المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november12.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلآبُ يُحِبُّنِي لأَنِّي أَبْذُلُ نَفْسِي، لِكَيْ أَعُودَ فَأَسْتَرجِعَهَا. لا أَحَدَ يَنْتَزِعُهَا مِنِّي، بَلْ أَنَا أَبْذُلُهَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور

الياس بجاني/تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور

الياس بجاني/في ظل احتلال حزب الله المسؤولين من نواب ووزراء ورؤساء هم مجرد اقنعة وأغطية وأدوات

الياس بجاني/ثلاثي المصائب والإستسلام والسمسرات والفساد والدكتاتورية الحزبية

الياس بجاني/ثلاثي المصائب والإستسلام والسمسرات والفساد والدكتاتورية الحزبية جعجع والحريري وجنبلاط

الياس بجاني/معاييره ومفاهيم خينا جبران الوطنية مشقلبي فوقاني تحتاني ومؤتمره الصحفي اليوم كان صف حكي فاضي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

زمن_قلّ_فيه_الرجال_وكَثُرَ_فيه_الثرثارون..لماذا أحببناه؟ لماذا لا ننساه؟/نديم الشويري

 في ذكرى مولد الرئيس بشير الجميّل: مذكرة تفاهم بين جامعة القديس يوسف ومؤسسة بشير الجميّل

المبعوث الفرنسي في بيروت "لتأكيد المؤكد"/رندة تقي الدين/نداء الوطن

بيان أميركي أممي عن المحادثات البحرية: ممثلو حكومتي اسرائيل ولبنان أجروا محادثات مثمرة تستأنف اوائل كانون1

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 11/11/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 11 تشرين الثاني 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المدير العام لرئاسة الجمهورية: أنطوان حداد طلب مسائل غير دستورية

بعد منعه من دخول القصر الجمهوري … مستشار الرئيس عون يرد

ردٌ من انطوان حداد على القصرِ الجمهوري

كندا تحذر مواطنيها في لبنان من خطر أعمال إرهابية

الحكومة الأميركية ومكتب كوبيتش: مفاوضات مثمرة بين لبنان وإسرائيل

تركيا “تتغلغل” لبنانيًا.. استعطاف رأي عام أم تسليح؟

عون يرفع السقف: “الداخلية” و”الطاقة” لنا

النهار: احتواء فرنسي للتأزم… ولبناني للانتشار الوبائي

عون متصلّب والتأليف “مكربج”!

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

 “نيكول خائن”.. محتجون في يريفان يطالبون باستقالة باشينيان

الديوان الملكي البحريني يعلن وفاة رئيس الوزراء

الديمقراطيون يضمنون السيطرة على مجلس النواب؟

اعتداء في جدة.. ماذا في التفاصيل؟

ترمب يفوز بألاسكا... والجمهوريون يضمنون 50 مقعداً بمجلس الشيوخ

جولة ثالثة لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

النمسا تخطط لاحتجاز احترازي طويل الأمد للمدانين بالإرهاب

بدء انتشار الجيش الروسي لحفظ السلام بمنطقة النزاع في قره باغ

اتفاق قره باغ سمح لبوتين بالحدّ من النفوذ التركي في جنوب القوقاز

المعارضة الأرمينية تحاول التعبئة ضد رئيس الوزراء بسبب اتفاق وقف النار

توافُق مصري يوناني على التصدي لـ«تهديد الاستقرار» في المنطقة...الرئيس المصري يؤكد أن الإرهاب لا يجب ربطه بأي دين

النمسا تعتقل 70 متطرفاً مشتبهاً في انتمائهم لحماس والإخوان/تفتيش 60 عقاراً واعتقال 70 شخصاً لشبهات بقيامهم بتمويل الإرهاب وبتكوين تنظيم إجرامي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرواية الكاملة لخلاف باسيل مع "الخائن"... و"فضيحة" في القصر؟!

ملاك عقيل/أساس ميديا/العقوبات على باسيل “رسالة” إلى عون/كارولين عاكوم/الشرق الاوسط

ما حقيقة "البلبلة" في غرفة الصحافة بمجلس النواب؟/أكرم حمدان/نداء الوطن

أي لقاح تختارون؟/بشارة شربل/نداء الوطن

بعد العقوبات الأميركية... عودة إلى خيار الشارع؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

متلازمة "سيد القصر"... هكذا تجري الأمور في بيت الشعب!/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

صفعة شيا لباسيل ووظيفته عند "الحزب"/وليد شقير/نداء الوطن

تجّار يتحدثون عن سوق الأسلحة: المسدسات والكلاشنيكوف والـ"ب 7" الأكثر طلباً....تجارة السلاح نشطة بالدولار... وخط التهريب: سوريا – لبنان/أسامة القادري/نداء الوطن

مفاوضات الناقورة مسموح بتفجيرها؟/طوني عيسى/الجمهورية

هل من مخرج للأزمة الانتخابية في أميركا؟... الكلمة الفصل بين المتنافسين باتت لدى المحكمة العليا/د. وليد فارس/انديبندت عربية

لبنان يعود الى دمشق.. ماذا عن النازحين؟/راكيل عتيِّق/الجمهورية

لبنان لمواجهة أسابيع قاسية.. والتفاوض طويل المدى/منير الربيع/المدن

محنة جبران باسيل أو النرجسية من دون أساسها!/حازم صاغية/الشرق الأوسط

التجربة السلبية لرئاسة ميشال عون/رامي الريس/الشرق الأوسط

هذه الأخبار ستظل معنا بعهد بايدن/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

هل راهنت طهران على ترمب؟/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

«الترمبية» من دون ترمب/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

إدارة بايدن المقبلة والعالم العربي/مينا العريبي/الشرق الأوسط

كيف يمكن تحرير مسلمي فرنسا من الارتهان للإسلام السّياسي؟/احمد نظيف/النهار العربي

اتفاق ناغورنو كراباخ: الكل ربح... عدا أرمينيا!/سركيس قصارجيان/النهار العربي

"حزب الله" يستأثر بالجزء الأكبر من "إقتصاد الظل" في لبنان...توجد دورة إقتصادية تسمى "السوق المشرقية" تشمل إيران والعراق وسوريا ولبنان/طوني بولس/انديبندت عربية

خلفيّة اللاتوازن اللبنانيّ/منى فياض/النهار العربي

نص الرسالة التي وجّهها الدكتور فيليب سالم إلى الكونغرس الأميركي ويدعوه فيها إلى مساعدة لبنان وإنقاذه من الإنهيار والتفكّك/الجمهورية

خيانة من قلب البيت والخنجر في الصدر سيُردّ...بداية مواجهة لا تسوية... أرمن "أرتساخ" نحن هنا/نوال نصر/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي التقى كوبيتش وعرض مع السفير الروسي قضايا المنطقة وموضوع الارهاب وعودة النازحين

بري عرض الاوضاع العامة والمستجدات مع جنبلاط

سفيرة فرنسا أحيت ذكرى الهدنة: نتذكر الماضي لبناء المستقبل بقوة ووضوح

سامي الجميل: لبنان رهينة ومخطوف ومن أفلس الدولة لا قدرة لديه على انقاذها وسلامة تقع عليه مسؤولية مباشرة

وهبه في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين: لمساعدة الحكومة اللبنانية في تطبيق الخطة التي أقرتها للعودة وعدم ربطها بالحل السياسي للازمة السورية

المشرفيه في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين: لتحقيق العودة دون ربطها بالحل السياسي وخطة الحكومة اللبنانية تتوافق مع القوانين الدولية

نصر الله في يوم الشهيد: نثق بادارة الرئيس عون لملف ترسيم الحدود والعقوبات الأميركية لن تؤدي إلى أي نتيجة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلآبُ يُحِبُّنِي لأَنِّي أَبْذُلُ نَفْسِي، لِكَيْ أَعُودَ فَأَسْتَرجِعَهَا. لا أَحَدَ يَنْتَزِعُهَا مِنِّي، بَلْ أَنَا أَبْذُلُهَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي.

إنجيل القدّيس يوحنّا 21-17:10:قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلآبُ يُحِبُّنِي لأَنِّي أَبْذُلُ نَفْسِي، لِكَيْ أَعُودَ فَأَسْتَرجِعَهَا. لا أَحَدَ يَنْتَزِعُهَا مِنِّي، بَلْ أَنَا أَبْذُلُهَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَبْذُلَهَا، ولِي سُلْطَانٌ أَنْ أَعُودَ فَأَسْتَرْجِعَهَا. هذِهِ الوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي».فَحَدَثَ مِنْ جَدِيدٍ شِقَاقٌ بِينَ اليَهُودِ بِسَبَبِ هذَا الكَلام. وكَانَ كَثِيرُونَ مِنْهُم يَقُولُون: «بِهِ شَيْطَان، وهُوَ يَهْذِي. فَلِمَاذَا تَسْمَعُونَ لَهُ؟».وآخَرُونَ يَقُولُون: «هذِهِ الأَقْوَالُ لَيْسَتْ أَقْوَالَ مَنْ بِهِ شَيْطَان! هَلْ يَقْدِرُ شَيْطَانٌ أَنْ يَفْتَحَ عُيُونَ العُمْيَان؟».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/2020

ما من شعب تخلى عن قيمه وأخلاقه وهويته وتاريخه وأسس الإيمان والتقوى ومخافة الرب إلا وانتهى مهزوماً ومهاناً وفاقداً لكل شيء. لبنان الرسالة والكيان يتعرض اليوم لتجارب قادة أبالسة غارقين في عبادة مقتنيات الدنيا الفانية فإما أن نقاوم كفرهم ونصون الوطن ونحفظ كرامة المواطن أو أن نستسلم لإغراءاتهم ونقع في تجاربهم.  المؤمن لا يكذب ولا ينطق بغير الحق والحقيقة وحتى في أوج ساعات غضبه لا يجب أن يستسلم لمهاوي الخطيئة عملاً بما جاء في رسالة القديس بولس الرسول إلى أفسس (الفصل 04/24-32): "والبسوا الإنسان الجديد الذي خلقه الله على صورته في البر وقداسة الحق. لذلك امتنعوا عن الكذب، وليتكلم كل واحد منكم كلام الصدق مع قريبه لأننا كلنا أعضاء، بعضنا لبعض. وإذا غضبتم لا تخطئوا ولا تغرب الشمس على غضبكم. لا تعطوا إبليس مكانا. من كان يسرق فليمتنع عن السرقة، بل عليه أن يتعب ويعمل الخير بيديه ليكون قادرا على مساعدة المحتاجين. لا تخرج كلمة شر من أفواهكم، بل كل كلمة صالحة للبنيان عند الحاجة وتفيد السامعين. لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء. تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور، وليكن بعضكم لبعض ملاطفا رحيما غافرا كما غفر الله لكم في المسيح" .

 

نحن الموارنة قادتنا ليسوا منا ولا يشبهوننا بشيء

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85321/85321/

إن أصحاب شركات أحزابنا نحن الموارنة والسواد الأعظم من أطقمنا السياسية والإعلامية هم غرباء عن المارونية والموارنة بكل ما يتعلق بقيمهم وعشقهم للبنان وثباتهم الراسخ على الثوابت السيادية واللبناناوية والأخلاقية.

إن أقل ما يقال في هؤلاء هو أنهم اسخريوتيون وبامتياز وكتبة وفريسيين وتجار هيكل لا أكثر ولا أقل.

بعضهم معورب بوقاحة وفجور ومتنكراً لهويتنا وتاريخنا وشهدائنا، في حين أن البعض الأخر مفرسن بغباء وذمية وخنوع وقد تعرى بالكامل بعد أن تخلى حتى عن أوراق توت الحياء.

غير أن الماروني المؤمن ورغم بؤس وسقوط قادته فهو لن ييأس من رحمة خالقه تحت أي ظرف مهما اشتدت الصعاب وازدادت تعقيداً ومآسي لأن واجبه أن يشهد للحقيقة ويسمي الأشياء بأسمائها دون مواربة أو مساومة أو ذمية وبعيداً عن أية مصالح أو منافع خاصة، كما أنه لن يفقد لا الأمل ولا الرجاء.

فالمؤمن وهو جثة راقدة تحت تراب الأرض، هو يرقد على رجاء القيامة. وكما أن الله هو محبة وفداء وعطاء وأُبوة، فهو أيضاً أمل ورجاء وقوة صبر وتحمل.

في هذا السياق الرجائي فإنه على المؤمن اللبناني عموماً والماروني بشكل خاص أن يكون واثقاً بأن وطن الأرز المبارك هو أرض بررة وقديسين ومن واجبه الأرضي والسماوي حمايته والذود عنه ورذل كل من يتطاول عليه بأي شكل من الأشكال وفضحه وتعريته علناً.

ولا بد هنا من حك ذاكرة الجميع بأن لبنان الوارد ذكره في الكتاب المقدس أكثر من 77 مرة والذي اختاره الرب ليكون موطن أرزه المقدس وجعل من أرضه وقفاً له هو وطن باق إلى آخر الأزمنة ولم ولن تقوى عليه قوى الاحتلال والإرهاب.

هذا اللبنان لم ولن تقوى عليه قوى الاحتلال وجماعات الطرواديين مهما ظلمت وتجبرت واستكبرت وتفننت في وسائل الأذى والإرهاب والشر والتهجير والاضطهاد.

كما أنه بلد عصي على كل هرطقات واسخريوتية قادته وأصحاب شركات أحزابه التجار الذين داكشوا بذل وكل من موقعه وعلى طريقته السيادة بالكراسي، وقفزوا بجحود فوق دماء الشهداء، وخانوا الأمانة الشعبية التي منحها لهم أهلهم.

ينسى هؤلاء عن سابق تصور وتصميم وغباء بأنه مهما ارتفع شانهم الأرضي والسلطوي الزائل، فإن لا احترام لهم ولا ثقة بهم، في حين أن كل عاقل وشريف لا يرى فيهم غير صورة لرئيس الأبالسة لاسيفورس.

يبقى أن ما يمر به وطن الأرز هو أزمة إيمانية عابرة وآنية، وبإذن الله سوف ينتصر فيها الحق مع الأحرار والمؤمنين والشرفاء من أهلنا.

لا، لا، نحن لا نشبه قادتنا، والموارنة منهم تحديداً، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر نصبتهم رغماً عنا.

إن واجبنا كلبنانيين أحرار وسياديين نحترم أنفسنا ونجل الكرامة والعنفوان أن نرذل كل قادتنا أولئك العابدين تراب الأرض والمتخلين عن واجباتهم والمسؤوليات لأنهم هم الفشل والجحود، وكل ما هو ابليسية.

غايتنا وأولويتنا أن نختار قادة جدد على صورتنا ومثالنا ونحن بحاجة إلى قادة ومفكرين ورجال دين من خامة الراحل البطريرك مار نصرالله صفير، وبشير الجميل، وكميل شمعون، وبيار الجميل، وشارل مالك، وغيرهم من إبرار وطننا وطوباوييه، في حين أن من هم في مواقع المسؤولية والقيادة اليوم جلهم رجال مسخ وأبالسة بأشكال بشرية.

في الخلاصة، إن الحرية لا تعطى بل تؤخذ، والكرامة لها أثمان وهي تتطلب الصبر والأمل والرجاء والتضحيات والقرابين.. ومن فعلا يحب أهله ووطنه ويخاف ربه ويوم الحساب الأخير عليه بشجاعة أن يفقد لا أمل ولا الرجاء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

في ظل احتلال حزب الله المسؤولين من نواب ووزراء ورؤساء هم مجرد اقنعة وأغطية وأدوات

الياس بجاني/10 تشرين الثاني

المطالبين من أهلنا الموارنة باستقالة عون وبانتخابات نيابية مبكرة ب ظل احتلال حزب الله اجنداتهم شخصية وسلطوية ودكنجية وع قاعدة قم تا اقعد محلك يضبضبوا

 

ثلاثي المصائب والإستسلام والسمسرات والفساد والدكتاتورية الحزبية

الياس بجاني/09 تشرين الثاني

العقوبات ع باسيل أداة حزب الله الرخيصة تبقى ناقصة وغير عادلة ما لم تطاول الحريري وجنبلاط والمعرابي اوباش الصفقة الرئاسية الخطيئة

 

معاييره ومفاهيم خينا جبران الوطنية مشقلبي فوقاني تحتاني ومؤتمره الصحفي اليوم كان صف حكي فاضي

الياس بجاني/08 تشرين الثاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/92200/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%8a%d9%8a%d8%b1%d9%87-%d9%88%d9%85%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%ae%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7/

*العدالة تقضي فرض عقوبات ليس فقط على باسيل، بل على كل سياسي ومسؤول لبناني استسلم لحزب الله الإرهابي والمحتل وتخلى عن لبنان واستقلاله وسيادته.

*قد لا تكون هناك لدى الشعب اللبناني ادلة موثقة على الفساد المالي للصهر أو لغيره من الزلم والمحاسيب والودائع من شركة حزبه التعتير، إلا أن قمة الفساد واللاوطنية والركوع والخنوع هي كلها مجسدة في ورقة التفاهم مع حزب الله، وهذه حقيقة دامغة ومؤكدة ووحدها مبرر أكثر من كافي في مفهوم ومعايير الأحرار والسياديين واللبناناويين من أهلنا لوضعه على قائمة العقوبات الأميركية … وهذا أقل الإيمان.

****

من حق خينا وحبيبنا جبران أن يدافع عن نفسه ويعتبر العقوبات التي فرضتها عليه الإدارة الأميركية على خلفية الفساد ومساندة المحتل الإيراني والخنوع لحزبه اللاهي هي ظلم وتجني وافتراء واستهداف لمواقفه وخياراته السياسية والتحالفية.

ولكن هل هي فعلاً كما ادعى وتباكي وشقلب من معايير ومفاهيم وعهرها وفصلها على ذوقه وغب اجندته السلطوية في مؤتمره الصحفي اليوم؟

بالطبع لا، وكل ما جاء في مؤتمره هو “اسقاط” وصف حكي فاضي دون معنى أو مصداقية.

كما أن الصهر الفهلوي هذا واهم وعم يهلوس ومشقلبي مفاهيمه الوطنية والسيادية لأن ارتمائه المهين والتبعي في حضن المحتل الإيراني وبضاحيته وبسيدها الأمونيومي ما في شي بيشرف ولا في شي وطني يفاخر به.

أما ورقة التفاهم التي رأي فيها انجازاً وطنياً ومانعاً لحرب أهلية فهي ورقة استسلام من قبل شركته المسماة تيار وطني حر لسيد امونيوم ولحزبه اللاهي، ولا هي بطولة ولا فيها ريحة للسيادة ولا شي من الإستقلال والكرامة والتضحية.

الورقة العار والخطيئة والإستسلام هي قمة في الرضوخ والركوع  وبالتخلي عن كل ما هو لبنان ولبناني من طرف لبناني هو شركة حزب التيار الوطني الحر لقوى احتلال هي إيرانية تحتل لبنان وتأخذ الطائفة الشيعية رهينة وتزور تمثيلها بقوة السلاح.

وسيد امونيوم نفسه يفاخر بأن حزبه إيراني من قمة رأسه حتى أخمص قدميه تمويلاً وسلاحاً وعقيدة ومشروعاً وفكراً وانتماء وثقافة.

ونسي خينا جبران بأن الورقة الخطيئة التي يفاخر بها هي تقدس سلاح عصابة حزب الله الإرهابي المصنف إرهابياً من قبل أكثر من 60 دولة .

ونسي بأن الحزب اللاهي هو عصابة تحتل لبنان ومدان قادة من اعضائها من المحكمة الدولية بالإجرام والإغتيالات وأنها تحترف الإرهاب والمذهبية وكل الأعمال المافياوية.

ونسي أن العصابة هذه هي رأس حربة المشروع الفارسي التوسعي اللاغي للبنان ولكل ما هو لبناني.

كما نسي أن ورقة التفاهم الخطيئة تعتبر الإحتلال السوري القاتل مجرد تجربة شابتها بعض الأخطاء.

وتعامى الصهر في مؤتمره الصحافي المطول الذي كان 100% حفلة تباكي وكذب وصف حكي فاضي وشقلبة حقائق، تعامى عن أن شركة حزبه وعمه وحضرته نكروا وجود المعتقلين اللبنانيين في سجون سوريا وتخلوا عنهم وأنهم ومن أجل كرسي تحالفوا مع الأسد الكيماوي والبراميلي الذي دمر قصر بعبدا ونفى العم وارتكب الفظائع بجيشنا وبأهلنا وبالسيادة وبالإستقلال وبالديموغرافية اللبنانية.

وتعامى الصهر عن أن أميركا هي من اقرت مشروع قانون محاسبة سوريا واستعادة استقلال لبنان الذي كان يفاخر عمه بتبنيه وبوقوفه خلفه.

يبقى بأن العدالة تقضي فرض عقوبات ليس فقط على باسيل، بل على كل سياسي ومسؤول لبناني استسلم لحزب الله الإرهابي والمحتل وتخلى عن لبنان واستقلاله وسيادته

في الخلاصة قد لا تكون هناك لدى الشعب اللبناني ادلة موثقة على الفساد المالي للصهر أو لغيره من الزلم والمحاسيب والودائع من شركة حزبه التعتير، إلا أن قمة الفساد واللاوطنية والركوع والخنوع هي كلها مجسدة في ورقة التفاهم مع حزب الله، وهذه حقيقة دامغة ومؤكدة ووحدها مبرر أكثر من كافي في مفهوم ومعايير الأحرار والسياديين واللبناناويين من أهلنا لوضعه على قائمة العقوبات الأميركية … وهذا أقل الإيمان.

ملاحظة: اضغط هنا لمشاهدة فيديو المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم باسيل والذي هو موضع تعليقنا في أعلى.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

زمن_قلّ_فيه_الرجال_وكَثُرَ_فيه_الثرثارون..لماذا أحببناه؟ لماذا لا ننساه؟

نديم الشويري/نقلاً عن صفحة المقاومة اللبنانية/11 تشرين الثاني/2020

لم يكن بشيراً قائداً عادياً تتبعه على تردّد أو تقتنع به على إلتباس، بل كان فوق العادة في شخصه وطبعه وأدائه ورؤاه. ولم بحدث في تاريخ الأمم أن تمكّن شاب في الثلاثينات من عمره من أن يمثّل في عشرين يوماً ما لم يمثّله بالغون حكموا طويلاً وعاشوا طويلاً، وأن يتمكّن أصغر رئيس مُنتخب في العالم من أن يجرّ خلفه حلف الأطلسي لدعمه وحلف وارسو لقتله.

(..) كان بشير تحت القصف تماماً كما كان في فترة الهدنة، فحرص على تأمين حاجات القابعين في الملاجئ من بطانيات ومياه نظيفة ومعقّمة لحليب الأطفال. وتأمين الطبابة للمرضى والتأكّد من سلامة الملاجئ وقدرتها على تحمّل القذائف والصواريخ.

كان بشير شخصية جريئة لا يهاب المخاطر والتحديات. وأدكر أننا كلنا كنا ننتقل تحت القصف إلى المكان التي سقطت به القذيفة ، ظنّاً منا بأن من الصعب سقوط قذيفة ثانية في المكان ذاته. كما كان شخصية شريفة من خلال توجيهات يحمّلها للمقاتلين المتوجّهين إلى مناطق أخرى وتدعوهم إلى إحترام صور شهداء الفريق الآخر ونُصُبِهِمْ، معتبراً أن هؤلاء سقطوا أيضاً من أجل لبنان ولكن بطريقة مختلفة.

(...) في أحد الأيام قمت بوساطة لمصلحة شاب قريب مني أوقفته شرطة القوات اللبنانية بعدما يحب مسدساً في عراك تورّط فيه من دون أن يطلق النار وحُكم عليه بالسجن عشرة أيام. وكانت النتيجة أن بشيراً طلب من قائد الشرطة إضافة يوماً آخر إلى فترة الحكم. العبرة كانت لمن يعنيهم الأمر: لا وساطة من أحد لمصلحة أحد. وفي واقعة أخرى، كنت عائداً من جونية إلى الأشرفية عندما تخطّتني سيارة بيضاء صغيرة ترجّل منها بشير وجلس إلى جانبي بعدما أوعز إلى مرافقه بأن يتبعنا.

في الطريق قال لي إنها مناسبة للإطّلاع مني على أي صعوبات ربما تواجهنا في إدارة شؤون المواطنين. فقلت له أن هناك دكاناً صغيراً لبيع الزيوت والزيتون شيّد أمام كنيسة مار متر ويعيق حركة السير، وأن صاحبه "المدعوم" يرفض إزالة المخالفة على رغم إلحاح المواطنين والمسؤولين.

لم يعلّق بشير على روايتي، بل طلب مني التوجّه إلى المكان حيث ترجّل من السيارة وحيّا صاحب الدكان قائلاً له: "غداً الساعة السادسة صباحاً ستمرّ جرافة لإزالة هذا المكان حتى ولو كان مليئاً بالبضائع، وحتى لو كنت أنت موجوداً فيه". وأدار ظهره وعاد إلى سيارتي ليطلب مني تأمين جرافة وتنفيذ المهمة. وهذا ما حصل في اليوم التالي. ذات ليلة، ونحو الواحدة والنصف فجراً، إتّصل بي بشير سائلاً: "هل أنت نائم؟"، فأجبته إيجاباً، وسألته عن سبب هذا الإتصال المفاجئ، فقال: "كنت أقود سيارتي عندما سمعت أصوات صبّابات مزعجة دلالة على أن البنزين مغشوش"، وسألني إذا كنت قادراً على معالجة هذا الأمر. في اليوم التالي، أرسلت عيّنات للفحص الدوري من كل المحطات للتأكّد من مطابقتها وخلوّها من أي رواسب أو مياه. هذا كان بعضاً مما كان عليه بشير وكثيرا. مما خسره لبنان، في زمن قلّ فيه الرجال وكثر فيه الثرثارون.

 

في ذكرى مولد الرئيس بشير الجميّل: مذكرة تفاهم بين جامعة القديس يوسف ومؤسسة بشير الجميّل

موقع الكتائب/11 تشرين الثاني/2020

جرى بعد ظهر أمس إحتفال توقيع مذكرة تعاون و تفاهم بين جامعة القديس يوسف مُمثلة برئيسها الأب سليم دكاش ومؤسسة بشير الجميّل ممثلة بالسيدة يمنى الجميّل زكّار المديرة التنفيذية للمؤسسة، وذلك من أجل تجهيز مركز الأرشيف والمحفوظات العائد للجامعة بمعدات الكترونية حديثة بغية الحفاظ على الإرث الوطني و الأكاديمي الذي تحتويه، هبة من مؤسسة بشير الجميّل للجامعة. وخلال الاحتفال الذي أقيم في مبنى رئاسة الجامعة وحضره أعضاء في مؤسسة بشير الجميّل و أصدقاء المؤسسة السيدات والسادة ألفرد ماضي، المحامي سليم معوشي وعقيلته وماكس زكّار وهيام بستاني وفادي عماطوري وجوزف توتونجي وندى فرنيني وكارمل واكيم ومدير مركز المحفوظات في الجامعة الدكتور كريستيان توتل ومسؤولون في جامعة القديس يوسف،

ألقت السيدة سينتيا غبريل اندريا مديرة "مؤسسة جامعة القديس يوسف" كلمة الافتتاح، ثم تحدث الأب سليم دكاش رئيس الجامعة مُعرباً عن فرحه لهذا اللقاء في ذكرى مولد الرئيس بشير الجميّل، مذكّرا أنه في العام 2015 كانت مؤسسة بشير الجميل السّباقة في إنشاء صندوق خاص لمساعدة الطلاب من أجل تثقيفهم على خطى و مبادىء المؤسسة والرئيس الراحل. وقال:" أنه لفخر لنا أن نرحب بكم مرة أخرى في الجامعة التي كانت وما زالت جامعة بشير الجمّيل، ويبقى اسمه بيننا كرمز للسيادة الوطنية وأستعادة الاستقلال ووحدة اللبنانيين وولاءهم وشفافيتهم، قيمٌ نفتقدها كثيرًا اليوم.

"ثم ألقت السيدة يمنى الجميّل زكّار كلمة جاء فيها: عام 2015 وبنفس التاريخ، ذكرى ولادة بشير، وقّعت المؤسسة مذكرة تعاون مع الجامعة لإطلاق" صندوق بشير الجميّل" لمساعدة الطلاب المتفوقين والباحثين. و عام 2020، إلتزاماً منا بروحية التعاون مع الجامعة اليسوعية، نجتمع اليوم للإحتفال بتقديم معدات الكترونية حديثة لمركز المحفوظات في الجامعة. هذه المحفوظات التي بدأ العمل بها 45 سنة قبل ولادة "لبنان الكبير" الذي نحتفل بمئويته هذه السنة. كل ذلك من أجل الحفاظ على "قول الحقيقة مهما كانت صعبة". وقالت:" لذا قررنا وبالتعاون مع الجامعة الحفاظ على الإرث والذاكرة الوطنية من أجل نقلها للأجيال القادمة، التي هي مدعوّة للصمود والمرونة في هذه الظروف الملعونة المحفوفة بالشكوك واليأس." ثم وقّع الأب الدكتور سليم دكاش والسيدة يمنى الجمّيل زكار على مذكرة التفاهم ، وفي ختام الحفل قدم رئيس الجامعة لمديرة مؤسسة بشير الجميل كتاباً موّقعاً يختصر تاريخ جامعة القديس يوسف في بيروت والتي تأسست منذ 145 سنة.

 

المبعوث الفرنسي في بيروت "لتأكيد المؤكد"

رندة تقي الدين/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2020

أكد مسؤول في الرئاسة الفرنسية لـ"نداء الوطن" أنّ المبعوث الفرنسي باتريك دوريل، المستشار الرئاسي للشرق الأوسط مساعد السفير ايمانويل بون رئيس المستشارين في قصر الإليزيه، آتٍ إلى لبنان "لاجراء لقاءات ينقل فحواها إلى الرئيس إيمانويل ماكرون الذي ما زال يتوقع من المسؤولين اللبنانيين أن يوفروا الشروط اللازمة لمساعدة لبنان، وهي تشكيل حكومة من وزراء يكونون موضع ثقة بنزاهتهم وكفاءتهم لتلقي المساعدات والقروض المالية، وأيضاً القيام بتدقيق جنائي (forensic audit) للمصرف المركزي"، مشيراً إلى أنّ المبعوث الفرنسي سيؤكد ما سبق لماكرون أن أكده في الاتصال مع الرئيس اللبناني ميشال عون، أنّ "فرنسا رغم تغيّر الظروف منذ أن زار الرئيس ماكرون لبنان في 1 أيلول، ما زالت جاهزة للمساعدة والتعبئة لتأمين المساعدات للبنان بهذه الشروط التي بات الكل يعرفها". وعما إذا كانت العقوبات الأميركية ستعرقل تشكيل الحكومة، أجاب المسؤول في الرئاسة الفرنسية: "يجب ألا تعيق هذه العقوبات تشكيل الحكومة لأنّ لبنان بحاجة إلى حكومة بالشروط التي وضعتها الرئاسة الفرنسية لإخراج لبنان من محنته"، مجدداً التأكيد أنّ الرئيس الفرنسي عازم على القيام بزيارة الى لبنان الشهر المقبل لتفقد القوات الفرنسية العاملة ضمن إطار قوات حفظ السلام في الجنوب، وإجراء لقاءات للبحث في ما وصلت إليه الأمور على الصعيد السياسي.

 

بيان أميركي أممي عن المحادثات البحرية: ممثلو حكومتي اسرائيل ولبنان أجروا محادثات مثمرة تستأنف اوائل كانون1

وطنية - صور - الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

صدر عن حكومة الولايات المتحدة ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان بيان مشترك باللغتين العربية والانكيزية عن محادثات الجانبين اللبناني والاسرائيلي لترسيم الحدود البحرية جاء فيه: "اليوم، أجرى ممثلون لحكومتي إسرائيل ولبنان محادثات مثمرة بوساطة الولايات المتحدة واستضافها مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون لبنان (UNSCOL). لا تزال الولايات المتحدة والمجلس الأعلى للأمم المتحدة في لبنان يأملان في أن تؤدي هذه المفاوضات إلى حل طال انتظاره. والتزم الطرفان مواصلة المفاوضات في أوائل كانون الأول".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 11/11/2020

وطنية/الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

عملية تأليف الحكومة لا تزال تراوح مكانها وترقب لنتائج اتصالات الموفد الفرنسي باتريك دوريل الذي يصل هذا المساء الى بيروت للقاء المسؤولين السياسيين ورؤساء الكتل السياسية لاستيضاح اسباب عدم الاتفاق على تشكيل حكومة بعد نحو ثلاثة اشهر على اطلاق المبادرة الفرنسية.. ووفق مصادر نيابية فرنسية لتلفزيون لبنان فإن فرنسا غير متفائلة لذا سيؤكد موفدها على ضرورة التقاط الفرصة الاخيرة للانقاذ من خلال الاسراع في تشكيل الحكومة تجنبا للمصير الاسوأ وسيحضر دوريل لزيارة جديدة لماكرون الى لبنان لم يحدد حتى الساعة موعدها كما سيتواصل مع الشركات اللبنانية-الفرنسية الخاصة بإدارة مرفأ بيروت..

وقبيل وصول الموفد الفرنسي زار رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط عين التينة فيما الانظار الى ما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد قليل عن مسار التأليف والعقوبات الاميركية على باسيل..

توازيا إنعقدت اليوم في الناقورة الجولة الرابعة من المفاوضات اللبنانية-الاسرائيلية غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية ورعاية دولية وكلا الجانبين قدم خارطته فيما وصف بيان اميركي اممي هذه المحادثات بالمثمرة والجولة المقبلة في الثاني من كانون الاول..

وفي دمشق شارك لبنان في المؤتمر الدولي حول عودة النازحين مطالبا بتكثيف الجهود الدولية لتوفير عودة كريمة للنازحين مع عدم ربط العودة بالحل السياسي..

والى الهم الصحي وتحضيرا للاقفال التام للحد من انتشار وباء كورونا بدءا من السبت اجتماع أمني في السراي للبحث في كيفية تطبيق قرار الإقفال ومناقشة اقتراح قانون ينص على اعتبار عدم الالتزام بوضع الكمامة جنحة تدون في السجل العدلي..

وفي الحديث عن كورونا أعلن عن نبأ سار من الاتحاد الاوروبي حيث يتوقع توزيع اول لقاحات ضد كوفيد-19 على أراضيه "في الفصل الاول من 2021" في سيناريو "متفائل..

البداية من زيارة الموفد الفرنسي من هو باتريك دوريل وماذا يحمل في جعبته؟.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

الحدود ... هو المصطلح المرادف لكل الملفات الراهنة على الأجندة اللبنانية من الداخل إلى الناقورة.

بعد أسابيع ستة من بنج الإقفالات الموضعية إتخذ القرار بالنزوح القسري إلى الإقفال العام لأسبوعين عل هذا القرار يرسم الحدود أمام إنتشار فيروس كورونا ويمنح القطاع الإستشفائي جرعة أوكسجين تمكنه من إلتقاط أنفاسه مجددا.

وفي ضوء هذه الورقة الأخيرة للمواجهة ستكون البلاد امام إحتمالين لا ثالث لهما: إما تخفيف أعداد الإصابات اليومية لتعود تحت سقف الواقع الصحي أو خسارة المعركة مع كورونا.

تطبيق قرار الإقفال وتشديد الإجراءات ومراقبة حسن سيرها حضرت في إجتماع أمني بالسراي ناقش خلاله المجتمعون تقديم إقتراح قانون ينص على تشديد العقوبة بحق غير الملتزمين بوضع الكمامة وإعتبارها جنحة تدون في السجل العدلي.

ومن سجل الحق اللبناني في مفاوضات الترسيم بحثت الجولة الرابعة على مدى خمس ساعات من التفاوض غير المباشر حسم مسألة نقطة انطلاق التفاوض لتحديد حق لبنان من دون نزوح أو (زيح) أي خط او نقطة تمثل حفاظا على هذا الحق قبل الإتفاق على موعد جديد مطلع الشهر المقبل.

عودة النازحين السوريين شكلت عنوان مؤتمر نظم في دمشق برعاية روسية ومشاركة رسمية لبنانية.

لبنان أكد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتأمين العودة الآمنة للنازحيين السوريين وشدد على عدم ربط العودة بالحل السياسي فيما رأى الرئيس السوري بشار الأسد أن الضغوط الأميركية والعقوبات تعيق هذه العودة.

من خارج الحدود تسرب فرنسي متجدد على خط التشكيل الحكومي.

قصر الأليزيه أوفد مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل إلى بيروت في زيارة يلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة وعددا من القيادات للدفع حكوميا نحو الولادة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

فيما يشتد الاشتباك التركي اليوناني على خلفية التنقيب عن الغاز في شرقي المتوسط مع كل ما يحمله من خلفيات وتداعيات سياسية وامنية واقتصادية، عقدت قمة رئاسية مصرية يونانية في اثينا، ختمت بدعوة الولايات المتحدة الى لعب دور أكثر حزما في المنطقة.

القمة يليها غدا اجتماع امني تنضم إليه قبرص، يتوقع أن يجري الاتفاق في خلاله على مزيد من التدريبات العسكرية المكثفة بين البلدان الثلاثة، ما سيرفع حدة التوتر مع اسطنبول المصرة على مواصلة البحث والتنقيب في المناطق المتداخلة حيث مصادر الطاقة في البحر المتوسط وذلك من اليوم وحتى الـ23 من الشهر الحالي.

على فيلق الاشتباك هذا، يقع لبنان الذي خاض بدوره صباحا جولة المفاوضات الرابعة غير المباشرة بشأن ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، فتشبث بمطالبته بأن تكون نقطة انطلاق التفاوض رأس الناقورة ليفتتح بذلك ما سمته مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتيان مرحلة حرب الخرائط.

وفيما كان الوفد اللبناني العسكري والمدني في الناقورة، كان وفد رسمي آخر يطالب في دمشق بعودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان من دون ربط هذه العودة بالحل السياسي للازمة السورية.

هذا الامر يبدو شبه مستحيل في المدى المنظور، فمن دون اتفاق على حل سياسي في سوريا، يبدأ من واشنطن ليمتد الى موسكو وطهران ودمشق والدول الاوروبية المعنية، لا تدفق للاموال الى سوريا ولا انطلاق لورشة اعادة الاعمار ولا عودة للسوريين الى بلادهم ما يعني بقاءهم في البلدان الى حيث نزحوا.

من ينظر الى صورة المنطقة يدرك أن ولادة حكومة لبنانية صعب وأن التدهور الذي ينتظر البلاد والعباد اصعب. أما لمن يسأل "كيف البلد بعده ماشي"، فالجواب هو: "مين غشك وقال انو البلد أصلا ماشي؟".

انظروا الى صعوبة التعامل مع الاغلاق العام بسبب كورونا، انظروا الى تشابك السياسيين والفساد الذي تفضح الـLBCI كل ملفاته وسط صمت قضائي مطبق، انظروا الى اختفاء الدولار، انظروا الى الليرة، انظروا الى كل ذلك لتدركوا أن البلد وناسه ليسوا بخير.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

قبل أن تحط طائرة الموفد الفرنسي باتريك دوريل في بيروت نفذ وليد جنبلاط عملية إنزال في عين التينة وما التقى جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلا وكان المجهول المعلوم ثالثهما من الحكومة إلى تنسيق المواقف وقت الشدة.

لقاء ثنائي استباقي لزيارة ضخ الروح في المبادرة الفرنسية يستهلها الزائر الفرنسي من قصر الصنوبر بلقاء سفيرة بلاده في بيروت على أن يبدأ لقاءاته الرسمية غدا ولكن ما الذي سيقدمه المسؤولون للناظر الفرنسي؟ وعلى أي طبق حكومي سيستضيفونه؟ فحتى اللحظة لم تؤلف الحكومة إلا في تصريح نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي للجديد إذ اعتبر أنها "منتهية" وأن الاتفاق جرى بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري على عدد الوزراء وتوزيعهم على الطوائف ولم يبق إلا إسقاط الأسماء على الحقائب وهنا مربض العقد.

باع الفرزلي الريح للمراكب في وقت يشارف سن التكليف بلوغه الشهر الأول من دون أن تلوح بوادر التأليف في البدء رميت ورقة الميثاقية الشيعية ولحقت بها ميثاقيات باقي الطوائف ودخلت مفاوضات التأليف في بازار كل طائفة تسمي وزراءها وكل طرف يريد حصته من قالب التأليف وتسرب الاستياء من تسمية الحريري الوزراء المسيحيين من خلف أسوار القصر، وخرج الاستياء إلى العلن بتصريح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وهو كرئيس أكبر كتلة نيابية لم يسم الرئيس المكلف لكنه يشترط تسمية الوزراء المسيحيين وإعطاء جائزة ترضية لحليفه طلال إرسلان الذي لم يسم الحريري أيضا، وهدد بالاحتكام إلى مجلس النواب لحجب الثقة أو منحها وهو احتكام كان ليصب في المصلحة العامة لو أن باسيل اتخذ صفة المعارض من خارج السلطة لا أن يكون طرفا فيها يطالب بالحصص ويعارضها لكن باسيل لا بيرحم ولا بيترك رحمة الله تنزل فأي ديمقراطية هذه السلطة فيها لا تحكم والمعارضة فيها تقاتل للمشاركة في الحكم.

هي عينات سيلمسها موفد الأم الحنون بأم العين، القادم على تأجيل مؤتمر دعم لبنان شهرا إلى الأمام فسحا في المجال لتنفيذ مبادرة ضاعت بين الحصص.

الفرنسي على خط الترسيم الحكومي والأميركي يلعب دور الوسيط في محادثات ترسيم الحدود التي عقدت جولتها الرابعة اليوم في الناقورة وفي هذه المحادثات، ثبت أن لبنان بلغ سن الرشد برفض وفده التنازل عن أي متر من الألفين والمئتين والتسعين كيلومترا مربعا، وهو ما أغاظ الوفد الإسرائيلي الذي طالب بتمديد الجلسة ساعة إضافية وثبت أن الوفد اللبناني ليس مزودا بالمستندات والوثائق فحسب بل بمئات الصواريخ الموجهة والجاهزة فيما تبين أن الإسرائيلي لا يملك ولو قصاصة ورق تثبت مزاعمه.

