المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november11.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اَلسَّارِقُ لَا يَأْتِي إِلَّا لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، وَٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/في ظل احتلال حزب الله المسؤولين من نواب ووزراء ورؤساء هم مجرد اقنعة وأغطية وأدوات

الياس بجاني/ثلاثي المصائب والإستسلام والسمسرات والفساد والدكتاتورية الحزبية

الياس بجاني/ثلاثي المصائب والإستسلام والسمسرات والفساد والدكتاتورية الحزبية جعجع والحريري وجنبلاط

الياس بجاني/معاييره ومفاهيم خينا جبران الوطنية مشقلبي فوقاني تحتاني ومؤتمره الصحفي اليوم كان صف حكي فاضي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة طوني حداد من تلفزيون الجديد بعد اتهامه بالتورط بالعقوبات على باسيل...

الى العذراء/الأب سيمون عساف

17 حالة وفاة بكورونا في لبنان... والإصابات تتخطى الـ 1500

بومبيو يتحدّثُ عن العقوبات على باسيل... "مُرتبط بحزب الله"

فضيحة جديدة: القضاء الأميركي يستدعي باسيل بتهم خطف وتعذيب!

إغلاق تام لمدة 15 يوماً والوضع الصحي «خطير جداً»

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيّرة لـ«حزب الله»

الادعاء يطلب السجن المؤبد لسليم عياش المُدان في قضية اغتيال الحريري

الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي لموقع جنوبية: «حزب اللّه» يُعيد حساباته مع العونيين بعد انحسار الغطاء المسيحي، والضغوط على بكركي فشلت في تغطية باسيل.

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 10/11/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 10 تشرين الثاني 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بايدن ولبنان.. عين على “الحزب” وأخرى على مصالح إسرائيل

شاي فضحت باسيل... وردّه "متلعثم" يؤكّد ولا ينفي

بعد اتهامه بـ"خيانة باسيل"... طوني حداد: حاولت الدفاع عنه ولكن!

تقارير زائفة عن عقوبات على شركات وشخصيات لبنانية

لقاء سيء بين عون والحريري.. ووفد فرنسي لإنقاذ الحكومة

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

برعاية روسية.. "اتفاق مؤلم" ينهي حرب ناغورني كاراباخ

احتمال التوصل إلى لقاح ضد «كوفيد 19» ينعش الآمال بالعودة للحياة الطبيعية

واشنطن تفرض عقوبات مرتبطة بإيران على 6 شركات و4 أفراد

مطالبة فرنسية بضمانات لحماية الأرمن في قره باغ

ماكرون يدعو إلى «رد سريع ومنسق» على الإرهاب

الاتحاد الأوروبي يرفض المشاركة في مؤتمر دمشق حول اللاجئين

إردوغان يهنئ بايدن بفوزه في الرئاسة الأميركية

هل يفقد إردوغان بانتخاب بايدن قنوات مفتوحة وفعّالة مع واشنطن؟

وفاة صائب عريقات بعد اصابته بكورونا...و الحريري يعلق: رحيل عريقات ضربة موجعة وخسارة فادحة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"بطاح" الكلب الذي كان يصارع النمر/الكولونيل شربل بركات

زمن سقوط الأصهرة/زياد عيتاني /أساس ميديا

إيران تريد نفوذاً على المتوسّط... ولا محرّمات/خالد البوّاب /أساس ميديا

بايدن "البعثي": هذا ما سيفعله مع إيران/رضوان السيد/أساس ميديا

“القوات” في صفوف المعارضة: حكومة مستقلين وانتخابات مبكرة/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

بعد باسيل... الحريري يخشى العقوبات فما مصير الحكومة؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

بعد العقوبات الأميركية... استدعاء باسيل بتهمة "الإختطاف والتعذيب"!/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

بايدن ومظلومية جبران/سناء الجاك/نداء الوطن

شهران خَطِران وممنوع الغلط! /طوني عيسى/الجمهورية

ماذا بعد؟/د.مصطفى علوش/الجمهورية

"فرصة جديدة للدلع السياسي"/غسان عياش/النهار

باسيل.. طلع لا من ستي بخير ولا من سيدي بخير!/غسان ريفي/سفير الشمال

«خط اسرائيلي» بحري من دون «أساس»!؟/جورج شاهين/الجمهورية

باسيل الراغب بأميركا وأسير حزب الله.. أيخسر التيار العوني؟/منير الربيع/المدن

الرؤساء الأقوياء.. الرئاسات الضعيفة/يوسف بزي/المدن

جبران ليس مخلصاً… “حزب الله” يعرف ذلك/حازم الأمين/موقع درج

الديموقراطيون لن يفتحوا "حنفية" الدولارات... لا تحلموا بالمليارات/ألان سركيس/نداء الوطن

قال شيئاً وغابت عن كلامه أشياء..أسرار "إستفاقة" الأسد على الودائع السورية المجمّدة/نوال نصر/نداء الوطن

الترمبية بعد ترمب: العرض مستمر/نديم قطيش/الشرق الأوسط

بايدن والخليج وإيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي استقبل حتي وصابونجيان وابو ناضر جوزف ابو فاضل: لمست قلقه من الوضع الراهن في لبنان

عون ترأس اجتماع مجلس الدفاع للحد من انتشار كورونا: الوقاية هي الدواء الاول والمجاني دياب: بلغنا الخط الأحمر والمطلوب التشدد في تنفيذ الاقفال

الكتائب: لا استقلالية ولا اختصاص لحكومة تشكل على قياس المنظومة الحاكمة والتدقيق الجنائي يجب ان يتوسع

كتل لبنان القوي: العقوبات بحق باسيل ظالمة وسياسة العزل لا توصل الى نتيجة والمطلوب الاسراع بتشكيل الحكومة وفصلها عن اي عامل خارجي

وزيرة العدل: حاكم مصرف لبنان والمجلس المركزي يخالفون القانون إذا أصروا على عدم تسليم المستندات للتدقيق الجنائي

المجلس الشرعي استغرب بشدة استمرار تعطيل جهود الحريري لتأليف حكومة انقاذ وندد بالاساءة الى الأنبياء والرسل وبالحوادث الدامية في فرنسا والنمسا

غريو زارت الجنوب وحلقت فوق الخط الازرق ومنحت رباب الصدر باسم ماكرون وسام جوقة الشرف: في استطاعة النساء اللبنانيات أن يصنعن التاريخ

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا إِخوَتِي، أَلمسيحُ هُوَ الوَسِيطُ لِعَهْدٍ جَدِيد، وقَدْ صَارَ مَوتُهُ فِدَاءً لِتَعَدِّيَاتِ العَهْدِ الأَوَّل

الرسالة إلى العبرانيّين09/من15 حتى23/ يا إِخوَتِي، أَلمسيحُ هُوَ الوَسِيطُ لِعَهْدٍ جَدِيد، وقَدْ صَارَ مَوتُهُ فِدَاءً لِتَعَدِّيَاتِ العَهْدِ الأَوَّل، حَتَّى يَنَالَ بِهِ المَدْعُوُّونَ وَعْدَ الْمِيْرَاثِ الأَبَدِيّ. وحَيْثُ تَكُونُ وَصِيَّة، لا بُدَّ مِن إِثْبَاتِ مَوْتِ المُوصِي؛ فَالوَصِيَّةُ تُثَبَّتُ بِمَوتِ المُوصِي، لأَنَّهَا لا قُوَّةَ لَهَا البَتَّةَ مَا دَامَ المُوصِي حَيًّا. لِذلِكَ فَالعَهْدُ الأَوَّلُ نَفْسُهُ لَمْ يُدَشَّنْ بِغَيْرِ دَم. فبَعْدَ أَنْ تَلا مُوسَى على جَمِيعِ الشَّعْبِ كُلَّ الوَصَايَا، كَمَا هيَ في الشَّرِيعَة، أَخَذَ دمَ العُجُول، مَعَ مَاءٍ وصُوفٍ قِرْمِزِيّ، وزُوفَى، فَرَشَّ على الكِتَابِ نَفْسِهِ وعلى الشَّعْبِ كُلِّهِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ دَمُ العَهْدِ الَّذي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ!».وكَذلِكَ رَشَّ الدَّمَ عَلى المَسْكِن، وعلى كُلِّ آنِيَةِ الخِدْمَة.فَإِنَّ الشَّرِيعَةَ تَقْضِي بِأَنْ يُطَهَّرَ كُلُّ شَيءٍ تَقْرِيبًا بِالدَّم، ولا مَغْفِرَةَ بِدُونِ إِرَاقَةِ دَم. فإِذَا كانَ مِنَ الضَّرُورِيِّ تَطْهِيرُ مَا هُوَ صُورَةٌ لِلأُمُورِ السَّمَاويَّةِ بِتِلْكَ الذَّبائِح، فَالأُمُورُ السَّماوِيَّةُ عَيْنُهَا تُطَهَّرُ بِذَبَائِحَ أَفْضَل.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

في ظل احتلال حزب الله المسؤولين من نواب ووزراء ورؤساء هم مجرد اقنعة وأغطية وأدوات

الياس بجاني/10 تشرين الثاني

المطالبين من أهلنا الموارنة باستقالة عون وبانتخابات نيابية مبكرة ب ظل احتلال حزب الله اجنداتهم شخصية وسلطوية ودكنجية وع قاعدة قم تا اقعد محلك يضبضبوا

 

ثلاثي المصائب والإستسلام والسمسرات والفساد والدكتاتورية الحزبية

الياس بجاني/09 تشرين الثاني

العقوبات ع باسيل أداة حزب الله الرخيصة تبقى ناقصة وغير عادلة ما لم تطاول الحريري وجنبلاط والمعرابي اوباش الصفقة الرئاسية الخطيئة

 

معاييره ومفاهيم خينا جبران الوطنية مشقلبي فوقاني تحتاني ومؤتمره الصحفي اليوم كان صف حكي فاضي

الياس بجاني/08 تشرين الثاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/92200/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%8a%d9%8a%d8%b1%d9%87-%d9%88%d9%85%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%ae%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7/

*العدالة تقضي فرض عقوبات ليس فقط على باسيل، بل على كل سياسي ومسؤول لبناني استسلم لحزب الله الإرهابي والمحتل وتخلى عن لبنان واستقلاله وسيادته.

*قد لا تكون هناك لدى الشعب اللبناني ادلة موثقة على الفساد المالي للصهر أو لغيره من الزلم والمحاسيب والودائع من شركة حزبه التعتير، إلا أن قمة الفساد واللاوطنية والركوع والخنوع هي كلها مجسدة في ورقة التفاهم مع حزب الله، وهذه حقيقة دامغة ومؤكدة ووحدها مبرر أكثر من كافي في مفهوم ومعايير الأحرار والسياديين واللبناناويين من أهلنا لوضعه على قائمة العقوبات الأميركية … وهذا أقل الإيمان.

****

من حق خينا وحبيبنا جبران أن يدافع عن نفسه ويعتبر العقوبات التي فرضتها عليه الإدارة الأميركية على خلفية الفساد ومساندة المحتل الإيراني والخنوع لحزبه اللاهي هي ظلم وتجني وافتراء واستهداف لمواقفه وخياراته السياسية والتحالفية.

ولكن هل هي فعلاً كما ادعى وتباكي وشقلب من معايير ومفاهيم وعهرها وفصلها على ذوقه وغب اجندته السلطوية في مؤتمره الصحفي اليوم؟

بالطبع لا، وكل ما جاء في مؤتمره هو “اسقاط” وصف حكي فاضي دون معنى أو مصداقية.

كما أن الصهر الفهلوي هذا واهم وعم يهلوس ومشقلبي مفاهيمه الوطنية والسيادية لأن ارتمائه المهين والتبعي في حضن المحتل الإيراني وبضاحيته وبسيدها الأمونيومي ما في شي بيشرف ولا في شي وطني يفاخر به.

أما ورقة التفاهم التي رأي فيها انجازاً وطنياً ومانعاً لحرب أهلية فهي ورقة استسلام من قبل شركته المسماة تيار وطني حر لسيد امونيوم ولحزبه اللاهي، ولا هي بطولة ولا فيها ريحة للسيادة ولا شي من الإستقلال والكرامة والتضحية.

الورقة العار والخطيئة والإستسلام هي قمة في الرضوخ والركوع  وبالتخلي عن كل ما هو لبنان ولبناني من طرف لبناني هو شركة حزب التيار الوطني الحر لقوى احتلال هي إيرانية تحتل لبنان وتأخذ الطائفة الشيعية رهينة وتزور تمثيلها بقوة السلاح.

وسيد امونيوم نفسه يفاخر بأن حزبه إيراني من قمة رأسه حتى أخمص قدميه تمويلاً وسلاحاً وعقيدة ومشروعاً وفكراً وانتماء وثقافة.

ونسي خينا جبران بأن الورقة الخطيئة التي يفاخر بها هي تقدس سلاح عصابة حزب الله الإرهابي المصنف إرهابياً من قبل أكثر من 60 دولة .

ونسي بأن الحزب اللاهي هو عصابة تحتل لبنان ومدان قادة من اعضائها من المحكمة الدولية بالإجرام والإغتيالات وأنها تحترف الإرهاب والمذهبية وكل الأعمال المافياوية.

ونسي أن العصابة هذه هي رأس حربة المشروع الفارسي التوسعي اللاغي للبنان ولكل ما هو لبناني.

كما نسي أن ورقة التفاهم الخطيئة تعتبر الإحتلال السوري القاتل مجرد تجربة شابتها بعض الأخطاء.

وتعامى الصهر في مؤتمره الصحافي المطول الذي كان 100% حفلة تباكي وكذب وصف حكي فاضي وشقلبة حقائق، تعامى عن أن شركة حزبه وعمه وحضرته نكروا وجود المعتقلين اللبنانيين في سجون سوريا وتخلوا عنهم وأنهم ومن أجل كرسي تحالفوا مع الأسد الكيماوي والبراميلي الذي دمر قصر بعبدا ونفى العم وارتكب الفظائع بجيشنا وبأهلنا وبالسيادة وبالإستقلال وبالديموغرافية اللبنانية.

وتعامى الصهر عن أن أميركا هي من اقرت مشروع قانون محاسبة سوريا واستعادة استقلال لبنان الذي كان يفاخر عمه بتبنيه وبوقوفه خلفه.

يبقى بأن العدالة تقضي فرض عقوبات ليس فقط على باسيل، بل على كل سياسي ومسؤول لبناني استسلم لحزب الله الإرهابي والمحتل وتخلى عن لبنان واستقلاله وسيادته

في الخلاصة قد لا تكون هناك لدى الشعب اللبناني ادلة موثقة على الفساد المالي للصهر أو لغيره من الزلم والمحاسيب والودائع من شركة حزبه التعتير، إلا أن قمة الفساد واللاوطنية والركوع والخنوع هي كلها مجسدة في ورقة التفاهم مع حزب الله، وهذه حقيقة دامغة ومؤكدة ووحدها مبرر أكثر من كافي في مفهوم ومعايير الأحرار والسياديين واللبناناويين من أهلنا لوضعه على قائمة العقوبات الأميركية … وهذا أقل الإيمان.

ملاحظة: اضغط هنا لمشاهدة فيديو المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم باسيل والذي هو موضع تعليقنا في أعلى.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة طوني حداد من تلفزيون الجديد بعد اتهامه بالتورط بالعقوبات على باسيل...

https://www.youtube.com/watch?v=Edhh5xCBaak

 

الى العذراء

الأب سيمون عساف/10 تشرين الثاني/2020

بْدون العذرا القديسهْ متل نْذور بْلا رهبانْ

ومتل الضيعَهْ بلا كْنيسهْ ومتل كْنِيسهْ بْلا قربانْ

تحت جناحِك ضُمِّينا ظلِّك وحدو بيحمينا

لو منِّك نار الشيطان بالدخّان بتعمينا

انتِي اللطف العطف السحر لْبِسناكِ قونِهْ بالنحر

مركبنا ضايع بالبحر وللمركب انتي المينا

كل واحد مِنَّا ملسوع  بدونك منضيع ومنسوع

لا تنسي بحضرة يسوع واحد واحد سَمِّينا

انتي دنيتنا الخضرا وفيكي القوه والقدره

بالدينونه يا عذرا من قربانك طعمينا

انتي بلبنان المقهور حارس للأرز المشهور

صونينا باقات زهور حتى نليق تشمّينا

بْكِينا وعَينَينا حُمر والدمعات الحمرا جَمر

منترجاكي بدرب العُمر كل ما وقعنا تْلِمِّينا

الثالوث بحُبو سلبِك وكل مؤمن صلَّى وطلبِك

منستعطف رحمة قلبِك بنعمة الله تنمِّينا

بغيرك مين منتأمَّل القهر بموطنا مْكمَّل

ما عاد فينا نتحمَّل صار الشر مْدَمِّينا

الكورونا خنجر اجرام ردِّي عنا الويل حْرام

بالبركات وبالإكرام وبخيراتك طمينا

من فضلِك بعد التكريس خلي كل مؤمن قديس

ولا تخلي المجرم ابليس بنار جهنم يرمينا

انتي القوِّهْ والقُدرَه بركِاتك جنِّه خضرا

الطلعَهْ لعندك حلوهْ كتير والنزلِهْ ويل وتعتير

درب جهنم مِنْحدرَه

نحنا اتكلنا بضيقنا عليك بيفرج رِفق نظرات عينيك

يا مريم العدرا البكر جينا اعتدنا باملنا نلتجي ليكي

بحنيّتك من فوق نادينا منجاوبك منقول لبيكي

نقِلِّك تعاسة وضع كاوينا صرنا جروح قبال عينيكي

منسأل حنانك تشفعي فينا منستعطفك منبوس اجريكي

باشعارنا نصلي الك جينا ونطلب نعم بركات ايديكي

انتي سفينة بعمرنا ومينا ارض وسما دارو حواليك

من كل شدِّه وقهر نجينا حَلِّي بمرارة كاسنا الكينا

حني علينا بلطفك احمينا بعطف اغمرينا متل ما غمرتي

الطفل الإلهي فوق زنديكي

 

17 حالة وفاة بكورونا في لبنان... والإصابات تتخطى الـ 1500

موقع ليبانون ديبايت/الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020  

أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا اليوم الثلاثاء، عن تسجيل 1552 إصابة جديدة بكورونا (1540 محلية و 12 وافدة ) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 96907 ". ولفتت الوزارة في تقريرها، إلى تسجيل "17 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 749".

 

بومبيو يتحدّثُ عن العقوبات على باسيل... "مُرتبط بحزب الله"

موقع ليبانون ديبايت/الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020  

شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر على أن "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب اللبناني الذي يطالب بمكافحة الفساد وفرضت عقوبات على جبران باسيل". واعتبر أن "العقوبات على باسيل مناسبة وستوفر نتيجة جيدة للشعب اللبناني في التصدي للقادة الفاسدين"، لافتاً الى أن "جبران باسيل مرتبط بمنظمة حزب الله الإرهابية". وأوضح أن "قرار العقوبات بحق باسيل اتخذ تطبيقًا لقانون ماغنيتسكي بسبب ضلوعه بالفساد". وأمل من "الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على من تسببوا بالأذى للشعب السوري". وقال: "سنستمر بالتصدي لأفعال الحزب الشيوعي الصيني في هونغ كونغ".

ولفت الى " أننا فرضنا عقوبات على 4 مسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني لانتهاكهم حقوق الإنسان". وشدد على "أننا وضعنا اليوم عدة شركات إيرانية على قائمة العقوبات". وأعلن أنه "سيزور دولا عدة هذا الأسبوع من بينها فرنسا وإسرائيل وتركيا والسعودية وقطر".

 

فضيحة جديدة: القضاء الأميركي يستدعي باسيل بتهم خطف وتعذيب!

جنوبية/10 تشرين الثاني/2020

بعد العقوبات، عادت قضية الإرث العائلي المتنازع عليه بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وعائلة لبنانية تعيش في فلوريدا الى الواجهة من جديد. حيث نشرت “نداء الوطن” تفاصيل الفضيحة المدوية التي لحقت بباسيل، حيث استدعت المحاكم الاميركية المدعى عليه باسيل، ووكيله القانوني المحامي ماجد بويز، والقاضي بيتر جرمانوس ووزير العدل السابق سليم جريصاتي وأعضاء بارزين آخرين في “الوطني الحر”بتهمة “الإختطاف والإحتجاز غير القانوني والتعذيب”، وللنظر في قضية رفعها ضدهم المواطنان اللبنانيان الأميركيان المقيمان في فلوريدا، لارا منصور وزوجها إيلي سماحة على خلفية قضية أخرى تتمحور حول نزاع على إرث عائلي بين المدعية وأقاربها تقدر قيمته بحوالى 10 ملايين دولار أميركي. وبعيداً من قضية اتهام “عرقلة انتقال الإرث” للمدعيَين منصور وسماحة، تتمحور القضية الجديدة حول “خطف الزوجين في بيروت لأكثر من أسبوع (شهر نيسان 2019)، واحتجازهما كرهائن بشكل غير قانوني وتعذيبهما” وذلك بعد استدراجهما للعودة إلى لبنان للإتفاق حول ميراث منصور بعد وفاة والد الزوجة في العام 2017، إذ بحسب محاميهما آنذاك لورن بيركلي “تدعي منصور سماحة أن أقاربها المقيمين في لبنان منعوها من الحصول على الثروة التي خلفها والدها وراءه، حسب الصحيفة. وتلفت الصحيفة الى ان “الأمر تطور إلى نزاع قانوني رفع فيه الزوجان سماحة دعوى قضائية في كل من لبنان والمنطقة الجنوبية لفلوريدا حيث يقيمان. طُلب من لارا العودة إلى لبنان مع زوجها لحل قضية الإرث المعلقة مع أقاربها، وقيل لهما أنهما كانا سيحصلان على أموالهما وعودة ممتلكاتهما في ما لو توجّها إلى لبنان، لكن بمجرد وصولهما إلى مطار بيروت بدأت رحلة التعذيب، ووجهت إليهما تهمة التشهير ولم يتم الإفراج عنهما وتم تهديدهما حتى أسقطا دعواهما القضائية بالإكراه”. وبعد تدخل السفارة الأميركية في لبنان ووزارة الخارجية، أطلقت السلطات اللبنانية سراحهما وسمحت لهما بالعودة إلى الولايات المتحدة. بعد الإفراج عنها، قالت منصور لوسائل إعلام أميركية محلية، في فيديو منشور على صفحة قناة “لوكال 10”: “حاولوا قتلنا، وقد وضعوا سكيناً علينا… أجبروني على التوقيع على كل شيء”، وأضاف زوجها: “كنا تحت الأرض. لم نتمكن من رؤية أي ضوء”.

 

إغلاق تام لمدة 15 يوماً والوضع الصحي «خطير جداً»

بيروت: «الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الثلاثاء) أن «الوضع المترتب على تفشي وباء كورونا أصبح خطيرا جدا»، تزامناً مع إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب الإقفال التام لمدة 15 يوما اعتبارا من السبت المقبل، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأشار عون، في مستهل اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، إلى أن هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات تساعد على احتواء فيروس كورونا، وتخفيف تداعياته، لتمكين المؤسسات الصحية من القيام بدورها في علاج المصابين. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية اليوم عن عون قوله: «للتمكن من احتواء الوباء يترتب على المواطنين التجاوب مع الإجراءات التي سوف تتخذ والتزام سبل الوقاية، والتعاون مع الجهات المختصة». وأكد أن «قرار الإقفال الذي اتخذ، سيكون على مستوى الوطن، مع مراعاة بعض القطاعات والمصانع والمؤسسات الاستشفائية لتتمكن من القيام بالمسؤوليات الملقاة عليها». وقال دياب بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع: «اتخذنا قرار الإقفال التام اعتبارا من يوم السبت 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، ولغاية يوم الأحد 29 نوفمبر الحالي». ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اليوم عن دياب قوله: «إذا التزم اللبنانيون بالإجراءات، ونجحنا باحتواء الوباء عبر تخفيض عدد الإصابات، فإننا نكون قد أنقذنا الناس». ويبحث المجلس الأعلى للدفاع في اجتماعه آخر التطورات والإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا.

 

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيّرة لـ«حزب الله»

تل أبيب: «الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء) أنه أسقط طائرة مسيرة تابعة لـ«حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران، بعد أن دخلت المجال الجوي الإسرائيلي. وقال الجيش في بيان: «تابع الجيش الإسرائيلي الطائرة المسيرة طوال الحادث»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف: «لم يكن هناك خطر على التجمعات السكنية المجاورة أو على قوات الجيش الإسرائيلي. وتحافظ قيادة المنطقة الشمالية على جاهزية عالية ولن تتسامح مع أي انتهاك للسيادة الإسرائيلية». يشار إلى أن إسرائيل ولبنان في حالة حرب رسمياً وهناك توترات متكررة على طول الحدود بين الجيش الإسرائيلي وعناصر «حزب الله». وزادت إسرائيل خلال الصيف من وجود قواتها على الحدود وكانت تتوقع هجوماً انتقامياً من «حزب الله» بعد أن قتل الجيش أحد أعضائه في سوريا دون قصد، بحسب تقارير.

 

الادعاء يطلب السجن المؤبد لسليم عياش المُدان في قضية اغتيال الحريري

لاهاي: «الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

طلب الادعاء في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري الحكم بالسجن المؤبد للعنصر في «حزب الله» سليم عياش الذي أُدين قبل نحو 3 أشهر. وأدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في 18 أغسطس (آب) الماضي، عياش، وهو واحد من 4 أعضاء في «حزب الله» اتهمتهم في قضية اغتيال الحريري في فبراير (شباط) عام 2005، بعد محاكمة استمرت 6 أعوام، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. واستمع القضاة، في جلسة (الثلاثاء)، إلى «مرافعات شفهية للمدعي العام، ومحامي الدفاع الذين يمثِلون مصالح سليم عياش، والممثلين القانونيين للمتضررين المشاركين بشأن العقوبة الواجب فرضها» عليه. وقال المدعي نايجل بافواس للمحكمة: «أقسى عقوبة لدى المحكمة هي السجن المؤبد»، مشيراً إلى أن الادعاء يرى أن «هذا هو الحكم العادل المناسب الوحيد». وأضاف: «لماذا السجن المؤبد؟ تلك جرائم بالغة الخطورة... يُعد ذلك الهجوم الإرهابي الأخطر الذي يقع في الأراضي اللبنانية». ويبحث الادعاء أيضاً في مصادرة ممتلكات عياش الذي حُكم عليه غيابياً، لرفض «حزب الله» تسليم أي من عناصره إلى محكمة طالما اعتبرها «مسيسة»، ولم يعترف بقراراتها. وفي 14 فبراير (شباط) 2005، قُتل رفيق الحريري، مع 21 شخصاً، وأصيب 226 بجروح، في تفجير استهدف موكبه في وسط بيروت. ووُجهت اتهامات للنظام السوري و«حزب الله» بالوقوف خلف الاغتيال. واعتبرت المحكمة أن الاغتيال «سياسي» نفذه «الذين شكل الحريري تهديداً لهم»، لكنها أشارت إلى أنه «ليس هناك دليل على أن قيادة (حزب الله) كان لها دور في الاغتيال»، كما أنه «ليس هناك دليل مباشر على ضلوع سوريا في الأمر». ويواجه عياش اتهامات أخرى، إذ وجهت له المحكمة الدولية، في سبتمبر (أيلول) 2019، تهمتي «الإرهاب والقتل» لمشاركته في 3 اعتداءات أخرى استهدفت سياسيين بين عامي 2004 و2005.

 

الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي لموقع جنوبية: «حزب اللّه» يُعيد حساباته مع العونيين بعد انحسار الغطاء المسيحي، والضغوط على بكركي فشلت في تغطية باسيل.

جنوبية/أجرت الحوار: باسمة عطوي/10 تشرين الثاني/2020

في حديث إلى موقع "جنوبية" قال الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي:

"ليس تفصيلا رد السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا على جبران باسيل بعد إعلانه أن العقوبات الأميركية طالته بسبب رفضه التخلي عن تحالفه مع حزب اللّه”، مشيرةّ إلى أنه “أعرب خلال لقائهما عن الاستعداد للإنفصال عن الحزب بشروط معينة وعبّر عن إمتنانه لأن الولايات المتحدة جعلته يرى كيف أن العلاقة هي غير مؤاتية للتيار”، بل يدل على حجم الزلزال الذي أحدثته العقوبات الأميركية على باسيل ليس فقط على مستقبله السياسي بل أيضا على الحياة السياسية في لبنان، إذ ستشكل العقوبات فيصلا بين مرحلتين وستحمل الأيام تغييراً وحذراً في العلاقات بين الحلفاء وإعادة حسابات الربح والخسارة في ما بينهم، ناهيك عن تأثيرها على صياغة أي علاقات جديدة بين الأطراف الداخلية وعلى الحكومة المقبلة وتركيبتها التي يبدو أنها لن تسلم من إرتدادات هذا الزلزال" .

وأضاف: "ما حصل ليس زوبعة في فنجان، أو “ظلم” وقع على رئيس تيار سياسي حاول أن يراوغ ويعطي واشنطن من طرف اللسان حلاوة شرط أن تعده بالجائزة الكبرى التي يريدها، بل إن ما جرى أظهر كيف تحضر الإدارة الأميركية ملفاتها وكيف تتعامل مع خصومها ومع من يحاول “شراء الوقت”، وسيعيد رسم الخريطة السياسية الداخلية ولو على نار هادئة لأن كل الأطراف المعنية لا تريد أن تظهر لحلفائها وخصومها معاً عمق الاهتزاز الذي أحدثه زلزال العقوبات".

ورسم الزغبي معالم أولية لهذه الخريطة سواء على صعيد علاقة التيار الوطني الحر الداخلية- الحزبية وبالساحة المسيحية أو علاقته مع حليفه في "تفاهم مار مخايل" أو على صعيد الحكومة المقبلة.  وقال: "الحالة العونية باتت في مرحلة هبوط كبير، فقد كشفت هذه العقوبات مدى هشاشة التيار العوني رغم كل ما راكمه وحققه على مستوى ثنائية السلطة والمال وصولاً إلى رئاسة الجمهورية، والمشكلة الآن هي على عدة مستويات داخل التيار العوني نفسه وقد بدأنا نشهد مدى التفكك الذي يحصل داخل هذا التيار، سواء من خلال التهم التي أطلقها رئيسه ضد بعض أتباعه في لبنان وفي الولايات المتحدة وكان أبرز المستهدفين بتهمة الخيانة هو طوني حداد المعروف منذ 30 عاما بأنه اليد اليمنى للرئيس ميشال عون ولقيادة التيار، ومهندس العلاقات بين التيار وبين الادارة الأميركية على تقلباتها”.

ورأى أن “هذا المؤشر يؤكد أن الحالة العونية باتت في مرحلة انقباض وانحسار وتفكك  ولعلها لا تستطيع ان تواكب بالشكل المطلوب ما تبقى من العهد العوني أي الثلث الاخير منه”. وأضاف:”على مستوى المستقبل السياسي لرئيس هذا التيار فإن المسألة باتت واضحة بإن هناك فيتو كبيراً جداً ليس فقط من الولايات المتحدة الاميركية، بل أيضا من المجتمع الدولي وإستطراداً من المجتمع العربي وتحديداً الخليجي والأكثرية الساحقة من الزاي العام اللبناني، على بلوغ هذه التجربة الخطيرة والفاشلة إلى سدة الرئاسة اللبنانية”.

وتابع الزغبي: "على مستوى العلاقات مع "حزب اللّه" لا شك أن جوهر “المظلومية” التي رفعها باسيل على إعتبار أنها كانت سبباً للعقوبات الأميركية التي طالته، تعرّض للتفتيت بعد تصريحات السفيرة شيا، لأنه ساوم الأميركيين على الإطاحة بهذه العلاقة، ولا شك بأن هذا الكلام سيترك أثره على العلاقة بين الحليفين ولو بعد حينه".

وفي هذا الاطار شدد الزغبي على ان قيادة "حزب اللّه" على علم أن باسيل كان يساوم على مسألة إنفصاله عن التحالف معه، وأن الحقائق والوقائع أظهرت أنه كان يفاوض الجانب الاأميركي على الثمن، أي على التسعيرة، وكان يحاول إبتزاز واشنطن كي ترفع العقوبات عنه أو لا تفرضها عليه وأن تقدم له ضمانة مسبقة منذ الآن للوصول إلى سدة رئاسة الجمهورية”. وأشار إلى أن”هذا ما عناه كلام السفيرة الأميركية عن شروط لم تفصح عنها، ولكن المعلومات تؤكد أن أبرز هذه الشروط التي وضعها كي يفك تحالفه وورقة التفاهم مع حزب الله هو أن تضمن له واشنطن وصوله إلى رئاسة الجمهورية خلفا لعمه ميشال عون”، معتبراً أن”العلاقة بين حزب الله والتيار العوني ستكون محكومة من الان فصاعدا بالحذر الشديد، صحيح ان هناك خلافات كثيرة على المستوى الداخلي بين الطرفين لكن حزب الله كان دائما مطمئنا إلى ان الجانب العوني لن يتخلى عن تغطية سلاحه ووظائف سلاحه سواء في الداخل اللبناني أو في سوريا أو اليمن أو في بلادد الله الواسعة”.

وأوضح الزغبي أنه “لذلك لم يكن حزب الله يهتم كثيرا بالخلافات وبعض النفور من قبل التيار العوني، طالما أنه يحصل على الأساس أي على الجوهر من ورقة التفاهم أي تغطية سلاحه من قبل شريحة من المسيحيين”، لافتا إلى أن “الحزب" بات الآن أمام حسابات أخرى تحت غطاء الاندفاع الذي سيظهره السيد حسن نصر الله في إطلالته الوشيكة وحرصه على التحالف وتمتينه مع التيار العوني، ولكن في الواقع أن حزب الله يعيد حساباته لأن التيار العوني لم يعد يستطيع تأمين غطاء مسيحي واسع لأن هذا الغطاء ينحسر أكثر فأكثر خصوصا الان بعد العقوبات الاميركية”.

وعن مستوى العلاقات داخل البيئة المسيحية يجيب الزغبي:”خلافا للقول إن العقوبات الأميركية ستضاعف العطف الشعبي على باسيل على أساس أنه ضحية هذه العقوبات، فإن الرأي العام المسيحي بات يدرك حقيقة الفساد الذي يمثله باسيل، ولا يمكن أن يعيد تعويمه أو منحه صك براءة عن كل هذه الموبقات التي إقترفها على مستوى الفساد في الادارة والوزارات التي تولاها هو وفريقه أو على مستوى الارتباط الاعمى بسلاح غير شرعي هو سلاح حزب الله”، لافتا إلى أنه “بدل أن يكون هناك تعويم شعبي لدى المسيحيين لرئيس التيار نلاحظ أن هناك إدانة لم تظهر بعد بشكل واضح ولكن هذا الابتعاد الذي تجسده الكنيسة المارونية تحديداً بكركي عن الدفاع عنه رغم الضغوط من قبله وفريقه عليها كي تصدر موقفا تدافع عنه أو تحميه في وجه الادارة الاميركية”.

وتابع:”هذا في تقديرنا كمراقبين لن يحصل وهذا دليل بحد ذاته بإلى أن باسيل يخسر في الرأي العام المسيحي أكثر مما يربح، إذا كانوا يتوقعون أن العقوبات ستزيد العطف الشعبي عليه، لذلك فهو في مأزق أمام الرأي العام المسيحي واللبناني بشكل عام وأمام مأزق آخر أمام تياره وسنرى تباعا مزيدا من التفكك سواء على مستوى النواب الذين لا يزالون داخل التيار بعد أن غادره أربعة نواب على الاقل أو على مستوى القواعد والكادرات في التيار”، مشيرا إلى أن “عهد هذا التيار بدأ بالانحدار ولم يبق إلا حوالي سنتين من عمره ولذلك فإن الفئة من الذين لا زالوا داخل التيار يأملون بمنافع معينة من هذا العهد باتوا يدركون ان هذه المنافع باتت صعبة المنال وخصوصاً أن أي حكومة جديدة يمكن تشكيلها لن تشكل تعويما لهذا الغريق الذي بات فعلا في مرحلة دقيقة جدا أمام الرأي العام اللبناني بشكل عام والمسيحي بشكل خاص”. وعن الوضع الحكومي قال الزغبي:

”هناك إتجاه لدى التحالف الثنائي مع العهد والتيار للتشدد والمجيء بحكومة سياسية بهدف تعويم باسيل والعهد، ولكن المسألة تقف عند شروط الرئيس سعد الحريري ولن يكون في تقديري أنا كمراقب أكثر تساهلا من الرئيس المكلف السابق مصطفى أديب، لذلك فإن الضغوط على الحريري ستؤدي إلى تأخير وتصعيب تشكيل الحكومة بدل تسهيلها، لأنه لن يستطيع تقديم أوراق تعويم ونجدة لباسيل بعد كل هذا الصراع والخلاف العميق بينهما”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 10/11/2020

وطنية/الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

عجلات التأليف الحكومي متباطئة لكن اتصالات متأنية مستمرة على مسار التأليف من أجل تغليب اتجاه فصل مسألة العقوبات الأميركية كما نقاط التباينات في المواقف المحلية على اتجاهات تعظيم المشكلات الداخلية التي تأخذ بالمسارالى آذار المقبل حتى تتألف الحكومة الجديدة ربطا" بقضية العقوبات وبموعد انتقال السلطة الأميركية من الترامبية الى البايدينية

فيما الخشية متصاعدة من احتمالات بروز سلوك ترامبي مريب في خلال الوقت الفاصل عن تسلم الرئيس بايدن مع الاشارة الى ان ترامب أقال وزير الدفاع مارك إسبر وعين مكانه رجل الاستخبارات كريستوفر ميلر في خطوة فسرها مراقبون بأن الوزير إسبر رفض الدخول في مغامرة عسكرية كان الرئيس الأميركي يحضر لها...

في الغضون وعشية الجولة الرابعة من مفاوضات الناقورة للترسيم البحري برعاية أممية ووساطة أميركية بين لبنان والاسرائيليين زعم أفيخاي أدرعي ما سماه "إسقاط طائرة مسيرة تابعة لحزب الله اخترقت المجال الجوي الاسرائيلي انطلاقا من لبنان" بحسب تعبيره... من جهة ثانية يصل مساء الاربعاء الى بيروت الموفد الفرنسي باتريك دوكان في اطار الاحاطة الفرنسية للوضع السياسي اللبناني.

