المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november06.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

انَا وَهَبْتُ لَهُمُ المَجْدَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/قضاء مسيس وأداة انتقام وإرهاب

الياس بجاني/اطلاق سراح يوسف الخوري وانتصار الحق على الباطل

الياس بجاني/يوسف الخوري صوت سيادي حر تم توقيفه وفبركة ملف مزور بحقه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فقر ومجاعة... يا عيب الشؤم على هكذا زعامات من انتاج حرب دموية تلذذوا بدماء ضحاياها/الأب سيمون عساف

"المفلس يفتّش في أوراق أجداده"/الياس الزغبي/فايسبوك

سوري أحرق نفسه أمام مركز الأمم المتحدة في بئر حسن

لبنان: تمديد مهلة تقديم البيانات المالية الخاصة بالبنك المركزي

انتقادات لاستئثار عون وباسيل بالحصة المسيحية في الحكومة

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 5 تشرين الثاني 2020

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 5/11/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان يقع بالمحظور: 2089 إصابة كورونا بيوم واحد

السعودية لم ولا تدعم وصول الحريري الى رئاسة الحكومة

إيران تشارك ببطولة رياضية في اسرائيل.. ولبنان وسوريا يقاطعان

نديم الجميل يردّ على الأسد ويصفه بالمجرم: لبنان يدفع ثمن قذارة نظامه وارهابه!

“هيومن رايتس” تنتقد عدم التزام لبنان بـ”حقوق المرأة”

حسم شبه نهائي للحقائب!

نداء الوطن : معضلة الأسماء أدخلت التأليف في لعبة "عضّ أصابع"‎ ‎"بينغ بونغ" بين السلطة وسلامة للإطاحة بالتدقيق الجنائي

النهار : الانسداد الحكومي مجددا والانهيار الوبائي لا ينتظر!

إتهامية بيروت صادقت على مذكرة التوقيف في حق بدري ضاهر في ملف الكبتاغون

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

لودريان: تصريحات أردوغان “عنيفة وتتسم بالكراهية”

كندا.. إصابة شخص بنوع نادر من إنفلونزا الخنازير

الاسد:المصارف اللبنانية سبب الازمة الراهنة في سوريا

منظمة الصحة: أوروبا تشهد «طفرة» في إصابات «كورونا»

مقتل مدنيين في قصف لقوات النظام السوري على إدلب/استهداف نقطة تركية في جبل الزاوية

الإمارات تفتتح قنصليتها في العيون المغربية/وزير خارجيتها عدّ الخطوة «دفعة قوية للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين»

الأسد يعزو أزمة الاقتصاد السوري إلى مليارات محتجزة في بنوك لبنانية

نتنياهو يستقبل رئيس وزراء رومانيا ويهاجم الاتحاد الأوروبي/أوربان زار مناطق السلطة الفلسطينية والتقى عباس

الاتحاد الأوروبي يندد بهدم إسرائيل مساكن لفلسطينيين في شمال غور الأردن

فشل مفاوضات سد النهضة... وإعادة الملف إلى الاتحاد الأفريقي/مصر اعترضت على منح دور أكبر للخبراء

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثالث/الحلقة الثانية

الانتخابات الأميركية في لبنان/يوسف بزي/المدن

قبل عامين على معركة الرئاسة: حظوظ "الاقوياء" معدومة وهذا هو المرشح الاقرب الى القص/بولا أسطيح/الكلمة اولاين

الحكومة بين "جو" باسيل وجو بايدن/ملاك عقيل/أساس ميديا

"فالج لا تعالج/بسام ابو زيد/الكلمة اولاين

ولكانت الحرّيةُ تُضيءُ الشرق/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار

زخم المبادرة الفرنسية يتراجع ومغادرة خليجية صامتة/غادة حلاوي/نداء الوطن

ثوابت أميركية في لبنان… لا تهتز ولا تُمسّ/ألان سركيس/نداء الوطن

انقسام أميركا الانتخابي سيذهب بعيدا ...خلقت نتائج التصويت مشكلات هائلة هزت عمق البلاد وستستمر أشهراً وربما سنوات/د. وليد فارس/انديبندت عربية

فوز الانقسام/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إيران تحتاج إلى أسلحة متطورة... فمن يبيع؟/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

رفاق إردوغان و«التخلص من العار»/حنا صالح/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: التزام الحكومة التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان ضروري وزني: اتفاق على تأمين حقوق متعاقدي UNDP بموافقة عون ودياب

المؤسسة المارونية للانتشار أحيت ذكرى رحيل إده في قداس في بكركي الراعي: نسأل الله مس قلوب المسؤولين وضمائرهم ليخرجوا البلاد من أزماتها

دريان وقبلان وحسن دانوا العمليات الارهابية في باريس ونيس وفيينا: لانزال اشد العقوبات بالقتلة ونحذر من الوقوع في فخ جريمة ربط القتل المتعمد بالدين

كارثة بعد انفجار مرفأ بيروت.. والخسائر بين 6.6 و8.1 مليار دولار!

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا أبتِ، إِنَّ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي أُريدُ أَنْ يَكُونُوا مَعِي حَيْثُ أَكُون، لِيُشَاهِدُوا مَجْدِيَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي

إنجيل القدّيس يوحنّا17/من24حتى26/:”قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أبتِ، إِنَّ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي أُريدُ أَنْ يَكُونُوا مَعِي حَيْثُ أَكُون، لِيُشَاهِدُوا مَجْدِيَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ العَالَم. يَا أَبَتِ البَارّ، أَلعَالَمُ مَا عَرَفَكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وهؤُلاءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. وقَدْ عَرَّفْتُهُمُ ٱسْمَكَ وسَأُعَرِّفُهُم، لِتَكُونَ فِيهِمِ المَحَبَّةُ الَّتِي بِهَا أَحْبَبْتَنِي، وأَكُونَ أَنَا فِيهِم».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

قضاء مسيس وأداة انتقام وإرهاب

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/2020

العضومية اللاهية في ابشع صورها: هل أصبح القضاء في لبنان أداة بيد حزب الله ويستعمل لإرهاب الأحرار وتلفيق التهم المفبركة لهم؟

 

النظام الطائفي اللبناني هو نموذج يناسب الدول حيث تنوع المكونات المذهبية والعرقية والقومية

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92093/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87/

إن النظام الطائفي اللبناني هو الأنسب والأفضل  لكل دولة تتكون شرائح مجتمعاتها من مذاهب وقوميات واثنيات متنوعة كما هو الحال في لبنان.

مشكلة لبنان هي في من يزور تمثيل الطوائف ويستغلها ويتاجر بها بفجور وعهر وإبليسية خدمة لمصالحه الذاتية من سلطة ومال وعزوة وهيمنة ودكتاتورية.

وهنا يأتي دور أصحاب شركات الأحزاب المحلية والوكيلة كافة ودون استثناء واحد.

هؤلاء هم أسوأ بمليون مرة من الكتبة والفريسيين والملجميين ويفتقدون بالكامل لكل قيم الأديان ويتاجرين بالناس وبأوجاعهم..وهم المشكلة وليس النظام اللبناني الفذ والعبقري.

دعونا نتصور للحظة أننا ألغينا نظام لبنان الطائفي الحالي العبقري، فما هو البديل، وبأي نموذج نستبدله؟

أنأخذ النظام الشيوعي البائد والذي فشل فشلاً ذريعا؟ أم نأخذ نموذج نظام دولة إسرائيل المتهود؟

أم نأخذ أي نموذج من أنظمة الدول العربية ومعها الإسلامية حيث للدولة دين والدساتير فيها تعتمد على التشريع الإسلامي؟

أم نأخذ نموذج اردوغان العثماني والإخونجي الدكتاتوري والجهادي لنقتدي به؟

في الخلاصة ودون نظريات وأوهام فإن نظامنا الحالي والعبقري هو أفضل نظام يتناسب مع تركيبتنا المجتمعية، وأي خروج منه وعليه سيحول لبنان إلى دول دكتاتورية ومذهبية أو عسكرية كما هو حال معظم دول الشرق الأوسط والعالم الثالث، وبذلك نقضي على دور وحقوق  وحريات كل الأقليات المسيحية والإسلامية (وكل شرائح لبنان هي أقليات) كما هو حال هذه الأقليات في كل الدول العربية والإسلامية وأيضاً في إسرائيل.

بالطبع لا نريد أن نصبح مثل أي من هذه الدول ونقطة ع السطر… وكل ما علينا فعله هو أن نلتزم بدستورنا وننتج طبقة سياسية وحزبية نظيفة  ووطنية من غير التجار الحالين ومن غير ثقافتهم البالية.

**ملاحظة/في أسفل محاضرتين للفيلسوف اللبناني اللبناناوي والسيادي كمال يوسف الحاج يشرح من خلالهما مفهوم وثقافة وأهداف المذهبية اللبنانية الحضارية.
*الفيلسوف كمال يوسف الحج: ابعاد القومية اللبنانية/اضغط هنا لقراءة المحاضرة
*الفيلسوف كمال الحاج/ابعاد الطائفية في لبنان والعالم العربي/اضغط هنا  لقراءة الدراسةPDFفورمات

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

اطلاق سراح يوسف الخوري وانتصار الحق على الباطل

الياس بجاني/04 تشرين الثاني/2020

يوسف الخوري وقف بشجاعة بوجه الباطل وأهله وقال لا مدوية لتوقيع أي تعهد بعدم نشر ما كتبه من مقالات وأراء..نعم هذا هو الخوري البطل العنيد والمؤمن بقضية حرية الإنسان اللبناني رغم كل الإرهاب والإرهابيين.

افرجوا عنه أمس وهو مرفوع الرأس كأرز وطننا المقدس وعاد إلى ممارسة حياته كما قرر أن تكون في وسعها الوطني والسيادي. فألف تحية لهذا العنيد بتمسكه بالحق والحرية.

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فقر ومجاعة... يا عيب الشؤم على هكذا زعامات من انتاج حرب دموية تلذذوا بدماء ضحاياها

الأب سيمون عساف/05 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92117/92117/

غياب الضمير الحيّ افقر اهلي في الوطن كل اهلي، شيعيٌّ كان ام سنِّيٌ ام درزيٌّ ام مسيحي!

سرق هذا الرَتلُ المجرم من اجيالنا القادمة احلام ايامهم الزاهرة واورثهم لعنة الله على قايين.

جُن بلاط البيوت من الزعبرات وبات كل شجرنا برِّي حتى حُرمنا الثياب الحريرية فما عاد بالإمكان استكمال رحلة العمر بشكل لائقٍ شريف.

وهل احط من المنظر اننا نراهم جلاَّسٌ على ارائكِهم دون اي شعور باوجاع الناس الطيبين؟

انهم ماسكون الرسَن يشدون على الاعناق حتى الخنق وكأن زرد لجام خيولهم وحده كفيل باطعام الجياع.

الى مَ تراهم يهدفون؟ أَإِلى انقلاب لتغيير المعادلة؟

اقول لهم برَّاقةٌ خدّاعة هي الأوهام، ولا يأكل بالهيِّن رأسَنا كائنٌ من كان.

حلقةٌ تعلَّق في الأُذُن، لذلك الأنبل اذا بقي بعد من نبالة، ان يخيطون خيشهم بغير مسلة!

مطلوب قبل التفكير بالشر الذي استجلبوه من ابالسة جحيم كتبهم، ان يفكرو بما سبَّبوه من هوان وعار وقهر وافقار لشعبهم الشهم الكريم، واقول شعبهم من دون تفريق لأن المقصلة على رقاب الجميع دون تمييز.

يراوحون مكانهم غير آبهين بعذاب المواطنين فاكتفاؤهم الذاتي الذي جمعوه من النهب والسلب و"الطهمزة" لا يهتم او يبالي بمن عاش وبمن مات.

يا عيب الشؤم على هكذا زعامات من انتاج حرب دموية تلذذوا بدماء ضحاياها.

كم اهل لبنان مساكين ما بيدهم حيلة الا الصبر على الازمات وانتظار اله الرحمة مشكى ضَيمهم وحائط مبكاهم لينتشلهم من هذه المآسي المُذِلَّة.

وحده فاطر السماء ومن فيها والأرض وما عليها ان يبدّل الحال.

ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها يغيّر الله من حالٍ

 

"المفلس يفتّش في أوراق أجداده"!

الياس الزغبي/فايسبوك/05 تشرين الثاني/2020

"المفلس يفتّش في أوراق أجداده"! هذا المثل الشعبي ينطبق على قول بشّار الأسد: سبب أزمة نظامه المالي هو مليارات الدولارات المهرّبة من سوريا إلى المصارف اللبنانية! عجيب أمر هذا "الأشبهي"، وكأن نظامه لم يشبع بعد من المليارات التي التهمها من لبنان على مدى ٣٠ عاماً قبل انسحاب جيشه،

و١٥ عاماً بعده! ولا يزال يُمعن تهريباً للمال اللبناني وللسلع اللبنانية المدعومة.

 

سوري أحرق نفسه أمام مركز الأمم المتحدة في بئر حسن

05وكالات/ تشرين الثاني/2020

أقدم أحد الأشخاص السوريين على إحراق نفسه أمام مركز المساعدات في الأمم المتحدة خلف الضمان الاجتماعي في منطقة بئر حسن. ولم يتم الكشف عن هويته أو حالته الصحية حتى الأن والأسباب التي دفعته الى ذلك.

 

لبنان: تمديد مهلة تقديم البيانات المالية الخاصة بالبنك المركزي

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 تشرين الثاني/2020

أعلن وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية غازي وزني، اليوم (الخميس)، تمديد الموعد النهائي لتقديم كل البيانات المطلوبة لتدقيق جنائي بشأن البنك المركزي ثلاثة أشهر بعدما رفض الأخير تقديم بعض المعلومات بداعي السرية المصرفية. وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إن بنك لبنان المركزي حجب معلومات طلبتها شركة ألفاريز أند مارسال للاستشارات لبدء التدقيق، وهو مطلب أساسي للحصول على مساعدات مالية خارجية لدعم لبنان في مواجهة انهيار مالي، وفقا لوكالة «رويترز» للأنباء. وأوضح وزني، في إفادة صحافية، بعد اجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومسؤول من ألفاريز أند مارسال: «خلال الثلاثة أشهر ستحاول الحكومة توفير المستندات ما يؤدي إلى السماح للشركة القيام بالمهمات التي ينص عليها العقد في ما خص التدقيق الجنائي». ويحاول رئيس الوزراء سعد الحريري، الذي كُلف الشهر الماضي، تشكيل حكومة في ظل النظام السياسي الطائفي الذي يحكم البلاد لتنفيذ إصلاحات تعالج أسوأ أزمة يمر بها لبنان منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990 وأصابت القطاع المصرفي بالشلل وسببت انهيار العملة وتفشي الفقر. وكان مصرف لبنان قال، في بيان أمس (الأربعاء)، إنه قدم حساباته الخاصة للتدقيق، لكن الحكومة هي التي يجب أن تقدم حسابات الدولة للجهة المختصة التي عينها لبنان هذا العام، «الأمر الذي يجنب مصرف لبنان مخالفة قوانين السرية» المصرفية. وقالت الرئاسة اللبنانية، عبر موقع «تويتر»، إن عون شدد على ضرورة التزام الحكومة بإجراء التدقيق الجنائي. ويضغط صندوق النقد الدولي ومانحون منهم فرنسا لإجراء التدقيق من أجل مكافحة الهدر المتجذر والحصول على مساعدات مالية. وفشلت حكومة تصريف الأعمال في إحراز تقدم في المحادثات مع صندوق النقد للحصول على حزمة إنقاذ مالي بسبب عدم اتخاذ أي خطوات للإصلاح، فضلا عن الخلافات الداخلية بشأن حجم الخسائر المالية.

 

انتقادات لاستئثار عون وباسيل بالحصة المسيحية في الحكومة

كارولين عاكوم/الشرق الاوسط/05 تشرين الثاني/2020

مع بدء الحديث عن توزيع المقاعد الوزارية في الحكومة الجديدة، ارتفعت الانتقادات بوجه المعنيين بالتأليف، ولا سيما الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وخاصة لجهة ما يعرف بالحصة المسيحية واعتبار أن عون ومن خلفه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل يستأثران بالجزء الأكبر والأهم منها.

وفيما كان لهذا التوزيع الدور الأبرز في تراجع التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة، تشير المعطيات الأخيرة إلى اتفاق على حصول عون و«الوطني الحر» على وزارات الداخلية والدفاع والعدل، فيما لا تزال وزارة الطاقة تأخذ حيزاً من النقاش، مع محاولة باسيل الاحتفاظ بها أو ما يحكى عن حل وسطي عبر منحها لحليفه حزب «الطاشناق» الأرمني، علماً بأن الحصة المسيحية يفترض أن تكون 9 وزراء إذا كانت الحكومة من 18 وزيراً. ويكاد يكون الكلام الذي توجه به، يوم أول من أمس، رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط إلى الحريري، محذراً مما وصفه بـ«غدرهم وحقدهم التاريخي»، وعتب «تيار المردة» على الحريري، خير دليل على الاستياء من هذا التوزيع، معتبرين أن ذلك سيكبّل حكم الحريري، وذهب «المردة» إلى حدّ التهديد بعدم المشاركة في الحكومة على غرار الحزبين المسيحيين؛ «القوات» و«الكتائب» إذا لم يحصل على حصة من وزارتين، سيادية وخدماتية، بحسب ما يؤكد عضو المكتب السياسي في «تيار المردة» النائب السابق كريم الراسي لـ«الشرق الأوسط». ويحذّر الراسي من أي محاولة لقضم حصة «المردة»، التي يطالب بأن تكون وفق التوزيع المنطقي العادل أي من وزارتين، واحدة من الأربع السيادية، وأخرى خدماتية، الأشغال أو التربية على سبيل المثال، ومعلناً أنه لن يشارك في الحكومة، إذا لم يتحقق مطلبه. وفيما يعتبر أن لا فرق بين حصة رئيس الجمهورية وحصّة باسيل في الحكومة، يؤكد الراسي أنه إذا بقيت الأمور تدار كما يحصل الآن فعندها سيكون الحريري هو الخاسر الأكبر.

وفي الإطار نفسه، يقول النائب في «الاشتراكي» هادي أبو الحسن لـ«الشرق الأوسط» إن المشكلة تكمن في أن الأطراف التي لم تدعم الحريري هي التي تفرض عليه الشروط، ويريدون الحصول على وزارات أساسية، على غرار ما يحصل مع «التيار الوطني الحر» الذي يتبادل الأدوار مع رئيس الجمهورية في لعبة مكشوفة تحت شعار حصّة الأخير، في وقت أن أصول العمل الديمقراطي تقضي بأن يبقى الفريق الذي لم يسمّ رئيس الحكومة خارج الحكومة. وسأل أبو الحسن: «إذا حصل هذا الفريق على (الداخلية) و(العدل) و(الدفاع) كيف سيحكم الحريري؟ وأين سيكون دوره؟ وعندها سيصبح هو الحلقة الأضعف ولن يتمكن من أخذ القرارات». في المقابل، ترفض مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» اعتبار أن حصة رئيس الجمهورية هي نفسها حصة «التيار» الذي أخذ رئيسه خيار البقاء خارج الحكومة. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «بعدما اختار كل من حزب (القوات) و(الكتائب) البقاء خارج الحكومة، ولم يسميا الحريري، فيما التيار الوطني الحر لا يشارك بشكل مباشر، باتت الحصة المسيحية تنحصر بين رئيس الجمهورية، الذي من الطبيعي أن يحصل على الحصة الوازنة، إلى جانب تيار المردة والأرمن»، رافضة القول إن في ذلك استئثار بالحصة المسيحية، «إنما الأمر لا يختلف عما يحصل مع الثنائي الشيعي الذي تخصص له الحصة الشيعية والحريري على الحصة السنية». وجددت المصادر التأكيد على أن المشاورات الحكومية تنحصر بين طرفين، هما الحريري وعون، ولا وجود لأي طرف ثالث، وتحديداً باسيل الذي لا يتدخل بعدما اتخذ قرار عدم تسمية الحريري وعدم تمثيل التيار بالحكومة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 5 تشرين الثاني 2020

وطنية/الخميس 05 تشرين الثاني 2020

البناء

خفايا

رجّحت مصادر مالية التوصل لتسوية حول ملف التدقيق الجنائي المالي تقوم على قيام وزارة المال بطلب الوثائق ‏اللازمة للتدقيق لحسابها على أن تتولى الوزارة تسليمها لشركة التدقيق على عاتقها من دون تحميل مصرف لبنان ‏تبعات مخالفة السرية المصرفيّة وتحميل الوزارة للشركة مسؤولية جنائية عن التسرّب الذي يصيب المعلومات ‏المسلّمة لها

كواليس

قالت مصادر على صلة بتفاصيل المشهد الأميركي الانتخابي إن لجنة عليا مشتركة تضم قادة عسكريين وأمنيين ‏سابقين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري تتابع التصادمات بين الأنصار وأن لها فروعاً في مناطق التماس ‏الحساسة تنزل على الأرض لفض النزاعات مع قوات الشرطة

اللواء

أبدت دولة كبرى عبر سفيرتها اعتراضا واضحا على أن تؤول وزارة خدماتيه كبرى إلى وزير حزب مناوئ ‏للدولة المذكورة.

كالعاده يكثر المتملقون من أصحاب النيات الاستيزارية حول قطب فاعل في العملية الحكومية.

أدى تسرب اسماء لحزبين لدخول الوزارة كخبراء اخصائيين إلى خلق ضغط نفسي وسياسي على عملية التأليف!

نداء الوطن

يقول متابعون إن الصراع على حقيبة الصحة كان على أشده كونها الحقيبة الوحيدة التي قد يأتيها "الكاش" من ‏الخارج لمواجهة تحديات جائحة كورونا.

يتردد أن كتلة فاعلة قد تعلن موقفا حاسماً من عملية التأليف اذا استمر المنطق التحاصصي السائد وقد تذهب إلى حد ‏إعلانها الخروج من البازار الحكومي.

يقوم وزير معني بخرق قرار الحكومة القاضي بمنع التوظيف من خلال تعيين مراقبين لوزارته في الأقضية كان ‏آخرها تعيين اثنين في عكار من القوى المحسوبين على قوى 8 آذار .النهار

يلاحظ ان اقفال مؤسسات رسمية لفترة موقتة للحد من انتشار الكورونا ينعكس سلبا على انتشار ‏الوباء اذ تشهد المؤسسات بعد فتحها زحمة خانقة لا تنفع معها اجراءات الوقاية.

لا تزال ادوية مفقودة في الاسواق منذ ثلاثة اشهر من دون ان يقدم احد للمرضى اجابات شافية ‏حول الاسباب والحلول الممكنة لانقاذ حياتهم.

بدأت مدارس تعاني صعوبات التعلم عبر الحضور بعد ظهور اصابات وسط الاساتذة والتلامذة ما يجعل ‏اكمال التدريس امرا معقدا.

أدى ظهور رئيس جمهورية سابق على شاشة تلفزيونية تابعة لتيار سياسي بارز إلى خلاف كبير مع ‏الرئيس المذكور وحزبه.

لوحظ أنّ الاتصالات غائبة بين زعيم سياسي وموفديه مع مرجع حكومي حليف لعدم إحراجه في ‏عملية التأليف، بعد إزالة التباينات التي كانت سائدة بينهما قبل التكليف.

الأنباء

تحريف متكرر

يصرّ مقدّم أحد البرامج التلفزيونية على تحريف وقائع والإدلاء بأمور غير صحيحة في برنامجه بشكل متكرر، ‏ويرفض تلاوة توضيحات ترده بهذا الشأن.

*ملف بلا خواتيم

عودة موسم الأمطار والسيول تستحضر ملفاً قضائياً فُتح العام الماضي ولا يزال من دون أي خواتيم.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 5/11/2020

وطنية/الخميس 05 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار" تلفزيون لبنان"

وكاد يسقط التدقيق الجنائي مع انتهاء المهلة الممنوحة لشركة ALVAREZ & MARSAL أمس لولا تمديدها اليوم لثلاثة أشهر لكن الخلاف القانوني عالق بين حاكم مصرف لبنان الذي يتمسك بقانون السرية المصرفية لعدم تسليم المستندات ورأي حكومة تصريف الاعمال الذي اعلنته اليوم من السرايا الحكومية وزيرة العدل ومفاده ان المصرف المركزي ملزم بتسليم المستندات وان السرية المصرفية لا تنطبق على التدقيق المالي .

ونبقى في الشأن المصرفي حيث بدا لافتا توقيت تحميل الرئيس السوري بشار الاسد القطاع المصرفي اللبناني مسوؤلية الازمة الاقتصادية في سوريا وكلامه ان ما بين عشرين واثنين واربعين مليار دولار من الودائع السورية ربما فقدت في لبنان.

وفيما تبدو عملية تأليف الحكومة مجمدة بانتظار المزيد من الاتصالات لتذليل العقد بدءا من عدد الوزرء مرورا بالمداورة في الحقائب السيادية ووصولا الى الثلث المعطل الرئيس سعد الحريري عاكف على وضع اللمسات على مسودة التشكيلة الوزارية.

الى جانب هذين الموضوعين قفزت الى الواجهة مسألة الطحين الفاسد بين وزير الاقتصاد الذي أكد سلامة التخزين وبين الجهات التي تحمله مسؤولية فساد الطحين العراقي.

وبعيدا من الشؤون المحلية المواكبة الدولية للنتائج العالقة للانتخابات الاميركية متواصلة خصوصا وان بايدن يتباهى بأنه سيكون الفائز فيما دونالد ترامب يحذر من لجوئه الى القضاء بداعي التزوير في احتساب الاصوات وأصوات البريد تؤجل حسم نتائج سباق الرئاسة الأميركية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان "

الفيلم الأميركي الطويل يتوالى حلقاتٍ على مسرح الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

والعالم بأسره يكاد ينشد إلى وقائع هذا الفيلم المشوقة.

أحدث هذه الوقائع يظهر ان نتائج الإنتخابات معلقة على حصيلة أصوات أربع ولايات وأن المرشح الديمقراطي (جو بايدن) اقترب من الفوز وباتت تفصله عن البيت الأبيض أصوات ولايةٍ واحدة فقط.

هذه الولاية هي (نيفادا) التي تلقب بالولايات الفضية والتي تمتلك ستة أصوات في المجمع الإنتخابي.

وحتى الآن حصل بايدن على مئتين وأربعة وستين صوتا في المجمع مقابل مئتين وأربعة عشر لخصمه الجمهوري دونالد ترامب.

وبينما يحرص المرشح الديمقراطي على إبراز ثقته بالفوز تتجه حملة المرشح الجمهوري لرفع دعاوى قضائية ويتحدث (زعيمها - الرئيس) عن تضرر نزاهة النظام والإنتخابات الرئاسية.

لبنان يتابع الفيلم الإنتخابي الأميركي الطويل من جهة وينشغل من جهة أخرى بملفاته الضاغطة وما أكثرها.

ففي الملف الحكومي لم يتصاعد الدخان الأبيض من الأجواء التي سادت قبل أيام منبئة بولادة وشيكة للحكومة.

في مقابل هذا التباطؤ إندفاع لملف التدقيق الجنائي إلى الواجهة من باب زيارة مدير شركة (ألفاريز) لبيروت.

وخلال إجتماع عقد في قصر بعبدا بحضوره تقرر تمديد مهلة تسليم المستندات إلى الشركة.

وعلى مستوى كورونا لا جديد سوى معلومات متناقضة حول إحتمال إنعقاد أوعدم إنعقاد المجلس الأعلى للدفاع قريبا لإتخاذ قرار حاسم في شأن الإقفال العام للبلاد علما بأن العدد اليومي للإصابات بالفيروس يقترب من الرقم مئة ألف.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

في اليوم الأول من الشهر الرابع على فضيحة تخزين نيترات الأمونيوم التي أدت إلى انفجار المرفأ، فضيحة في تخزين "نيترات الطحين" أدت إلى انفجار كارثة تحت مدرجات المدينة الرياضية.

وإذا كانت نيترات الأمونيون لغزا ما زال التحقيق يحاول تفكيكه، فإن نيترات الطحين ليس فيها لغز بل إهمال يفترض أن يطيح رؤوسا، ولكن نحن في لبنان حيث الإطاحة لا تصل إلى الرؤوس.

عنبر المدينة الرياضية انفجر الطحين فيه نتيجة الإهمال. عشرة آلاف طن من طحين الهبة العراقية أتلف منه أمس ثلاثة أطنان بسبب مياه الأمطار المتسربة من شقوق المدرجات.

