المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may26.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سرطان حزب الله الإيراني ولا لبنانية كل من هو مع هذا السرطان

الياس بجاني/جبران وغيره من مدعي السيادة نفاقاً المطبلين لكذبة تحرير الجنوب هم ذميون واسخريوتيون وحربائيون

الياس بجاني/التاريخ لن يرحم لا عون ولا من تخلى عن القضية وولاه وانتقل معه من القاطع السيادي إلى قاطع الملالي

الياس بجاني/الثنائي الشيعي الإيراني والغارق في المذهبية والإيرنية والدكتاتورية يريد تغيير نظام لبنان..تصوروا ليصبح لا طائفي!!

الياس بجاني/ما يسمى “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني: التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمية والميليشياوية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اتيان صقر – أبو أرز: في الذكرى ال 20 على انسحاب جيش لبنان الجنوبي من وطنه فإن العبد لا يعفو عن الحرّ

حقيقة تحرير جنوب لبنان ليست رواية حزب الله… الأسد وعد بالسلام ونكث، العرب ضغطوا على أميركا وإسرائيل انسحبت وحزب الله انتقم/د. وليد فارس/انديبندت عربية

خرافات لبنانية حول أقوال كيسنجر على طريق الذوبان/د. وليد فارس

تصريحٌ خطير" من وزير الخارجية الإسرائيلي: "المواجهة مع لبنان لم تنتهِ بعد

هل يتراجع “الحزب” بعدما سقطت خطته المالية؟

خامنئي: العالم لم ينسَ يوم اخترق الصهاينة حدود لبنان

هل بدأ “الرقص فوق جثة” النظام السياسي في لبنان؟

حزب الله يعلن سقوط الدولة اللبنانية ويطالب بصيغة "غالب ومغلوب"

إتصالات لاحتواء كلام المفتي قبلان: يعبّر عن نفسه

إشكال بين دورية للكتيبة الفنلندية وأهالي بليدا واليونيفيل تفتح تحقيقا بالتنسيق مع الجيش

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 25/5/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

يوم دموي في عاليه والشوف: جنون القتل "العائلي" مستمرّ

جنبلاط عن الفيدرالية: مشروع انتحاري للجميع

كومة لبنان تخاطب «النقد الدولي» بتعيينات مالية ومصرفية

تداول بالأسماء المرشّحة تمهيداً للتوافق عليها قبل الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء

القوات: موقف قبلان دليل ضعف.. وننتظر التوضيح!

صورةٌ لموقع خامنئي تثير الجدل.. ما علاقة نصرالله؟

الجواب على سؤالكم متى ستزول إسرائيل من الوجود ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش

الفرد رياشي لوليد جنبلاط: "من الأفضل الك" انك تراجع حساباتك...

جعجع: لإعادة القرار للدولة منعا للتقسيم

نديم الجميل: هل يتذكر رئيس الجمهورية هذا الكلام؟

إلغاء الطائفية: للبنان أفضل أم لمصالح فئوية؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تأجيل فتح أبواب كنيسة القيامة

نتنياهو: إحلال السيادة الإسرائيلية خطوة تاريخية لن نسمح بضياعها

الحرس الثوري الإيراني: الاقتصاد مشكلتنا الكبرى

تصعيد ضد حكومة الكاظمي تقوده إيران وأذرعها في العراق بعد أقل من 3 أسابيع على مباشرتها مهام عملها

المفتش العام لـ«البنتاغون»: سلمنا 5 مواقع للقوات العراقية بعد التوتر مع إيران وحذر من «هروب جماعي» لمقاتلي «داعش» من السجون

«حزب الله» العراق... صورة حول الفرات بأهداف تتجاوز الأصل اللبناني

عماد مغنية أبرز صنّاعه بعد 2003... وسعى إلى تهديد الجيران في الجنوب وعرقلة مشروعات مع الكويت

حفتر يتعهد استمرار القتال ويتوعد تركيا وحكومة السراج/قوات «الوفاق» تعلن تقدمها في معارك طرابلس

أنقرة تدفع بمزيد من المرتزقة إلى ليبيا

رفعت الأسد ينأى مع أسرته عن «مهاترات» بشار ورامي وابنه لمّح إلى أنه يتطلع لمشاركة في العملية السياسية المستقبلية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يومها، 25-5-2000، شاهدتُ بأمّ العين تهجير الجنوبيين. (الجزء الأول)/المخرج يوسف ي. الخوري/26 أيار/2020

أدهم خنجر أحد رجال العصابات التي هاجمت عين إبل في الخامس من أيار 1920 والذي يحاول البعض أن يجعل منه أحد أبطال الاستقلال/الكولونيل شربل بركات

سياسات النفوذ الشيعية من الحروب الاقليمية الى الحرب الاهلية/شارل الياس شرتوني/26 أيار/2020

يوم أحمد قبلان.. مفتي جمهورية الخراب لتحرير القدس/محمد أبي سمرا/المدن

لبنان في نادي الانقلابات العربية/سام منسى/الشرق الأوسط

«حزب الله» يتسلق «قمة» النظام اللبناني على «حبل» ماروني.. ويستريح/علي الأمين/جنوبية

نابوليون دياب... وحكم المئة يوم/ سعد كيوان

مع المفتي أحمد قبلان إذا استقال من موقعه/غسان حجار/النهار

بعد عشرين عاما على التحرير.. كذبة "حزب الله" تظهر على حقيقتها/داني كرشي - خاص الشفافية

20 عاما على انسحاب إسرائيل من لبنان...قيام الدولة رهين بيد إيران بعد عقود من بقائها ألعوبة في تصرف سوريا/طوني فرنسيس/انديبندت عربية

شارع الأضاليل/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

المقاومة والتحرير: نظرة مختلفة/أحمد جابر/المدن

لبنانيو إسرائيل.. متراس الخلاف بين العونيين وحزب الله/منير الربيع/المدن

يا مسيحيي الشرق، شكراً لكم/بقلم عبد الغني سلامة/المرصد

قائد «الانقلاب الكبير»/غسان شربل/الشرق الأوسط

اشتعال الحرب الباردة في بحر الصين الجنوبي/جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط

اللامعقول القطري ـ الغربي/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نائب رئيس المجلس الشيعي: لمحاسبة المسؤولين عن الانهيار الاقتصادي والفساد

بلدية بليدا: تعليق كل الأنشطة واللقاءات مع اليونيفيل إلى حين محاسبة المعتدين

إشكال بين دورية للكتيبة الفنلندية وأهالي بليدا واليونيفيل تفتح تحقيقا بالتنسيق مع الجيش

قاسم: التحرير يوم من أيام الله الخالدة ومنعطف تاريخي لمنطقتنا

لقاء سيدة الجبل رفض مواقف قبلان وأمل زوال الإحتلال الإيراني

جعجع: نرفض المؤتمر التأسيسي ولا يلعبن أحد باتفاق الطائف طالما معادلة جيش وشعب ومقاومة مستمرة طالما الفساد متواصل في لبنان

العسكريون المتقاعدون في التيار الوطني: مهما قصرت الدولة تبقى الضمانة الوحيدة للسلم الأهلي

 

 

 

 

 

 

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من26حتى30/:”قالَ الَرَبُّ يَسُوع : «مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سرطان حزب الله الإيراني ولا لبنانية كل من هو مع هذا السرطان

الياس بجاني/25 أيار/2020

باللبناني المشبرح: كل لبناني مع حزب الله لأي مذهب أو فكر أو ثقافة انتمى هو ضد لبنان وكل شي لبناني وانساني وحضاري ومع ثقافة الموت

 

جبران وغيره من مدعي السيادة نفاقاً المطبلين لكذبة تحرير الجنوب هم ذميون واسخريوتيون وحربائيون

الياس بجاني/24 أيار/2020

حزب الله يحتل الجنوب ولم يحرره والذين يحتلفون بكذبة التحرير من قوات وكتائب وعونيين ومدعي السيادة ذميون يتلذذون بملوحة دمائهم.

 

التاريخ لن يرحم لا عون ولا من تخلى عن القضية وولاه وانتقل معه من القاطع السيادي إلى قاطع الملالي

الياس بجاني/24 أيار/2020

نرى ومعنا كثر أن زواج المتعة بين تيار عون وحزب الله قد حقق للحزب أهدافه في حين طلع تيار عون ع فافشوش وع كرسي مخلع وفقد ذاته وتعرى

 

الثنائي الشيعي الإيراني والغارق في املذهبية والإيرنية والطتاورية يريد تغيير نظام لبنان..تصوروا ليصبح لا طائفي!!

الياس بجاني/24 أيار/2020

صدق أو لا تصدق: ملوك الطائفية والمذهبية واعداء لبنان السيادة والكيان والإنسان يطالبون بإسقاط الصيغة لصالح دولة لا طائفية

 

ما يسمى “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/25 أيار/2020

بداية فإن حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء.

في حين أن كل الحقائق المأساوية التي يعيشها اللبناني في وطنه المحتل تؤكد بأن حزب الله هو جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره.

فحزب الله ليس مقاوماً، ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة خدمة لمشروع إيران التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الواهم.

عملياً، حزب الله هو تنّين إيراني ملالوي يقضم ويفترس ويهمش “ويفرسن” مؤسسات الدولة اللبنانية، والنظام اللبناني، والثقافة اللبنانية، ونمط حياة اللبنانيين، ويضطهد وينكل ويغتال الأحرار والسياديين المعارضين لاحتلاله ومشروعه، بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام بمفهوم ووجدان السياديين والاستقلاليين في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

من هنا فإن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي احتفالات مسرحية مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية.

فإن حزب الله الذي زوراً يدعي الانتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو تنظيم إرهابي وملالوي 100% وشريك لنظام الأسد الكيماوي في جريمة تشريد وقتل واهنة الشعب السوري.

حزب الله الملالوي والإرهابي يعمل ضد لبنان واللبنانيين، وضد العرب وكل الدول العربية. وهو جيش تستعمله إيران لتقويض العديد من الأنظمة العربية ونشر الفوضى والإجرام والمذهبية والفقر فيها، كما هو حال وضعيته الراهنة المفضوحة في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة وليبيا..

كما أن حزب الله شوه سمعة لبنان واللبنانيين دولياً وإقليمياً كونه يقوم بعمليات إرهابية وإجرامية في العديد من دول العالم خدمة للنظام الملالوي الإيراني، إضافة إلى انخراطه وخدمة لنظام الملالي أيضاً بعمليات تبيض أموال وتهريب مخدرات وأسلحة في العشرات من الدول.

هذا العيد “الكذبة والإهانة”.. “عيد تحرير الجنوب” كان فرضه على لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وهو مستمر بقتل أبناء شعبه وتهجيره وتدمير مدنه وبلداته وضبه بالأسلحة الكيماوية.

الآن، وبعد انكشاف فارسية ومذهبية وإجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو إنسانية، فإنه من الحق والعدل والواجب إنهاء فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” وشطبه من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية…

ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، “حرب لو كنت أعلم”، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله..

وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008…

وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات “وحدة المسار والمصير”…

وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية…

من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو لبناني أو عربي أو حزب تحرير ومقاومة..

إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل لبنان وتقيم فيه مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.

نحن بصدق نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية.

مطلوب من حكام لبنان وأحزابه والرسميين ومن كل أفراد الشعب اللبناني السيادي والكياني الشهادة للحق والإعلان بصوت عال بأن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته واحتلاله وحروبه ومشروعه الملالوي ، كما أن الاستقلال اللبناني لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والافتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق.

باختصار أكثر من مفيد فإن ما يسمى “عيد التحرير” هو كذبة كبيرة وبالتالي مطلوب شطبه من السجلات الرسمية ومن ذاكرة لبنان واللبنانيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني: التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمية والميليشياوية/فيما كان الإستاذ نبيه رئيس المجلس يهاجم السياديين والشرفاء الذين يطالبون بالفيدرالية ويبشر بالعفة الوطنية، كان الإستاذ الميليشياوي عن طريق شبيحته يعتدي بالضرب المبرح على الصحافي بشير أبو زيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/86482/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b2%d9%8a/

التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمعية والميليشياوية

الياس بجاني/24 أيار/2020

في حين كان بغضب  واستعلاء ونفخة صدر الإستاذ نبيه بري رئيس المجلس النيابي يبشر بالعفة الوطنية ويلقي المواعظ الأخلاقية والوحدوية ويهاجم ويهين ويخون الشرفاء والسياديين والاستقلاليين الذي يطالبون بالكونفدرالية المعمول بها بنجاح كبير في معظم دول العالم، (تصريحه وكلامه ومواعظه في العفة في أسفل)، كان الإستاذ نبيه بري الميليشياوي والدكتاتور والقامع للحريات والرافض لأي انتقاد لشخصه أو لحركة أمل التي يملكها، كان عن طريق شبيحته المعسكرين والمسلحين يعتدي بالضرب والإهانات والتهديد على الصحافي بشير أبو زيد وذلك على خلفية بوست كتبه على الفايسبوك يتعلق بانقطاع الكهرباء، إذ قال: “اطفوا قدّام بيت نبيه برّي وضوّوا بيوت الناس”. بري الميليشياوي وعن طريق فرقة من شبيحته وزعرانه قام بتأديب بشير ضرباً ورفساً وتهديداً وكاد يخطفه. هذه الممارسات مستنكرة ولا تليق بلبنان ولا بشعبه المتحضر والعاشق للحريات ولقبول الرأي الآخر المختلف. يشار هنا أن ميليشيا حركة أمل التي يملكها الأستاذ هي متخصصة بالتشبيح  وبقمع الحريات، ولنا بما قامت به في محيط مجلس النواب ضد الثوار السلميين خير مثال. بالطبع سيمر الحادث كما مر ما سبقه لأن الشبيحة مدعومين وينفذون أوامر الإستاذ.. فبؤس هكذا مسؤولين وألف بؤس بهكذا أحزاب هي عبارة عن مافيات وقطاع طرق وزعران.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اتيان صقر – أبو أرز: في الذكرى ال 20 على انسحاب جيش لبنان الجنوبي من وطنه فإن العبد لا يعفو عن الحرّ

26 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86536/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84-20-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%86/

بيان صادر عن حزب حرّاس الأرز – حركة القوميّة الّلبنانيّة

تمرّ الذكرى العشرون على انسحاب جيش لبنان الجنوبي من وطنه، ولا يزال عناصره وعيالهم مشتّتين بين دولة إسرائيل وعدد من دول العالم الغربي، وحلم العودة إلى ديارھم يتضاءل سنة بعد سنة بفعل سياسة الفجور الطّاغية على أداء الدّولة والحياة السّياسيّة العامّة في البلاد، الأمر الّذي حوّل لبنان إلى دولة مارقة، تحتلّ حاليّاً المراتب الأولى بين الدّول الفاشلة – الفاسقة – السّاقطة –المفلسة، والأكثر فساداً على ھذا الكوكب.

ومن حين لآخر تتحدث هذه المسمّاة دولة عن رغبتها في إصدار قانون عفو يشمل هؤلاء العناصر، ثم تعود وتتراجع عنه خوفا” من ولي أمرها مرشد الجمهورية الّلبنانيّة القابع سعيداً في ضاحية بيروت الجنوبيّة.

ولكن ما فات هذه الدّولة، انّ الدّول المارقة ليست مؤهلة للعفو عن النّاس، لأنّ العبد لا يعفو عن الحرّ، والذّليل لا يعفو عن الشّريف، الخائن لا يعفو عن البطل.

لذلك على هذه الدّولة الممسوخة أن تصمت بانتظار أن يأتي من يطيح بها ويحيلها على المحاكم المختصّة بدءاً من رأس الهرم إلى أسفله، والآتي قريب، وھي مسألة وقت ليس أكثر.

ولكي نعفي هذه الدّولة الممسوخة من عبء التّفكير في إصدار مثل ھذا القانون، نؤكد لها أنّ أهلنا المقيمين قسراً في إسرائيل وخارجها يرفضون أصلا” مبدأ العغو عنهم، كما يرفضون العودة في ظلّ دولةٍ فاسقة، لا تملك حرّية القرار، ولا شرعيّة الوجود بعد ١٧تشرين الثاني ٢٠١٩.

في هذه الذكرى البغيضة من تاريخنا النّضالي، نوجّه أطيب التّحيّات إلى أهلنا في جيش لبنان الجنوبي ضبّاطاً ورتباء وأفراداً، الّذين قدّموا على مدى ربع قرن، أغلى التّضحيات على مذبح لبنان دفاعاً عن حرّيته وكرامته، ونقف إلى جانبهم في غربتهم القسريّة ومعنا كلّ الشّرفاء في لبنان، بعد أن غدر بهم الأصدقاء قبل الأعداء، ونؤكّد لهم أنّنا سنعود وٳيّاھم حتماً إلى حضن الوطن، ولكن في ظلّ دولة من صنع الشّرفاء لا من صنع الأذلّاء.

لبّيك لبنان

اتيان صقر – أبو أرز

 

حقيقة تحرير جنوب لبنان ليست رواية حزب الله… الأسد وعد بالسلام ونكث، العرب ضغطوا على أميركا وإسرائيل انسحبت وحزب الله انتقم

د. وليد فارس/انديبندت عربية/26 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86585/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%aa/


خرافات لبنانية حول أقوال كيسنجر على طريق الذوبان

د. وليد فارس/25 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86519/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3/

كم قيلت لنا روايات وقصص خلال سنوات الحرب عما قاله وزير الخارجية الأميركية السابق هنري كيسنجر عن لبنان.

كم كُتبت مقالات وكتب مرعبة مؤامراتية عن ما كان "يخططه" للبنان وطوائفه وحروبه.

وكم وضعت سياسات ورُفعت شعارات عنه.

وقد شاركت في ندوات جامعية عن الموضوع.

وبات كيسنجر البعبع الذي حُِّمل وزر كوارث انهيار لبنان وذلك لخمسين عاماً...

حتى فُتح الأرشيف وتكلم الرجل بعد خمسون عاماً، وسألناه.

لن يصدق الجيل اللبناني الشاب كيف تلاعبت الأطراف السياسية والإقليمية وأبواق البروباغندا بثقافة أجيال من السياسيين في لبنان وأعداد من المثقفين وعبرهم برأي عام يثق بمن طل عليه من الصحافة والإذاعات والمنابر لعقود.

وكأن لبنان مرّ بمرحلة سوريالية ليست غريبة عن محيطه.

وكنا نظن أن بلاد الأرز مختلفة لأنها تأتي من آلاف سنين الحضارة.

ولكن كثيرون لم ينتبهوا أن لبنان الثقافة الكلاسيكية قد تم اجتياحه منذ ١٩٧٥ من قبل ثقافة التلفيق وأباطرة ال FakeNews قبل ان تأتي الى امريكا.

كيسنجر قال الكثير وكتب الكثير ولكنه لم يذهب إلى حيث ذهب الدجّالون الذين قوّلوه ما لم يقله أو خططه.

صُعقنا عندما عرفنا ما قاله، وعرفنا من حْرّف ما فكّر به.

نعم لبنان عظيم بنظر الكثيرين من أبنائه ولكنه لم يكن محور عالم كيسنجر ولم يطرح معظم ما نُسب إليه.

فالذين تخيلوا وحلفوا بما سمعوه هم أنفسهم الذين حوّروا تاريخ لبنان وخيطوه على قياسهم كي لا يُحاسبوا أو لكي يدّجلوا على اللبنانيين الطيبين البسطاء ليدعوهم إلى حيث لم يكن عليهم أن يذهبوا باتجاه خيارات لم يكن عليهم أن يتبعوا.

قريباَ ستتم مراجعة أدبيات كيسنجر اللبنانية، وهي محددة.

قد تعجبنا أو لا، ليس هذا الموضوع.

المسألة إن طبقة من المنظرين موهت ما لم يكن، ولا يزال العديد من القراء يصدقون.

 

تصريحٌ خطير" من وزير الخارجية الإسرائيلي: "المواجهة مع لبنان لم تنتهِ بعد

مواقع الأكترونية/26 أيار/2020

علّق وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي على احتفالات لبنان بالذكرى الـ20 لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، معتبرًا أنّ "المواجهة مع لبنان لم تنته بعد".

وقال أشكنازي، الذي كان قائد الجبهة الشمالية بالجيش الإسرائيلي عند الانسحاب: "على أرض لبنان تركت أفضل قادتي، لكن المواجهة لم تنته بعد".

وأضاف: "تركنا لبنان، لكن لبنان ليس وراءنا"، بحسب القناة (12) الإسرائيلية.

 

هل يتراجع “الحزب” بعدما سقطت خطته المالية؟

أخبار اليوم/25 أيار 2020

كشفت مصادر مالية واسعة الاطلاع لـوكالة “أخبار اليوم” أن خطة “حزب الله” المالية التي تبنّتها حكومة الرئيس حسان دياب سقطت إلى غير رجعة، بعدما تيقّن الجميع أن مثل هذه الخطة كانت لتودي بالبلد إلى مهلكة مالية لا قيامة منها، وخصوصاً أن الخطة المزعومة كانت تسعى إلى تحقيق هدف يتيم وهو القضاء على النظام المصرفي اللبناني تمهيداً لإنشاء نظام مصرفي بديل غمزت الخطة إليه من خلال البند الغامض الذي تحدث عن منح 5 تراخيص لمصارف جديدة في حين كان وزير المالية في الوقت نفسه يتحدث عن خفض عدد المصارف العاملة إلى النصف. وتتحدث المصادر عن أن خطة الحزب المالية التي تبنّاها دياب تسببت بحال من الاستنفار لدى عدد كبير من القوى في لبنان، بدءًا بمصرف لبنان وجمعية المصارف، مروراً بالهيئات الاقتصادية والأكثرية الساحقة في مجلس النواب والمسؤولين المعنيين، وليس انتهاءً بالمجتمع الدولي! وتشير المصادر، في المقابل، إلى أن البديل الحقيقي بات محصوراً في الخطة المالية التي تقدمت بها جمعية المصارف والتي تشكل الفرصة الوحيدة للنهوض المالي فيما لو رغب المسؤولون بتحقيق هذا النهوض فعلياً، شرط أن يواكب ذلك اتخاذ قرار جدي بالبدء بتنفيذ الإصلاحات عوض إطلاق المزيد من الوعود. لكن المخاوف تبقى قائمة-  بحسب المصادر المالية- لناحية أن يصرّ “حزب الله” على عرقلة الإصلاحات في حال لم يتمكن من مواجهة الخطة، لأن الحزب والإصلاحات خطان متوازيان لا يلتقيان في ظل إصراره على الإبقاء على سلاحه من جهة وعلى اقتصاده البديل من جهة أخرى ما يعرّض اللبنانيين لمجاعة فعلية في المدى المنظور. أما السؤال الحقيقي فهو هل تتراجع إيران في لبنان، ولو مرحلياً، كما تراجعت في العراق عبر القبول بتشكيل حكومة مصطفى الكاظمي، وذلك بتسهيل إسقاط حكومة حسان دياب والإتيان بحكومة يرضى عنها اللبنانيون وتكون متحررة من قبضة “حزب الله” وقادرة على مفاوضات الغرب والعرب لتبدأ بتنفيذ الخطوات الإنقاذية المطلوبة؟!

 

خامنئي: العالم لم ينسَ يوم اخترق الصهاينة حدود لبنان

مواقع الأكترونية/26 أيار/2020

أكد المرشد الأعلى علي خامنئي أن “العالم لم ينسَ يوم اخترق الصهاينة حدود لبنان وتوغلوا حتى بيروت حيث ارتكب قاتل مجرم باسم أرييل شارون مجزرة في صبرا وشاتيلا”. وأضاف، عبر تويتر” في ذكرى “عيد المقاومة والتحرير”: “كذلك لن ينسى يوم نزلت بهذا الجيش نفسه ضربات “حزب الله” القاصمة، فلم يكن أمامه إلاّ الانسحاب من حدود لبنان معترفًا بالهزيمة”.

 

هل بدأ “الرقص فوق جثة” النظام السياسي في لبنان؟

 صحيفة الراي الكويتية/25 أيار 2020

كأنه «الرقص فوق الجثث». عبارةٌ تكاد أن تختصر المشهد في «بلد العجائب» لبنان حيث تتسابق كوابيس الواقع المالي – الاقتصادي – المعيشي مع أحلام سياسية «مستعادة» أو تطلّ على أجنداتٍ بدأت تخلع «عباءة الإخفاء».

ولم يكن ينقص «بلاد الأرز» في الطريق إلى «صدمةٍ كهربائية» باتت بأمس الحاجة إليها لتُعيد الخفقان إلى الوضع المالي – الاقتصادي، سوى «استيقاظ» الصراع على نظام الطائف «المطلوب رأسه» من أكثر من طرف داخلي باعتباره ناظم التوازنات من خارج تأثيرات وهج السلاح وغَلَبته.

وفيما كان الفطر السعيد يحلّ في أول أيامه بمسْحة حزنٍ غابتْ معها مظاهر العيد الذي نكّس هلال الفرح أمام قوس الأزمات ووطأة انهيار الليرة وسطوة «كورونا» الذي يمْضي في «رمي شِباكه» المُرْعِبة، من دون أن تنجح مشهدية ثلوج مايو النادرة التي تَساقطتْ وكّللت المرتفعات ابتداءً من 1900 متر في تبديد سودوية الواقع المؤلم، باغتت المسرحَ السياسي المشدود إلى مفاوضاتٍ مصيريةٍ بدأت مع صندوق النقد الدولي على برنامج تمويلي (يمتدّ حتى 2024) للبنان قنبلةٌ مدوّية فجّرها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بإعلانه «موت الصيغة اللبنانية» ورفْعه «لا» صريحة لـ«(نظام) الطائف، لا لمزرعة الطوائف، لا لدولة الحصص، لا لنظام المحاصصة».

و«بلا قفازات»، تحدّث قبلان في الرسالة التي وجّهها لمناسبة عيد الفطر عن «أننا لن نقبل بظلم، أو فساد أو اضطهاد، أو استئثار، ونرفض رفضاً قاطعاً القبول بصيغة حكم فاسدة أو مشاريع حكم تصر على الطائفية والانتهازية السياسية وأشباهها»، معتبراً «أن أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضاً مرحلة وانتهت»، ومؤكداً أنه «لحماية البلد وكسر الوثنية السياسية وتأكيد العيش المشترك والسلم الأهلي فيه، نحن مطالبون بإسقاط الصيغة الطائفية لصالح دولة مواطن، دولة لا طائفية».

