإسرائيلية وتستهدف المدنيين الإسرائيليين في شمال إسرائيل. وشدد بيري على أن "الجيش الإسرائيلي سيتغلب عليها، لكنها ستلحق به الضرر". خاتماً بالقول أنه في حالة حدوث تصعيد، سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى تخصيص موارد للتعامل معها.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 12/11/2020

وطنية/الخميس 12 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

في المعلومات لتلفزيون لبنان أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري قد يعقدان في الساعات المقبلة إجتماعا غداة محادثات الموفد الفرنسي باتريك دوريل للدفع بإتجاه ولادة الحكومة.

وقد ركز الموفد الفرنسي على أن تكون الحكومة كفوءة وترضي جميع الأطراف وشدد على دعم فرنسا لإنجاز حكومة يشعر معها المجتمع الدولي أن لبنان قادر على العيش ودعا اللبنانيين الى التضامن والتعاون خصوصا في هذه المرحلة الصعبة في الشرق الأوسط.

ولفت دوريل الى أهمية الحفاظ على الإستقرار وتنفيذ المبادرة الفرنسية وقال إن الرئيس ماكرون سيزور لبنان في الفترة الميلادية لمعايدة القوات الفرنسية في اليونيفيل وإجراء محادثات في بيروت للتأكد من الإنجاز الحكومي.

وذكرت أوساط سياسية أن دوريل نجح في حث المراجع اللبنانية وخصوصا الرئيسين عون والحريري وكذلك الرئيس بري على الإسراع في تاليف الحكومة التي ينتظرها الكثير من العمل الإقتصادي والمالي والمعيشي.

وقالت هذه الأوساط إن الحكومة الجديدة لن تكون كسابقاتها وإنها ستضم إختصاصيين قادرين على محاكاة الدول الشقيقة والصديقة ومصادر الدعم الممكن للبنان.

اما بشأن التدقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي فتشديد من الرئيس عون على مواجهة العراقيل ودعوة من وزيرة العدل ماري كلود نجم للقوى السياسية الى الذهاب نحو تعديل قانون السرية المصرفية في حال وجود تعارض مع القانون فاذا انتهت مهلة الاشهر الثلاثة الممدة لعمل الشركة سنصل الى حائط مسدود

ووسط كل ذلك يبدأ الإقفال العام في البلد لأسبوعين اعتبارا من بعد غد السبت لا سيما أن عدد المصابين بكورونا اقترب من المئة ألف مصاب وقد طمأن وزير الصحة حمد حسن الى أن لبنان حجز كمية من اللقاحات وستكون متوافرة فور طرحها في الأسواق مطلع السنة المقبلة عودة الى الجولة الاستطلاعية للموفد الرئاسي الفرنسي في بيروت.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

من جديد فرنسا في لبنان. لكن هذه المرة ليس عبر رئيسها إيمانويل ماكرون بل عبر المستشار في قصر الإليزيه باتريك دوريل. الزيارة متوقعة، وخصوصا أنها تأتي بعد انقضاء المهلة التي حددها ماكرون لتشكيل الحكومة في خطاب التوبيخ الذي ألقاه في الإليزيه. وبخلاف الكلام السياسي - الديبلوماسي الذي تردد، فإن الأجواء لم تكن مريحة بين الموفد الفرنسي وبين المسؤولين اللبنانيين. دوريل حمل رسالة واضحة إلى المسؤولين فحواها: إذا لم تحسموا أمركم ولم تشكلوا حكومة ولم تنجزوا الإصلاحات المطلوبة فإن المبادرة الفرنسية لن تبقى على الطاولة إلى الأبد. كذلك فإن الدعم الإقتصادي الفرنسي للبنان والذي يتمثل بعقد مؤتمر الدعم له بعد شهر سيزول، ليبقى لبنان وحيدا بلا داعم ولا معين. أكثر من ذلك، الموفد الفرنسي تساءل بمرارة: لماذا ما يهم الولايات المتحدة في لبنان كموضوع الترسيم يمر بهدوء، فيما ما تريده فرنسا مستحيل التطبيق، علما أنها لا تريد إلا مصلحة لبنان واللبنانيين؟ وهل لأن فرنسا تعتمد لغة ديبلوماسية لا تحيد عنها وتتجنب فرض عقوبات وفتح ملفات الفساد وفضح أسماء الفاسدين تسقط مبادرتها لإنقاذ لبنان، فيما تنجح المبادرة الأميركية لترسيم الحدود؟/

المعطيات المذكورة دفعت أحد المطلعين الى التأكيد لل "ام تي في" ان زيارة دوريل لم تحقق حتى الان على الاقل نتيجة حسية ولم تكن على قدر الامال المعلقة عليها. صحيح ان الموفد الفرنسي سمع كلاما ايجابيا من المسؤولين والقيادات، لكنه كلام لا يصرف طالما لا يقترن بافعال. وعليه اسئلة كثيرة تطرح ابرزها: هل سيواصل الفرنسيون بعد زيارة دوريل جهودهم لتحريك الجمود ام سيسلمون بالامر الواقع؟ ثم: هل الزيارة المنتظرة لماكرون الى لبنان ستحصل ام ستؤجل؟ واذا حصلت هل ستكون كالزيارتين السابقتين ام ستكون زيارة رسمية تقتصر على زيارة الكتيبة الفرنسية في الجنوب اضافة الى زيارة رئيس الجمهورية؟ والاهم: ماذا اذا سقطت المبادرة الفرنسية نهائيا؟ وما البديل؟ في الخلاصة: لبنان على مفترق طرق، والاحتمالات كلها مفتوحة بدءا من تزايد الضغط الاقتصادي، مرورا بمواصلة فرض العقوبات على مسؤولين لبنانيين، وصولا الى عملية امنية - عسكرية يمكن ان تحصل، من الان وحتى تسلم بايدن رئاسة اميركا. اضافة الى كل هذه الاخطار، جائحة كورونا باتت هاجسا يوميا عند اللبنايين. فهل ينفع اغلاق البلد، ام ان لا أمل طالما ان التدابير الفاعلة والجذرية غائبة بدءا من بوابة لبنان اي المطار؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

“(…) وأكد المجتمعون تمسكهم بالمبادرة الفرنسية”.

هذا العبارة باتت لازمة يرددها الجميع بمناسبة أو من دون، منذ التعثر الذي أصاب المبادرة المذكورة، عند اندلاع الاشتباك حول وزارة المال، ثم اعتذار مصطفى أديب، وصولا إلى تكليف سعد الحريري، والمراوحة التي دخلت فيها البلاد على مستوى تأليف الحكومة.

الجميع إذا، يؤكدون تمسكهم بالمبادرة الفرنسية، وهذا ما شددت عليه غالبية اللقاءات التي عقدها اليوم موفد الرئيس الفرنسي، الذي جال على المسؤولين.

غير أن هذا التأكيد المستمر، على أهميته، لا يكفي ولا ينفع، طالما لم يقترن بأي ترجمة عملية، ما يستوجب التوقف عند الملاحظات الآتية:

أولا، من حيث الشكل، لعل الأهم من إبداء الأفرقاء اللبنانيين تمسكهم بالمبادرة، هو تمسك الجانب الفرنسي بها، والاستمرار بالدفع في سبيل تطبيقها، على رغم المطبات الكثيرة التي اعترضت، ولا تزال تعترض طريقها. وهذا ما يشدد عليه الفرنسيون بشكل دائم، من دون أن يمنع ذلك على الناس، أن يطرحوا سؤال: إلى متى؟

ثانيا، من حيث المضمون، وإذا سلمنا بأن الجميع مدركون بأن تشكيل حكومة المهمة هو المدماك الاول للمبادرة الفرنسية، فماذا قدم جميع المتمسكين بها قولا من أفعال، لتمهيد الطريق امامها، بكونها تشكل الفرصة الوحيدة المتاحة راهنا للبنان؟

رئيس الحكومة المكلف ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي زار قصر بعبدا ثماني مرات حتى اللحظة، تؤكد أوساطه أنه يسعى بكل ما أوتي من قدرة على إنجاز التشكيل، غير أن اللبنانيين الذين ملوا الانتظار بلا نتيجة، باتوا مشككين بالنوايا، وغير واثقين من أن الهدف هو الانقاذ، لا إعادة عقارب الشراكة، سنوات ضوئية إلى الوراء.

ثنائي حزب الله-حركة أمل الذي حصل وزارة المال، والحق بتسمية الوزراء، يختصر موقفه بإبداء اوساط رئيس مجلس النواب صباحا انزعاجها من التأخير في التشكيل، وتأكيده نهارا أن المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان، هو انجاز حكومة اليوم قبل الغد، على أن يكون وزراؤها إختصاصيين يحظون على الثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر. أما محمد رعد، فاكتفى بعد لقاء الموفد الفرنسي بعبارات عامة، أبرزها أننا مسؤولون قدر المستطاع عن الاسراع في تشكيل الحكومة لأن البلد لا يحتمل.

أما وليد جنبلاط الذي كان سمى الحريري مشترطا تمثيلا وزاريا معينا، فيواظب نوابه على استغراب طرح شروط، في وقت تنأى القوات بنفسها عن الحكومة وتزايد سياسيا، وتتمسك الكتائب باستقالتها، وترفع كل يوم شعارا جديدا، في موازاة تمسك المردة بالسياسة المعتمدة منذ 2016.

يبقى التيار الوطني الحر، الذي تكرر أوساطه ما ورد في البيان الاخير لتكتل لبنان القوي، لناحية دعوة المعنيين بتشكيل الحكومة الى فصلها عن أي عامل خارجي، لأن الأساس هو قيام حكومة تستطيع ان تطبق الاصلاحات المطلوبة، وفي مقدمها التدقيق الجنائي وبنود المبادرة الفرنسية، انطلاقا من وحدة القواعد والمعايير.

أما على المستوى الرئاسي، فأبلغ رئيس الجمهورية مستشار الرئيس الفرنسي ان تطبيق المبادرة الفرنسية لن يتحقق الا من خلال حكومة موثوق بها، وقادرة على انجاز الإصلاحات المطلوبة، والتي وردت في الورقة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس ايمانويل ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، والتنسيق الفاعل مع الشركاء الدوليين الذين تعهدوا مساعدة لبنان.

وفي سياق آخر، اعتبر رئيس الجمهورية ان عملية التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، والتي تعتبر من أسس الإصلاح، تواجه بعراقيل عديدة تقابل باصرار على تحقيقها، وقد تم التمديد ثلاثة اشهر للشركة المختصة تأمينا لهذه الغاية.

ولفت رئيس الجمهورية الى ان الهم الأساسي حاليا هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة، فضلا عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء كورونا، إضافة الى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، لافتا الى ان العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيدا.

وذكر رئيس الجمهورية ان كل هذه الأوضاع تتطلب توافقا وطنيا واسعا لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لاقرار قوانين إصلاحية ضرورية، مشيرا الى أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بعد ان رسم حدود اي مغامرة صهيونية او اميركية باصبع ممسك على الزناد، زاد في البعد الداخلي على مفاهيم الوفاء في السياسة غير المألوفة لدى كثيرين من لاعبيها.

فأكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم الشهيد اعلى درجات الاستعداد لمواجهة اي حماقة اميركية من قبل الرئيس المفلس الساعي الى اللعب في اوقات الفراغ، او من الصهاينة المأزومين الذين يناورون على بعد كيلومترات من الحدود بعنوان الردع، الا ان اي خطوة للهروب الى الامام سترتد عليهم وبالا كما أكد السيد نصر الله.

في المسار الداخلي تأكيد على رفض البلطجة الاميركية وعقوباتها غير السوية وغير المنطقية، وبمنطق الاحترام لكل وطني قدم مصلحة البلد على مصالحه الخاصة، خص السيد نصر الله هؤلاء بكل اشكال الدعم والتقدير، مع التأكيد ان النموذج الاميركي الساقط بمفهوم الديمقراطية والغارق بكل عناوين الفساد لا يحق له تصنيف اللبنانيين او اتهامهم.

ومع انتهاء صلاحية هذا الصنف من الحروب الترامبية مع السقوط المذل له، حذر السيد من ايام غامضة تفصل ترامب عن تسليم الرئاسة داعيا محور المقاومة للانتباه.

حكوميا مهمة استطلاعية للموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل كما وصفها رئيس كتلة الوفاء للمقامة النائب محمد رعد الذي التقاه في حارة حريك، وأكد امامه أن الجميع مسؤول قدر المستطاع عن الاسراع في تشكيل الحكومة لان وضع البلد لا يحتمل.

جولة دوريل على الرؤساء واقطاب لقاء قصر الصنوبر التي جاءت للتأكيد ان مبادرة بلاده ما زالت قائمة، سمع خلالها من رئيس الجمهورية ما يؤكد ان العقوبات الاميركية التي استهدفت شخصيات لبنانية زادت الامور تعقيدا، مع التأكيد ان مصلحة البلد لا تتحقق الا من خلال حكومة موثوق بها.

حكومة قال الرئيس نبيه بري لدوريل انها المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان، مع ضرورة انجازها اليوم قبل الغد من أجل العبور بلبنان الى بر الامان امام الموجات العاتية داخليا وخارجيا.

جولة تحاول القفز فوق جدار التعطيل، فهل سيتمكن الفرنسي بموفد رئاسي من تغيير ما زال يعجز الرئيس ماكرون نفسه؟ الجواب يحتاج الى بعض الوقت، الا ان مفتاحه عند الرئيس المكلف سعد الحريري.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

لولا حراك الموفد الرئاسي الفرنسي في لبنان لكان الخواء السياسي سائدا اليوم على نحو تام.

قصر بعبدا ومقر عين التينة شهدا باكورة محادثات (باتريك دوريل).

أما محور هذه المحادثات فهو المبادرة الفرنسية ولبها تأليف الحكومة الجديدة الذي يواجه حاليا إنسدادا في مساره لم يحمل أي جديد على صعيد التواصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

وقد ترددت معلومات عن لقاء ثامن بينهما خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة فهل يتصاعد منه دخان أبيض ببركة موفد إيمانويل ماكرون؟!.

ذلك أن المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو إنجاز حكومة اليوم قبل الغد وزراؤها إختصاصيون يحظون بالثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر من أجل العبور بلبنان إلى بر الأمان أمام الموجات العاتية داخليا وخارجيا على ما قال الرئيس نبيه بري أمام الضيف الفرنسي.

الموفد الفرنسي الذي ستكون له مروحة واسعة من اللقاءات في لبنان شدد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة مشيرا إلى أن وفاء المجتمع الدولي بإلتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق هذه الإصلاحات.

في المقابل قال الرئيس ميشال عون أن الأوضاع تتطلب تشاورا وطنيا عريضا وتوافقا واسعا لتشكيل حكومة قادرة على تحقيق المهام المطلوبة.

فهل ينجح الفرنسيون هذه المرة في إخراج الملف الحكومي من قفص المراوحة لضمان انعقاد المؤتمر الدولي الموعود على نية لبنان؟ أم أن إستمرار الجمود الحكومي سيضطر باريس لتاجيل ثان للمؤتمر؟!.

إلى الشأن السياسي يظل الواقع الصحي الخطير الناجم عن توسع وباء كورونا في دائرة المتابعة ولمحاولة مواجهته يأتي قرار الإقفال العام الذي تتواصل الإستعدادات لتطبيقه على نحو ناجع إعتبارا من بعد غد السبت.

على المستوى الدولي والإقليمي تتنامى التحذيرات من مغامرات ما قد يرتكبها (دونالد ترامب) الغاضب من نتائج الإنتخابات خلال الأيام السبعين المتبقية من ولايته؟.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

أجرى موفد الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل عملية تزييت لمحركات المبادرة الفرنسية المتعطلة بفعل فاعل لبناني وليس مهما ما يحمله رسول ماكرون الى لبنان بل الأهم ما سينقله دوريل الى باريس بعد طيب الإقامة السياسية في بيروت واجتماعه بالرؤساء والكتل وإصغائه إلى مصطلحات باعثة على "اللعيان" من أوزان الميثاقية والمعايير وأخواتها.

وقد أضاف إليها رئيس الجمهورية ميشال عون التوافق الوطني الواسع لتأليف حكومة يمكنها تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب داعيا الى ما سماه التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة. وبين عريض ورفيع ومتوسط الحجم ومفتول العضل .. فإن على اللبنانيين انتظار هذا التوافق الذي إذا وقع نكبة ..وإذا اختلفوا نكبات.

وللساعة فإن موفد ماكرون لا يزال صامدا يكابد مشقة الاستماع إلى الزجل السياسي اللبناني .. حيث كل يريد المبادرة الفرنسية لكنه يترجمها إلى لغته والتعاون يكاد يكون منقطع النظير مع الزائر الغريب، فالجميع يبدي حسن السير والسلوك، ويدعي تسهيل المهمة. وفي لقاء عين التينة كانت عبارات رئيس مجلس النواب نبيه بري تتنقل بين الاجتماع الجيد .. والحكومة اليوم قبل الغد .. والثقة .. بفارغ الصبر وذلك من أجل العبور بلبنان إلى بر الأمان أمام الموجات العاتية داخليا وخارجيا . هضم الموفد الفرنسي هذه المطالب وانتقل الى طريق المطار للقاء نواب حزب الله، وهناك أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن الحزب مسؤول قدر المستطاع عن الإسراع في تأليف الحكومة لأن البلد لا يحتمل، والوضع الاقتصادي سيئ جدا ولم يكن الموفد مستمعا فحسب بل هو طلب الى السياسيين ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة اختصاصيين من غير المنتمين حزبيا لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. واللافت أن المؤتمر الدولي الذي كان مأمولا عقده في باريس أصبح مرتبطا بتأليف الحكومة . ومطلب دوريل حكومة اختصاصيين غير حزبيين واضح ولا يحتمل قدوم وزراء بكمامات تحجب أنفاسهم السياسية كما أن الحال المتهالكة للشعب اللبناني ليست في وضعية تؤهلها انتظار مؤتمر التشاور الوطني "عريض المنكبين " الذي يقترحه رئيس الجمهورية.

ولماذا صحا عون اليوم على تشاور لأمة لا تجتمع على قوس قزح؟ إلا إذا كان الأمر من باب تمديد عمر الأزمة والعرقلة وانتظار وضوح الأوراق الأميركية المختلطة بين دونالد ترامب وجو بايدن فالرئيس الأميركي الجائح يمينا ويسارا ينفذ عمليات عزل سياسية وطرد وإزاحة وزراء وقادة أمنيين ..وهو يمني النفس بتغيير قواعد اللعبة الانتخابية في المحاكم والقضاء .. وإذا كان هناك من احتمال لعودة لترامب الى البيت الابيض فإن الاوراق اللبنانية ايضا تتبدل وتتردد لناحية السير في المبادرة الفرنسية . وعليه فإن الانتظار هو سيد الأحكام. وفي الزمن بدل الضائع يتحلى رئيس الجمهورية ويتسلى بالتدقيق الجنائي والمحاسبة والإصلاحات الموعودة وغيرها من مفردات لم يكن واردا تنفيذها طوال سنوات أربع من عمر العهد .

الى أن وصلنا الى الفصل الاخير من الولاية التي يطرح فيها رئيس البلاد معركة الإصلاح من دون تغيير لإبعاد الشبهات وإيهام الرأي العام أنه منغمس في الطحن الإصلاحي حتى آخر رمق فيما الواقع يشير الى أنه مع فريقه انغمسايون بالهدر وحماية الفساد مباشرة أو مواربة. وأحد أشكال الفساد يتمثل في توفير الحماية للمسؤول الأساسي عن انفجار المرفأ الذي بلغ يومه المئة من دون محاسبة وزير أو مدير رفيع المستوى أما الأشكال غير الظاهرة فتكمن في الاحتفاظ بالتشكيلات القضائية في علبة القصر ليس لأنها تشكيلات تنتقص الى المعايير بل لكونها حزمة أقصت القاضية غادة عون وأبعدت قضاة من التيار عن مراكز مصنفة رفيعة .

ومع ذلك يتشكي عون من الزبائنية السياسية التي يعطي بها الاخرين دروسا ..

وهذه هي الزئائنية بحد ذاتها .. فإذا كان عون يريد حماية جماعته في القضاء، وبري والحريري وجنبلاط وآخرون مشوا على الخط نفسه عندئذ: يحيا العدل في كنف الزبون السياسي .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

السعودية في عين العاصفة ، ومن باب الإرهاب ، في أقل من اسبوعين ثلاثة استهدافات:

فجر اليوم إطلاق النار على السفارة السعودية في لاهاي .

أمس عبوة استهدفت تجمعا للقناصل في جدة في ما يعرف "بمقبرة الخواجات"، خلال مراسم لإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى والتي شاركت فيها سفارات أجنبية بمدينة جدة.

تأتي هذه الإعتداءات، في وقت ترصد فيه المملكة أي تبدل عالمي في ظل نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية، فهل تعمد تنظيم داعش تحريك خلاياه في ذروة الإنهماك السعودي ؟

لبنانيا، محاولة فرنسية لأنعاش مبادرة الرئيس ماكرون ، من دون أن تعرف نسبة حظوظها في النجاح خصوصا في ظل المعطيات التي استجدت منذ عقوبات الخزانة الأميركية على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فإذا كانت العقوبات على الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس قد أطاحت أي امل بتشكيل حكومة الرئيس المعتذر مصطفى أديب، فهل تطيح العقوبات على باسيل الأمل بتشكيل حكومة الحريري ؟ ربما المقارنة غير دقيقة خصوصا ان الرئيس الحريري ليس في وارد الإعتذار .للتذكير ، فإن مؤتمر دعم لبنان الذي كان الرئيس ماكرون قد وعد بعقده هذا الشهر، يبدو أنه لم يعد واردا لأنه ارتبط بتشكيل الحكومة التي لم تتشكل بعد

في غضون ذلك ، وقبل نحو ثلاثين ساعة على بدء الإقفال العام، إرتفعت حرارة السجالات بين القطاعات التي يشملها الإقفال وبين الوزارات المعنية، إلى دلاجة أن بعض القطاعات جاهرت علنا بأنها لن تلتزم ... السبت لناظره قريب لتظهر نتيجة الكباش فهل تتراجع القطاعات، كما سبق وفعلت ؟ أم أنها هذه المرة بلغت مستوى " عالأرض يا حكم " وأصبح الإقفال بمثابة إقفال دائم ؟

فيما عداد كورونا بلغ اليوم 1874 إصابة .

لننتظر السبت، وفي الإنتظار، عداد الفساد لا يتوقف في لبنان.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 12 تشرين الثاني 2020

وطنية/الخميس 12 تشرين الثاني 2020

النهار

تردد ان صاحب مصرف سدد في مناسبة حزينة داخل العائلة 150 الف دولار نقدا ورغم ذلك فهو يحرم اي مودع 150 دولارا من رصيده.

يُنقل أنّ مرجعيات سياسية وحزبية، اتّخذت تدابير أمنية مشدّدة في تنقّلاتها، بعدما أُعلمت من جهات دولية فاعلة بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

تساءلت أكثر من جهة حول الموقف الذي أطلقه المسؤول الفلسطيني بسام أبو شريف، حول معلوماته عن قيام إسرائيل بعدوان على لبنان، والذي تقاطع مع معلومات فلسطينية أخرى صبّت في هذه الخانة.

الجمهورية

إرتفعت في الفترة الأخيرة شكوى أحد المستشارين من تجاوزات متتالية لدوره من قبل بعض من سمّاهم المتطفلين.

تترقب مرجعية طريقة إستثمار الأفرقاء في الداخل لقرار خارجي بحق رئيس تيار.

نُقل عن مرجع كبير قوله إنه لن يهدأ له بال قبل أن يُطيّر موظفاً كبيراً.

اللواء

حسب معلومات ثقة في بيروت، أن شركة توتال الفرنسية تتجه إلى وقف العمل في البلوك البحري 9!

ما يزال مقربون من شخصية كبيرة يعانون من حصار مفروض على ما يحصل على صعيد مشاورات التأليف لجهة المعلومات أو العقبات..

تنتظر أوساط المودعين، بعد سماع كلام مسؤول مالي رفيع، ترجمة عملية، في الثلث الأوّل من السنة الجديدة.

نداء الوطن

تساءلت شخصيات بيروتية عن أسباب عدم قيام محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود بالاتصال للاطمئنان الى خمسة اعضاء من مجلس بلدية بيروت مصابين بفيروس "كورونا".

يتردد أنّ مستشاراً سابقاً لمرجعية رئاسية، بصدد التحضير لإطلالات إعلامية جديدة قد ترفع من "دوز" السجال بينه وبين المرجعية.

عُلم أنّ قياديين في حزب بارز ينقسمون في الرأي حيال كيفية التعاطي مع شخصية حليفة، لا سيما بعد "كشف المستور" إزاء نظرتها للعلاقة مع الحزب.

الأنباء

يُبدي مرجع سياسي استياءً واضحاً من مسار ملف حيوي تتجاذبه المزايدات من قبل البعض ونوايا المماطلة من قبل البعض الآخر.

شخصيات عدة نُصحت بعدم استخدام علاقاتها الخارجية في قضية قانونية مستجدة.

البناء

قالت مصادر على صلة بالملف الحكومي إن العقدة الرئيسية بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تطال اسمين يطرحهما أحدهما مقابل اسمين يطرحهما الآخر لحقيبتين رئيسيتين وإن مشاريع التسوية في حال نجاحها ستعني انطلاق المسار الحكوميّ.

قالت مصادر على صلة بمؤتمر النازحين المنعقد في دمشق إن توصيات عملية ستصدر عن المؤتمر وقرارات إجرائيّة ستتعهّدها الدول المشاركة ستشكل نقطة بداية لمرحلة عمليّة يرجّح أن يكون موضوعها النازحون السوريون في لبنان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

العقوبات الأميركيّة تطال العائلة… ولا سلطة للقضاء اللبناني أمامها

جريدة الأنباء الكويتية/12 تشرين الثاني 2020

رأى الخبير القانوني والدستوري د. سعيد مالك، أن ما تقدم عليه الادارة الاميركية، وتحديدا وزارة الخزانة، من فرض عقوبات على شخصيات سياسية لبنانية، اتى تطبيقا لقانوني قيصر وماغنيتسكي، وهي قوانين صادرة عن الكونغرس ومجلس الشيوخ الاميركيين، وتعاقب على اساسها الادارة الاميركية كل شخص اقدم على فساد، او ارتكاب اعمال ضد الانسانية، او التعامل مع النظام السوري وحزب الله والمنظمات الارهابية، معتبرا بالتالي ان العقوبات الاميركية لا تستهدف فريقا معينا او شخصية سياسية معينة، بقدر ما هي آلية قانونية لمعاقبة الفاسدين والمتعاملين مع الارهاب. ولفت مالك في حديث لـ «الأنباء» الى ان الادارة الاميركية تطبق العقوبات داخل اراضيها، انما ضمن اطار النظام المصرفي، وبالتالي فإن اي معاملة تأتي لمصلحة الشخصية المعاقبة ايا تكن جنسيتها تجمد، على ان يلحق العقاب او القصاص كل حكومة او مصرف او مؤسسة تتعامل معها او تسهل امورها، وبالتالي هي عقوبات لا تتعارض مع سيادة الدولة التي تنتمي اليها الشخصية المعاقبة، مشيرا على سبيل المثال إلى ان ما تملكه الشخصية المعاقبة من املاك واصول وعقارات داخل لبنان، ليس باستطاعة الادارة الاميركية حجزها او التنفيذ عليها. واستطرادا، لفت مالك الى ان العقوبات تطال من حيث المبدأ صاحب العلاقة وعائلته الصغرى، لكن اذا تبين في التحقيقات والمتابعة ان لأي من افراد عائلته الآخرين اموالا مشبوهة المصدر، او ان صاحب الحق الاقتصادي لهذه الاموال هو الشخص المدان او اللاحقة به العقوبة، تجمد ايضا وتلحق بها مفاعيل العقوبة نفسها.

وردا على سؤال، أكد مالك انه ليس باستطاعة القضاء اللبناني ان يطعن بإجراءات ما يسمى بقرار العقوبات الاميركية على الوزراء السابقين جبران باسيل وعلي حسن خليل ويوسف فنيانوس، لان القرار الصادر عن الادارة الاميركية وتحديدا وزارة الخزانة، قابل للاستئناف امام المحاكم الاميركية فقط، وبالتالي على الشخص المدان ان يراجع ويلاحق ملفه، وان يستأنف قرار ادانته داخل الولايات المتحدة. وعن امكانية استجابة الادارة الاميركية لطلب رئيس الجمهورية ميشال عون، بتزويده بالمستندات التي على اساسها تمت ادانة صهره جبران باسيل، أكد مالك ان الامر يعود الى الوساطات الديبلوماسية والخارجية بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية، علما انه ليس هناك اي نص قانوني يلزم وزارة الخزانة الاميركية، تزويد السلطات اللبنانية وضمن القنوات الديبلوماسية بالمستندات موضوع طلب الرئاسة، لكن في حال تقدم باسيل بدعوى طعن امام المحاكم الاميركية، تصبح وزارة الخزانة الاميركية ملزمة بإبلاغ باسيل بكافة الاوراق والمستندات التي على اساسها تمت ادانته.

 

بيان الهيئة العامة لحركة المبادرة

12 تشرين الثاني 2020

عقدت الهيئة العامة لحركة المبادرة من أجل برنامج مرحلي مشترك اجتماعها الدوري وعرضت لمؤتمرها التأسيسي الذي انعقد في نقابة الصحافة، وقرر المجتمعون المباشرة عبر لجان المُتابعة التحضير لخلوة ثانية تُعقد في النصف الأول من الشهر المُقبل وأصدرت البيان التالي:

اولاً:  أطل علينا السيد حسن نصرالله وكأنه الحاكم بأمر الله إذ شجّع هذا لأنه رفض عرضاً أميركياً مقابل رفع العقوبات عنه بسبب الفساد، وتوجه إلى رئيس الحكومة المكلّف ومعه الطبقة السياسية ليطالبهم بتشكيل حكومة وفقاً لشروطه.

ثانياً: قارب السيد نصرالله مواضيع عديدة وأدّعى أن الدولة ترسّم الحدود ليتبيّن أنه هو المفاوض الحقيقي بينما يترك الشكل للآخرين.

ثالثاً: إلتزمت المبادرة الوطنية الدفاع عن الدستور والحفاظ على الجمهورية. وما يحصل في لبنان اليوم هو خروج عن الدستور ونسفٌ للجمهورية. وعليه تطلب حركة المبادرة من كل الشعب اللبناني ممارسة كل أنواع الضغط الديموقراطي للإلتزام بالدستور وإسقاط السلطة كلها من دون تفرقة أو تمييز بين رئيس ورئيس.

 

النهار: هل يكسر موفد ماكرون مخطط تعطيل الحكومة؟

النهار/الخميس 12 تشرين الثاني 2020

إذا كانت زيارتان استثنائيتان بكل المعايير للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت بعد انفجار 4 آب مع كل ما رافقهما من قطع التزامات وتعهدات للمسؤولين الرسميين وزعماء الأحزاب والقوى السياسية ورؤساء الكتل النيابية لم تؤد جميعها بعد اكثر من ثلاثة اشهر الى كسر محظور انتقال لبنان من ضفة الغرق المطرد في الانهيار، الى ضفة وقف الاندفاع نحو الهاوية القاتلة عبر تشكيل حكومة انقاذية جديدة، فهل سيوفق موفد الرئيس الفرنسي الآن في كسر مخطط التعطيل؟ السؤال بدا بديهيا مع وصول مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل مساء امس الى بيروت وسط ارتفاع سقوف التشاؤم في إمكانات حلحلة الانسداد الذي يحكم مسار تأليف الحكومة الى الذروة. ومع بدء الديبلوماسي الفرنسي تحركا يتسم باتساع مروحة اللقاءات التي سيجريها، رسمت زيارة موفد الرئيس ماكرون مجددا علامات الاستفهام الكبيرة حول المحاذير التي يمكن ان تزداد وتتفاقم في حال لمس دوريل عقم المحاولات المتكررة لخرق التعقيدات السياسية اللبنانية بما يرتب عودته الى باريس بمعطيات من شأنها ان تثير هذه المرة ردة فعل فرنسية بالغة السلبية تبدأ مع خسارة مؤتمر الدعم الدولي الذي يعد الرئيس الفرنسي لتنظيمه بعد فترة. ذلك ان التناقضات الواسعة طبعت المعطيات المتداولة بين الكواليس السياسية حول حقيقة ما بلغه مسار تأليف الحكومة في ظل التعقيدات المتفاقمة في الأيام الأخيرة. وإذ تجمع الأوساط المطلعة على هذه التعقيدات على استبعاد أي خرق إيجابي في جدار التعقيد، فان بعض المصادر تحدث امس عن ملامح تبديل في الأجواء المتشائمة ربما تساعد زيارة الموفد الفرنسي في تثبيتها وتوسيع اطارها في الأيام المقبلة. وبدا نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي شديد التفاؤل حين تحدث توقع اتفاقا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على شكل الحكومة وعدد الحقائب كما على الأسماء هذا الأسبوع.