أما على خط بيروت دمشق فجرى ترسيم العلاقة اللبنانية السورية في مؤتمر عودة النازحين السوريين بوزير الشؤون الاجتماعية فيما شارك وزير الخارجية عبر تقنية الفيديو وكرر المطالبة بعدم ربط عودة النازحين بالحل السياسي وفي المؤتمر مشاركة عربية ودولية باهتة كي لا ينسب الفضل الى الروسي في حل هذه الأزمة واستبعدت منه تركيا لمساهمتها في قتل الشعب السوري بحسب المنظمين قال فيه الرئيس السوري إن بعض الدول تعرقل عودة النازحين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

لم يعد لدينا ترف الوقت.

الجميع يردد هذه المقولة، من مسؤولين لبنانيين أو خارجيين معنيين بملف لبنان.

الجميع يرددها، ولكن ليس الجميع يلتزمون بنقل مضمونها من حيز الكلام، إلى حيز التطبيق، لا بل العكس يكاد يكون هو الصحيح، في ضوء المماطلة الممنهجة التي يمارسها البعض، والتعطيل المتمادي للفرص المتاحة أمام اللبنانيين للخروج من الواقع المرير.

فرئيس الجمهورية، الذي يشكل توقيعه ممرا إلزاميا ليبصر مرسوم التأليف النور، هو أكثر الساعين إلى ولادة الحكومة، لأنه أكثر المدركين لهول الأزمات التي تضرب لبنان منذ عام تقريبا، على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية وغيرها، علما أن مسيرة الألف ميل على درب الخلاص، تبدأ بخطوة أولى هي تشكيل حكومة، ولكن ليس أي حكومة، بل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية، التي ينادي بها رئيس الجمهورية منذ عقود، ويطلبها المجتمع الدولي منذ سنة.

أما رئيس الحكومة المكلف، الذي يشكل توقيعه الركن الثاني والمكمل لمرسوم التأليف، فمطالب من اللبنانيين بحكومة تبنى على معايير موحدة، تطبق على الجميع، من دون أن يكون شعار الاختصاص غطاء لمحاولة إعادة عقارب الشراكة إلى الوراء، كما ينمو شعور عام.

لكن، إلى جانب توقيعي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، تبقى ثقة الكتل النيابية، ضرورة عددية وميثاقية لولادة أي حكومة، وهو ما يتطلب التواصل بصدق مع الكتل النيابية من دون استثناء، تمهيدا للتفاهم على إنجاز تشكيلة تجتاز عتبة التوقيع على المرسوم أولا، وثقة المجلس النيابي ثانيا، تمهيدا لبدء التواصل مع الجهات الدولية التي يفترض ان تساعد لبنان.

وفي الانتظار، سجلت عصرا زيارة قام بها وليد جنبلاط لعين التينة، فيما اللبنانيون يترقبون كلمة السيد حسن نصرالله في تمام الثامنة والنصف، عسى أن تحمل مؤشرات حول المرحلة المقبلة، خصوصا أنها تأتي في ضوء المراوحة الحكومية أولا، وفي موازاة وصول موفد رئاسي فرنسي ثانيا، واثر عقوبات اميركية على رئيس اكبر كتلة نيابية لبنانية، إلى جانب أن الامين العام لحزب الله يتحدث للمرة الأولى بعد الانتخابات الاميركية التي اطاحت مبدئيا بدونالد ترامب المتشدد إزاء ايران وحزب الله، لمصلحة جو بايدن، الذي يتوقع البعض ان يكون أكثر ليونة، خصوصا انه الركن الثاني في الادارة الاميركية التي ابرمت الاتفاق النووي مع ايران عام 2015.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

يوم صنع لاهله الحياة، ولوطنه العزة والاباء.. جمعت فيه ارواح الاستشهاديين بقايا الوطن، ورممت دماؤهم وجهه الذي حاول ان يشوهه البعض بالغدر والاحتلال والحقد والارتهان..

هو الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من كل عام، يوم تسجد كل الشموس والاقمار، لوطن ظمئ فاسقاه اهله من دمهم حتى ارتوى كرامة، وسقوا معه ولا يزالون زيتونة المقاومة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين باذن ربها، ويضرب الله الامثال..

في 11 – 11 يوم شهيد حزب الله، يطل عزيز المقاومين وابو الشهداء ليجدد العهد والوفاء للدم الذي لن يبرد وللساعد الذي لن ينام. يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بعد نحو ساعة من الآن، وفي جعبته الكثير مع تزاحم الاحداث وتراكم الملفات..

وبعد تراكم ثمانية وثلاثين عاما من محاولات الانكار، يقف العدو بكل اجهزته عاجزا عن تجاوز الملحمة البطولية التي سطرها الاستشهادي احمد قصير في مقر الحاكم العسكري الصهيوني في صور، فعادت الصور والوثائق لتفرض على كبار قادة “جهاز الشاباك” الاعتراف بان تدمير المبنى ناجم عن عملية لحزب الله، بعد ان ابقوها لعقود في سجلاتهم العسكرية حادثا عرضيا نتيجة انفجار انبوب غاز. فكم قتيل للعدو صرعه رصاص المجاهدين، ونعوه بحادث سير او انقلاب آلية او غير ذلك من احداث؟ وكم عمل بطولي للمقاومة اخفاه الصهاينة عن مستوطنيهم بكذب التحقيقات؟

حقيقة من العام اثنين وثمانين لم يستطع ان يخفيها اكبر جهاز استخبارات في هذه المنطقة، فهل يظن البعض انه قادر على تشويه حقيقة المقاومة وتضحياتها التي قدمتها لحماية الوطن واهله؟ وهل يظن البعض ان صراخ المنابر وتلفيقات بعض الاقلام والاعلام، وحتى عراضات مايك بومبيو وعقوبات ديفد شنكر وبيانات دوريثي شيا، قادرة على تشويه حقيقة كتبت بدماء صادقة وتضحيات خالصة لاجل لبنان كل لبنان؟

انه يوم الشهيد، انه يوم صناع الحياة..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

لبنان عالق بين ثلاث معضلات قاتلة كلها من الصنف الإرادي. المعضلة الأولى، أن المنظومة الحاكمة ترفض تشكيل حكومة المهمة التي يطالب بها الشعب ويدفع من أجلها أصدقاء لبنان . وبلغ مسار التعطيل حدا تأكد للمعنيين بالشأن اللبناني بأن إبقاء البلاد من دون حكومة هو هدف قائم بذاته ، يشبه للبعض في الداخل أنه يخدم مصالحه الآنية ، لكن الأكيد أن تجميد الواقع اللبناني لن يفيده مطلقا ، بل سيطيحه وسيسقط معه الدولة والجمهورية ، فيما المستفيد منه قوتان إقليميتان : إيران وإسرائيل وإن اختلفت الغايات.

لعل قناعة راسخة بصحة هذا المعطى ، هي التي دفعت الرئيس الفرنسي إلى إيفاد مبعوثه "باتريك دوريل" إلى لبنان ، ليس لإطلاق خطة جديدة أو لقناعة منه بالمزيد من لبننة الحل ، إنما أوفده لإبلاغ الطبقة الحاكمة بأن زيارته التي تحظى بموافقة أميركية ، وضعت تحت عنوان : " إما أن تشكلوا حكومة لبنان ، لا حكومة أهوائكم ، أم أنكم تكونون أدخلتم الدولة رسميا نادي الصوملة والعزل".

وليس أدل على صحة هذا السيناريو سوى التلميح الفرنسي الصريح بأن مؤتمر دعم لبنان آخر الشهر سيتحول إلى مؤتمر إنساني لا اقتصادي ، إن ظل لبنان من دون حكومة ، وسيتم تحويل المساعدات التي سيقرها إلى المؤسسات الإنسانية غير الحكومية ، لا الحكومة القائمة

المعضلة الإرادية الثانية التي يرتمي لبنان بين براثنها ، هي التوجه الى بشار الأسد تحت عنوان فضفاض هو إعادة النازحين السوريين ، بينما السلطة اللبنانية تعرف جيدا أن الأسد لا يريد إعادة نازحيه ، وجل ما يريده هو استدراج لبنان بالعملي الى الاعتراف بشرعيته من دون غطاء أو دعم أو حد أدنى من ضمانات العودة .

فالحجج التي يسوقها بشار لمنع مواطنيه من العودة لا تقنع إلا اصدقاءه في لبنان ، وهي شروط اصعب من تلك التي تضعها اسرائيل لمنع الفلسطينيين من العودة الى أرضهم ودولتهم ، وإن كنا لا نستغرب تصلب إسرائيل في ملفي الفلسطينيين أو في مفاوضات ترسيم الحدود، لأنها بالنهاية قوة غصب و احتلال .

المعضلة الثالثة والمركبة هي الخلطة القاتلة التي نشأت من التزاوج المرضي بين الأزمات الاقتصادية- المالية المزمنة وفيروس الكورونا ، وغني عن القول أن هذه الأزمات على فداحتها، إلا ان سوء أداء السلطة في معالجتها، أو في الحقيقة تركها من دون علاج ، أوصلانا الى ما نحن فيه من كارثة أطاحت لبنان وشعبه أو كادت.

علما بأن ما سبق وذكرناه في المقدمة يوصف الأسباب والمسببين، ويبين أن المصائب ليست ناجمة عن قوة قاهرة ، بل عن قهر القوى العاقلة والخبراء ومنعها من الوصول الى غرف العناية الوطنية . من هنا لم يتبق أمامنا من علاجات للاقتصاد، سوى الاستيلاء على ثروات الناس وضرب أبواب أرزاقهم ، وللكورونا، لا علاج سوى إقفال البلاد بعدما أقفلت المستشفيات وضاقت أسرتها واختفى الدواء.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 11 تشرين الثاني 2020

وطنية/الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

النهار

تخوفت أوساط سياسية واقتصادية من عدم اتباع الحزم الكافي في الاقفال العام الجديد لان ذلك ‏سيقود البلاد الى واقع شديد الخطورة في حال الاضطرار الى تمديد قسري للاقفال.

جمّد حزب مسيحي انتخاب رئيس جديد له لجملة اعتبارات، والاتصالات جارية لإيجاد مخرج يحفظ ‏كرامة الجميع خوفاً من أي انحدارات قد تحدث داخل صفوف هذا الحزب التاريخي.

لوحظ دخول أكثر من مقرب على خط التهدئة بين "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" بغية وقف ‏المساجلات بينهما، ونجحت المساعي في ضبط الوضع وسط معلومات عن إمكانية معاودة الاتصالات ‏بين الطرفين في وقت ليس ببعيد.

اللواء

خلافاً، للأجواء الشاقة، واليائسة، ثمة من يتحدث في الكواليس عن تقدّم بالمقاربات الجديدة لتأليف الحكومة..

ترددت معلومات عن اتصالات جرت مع دولة تشهد مؤتمراً يعني نازحيها، واتفق على رفع مستوى المشاركة إلى ‏رتبة وزير!

يضغط "اللوبي اللبناني" في الولايات المتحدة، لعدم رفع العقوبات عن قيادي مسيحي بارز..

الجمهورية

إشتكى وزير من الطريقة الفجة التي يستخدمها أحد النواب في طلب الخدمات منه.

قال محامون متخصصون في القانون الدولي إنهم تلقوا مراجعات من شخصيات رغبت في الإستفسار عن ‏إحتمالات الفوز في دعاوى لإبطال العقوبات التي تفرض وفق قانون ماغنتسكي.

لوّح قيادي في تيار بارز بكشف مجموعة كبيرة من الأسرار الخطيرة فيما لو اتخذ أي إجراء عقابي بحقه على ‏خلفية دور مزعوم له في قضية حساسة.

‎‎نداء الوطن

لوحظ في الآونة الأخيرة تكثيف مسؤول أمني نشاطاته، ويؤكد مقربون منه أنّ حركته تأتي بهدف "مواكبة ‏المرحلة الدقيقة" ولا أهداف سياسية لها كما يروج بعض خصومه.

أكد أحد قياديي 8 آذار في مجلس خاص أنّ الحكومة الجديدة وضعت في "صندوق مقفل" ولن يتم الإفراج عنها ‏عما قريب.

تعتبر مصادر عونية أنّ السبب الوحيد خلف نقمة المستشار طوني حداد على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران ‏باسيل يتصل بعدم الاستجابة لرغبته في أن يكون ضمن الوفد المفاوض على الترسيم.

الأنباء

*شبكة مستقلة

تردد أن مؤسسة مالية تابعة لجهة فاعلة باتت تملك شبكة نقدية مستقلة تماماً.

*البازار موجود‎ ‎

الأبنية التراثية التي تضررت من انفجار المرفأ لا تزال عُرضة لبازار السمسرات طالما أن اقتراح القانون المقدّم ‏لحمايتها لم يمر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المدير العام لرئاسة الجمهورية: أنطوان حداد طلب مسائل غير دستورية

الوكالة الوطنية للإعلام/11 تشرين الثاني/2020

 أصدر المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير البيان الآتي: "نشرت وسائل إعلامية خلال اليومين الماضيين مقابلات وتصريحات للمستشار السابق للعلاقات العامة لفخامة رئيس الجمهورية السيد أنطوان حداد تناول فيها مواضيع عدة من بينها مسألة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية ونقاط أخرى مرتبطة بها، وقد أتى على ذكري أكثر من مرة في معرض كلامه عن هذه الموضوع. إزاء هذا الامر يهمني التأكيد على ان السيد حداد عمد خلال فترة وجوده في رئاسة الجمهورية وتعاطيه في ملف ترسيم الحدود البحرية الى طلب مسائل غير دستورية وغير قانونية وكان يضغط للسير بها ويصر عليها خلافا لكل الأصول والأنظمة المرعية الإجراء الامر الذي دفعني الى اقتراح رفض مخالفة القوانين والدستور لاسيما وأن توجيهات رئيس الجمهورية وقراراته لم تكن تأتلف مع ما كان يطلبه السيد حداد من مسائل غير قانونية وغير دستورية. فاقتضى التوضيح".كما  أعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن "مهمة المستشار السابق لفخامة رئيس الجمهورية للعلاقات العامة السيد أنطوان حداد قد انتهت في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية في 9/10/2020 بعد إلغاء العقد معه ومنعه من دخول القصر الجمهوري، وبالتالي لم يعد في حوزته أي ملف من الملفات التي تحدث عنها في تصريحاته الى وسائل الاعلام خلال اليومين الماضيين، واي ملفات أخرى تخص رئاسة الجمهورية"

 

بعد منعه من دخول القصر الجمهوري … مستشار الرئيس عون يرد

صوت بيروت انترناشيونال/11 تشرين الثاني 2020

ردا على بيان القصر الجمهوري صدر عن انطوان حداد التوضيح التالي: “يتحفظ السيد انطوان حداد عن الخوض في تفاصيل الادعاءات التي وردت في البيان الرئاسي كما تمنى على دوائر القصر ان تتجنب الخفة في إثارة موضوع دستورية او قانونية المسائل التي كان يطالب بها حفاظا على المصلحة العليا للبنان ودعماً للوفد اللبناني المفاوض. وأكد السيد حداد ان ادعاءات البيان الرئاسي الباطلة بحقه هي وسام على صدره ورئيس الجمهورية أعلم بذلك وهو يملك ما يكفي من المستندات يتحفظ عن عرضها في هذا التوقيت بالذات لأن المسؤولية الوطنية لا ترتبط بعقد والمصلحة العامة عنده هي فوق أي اعتبار. كما طالب السيد طوني حداد “الحاشية” التي تحيط بفخامة الرئيس ان تكف عن تحويل رئاسة الجمهورية الى دمية يتلاعبون بها بشكل غير دستوري فقد يصعب اصلاحها في حال عمدوا الى كسرها”.

 

ردٌ من انطوان حداد على القصرِ الجمهوري

ليبانون ديبايت/الاربعاء 11 تشرين الثاني 2020       

رد انطوان حداد في بيان على القصر الجمهوري، مشيراً الى أنه "يتحفظ عن الخوض في تفاصيل الادعاءات التي وردت في البيان الرئاسي كما تمنى على دوائر القصر ان تتجنب الخفة في إثارة موضوع دستورية او قانونية المسائل التي كان يطالب بها حفاظا على المصلحة العليا للبنان ودعماً للوفد اللبناني المفاوض". وأكد حداد أن "ادعاءات البيان الرئاسي الباطلة بحقه هي وسام على صدره ورئيس الجمهورية أعلم بذلك وهو يملك ما يكفي من المستندات يتحفظ عن عرضها في هذا التوقيت بالذات لأن المسؤولية الوطنية لا ترتبط بعقد والمصلحة العامة عنده هي فوق أي اعتبار".

وطالب حداد "الحاشية التي تحيط بفخامة الرئيس ان تكف عن تحويل رئاسة الجمهورية الى دمية يتلاعبون بها بشكل غير دستوري فقد يصعب اصلاحها في حال عمدوا الى كسرها". وكان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية قد أوضح في بيان أن "مهمة المستشار السابق لفخامة الرئيس أنطوان حداد انتهت في 9 تشرين الأول 2020 بعد الغاء العقد معه ومنعه من دخول القصر الجمهوري وبالتالي لم يعد في حوزته أي ملف من الملفات التي تحدث عنها في تصريحاته الى وسائل الاعلام، واي ملفات أخرى تخص رئاسة الجمهورية". وأشار المدير العام لرئاسة الجمهورية، إلى أنّ "أنطوان حداد عمد خلال فترة وجوده في رئاسة الجمهورية وتعاطيه في ملف ترسيم الحدود البحرية الى طلب مسائل غير دستورية وغير قانونية وكان يضغط للسير بها ويصر عليها خلافاً لكل الأصول والأنظمة المرعية الاجراء".

 

كندا تحذر مواطنيها في لبنان من خطر أعمال إرهابية

وكالات/11 تشرين الثاني 2020

دعت كندا مواطنيها في لبنان إلى ‏توخي درجة عالية من الحذر بسبب الوضع الأمني غير المتوقع، وخطر وقوع أعمال إرهابية في بعض المناطق. وعممت السفارة الكندية، المناطق الخطرة في لبنان ‏والواجب عدم دخولها. كذلك دعت إلى تجنب السفر إلى مسافة 10 كيلومترات من الحدود مع سوريا، بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والنزاع المسلح المستمر.

 

الحكومة الأميركية ومكتب كوبيتش: مفاوضات مثمرة بين لبنان وإسرائيل

مواقع الكترونية/11 تشرين الثاني 2020

أعلن مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش وحكومة الولايات المتحدة الأميركية أنّ “ممثلين عن حكومتي إسرائيل ولبنان أجروا محادثات مثمرة بوساطة الولايات المتحدة الأميركية واستضافها مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان (UNSCOL)”.

وأضافا، في بيان: “لا تزال كل من الولايات المتحدة ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان (UNSCOL) يأملان في أن تؤدي هذه المفاوضات إلى حل طال انتظاره. كما التزم الطرفان مواصلة المفاوضات في أوائل كانون الأول”.

 

تركيا “تتغلغل” لبنانيًا.. استعطاف رأي عام أم تسليح؟

وكالة الانباء المركزية/11 تشرين الثاني 2020

كتب الكثير وقيل اكثر عن توسع النفوذ التركي في لبنان من ضمن دائرة طموحات الرئيس رجب طيب أردوغان لاستعادة الزمن الغابر وإعادة إحياء أمجاد الامبراطورية العثمانية. التوسع هذا قد لا يكون بالضرورة باستخدام عصا العسكر بل بتقديم وجه آخر لاستعطاف اللبنانيين وتحديدا المسلمين السنّة لاسيما في طرابلس وبلدات القضاء، حيث البيئة خصبة تغذيها مجموعة عوامل تبدأ بالفقر والعوز الشديد ولا تنتهي بدغدغة الوتر الطائفي والمذهبي والدعم التربوي التركي حيث تستقطب اسطنبول عددا لا بأس به من الطلاب من ابناء الشمال وعكار الذين يتلقون العلم في جامعاتها ويعودون الى لبنان.

فهل تسعى تركيا الى توفير موطئ قدم استراتيجيًا من بوابة عكار والشمال ليكون جغرافيا سياسية تركية داخل الاراضي اللبنانية ام ان هذا الدور يقتصر على تقديم المساعدة للبنان عموما وابناء الطائفة السنية خصوصا، وقد تبدّى ذلك بوضوح بعد انفجار المرفأ بالحضور التركي القوي على ساحة المساعدات الدولية للبنان بتقديم مستشفيات ميدانية، وعلاج المصابين في تركيا، والمساهمة في رفع الأنقاض، وابداء الاستعداد للمشاركة في لجنة التحقيق الدولية حول أسباب الانفجار الغامضة حتى اللحظة، ، وكيف تنظر الاجهزة الامنية اللبنانية الى الحضور التركي في لبنان؟ تؤكد مصادر معنية تتابع ملف الوجود التركي في الميدان اللبناني لـ”المركزية” ان الاجهزة الامنية على تنوعها تضع هذا الملف تحت المجهر وتتقصى الحقائق، غير ان اي دليل قاطع لم يتوافر حتى اللحظة حول دور امني تركي في لبنان عموما ومناطق الشمال خصوصا. وكل ما يتردد عن عمليات تسلّح ونقل سلاح عبر مرفأ طرابلس لا أساس له من الصحة ولا يعدو كونه توظيفا واستغلالا لغايات ومآرب سياسية. وتفنّد اسباب بروز نجم اردوغان على الساحة اللبنانية بالقول “إن الساحة السنيّة في لبنان كانت حتى سنوات خلت تحت العين الخليجية وتحديدا السعودية، اهتماما ورعاية وعونة ومساعدات، ما اسهم في توفير ولاء سني تام للخليج، وتوازيا كان حضور قوي للزعماء السنّة في لبنان عموما وفي الشمال في شكل خاص. الصوت السعودي لم يعد يُسمع لجملة عوامل تتصل بتوتر العلاقات مع العهد بسبب “حزب الله” وانشغال المملكة بالحرب اليمنية والملفات الداخلية، فيما تراجع في شكل فاقع الدور القيادي السني في السنوات الاخيرة مخليا الساحة من اي ادارة وعناية على المستوى الذي تتطلبه هذه المرحلة، في ظل تنامي الدور الشيعي وتعاظم قدرات “حزب الله” الى درجة احكام سيطرته على الدولة ومؤسساتها مقابل تنازلات متتالية من جانب المسؤولين السنّة تحت شعار حماية الوطن والتضحية من أجله.

وجاء الحكم الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاه من مواقف من نجله الرئيس سعد الحريري ومن ثم عودته الى النادي الحكومي بعد “تجرعه كأس السم الشيعي” بالتنازل عن حقيبة المال لمصلحة الثنائي الشيعي، ليسدد الضربة القاضية للبيئة السنية التي لم تعد تقبل التنازلات. هذا الواقع خلق بيئة مناسبة للتعاطف السني مع خطاب اردوغان المتشدد في لحظة بالغة الحراجة والحساسية على المستوى الدولي مع الحوادث العنصرية الطائفية في فرنسا وافتتاحه المعركة مع خصومه وتحديدا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من البوابة اللبنانية، معتبرا في كلمة القاها في العاصمة أنقرة ان “ما يريده ماكرون وفريقه هو عودة النظام الاستعماري في لبنان، أما نحن فلا يهمنا التهافت لتُلتقط لنا الصور، أو نستعرض أمام الكاميرات. خطاب اردوغان دغدغ مشاعر السنّة الناقمين على قياداتهم فتلقفه حزب التحرير- ولاية لبنان، ليحشد انصاره وينظم تظاهرته الشهيرة امام السفارة الفرنسية في بيروت، ويوظف الظرف لتوسيع شبكته العنكبوتية شمالا. ولكن، تشدد المصادر على ان ما حصل هو مجرد تقاطع مصالح لا يرقى الى تخطيط امني ولا الى مشاريع عسكرية تركية توسعية في لبنان، هو حتى الساعة، توجيه رأي عام، يبقى تحت الرصد والمتابعة اللبنانية لقطع الطريق على اي اجندات لمحاولة اختراق المجتمع اللبناني بمغازلة هذا الزعيم الطموح او ذاك المتطلع الى موطئ قدم في بيروت، سُنة لبنان خدمة لاحلام شخصية.

 

عون يرفع السقف: “الداخلية” و”الطاقة” لنا

 الانباء الالكترونية/11 تشرين الثاني 2020

لا يبدو رئيس الجمهورية ميشال عون في وارد التنازل حتى الآن، وهو الذي رفع سقفه مجدداً في مطالبه الحكومية خلال لقائه بالرئيس المكلف سعد الحريري عصر يوم الاثنين، إذ تمسّك بشروطه وهي الحصول على وزارة الداخلية، ورفض التنازل عن وزارة الطاقة، كما أنه طلب من الحريري أن يذهب ليتفق مع القوى الأخرى على الحقائب وتوزيعها، ويعود إليه في ما بعد للاتفاق بينهما. وهذا الطرح هو تغيير كامل لمسار المفاوضات التي بدأت بالارتكاز على أن التفاهم بين رئيسَي الجمهورية والحكومة هو الذي يسمح بولادة التشكيلة الحكومية. وخطوة عون هذه تعني إعادة الملف الحكومي إلى ما قبل نقطة الصفر.

 

النهار: احتواء فرنسي للتأزم… ولبناني للانتشار الوبائي

النهار/الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

وسط مخاوف وشكوك لم تحجبها الاستعدادات والإجراءات المقررة "بنبرة حازمة" يتجه لبنان ‏الى الجولة الثانية الواسعة والشاملة للإقفال العام في مواجهته مع الانتشار الوبائي ‏لفيروس كورونا علما ان الجولة الثانية منذ تسلل هذا الفيروس الى لبنان في شباط الماضي ‏تبدو اشد صعوبة وتعقيدا وكلفة بعدما تخطى لبنان الأرقام القياسية المقلقة في عدد ‏الإصابات وانتشارها على مستوى كل المناطق .ومع الامل في ان تتسم فترة الاقفال ‏المقبلة بين صباح السبت 14 تشرين الثاني الحالي وصباح الاثنين 30 تشرين الثاني هذه ‏المرة بالجدية والحزم الكافيين من جانب الدولة والأجهزة الأمنية والالتزام الصارم لإجراءات ‏الحماية الذاتية والعامة من جانب المواطنين لا تغيب عن بال اللبنانيين الغارقين بأزماتهم ‏ومشكلاتهم ومخاوفهم الانعكاسات الشديدة السلبية لتعطيل تأليف الحكومة الجديدة التي ‏يبدو ان مسار تشكيلها قد دخل في نفق بلا أي افق مضيء حتى الان بل ان مؤشرات زيادة ‏التعقيدات تتصاعد يوما بعد يوم بما يفاقم المخاوف من الغموض المتحكم بالاستحقاق ‏الحكومي . وفيما يسود الجمود المريب هذا المسار تتحرك فرنسا مجددا على رغم أولوياتها ‏الضاغطة في مكافحة موجات الإرهاب التي ضربتها كما في مكافحتها للانتشار الوبائي ‏التصاعدي . وهو الامر الذي يكشف أهمية عدم تخليها عن لبنان كاولوية خارجية للإبقاء على ‏مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خشبة خلاص وحيدة للواقع الانهياري في لبنان . ‏في هذا السياق سيصل اليوم الى بيروت الموفد الفرنسي باتريك دوريل مستشار الرئيس ‏الفرنسي لشؤون افريقيا والشرق الأوسط في مسعى لاعادة تحريك المبادرة الفرنسية

وقد عين دوريل رئيسا لخلية الازمة في الاليزيه مكان السفير السابق ايمانويل بون وينتظر ‏ان يقوم بجولة على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين في اليومين اللذين يمضيهما في ‏بيروت التي يغادرها يوم الجمعة المقبل . واذا كان ايفاد دوريل الى بيروت انعش الآمال ‏في امكان احداث خرق في جدار الانسداد السياسي الذي يواجه رئيس الحكومة المكلف ‏سعد الحريري في تأليف الحكومة فان ثمة من توقع ان يعيد الموفد الفرنسي سؤال ‏القيادات السياسية عن مصير التزاماتهم بالمبادرة الفرنسية في لقاء قصر ال صنوبر في ‏اللقاء الموسع بين الرئيس ماكرون والقيادات السياسية في الأول من أيلول الماضي كما ‏سيحذر من التبعات الخطيرة جدا على لبنان في حال التمادي في تعطيل تأليف "حكومة ‏مهمة " تلتزم البرنامج الإصلاحي الذي تضمنته الورقة الفرنسية ووافقت عليها كل القوى ‏التي شاركت في لقاء قصر الصنوبر .ويصل الموفد الفرنسي فيما تفاقمت حال الانسداد السياسي وبدا الاستحقاق الحكومي كأنه ‏دخل بعد العقوبات الأميركية على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مرحلة ‏الجمود الكبير في ظل ما كشفته المعلومات المتوافرة عن اللقاء الأخير بين رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري من انعدام تحقيق أي تطور إيجابي . وبدا ‏لافتا في هذا السياق الموقف الذي اتخذه المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة مفتي ‏الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اذ "استغرب الاستمرار في تعطيل وعرقلة جهود ‏الرئيس المكلف سعد الحريري تأليف حكومة جديدة تعمل على انقاذ لبنان من ازمته الخانقة ‏وإخراجه من دوامة الفراغ السياسي الذي يدور فيه على غير هدى ". واعتبر "ان لبنان احوج ‏ما يكون اليوم الى حكومة انقاذ وطني تكون على مستوى التحديات التي يواجهها وان ‏تقاذف الاتهامات التعطيلية ما هو الا تعبير عن عقلية المساومات الرخيصة لتحقيق ‏مكاسب شخصية او حزبية او فئوية

بومبيو وباسيل

وتواصلت امس تداعيات العقوبات الأميركية على باسيل اذ هاجم وزير الخارجية الأميركية ‏مايك بومبيو باسيل معتبرا انه "مرتبط بمنظمة إرهابية هي حزب الله ". وقال بومبيو في ‏مؤتمر صحافي "قمنا بفرض عقوبات على باسيل بسبب الفساد ..الشعب اللبناني لم يعد ‏يحتمل هذه الممارسات ". وأضاف :"وضعنا العقوبات على باسيل لانها مناسبة وصحيحة ‏وستؤدي الى نتائج جيدة ". وقال ان "الشعب اللبناني يريد بلدا مستقلا ولا يريد طبقة ‏فاسدة تسرق بلده ومن الواضح ان الشعب اللبناني يريد من الطبقة السياسية الفاسدة ‏التي يتحكم حزب الله بجزء كبير منها ان تتوقف عن تخريب البلاد ".

‎ ‎الاقفال والتحدي

اما في ما يتصل بقرار الاقفال العام في البلاد الذي اتخذه المجلس الأعلى للدفاع في ‏اجتماعه امس في قصر بعبدا برئاسة الرئيس عون وحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال ‏حسان دياب والوزراء والأجهزة والإدارات المعنية فبدا واضحا ان الدولة تحاول تعبئة الرأي ‏العام اللبناني لكي تأتي الجولة الثانية من الاقفال العام الشامل بعد الجولة الأولى في آذار ‏الماضي مجدية وفعالة في كبح جماح الانتشار الوبائي الذي عم كل المناطق اللبنانية وهدد ‏القطاع الاستشفائي والطبي والتمريضي للمرة الأولى بهذا المستوى من الخطورة كما جعل ‏لبنان يقفز الى مراحل متقدمة ومقلقة في مراتب الدول التي تسجل أرقاما قياسية في ‏اعداد المصابين والحالات الحرجة ولو ان عدد الوفيات فيه لا يزال يعتبر متدنيا قياسا بعدد ‏الإصابات . وفي ظل المعطيات المسجلة عن واقع الانتشار الوبائي والتوصيات التي ‏رفعتها اللجنة الصحية المعنية بمتابعة ملف كورونا قرر المجلس الأعلى للدفاع امس ‏سلسلة خطوات احتوائية تبدأ بالإقفال العام بين 14 تشرين الثاني و30 منه. ولكن بدا ‏مستغربا ان تتسع لائحة الاستثناءات من الاقفال الى عدد واسع وفضفاض من القطاعات ‏مع ان الاتجاه الى الحزم والتشدد في تنفيذ الإجراءات المقررة كان يفترض تضييق ‏الاستثناءات الى اقصى الحدود الضرورية والملحة لا اكثر . وقد دعا رئيس الجمهورية في ‏مستهل الاجتماع الى "اقفال على مستوى وطني مع مراعاة لبعض القطاعات " وحذر من ‏وضع خطير جدا نشأ عن تفشي الوباء . كما ان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ‏حذر من ان "كل البلد اصبح في وضع حرج وبلغنا اليوم الخط الأحمر في عدد الإصابات في ‏ظل عدم قدرة المستشفيات على استقبال المصابين ". واعلن ان هناك قرارا حازما في ‏مواجهة تفشي الوباء لمنع انهيار الواقع الصحي في مواجهة كورونا مناشدا اللبنانيين التزام ‏الإجراءات الصحية والتدابير التي اتخذت . يشار في هذا السياق الى ان عداد الإصابات ‏سجل امس 1552 إصابة و17 حالة وفاة وبات مجمل العدد التراكمي للإصابات منذ 21 ‏شباط الماضي يقترب من المئة الف إصابة اذ وصل امس الى 96907 إصابات .

 

عون متصلّب والتأليف “مكربج”!

نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2020

اشار مصدر مواكب لملف التأليف الى ان “الأمور تدور في حلقة مفرغة”، كاشفاً عن أنّ “أسلوب التفاوض بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يوحي بأن لا ارادة في انتاج حكومة جديدة راهناً”، وأوضح أنّ “التعاطي مع عملية التأليف على قاعدة الاتفاق على كل حقيبة بمفردها سيجعل العملية تطول، بينما المطلوب عرض مسودة التشكيلة الكاملة على طاولة النقاش على قاعدة “السلة الواحدة” لبحثها والاتفاق عليها بأكملها”. وأسف المصدر، لـ”نداء الوطن”، لكون “الأخذ والرد لا يزال يدور حول حقيبتي الدفاع والداخلية بالتوازي مع إصرار الحريري على أن تكون له الكلمة في تسمية الوزراء المسيحيين”، ليخلص إلى التأكيد على أنّ “الجميع بات يمارس سياسة تقطيع الوقت بانتظار وصول موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتريك دوريل (مساء اليوم) لعله يحمل معه مبادرة ما لتحريك الجمود الحكومي، مع العلم أنّ أي تحرك خارجي داعم للتأليف سيبقى محكوماً بالفشل إذا لم تتوفر له إرادة داخلية بالحل”. وبينما تتقاطع المصادر المتابعة عند إبداء القناعة بكون العقوبات الأميركية على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أفضت إلى “كربجة” التأليف وزادت من تصلّب رئيس الجمهورية في موقفه الحكومي، تتجه الأنظار اليوم إلى إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لرصد نظرته إلى مفاعيل هذه العقوبات على ملف الحكومة في ظل تأكيد أوساط الحزب عزمه الوقوف “على خاطر” باسيل في مقاربة معايير عملية التأليف بعد إدراجه على قائمة عقوبات “ماغنيتسكي”. في المقابل، وغداة الفضيحة التي كشفت عنها السفيرة الأميركية دوروثي شيا، تلقى باسيل أمس صفعة أميركية جديدة من واشنطن على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو شدد فيها على أنّ “العقوبات على جبران باسيل المرتبط بمنظمة حزب الله الإرهابية ستوفّر نتيجة جيدة للشعب اللبناني في التصدي للقادة الفاسدين” في لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

“نيكول خائن”.. محتجون في يريفان يطالبون باستقالة باشينيان

روسيا اليوم/11 تشرين الثاني 2020

اعتصم أكثر من ألف شخص أمام مبنى دار الأوبرا في العاصمة الأرمنية يريفان، مطالبين باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان، وسط تشديد السلطات الإجراءات الأمنية. وردد المحتجون هتاف “نيكول خائن”، بينما حدثت مناوشات متفرقة بينهم وبين رجال الشرطة، الذين ينفذون توقيفات انتقائية في صفوف المتظاهرين. وقامت السلطات بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى العاصمة من مختلف مناطق البلاد. وكان 17 حزبا أرمنيا قد قرر تنظيم هذه المظاهرة، رغم تحذير من السلطات من عدم قانونيتها، احتجاجا على توقيع باشينيان على اتفاق وقف الحرب في إقليم قره باغ، الذي نص على انسحاب القوات الأرمنية من الإقليم وإعادة بعض الأراضي لأذربيجان.

 

الديوان الملكي البحريني يعلن وفاة رئيس الوزراء

روسيا اليوم/11 تشرين الثاني 2020

أعلن الديوان الملكي البحريني عن وفاة رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، في مستشفى مايو كلينك بالولايات المتحدة الأميركية. وأشار إلى أن مراسم الدفن ستتم بعد وصول جثمانه إلى البحرين، وسوف تقتصر مراسم الدفن على عدد محدد من الأقارب. وأعلن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحداد الرسمي لمدة أسبوع على وفاة خليفة، مع تنكيس الأعلام وتعطيل العمل في الدوائر الحكومية لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من يوم الخميس.

 

الديمقراطيون يضمنون السيطرة على مجلس النواب؟

وكالات/11 تشرين الثاني 2020

ضمن الحزب الديمقراطي سيطرته على مجلس النواب الأميركي لعامين جديدين، لكن بغالبية أقل من السابق، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس". وأوضحت الوكالة أن انتخابات مجلس النواب التي تزامنت مع الانتخابات الرئاسية، الأسبوع الماضي، أظهرت حصول الديمقراطيين على 218 مقعدا على الأقل.

وأشارت إلى احتمال أن يحصل الديمقراطيون على مقاعد جديدة، لكن يرجح أن تكون قليلة مع استمرار عملية فرز الأصوات في عدة ولايات. وكان الديمقراطيون يحوزون على 235 مقعدا في المجلس المنتهية ولايته. ويبغ إجمالي عدد مقاعد مجلس النواب الأميركي 435 مقعدا، موزعة حسب الكتلة السكانية لكل ولاية. ويتمتع الجمهوريون بأغلبية مقعد واحد أكثر من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، بواقع 49 مقعدا مقابل 48 لمنافسيهم. ولا تزال 3 مقاعد لم تحسم بعد في هذا المجلس بسبب استمرار فرز الأصوات. ويبلع إجمالي عدد مقاعد مجلس الشيوخ 100 مقعدا، بحيث يكون هناك مقعدان لكل ولاية بصرف النظر عن عدد سكانها.

 

اعتداء في جدة.. ماذا في التفاصيل؟

وكالات/11 تشرين الثاني 2020

أصيب عدد من الأشخاص بجروح في هجوم بعبوة ناسفة في مقبرة لغير المسلمين في جدة في غرب السعودية خلال مراسم إحياء ذكرى اتفاق الهدنة في 11 تشرين الثاني 1918، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية. وقالت الخارجية في بيان: "استهدفت المراسم التي كانت تجري في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى في مقبرة لغير المسلمين في جدة والتي كان يشارك فيها عدد من القناصل بينهم قنصل فرنسا، باعتداء بعبوة ناسفة هذا الصباح، ما أدى الى وقوع عدد من الجرحى". ونددت الخارجية "بالعمل الجبان غير المبرر".

 

ترمب يفوز بألاسكا... والجمهوريون يضمنون 50 مقعداً بمجلس الشيوخ

واشنطن/الشرق الاوسط/11 تشرين الثاني 2020

أعلن مركز إديسون للأبحاث، اليوم (الأربعاء)، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب هزم الرئيس المنتخب جو بايدن في ولاية ألاسكا، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. ولم يعترف الرئيس الجمهوري حتى الآن بخسارته لانتخابات الرئاسة بعد 4 أيام من إعلان مركز إديسون ووسائل إعلام أميركية أن بايدن تجاوز 270 صوتاً اللازمة في المجمع الانتخابي للفوز بالرئاسة. ولن يغير فوز ترمب بأصوات ألاسكا الثلاثة في المجمع الانتخابي النتيجة النهائية للانتخابات التي أُجريت في 3 نوفمبر (تشرين الثاني). إلى ذلك، أفاد مركز إديسون بأن السناتور الجمهوري دان سوليفان فاز بمدة جديدة عن ولاية ألاسكا بما يعني أن حسم الحزب الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ الأمريكي تأجل إلى يناير (كانون الثاني) عند إجراء جولة إعادة على مقعدين في ولاية جورجيا. جاء ذلك بعد يوم من احتفاظ السناتور الجمهوري توم تيليس بمقعده عن ولاية نورث كارولاينا. وبذلك تضاءلت آمال الديمقراطيين في السيطرة على مجلس الشيوخ وبالتالي القدرة على دعم أجندة الرئيس المنتخب جو بايدن وأصبحت الآن تعتمد على نتيجة جولتي إعادة في جورجيا في الخامس من يناير كانون الثاني. وكان الديمقراطيون في حاجة لانتزاع ثلاثة مقاعد من الجمهوريين لتحقيق السيطرة على مجلس الشيوخ. وانتزع ديمقراطيان مقعدين من الجمهوريين في أريزونا وكولورادو لكن الحزب خسر مقعدا في ألاباما بما يعني أنه اقتنص بذلك مقعدا واحدا حتى الآن. ويتألف مجلس الشيوخ من 100 مقعد وطبقا للدستور الأمريكي فإنه في حالة تساوي عدد المقاعد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بخمسين مقعدا لكل منهما يكون نائب الرئيس المنتخب هو الصوت المرجح

باعتباره رئيس المجلس.

 

جولة ثالثة لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

بيروت/الشرق الاوسط/11 تشرين الثاني 2020

عقدت، اليوم (الأربعاء)، الجولة الثالثة من المفاوضات التقنية حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية، من دون الإعلان عن إحراز أي تقدم منذ انطلاقها منتصف الشهر الماضي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. والتقى الوفدان لساعات في نقطة حدودية تابعة لقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) بمدينة الناقورة، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة ودبلوماسي أميركي يتولى تيسير المفاوضات بين الجانبين. واتفق المجتمعون على عقد جلسة جديدة في 2 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان. وانطلقت المفاوضات في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بين دولتين تعدّان في حالة حرب وتطمحان إلى تقاسم الموارد النفطية في المياه الإقليمية، بعد سنوات من وساطة تولتها واشنطن، ثم عقدت جولة ثانية تضمنت جلستين في 28 و29 من الشهر ذاته. وتتعلق المفاوضات أساساً بمساحة بحرية تمتد على نحو 860 كيلومتراً مربعاً، بناء على خريطة أرسلت في عام 2011 إلى الأمم المتحدة، إلا إن لبنان عدّ لاحقاً أنها استندت إلى تقديرات خاطئة. ووقّع لبنان عام 2018 أول عقد للتنقيب عن الغاز والنفط في رقعتين من مياهه الإقليمية؛ تقع إحداهما، وتعرف بـ«البلوك رقم 9»، في الجزء المتنازع عليه مع إسرائيل. وبالتالي؛ ما من خيار أمام لبنان للعمل في هذه الرقعة إلا بعد ترسيم الحدود.