وأضاف: «(…) كفانا تمسكاً بنظام سياسي بائد أفلس البلد، وذبح آمالنا. لذلك، وبالفم الملآن أقول: لا للطائف، لا لمزرعة الطوائف، لا لدولة الحصص، لا لفيديراليات الطوائف والمتاريس، نعم لصيغة حكم، بعيداً عن الطائفية السياسية والمزارع الاحتكارية».

وتابع: «لم نعد في حاجة إلى فترة انتقالية، كفانا فترات انتقالية وهمية (…) البلد الآن في القعر، البلد الآن بعد تجربة 100 سنة، وبالأخص تجربة التسعينات وصاعداً انتهى، وتحول إلى شركة مفلسة، ودولة منهوبة، وشعب محتكر من قوى المال والأعمال والسياسة (…)».

وحضّ قبلان الحكومة على «فتْح خط رسمي مباشر مع دمشق بخصوص النازحين، والانفتاح الكامل على كل الدول، وخصوصاً أسواق الشرق، كطريق إنقاذ رئيسي»، محذراً من «أن صندوق النقد ليس مفصولاً عن السياسة، ولبنان بلد له وظيفته السياسية ومشروعه الوطني والأخلاقي، وأي لعب بالأولويات يعني كارثة، ولا نريد 17 مايو جديداً، ما يعني أن الإصلاح يبدأ من خيارات الدولة الداخلية الإنقاذية، ولا سيما باتجاه أسواق الشرق».

وجاء هذا الموقف الصاعق ليطرح علامات استفهام حول خلفياته ومآلاته وهل يشكّل «تدشيناً» لمعركة تغيير النظام التي لطالما كانت القطبة غير المخفية في الشقّ اللبناني من مشروع «حزب الله» بامتداده الإقليمي أم أنه من ضمن عملية «ترسيم حدود» داخلية على تخوم طروحاتٍ سياسية – إدارية وتجاذبات حول ملفاتٍ دسمة (مثل الكهرباء ومعمل سلعاتا) استدرجت «حروباً صغيرة» بين مكوّنات حكومة الرئيس حسان دياب.

وفي حين رأت أوساطٌ واسعة الاطلاع أن هذا المناخ الذي سواء عبّر عن فوضى أولويات أو مهّد لـ«قلب الطاولة» يعكس في جانبٍ منه خطورة الواقع اللبناني الذي عوض أن يكون تركيز الأطراف الوازنة فيه على قفْل «باب الريح» المالي يجد نفسه مشدوداً إلى مخاوف من «فتْح باب جهنّم» سياسي، فإنها اعتبرت أنه يعبّر في جانب آخَر عن أن هذه الأطراف باتت تتعاطى مع نظام الطائف على أنه صار «جثّة» يستحضرون فوقها إما مشاريع – أحلام على حدود طائفية ضيّقة لها بعض المنابع في طروحاتٍ من زمن ما قبل الطائف وإما مشاريع بحجم «الطائفة القائدة» (المكوّن الشيعي) التي باتت تعتبر أن النظام صار أضيق من فائض قوّتها ومداها الإقليمي ومتوقفة في هذا الإطار عند نقطتين:

• الأولى تَزامُن «دقّ نفير» تغيير النظام من قبلان مع كلامٍ إما أحيا الصيغة الفيديرالية التي جرى تداوُلها في بيئات مسيحية إبان الحرب الأهلية، أو بدا بمثابة «نسخة مصغّرة» عنها في إطار محاكاة الأزمة المالية وسلّة الخيارات لمواجهتها.

وكان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل جاهر الأحد الماضي، بالقول إن «مشكلة البلد الأكبر هي الطائفية التي تحمي الفساد، وضرورة معالجة أزمة النظام السياسي، لأن ما يمنعنا فعلاً من تحقيق ما نريد هو هذا النظام الذي يحتاج الى إجماع في كلّ شأن»، سائلاً «ألا يجب استغلال الفرصة الآن لتطوير هذا النظام انطلاقاً من الدستور ومن اتفاق الطائف، أولاً باعتماد اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة (…)».

• والثانية أن إشارة قبلان إلى السوق المشرقية التي كان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أوّل من تحدّث عنها، تجعل مشروعاً السؤال عما إذا كان مجمل اندفاعة المفتي الجعفري الممتاز على خطّ نعي نظام الطائف في سياقٍ تمهيدي لوضع هذا الملف على الطاولة أم في إطار محاولة فرْملة أي تدويل للواقع اللبناني من بوابة الأزمة المالية والمفاوضات مع صندوق النقد. واستوقف الأوساط نفسها أنه بالتزامن مع «قنبلة» قبلان، كان مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان يطلق في خطبة عيد الفطر في جامع محمد الأمين، موقفاً تحت سقف الطائف، بقوله «إننا لا نقبل الإخلال بالدستور، ولا تهميش رئاسة الحكومة أو المسّ بصلاحيات رئيس الحكومة، ليس لأن في ذلك تجاهلاً لتراتبية المؤسسات الدستورية، وحقوق طائفة من مكوّنات لبنان الرئيسية فقط، بل لأن الإخلال بالدستور، يصنع أزمة سياسية، تقع في أصل الانهيار الكبير الذي يعانيه لبنان».

من جانبه، أدى رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، صلاة العيد في مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة، حيث تجمع مناصروه حول موكبه بطريقةٍ تخرق بشكل واضح شروط السلامة العامة، وهتفوا له «بالروح بالدم نفديك يا سعد».

 

حزب الله يعلن سقوط الدولة اللبنانية ويطالب بصيغة "غالب ومغلوب"

العرب/26 أيار/2020

بيروت – أعلن حزب الله بلسان المفتي الشيعي في لبنان أحمد قبلان انتهاء الدولة اللبنانية بصيغتها الحالية داعيا إلى وجود “غالب ومغلوب” في البلد، وذلك دون تحديد رؤيته لصيغة البلد الجديدة.

وألقى المفتي الشيعي (المفتي الجعفري الممتاز) كلمة بمناسبة عيد الفطر قال فيها “نؤكد أن أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضا مرحلة وانتهت”.واعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن الكلام الصادر عن قبلان هو الأخطر من نوعه منذ قيام دولة لبنان الكبير قبل مئة عام، ومنذ الاستقلال في عام 1943، ومنذ توقيع اتفاق الطائف الذي هو في أساس الدستور الحالي المعمول به المبني على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في عام 1989.

أحمد قبلان: ما قام به الخوري والصلح لم يعد يصلح لدولة مواطن في لبنان

ورأت هذه المصادر في تصريح لـ”العرب” أن “حزب الله أعلن انقلابا حقيقيا في لبنان، مستخدما المفتي الجعفري الذي يريد إسقاط صيغة الميثاق اللبنانية المعمول بها عبر عنوان وهمي اسمه سقوط الدولة الطائفية ومضمون فعلي اسمه سيادة الغالبية الإسلامية وبالتالي الشيعية”.

وقال قبلان في هذا الصدد “البلد سقط، سقط لأن دستوره فاسد، وآلية الحكم فيه فاسدة، وطائفيته فاسدة، ومشروعه السياسي فاسد، وتسوياته المختلفة فاسدة”. وأضاف “بالفم الملآن أقول: لا للطائف، لا لمزرعة الطوائف، لا لدولة الحصص، لا لنظام المحاصصة، لا لدولة تجويع المواطن والاستئثار بثرواته، لا لفيدراليات الطوائف والمتاريس”.

وهاجم رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، الذي اغتيل في عام 2005، دون تسميته وحمّله مسؤولية المرحلة التي مرّ بها لبنان في تسعينات القرن الماضي، داعيا الناس إلى أن “يتحرروا من قيودهم، وبالأخص من تجربة التسعينات” التي يعتبر أنّها “انتهت”.

وردّ قبلان على بعض الأصوات المسيحية التي انطلقت أخيرا منتقدة سلاح المقاومة ضمنا وتربطه بالانهيار الاقتصادي، وقال “ليس مسموحا لأحد أن يختصر ناسنا وشعبنا وآمالنا وعذاباتنا ومشروعنا بشخصه أو بصيغته الطائفية والسياسية الخاصة… وإلا فإننا أمام كارثة هائلة، وقصة غالب ومغلوب، وفقير وغني، ومالك ومملوك، ومحتكِر ومحتَكر، ستحول البلد إلى نفق لا مخرج منه أبدا (أهم شيء غالب ومغلوب) ومعه سينتهي لبنان كمشروع دولة ووطن”.

وكرر المفتي الجعفري كلام حزب الله  في حربه على المصارف ورجال الأعمال والمال وأصحاب مقولة إما الاقتصاد أو السلاح غير الشرعي.

وقال في هذا المجال “أما إصرار جماعة المصارف وكبار التجار ورجال الأعمال والمال على المواجهة بخلفية تهديد البلد وكشفه واستنزافه لهو أمر خطير جدا جدا، ويجب ألّا يمر دون محاسبة”.

وكرر أيضا نظرية حزب الله في ما يتعلق بالاتجاه الاقتصادي المشرقي، أي اقتصاد الممانعة، وقال “المطلوب من الحكومة الانفتاح الكامل على كل الدول، وبخاصة على أسواق الشرق، كطريق إنقاذ رئيسي، بشرط الإصلاح السياسي والجمركي والرقابي والاجتماعي بعيدا عن لوبي هنا أو هناك”.

وهدد بتقسيم الجيش والمؤسسات ضمنا إنْ فكّر اللبنانيون في خيارات أخرى غير الممانعة، قائلا بشكل خطير “ولبنان بلد له وظيفته السياسية ومشروعه الوطني والأخلاقي، وأي لعب بالأولويات يعني كارثة، ولا نريد 17 أيار جديدا”

الولاء لإيران

واتفاق 17  أيار هو الذي وقعه لبنان مع إسرائيل في عام 1984، لكنّه أُلغي لاحقا. وتحدث عن “نجاحات محور المقاومة كجزء من هذه الوظيفة السياسية” للبنان.

وطالب الدول الإسلامية والعربية “بالعودة إلى الله، والخروج من وثن التبعيات الفاسدة، والانتصار لحاجات منطقتنا وشعوبنا وناسنا وأخلاقياتنا، بعيدا عن مصالح القوى الكبرى وهيمنتها”.

ووصف سياسيون لبنانيون هذا الكلام بأنّه “كلام إيراني بامتياز يستهدف دول الخليج العربي تحديدًا”.

وعلّق النائب السابق فارس سعيد “لبنان بشارة الخوري ورياض الصلح أعطى أجمل وطن في المنطقة، قتلتم لبنان الطائف بسلاحكم غير الشرعي، ولكننا أبناء رجاء، لا أحد أكبر من لبنان”.

 ورد على رفض الشيخ  قبلان لاتفاق الطائف بقوله “سيسجّل التاريخ أنك تقود لبنان إلى مجهول، وسنتصدّى للتهوّر من أي جهة أتى فيدراليّا أم إلغائيّا”.

بينما قال عضو كتلة الجمهورية القوية، النائب زياد الحواط، “إذا كانت ميثاقية بشارة الخوري ورياض الصلح لم تعد صالحة لدى البعض فلنعد إلى ميثاقية إميل إده” رئيس الجمهورية الثالث في عهد الانتداب الفرنسي.

 

إتصالات لاحتواء كلام المفتي قبلان: يعبّر عن نفسه

النهار/25 أيار 2020

في عطلة عيد الفطر، وفيما بدا ان الانضباط باجراءات الوقاية من فيروس كورونا تفاوتت بين منطقة واخرى، وقت تزايد عدد الحالات المصابة بشكل لا يزال قيد الضبط، ومع تحسب وزير الصحة حمد حسن لاي تطور قد يقود مجددا الى اقفال البلد لايام لتنفيذ اجراءات ملحة تلزم المواطنين التزام تدابير وقائية محددة، حازت المواقف المعلنة من رجال الدين المسلمين بالاهتمام وخصوصا ما اعلنه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رغم محدودية تأثير الاخير في القرار السياسي عموما، وفي الوسط الشيعي تحديدا حيث يتوزع القرار الثنائي "حزب الله – امل"، اضافة الى تقاسم مكتب العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله معهما القرار في الشأن الديني والفقهي.

وترقبت الاوساط السياسية في لبنان، اي تعليق سياسي من الثنائي الشيعي على كلام قبلان، قبل انطلاق سلسلة ردود عليه، او اقفال الملف باعتبار الكلام يخص صاحبه ليس اكثر، ولا يعبر عن محاولة اطلاق مسار فعلي نحو مؤتمر تأسيسي نادى به "حزب الله" سابقا، خصوصا ان قبلان لا يعبر عن الحزب، ويعتبر الاقرب الى حركة "امل" من دون ان يكون ناطقاً باسم الرئيس نبيه بري لان الاخير، وعلى رغم مناداته بالتغيير، لم يذهب مرة باتجاه الدعوة الى الانقلاب على النظام وعلى اتفاق الطائف.

وكان قبلان وجه رسالة العيد ومما فيها: لن نقبل بظلم، أو فساد أو اضطهاد، أو استئثار، ونرفض رفضا قاطعا القبول بصيغة حكم فاسدة، أو تسويات ظالمة، أو مشاريع حكم تصر على الطائفية والانتهازية السياسية وأشباهها. ونؤكد أن أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضا مرحلة وانتهت. وعليه، نصر وبكل صرخة مدوية، أننا ولحماية البلد وكسر الوثنية السياسية، ولإنقاذ لبنان، وتأكيد العيش المشترك، والسلم الأهلي فيه، مطالبون بإسقاط الصيغة الطائفية لصالح دولة مواطن، دولة لا طائفية، دولة إنسان، دولة بقانون يلحظ المواطن بما هو مواطن، إلا ما خص شؤونه الشخصية، فكفانا ترقيعا بهذا البلد، لأن البلد سقط، سقط لأن دستوره فاسد، وآلية الحكم فيه فاسدة، وطائفيته فاسدة، ومشروعه السياسي فاسد، وتسوياته المختلفة فاسدة".

وتابع: كفانا احتكارا للدولة ومؤسساتها، كفانا استهتارا بناسنا وأهلنا وبلدنا، كفانا تمزيقا للطوائف، كفانا ضخا للحقد بخلفية مذهبية وطائفية، كفانا تمسكا بنظام سياسي بائد، كفانا نظاما سياسيا أفلس البلد، وذبح آمالنا، وحولنا "عبيد" نباع ونشرى في سوق الأمم. لذلك، وبالفم الملآن أقول: لا للطائف، لا لمزرعة الطوائف، لا لدولة الحصص، لا لنظام المحاصصة، لا لدولة تجويع المواطن والاستئثار بثرواته، لا لفيديراليات الطوائف والمتاريس، نعم لدولة القانون بما هو قانون، والمواطن بما هو مواطن، نعم للدولة كمؤسسة عادلة وقوية، بعيدا من عقلية ونزعة من يحكم، نعم لصيغة حكم، بعيدا من الطائفية السياسية والمزارع الاحتكارية".

وقال: "لم نعد في حاجة إلى فترة انتقالية، كفانا فترات انتقالية وهمية، البلد الآن في القعر، البلد الآن بعد تجربة مائة سنة، وبالأخص تجربة التسعينيات وصاعدا انتهى، وتحول إلى شركة مفلسة، ودولة منهوبة، وشعب محتكر من قوى المال والأعمال والسياسة..".

أضاف: "يا شعب لبنان، يا ناس هذا البلد، يا أهلنا الكرام، نريد العيش معا، في بلد لا طائفي، بمشروع سياسي يحمي الجميع، نريد عدالة سياسية اجتماعية لا تفرق بيننا، فزمن الوصاية السياسية وقوانين الانتخابات المفصلة بالإقطاع يجب أن ينتهي، يجب أن ينتهي زمن التوظيف على الانتماءات الطائفية والسياسية، يجب أن ينتهي زمن إقطاعية السلطة ومزارع الحكومات، يجب أن نتكاتف معا، فلا يجوز أن نخاف من بعضنا البعض، لأن تجربة العقود السابقة أكدت أن الشعب ممزق، ويعيش ظاهرة حقد تحريضية، فيما نادي القوى السياسية الذي يتحكم بالبلد يتقاسمه".

وعلمت "النهار" ان اتصالات دخل على خطها اكثر من مسؤول رفيع مساء امس هدفت الى تهدئة الجو وعدم جعل الردود متقابلة لعدم تحويل مضمون الكلام مواجهة طائفية مذهبية، بل تقتصر على بعض الردود السياسية. وفي المعلومات ايضا ان الاتصالات ستشمل مرجعيات دينية مسيحية واسلامية اليوم، وخصوصا بكركي.

وفي المواقف قال عضو "كتلة الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط: إذا كانت ميثاقية بشارة الخوري ورياض الصلح لم تعد صالحة لدى البعض فلنعد إلى ميثاقية إميل اده.

وعلّق النائب السابق فارس سعيد في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، فكتب: "لبنان بشارة الخوري ورياض الصلح اعطى اجمل وطن في المنطقة، قتلتم لبنان الطائف بسلاحكم غير الشرعي، ولكننا ابناء رجاء، لا احد اكبر من لبنان".

وأضاف في تغريدة ثانية، "الشيخ احمد قبلان، "لا للطائف"، سماحتك، سيسجّل التاريخ انك تقود لبنان الى مجهول، وسنتصدّى للتهوّر من اي جهة اتى فيديرالي ام إلغائي".

من جهته، غرد منسِّق "التجمُّع من أجل السيادة" نوفل ضو عبر حسابه عبر "تويتر": الكلام الانقلابي للمفتي الجعفري الممتاز احمد قبلان على الكيان اللبناني وهويته التاريخية ودوره الحضاري والميثاقية التي قام عليها يستدعي موقفاً رافضاً وشاجباً ومُديناً بحسم وحزم من كل القيادات السياسية والروحية اللبنانية! ثم، ألا يستدعي التحريض على الميثاق والدستور تحرك القضاء؟

 

إشكال بين دورية للكتيبة الفنلندية وأهالي بليدا واليونيفيل تفتح تحقيقا بالتنسيق مع الجيش

وطنية - الإثنين 25 أيار 2020

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في مرجعيون، أن إشكالا وقع بين عناصر دورية من الكتيبة الفنلندية التابعة لقوات اليونيفيل الدولية وأهالي بلدة بليدا، بعد أن صدمت آلية عسكرية تابعة للكتيبةالمذكورة، خلال مرورها في محلة الجميلة في البلدة، سيارتين من نوع "رابيد" ودراجة نارية.

واحتجاجا على ما حصل قطع شبان من بلدة بليدا الطريق عند مدخل بلدة محيبيب المجاورة. فيما لجأت دورية الكتيبة الفنلندية إلى مركز الكتيبة النيبالية في بلدة ميس الجبل، قبل أن تخرج منه هذا المساء بمؤازرة أمنية مشددة من الجيش اللبناني، والتحقت بمركزها في بلدة عيترون.

وعلق الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل اندريا تيننتي على الإشكال، بالقول: "نحن ننظر في الحادثة، وقد باشر القائد العام لليونيفيل تحقيقا بالتنسيق مع الجيش اللبناني".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 25/5/2020

وطنية/الإثنين 25 أيار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أسبوع حافل بعد عطلة العيد، في أجندته استئناف الحكومة يوم الأربعاء مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، مستكملة البحث في ال"كابيتال كونترول"، الذي سيحضر أيضا على طاولة الجلسة التشريعية يوم الخميس، والتي سيكون نجمها قانون العفو.

توازيا، مجلس الوزراء يعقد جلسته المقبلة يوم الجمعة في بعبدا برئاسة الرئيس عون. وتشير المعلومات إلى أن تفاهما حصل حول بعض التعيينات المالية والمصرفية، تمهيدا لإقرارها في الجلسة المذكورة، فيما يبقى بعضها الآخر خاضعا للمداولات.

وسط كل ذلك، ترقب لمفاعيل إطلاق مصرف لبنان هذا الأسبوع المنصة الالكترونية، والتي يؤمل من خلالها لجم تفلت سعر صرف الدولار الذي التهم ارتفاعه رواتب اللبنانيين. ومع الارتفاع الجنوني للدولار، كثرت الأزمات التي أصابت المواطنين، والملح اليوم أزمة المازوت، ففي ظل ارتفاع الدولار والتهريب إلى سوريا والفساد المستشري في القطاع، المواطن مهدد بالعتمة على أبواب فصل الصيف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

كل عام وأنتم بخير.

إستهلال عيد التحرير على مقياس العين المسلحة، تجلى بحجم بدر وهو يطفىء شمعته العشرين. إلا أن إكتمال هلال تحرير جنوب الأرض، لا يكون فعلا سوى من ضمن قمر عملاق هالته تحرير الإنسان على مساحة كل لبنان.

تحرير من الحرمان والنسيان والظلم والاهمال والتقصير والتخلي عن القيام بواجب الرعاية والحماية. تحرير للنفوس من مرض الطائفية قبل تحرير النصوص، والمضي على درب مدنية الدولة. تحرير لقمة العيش من الاحتكار وجشع التجار وغلاء الأسعار. تحرير جماعي لجنى العمر المحتجز إفراديا في زنازين أحكام مالية ومصرفية عرفية. تحرير الكهرباء من احتكاكات ومماحكات المحاصصة واللجوء إلى شفافية المناقصات. تحرير القضاء من تبعية تشكيلات السياسة وأهلها وأحكامهم المبرمة بلا تمييز. تحرير الحياة السياسية من قضاء قيود القوانين الانتخابية الطائفية، وهي ليست قدرا.

هكذا يكون التحرير تحريرا كاملا، لا يشوبه خسوف ولا تحجب نوره غيوم ملبدة. عندها فقط نستحق. عندها فقط يستجيب القدر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عشرون عاما على أيار 2000، يوم أصبح للزمن طعم من نصر يتذوقه المحبون أبد الدهر، يوم أطل فجر لا يشبه سني الهزائم الطوال، أطل ناثرا بركاته على المحبين والمبغضين، كالشمس تطلع على البر والفاجر. يوم انتزع المقاومون النصر بدمائهم، بلا منة من أحد. وما زالوا على العهد، قابضين على الزناد لحماية العباد والبلاد، لا يتوسلون غطاء وشرعية ممن هم ليسوا أهلا، فالشرعية نبتت من الأرض وأهلها.

عشرون عاما على الهروب الكبير، وبدء التيه الصهيوني في صحراء الهزائم، يوم كان جنود وضباط الاحتلال وأرذال العملاء، يتسابقون أيهم يبلغ حدود فلسطين المحتلة أولا، لينفذ من القصاص العادل. يوم شن جمهور المقاومة الهجوم الأكبر، واكتسح باللحم الحي القرى بسهولها وهضابها، لا يبالي بقصف مدفعي ولا صاروخي، مرددا أهازيج النصر، رافعا رايات العز.

عشرون عاما والمقاومة لا ترضى دون العشرين على عشرين من البياضة، وسجد، والريحان، إلى القصير وكل الميادين. فلا كورونا، ولا كل الفيروسات الناطقة قادرة على أن تلوث نقاوتها، وما من عاقل ينسى فضلها الممتد حتى يومنا هذا. ولمن يتناسى من الداخل والخارج، تغريدة للامام السيد علي الخامنئي على "تويتر"، يقول فيها إن العالم لم ينس يوم اخترق الصهاينة حدود لبنان، وتوغلوا حتى العاصمة حيث ارتكب قاتل مجرم اسمه ارييل شارون مجزرة صبرا وشاتيلا، وكذلك لن ينسى يوم نزلت بالجيش الصهيوني ضربات حزب الله القاصمة، فلم يكن أمامه إلا الانسحاب مقرا بالهزيمة.

هزيمة بحرية تلحق بإدارة دونالد ترامب هذه الأيام، فأسطول ناقلات النفط الإيرانية يصل تباعا الموانئ الفنزويلية، وكركاس تحتفل بكاسري الحصار الأميركي، والرئيس مادورو يرفع شعار الثورة: لن نركع لأميركا. أميركا المصابة على ما يبدو بأكثر من فيروس كورونا. وزير الخارجية الصيني يحذر مما سماه الفيروس السياسي في الولايات المتحدة، الذي يعمل على مهاجمة وتشويه سمعة بلاده ويدفع باتجاه حرب باردة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

المفارقة الكبيرة في هذه الأيام، أنه في ظل أزمة اقتصادية، مالية واجتماعية غير مسبوقة، وانهيار يقترب من الانتحار، تخرج إلى العلن ومن دون مقدمات معللة ومبررة، مسألة طرح نظام سياسي جديد للبنان، أو تغيير النظام الحالي، أو في أحسن الأحوال عدم الابقاء على القديم الذي كان منذ مئة عام تاريخ لبنان الكبير، أو لبنان 1943 والميثاق الوطني، أو 1989 والطائف المطلوب غير المرغوب ولا المحبوب.

غطى الطائف، ولثلاثين عاما، ثغرات وعورات، نقائص ونقائض، ستر عيوبا، ملأ جيوبا وفاض ذنوبا.

اليوم وبعد فساد أسوأ من الجراد، واستهتار قاد إلى الانهيار، وسعدنات وبهلوانيات وهندسات أفلست البلاد، يأتي اليوم وبعد 20 عاما على التحرير والإمساك بالمصير، من يعيد طرح المقولة الممجوجة: هونغ أو هانوي، غزة أو دبي، الازدهار أو الانحدار. أن تكون تابعا أو تصبح جائعا، كلها طروحات خذلان في برية وغابة يلعب فيها متجبر متكبر دور القناص، وهو في سريرته وقرارته أجبن من الأرنب وأسرع في الهرب من الغزلان.

الأزمة كبيرة وخطيرة، ولا تقف عند حدود معالجات ومسكنات. الوضع استثنائي ولا يقف عند حدود مخارج عادية بل دراماتيكية ربما.

البعض يعيد نبش طروحات سقطت مثل الفديرالية، ويعيد إحياء عظام ديمقراطية عددية وهي رميم. والبعض يتمسك بصلاحيات في الكتاب، والنص طيرها في مجالس الهزء والهزل والهزالة. وآخر يحكي عن طائف عائم على الفئوية وغارق في النكد والحسد والكيدية. البلد في جوع وعوز وفاقة وفقر لم يشهد مثلهم منذ مئة عام. واليوم يأتيك بالأخبار من لم تزود: نظام سياسي جديد أو تغيير نظام وتشويش للرأي العام.

في الذكرى العشرين لعيد المقاومة والتحرير، هناك من يتحدث بخبث وجبن وحقد مكبوت ونفاق معلن وكراهية لا قعر لها، عن مسؤولية المقاومة في الأزمة التي نعيش. هم أنفسهم الذين مكروا وكذبوا ونهبوا وغنموا واستباحوا الدولة، ما فوقها وما تحتها، وغرفوا من خزائنها وجرفوا أملاكها وسطوا على مؤسساتها. اليوم وبعد 30 عاما، يغسلون أيديهم القذرة بماء العقوبات، ويدلون بالاصبع على شرفاء وشهداء دفعوا الأرواح والدماء ليكون لنا تحرير، وتكون لنا كرامة، ويرتفع لنا اسم بين الأمم، بعدما قاتلوا طويلا على ناصية الشرف وانتصروا.