في أي حال

الأوضاع المحلية الصعبة أصلا" استوجبت تفعيلا استثنائيا" لحكومة تصريف الاعمال تحت ضغط الازمات السياسية والاقتصادية والمعيشية المتقاطعة مع تفشي وباء كورونا وقصور الجهاز الطبي والمستشفيات عن توفير العلاج الكافي اللازم فكان خيار وقرار المجلس الأعلى للدفاع الاقفال العام باستثناءات محددة ممرا" وحيدا" ومفيدا" على أمل النجاح في خفض أرقام عداد الاصابات وإلا, سيكون تمديد للإقفال, على سلبياته المعيشية والاقتصادية التي يدرك مرارتها ذوو الدخل اليومي المحدود على الأخص, ومعظم اللبنانيين في شكل مرير عام في هذه الأيام.

رئيس الجمهورية العماد عون دق النواقيس في مستهل اجتماع مجلس الدفاع: ناقوس الوضع الكوروني المتفشي والخطر جدا ناقوس الإجراءات الواجبة والمحتمة لاحتواء الخطر وتخفيف تداعياته, وناقوس حشد الجهود لتمكين المؤسسات الصحية من الاضطلاع بدورها في معالجة المصابين..

رئيس حكومة تصريف الاعمال د.حسان دياب من جهته تولى شرح حيثيات القرار لافتا الى تعدد أوجه الازمة الحادة التي تعانيها البلاد اقتصاديا" وقد تطرق الى أوضاع المتضررين جراء كارثة المرفأ القاتلة... كم أعلن توزيع اربعمئة الف ليرة شهريا على مئتين واربعين الف عائلة حتى نهاية السنة..

تفاصيل النشرة نبدأها بتقرير عن مجريات وقرارات اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

آخر الدوا الكي ... فإلى الإقفال العام در درءا لمخاطر كورونا.

القرار صدر ممهورا بتوقيع المجلس الأعلى للدفاع الذي أخذ بتوصية اللجنة الوزارية الداعية إلى الإقفال العام لمدة أسبوعين إعتبارا من السبت المقبل على أن تستثنى منه بعض القطاعات والمرافق مثل مطار بيروت.

وإذا كان الإقفال ضرورة وطنية وشرا لابد منه لإحتواء الوباء المستشري فإن الكثير من القطاعات والهيئات الإقتصادية رفضت مسبقا هذا الإجراء وربطت موقفها بدواع إقتصادية.

إجتماع المجلس الأعلى للدفاع التأم على إيقاع لقاح واعد اعلن عنه ويفترض أن يستفيد منه لبنان إذ تم تأمين كل المراسلات الضرورية بالتعاون بين وزيري الصحة والمال والجهات المعنية لتوفير الكمية الأولى التي سيستفيد منها حوالى خمسة عشر بالمئة من سكان لبنان بحسب ما أفاد الوزير حمد حسن.

بصيص الأمل هذا على المستوى الصحي يتمنى اللبنانيون أن ينسحب على المستوى الحكومي تأليفا سريعا.

لكن الواقع الحالي في هذا الشأن غير ذلك إذ إن المراوحة هي السائدة وليس أدل على ذلك من نتائج الإجتماع السابع بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الذي أنتهى من دون الإعلان عن أي تقدم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

مجددا، البلد إلى الإقفال التام من السبت المقبل إلى نهاية تشرين الثاني، تماما كما أن طريق الحكومة مقفلة مبدئيا ومسدودة إلى ما بعد نهاية الشهر الجاري. مع بدء عطلة نهاية الأسبوع اللبنانيون سيعودون إلى الحجر، فيما حكومتهم المنتظرة ستبقى هي الأخرى في الحجر لأن حليمة عادت إلى عادتها القديمة ، أي أن زعماء الطوائف وأمراء الحرب عادوا إلى منطق المحاصصة وتوزيع الوزارت كالمغانم.

قرار الإقفال، في المبدأ، جيد ومطلوب وضروري، بل قد يكون أتى متأخرا قليلا ... علما أنه خير للقرار أن يأتي متأخرا من أن لا يأتي أبدا. لكن تبقى العبرة في التنفيذ, وهي مسؤولية مزدوجة ومشتركة بين المواطن والدولة. فهل سيلتزم المواطنون فيوفرون على البلد كارثة صحية تلوح في الأفق ؟ وهل تطبق الأجهزة المعنية التعليمات والقرارارت فلا يذهب أسبوعان من حياة اللبنانيين هدرا، وتضطر الدولة إلى تمديد فترة الإقفال من جديد ؟ المسؤولية كبيرة، والمخاطر في حال عدم نجاح القرار أكبر. فهل نكون كشعب ودولة على قدر المسؤولية، وهل ننجح في القطاع الصحي ولو جزئيا، بعدما فشلنا كليا في السياسة وأصبحنا نعيش في دولة فاشلة؟

حكوميا، الأمور تتراجع الى الوراء بدلا من أن تتقدم الى الامام. فاللقاء الذي انعقد امس بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لم يفض الى اي نتيجة ، ولا يمكن وصفه بالايجابي اطلاقا. هكذا عدنا الى المربع الاول من جديد. ولهذا السبب ربما يحاول الحريري تجاوز وعود قدمها سابقا بالنسبة الى بعض الحقائب والوزرات، وذلك ليعاود اطلاق عملية المفاوضات من جديد من دون التزامات مسبقة. ولهذا السبب ايضا عادت القوى السياسية الى رفع سقف مطالبها ، بحيث تبدو عملية التأليف وكأنها تحصل قبل انتفاضة 17 تشرين الاول 2019 وقبل اطلاق المبادرة الفرنسية. ولأن فرنسا استشعرت امكان سقوط مبادرة رئيسها ، سيأتي موفد فرنسي غدا الى لبنان، محاولا اعادة احياء ما تبقى من المبادرة . فهل ينجح الموفد الفرنسي في مسعاه، ام ان الزمن لا يعود الى الوراء، ومرحلة ما بعد الانتخابات الاميركية والعقوبات على النائب جبران باسيل ليست كما قبلها ؟ الوقائع تفيد ان التطورات تخطت مبادرة الرئيس ماكرون، وان ما كان صالحا في الاول من ايلول المنصرم لم يعد يصلح اليوم. وفي المحصلة، لا حكومة ولا مبادرة فرنسية، فهل دخلنا في مرحلة انعدام الوزن من جديد؟ بل هل دخلنا في جهنم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

لقاح الكمامة للجميع والإقفال التام ومنع التجوال باستثناءات خيارات قاسية لكن لا بد منها لجأت إليها الحكومة حتى آخر تشرين الثاني وذلك تخفيفا من قسوتها على شهر الأعياد.

فالأمانة العامة لمجلس الوزراء اقتراحت والمجلس الأعلى للدفاع أقر توصياتها في اجتماع بعبدا الذي حضرته القطاعات المعنية وزاريا وإداريا وأمنيا وبموجب القرارات فإن السبت المقبل سيبدأ منع التجوال عصرا والعودة إلى نظام "المفرد مجوز" وإقفال المحال التجارية، والشركات والمؤسسات الخاصة ، والمطاعم والحانات، والأندية الرياضية، والمولات، والمساحات العامة المشتركة.

هي تدابير تفرض نظاما متشددا ستعاينه القوى الامنية العسكرية لكنه لا يصل الى العزل الذي يتمدد سياسيا ويطال أفرادا تتأثر بها الكيانات .

وتدابير العزل بالعقوبات من قبل الإدارة الأميركية سبق أن اختبرها لبنان سياسيا وعسكريا وعلى امتداد الحرب الأهلية لكنها لم تؤد إلا الى حشد القوى المعزولة .

ومنذ شرارة الحرب عام خمسة وسبعين كان عزل حزب الكتائب والذي اعترف الجميع لاحقا بأنه كان خطأ مميتا قبل أن تعاد التجربة في حرب الإلغاء بين القوات وميشال عون وفي حرب التحرير مع السوري وعون ونفي الجنرال الى فرنسا وعزل جعجع بسجن انفرادي احد عشر عاما،

لكن كل هذه الوقائع انتهت الى عودة عون بتسونامي الى بيروت قبل أن يدخل بعبدا رئيسا وهو الذي غادره مكسورا ويرأس قائد القوات ثاني أكبر كتلة مسيحية في الانتخابات النيابية وترشحه لمنصب الرئاسة واليوم فإن الصواريخ والقنابل ولغة الرصاص العازلة للمكونات استبدلت بقوانين العقوبات الأقوى من الرصاص بيد أن مفاعيلها عكسية لأنها تطال مجتمعات حتى وإن أشارت القوانين الى استهدافها الافراد من دون أحزابهم. وإذا كان حزب الله بعينه هو المقصود من خلال ضرب حلفائه فإن الحزب وتبعا لمقولة وليد جنبلاط لن يتأثر بل سينعكس الضرر على لبنان.

أما في مضمون العقوبات على جبران باسيل وحيال ما أوردته السفيرة الاميركية يوم امس من وقائع عن طلبه فك التحالف مع حزب الله فإن عودة سريعة الى متن المؤتمر الصحافي لباسيل تؤكد أن رئيس التيار أقر هذا الامر بنفسه وهو قال إنه كان واضحا مع حزب الله وأضاف حرفيا " خلافاتنا مع الحزب كثيرة على الملفات الداخلية والإصلاحات، وعلى بعض المواقف المختلفة في القضايا الخارجية. و"حكينا سوا بصراحة انو ما ماشي الحال هيك، لدرجة انو انا حكيت بالإعلام عن امكانية الفراق". وقد أشار باسيل في المؤتر عينه الى أنه أبلغ التيار الوطني الحر عبر الهيئة السياسية هذا الامر كمعني أول ثم قام بإبلاغ المعني الثاني أي حزب الله عبر السيد حسن مباشرة الذي أبدى تفهمه لأي موقف سيتخذه .

وامام هذه المكاشفة يكون جبران باسيل قد استبق السفيرة دورثي شيا الى إفشاء السر غير المميت ويصبح كلامها مجرد تكرار لما قاله رئيس التيار علنا. وبتسجيل النقاط فإن باسيل ما زال متفوقا في غياب الادلة لكنه يعوض عن ذلك في الجائحة الحكومية ليصبح مستبدا بالمطالب وهو اكد خلال اجتماع تكتل لبنان القوي اليوم رفضه لكل ما من شأنه الإخلال بالقواعد الدستورية والميثاقية القائمة في تأليف الحكومة وما من شأنه المس بالتوازن بين المكونات وقال بيان التكتل إنه لم يتعاط لليوم في عملية التشكيل ولكن لا شيء ينزع منه حق ابداء الرأي. وابداء الرأي هذا سيفسد للود الحكومي قضية على أن يعالجها رسول فرنسي من صوب ايمونيل ماكرون غدا إذ سيصل باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى الى بيروت للقاء الرؤساء المعنيين وبعض الكتل

وسيؤكد دوريل ان العرقلة اللبنانية في التأليف هي بالتالي عرقلة فرنسية ودولية لتقديم المساعدات الى بلد قطع الشفير ودخل بالانهيار .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

اتخذ القرار بالاقفال، فماذا عن القرار بالالتزام؟

سلك المجلس الاعلى للدفاع المسار الالزامي بعد ان تجاوز عداد كورونا الخط الاحمر . وبين التداعيات الاقتصادية للاقفال، والصورة الكارثية صحيا مع عدمه، اعطى المجلس مهلة عسى ان يتدارك اللبنانيون حجم الكارثة، وان يلتقط الجهاز الطبي انفاسه لاكمال المواجهة.

من الرابع عشر من الشهر الجاري حتى صباح الثلاثين منه، سيكون موعد الاقفال المستثنى منه كل دورة الانتاج الاقتصادي والقطاعات الضرورية لتسيير الحياة اليومية، فضلا عن المرافق الحدودية والمطار.

منع للتجوال من الخامسة مساء من كل يوم حتى الخامسة صباحا، واقفال للمدارس والجامعات، وتوزيع للمساعدات على العائلات الاكثر فقرا كما شرح الرئيس دياب.

نجاح التجربة لا يحتاج الى شرح، فعلى الاجهزة المعنية من وزارات وبلديات واحزاب وجمعيات العمل لجعل الاقفال حقيقيا والحد من انتشار الوباء، لا ان نضيع خمسة عشر يوما وينتهي بنا الامر الى زيادة في عدد الاصابات. والتصويب اليوم على وعي المواطنين الذين لا يفوق ألمهم من الفقر والجوع الا وجعهم من الوباء الذي اطاح بكل امكانات الجهاز الطبي لعلاجهم.

اسبوعان بمثابة اختبار كما قال رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، على ان يعاد تقييم الوضع واتخاذ الاجراءات المناسبة.

قد تعود حكومة الرئيس دياب نفسها لاتخاذ الاجراءات المناسبة بعد خمسة عشر يوما اذا لم يتخذ المعنيون بتشكيل الحكومة الجديدة اجراءات جدية ومنطقية لاعادة انطلاق عملية التأليف الحكومية.

في المعلومات ان المراوحة السلبية ما زالت تسطو على المشهد، وان شيفرة الاسماء اصعب الشيفرات التي يجب حلها، اما توزيع الحقائب السيادية وغيرها، فتقول مصادر متابعة للمنار انه مقدور عليها.

وعليه فان الانظار تتجه الى زيارة موفد رئاسي فرنسي الى بيروت وما ستحمله جعبته السياسية، على ان المعروف منها انها تأكيد على استمرار المبادرة الفرنسية، وتأكيد ايضا على فشل اللبنانيين في تشكيل حكومتهم.

في شكل المستقبل الاميركي القريب تغريدة واضحة لدونالد ترامب تقول ان النتيجة بعد اسبوعين وانه سيفوز بالرئاسة. تغريدة تسللت الى الكونغرس الاميركي الذي يعاني من نزال علني بين تشكيك الجمهوريين بسرقة بايدن للرئاسة، واتهام الديمقراطيين لهم بالقضاء على ما سموه الديمقراطية الاميركية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

انتهت الانتخابات الاميركية، ولم تشكل الحكومة اللبنانية، ليتبين مجددا أن معظم ما يتم تناقله سياسيا وإعلاميا وعبر مواقع التواصل، لا يمكن تصنيفه غالبا في خانة المعطيات، بل في إطار التحليلات أو التمنيات أو التسريبات، أو حتى المعلومات المغلوطة.

أما بعد الانتخابات الاميركية، فعقوبات اميركية، باتت هي الشغل الشاغل للمحللين، الذين يقدم بعضهم قراءات قد تكون معقولة، فيما يذهب البعض الآخر إلى سيناريوهات من عالم الخيال، علما أن التجارب التاريخية تؤكد أن تجاهل الوقائع السياسية الداخلية مستحيل، ومصيره دوما الفشل، لمصلحة العودة إلى تدوير الزوايا وأنصاف الحلول، والتسويات.

أما الاهم بالنسبة الى اللبنانيين اليوم، إلى جانب قرار الاقفال التام لمدة أسبوعين الذي اتخذه المجلس الاعلى للدفاع، لضرورات الدفاع عن الناس في مواجهة وباء كورونا، فيبقى الملف الاقتصادي وتداعياته المالية والمعيشية. ومدخل علاج هذا الملف بالتحديد، هو تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات، انطلاقا من معايير ميثاقية وسياسية موحدة.

وفي هذا السياق، وعشية وصول موفد فرنسي رفيع الى لبنان، تبرز الدعوة إلى فصل عملية التشكيل عن أي عامل خارجي، فالأساس هو قيام حكومة اصلاحية تستطيع ان تطبق الاصلاحات المطلوبة وفي مقدمها اجراء التدقيق الجنائي والبنود الواردة في المبادرة الفرنسية.

أما في موضوع العقوبات، فأشار تكتل لبنان القوي اثر اجتماع الكتروني اليوم الى صوابية فكرة ملاحقة ملف العقوبات امام المحاكم الاميركية المختصة، لتبيان الحق وتظهير الحقائق، مؤكدا التمسك بأحسن العلاقات بين الشعبين اللبناني والأميركي وببناء افضل العلاقات مع الادارة الجديدة. واعتبر التكتل ان العقوبات بما هي من اجراء اداري غير قضائي تشكل ظلما وتعسفا، داعيا الى اعادة النظر بهذه السياسة واسقاطها، واستبدالها بسياسة الحوار والانفتاح، لأن سياسة العزل والعقوبات لم توصل يوما الى نتيجة ايجابية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

يخوض لبنان غدا جولة جديدة من مفاوضات الترسيم غير المباشر مع اسرائيل يمكن وصفها بالاقسى.

فاستنادا الى القوانين الدولية وقانون البحار، رفع لبنان سقف تفاوضه، ما دفع اسرائيل، غير المعترفة اصلا بقانون البحار، الى التهديد بتغيير خطوط التفاوض حتى باتت تطال مساحة واسعة من المياه الاقليمية اللبنانية.

وفد لبنان المفاوض انطلق اصلا من ان اتفاق الاطار على التفاوض برعاية الولايات المتحدة لم يحدد الخط الذي على اساسه ستسير المفاوضات. والوفد، ولو اضاف ما يعرف بخط بصبوص على المحادثات، فرفع المساحة من 860 كلم 2 الى 2290 كلم 2، الا ان في حوزته، وضمن القوانين الدولية، خطوات اخرى ممكن طرحها على طاولة الناقورة.

في المحصلة وقبل ساعات من الجولة الرابعة، الكباش اللبناني الاسرائيلي يشتد، تحت اعين واشنطن ونتيجته ان اي شركة عالمية لن تبدأ عملية التنقيب، ليس فقط على الجانب اللبناني، انما ايضا على الجانب الاسرائيلي طالما ان النزاع مفتوح بين الطرفين.

هذا الكباش يأتي في وقت تتحدث بعض الاوساط في الداخل عن ان الامل بتشكيل حكومة في بيروت قد مات، وان كل ما نشهده لا يتعدى الدوران في الحلقة المفرغة.

فحتى وصول Patrick Durelمبعوث الرئيس الفرنسي الى لبنان غدا، ليعيد مطالبة بلاده بضرورة تشكيل حكومة مهمة انقاذية، لن يفعل فعله، لان في لبنان من يقول إن اي وزير يعين في الحكومة المقبلة سيكون عرضة لعقوبات اميركية متسارعة، يرتقب صدورها في اي وقت، ما يفرط عقد الحكومة قبل تكوينها اصلا.

وفي المنطقة من يقول ان اي حكومة لن ترى النور قبل اتمام اي اتفاق بين الادارة الجديدة في الولايات المتحدة وايران، مع كل ما ستحمله من ترددات على حزب الله والداخل اللبناني.

الجمود القاتل يلف الوضع اللبناني، الذي سيزداد تدهورا يوما بعد يوم، وحتى لو ادعى حاكم مصرف لبنان ان لبنان غير مفلس، الا ان كل يومياتنا تقول العكس.

فنحن مفلسون، والليرة ليست بخير، وكل ذلك نتيجة استفادة طبقة سياسية ومالية من كل مقدرات الدولة حتى آخر قرش.

اما صحيا، فوضعنا ايضا ليس بخير، فالمهم ليس فقط اعلان اغلاق البلد من السبت المقبل حتى الثلاثين من تشرين الثاني، لان الاهم، هو ماذا ستفعل الدولة والمستشفيات والمواطنون خلال هذه الفترة؟

هل ستجهز المستشفيات وتفتح ابوابها لاستقبال مرضى كورونا، هل ستطبق قرارات الاغلاق بقوة القانون، هل ستؤمن الدولة مساعدات للاكثر عوزا؟

وهل يردع عدد مصابي كورونا وارتفاع نسبة الوفيات المواطنين غير الملتزمين، ام انه سينتظرون ماذا ستفعل الدولة ليتصرفوا وهو اكثر من يعلم ان الدولة اقل ما يقال فيها انها عاجزة؟

خمسة عشر يوما حاسما في انتظارنا كلنا، وبعدها اما يزداد الفقر فقرا، والمرض مرضا، والموت موتا، واما نكون ربحنا جولة في معركة على الاقل من حروب بلادنا التي لا تنتهي، وفي هذه المعركة، المواطن هو القائد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 10 تشرين الثاني 2020

الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020

صحيفة النهار

ـ يقول مقرب من الرئيس ميشال عون ان الحملة على رجالات العهد تتفاقم ويشارك فيها اهل الداخل بل يحرضون ‏عليها.

ـ يقول ديبلوماسي سابق ان احد القيمين على الديبلوماسية اللبنانية لا يفقه شيئا في هذا العالم وهو يرتبك الخطأ تلو ‏الخطأ.

ـ فوجئ مستشار لأحد المراجع السياسية خلال جولاته على مؤسسات دولية مانحة بتردّي أوضاعها، بحيث كان ‏الجواب واحداً: لم يعد لدينا أموال، ومعظم المشاريع جرى إيقافها "والحبل على الجرار".

- كشف انفجار المرفأ عن الوضع المتردي لفوج اطفاء بيروت الذي يعاني نقصا كبيرا في العتاد والألبسة وجاءت حملة الاستعطاء الأخيرة لتكشف ايضا اهمال البلدية لهذا الفوج رغم انها تملك المال الوفير .

صحيفة الأخبار

ـ لا اعتمادات جديدة

عدم التزام المصارف التجارية بالمعايير المحاسبية الدولية، يُشكّل أحد عوامل "عدم الاستقرار" في العلاقة بينها ‏وبين مصارف المُراسلة، وهي العلاقة التي بدأت بالتراجع منذ قرابة 8 أشهر. يرى أحد الخبراء المصرفيين أنّه ‏في المرحلة المقبلة ستتعقّد أكثر العلاقة مع مصارف المراسلة التي ستُضيّق الخناق على التعاملات، "وهي أصلاً ‏لم تعد تقبل فتح اعتمادات جديدة، بل تشترط الدفع نقداً. وفي حين كانت نسبة الاعتمادات تراوح بين 65% و80% ‏من إجمالي تمويل العمليات الخارجية، "لم تعد نسبة الاعتمادات القائمة من الاستيراد تتخطّى الـ15‏%".

ـ راتب واحد لـ"المستقبل"

تلقّى عدد من موظفي تيار "المستقبل" العاملين في الموقع الإخباري وقطاع الإعلام ومسؤولين عن منصات ‏وسائل التواصل الاجتماعي راتب شهر، بعد توقف الدفع في الأشهر السابقة. وعلمت "الأخبار" أن أحد رجال ‏الأعمال النافذين في بيروت والمقرّب جداً من الرئيس سعد الحريري هو من تكفّل بدفع الرواتب، على أن يتولى ‏تمويل ودفع رواتب الموظفين في المؤسسات الإعلامية التي سيصار الى دمجها في الفترة المقبلة.

ـ وعود حريرية جديدة لمشايخ عكار

بدلاً من الاعتصام الذي كان مقرراً أمام دار الفتوى أول من أمس بدعوة من "لجنة متابعة حقوق العلماء في ‏عكار"، لبّى المشايخ دعوة الرئيس سعد الحريري للقائهم في منزله والاستماع إلى مطالبهم. وبحسب عضو اللجنة ‏الشيخ محمد إسكندر، تعهد الحريري "بتلبية المطالب في غضون أربعة أيام". واقترح الأخير عليهم المشاركة في ‏اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى المقرر عقده اليوم عبر ممثلين عنهم، يعرضون مطالبهم أمام أعضاء ‏المجلس الذين سيقررون على ضوء الإشارة الخضراء من الشيخ سعد. وكان الحريري قد وسّط الشيخ خلدون ‏عريمط للتواصل مع اللجنة بهدف العدول عن قرارها بالاعتصام في عائشة بكار والمطالبة بإلقاء الحجر على ‏مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. الاعتصام شكل ذروة الحملة الاعتراضية التي أطلقها مشايخ عكار ‏ضد دار الفتوى للضغط لزيادة رواتبهم وإدخالهم في الضمان الاجتماعي وتعديل الهيئة الناخبة لمجلس الأوقاف في ‏المنطقة. الخلاف الخامد بين عائشة بكار وعكار خرج إلى العلن في تموز الماضي عقب تعيين أعضاء جدد ‏لمجلس أوقاف عكار "من دون التشاور مع غالبية المشايخ". ورفعت اللجنة آنذاك شعار "كفى استحقاراً ‏واستخفافاً بعكار". ووفق مصدر مواكب للتحركات، سيجول أعضاء اللجنة على كل من دريان ورؤساء ‏الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام.

صحيفة البناء

ـ خفايا

علّق سياسي مخضرم على ردّ السفيرة الأميركيّة على رئيس التيار الوطني الحر حول سرية المعلومات في تهم ‏الفساد بالقول كنا نتهكّم على العدالة في العالم الثالث، حيث ينفذ الحكم وبعدها يتمّ التحقيق والمحاكمة، فإذا بنا ‏نكتشف أن العدالة الأميركيّة وقبلها العدالة الدولية أسوأ بكثير.

ـ كواليس

أبدت جهات إقليميّة حذرها الشديد من خطوات عسكرية مغامرة قد تقدم عليها إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل نهاية ‏ولايتها واعتبرت قرار إقالة وزير الدفاع في هذا التوقيت بالنسبة لولاية منتهية يعني أن هناك قراراً كبيراً أراده ‏الرئيس ترامب ورفضته وزارة الدفاع.

صحيفة الجمهورية

ـ اتخذت شخصيات سياسية قراراً بتجميد نشاطاتها المعتادة بعد صدور قرار العقوبات في حق رئيس تكتل لبنان ‏القوي جبران باسيل.

ـ أكدت مصادر مطلعة على مسار التأليف أنها لم تلحظ أي حلحلة أو تغيير في المواقف حكوميا.

ـ تتحدث مصادر نيابية عن أن الخطر الأكبر في موضوع "كورونا" الذي يحتم الإقفال هو على مستوى الطاقم ‏الطبي حيث تخطت الإصابات الـ1500 ومعظمهم مستمر في العمل.

صحيفة اللواء

ـ تتحدث معلومات موثوق بها عن زيارة بقيت بعيدة عن الأضواء لموفد فرنسي، حمل خلالها دعوة ملحة لحلحلة ‏عقد في تأليف الحكومة..

ـ استخفت مصادر دبلوماسية بمستوى التمثيل اللبناني في مؤتمر إعادة النازحين السوريين، الذي ترعاه موسكو.. ‏لأنه لا ينسجم مع حجم المخاوف من عدم عودة هؤلاء..

ـ انتقد قطب سياسي طرح فكرة المداورة ما دام لا أحد بإمكانه إقناع الأطراف بقبولها، أو السير بها من دون ‏استثناءات.

صحيفة نداء الوطن

ـ يتردد أن نصائح أسديت لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من مقربين تشدد على وجوب "عدم التهوّر" ‏في التصعيد واستعداء الولايات المتحدة.

ـ في خطوة تنسجم مع تغيير مزاج القواعد الحزبية، بدأ أحد الأحزاب بتغيير معتمدي فروعه لإمتصاص نقمة ‏الشارع على قيادته.

ـ حاول قياديون في تيار سياسي زجّ مرجعية روحية في قضية إشكالية حصلت أخيراً مع رئيس التيار، لكن ‏المرجعية أصرّت على استيضاح كل تفاصيل القضية قبل التدخل فيها.

صحيفة الأنباء

*مغادرة صامتة

لوحظ استمرار حركة مغادرة وجوه دبلوماسية لبنان من دون صدور مواقف رسمية من دولهم.

‎‎*ردّ دون المستوى

بعد المعلومات والاثباتات التي كُشفت حول ملف أساسي شغل اللبنانيين، لم يأتِ الرد على الرد على المستوى ‏المطلوب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بايدن ولبنان.. عين على “الحزب” وأخرى على مصالح إسرائيل

صحيفة “العرب” اللندنية/10 تشرين الثاني/2020

يتطلّع اللبنانيون خلال هذه الفترة إلى نوعية السياسة الخارجية التي سيسلكها جو بايدن في أعقاب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية وفي ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد. وبالرغم من أن أوساطا سياسية لبنانية ترجح عدم حدوث تغيير عن سلفه دونالد ترامب خاصة في ما يتعلق بحزب الله، إلا أن البعض يعتقد أن التركيز سيكون موجها على ممارسة المزيد من الضغوط لتشكيل حكومة جديدة وإحداث اختراق عبر التوسط في مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. تتباين مواقف المراقبين حول مدى تأثير نتيجة الانتخابات الأميركية على المشهد السياسي والاقتصادي في لبنان، لكن معظم هؤلاء يتفقون على أنها لن تختلف عن سياسة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. وفي حين يرى البعض أن أي تغيير من الولايات المتحدة سيكون مرتبطا بأعضاء الإدارة الأميركية الجديدة، وخاصة وزارة الخارجية، فإن آخرين يرون أن مصلحة لبنان على سلّم الاستقرار السياسي والاقتصادي، ستكون في علاقة بالمزاج الجديد للرئيس بايدن. ومن هنا، يحاول المراقبون تتبع مسار العلاقة الأميركية بلبنان في السنوات الأربع المقبلة خاصة وأن السياسة الأميركية تجاه حزب الله المدعوم من إيران لم تتغير مع رؤساء الولايات منذ سنوات، ولكن واشنطن ربما ستلعب على حبل التوازنات للحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط. ورشّحت هذه الانطباعات بينما لا تزال الخلافات بين الأحزاب اللبنانية تؤخر تشكيل حكومة جديدة، فمنذ تكليف رئيس الوزراء سعد الحريري بتشكيلها قبل ثلاثة أسابيع بعد تعثر رئيس الوزراء السابق مصطفى أديب في التشكيل إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، والبلاد تدور في حلقة مفرغة دون وجود بوادر للخروج من الأزمة.

سياسة المراحل

يرجح أن تتبع الإدارة الأميركية الجديدة سياسة المراحل تجاه لبنان رغم أن الثوابت والخطوط العريضة ستكون هي نفسها في ظل الرؤساء الذين دخلوا إلى البيت الأبيض. وتستبعد أوساط سياسية لبنانية حصول تغيير أميركي كبير تجاه لبنان في ضوء وصول بايدن إلى البيت الأبيض أقلّه في المدى المنظور لأن الإدارة الأميركية الجديدة ستكون منشغلة في السنة الأولى من الحكم بمعالجة الأوضاع الداخلية، خصوصا الأضرار الناجمة عن وباء كورونا والتي لعبت دورا أساسيا في فوز المرشح الديمقراطي على ترامب. وترى الأوساط السياسية اللبنانية أنّ السياسة الأميركية تجاه لبنان ستعتمد لاحقا على شخصيّة وزير الخارجية الأميركي الجديد، علما أن أي وزير جديد سيعتمد أكثر فأكثر على الدبلوماسيين المحترفين في الوزارة من الذين يعرفون لبنان جيدا. وكشفت مصادر عدة أن على رأس هؤلاء الدبلوماسيين يأتي ديفيد هيل مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، الذي يتوقّع أن يستمر في موقعه في الوقت الحاضر.

وسبق لهيل أن عمل سفيرا في لبنان، كما زاره مرات عدة في السنوات القليلة الماضية. وكانت الزيارة الأخيرة في تشرين الأول الماضي، حيث تعمّد خلال تلك الزيارة عدم عقد لقاء مع رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل، في إشارة واضحة إلى وجود امتعاض أميركي منه. وليس ذلك فقط، بل تعمّد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر أيضا التصرّف بالطريقة ذاتها مع صهر رئيس الجمهورية ميشال عون.  ولم يخف هيل في لقاءاته مع سياسيين لبنانيين أنه كان يفضّل انتخاب سليمان فرنجيّة رئيسا للجمهورية بدل ميشال عون في العام 2016.

ومع ذلك يعتقد مراقبون أن وصول بايدن إلى البيت الأبيض من شأنه التمهيد لعودة الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران، وهذا سيكون له انعكاس على منطقة الشرق الأوسط بما فيها لبنان.

ورأى المحلل السياسي أمين قمورية، في حديث لـ”الأناضول”، أنه ليس هناك ارتباط مباشر بين الإدارة الأميركية وملف تشكيل الحكومة لكن بعد فوز بايدن قد لا يكون هناك اعتراض أميركي واضح وحازم ضد إشراك حزب الله في الحكومة، ما قد يسهل عملية تشكيلها. وأرجع قمورية ذلك إلى أن بايدن، ومن خلفه الحزب الديمقراطي، يحبذ إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، “ما يعني تخفيف الضغوط على حزب الله وقادته، في محاولة من واشنطن لإعادة خطوط التواصل مع طهران”. ويسعى الحريري إلى تشكيل حكومة من الاختصاصيين من خارج الأحزاب تكون مهمتها إنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية وذلك بحسب ما أعلن عقب تكليفه بتشكيل الحكومة. ويرى الكاتب السياسي طوني أبي نجم أن انعكاس فوز بايدن على الساحة اللبنانية سيكون طفيفا ولن يختلف عما كان عليه في عهد ترامب، مؤكدا أن سياسات العقوبات على حزب الله ستستمر، حيث إنها بدأت في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وكان بايدن حينذاك نائبه. وقال “الحزبان الجمهوري والديمقراطي يعتبران أن سياسة العقوبات ناجحة”.

وخلال الأشهر الماضية، فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على أفراد ومؤسسات بتهمة ارتباطهم ودعمهم لحزب الله، من بينهم وزير المالية السابق علي حسن خليل، ووزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس. واعتبر الكاتب اللبناني قاسم قصير، المقرب من حزب الله، أن الديمقراطيين يميلون إلى دعم الحكومة اللبنانية المرتقبة برئاسة سعد الحريري رغم وجود موقف دولي بأن لا مساعدات دون إصلاحات. وقال إن “في حال أعاد بايدن إبرام الاتفاق النووي مع إيران فسيكون لذلك انعكاس على منطقة الشرق الأوسط بينها لبنان، ما قد يخفف من التوترات ويساعد في حلحلة بعض الملفات الداخلية”.

سلاح حزب الله

رغم زيادة الضغوط الأميركية في عهد ترامب، التي تزايدت على حزب الله وذلك في إطار ضغوط الولايات المتحدة على إيران، إلا أن قصير يعتقد أنه من الصعب مشاهدة تغيير في الموقف الأميركي حول سلاح حزب الله، لأنه من الأمور الثابتة بالنسبة إلى علاقة واشنطن مع إسرائيل وحماية مصالحها.

ومع أن هذه الأمر من الثوابت الأميركية لكن واشنطن تريد أيضا إنجاح وساطتها لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وهنا ستحتاج إلى نفس طويل حتى تقنع اللبنانيين في بادئ الأمر بالإسراع في العملية ثم تتجه إلى ممارسة ضغوط أكبر على حزب الله. ورأى قمورية أن بايدن، كما ترامب، يضع مصلحة إسرائيل فوق أي اعتبار، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ستستكمل مساعيها لإنجاز مفاوضات ترسيم الحدود بين البلدين. ويذهب أبي نجم إلى الموقف نفسه، حيث يقول إن الأميركيين سيمضون في إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لأنه يعد إنجازا للسياسة الخارجية الأميركية. وتحتل إسرائيل جزءا من الأراضي اللبنانية، هي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وصدر قرار من مجلس الأمن الدولي عام 1978 ينص على انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية لكنه لم ينفذ حتى اليوم. ومن حين إلى آخر، تحدث توترات حدودية جراء ما تقول إسرائيل إنها محاولات من مقاتلي حزب الله لاختراق الحدود. ودخل لبنان وإسرائيل قبل أسابيع قليلة في مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود البحرية بينهما برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية على خلفية نزاع بمنطقة في البحر المتوسط تبلغ مساحتها نحو 860 كلم مربع، تعد غنية بالنفط والغاز. وتريد بيروت الاستفادة من تلك المنطقة البحرية حتى تعزز إيراداتها حيث يعاني اقتصادها من مشاكل هيكلية تحتاج إلى مليارات من الدولارات، ومع ذلك لا يرى محللون أي تأثيرات مباشرة لفوز بايدن على الأوضاع الاقتصادية اللبنانية. ويؤكد أبي نجم أن أي حكومة جديدة في لبنان لن تحصل على مساعدات من الخارج بسبب الخلافات الداخلية حول تنفيذ الإصلاحات وامتناع بعض الدول العربية عن مد يد المساعدة في ظل سطوة حزب الله، وبالتالي سيكون مصير أي حكومة جديدة الفشل. ويعتقد الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان أنه لا وجود لترابط مباشر بين نتيجة الانتخابات الأميركية والأوضاع الاقتصادية اللبنانية، فتخفيف العقوبات على حزب الله وبعض الشخصيات القريبة منه قد لا يكون له تأثير مباشر على الاقتصاد اللبناني، إنما من شأن تخفيف التشنّج السياسي أن ينعكس إيجابيا على الاقتصاد. ومنذ تشرين الأول الماضي، عقب اندلاع احتجاجات شعبية في بيروت واستقالة الحكومة، بدأت قيمة الليرة اللبنانية تتراجع مقابل الدولار، ما انعكس على أسعار المواد الاستهلاكية الأولية، وتآكل رواتب الموظفين في جميع القطاعات. ويجزم المراقبون السياسيون والاقتصاديون أن الأزمة المالية والمصرفية في لبنان لا تحل إلا بإصلاحات اقتصادية في الداخل وبمساعدة من صندوق النقد الدولي، إذ لم تضع إدارة ترامب أي فيتو على تقديم مساعدات إلى لبنان عبر الصندوق وهذا لن يتغير في عهد بايدن.