من المسؤول؟ ومن يعوض؟ البداية يفترض أن تكون من خلال بدء التحقيق وتوقيف المشتبه بهم، وتاليا، ماذا يقول لبنان للدول التي ترسل هبات؟ هل هكذا تجري المحافظة عليها؟

أين الغرابة؟ حين تكون الدولة جاهلة بالتخزين، وخزينتها مثقوبة، نصل إلى هذه النتيجة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، ما هو وضع التدقيق الجنائي للتفتيش عن أموال الخزينة الخاص منها أو العام؟

حسابات حقل بعبدا لم تتطابق مع بيدر السرايا، في بعبدا جرى الإتفاق على التمديد ثلاثة أشهر ليقدم مصرف لبنان المستندات لشركة التدقيق، وهذا ما قاله وزير المال بالصوت والصورة وفيه: "تم الاتفاق على اجراء اللازم لتمديد المهلة المطلوبة لتسليم جميع المستندات لشركة "الفاريز ومارسال"، بحيث تصبح ثلاثة اشهر بعدما كانت محددة في العقد الموقع مع الشركة كي تنتهي في تاريخ أقصاه 3112020".

في السرايا بدت الصورة على الشكل التالي: "الاتفاق عى مهلة الثلاثة اشهر ليست نهائية. فعندما انتقل النقاش الى السراي، اصر كل طرف على موقفه: حاكم مصرف لبنان أصر على أن المشكلة تكمن في القانون وليس في العقد، رئيس الحكومة والوزراء أصروا على التزام المصرف تسليم الشركة كل الارقام".

وكالة رويترز نقلت عن مصدر لبناني قوله إن البرلمان قد يحتاج لتعديل قانون السرية المصرفية أو تعليق العمل به مؤقتا.

إذا تم التزام المهلة الجديدة أي ثلاثة أشهر، فبالإمكان القول: إلى اللقاء في الثالث من شباط 2021، وهو أول موعد يضرب في السنة الجديدة.

ملف ثالث لا يقل خطورة عن انفجار المرفأ، إنه ملف التعويضات: فبين التأمين وإعادة التأمين وأن شركات لم تستطع إرسال الأموال لأعادة التأمين، تكاد تضيع الطاسة ليصل المتضرر إلى الإستسلام ولسان حاله يقول: الله بيعوض.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

بالقول، جميع الأفرقاء مع التدقيق الجنائي، ويتبارون لفظيا في الإشادة به، والحديث عن ضرورة إزالة المعوقات من طريقه.

اما بالفعل، فغالبية هؤلاء لا يريدون، لا هذا التدقيق ولا سواه، ويمننون النفس بعقبات قانونية، وغطاء سياسي، سيحولان في المحصلة، دون السير بهذه الخطوة التي تشكل معيارا ولا أوضح، يمكن على أساسه التمييز بين الإصلاحيين الحقيقيين من جهة، وأولئك الذين يزعمون الإصلاح، ويكذبون على الناس، من جهة أخرى.

فلو كانت جميع الكتل النيابية مؤيدة فعلا لا قولا للتدقيق، لما كانت منشغلة اليوم بتناتش المقاعد الوزارية، بل كان شغلها الشاغل التسابق على تقديم المطلوب من مواقف، وطرح ما يلزم ربما من اقتراحات قوانين، لتمهيد الطريق أمام هذه الخطوة الإصلاحية التاريخية التي نادى بها العماد ميشال عون منذ عام 2009 على الأقل، مصرا على إطلاقها في عهده، وعلى حمايتها من المحاولات الحثيثة لإسقاطها، وناجحا اليوم في تمديد مهلة تسليم المستندات المطلوبة ثلاثة أشهر، لعل وعسى.

وإلى جانب السياسيين، لو كان بعض الذين نزلوا إلى الشارع في 17 تشرين الاول 2019، في ما سمي حراكا او انتفاضة أو ثورة، فعلا مع الإصلاح، لكانت الشوارع اليوم ملأى بالناس، والساحات تغص بالمتظاهرين، من ضمن إجراءات الوقاية من كورونا طبعا، تعبيرا عن الغضب من ضرب العنوان الإصلاحي الجدي الوحيد الذي أمكن الوصول إليه خلال عام من الاحتجاجات التي اختفت قبل مدة، من دون أن يفهم أحد ما هو السبب، أو أن الجميع فهموا، لكنهم لا يزالون يأملون ويحلمون.

ففي النهاية، أخبار التدقيق الجنائي أهم من خبريات الحكومة، التي لا تزال حقائقها المهمة طي الكتمان، فيما الإشاعات والتسريبات في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل أكثر من أن تحصى أو تعد، لتبقى ثرثرة بعض المحللين الذين يدعون معرفة جميع الخبايا والاسرار، من لبنان إلى الولايات المتحدة، مرورا بفرنسا ودول الخليج، سيدة تمضية الوقت على الساحة المحلية، إلى جانب متابعة أخبار الانتخابات الرئاسية الاميركية التي دخلت شوطها الاخير، فيما النتيجة “عالمنخار”.

غير ان بداية من النشرة من لبنان، وتحديدا من مرمى سوليدير، حيث نجح السان جورج اليوم في تسديد هدف قضائي جديد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

عند نيفادا الرئيس اليقين .

وعلى ضربة أصوات ستة يقف كل من جو بادين ودونالد ترامب عند عتبات البيت الا بيض الديمقراطي يتهيأ للنصر القريب والجمهوري يعد نفسه بولاية ثانية.

وما بينهما فإن من شأن نيفادا أن تعبد الطريق أمام بايدن ليكون الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية.

اما ترامب فممسك بتفاؤل يبقيه رئيسا لولاية ثانية بكتم الصوت إذ طالب بتغريدة ثانية بوقف فرز الأصوات ليعود في تغريدة أخرى ويحتفي بنصرٍ قانوني في بنسلفانيا إحدى ولايات الجدار الأزرق ويقول إن حملته ستتصدى قضائيا في الولايات التي أعلن فيها فوز بايدن مؤخرا.

التلويح بالمحاكم انتقل من القول إلى الفعل فأقام مسؤولو حملة ترامب دعاوى قضائية في ولايتي ميشيغان وبنسلفانيا لوقف عملية فرز الأصوات واستباقا يخططون لرفع دعوى بزعم التلاعب بأصوات الناخبين في نيفادا وطالبوا كذلك بإعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسن.

هي ساعات قليلة لحسم النتيجة التي تشهد على ضربات ترجيح .. واحتباس أرقام وتقليص الفوارق بين ترامب وبايدن .. وبينما ظل المرشح الجمهوري على توتره تويتريا وقضائيا فإن بايدن احتفظ بهدوء الفائزين ، في وقت أهدرت ولاية جورجيا آمال ترامب وأسقط قضاؤها دعوى تزويرٍ أقامتها حملة الرئيس.

والخسارات المحتملة لترامب قد تدفعه الى تسديد الضربات في كل اتجاه .. من واشنطن الى العالم ولا يستبعد أن يكون لبنان من بين الأوراق الواردة التي قد يفرغ فيها ترامب ما تبقى في جاروره من عقوبات في حزمة جديدة من الفئة الصعبة وربما كان التشكيل الحكومي ينتظر التشكيل الاميركي المقبل من فوق علبة الاقتراع .

حبس أنفاس في فرز الأصوات الأميركية وكتم أنفاٍس على خط التأليف اللبناني أما فك عقدة اللسان فرهن بلقاء بعبدا بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الذي لم يعقد لأسباب مجهولة . فإذا كانت الاتصالات مقطوعة بين بعبدا وبيت الوسط فيعني هذا أن هناك مشكلة أما إذا كان سعد الحريري يقضي حوائجه بالكتمان فذلك شأن آخروما علينا سوى الانتظار حتى تقرر شهرزاد التكليف .. الكلام المباح .

وفي الفراغ السياسي تسربت فضيحة الأمن الغذائي وكاد قمح العراق الموهوب لللبنانيين بعد كارثة المرفأ أن يتحول إلى كارثة في أمعاء اللبنانيين بفعل وزير اقتصاد داس النعمة. بين المدينة الرياضية وبحر بيروت كشفت الأمطار حجم الكارثة أطنان من الطحين مخزنة في خربة الكرنتينا شبه لوزير الاقتصاد أنها مستودع لمؤونة البشر وفي الواقع هي مرتع لكل أنواع القوارض والزواحف من عجينة مسؤولين تعاطوا بخفةٍ وبقلة مسؤولية ودفاعا عن نفسه عقد وزير الاقتصاد مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن طحين المدينة ولم يقرب طحين الكرنتينا.

جعجع راوول فوق الطحين وأعطى تخزينه أسبابا موجبة وأمر بمنع الجديد من معاينة المكانلكن الفريق تسلح بمحافظ بيروت وأمام الكاميرا عاين تخزينا غير مطابقٍ لا للمواصفات الغذائية ولا الإنسانية وقال من لا يستحيي يفعل ما يشاء.

مع هذه السلطة " .. وقمح" وتخبزوا بالافراح في صالات من المستنقعات والعفن الذي امتد الى وزراء يصرفون الاعمال بأفعالٍ جرمي.هذا الواقع الطازج عينة عن فساد مستحكم بكل مفاصل الدولة وأمام التدقيق الجنائي المالي فرصة البدء من أسفل الهرم إلى أعلاه وبدلا من الهروب ثلاثة أشهر إلى الأمام لتشريح قانون السرية المصرفية فإن حكومة حسان دياب مطالبة باتخاذ قرار برفع السرية عن كل وزير ومدير عام حالي وسابق. من واجبات الدولة أن ترفع السرية المصرفية عن حساباتها وتقدمها لمصرف لبنان كي يبدا التدقيق الجنائي والعكس ليس صحيحا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

أميركا تتلبنن ، لا تفرحي ايتها السلطة ولا تنفرجي ولا تتشبهي ، ما يحصل في الولايات المتحدة هو فورة حصانةٍ هدفها حماية الديموقراطية وطقوسها ، وجوهر هذه الطقوس على الاطلاق الانتخابات بما هي التجديد الواجب للسلطة ، من رأسها عبر صناديق الاقتراع .

ما يحصل عندنا هو مؤشر مقلق على تحلل القيم الديموقراطية، وممارسة بتراء عوجاء مشوهة لطقوسها منعا لإنتاج السلطة وخدمة لمنظومةٍ متسلطة يقتتل اسيادها على اقتسام ما بقي من الدولة .

ما يحصل في أميركا ، في مقدور اقتصادها وماليتها ونظامها وقوانينها تحمله ، وما يحصل عندنا يتجاوز امكاناتنا ويضرب كل منطق انساني وأخلاقي وقانوني .

من هنا ايتها السلطة ، لا تتشبهي بالأميركيين، ولا تقولي لنا : إنظروا ماذا يجري في الدولة العظمى للتبرير بأن ما ترتكبونه عندنا بسيط ومقبول .

رجاء تشبهي بالكرام ولو لمرةٍ ، إن تشبهك بغير الكرام هو الذي أوصلنا الى قعر الهاوية التي نحن فيها. لكن وبالمعاينة الحسية ، السلطة لم تسمع ولن تسمع هذا النداء ولم تستغل التأخير الرئاسي الأميركي لتعويض تأخرها والتعجيل في التأليف

فالمكونات السياسية عندنا لا تزال تقتتل على الأحجام والحقائب في المربع الأول ، فيما الأسلحة تـذخـر لمعركة إسقاط الأسماء على الحقائب ، هذا إن وصلنا الى هذا الترف يوما .

نتيجة هذا الضياع ظهرت واضحة في تخبط حكومة تصريف الأعمال والذي ينحدر الى مستوى الإهانة ، مع شركة التدقيق alvarez & marsal حيث أكدت الدولة تشرذمها ، كل فريقٍ منها يقرأ في كتاب مختل وقانون مناقض ، في دولة يفترض أنها واحدة.

وإذا كانت السلطة فقدت حياءها أمام الأجانب والزوار الرسميين فلا عجب إن تركت شعبها طعما للمرض والكورونا ، وطعاما للجوع ، ولقمة للإفلاس ومادة رخيصة للغرق في مياه السيول والصرف غير الصحي . ولا عجب أن يتطاول عليها بشار الأسد ، الذي نهب نظامه لبنان ودمره وأزهق الأرواح وسجن واغتال وأخفى آلاف اللبنانيين ، منذ أبيه المؤسس و حتى قراءة هذه السطور ، فيتنطح متهما لبنان بسرقة أموال سوريا ، ولم يجرؤ "إبن مرا" في دولتنا على إسكاته أو سؤاله،أقله عن الطحين والمازوت والدواء المهرب.

وكيف يجرؤون ومعظمهم كان شريكا في جريمة نحر لبنان ولا يزال .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

فيلم اميركي طويل.. ليست صناديق الاقتراع سوى اولى حلقاته، وفرز الاصوات بعدها، ثم الدعاوى والمحاكم ، وحلقات متعددة على مسرح السياسة الاميركية غير المعهودة..

اوقفوا العد – قال الرئيس المختنق دونالد ترامب، الذي ينظر الى عداد الاصوات التي تبعده عن كرسيه – المستعد لفعل اي شيء للتمسك به، وهو الممسك باوراق كثيرة يمكن ان يلجأ اليها من دون النظر الى تبعاتها ما لم تردعْه المنظومة الاميركية العميقة، ان كانت قادرة بعد على ذلك.

الجميع يتعقب الاصوات من ولاية الى ولاية، والمحاكم تشهر اقلامها، ووسائل الاعلام عدساتها، وحملتا دونالد ترامب وجو بايدن بياناتهما وتغريداتهما، ولم تحسم النتائج بعد ولن تحسم قريبا، وايا كان الفائز، فان اميركا اكبر الخاسرين .

لكن السؤال: ماذا لو كان المشهد الاميركي هذا في اي من دول العالم؟ ماذا لو كانت الاتهامات المتبادلة بالتزوير والفساد؟ ماذا لو كان التهديد بالشارع وبالسلاح؟ الم تكن لتصدر البيانات التي تتهم تلك الدول بعدم الديمقراطية والتخلف والرجعية، بل حتى تهديد الاستقرار العالمي؟ وتقر قوانين العقوبات الاميركية والاممية ضد تلك الدول او مرشحيها ؟ لكنها الولايات الاميركية التي قد لا تبقى متحدة، لكن سطوتها تبقى تخرس الكثيرين في هذا العالم.

في الفيلم الحكومي اللبناني، حلْقات مملة والسيناريو ذاته يتكرر، وتتداخل حلقاته التي قد تعيدنا الى المشهد الاول. وهو الحال مع حكومة لامست التسميات ثم عادت الى اول الكلام . والكلمة المفتاح لاي حل : الثقة، لكنها لا تزال مهتزة عند كل نسمة هواء سياسي ، او مزاج يتقلب بين حين وحين ، غير آبه باوجاع اللبنانيين ودوائهم ومازوت تدفئتهم وطحين خبزهم ..

طحين اسندت به اعمدة المدينة الرياضية بدل ان تسند به امعاء لبنانية خاوية، والسبب عقول وادارات ووزارات اما فاشلة او فاسدة. والطحين هذا كشفته موجة من المطر، فمن يكشف مخازن مليئة بالمساعدات وتعتاش على اسم اللبنانيين وجوعهم وفقرهم ؟

اما من افقرهم فما زال ممنوعا كشفه ، وما مهزلة التهرب من التحقيق المالي الجنائي، والتعنت العلني لحاكم مصرف لبنان سوى دليل على هذا الواقع المرير.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان يقع بالمحظور: 2089 إصابة كورونا بيوم واحد

المدن/05 تشرين الثاني/2020

ارتفع العدد التراكمي للإصابات إلى 89186 والوفيات إلى 683

على الأرجح، دخل لبنان المحظور على مستوى فيروس كورونا. 2089 إصابة جديدة في يوم واحد،  نقلت البلد إلى مستوى جديد، في رقم قياسي جديد. وبينما يستمر تكسير الأرقام القياسية، بشكل أسبوعي، تضيع السلطات المعنية في هول هذه الأرقام، من خلال استمرار السجال حول خيار الإقفال العام تفادياً لتفشي الوباء، أو الإبقاء على الخيار غير النافع المعتمد حالياً بالإقفال الجزئي. وإن استمرّ واقع الأرقام على هذه الحال، قد تضطّر السلطات إلى إقفال البلد كله، في إطار الإقفال الجزئي لتفشي الفيروس في كل المناطق والبلدات والأحياء. وهو ما لحظه اليوم أساساً مدير مستشفى رفيق الحريري، فراس الأبيض، الذي أكد أنّ سجال الإقفال الجزئي والتام ستسبقه الأرقام والوقائع.

أرقام اليوم

وأعلنت وزراة الصحة العامة اليوم، الخميس 5 تشرين الثاني 2020، تسجيل 2089 إصابة و7 حالات وفاة جديدة بالفيروس، رفعت العدد التراكمي للإصابات إلى 89186 والوفيات إلى 683 حالة. واللافت أن ارتفاع الإصابات اليومية يحصل مع المحافظة على عدد الفحوص التي يتم إجراؤها. إذ تم اليوم إجراء 14465 فحصاً، أي أن نسبة الفحوص الموجبة بلغت 14.4% وتخطّت معدلها للأسبوعين الماضيين المحددة بـ13.4%. وحسب البيان الصادر عن الوزارة، توزّعت الإصابات الجديدة بين 2055 لمقيمين و34 لوافدين من الخارج، ومن بينها أيضاً 10 إصابات في القطاع الصحي، الذي ارتفع العدد التراكمي للإصابات فيه إلى 1458 إصابة. وأفادت الوزارة عن 788 حالة استشفاء و271 حالة في العناية المركزة و136 حالة مع تنفس اصطناعي.

28 محضر مخالفة

ومع ارتفاع الأرقام والإصابات والوفيات، تشدّدت القوى الأمنية في تطبيق الإجراءات الوقائية، وأعلنت قوى الأمن الداخلي اليوم عن تحرير 28 محضر مخالفة بحق مؤسسات تجارية ومواطنين لم يتلزموا التعبئة، ضمن نطاق عمل سرية درك صيدا. وجاءت هذه المخالفات تحديداً في خرق حظر التجوّل الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية في مختلف المناطق اللبنانية بين التاسعة مساءً والخامسة فجراً، إضافة إلى فتح بعض المؤسسات أبوابها ليلاً.

إصابات الشمال

وشمالاً، أعلنت غرقة إدارة الكوارث في محافظة عكار تسجيل 22 حالة موجبة جديدة اليوم، رفعت العدد التراكمي للإصابات في المحافظة إلى ‏1887‏ إصابة، منها 1473 حالة شفاء و33 حالة وفاة و382 حالة نشطة. واللافت أنّ الإصابات المسجلة في عكار اليوم توزّعت على 18 بلدة، وهو ما يؤكد سعة انتشار الوباء. والمشهد نفسه لتوزّع الإصابات عاشه قضاء الكورة الذي تم فيه تسجيل 24 إصابة جديدة توزّعت على 11 بلدة في القضاء. كما سجّل قضاء زغرتا 11 إصابة جديدة بالفيروس توزّعت على 7 بلدات أيضاً.

إصابات الجنوب

وجنوباً، أعلنت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور 46 إصابة جديدة بالفيروس، توزّعت على مدينة صور و22 بلدة أخرى، وهو مشهد ينسجم مع توسّع رقعة الإصابات في مختلف البلدات. وبذلك ارتفع عدد الإصابات في القضاء إلى 227 إصابة، منها 1364 حالة شفاء و30 حالة وفاة. وفي السياق نفسه، أفادت خلية الأزمة في اتحاد بلديات جبل عامل- مرجعيون عن تسجيل 5 حالات موجبة جديدة رفعت إجمالي الإصابات إلى 417، منها 307 حالة شفاء و14حالة وفاة.

 

السعودية لم ولا تدعم وصول الحريري الى رئاسة الحكومة

ليبانون فايلز/05 تشرين الثاني/2020

اعتبر مدير عام شركة "ستاتيستكس ليبانون" وناشر موقع "ليبانون فايلز"  ربيع الهبر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يسعى لإستعمال الحرب من أجل الحرب بل من أجل إحلال السلام، وما فعله مع كوريا الشمالية إنجاز". وعن المفاوضات البحرية، قال الهبر أن الدبلوماسية الأميركية ستبقى هي هي ولن تتغيّر، وهدفها دعم مصالح إسرائيل في المنطقة. وعن سياسة أميركا إتجاه إيران، إعتبر الهبر أنها ستبقى ثابتة بإنتخاب رئيس جديد أو عدم انتخابه، مؤكداً ان "ترامب وبايدن لن يفرّطا بالمصالح الأميركية". ونفى الهبر ان يكون هناك أي ارتباط بين تشكيل الحكومة والانتخابات الأميركية، مشيراً إلى أن عقدة التأليف داخلية، قائلاً: "لو اتفقوا الاطراف لتشكلت الحكومة بسرعة". وأردف: "السعودية لم ولا تدعم وصول سعد الحريري الى رئاسة الحكومة".

 

إيران تشارك ببطولة رياضية في اسرائيل.. ولبنان وسوريا يقاطعان

المدن/05 تشرين الثاني/2020

فيما قاطع لبنان وسوريا بطولة العالم الدولية للرياضات الإلكترونية التي تُجرى في إسرائيل، في فبراير/شباط المقبل، ترسل إيران رياضيين للمنافسة في سابقة تمثل خروج طهران عن قاعدتها بمقاطعة كل الأنشطة التي تشارك فيها إسرائيل. ونقلت صحيفة "جيروزالم بوست" أن قرار تنظيم البطولة في إسرائيل ظل سراً لمدة أشهر نتيجة جهود من إيدو بروش، رئيس المنظمة الإسرائيلية للرياضة الإلكترونية. وتنظم البطولة من قبل الاتحاد الدولي للرياضة الإلكترونية، ومقره كوريا الجنوبية، وكذلك مع الاتحاد العالمي لماكابي ووزارة الثقافة والرياضة. وبعد إعلان احتضان إسرائيل للبطولة، أعربت إيران، إلى جانب دول أخرى لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مثل إندونيسيا، عن خيبة أملها، حيث بدا أنها لن تشارك في المنافسة. وفي حين رفضت بعض دول المنطقة، مثل لبنان وسوريا المشاركة، وافقت إيران على المشاركة بعدما فازت فرقها في التصفيات الإقليمية. وقالت الصحيفة إن بروش تمكن من الحصول على موافقة من وزارة الداخلية للسماح للاعبين الإيرانيين بدخول إسرائيل، مع معالجة الخدمات اللوجستية للتأشيرات من قبل وزارتي الداخلية والخارجية على حد سواء. وتمثل مشاركة إيران في هذا الحدث خروجاً صارخاً على سياستها التقليدية في ما يتعلق بالمسابقات الدولية مع الفرق الإسرائيلية. وتجبر  إيران رياضييها على الانسحاب من المباريات التي يواجهون فيها لاعبين إسرائيليين. وكانت طهران أجبرت بطل رياضة الجودو، سعيد ملايي، على الانسحاب من بطولة العالم في اليابان هذا الصيف، لتفادي مواجهة محتملة مع اللاعب الاسرائيلي، ساغي موكي. وخسر ملايي في نصف النهائي أمام البلجيكي ماتياس كاس، بينما أحرز موكي الذهبية على حساب كاس في النهائي كي لا يظطر لمواجهة اللاعب الإسرائيلي. وسبق لعدد من الرياضيين الإيرانيين الانسحاب من منافسات دولية لتفادي مواجهة محتملة مع إسرائيليين، في ظل حالة العداء بين البلدين.

 

نديم الجميل يردّ على الأسد ويصفه بالمجرم: لبنان يدفع ثمن قذارة نظامه وارهابه!

تويتر/05 تشرين الثاني/2020

بعد تحميله المصارف اللبنانية مسؤولية الأزمة المالية في بلاده، ردّ النائب المستقيل نديم الجميّل على رئيس النظام السوري بشار الأسد عبر “تويتر”، قائلا: “بشار الاسد وبكل وقاحة يحمّلنا مسؤولية انهيار اقتصاده؟ نذكر هذا المجرم اننا ندفع اليوم في لبنان ثمن قذارة نظامه واحتلاله ونهبه، ندفع ثمن ارهابه وارهاب حلفائه، ندفع ثمن اغراقه المنطقة بالصراعات، ندفع ثمن الحدود السائبة التي يهرّب عبرها، هو وحليفه المحروقات والسلاح والمخدرات وغيرها”.

 

“هيومن رايتس” تنتقد عدم التزام لبنان بـ”حقوق المرأة”

قناة الحرة/05 تشرين الثاني/2020

اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أنّ “لبنان لم يفِ بالتزاماته الدولية لحماية النساء والفتيات”، رافعةً تقرير إلى لجنة الأمم المتحدة التي ستقيّم مدى التزامه باتفاقية سيداو للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في حزيران 2021. وأكّدت المنظمة أنّ “السلطات لم تحرز أي تقدّم في تطبيق التوصيات الدولية بما فيها وضع قانون موّحد للأحوال الشخصية يكفل المساواة بين جميع المواطنين والمواطنات، فضلاً عن تعديل قانون الجنسية للسماح للمرأة اللبنانية المتزوجة من رجل أجنبي بمنح الجنسية لأولادها”. وأشارت إلى أنّ “لبنان يعتمد على قانون أحوال شخصية لـ 15 طائفة، حيث المحاكم الدينية تمارس التمييز ضد النساء من جميع المذاهب، ولا تضمن لهن حقوقهن”، مضيفةً أنّ “عدم القدرة على منح الجنسية ينعكس على جميع نواحي حياة الأولاد والزوج بما في ذلك الإقامة، التعليم، القدرة على العمل، الرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية، فضلاً عن انعدام الجنسية لدى الأطفال”. كما رأت “هيومن رايتس” أنّ “إجراءات الحماية القانونية من العنف الأُسري، والاعتداء الجنسي، والتحرّش غير كافية”. وكشفت المنظمة أنّ “مجلس شورى الدولة اللبناني (محكمة إدارية)، قام بتعليق تنفيذ عقد العمل الموحد الجديد، الذي تبنته وزارة العمال في 8 أيلول الماضي، والذي كان من الممكن أن يكون خطوة أولى مهمة في مسيرة إلغاء نظام الكفالة “المسيء”. ووثّقت المنظمة “تعرض كل من نساء عابرات النوع الاجتماعي، عاملات جنس، لاجئات، وطالبات لجوء، للعنف الممنهج والمنظم من السلطات اللبنانية، تحديداً في مراكز الاعتقال”. هذا وختمت المنظمة تقريرها بالحديث عن وضع العاملات في الخدمة المنزلية، إذ فاقمت الأزمة الاقتصادية في لبنان، معاناتهن وسجل حالات اعتداء عليهم خلال فترة الحجر المنزلي، فضلاً عن انتحار سبع عاملات على الأقل في مارس الماضي.

 

حسم شبه نهائي للحقائب!

 الجمهورية/05 تشرين الثاني/2020

أفادت “الجمهورية” بأنه، وبعدما جرى حسم حكومة الـ”18 وزيراً”، شاع من اجواء التأليف بأنّ ثلاثة أرباع المسافة الى ولادة الحكومة قد قُطِعت، يُضاف اليها الحسم شبه النهائي لتوزيع الحقائب على الطوائف. ويشبه هذا التوزيع المقترح الى حد بعيد التوزيعة التي كانت ستُعتمد مع تأليف حكومة مصطفى أديب، ولكن مع بعض التعديلات الطفيفة، ومن ضمن ما تمّ التوافق عليه، كما اشارت تلك الاجواء، هو الآتي:

– وزارة المالية، يسمّي وزيرها الشيعي الرئيس نبيه بري.

وزارة الدفاع، يسمّي وزيرها الماروني رئيس الجمهورية.

وزارة الخارجية، يسمّي وزيرها السنّي الرئيس سعد الحريري

– وزارة الداخلية، يُسمّى وزيرها الارثوذكسي بالتوافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف.

اما بالنسبة الى توزيع سائر الحقائب على الطوائف، فثمة توافق على الآتي:

– أن تكون وزارات الاشغال، والعمل والشباب والرياضة او التنمية الادارية من حصّة الشيعة.