اليوم يتذاكى ويتباكى ويتفلسف البعض، بأن الحل هو بتنحي المقاومة جانبا فتنتتهي الأزمة. هذه يسمونها سخافة العصر وتفاهة القرن.

يقترع "سيدر" الفرنسي وصندوق النقد الأميركي على ثياب المصلوب اللبناني في البر، ويخوضان معركة الغاز والنفط والنفوذ والحظوظ في البحر. ويطلع عليك الزجالون والندابون بأكذوبة تقارع الأعجوبة عجز مسيلمة الكذاب عن الاتيان بمثلها، وهي أن العهد والمقاومة وحدهما دون سائر البشر، من آدم حتى اليوم، يتحملان تبعات الانكسار والاندحار والانهيار الذي كانوا هم أبطاله على مدى 30 عاما، عندما كانوا أشباه مسؤولين وأشباح سياسيين وشبيحة صناديق ومدخرات جنى عمر اللبنانيين.

بعد 20 عاما على التحرير الذي أعاد كرامة واسترد أرضا، وأحيا أملا وأيقظ حلما بأن الاحتلال إلى زوال، وأن المستحيل صار ممكنا، وأن حفنة من الأشاوس طردت وأذلت الجيش الاسرائيلي، وما كان يسمى بعبع الجيوش و"باباياغا" الشرق الأوسط، وهو في الحقيقة لم يكن أكثر من "شلعة" جبناء وتجمع مرتزقة.

شهر أيار هذا العام، عيد الفطر وتحية للمقاومة وصلاة لمريم أرزة لبنان في شهرها. أيار شهر الانتصار، فيه نتذكر الشهداء المنتصرين الذين سقطوا لأجل الأرض والعرض والله والوطن، ونحيي الأحياء الفخورين. اليوم نجدد البيعة لوطننا لبنان وحده دون سواه، بالوفاء والولاء، بدم النصر ودمع الفخر. للبنان الكبير بشهدائه ورجالاته وجيشه ومقاومته. بلا فديرالية ولا ديمقرطية عددية ولا تقسيم ولا تجزئة ولا كانتونات ولا وحدة اندماجية ولا تكاملات تذويبية ولا بيداء ولا صحراء ولا ولاية ولا وصاية.

في عيد التحرير والمقاومة، إن ما يسمى الجيش الجبار والشعب المختار قد ولى الأدبار، و"عقبال" الفاسدين وهم أسوأ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لليوم الثاني على التوالي: خطب العيد تصنع الحدث السياسي. فما قاله أمس المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، استكمله اليوم المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى رئيسا ونائب رئيس. رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان طالب الحكومة أن تتحرر من العقوبات الأميركية، كما دعاها إلى التعاون الوثيق مع الحكومة السورية. توازيا، نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، جدد التمسك بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.

فكيف يمكن التوفيق بين مضمون الخطبتين؟، إذ هل يمكن التحرر من العقوبات الأميركية، طالما أن لبنان مشرذم على صعيد قراره العسكري الاستراتيجي، وطالما يوجد على الأرض اللبنانية قراران وجيشان ودولتان؟. وكيف نطلب من المجتمع الدولي أن يساعد الحكومة اللبنانية، وهو يدرك أن مسألة السلم والحرب ليست بيدها، بل بيد دولة رديفة نمت بعد التحرير الذي تحقق منذ عقدين، لتصبح هي الوصية بل المسيطرة على الدولة الأصلية وقراراتها؟.

وفي إطار العقوبات، معلومات ال "ام تي في" من واشنطن، تفيد بأن أربع حزم من العقوبات الأميركية تعد لسوريا ضمن "قانون قيصر"، وأن بعضها سيشمل لبنان، وقد يستهدف شخصيات لبنانية بارزة.

في مقلب آخر، الواقع اللبناني راوح بين الأبيض والأسود. الأبيض تمثل في اقتصار عدد المصابين بالكورونا على خمس إصابات فقط. واللافت أن الإصابات تركزت بين الوافدين، أي أنه لم تسجل أي إصابة بين المقيمين. الخبر الأسود تمثل في اتخاذ إحدى شركات الترابة اللبنانية قرارا بإقفال أبوابها. فهل من يتحرك قبل أن تلفظ الصناعة اللبنانية آخر أنفاسها، أم أن الحكومة ستبقى منشغلة بخططها وشعاراتها وتمنياتها؟، على حد ما قال الدكتور سمير جعجع في مؤتمره الصحافي. جعجع تحدث أيضا عن كلمة سحرية تخرج لبنان من مأزقه الحالي هي: الإصلاحات. فهل الحكومة قادرة على تطبيق الكلمة السحرية، أم أن السحر سينقلب على الساحر؟.

في هذا الوقت، المفاوضات بين الدولة اللبنانية والصندوق الدولي، ستعاود بدءا من الأربعاء، وتستمر الخميس والجمعة. وحسب معلومات ال "ام تي في"، فإن الاجتماعات ستبحث في مسودة مشروع ال"كابياال كونترول" التي قدمها وزير المال بنسختها الانكليزية. فهل يتمكن الصندوق والدولة من انجاز صيغة نهائية لل"كابيتال كونترول"؟، وهل تكون الصيغة المذكورة خريطة طريق الاتفاق بين الدولة والصندوق على كل الملفات المطروحة الأخرى؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الخامس والعشرون من أيار 2000- الخامس والعشرون من ايار 2020... عشرون عاما على الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان وعلى تحرير الجنوب. كلام كثير يقال في المناسبة، من عودة الجنوب إلى الخارطة اللبنانية بعد اثنين وعشرين عاما على احتلاله بدءا من العام 1978، إلى عدوان تموز 2006 حين حاولت إسرائيل قلب المعادلة مجددا، لكنها فشلت ونجم عن ذلك القرار 1701 الذي أعاد ترتيب قواعد الاشتباك في الجنوب، وما زال ساري المفعول منذ ذلك التاريخ أي منذ أربعة عشر عاما.

اليوم، في الذكرى العشرين، سيل من الأسئلة يطرح في المناسبة: إستراتيجية وإنسانية. من الأسئلة الإستراتيجية: هل القرار 1701 هو نهاية المطاف؟، ماذا لو طالبت الأمم المتحدة باستكمال تطبيقه؟، ما هو الموقف اللبناني من هذا التطبيق؟، ماذا عن ترسيم الحدود؟، وهل هو شرط مسبق للبدء بالتنقيب في البلوك الرقم 9؟.

إنسانيا، ماذا عن المبعدين اللبنانيين إلى داخل إسرائيل؟، الذي ولد في هذا التاريخ عام 2000، اليوم صار عمره عشرين عاما، فماذا يعرف عن وطنه؟، ومن يجيبه عن سؤال العودة؟، وحتى الذين كبروا في العمر منذ أبعدوا، هل يكون الحل بنسيان قضيتهم أو بالرهان على اندماجهم في المجتمع حيث هم؟. المبعدون جرح نازف، والعودة إليه لا تكون إلا في مناسبات الانتخابات والتفاهمات، لكن الحقيقة واحدة: هؤلاء كبروا عشرين عاما في أرض العدو، وعودتهم تحتاج إلى قرار لا يبدو أن أحدا سيتخذه وإن كان كثيرون يتحدثون عنه.

في سياق آخر، لا عودة للحركة السياسية إلا بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، سواء على مستوى مجلس الوزراء أو على مستوى اجتماعات الوفد اللبناني مع وفد صندوق النقد الدولي. لكن ما خرق هدنة العطلة كلام المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي اعتبر أن ما بناه بشارة الخوري ورياض الصلح، لم يعد يصلح. هذا الكلام الإنقلابي ما زال تحت مشرحة التفحص السياسي لمعرفة أبعاده، وما إذا كان "بالون اختبار" لرصد ردات الفعل، سواء من المكون السني أو من المكون المسيحي. في أي حال، ردات الفعل على هذا الموقف بدأت تتوالى تباعا، وسنكون معها في سياق النشرة.

أما في ملف كورونا، فقد عاد الوضع إلى دائرة الإحتواء: صفر إصابات بين المقيمين وخمس إصابات بين الوافدين. هذه النتيجة تشكل حافزا للمزيد من الإجراءات الوقائية، لئلا ينتكس الوضع بعد كل مرة يحدث فيها تحسن على مستوى الإصابات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل عشرين عاما عاد الجنوب فمشت كل الدولة إليه. وبعد عشرين عاما على إنجاز حلم التحرير، وإقفال آخر البوابات على آخر جندي مهزوم، ماذا بقي من حلم بناء الدولة حجرا وبشرا؟.

كلف التحرير آلاف الشهداء ومئات الأسرى والجرحى، في أكبر ضريبة يدفعها شعب ثمنا للحرية وصونا للكرامة، لكن الجرح لا يزال مفتوحا على مواطن فقد كرامته في دولة استباح زعماؤها كل الكرامات، وجيروا مؤسساتها لحسابات صناديقهم السياسية والطائفية، ونهلوا من خزينتها المليارات المسروقة لجيوبهم وفروعها، حتى وصلنا إلى العشرين من عمر التحرير والفساد يتآكل الوزارات والإدارات والمؤسسات، ولم يبق من الدولة إلا هيكل مهدد بالسقوط على رؤوس الجميع.

هزمنا الجيش الذي لا يقهر لكنهم قهرونا، وهزمتنا منظومة حاكمة بأمر الصفقات والسمسرات، وصار الشعب معتقلا في أكبر مزرعة فساد على مد الوطن والنظر.

اليوم اطمأن الشعب إلى أن صحة رئيس البلاد بخير، وسيلاحق الشائعات الخبيثة التي مست الذات الرئاسية بداء من صنع الخيال. وربما أصيب الرئيس بدوار من تغريدة قاضي العهد بيتر جرمانوس التي انتقد فيها قضاة محسوبين على العهد. لكن ماذا عن صحة البلاد ووعود بإصلاح لم نشهد له تغييرا؟. لقد باتت أزمة بحجم معمل سلعاتا تستدعي تدخلا مباشرا من رئيس الجمهورية. نعم تمكنا من التغيير بحيث دخلت سلعاتا اليوم مادة في الدستور، وصرنا امام معادلة ستة وستة "مكهرب"، وأشهر الرئيس ميشال عون سلاح صلاحياته في دستور جيروه للصوص وتجار الهيكل.

"أخذ على خاطر" باسيل، فلوح رئيس الجمهورية بالمادة السادسة والخمسين التي تجيز له الطلب إلى مجلس الوزراء إعادة النظر في أي قرار من القرارات التي يتخذها المجلس، وذلك في غضون خمسة عشر يوما من تاريخ إيداعه رئاسة الجمهورية.

ومن سلعاتا جرى تعويم الفديرالية لأخذ الأمور إلى مكان آخر، فتشاطر رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" أدوار الهجوم، وانضم إليهما رئيس حزب "القوات اللبنانية" مدافعا عن الصيغة اللبنانية، بالقول نحن ضد كل تجزئة أو تقسيم، ولكن الخطوة الأولى إعادة الإعتبار الى الدولة اللبنانية.

وتطرق جعجع إلى الوضع الاقتصادي والمالي والإجتماعي، فرأى أن إمكان الخروج موجود، لكن هناك طريقا واحدا لا يمكن إلا المرور عبره هو الإصلاحات ثم الإصلاحات ثم الإصلاحات. والمقصود ليس التمني ولا الوعود بالإصلاحات المستمرة منذ نحو ثلاثين سنة، بل من خلال معالجة مسألة الموظفين غير الشرعيين والمعابر غير الشرعية التي تؤدي إلى خسارة مباشرة بنحو سبعمئة مليون دولار من أجل التهريب إلى سوريا إضافة إلى موضوع الكهرباء. وسأل جعجع لماذا نحن ذاهبون إلى صندوق النقد الدولي، ما دمنا غير قادرين على توفير مبالغ طائلة من الجمارك والتحصيل الضريبي؟.

في يوم التحرير، ما نيل المطالب بالتمني، ولكن "عقبال ما نتحرر" من الفاسدين وحماة الفاسدين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

يوم دموي في عاليه والشوف: جنون القتل "العائلي" مستمرّ

المدن/26 أيار/2020

شهد لبنان في الساعات الأخيرة جريمتين قاسيتين، أسبابهما على الأرجح شخصية وعائلية، لا تزال القوى الأمنية تعمل عل كشف ملابستاهما الكاملة. ويبدو أنّ الظروف الاقتصادية والمالية معطوفةً على ظروف كورونا، تضع اللبنانيين وغيرهم تحت ضغوط وأعباء إضافية، وتدفع بعضهم إلى ارتكاب الجرائم، التي لا يمكن أن يبررها أي سبب كان. وجنون الجرائم يمكن عطفه أيضاً على كل الجنون السياسي والاقتصادي والاجتماعي المعاش يومياً. في عاليه، أقدم المواطن س. خدّاج (مواليد عام 1972) على قتل المواطنة أ. غصن (مواليد 1968) ثم قتل نفسه ببارودة صيد، على ما ظهر في الصور من ساحة الجريمة. وقد حضرت القوى الأمنية والأدلة الجنائية إلى المكان، وقامت برفع البصمات وباشرت تحقيقاتها بعد نقل الجثتين إلى مستشفى "الإيمان" في المدينة. ما في الشوف، فقد أقدمت طليقة ن. كليب (الصورة)، وهي من آل ضو، على قتله في منزله ثم سلّمت نفسها لمخفر الدرك في المدينة. وفي التفاصيل التي ذكرها أقرباء كليب، أنّ الجانية حضرت إلى بيت زوجها السابق بسيارة أجرة، وأطلقت عدّة رصاصات عليه وكانت إحداها قاتلة في الصدر. ثم قادت سيارته إلى مخفر الدرك حيث اعترفت بارتكاب الجريمة. وفي وقت لاحق أصدرت عائلة ضو، من بلدية القرية، بياناً أكدت تبرؤها "من ابنة عائلتنا التي أقدمت على ارتكاب هذه الفعلة النكراء، ونطالب الأجهزة المختصة والقضاء بإجلاء ملابسات الجريمة واتخاذ المقتضى القانوني المناسب". كما أكدت العائلة أنّ "هذه الأفعال التي لا تمتّ إلى أخلاقيات وشيم وعادات العشيرة التوحيدية الشريفة، ونجد أنّ لا بد من التبرؤ ممن يرتكب مثل هذه الأفعال". فتقدّمت العائلة بالتعازي من أهل الفقيد وآل كليب، مع العلم أنّ جثمان الضحية سيشيّع الثلاثاء في بلدته نيحا-الشوف. وقد نعته العائلة والحزب التقدمي الاشتراكي وعموم أبناء بلدته. تأتي هاتان الحادثتان بعد مضي شهر تماماً على المجزرة التي وقعت في بعقلين وذهب ضحيتها 10 أشخاص على يد الجاني مازن حرفوش، الذي أجهز على شقيقيه وزوجته، وطفلان وخمسة مواطنين آخرين من الجنسيتين اللبنانية والسورية.

 

جنبلاط عن الفيدرالية: مشروع انتحاري للجميع

مواقع ألكترونية/26 أيار/2020

غرد رئيس حزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر “تويتر” بالقول: “لست ادري كيف ان البعض لا يزال يفكر بالفدرالية او ما اشبه الذي يعود الى مفهوم التقسيم وهو مشروع انتحاري للجميع دون استثناء وكم كلف لبنان من دمار وخراب.”

وقال: “لا لتلك الاصوات العميلة التي صدرت في العلن او التي تعمل في الخفاء وتنظر للفدرالية بحجج مختلفة .لا لحرب الآخرين على ارض لبنان.”

 

كومة لبنان تخاطب «النقد الدولي» بتعيينات مالية ومصرفية

تداول بالأسماء المرشّحة تمهيداً للتوافق عليها قبل الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

كشف مصدر وزاري أنه تقرّر إدراج بند التعيينات المالية والمصرفية على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي تُعقد الجمعة المقبل، إلا إذا امتدت الجلسة التشريعية المقررة الخميس المقبل لأكثر من يوم وعندها سيتم ترحيل الجلسة إلى الثلاثاء في الثاني من يونيو (حزيران) المقبل. وقال إنها ستشمل تعيين نواب حاكم مصرف لبنان ورئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف ومفوّض الحكومة لدى المصرف المركزي ورئيس وأعضاء هيئة الأسواق المالية وربما المدير العام لوزارة الاقتصاد الذي هو حكماً في المجلس المركزي لمصرف لبنان خلفاً لعليا عباس التي أحيلت إلى التقاعد لبلوغها السن القانونية.

وقال المصدر الوزاري إن التعيينات المالية والمصرفية نوقشت على هامش اللقاء الذي عُقد أخيراً بين رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة حسان دياب والذي خُصص للبحث في مشاريع واقتراحات القوانين المُدرجة على جدول أعمال الجلسة التشريعية.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أنه يجري حالياً التداول بعدد من الأسماء المرشّحة لشغل هذه المناصب، وصولاً إلى التوافق عليها قبل انعقاد مجلس الوزراء لئلا تتجدّد الخلافات التي كانت وراء تأجيل التعيينات هذه بذريعة أن الرئيس دياب ليس في وارد الموافقة على المحاصصة لاقتسامها بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة على حساب عدم التقيّد بآلية التعيينات.

وأكدت المصادر نفسها أن دياب أراد أن يسجل موقفاً اعتراضياً لأن التعيينات في حال إقرارها ستشمل بعض المرشحين الذين جرى التداول بأسمائهم في السابق قبل أن يُصار إلى ترحيل بند التعيينات عن جدول أعمال مجلس الوزراء.

ولفتت إلى أنه لم يعد من مبرر لتأجيل إصدار التعيينات المالية والمصرفية التي من دونها لا يمكن إعادة تشكيل المجلس المركزي في مصرف لبنان الذي بات من الأولويات التي يطالب بها صندوق النقد الدولي كشرط للشروع في تأمين انتظام النظام المصرفي والمالي.

وقالت المصادر نفسها إن التعيينات المالية والمصرفية التي ستصدر تأخذ في الاعتبار عدم التمديد أو التجديد للذين كانوا يشغلون هذه المناصب، وكشفت أن أبرز المرشحين لنواب حاكم مصرف لبنان هم المحامي وسيم منصوري المقرّب من حركة «أمل»، والأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت وسيم شاهين المحسوب على الرئيس دياب، إضافة إلى المرشح الدرزي خالد عبد الصمد بعد أن تقرّر استبعاد اسم المرشّح فؤاد حسن الذي طرحه النائب طلال أرسلان لعدم توافر الشروط المطلوبة فيه لتولي هذا المنصب، إضافة إلى أن المرشح الأرمني قد حُسم وتُرك لحزب «الطاشناق» تسميته. لكن المصادر تُبدي مخاوفها من رد فعل تيار «المردة» في حال تقرّر أن يكون المرشحون المسيحيون من حصة «التيار الوطني الحر»، وترى أن هناك إمكانية لاسترضاء النائب السابق سليمان فرنجية سواء من خلال الأخذ برأيه بالنسبة إلى اسم المرشح لتولي منصب مفوض الحكومة لدى المركزي أو أن يكون البديل في التعيينات الخاصة بالأسواق المالية أو بلجنة الرقابة على المصارف باعتبار أن «التيار الوطني» يتمثل حكماً في المجلس المركزي بمدير عام وزارة المال آلان بيفاني المحسوب عليه. وبالنسبة إلى لجنة الرقابة على المصارف فإن المشاورات لم تتوصل حتى الساعة إلى حسم المرشّح السني لتولي رئاستها مع أن البعض يردد همساً أنه لا يستبعد إسنادها إلى نائب الحاكم السابق محمد بعاصيري بذريعة أن تعيينه لا يشكل خرقاً للتوافق على التمديد له لأنه لم يسبق أن شغل هذا المنصب. إلا أن تداول اسم بعاصيري ليس محسوماً وإن كان هناك من يروّج لاختياره من زاوية أنه يحظى بتأييد أممي، إضافة إلى أن تعيينه يسترضي الولايات المتحدة الأميركية لما لهذه اللجنة من دور في مكافحة تبييض الأموال وتجفيف الموارد المالية للمجموعات الإرهابية.

على صعيد آخر، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة للمفاوضات الجارية بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد أن الأخير وإن كان يبدي ارتياحه إلى انطلاقها، فإن أوساطاً مقربة منه تؤكد أنها ستمر في ثلاث مراحل متلازمة ولا يمكن فصل بعضها عن بعض.

وعدّدت هذه المراحل على النحو الآتي:

تتناول المرحلة الأولى التوافق بين الحكومة والصندوق على تشخيص الأسباب التي أدت إلى الانهيار الاقتصادي من جهة وعلى مطالبة الحكومة بحسم الخلاف القائم حول توحيد الأرقام لأن الخطة التي وضعتها الحكومة في حاجة إلى تعديل بدءاً من إعدادها لمقاربة رقمية موحّدة.

وبالنسبة إلى المرحلة الثانية فإنها تتعلق بالتفاهم على برنامج موحّد لتمويل الحكومة بقرض مالي لدعم خطة التعافي المالي التي اقترحتها، على أن يتوّج التفاهم بمرحلة ثالثة تقوم على إقرار آلية للتنفيذ شرط أن تخضع لرقابة مشددة من الصندوق.

 

القوات: موقف قبلان دليل ضعف.. وننتظر التوضيح!

المركزية/26 أيار/2020

على وقع أزمة إقتصادية ونقدية غير مسبوقة يتقلّب اللبنانيون فوق نيرانها، خرج المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بخطاب عيد الفطر لينسف الصيغة اللبنانية الفريدة التي أرساها الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح عام 1943 والمعروفة بالميثاق الوطني، بقوله "نؤكّد أن أصل نشأة لبنان تمّ على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد إنتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضاً مرحلة وانتهت". ولعل المفارقة في هذا الكلام "الخطير" بتوقيته ومضمونه أنه يتزامن مع تآكل مؤسسات الدولة وإهترائها نتيجة غياب القرار السيادي الواحد و"هيمنة" فئة من اللبنانيين على الدولة بسبب قوتها ووهج سلاحها وتفرّدها بقرار الحرب وضربها لعلاقات لبنان مع الدول العربية الصديقة والمجتمع الدولي. فلماذا هذا الطرح عشية الإحتفال بمؤية لبنان الكبير؟ وهل هو "إستباق" لما يُكتب من تسويات لأزمات المنطقة من أجل "حجز" مسافة لبنانية فيها تتناسب مع حجم الفئة التي تقف وراء الشيخ قبلان؟ وأكثر من ذلك ما هو موقف الرئيس نبيه بري من تغيير الصيغة اللبنانية، خصوصاً أنه شنّ منذ أيام هجوماً على الداعين الى تطبيق الفدرالية في لبنان وتقسيمه الى كانتونات طائفية؟ عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب وهبي قاطيشا إعتبر عبر "المركزية" "ان كلام الشيخ قبلان غير مقبول و"خطير" وننتظر توضيحاً من المسؤوليين المدنيين في الطائفة الشيعية الكريمة، لان أي طرح متعلّق بمستقبل لبنان يجب ان يأتي من السلطات المدنية مع إحترامنا لرجال الدين، لاسميا وأن الحزب الاقوى عند الشيعة حزب ديني"، وسأل "ما هو البديل عن نسف الصيغة اللبنانية التي بدأت جذورها في العام 1920 وتم تثبيتها في العام 1943"؟ وإذ تساءل عن توقيت هذا الطرح والغاية منه"، لفت رداً على سؤال الى "أن لو كان حزب الله قوياً كما يدّعي لما إضطر الى "التلطّي" خلف طرح موقف الشيخ قبلان الذي نعلم جيداً من يؤيد . حزب الله يشعر بأنه بات في مأزق نتيجة الحرب على بيئته بسبب الصراع المُستعر بين الولايات المتحدة الاميركية وايران. وقال "صحيح ان حزب الله يمنع قيام الدولة إلا انه لا يستطيع بناء دولة في لبنان، لذلك نراه يهرب الى الامام بطروحات "متطرّفة" تتناقض وهوية لبنان، وهذا كلّه نتيجة تراجع قوته وشعوره بالضعف بسبب الحرب على أنواعها والمستمرة بين واشنطن وطهران".

وشدد قاطيشا على "أن أي طرح مرتبط بمستقبل لبنان ونظامه السياسي يجب ان يكون بالحوار وبالتوافق بين معظم المكوّنات السياسية في البلد، اما كل غير ذلك فهو كلام في غير محله ولا يُصرف في لبنان".

وكرر تأكيده "ان كلام الشيخ قبلان دليل "ضعف"، ولا يمكن لـ"حزب الله" فرضه بقوّة الامر الواقع، لان لبنان لا يُحكم الا بالتوافق بين معظم مكوّناته".

 

صورةٌ لموقع خامنئي تثير الجدل.. ما علاقة نصرالله؟

الحرة/26 أيار/2020

أثارت صورة نشرها موقع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي جدلًا على وسائل التواصل الاجتماعي، كما لاقت العديد من الانتقادات حول فكرتها والأشخاص الذين تم رسمهم فيها. الصورة التي تحمل عنوان "سنصلي في القدس" أظهرت أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، يقف في مركزية الصورة في حرم المسجد الأقصى ويقف على يساره رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وإلى جانب الأخير المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين، وخلفهم زعيم حركة الجهاد في فلسطين زياد النخالة، أما على يمين نصر الله فوقف رجل الدين الشيعي البحريني عيسى قاسم.