 

النمسا تخطط لاحتجاز احترازي طويل الأمد للمدانين بالإرهاب

فيينا/الشرق الاوسط/11 تشرين الثاني 2020

تعتزم الحكومة النمساوية إبقاء المدانين بالإرهاب محتجَزين بعد انتهاء فترات سجنهم إذا لم يتخلوا عن أفكارهم المتطرفة، حسب حزمة سياسات تم تقديمها بعد أسبوع من هجوم إرهابي قاتل في فيينا، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقال المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتس، في مؤتمر صحافي، اليوم (الأربعاء): «إذا كان من الممكن حبس المجرمين المضطربين عقلياً مدى الحياة لأنهم يشكّلون خطراً، فيمكن أيضاً حبس الإرهابيين الذين يشكّلون خطراً مدى الحياة». وسوف يتعين على السجناء السابقين الذين يُعتقد أنهم يشكلون خطراً إرهابياً، ارتداء أشرطة إلكترونية للسماح للسلطات بمراقبتهم، وفقاً للخطط التي لم تتم صياغتها بعد كتعديلات قانونية. كما يريد الائتلاف الحكومي للمحافظين من يمين الوسط والخضر اليساريين منح السلطات خيار سحب الجنسية النمساوية من المواطنين الذين يحملون جنسية أخرى ومصادرة رخص القيادة من المهاجمين المحتملين. وفي 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، أطلق كوجتيم فيض الله، النار، فأردى أربعة أشخاص قتلى وجرح أكثر من 20 آخرين في وسط فيينا قبل أن تقتله الشرطة. وكان النمساوي الذي كان يحمل أيضاً جواز سفر لمقدونيا الشمالية، قد أُفرج عنه إفراجاً مشروطاً في ديسمبر (كانون الأول)، بعدما أُدين بتهم الإرهاب لمحاولته الانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.

 

بدء انتشار الجيش الروسي لحفظ السلام بمنطقة النزاع في قره باغ

موسكو/الشرق الاوسط/11 تشرين الثاني 2020

أعلن الجيش الروسي، اليوم الأربعاء، أن قواته لحفظ السلام انتشرت في ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا بمنطقة ناغورنو قره باغ الانفصالية إثر اتفاق وقف القتال الموقع مع أذربيجان. وقال الجنرال الروسي سيرغي رودسكي، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «سيطرت الوحدات المتقدمة في كتيبة القوات المسلحة التابعة لروسيا الاتحادية على ممر لاتشين». وبدأت روسيا نشر نحو ألفي جندي لحفظ السلام في ناغورنو قره باغ بعد الاتفاق الذي وُقع تحت إشرافها بين أذربيجان وأرمينيا وأنهى معارك دامية مستمرة منذ 6 أسابيع. وهذا الاتفاق يكرس الانتصارات العسكرية الأذربيجانية الكبرى في هذه المنطقة الجبلية الواقعة في القوقاز والتي يقطنها بشكل عام حالياً أرمن، وانفصلت عن أذربيجان بعد حرب في التسعينات، وتجري فيها مواجهات منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي بين انفصاليين أرمن مدعومين من يريفان من جهة؛ والجيش الأذربيجاني من جهة أخرى. ووقع الاتفاق الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال إن الطرفين المتنازعين سيحتفظان «بالمواقع التي يسيطران عليها»، مما يعني خسارة الانفصاليين الأرمن السيطرة على أنحاء واسعة من الإقليم بعدما دحرتهم منها القوات الأذربيجانية. وكان رئيس الوزراء الأرميني أعلن على صفحته عبر «فيسبوك» أنه وقع اتفاقاً «مؤلماً»، لكن القرار فرض نفسه بسبب التقدم الذي حققته القوات الأذربيجانية إضافة إلى أن الجيش طالب بذلك. وكتب: «إنه فشل كبير بالنسبة لنا. كارثة كبيرة. حزن كبير للأرواح التي فُقدت». من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأذربيجاني «استسلام» عدوه، حتى لو لم يستعد السيطرة على كل ناغورنو قره باغ. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «ارتياحه» للتوصل إلى الاتفاق، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك (الثلاثاء) إن «هدفنا الثابت هو حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية». واستعادت باكو السيطرة على قطاعات في محيط ناغورنو قره باغ، تشكل درع حماية للأرمن حول الجمهورية المعلنة من جانب واحد منذ 30 عاماً. وفرضت أيضاً سيطرتها على أراضٍ داخل الإقليم الانفصالي. وبموجب الاتفاق تبقى الأراضي التي لا تزال تخضع لسيطرة الأرمن معهم إضافة إلى ممرّ يربط بين الإقليم الانفصالي وأرمينيا. وأتى إبرام هذا الاتفاق بعيد إعلان القوات الأذربيجانية (الأحد) أنها سيطرت على مدينة شوشة الاستراتيجية الواقعة على بُعد 15 كيلومتراً من عاصمة الإقليم الانفصالي ستيباناكرت، وهو ما نفته القوات الانفصالية. ومثّل سقوط هذه المدينة نقطة تحول في الحرب. وقال زعيم إقليم ناغورنو قره باغ، أرايك هاروتيونيان (الثلاثاء): «لو تواصلت المعارك، لكنا خسرنا كل شيء في غضون أيام». وأسفر النزاع في ناغورنو قره باغ عن مقتل ما لا يقل عن 1440 شخصاً منذ 27 سبتمبر الماضي، وفق إحصاءات جزئية نشرها الطرفان، علماً بأن أذربيجان لم تعلن عن خسائرها العسكرية، مما يعني أن الحصيلة الفعلية لعدد القتلى في كلا المعسكرين يمكن أن تكون بالآلاف.

 

اتفاق قره باغ سمح لبوتين بالحدّ من النفوذ التركي في جنوب القوقاز

موسكو/الشرق الاوسط/11 تشرين الثاني 2020

اضطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور الوسيط في اتفاق السلام في إقليم ناغورني قره باغ الذي حقق مكاسب إقليمية لأذربيجان المدعومة من تركيا. واستطاع عبر دوره أن يحول دون وجود تركي أقوى في منطقة تعتبرها موسكو حديقتها الخلفية. فقد كانت الاشتباكات العنيفة بين القوات الأذربيجانية والقوات الأرمنية في الإقليم اختباراً لنفوذ موسكو في جنوب القوقاز الذي كان جزءاً من الاتحاد السوفياتي تعتبره روسيا حيوياً للدفاع عن جناحها الجنوبي. وسبق أن انهارت ثلاثة اتفاقات لوقف إطلاق النار توسطت موسكو في واحد منها على الأقل. كما أسقطت أذربيجان طائرة مروحية عسكرية تابعة لروسيا بطريق الخطأ، الإثنين، مما أسفر عن سقوط قتيلين. وفيما دعم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الهجوم الأذربيجاني عسكريا ودبلوماسيا وحاول إحباط مساعي الوساطة، استطاع بوتين أن يحقق حلما روسيا يرجع لأكثر من عقدين بإدخال قوات روسية لحفظ السلام إلى ناغورني قرة باغ على أساس تجديد وجودها كل خمس سنوات، وفي الوقت نفسه أبقى خارج الإقليم القوات التركية التي ستساعد في إدارة مركز لمراقبة وقف إطلاق النار من الخارج. ويوسع ذلك الوجود العسكري الروسي ويضع حدا، أقله حتى الآن، للتنافس الجيوسياسي بين موسكو وأنقرة يماثل ما تكشفه التطورات في سوريا وليبيا، وفق تحليل لوكالة «رويترز» للأنباء.

وبهذه الصفقة تحاشى بوتين استيلاء قوات أذربيجانية مدعومة من تركيا على إقليم ناغورني قرة باغ الذي قالت قوات الإنفصاليين الأرمن إنه سيسقط بعد أيام. وأكد بوتين مجدداً أيضاً نفوذ روسيا في المنطقة بالتوسط في اتفاق لم تكن تركيا أحد الموقعين عليه.

وقال الكسندر جابويف، الباحث في مركز كارنيغي بموسكو: «صفقة اليوم تعالج من أكثر من جانب مصالح روسية أساسية في الصراع وربما كانت أفضل نتيجة يمكن أن تحصل عليها موسكو» على الأقل في الأجل القصير. وأضاف: «روسيا وضعت جنود حفظ السلام البالغ عددهم 2000 جندي في ناغورني قره باغ، وهو أمر كانت موسكو تريده في 1994 غير أنها عجزت عن تحقيقه. وفي الوقت نفسه لن توجد قوات حفظ سلام تركية مسلحة وهو أمر بالغ الأهمية لموسكو». من جهتها، قالت أنقرة إن اتفاق وقف إطلاق النار انتصار لإذربيجان حليفتها، في حين وصف إردوغان الذي لم يعلق حتى الآن على الاتفاق، دعم أنقرة بأنه جزء من مسعى تركيا لاحتلال «مكانتها المستحقة في النظام العالمي». وقال أوزغور أونلوهيسارجيكلي مدير «صندوق مارشال الألماني»، وهو مؤسسة بحثية في أنقرة، إن الوجود الروسي في المنطقة عامل سلبي لتركيا وأذربيجان، لكن الموقف الأذري أقوي بكثير الآن مما كان قبل ستة أسابيع. وأضاف: «أذربيجان حققت نجاحا عظيما في الميدان، ويعزز وقف إطلاق النار ذلك». ولفت إلى أن أنقرة لم تكن تحتاج إلى إذن كي ترسل قواتها لمراقبة وقف إطلاق النار، غير أنه من غير الواضح ما إذا كانت موسكو قد قبلت ذلك. ولا شك في أن وجود قوات حفظ السلام الروسية المدعمة بعربات مدرعة يجمد الصراع ويجعل من المستحيل على أذربيجان أو أي قوات مدعومة من تركيا أن تحقق تقدما أكبر. وثمة عائد آخر محتمل لموسكو التي يربطها اتفاق دفاعي بأرمينيا ولديها قاعدة عسكرية فيها. فقد تولى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان السلطة بفضل احتجاجات في الشوارع عام 2018 دفعت الحكومة القائمة آنذاك لتقديم استقالتها. وكانت علاقات موسكو بباشينيان غير مستقرة منذ ذلك الحين إذ اعتبرته أقل موالاة لموسكو ممن سبقوه من رؤساء الحكومات في ما يتعلق بالسياسات الرئيسية واعتبرته شخصا أطاح جيلاً من الموالين للكرملين. ويفرض اتفاق قرة باغ، الذي يعتبره كثيرون من مواطني أرمينيا خيانة، ضغوطاً على باشينيان إذ تطالب أحزاب سياسية معارضة باستقالته. وقد اقتحمت مجموعات غاضبة من المحتجين مباني حكومية ليلا بما في ذلك مقر إقامته الرسمي الذي تعرض للنهب، فيما اضطر باشينيان لنفي اداعاءات بأنه هرب إلى خارج البلاد.

 

المعارضة الأرمينية تحاول التعبئة ضد رئيس الوزراء بسبب اتفاق وقف النار

يريفان/الشرق الاوسط/11 تشرين الثاني 2020

تحاول المعارضة الأرمينية اليوم (الأربعاء)، التعبئة ضد رئيس الوزراء الذي تتهمه بـ«خيانة» بلده عبر توقيع اتفاق وقف المعارك في إقليم ناغورني قره باغ والقبول بتسليم أراضٍ شاسعة لأذربيجان، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. على خطٍّ موازٍ، بدأ نشر قوات روسية لحفظ السلام في منطقة النزاع، على مشارف المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة الأرمن في أذربيجان، بعد معارك دامية استمرت ستة أسابيع، هي الأخطر منذ حرب التسعينات. وأفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية بأن بين ألفين وثلاثة آلاف من المحتجين المناصرين للمعارضة تجمّعوا اعتباراً من منتصف اليوم في يريفان. وأُوقف عدد منهم، بينهم شخصيات سياسية مثل رئيس حزب «أرمينيا المزدهرة»، في بداية المظاهرة، قبل أن تترك الشرطة التجمع يتواصل رغم حظره بموجب قانون عسكري سارٍ منذ أواخر سبتمبر (أيلول). وقال نائب من حزب «أرمينيا المزدهرة» أرمان أبوفيان، عبر مكبّر للصوت: «لا يمكنكم أن تعتقلوا كل البلد»، في وقت كان الحشد يهتف بشعارات ضد رئيس الوزراء نيكول باشينيان، المتهم بالاستسلام. وبعد معارك دامية استمرّت ستة أسابيع في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي، وقّعت أرمينيا وأذربيجان أمس (الثلاثاء)، اتفاقاً لإنهاء الأعمال القتالية برعاية موسكو. ويكرّس هذا الاتفاق الانتصارات العسكرية الأذربيجانية في هذه المنطقة الجبلية الواقعة في القوقاز، بعد معارك أسفرت عن 1500 قتيل في حصيلة جزئية. ودافع رئيس الوزراء الأرميني الذي تعده المعارضة مسؤولاً عن هذه الهزيمة، عن قراره، مؤكداً أن توقيع وقف المعارك كانت الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الجمهورية المعلنة من جانب واحد في ناغورني قره باغ، رغم أنها أصبحت ضعيفة وتقلصت مساحتها.

وقال باشينيان الذي وصل إلى الحكم عقب ثورة سلمية عام 2018، في فيديو نشره على موقع «فيسبوك»: «احتفظنا بما لم نكن سنتمكن من الحفاظ عليها» لو تواصلت المعارك. وبُعيد إعلان وقف إطلاق النار، اقتحم مئات المتظاهرين الغاضبين أمس مقرَّي الحكومة والبرلمان، وكسروا زجاج النوافذ وخربوا المكاتب.

في المقابل، أثار النبأ مشاعر فرح لدى سكان أذربيجان ورحّب الرئيس إلهام علييف بـه. وينصّ اتفاق وقف الأعمال القتالية خصوصاً على استعادة باكو السيطرة على سبعٍ من المناطق الأذربيجانية كانت تُستخدم درع حماية حول إقليم ناغورني قره باغ، ونشر قوات روسية لحفظ السلام. واستعادت أذربيجان أيضاً السيطرة على أراضٍ في شمال وجنوب الإقليم الانفصالي. وسترتبط الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة الأرمن بأرمينيا عبر ممر «لاتشين» البري الذي يمتدّ خمسة كيلومترات وتضمن روسيا أمنه. وفي هذا الممر، بدأ اليوم انتشار الجنود الروس لحفظ السلام، لتأمين هذا الطريق الحيوي بالنسبة لناغورني قره باغ. وأكد الجنرال الروسي سيرغي رودسكي، في بيان، وصول نحو 400 جندي روسي إلى أرمينيا، هم من أصل 1960 جندياً يُفترض أن ينتشروا بين الأرمن والأذربيجانيين في الأيام المقبلة. وبهذا القرار، عزّز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موقعه في جنوب القوقاز، فزاد تبعية أرمينيا لروسيا ونشر للمرة الأولى قواته في الأراضي الأذربيجانية. ولا يتضمن الاتفاق الذي تم توقيعه مطلع الأسبوع، أي آلية لتسوية مستدامة لمسألة قره باغ التي توتّر المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وأشارت «مجموعة الأزمات الدولية» وهي مركز أبحاث وتحليل، إلى أنه «سيترتب على موسكو التفاوض بشأن خطة وحكم قابل للتطبيق بين الأرمينيين والأذربيجانيين».

 

توافُق مصري يوناني على التصدي لـ«تهديد الاستقرار» في المنطقة...الرئيس المصري يؤكد أن الإرهاب لا يجب ربطه بأي دين

القاهرة - أثينا/الشرق الاوسط/11 تشرين الثاني 2020

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الأربعاء)، أن الإرهاب ظاهرة عالمية «ولا يجب ربطها بأي دين على الإطلاق»، مؤكداً ضرورة نشر التسامح وقبول الآخر. وقال السيسي، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، في أثينا، اليوم: «إننا توافقنا اليوم مع رئيس الوزراء اليوناني على مواصلة التعاون من أجل التصدي لكل ما من شأنه تهديد الاستقرار والأمن الإقليمي»، مضيفاً أنه تم أيضاً التوافق على التصدي الحاسم لنقل المقاتلين والسلاح إلى الميليشيات في ليبيا. وأشار الرئيس إلى أنه تم الاتفاق على ضرورة التصدي للانتهاكات في شرق المتوسط، مؤكداً دعم مصر لمبدأ الحل الشامل والعادل للقضية القبرصية، وفقاً لمقررات الأمم المتحدة. بدوره، قال رئيس الوزراء اليوناني إن مصر واليونان وقَّعتا اتفاقيات ثنائية للتعاون والسلام في المنطقة وآخرها توقيع ترسيم الحدود البحرية. bوأوضح أن التحركات الدبلوماسية تخلق السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن مصر تعد حليفاً كبيراً لأوروبا، وعلى الصعيد الأفريقي أيضاً. وأضاف: «لدينا أهداف استراتيجية مشتركة والبلدان، مصر واليونان، سيكونان أكثر جاذبية في المستقبل». وعُقدت أعمال القمة المصرية - اليونانية التي جمعت بين السيسي ورئيس الوزراء اليوناني، في العاصمة اليونانية أثينا، اليوم. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، في بيان صحافي اليوم، إن القمة هدفت إلى بحث وتبادل وجهات النظر تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. والتقى السيسي خلال زيارته الرسمية لليونان رئيسة البلاد كاترينا ساكيللاروبولو. وصرح المتحدث بأن اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، وسُبل تحقيق التعايش بين الأديان، ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بالمنطقة. كما جرى تبادل وجهات النظر فيما يخص مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث استعرض الرئيس المصري جهود بلاده في هذا الإطار خلال السنوات الماضية، وقد تم التوافق على تكثيف تبادل الخبرات والمعلومات بين الجانبين لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة العابرة للحدود.

 

النمسا تعتقل 70 متطرفاً مشتبهاً في انتمائهم لحماس والإخوان/تفتيش 60 عقاراً واعتقال 70 شخصاً لشبهات بقيامهم بتمويل الإرهاب وبتكوين تنظيم إجرامي

عربية نت/11 تشرين الثاني/2020

ذكر ممثلو الادعاء العام في النمسا أنه يجري حالياً استجواب العشرات من المتطرفين المشتبه في دعمهم أو انتمائهم لحركة حماس وتنظيم الإخوان، والذين تم اعتقالهم خلال سلسلة من المداهمات في عدة مناطق من البلاد، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء النمساوية. وبحسب ما نشرته قناة "دويتش فيله" الألمانية وصحفية "هآرتس" الإسرائيلية، نقلاً عن الوكالة النمساوية، أوضح ممثلو الادعاء العام أنه لا توجد صلة بين المداهمات التي جرت أول أمس الاثنين ضد متطرفين مشتبه بهم والهجوم الذي وقع في فيينا قبل أسبوع، والذي قام خلاله مهاجم، وُصف بأنه من مؤيدي تنظيم داعش، بقتل أربعة أشخاص قبل أن تطلق قوات الأمن الرصاص عليه وترديه قتيلاً. وقال ممثلو الادعاء في غراتس، ثاني أكبر المدن النمساوية، إن أكثر من 70 شخصاً يخضعون للتحقيق على ذمة القضية الجديدة. كما تم تفتيش 60 عقاراً، من بينها شقق ومكاتب، في إطار مداهمات شارك في تنفيذها فرق أمنية وصل قوامها إلى نحو 930 شخصا. كما أنه صدر الأمر باحتجاز 30 شخصاً على ذمة التحقيقات. وأوضح ممثلو الادعاء أن الاستجواب يدور حول شبهات بالقيام بعمليات تمويل للإرهاب وبتكوين تنظيم إجرامي وبغسيل الأموال بالإضافة إلى عدد من الجرائم الأخرى. وأفادت السلطات الأمنية النمساوية أن هذه المداهمات تمت في إطار عمليات أمنية وبحث جنائي بدأت منذ أكثر من عام.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرواية الكاملة لخلاف باسيل مع "الخائن"... و"فضيحة" في القصر؟!

ملاك عقيل/أساس ميديا/الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

تفرّعت عن المطالعة الدفاعية للوزير السابق جبران باسيل في قضية العقوبات إشكالية حزبية داخلية لا تزال تتفاعل، وفتحت نقاشاً حول مدى صوابية قرار رئيس التيار الوطني الحر في "فتح دفاتر" الحزبيين "مباشرة على الهواء"... بتهمة الخيانة والطعن بالظهر.

في "المَشكل الباسيلي" مع الأميركيين لم يكن ممكناً حجب وقائع كشفها نائب البترون بنفسه حين دلّ بالأصبع إلى عملية "تطويع أشخاص للعمل سياسياً مع دولة كبيرة تحت وطأة الترهيب والترغيب"، وإعلان علمه "بمحاولات أجهزة وسفارات وجهات داخلية التلاعب فيهم مثلما حصل مع بعض أعضاء التكتّل".

في كباش هو الأكثر وضوحاً مع "رجل ثقة" لدى ميشال عون، أخرج باسيل إلى العلن خلافه مع مستشار رئيس الجمهورية لشؤون العلاقات العامة طوني حداد متّهماً إياه بـ"الخيانة". اختار باسيل توقيت إعلان العقوبات الاميركية بحقه ليقول ما قاله. لكن الردّ كان صاعقاً من جانب الرجل الذي ائتمنه عون على كثير من الملفات، وآخرها ترسيم الحدود البحرية. أقلّ ما يقال إنّ طوني حداد فَضَح المستور وفجّر أكثر من قنبلة ترتقي إلى مستوى الفضيحة. وما لم يردّ باسيل على مِضبطة اتهاماته بالوقائع والمستندات، تحديداً في ملف ترسيم الحدود البحرية، ستبقى الكثير من علامات الاستفهام قائمة حيال "الوصي" الفعلي على رئاسة الجمهورية، والحرب الكامنة التي يشّنها باسيل ضدّ قائد الجيش العماد جوزف عون، وصولاً إلى التسويات التي كانت تجري تحت الطاولة في ما يخصّ حقوق لبنان في مياهه البحرية!.

تشير المعلومات إلى أنّ أحد المطالب الأربعة التي قال باسيل إنّ الأميركيين اشترطوها عليه في إطار الضغط لفكّ ارتباط تياره مع حزب الله، كان ملفّ ترسيم الحدود. هي النقطة التي "فوّرت" كباية المآخذ المتبادلة، ودفعت بـ"المستشار" ورجل الثقة لدى عون، وقبل أيام قليلة من بدء التفاوض مع الإسرائيليين، إلى لملمة أغراضه من مكتبه في القصر الجمهوري ومغادرته إلى غير رجعة. وأكثر من ذلك هو بصدد رفع دعوى قضائية على باسيل بتهمة التشهير وتشويه صورته.

المعطى الحسّاس في هذه القضية تسليم باسيل ومعاونيه أنّ "جهات خارجية، بشكل خاص أميركية، لم تتوقف في الآونة الأخيرة عن الضغط لاستمالة شخصيات تلعب دوراً محورياً في التيار بقصد زعزعة الثقة بالتيار، وتهشيم صورة باسيل، وإقصائه من ضمن مخطّط منظّم أدّى بالنهاية لفرض عقوبات عليه".

طوني حداد فَضَح المستور وفجّر أكثر من قنبلة ترتقي إلى مستوى الفضيحة. وما لم يردّ باسيل على مِضبطة اتهاماته بالوقائع والمستندات، تحديداً في ملف ترسيم الحدود البحرية، ستبقى الكثير من علامات الاستفهام قائمة حيال "الوصي" الفعلي على رئاسة الجمهورية

قال ما قاله باسيل بحق "الخائن" الذي لم يسمّه، لكن الجيش الإلكتروني التابع له شنّ عليه هجوماً قاسياً، فقرّر طوني حداد فتح الدفاتر عبر إطلالة تلفزيونية على قناة "الجديد" أمس ترافقت مع ما يشبه الحملة من معارضين عونيين عمّموا على مواقع التواصل الاجتماعي صورة حداد مع موعد الحلقة وعبارة "كلّ الحقيقة". المفارقة أنّ مقابلة حداد لاقتها طلّة مضادة لنائب رئيس التيار منصور فاضل على شاشة "LBCI". منذ الثمانينات، التصق حداد بميشال عون الضابط وقائد الجيش وصولاً إلى نفيه إلى باريس، ثم مهّد الطريق له أمام خوض معركة خروج الجيش السوري من لبنان عبر قانون محاسبة سوريا، وصولاً إلى مواكبته في رحلة العودة من المنفى ليصبح مستشاره بعقد قيمته ليرة واحدة منذ آب 2019. هو من مؤسّسي التيار، وإن كان لا يحمل بطاقة حزبية، ومن العاملين لإنجاح العهد الذي وصل به الأمر في أحد الاجتماعات العاصفة مؤخراً مع عون للقول له: "زيح جبران من حدّك ومن الحكم. من 2005 لليوم فشّل فريقك وأساء اليك".

قال حداد ردًّاُ على اتهام باسيل له بالخيانة: "ظننتُ في البداية أنّه يقصد أحد الذين يدفعون عنه ثمن تنقّله بالطائرات الخاصة! فعلاً وجدت نفسي وسط عاصفة أنا بغنى عنها. وتيقّنت لاحقاً أنه حتى ينزع تهمة الفساد عنه، اختار إلصاق تهمة الخيانة بي وبأني "فَسَدت عليه" أمام الادارة الاميركية. هذه سخافة لا تصدّق. أنا أعلم وباسيل يعلم أني أعلم، أنّ كلاماً وصل إليه بمفاتحتي عون بعد الثورة بضرورة تغيير فريقه المحيط به الذي أوصله إلى ما وصل إليه العهد".

هو من مؤسّسي التيار، وإن كان لا يحمل بطاقة حزبية، ومن العاملين لإنجاح العهد الذي وصل به الأمر في أحد الاجتماعات العاصفة مؤخراً مع عون للقول له: "زيح جبران من حدّك ومن الحكم. من 2005 لليوم فشّل فريقك وأساء اليك"

حداد نفى أن يكون قد فاتح الأميركيين بموضوع العقوبات على جبران: "كنت أعلم أنّ هناك توجّهاً بهذا المنحى ووضعت "الجنرال" في أجوائه وحاولت الدفاع عنه في واشنطن. وأنا أتحدّى أيّاً كان أن يُثبت طلبي من عون العمل على فكّ التحالف مع الحزب. وفي الوقت نفسه لم يتكلّم معي أيّ مسؤول أميركي في شأن ضغوطات على باسيل لفكّ التحالف مع الحزب مقابل تجنيبه هذه العقوبات". يضيف حداد: "لكن المسؤولين الأميركيين قالوا لي حرفياً: "جبران فاسد وكاذب". وبعد تركي موقعي كمستشار لرئيس الجمهورية لم أعد أتعاطى بموضوع العقوبات، لكني بقيت مهتماً بملفّ ترسيم الحدود لما فيه مصلحة لبنان".

ويؤكد حداد أنّ "ملفات الأميركيين صلبة في ما يتعلّق بالفساد. أنا أصدّق السفيرة الأميركية دوروثي شيا في ما قالته عن باسيل. يصعب جداً تركيب ملفات على من لا ملفات فساد له"، كاشفاً عن أنّ "علاقتي كانت مباشرة مع ميشال عون منذ عام 1989، ولم أستطع يوماً أن أكون من أزلام باسيل الذين يعملون إلى جانبه على قاعدة "حاضر سيّدي" ويقدّمون له الطاعة". وتأخذ المواجهة بين باسيل وحداد طابعاً حسّاساً حين تحضر العلاقة على خطّ رئيس التيار وقيادة الجيش، و"الإمرة" في القصر الجمهوري وكيفية اتخاذ القرار على مستوى رئاسة الجمهورية والتدخّلات الفاضحة من جانب باسيل.

وفق رواية حداد منذ آب 2019، وبتكليف مباشر من الرئيس عون، تسلّم الأخير ملف ترسيم الحدود بالتعاون مع نجيب مسيحي، العضو الحالي في الوفد اللبناني المفاوض. وفوراً بدأ التنسيق مع قائد الجيش وحصلت اجتماعات عدة في وزارة الدفاع مع العقيد مازن بصبوص. وتبيّن وفق الخرائط والدراسات أنّ حقّ لبنان في مياهه يتجاوز المطلب المزمن على أساس مساحة 860 كلم المتنازع عليها بين خط هوف ونقطة 23  بل يتعدّاه الى 1430 كلم إضافية، داخل المنطقة الإسرائيلية. وهذا ما يفسّر بيان الجيش اللبناني قبل بدء التفاوض الذي أشار إلى انطلاق التفاوض من نقطة الـ B1 (رأس الناقورة)، ما يعني مطالبة لبنان بأكثر من المنطقة المتنازع عليه وصولاً إلى حقل "كاريش" الإسرائيلي، بحيث تصبح المساحة الإجمالية 2290 كلم.

يؤكد حداد أنّ "ملفات الأميركيين صلبة في ما يتعلّق بالفساد. أنا أصدّق السفيرة الأميركية دوروثي شيا في ما قالته عن باسيل. يصعب جداً تركيب ملفات على من لا ملفات فساد له"

يشرح حداد: "وضعت عون في صورة ما توصّلنا إليه وتجاوب فوراً، وكذاك طبعا قائد الجيش. وحرّكت الملف على هذا الأساس أمام الإدارة الأميركية قبل إعلان برّي اتفاق الإطار". ويعترف حداد: "لقد تفاجأنا بموقف بري حين اعتبر "إذا طلعنا بهيدا الخط منعمل حرب وندخل بمواجهة مع الاميركيين". وقد حصل تواصل بين بري، عبر علي حمدان، والأميركيين للتأكيد على بقاء الملف بيده، والتفاوض على أساس خط 23"، موضحاً: "تعاطيت بشكل مباشر بالملف مع عون ودياب وقائد الجيش مع العلم أنّ بري لم يستقبلنا، وعلمت أنّ جبران لم يكن موافقاً أيضاً على البدء من هذه النقطة المتقدّمة".

وأشار في هذا السياق إلى "المرسوم الذي لم يَرَ النور. (وهو المرسوم الجمهوري الذي يحدّد مساحة لبنان في البحر بشكل أحادي على أساس 1430 كلم)، وبدء التفاوض على أساسه. وقد طلب عون من مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير أن يعدّه. غادرت لبنان بعدها على أساس أنّ المرسوم "ماشي"، ورئيس الجمهورية يستطيع طرحه من خارج جدول الأعمال. لكنّ المرسوم توقف. "جبران ما كان بدّو". راجعتُ الرئيس عون مجدّداً، وهو دائماً يقتنع مني، وكان مقتنعاً بالخرائط الجديدة. تحدّث مع شقير بالمرسوم مجدّداً، فاتصل الأخير بباسيل، فتوقّف كلّ شيء. ثم استقالت الحكومة. اقترحنا على الرئيس أن نرسل كتاباً من عون إلى الأمم المتحدة بالإحداثيات الجديدة المتعلّقة بترسيم الحدود لكي يأخذوا علماً. لكن من أوقف المرسوم عاد، وأوقف إرسال الكتاب الموقّع من رئيس الجمهورية. حين أتكلّم مع عون يقتنع مني. ثم "يكلموه" فيقتنع منهم". وكشف حداد عن "استبعاد باسيل له ضمن الوفد المفاوض بعد انتقال الملف إلى رئيس الجمهورية ووضعه بعهدة قائد الجيش. كما طلب تعيين شخص من الخارجية وآخر من وزارة الطاقة. وعلمت لاحقاً أنّ وجودي ضمن الوفد يمنح credit لرئيس الجمهورية وقائد الجيش، فيما كان باسيل يخبر الجميع أنه يشتغل على الملف، لكنّ هذا الأمر غير صحيح، وليس له أيّ صفة ليتحدّث به أصلاً". ويضيف: "الرئيس عون أصرّ على وضع اسمي ضمن الوفد، ثم "رِجع انشال اسمي"! بعدها عقد اجتماع للجنة التفاوض ولم أكن مدعوّاً إليه. وحين سألت رئيس الجمهورية في اليوم التالي عمّا إذا كان يعلم بعدم دعوتي فقال: "نعم". حينها توجّهت إلى مكتبي لأخذ أغراضي. وتزامن ذلك مع وصول قائد الجيش إلى القصر فطلب حضوري الاجتماع. وفي هذا الاجتماع بالتحديد، ارتأينا أن يصدر بيان بناء على توجيهات الرئيس عون يفيد بخطّ التفاوض الجديد، الذي يعطي لبنان مساحة أكبر، وذلك قبل بدء التفاوض، لكنّ أنطوان شقير اعترض. فقال الرئيس "إمشوا فيها"، وتمّت صياغة البيان. فعاد وأوقفه شقير (بناءً على توجيهات باسيل). فغادرتُ الاجتماع وتوجّهتُ إلى مكتبي وغادرتُ القصر الجمهوري نهائياً!!". يذكر أنّ كباش باسيل - حداد ترافق، وفق معلومات "أساس"، مع تقديم إيلي عازار رئيس LACD (Lebanese American council for democracy) استقالته من منصبه قبل يوم واحد من فرض العقوبات الأميركية على باسيل، فيما أوساط الأخير كانت تعمّم منذ فترة أجواء عن عدم قدرته على الاستمرار و"تحمّل باسيل".

 

العقوبات على باسيل “رسالة” إلى عون

كارولين عاكوم/الشرق الاوسط/11 تشرين الثاني 2020

تأخذ العقوبات التي فرضت على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل مساراً سياسياً مختلفاً عن تلك التي استهدفت شخصيات ومسؤولين لبنانيين في وقت سابق، لا سيما أنها طالت رئيس أكبر حزب مسيحي في لبنان، إضافة إلى أنه صهر رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان زعيم الحزب نفسه.

والجدال الذي سجّل بين باسيل والسفيرة الأميركية في بيروت التي ردّت عليه بشكل مباشر نافية الأسباب التي تحدث عنها، يظهر هذا الواقع ويطرح علامات استفهام حول مدى انعكاس هذه العقوبات على رئاسة الجمهورية وعلى «التيار» الذي له وجود في الولايات المتحدة عبر مناصرين ورجال أعمال وغيرهم، رغم محاولة باسيل والمحسوبين عليه بعث رسائل إيجابية للولايات المتحدة الأميركية عبر التأكيد على المحافظة على العلاقة الجيدة معها. وفي حين تقول مصادر مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إنه من المبكر الحديث عن تأثر العلاقات بين البلدين نتيجة هذه العقوبات، تذكر بما سبق أن طلبه رئيس الجمهورية لجهة الحصول على مستندات حول الاتهامات التي وجهت إلى باسيل وقبله الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، مؤكدة أنه ستتم متابعة هذا الطلب بالوسائل الدبلوماسية ومشيرة إلى أنه لم يتم التواصل بين الرئاسة والطرف الأميركي منذ فرض العقوبات.

لكن سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة يجد في العقوبات على باسيل رسالة إلى رئيس الجمهورية لا تخلو من ضغط باتجاه الإسراع في تشكيل الحكومة. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «حتى الآن ليس واضحاً ما هو الهدف البعيد المدى من هذه العقوبات، لكن إذا نظرنا إلى الماضي القريب، يتبيّن لنا أن العقوبات التي طالت الوزيرين خليل وفنيانوس أدت إلى الإعلان عن انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل، وبالتالي يبدو أن العقوبات على باسيل تهدف إلى الإسراع بتشكيل الحكومة كي تكون أيضاً موجودة وتوقع على أي اتفاق مرتبط بالترسيم، إضافة إلى حرص الولايات المتحدة على عدم انهيار لبنان، وهذا ما نراه عبر تدخل منها أو من فرنسا أو حتى إيران عند كل مفترق طرق».

ويرفض طبارة القول بأن العقوبات على رئيس «التيار الوطني الحر» هي استهداف لشخصية من الصف الأول للمرة الأولى في لبنان، معتبراً أنها «استكمال للسابقة»، ويوضح أن «العقوبات على الوزير السابق علي حسن خليل كانت رسالة إلى رئيس البرلمان نبيه بري والعقوبات على الوزير السابق يوسف فنيانوس كان موجهة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وبالتالي فإن العقوبات على باسيل هي لا شك موجهة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون». لكنه يستبعد أن تؤثّر على أعضاء ومناصري التيار في الولايات المتحدة. في المقابل، يشدد مدير البرامج لدى «المؤسسة الأميركية لتكنولوجيا السلام» نزار زكا على ضرورة الفصل بين العقوبات التي طالت باسيل وبين رئاسة الجمهورية وتياره والأعضاء فيه. ويلفت في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى الاختلاف بين العقوبات التي سبق أن فرضت على لبنانيين بينهم الوزيران السابقان، وبين باسيل لجهة أن الأخيرة تندرج ضمن قانون «ماغنيتسكي» بينما كانت السابقة تحت قانون محاربة الإرهاب، بحيث إنه يمكن اللجوء بشأن «عقوبات ماغنيتسكي» إلى المحكمة الأميركية لإبطالها. لكن في الوقت عينه يلفت زكا إلى أن أهميتها تكمن في أنها طالت رئيس أكبر حزب مسيحي في لبنان، وهي مرّت بمسار طويل من التدقيق حتى توضحت كل الإثباتات، كاشفاً أنه كان قد وصل إلى أميركا عبر وزارة الخارجية ومكاتب محاماة وغيرها شكاوى من لبنانيين على مختلف المستويات ضد باسيل وتورطه بالفساد. من هنا يؤكد زكا أن العقوبات التي تندرج ضمن قانون «ماغنيتسكي» لن تقتصر على باسيل كرئيس حزب بل كانت البداية معه وقد تطال رؤساء أحزاب آخرين بينهم من الحلفاء لأميركا.

أما على خط «التيار الوطني الحر» فيجدد النائب في التيار حكمت ديب التأكيد على ما سبق أن قاله باسيل، مشيراً كذلك إلى أن العقوبات «لن تؤثر على علاقة التيار بالشعب الأميركي والإدارة الأميركية إذا بقيت متمسكة بديمقراطيتها وبالحرية التي نتشاركها معها».

ويتوقف ديب في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عند الاختلاف في تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع باسيل ومع الشخصيات الأخرى التي سبق أن طالتها العقوبات. ويقول إن «باسيل هو الشخصية الوحيدة التي حصل تفاوض معها قبل فرض العقوبات… إذا كان باسيل فاسداً لماذا تفاوضوا معه تفاوضاً سياسياً، بما يوحي بسياسة العصا والجزرة؟». وعما إذا كانت هذه العقوبات ستؤثر على العلاقة بين أميركا ورئاسة الجمهورية، يستبعد ديب هذا الأمر، ويؤكد أنه ولو كانت هناك قرابة عائلية وسياسية بين عون وباسيل، «لكن رئيس الجمهورية سيتصرف كرئيس للبلاد وهو ما قام بها عندما طلب الوثائق المتعلقة بالعقوبات على فنيانوس وخليل على غرار ما فعل مع باسيل، والقرار يعود له حيال كل ما يناسب ويرتبط باستمرار العلاقات الطيبة بين البلدين».

 

ما حقيقة "البلبلة" في غرفة الصحافة بمجلس النواب؟

أكرم حمدان/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2020

بينما كان مجلس الدفاع الأعلى يُقرّر إغلاق البلاد من 14 تشرين الثاني الجاري حتى الثلاثين منه في محاولة لإحتواء تفشي فيروس "كورونا"، إنتشر على بعض المواقع وفي وسائل الإعلام خبر عن بلبلة في غرفة الصحافة في مجلس النواب في ساحة النجمة بسبب "كورونا"، فما حقيقة ما حصل؟

ذكرت"الوكالة الوطنية للاعلام" وبعض المواقع ووسائل الإعلام أمس أنّ بلبلة سادت غرفة الصحافة في مجلس النواب في ساحة النجمة، على خلفية أن أحد المصوّرين في أحد التلفزيونات (ر.ح) كان أصيب في وقت سابق بفيروس "كورونا". وقد شعر لدى وجوده في غرفة الصحافة ببعض الألم وضيق التنفّس ما أدّى إلى مغادرته المجلس على الفور. وقد طُلب من الإعلاميين المعتمدين والمصورين في المجلس مغادرة القاعة إلى خارج المبنى من أجل تعقيم الغرفة، وطلب من المصور إجراء فحص الـpcr. وعلمت "نداء الوطن" من مصادر مصلحة الإعلام في مجلس النواب أنّ الزميل المصوّر الذي تعرض للعارض الصحّي كان مصاباً منذ فترة بالفيروس وقد شُفي منه بناء على تقارير طبية تثبت ذلك. وأوضحت أنّ "التقارير الطبية تثبت أن الزميل المصور يُعاني من ضيق تنفّس وهو لا يشكو من أي عوارض "كورونا" بل يحتاج فقط للراحة مدّة أسبوع بسبب الحساسية وضيق التنفّس". وأكّدت أنّ "الإجراءات المتّخذة في مبنى المجلس وفي غرفة الصحافة، أتت من باب الوقاية الضرورية حفاظاً على سلامة الزملاء الصحافيين والمصوّرين، وكذلك العاملين في مجلس النواب، ولا داعي للبلبلة أو الهلع، مع التمنّيات للجميع بالسلامة والأمان وإعتماد إجراءات الوقاية".