– أن تكون وزارة الصحة من حصّة الحريري، والتربية من حصّة وليد جنبلاط

– أن يُسمّي رئيس الجمهورية وفريقه وزير الاتصالات، وان يسمّي الرئيس وزير الطاقة، على أن يكون وزيرها أرمنيًّا. الّا انّ هذا التوافق لم يكن كافياً، ذلك انّ التأليف عاد واصطدم بحائط الأسماء التي يتحكّم الخلاف بطريقة اختيارها واسقاطها على الحقائب.

 

نداء الوطن : معضلة الأسماء أدخلت التأليف في لعبة "عضّ أصابع"‎ ‎"بينغ بونغ" بين السلطة وسلامة للإطاحة بالتدقيق الجنائي

نداء الوطن/الخميس 05 تشرين الثاني 2020

السلطة مستغرقة في التصفيات النهائية لبازار الحقائب والأسماء، والبلاد غارقة في نكبات ‏متناسلة مالياً واقتصادياً وصحياً وبنيوياً. سلطة تمتلك هكذا فائض من الخسّة والإجرام، حتى ‏نِعَم السماء تتحول تحت حكمها إلى نِقَم على الأرض، وها هي الأبنية المتصدعة جراء انفجار ‏المرفأ تعيش النكبة نكبتين مع سقوط بعضها بالأمس تحت زخات المطر، بينما الهبات ‏المرصودة من الخارج لإغاثة المنكوبين، أصبح مصيرها محتوماً بين النهب كما هو حاصل ‏لحساب مافيات التهريب والسمسرات، وبين الحرق كما جرى لكونترات المساعدات الإنسانية ‏والحصص الغذائية التي التهمتها نيران حريق الزيوت في السوق الحرة للمرفأ، وبين الغرق ‏كما حصل لأطنان الطحين العراقي الذي أتلفته مياه الأمطار في مستودعات المدينة الرياضية ‏أمس.

جمهورية عشعش فيها الفساد عن بكرة أبيها، لا يُرتجى من أربابها لا إصلاح ولا تحقيق ولا ‏مجرد تدقيق... وكما حضر وفد شركة "ألفاريز" إلى بيروت سيعود منها خالي الوفاض بعد أن ‏يكتشف حجم "التواطؤ الخبيث بين قوى السلطة والمال" رفضاً لكشف حسابات الدولة، وفق ‏تعبير مصادر معنية بالملف الاقتصادي لـ"نداء الوطن"، مشبهةً ما يجري في هذا الملف بلعبة ‏‏"بينغ بونغ" يتقاذف خلالها أفرقاء السلطة والمصرف المركزي كرة التنصّل من المسؤوليات ‏تهرباً من إخضاع المالية العامة للتدقيق الجنائي.

فبعدما انقضت المهلة المحددة لتلقي الأجوبة المطلوبة من مصرف لبنان، حطّ مدير "ألفاريز" ‏على رأس وفد في لبنان لاستيضاح حقيقة الموقف اللبناني الرسمي من موجبات التدقيق ‏الجنائي قبل الشروع في المهمة التي كُلفت بها الشركة، لا سيما بعد أن اصطدمت هذه المهمة ‏بتمنع حاكم المصرف المركزي رياض سلامة عن تقديم كل الإجابات المطلوبة بذريعة ‏‏"الحفاظ على السرية المصرفية". وشددت المصادر على أنّ "ما يحصل اليوم في ملف التدقيق ‏الجنائي هو استعادة لما جرى سابقاً في ملف الكابيتال كونترول، حينها أعدوا القانون وعرضوه ‏على مجلس الوزراء ثم عرقلوه داخل الحكومة والمجلس النيابي، واليوم السيناريو نفسه يتكرر ‏في ملف تدقيق الحسابات بحيث تعاقدوا مع شركة "ألفاريز ومارسال" وكلفوها التدقيق ‏بحسابات الدولة ثم "فركشوها" وحاصروها وتمنعوا عن الاستجابة لمستلزمات إتمام مهمتها".

وإذ لفتت إلى أنّ حسابات الدولة يجب أن تكون مكشوفة بموجب قانون حق الوصول إلى ‏المعلومات رقم 28/2017 وبالتالي فإنّ "مفهوم السرية المصرفية لا ينطبق على المال العام ‏ولا يجب أن يشمل لا حسابات الدولة ولا حسابات المصرف المركزي الخاضع للدولة"، ختمت ‏المصادر بالقول: "ما هو مطلوب الكشف عنه والتدقيق به ليس حركة الأموال إلى الخارج بعد ‏‏17 تشرين الأول 2019 فحسب، إنما كل البيانات المالية وتقارير التدقيق بالحسابات منذ ‏العام 2005 حتى اليوم لتبيان طريقة عمل مصرف لبنان وإدارة أموال الدولة، فهل يجرؤ ‏أفرقاء السلطة على كشف المستور من نهب وهدر وفساد"؟.

حكومياً، أفادت معلومات "نداء الوطن" أنّ لقاءً سادساً عقد أمس بين رئيس الجمهورية ميشال ‏عون والرئيس المكلف سعد الحريري من دون تحقيق أي تقدّم جديد في عملية التأليف. وتبين ‏أنّ العقدة تتمحور راهناً حول كيفية التعاطي مع عملية اختيار الأسماء في التشكيلة الوزارية، ‏وتحديداً منها أسماء الوزراء المسيحيين لجهة من يختارهم، هل رئيس الجمهورية يقدم قائمة ‏بهذه الأسماء ليوافق عليها الرئيس المكلّف، أو العكس؟

وأكد مصدر مواكب للمشاورات الجارية لـ"نداء الوطن" أنّ "معضلة اختيار أسماء الوزراء ‏أعادت ملف التشكيل خطوات إلى الوراء"، مستبعداً في ضوء ذلك "حصول إنجاز حكومي ‏خلال الساعات القليلة المقبلة بعدما دخلت عملية التأليف في لعبة عض أصابع بانتظار من ‏يصرخ أولاً".

 

النهار : الانسداد الحكومي مجددا والانهيار الوبائي لا ينتظر!

النهار/الخميس 05 تشرين الثاني 2020

مع ان إنشداد لبنان امس، اسوة بالعالم بأسره، الى حبس الانفاس الذي فرضته تطورات ‏الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدا امرا طبيعيا، لكن هذا العامل الخارجي الطارئ لم يقلل ‏خطورة التباطؤ الذي عاد يطبع مسار تأليف الحكومة الجديدة في وقت تتصاعد فيه أخطار ‏الانهيارات الداخلية ولا تحرك ساكنا لدى معرقلي ولادة الحكومة. اتخذ مشهد الدوامة المملة ‏والعبثية في مسار تأليف الحكومة بعدا شديد الوطأة على البلاد أمس تحديدا في الرابع من ‏تشرين الثاني الذي صادف مرور ثلاثة اشهر على إلانفجار المزلزل في مرفأ بيروت، اذ ‏اختلطت التداعيات الهائلة التي خلفها الانفجار مع المشهد المتخلف للدولة اللبنانية حيال ‏الانهيارات التي يعاني منها اللبنانيون وكأن لا انفجار حصل ولا انهيارات تستدعي استعجالا ‏استثنائيا في تأليف حكومة تكون على الأقل على مستوى التصدي بأقصى سرعة لكوارث ‏زاحفة من حجم كارثة الانتشار الوبائي لكورونا في سائر المناطق اللبنانية على عتبة بلوغ ‏سقف الإصابات المئة الف إصابة الأولى رسميا وما يواكب الكارثة المتدحرجة من نتائج ‏مخيفة على القطاع الصحي والاستشفائي .

‎ ‎ذلك ان الأجواء التي مالت الى توقعات إيجابية قبل 48 ساعة في شأن مسار تأليف ‏الحكومة لم تصمد طويلا امس، خصوصا في ظل انعدام التحركات المتصلة بهذا المسار ‏وعدم قيام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بزيارة كانت مرتقبة لقصر بعبدا بما فسر ‏بانه تراجع للإجواء التفاؤلية التي سادت في الساعات السابقة. ووسط ازدياد معالم التكتم ‏عن حقيقة مجريات الأمور بين قصر بعبدا وبيت الوسط، أعربت مصادر سياسية بارزة ‏ومطلعة على مجريات الاتصالات الجارية لـ"النهار"عن شكوكها العميقة في وجود نيات ‏جدية لتسهيل مهمة الرئيس المكلف وتحدثت عن موجات باردة وساخنة من المناورات ‏المتعاقبة من جانب الافرقاء النافذين الذين يتولون إدارة غرفة العمليات الخلفية للملف ‏الحكومي بما بات يفسر بوضوح ظاهرة الصيف والشتاء على سطح التفاوض الجاري مع ‏الحريري بهدف تعريض صدقيته وهزها واتهامه بتوسيع اطار الوعود السياسية فيما كل ‏ذلك لا يمت الى الحقيقة بصلة. وفي ظل هذا المناخ استبعدت الأوساط نفسها ان تطرأ ‏عوامل مشجعة وجدية من شأنها دفع عملية تشكيل الحكومة قدما في الأيام القليلة المقبلة ‏خصوصا اذا صحت المعلومات التي تتحدث عن رفع سقف الاشتراطات والمطالب مجددا ‏حول حقائب عدة من جانب فريق رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر" بهدف السيطرة ‏على الثلث المعطل في الحكومة.

‎ ‎تمديد التدقيق الجنائي ؟

ولان عامل الوقت والمهل لا يحتمل ترف اللعبة التعطيلية السياسية أيضا اندفعت الى ‏واجهة الاستحقاقات أيضا مسالة التدقيق الجنائي لحسابات مصرف لبنان بحيث باتت الدولة ‏الان في مواجهة تداعيات القرار الذي ستتخذه في الساعات المقبلة ربما الشركة المعنية ‏بالتدقيق فيما مصرف لبنان يتظلل بالتزام قانون السرية المصرفية في تسليمه المستندات ‏المطلوبة. ومن المقرر ان يقابل مدير شركة "الفاريز ومارسال " دانيال جيمس اليوم رئيس ‏الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب وحاكم مصرف لبنان ‏رياض سلامة بعدما اجتمع امس مع وزير المال في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني ‏وبحث معه الخيارات التي التي ستتخذها الشركة في الساعات المقبلة . وترددت معلومات ‏عن اتجاه الى تمديد الشركة مهلة تسليمها كل المستندات التي طلبتها من مصرف لبنان ‏عبر وزارة المال ولم تتسلمها بالكامل لمدة شهر إضافية. ولكن مصرف لبنان اعلن انه بعد ‏تداول المجلس المركزي لمصرف لبنان امس كتاب وزير المال المتضمن كتاب وزيرة العدل ‏في شان حسابات الدولة والسرية المصرفية فان مصرف لبنان سلم كامل الحسابات ‏العائدة له الى وزير المال وفقا للأصول. اما بالنسبة الى حسابات الدولة فلفت مصرف ‏لبنان الى انه "يمكن الدولة اللبنانية طلب كشف مفصل عن كامل حساباتها وتاليا تسليمها ‏الى الجهات التي ترى انه من المناسب اطلاعها عليها الامر الذي يجنب مصرف لبنان مخالفة ‏قوانين السرية الملزمة قانونا والتي يترتب على مخالفتها عواقب جزائية ". واعلن انه سلم ‏وفقا للقانون كامل المستندات التي طلبتها كل من شركتي التدقيق .

‎ ‎وجاء مرور الشهر الثالث امس على انفجار المرفأ متزامنا مع بدء موسم الأمطار بما يعنيه ‏ذلك من تفاقم التداعيات التي تركتها الانفجار بتدميره ألوف المباني وتضررها وتهجير ‏عشرات ألوف المواطنين منها . وقد نظم عشرات المتضررين وذوي ضحايا الانفجار امس ‏تظاهرة الى منزل قاضي التحقيق في انفجار المرفأ فادي صوان معبرين عن رفضهم ‏التأخير في التحقيقات ومطالبين بالكشف فورا عن معطيات التحقيق ومتابعة الملف.

‎ ‎الاقفال

في غضون ذلك بدأ الانتشار الوبائي لكورونا ينذر فعلا ببلوغه حدود الكارثة بل الانهيار ‏الصحي والاستشفائي والاجتماعي بعدما وصل واقع المستشفيات الحكومية والخاصة الى ‏ذروة الاحتواء للمرضى. وكشفت مصادر طبية بارزة ان التوصيات التي صدرت قبل أيام عن ‏لجان نيابية وصحية بالإقفال لأسبوعين لم تعد مجدية لان الحاجة الفعلية باتت ضاغطة ‏وإلزامية لإقفال يناهز الشهر على الأقل منعا للانهيار الصحي والاستشفائي. ولفتت الى ان ‏الطواقم الطبية والتمريضية لن تتمكن من الصمود طويلا بفعل الإصابات الكثيفة في ‏صفوفها كما ان المستشفيات وغرف العناية لم تعد تتسع للمصابين. وقد أبلغت المراجع ‏الرسمية طلبات وتحذيرات وإنذارات بان كارثة الانتشار الوبائي تقترب من المراحل الأكثر ‏خطورة ولذا برز اتجاه الى انعقاد المجلس الأعلى للدفاع في الساعات الـ48 المقبلة لاتخاذ ‏قرار حاسم في شان الأقفال ومدته. ويشار في هذا السياق الى ان وزارة الصحة سجلت ‏امس 1888 إصابة بكورونا و9 وفيات وبلغ العدد التراكمي 87097 إصابات‎ ‎

 

إتهامية بيروت صادقت على مذكرة التوقيف في حق بدري ضاهر في ملف الكبتاغون

وطنية - الخميس 05 تشرين الثاني 2020

أصدرت الهيئة الإتهامية في بيروت المؤلفة من القضاة: الرئيس ماهر شعيتو والمستشارين جوزف بو سليمان وبلال عدنان بدر، قرارا ردت بموجبه الإستئناف المقدم بتاريخ 3/11/2020 من المدعى عليه مدير عام الجمارك بدري ضاهر، بواسطة وكيله المحامي جورج الخوري، بجرم هدر المال العام في ما اصطلح على تسميته بملف "أمير الكبتاغون"، وصادقت على القرار الصادر في التاريخ عينه عن قاضي التحقيق الأول بالإنابة في بيروت شربل بو سمرا والذي انتهى الى إصدار مذكرة توقيف وجاهية في حقه. يشار الى أن الهيئة اعتبرت أن المباشرة بالإستجواب وتمكين المدعى عليه من ممارسة حقوقه يسمحان بإصدار مذكرة توقيف في حقه وإن تقدم بدفوعٍ شكلية، لتحقق الغاية من المادة 107 أ.م.ج.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

لودريان: تصريحات أردوغان “عنيفة وتتسم بالكراهية”

مونت كارلو الدولية/05 تشرين الثاني/2020

ندّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بـ”تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، معتبرًا أنها “عنيفة وتتسم بالكراهية”. وقال لإذاعة “أوروبا 1”: “هناك الآن تصريحات عنيفة وتتسم بالكراهية يجاهر بها بانتظام أردوغان وهي غير مقبولة”. ولمّح لودريان في حديثه إلى احتمال فرض عقوبات على أنقرة.

 

كندا.. إصابة شخص بنوع نادر من إنفلونزا الخنازير

 سكاي نيوز عربية/05 تشرين الثاني/2020

سجلت في كندا أول إصابة بنوع نادر من فيروس إنفلونزا الخنازير “إتش 1 إن 1” لدى البشر. وأفادت السلطات الصحية أن الفيروس قد رُصد في منتصف شهر تشرين الأول المنصرم لدى مريض في مقاطعة ألبرتا، في غربي البلاد، مشيرة إلى أنه كانت لديه أعراض الإنفلونزا. وأكدت السلطات أن المريض، المصاب بإنفلونزا الخنازير استعاد عافيته سريعا. وأعلنت أن “فيروس الإنفلونزا المسجل هذا من النوع ’إيه إتش 1 أن ‘ يعتبر نادرا، إذ لم يسجل سوى 27 حالة فقط في جميع أنحاء العالم منذ العام 2005، كما أنه يسبق أن تم تسجيل أي حالة من هذا النوع من قبل في كندا”.

واُصيب الشخص المذكور بنوع نادر من الإنفلونزا لدى البشر “بعدما احتك مع خنازير مصابة”. وأكدت سلطات مقاطعة ألبرتا أنها تتعامل مع الموضوع “على محمل الجد”، غير أنه “لا شيء يدفع إلى الاعتقاد حتى اللحظة بأن الفيروس تفشى”.

 

الاسد:المصارف اللبنانية سبب الازمة الراهنة في سوريا

المدن/05 تشرين الثاني/2020

أعطى رئيس النظام السوري بشار الاسد ما يشبه صك براءة من الأزمة الاقتصادية للولايات المتحدة والحصار الغربي على سوريا، ووضع أساس الأزمة التي يمر بها الاقتصاد السوري حالياً في المصارف اللبنانية التي تحتجز أموال السوريين، حسب تعبيره. وقال الأسد خلال جولة في معرض تجاري في دمشق: "القضية ليست الحصار، وإذا الحصار على حلب لم يقدر أن يؤثر، فإذن الحصار على سوريا، والذي لا يمكن أن يكون أقسى من حصار حلب، لن يكون السبب وراء المشكلة (الاقتصادية) التي نمر فيها، هناك موضوع النفط نتأثر به وموضوع القمح وتوريده وحرقه في المناطق الشمالية الشرقية لا شك أن له تأثير". وأضاف أن ودائع السوريين، التي تقدر بالمليارات والمحتجزة في القطاع المالي اللبناني هي السبب الرئيسي وراء الأزمة قائلاً: "المشكلة الاقتصادية لها سبب آخر لا أحد يتكلم فيه وهو الأموال التي أخذها السوريون وأودعوها في لبنان وعندما أغلقت المصارف في لبنان دفعنا الثمن". وتابع: "هذا هو جوهر المشكلة التي لا يتكلم أحد بها، طبعا من السهل أن نلوم دائماً الدولة والحكومة. الأخطاء موجودة لدى الجميع هذا موضوع آخر، لكن الأزمة الحالية ليست مرتبطة بالحصار، الحصار مستمر منذ سنوات ولا يعني هذا أن الحصار أمر جيد والأميركيين أبرياء، لكن الأزمة الحالية التي بدأت منذ حوالي عدة أشهر سببها هذا الموضوع". وقال إن ودائع السوريين في المصارف اللبنانية تقدر ما بين 20 و42 مليار دولار، مضيفاً "لا نعرف ما الرقم الحقيقي، وهذا الرقم بالنسبة لاقتصاد مثل اقتصاد سوريا هو رقم مخيف". وتفرض البنوك اللبنانية، التي تخشى نزوح رؤوس الأموال وتصارع أزمة حادة في العملات الصعبة، ضوابط صارمة على السحب وعلى تحويل الأموال للخارج منذ نهاية 2019.

 

منظمة الصحة: أوروبا تشهد «طفرة» في إصابات «كورونا»

كوبنهاغن: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 تشرين الثاني/2020

قال المدير الإقليمي في أوروبا لمنظمة الصحة العالمية هانس كلوغه، إن أوروبا تشهد راهناً «طفرة» إصابات بوباء «كوفيد- 19»؛ داعياً الدول إلى مواصلة جهودها في مواجهة الجائحة. وأوضح كلوغه، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن المنظمة تناشد الدول اتخاذ إجراءات «هدافة ومتناسبة» لمواجهة ارتفاع الإصابات والوفيات؛ لكنه اعتبر أن المدارس ينبغي أن تبقى مفتوحة، وألا تغلق إلا كإجراء أخير. وكان إحصاء لوكالة «رويترز» للأنباء قد أظهر أن أكثر من 48.04 مليون أصيبوا بفيروس «كورونا» على مستوى العالم، في حين وصل مجموع الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليون و244 ألفاً و413 حالة.

وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق، منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر (كانون الأول) 2019.

 

مقتل مدنيين في قصف لقوات النظام السوري على إدلب/استهداف نقطة تركية في جبل الزاوية

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»/05 تشرين الثاني/2020

قُتل سبعة مدنيين على الأقل بينهم أربعة أطفال، أمس (الأربعاء)، في قصف صاروخي شنّته قوات النظام السوري على محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في وقت طال القصف نقطة تركية في ريف إدلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن سقوط قتلى وجرحى في «قصف صاروخي مكثف صباح الأربعاء من قبل قوات النظام على مناطق في محافظة إدلب، حيث ارتفع تعداد الشهداء إلى سبعة بينهم أربعة أطفال»، مشيراً أيضاً إلى «وجود نحو عشرين جريحاً في مناطق متفرقة من إدلب، بعضهم في حالات خطرة».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القصف الأعنف استهدف مدينة أريحا حيث قُتل أربعة مدنيين بينهم طفلان. وتسيطر «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى أقل نفوذاً حالياً على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتؤوي المنطقة ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين. ويسري في مناطق في إدلب ومحيطها منذ السادس من مارس (آذار) وقفاً لإطلاق النار، أعلنته كل من موسكو حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة، بعد ثلاثة أشهر من هجوم واسع شنته دمشق في المنطقة وتسبب بنزوح نحو مليون شخص، لم يعد غالبيتهم إلى بلداتهم حتى الآن. ولا تزال الهدنة صامدة، رغم أنها تشهد بين الحين والآخر خروقات من الطرفين، وفق المرصد. وفي ديسمبر (كانون الأول)، بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في إدلب ومحيطها وتركزت العمليات بداية على ريف إدلب الجنوبي ثم على ريف حلب الغربي المجاور. وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 500 مدني، وفق المرصد. وندّدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» مؤخراً بقصف المدنيين خلال هذه الهجمات التي استهدفت خصوصاً مستشفيات ومدارس وأسواق، معتبرة أنها «شكلت جرائم حرب على ما يبدو، وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية». في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل نحو ثمانين مقاتلاً سورياً من فصيل سوري موالٍ لأنقرة جراء غارات شنتها روسيا على معسكر تدريب في شمال غربي سوريا، وفق المرصد. وعمدت قوات النظام السوري صباح أمس إلى تنفيذ قصف صاروخي مكثف على إدلب، حيث استهدفت بأكثر من 120 قذيفة صاروخية ومدفعية، مناطق في احسم ومرعيان ونحليا وبلشون ودير سنبل والبارة وشنان والفطيرة بريف إدلب الجنوبي، وكفريا والفوعة بريف إدلب الشرقي، ومدينة إدلب ومحيطها.

وتزامن القصف على أريحا مع مرور رتل للقوات التركية من المنطقة، حسب المرصد. وأضاف أنه سجل قصفاً صاروخياً نفذته قوات النظام على نقطة المراقبة التركية في سرجة ضمن جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، حيث سقطت قذائف داخل النقطة وفي محيطها.

وكان الجيش التركي استكمل الانسحاب من نقطة عسكرية في مورك بريف حماة الشمالي ونقطتها الثانية في شير مغار في جبل شحشبو. وتعد نقطة مورك هي الأكبر بين نقاط المراقبة التركية، وهي أول نقطة من النقاط الواقعة ضمن مناطق سيطرة النظام التي تقوم تركيا بإخلائها بموجب اتفاق مع روسيا، وستقوم بإخلاء عدد آخر من النقاط ضمن مناطق سيطرة النظام في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا. كانت القوات التركية المتمركزة في نقطة مورك بدأت في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نقل معداتها العسكرية باتجاه قاعدة جديدة أنشأتها فوق تلة قرب قرية قوقفين جنوب إدلب. وتسود مخاوف، مع انسحاب القوات التركية من نقاط المراقبة في مناطق النظام، لدى النازحين من عدم القدرة على العودة إلى ديارهم، بعد أن كانت تركيا تعهدت بإعادتهم في إطار الاتفاق مع روسيا وإيران. وواجهت أنقرة ضغوطاً كبيرة من روسيا في الفترة الأخيرة من أجل سحب نقاطها في مناطق سيطرة النظام بعد تهديدات الرئيس رجب طيب إردوغان ومسؤولي حكومته باستهداف قوات النظام حال الاقتراب من نقاط المراقبة العسكرية التركية. وكثفت تركيا خلال الأشهر الأخيرة من إرسال التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات وأسلحة ثقيلة إلى ريف إدلب، مع تقدم النظام وروسيا وسيطرتهم على كامل الطريق الدولية بين حلب ودمشق، والسيطرة على مناطق واسعة في شمال وغرب حلب، وسط استهداف مكثف لريف إدلب الجنوبي. ودفعت القوات التركية بتعزيزات عسكرية جديدة إلى عمق إدلب دخلت، أمس، من معبر كفرلوسين في ريف المدينة الشمالي، وتضمنت أكثر من 45 آلية عسكرية، وعربات مصفحة وشاحنات محملة بمواد لوجيستية وذخائر، إضافة إلى شاحنات محملة بكبائن مسبقة الصنع. وتم توزيع التعزيزات الجديدة على نقاط المراقبة التركية العسكرية المنتشرة في ريف إدلب الجنوبي وجبل الزاوية القريبة من خطوط التماس بين قوات النظام والمعارضة.

 

الإمارات تفتتح قنصليتها في العيون المغربية/وزير خارجيتها عدّ الخطوة «دفعة قوية للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين»

العيون (جنوب المغرب): «الشرق الأوسط»/05 تشرين الثاني/2020

افتُتحت أمس في العيون؛ كبرى مدن الصحراء المغربية، القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعدّ أول قنصلية لدولة خليجية تفتتح في الصحراء. وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إن افتتاح قنصلية عامة لبلاده في العيون سيعطي دفعة قوية للعلاقات «المتينة والاستراتيجية»، التي تجمع الرباط وأبوظبي. وذكر الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في كلمة مسجلة جرى بثها عقب مراسم تدشين القنصلية العامة للإمارات في العيون، أن هذا «القرار نابع من الطابع العريق والاستراتيجي للعلاقات التي تجمع بين البلدين». وأبدى وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي أمله في أن تضطلع هذه الممثلية الدبلوماسية «بدور مهم في استشراف الفرص الاقتصادية، وتوسيع مجالات التفاهم، وتشجيع قنوات التعاون بين البلدين». كما أوضح الوزير الإماراتي أن المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة «تجمعهما علاقات متميزة ومتينة، تم إرساؤها على قاعدة قوامها الأخوة الصادقة والتضامن المستمر، والتعاون البناء والاحترام المتبادل، من قبل الراحلين الملك الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، مذكراً بمشاركة دولة الإمارات في «المسيرة الخضراء» عام 1975. وأضاف الوزير الإماراتي أن هذه الأواصر تعززت أكثر خلال السنوات الأخيرة، بفضل ريادة العاهل المغربي الملك محمد السادس وإخوانه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال إن بلاده لطالما كانت على الدوام إلى جانب المغرب، ودعمت قضاياه العادلة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن هذا الدعم «يعكس أواصر الأخوة والتعاون المثمر بين البلدين». في سياق ذلك، أشاد المسؤول الإماراتي بالدور الرائد للملك محمد السادس في «مواصلة التنسيق والتشاور مع القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة فيما يتصل بتعزيز السلم والاستقرار والأمن بالمنطقة، وفيما يتعلق بدعم الجهود الدولية والأممية، الرامية إلى حل النزاعات على الصعيدين الإقليمي والعالمي». ويتعلق الأمر؛ يضيف الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، بتبادل وجهات النظر «للوصول إلى رؤية مشتركة، ملؤها التفاؤل والأمن لكسب التحديات التي تعيق نهضتنا وتنميتنا». من جانبه، قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الرباط، العصري سعيد أحمد الظاهري، في كلمة بالمناسبة، إن افتتاح قنصلية عامة لبلاده في العيون؛ «حاضرة جنوب المملكة، والذي يتزامن مع ذكرى (المسيرة الخضراء)، يشكل فرصة لإعطاء زخم قوي للعلاقات الثنائية من أجل تعاون فعال ومثمر». واستشرف الدبلوماسي الإماراتي «آفاقاً رحبة للتعاون الثنائي وتطوره، ونماء العلاقات بين البلدين في ظل قيادتيهما وتوجيهاتهما المتبصرة». يذكر أن حفل التدشين ترأسه وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الرباط.

وتسارعت بمدينة العيون منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي الوتيرة الدبلوماسية بتدشين قنصليات لكل من: جزر القمر، والغابون، وساو توميوبرنسيب، وأفريقيا الوسطى، وكوت ديفوار، وبوروندي، فضلاً عن زامبيا ومملكة إسواتيني.