 

شاي فضحت باسيل... وردّه "متلعثم" يؤكّد ولا ينفي

نداء الوطن/10 تشرين الثاني 2020

حكومياً، الأمور عادت إلى نقطة الصفر وحتى بيانات قصر بعبدا عن لقاءات رئيس ‏الجمهورية مع الرئيس المكلف نزعت "الأجواء الإيجابية" من عباراتها، سيّما وأنّ أوساطاً ‏مطلعة أكدت لـ"نداء الوطن" أنّ العقوبات على رئيس "التيار الوطني الحر" انعكست "تصلباً ‏في مواقف رئيس الجمهورية، وجعلت خيارات تدوير الزوايا ضيقة جداً". وكما انسد الأفق في ‏ملف التأليف، كذلك الآفاق المسدودة التي وصلت إليها السلطة في مجابهة كورونا دفعت بها ‏إلى صمّ الآذان عن صرخات الصناعيين والتجار، لتحسم اليوم قرار الإقفال العام "بالإكراه" ‏كما وصفته أوساط معارضة للخطوة، محذرةً من أنّ اعتماد هكذا خطوة من شأنه أن "يُسقط ‏آخر أحجار الدومينو" في المؤسسات التي لا تزال صامدة، ما سيعرض البلد إلى جائحة ‏‏"إفلاسات وإقفالات" لن تُحمد عقباها على آلاف الموظفين والعاملين في القطاعين التجاري ‏والصناعي. أما على المقلب الصحي والاستشفائي، فثمة حماسة متعاظمة للدفع باتجاه الإقفال التام بغية ‏تخفيف الضغط على القطاعين التمريضي والطبي المستنزفين صحياً ومالياً، غير أنّ مصادر ‏معنية بالملف نبهت إلى أنّ "الإقفال العام لن ينفع ولا الإقفال الجزئي يُجدي إذا ما استمر ‏التعاطي مع الآليات التنفيذية للإجراءات الاحترازية على حاله"، معربةً عن أسفها لكون ‏الوضع المتدهور الراهن مرده بشكل أساس إلى المعالجات التي اعتمدتها الجهات الرسمية ‏المعنية منذ بداية الأزمة والتي كانت كلها "غلط بغلط" وأوصلتنا إلى ما وصلنا إليه على ‏مستوى التفشي الوبائي. وتحمّل المصادر المسؤولية في هذا المجال لوزارتي الصحة والداخلية، فالأولى "لم تقم بواجبها ‏في تدريب الكوادر وتجهيز المستشفيات وتحضير الأسرّة اللازمة طيلة الفترات الماضية"، ‏بينما الثانية "سيطر التخبط والتراخي على أدائها وأثبتت عجزها عن ضبط التفلّت الحاصل ‏وعدم جديتها في تطبيق الإجراءات الزجرية المناسبة في مواجهة الوباء"، وختمت المصادر ‏بالتشديد على أنه "إذا لم تعمد الوزارات والإدارات المختصة بشكل جدي إلى تنفيذ مقررات ‏الإقفال ووضع خارطة طريق علمية وفاعلة هذه المرة، سواءً خلال مرحلة الإقفال أو في ‏المرحلة التي ستلي انتهاء مفعوله، فإنّ النتيجة سترتد عكسياً بشكل كارثي بعد إعادة الفتح ‏بحيث سيكون البلد حينها أمام موجة تفشٍّ جديدة ووضع اقتصادي وتجاري أكثر انهياراً". وعشية اجتماع المجلس الأعلى للدفاع للبحث في إقرار توصية اللجنة الوزارية المختصة ‏بإقفال البلد بشكل تام لمدة أسبوعين بدءاً من السبت المقبل وحتى 30 تشرين الثاني الجاري، ‏كشفت مصادر نيابية لـ"نداء الوطن" عن وجود تباين في التوجهات بين هذه اللجنة وبين اللجنة ‏الصحية التي لا توافق على مقررات لجنة حكومة تصريف الأعمال الوزارية باعتبارها تتخذ ‏قرارات "غير مبنية على أسس علمية"، مشيرةً إلى أنّ اللجنة الصحية لكورونا ستجتمع بعد ‏الظهر للتداول في القرارات والتدابير الواجب اتباعها، مع الإقرار بأنّ "الإقفال العام وإن كان ‏خياراً غير مرحب به لدى كثيرين لكنه سيصبح أمراً واقعاً إذا صادق مجلس الدفاع عليه ‏وبالتالي لا بد من التعامل معه بأفضل السبل لتحقيق أفضل النتائج".

في الغضون، لا تزال قضية إدراج رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على قائمة ‏العقوبات الأميركية تتفاعل فصولاً، وجديدها بالأمس تفجير السفيرة الأميركية دوروثي شاي ‏‏"قنبلة" مدوية من العيار الثقيل رداً على ما ساقه باسيل في مؤتمره الصحافي الأخير من ‏‏"معلومات انتقائية خارج سياقها" حول النقاشات المتبادلة بينهما. ولم تتردد شاي في فضح ‏زيف ادعاءات باسيل كاشفةً أنه "هو نفسه أعرب عن الاستعداد للانفصال عن "حزب الله" ‏بشروط معينة"، وأبدى "امتنانه لأن الولايات المتحدة جعلته يرى كيف أن العلاقة (مع ‏الحزب) هي غير مؤاتية للتيار"، لافتةً الانتباه إلى أنّ رئيس "التيار الوطني" يعاني من "سوء ‏فهم لكيفية سير العقوبات ونقص في فهم السياسة الأميركية وكيفية صنعها". وركزت السفيرة الأميركية على كون العقوبات التي طالت باسيل مفروضة "على فرد وليس ‏على حزب"، ولفتت في الوقت عينه إلى أنّ بعض المعلومات المتاحة حول مسببات فرض ‏العقوبات عليه "غير قابلة للنشر"، منوهةً إلى أنّ معاقبته بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي ‏‏"لا يعني أنه لن يكون ممكناً تسميته بموجب عقوبات أخرى في وقت لاحق". وعلى الأثر، سارع باسيل عبر بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إلى تدارك "الفضيحة"، فهرب ‏إلى الأمام عبر تأكيده الالتحام والتلاحم في خندق واحد مع "حزب الله" في مواجهة الولايات ‏المتحدة، مشدداً على أنّ "السياسة الأميركية فشلت في فك التفاهم بين التيار الوطني الحر ‏و"حزب الله" على الرغم من كل الضغوط التي مارستها واشنطن وبالرغم من كل التهديد ‏والترغيب"، ليخلص إلى اعتبار كلام السفيرة الأميركية "محاولة ظريفة لدق الاسفين (بين ‏التيار والحزب) لن تنجح حتماً". وهو ما رأت فيه أوساط ديبلوماسية تأكيداً "متلعثماً" من ‏باسيل لما كشفته شاي من دون أن يحمل رده أي نفي صريح وواضح لحقيقة كونه أعرب لها ‏عن جهوزيته للانفصال عن "حزب الله" خلال محادثاتهما، إنما هو آثر استخدام "أسلوب ‏تمويهي" في بيانه وضع من خلاله "الشروط" التي طالب واشنطن بها ثمناً لهذا الانفصال في ‏خانة "المسار الحواري".

 

بعد اتهامه بـ"خيانة باسيل"... طوني حداد: حاولت الدفاع عنه ولكن!

القناة 23/10 تشرين الثاني/2020

اكّد طوني حداد انّه تفاجأ بما حدث وبالاتهامات ضدّه من النائب جبران باسيل ومن جيشه الإلكتروني. وقال: "وجدت نفسي في عاصفة أنا في غنى عنها ولا أريد أن أكون فيها". حداد في حديث لقناة الـ"الجديد" قال: "حصل خلاف بيني وبين باسيل في موضوع ترسيم الحدود ومنذ بداية الثورة كنت أقول لرئيس الجمهورية إن فريقه المشكّل منذ 15 سنة فشل". واضاف: "تحدّثت مع الرئيس عون مسبقاً وقلت له إنّ هناك عقوبات وحاولت الدفاع عن باسيل لكنّ الأميركيين كانوا يقولون عنه إنّه كاذب وفاسد وموضوع العقوبات علمت به منذ نحو ستة أشهر". حداد تابع قائلاً: "لم أطلب يوماً من باسيل فكّ علاقته مع حزب الله ولطالما قلت أمام الكونغرس والإدارة الأميركية إنّ هذا الحزب مكوّن لبناني". واشار الى أن "لدى ترؤس باسيل التيار الوطني زرته وأبديت استعدادي للعمل معه كما عملت مع الرئيس عون لأنّني أريد نجاح العهد لكنه غير قادر على العمل مع أشخاص لا يقولون له "حاضر سيدي". وتابع حداد: "التيار الوطني الحر اليوم لم يعد كما كان في السابق فهو في الأساس كان تياراً مع الثورة وضدّ الإقطاعية والظلم". حداد أقر أنه "لم يطلب من الرئيس عون أن يبعد باسيل من التيار بل من سدّة الحكم، مضيفاً: "فليتوقع باسيل أن أرفع دعوى ضدّه لأنّ ما حصل هو تشهير بحقي وليس صحيحاً أنّه تمّ طردي من القصر الجمهوري بناء على طلب من باسيل". واضاف: "أعدت إثارة مسألة ترسيم الحدود مع الأميركيين قبل إعلان الرئيس بري اتفاق الإطار وقدّمت تصوّراً لرئيس الجمهورية ولقائد الجيش وليس صحيحاً أنّني من عمل على نقل الملف من الرئيس بري إلى الرئيس عون".

 

تقارير زائفة عن عقوبات على شركات وشخصيات لبنانية

أساس ميديا/الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

قام أحد المواقع الإكترونية بنشر أنباءٍ لم يذكر لها مصدرًا ولا أصلًا عن إدراج شركات لبنانية على لوائح العقوبات الأميركية، زاعمًا أنّ الشركات المذكورة هي على علاقة بحزب الله. وعدّد الموقع بخبره المشبوه شركات وأسماء أبرزها KVA و"خطيب وعلمي" و"الشركة العربية للإنشاءات ACC. وذلك بالتزامن مع نشر مواقع "صفّ ثاني" أسماء شخصيات سياسية لبنانية لفّقت أنّها باتت على لوائح العقوبات الأميركية، من دون أيّ دليل. التدقيق في محتوى الخبر الأوّل عبر البحث في لوائح العقوبات التي يُصدرها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية OFAC التابع لوزارة الخزانة الأميركية يعطي نتيجة واحدة، وهي أنّ الخبر المُتداول لا أساس له من الصّحة. وعليه يكون الخبر والموقع الإلكتروني ومن يقف خلفهما من "إدارة" وناشر يطمحان لهدف من اثنين لا ثالث لهما:

- الأوّل، لعب دور "الواشي" الرخيص الذي لا حجّة له ولا دليل فيما يدّعي، إلّا محاولة إلحاق الأذى بالشّركات والشخصيات المذكورة في "المقال" الذي يفتقر لأدنى حدود المهنية الإعلامية، مع علم النّاشر بعدم صحّة المعلومات المنشورة التي لا أساس لها إلا "نسج الخيال". - الثاني، تشويه سمعة الشّركات لأسباب غير واضحة، ربما تكون شخصية بطريقة  تافهة تُذكّر اللبنانيين بأيّام خالية وتقارير صفراء تطورت من "خط اليد" إلى "المنصات الرّقمية"، بسيناريوهات لا نجدها إلا في أفلام "بوليوود". التدقيق في محتوى الخبر الأوّل عبر البحث في لوائح العقوبات التي يُصدرها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية OFAC التابع لوزارة الخزانة الأميركية يعطي نتيجة واحدة، وهي أنّ الخبر المُتداول لا أساس له من الصّحة.من يُطالع "التقرير" المعني، قد يجد فيه ما يُرفّه عن المرء بعد يوم عمل طويل وشاقّ، ويصلح أن يكون ذيلًا لكتاب "أخبار الحمقى والمغفّلين" للعلامة ابن الجوزي، بما أنّ المقال ينسف محتواه بمحتواه. فكيف لشركة تعمل في منطقة الخليج العربي، وتحديدًا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات منذ عشرات السنين أن تكون مرتبطة بـ"حزب الله" دون أن تدري كلا الدولتين بذلك؟

كاتب المقال ومن خلفه، وقعا في سقطة كبيرة عنوانها: "إهانة الأجهزة الأمنية والاستخبارية" في السعودية والإمارات، بإشارتهم إلى "أنّهم يعلمون والدولتان لا تعلمان". أمّا اختراع التقرير معلومة أنّ لحزب الله سيطرة على شركة KVA، وسرده تفاصيل تدلّ على عمق مخيلة "كاتبه"، فيفتح السؤال إن كان هو يعلم، والولايات المتحدة الأميركية بأجهزتها وتطوّرها وريادتها العالمية على الصعد الأمنية والعسكرية والاستخبارية والمعلوماتية لا تعلم؟ هكذا بات عندنا نوع جديد من "كُتّاب التقارير" الذين تعرّضوا لطفرة جينية خلال الأشهر الماضية جعلت منهم أحد أقوى الأجهزة في العالم، فهم فقط "يعلمون" والجميع لا يعلم، بل باتوا يُرشدون الدّول الكبرى عن ما الذي ينبغي فعله، عبر الإمعان بدسّ كلام "أمني" في الظاهر، لكنّه عبارة عن أضاليل لا أساس لها من الصحة في باطنه. ويكفي أن يتوجّه من يريد إلى الموقع الإلكتروني لصفحة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية على موقع الخزانة الأميركية ليتأكّد من زيف الادّعاءات ومحاولة أذيّة شخصيات ورجال أعمال وشركات عاملة على الأراضي اللبنانية وفي الدول العربية. أما الأسماء التي وزّعتها مواقع غير جديّة، وانتشرت في الأيام الأخيرة، فهي كاذبة إلى درجة أنّ مسؤولين في الخارجية الأميركية، لا يعرفون أيّ معلومة عن لوائح العقوبات المقبلة، وعن الأسماء المدرجة عليها، لأنّه ملفّ سريّ جداً يبقى محصوراً بين وزير الخزانة الأميركية، ووزير الخارجية وعدد قليل جدا من مساعديهم المقرّبين.

 

لقاء سيء بين عون والحريري.. ووفد فرنسي لإنقاذ الحكومة

المدن/10 تشرين الثاني/2020

لم يؤد اللقاء الذي عقد أمس الاثنين بين الرئيسي ميشال عون وسعد الحريري إلى إحراز أي تقدم في ملف تشكيل الحكومة. وتشير المعلومات إلى أن عون أراد قلب كل موازين التفاوض في عملية التشكيل. فبعد أن كان سابقاً يريد للحريري أن يتوافق معه على الوزراء المسيحيين قبل الاتفاق مع كل القوى، طلب عون بالأمس أن يذهب الحريري إلى الاتفاق مع القوى الأخرى ويعود إليه في النهاية. هذه الخطوة تفهم بأنها محاولة عونية لوضع المزيد من العراقيل والعقبات في طريق الرئيس المكلف، الذي كان يفضل التنسيق مع رئيس الجمهورية والتفاهم، قبل تقديم التزامات للقوى الأخرى، خشية الاضطرار إلى التراجع عنها.

شبح المزيد من العقوبات

حاول الحريري استعراض مسار التشكيل مع عون وإعادة الإعتبار للمنحى الإيجابي، عبر التفاهم على توزيع الحقائب على الطوائف والمذاهب، وتثبيت المداورة في الوزارات الخدماتية مع استثناء الوزارات السيادية، أي أن تبقى وزارة الدفاع مع الأرثوذكس والداخلية مع السنة على غرار بقاء وزارة المال مع الشيعة. لكن عون تمسك بمطالبته بوزارة الداخلية، كما رفض ان يلجأ الحريري إلى تسمية أي وزير مسيحي. حاول الحريري أن يقنع عون بتشكيل حكومة مصغرة، وإبقاء باب التشاور والتفاهم مفتوحاً، وغمز من قناة وجوب الأخذ بالاعتبار مسألة العقوبات الأميركية، والتي قد تستتبع بعقوبات أخرى في حال عدم تشكيل حكومة إختصاصيين، وما إن همس الحريري بهذا الأمر، حتّى غضب عون، الذي لا يريد لأحد ان يذكره بملف العقوبات، وهو حتى الآن مصر على التشدد ورفع سقف شروطه، كما أنه يراهن على دعمه من قبل حزب الله. وفق المعطيات المتوفرة حتى الآن، لا يبدو أن عملية تشكيل الحكومة ستكون سهلة، بل هناك الكثير من العثرات التي تعترض طريقها.

الوفد الفرنسي

وفي ظل استمرار المراوحة، يصل غداً إلى بيروت وفد فرنسي، يضم المستشار في الإيليزيه باتريك دوريل، والذي كلفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمتابعة الملف اللبناني. كما يضم الوفد السفير بيار دوكان، المكلف فرنسياً بمتابعة ملف مؤتمر سيدر وتطبيق الإصلاحات اللازمة، والتي يفترض أن يتخذها لبنان ليتمكن من الحصول على المساعدات. زيارة الوفد الفرنسي تأتي على وقع انتهاء مهلة الشهر التي أعطاها ماكرون للأفرقاء اللبنانيين، للاتفاق على تشكيل الحكومة، وستكون محاولة فرنسية لإنقاذ المبادرة والحفاظ على ماء الوجه، وعدم تكرار تجربة مصطفى أديب في إجهاض مساعيه لتشكيل الحكومة.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

برعاية روسية.. "اتفاق مؤلم" ينهي حرب ناغورني كاراباخ

سكاي نيوز/10 تشرين الثاني/2020

أعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، الثلاثاء، أنه وقع اتفاقا "مؤلماً" مع كل من أذربيجان وروسيا لإنهاء الحرب في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه. وقال باشينيان في بيان على صفحته في موقع فيسبوك "لقد وقّعت إعلاناً مع الرئيسين الروسي والأذربيجاني لإنهاء الحرب في كاراباخ"، واصفاً هذه الخطوة بأنّها "مؤلمة بشكل لا يوصف، لي شخصياً كما لشعبنا". ونقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم الكرملين قوله إن قادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا وقعوا اتفاقا للوقف الكامل للأعمال القتالية المتعلقة بإقليم ناغورني كاراباخ. من جانبه، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، أن أرمينيا وأذربيجان توصّلتا برعاية روسيا إلى اتّفاق على "وقف إطلاق نار شامل" في إقليم ناغورني كاراباخ دخل حيّز التنفيذ في الساعة 21:00 توقيت غرينيتش من ليل الإثنين. وقال بوتن: "في التاسع من نوفمبر وقّع رئيس أذربيجان (إلهام علييف) ورئيس وزراء أرمينيا (نيكول) باشينيان ورئيس روسيا الاتّحادية إعلاناً ينصّ على وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء كلّ العمليات العسكرية في منطقة النزاع في ناغورني كاراباخ، وذلك اعتباراً من منتصف ليل العاشر من نوفمبر بتوقيت موسكو". وفي وقت سابق، أعلنت أذربيجان السيطرة على عشرات التجمعات السكانية في ناغورني كاراباخ، بعد يوم من إعلانها النصر في المعركة على ثاني أكبر مدينة بالإقليم، والتي تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة. وبعد قتال عنيف مستمر منذ 6 أسابيع، قالت أذربيجان إنها سيطرت على مدينة شوشا، التي يسميها الأرمن شوشي، وتقع على قمة جبل يطل على ستيبانا كيرت التي تعتبرها الإدارة الأرمنية في ناغورني كاراباخ عاصمة الإقليم. والاثنين، اعترفت أذربيجان بإسقاط طائرة هليكوبتر روسية من طراز مي-24 فوق أرمينيا، مما أسفر عن مقتل اثنين من الطاقم، ولاحقا قدمت اعتذارا لموسكو عما وصفته بحادث وعرضت دفع تعويض. وأعلن رئيس أذربيجان، إلهام علييف، السيطرة على 48 تجمعا سكانيا الاثنين في عدة أجزاء بالإقليم، ونشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية فيديو على الإنترنت يظهر فيه علم أذربيجان وهو يرفرف في شوارع مهجورة في شوشا.

 

احتمال التوصل إلى لقاح ضد «كوفيد 19» ينعش الآمال بالعودة للحياة الطبيعية

نيويورك: «الشرق الأوسط /10 تشرين الثاني/2020

أنعشت النتائج الواعدة للغاية لتجربة لقاح ضد فيروس «كورونا» تفاؤلاً في جميع أرجاء العالم، اليوم الثلاثاء، حتى مع فرض قيود أكثر صرامة في أوروبا والشرق الأوسط لمحاولة القضاء على أسوأ جائحة منذ قرن. وجلبت أخبار اللقاح بعض الارتياح من صورة قاتمة في أرجاء العالم؛ آخر تفاصيلها وفاة المفاوض الفلسطيني المخضرم صائب عريقات جراء مضاعفات فيروس «كورونا» عن عمر يناهز 65 عاماً. وقالت شركتا «فايزر» (الولايات المتحدة) و«بيونتيك» (ألمانيا)، الاثنين، إن لقاحهما الذي يؤخذ على جرعتين تفصل بينهما 3 أسابيع، «فعال بنسبة 90 في المائة» على ما أظهرت النتائج الأولية للمرحلة الثالثة من التجربة السريرية الجارية. ولم تكشف الشركتان عن تفاصيل هذه النتائج. وانتعشت الأسهم في بعض الصناعات التي تضررت بشدة من القيود على السفر والتباعد الاجتماعي وعمليات الإغلاق، على أمل عودة العالم إلى طبيعته بعد الإعلان المفاجئ، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. ويُنظر إلى اللقاح على أنه أفضل أمل لكسر حلقة الطفرات القاتلة للفيروس والقيود الشديدة في معظم أنحاء العالم منذ ظهور «كوفيد19» في الصين أواخر العام الماضي وما نتج عنه من تداعيات مدمرة على الاقتصاد العالمي. وقال روس مولد، مدير الاستثمار في «إيه جيه بيل»، سمسار البورصة عبر الإنترنت: «للمستثمرين كل الحق في أن يكونوا أكثر تفاؤلاً»، واصفاً الأمر بأنه «أخبار محتملة تغير قواعد اللعبة». وتتوقع «فايزر» القيام بالإجراءات الأخيرة قبل الحصول على موافقة السلطات الأميركية على طرح اللقاح هذا الشهر، كما توقعت توفير 50 مليون جرعة في 2020، و1.3 مليار العام المقبل. وتطور شركة «موديرنا» الأميركية لقاحاً تجريبياً آخر يُنتظر صدور نتائجه في الأسابيع المقبلة يستخدم التكنولوجيا نفسها. ويترقب العالم أيضاً نتائج لقاح آخر بات في مراحل متقدمة وتطوره شركة «أسترازينيكا» مع جامعة أكسفورد.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس (الاثنين) إن الإعلان «مشجع». في المقابل، أعلنت السلطات الصحية في البرازيل أنها علقت التجارب السريرية على لقاح «كورونافاك» التجريبي الصيني بعد تعرّض أحد المتطوّعين لـ«حادث خطير» لم تحدّد ماهيّته. وسُجل أكثر من 1.2 مليون وفاة ونحو 51 مليون إصابة في كل أنحاء العالم منذ ظهور الوباء بالصين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية. والثلاثاء؛ سُجلت 6867 وفاة جديدة في أرجاء العالم، وكانت الحصيلة الأكبر في فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة. وسجلت الولايات المتحدة لأيام متتالية عدداً قياسياً من الإصابات الجديدة التي تفوق المائة ألف يومياً، وتجاوزت الاثنين عتبة 10 ملايين إصابة بفيروس «كورونا» المستجد منذ بدء تفشي الوباء على أراضيها، مع زيادة مليون إصابة جديدة في غضون 10 أيام. وتوفي نحو 240 ألف شخص في الولايات المتحدة جراء «كوفيد19» وفق الأرقام الرسمية، إلا إن السلطات الصحية ترى أن الحصيلة الفعلية تزيد على 300 ألف بكثير. ولم يهدر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي انتقد أسلوب تعامل الرئيس دونالد ترمب مع الأزمة، الوقت عبر الإعلان عن فريق عمل «كوفيد19»، الاثنين، بعد إعلان فوزه بالانتخابات. وقال بايدن: «ما زلنا نواجه شتاءً قاتماً للغاية». وتصادم ترمب مراراً مع خبرائه الحكوميين، وغالباً ما رفض القيود أو حتى وضع كمامة في الأماكن العامة. وبعد إعلان «فايزر» ادعى، من دون أن يقدم دليلاً، أن الكشف عن اللقاح تأخر لما بعد الانتخابات للإضرار به. وسُجل انفراج آخر عندما منحت «الهيئة الأميركية للأغذية والعقاقير»، الاثنين، موافقة طارئة على علاج بالأجسام المضادة الصناعية طورته شركة الأدوية «إيلي ليلي». وثبت أن «باملانيفيماب» يقلل من أخطار إدخال المستشفيات وغرفة الطوارئ، وهو أول دواء رئيسي يُعتمد بعد أن طُور خصيصاً لفيروس «كورونا».

وفي أوروبا، حيث سُجل أكثر من 12.7 مليون إصابة، فرضت البرتغال بدءاً من الاثنين حالة الطوارئ الصحية، يرافقها حظر تجول في القسم الأكبر من البلاد. وفُرضت في غالبية دول أوروبا مستويات مختلفة من الإغلاق أو حظر التجول. في إيطاليا؛ شُددت القيود المرتبطة بفيروس «كورونا» في 5 مناطق (الثلاثاء)، مما يعني أن ما مجموعه 7 مناطق؛ من أصل 20 في إيطاليا، أصبحت الآن مناطق «برتقالية». وتخضع 4 مناطق أخرى لقيود «حمراء» أكثر صرامة، مع إغلاق معظم المتاجر والحانات والمطاعم وتقييد حركة السكان. وفي المجر؛ أعلن رئيس الوزراء فيكتور أوربان، إغلاقاً جزئياً بدءاً من (الأربعاء). وستحظر التجمعات وتغلق المطاعم وتلغى المناسبات الثقافية فيما سيصبح حظر التجول سارياً بدءاً من الساعة الثامنة وحتى الخامسة فجراً. وفي اليونان؛ حظرت الحكومة على محال السوبر ماركت بيع «السلع غير الأساسية» من أجل تجنب المنافسة غير العادلة بحق المحال الصغيرة التي أُجبرت على الإغلاق، في أعقاب خطوة مماثلة في فرنسا. وفي لبنان؛ أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب (الثلاثاء) عن إغلاق جديد لفترة أسبوعين رغم الأزمة الاقتصادية الحادة التي أصابت قطاع الأعمال.

 

واشنطن تفرض عقوبات مرتبطة بإيران على 6 شركات و4 أفراد

واشنطن: «الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

فرضت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، عقوبات مرتبطة بإيران على ست شركات وأربعة أفراد، متهمة إياهم بتزويد شركة تابعة للجيش الإيراني بسلع حساسة، وذلك في أحدث خطوة من إدارة الرئيس دونالد ترمب لزيادة الضغط على طهران. واتهمت وزارة الخزانة الأميركية في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء الشركات والأفراد بتسهيل شراء سلع حساسة، منها مكونات إلكترونية أميركية المنشأ، لمصلحة شركة «إيران كوميونيكيشن إندستريز»، وهي شركة تابعة للجيش الإيراني ومدرجة على القائمة السوداء من قبل واشنطن والاتحاد الأوروبي. وقالت الوزارة إن الشركة تنتج أنظمة اتصالات عسكرية وإلكترونيات طيران ومنصات إطلاق صواريخ، وأشياء أخرى. ويُجمد إجراء اليوم (الثلاثاء)، الذي اتُخذ بموجب تفويض بفرض عقوبات على ناشري أسلحة الدمار الشامل وداعميهم، أي أصول أميركية لأولئك المدرجين في القائمة السوداء ويمنع الأميركيين عموماً من التعامل معهم. وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في البيان إن «النظام الإيراني يستخدم شبكة عالمية من الشركات لتعزيز قدراته العسكرية المزعزعة للاستقرار». وأضاف: «ستواصل الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات ضد من يساعدون في دعم جهود النظام في ما يتعلق بالعسكرة ونشر الأسلحة». وأدرج إجراء اليوم على القائمة السوداء شركات «هدى تريدنغ» في إيران و«بروما إندستري» في هونغ كونغ و«دي.إي.إس إنترناشونال» و«سولتك إندستري» في بروناي و«ناز تكنولوجي» في الصين و«أرتين صنعت طبان» في إيران، فضلاً عن عدد من الأفراد. وقالت وزارة الخزانة أيضاً إن مكتب المحامي العام الأميركي لمنطقة كولومبيا يعكف على توجيه اتهامات إلى شركتين أخريين وأحد الأفراد، الذين تشملهم عقوبات اليوم (الثلاثاء).

 

مطالبة فرنسية بضمانات لحماية الأرمن في قره باغ

باريس: «الشرق الأوسط /10 تشرين الثاني/2020

أعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا تريد العمل على الفور من أجل التوصل لتسوية سياسية طويلة الأمد تمكن السكان الأرمن من البقاء في منطقة ناغورنو قره باغ، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت الرئاسة الفرنسية (قصر الإليزيه) إن باريس تواصل المحادثات مع روسيا «للتوصل إلى اتفاق دائم يحفظ مصالح أرمينيا ويحترمها». وتترأس فرنسا والولايات المتحدة وروسيا، بشكل مشترك، «مجموعة مينسك» التي تسعى لحل الصراع الدائر في ناغورنو قرة باغ منذ تسعينات القرن الماضي. nوأفاد «قصر الإليزيه» بأن فرنسا ملتزمة بضمان أن أي اتفاق سيعطي الشعب الأرميني «ضمانات قوية بشأن السكان المدنيين وأمنهم وتطلعاتهم»، وكذلك ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. كما قال إنه ينبغي على الداعم الرئيسي لأذربيجان، في إشارة إلى تركيا، أن «تضع حداً لاستفزازاتها» و«لا تفعل شيئاً للتنازل عن إمكان التوصل إلى اتفاق دائم يجري التفاوض عليه بين الأطراف في إطار (مجموعة مينسك)».

 

ماكرون يدعو إلى «رد سريع ومنسق» على الإرهاب

باريس: «الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الدول الأوروبية «بحاجة إلى رد سريع ومنسق» في مواجهة التهديد الإرهابي، وذلك بعد قمة أوروبية مصغرة عبر الفيديو مع قادة في الاتحاد الأوروبي إثر اعتداءات استهدفت فرنسا والنمسا. ورأى الرئيس الفرنسي أن هذا الردّ يجب أن يشمل «تطوير قواعد البيانات المشتركة وتبادل المعلومات وتعزيز السياسيات العقابية»، فضلاً عن «تنفيذ مجموعة التدابير» التي سبق أن اتخذتها أوروبا «في شكل كامل وصارم»، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وندّد الرئيس الفرنسي خلال القمة بـ«إساءة استخدام حقّ اللجوء» في كثير من الدول الأوروبية. وقال أمام الصحافيين: «في دولنا كلها، نشهد إساءة استخدام حق اللجوء من جانب مهربين وشبكات وأشخاص يصلون من دول لا تشهد حروباً».

 

الاتحاد الأوروبي يرفض المشاركة في مؤتمر دمشق حول اللاجئين

بروكسل: «الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم (الثلاثاء)، أن الاتحاد لن يشارك في المؤتمر حول اللاجئين الذي تنظمه سوريا في دمشق بدعم من موسكو في 11 و12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لأن شروط مشاركته لم تتوافر. ودعا النظام السوري بوريل ووزراء خارجية دول عدة أعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى المشاركة في هذا المؤتمر حول موضوع عودة اللاجئين، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال الإسباني في بيان: «لن يشارك الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه» في المؤتمر. وأعلن المتحدث باسمه: «مثل هذا المؤتمر سابق لأوانه». وصرح الناطق باسمه بيتر ستانو: «الأولويات هي التالية: شروط عودة آمنة وطوعية وكريمة إلى المناطق طبقاً للقانون الدولي، ووصول اللاجئين من دون عراقيل إلى مناطقهم في سوريا». ودفع النزاع السوري الدائر منذ 2011 بأكثر من نصف الشعب السوري إلى الهجرة أو النزوح، بينهم أكثر من 5.5 مليون لجأوا إلى الخارج، خصوصاً في الدول المجاورة، وفقاً للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وأكد بوريل أن «الشروط الحالية في سوريا لا تشجع على الترويج لعودة طوعية على نطاق واسع ضمن ظروف أمنية وكرامة تتماشى مع القانون الدولي». وأوضح أن «عمليات العودة المحدودة التي جرت تعكس العقبات الكثيرات والتهديدات أمام عودة اللاجئين والنازحين، خصوصاً التجنيد الإجباري، والاعتقال العشوائي، والاختفاء القسري، والتعذيب، والعنف الجسدي والجنسي، والتمييز للحصول على مسكن وأرض وملكية، ورداءة أو غياب الخدمات الأساسية». وجدد بوريل «الدعوة الملحة للنظام وأتباعه إلى المشاركة كلياً وبحسن نية في أعمال اللجنة الدستورية وكل القضايا الأخرى المذكورة في القرار (2254) الصادر عن مجلس الأمن الدولي، خصوصاً الإفراج عن الأسرى».

 

إردوغان يهنئ بايدن بفوزه في الرئاسة الأميركية

أنقرة: «الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يقيم علاقات جيدة مع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب، رسالة تهنئة لجو بايدن الفائز في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، معرباً عن أمله في تعزيز العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن. وقال إردوغان في هذه الرسالة التي نشرتها الرئاسة التركية: «المحن التي نواجهها على الصعيدين الدولي والإقليمي تجعل ضرورياً تطوير علاقاتنا وتعزيزها بناءً على المصلحة والقيم المشتركة»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت أنقرة، التي تتباين مواقفها مع مواقف واشنطن شريكتها في حلف شمال الأطلسي إزاء عدد من القضايا مثل السياسة مع سوريا، وشراء تركيا لمنظومة دفاع صاروخي روسية، قد قالت مطلع الأسبوع، إنها ستواصل العمل مع الإدارة الأميركية المقبلة.

 

هل يفقد إردوغان بانتخاب بايدن قنوات مفتوحة وفعّالة مع واشنطن؟

أنقرة: «الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

سيستحيل على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الأرجح في عهد جو بايدن التأثير على قرارات الرئيس الأميركي باتصال هاتفي بسيط كما كان يفعل مع «صديقه» دونالد ترمب. لكن، يرى محللون أن الرئيس المنتخب ما إن يتولى منصبه فلن يسعى إلى تهميش تركيا بقيادة إردوغان التي تضطلع بدور إقليمي متعاظم؛ بل سيحاول إقامة علاقات تستند إلى قواعد جديدة أكثر صرامة مع هذا الحليف الاستراتيجي في حلف شمال الأطلسي، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ومعروف عن ترمب إعجابه بقادة يحكمون بقبضة حديد؛ من بينهم إردوغان الذي كان يصفه بأنه صديق، إلا إن ذلك لم يجنب البلدين أزمات كثيرة في السنوات الأخيرة التي اتسمت بتراجع في العلاقات إثر محاولة انقلاب فاشلة في تركيا عام 2016. ودعت تركيا دونما جدوى الولايات المتحدة إلى تسليمها الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا الذي تتهمه بأنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة. ويختلف البلدان أيضاً بشأن قوات كردية تعدّها أنقرة «إرهابية» لكنها مدعومة من واشنطن في مكافحة تنظيم «داعش» في سوريا. إلا إن العلاقة الشخصية بين ترمب وإردوغان ساهمت في الحد من الأضرار. تقول غونول تول، الخبيرة في «ميدل إيست إنستيتوت»، في تحليل، إن قلق الرئيس التركي «في محله» مع رحيل ترمب. ويوضح سام هيلير، الخبير المستقل في الشؤون السورية: «لا أظن أن إدارة بايدن ستكون متساهلة إلى هذا الحد مع تركيا بشأن سوريا ومسائل أخرى». وتوقعت اسلي إيدينتاسباس، من «مركز الأبحاث» التابع لـ«المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية»: «في عهد بايدن ستنطلق العلاقات بين واشنطن وأنقرة على الأرجح بتوتر وترقب». ولمحت السلطات التركية إلى ذلك من خلال رد فعلها الحاد على شريط فيديو نشر في أغسطس (آب) الماضي لمقابلة مع بايدن وصف فيها الرئيس التركي بأنه «مستبد»، مشدداً على ضرورة «تشجيع» منافسيه «لكي يتمكنوا من مواجهة إردوغان وهزمه». ونددت أنقرة بهذا «الجهل الخالص والتعنت» من بايدن. ويؤكد المسؤولون الأتراك أنهم سيعملون مع الإدارة الأميركية مهما كان انتماؤها السياسي. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: «علاقتنا تترفع عن أي سياسات حزبية». حتى في عهد ترمب، عانت العلاقات بين البلدين من طموحات أنقرة إلى استغلال الغاز والنفط في شرق المتوسط في مياه تؤكد اليونان وقبرص أنها تابعة لسيادتيهما. في سبتمبر (أيلول) الماضي، زار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليونان في بادرة تأييد لأثينا. وتقول تول: «تخشى أنقرة أن ترى جو بادين ينسج علاقات وثيقة أكثر مع اليونان، وأن يعتمد نهجاً أكثر تشدداً مع تركيا».وكان ترمب هدد بالقضاء على الاقتصاد التركي في حال عدم الإفراج عن قس أميركي موقوف في تركيا بتهمة التجسس، مما أدى إلى أزمة نقدية عام 2018. وأكدت إيدينتاسباس أن بايدن وخلافاً لسلفه، قد يستخدم مع أنقرة «خطاباً يتمحور أكثر حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في العلاقات الثنائية». ويعتمد بايدن نهجاً أقل انعزالية من ترمب، وقد يحاول التخفيف من تحركات تركيا في الخارج، لا سيما ليبيا والنزاع في ناغورنو قره باغ. وتقول إيدينتاسباس: «تخشى أنقرة أن ترى بايدن يحتوي توسع تركيا». وتركيا مهددة بعقوبات أميركية لشرائها صواريخ روسية من طراز «إس400» وسيكون موقف بايدن من هذا الملف حاسماً. وتضيف الخبيرة: «سيكون لإدارة بايدن المخاوف نفسها مثل إدارة ترمب؛ أي إن فرض عقوبات على تركيا قد يؤدي إلى إبعاد حليف يبقى مهماً في حلف شمال الأطلسي».

 

وفاة صائب عريقات بعد اصابته بكورونا...و الحريري يعلق: رحيل عريقات ضربة موجعة وخسارة فادحة

وكالات/10 تشرين الثاني/2020

توفي كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن 65 عاما بعد إصابته بكورونا. غرد الامين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري عبر حسابه على "تويتر": "‏رحيل صائب عريقات ضربة موجعة وخسارة فادحة في هذا الزمن العربي الصعب. العالم العربي سيفتقد الراحل الكبير الذي صال وجال إلى جانب "أبو عمار" مدافعا عن القضية الفلسطينية في وجه التعنت الاسرائيلي وأطماعه. كما نعزي انفسنا برحيل عريقات .. نتقدم بالعزاء الحار لعائلته الفلسطينية والعربية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"بطاح" الكلب الذي كان يصارع النمر

الكولونيل شربل بركات/10 تشرين الثاني/2020

كان بطرس البحري والد ابو نصري جريس البحري أحد مالكي قطعان الماعز الكبيرة في عين إبل وقد يكون ورث هذه المهنة عن والده يوسف البحري ابن بطرس ابن ناصيف ابن مخول ابن خليل ابن جريس دياب الجد الأصلي. وكان بطرس كما والده يرعى قطعانه في عين إبل صيفا ويشتي في الصالحاني وأحيانا ينزلون اقرب إلى البحر صوب أم عفي أو أم العمد وحتى الناقورة. ولكن هذه المناطق لم تكن دائما سهلة لأن رعيانا غيرهم من أبناء المنطقة كانوا ينافسونهم على الأماكن السهلة والدافئة ولكن الخطرة أحيانا لأنه كان لا يزال يعيش في تلك الأودية حيوانات مفترسة من الفصيلة السنورية أي التي تشبه النمر إلى حد ما. وقد أخبرني أحد الرعاة في السبعينات من القرن الماضي أيام الحرب أنه صادف أحدها في تلك المنطقة بين أم عفيه نزولا باتجاه أم العمد وتقع أم عفيه شمال اللبونة وجنوب طير حرفا. وكان أطلق على الجد يوسف اسم البحري كونه كان يعتمد مشتى قطعانه في منطقة الناقورة بالقرب من البحر وهو أكثر من عرف وتكلم عن ضرب النواقير عندما يكون البحر هائجا في ايام الشتاء القاسية حيث تسمع أصوات الأمواج التي تضرب في مغاور الناقورة حتى عين إبل أحيانا. وقد لقبه الرعيان بالبحري لأنه بقي يتابع نقل قطعانه شتاء إلى تلك المناطق القريبة من البحر والدافئة ولكن الخطرة والبعيد عن البلدة.