وأشارت المعلومات الى ان الموفد الفرنسي باتريك دوريل سيلتقي بمروحة واسعة من الشخصيات تبدأ بالرؤساء الثلاثة ومن ثم رؤساء الكتل النيابية الثمانية الذين التقاهم الرئيس ماكرون في قصر الصنوبر خلال زيارتيه لبيروت غداة انفجار 4 آب وفي اول أيلول. وتشير المعلومات الى ان دوريل سيستوضح من المسؤولين الرسميين والسياسيين رؤيتهم وتفسيرهم للأسباب التي حالت حتى الآن دون تشكيل "حكومة المهمة" التي نصت عليها المبادرة الفرنسية وتاليا الأسباب التي افشلت بعد ثلاثة اشهر امكان تشكيل حكومة تنسجم مع تعهدات المسؤولين اللبنانيين بتنفيذ سائر مندرجات المبادرة الفرنسية التي اتفق عليها في اجتماع قصر الصنوبر في الأول من أيلول. ولفتت المعلومات الى ان الجانب الأشد اثارة للحذر في ما تردد عن مهمة الموفد الفرنسي يتعلق باحتمال ان ينقل الى المسؤولين الرسميين والسياسيين تحذيرا من امكان تأثر التحضيرات الجارية في فرنسا لتنظيم مؤتمر دولي للدعم الاقتصادي للبنان بعد فترة في حال عدم تجاوز التعقيدات الماثلة امام تشكيل الحكومة وتاليا تحويل هذا المؤتمر الى منتدى دولي لتقديم المساعدات الإنسانية المختلفة الى المجتمع المدني في لبنان بدل دعم الدولة في النهوض الاقتصادي. وذهب بعض المصادر الى ان الرئيس ماكرون لم يرسل موفده لاعادة ترداد المواقف الفرنسية الثابتة التي يعرفها السياسيون اللبنانيون، لان الرئيس الفرنسي متمسك بمبادرته اكثر من أي وقت مضى بدليل ان ايفاد مبعوث رئاسي الى بيروت وسط كل الانشغالات الفرنسية الطارئة يشكل رسالة حاسمة حيال استمرار انقاذ لبنان ودعمه من الأولويات الفرنسية. ولكن ذلك لن يحجب احتمال قيام ردة فعل سلبية قوية من جانب ماكرون هذه المرة خصوصا اذا خيبته الحسابات السياسية اللبنانية الضيقة الأفق بما يرتب واقعا آخر لن تبقى معه مقاربات باريس مرنة بل ستتجاوز الأطر التقليدية الى مقاربات صارمة. وفي غضون ذلك اكدت المعلومات المواكبة لزيارة الموفد الفرنسي ان الرئيس ماكرون لا يزال يدرج زيارته المقررة للبنان خلال شهر كانون الأول المقبل على جدول أعماله وان هذه الزيارة لم تلغ خصوصا ان ماكرون سيقوم خلالها بزيارة القوة الفرنسية العاملة ضمن قوات اليونيفيل في الجنوب.

وفي اطار التحركات السياسية الداخلية التقى امس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في عين التينة.

لبنان يخرق المقاطعة !

ووسط الانسداد الحاصل في مسار تأليف الحكومة، وجدت السلطة في الواقع الانتقالي الحالي الفرصة المناسبة لاعادة تقديم نفسها في اطار سلطة أحادية تتبع سياسات محورية اذ سجل خرق لبنان للمقاطعة العربية والأوروبية والأميركية للمشاركة في مؤتمر إعادة النازحين السوريين الذي عقد امس في دمشق. واوفدت حكومة تصريف الاعمال وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية لتمثيل لبنان في المؤتمر حيث ألقى كلمة تحدث فيها عن الخطة التي اقرتها الحكومة اللبنانية لعودة النازحين السوريين الى بلادهم "بتوافق مع المعايير الدولية بما يضمن حق النازح في العودة محفوظ الكرامة بالتنسيق مع الدولة السورية وبرعاية المجتمع الدولي ". كما ألقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه كلمة عبر الفيديو داعيا الى "تكثيف الجهود الدولية لتامين العودة الآمنة للنازحين السوريين وعدم ربطها بالحل السياسي ".

الجولة الرابعة

في غضون ذلك بدا ان نتائج الجولة الرابعة من المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة في الناقورة لترسيم الحدود البحرية خالفت التوقعات التي استبقتها وتحدثت عن احتمال تعليق المفاوضات بعد هذه الجولة. ومع ان التقارير القليلة التي تسربت عن الجولة اشارت الى انها كانت شديدة الحساسية والصعوبة، اعلن بيان مشترك لحكومة الولايات المتحدة ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان ان ممثلي حكومتي لبنان وإسرائيل "أجروا مفاوضات مثمرة… ولا تزال الولايات المتحدة والأمم المتحدة تأملان في ان تؤدي هذه المفاوضات الى حل طال انتظاره ". وأشار البيان الى ان الطرفين التزما مواصلة المفاوضات في أوائل كانون الأول المقبل. وأفادت تقارير ان الوفد اللبناني قدم مستندات وخرائط تثبت حق لبنان في حدوده البحرية ومساحته البحرية البالغة 2290 كيلومترا مربعا فيما تسلح الجانب الإسرائيلي بان المفاوضات انطلقت على أساس 860 كيلومترا مربعا للبنان الامر الذي لا يخول الجانب الإسرائيلي البحث في مساحة أخرى .

نصرالله

وفي سياق متصل شدد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمته مساء امس على ان "الدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية تقرر الحدود البرية والبحرية للبنان ونحن في المقاومة لا ندخل في مسالة ترسيم الحدود والمقاومة تلتزم ما تحدده الدولة وتعتبر ان من واجبها ان تدافع عن هذه الحدود". وقال "ان الدولة اللبنانية هي التي قالت ان مزارع شبعا محتلة وان تلال كفرشوبا لبنانية وان هناك جزءا لبنانيا من بلدة الغجر ولسنا نحن كمقاومة من فرض هذا الامر". واعتبر ان "المقاومة في لبنان تنقل للمرة الأولى العدو الإسرائيلي من موقع الهجوم الى موقع الدفاع " واكد ثقته برئيس الجمهورية وادارته لملف التفاوض مشيدا بصلابته. ودعا إلى عدم تعليق امال على السياسات الأميركية سواء كانت ديموقراطية ام جمهورية "لان السياسة الأميركية هي سياسة إسرائيلية". ولكنه اعرب عن "فرحه الشخصي بالسقوط المذل لترامب على يد شعبه ". وتطرق إلى العقوبات الأميركية على النائب جبران باسيل فرأى انه امام فشل كل مسارات الاميركيين لم يتبق لهم سوى مسار العقوبات على أصدقاء وحلفاء حزب الله والهدف من العقوبات الضغط النفسي وتحريض بيئة المقاومة وجمع المعلومات وتجنيد العملاء ". وقال ان البعض في الداخل اللبناني حرض على باسيل لحسابات شخصية وسياسية وهذه خطوة كبيرة وأبلغته ان حزب الله لا يريد أذية التيار الوطني الحر. وأشاد نصرالله بحرارة بموقف باسيل وقال " العقوبات انتقاص من السيادة ولا اقبل تصنيف أي من خصومنا بالفاسد والإرهابي من قبل اميركا .. ان موقف الوزير باسيل شجاع ووطني ويبنى عليه في الادبيات السياسية اللبنانية .والرد على العقوبات هو تطوير العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر ".

 

جديد بسبب “التلحيم”… وسقوط قتيل!

إم تي في اللبنانية/12 تشرين الثاني 2020

سقط قتيل وثلاثة جرحى جراء انفجار، إثر قيام عمال سوريين بعملية تلحيم بالقرب من مخمر لـ”المانغا”.وعلى الفور، حضرت الاجهزة الامنية الى المكان وفتحت تحقيقاً بالحادث وكذلك حضر الدفاع المدني الى المكان وتمّ نقل الجثة والجرحى الى مستشفى البقاع.

 

لا اتّفاق بين عون والحريري حكومياً

الانباء الالكترونية/12 تشرين الثاني 2020

أكّدت مصادر مراقِبة عبر جريدة الأنباء الإلكترونية، أن الأمور بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحتاج إلى مزيد من التشاور، وأن “لا اتفاق بينهما بعد في ظل طروحات متناقضة لكل منهما، واللقاءات بينهما تنتهي من دون أن تسفر عن أي نتيجة، والاتفاق الوحيد هو بنهاية كل لقاء على استئناف اللقاءات والاتصالات”.

 

رد الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد على كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله

ال بي سي/12 تشرين الثاني 2020

لقد طالعنا الشيخ نصر الله بأمثولات عن الديمقراطية متناسياً ما سببه سلاحه المدمر من ويلات ودمار على بيروت وأهلها، والتي لم تجف بعد دماء شهدائها الأبرار، وبدروس عن الوطنية، وهو الذي تباهى يوما ما ضارباً الدستور اللبناني بعرض الحائط باعترافه بقبول المال والسلاح من دولة أجنبية. اما عن "الغرف السوداء"، فنقول لك إن منبع معطياتي أتى من "النور المشرق" والغرف السوداء التي تنسبونها للشرفاء ليست الا جزئا من مدرستكم التي اتقنتم حياكتها في ألاقيية الظلامية. أضاف رياشي، اما عن نكرانك مسألة وجود اتصالات مع الإسرائيليين، فإننا نعود ونكرر أن ما ذكرناه أتى نقلاً عن لسان مرجعية "رسمية عليا" عبرّت عن تساؤلها عن احتمال وجود إسرائيليين في اللقاءات التي عقدناها مع طرفه والتي لوحظ عدم نفيك حدوث هذه اللقاءات... كما نعود ونؤكد، تابع رياشي، حصول لقاءات بين الإيرانيين والإسرائيليين ونقول لك: إنها مصيبة إن كنت تعلم والمصيبة أكبر إذا كنت لا تعلم... واستغرب رياشي كلام نصر الله عن عدم وجوب الرد، "إنه لأمر عجيب، فإن كانت هذه المسألة لا تستحق الرد، فلماذا تقوم بالتعليق والرد عليها؟!! وختم رياشي، أن النكران لن يعود عليك وعلى الإيرانيين بشيء والايام المقبلة كافية لتبيان الحقائق الصادمة لما يسمى "بمحور الممانعة".

 

7 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي لمتضرّري تفجير المرفأ

المدن/12 تشرين الثاني/2020

عَمَدَ المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات المادية والعينية لمتضرّري تفجير مرفأ بيروت، لتمكينهم من تفادي تداعيات التفجير، وتحديداً على صعيد تأهيل المساكن المتضررة، أو تأمين مساكن جديدة. وفي الإطار عينه، "خصَّصَ الاتحاد الأوروبي 7 ملايين يورو كتمويل إضافي من أجل توفير الدعم السكني لآلاف الأشخاص المتضررين". وذلك، عن طريق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وسيستفيد من هذه المساعدة "أكثر من 10 آلاف و500 شخص من المجتمعات الأكثر تضرراً"، وفق بيان للمفوّضية. وستشمل الأعمال المستهدفة "عمليات تصليح طفيفة وأعمال ترميم بسيطة".ولفتت المفوضيّة النظر إلى أنَّ دعم الاتحاد الأوروبي يُمَكِّنها من "التدَخُّل لتصليح المساكن عبر أعمال الترميم أو استبدال النوافذ والأبواب المتضررة، وإعادة تأهيل أكثر جوهرية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالكهرباء والمياه والصرف الصحي والتبليط والتلييس، وأشغال البناء الصغرى وغيرها من الأعمال".

 

لهذا يتمسك الثنائي بوزارة المالية التي يتبرع بها الحريري !

الإندبندنت العربية/12 تشرين الثاني 2020

تشير بعض المصادر القريبة من “مصرف لبنان المركزي” إلى أن حجم الاقتصاد الموازي الذي يسيطر عليه حسب الله يتجاوز الـ 50 في المئة من الاقتصاد اللبناني في عام 2020، مع استفحال الأزمة الاقتصادية وتحول العمليات التجارية إلى سوق النقد، مع الشح الحاصل في العملات الأجنبية، مشيرة إلى أن السوق الموازية تتخطى الحدود اللبنانية بحيث بات يطلق عليها اسم “السوق المشرقية”، نظراً إلى وجود دورة اقتصادية متكاملة غير شرعية يقيمها “حسب الله” في لبنان، بالارتباط مع النظام السوري وميليشيات “الحشد الشعبي” في العراق وصولاً إلى طهران عبر “الكوريدور” (الممر) البري الذي يصل سواحل المتوسط بإيران. وكشفت المصادر عينها أن الكتلة المالية النقدية التي تدور في هذا السوق تقدر بـ 17 مليار دولار، وهي تمول نشاط الحزب في لبنان وبعض حاجات النظام السوري وميليشيات “الحشد الشعبي” العراقي و”الحرس الثوري” الإيراني.

 

نقابة المحامين استهجنت تمديد فترة تزويد شركة A&M بالمعلومات: مستمرون بمتابعة موضوع التدقيق المالي الجنائي عن قرب

وطنية - الخميس 12 تشرين الثاني 2020

أكدت نقابة المحامين في بيروت ببيان، أنها "مستمرة في متابعة موضوع التدقيق المالي الجنائي عن قرب". ولفت البيان الى أنه "في ضوء زحمة المراسلات والبيانات العقيمة المتبادلة والتي أضحت أمرا غير مقبولا ومرفوضا، وفي ضوء استمرار التعثر في المضي قدما بهذا التدقيق، المكلفة بإجرائه شركة Alvarez&Marsal في حسابات المصرف المركزي وأنشطته، تذكر النقابة بأهمية هذا التدقيق الذي يرمي إلى كشف المستور واكتشاف عمليات الغش والتزوير واختلاس الأموال العامة وسائر الجرائم التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم من سوء وترد وإنهيار". وحذرت النقابة "المعنيين السياسيين والماليين على حد سواء، من مغبة التلهي بالحجج والذرائع الواهية لتقطيع الوقت والإنزلاق نحو "تفشيل" عملية التدقيق والعدول عنها بعد إيصالها إلى طريق مسدود"، مشيرة الى أن "تعقيد الموضوع يرفع منسوب الشك بنية السلطة السياسية في تمييع عملية التدقيق الجنائي المالي وذلك عبر تمديد فترة تزويد المعلومات من قبل مصرف لبنان إلى شركة A&M إلى ثلاثة أشهر، وهو الأمر المستهجن وغير المفهوم من الناحيتين التقنية والقانونية:

- أولا: تقنيا، هذه المعلومات تقتضي بضع ساعات لتحضيرها، فلا حاجة الى ثلاثة أشهر إطلاقا.

- ثانيا: قانونيا، إن مبدأ الشفافية على ادارة المال العام يفرض تخطي كل المناظرات القانونية حول جواز او عدم جواز تطبيق السرية المصرفية على المال العام حتى ولو أن الرأي الراجح يذهب باتجاه عدم جواز تطبيق السرية المصرفية على المال العام، هذا بالإضافة إلى أن السلطة التشريعية يمكنها حسم الجدل القائم، من خلال اقتراح وإقرار قانون معجل مكرر لتعديل ما يقتضي تعديله من تشريعات ذات الصلة بنص صريح بعدم الإعتداد بالسرية المصرفية على حسابات القطاع العام لدى مصرف لبنان وتجاه كل ما له علاقة بالمال العام بغض النظر عن الجهة المعنية، على أن يكون هذا التعديل محصور التطبيق بعملية التدقيق الجنائي توصلا الى المساءلة الواجبة في ضوء نتائجه". وأكدت النقابة أن "لا مصلحة تعلو على مصلحة البلاد والمواطنين، وعلى أولياء الشأن التواصل والتنسيق لتذليل المعوقات ورفع الموانع عند الإقتضاء تسهيلا لمهمة شركة Alvarez & Marsal كي تنهي مهامها على أكمل وجه، في وقت قصير، فيصار في ما بعد إلى تقييم وتحليل النتائج ليبنى على الشيء مقتضاه. كما أكدت أن "التاريخ لن يرحم، وستبقى نقابة المحامين في بيروت بالمرصاد".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

ما فرص ترامب في الانقلاب والبقاء لولاية ثانية؟

تلفزيون المر/12 تشرين الثاني 2020

بعد نحو أسبوع من إعلان فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية، لا يزال الرئيس دونالد ترامب، ومعه الجمهوريون، رافضين للنتائج التي تشير إلى هزيمتهم، وعازمين على ما يبدو على خوض صراع قوي للبقاء في السلطة. والثلاثاء قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إنه: "سيكون هناك انتقال سلس للسلطة"، لكن المفاجئ أنه أكد أن هذا الانتقال سيكون "لولاية ثانية لترامب"، الخاسر حسابيا في الانتخابات. وفي إشارة إلى "نظرة أخرى" على نتائج الانتخابات، سمح المدعي العام الأميركي وليام بار للمدعين الفيدراليين، البدء في التحقيق في المخالفات الانتخابية، وهي خطوة دفعت رئيس وحدة جرائم الانتخابات في وزارة العدل إلى التنحي عن منصبه. وتشير كل الدلائل إلى أن ترامب سيلجأ إلى كافة الحيل القانونية للبقاء في السلطة، مع استمرار إصراره على رفض نتيجة الانتخابات الرئاسية والتشكيك في فوز بايدن بها. ومن المتوقع أن يفوز بايدن بأكثر من 270 صوتا انتخابيا في المجمع الانتخابي، وهو ما يحتاجه ليصبح رئيسا.

لكن هناك نظرية قانونية طرحها الجمهوريون قبل الانتخابات، مفادها أن المجالس التشريعية الصديقة لحزبهم، في ولايات مثل ميشيغن وويسكونسن وبنسلفانيا، يمكن أن تتجاهل التصويت الشعبي في ولاياتها وتعين ناخبيها، وفقا لتقرير صحيفة "غارديان" البريطانية.

ويسمح القانون الفيدرالي للمشرعين بالقيام بذلك، إذا "فشلت الولايات في اتخاذ قرار" بحلول يوم اجتماع الهيئة الانتخابية، لكن لا يوجد دليل على ارتكاب مخالفات في أي ولاية. وقال أستاذ القانون ريتشارد هاسن، إنه "ليس هناك أي مسار دستوري معقول لترامب للمضي قدما للبقاء رئيسا، باستثناء أدلة جديدة على فشل هائل في نظام الانتخابات في ولايات متعددة". ويرى متخصصون في الانتخابات أن محاولة استخدام المجالس التشريعية للولاية للالتفاف على أصوات الناخبين، ربما يتسبب في احتجاجات شديدة، وأزمة حقيقية للديمقراطية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وقال أستاذ القانون في جامعة نيويورك ريتشارد بيلدس، إن: "المفارقة أو المأساة، هي أننا نجحنا في إجراء انتخابات سلسة للغاية، مع إقبال قياسي في ظل ظروف صعبة للغاية، ومع ذلك فإن جزءا كبيرا من مؤيدي ترامب مقتنعون الآن بأن العملية كانت معيبة". يبدو أنه ليس كل الجمهوريين متفقون مع ترامب في مسعاه لاستعادة السلطة، فبعد وقت قصير من يوم الانتخابات أشار جيك كورمان أكبر جمهوري في مجلس الشيوخ بولاية بنسلفانيا، إلى أن حزبه "سيتبع القانون" في الولاية، الأمر الذي يتطلب اختيار الناخبين عبر الفائز في التصويت الشعبي. وفي مقال نُشر في أكتوبر الماضي، قال كورمان إن المجلس التشريعي للولاية "ليس له ولن يكون له يد في اختيار ناخبي رئيس الولاية، أو في تقرير نتيجة الانتخابات الرئاسية". لكن الجمهوريين في المجلس التشريعي لبنسلفانيا أعربوا عن رغبتهم في التحقيق في مزاعم التزوير، ورغم عدم وجود أدلة حول مخالفات في الولاية فإن هذه الخطوة مثيرة للقلق، لأنها قد تكون بداية لمحاولة تقويض نتائج التصويت الشعبي في بنسلفانيا. ويجري المجلس التشريعي الذي يقوده الجمهوريون في ميشيغن تحقيقا في الانتخابات، وكذلك الجمهوريون في ويسكونسن، ولا يوجد دليل على مخالفات في أي من المكانين. ورفعت حملة ترامب عددا كبيرا من الدعاوى بعد إعلان فوز بايدن، ولا يبدو أن الغرض من هذه الدعاوى هو قلب نتائج الانتخابات فعليا، لكن محاولة خلق حالة من البلبلة وعدم اليقين، تقود إلى التحقيق في نتائج الفرز.

 

تقرير أمريكي يكشف مفاجأة: نظام الأسد يتلقى دعمًا من شركات وهمية في لبنان

الدرر الشامية/12 تشرين الثاني 2020

كشف تقرير أمريكي عن مفاجأة بتلقي نظام الأسد دعمًا من شركات وهمية تتخذ من لبنان مقرًّا لها، لمواجهة العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام في سوريا. وأكد موقع "الحرة" أن 13 شركة مقاولات متواجدة في لبنان تعمل لصالح نظام الأسد من خلال السماح للمستثمرين الدوليين بالدخول والمساهمة في إعادة إعمار سوريا دون الخوف من أن تطالهم العقوبات الأمريكية. وذكر الموقع تفاصيل إحدى هذه الشركات وهي "سيلزار" التي يملكها طارق وكمال المدني، وأن عقودها في سجلها خالية ببعض بنودها من أية معلومات. وبحسب المصدر فإن الشركة المذكورة تختص بأعمال النفط في سوريا، ولا يعتمد الأسد عليها لوحدها، إنما يعتمد على شركات لبنانية لشركاء غالبهم من لبنان، للالتفاف على العقوبات الأمريكية. كما ذكر الموقع شركة "أي أف للمقاولات"، وشركتي الاتحاد للبترول وش. م. ل وأويل ستريم أوفشور ش. م. ل، ويمتلك عضو مجلس الشعب التابع للنظام صبحي عياش حصصًا في الأخيرتين. ولفت الموقع المذكور أن كل تلك الشركات لم تذكر أي اتفاقات أو عقود أو قيود وذلك بعد المقارنة مع السجلات لتلك الشركات على السجل التجاري اللبناني. ونقل الموقع عن أيمن عبد النور مدير منصة "كلنا شركاء" أن لبنان أصبح المكان الرئيسي لتبييض الأموال والمصدر لضخ العملة الصعبة إلى مناطق النظام. وكان رئيس النظام بشار الأسد أدلى بتصريحات سابقة اتّهم فيها البنوك اللبنانية بالتسبب بالأزمة الاقتصادية التي تعصف بنظامه، وهو ما أثار ضجة واسعة ضده في لبنان.

 

بايدن يعزي عائلات ضحايا تحطم مروحية حفظ السلام/قوات حفظ السلام تشكلت بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 وتتولى مهام مراقبة تنفيذ البنود

دبي - العربية.نت/12 تشرين الثاني 2020

قدّم الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، الخميس، تعازيه لعائلات ضحايا تحطم مروحية حفظ السلام المصرية قبالة شرم الشيخ. وكتب الرئيس تغريدة عبر تويتر قال فيها: "أتقدم بأحر التعازي لذوي ضحايا قوات حفظ السلام بمن فيهم 6 من أفراد الخدمة الأميركية الذين لقوا حتفهم، وأتمنى الشفاء العاجل للأميركيين المصابيين. أشارك الجميع الحزن". وكانت مصادر "العربية/الحدث"، قد أفادت بمقتل 7 جنود من القوة الدولية المكلفة بمراقبة السلام بين مصر وإسرائيل، إثر تحطم مروحيتهم بالقرب من مدينة شرم الشيخ المصرية. وتبين أن الجنود القتلى هم 5 أميركيين وفرنسي وتشيكي. وأشارت تقارير أولية إلى أن أسباب فنية أدلت إلى تحطم المروحية الأممية، كاشفة عن تشكيل فريق تحقيق متعدد الجنسيات لبحث ملابسات الحادث ومعرفة أسبابه. يذكر أن قوات حفظ السلام شكلت بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وتتولى مهام مراقبة تنفيذ بنود المعاهدة والتزام البلدين بالأحكام الواردة فيها.

و تشارك فيها قوات من الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وكولومبيا وجمهورية التشيك وفيجي وفرنسا وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا والنرويج وبريطانيا وأوروجواي.

 

مخطط لهجمات إرهابية.. السلطات الألمانية تستنفر/منذ العام الماضي عززت السلطات الألمانية مراقبتها لحركة اليمين المتطرف السري في البلاد

دبي - العربية.نت/12 تشرين الثاني 2020

وفقاً لمصادر أمنية، وجه المدعي العام الفدرالي في ألمانيا، الاتهام إلى 12 موقوفا من اليمين المتطرف، بالتورط في مخطط لشن "هجمات إرهابية" تستهدف سياسيين ولاجئين ومسلمين. في التفاصيل، اعتقلت السلطات الألمانية 12 مشتبهاً بهم كانوا قد اعتقلوا في مداهمات شملت معظم المناطق في البلاد، في فبراير/شباط الماضي، واتهم 11 منهم بالانتماء إلى منظمة إرهابية وانتهاك قانون السلاح، والأخير بدعم مجموعة إرهابية. كما جرت الاعتقالات بعد حملات دهم قامت بها وحدات خاصة وشملت 13 موقعا في 6 ولايات إلمانية، وقال مدعون فدراليون حينها، إن المشتبه بهم الأربعة الأساسيين خططوا لإثارة "وضع شبيه بالحرب الأهلية من خلال هجمات غير محددة حتى الآن على سياسيين وطالبي لجوء ومسلمين"، بحسب تعبيرهم.وأضافوا أن المشتبه بهم يُعتقد أنهم أسسوا "منظمة إرهابية " بهدف "زعزعة استقرار وإسقاط" النظام الديموقراطي في ألمانيا، مؤكدين أن هناك 8 مشتبه بهم آخرين يُزعم أنهم توافقوا على "تقديم الدعم المالي للجماعة أو تزويدها بالأسلحة أو المشاركة في هجمات مستقبلية".وأشار الادعاء إلى أنه من أجل التخطيط لهجماتهم، عقدت المجموعة اجتماعات بشكل منتظم بتنسيق وتنظيم اثنين من المشتبه بهم الرئيسيين تم تعريفهما باسمي "فيرنر اس" و"توني اي". وتواصل المشتبه بهم وجميعهم من الألمان مع بعضهم البعض عبر استخدام تطبيقات المراسلة. يشار إلى أن السلطات الألمانية كانت عززت مراقبتها لحركة اليمين المتطرف السري في البلاد منذ مقتل السياسي المحلي المحافظ والتر لوبكي في يونيو 2019، والهجوم على كنيس يهودي في مدينة هالي شرقي البلاد في أكتوبر من العام الماضي.

 

روسيا تكرر: تركيا فهمت خطأ.. قواتنا فقط ستنتشر بكاراباخ/السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد "ستتم تسوية الفروق الدقيقة والخلافات التي تنشأ حول قضية الإقليم خلال الحوار مع الأتراك

العربية.نت- وكالات/12 تشرين الثاني 2020

جددت روسيا الخميس تأكيدها على وجود خلافات بينها وبين تركيا حول إقليم ناغورني كاراباخ، على الرغم من التوصل إلى اتفاق بين كل من أذربيجيان وأرمينيا وروسيا وضع حدا لاستمرار النزاع العنيف الذي انطلق منذ 27 سبتمبر الماضي، معتبرة أن تركيا فهمت خطأ مسألة نشر قوات حفظ السلام في المنطقة.

وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ستتم تسوية الفروق الدقيقة والخلافات التي تنشأ حول قضية الإقليم خلال الحوار مع الأتراك". كما أضاف في بيان "كانت لدينا وجهات نظر مختلفة منذ البداية... روسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة والرؤساء المشاركون وفرنسا ودول أوروبية أخرى مؤيدون مقتنعون للنهج القائل بأنه لا يوجد بديل لتسوية الصراع في كاراباخ بالطرق السياسية والدبلوماسية، ونحن نتمسك بوجهة النظر هذه، في حين تتمسك تركيا بوجهة نظر مختلفة"، في إشارة إلى تلميح وزير الدفاع التركي في وقت سابق اليوم بأن قوات بلاده ستشارك في قوات حفظ السلام التي اتفق على نشرها في الإقليم الانفصالي الذي تسكنه أغلبية من أصول أرمنية. بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، اليوم أنه لن يكون هناك أي جنود أتراك لحفظ السلام في الإقليم. وقال خلال مؤتمر صحفي مع عدة وكالات أجنبية وروسية: "لدينا مهام مشتركة مع تركيا، كما قلت سابقا، لمراقبة الوضع الموضوعي في منطقة عملية حفظ السلام من الجانب الأذربيجاني عن طريق المراقبة الفنية. لكن تنفيذ العملية يتم حصراً من قبل وحدة القوات المسلحة الروسية. لا يوجد أي غموض هنا. شركاؤنا الأتراك يفهمون هذا". يذكر أن الكرملين كان أكد الثلاثاء أيضا أن البيان الثلاثي لزعماء روسيا وأذربيجان وأرمينيا حول وقف القتال في إقليم ناغورنو كاراباخ لا يتضمن أي إشارة إلى إمكانية نشر قوات حفظ سلام تركية في الإقليم

وأعلن الجيش الروسي، الأربعاء، أن قواته لحفظ السلام انتشرت في ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا بمنطقة كاراباخ الانفصالية، إثر اتفاق وقف القتال الموقع مع أذربيجان يوم الاثنين. وقال الجنرال الروسي سيرغي رودسكي في بيان إن نحو 400 من أصل 1960 جندي سلام روسيا، يفترض أن ينتشروا بين الأرمن والأذربيجانيين في الأيام المقبلة، وصلوا إلى أرمينيا. وينص الاتفاق الموقع بين يريفان وموسكو وباكو على نشر هذه القوات تدريجياً مع انسحاب القوات الأرمينية من الأراضي التي ستعود لسيطرة أذربيجان المنتصرة عسكرياً في النزاع الدامي الذي استمر ستة أسابيع لاستعادة السيطرة على منطقة كاراباخ الانفصالية وسبعة أقاليم محاذية خارجة عن سيادتها منذ تسعينيات القرن الماضي. إلى ذلك، ستستعيد باكو، بموجب الاتفاق، الأقاليم السبعة وجزءا صغيرا من ناغورنو كاراباخ. وستستمر الجمهورية المعلنة من جانب واحد في ناغورنو بحماية الجنود الروس وانتشارهم عند خط الجبهة. بينما يحمي الجيش الروسي خصوصا ممر لاتشين، طريق التموين الوحيد بين كاراباخ وأرمينيا. كما ستقام مراكز مراقبة روسية، اعتباراً من اليوم الخميس في جنوب الإقليم.

 

دون توضيح.. روحاني: سياسة الضغط الأميركية على وشك الانتهاء/قال إن كل المؤشرات الآتية من أميركا وأوروبا وسائر نقاط العالم تدل على أن العالم أدرك أن الضغوط القصوى عديمة الجدوى وأن هذه الضغوط هي الآن في طريقها إلى الزوال

العربية.نت - صالح حميد/12 تشرين الثاني 2020

كد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن سياسة الضغط القصوى للحكومة الأميركية على وشك الانتهاء، دون أن يوضح أسباب ذلك. ووعد روحاني في تصريحاته، الخميس، أن "كل المؤشرات الآتية من أميركا وأوروبا وسائر نقاط العالم تدل على أن العالم أدرك أن الضغوط القصوى عديمة الجدوى، وأن هذه الضغوط هي الآن في طريقها إلى الزوال". ومنذ الإعلان عن انتخاب جو بايدن رئيساً منتخبًا للولايات المتحدة، تحدث روحاني عدة مرات وبشكل شبه يومي عن تغيير الظروف وإمكانية رفع العقوبات، لكن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، كثفت العقوبات على إيران في الفترة المتبقية من ولايتها، كما جعلت من الصعب رفع هذه العقوبات في الإدارة المقبلة. إلى ذلك، قال مسؤولون حاليون وسابقون في الحكومة الأميركية إن إعادة فرض عقوبات بموجب القوانين المتعلقة بالإرهاب سيجعل من الصعب للغاية رفعها. هذا وكان الرئيس الإيراني قد أعلن الأربعاء، أنه سيستغل أي فرصة لرفع العقوبات عن طهران، في إشارة إلى استعداده للتفاوض مع الإدارة الأميركية المقبلة عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.