 

أي لقاح تختارون؟

بشارة شربل/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2020

مع اطلالة لقاح "بفايزر" الأميركي لمكافحة فيروس كورونا الذي ارتكبته مختبرات "يوهان" ويستشري في العالم ولبنان، تتبادر الى الذهن تلك الدعوات المضحكة الى اعتماد الخيار الصيني والروسي لإنقاذ الاقتصاد اللبناني المنهار. ويمكن بالمقارنة المشروعة طرح سؤال بسيط على الداعين للتوجه شرقاً بدلاً من الاتفاق مع "صندوق النقد" لمعالجة الكارثة المالية، وعلى المزايدين في العداء للغرب وأميركا مطالبين بزراعة العدَس على الشرفات: هل تريدون أخذ اللقاح الأميركي حين يتوافر في الأسواق ام ستتمنعون في انتظار لقاح "شرقي" يراعي مشاعركم القومية والممانِعة وعزة النفس الوهمية، على غرار انتظاركم الشركات الصينية لضخ مليارات الدولارات في أسواق لبنان؟ ليس في الأمر شماتة ولا استغلال لحاجة انسانية شاملة لتأكيد آراء سياسية والتغني بالغرب، لكنه تأكيد لواقع بسيط: تسبب الشرق بالفيروس، والغرب الذي يهجونه صبحاً ومساء يصنع اللقاح المضاد لإنقاذ أهلنا في دول لا عناية فيها ولا تجهيز، وتعجز عن صنع جهاز تنفس اصطناعي بعد فشلها في تركيب حبة اسبيرين. ليس "الغرب" الحالي المنتج للقاح هو "الرجل الأبيض" الذي يحلو للممانعين تحميله وزر حقبات الاستعمار والتفوق الغربي، بل هو البيئة التي تسمح لكل أجناس الأرض بالإبداع والاختراع في مناخ حرّ يحترم الانسان ويستثمر بسخاء في البحث العلمي. وللعلم، فإن أبرز الباحثين في ملف الكورونا واللقاح في الولايات المتحدة وألمانيا بالتحديد زوجان تركيان وعلماء من أصول آسيوية أو أبناء وأحفاد مهاجرين، ربما ما كانت لهم فرصة عيش كريم لو بقوا في دولهم الأصلية التي تُسمّي فيها المخابرات رئيس مختبرات الأبحاث، أو تفرض الميليشيات من يصلح للتفرغ الجامعي... اذا وصلنا للحديث عن الجامعة اللبنانية. واقع الأمر ان خيارات اللبنانيين ازاء أي لقاح يختارون لن تكون مرآة لانقسامهم الفكري والاجتماعي والطائفي والسياسي، مع ان المواطن المقتنع بوجود "الفسطاطين" يجب ان ينسجم مع نفسه، فيأخذ الوصفة كاملة رافضاً ان يكون انتقائياً وانتهازياً ومثالاً في نكران الجميل. فالوصفة الغربية التي تأتي باللقاح تتضمن أساساً حرية البحث والتفكير والتعبير، فيما الوصفة المقابلة قد تنجح في انتاج لقاح لكنها تترافق حتماً مع كل قمع واستبداد وفقر وتعتير. اما المزاوجة بين النمو الاقتصادي والاستبداد السياسي فممكنة لكنها أنتجت فيروس كورونا في الصين حيث أخفيت الحقائق، فدفع العالم ملايين الضحايا وتدهوراً معيشياً غير مسبوق، وهو كذلك في روسيا حيث لا تنفصل "المعجزة البوتينية" الاقتصادية عن قصف المدنيين السوريين بالبراميل وتسميم المعارضين الروس، والكذب بشأن اختراعات ولقاحات لم نرَ حتى الآن منها الا ظهور قيصر الكرملين الاعلامي.

يجب الاعتراف بواقع التفوق الغربي في العلم والممارسة الديموقراطية واحترام حقوق الانسان إذا اعتبرنا أنفسنا جزءاً من هذا العالم ونرغب معه في التقدم والتطوير، أما الذين يحوّلون الدونيَّة الى موقف نضالي مصرّين على اعتبار التخلف "خصوصية"، فلينتظروا اللقاح والانقاذ المالي من الصين.

 

بعد العقوبات الأميركية... عودة إلى خيار الشارع؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2020

من السذاجة القول إنّ العقوبات التي فرضها الاميركيون على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل خطوة تقتصر على شخصه على خلفية ملفات تتعلق بالفساد بمعزل عن أبعادها والسياق المتدرج للتطورات منذ اشهر لا بل سنوات خلت وصولاً الى اليوم. للقصة أبعاد مختلفة عن نظرة البعض الضيقة وتصفية الحسابات الشخصية مع باسيل، تتصل بعودة اميركية، يبدو انها بوشرت بالفعل، الى الساحة اللبنانية في الوقت المستقطع من التسليم والتسلم بين رئيس الولايات المتحدة الراهن دونالد ترامب والمنتخب جو بايدن.

تتهم شخصيات من "8 آذار" الادارة الاميركية بأنها "باشرت بالإعداد لاستكمال مسارها في لبنان من خلال تحركات معينة لن يكون الشارع بعيداً عنها تحت عناوين الفساد وهي رصدت مبالغ لمؤسسات معنية بصناعة الرأي العام لتحقيق هدفها". أضافت: "يريد الاميركيون الانقلاب على الوضع الراهن في لبنان وهناك ناشطون يعملون على ملفات عدد من الشخصيات اللبنانية للدفع باتجاه فرض عقوبات بحقها. وكان لافتاً حجم الاتصالات التي تلقتها السفيرة الاميركية دورثي شيا من شخصيات لبنانية لتهنئتها على ردها على المؤتمر الصحافي لباسيل الذي لا يقرأ بين سطوره سوى تأكيد على المسعى الاميركي الهادف لفصل التيار الوطني الحر عن "حزب الله". في تحليلها للعقوبات على باسيل تتحدث مصادر معنية بتحالف "حزب الله" - التيار عن وجهين للعقوبات: استراتيجي وتكتيكي.

في البعد الاستراتيجي خلق التحالف توازناً داخلياً ومنع بشكل او بآخر الجنوح الى عنف كان يمكن ان ينشأ في اي لحظة نتيجة الاحتقانات السياسية وهذا امر أزعج الادارة الاميركية التي تقرأ الواقع اللبناني بعيون اسرائيلية. فالاستقرار في لبنان هو النقيض لسياسة تل ابيب القائمة على ابقاء التوترات على قاعدة مذهبية تدرجاً الى انفجار كبير يبدل موازين ويؤدي الى اقرار معادلات جديدة. وفي هذا السياق، تعتبر المصادر أن "محاولة استغلال كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حول الحياد والتي صوبت باتجاه "حزب الله"، تدفع البعض إلى محاولة بناء تحالف سياسي "سني - مسيحي" في مواجهة القوى السياسية الشيعية، وهو ما قد يؤدي الى صدام تحت عناوين شتى من سيادية وتحييد ورفض هيمنة السلاح. في هذا الوقت كانت المساعي الاميركية تنشط في سبيل تحقيق ترسيم للحدود وفق الاملاءات الاسرائيلية، وتوطين الفلسطينيين، وتثبيت النازحين السوريين في لبنان. ضمن سياق سيناريو سيؤدي حكماً وعلى المدى المتوسط الى هجرة كثيفة للمسيحيين من لبنان".

تعتبر المصادر ان "تحالف باسيل - "حزب الله" هو الذي يعوق تنفيذ هذه الخطة وبالتالي يتوجب ازاحته من المشهد السياسي، لكن بعض المراقبين يجدون ان الامر على ايلامه لباسيل واستهدافه المبطن لرئيس الجمهورية وارباكه للتيار الوطني سيؤدي الى موجة تعاطف معه والى مزيد من التلاحم بين "حزب الله" والتيار، لن تكون "حركة امل" بعيدة عنه ولو لم يكن يوجد "حيط عمار" لها مع باسيل. وهذا ما احرج ايضاً خصوم باسيل على الساحة المسيحية بدليل الحرص على عدم التعليق على هذا الموضوع سلباً او ايجاباً من قبل هؤلاء. واللافت هنا ان البطريرك الراعي لا يزال حتى الساعة يلوذ بصمت مطبق حيال العقوبات التي طاولت نائباً ووزيراً سابقاً ورئيس تكتل نيابي مسيحي في المجلس النيابي"، متسائلة: "هل السبب يعود الى موقف للراعي من رئيس الجمهورية وباسيل أو انه يتريث لأسباب تتصل بموقع البطريركية المارونية الواقعة في خضم التجاذبات داخل الطائفة".

اما لناحية التكتيك فقد ارادت اميركا بلجوئها الى فرض عقوبات بناء على قانون "ماغنيتسكي" تجنب وضع العقوبات في خانة السياسة بادعاء تأييده لـ"حزب الله" ونشاطاته بل شاءت ان تشيطنه وتظهره كفاسد يستحق العقوبات، فكان هذا القرار الذي يفتقر الى الحيثيات المقنعة والتي ينبغي ان تكون مكشوفة امام الجميع وهو أمر لم يحصل حتى الآن. يعرف "حزب الله" كما التيار الوطني أن هناك مخاضاً عسيراً ستشهده البلاد في الفترة الفاصلة ما بين ولايتين ستكون له انعكاساته على الداخل ربطاً بتشكيل الحكومة ما يولد ازمة قد تمتد الى ما بعد هذه المرحلة بحيث يهدد استحقاق الانتخابات النيابية او الرئاسية، وقد لا يكون الوضع الامني بمنأى عنها. وطالما أن لا شيء سيظهر في الافق قبل العشرين من كانون الثاني العام المقبل اي موعد تسلم جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الاميركية، فإن الخوف وحتى هذا التاريخ ان يقدم الرئيس الحالي دونالد ترامب على خطوات غير محسوبة العواقب لن يكون لبنان بمعزل عنها.

 

متلازمة "سيد القصر"... هكذا تجري الأمور في بيت الشعب!

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2020

قرارات من الرئاسة أوقفها باسيل

ليست المقالة في معرض استدراج كل محطات تخبّط رئاسة الجمهورية كما بدت في المقابلتين المتلفزتين لمستشار رئيس الجمهورية لشؤون العلاقات العامة طوني حداد مع الإعلامي هشام حداد عبر تلفزيون الـ«أل بي سي» ومع الإعلامية نانسي السبع عبر تلفزيون "الجديد"... إلّا أن من يشاهدها، يلمس واقعاً متضعضعاً للتراتبية المفروضة في القصر، ويرسم، لاإرادياً، صورة مؤسفة يترأس فيها الوزير السابق جبران باسيل "الحاشية"، ويكون ممراً إلزامياً وإجبارياً للمراسيم الجمهورية والقرارات وأي معادلة سياسية في لبنان في هالةٍ تؤشر بوضوح إلى تصدّع النظام المعهود لمجريات الأمور خلف الأبواب المُغلقة لبيت الشعب. فكان أبرز ما قاله حداد أو "يهوذا الخائن" كما تم تصويره: "لم أطلب من الرئيس ميشال عون أن يُبعد جبران باسيل من التيار الوطني الحر بل من سدة الحكم"!

وتبيّن أن رئيس الجمهورية صاحب مقولة: "يستطيع العالم ان يسحقني، ولكن لن يأخذ توقيعي" أي لا يوقع على أي شيء ما لم يقتنع به بشكل قاطع، قد وقّع فعلاً مرّتين وتراجع بعدها عن توقيعه صعب المنال فقط "كرمى لعيون الصهر". فيقول حداد إنه في المرة الأولى وقّع الرئيس عون على قرار سيادي على مستوى مرسوم جمهوري، يتعلق بملف ترسيم الحدود وحق لبنان بتوسيع مساحته وحدوده البحرية، ومن ثم أُعطي الملف لأنطوان شقير مدير عام القصر كي يُطرح في الجلسة من خارج الجدول وتوقف بسبب عدم موافقة باسيل. وتكرر الأمر في المرة الثانية بعد توقيعه على كتاب رسمي موجّه إلى الأمم المتحدة يذكر الخط والإحداثيات المهمة في ملف ترسيم الحدود... وفي المرّتين، بحسب حداد، تدخل "الآمر الناهي" ليعرقل الملف ويُقنع الرئيس بالعودة عن توقيعه المقدس!

بدا من كلام حداد أن كل شيء يمر عبر "سكانر" رئيس الظل في بيت الشعب، إلا أن بحسب حداد: "باسيل لا يمتلك الإمكانيات والمهارات التي تسمح له بالعمل مع من لا يوافقه على كل آرائه، بل ويخدمه ويتقبل أن يُعامل بفوقية منه". كما اشار الى أن "باسيل غير قادر على العمل مع أشخاص لا يقولون له "حاضر سيدي". ويتابع: "لقد قلت له (لباسيل) بوضوح، انا معك ولكن كلمة واحدة خارج حدود الإحترام سأترك العمل معك". التعاطي على طريقة "طنّشلو" مهما تبدو طبيعية للبعض، فهي صلب المشكلة أو "السوسة" التي نخرت جذع كل ما عمل من أجله لسنوات طوني حداد، أنطون حرب، السي مفرّج، زياد عبس، ميشال حداد، رمزي كنج، أنطوان مخيبر، مارلين بطيش، جورج طاشيجيان، طانيوس حبيقة، ايلي بيطار، لينا غريّب، فادي الجميّل، فادي جلوان، باتريك رزق الله وغيرهم من المناضلين الذين انشقوا عن "الوطني الحر" بصيغته الهجينة الجديدة والتي عبر عنها حداد حين قال: "الوطني الحر اليوم لم يعد كما كان في السابق فهو في الأساس كان تياراً مع الثورة وضدّ الإقطاعية والظلم، ثرنا ضد الفساد، وللحرية والسيادة والاستقلال، كنا ضد الوراثة السياسية. فيأتي من لا يعرفني اليوم من الجيش الالكتروني ولا يعرف تاريخي ولا تضحياتي وبعمر اولادي او اكبر بقليل ليتهمني بالخيانة!".

حداد الذي وقع على عاتقه ترتيب وإعادة تشكيل صورة "العهد القوي" التي اهتزت كثيراً بفعل تصرّفات رئيس "الوطني الحر" الذي أحرج الرئيس مراراً في أتون فوضاه، قال: "منذ بداية الثورة كنت أقول لرئيس الجمهورية إن فريقه المشكّل منذ 15 سنة فشل!". كما ألمح حداد إلى أن ما أزعج جبران هو عدم اشراكه في ملف ترسيم الحدود فـ"ليس لجبران صفة كي أتعاطى معه، فلم أشركه في الملفات وكنت أتواصل فقط مع قائد الجيش ورئيس الحكومة، والرئيس بري عبر علي حمدان". وأوضح انه قد تفاجأ "بما حدث وبالاتهامات ضدّي من باسيل ومن جيشه الإلكتروني ووجدت نفسي في عاصفة" هو في غنى عنها، بخاصة بعد أن وصفه باسيل بـ"يهوذا" واتهامه بالتورط بفرض العقوبات عليه، فقال حداد لباسيل: "تجرأ وسمِّ الشخص الذي كنت تقصده وقدّم الإثباتات". مضيفاً: "فليتوقع باسيل أن أرفع دعوى ضدّه"، لأنّ ما حصل هو "تشهير بحقي وليس صحيحاً أنّه تمّ طردي من القصر الجمهوري". وأضاف حداد: "تحدّثت مع الرئيس عون مسبقاً وقلت له إنّ هناك عقوبات وحاولت الدفاع عن باسيل، لكنّ الأميركيين كانوا يقولون عنه إنّه كاذب وفاسد وموضوع العقوبات علمت به منذ نحو ستة أشهر". كما أكد انه لم يطلب يوماً من باسيل فكّ علاقته مع "حزب الله".

 

صفعة شيا لباسيل ووظيفته عند "الحزب"

وليد شقير/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2020

قلبت الديبلوماسية الأميركية صفحة المراهنة على إمكان تغيير رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ومعه الرئيس ميشال عون، نهجه السياسي، حين اضطرت السفيرة الأميركية دوروثي شيا أول من أمس إلى الإفصاح عن بعض ما دار بينها وبينه، رداً على روايته للتفاوض الذي أجري معه حول سياسة الالتصاق من قبله بـ"حزب الله". ولو لم يكن من ضرورة لما كشفت شيا عن جزء يسير مما دار بينها وبين باسيل. فليس مألوفاً في التقاليد الديبلوماسية أن يحصل ذلك. لكن باسيل تمادى كعادته في استسهال المناورة والتشاطر والتذاكي وتحوير الوقائع، والنطق بعكس الحقيقة، لإيمانه بأنها ممارسة مشروعة في العمل السياسي في لبنان. بل هو يعتقد أن من لا يفعل ذلك يكون غبياً ولا يفقه شيئاً في السياسة وألاعيبها ولا يعرف من أين تؤكل الكتف وكيف تتحقق المكاسب، على أنواعها المتعددة. ولطالما استسهل قول الشيء وعكسه باللعب على الكلام، والسير على حبل التناقضات الفاضحة، كما في مؤتمره الصحافي الأحد الماضي حين اعتمد سياسة الممالقة مع "حزب الله"، و"اتهمه" في الوقت نفسه بأنه سيأخذ البلد إلى الفتنة الطائفية إذا عاد عن تحالفه معه، وحين غازل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن في معرض الهجوم على معاقبته، وعندما قدم عروض السلام مع إسرائيل... وحين اتهم الرئيس المكلف سعد الحريري بتأخير الحكومة ثم قال إن الحكومة ستتأخر إذا لم يؤخذ بشروطه، على رغم أنه أعلن أنه لا يتدخل في التفاوض على التأليف ويتركه للرئيس... إلخ.

تعامل باسيل مع الدولة العظمى كعادته، كأنه يتعاطى بحذاقة بلدية وتذاكٍ مع أحد السياسيين اللبنانيين، متسلحاً برئاسة عمه وبدعم "حزب الله". ألم يصبح مضحكة الإعلام الغربي، حين قال في أحد تصريحاته لـ"سي.أن.أن." أنه سيعلّم أميركا وبريطانيا كيف يبقى بلد من دون موازنة؟

توازي ضربة الكشف من قبل شيا عن عرضه الاستعداد للانفصال عن "حزب الله"، وإمكان أن تشمله مع غيره، "عقوبات أخرى"، وعن "تسريبه معلومات انتقائية" وعن "نقص في فهمه السياسة الأميركية" ونصائح مستشاريه له، إدراج إسمه على لائحة العقوبات. وفي رده لم ينفِ ما قالته ومن الطبيعي إزاء كل ما اقترفه أن يرتبك ويخاف، ويصاب بالدوار مما حصل له، ويخبط خبط عشواء ويمتد هجومه من أميركا إلى رفاق له في "التيار الوطني الحر" اتهمهم بالخيانة. وتعامل مع التحذيرات له بخفة مراهناً على أن إدارة دونالد ترامب راحلة بعد الانتخابات الرئاسية.

تشبه الصفعة - الفضيحة التي وجهتها السفيرة شيا لباسيل في ردها على ما ساقه، مقدمات ذلك الموقف الأميركي من عمه العماد ميشال عون في أواخر ثمانينات القرن الماضي حين تمترس في قصر بعبدا وأخذه جموحه نحو رئاسة الجمهورية إلى خوض حروب بالجملة، وصولاً إلى تحدي واشنطن، فأعطت الضوء الأخضر للجيش السوري كي يخرجه من القصر. الأخير يتماهى مع صهره بالكامل، بل يشجعه على النهج الذي يعتمده، ويدعوه إلى المثابرة حتى لو أخطأ، ويعتقد أن لديه الوقت للتصحيح. بعد العقوبات، يتلقف "حزب الله" باسيل وعون أكثر، فيتجاوز الريبة التي عامله فيها نتيجة غزله السابق مع واشنطن، فيجيش أحزاباً في فلكه للتضامن معه لأن عرقلة تأليف الحكومة بالنيابة عنه إحدى وظائفه المتبقية.

 

تجّار يتحدثون عن سوق الأسلحة: المسدسات والكلاشنيكوف والـ"ب 7" الأكثر طلباً....تجارة السلاح نشطة بالدولار... وخط التهريب: سوريا - لبنان

أسامة القادري/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2020

تنشط مافيات تجارة السلاح وتهريبه من سوريا الى لبنان، منذ نحو سبعة أشهر. ومع ارتفاع سعر صرف الدولار وسوء الوضع الاقتصادي، توسّعت دائرة الحركة، وركّز التجار نشاطهم على شراء القطع من المواطنين بأسعار متدنّية في ظلّ ازماتهم، لتتوسّع ويرتفع الطلب اثر الخطابات النارية للسياسيين، الى ان بلغت ذروتها الخطيرة في آب وأيلول وتشرين الاول. وأكّد تجّار لـ"نداء الوطن" أنّ أكثر زبائنهم من الفئة العمرية الشابة، وينتمون الى تيارات سياسية وحزبية في زحلة وقرى البقاع على إختلاف الانتماءات الطائفية والسياسية.

تُعتبر تجارة السلاح في لبنان عملية غير شرعية تهدّد الأمن القومي والوطني، وهي ليست ظاهرة مستجدّة ولم تكن طارئة على اللبنانيين، انما عمرها من عمر دولة لبنان، وتغذيها النزاعات والمشاكل الأمنية في المنطقة العربية والشرق الاوسط. وكثيراً ما كان لبنان مصدراً اساسياً لبيع السلاح للحركات الثورية المناهضة للانظمة العربية، خصوصاً الأحزاب الكردية في سوريا والعراق وتركيا، وآخرها كانت في الحرب السورية حيث اعتمدت فصائل المعارضة السورية في بدايات الثورة على تأمين السلاح عبر السوق اللبنانية بشكل مباشر.

لمحة عن تجارة الاسلحة

ورث تجار الأسلحة مهنتهم أباً عن جد، وشكّلوا شبكات متواصلة في ما بينهم من مختلف المناطق اللبنانية، وترابطوا مع تجار اقليميين لتسهيل عملهم وتعددت جنسياتهم: سوريون ومصريون وأتراك واردنيون، وعراقيون، واسرائيليون... الخ. يؤمّنون الاسلحة عبر شحنات، منها تدخل عبر البحر ومنها كان يدخل عبر اسرائيل. فيما الجزء الأكبر يدخل برّاً عبر سوريا، لكنّ المتغيّر الوحيد هو أسماء الزبائن والسماسرة وبعض العملاء. في زمن السلم، يستقرّ السعر وتصبح التجارة متقطّعة والبيع بالمفرّق على الطلب. ويتمّ التركيز على تأمين قنوات البيع للحركات المناهضة للانظمة، وعلى الخلافات الداخلية، مما يساهم في رفع الاسعار وتكثيف عمليات التهريب.

مصادر الاسلحة

تؤكد مصادر مطلعة لـ"نداء الوطن" أن أكبر التجار يقيمون في البقاع، بعلبك والهرمل وفي زحلة، وفي طرابلس، لديهم عملاء في المناطق الاخرى، ومصادرهم للاسلحة الفردية هي تركيا وصربيا والأردن عبر سوريا. فمن تركيا يتم استيراد المسدسات واسلحة الصيد، ومن صربيا الكلاشنيكوف، وذخائر المسدس 10.5 ملم عبر تركيا، فيما ذخائر المسدسات من عيار 9 ملم تأتي من الاردن عبر سوريا. والأسلحة من نوع M16 وM4 وجعبة الغليل من اسرائيل والاردن، فيما تأتي الاسلحة المتوسطة والثقيلة من العراق ومن سوريا، بما فيها الـ"ار بي جي" وقذائفها والرشاشات الدفاعية والصواريخ الموجهة والقذائف الصاروخية.

وأكدت المصادر أن غالبية الأسلحة المتوسطة التي يتم بيعها في السوق أُدخلت من سوريا من قبل محازبين وقالت إنّ "الاسلحة حالياً تُستقدم من سوريا من قبل قياديي أحد الأحزاب الموالية للنظام السوري، وجزء منها صودر من عناصر "داعش" و"جبهة النصرة"، وفصائل المعارضة السورية. ولأن غالبيتها متضرّرة، يتم بيعها لتجار في البقاع يعيدون ترميمها وصيانتها وطلاءها في ورش مخصصة لهذه الغاية موزعة في بعلبك والهرمل، وواحدة في زحلة عائدة لأحد التجار".

تاجر سلاح

لا يُخفي تاجر سلاح، ملقّب بـ"أبو عظم" ويمتهن بيع السلاح أباً عن جد، وهو معروف لدى القوى الأمنية والعسكرية، أنّه يمتهن هذه التجارة وأنه يقدّم للأجهزة الأمنية خدمات كبيرة، وغالباً ما كشفت شكوكه عن مجموعات ارهابية، ويقول: "هناك أنواع اسلحة وعبوات تضع طالبها تحت المجهر، وتعطينا إشارات".

وعن عودة بيع الأسلحة وشرائها، يقول: "في عملنا نعتمد على شحن الخطاب الطائفي، كلّما تصاعدت الوتيرة كلّما ارتفع منسوب الطلب على السلاح". ويضيف: "مع بداية ارتفاع سعر صرف الدولار، ودخول لبنان الازمة الاقتصادية، بدأ كثيرون ببيع القطع الفردية لحاجتهم الى المال، فجمع التجار هذه الاسلحة بأسعار متدنية. ولكن، مع تفاقم الازمة الاقتصادية والمصرفية وارتفاع منسوب البطالة وتصاعد معدّل الجريمة، ارتفعت نسبة الطلب على السلاح بهدف الحماية الشخصية، وحالياً نشهد طلباً قوياً من مجموعات حزبية تابعة لتيارات سياسية". يُعيد أبو عظم أسباب ارتفاع الطلب على السلاح لسببين رئيسيين: "الأول، لجوء المواطن الى الحماية الذاتية، والثاني النزاعات الداخلية"، ليُضيف: "زبائننا الحاليون هم رجال اعمال ومواطنون يريدون حماية انفسهم من عمليات السلب والسرقة، لأن أموالهم اصبحت في حوزتهم، لذا تركيز الغالبية هو على المسدسات التركية لأن سعرها رخيص، بـ 200 و 300 دولار تجد مسدساً وهذا ما يشّجع الشباب على اقتنائه".

سماسرة مع التجّار

بدوره، يشرح عميل احد التجار وهو ملقّب بـ"هافال" ومتخصّص بالتواصل مع المجموعات الكردية والفصائل السورية المعارضة، كيفية حصوله على السلاح، فيقول: "أتعامل مع أكثر من تاجر، والثقة متبادلة لدينا، هم يؤمّنون الكمّيات الكبيرة الجديدة من الاسلحة على أنواعها الفردية والمتوسطة والثقيلة، عبر طرق غير شرعية يعتمدونها، منها عبر المرفأ، ومنها عبر الحدود البرّية مع سوريا، ونحن نؤمّن الزبائن عبر وسطاء (سماسرة)". ويتابع: "مطلع عام 2012، ومع بداية الحرب السورية الداخلية، كان عملنا مركّزاً على بيع الداخل السوري، فاعتمدنا على مسؤولين من أحد الأحزاب اللبنانية ومن الجيش السوري لإدخال كمّيات من شحنات الاسلحة الى المعارضة، واليوم نعتمد عليهم لإدخال الشحنات الى لبنان، وكثيراً ما كنّا نشتريها من النظام وأحد الاحزاب". ويتابع: "حالياً نشتري أسلحة كلّها مصادرة من الفصائل السورية، فيتم تأهيلها واعادة تجديدها ومن ثمّ بيعها في السوق اللبنانية".

أحد السماسرة

يستقوي "أبو الجريج"، أحد سماسرة السلاح في منطقة زحلة بقدرة التاجر الذي يعمل معه على التأثير عند القوى الامنية والعسكرية والقضائية وبغطائه السياسي من أحد التيارات السياسية في السلطة. ويقول إنّ عملهم يتطلّب منهم ان يكونوا أقوياء ونافذين: "العملة الوحيدة التي نتعامل بها هي الدولار، في مهنتنا لا مجال للعمل بالليرة ولا بالشيكات المصرفية كلّه نقدي وبالدولار، وممنوع الغلط، ممنوع بيع أي قطعة سلاح تركية على اساس أنها روسية او أميركية او بلجيكية، او هندية على اساس انها كورية، لذا ممنوع التعامل بالعملة المزيّفة". ويشرح "أبو الجريج" أنّ أكثر الأسلحة المطلوبة هذه الأيام هي "السلاح الفردي، المسدّسات على أنواعها، كلاشنيكوف دائرة 11 وصاروخ، وباكالاي، ومن المتوسّط، قاذف وقذائف "ب 7" ورشاشات هجومية ودفاعية". ويشير الى أنّ "الأسعار انخفضت وعادت الى طبيعتها، بعد تراجع الأعمال العسكرية في سوريا، فما رفع الأسعار في لبنان والاردن وتركيا والعراق هو الطلب السوري عليها". وعن عمليات عرض بضاعتهم، يعتبر "أبو الجريج" أن العمل "يحتاج الى شبكة واسعة من السماسرة والتجار، مهمّتها التحرّي عن الزبون الذي يريد شراء كمّيات ودخول صالات العرض، وكلّ تاجر لديه صالة عرض محدّدة المكان، لها مداخلها وسراديبها السرّية ويتمّ عرض كافة انواع الاسلحة فيها". ويختم مستنداً الى قاعدة اساسية يعتمدها جميع تجار السلاح في العالم، وتقول: "إنّ علاقة التاجر جيدة مع الجميع، وعلى مسافة واحدة من المتنازعين، لأن الجميع يحتاجونه".

 

مفاوضات الناقورة مسموح بتفجيرها؟

طوني عيسى/الجمهورية/11 تشرين الثاني/2020

«مِن أوَّل دْخولها» وصلت مفاوضات الناقورة إلى سنّ اليأس. فالوفدان اللبناني والإسرائيلي جاءا للتفاوض على بقعة الـ865 كيلومتراً مربعاً، ولكن سرعان ما ظهرت خرائطهما «الطموحة» خارجها. وثمة مَن يقول: في جلسة اليوم، إذا لم يحمل الوسيط الأميركي طروحات تسووية يقبلها الطرفان، فالمفاوضات قد تنفجر وتتعطّل. لكن آخرين يجزمون: «اطْمئِنّوا. الفشل ممنوع، أياً كانت العراقيل». ليست مفاوضات الناقورة مسألة محدودة بالترسيم بين لبنان وإسرائيل، بل إنّ لها أبعاداً أوسع بكثير. وهي لو كانت محصورة بهذين الطرفين وحدهما، لما حصلت على الأرجح، وإنْ كانا يحتاجان إلى الترسيم واستثمار الغاز والنفط لضرورات اقتصادية حيوية. في توصيف أكثر دقّة، إسرائيل متحمِّسة للتفاوض وإنجاز الترسيم سريعاً، ولبنان أيضاً في أمسّ الحاجة إلى مخزوناته الغازية ليتجاوز أزمته الخانقة، لكن القرار اللبناني ليس موجوداً في بيروت وحدها، ولا بدّ من الضوء الأخضر الإيراني.

إلّا أنّ الضوء الأخضر هو ورقة تستخدمها طهران في صراعها مع الأميركيين. ولا يمكن أن تكون إيران قد أفرجت عن المفاوضات إلّا في واحدة من حالين: إما هناك تفاهم شامل إيراني- أميركي بدأ يتكوَّن خلف الستارة، وإما هناك رضوخ إيراني للضغط الأميركي.

المتابعون يعتقدون أنّ إيران، عبر «حزب الله»، سمحت للبنان بأن يدخل المفاوضات مع إسرائيل في الوقت الأميركي الضائع، بحيث يجري تنفيس الضغوط التي تُمارَس عليه. وعندما ينطلق العهد الأميركي الجديد يتمّ حسم الخيارات باستمرار التفاوض أو التعطيل أو إنجاز الاتفاق.

لذلك، لا تريد إيران أن تصل بملف الناقورة إلى خواتيمه. وهذه سياستها في كل الملفات اللبنانية الساخنة: تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة «لا معلَّق ولا مطلَّق» أيضاً، وكذلك المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وملفات أخرى. ولذلك، يعتمد «حزب الله» مواقف مُتحفِّظة أو متأرجحة في هذه الملفات، بين الدعم والاعتراض.

في الناقورة، بدا «الحزب»، منذ اللحظة الأولى، مستعداً للطعن في المفاوضات. فأظهر ميلاً إلى «شيطنة» الوفد المفاوض، لأنّه ضمّ مدنيين. وهو اليوم مرتاح إلى رمي خريطة لبنانية «موسَّعة» على طاولة المفاوضات، بحيث تشمل أجزاء وافية من حقول الغاز الإسرائيلية.

في النتيجة، إذا لم يتنازل الإسرائيليون عن هذه الحقول، كما يرجِّح كثيرون، فسيحصل «الحزب» تلقائياً على عنوان جديد لاستمرار احتفاظه بالسلاح. أي، ستكون له «مَزارع شبعا بَحْرية»، خصوصاً إذا شاءت الظروف ضياع «مَزارع شبعا البَرّية» في مفاوضات محتملة وترسيم حدود بين سوريا وإسرائيل.

في تقدير بعض الخبراء، هذه الرؤية للمفاوضات صحيحة، ولكن يجدر النظر إلى ما يجري في الناقورة بمنظار أوسع لتظهير كامل الصورة. ففي الواقع، تحظى هذه المفاوضات بتوافق إقليمي ودولي واسع، وهي تُعبِّر عن تشابك مصالح كبرى، والأرجح أنّ إيران ليست في منأى عنها. ولذلك، لن يقوم لبنان أو أي طرف فيه بتعطيل المفاوضات، وسيتمّ إنجاز اتفاق على ترسيم الحدود ضمن حدود زمنية مقبولة.

ما هي ملامح التوافق الإقليمي- الدولي الواسع، الذي تندرج مفاوضات الناقورة في سياقه؟

الخبراء يربطون مفاوضات الناقورة بالصراع الكبير الجاري حول المخزونات الغازية في العالم، انطلاقاً من كون الغاز الطبيعي هو الطاقة غير المتجددة الأقل تلويثاً والأكثر توافراً تحت اليابسة والبحار والمحيطات.

فاكتشاف المخزونات الغازية الهائلة في شرق البحر الأبيض المتوسط، جعل البقعة الممتدة من مصر وشمال إفريقيا إلى الأردن وإسرائيل ولبنان وسوريا وتركيا وصولاً إلى جنوب أوروبا منطقة تسابق ساخنة على مصادر الغاز وخطوط إمدادها. وفي هذا المجال، يتَّضح جوهر المشروع الامبراطوري الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. بين البيئة المنتجة للغاز (روسيا وأذربيجان والشرق الأوسط) والبيئة المستهلكة له (أوروبا الغربية خصوصاً)، هناك الطرف الثالث الذي يتولّى عملية النقل، أي إمرار أنابيب الغاز في أرضه. وهذا الطرف يمكنه الحصول على حصَّة وازنة من عمليات التصدير والاستيراد، عبر خطوط متعددة، ويكرِّس دوره كـ»حنفية» تتحَّكم بالمنتجين والمستهلكين على حدّ سواء.

الأتراك هم الأكثر ملاءمة للاضطلاع بهذا الدور. ويريد أردوغان استثمار الموقع الجغرافي وتحويله مصدر قوة لبناء زعامة عالمية. ولذلك، هو بادر إلى التدخّل عسكرياً في ليبيا وترسيم الحدود البحرية معها. كما بدأ بالتحضير لمدّ أنبوب للغاز من أذربيجان إلى تركيا فأوروبا.

هذا «التعملق» التركي اصطدم بمصالح غالبية القوى الإقليمية والدولية، ولاسيما فرنسا وحلفاءها في المنتدى المتوسطي (إسرائيل، مصر، الأردن، اليونان، قبرص، إيطاليا…). وأصبح المتوسط بؤرة تتقاطع فيها مشاريع أنابيب الغاز التركية والأورو- متوسطية، وظهرت فيه ملامح احتكاكات عسكرية في الأسابيع الأخيرة.

ويمكن تفسير الاستنفار الفرنسي في لبنان وكامل المنطقة، وفي أرمينيا، باعتباره جزءاً من هذه المواجهة. وكذلك حروب أردوغان المفتوحة، من ليبيا إلى اليونان وأذربيجان إلى الداخل الفرنسي. الجميع مضطر إلى الانخراط في المعركة، لأنّ الأمر يتعلق بتوزيع حصص تبلغ قيمتها آلاف مليارات الدولارات، ومن شأنها أن تجعل من أي دولة عملاقاً إقليمياً. وهذه فرصة سانحة لكثيرين، ولاسيما تركيا وإيران، وطبعاً إسرائيل.

أساساً، تريد إسرائيل أن تكرِّس نفسها جسر العبور الأفضل بين الشرق الأوسط والعالم العربي من جهة، وأوروبا من جهة أخرى. وتريد «القوطبة» على أي محاولة تقوم بها دولة أخرى، ومنها تركيا. وهي تستعجل تعبيد الطريق لمدّ الأنبوب المتوسطي نحو أوروبا.

هنا تصبح مفاوضات الناقورة ركناً أساسياً من المواجهة لسببين على الأقل: أولاً لحسم الحدود البحرية مع لبنان، ما يسهِّل مرور الخط البحري في مناطق محسوم الخلاف عليها. وثانياً لجذب لبنان وموارده الغازية إلى المنتدى المتوسطي لا سواه.

ولذلك، تحظى مفاوضات الناقورة بتغطية إقليمية واسعة، ومن الصعب القبول بتعطيلها أياً كانت الذرائع، لأنّها ترتبط بشبكة المصالح الكبرى. هل يعرف لبنان «قيمته» في هذه المعمعة الهائلة؟ أي، هل يدرك كيف يحوِّل الغاز والنفط إلى عنصر قوة، أم يجعل منها مادة إضافية للتصارع على موارده وفوق أرضه؟

 

هل من مخرج للأزمة الانتخابية في أميركا؟... الكلمة الفصل بين المتنافسين باتت لدى المحكمة العليا

د. وليد فارس/انديبندت عربية/11 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92285/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%86%d8%af%d9%8a%d8%a8%d9%86%d8%af%d8%aa-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%84/

العالم قلق أمام المشهد الأميركي، حيث بات للولايات المتحدة رئيسان؛ رئيس يقيم في البيت الأبيض، ويعتبر نفسه فائزاً بالانتخابات، ورئيس منتخب يعتبر نفسه الرئيس الـ46 للبلاد، ويستعد لدخول البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل. جو بايدن يتلقى برقيات التهنئة من زعماء دوليين، ودونالد ترمب يتلقى الدعم من زعماء الجمهوريين. بايدن يؤلف فريقه الانتقالي، وترمب يطلق فريقه القانوني. تعداد الأصوات لا يزال جارياً في ولايات عدة، والمحاكم تنظر في الدعاوى. كما أمر عضو المحكمة العليا القاضي صامويل أليتو سلطات ولاية بنسلفانيا بفصل البطاقات الانتخابية، بين قانونية وغير قانونية. كل ذلك ينذر بأزمة داخلية لم يشهد لها التاريخ الأميركي مثيلاً منذ الحرب الأهلية الأميركية في القرن التاسع عشر، ولكن في الوقت ذاته، أميركا دولة مؤسسات، وثقافتها ديمقراطية، وشعبها مسؤول، وبالتالي مهما كبرت الأزمة فستنتهي. وهذا ملخص لما نراه وقد نراه في الأسابيع المقبلة حتى نهاية العام.

اعتباران مختلفان

فريق بايدن يعتبر أن المرشح الديمقراطي ربح الانتخابات بمجرد أنه حصل على 270 صوتاً في المجمع الانتخابي، وأن الأمر حسم. في المقابل، يعتبر فريق الرئيس ترمب أن الأخير انتصر لو لم يحصل تزوير كبير في ولايات عدة، وبخاصة تلك المتأرجحة. وكان بايدن قد أعلن أنه سينتظر أياماً حتى جلاء الأمر تماماً كي لا تكون هنالك أي شكوك، إلا أن فريقه سارع إلى إعلان الانتصار في اليوم التالي، خوفاً من أن تفتح المحكمة العليا باب التحقيقات في بنسلفانيا وغيرها من الولايات، ويبدأ التشكيك بنزاهة الانتخابات، وبالتالي إضعاف صورته "كرئيس منتخب" أمام العالم، لذلك فإن الأولوية كانت للحصول على "شرعية رمزية دولية" سريعاً يمكن توظيفها في الضغط النفسي على الرأي العام والمحاكم. وبالطبع، انهالت رسائل التهنئة على "الرئيس المنتخب" من دول عدة، أولها الدول الأوروبية الحليفة المرتبطة بالاتفاق النووي الإيراني، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وغيرها. وبعدها الدول التي "تحتاج" إلى الولايات المتحدة لأسباب مختلفة، لا سيما في أفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط. أما دول الشرق الأوسط فأرسل بعضها التهاني لبايدن لأن العلاقات بينها وبين واشنطن أساسية، كدول التحالف العربي وإسرائيل وتركيا، وغيرها.

تعبئة شاملة

يشهد البيت الأبيض حالياً تعبئة شاملة لرفع دعاوى عدة أمام المحاكم في الولايات، والمحاكم الفيدرالية، وصولاً إلى المحكمة العليا. ويبدو أن محاور الدعاوى متعددة ومتتالية. فإذا تمكنت دعاوى عام 2000 من كشف حقيقة التزوير في منطقة واحدة، هي ولاية فلوريدا، ونزع لقب "الرئيس المنتخب" من آل غور وإعادته إلى الرئيس الأسبق جورج بوش، ففريق ترمب يأمل بأن عشرات الدعاوى المرفوعة في ولايات عدة في كل البلاد، ستبين الحقيقة، وتعيد الأكثرية إلى الرئيس "المنتهية ولايته" لكي يعود رئيساً ويبقى في البيت الأبيض أربع سنوات جديدة، وهذا هو هدف فريقه القانوني على الأقل.

أما الواقع المرئي وغير المرئي، فيدور حول محور القوانين والمؤسسات الإدارية. وسترتكز الدعاوى على الملفات التالية:

أ. جهاز كومبيوتر يزعم فريق ترمب أنه حول بطاقات تصويت لترمب لمصلحة بايدن في ولايات عدة.

ب. كتل كبيرة من تذاكر التصويت التي أتت بالبريد، تم تخزينها وفتحها سراً في ليلة ما بعد الانتخابات.

ج. منع مراقبين من حملة ترمب من دخول قاعات الفرز.

د. "حصد" بطاقات المسنين في مآوي العجزة، والتوقيع عنهم.

طبعاً هذه الاتهامات الخطيرة تحتاج إلى إثباتات وبيانات موثقة، وهذا أمر مرهق، ويحتاج للوقت. والمحطة التالية في المسار الانتخابي، وهي اجتماع هيئة المندوبين الرئاسيين، تجري في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل "لتثبيت" الرئيس المنتخب. من هنا على المحكمة العليا أن تراجع الملفات، وتصدر أوامر بإلغاء بطاقات الانتخاب أم قبولها. وإذا ألغتها، فالعملية الحسابية تعطي ترمب الرئاسة. وفي حال لم تُلغ عدداً كافياً منها، يتحول بايدن إلى الرئيس المنتخب، ويدخل بعدها إلى البيت الأبيض. إذاً كما في عام 2000، القرار النهائي يبدو أنه في يد المحكمة العليا. فما توجهها؟

المحكمة العليا

إنها المؤسسة الأكثر دقة واحتراماً في البلاد، وينصاع لقراراتها كل الأميركيين. وهي محايدة لا تتأثر بالسياسة والسياسيين، وتنظر فحسب في دستورية القوانين. وأبدت المحكمة اهتمامها بملف التزوير، فطلبت جمع الأدلة من الولايات، إلا أنها ستراجع الملفات، وترى ما هو مقبول، وتناقش فيه.