وقد كان ابو نصري ممن يحب سرد القصص والأخبار بشكل سلس وهي ميزة يمتلكها احيانا هؤلاء الذين يرافقون الطبيعة ويتاملون بتفاصيلها ويستأنسون أن يقصوا الأخبار بكل الدقة التي تجذب المستمع. ومن جملة أخبار ابو نصري أن والده كان يملك كلبا قويا تربى بين القطيع ولم يكن يخاف من اي حيوان يحاول الأقتراب من قطيع صاحبه. وهذا ما كان يعطي بطرس أن يتميز عن الرعاة الآخرين بأن يقترب بقطعانه من الأماكن الخطرة والتي تشكل مراعي مهمة لا يطرقها بقية الرعاة. وقد كان بطرس صنع لكلبه هذا طوقا من الحديد فيه شبه اشواك معدنية قاسية يضعه حول عنقه خاصة في الليل لكي يحميه من الوحوش الضارية التي كانت تجوب تلك المناطق الغير ماهولة فتسرق جديا لتأكله في بعض الأحيان. وكان الرعاة يخافون هذه الوحوش وبالطبع يهابون الاقتراب من المناطق التي تعيش فيها. كان بطرس يهتم دوما أن يلبس كلبه "بطاح" ذلك الطوق قبل أن يدخل المغارة التي يبيت فيها ليلا ويأمن أن "بطاح" قادر على حماية القطيع. وبالطبع فقد كانت كل الحيوانات التي تحاول أن تهاجم قطيعه تهرب مبتعدة بعدما تقابل "بطاح" الذي لم يكن يخاف المواجهة. فنقطة ضعف تلك الحيوانات في قتالها هي الرقبة لأنها عندما تتصارع تعض بأنيابها رقبة غريمها فتقضي عليه ومن هنا كان "بطاح" محمي الرقبة بذلك الطوق ولا يهاب اي من الحيوانات تلك حتى النمر، كما كانوا يسمون هذا الحيوان الذي يعيش بين أحراج السنديان في تلك المناطق بين الصالحاني وغيرها من المناطق الحرجية الكثيفة غربا. 

في احد الأيام وكان بطرس قد دخل المغارة لينام معتقدا بأن أحد أولاده اعتنى ببطاح والبسه الطوق، وكانوا يومها ينزلون في مغاور الصالحاني تحت الشير الكبير بين التنور وعين التينة، وفي منتصف الليل وقد كان بطرس يعتقد بأن "النمر" يجوب منذ بضعة ايام المنطقة لأن "بطاح" لم يكن يهدأ في تلك الليالي وهو يكر أحيانا وينبح كلما اقترب اي شيء من القطيع، إذا بصوت "بطاح" يهاجم كعادته ويسمع قتالا يدور في الخارج. فقام بطرس لينجد كلبه كالعادة وهو يعتقد بأن الوحوش لن تقدر عليه. ولكنه ما أن خرج من المغارة حاملا عصاه وصرخ لكي يعرف الحيوان المهاجم بأن هناك من ينجد "بطاح"، إذا باصوات المعركة تقف ويسمع صوت ذلك الوحش هاربا. ولكنه لم يسمع نباح "بطاح" فاقترب من مكان المعركة ليسمع أنين كلبه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. فلم يكن "بطاح" يلبس الطوق وقد تمكن منه ذلك "النمر" وقتله.

 

زمن سقوط الأصهرة...

زياد عيتاني /أساس ميديا/الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

إنه زمن سقوط "الأصهرة"، من الولايات المتحدة الأميركية مع الصهر "جاريد كوشنر" كبير مستشاري البيت الأبيض، إلى تركيا مع الصهر "برات آلبيراق" وزير المالية، وصولاً إلى لبنان مع الصهر "جبران باسيل".

اللافت في سقوط الأصهرة الثلاثة أنّه جاء متزامناً مع إعلان فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية. شكّل فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية قبل أربع سنوات، ثورة في عالم السياسة الدولية. فالرجل الاستثنائي، الذي كان حاضراً اسمه في كثير من الأفلام الهوليودية عند الإشارة إلى الجنون أو للدلالة على فعل استثنائي خارج السياق الطبيعي. تربّع على عرش قيادة العالم تحت شعار الشعبوية. حتى إنّ مجلة "الغارديان" الشهيرة عنونت غلاف إصدارها في حينه بـ"الشعبوية". فقد نقل ترامب العمل السياسي من سياقه التقليدي المؤسساتي إلى العمل الشعبوي الذي يستند على المفاجآت، وعلى القرارات المخالفة لكافة آراء المستشارين والمساعدين.

مع نهاية عصر ترامب، تنتهي تجربة الشعبوية لتسقط معها كافة رموزها، وبداية بالأصهرة المتمتعين بالنفوذ بناء على زيجاتهم، وليس على تراكم خبراتهم في العمل السياسي والنضالي، وهو التساقط المرجّح أن يستمرّ وصولاً إلى بريطانيا ومعها روسيا.

اللافت في سقوط الأصهرة الثلاثة أنّه جاء متزامناً مع إعلان فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية

لقد شكّل الأصهرة في كلّ تلك الدول الخاصرة الرخوة للعهود، لكن اللافت أنّ الصهر الأميركي كوشنير كان أوّل من طالبوا عمّه ترامب بقبول الهزيمة والخروج من البيت الأبيض. فيما التركي آلبيراق، لم يتردّد بإعلان استقالته من وزارة المالية أو ربما قبول إقالته. أما اللبناني جبران باسيل، فيحاول تحويل سقوطه إلى بطولة، وهنا كان مؤتمره الصحافي دون إعلاميين حيث حصرية الصوت له وحده ولا صوت يعلو فوق صوته. ميزة الصهرين الأميركي والتركي أنهما يجيدان الهزيمة كما الربح. فيما الصهر اللبناني، لم يستطع حصد الانتصار، ولا يجيد التعامل مع الهزيمة. هو يحاول محاكاة التجارب اللبنانية الكثيرة حيث كافة الأبطال المعلنين، هم في الحقيقة نماذج مهزومة.في لبنان، قليلون من يجيدون التعامل مع الهزيمة من زاوية حصر الخسائر ومحاصرتها. بل السائد هو الإمعان في الهزيمة حتى تتحوّل إلى هزيمة ساحقة. هذا ما حصل في تجربة الحكومة الانتقالية برئاسة ميشال عون عام 1988. إذ لم يتوقّف العماد عون عند هزيمته بعد إقرار اتفاق الطائف، فحوّلها إلى هزيمة مدوّية بالفرار إلى  السفارة الفرنسية، ومن ثَمّ إلى المنفى الباريسي. جبران باسيل ما زال يحلم برئاسة الجمهورية. وهو في مؤتمره الصحافي لم يكن يخاطب الأميركي ولا الإدارة الأميركية الجديدة، فهو المدرك أنّ العقوبات لن ترفعها كلماته. ففي السياسة الأميركية، لا مكان للعواطف والوجدانيات. ولم يكن يخاطب اللبنانيين، وهو الأعلم بمنسوب الكراهية المتراكم ضدّه عند أكثرية اللبنانيين، حتى في صفوف البرتقاليين أنفسهم. جبران باسيل في مؤتمره الصحافي كان يخاطب حزب الله وأمينه العام السيّد حسن نصر الله. هو يدرك أنّ الحزب الذي فرض عمّه رئيساً للجمهورية، قادر على أن يفعلها ثانية ويفرضه رئيساً للجمهورية من واقع تضحيات ووفاء للحزب، كما حاول أن يصف نفسه. إنّها الهزيمة، التي يسعى إليها جبران باسيل. ما حصل معه، كان يستوجب التراجع خطوتين الى الوراء. لحصر الخسائر وربما تكون هناك عودة ثانية. فالعادة تقول إنّه في السياسة اللبنانية لا أحد يموت.

اللافت في سقوط الأصهرة الثلاثة أنّه جاء متزامناً مع إعلان فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية

هو القلق، الذي يساوره منذ اللحظة الأولى لدخوله عالم السلطة، فماضيه وجذوره المناطقية والعائلية ليست عوامل اطمئنان له. هو لا يملك القدرة على النوم، على التغافل، على التردّد. فالأرضية التي يقف عليها، تهتزّ تحته دون توقف. يبقى السؤال، عن شكل الهزيمة التي يسير باتجاهها باسيل، هل هي نهايته أم نهاية تيار أم نهاية عهد؟  وهو ما ستجيب عنه الأيام المقبلة، والتي لا يبدو أنها ستطول. جبران باسيل لم تسقطه أغنية الثوار التي باتت نشيدهم، ولا العقوبات الأميركية. من أسقط جبران باسيل، هو جبران باسيل نفسه. لقد أسقطته الضمائر المنفصلة، وتحديداً ما كان منها بصيغة المتكلّم من "نحن" وصولاً إلى "أنا".

إنّها الشعبوية التي اعتمدها مذهباً ومسلكاً لصناعة الأعداء والكارهين.

 

إيران تريد نفوذاً على المتوسّط... ولا محرّمات

خالد البوّاب /أساس ميديا/الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

يستمرّ لبنان بالوقوف على خطّ الزلازل، أو على ممرّ الفيلة. السنوات المقبلة حافلة بالمزيد من التطوّرات والانهيارات. والشهران المقبلان محفوفان بالكثير من المخاطر. الكثير من الرؤساء الأميركيين اتخذوا قرارات بشنّ حروب أو عمليات عسكرية في الفترة الفاصلة بين خسارتهم للانتخابات وموعد خروجهم من البيت الأبيض وتسليم السلطة. وكلّ الأسئلة تتركز على دونالد ترامب، وإذا ما سيكون من طينة هؤلاء الرؤساء. استقالة وزير الدفاع الأميركي أو إقالته قد تنطوي على متغيّرات، ترتبط بقرارات سيتخذها ترامب، أو بانتهاز الإسرائيليين فرصة في هذه المهلة الفاصلة.

إيران كانت تنتظر فوز جو بايدن. لكنّ المسار الأميركي لن يتغيّر، بل إنّ الضغط لن يكون شبيهاً لما كان أيّام ترامب، وإن تأخر اهتمام الرئيس الجديد بملف السياسة الخارجية. تركيا حقّقت ما تريده في أذربيجان، وتستمرّ في تقدّمها بالمنطقة. تبقى إسرائيل في موقع المتوجّس، لا بدّ لها من الإقدام على أيّ خطوة جديدة من شأنها تعزيز وضعيتها وكسب المزيد من الأوراق وخلق توازنات جديدة. هي عملياً أنجزت الكثير من الملفات واستحوذت على أوراق كثيرة، في الداخل أو في الخارج على صعيد اتفاقيات التطبيع، يبقى لديها هاجس عسكري قد تلجأ إلى ضربه. سوريا كانت ساحتها المفتوحة، أيّ ضربة فيها لن تغيّر في الموازين، ولن تُحدث جديداً، فيما لبنان هو الخاصرة الرخوة. يقف لبنان أمام مخاطر متعدّدة، لم يعد يحظى بغطاء عربي ولا بدعم دولي يحميه من أيّ توتر، أو يمنعه من الانهيار. كلّ ذلك قابل لأن يدفع الإسرائيليين إلى مغامرة ما، خصوصاً إذا ما فشلت مفاوضات ترسيم الحدود، أو في حال عدم تحقيق أيّ تقدّم فتكون أيّ ضربة عامل دفع لتقديم التنازلات، مثلما كانت الضربات السابقة، المكتومة في سوريا وربما في لبنان، الدافع للموافقة على اتفاق الإطار وبدء جلسات التفاوض. إيران كانت تنتظر فوز جو بايدن. لكنّ المسار الأميركي لن يتغيّر، بل إنّ الضغط لن يكون شبيهاً لما كان أيّام ترامب، وإن تأخر اهتمام الرئيس الجديد بملف السياسة الخارجية لم يعد بالإمكان النظر إلى لبنان من منظور تشكيل الحكومة، ولا شروط القوى اللبنانية في عملية تأليفها والتنازع على الحصص، وما عاد الهمّ يرتبط بإصلاحات اقتصادية ومالية تقنية. لبنان أمام مرحلة كبرى من التحوّلات الجيوستراتيجية في منطقة تهبّ كلها إلى التطبيع، وهو سيكون أمام خيار من اثنين:

- إما الالتحاق بهذا الركب في السنوات المقبلة، على أن يُفتتح بمسارات متعدّدة على رأسها ترسيم الحدود، والنقاش في ملف السلاح والاستراتيجية الدفاعية وإنهاء النزاع الحدودي، بالإضافة إلى فرض الرقابة المشدّدة على المرفأ والمطار والمعابر مع سوريا...

- وإما البقاء على ما هو عليه الواقع الحالي، مع ما يعنيه ذلك من زيادة منسوب الانهيار، والتشقّقات وغياب الدور وانعدام التوازن السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي. وسيكون في عزلة دائمة.

المسار المفروض على لبنان يتضح أكثر فأكثر، من خلال مصير مفاوضات ترسيم الحدود، وما سيليها. إذ في حال أنجز الاتفاق، سيكون البلد أمام سؤال أساسي حول الوجهة النفطية والغازية التي سيتجه نحوها، وأمامه خياران لا ثالث لهما:

- الخيار الأول هو الالتحاق بركب التطبيع وتمرير المنتوج النفطي والغازي في أنبوب واحد تتشارك فيه إسرائيل ومصر والأردن واليونان وقبرص.

- الخيار الثاني هو نقل هذه الكميات عبر سفن إلى الإسكندرون لنقله إلى أوروبا عبر الأنبوب التركي الذي ينطلق من الإسكندرون ويصل إلى بلغاريا. في كلا الحالتين سيكون لبنان امام تغيّر جوهري لدوره وموقعه ووجهته السياسية.

المسار المفروض على لبنان يتضح أكثر فأكثر، من خلال مصير مفاوضات ترسيم الحدود، وما سيليها. إذ في حال أنجز الاتفاق، سيكون البلد أمام سؤال أساسي حول الوجهة النفطية والغازية التي سيتجه نحوها

المعلومات الواردة من الخارج تبدو في غاية الوضوح حول مصير لبنان النفطي والغازي. فحتى لو تمّ إنجاز عملية ترسيم الحدود، لن يتمكّن لبنان من بدء عمليات التنقيب عن النفط والغاز، بدون ضمان أمن واستقرار الشركات العاملة في هذا المجال. وهذا سيكون مرتبطاً باتفاقات سياسية على مستوى المنطقة. ما يعني تبديد كلّ عوامل الصراع بين حزب الله وإسرائيل، وطرح ملف سلاح الحزب على الطاولة، وإنجاز الاستراتيجية الدفاعية، وحلّ معضلة مزارع شبعا والحدود البرية، لإنهاء أيّ مجال للنزاع الحدودي الذي يبرّر العمل المقاوم في سبيل تحرير الأرض، وذلك سيكون مرتبطاً بمساع روسية تقودها موسكو على خطّ لبنان وسوريا بهدف إنجاز ترسيم الحدود أيضاً وحلّ مشكلة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. بعض الأجوبة الدولية تبدو واضحة بأن لبنان لن يتمكّن من التنقيب عن النفط والغاز قبل الدخول في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة على طريق التطبيع أو عقد اتفاق السلام. بانتظار ذلك، كلّ ما يجري لا يغدو كونه تفاصيل. سواء الخلاف على ملف تشكيل الحكومة والتنازع على الحصص، أو في ملفّ العقوبات على جبران باسيل وكلّ محاولاته لتجنّبها، أو تقدّم أيّ طرف جديد للعب دور سياسي. الهدف واضح، وهو التنافس حول من يكون مواكباً لهذا المسار الجديد الذي لن يكون بعيداً عن الموقف الإيراني من كلّ هذه التطوّرات. ولدى القول أمام أحد الديبلوماسيين الدوليين والأمميين إنّ إيران قد تعرقل ذلك، يكون الجواب: السنوات المقبلة ستكون مختلفة، إيران تريد نفوذاً على البحر الأبيض المتوسط لا أكثر، وأمام هذا النفوذ ستسقط كلّ المحرّمات.

 

بايدن "البعثي": هذا ما سيفعله مع إيران

رضوان السيد/أساس ميديا/الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020

أثبتت سياسات دونالد ترامب المتفرّدة والشاذة أحياناً، أنّ الولايات المتحدة ما تزال تسيطر في العالم. بل وهي تستطيع أن تُرغم الكبار والصغار على ما تريد دون أن يرفّ لها جفن. ونحن نعرف أنّ ترامب ضايق الصين كثيراً، لكنه ما كان أقلّ مضايقةً لدول الاتحاد الأوروبي، ودول حلف الأطلسي، وموقّعي اتفاقية المناخ، ومنظمة الصحة العالمية، وبالطبع الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية والأونروا.. إلخ. وها هم الأميركيون يقيمون "محكمة" لمحاكمة سياسيي العالم بحسب قانون ماغنيتسكي وقوانين أُخرى. وكان من سوء حظ جبران باسيل أنه كان هو بين أوائل الواقعين في براثنها الطويلة!

هل ما قامت به إدارة ترامب بالداخل الأميركي أو مع الخارج هو حقٌ وعدلٌ أم أنه تعبيرٌ عن البطر الذي يصيب القوى العظمى في أزمنة الانقسام؟! وهذه الأزمة الآن هي أزمة الشعبويات، حيث يعتقد عددٌ كبيرٌ من الناس أنّ الثروة الوطنية التي شاركوا جميعاً في إنتاجها، تذهب لغيرهم بداخل بلدانهم أو خارجها! وعلى هذا الوتر ضرب ترامب في حملتيه عام 2016 و2020، وحصد مئات البلدات والمدن. لكن هزمته المدن الكبرى، ووسائل الإعلام.

منذ أيام بيل كلنتون (وليس جورج بوش الأب)، بدأ الأميركيون يفكّرون بإمكان قبول صيغة: الأوّل بين متساويين! الأميركي هو الأوّل، لكن هناك شركاء جلوس على الطاولة، قدراتهم أقلّ، إنما لهم كلمتهم ومصالحهم التي ينبغي مراعاتها. إنّما كان هناك من قال إنّ "التنازل" غير مفيد، ولا بد من الفرض وتوجيه الضربات أوّلاً، لتجري التسوية بعد ذلك، فتظلّ لصالح الولايات المتحدة. ويظهر ذلك من مذكّرات جون بولتون مستشار الأمن القومي سابقاً. فالرجل راديكالي جداً، وكان متفقاً مع ترامب على التصعيد في كلّ مكان. وهو يكره طرائق أوباما والديمقراطيين بشكلٍ عامٍ لأنهم يستسلمون دون نضال.  لا بدّ من أن يحسَّ العالم بقوة اليد الأميركية على أيّ حال! والطريف أنه بعد عامٍ ونيفٍ استقال لأنه في كلّ المشكلات التي أدارها مع ترامب، كانت وجهة نظره أنّ ترامب يستسلم ويغيّر قبل الأوان، ولأسبابٍ غير موضوعية، عمادها المجد الشخصي، أنّه نجح، ومن حقّه التنازل النسْبي لعقد التسويات.

انقسم العالم وليس العرب فقط إلى معسكرين: المعسكر المرحِّب ببايدن وهو الأكثر، والمعسكر الحزين على ترامب وهو الذي يخشى من تداعيات تغيير السياسات. وقبل أن نبدأ بالعرب، هناك الروس الذين كانت علاقاتهم مع ترامب على ما يرام، وقد ترك لهم سورية، وما اعترض على تدخلهم بليبيا، إنما الأهم أنه أوشك أن ينحاز إلى روسيا في جورجيا والقرم وأوكرانيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وأذربيجان، وهي البلدان الشرق أوروبية والقوقازية، والمحشورة روسيا فيها بأشكال متفاوتة في السنوات الأربع الماضية.

هل سينتصر بايدن للاتحاد الأوروبي؟

بوتين لن يتنازل قيد أنملة ولو وقعت حربٌ أو حروب. ولذلك، فالراجح أنّ بايدن الذي لا يحبّ الحروب (والطريف أنّ ترامب كذلك أيضاً!) سيحاول التوسط بين الروس والأوروبيين بعد أن فشل الفرنسي والألماني. ويمكن لبايدن أن يميل لتسوية في سورية، لكنه سيصرّ أكثر من ترامب على الحلّ السياسي والدستوري.

انقسم العالم وليس العرب فقط إلى معسكرين: المعسكر المرحِّب ببايدن وهو الأكثر، والمعسكر الحزين على ترامب وهو الذي يخشى من تداعيات تغيير السياسات

والشأن مع الصين أصعب. فالتوترات معها سابقة على ترامب، بل وبدأت أيام كلنتون، وما تحسّنت كثيراً أيام بوش الابن أو أوباما. ولذلك، فإنّ بايدن سيزيد من الميل نحو الهند، دون أن يعني ذلك أنه سيستمر في الحرب التجارية، ولا في التحدّي البحري والجوي في بحر الصين. سياساته مع الصين ستتسم كثيراً بالمراوغة والتذاكي كما يفعل الصينيون، وسيشتدّ التنافس على المديات الاستراتيجية، وليس على الشركات والشراكات فقط. 

وقد أعلن الرئيس المنتخب أنه سيعود لمنظمة الصحة العالمية، ولاتفاقية المناخ، وربما لتقوية حلف الأطلسي، دون أن يطلب على الدوام فلوساً من الأوروبيين.

إنما ما هي المستجدّات في منطقة الشرق الأوسط؟

أبرز المستجدّات، إعلانه عن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران. لكن من شبه المؤكد أنه لن يخفّف العقوبات فوراً، وسيطالب بمفاوضات جديدة، وعلى النووي كما على الباليستي. تصوّروا أنّ بولتون اتهم ترامب بالتخاذل تجاه إيران في تحدّياتها البحرية، وفي غاراتها على السعودية.

ماذا سيفعل بايدن بالتحدّي الإيراني بعامة، وبخاصةٍ أنه يتصل أيضاً بإسرائيل؟

قد يستفيد الفلسطينيون بعض الشيء من دعمه لعودتهم إلى طاولة التفاوض. إنما لن يحدث شيء أكثر من ذلك. فقد كان أوباما أكثر إصراراً وما حدث شيء. وهذا إلاّ إذا جرؤ بايدن على السماح بكسر نتنياهو. وعلى أيّ حال، فليس هناك تغيير كبير خلال عامٍ من الآن.

فلنعد إلى إيران: هل تحصل صفقةٌ كبرى؟

هذا غير مرجَّح، وإنما صفقات متفرّقة. فمفاوضات ترسيم الحدود قد تستمرّ لأنها لصالح إسرائيل وحزب الله معاً. لكن: هل سيربط بايدن بين ترسيم الحدود ونزع سلاح الحزب في المدى المتوسط؟ هذا هو المتوقَّع، لكنه لن يظهر الآن، قبل أن يظهر ما سيحدث بينه وبين إيران في النووي والباليستي والتحدّي البحري ونشر الميليشيات المسلَّحة.

العرب يخشون من تغيير السياسة الأميركية تجاه حرب اليمن. لكنّ كثيرين لا يعرفون أنّ  التحالف وبعد اتفاقية الحديدة، قدّم مبادرة سلمية أو قبل مبادرة من غريفيث، والحوثيون ما يزالون بتلاعبون. ثم إنّ بايدن وغيره لن يقبلوا باستمرار التهديد البحري من مضيق هرمز إلى باب المندب وبحر العرب وبحر عُمان! وبالطبع، هناك الملفان البارزان في فلسطين واليمن، لكن هناك لبنان وسورية والعراق وليبيا، وكلها بلدان منهمكة في نزاعات، ولإيران ثم تركيا يد فيها، لكن هناك أيدٍ روسية وأميركية أيضاً في كلّ هذه البلدان! فهل تكون هناك جبهة عربية تسعى لصفقةٍ شاملةٍ مع بايدن، وبخاصة أنّ المشكلات مع أميركا ليست مشتعلة الآن مثلما هي مشتعلة مع إيران وتركيا؟!

قد يستفيد الفلسطينيون بعض الشيء من دعمه لعودتهم إلى طاولة التفاوض. إنما لن يحدث شيء أكثر من ذلك. فقد كان أوباما أكثر إصراراً وما حدث شيء. وهذا إلاّ إذا جرؤ بايدن على السماح بكسر نتنياهو. وعلى أيّ حال، فليس هناك تغيير كبير خلال عامٍ من الآن

إنّ الأمر الأهم الذي ينبغي التفكير فيه هو الإدارة المسؤولة. ففي كلّ بلدان آسيا وإفريقيا التي عمل فيها ترامب مشاكل أو تدخل فيها، هناك حكوماتٌ وإداراتٌ قائمة قوية أو ضعيفة باستثناء لبنان! من سيتفاوض مع الإدارة الجديدة؟ لا ميشال عون مؤهَّل ولا حسن نصر الله، والحكومات لا تقوم حتى تسقط، وهذا إذا قامت. وقد أتت العقوبات على جبران باسيل، فكانت القشّة التي قصمت ظهر البعير. الإدارة منعدمة تماماً، وحتى مفاوضات ترسيم الحدود يديرها من وراء ستار الطرف الشيعي، ولا يبدو الأمر كله ذا كفاءة عالية. أما بقية الملفات فلا يديرها أحد. وينبغي أن لا ننسى أنّ قانون ماغنتسكي وقانون قيصر والقوانين الأُخرى، يقال إنّ في شباكها حوالى العشرين لبنانياً، أي الطبقة السياسية كلها.

لقد عجزت الثورة عن إسقاطهم، وهادنهم الفرنسيون رجاء تحقيق بعض الإصلاحات معهم، فلم يفلح الأمر. وهاهم الأميركان قد أتوا لجرفهم، وما دام الأمر كذلك، فلماذا سيتصرّفون بعقلانية؟ لن يتصرّفوا إلاّ باندفاعةٍ للمزيد من الخراب. فكلهم جبران باسيل، أكبر أو أصغر لكنّ الجوهر واحد، ولن يكون من همّهم تشكيل الحكومة أو وقف الانهيار. هم يريدون "تهديد" أميركا أو معاقبتها بالطبع (!) مثلما فعل باسيل. نعم، لا إدارة في لبنان، ولذا نستمرّ في السقوط الحرّ دون أن نمكّن أحداً من مساعدتنا كما دون أن نتمكّن من الخلاص من سياسيينا!

لدى العرب، سواء أكانوا من بين دول الاستقرار أو دول الاضطراب، حكومات وإدارات كما سبق القول. وهي ستتمكّن جميعاً أو بالمجمل أو ثنائياً من حلّ مشكلاتها مع الإدارة الجديدة. وعندها وقت. لأنّ الإدارة البايدنية ستكون مشغولة طويلاً في مشكلات الداخل، وستهتمّ بأوروبا وبالتحدّي الصيني، وبالمؤسسات الدولية، قبل الوصول لإيران وتركيا والعرب، وبخاصة أنّ أمن إسرائيل ليس في خطر!

إنّ المؤسف والمؤسف جداً أن يكون حال لبنان في ظروف السيطرة والاستعصاء، أسوأ من حال سورية أو الصومال أو ليبيا. فليفرح القوميون واليساريون ببايدن الذي نشأ بالتأكيد في حزب البعث وربما كانت له علاقة ببادر – ماينهوف والجيش الأحمر! لكنّ الواقع يبقى: لا إدارة ولا دولة، ولا صلاح ولا إصلاح بين الزعيم المعصوم والرئيس المهضوم!

 

“القوات” في صفوف المعارضة: حكومة مستقلين وانتخابات مبكرة

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

تغري المعارضة حالياً حزب «القوات اللبنانية» الذي خرج من الحكم على وقع الاحتجاجات الشعبية في تشرين الأول 2019 ورفض المشاركة في حكومة حسان دياب التي تصرف الأعمال حالياً كما في الحكومة التي يسعى اليوم سعد الحريري لتشكيلها، اقتناعاً منه بأن المرحلة تتطلب حكومة اختصاصيين مستقلين وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهما طرحان لا يوافقه عليهما باقي القوى السياسية المنهمكة في تقاسم مقاعد الحكومة الجديدة بعيداً عن الأضواء، بغياب أي حراك شعبي جدي كان انطلق قبل عام لإسقاط المنظومة السياسية. وانضم «القوّاتيون» إلى صفوف الجماهير المنتفضة على مر الأشهر الماضية على وقع احتجاجات رافضة لخرق أحزاب السلطة لـ«الانتفاضة»، باعتبار أن الأمر لم ينحصر في «القوات»؛ بل طال أيضاً كلاً من الحزب «التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل»، مما أدى لتضعضع صفوف «الثوار» وتلاشي الزخم «الثوري» مع مرور الوقت، وإن كان ذلك لم يتزامن مع تلاشي الأسباب التي حتّمت اندلاع الانتفاضة. ويرفع حزب «القوات»، بحسب مصادر قيادية فيه في المرحلة الراهنة، «عنوانين أساسيين: الأول أُطلق في أيلول 2019 لجهة الدعوة لتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين. أما العنوان الثاني فرفعناه بعد ثورة تشرين الأول (أكتوبر) 2019 ألا وهو الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة بعدما اعتبرنا أن الثورة أظهرت أن هنالك تبدلاً في مزاج الرأي العام اللبناني يقتضي إجراء استفتاء شعبي جديد؛ فإما تجديد الوكالة وإما منحها لسوانا». وتؤكد المصادر أنه رغم تمسكها بهذين العنوانين، «فإن ذلك لا يعني أننا لا نتعامل بمرونة مع المسائل. فحتى وإن كنا نرفض المشاركة بالحكومة ونعتبر أن مصيرها الفشل في ظل طريقة التشكيل المعتمدة، لكننا إذا نجحت فلن نتردد في التصفيق لها». وتضيف المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «كما أننا لن نغطي الواقع الحالي لا من قريب أو من بعيد. فهدفنا الأساسي يبقى تغيير الأكثرية الحاكمة، لا خوض مواجهة مع رئيس حكومة معين، لاقتناعنا بأن العلة بهذه الأكثرية، وما دامت متحكمة في البلد، فلا يمكن تغيير الواقع السياسي، ومن هذا المنطق ندعو لانتخابات نيابية مبكرة».

ولم يلاق نواب «القوات» زملاءهم في حزب «الكتائب» كما عدد من النواب المستقلين في قرارهم الاستقالة من المجلس النيابي بعيد انفجار 4 آب الماضي، بعد فشل التوافق مع قيادة «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» على تقديم استقالات متزامنة تفقد البرلمان شرعيته.

ويعدّ نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني أن «هذه الخطوة رد واضح على كل من يتهم (القوات) بالتخلي عن مسؤولياته من خلال رفضه المشاركة في الحكومة»، لافتاً إلى أن «نواب (القوات) يستكملون عملهم من تحت قبة البرلمان وهم يعارضون وفق الآليات الدستورية المتاحة بعدما كان وزراء الحزب أصلاً في حكومة الوحدة الوطنية الأخيرة يمارسون المعارضة من داخل السلطة التنفيذية». ويشير حاصباني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الظرف اليوم لا يحتمل وجود جهات سياسية في السلطة التنفيذية؛ إنما يحتّم أن تكون الحكومة محض تقنية تقوم بعمل تقني وتتخذ قرارات مصيرية لانتشال البلاد من الأزمات التي تتخبط فيها بعيداً عن تناتش الحصص والمماحكات السياسية». ويضيف: «المطلوب السير سريعاً بالإصلاحات البنيوية التي نحن على يقين أنه لا يمكن لحكومة مسيسة أن تتخذها، وخلاف ذلك فسنكون في إطار عملية تخدير وشراء للوقت، وإن أجروا أي إصلاحات فهي ستكون بطيئة ولن تصل إلى الخواتيم المطلوبة. من هنا كان مطلبنا الأساسي ولا يزال الوصول لانتخابات نيابية تعيد تكوين السلطة». ويتهم نواب وقياديون في «التيار الوطني الحر» حزب «القوات» بـ«ممارسة الكيدية السياسية والسعي وراء الشعبوية سواء من خلال أداء وزرائه في الحكومات السابقة أو من خلال أداء القيادة منذ انتفاضة 2019». ورغم وجودهما معاً في صفوف المعارضة في المرحلة الراهنة، فإنه لا يبدو أن «القواتيين» متحمسون لاستعادة أي تحالف مع حزب «الكتائب اللبنانية». وفي هذا المجال تقول مصادر «القوات»: «نحن منفتحون على التعاون مع كل الفرقاء السياسيين على أساس القواعد والثوابت والمسلمات ورؤيتنا الوطنية التي لا نحيد عنها، علماً بأننا على قناعة بأن أحداً من الفرقاء لا يسعى اليوم للذهاب باتجاه تحالفات سياسية، والكل يفضل التقاطعات وفق الملف والظرف واللحظة السياسية».

 

بعد باسيل... الحريري يخشى العقوبات فما مصير الحكومة؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/10 تشرين الثاني 2020

في زيارات تحتسب بالعدد لا بالنتيجة، زار الرئيس المكلف سعد الحريري قصر بعبدا وعقد لقاءه الاسبوعي مع رئيس الجمهورية ميشال عون، لكن الاجواء لم تكن ايجابية لناحية ان الحريري لم يحمل معه منذ تكليفه اي مسودة حكومية ولو أولية، بل ان كل زيارة من الزيارات تجرّ معها خلطاً جديداً للاوراق انتفت معه المداورة او الاتفاق على الحقائب وتوزيعها على الطوائف. ومنذ تكليفه وحتى اليوم لم يحمل الحريري الى بعبدا اي مسودة حكومية وانما صيغاً واقتراحات وجداول اسماء لحقائب يفترض انها من حصة رئيس الجمهورية. في محصلة ما يبحثه الحريري لم يدخل بأي نقاش حول الاسماء مع اي جهة يفترض انها معنية بالحكومة، بما في ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان آخر تواصل معه الاسبوع الماضي، حيث عبر للرئيس المكلف عن استيائه لخروجه على الاتفاق بترك حرية تسمية الوزراء الشيعة للثنائي. والمتوقع ان تطول زيارات الحريري الى بعبدا حتى يصعب تعدادها. هنا أيضاً يغمز الخصوم من قناة محاولة الرئيس المكلف الاقتصاص من العهد بتمرير ما امكن من الوقت على مشاورات من دون تشكيل بما يشبه الإستنزاف.

يوماً بعد يوم تترسخ قناعة لدى البعض بخوف الحريري من العقوبات الاميركية بحقه ما قيد حركته، فلا هو قادر على مشاركة الآخرين بمشاوراته والوقوف على رغبتهم ولا هو قادر على الاعتذار لعدم وجود خيار بديل، وبالمقابل ليس من السهل عليه تقديم صيغة حكومية غير توافقية لن يوقعها رئيس الجمهورية حكماً. عوامل تقود الى الاستنتاج بأن لا حكومة في المدى المنظور، لا سيما بعد العقوبات الاميركية على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل والتي زادت الاوضاع المتصلة بمشاورات الحكومة تعقيداً. مستفيداً من العقوبات، يطرح الرئيس المكلف على رئيس الجمهورية ان يتولى تسمية الوزراء في الحكومة وان يكون هو في واجهة التشكيل تجنباً لمزيد من العقوبات. سلوك فسّره المعنيون على انه محاولة للابتزاز من الرئيس المكلف يصعب صرفه في الوقت الراهن. يسلم "حزب الله" بأن تشكيل الحكومة لا يزال معلّقاً والمساعي المبذولة لم تنجح حتى الساعة. لا يبدو بعيداً عن منطق باسيل الذي نصح الرئيس المكلف بأن الطريق السليم لتشكيل الحكومة يكمن في اعتماد "معايير واضحة وموحّدة" والا "فالحكومة ستتأخّر ومن يؤخّرها هو من يضع معايير استنسابية ويخبئها بوعود متناقضة بهدف واحد هو تكبير حصّته فقط". ومثل هذا السقف الذي يلتزم به رئيس الجمهورية حكماً لن يكون خارجه "الثنائي الشيعي" الذي لم يرق له كيف عاد الحريري الى المربع الاول في رغبته اختيار اسماء الوزراء للحقائب من حصة الثنائي ومن بينها المالية! كما ويصر الحريري على ان يكون شريكاً في تسمية الوزراء المسيحيين ويتدخل الى جانب رئيس الجمهورية في تسميتهم، ومن ضمن الاقتراحات التي يقدمها احتساب وزارة الطاقة من ضمن حصة "المستقبل" كما الاتصالات التي يرشح لتسلمها جو صدّي، كاثوليكي من بيروت وتربطه علاقة بمسؤولين فرنسيين.

لا يجد فريق "الثامن من آذار" تفسيراً لسلوك الحريري غير سعيه الى الهيمنة المطلقة على تشكيل الحكومة.

على خط بعبدا ينشط الرئيس المكلف من دون ان يتواصل مع اي مكون معني بالملف لا سيما مع "الثنائي الشيعي"، جرياً على العادة ولا مع اي مكون سياسي آخر. اما "حزب الله" فقد انصرف عن الاهتمام بأمر تشكيل الحكومة وهو لا يرى ان تشكيلها ميسر في الظرف الراهن. يعلم ان الحريري لن يعتذر وان باسيل كما رئيس الجمهورية مصران على معاييرهما. ورغم ذلك فلا نية لديه بالتدخل. لم يطلب منه التدخل ولا رأى مصلحة بذلك. وبتقديره ان العقوبات جاءت لتعقّد التشكيل وتزيد الطين بلة. النقطة الاساسية هنا ان الحريري الذي يتجنب الحديث مع باسيل بحجة العقوبات لن يفتح حواراً مع "حزب الله" حكماً للسبب عينه وخشية من الاميركيين، وهنا لن يكون "الحزب" متساهلاً بحيث لن يقبل بأي حكومة لا يتمثل بها تحت اي عنوان يرتضيه رئيسها. لم يعد الموضوع مرتبطاً بموعد الانتخابات الاميركية وتعداها الى تسلم الرئيس الجديد ولايته وصولاً الى العقوبات التي فرضت على باسيل وتردداتها. دخلت القوى المعنية بالملف الحكومي مرحلة بحث للمرحلة المقبلة والبناء عليها، وحده الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قد يخرج الاوضاع من ركودها خلال اطلالته المرتقبة يوم غد، والتي سيعرض خلالها للاوضاع الراهنة.

 

بعد العقوبات الأميركية... استدعاء باسيل بتهمة "الإختطاف والتعذيب"!