ومن التعليقات التي تمّ تداولها هو غياب حلفاء إيران في العراق عن الصورة وخصوصًا قادة "الحشد الشعبي" وعلى رأسهم أبو مهدي المهندس الذي قتل مع قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في ضربة أميركية قرب مطار بغداد مطلع العام، ووقوف قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني إلى جانب زعيم الحركة الاسلامية الشيعية في نيجيريا ابراهيم زكزاكي في الصف الثاني إلى جانب زعيم جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) عبدالملك الحوثي، وخلفهم في الصف الثالث الرئيس السوري بشار الأسد، العديد من التساؤلات عن أن إيران يبدو من خلال الصورة تعيد ترتيب أهمية حلفائها من الأهم في الأمام إلى الأقل أهمية في الخلف. وبعد البحث في الصورة يتبين أن "سليماني لم يغب عنها ولكنه تم رسمه على شكل غيمة إلى جانب قبة المسجد". وكتب أحد المعلقين، "هؤلاء دمّروا بغداد والموصل وصنعاء وتعز ودمشق وحلب وبيروت والاحواز وغيرها"، كما سأل بعضهم عن "من يؤم المصلين" بهذه الحالة؟"

 

الجواب على سؤالكم متى ستزول إسرائيل من الوجود ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/26 أيار/2020

نصوص دين الإسلام الشيعي والسُّني جاهزة ومؤهلة لتكون أخطر من الحشيشة والخمر والأفيون والكوكايين لأنها تُسْكِر المؤمنين بصورة طويلة سنيناً وسنينا ، والإستفاقة من سكرة ( بعض ) المعتقدات الخطيرة في الأديان أمرٌ من أصعب أمور الحياة على كافة البشر ، بعكس الخمر الذي يُسْكِر بصورة قصيرة مؤقتة ، فمنذ عقود ونحن نسمع الخميني والخامنئي وحسن نصر الله وكافة الأحزاب الإسلامية الفلسطينية والعربية بأنهم سوف يُصَلُّون في القدس بفلسطين داخل حرم المسجد الأقصى في السنة الفلانية ؛ وفي السنة الفلانية وفي كل سنة فلانية تمضي نسألهم وَلِمَا لم تُصَلُّوا إلى يومنا هذا ؟ ! ، فالخمينيون [ الشيعة ] يُجيبون بقولهم : بأن الإمام جعفر الصادق قال : يًغَيِّرُ الله رأيه تبعاً لمصلحة عباده { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } وهذه هي عقيدة ( البداء ) أي لقد بَدَا لله وظهر له بأن المصلحة في تأخير موعد تحرير القدس ! ! ! ، وأما الإسلاميون [ السُّنة ] فيُجيبون بقولهم : " لقد شاء الله - ( الذي هو كل يوم في شأن ) - تأخير موعد تحرير القدس إلى أَجَلٍ آخر وهو سبحانه أعلم بمصلحتنا " ! ! ! . وبعد تجربة عميقة وطويلة معهم يجوز لنا شرعا وعقلا وأخلاقيا أن نقول عنهم : بأنهم أهل هلوسة وهذيان وخيال وأرباب النفاق والرياء والخداع والمكر في كوكبنا ولا يريدون من وراء تنبؤاتهم سوى السلطة ، والحكم ، والحكومة ، والنفوذ السياسي ، والتسلط على رقاب الناس وأموالهم وثروات الأرض .

ولست ضدهم في رغبتهم للوصول إلى السلطة لكنني من أشد الناس عداوة لهم لأنهم يكذبون على الله وعلى عباد الله بقولهم : " أننا نريد السلطة لإحياء دين الله وحمايته " ! ! ! ، " ونريدها لتسخيرها في خدمة دينه وتطويعها لصالح عباده " ! ! ! ، " ولا نريد السلطة للإستفادة من مَلَذَّاتها وَمُتَعِها وشهواتها ونفوذها " ! ! ! وبهذا الزعم هم أكذب خلق الله وأخطرهم وهم كأولئك الذين يزعمون بقولهم : " نحن نتزوج ليس طمعا بممارسة شهوة الجنس بل لكي نُنْجِبَ أولاداً نربيهم على الإستقامة في طريق الله والدين " ! ! ! .

 

الفرد رياشي لوليد جنبلاط: "من الأفضل الك" انك تراجع حساباتك...

مواقع ألكترونية/26 أيار/2020

علق الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي على تغريدة وليد جنبلاط والذي وصف الأصوات التي تسوق للفدرالية "بالعميلة"!: أننا ومن حرصنا على الشعب الدرزي الابي والعظيم، هؤلاء الأشاوس الذين سطرت بطولاتهم التاريخ نقول لك يا وليد جنبلاط: "انك لازم تراجع حساباتك" واذا كان الخيار بينك وبين طائفة الموحدون الدروز العريقة، فتأكد ان الاختيار سيكون نحو صون "كرامة" هذه الطائفة "المحترمة" والغنية "بالحكماء" الذين يمكن أن يمثلونها خير تمثيل ويضمنون دورها المفصلي والتاريخي... لذلك نكرر ونقول لك: ان مصلحة الموحدون الدروز فوق كل اعتبار.

 

جعجع: لإعادة القرار للدولة منعا للتقسيم

مواقع ألكترونية/26 أيار/2020

رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان “من يعتقد أن الجيش غير قادر على حماية الحدود فهو مخطئ، ولكن الحكومة ببساطة لا تريد أن تقفل المعابر غير الشرعية لإرضاء “نظام الأسد” وبعض الأحزاب”.

وأشار إلى أن “إمكانيات الخروج من الواقع الإقتصادي الصعب موجودة والمطلوب اليوم تطبيق الإصلاحات كملف التوظيفات وملف الكهرباء والمعابر غير الشرعية، فهناك 30 ألف موظّف قبل قانون السلسلة غير قانونيين في القطاع العام، والمعابر غير الشرعية ليست كم “مهربجية” بل هناك معابر غير شرعية أكثر من المعابر الشرعية وخسائرها 700 أو 800 مليون دولار”. ولفت جعجع في تصريح بعد الاجتماع الدوري لتكتل الجمهورية القوية إلى أن “البعض يدعو لفتح قنوات حوار مع سوريا على أساس هي شقيقة عربية، فنسأل اي شقيقة هذه ترسل سيارات متفجرة وتقتل مواطنين لبنانيين وترسل سيارتين إلى جامعين؟ وعلى أي أساس نريد ان نقوم باتفاق من نظام الأسد؟ أين الاقتصاد في سوريا؟ فسوريا الشقيقة غير موجودة بل هناك مأساة في سوريا”، لافتا إلى ان “أي علاقة مع النظام السوري ستكلفنا مئة ضعف أي شيء ممكن أن نحصّله منه وهذه العملية ستكون مكلفة جداً على الشعب اللبناني وستزيد المصائب”. واعتبر جعجع أن “بعض الأشخاص من أصحاب الوقار والجلالة دخلوا في بعض الطروحات في وقت لسنا في هذا الوارد على الإطلاق، وأوّل خطوة على طريق منع أيّ تجزئة أو تقسيم هو إعادة الاعتبار الى الدولة اللبنانية وإعادة القرار الاستراتيجي إليها”، لافتاً إلى أننا “جميعنا ضد التقسيم لكن الخطوة الأولى هي إعادة القرار الإستراتيجي للدولة، وفي اللحظة التي تموت الصيغة اللبنانية يموت لبنان، وأيّ أمل لنا بالخروج من الوضع الذي نحن به يستوجب الانتقال الى معادلة “جيش وشعب ودولة”. وفي موضوع الجمارك، قال جعجع ان “كل القوانين موجودة ولكن يجب تنفيذها لذلك “جيبوا ناس نضاف ووزراء نضاف” ليتحسن هذا الملف”. وحول ملف الكهرباء، سأل جعجع: “لماذا لا تطرح الحكومة مناقصة شفافة وترسلها الى إدارة المناقصات؟ كيف سيصدّق الموطنون أنّ هناك دولة جديّة؟” وفي ملف “الفيول المغشوش”، قال: “هناك منظومة فساد تبدأ بالعقد مع “سوناطراك” والعقد كلّه ليس لصالح الدولة اللبنانية كما انّ هناك منظومة فساد في إطار وزارة الطاقة و”حدا بدّو يقنعني إنو ولا حدا من وزراء الطاقة ما انتبه على شي؟”

 

نديم الجميل: هل يتذكر رئيس الجمهورية هذا الكلام؟

مواقع ألكترونية/26 أيار/2020

نشر النائب نديم الجميل مقتطفا من خطاب والده الرئيس الشهيد بشير الجميل، وعلّق عليه بتغريدة على”تويتر” سأل فيها:”هل يتذكر رئيس الجمهورية هذا الكلام وهذه المواقف؟ ماذا يفعل اليوم؟”.

 

إلغاء الطائفية: للبنان أفضل أم لمصالح فئوية؟

 وكالة الانباء المركزية/26 أيار/2020

كلامٌ كثير قيل في الايام القليلة الماضية عن تجاوز الاعتبارات الطائفية والذهاب نحو الدولة المدنية، أتى أبرزه على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في كلمة “لافتة وأكثر” من حيث المضمون، ألقاها في مناسبة حلول عيد الفطر أمس.

الا ان كل هذه المواقف، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، تبدو تُطلق من باب المزايدة او الحرتقة السياسية أو لأغراض فئوية  ضيقة… لماذا؟  لأن الاطراف التي رمتها في سوق التداول ليست من حيث التجربة والاداء، مؤهلة لطرحها.. فبحسب المصادر، هذه القوى كانت في السلطة منذ لحظة ولادة الطائف وما قبل، وبدل ان تنكب على تنفيذ ما جاء فيه لناحية الغاء الطائفية السياسية واقامة مجلس للشيوخ وتنفيذ اللا مركزية الادارية (…) حرّفته ولم تخط خطوة واحدة على طريق تحقيق هذه المشاريع.و هي لم تكتف بهذا الانكفاء، بل غرقت في ممارسات مذهبية وطائفية سيما من حيث التوظيف في ملاك الدولة وفي المؤسسات التي لها اليد الطولى فيها، بحيث تحوّلت “معسكرات” من لون واحد طائفي ومذهبي وسياسي. حتى ان المناطق التي لهذه القوى فيها نفوذ قوي، يتم التصدي فيها للرأي الآخر، وهذا ما شهدناه منذ ايام قليلة في النبطية، في ظاهرة خرجت الى الضوء فاقعة نافرة، في الانتخابات الاخيرة وبعد اندلاع ثورة 17 تشرين. هي مفارقة لافتة، ان ينادي رجل دين بالغاء الطائفية، تتابع المصادر. وهذا أمر جيد ومطلوب، الا انه ليكتمل، كان يجب ان يضيف اليه المفتي قبلان، ضرورة وضع كل السلاح المنتشر عشوائيا في يد أطراف معينة، في عهدة الجيش اللبناني وتحت إمرة الدولة وأجهزتها الشرعية فقط لا غير. أما الغاء الطائفية مع ترك فريق محدد، اي حزب الله، مدججا بالسلاح وفارضا سيطرته على مناطق جغرافية واسعة تحولت دويلات عصيّة على الدولة، من الضاحية الى الجنوب الى البقاع، فسيعطي الحزب، تفوّقا عسكريا على الساحة المحلية، سيترجمه، بطبيعة الحال، في السياسة.

وفيما تسأل المصادر عن موقف حزب الله من طرح الغاء الطائفية، وهو حزب ديني عقائدي حتى العظم، تلفت الى ان وضع أسس لبنان الغد، لن يكون الا ببسط الدولة سيادتها الحقيقية على مساحة أراضيها كاملة من دون خطوط حمر ترسمها لها قوى الامر الواقع “كلّما دق الكوز بالجرة”، مع ذهاب نحو العلمانية الشاملة وليس فقط الدولة المدنية، والفصل النهائي بين الدين والدولة… هذا اذا كان فعلا المطلوب العبور بلبنان نحو مستقبل مُشرق معاصر…وفي الانتظار، لا بأس من المباشرة بتطبيق اتفاق الطائف، قبل اعتباره انتهى، مع تعزيز مقولة “لا شرق ولا غرب” التي اتفق عليها الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح. فنعيها لا يدل الا الى رغبة بابقاء لبنان ساحة لتصفية الحسابات الخارجية لصالح هذا المحور او ذاك، كما هو الحال اليوم بسبب ارتباطات بعض القوى المحلية بجهات اقليمية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تأجيل فتح أبواب كنيسة القيامة

روسيا اليوم/26 أيار/2020

لم تفتح كنيسة القيامة في القدس أبوابها أمام الزائرين، كما كان مقررًا الأحد، وذلك عقب شهرين من إغلاقها بسبب تفشي فيروس كورونا. ورغم أن السلطات الدينية التي تدير الكنيسة قالت السبت الماضي على موقعها الإلكتروني إنه “سيسمح بدخول 50 زائرا كمرحلة أولى ممن لا يعانون من حرارة أو أعراض إصابة بالفيروس”، إلا أنه لم يسمح صباح الأحد بدخول أي شخص إلى الموقع، ما تسبب بخيبة أمل لكثيرين جاؤوا من أجل ذلك.وقال مسؤول لوكالة “فرانس برس”: “إن 50 شخصا ينتمون إلى كنائس مختلفة دخلوا المكان فعلا، الأمر الذي حال دون السماح بدخول آخرين، فيما اعتبر مسؤول آخر أنه من الأفضل انتظار رفع أوسع للحجر بحيث يسمح لمئة شخص على الأقل بالدخول”. وتحدث مسؤولون دينيون عن تأجيل فتح الأبواب، بدون أن يقدموا موعدا محددا لذلك، وبرروا الأمر بصعوبة إحصاء عدد الزوار وفحصهم. وأغلقت كنيسة القيامة، التي يزورها ملايين المسيحيين سنويا، في 25 آذار قبيل عيد الفصح في إطار إجراءات غير مسبوقة للحد من انتشار وباء “كوفيد-19” في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

 

نتنياهو: إحلال السيادة الإسرائيلية خطوة تاريخية لن نسمح بضياعها

سبوتنيك عربي/26 أيار/2020

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين، أن أهم خطوات حكومته الجديدة ستكون إحلال السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، واصفا الخطوة بالتاريخية. وجاءت تصريحات نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لكتلة حزبه “الليكود” في الكنيست.

وقال “إن الموضوع الأول من حيث أهميته هو إحلال السيادة على أجزاء من الوطن. توجد هنا فرصة تاريخية لم تكن قائمة منذ عام 1948 وهي إحلال السيادة بشكل متعقل وبخطوات سياسية وسيادية على مناطق في يهودا والسامرة ( الضفة الغربية) هذه فرصة كبيرة وعلينا ألا نسمح لها بالضياع”. ولفت نتنياهو إلى أن حكومته تخوض نضالا ومواجهة ضد محكمة الجنايات الدولية، قائلاً: “نحن نخوض نضالا ضد محكمة الجنايات الدولية التي تحاول تشويه سمعة إسرائيل وتقديم جنود وضباط الجيش الإسرائيلي للمحكمة بتهم جرائم الحرب”. وأكد نتنياهو أن “إسرائيل ستواصل العمل في كل مكان وفي أي زمان ضد تهديدات إيران وأتباعها في المنطقة التي تستهدف أمن إسرائيل، وسنعمل على منع طهران من حيازة سلاح نووي”. وجدد نتنياهو تأكيده على نية إسرائيل ضم أراض من الضفة الغربية مؤكدا أنها فرصة لن تضيعها إسرائيل، وقال: “نعمل على تنفيذ خطوة تاريخية بضم أجزاء من الضفة إلى إسرائيل، ولن نضيع هذه الفرصة أبدا”.

 

الحرس الثوري الإيراني: الاقتصاد مشكلتنا الكبرى

 قناة العربية.نت/26 أيار/2020

أقر الحرس الثوري الإيراني بثقل العقوبات التي أنهكت الاقتصاد، فبعد أن شدد قائد سلاح الجو بالحرس الثوري الايراني أمير علي حاجي زادة، على أن إيران ليس لديها مشاكل في الدفاع، أكد أن مشكلتها الإساسية هي الاقتصاد. إلى ذلك، قلل حاجي زادة خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء الأحد، من أهمية التهديدات الأميركية وركز على العقوبات والضغوط الاقتصادية، قائلا ” نحن الآن على أعلى مستوى من الاستعداد الدفاعي في إيران. مشكلتنا الكبرى الآن هي الاقتصاد”. وأضاف: “الجبهة الأكبر لنا اليوم والتي ينبغي على الجميع، شعبا ومسؤولين، الاهتمام بها، هي جبهة الاقتصاد”. بدوره، قال وزير النفط الايراني بيجن زنغنة، الاثنين: “الوضع الحالي في البلاد أصعب بكثير مما كان عليه خلال سنوات الحرب الثمانية مع العراق”. كما شدد زنغنه، بحسب ما نقلت وكالة “تسنيم” على “أنه لا يمكن لأحد في الوقت الحالي التنبؤ بسعر النفط، لذا فالوضع في إيران صعب للغاية”.وأشار إلى التحديات التي تواجه البلاد في مجال الغاز والبتروكيماويات، قائلا: “ستواجه البلاد مشاكل في إمدادات الغاز وارتفاع تكاليفها.”يأتي هذا في وقت، ارتفع سعر الدولار في السوق الإيرانية منذ الأربعاء الماضي، الى أكثر من 18 ألف تومان.

 

تصعيد ضد حكومة الكاظمي تقوده إيران وأذرعها في العراق بعد أقل من 3 أسابيع على مباشرتها مهام عملها

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

شاع منذ نحو أسبوعين اعتقاد حول «أيام الهدنة» المفترضة بين واشنطن وطهران على الأراضي العراقية بعد اتفاقهما الضمني على القبول بمصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء. ونشأ الاعتقاد عن تكهنات وأحاديث ذهبت إلى أن الجانبين، الأميركي والإيراني، يرغبان في عدم وضع العراقيل أمام حكومة الكاظمي للعمل على النهوض بواقع البلد الذي أنهكه الفساد وسوء الإدارة والصراعات الدولية والإقليمية والمحلية منذ أكثر من عقد ونصف من الزمان. لكن ثمة مؤشرات تدحض «الهدنة» حتى مع الكاظمي، إذ عادت أذرع إيران الميليشياوية في غضون الأيام الأخيرة إلى ممارسة ذات «الألعاب السابقة» الموصوفة بالتعدي على الإطار العام للدولة وقوانينها وتحدي سلطة الحكومة. ففي 19 مايو (أيار) الجاري، أطلقت فصائل مسلحة صواريخ «كاتيوشا» على المنطقة الخضراء، في استمرار لمسلسل تحدي الدولة منذ سنوات. الصواريخ انطلقت من منطقة شارع فلسطين في بغداد التي تعد معقلا رئيسيا لفصائل موالية لإيران. ثم عاد أتباع تلك الفصائل إلى اقتحام ستوديو قناة (إم بي سي) في مسعى واضح لإحراج رئيس الوزراء الكاظمي أمام المملكة العربية السعودية، وإذا أمكن تفسير عملية اقتحام القناة بطريقة أقل حدة، فلا يمكن التغاضي عن الحملة العدائية التي تشنها «الجيوش الإلكترونية» لفصائل إيران ضد السعودية بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها مبعوث الكاظمي، وزير المالية علي عبد الأمير علاوي إلى الرياض بهدف تعزيز علاقات التعاون مع المملكة. ومن الواضح أن الحملة تهدف إلى الضغط على رئيس الوزراء وعرقلة مساعيه الرامية إلى بلورة مرحلة جديدة من التعاون البناء بين البلدين الشقيقين.

كذلك، يمكن اعتبار الاحتفال المبالغ بـ«يوم القدس» الذي أقامته الفصائل الموالية لإيران الجمعة الماضية، ونشرها لصور زعماء من إيران ولبنان وفلسطين واليمن (الخميني، خامنئي، الحوثي، حسن نصر الله، إسماعيل هنية) تتوخى في جزء منه إحراج حكومة الكاظمي وإظهارها بمظهر العاجز عن إيقاف تغول «النماذج العابرة للحدود» في الداخل العراقي، خاصة وهي تثير مشاعر استياء واسعة محليا. وفي تحد جديد لسلطة الحكومة، عادت جماعة «ثأر الله» الموالية لإيران، أول من أمس، إلى مقرها في البصرة، بعد أسبوع من سيطرة القوات الأمنية عليه، عقب قيام عناصر من هذه الجماعة بإطلاق النار على متظاهرين مروا من أمامه.

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء أكاديميين ومتخصصين في الشأن السياسي حول «بوادر التصعيد» الإيراني المحتمل ضد حكومة الكاظمي. رئيس «مركز التفكير السياسي» الدكتور إحسان الشمري، يرى أن «إجمالي التحركات التي قامت بها الفصائل الموالية لإيران تمثل رسائل ضغط واضحة». ويقول إن «التوافق غير المباشر على القبول بحكومة الكاظمي بين واشنطن وطهران لا يعني أن الأخيرة قد غادرت أسلوب المناورة والضغوط السياسية، خاصة وهي تجد المساحة الكافية لممارسة ضغوطها عبر فصائلها المسلحة في الداخل العراقي». ويضيف الشمري: «الرسالة الإيرانية مزدوجة لواشنطن ولحكومة بغداد، مفادها أن مساحة التهدئة لا تعني بأية حال أن طهران ستضع مرحلة العداء والاحتكاك جانبا».

ويرى الشمري أن «الكاظمي أمام تحدي توجهات أيديولوجية سياسية واضحة تسعى إلى فرض رؤيتها على مسار الدولة». أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة الدكتور أياد العنبر، فيرى أن «الكاظمي والجماعات التي تملك السلاح وتحاول الإبقاء على نفوذها في الشارع، يعملان الآن في مرحلة تبادل الرسائل. إذ يمكن اعتبار اقتحام مقر قناة (إم بي سي) واستهداف المنطقة الخضراء، رسالة ردا على اعتقال جماعة (ثأر الله) في البصرة التي قرأها البعض بداية لضرب الجماعات المسلحة من قبل الكاظمي».

ويعتقد العنبر أن «تداخل الملفات التي تواجه حكومة الكاظمي قد يؤجل المواجهة مع الجماعات المسلحة التي ستعيد نشاطها في الأيام المقبلة، كمحاولة لأضعاف الحكومة، إذ أنها تدرك تماماً أن المواجهة قادمة باعتبارها ضرورة لاستعادة هيبة الدولة». ويضيف: «أعتقد أن إيران هذه المرة تحاول التهدئة في محاولة الانتظار لما بعد المباحثات الأميركية - العراقية التي تبدأ الشهر المقبل. إيران تعتقد أن الكاظمي يمكن أن يكون وسيلة لتهدئة الأجواء مع الولايات المتحدة». لكن المشكلة التي ستواجه الكاظمي، والكلام للعنبر، هي «المراوحة بين خيار المواجهة وخيار الاحتواء للجماعات المسلحة التي وجدت في حكومة عادل عبد المهدي فرصة لتوسيع نفوذها». ويضيف: «أعتقد أن الكاظمي يدرك جيداً أن خيار المواجهة أو الاحتواء لن يتم إلا بالترتيب مع طهران».مصدر قريب من الفصائل المسلحة يفضل عدم الكشف عن هويته، يعتقد أن التحركات الأخيرة للفصائل الموالية لإيران هدفها «الاستمرار في تنفيذ الأعمال الذي تحرج الحكومة، إذا لم تنسجم مع رؤيتها التي تتخادم مع سياسية ومواقف إيران في المنطقة». ويقول المصدر: إن «قيادات الفصائل الولائية تبرر بطريقة مختلفة الأعمال الأخيرة، وتتحدث عن هدنة 100 يوم لحكومة الكاظمي، أظن أنهم يمارسون بعض الأعمال بتخبط واضح ومن باب الاعتياد والروتين في بعض الأحيان، مثل الاحتفال بـ(يوم القدس) وغير مرتبطة بسعيها لإحراج حكومة الكاظمي».

 

المفتش العام لـ«البنتاغون»: سلمنا 5 مواقع للقوات العراقية بعد التوتر مع إيران وحذر من «هروب جماعي» لمقاتلي «داعش» من السجون

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

قال المفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في تقرير جديد إنه نتيجة لزيادة التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، إذ هاجمت الميليشيات التابعة لإيران عدداً من مواقع القوات الأميركية وقوات التحالف بعد الضربة الأميركية التي أدت إلى مقتل قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس القومي الإيراني، في مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، سلّمت قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش» وفرقة العزم الصلب خمسة قواعد عسكرية للقوات العراقية، والتي تضم مطاراً بالموصل ومركزاً استراتيجياً عسكرياً بالقرب من الحدود العراقية - السورية المعروفة باسم «القائم».

وأوضح التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن التوترات بين إيران والميليشيات التابعة لها مع الولايات المتحدة أدّت إلى النقل السريع لعدة قواعد إلى القوات العراقية والتركيز على قضايا حماية القوة. وبيّن أنه في الفترة من 17 مارس (آذار) إلى الثلاثين منه، سلّمت الولايات المتحدة 4 قواعد عسكرية للقوات العراقية، تضم مطاراً بالقرب من الموصل ومركزاً استراتيجياً بالقرب من الحدود العراقية السورية المعروفة باسم القائم، وفي أبريل (نيسان) الماضي، سلّم التحالف القاعدة الخامسة وهي جوية.

عمليات «العزم الصلب» المهمة التي تقودها الولايات المتحدة لهزيمة «داعش» في العراق وسوريا، أكدّت في العديد من البيانات الإخبارية أن عمليات النقل كان مخططاً لها منذ فترة طويلة في عمليات النقل الأساسية، وكانت نتيجة ضربات ناجحة ضد «داعش».

ولكن في تقرير المفتش العام الأخير، اعترف التحالف بأن عمليات نقل القاعدة رغم التخطيط لها لفترة طويلة في وقت سابق؛ تم تسريعها «في جزء منها بسبب زيادة التهديدات من الميليشيات العراقية التابعة لإيران».

وردت إيران على مقتل سليماني بإطلاق صواريخ على مقرات عسكرية أميركية ومقرات تابعة للتحالف الدولي، أسفرت عن إصابة العشرات من القوات الأميركية المتمركزة في قاعدتين في العراق، كما قتل جنديان أميركيان وعنصر بريطاني عندما سقط أكثر من عشرة صواريخ على معسكر التاجي في مارس الماضي.

وأكد المفتش العام لوزارة الدفاع أن «التهديدات القادمة من الجهات الخبيثة (أي ميليشيات إيران) تطلبت التغيير في التركيز من عمليات هزيمة (داعش) إلى فرض الحماية على القواعد العسكرية». وأشار التقرير إلى أن فرق عمل التحالف أوقفت التفاعل وجهاً لوجه مع شركائها العراقيين، وتوقف السفر البري إلى بعض المواقع بسبب انتشار مرض «كوفيد - 19». وأقرّ بأن فيروس كورونا الجديد تسبب في تعطيل القوات الشريكة العراقية والسورية، إذ أوقفت القوات العراقية التدريب بينما أوقفت قوات سوريا الديمقراطية عملياتها ضد مقاتلي «داعش» بسبب الوباء.

وحذّر التقرير من احتمال هروب أكثر من 10 آلاف مقاتل من «داعش» من سجون حلفاء الجيش الأميركي في سوريا. وأبان بأن قوات سوريا الديمقراطية تحتجز حالياً حوالي ألفي مقاتل أجنبي من «داعش» وحوالي 8 آلاف مقاتل عراقي وسوري في 20 مركز احتجاز، وهناك خطر حدوث هروب جماعي. ووفقاً لتقرير المفتش العام، فإن «داعش» لديه ما يقارب 14 ألفاً إلى 18 ألف مقاتل من الأتباع في سوريا والعراق.