إذاً القرار النهائي عند المحكمة العليا (Supreme Court)، ففي حال وجدت تزويراً واضحاً وفاضحاً فستحكم لمصلحة ترمب. وإذا لم تجد ما يخرق دستورية القوانين، ستثبت الرئاسة لبايدن. لا مخارج، غير أحد هذين القرارين. وعندما يصدر القرار، تنحني كل المؤسسات، فإما أن تتلقى أوامرها من بايدن، بدءاً من 20 يناير 2021، وإما تستمر في تلقي الأوامر من ترمب. وعندها تأتي الموجة الأكبر من التهاني النهائية للمنتصر قانونياً.

 

لبنان يعود الى دمشق.. ماذا عن النازحين؟

راكيل عتيِّق/الجمهورية/11 تشرين الثاني/2020

يحضر لبنان الرسمي اليوم في دمشق للمشاركة في مؤتمر مخصّص لعودة النازحين برعاية روسيا، ممثلاً بوزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال رمزي مشرفية. كذلك يلقي وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه كلمةً عن بُعد، أسوةً بباقي وزراء خارجية الدول المشاركة في المؤتمر. لكن أبرز الدول الغربية والعربية التي بإمكانها تمويل العودة، غائبة عن دمشق وعن هذا المؤتمر. الأمر الذي يؤكّد، بحسب جهات سياسية عدة، أنّ "لا فائدة" من هذا المؤتمر إلّا "محاولة لتعويم النظام السوري"، في مقابل تعويل لبناني رسمي على "النيّة الروسية" في إيجاد مصادر تمويل بديلة لتحقيق "حلم العودة". تؤكّد مصادر شاركت في الاجتماع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوفد الروسي الذي زار بيروت أخيراً، أنّ الوفد أبلغ الى عون أنّ هناك إمكانية لإيجاد تمويل لعودة النازحين السوريين من بعض الدول، ومنها أوروبية، فضلاً عن إمكانية إعادة نازحين الى مناطقهم غير المتضرّرة. إلّا أنّ رئيس ديبلوماسية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أعلن أمس، أنّ دول الاتحاد لن تشارك في المؤتمر الدولي حول اللاجئين والنازحين الذي يُعقد في دمشق اليوم وغداً، معتبراً أنّ "الشروط الحالية في سوريا لا تشجّع على الترويج لعودة طوعية".

لا مشاركة أوروبية

رفض دول الاتحاد الأوروبي الدعوة الى المشاركة في هذا المؤتمر، لا ينطلق، بحسب مراقبين، من أنّه منعقد في دمشق فقط، بل يشير الى أنّ لا نيّة في دعم أي تمويل لإعادة النازحين في ظلّ حكم نظام بشار الأسد، وقبل إنتاج حل سياسي للأزمة السورية. فحتى الرئيس السوري، اعترف أنّ العودة يعوقها غياب التمويل، وقال في اتصال الكتروني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول، إنّ "العقبة الكبرى أمام عودة اللاجئين هي الحصار على سوريا"، في إشارة الى العقوبات التي تفرضها دول غربية على بلده، وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية. كذلك قال الأسد، إنّ "إعادة اللاجئين في حاجة إلى تأمين الحاجات الأساسية الضرورية لمعيشتهم كالمياه والكهرباء والمدارس إضافةً الى تحريك الاقتصاد".

هذا الحل السياسي لا يُمكن لبنان أن ينتظره، خصوصاً بعد تجربة اللجوء الفلسطيني، فضلاً عن وضع لبنان الإقتصادي والاجتماعي وعدم قدرته على تحمّل أعباء النزوح السوري، الذي تخطّت كلفته المباشرة وغير المباشرة على لبنان الـ40 مليار دولار بحسب صندوق النقد الدولي، مقابل دعم دولي للإستجابة للنزوح، بالكاد وصل الى 8 مليارات دولار. الى ذلك، إنّ لبنان أمام خطر "الزوال" بحسب ما قال وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، وهو على شفير الإفلاس والهاوية، حيث من المرتقب رفع الدعم عن المواد الأساسية، والتي يستفيد منها النازح السوري. وعند رفع الدعم، لن يعود بإمكان ما يفوق المليون ونصف مليون نازح سوري موجودين في لبنان، شراء "ربطة الخبز" حتى، الأمر الذي قد يدفعهم الى التطرف والعنف، وقد يخلق توتراً بينهم وبين اللبنانيين، بحسب جهات لبنانية رسمية.

عون

بالنسبة الى الرئيس عون، إنّ عودة النازحين "همّ رئيسي" يحمله بإستمرار منذ بداية عهده، وهو لا يكف عن مطالبة المجتمع الدولي بتأمين هذه العودة، فضلاً عن اعتباره، أنّ التنسيق بين لبنان وسوريا ضروري لتأمين هذه العودة، في ظلّ لامبالاة المجتمع الدولي، وبعد تعثُّر المبادرة الروسية الأولى في هذا الإطار، بسبب عدم تعاون دول الغرب.

وتقول مصادر فريق عون، إنّه جرى اختيار مشرفية ليمثّل لبنان في المؤتمر المنعقد في دمشق اليوم وغداً لـ"أننا معنيون بالموضوع مباشرةً، فيوجد على أرضنا مليون ونصف مليون نازح سوري، يستفيدون من موادنا المدعومة، ويُشكّلون ثلث عدد سكان لبنان. وهذه قضيتنا ولم يعد بإمكاننا تحمُّل النزوح أو انتظار أي حلّ". ورداً على الأصوات المعترضة على هذا التمثيل السياسي للبنان في المؤتمر الى جانب النظام السوري في ظلّ العقوبات المفروضة عليه ومقاطعة دول غربية وعربية له، ما يؤثر على علاقة لبنان مع هذه الدول "المتزعزعة" أساساً، تقول المصادر نفسها: "يجب أن يشارك لبنان ليدافع عن قضيته وموقفه، ولكي يشرح وجهة نظره أمام الدول المشاركة ودول الجوار. هذه مصلحتنا الوطنية، والدول الغربية تغدق علينا الوعود من دون أي فعل، فهل نقف متفرجين؟".

"حزب الله": النظام لن يسقط

وكان لبنان الرسمي عمل على تأمين العودة الطوعية للنازحين عبر الأمن العام اللبناني، قبل أن تحلّ جائحة "كورونا" وتقفل الحدود. بدوره عمل "حزب الله" على هذا الخط بالتنسيق مع دمشق. ويقول مسؤول ملف النازحين في "الحزب" النائب السابق نوار الساحلي، أنّ "مجرد انعقاد مؤتمر دولي بطلب ورعاية من روسيا الدولة الأكثر تأثيراً في سوريا، والتفكير بعودة النازحين، هو أمر إيجابي، يفتح الباب جدّياً أمام البحث عن تمويل العودة".

وعلى مستوى التمويل، يشدّد الساحلي، أنّ على "الأمم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين التي تدّعي أنّها تعمل لمصلحة النازحين، إلّا أنّها تعمل على إبقائهم في دول النزوح، أن تنقل الدعم الذي تمدّهم به الى الداخل السوري لتشجيعهم على العودة، وعلى الدولتين السورية واللبنانية والدول المعنية إلزامها بذلك وبالتالي بالقيام بدورها الفعلي".

وإذ يؤكّد أهمية "التنسيق بين لبنان وسوريا بلد المنشأ للنازحين"، يشير الى "أمر إيجابي، وهو أنّ مئات النازحين يعودون الآن الى بلدهم فرادى، بعد تسهيل هذه العودة من دمشق عبر تأجيل خدمة العلم وإصدار قوانين عفو وخطوات تسهيلية أخرى". وعن رفض البعض التنسيق بين لبنان وسوريا، يشير الساحلي الى أنّ هذا التنسيق حصري في ملف النازحين، الذي يشكّل مصلحة وحاجة ملحّة الى لبنان، مشيراً الى أنّ "أكثرية الدول تحاول التواصل مع النظام السوري من تحت الطاولة". ويقول: "ما كانوا يفكرون فيه منذ عام 2011 انتهى، ففي ذروة المشكلات، حيث كان ما يقارب الـ70 في المئة من الأراضي السورية خارج سيطرة الدولة لم يسقط النظام، والآن بعدما باتت 80 في المئة من الأراضي بيد الدولة هل سيسقط النظام؟".

كلمة مشرفية

التنسيق اللبناني - السوري في ملف النازحين بات "شرعياً"، بعد خلافات لبنانية حول هذا الأمر، وذلك من خلال خطة عودة النازحين التي أقرّتها حكومة الرئيس حسان دياب في 14 تموز الماضي. هذه الخطة سبق أن عمل عليها وزير شؤون النازحين صالح الغريب في حكومة الرئيس سعد الحريري السابقة وأكملها مشرفية، وتشمل التنسيق مع دمشق. ويبدو أنّ مشكلات كثيرة ما زالت تفرض نفسها أولوية على هذه الخطة، منذ حكومة الحريري، وبعد أن أقرّتها حكومة دياب، حصل انفجار المرفأ في 4 آب الماضي وتلته استقالة الحكومة في 11 منه، ما عرقل تأليف اللجان المولجة تنفيذ هذه الخطة.

هذه الورقة اللبنانية حملها مشرفية معه الى دمشق، حيث سيلقي كلمة لبنان خلال المؤتمر، وسيشرح في 5 دقائق الوضع العام للنازحين في لبنان وكلفة النزوح، إضافةً الى أهمية العودة وأسبابها، ومنها أًنّ لبنان يرزح تحت الأثقال والأزمات، حيث أنّ 60 في المئة من اللبنانيين تحت خط الفقر وأكثر من 80 في المئة من النازحين السوريين تحت خط الفقر المدقع، فضلاً عن أنّ الدستور اللبناني يمنع التوطين، وبالتالي إنّ الحل المستدام والنهائي لأزمة النازحين يقضي بعودتهم الآمنة الى بلدهم الأم، إضافةً الى الأثقال المترتبة من النزوح وكلفته، في ظلّ غياب الدعم الدولي اللازم. الى ذلك هناك مصلحة سورية للعودة، وسيذكر مشرفية أنّ فرص العمل في لبنان باتت نادرة وتفوق نسبة البطالة الـ40 في المئة، وهناك فرصة في سوريا للنازحين للعودة الى مدنهم وقراهم وأن يساهموا في إعادة إعمارها، خصوصاً أنّهم يعيشون في ظروف غير انسانية في المخيمات في لبنان، وإنّ انعدام فرص العمل والفقر يؤثران على الأمن الاجتماعي والاستقرار الداخلي في لبنان. الى ذلك سيطرح مشرفية ضرورة إقرار خطة عمل واحدة، إضافةً الى خطوات تنفيذية سورية لتذليل العقبات أمام النازحين لتحفيزهم على العودة. وسيتحدث أيضاً عن التنسيق بين لبنان وسوريا، بالتعاون مع المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة، وفق الخطة التي أقرّها مجلس الوزراء.

ويشدّد المشرف العام على خطة لبنان للاستجابة للأزمة الدكتور عاصم ابي علي، على أنّ "ترك مليون ونصف مليون نازح سوري يعيشون في بلد لا فرص عمل فيه ولا يمكن أن يأكلوا عند رفع الدعم، يعني رميهم في العنف والتطرف". ويشدّد على "أهمية إشراك المجتمع الدولي والأمم المتحدة في ملف العودة"، معتبراً أنّ "هذا المؤتمر بداية لعملية عودة النازحين، وسيفتح الباب أمام فرص أخرى، ويجب أن يُستثمر ويُفعّل بخطوات ومبادرات لاحقة، تعمل على خطط عمل واضحة وتنفيذية في اتجاه تحقيق العودة".

طريق العودة

في المقابل، تعتبر جهات معارضة، أنّ كلام الأسد يدحض ما يسوّق له البعض في لبنان، عن أنّ التنسيق يؤمّن العودة، إذ إنّ الأسد أكّد أنّ العودة تتطلب "المال". وتبدي هذه الجهات اقتناعها أنّ "النظام السوري الذي هجّر نصف الشعب السوري الذي قد ينتخب ضدّه، لا يريد عودته، إنما الأسد يستخدم السوريين مرة أخرى ورقةً سعياً الى تمويل النظام وآلته العسكرية". وتؤكّد أنّ "مؤتمر دمشق ليس طريق عودة النازحين في ظلّ الحصار والعقوبات الدولية على النظام، بل الطريق الوحيد هو الإرادة والتمويل الدوليين، ولن يتظهرا إلّا بعد إرساء الحلّ السياسي".

 

لبنان لمواجهة أسابيع قاسية.. والتفاوض طويل المدى

منير الربيع/المدن/13 تشرين الثاني/2020

أصبح واضحاً أن مسار التفاوض حول ترسيم الحدود سيكون طويلاً. فالوصول إلى اتفاق على ترسيم الحدود، لن يكون منعزلاً عن اتفاقات سياسية أخرى، أشمل وأكبر.

التفاوض وما وراؤه

الاتفاق النهائي سيكون جانباً من الاتفاق الواسع السائر في المنطقة، بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. وقبل الوصول إلى تلك النقطة، يلعب الجميع في ملعب التفاوض، بالتصعيد تارة، وطوراً بالتهدئة. وسيكون هناك الكثير من اللعب في هذا الملعب، ورفع لسقوف التفاوض. حزب الله لن يقدّم شيئاً في هذه المرحلة. والأميركيون كذلك. فالمنطقة تعيش شهوراً عاصفة، ولبنان يواجهة أسابيع قاسية جداً، يتخللها المزيد من الانهيار والضغوط، بغض النظر عن تشكيل الحكومة أو عدم تشكيلها.

القوى الدولية

العناوين اللبنانية أساسية وواضحة. أما أميركا فتسعى من خلال ترسيم الحدود إلى إعادة صوغ النظام اللبناني برمته: نظامه الاقتصادي والمالي والمصرفي والأمني والعسكري، مع طموحها بتغيير وجهة السياسة اللبنانية. وهناك تدخل فرنسي قوي للحفاظ على مكتسبات لبنانية تاريخية، ثقافياً، سياسياً، اجتماعياً، واقتصادياً. والدور الروسي ركيزته تأثير موسكو في سوريا، ومساعدتها في ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وإيجاد حل لمزارع شبعا، ومشاركة الشركات الروسية في التنقيب عن النفط والغاز، وإصلاح خزانات النفط في طرابلس، إضافة إلى ملف روسي جديد: عملها على إعادة اللاجئين. أما الدور والتأثير الإيرانيان فقويان من خلال حزب الله ودوره الأساسي في إدارة المفاوض اللبناني. وبقول أوضح: لبنان مرتبط بالتسوية الشاملة في المنطقة.

سقوف التفاوض العالية

وبعد دخول بايدن إلى البيت الأبيض، سيحتاج إلى وقت طويل للتفرغ للملفات الخارجية والبحث في الملف الإيراني وملفات الشرق الأوسط. أما في حال تمكن ترامب من العودة بتركيبة قضائية معينة، فسيستمر المسار القائم. وفي كلتا الحالين ستحفل الأسابيع المقبلة بمزيد من التصعيد. حزب الله يعرف أن المسار لن يكون سهلاً. وهو يتحضر لأي احتمال أو سيناريو. سواء في الشهرين الفاصلين عن الولاية الجديدة للرئاسة الأميركية، وما يُسرب عن احتمال قيام إسرائيل بتنفيذ عملية استباقية هدفها تغيير موازين القوى مع حزب الله. وليس صدفة أن تعقد الجلسة الأخيرة من مفاوضات ترسيم الحدود على وقع إسقاط الإسرائيليين طائرة استطلاع لحزب الله. والجلسات كلها تتزامن مع تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية. وهذه كلها عوامل ضغط تستخدم على طاولة المفاوضات. حتى الآن لم تحقق المفاوضات تقدماً. فكل طرف يتمسك بمطالبه ويتشدد أكثر من الآخر. وبعد أن طرح لبنان معادلة الحصول على 2290 كلم مربعاً، طرحت إسرائيل خطاً جديداً هو الخط 310 الذي يصل إلى نصف البلوك رقم 5 قبالة شاطئ صيدا. وهذا الخط يعني أن إسرائيل تطمع بحوالى 1 في المئة من البلوك رقم 10، وحوالى 60 في المئة من البلوك رقم 9، والبلوك رقم 8 كاملاً، وحوالى 40 في المئة من البلوك رقم 5.

طبعاً هذا الخط غير قابل لمجرد التفكير بالتفاوض حوله لبنانياً. وهناك من يعتبر أن رفع السقوف حالياً هدفه أن يصل لبنان في النهاية إلى الحصول على المساحة الكاملة المتنازع عليها، وفق ما ينص اتفاق الإطار. أي أن يحصل لبنان على 860 كلم. لكن ذلك سيكون مرتبطاً بالاتفاق الأوسع، والذي سيكون متوقفاً على مسار المفاوضات الإيرانية - الأميركية.

التنقيب والأمن

لا يمكن فصل مسار مفاوضات الترسيم عن احتمال تغيير الصيغة السياسية في لبنان أو تعديلها، ولا عن ملف الاستراتيجية الدفاعية. وكذلك عن عمليات التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما. وهناك تركيز أساسي حول كيفية نقل هذه المنتجات وعبر أي أنبوب.هذا كله سيكون بحاجة إلى مسار طويل، قد يستغرق سنوات. وهناك معلومات تؤكد أن الضغط الدولي - حتى ولو حصل ترسيم الحدود - لن يسمح للبنان بالتنقيب قبل عقد اتفاق أساسي ونهائي يجعل الجنوب منطقة آمنة ومستقرة.

 

محنة جبران باسيل أو النرجسية من دون أساسها!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2020

لم يصل أي طرف سياسي في لبنان إلى درجة الذوبان في السياسة الأميركيّة التي بلغها العونيّون. الذوبان هذا جلب على ميشال عون اتّهامات من دمشق ومن «حزب الله» بـ«العمالة»، لا لواشنطن فحسب، بل لتلّ أبيب أيضاً. منفاه الفرنسي يومذاك فُرض عليه الحَرْم وبات يُعدّ واحداً من أوكار الشيطان.

ما بين عون والإدارة الأميركيّة، بعد الجفاء الذي أعقب هزيمته ونفيه، بات يشبه الحبّ الصوفي غير المسبوق: السياسيون اللبنانيّون الآخرون من ذوي الهوى الغربي لم يصلوا إلى هذا الحدّ الأميركي المطلق: كميل شمعون كان يمرّ بلندن إلى واشنطن، ورفيق الحريري كان يمرّ بباريس إليها، والاثنان كانت لديهما علاقات ومصالح عربيّة يحرصان عليها، في بغداد وعمّان والرياض والقاهرة ودمشق. بشير الجميّل، في المقابل، سلك طريقاً آخر: كان يوصف بـ«الإسرائيليّة»، وفقط في أيّام حياته الأخيرة صار يوصف بـ«الأميركيّة». أمّا عون والعونيّة فذوبانهما في واشنطن استمرّ أكثر من عقد، ما بين أوائل التسعينات وعام 2005. لقد كان خطّاً بلا تقطّع ولا ارتجاج.

منذ 2005 بدأت تختلف الأمور مع تحالف العونيين و«حزب الله» في مار مخايل، واستطراداً تحالفهم مع نظامي دمشق وطهران. الاختلاف تأدّى عنه، قبل أيّام، فرض الإدارة الأميركيّة عقوبات على جبران باسيل، رئيس التيّار العونيّ. إنّها عقوبات لم يُفرض مثلها على أي زعيم سياسي آخر في لبنان. نبيه برّي وسليمان فرنجيّة عوقب معاوناهما، لا هُما. معلّقون وكتّاب سارعوا إلى التفسير، وكانوا مُحقّين على الأرجح: لقد سُدّت طريق باسيل إلى رئاسة الجمهوريّة. الأمر بدا بمثابة انتحار، خصوصاً أنّ التراجع عنه، في ظلّ إدارة جو بايدن الجديدة، ليس محسوماً، وحتّى لو كان كذلك فلن يكون سهلاً وبلا عُقد.

ما حصل أنّ الولايات المتّحدة، في ظلّ دونالد ترمب، ذهبت أبعد كثيراً من المألوف الأميركي في التصدّي للنفوذ الإيرانيّ، فيما ذهب باسيل وتيّاره أبعد كثيراً من المألوف المسيحي اللبناني في الوجهة المعاكسة، أي في التحالف مع هذا النفوذ نفسه. المسافة باتت أبعد، والغضب على خيانة العاشق أكبر منه على أي خلاف يأتي من طرف آخر.

أكثر من هذا: العونيّة لم تكتف بالاختلاف، بل أسّست لتقاليد سياسيّة جذريّة في بيئة المسيحيين اللبنانيين مناهِضة للغرب ولأميركا خصوصاً. في هذا كان تشاطُرها يقتلها: افتراض تحسين موقعها حيال المعشوق بافتعال غرام موازٍ بمعشوق آخر. هذا السلوك انطوى على شيء من الفهلَوَة القرويّة اللبنانيّة التي تبالغ في تقدير أهميّتها وفي تقدير موقعها التفاوضيّ، لكنّه نمّ أيضاً عن جهل فادح بالعالم. إنّه رهان على تميّز مطلق لا يُفقده تطرّفُه البالغ قدرتَه التفاوضيّة، وهو تميّزٌ ناجم عن وهم التمايز النرجسي الذي لا يسعفه الواقع بالبراهين. على الجهة المقابلة، معركة واشنطن وطهران حول الملفّ النووي باتت لا تحتمل الموقع المائع، دع جانباً الموقع المنحاز. دونالد ترمب، بدوره، واجه نرجسيّة الريفيّة اللبنانيّة بنرجسيّة الريفيّة العالميّة. اللحاق بترمب، وهو النرجس شخصيّاً، صعب دائماً.

زاد في سخافة السلوك العوني – الباسيلي افتقاره إلى أي مبدئيّة وأي تبرير يقنعان الأطفال: كان واضحاً في كلّ لحظة أنّ الهوى العميق أميركيّ. كان واضحاً في كلّ لحظة أنّ «حزب الله» والمقاومة وطهران لا يثيرون أي عاطفة فعليّة عند العونيين. المتعاونون مع إسرائيل كان جلّهم من بيئة هذا التيّار. الحرص المزعوم على وحدة اللبنانيين رافقه الاستياء من إقامة مواطنين شيعة في مناطق ذات أكثريّة مسيحيّة وتوجّه عونيّ... السفيرة الأميركيّة في بيروت دوروثي شيا كشفت عن أنّ باسيل «أعرب عن الاستعداد للانفصال عن (حزب الله) بشروط معيّنة». ما من سبب لعدم التصديق.

في المقابل، لم تفلح سنوات العهد العوني في تثقيل الموقع التفاوضي حيال المعشوق الأصليّ، أي الولايات المتّحدة. «الحكم القويّ» أسفر عن أضعف حكم في التاريخ القصير لهذا البلد. «فضيلة» تصعيد العنصريّة ضدّ اللاجئين السوريين درّت من الشعبيّة أقلّ كثيراً مما استنزفته سنوات العهد التعيس. شتائم الشارع لباسيل فاقت الشتائم التي طالت سائر السياسيين المشتومين. وأخيراً، جاء انفجار مرفأ بيروت ليكرّس وضعيّته كقيّم على أعمال نظام مجرم بحقّ اللبنانيين، خصوصاً منهم المسيحيين المقيمين في محيط المرفأ. التشاطُر بات قاتلاً لصاحبه. لعبُ دور الضحيّة لا ينفع هنا كثيراً، كما لا ينفع التشبّه بأوروبا أو بالبيئة أو بالمحيط الأطلسي أو بالصين أو بإيران. هؤلاء المتضرّرون من دونالد ترمب والمراهنون على جو بايدن إمّا يملكون ما يقايضون به وإمّا يملكون ما يُدافَع عنه. جبران باسيل بالمقارنة، وزنه ضعيف جداً.

 

التجربة السلبية لرئاسة ميشال عون

رامي الريس/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2020

بعد مرور عام على ثورة السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) التي اجتاحت شوارع العاصمة اللبنانيّة بيروت وسائر المناطق الأخرى، هل يمكن الوصول إلى استنتاج بأن لبنان بلد عصي على الإصلاح؟ وهل يمكن القول إن الدولة المرتجاة منذ عقود لن تولد، بل ستبقى رهينة النزاعات الإقليميّة التي تعكس نفسها على الساحة المحليّة؟ لقد سبق اندلاع هذه الثورة مجموعة من التحركات الشعبيّة العفويّة خلال السنوات المنصرمة، لعل أبرزها كان في عام 2015 عندما خرجت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام الطائفي والمذهبي الذي تُبنى على أساسه كل التوازنات الميثاقيّة والدستوريّة والسياسيّة، وهو النظام الذي كان من المفترض أن يكون مؤقتاً، إلا أنه في لبنان «كل مؤقت دائم»؛ ليس فقط لغياب الإرادة السياسيّة بالمبادرة إلى التغيير، إنما أيضا لرفض التخلي عن مواقع النفوذ التي يكرّسها هذا النظام، ويولد جزراً سياسية ومحميّات طائفيّة سرعان ما تنمو وتكبر وتحصل على الدعم الخارجي وتصبح أقوى من الدولة المركزيّة.

إن دوران فائض القوّة على الأطراف السياسيّة اللبنانيّة حوّل الساحة المحليّة إلى حقل تجارب للدول الكبرى والإقليميّة الفاعلة والمؤثرة فيها. كما أن الخلافات العميقة بين اللبنانيين أنفسهم حول هويّة الدولة ودورها وموقعها في المنطقة وسياستها الخارجيّة والدفاعيّة أضاف إلى قوّة اللاعبين المحليين على حساب الدولة.

لعنة ضعف الدولة التي رافقت الكيان الفتي منذ نشأته بتوقيع فرنسي في الأول من سبتمبر (أيلول) 1920 (إعلان الجنرال الفرنسي غورو ولادة دولة لبنان الكبير)، لا تزال تتفاقم. ثمة قوى بالكاد تعترف بوجود الدولة، وتكاد لا تستعين بها إلا عند الضرورة القصوى، عندما يستعصي عليها معالجة أمور ناسها بقوتها الذاتيّة، تحوّل الأمر إلى الدولة. ولكن، لماذا تتعطل كل آليات المحاسبة والمساءلة من ضمن أطر المؤسسات الرسميّة التي أنشئت لتقوم بدورها؟ ولماذا لا تطبق القوانين الكثيرة التي صدرت لمكافحة الفساد؟ من الواضح أن بعض الأطراف اللبنانيّة صارت تتفنن باستيلاد التشريعات في حركات فولكلوريّة فارغة الهدف الوحيد منها إبعاد الشبهات عنها، وإيهام الرأي العام أنها تقود معركة الإصلاح، بينما هي منغمسة في كل أشكال الهدر والفساد في مختلف القطاعات.

مسيرة الإصلاح لا يمكن لها أن تنطلق من دون قضاء مستقل. إنه الممر الإلزامي والحتمي والوحيد الذي يمكن من خلاله وضع المدماك الأول والأساسي للتغيير المنتظر. ولكن كيف يمكن الحديث عن تغيير عندما يماطل، لا بل بالأحرى يمتنع، رئيس الجمهوريّة الذي أقسم على احترام الدستور والسهر على تطبيقه، عن توقيع مراسيم التشكيلات القضائيّة لمجرّد عدم موافقته على إزاحة قاضية «تخصه» من منصبها! إنها الزبائنيّة السياسيّة التي يدّعي رئيس الدولة محاربتها والعمل على استئصالها!

كيف يمكن توقع إحداث تغيير جدّي في الممارسة السياسيّة الراهنة عندما يشارك رئيس الجمهوريّة الأطراف الأخرى في تفريغ المبادرة الرئاسيّة الفرنسيّة من مضمونها، من خلال دخوله شريكا في لعبة المحاصصة الوزاريّة مستمكلاً مساره السابق الذي ورثه تياره السياسي عبر الاستشراس في سبيل الاستئثار بالحقائب الوزاريّة، بدل أن يكون الناظم الأساسي للحركة السياسيّة التي تؤدي إلى ولادة حكوميّة سريعة تعيد إنتاج الثقة في الداخل والخارج، توقف الانهيارات المتتالية في الاقتصاد والمجتمع، وتضع الحلول المطلوبة على السكة.

لو أن رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة ترّفع من اليوم الأول لانتقاله إلى القصر الرئاسي عن المطالب والحصص، وارتقى في أدائه وسلوكياته وممارساته إلى الموقع الذي يمنحه إياه الدستور والعرف اللبناني، بأن يكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، وأن يلعب دور الحكم بينهم يفصل في خلافاتهم، يقرّب وجهات النظر فيما بينهم، ويجترح الحلول من الآفاق المقفلة بدل أن يساهم في إقفال المنافذ المفتوحة.

لو أن رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة تمنّع عن إغراق نفسه، ومعه الرئاسة بما كانت تمثله من هيبة ووزن وثقل سياسي، في لعبة المحاصصة، فجّر معه إلى هذا الأداء كل مكونات الطبقة السياسيّة ودفعها لسلوك مسارات مختلفة تراعي المصلحة الوطنية العليا، نابذاً كل من يقف في طريقها ومعريّاً كل من يعترضها أمام الرأي العام والتاريخ. ولكن هل للرئيس أن يطلب من الآخرين التعفف بينما هو منغمس في اللهاث خلف الحصص والمغانم؟ لو أن رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة لم يكن «قويّا» كما يفاخرون، لربما كان استطاع أن ينسج خيوط التفاهم بين مختلف شرائح المجتمع السياسي اللبناني، وتمكن من الحفاظ على التوازنات الداخليّة الدقيقة التي في كل مرة تختل مرتكزاتها، تدخل البلاد في موجات من العنف أو التعطيل والشلل، بالحد الأدنى. لو أن رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة طبّق 10 في المائة من الشعارات والعناوين الشعبويّة التي رفعها طوال الحقبة السابقة لانتخابه لكرسي الرئاسة الوثير، لكان دخل التاريخ من الباب العريض. أما الحقيقة المرّة، فهي أنه سيدخل التاريخ من الباب الخلفي، وهو الباب المخصص لذوي التجارب المأساوية بحق شعوبهم. يكفي انفجار مرفأ بيروت. كان الرجل يعلم أن ثمة مواد خطرة ومتفجرة مخزنة في أحد عنابره، لكنه لم يقم بما كان يجب أن يقوم به. ثمة أمور «أكثر أهميّة»، وفي طليعتها، توفير مستلزمات الوراثة السياسيّة التي لطالما ادعى محاربتها! إنه «الإقطاع الجديد».

 

هذه الأخبار ستظل معنا بعهد بايدن...

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2020

أذكر لكم جملة من الأخبار الحاصلة خلال الأيام القليلة الماضية، يعني بعد القول بفوز جو بايدن بالرئاسية الأميركية، واحتفالات الديمقراطيين وكثافة الضخ الإعلامي، رغم غضب الجمهوريين وأنصارهم من هذا السلوك «المستعجل»، لكن لا شأن لنا بذلك.

نعرض لهذه الأخبار بعيد وأثناء الاحتفالات الديمقراطية بمرشحهم «الرئيس» بايدن... الخبر الأول؛ طلب المدعي العام، نايجل بافواس، في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري الحكم بالسجن المؤبد لعنصر «حزب الله» سليم عياش المدان قبل 3 أشهر. يذكر أن المحكمة الدولية وجَّهت في سبتمبر (أيلول) 2019 تهمتي «الإرهاب والقتل» لمشاركته في 3 اعتداءات أخرى، استهدفت سياسيين من عام 2004 إلى 2005، وهي الجرائم المشهورة؛ جبران تويني، وجورج حاوي، وبيير الجميّل، والوسامين عيد والحسن، ووليد عيدو، ومحمد شطح... إلخ. الخبر الثاني؛ أعلنت وكالة الأنباء النمساوية، يوم الجمعة الماضي، أن وزيري الداخلية والاندماج في البلاد أمرا بإغلاق «مساجد متطرفة» بعد هجوم فيينا الدامي الذي راح ضحيته 4 أشخاص.  الخبر الثالث؛ داهمت الشرطة الألمانية منازل ومحال تجارية لـ4 أشخاص مرتبطين بالهجوم الداعشي على فيينا. وذكرت الشرطة الفيدرالية الألمانية، أيضاً الجمعة، أن وحدة مكافحة الإرهاب فتّشت أماكن في أوسنابروك وكاسل، ومقاطعة بينيبرغ القريبة من هامبورغ، حسب «أسوشييتد برس». ثمة أخبار أخرى، حصلت هذه الأيام «البايدنية» أيضاً، مثل سلسلة عقوبات على نظام بشار الأسد وبعض رجاله ومموّليه، وعقوبات على نجم التيار العوني المسيحي اللبناني، جبران باسيل، بسبب شغله لصالح «حزب الله» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، وخرج باسيل يرغي ويزبد قبل يومين، وأخيراً قلق وخوف يعتري أرباب النظام الإيراني بعد الحديث عن دفعة جديدة وقاسية من العقوبات الأميركية عليهم. إن شئنا تكثيف هذه الأخبار في عنوان واحد، فهو الغرب والعالم يوالي الضربات على جماعات «الإخوان» وإيران وأتباعهم وعملائهم. هذا المشهد، وهذه المعركة، ستظل معنا بعض الوقت، وبسبب جشع وشراهة الجماعات الإخوانية ومتفرعاتها، والخمينية ومتفرعاتها، سينهشون من لحم الديمقراطية الغربية بنهم و«ضبعية»، وستنتج عن ذلك غزوات و«اجتهادات» «داعشية» و«قاعدية» خارجة عن خطة ساسة الجماعتين، لـ«تمكين» الجماعتين من مفاصل النظام الغربي، حتى تحين لحظة الإفصاح عن «الرسالة» الحقيقية، ولا بأس بمخادعة «الغرب الكافر الساذج»، في نظرهم، فالحرب خدعة في نهاية المطاف. بعبارة أخرى، الحكومات الغربية المتراخية، سذاجة، أو لؤماً، ستجبر على خوض المواجهة مع هذه الجماعات إجباراً، وهي مواجهة تتجاوز الشق الأمني البحت إلى الجانب السياسي والثقافي... وهذا بالضبط، العالم الذي سيجده بايدن ونائبته أمامهم، وعليهما التعامل معه.

 

هل راهنت طهران على ترمب؟

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2020

تعددت تعليقات القيادة الإيرانية على نتائج الانتخابات الأميركية، إذ قال موقف مرشد الجمهورية علي خامنئي إنَّ «سياستنا تجاه الولايات المتحدة سياسة مدروسة ومحددة لن تتغير بمجيء وذهاب الأشخاص»، وما عبرت عنه صحيفة «خراسان» المتشددة والمدعومة من بيت المرشد، على صفحتها الأولى: «ذهب العدو غير المقنع وأتى العدو المقنع»، أما رئيس الجمهورية حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف فكانا أكثر مرونة وعبراً عن فرصة تفاوض ممكنة مع الإدارة الأميركية الجديدة، لكنهما أيضاً استخدما لغة فوقية وتحدثا عن شروط مسبقة، وكأن طهران هي التي تضع عقوبات اقتصادية قاسية على الولايات المتحدة...

في الظاهر تبدي بعض دوائر القرار في طهران ارتياحها الحذر من انتخاب بايدن، لكن في الباطن تخفي حسرتها على خسارة فرصة التفاوض مع ترمب في ولايته الثانية، فالقيادة الإيرانية كانت تراهن على تكرار تجارب سابقة مع إدارات أميركية كانت أكثر مرونة في ولاية الرئيس الثانية، وتكون عادة جاهزة لحصد مكاسب استثماراتها السياسية والاستراتيجية في الولاية الأولى، وتسيل الأرباح من خلال عقد الصفقات والتسويات، والتجربة الإيرانية مع بوش الابن وأوباما في الولاية الثانية كانت تدفع بها إلى الرهان على ولاية ترمب الثانية. فبوش الابن الذي عدّها جزءاً من «محور الشر» في ولايته الأولى، ذهب في ولايته الثانية إلى حد التسليم بهيمنتها على العراق، وتخفيف الضغط على حلفائها في سوريا ولبنان. أما أوباما الذي فرض عليها أقصى العقوبات وأعلن تأييده ثورة الشعب السوري، فكان همه الوحيد في ولايته الثانية توقيع اتفاق تاريخي معها يُكتب في سجل إنجازاته، لذلك قام بغض الطرف عن عملية القمع التي تعرضت لها «الثورة الخضراء»، ولم يعترض على سلوكها المزعزع لاستقرار العراق وسوريا ولبنان واليمن.

المريب في تعاطي إيراني مع إدارة ترمب في الأشهر الـ6 الأخيرة قبل موعد الانتخابات، أنها مارست انضباطاً كاملاً ولم تقم بأي احتكاك قد يؤدي إلى تصعيد جدي مع إدارته، فالهجمات التي كانت تشنها فصائل مسلحة تابعة لها في العراق ضد القوات الأميركية وقوات التحالف، أو الصواريخ التي كانت تطلق على محيط السفارة الأميركية، قد توقفت نهائياً مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، أما المفاجأة؛ فقد جاءت من بيروت حيث وافق الثنائي الشيعي «حزب الله» و«حركة أمل» على تفاوض الحكومة اللبنانية مع الكيان الإسرائيلي وعلى ترسيم الحدود البحرية فقط بعد 10 أعوام من الرفض ووضع شروط عدة كان أبرزها تلازم مسار الترسيم براً وبحراً. اللافت في تلك المرحلة أنه منذ أن أعلن رئيس «حركة أمل» نبيه بري عن مفاوضات الترسيم، توقفت وزارة الخزانة الأميركية عن فرض مزيد من العقوبات على المسؤولين اللبنانيين، وتحسنت لغة وزارة الخارجية الأميركية مع الطبقة السياسية، أما على الصعيد الأمني؛ فقد توقفت الضربات الجوية التي كان الطيران الحربي الإسرائيلي يشنها ضد أهداف إيرانية في سوريا، كما أن «حزب الله» حافظ على هدوء حدود لبنان الجنوبية. في أكثر من مناسبة، لمح ترمب إلى أنه على استعداد لتوقيع اتفاق مع إيران بعد الانتخابات الرئاسية، وهذا ما راهنت عليه طهران، لكنها الآن خسرت نيّات تفاوضية متبادلة مع واشنطن، وعليها أن تعود إلى نقطة الصفر، فالتفاوض مع إدارة في ولايتها الثانية أسهل بكثير من التفاوض مع إدارة في ولايتها الأولى، خصوصاً أن الإدارة الجديدة أكثر تمسكاً بدور مؤسسات الدولة وأجهزتها، بعد 12 سنة من تسلط البيت الأبيض على قراراتها، حيث من المستحيل أن يعود فريق جو بايدن إلى الاتفاق النووي السابق كما هو، وعلى الأرجح أن الإدارة الجديدة ستنطلق من حيث انتهت الإدارة السابقة، أما طهران فسوف تذهب إلى المفاوضات تحت وطأة عقوبات قاسية من المحتمل أن يفرض مزيد منها من قبل إدارة ترمب في أسابيعها الأخيرة، كما أن طهران تعاني فراغاً سياسياً وأمنياً يؤثر على قدرتها التفاوضية بعد مقتل قاسم سليماني.

 

«الترمبية» من دون ترمب

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2020

لم يكن خروج الرئيس الأميركي الخامس والأربعين من الرئاسة الأميركية خروجاً سهلاً، بل اكتنفه ما يليق به من ضجيج قضائي حول صحة حساب الأصوات الصحيحة في الولايات الأميركية التي ازدحمت كلها بأعلى مرات التصويت ربما في التاريخ الأميركي كله.

كان فتح الأبواب للتصويت العام بوسائل متنوعة، أهمها البريد سبباً مباشراً في سبق 102 مليون من المصوتين إلى العملية الانتخابية، والتي عندما حدثت كان عليها التعامل مع جميع أنواع التصويت، إضافة إلى القلق والانزعاج على صدور النتيجة، والإلحاح المتوقع من وسائل الإعلام العالمية كلها على معرفة النتيجة والحسابات المستندة إليها مزعجاً وزاعقاً. ولأول مرة منذ طرقت الأراضي الأميركية لأول مرة عام 1977 لم أستمع إلى ضرورة فضيلة «الصبر» كما استمعت إليها خلال يوم التصويت على الرئاسة الأميركية وما أعقبه من أيام وأحداث. أياً ما كانت أو سوف تكون من نتائج لتلك الأيام المثيرة، فإن إقامة دونالد ترمب في البيت الأبيض خلال السنوات الأربع لن تمر مرور سحابات الصيف التي لا يلاحظها أحد وسط زرقة السماء ساعة صيف. الناحية الظاهرة للرجل هي شخصيته غير العادية التي جاءت من عالم رجال الأعمال والمليارديرات إلى دنيا السياسة باقتحام صارخ لا يدخل في حساباته أصول الكلام وآدابه، ولا يهتم كثيراً بصيغ مكتوبة منمقة، وإنما يهرب منها إلى تلقائية لافتة للسمع والبصر.

كان ترمب شخصاً ورئيساً كما سوف يظهر في كتب التاريخ لا يهتم كثيراً إلا بتلك الإرادة التلقائية داخله التي تريد البقاء على الساحة الإعلامية طوال الوقت بالعداء المستمر لأجهزة إعلامية، والجاهزية الدائمة للجلوس معها خصوماً أكثر من الأصدقاء. وأثناء تحضير كتاب بوب وودورد الأخير «الغضب» الذي قام على تسع ساعات من المقابلات المتفرق على 17 لقاءً تليفونياً ومباشراً، فإن الجملة المتكررة كانت دائماً ترجمتها المهذبة هي أنني أعلم أنك لن تكتب عني أمراً طيباً، ولكنني سوف أقص عليك على أي حال. كان ترمب مثل الفراشة التي تقترب من الكاتب الماهر وهي تعلم أنها معرضة للحريق.