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/10 تشرين الثاني 2020

بتهمة "الإختطاف والإحتجاز غير القانوني والتعذيب"، استدعت المحاكم الأميركية المدعى عليهم الوزير باسيل ووكيله القانوني المحامي ماجد بويز، والقاضي بيتر جرمانوس ووزير العدل السابق سليم جريصاتي وأعضاء بارزين آخرين في "الوطني الحر" للمثول أمام قاضٍ أميركي للنظر في قضية رفعها ضدهم المواطنان اللبنانيان الأميركيان المقيمان في فلوريدا، لارا منصور وزوجها إيلي سماحة على خلفية قضية أخرى تتمحور حول نزاع على إرث عائلي بين المدعية وأقاربها تقدر قيمته بحوالى 10 ملايين دولار أميركي.

وبعيداً من قضية اتهام "عرقلة انتقال الإرث" للمدعيَين منصور وسماحة، تتمحور القضية الجديدة حول "خطف الزوجين في بيروت لأكثر من أسبوع (شهر نيسان 2019)، واحتجازهما كرهائن بشكل غير قانوني وتعذيبهما" وذلك بعد استدراجهما للعودة إلى لبنان للإتفاق حول ميراث منصور بعد وفاة والد الزوجة في العام 2017، إذ بحسب محاميهما آنذاك لورن بيركلي "تدعي منصور سماحة أن أقاربها المقيمين في لبنان منعوها من الحصول على الثروة التي خلفها والدها وراءه. وقد تطور الأمر إلى نزاع قانوني رفع فيه الزوجان سماحة دعوى قضائية في كل من لبنان والمنطقة الجنوبية لفلوريدا حيث يقيمان. طُلب من لارا العودة إلى لبنان مع زوجها لحل قضية الإرث المعلقة مع أقاربها، وقيل لهما أنهما كانا سيحصلان على أموالهما وعودة ممتلكاتهما في ما لو توجّها إلى لبنان، لكن بمجرد وصولهما إلى مطار بيروت بدأت رحلة التعذيب، ووجهت إليهما تهمة التشهير ولم يتم الإفراج عنهما وتم تهديدهما حتى أسقطا دعواهما القضائية بالإكراه. وبعد تدخل السفارة الأميركية في لبنان ووزارة الخارجية، أطلقت السلطات اللبنانية سراحهما وسمحت لهما بالعودة إلى الولايات المتحدة. بعد الإفراج عنها، قالت منصور لوسائل إعلام أميركية محلية، في فيديو منشور على صفحة قناة "لوكال 10": "حاولوا قتلنا، وقد وضعوا سكيناً علينا... أجبروني على التوقيع على كل شيء"، وأضاف زوجها: "كنا تحت الأرض. لم نتمكن من رؤية أي ضوء".

مذكرة الاستدعاء

واليوم، لدى المتهمين، باسيل والآخرين، فرصة للرد على الشكوى في غضون 21 يوماً من استلامهم مذكرة الإستدعاء الصادرة عن المحكمة في السابع والعشرين من الشهر الماضي، أي قبل أيام قليلة من صدور العقوبات الأميركية على باسيل عملاً بقانون "ماغنيتسكي" الذي يستهدف الفساد والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في جميع دول العالم، أي قبل منعه من السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، والحجز على أمواله. وهنا نسأل، هل سيمثل عنه موكله في الأيام المقبلة؟

جاء في الاستدعاء أن المتهمين، باسيل وأعضاء حزبه السياسي وآخرين، "تصرفوا بشكل منسق لتعذيب" الزوجين. منهم من تم اتهامه بنقل لارا وإيلي إلى مرافق الاحتجاز، وسياسي آخر باستخدام صلاته لتنظيم الاختطاف والتعذيب كما زعموا أن عضواً في "الوطني الحر"، قد سهّل عملية الاختطاف من خلال تقديم شكوى تشهير ضد الزوجين. كما يدعي الزوجان سماحة أن الوزير باسيل حصل على مكافأة مزعومة من أقاربها لاستخدام صلاته في الدوائر الأمنية والقضائية لإصدار الأمر بـ"الاختطاف والتعذيب" حتى إسقاط الدعوى. وقد أصدر المكتب الإعلامي لباسيل بياناً نفى فيه تورطه في هذه القضية وأنه قد تم إقحام اسمه عن غير وجه حق، مؤكداً أن "لا علاقة للنائب باسيل بها على الاطلاق لا من قريب ولا من بعيد". هذا وقد صدر عن المحامي داني معكرون بصفته وكيلاً عن عائلة المرحوم جورج منصور والد لارا منصور، وأبناء عمتها نهى منصور، كتاباً توضيحياً حول الدعوى المقدمة من لارا منصور بحق عائلتها وقضاة ومسؤولين، لم يدحض أي من الإتهامات الموجهة للمسؤولين، بل جاء في سطوره الأولى معلومة خطيرة وهو أن "زوج لارا منصور إيلي سماحة قد اتهم سابقاً بقتل والده جورج سماحة في الأشرفية!" وبعدها سرد أن لارا منصور قد "خسرت معظم الدعاوى التي تقدمت بها بحق أهلها وكلها تدور حول موضوع إرثي ثبت بطلانه بالقرارات القضائية التي صدرت، ما دفعها إلى اللجوء إلى القضاء الأميركي بعد "ادعائها" في لبنان، وهذه المرة أقحمت سياسيين ومرجعيات قضائية "واختلقت عليهم وقائع كاذبة، ملفقة، كيدية وافترائية" وأنه لدى رجوعها إلى لبنان "وعلى خلفية دعوى عالقة بينها وبين عائلتها صدر بحقها مذكرة توقيف غيابية أوقفت بموجبها في مطار بيروت الدولي وأحيلت إلى شعبة المعلومات لاستكمال التحقيق الأولي معها، بالإضافة إلى توقيف زوجها باعتباره محرضاً ومتدخلاً رئيسياً في كل الدعاوى المقدمة افتراءً وكذباً"، وأنه "يقتضي إخضاع السيدة منصور عند عودتها إلى لبنان لطبيب نفسي لتحديد قدرتها العقلية ومدى صحة تصرفاتها القانونية المحكوم عليها مسبقاً بالسقوط، لعدم وجود أي سند قانوني لها". وبعيداً من الردود السطحية على الإتهامات الخطيرة والتي تمس هيبة القضاء اللبناني، هل سيكون هناك رد رسمي وسيادي من لبنان على كل هذه الإتهامات؟

 

بايدن ومظلومية جبران

سناء الجاك/نداء الوطن/10 تشرين الثاني 2020

تتأرجح التحليلات والآراء المتعلّقة بأسباب العقوبات على الوزير السابق والنائب الحالي والقائد المسيحي التاريخي، بين الدسائس والمؤامرات، وضِيقة العين من ولائه لوطنيته ووفائه لـ"حزب الله". لكنّ فئة من المحلّلين العرب للإنتخابات الأميركية تشطح بعيداً في التفسير والإستشراف. فقد اعتبر أحد الممانعين المتنعّمين بديموقراطية الولايات المتّحدة أنّ جبران باسيل دفع ثمن قناعاته، بعد إعطاء اللبنانيين ـ الأميركيين من تياره أمر مهمة بإنتخاب جو بايدن، تطبيقاً لتفاهم "مار مخايل"، وانطلاقاً من وحدة المسار والمصير. وهذا ما أدّى الى سقوط ترامب، فسارع الساقط المغرور إلى إطلاق رصاصته الأخيرة على من تسبّب بخسارته، قبل أن يُشَمِّع خيطه ويغادر البيت الأبيض. ومفروض أنّ بايدن يعرف ذلك جيداً، لذا، عليه أن يردّ الجميل ما إن تطأ قدماه البيت الأبيض. فباسيل لا يعطي شيئاً بالمجّان، ولنا في تسخير "حزب الله" الإستحقاقات لصالحه خير دليل، ولنا في تعطيل الدولة ومؤسساتها على إمتداد الـ"تسونامي" العونية منذ 2005 ما لا يحتاج الى دليل. ولنا أن نقرأ ما بين سطور البرقية التي بعث بها رئيس جمهوريتنا الى نظيره الأميركي، لنفهم البعد الحقيقي في الدعوة التي وجّهها إليه لرفع المظلومية عن صهره سند ظهره، مهنّئاً ومُعرباً عن أمله في أن "يعود في عهده التوازن في العلاقات اللبنانية – الأميركية لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والأميركي الصديقين". ومعروف بيت القصيد في هذا التوازن. فهذه المصلحة بين الشعبين عنوانها واحد لا ثانيَ له: ردّ الجميل للصهر الغالي الذي باع بدوره للرئيس الأميركي الجديد موقفاً متضامناً، من خلال الإشادة بالشعب الأميركي والحرص على ردع جحافل الغاضبين من جماعته عن السفارة وعن إحراق العلم الأميركي، وحصر العداوة بالمغرور ترامب الذي لم يتورّع عن السعي لتحويل البطل التاريخي القومي الى عميلٍ لنظامه وإدارته، وطوال فترة ولايته وضع نصب عينيه ترويضه أو.. اغتياله سياسياً.

وفي حين نفى باسيل إمكانية وجود ملفّات فساد موثّقة بالأدلّة والبراهين، إتّهم الخونة الذين يعرفهم من عيونهم بتأمين هذه الملّفات، وإن لم يذكر ذلك صراحة. وإلا ماذا فعل هؤلاء الخونة؟ ماذا قدّموا لوزارة الخزانة الأميركية حتى تتّخذ قرارها بالعقوبات على خلفية الفساد؟

فالطلب الأميركي، وِفق ما أورد القائد التاريخي الحامل صليبه، اقتصر على الإغواء بالنجومية.. أي نجومية هذه؟؟ قد تكون سلسلة درامية.. أو كوميدية لا مثيل لها على قناة نتفليكس.. وقد تكون جائزة نوبل للتضحية.. مع الأسف، لن نعرف كنه هذه النجومية جرّاء رفضه العروض المغرية وإصراره على الوطنية والوفاء. على أي حال.. للمسلسل أجزاءٌ كثيرة ومواسم عرض ستترك بصماتها التدميرية، كما هي العادة، على لبنان واللبنانيين. لكنّ الثمن ليس مهمّاً. فنسبة كبيرة من اللبنانيين تشعر بفرح في خضمّ اليأس.. وهؤلاء لا يريدون من بايدن رفع المظلومية عن جبران تقديراً لخدماته. بعضهم يعتبر أنّ الله إستجاب لدعوات أطلقها بالفطرة والغريزة، فأسقط ترامب وعاقب باسيل. وكأنّهم ضربوا عصفورين بحجر، لأنّ الله يُمهِل ولا يُهمِل. ويتمنّون أن يبقى الحبل على الجرّار، وأن تكون آخرة كل مجرم بحقّ شعبه وخيمة. وهيلا هيلا هوووو...

 

شهران خَطِران وممنوع الغلط!

طوني عيسى/الجمهورية/10 تشرين الثاني/2020

مخيف أن يَرْكَب بعضُ أركان السلطة السياسية رؤوسَهم، ويظنّوا أنّهم قادرون على تَحدّي الرئيس دونالد ترامب، وهو في طريق الخروج من البيت الأبيض (مبدئياً). والأحرى بهم أن يفكِّروا في أنّ الرجل باقٍ هناك حتى 20 كانون الثاني. وفي فترة الشهرين وثُلْث الشهر، المتوتِّرة بكل المعاني، تصبح كل المفاجآت ممكنة.

قبل الانتخابات الأميركية، كانت الطبقة الممسكة بالسلطة في لبنان تعتمد سياسة «تقطيع الوقت» لإمرار هذا الاستحقاق والبناء على الواقع الجديد. طبعاً، هي بمفردها لا تمتلك القدرة ولا الحنكة لاعتماد هذا الخيار الصعب والصمود فيه. لكنها تتلقّى الدعم من طهران، وتستفيد ممّا بقي للبنان من تغطية عربية وأوروبية، وفرنسية تحديداً. فالإيرانيون مارسوا سياسة الصبر وراهنوا على زوال نهج ترامب الأكثر تطرّفاً في اليمين الجمهوري، وعودة نهج أوباما الأكثر وسطيةً في الوسَط الديموقراطي. واعتبروا أنّ ذلك سيبدّل خريطة النزاع بين المَحاور لمصلحتهم. ويعتقد الإيرانيون أنّ تبدُّل القيادة في البيت الأبيض سيقوّي الاتجاهات «الاستقلالية» عن واشنطن في دول أوروبا الغربية، ولا سيما منها فرنسا. وسيقود إلى انقلابات حتمية في نهج عدد من الدول العربية الأشدّ تحالفاً مع الأميركيين. وفي الخلاصة، يراهن الإيرانيون على أنّ عودة الديموقراطيين ستمكّنهم من الاحتفاظ بالنفوذ الإقليمي، أي بسلطتهم في اليمن و»الهلال الشيعي»، بدءاً بالعراق وسوريا ولبنان، وصولاً إلى غزّة. ولهذا السبب، تماطل إيران في تقديم أي تنازل في هذه الدول، وخصوصا في الركيزتين الأساسيتين لـ«الهلال»، بغداد وبيروت. وفي تقديرها أنّ بايدن سيخفّض سقف المواجهة.

في أي حال، حتى ترامب لم تكن الحرب هاجسه في التعاطي مع إيران، بل «الصفقة» التي وعدَ بها علناً عشية الانتخابات. لكن طهران ليست مستعدة لدفع ثمن مرتفع في هذه «الصفقة»، وهي تراهن على أنّ بايدن سيعترف باتفاق فيينا كما هو.

في المعلومات، أنّ طهران طلبت من القوى الحليفة لها في الشرق الأوسط، ومنها «حزب الله»، عدم التخلّي عن سياسة «تقطيع الوقت»، إلى أن يتسلَّم بايدن مقاليد الحكم. وبعد ذلك، تخاضُ المفاوضات الشاملة مع الإدارة الجديدة، أي في آن معاً، من الرأس في طهران والأطراف في بغداد وبيروت وسواهما.

هذا يعني أنّ الأزمات اللبنانية التي كانت عالقة، بسبب انتظار نتائج الانتخابات الأميركية، ستستمرّ بلا حسم إلى أن تمسك الإدارة الأميركية الجديدة بملفّاتها وتطلق المفاوضات ويُصار إلى حسم المسائل. وهذا يعني أنّ الملفات اللبنانية لن تجد حلولاً في ما تبقّى من العام الجاري، ولا في الشهرين أو الثلاثة الأولى من السنة المقبلة، على الأقل.

وثمة مَن لا يستبعد أن تحصل في الشهرين المقبلين مشاورات عبر أقنية غير مباشرة، وغير رسمية، بين بعض المحسوبين على الرئيس الجديد وبعض القريبين من الحكم في طهران، ما يسرِّع إنضاج طبخة التسوية عند تسلُّم بايدن زمام السلطة. لكن أي خطوة تنفيذية لن تكون متوقعة قبل آذار أو نيسان 2021، أي بعد 5 أو 6 أشهر من الآن. وهذا ما يجدر بقوى السلطة في لبنان أن تعرفه. وفي هذه الحال، عليها أن تسأل:

1- هل سيتمكن لبنان المهترئ من الصمود حتى انتهاء فترة الشهرين ونصف الشهر الباقية من عهد ترامب، وفترة الشهرين ونصف الشهر التي تحتاجها ولاية بايدن لتبدأ بتنفيذ القرارات؟ وهل سيتاح لها إمرار هذه الفترة الطويلة، لتنقذ رأسها وتعود إلى سابق عهدها في الحكم، بلا ثورة 17 تشرين ولا ثوار ولا معارضة سياسية؟

2- هل تمتلك هذه القوى تأكيدات أنّ بايدن لن يتعاطى مع الملفات اللبنانية بطريقة ترامب إيّاها، وأنّ نهج الإدارة الأميركية في لبنان ثابت في العمق، ولو طرأت تعديلات على الأسلوب بين الجمهوريين والديموقراطيين؟

3- هل تعرف هذه القوى أنّ إسرائيل هي العنصر الحاسم في رسم السياسات الأميركية في الشرق الأوسط ولبنان، جمهورية كانت أو ديموقراطية. وأنّ الحزب الديموقراطي كان تاريخياً هو الأقرب إلى مراعاة مصالح إسرائيل؟

4- بعد رحيل ترامب عن البيت الأبيض، هل تنجح هذه الطبقة السياسية في تحصيل المال من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدول العربية الغنية وأوروبا، من دون مراعاة الإصلاح، وضمناً رفع وصاية طهران عن المؤسسات؟

مشكلة هذه الطبقة أنّها تنفِّذ توجيهات طهران بـ»تقطيع الوقت» لأنّ لا خيار أمامها سوى ذلك، ولأنّ البديل هو سقوطها ومحاكمة أركانها جميعاً بتُهَم الفساد. وهي لا تعرف إذا كان هذا الانتظار الجديد سيحمل إليها «سترة النجاة» أو سيعمِّق الغرق لها وللبلد، ولكنها تنتظر.

لكن المخيف، هو مستوى التحدّي الذي يمارسه أركانها، إلى حدّ الشماتة بترامب، من دون حساب الردود التي يمكن أن تصدر عنه في هذه الحال. فحتى الآن، إدارته حافظت على توازن مقبول في وساطتها بين لبنان وإسرائيل، في مفاوضات الناقورة، بعدما كانت في السابق أقرب إلى الموقف الإسرائيلي.

وفي ما يتعلق بالقطاعين المصرفي والمالي، اكتفت إدارة ترامب بالضغط على لبنان ومطالبته بالشفافية، لكنها لم تشارك في عملية خنقه مالياً، ولو فعلت لكان في وضع كارثي منذ مدة طويلة. ويكفي أنّها تضبط الدعاوى القضائية المرفوعة ضدّ المصارف اللبنانية منذ سنوات وتضبط جموح الدائنين الأجانب.

فهل يتصوَّر أحد ما معنى التذاكي على الأميركيين، أو الظنّ بإمكان الاستقواء عليهم، سواء خلال الفترة المتبقية من عهد ترامب أو بعد ذلك؟ وهل يقدّر أركان السلطة الحالية معنى أن ينقلب الأميركيون ضدّهم وضدّ لبنان، سواء في مفاوضات الناقورة أو حماية الاستقرار المالي والمصرفي والنقدي؟

ما يدعو إلى القلق هو هذا المستوى من الرعونة وانعدام المسؤولية لدى أركان السلطة. فمَن يسمعْ بعضهم، وهو يتحدّى ترامب و»يَشْكوه» لدى بايدن، يظنّ أنّ لبنان هو الذي يصون الجيش الأميركي، وهو يحمي الاستقرار السياسي والأمني والمالي الأميركي، لا العكس.

ولذلك، في ظلّ هذه الطبقة، يصبح مشروعاً الخوف في لبنان وعليه، خصوصاً في الفترة الانتقالية، لأنّها قاتلة وفيها «ممنوع الغلط».

 

ماذا بعد؟

د.مصطفى علوش/الجمهورية/10 تشرين الثاني/2020

«وكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى

وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا

كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ

إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذابا

وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي

كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا

ومن يغتر بالدنيا فإني

لبست بها فأبليت الثيابا»

(أحمد شوقي)

في البداية، عليّ أن أعترف أنّ من حق الوزير السابق جبران باسيل الاحتجاج على انتقائه من بين عصابات الفاسدين في لبنان وفرض العقوبات عليه. فإن كان الأمر مرتبطاً بقانون «ماغنيتسكي» فكان على العقوبات أن تطاول الأكثرية الساحقة من المسؤولين. وربما لو توسعت القاعدة لشملت أيضاً نصف الشعب اللبناني المستفيد، ولو قليلاً وبالفتات، بالمقارنة مع الحيتان الكبار. فالقضية سياسية إذاً، وهذا أمر واضح للعيان، لكن هذا الأمر السياسي لم يكن ليكون لولا وجود معطيات كافية لافتراض واقعة الفساد، التي لا يمكن تبرئة أي من المسؤولين منها من دون أن يثبت العكس بنحو قاطع. يعني أنّ كل من تولّى المسؤولية على مختلف الأصعدة متهمٌ حتى تثبت براءته، وليس العكس.

ما لنا ولكل ذلك، فقد فنّد الوزير المعاقب دفاعاته أمام المحازبين، وهم الذين سيتفهمون حتى أي تهمة أو إثبات لفساد على قائدهم، على أساس أنّه فساد لدعم قضية محقة. استرجاع الحقوق مثلاً، أو كما قال يوماً إنّ الآخرين لهم سنوات في السلطة والفساد و»أتى دورنا الآن»، أو بقوله إنّه «شاطر» كفاية ليصبح ثرياً ويمتلك طائرة خاصة «مثلي مثل غيري». وكما يقول المثل اللبناني المغرق بالنفاق والابتذال «حلال على قلب الشاطر». وهذا ما يقوله عادة مؤيّدو الزعامات المماثلة في مسارها منذ الاستقلال من قِبَل من يؤيّدها، إما طائفياَ، أو مذهبياً، أو سياسياً، أو حتى لمجرد أنّ هذا الزعيم أو القائد أو المسؤول ترك لهم بعض الفتات، بغض النظر عن الطائفة والحزب والتوجّه السياسي. ولو راجعنا بعجالة الملف، لقلنا مع السيد المسيح «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر». فماذا عن ملف صندوق الجنوب والمهجرين ومجلس الإنماء والإعمار والجيش وقوى الأمن والقوى الأمنية الأخرى والمرافئ والمطار وكل الوزارات والمؤسسات، كمصلحة الليطاني والتبغ والسكك الحديد ومنشآت النفط... سلسلة مخجلة ومضنية في تشعباتها المذهبية والطائفية المتشابكة مع الفساد المعمّم. ولكن، لأسباب نبيلة، فمعظم الحيتان الكبار، أو الأفضل القول أسماك القرش المفترسة، كانت تترك للسمكات الأخرى، من جماعتها، أو من جماعات أخرى لتكسر عينها، ما فاض عنها من أشلاء بلد لم يبق منه من يخبّر. ولكن، كالعادة استفضت في الثرثرة المرة بمرارة أيوب في الوجود، ولم أصل إلى لبّ السؤال في العنوان «ماذا بعد؟»..

كما يبدو أنّ الجميع يتصرّف على أساس «أنا الغريق وما خوفي من البلل»، فتفكّك البلد لم يعد هاجساً لبعض المسؤولين، لا بل قد يكون مطلباً اليوم على أساس القول المعروف «يا بيكون لبنان متل ما بدنا أو عمره ما يكون». فقد استغرق كثيرون في خياراتهم المؤقتة وزواجات المتعة لغايات في نفس يعقوب، لكن طريق العودة من تلك الخيارات أصبحت صعبة، ولم يعد من الممكن اليوم اللعب على حبلي الشرق والغرب كما يدعو البعض، ولم يعد الوجود المسيحي هاجساً للغرب كما كان الاعتقاد السائد، أنّ الحفاظ على لبنان ضرورة كونية. فما يهمّ الغرب والشرق هو المصالح التي لا دين لها، ومن يؤمّنها يصبح مؤمناً مسالماً محباً للإنسانية، ومن يضرّ بها يصبح داعشياً.

ماذا الآن إذا؟ أظن أنّ تفكك لبنان 1920 أصبح قاب قوسين أو أدنى. فقد يكون هذا التفكك مطلباً محلياً للقبائل اللبنانية التي تعبت من العيش معاً، وضجرت من حلم البطريرك الحويك، وسئمت من إعادة قراءة رسالة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عن لبنان! محاولة وحيدة اليوم هي حكومة مستقلة قد تنجح في وقف الانهيار وتأخير التفكّك، أو جعله أقل عنفاً إن أصرّت القبائل المتشاركة قسراً في الوجود على هذه البقعة الضيّقة من الأرض على الافتراق بسلم. ومن لا يفهم معنى تفكّك الدولة فهو يعني زوال آخر المؤسسات التي تحفظ الوحدة، وهي القوى الأمنية. يعني أنّه لنتصور أنّ الدعم على كل شيء توقف، لنفاد الاحتياطي في مصرف لبنان، فمن من أفراد القوى الناظمة للأمن سيتمكن من الذهاب إلى الدوام، وكيف ستكون حال الشوارع والمؤسسات الصحية والغذائية...؟ قد يظن البعض أنّه أكثر حصانة من غيره، أو أنّه قد احتاط لهذا الاحتمال؟ لكن هذا النوع من الأمور لا يمكن حسبان تداعياته أبداً، مهما احتاط هذا البعض. وقد يظن البعض الآخر أيضاً اليوم، أنّه بعد العقوبات الحالية، او تلك المنتظرة، عليه أن يتمسّك بلبنان كرهينة بيده، أو بمفتاح أغلال الحكومة المنتظرة حتى يتحصّن بها، فهو واهم، لأنّ لا أحد سائل عن الرهينة إن ذهبت أم بقيت، ومن سأل عنا في السابق فقد ضجر من استخفافنا وخبلنا ونرجسيتنا التي لا يفوقها شيء، وهي تلك النرجسية الخبيثة التي تدفعنا إلى التدمير الذاتي. إن أردنا الفراق، وهي الإرادة المموهة اليوم بمشاريع كثيرة عنوانها الحياد حيناً، واللامركزية الموسعة إلى الفيدرالية، أو حتى إلى التقسيم، فلا بأس، لأنّ كل مكونات القبائل أصبحت مستعدة للمحتوم، إلّا بعض الحالمين السورياليين أمثالي بوطن متعدّد. لذلك، ولتفادي المزيد من الموت والدمار، فلننشئ حكومة تدير الأمور وتبدأ بمفاوضة صندوق النقد الدولي، على نية تأخير الانهيار والسعي وراء عقد اجتماعي يتفادى زهق أرواح الناس ودمار البنيان، ولنكن واضحين لمرة واحدة في حياة بلدنا: هل نحن نريد العيش معاً أم لفراق بالمعروف؟

 

"فرصة جديدة للدلع السياسي"

غسان عياش/النهار/11 تشرين الثاني/2020

قد يكون فوز جو بايدن على دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية تطوّرا مثيرا للارتياح، في الداخل الأميركي وفي ساحة العلاقات الدولية، بسبب الطبيعة الهادئة والعقلانية للرئيس الجديد، مقابل التهوّر الذي يتّصف به الرئيس الخارج من البيت الأبيض.

لكن الأمر مختلفٌ في المقلب اللبناني على الأرجح، أقلّه في المدى المنظور، فمفاعيل الحدث الأميركي قد لا تكون مساعدة على الاستقرار المنشود في بلاد الأرز. نحن، هنا، نسابق الوقت على أمل تمكّن الرئيس سعد الحريري من تشكيل حكومته الجديدة في أسرع وقت ممكن، لكي تحاول تعويض الوقت المهدور والشروع باتخاذ القرارات الكبرى للخروج من المحنة الاقتصادية غير المسبوقة في تاريخ لبنان. لكن غياب الضغوطات المتلاحقة التي كانت تتميّز بها إدارة دونالد ترامب سيمنح حزب الله، ربّما، شعورا بالراحة وبأنه يملك المزيد من الوقت لفرض شروطه السياسية وتحقيق سيطرة أكبر على الحكومة الجديدة.

وفي هذه الأجواء الأميركية الأكثر تساهلا يُحتمل أن يتشدّد الوزير جبران باسيل في "شروطه الحكومية" لكي يثبت للرأي العام بأن العقوبات الأميركية الأخيرة لم تضعف موقعه السياسي ولا تسمح لأخصامه بالانقضاض عليه، واعتباره فريسة سهلة في ساحة العراك السياسي. ولم يعد بإمكان حزب الله، بعد العقوبات على باسيل، أن يتهاون أو يتردّد في دعم رئيس التيار الوطني الحرّ.

مقابل الخسائر التي مُني بها الأخير جرّاء العقوبات الأميركية، لا يمكن إغفال المكسب المهمّ الذي حقّقه بنتيجتها، وهو أن حزب الله بات مدينا لباسيل الذي تحمّل العقوبات الفظّة بسبب إصراره على التحالف معه. وبات الحزب ملزما، مبدئيا، بدعم باسيل في معاركه السياسية، وإن كانت السفيرة الأميركية صرّحت بأن باسيل كان أهبة الاستعداد للتخلّي عن تحالفه مع حزب الله لقاء بعض الشروط، أبرزها، على الأرجح، التزام الولايات المتّحدة الأميركية باعتباره مرشّحها الأوحد في الانتخابات الرئاسية المقبلة في لبنان.

ما يهمّ المراقب الاقتصادي من كل ذلك أن المرحلة الجديدة تسمح بمزيد من المناورات السياسية. استبدال "عصا ترامب بجزرة بايدن" يعطي الراغبين بتحسين مواقعهم في الحكومة الجديدة مزيدا من الوقت لرفع سقف شروطهم واستعمال سلاح العرقلة والتأخير لتحقيق مآربهم وأهدافهم، فيما المعطيات الاقتصادية تظهر الحاجة الماسّة إلى ولادة عاجلة لحكومة تشرع، دون إبطاء، بتنفيذ الإصلاحات.

المؤشّرات المتلاحقة على أبواب نهاية العام تؤكّد سرعة الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي في أسوأ سنة في تاريخ لبنان. إضافة إلى المؤشّر الجامع الذي ذكرناه سابقا عن تراجع الناتج المحلي الحقيقي بنسبة الربع في العام الجاري، والارتفاع الجنوني في معدّل التضخّم، سجّل ميزان المدفوعات عجزا تاريخيا في الأشهر التسعة الأولى من العام قارب العشرة مليارات دولار أميركي، بعد عجز بلغ ستة مليارات في العام الماضي. وقد نجم العجز هذا العام، حتى نهاية أيلول، عن تراجع الموجودات الخارجية الصافية لمصرف لبنان بحوالي 12 مليار دولار وارتفاع الموجودات الخارجية الصافية للمصارف بحوالي 2.4 مليار دولار.

والمفارقة أن هذا العجز التاريخي يُسجّل رغم التراجع غير المسبوق في عجز الميزان التجاري، بسبب القيود على التحويلات المصرفية إلى الخارج وضعف القدرة الشرائية للمقيمين. فقد تراجع حجم الاعتمادات المستندية للاستيراد بنسبة لافتة بلغت 93.4 بالمئة خلال الفصول الثلاثة الأولى من العام، إذ هبطت من حوالي خمسة مليارات دولار إلى 326 مليون دولار فقط. في الأسابيع والأشهر المقبلة تكتمل صورة الانهيار بالأرقام، بعدما ظهور نتائج سنة 2020، التي بتنا نتمنّى أن تكون أسوأ سنة في تاريخ لبنان الاقتصادي، فلا توازيها أو تتفوّق عليها السنة المقبلة، أو أي سنة مقبلة. بانتظار ذلك يجب أن يكون واضحا في ضمير القوى السياسية أن تأخير الحلول والإصلاحات هي جريمة بحق اللبنانيين، حتى لو سمحت الظروف السياسية بممارسة الدلع.

 

باسيل.. طلع لا من ستي بخير ولا من سيدي بخير!

غسان ريفي/سفير الشمال/10 تشرين الثاني/2020

في الوقت الذي يلف فيه الغموض مسار تشكيل الحكومة، حيث لا معلومات مؤكدة عن تقدم أو تراجع، بل مجرد تكهنات وإجتهادات وتحليلات ترافق لقاءات الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري والتي تحاط بسرية مطلقة، فإن العقوبات الأميركية التي فُرضت على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قد تصدرت المشهد السياسي بفعل إرتباطها الوثيق بعملية التأليف، وما إذا كانت عاملا مساعدا للتسهيل من أجل تحصين البلد وحفظ الساحة الداخلية، أو عاملا معطلا نتيجة تشدد باسيل حيال الصيغ المقترحة. مع الاعلان عن العقوبات بحق باسيل، ظن كثيرون أن رئيس التيار قد إستدرجها أو طلبها لتحسين واقعه السياسي وحضوره الشعبي في شارعه وضمن بيئة المقاومة، بإظهار نفسه ضحية بالدرجة الأولى، وبأنه يدفع ثمن وفائه لحزب الله ورفضه التخلي عن التحالف معه بالدرجة الثانية. وجاء المؤتمر الصحافي لباسيل ليعزز هذا الظن، حيث بدا وكأنه “يمنّن” حزب الله بهذه العقوبات ويحمله مسؤوليتها ويطالب بالثمن السياسي وبالتدخل في تشكيل الحكومة، وينسج البطولات أمام أنصاره الذين تغنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي برئيس تيارهم الذي “يقارع أميركا بمقاومة سياسية”. هذه الأجواء التي أشيعت بعد المؤتمر الصحافي، بددتها أمس السفيرة الأميركية في لبنان دورثي شيا التي كشفت أن باسيل أعرب عن “الاستعداد للانفصال عن حزب الله بشروط معينة، كما أعرب عن امتنانه لأن الولايات المتحدة جعلته يرى كيف أن العلاقة هي غير مؤاتية للتيار” وكشفت أيضا أن “مستشارين رئيسيين لباسيل أبلغوها أنهم  شجعوه على اتخاذ هذا القرار التاريخي”. ترى مصادر سياسية أن باسيل طلع “لا من ستي بخير ولا من سيدي بخير” فهو “خسر الأميركيين بفرض العقوبات عليه ومن ثم مواجهته بأن ما ساقه في مؤتمره الصحافي مجاف للحقيقة وأنه بحسب مصادر أميركية طلب مهلة شهر لفك تحالفه نهائيا مع حزب الله درءا للعقوبات لكن الأميركيين لم يعطوه هذه الفرصة”، كما أدى الموقف الأميركي المستجد الى تشويه صورة باسيل، وطرح علامات إستفهام في شارعه وضمن بيئة المقاومة حول حقيقة الأمر، ما دفع مكتب باسيل الاعلامي الى إصدار بيان رد فيه على السفيرة الأميركية لكن البيان بحسب مطلعين لم يرتق الى مستوى الصدمة التي أحدثتها شيا والى حجم الارباك الذي أثارته. لا يختلف إثنان على أن باسيل تلقى ضربة موجعة سيكون لها تأثيرا كبيرا على مستقبله السياسي وربما على مشروعه الرئاسي، خصوصا أنها الثانية بعد الضربة الشعبية التي نتجت عن ثورة 17 تشرين التي أدخلت “الهيلا هو” الى مفردات الخطاب السياسي وصولا الى إتهامات باسيل بأن هناك من يعمل على ترجمتها الى الانكليزية. أمام هذا الواقع، يسأل متابعون: كيف سيكون تأثير ما كشفته السفيرة الأميركية على علاقة باسيل بحزب الله؟، وهل سيكون مناسبة لشد أواصر التحالف إنطلاقا من تكذيب السفيرة؟، أو يكون سببا في زعزعة الثقة وبالتالي مراجعة التفاهم والتحالف؟، أم يسعى باسيل الى الاستفادة من العقوبات وتداعياتها بأن يضع نفسه في خندق واحد مع حزب الله لتحقيق مكاسب سياسية، ومن ثم الرهان على تحسّن العلاقة الأميركية ـ الايرانية في عهد جو بايدن؟. في كل الأحوال، فإن ما قالته السفيرة الأميركية عن باسيل أدى الى تعزيز الانقسام اللبناني حول هذه العقوبات وتداعياتها، فطبعا، هناك أكثرية ساحقة سارعت الى تصديق دورثي شيا وتكذيب باسيل، وهناك “برتقاليون” صدقوا باسيل وكذبوا شيا، وهناك من ساورهم الشك في كل ما حصل، وهناك من لم يصدق باسيل ولم يصدق سفيرة أميركا!..

 

«خط اسرائيلي» بحري من دون «أساس»!؟

جورج شاهين/الجمهورية/10 تشرين الثاني/2020

تتجّه الأنظار غداً الى الناقورة، حيث تُستأنف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، في ظلّ توقعات أن تقدّم اسرائيل جوابها المفصّل على «الخط الوسطي» اللبناني. وان صحّت التسريبات الواردة من الاراضي المحتلة، فإنّها ستقدّم خطاً جديداً يجتاح منطقة الـ «860 كلم» في اتجاه الشمال من دون اي اساس او مسوغ قانوني، رداً على اجتياح الخط اللبناني لبئر «ياريش» جنوباً. فما الذي يعنيه ذلك؟ عند التاسعة والنصف صباح غد الاربعاء، يعود الوفدان اللبناني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات في الناقورة، في ضيافة قيادة «اليونيفيل» وفي حضور الراعي الاميركي، لإستكمال البحث في الخط «الوسطي» الجديد المطروح من الجانب اللبناني، وفي انتظار ما وعد به الجانب الاسرائيلي من ردّ مفصّل عليه سواء بتعديله او نقضه، بعد الاعلان عن رفضه على خلفية شطر حقله النفطي «ياريش»، متجاوزاً صيغة الـ «860» كيلومتراً مربعاً المتنازع عليها، ليُضمّ الى حصة لبنان مساحة بحرية إضافية تزيد المنطقة المستعادة الى 2290 كيلومتراً مربعاً. ليس مستغرباً ان تُقدم اسرائيل على خطوة متقدّمة من دون اي سند قانوني، تعيد خلط الأوراق مجدداً، وتقدّم الوجه الآخر لعملية الترسيم المنتظرة في المراحل الاولى من المفاوضات، التي يطرح فيها الطرفان اقصى ما يريدانه منها، على خلفية التزامهما السقف العالي. قبل ان تبدأ المفاوضات الجدّية بحثاً عن المخارج او الحلول الوسطية التي يتوافقان عليها.

لم يعد هناك من شك، انّ الوفد الاسرائيلي عبّر بجديّة عن المفاجأة التي حملها الطرح اللبناني الجديد، الذي تجاوز ما كان مطروحاً سابقاً في المفاوضات التي استمرت لسنوات عدة، دون التوصل الى خط بحري نهائي يُلزم الطرفين. فقد بقيت معظم المناقشات التي تولتها مجموعة من الموفدين الاميركيين في جولاتهم المكوكية بين بيروت وتل ابيب من دون التوصل الى «خط ملزم» للطرفين. وبقي الوضع بين اخذ ورد الى ان تمّ التوصل الى «اتفاق الإطار» في1 تشرين الاول الماضي، والذي اقرّ بالآلية المعتمدة اليوم في المفاوضات غير المباشرة التي تستضيفها الامم المتحدة وترعاها الولايات المتحدة.

وان كان المنطق يقول انّه بات لزاماً على الجانب الاسرائيلي ان يردّ على اقتراح لبنان بالطريقة العلمية عينها وبكل المقتضيات القانونية، فيقدّم البديل معدّلا. فالوفود المتحلقة حول طاولة المفاوضات تنتظر جواباً اسرائيلياً يوازي في اهميته ما حمله العرض اللبناني، بعدما بادر الى التريث حتى جولة الغد ليغوص في البديل المنتظر.