 

«حزب الله» العراق... صورة حول الفرات بأهداف تتجاوز الأصل اللبناني

عماد مغنية أبرز صنّاعه بعد 2003... وسعى إلى تهديد الجيران في الجنوب وعرقلة مشروعات مع الكويت

الرياض: عبد الله آل هيضه/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

ارتبط مسمى «حزب الله» بنوعين؛ أعلام صفراء في لبنان، وحسن نصر الله أمين عام حزب الله، لبنان، لكن النوع العقائدي الأكبر خطورة يسير في دماء العراق، حزب هو بذات الاسم، عقائديون أكبر أثراً في سفك الدماء، حيث يرعون الأمر أكبر من مجرد حزب أصفر له الضاحية الجنوبية في لبنان؛ مسكن ومقر ومشيعون. بين دجلة والفرات، حزب يسمى كتائب «حزب الله العراق»، له أكثر من 13 عاماً وهو في تشكيله الحالي، ليس بالهين عوضاً عن ميليشيات «الحشد الشعبي» التي أخذت كل الوهج الإعلامي كونها مرتبطة بنظام إيران، لكن «حزب الله العراق» وكتائبه تمر في أزقة السواد وبأخطر من دور ميداني تمارسه «الحشد الشعبي»، لأن العقائدية ونشرها أشد خطورة من ميدان يتقهقر فيه الأضعف، نظراً للضربات الآمنة التي يقودها الحلفاء أولو القوة من غرب الأرض لوقف تمدد النزيف، دائماً ما يكون مصنع الوباء يمر بحزب الله العراق.

قبل أشهر، كان الحزب تعرض لواحدة من أعنف الغارات على مواقعه، بعد هجوم صاروخي استهدف قاعدة التاجي في العراق، وقتل فيها جنديين أميركيين وبريطانياً، وجاء الرد خلال ساعات قليلة بفعل غارات أميركية - بريطانية مشتركة، ضد منشآت لميليشيات حزب الله العراقي في محافظتي بابل وواسط ومنطقة سورية محاذية للحدود العراقية.

نظرة سريعة على حزب الله العراق، من التاريخ، كان عماد مغنية (قتل في 2008 بغارة إسرائيلية في دمشق) الإرهابي اللبناني التابع لإيران، وحزب الله لبنان، كان أحد صنّاع هيكل هذا الحزب في العراق، حيث بدأ في العمل وفقاً لتوجيهات وأوامر نظام الملالي في تكوين حزب يشبه حزب الله اللبناني، وهو ما يبدو أن الأوامر جاءته في تجويد هذا الحزب ليكون بذراعين: عسكرية وعقائدية، ويبدو أن مغنية تجاوز أخطاء عديدة في تشكيل ووهج حزبه اللبناني، فصنع بهدوء هيكلة مختلفة للحزب، جعلت كل المساجد والحسينيات وقوداً يضخ فيها البذور التي يرغبها أولو العمائم.

ظهر الحزب بحضوره الأول بقوام تجاوز 4 آلاف شخص، منتمين بعضويات عدة داخله، وتنامى العدد حتى قبل تصنيف الولايات المتحدة له كـ«تنظيم إرهابي»، لكنه جعل دوره التسويقي للحشد والتنظيم أكبر من مجرد عسكرة، بل فكرة أكثر ارتباطاً في نشر آيديولوجيا عبر مواقع عدة، ومنها تفريخ عناصر في قطاعات مهمة داخل العراق؛ منها وزارة التعليم ووضع لبنات التعاون مع أحزاب دينية؛ منها «الحزب الإسلامي» الذي يتغذى بمنهج الإخوان المسلمين. ربما ما يدور أن الحزب هو جزء في تكوين «الحشد الشعبي» لكن ذلك يمر بتقاطعات، حيث يشير عبد القادر ماهين، المتخصص في شؤون التنظيمات الإرهابية، إلى أن الحزب يظهر كونها جزءاً من تكوين الحشد، لكنه جزء يصنع الكعكة الميليشياوية ويشارك في تسميمها ويعمل على توزيعها في المناطق المجاورة. يشير ماهين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أنه لا أمين عاماً للحزب أسوة بحزب الله اللبناني، حيث يظهر فيه حسن نصر الله، مبرراً ذلك أن الفرق بين تكوين الحزبين هو الحاجة والدور، حيث يتمركز في جنوب العراق بعتاد عسكري، له هدف في وضع حضور طاغٍ يحاول تفخيخ الحدود، لأن الهدف يرتبط مع إمبراطورية إيران الكبرى الممتدة، ولا يظهر له الأثر السياسي كممثلين له كما هو الحزب اللبناني ليكون أثره في تشكيل الحكومات والبرلمانات.

إذن ما الدور الذي يلعبه الحزب؟

الحزب كما يرى ماهين، أنه ذو دور عسكري في الأصل، لكن الترتيبات ما بعد 2009 جعلته أكثر قدرة في تكوين فريق احتياط عسكري ليس أكثر وفق الحاجة، يدعم التوجهات والسياسات الإيرانية، لكن ما أخل بتلك القاعدة مشاركته المباشرة في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأصبح أكثر من 4 أو 5 آلاف جندي مشاركين في السيطرة على مدن سورية تحت إمرة إيران في سوريا التي تتشكل من 4 فصائل مسلحة.

الحزب ليس عسكرياً فقط؛ كان ولا يزال صاحب دور في الترويج العقائدي، وتصوير الحضور الإيراني بشكل إيجابي مزعوم، إضافة إلى عمله الاقتصادي، حيث يدخل عناصره الكبرى في مفاصل مهمة في الاقتصاد العراقي، من شركات اتصالات وشركات نفطية، وأخرى ذات علاقة بقطاع الطيران، وإدارة المطارات والمنافذ، وبعض الأشخاص أبرزهم هادي العامري الذي كان صاحب صولات وجولات حين حمل حقيبة وزارة النقل العراقية في وقت سابق، وكان أبرز مهددي الاستمرار الكويتي في بناء ميناء مبارك الكبير، حيث هددت كتائب الحزب الشركات من الاستمرار بالعمل، وحينها ظهر العامري بأن ذلك المشروع «يغلق القناة الملاحية لموانئ العراق».

مرحلة مختلفة ظهرت، حين عاودت الآلة العسكرية الحزبية لكتائب حزب الله العراق، بالعمل من خلف الصفوف، حيث كانت أبرز مهددي السفارات وأكثر ملغمي مسارات الحلول السياسية، بل ومن رمى بقادة العراق اليوم في تحدي أن يرضخوا أمام شعب بدأ في كراهية الحضور الإيراني، وكان الحزب أبرز علامات استهداف المتظاهرين في العراق في كل البلاد، بغية كسر حدة السيوف الشعبية لتصبح مجرد مقبض دون رأس حربة كي يحافظ الحزب على الوجود الإيراني، خصوصاً أنه أبرز متلقٍ للأموال من نظام إيران وأكثرها غناءً.

الدور الاقتصادي لكتائب حزب الله العراق أصبح أكثر وضوحاً، حيث كان أكبر المنتفعين في عام 2015، من «الفدية القطرية» التي وصلت إلى أكثر من مليار دولار، مقابل إطلاق سراح قطريين كانوا يقضون وقتهم في الصيد جنوب العراق، ورغم أن الأنباء قالت إن الخاطفين لعدد من أبناء الأسرة الحاكمة القطرية ومعاونيهم الذي بلغ 28 شخصاً، كانوا من تنظيم «داعش»، لكن التقارير المسربة لاحقاً في بدايات 2016 حيث جرى تخليصهم وعودتهم إلى قطر، كانوا يتبعون لكتائب حزب الله العراق، وهو ما ينافي الرواية الرسمية القطرية التي تقول إنها دفعت المبلغ للحكومة العراقية.

الدور المستقبلي لن ينفك عن منهجية تتقاطع مع حزب الله اللبناني، حيث لدى الحزب اليوم الرؤى ذاتها، خصوصاً في اعتماد سياسة «افتعال الأزمات»، كي لا ينكسر الحضور الإيراني ونفوذه في المؤسسات الدينية وبعض السياسية، التي يجد فيها بعضاً من رجاله الذين يقبعون في سياسة تخفيف الضغط على النظام السياسي ومحاصصته التي تستفيد منها ميليشيات إيران في العراق، وما بعد مقتل قاسم سليماني، غربلة يعيشها الحزب الذي يجرب يوماً بعد آخر أسلوب التقدم خطوة بخطوة، مستفيداً من تكتيك الفأر في نشر طاعون على أرض هي الأهم لإيران.

 

حفتر يتعهد استمرار القتال ويتوعد تركيا وحكومة السراج/قوات «الوفاق» تعلن تقدمها في معارك طرابلس

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

تعهد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي مجدداً، بمواصلة القتال ضد تركيا وحليفتها حكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج، في العاصمة طرابلس، وحثّ مقاتليه على محاربة ما وصفه بالاستعمار التركي حتى تحقيق النصر. وهنّأ حفتر أمس قواته بمناسبة حلول عيد الفطر، مؤكداً «استمرار جهاد أبناء القوات المُسلحة المُرابطين لنصرة الوطن وإعادة الأمن والاستقرار لكل ربوعه». وكان حفتر الذي تتعرض حملته التي بدأت قبل 13 شهراً لانتزاع السيطرة على العاصمة لمزيد من الضغوط الإقليمية والدولية، قد خاطب في كلمة صوتية مقتضبة، مساء أول من أمس، قوات الجيش في جميع محاور المواجهة مع الاستعمار التركي الغاشم، قائلاً: «يا من تصنعون المجد وأنتم تواجهون هذا المستعمر البغيض الطامع في خيراتنا، بعد أن سجد له العملاء»، مضيفاً: «أنتم تخوضون حرباً مقدسة مفتوحة على كل الجبهات، حرباً شاملة ليس فيها إلا النصر». وفي تعهد جديد بمواصلة القتال، قال حفتر: «كما تعودنا في حروبنا ضد الإرهاب سنقاتل ونقاتل حتى نرد المستعمر ذليلاً مذموماً مدحوراً».

وتزامناً مع هذا التهديد، أعلن الجيش عن تعزيز قواته في العاصمة طرابلس حيث بثّت شعبة إعلامه الحربي لقطات مصورة لتحرّك سرية من الكتيبة 128 مُشاة من مدينة بنغازي في شرق البلاد، بعد إتمام تعزيزها بأحدث العتاد والتجهيزات، مشيرة إلى «وصولها إلى محاور القتال، تعزيزاً ودعماً لوحدات القوات المُسلحة المُرابطة هناك». وقال من بدا أنه قائد السرية: «نحن جيش مشى مسافة 1000 كيلومتر لتحقيق النصر، كلمة الانسحاب ليست في قاموسنا». وساعدت تركيا قوات حكومة الوفاق على تحويل دفة الصراع العسكري حول العاصمة وتحقيق مكاسب في الآونة الأخيرة، بما في ذلك انتزاع السيطرة على قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية، ومنطقة مدن الساحل الغربي، الممتدة من العاصمة طرابلس غرباً، وصولاً إلى معبر رأس جدير الحدودي مع تونس.

وأشاد اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، بما وصفه بالأداء الباهر الذي أظهرته قواته أول من أمس في محاور طرابلس. واعتبر في بيان له أمس أن «ثمار التخطيط الجيد للمعركة بدأت واضحة في إدارتها بمستوييها الاستراتيجي والتكتيكي، ما يضمن تنفيذ المهام والواجبات المترتبة على أمر العمليات العام للحرب على الجماعات التكفيرية المتطرفة والعصابات الإجرامية والغزاة الأتراك».

وقال الجيش الوطني إنه نصب أيضاً كميناً في معسكر اليرموك في طرابلس، وأوقع مقاتلين من الطرف الآخر بين قتيل أو أسير، حيث أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة عن اعتقال عدد من «المجرمين وأذيال المستعمر من الميليشيات والمرتزقة»، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من الجثث في معسكر اليرموك، بعد ما وصفه بكمين محكم في جنوب طرابلس. كما أعلن المركز أن منصات الدفاع الجوي للجيش أسقطت طائرة تركية مسيرة بالقرب من مصنع 51 في مدينة بني وليد. وبثّت شعبة الإعلام الحربي للجيش الوطني، مساء أول من أمس، لقطات فيديو لقواته من أمام معسكر اليرموك، بعد التصدي لما وصفته بهجوم غادر من «مجموعات الحشد الميليشياوي المدعوم تركيا»، وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وأسر عدد منهم. وقصف سلاح الجو بالجيش الوطني تمركزات من وصفهم مركزه الإعلامي بـ«مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مدينة غريان»، على حد وصفه، وبثّ تسجيلاً للدخان الناتج عن القصف الذي طال معسكر الشؤون الفنية خلف معسكر معروف بـالسلخانة داخل المدينة، التي سيطرت عليها قوات الوفاق الصيف الماضي.

في المقابل، اكتفى فائز السراج رئيس حكومة طرابلس بتهنئة قواته، في بيان أصدره مساء أول من أمس، على ما حققته من «انتصارات على طول الجبهة وفي كل المحاور». من جانبها، اتهمت أمس عملية بركان الغضب التي تشنها قوات حكومة الوفاق، الجيش الوطني بقصف الأحياء المدنية وقسم النجدة في غريان، بالإضافة إلى مطار معيتيقة الدولي المغلق في طرابلس، بوابل من القذائف الصاروخية، معتبرة أن ذلك «يؤكد ادعاءاتهم الكاذبة ومزاعمهم الباطلة في وقف إطلاق النار». وكان الناطق باسم قوات الوفاق قد أعلن في بيان في ساعة مبكرة من صباح أمس أنها بدأت في مطاردة قوات الجيش في آخر معاقلها بمحيط طرابلس، والمدن الغربية، وتعمل على إعادة الحياة لأحياء جنوب العاصمة، وتابع: «ما زلنا نرصد تحركات العدو في الخطوط الخلفية لمحاولة التحشيد وإنقاذ الموقف الميداني المنهار، ورجالنا على أهبة الاستعداد لسحقهم».

وسبق لنفس المتحدث أن أعلن مساء أول من أمس مقتل مدنيين اثنين بعد رجوعهما لتفقد منازلهما في منطقتي صلاح الدين والمشروع، إثر انفجار ألغام، وطالب المواطنين بعدم العودة لمنازلهم في المناطق المحررة مهما كانت الأسباب، باعتبارها مناطق عمليات عسكرية يمنع الاقتراب منها.

وعلى الرغم من انسحاب قوات الجيش وتراجعها الأسبوع الماضي للخلف لمسافة تراوح بين كيلومترين و3 كيلومترات حول طرابلس، أعلنت قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً أنها استعادت السيطرة على 3 معسكرات؛ الصواريخ واليرموك وحمزة، وهي الأكبر بجنوب العاصمة طرابلس، وكانت تحت سيطرة الجيش منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقالت قوات حكومة الوفاق إنها تقدمت في بعض المناطق النائية في طرابلس، مشيرة إلى أنها اضطرت لشقّ طريقها عبر الألغام والعبوات الناسفة الأخرى التي اتهمت الجيش الوطني بزرعها.

 

أنقرة تدفع بمزيد من المرتزقة إلى ليبيا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

كشف أحد المواقع المتخصصة في رصد حركة الطيران الحربي، عن نقل تركيا مرتزقة من إسطنبول إلى مصراتة، للقتال في صفوف الميليشيات المساندة لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج. وذكر موقع «اتيمال رادار» الإيطالي أنه قام بتعقب طائرة تضع علامة القوات الجوية الكينية، لكن رمزها السداسي (C9D52F)، يؤكد أنها تابعة لسلاح الجو التركي غادرت إسطنبول متجهة جنوباً نحو الأراضي الليبية، مؤكداً أن الطائرة نقلت مرتزقة إلى ليبيا. وأضاف الموقع أن هذه الطائرة ذاتها قامت برحلات من إسطنبول إلى مصراتة، يومي الخميس والجمعة الماضيين، متوقعاً أنها ستقوم برحلات أخرى إلى ليبيا. وأشار الموقع أيضاً إلى أنه رصد رحلة قامت بها طائرة عسكرية تركية من إسطنبول إلى مصراتة، قائلاً: «غادرت بالفعل أول طائرة من طراز (سي 130 إي) تابعة لسلاح الجو التركي مصراتة بالفعل».

من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بوصول دفعة جديدة من المرتزقة إلى ليبيا، مؤلفة من 500 سوري تابعين إلى الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، للمشاركة إلى جانب حكومة الوفاق في العمليات العسكرية الدائرة حول طرابلس.

وأشار المرصد إلى أن عدد المرتزقة الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن بلغ 10 آلاف و100 شخص، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المقاتلين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ 3400 مقاتل سوري.

وأشار إلى أن بين هؤلاء المرتزقة نحو 200 طفل، غالبيتهم من فرقة «السلطان مراد»، تم تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر إغراء مادي. كما وثق المرصد السوري، أمس، مقتل 10 من المرتزقة في المعارك الدائرة على محاور عدة داخل الأراضي الليبية، إضافة لأسر عدد منهم في مواقع مختلفة.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن خطوات تركيا في ليبيا غيرت الموازين، وحالت دون تحول الصراع الدائر في البلاد إلى حرب أهلية. وأضاف جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية، أن «الجميع يقر بأننا غيَّرنا الموازين عبر خطواتنا في ليبيا، وإلا لكان الصراع تحول إلى حرب أهلية وحرب شوارع، وأصبح كارثة بالنسبة لليبيا. وإذا كان الحديث يدور الآن عن وقف إطلاق نار في ليبيا، فهذا بفضل تركيا». وأشار إلى أن بريطانيا تدعم حكومة السراج والمسار السياسي في ليبيا، مثلما تفعل تركيا، وأن الحل الوحيد هو الحل السياسي، ويتعيَّن على حفتر إدراك ذلك.

من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة لم تعد تثق في حفتر، إلا أنها لا تفصح عن ذلك علناً أمام الرأي العام. وأضاف كالين، في مقابلة تلفزيونية أيضاً، أن تركيا تبذل جهوداً لإخراج الشعب الليبي من حالة الفوضى التي يعيش فيها منذ 10 سنوات، وأنها موجودة في ليبيا بموجب اتفاقيات رسمية وفي أطر شرعية، «ولا ترضخ لحفتر ولا لغيره». وتابع أن تركيا تبذل جهوداً من أجل الدفع بالعملية السياسية لإنهاء حالة عدم الاستقرار التي ظهرت عقب الإطاحة بالقذافي، وهذه الجهود ليست أحادية، وإنما في إطار الجهود التي تسيرها الأمم المتحدة. واعتبر كالين أنه على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً ضد ما وصفه بـ«السلوك غير القانوني والطائش واعتداءات حفتر».

 

رفعت الأسد ينأى مع أسرته عن «مهاترات» بشار ورامي وابنه لمّح إلى أنه يتطلع لمشاركة في العملية السياسية المستقبلية

دمشق/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

بعد غمزه من قناة زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد، على خلفية النزاع الحاصل بين الأسد وابن خاله رامي مخلوف، كشف ابن عم الرئيس دريد الأسد، عن طموح والده رفعت الأسد في المشاركة بالعملية السياسية في المرحلة المقبلة.

وقال دريد: «رفعت الأسد يتطلع إلى بناء سوريا، التي تتشارك بها جميع القوى السياسية الوطنية عبر عملية سياسية شاملة ترعى المشاركة الحقيقية في صنع مستقبل سوريا». وبعد تأكيده على نأي عائلة العم رفعت الأسد عما يجري في الداخل السوري، كتب دريد الأسد على صفحته الرسمية بـ«فيسوك»، «مثلما نأى رفعت الأسد بنفسه عن كل ما يجري بالداخل السوري منذ 36 عاماً، بسبب الخلاف السياسي الكبير مع السلطة السياسية، وطرائق معالجتها للعديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإنه ينأى اليوم مع أسرته وأولاده عن كل ما يجري بداخل سوريا!».

وأشار بشكل غير مباشر إلى أن الخلافات بين بشار الأسد وابن خاله هي «مهاترات ضيقة»، وقال إن والده علمهم «أن نترفع عن كل المهاترات الضيقة (....)، وبذلك فإننا نؤكد من جديد أننا نعلو فوق جراحنا وآلامنا».

ويعيش رفعت الأسد (82 عاماً)، المتهم بارتكاب مجازر مروعة في حماة في الثمانينات من القرن الماضي، منفياً خارج البلاد منذ محاولته الانقلاب على أخيه حافظ الأسد في 1984. وذلك بعد تسوية بين الشقيقين سمح فيها حافظ الأسد لشقيقه بأخذ ثروته والابتعاد عن السلطة.

ويخضع رفعت الأسد، منذ العام الماضي، للمحاكمة في فرنسا، بتهم غسل الأموال، بعدما اشترى عقارات في فرنسا بقيمة 90 مليون يورو. كما يُتهم بالاستيلاء على أموال للدولة السورية وإنفاقها في شراء العقارات.

منشور دريد الأسد، الذي كشف فيه موقف والده، جاء بعد يوم واحد من منشور غمز فيه من دور أسماء الأسد في النزاع مع مخلوف، إذ عّدَ أن «الزوجة التي تقرب زوجها من أهلها، وتبعده عن أهله، تضعفه أمام الجميع». وجاءت التعليقات على المنشور لتحرج دريد وتضطره للتراجع والتوضيح بأن منشوره «ليس خاصاً أبداً ولا يعني شخصاً بعينه أو حالة بعينها (....)! وإذا كل واحد بدو يفسر البوست على كيفو فهو حر».

من ناحية أخرى، وفي سياق تطورات قضية شركة «سيرتيل»، والحجز على أموال رجل الأعمال رامي مخلوف ومنعه من السفر، علمت «الشرق الأوسط»، أن العاملين في الشركة تقاضوا نصف رواتبهم قبل العيد، وذلك لعدم توفر سيولة نقدية لدى الشركة لدفع الرواتب، كما تسرب أن الكثير من العاملين يتهيأون لترك أعمالهم. كان مخلوف، قد دعا، أول من أمس، الجهات الأمنية السورية، إلى التوقف عن ملاحقة الموالين له، وإطلاق سراح موظفي شركاته الذين تم اعتقالهم، وطالب في منشور على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، الجهات الأمنية، بـ«التوقف عن ملاحقة الموالين الوطنيين، والانتباه إلى المجرمين، وإطلاق سراح الموظفين المحتجزين لديها مع حلول عيد الفطر». كانت تقارير إعلامية قد أفادت باعتقال أكثر من 50 من مديري وموظفي شركات مخلوف من قبل جهات أمنية سورية، حسب وكالة الأنباء الألمانية. كما شكا مخلوف من تخلي شقيقه إيهاب، عنه، ووقوفه إلى جانب بشار الأسد في أعقاب استقالته من إدارة شركة «سيريتل». وكتب رامي مخلوف: «إن طريق الحق صعب، وقليل من يسلكه لكثرة الخوف فيه، لدرجة أن الأخ يترك أخاه خوفاً من أن يقع الظلم عليه».

ورغم إصدار وزارة المالية السورية، الثلاثاء الماضي، قراراً بالحجز الاحتياطي على أموال رامي مخلوف، وأموال زوجته وأولاده. إلا أن مخلوف أشار إلى أنه «قرر تحويل مبلغ مليار ونصف ليرة سورية من أمواله لصالح جمعية (البستان) الخيرية التابعة له، ليتم توزيعها على أسر آلاف القتلى والجرحى من عناصر الجيش السوري والقوات الموالية له». كان رئيس مجلس الوزراء السوري، عماد خميس، قد أصدر قراراً بمنع مخلوف من التعاقد مع الجهات الحكومية. كما منعت الحكومة السورية مخلوف من السفر، لتراكم مبالغ مالية عليه لصالح وزارة الاتصالات السورية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يومها، 25-5-2000، شاهدتُ بأمّ العين تهجير الجنوبيين. (الجزء الأول)

المخرج يوسف ي. الخوري/26 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86526/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d9%88%d9%85%d9%87%d8%a7%d8%8c-25-5-2000%d8%8c-%d8%b4%d8%a7%d9%87%d8%af%d8%aa%d9%8f/

قبل تاريخ الإنسحاب الإسرائيلي بأسبوع، كنت قد بدأت تصوير فيلم وثائقي عن منطقة جزّين لصالح محطّة F2 الفرنسية.

كان يؤازرني فريق لبناني-فرنسي في العمليّات الفنيّة والتقنيّة، وكنّا نزلاء في فندق وهبه. كانت جزّين آنذاك أشبه بمنطقة محرّمة (no man’s land)، لا غرباء فيها، ولا تخضع لأيّ احتلال أجنبي، وكل مَن في داخلها لبناني يحمل الهوية اللبنانية.

أردنا من خلال الوثائقي، العميد المتقاعد جان خوري (رحمه الله) وأنا، أن نُظهر للعالم الغربي أنّ هذه البقعة من تراب الوطن هي الوحيدة التي بقيت لبنانية وحرّة.

ليل 21 – 22 أيار، دخل علينا في بهو الفندق العميد جان، وأخطرنا أنّ الإسرائيليين سينسحبون غدًا من جنوب لبنان، وأنّ حزب الله، ومن خلفه السوريين، سيسيطرون على جزين.

كان العميد جان يُفهِمنا أن لا فائدة من إكمال التصوير، لأنّ جزّين لن تبقى حرّة كما نُريد إظهارها في الفيلم.

نظرت إلى الصحافي المُنتدب (الفرنسي) Gabriel Delarue وقد ارتبك ممّا سمعه عن التغيّرات الميدانيّة الطارِئة في الجنوب، وبات عاجزًا عن الكلام. فاستدرك العميد قائلًا: “لا خطر عليكم إذا غادرتم صباحًا إلى بيروت”. ساد الصمت للحظات حتّى مرّت فكرة غير واضحة في رأسي، فسألت العميد: “ماذا سيحلّ بجيش لبنان الجنوبي؟ أجابني: “غير معروف بعد. قيادة أنطوان لَحْد قرّرت الإنسحاب مع الإسرائيليين، لكن هناك من يرفض هذا القرار!”

هنا اكتملت الفكرة لديّ وقلت: سنغيّر موضوع الفيلم لنواكب الإنسحاب ونتابع مصير الجنوبي.” ف

ي اليوم التالي، كنّا على طرقات الجنوب نصوّر فيلمًا جديدًا حمل لاحقًا عنوان “المنفيّون من جنوب لبنان”.