 

الأسد يعزو أزمة الاقتصاد السوري إلى مليارات محتجزة في بنوك لبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط»/05 تشرين الثاني/2020

قال رئيس النظام السوري بشار الأسد إن ودائع بمليارات الدولارات لسوريين محتجزة في القطاع المالي اللبناني بعد أزمة مالية كبيرة هي سبب رئيسي وراء الأزمة الاقتصادية السورية المتفاقمة، وفقاً لوكالة «رويترز». وتفرض البنوك اللبنانية، التي تخشى نزوح رؤوس الأموال وتصارع أزمة حادة في العملات الصعبة، ضوابط صارمة على السحب وعلى تحويل الأموال للخارج منذ العام الماضي، الأمر الذي أثار غضب المودعين المحليين والأجانب العاجزين عن الوصول إلى مدخراتهم. وقال الأسد إن ما بين 20 و42 مليار دولار من الودائع ربما فقدت في القطاع المصرفي الذي كان نشطاً والذي كان لديه ودائع بالعملة الصعبة تزيد على 170 مليار دولار. واضاف «هذا الرقم بالنسبة لاقتصاد سوريا رقم مخيف». وأوضح الأسد الذي كان يتحدث أثناء جولة في معرض تجاري أذيعت على وسائل الإعلام الرسمية: «الأموال التي أخذت ووضعت في لبنان هي جوهر المشكلة الذي لا يتطرق أحد إليها». ويقول رجال أعمال سوريون إن الضوابط الصارمة التي يفرضها لبنان على السحب حجزت مئات ملايين الدولارات التي كانت تستخدم لاستيراد السلع الأساسية من نفط وبضائع إلى سوريا. كما يقول مصرفيون ورجال أعمال إن كثيراً من شركات الواجهة السورية كانت تلتف على العقوبات الغربية باستخدام النظام المصرفي اللبناني لاستيراد البضائع غير المسموح بها إلى سوريا براً. وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية العشرات من هذه الشركات على القائمة السوداء. وبين الأسد أن الأعباء الاقتصادية الحالية ليس سببها قانون قيصر، أقصى عقوبات أميركية تفرض على دمشق إلى الآن والذي بدأ سريانه في يونيو (حزيران) الماضي. وتابع قائلاً: «الأزمة الحالية بدأت قبل قانون قيصر وبدأت بعد الحصار بسنوات... هي الأموال التي ضاعت في البنوك اللبنانية». وينحى النظام السوري باللائمة على العقوبات الغربية في الصعوبات الواسعة النطاق بين المواطنين العاديين، حيث أدى انهيار العملة منذ بداية العام إلى ارتفاع الأسعار ومعاناة المواطنين من أجل الحصول على الخبز والإمدادات الأساسية. وواجه النظام في الشهر الماضي نقصاً حاداً في الوقود، وأجبر على رفع أسعار الخبز مع تقلص مخزون القمح، مما يفاقم حالة السخط بين السكان المرهقين من حرب مستمرة منذ عشر سنوات.

 

نتنياهو يستقبل رئيس وزراء رومانيا ويهاجم الاتحاد الأوروبي/أوربان زار مناطق السلطة الفلسطينية والتقى عباس

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/05 تشرين الثاني/2020

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قادة دول الاتحاد الأوروبي، على فشلهم في فهم الطبيعة المتغيرة للشرق الأوسط بعد اتفاقيات التطبيع الإسرائيلية الأخيرة مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان. وقال نتنياهو، خلال استقباله رئيس الوزراء الروماني، لودوفيك أوربان، إن «سياسة الاتحاد الأوروبي تستند إلى بعض البيروقراطيات التقليدية القديمة». ووجّه الشكر إلى رومانيا «على مساعدتكم لنا على مر السنين في عرض حجج منطقية أمام الاتحاد الأوروبي». وكان أوربان قد حضر إلى تل أبيب، أمس (الأربعاء)، يرافقه وزير الخارجية، بوغدان أوريسكو، ووزير الدفاع، نيكولاي سيوكا، والتقوا كلاً من الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، ووزير الدفاع بيني غانتس. وتم التوقيع على اتفاقيات أمنية واقتصادية وعلمية. وقال نتنياهو، إن هذه الزيارة هي «دليل على الصداقة الكبيرة التي تسود بيننا، حيث اخترتم في السنة الأولى لولايتكم الوصول إلى إسرائيل واخترتم أن تفعلوا ذلك أثناء فترة (كورونا)».

أما أوربان فقال إنه ناقش مع نتنياهو «الأهمية الحاسمة لبناء بيئة أمنية إقليمية مستقرة في الشرق الأوسط». وأضاف، أن بلاده «ملتزمة بمواصلة دعم إسرائيل في هدفها لتقوية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي». كما رحب بـ«الشراكات الجديدة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل وأبوظبي والمنامة والخرطوم». وقال «تمثل هذه الاتفاقيات علامة فارقة يمكن أن تخلق زخماً جديداً لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أيضاً». وقد لوحظ أن أوربان لم يتطرق علناً إلى موقف بلاده من وضع القدس، على الرغم من كون رومانيا واحدة من دول عدة كانت أعلنت في الماضي، على لسان رئيسة الحكومة السابقة، فيوريكا دانتشيلا، أنها ستنظر في نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. المعروف أن في إسرائيل يعيش نحو نصف مليون يهودي من أصل روماني. وحسب نتنياهو، فإنهم يشكلون جسراً بين إسرائيل ورومانيا. هذا، وقد زار المسؤول الروماني ووزيرا الخارجية والدفاع، مناطق السلطة الفلسطينية وعقد مؤتمراً صحافياً مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية برام الله، ونقلت وكالة الرسمية عن أشتية قوله «ناقشنا دور رومانيا في الاتحاد الأوروبي، ونقدّر الموقف الروماني والأوروبي فيما يخص حماية القانون الدولي والدعوة إلى حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مع القدس عاصمة لها. أوروبا ضامنة وحامية للقانون الدولي والقرارات الأممية، ورومانيا لها دور مهم وحيوي في استمرار هذا». وأضاف أشتية «إن الاجتماع تطرق أيضاً إلى دعوة الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي مستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة، وإلى دعم رومانيا الموقف الفلسطيني في الاتحاد الأوروبي خصوصا فيما يتعلق باتفاقيات الشراكة بيننا وبين أوروبا التي هي مفصل مهم في مستقبل العلاقة مع الشركاء في حوض المتوسط ومع أوروبا». من جانبه، قال أوربان، إن اجتماعه برئيس الوزراء ناقش مستقبل السلام في الشرق الأوسط والتطورات في المنطقة، مؤكداً أن بلاده لن تدخر جهداً يؤدي إلى حل الصراع ورعاية مفاوضات تقود للتوصل إلى حل الدولتين، بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

 

الاتحاد الأوروبي يندد بهدم إسرائيل مساكن لفلسطينيين في شمال غور الأردن

بروكسل: «الشرق الأوسط»/05 تشرين الثاني/2020

ندّد الاتحاد الأوروبي، اليوم (الخميس)، بهدم إسرائيل مساكن تعود لفلسطينيين وبنى تحتية على نطاق واسع، مطالباً بالتخلي عن مشاريع هدم مدارس، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ويحتجّ الأوروبيون على هدم أكثر من سبعين مسكناً ومنشأة صحية تعود إلى 11 عائلة فلسطينية تضمّ 41 طفلاً في قرية خربة حمصة الفوقا (حمصة البقيعة) في شمال غور الأردن، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان. ودمرت جرافات إسرائيلية مساء الثلاثاء القرية البدوية الصغيرة بأكملها، بما في ذلك الخيام وحظائر الماشية والألواح الشمسية قرب مدينة طوباس شمال شرقي الضفة الغربية، تاركة وراءها العشرات من المشردين. وقال المتحدث إن «هذا الهدم الواسع النطاق يؤكد مرة جديدة الاتجاه المؤسف لعمليات المصادرة والهدم المتّبع منذ مطلع العام». ولفت إلى أن ذلك «يُضاف إلى التهديد بهدم مدرسة فلسطينية في تجمّع رأس التين في وسط الضفة الغربية التي شارك في تمويلها الاتحاد الأوروبي ودول أعضاء في الاتحاد»، مشيراً إلى أن 52 مدرسة فلسطينية مهددة بالهدم. وذكّر بأن «التعلم هو حق إنساني أساسي ينبغي حمايته والمحافظة عليه». وختم البيان بالقول إن «هذه التطوّرات تشكل عقبة أمام حلّ الدولتين، والاتحاد الأوروبي يطالب مرة جديدة إسرائيل بوضع حدّ لكل عمليات الهدم هذه، بما فيها هدم المنشآت المموّلة من الاتحاد الأوروبي، خصوصاً بالنظر إلى الأثر الإنساني لوباء فيروس (كورونا) المستجدّ المنتشر حالياً». ويقع غور الأردن بشكل أساسي في المنطقة المصنفة «سي» أو «جيم» من أراضي الضفة الغربية، التي تخضع تماماً لسيطرة إسرائيل التي تخطط لضمها.

ويحتاج تشييد المباني في هذه المنطقة وفق إسرائيل إلى تصاريح مسبقة من السلطات الإسرائيلية التي تهدم المنازل التي يبنيها الفلسطينيون بدون تصاريح.

 

فشل مفاوضات سد النهضة... وإعادة الملف إلى الاتحاد الأفريقي/مصر اعترضت على منح دور أكبر للخبراء

الخرطوم: محمد أمين ياسين - القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط»/05 تشرين الثاني/2020

وصلت مفاوضات سد النهضة، أمس، إلى طريق مسدود، بعد أن فشل وزراء المياه بالسودان ومصر وإثيوبيا في الاتفاق على دور الخبراء في التفاوض ومنهج جديد للمفاوضات، بجانب السقف الزمني لعلمية التفاوض، واتفاق الدول الثلاث على إنهاء الجولة الحالية، وإعادة الملف مرة أخرى للاتحاد الأفريقي.

وأوضح بيان صادر عن وزارة الري السودانية، أمس، أن مصر اعترضت على مقترحين متقاربين من السودان وإثيوبيا بإعطاء دور أكبر للخبراء، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، واقتراح حلول توفيقية. وأقر البيان أن جولة المفاوضات، التي استمرت لأسبوع، عجزت عن إحراز أي تقدم ملموس بخصوص النقطة التي حددها الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والمياه، حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الخبراء في التفاوض، ومنهجية التفاوض ومساراته والجدول الزمني له. وأكد وزير الري السوداني، ياسر عباس، تمسك بلاده بالعملية التفاوضية برعاية الاتحاد الأفريقي، لكن بمنهجية جديدة للتوصل لاتفاق يرضي كل الأطراف حول ملء وتشغيل سد النهضة، مشيرا إلى أنه لا يمكن التفاوض إلى مالا نهاية. وقال عباس إن القضايا الفنية والقانونية العالقة «محدودة ويمكن الاتفاق حولها، إذا توفرت الإرادة السياسية لدى كل الأطراف». مشددا على موقف السودان في ضمانة وسلامة منشآته المائية، خاصة أن بحيرة خزان الرصيرص لا تبعد سوى خمسة عشر كيلومترا عن سد النهضة. وذكر البيان أن السودان تمسك خلال هذه الجولة بموقفه الرافض للعودة للتفاوض، وفق المنهجية السابقة التي لم تحرز أي تقدم. وكشف عن المقترح المفصل، الذي دفع به السودان، بشأن منح دور أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف واقتراح حلول توفيقية.

كما أشار البيان إلى أن إثيوبيا أبدت موافقتها على تعظيم دور خبراء الاتحاد الأفريقي، وأنها تقدمت بتصور مشابه لرؤية السودان، إلا أن مصر اعترضت على هذا المقترح، وتقدمت بمقترحات تدور حول مواصلة التفاوض بالطرق السابقة. وجرت المحادثات بشكل يومي منذ الأحد الماضي، بحضور الخبراء الفنيين والقانونيين للدول الثلاث، لبحث آلية استكمال المفاوضات خلال الفترة القادمة. وعلى مدار تلك الجلسات قدمت مصر رؤيتها ومطالبها، التي تشمل تنفيذ مقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي في أغسطس (آب) الماضي، بالتوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويؤمّن مصالحها المائية. وشارك في المفاوضات مراقبون من أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على أمل المساعدة في التوصل إلى اتفاق يبدد مخاوف دولتي المصب (مصر والسودان)، من تأثير السد الإثيوبي، المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل، على حصتيهما من المياه. وبحسب وزارة الموارد المائية المصرية، أمس، فقد عُقد اجتماع لوزراء المياه بمصر والسودان وإثيوبيا لمناقشة الإطار الأمثل لإدارة المفاوضات الجارية، واتضح خلال المناقشات «عدم توافق الدول الثلاث حول منهجيه استكمال المفاوضات في المرحلة المقبلة».

واتفقت الدول الثلاث على أن ترفع كل منها تقريراً لجنوب أفريقيا بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي يشمل مجريات الاجتماعات، ورؤيتها حول سُبل تنفيذ مخرجات اجتماعي هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي على مستوى القمة، اللذين عقدا يومي 26 يونيو (حزيران) الماضي، و21 يوليو (تموز) الماضي، واللذان أقرا بأن تقوم الدول الثلاث بإبرام اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة. وتتمسك كل من الخرطوم والقاهرة باتفاق «ملزم قانوناً» يحكم تدفق المياه، وعلى آلية قانونية لحل الخلافات قبل البدء في تشغيل السد، وهو ما ترفضه أديس أبابا. وحركت انتقادات حادة وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترمب للموقف الإثيوبي بشأن السد، وتحذيره من «تفجير» مصر للسد، المفاوضات المجمدة منذ نهاية أغسطس الماضي. وبدأت إثيوبيا تشييد سد النهضة على النيل الأزرق عام 2011. وأعلنت بداية الملء الأول للسد في 21 يوليو الماضي، قبل أن تعود لتقول إن ملء السد جاء على خلفية كثافة هطول الأمطار بالهضبة الإثيوبية، مما ساعد في عملية ملء السد بصورة غير متعمدة، إلا أن إتمام عملية الملء الأولى لسد النهضة، دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، أثار حفيظة الدولتين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثالث/الحلقة الثانية 

05 تشرين الثاني/2020
كانت عين إبل قد أثبتت وجودها في المنطقة وزادت أراضيها وكثر انتاجها، وفي أوائل القرن هاجر بعض بنيها إلى الولايات المتحدة وجمعوا ثروات عادوا بها إلى القرية وعمروا الدور التي يزينها القرميد الأحمر، وكان هذا النوع من البناء بالقرميد قد وصل إلى لبنان مع الحملة الفرنسية في 1860 التي عمرت أول منزل في دير القمر وسقفته بالقرميد، ومنذ ذلك الحين أصبح القرميد دلالة على الثراء، لأنه مستورد من مرسيليا، ومن استطاع أن يعمر بقرميد فمن المؤكد أنه صاحب ثروة، وهكذا فقد أصبح في عين إبل ستة أو سبعة بيوت قرميدية ما عدا الكنائس والدير ما أعطاها طابع الغنى زيادة على وسع الأراضي ووفرة الانتاج و"أسطول" الجمال التي كانت تغادرها قبل كل فجر محملة من خيراتها إلى مدن الساحل بخاصة صور، ما زاد من حسد الحاسدين وشهوة الطامعين، ولكن دونما تطاول، فقد حصنت بالرجال الأشداء المتيقظين الذين عرفوا أن "الرزق السايب يعلم الناس الحرام" فكان أفهمهم وأخلصهم أشدهم حرصا على صون البلد من اي تطاول، وكان وجوه البلدة نواطيرها وقد كان لهم علاقة بالجيرة ضبطتها أصول ولياقات تعلقت بمفاهيم وتقاليد كل فئة. فالمنطقة فيها شعوب ومذاهب ولكل منها مفاهيمه وتراثه، ولو التقى الكل على بعضها، فالمتاولة، وقد كان عددهم مقبولا أكثر من غيرهم، كانت لهم مفاهيمهم التي تختلف عن مفاهيم البدو العائشين في المضارب والذين لهم قيم وطرق عيش تخصهم، وبينما ساكن الروم، الحرفيون بأغلبهم، المتاولة في كثير من الأماكن والقرى وتفاعلوا معهم في بعض المجالات، انفرد الموارنة في قرى تختلف حسب المشارب في العادات واللهجة وبعض التصرف.

وفي العهد العثماني لم يكن المتاولة من أصحاب الحقوق في الدولة وكانوا لا يختلفون شأنا عن المسيحيين، وكان لهم بعض المعارك مع دروز الجبل من جهة ومع قبائل فلسطين من جهة ثانية، أما المسيحيون في المنطقة فقد كانوا منهمكين بتأمين قوتهم. وفي ما بعد الحملة المصرية حاول "حمد البيك" زعيم الشيعة يومها استرضاء الدولة العثمانية بأن هاجم ببعض فرسانه فلول المصريين في رميش... ثم جاءت مشاكل الجبل الطائفية فلم تتاثر بها المنطقة بسبب عدم وجود منافسة على الزعامة، ولكنها لم تخل من تحرش هنا ومشكل هناك. ولكن بعيد دستور 1908 الذي ساوى بين مواطني الدولة العثمانية بدا وكأن الأمور تسير نحو الأفضل فتحمس المسيحيون إذ شعروا بأنه ستصبح لهم حقوق حتى في الانتساب إلى الجيش العثماني والاشتراك بالسلطة بشكل فعلي، فانتسب البعض إلى جمعية "الاتحاد والترقي" وفتحوا "ناديا" في عين إبل أصبح فيما بعد يتدخل بكل شؤون البلدة، وعمت مرحلة من التامل بمستقبل نير. لكن ما أن بدأت الحرب العالمية الأولى حتى ظهر الوجه الآخر من المساواة، فقد بدأ الطلب على العسكر، وكان أن وصل الأمر إلى أخذ كل الرجال من عمر ثمانية عشر عاما إلى عمر خمسين، مما أفرغ البلاد إلا من النساء والأطفال والعجائز، وجعل من هرب من الخدمة، فارا طول الوقت، فبارت الأراضي وقل الانتاج ووصلت الحالة إلى المجاعة وزاد الأمر سوءً، تشديد الأتراك وكثرة زياراتهم لتلك القرى، حيث كانوا يقيمون على حساب هؤلاء المساكين، آكلين شاربين مع أعلاف خيولهم، وزيادة على كل هذا ما كانوا يفرضون من "خوات" على الناس. ولكن لكل شيء نهاية ولكل ظلم ختام، فقد خسرت تركيا الحرب ولحقت بالأمبراطوريات البائدة وذهب معها عصر القهر والتبعية إلى غير رجعة، وقد كان الرابحون، لأول مرة منذ قرون، دول يختلف مذهبها ومعتقدها عن تلك التي حكمت البلاد منذ خروج الفرنج، لا بل كانت الدول التي قهرت تركيا تنادي بحرية الشعوب وتقرير مصيرها وبحقها في الاستقلال والعيش بسلام.

كان هذا كثير على من خرج لتوه من ظلم الأتراك، فلم يحلم الناس بهكذا قدر من التحرر وعمت الأفراح بوجه خاص عند المسيحيين الذين عرفوا معنى التمييز والظلم، وعرفوا معنى أن يزايد بعض الحكام على الاسلام، ليستدرج عطف المسلمين فيسامحونه على أخطائه الكثيرة، بالتهجم على غير المسلمين وفرض شروط قاسية تذكر دوما بالشروط العمرية، فيتدخل السلطان بلون الحذاء ، ويمنع القاضي دفن الميت، وتفرض ضريبة "ظلم " مجاهرة...

لكن أهالي عين إبل لم يعرفوا ما كان ينتظرهم بالرغم من الفرحة الكبرى، فسياسات الدول، حتى المنادية بحرية الشعوب وتقرير مصيرها وبالمساواة والأخوة، لها في إدارة البلاد ما لا يتصوره عقل أولئك الفلاحين. فبين فرنسا وبريطانيا، المتحالفتين، تضارب في المصالح، فقد كانتا اتفقتا على تقسيم الشرق إلى مناطق نفوذ، وكانت بريطانيا وعدت "فيصل" ابن "الشريف حسين"، "شريف مكة"، بمملكة عربية يحكمها، وككل الخارجين من صحاري العرب، حلم فيصل ب"الشام" جزءً من مملكته، فتعدى على نفوذ الفرنسيين حسب الاتفاقية (سايكس- بيكو) ولم يكن له شأن معهم. من جانب آخر قد يكون البريطانيون تركوا الأمور تجري على ما هي، عله يستطيع "تشليح" فرنسا بعض نفوذها دون أن يمسوا هم بالاتفاق. لكنه لم يعرف ما ينتظره فتمادى وجماعته وطالب بلبنان جزءً من دولته. ودار أزلامه يقنعون المسلمين بطلب حكمه، على أساس حرية الشعوب بتقرير المصير. فقبل به بعض الشيعة عندنا على أنه من "آل البيت"، ودارت العرائض ودرت الاستفتاءات مدة سنتين وكانت موجهة إلى مؤتمر الصلح. وكان المسيحيون هنا يناضلون في سبيل الانضمام إلى لبنان، فجماعتهم هناك وأصولهم هناك وعلاقاتهم هناك وبطركهم أيضا، ولم ينسوا بعد ظلم المسلمين ومعاملة "أهل الذمة"، فكان الطلب والاصرار على الانضمام إلى لبنان. فقامت حركات تهدد وتتوعد من يرفض القبول بحكم فيصل، وهي طريقة لم ينسها بعد من حكم من قبل تركيا، وكان الفرنسيون يحبذون أن يغلط فيصل ويحاول فرض الأمور بالقوة، لأنه كان قد دخل الشام عنوة مع الانكليز ولم ينفذ هؤلاء تعهدهم للفرنسيين باخراجه فانتظروا الفرصة لطرد ذلك البدوي الذي يتجرأ على اللعب مع الكبار...

بدأت اللعبة تكبر وزاد جماعة فيصل من تهديداتهم وتعنتهم، فطلب المسيحيون الحماية من الفرنسيين فأعطوهم بضع بنادق لم يكن لهم خبرة في استعمالها، ولكنها أعطتهم ثقة بالنفس، فتصدت عين إبل للعصابات ووقفت بوجههم ومنعتهم من التعدي على المسيحيين في جوارها، وقد كانت من أكبر قرى المسيحيين في جبل عامل وكان رجالها أشداء يقويهم إيمانهم بالله وبحقهم في الدفاع عن النفس فصمدوا مدة تسعة أشهر بوجه عدة عصابات ومجموعات. وقيل فيما بعد أن من بين هذه العصابات والمجموعات من كان يعمل مع المخابرات الفرنسية. فقامت هذه العصابات بمهاجمة كل القرى والمزارع الصغيرة، من جنوب الليطاني وحتى الحدود، فتهجر أهلها، وأحرق بعضها، وفرغ كثير منها، إنما في عين إبل لم يستطيعوا فرض خوة أو سرقة رأس ماعز أو التعدي على أحد، لا بل تحدى أهالي البلدة عصابة "صادق حمزة"، يوم أرسل يطلب تسليم أسلحة ودفع خوة، بالقدوم إليهم، وهاجموه في شلعبون، فهرب وتوعد، وعاودوا التصدي له، يوم طلب من دبل تسليم أسلحة، فكان جوابهم أن شباب عين إبل هم الذين ينتظرونك في دبل أيضا، إن كنت تنوي النزال، فلم يجرؤ على المواجهة هذه المرة ...

في صباح ذلك اليوم، وكان أهل البلدة، كعادتهم، قد وزعوا على كل الاتجاهات، فرقا صغيرة للاستطلاع والحماية، يختلف عدد عناصرها حسب الموقع وأهميته، بينما ذهب الباقون إلى أعمالهم مطمئنين. وكان "أبو نصري"، يومها ابن تسعة عشر عاما، من بين مجموعة "الدوير". كانت الساعة قد قاربت على التاسعة عندما سمعوا إشارة إطلاق نار من فرقة "شلعبون"، فأخذوا "استحكامات" حول التل في جل "بيت أبو عبدالله"، وكان كبيرهم "أبو سالم". وقد كان "أبو سالم" من القبضايات المشهود لهم، فهو كان هاجر إلى الولايات المتحدة، وجمع ثروة في ظروف لم تخلو من المغامرة والشجاعة. ثم عاد إلى البلدة واشترى أراضي جمعها بالبدل والسخاء لتصبح مزرعة متكاملة، وعمر بيتا ومخزنا وبدأ بتجارة مع مدن الساحل والداخل في حوران والمنخفضات الفلسطينية. وقد كان في غدواته يبيت في نابلس ويصبح في الشام ويمسي في صيدا ليعود إلى عين إبل محملا بما لذ وطاب. وكان "أبو سالم" حلو المعشر لكنه رصين وشديد في الأوقات الحرجة، ولذا فقد اختار موقعا يعتبر خطرا لبعده عن القرية، ولكنه كبير الأهمية لأنه يمنع التسلل من الناحية الشمالية. فعندما سمع إشارة "شلعبون" وزع الشباب على أماكنهم وحاول أن يستطلع الأمر...

كان هناك بالفعل تجمعا ما تجاه كونين وقد تقدم بعض العناصر إلى ما فوق وادي "عين سدير" فأطلقت مجموعة المراقبة في "شلعبون" النار باتجاههم كإنذار لعدم التقدم أكثر وبنفس الوقت كإشارة لبقية المجموعات المدافعة للتنبه لما يحدث. فلم يكن عندهم وسيلة اتصال، ولم يكن لديهم مركز قيادة وتوجيه عسكري يعرف أن يقوم الأمور، فيعطي الأوامر، بالصمود هنا والانكفاء هناك، بالهجوم في نقطة معينة أو الثبات والمدافعة في نقطة أخرى، بدفع الاحتياط لدعم موقع ما، أو لتقييم الوضع بشكل شامل وتأمين إستمرارية المعركة لوجستيا وعملانيا... كان الدفاع عن القرية إحدى "العونات"، والقتال شكل من إظهار قوة قد تخيف العدو فيهرب أو يتراجع، كما حدث في تحدي "صادق حمرة". لكن الأمر أختلف هذه المرة، ولم يقتصر على "صادق حمزة" وعصابته، بل تجمعت كل العصابات وتقرر القضاء على مقاومة القرية. وقد شاركت عصابات من أطراف الجولان و"عرب الفاعور" الذين ينزلون ب"الحولة" وغيرهم. وكان التجمع على بركة كونين شحذت فيه النفوس وتوزعت الأدوار، وفي الوقت نفسه أطلت فرقا من الجهة الشرقية، ثم ظهرت فرقا من الغرب بينهم "عرب الشعب"...

أحس "ابو نصري" ورفاقه بالخطر هذه المرة لأن "أبو سالم" كان واجما على غير عادة ولم "يتمخطر" أمامهم بل زحف بين الصخور عائدا إلى متراسه، وعندما حاول "أبو ابراهيم" رفع راسه زجره وصرخ به ثم اشار إلى عدم إطلاق النار بدون أمر منه وعدم التحرك أو ترك أي شخص لمكانه، لكن "أبو ابراهيم"، وكانت له دالة على "أبو سالم" كونه يفلح له الملكيات، اعتبر أن الأمر مبالغ به وحاول النهوض بعد بعض الوقت لقضاء حاجة، وكان "أبو سالم" في الجهة المقابلة يراقب مجموعة تحاول الاقتراب باتجاههم، وكان ينتقل بين رجاله يعين لكل منهم هدفه ساعة يعطي الأمر، فقد أرادها ضربة قاضية لهذه المجموعة، لكن تحرك "أبو ابراهيم" الذي كان يضع "حطته" البيضاء على راسه كشف وجودهم وما كان من أحد المتسللين إلا أن فتح النار، عندها رد "أبو سالم" وتبعه كل على هدفه فأصيب ثلاثة من المهاجمين واحتمى الباقون بين الصخور عائدين من حيث أتوا وطلقات المجموعة تتبعهم. فرح الشباب وقويت معنوياتهم بهذه العملية، ولكن عنين "أبو ابراهيم" أعادهم إلى واقعهم، فقد كان أصيب بذلك الطلق الناري في خاصرته واتكأ على ساق شجرة واضعا يده على الجرح. قفز "أبو سالم" مستطلعا الأمروإذا الجرح بليغ والنزف حاد، فتجهم وجهه ونزع الحطة وحاول أن يربط بها الجرح. في هذه الأثناء كان الرصاص يلعلع من "ضهر العاصي" باتجاه "شلعبون" يجاوبه إطلاق نار كثيف من الجهة المقابلة فهم منه بأنه لم يبق أحد من مجموعة شلعبون التي كانت مهمتها الانذار عن اي تقدم ثم الانسحاب. حاول أبو سالم أن يرسل أبو ابراهيم إلى القرية فقد تعتني به الراهبة، وإذا كان مقدرا له أن يموت فلماذا يموت هنا بعيدا عن القرية، ولذا فقد كلف

"جرجس" بمرافقته للعودة ونبهه أن يفتح عينيه جيدا فالأرض غير آمنة وألا يتعب ابو ابراهيم بل "يطول باله عليه"...