وفي الوقت الذي كانت تل ابيب تواكب الاستعدادات اللبنانية للمفاوضات قبل استئنافها في 14 تشرين الاول الماضي، وما قدّمه الخبراء والمعنيون بها من شروحات كافية لتبرير اعتماد الخط الوسطي الجديد والظروف القانونية التي تدعمه وأملت امتداده الى جنوب منطقة الـ «860 كلم»، ما زال لبنان يرصد حتى الامس ما يمكن ان يقدّمه الجانب الاسرائيلي من ردود، استعداداً للمواجهة الكبرى المنتظرة بكل وجوهها القانونية الدولية والآليات المعتمدة في ترسيم الخطوط البحرية بكل تعقيداتها والنظريات المتعددة.

وعليه، سيبقى الإنتظار سيّد الموقف الى ان تُعقد الجولة المقبلة غداً، والى ان يتقدّم الجانب الاسرائيلي بطرحه، وسط تكهنات باحتمال وجود اكثر من صيغة أخرى للترسيم قد يعتمدها الجانب الاسرائيلي في ردّه. وهو ما دفع تلقائياً الى وضع سلسلة من الخيارات المحتملة، التي على لبنان اخذها في الاعتبار وصوغها وتقديمها بالطريقة التي تحمي طروحاته وتعطّل اي صيغة اسرائيلية خالية من اي مسوّغ قانوني دولي، يتناقض ومضمون الطرح اللبناني، ويبرر كل ما جاء فيه من مطالب.

إلّا انّ الجانب اللبناني لا يخفي اعتقاده باحتمال ان تسعى اسرائيل الى الاستفادة من سعيها الدائم الى تغيير بعض الوقائع لفرض امر واقع جديد، سعت الى تكريسه في السنوات الماضية، عبر فرض قواعد جديدة تتحكّم بالعلامة البرية التي يجب اعتبارها نقطة الارتكاز في عملية ترسيم الخط البحري بين كونها «صخرة» او «جزيرة»، عدا عن تعديلها للبوابة الحدودية التي كانت قائمة بين لبنان وفلسطين عند ترسيم حدودهما عام 1923 بإزاحتها شمالاً. كما انّ بقدرتها الاعتماد على نقاط بحرية اخرى لا تتناسب والمنطلقات اللبنانية، بعدما جرى الحديث عنها في مشروع الإتفاق اللبناني ـ القبرصي الذي عُقد عام 2008 والذي لم يكتمل فصولاً ولم يبت به رسمياً، بعدما اعاد لبنان تصويب هذه النقاط وتسجيل ملاحظاته عليها وايداعها الحكومة القبرصية واطلاع الامم المتحدة عليها، بعد اربع سنوات، من دون التصديق النهائي عليها، وهو ما ابقاها نقاطاً مؤقتة قابلة للتعديل في اي لحظة.

وفي هذه الظروف التي تملي التريث في الحكم على شكل الرد الإسرائيلي ومضمونه، قبل الاطلاع رسمياً عليه غداً إن صدق الجانب الاسرائيلي بوعده، فانّ ما ما تسرّب عبر وسائل الاعلام الاسرائيلية يشي بوجود طرح جديد، اشارت اليه صحف اسرائيلية ووصفته بأنّه «خط جديد للترسيم وفق خريطة جديدة تقتطع كل المساحة المتنازع عليها». اي انّه يتجاوز منطقة الـ «860 كيلومتراً» في اتجاه المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، ويقتطع اجزاء إضافية من البلوكات النفطية اللبنانية 8 و9 و10.

ولذلك، يتوقف الخبراء اللبنانيون امام مجموعة من المعطيات التي يمكن ان تؤدي الى نسف المقترح الاسرائيلي انطلاقاً، من القول انّ المفاوضات السابقة لم تنته الى ترسيم نهائي، لا للمنطقة المختلف حولها ولا لخط «فريدريك هوف» الذي اقدم على تقسيمها بين البلدين، تسهيلاً للتفاهم بينهما، من دون ان يكرّسه اي اتفاق من الجانبين، قبل ان تُعلّق المفاوضات بعد ذلك الى الأمس القريب. وعليه، يعتقد المراقبون ان ليس بقدرة الجانب الاسرائيلي تجاوز حدود المنطقة المتنازع عليها ليقترح خطاً يتجاوزها في اتجاه الشمال، فكل اقتراحاته السابقة واستناده الى نقاط برية وبحرية اجهضها الجانب اللبناني في اقتراحه، ولم يعد امام اسرائيل اي باب قانوني للدخول منه، وهو ما يزيد الاعتقاد في انّ الطرح الاسرائيلي المقبل سيفتقر الى كثير من عناصر القوة، ولن يقنع احداً من الوفد اللبناني ولا الراعي الأميركي، طالما انّه تجاوز كل المعطيات السابقة التي تحكّمت بالمفاوضات. ولذلك، فإنّه سيكون من السهل على الجانب اللبناني وضع هذا الإقتراح في الخانة السياسية لا القانونية، وهو ما يدفع الى البحث عن النيّة الاسرائيلية لتعقيد المفاوضات تمهيداً لنسفها.

 

باسيل الراغب بأميركا وأسير حزب الله.. أيخسر التيار العوني؟

منير الربيع/المدن/10 تشرين الثاني/2020

انقسم اللبنانيون شطرين في ما يتعلق بالعقوبات الأميركية على جبران باسيل: شطر وافق عليها بلا نقاش أو جدال في كلام السفيرة الأميركية في لبنان دورثي شيا، وردها على باسيل. وشطر آخر صدّق باسيل في مناظرته وناصره. لا شك في أن العقوبات أحدثت دوياً كبيراً في لبنان، وستكون لها انعكاسات كثيرة. لكن الأهم منها هو ما جرى كشفه في السجالات الدائرة بين الطرفين.

رغبات باسيل المتناقضة

وهنا لا بد من البحث عن المزيد من التفاصيل التي توضح حقيقة الأمر، بلا تبنّي وجهة نظر أي منهما. ولا بد من تسجيل ملاحظة على موقف السفيرة الأميركية التي قالت إن باسيل هو الذي أبدى رغبة في فك تحالفه مع حزب الله، وضرب موعداً في الشهر المقبل، لكن الإدارة الأميركية لم تمنحه الفرصة ففرضت عليه العقوبات. أظهر كلام السفيرة الأميركية هذا كأنما بلادها لا تطلب انفصال باسيل عن الحزب، وفرضت عليه العقوبات في شأن آخر. ورأى المعارضون للسياسة الأميركية ومتبنو وجهة نظر باسيل، أن هذا ضعفاً في موقف السفيرة، التي تحبذ بلادها انفصال باسيل عن حزب الله. وأيقن هؤلاء أن باسيل مظلوم، وجرى الضغط عليه للانفصال عن حليفه، فلم يفعل، ففرضت عليه العقوبات. في المقابل لا يحتاج المرء إلى عناء للتأكد من أن باسيل كان يريد الحفاظ على علاقته بواشنطن وتعزيزها، ولو اقتضى ذلك خلافاً واختلافاً مع حزب الله. وهو في الحقيقة عبر عن ذلك في ظهوره التلفزيوني يوم الأحد الماضي 8 تشرين الثاني الجاري. فباسيل بطبعه لا يريد خسارة شيء، بل ربح كل شيء، أو شيئين متناقضين: حزب الله وأميركا، وجمع سوريا وإيران وروسيا والصين وغيرهم.. معهما، لكنه خسر كل شيء.

تحفيز الانشقاق عليه

لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن موقف السفيرة الأميركية تضمّن تأكيداً على أن بلادها لا تفرض عقوبات على التيار الوطني الحرّ. وهذا سياسياً يعني الكثير، ليس أقله تحفيز مجموعات وكوادر في التيار على الانشقاق والاستقلال عن جبران باسيل. والمقصود حتماً ليس شامل روكز، بل آخرين بما فيهم نواب في التكتل العوني. وهذا موقف يعزز في المرحلة المقبلة جهات وشخصيات لديها استعداد للانشقاق. وهي أصلاً معروفة، وتعقد اجتماعات كثيرة تحظى باهتمام أجنبي.

القفز بين الحبال

وهناك اعتبارات أميركية ترى أن العقوبات جاءت على باسيل بعد فشله في تنفيذ التزامات كان قد تعهد بها. ولا شك في أنه كان يحاول اللعب على حبال كثيرة، والاستثمار في الوقت، ريثما تصدر نتائج الانتخابات الأميركية. فلو فاز ترامب لاتخذ المزيد من الخطوات التي تشير إلى اختلافه مع حزب الله. أما وقد فاز بايدن، فسيستثمر باسيل في المزيد من الوقت، ريثما تتضح الصورة. ورفضت الإدارة الأميركية أن تنصاع للعبة باسيل هذه، فبادرته بالعقوبات. ومستقبلاً سيُشيّع لقناعة تقول إنه قدّم تعهدات كثيرة لواشنطن، لكنه لم يلتزم بها، ولم ينجح في تطبيقها.

أسير حزب الله وملفاته

واشنطن لا تحيل هذا إلى حرصها على حزب الله ولا على وحدة لبنان الداخلية. بل تحيله إلى خوف باسيل من حصول أي شرخ بينه وبين حزب الله، ما قد يؤدي إلى فضح الكثير من ملفاته. وهذا يعني أنه أسير حزب الله، وليس حليفاً فقط، كما أن حساباته وطموحاته الرئاسية لا بد أن تمر بموافقة الحزب نفسه. وكان باسيل قد حاول تقديم أوراق اعتماده لأميركا في أكثر من محطة، منذ ما قيل عن إطلاق عامر الفاخوري، إلى تشكيل الوفد المفاوض حول ترسيم الحدود وتضمينه شخصيات مدنية، وما سيلي بعد الاتفاق على الترسيم.

لكن الأميركيين تأكدوا أنه غير قادر على تنفيذ أي من هذه العناوين، إضافة إلى زهوه باللقاءات المطولة التي عقدها مع مسؤولين أميركيين، أبرزهم ديفيد هيل على مدى ثلاث ساعات تخللها غداء، ومع السفيرة شيا نفسها أيضاً في الفترة الأخيرة، وما عمد إلى تسريبه من أجواء إيجابية بينه وبين المسؤولين الأميركيين.

صدمات مسيحية متلاحقة

ولا شك في أن أميركا ضغطت على باسيل لينفك عن حزب الله. وهو أبدى تجاوباً مقابل شروط تتعلق بالضمانات السياسية والمستقبلية، مع تركه هامش المناورة لنفسه. لكن مناوراته لم تنفع. والدليل مبادرته بالعقوبات. أما هدف أميركا من انفصاله عن حزب الله، فهو ترك الحزب معزولاً، وتسليط سيف العقوبات على بيئته وعلى اللبنانيين جميعاً، وصولاً إلى زرع شقاقات داخل البيئة الشيعية، وترك الحزب إياه وحيداً على الساحة اللبنانية.أما وقد طالت العقوبات باسيل، فستكون لها تبعات أخرى: معاملته على غرار ما تعامل أميركا حزب الله. وعزله وإضعافه داخل بنية تياره. لذا فإن كثرة من رجال أعمال التيار العوني وكوادره، سيعيشون صراعا ذاتياً حقيقياً، نظراً لتهديد مصالحهم، وما يزول من امتيازات تاريخية للمسيحيين في لبنان بفعل انهياراتهم المتلاحقة.

 

الرؤساء الأقوياء.. الرئاسات الضعيفة

يوسف بزي/المدن/10 تشرين الثاني/2020

الظاهرة السياسية الأبرز في لبنان، هي تحطيم "الرؤساء الأقوياء" لرئاساتهم. ما أصاب رئاسة الجمهورية في عهد "القوي" ميشال عون ليس أقل سوءاً مما أصاب رئاسة الحكومة في عهود "الأقوى سنّياً" سعد الحريري. أما الرئيس "الأبدي" لمجلس النواب، الفائض القوة، نبيه برّي، فقد تعاظمت قوته دوماً بالاطراد مع ضعف المجلس نفسه. هي واحدة من المفارقات اللبنانية، ومن أزمة النظام المتمادية رداءة وتهافتاً. وعلى عكس المتعارف عليه في السياسة وفي طرائق الحكم، بات الأقوياء والأقدر تمثيلاً وشعبيةً وبالاً على مناصبهم ومراكزهم، وأضحت سلطتهم مقترنة بإضعاف الدولة ككيان ومؤسسات و"سيستم" عمل وإدارة وقوانين.

من الواضح خلال 15 عاماً، بالتجربة المستمرة اقتران السياسي القوي باستحواذه على سلطة سمتها الأولى القدرة على الانفلات من ضوابط الدستور. بمعنى أن برهان القوة هو تحديداً التجبّر على الدستور. بل و"القوي" هذا الحريص على عدم إظهار أي ضعف إزاء الأقوياء الآخرين، يجد نفسه باستمرار عاجزاً عن أي تواضع. السياسة عنده هي استقواء وحسب، لا على الآخرين فقط بل على منصبه ومركزه بالذات. إنه أكبر من صفته الرسمية المحددة والمنضبطة بالدور والدستور. كلما ازدادت قوته ووزنه وثقله تشققت كرسيه وتكسرت..  

هذا النمط من السياسيين السائد في لبنان بات يشكل مثالاً يحتذي به الطامحون إلى استحواذ القوة السياسية. فيسعى الشيعي إلى الاقتداء ببرّي، والسنّي إلى محاكاة الحريري، والماروني يحلم أن يصير ميشال عون جديداً.. وعلى هذا المنوال، تترسخ "ثقافة سياسية" لا إفلات منها، تُكرر الظاهرة نفسها وتوّلد النزاعات عينها، والأداء السياسي ذاته. شخصنة المنصب، هي تتويج لمسار يبدأ باختزال الطائفة بحزب، ثم اختزال الحزب بشخص، الذي يصير بمقدوره -وهو الحائز على "شرعية التمثيل" وحصريته- ادعاء القوة وطلب احتكار السلطة على نحو مؤبد أو توريثي. وهذا مسار كرسه تقريباً الرؤساء الثلاثة، عون وبرّي والحريري. إضافة إلى الزعامات الأخرى، التي نجحت فعلياً بتحويل الانتخابات الديموقراطية إلى "مبايعة ديموقراطية" تضمن بقاء العصبة نفسها والأشخاص ذاتهم مداومين على الحكم والسيطرة.

تشكل "مأساة" سعد الحريري نموذجاً عجائبياً. فلكي يبقى هو وحده "الأقوى سنّياً" أي المرشح الدائم لتشكيل الحكومة، كان عليه دائماً أن يفرّط كل مرة برصيد رئاسة الحكومة، فيكون قوياً في منصب ضعيف، وكلما عاد إلى السرايا كان الضعف فيها يزداد. وبهذا المعنى، ليس حسان دياب حالة شاذة ونافرة وعابرة. بل ليس للحريري (ولرئاسة الحكومة) بعد اليوم سوى مثال دياب وحكومة الظلال.

لكن مأساة ميشال عون أفدح بكثير. لقد جاء رئيساً للجمهورية لسبب أول: التمرد على رئاسة الجمهورية بالذات. الانقلاب عليها والخروج من أسارها. جاء ليتمرد على رئاسة الجمهورية والإطاحة بها، بطموح "بطريركي – عسكريتاري". الأب العسكري الذي يشكل عقله ووجدانه الدستور بذاته. إرادته هي السياسة كلها. وبعيداً عن التشبيه أو المقارنة، يمكننا تخيل ماذا يحدث عند دخول الفيل الهائج إلى دكان الخزف. أراد عون أم لا، فرئاسة الجمهورية اليوم لا تجد أي تأييد شعبي خارج الحزب العوني، فحتى في عز الانقسام والحرب، بعهد أمين الجميل مثلاً، لم تعانِ الرئاسة من فقدان للتعاطف أو الشرعية الشعبية كما حالها اليوم. بل إن رئيساً مثل ميشال سليمان، وجد ولاءً متعدد الطوائف، في ذروة الانقسام اللبناني، وكان "مقبولاً" رغم أن لا رصيد سياسياً أو شعبياً عنده قبل وصوله إلى قصر بعبدا. عدا ذلك، فالأهم أن الموقع الرئاسي نفسه فقد مكانة الحَكَم، والسوية المتعالية على صراعات القوى. وانتهى الطموح "المنحرف" لاستعادة النظام الرئاسي السابق على اتفاق الطائف، إلى "خناقات" الرئيس للاستيلاء على صلاحيات رئيس الوزراء أو لمزاحمة الرئاسة التشريعية في عملها، في مسلسل من الحزازات والمناكفات حطّمت صورة الرئاسة مجازياً، وفي الشوارع أيضاً.

بقي أن رئاسة مجلس النواب اضمحلت وذابت في كينونة شخص واحد، رئيس واحد محدد. قوته الحزبية أو الطائفية أو الشعبية تناسب تماماً تلك العبارة عن المارد الذي لن يعود إلى القمقم. "رئيس قوي" في طائفته وبين جمهوره، تجعله غير مضطر لأي انكباح دستوري، على مثال قانون القوة لا قوة القانون. ورغم حرصه على رعاية التوازن بين الأقوياء، يبقى أنه المؤسس الطليعي لظاهرة القوي الذي يحطم منصبه، ويفيض عليه. أبعد من كل هذا، الرؤساء الأقوياء، ولكي يكونوا أقوياء لم يحطموا مكانة الرئاسات وحسب، بل كان عليهم لزاماً تحطيم البلد نفسه.

 

جبران ليس مخلصاً… “حزب الله” يعرف ذلك

حازم الأمين/موقع درج/10 تشرين الثاني/2020

"حزب الله" سلطة، إلا أنه سلطة مضطرة إلى تقديم تنازلات في حقول تعتبرها غير مهمة. عندما تشعر بأن باسيل يفاوض على الانشقاق، وأن شرط الانشقاق قد نضج، فإن التصرف حياله سيكون مختلفاً. لم تكشف السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا لـ”حزب الله” عن سرٍ عندما وشت بجبران باسيل وقالت إنه عرض انشقاقاً عن الحزب بأثمان تكتمت عنها السفيرة. “حزب الله” يعرف تماماً الحقل الشعوري الذي يتحرك فيه، ويعرف أيضاً أنه محاط بأوغاد سينقضون عليه عندما يحين الوقت. لكنه يعرف أن الوقت لم يحن، ولا يعنيه ما تخبئه الوجوه من نيات، ما دام على يقين بأن الـ”هيلا هو” لن يخرج عن طاعته. وهذا في كل حال ما كشفه السجال مع السفيرة الأميركية، فجبران عرض الانشقاق، وهو عرضٌ مراوغ من دون شك، والأرجح أن الثمن الذي طلبه هو أن يخلف حماه ميشال عون في الرئاسة، وهو ثمن يدرك باسيل أن شيا لا تستطيع دفعه، ويدرك أيضاً أن “حزب الله” يمكن أن يخوض معركة في سبيل تأمينه.

“حزب الله” سبق أن جاء بميشال عون رئيساً، وفي سجل هذا الأخير صولات وجولات في المحافل الدولية في سياق حشد المواقف ضد الحزب. صور ميشال عون إلى جانب ضباط إسرائيليين لم تحل دون تولي الحزب مهمة إيصاله إلى بعبدا، ولم يحد وجود عميل إسرائيلي مثل فايز كرم في حضن عون من حماسة الحزب للجنرال. فضيحة إطلاق سراح عامر فاخوري برعاية “التيار الوطني الحر” لم تفلت من عضد “التحالف” بين التيار والحزب. الأهم بالنسبة إلى “حزب الله” الطاعة، وهذه الأخيرة يبديها باسيل ومن خلفه حماه بسخاء كبير للحزب.

العرض الذي قدمه باسيل للانشقاق عن “حزب الله” غير واقعي. السفارة تدرك ذلك، وعلى الأرجح أنها لم تتعامل معه بجدية لأنها تعرف أنه غير واقعي. الانشقاق عن الحزب هو لحظة سياسية، لا عاطفية، ولم تحن بعد، وعندما تحين سيقدم عليها من هم أقرب إلى الحزب من باسيل. “حزب الله” أيضاً يعرف ذلك تماماً، ولهذا أبدى قدراً من السِعة المراوغة حيال ما سبق أن كشفته “ويكيليكس” من كلام مذهل، قاله أشخاص مثل محمد جواد خليفة وسليم عون ونجيب ميقاتي، وهؤلاء جميعهم خلفوا بالحزب يقيناً بأنه في غابة “ذئاب” إلا أنهم لا يقوون على الإتيان بما يشعرون.

وهنا تتبادر إلى الذهن حقائق عن جوهر الحقل العام في لبنان، فما يُمسك بالفعل السياسي في جمهورية الفساد والارتهان هذه، هو الخوف من قبضة الحزب الحاكم (حزب الله). الأخير هو من يقرر وجهة الفعل، وهو يتيح للأفرقاء أن يراوغوه طالما أنهم لم يخرجوا عن طاعته. والحزب أيضاً يدافع عن كارهيه المطيعين، فيما يتولى إعلامه تكذيب ما يكشفه السفراء من أسرار، ذاك أنه لا يرغب في الذهاب بما أُفشي إلى حدود الفعل الذي يستحق المحاسبة. “السفيرة كاذبة، وجبران لم يقل ما زعمت أنه قاله”، تماماً مثلما اكتفى حسن نصرالله بالقول إن الحزب لم تكن له يد في الإفراج عن عامر فاخوري، من دون أن يكشف للبنانيين من الذي أفرج عنه، فهو إذا كشف ذلك، سيملي ذلك موقفاً من الفاعل، في حين أن وظيفة التحالف معه تقتضي إخضاعه في مجالات أخرى.

العرض الذي قدمه باسيل للانشقاق عن “حزب الله” غير واقعي. السفارة تدرك ذلك، وعلى الأرجح أنها لم تتعامل معه بجدية لأنها تعرف أنه غير واقعي. “حزب الله” سلطة، إلا أنه سلطة مضطرة إلى تقديم تنازلات في حقول تعتبرها غير مهمة. عندما تشعر بأن باسيل يفاوض على الانشقاق، وأن شرط الانشقاق قد نضج، فإن التصرف حياله سيكون مختلفاً. الآن جبران باسيل معاقب، وهذه فرصة إضافية لتوظيفه في ماكينة السلطة في احتمالات “المواجهة” المقبلة، وهو، أي جبران، لن يجد اليوم غير “حزب الله” حضناً يراهن عليه لحفظ ما يمكن أن يُحفظ من مستقبله السياسي. لعل أهم ما قالته السفيرة في تصريحها هو إشارتها إلى أن العقوبات لم تستهدف التيار العوني، إنما جبران باسيل. لهذه الإشارة أهمية تفوق أهمية كشفها عن عرض باسيل الانشقاق عن “حزب الله”، فهذا التمييز ينطوي على دعوة ستكون لها أصداؤها في البيئة العونية، وتتمثل في عدم التماهي مع الرجل المعاقب. والأميركيون يعرفون أن ما ذهب إليه جبران في خياراته، وما غرق به من فساد، ارتد على التيار العوني، وجاء انفجار المرفأ ليقضي على ما تبقى من ماء وجه رجال العهد.     

 

الديموقراطيون لن يفتحوا "حنفية" الدولارات... لا تحلموا بالمليارات

ألان سركيس/نداء الوطن/10 تشرين الثاني 2020

ينتظر لبنان ما سيحصل في واشنطن مع رفض الرئيس دونالد ترامب التسليم بنتائج الإنتخابات والحديث عن تزوير وتهنئة دول العالم للمرشح "الديموقراطي" جو بايدن. في حال لم تحصل أي مفاجأة في الطعون المقدمة من ترامب، فان بايدن أصبح سيد البيت الأبيض وبالتالي كل شيء مرهون بوقته لمعرفة ما إذا كانت السياسة الأميركية تجاه لبنان ستتغير أو أنها ستستمر على المنوال ذاته. وفي السياق، فإن التوقعات تشير إلى أن المسار الأميركي المرسوم للبنان لن يتغير لأن الأمر ليس مرتبطاً بالسياسة فحسب، بل أيضاً بالشق الإقتصادي الداخلي.

وفي ما خص الشق السياسي، فان بايدن من أكبر الداعمين لإسرائيل حتى لو يبدي ليونة تجاه الملف الإيراني، ومن يحسب أن العقوبات سترفع لحظة تنصيب بايدن في 20 كانون الثاني 2021 فانه واهم، لأن تلك العقوبات ستشكل نقطة تفاوض للإدارة الأميركية الجديدة لحظة تقرر الجلوس مع طهران.

ويؤكّد زوار واشنطن أن الإدارة الديموقراطية لن تختلف عن الإدارة الجمهورية في ما خص الملف الإقتصادي اللبناني، وقد سمع هؤلاء الزوار، حتى في ظل حملة التنافس بين بايدن وترامب قبل أسابيع، كلاماً واضحاً من الديموقراطيين المؤثرين في اللعبة مفاده أن لا مساعدات للبنان ولا أي معونات إذا لم يقترن ذلك باجراء إصلاح فعلي وجدّي، وإنهاء ملفات الفساد والتي ساهمت في استنزاف خزينة الدولة وهدر المال العام وشبه إفلاس النظام المصرفي.

وفي هذا الإطار، فان الديموقراطيين متشددون جداً في ملف المساعدات المالية للبنان، ولن تحصل السلطة الحالية على أي دعم في حال لم تجر الإصلاحات الضرورية، وبالتالي فان هذا الأمر ثابت في روزنامة الديموقراطيين والذين يؤيدون إجراء إصلاح شفاف لا ينطوي على أي لبس.

ومن جهة أخرى، فكل الشخصيات الديموقراطية الفاعلة والتي ستكون إلى جانب بايدن في حال دخل البيت الأبيض نهائياً، تؤكد أن هناك باباً واحداً لحصول لبنان على مليارات الدولارات المشروطة وهو التفاوض مع صندوق النقد الدولي والوصول إلى إتفاق شامل لأن لا ثقة أميركية بالطبقة الحاكمة، كما أن الجمهوريين والديموقراطيين متفقون على أنه يجب إنهاء ظاهرة الفساد في لبنان ومعاقبة الفاسدين، وعدم منح السلطة اموالاً لا يعرف أحد إلى اين ستذهب وتُسجّل كديون على الشعب اللبناني. ويجمع الحزبان "الديموقراطي" و"الجمهوري" على أن أهم باب للإصلاح هو ضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية ووقف التهريب على الحدود واستنزاف دولارات لبنان، ومن المتوقع في ظل الإدارة الديموقراطية أن تزيد القيود على حركة إنتقال الدولارات وخصوصاً بين لبنان وسوريا لأن الحصار الإقتصادي على لبنان بات يؤثر سلباً على دمشق وهذا ما أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد، متحججاً باحتجاز المصارف اللبنانية أكثر من مليار دولار أميركي تابعة لشخصيات سورية، علماً أن الجميع يعلم أن هذه المليارات هُرّبت إلى لبنان خوفاً من وضع نظام الأسد اليد عليها ومصادرتها. وبالتالي فان بايدن الذي يبدو أنه متساهل مع إيران هو متشدّد تجاه النظام السوري ومواقفه معروفة في هذا السياق منذ أن كان نائباً للرئيس السابق باراك أوباما، لذلك لن يفتح باباً لتسرّب الدولارات إلى سوريا الأسد، من هنا فان حلم فتح حنفية الدولارات بلا إصلاحات مع عودة الديموقراطيين إلى البيت الأبيض يتبخر، وليس هناك حل إقتصادي سحري، لأن باب الحل الوحيد حسب الاميركيين هو إجراء الإصلاحات واتكال اللبنانيين على أنفسهم.

 

قال شيئاً وغابت عن كلامه أشياء..أسرار "إستفاقة" الأسد على الودائع السورية المجمّدة

نوال نصر/نداء الوطن/10 تشرين الثاني 2020

قال بشار الأسد ما قال لكن لماذا أطلّ اليوم، اليوم بالذات، ليقول ما قال؟ صدفة؟ "الأحداث ليست من باب الصدفة"، هذا قولّ أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ذات يوم. وتجربتُنا اللبنانية مع النظام السوري تشي أن ثمة ما يدور في بال الأسد . فماذا فيه بحسب معلومات وتحاليل رجال أعمال واقتصاد سوريين؟

وكأن بشار الأسد، الرئيس السوري، إستفاق من نومه على كابوس خروج قواته المذلّ من لبنان في العام 2005، فقرر أن يُصوّب ضربات ارتدادية من "باب المصارف"، ظناً منه أن لبنان لا يزال يمثّل "الحيط الواطي" الذي يسهل تسلقه وتخطّيه ساعة يشاء.

الخبير الإقتصادي السوري يونس الكريم، إبن القامشلي، الذي يعيش اليوم في فرنسا، فتح باب النقاش واسعاً مع شخصيات سورية ولبنانية. وانطلق الحوار حول خلفية ما قاله الأسد: "هناك أسباب كثيرة، أولها، تعقّد الوضع الاقتصادي السوري جداً وانعدام كثير من السبل التي كان النظام يناور فيها، وذلك مع تشديد العقوبات على ايران ودخول الأسد في شكل أو في آخر في خلافات مع ايران وروسيا وغيرهما، غير الراضية عن أدائه. إضافة الى محاولة الأسد اعادة تعويم نفسه وترتيب البيت الاقتصادي وبعث رسائل في كل الإتجاهات بأنه ليس سبب الأزمة الاقتصادية، وبأنه يعمل على تنظيف الساحة من أمراء الحرب وإرساء سلام لا أحد غيره يحميه".

قدَر واحد؟

في الحقيقة، هذا الإتهام الذي وجهه بشار الأسد الى المصارف اللبنانية ليس جديداً، فقد تكلم به كثير من السوريين، لكن جديده أنه صدر اليوم على لسان الأسد نفسه "وهو أتى مع محاولة فرنسا الضغط على "حزب الله" لاحتوائه واحتواء ايران بخطتها، اثر زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الى لبنان. يحاول الأسد الدخول في هذه الصفقة لاعباً دور الضامن في هذا الاحتواء. وفي هذا الإطار هناك ملفات كثيرة بدأ التداول بها أخيراً في سوريا ولا سيما منها ملف الأزمة اللبنانية النقدية والأزمة المالية اللبنانية والخدماتية، خصوصاً بعد تفجير مرفأ بيروت، فسوريا تتأثر كما لبنان. ويُحكى في كواليس السوريين عن تورط المصارف اللبنانية مع النظام السوري في نقطتين:

أولاً، منحت المصارف اللبنانية سوريا اعتمادات مستندية كبيرة من خلال تجار محسوبين على "حزب الله" والنظام بضمانات واهية.

ثانياً، هي اعتمدت شراكة مع شركات الصيرفة اللبنانية للمضاربة على الليرة السورية، حيث أنه طوال فترة الثورة السورية كان المصرف المركزي السوري يقوم بسحب الدولار من السوق، وحين تنهار الليرة السورية يتدخل لشرائها لتعود وترتفع مقابل الدولار، وهكذا دواليك، فيستفيد من هذه اللعبة صعوداً وهبوطاً. واستطاع النظام السوري الحصول على مئات ملايين الدولارات من السوق اللبناني، من صيارفة شاركوا في هذه اللعبة، ما ساهم في اختفاء الدولار من لبنان. والآن، يحاول النظام السوري ان يستبق اي كلام حول فتح ملفات الفساد في المصارف اللبنانية وشركات الصيرفة اللبنانية المتورط هو نفسه فيها. فنراه يحاول تحميل المصارف اللبنانية أزمة تدهور العملة السورية، على قاعدة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، للقول بوجود خيانة وتواطؤ من رجال أعمال سوريين عملوا على تهريب أموالهم الى لبنان، وبالتالي استباق اي اشارة مباشرة الى تورطه باللعبة. هو يريد تحميل رجال اعمال امثال راتب الشلاح واعضاء غرفة التجارة المالية على اعتبار انهم أخرجوا اموالهم من سوريا الى لبنان فتبخرت.

البالوع

ثالثاً، سيحاول النظام السوري في الأيام المقبلة الضغط على المصارف اللبنانية لاسترداد جزء من الأموال السورية المحتجزة، مميزاً بين الإعتمادات المستندية وبين الأموال المودعة في المصارف. سيحاول النظام السوري الضغط على لبنان لفك القيود عبر تأليب الشارع المحلي والقول ان لبنان هو سبب ما يُصيب السوريين، وبالتالي سيطالب في اتخاذ عقوبات تجاه لبنان إذا لم يرفع القيود عن بعض الحسابات المالية. وهو بذلك يجعل من لبنان شمّاعة لما يحدث، وما قد يحدث بعد، في سوريا. وهذه سياسة أسدية قديمة - جديدة تعتمد الهروب الى الأمام وتهيئة الداخل السوري لإجراءات تقشف جديدة ستطرأ على الاقتصاد السوري قريباً. إذاً، أراد بشار الأسد أن يصيب أكثر من عصفور بما قال آملاً أن يخرج من كل هذه المسائل كما الشعرة من العجينة.

هل علينا إذاً أن نتوقع شوطاً آخر، أو لنقل سهماً آخر، من الرئيس السوري؟ يتحدث الخبير الإقتصادي يونس الكريم عن أن "بشار الأسد يريد الآن أكثر من أي أوان ترتيب البيت الإقتصادي السوري الداخلي المنهك بالعقوبات، وعبره البيت السياسي، من بوابة لبنان والقول إن على لبنان إما إعادة فتح الإعتمادات المستندية التي تخوله الإستيراد مجدداً (خصوصاً بعدما ارتفعت الأصوات في لبنان لوقف أعمال التهريب من لبنان الى سوريا)، وإما إعادة الأموال المودعة الى السوريين لاستخدامها مباشرة. يُذكر أن لسوريا أموالاً محتجزة لصالح روسيا في بنك "غاز بروم" الروسي الذي يتخذ من بيروت مقراً له، قيمتها 400 مليون دولار منذ العام 2011. يحاول النظام السوري حالياً رفع هذه الإجراءات بما يخص الأموال المجمدة بسبب العقوبات الدولية واسترجاعها.

يحاول أن يُبقي لبنان حديقته الخلفية

لا رقم محدداً لدى السوريين حول مجموع الودائع السورية في المصارف اللبنانية. وقصة انتقال هذه الودائع يتحمّلها النظام السوري نفسه.

ويتحدث الخبير الإقتصادي عن أن النظام السوري طالما منع التجار من فتح إعتمادات مستندية كبيرة بالدولار في المصارف السورية، ناهيك أن البنوك الخاصة هناك، التي تتعامل بطريقة الوسيط مع الخارج، تخاف كثيراً من العقوبات الدولية. والأهم أن البنوك الخاصة والحكومية السورية موضوعة في دائرة الشك دائماً بسبب العقوبات، كما أن القرارات تتخذ في سوريا في شكل ارتجالي، إما عن أمراء الحرب أو الحكومة، وسهل جداً الحجز على الأموال ووضع إشارة بتهمة الإرهاب. كل هذا منع رجال الأعمال السوريين من فتح إعتمادات في سوريا. لذا سارع هؤلاء الى لبنان، وعملت المصارف اللبنانية على شراء السلع وبيعها للنظام السوري بأرباح تتجاوز الضعفين. ومنذ بداية العام 2019 امتنع النظام السوري عن السداد ما أوقع الإعتمادات المستندية في مشكلة.

ويشرح الكريم: أهمية هذه الأموال التي يريد النظام استردادها أنها سيولة يمكن إعادة استثمارها في سوريا وشراء الإحتياجات الأساسية بها لسوريا لسنوات مقبلة. وبالعودة الى شهر أيلول من العام 2010 فقد وقّع وزير المال السوري محمد الحسين على إجراءات السماح بتصفية شركات كثيرة لعبد الرحمن العطار وراتب الشلاح وآل الحبال وخلود الحلبي وسامر الفوذ وكثير من الأسماء، ما جعلهم يغادرون سوريا من دون إثارة أي مشاكل. وبعد أشهر اندلعت الأزمة السورية، وهناك من يربط بين خطوة كبار المستثمرين السوريين والثورة السورية.

وهؤلاء اعتمدوا على الصناعة البنكية اللبنانية كمحطة لإدارة اموالهم، خصوصاً لقرب بيروت من العاصمة السورية دمشق، وللتسهيلات التي يتمتع (او كان يتمتع) بها لبنان مع الأوروبيين لجهة الاستيراد والتصدير. هذا الامر جعل الكثير من رجال الأعمال السوريين يقبلون على الجنسية اللبنانية على الرغم من قدرتهم على الحصول على جنسيات دول أخرى. مزايا لبنان جذبت الكثيرين ومنهم هؤلاء.

كمية بلا فعالية

لطالما اعتبر نظام الأسد لبنان "الحديقة الخلفية" لسوريا وأن انسحاب جيش النظام السوري من لبنان لم يكن أكثر من إعادة انتشار للجيش السوري. واستمرت، ودائماً بحسب المحللين السوريين، القبضة السورية في لبنان قوية. فها هو "حزب الله" يستمر في العمل لصالح نظام الأسد، بالإضافة الى كثير من الموالين اللبنانيين للنظام السوري من كل الطوائف. وهذا ما جعل نظام الأسد يبقي على جزء كبير من امواله واستثماراته في لبنان. نشير هنا الى ان بعض الادارات اللبنانية استلمت طلباً من هذا النظام في شأن أراضٍ يملكها على شواطئ لبنان. ناهيكم ان هذا النظام طالما استخدم لبنان، طوال الأزمة السورية ولا يزال كأداة للاستيراد والتنفس. وهذا ما يمكن استنتاجه من زيادة الواردات اللبنانية ثلاثة أضعاف عن احتياجات الدولة. والتهريب في الاتجاهين دليل آخر على هذا الموضوع. وهناك توسع في الاعتمادات المستندية والقروض الممنوحة الى شخصيات محسوبة على النظام السوري وعلى تجار يعملون على توريد منتجات الى سوريا. كل شيء كان يدور في لبنان مثل الساعة كرمى لعيني الرئيس السوري. على الرغم من تضارب التقديرات بشأن الأموال السورية المودعة في المصارف اللبنانية لكن الأكيد أن لهذه الأموال مفاعيل مادية ومعنوية لنظامٍ سوري مدمّر، إسوة بنظام لبناني ذاهب الى جهنم، ولسان حال بشار الأسد إذا كانت هناك جهة واحدة، واحدة فقط سيُكتب لها الحياة، فلتكن سوريا الأسد!

 

الترمبية بعد ترمب: العرض مستمر

نديم قطيش/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

قضي الأمر أو يكاد، بانتظار المصادقة على نتائج انتخابات «المجمع الانتخابي» (538 عضواً) الذي سينتخب الرئيس الأميركي، في 14 ديسمبر (كانون الأول) جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، ما لم يطرأ أي تغيير دراماتيكي على إعادة عد الأصوات في بعض المقاطعات أو الولايات، أو من خلال البت في بعض الطعون المقدمة من حملة الرئيس دونالد ترمب، وهو من غير المرجح. أصابت صحيفة «نيويورك تايمز» حين عنونت: «بايدن يهزم ترمب». فهذه الانتخابات كانت حول ترمب أولاً وأخيراً. صوَّت الأميركيون إما معه وإما ضده، بصرف النظر عن هوية منافسه.