 

اللجنة العسكرية الليبية تتفق.. والخطوة الأولى إخراج المرتزقة/سحب المرتزقة من خطوط القتال خطوة أولى قبل إخراجهم من ليبيا

دبي - العربية.نت/12 تشرين الثاني 2020

علن مسؤول الفريق الأمني ببعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، سليم رعد، اتفاق اللجنة العسكرية الليبية على إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من خطوط القتال. وقال في مؤتمر صحافي للجنة المحادثات العسكرية بين الفرقاء الليبيين المنعقدة في سرت "سحب المرتزقة من خطوط القتال خطوة أولى قبل إخراجهم من ليبيا".

كما أضاف "الاتفاق على تأمين وفتح الطريق الساحلي". وفي وقت سابق اليوم، أعلن عضو وفد الوفاق بلجنة 5+5، مختار النقاصة "اتفاق لجنة العشرة على فتح وتأمين الطريق الساحلي مع سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب"، وفق وسائل إعلام محلية. وقال النقاصة، الخميس، من مدينة سرت إن "خطوط التماس المفترض الانسحاب منها تبدأ حدودها من جنوب سوكنة إلى بوقرين غرباً حتى بن جواد شرقاً". كما أضاف أن "المرحلة الثانية للاتفاق تقضي بسحب كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب من خطوط التماس إلى طرابلس وبنغازي"، موضحاً أن "سحب المقاتلين الأجانب سيكون قرب الطريق بعمق 5 كيلومترات إلى بنغازي وطرابلس كمرحلة أولى". تأتي هذه التصريحات فيما كانت قوات حكومة الوفاق لوّحت في وقت سابق الخميس بالتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الذي تم توقيعه الشهر الماضي بين الممثلين العسكريين لطرفي الصراع في مدينة جنيف السويسرية. وعلى عكس تصريحات مبعوثة الأمم المتحدة، ستيفاني ويليامز، التي أشارت فيها إلى أنه تم تحقيق تقدم في عملية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بين اللجان الأمنية التي اجتمعت الأربعاء في سرت لسحب عناصرها وعودتها إلى المعسكرات وفتح الطرقات البرية، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات حكومة الوفاق، محمد قنونو، أنه "لا يمكن اعتبار ما جرى في سرت بالخطوة للأمام، بل هو خطوة في الهواء إن لم نقل للخلف". إلى ذلك زعم قنونو في بيان نشره، اليوم أن "التحركات العسكرية في محيط سرت إلى الجفرة لا توحي بنية إخلاء المنطقة من المسلحين"، مضيفاً أن "ما يحدث حتى الآن في لقاءات اللجنة العسكرية 5+ 5 لا يصب في اتجاه وقف دائم لإطلاق النار"، قائلاً "إن لم يصحح الوضع فنخشى قول إن المفاوضات قد لا تؤتي أكلها".

 

إثيوبيا تقرع طبول الحرب.. "التفاوض عقيم"/وزارة الخارجية الإثيوبية تعتبر أن "التفاوض خاطئ من حيث المبدأ ومن المستبعد أن يؤدي إلى السلام"

العربية.نت - وكالات/12 تشرين الثاني 2020

عد تأكيدها العثور على جثث لجنود تم تقييدهم وقتلهم، أكدت إثيوبيا أن العمليات العسكرية ضد قادة إقليم تيغراي شمال البلاد ستتواصل، معتبرة أن التفاوض لن يحقق أي سلام. وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية، الخميس، إن الحكومة الاتحادية عازمة على فرض سيادة القانون في تيغراي، مضيفة أن التفاوض خاطئ من حيث المبدأ ومن المستبعد أن يؤدي إلى السلام إلى ذلك، أضافت "سنتوخى أقصى درجات الحذر لتقليل الخسائر بين المدنيين والقوات الإثيوبية ستبذل قصارى جهدها للتأكد من عدم استهدافهم". كما شددت على أن تلك العملية العسكرية التي أطلقت الأسبوع الماضي ستنتهي في وقت قصير ولن تتحول إلى حرب شاملة.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أعلن في وقت سابق اليوم أن الجيش عثر على جثث لجنود تم تقييدهم وإطلاق النار عليهم، في إقليم تيغراي الذي يشهد معارك بين القوات الحكومية ومتمردين شمال البلاد. إلا أنه لم يذكر عدد الجنود الذين قتلوا، فيما نقلت الوكالة الرسمية تعرض الجنود لمجزرة فظيعة، استخدمت خلال تنفيذها أساليب مروعة. وجدد هذا الصراع المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة في البلاد، كما دفع آلاف الأشخاص إلى الفرار. نزوح الآلافوأكدت الأمم المتحدة، الخميس، أن آلاف الإثيوبيين عبروا الحدود وأنه مع اشتداد العمليات العسكرية داخل إثيوبيا، يتوقع أن ترتفع أعداد الفارين منها. وقالت مفوضية الأمم المتحدة في بيان صحافي "مع عبور آلاف اللاجئين إلى السودان خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية ومع اشتداد القتال يتوقع للأعداد أن تتزايد مما يتطلب نقل موارد هائلة لمقابلة احتياجات طالبي اللجوء". كما أشارت المنظمة الدولية إلى أن كثيراً من النساء والأطفال فروا إلى السودان بحثا عن الأمان. وأضافت أنه "مع توقعاتنا بوصول المزيد من الإثيوبيين إلى الدول المجاورة فقد أنشأت المفوضية مركزا إقليميا للطوارئ مع حكومات الإقليم ووكالات الأمم المتحدة". وطالبت دول الجوار بإبقاء حدودها مفتوحة أمام الذين أجبرهم النزاع على الفرار . يذكر أن القوات الفيدرالية الإثيوبية تشن منذ الرابع من نوفمبر، هجوماً على إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا. وأطلق آبي أحمد تلك العملية في مواجهة سلطات تيغراي بعد أن اتهمها بشن هجوم على قاعدتين للجيش الفيدرالي في المنطقة، وهو ما تنفيه السلطات المحلية. وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي التي تسيطر على المنطقة، نافذة جداً ضمن الحياة السياسية في إثيوبيا على مدى ثلاثة عقود، وهي تتحدى سلطة الحكومة الفيدرالية منذ عدة أشهر. ويتهم قادة الجبهة رئيس الوزراء الإثيوبي بأنّه أبعدهم عن السلطة تدريجياً منذ بلوغه منصب رئاسة الوزراء في 2018.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثالث/الحلقة الخامسة

 13 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92233/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%81-11/

وفي فلسطين إستقبل أهالي الجش وكفر برعم المسيحيون، من وصل من اخوتهم أبناء عين إبل المنكوبة وقد فتحوا بيوتهم وقلوبهم وكانت تربطهم صداقات وقرابة مع الكثيرين، والأهم من ذلك روح العطف التي تنمو وتظهر في الملمات خاصة بين من تجمعهم روابط حضارية أو جغرافية أو دموية...

في اليوم الثاني وصل أمر إلى الجش وكفربرعم من الحاكم العسكري في صفد بوجوب إنتقال المهجرين إلى هناك حيث جهزت المدرسة لاستقبالهم. وهكذا رحل أغلب الذين وصلوا إلى هاتين القريتين إلى مدينة صفد ونزلوا بالمدرسة. وجاء من أجرى إحصاء للعائلات المنكوبة وسجل الأسماء وقد وزعت بعض البطانيات ثم قامت جمعية يهودية بتأمين وقعة طعام صباحية ومسائية لكل الذين كانوا ينزلون في المدرسة، وقد اهتم الحاكم أيضا بتأمين بعض المواد الغذائية الضرورية وتوزيعها على المحتاجين، ولكن كثيرين من الأهالي استمروا بضيافة الأصدقاء أو الأقارب، وقد نزل أبو بركات والعائلة ببيت صديقه "ادوار أفندي" الذي كان تاجرا معروفا وشخصية منظورة في صفد. وقد وضعت أم يوسف طفلها في اليوم الثاني على وصولهم إلى صفد في المستشفى هناك وأسمته "وديع". وبقي البعض في الجش وكفربرعم بينما توجه آخرون إلى أصدقاء في قرى الجليل مثل أبو سنان وغيرها ووصل قسم منهم إلى حيفا.

في ابو سنان وصل مع الصباح خبر "أبو روفائيل" وأبنه إلى عائلته وقد كانت "أم رفائيل" مشغولة البال فلم يصل زوجها ولا "روفائيل" ولا "بولس" الصغير وعندما وصل الخبر فقدت صوابها ولم تعد تدري ماذا تفعل ولا يزال معها طفلة وولدان صغيران عدى عن "ماري" التي قررت على الفور أن تبقى والدتها مع الصغار وتعود هي مع "يوسفية" إلى عين إبل، مهما كلف الأمر، لتبحث عن شقيقها بولس. وهكذا كان فلم تمض ساعة على ذلك إلا وانطلقت باتجاه البلدة ودون أن تخبر أهل البيت الذي كانوا ينزلون فيه كي لا تحرجهم فيخاطر أحدهم بالذهاب معها. ولما كانت أبو سنان تبعد عن عين إبل مسيرة نهار ولم تستعملا وسيلة نقل فقد اسرعتا لا تلويان على شيء فوصلتا إلى البلدة بعد غياب الشمس.

كانت السنة اللهب لا تزال تتصاعد من بعض البيوت يرافقها شيء من الدخان وبدأت الجثث التي تركت في أماكنها، وقد مضى عليها نهار كامل، تتحلل وتنبعث منها روائح نتنة. وصلت "ماري" و"يوسفية" إلى البيت فوجدتا ذلك المنظر الرهيب، فبكت ماري والدها وشقيقها، ولكن بنفس الصمت الذي رافقها منذ انطلاقها، فلم تنطق بكلمة، ولكن دموعها سالت بغزارة عند رؤيتهما. ثم قلبتهما ومسحت وجهيهما بدموعها، وكانت يوسفية تبكي وتشهق فالمنظر يلوي القلب؛ فلم تكن ماري قد تجاوت السابعة عشرة من العمر، في عز صباها وجمالها، وقد تدلى شعرها على وجنتيها يغطي ذلك الوجه الجميل الذي زينته عينان خضراوان كانتا تسلبان الأبصار والقلوب، ولكنها في هذا الموقف بدت صلبة متماسكة تشابه اللبوة في منظرها، وقد غطاها الحزن الممزوج برغبة في الانتقام وأسى لا يشابهه شيء، ولكنها قالت ليوسفية بعد دقائق على وصولهما:

- لن نضيع الوقت وسوف ندفنهما قبل أن نعرف ما حل ببولس.

فدخلت يوسفية إلى البيت وأحضرت رفشا ومعولا وبدأت بحفر حفرة في الحاكورة تحت البير، وكانت أرض الحاكورة سهلة للحفر فلم تأخذ وقتا طويلا لتصبح مقبولة لكن ماري قالت لها:

- سوف نجعلها أكبر من ذلك وساذهب أنا إلى "الخشخيشة" في المقبرة الجديدة وأحضر تابوتا لكل واحد منهما وندفنهما كما يليق.

فاقنعتها يوسفية أن تنتظرها لأنها تخاف البقاء وحيدة، ولكنها بالواقع كانت تخاف عليها، فكيف ستذهب فتاة مثلها إلى المقبرة ليلا وفي قرية مهجورة، حيث يكمن في كل مكان خطر غير منتظر، ولكنها لم تجرؤ على قول ذلك، فتظاهرت هي بالخوف، وتحايلت بمد الحديث حتى أكملت عملها، فذهبتا إلى المقبرة الجديدة التي كانت قد بنيت على شكل جوارير في كل منها مدفن، فأحضرتا نعشين ثم وضعتا الجثتين فيهما ودفنتاهما كما يجب. بعدها ذهبتا إلى دار خالها، وكان عجوزا لا يبصر، فوجدتاه لا يزال على قيد الحياة وقد بقي وحيدا في بيته، وأخبرهما أن بولس حي يرزق وقد أخذه "الحج محمد" الذي كان جارهم بالكرم إلى حانين ليخبئه عنده بعد أن علم بما جرى لوالده وأخيه. فلم تنتظرا الفجر بل ذهبتا فورا إلى حانين إلى بيت "الحج محمد" الذي ذهل لقدومهما في مثل هذه الساعة من الليل وحيدتين وفي هذه الظروف، ولكنه أعتقد أن هناك من ينتظرهما، فاعطاهما الولد وتأسف على صديقه، ونزلتا باتجاه عين حانين لتشربا قليلا من الماء قبل أن تكملا الطريق بصحبة شقيقها الصغير هذه المرة...

عند وصولهم إلى العين صادفهم شاب من حانين كان ينام مع قطيعه قرب العين فأراد التحرش بماري، ولكنها كانت قد أخذت تذكارا من والدها قبل أن تدفنه، خنجرا لم يكن يفارقه كان أهداه له فارس بدوي يرجع بنسبه إلى أمراء من الغساسنة كانوا ينزلون بوادي الأردن وكان عزيزا عليه، ولذا أرادت ماري الاحتفاظ به، وعندما حاول هذا الاقتراب منها، سحبت الخنجر وغرسته في صدره وقالت له بثقة القادر ورغبة الإنتقام ترن في صوتها وقد صرت أسنانها وجحظت عيناها:

- إرحل أيها الخسيس قبل أن أمزقك إربا...

فابتعد راكضا لا يلوي على شيء وقد ذعر وأحس برهبة الموقف...

كان خوري الحدادين قد بقي في البلدة ولم يشأ الهرب إلى فلسطين، فقد كان له اقارب في "تبنين" ولم يسمح أهالي البلدة هناك للمسلحين بالمساس بهم طيلة الأشهر الماضية، ولذا فقد كان يحاول أن يجد وسيلة للوصول إليهم. فاختبأ في تبانه بالبيت طوال الليل، وعند الصباح، وقد كان خف عدد الغرباء في البلدة، خرج من البيت ليتفقد ما يجري، وكان المنظر يلوي القلب. فقد اندلعت النيران هنا وهناك وسقطت بعض البيوت التي احترقت، وكان سطح الكنيسة لا يزال مشتعلا ومنازل كثيرة من حولها ثم سمع وقع حوافر خيل، وكان منظر البلدة قد أثر به فلم يكن قد تصور ما جرى في المساء لأنه كان دخل إلى بيته وأختبأ طوال الليل، فلم يابه لذلك القادم ولم يحاول الاختباء أو حتى الدخول إلى البيت فإذا بالرجل يحييه ويسأله عن خوري الحدادين فأجابه:

- وصلت با أبني شو المطلوب؟.. وإذا كان بعدكن ما شبعتوا دم أنا حاضر... ما حدا أحسن من حدا...

فأجابه ذلك الشاب، وكان يركب فرسا من الأصايل وقد تزنر بالرصاص وفتل شاربيه الكثيفين على طريقة مرافقي البيك، بأنه أرسل للتفتيش عنه من قبل البيك واصطحابه إلى حيث يشاء.

وكان البيك قد حضر صباحا مع حفنة من الرجال وحين نظر إلى البلدة وهي تحترق، وقد كانت سابقا تعج بالحياة والحركة، وروائح الخير والبركة تفوح من كل بيوتها وشوارعها، وكان يشتهي أن تتشبه قرى المنطقة بها وبرجالها، ومع أنه لم يكن راضيا على موقفها الذي أعتبره نوعا من التحدي للتيار الذي لم يستطع هو أن يحاربه؛ فقد "تخلصنا من الأتراك صحيح ولكن أتانا الفرنسيون من جهة والأنكليز وعرب الحجاز من جهة أخرى". وبالنسبة له لو لم يكن "الشريف" من "آل البيت " لكان فضل الوقوف جهارة مع من يطالبون بوطن مستقل، "فقد كفانا ظلما ممن يدعون الوصاية علينا وحق القربى"، "فظلم ذوي القربى أشد مضاضة.." ولكن تردده في اتخاذ موقف صريح خوفا من حساسية الموضوع الديني، جعل الرعاع الذين حركتهم أجهزة غريبة يسيطرون على الموقف ويحركون الأمور في طريق المواجهة، ولم يعد حتى هو نفسه قادرا على اتحاذ القرارات. ولكنه رأى بهذه النتيجة، اليوم، لعنة سوف تلحق بالأجيال ونقطة عار ستلطخ إلى الأبد تاريخ هذه المنطقة  التي كان يحلم، بعد أن زال الكابوس التركي، أن تصبح مركز نشاط واستقرار وحركة بين لبنان وفلسطين والشام. وقد كان يرى في هذه القرية، التي انفتح أبناؤها على حضارات العالم فتعلموا بمدارسها منذ أكثر من خمسين سنة على أيدي المرسلين، وهاجروا إلى بلاد الله الواسعة، وأغتنوا بالمال والمعرفة وسعة الآفاق، مثالا حيا على النشاط الذي يسهم في الازدهار في منطقة هو زعيمها، وإن لم يكن هؤلاء من أهل ملته. ولكن الحقد والتطرف أعميا العيون حتى "أننا لم نعد نعرف ما نقوم به، فماذا فعلنا غير النهب والسرقة وقتل بعض الأبرياء؟".. ثم أرسل ذلك الشاب للبحث عن الخوري الذي كانت له علاقة خاصة به، ولم يستطع مواجهته، فقال للرسول أن يساعده في الوصول إلى حيث يشاء إن لقيه حيا، ورحل مع مرافقيه قبل أن يعرف النتيجة. وهكذا فقد ساعد ذلك الشاب، الخوري في الوصول إلى تبنين حيث كان أقاربه...

... وبعد سنة على هذه النكبة التي دمرت عين إبل وهجرت بنيها، عاد أهلها ليبنوها من جديد بسواعدهم ونشاطهم وبالقدرات الذاتية بالرغم من كل شيء. وبعد أن لملموا الجراح ودفنوا القتلى، كبتوا الحقد، الذي نتج عن ذلك، في قلوبهم، فالحياة ستستمر والوطن الذي حلموا به ها هو قد ظهر وتحدد، ولو بدمائهم، وقد اصبح لبنان الكبير أول دولة تقوم في المنطقة، وبدت الأمور كأنها تسير في الاتجاه الصحيح. ولكن الذي مات لن يعود، ومن فقد ثروة إضطر إلى الكفاح من جديد، ومنهم من لم يعد يرى في هذه البلاد كلها ما يشده للبقاء فهاجر مجددا إلى بلاد الله الواسعة للعمل، حيث لا مجال للانتماء إلى جماعة ولا حاجة للقتال في سبيل شيء ويتلخص الجهد في الحصول على القوت وبعض الرفاه إذا أمكن. وقد فتحت أبواب مثل "حيفا" حيث كان المرفأ الجديد الذي كان أنشئ مع بداية القرن يحرك التجارة ويستقبل سفنا أكبر من تلك التي كانت تأتي إلى صور وصيدا سيما مع سيطرة الأنكليز على فلسطين والداخل. وكانت "الكوبانيات" اليهودية تعمل على إنشاء مراكز إنتاج وعمل وأستقرار للمهاجرين من اليهود الذين زاد عددهم مع نهاية الحرب العالمية الأولى. وقد حركت هذه العملية التجارة وزادت مجالات العمل في المدينة ككل. وكان من وصل اثناء التهجير إلى حيفا، قد رأى أوضاعا أغرت البعض منهم بالعودة للعمل فيها بدل الاستقتال للحصول على لقمة العيش، في بلاد تعاني تمزقا داخليا وفي قرية لهم في كل شارع من شوارعها ذكرى أليمة. وقد كان هناك جالية صغيرة العدد من العينبليين الذين سكنوا حيفا منذ بداية القرن وعملوا مع الجالية الألمانية فيها. ولكن هذه الفئة، بحمد الله، لم تكن كبيرة. واستمرت البلدة في تضميد جراحها وإعادة البناء، حتى كان الخامس من ايار من السنة الأولى بعد العشرين يوم ذكرى مهيب، وقد جمعت رفات الشهداء ووضعت بالقبر الذي بنوه بالجهد والاندفاع الذي تحلوا به طوال السنة بعد عودتهم، وبواسطة بعض الهبات التي أرسلها إخوتهم المهاجرون  في ما وراء البحار، وقد سمعوا بما حل بقريتهم. وقد كانوا أعادوا بناء بيوتهم وزرعوا حقولهم وأصلحوا الكنيسة، لكن الرصاصات التي كانت أطلقت على حمامة الروح القدس وفتحت ثغرتين تحت جناحيها بقيتا شاهدتين على ذلك النهار. ثم بنوا بقربها قبر الشهداء، كبيرا كي يتناسب مع الماساة، وبجانب الكنيسة التي يعتزون بها، ليكون شاهدا على تضحياتهم في سبيل قريتهم والوطن، وحافزا لهم للأستمرار في اليقظة والتعاون والوحدة رحمة بهؤلاء الذين بذلوا النفس ليبقوهم رافعي الرأس في هذه المنطقة التي لم يتركوها منذ أكثر من ثلاثمئة عام. وقد كان احتفالهم الأول جامعا. وحضرت وفود من قلب لبنان. وألقيت خطب بالمناسبة وكلمات وقصائد نوه فيها الخطباء بالبطولات والتضحيات. وهكذا فقد اعتبروا هذا اليوم يوم الشهداء منذ ذلك التاريخ. وظلوا يحتفلون به كل سنة. وبقي القبر، بهيبته، مزارا ومعلما وشاهدا للتذكير بالحادثة. وقد كبر الأطفال وتعلموا أن هذه البلدة قد بقيت بالبذل والتضحية، وأن لها على الوطن الاحترام والتقدير. وقد كان في نفس الوقت شوكة تؤلم لأنها تذكر بتقاتل أبناء المنطقة وتباين آرائهم واختلاف أمنياتهم، فقد كان إبن عين إبل يعتز دائما بانتمائه للوطن ويشعر أن له عليه، بينما ظل يعتقد أن جيرانه في المنطقة لا يشاطرونه الشعور نفسه وأنه في حال ضعفت السلطة قد يغيرون انتماءهم وقد يرتد عليه ذلك كما حدث في العشرين...

أكمل شريف طريقه إلى صف الهوا لمقابلة الجنرال وقد دارت برأسه كل تلك الصور والأحداث وهو يعبر الطريق، ومر على ضهر العاصي، حيث أعاد التاريخ نفسه في 1976، ولكن ضهر العاصي صمد هذه المرة ولم تهجر عين إبل بالرغم من هرب الكثيرين ونزوحهم إلى أماكن أكثر أمانا، وقد كان الوطن كله يعاني هذه المرة. وصمدت البلدة طيلة سنتين تقريبا وتحملت حصارا وقتالا مريرين وضغطا وقصفا أفقدوها بعض بنيها شبابا وكهولا، نساء وأطفالا...

كان شريف يسير باتجاه شلعبون وقد تتالت هذه الصور؛ فهنا توقفت الحياة مدة سنتين لترسم حدود الوطن يوم سقطت الدولة تحت ضغط المنظمات الفلسطينية وأجهزة الدول المجاورة. ومرة جديدة جاءنا من الشام نفس حرك النعرات ففتح الجرح الذي كاد يلتئم وأعاد التشكيك بالوطن أو أبرزه من جديد إن لم يكن بعد قد انتهى. وقد كانت المنظمات الفلسطينية، مدعومة من الشام والأنظمة "التقدمية" العربية، قد أنشأت "دولتها" وأجهزتها، في المخيمات أولا، حتى أصبحت هذه رمزا للتخريب وقلب النظام، ثم مركز تصدير الإرهاب العالمي. ولم يبقَ جماعة تسمي نفسها "ثورة" إلا وقد تدربت في هذه المخيمات على الارهاب والتقتيل. وكان جو الحرية، وخاصة الصحافية والاعلامية في لبنان، نقطة جذب لهؤلاء زيادة على الفوضى التي سببتها المنظمات وإنشائها دولة "الثورة العالمية" في قلب لبنان، حتى أصبح المواطن اللبناني، في البدء، يهاب الاقتراب من هذه المراكز، ثم تبعته الدولة كلها، فيما بعد، وأصبح على الجيش نفسه أن يغير طرق إمداده وتحركه داخل البلد آخذا بالحسبان هذه البؤر. ثم تتابعت الأحداث والاشتباكات من 1968 - 1969 التي أدت إلى قبول الدولة بسلطة هذه المنظمات واقتطاعها جزءً من البلاد سمي "فتح لاند ". فهدد الوجود الآمن لكل الجنوبيين، وخرق الهدنة المعقودة مع دولة اسرائيل ، حتى اهتز الجنوب وأهله وخلق مشاكل جديدة أدت إلى أحداث 1973 التي كاد الجيش فيها أن يقضي على هذا "السرطان" لولا تدخل "الأشقاء" بالتهديد والوعيد. وقد كان إتفاق القاهرة في 1969 أظهر هشاشة الموقف "الوطني"، وأعاد النظر في الأسس التي قامت عليها دولة 1943 ومقولة إستقلاله عن الشرق والغرب بأنه "لن يكون ممرا ولا مقرا للشرق أو الغرب "، فإعطاء "الثورة" التي جذور دعمها وتمويلها وتوجيهها تعتبر من "الشرق" أعاد المشكلة، فقام "الحلف الثلاثي" وجيء بالرئيس فرنجية لينهي، بصلابة الموقف، الانحياز لهذا "الشرق" ويعيد التوازن للوطن. فكانت أحداث 1973 تلك ونتج عنها زيادة الشرخ وتقوية المنظمات ودعم المسلمين علنا لهم، رجال دين وسياسيين، على حساب التوازن والصيغة، وبالنتيجة على حساب الوطن. وكان رد المسيحيين التحضر للدفاع عن النفس. وكانت الحرب التي لم يزل شريف ورفاقه يعيشونها طوال السنوات العشر، وقد تغيرت فيها المواقف عدة مرات، وتداخلت الأحداث، وقامت نزاعات، وفرزت مناطق، وتغيرت تحالفات، وتدخلت قوى ودول، وكان الوطن هو الخاسر الأكبر من كل هذا. وقد وضع المسيحيون أمام خيارين: إما القبول بالذل والوصاية، وإما الاستمرار بالحرب والتدمير. ولم تنفع الطروحات ومحاولات الحوار في إعادة الأمور إلى نصابها ف"الشرق"، ممثلا بسوريا، هذه المرة ، قد دعم جماعته حتى النهاية، بينما كانت ل"الغرب" طروحات ومشاريع أخرى. ولم يعد هذا الوطن الصغير مركز اهتمام له لدرجة وضع ثقل "غربي" لوقف النزف وإعادة هيبة الدولة فيه. وكأنهم إعتقدوا أن ترك المسيحيين دون دعم منهم سيزيلهم فيرتاحون من مشكلة وعبء إعتبروا أنهم يحملونهما، أو أنهم لم يعودوا ينظروا إلى وجود مبرر لدعم الأنظمة الديمقراطية والدول الصغيرة، في وقت كانت مخاوفهم من الكتلة الشيوعية قد بدأت تتضاءل. وقد تكون هذه النزعة الدينية، التي ظهرت في حرب لبنان أولا، ومن ثم في ايران، وفيما بعد في قتال الأفغان ضد السوفيات، هي الرد الغربي على الطروحات الشيوعية، ولذا كان وقف القتال في لبنان سيؤدي إلى تخفيف التطرف ونمو الأصولية التي ستكون الخطر الأكبر حتى على الدول الاسلامية... ولكن هل هذه النظرية يمكن أن تنجح؟.. وإلى أي مدى؟.. وهل إن دولا متطورة ولها تاريخ في الحضارة ونوعا من الاتزان مثل مصر والجزائر وباكستان يمكن أن تعاني من مشاكل أصولية؟.. أو أن بذور هذه الأصولية تكمن في الكتب الدينية نفسها، حتى أنه، في اي عصر، يمكن لأي زعيم أو رجل دين نفض الغبار عنها وإعادتها إلى الواجهة؟.. وهل ستكون التجربة الإيرانية هي الدافع لتغييرات كهذه؟.. ومن سيكون المستفيد منها؟.. وهل يستطيع الغرب أن يقف موقف المتفرج وقد شكل جماعة شمال افريقيا جزءً مهما من المجتمع الفرنسي، ويؤلف الأتراك وبقية المهاجرين المسلمين شريحة كبرى من المانيا، وقد أصبح الاسلام في الولايات المتحدة ملجأ لكثير من الفقراء السود الباحثين عن الجذور معتقدين بأن بعضهم كان مسلما قبل أن يتاجر بهم الأوروبيون المسيحيون كرقيق فيصلون إلى أمريكا ويفقدون الكرامة والعزة والتراث؟.. فهل سيستطيع الأوروبيون والأمريكيون إذا غض الطرف عن تنامي الأصولية الاسلامية ودعواتها المتعاظمة؟.. وماذا سيكون ردهم عندما تقرع هذه النغمة أبوابهم؟...

 

نصراللّه و"التطوير" مع فريق غريق

الياس الزغبي/12 تشرين الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92315/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%ba%d8%a8%d9%8a-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%91%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d9%88%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d9%81%d8%b1%d9%8a/

"تطوير التفاهم بين حزب اللّه والتيار العوني" عبارة وردت في كلام نصراللّه أمس يجدر التوقف عندها، لرصد مستقبل هذه العلاقة التي باتت محكومة باتجاه واحد ومصير واحد. ماذا يعني "تطوير التفاهم"، أي "ورقة مار مخايل" التي وقّعها الطرفان في ٦ شباط ٢٠٠٦؟

هذه الورقة التي تتضمن ١٠ بنود، لا يمكن تحريكها إلى الأفضل طالما أنها خاضعة لبندها العاشر الأخير، الذي كان في الواقع هدف التفاهم أو التحالف، ولا يزال. البنود التسعة السابقة لا تخرج عن أدبيات أي نص أو وثيقة بين طرفين، لجهة الوعود ببناء الدولة والإصلاح، وإرساء الحوار بين المكوّنات. ومن بينها بنود عن عودة اللبنانيين اللاجئين إلى إسرائيل والعلاقة مع الفلسطينيين ومع سوريا، لم يكن لها أي مفعول، لا في إعادة اللاجئين، ولا في معالجة السلاح الفلسطيني، ولا في تكرار تجربة "الوجود السوري الذي شابته ثغرات"! كل "الورقة" تتمحور في أساسها على تكريس و"تقديس" سلاح "حزب اللّه"، وتغطيته إلى أمد غير منظور  طالما هناك خطر إسرائيلي، وإلى أن تتوافر "الظروف المناسبة". وخطورة هذا البند العاشر الوارد تحت عنوان "حماية لبنان وصيانة استقلاله وسيادته" لا تكمن فقط في اعتبار سلاح "حزب اللّه" (هكذا بالاسم) "وسيلة شريفة مقدّسة" وتكريسه إلى ما بعد بعد مزارع شبعا، بل في التغييب المقصود للجيش اللبناني وإغفال دوره في حماية الاستقلال والسيادة. ويزداد هذا الاغفال خطورة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن أحد الطرفَين الموقّعَين على هذا البند كان قائداً للجيش.

لذلك،

فعن أي تطوير ل"التفاهم" يتحدّث نصراللّه؟ البنود الأخرى موجودة، ولم يتم تطبيقها، أو تم تطبيق عكسها، وغير قابلة لأي تطوير فيها. وإذا كان المقصود تطبيق الاصلاحات ومكافحة الفساد، فقد أثبتت ١٥ سنة من عمر الاتفاق أن الطرفين مارسا عملياً في الأداء السياسي والسلطة والإدارة ما يناقض الاصلاح، بل شكّل السلاح غطاء وضمانة للفاسدين على كل مستويات الحكم والسلطة. يبقى "تطوير" البند العاشر. فهل هذا ممكن؟ وهل يسمح نصراللّه" بتغييره لجهة تقييد سلاحه بمهلة، أو باستراتيجية دفاعية، أو القبول بتعديل ينص على دور الجيش اللبناني وحقه في صون السيادة؟ من غير المتوقع أن يتم تطوير هذا البند في اتجاه تكريس حصرية الشرعية اللبنانية في بسط سيطرتها وحماية الحدود والدفاع عن لبنان، خصوصاً بعدما ارتمى الطرف العوني في أحضان "حزب اللّه" كملاذ أخير بعد العقوبات الأميركية. لكل هذه المعطيات، سيبقى الكلام عن "تطوير التفاهم" وعوداً في الهواء، لأن "حزب اللّه" بات في موقع الحاضنة للطرف العوني، مع حسابات جديدة أن الغطاء المسيحي لسلاحه ينكمش بصورة دراماتيكية، وانقلبت الأدوار، فبات هو في موضع الغطاء للطرف العوني الذي يعاني اهتزازاً في تياره، وعزلة في بيئته، ويتحسّر على ابتعاد الجميع عنه، وفي طليعتهم الكنيسة والأحزاب والفاعليات وقادة الرأي.