ولكن ترمب لم يكن فقط الشخصية التي كان عليها، أو الشخصية التي قبلتها جماهير كثيرة رغم كلماتها الحادة، وأفعالها التي لا يقبلها الفضلاء، وطرقه التي ليست دائماً مستقيمة؛ وإنما كان قائداً لحركة كبيرة لتغيير ما هو سائد وما سارت فيه أميركا منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم السابق على دخوله إلى البيت الأبيض. الفلسفة الديالكتيكية أو الجدلية تقول بأن تقابل الأضداد هو سبيل التطور، حيث يخرج منها المركب الذي يأخذ البشر إلى مراحل أخرى من التطور. «الترمبية» هي تلك الأفعال التي قام بها دونالد ترمب خارجة من رحم المشروع الأميركي الليبرالي من أجل تطور الولايات المتحدة والعالم من ورائها، لكي تقف في وجهه بغية الذهاب إلى طريق أخرى ومرحلة أخرى من التاريخ. هي مجمع الأقوال والأفعال التي قام بها ترمب لكي يضع مرآة هائلة أمام العالم الليبرالي الأميركي لكي يرى فيها حقائق غير سارة وصادمة، ويطرح أسئلة صعبة وجارحة. غض النظر ضروري عن الألفاظ وحدّتها التي بدأت مع نزوله في مبنى «ترمب» على هذا السلم الكهربائي المثير مع زوجته الحسناء لكي يرشح نفسه للرئاسة الأميركية في عام 2015، ولم تكن ألفاظه التي وصف بها الأميركيين من أصول لاتينية مجرد ألفاظ جاذبة لحالة من الهلع الإعلامي الذي وضعه في دائرة الضوء على مدار الساعة، وإنما كانت طرحاً لسؤال جوهري: هل الأمة التي قامت على الهجرة إلى العالم الجديد سوف تستمر في استقبال المهاجرين إلى الأبد؟ أم أنه آن لها النضج الذي يجعلها مثل غيرها من العالم المتقدم التي تضع حسابات لمن يهاجر إليها. ما بقي من قضية الهجرة من أحاديث عن الحائط والحالمين وغيرهم كان محض تفاصيل، ولم يكن السؤال فقط يعبّر عن سياسات معارضة لما هو سائد، وإنما طرح لقضية في صميم الوجود الأميركي ومستقبله الذي كان لا بد من تغيير مساره الجاري إلى مسار آخر تصبح فيه أميركا «عظيمة» مرة أخرى.

لم يكن سؤال الهجرة هو السؤال الوحيد الذي يطرح أقداراً مضادة لما سار عليه الحلم الأميركي الليبرالي، ولكن كانت هناك أسئلة أخرى مضادة للمسائل الأميركية كافة التي يقع في مقدمتها ما هو مثالي وليبرالي وببساطة «الصحيح السياسي أو POLITICAL CORRECTNESS. كانت الأسئلة المضادة متعلقة بالتدخل العسكري الأميركي في الخارج بقدر ما هي موجهة إلى الرعاية الصحية في الداخل؛ والمشاركة في أعمال المنظمات الدولية متعددة الأطراف بقدر ما هي موجهة إلى مسألة القانون والنظام في أميركا. لم يكن ذلك بالضرورة استدعاء لأزمنة قديمة صعبة ومظلمة بقدر ما كان استجابة لواقع اقتصادي واجتماعي وضع مساحات واسعة من المجتمع الأميركي في موضع الغربة والاستغراب والكتمان في آرائه وتفضيلاته، لتجنب الاتهام بالرجعية والعجز عن التعاطف مع الآخرين وخلل وظائف التسامح. «الترمبية» كانت في جوهرها استجابة لمشاعر ومطالب قاعدة اجتماعية ظلت مخلصة ووفية في المهرجانات السياسية وأمام صناديق الاقتراع حتى اللحظة الأخيرة.

المدهش أن ظهور دونالد ترمب على ساحة الولايات المتحدة سرعان ما أظهر تياراً عالمياً له قوة اندفاع هائلة. الاتحاد الأوروبي الذي كان جزءاً رئيسياً من ظاهرة «العولمة» ومثالاً تاريخياً على الهندسة الإنسانية للنظام الدولي بحيث تنتهي فيه الحرب والمنازعات والحروب؛ بات عليه أن يواجه الخروج البريطاني – بريكست - عبر عملية سياسية لا تقل إثارة عما فعله ترمب على الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي. أصبحت شخصيات مثل بوريس جونسون في بريطانيا، ومودي في الهند، وبوليسنارو في البرازيل عنواناً عالمياً على توجهات سياسية مناقضة لما يسير عليه العالم، وكانت «الترمبية» حاملة البيرق في المقدمة. هل كانت أزمة «كورونا» هي التي وضعت النهاية لهذه الظاهرة حينما وضعتها أمام اختبار هائل لا قبل لها به وهي في أول الطريق الذي تساقط فيه بالمرض الزعيم السياسي الواحد بعد الآخر للدلالة على فساد القضية؟ الجدل التاريخي لا يعمل بهذه الطريقة؛ لأن عملية التناقض والتركيب بين المتناقضين تظل عملية أزلية لها تفاصيلها وعوارضها وأجزاؤها الزمنية والمادية. والحقيقة أننا لا نتخلص مما سبق بمجرد وصول ما لحق، وإنما نصبح أمام تركيبات جديدة لعل مكانها هذه المرة أيضاً الولايات المتحدة ذاتها. «الترمبية» لن تكون غائبة أبداً عن الرئيس الأميركي مهما كان اسمه أو حزبه السياسي. المحطات الرئيسية في التاريخ الأميركي سواء بعد ثورة الاستقلال، أو الحرب الأهلية، أو الحروب العالمية الساخنة والباردة، أو في أعقاب قانون الحقوق المدنية في الستينات من القرن الماضي كلها كانت تفاعلات بين الماضي والحاضر والقادم الذي تبشر به تكنولوجيات لم يعرفها بشر من قبل. لم تكن مداعبة ترمب لـ«تويتر» محض صدفة، بل كانت ترجمة لعملية جدلية تاريخية أعلنت فيها «الترمبية» عن نفسها.

 

إدارة بايدن المقبلة والعالم العربي

مينا العريبي/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2020

عند إجراء كل انتخابات رئاسة أميركية يتم طرح سؤال في عواصم العالم كافة؛ «ما تداعيات فوز هذا المرشح علينا؟». وبينما ينشغل الأميركيون بالنظر إلى أفضل سياسات المرشحين الداخلية، ويعاينون شخصياتهم، ينهمك الساسة والمحللون في الخارج في دراسة مواقف المرشحين تجاه الشؤون الخارجية، ويدرسون الفرق المخصصة للسياسات الخارجية خلال فترة الانتخابات. من الطبيعي أن يُكرس كل هذا الانتباه لانتقال السلطة في القوة العظمى في العالم حتى إن كانت الحملات الانتخابية مركزة على القضايا الداخلية.

والآن، بعد الإعلان عن فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية تتجه الأنظار إلى سياساته وفريق عمله، مع التكهن حول الخطوات الأولى التي من المتوقع أن يتخذها لدى وصوله للبيت الأبيض نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل. وقد أوضح نيته العودة إلى اتفاق باريس للمناخ وإعادة العلاقات مجدداً مع منظمة الصحة الدولية، بعد أن انسحب الرئيس الحالي دونالد ترمب منهما. وعلى الرغم من أن العالم العربي يتساءل عن سياساته تجاه المنطقة تحديداً، هاتان الخطوتان مهمة بالنسبة للمنطقة وللعالم. فمن دون تنسيق دولي جدي للحد من تداعيات وباء «كوفيد 19» والتنسيق لمواجهة التغيير المناخي، مستقبلنا جمعياً مهدد.

تاريخ بايدن في مجلس الشيوخ الأميركي وترؤسه للجنة العلاقات الخارجية في المجلس يعني أنه سيهتم بالشؤون الخارجية، ولكن وقته سيكون ضيقاً، ما يحدّ من قدرته على الخوض في تفاصيل تلك السياسات. كما أن من دون شك، الرئيس الأميركي المقبل سينشغل أولاً بوباء «كوفيد 19» وسبل معالجة تبعاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما أن نتائج الانتخابات أكدت مجدداً مدى الشرخ في المجتمع الأميركي، ولذلك سيكون الرئيس الجديد منشغلاً بالشؤون الداخلية ولفترة طويلة. هناك واقع لا يمكن نكرانه، الشعب الأميركي لا يريد الانخراط في حروب جديدة، ولا أن تظهر بلاده في مقدمة عمل دولي. الهمّ الأول والأخير للناخب الأميركي الوضع الداخلي، وهناك 70 مليون ناخب صوتوا لصالح ترمب، وعلى بايدن والديمقراطيين وضعهم في الحسبان عند إدارة البلاد.

لذلك اختياره فريق الشؤون الخارجية في غاية الأهمية، خاصة أنه من المتوقع أن يعيد الحيوية لوزارة الخارجية التي تراجع دورها في عهد الرئيس ترمب. يتم تداول أسماء كثير من الشخصيات المعروفة في الأوساط الديمقراطية لتتولى مناصب رفيعة المستوى في الإدارة، على رأسها مسؤولون عملوا في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. ولكن تفيد مصادر أميركية أن هناك وعياً لدى هؤلاء بأن العالم قد تغير خلال السنوات الماضية السابقة، وأن هناك بعض الإخفاقات في سياسات إدارة أوباما، الأمر الذي اعترف الرئيس أوباما نفسه به خلال مقابلة مع «فوكس نيوز» قبل أن يغادر البيت الأبيض، عندما قال إنه أساء التخطيط لحقبة ما بعد سقوط معمر القذافي في ليبيا.

الملفات الليبية والسورية والفلسطينية كلها تنتظر تحركات الرئيس الجديد. لكن الأبرز بالطبع سيكون الملف الإيراني والتوسع الإيراني في العراق ولبنان وسوريا واليمن. وقد أوضح الديمقراطيون أنهم يريدون إبرام اتفاق مع إيران، ولكن السؤال هو ما شكل هذا الاتفاق وكيف سينعكس على العالم العربي. الإجابة تعتمد على السياسات التي سيتم اتباعها في الدول العربية التي تعاني من التدخل الإيراني. على سبيل المثال، لقد تولى بايدن الإشراف على ملف العراق خلال رئاسة أوباما ولعب دوراً مفصلياً في القرار الأميركي لدعم نوري المالكي بتولي رئاسة الوزراء بعد انتخابات عام 2010. على الرغم من فوز إياد علاوي بعدد أعلى من الأصوات في البرلمان. ذلك القرار التاريخي غيّر مسار العراق. كما أن بايدن كان ضد التدخل في سوريا؛ حيث كان ينظر للتطورات فيها بعد عام 2011 على أنها «صراع طائفي» وليس ثورة شعبية. لقد أوضح بايدن خلال مداخلات مقتضبة خلال الحملة الانتخابية أنه على علم بمدى التوسع الإيراني الحالي، لكنه كان حذراً ولم يوضح كيف سيتعامل مع هذا الملف، وإذا كان قد تعلم أي دروس من الحقبة الماضية.

هذا الإيضاح سيعتمد على عاملين؛ الأول فريق بايدن الذي سيقود العلاقات الخارجية، والثاني كيف تتعامل العواصم العربية النافذة مع الإدارة الجديدة. فيما يخص العامل الأول، هناك شخصيات قديرة في فريق بايدن من بينهم جيك ساليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن عندما كان نائباً للرئيس، الذي كان هو وويليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأميركي حينها، أول من خاض المفاوضات السرية مع الإيرانيين. وساليفان يؤمن بأنه من الضروري التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين حول برنامجهم النووي، وهذا كان في صميم عمله. لكنه أيضاً يؤمن بأنه من الضروري العمل على مسار موازٍ للحد من التدخل الإيراني في المنطقة. في حال كانت كفة ساليفان وبيرنز هي الأقوى في الإدارة الجديدة، ستكون هناك فرص للتوصل إلى حلول مجدية.

لقد تعرفت على عدد من هؤلاء المسؤولين خلال عملي في واشنطن مديرة مكتب «الشرق الأوسط» أثناء فترة إدارة أوباما الأولى. وكانت لي فرصة التعرف على طريقة تفكير جيك ساليفان بشكل أدق خلال التحاقي بجامعة «ييل» حيث كان يدرس مادة «السياسة الأميركية والقانون الدولي». أظهر خلال تلك المحاضرات معرفته الدقيقة بالقانون الدولي وأهمية الأعراف والمعاهدات الدولية، لكنه أيضاً أظهر وعياً للثغرات في بعض السياسات الأميركية، وخاصة بعضها التي اتبعتها بلاده هذا القرن. هذه المعرفة والخبرة ستكون مهمة خلال الفترة المقبلة من عمله السياسي الذي يتوقع أن يتوج بمنصب رفيع المستوى في إدارة بايدن. هناك شخصيات أخرى بين النخب الديمقراطية أقل حماسة للتوصل إلى اتفاق موسع يشمل التصرفات الإيرانية في المنطقة، مثل إنتوني بلينكون، نائب وزير الخارجية الأميركي السابق، وفي حال توليه منصباً يؤثر من خلاله على السياسة الأميركية في المنطقة، ستكون إيران مرتاحة أكثر.

كل هذه القضايا يمكن للساسة والمحللين في العالم العربي أن ينظروا إليها ويدرسوها رغم قلة تأثيرهم عليها. لكن الأمر الذي يمكنهم أن يؤثروا فيه هو طرح مقترحات فعلية واستراتيجية على الإدارة الجديدة. بايدن سيبحث عن حلول سريعة وسيرغب في الظهور بأنه أنجح من سلفه في التوصل إلى حلول ملموسة. لا شيء في المنطقة سهل؛ مما يصعّب الخروج بحلول سريعة للشرق الأوسط، لكن طرح خريطة طريق أو رسم مسارات للحوار والتفاوض سيكون له تأثير إيجابي، وقد يحدث تغييراً يفيد جميع الأطراف.

 

كيف يمكن تحرير مسلمي فرنسا من الارتهان للإسلام السّياسي؟

احمد نظيف/النهار العربي/11 تشرين الثاني/2020

أعادت الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تعرّضت لها فرنسا، وما سبقها من جدل جديد قديم في الرسوم المسيئة للنبي محمد، وما لحقها من إنزال تركي وسط ساحة الصراع لتأجيجه، الروح في خطابات الأطراف المتطرفين على الساحة، سواء من جهة اليمين الفرنسي المتطرف أم من جهة جماعات الإسلام السياسي المتوثّبة للعب أدوار الوصاية على المسلمين والإسلام معاً. في المقابل، تبقى الكتلة الضخمة الصامتة من المسلمين الفرنسيين المقدّرة أعدادهم الرسمية بنحو خمسة ملايين، وبنحو ثمانية ملايين مسلم بحسب أرقام غير رسمية، ساكنةً مستسلمةً لتسليم زمام أمرها الى مجموعات إسلامية سياسية لتمثيلها في مواجهة خطاب اليمين الفرنسي، وفصلها عن وسطها الاجتماعي الفرنسي، الذي اختارته بإرادتها وهي شديدة الوعي بقيمه وقوانينه العلمانية.

وفي الوسط، تحاول إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون، أن تمسك العصا من وسطها، غير قادرة على وضع اليد على مكمن الداء الحقيقي. في خطابه الأخير خلال تأبين مدرّس التاريخ صامويل باتي قال ماكرون بصراحة إن الإسلام "يعاني أزمةً" ثم فصّلها في مناسبات أخرى بأنها أزمة سبّبتها التيارات الإسلامية المتطرفة، واضعاً بعض مقترحات لتجاوز هذه الأزمة. لكن السؤال الحقيقي يبقى هو: ما مدى قدرة أي سياسات حكومية على تجاوز هذه الأزمة، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن هذه السياسات نابعة من سلطة تمنعها مبادئها العلمانية من التدخل في الشأن الديني سلباً أو إيجاباً، في مواجهة قطاعات واسعة من المسلمين والإسلاميين الذين يعتقدون جازمين بوجود "مؤامرة ضد الإسلام" في ذهنية متكاملة من التفسير التآمري للتاريخ كرّستها جماعات الإسلام السياسي وورثتها عن تيارات قومية طبعت الثقافة والفكر في العالم الإسلامي لعقود طويلة؟

 بيد أن أي محاول لتجاوز الأزمة، أو "إصلاح الإسلام الفرنسي"، بعبارة ماكرون، لا بد لها من أن تنطلق من ثلاثة اعتبارات، أو تصل اليها لها ختاماً:

أولاً، يجب الاعتقاد، خلافاً لما يريد ترويجه طرفا اليمين في فرنسا، اليمين الفرنسي وجماعات الإسلام السياسي، من أن الإسلام لا يمكن أن يتوافق مع مبادئ العلمانية والجمهورية، بأن الإسلام كغيره من الأديان قادر، اعتقاداً ونصاً وطقوساً، على التوافق والانسجام تماماً مع قيم العلمانية والجمهورية والحداثة. وعليه، يجب السعي الى تقديم قراءة جديدة للإسلام بعيداً عن محاولات احتكاره من الإسلام السياسي أو محاولات وصمه بالتخلف من اليمين المتطرف الفرنسي. وذلك من خلال حزمة من البرامج البحثية والإعلامية، لا فقط الاعتماد على المقاربة الأمنية، فقد حان الوقت للكف عن اعتبار ملف المسلمين في فرنسا ملفاً أمنياً تعالجه وزارة الداخلية وحدها.

ثانياً، وفي ضوء ما يجري اليوم من هجمات إرهابية – مدانة بكل الأحوال والأشكال – وكذلك من سياسات رسمية تريد إصلاح الإسلام وإخراجه من "أزمته" في مقابل تعنت من جماعات الإسلام السياسي والتمترس خلف "منهج التآمر" والقول بأن مؤامرة تحاك ضد الإسلام، فإننا نعتقد يقيناً أن الإسلام يمر قطعاً بأزمة، لكنها ليست أزمة دين بقدر ما هي أزمة تديّن، أي أنها أزمة مسلمين تحوّلوا أسرى لدى الجماعات التي تدّعي تمثيل الإسلام داخل فرنسا، وتختطف طائفة بكاملها من أجل تحقيق برنامجها السياسي بعيداً عن عقائد المسلمين ومعتقدهم الفردي. لذلك فإن أي محاولة إصلاح يجب أن تكون منصبّةً حول فكرة رئيسية وهي أن الحلّ لهذه الأزمة لا يمكن أن يكون مسقطاً من عند الدولة - كما فعلت إدارة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عندما شكلت مجلساً للديانة الإسلامية قائماً على المحاصصة الطائفية والعرقية - بل نابعاً من عموم المسلمين من خلال منع هذه الجماعات من ادعاء تمثيلهم والتحدث باسمهم، وذلك يحتاج إلى جهد غير مسبوق لبث الوعي في صفوف مسلمي فرنسا بشتى الوسائل. ثالثاً، وانطلاقاً من الاعتبار الأول في تقديم قراءة جديدة للإسلام تكون منسجمة مع قيم العلمانية والجمهورية، وكذلك من الاعتبار الثاني في تحرير عموم المسلمين من هيمنة جماعات الإسلام السياسي والحركي، ستكون مهمة تحرير الإسلام الفرنسي من الولاءات الخارجية من بين أهم أهداف أي برنامج إصلاح. الإسلام في فرنسا ليس فرنسياً خالصاً كما هي الحال في الدول المسلمة، بل أصبح أداة في يد دول تريد أن تلعب بعقائد المسلمين لتحقيق مصالح سياسية داخل فرنسا أو لخوض حروب مع فرنسا، ولعل المثال التركي اليوم أكبر دليل على حجم الاختراق والتوظيف الذي وقع داخل النسيج الإسلامي الفرنسي، اذ أصبحت الجاليات العرقية والطوائف مجرد أدوات للسياسات الخارجية للدول، الأمر الذي يتعارض تماماً مع مبدأ الإيمان الحر، من جهة، ومبادئ المواطنة والاندماج، من جهة أخرى. وللأسف قامت السياسات الحكومية لتنظيم الإسلام في فرنسا، خلال السنوات الماضية، على تكريس هذه القسمة بين الدول المؤثرة، بدعوى عدم تدخل الدولة في الدين لتفسح المجال لتدخّل دول أخرى، فتحوّل مجلس الديانة الإسلامية إلى كونغرس تتمثل فيه الدول من خلال المنظمات والجمعيات التي تدعمها بالمال وبرامج التدريب، لينسحب هذا التقسيم على صفوف المسلمين ويقف حاجزاً أمام أي عملية اندماج داخل المجتمع الفرنسي.

 

اتفاق ناغورنو كراباخ: الكل ربح... عدا أرمينيا!

سركيس قصارجيان/النهار العربي/11 تشرين الثاني/2020

طوى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الجانبان الأرميني والأذري برعاية روسية فجر الثلثاء الماضي، المرحلة الثالثة من الحرب بين البلدين معلناً هذه المرة انتصار باكو، بعد إقرار انتصار أرمينيا في الهدنة الأولى عام 1994، وترسيخ حالة الأمر الواقع في الثانية عام 2016. فيما يتشارك الجميع بالنتيجة ذاتها المتمثلة بعدم الوصول إلى حل نهائي للأزمة التي مضى على اندلاعها أكثر من 32 عاماً.  اعتُبر الاتفاق في توقيته ومضمونه "مفاجئاً" بالنسبة إلى العديد من المتابعين، خصوصاً الأرمن، ودليلاً على التحول الجذري في سير "الصراع الإثني" برأي المجتمع الدولي، والوطني بالنسبة إلى أذربيجان والوجودي بالتوصيف الأرميني، والذي جاء أصلاً كنتيجة لتغيّر التموضعات الجيوسياسية في القوقاز في شكل خاص والإقليم عموماً.

 روسيا المحايدة وإيران الحذرة

 منذ انطلاق شرارة الحرب في 27 أيلول (سبتمبر)، اعتمدت وسائل الإعلام والمحللون السياسيون على فرضية التحالفات التقليدية في شرح الحوادث وتوقع مآل الصراع "بين أرمينيا المدعومة من موسكو في شكل صريح ومباشر، وطهران من خلف الكواليس، وأذربيجان المدعومة تركياً"، كتكرار لمشهد التحالفات في الحرب الأولى التي انتهت بانتصار ساحق لأرمينيا عبر سيطرتها على ناغورنو كراباخ (أرتساخ باسمه الأرمني) ومساحات كبيرة من الأراضي الواقعة خارج حدود الإقليم، مع تحديث بسيط مبني على توقعات "لميول غربية وأميركية إلى الموقف الأرميني بناء على نهج الانفتاح على الغرب الذي اتبعه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان" بعد تسلمه منصبه غداة "ثورة برتقالية" قبل عامين ونصف العام في بلد ذي نظام الحكم البرلماني.  لكن الأيام اللاحقة وصولاً إلى العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أي عند التوقيع على الاتفاق، أثبتت عدم صحة خريطة التحالفات "البالية" تلك. بقيت روسيا على موقفها "المحايد" واستمرت في تأدية دور الوسيط في الأزمة، وأكدت إيران ضرورة استرجاع أذربيجان للأراضي المحتلة، وإن تكن شددت على الحل السلمي عبر المفاوضات، في موقف أقرب إلى "الدبلوماسية المثالية"، فيما اكتفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المنشغل بأزمة رسوم "شارلي إيبدو" وتصريحاته التي أعقبتها أعمال إرهابية في فرنسا وأوروبا، ببيانات الدعم والمساندة لأرمينيا، شأنه شأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنشغل بالانتخابات.  أما على الجانب الآخر، فإن الدعم التركي لأذربيجان ظهر في شكل واضح ومباشر أكثر من قبل، عبر الجنود على الأرض وطائرات الـ "أف-16" ومسيّرات بيرقدار من الجيل الخامس في الجو، إضافة إلى عنصر المفاجأة الآخر بالنسبة إلى أرمينيا، والمتمثل بنقل المرتزقة من مناطق سيطرة أنقرة في شمال سوريا.  في تصريح لـ "النهار العربي" رأى الصحافي محمد محسن، الذي غطّى جزءاً من المعارك في إقليم ناغورنو كراباخ، أن الحياد الروسي "ناتج من التبدل الذي طرأ منذ استعادة روسيا دورها في المنطقة. ورأت موسكو أن انحيازها لطرف ضد آخر قد يستدرج انحياز دول أخرى إلى جانب أذربيجان وهذا لا يناسب روسيا ودورها، الذي يعتمد على أن تكون الضامن لأي ستاتيكو في المنطقة، ومصلحتها مع كل الأطراف وليس مع طرف ضد آخر".

 وأضاف محسن: "هناك تحسن طرأ على العلاقات الروسية - التركية، وتمثّل ذلك ببيع منظومة صواريخ أس-400 لتركيا، كما تسعى روسيا للحفاظ على تركيا المتنافرة مع حلف الناتو، اضافة إلى المصالح الروسية - التركية في سوريا، وبالتالي فإن أي موقف موضوعي أو وسطي من أزمة كراباخ يفيد هذا السعي، وفي المقابل فإن وقوفها إلى جانب أرمينيا في شكل واضح وفج سيؤدي إلى تراجع هذه العلاقات ما قد ينعكس بنتائج سلبية على صراعات أخرى في مناطق أخرى".

 وشدد محسن على المصالح الروسية - الأذرية عبر "الاتفاق المتقدم جداً" بين البلدين في مؤتمر الدول المشاطئة لبحر قزوين عام 2018، والقاضي بمنع أي نفوذ أجنبي في هذه المساحة المائية ومحيطها الغني بموارد الطاقة، وهو ما التزمت به أذربيجان، "وبالتالي فإن أي موقف روسي معادٍ لأذربيجان في قضية ناغورنو كراباخ كان سيؤثر في الاستقرار الذي وجد في بحر قزوين في السنتين الأخيرتين"، وقد يحرمها أيضاً من الاستفادة من هذه المنطقة التي لها مستقبل مهم ومن مواردها.

 وكشف محسن، الذي تابع أيضاً المسار السياسي للأزمة في أرمينيا خلال الأسابيع الماضية، عن "كلام سمعه في يريفان حول توجس روسي من الحكم الأرميني منذ 2018، وميوله نحو الغرب، وهو معطى لا يناسب الروس"، لذلك كانت هناك رسالة روسية أيضاً من خلال هذا الموقف مفادها أن "الغرب لا يمكن أن يحمي أرمينيا، وإن التحالف مع موسكو هو الوحيد الضامن الوحيد لأمن يريفان".

 وافق محسن في الرأي الأكاديمي الأرميني، هاغوب مقديس، المحاضر في "أكاديمية الإدارة العامة في جمهورية أرمينيا"، والذي رأى أن "الموقف الروسي المحايد مرده أسباب عدة من بينها الرد على رغبة حكومة باشينيان في الانفتاح على الغرب والتقرب بعلاقاتها أكثر من أوروبا والولايات المتحدة، والمصالح الاقتصادية الروسية مع باكو خصوصاً في ما يتعلق بخطوط نقل الغاز، والتغيّر في السياسة الروسية في شكل عام".

 أما عن الموقف الإيراني، فقد رأى محسن أن "لإيران أسبابها بأن تبقى وسيطة بين أرمينيا وأذربيجان، منها النسبة الكبيرة للقومية الأذرية داخل المجتمع الإيراني وبالتالي فهي ملزمة على الأخذ بالاعتبار هواجس تلك القومية من أي موقف إيراني منحاز لأرمينيا".

 واختصر محسن الموف الإيراني بالقول: "جربت إيران أن تمارس دوراً لا يؤدي إلى خسارة أرمينيا، التي ترتبط معها بشبكة مصالح مشتركة، مع الحرص على تفادي أي توتر داخلي أخذة في الاعتبار عامل التواجد الإسرائيلي في أذربيجان، لذا فقد حاولت مسك العصا من المنتصف".

 ورأى محسن أنه "لا يمكن إيران أن تمارس الدور الذي تتولاه روسيا، فهي رغم محاولاتها، لا يمكن أن تكون وسيطاً بين أذربيجان وأرمينيا وذلك لأسباب عدة أهمها: وجود مجموعة مينسك المكونة من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وهي دول ذات نفوذ أقوى منها، وتدخل روسيا في الأزمة بثقل كبير، والموقف التركي الداعم لأذربيجان وبالتالي طهران ليست في وارد الوقوع في مشكلة مع تركيا، أحد متنفساتها الوحيد ضد العقوبات الأميركية، لذا فهي معنية بالحفاظ على موقف أقرب لتركيا منها لأرمينيا في الفترة الحالية".

 وبحسب محسن، فإن هذا الاتفاق "بما يعنيه من انتصار أذري مسبوق بموقف إيراني داعم لباكو يريح إيران من ناحية ضمان عدم تفاقم المعركة والاشتباك العسكري في هذه المنطقة، وبالتالي ابتعاد فرضية تمدد الحرب إلى الداخل الإيراني، وقيام الديموغرافيا الأذرية داخل إيران بالانتفاض أو الاعتراض ضد الدولة، ولكنه يقلق إيران من ناحية تحول روسيا إلى الضامن الأساسي للاستقرار في المنطقة وتراجع الدور الإيراني إلى ما بعد الدور الروسي والتركي، إضافة إلى تمدد أذربيجان في جغرافية جديدة أوسع على الحدود الإيرانية وما يعني ذلك من موطئ قدم جديد لإسرائيل للتجسس عليها".

 حسابات الفوز والخسارة

 لا شك في أن أذربيجان هي الرابح الأكبر من هذا الاتفاق، فهي من جهة استعادت السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، واستطاعت الربط بين "الوطن الأم" وإقليم ناخيتشيفان ذات الحكم الذاتي، إضافة إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع أنقرة. كما أن هذا الانتصار سيريح الرئيس الأذربيجاني الهام علييف ولو لفترة قصيرة من الضغوط الداخلية والتظاهرات المطالبة باستقالته، وهو الذي ورث الحكم، الذي يمارسه بطريقة عائلية بمشاركة زوجته وأولاده، عن أبيه.

 في المقابل، يمكن اعتبار أرمينيا الخاسر الأكبر من الاتفاق، فهي إضافة إلى خسارتها "لأراضيها التاريخية"، وروح الانتصار الذي لازم شعبها طوال السنوات الثلاثين الماضية، وتداعيات تبعات الحرب على اقتصادها الهش، دخلت في أزمة استقرار في الداخل، الذي انتفض ضد رئيس الوزراء "الخائن" بحسب فئة كبيرة من الشعب، مقابل فئة أخرى مدافعة عن باشينيان وخياره. أما على مستوى الجيران، فإن السيناريو الأمل بالنسبة إلى إيران في حل قضية ناغورنو كراباخ كان عبر طاولة مفاوضات تتواجد حولها مع كل من طرفي الصراع وروسيا، أكثر من أن تكون دولة مهنئة لجيرانها، لكن تسوية النزاع بجهود إقليمية من دون تدخل واشنطن، حتى وإن لم تكن هي طرفاً في صياغتها، تعتبرها إيران ربحاً أهم من خسارتها لعائدات الترانزيت بين إقليم ناخيتشيفان الأذربيجاني ذات الحكم الذاتي وأذربيجان، بعد فتح معبر عبر جنوب أرمينيا يربط بين الطرفين كما نص عليه الاتفاق الأخير.

 وتبدو تركيا رابحة أيضاً من خلال كسب طريق بري يربط أنقرة بباكو عبر ناخيتشيفان ومنها إلى العمق الآسيوي في الدول ذات الشعوب من أصول تركية، ما يعني تقوية أردوغان صاحب الخطاب القومي التركي داخلياً، وتأمين أول انتصار عسكري له مقابل انتكاساته الدبلوماسية والميدانية في كل من ليبيا وسوريا وشرق المتوسط. ولا ننسى الدعاية التي حظيت بها المسيرات التركية، بفضل فاعليتها في الحرب الأخيرة ضد الأهداف الأرمينية.

 ويمكن اعتبار روسيا أكبر الرابحين الإقليميين، حيث تمكنت من إلغاء أي فرضية في المستقبل لتواجد قوات غربية جنوب القوقاز، التي تربط كلاً من إيران وتركيا بآسيا الوسطى، وغدت الجهة المشرفة على إمدادات الطاقة من بحر قزوين بفضل قواتها العسكرية المنتشرة في المنطقة، إضافة إلى إبعاد أذربيجان وأرمينيا عن الغرب كضمانة لعدم تعرض أي منهما لخسائر مستقبلية.

 

"حزب الله" يستأثر بالجزء الأكبر من "إقتصاد الظل" في لبنان...توجد دورة إقتصادية تسمى "السوق المشرقية" تشمل إيران والعراق وسوريا ولبنان

طوني بولس/انديبندت عربية/11 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92294/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%b3-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%a3%d8%ab%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%a8/

يعود تاريخ الاقتصاد الموازي في لبنان إلى عشرات السنوات الماضية، ويربطه البعض بنشأة "حزب الله" في ثمانينيات القرن الماضي، حين بدأ تكوينه بتمويل إيراني من خارج المؤسسات الرسمية اللبنانية، تبع ذلك إنشاء مؤسسات اجتماعية واستشفائية وتعليمية رديفة لتنظيمه العسكري، مما جعله يتطلع نحو توسيع مداخيله المالية لتتناسب مع تعاظم دوره الداخلي والإقليمي. وفي مناسبات عديدة أعلن أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، أن كل أمواله ورواتب عناصره وميزانيات مؤسساته تأتي من إيران.

وتشير أرقام صندوق النقد الدولي إلى أن المعدل الوسطي لاقتصاد الظل في لبنان عام 2015 بلغ نحو 31.58 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، الذي تقدّره إدارة الإحصاء المركزي بـ 49.9 مليار دولار. ويعني ذلك أن 15.8 مليار دولار تُنتج محلياً (خارج الاقتصاد الوطني) كمعدل وسطي سنوي، ولا تخضع لأية ضريبة، مع العلم بأن هذه التقديرات متحفظة جداً، كونها لا تشمل الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية غير القانونية، مثل ما يرد حول تورط الحزب بزراعة الحشيشة وتجارتها والتهريب عبر الحدود اللبنانية - السورية.

"الكوريدور" الايراني

في موازاة ذلك، تشير بعض المصادر القريبة من "مصرف لبنان المركزي" إلى أن حجم الاقتصاد الموازي يتجاوز الـ 50 في المئة من الاقتصاد اللبناني في عام 2020، مع استفحال الأزمة الاقتصادية وتحول العمليات التجارية إلى سوق النقد، مع الشح الحاصل في العملات الأجنبية، مشيرة إلى أن السوق الموازية تتخطى الحدود اللبنانية بحيث بات يطلق عليها اسم "السوق المشرقية"، نظراً إلى وجود دورة اقتصادية متكاملة غير شرعية يقيمها "حزب الله" في لبنان، بالارتباط مع النظام السوري وميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق وصولاً إلى طهران عبر "الكوريدور" (الممر) البري الذي يصل سواحل المتوسط بإيران.

وكشفت المصادر عينها أن الكتلة المالية النقدية التي تدور في هذا السوق تقدر بـ 17 مليار دولار، وهي تمول نشاط "حزب الله" في لبنان وبعض حاجات النظام السوري وميليشيات "الحشد الشعبي" العراقي و"الحرس الثوري" الإيراني. وأضافت أن "تراجع تأثير مؤسسات الدولة لا سيما تجاه ضبط الحدود البرية والمنافذ الشرعية البحرية والبرية، أدى إلى تنام سريع للسوق الموازية على حساب السوق الرسمية التي باتت في وضع حرج ودقيق، في حال لم تُجر السلطة السياسية سلسلة إصلاحات عاجلة لتقويض الأسواق غير الشرعية، وتفعيل الرقابة على عمليات الاستيراد والتصدير وحصرها بيد المؤسسات المعنية، إضافة إلى وقف الهدر في موازنات الدولة والبدء بتقليص حجم الاستدانة". وشددت المصادر على أن "هذه السوق تخلق فوضى كبيرة، وهي كالفطريات تنمو على حساب المؤسسات التي تعمل بشكل شرعي في القطاع الخاص، وتخلق سنوياً آلاف فرص العمل للمواطنين".

 حفلات فنية لدعم الحزب

من ناحيته، يرفض السياسي المقرب من "حزب الله" حسام مطر كل الاتهامات الموجهة ضد الحزب في ما يتعلق بمصادر تمويله، مؤكداً أن 90 في المئة منها يصل من إيران من ضمن الموازنة المخصصة لمواجهة إسرائيل إضافة إلى "تبرعات وهبات من متمولين يؤمنون بخط الحزب وهم "من جميع الطوائف بما فيهم سنّة ومسيحيين"، مشيراً إلى أن بعض الفنانين من مختلف الطوائف يحيون حفلات فنية لدعم حزب الله.

ويشدد على أن كل الأرقام والتحليلات المرتبطة بموازنة "حزب الله" التي تنشرها مراكز أبحاث وصحف دولية غير دقيقة وبعيدة كل البعد من المنطق، موضحاً أن الحزب يعتمد سرّية مشددة على أرقام موازنته "حتى كبار المسؤولين فيه لا يعلمون تفاصيل عنها أو عن المصاريف".

وفيما يتعلق بحصول الحزب على تمويل يعتمد على تبييض الأموال وتجارة المخدرات قال مطر:"بعض الصحف العالمية تحاول تصوير الحزب كأنه دولة توازي قوة الدول الإقليمية الكبرى وأن لديه شبكات منتشرة حول العالم يديرها وتؤمّن مداخيل هائلة تكاد تصل إلى موازنات الدول"، معتبراً أن كل ذلك يهدف الى ضرب صورة "المقاومة" أمام الرأي العام المحلي والدولي.

السيطرة على المصرف المركزي

في السياق ذاته، صرحت الباحثة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حنين غدار، أن "حزب الله" الذي يقود الاقتصاد الموازي في لبنان "يسعى إلى السيطرة أيضاً على القطاع المصرفي الرسمي وتجييره لمصلحة المحور الإيراني". وأوضحت غدار أن "الحزب بدأ هجومه عبر تعيين حلفائه في أربع مناصب مالية رئيسة، وهي مناصب نواب الحاكم، إضافة إلى مراكز عالية أخرى في لجنة الرقابة المصرفية التي تشرف على العمليات اليومية للمقرضين الخاصين، في ظل سيطرت الحزب على وزارة المالية"، مضيفة أن "الحملة على الحاكم رياض سلامة التي يقودها الحزب بالتنسيق مع حليفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، تستهدف استكمال السيطرة على القطاع المصرفي، ولو كلف ذلك عقوبات أميركية على القطاع المصرفي اللبناني".

وأكدت غدار أن "ما يريده الحزب وحلفاؤه هو استبدال النظام المالي والمصرفي بنظامه الموازي القائم على الاقتصاد النقدي، ومن شأن ذلك أن يمكن الحزب من السيطرة على النقد الموجود حالياً في أيدي الشعب اللبناني بالكامل، والذي يقدر بـ 6 مليارات دولار أميركي، إضافة إلى 7 مليارات ليرة لبنانية. كما سيساعد ذلك الحزب على أن يصبح المستورد الرئيس للبضائع في لبنان ومعظمها من إيران وسوريا"، مشيرة إلى أن "الترويج لفكرة بيع احتياطات النقد الأجنبي للبلاد، والتي تشمل 13 مليار دولار من الذهب المخزن في بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك، تهدف إلى خلق فرص هائلة لتحويل بعض الأموال إلى الحزب وحلفائه".

في سياق متصل، وصف الكاتب السياسي علي الأمين الوضع في لبنان، بأنه "ثنائية الدولة ودويلة "حزب الله" التي أصبحت تسيطر على الدولة بشكل كامل، إذ إنه خلال السنوات الماضية تمكن الحزب من التغلغل في المؤسسات الأمنية والعسكرية، وبات يتحكم في السياسة الخارجية والدفاعية، ما أثر سلباً في الاقتصاد"، مشيراً إلى أن "تأثير دويلة حزب الله على كل خيارات لبنان أسهم في تراجع العلاقات اللبنانية – العربية بشكل طاول الجانب الاقتصادي والمصالح المشتركة".

ولفت الأمين إلى أن "الدويلة طورت دور جمعية "القرض الحسن"، وهي مؤسسة مالية كبيرة تابعة لحزب الله، باتت أشبه بمصرف مركزي لمنظومة الحزب المالية، التي توسع دورها تدريجاً لتصبح المركز المالي الأول للبيئة الشيعية، وباتت تستحوذ على كميات ضخمة من الذهب كونها ترهن الذهب في مقابل قروض مالية ميسّرة. وترتبط بها مجموعة كبيرة من الصيارفة الذين يشترون العملات الأجنبية من الأسواق المحلية، على سعر السوق السوداء الذي يتجاوز حالياً الـ 7 آلاف ليرة لبنانية، وذلك خلافاً لتعاميم المصرف المركزي التي تلزم الصيارفة التداول وفق سعر المنصة الرسمية أي 3900 ليرة للدولار الأميركي".

لكن حسام مطر، اعتبر أنها "جمعية خاصة ولا علاقة تنظيمية لها مع الحزب، وأن دورها يقتصر على مساعدة المواطنين في الحصول على قروض متوسطة مقابل رهن الذهب كونها تعمل وفق الشرع الإسلامي."

الصراف الآلي الخاص بـ "الحزب"

وأسس "حزب الله" جمعية "القرض الحسن" عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وتم ترخيصها من وزارة الداخلية اللبنانية عام 1987. وعلى الرغم من مزاولتها العمل المصرفي، إلا أن تلك الجمعية غير مدرجة على لائحة المصارف المرخصة من "مصرف لبنان". وتشير المعلومات إلى أن "الحزب" يخصص للجمعية موازنة كبيرة، ويسلم بعض رواتب منتسبيه من خلالها.

وأشارت مصادر إعلامية لبنانية إلى أن المؤسسة استحدثت أخيراً خدمة الصراف الآلي (ATM)، وبدأت اعتمادها في بعض فروعها المنتشرة على الأراضي اللبنانية، مضيفة أن "بطافة الصراف الآلي تقدم للمشترك تسهيلات عدة، ومنها سحب الأموال بالدولار الأميركي للعملاء الذين يملكون حساباً بالدولار"، مما طرح تساؤلات كبيرة حول تأمين السيولة في وقت تُقلص فيه المصارف اللبنانية خدماتها، وتضع سقوفاً منخفضة على السحوبات بالعملة اللبنانية والدولار.

 "أموال تنقذ لبنان"

وتتهم تقارير محلية ودولية "حزب الله" بإدارة الاقتصاد الموازي من خلال مؤسسات وجمعيات اجتماعية وتعاونيات استهلاكية، وبعض شركات إنتاج الألبان والأجبان وشركات تصنيع المطاط وتجارة السيارات، إضافة إلى أساس هذا الاقتصاد المرتكز على تجارة السلاح والمخدرات وتبييض الأموال، الذي أسهم في استنزاف احتياطي "مصرف لبنان" من العملات الصعبة، عبر جمعها من البنوك والأسواق لتلبية حاجاته، وكذلك تهريب سلع مدعومة من مصرف لبنان مثل المحروقات والقمح بقيمة 4 مليارات ونصف المليار دولار تقريباً إلى سوريا، عدا ما يُشترى من معدات حديثة من أوروبا تطلبها طهران، وتدفع في مقابلها أسلحة ومواد عينية تعادل قيمتها 2.5 مليار دولار سنوياً.