بالوقت المُتاح لنا، لم يكن في مُستطاعنا وضع سيناريو مُسبق للفيلم، فعمدنا إلى توثيق أي مادة نقع عليها وتتعلّق بالإنسحاب المُفاجئ، على أن نبني على أساسها لاحقًا هيكلية الفيلم، ونختار الأشخاص الملائمين للتحدّث فيه.

أذكر أنّه قبل وصولنا إلى بوابة فاطمة، صوّرنا إنفجارات كبيرة على قِمة جبل الريحان، علمنا لاحقًا أنّ الإسرائيليين كانوا يفجّرون مطارًا للهليكوبتر قبل إخلائه.

وعلى تخوم مرجعيون، شاهدنا عناصر من الجنوبي يتجادلون فيما بينهم: أيُغادرون مع الإسرائيليين أم لا؟

وصوّرنا أيضًا، في الخيام، فرح الناس بعد تحرير الأسرى من معتقل البلدة المعروف باسمها.

وبين دير ميماس وعين إبل ورميش، صوّرنا صفوف طويلة من النازحين، أطفال ونساء ورجال، يهرولون حاملين أمتعتهم على ظهورهم الناس بين زحمة الباصات التي تقلّ عناصر الجنوبي.

في بعض البلدات التي دخلناها، كان الأهالي قلقين وحزينين، وفي أخرى كانوا فرحين، وهذا ما أثار حيرة الفرنسيين، فكانوا يتساءلون لماذا ليس كل الناس سعيدين بتحرير بلدهم؟ ولماذا هذا التباين بينهم؟

ليل 24 – 25 ايّار كان ليلنا طويلًا، إذ بقينا نصوّر خروج القافلات العسكرية الإسرائيليّة حتى الفجر، ولم نكن نعلم أنّ عدستنا تلتقط خروج آخر جندي إسرائيلي من لبنان.

أقفلت البوابة، لكن قوافل جيش لبنان الجنوبي والمدنيّين من عائلاتهم، لم تكن قد انتهت بعد. قلنا ننتظر، ونام بعضنا في السيارات.

في الصباح، كان الإسرائيليون قد أصبحوا خلف بوابة فاطمة، وكانوا يفتحون البوابة من وقت إلى آخر لإدخال قسم من النازحين اللبنانيّين المنتَظِرين.

مرّ أمامنا مشهد موجع، عائلة، أم تحمل ابنتيها الصغيرتين وأمامها زوجها بلباس عسكري يحمل أمتعة، دخل من البوابة قبل زوجته، لكن هي في اللحظة الأخيرة تراجعت وهربت مع ابنتيها من دون أن تلتفت إلى الوراء وهي تقول: “لن أرحل”.

وبينما كان زوجها يراقبها عاجِزّا من خلف البوابة وهي تبتعد، علا الصراخ وعمّت الفوضى بين مجموعتين من عناصر الجنوبي، إحداهما تصرّ على البقاء والمواجهة، بينما الثانية تُريد أن تغادر.

في وسط هذه المعمعة، وصل موكب سيارات مسلّح واقترب من البوابة. سألني Delarue: “أهذا الموكب لحزب الله؟” أجبته: “لا أعتقد”. ترجّل من إحدى السيارات رجل طويل القامة، يضع على عينيه نظّارات سوداء كبيرة، والمسلحون يُحيطون به لحمايته. هدأت المشادة فور خروج الرجل من السيّارة، وراح الشباب يتشاورون معه لأكثر من نصف ساعة، ومن وقت إلى آخر كنّا نشاهد جنرالًا إسرائيليًّا يتدخّل من خلف البوابة، لكن الرجل كان يصدّه بشيء من العنف وباستهزاء.

بدا الرجل وكأنّه مع الفريق الذي يرفض المغادرة، إلى أن، انتزع شابٌ مسدسه، وركع على الأرض أمام الرجل، وادار المسدس نحو رأسِه صارخًا: “إذا مش هلّأ بتُتْطلع مع الشباب، بقوّص حالي وما بِقبل شوف حدا عم يتطاول عليك… كرامتك فوقُن كلُّن!”

تجمّد الجميع في أمكنتهم للحظات أمام هذا المشهد، وهو الأمر الذي أجبر الرجل على أن يؤشّر للجنرال الإسرائيلي كي يفتح البوابة، وهكذا خرجت آخر مجموعة لبنانيّة إلى إسرائيل، لكنّ الشاب الذي هدّد بقتل نفسه، لم يغادر معهم!

حين أصبح الرجل خلف البوابة، بيّنت حركاته أنّه متأثر من موقف الشاب وحاول إقناعه بعبور البوابة، لكنّ الشاب لم يعد يردّ عليه وعاد أدراجه.

قلت لـ Delarue “أظنني عرفت هذا الرجل مَن يكون من نظاراته الكبيرة”، وضعت عيني على الكاميرا وقرّبت العدسة لأتأكّد، كان الرجل أبا أرز قائد حزب حرّاس الأرز، وكان آخر الخارجين من لبنان، لتُغلق من يومها خلفه بوابة فاطمة.

أبو أرز هذا، هو نفسه صاحب شعار “لبنان أولًا” الذي اقتبسه تيّار الحريري وقوى 14 آذار، وهو الوحيد الذي اعتصم في العاقورة مع رجاله، متحمّلين الطقس القاصي، ليعبّروا عن رفضهم دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976.

(يتبع غدًا)

(في الجزء الثاني، عناصر جيش لبنان الجنوبي وقعوا ضحيّة صفقة بين حزب الله والإسرائيليّين. ورأي الجنرال عون في الأمر، والموثّق في الفيلم الذي لم يُعرض في لبنان + مشاهد من الفيلم)

 

أدهم خنجر أحد رجال العصابات التي هاجمت عين إبل في الخامس من أيار 1920 والذي يحاول البعض أن يجعل منه أحد أبطال الاستقلال

الكولونيل شربل بركات/26 أيار/2020

يقال بأن أدهم خنجر هو من قرية المروانية في جنوب لبنان التي تقع على الطريق الرئيسي بين الزهراني والنبطية.

وقد التحق بالقوى التابعة لدمشق يوم عين محمود الفاعور قائدا لقوات ما سمي "بالمملكة العربية" في الجولان وما يتبعها إلى الغرب.

 وكان محمود الفاعور، وهو زعيم عرب الفضل الذين ينزلون في بعض قرى الجولان السوري ويمضون فصل الشتاء في سهل الحولا، قد أيد الأمير فيصل عند دخوله دمشق بعد انسحاب قوات العثمانيين منها أمام جيوش الحلفاء بقيادة الجنرال البريطاني اللنبي.

كان بعض الجنوبيين المنظورين، الذين التحقوا بجمعية "الاتحاد والترقي" في ايام سيطرتها على قيادة الجيش العثماني وحظيوا بمراكز في الادارة ما قبل الحرب العالمية الأولى، يحاولون كغيرهم من اللبنانيين والسوريين نقل البندقية، وذلك بالانضمام إلى ما سمي "العربية الفتاة" (وهي جمعية كانت أنشأت في باريس سنة 1909 على غرار "تركيا الفتاة" التي ساهمت في تغيير السلطان عبد الحميد الثاني).

وإذ لم يكن عند الأمير فيصل مشروع جاهز لادارة الدولة اعتمد على بقايا النظام البائد هؤلاء في السياسة والعسكر. ولكنه بالطبع فضّل، حيثما استطاع، الولاء "الطبيعي" للقبائل العربية.

من هنا كانت تسمية محمود الفاعور لانشاء قوة محلية في جنوب سوريا والحاقها بقوات فيصل.

ويقول أحد الباحثين السوريين(عز الدين سطاس) بأن فيصل زوّد الفاعور بوحدة عسكرية مؤلفة من مئة مقاتل يقودها ضابط (قد يكون ذلك بعد أن تسلم يوسف العظمة وزارة الدفاع وحاول السيطرة أكثر على المجموعات المنضوية تحت لواء فيصل).

قام محمود الفاعور بتجميع ما استطاع من العرب (أي البدو) في منطقة الجولان تحت لواء السلطة الجديدة ولكنه لم يستطع الحاق بدو فلسطين لوجود القوات البريطانية الكثيف هناك وسيطرتهم عليها وتفاهمهم مع أغلب القبائل فيها.

ولا هو حاول الاتفاق مع زعماء جبل عامل الاساسيين كونهم لن يرضوا بزعامته عليهم فهم لم يقبلوا مرة بالتبعية لجيرانهم البدو.

من هنا فقد حاول الاتصال ببعض الذين يفتشون عن دور ما في اثناء المتغيرات. وهكذا استطاع الحاق بعض المتحمسين والمخبرين التابعين للقوات العثمانية الذين يصبون إلى غطاء ما بشغل منصب في الادارة الجديدة، بالاضافة إلى عدد ممن يمني النفس بالغنائم وفرض الخوات في ظل عدم الاستقرار.        

كان صادق حمزة من قرية دبعال والتي تقع شمال جويا بين الشهابية ومعركة في قضاء صور أحد الملتحقين بقوات الفاعور كما التحق ايضا محمود محمد بزي من بنت جبيل وأدهم خنجر من المروانية وأحمد بوزكلي من حولا وعلي جعفر (الملقب بأبي الجواريش) من يارون وغيرهم. ولم يكن من بين هؤلاء من يمثل زعامة البلاد الشيعية ما يدل على أن عامة السكان لم تكن متحمسة للموضوع.

بعد تفاهم فيصل وكليمنصو في كانون الثاني 1920 على قبول فرنسا بأن يحكم سوريا شرط اشراف المستشارين الفرنسيين على التنفيذ، قام بقايا الحكم العثماني الملتفين حول فيصل بدفع الأمور باتجاه التصادم. فأوعزوا إلى جماعات المسلحين في جبل عامل للبدء بفرض الخوات والتهويل على السكان المسيحيين في القرى الصغيرة كنوع من التهديد بالفوضى.

ومن جهة ثانية اعلنوا قيام المملكة العربية وتنصيب فيصل ملكا عليها كخطوة لضرب اي تفاهم بينه وبين الفرنسيين.

ثم تشكلت حكومة تسلم فيها يوسف العظمة الضابط السابق في الجيش العثماني وزارة الحربية. وما كان منه إلا أن أوعز إلى بعض عملائه للدعوة إلى مؤتمر وادي الحجير تحت اسم الزعيم المحلي كامل بيك الأسعد، وبدون معرفة الأخير، محاولة لوضعه تحت الأمر الواقع واستعمال اسمه لتأمين حضور شعبي. وكان هذا المؤتمر منصة لتهييج الغرائز ودفع الوضع نحو الصدام.

ويدل قيام المفتي عبد الحسين شرف الدين بزيارة دمشق فور انتهاء المؤتمر، بشكل واضح، أن الأمر كان أتى من هناك وبأنه ذهب ليقدم تقريره.

أما التعديات التي قامت بها جماعات المسلحين المنضوين تحت راية محمود الفاعور وبقيادة صادق حمزة وأدهم خنجر وغيرهم فقد شملت كل القرى المنتشرة جنوب الليطاني من طير سمحات ودير سريان ودردغيا والنفاخية إلى دير كيفا والطويري وعلمان القصير، إلى دير ميماس وسردة والعمرا وجديدة مرجعيون وراشيا الفخار في الشرق والتي شارك فيها محمود الفاعور شخصيا، على ما يبدو.

ولم تسلم برعشيت وصفد البطيخ ويارون وقانا وإقرت والبقبوق وغيرها من القرى التي سكنها المسيحيون مع اخوانهم الشيعة منذ أجيال.

ولكنهم لم يستطيعوا المساس بعين إبل ودبل ورميش ما دفعهم إلى التخطيط لجعلها الضربة الكبرى.

من هنا وبعد مؤتمر وادي الحجير، الذي أعطى هؤلاء غطاء معنويا، قامت كل القوى التي تتبع "للأمير محمود الفاعور" قائد قوات جنوب سوريا، والذي يتبع أوامر وزير الحربية في حكومة فيصل ومن ضمنها بعض قبائل البدو في الغرب، بالهجوم على عين إبل في الخامس من أيار 1920 وفي الوقت الذي كان الزعيم كامل بيك الأسعد مجتمعا مع الكولونيل نيجر في النبطية للتفاهم حول موضوع الأمن في المنطقة.

من هنا نستطيع تفهم غضب الكولونيل نيجر على الأسعد والذي اعتبره خيانة وتلاعب، ونفهم أيضا موقف كامل بيك في قوله "إن عين إبل خسرت صحيح ابناءها ولكن الشيعة خسروا شرفهم".

فقد كانت هذه العصابات تعمل في نفس الوقت على تشويه صورته شخصيا وزج جبل عامل في قضية لم يتبناها سكانه من قبل.

أما بعد الهجوم على عين إبل وتركها عرضة للنهب مدة ثلاثة أسابيع حتى تشكيل فرقة فرنسية استقدم بعض عديدها بحرا من بيروت وقيادتها من قبل الكولونيل نيجر، فقد هربت جماعات المسلحين وأخضعت كافة مناطق الجنوب اللبناني.

يقول البعض بأن مجزرة عين إبل كانت مقدمة لمعركة "ميسلون" التي انهت حكم فيصل القصير.

قد يكون صحيحا بمعنى أن الفرنسيين لم يعودوا يثقوا بكلام فيصل وقدرته على التحكم بمصير المنطقة.

فهو بدل أن يحمي السكان، قامت عناصر تحت "قيادته" بعمليات تهجير وابادة. ولم يسعى إلى وضع حد لهذه الأمور، ولا فتح تحقيقا بما جرى.

ولكن بالرغم من كل هذه بقيت جماعة يوسف العظمة وعملائه هي من يدير الأمور، وبدل العمل على تغيير النظرة تجاه حكم فيصل، بالتحضير لمواجهة الفرنسيين، وكأنهم يعملون كجماعة من المخابرات العثمانية (تشكيلات محسوسة) داخل خطوط "العدو".

ولو أن الاتراك لم يكونوا جاهزين لاستغلال هذه التحركات، لأن أتاتورك كان منشغلا باعادة السيطرة على الجيش ومن ثم استعادة تركيا التي نعرفها اليوم بما اسماه حرب التحرير.

 وقد قام يوسف العظمة بزيارة لشمال سوريا حيث اتصل بجماعات اتاتورك تحت غطاء تطويع المزيد من العناصر للدفاع عن دمشق.

بعد مجزرة عين إبل هرب أدهم خنجر ليلتجئ في الجولان السوري حيث لم تتابع القوات الفرنسية تنظيف المنطقة هناك.

وبعد معركة ميسلون رضخت كل القوى التي كانت تنادي بفيصل للأمر الواقع.

وحاول الفرنسيون بعد أن استتب الأمن في المنطقة محاورة السكان المحليين واعطائهم بعض المسؤوليات فأعلنوا عن عفو عام عن المقاتلين ومنهم محمود الفاعور وجماعته.

وفي سنة 1921 قام بعض الضباط باجراء حوار مع محمود الفاعور حول تسليمه بعض المسؤوليات في منطقة الجولان. وصلت المباحثات حتى إلى قيام الجنرال غورو بزيارة له في قصره في "واسط" بالجولان. وبدأت التحضيرات لاستقبال الجنرال غورو. ولكن كان هناك، على ما يبدو، من بين قبائل الجولان من لم يعجبه تسلم الفاعور للمسؤولية، ومنهم احمد مريود، فقرر افشال الموضوع وأرسل صديقه أدهم خنجر فكمن لسيارة الجنرال غورو في حزيران من السنة نفسها واطلق النار عليه واصابه في يده الاصطناعية وفر هاربا.

فقامت القوات الفرنسية بعملية تمشيط في المنطقة والقاء القبض على بعض المشتبه باشتراكهم في العملية، وفر احمد مريود إلى الأردن حيث التجأ إلى بعض القبائل هناك. وخاف أدهم خنجر من أن يلقي الأنكليز القبض عليه فالتجأ إلى سلطان باشا الأطرش للاحتماء في منطقة السويدا حيث تم القيض عليه فيما بعد وحكم بالاعدام.

المهم بالموضوع بأن أدهم خنجر لا يشرّف الطائفة الشيعية في لبنان، كما يحاول البعض تصويره، لا بعملياته في التفريق بين المواطنين ومهاجمة القرى المسيحية وفرض الخوات، وخاصة وصمة العار التي حملها ورفاقه في مجزرة عين إبل، ولا بتنفيذه محاولة قتل الجنرال غورو الذي كان يزور رئيسه المفترض "الامير محمود الفاعور" وهو شيخ قبائل الفضل التي يحتمي عندهم.

وأن تلك العملية لم تكن من الشجاعة بشيء ولا تمت للوطنية بصلة لأنها لا تقدم ولا تؤخر في السياق العام للأحداث.

ومرور الجنرال كان معروفا مسبقا ولم يكن صدفة ولا نتج عن حماس أو وطنية إنما عن مواضيع شخصية بين ابناء الجولان ونزاعهم على السلطة.

 وكانت هذه العملية وزيولها أثرت سلبا لا بل أخرت كثيرا في تنظيم الحياة الطبيعية للمواطنين.

والكلام على هكذا أعمال بأنها بطولة ومقاومة منع السوريين وبعض اللبنانيين من التعاون على الالتحاق بالدولة الفتية والعمل مع بقية ابناء الوطن لتقدم البلاد ونشر الاستقرار والعمل على ازدهارها وتنظيم الادارة فيها لكي تصبح شيئا فشيئا بلادا مستقلة بشكل كامل وبدون اراقة الدماء المجانية. 

تصوير صادق حمزة وأدهم خنجر بأنهما من أبطال لبنان بينما كانا من مجموعة أذت العلاقات القائمة منذ 400 سنة على الأقل بين مواطني هذه المنطقة والذين تعاونوا على الخير في كل ايامها، وبالرغم من المآسي، وتحملوا سوية ظلم الأتراك العثمانيين.

بينما كانت العمليات التي قام بها هؤلاء المسمين مقاومين لا تخدم إلا العثمانيين ومحاولة اعادتهم كما حدث بعد مجازر 1860 بين الدروز والموارنة والتي أدت إلى شرخ كبير بين دعامتي الاستقلال الوطني وأعادة سيطرة العثمانيين تحت شكل القائم مقاميتين الذي أعطى السلطنة مجالا أوسع للتدخل وإثارة الفتن أو ما يجري اليوم مع اردوغان من جهة وخامنئي من جهة ثانية.

ولن تقوم قائمة لهذه البلاد طالما بقي فيها من يعمل على قتل جاره وتهجيره خدمة لمصالح امبراطوريات تريد أن تتسلط بالارهاب والدم والتمييز بين المواطنين باللعب على اختلاف الدين والمعتقد.

 

سياسات النفوذ الشيعية من الحروب الاقليمية الى الحرب الاهلية

شارل الياس شرتوني/26 أيار/2020

*هذا الخطاب المتنامي في الاوساط الشيعية هو المرادف الايديولوجي “لدولة حزب الله” ومؤشر لسياسة انقلابية واضحة المعالم ولا داعي للتبصر في مدلولاتها.

نحن امام مرحلة نزاعية جديدة تقتضي المواجهة مع هذه السياسة الانقلابية في ظل انهيارات بنيوية عميمة انتجتها سياسات النفوذ الشيعية والسنية المتوالية على عقود ثلاثة

ان سياسة الابتزاز والارهاب المعنوي وما يرافقها من خرق مبرح لمفهوم السيادة الدولاتية، واستباحة امن وحقوق وحريات اللبنانيين هي امور مرفوضة ولن تمر، وهي برسم نبيه بري واحمد قبلان وحزب الله…،No pasarán .

http://eliasbejjaninews.com/archives/86556/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d9%88%d8%b0-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9-3/

****

ان المواقف الصادرة عن مواقع شيعية سياسية ودينية (نبيه بري، احمد قبلان، علي الخطيب…) ليست بمواقف فردية او ظرفية تصدر عن هذا او ذاك من بينها، بل تعبيرا غير موارب عن سياسات وضع اليد المنهجية التي تعتمدها التيارات السياسية الشيعية على غير محور (السيطرة على القرار السياسي والمالي والاقتصادي والاجتماعي والجامعي، وتوظيف الادارات العامة من وزارات وادارات ومعابر حدودية وسفارات في خدمة سياسة توسعية، مدغمة بسياسات ريعية وشبكات زبائنية وسطو على ممتلكات ومشاعات عقارية في مناطق الاختلاط والتماس مع التواجد السكاني المسيحي والسني والدرزي في بيروت والشوف والجنوب والبقاعات وبلاد جبيل، وسياسات الاقتصاد المنحرف والجريمة المنظمة… .)

هذه السياسات لم تكن وليست بمستترة لا باداءاتها ولا بتخريجاتها الكلامية، وتستهدف بشكل مباشر حيثية لبنان الكيانية وشرعية وجوده واسباب نشأته والقواعد الميثاقية التي رافقتها، والمؤسسات الديموقراطية التي طبعت مساره السياسي وحالت دون تحوله الى دولة سلطانية يحكمها متسلط، او الى دولة اسلامية تتعاطى مع غير المسلمين على قاعدة تمييزية (المراجع الفقهية وتفسيراتها والسياسات الاسلامية عبر التاريخ)، او الى عملية اسلمة للمرجعيات الثقافية والحضارية التي تحيل المواريث الحضارية واللغوية السابقة للاسلام الى “جاهلية”(والسور المدنية: سورة المائدة ٥٠/٥ ، سورة الاحزاب ٣٣/٣٣، سورة الفتح ٢٦/٤٨ ، سورة ال عمران ٣/ ١٥٤)، وقامت على قاعدة التمييز المبدئية بين دوائر السلطة واستقلالية المجتمع المدني القانونية والفعلية، والحريات العامة والخاصة لجهة حرية المعتقد، وحرية الضمير، وحرية التربية وحرية المناهج الحياتية، والمبادرة الاقتصادية كما تنص عليها سائر المواد الدستورية، وانفاذ مبادىء السيادة الدولاتية في مختلف تطبيقاتها على مستوى السياسة الداخلية والخارجية.

لقد نشأ الكيان اللبناني غداة تهاوي السلطنة العثمانية (اخر الخلافات الاسلامية) كتعبير عن ارادة الخروج المبرحة عن قواعد التشكل السياسي في الاسلام التاريخي الذي احال غير المسلمين الى الوضعية الذمية وسياسات التوسع الامبريالية (الفتوحات)، فاتت التجربة الوطنية اللبنانية على صغر مداها تعبيرا عن تطلع مساواتي على مستوى التشكل الوطني الذي خرجته الحداثة السياسية مع مفهوم الدولة-الامة (État Nation) كتعبير ارادي عن تطلع تاريخي مساواتي وتعاقدي وميثاقي يتجاوز قواعد الثقافة السياسية الاسلامية التمييزية واللامساوتية

(Asymétrie Contractuelle) التي تحيلنا اليها مفاهيم السماحة الاسلامية، والذمية والعهد. هذا هي مدلولات الكيان اللبناني التأسيسية لجهة اعادة الاعتبار للمواريث الثقافية ما قبل الاسلامية كمرجعيات ثقافية وحضارية ناظمة للذاكرة الثقافية والوطنية، والكيان الوطني الارادي والتعاقدي والمساواتي، والدولة كتعبير دستوري وفعلي عن مبدأ السيادة الوطنية واملاءاتهاالناظمة، واعتماد معايير الديموقراطية التوافقية كهندسة دستورية لواقع التعددية الحضارية والثقافية والسياسية والاجتماعية وما تمليه على المستوى السياسي من اعلانات مبدئية على مستوى الثقافة السياسية المشتركة: لجهة الاعتراف بالتعددية على مختلف تصريفاتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، ودولة القانون، والحريات العامة والخاصة والعدالة الاجتماعية، وجدلية الحقوق الفردية والجماعية على اساس اولوية الحقوق الفردية في حال التعارض بين الاثنين، وحماية الارث الايكولوجي الطبيعي والتاريخي والاركيولوجي…،.

هذه المراجعة المقتضبة للحيثيات الوطنية والسياسية المنشئة للكيان الوطني والدولاتي اساسية في مجال تحديد معالم النقاش السياسي، لجهة ضبط المفاهيم والاشكاليات والحؤول دون الشطط في الطروحات، والمواقف الاعتباطية وايجاد تبريرات ايديولوجية متسكعة لحجب ارادات سيطرة صريحة وغير مواربة.

ان المغالطات التاريخية، وعدم فهم طبيعة التكون الوطني والدولاتي، وتزوير المفاهيم الديموقراطية التي تستهدف الشرعية الوطنية والحيثيات الديموقراطية للحكم في لبنان التي تضمنتها مواقف بري وقبلان والخطيب ليست بالامر المستجد، فهي تكملة لتعارضات رافقت الوطن اللبناني منذ نشأته، الامر الذي حدا بجورج نقاش الى الدفع بمقولته الشهيرة “نفيان لا يصنعان أمة”، وادت الى حالة عدم الاستقرار البنيوية التي تفجرت على وقعها النزاعات الاهلية المتوالية منذ البدايات.

ان مساءلة الشرعية الوطنية اللبنانية واعتبارها كيانا فرضته المعادلات السياسية الدولية آنذاك، ونسبة كل الاشكاليات النزاعية لهذا الكيان الوطني، واعتبار المرحلة الميثاقية التأسيسية للحياة الوطنية خطاء تكوينيا، هو تعبير عن ارادة سيطرة تتعمد اغماط الجدليات السياسية والاجتماعية التي تأسست معها الحياة العامة في لبنان على قواعد ميثاقية ودستورية وسياسية تداخلية، وخارجا عن الاسقاطات الايديولوجية التي دفعت بها ثنائية الامة العربية والاسلامية والدولة الوطنية، وما نشأ عنها من تشريع للمداخلات الخارجية.

هذا الخطاب المتنامي في الاوساط الشيعية هو المرادف الايديولوجي “لدولة حزب الله” ومؤشر لسياسة انقلابية واضحة المعالم ولا داعي للتبصر في مدلولاتها.