إنه انكشاف شعبي وسياسي لا يشجّع نصراللّه على التسليم بأي تطوير ل"تفاهم" مع شريك متهالك. ولا تستطيع مدائحه وشهاداته تعويم غريق.

 

الأحزاب تختفي في انتخابات "الجامعة الأميركية" فيكتسحها المستقلّون

وسام حيدر/المدن/12 تشرين الثاني/2020

تشهد الجامعة الأميركية في بيروت معركة انتخابية طلابية بين لائحة "النادي العلماني" ولائحة "التغيير يبدأ من الجامعة"، بعد انسحاب الأحزاب السياسية من الانتخابات برمتها، مفضلة ترشيح طلاب حزبيين على اللائحة الثانية، مواربة.

وفي هذه المناسبة نستعيد محطات من النشاط السياسي والنضال الطلابي للنادي العلماني، وحراك الطلاب المستقلين في الجامعات.

محطات طلابية

برز دور النوادي العلمانية في الجامعات اللبنانية في سنة 2011، التي شهدت تظاهرات عدة مطالبة بإسقاط النظام الطائفي وتأسيس نظام علماني. وساهمت التظاهرات في إظهار النشاط الطلابي، ومنحت الطلاب فرصة للنضال داخل الجامعات. وعززت إيمانهم بالنوادي العلمانية المستقلة، وبقدرتها على إحداث التغيير داخل حرم الجامعات. أما التظاهرات التي اندلعت في العام 2015 تحت شعار "طلعت ريحتكن" و"كلن يعني كلن"، وحشدت أكبر عدد من المواطنين، فشهدت نضالاً طلابياً واسعاً شكل عصب الاحتجاجات، للمطالبة بالحقوق المعيشية الأساسية، وإدانة فشل الطبقة السياسية اللبنانية في تأمين حلول لأزمة النفايات. ثم أتت سنة 2016 التي شهدت توحد قوى المعارضة في الحملة الانتخابية للائحة "بيروت مدينتي"، لكنها خسرت الانتخابات البلدية في بيروت ضد قوى السلطة مجتمعة، بفارق أصوات قليلة.

شبكة مدى

وشهدت تلك الانتخابات مشاركة الطلاب في الحملة الانتخابية، بتأسيس شبكة طلابية علمانية باسم "شبكة مدى" التي ضمت طلاباً من الجامعات كاقة. وأبرزهم طلاب النادي العلماني في الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف. وطمحت "شبكة مدى" إلى تأطير الجهد الطلابي وتعزيز دور الطلاب في التغيير الاجتماعي والسياسي داخل حرم الجامعات وخارجها. وتوالت الأحداث فشارك الطلاب في محطات مواجهة المنظومة السياسية الفاسدة في حملات الانتخابية متتالية: استحقاق العام 2018 الذي شهد ترشّح لوائح مستقلة عديدة إلى الانتخابات النيابية. وكان أبرزها لائحة "لحقي" في دائرة الشوف -عاليه، وصولاً إلى اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، التي اتسمت بخروج آلوف الطلاب في مسيرات وتظاهرات عمت المناطق اللبنانية كلها. وكان حضور طلاب النوادي العلمانية بارزاً، تحركاً في الشارع وتنظيماً للتظاهرات وابتداعاً للهتافات وتحريضاً على الثورة.

شهادات مؤسسين

وفي معرض استذكار هذا النضال الطلابي، يقول علي نورالدين، وهو أحد منظمي حملة إسقاط النظام الطائفي، ومؤسسي النادي العلماني: "صحيح أن حملة إسقاط النظام الطائفي وتأسيس نظام علماني لم تنجح بشكل كامل، لكنها كانت مرحلة محورية في النظال الطلابي. وكان دورها أساسياً في تجديد الأمل داخل الجامعات، ولخوض معاركنا كنوادٍ علمانية". أما جمانة تلحوق، وهي أحدى المنظمات لتظاهرات العام 2015، فأكدت أن "مصالح السلطة الاقتصادية وشبكات الفساد بين أطرافها، انكشفت بشكل تام. فسلوك السلطة مع أزمة النفايات بيّن طبيعة النظام الطائفي كنظام فاسد، يترك شوارع العاصمة تغرق بالنفايات. لكن في المقابل تكوّن لدى مجموعات واسعة من طلاب المدارس والجامعات وعي سياسي تمظهر في انخراطهم بالشأن العام في تلك اللحظة السياسية. وبرز شعار "كلن يعني كلن" الرافض للمنظومة الحاكمة". بدورها تعتبر رنا الخوري، وهي من مؤسسي لائحة "بيروت مدينتي"، أن تلك اللائحة حصدت نتائج انتخابية جيدة كرست البديل وإحداث التغيير، من خلال العمل البلدي. وعن تأسيس "شبكة مدى" الطلابية يؤكد أحد مؤسسيها، جان قصير، أن الشبكة ساهمت بتزخيم الحركة الطلابية، وكانت مصدر إلهام لمجموعات كثيرة من الطلاب لتأسيس نواد سياسية معارضة للسلطة، علمانية وتقدمية في جامعاتهم. وهكذا، ففي كل طريقٍ نحو التغيير، ثمة تجارب ومحاولات عدّة ونجاحات وإخفاقات. وفي هذه السنوات العشر تحقق الكثير. وتكرس وعي لدى الرأي العام وجيل الشباب، وتحطمت هالات كثيرة، وفهم الجميع تعقيدات هذا النظام الطائفي الفاسد المتجذر في كل مؤسسات الدولة. وبتنا أمام مرحلة وعي سياسي لدى الطلاب نرى نتائجه في الانتخابات الجامعية بفوز اللائحة المستقلة على منظومة الفساد في الجامعة اللبنانية الأميركية. والرهان الأكبر هو على النوادي العلمانية في الجامعة الأميركية وفي الجامعة اليسوعية وجامعة سيدة اللويزة.

مرشحون مستقلون

وتؤكد لين الحركة، المرشحة الفائزة في اللائحة المستقلة في انتخابات الجامعة اللبنانية الأميركية، أنها كانت قبل ثورة 17 تشرين منخرطة في النضال الطلابي. لكن الانتفاضة خلقت وعياً مختلفًا لدى الرأي العام والطلاب، تمثل في جرأة على الكلام وتناول قضايا كان ممنوع التحدث بها داخل حرم الجامعة: فساد أحزاب السلطة داخل الجامعات وخارجها، وتواطؤ إدارة الجامعة مع أحزاب السلطة في وجه المستقلين. أما الناشط في مجموعة لـ"حقي" ماهر أبو شقرا، فيعتبر أن "التحركات التي كنا نشارك فيها كانت تحركات صغيرة وتقتصر على قضية محددة. وكل المجموعات التي كانت تتأسسّ لتعمل على قضايا معينة كانت تضعف أو تتوقف بعد انتهاء دورها، فلا تستمر كحالة تنظيمية. أما اليوم فبات الوضع مختلفاً. وها هي لحقّي ترتقي لتشكل تنظيماً سياسياً. فهي تعمل على تحويل الطاقة الاحتجاجية إلى إطار منظم يعمل على خلق رؤى وبرامج وطروحات سياسية لمواجهة قوى السلطة".

 

"لن نركع".. حتى الموت

يوسف بزي/المدن/12 تشرين الثاني/2020

"لن تركع أمة أنجبت جمال عبد الناصر". في أواخر السبعينات، كانت هذه العبارة تصادفني على بعض جدران بيروت، حين كان لبنان كله ليس راكعاً وحسب بل مسحولاً بالأرض مضرّجاً بحروبه. أما مصر نفسها، فكانت قد "استسلمت" تماماً، فيما هي تحاول التخلص مما بقي من سياسات عبد الناصر. فبدا الشعار باعثاً على الحزن والأسى أكثر مما هو باعث على العناد والإباء. وعلى الأرجح، عبّر الشعار عن مرارة مستبطنة طالما أن مجاورة مفردة الركوع لاسم عبد الناصر توقظ في الوعي ذكرى ما حدث لـ"الأمة" في عهده، في حزيران 1967، أكثر بكثير من تذكّر الزهو الخطابي والحماسي لزعيم الجماهير العربية.

تغير الشعار الطنّان هذا بعد فترة وجيزة، حين كانت بيروت تحت حصار برّي وبحري وجوّي وتنهال عليها أطنان القذائف، فراحت تنتشر على الجدران نفسها عبارة "لن نركع وما زال فينا طفل يرضع"، حدث التحول بالضبط حين بات سقوط بيروت وشيكاً. بعد ذلك، بعد الكثير من الهزائم والكوارث، تغير الشعار في منتصف الثمانينات، وصارت العبارة السائدة: "لن تركع أمة قائدها حافظ الأسد". لكن الأسد هذا، كما علمنا وذقنا، كان شغله الشاغل إركاع كل من لم يركع بعد، باستثناء الامبريالية والصهيونية طبعاً.

وعلى امتداد العقود الخمسة كلها، نُكبت شعوب وأجيال بمهمة رفض الركوع حتى الموت. والأصح، أنها أُخذت إلى موتها وفنائها وخراب عمرانها راكعة وخانعة وبائسة. أما الجدران فأضحت ممتلئة بصور "شهداء" رفض الركوع، طبقاتٍ فوق طبقات لوجوه راحت شيئاً فشيئاً تمّحي.. من غير أن تنتهي مقولة "لن نركع". ونذر الحياة والسياسة في مهمة واحدة أبدية، قوامها مقارعة العالم ورفضه، وإنكار أي إمكان لمجاراته ومصالحته، على افتراض أن دأب الدول الكبرى والغرب خصوصاً هو إركاعنا يومياً بلا كلل، دون غيرنا من سائر القارات والشعوب. وهذه فرضية تأخذنا تلقائياً إلى حرب بلا نهاية، أو هي تجرنا إلى محاربة العالم من غير توقف. وأمس، كان أمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في كلمته المتلفزة التي أضحت تقليداً سياسياً تشبه ما كان يعتمده فيديل كاسترو بخطب منتظمة تمتد الواحدة منها ست ساعات أو أكثر.. يردد مرات عدة أسماء دول، يضع لبنان في عدادها، هي كوريا الشمالية وفنزويلا وإيران وكوبا وسوريا.

وميزة هذه الدول أنها الأكثر تمثيلاً لشعار "لن نركع". أو بالأحرى أن أنظمتها السياسية أو حزبها الحاكم أو زعيمها المطلق وجماهيرها المخلصة تستيقظ كل صباح لتستأنف "ممانعتها" المضنية والمؤلمة، فقراً وقسوة وموتاً وطغياناً، على نحو تكون فيه حربها المفترضة ضد الامبريالية ليست سوى حرب على نفسها. إنتاج المأساة يومياً والتألم بها ومكابدتها جحيماً وبؤساً. وسرعان ما يصير هكذا جحيم مبرراً حقيقياً لكراهية العالم أو الغرب على أنه السبب والمسبب والظالم المتكبر والمتعجرف.. فيصح حينها القول دوماً "لن نركع".

قد يجادل بعض اللبنانيين أن بلدهم ليس كفنزويلا أو سوريا أو كوريا الشمالية.. وهم بذلك يستذكرون ماضياً لبنانياً على نحو ساذج كما فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متحدثاً عن إرث ثقافي وتجربة تاريخية، من غير انتباه إلى أن كل ذلك قد انصرم. ناكرو حال لبنان الآن يستنجدون بتهويمات وصور عن بلد متخيل قابع في ماضٍ انقطعنا عنه سياسة واقتصاداً وثقافة وقيماَ.. وهذا يذكرني بالانتلجنسيا السورية التي تتحدث عن دمشق أو حلب وفق صورتهما في الخمسينات. فهذا الوهم "الجميل" والتمسك بظن استعادة ذاك الزمن، هو الذي يعيننا على صدّ اليأس، وإن كنا نمضغ بؤسنا بلا توقف.

شئنا أم أبينا، أخذنا حزب الله إلى هناك، ولا فكاك من الدوامة الجهنمية المزينة بشعار "لن نركع".

 

ناصيف حتّي لـ"المدن": الحياد النشط أو الانفجار الكلّي

نادر فوز/المدن/12 تشرين الثاني/2020

بعد أكثر من ثلاثة أشهر على استقالته من الحكومة، لا يزال وزير الخارجية السابق ناصيف حتّي يحضن ملفّاً ورقياً ويمشي به. تماماً كما صورته الأخيرة أمام قصر بسترس. يتكلّم حتّي بوضوح من دون الإكثار من الكلام، وحين لا يرغب في التعليق يقولها بوضوح أيضاً. لا يحبّ "زواريب" السياسة اللبنانية ولا إعلامها الباحث عن التشويق دائماً. حتّي، وزير سابق، متفرّغ الآن للقراءة والبحث، كما يقول، بعد عقود من العمل الديبلوماسي. استقال يوم 3 آب، قبل ساعات على جريمة مرفأ بيروت. قفز من مركب غارق، مصيره الغرق حتى قبل حصول الانفجار. بقدر ما يشعر بالإحباط كمواطن لبناني، شعر أنّ في الخارجية اللبنانية تحديّات كثيرة. فالسلطة، بتركيبتها ومنظومتها، قادرة على إحباط أيٍ كان وأي شيء.

الاستقالة.. فشل

يصرّ حتّي إلى اليوم على نفي كل ما قيل عن ضغوط أو خلافات شخصية أدّت إلى استقالته من حكومة الرئيس حسّان دياب. قبل 3 آب، نُسجت روايات كثيرة عن خلاف بينه وبين صهر العهد النائب جبران باسيل. وقالت روايات أخرى إنه استاء من توكيل اللواء عباس إبراهيم مهام اتصالات عربية ودولية. أما حتّي فيقول إنّ "السبب الأساسي وراء الاستقالة، وبالطبع لا أدافع عن باسيل، أنه ربما كان لدي مثالية في العمل. إذ جئنا في مشروع إصلاحي، وكان الظرف ‏ناضجاً لذلك. للأسف وجدت أنّ التركيبة السياسية اللبنانية، ولا أحمّل أحزاباً مشاركة في السلطة ‏أو غير مشاركة في السلطة المسؤولية، كل التركيبة السياسية قادرة على مقاومة الإصلاح والتغيير بشكل غريب. فتم إفشال الإصلاحات". يؤكد حتّي أنّه كان قد اتّخذ قرار الاستقالة بعد 4 أشهر على تشكيل الحكومة، "وكان ثمة مفاوضات قائمة في ملفات عديدة (اليونيفيل، صندوق النقد..)". وجد أنّ "لا قرار جدياً بالاصطدام بالواقع السياسي اللبناني وأنّ التركيبة قادرة على شلّ كل خطوة إصلاحية. ومع احترامي للجميع، لم أجد أن مكاني هنا"، فقدّم استقالته.

دور الإطفائي

في الخارجية، يؤكد حتّي أنه حاول لعب دور الإطفائي، كما قال، لدى تسلّمه الوزارة. يشير إلى طرحه مبدأ "الحياد الإيجابي والناشط". وكان ذلك قبل موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي. وفي انقسام "انشطاري" يعيشه لبنان "المطلوب إيجاد التوازن، وإلا ستبقى تدفع ثمن كل صراعات المنطقة". ففي لبنان ما بعد الطائف، وزارة الخارجية هي لأهداف بروتوكولية والتقاط صور تذكارية وتوقيع اتفاقات رسمية. يوافق الوزير حتّي على هذا التوصيف بشكل أو بآخر، مشدداً على أنّ "مشكلة لبنان دائماً أن ثمة سياسات خارجية فعلية إلى جانب تلك الرسمية لأنّ خلافاتنا هوياتية في المدى الذي نذهب فيه إلى تحالفاتنا. ولذلك، كل طرف لديه علاقاته الخارجية". بقدر المستطاع، حاول حتّي الحراك خارجياً. فشارك في مؤتمرات عربية وأخرى إسلامية وزار باريس والفاتيكان وروما والأردن، ووظّف علاقاته الشخصية من أجل الحكومة من دون أن يعني ذلك أنه نجح. ساهم وباء كورونا في الحدّ من نشاطه، وكذلك تمنيّات بعض الدول بأن لا تحصل الاتصالات على مستوى رسمي. ويقرّ بأنه لم يتمكّن من ترجمة مبدأ وسياسة الديبلوماسية العامة من خلال الحراك، والطلب من شخصيات لبنانية المشاركة في ندوات أو لقاءات نيابةً عن الدولة اللبنانية. باختصار "رغم كل الإحباط أو الفشل تمكنت من خلق تواصل مكثف من خلال ديبلوماسية الهاتف. وطبعاً هي ليست بديلاً".

العقوبات الأميركية

بعد فرض الخزينة الأميركية على رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، وقبله الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، لا يرى حتّى في ذلك إلا "رسائل سياسية واضحة من الولايات المتحدة تندرج في إطار السياسة الأميركية التي هي في حالة صدام مع إيران ومحاولة قصقصة أذرع إيران ومحاصرة حزب الله في لبنان، ومحاولة توجيه رسائل حادة". في قراءته للمشهد الإقليمي، يقول حتّي إنّه بغض النظرّ عن وصول جو بايدن إلى الرئاسة الأميركية سيكون التشدّد في ملف الاتفاق النووي قائماً، رغم الاختلاف بالأسلوب مع الرئيس دونالد ترامب. فمثلّث التوتّر سيظلّ قائماً حول الملف النووي والصواريخ الباليستية وتمدّد إيران في المنطقة عبر أذرعها، أكان في سياسة المواجهة التي يعتمدها ترامب أو من خلال سياسة الانخراط التي قد يعتمدها بايدن. وفي المشهد الإقليمي أيضاً، النقاط الساخنة ستبقى بين بيروت وبغداد واليمن، لكن "النقطة الأكثر سخونة هي ليبيا". وكل هذا المشهد المتفجّر في ليبيا، والكامن تحت الرماد في شرق المتوسط، يعيد حتّي إلى خلاصة الحياد وتحصين الداخل اللبناني.

الخروج من الأزمة

يأسف حتّي لقوله إنّ "تشكيل الحكومة ربما دخل في غياهب النسيان". وللحياد هنا، دور أيضاً في إنقاذ البلد إنّ "المساعدات المالية الفعلية لن تأتي لإنقاذك من الغرق إلا إذا انسحبت إلى الوسط". ويضيف أنّ "مقاربة الاقتصاد أولاً تستدعي إعادة تموضع سياسي فعلي، ونحن مجبورون على القيام به وإلا فمع السلامة". يعتبر حتّي أنه مع استمرار الأداء الحالي للسلطة والقيادات اللبنانية، "لبنان متّجه إلى انهيار وانفجار كلّي". والوسط، يعزّزه ملف الاستراتيجية الدفاعية، بما تعنيه " في الشق العسكري، إضافة إلى الأهمّ في امتلاك الدولة اللبنانية لقرار الحرب والسلم والردع والردّ، وإمكانية أن تكلّف الدولة المقاومة مهمّة الردع". وعن واقعية هذا الأمر، يشير إلى أنهّ الخيار الأكثر واقعية، "واقعية شديدة في إخضاع هذا السلاح للقرار الوطني". هذا من جهة، أما في الشق العملاني، فعلى السلطة اللبنانية إدراك مسؤوليتها في وضع حلّ مثلّث من خلال إقرار خطة عمل وخريطة طريق وجدول زمني للإصلاحات المطلوبة. أي "الاتفاق على تفاصيل الإصلاح"، فيسأل "ما المانع من جلوس القيادات اللبنانية في التشاور والاتفاق على هذه الجوانب الثلاثة لحين تشكيل الحكومة بدل إضاعة المزيد من الوقت"؟

رئيس البلدية والمختار

بالنسبة لحتّي "تم إسقاط المبادرة الفرنسية لبنانياً". ومشكلة السياسة اللبنانية أنّ "ثمة حَوَلاً سياسياً واستراتيجياً. إذ تبقى دائماً عيوننا إلى الخارج بينما نبحث الشأن الداخلي". ويضيف أنّ العقل السياسي اللبناني تحوّل إلى "عقل المختار ورئيس البلدية في الضيعة"، في مقاربة الأمور واتخاذ القرارات. فتتحكّم هذه العقلية بكل النقاشات والملفات بدءاً من الملف السوري وموضوع العلاقات مع سوريا. ويلحظ حتّي أنه يوم توقيع الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي حطّت طائرة مساعدات إماراتية في دمشق، فيتوقّف عند موقف الرئيس السوري من الاتفاق الذي قال إنه "لا يخدم السلام، فلم يشتم ولم يخوّن". لكن الشتم والتخوين حصل في لبنان.

يوم خروجه من قصر بسترس، أعرب حتّي عن تخوّفه من "انزلاق لبنان إلى الدولة الفاشلة". وإذ يتثبّت اليوم أنّ لبنان بات دولة فاشلة. بالنسبة لحتّى، كانت تجربته في وزارة الخارجية غنيّة بقدر ما كانت محبطة له كمواطن لبناني. في أيامه في الوزارة شاهد أنّ المركب يغرق فيما المعنيون مختلفون على الديكور المناسب له. "ثمة حالة من العمى والطرش للأسف في التركيبة اللبنانية ومنظومتها"، يقول. أما ردّ الناس فـ"الله يستر منه" لأنّ الجوع والمذلّة لا يرحمان.

 

باسيل من رتبة "حامل صليب" إلى "تاجر شنطة"!

أحمد عياش/أساس ميديا/الجمعة 13 تشرين الثاني 2020

لم يكن ردّ سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا على المؤتمر الصحافي الأخير لرئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل أمراً عابراً. فقد ترك هذا الردّ تفاعلات داخلية واسعة النطاق، خصوصاً في وسط "التيار" نفسه الذي هاله، وفق معلومات خاصة لـ"أساس" أن ينصبّ غضب سفيرة الدولة العظمى على فريق مسيحي لبناني ما يحرمه من السند الدولي الأهم. فهل ما قالته السفيرة شيا، بالصوت والصورة، يثير هذا القلق الشديد في هذا الوسط؟ تجيب شخصية سياسية بارزة على هذا السؤال بكشف معلومات حول ردّ الديبلوماسية الأميركية على باسيل، وفيها أنّ اتصالات جرت بين دوائر السفارة في عوكر وبين دوائر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، بعد ظهر الأحد الماضي إثر المؤتمر الصحافي لرئيس "التيار".

تضيف هذه المعلومات التي اطّلع عليها "أساس"، أنّ سؤال السفارة الأميركية في بيروت إلى مرجعيتها في العاصمة الأميركية كان :"هل نردّ ببيان على اتهامات باسيل لنا على خلفية عقوبات وزارة الخزانة له؟ "فجاء الجواب من واشنطن: "يجب أن يكون الردّ بالصوت والصورة لإحداث أكبر تأثير في الطرف المعنيّ". وخلصت هذه المعلومات إلى أنّ الترتيبات تمّ اتخاذها فوراً، فصدر الردّ مسجّلاً بصوت السفيرة شيا وصورتها، وجرى توزيعه على وسائل الإعلام المحلية كافة.

أخطر ما انطوى عليه ردّ الديبلوماسية الأميركية، بحسب المصدر المشار إليه، هو قولها الآتي: "قد يظنّ باسيل أنّ تسريب معلومات انتقائية خارج سياقها حول نقاشنا المتبادل يخدم قضيته. هذه ليست الطريقة التي أعمل بها عادة، لكنني سأكشف شيئاً واحداً: هو نفسه (باسيل)، أعرب عن الاستعداد للانفصال عن "حزب الله" بشروط معيّنة. وفي الواقع، فقد أعرب عن امتنانه لأنّ الولايات المتحدة جعلته يرى كيف أنّ العلاقة هي غير مؤاتية لـ "التيار"، حتى إنّ مستشارين رئيسيين أبلغوني أنهم شجّعوا باسيل على اتخاذ هذا القرار التاريخي".

سؤال السفارة الأميركية في بيروت إلى مرجعيتها في العاصمة الأميركية كان :"هل نردّ ببيان على اتهامات باسيل لنا على خلفية عقوبات وزارة الخزانة له؟ "فجاء الجواب من واشنطن: "يجب أن يكون الردّ بالصوت والصورة لإحداث أكبر تأثير في الطرف المعنيّ"

وفور شيوع هذا الردّ، تلقّت الشخصية السياسية البارزة، التي هي مصدر هذه المعلومات، اتصالاتٍ من جهات اقتصادية ومالية مرموقة ذات صلة بـ"التيار" للإعراب عن مخاوفها من التداعيات التي ستنجم عن ردّ السفارة الأميركية، ما سيؤثّر في مصالح هذه الجهات مباشرة، وفي ظنّها أنّ "الانتقام" الأميركي الذي طاول باسيل سيشمل كلّ من يمتّ بـ"التيار" بصلة. وبادرت هذه الشخصية إلى طمأنة هؤلاء المتصلين بالتأكيد أنّ الولايات المتحدة، كدولة عظمى، "لن تنحدر إلى هذا المستوى من ردود الفعل". وأورد في هذا السياق ما جاء في ردّ السفيرة شيا من إنّها :عقوبات على فرد، وليس على حزب، فالولايات المتحدة لا تقوم بمعاقبة أو "تدمير" التيار الوطني الحرّ".

بالعودة إلى ما قالته السفيرة الأميركية: "سأكشف شيئاً واحداً: هو نفسه (باسيل)، أعرب عن الاستعداد للانفصال عن"حزب الله" بشروط معيّنة". فما هي هذه "الشروط المعيّنة" التي طرحها باسيل على مسامع السفيرة؟

يرجّح وزير سابق واكب العماد ميشال عون في مسيرته الطويلة حتى وصل إلى سدّة الرئاسة الأولى، أنّ رئيس "التيار" طلب "ضمانات" من السفيرة الأميركية خلال الاتصالات التي جرت بينهما قبل صدور قرار العقوبات كي لا تنتهي هذه العقوبات بحقّه إلى حرمانه مما يملك، لا سيما الأرصدة التي تعود إليه مباشرة وغير مباشرة. لكن هذه "الضمانات" لم تقدّم له، انطلاقاً من أنّ آلية عمل وزارة الخزانة الأميركية، لا تملك الحق في أن تساوم مع أيّ جهة سيطالها العقاب بموجب قانون ماغنيتسكي. وعندما أدرك باسيل أنّ سيف العقوبات لن يتعامل مع استثناءات، قرّر الذهاب إلى تسييس عقوبته وربطها بما قال إنّ سببها يعود إلى علاقته بـ"حزب الله"، بحسب الوزير السابق لـ"أساس".

رئيس "التيار" طلب "ضمانات" من السفيرة الأميركية خلال الاتصالات التي جرت بينهما قبل صدور قرار العقوبات كي لا تنتهي هذه العقوبات بحقّه إلى حرمانه مما يملك، لا سيما الأرصدة التي تعود إليه مباشرة وغير مباشرة

يقول النائب سيزار أبي خليل في مقابلة عبر "فايسبوك النهار" نقلاً عن باسيل: "هذا قدرنا، نحمل صليبنا في هذا الشرق واللي قبلنا حملوه قبلنا. وما راح نقصّر في تحمّل المسؤولية، وحمل هذا الصليب عندما يستدعي الأمر". ويردّ أحد الناشطين السياسيين البارزين في مجلس خاص: "يتباهى باسيل باستمرار بحمل الصليب. لكن بعد الذي كشفته السفيرة شيا، تبيّن أنّ رئيس "التيار" ليس سوى تاجر شنطة همّه فقط الحفاظ على مكاسبه".

وسئل النائب السابق فارس سعيد عبر قناة "العربية الحدث": ما هي الرسالة التي أرادت السفيرة الأميركية إيصالها، فأجاب: "أعتقد أنّ الدفاع الذي أوكل به الوزير باسيل نفسه لم يكن موفّقاً، عندما قال إنّ الولايات المتحدة طلبت منه الفصل مع حزب الله مقابل سحب اسمه من لائحة العقوبات. أرادت السفيرة الأميركية أن تشرح للرأي العام اللبناني بأن هذا الرجل لم يكن صادقاً عندما تكلّم بهذا الشكل، بل العكس هو الصحيح. هذه ذروة خلاف بين تيار مسيحي لبناني وبين الولايات المتحدة. وهذه أوّل مرة تحصل منذ قيام دولة لبنان الكبير، فلطالما تمتع السياسيون اللبنانيون، خصوصاً المسيحيين منهم، بعلاقات مميّزة مع الغرب ومع دوائر القرار الخارجي. خروج هذا السجال إلى العلن يؤكد أنّ هناك خللاً ما أصاب قيادة التيار الوطني الحرّ أدّى إلى هذه القطيعة التي لامست الفضيحة السياسية في بيروت".

إنها فعلاً "فضيحة" أن ينتهى الأمر بمن يتباهى بأنّه "حامل للصليب" إلى "تاجر شنطة".

 

خلاف عوني - عوني في واشنطن.. وقائد الجيش مستهدف؟

ملاك عقيل/أساس ميديا/الجمعة 13 تشرين الثاني 2020

كرة الثلج التي تتدحرج على وقع صدور العقوبات الأميركية بحقّ جبران باسيل و"فتح النار" بينه وبين المستشار السابق لرئيس الجمهورية طوني حداد، تردّها مصادر مطلعة إلى أكثر من سبب، يخرج عن إطار ملف ترسيم الحدود والعقوبات بحدّ ذاتها ليلامس "صراع القوى" الداخلي بين العونيين في واشنطن. ولا يغيب عن طيفه قائد الجيش العماد جوزف عون ودوره المستقبلي المحتمل، في ظلّ تململ عوني من أداء باسيل ومقاربته للملفات الداخلية والخارجية، وارتباط هذا الواقع مع الانتخابات الرئاسية بعد سنتين.

وبالطبع، هناك عامل العلاقة المتوتّرة بين حداد وباسيل الذي "لم يهضم" يوماً حضور القيادي العوني وتأثيره الذي طغى حتّى على دور السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى المحسوب على باسيل.  في المقابل، تقول المصادر إنّ "تأكيد باسيل حصول ضغوط من الإدارة الأميركية عليه لفكّ التحالف مع حزب الله يفتقر إلى أدلة واقعية في ظلّ خطاب "التيار الوطني الحرّ" المعروف في واشنطن وأمام الكونغرس، والقائم على رفض أجندة حزب الله ودوره العسكري في المنطقة وتأييد الاستراتيجية الدفاعية من ضمن مشروع تسليم سلاحه".

وبحسب المصادر نفسها، فإن الدليل على الرغبة في انغماس التيار العوني في استرضاء الطرف الأميركي ونسج جسور التعاون معه، هو العقد الذي وقّعه باسيل في تموز 2019 مع شركة علاقات عامة اسمها Alexander Beckles، بإدارة ماريو لاسالا، وبكلفة 20 ألف دولار تدفع دورياً، وذلك بهدف تقريب باسيل من الإدارة الأميركية والكونغرس وتلميع صورته. ومع ذلك،، لم يتمكّن باسيل  خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن من لقاء أيّ مسوؤل أميركي، كما أنّ أعضاءً من الكونغرس لم يلبّوا دعوة "التيار" إلى مؤتمر الطاقة الاغترابية في أيلول من العام الماضي، الذي كان باسيل نجمه.

كما تكشف المصادر عن مشاركة قيادات عونية في 12 تشرين الأول الماضي خلال الانتخابات الأميركية كـ Co Host في حفل جمع تبرّعات للسيناتور الديموقراطية جين شاهين التي كانت أحد العاملين على إطلاق سراح (....) عامر الفاخوري. وهي القضية التي أشعلت خلافاً صامتاً بين رئاسة الجمهورية وحزب الله. وعرف من المشاركين الدكتور جوزف خليل، ومسؤول التيار في ماساسوستش أندريه الجبيلي، والقنصل الفخري في سان فرانسيسكو جورج شماس، بالتعاون مع محامية عامر الفاخوري سيرين عطالله. 

في مقلب آخر، تأخّر 24 ساعة ردّ مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على الحديث التلفزيوني للمستشار المستقيل طوني حداد. فالأخير كان كشف يوم الثلاثاء خلفيات اتهام الوزير السابق باسيل له بـ"الخيانة"، متحدّثاً عن ضغوط مورست على رئيس الجمهورية من جانب باسيل، عبر مدير عام الرئاسة أنطوان شقير، لمنعه من طرح مرسوم على مجلس الوزراء ومن ثَمّ إرسال كتاب إلى الأمم المتحدة يفيد بحقّ لبنان بالحصول على مساحة إضافية من حقوقه في المياه تتجاوز الـ860 كلم، لتصل إلى 1430 كلم.