في هذه الأثناء كان "أبو صقر" وهو ابن السابعة عشر بين المجموعة التي تؤمن الدفاع عن البلدة من الشرق وكانوا يرابطون في "الضهور" وكان معهم "أبو يوسف" بذاته وقد كان زعيما بكل ما للكلمة من معنى، فهو البعيد النظر، المتزن، القوي الشخصية والعادل في أحكامه،حتى كان اصبح مضرب المثل في العدل والشمول في معرفة أمور الفلاجين وخلافاتهم، وكان شرعه مقبولا حتى على المتاولة والبدو. كان "أبو يوسف" يقدر أن يكون الهجوم، إذا حدث، من الجهة الشرقية لأنها أقرب إلى بنت جبيل وأسهل للتسلل. ومع أنها قليلة الشجر لكنها كثيرة الصخور حيث يمكن الاحتماء من الرصاص، لذلك فضل أن يكون هناك بقرب الشباب لكي يتجنب المعركة إذا أمكن أو يقودها إذا ما فرضت عليهم، وكان لا يزال لديه أمل بتدخل "الأوادم" لتجنب المعركة فقد كان القاضي "محمد نجيب" انتقد تصرفات "المتهورين الذين لا يعرفون إلى إين يقودون الناس"، وقد سمع من البعض أن "البيك" غير راض عن أعمال هؤلاء الطارئين ولكنه لا يجرؤ على مجابتهم في موضوع كهذا فهو يعرف حده في مواجهة الموجات ذات المنحى الديني وقد كان الموضوع أخذ هذا المنحى. ولكن "أبو يوسف" لم يأخذ ذلك على محمل الجد لأنه كان يعرف قدرة البيك إذا ما اقتنع بأمر.

كانت المجموعة تحوي عددا أكبر من مجموعة "أبو سالم" فهنا لا مجال للتراجع وهذا هو خط الدفاع عن البلدة. وعندما فتحت النار في "ضهر العاصي" أرسل "أبو يوسف" أحد الشباب إلى هناك للتأكد مما يحدث خوفا من أن تكون عملية الهاء. كان "أبو صقر" ذلك الرسول وقد كتب فيما بعد عن ذلك اليوم في مذكراته بعد أن كان أصبح في الثلاثينات صديقا حميما ل"سلطان باشا الأطرش" زعيم دروز سوريا الذي قاد في 1925 الثورة ضد الفرنسيين وقد تخاوى معه وسكن "السويدا" عاصمة "جبل الدروز" وعلّم فيها هو وغيره من أبناء عين إبل في تلك المرحلة. ذهب "أبو صقر" إلى ضهر العاصي ليستطلع الأمر وكان المكان جبهة حرب حقيقية. فقد انتشر الشباب خلف متاريسهم وصوبوا بنادقهم باتجاه شلعبون حيث كانوا يرون بين الحين والآخر خيالا يتحرك أو حصانا يجري فتطلق النار باتجاهه وكان "روكز" الموجه العسكري هناك كونه قد خدم في الجيش التركي وعاد بعد نهاية الحرب وهو الوحيد الذي مر بتجربة عسكرية سابقا، وقد اعتبر "ضهر العاصي" مهما لأنه يشرف على كل الجهات ومنه يمكن رؤية الشرق والشمال والغرب ويمكنه مساندة مجموعة "الدوير" أو "الضهور" على السواء.

كان "أيوب" رجلا منظورا بين جماعته وقد جعله ذلك، وإن لم يكن لديه خبرة روكز العسكرية، مركز ثقة المجموعة. لذلك عندما وصل "أبو صقر" كان هو من تحادث معه ليطمئن "أبو يوسف" عن الوضع. ولكن "أبو صقر" فهم منه أن الشباب يصرفون كثيرا من الذخيرة وقد كان "روكز" ألمح إلى ذلك ولكنه لم يرد أن "يكسر بخاطرهم" أو يقلل من معنوياتهم، وقد كان عناصر مجموعة شلعبون الذين التحقوا في ضهر العاصي تحدثوا عن أعداد كبيرة تجمعت قرب بركة كونين، وأخبره أنهم صدوا مجموعة كانت تحاول التقدم من جهة شلعبون وقد منيت ببعض الاصابات ولكنه لا يعتقد أنها ستكون المحاولة الأخيرة، لأنه قد لاحظ زيادة في عدد الوافدين إلى بيدر "صف الهوا" من اتجاه كونين، فهو من موقعه يستطيع رؤية أطراف تلك البلدة، ولذا فقد كلف ابو صقر أن يكمل طريقه إلى "بيت شباط" حيث كان مركز التجمع والذخيرة وحيث كان من المفروض أن يكون المختار "أبو بركات" والخوارنة وبعض الوجهاء الذين كانوا يأملون أن يتدخل أحد لوقف التدهور مثل "البيك" أو بعض العقلاء أو حتى الفرنسيين، مع أنهم كانوا قد لاحظوا أن هؤلاء آخر من يتدخل، فلم يكن هناك حامية كبيرة في صور لا بل كان "دولابستيار " يجاهر بأنه يخاف العصابات ولذلك فهو يركب كل ليلة قاربا لينام في البحر كي لا يستطيع رجال العصابات اللحاق به فأين عظمة فرنسا كي يخاف ممثلها مجموعة كهؤلاء؟ أو أنها كانت تطيل لهم الحبل، وإلى أي مدى؟ وهذا كان يخيفهم، وقد طلب "ايوب" من ابوصقر أن يشرح الوضع ويستفهم عن موضوع الذخيرة التي كانت تشغل باله.

كانت الساعة قد قاربت على الثالثة عندما وصل أبو صقر إلى "بيت شباط" وكان علية بكل معنى الكلمة ففيه قبو أرضي كانت الذخائر موضوعة فيه ولم يكن تبقى منها إلا ثلاث صناديق فقد توزع منذ الصباح أكثر من عشرة صناديق على كل المجموعات المحيطة بالبلدة وقد كانوا صرفوا خلال الشهر الماضية بين معارك وتدريبات وتهويل ما يقارب العشرة صناديق ولم يكن باستطاعتهم شراء رصاصة واحدة من المحيط ولا الوصول إلى صور بعد تكاثر العصابات وعملياتها حولهم. لذلك عندما صعد أبو صقر إلى الطابق الثاني حيث اجتمع المختار والآخرون وكلمهم عن الوضع كان تعليق "أبو بركات" المباشر:

- الله يراف، ما بتخلصنا إلا عجيبة.

ثم استدار إلى خوري الحدادين قائلا:

- وين صاحبك البيك؟.. ما على بنى هوي ضد هالشي...

لم يجب الخوري بشيء، فصحيح كانت له علاقة صداقة بالبيك وكان يحترمه ولكنه لم يدع مرة معرفة ما بداخله، ثم دار الحديث حول الثبات بالمواقع حتى آخر رصاصة وسأل أحدهم عن وضع بقية الجبهات وعن مساعدة القرى الأخرى وهنا شدد "أبو بركات" على ضرورة أن يبقى باب "القبلي" مفتوحا وزاد "أن لا تنتظروا مساعدة من أحد فقد بدا واضحا أن المعركة معركتنا وقد فرضت علينا ولا يمكننا التراجع".

في هذا الجو القاتم والرصين الذي شهده ابو صقر في "العلية" بين كبار البلدة، وقد كان طلب إليه البقاء لينقل آخر الأخبار لأبو يوسف وجماعته وبخاصة في موضوع الذخيرة والثبات، إذا ب"حنا" يدخل مسرعا وقد أتى من ضهر العاصي، كان منظر "حنا" وهو يلهث أنفاسه مضحكا بعض الشيء، فقد ركض ليخبر بالجديد وينقل الأوامر لجماعته. كان الموضوع مهما جدا فقد ظهر بعض الخيالة رافعين الأعلام البيضاء فأمر "أيوب" أن يبقوا تحت النار ولكن دون أن يطلق عليهم إلا بأمره، وتقدموا إلى مسافة يمكن منها سماع نداءاتهم وأخبروا بأن "البيك" و"الأفندية" يرغبون بالصلح وقد أرسلوا يطلبون القدوم إلى عين إبل للتفاوض. كان "حنا" يخبر لاهثا والكل مشدوه وعندما وحل إلى البيك والأفندية إنشرح الجميع وأكثرهم خوري الحدادين الذي لم يكن قد قطع الأمل مرة ثم قال "أبو بركات":

- هي هيي العجيبة.. الله يكملها عخير وسلامة..

ثم اشار على "أبو صقر" ليعود إلى ضهر العاصي فيخبر الشباب بالموفقة على وقف النار وإعلام الرسل بالسماح لوفد البيك والأفندية بالدخول متى شاؤوا. فاعترض الخوري "يوسف" وكان صامتا حتى تلك اللحظة وقال لأبو بركات أنه يجدر بنا الحذر في هذا الشأن عله يوجد مكيدة. فقام الجميع يؤنبونه على هذا الشك في غير محله وبدأ كل واحد يشرح نظريته بشأن التفاوض وأسبابه وتنطح من يدافع عن وقف القتال حتى أن خوري الحدادين الذي كان يعرف القرآن استشهد بآية منه تقول: "وإن جنحوا للسلم فاجنح له"، وكانت خلاصة الحديث ما اشار إليه ابو بركات في النهاية؛ "هل لدينا ما هو أفضل؟ فقد كدنا نفقد الذخيرة ونشكر الله لم يبلغ بعد عن أية إصابة حتى الآن وأعداد المهاجمين كبيرة فإن داهمنا الليل قد يصبح الدفاع أصعب، وقد يكونون فعلا خسروا في المعركة ويريدون، عن حسن نية أو عن خوف، إيجاد مخرج مشرف فاستقدموا البيك والأفندية لإجراء مصالحة، وقد يكون الفرنسيون يضغطون. ونحن أيضا نفضل الصلح، ولكن الحذر يبقى واجبا".

كان هذا الكلام يدور في العلية بينما غادر أبو صقر مسرعا باتجاه ضهر العاصي فهو يريد أن يوصل الخبر ويرى بعينيه ما يجري، لذلك طلب من "حنا" قبل أن يغادر أن يذهب هو إلى "الضهور" ليعلم "أبو يوسف" بالتطورات بعد أن يرتاح قليلا. وما أن وصل إلى ضهر العاصي حتى رأى الشباب مرتاحين والبسمة على وجوههم وقد ترك بعضهم مكانه وتجمعوا حول "أيوب"، أما "روكز" فقد ظل في مكانه وعينيه على الرسل الذين وقفوا على مسافة اربعماية متر تقريبا في اسفل التل ينتظرون الجواب وقد رفعوا الأعلام البيضاء وكان يرقد بجانبه "خيرالله" وهو يسدد سلاحه نحو حامل الراية الذي بدا وكأنه يعرفه من اللقاء الأول مع جماعة "صادق حمزة" وقد كان، على ما تصور "خيرالله"، هو الرسول الذي جاء من يارون يومها يحمل مطالب زعيم العصابة وقد رد خائبا، وكان "خيرالله" ينتظر أن يسمح له بأن يرديه فلا يعود يرى وجهه بعد اليوم، ولكن الأصول كانت تقضي بعدم التعرض لمن يرفعون الراية البيضاء، ولذا فقد بقي مصوبا سلاحه باتجاهه عله يغلط بحركة أو يتغير الموقف، ولكنه، في كل الحالات، كان يلتذ أن يراه تحت رحمته.

ما أن وصل أبو صقر وأخبر أيوب بالموافقة حتى صرخ بهم وأعلمهم بالأمر على أن يأتوا من نفس الاتجاه رافعين الرايات البيضاء، عندها استدار هؤلاء وعادوا أدراجهم مسرعين باتجاه شلعبون.

في هذه الأثناء كان "أبو ابراهيم" الذي اصيب في "الدوير" قد وصل إلى "العين" بعد جهد جهيد ولم يعد يقوى على السير فقد نزف كمية كبيرة من دمه وطلب إلى "جرجس" أن يساعده للوصول إلى الماء ويجلسه بقرب النبع ويكمل طريقه إلى القرية فيحضر دابة يحمله عليها، فطلعة العين صعبة جدا ولن يقوى وهو بهذه الحالة على الاستمرار، ولا خوف عليه هنا.

صعد "جرجس" إلى البلدة بعد أن أجلس أبو ابراهيم بقرب النبع وسقاه بعض الماء وعندما وصل إلى مفرق "الكسار" وقف ليأخذ نفسا ونظر باتجاه "الدبش" فإذا بمجموعة من المسلحين تظهر صوب "شجرة المكبرة" قرب حانين فأطلق عيارا ناريا باتجاههم وأكمل إلى البلدة وقد شغل باله أن تتقدم هذه المجموعة إلى "الدبش" فيصبح التحرك داخل البلدة خطرا لأنها مكشوفة من هذا الاتجاه.

في هذه الأثناء وصل "حنا" إلى "الضهور" وأخبر أبو يوسف ومجموعته عن طلب الصلح ففرح الجميع ولكن أبو يوسف لم يكن مرتاحا فطلب أن يبقى الكل في أماكنهم وذهب بنفسه إلى "العلية" للتأكد من الموضوع. كان أبو يوسف يفكر وهو بطريقه إلى العلية فيما إذا الأمور تسير بالشكل الصحيح، ولماذا اليوم وبعد هذا الهجوم يتدخل البيك ليفرض وقف النار؟ هل إن العصابات المهاجمة قد فقدت أحد كبارها في المعركة مثلا فأصبحت الآن أكثر طواعية؟ أم أن ضمير البيك قد تحرك في آخر لحظة وهو يحاول فرض نفسه من جديد؟ أم هل يمكن أن يكون الفرنسيون قد تدخلوا بشكل أو بآخر؟ لكن "البادري" كان قد أخبره سرا في آخر زيارة له أنه يخاف من لعبة السياسيين، ولا يفهم ماذا يريد الفرنسيون عمله... أم هل هناك خدعة؟ أم ماذا؟..

كانت الساعة قد قاربت الرابعة وبعد ساعتين تقريبا تغيب الشمس، وهذا أخاف أبو يوسف أكثر لأنه لو حدث شيء غير متوقع قبل المغيب يكون من الصعب جدا السيطرة على الوضع لكثرة العدد وبداية الليل حيث "تضيع الطاسة" فلا يعود بالامكان تأمين حماية الناس من التسلل خاصة بوجود هذه النجمعات التي تكلم عنها "حنا"، وبالرغم من أنه أطل على الكنيسة الجديدة، التي كانوا يفتخرون بها، ورسم إشارة الصليب كعادته، لكنه لم يشعر بالطمأنينة ككل مرة، فلام ذاته على هذا التشاؤم وقلة الإيمان وتشدد وقال في نفسه "متل ما الله بريد".

كان أبو يوسف ذاهبا باتجاه العلية وفكره في المصير القاتم والأحداث الجارية أما قلبه فكان في مكان آخر بعيدا عن كل ذلك. فقد كانت "ام يوسف" حبلى في شهرها وهي على وشك الولادة وكانت، عندما غادر في الصباح، توجعت قليلا ولكنها لم ترد أن "تعتله الهم" وقالت له أنها إذا ما أحست بشيء سوف تذهب إلى غرفة الوقف التي في "الخلة" لتلد هناك. فإذا ما هوجمت البلدة لن يكون بالامكان تدبير خروجها بسرعة من البيت أما في "الخلة" هناك فقد يتمكن أحدهم من مساعدتها على الهرب اثناء الليل. كان يتساءل، خاصة بعد أن أطل على البلدة ولمح البيت، هل أنها ذهبت، ومن ترى رافقها؟ هل يمكن أن تكون جارتهم "شمى" برفقتها، أم هل تكون "لطيفة" التي تعرف بالتوليد معها؟ وأين الأولاد الصغار؟ وهل يمكن أن تكون "مريم" على قد الحمل فتعتني بهم؟ والكبار موزعون على المجموعات المدافعة؟ والصغيرة "حنة" و"موسى" هل سيتمكنان من السير كل هذه المسافة؟..

نزل أبو يوسف باتجاه البيت ليتأكد من الوضع ويعود، ما دام الجميع يتحدث عن الصلح، فلماذا يكون هو الوحيد الذي يحسب هذه الحسابات، ولكنه ما أن وصل إلى قرب المقبرة حتى التقى "جرجس" الذي رافق أبو ابراهيم من الدوير فأخبره عن الوضع هناك وعن حالة ابو ابراهيم والمجموعة التي رآها قرب شجرة المكبرة فأنبه على تركه لأبو ابراهيم بهذه الحالة وقال له تعال خذ "دابتي" وانزل أحضر المسكين ابو ابراهيم وخذه إلى الدير عل الراهبات يتمكن من مساعدته وأنا أتكفل بموضوع العناصر التي بقرب شجرة المكبرة. فدخلا إلى بيته وفك أبو يوسف الحمار ووضع عليه "الجلال"، ولكنه لم يجد أحدا في المنزل فارتاح باله قليلا وقال في نفسه إن الله أرسله من أجل ابو ابراهيم، وهم بالانصراف، لكن "زهير" بدأ يخور ويرفس، فتنبه أنه منذ الأمس بدون شرب ففكه ورفيقته "الصبحى" وأخرجهما إلى الدار ونشل سطلي ماء من البئر وضعهما في الجرن ووضع الخشبة على باب الدار كي لا يخرجا، لأنه لم يرد الانتظار حتى يكملا شربهما ويعيدهما إلى الداخل وقد قاربت الشمس على المغيب فلن يؤثر بقاءهما في الخارج والصغار ليسوا بالبيت، ثم هب مسرعا باتجاه العلية شاكرا الله على أنه أتى إلى البيت.

أما في الدوير فقد كان الشباب بعد أن طردوا المتسللين في الصباح بقوا في وضع قتالي تحت اشراف أبو سالم وتحسنت معنوياتهم إذ توقف إطلاق النار في ضهر العاصي وكانوا رأوا الخيالة الذين حملوا الأعلام البضاء ومكوثهم حتى أخذ الخبر ثم عودتهم  بدون اطلاق نار ما جعلهم يتصورون أن هناك نوعا من الاتفاق تم التوصل إليه، ولكنهم بعد مضي وقت قليل رأوا جموعا يتقدمهم فريق من الخيالة يتجهون إلى البلدة ثم بدأت عناصر بالتحرك باتجاههم من جهة الطيري فاحتاروا بأمرهم أيطلقون النار باتجاه هذه العناصر أم يتركونهم يقتربون؟ وهل أن هناك أمرا ما يدعو إلى فتح أبواب البلدة لغرباء في المساء لدخولها، وخاصة بعد معارك النهار؟ ولكن لماذا لم تفتح النار من ضهر العاصي؟..

 

الانتخابات الأميركية في لبنان

يوسف بزي/المدن/05 تشرين الثاني/2020

"يبدو لا نتائج رئاسية في أميركا قبل تشكيل حكومة في لبنان". هذه الطرفة تنتشر عبر وسائط التواصل الاجتماعي. وهي توازي في مجانيتها العبثية ما ينتشر عبر الثرثرة المسماة إعلاماً لبنانياً: لا حكومة قبل الانتخابات الأميركية.

السياسيون أنفسهم يشجعون على تسويق هذا النوع من المقولات، التي توهمنا أن شروط طلال إرسلان مثلاً، أو مطالبة جنبلاط بوزارة الصحة، أو إصرار باسيل على وزارة الطاقة، إنما هو متصل على نحو حميم و"جوهري" باستراتيجية دونالد ترامب أو خطط جو بايدن، من غير إغفال ما ستسفر عنه نتيجة التصويت في بنسلفانيا! مرة أخرى، تظهر "السياسة"، حسب محترفيها اللبنانيين، خداعاً مستمراً من نمط أن مصير الطائفة أو حتى مصير لبنان نفسه إنما هو متصل وجودياً بمصير "الزعيم" نفسه. وهذا الأخير، ليس لديه إلا القول أن مصير طائفته وبلده مرهون حتماً بمن ستؤول إليه الرئاسة الأميركية، أو العلاقات الإيرانية الأميركية، أو النزاع التركي الخليجي.. إلخ. في هذه الأثناء، يمتلئ "هواء" التلفزيونات بالبارعين في تسييل الكلام بدفق هائل وسريع على النمط الذي أسلفناه، وينجرف اللبنانيون معه متقبلين كل هذه الأوهام لا تصديقاً تاماً، إنما على الأرجح تعزية للنفس هرباً من اليأس أو تجنباً للإقرار بالعجز. وسرعان ما يحيل اللبناني مأساة انهيار نظامه السياسي والاقتصادي وتدهور أحواله إلى سوء السياسة الدولية وشر ترامب أو خامنئي أو أردوغان أو نتانياهو.. وهو صحيح جداً كلما أسلمنا تطوعاً البلدَ وقرارَه إلى هؤلاء. فلا شغل للمستحوذين على السلطة والسياسة سوى التنافس فيما بينهم على ترتيب مزاد "التدخل الخارجي" بل استجداء كل خارج كي نمنحه نفوذاً، ونورطه في نزاع لاسا العقاري أو في تسمية وزير المالية.

المواظبة على نزع أي حصانة وطنية، كما الإدمان على خداع الجمهور، جعلت حتى هذا الخارج يشمئز من هذا الدجل اللبناني. وعلى هذا المنوال، استطاع سياسيونا -ومعهم جيشهم الإعلامي- دسّ ما قاله الرئيس الفرنسي فضحاً مشيناً، وما قاله وزير خارجية فرنسا تحذيراً من زوال لبنان، بل وما رسمه الفرنسيون خريطة طريق متّقنة للإنقاذ.. في أكوام اللغط والكذب والرياء إلى حد استحالة مجرد تذكرها على نحو واضح. فبدا أنه حتى عندما يأتي هذا الخارج فعلاً إلى قلب السياسة الداخلية، سرعان ما يتم مسخه لبنانياً، فيكون لدينا "خطة فرنسية" حسب نسخة نبيه برّي، وأخرى وفق تأويل محمد رعد، وثالثة بتفسير وجيه البعريني. ولا تتوقف هذه المسخرة هنا. إذ أن الوهم البالغ الحماقة الذي تعبّر عنه نكتة "يبدو لا نتائج رئاسية في أميركا قبل تشكيل حكومة في لبنان"، كان مرئياً تماماً ونحن نتفرج على إحدى إعلاميات الرثاثة اللبنانية وهي تجول في شوارع أميركا "تغطية صحافية" للانتخابات الأميركية، وفق الأسلوب نفسه في البث المباشر قبل وأثناء وبعد 17 تشرين: "إنت شو عم تعمل هون.. إنت ليش حامل هاليافطة.. إنت ليش عم تقطع الطريق". هذر بكاميرا وميكروفون بلا توقف.  وإعلام الرثاثة هذا، بقدر ما هو صنيع السياسة اللبنانية، بقدر ما هو صار صانعاً حقيقياً للسياسة نفسها في تغذية ارتجاعية لا فكاك منها، حتى آخر الانحطاط والتفاهة التي ترسم مصيرنا المعلّق بين خطيب موتور ومذيعة بلهاء.

 

قبل عامين على معركة الرئاسة: حظوظ "الاقوياء" معدومة وهذا هو المرشح الاقرب الى القص

 بولا أسطيح/الكلمة اولاين/05 تشرين الثاني 2020

قبل أيام أنهى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عامه الرابع في سدة الرئاسة. أربع سنوات مرت ثقيلة جدا عليه وعلى اللبنانيين، اذ شهدت ما لم تشهده البلاد حتى خلال سنوات الحرب الاهلية الطويلة من ازمات اقتصادية واجتماعية ومالية وصحية، ليأتي انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب ليشكل القشة التي قسمت ظهر البعير.يدرك عون ان عهده انتهى عمليا. ظن لوهلة انه قد ينجح في العامين المتبقيين بقلب الطاولة على جميع اخصامه الذين فخخوا العهد وفجروه. الا انه رضخ في النهاية لعدم قدرته على تحقيق اي شيء يذكر في كنف التركيبة الحالية خاصة مع تمترس حليفه حزب الله في صفوف اخصامه لاعتبارات شتى. يتعاون حاليا، وان رغما عنه مع سعد الحريري لتشكيل حكومة جديدة يدرك انها ستنتج ما انتجته الحكومات السابقة. اعتقد انه ومن خلال حكومة حسان دياب سينتقم من "الحريرية السياسية" التي لطالما حملها مسؤولية ما وصلت اليه البلاد قبل ان يسير والحريري نفسه في تسوية ساهمت بوصوله الى سدة الرئاسة. اعتقد ان حكومة دياب ستبقى حتى الانتخابات النيابية التي ستؤسس للانتخابات الرئاسية وانه سينجح بذلك بتأمين كل الظروف التي تتيح استلام جبران باسيل الرئاسة من بعده. مرة جديدة لم تجر الرياح كما تشتهي سفن عون. فرغم كل ما تم التداول فيه عن ان عون كرس عهده لتأمين وصول باسيل من بعده الى قصر بعبدا، فان الواقع الحالي يؤكد بما لا يقبل الشك ان هذا العهد قضى على اي حظوظ لباسيل كما لسواه من الزعماء المسيحيين وابرزهم رئيس حزب "القوات" سمير جعجع ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بعدما تبين ان البلد لا يحتاج ل"أقوياء" في طوائفهم ليحكموه. هذه النظرية لم تسقط فقط مسيحيا انما سنيا وشيعيا ايضا، نظرا لان تجربة السنوات ال٣٠ الماضية اظهرت فشلها الذريع الذي انفجر في وجهنا اخيرا!

حاول باسيل كثيرا في السنوات الماضية تحسين علاقته بالاميركيين لعلمه بأن واشنطن بوابة رئيسية للعبور الى بعبدا. فهو يعي تماما ان تجربة عون في هذا المجال لا تنسحب عليه. فاذا كان حزب الله تمسك بترشيحه رغم كل الضغوط والتحديات سواء ايفاء لعهد قطعه امينه العام او لتثبيت انتصار المحور الذي ينتمي اليه في المنطقة، فهو لا شك لن يقوم بربع ما قام به في الانتخابات الرئاسية الاخيرة كرما لعيون باسيل او حتى عيون فرنجية.

قد يعتقد البعض انه من المبكر جدا البناء على المعطيات الحالية لحسم اتجاه الرياح الرئاسية، خاصة في ظل المخاض الكبير الذي تشهده البلاد والذي قد يؤدي الى تغيير في النظام، فيما يعتبر البعض الآخر ان عامين في عمر الاوطان مدة قصيرة جدا تستدعي من المرشحين الاستعداد للمعركة سواء من خلال سياسات خارجية توضح تموضعهم او من خلال بناء تحالفات داخلية تؤمن فوزهم. هذا ما يقوم به عادة "المرشحون الاقوياء" اما المرشحون الدائمون الذين يتمركزون في خلفية المشهد، فيواصلون مسيرتهم من دون تعديلات تذكر، فاذا كانت الظروف والمعطيات تتقاطع مع هذه المسيرة، فرش لهم السجاد الاحمر امام قصر بعبدا من دون مجهود يذكر، وفي حال العكس فان اي جهد يبذلونه لن يكون كافيا للعبور. ومع انحسار حظوظ "الاقوياء"، ترتفع اسهم "الوسطيين" او " الاخصائيين" او سواهما من تسميات تعني في هذه الحالة اي شخصية عدا رؤساء الاحزاب الحاليين. وهنا يمكن الحديث عن قائد الجيش العماد جوزيف عون مثلا، الذي نجح بنسج أفضل العلاقات مع الاميركيين من دون ان يسيء لعلاقته "العادية" بحزب الله. وهو رغم كل التحديات التي واجهها في انتفاضة تشرين الاول٢٠١٩، نجح بالقفز فوق الالغام فبقي على مسافة واحدة من المتظاهرين كما من المنظومة الحاكمة، وان كان بوقتها قادرا على قيادة انقلاب عسكري يطيح بها. ولا شك ان البعض لا يتحمس كثيرا لعماد جديد في سدة الرئاسة، ويبحث عن شخصية تشبه اكثر المرحلة الحالية تخرج من كنف الحراك وتؤسس لتغييرات مماثلة جذرية في رئاستي مجلس النواب ومجلس الوزراء، على غرار زياد بارود. ولكن اذا نجحت المنظومة السياسية الحالية بتجديد شرعيتها في الانتخابات النيابية المقبلة، هل نتوقع حينها اي تغيرات تذكر؟ وهل يحق لنا اصلا بوقتها مواصلة الانتقاد والندب؟؟ حينها لن تصح الا مقولة "كما تكونون يولى عليكم"!