حتى أشهر خلت، لم يكن بايدن في الواقع - على الرغم من سيرته السياسية الرفيعة المستوى - يمثل شيئاً للناخب الأميركي؛ لا سيما للناخب الديمقراطي الذي من الصعب على بايدن أن يخاطب «نخبويته التقدمية» كما خاطبها باراك أوباما، أو أن يلامس إغراقه في يسارية شعبوية كما لامسها بيرني ساندرز.

بايدن نفسه قال إنه بمثابة رئيس انتقالي بين ترمب وما بعد ترمب، ما يؤكد أنه ليس للرئيس الحالي مشروع خاص، أو رؤية محددة. من صوتوا له صوتوا ضد ترمب. وما شيوع هاشتاغ «أنت مطرود» بين جمهور الديمقراطيين إلا دليل على هذا الفهم والتصور للمعنى الفعلي للانتخابات الرئاسية. بيد أن هزيمة ترمب ترافقت مع أداء للحزب الجمهوري الذي باتت الترمبية السياسية علامته التجارية، فاق كل التوقعات. صحيح أن ترمب هو واحد من عشرة رؤساء فقط في التاريخ الرئاسي الأميركي الذين يخدمون لولاية واحدة، والسادس في هذا النادي منذ نحو 120 سنة؛ إلا أن الأرقام تحكي حكاية أخرى.

لقد صوت حوالي 70 مليون شخص لصالح ترمب، أي ما يعادل عدد الأميركيين الذين صوتوا لباراك أوباما في عام 2008. وبالمقارنة مع الجمهوريين فقد تفوق ترمب بما حصده من أصوات على أي مرشح جمهوري في التاريخ. وأما بالمقارنة مع نفسه، فقد حصل ترمب على ما يقرب من 7.5 مليون صوت إضافي عن رصيده في انتخابات 2016.

وخلافاً لاعتقاد الديمقراطيين أنهم سيطيحون بالأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ويوسعون أغلبيتهم في مجلس النواب، فإن ما حصل هو العكس تماماً. فقد حصد الجمهوريون خمسة مقاعد في مجلس النواب الأميركي، مقلصين الأغلبية الديمقراطية فيه، كما نجحوا على ما يبدو في حماية أغلبيتهم في مجلس الشيوخ، ما لم تغير النتائج المنتظرة اتجاهها التقليدي؛ لا سيما في مقعدي شيوخ جورجيا، بعد إعادة الانتخاب في 5 يناير (كانون الثاني) المقبل. استقرار التوازن السياسي عند النقطة الحالية، سيجعل المناخ السياسي في العاصمة واشنطن شديد الشحن والانقسام حول الأجندة التشريعية، كما حول ملفات السياسة الخارجية.

انتزع ترمب هذا النجاح خلافاً لتقاليد التجربة الرئاسية التاريخية. فبحسب تقرير لـ«رويترز»، جرت العادة على أنه عندما يخسر شاغل المنصب الرئاسي، فغالباً ما يربح الحزب المنافس أكثر وأوسع. جرى ذلك في عام 1980، عندما هزم رونالد ريغان الرئيس جيمي كارتر، وحصل الجمهوريون على 12 مقعداً في مجلس الشيوخ من الديمقراطيين. أما في عام 1992 فترافق انتصار بيل كلينتون على الرئيس جورج بوش الأب مع انتزاع عدد من مقاعد الجمهوريين في مجلس الشيوخ. وعندما هزم فرانكلين روزفلت الرئيس هربرت هوفر في عام 1932، حصل الديمقراطيون على ما يقرب من 100 مقعد في مجلس النواب و12 مقعداً في مجلس الشيوخ، مما أعطى روزفلت الأغلبية الحاسمة التي كان يحتاجها لتمرير قانون «النقد الجديد» أو «نيو ديل»، وهو عبارة عن حزمة هائلة من البرامج، ومشروعات الأشغال العامة والإصلاحات المالية للتعافي من آثار الكساد الكبير.

إلى ذلك، تحطم هذه الأرقام كثيراً من التصورات المسبقة عن تكوين القاعدة الناخبة لترمب، والتي عادة ما تحصر في الرجال البيض الريفيين ومن غير حملة الشهادات، كما تفرض إعادة النظر في التقديرات الخاطئة لأثر سلوكه وخطابه الانقسامي على أمزجة الأقليات العرقية والإثنية.

فبحسب معظم الأرقام المنشورة وذات المصداقية العالية، ارتفع دعم ترمب بنحو أربع نقاط مئوية بين الأميركيين من أصول أفريقية، والأميركيين من أصول إسبانية وآسيوية، مقارنة بأربع سنوات، وعبَّر عن قدرة مذهلة على جذب الأقليات؛ خصوصاً بين الأميركيين الكوبيين في فلوريدا، واللاتينيين في تكساس، والشبان السود من الرجال.

وعلى الرغم من تراجع نسبة التأييد له بين الناخبين النساء من سكان الضواحي، وهو ما أدى لخسارة غير متوقعة في ولايات الغرب الأوسط، كوسكونسن وميشيغان، فإن هذا التراجع جاء أقل بكثير من الصورة التي رسمتها الاستطلاعات قبل الانتخابات.

ما يعنيه ذلك أن الموجة المحافظة التي قادها ترمب طوال أربع سنوات اتخذت شكلاً أكثر تعقيداً من الافتراضات المتسرعة التي يمليها التركيز الحصري على شخص ترمب ولغته وأسلوبه. وهي موجة اعترف عتاة خصومه خلال الأيام الماضية بأنها نمط جديد من المحافظة الشعبوية؛ لكونها موجة متعددة الأعراق وذات جذور حقيقية في أوساط الطبقة الوسطى. أما على المستوى الحزبي، وعلى الرغم من أصوات جمهورية علت بعد إعلان النتائج، منتقدة الأداء غير الرئاسي لترمب، وأبرزهم ميت رومني، عضو الكونغرس عن ولاية يوتا والمرشح الرئاسي الجمهوري الأسبق، فإن الأكيد أن هيمنة ترمب على الحزب غير مسبوقة في تاريخ الجمهوريين. فهو قائد الحزب، أقله حتى الانتخابات النصفية 2022، وربما حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024. ولم يثبت في الواقع أن ارتباط المرشحين الجمهوريين بترمب قد انعكس سلباً على مواقف الناخبين منهم، ما يعني أن الموجة المحافظة الجمهورية الترمبية تحظى بتأييد صلب لا يشي بأن خروج ترمب من البيت الأبيض سيعني خروجه من الحياة السياسية الأميركية، أو أن الموجة المحافظة ستهن وتضعف. هل كانت الانتخابات الأخيرة رفضاً حاسماً لترمب والترمبية؟ اختلفت أبرز صحيفتين ليبراليتين أميركيتين في الإجابة عن هذا السؤال. نافح أحد كتّاب الرأي الأساسيين في «واشنطن بوست» بأن نعم: الانتخابات أنتجت رفضاً حاسماً للرجل الذي شغل العالم. في المقابل ذهب زميل له من كُتاب الرأي في «نيويورك تايمز» لاستنتاج مناقض تماماً، متحسراً على فرصة ضاعت لاجتثاث الترمبية من الثقافة السياسية الأميركية. هذا الانقسام حول الترمبية هو الترمبية نفسها، بقدرتها على هدم كل التقاليد والأعراف وتجاوز كل التوقعات؛ حتى الأكثر تطرفاً منها. ترمب باقٍ... والعرض مستمر!

 

بايدن والخليج وإيران

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2020

مواجهة نشاطات إيران العدوانية طبعت سياسة دول الخليج لنحو أربعة عقود، ولا تزال هي المحرك الأساسي لرسم سياساتها وتحالفاتها. والخطوة الاستباقية التي أقدمت عليها الإمارات والبحرين، بإقامة علاقات شاملة مع إسرائيل، مهدت للتعامل مع المتغيرات المقبلة، بما فيها الرئاسة الأميركية الجديدة. هناك تقاطعات خليجية - إسرائيلية وهناك مناطق خلافية. فالعدو المشترك للخليجيين والإسرائيليين اليوم هو نظام طهران الذي يتبنى صراحة مشروع تهديد أمن ووجود جميع هذه الدول وبنى برنامجه العسكري على هذا الخيار.

باعتلاء جو بايدن الرئاسة نستطيع أن نقول إن هذا التغيير ضد تقدم إيران على الأرض وتهديد هذه الدول الحليفة للولايات المتحدة.

بايدن وضع إصبعه على الخطأين اللذين ارتكبهما فريق الرئيس الأسبق باراك أوباما عندما فاوض إيران ووقع اتفاقه JCPOA؛ أولهما أن الالتزامات النووية الإيرانية في الاتفاق لا تمنعها من بناء منظومة باليستية، وهو خلل خطير، والفترة الزمنية التي لا يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم فيها، بقي فيها خمس سنوات فقط، قصيرة على نظام صبور لن يتغير، بل عازم ومصرّ على تملك سلاح نووي. والثاني أن الاتفاق أهمل وضع كوابح لخطر إيران على المنطقة بأسلحتها التقليدية وسعيها للتغيير والسيطرة في مناطق مثل لبنان وسوريا والعراق والخليج واليمن وأفغانستان وغيرها. لا أتخيل سلاماً مع إيران من دون تعديل الاتفاق، وبايدن تحدث وكرر موقفه هذا موجهاً كلامه للإيرانيين الذين كانوا خلال حملة الانتخابات يراقبون تصريحاته بتفاصيلها، بأنه لن يحيي الاتفاق النووي إلا بتعديله، وكان صريحاً في اشتراط ضمان أمن حلفائه.

بالنسبة لدول الخليج؛ من المؤكد أن سياسة بايدن هذه لو نفذها ستكون أفضل من سياسة الرئيس دونالد ترمب. إيران دولة كبيرة ومجاورة، والتعايش معها في إطار اتفاق سلام، له ضامن، أفضل للخليج من مواجهتها، الأمر الذي سينعكس على استقرار المنطقة في شرق العالم العربي كله. وسينعكس على اقتصاد المنطقة وازدهارها. طهران برهنت على أنها ليست محل الثقة، حتى للفريق الأميركي الذي افترض حسن نيتها، بإذلالها للقوات البحرية الأميركية في آخر عهد أوباما، رغم أنه الرئيس الوحيد الذي منحها أعظم فرصة، لم يسبق لها مثيل منذ أخذ رهائن السفارة في طهران عام 1979. وما فعلته إيران في بغداد هدد مصالح أميركا أيضاً، التي تعد العراق حجراً أساسياً في استراتيجيتها بالمنطقة. واقعان جديدان استحدثا في عهد ترمب سيستمران خلال إدارة بايدن، أولهما التكتل السياسي، السعودية ومصر والإمارات والبحرين، ويمثل ثقلاً اقتصادياً وبشرياً، وبالطبع سياسياً. والثاني التوافق مع إسرائيل من خلال الإمارات في وجه إيران. ستحاول قطر من جديد تفكيك التحالف ولن تنجح. كما أن إيران وتركيا، رغم محاولاتهما العمل معاً ضد الرباعية، تواجهان صعوبات بحكم التنافس واختلاف التوقعات بين طهران وأنقرة، إلى جانب الوضع الاقتصادي السيئ الذي تمران به.

ديناميكية الصراع العنيفة اليوم بين الأقطاب، الرياض وطهران وأنقرة، قد تتراجع مع وصول بايدن إلى الرئاسة الأميركية، في حال لجم الطموحات التركية ومغامراتها المقلقة لدول المنطقة وأوروبا، فأنقرة حاولت فرض واقع جديد في شرق المتوسط وليبيا يسبق الانتخابات الأميركية وفشلت. كما أن طهران ستسعى لتهدئة التوترات مع واشطن وحلفائها تمهيداً لإنهاء العقوبات القاسية عليها وإلا فإنها قد تنهار من الداخل. لذا، أشعر بالتفاؤل بشكل حذر، من مقدم بايدن من دون التهوين من التحديات التي قد تثيرها إدارته مستقبلاً، وهو موضوع مقالي المقبل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الراعي استقبل حتي وصابونجيان وابو ناضر جوزف ابو فاضل: لمست قلقه من الوضع الراهن في لبنان

وطنية - الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020

إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، المحامي والمحلل السياسي جوزف ابو فاضل الذي قال بعد اللقاء: "لقد تشرفت بلقاء صاحب الغبطة وبالاستماع الى وجهة نظره في عدد من القضايا المتعلقة بالشأن المحلي، ولمست قلقه من الوضع الراهن في لبنان في ظل التطورات التي يشهدها لبنان". وأضاف: "من هذا الصرح الوطني الكبير، اؤكد ان الراعي الوحيد الذي يحمل صليب المسيحيين ويريد تثبيت حضورهم التاريخي واستمراره في هذا الشرق. هو غبطة ابينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الداعي دائما الى الانفتاح والحوار واحترام جميع المكونات اللبنانية لبعضها البعض، في وقت نحن في أمس الحاجة الى حضور رجالات الدولة الكبار الذين يعلون شأن الوطن والمواطن على مصالحهم الخاصة الضيقة". وتابع: "نحن نقدر عاليا جدا مواقف البطريرك الراعي ولا سيما ما طالب به في العظة التي القاها الأحد الماضي من مدينة طرابلس، بان يشمل التحقيق كل المؤسسات المعنية بأموال الدولة والمواطنين من دون استثناء وسماها بأسمائها، كذلك دعمه ووقوفه الى جانب اهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وسط عدم اهتمام الدولة بهم جديا".

وختم محذرا من ان "يتحول لبنان الى فنزويلا ثانية مع تفاقم الأزمة المالية والإقتصادية"، داعيا الى "احياء حوار جدي وفاعل بين الحكام والشعب لأن الهوة بينهما باتت واسعة جدا، لذلك يجب ردمها لينهض لبنان من جديد. واليوم ننتظر نتائج زيارة الموفد الفرنسي، ونأمل ان تساهم في الاسراع في تأليف الحكومة لمصلحة لبنان وابنائه".

حتي وصابونجيان

والتقى الراعي الوزير السابق للخارجية السفير ناصيف حتي يرافقه المحامي فادي زيادة، وكان عرض للاوضاع العامة، ثم الوزير السابق فريج صابونجيان والدكتور فؤاد ابو ناضر.

 

عون ترأس اجتماع مجلس الدفاع للحد من انتشار كورونا: الوقاية هي الدواء الاول والمجاني دياب: بلغنا الخط الأحمر والمطلوب التشدد في تنفيذ الاقفال

وطنية - الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020

قرر المجلس الاعلى للدفاع الذي التأم قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، "رفع انهاء الى مجلس الوزراء يتضمن الاغلاق الكامل اعتبارا من الساعة 5:00 من صباح يوم السبت الموافق فيه 14/11/2020 ولغاية الساعة 5:00 من صباح يوم الاثنين الموافق فيه 30/11/2020، مع مراعاة الاستثناءات التي تم تحديدها في قرار مجلس الوزراء رقم /1/ تاريخ 15/3/2020 المتعلق باعلان التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا". وطلب المجلس الاعلى للدفاع من الوزارات المعنية كل بحسب اختصاصها "التنسيق في ما بينها"، ومن الاجهزة الامنية كافة "العمل على اتخاذ جميع التدابير التي من شأنها وضع هذا القرار موضع التنفيذ الفوري، واعطاء التوجيهات اللازمة للتشدد في تطبيقه".

رئيس الجمهورية

وأكد الرئيس عون في مستهل الاجتماع، ان "ثمة إجراءات يجب ان تتخذ لمواجهة انتشار الوباء"، لكنه شدد على ان "الأهمية تبقى في تجاوب المواطنين وادراكهم لأهمية الوقاية والتعاون مع الجهات المختصة لانجاح الهدف من الاقفال الذي سيتخذ على مستوى الوطن، لأن الوقاية هي الدواء الاول والمجاني"، مشيرا الى أن "مؤتمرا وطنيا سيعقد قريبا يضم جميع المعنيين بموضوع وباء "كورونا" لدرس الخطوات الواجب اعتمادها بعد انتهاء فترة الاقفال بحيث تكون المسؤولية جامعة وعلى مستوى الوطن".

دياب

بدوره اشار رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب الى ان "قرار الاقفال صعب، لكن إذا لم نلجأ للاقفال سيكون الواقع أصعب، والمطلوب من كل الاجهزة العسكرية والامنية أن تكون مستنفرة في كل المناطق للتشدد بتنفيذه، إذ لا يجب أن تكون هناك مناطق لا تتقيد بالاجراء".

وقد سبق الاجتماع لقاء بين الرئيسين عون ودياب للبحث في الوضح الصحي في ظل ارتفاع عدد الاصابات بوباء "كورونا" واجراءات مواجهة تطور انتشار هذه الجائحة على مستوى الوطن. حضر الاجتماع الى الرئيس دياب، نائبة رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر، والوزراء في حكومة تصريف الاعمال: الخارجية والمغتربين شربل وهبه، الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، المالية غازي وزني، الاقتصاد والتجارة راوول نعمة، الصحة العامة حمد حسن والاشغال العامة ميشال نجار، الى قائد الجيش العماد جوزاف عون، المديرين العامين لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، لامن الدولة اللواء طوني صليبا، للامن العام بالوكالة العميد الياس البيسري وللمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمود الاسمر، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، مدير مخابرات الجيش العميد الركن انطوان منصور، رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد خالد حمود، نائب المدير العام لامن الدولة العميد سمير سنان، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد بولس مطر، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والاجتماعية الدكتور وليد خوري، مستشارة رئيس الحكومة بترا خوري، نقيب اصحاب المستشفيات سليمان هارون ونقيب الاطباء شرف ابو شرف.

دياب

بعد الاجتماع، تحدث الرئيس دياب فقال: "تكثر هواجس اللبنانيين وهمومهم وأسئلتهم... فالتحديات التي يواجهونها كبيرة جدا وعديدة واستثنائية. الخوف من الحاضر تسلل إلى قلوب اللبنانيين والقلق على المستقبل هو الهاجس المشترك. وبين الحاضر والمستقبل، ينشغل الناس بتأمين لقمة عيشهم ولو على حساب صحتهم. لكن الحقيقة أنه من دون وقاية صحية، فإن لقمة العيش لا تكون مضمونة". اضاف: "أنا أتفهم جيدا هواجس الناس وقلقهم وأسئلتهم، لكن الحرص على حياة آبائنا وأهلنا وأولادنا يحتل أولوية على ما عداها. إن البشرية كلها تواجه اليوم خطرا كبيرا من هذا الوباء الذي يجتاح العالم ويخطف حياة الناس ويعطل اقتصاديات أكبر الدول. نحن في لبنان، كنا نسير على الطريق الصحيح في عملية احتواء هذا الوباء، وتجاوزنا الموجة الأولى بنجاح، واحتل لبنان المرتبة 15 من بين الدول التي نجحت في مواجهة هذا الوباء، لأن الناس التزموا بنسبة عالية آنذاك بالإجراءات. لكن الانفجار في مرفأ بيروت أطاح بهذه الإجراءات وتسبب بفقدان السيطرة على انتشار الوباء، فضلا عن أن عدم التزام قسم من اللبنانيين بقواعد الحماية الذاتية من الوباء عبر وضع الكمامات والتعقيم والتباعد الاجتماعي، ساهم إلى حد بعيد بانفلات الوباء وانتقاله بسرعة ليتفشى بين اللبنانيين. ربما حتى اليوم هناك من يعتقد أن كورونا ليس وباء قاتلا، وهذا ما يساعد في تعطيل الإجراءات التي تتخذها الدولة لحماية اللبنانيين". وتابع: "على مدى الأسابيع الماضية، اعتمدنا خططا عديدة لاحتواء الوباء، عبر الإقفال الموضعي للمناطق التي ترتفع فيها الإصابات. لكن هذه الخطط كانت تصطدم بعدم التزام قسم من الناس والالتفاف على الإجراءات، وكأن الأمر مجرد مخالفة. الواقع غير ذلك تماما. نحن اليوم بلغنا الخط الأحمر في عدد الإصابات، وبلغنا مرحلة الخطر الشديد في ظل عدم قدرة المستشفيات، الحكومية والخاصة، على استقبال المصابين بحالات حرجة، لأن أسرة المستشفيات أصبحت مليئة بحالات حرجة، ونخشى أن نصل إلى مرحلة يموت فيها الناس في الشارع في ظل عدم وجود أماكن في المستشفيات لمعالجة المصابين، أو تكون هناك مفاضلة بين شخص وآخر".

ولفت الى ان "كل البلد أصبح في وضع حرج. لا يمكننا الاستمرار بتطبيق خطة الإقفال الموضعي. هذا الأمر لم يحقق الهدف المطلوب. لقد كنت قد حذرت في شهر نيسان الماضي، أي منذ سبعة أشهر، من أن عدم التزام الناس بالإجراءات سيؤدي إلى ارتفاع كبير جدا بعدد الإصابات في الموجة الثانية. أعرف أن هناك انقساما في الرأي بين مؤيد للإقفال التام وبين معارض له. ولكل رأي حجته. هذا النقاش يحصل في معظم دول العالم، وهناك انقسام في العديد من الدول الأوروبية حول هذا الموضوع". واردف: "أعلم جيدا حجم الأضرار الاقتصادية بسبب الإقفال، وأسمع بوضوح أصوات الاقتصاديين والتجار وهم يصرخون ضد قرار الإقفال وتداعياته على أعمالهم. كما أسمع بوضوح أصوات الأطباء والمستشفيات وكل القطاع الصحي، وهم يدقون ناقوس الخطر ويطالبون بإقفال البلد لمدة شهر كامل، كي يتمكنوا من تخفيف سرعة الانهيار الصحي. للأسف، لو أن الناس التزموا بإجراءات الوقاية منذ أشهر، كنا وفرنا على البلد هذا القرار الصعب في ظل ما يعيشه البلد من صعوبات. والآن وصلنا إلى هنا، إلى هذه المرحلة الحساسة جدا من انتشار الوباء، ولم يعد لدينا خيارات أخرى نلجأ إليها. ولذلك اتخذنا اليوم قرار الإقفال التام اعتبارا من يوم السبت 14 تشرين الثاني ولغاية يوم الأحد 29 تشرين الثاني الحالي".

ولفت الى انه "إذا التزم اللبنانيون بالإجراءات ونجحنا باحتواء الوباء عبر تخفيض عدد الإصابات، فإننا نكون قد أنقذنا الناس وربما نكون قد أنقذنا الاقتصاد أيضا، لأننا نكون قد استبقنا موسم الأعياد بفترة جيدة. أما إذا لم يلتزم اللبنانيون واستمر مؤشر الإصابات مرتفعا، فإننا قد نضطر لتمديد الإقفال فترة إضافية".

اضاف الرئيس دياب: "طلبنا من وزارة الصحة رفع الجهوزية في القطاع الصحي في هذه الفترة. كما طلبنا من الأجهزة العسكرية والأمنية التشدد في تطبيق قرار الإقفال في كل المناطق من دون استثناء. يجب أن يكون الإقفال تاما وشاملا لجميع المناطق اللبنانية. طبعا ستكون هناك استثناءات في قرار الإقفال للقطاعات الصحية والحيوية، وسيعلن عنها بعد قليل. لكن هناك قرار حازم بمواجهة تفشي هذا الوباء وإعادته إلى السيطرة، حتى يتسنى للقطاع الصحي التقاط أنفاسه ومنع انهيار الواقع الصحي في البلد بمواجهة وباء كورونا". وتابع: "أناشد اللبنانيين أن يلتزموا بالإجراءات الصحية والتدابير التي اتخذناها لحماية أنفسهم وعائلاتهم. رهاننا على وعي اللبنانيين للخطر، وأن يكونوا شركاء في هذه المواجهة الصعبة. وأنا أعلم جيدا أن اللبنانيين تقوى عزيمتهم في التحديات وأنهم قادرون على الانتصار في هذه المواجهة. وفقنا الله لخدمة لبنان وحماية اللبنانيين".

حوار

ثم دار حوار بين الرئيس دياب والصحافيين. فسئل: لماذا تحملون اللبنانيين مسؤولية تفشي الفيروس؟ وما الذي يضمن تنفيذ المقررات التي اتخذتموها؟

أجاب: "لا شيء يضمن ذلك إلا الالتزام. أنا لم أحمل اللبنانيين فقط مسؤولية ما وصلنا اليه، بل قلت ان جزءا من المسؤولية يقع عليهم، والبرهان انه عندما لعب الجميع دورا إيجابيا والتزموا بالمقررات، ومن ضمنهم المواطنون، في الموجة الأولى، كنا من أوائل الدول التي تمكنت من تجاوز هذه الموجة من الوباء. الكل يتحمل المسؤولية، بمن في ذلك الطبقة السياسية، انا لا اخبىء شيئا. ولكن الأساس يبقى ان يرتدي اللبناني الكمامة، لا اكثر ولا اقل، ويلتزم بالتباعد الاجتماعي. نحن لا نطلب المستحيل. وبامكانه ان يقوم بالكثير من الأمور التي يقوم بها".

سئل: في الاقفال الجزئي لم تواكب الأجهزة الأمنية تنفيذ القرار. هل ستتخذ اليوم إجراءات صارمة امنيا؟

أجاب: "الحقيقة ان الـ heat map كما سميناها كانت تركز اكثر على مواكبة البلديات، وعددها 1600 في لبنان، طبعا بمساعدة من الجهات الأمنية. وبالتالي، لا يمكننا ان نظلم البلديات، لأن عددا كبيرا منها امكانيته ضعيفة. وفي الوقت نفسه، وحتى في دول أوروبا، التطبيق ليس سهلا. المناطق قريبة من بعضها، وبعض المحلات تقفل فيما محلات أخرى قريبة منها تفتح. تطبيق الاقفال الجزئي ليس سهلا، ويحتاج الى التزام كبير من البلديات والأجهزة الأمنية والمواطن. طريقة الاقفال العام تطبيقها اسهل من قبل القوى الأمنية، وقد تواصلنا مع الأجهزة الأمنية من اجل التنسيق، ولذلك قررنا ان يكون الاقفال بدءا من السبت وليس غدا، لنترك مجالا للمواطن لتحضير نفسه للاقفال من جهة، ولنعطي فرصة للقوى الأمنية والاعلام وغيرهم للتحضير للموضوع بدءا من السبت، علما ان هذين الأسبوعين لن يحلا المشكلة. كل الهدف منهما هو ان نتمكن أولا من إعطاء نفس للقطاع الصحي، الذي أصيب منه كثيرون. ومن جهة ثانية، المشكلة الأساسية هي في عدد الاسرة القليل في العناية الفائقة. قبل انفجار مرفأ بيروت لم يكن لدينا مشكلة، ولكن بسبب هذا الانفجار، تم اشغال اكثر من 100 سرير في العناية الفائقة، وبالتالي خف عدد اسرة العناية الفائقة المخصصة لمرضى كورونا. فعند حصول الفاجعة لم نتمكن من القول للبنانيين ابقوا في بيوتكم، وهذا ما زاد من انتشار الوباء. نسبة الوفيات ما زالت ضئيلة، اقل من 0.1 % لكن عدد اسرة العناية الفائقة ضئيل، وهذه هي المشكلة الأساسية. وفي خلال الأسبوعين على الاقفال العام، ستعمل وزارة الصحة على زيادة اسرة العناية الفائقة بحوالي 50 سريرا في القطاع الحكومي، وفي الوقت نفسه سيتم التنسيق مع نقابة المستشفيات الخاصة لزيادة عدد هذه الاسرة، كما ستقوم لجنة الكورونا بالتنسيق مع وزارة الصحة لما يجب عمله بعد انقضاء هذين الأسبوعين، وستتم متابعة الإصابات خلال هذه الفترة، عبر اجتماعات اللجنة الوزارية واللجنة التقنية الخاصة بكورونا لمعرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها".

سئل: بعد انقضاء الأسبوعين، هل ستعود الحياة تدريجيا الى طبيعتها؟

أجاب: "الإجابة على هذا السؤال، مرتبطة بالتقويم الذي سنقوم به خلال اسبوعي الاقفال، فكل المعنيين في القطاعين الخاص والعام ووزارة الصحة ولجنة الكورونا، سيجرون تقويما لهذين الأسبوعين لنتمكن من اتخاذ القرارات المناسبة. فهناك شق صحي وشق اقتصادي سيتم تقويمهما بعد هذين الأسبوعين. ونحن نتخذ الإجراءات الآن وليس في وقت لاحق لنحاول قدر الإمكان ان نبتعد عن اتخاذ الإجراءات في موسم الأعياد".

سئل: هل سيتم تقديم مساعدات اجتماعية للشريحة الأكثر فقرا؟

أجاب: "بالنسبة للمساعدات الاجتماعية، يتم حاليا توزيع مبلغ 400 ألف ليرة للعائلات الاكثر حاجة بواسطة الجيش، الذي نقح الاسماء، وقد وصلنا اليوم الى لائحة تتضمن 240 ألف عائلة تحصل على هذه المساعدة. وسنواصل تقديم هذه المساعدات حتى نهاية العام الحالي بالحد الادنى او الى ما بعده، وإن شاء الله يتم تأليف حكومة جديدة تتخذ قرارات بهذا الموضوع. إن 240 ألف عائلة تستفيد من هذا المبلغ ويقال ان التقديرات تشمل 1,3 مليون لبناني. أما بالنسبة لموضوع إنفجار المرفأ وملاحقتي الحثيثة للمئة مليار ليرة التي يحق لنا صرفها كتعويضات، اصبحت الآن في عهدة الجيش منذ حوالى اسبوعين، وهي مخصصة لحوالى 10200 عائلة، وتم توزيع حوالى 55 مليار ليرة منها، وفي الوقت نفسه ستساعد المنظمات غير الحكومية حوالى 22 الف عائلة تضررت من الانفجار، وبذلك ستستفيد 33 الف عائلة من هذه المساعدات. وطبعا، إن هذه المساعدات لا تكفي ونحن نلاحق موضوع الـ 450 مليار ليرة العائدة للقطاع الصحي، كما نتابع الـ 600 مليار المخصصة للقطاع الصناعي والمزارعين والشركات الصغيرة، والتي لم يوافق مصرف لبنان حتى اليوم عليها، بحسب ما فهمنا من وزير المال علما أنه صدر قانون يتعلق بهذه المسألة".

وقال: عليكم ان تتذكروا ان لبنان لا يعاني من كارثة واحدة اسمها كورونا، بل تعرض لكوارث عدة، بدءا من الشق الاقتصادي والاجتماعي والمالي والمصرفي وصولا الى الكورونا والوضع السياسي. ونؤكد أننا سنستفيد من أي فرصة تتاح لنا لتقديم المساعدات. وأنا من جهتي أقدم التسهيلات لأي دولة او منظمة غير حكومية تعرض المساعدات على لبنان. وكل ما صدر عن تمنعنا من تقديم تسهيلات هو في اطار الشائعات".

وأكد الرئيس دياب أن "عدد الاصابات بكورونا في لبنان وصل قبل انفجار المرفأ الى 150 إصابة بحد أقصى، وكان الوباء محصورا جدا، أما بعد الانفجار فقد انتشر الوباء بشكل سريع، فوصل عدد الحالات اليوم الى 1200. وإن عدم التزام المواطنين كان السبب الرئيسي لهذا الانتشار السريع".

سئل: من نصحكم بإلغاء زيارتكم لمرفأ بيروت قبل حصول الانفجار؟

اجاب: "لقد قدمت ما عندي للقاضي المختص بهذا الموضوع، وأنا أعتقد أنه ليس من الواجب ان اتحدث بهذا الموضوع امام وسائل الاعلام لأنه صار ملكا للقضاء. صحيح أنني كنت سأزور المرفأ ولكن كان هناك تباين بين ثلاث معلومات بين الساعة الثامنة والعاشرة ليلا. وبنتيجة هذه المعلومات الثلاث المختلفة خلال ساعتين جعلتني أتخذ قرارا اقول فيه، بما أن الملف لا يزال قيد التحقيق، انهوا التحقيقات المتعلقة به وارسلوا لنا النتائج وأنا سأقوم بزيارة المرفأ بعد ذلك على بينة ومزودا بالمعلومات. واترك الآن التفاصيل للقضاء".

وعن العقوبات الاميركية على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وما إذا كانت من ضمن الضغوطات التي تمارس على لبنان المتصلب في موقفه في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، قال: "لطالما كنت صريحا مع اللبنانيين، فجوابي أنني في الحقيقة لا أعلم. ولماذا تضع الحكومة الاميركية اي شخص على لائحة العقوبات، فانا لا املك اي تفاصيل حول ها الموضوع، وأرفض وضع عقوبات على اي مسؤول لبناني إذا كان هذا المسؤول غير فاسد".

اللواء الأسمر

ثم تلا اللواء الاسمر البيان التالي: "بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا عند الساعة 11,00 من قبل ظهر اليوم الثلثاء الواقع فيه 10 تشرين الثاني 2020 في القصر الجمهوري، لمتابعة آخر التطورات والإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا، في ظل ارتفاع أعداد المصابين والوفيات من جهة ومن جهة أخرى النقص في عدد أسرة العناية الفائقة في المستشفيات الحكومية والخاصة، حضره دولة رئيس مجلس الوزراء، ووزراء: المالية والدفاع الوطني والخارجية والمغتربين والداخلية والبلديات والاقتصاد والتجارة والاشغال العامة والنقل والصحة العامة.

كما حضر الاجتماع، كل من: قائد الجيش، المدير العام لرئاسة الجمهورية، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، المدير العام لأمن الدولة، الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع، المدير العام للامن العام بالوكالة، معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالانابة، المستشار الأمني والعسكري لفخامة الرئيس، مدير المخابرات في الجيش، رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، نائب المدير العام لأمن الدولة، مستشارة رئيس الحكومة الدكتورة بترا خوري، الدكتور وليد الخوري، نقيب اصحاب المستشفيات السيد سليمان هارون، نقيب الاطباء الدكتور شرف ابو شرف.

في مستهل الاجتماع تحدث فخامة الرئيس عن أهمية الاجتماع الذي يعقد اليوم للبحث في الاجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة انتشار وباء "كورونا" في مختلف المناطق اللبنانية، لافتا الى ضرورة العمل للتخفيف من الإصابات وتمكين المؤسسات الصحية من القيام بدورها في معالجة المصابين.

واشار فخامة الرئيس الى ان ثمة إجراءات يجب ان تتخذ لكنه شدد على ان الأهمية تبقى في تجاوب المواطنين وادراكهم لأهمية الوقاية والتعاون مع الجهات المختصة لانجاح الهدف من الاقفال الذي سيتخذ على مستوى الوطن، مع مراعاة أوضاع بعض الشركات والمصانع والمؤسسات الاستشفائية لتمكينها من القيام بالمسؤوليات المترتبة عليها.

وشدد فخامة الرئيس، على أن الوقاية هي الدواء الاول والمجاني، وعلى ضرورة التنسيق بين الوزارات والادارات المختصة، مشيرا الى أن مؤتمرا وطنيا سيعقد قريبا يضم جميع المعنيين بموضوع وباء "كورونا" لدرس الخطوات الواجب اعتمادها بعد انتهاء فترة الاقفال بحيث تكون المسؤولية جامعة وعلى مستوى الوطن.

ثم تحدث دولة الرئيس فقال:"ان لبنان اليوم امام تحد خطير لان وباء "كورونا" سيصبح خارج قدرتنا على السيطرة، وبالتالي فان المجتمع سيصبح تحت خطر شديد. لقد تجاوزنا الخطوط الحمر، واصبح واجب علينا رفع مستوى الإجراءات وللأسف فان قسما من اللبنانيين يتحمل جزءا أساسيا من المسؤولية في الوصول الى هذه المرحلة، ولو حصل التزام بالاجراءات التي كانت تتخذها الحكومة لما كنا مضطرين اليوم لرفع سقف هذه الإجراءات".

وأضاف دولة الرئيس: "كنت حذرت بعد الموجة الاولى من وباء "كورونا"، أن الموجة الثانية سوف تكون أقوى إذا لم يلتزم اللبنانيون بإجراءات الوقاية. إن القطاع الصحي اليوم يدق ناقوس الخطر الشديد بسبب عدم وجود أسرة كافية لاستيعاب الحالات الحرجة، وهذا القطاع بكامله يطالب بإقفال البلد لمدة شهر. لقد حاولنا بكل الوسائل تفادي هذا القرار، لكن عدم إلتزام قسم من اللبنانيين هو الذي اوصلنا الى ما نحن عليه. وأنا أعرف ان أضرار الاقفال كبيرة، ليس فقط على الاقتصاد بل أيضا على الوضع المعيشي لبعض الفئات الاجتماعية كما على الدولة. لكن هذا الاقفال هو لتفادي رؤية الناس تموت في الشارع ولا أمكنة في المستشفيات لمعالجتها.

وتابع دولة الرئيس: نحن مرغمون اليوم لاتخاذ قرار الاقفال لحماية اهلنا وأبنائنا من الخطر الكبير القادم الينا . من هنا، أقترح اقفال البلد اعتبارا من يوم السبت 14 تشرين الثاني، لإعطاء فرصة للناس أن تتحضر للاقفال، ولغاية صباح الاثنين 30 تشرين الثاني الحالي.

هكذا، يمكن أن نحمي موسم الاعياد والاقتصاد إذا التزم الناس، ونجحنا بتخفيض الاصابات وإحتواء الوباء، كما حصل في البداية حين استطعنا أن نكون من بين 15 دولة في العالم نجحت باحتواء الوباء.

أضاف دولة الرئيس:" أعرف ان هذا القرار صعب، لكن إذا لم نلجأ للإقفال سيكون الواقع أصعب. وهذا القرار يجب أن ينفذ، والمطلوب من كل الاجهزة العسكرية والامنية أن تكون مستنفرة بكل المناطق للتشدد بتنفيذه. لا يجب أن تكون هناك مناطق لا تتقيد بالاجراءات. أنا أعلم انه ليس من السهل تطبيق الاقفال التام، لكن الدولة وأجهزتها معنيتان بحماية اللبنانيين. من دون أن نتكلم عن هيبة الدولة، فإننا نتكلم عن حماية أهلنا. لذلك يجب على كل الاجهزة ان تتعاون وتضع خطة وتوزع المسؤوليات لملاحقة تنفيذ القرار. إذا لم ننجح باحتواء الوباء خلال فترة الاقفال، سوف نمدد فترة إضافية. لذلك علينا أن نحاول التوفير على البلد تمديد الاقفال".