وفي هذا السياق، تفيد معلومات لموقع "أساس" بأنّ دافع باسيل لاتهام حداد بالخيانة مرتبط بمعطى حسّاس لم يقاربه لا حداد ولا باسيل ولا رئاسة الجمهورية، ويتخطّى عامل اعتقاد رئيس التيار الوطني الحرّ أنّ حداد "عمل ضدّه عبر الضغط لفرض العقوبات الأميركية عليه". تكشف المصادر عن مشاركة قيادات عونية في 12 تشرين الأول الماضي خلال الانتخابات الأميركية كـ Co Host في حفل جمع تبرّعات للسيناتور الديموقراطية جين شاهين التي كانت أحد العاملين على إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري. وهي القضية التي أشعلت خلافاً صامتاً بين رئاسة الجمهورية وحزب الله

وبحسب المعلومات، فإنّ "المرسوم الذي عمل عليه حداد، ويُظهر حقّ لبنان بـ 1430 كلم إضافية في المياه إضافة إلى مساحة 860 كلم، نال موافقة باسيل في البداية. لكن ما لبث الأخير أن رفض السير به بعدما تيقّن من حجم الاعتراض الأميركي عليه، في انعكاس للرفض الإسرائيلي. لكنّ قيادة الجيش وطوني حداد أصرّا على سياسة تحسين الشروط عبر الانطلاق من نقطة التفاوض الجديدة ما اعتبره باسيل فخاً يُنصب له لتفجير علاقته مع الأميركيين، وفي الوقت نفسه يشكّل جسر تواصل وتنسيق بين قيادة الجيش وحزب الله على حسابه"!  وكان بيان مكتب الإعلام قد أشار إلى أنّ "مهمة المستشار السابق لفخامة الرئيس أنطوان حداد انتهت في 9 تشرين الأول 2020 بعد إلغاء العقد معه ومنعه من دخول القصر الجمهوري. لذا، لم يعد في حوزته أيّ ملف من الملفات التي تحدّث عنها أو تخصّ رئاسة الجمهورية". وأشار شقير خلال البيان إلى أنّ "حداد عمد خلال فترة وجوده في رئاسة الجمهورية وتعاطيه في ملف ترسيم الحدود البحرية إلى طلب مسائل غير دستورية وغير قانونية وكان يضغط للسير بها ويصرّ عليها خلافاً لكلّ الأصول والأنظمة المرعية الإجراء، الأمر الذي دفعني إلى اقتراح رفض مخالفة القوانين والدستور لاسيما وأنّ توجيهات رئيس الجمهورية وقراراته لم تكن تأتلف مع ما كان يطلبه حداد".

وقد جاء تحفّظ حداد في ردّه على بيان رئاسة الجمهورية أمس ليزيد "الحبكة" غموضاً، متمنّياً "على دوائر القصر أن تتجنّب الخفة في إثارة موضوع دستورية أو قانونية المسائل التي كان يطالب بها حفاظاً على المصلحة العليا للبنان ودعماً للوفد اللبناني المفاوض".

وقال حداد إنّ "ادّعاءات البيان الرئاسي الباطلة بحقّه هي وسام على صدره ورئيس الجمهورية أعلَم بذلك" مشيراً إلى أنّه "يملك ما يكفي من المستندات، ويتحفّظ عن عرضها في هذا التوقيت بالذات لأنّ المسؤولية الوطنية لا ترتبط بعقد، والمصلحة العامة عنده هي فوق أيّ اعتبار".وطالب حداد "الحاشية" التي تحيط بفخامة الرئيس أن تكفّ عن تحويل رئاسة الجمهورية إلى دمية يتلاعبون بها بشكل غير دستوري، فقد يصعب إصلاحها في حال عمدوا إلى كسرها". وفي هذا السياق، اطّلع موقع "أساس" على تعميم داخلي في التيار الوطني الحرّ للمنتسبين بهدف إطلاعهم على بعض الحقائق في شأن طوني حداد، ومنها أنّه "يمارس منذ فترة نشاطاً سياسياً، أقلّ ما يقال فيه إنّه غير منسّق مع قيادة التيار وغير مناسب مع سياسة التيار. كما عيّن لفترة مستشاراً للرئيس ميشال عون، وقد استغنى الرئيس منذ فترة عن استشاراته ومنعه من دخول القصر الجمهوري لأسباب تتعلّق بادائه وبعمله مع فخامة الرئيس، ولا علاقة للتيار الوطني وبرئيسه بالاستغناء عنه"، مع طلب الحذر وعدم الدخول في أيّ سجال إعلامي معه.

 

تحذيرات غربية من عمليات أمنية خطيرة… نصرالله في دائرة الاستهداف؟

ابراهيم ناصر الدين/الديار/12 تشرين الثاني 2020

لم تنته الحقبة «الترامبية» بعد، الرئيس الاميركي دونالد ترامب لن يغادر البيت الابيض،اذا غادر، دون اغراق بلاده والعالم في اسوأ الازمات، انتقاماً لنرجسيته، وتكبيلاً لسلفه جو بايدن، واذا كانت منطقة الشرق الاوسط احدى ساحات هذا «الجنون» حتى العشرين من كانون الثاني2021، فلن يكون لبنان بمنأى عن هذه التداعيات الخطيرة،وهو ما بدأت تحذر منه السفارات الغربية في بيروت عبر تقارير «سرية» الى مسؤولين امنيين لبنانيين معنيين بمتابعة ملفات حساسة في البلاد، فيما اختارت كندا اطلاق تحذيرات علنية «غير مألوفة» لرعاياها من احتمال حصول تطورات امنية في مناطق محددة على الساحة اللبنانية..

ووفقاً للمعلومات، لن تكون الجولة المزمعة لوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الى المنطقة، مجرد زيارة وداعية للحلفاء «الاوفياء»، وانما ستكون جزءاً من تحضير الساحة لاستيعاب تطورات شديدة الخطورة، حيث تلعب تلك الدول ادواراً متنوعة تحتاج الى تنسيق عالي المستوى يتولى قيادتها رئيس الدبلوماسية الاميركية الذي شغل سابقاً موقع مدير الاستخبارات الذي تشغله اليوم جينا هاسبل التي يريد ترامب اقالتها قبل رحيله، لكنه يواجه اعتراضات كبيرة من قبل القيادات الجمهورية..

وبحسب التحذيرات الغربية، فان لبنان سيكون في «عين العاصفة» الامنية وربما العسكرية، اذا ما قرر ترامب الذهاب بعيداً في اعادة «خلط الاوراق»، لمساعدة الحلف الخليجي- «الاسرائيلي» على تذليل ما تبقى امامه من عقبات لتطوير التحالف الذي يفترض ان يتولى ادارة شؤون المنطقة، «وملء» الفراغ الاميركي، فيما تحاول قوى اقليمية صاعدة ومؤثرة متحالفة على «القطعة» مع روسيا، على فرض اجندتها، مستفيدة من الوجود الروسي الفاعل من «البوابة» السورية.لكن اذا كانت موسكو او انقرة لاعبين خطيرين يحتاجان الى مقاربة خاصة، الا ان واشنطن تمتلك الكثير من «مفاتيح اللعبة» للحد من نفوذهما، او التوافق على تقاسم هذا النفوذ، ولذلك يبقى «العدو» الاكثر شراسة متمثلاً بايران التي يرغب ترامب في «اقفال» ملفها قبل خروجه من البيت الابيض.

ولهذا تتحدث المعلومات الواردة من واشنطن عن خطط عمليات جاهزة سيعمل على تنفيذها ترامب في الاسابيع العشرة المتبقية من ولايته، وسلسلة الاقالات والاستقالات في وزارة الدفاع الاميركية تشير الى ذلك بوضوح، حيث اقال وزير الدفاع مايك اسبر، غير المتعاون، فيما استقال عدد كبير من المسؤولين في «البنتاغون»، لانهم لا يريدون ان ينصاعوا الى اوامر يرون انها ستضر بالامن القومي الاميركي، ولا يمكن لرئيس خسر الانتخابات ان يقدم عليها.

ووفقا للتقديرات، لن يكون الرئيس قادراً على الذهاب الى حرب واسعة في الشرق الاوسط، وخصوصا ضد ايران، لانه اولا ليس من هواة الحروب، وتوريط الجنود الاميركيين في المعارك التي لا تنتهي، وثانياً، لان سلطة اعلان الحرب في الفترة الانتقالية تبقى من صلاحيات الكونغرس، وما لم يكن هناك خطر داهم على الاراضي الاميركية، فان الرئيس غير قادر على توريط بلاده في اي حرب خارجية، لكن هذا لا يمنع من حصول ضربات منتقاة وموضعية لمراكز حساسة «نووياً» في ايران، لاعتقاده ان هذا الامر سؤدي الى نسف اي تفاهم مفترض بين طهران والادارة الاميركية الجديدة.

في المقابل، تحذر البعثات الدبلوماسية في بيروت من مخاطر حصول عمليات امنية ذات وزن كبير وخطير، في ايران، ولبنان، وسوريا، وسبق لترامب الاعلان انه كان ينوي اغتيال الرئيس السوري بشار الاسد، لكن وزير دفاعه السابق، وعدد من القيادات العسكرية رفضوا الامتثال لرأيه، وعملوا على افشال رغباته، ولهذا قد يكون ترامب اليوم مطلق اليد بعدما باتت وزارة الدفاع «طيعة» بين «يديه»، وثمة «بنك اهداف» جاهز يرتبط بمواقع حساسة في ايران، وخارجها، وكذلك بشخصيات وقيادات مؤثرة في الشرق الاوسط، ولدى الرئيس الاميركي رغبة في تكرار عمليات مشابهة لاغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني، وهو يعتقد ان الرد الايراني كان متواضعاً بالمقارنة مع الخسارة التي تكبدتها طهران، ولهذا لا يرى مانعاً من القيام بعمليات مماثلة، ويعتقد ان قواته ستبقى بمنأى عن اي ردود فعل خطيرة، ولهذا يرسل بومبيو الى المنطقة، لوضع الحلفاء امام احتمال حصول تطورات لن يكونوا بمنأى عن تداعياتها..

وفي هذا السياق، لا تستبعد تلك الاوساط، ان يواجه لبنان خلال ما تبقى من ولاية ترامب تحديات خطيرة، وترى ان هذه المخاوف تعززت بمغادرة السفيرين السعودي والاماراتي،الى بلادهما دون تبريرات مقنعة، اضافة الى التحذيرات الكندية «اللافتة»،وعودة الفرنسيين الى بيروت، لافهام القيادات السياسية بان المسألة تتجاوز عملية «شد الحبال» في الحكومة، بعدما بدا واضحاً ان الجانب الاميركي مصر على افشال المبادرة الفرنسية من خلال «شروط» حلفائه، وايضاً من خلال برمجة العقوبات المتتالية التي طالت معظم حلفاء حزب الله، وآخرهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل،واذا كان لبنان ليس وحده معنياً بالتصعيد المرتقب، ينصح الفرنسيون بضرورة «الانحناء للعاصفة»، وتمرير ما تبقى من مدة ولاية ترامب باقل الخسائر الممكنة،لكن ثمة قناعة لدى قوى لبنانية وازنة ومؤثرة، بان الانحاء «للموجة» الاميركية «العاتية» لن تجدي نفعاً, فثمة قرار اميركي واضح بالتصعيد في لبنان، لن يقف عند حدود او «خطوط حمراء»، في ظل معلومات استخباراتية موثوقة تتحدث عن خلاصة امنية مشتركة بين «اسرائيل» والولايات المتحدة، وبعض دول الخليج، بضرورة التخلص من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، باعتباره الشخصية الوازنة الاهم في محور «الخصوم» في المنطقة، وهو الاكثر فعالية وتاثيراً، وغيابه عن المشهد بات حاجة ضرورية وملحة في هذه اللحظة المفصلية،وقد وصلت تحذيرات الى بيروت في هذا السياق، ترجح قيام الاميركيين و»الاسرائيليين» «بشيء ما» غير محدد لتنفيذ المهمة، لكنه سمعوا في المقابل اجوبة واضحة، تحدثت بوضوح عن «ابواب جهنم» ستفتح على امتداد المنطقة والعالم، ولن تكون تداعياتها محدودة، في الزمان او المكان، اذا ما ارتكبت اي حماقة.

ويبقى السؤال الاكثر الحاحاً، هل يقدم ترامب على خطوات مجنونة تشعل لبنان والمنطقة وربما العالم، او سينصاع لضغط المؤسسة الاميركية العميقة القادرة اذا ما ارادات على «قصقصة جوانحه»، لننتظر ونرى!

 

ذكريات من الأمس القريب والبعيد /تفجير "الجبهة اللبنانية"... اسعافات ومن مستشفى إلى مستشفى

حبيب شلوق/موقع المرصد/12 تشرين الثاني/2020

لم نكن يومها نرغب في تغطية الإجتماع لأنه يوم عطلة ولا صحف في اليوم التالي، ولكننا راعينا ظرفي مندوب إذاعة "صوت لبنان" الزميل كريستيان أوسي ومندوب إذاعة "صوت الوطن" الزميل جورج برباري، المطلوب منهما إلى جانب عملهما في مؤسسات أخرى، تزويد الإذاعتين العاملتين النشاط، واتفقنا على المجيء لبعض الوقت وكل على راحته ، وتغطية الخبر والإنطلاق بعده لتناول الغداء معاً في مطعم "مانويلا" في المعاملتين.

التاريخ كان يوم الأربعاء 13 تشرين الثاني 1985 ،والعطلة على ما أذكر لمناسبة  رأس السنة الهجرية أو ذكرى عاشوراء، كذلك أذكر جيداً أنني كنت وصلت إلى مفترق عوكر على أوتوستراد أنطلياس ــ ضبيه، وانحرفت بسيارتي صعوداً، عندما دوّى انفجار كبير ارتجت معه السيارة ، وتصاعد الدخان والغبار من الجهة الشرقية ، فاعتقدت للوهلة الأولى أنه استهدف السفارة الأميركية في المنطقة، فتوقفت قليلاً ثم تابعت الطريق بعدما تبين لي أن الإنفجار استهدف مقر "الجبهة اللبنانية" في عوكر، حيث كان الإجتماع منعقداً برئاسة الرئيس كميل شمعون وحضور نائب الرئيس رئيس حزب الكتائب الدكتور إيلي كرامه والأمين العام للجبهة النائب إدوار حنين والأعضاء الدكتور شارل مالك و الدكتور فؤاد أفرام البستاني  والوزير السابق جورج سكاف، وأدى الإنفجار إلى مقتل العاملة في "الجبهة" أماليا أبي صالح بينما نجت ابنتها برناديت.

كذلك أصيب الرئيس شمعون والنائب حنين والدكتور كرامه بجروح طفيفة، بينما أصيب الدكتور بستاني والوزير سكاف بجروح بالغة.

وتبين أن الجناة وضعوا عبوة ــ والبعض يقول سيارة مفخخة ـــ في القبو للجهة الخلفية من الدير  تحت المطبخ الملاصق لقاعة الإجتماعات، الأمر الذي ادى إلى مقتل "تانت أماليا" صاحبة الوجه البشوش والإستقبال المميّز والتي كانت في المطبخ تحضّر الضيافة الصباحية لأركان الجبهة والصحافيين والمراسلين.

وتولى أولاً الزميلان برباري وأوسي الإهتمام بالجرحى قبل أن أصل لمساعدتهما، في انتظار وصول عناصر الجيش من اللواء الثامن بقيادة العميد الركن سليم كلاس المتمركزة في المحيط، و الصليب الأحمر الذي وصل بدوره على عجل.  وبدا لنا أن  الأكثر حرجاً هو وضع الوزير السابق سكاف وقد فاجأنا لاحقاً بتحركه وهو ممدد وسط القاعة ، ومثله الدكتور بستاني. بينما بدا حنين الأكثر تماسكاً وشمعون الأكثر عناداً ، وكرامه الأكثر صلابة.

ورد الفعل الأول كان من الرئيس شمعون الذي طلب ورقة دمغت قطرات من دمائه، عبارات كتبها بيده  وفيها  ما معناه "أننا باقون على موقفنا الرافض للمثالثة ضمن المناصفة"، وهو المبدأ الذي نادى به "الإتفاق الثلاثي" الذي حصل في دمشق برعاية نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ومشاركة (الرئيس ) نبيه بري رئيس حركة "أمل"، والنائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي والسيد إيلي حبيقة رئيس "الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية". وهو موقف متجانس مع موقف البطريركية المارونية برئاسة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي رفض "الإتفاق الموضوع في سوريا" ودعا أركان الطوائف المسيحية إلى اجتماع في بكركي لم يفلح في  إقناع حبيقة في عدم التوقيع والعودة عن موقفه المؤيد لهذا الإتفاق.

وأذكر جيداً أن العميد كلاس الذي وصل إلى عوكر وأشرف على إجلاء الجرحى، تولى عبر خطه الهاتفي العسكري تأمين إتصالات عبر وزارة الدفاع  لمرافقي أركان "الجبهة" والصحافيين بعائلاتهم لطمأنتها. وكان عدد من الصحافيين والمراسلين المولجين تغطية أخبار "الجبهة"  ومنهم المرحوم أنطوان سعادة ،والزملاء حكمت كرم وعيسى بوعيسى وبشارة سماحة ويولا بارود وناديا زكريا، بدأوا الوصول بعد تلقيهم نبأ الإنفجار.

سنة 1985 كانت من السنوات الأكثر عنفاً ودموية خصوصاً في "المنطقة الشرقية"، نتيجة رفض الكنيسة "المحلية" بكل مذاهبها و "أحزاب الشرقية" وقياداتها الرضوخ للقرار السوري، وتخللتها إشتباكات هي الأعنف بين جناحي "القوات اللبنانية"  بقيادة السيد الياس حبيقة والدكتور سمير جعجع، ثم القتال الداخلي بين  "القوات" وعناصر حزب الكتائب المؤيدة للرئيس أمين الجميل، فضلاً عن عشرات التفجيرات التي استهدفت قيادات ومناطق مسيحية وحصدت عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى القصف الذي كان يستهدف المنطقة الشرقية لاقتناع سوري بأنها كلها ضد هذا الإتفاق بدءاً من السلطة السياسية، إلى الكنيسة والأحزاب والقيادة العسكرية برئاسة العماد ميشال عون.  وفي الخلاصة أنقذنا رأس السنة الهجرية أو ذكرى عاشوراء من الاستشهاد، فساهمنا في الإسعافات وأمضينا بعد الظهر من مستشفى إلى مستشفى لعيادة الجرحى.

رحم الله "تانت أماليا". إنها محطة بارزة من تاريخ لبنان نتركها للتاريخ.

 

مَن يُنقِذُ لبنان؟

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار/12 تشرين الثاني 2020

من يُنقِذُ لبنان؟ لبنانُ في حاجةٍ إلى مُنقِذ. ما يَجري اليومَ تحت شعارِ الإنقاذِ، يرسِّخُ مَنحى الانهيارِ خصوصًا أنَّ الـمُـولَجين به هم سببُ البَلاء. كَشَفت تجاربُ الشعوبِ والدولِ أنْ حين تَدخُل دولةٌ أو مملكةٌ أو إمبراطوريّةٌ طورَ الانهيارِ والتفكّك، قلّما تُنقذُها برامجُ وخُطَطٌ ومساعداتٌ ومؤتمراتٌ ومبادرات. المشاريعُ الإصلاحيّةُ موجودةٌ أصلًا في إداراتِ جميعِ الدولِ ودساتيرِها ومؤسّساتها، لاسيّما في لبنان. لكنْ، ما لم يَبرُزْ رجلٌ عظيمٌ (أو امرأةٌ عظيمةٌ) ـــ وليس بالضرورةِ أن يكونَ زعيمًا بالولادةِ وبالسيرةِ الذاتيّةِ وبالقوّةِ التمثيليّة ـــ ويأخذْ على عاتقِه إنقاذَ الأمّةِ بحزمٍ وتجرّدٍ وبُعدِ رؤية، تواصِلُ الدولُ مسارَها المنحَدِرَ حتى السقوطِ العظيم. يكاد يكون هذا الاستنتاجُ قاعدةً عَبرَ التاريخِ القديمِ والحديث.

وتَظُنُّ شعوبٌ أنَّ فشلَ الدولةِ يُستعاضُ عنه بثورةٍ تحقّقُ الإنقاذَ بمجرَّدِ اندلاعِها. لكنْ سَها عن البالِ أن الثورةَ تبقى ثورةً تَدورُ حولَ ذاتِها في الشوارع ما لم يَبرُز من خَلفِ غُبارِها قائدٌ يَشكرُ حماستَها ويُوظّفُ طاقاتِها الثوريّةَ في مشروعٍ إنقاذيٍّ ويَبني دولةً مستقرّة. لكانت الثورةُ الفرنسيّةُ سنةَ 1789 استمرّت عقودًا لو لم يأتِ نابوليون بونابرت ويقومُ بالتغييرِ ويَسُنُّ التشريعاتِ ويُجري الإصلاحاتِ ويؤسِّسُ الدولةَ الجديدة. ولكانت الجُمهوريّةُ الفرنسيّةُ بعدَ التحرير (1945) لا تزال مُضطَربةً سياسيًّا حتّى اليوم لو لم تُسَلِّم مقاليدَ الحُكمِ إلى الجنرال شارل ديغول، فأرسى دستورَ الجُمهوريّةِ الخامسةِ الذي ثَبّتَ استقرارَ فرنسا واستقلالَها.

لا يعتقدنَّ القارئُ أنّي أنتظرُ نابوليون وديغول. العقلُ زينةُ الكتّاب مبدئيًّا. ومع ذلك، لا يوجدُ حاليًّا مؤشِّرٌ إلى بروزِ شخصيّةٍ لبنانيّةٍ واعِدة. المواسمُ كسادٌ والمجتمعُ بَوارٌ والنَسْلُ آسِن. ومَن وضَعَتهم مواقِعُهم ومناصبُهم في عينِ الزعامةِ المنقِذَةِ أضاعوا، بغالِبيّتِهم، قَدرَهم ودورَهم في العبثِ واللهوِ والانتقامِ والتردّدِ والأنانيّةِ، في الحساباتِ الخاطئةِ والتحالفاتِ الباطلةِ، وفي الطموحاتِ الصغيرة والأحلامِ الخياليّة. مأساةُ لبنان أنَّ مفهومَ الزعامةِ محليٌّ يَنحصرُ داخلَ الطوائف، وقَلّما خَرجَ زعيمٌ يُمثّلُ الوطنَ بكلِّ مساحتِه والشعبَ بكلِّ تلاوينِه. وإنْ خَرجَ يُقتلُ كأنّما مكتوبٌ على اللبنانيّين أنْ يَظلّوا دويلات ويَحلُموا بدولة.

من هنا، لا أدري إذا كان سببَ انهيارِ لبنان الطبقةُ السياسيّةُ فقط أم انهيارُ تجربةِ الدولةِ ـــ الأمّةِ التي تَسقُط تدريجًا في العالمِ في أحضانِ كِياناتٍ أضيقَ (الاتحادُ السوفياتيّ والبَلقان والشرقُ الأوسط) أو اتّحاداتٍ أوسعَ (أوروبا، آلينا وبريكست)؟ الشعوبُ الواثقةُ من نفسِها واستقلالِـها انفتَحت كِياناتُها على اتّحاداتٍ إقليميّة، والشعوبُ الخائفةُ

على خصوصيّاتِها فَضّلَت تقريرَ مصيرِها في كياناتٍ جديدةٍ تَضمَنُ استقلالَها الذاتيَّ وحضارتَها ونمطَ حياتِها. إذا كان واقعُ الشرقِ الأوسطِ الـمُتَفتّتُ لا يَسمَحُ للبنانَ حاليًّا الانخراطَ باتّحاداتٍ إقليميةٍ، رهانُنا ألّا نَسمَحَ لواقعِ لبنانَ الـمُتَفتّتِ بالقضاءِ على الوِحدةِ الكيانيّة. لذلك لا بُدَّ من مُنقذٍ يُوقِف اندفاعَ اللبنانيّين نحو الخِياراتِ الصعبة.

دَعُونا من تحوّلاتِ الشرقِ الأوسط. إنَّ الأداءَ السياسيَّ في لبنان، بحدِّ ذاتِه، يؤدّي إلى كلِّ شيءٍ إلا إلى وِحدةِ لبنان. إلى ما يؤدّي تعطيلُ الاستحقاقاتِ الدستوريّةِ وتنحيةُ الدولةِ ومنعُ تأليفِ الحكومات؟ إلى ما يؤدّي وجودُ جيشِ حزبِ الله وزعزعةُ دورِ المؤسّسات العسكرية والأمنية وانتهاكُ الحدودِ الدولية؟ إلى ما يؤدّي تَطوّرُ المجتمعِ السُنّي وتبدّلُ البيئةِ الشيعيّةِ وهِجرةُ المسيحيّين؟ إلى ما يؤدّي ضربُ مقوِّماتِ الاقتصادِ الوطنّيِ والنقدِ اللبنانيّ ونظامِ المصارف؟ إلى ما يؤدّي عَطْبُ مؤسّساتِ الإشعاعِ اللبنانيِّ كالمدارسِ والجامعاتِ والـمُستشفياتِ والإعلام؟ إلى ما يؤدّي بروزُ ثقافاتٍ وأنماطِ حياةٍ، بل مجتمعاتٍ مُكتمِلةِ البُنى التحتيّة، غريبةٍ عن تراثِ اللبنانيّين مسيحيّين ومسلمين ودروزًا؟ إلى ما يؤدّي تفجيرُ المرفأ وهدمُ بيروت وإعاقةُ انطلاقِ وسَطِها وإفقارُ الناسِ وتجويعُها؟ إلى ما يؤدّي توطينُ اللاجئين الفِلسطينيّين وبقاءُ النازحين السوريّين ومراسيمُ التجنيس؟ إلى ما يؤدّي مُخطَّطُ دفعِ اللبنانيّين إلى القرفِ واليأس وقد أصبحا حالةً "وطنيّة" لا نفسانيّةً فقط؟ وأخيرًا، لا آخِرًا، إلى ما يؤدّي إجهاضُ جميعِ برامجِ الإصلاحِ والإنقاذِ اللبنانيّة والدوليّة؟

مجموعُ هذه الأداءات يَهدِفُ إلى أنْ يَكفُرَ الشعبُ بلبنانَ الكبير، وأنْ يُسلِّمَ بمنطقِ عبثيّةِ العيشِ المشتَركِ في دولةٍ واحدةٍ مركزيّةٍ، وأنْ يَستَسْهِلَ الخِياراتِ الأخرى المخالِفةَ الخِيارَ الوطنيَّ الأصيل، وهو خِيارنُا الأساسيّ منذ عهدِ الخِلافةِ والإمارةِ فالجُمهورية. ولْيكن واضحًا أنَّ الوقوعَ في تجربةِ الخِياراتِ البديلةِ هو مسؤوليّةُ الـمُسَبِّبِ بها، لا مسؤوليّةُ من يَتقبَّلها من منطقِ "لا حولَ ولا قوّة".

قاومنا عسكريًّا المسَّ بالكِيانِ اللبنانيِّ والدولةِ والنظام حين كان المعتَدون غرباءَ وأعداء. واجَهنا احتلالَ المنظّماتِ العسكريّةِ الفِلسطينيّةِ والجيشِ السوريِّ والقوّاتِ الإسرائيليّة. نجحنا جميعًا في جميع المواجهات ـــ ولو عَبر مقاومتين مُختلفتَين ـــ أما اليوم، فنحن أعداءُ أنفِسنا وغرباءٌ عن بعضِنا البعض. نحن شعبٌ يحتلُّ دولتَه ويَعتدي على نظامِه ويَقتسِمُ أرضَه ويَضرِبُ سيادتَه بنفسه، فمَن يقاوم مَن؟ أيَتقاتلُ المقاومون السابقون فنُمسي في حربٍ أهليّةٍ يسعى إليها الأعداءُ الجددُ والقدامى؟ مواجهةُ اللبنانيِّ الآخَرِ ليست مقاومةً، بل حربٌ أهليّةٌ يتحاشى الجميعُ اندلاعَها رغمَ أن البعضَ يَدفع باتّجاهِها.

من يُنقِذُ لبنان؟ لبنانُ في حاجةٍ إلى مُنقِذ. في ظلِّ الصيغةِ اللبنانية، يُفتَرضُ أن يُطِلَّ المنقِذُ من خلالِ النظامِ ومن إحدى المؤسّسات عَبرَ الآلياتِ الدستوريّةِ والأعرافِ الميثاقية. لكنْ، ما كنّا في حاجةٍ إلى مُنقذٍ لو كان النظامُ والمؤسّساتُ الشرعيّةُ والحزبيّةُ تَعمل بانتظام.

كَشف التاريخُ الحديث، أنَّ الديمقراطيّةَ ليست حلًّا دائمًا لكلِّ الحالاتِ والمجتمعاتِ والدول. وإذا كانت الديمقراطيّةُ أفضلَ نظامٍ دُستوريٍّ لتمثيلِ الشعبِ وتوفيرِ الحرّيات، فليست كذلك لضمانِ الوِحدةِ والأمنِ وانتظامِ عملِ المؤسّساتِ وإنقاذِ الشعوبِ رغمًا عنها، وهذه حالُ لبنان. الديمقراطيةُ تستطيع إنقاذَ شعبٍ من أزْمةٍ عميقةٍ إذا كانت

مكوّناتُ الشعبِ تَعيش في كنفِ الشرعيّة وتَحتكمُ إلى الدستور، أما في وضعِ لبنان، فالديمقراطيّةُ شَهَرت عجزَها لا في الدفاعِ عن الشعبِ، بل حتى في الدفاعِ عن نفسِها وعن الشرعيّة. فمَن يُنقذُ لبنان

طرحتُ السؤالَ ولا جوابَ لديَّ عنه. لكنْ لا مَفرَّ من طرحِه لأنَّ لا خلاصَ من دونه. حتميّةُ السؤال يَفرِضُها دُنوُّ سقوطِ الدولةِ المركزيّة، وفِقدانُ الجواب ناتجٌ عن غيابِ الاسمِ وجَهْلِ المؤسّسةِ التي يَخرج منها الـمُنقذُ. هل يَخرَجُ من المجلسِ النيابيّ؟ من الأحزابِ؟ من الثُكْنات؟ من النقابات؟ من المجتمعِ المتَمدِّن؟ من مرجِعيّةٍ دينيّةٍ؟ من بلادِ الانتشار؟ من القضاء؟ من الشارع؟ هل يكون المنقذُ فردًا أم مجموعة؟ فلْيخْرج من أيِّ مكان، الـمُهمُّ أن نُنقذَ لبنان.

 

رسالة العقوبات لباسيل.. “أحلامك السياسية والرئاسية تبخرت!”

عمر البردان/جريدة اللواء/12 تشرين الثاني 2020

لا يزال لبنان تحت وطأة تداعيات العقوبات الأميركية غير المسبوقة التي فرضتها وزارة الخزانة بحق رئيس «التيار الوطني الحر» ورئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، بالنظر إلى ما حملته من رسائل مدوية في أكثر من اتجاه، لا يمكن للفريق المستهدف وحلفائه تجاهلها وصرف النظر عنها، باعتبار أنها إحدى حلقات مسلسل أميركي طويل يجري إعداده بدقة، ويشكل استكمالاً لإجراءات تنوي فرضها واشنطن على المتحالفين مع «حزب الله» والأذرع الإيرانية في المنطقة.

وتؤكد في هذا الإطار، أوساط مراقبة لمسار هذا المسلسل لـ»اللواء»، أن «هناك قراراً أميركياً واضح المعالم وحتى إشعار، مع بداية مرحلة جديدة مع تغيير الإدارة، بعدم تمكين فريق الثامن من آذار من أن يفرض سيطرته على لبنان، أي بمنعه من أن يحكم البلد، وبالتالي فإن هذا المسار يهدف إلى الضغط على الفريق الذي يؤمن الغطاء لـ»حزب الله». فالعقوبات السابقة استهدفت حركة «أمل» وتيار «المردة»، والآن جاء دور «التيار الوطني الحر» أيضاً، كمكون داعم ومظلل لـ»حزب الله». ولذلك فإن الرسالة الأميركية مفادها أنه لا يمكن إخراج لبنان من الأزمة التي يمر بها، في حال استمر هذا الغطاء السياسي على الحزب، وأن لا أمل في الإنقاذ في ظل وجود «حزب الله» وحلفائه»، مشيرة إلى أن «الأميركيين ومن خلال هذه العقوبات أرادوا القول للفرنسيين أيضاً أن هذا هو السقف الذي يجب العمل عليه، وليس العمل من أجل ترتيب واقع سياسي يستفيد منه الفريق الحاكم على حساب مبدأ المسألة الكبرى المتعلقة بمفهوم السيادة ومحاصرة حزب الله». وتشدد الأوساط، على أن «العقوبات التي فرضت على النائب باسيل تحمل في طياتها مجموعة من الرسائل الشديدة اللهجة، أولها لرئيس «الوطني الحر» نفسه، بأن أحلامك السياسية والرئاسية تبخرت وأصبحت من الماضي، بعدما أضحى الرجل معزولاً. أما الرسالة الثانية فهي لرئيس الجمهورية ميشال عون، باستهداف يده اليمنى، أي رئيس الظل إذا صح التعبير، وبما يشكله ذلك من انتقاد مباشر وقاس لأداء عون وسياساته. كذلك أراد الأميركيون القول لـ«حزب الله»، أن العقوبات ستطال كل حلفائك، ولن نترك لك حليفاً إلا ستطاله هذه العقوبات التي هي أيضاً بمثابة دعوة لـ«التيار الوطني الحر» لإعادة النظر في سياساته وارتمائه في أحضان «حزب الله» وحلفائه. كذلك فإن هناك رسالة للمسيحيين بتحذيرهم من أن أي تحالف خارج السياق التاريخي للثوابت المسيحية الوطنية، سيعرضهم لمخاطر ومهالك قد لا يتحملون نتائجها.