 

الحكومة بين "جو" باسيل وجو بايدن

ملاك عقيل/أساس ميديا/الخميس 05 تشرين الثاني 2020

من راهن على عدم ولادة الحكومة قبل الانتخابات الاميركية لم يخطئ تماماً، رغم مهلة الثلاثة أشهر تقريباً التي فصلت بين تقديم حكومة حسان دياب استقالتها في 10 آب الماضي وبين الاستحقاق الأميركي الأكثر سخونة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

مهلة كان يفترض في ظل حالة "الانهيار الشامل" التي تقارب الفوضى أن تحفزّ قوى الأمر الواقع على تأمين ولادة سريعة للحكومة، لكنّ هذا الأمر لم يحصل.

أكثر من ذلك، كل الإيجابيات التي بُني عليها في الأيام الماضية لصدور مراسيم "حكومة الإنقاذ" تبخّرت بفعل تمترُس سعد الحريري وميشال عون وجبران باسيل خلف سلّة شروطهم لولادة الحكومة، إضافة إلى غياب الوسيطين الفرنسيين باتريك دوريل وايمانويل بون عن السمع، وعدم ذهاب الرئيس نبيه بري في مسعاه أبعد من الحث على تجاوز العراقيل وتقديم التنازلات المتبادلة، ووقوف حزب الله في المنطقة الرمادية الأقرب إلى منطق "برنامج الحكومة أهمّ من الحقائب والأسماء والحصص". 

في الحسابات السياسية فالربط  بين الانتخابات الأميركية وبين تشكيل الحكومة ليس واقعاً محتّماً، خصوصاً أنّ موقف الادارة الأميركية، إن لفَحته رياح التغيير في حال استلام فريق عمل جو بايدن زمام الحكم، يصعب أن يترجم "مناخه" قبل أشهر من انتقال الأمرة من الجمهوريين إلى الديموقراطيين. ولأنّ بين ضفتيّ الحزبين معادلة حديدية ثنائية الأبعاد تحكم السياسة الاميركية حيال لبنان مهما كانت هوية ساكن البيت الابيض: "أمن اسرائيل أولاً... وإضعاف حزب الله" مع اختلاف الاسلوب والآلية والتكتيك بين الرجلين.

كل الإيجابيات التي بُني عليها في الأيام الماضية لصدور مراسيم "حكومة الإنقاذ" تبخّرت بفعل تمترُس سعد الحريري وميشال عون وجبران باسيل خلف سلّة شروطهم لولادة الحكومة، إضافة إلى غياب الوسيطين الفرنسيين باتريك دوريل وايمانويل بون عن السمع

يقول البراغماتيون: "أمام هذه المعادلة تزول الفوارق بين ديفيد هيل وديفيد شينكر وإليزابيت ريتشارد ودوروثي شيا.."!

لكنّ العالمين ببواطن اللعبة السياسية سلّموا منذ البداية بوجود عقبتين أساسيتين قد تؤخّران ولادة الحكومة: الركون إلى مرشّح آخر من طينة حسان دياب أو مصطفى أديب سيكون مصيره السقوط والفشل أو "التفشيل"، أما عودة سعد الحريري فستكون بكلفة عالية حتّى تحت عباءة الراعي الفرنسي.

وأوّل الأثمان تسليم الحريري مجدداً بواقع سبق أن سمعه مباشرة من لسان "صديقه" نبيه بري: "رفضت انتخاب ميشال عون لأني كنت أعلم أني سأصوّت لرئيسين. لكن سريعاً عرفت أّنني كنت مخطئاً. عملياً صوّت النواب لرئيس واحد (قاصداً جبران باسيل)"!!

هو الواقع الذي يختصر المعضلة الحكومية اليوم: استئناف الحرب الباردة بين بعبدا وبيت الوسط في ظل صمت شيعي معبّر. حربٌ لا تخفّف من وهجها بيانات التفاؤل والايجابية والتقدّم والتأني. مع العلم أنّ هذه البيانات الصادرة عن رئاسة الجمهورية تعكس واقعاً لا يعرفه كثر: داخل القصر الجمهوري مواجهة من نوع آخر "مكتومة الصوت" بين المكتب الإعلامي برئاسة الممدّد له رفيق شلالا، وبين مستشاري ميشال عون على رأسهم سليم جريصاتي.

قد يفسّر هذا الأمر مسارعة الأخير مع انطلاقة مشاورات التأليف بين عون والرئيس المكلّف إلى نفي أي دور له في التسريبات التي عمّمت يومها مناخاً من الايجابيات المُفرطة وسلّمت بأنّ استثناء وزارة المال من المداورة متّفق عليه بين رئيس الجمهورية والحريري.

لكن أبعد من هذا التفصيل غير المرئي، وأبعد من عقد الحصص والحقائب والصراع المعلن حول التدقيق الجنائي الذي سيواكب انطلاقة حكومة الحريري، يستحيل فصل الأزمة الحكومية عن الحسابات الرئاسية الآتية بعد سنتين. باريس تعي ذلك، تماماً كما واشنطن وطهران، والعديد من أفرقاء الداخل الذين يتصرّفون على هذا الأساس.

أوّل الأثمان تسليم الحريري مجدداً بواقع سبق أن سمعه مباشرة من لسان "صديقه" نبيه بري: "رفضت انتخاب ميشال عون لأني كنت أعلم أني سأصوّت لرئيسين. لكن سريعاً عرفت أّنني كنت مخطئاً. عملياً صوّت النواب لرئيس واحد (قاصداً جبران باسيل)"

مؤخّراً لم يعد ميشال عون يخفي أمام زواره قلقه ممّا يتعرّض له باسيل من "حملات تشويه بهدف إقصائه". يسلّم رئيس الجمهورية بوجود "محاولة اغتيال سياسية لعهده ولباسيل"، وقد كشف عن جزء منها في محطات سابقة ومن خلال الخطاب عالي السقف الذي أطلقه قبل ساعات من تكليف الحريري.

بعض المحيطين برئيس الجمهورية لم يتوانوا عن توجيه نصيحة له متخلّين عن سياسة القفازات: "حين تأتي الفرصة لك لإنقاذ عهدك وإنقاذ تاريخك الذي راكمته طوال مسيرتك السياسية. عليك أن تقتنصها. لا يمكنك أن تنقذ باسيل وعهدك في الوقت نفسه"!.

والمبادرة الفرنسية التي تشهد أقوى انتكاسة منذ الاعلان عنها في الأوّل من أيلول الماضي لا تتضّمن أي "ملحق" يمكن أن يستفاد منه لحصر أضرار المعركة الرئاسية المندلعة على ضفاف الورشة الاصلاحية بقيادة الحريري وفريقه "الاختصاصي".

تقول مرجعية سياسية بارزة: "بعكس كافة العهود السابقة بدأت معركة الرئاسة مع ميشال عون باكراً جداً بسبب خطأ "الجنرال" الذي نصّب باسيل وليًاٌ للعهد ورئيس ظل. والسنتان الفاصلتان عن موعد الاستحقاق الرئاسي ستكرّسان سياسة المحاور والاصطفافات حيال هذا الاستحقاق".

تضيف المرجعية السياسية: "تجدر معاينة أداء حزب الله من الآن وصاعداً. وأول الكلام من الضاحية صمت تام حيال تحذير عون من آثار التكليف على التأليف ومشاريع الاصلاح، ولاحقاً عبر تغطية خيار الحكومة المصغّرة وعدم تبني شعار المعايير الموحّدة والميثاقية التي رفعها باسيل". 

 

"فالج لا تعالج

بسام ابو زيد/الكلمة اولاين/05 تشرين الثاني 2020

عندما تتعثّر ولادة أي حكومة، لتناتش على الحقائب والثلث المعطّل وغيرها من مظاهر التحاصص وتقاسم المغانم، فإنّ ذلك لا يبشّر بالخير لجهة عملها وإنتاجيتها، لأنّ ولادتها ناجمة عن تفاهم سياسي هشّ يملك كلّ طرف فيه القدرة على التعطيل ساعة يشاء. الأهمّ في حكومات كهذه أنّها لا تحظى بثقة المواطنين اللبنانيين، ولا بثقة العالم الذي أصبح مُدركاً أنّ جهات سياسية في لبنان لا تريد أي تغيير نحو الأفضل، بل هي ترغب وتعمل للحفاظ على مكاسب ومواقع ومصالح، ولو تحوّل الوطن جثّة. هكذا كانت حال كلّ الحكومات السابقة، وهكذا ستكون حال الحكومة الجديدة. تكوينها ناجم عن تسوية هشّة، وزراؤها مرتبطون بأطراف سياسية تحرّكهم وِفق مصالحها وأهوائها، قرارها في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية مُصادر، علاقاتها بدول العالم محكومة إمّا بعلاقة باردة أو تراجعية. وبالتالي، لا يمكن لحكومة كهذه أن تعد اللبنانيين بأوضاع أفضل، لأنّ القدرة على التحسين تحتاج إلى قرارات حازمة ومؤلمة على مختلف الصعد، وهو أمر لا يمكن أن يحصل مع حكومة تطبّق في أحسن الأحوال الحكم بالتراضي إذا سُمح لها، عِلماً أن القاعدة الأساس السائدة منذ عقود هي خضوعها لقوى الأمر الواقع التي تُمسِك بزِمام القرار. إزاء هذا الواقع، لا بدّ من السؤال عن أي تغيير يتحدّث المتحمّسون لهذه الحكومة؟

التغيير يبدأ من الأساس، من مقاربة التكليف والتشكيل، فما من شيء تغيّر في هذه المقاربة. فالرئيس سعد الحريري هو من نادي المرشّحين الطبيعيين لرئاسة الحكومة، وله الأصدقاء والأخصام، وهو مجرّب في هذا الموقع الحكومي ويدرك المصاعب المحيطة به، وهي مصاعب لم يكن له القدرة على تخطّيها في المرّات السابقة ولا في المرحلة الحالية، وهو يعلم علم اليقين أنّ من يعطونه حالياً من طرف اللسان حلاوة سينقلبون عليه ساعة يشاؤون. هذه الحال تنعكس على التأليف، فدور الرئيس المكلّف لا يعدو كونه العمل على تلبية طلبات الجهات المستوزرة، فالتنازل لهذه الجهة يستلزم التنازل لتلك، وهذا هو المطبّ الأساسي الذي وقع فيه الرئيس الحريري، بحيث أنّه أعطى لفرقاء أيّدوه وفرقاء خذلوه، سلاحاً واحداً لمواجهته وإسقاط أي محاولة من قبله للتغيير.

إنّ هذه الحكومة العتيدة لا يمكن القول إنّها وليدة المبادرة الفرنسية، بل هي أجهضت هذه المبادرة، وأفرغتها من مضمونها الإنقاذي، وهذا ما يدركه الفرنسيون ومعهم العالم، متأكّدين من أنّ الوضع في لبنان، وعلى قول المثل اللبناني، "فالج لا تعالج".

 

... ولكانت الحرّيةُ تُضيءُ الشرق

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/05 تشرين الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92114/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%91%d9%8a%d8%a9%d9%8f-%d8%aa%d9%8f%d8%b6%d9%8a%d8%a1%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d8%b4/

لو يَدري الإسلاميّون أنَّ تمثالَ الحرّيةِ في نيويورك اسْتوحاه النَحّاتُ الفرنسيُّ أوغست بارتولدي" Bartholdi Auguste سنةَ 1885 من وجهِ امرأةٍ مُسلِمةٍ في قريةِ "أبو سُنْبل" من بلادِ النُوبَة المِصريّة. لو يَدري الإسلاميّون أيضًا أنَّ "بارتولدي" أرادَ رفعَ النُصُبِ الأساسيِّ على مدخلِ قناةِ السويس مع عبارة: "الحرّيةُ تُضيءُ الشرق"، فاعتذرَ منه الخِديوي إسماعيل باشا وأعطى أولويّةَ الإنفاقِ الماليِّ لشَقِّ القناة، فحَقَّقه "بارتولدي" في نيويورك سنةَ 1886 ليُصبحَ وجهُ امرأةٍ مُسلِمةٍ أشهرَ رمزٍ للحرّيةِ في العالم. لو يَدري الإسلاميّون ذلك لعادوا مُسْلمين، ولكانت "الحرّيةُ تُضيءُ الشرق".

خِلافًا لما يُظَنُّ، ليس الدينُ رادعَ الحرّيةِ، وليست العلمنةُ شرطَ الحرّية. فعدا أنَّ الحرّيةَ تُولدُ في الإنسانِ مع الروحِ والجسَد، مسيحيّتي هي هَدْيُ حرّيتي كما يُفترضُ أن يكونَ الإسلامُ هَدْيَ حرّيةِ المسلمين، واليهوديّةُ هَدْيَ حرّيةِ اليهود. كم هي عظيمةٌ هذه الحرّيةُ التي، هي والله، يَجمعان البشر. وكم هو قاهِرٌ أنْ باسمِهما ارتُكِبَت، ولا تزال تُرتكبُ، أسوأُ مجازرِ التاريخ. وإذا كانت المسيحيّةُ في الغرب اعتَبرت العلمنةَ تَحمي الحرّيةَ وتُحيّدُ الدين، والمسيحيّةُ في الشرقِ راهَنت على العيشِ المشترَكِ قدَرًا، فالإسلامُ يواصلُ البحثَ عن توازنٍ مفقودٍ بين الدينِ والدولة، وبين الإسلامِ والتعايشِ مع الآخَرين. وإذ نَجح مسلمون، أفرادًا وجماعاتٍ، في مواكبةِ الحداثةِ والإبداعِ فيها، يَنتظرون أن يَشمُلَ الإصلاحُ مؤسّسةَ الإسلامِ الدينيّةَ الجامعةَ، لأن المسلمين هم المتضرِّرون من الجمودِ ومن التيّاراتِ الإسلاميّةِ المتطرِّفة.

كاد الإسلامُ أن يَتلمَّسَ الحلَّ في العوالم العربيّةِ والأسيويّةِ والأوروبية، فجَاءَ ظهورُ التنظيماتِ المتطرّفةِ التكفيريّةِ، واستعادةُ الفكرِ السلفيِّ، وبروزُ الثورةِ الخمينيّة، فتَعرقل مسارُ تحديثِ الإسلامِ وتأقلُمِه مع العصر. انتَحى المتنوِّرون في الإسلام، وهم الكَثرةُ، ونَشَب تنافسٌ بين الظلاميّين فيه، وهم الناشطون. هكذا تَعكّرت العلاقاتُ العربيّةُ/الفارسيّةُ، واغتيلَ "الربيعُ العربيُّ"، واستَحال تعايشُ المسلمين مع الإسلاميّين، وتَرنّحت علاقةُ الإسلامِ عمومًا مع المجتمعاتِ والأديان الأخرى. وما أحداثُ باريس سوى بدايةِ تحوّلٍ في مصيرِ وجودِ المسلمين في أوروبا.

تَخشى الدولُ الأوروبيّةُ نَقلَ "الربيعِ العربيِّ" إليها ـــ بخريفِه وشتائِه ـــ لضربِ استقرارِها، فقَررت (مبدئيًّا) استباقَ التطوّرات والتصدّي لـــ"حربِ الإسلاميّين" بكلِّ الوسائلِ المتاحة. هكذا صِرنا أمام صراعِ الأديان بموازاةِ صراعِ الحضارات وفي غيابِ العقل والشجاعة. والحواراتُ بين المسيحيّةِ والإسلامِ لم تَتخطَّ ـــ بصراحةٍ ـــ إعلانَ النيّات، فكل طرفٍ يَنتظرُ الآخَر على كلمةٍ أو على كاريكاتور...

قبلَ الخلافِ بين الإسلامِ والعلمنةِ في أوروبا، لاسيّما في فرنسا، تُوجد إشكاليّةٌ عميقةٌ بين العَلمنةِ والمسيحيّة، وبخاصةٍ مع الكاثوليك. فإذ نؤيّدُ العَلمنةَ خطَّ فصلٍ بين الدينِ والدولة، لا نؤيّدُها خطَّ فصلٍ بين الدينِ والإنسان. وعدا أنَّ عَلمانيّين انزلقوا إلى الإلحادِ والوثنيّةِ وغيّروا طبيعةَ العَلاقاتِ البشريّةِ وحَوّروا مفهومَ الحريّة، تَحوّلت العلمنةُ في فرنسا دينًا مدنيًّا يَذُمُّ بالمسيحيّين أوّلًا، ويُذَنّــبُهم، ويَضْطَهدُهم ويَحجُرهم كأنَّ المجتمعَ للعلمنةِ والزوايا للدين. كادَ الكاثوليك أن يُصبحوا أهلَ ذِمّةٍ لدى العَلمانيّين، ونكاد نطالبُ بفصلِ العلمنةِ عن الدولةِ بعدما تَـمَّ فصلُ الدينِ عن الدولة.

علاوةً على الأصوليّاتِ الإسلاميّةِ تعاني فرنسا علمنةً أصوليّةً متطرّفةً ضَربت تراثَ فرنسا المسيحيَّ الكاثوليكيّ، وهو الذي صَنعَ عظمتَها عبرَ التاريخ. وبئسَ أناسٍ يدافعون عن رسومٍ كاريكاتوريّة مشينةٍ عوضَ الدفاعِ عن القيمِ الروحيّةِ السامية. شاءَ الشعبُ الفرنسيُّ العلمنةَ نظامًا مدنيًّا بعدما الثورةُ اتّهمَت الكنيسةَ الفرنسيّةَ بتغطيةِ تجاوزاتِ الملَكيّةِ واستبدادِها، فإذا بالجُمهوريّةِ الفرنسيّةِ اليومَ تُغطّي استبدادَ العلمنةِ تشريعًا وقوْننة.

ما سبقَ لا يُبرّر أيَّ عملٍ إسلاميٍّ إرهابيٍّ ضدَّ فرنسا؛ فرغم انزعاجِ المسيحيّين من تجاوزاتِ العَلمانيّين المتطرّفين (أمثالِ جماعةِ مجلة شارلي إبدو Charly Hebdo)، لم يقوموا بأيِّ اعتداء. الروحُ السلميّةُ لديهم أسمى من غرائزِ التطرّفِ، والقانونُ مَرجِعُهم لا السيف. العمليّاتُ الإرهابيّةُ الناتجةُ عن الرسومِ الكاريكاتوريّةِ هي بين الإسلاميّين المتطرّفين والعلمنةِ المتطرّفةِ، لكنَّ الإسلاميّين في فرنسا وفي بعضِ الدولِ الإسلاميّةِ حَوّلوها معركةً بين الإسلامِ والمسيحيّة. الحقيقةُ أنَّ في فرنسا جماعاتٍ إسلاميّةً لم تَتآلفْ مع فرنسا ذات التراثِ الكاثوليكيّ ولا مع فرنسا ذات الوجهِ العَلماني. هناك إسلاميّون يَكفُرون بالحياةِ في بلداِنِهم الإسلاميّةِ ويَحلُمون بالهِجرةِ إلى الغربِ والعيشِ فيه، وما إن يُهاجروا ويَستقرّوا في أوروبا حتى يعودوا يمارسون نمطَ حياةِ بُلدانِهم الأمّ، ويُخالِفون حياةَ المجتمعاتِ الأوروبيّةِ وقوانينَها وتقاليدَها، ويُحوِّلون مناطقَ سكنِهم "كانتوناتٍ" عاصيةً. فما بالهم، والحالُ، لا يَعودون مِن حيث أتَوا؟

ما يجري اليومَ في فرنسا، والغرب عمومًا، هو أبعدُ من حجابٍ أو رسمٍ كاريكاتوريّ. هو صراعٌ بين مشروعِ الحوارِ المسيحيِّ/الإسلاميِّ، وعنوانُه الأخوّة، وبين مشروعِ التطرّفِ والتكفير، وعنوانُه الإرهاب. لا يقتصر هذا الصراع على الدول الغربية المسيحية، بل يَشمُل الدولَ العربيّةَ والإسلاميّةَ أيضًا. والدليلُ أن ملوكًا وأمراءَ ورؤساءَ عربًا في الخليجِ والمشرقِ ومِصر والمغرِب يَشُنّون حروبًا على هذا المشروعِ المتطرّف فيَمنعون أئِمّةً من خُطبةِ الجمعة ويُعدِّلون في المناهجِ التربويّةِ ويَسُنّون قوانينَ حديثةً ويُشرِّعون مجتمعاتِهم أمامَ التطوّرِ والتقدّم.

يتّخِذُ هذا المشروعُ المتطرِّفُ خمسةَ أوجُه: 1) صراعٌ دينيٌّ ناتجٌ عن سوءِ فَهمِ الدين الإسلامي. 2) صراعٌ عقائديٌّ ناتجٌ عن سوءِ فَهمِ العَلاقاتِ الإنسانيّة. 3) صراعٌ حضاريٌّ ناتجٌ عن سوءِ استخدامِ إيجابيّةِ الفكرِ والعقل. 4) صراعُ نَمطِ حياةٍ ناتجٌ عن سوءِ فَهمِ العصرِ والحداثة. 5) وصراع نَفسانيٌّ يائسٌ ناتجٌ عن سوءِ الحوكمةِ في البلدانِ الإسلاميّة. إذا كان هذا المشروعُ لا يُمثّل سوى أقليّةٍ إسلاميّةٍ ناشطةٍ، فخُطورتُه أنَّ أنظمةً إسلاميّةً شعبويةً، كتركيا أردوغان، تَستغِلّه في صراعاتِها مع العرب وأوروبا.

لذلك، حريٌّ بالإسلام والمسلمين أوّلًا أن يَتصدّوا لهذا المشروعِ الإسلاميِّ الأقلّوي، فلا يَتلطَّى بعضُ المرجعيّات وراءَ رسمٍ كاريكاتوريٍّ ليبرّروا الإرهابَ والعداءَ لفرنسا، الدولةِ الأوروبيّةِ الأكثرِ قربًا من العرَب. ويُوجِبُ الوضعُ التداعي الفوريَّ إلى لقاءٍ روحيٍّ في الفاتيكان يَجمعُ مرجعيّات الديانتَين لمواجهةِ الفِتنةِ البادئةِ ووأْدِها في المهْد. ويَتوجَّبُ علينا في لبنان أنْ نمنعَ الحملةَ على فرنسا، الصديقةِ التاريخيّةِ والحاليّة.

 

زخم المبادرة الفرنسية يتراجع ومغادرة خليجية صامتة

غادة حلاوي/نداء الوطن/05 تشرين الثاني/2020

ما يزيد على 10 أيام والمشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة مستمرة. لا احد يملك الخبر اليقين عن أسباب التعطيل. ملوك الانتظار نحن في لبنان. ننتظر نتائج الانتخابات الاميركية وارتداداتها التي لن تظهر قبل شهر من اليوم ونعول على الفرنسيين المتلهين بأزمتهم الداخلية، ونرصد موقفاً خليجياً من مقال او مقدمة نشرة أخبار او من طيف سفير غادر ولم يعد. منذ اعتذار السفير مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة توقف عدّاد فرنسا عن احتساب الوقت للبنان لتنفيذ المبادرة التي تقدم بها رئيسها إيمانويل ماكرون. الاخير لم يعد يُسمع له صوت ولم يصدر عنه اي موقف تجاه لبنان منذ خطاب التأنيب الذي خرج به على اللبنانيين. تحتل الاوضاع الداخلية لبلاده صدارة متابعاته اما الوضع في لبنان فمرهون بتشكيل حكومة لم يعد الفرنسي معنياً بتفاصيلها بقدر ما هو معني ببرنامج عملها استعداداً لمؤتمر “سيدر” وما يليه.

المبادرة الفرنسية لم تنته، يقول المطلعون عن قرب على الموقف الفرنسي، غير ان محركات فرنسا توقفت عن العمل لأسباب تتعلق بلبنان واخرى ترتبط بالوضع داخل فرنسا نفسها. تنشغل باريس في معالجة تداعيات الاعمال الارهابية التي تعرضت لها وارتدادات الاساءة الى النبي وما تبعها من ردود فعل جعل علاقة الدولة العلمانية على المحك مع الاسلام. محرج ايمانويل ماكرون بين ان يتلقف مشاكله بروية داخلياً وأن يطوق ردود أفعالها الخارجية، في هذا الوقت لا يمكنه التراجع بعدما كان حجز خط عودة بلاده وأوروبا جمعاء الى دول المشرق العربي من خلال البوابة اللبنانية. ولا ان يسحب مبادرته ويخلي الساحة للأتراك الذين يتصرفون في لبنان وكأن تاريخ وجودهم على أراضيه يعود إلى أزمنة خلت. هذا فضلاً عن مصالح فرنسا ذاتها الاقتصادية وحصة شركاتها من النفط في ضوء المفاوضات التي يخوضها لبنان مع اسرائيل حول ترسيم حدوده البحرية.

كلها مؤشرات تجعل نعي المبادرة الفرنسية في غير موقعه. بدليل أن فرنسا لم تعلن ذلك صراحة بعد. والمعنيون بالملف اللبناني لا تزال خطوطهم مفتوحة وهم على تواصل ولو بحده الادنى وليس بشكل كامل. في وقت تتابع السفيرة الفرنسية الجديدة آن غريو جولاتها التعارفية على المسؤولين اللبنانيين وسيندرج في سياقها زيارة مرتقبة الى مسؤول العلاقات الدولية في “حزب الله” الحاج عمار الموسوي بطبيعة الحال.

يؤكد المعنيون ان المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة ولو بزخم أقل، وان فرنسا وان كانت لا تتدخل في تشكيل الحكومة بشكل مباشر، لكنها تربط تفعيل مبادرتها بتشكيل هذه الحكومة وقيامها بالاصلاحات اللازمة والتي سبق ونصت عليها الورقة الفرنسية. لكن فرنسا وبخلاف الانطباع الذي تحدث عنه البعض لم تنقل تعهداً فرنسياً للرئيس المكلف تجاه تسوية العلاقة مع دول الخليج. كل ما في الامر ان المملكة لم تتدخل والتزمت الصمت ازاء مشاورات التكليف وكان لافتاً ان سفيرها في لبنان وليد البخاري لم يزر الرئيس المكلف وهو غادر لبنان في اجازة. وكان سبق ذلك، ضجة حول مقال جريدة “المدينة” الشهير الذي تحدث بايجابية عن عودة الحريري، ثم تم سحبه بعد ساعات. وخليجياً ايضاً رصد انسحاب هادئ للسفير حمد الشامسي الذي يغادر لبنان الى مصر حيث عين سفيراً لبلاده هناك، في وقت تحدثت معلومات موثوق بها ان الامارات تنوي تقليص عديد بعثتها الديبلوماسية في لبنان وحصر التمثيل بقائم بالاعمال في الفترة المقبلة، وهو ما يعد مؤشراً سلبياً تجاه لبنان الذي حذفته دول الخليج من قائمة اهتماماتها، وتجاه الحريري الذي لم يتلق اي رسالة دعم خليجية بعد لا مباشرة ولا بالواسطة. وفي ظل مثل هذا الانغلاق العربي على لبنان تغدو مهمة الحكومة المقبلة بالغة التعقيد ولاسيما لناحية توقع اي مساعدات ان من خلال “سيدر” او خارجه. ولبنان المتلهي بتركيب حكومة محاصصة ستكون طاولتها اشبه بمنصة ملاكمة تشهد، بعيداً من المشهد الحكومي، مخاضات عدة منها ما تمّ تجاوزه ومنها المرتقب سواء في الاقتصاد أو في السياسة أو في الأمن.