إلا أنه في المقابل، اعتبرت الصحافية الاقتصادية رنا سعرتي أن "الاقتصاد غير الشرعي أنقذ لبنان". وقالت، "يتساءل كثيرون كيف صمد لبنان اقتصادياً ومالياً حتى اليوم، على الرغم من أن كل مؤشراته الاقتصادية في علم الأرقام والاقتصاد تدل على أن البلد مفلس ومنهار اقتصادياً ووقع في الهاوية"، موضحةً أن "صمود الاقتصاد ليس صدفة أو بسبب سياسات اقتصادية ومالية ناجعة، بل هناك "اقتصاد ظل" يوازيه ويبلغ حجمه حوالى 13 مليار دولار سنوياً، أي ما نسبته 23 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الرسمي".

نموذج طائرة "كوتونو"

من جهة أخرى، أفاد الباحث في المؤسسة الدولية للمعلومات محمد شمس الدين بأن "حجم التحويلات المالية الفعلي إلى لبنان يبلغ حوالى 21 مليار دولار، علماً أن الرقم الرسمي الذي يصرّح عنه مصرف لبنان يبلغ ما بين 7 إلى 8 مليارات دولار، يتم تحويلها عبر القنوات الرسمية، في حين أن هناك حوالى13 مليار دولار إضافية تدخل لبنان نقداً ولا تمرّ عبر المصارف أو مراكز تحويل الأموال، ومن ضمنها أموال شرعية للعاملين خارج لبنان وأخرى غير شرعية".

وأشار شمس الدين إلى أن أموال "حزب الله، لا يتم تحويلها إلى لبنان بل تأتي نقداً محملة من قبل أفراد معينين".

ورأى شمس الدين أن "الرقم الرسمي المعلن لتحويلات المغتربين اللبنانيين والذي يبلغ حوالى 7 مليارات دولار، ليس رقماً نهائياً لأن هناك تحويلات إضافية لا تمر عبر القنوات المصرفية، وبالتالي فإن هذا الرقم فعلياً أكبر من ذلك، والدليل هو أن طائرة كوتونو التي سقطت عام 2003 وراح ضحيتها عدد من اللبنانيين، كانت تحمل على متنها ما بين 300 و400 مليون دولار، وبالتالي يفضل اللبنانيون العاملون في دول أفريقيا وأميركا نقل الأموال نقداً إلى لبنان، إضافة إلى تحويلات السوريين والعمال الأجانب".

 

خلفيّة اللاتوازن اللبنانيّ

منى فياض/النهار العربي/11 تشرين الثاني 2020

الأوضاع والأحداث في المجتمعات تشتغل عموماً وتتطور على شكل منظومة مترابطة وبتأثيرات متبادلة بين أطرافها كافة، لكن أكثر ما ينطبق هذا التوصيف على منطقتنا ذات التاريخ الممتد والعلاقات المتشابكة سياسياً ودينياً وإتنياً وثقافياً. وعلى رأي عالم الاجتماع العراقي علي الوردي الذي يؤكد استحالة فَهْم المجتمع في وضعه الراهن من دون الرجوع إلى الأحداث التي مرّت به في عهوده الماضية، والتي يجد أنّ لكلٍّ منها تأثيره، القليل أو الكثير، في السلوك الحالي للناس في المجتمع، وفي تفكيرهم.

أزمات متراكبة

من هذا المنطلق، تكون أزمة لبنان الراهنة سابقة للخلل الحاصل منذ 2005 وحتى الآن. فعلى خلفية توقف الحرب العسكرية مع اتفاق الطائف وعدم حصول مراجعة ومصالحات بين الأطراف الداخليين المتحاربين، ومع وجود الاحتلال الإسرائيلي حتى التحرير في عام 2000 وحتى ما قبل عام 2005، استمر الصراع بأشكال أخرى. لكن اغتيال رفيق الحريري في 2005 غيّر المعادلة وفجّرها، فانكشفت العلاقات داخل السلطة وبرز الانقسام الداخلي العمودي انطلاقاً من انتفاضة 14 آذار (مارس) وخروج الجيش السوري، مروراً بحرب صيف 2006 وغزوة 7-8 أيار (مايو) (المجيدة)، وصولاً الى الاعتصام الشهير الذي عطّل البلاد لأكثر من عام ونصف عام. وزاد في تظهيرها ما حصل عام 2011 عند التغيير المشهدي في الأكثرية النيابية – من دون انتخابات - وفرض الأقلية حكومتها؛ ما أدى بالاختلال الحاصل الى طريق مسدود فتعطلت آليات السلطة إلا في حال الرضوخ للأقوى.

لذا، لا يمكننا أن نفصل أي أزمة قد نعاني منها الآن عن مشكلة ازدواجية السلطة بوجود فئة داخلية مسلحة وتطبّق الأمن الذاتي في مناطقها، وصل معه الأمر الى وجود دولة داخل الدولة لها مناطقها الأمنية وسياستها الخارجية المخالفة لسياسة الحكومة.

ومن هذا المنظار أيضاً، لا يمكن أن تتم معالجة الأمور أو فهمها من زاوية واحدة، لكن بالنظر اليها من جوانب عدة في الوقت نفسه ....

إذاً أزمة لبنان الراهنة سابقة على الحرب السورية؛ لكن الثورة السورية عرّتها تماماً وكشفت مزاعم دور "حزب الله" كمقاومة بعد التحرير وكشفت مذهبيته الفاقعة – عند رفع شعار "حماية المقامات الشيعية" – واضطر في النهاية للاعتراف بالدفاع عن النظام المستبد؛ فازدادت المشكلة اللبنانية تعقيداً، بعد تحوّل الثورة السورية السلمية الى حرب، على وجهين: تورط "حزب الله" في الحرب السورية وانكشاف تبعيتها المطلقة لإيران، ثم مشكلة النزوح السوري وتداعياتها على الوضع الداخلي المأزوم أصلاً، وعلى التوازنات الدقيقة بين الطوائف، إضافة الى سؤال الهوية الذي طرحه اللجوء على الضيف والمضيف. وصولاً الى تفجّر الوضع تماماً منذ 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2019.

كل ذلك على خلفية الصراع المذهبي المكشوف بين السنّة والشيعة على خلفية صراع قومي: عربي - إيراني. وأخيراً دخل المكوّن التركي.

 خلفية عامة

يفترض عادة أن يشكل الشعور بالتهديد عامل وحدة داخلية في المجتمعات المتعددة، كما أن التوترات الدولية تساعد على التوافق داخل الدول الصغرى. لكن في لبنان نجد العكس؛ إذ لحصول ذلك ينبغي أن تنظر جميع مكوّنات المجتمع الى التهديدات على أنها خطر مشترك كي تنتج منها الوحدة، وإلا فإنها تؤدي الى تفاقم الوضع؛ ذلك أن الطوائف، ومنذ إرساء النظام اللبناني وتشكّل الدولة الوطنية في ظل الصراع بين القوى الكولونيالية التي عملت على تعجيل انهيار الدولة العثمانية المتهالكة من خلال "حماية الأقليات" والتدخل في شؤونها؛ اعتادت هذه الطوائف اللجوء الى طرف خارجي، إما لتحصيل حقوقها مقابل الخصم من طائفة أخرى، وإما لحماية نفسها منه: دخول الفلسطيني عام 1969 ومن ثم السوري منتصف سبعينات القرن الماضي ومن ثم الإسرائيلي. والآن الهيمنة الإيرانية بفضل مكوّن داخلي: "حزب الله".

والسؤال الممكن طرحه دائماً: هل كان الوضع الداخلي سيهتز فيما لو كانت الظروف الإقليمية المحيطة مختلفة أو مستقرة؟

كل ذلك على خلفية خللين:

 الخلل الأول، يعود للظروف التي أحاطت بالاستقلال ولموقع لبنان الخاص الجيو سياسي في المنطقة وارتباطه العضوي بمحيطه العربي ولموقعه الخاص الجيو سياسي في المنطقة. فبعد الاستقلال بخمس سنوات، وقبل أن تتركز أوضاع الدولة الوطنية الناشئة تعرّضت لترددات الزلزال الذي سُمّي "نكبة"، وأقصد احتلال فلسطين وإعلان دولة إسرائيل، ما تسبّب بأزمة اللاجئين، التي عدا المشكلة الأولى التي تمثلت بأعباء استيعاب أعدادهم الكبيرة، نشأ خلل آخر على مستوى التوازنات الطائفية الداخلية الدقيقة (فغالبية اللاجئين هم سنّة)، وقدومهم تسبّب بالهجرة الداخلية الكثيفة، لسكان الجنوب ذي الغالبية الشيعية، من الريف (بخصوصيات سكانه) نحو بيروت، جراء انقطاع تواصل السكان الاقتصادي والاجتماعي مع فلسطين من جهة، ومنافسة اليد العاملة الفلسطينية الرخيصة من جهة أخرى. نتجت من ذلك توترات اجتماعية تقليدية ريف – مدينة، لكنها في لبنان اتخذت طابعاً مذهبياً ودينياً، لأن غالبية النازحين من الجنوب من الشيعة الأفقر. نتجت من ذلك أيضاً إعادة تأجيج الشعور المزمن بالحرمان، ومقولة الحرمان الشيعي، (التي تجد جذورها في ممارسات السلطنة العثمانية وسياساتها التعسفية تجاه الملل والمذاهب الأخرى)، وما ترتّب عليها لاحقاً. الخلل التأسيسي الآخر كان قد فرض اتفاق القاهرة عام 69 على لبنان وتداعياته على خلفية انتماء لبنان العربي، وتجاذب العلاقة بين لبنان "الديموقراطي" والأنظمة العربية ذات الطابع الأمني – العسكري والاستبدادي على تنوعاته ودرجاته وعجزه عن القيام بمهماته القومية التي نشأ على أساسها. سمح الاتفاق للفلسطينيين ـ السنّة ـ بحق العمل العسكري من جنوب لبنان مع ما عناه ذلك من رمي ثقل القضية الفلسطينية على لبنان، الطرف الأضعف في النظام العربي.

لكن ما كان يمكن تحقيق ذلك لولا خط الانقسام اللبناني الداخلي الذي يجعل من المسلمين ميالين الى القضايا العربية، بينما يميل المسيحيون الى الغرب وفرنسا خصوصاً. فاختل التوازن الداخلي الهش ووضع الفئتين في مواجهة بعضهما بعضاً، ومن ثم تدخل النظام السوري وانفجرت الحرب الأهلية.

لكن لا بد من الإشارة هنا، بالإضافة الى هذا الانقسام السياسي ذي الطابع الديني، الى انقسام آخر على المستوى الاقتصادي – الاجتماعي، إذ إن المسيحيين كانوا أيسر حالاً وأفضل تعليماً عموماً، مقابل المسلمين الأفقر على وجه الإجمال مع نوع من التخصيص في نوع الأعمال الممارسة للطرفين.

وذلك على خلفية جمود النظام اللبناني الذي أوصلت اليه ممارسات المارونية السياسية التي رفضت التخلي عن امتيازاتها عشية الحرب الأهلية.

أزمة الدولة الوطنية في المنطقة عموماً

وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن أزمة الدولة في لبنان هي جزء من أزمة الدولة الوطنية الفاشلة التي نشأت في مرحلة ما بعد الاستعمار في المنطقة العربية، فلم تستطع النهوض بالمهمات التي وضعتها لنفسها: تحرير فلسطين والتنمية والديموقراطية، ناهيك بالوحدة العربية التي بدت البديل الذي يعوّض الصدمة والجرح الناتجين من انهيار الإمبراطورية العثمانية وتفككها ونهاية أسطورة "الخلافة الإسلامية". ظلّت هذه الدولة التي تأسست عقب الحقبة الكولونيالية تبحث عن شرعية تقع خارجها. والمفارقة هي أن الدولة العربية المعاصرة نُظر اليها باسم الوعي القومي، على أنها مجرد مرحلة موقتة (من هنا اعتبار الدول العربية مجرد "أقطار") وخطوة تحضيرية أو شر لا بد منه بانتظار تأسيس الدولة القومية العربية الموحدة. ناهيك بالحنين الى الأمة الإسلامية الجامعة. من هنا جاذبية داعش مثلاً ومطالبته بالدولة الإسلامية!! نتجت من ذلك المفارقة الآتية: في الوقت الذي قامت الدولة على شرعية ناقصة وأحيانا مفقودة نهائياً، فإن السلطة هي التي تكفّلت على طريقتها تجاوز الإشكالية البنيوية للدولة الوطنية العربية المتعلقة بالإشكالية الشرعية. وبدل أن تبحث عن شرعيتها في تحقيق الديموقراطية والتنمية، لجأت الى الشرعية الوحيدة المتوافرة لديها كسلطة، وهي شرعية العنف المتوجّه إلى الداخل. ومن هنا نجد أن الطابع الغالب على الدولة الوطنية العربية هو كونها دولة أمنية مستبدة بامتياز، أفقرت شعوبها وقمعتها. إضافة الى أن منها من بحثت عن الشرعية عبر استخدام الدين غطاءً برغم "علمانيتها" المفترضة كحالة مصر التي اعتمدت على "الإخوان" أيام السادات، أو عبر سحق "الإخوان" باسم العلمانية لقمع الشعب كما في سوريا.

اعتبار لبنان نموذجاً "للكيان المصطنع"

وأكثر ما تجسدت لا شرعية الدولة – الأمة او الدولة – الوطنية في دولة لبنان الذي ظل لفترة قريبة ينظر اليه كأكثر "الكيانات اصطناعاً"؟! وإذا ما بحثنا عن السبب في استسهال إلصاق صفة "الاصطناع" هذه ربما لن نجد سوى صغر مساحته واختلاف تجربته!! ذلك أن الدول المجاورة، بخاصة الجمهورية السورية التي تشكلت بعده، لم يكن لها أي شرعية إضافية على شرعيته. وما يساعد أيضاً على ذلك اقتناع بعض أبنائه بهذه الصفة والالتحاق الدوري لطائفة من طوائفه وتبعيتها وولائها التامين لدولة خارجية، للاستقواء والهيمنة، تارة باسم القومية وتارة باسم الدين وأخرى باسم المذهب.

طبعاً كل ذلك يخضع الآن لمراجعة فرضتها طلائع ثورة 2017 بخلفية وطنية اجتماعية لم تأخذ مداها بعد.

 

نص الرسالة التي وجّهها الدكتور فيليب سالم إلى الكونغرس الأميركي ويدعوه فيها إلى مساعدة لبنان وإنقاذه من الإنهيار والتفكّك

الدكتور فيليب سالم/الجمهورية/11 تشرين الثاني/2020

وجّه الدكتور فيليب سالم اخيراً رسالة إلى الكونغرس الأميركي يدعوه فيها إلى مساعدة لبنان وإنقاذه من الإنهيار والتفكّك، وهذا نصّها بالعربية.

مرَّت 100عام منذ أن أعلن الجنرال الفرنسي هنري غورو عن قيام دولة لبنان الكبير في أيلول (سبتمبر) 1920. ومع ذلك، لم يستطع الشعب اللبناني الإحتفال بالذكرى المئوية لهذه المناسبة، لأنّه ما زال يتعافى من الإنفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) الذي يُعَدُّ من بين أكبر الإنفجارات في العالم، إلى جانب تلك التي وقعت في القرن الفائت كهيروشيما وناكازاكي وتشرنوبيل.

عانى الشعبُ اللبناني بشكل مؤلم من أهوال الحرب والتفجيرات والكوارث الأخرى، ولكن أكثر من أي واحدة أخرى، كانت هذه الكارثة مُدَمّرة، لأنّه كان من السهل تجنّبها. لقد تمّ تخزين 2750 طناً من نيترات الأمونيوم، التي انفجرت في مرفأ بيروت، منذ العام 2014. كان كل مسؤول حكومي تقريباً، بمَن فيهم رئيس الجمهورية، على علمٍ بالخطر المُحتَمَل، لكنهم جميعاً اختاروا الصمت. خافوا كلّهم من غضب صاحب الشحنة. لكن مَن كان هذا؟ مَن كان بإمكانه تخزين مثل هذه الكمية الهائلة من المتفجرات في مرفأ بيروت لمدة 6 سنوات بينما ظلّ مجهولاً طوال ذلك الوقت؟

سواء كان الإنفجار نتيجةَ إهمال أم عن عمد، فهو بلا شك جريمة بحق الشعب اللبناني وجريمة ضدّ الإنسانية. لقد دفعت هذه الكارثة شعب لبنان إلى اليأس لأنّها كانت تتويجاً لـ62 عاماً من الحروب والصراعات والدمار، في أرضٍ كان يُشار إليها سابقاً بـ«سويسرا الشرق».

تمّ تقليص دولة لبنان الكبير إلى دولةٍ صغيرة ضمن الدولة الأكبر لميليشيا «حزب الله» المدعومة من إيران. ولكن، لم يكن «حزب الله» السبب الوحيد لهذا التراجع. كان الفساد الهائل والحكم السيئ وعدم الكفاءة وعدم الولاء للبنان من الأمور المساهمة الرئيسة الأخرى.

لبنان الآن مُفلسٌ مالياً ومُدمَّرٌ اقتصادياً ومحَطَّمٌ مادياً. والأخطر من ذلك، أنه يقع في بؤرة الحرب الباردة بين إيران من جهة والمملكة العربية السعودية والغرب من جهة أخرى. مع لبنان الآن على شفا التفكّك، هل يستحق حتى الإنقاذ؟ في رأيي، نعم وبالتأكيد.

قد يكون بلداً صغيراً، لكن مكانة لبنان في التاريخ وأهميته الثقافية هائلة. كان النموذج السياسي فاشلاً لكن النموذج الثقافي نموذجي. عندما زار البابا يوحنا بولس الثاني لبنان في أيار (مايو) 1997، أعلن أنّ «لبنان أكثر من بلد، إنه رسالة إلى العالم». ما هي هذه الرسالة وما مغزاها؟ إنّها رسالة للتعايش بين الأديان المختلفة، حيث يحكم المسيحيون والمسلمون البلاد معاً ويعيشون معاً في سلام.

لبنان موطنٌ لـ 19 طائفة دينية، وعلى الرغم من 62 عاماً من الصراع المُتقَطّع، لا تزال تعيش معاً في وئام. في أرضٍ يتقاسم فضاء عاصمتها صليب كاتدرائية القديس جاورجيوس وهلال مسجد الأمين، لم تكن الحروب في لبنان دينية أبداً. كانت من صنع السياسيين. لقد تمّ استخدام الدين باستمرار وبخبث كأداةٍ سياسية لتحقيقِ أهدافٍ سياسية.

لبنان هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط حيث ليس للدولة دِينٌ رسمي (اليهودية في إسرائيل والإسلام في جميع دول الشرق الأوسط الأخرى). لكن «الرسالة إلى العالم» هي أيضاً رسالة عن تعايش الثقافات. في هذه القطعة الصغيرة من الأرض - الأصغر من ولاية كونِكتيكت والمُحاصَرة بين إسرائيل وسوريا والبحر الأبيض المتوسط - يعتنق العرب الحضارة الغربية، حيث تختلط الثقافات العربية والأميركية والأوروبية والآسيوية. وعلى عكس أطروحة صموئيل هنتنغتون «صراع الحضارات»، فإنّها تزدهر من دون صراع.

ربما أكثر من أيِّ بلد آخر، فإنّ ثقافة اللبنانيين هي مزيج من جميع ثقافات العالم. طالبٌ في لبنان، على سبيل المثال، لديه خيار الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت، أو الجامعة اللبنانية الأميركية، أو جامعة القديس يوسف التي أسستها الرهبنة اليسوعية، أو جامعة بيروت العربية أو الجامعة اللبنانية. أدّى هذا التكامل بين الثقافات حتماً إلى اعتناق اللبنانيين مبدأ التسامح. لقد تعلّموا احترام «الآخر» - أولئك الذين لديهم آراء مختلفة، وإيديولوجيات مختلفة، ورؤى مختلفة. لقد صقلوا أيضاً مهارة العمل مع الآخرين. هذا هو أحد الأسباب الذي جعل المغتربين اللبنانيين يُشكّلون قصة نجاح.

في قلبِ التركيبة اللبنانية يسكن العشق العاطفي للحرّية. والحرّية شرطٌ لا غنى عنه للبنان. بدونها يفقد لبنان معناه. الحرّية تكمن في جوهر هويته. إنّه أكثر من نموذج للتعايش الديني والتعددية الثقافية والتسامح والحرّية لبقية العالم، فهو الأكثر أهمية نموذجاً ورسالة إلى محيطه، بلدان الشرق الأوسط. في هذا النموذج يكمن مستقبل البشرية، لأنّ التحدّي الأبرز للقرن الحادي والعشرين هو كيف يُمكن للناس من مختلف الألوان والأديان والثقافات أن يعيشوا في سلام، ويعملوا معاً لتحقيق أهدافٍ نبيلة.

لبنان هو أيضاً نموذجٌ ضد التطرّف والإرهاب اللذين عصفا بالشرق الأوسط. إذا كنا في الغرب مُهتَمّين حقاً بمحاربة التطرّف والإرهاب، فعلينا أن ننظرَ إلى لبنان بحثاً عن حلول. وإذا كنا في الغرب مُهتمّين حقاً بتعزيز الحرّية في الشرق الأوسط، فعلينا أن ننظرَ إلى لبنان. كنموذجٍ للإعتدال والحرّية والإستقرار والسلام، يستحق لبنان دعمنا الكامل. إنّه يستحق الإنقاذ والبعث والقيامة، وعلى الغرب أن يُساعده. إنّ لبنان موجود في الشرق الأوسط مادياً فقط، ولكن قلبه في الغرب. فكيف يُمكن للغرب أن يُنقِذَ لبنان؟

إغتنم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه المناسبة. زار لبنان مرتين منذ الإنفجار لاستكشاف كيف يُمكن لفرنسا أن تساعد. إنه يُنسّق جهوده مع الإدارة الأميركية. ومع ذلك، سوف يستغرق إنقاذ هذا البلد أكثر من ذلك بكثير. أُوصي بعقد مؤتمر دولي حول لبنان في باريس بدعمٍ كامل من الحكومتين الأميركية والأوروبية لتحقيق الأهداف التالية:

1. صياغة «خطة مارشال» لإعادة بناء المباني والبنية التحتية المُدَمَّرة وإنعاش الاقتصاد. لم يؤدِّ الإنفجار إلى مقتل 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6,000 شخص فحسب، بل أدّى أيضاً إلى تشريد 300,000 شخص وتسبّب في أضرارٍ تصل إلى 15 مليار دولار.

2. وَضعُ إطارٍ سياسي وأمني دولي لفرضِ الإستقرار والسلام وقيادة لبنان في جهود إعادة البناء في العقد المقبل. وهذا من شأنه أن يسمح للبلد، حرفياً، أن ينهض من تحت الأنقاض، بينما يُعيد الشعب اللبناني بناء بلده برؤية مُتجَدّدة. يُمكن أن تُشرف الأمم المتحدة على هذا الجهد.

3. السعي إلى ضمان حياد لبنان من خلال مجلس الأمن الدولي. إنّ الحياد أمرٌ محوري لبقائه، حيث كان الشعب اللبناني في كثير من الأحيان ضحية صراعات الآخرين والأنظمة السياسية المُعادية، التي سعت إلى السيطرة على مصيره.

لبنان في حالةٍ حرجة. يحتاج إلى مساعدة - الكثير من المساعدة. لا ينبغي للغرب أن يُديرَ ظهره وأن يتركه يذبل وينهار ويموت. من مصلحته إعادة لبنان إلى الحياة. كما أنّه من مصلحة جميع دول الشرق الأوسط النظر إلى لبنان كمنارةٍ للتسامح والحرّية جديرة بالثناء.

 

خيانة من قلب البيت والخنجر في الصدر سيُردّ...بداية مواجهة لا تسوية... أرمن "أرتساخ" نحن هنا

نوال نصر/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2020

"كلّ خائن يختلق لنفسه ألف عذر وعذر ليقنع نفسه بأنه فعل الصواب"... فهل أقنع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان نفسه بأنه فعل الصواب حين وقّع مع رئيسي كل من روسيا وأذربيجان على إنهاء حرب قره باخ أم أن ما فعله هو الخيانة العظمى لشعبٍ أرمني لن يقبل بأقل من سقوط هذا الرئيس؟ الشعب الأرمني في أصقاع العالم في ذهول في حين أن الدم القاني لم يجف بعد فهل كُتب عليهم دفع فواتير تقاطع المصالح دائما من اللحم الحيّ ومن خريطة الجغرافيا الأرمنية التي تتقلص تحت ألف حجة وحجة؟ ما يخشاه الأرمن أن تُصبح الخيانة وجهة نظر. فها هي عيون الأرمن في كل العالم دامعة وقلوبهم مكسورة لكن، إيمان هذا الشعب الهائل بالأرض الأم وبقوميته لا يوازيه إيمان. كيف لا، والشعب الأرمني يواجه، منذ أكثر من مئة عام، كل من تقاطعت مصالحهم على إبادته أولا و"تشليحه" الأرض من جديد؟ فهل أخطأ الأرمن في مكان فدفعوا الثمن مجدداً أم أخطأ من يتعاملون معهم في فهم طبيعة هذا الشعب الأرمني الذي لا يقبل بالهزيمة تحت أي اتفاق؟

ريشارد قيومجيان

الوزير السابق الدكتور ريشارد قيومجيان رأى أن "هذا النهار حزين، فقد كُتب على الشعوب الصغيرة غالباً أن تدفع الثمن" وقال "سبق وتمّت خسارة أرمينيا الغربية بعد الحرب العالمية الأولى وبعد ان تمّ النكوث بمعاهدة سيفر خسرنا جزءاً من أرمينيا، واليوم كان هناك أمل بعد العام 1991 باستعادة ارتساخ والأراضي المثبتة للأرمن لكن تلاقت المصالح مجدداً على الإطاحة بالشعب الأرمني الذي أعطى يومياً، منذ اندلاع حرب ناغورني قره باخ، بين خمسين ومئة شهيد. وذلك تحت حماية روسية". ما حصل مؤلم. الأرمن شعب يستحق الحياة. لكن، حتى من ظننا أنهم يقفون الى جانبه تآزروا ضده. ويقول قيومجيان "كل مواقف الدول تجاه قره باخ ملتبسة، من روسيا الى إيران الى جورجيا، في حين ان الموقف التركي جاء سافراً من دون ان نرى أي من الدول المجاورة تتحرك. ثمة شبكة مصالح حين تتقاطع تودي بالشعوب الصغيرة أصحاب الحقوق، وبالتالي ما حصل اليوم يجعلنا نقتنع أكثر بوجوب عدم الاتكال على أحد".

كريم بقرادوني

الوزير السابق كريم بقرادوني يراقب هو أيضا ما حصل. فهل رأى في ما حصل استسلاما لشعب أرمني ما عرف يوماً الإستسلام؟ يجيب "أعتقد أن المعركة لم تنته هنا (ولن تنتهي هنا). هناك حرب حقيقية ستحصل. وبرأيي أذربيجان لن تستطيع، وبظهرها تركيا، احتلال كل كاراباخ. فالأرمن أقوياء وسيحصلون على دعم من أرمن العالم، من أرمن الولايات الأميركية ومن أرمن لبنان. المعركة قوية وطويلة. ويستطرد بالقول "هناك دور مهم لايران وروسيا اللتين تطالبان بتسوية سياسية لكن في نهاية المطاف تعي الدولتان بأن الأرمن لا يخضعون لأي تسوية. فما نشاهده الآن ليس أبدا بداية تسوية بل بداية مواجهة".

لكن، ما شهدناه من موقف ايراني أخير، من خلال كلام الخامنئي عن أن أراضي قره باخ هي للأذريين، بيّن وكأن الجميع تآمر على أرتساخ؟ يجيب بقرادوني "ايران ترى ان لا حلّ عسكرياً في قره باخ، وأن لا أحد من الفريقين الأذربيجاني أو الأرمني يستطيع الانتصار لذا أتت وجهة نظر ايران بالذهاب الى التسوية. وهناك تواصل بين ايران وتركيا في هذه الناحية، هي تسوية غير معلنة. هي دبلوماسية غير معلنة. في كل حال، نظراً لحجم اللعبة التي تحصل في المنطقة التي تعتبر روسيا معنية بها وايران ايضا معنية بها، وفي ظل عدم وجود حلّ عسكري ذهبوا الى التسوية".

كلام بقرادوني يؤكد ما ذهب إليه قيومجيان "بأنه عند تقاطع المصالح تطيح الدول بالشعوب الصغيرة".

سيفاك أغوبيان

ما رأي رئيس حزب الرمغفار سيفاك أغوبيان؟ هل ما نشهده اليوم هو هزيمة لأرمينيا؟ يجيب "لن أسميها هزيمة لأن قره باخ لم تسقط عسكريا بل باعوها". أرمينيا "بيعت" مجدداً، وهذه المرة بموجب اتفاق "لا أحد يعرف أبعاده" بحسب أغوبيان ويشرح "خسرت أرمينيا جغرافيا بموجب الاتفاق ما لم تخسره في حربها وستخسر ديموغرافيا بعد خمس سنوات ما تبقى من ارتساخ. هذا الاتفاق سلمها الى الأذريين" ويستطرد "برأيي حقق رئيس الوزراء الأرمني الهدف الذي جيء به قبل عام ونصف من أجله. هو سلّم ارتساخ على طبق سهل، وتمّم مهمته. وأعتقد أن كل سياسة قائمة على الشعبية التي أتت به خطيرة على الشعب وعلى الذات".

لكن، قيل هناك، من قِبل رئيس الوزراء الأرمني نفسه، أنه لم يكن هناك مجال ليربح الأرمن في أرتساخ؟ يجيب أغوبيان "الأراضي التي قبل رئيس الوزراء بتسليمها لم تكن ساقطة عسكريا. ثمة أمر حصل. ومن يقبل بدخول الحرب عليه ان يكمل حتى النهاية. فماذا يمكنه ان يقول لأمهات الشهداء؟ وماذا يمكنه ان يقول للأشخاص الذين هُجّروا؟". وكيف يرى رئيس الـ "رامغفار" الانقلاب الايراني على الأرمن؟ يقول "رجع هؤلاء الى عقيدتهم، وليس هناك سبب آخر، فإيران باتت هي ايضا محاصرة جغرافياً وسياسياً على حدودها الشمالية. ووجود تركيا واذربيجان على هذه الحدود يُشكل خطرا على مناطق شمال ايران التي يسكنها أذريون، الذين قد يقومون ذات يوم بحركة انفصالية بدعم من أذربيجان. وبالتالي الموقف الايراني الحالي لا يمكن ادراجه إلا في خانة الاتجاه العقائدي ليس إلا".

فيرا يعقوبيان

المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط فيرا يعقوبيان حزينة جدا ايضا وتقول "ثمة خيانة عظمى حصلت" وتشرح "الموقف الإيراني لم يكن يوماً مساعداً للأرمن، وكل ما قيل العكس ليس سوى كلام إعلامي إلا إذا كان الوقوف على الحياد في الفترة الأولى عاملا مساعداً. فإيران لم تعلن يوماً أنها تساعد أرمن قره باخ. واليوم هنأت أذربيجان باستيلائها على منطقة شوشي. ثمة تحالفات تنخرط فيها ايران في القوقاز لم تظهر بعد. هناك أشياء غير واضحة. ثمة اتفاقية حصلت بين روسيا وتركيا تمظهرت بالتوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار في قره باخ. لا أعرف مدى تنفيذه على الأرض لأنه يوجب بإفراغ مناطق في غضون خمسة أيام تحت إشراف الأمم المتحدة. هذه كارثة إنسانية حقيقية. الأرمن كانوا منتصرين الى حين اعلان الوثيقة، وكانت النخبة التركية التي تحارب في ارتساخ خاسرة. وهناك عدد كبير من الشهداء الأرمن لم يتم الإعلان عن أسمائهم حتى اللحظة لأن لا قدرة لمن باعوا الأرض على تحمل تبعات الإعلان عن العدد. فالسماح لهؤلاء، الخونة، بدخول تركيا الى عقر دار الأرمن يشي بأمر خطير حصل". ما يهم الروس بحسب يعقوبيان "هو التمركز في المنطقة عسكرياً. وهؤلاء سيضمنون حدود ايران. والوجود الأذربيجاني في ايران كبير. 40 في المئة من الشعب الايراني من اصول أذرية حتى آية الله خامنئي من أصول أذربيجانية لا فارسية".

الحلم العثماني

الخيانة. هي الكلمة التي تتكرر على ألسنة الأرمن في العالم. رئيس وزراء أرمينيا خان العهد والأرض والشعب. الوزير السابق ريشارد قيومجيان يدرك حجم المعادلات الدولية التي "تقلب" الطاولة في احيان كثيرة على رؤوس أصحاب الحقوق ويقول "المصالح الجيوسياسية ليست إلا "مصالح" لكنها لن تفقدنا الايمان بأننا سنسترد الهوية والموقع الطبيعي وسنحافظ على الوجود الأرمني في ارتساخ" ويستطرد بالقول "لن نعمل كما سوانا بجعل النكسة انتصاراً بل نحن سنستعمل ما حصل لنحوله الى حافز يزيد فينا الايمان بالنفس وبالقضية وبرسالتنا في هذه البقعة من العالم".

المقاتلون الأرمن

نعود الى الوزير السابق كريم بقرادوني لسؤاله عن أبعاد ما يحصل في أرتساخ وفي سواها؟ يقول "يريد الأتراك جعل المنطقة امتداداً لأذربيجان. فأردوغان لديه مشروع "عثمنة" وإذا راقبنا كيف يتصرف في منطقة الجولان ولبنان وفلسطين نكتشف انه يتصرف على أنه الوالي والمرجعية. فتركيا أنجزت منطقة حرة لكل السوريين المعارضين. انها تريد العودة الى الأمبراطورية العثمانية والى زمن حكمت فيه المنطقة طوال 400 عام. انها لعبة كبيرة. في المقابل يعتبر بوتين نفسه حامي الأقليات في المنطقة ولن يترك لا تركيا أو أذربيجان تسيطران على الأرمن. وإذا اقتضى الأمر سيتدخل عسكريا كما فعل في سوريا. الروس يجربون الحل السياسي لكن إذا اقتضى الأمر سيتدخلون عسكرياً. وما يحصل اليوم ليس إلا تسوية موقتة. وايران ترتاح الى وجود جوار سلم حولها. لذا، دعونا لا نستبق الأمور ولننتظر اقله الى الشهر المقبل" ويستطرد "المقاومة الأرمنية قديمة جداً من أيام الطاشناق والهنشاك، الحزبين اللذين بدآ كمقاومة مسلحة. لهذا لا أخاف أبدا على الأرمن، فهم قادرون على القتال والمواجهة في كل مرة يشعرون بها بتهديد ما. ومهما حاول أصحاب المصالح فلن يتمكنوا من الانتصار عسكريا على الأرمن. وكل من يعرف طبيعة الجبال الأرمنية الصعبة يدرك ما أتحدث عنه. هي جبال صعبة كما جبال لبنان، التي ارتضى العثمانيون ذات يوم إعطاءها الحكم الذاتي لأنهم لم يقدروا عليها". هو الظلم التركي (لا الحلم التركي كما يسميه كثر) يجعل أصحاب الحقوق تحت نير هؤلاء.

أرمينيا لن تموت. الأرمن لن يهلكوا. لكن، ما يحصل أنهم يخسرون الجغرافيا بسبب خيانات داخلية. ويقول سيفاك أغوبيان "كانت مساحة أرمينيا التاريخية 300 ألف كيلومتر فأصبحت اليوم 29,743 كيلومتراً مربعاً. إنها تتقزم. وخريطة اليوم قزّمت ارتساخ مجدداً من 10 آلاف الى 3 آلاف وهذه إشارة الى أن هناك من لا يزال يلعب بالأرض والجغرافيا".

يبكي مرتين

هناك من يعتبر ما حصل هزيمة وهناك من يعتبره خيانة وهناك من اعتبره محطة ستعزز من جديد القومية الأرمنية في كل الدنيا. فيرا يعقوبيان تعتبر أن "التخلي عن أراضي الأرمن، تحت أي حجة، هزيمة، بدليل أن مدينة شوشي التي تم التنازل عنها اليوم تعتبر استراتيجية في كل المنطقة وليس فقط في قره باخ. الأرمن حاربوا تركيا وأذربيجان وقوات إسرائيلية ومرتزقة وحدهم. وها قد طعنوا في الصدر، من قلب البيت، بتوقيع رئيس وزرائها وثيقة إستسلام وخيانة. حصل هذا في لحظة زمنية تشهد فيها المنطقة تغيرات مهمة في كل القوقاز والمنطقة".

من يعرف الشعب الأرمني يعرف أنه لا يستسلم. الإتفاقية حصلت. المصالح كثيرة. التغييرات التي قد تشهدها المنطقة مفتوحة. لكن الأرمن واثقون أنهم شعب لا يموت ولا يستسلم ولا يقبل بخونة في داره. فلننتظر، على ما دعا كريم بقرادوني، ما قد يحصل غداً. وإن غداً لناظره قريب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الراعي التقى كوبيتش وعرض مع السفير الروسي قضايا المنطقة وموضوع الارهاب وعودة النازحين

وطنية - الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، السفير الروسي ألكسندر روداكوف في زيارة تعارف بعد توليه مهامه الجديدة في لبنان، حيث جرى عرض للاوضاع والقضايا في المنطقة، لاسيما موضوع الارهاب ودور الأديان في تخفيف الاحتقان. كما تم التطرق الى موضوع النازحين السوريين وضرورة عودتهم الى بلادهم، حفاظا على هويتهم وحقوقهم. ثم استقبل البطريرك الراعي المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وجرى البحث في الأوضاع العامة.

 

بري عرض الاوضاع العامة والمستجدات مع جنبلاط

وطنية - الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وعضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي ابو الحسن والوزير السابق غازي العريضي، في حضور المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل.

وجرى خلال اللقاء الذي استمر زهاء نصف ساعة، عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات، بعدها غادر جنبلاط دون الادلاء بتصريح.

 

سفيرة فرنسا أحيت ذكرى الهدنة: نتذكر الماضي لبناء المستقبل بقوة ووضوح

وطنية - الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

أحيت سفيرة فرنسا آن غريو "ذكرى هدنة 1918" التي أنهت الحرب العالمية الأولى، في احتفال اقيم صباح اليوم في المدافن العسكرية الفرنسية في بيروت. والقت السفيرة غريو كلمة، قالت فيها: "نجتمع اليوم في 11 تشرين الثاني لإحياء ذكرى الهدنة ووقف الأعمال العدائية التي مهدت الطريق للتفاوض بشأن معاهدات فرساي للسلام الموقعة بعد بضعة أشهر. ونكرم أيضا منذ العام 2012 كل من مات من أجل فرنسا من العسكريين والمدنيين في نزاعات ماضية أو حالية". اضافت: "أردت المحافظة على هذه المناسبة على الرغم من الأوضاع السائدة وخصوصا الصحية، من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. انا بالفعل أعلق على أهمية هذه اللحظات التي يتم فيها تذكر الماضي من أجل بناء المستقبل بقوة ووضوح. والآن هنا وأكثر من أي وقت مضى في عالم يعصف به التعصب والشعبوية، لذلك أنا متأثرة للغاية بوجودكم معنا اليوم". وتابعت: "نحن مدينون لكل الذين سمحوا لنا منذ الحرب العالمية الأولى بأن نعيش بحرية وسلام من خلال تضحياتهم بأرواحهم"، ولفتت الى ان "وجود قادة كتيبة "دامان" الفرنسية العاملة في اليونيفيل معنا اليوم، يشكل مناسبة للتعبير عن امتناننا لقواتنا المسلحة المنخرطة في ساحات العمليات الخارجية، في أفريقيا والمشرق وعلى تراب وطننا. إنها أيضا فرصة لتذكير أنفسنا بالأساسيات، وهي أن ما يوحدنا جميعا هي قيم جمهوريتنا الحرية والمساواة والأخوة. فعلى الرغم من الأوقات الصعبة التي نعيشها، يجب أن تظل هذ القيم مرشدة لنا في عملنا".واوضحت أن "هذه القيم التي تلهم التزامنا بلبنان، هذا البلد الذي نحب ونحترم، والإلتزام بالاستقرار والازدهار الذي ننوي المشاركة فيه. ففرنسا تؤمن بلبنان سيدا موحدا ومتصالحا مع نفسه يستحقه اللبنانيون. وهذا ما يحرك التزام رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون تجاه لبنان واللبنانيين، ولقد عبر عن ذلك بقوة عندما جاء برفقة وزير أوروبا والشؤون الخارجية. وبهذه الروح سوف أنجز المهمة التي أوكلها لي كسفيرة في هذا البلد".

 

سامي الجميل: لبنان رهينة ومخطوف ومن أفلس الدولة لا قدرة لديه على انقاذها وسلامة تقع عليه مسؤولية مباشرة

وطنية - الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل: "إننا في موقع الانتفاضة مع الناس على المنظومة القائمة وبناء لبنان جديد على ركام انفجار المرفأ وكل ما يحمله من معاني اهتراء الدولة".واعتبر أن "لا بديل عن إنجاح تجربة الانتفاضة سوى عودة الوجوه نفسها والمنظومة عينها. ولذلك، يجب توحيد الجو التغييري السيادي". ورأى في حديث عبر اذاعة "صوت لبنان"، أن "المنظومة سرقت أموال اللبنانيين واستعملتها لأغراض سياسية وانتخابية ومحسوبيات"، مشددا على أن "التحقيق الجنائي يجب ألا يقتصر على حسابات مصرف لبنان، بل يتعداه إلى حسابات الدولة ويجب التحقيق بكل مناقصة وعقد"، وقال: "لا مجال للتغيير من داخل المؤسسات، والأجدى العمل بجانب كل اللبنانيين المنتفضين على الواقع لإسقاط المنظومة المغطاة من ميليشيا مسلحة ليصبح لدينا مجلس نواب قادر على الانقاذ". ولفت إلى أن "المنظومة غير مؤهلة لانقاذ البلد، فمن أفلس الدولة لا قدرة لديه على انقاذها"، وقال: "لست ضد استقالة رئيس الجمهورية، إنما بوجود مجلس نيابي آخر ينتخب الرئيس الجديد لأن حزب الله في المجلس النيابي الحالي هو من سيعين الرئيس البديل". وأشار إلى أن "لبنان رهينة ومخطوف ومطلوب أن يتحمل الشعب مسؤوليته ويواجه بالأطر المتاحة وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه لبنان ويحمي القرارات الاممية عبر الطلب من ايران وقف التمويل والتسليح". ودعا "المحقق العدلي في انفجار المرفأ فادي صوان إلى أن يسحب يده من الملف إذا كان لا يستطيع الذهاب به حتى النهاية أو إذا مورست عليه الضغوط السياسية". وإذ اعتبر "التمثيل المسيحي اليوم موجودا، ولكن من دون مبادئ المسيحيين والقضية"، أكد "الحاجة للانتقال الى نظام حديث متطور بنفس جديد وقالب جديد، ومجلس النواب الجديد هو الذي يقوم بالتحديث"، وقال: "لا نأتمن المجلس الحالي للقيام بأي خطوة لها علاقة بمستقبل لبنان". وأكد "إيمان الكتائب بالدولة المدنية"، لافتا إلى أن "اللامركزية هي أحد أعمدة لبنان المستقبل"، مشيرا إلى أن "الثورة لم ولن تخطف ولا أحد قادر على خطف الشعب اللبناني المقاوم"، وقال: "لسنا في وضع طبيعي". أضاف: "في أي وضع طبيعي، إن المكان الافضل للتغيير هو المؤسسات، لكننا في بلد مخطوف من ميليشيا مسلحة تسيطر على القرار ومنظومة متواطئة مع الميليشسيا".