وأشارت الأوساط، إلى أن «رئيس التيار»العوني» سيبحث عن مصلحته بعد الضربة الأميركية التي تلقاها، وبالتالي فإنه من المستبعد جداً أن يبتعد عن حليفه «حزب الله»، لأنه لا يستطيع إذا فعل ذلك أن يضمن موقفاً أميركياً مؤيداً له، فضلاً عن أن كل علاقاته الداخلية في وضع مأزوم، علاوة على أنه يواجه سلسلة أزماته داخل تياره. ولذلك فإن «حزب الله» برأي باسيل، القادر على منع إسقاط رئيس الجمهورية بالقوة، كما أنه الوحيد القادر على منع انتخاب رئيس للجمهورية ضد توجهاته، ما يعني أن رئيس «لبنان القوي» سيبقي على تحالف مع الحزب ولن يتخلى عنه مهما تعرض لضغوطات».

ورغم المأزق الذي تمر به مشاورات تأليف الحكومة، إلا أن «باب المفاجآت سيبقى مفتوحاً»، برأي الأوساط، وإن «كان فريق الثامن من آذار يعمل من أن يخرج منتصراً بعد العقوبات الأميركية الأخيرة، وتحديداً «حزب الله» الذي يقود هذا التوجه لمؤازرة حليفه «العوني»، في وقت لا يستطيع الرئيس المكلف سعد الحريري أن يكون رئيساً لحكومة يتباهى من خلالها العهد وحلفاؤه بأنهم سجلوا نقطة على حساب الأميركيين في هذه اللحظة، خاصة وأن لبنان بحاجة ماسة للمساعدات التي لا يمكن أن تتوفر في ظل تحد من هذا النوع. وإن كان «حزب الله» في الوقت نفسه الذي يعاني ظروفاً بالغ الصعوبة، يدرك أن الغاية من عقوبات واشنطن إرباك فريق الثامن من آذار، ما قد يدفعه ذلك إلى فك أسر التشكيلة الحكومية في لحظة ما».

 

التيار”: ما يحصل يدفع إلى تطوير ورقة التفاهم مع “الحزب”

عمّار نعمة/جريدة اللواء/12 تشرين الثاني 2020

ليس المجال أو الوقت للمكابرة بالنسبة الى «التيار الوطني الحر» بعد تعرض رئيسه جبران باسيل لعقوبات آذته شخصيا مثلما وجهت ضربة لطموحاته السياسية التي لا تنفصل عن مصير تياره. لذا لا ينفي العونيون حجم التحديات التي تلقيها تلك العقوبات التي ترد من الدولة العظمى الكبرى في العالم وعمق آثار التوتر التي يلقيها عليهم مآل العلاقة. لكن لا خيار سوى في المواجهة في ظل شعور بالمظلومية ربما هو من حمى التيار عبر تعاطف المنتسبين مع رئيسهم من هزة يريدها خصومه له. لسان حال هؤلاء «أننا لسنا على خطأ ولم نتخذ قرارا سيئا لكي نقابل بكل ذلك»، ما لا يستدعي نقاشا كبيرا حول هدف تلك العقوبات بفك العلاقة مع «حزب الله». ويبدو «التيار» واضحا جدا في هذه اللحظة السياسية: إذا كان المطلوب أن نخرج من التحالف مع «حزب الله» وأن نلبي كل المطالب الاميركية وضرب مصلحة لبنان، فإجابتنا هي أنه لا يمكن كسر تفاهمات وطنية تمت بين طرفين مختلفين بالثقافة والإيديولوجيا والسياسة، وبيئتين طائفيتين مختلفتين ما يجب أن يعتبر إنجازا في الداخل، بعد أن كانت التفاهمات في الماضي تتم داخل البيئة الواحدة ولم تكن عابرة للطوائف.

إرث العلاقة مع أميركا

والحال ان العلاقة بين مؤسس «التيار»، العماد ومن ثم الرئيس ميشال عون، والأميركيين، مرت في غالبية الاحيان بمراحل جافة، والامر يعود الى تجربة طويلة مع واشنطن في تعاطيها مع لبنان والشرق الاوسط وخاصة البيئة المسيحية تعود الى العام 1983 حين «تركت» الادارة الاميركية اللبنانيين، مرورا بالصدام الكبير في 1990 قبل نفي عون ما أسس لكسر في تلك العلاقة منذ ذلك الحين. وفي مواجهة الهجوم الأميركي، يؤكد العونيون انه لا يمكن الركون الى حمايات غربية، لكن طبعا هذا الامر لا يعني عدم اقامة علاقات مع قوى دولية وبينها القوة الاهم في العالم التي تجمع «التيار» معها «الثقافة والحضارة» من دون تبني سياساتها. يحاول هؤلاء ربط العقوبات التي تأتي بعد ضغوط كبيرة مورست على باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون، تحييد الادارة الاميركية الحالية عن إرث سابقتها (المفترضة). على ان طلب الاميركيين حول الحزب يلقى صدى لدى بعض الشرائح الصغيرة في التيار حسب توصيف قياديين فيه، وهو أمر طبيعي نتيجة الموروثات السابقة التي غذاها البعد والحرب الاهلية وسوء الفهم، لكن هذه المجموعة لا تبدو مؤثرة في خلق دفع للمضي بما يطلبه الاميركيون. ويلخص قيادي في التيار الامر على هذا المنوال: إن جوهر العلاقة مع «حزب الله» يتعلق بالاستراتيجيا الكبيرة، ولسنا هنا في إطار المسايرة، ونستند الى تجارب مقاومة إسرائيل والتوطين والإيمان بقوة لبنان وطنا وكيانا واذا حافظنا على هذه القوة فهذا يأتي لصالحنا. على ان ما هو حاصل اليوم أن الدعوات زادت، وفي اطار النقد التصاعدي، لتطوير ورقة التفاهم. وما يصر عليه العونيون أمران: محاكاة الحزب لهم في هدف بناء الدولة ومواجهة الفاسدين، ومساعدتهم في خطة تغيير النمط الاقتصادي والمالي. وفي أوساط «التيار» مطالبات للحزب بتغيير الأداء والانخراط ببعض المواجهات مع المنظومة السياسية بعد ان تحمل «التيار» والعهد مسؤولية الانهيار الحاصل. وهم يريدون خطوات عملية ومواقف في ملفات اصلاحية داخل الحكومة والمجلس النيابي، ليس في اطار النكد السياسي، بل لمصلحة البلد. هم يشيرون الى ملفات تتعلق بالجميع، ومنهم الحليف في «الثنائي الشيعي» كما غيره، وهم بذلك يريدون محاكاة ما حدث على اثر اندلاع انتفاضة 17 تشرين، فما بعدها لم يعد كما قبلها ولا يمكن الاكمال في الطريق فيهذا التفاهم كما كان سائدا في السابق، وبهذا المعنى «نريد قلب الطاولة لبناء الدولة».

هي دعوة لإعادة قراءة تفاهم مار مخايل الذي يقترب من عيده الـ 15، ليس عبر المواجهة بل عبر التفاوض والحوار، للتوصل الى ترجمة عملية وعدم البقاء في إطار  الادبيات. شكلت تلك عناوين لقاءات مصارحة مع الحزب واستدعت بحثا طويلا وصريحا بين الامين العام حسن نصر الله وباسيل. يقول العونيون إنهم سمعوا تفهما لقضاياهم من الحزب والتي يتردد صداها في بيئته حتى ذهب البعض أبعد من التيار في مطالبه.

نقد التجربة

في هذه الاثناء، يشتري «التيار» الوقت متمسكا بـ«ثوابته» على أمل ان تكشف المرحلة المقبلة عن تفهم «ديمقراطي» أميركي الذي لا يحتاج الى تسجيل انتصارات في لبنان والمنطقة امام جمهوره، لكن طبعا من دون أوهام ورهانات فوق العادة، في انتظار تغيرات في السياسة تصبح معها العقوبات غير مجدية.

وفي هذا الحين، يبقى السؤال حول تأثير تلك العقوبات على رئاسة مقبلة لباسيل. قد تكون الاجابة بالايجاب في هذه اللحظة، لكن ذلك سيكون ظالما لشرعية مسيحية يمثلها باسيل، حسب هؤلاء، كما ان للرئاسة عوامل داخلية واقليمية وخارجية لم يحن أوانها بعد. ولمواجهة كل تلك الضربات، يجهد «التيار» في مراجعة داخلية لم تخلُ من نقد للتجربة لإعادة استنهاض نفسه وتفعيل تواصله بعد «سوء الفهم مع الانتفاضة» وتفعيل دور الرئاسة مع مجابهة أولويات المرحلة الحالية وعلى رأسها اليوم الكارثة الاقتصادية الحالية. وذلك، لا يبدو «التيار» رفضيا في علاقاته مع الاطراف الآخرين ومن بينهم الرئيس سعد الحريري. وهي فرصة لاقتناص الرجل في ظل علاقته المهزوزة مع الزعيم «القواتي» سمير جعجع. وبما ان التسوية ناتجة عن التمثيل السياسي ويجب التفاهم، فإن الكرة في ملعب الحريري حسب هؤلاء والنظرة حول الكيفية التي سيتعاطى عبرها الزعيم «المستقبلي» مع العهد، وهو من سيقرر فتح الصفحة الجديدة أو الابقاء عليها مطوية وسط اجابته على سؤال المعايير الموحدة في تشكيل الحكومة وعدم الاقصاء في تكرار لـ»مشهد غازي كنعان ورستم غزالة»!هذا الامر يسقط نفسه على باقي اللاعبين، والهم يتجه اليوم الى وضع برنامج وخارطة طريق إصلاحية ومعالجة قضايا المال والاقتصاد والمصارف وهي قضايا يريد هؤلاء محاكاة الانتفاضة الشعبية فيها. و»التيار» صُدم من شدة العدائية فيها ويدرك تماما، من دون تعميم، من ركب الثورة. واذ يعلم هؤلاء عن تراجع الشعبية الذي يشيرون إليه لكونه شمل «فئات محايدة وليس أبناء التيار»، يبحث اليوم عن الحلقة الضائعة واضعا خطة شاملة لتحسين الاداء سياسيا وإعلاميا كما عبر التوجه الى الجماهير المختلفة والتواصل معها خطابيا، مع عدم تجاهل العامل الخارجي الذي يتعرض «التيار» له. ولسان حال العونيين الآن أن «كل من فقدناه اليوم قد نستعيده غداً».

 

باسيل الدمية التي ظنّت نفسها أخطبوطاً

صهيب أيّوب/ميغافون/12 تشرين الثاني 2020

لا بل يكاد يكون تصريحها اجترارًا لما نحفظه عن جبران باسيل. الوصولي. المتذاكي. المدّعي بمعرفته فنون السياسة. فهو ليس فاسدًا وحسب، بل مافيويّ بربطة عنق وفي يده صاروخ فارغ أهدته إياه السلطة الحاكمة في لبنان، سلطة حزب الله.

وحتى لو فضحته الدبلوماسية بخبث، فحزب الله يعرف أن هذا الرجل المتلوّن، والمتقلّب ليس سوى دمية. حتى لو ظنّت، كما يبدو من أسرارها التي تُكشَف، أن أدوارها أكبر من حجمها الصغير. وحتى لو فكرت أنها صارت وحشًا في بلاد القتلة، ويمكنها فرض هيبتها على الأقطاب والحلفاء. وفي خيالها عن ذاتها المتضخّمة، أنها أخطبوط له أذرع وأرجل تمتد عبر المحيطات. يمكنها أن تفاوض وتقدم عروضًا ووعودًا.

هي في النهاية وعود دمية. فارغة ومعتوهة، بعينين يمسحهما الغباء والشعور بالدونية. ظنت هذه الدمية ان باستطاعتها أن تلعب في مسارح الآخرين. فسقطت. كلنا نعرف أن هذا الرجل- الدمية لم يكن ليصل لولا شخصيته الغارقة في التملّق والتلاعب والاستغلال. دمية كبّرت أوهامها. وأعارت خيوطها قوة خارقة، ورسمت لنفسها صورة المقامر ولاعب أدوار دولية. ظنّت بسبب ما وصلته في مزرعة لبنان ومسارحه المافيوية، أنه حان الوقت كي تقامر وتغامر، كي تصبح رئيسًا. أوليس من حق دمية رأت مومياء شبه ميتة، أن تحلم بكرسي الرئاسة الأولى؟

حزب الله، واحد من صانعي هذه اللعبة ومحرّكيها. يعرفها. يدرك أن عتهها وغرورها قد يجعلانها يومًا تغامر وتطعنه في الظهر. لكن طعنات الدمية بلاستيكية لا تجرح. حتى لو قدر لها يومًا ان تحمل سكينًا، فهي تتحرك بوشوشات الآخرين. حزب الله يدرك أن دميته، صاحبة الوجوه الكثيرة، العنصرية والطائفية والعطشة للسلطة، أسرارها لا تخرج عن كونها غير واقعية. ممسرحة. ولا أحد سيقبضها بالجد. لهذا استحقت هذه الدمية عقوباتها، لأن أدوارها ومسرحياتها انقلبت عليها.

هذا الرجل منذ تحالفه مع الحزب الحاكم بأمره، وتقديم أوراق اعتماده، دمية خائرة بيد حسن نصرالله، وهو يحصد ما أراد، بل أكثر مما أراد. مناصب وحسابات مالية وصفقات وتعيينات وواسطات. حتى كادت البترون، او ربما صارت، جغرافية باسيلية. فهو لم يعد غطاؤه هو عمّه المومياء المقيم في قصر بعبدا. بل غطاؤه السيّد المعمَّم المقيم في أحد زوايا المدينة المحترقة. تعرف هذه الدمية مسبقًا أن سلاح الحزب كان وما زال الشبح المقيم على صدور اللبنانيين، واستفادت من فائض قوته. فكادت تتماهى مع هذه القوة، المفروضة بالقوة والهيمنة والاستشراس والميليشيويّة، فعماها الدور. قالت لأجرب أن أتحالف مع اللاعبين الكبار.

كانت الدمية ترى ظلالها عبر حرائق المدينة الغارقة بالظلمة، فظنّت أنها أخطبوط أو وحش. وتوهّمت عبر خيوطها المتناسلة أنّ باستطاعتها أن تغامر وتتفوّق على صانعها. كادت تنسى أنها دمية الهيلاهو التي لم يعد حتى حزبها ومحركها يصدّق وشوشاتها عبر السفارات أو صفقاتها الواهمة. هو يعرف أن للدمية مدة صلاحية. وها قد انتهت.

 

دوريل يحيي معادلة “الجزرة” و”العصا”

جورج شاهين/صحيفة الجمهورية/12 تشرين الثاني 2020

في انتظار ما ستحمله زيارة الموفد الفرنسي الجديد مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الادنى باتريك دوريل، فقد سبقها كثير من المعطيات التي تؤشر الى ما يمكن ان تفضي اليه، وأقلّها انّها أحيت المعادلة التي انتعشت مجدداً. فهو يحمل «الجزرة الفرنسية» في ظلّ «العصا الاميركية» الغليظة. فهل سيفهم اللبنانيون الرسالة؟ أم انّهم سيستمرون في تجاهلها؟ على وقع الحديث المتنامي في الفترة الاخيرة عن موت المبادرة الفرنسية واعتبارها واحدة من أحداث الماضي التي أُدرجت على لائحة «الاستحقاقات المنسية»، بعدما تجاوزتها التصرفات بكل مندرجاتها الأساسية وجعلتها واحدة من الفرص الضائعة من امام اللبنانيين، وصل الى بيروت أمس مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الادنى باتريك دوريل، في مهمة عاجلة في توقيتها، وغامضة في شكلها ومضمونها. إذ انّها جاءت من خارج التوقعات والرهانات السابقة التي قالت بانتهاء مفاعيل المبادرة الفرنسية. وما عزّز هذا الاعتقاد، انّها تحمل أولويات جديدة، بعدما تعثرت اولى خطواتها الحكومية المعروفة. فالموفد الرئاسي الفرنسي، الذي لم يتعرّف اليه اللبنانيون بعد، ظهر وكأنّه يترجم الوجه الجديد الذي رغبت ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون ان تقدّمه عن المبادرة الفرنسية، بدءاً بتغيير الفريق الذي يديرها. ولا يتجاهل احد اهمية ما عبّرت عنه الزيارة من تأكيد انّها ما زالت قائمة ويمكن احياؤها، رغم انشغالاتهم الداخلية في أي لحظة، بما يضمن وجود قرار فرنسي جدّي وثابت بمساعدة اللبنانيين في تجاوز النكبة. كما الاصرار على تعطيل سعي البعض من القادرين – عن قصد او غير قصد – الى وأدها، لمجرد انّ بطلها السفير مصطفى اديب قد اعتذر في 26 ايلول الماضي عن تشكيل «حكومة المهمّة»، فوضع حجراً كبيراً على قبرها وليس بقدرة اي كان إزاحته. وفي انتظار ان تتكشف الاهداف من الزيارة، طُرح عدد من الأسئلة عن الظروف التي أملت توقيتها وما يمكن أن تأتي به. فالجميع يعرف التلازم الذي قام بين المبادرة الفرنسية، منذ اطلاقها في الاول من ايلول الماضي، والخطوات الدولية التي ترافقت معها وانعكست عليها، كما هي حال العقوبات الأميركية التي تزامنت مع مهمة اديب، وردّ تعثرها اليها، عندما طاولت في عزّ عملية التأليف وزيري المال والاشغال السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، بالإضافة الى ما يمكن ان تعكسه العقوبات الاخيرة على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل قبل ايام، وسط التشكيك في ما يمكن ان تؤدي اليه من تعثر حكومي. والى هذه العناصر وغيرها، لا بدّ من الإشارة الى انّ ما اصيبت به المبادرة الفرنسية قبل صدور العقوبات، وما سُجّل من خروج اللبنانيين على ابسط عناوينها، وما قاله اهل الحكم والحكومة، فليس كافياً ان يؤكّدوا صباحاً ومساء التزامهم مضمون المبادرة، بعدما خرجوا عليها في إدائهم وتصرفاتهم في اكثر من مرحلة بدءاً بالمحطات الآتية:

– عدم الالتزام مسبقاً بتسمية وزراء حياديين ومستقلين، بعدما نالت حركة «امل» حقيبة وزارة المال من دون أي نقاش. ويأتي اصرار ثنائي «حزب الله» و”الحركة” على تسمية وزرائه ليشكّل خروجاً على مبدأ الإستقلالية والحيادية. وما يزيد في الطين بلّة، انّ معظم الأطراف يريدون استنساخ التجربة، فلا يقف الأمر عند هذا الحدّ، بعدما انسحبت آلية التسمية عينها على بقية الأفرقاء من «الحزب التقدمي الاشتراكي» الى «المردة» و”التيار الوطني الحر” و”الحزب السوري القومي الاجتماعي” وكتلة «الوسط» النيابية، عدا عن اولئك الذين سيسمّيهم كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وخصوصاً انّ بعض الأسماء التي تسرّبت لا توحي بوجود المستقلين بل كانت اسماء لمستشارين حاليين وسابقين.

– عدم اظهار أي نية للقيام ببعض الخطوات التي تحدثت عنها المبادرة الفرنسية، والتي كان على مجلس النواب وحكومة تصريف الاعمال القيام بها. فطُرحت الاسئلة عمّا اعاق المجلس في جلساته الاستثنائية التي تُعقد في زمن «كورونا»، من تعثر «التدقيق الجنائي» بتفخيخه الى درجة استحالة تنفيذه، وتأجيل البت بقانون «الكابيتال كونترول» او تعيين الهيئة الناظمة في قطاع الكهرباء، عدا عن المصير الغامض للتشكيلات القضائية التي اقترحها مجلس القضاء الاعلى، والتي إن طُبّق الدستور يجب ان تكون أمراً واقعاً لا جدال فيه، بعدما رفض رئيس الجمهورية توقيع مرسومها ضمن المهل القانونية والدستورية.

– اصرار البعض على تجاهل ما يعانيه اللبنانيون وسكان المنطقة المنكوبة من بيروت خصوصاً، وتركهم لمصيرهم، وسوء التقدير في ما يجب القيام به لمواجهة ازمة النفايات وجائحة كورونا، وما اصاب القطاع الطبي، وسط جدال عقيم عن حجم الفساد المستشري في بعض القطاعات الى حدود لم تعد خافية على أحد، قريباً كان من أهل الحكم أو بعيداً منهم. وهو ما وضع المسار الانمائي والطبي والبيئي على طريق الانهيارات المتتالية.

قد يطول العدّ عند احصاء ما كان يجب القيام به بمبادرة من اهل الحكم والحكومة، لتسهيل المبادرات الخارجية وملاقاتها في منتصف الطريق، ولكن على من يراقب الحراك الفرنسي المستجد، ان ينظر الى ما يجري حوله دولياً. فالتشكيك في الدعم الاميركي الممنوح لهذه المبادرة سقط في اكثر من مناسبة ومحطة، وظهر أنّ واشنطن اعطت باريس كل وسائل الدعم والتفهّم لحجم وشكل مبادرتها وما ارادته منها خلاصاً للبنان واللبنانيين. ولكن عدم تجاوب اللبنانيين وقدرة البعض منهم على تفخيخها ولبننتها جعلا الاميركيين في موقع المبادر مجدداً، فكانت سلسلة العقوبات. ومن يريد قراءتها بغير هذه المعاني، فإنّه يخاطب نفسه في المرآة ويحصي المِهَل والتحذيرات التي تلقاها مسبقاً. وان نجا البعض منها بـ «دهاء»، فيبدو انّ ما صدر منها لن يتوقف عند ما طاولته من شخصيات، والآتي في وقت قريب قد يكون اكثر أو اقل إيلاماً بالنسبة الى من ستطاولهم وهم كثر وفي اكثر من موقع وجهة حزبية وسياسية.

والى هذه المعطيات، لا يجب ان نتجاهل اصرار وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو على شرحه اليومي المستفيض لمسار العقوبات وربطها بالتطورات على الساحة اللبنانية والمنطقة، انطلاقاً مما قالت به القوانين الأخيرة كقانون «قيصر» او «ماغنيتسكي»، في وقت يستعد لزيارة باريس عندما يعود الموفد الفرنسي اليها قبل نهاية الاسبوع الجاري، وذلك من ضمن جولة تقوده الى المنطقة والخليج العربي. وبناء على ما تقدّم، لا يسع المراقبون إلّا التوقف عند بعض العناوين التي يمكن ان يحملها الموفد الفرنسي، والتي توحي أنّ لديه طرحاً بإحياء الجهود لتشكيل الحكومة الحيادية والمستقلة، وهو ما سيؤدي الى نسف الجهود المبذولة منذ فترة لتقاسم الحقائب السيادية والخدماتية، في مرحلة توحي أنّ الحديث عن معادلة «الجزرة الفرنسية» المعروضة مرة أخرى على اللبنانيين، على وقع «العصا الاميركية الغليظة» المستخدمة، قد تجدّدت فصولاً. ولذلك قد لا يطول الوقت للتثبت من مهمة الموفد الفرنسي الجديد، وما يحمله من طروحات جديدة ان سلكت مرحلة احياء هذه المعادلة. ولذلك، إن اراد اللبنانيون فهمها كان به، وفي حال العكس، ليس صعباً تقدير ما هم مقبلون اليه من حجم الانهيارات المتوقعة والأزمات المستفحلة.

 

أصعب 70 يوماً… لبنان ينتظر “جهنماً” أميركياً؟

ألان سركيس/نداء الوطن/12 تشرين الثاني 2020

يوم قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب التخلّص من قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي كان صاحب النفوذ الأكبر في المنطقة ظن الجميع أن مثل هكذا قرار سيشعل حرباً وأن ترامب لن يجرؤ على ذلك. لكن في المقياس الأميركي، فإن سليماني تجاوز كل الخطوط الحمراء وبات من الواجب التخلص منه، فحصلت الضربة الأميركية في العراق ما وضع العالم أمام ساعات من الترقب والحذر والتي أفضت إلى إطلاق بعض الصواريخ الإيرانية على إحدى القواعد الأميركية في العراق. وعندما أطلق الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله معركة محور الممانعة القاضية بإخراج القوات الأميركية من المنطقة ظنّ الجميع أيضاً أن الهجمات على الجنود الأميركيين والمصالح الأميركية في الشرق ستتكثّف، لتكون النتيجة أن أحداً من محور الممانعة لم ينفذ هجوماً واحداً على جندي أميركي، وبات كلام نصرالله في هذا المجال كردّ فعل النظام السوري على الغارات الإسرائيلية وقول النظام “سنرد في الوقت المناسب”.

اليوم، وإذا لم يعد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وفي حال فشل المسار القضائي وتثبّت فوز المرشح الديموقراطي جو بايدن بالرئاسة، فان أمام ترامب مهلة 70 يوماً قبل تسليم زمام القيادة الأميركية إلى خلفه بايدن، وتعتبر آخر أيام ولاية أي رئيس أميركي تمريراً للوقت إذ إن العادة درجت على الّا يتخذ الرئيس المنتهية ولايته أي قرارات مهمة. لكن هذا الوضع لا ينطبق على ترامب الذي لا يريد الرحيل عن البيت الأبيض، وحتى لو سلّم بالأمر الواقع إلا أنّه يريد أن يلزم الإدارة الأميركية الجديدة بقرارات تحدّد سياستها الخارجية، ويتسلّح ترامب أيضاً بقبضة الجمهوريين على مجلس الشيوخ الأميركي.

وفي هذا الإطار، كان وضع واشنطن عقوبات على رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل بداية الغيث، إذ إن الإدارة الأميركية تعرف جيداً دور باسيل وحجمه في اللعبة اللبنانية، فهو صهر رئيس الجمهورية ميشال عون ومؤثر على كل قرار يتخذه العهد، ورئيس أكبر كتلة مسيحية تؤمن الغطاء لـ”حزب الله”، لذلك فإن مهلة الشهر التي حاول باسيل شراءها للإعلان عن إنفصاله عن “حزب الله” وفق ما كشفت السفيرة الأميركية دوروثي شيا كانت لشراء الوقت والرهان على أن ترامب سيرحل وستكون الإدارة الجديدة أكثر تساهلاً.

وفي السياق، فان مخاوف قوى “8 آذار” وحلفاء “حزب الله” ترتفع مما ستحمله تصرفات ترامب الجديدة قبل رحيله نهائياً، إذ إن البعض يؤكد أن السبعين يوماً المتبقية من عمر ولايته ستكون من الأقسى على حلفاء “الحزب” وربما تشمل العقوبات من هم في محور غير مناصر لـ”الحزب” لكن إدارة ترامب تعتبرهم منغمسين في الفساد ولم يستطيعوا مواجهة نفوذ “حزب الله” وتمدده في لبنان والمنطقة. وأمام الحذر من تصرفات ترامب المرتقبة، فان البعض يفهم لماذا لم يخرج “حزب الله” بموقف علني مهلل لسقوط ترامب، إذ إن سياسة الحزب الذكية لا تريد استفزازه قبل رحيله، كما أن “حزب الله” يريد ان يتأكّد من سقوطه بالضربة القانونية، في حين يعتبر أن السياسة الأميركية لا تتغير بشخص الرئيس المنتخب لذلك لا فرق جوهرياً بين ديموقراطي أو جمهوري في البيت الأبيض. من هنا، فإن لبنان أمام أيام مصيرية قبل معرفة ماذا سيحصل في واشنطن، خصوصاً أن باب العقوبات فتح على مصراعيه ولن يرحم احداً، كذلك فان إقدام ترامب على حرب ضد إيران أو أجنحتها وارد جداً، لذلك فان الحذر والترقب سيبقيان سيدَي الموقف.

 

رايبرن وسيلز وميلر: ثلاثي تصعيد أميركي ضدّ إيران والأسد والحزب

ابراهيم ريحان/اساس ميديا/ الجمعة 13 تشرين الثاني 2020

ما إن أقال الرئيس دونالد ترامب وزير دفاعه مارك إسبر، حتى استقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا والتحالف الدولي لمحاربة داعش السفير جايمس جيفري، وسرعان ما تمّ تعيين إثنان من أكثر الدبلوماسيين الأميركيين تشددًا تجاه إيران وحزب الله ليحملا مهمّتي جيفري:

الأوّل: نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشّرق الأدنى والمبعوث الجديد الخاصّ إلى سوريا الجنرال المتقاعد جويل رايبرن، ومُهمّته ممارسة الضغط الأقصى على النظام السّوري "حتّى يجلس على الطاولة".

والثاني: منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية و"رجل الظل" في محاربة حزب الله السفير ناثان سيلز كمبعوث لدى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

لم يكن اختيار رايبرن كمبعوث خاص إلى سوريا عن عبث، فالرّجل الذي كان مسؤولًا في السّابق عن ملفات إيران وسوريا والعراق ولبنان في مجلس الأمن القومي الأميركي يعلم علم اليقين أدقّ التفاصيل في البلاد المذكورة، كما كان المُنفّذ لعقوبات قانون "قيصر" ضدّ النظام  السّوري والمسؤول الفعلي غير المباشر عن الملف السّوري منذ حزيران حتى خروجه إلى الواجهة رسميًا  قبل أيّام، ما يعني أنّ الدّبلوماسي المتصلّب المؤيّد لسياسة الضغط الأقصى على النظام السّوري سيشرف مباشرة على التنفيذ خلال الأشهر القليلة القادمة للوصول إلى "حلّ سياسي" وفق قرار مجلس الأمن  الدولي رقم 2254.

"ليُنفّذ لبنان الإصلاحات في قطاع الكهرباء، وعندها لن يكون محتاجًا لاستثناء يسمح باستجرار الكهرباء من سوريا"، هذا  ما قاله رايبرن قبل أشهر في معرض ردّه على احتمال السّماح للدولة اللبنانية باستجرار الطاقة الكهربائية من سوريا دون التعرّض لعقوبات قيصر. كما كانت لافتةً تصريحاته ضدّ الميليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا، وخصوصًا العراقية منها. فقد قال بعد إطلاق عقوبات قانون قيصر رسميًا: "رأينا منذ فترة طويلة الميليشيات العراقية التي يرعاها النظام الإيراني، تتعامل مع النظام السوري بطريقة تنتهك بشكل واضح نصّ وروح قانون قيصر، وقرارات مجلس الأمن الدولي، و"قيصر" هو الأداة التي سنحاول من خلالها ردع هذا النشاط".

ورايبرن هو نائب ديفيد شينكر، يأتي أيضًا من الخلفية نفسها: "معهد واشنطن لسياسة الشّرق الأدنى". يهوى الأسلوب عينه الذي يحبّه مساعد وزير الخارجية لشؤون الشّرق الأدنى، أي الصّمت  الطويل، والكلام الصّلب عند الحاجة، والإكثار من سياسة "العصا الغليظة وفُتات الجزر"، التي طبّقتها الولايات المتحدة في المنطقة بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة.

"ليُنفّذ لبنان الإصلاحات في قطاع الكهرباء، وعندها لن يكون محتاجًا لاستثناء يسمح باستجرار الكهرباء من سوريا"، هذا ما قاله رايبرن قبل أشهر في معرض ردّه على احتمال السّماح للدولة اللبنانية باستجرار الطاقة الكهربائية من سوريا دون التعرّض لعقوبات قيصر

ويبدو أنّ رايبرن الذي جاء تعيينه مع لائحة عقوبات ضمت أكثر من 12 شخصية وكيانًا سوريًا، لن يكون ليّنًا في التعاطي مع النظام السّوري، خصوصًا خلال الفترة المتبقّية من ولاية ترامب، الذي كان يسعى، قبل الانتخابات الرئاسية، لإطلاق سراح أو كشف مصير الصحافي أوستن تايس المختفي في سوريا. وهي "الهديّة" التي امتنع الأسد عن تقديمها. فقد يكون المقابل لهذا الامتناع قاسياً، بحسب العارفين بطريقة تفكير ترامب من جهة، وقسوة فريق إدارته بالتعامل مع الخصوم من جهة أخرى.