 

ثوابت أميركية في لبنان… لا تهتز ولا تُمسّ

ألان سركيس/نداء الوطن/05 تشرين الثاني/2020

يبقى لبنان رهينة التطورات الإقليمية والدولية، خصوصاً أن نتيجة الإنتخابات الرئاسية في أميركا تابعها الشعب والسياسيون على حدّ سواء كأنها تجرى في بيروت. ملفات كثيرة تنتظر لبنان وتتعلّق بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وتقسم هذه الملفات إلى أساسية واستراتيجية كبرى وأخرى أساسية لكنها متعلّقة باللحظة. ومن الملفات الطارئة تأليف حكومة جديدة، إذ إنّ الحديث الذي يدور في بيروت أن الحكومة كانت تنتظر نتائج الإنتخابات الأميركية من أجل تحديد مسار الحكومة الجديدة. لكن الأهم هو كيف سيتصرّف العهد الجديد في واشنطن مع السياسة الإستراتيجية المرسومة للبنان وهل من تغير سيطرأ، علماً ان واشنطن ترسم سياستها على أمد طويل ولا تتأثر كثيراً بالاشخاص. ويأتي من ضمن هذه الإستراتيجيات، الإستثمار الأميركي في الجيش اللبناني، وهذا الإستثمار بدأ منذ مدّة لكن منسوبه إرتفع في آب 2014، وتحديداً بعد غزوة عرسال، حيث مدّت واشنطن الجيش اللبناني بالأسلحة وبات جيشنا حليفاً إستراتيجياً للجيش الأميركي في معركة مكافحة “داعش” والإرهاب، وفي هذا الإطار يُطرح تساؤل كبير ما إذا كانت واشنطن ستستمر في دعم الجيش، خصوصاً أن الإدارة الديموقراطية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما هي من كثّفت مساعداتها، وتابع الجمهوريون مع الرئيس دونالد ترامب هذه الإستراتيجية.

النقطة الثانية في تعاطي واشنطن مع بيروت كانت ديبلوماسية بامتياز حيث يُعمل على بناء أكبر سفارة أميركية في الشرق وتحديداً في عوكر بميزانية تفوق المليار دولار، وهذه السفارة وضع حجر الأساس لها خلال ولاية ترامب، من هنا فان هذا الأمر يعتبر إستراتيجياً بالنسبة لواشنطن ولا يمكن وقفه، خصوصاً ان أميركا تعمل وفق منطق الإستمرارية ولا يتعلّق الأمر بمن يقطن “البيت الأبيض”. وبعد الإضاءة على هذه النقاط العسكرية والديبلوماسية تأتي الإستراتيجية الإقتصادية الخاصة بلبنان، وهذه الإستراتيجية تمثلت بفرض عقوبات على شخصيات قيادية في “حزب الله” وحلفاء له كان الوزيران السابقان علي حسن خليل ويوسف فنيانوس من أبرزهم، وهنا يراهن “حزب الله” على سياسة أميركية جديدة تنقذه وتنقذ الحلفاء من العقوبات، لكن هذا الأمر لا يبدو انه سيحصل في الأفق. أما النقطة الثانية في الملف الإقتصادي فهي اعتماد ترامب منطق الحصار الإقتصادي للتضييق على “حزب الله” من ثم التهديد بفرض عقوبات على الفاسدين الى أي فريق إنتموا، وكما بات معلوماً فان أي حكومة لبنانية لن تحصل على مساعدات إذا لم يقترن ذلك بخطة واضحة لمكافحة الفساد والقضاء عليه. أما الإستراتيجية الأهم فهي تحرير لبنان من قبضة إيران التي تستعمل “حزب الله” لبسط سيطرتها على لبنان والتدخل في شؤون المنطقة، وهنا يراهن كثر على أن واشنطن التي تعتبر لبنان منطقة نفوذ لها لن تسمح لإيران بابقاء سيطرتها، وبالتالي فإن “حزب الله” ما زال امام تحدّي الصمود في وجه العاصفة الأميركية. تحديات كثيرة تنتظر العلاقات اللبنانية – الأميركية ومن بينها أيضاً ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، فهذه المهمة الصعبة التي إنطلقت حصلت بموافقة “حزب الله” في ظل عهد حليفه العماد ميشال عون، وبالتالي فان واشنطن سواء كان الحكم ديموقراطياً او جمهورياً فانها تفعل كل شيء من أجل تحقيق مصالحها وما يتعلّق بمصالح إسرائيل. وأمام كل هذه الخطوط العريضة، يبقى الأهم إنتظار المرحلة المقبلة وما ستحمله من تحديات وذلك بانتظار التسوية الشاملة في المنطقة.

 

انقسام أميركا الانتخابي سيذهب بعيدا ...خلقت نتائج التصويت مشكلات هائلة هزت عمق البلاد وستستمر أشهراً وربما سنوات

د. وليد فارس/انديبندت عربية/05 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92120/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%86%d9%82%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%8a/

 متابعو الانتخابات الأميركية والمنخرطون فيها باتوا يعرفون جيداً أهم نتائجها، بغض النظر عمن سيدخل البيت الأبيض في النهاية، في بداية 2021، فالانقسام الذي أحدثته سيمتد إلى مجالات عدة، ويذهب بعيداً. وهذه هي الأسباب.

لقد خلقت نتائج التصويت مشكلات هائلة، هزت أميركا في العمق، وستستمر أشهراً وسنوات. الهزة الأولى تفجّرت بعدما فرض حكام الولايات الديمقراطيون نظام الانتخاب بواسطة البريد للمرة الأولى لعشرات الملايين من الناخبين. وهو نظام جديد، غير مختبر، بالتالي مليء بالمخاطر الإدارية والتقنية.

تبين بالفعل أن الثمانين مليون بطاقة انتخابية التي أرسلت بالبريد إلى المواطنين، وتلك التي أرسلها الناخبون إلى مراكز الاقتراع أحدثت خلافات ومشكلات عديدة قد تنتهي في المحاكم لأسابيع أو أشهر. فهي غمرت الموظفين كتسونامي، وبات فرزها صعباً، ومن ثمّ توقيت إعلانها بدا كأنها أضيفت إلى بطاقات الانتخاب ليوم الثالث من نوفمبر، ما خلّف اعتراضاً من حملة ترمب، بأنه سوف يذهب إلى المحاكم.

لماذا التصويت بواسطة البريد، وبهذه الضخامة، مع كل المخاطر التقنية؟ لأن المعارضة اعتبرت أن هناك مخاطر من إصابة المواطنين بكورونا إذا ذهبوا إلى مراكز الاقتراع. إلا أن المفارقة أن المواطنين نفسهم يذهبون يومياً للتبضّع، وإلى الصيدليات والمحال التجارية ويضعون الكمامات. بل أكثر من ذلك، إذ إنه بعد ما جرى إرسال ملايين البطاقات بالبريد، فُتحت أبواب مراكز الاقتراع للمشاركة المبكرة مع تطبيق التباعد الاجتماعي.

السؤال، لماذا طُلب من الملايين أن تستعمل البريد كي لا تذهب إلى المراكز، وبعد ذلك سُمح لملايين أخرى أن تذهب؟ الجواب بسيط: تعتقد حملة ترمب أنها كتلة من الأصوات البريدية جاهزة، لتضاف إلى تعداد البطاقات في حال تقدم الرئيس ضد بايدن كما حدث في ولايات عدة.

وأياً كان الموضوع ونتائجه، فقد أحدثت الانتخابات انقساماً عميقاً بين الأميركيين، فنصف البلاد يشعر بأن هناك من "يُقرصن" الانتخابات. أضف إلى ذلك أن حملة بايدن أعلنت بشكل مفاجئ إيقافها متابعة الفرز مساء الانتخاب، وأن بايدن "على طريق النصر" من دون نتائج رسمية. وتبع ذلك إعلانه والإعلام المؤيد أنه بات يكسب الولايات، الواحدة بعد الأخرى، بينما مُنع الرئيس ترمب من إعلان انتصاراته. بالتالي ساد شعور لدى كتلة ترمب أن الانتخابات "تُسرق منه"، واتُهم البيروقراطيون المؤيدون لبايدن وأوباما بأنهم يقفون وراء المناورة.

هذا وكانت حركة أنتيفا و"ب  ل  م" (حياة السود مهمة) قد أعلنتا حشد أنصارهما أمام البيت الأبيض لـ"احتلاله" إذا لم يقبل ترمب بـ"الانسحاب منه" بعد إعلان بايدن فوزه بالانتخابات. وأدى ذلك إلى قلق لدى المواطنين من حدوث مجابهات مع الشرطة، وأقفل أصحاب المحال التجارية أبوابهم.

المسألة ستُرفع إلى المحاكم، وبالنهاية إلى المحكمة العليا لحسمها. كما حصل في نطاق أضيق منذ عشرين عاماً بين بوش وغور في فلوريدا. أميركا انقسمت انتخابياً، وتتجه إلى انقسام عميق سياسياً، وقد تصل إلى معضلة قانونية خلال الأسابيع المقبلة.

كما يعتبر بايدن نفسه الرئيس الجديد، يعتبر ترمب أنه الرئيس المُجدد له. وستغدو المحكمة العليا أمام قرار خطير وتاريخي لحسم اسم رئيس البلاد. وقد تنفجر تطورات أخرى مثل إعلان رئيسة المجلس النيابي نانسي بيلوسي أنها هي الرئيس المرحلي للبلاد حتى حسم الموضوع. وتطلب من قطاعات الدولة أن تأخذ الأوامر منها.

هذا المشهد الدراماتيكي المشابه لأفلام هوليوود قد يحدث في الواقع. إلا إذا جرى أمر من اثنين: أن يتبين من الفرز الكامل أن أحد المرشحين فاز بشكل حاسم، بغض النظر عن الأصوات البريدية، أو أن تصدر المحكمة العليا قرارها، وتتبعها مؤسسات الدولة. يا لها من أيام في أميركا، والعالم يزداد قلقه على مستقبل القوة العظمى التي تحمي المجتمع الدولي من خطر القوى المتطرفة.

 

فوز الانقسام

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/2020

لم يحدث مرة أن انقسمت أميركا على نفسها وانقسم حولها العالم، كما يحدث اليوم. كأنما خرج الأميركيون جميعاً للاقتراع. وكأنما العالم برمته جلس ينتظر النتائج. لم يترك دونالد ترمب أحداً من دون استنفار معه أو ضده. الحياد ممنوع.

هذه أكثر مرة يحضر فيها الشخص، لا البرنامج. والمرشح، لا الحزب. ولم يترك ترمب أحداً ينام حتى «جو النائم». قام وخطب وغنى ورقص وزعق وهدد وضحك. وكان الروائي فيليب روث يقول إن معرفة ترمب باللغة لا تتجاوز 97 كلمة. وقد استخدمها كلها، زائداً حركاته وإيماءاته و«لغة الجسد» الذي يشبه مصارعي «السومو» اليابانيين.

حتى «كورونا» حوَّله من مرض مرعب إلى جزء من العرض الانتخابي. ومقابل هذا الفوران الدائم، كان هناك سبعيني آخر يخوض معركته بهدوء، طارحاً شعاراً واحداً، هو سياسات ترمب. هذه المرة حوَّلت أميركا مهرجانها الانتخابي المألوف إلى مهرجان غير مسبوق كلفها 12 مليار دولار. الرجل هو الأسلوب، يقول الفرنسيون. دونالد ترمب تجاوز كل الأساليب. رفض مصافحة سلفه ورئيس أميركا باراك أوباما، وخاطب منافسه مثل عامل الحديقة، وتعامل مع السياسة الأميركية كأنها مجرد لعبة غولف أخرى في نادي فلوريدا.

وكل ذلك كان يزيد عدداً كبيراً من الأميركيين إعجاباً به، ويزيد العالم أجمع ترقباً لخطوته التالية. ليلة الثلاثاء- الأربعاء، وعلى اختلاف جميع المواقيت في القارات، أبقى جميع المسؤولين في العالم قنواتهم مفتوحة، لا لكي يعرفوا نتائج الانتخابات؛ بل لكي يعرفوا نتائج ترمب. خسر أو ربح. أما السيناتور بايدن فلم يكن بالنسبة إلى العالم سوى عنصر شكلي لاستكمال العرض الذي أثار أهل الكرة، شاءوا أم أبوا. ليس في عاداته أن يستأذن أحداً فيما يريد أن يفعل.

كل الأشياء والمقاييس تغيرت معه، وصارت تشبهه بدل أن يشبهها. بينما كان نصف أميركا يستهجنه، كان نصفها الآخر يلحق به. وبينما كان رؤساء أميركا يلقون الخطب عن سياساتهم، حوَّل كل السياسات الداخلية والخارجية إلى تغريدات مقتضبة على «تويتر»، أحياناً بأخطاء إملائية. لن تعود أميركا إلى ما قبل ترمب. لقد وضعها ووضع العالم معها، على رؤوس أصابعها. لا أحد يمكن أن يتوقع ما سيقول أو ما سيفعل. لا حزبه ولا خصومه. وذهب إلى ألد أعداء أميركا في كوريا الشمالية، وحيَّاه قائلاً: يا صديقي العزيز. صادق روسيا، وأعلن الحرب الاقتصادية على الصين. وقلب كل أسس وقواعد السياسة الخارجية كما هي معروفة منذ نصف قرن، بادئاً بتأنيب أقرب جارين إلى أميركا، كندا والمكسيك، رافعاً جداراً إسمنتياً مع الأخيرة. لكن بينما عارضته النخبة، سار خلفه المؤيدون لسياساته بالملايين. ورقصوا معه. وهتفوا له. وحوَّلوا الانتخابات إلى أول حفل عالمي من نوعه في التاريخ.

 

إيران تحتاج إلى أسلحة متطورة... فمن يبيع؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/2020

انتهى حظر الأسلحة الذي كانت تفرضه الأمم المتحدة على إيران؛ مما يعني أن الجمهورية الإسلامية صارت قادرة الآن على شراء وبيع المعدات والتقنيات العسكرية، وبالتالي سيسمح لها بتحديث قواتها المسلحة وتصدير أسلحتها إلى الجهات الفاعلة المناهضة للولايات المتحدة ومنافسيها الإقليميين، مقابل المال الذي تشتد حاجة إيران إليه. لكن هناك مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية تجعل من الصعب على إيران الوصول إلى سوق السلاح العالمية شارياً أو مورداً، ومع ذلك فقد تنخرط بعض القوى في تجارة الأسلحة معها، فيؤثر هذا على العلاقات الدبلوماسية في الشرق الأوسط لسنوات مقبلة.

كانت الأمم المتحدة فرضت حظر السلاح على إيران بموجب القرار 2231 عام 2015 في ظل الاتفاق الذي وقّعته إيران مع الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا حول البرنامج النووي الإيراني، والذي بموجبه تم رفع العقوبات الاقتصادية تدريجياً عن إيران، بعدما أشرف المفتشون الدوليون على تفكيك المنشآت المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية. عام 2018 سحب الرئيس دونالد ترمب أميركا من الاتفاق، معتبراً أنه غير كافٍ لعرقلة طموحات إيران النووية بالكامل، وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية، لا سيما على قطاع النفط الذي تعتمد عليه إيران. وهكذا انزلقت إيران في ركود حاد تفاقم بسبب جائحة كورونا. لم يحدث أي تطور نحو اتفاق نووي جديد، لكن في غضون ذلك انتهى حظر الأسلحة الذي كان حدده قرار الأمم المتحدة. نظرياً، هذا يعطي الحرية لإيران لشراء وبيع أنظمة الأسلحة والتكنولوجيا المتعلقة بالدفاع، مع العلم أن الولايات المتحدة تذكر أن جميع العقوبات عادت على إيران بسبب بند snapback الملحق بالاتفاق النووي إذا أخلت إيران به. ومع ذلك ترفض دول أخرى هذا التفسير على أساس أن الولايات المتحدة تخلت عن أي حق في تفعيل الآلية عندما انسحبت من الاتفاق النووي.

على أي حال ستفرض الولايات المتحدة قيوداً أحادية الجانب على قطاع التسليح الإيراني، وهذه ستحل في الواقع محل إجراءات الأمم المتحدة؛ لذلك سيكون الخوف من إدراجها أميركياً على القائمة السوداء كافياً لردع معظم الدول وشركات السلاح عن التعامل مع إيران، لكن قد لا يتم ردع كل البلدان.

إيران في حاجة ماسة إلى أسلحة حديثة. فهي كانت ذات يوم موالية للغرب، لكنها اليوم تخضع لقيود على تجارة الأسلحة منذ ثورة 1979 التي أوصلت نظام الملالي إلى السلطة. منذ ذلك الوقت لم يعد بإمكانها الوصول إلى أي أسلحة أو معدات غربية بشكل قانوني. لديها اليوم منصات قديمة متأثرة بالنقص المزمن في قطع الغيار، وتتكون بقية ترسانتها من أسلحة سوفياتية - روسية أو صينية قديمة، ونسخ معادة الهندسة من المنصات الغربية ومعدات محلية ذات فاعلية محدودة. أما أنظمة «الجيل الثاني» الخاصة بها فهي كناية عن مجموعة من قطع الأجهزة الموجودة لديها. لكنها قادرة على التكيف من خلال اعتماد استراتيجية منع الوصول إليها القائمة على استخدام عدد كبير من الصواريخ الرخيصة والفعالة، والألغام البحرية والسفن، فضلاً عن القوات الخاصة والعمليات السيبرانية. إنما لا يزال الجيش الإيراني في حاجة ماسة إلى تحديث معداته. ومع ذلك، فإن رفع الحظر وحده لن يكون كافياً للقيام بهذا التحديث العسكري الضروري. أولاً هناك عدد قليل جداً من الدول راغب في تجاهل الموقف الأميركي وبيع الأسلحة إلى إيران. روسيا والصين هما الموردان الأكثر وضوحاً. كلتاهما سلمت عتاداً عسكرياً لإيران في الماضي، والاثنتان قويتان بما يكفي لتحمل العقوبات الأميركية، وعلاوة على ذلك بصفتهما منافستين رئيسيتين لأميركا، ستكونان سعيدتين بالمزيد من تعقيد الحسابات الاستراتيجية لواشنطن من خلال تعزيز القدرات العسكرية الإيرانية في الوقت الذي تزيدان من نفوذهما على الدولة ذات الموقع الاستراتيجي والغنية بالنفط.

لكن هناك عائقاً أكثر خطورة بالنسبة إلى إيران: نقص السيولة الناتج من العقوبات المفروضة على قطاع النفط، وحتى يتم رفع العقوبات، لن تمتلك طهران ببساطة المال لشراء أنظمة الأسلحة التي هي في أشد الحاجة إليها من روسيا أو الصين، لكنها باهظة الثمن، مثل المقاتلات الروسية «إس. يو 30»، أو دبابات «تي - 90»، أو نظام الصواريخ «إس - 400» أو «ك 300 باستيون - ب» للدفاع الجوي والبحري؛ لذلك فإن المشتريات ستمضي ببطء.

موردون سابقون للأسلحة إلى إيران مثل بيلاروسيا وأوكرانيا ليس لديهم الكثير لتقديمه. إذ من غير المرجح أن ترغب أوكرانيا في بيع أي أسلحة إلى إيران هي التي تحتاج إلى دعم أميركا في حربها ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في دونباس. يقول مرجع غربي، إن رفع الحصار طريق ذو اتجاهين؛ إذ هناك احتمال قيام إيران بتصدير معداتها العسكرية الخاصة وكسب بعض الاحتياطي الأجنبي هي في أشد الحاجة إليه. لكن هناك عدداً قليلاً جداً من العملاء المحتملين، وهذا لا يشمل إمداداتها التقليدية غير المشروعة لمجموعات فاعلة غير حكومية أنشأتها هي، مثل «حزب الله» في لبنان، والمتمردين الحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق، وبعض المجموعات المسلحة الأفريقية.

في الماضي زودت إيران سوريا، والسودان، وفنزويلا بالسلاح، وعلى الرغم من أن هذه الدول قد لا تزال لديها الإرادة السياسية لاستيراد أسلحة إيرانية الصنع، فإنها جميعها تتمزق في أزماتها المحلية واقتصاداتها المنهارة.

يقول محدثي، يمكن أن يكون الزبون الجيد الوحيد للأسلحة الإيرانية هو قطر. دولة غنية جغرافياً وسياسياً قريبة من إيران؛ ولأن هناك عداءً بينها وبين الدول الأخرى في المنطقة، فإن النظام القطري لديه الوسائل والأسباب لشراء الأسلحة الإيرانية، على الرغم من قدرة قطر على تحمل تكاليف أنظمة أغلى ثمناً ومتقدمة تقنياً من دول أخرى. لذلك؛ هناك احتمال أن تشتري قطر أنظمة إيرانية في المستقبل.

وحسب محدثي، هناك أيضاً دولتان اخريان يمكن أن تتحولا إلى زبونين أو موردين لإيران أو أن تلعبا الدورين. الأولى هي كوريا الشمالية التي باعت أسلحة لإيران في الماضي. ومع ذلك؛ كونها لا تزال هدفاً لحظر الأسلحة الخاص بها، فلن يُسمح لبيونغ يانغ بتسليم أي أسلحة بشكل قانوني إلى طهران، ومع ذلك يمكنهما الانخراط في صفقات غير مشروعة، لا سيما من خلال تبادل التقنيات المتعلقة بالصواريخ الباليستية والأسلحة النووية، وهما تفعلان هذا حتى الآن.

الأخرى هي تركيا، إن شراءها منظومة الصواريخ الروسية «إس - 400» كشف عن أنها لا تتوقف عند غضب واشنطن بشراء أسلحة من منافسيها، لكن الصحيح أيضاً أنها تواجه أزمات اقتصادية قد لا تكون ملحّة كالمشاكل الإيرانية. ثم إن تركيا وإيران دعمتا قطر في خلافها مع المملكة العربية السعودية. وفي الديناميكية الجيوسياسية المعقدة للشرق الأوسط، تعارض كلتاهما السعودية؛ لذلك يمكن لتركيا تزويد إيران بالمركبات المدرعة والدبابات والمروحيات وحتى السفن، وبالمقابل تسلم الأنظمة التي تخصصت فيها الصناعة الإيرانية، بما في ذلك الطائرات من دون طيار، والغواصات الصغيرة، والألغام البحرية وربما الصواريخ المضادة للطائرات والسفن، وحتى الصواريخ الباليستية، جميع المنصات التي من شأنها أن تكون مفيدة لتركيا في تحركاتها الاستفزازية في شرق البحر المتوسط. وبسبب حاجة إيران إلى الأسلحة من المحتمل أن تتوصلا إلى صفقة أسلحة تركية بسعر مناسب مقابل توفير مساحة أكبر للمناورة في سوريا. لكن هناك روسيا بالمرصاد للدولتين. إن إنهاء حظر الأسلحة لن يمنح إيران حرية الوصول إلى سوق السلاح العالمية، فلا قدرتها الشرائية تسمح، وليس هناك في المقابل أطراف مستعدة للمخاطرة بتلقي الغضب الأميركي. ثم طالما بقيت العقوبات على قطاع النفط سارية، ستفتقر إيران إلى الموارد المالية لتحديث جيشها وتطوير صناعتها الدفاعية، من هنا سيكون لانتهاء الحظر تأثير محدود على ميزان القوى الإقليمي. لكن كما يقول محدثي، ينبغي النظر في احتمال إبرام إيران صفقات عسكرية مع قطر وخاصة مع تركيا. إذا حصل هذا سيقترب البلدان أكثر من إيران، وستتدهور علاقاتهما أكثر مع الدول الخليجية والقوى الإقليمية الأخرى، وكذلك مع الولايات المتحدة.

 

رفاق إردوغان و«التخلص من العار»

حنا صالح/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/2020

هل سقطت كل أقنعة الدعاية وانفضح الترويج وظهرت الحقائق بعد سنوات من التباهي عن النمو والازدهار، وأن هذا البلد في ظل حكم حزب «العدالة والتنمية» يسير بقوة نحو الرخاء؟ وألم يعد بين يدي الرئيس إردوغان من سبيل لتغطية الانهيارات الداخلية على الصعد المالية والاقتصادية والاجتماعية إلا خوض الحروب في قارتين بتدخل عسكري مباشر؟ أو من خلال المرتزقة الذين يسهل تجنيدهم إما بالرشوة المالية، أو من خلال وصفات قوى التطرف التي يبرع بها تنظيم «الإخوان المسلمين» فيجند ألوف اللاجئين السوريين، ويرسلهم وقوداً لخدمة منحى أنقرة التوسعي الذي بات ملازماً لشخصية إردوغان الحالم بالعبث بالخرائط وحدود البلدان ونهب ثرواتها؟! إرسال المرتزقة من المتطرفين وزمر الاغتيال إلى أذربيجان لقتال أرمن قره باغ، أو نقل قوات نظامية ومرتزقة إلى ليبيا لقتال الشعب الليبي، وتحرك مجموعات «الذئاب الرمادية» في فرنسا لخلق واقع غير مألوف: مجتمعٍ موازٍ على غرار المجتمع الفرنسي للتدخل في شؤون البلدان الأخرى والمقصود هنا فرنسا الدولة الكبرى. كذلك استمرار الحرب ضد الأكراد من شمال شرقي سوريا إلى جبال قنديل في العراق، وبالتوازي المضي في توتير الوضع في شرق المتوسط من أجل الاستئثار بحصة من ثروات النفط والغاز، ولو أدى ذلك إلى وضع المنطقة على حافة مواجهة عسكرية مع اليونان... كل هذا النهج الذي يسعى لتركيز الاهتمام على الخارج والسعي لإنجازٍ ما لحرف الاهتمام عن التطورات الداخلية، لا يبدو أنه كافٍ لتغطية الشرخ الداخلي نتيجة تداعيات انهيار سعر صرف الليرة التركية واتساع التضخم وازدياد أرقام البطالة التي لامست 15 مليون تركي عاطل عن العمل!

كان صادماً الخبر الذي أوردته جمعية ثقافية تركية ومفاده أنه بين مارس (آذار) الماضي ونهاية الصيف، تم تسجيل 100 محاولة انتحار بين موسيقيين معروفين، ويفترض أنهم فئة اجتماعية مميزة، والسبب يعود لكونهم وجدوا أنفسهم على قارعة الطريق، متروكين من دون عمل، ولا فرص لعمل ضمن آجالٍ قريبة، وعاجزين أمام الضائقة المعيشية! وكلما تم التمعن أكثر فأكثر في قراءة تطورات الأوضاع التركية، تظهر استطلاعات الرأي والبيانات المستقلة، وجود خيبة واسعة لدى المواطنين وخوف من المستقبل، فتكثر ظاهرة الانتحار وفي كثير من الأحيان تأخذ طابع الانتحار الجماعي!

تقول الأرقام الرسمية إنه بين بداية عام 2018 ونهاية عام 2019 انتحر في تركيا 566 شخصاً، وكانت المحاولات قد طالت بضعة ألوف، لكن الأمر الصادم تكرر حالات الانتحار الجماعي التي تعبر عن انسداد كامل ويأس لا قعر له. حالات الانتحار هذه بدت كإثبات على أن القاتل هو السياسات الرسمية المتبعة التي تتجاهل هموم الناس ووجعهم. قبل بضعة أشهر صُدم سكان حي الفاتح في إسطنبول بيافطة معلقة على باب شقة سكنية كتب عليها: «انتباه الشقة ملوثة بالسيانيد. أخبروا الشرطة. لا تدخلوا الشقة». وجاءت الشرطة وعثرت على جثث أربع إخوة؛ رجلين وامرأتين تتراوح أعمارهم بين 48 و60 عاماً! وفي أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اشتكى السكان في حي باكير كوي في إسطنبول من رائحة كيماوية تنبعث من داخل إحدى الشقق قاقتحمتها الشرطة لتجد ثلاث جثث تعود إلى صائغ في الـ38 من العمر وزوجته وطفله ابن الست سنوات، والسم القاتل هو السيانيد. وقبل ذلك بأيام، تم العثور في أنطاليا على جثث عائلة من أربعة أفراد بينهم طفل في الخامسة انتحروا باستخدام السيانيد، وإلى جانب الجثث وجدت رسالة من الأب قال فيها: «أطلب الصفح، لكن لا يمكن لي فعل أي شيء»! وفي الوقت عينه، بات من الأمور المألوفة في المدن التركية مشهد تجمع النسوة ممن هنّ في خريف العمر حول حاويات النفايات للبحث عن بقايا طعام في القمامة! هذا التدهور المريع لم يبدأ اليوم، بل ظهرت معالمه منذ عدة سنوات، وقد تسببت مؤخراً السياسات المالية والاقتصادية المتبعة التي يقف خلفها بيرات البيراق (صهر إردوغان)، وأولويتها المحاباة والمصالح الضيقة لعائلة الرئيس وبعض النافذين المقربين منه، في ارتفاع دراماتيكي في أعداد الفقراء إلى ما يزيد على 20 مليون تركي، فيما يماثلهم عدداً من هم على حافة الفقر.