واعتبر "ألا مجال للتغيير من داخل المؤسسات، والأجدى العمل بجانب كل اللبنانيين المنتفضين على الواقع لإسقاط المنظومة المغطاة من الميليشيا ليصبح لدينا مجلس نواب قادر على الانقاذ"، وقال: "إن مخاطبة اللبنانيين ستبقى من خارج المؤسسات، لأن وجودنا في الداخل سيكون غطاء لمنظومة يرفضها اللبنانيون، والمعارضة لا قدرة لها على تغيير موازين القوى، وقد أردنا ان نسحب الغطاء لتبقى المنظومة وحدها في المؤسسات". وشدد على "أن لا أحد قادر على إيقاف القرارات الخاطئة التي تتخذ"، وقال: "نؤكد الخط الفاصل بين المنطومة والناس، فالمنظومة وحدها داخل المؤسسات والناس خارجها، والمطلوب عودة الناس الى المؤسسات عبر إعطائهم فرصة بانتخابات مبكرة وخط التماس رسمناه بوضوح من خلال استقالتنا. إن الفصل أصبح واضحا بين المنظومة والناس".

وعن الاستقالة من مجلس النواب، قال الجميل: "إن موقفنا في الأساس أخلاقي. وبعد كارثة انفجار المرفأ، رفضنا أن نقوم بحسابات دكنجية، فحادثة المرفأ خاتمة أحزان ولم تكن بداية". ورأى أن "انفجار مرفأ بيروت كان تكريسا لانهيار الدولة. ولهذا السبب، ومن ناحية أخلاقية، استقلنا من البرلمان لنؤكد أننا بشر لا آلات، ولدينا حد أدنى من الضمير الحي ونشعر مع الناس". وأشار إلى أن "الدولة غائبة عن تداعيات الانفجار"، لافتا إلى أن "هناك أناسا لا سقف لمنازلهم يحميهم من الأمطار"، معتبرا أن "أكبر دليل على فقدان الإنسانية والضمير عند المنظومة انها حتى اللحظة لم تقم ذكرى لضحايا الانفجار، وهذا يظهر الطلاق بين المنظومة والشعب، وقال: "من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة ومجلس النواب، هناك فصل مع شعبهم". ولفت إلى أن "السلطة لم تشعر بالضرورة والحاجة إلى تقديم التعازي، خلافا لما حصل في فرنسا مع المعلم الذي تم قطع رأسه حيث كرمته السلطات، فيما لا قدرة لدى دولتنا لمواجهة الناس"، متسائلا: "هل نبقى مع منظومة لا قدرة لديها على النظر في عيون الناس؟". وقال: "إننا في موقع الانتفاضة مع الناس على المنظومة القائمة وبناء لبنان جديد على ركام انفجار المرفأ وكل ما يحمل من معاني اهتراء الدولة".

وعن التحقيقات في قضية انفجار المرفأ، قال: "كان الله بعون المحقق العدلي فادي صوان، القاضي المحترم. نحن نقدره، وأطلب منه ألا يقوم بأي خطوة غير مقتنع بها، بخاصة أن الضغط عليه كبير. وأدعوه إلى عدم الخضوع للضغوط. وأقول للقاضي صوان أن يسحب يده من الملف إذا كان لا يستطيع الذهاب به حتى النهاية". واعتبر أن "المسؤولية السياسية لا تحتاج إلى قرار قضائي أو تحقيق، وكان يجب أن تسقط ويتم انتخاب تركيبة جديدة في المحاسبة السياسية الاخلاقية قبل القضائية"، وقال: "من حق اللبنانيين أن يطلعوا على كل ما يحصل في التحقيقات على الأقل مرة في الأسبوع ككل دول العالم".

وأوضح أن "هناك أمورا لا علاقة لها بسرية التحقيق"، لافتا إلى أن "المحقق العام يجب ان يعطي التفاصيل بمؤتمر صحافي اسبوعي""، وقال: "إن ما يحصل على الصعيد المالي عملية تفقير وتهجير للشعب اللبناني، فالسلطة لم تقم بهيركات علني، فكل يوم يمر تسرق أموال اللبنانيين، والهيركات يومي على نصف اموال الناس". أضاف الجميل: "أخافوا الناس من عملية منظمة لتحقيق الهدف نفسه بطريقة اوتوماتيكية وعبر اللعب بسعر الصرف يقومون بهيركات شامل من دون تمييز، وهذه هي الجريمة الكبرى التي ترتكب بحق الشعب الذي أفقروه وسرقوا أمواله ومولوا انتخاباتهم وفسادهم. وعمليا، إن الأموال استعملت من قبل المنظومة لأغراض سياسية وانتخابية ومحسوبيات. ولذلك، هي مسؤولة عن إفقار اللبنانيين، فأموالهم تم استعمالها في المحاصصة".

وعن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال الجميل: "مكان رياض سلامة أستر نفسي فهو يتكبر على من؟ لقد قام بهندسات مالية كلفت مئات ملايين الدولارات وعليه مسؤولية مباشرة. وأقل الايمان القيام بتدقيق تشريحي في حسابات مصرف لبنان لنعرف اين ذهبت الاموال، فالتحقيق الجنائي يجب ألا يقتصر على حسابات مصرف لبنان، بل يتعداه الى حسابات الدولة والتحقيق بكل مناقصة وعقد". وأشار إلى أن "في النافعة مزراب فساد"، وقال: "حتى الآن، لم يأت مسؤول ويقم بعمله في هذا المكان، فإما الدولة تعالج كل مزاريب الفساد وإما يكون محكوم علينا البقاء في الفقر". واعتبر أن "المسؤولين ليسوا مؤهلين لإنقاذ البلد، فمن أفلس الدولة لا قدرة لديه على انقاذها، انما المعارضة هي من تنقذ وهم سيبقون في سياسة المماطلة لمنع المحاسبة". وتوجه الجميل إلى السلطة سائلا: "هل أعطيتم الشعب فرصة للتعبير؟ ومن قال إن الشعب لن يترجم الثورة في صناديق الاقتراع"؟، وقال: "إننا نساوي فنزويلا زائد منظومة الميليشيا المسلحة، فهي منظمة ديكتاتورية فاسدة لا تقبل بإعادة القرار للناس والمحاسبة ونضيف اليها ميليشيا مسلحة غير خاضعة للدولة وتهدد وتسيطر وتقرر نيابة عن السلطة الموجودة". وجدد تأكيده أن "لبنان رهينة ومخطوف"، معتبرا أن "المطلوب أن يتحمل الشعب مسؤوليته ويواجه بالأطر المتاحة وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه لبنان"، وقال: "هناك قرارات دولية ملزمة كالقرار 1559 الذي اتخذ بالاجماع ويمنع السلاح خارج اطار الشرعية".

وأشار إلى أن "السلاح شأن دولي ليس فقط شأنا محليا والمشكلة دولية وعلى الامم المتحدة تحمل مسؤوليتها تجاه لبنان وتحمي قراراتها عبر الطلب من ايران وقف التمويل والتسليح".

وعن الحكومة، قال الجميل: "إما أن يخضع الرئيس سعد الحريري للاملاءات وينفذ أوامر حزب الله والمنظومة، وإما سيعتذر لأنه لن يتمكن من القيام بما يريد". وعن العقوبات على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، قال: "كل إنسان يتحمل مسؤولية أدائه وأقواله وأفعاله وتحالفاته". وعن مفاوضات ترسيم الحدود، اعتبر أنها "خارج إطار الدولة اللبنانية"، لافتا إلى أن "الرئيس وغيره ليسا هم من قررا المفاوضات، انما المفاوضات حصلت بطريقة غير مباشرة بين ايران واميركا، والدليل ان الرئيس نبيه بري بدأ بالمفاوضات نيابة عن حزب الله وايران، ومسار المفاوضات منفصل عن كل الامور الاخرى". واعتبر أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شريك ومسؤوليته بحسب حجمه الوزاري والنيابي"، وقال: "لست ضد استقالة رئيس الجمهورية، إنما بوجود مجلس نيابي آخر ينتخب البديل"، لأن حزب الله في المجلس النيابي الحالي سيعين الرئيس البديل. يهمنا مجلس نيابي جديد ينتخب رئيسا جديدا، ونحن مع سقوط المنظومة على التوالي". أضاف: "منذ اللحظة الاولى، اعتبرنا أن موقع الكتائب الطبيعي هو بأن يقوم بثورة حقيقية على الواقع الذي نعيشه وخضنا المعركة منذ لحظة استقالتنا من مجلس الوزراء في حكومة الرئيس تمام سلام عندما رفضنا أن نبقى شهود زور في أعقاب طرح النفايات وسد جنة. لقد خضنا غمار المعارضة منذ 5 سنوات وقمنا بثورة على الذات والواقع". واعتبر أن "الشعب قام بنقلة نوعية وانتفض على الخطأ وتحمل مسؤوليته"، وقال: "نحن في صلب الحركة لأننا بدأناها منذ 5 سنوات". وجزم ب"أن لا بديل عن إنجاح تجربة الانتفاضة وجمع أكبر عدد سوى عودة الوجوه نفسها والمنظومة عينها. ولذلك، يجب توحيد الجو التغييري السيادي". ولفت إلى أن "المسيحيين جزء من المنظومة اليوم وتحت عنوان استرجاع الحقوق أخذوا اصوات المسيحيين وسلموها إلى حزب الله"، معتبرا أن "التمثيل المسيحي اليوم موجود، ولكن من دون مبادئ المسيحيين والقضية".

واشار إلى أن "كبار المسؤولين المسيحيين التاريخيين حملوا لواء الدولة النزيهة والسيدة والمستقلة، والمشكلة أن المشاركين في المنظومة اليوم تخلوا عنهم من أجل السلطة، ولكنهم نسوا المبادئ". وطالب الجميل ب"عودة المنطق السيادي الى الدولة والكرامة والضمير"، وقال: "لا نطلب كرسيا بالزائد أو سلطة، انما نطالب بضرورة اعادة المبادئ".

وأكد أن "الكتائب عادت الى الموقع التأسيسي"، وقال: "نحن ننسى السلطة لنعرف الى اين نتجه". أسف ل"أن هناك مسؤولين أعمتهم السلطة، وهم مستعدون للمتاجرة بالبلد والناس من اجل الوصول الى السلطة"، وقال: "إن النظام السياسي اللبناني لفظ أنفاسه الاخيرة في زمن الحرب اللبنانية التي أثبتت أن النظام لم ينجح والطائف رقع النظام الفاشل بمزيد من العقد الموجودة وخلق نظام الترويكا المعطلة للحياة السياسية وزاد المحسوبيات والحصص". أضاف: "نحن بحاجة للانتقال الى نظام حديث متطور مع الحفاظ على أمور وإدخال مقومات أخرى بنفس جديد وقالب جديد، ومجلس النواب الجديد هو الذي يقوم بالتحديث. لا نأتمن المجلس الحالي للقيام بأي خطوة لها علاقة بمستقبل لبنان. ولذلك، فإن الخطوة الاولى تكون بالذهاب الى انتخابات نيابية وحكومة جديدة تضع النظام والسلاح غير الشرعي على الطاولة". وأوضح أن "الدولة المدنية شيء، والطائفية السياسية شيء، والعلمانية شيء آخر"، مشددا على أن "مصدر التشريع في الدولة المدنية هو الشعب، ولا قوانين دينية فيها، والتمثيل الطائفي هو كيفية إشراك كل مكونات المجتمع في السلطة عبر كوتا"، لافتا الى أن "العلمانية تكرس عملية فصل نهائي عن الاديان وترفض أي مظهر ديني مع تكريس حرية المعتقد"، وقال: "نحن مع تكريس دولة مدنية كاملة، والنقص الوحيد هو موضوع الاحوال الشخصية الذي يمس بالدولة المدنية". وذكر أن "حزب الكتائب يتبنى الدولة المدنية منذ عام 1969"، مشيرا إلى أن "الراحل جوزف أبو خليل كان من أكبر منظري الدولة المدنية. أما الطائفية السياسية فتؤمن ضمانة مشاركة الاطياف كلها، ونحن مع ايجاد بديل لهذه المكونات لتشعر بالشراكة من دون ان يكون ذلك عبر كوتا كمجلس الشيوخ واللامركزية". وأشار الى أن "ثمة ميليشيا دينية مسلحة لا تزال متمسكة بمشروعها الديني عبر امتلاك السلاح وتخويف اللبنانيين"، لافتا الى أن "من يخاف ليس فقط مسيحيا، إنما هو درزي وسني وشيعي"، وقال: "بناء لبنان الجديد يكون بتخفيف الخوف الموجود عند شريحة من اللبنانيين. وانطلاقا من معالجة الخوف، نذهب الى المواطنة وتطوير نمط المواطنة الحقيقية بنظام ديموقراطي". أضاف: "لا يمكن الا ان آخذ في الاعتبار الخوف الموجود عند المواطنين لبناء دولة ديموقراطية من دون تمييز".

وأكد أن "مؤسسة الجيش هي الضمانة لكل اللبنانيين، إنما جيش قوي من دون دولة قوية لن يقوم بدوره الحقيقي"، مشيرا إلى أن "الجيش القوي يحتاج الى قرار من الدولة القوية تؤمن بسيادتها ولا تسمح بوجود الميليشيات"، وقال: إن إيماننا في حزب الكتائب هو بالدولة القوية القادرة لا دولة الشعارات".

واعتبر أن "اللامركزية هي أحد أعمدة لبنان المستقبل". وعن الفيدرالية، قال: "هي نظام محترم لا أشيطنه، إنما انطلاقا من تجربتي فإن اللامركزية التي تقدمت بمشروع قانون حولها تلبي الغرض".

أضاف: "الفارق الوحيد أن في الفيدرالية برلمانا بكل منطقة، وهو ما لسنا في حاجة إليه في لبنان، واللامركزية تؤمن القرب من الناس وتحسين اداء الدولة ومحاسبة أفضل.

وأوضح أن "اللامركزية لا تتطلب تغيير الدستور بعكس الفيدرالية المرفوضة من قبل جزء كبير من اللبنانيين"، لافتا إلى أن "اللامركزية مشروع عليه شبه إجماع من اللبنانيين"، مشيرا إلى أن "اللجنة الفرعية ناقشت المشروع بمشاركة غالبية الأفرقاء ويجب ان يحال على الهيئة العامة لإقراره". ورأى أن "كورونا لها علاقة بوعي الناس"، معتبرا "أن هناك تقصيرا من خلال تدابير عشوائية لا حاجة لها". ولاحظ أن "قرار إقفال المدارس ليس قرارا واعيا، مشيرا الى أنه "لا يجوز أن يكون البلد كله فاتح والمدارس وحدها مقفلة". وعن الانتخابات الرئاسية الأميركية، أشار الى أن "سياسة أميركا ستتغير من ترامب الى بايدن، والتغيير مثبت من خلال التجارب السابقة"، وقال: "كلبنانيين لا قدرة لدينا على التأثير في وضع المنطقة، إنما يجب أن نركز على الداخل. يجب أن نساعد أنفسنا ونقوم بدورنا أولا ونكون جاهزين للمواجهة كي يقوم المجتمع الدولي بواجباته تجاهنا". ولفت إلى أن "المنظومة صمدت لأن الناس تعبوا وفقدوا الأمل وجاعوا، لكن الناس لا يزالون موجودين وسعبرون عن رأيهم في صناديق الاقتراع بقوة". وأكد أن "الثورة لم ولن تخطف لأن لا أحد قادر على خطف الشعب اللبناني المقاوم".

 

وهبه في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين: لمساعدة الحكومة اللبنانية في تطبيق الخطة التي أقرتها للعودة وعدم ربطها بالحل السياسي للازمة السورية

وطنية - الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

القى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه كلمة عبر الفيديو في جلسة افتتاح "المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين" في دمشق، قال فيها:

"بداية، أتوجه بالشكر الى منظمي "المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين" في الجمهورية العربية السورية الشقيقة على أمل أن يساهم هذا المؤتمر بجلساته ومحاوره والمشاركات القيمة في ايجاد الحل لأزمة النزوح واللجوء السوري، هذه الأزمة الانسانية الضخمة التي وصفت بأنها الأكبر منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. كما أخص بالشكر جمهورية روسيا الاتحادية لما تقوم به من جهود في سبيل انهاء الأزمة السورية، وتشجيع التحاور بين كافة الأطراف، ولمبادرة عودة النازحين واللاجئين السوريين التي أطلقتها في 16/7/2018، ويأتي مؤتمر اليوم لإعادة تفعيلها". اضاف: "يأمل لبنان بعد مرور أكثر من تسع سنوات على بدء المحنة السورية الأليمة أن يعود السلام والطمأنينة الى كافة الربوع السورية، وأن يرجع من نزح ومن لجأ الى أرضه ووطنه لكي يساهم في اعادة البناء والنهوض، خصوصا وان القسم الأكبر من المناطق السورية أصبح يتمتع بالأمن".

وتابع: "دون التقليل من أهمية الظروف وضرورة تحسينها بإستمرار، يجب علينا الإقرار بأن العائق الأساسي أمام السير في حل دائم لأزمة النزوح السوري، بات في الوقت الحاضر غياب الإرادة الدولية الجامعة وانعدام النوايا الصافية والفعلية في طي صفحة هذا الملف الشائك والأليم. ولعل ذلك مرده بشكل أساسي إلى أن مسألة النازحين ليست غائبة عن الحسابات الإستراتيجية الضيقة لأطراف الصراع في المنطقة، وهو ما أدى إلى تسييسها، وعدم الإكتراث إلى معاناتهم الإنسانية كما وإلى حجم الضرر الذي يلحق بدول الجوار التي تستضيف الأعداد الهائلة منهم".

وقال: "هي مأساة اقتصادية يواجهها لبنان منذ انطلاق الشرارة الأولى للحرب على الأراضي السورية، حين أقفلت بوجهنا الطرقات التجارية البرية فأصبح بلدنا ضحية حسابات دولية وإقليمية أنهكت اقتصاده وكبلت إمكانياته. كما أن تواجد حولي المليون ونصف نازح سوري ساهم في تفاقم الأعباء الاقتصادية التي لم يعد لدينا القدرة على تحملها، وبات النزوح يشكل عبئا اجتماعيا أثر دون شك على النموذج الذي يمثله لبنان في المنطقة، خصوصا وأننا ما زلنا نستقبل على أرضنا حوالي النصف مليون لاجئ فلسطيني منذ أكثر من سبعة عقود".

اضاف: "اليوم، في الظروف الصحية والإقتصادية الإستثنائية التي يشهدها لبنان، والتي تفاقمت سوءا مع انفجار مرفأ بيروت المأساوي وباتت بالتالي تهدد لبنان، أؤكد لكم مرة جديدة، أننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى بتكثيف الجهود الدولية لتأمين وضمان العودة الآمنة والكريمة والتدريجية للأخوة النازحين إلى وطنهم الأم سوريا، لا سيما إلى المناطق التي باتت تنعم بالأمن والاستقرار، وعدم ربط تلك العودة بالحل السياسي النهائي للأزمة السورية، بالإضافة إلى ضرورة تقديم حوافز العودة لهؤلاء النازحين واللاجئين في أوطانهم كما جاء في البيان الختامي لقمة بيروت العربية التنموية في 20/1/2019".

وأعلن انه "انطلاقا من ذلك، يناشد لبنان المجتمع الدولي مساعدة الحكومة اللبنانية في تطبيق الخطة التي أقرتها مؤخرا لعودة النازحين السوريين، خصوصا وأن الظروف أصبحت مؤاتية لتلك العودة". وقال: "اذ نتمنى النجاح لفعاليات هذا المؤتمر، فإننا نأمل بشدة أن يشكل رافعة لعودة النازحين السوريين، ومحطة مهمة في:

- التخفيف من معاناة الدول المضيفة لأعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين.

- تقريب وجهات النظر الدولية المتباعدة من أجل حمل الجهات المانحة، والمنظمات الدولية، ودولة المصدر والدول المضيفة، على التعاون دون شروط مسبقة وتعجيزية.

- إقناع غالبية النازحين بأن الظروف باتت مهيأة لعودتهم إلى وطنهم الام.

- الدفع قدما بفرص السلام والمصالحة في سوريا".

وليكن بمثابة رسالة الى كل دول العالم بأن عودة أبناء سوريا إلى بلادهم بكرامة وأمان قد أصبحت قريبة جدا".

 

المشرفيه في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين: لتحقيق العودة دون ربطها بالحل السياسي وخطة الحكومة اللبنانية تتوافق مع القوانين الدولية

وطنية - الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

ألقى وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الاعمال البروفسيور رمزي المشرفيه، كلمة لبنان في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في دمشق. وقال المشرفيه: "نجتمع اليوم في رحاب الشام العزيزة، نجتمع اليوم ومنطقتنا مثقلة بالأزمات، وتشهد تحولات وتغييرات مصيرية، نجتمع اليوم بعد تسع سنوات على بداية الأزمة التي أدت الى لجوء ونزوح ملايين من الشعب السوري الشقيق إلى دول الجوار. نجتمع اليوم في "المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين" بمبادرة مشكورة من دولة روسيا الاتحادية الصديقة، وباستضافة كريمة من الدولة السورية الشقيقة، مما يشكل انطلاقة عملية لبداية حل تنفيذي مستدام لهذه الازمة الإنسانية. كما يعكس المؤتمر النية الصادقة للدولة السورية بالعمل على العودة الآمنة والكريمة لأبنائها من اللاجئين والنازحين بمبادرة مقدرة من روسيا الاتحادية التي تشكل قوة عظمى وضمانة موثوقة لإتمام هذه العودة الآمنة والكريمة".

أضاف: "منذ بداية الأزمة، استضاف لبنان عددا كبيرا من الأشقاء السوريين، وهو شكل رقما قياسيا نسبة لمساحته وعدد سكانه، حيث شكل النازحون السوريون أكثر من ثلث إجمالي عدد سكان لبنان. ما يقاسيه لبنان اليوم ليس بأمر غريب عنكم، ونحن نعيش على وقع أزمات اقتصادية- مالية واجتماعية متراكمة، وجاءت أزمة كوفيد -19 وانفجار بيروت المروع لتعمق هذه الأزمات المتراكمة، ولتفاقم من حدة الفقر والعوز حيث بات أكثر من 60% من اللبنانيين و80% من النازحين تحت خط الفقر". وتابع: "تقدر الاكلاف المباشرة وغير المباشرة للنزوح منذ 9 سنوات بأكثر من 40 مليار دولار نتيجة الضغط على الخدمات العامة والمواد المدعومة، والبنى التحتية وفرص العمل، ما يشكل حملا إضافيا مثقلا، اضعف من قدرة الصمود حيث كانت الحاجات دائما اكثر من الدعم الذي تلقاه لبنان من المجتمع الدولي بإجمالي 8.78 مليار دولار على مدار سنوات الأزمة". وقال: "بناء على ما تقدم، وعملا بأحكام الدستور اللبناني الذي يمنع التوطين، وانطلاقا من مصلحة لبنان العليا، ومن حق النازحين المقدس بالعودة إلى وطنهم، والذين أعرب 89% منهم عن ذلك حسب إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتأكيدا على أهمية التنسيق مع الدولة السورية لتحقيق العودة في إطار من التعاون الدولي، قمنا في الحكومة اللبنانية بإقرار خطة وطنية لعودة النازحين الآمنة والكريمة كحل نهائي ومستدام للأزمة في 14 تموز 2020 تحت إشراف وزير الشؤون الاجتماعية وضمن خطة لبنان للاستجابة للأزمة". أضاف: "الجدير بالذكر، أن خطة عودة النازحين التي أقرتها الحكومة، تتوافق مع المعايير والقوانين الدولية وتحترم مبدأ العودة غير القسرية وتضمن حق النازح الاسمى بالعودة محفوظ الكرامة إلى بلده. ترتكز الخطة على تذليل العقبات وتأمين التسهيلات المحفزة على العودة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الدولة السورية، وبرعاية من المجتمع الدولي التي تشكل روسيا الاتحادية إحدى اهم مرتكزاته".

وأعلن انه "منذ بداية الأزمة، شدد لبنان على العمل لتحقيق العودة، دون ربطها بالحل السياسي الذي تأخر، خصوصا وأن التجارب الدولية للحلول السياسية لعودة اللاجئين غير مشجعة، وخير دليل على ذلك اللاجئون الفلسطينيون، ناهيك عن أن مسار عودة النازحين السوريين كانت قد بدأت بشكل تلقائي منذ العام 2018، بعد انتفاء الاسباب الأمنية، فالنزوح هو أمني وليس سياسي. وإن هذه العودة التلقائية مستمرة وتجري بتعاون وتنسيق بين الامن العام اللبناني ونظيره السوري مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقد تراجعت وتيرتها بفعل تداعيات جائحة "كوفيد-19"، التي اعاقت انتقال السوريين عبر الحدود". واكد انه "في الوقت عينه، إن سوريا في حاجة إلى سواعد أبنائها لاعادة اعمارها، فهم مدعوون إلى بناء بلدهم كما ساهموا في اعادة إعمار لبنان الذي مزقته الحرب الأهلية (1975-1990) التي دامت 15 عاما". وختم المشرفيه: "أجدد شكرنا للدولة الروسية في سعيها لتأمين التماسك الاجتماعي اللبناني والسوري، ودعمها البلدين في محاربة الارهاب، ودحض القوى الظلامية والإلغائية وتعزيز الاعتدال والتعددية، والسعي الى تأمين العودة الكريمة والآمنة للاجئين السوريين، ما يرسخ الاستقرار في المنطقة برمتها. كما اسمحوا لي ان أشكر الجمهورية العربية السورية، قيادة وشعبا، على استضافتها للمؤتمر وحرصها على لم شمل الشعب السوري فوق كل التحديات ورغم كل العقبات. نحن محكومون بالأمل، وكلنا ثقة بأن يفتح المؤتمر الباب أمام ورشات عمل للخروج بخطوات تنفيذية وعملية تساهم في عودة اللاجئين والنازحين الى وطنهم سوريا، واستعادة حياتهم الطبيعية".

 

نصر الله في يوم الشهيد: نثق بادارة الرئيس عون لملف ترسيم الحدود والعقوبات الأميركية لن تؤدي إلى أي نتيجة

وطنية - الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر شاشة قناة "المنار"، مساء اليوم، متحدثا في "ذكرى يوم الشهيد". وتطرق الى عدد من الملفات، ومنها ترسيم الحدود، والمناورة الاسرائيلية، والانتخابات الاميركية، ومسار السياسة الاميركية ومسار العقوبات.

وتحدث عن "العملية الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي أحمد قصير ضد مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور في العام 1982"، واصفا إياها بأنها "الأكبر والأضخم في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي بسبب ما ألحقته من خسائر بشرية في صفوف العدو الاسرائيلي وضباطه وجنوده، بما تجاوز المئات". وأعرب عن أمله في "أن ينفذ استشهاديون عمليات أكبر من هذه العملية". وذكر أن "اختيار هذا اليوم بسبب أهمية هذه العملية، والتي كانت رسالة مدوية لمن ادعى أن البلد دخل العصر الاسرائيلي، وكذلك لإحياء ذكرى أرواح جميع الشهداء الذين نعترف بفضلهم وعظمة ما قدموه إلينا، من تحرير وانتصارات"، مشددا على "ضرورة إبقاء ذكرى هؤلاء الشهداء في أذهاننا وقلوبنا، وأن نستعيد أسماءهم كيلا ننساهم"، منوها بصبر أهالي الشهداء، لافتا إلى "التنوع في انتماء الشهداء مناطقيا وتراتبيا".

ومن ثم انتقل نصر الله إلى ملف ترسيم الحدود البحرية، وأعاد بالذاكرة الى ما قاله سابقا من أن المقاومة "لا تدخل في ترسيم حدود برية أو بحرية، لأن هذا الأمر من صلاحيات الدولة، بمؤسساتها الدستورية، والمقاومة تلتزم بما تحدده الدولة وهو ما زال موقفنا".

وأضاف: "بعد العام 2000 ذهبت الدولة إلى مفاوضات في شأن نقاط خلافية في الحدود البرية في عهد الرئيس (إميل) لحود، وقد تم استعادة مساحات واسعة من الاراضي من الاحتلال، ويومها لم تتدخل المقاومة في إبداء أي رأي، ولكن بعد اكتشاف النفط والغاز بدأت الدولة الاهتمام بترسيم الحدود"، مؤكدا أن "هذا الملف موجود لدى الرئيس نبيه بري قبل انتقاله الى رئيس الجمهورية". وأشار إلى "زيارات الوفود الاميركية المتكررة"، متوقفا عند "ما أثاره إعلان الرئيس بري عن بدء الاعلان عن إطار ترسيم الحدود، وما أدى عند الطرف الآخر على ربط هذا الاعلان بأجواء مفاوضات التطبيع في المنطقة"، ولكن نصرالله نفى "أي ربط في هذا الملف"، وقال إن مفاوضات الترسيم تقنية فقط. كما نفى وجود "مفاوضات تحت الطاولة لا بين ايران واسرائيل في هذا الملف، ولا بين حماس والاسرائيليين، ولا معنا، وإنما هذه اتهامات ناجمة عن غرفة عمليات سوداء، وإنها مجرد خيالات وأكاذيب ولا تستحق من حزب الله إصدار بيان ردا على هذه الأكاذيب".

وكرر موقفه من "العدو الاسرائيلي الواضح" ومن أنه وجودها غير شرعي وهم مجموعة من العصابات المغتصبة، رافضا مفاوضات السلام مع هذا العدو".

وأشار السيد نصرالله الى "حصول خلاف مع الرئيس ميشال عون على تركيبة الوفد، وذلك من حرصنا الشديد على عدم إثارة أي سؤال، وقد تجاوب فخامته بعدم ضم الوفد شخصيات سياسية"، ملمحا إلى أن بيان حزب الله ضد أن يضم الوفد شخصيات مدنية وسياسية كان لتسجيل موقف"، مجددا "الثقة بإدارة الرئيس عون لهذا الملف، وبانضباط الوفد المفاوض، لأن المهم بالنسبة إلينا هو أن يحصل لبنان على كامل حقوقه".

وتابع: "من يريد أن يمنعنا من الاستفادة من ثروتنا الوطنية في النفط والغاز سنمنعه أن يستفيد وهذا بسبب قوتنا ويجب أن نحصل على حقوقنا من موقع قوتنا".

ومن ثم انتقل الى الحديث عن المناورة الاسرائيلي الأخيرة.

وقال: "لقد كانت مناورة ضخمة وكبيرة، وكان هدفها الرئيسي وجود قوات للمقاومة الاسلامية في لبنان، وقد دخلت الى مواقع في الجليل"، مبديا "ملاحظة تتعلق بأهم إنجازات الشهداء، وهي مخاوف هذا العدو وتبدل نظرته وتوجسه من احتمال عدوان من لبنان، وانتقاله الى الدفاع عن مستوطناته ومواقعه، وهذا أكبر دليل على قوة المقاومة في عين العدو".

وأشار إلى "إصرار العدو على إجراء هذه المناورة في زمن كورونا إنما هو دليل على أزمة جهوزية ونفسية في صفوف العدو وبخاصة في صفوف القوة البرية الاسرائيلية"، كاشفا عن أن "المقاومة كانت في حالة استنفار أثناء قيام العدو يجري مناورته، وقد عرف به الاسرائيلي، وكان هذا الموضوع يهمنا أن يعرفه العدو، وأن ردنا سيكون جاهزا إذا ارتكب العدو أي حماقة"، مشيرا إلى أن "أحدا من الناس لم يشعر بالاستنفار الذي قمنا به"، لافتا أيضا إلى أن "في سوريا حصل استنفار وفي ذات السياق".

ورأى أن "مجريات الانتخابات الاميركية وخطابات المرشحين قدمت أكثر من أي مرة صورة عن الواقع السياسي وتستحق التوقف من شعوب العالم أمام ما شاهدنا، وخاصة للتأمل في هذا الذي يصفوه بأنه النموذج الأعلى وعلينا الاقتداء به".

وتوقف عند "حجم الديون في اميركا، ونسب البطالة، وخيم الفقراء في الشوارع، والارقام المذهلة بكورونا، والامراض النفسية والعصبية والمدمنين على المخدرات وارتفاع الجرائم، والفساد في الادارة".

وعن مسألة الديموقراطية، سأل نصر الله: "اين هي الديموقراطية؟ وما معنى ألا يتم الاعتراف بنتائجها من أحد طرفيها وهو الحزب الجمهوري، مطالبا إياهم بعدم التنظير علينا بممارسة الديموقراطية".

كما وتطرق إلى موضوع الادارة الاميركية الجديدة، فقال: "مصيبتنا أننا في منطقتنا هو ثوابت السياسات الاميركية الداعمة لاسرائيل سواء أكانت الادارة من الحزب الجمهوري او الديموقراطي، لذلك نرى أن سياستهم تجاه منطقتنا لن تتغير"، داعيا إلى "عدم توقع حصول تغييرات جوهرية في هذه السياسة"، مستبعدا "قيام ادارة بايدن بإعادة نقل السفارة الاميركية من القدس الى تل ابيب".

وفي المقابل فقد وصف نصر الله إدارة ترامب بأنها "الأسوأ والأكثر وقاحة، بما فيه تجاه حلفائهم، والأكثر عنجهية وإرهابا، إذ أنه وضع العالم خلال اربع سنوات على حافة الحرب، في تشديد الحصار، وفي أقصى العقوبات على ايران، وعلى سوريا، ومزيد من الحرب على اليمن، ومحاولة إثارة الفتن في العراق، لكن سياسة ترامب قدمت الوجه الحقيقي لأميركا ومن دون ماكياج". وأضاف: "ومع ذلك فقد فشل، فلا صفقة القرن ماشية، لأن ترامب سقط، ونتنياهو في أسوأ حال، وومحمد بن سلمان قلق من سقوط ترامب، والشعب الفلسطيني لم تنكسر ارادته، ومثله ايران وسوريا والشغب العراقي. ونحن في لبنان حيث تغلبنا على الفتنة"، مستنتجا "أنا فرح للسقوط المذل لترامب، وبخاصة في ارتكابه جريمة العصر باغتياله قاسم سليماني والمهندس"، مؤكدا شعوره بالفرح لسقوط ترامب.

وعما "يحكى عن خشية مما يمكن أن يقدم عليه ترامب في الشهرين الأخيرين من ولايته"، رفض نصر الله "إعطاء تفسير لما يثار في هذا الموضوع". لكنه دعا الى "الحذر واليقظة وأن نبني على أسوأ الاحتمالات، وعلى درجة عالية من الاستعداد، ورد الصاع صاعين اذا ذهبت الإدارة الاميركية في ارتكاب حماقة من هذا النوع". كما وتطرق إلى السياسة الاميركية في لبنان، وقال إن "هدفها وهمومها الحفاظ على أمن اسرائيل"، لافتا الى ان مشكلة اميركا في لبنان هي وجود المقاومة أي حزب الله وليس أي أمر آخر". ورأى أن "العدو الاسرائيلي ليس مرتاحا لأن ثمة مقاومة في لبنان تدافع عنه، ومن هنا عمل الاميركي منذ 2005 على سبل التخلص من حزب الله، ومن سلاحه، على أيدي أدوات أميركا ايضا في لبنان"، معددا ما حصل في العام 2006، ومن ثم اغتيال الحاج عماد مغنية، في مؤامرة 7 ايار العام 2008، وايضا العام 2011، ومحاولات الانتهاء من حزب الله بعد انتهاء سوريا من نظامها"، مشيرا الى فشل كل هذه المحاولات.

كما ولفت الى "محاولات تأليب البيئة الحاضنة وخاصة الشيعيى ضد حزب الله وتحريض البيئة الشعبية العامة من خلال الوضع المعيشي، فأقدموا على تضييق الوضع الاقتصادي والمالي، لقاء الخلاص من حزب الله، إضافة الى محاولة تحميل حزب الله مسؤولية انهيار هذا الوضع"، لافتا الى فشل كل هذه المحاولات...

وأشار الى "مليارات الدولارات التي انفقتها اميركا باعتراف دايفيد هيل على وسائل اعلام والجمعيات غير الحكومية وشخصيات"، متسائلا: "أين هي هذه المليارات؟". وقال: "كل ذلك فشل، والذي عنده ملف ضدنا فليذهب الى القضاء وليحاسبنا إن كنا فاسدين".

ومن ثم تطرق الى مسألة العقوبات وقال: "انها في باب الضغط النفسي، ولتفعلوا أي عقوبة ضد حزب الله فلا يهمنا لأنه لا أموال لدينا في المصارف، ونحن نعيش حياة عادية، ولا نسافر"، معلنا أن "الخطوة التي كرهناها كانت خيرا لنا".

وأضاف "ان تشديد العقوبات على حزب الله لم يصل الى اهدافها وأما بالنسبة الى العقوبات على الحلفاء، فقد بدأت مع الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس ومن ثم مع جبران باسيل". وقال: "مسار العقوبات لن يصل الى نتيجة"، ولفت الى ان "العقوبات على (الوزير) جبران باسيل بحسب الاميركيين، قد تهز التيار الوطني الحر وتحالفاته"، واصفا هذه العقوبات بأنها "كانت مشكلة كبيرة بلا شك، ولكن باسيل وقد حكي معي في شأن طلب الاميركيين منه فسخ العلاقة معنا، رفض هذا الأمر، وقال لي: لن أقبل حتى لو وضعوني على لائحة العقوبات".

وأوضح ما قاله لباسيل: "علاقتنا معكم فيها صداقة ومودة، ونحن نتفهم أي موقف ستتخذونه، وإذا كنا قادرين على المساعدة فلن نتأخر، ولكن باسيل قال لي لا نريد شيئا".

وعلق على الموقف الاميركي قائلا "بأي حق قانوني للولايات المتحدة الاميركية وبأي حق خلقي تصنف العالم بخاصة وأنها (الولايات المتحدة) هي الارهابية".

وتابع: "انها عقوبات لفرض شروط سياسية"، وأكد ان "موقف حزب الله حاسم تجاه هذه السياسة الاميركية، وأن ما قامت به هو خرق للسيادة اللبنانية".

وأعلن: "لا يحق لاميركا أن تصنف أي لبناني بأنه فاسد لأن هذا من واجب الدولة اللبنانية". وعن العقوبات على الوزير باسيل فقد وصف نصر الله موقف باسيل بأنه "شجاع، ونحن نعبر عن التزامنا هذه العلاقة، وقد ثبت الوزير باسيل صدقيته وقد قلت له ذلك في الاتصال بيننا". واضاف: "من يريد أن يكون حرا ومستقلا عليه أن يفعل ما فعله الوزير باسيل برفضه الخضوع للشروط". وشرح معنى التفاهم مع "التيار الوطني الحر" وقال: "انه يحتاج الى مناقشات جديدة ومعالجات، ومن الأكيد أننا سنقوم بهذه المراجعات، والرد على العقوبات الاميركية ستكون بتطوير هذه العلاقة من دون أن يعني ذلك انها جبهة ضد أحد".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 11 و12 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

نحن الموارنة قادتنا ليسوا منا ولا يشبهوننا بشيء/الياس بجاني/11 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85321/85321/

إن أصحاب شركات أحزابنا نحن الموارنة والسواد الأعظم من أطقمنا السياسية والإعلامية هم غرباء عن المارونية والموارنة بكل ما يتعلق بقيمهم وعشقهم للبنان وثباتهم الراسخ على الثوابت السيادية واللبناناوية والأخلاقية.

إن أقل ما يقال في هؤلاء هو أنهم اسخريوتيون وبإمتياز وكتبة وفريسيين وتجار هيكل لا أكثر ولا أقل. بعضهم معورب بوقاحة وفجور ومتنكراً لهويتنا وتاريخنا وشهدائنا، في حين أن البعض الأخر مفرسن بغباء وذمية وخنوع وقد تعرى بالكامل بعد أن تخلى حتى عن أوراق توت الحياء.

 

هل من مخرج للأزمة الانتخابية في أميركا؟... الكلمة الفصل بين المتنافسين باتت لدى المحكمة العليا

د. وليد فارس/انديبندت عربية/11 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92285/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%86%d8%af%d9%8a%d8%a8%d9%86%d8%af%d8%aa-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%84/

 

Sanctions Against Lebanon’s Bassil a ‘Message’ to Aoun/Caroline Akoum/Asharq Al Awsat/November 11/2020

العقوبات على باسيل “رسالة” إلى عون/كارولين عاكوم/الشرق الاوسط/11 تشرين الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92287/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b9%d9%88%d9%86-sanctions-against-lebanon/

 

نص الرسالة التي وجّهها الدكتور فيليب سالم إلى الكونغرس الأميركي ويدعوه فيها إلى مساعدة لبنان وإنقاذه من الإنهيار والتفكّك

الجمهورية/11 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92296/%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%91%d9%87%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1-%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a8-%d8%b3/

 

Le Haut Karabakh, les aléas de la géopolitique eurasienne et la sécurité stratégique de l’Arménie/Charles Elias Chartouni/November 13/2020

شارل الياس شرتوني/ناغورنو كاراباخ  تقلبات الجغرافيا السياسية الأوروبية الآسيوية والأمن الاستراتيجي لأرمينيا

http://eliasbejjaninews.com/archives/92304/charles-elias-chartouni-le-haut-karabakh-les-aleas-de-la-geopolitique-eurasienne-et-la-securite-strategique-de-larmenie-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1/