أمّا السفير ناثان سيلز الذي عُيّنَ مبعوثًا لدى التحالف الدّولي، فهو أيضًا يأتي من "معهد واشنطن"، وله عداء بارز لإيران وأذرعها بشكل عام وحزب الله بشكل خاصّ.

وقد أشارت مصادر خاصّة بـ"أساس" أنّ سيلز كان قد كثّف زياراته لدول أوروبية خلال الأشهر الماضية  لإدراج حزب الله كمنظمة إرهابية. وقد نجح في عدد من الدول أبرزها تشيكيا وليتوانيا وغيرها. ويوصف الدبلوماسي الأكاديمي والقانوني بـ"المتميّز" في أوساط الخارجية الأميركية. هو الذي عمل سابقًا كنائب مساعد لوزير الأمن الداخلي للسياسة في الولايات المتحدة، كما عمل في سياسة مكافحة الإرهاب في وزارة العدل الأميركية.

ويشير المراقبون إلى أنّ تعيين شخصيتين متشدّدتين ضدّ الأسد وإيران وحزب الله في الوقت  الذي استبدل ترامب وزير الدفاع مارك إسبر بالمتخصّص بشؤون مكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر "الذي لا يقول لا"، هو مؤشّر ينبغي التوقّف عنده وقراءته بتأنٍّ، خصوصًا أنّ الشخصيتين رايبرن وسيلز ومعهما ديفيد شينكر ووزير الخارجية مايك بومبيو من المقرّبين جدًا من دوائر "لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية" أو ما يُعرَف  اختصارًا بالـAIPAC، أو اللوبي الصهيوني  في الولايات المتحدة، الذي ظلّ صامتًا طيلة فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية دون أيّ موقف واضح لدعم أيّ من المرشّحين....

 

عون: لن أمشي.. و”التيار”: سأقاوم!

راكيل عتيّق/صحيفة الجمهورية/12 تشرين الثاني 2020

قبل العقوبات الأميركية على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، كانت هناك أصوات في لبنان تعلو اعتراضاً على “الحلف” بين “التيار” و”حزب الله”، معتبرةً أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون أخذ لبنان والمسيحيين الى اتجاه مخالف لتاريخهم ودورهم، وأنّ سبب أزمة لبنان هي إلحاقه بـ”المحور الايراني” وإقحامه في نزاعات المنطقة وبالتالي زعزعة علاقاته وصداقاته مع الدول العربية والغربية، فضلاً عن “تغطية” السلاح غير الشرعي الذي يعوق قيام الدولة في لبنان. ومن هذه المنطلقات عارضت جهات سياسية عدة وصول عون الى كرسي الرئاسة، وطالبت وما زالت تطالب باستقالته.

استقالة عون «باتت واجباً وطنياً» بعد العقوبات على باسيل، بالنسبة الى جهات سياسية عدة، ومنها «لقاء سيدة الجبل» الذي يضمّ وجوهاً من فريق 14 آذار سابقاً. كذلك يعارض كلّ من الأحزاب المسيحية، «القوات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» و»الوطنيين الاحرار» توجهات عون و»التيار»، خصوصاً في التحالف مع «الحزب»، فضلاً عن الاتهامات بالفساد، بمعزل عن المطالبة باستقالة عون الآن.

بالنسبة الى القريبين من عون، إنّ المطالبة باستقالة الرئيس ليست جديدة، ففي كلّ مناسبة يطالب البعض باستقالته «إن شتت الدني أو صحيت». ويؤكّدون أنّ جواب عون على هؤلاء واضح وما زال نفسه الذي أعلنه في مؤتمره الصحافي الأخير، وهو: «قلت كلمتي ولن أمشي».

وبمعزل عن العقوبات الأميركية وكلّ ما سيق حولها، فمنذ «تفاهم مار مخايل» بين «التيار» برئاسة عون آنذاك و»حزب الله»، في 6 شباط 2006، بدأت المطالبة الداخلية برفع «الغطاء المسيحي» عن «حزب الله». ومع بداية ولاية عون الرئاسية وانفجار الأزمات المتراكمة منذ عشرات السنوات خلال عهده، علت هذه الأصوات أكثر، معتبرةً أنّ السلطة المتمثلة بعون و»الحزب» وحلفائهما، أوصلت لبنان الى الحضيض على المستويات كلّها، خصوصاً لجهة «شبه الحصار» الخليجي والغربي عليه، عبر حجب الأموال والمساعدات عنه، إن لأسباب سياسية، واعتبار أنّ لبنان في محور معيّن، أو بسبب الفساد المستشري في الدولة. الى ذلك، يُتهم عون و»التيار» باحتكار الحصص «المسيحية» في الدولة على المستويات كافة وعرقلة الاستحقاقات الدستورية، تحت شعار «استعادة حقوق المسيحيين». بالنسبة الى «التيار»، هناك «رغبة ومحاولة داخلية لضربه بسبب عمله على تعزيز الوجود المسيحي في الدولة، فهناك ضرر كبير لاحق بمنظومة العملاء للخارج، الذين كانوا يضعون أيديهم على حقوق المسيحيين بالشراكة في الدولة، من المستوى السياسي الى المستويات الانتخابية والوزارية والوظائف، حيث كان هؤلاء يتقاسمون الحصة المسيحية قبل عام 2005».

وتقول مصادر «التيار»: «إنّ ما حققه عون و»التيار» على مستوى التعيينات لجهة عدم القبول بأن يعيّن أحد في موقع مسيحي، وعلى مستوى الحكومة، استفادت منه الأطراف كافة، فبات الأفرقاء جميعاً يسمّون وزراءهم من دون أن يضع أحد اليد على هذه التسمية. كذلك على مستوى الانتخابات، حيث أنّ قانون الانتخاب الذي طُبّق عام 2018 بمسعى من «التيار» سمح للمسيحيين بأن ينجحوا في إيصال 54 نائباً من 64 نائباً مسيحياً، بقوتهم الذاتية من دون أي تأثير آخر، ولقد استفادت «القوات» من هذا القانون، بدليل أنّها كونت كتلة أكبر من الكتل السابقة، وهي الآن مصرّة على أنّ أي انتخابات ستجري يجب أن تكون وفق القانون نفسه». وتسأل مصادر «التيار»: «ما علاقة تعزيز الوجود المسيحي على مستوى الشراكة في الدولة، بالعلاقة مع الدول العربية والغربية، وما إذا كانت سترضى علينا أو تخاصمنا؟». وتؤكّد «أننا لن نقبل أن يؤدي هذا الضغط الى التنازل عن حقوق المسيحيين في النظام القائم الآن. وحين يتغيّر النظام نحو الدولة المدنية بموافقة جميع الاطراف، وأولهم المسيحيون، حينها تصبح النظرة مختلفة».

أما التحالف مع «حزب الله»، فهذا الموضوع «غير قابل للمساومة لدينا»، بحسب ما تؤكّد مصادر «التيار»، على رغم أي خلاف مع «الحزب» في أي ملف داخلي. وتشير الى أنّ «بعض الأصوات في تيار «المستقبل» يتحدث عن السلاح، فيما أنّ رئيسه سعد الحريري لا يقبل أن يؤلف حكومة من دون «حزب الله»، وتحدث عبر الوسائل الاعلامية اللبنانية والاجنبية عن أنّ «حزب الله» مكون أساس من الشعب اللبناني ولا يمكن تجاوزه». وتوضح، «أنّ ما نطرحه في هذا الإطار، هو أنّ أي محاولة لعزل مكوّن يشكّل ثلث الشعب اللبناني سيؤدي الى شعور جزء من اللبنانيين بالغبن أو بمحاولة التخلّص منهم، وبالتالي إنّ أي فريق لن يقبل أن يشعر أنّه معزول ويصبح أمام معادلة إمّا أن يُقضى عليه وإمّا أن يقضي على من يريد القضاء عليه».

وتقول: «على المستوى الوطني، بأي حق يطلب فريق أن نبدأ بنزع سلاح «حزب الله»، ولا يزال السلاح المتفلّت موجوداً في المخيمات الفلسطينية، ويعمل البعض ويصرّ على إبقاء النازحين السوريين في لبنان لكي يشكّلوا له قوة مواجهة لـ»الحزب» في الداخل. هذا فضلاً عن أنّ لبنان مسرح للاعتداءات الاسرائيلية براً وبحرا وجواً». وتضيف: «إذا كان الخارج جدّياً بعملية مساعدة لبنان، ويريد التخلّص من السلاح خارج الجيش اللبناني، يجب أن يدعم الجيش جدّياً، لكي تتوافر لديه قدرة الردع المساوية لتلك التي حققتها المقاومة مع الاسرائيليين بعد عام 2006».

وتذكّر المصادر نفسها، بأنّ «جماعة 14 آذار، أجرت في انتخابات عام 2005 «الاتفاق الرباعي» مع «حزب الله»، فهل كان حينها علمانياً وحركة كشفية ومن دون سلاح أو كان في سطوته الكاملة، أم لأنّهم اتفقوا معه للقضاء علينا فهذا مبرّر ومحّلل لهم، أمّا أن نجري نحن تفاهمات مع طرف لبناني فهذا ليس حقاً لنا». وتؤكّد أنّ «أي ترغيب أو ترهيب لن ينفع معنا، ومستمرون في النهج نفسه، وسنقاوم محاولة الضخ المموّل إعلامياً وسياسياً لضرب صورتنا».

 

روسيا  الشرق أوسطية ... قوة الحضور وقلة الفاعلية

توفيق شومان/12 تشرين الثاني 2020

مرحلة ما بعد الإنتخابات الأميركية وفوز الديمقراطي جو بايدن ، تطرح أسئلة كثيرة في منطقة الشرق الأوسط ، منطقة يتعدد فيها اللاعبون الإقليميون والدوليون ، ومنهم روسيا التي يتميز حضورها بسمات مختلفة عن الآخرين ، فما هي هذه السمات ؟

حين يجول النظر في خرائط الشرق الأوسط ، من الخليج إلى ليبيا ، ومن إيران إلى  تركيا ، تقع العين السياسية على حضور روسي كثيف يأخذ أشكالا شتى ، بعضه عسكري بصبغة شديدة كما هي الحال في سوريا وليبيا ، وبعضه ذو طابع سياسي متقدم كما هو أمر مصر ودول خليجية عدة من بينها السعودية ،  وبعضه الثالث ينطوي على " مظاهر استراتيجية " كما في الحالتين الإيرانية والتركية ، ورابعه غزير بمعناه الأمني ودلالته الوجودية كما هو واقع العلاقة التقليدية بين روسيا وإسرائيل ، منذ زمن ستالين إلى زمن بوتين .

تنفرد روسيا في سياساتها الشرق أوسطية ، بظاهرة ملحوظة تفتقدها السياسات الإقليمية والدولية الأخرى ، من حيث  القدرة على صوغ  علاقات صداقة  بين أضداد ومتنافرين ، فدول الإقليم وعلى ما بينها من حروب وصراعات ونزاعات ، أغلبها صديقة لروسيا ، فتحت مظلة الصداقة الروسية توجد سوريا وتركيا ، وتحت  المظلة إياها توجد إيران وإسرائيل والسعودية ، وكذلك مصر وقبرص وتركيا ، وفي النموذجين اليمني والليبي ، لا يقطع الروس شعرة معاوية مع أي من الأطراف  المتقاتلة ، وذاك ما ينطبق على العلاقة مع الأكراد السوريين ، فعلى الرغم من تموضعهم الأميركي ، إلا أن روسيا تأبى إغلاق نوافذ التواصل معهم .

تلك الظاهرة المستجدة في العلاقة الدولية ، سمة روسية منفردة ومتفردة ، لايماثلها ظاهرة سابقة  في السياسات التاريخية لدول كبرى حيال الشرق الأوسط ، فدول عريقة الوجود والنفوذ والحضور ، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ، غالبا ما تنم سياساتها الشرق أوسطية ، عن اندراج في قواعد سياسات المحاور والإستقطاب الحاد ، فيما روسيا الحالية عملت على تجاوز تلك القواعد المألوفة بما فيها قواعد الإصطفاف الصراعي في المرحلة السوفياتية .

مع ذلك ، وبالرغم من هذه  الفرادة  الروسية  وحضورها اللافت ، يبرز سؤال صعب حول فاعلية الدور الروسي في المنطقة الشرق أوسطية ، ومدى استطاعة الروس الإستثمار السياسي  في حضورهم الإقليمي الكثيف ، واستطرادا ، نقله من الإطار الجاف في السياسات الدولية إلى الإطار الوازن .

ذاك السؤال ، ربما يعيد إلى دائرة النقاش ، العوامل التي أنتجت  الحضور الروسي في المنطقة وأسهمت في كثافته ، وعما إذا كانت تلك العوامل ذاتية أم موضوعية ، ومثل هذا النقاش ، لعله يجيب على مفارقات عدة ، من بينها عدم قدر روسيا على إنتاج حلول سياسية في مناطق  وجودها وحضورها ، ومن هذه الزاوية بالتحديد ، قد يفيد التطرق إلى النموذج السوري أولا .

( النموذج السوري )

لا جديد في القول ، إن الدخول الروسي المباشر في الحرب السورية  منذ الثلاثين من أيلول / سبتمبر عام 2015، قلب ظهر المجن ، وعلى مدى السنوات الخمس الأخيرة ، استطاعت الدولة السورية بسط سيادتها على أكثر من ثلثي أراضي البلاد بمعية حلفائها الروس والإيرانيين ، ومع أن هذا التحول الميداني   الواسع والضخم جعل روسيا تمسك بمفاصل  عدة من الأزمة  السورية ، إلا أنها أخفقت في حل الأزمة وأخفقت أيضا  بإعادة النازحين السوريين  إلى قراهم ومدنهم .

لماذا هذا الإخفاق ؟

لا شك بأن تعدد الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية ، يسد طريق الحل  بنسبة معقولة ، لكن أن يصل الحل إلى حالة انسداد في ظل الحضور العسكري الروسي الطاغي في سوريا ، فهذا يطرح على الروس إشكالية كونهم الطرف الأكثر  فاعلية  أو طرفا مثل بقية الأطراف ،  وعلى ما يظهر ، أن قوة الحضور العسكري يفتقد إلى قوة الفاعلية السياسية ،  وهذا ما يجعل روسيا متساوية مع غيرها على المستوى السياسي  ، ولذلك يصعب الحل ويستعصي ، وقد يكون من أسباب ذلك أيضا ، أن المشاركة الروسية المباشرة  في الأزمة السورية ، قد اكتملت عناصرها جراء التمهيد الميداني من قبل حلفاء سوريا الإقليميين  ، وكل ذلك يطرح سؤالين صعبين :  إذا  كانت روسيا  هي الطرف الأقوى والأكثر فاعلية في سوريا  لماذا تتعقد سبل الحل ؟ وهل كان بإمكان روسيا إحداث متغيرات ميدانية لو غاب شركاؤها الإقليميون عن الميادين ؟

تلك أسئلة وثيقة الإرتباط بقوة روسيا الذاتية أو الموضوعية في سوريا .

( النموذج الليبي )

 يشابه الحضور الروسي في ليبيا نظيره السوري ، فالممهدات  المصرية والخليجية ، فتحت الطريق أمام انخراط روسيا في الأزمة الليبية ، ومع أن الجبهات المفتوحة بين الأطراف الليبية المتقاتلة ، كانت تميل حتى آواخر العام 2019 لصالح قوات اللواء خليفة حفتر التي وقفت على أبواب طرابلس الغرب ، فإن المشاركة  التركية في الإقتتالات الليبية  أعادت صوغ جبهات القتال ، فتراجعت قوات حفتر عن  العاصمة الليبية أولا ، ثم عن مناطق ومدن الساحل الغربي وقاعدة الوطية العسكرية ومعظم الشمال والغرب الليبيين  وصولا إلى مشارف مدينة سرت وبلدة الجفرة في وسط ليبيا ، وتنطوي هذه المعطيات الميدانية على اصطفاف روسي متساو مع أطراف إقليمية ودولية متنازعة حول ليبيا ،  الأمر الذي يعني ان روسيا تفتقد خارطة الحل الليبية ، ولا يعلو منسوب تأثيرها فوق  مناسيب الآخرين .

وعلى هذا النحو ، تغدو روسيا في ليبيا كما هي في سوريا ، إذ ثمة ممهدون لحضورها ، وفي الحالتين يتبدى افتقار روسيا لفاعليات الحلول وآلياتها .

( النموذج الخليجي )

في الثلاثين من تشرين الثاني / نوفمبر 2018، اختزل مشهد عزوف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مصافحة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قمة دول العشرين في الأرجنتين ، وحتى تكتمل  صورة المشهد في جانبه الآخر،  تم تسليط الضوء على المصافحة الحارة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان ، وفيما عكس إدبار ترامب  عن المصافحة ، تداعيات اغتيال الكاتب الصحافي جمال خاشقجي على العلاقات الأميركية ـ السعودية ، فإن إقبال بوتين على المصافحة المشهودة ، أوجز رغبة  موسكو في تطوير العلاقات مع الرياض ، بيد أن مسارات الأحداث حفلت بمنعطفات لا تؤشر إلى قابلية السعودية لإيجاد توازن في علاقاتها  بين الشرق والغرب ، بل شهد مطلع العام 2020 حربا ضروس حول أسعار النفط بين الرياض وموسكو ،  كان سبقها  سقوط المساعي الروسية  لتزويد السعودية بمنظومة صواريخ s400، كما فشلت موسكو في تسوية النزاع القطري ـ السعودي عام 2017، وأخفقت بإجتراح حل لحرب اليمن عام 2018، علما  أن روسيا " لديها تفاهمات جيدة مع جميع القوى السياسية " ، مثلما قال  نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي فيرشينين ( موقع قناة " روسيا اليوم "ـ 5 ـ 10 ـ 2018)، وحين طرح الرئيس بوتين  في شهر آب / أغسطس 2019 رؤية لتسوية التوترات الخليجية عبر منظومة أمنية جماعية ترعاها الأمم المتحدة ، لم يلق الصدى المطلوب ، لا من دول الخليج العربية ، ولا من الإتحاد الأوروبي ، ولا من الولايات المتحدة .

ووفقا لتلك اللوحة ، لا يبدو الحضور الروسي في ضفة الخليج العربية ناضجا أو مؤثرا ، وهذا يقود الحديث نحو إيران .

( النموذج الإيراني )

من نافل القول ، إن العلاقات الإيرانية ـ الروسية قائمة على معادلة المنفعة المتبادلة ذات الأبعاد الأمنية والعسكرية في الدرجة الأولى ، يغذيها قلق الطرفين من التحدي الغربي وفي صدارته التحدي الأميركي ، ولكن تلك الأبعاد دونها  الشمولية الكاملة ، فالمصالح الأمنية الإيرانية في سوريا عرضة لضربات اسرائيلية متكررة لا تنظر إليها موسكو بإرتياب ، وكذلك  هي الحال اليمنية ، حيث يعترف الروس بعبد ربه منصور هادي رئيسا شرعيا لليمن ، وفي وقت تقترب فيه إيران من روسيا كلما تقطعت سبل الحوار مع الأوروبيين وانقطعت طرق التفاوض مع الأميركيين ، فالإجابة  المحتملة على سؤال يحتمل انفتاح نوافذ الحوار ـ التفاوض مع الغرب ، تفضي إلى افتراض تلقائي بخفض التلاصق الإيراني ـ الروسي نزولا عند الشعار الإيراني الإستراتيجي  المعروف " لا شرقية ـ لا غربية " ، المراد منه صياغة علاقات ايران الخارجية على قواعد التوازن وعدم الإنحياز نحو إحدى الدول الكبرى . 

أكثر من ذلك  ، فإن  الأساس  الأمني الذي تقوم  عليه  العلاقات الإيرانية ـ الروسية ، يجعل الحذر متبادلا بين الجانبين ، ففي الذاكرة الإيرانية القريبة إيصال الروس للملف النوووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي في عام 2010 ، وإصداره القرار 1929المعتبر أكثر القرارات الدولية قسوة وحصارا اقتصاديا على إيران ،  فضلا عن تلكؤ الروس  تزويد الإيرانيين بالمنظومة الصاروخية s300 من العام 2007 حتى العام  2016 ، كما أن الموازنة الروسية بين المصالح الإيرانية والتركية والإسرائيلية في سوريا يرفع وتيرة الحذر المتبادل ، فلا إيران تأنس لهذه الموازنة المجحفة ، ولا روسيا  ترضى بفائض الدور الإيراني ، ومن هذه المنظور يصح توصيف  تلك العلاقات بأنها متداخلة ومتناقضة في آن واحد وتعتريها حالات الإنقباض والإنبساط الشديدين.

(النموذج التركي )

أقل ما يقال في العلاقات التركية ـ الروسية ، بأنها " علاقات مائجة "  يغلب عليها طابع " الشركاء المتخاصمين " ، بفعل نقاط الإشتباك الحاصلة في أكثرمن بؤرة مواجهة مباشرة او بالوكالة ، من سوريا إلى ليبيا وأخيرا في أذربيجان التي تعزز النفوذ التركي فيها جراء حرب قره باخ ، وفي حال تم صرف النظر عن إسقاط الجيش التركي  طائرة مقاتلة روسية  في تشرين الثاني / نوفمبر عام 2015، وما أعقبها من مقاطعة اقتصادية لتركيا ، وما تلاها من صعود وهبوط حادين  ومستمرين في علاقات الطرفين حتى اللحظة ، فإن التمعن في ما تكتبه النخبة الروسية  في هذه الآونة ، لا يوحي على الإطلاق بإطمئنان روسي إلى  الجار التركي ، فبحسب  ما كتبت صحيفة "سفوبودنايا بريسا "  بتاريخ 30 ـ 10 ـ 2020،  أن تركيا " عادت إلى الحديث عن جيش موحد للشعوب التركية " ، وأما  "نيزافيسيمايا غازيتا " فقالت في التاريخ نفسه إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان " يملي على الرئيس بوتين ما يجب فعله وما يجب عدم فعله " ، وفي الثالث من الشهرالجاري عنونت " سفوبودنايا بريسا "  مقالة على هذا النحو " ابتزاز أردوغان : تركيا تريد إستعادة القرم  بعد نجاحها في القوقاز" ، فيما كتبت صحيفة " فزغلياد " المقربة من الكرملين في اليوم ذاته عن "  حاجة روسيا إلى إنقاذ ناغورني قره باخ، ومنع سيطرة أذربيجان عليها بالكامل" .

(تساؤلات وخاتمة )

إذا كانت العلاقات التركية ـ الروسية  قائمة  على " الشراكة المتخاصمة " ، والعلاقات الإيرانية ـ الروسية أساسها " الشراكة الحذرة "، فالمشهد حينذاك ينطوي على " شراكات ناقصة " تنال بصورة خاصة من فاعلية الدور الروسي ، ذلك أن هذه الشراكات إذا تمددت  استقوت بها الفاعلية الروسية ، وإذا تقلصت تراجعت معها تلك الفاعلية ، وانطلاقا من ذلك  يقفز سؤال إلى سطح الإحتمال : ماذا لو أقفلت إيران وتركيا بواباتها أمام روسيا ؟ ماذا يبقى من الفاعلية الروسية ؟

السؤال نفسه مطروح على الواقع الليبي : ماذا لو خلا ذاك الواقع من الممهدين المصريين والخليجيين ؟ هل يمكن حينذاك الحديث عن حضور روسي أو فاعلية روسية في ليبيا ؟

هذه تساؤلات للتأمل بين الذات والموضوع .

 

ارتساخ: على الارمن ان يعتبروا مما جرى

بيار عطاالله/موقع المرصد/12 تشرين الثاني/2020

لم يفاجئني الاتفاق الاخير بين ارمينيا واذربيجان برعاية روسيا الاتحادية، والذي اعتبر هزيمة للارمن وانتصاراً للاذريين الاتراك، فما وصلت اليه الامور كان متوقعاً لمن كان يتابع الوضع في ارمينيا واذربيجان، ولا ادعي الخبرة في هذا الموضوع، ولكنني اتابع الوضع في ارمينيا انطلاقاً من التزامي قضية المسيحيين المشرقيين ومسار احوالهم ومنهم الارمن الذين يجب ان يستخلصوا الدروس مما جرى ويعتبروا انه صفحة اخرى في تاريخهم العظيم والطويل بكل ما فيه من هزائم وانتصارات، خصوصاً ان مواجهة اذربيجان الغنية بالنفط والمال لا تتم بواسطة دولة تعاني من مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية لا عد ولا حصر لها. قبل اربع او خمس سنوات ذهبنا مجموعة من الصحافيين الى ناغورني كارباخ – ارتساخ بدعوة من حزب الطاشناق، بالطبع لم تكن زيارتي الاولى الى ارمينيا وارتساخ فلقد كنت هناك سابقاً خلال الانتفاضة او "حرب الاستقلال" التي خاضها الارمن في الاقليم ضد السلطات الاذرية العام 1993،  وكان الآذريين يعاملون الارمن في الاقليم بوحشية كما تعامل الاتراك تاريخياً مع الارمن... تلك الايام كانت يريفان الخارجة من الحكم الشيوعي فقيرة الى درجة البؤس، وكان الناس يقفون صفوفاً طويلة امام الافران للحصول على القليل من الخبز، اما في الريف الارمني فكانت القرى والبلدات عامرة بسكانها وخصوصاً في ارتساخ التي كانت تعج عاصمتها ستيباناكيرت بالمواطنين وكذلك القرى المحيطة بها. على خطوط الجبهات كان يوجد المئات من المقاتلين دون مبالغة بثيابهم الرثة واسلحتهم البسيطة ولكن كان واضحاً ان ثمة مقاومة شعبية كاملة في ارتساخ.

تغيرت الاحوال خلال زيارتي الاخيرة فغالبية من التقيتهم في يريفان كان يتحدث عن المال والثروة والهجرة والاعمال وبدت القضية الارمنية بعيدة جداً عن مسار حياتهم اليومية. اما في ارتساخ فتغير كل شيء بإستثناء  الطريق الطويلة جداً المؤدية اليه والتي لم تكلف الحكومة الارمنية نفسها عناء اعداد بديل مختصر عنه رغم مرور 17 عاماً على نشؤ الحكم الذاتي في ارتساخ، والحاجة الملحة الى طريق استراتيجي الى ارتساخ، وهكذا فإن تأمين الامدادات واللوجستية العسكرية الى جبهات القتال كان يحتاج الى ساعات طويلة، هذا دون احتساب الوضع الصحي والتمويني والانساني الصعب جداً، وكان طبيعياً ان يؤدي سقوط شوشة التي يمر فيها هذا الطريق المأساوي الى سقوط العاصمة ستيباناكيرت. لكن الاسوأ كان مشهد القرى والبلدات المهجورة في ارتساخ والخالية من سكانها الارمن الذين غادروا الى مناطق اخرى بحثاً عن لقمة عيشهم وراحتهم وهم المعلقين في اعالي الجبال بعيداً عن اي مظهر حضاري او انساني، واي مظهر دعم حقيقي.

صحيح ان الجمهورية الناشئة في ارتساخ قامت بالكثير من الامور لكنها عجزت عن ترسيخ الحضور الديموغرافي الارمني في تلك الانحاء، وكثيراً ما شاهدت في تلك الرحلة مرابض مدفعية متروكة في العراء من دون عناصرها او جنودها على نقيض ما كان عليه المشهد في 1993 من مقاومة شعبية عارمة...

ذهبنا في تلك الرحلة الى قيادة قوات الدفاع الارمنية عن الاقليم، حيث تحدث ضابط مخضرم عن قدرات وحداته وامكاناتها وكان من الواضح ان الارمن يعتمدون على اسلوب الحرب الكلاسيكية من مدرعات وصواريخ وقدرات نارية متناسين، او غافلين عن التطورات الجديدة في عالم التسلح وما يستعد الآذريين للقيام به من خلال التسلح النوعي بمساعدة تركيا واسرائيل لجهة الطائرات من دون طيار والدرون وغيرها، لكن الاهم بنظري كان الفراغ الديموغرافي الهائل في ارتساخ بما لا يتناسب مع حجم الاهمية الثقافية والمعنوية التي تحتلها ارتساخ في وجدان الارمن وقضيتهم.

وختاماً، على الارمن في وطنهم الأم والشتات ان يعتبروا مما جرى ويستخلصوا العبر، وهم ادركوا بالملموس ان لا ايران ولا روسيا ولا اميركا وقفت معهم في لحظة الحقيقة، وان الاعتماد يجب ان يكون على انفسهم وليس على الاخرين...

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية في منتدى باريس للسلام: لبنان شعلة لا تنطفىء ومتمسكون بالقيم بالانسانية وعنواننا أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار

وطنية - الخميس 12 تشرين الثاني 2020

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، "ان لبنان شبيه بالامل، فهو شعلة لا تنطفىء ابدا. يمكن ان تترنح، او ترتجف، ولكن مهما يحصل، فإنها ستبقى متقدة"، داعيا محبي السلام في العالم "الى الحفاظ معا على الامل... عندها لا بد للنور ان يفيض من جديد".

وشدد الرئيس عون على انه في الوقت الذي "نلحظ في بعض الأماكن تفكك الروابط الاجتماعية، حيث تجنح بعض المجتمعات الى التقوقع على ذاتها، وصولا الى حد رفض الآخر ونبذه"، فإننا في لبنان " ما زلنا متمسكين بأمل التعلق بالقيم الإنسانية، عاملين على الدفاع عنها. وجوابنا يحمل عنوانا هو "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، التي اطلقناها بدعم من الأمم المتحدة، وقد شئناها مساحة انفتاح على الآخر ولقاء، كما اردناها مرآة لتعدديتنا وتنوعنا". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال الكلمة التي القاها اليوم في "منتدى باريس للسلام" Paris Peace Forum الذي انعقد، في دورته السنوية الثالثة في العاصمة الفرنسية باريس، وشارك فيه بتقنية التواصل عن بعد بسبب انتشار جائحة كورونا، عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات الى جانب شخصيات عالمية من مختلف الميادين للبحث في أسس السلام والتفكير في أطر ومبادرات فاعلة من أجل إرساء تطلعات مشتركة متعددة الجوانب تساهم في توطيد الحوار بين مختلف وجوه إدارة الحياة الدولية معا.

كلمة عون

وكان الرئيس عون استهل كلمته بالملاحظة "ان العالم يجتاز اليوم ازمة على المستوى الصحي تستدعي احترام جميع أولئك الذين يصارعون من اجل الحد من آثارها، كما انها تتطلب اعتماد تدابير احترازية"، مشيرا الى "انه حتى موعد اكتشاف لقاح ضد وباء كورونا، فإن عددا من التدابير الفردية والجماعية يبقى واجبا لما فيه مصلحة المجتمع الدولي". أضاف رئيس الجمهورية:"اننا نشهد كذلك اختلالا في التوازن الاقتصادي على المستوى الدولي يفرض علينا في آن معا القيام بإصلاحات تهدف الى التأقلم مع نظام العولمة المالية، واتخاذ ما يلزم من اجل اظهار قيم ما نمتلكه من عناصر قوة على مختلف المستويات المحلية".

وقال: "من أجل ذلك، لا بد من الاستجابة لمتطلبات الشفافية ومستلزماتها في إدارة كل ما يمت بصلة الى الشأن العام. فلنخرج من المنطق القائم على أساس الدخل فحسب، مشجعين المهن المستقبلية، فنعمد على الاستثمار في شبابنا صاحب القدرات الكبرى بهدف تطوير الطاقات المستدامة والعالم الرقمي، لا سيما في قطاعات التعليم والثقافة والفنون"، مضيفا "انه لا بد كذلك من إعطاء الأولوية لكافة اشكال الإنتاج المحلي، لا سيما منها ما يتميز منها بالصحة والتضامن". وأشار الرئيس عون "الى اننا نلحظ في بعضا مجالات التعاطي الانساني تفكك الروابط الاجتماعية، حيث تجنح بعض المجتمعات الى التقوقع على ذاته ، وصولا الى حد رفض الآخر ونبذه". وتابع رئيس الجمهورية: "نحن في لبنان ما زلنا متمسكين بأمل التعلق بالقيم الإنسانية، عاملين على الدفاع عنها. وجوابنا يحمل عنوانا هو "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، التي اطلقناها بدعم من الأمم المتحدة، وقد شئناها مساحة انفتاح على الآخر ولقاء، كما اردناها مرآة لتعدديتنا وتنوعنا. واني لواثق انه مع الديناميكية التي تميز مجتمعنا واندفاعة اللبنانيين المقيمين في الخارج ودعمهم، ستشكل الاكاديمية محطة اشعاع للبنان ولروح الحرية والطابع السلمي اللذين يتميز بهما". ختم الرئيس عون، متوجها الى "أصدقاء السلام الأحباء":" ان لبنان شبيه بالامل، فهو شعلة لا تنطفىء ابدا. يمكن ان تترنح، او ترتجف، ولكن مهما يحصل، فإنها ستبقى متقدة. فلنحافظ معا على الامل... عندها لا بد للنور ان يفيض من جديد".