كذلك هناك نحو 4 ملايين تركي يعيشون على مساعدات حكومية متواضعة. في هذا الوقت أدى الانهيار الحاد في سعر صرف الليرة مقابل الدولار، إلى ترتيب ضغوط على المصرف المركزي، الذي تراجعت موجوداته إلى ما دون 40 مليار دولار فيما الديون المستحقة هي بحدود 170 ملياراً... واتسع قلق المستثمرين على استثماراتهم. لم يبدأ الانهيار في العامين الماضيين، بل يعود إلى بداية المرحلة الرئاسية لإردوغان، عندما عدّل الدستور واستأثر بصلاحيات شاملة كان من بينها أنه يعود للرئيس ترقية وتعيين عمداء الجامعات، كما تصنيف القضاة وترقيتهم (...) وبدأت تركيا الجديدة طي مرحلة صفر مشاكل إلى مرحلة الصدام المفتوح مع المحيط القريب والأبعد منه. المرحلة الأولى استقطبت الاستثمارات، والمشاريع المشتركة، وفرص العمل، وباتت تركيا قبلة للسياحة الأوروبية والخليجية، والحديث يدور هنا عن ملايين السياح ذوي الإنفاق المرتفع...

كل ذلك انتهى مع تقدم شعبوية مريضة في الترويج لقيام «عثمانية جديدة» والعودة إلى «تركيا الكبرى» و«هلال عثماني» يتكامل مع الهلال الفارسي ولا يصطدم معه، وينحو إلى تمزيق بلدان المنطقة وينتهك سيادتها، مع رعونة في التدخل في شؤون الدول العربية، بما في ذلك حرمان العراق وسوريا من حقوقهما المائية، إلى ممارسة الابتزاز للبلدان الأوروبية من خلال الاستخدام المتكرر لورقة اللاجئين السوريين، ويتمدد التدخل إلى الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي السابق، ما جعل حليفه السابق وخصمه الحالي، علي باباجان، يعلن أن إردوغان جلب العار إلى تركيا بسبب تدخلاته الخارجية التي تسببت في عزل تركيا عن محيطها الإقليمي، فضلاً عن عزلتها على الساحة الدولية، ويتعهد بأن تركيا ستتخلص من هذا العار! بعد 17 سنة من حكم حزب «العدالة والتنمية» في تركيا، وهو حزب تحول في السنوات الأخيرة إلى ما كانت عليه أحزاب البعث في سوريا والعراق، أي تركيبة عائلية مع مقربين من التابعين الموثوقين، والنتيجة أن الأموال متوفرة لشراء صواريخ «إس 400» لكنها غير متوفرة لتأمين الطحين! فباتت أولوية القوى التركية التخلص من الحكم المتسلط الذي جلب الفقر والجوع والدم والعار، وتجربة الانتخابات المحلية الأخيرة تقدم الدليل على أن إمكانية التغيير باتت أقرب من أي وقت سابق.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية: التزام الحكومة التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان ضروري وزني: اتفاق على تأمين حقوق متعاقدي UNDP بموافقة عون ودياب

وطنية - الخميس 05 تشرين الثاني 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "ضرورة التزام الحكومة اجراء التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان، واهمية هذه الخطوة في مجال الإصلاحات الضرورية لمعالجة الأوضاع المالية والاقتصادية في البلاد". كلام الرئيس عون جاء في خلال ترؤسه اجتماعا قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، تقرر فيه "تمديد المهلة المطلوبة لتسليم المستندات اللازمة الى شركة "الفاريز ومارسال" ثلاثة اشهر إضافية، على ان يتم خلال الفترة المحددة تسليم بعض المستندات التي لم تسلم بعد". حضر الاجتماع وزير المالية غازي وزني، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير ورئيس فريق التدقيق الجنائي من شركة "الفاريز ومارسال" جيمس دانيال.

وعرضت في خلال الاجتماع الملابسات التي رافقت تنفيذ القرار في عملية التدقيق.

وزني

بعد الاجتماع ادلى الوزير وزني بالبيان الاتي: "ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجتماعا قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حضره وزير المالية غازي وزني، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير ورئيس فريق التدقيق الجنائي في شركة "الفاريز ومارسال" جيمس دانيال. خصص للبحث في الملابسات التي حالت دون تمكن شركة "الفاريز ومارسال" من مباشرة التدقيق الجنائي والمالي في حسابات مصرف لبنان. وتم الاتفاق على اجراء اللازم لتمديد المهلة المطلوبة لتسليم جميع المستندات لشركة "الفاريز ومارسال"، بحيث تصبح ثلاثة اشهر بعدما كانت محددة في العقد الموقع مع الشركة كي تنتهي في تاريخ أقصاه 3/11/2020، على ان يتم خلال الفترة الممدة أعلاه تسليم بعض المستندات التي حالت دون تسلمها في ظل القوانين والأنظمة المرعية الاجراء. وخلال الاجتماع شدد الرئيس عون على ضرورة واهمية التزام الحكومة اجراء التدقيق الجنائي لما فيه خير المصلحة العامة، فيما اكد الوزير وزني ان التدقيق خطوة إصلاحية بامتياز".

حوار

ثم دار حوار بين الوزير وزني والاعلاميين، حيث اكد انه "وبحسب العقد الموقع كان من المفترض ان تنتهي مهلة تسليم المستندات لشركة "الفاريز ومارسال" في 3/11/2020 كي تباشر الشركة مهمتها في التدقيق، وطالما ان الشركة تعتبر ان المستندات التي تم تحصيلها غير كافية ولا تسمح لها القيام بالمهمة الموكلة اليها، كان هذا اللقاء مع فخامة الرئيس والذي افضى الى تمديد المهلة الى 3 اشهر، تحاول الحكومة اللبنانية في خلالها توفير المستندات ما يؤدي الى السماح للشركة القيام بالمهمات التي ينص عليها العقد في ما خص التدقيق الجنائي". وسئل الوزير وزني عن كيفية تخطي مسألة السرية المصرفية، فأجاب: "في ما يتعلق بموضوع السرية المصرفية، يمكن الاستناد الى مواضيع متعددة، كرأي هيئة التشريع والاستشارات التي كانت وزارة المالية تقدمت بطلب اليها من اجل توضيح وتحديد وتفسير هذا الموضوع، ما شكل امرا مساعدا. كما ان التواصل مع مصرف لبنان اظهر استعداده اكثر فأكثر للتعاطي في هذا الموضوع. والمصرف وضع فريقا من الحاكمية لتسهيل الأمور وتأمين المستندات للشركة. والأجواء كانت إيجابية، ومهلة الأشهر الثلاث كافية لتأمين المستندات الضرورية للتدقيق، خصوصا ان فخامة الرئيس يعتبر مسألة التدقيق خطوة أولية وضرورية وفي غاية الأهمية لمستقبل هذا البلد، وبالنسبة الى الخطوات الإصلاحية التي يجب تبنيها في المرحلة المقبلة". وأشار الى ان "هناك قوانين ترعى مسألة إعطاء المستندات في ما يتعلق بالسرية المصرفية والمادة 151 من قانون النقد والتسليف. من هنا من الطبيعي ان يتقيد مصرف لبنان بالقوانين ويطبقها، وحاكم المصرف ابدى الاستعداد لتسهيل المهمة وإعطاء المستندات قدر الإمكان ووضع فريق عمل لتلبية المطالب. وهذه من الخطوات الإيجابية".

تعويضات المتعاقدين السابقين مع "UNDP"

على صعيد آخر، ترأس الرئيس عون اجتماعا ضم الوزير وزني والوزير السابق جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية، خصص للبحث في قضية تعويضات المتعاقدين السابقين مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP".

وزني

وأوضح الوزير وزني انه "تم الاتفاق على الإجراءات التي ستؤمن للمتعاقدين حقوقهم كالمعتاد، في ضوء الموافقة الاستثنائية التي أعطيت من رئيسي الجمهورية والحكومة في 14/9/2020 انطلاقا من مبدأ ضمان استمرارية المرفق العام في عدد من الوزارات والمؤسسات العامة".

 

المؤسسة المارونية للانتشار أحيت ذكرى رحيل إده في قداس في بكركي الراعي: نسأل الله مس قلوب المسؤولين وضمائرهم ليخرجوا البلاد من أزماتها

وطنية - الخميس 05 تشرين الثاني 2020

أحيت "المؤسسة المارونية للانتشار" الذكرى الاولى لرحيل مؤسسها ورئيسها الفخري الوزير السابق ميشال اده، بقداس إلهي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، في حضور رئيس المؤسسة شارل الحاج والاعضاء. وكانت مناسبة لاستذكار جميع الاعضاء المؤسسين الذين غابوا بعدما اعطوا الكثير من قبلهم وفكرهم ودعمهم، وقدمت القرابين عن ارواح المؤسسين وهم: جورج افرام، فريد روفايل، انطوان الشويري، انطوان ثابت، بشارة كلاسي، سامي مارون ، عيد الشدراوي وميشال ابي نادر بمشاركة عائلاتهم.

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة نوه فيها بإنجازات المؤسسة منذ انطلاقتها أيام الراحلين الكاردينال نصرالله صفير والوزير السابق ميشال اده حتى يومنا هذا، سائلا الله ان يبارك اعمالها الاجتماعية والوطنية لا سيما في شد الاواصر بين لبنان المقيم ولبنان المغترب. وأكد أن "عالمنا اليوم بأمس الحاجة الى قلوب تحب وآذان تسمع وأياد تعطي"، وقال:"نسأل الله أن يرحم الكرة الارضية من وباء كورونا ويشفي مرضى هذا الوباء ويتحنن علينا في لبنان ويخرجنا بمس ضمائر وقلوب المسؤولين وكل الذين لهم دور لكي يخرجوا البلاد من أزماتها اولا الحكومية ومن ثم الازمة السياسية"، معتبرا ان "هذا هو المفتاح لكل الازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي نعيشها". وفي ختام القداس، جددت المؤسسة المارونية للانتشار التزامها "المهمة التي كلفتها بها البطريركية المارونية وعاهدت الراحلين من صفوفها السير على خطاهم في ربط الانتشار اللبناني في العالم بالوطن الام الذي يحتاج كثيرا الى ابنائه، وخصوصا في هذه الفترة من تاريخ لبنان التي تشهد تحديات وجودية دقيقة". وفي الختام، وزعت المؤسسة درع المؤسس الاول على الحاضرين. واستقبل البطريرك الراعي وفدا من جمعية Tur levnon برئاسة الدكتور امين إسكندر

 

دريان وقبلان وحسن دانوا العمليات الارهابية في باريس ونيس وفيينا: لانزال اشد العقوبات بالقتلة ونحذر من الوقوع في فخ جريمة ربط القتل المتعمد بالدين

وطنية - الخميس 05 تشرين الثاني 2020

صدر عن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن البيان الآتي:

"توالت العمليات الارهابية التي استهدفت مواطنين آمنين وأبرياء في باريس ونيس في فرنسا وفيينا في النمسا، ما يرسم علامات استفهام كبيرة حول هوية المحرض والمخطط، وحول الأسباب الحقيقية وراء هذه العمليات المدانة التي يرفضها ويستهجنها كل انسان عاقل أيا كانت عقيدته أو جنسه أو لونه.

إن إدعاءات المجرمين بأنهم يرتكبون هذه الجرائم الوحشية بإسم الدين، تتناقض مع الدين جملة وتفصيلا، الأمر الذي يجعل من منفذي هذه الجرائم ومن المحرضين عليها، أعداء للدين الذي يدعون الدفاع عنه. فهم في سلوكهم الإجرامي، وفي اعتداءاتهم على الأبرياء وعلى دور العبادة، وفي ترويعهم الآمنين الابرياء، يرتكبون أفظع أنواع الجرائم وأبشعها وأشدها إدانة واستنكارا وهي جريمة إثارة الفتنة والفساد في الأرض. اننا اذ نطالب السلطات المعنية التأكيد على احترام الشعائر والرموز الدينية، ندين بشدة هذه الأعمال الإجرامية. وإذ نطالب بمحاكمة المجرمين المحرضين والقتلة وإنزال أشد العقاب بهم، نحذر من الوقوع في فخ الجريمة الكبرى التي يرتكبونها، وهي جريمة ربط القتل المتعمد بالدين. فالقانون الفرنسي الذي صدر في عام 1905 حول العلمنة قرر فصل الدين عن الدولة ولم يقرر إلغاء الأديان أو الإيمان بها. إن الإسلام، دين السلام، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، والإنسان مكرم في الإسلام لذاته الانسانية، والاعتداء عليه هو بمثابة اعتداء على الانسانية جمعاء. والاسلام، الذي يعتبر الناس جميعا أسرة واحدة بتعددها واختلافاتها، يؤكد حقيقة جوهرية وهي ان الاختلاف بين الناس قائم ومستمر أبد الدهر بإرادة إلهية حكيمة، وان الدعوة الى التعارف التي يقول بها الإسلام هي دعوة لاحترام الاختلاف ولاحترام كرامة الإنسان المختلف عنه - أو معهم. إن اصحاب السماحة، إذ يدينون بشدة الجرائم التي أودت بحياة أبرياء، أخوان لنا في الإنسانية، يدينون بقوة أي محاولة لربط هذه الجرائم الدموية المقذعة بالاسلام، وهم يطالبون بالكشف عن هوية المحرضين والممولين والفاعلين المجرمين الذين يعيثون في الأرض فسادا وهم يعتقدون انهم يحسنون صنعا. فالدين منهم براء.

إن اصحاب السماحة يتقدمون من عائلات الضحايا الأبرياء، ومن دولهم الصديقة بأسمى مشاعر التعاطف وأصدق المواساة، آملين أن يكون في عقاب المجرمين حياة جديدة للأخوة الانسانية الجامعة".

 

كارثة بعد انفجار مرفأ بيروت.. والخسائر بين 6.6 و8.1 مليار دولار!

الوكالة الوطنية للإعلام/الخميس 05 تشرين الثاني 2020

يعد مرفأ بيروت ضمن أفضل 10 مرافئ في البحر الأبيض المتوسط ويعتبر بوابة إلى الشرق الأوسط، هو الميناء البحري الرئيسي في لبنان يقع في الجزء الشرقي من خليج سان جورج على ساحل بيروت شمال البحر الأبيض المتوسط وغرب نهر بيروت، وموضعه عند تقاطع خط الطول 35 درجة و57 دقيقة شرقًا وخط العرض 35 درجة و15 دقيقة شمالا. يشكل مرفأ بيروت مركز التقاء للقارات الثلاث: أوروبا، آسيا، وأفريقيا، وهذا ما جعل منه ممرًا لعبور اساطيل السفن التجارية بين الشرق والغرب. وخلال السبعينيات من القرن العشرين كان أهم محطة للتجارة الدولية مع الدول العربية المحيطة حتى تضرره في 4 أب 2020 في حادث انفجار بيروت. يضم هذا الميناء المملوك للحكومة اللبنانية أربعة أحواض يصل عمقها إلى 24 مترا، إلى جانب الحوض الخامس الذي كان تحت الإنشاء، بالإضافة إلى 16 رصيفا ومنطقة شحن عامة مكونة من 12 مستودعا، وصوامع لتخزين القمح والحبوب تعد بمثابة خزان احتياطي إستراتيجي للقمح للبلاد وتشكل قاعدة بيروت البحرية جزءا من الميناء. مع بدء فصل الشتاء وبعد مرور ثلاثة أشهر على انفجار مرفأ بيروت الذي اعتبر ثاني أكبر انفجار في العالم بعد هيروشيما، وأكبر كارثة حلت بلبنان وبيروت بالذات، حيث قتل أكثر من 190 شخصا وأصيب الآلاف عندما انفجرت شحنة ضخمة من مادة نترات الأمونيوم المتفجرة في ميناء بيروت يوم 4 آب، ما أدى إلى تدمير كبير في أحياء بيروت وحصول اضرار جسيمة في المباني. وقدر البنك الدولي، في تقرير أولي، الخسائر الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت ما بين 6.6 مليار دولار و8.1 مليار دولار.

واشار التقرير الى أن “هذه التقديرات هي نتاج تقييم سريع أجراه البنك الدولي بالتعاون مع الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، لأضرار الانفجار على السكان وعلى الموجودات المادية والبنية التحتية والخدمات”. وأوضح البنك الدولي انه “استخدم بيانات أرضية وأدوات وتكنولوجيا متطورة عن بعد لتقييم الأضرار التي لحقت بالموجودات المادية والخسائر الاقتصادية الناجمة عن ذلك؛ واحتياجات التعافي وإعادة الإعمار”. وأعلن أن “الأضرار المباشرة للانفجار هي ما بين 3.8 مليار و 4.6 مليار دولار، مع الاشارة الى وقوع أشد الأضرار في قطاعي الإسكان والإرث الثقافي”.

وقدر خسائر القطاعات الاقتصادية ما بين 2.9 مليار و3.5 مليار دولار. وأكد البنك الدولي ان “لبنان بحاجة الى مساعدات عاجلة تتراوح بين 1.8 مليار و2 مليار دولار للتعافي وإعادة الإعمار كأولوية، مع وجود الاحتياجات الأعلى في قطاع النقل يليه الإرث الثقافي والإسكان، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمنازل والمستشفيات والمدارس والشوارع، أجبر الانفجار العديد من الشركات على الإغلاق، ما ساهم في خسارة نشاط اقتصادي يقدر بما يتراوح بين 2.9 مليار دولار، و3.5 مليار دولار، حسب تقييم أولي بقيادة البنك”. ولفت الى ان “الكارثة لن تؤدي فقط إلى تفاقم انكماش النشاط الاقتصادي، بل ستؤدي أيضا إلى تفاقم معدلات الفقر، التي كانت بالفعل عند 45% من السكان قبل الانفجار”. وأوصى البنك الدولي “بإنشاء إطار للإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار لإعادة بناء لبنان على نحو أفضل، على أساس مبادئ الشفافية والاحتواء والمساءلة، مقدرا احتياجات تعافي القطاع العام اللبناني لعامي 2020 و2021 بما يتراوح بين 1.8 مليار دولار و2.2 مليار دولار، مع ما يصل إلى 760 مليون دولار بحلول كانون الأول”. أما احتياجات الإسكان الفورية فتقدر بما يتراوح بين 30 مليون دولار و35 مليون دولار، وهناك حاجة إلى نحو 225 مليون دولار إلى 275 مليون دولار من الدعم المالي الفوري، لاستعادة 5200 شركة صغيرة، و4800 شركة متناهية الصغر توظف آلاف الأشخاص. وأوضح تقرير البنك الدولي أن “الآثار الاقتصادية الرئيسية للانفجار، تشمل خسائر في النشاط الاقتصادي، وتعطل التجارة، وخسائر في الإيرادات المالية، وتعميق انكماش النشاط الاقتصادي وتفاقم معدلات الفقر”.

وأوصى “بإعادة بناء الميناء بشكل كلي وحديث”، مشددًا على أن “المساعدات الدولية والاستثمارات الخاصة ضرورية لتحقيق الانتعاش وإعادة الإعمار بشكل هادف”. وأكد كل من البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي انهم “ملتزمون تماما بالعمل مع لبنان للمساعدة في إعادة البناء ووضع احتياجات شعبه في المقام الأول”.

الانفجار كشف عن الازمة الاقتصادية

يذكر أن انفجار بيروت كشف عن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان، وحتى قبل الانفجار حيث كان لبنان يواجه أسوأ أزمة سياسية واقتصادية منذ عقود، لكنه كافح لتأمين المساعدة الدولية لأن السياسيين فشلوا مرارا في الاتفاق على الإصلاحات المالية وإجراءات مكافحة الفساد التي يطلبها المقرضون.

عبود

وللاضاءة على ما خلفه الانفجار من اضرار وما تم اصلاحه، قال محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود: “لقد أنهينا عملية المسح الميداني منذ فترة، وتم حتى الساعة تأهيل 2850 منزلا في المناطق المتضررة، بالإضافة إلى 6376 منزل وبناء يتم العمل بهم الان”.

وأضاف: “من الابنية المتضررة، هناك 51 بناء تحت خطر السقوط، وحوالى 41 بناء متضررا بشكل كبير، وقد أعطينا توجيهاتنا إلى الأجهزة العاملة لتدعيم هذه الابنية. كما يوجد 360 بناء لهم قيمة أثرية، منها قائم منذ القرن التاسع عشر، ونحن نعمل بالتعاون والتنسيق مع منظمة الاونسكو للحفاظ على هذه الابنية التي تمثل وجه بيروت الحقيقي والتي نعتبرها قيمة تاريخية وأرثا يجب المحافظة عليه”. وتابع: “أما بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فقد تمت مساعدة 207 مؤسسات، فيما 124 مؤسسة ستتم مساعدتها في الأسابيع القادمة. كما تم تقديم مساعدات نقدية لـ 188 عائلة كبدل ايجار ريثما يصار إلى إعادة ترميم منازلهم”. وأكد أننا “نعمل بكل طاقاتنا ونسخر كل الامكانات، ولكن الموارد ضعيفة جدا مقارنة بحجم الكارثة”.

عيتاني

وقال رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت جمال عيتاني: “منذ اليوم الاول للانفجار، دعونا المقاولين الذين يعملون مع البلدية للعمل على ازالة الركام الذي تسبب باقفال الشوارع، وفي نفس الوقت كان فريق متخصص بالهندسة في البلدية بالتعاون مع نقابة المهندسين يقوم بجردة كاملة للابنية المتضررة، وكان اهم هدف لنا الابنية الآيلة للسقوط، فتم عزلها وتحديدها ووضعنا دفتر شروط للحصول على مناقصات لجلب مقاولين لتدعيم تلك الابنية. وقد فتحنا المغلفات وستعقد جلسة لتكليف المقاولين الاربعة للبدء على الارض باسرع وقت. لكن الروتين الاداري بالنسبة للموافقة على دفتر الشروط يحتاج الى وقت”.

وعن الاهالي القاطنين في الابنية المتضررة، قال عيتاني: “وضعنا دفتر شروط واطلقنا مناقصة لترميم المنازل قدر المستطاع، لكن حجم الدمار هائل ونحن بحاجة الى اكثر من ملياري دولار لترميم المنازل، ولا احد يملك هذا المبلغ حتى الدولة اللبنانية”، لافتا الى “اننا طرحنا مناقصة لمساعدة الناس الاكثر حاجة”.

وأشار الى ان “عددا من الجمعيات قدمت مبالغ لمساعدة الاشخاص المتضررين على ايجاد منازل اخرى ليسكنوا فيها، لكن حجم الدمار اكثر من قدرة الجمعيات”. وأوضح ان “الحكومة خصصت مئة مليار ليرة للمتضررين، وبدأ الجيش اللبناني بتوزيع الاموال لترميم البيوت بحسب الحاجة”. وقال: “كذلك اخذنا قرارا في البلدية بتوزيع 10 الاف قسيمة شرائية لكي تشتري الناس حاجاتها المنزلية، عدا الطعام، بالاضافة الى 20 الف قسيمة ستوزع الاسبوع المقبل بقيمة 200 الف ليرة”. وأكد عيتاني التعاون مع الجمعيات الدولية، وقال: “نحاول جاهدين الاتصال بالسفارات للمساعدة، خصوصا وانه بسبب الاوضاع السياسية الحالية هناك صعوبة بأن تأتي الاموال من الخارج”. وأوضح ان “هناك مئات الالاف من المنازل المتضررة وهي بحاجة الى جهود كبيرة، ونعمل بقدر المستطاع على المساعدة بحسب امكانياتنا”. وأعلن انه “تم ترميم عدد من المنازل، لكن هناك حوالي 6000 عقار متضرر، ووكل عقار يوجد فيه 10 طبقات يقطنها 70 الف عائلة، اي حوالي 300 الف شخص. الموضوع في غاية الصعوبة ويحتاج الى وقت طويل”، متمنيا ان “تتشكل الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي قال أن من أولى اولوياته اعادة اعمار مدينة بيروت”.

أشقر

من جهته، قال رئيس اتحاد نقابات السياحة بيار اشقر: “لم يلتفت الينا احد من الدولة، فقط الجيش اللبناني ساعد في رفع الركام وكان الى جانب الناس وقام بالمسح المطلوب”، مشيرا الى وتضرر 2060 مطعما ومقهى و ملهى ودكانا جراء الانفجار، وجزء منهم تضرر كليا. كما تضرر 163 فندقا و40 شقة مفروشة 220 سيارة للاجرة”. ولفت إلى “مشكلة مع شركات التأمين، التي لم تدفع حتى الان للمؤتمنين”، موضحا “ان عددا من الشركات ينتظر التحقيق الذي سيصدر من الدولة عن الانفجار”، مشيرا الى انه “لا توجد وزارة مسؤولة عن شركات التأمين، لتعطي التوجيهات وتفرض عليهم الدفع. كما اننا لم نعرف بعد اذا كان سيتم الدفع بالليرة اللبنانية او بالدولار او frech many”. وقال: “هناك مؤسسات لديها امكانات مالية كبيرة، وأغلبها من خارج لبنان كالفنادق الدولية، التي تستطيع ان تبدأ بالترميم، اما الباقي، فان الترميم الوحيد الذي انجز هو الزجاج. اما المطاعم فما زالت متروكة”، مشيرا الى “ان اغلبية المؤسسات ما زالت مقفلة”.

ورأى اشقر “ان الحل هو بحكومة تحظى بثقة المواطنين وثقة المجتمع الدولي، حتى تأتي الاموال والمساعدات من الخارج، وعلى هذه الحكومة ان تقوم بالاصلاحات المطلوبة”.

عيد

واعتبر رئيس جمعية تجار الأشرفية طوني عيد أن “منطقتي الاشرفية والرميل منكوبتان”، وقال: ” للمرة الاولى، تبقى منطقة بعد حادث انفجار لمدة طويلة دون ترميم، حيث لم يتم ترميم اكثر من 20 في المئة من المباني، وهذا يشير الى صعوبة وضع سكان المنطقة ماديا”. وأضاف: “هناك مؤسسات تجارية اقفلت نهائيا، فهي كانت تعاني من الازمة الاقتصادية في البلد حتى أتى انفجار المرفأ وقضى عليها نهائيا”. وعن حجم اضرار التجار في منطقة الاشرفية جراء الانفجار، اوضح انها بلغت 250 مليون دولار وفي الجميزة 100 مليون دولار”. ولفت الى ان “المساعدات التي أتت كانت قليلة بالنسبة لقيمة الاضرار، فغرفة التجارة وعدد من الجمعيات قدمت بعض المساعدات التي كانت مخصصة بشكل اكبر للابنية السكنية”، مؤكدا ان “الحل يبقى في الاستقرار الامني والسياسي، وبالتالي الاقتصادي من خلال تشكيل حكومة لنتمكن من جلب السياح وجلب الاموال من الخارج من خلال السياحة والتشجيع على الاستثمار في البلد”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 05 و06 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

النظام الطائفي اللبناني هو نموذج يناسب الدول حيث تنوع المكونات المذهبية والعرقية والقومية

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92093/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87/

 

 

… ولكانت الحرّيةُ تُضيءُ الشرق/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/05 تشرين الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92114/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%91%d9%8a%d8%a9%d9%8f-%d8%aa%d9%8f%d8%b6%d9%8a%d8%a1%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d8%b4/

 

 

فقر ومجاعة... يا عيب الشؤم على هكذا زعامات من انتاج حرب دموية تلذذوا بدماء ضحاياها/الأب سيمون عساف/05 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92117/92117/

 

 

 

انقسام أميركا الانتخابي سيذهب بعيدا…خلقت نتائج التصويت مشكلات هائلة هزت عمق البلاد وستستمر أشهراً وربما سنوات

د. وليد فارس/انديبندت عربية/05 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92120/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%86%d9%82%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%8a/

متابعو الانتخابات الأميركية والمنخرطون فيها باتوا يعرفون جيداً أهم نتائجها، بغض النظر عمن سيدخل البيت الأبيض في النهاية، في بداية 2021، فالانقسام الذي أحدثته سيمتد إلى مجالات عدة، ويذهب بعيداً. وهذه هي الأسباب.

لقد خلقت نتائج التصويت مشكلات هائلة، هزت أميركا في العمق، وستستمر أشهراً وسنوات. الهزة الأولى تفجّرت بعدما فرض حكام الولايات الديمقراطيون نظام الانتخاب بواسطة البريد للمرة الأولى لعشرات الملايين من الناخبين. وهو نظام جديد، غير مختبر، بالتالي مليء بالمخاطر الإدارية والتقنية.