تندرج سياسات النفوذ الشيعية الحاضرة ضمن سياق متصل مع النزاعات الاهلية السابقة لجهة نسف الشرعية الوطنية، والغاء مفهوم السيادة الدولاتية، وتحويل المدى الوطني اللبناني الى قاعدة استراتيجية لسياسة النفوذ الشيعية التي تقودها إيران في المنطقة، واستعمال مرافق الدولة معينا في خدمة السياسات الريعية والزبائنية لمراكز القوى الشيعية وحلفائها المصلحيين داخل جمهورية الطائف التي نسفت اداءاتها الحيثيات السيادية والديموقراطية للدولة اللبنانية، وحولتها الى متغير تابع لسياسات النفوذ على خط تقاطعاتها الاقليمية والداخلية. حن امام مرحلة نزاعية جديدة تقتضي المواجهة مع هذه السياسة الانقلابية في ظل انهيارات بنيوية عميمة انتجتها سياسات النفوذ الشيعية والسنية المتوالية على عقود ثلاثة، باتت تستلزم عقدا تأسيسيًا جديدا لان البنية الحاضرة للاجتماع السياسي اللبناني تتطلب مراجعات اساسية تطال الهندسة الدستورية وآليات الحوكمة، من اجل فصل العمل التدبيري والمهني للحكم عن سياسات النفوذ على تنوع تصريفاتها، والحؤول دون سياسة السيطرة الشيعية المتأهبة، ودخول لبنان دائرة النزاعات الاقليمية المفتوحة.

ان سياسة الابتزاز والارهاب المعنوي وما يرافقها من خرق مبرح لمفهوم السيادة الدولاتية، واستباحة امن وحقوق وحريات اللبنانيين هي امور مرفوضة ولن تمر، وهي برسم نبيه بري واحمد قبلان وحزب الله…،No pasarán .

 

يوم أحمد قبلان.. مفتي جمهورية الخراب لتحرير القدس

محمد أبي سمرا/المدن/26 أيار/2020

كيف يمكن التعليق على كلام المفتي الجعفري الشيعي، أحمد قبلان، في صبيحة نهار عيد الفطر السعيد، الأحد 24 أيار الجاري؟

قد لا يجدي الكلام عن مضمون خطبة المفتي العصماء. فكل ما ورد فيها عن لبنان ونظامه وصيغته ودستوره وتاريخه وتسوياته وفساده، هو من تلك المحفوظات العقيمة المكرورة منذ عقود كثيرة.

وربما لا يجدي أيضاً التساؤل عن مقدرة المفتي على كل هذا الصخب السيّال الهادر في كلامه. فهو موعود بفارغ الصبر بوراثة منصب والده الشيخ عبد الأمير قبلان المسن، رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان. وصار معلوماً أن المناصب لا تُنال ولا تُورّث في لبنان، إذا لم يواظب الطامحون إليها على الصراخ الفجِّ، والصخب الكلامي الصّلِف. إلا كيف يمكن أن يلتفت الناس والإعلام النّهم، إلى رجال لا يثبتون جدارتهم في خطابةٍ يجب أن تثير زوابع من الردود المعاكسة والمشاكسة، على شاكلتها، في سوق ما يسمى مناصب وسياسةً وحياة سياسية وزعامةً في لبنان؟ وهذا على الرغم من أن هذه السوق اللبنانية للمناصب والتصدر والتزعُّم، لم يبقَ منها سوى القليل من الحطام. وهو الذي ما عاد يغري إلا نفوساً مصابة بجوع نهمٍ عتيق مستفحل إلى الصراخ، لتناتش ما تبقى من جثة هذا البلد في تشييعه إلى مثواه الأخير.

حتى في ما سماه المفتي الطامح إلى لقب "الممتاز"، "يوم الله" في مستهل خطبته، لم يقلِّل من نهمه إلى ما يصبو إليه، في صبيحة أحد عطلة عيد، لا يزال معظم الناس فيها نياماً، أو حائرين كيف وأين يمكنهم تمضية النهار في بلادهم الكئيبة كآبة سوداوية، خيمت على حياتها وحياتهم، أقله منذ أكثر من نصف سنة، وخيمت على العالم كله منذ مطلع العام 2020؟

قد يكون المفتي الطموح استلهم ابتكارات حزب الله الشيعي في تسميته أيامه ومناسباته وشعائره وعراضاته التي ملأ بها أيام السنة كلها تقريباً، معتمِداً للعالم والوقت تقويماً يجعل الدنيا ديار حرب دينية مقدسة، حتى قيام الساعة. فما أرساه الحزب الشيعي الخميني منذ عقود، صار طقساً كلامياً رائجاً ومسكِراً، يستطيع أن يستعيره كل طامح إلى ما يسد به لهفته وجوعه المزمنين إلى خطابة الحرب. وخطابة الحرب هذه موضوعها السهل المفضل هو لبنان، الذي احترفت الخطابة العروبية والإسلامية منذ دهر، ترذيله باعتباره لقيطاً استعمارياً غربياً، لا بد من تطهيره وإعادته إلى أصله العروبي والإسلامي والشرقي أو المشرقي، حتى ولو اقتضى ذلك تحويله مقبرة للغزاة.. ولأهله أيضاً. وهذا على الرغم من أن التطهير قد حصل واكتمل، ولم يبق سوى سنة واحدة لا غير ليزحف سيد الحرب المقدسة من لبنان إلى بيت المقدس، ليصلي فيها بعد إزالته تلك الغدة السرطانية من الوجود.

فالتيار العوني الذي يتصدر مسيحيي لبنان - المفترض أنهم "صنّاع لبنان الإستعماري" - قد صار منذ 15 سنة مشرقياً على مذهب أمير الحرب ومرشدها، الذي أوصله ورهطه إلى قصر رئاسة الجمهورية، بعدما صارت رميماً.

وفي خطبته لـ "يوم الله" ربما يمنّي المفتي أحمد قبلان نفسه، بتجاوز منصب والده "الممتاز"، ليصير في عهد رئاسة وريث التيار العوني، مفتي جمهورية الخراب لتحرير القدس.

 

لبنان في نادي الانقلابات العربية

سام منسى/الشرق الأوسط/ 26 أيار/2020

الهاجس الرئيس في لبنان اليوم يتمثل في حصوله على مساعدات من جهات خارجية ودولية تنشله أو تسهم في إنقاذه من شبه انهيار اقتصادي ومالي ومصرفي خانق يمرّ به، إنما تبدو الطريق محفوفة بالصعاب في ظلّ توجه فريق الممانعة و«حزب الله» الحاكم بأمره إلى رفض ما سوف يطلبه صندوق النقد الدولي.

الواضح أن لبنان عالق في شِراك السياسة الإيرانية، ومن واجب أصدقائه ألا يغفلوا عن هذا الواقع المرير القابض على مفاصل الحياة فيه ومساعدته على التحرر أولاً من حالته كبيدق ليس إلا على رقعة الشطرنج في طهران. صحيح أن البلاد واقعة في شرنقة من الأزمات الخطيرة من اقتصادية واجتماعية ومالية ونقدية، وصحيح أن أسباب هذه الأزمات متنوعة تبدأ بغياب الحوكمة الرشيدة والسياسات الراجحة ولا تنتهي بسوء الإدارة وتفشي الفساد والمحسوبيات والزبائنية، إنما خيوط هذه الشرنقة تبقى سياسية بامتياز، نسجتها آلة إيرانية بتأنٍّ وصبر لتحقق أخيراً هدفها في القضاء على كل ما ميَّز هذا البلد عن دول محيطه لا سيما الحريات، وفي جعله يدور في فلكها ومنصة أساسية للمضيّ قدماً في مشروعها الإقليمي التوسعي.

منحدران خطيران يدفعان هذه البلاد المُنهكة بسرعة وبدون مكابح نحو الهاوية؛ الأول سياسي يتمثل بدايةً في تركيبة هجينة للنظام السياسي زاد من فداحتها على مدى سنوات استقلال لبنان مركزه في عين الصراع العربي الإسرائيلي ومن ثم التجاذب بين مختلف القوى الإقليمية ليدخل لاحقاً تحت سلسلة احتلالات بدأت بالاحتلال السوري لتنتهي راهناً بالاحتلال الإيراني مع كل ما يستتبع ذلك من خيارات سياسية دهورت علاقاته مع معظم الدول العربية والغربية كما المجتمع الدولي، وانسحب ذلك على خيارات اقتصادية مالية غريبة وتفوح منها روائح غير مطمئنة بدأت اليوم في خطة الإصلاحات الاقتصادية الذي ارتأت الحكومة اللبنانية تبنيها وتعتزم بناءً عليها إعادة هيكلة الاقتصاد ودمج المصارف وتقييد حرية سحب الأموال وتحويلها، وكلها مشاريع تتهدد الأسس التي قام عليها لبنان وروحية نظامه السياسي وطريقة عيش أهله وأسلوب الحياة فيه.

المنحدر الثاني المرتبط بشكل وثيق بالأول هو اقتصادي اجتماعي ويتجسد بالغموض الذي يحيط من جهة بحجم خسائر الدولة اللبنانية ومصرف لبنان المركزي، ومن يغوص في هذه المسألة كالداخل إلى مغارة علي بابا، ومن جهة أخرى بمصير ودائع الناس مع تأكيد الوزير السابق جبران باسيل كذب من يقول إنها محفوظة. تبعات هذا الأمر تبقى الأخطر على الطبقة المتوسطة التي يبدو أنها الخاسر الأكبر وباتت مهددة بالانضمام إلى طبقة الفقراء مع كل ما يتركه ذلك من آثار سلبية على حركة الاقتصاد.

ضرْب النظام السياسي كما النسيج الاجتماعي يمهد لإعلان دخول لبنان، ولو متأخراً، إلى نادي الدول العربية التي شهدت انقلابات عسكرية حال سوريا في عام 1949 والعراق في عام 1958 وسوريا مجدداً في عام 1963 إلى اليمن والجزائر وغيرها. إن المواطن العربي كما اللبناني لم تغب عنهما ما مرّت به كلّ تلك الدول العربية من مصاعب وأزمات وتقشف وقمع واستبداد خلال السنوات الستين الماضية جراء الخواء السياسي والتراجع الاقتصادي التي خلّفته تلك الانقلابات وأنظمة الاستبداد.

يبدو أن لبنان دخل هذا المسار العسكريتاري التسلطي في عام 2016 عندما استولى محور الممانعة السوري - الإيراني على السلطات الثلاث في مشهد بدا حينها ترجمة تأخرت 25 عاماً لمشهد الجنرال ميشال عون في البزّة العسكرية داخل القصر الجمهوري خلال سنوات 88 و89 و90. هذا المشهد ذكّر كثيرين يومها بصور الانقلابات العربية البائسة وغير السعيدة الذكر ويبدو أننا اليوم نستنسخها وهي كافية لتحدد لنا صورة لبنان المستقبلية.

نسوق ما سبق لنسأل: هل بقي شيء من انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) لتضخ بعض التفاؤل؟ وهل نجاحها ولو بالحد الأدنى يفرج عن المساعدات الدولية التي طال انتظارها؟

يحضرنا هنا مضمون حلقة افتراضية عقدتها مؤسسة «بيت المستقبل» في لبنان الأسبوع الفائت، حول مستقبل علاقات لبنان العربية في هذه المرحلة، جمعت نخبة من المفكرين من لبنان والسعودية والكويت والإمارات، وتمحورت حول الأسباب التي تحول دون مد الدول العربية بعامة والخليجية بخاصة يد المساعدة للبنان، وما الذي ينبغي عليه القيام به ليحصل على هذه المساعدة.

لا بد من الإشارة أولاً إلى أن المنتدين أجمعوا على أن وراء مشكلات لبنان الداخلية والخارجية الرئيسة واهتزاز علاقته مع محيطه العربي وانعدام ثقة المجتمع الدولي به سبباً واحداً هو التموضع الإقليمي الممانع الذي جرّه إليه «حزب الله» وجعل منه ممراً رئيساً لسياسة إيران التوسعية في المنطقة. وتناولوا نقاطاً عدة للخروج من الأزمة نختصرها في التالي:

أولاً، ضرورة أن يتحمل اللبنانيون كافة مسؤولية الخروج من الوضع الذي وصلت إليه البلاد، معتبرين أنه إذا لم يساعد اللبنانيون أنفسهم لن يساعدهم أحد.

ثانياً، رفع الأفرقاء المسيحيين اللبنانيين لا سيمّا التيار الوطني الحرّ الغطاء عن «حزب الله»، متسائلين عن بند استثناء المقاومة من نزع سلاح الميليشيات الذي ورد بـ«الطائف».

ثالثاً، الاستغراب من عدم وجود جبهة سياسية معارضة قوية تستطيع أن تقف في وجه «حزب الله» وتعيده إلى رشده اللبناني، مستنكرين غيابها وعجزها عن التكتل حول المصلحة العليا للدولة ضمن جبهة واحدة رغم أن مكوناتها موجودة.

رابعاً، أجمع المنتدون على أن الأمل في التغيير معقود حكماً ووجوباً على انتفاضة «17 تشرين الأول» الشعبية الموحّدة والمسيّسة وطنياً وليس حزبياً، معتبرين أنها وحدها القادرة على التغيير المنشود، وعدا ذلك عبثاً نحاول.

الواقع يقول إن هذه النقاط صعبة التحقيق. فالغطاء المسيحي لـ«حزب الله» يبدو مستمراً، إذ يصر التيار العوني على التحالف معه فيما يبدو موقفاً استراتيجياً غير قابل للنقاش. وما دعوة الوزير باسيل إلى اقتصاد مشرقي سوى تتويج لهذا التحالف، أضف إليه الموقف الأخير للوزير السابق عن القوات اللبنانية ملحم رياشي، حين رأى أن على لبنان التزام الحياد في التجاذب الأميركي الإيراني.

والأمر نفسه ينطبق على عدم تشكيل جبهة معارضة رغم الكلام الجدّي بشأن ضرورتها، ويتضح ذلك من أداء الرئيس سعد الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكل قيادات ما تُعرف بحركة «14 آذار».

أما انتفاضة «17 تشرين الأول» المعقودة عليها الآمال وعن حق، فتحوم حول مستقبلها تساؤلات مهمة: هل فقد المنتفضون حيويتهم الثورية واستكانوا أم أن التراجع مرده جائحة «كورونا» أم أن الانقسامات السياسية أدت إلى تفككها؟ يبقى أن هذه الانتفاضة لن تُنتج تغييراً سياسياً جذرياً إذا بقيت تصر على أنها مطلبية فقط وليست سياسية. ماذا ينتظر اللبنانيون أكثر مما هم فيه للعودة إلى الساحات متسلحين هذه المرة ببرنامج تغييري وطني جامع يرفض سطوة سلاح ولاؤه عابر للبنان ويعرضه لمقايضات لا نفع له فيها عدا عن دوره الحامي للفساد وشراكته في استشرائه؟ لن تبقى أي جهة قادرة على مساعدتنا وحالنا على هذا المنوال بين تعليمات وأوامر حسن نصر الله وحكومة حسان دياب والمعارضة الافتراضية.

 

«حزب الله» يتسلق «قمة» النظام اللبناني على «حبل» ماروني.. ويستريح!

علي الأمين/جنوبية/26 أيار/2020

يتسلل "حزب الله" تحت جنح المظلومية الشيعية بالشكل والمارونية بالفعل، إلى تكريس نظام حكم يليق بولاية الفقيه ومتفرعاته و مظلته على "الولايات" الدينية والسياسية في بلدان "المحور" و"الهلال الشيعي"!

لطالما أطلق “حزب الله” طلقات تحذيرية من الكلام التهديدي الجدي و لوح وتوعد به عن “المؤتمر التأسيسي”، وذلك كلما انحشر في زاوية سياسية أو أمنية أو عسكرية فيما مضى، او أحب أن يُعلم الخصوم السياسيين بحجمه المذهبي والطائفي و السياسي و العسكري، والذي بالطبع ينطوي على دلالات “إنقلابية” على الطائف ومفاعيله. اما اليوم فقد انقلبت الآية، و سحب “حزب الله” المؤتمر التأسيسي من التداول، لكون وضع النظام اللبناني بتركيبته الحالية، هي بمثابة “سدرة المنتهى”، وما كان يُقاتل من أجله جاءه على طبق من ذهب، رئيس جمهورية  ماروني مكبل إيرانيا و سوريا، و رئيس حكومة سني تابع لهذا النظام بكليته لا حول ولا رأي ولا قوة، و رئيس مجلس، شيعي حليف يتفق معه استراتيجياً على أهمية هذه التركيبة التاريخية.

كان يُقاتل من أجله حزب الله جاءه على طبق من ذهب، رئيس جمهورية ماروني مكبل إيرانيا وسوريا، ورئيس حكومة سني تابع لهذا النظام ورئيس مجلس شيعي حليف يتفق معه!

إذا يعتبر “حزب الله” ان الوضع السياسي والدستوري والقانوني كما هو عليه اليوم في لبنان، هو النموذج الأفضل والملائم له لأسباب موضوعية وعملانية ابرزها: 

اولا، يتيح له الوضع القائم ادارة البلد بشكل شبه كامل من دون ان يتحمل تبعات قانونية او دستورية. 

‏ثانيا، الصيغة الحالية انطلاقا من امتلاكه مع الرئيس نبيه بري التمثيل النيابي والوزاري الشيعي، ان يكون في الحدّ الأدنى صاحب حق “الفيتو” حيال اي مرسوم وحتى مشروع قانون او قرار يمكن ان يصدر عن مؤسسات الدولة اللبنانية.

ثالثا، توفر له هذه الصيغة عمليا الابقاء على سلاحه حيناً باسم المقاومة والدفاع عن لبنان، واذا اختلت هذه المعادلة، يستحضر التمثيل الشيعي ليبرر وجود السلاح باعتباره دفاعاً عن الشيعة الذين اهملتهم الدولة ولم تدافع عنهم كما يجب منذ نشاة لبنان، وفي البقاع دفاعا عنهم في مواجهة الارهاب.

رابعا، وفّرت القوة العسكرية للحزب  مع استحواذه على التمثيل الشيعي، الاتيان برئيس جمهورية، واقرار قانون انتخاب سمح له بخرق الطوائف والمذاهب الأخرى، وتحت راية قانون انتخاب تغنى به اكثرية القيادات المسيحية، انطلاقا من مقولة يعطي للمسيحيين قدرة على التحكم بانتخاب ممثليهم، والذين شكّلوا عملياً رافداً لدعم النظام الذي يديره “حزب الله”. خامسا، اظهرت الوقائع في ظل استعادة التمثيل المسيحي قوته في الرئاسة وفي الحكومة وفي الادارة، على صعيد التمثيل السياسي والعددي، ان “حزب الله” قادر على التحكم برئاسة الحكومة وفي استيعاب شبه كامل للتمثيل الدرزي.

حزب الله المتخوّف من إنتفاضة 17 تشرين!

هذه بعض معالم تجعل من تمسّك “حزب الله” بالصيغة القائمة ونظام السلطة، امرا لا شك فيه، بل يقاتل في سبيل الدفاع عن هذه الصيغة التي تتيح له تفسير العيش المشترك بما يناسبه، و”التوافق” بما يلبي مصالحه، ويجعله من اكثر الرافضين في المسّ بمواقع مسيحية داخل الدولة، طالما انه يجد من القوى المسيحية من لا يريد غير هذه المواقع والمناصب بمعزل عن مضمون الدولة. لذا، كان حزب الله ولا يزال متخوفاً من انتفاضة ١٧ تشرين، فقط لأنها مشروع ينطوي على ضرب منظومة المحاصصة المؤسسة عمليا، على صيغة التقاسم الطائفي في كل شيء، فعمليا ايضاً امكنه استخدام مقولة حقوق الطوائف وحصصها لضرب الدولة واضعافها. و السيد حسن نصرالله كان واضحاً في توصيفها اخيرا كمؤامرة اسرائيلية، متخليا اليوم عن كل الاتهامات التي ساقها في السابق رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد  جنبلاط و رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع و الرئيس سعد الحريري وغيرهم ممن شكلوا تيار ١٤ اذار.

حزب الله لا يزال متخوفا من انتفاضة ١٧ تشرين، فقط لأنها مشروع ينطوي على ضرب منظومة المحاصصة المؤسسة عمليا!

ليس خافيا ان شعار استعادة حقوق المسيحيين الذي رفع من شعبية رئيس “التيار الوطني” جبران باسيل، لم يستفز “حزب الله”، بل هو من شجعه على هذا النهج، وعندما انهارت شعبية الرئيس  ميشال عون وباسيل، اثر الانتفاضة كان “حزب الله” اكثر القلقين على انفراط سلطته، لذا هو اليوم منشرح من جهد باسيل في محاولة احياء خطاب الخوف المسيحي وشعار الفيدرالية، واشد انشراحا لزحطة المطران الياس عودة حيال قضية تعيين محافظ بيروت برعاية نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي و رئيس الحكومة حسان دياب. وهو على الأرجح، المستفيد الأول من نقل الصراع من خانة سلطة وانتفاضة الى خانة الطوائف والمخاوف من المسّ بحقوقها التي باتت تختصر بوظيفة.

ويبدو جلياً ان المشكلة في البلد اليوم ليست شيعية كما يحب البعض ان يصف، الشيعة مصادرون من النموذج الايراني بالسلاح وبوهم القوّة، المشكلة هي مسيحية اذا كنا نتناول المسألة الطائفية، فالسياسيون المسيحيون والكنيسة على وجه العموم، كشفوا عن نقطة ضعف جوهرية، تتمثل في التمسك بشكل النظام على حساب مضمون النظام والدولة، حزب الله التقط هذه النقطة واستثمرها ولا يزال.

ويقع في هذا الإطار، الطلب من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ان يهدد بتغيير النظام الذي يُعتبر “حزب الله” اول المستفيدين منه، فيما المفارقة تبرز في ان المسيحيين هم من يقدم نفسه على انه المتضرر من تغييره، وهذا ان دلّ على شيء فهو يدل على فراغ سياسي وحضاري هائل في الوعي اللبناني عموما والمسيحي خصوصا، تجاه لبنان من حيث الدور والوظيفة، ولجهة الرؤية لمستقبل الدولة ودور المسيحيين فيها على ابواب المئوية الثانية وفي ظل الانهيار الذي وصل لبنان اليه.  صحيح أن تغيير النظام وتطويره امرً لا مفر منه، وتطبيق كامل بنود اتفاق الطائف يجب ان يكون مطلباً ملحاً، ولكن هذا بالضرورة يتطلب الوعي ان دور الطوائف لا يجب ان يخل بقيام الدولة المدنية بما هي دولة قانون ومؤسسات فوق الجميع. و لا بد من ملاحظة ان المسيحيين في لبنان باسم “حماية النظام والصيغة” الذي يديرهما “حزب الله” من الداخل ومن خارجهما، والمسيحيين في سوريا باسم حماية المسيحيين السوريين في ظل نظام الأسد، يقفون اليوم للدفاع عن نموذجين غارقين في الاستبداد، والقتل والدمار وفي الانفصال عن المحيط العربي والعالم.

يريد “حزب الله” مجدداً ابقاء، بل انعاش المتاريس الطائفية، بين المسلمين والمسيحيين، بين مختلف الطوائف، وحتى الشيعة وغيرهم!

يريد “حزب الله” مجدداً ابقاء، بل انعاش المتاريس الطائفية، بين المسلمين والمسيحيين، بين مختلف الطوائف، وحتى الشيعة وغيرهم ومن هنا ياتي الايعاز لشخص المفتي الممتاز لرفع السيف على النظام، ذو دلالة بأن من يطالب بالانقلاب ليس حزب الله بل موقع شيعي ديني رسمي، بينما “حزب الله” سيخرج لاحقاً ليطمئن المتخوفين المسيحيين انه لا يتبنى هذا الكلام بل يمقته…ويجب التذكير ان نصرالله نفسه قالها مؤخرا وفي اكثر من خطاب، انه لا يريد المسّ بقواعد النظام، بل هو يحميها ولكن بناء على فلسفته وتفسيراته التي يجاريه بها اكثر مما توقع من القيادات المسيحية. مواجهة خطاب قبلان الذي هو خطاب تهويلي من قبل الثنائية الشيعية وفي سبيل تجديد دورها وترويجه لبنانيا، تتطلب الدفع نحو تبني مطالب تطوير “النظام” والتغيير في نظام السلطة، الى الحدّ الأقصى وسيكتشف الجميع كيف ان “حزب الله” سيهب من اجل الدفاع عن الرئيس المسيحي القوي ب”حزب الله الشيعي”.

 

نابوليون دياب... وحكم المئة يوم!

 سعد كيوان/الاثنين 25 مايو, 2020

"العالم ينظر الى ما فعلنا من انجازات"... جنون عظمة أم حلم في اليقظة؟!

وقف ساكن السراي كالطاووس مزهوا بنفسه، وبما لم يحققه من سبقه ولا ما لن يتمكن من تحقيقه من سيأتي بعده. فتوحات نابوليون بونابرت بدت لا شيئا أمام عظمة انجازاته التي بلغت على حد قوله 97 في المئة من التزاماته. بدا المشهد سورياليا بامتياز لدرجة ان الجماهير راحت تزحف من قرى ودساكر ومدن لبنان، من الشمال والبقاع والجنوب وجبل لبنان، نحو السراي الذي كان عثمانيا ثم فرنسيا واليوم ساقطا بيد "حزب الله". حشود تنادي به امبراطورا على المهمة التي انتدب لها اي ادارة التفليسة من داخل القلعة التي تحصن بها وأحكم إغلاقها كما ارتأى المايسترو ... طالما ان "الجماهير" غشيمة وتنقاد بسهولة وتصفق للمتوج! بطبيعة الحال، لا يمكن فهم نهج واداء الرجل اذا لم نحاول فهم شخصيته. قدرا من النرجسية بما هي حالة أقرب الى عقدة نقص يبدو ظاهرا في طريقة تعاطيه ومقاربته للأمور و"أستذته" على وزرائه. ان نسبة 97% من الانجازات التي تباهى بها هي بمثابة اعلان مبايعة يتفوق به على النمط الذي كان سائدا عند الحكام والديكتاتوريين العرب الذين ظلوا يبايعون بنسب مماثلة على مدى عقود بعد ان يصلوا على متن دبابة الى القصر، حتى ان انفجرت ثورات "الربيع العربي". غير ان هذه المبايعة هنا ليست لشخص دياب بل لانجازاته؛ فهو لا يريد شيئا لنفسه، لذلك المبايعة ليست زعاماتية، صنمية، عمياء، انما هي "لأفعال" في صالح العامة. هو يعتبرها انقاذية، حياتية، خدماتية، نظرا للانهيار الاقتضادي والفقر واليأس المتفشي والكفر ممن نصبه واليا على السراي.

ان هذه الانجازات المزعومة هي بكل بساطة لا شيء، مجرد كلام فارغ من اي مضمون، كلام في الهواء لارضاء الذات، لارضاء الأنا المرضية، قبل ان تكون استخفافا بعقول الناس! وكيف يمكن له التباهي بما لم يحقق، ويكتب في اليوم عينه في صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية محذرا من ان لبنان قادم على مجاعة؟! أم ان هذا تشاطر على الاميركيين والغرب املا باستدرار عطفهم...