 

عون استقبل مستشار ماكرون: نقابل عراقيل تواجه التدقيق الجنائي باصرار والأوضاع تتطلب تشاورا وطنيا وتوافقا واسعا لتشكيل حكومة تحقق المطلوب

وطنية - الخميس 12 تشرين الثاني 2020

ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا الامر لن يتحقق الا من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على انجاز الإصلاحات المطلوبة والتي وردت في الورقة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، والتنسيق بشكل فاعل مع الشركاء الدوليين الذين تعهدوا بمساعدة لبنان لاخراجه من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها". واعتبر الرئيس عون ان "عملية التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان والتي تعتبر من أسس هذه الإصلاحات، تواجه بعراقيل عديدة نقابلها باصرار على تحقيقها، وقد تم التمديد ثلاثة اشهر لشركة "الفاريز ومارسال" تأمينا لهذه الغاية". ولفت الى ان "الهم الأساسي حاليا هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان، فضلا عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء "كورونا"، إضافة الى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت"، لافتا الى ان "العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيدا". وذكر رئيس الجمهورية ان "كل هذه الأوضاع تتطلب توافقا وطنيا واسعا لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لاقرار قوانين إصلاحية ضرورية"، مشيرا الى "أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة". وحمل الرئيس عون المستشار دوريل تحياته الى نظيره الفرنسي، مقدرا "وقوفه الى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة، وهذا غير مسبوق لان الرئيس ماكرون صديق كبير للبنان"، مجددا "التضامن مع الشعب الفرنسي الصديق في ادانة الاعتداءات الإرهابية والاجرامية التي حصلت مؤخرا ومنها الاعتداء في مدينة نيس".

دوريل

وكان المستشار دوريل نقل الى الرئيس عون تحيات الرئيس ماكرون واهتمامه بالأوضاع في لبنان، مؤكدا "متانة العلاقات بين البلدين"، لافتا الى "دقة الازمة الاقتصادية وخطورتها وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي". وأشار دوريل الى ان "فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة، لا سيما منها المجال التربوي"، مذكرا بأن "وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات". وحضر اللقاء عن الجانب الفرنسي السفيرة آن غريو والمستشار السياسي جان هيلبرون، وعن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشار أسامة خشاب.

 

الموفد الفرنسي: ألِّفوا الحكومة سريعاً أو تخسروا مؤتمر الدعم

المدن/12 تشرين الثاني/2020

بدأ الموفد الفرنسي، المستشار في قصر الإيليزيه، باتريك دوريل، جولته على المسؤولين اللبنانيين بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. والزيارة هدفها إنقاذ المبادرة الفرنسية بالتزامن مع مرور فترة الشهر التي أعطاها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمسؤولين اللبنانيين للاتفاق على تشكيل الحكومة.

خسارة الدعم؟

وحسب ما تكشف المعلومات، فإن المستشار الفرنسي يحمل معادلة واضحة للمسؤولين اللبنانيين، إما تشكيل حكومة بشكل سريع أو خسارة مؤتمر الدعم الدولي الذي ستنظمه باريس حول لبنان. وأشارت المعلومات إلى أن دوريل شدد أمام عون على وجوب الإسراع بتشكيل "حكومة مهمة"، والرئيس أكد على وجوب إجراء تشاور وطني عريض، كي يأتي التأليف منسجماً مع ورقة المبادرة الفرنسية. وأكد عون أمام ضيفه الفرنسي أن لبنان متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان. وهذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على انجاز الإصلاحات المطلوبة، والتي وردت في الورقة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، وعلى التنسيق بشكل فعال مع الشركاء الدوليين، الذين تعهدوا بمساعدة لبنان لاخراجه من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها.

عون يؤكد نفسه

واعتبر عون أن عملية التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان، والتي تعتبر من أسس هذه الإصلاحات، "تُواجَه بعراقيل عديدة، نقابلها بإصرار على تحقيقها. وقد تم التمديد ثلاثة أشهر لشركة "الفاريز ومارسال" تأميناً لهذه الغاية". ولفت رئيس الجمهورية إلى أن الهم الأساسي حالياً هو استمرار الاستقرار في البلاد، وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان. فضلاً عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء "كورونا". إضافة الى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت. لافتاً إلى أن العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيداً.

وذكر عون أن كل هذه الأوضاع تتطلب توافقاً وطنياً واسعاً، لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها، بالتعاون مع مجلس النواب، لإقرار قوانين إصلاحية ضرورية. لافتاً إلى أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة. وحمل عون دوريل تحياته إلى الرئيس الفرنسي، مقدراً وقوفه إلى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة. وهذا غير مسبوق، لأن الرئيس ماكرون صديق كبير للبنان، مجدداً التضامن مع الشعب الفرنسي الصديق في إدانة الاعتداءات الإرهابية والاجرامية التي حصلت مؤخراً، ومنها الاعتداء في مدينة نيس.

دوريل: حكومة ثقة

وكان المستشار دوريل نقل إلى الرئيس عون تحيات الرئيس ماكرون واهتمامه بالأوضاع في لبنان. مؤكداً على متانة العلاقات بين البلدين. لافتاً إلى دقة وخطورة الأزمة الاقتصادية، وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف، كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي. وأشار دوريل إلى أن فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة، لاسيما منها المجال التربوي. مذكّراً بأن وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات. وحضر اللقاء عن الجانب الفرنسي السفيرة في لبنان آن غريو والمستشار السياسي جان هيلبرون. وعن الجانب اللبناني حضر الوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمستشار أسامة خشاب.

برّي ورعد

ولاحقاً التقى دوريل بالرئيس نبيه بري في عين التينة. وبعد اللقاء، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري اللقاء مع مستشار الرئيس ماكرون باتريك دوريل "بالجيد". و شكر رئيس المجلس الرئيس الفرنسي الذي يحمل هم لبنان، مؤكداً على الموقف لجهة تأييد المبادرة الفرنسية، وضرورة تطبيق الإصلاحات، سيما في مجال الكهرباء ومحاربة الفساد، معتبراً أن المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو إنجاز حكومة، اليوم قبل الغد، وزراؤها إختصاصيون يحظون بالثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر، من أجل العبور بلبنان إلى بر الأمان أمام الموجات العاتية داخلياً وخارجياً. من جهته، أشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في دردشة، بعد لقائه المستشار باتريك دوريل، إلى أن الأخير "جاء في مهمة استطلاعية بموضوع تشكيل الحكومة، وللتأكيد على المبادرة الفرنسية. مؤكداً على ضرورة التزام الحكومة التي يجري تشكيلها بتنفيذ بنود المبادرة والورقة الاصلاحية التي تم الاتفاق عليها في قصر الصنوبر".

وشدد على أن دوريل "تمنى التعاون مع الرئيس المكلف في تذليل العقبات. ولم يأت على ذكر نوعية العقد الحكومية"، معتبراً "أننا مسؤولون قدر المستطاع عن الإسراع في تشكيل الحكومة لأن البلد لا يحتمل والوضع الاقتصادي سيء جداً". ورداً على سؤال عن عقوبات أوروبية على معرقلي تشكيل الحكومة، أبدى رعد استغرابه "مثل هذا الكلام الذي لم يؤتَ على ذكره. ولا يمكن تحديد من يعرقل قيام الحكومة".

 

 عون: العقوبات الأميركية زادت الأمور تعقيداً

 رئاسة الجمهورية اللبنانية/12 تشرين الثاني 2020

أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل، الذي استقبله في قصر بعبدا، ان لبنان متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا الامر لن يتحقق الا من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على انجاز الإصلاحات المطلوبة والتي وردت في الورقة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، وعلى التنسيق بشكل فعال مع الشركاء الدوليين الذين تعهدوا بمساعدة لبنان لاخراجه من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها. واعتبر عون ان عملية التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان والتي تعتبر من أسس هذه الإصلاحات، تواجه بعراقيل عديدة، نقابلها باصرار على تحقيقها وقد تم التمديد ثلاثة اشهر لشركة ” الفاريز ومارسال” تأمينا لهذه الغاية. ولفت رئيس الجمهورية الى ان الهم الأساسي حاليا هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان، فضلا عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء “كورونا” إضافة الى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، لافتا الى ان العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيدا. وذكر عون ان كل هذه الأوضاع تتطلب توافقا وطنيا واسعا لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لاقرار قوانين إصلاحية ضرورية، لافتا الى أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة. وحمّل عون المستشار دوريل تحياته الى الرئيس الفرنسي مقدرا وقوفه الى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة وهذا غير مسبوق لان الرئيس ماكرون صديق كبير للبنان، مجددا التضامن مع الشعب الفرنسي الصديق في ادانة الاعتداءات الإرهابية والاجرامية التي حصلت مؤخرا ومنها الاعتداء في مدينة نيس. وكان المستشار دوريل نقل الى الرئيس عون تحيات الرئيس ماكرون واهتمامه بالأوضاع في لبنان مؤكدا على متانة العلاقات بين البلدين، لافتاً الى دقة وخطورة الازمة الاقتصادية وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي. وأشار دوريل الى ان فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة لاسيما منها المجال التربوي، مذكرا بان وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات. وحضر اللقاء عن الجانب الفرنسي السفيرة في لبنان ان غريو والمستشار السياسي جان هيلبرون، وعن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشار أسامة خشاب.

 

دوريل لعون: لحكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف

 رئاسة الجمهورية اللبنانية23/12 تشرين الثاني 2020

شدد مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل، على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف، كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي.

ونقل المستشار دوريل الى الرئيس ميشال عون تحيات الرئيس ايمانويل ماكرون واهتمامه بالأوضاع في لبنان، مؤكدا على متانة العلاقات بين البلدين، لافتاً الى دقة وخطورة الازمة الاقتصادية. وأشار دوريل الى ان فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة لاسيما منها المجال التربوي، مذكرا بان وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات.

 

الحريري استقبل مستشار الرئيس الفرنسي واستعرض معه الاوضاع وملف تشكيل الحكومة

وطنية - الخميس 12 تشرين الثاني 2020

استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عند الخامسة والنصف من مساء اليوم في "بيت الوسط" مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل، ترافقه السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، بحضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري والمستشار الدكتور باسم الشاب.

وجرى خلال اللقاء استعراض مجمل الأوضاع في لبنان وموضوع المبادرة الفرنسية وملف تشكيل الحكومة الجديدة.

 

بري استقبل دوريل وسفيرة الدنمارك وكوبيتش: المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو انجاز حكومة اليوم قبل الغد

وطنية - الخميس 12 تشرين الثاني 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل، في حضور السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو. واستمر اللقاء ساعة غادر بعده دوريل من دون الادلاء باي تصريح، فيم وصف الرئيس بري اللقاء ب"الجيد"، شاكرا الرئيس الفرنسي الذي "يحمل هم لبنان"، مؤكدا "الموقف لجهة المبادرة الفرنسية وضرورة تطبيق الاصلاحات سيما في مجال الكهرباء ومحاربة الفساد". واعتبر الرئيس بري "ان المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان، هو انجاز حكومة اليوم قبل الغد، وزراؤها إختصاصيون يحظون على الثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر من اجل العبور بلبنان الى بر الامان أمام الموجات العاتية داخليا وخارجيا". والتقى رئيس المجلس سفيرة الدنمارك في لبنان ميريت يول، حيث تم عرض للاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وبعد الظهر استقبل، الرئيس بري المنسق الخاص للأمين العام للامم المتحدة يان كوبيتش.

 

مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك طلب من الابرشيات التقيد باجراءات مواجهة كورونا :المنطقة بحاجة الى سلام حقيقي قائم على العدالة

وطنية - الخميس 12 تشرين الثاني 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، صباح اليوم في بكركي اجتماع مجلس الرئاسة في مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان بمشاركة بطريرك الروم الكاثوليك يوسف الاول العبسي، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك الارمن الكاثوليك غريغوار بطرس العشرون، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس المطران ميشال عون والأمين العام للمجلس الأب كلود ندرة.

البيان

وصدر عن المجتمعين، بيان تلاه الأب كلود ندرة:

"في 12 تشرين الثاني 2020، عقد أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الكاثوليكية في لبنان:

الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والبطريرك يوسف العبسي والبطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، والبطريرك كريكور بدروس العشرون، اجتماعا وذلك نهار الخميس الواقع في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني سنة 2020، في الصرح البطريركي الماروني في بكركي.

بعد الصلاة، تدارس أصحاب الغبطة المواضيع التالية:

1 - الأزمة القائمة في إقليم ناغورنو - قره باغ (أرتساخ).

2 - الأوضاع العامة في لبنان.

3 - التدابير الواجب اتخاذها في الكنائس الكاثوليكية خلال فترة الإقفال التام.

4 - شؤون إدارية وتنظيمية متعلقة برابطة كاريتاس لبنان.

5 - بالإضافة الى شؤون إدارية وتنظيمية للمجلس.

وفي الختام أصدروا، البيان التالي:

"نحن، مجلس رئاسة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان نعلن تضامننا مع الإخوة الأرمن في إقليم ناغورنو - قره باغ (أرتساخ) وفي أرمينيا، المجروحين في كرامتهم، والمتألمين من نتائج الحرب مع أذربيجان.

فكم نددنا بهذه الحرب لأنها تنتهك الأخوة الإنسانية، وتوقع الضحايا البشرية، وتخلف الدمار، على السواء في الإقليم كما في أذربيجان ! وكم نادينا المعنيين والأسرة الدولية للتفاوض السلمي واليدبلوماسي حول المواضيع الخلافية ! وكم صلينا من أجل هذه الغاية ومن أجل تثبيت وقف للنار من الجانبين !

والآن لا يمكن الاستمرار في قهر الشعوب، فنناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن وضع حد لهذا الخلاف، ولهذا الألم المضاف على آلام الضحايا والمنكوبين.المنطقة بحاجة الى سلام حقيقي قائم على العدالة والإنصاف لكلا الجانبين. وإننا نجدد ثقتنا بحكمة الشعب الأرميني ووحدته ونصلي الى الله كي يعضدهم في محنتهم".

تعميم

كما أصدر أصحاب الغبطة البطاركة التعميم التالي:

بناء على قرار رئاسة مجلس الوزراء في الكتاب الصادر بتاريخ 10/11/2020، رقم 2191/م المتعلق بالإقفال الكامل اعتبارا من صباح يوم السبت الموافق فيه 14/11/2020، ولغاية صباح يوم الإثنين الموافق فيه 30/11/2020، وعطفا على القرار التنفيذي الصادر عن معالي وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي المحترم، المتضمن آليات واستثناءات تنفيذ القرار لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

ونظرا لخطورة الوضع، وتزايد عدد الإصابات بداء كورونا (Covid 19) بشكل مقلق.

وتجاوبا مع نداءات وزارة الصحة العامة والمستشفيات والأطباء.

يرجى التقيد بالتدابير التالية في الأبرشيات والرعايا:

- تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي خلال الاحتفال بالقداسات، على ألا تتعدى نسبة المشاركين 25% من القدرة الاستيعابية للكنائس.

- لبس الكمامات خلال الاحتفال.

 

عودة استقبل أهالي شهداء فوج اطفاء بيروت مطالبين بتحقيق العدالة

وطنية - الخميس 12 تشرين الثاني 2020

استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده قبل ظهر اليوم، وفد أهالي شهداء فوج الإطفاء. بعد الزيارة تحدث باسم الأهالي السيد جيلبير سعدالله قرعون، فقال: "أحببنا نحن أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت أن نزور سيدنا المطران الياس عوده، لأننا نعلم أنه إنسان شريف ونظيف وكلمته لها وقعها. أتينا من أجل المطالبة أن يكون التحقيق شفافا وأن تذكر الرؤوس الكبيرة المسؤولة قبل الصغيرة والموظفين". اضاف:"نريد المسؤولين الكبار عن الانفجار في السجون، كذلك السياسيين الكبار الذين لهم يد في الأمر والذين كانوا يعلمون بالخطر ولم يفعلوا شيئا. سوف نتابع جولتنا وإن شاء الله نصل إلى نتيجة، مع علمنا أننا في بلدنا لا شيء يصل إلى نهايته، لكننا كأهالي شهداء فوج إطفاء بيروت نعمل من أجل العدالة لشهدائنا".

- تعقيم الكنائس، وعدم استعمال الكتب وتناقلها بين أيدي المؤمنين.

- إقفال قاعات الكنائس لجميع المناسبات.

- عدم الاحتفال بالقداسات المسائية خلال الأسبوع بدءا من الساعة الخامسة بعد الظهر،

- تعليق الاحتفال بسري المعمودية والزواج خلال فترة الإقفال الكامل، منعا لما يتبعهما من احتفالات وتجمعات لا تراعي شروط الوقاية الصحية والتباعد الاجتماعي.

يرجى من أصحاب السيادة المطارنة وقدس الرؤساء العامين والرئيسات العامات أخذ العلم والعمل بهذا التدبير في كنائس الرعايا والأديار".

رفع أصحاب الغبطة الصلاة من أجل السلام في العالم، وفي لبنان ملتمسين من الرب نهاية وباء كورونا وتداعياته على المجتمعات الدولية وعلى الوطن".

 

روجيه اده: إن حصل الاتفاق الاميركي الايراني وقررت ايران انهاء تصدير الثورة سيحلّ حزب الله نفسه بنفسه

اخبار اليوم/الخميس 12 نوفمبر 2020

العقوبات الأميركية على المسؤولين والوزراء مستمرة

 شريم تتحدّث عن توفير الحكومة لمليارات الاموال على الخزينة!شريم تتحدّث عن توفير الحكومة لمليارات الاموال على الخزينة! توقيف شرطي بلدية بعد تنظيمه ضبط قدح وذم!توقيف شرطي بلدية بعد تنظيمه ضبط قدح وذم! اعتبر رئيس حزب السلام اللبناني روجيه ادّه أن "انتخابات الرئيس الاميركي اهم انتخابات تؤثر في العلاقات الدولية والاهتمام الدولي فها طبيعي". وقال ادّه في حديث لبرنامج "صوت الناس" مع الاعلامي ماريو عبود عبر "صوت بيروت انترناشونال": "موضوع الانتخابات الاميركية بالنسبة للبنان كأنه مصيري لأن الدولة تتحلّل وهناك خوف وقلق كبيران". واعتبر أن "جو بايدن رجل وسطي يمثّل الوسطية في العالم"، لافتا الى أن " مصلحة بايدن ان يحكم كجو بايدن لا أن يحكم كمن يمثّل اليسار". وأشار الى أن "الحيرة التي تعيشها الولايات المتحدة مبررة حتّى 14 ديسمبر ". ورأى أن "دونالد ترامب يمثل حركة "أميركا أولا" وهذه الحركة ستخوض انتخابات 2022 و2024". وتابع: "ترامب لن يخرج من الحياة السياسية بل سيقود المعارضة عقائديا وشعبيا وسيقود حركة "أميركا أولا"". وعن امكانية حكم بايدن بالتوازي مع الحزب الجمهوري، قال: "هناك تجربتان تاريخيتان في تعاون رئيس من حزب مع حزب آخر اميركي وهي تجربتا الرئيس رونالد رايغين وبيل كلينتون". ولفت الى أن هناك "تظاهرة دعم "مليونية" للرئيس ترامب يتم تحضيرها في واشنطن يوم السبت ". واشار الى أنه، في الحزب الديمقراطي "الاكثر وسطية والاقرب الى الجمهوريين هو بايدن وهناك اقسى اليسار المتمثل باوباما والصراع اليوم بين أوباما وتيار "اميركا اولا"". ورأى بايدن، أنه "لصالح بايدن الا يذهب لما وعد به قسرا لربح الانتخابات على قاعدة "الوعود الانتخابية لا تلزم الا من يصدقها"". واشار الى أن "السياسة التي اعتمدها ترامب للحدّ من الهجرة الى الولايات المتحدة الاميركية لن يتراجع عنها بايدن". وقال: "بنظري جو بايدن سيفاجئنا بوسطيّته ولن يعرف الناس ان كان جمهوريا او ديمقراطيا". ولفت الى أن "الرئيس المكسيكي لم يعترف ببايدن كرئيس منتخب بعد عن وعي لأنه يعرف ترامب ولا يخطئ مع ترامب بينما ترودو تحمّس وهنّأ بايدن.. فالرئيس ترامب كيدي ولا يخفي ذلك". واعتبر أن "المعاهدة التي وقعت مع ايران لم تكن مصدقة من الكونغرس والسبب ان اوباما لم يكن لديه القدرة لتمريرها والاتفاق مع ايران كما تصوره اوباما خيّب رأي الديمقراطيين أوّلا"، وكشف: "أوباما ارسل 3 رسائل الى الخامنئي ولم يتلق ردّا عليها فهو كان يريد زيارة ايران". وتابع: "الديمقراطي يُتهم بالضعف ولكن هو اقوى من الجمهوري عند المواجهة وبايدن معجب بهاري ترومان وهو من رمى القنبلة النووية على اليابان". وفي الملف اللبنانية، قال ادّه: "الولايات المتحدة "سايرتنا" حتى اليوم في موضوع العقوبات وهي لا تزال تدعم الجيش وتترك دولا حليفة "تتطوّل بالها علينا". وأضاف: "مع بايدن أو ترامب يجب أن يعرف أهل هذه المنظومة الحاكمة في لبنان أن وقتهم انتهى وكلّن يعني كلّن". وتابع: "في القرن العشرين والـ21 نوع جديد من الثورات تدخل الى الضمير بداية وتزيح منظومة لتأتي بأخرى".

ورأى أن "لا أحد يريد تهجير اللبنانيين والعقوبات على المسؤولين والوزراء مستمرة". وأضاف: "إن حصل الاتفاق الاميركي الايراني وإن قررت ايران انهاء تصدير الثورة سيحلّ حزب الله نفسه بنفسه". ودعا ادّه للعمل على تأليف حكومة انتقالية من شخصيات مستقلة تحضر لتطوير الدستور واللامركزية وانهاء الطائفية السياسية وتحضر لانتخابات على اساس قانون جديد. وختم: "الدول تغيّر عندما تمرّ بأزمة وجودية والثورة اليوم لا تزال في ضمير اللبنانيين".

 

لقاء بين الراعي ومفتي روسيا شدد على دور رجال الدين في تعزيز الحوار بين الشعوب

وطنية - الخميس 12 تشرين الثاني 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، وفدا روسيا برئاسة نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية مفتي موسكو الشيخ ايلدار علاء الدينوف، يرافقه عدد من رجال الأعمال. وخلال الاجتماع، "كان تشديد على دور رجال الدين في تعزيز الحوار بين الشعوب وترسيخ الاعتدال البناء الذي يثبت الاستقرار والسلام". في بداية اللقاء، أعرب مفتي موسكو عن "سروره بلقاء صاحب الغبطة وحرصه على القيام بزيارة الصرح البطريركي لما يمثله من مرجعية روحية ووطنية كبيرة في لبنان"، عارضا أهداف الزيارة إلى لبنان، والتي تتمثل بالتضامن الإنساني مع الشعب اللبناني والقيام بمشاريع إنسانية تعنى بالأيتام ومساعدة اللاجئين السوريين، وترميم البيوت المتضررة من تفجير المرفأ، وتقديم المعونات النقدية إلى العائلات الأكثر حاجة". وبدوره، رحب الراعي بالوفد الروسي، شاكرا ل"سماحة المفتي والمؤسسات الانسانية الروسية مساعداتهما التي قدماها الى لبنان، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية وبعد انفجار مرفأ بيروت، وكذلك لما يقدمانه من مساعدات إلى اللاجئين السوريين في لبنان".

 

الوفاء للمقاومة دعت الى الاسراع بتحريك عجلة التفاهم الداخلي لتشكيل الحكومة: وضع اسم باسيل على لائحة العقوبات افتراء سياسي وعدوان

وطنية - الخميس 12 تشرين الثاني 2020

أكدت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان اثر اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، أن "اختيار يوم 11/11 من كل عام، ليكون يوم شهيد حزب الله، هو اختيار عميق في دلالاته وأبعاده، ينطوي على عناصر الإيمان وإرادة التحدي وحسن التخطيط وجرأة الإقدام ووضوح الهدف المرسوم، وكل المضامين التي حملتها عملية أمير الاستشهاديين أحمد قصير حين حول مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور إلى ركام يدفن تحت أنقاضه مشروع الاجتياح الصهيوني للبنان واهدافه التدميرية والسياسية. إنه اختيار يؤكد الالتزام الحاسم بنهج المقاومة والاستشهاد من أجل تحرير لبنان وصون سيادته وحفظ أمنه واستقراره، وحماية قراراته الوطنية وحقه في تأييد ودعم كل قضايا الحق والعدل المشروعة في منطقتنا والعالم". وأشارت إلى أن "شهداء حزب الله الذين جسدوا بصدقهم وثباتهم هذا الالتزام وقدموا نموذجا إيمانيا وجهاديا وسلوكيا مميزا بدءا من الشهيد أحمد قصير إلى القادة الشهداء السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية والسيد مصطفى بدر الدين وكل شهدائنا الأبرار، تحولوا إلى منارات للمستضعفين ولأجيال المقاومة على مدى الزمان، تضيء لهم درب التحرير والتحرر والنصر والعزة والكرامة. إن المضي بهذا النهج هو الذي جعل المقاومة رقما صعبا في معادلة الصراع مع الأعداء الذين يحاولون عبثا، رغم إمكاناتهم الهائلة وتنوع فنون الخداع لديهم، إنهاء المقاومة وسحق وجودها ودورها، خصوصا بعدما أصبحت عائقا جديا أمام نجاح سياسات الإخضاع والتحجيم وفرض الإملاءات والشروط".

ولفتت الى أنه "في المقلب الآخر من العالم، يبدو بوضوح أن الإدارة الأميركية تطفو فوق مؤسسات عميقة موغلة في اعتماد منهجية فرض النفوذ والهيمنة وصولا إلى التفرد في إدارة شؤون العالم. ويتعاقب على رئاسة هذه الإدارة من يتعهد التزام تلك المنهجية، كل بحسب شخصيته وديناميته وأساليبه، فيما تعمل كارتيلات النفط والسلاح والمال والإعلام لتجييش الرأي العام الأميركي والعالمي تبعا للسياسات التي تقررها تلك المؤسسات وتحضر ما يلزم لتوظيفه من أجل تحقيقها، مستخدمة رؤساء دول وكيانات وجيوشا وأحلافا وثروات ومؤسسات دولية وإقليمية، لإحكام سيطرتها على العالم من جهة، أو على مناطق استراتيجية مثل منطقتنا التي تعتمد فيها أميركا سياسة ثابتة قوامها حفظ كيان العدو الصهيوني وحمايته ودعم إرهابه وفرض تسوية وتطبيع معه، والسيطرة الدائمة على منابع النفط والغاز والممرات الاستراتيجية لتسويقهما وفق ما ترسمه من مصالح وسياسات. وليست الانتخابات والتنافس بين المرشحين للرئاسة إلا محطة يراد لها أن تعكس مظهرا ديمقراطيا لتداول السلطة فيما الدكتاتورية العميقة هي التي ترسم السياسات وتنفذها وتضع الحدود والضوابط". وعلى الصعيد المحلي، رأت الكتلة أنه "قد انكشف سريعا أن وضع اسم رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على لائحة العقوبات لم يكن للأسباب الظاهرية المدعاة، والتي تتصل تمويها بالفساد، إنما بدا واضحا أن السبب الأعمق هو رفض باسيل وتياره الاستجابة لإملاء فك التحالف السياسي مع حزب الله، تماشيا مع الحصار الذي تحاول أميركا فرضه لإخضاع لبنان وقواه السياسية الحية ولجر الجميع إلى مصالحة الصهاينة الغاصبين وتطبيع العلاقات معهم".

وإذ أكدت الكتلة "التزامها بكل المواقف التي عبر عنها سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في إطلالته مساء أمس"، جددت عهدها بـ"الوفاء لشهداء المقاومة الإسلامية ولنهجهم المبارك، في الدفاع عن السيادة الوطنية وحفظ إنجازات التحرير وتوازن الردع وتعزيز الصمود ومحاربة الفساد والتمسك بالاستقامة والحرص على خدمة المواطنين ومتابعة الجهود القانونية لتطوير أوضاع البلاد وتنمية مناطق الأطراف، وبذل الجهد مع مختلف الكتل النيابية لإنجاز قوانين تعزز إمكانية المحاسبة للمرتكبين وتشجع عبر قوانين أخرى قطاعات الإنتاج واستثمار الموارد المتاحة في كل المجالات بشكل مشروع ومنصف ودون تمييز بين المواطنين ولا بين المناطق".

وحيت بمناسبة "يوم شهيد حزب الله، أهالي الشهداء وعوائلهم"، منحنية أمام "صبرهم وثباتهم على نهج التضحية في سبيل الله والإنسان والوطن". ولاحظت الكتلة أن "الانتخابات الأميركية الرئاسية كشفت حجم الانقسام العمودي في المجتمع الأميركي نتيجة غياب العدالة وارتفاع منسوب العنصرية وممارسة الطغيان ودعم الإرهاب وتغطية جرائمه البشعة، الأمر الذي يشعر معه الأميركيون بحالة من الانفصام بين المبادىء والممارسة، ويشيع فيهم البلبلة ويزعزع لديهم الثقة بالأشخاص والمواقف والمؤسسات والسياسات"، معتبرة أن "معضلة أميركا المتفاقمة، لا تعالج بتبدل الرئاسات فحسب بل تقتضي حكما تبديل السياسات الاستراتيجية أيضا وهو ما يحتاجه العالم اليوم بدل الإصرار على الاستعلاء والعدوان". وأكدت أن "علاقات اللبنانيين في ما بينهم والتحالفات السياسية التي نسجوها بين قواهم، وأوضاع كل منهم في لبنان، هي شأن لبناني محض، لا يحق للادارة الأميركية ولا لغيرها من حكومات الدول أن تتدخل فيه وأن تصدر عقوبات أو تقرر إجراءات تترك أثرا سلبيا على أصحابها في بلدهم أو أي بلد آخر"، معتبرة أن "وضع اسم الوزير جبران باسيل وقبله أسماء وزراء لبنانيين آخرين على لائحة العقوبات هو افتراء سياسي، لا بل هو عدوان وإجراء ظالم تتحمل الإدارة الأميركية المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كل أثر سلبي يصيب أصحاب تلك الأسماء خارج الولايات المتحدة الأميركية بالحد الأدنى، وهو أمر مدان ومرفوض بالتأكيد". ودعت إلى "الاسراع في تحريك عجلة التفاهم الداخلي من أجل تشكيل الحكومة لأنها حاجة سياسية وإدارية ملحة للبلاد وللمواطنين، لا تجوز المراهنات فيها أو التعاطي ببرودة مع متطلبات تأليفها". وفي ما خص وباء كورونا، شددت الكتلة على "وجوب انضباط المواطنين والتزامهم بإجراءات الصحة العامة والإقفال الذي قرره مؤخرا مجلس الدفاع الأعلى في سياق التصدي للانتشار الخطير للوباء في البلاد وارتفاع نسبة المخاطر والوفيات". وأخيرا، قدمت الكتلة "أسمى تعازيها للشعب الفلسطيني المقاوم بشهادة الأسير كمال أبو الوعر الذي قضى ظلما في معتقلات العدو الصهيوني شاهدا على القهر الذي يلحق بالأسرى الفلسطينيين الذين تستحق قضيتهم كل عناية وتضامن واهتمام". كما تقدمت من "الشعب الجزائري الشقيق ومن أسرة المناضل الجزائري السيد لخضر بورقعة الذي توفي قبل أيام، بأحر التعازي والمواساة"، معربة عن بالغ تقديرها لـ"نضاله الدؤوب من أجل وطنه وأمته".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 12و13 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

تقرير إسرائيلي موسّع عن قواعد حزب الله بجنوب سوريا/سامي خليفة/المدن/12 تشرين الثاني/2020

Hezbollah presence in south Syria much larger than previously revealed/Anna Ahronheim/Jerusalem Post/November 11/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92320/%d8%b3%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%91%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d9%82%d9%88%d8%a7/

 

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثالث/الحلقة الخامسة

 13 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92233/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%81-11/

 

مَن يُنقِذُ لبنان؟

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار/12 تشرين الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92312/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d9%8e%d9%86-%d9%8a%d9%8f%d9%86%d9%82%d9%90%d8%b0%d9%8f-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%9f/

.