ثم عرض وزير الصحة واقع القطاع الصحي والاستشفائي ومطالب القطاعات المعنية التي قضت بضرورة اتخاذ القرار اللازم بالاقفال العام. كما شدد على أهمية ان تواكب الاجهزة العسكرية والامنية هذا القرار لحسن تطبيقه. كما أكد وزير الصحة على ضرورة رفع الجهوزية الاستشفائية لزيادة عدد الاسرة لمعالجة المصابين.

أخيرا، أبلغ وزير الصحة الحضور ان الاتصالات جارية لتأمين اللقاحات اللازمة التي تبين أنها مجدية.

ثم عرض نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة الواقع الاستشفائي وشدد على الوضع الحالي الصعب الذي يعاني منه هذا القطاع وعلى أن المستشفيات لن تتهاون لتأمين اللازم للمرضى إنما ضمن إمكانياتها المادية والتجهيزية والتشغيلية، وتم التداول بهذه المسألة وسيتم السعي لتأمين الموارد المالية اللازمة للمستشفيات.

أخيرا، شدد نقيب الاطباء على ضرورة ان يتم التنسيق بين مختلف الجهات المعنية وأن يلتزم الجميع بالتدابير والاجراءات الوقائية في اطار الاقفال العام لما له من انعكاسات إيجابية على إنجاح قرار الاقفال العام.

المقررات

وبعد التداول والاستماع الى الوزراء المختصين وايضا قادة الأجهزة العسكرية والأمنية تقرر الاستمرار بإعلان التعبئة العامة.

وفي إطار متابعة مواجهة هذا الخطر بالتعبئة العامة، التي تنص عليها المادة 2 من المرسوم الاشتراعي رقم 102/1983 (الدفاع الوطني) مع ما تستلزمه من خطط وايضا احكام خاصة تناولتها هذه المادة، بالإضافة الى التدابير والاجراءات التي سبق واتخذها مجلس الوزراء في اجتماعاته السابقة.

واستنادا للمرسوم رقم 6929 تاريخ 3/9/2020 المتعلق بتمديد إعلان التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا لغاية 31/12/2020، وبناء على توصية اللجنة الوزارية المكلفة متابعة موضوع فيروس كورونا بتاريخ 9/11/2020، والذي عرض خلاله السيد وزير الصحة للبيانات المرتبطة بانتشار الوباء، قرر المجلس الأعلى للدفاع رفع انهاء الى مجلس الوزراء يتضمن الاغلاق الكامل اعتبارا من الساعة (5:00) من صباح يوم السبت الموافق فيه 14/11/2020 ولغاية الساعة (5:00) من صباح يوم الاثنين الموافق فيه 30/11/2020 مع مراعاة الاستثناءات التي تم تحديدها في قرار مجلس الوزراء رقم /1/ تاريخ 15/3/2020 المتعلق باعلان التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا وهي:

- اولا: إقفال الادارات والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها والمصالح المستقلة والجامعات والمدارس الرسمية والخاصة والحضانات وذلك على اختلافها.

ويستثنى من ذلك ما تقتضيه ضرورات العمل على النحو التالي:

- الوزارات والادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها وفقا لآلية تصدر بموجب قرارات عن الوزراء او عن السلطة صاحبة الصلاحية بالحد الذي لا يتجاوز 25%، وذلك تحت طائلة المسؤولية على من يخالف تلك القرارات.

- المؤسسات الرئيسية لدى وزارة الدفاع الوطني والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي والمديرية العامة للامن العام والمديرية العامة لامن الدولة والمديرية العامة للدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني وافراد الشرطة البلدية والحراس البلديين وافواج الاطفاء على اختلافها.

- وزارة الصحة العامة والمستشفيات والمستوصفات الحكومية والخاصة ومراكز الرعاية الاجتماعية وكل ما يرتبط بالقطاع الصحي في المجالات الاستشفائية والصيدلانية والمخبرية والادوية وتصنيعها مع تأمين جميع مستلزمات هذا القطاع من مواد ومعدات واحتياجات.

- المديرية العامة للضمان الاجتماعي والمديرية العامة لتعاونية موظفي الدولة وصناديق التعاضد الضامنة وشركات التأمين والمراقبين الصحيين والمدققين والـ TPA وذلك بما يرتبط بالموافقات الاستشفائية والصحية والصيدلانية والمخبرية.

- مطار رفيق الحريري الدولي وكل ما يرتبط بإدارته كما وإدارة جميع المرافىء البحرية والبرية.

- مؤسسة كهرباء لبنان وسائر المؤسسات والشركات التي تتولى تأمين وتوزيع التيار الكهربائي في جميع المناطق اللبنانية وذلك بكل ما يرتبط بالانتاج والتغذية والتوزيع والصيانة.

- وزارة الاتصالات وهيئة اوجيرو وكل ما يرتبط بقطاع الاتصالات لناحية تأمين خدمة الانترنت وشبكتي الهاتف الثابت والخليوي.

- المديرية العامة للنفط لدى وزارة الطاقة والمياه وادارة منشآت النفط وذلك بكل ما يرتبط بتأمين المحروقات وتوابعها وتخزينها وتوزيعها بما فيها محطات المحروقات والشركات والمؤسسات التي تتولى استيراد وتخزين وتوزيع الغاز.

-المديرية العامة للموارد المائية ومؤسسات المياه والمصلحة الوطنية لنهر الليطاني والمديرية العامة للاستثمار وذلك بما يرتبط بتأمين المياه وتخزينها وتوزيعها والشركات والمؤسسات الخاصة التي تتولى تعبئة وتوزيع المياه.

- مصرف لبنان والمصارف والمؤسسات المالية وبالتنسيق مع جمعية مصارف لبنان وشركات ومؤسسات تحويل وتوزيع ونقل الاموال ومؤسسات الصيرفة وذلك بالحد الادنى الواجب لتأمين مقتضيات تسيير العمل لديها.

- وزارات الصناعة والزراعة والاقتصاد والتجارة وذلك بكل ما يرتبط باستيراد وتصدير المنتجات الزراعية والحيوانية، إضافة الى جمع ونقل وتوزيع المحاصيل والمنتجات الزراعية.

- القضاة والمحامون بما يرتبط بتأمين المحاكمات عن بعد من اجل البت بطلبات تخلية سبيل الموقوفين كما والنظر في القضايا الطارئة والامور المستعجلة.

-أعضاء السلك الديبلوماسي.

-المنظمات غير الحكومية NGO التي تتولى حصرا المساعدة في المجالين الصحي والغذائي على أن تستحصل على ترخيص يصدر عن وزارة الداخلية لتسهيل عملها ونشاطها.

ثانيا: تعليق العمل في الشركات والمؤسسات الخاصة والمحال التجارية على اختلافها ومكاتب اصحاب المهن الحرة مع مراعاة الضرورة القصوى المرتبطة بأوضاع العمل بالتنسيق مع نقابات هذه المهن الحرة.

ويستثنى من ذلك المطاحن والافران وكل ما يرتبط بتصنيع وتخزين وبيع المواد الغذائية الاساسية والمنتجات الزراعية والمواد اللازمة لها وخدمات التوصيل في المطاعم والباتيسري فضلا عن باقي المصانع بمعدل ثلث اليد العاملة لديها، كما ويستثنى ايضا الشركات والمؤسسات العاملة في مجال نقل البضائع جوا وبرا وبحرا، كما وإدارة وعاملي الفنادق والشقق المفروشة وشركات الامن والحراسة، اضافة الى شركات جمع ونقل وكنس النفايات ومستخدميها والعاملين في القطاع الاعلامي والمطبوعات الصحافية وذلك بالحد الادنى. كما وتستثنى تنفيذ واستكمال أعمال الترميم والتدعيم وكل ما يرتبط بها من مستلزمات في المنطقة المتضررة من جراء إنفجار مرفأ بيروت.

ثالثا: يطلب من الوزارات المعنية كل بحسب اختصاصها وبالتنسيق في ما بينها كما ومن الاجهزة الامنية كافة العمل على اتخاذ جميع التدابير التي من شأنها وضع هذا القرار موضع التنفيذ الفوري واعطاء التوجيهات اللازمة للتشدد في تطبيقه اضافة الى التشدد في احترام تدابير السلامة والوقاية من فيروس كورونا، بما في ذلك تقييد حركة السيارات (السياحية والعمومية) والشاحنات (الخاصة والعمومية) والدراجات النارية على مختلف انواعها.

رابعا: الطلب الى وزارة الاعلام اتخاذ الاجراءات اللازمة لتكثيف حملات التوعية والتمني على السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني ووسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والالكترونية الابقاء على خطط التوعية والارشادات لمواجهة الوباء.

 

الكتائب: لا استقلالية ولا اختصاص لحكومة تشكل على قياس المنظومة الحاكمة والتدقيق الجنائي يجب ان يتوسع

وطنية - الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020

اشار المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه الاسبوعي، برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل الى انه "ليس غريبا على اللبنانيين ان يشهدوا هذا الأداء الفاشل من سلطة، لم تعتد على التعاطي مع العمل الوطني سوى من باب المنفعة ومع الأزمات سوى من باب العجز ومع الاستحقاقات سوى من باب البيع والشراء، في حين ان العمل السياسي يرتب على من يمارسه مسؤوليات اخلاقية تجاه وطنه والشعب اللبناني تخضعه للمحاسبة ولو بعد حين". وسأل المكتب السياسي: "كيف يتجرأ اهل السلطة على إعطاء صفة الاستقلالية والاختصاص لحكومة تشكل على قياس المنظومة الحاكمة علنا وعلى صفحات الصحف وعبر التغريدات وفي خطابات التهديد والوعيد وتصريحات المطالب دونما خجل، فيحتكرون وزارة ويقايضون بحقيبة ويتنازعون الأسماء فيما اللبنانيون يغرقون؟". ورأى ان "اداء اهل السلطة يعطي البرهان والدليل يوما بعد يوم على انهم غير اهل لقيادة عملية انقاذ لبنان، لذلك يجب ان يرحلوا من دون عودة ولنذهب الى انتخابات نيابية حرة ونزيهة تحت اشراف دولي". واعتبر ان "اكثر ما يدل على الاصرار في اغراق البلاد في وحول النهج القديم هو محاولات التهرب من المحاسبة، عبر عرقلة التدقيق الجنائي ورفض تسليم الارقام المطلوبة الى الشركة المتفق معها لإجراء التدقيق تحت حجج واهية، يفترض ان تعالج بأسرع وقت ممكن وهي قابلة لذلك لو وجدت النية". ورأى ان "التدقيق الجنائي لا يجب ان يقتصر على حسابات مصرف لبنان، بل لا بد ان يتوسع ليشمل مالية الدولة بوزاراتها، وصولا الى المناقصات المشبوهة التي درت على اصحابها ثروات طائلة وسرقتها من امام اللبنانيين".

وتوقف المكتب السياسي امام "قرار الاقفال الذي تم الاتفاق عليه بعد أخذ ورد ادخل البلاد في دوامة تفشي المرض، في غياب اي اجراءات من قبل اللامسؤولين لمواجهة الجائحة". وسأل: "لماذا لم ينصب الاهتمام على المستشفيات والطاقم الطبي والتمريضي منذ اليوم الأول، حتى يقال لنا اليوم ان الإقفال يهدف الى تجهيز المزيد من الأسرة؟ لماذا لم يتم لحظ مساعدات للمتضررين من الاقفال، وقد بتنا على مشارف ذكرى السنة على الجائحة بدل التلهي بخطط زادت الطين بلة؟". واذ اعتبر ان "هذا الاقفال على اهميته القصوى لن يؤتي بنتائجه ان لم تحزم هذه السلطة امرها مع كل أجهزتها لتطبيق القرارات المتخذة بكل حزم ودقة، بعيدا عن التراخي المعهود". شدد على "ضرورة ان تحزم المنظومة امرها ولو لمرة بالوقوف الى جانب اللبنانيين في هذه الأزمة وان تعتمد اعفاءات ضريبية ومساعدات تخفف عن كاهل الناس والقطاعات المنتجة، الرازحة اصلا تحت ازمة اقتصادية اوقعتهم فيها هذه المنظومة".

واشار المكتب السياسي الى انه "بناء على النظام العام للحزب، وبشغور مقعدين، أكمل المكتب السياسي عقده بانتخاب المحامي جورج اسطفان والمهندس روكز زغيب عضوين جديدين فيه.

 

كتل لبنان القوي: العقوبات بحق باسيل ظالمة وسياسة العزل لا توصل الى نتيجة والمطلوب الاسراع بتشكيل الحكومة وفصلها عن اي عامل خارجي

وطنية - الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020

عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل ناقش فيه التطورات، واصدر بيانا دعا فيه "المعنيين بتشكيل الحكومة الى فصلها عن أي عامل خارجي فالأساس هو قيام حكومة اصلاحية تستطيع ان تطبق الاصلاحات المطلوبة وفي مقدمها اجراء التدقيق الجنائي والاصلاحات الواردة في المبادرة الفرنسية، وان تتشكل الحكومة وفقا لوحدة القواعد والمعايير". واكد رفضه ل"كل ما من شأنه الإخلال بالقواعد الدستورية والميثاقية القائمة في تشكيل الحكومة وما من شأنه المس بالتوازن بين مكونات الوطن". كما اكد انه "لم يتعاط حتى الآن في عملية تشكيل الحكومة، ولكن لا شيء ينزع منه حق ابداء الرأي واتخاذ الموقف المناسب في ضوء نتائج التشاور الحاصل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف". وحذر من "سلبيات التأخر في عملية التشكيل"، مشددا على "وجوب اعتماد المعايير الواحدة التي من شأنها تسريع عملية التشكيل وتسهيلها بناء على قواعد العدالة والتوازن، دون التساهل حول وجوب تسمية وزراء قادرين ومن اهل الاختصاص". واطلع التكتل من رئيسه على "موضوع العقوبات الأميركية فأكد تأييده للمطالعة التي اجراها النائب باسيل نهار الأحد الفائت وايد موقفه لجهة تمسك التكتل باستقلاليته في اتخاذ مواقفه الوطنية وعدم جواز التلاعب بالوحدة الوطنية تحت تأثير الخارج وضغوطه". واعلن "صوابية فكرة ملاحقة ملف العقوبات امام المحاكم الاميركية المختصة، لتبيان الحق وتظهير الحقائق". وأكد تمسكه ب"أحسن العلاقات بين الشعبين اللبناني والأميركي وببناء افضل العلاقات مع الادارة الجديدة"، وهنأ في هذا الاطار "الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا على توليهما السلطة". واعتبر ان "العقوبات بما هي من اجراء اداري غير قضائي تشكل ظلما وتعسفا، ولذا يدعو الى اعادة النظر بهذه السياسة واسقاطها، واستبدالها بسياسة الحوار والانفتاح، لأن سياسة العزل والعقوبات لم توصل الى نتيجة ايجابية يوما". ودعا "اللبنانيين جميعا، الى ادراك خطورة ما وصلت اليه الأوضع بسبب تفشي مرض كورونا وبالتالي الالتزام بقرار الإغلاق الكامل ابتداء من يوم السبت المقبل، حفاظا على صحة الناس ومقتضيات السلامة والوقاية لكي نتفادى حصول كارثة صحية لا يملك لبنان مقدرات مواجهتها". وناقش "اقتراحات القوانين التي سبق ان تقدم بها الى مجلس النواب وتجري دراستها في اللجان"، مشددا على "ضرورة الاسراع ببتها في المجلس النيابي، وخاصة قوانين مكافحة الفساد التي تم انهاؤها في اللجنة النيابية المصغرة (هيئة التحقيق - استعادة الأموال المنهوبة)، اضافة الى قانون ضبط التحاويل المالية وقوانين الشراء العام واستقلالية القضاء لما لها من اهمية في تطبيق البرنامج الاصلاحي الوارد في المبادرة الفرنسية".

 

وزيرة العدل: حاكم مصرف لبنان والمجلس المركزي يخالفون القانون إذا أصروا على عدم تسليم المستندات للتدقيق الجنائي

وطنية - الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020

أكدت وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم ان "الحكومة ووجهت من قبل منظومة (كليبتوقراط) متحكمة بمفاصل الحكم"، مشددة على أن "كل من يعرقل التدقيق الجنائي اليوم يرتكب جريمة في حق الشعب اللبناني". واشارت نجم في حديث إذاعي،الى موضوع قرار الاقفال التام للبلاد، وقالت إن "ضغوطا قوية مورست على الحكومة من المجموعات الاقتصادية، لأن البلد مخنوق ولذلك حاولنا ارساء توازن بين الاقتصاد والصحة، ولكن بات من الضروري اللجوء الى الاقفال التام". وأضافت: "صحيح أن ثمة مسؤولية على الدولة، ولكن ثمة مسؤولية شخصية أيضا".

وفي موضوع التدقيق الجنائي، قالت نجم: "لست من نص عقد التدقيق الجنائي، ولست مسؤولة عن مضمونه، ولكن الموضوع اليوم يذهب الى مكان آخر الى كب الموضوع على العقد". واضافت: "سألت حاكم مصرف لبنان: إن كنت خلال نص العقد ماذا كنت لتضيف؟، فقال: لا شيء، فالمشكلة في قانون السرية المصرفية". لكن نجم شددت على ان "موضوع السرية المصرفية هو حجة، فهو خارج النقاش، لأن التدقيق يجري على حسابات مصرف لبنان بسبب وجود فجوة لا نعرف حجمها، ولا سرية مصرفية تجاه الدولة في موضوع حسابات مصرف لبنان".وقالت: "حاكم مصرف لبنان والمجلس المركزي يخالفون القانون إذا أصروا على عدم تسليم المستندات للتدقيق الجنائي". وفي الحديث عن المجلس المركزي والتعيينات المالية، قالت نجم: "جرح كبير بالنسبة إلي موضوع التعيينات، وانا سبق وقلت: محاربة المحاصصة أصعب من محاربة كورونا. والسياسيون يتحملون المسؤولية في موضوع التعيينات المالية، وتعيين المجلس المركزي لمصرف لبنان". وفي السياق اعتبرت ان الحكومة المستقيلة "لم تكن حكومة خيار بل حكومة فرضت على الطبقة السياسية بفعل الأمر الواقع". وتابعت: "تدابير مكافحة الفساد فرضناها، ودفعنا ثمنها غاليا عبر محاربتنا في الاعلام والسياسة"، مضيفة: "كانت ثمة محاربة لنا بملفات آخرى حتى من داخل الحكومة، حين كان يتم التهديد مثلا بسحب وزراء من الحكومة". وتابعت في موضوع العقد مع (ألفاريس)، قائلة: "كلفنا وزارة المالية عقد التدقيق الجنائي ولا اعرف من في المالية نص العقد الذي وصلت مسودته الى هيئة التشريع والاستشارات، ووزارة المالية اقرت العقد مع الفاريز".

واضافت: "وزارة المالية لم تأخذ بكامل ملاحظات هيئة التشريع والاستشارات، ولكن المشكلة المثارة الآن ليست في العقد، بل يتم التحجج بقانون السرية المصرفية". وقالت: "اليوم ثمة جريمة في حق الشعب اللبناني، في العرقلة يرتكبها كل شخص يتحجج بقانون السرية المصرفية، ويعتبره عائقا امام التدقيق في حسابات مصرف لبنان". وعن موضوع المسؤوليات، قالت: "مصرف لبنان طمأن اللبنانيين، واستدرج أموال المغتربين والعرب الى لبنان، لأن حاكمية مصرف لبنان كانت تطمئن الى أن الليرة في خير. ثمة مسؤولية في درجة اولى على الطبقة السياسية، وفي درجة ثانية على مصرف لبنان، وثالثة على المصارف". واضافت: "سأغادر وزارة العدل في النهاية، ولكن أذهب الى ملف التدقيق الجنائي إلى الآخر، لأن في غياب التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، لن نعرف الى اين ذهبت الاموال، ولن نحصل على مساعدات، وسيتحمل الناس وحدهم تبعات ما حصل". واردفت: "لن أقبل برمي الطابة الى ملعب الحكومة، فيما الطابة في مصرف لبنان".

وقالت: "يجب أن نطلب من الفاريز تزويدنا بكل الامور التي تم طلبها من مصرف لبنان ولم تحصل عليها الشركة".

واشارت الى أن "حاكم مصرف لبنان يقول إن ضميره مرتاح، وطالما ضميره مرتاح فلا مشكلة، القصة ليست شخصية معه، بل الموضوع في أن الدولة لا تعرف شيئا عن حسابات مصرف لبنان". وعن موقف وزير المالية غازي وزني من الموضوع، قالت: "الوزير قال لي إن على مصرف لبنان أن يسلم المستندات المطلوبة منه". واعتبرت ان "لو كان التدقيق الجنائي يتناول شخصا واحدا لما كانت حوله كل هذه الاشكاليات". وفي موضوع تكليف الفاريس بدلا من كرول، قالت: "سجلت اعتراضي على الرجوع عن تكليف كرول على رغم أن الفاريز يمكن أن تقوم بالمهمة في شكل ممتاز، لأن لم يكن من المفروض التراجع عن قرارنا. وقضية كرول كانت حجة لتطيير التدقيق الجنائي ولم نسر بهذا الامر وكان الخوف من تطيير التدقيق لو بقينا على اصرارنا على كرول". وعن الخطة المالية لحكومة حسان دياب، قالت: "حاولوا تفخيخ الخطة المالية التي وضعتها حكومتنا ولجنة المال والموازنة كانت تحارب الحكومة في هذا الملف، وكذلك القطاع المصرفي ومصرف لبنان". ونفت وجود "دعاوى حتى اليوم مع الدائنين، ونحن كنا بدأنا التفاوض معهم". وقالت: "كان لازم الحكومة تطحش أكثر في موضوع الخطة المالية". واضافت: "كنت دوما اقول لدياب ليس لنا الا الناس". وعن ملف انفجار مرفأ بيروت، قالت نجم إن "وزير العدل ليس القاضي ودوره الاشراف على حسن سير العدالة فقط". وتابعت: "الـfbi اعطوا تقريرا للمحقق العدلي وتم طلب صور الاقمار الاصطناعية ولم تأت بعد". واضافت: "نطلب من القضاء تحمل المسؤولية وتطبيق القانون ليقول من المسؤول والمحقق العدلي ينتظر تقارير لتصله". في ملف التشكيلات القضائية، قالت: "لم تطلب مني القاضية غادة عون ولم ادافع عن اي اسم في موضوع التشكيلات"، مضيفة: "كنت اريد في التشكيلات وحدة معايير وكنت اريد الخروج من منطق التخصيص الطائفي". وعن العقوبات قالت نجم : "القرار المتخذ من الادارة الاميركية في موضوع العقوبات متخذ وفقا لقانون اميركي خاص وليس قرارا قضائيا". وعم الانتخابات الفرعية والانتخابات المبكرة، قالت: "دفعت ثمن مشروع قانون الانتخابات المبكرة"، فسؤلت "طيرلوكن الحكومة بعدها؟"، اجابت: "يمكن". وفي موضوع قانون الكابيتال كونترول، قالت: "وزير المالية سحب اقتراح مشروع القانون وكنت قد حضرت اقتراحا كوزارة عدل، فقيل لي انه من اختصاص وزارة المالية". واضافت: "فليسأل المجلس النيابي لماذا لم يقر قانون الكابيتال كونترول". وشددت ردا على سؤال على ان "رفع السرية المصرفية لا يحتاج إلى تعديل دستوري". وقالت: "كنت افضل لو كانت المهلة الممددة لتقديم المستندات لألفاريس أقصر من 3 أشهر وأتمنى أن يضغط الرأي العام في اتجاه هذا الأمر". وشددت على ان "الفاريس لا يحق لها اعطاء المعطيات التي تجمعها الا للدولة اللبنانية ولا افشاء للسرية المصرفية في هذا الاطار". وعن الحكومة قالت وزيرة العدل في حكومة تصريف الاعمال: "هذه الحكومة أول حكومة تقول الحقيقة واول حكومة تقر خطة عودة النازحين والاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد". وتابعت: "لست نادمة على مشاركتي في الحكومة، لم ننجح في كل شيء، ولكننا نجحنا في بعض الملفات، واقول للقضاة: انتفضوا واخرجوا عن التقاليد التي تكربجكم .نحن نواجه منظومة في القطاع العام والخاص منظومة كليبتوقراط متمسكة بمفاصل الحكم". وفي سؤالها عن امكان رفع دعوى على حاكم مصرف لبنان ان لم يتقدم بالمستندات المطلوبة، قالت:" ممكن".

 

المجلس الشرعي استغرب بشدة استمرار تعطيل جهود الحريري لتأليف حكومة انقاذ وندد بالاساءة الى الأنبياء والرسل وبالحوادث الدامية في فرنسا والنمسا

وطنية - الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020

عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسة في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وتدارس الشؤون الإسلامية والوطنية وآخر المستجدات اللبنانية، وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس القاضي الشيخ عبد الرحمن شرقية هذا نصه: "توقف المجلس باستغراب واستنكار شديدين أمام استمرار تعطيل وعرقلة جهود الرئيس سعد الدين رفيق الحريري المكلف تأليف حكومة جديدة تعمل على إنقاذ لبنان من أزمته الخانقة وإخراجه من دوامة الفراغ السياسي الذي يدور فيه على غير هدى. إن لبنان أحوج ما يكون اليوم الى حكومة انقاذ وطني تكون على مستوى التحديات التي يواجهها، وتتمتع بثقة الرأي العام اللبناني والمجتمعين العربي والدولي. ورأى المجلس ان تقاذف الاتهامات التعطيلية ما هو إلا تعبير عن عقلية المساومات الرخيصة لتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية أو فئوية لا تمت الى المصلحة الوطنية. ومن المحزن والمخزي معا أن يجري ذلك في وقت يتواصل فيه تراجع قيمة العملة الوطنية وارتفاع نسبة اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، مع ازدياد نسبة المهاجرين من أصحاب الكفايات ومن الشباب. إن الأزمة الخانقة التي تعصف بلبنان خصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت، وما ترتب على هذا الانفجار الرهيب من مآس إنسانية واجتماعية واقتصادية، كان يفترض ان تشكل حافزا للترفع عن الحسابات الشخصية والفئوية الضيقة، والارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية السامية. إلا ان الوقائع تشير، مع الأسف الشديد، الى عكس ذلك، بدليل تعطيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة. وتوقف المجلس كذلك أمام الحوادث الأمنية الدامية التي وقعت في مدينتي باريس ونيس بفرنسا، وفي فيينا في النمسا وأودت بحياة مجموعة من الأبرياء. وإذ يؤكد المجلس مبدأ احترام الشرائع والرسالات السماوية، يندد بشدة بهذه الحوداث ويؤكد ان الدولة المسؤولة عن المحافظة على حرية الإيمان والمعتقد، وعن المقدسات الدينية، هي أيضا المسؤولة عن معاقبة المعتدين على هذه الحرية. فالإساءات المتعمدة التشويهية والتضليلية التي تطاول هذه المقدسات لا تمت الى حرية الرأي والتعبير، ولكنها تستغل الحرية للاساءة الى إيمان الآخرين والى الأنبياء والرسل عليهم السلام، على رغم أنها تخالف الفقرة الثالثة من الفصل التاسع عشر من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، إضافة الى المادة 20 من العهد نفسه. وأشاد المجلس بالمواقف الأخلاقية السامية التي أعرب عنها عدد من السادة الأساقفة في فرنسا والتي أكدت فك الارتباط بين الإساءة والمقدسات الدينية وحرية التعبير. وأشاد المجلس بالمبادرات التوضيحية البناءة التي قامت بها الحكومة الفرنسية مع الأزهر الشريف في القاهرة. إن المجلس الشرعي إذ يقدر المبادرة الفرنسية لمساعدة لبنان على تجاوز المحنة الخانقة التي يمر بها، على ثقة بأن حسن النيات يشجع على العمل معا لكبح جماح خطاب الكراهية ومكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا المدمرة للعلاقات الانسانية".

 

غريو زارت الجنوب وحلقت فوق الخط الازرق ومنحت رباب الصدر باسم ماكرون وسام جوقة الشرف: في استطاعة النساء اللبنانيات أن يصنعن التاريخ

وطنية - الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2020

صدر عن السفارة الفرنسية في لبنان، بيان عن زيارة السفيرة آن غريو إلى جنوب لبنان اليوم، وجاء فيه:

"توجهت سفيرة فرنسا في لبنان السيدة آن غريو في التاسع والعاشر من تشرين الثاني - نوفمبر إلى جنوب لبنان، وهي منطقة التزمت فيها فرنسا منذ زمن بعيد من أجل استقرار البلاد. إنها الزيارة الأولى التي تقوم بها السفيرة خارج بيروت منذ استلامها لمهامها في لبنان. كان في استقبالها في المقر الرئيسي لليونيفيل في الناقورة قائد القوة الدولية الجنرال ستيفانو دل كول ورئيس الاركان الجنرال جان بيير فاغي. أكدت السيدة غريو لهما دعم فرنسا غير المشروط إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وفي قاعدة الكتيبة الفرنسية في دير كيفا، افتتحت السفيرة الفرنسية ساحة شارل دي غول لمناسبة الذكرى الخمسين على غيابه. كما حلقت فوق الخط الأزرق.

من جهة أخرى، تخلل هذه الزيارة شق ثقافي وتربوي مهم تمثل بزيارة مقر المعهد الفرنسي في صيدا في مبني خان الافرنج التاريخي الذي يضم أيضا مقر مؤسسة الحريري حيث التقت السيدة آن غريو بهذه المناسبة برئيسة هذه المؤسسة النائبة بهية الحريري، مشددة على التزام المؤسسة اللافت في سبيل التربية والتعليم العالي. هذا، وقد زارت السفيرة أيضا مركز تبنين الثقافي الذي يضطلع بمهمة في غاية الأهمية ألا وهي نشر الفرنكوفونية في جنوب لبنان.

وسام جوقة الشرف

لرباب الصدر

كذلك، منحت سفيرة فرنسا وسام جوقة الشرف برتبة ضابط إلى السيدة رباب الصدر، رئيسة مؤسسة الامام صدر، تقديرا لعطاءاتها في مجال الدفاع عن العيش المشترك السلمي بين جميع الطوائف في المنطقة ولسعيها من أجل جعل التعليم متاحا للجميع وبشكل خاص النساء.

والقت غريو، كلمة توجهت فيها الى السيدة الصدر، وقالت: "سيدتي، أنت لا تحبين الأضواء. نحن جميعا على علم بذلك، وهذا يزيدك شرفا على شرف. ولكن إقبلي اليوم أن تضعك فرنسا في الصدارة لأنك تستحقين ذلك. نعم، نحن جميعنا مجتمعون هنا اليوم، مع أسرتك وأقربائك والذين يعملون إلى جانبك، من أجل تكريمك أنت، المديرة العامة لمؤسسات الإمام الصدر والمرأة النشيطة، صاحبة الإلتزام الذي لا يتزعزع. بادئ ذي بدء، إنك تجسدين وتحملين، بشخصك وعملك، قيما إنسانية وعالمية تشاركك إياها فرنسا، وهي القيم نفسها التي تدافع عنها فرنسا وتعمل على نشرها. قيم الحرية أولا، من خلال تزويد كل فرد بإمكانية التمتّع بالاستقلالية والاستقلال والعيش بكرامة والشعور بالمواطنة. هذا هو المشروع الذي تقترحينه على كل من يطرق باب مؤسساتك. والحرية تبدأ من هنا تحديدا. المساواة ثانيا، أي المساواة بين النساء والرجال؛ تكافؤ الفرص مع إيلاء اهتمام خاص للشباب الذين سيبنون مستقبل هذا البلد؛ المساواة بين الجميع، من دون أي تمييز مذهبي أو طائفي. كل عمل تقوم به مؤسسات الإمام الصدر في هذا الاتجاه.

والأخوة ثالثا، كهذا الاندفاع الأخوي لدى الشباب في مؤسسات الإمام الصدر، الذين ذهبوا لتقديم المساعدة إلى أهالي بيروت المتضررين من جراء الانفجار ومواساتهم وإزالة الركام من شوارع الجميزة ومار مخايل والكرنتينا.

حسن الإصغاء والحوار مع الآخر والاحترام المتبادل وفهم أوجه الاختلاف لبناء مشاريع مشتركة: هذا هو نهجك، وهو نهج قائم على السلام والعدالة الاجتماعية. في وقت يتعرض فيه العالم لخضات من جراء الشعبوية والتعصب، تلقى حكمتك ويلقى تسامحك صدى كبيرا في كل منا.

من ناحية أخرى، تشكل هذه القيم وروح الإنسانية هذه أساس التزامك من أجل لبنان مزدهر ومستقر وسيد وموحد، من أجل لبنان يعتد بشكل كامل بهويته العربية ولكنه يبقى أمينا لتاريخه ومنفتحا على العالم، من أجل بلد يستطيع أن يقدم مستقبلا لمواطنيه وأن يعود إلى ما كان عليه، أي أن يكون مرجعا بكل ما للكلمة من معنى. أنت على حق: ليس هناك من قدر محتوم ومن الممكن دائما تغيير مجرى الأمور ومسار الحياة. إن جميع الذين تستقبلينهم في مؤسسات الإمام الصدر يستطيعون أن يشهدوا على ذلك.

هذه هي الرؤية نفسها التي دفعت فرنسا للتعبير عن التزامها، في هذه اللحظة الصعبة بالذات من تاريخ هذا البلد، وهو التزام شخصي لرئيس الجمهورية الفرنسية، انطلاقا من احترام فرنسا والفرنسيين العميق ومحبتهم للبنان ولجميع اللبنانيين. في لبنان، هذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية واجتماعية مأسوية تشهدون أنتم عليها يوميا هنا في مدينة صور، ستبقى يد فرنسا ممدودة إلى اللبنانيين لأننا نؤمن بأن النهوض ممكن ولكن هناك ما يستدعي التحرك بشكل طارئ. أضف إلى ذلك أن تواضعك البالغ يدفعك إلى القول إنك لا تقومين سوى بمواصلة مسيرة أخيك، الإمام المغيب موسى الصدر، من خلال الاستمرار بالتزامه الخيري تجاه تربية الأجيال الصاعدة والقوى الحية في هذا البلد، بما لا يقتصر فقط على الطائفة الشيعية وحدها. ولكنك كنت إلى جانبه عندما أنشأ هذه المؤسسات.

وقد أخذت الشعلة بكل أمانة ومن دون أي تقصير. منذ أكثر من ستين سنة، بالشغف والعزيمة والايمان والذكاء والقوة الساكنة التي تتسمين بها، تحملين عاليا إسم مؤسسات الإمام الصدر وتجسدين روحها وقوتها من خلال لمستك التي تضفينها، كإمرأة بشكل خاص، عليها.

وفي الواقع، تتميز مؤسسات الإمام الصدر بعملها من دون كلل أو ملل من أجل النساء والشابات لكي يتمكن من بلوغ الحرية والإستقلالية والمشاركة في تنمية بلادهن. وهذه هي العدالة بعينها، لأنه في استطاعة النساء اللبنانيات أن يصنعن التاريخ. أنا ألمس ذلك منذ وصولي، حيث إنني أعجبت بشجاعتهن وكرامتهن وحبهن للحياة على الرغم من الصعاب، كما تأثرت بالكرم الذي استقبلتني به. وأنت، سيدتي، امرأة قوية ومصدر إلهام لهن ولجميع النساء. إن هذا الالتزام من أجل النساء هو أيضا ما دفع بفرنسا إلى تكريمك اليوم. لقد جعل رئيس الجمهورية من المساواة بين النساء والرجال قضية وطنية كبيرة في عهده. في العام 2021 ، بمبادرة منه، ستستضيف فرنسا "منتدى جيل المساواة" برئاسة مشتركة مع المكسيك، حيث كنت سفيرة لبلادي، بهدف الدفع باتجاه أجندة دولية جديدة وطموحة من أجل النساء. وسأعمل لكي تتمكن المرأة اللبنانية من إسماع صوتها، ولكي يتم إبراز عمل مؤسسات الإمام الصدر، بموافقتك طبعا.

أيها الأصدقاء الأعزاء،

تفهمون إذا لماذا أشعر، بصفتي سفيرة فرنسا في هذا البلد، ولكن أيضا بصفتي امرأة وأم وفرنسية ومتوسطية، بأن منح هذا الوسام إلى السيدة رباب الصدر هو فعلا شرف أفتخر به. أخيرا، إنني مسرورة للغاية، سيدتي، بإقامة هذه المراسم، كما أردت، في ديارك، في مؤسسات الإمام الصدر، في مدينة صور، في هذا الجنوب الجريح، الذي أحس سكانه بأنهم متروكون ومهملون. وأنت لم تغادري يوما هذه المنطقة، مكرسة كل طاقاتك من خلال مؤسسات الإمام الصدر للتنمية والاستقرار فيها. وقد أردت أن أخصص زيارتي الأولى خارج مدينة بيروت لهذا الجنوب، لأن فرنسا تشارك أيضا في ضمان استقراره. فلقد التقيت يوم أمس العسكريين الفرنسيين المشاركين في قوات اليونيفيل، الذين أطلعوني على ما يقومون به إلى جانب سكان المنطقة وبالتعاون معهم، بالإضافة إلى التزامهم في إطار قوات حفظ السلام هذه. أتمنى أن يكون مجيئي اليوم أيضا فرصة لتعزيز روابطنا من خلال مشاريع ملموسة نقوم بها معا في هذه المنطقة، لا سيما أننا نستطيع أن نعتمد فيها على حضور تربوي وثقافي، وذلك بالروحية نفسها التي تميز عملنا في كافة أنحاء البلاد. وختمت السفيرة غريو :سيدتي، من أجل المشروع الإنساني الذي تحملينه والذي يشكل صدى لما تتمنى فرنسا أن تعززه في هذا البلد الشقيق، تكرمك فرنسا اليوم بمنحك أجمل أوسمتها، عنيت ذلك وسام جوقة الشرف. من خلال شخصك والتزامك، وإنطلاقا من قناعاتك ومن كل ما بنيته مع أخيك، تكرم فرنسا أيضا جميع الذين تشكلين مصدر إلهام بالنسبة إليهم. وهم في المقام الأول المتطوعون في مؤسسات الإمام الصدر، ولكن أيضا جميع اللبنانيات واللبنانيين الذين يجدون أنفسهم في قيمك وفي نضالك اليومي، ويشاركونك قناعتك بأنه من الممكن للبنان أن يتصالح مع نفسه وأن يكون قويا وموحدا ومستقلا. والآن سأقلدك، وفقا للمراسم الرسمية، وسام جوقة الشرف بإسم رئيس الجمهورية، نقلدك وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 10 و11 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

“بطاح” الكلب الذي كان يصارع النمر/الكولونيل شربل بركات/10 تشرين الثاني/2020

“Battah” the dog who used to fight the TigerColonel Charbel Barakat/November 10/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92271/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a/