ان كل ما قاله ووعد به حسان هو عمليا عكس ما حصل، او ما لم يحصل ابدا. بدءا من الازمة النقدية التي شن من أجلها حربا على حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، وكال له أبشع الاتهامات ثم تراجع، وهو الآن يبحث معه عن تسوية-مخرج في محاولة لترتيب الأوراق وتوحيد الأرقام من اجل التفاوض مع صندوق النقد الدولي، الذي لا يثق بأرقام الفريق الحكومي. اما بالنسبة لسعر صرف الليرة، فقد قال في خطته الانقاذية انه يريد ان يصل الى تحريره عام 2024 ثم عاد تحت ضغط أسياده يطالب سلامه بضخ دولار في الاسواق كي يضبط سعر الصرف. ولكن الحقيقة هي ان "حزب الله" يسعى جاهدا لتمرير ولو مليار دولار بين نقدي وتهريب نفط وطحين للنطام السوري عبر المعابر غير الشرعية قبل أول حزيران القادم، موعد بدء تطبيق قانون عقوبات "سيزر" الاميركي ضد نظام بشار الاسد، وضد كل من يحاول ان يمده باي مساعدة او دعم من دول و أطراف حليفة، بما فيها ايران وروسيا. ناهيك عن فشل محاولات اقرار قانون "الكابيتال كونترول" وكذلك "الهيركات" الذي حاول دياب تمريرهما. أما مزراب الهدر الكبير في الكهرباء مغارة علي بابا فهو أكبر منه بكثير؟! وهذا التقنين في ساعات التغذية في هذا الحر الاستثنائي فيشكل فضيحة الفضائح.

لم ينجح ساكن السراي حتى في ضبط أسعار السلع والمواد الغذائية ووقف شجع التجار في ظل غياب اي رقابة او محاسبة. حتى "اختصاص" وزرائه فلم يشفع لهم وله. وقد صرف حسان معظم المئة يوم في الاستمتاع بالاقامة في السراي، وعقد الاجتماعات المستمرة، وكتابة التقارير، ووضع الخطط الورقية، وتشكيل اللجان لينتهي القرار في يد المجلس الأعلى للدفاع الذي يترأسه "الرئيس القوي" ميشال عون... وقد جهد دياب المسكين لاقرار التعيينات القضائية والمالية خارج منطق المحاصصة ظنا منه انه مستقل وسيد قراره، او هو تظاهر بذلك، فلم يفلح حتى في المونة على وزرائه، ولا على رئيس الجمهورية بطبيعة الحال، عندها قرر الانخراط والاشتراك في المحاصصة عبر انتزاع مركز محافظ بيروت كحصة له، فوقع في فخ "السطو" على حصة طائفة من غير طائفته. أما التصدي لوباء "كورونا" الذي بدا انه النجاح النسبي الوحيد، فقد اصيب بانتكاسة في الأيام الأخيرة، وراحت الاصابات تقفز باعداد بلغت معدل ستين حالة في اليوم الواحد. الم يكن الأجدر بدولته ان يتواضع قليلا، ويقلب النسب، ويتخلى عن هاجس العظمة، ويتكلم عن 3 % من الانجازات بدل 97%، علما انه لم تكن هناك من ضرورة ولا من مبرر لاجتراح بطولات وهمية بعد 3 أشهر في السلطة. وربما الانجاز الأهم الذي بامكان دياب المسكين تحقيقه هو مغادرة الفصر الحكومي في اسرع وقت واسقاط "ورقة التوت" عن الحاكم الفعلي!   

 

مع المفتي أحمد قبلان إذا استقال من موقعه

غسان حجار/النهار/25 أيار 2020

غريبة الردود على المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، من وجوه المارونية السياسية تحديدا، التي لا تزال تتمسك بالماضي، وتعيش فيه، ولم تتحضر للقفز الى المستقبل، ولو انه مجهول، لان العيش بين جدران الماضي، واوهامه، لم يعد جائزاً، والتمسك به جريمة بحق المستقبل، والاجيال الجديدة التي لم يعد البلد يحاكي احلامها ويلبي طموحاتها. باختصار ان البقاء في الماضي يقود ايضا الى المجهول.

ولعل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سبق الجميع بدعوته الى ميثاق اجتماعي جديد، لكن التطورات من جهة، وافتقاده المشروع الواضح من جهة ثانية، جعلا الفكرة تدفن في مهدها، رغم كونها قفزة نوعية تنطلق من حاجة حقيقية وليس من ترف فكري.

في مضمون كلام المفتي قبلان حقائق كثيرة لم يجرؤ كثيرون على التطرق اليها بهذه اللغة المباشرة والواضحة. لكنه ايضا يفتقد الرؤية المستقبلية، والمشروع، ويطلق شعارات ليس اكثر. اضافة الى ذلك تحدث المفتي الجعفري الممتاز، متنكرا للتاريخ الذي اوجد البلد بكيانه الحالي. وبدل ان يتنكر للماضي، وللنظام الذي يعيش في كنفه، ويستفيد منه كثيرا، كان الاجدى به ان يؤكد على ضرورة تطوير النظام في مئوية دولة لبنان الكبير، لان البناء لا يمكن ان ينطلق من الصفر، بل يبنى على الشيء. البناء عملية تراكم للخبرات وتصحيح الاخطاء ومحاولة عدم السقوط بها في الحاضر والمستقبل. ولا يمكن ان يحدث ايضا هذا التنكر لشخصيات تاريخية مثل الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح، لانه لم يظهر وطنيا بقدر ما كان يشتهي، ولم يخدم طائفته الشيعية كما يشتهي ممهداً لتسلمه لاحقا رئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، تماما كما ورث الافتاء من والده الشيخ عبد الامير قبلان. فالتنكر للصيغة ولرجالاتها، يترجم النقمة الشيعية المستمرة، بدون سبب وجيه حاليا، على الثنائي الماروني السني الذي كان الاساس في عملية الاستقلال. علما ان الاستقلال شابته اخطاء كثيرة، ولم يكن نضالا حقيقيا كما الشعوب التي نالته بسفك الدم قربانا للاوطان. لكنه تحقق وكان يحتاج الى احتضان اكبر مما تحقق لقيام وطن حقيقي.

بالعودة الى رسالة المفتي قبلان، فهي حقيقية وصادقة وصادمة في الكثير من مضمونها، شرط نزع الخلفية الشخصية والطائفية من صاحبها، ومن قارئها ايضا. نص بعضه جميل يعبر عن معاناة اللبنانيين، رغم الاختلاف الكبير على بعض نقاطه، اذ هو رأي شخصي، وليس نصا متفقا عليه من مجموعات تفكير، او سينودسيا امعن فيه باحثوه درسا وتدقيقا قبل صدوره.

قال المفتي قبلان "أن أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضا مرحلة وانتهت. وعليه، نصر وبكل صرخة مدوية، أننا ولحماية البلد وكسر الوثنية السياسية، ولإنقاذ لبنان، وتأكيد العيش المشترك، والسلم الأهلي فيه، مطالبون بإسقاط الصيغة الطائفية لصالح دولة مواطن، دولة لا طائفية، دولة إنسان، دولة بقانون يلحظ المواطن بما هو مواطن، إلا ما خص شؤونه الشخصية، فكفانا ترقيعا بهذا البلد، لأن البلد سقط، سقط لأن دستوره فاسد، وآلية الحكم فيه فاسدة، وطائفيته فاسدة، ومشروعه السياسي فاسد، وتسوياته المختلفة فاسدة".

وتابع: كفانا احتكارا للدولة ومؤسساتها، كفانا استهتارا بناسنا وأهلنا وبلدنا، كفانا تمزيقا للطوائف، كفانا ضخا للحقد بخلفية مذهبية وطائفية، كفانا تمسكا بنظام سياسي بائد، كفانا نظاما سياسيا أفلس البلد... لذلك، وبالفم الملآن أقول: لا للطائف، لا لمزرعة الطوائف، لا لدولة الحصص، لا لنظام المحاصصة، لا لدولة تجويع المواطن والاستئثار بثرواته، لا لفيديراليات الطوائف والمتاريس، نعم لدولة القانون بما هو قانون، والمواطن بما هو مواطن، نعم للدولة كمؤسسة عادلة وقوية، بعيدا من عقلية ونزعة من يحكم، نعم لصيغة حكم، بعيدا من الطائفية السياسية والمزارع الاحتكارية".

الملاحظات الاساسية على كلام المفتي قبلان، اضافة الى ما ذكر تكمن في الاتي:

- في كلام قبلان دعوة الى دولة قانون ومساواة بين المواطنين الا في ما خص شؤونهم الشخصية. ماذا يعني ذلك؟ الابقاء على المحاكم الجعفرية والروحية والمذهبية، اي المراوحة في التفريق المذهبي وعدم المساواة بين المواطنين. وفي هذا تناقض كلي وكبير.

- ان الاصلاح ليس خطابا شعبيا جريئا، بل هو عمل دؤوب، ينطلق من الذات اولا، ومن المحيط ثانيا، ليقدم صاحبه المثال الواضح. علما ان المفتي قبلان ورث الافتاء من والده الذي يشغل حاليا رئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى. ما يعني انه افاد عمليا من دولة المزرعة والوراثة السياسية والعائلية، فالطائفة ليست ملكا متوارثا. ولا يمكن للمفتي قبلان التصدي للفساد في الدولة من دون ان يقدم شخصيا على خطوة تعزز هذا التوجه، واقلها الاستقالة من موقعه.

- ان اعتبار الدستور فاسد عبارة في غير محلها، لان الدستور اللبناني شكل حالة متقدمة جدا، لكن لم يتم العمل على تطويره بسبب تدخل رجال الدين والطوائف للمحافظة على امتيازاتها. وهذه حقيقة يجب ان تقال. فكيف للمؤسسات الطائفية، او بعضها، ان لا تسدد الضرائب، والرسوم الجمركية، وتعفى من رسوم الانتقال والبيع والشراء، ومن فواتير الكهرباء وغيرها، فتستفيد من قوانين ضغطت من اجل اصدارها بما يخالف الدستور ثم اتهام الدستور بالفساد.

- يذكر اللبنانيون جيدا، كيف ان خطأ اداريا قبل سنوات قليلة حدد عطلة عيد الفطر ليومين، من دون لحظ اليومين الاولين للعيد، ادى الى دعوة الشيخ عبد الامير قبلان الموظفين الشيعة الى عدم التزام القوانين وعدم الذهاب الى العمل، في ما يشبه الانقلاب على الدولة. فكيف تقوم قائمة للدولة ومؤسساتها في مواجهة هذه التصرفات؟

هذا غيض من فيض الممارسات، التي لا تقتصر على الشيعة وحدهم، الكفيلة بعدم قيام الدولة وتفعيل المؤسسات، وجعل الدعوة التي اطلقها المفتي قبلان، صادقة وحقيقة وقابلة للنقاش.

انا، وكثر غيري بالتأكيد، سنكون من المدافعين عن "رسالته" ونمضي معه في نضال حقيقي لصنع التغيير اذا استقال اليوم، وتخلى عن امتيازاته، وصار مواطنا مثلي ومثل غيري.

 

بعد عشرين عاما على التحرير.. كذبة "حزب الله" تظهر على حقيقتها

داني كرشي - خاص الشفافية/26 أيار/2020

هذا العام، تحلّ ذكرى تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، في ظروف وطنيّة صعبة وحسّاسة. ولعل التحديات التي تشهدها المرحلة، تعطي لعيد المقاومة والتحرير أهميّة مضاعفة، وبُعداً على المستوى الوجداني والسياسي لفعل المقاومة اللبنانية الحقيقية ضد أي احتلال خارجي كان أم داخلي.

وبعد 20 عاما على انتصار اللبنانيين على العدوان الاسرائيلي، ها هم اليوم يحاربون عدوان الفساد والقهر والذلّ الممارس من قبل أهل السلطة بحقهم.

طبعا لا يمكننا تحميل ذنب ثلاثين عاما من الفساد لحزب محدد، إلا أنه من المؤكد أن من أوهم الناس بأن وحده من أنقذ البلد من العدوان في ذاك الزمن يضع اللبنانيين اليوم رهائن أجندته السوداوية.

وهنا لا نتحدث بالتأكيد عن حركة أمل أو الحزب الشيوعي على اعتبارهم من الأحزاب الموجودة في الجنوب، بل نتحدث عن "حزب الله".

فسيد هذا الحزب الذي نصب نفسه "الرجل المنتظر" نسي وتناسى أن لولا عزيمة وعزة أهل الجنوب لما كانت تحررت الأراضي المحتلة ولو بعد ألف سنة ضوئية.

ولكن، نتيجة خطابات حزب الله التحريرية ، بات اللبنانيون عموما والجنوبيون خصوصا يخالون أنفسهم لا يساوون شيئا دون وجود الحزب حامي الدار الأوحد.

فعقول اللبنانيين دائما ما تحنّ لسماع الخطاب الذي أُلقي قبل حرب الأيام الستة سنة 1967، والذي كان يلوح بإلقاء اليهود في البحر، فيما الحكام العرب ومنذ سنة 1967 يسجلون التنازلات بعد التنازلات التي ترضي القاتل وتقهر القتيل.

"ومن هذا المنطلق، وبعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، نُسب الفضل لحزب الله في طرد القوات الإسرائيلية،  ويومها ارتفعت أسهم حزب الله وصار عنوانا لكرامة الإنسان اللبناني"، بحسب أوساط سياسية مواكبة للأحداث.

وبالعودة الى الرؤية السياسة، "نرى أن مفهوم النصر الذي يستعمله أمين عام حزب الله حسن نصر الله، لا معيارا منطقيا له، بل معياره عقائديّ – دينيّ"، بحسب الأوساط.

"ففي العقيدة الإسلامية، التعبئة المعنوية تذكّر المؤمن أن موته شهيدا هي مكسب له، وأنّه ذاهب إلى الجنّة". "لكنّ هذا يختلف عن "النصر الوهمي" الذي يهلل به نصر الله. إذ لا يوجد في قاموسه أيّ أثر لهزيمة محتملة. فكيف يمكن أن تقنع نصر الله إذن بأن قتل رجل أو خسارة انتخابات أو خسارة معركة، هي هزيمة"؟

أما الفرق، ما بين عامي 2000 و2020، بحسب الأوساط عينها، "كانت إسرائيل آنذاك تحتل عددا من القرى الجنوبية اما لبنان نفسه فقد كان دولة مستقلة حرة في اتخاذ قراراتها السياسية". "بينما اليوم ونحن في عام 2020 يحتل حزب الله لبنان ممثلا إيران ما جعل  الدولة اللبنانية لا تعرف يمينها من يسارها إلا من خلال املاءاته فيما يتعرض وضع لبنان الاقتصادي للانهيار بسبب تفشي الفساد وفرض العقوبات المالية نتيجة إرهاب حزب الله المنتشر في أنحاء العالم إضافة لقيامه بعمليات تبييض الاموال والتهريب".

وتابعت الأوساط "هنا يقع اللوم على الدولة اللبنانية التي لم تتجرأ حتى اليوم أن تضع حدا للسلاح غير الشرعي.  فكان لا بد أن تضرب بيد من حديد وتحل هذا الحزب الميليشياوي منذ عام 2008، حين رد حزب الله على محاولة الحكومة اللبنانية بإغلاق شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب، بالسيطرة على أجزاء كبيرة من العاصمة بيروت، والاشتباك مع جماعات سنية منافسة له".

حينها تم كشف المستور، تشدد الاوساط نفسها، إذ أظهر حزب الله وجهه الحقيقي للبنانيين. فانتصاره عام 2000 على العدوان الاسرائيلي لم يكن سوى الشرارة  الاولى لتنفيذ مخططه: ألا وهو  الاستيلاء على لبنان وترسيخه أرضا للدويلة الايرانية في المشرق العربي.

ومن خلال ما تقدم، لا يمكن القول سوى أن عملية التحرير الذي حققها حزب الله ليست إلا بدعة اختلقها لركوب موجة المقاومة اللبنانية الفعلية. وبالتالي على الدولة اللبنانية التحرك فورا لايجاد حل لهذا الحزب الميليشياوي ونزع سلاحه الذي بات خطرا على الشعب اللبناني والمشرق العربي في آن معا.

 

20 عاما على انسحاب إسرائيل من لبنان...قيام الدولة رهين بيد إيران بعد عقود من بقائها ألعوبة في تصرف سوريا

طوني فرنسيس/انديبندت عربية/26 أيار/2020

قبل 20 عاماً أغلق العسكري الإسرائيلي بيني غانتس بوابة الحدود اللبنانية الإسرائيلية خلفه، ليكون آخر المنسحبين من جنوب لبنان بعد احتلال مديد، استمر منذ عام 1978 وتوسع إثر اجتياح شامل عام 1982 ليشمل العاصمة بيروت ومناطق واسعة في الجبل والبقاع.

بيني غانتس كان في الثالثة والعشرين من عمره يوم الخروج من لبنان. سيواصل ترقيه في الجيش الإسرائيلي ليصبح رئيساً للأركان، ثم ينتقل إلى العمل السياسي فيُنتخب نائباً العام الماضي، ويشكل تكتلاً سيتقاسم باسمه منصب رئاسة الحكومة مع بنيامين نتنياهو، وفي انتظار دوره بالرئاسة سيكتفي ابتداء من 17 مايو (أيار) الحالي بالقيام بدوره كوزير للدفاع .

وليس غانتس غريباً عن غيره من السياسيين الإسرائيليين، فكثرة منهم جاءت إلى السياسة من الجيش، وليس ذلك مستغرباً في بلد يفرض التجنيد على شبابه وبناته، ويقوم بالأساس على استراتيجية التوسع والاحتلال والضم، وقد مارسها في مجمل أراضي فلسطين التاريخية، انطلاقاً من أراضي 48 وصولاً إلى الضفة الغربية وغزة، وأعلن ضم الجولان السورية منذ عام 1981، فيما يستعد الآن إلى ضم أجزاء من الضفة وغور الأردن، مستنداً إلى دعم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المسماة "صفقة القرن".

ويعترض العسكريون الإسرائيليون عادة على تجاهل ما يسمونه "المستوى السياسي" للقيادات العسكرية في اتخاذ القرارات، ويسري ذلك على لبنان. فحسب صحيفة "ها آرتس"، فإن "كل المواقف السياسية المرتبطة بدخول لبنان والانسحاب منه، تم اتخاذها من قِبل المستوى السياسي من دون الاهتمام بتقديرات الاستخبارات العسكرية". وفي 1982 عندما اتخذت حكومة مناحيم بيغن قرارها بغزو لبنان، قيل إن العدوان لن يتخطى مسافة 40 كم، لكن أرئيل شارون، وزير الدفاع آنذاك، سار بقواته نحو بيروت وخط دمشق في خطوات غير متفق عليها. وإذا كان صحيحاً أن شارون مسؤول سياسي، فإن التاريخ العسكري للرجل هو ما حمله إلى موقعه السياسي، وهو ما يمكن أن يُقال عن بيني غانتس، منذ إغلاقه الباب في الجنوب حتى توليه منصب شارون في حكومة نتنياهو .

انسحبت إسرائيل في 24 مايو 2000 من الجنوب اللبناني؛ لأن هجمات المقاومة اللبنانية ضد قواتها لم تتوقف يوماً. ومنذ اقتحامها بيروت في منتصف سبتمبر (أيلول) 1982، انخرطت الأحزاب الوطنية اللبنانية في جبهة المقاومة، التي طاردت قوات الاحتلال وأخرجتها من بيروت أولاً، ثم من جبل لبنان، وبعده صيدا، والنبطية، ثم جزين ومنطقتها .

طوال هذه السنوات لم يتضح الهدف الحقيقي لبقاء الإسرائيليين في لبنان. فهدفهم الأساس تمثل في طرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وهو ما حققته في نهاية أغسطس (آب) 1982 عندما انتقل الرئيس ياسر عرفات وقواته بحراً إلى تونس. أما هدفهم الثاني فكان إنجاز اتفاق سلام مع لبنان لم يتحقق؛ نتيجة اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل، ومعارضة فئات واسعة من اللبنانيين واجتماعهم في جبهة رافضة مدعومة من دمشق، التي زجّت بجيشها مجدداً في النزاع اللبناني الداخلي مدعومة برغبة سوفياتية في التصدي لتحركات إسرائيلية مدعومة من أميركا .

بدأ الحديث الإسرائيلي عن ضرورة الانسحاب في وقت مبكر، وتزايدت الشكوك في أسباب البقاء. أكثر من ذلك يقول الجنرال الإسرائيلي المتقاعد عاموس جلبوع في كتابه "شفق الصباح"، إن قرار دخول لبنان هو بالأساس "مهزلة تاريخية". يضيف إن "المكوث في لبنان لم يغيّر شيئاً، لأننا لم نسعَ إلى أي هدف". بينما كتب الضابط اليعازر شتيرن عن وضع الجيش خلال ذلك قائلاً، "17 سنةً في حرب، لم يطلب منه أحد أن يحسمها وينتصر فيها".

وتعكس هذه الأقوال جانباً من الحقيقة وليس كلها. إذ كانت إسرائيل تعتقد أن اجتياحها الصاعق سيؤدي إلى قيام سلطة متعاونة، يُتيح عقد معاهدة معها، يليها انسحاب سريع لقواتها ولبقية القوى الأجنبية من لبنان. غير أن هذا بدا مستحيلاً، فلم تكن السلطة اللبنانية عاجزة فقط عن الالتزام باتفاق، بل إنها انهارت وتمزقت مع اندلاع حرب الجبل اللبناني وسلسلة من الاشتباكات الداخلية بين مختلف الأطراف الحليفة والمتناحرة.

 وبينما كانت المقاومة الوطنية تطارد قوات الاحتلال، وحلت المقاومة الإسلامية التي يقودها الحرس الثوري الإيراني مكانها، نتيجة ظروف وقرارات إقليمية، كان دور الدولة اللبنانية يتلاشى، ولم تجد إسرائيل من تفاوض في لبنان. فسلطة القرار باتت كلياً في دمشق وطهران، وسيتكرس ذلك رسمياً في ترجمة اتفاق الطائف بعد إقراره، حيث استثنى السوريون حزب الله وحده من قرار نزع سلاح الميليشيات، فبات وحيداً في مواجهة قوات الاحتلال التي ما عادت تنتظر شيئاً من سلطات بيروت، بقدر ما راهنت على مفاوضات مع سوريا في إطار مؤتمر مدريد، ثم مفاوضات مباشرة مع وفود سوريا في أميركا، وصولاً إلى اللقاء الأخير بين الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون والسوري الراحل حافظ الأسد في جنيف قبل شهرين من الانسحاب .

اكتفت سلطات بيروت الرسمية طوال السنوات السابقة للانسحاب الإسرائيلي بإعلان المطالبة بتنفيذ القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن والقاضي بانسحاب القوات الإسرائيلية في أعقاب اجتياح 1978. لم تضف تلك السلطات حرفاً على تكرار تلك المطالبة، لأنها كانت تعرف وتسلم بأن القرار ليس بيدها، بل بيد سلطة الوصاية السورية، وتحولت هي في عقد التسعينيات إلى تابع يُنفذ ما يُملى عليه في القضايا الكبرى والأقل شأناً، بما في ذلك مسألة الاحتلال والتحرير والسيادة الوطنية .

انسحبت إسرائيل تنفيذاً للقرار 425، وقد حرصت على إبلاغ الأمم المتحدة بقرارها وتسجيله رسمياً عشية بدء انكفائها، وهو ما فاجأ أصحاب الحسابات الأخرى بما في ذلك في سوريا؛ فتحرير الجنوب سيُفقِد دمشق ورقة أساسية في مفاوضاتها بشأن الجولان، وسيجعل وجودها في لبنان، الذي بررته منذ تدخلها العسكري في 1976  بحماية لبنان في وجه الاحتلال، مرفوضاً لانتفاء مبرراته التي لم تكن صادقة يوماً. وفي الجانب الآخر لم يكن الانسحاب مقبولاً في إيران، التي حققت في لبنان أحد أهم إنجازاتها في تشكيل أقوى ميليشيات تتبع نهجها وتلتزمه، وهو ما ستكون بحاجة إليه كوسيلة ضغط في صراعها مع الأميركيين و"حربها" المفتوحة مع إسرائيل بموازاة توسيع اختراقاتها في العالم العربي .

للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي تنسحب إسرائيل من أرض احتلتها من دون مفاوضات أو شروط. عاد اللبنانيون الذين أبعدهم الاحتلال إلى قراهم بحماس، لكن المناسبة لم ترتقِ إلى حدود الفرحة الوطنية الشاملة التي تحدث عند انتهاء الحروب.

 بسرعة صارت المسألة ضرورة أن يواصل حزب الله حمل السلاح لتحرير مزارع احتلتها إسرائيل عام 1967، ولَم تقر سوريا يوماً بلبنانيتها، وقاد هذا النقاش إلى جدل حول الوجود العسكري السوري، فإذا كانت المعركة مع إسرائيل ستستمر عبر الجنوب اللبناني، فإن بقاء السوريين ضروري لتحقيق التوازن القومي الاستراتيجي. كل شيء بات لوحة سريالية بعد مايو 2000 حتى أن الجيش اللبناني الذي كان يفترض أن يمسك بالحدود مُنع من ذلك، لتبقى تحركات إيران وسوريا حرة من دون أي قيود، وسيستمر الوضع على هذا النحو حتى صيف 2006، عندما أدى خطف حزب الله لجنديين إسرائيليين إلى اندلاع حرب يوليو (تموز) التدميرية، التي انتهت بقرار مجلس الأمن رقم 1701، والإقرار أخيراً بحق الجيش اللبناني في الوصول إلى حدود بلده إلى جانب القوات الدولية .

لم يسعف الانسحاب الإسرائيلي ثم الانسحاب السوري، الذي أعقبه بعد 5 سنوات (أبريل 2005) إثر اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، لبنان في استعادة سيادته واستقلاله في دولة تحكمها المؤسسات المنتخبة شعبياً، حسبما ينص الدستور والقوانين. بالعكس فقد أوغلت القوى الحليفة لإيران وسوريا في استعادة مناخات الحرب الأهلية منذ اغتيال الحريري وقبله، فاتسع شريط الضحايا من شخصيات ووجوه. كلها ترفض الهيمنة السورية والإيرانية، ليرد أنصار دمشق وطهران باتهام إسرائيل بقتل هذه الشخصيات.

مرَّ عقدان على انسحاب إسرائيل. في الأول منه فشل لبنان في استعادة وضعه الطبيعي كبلد سيد مستقل، وتحوّل بقيادة تحالف يترأسه حزب الله إلى ساحة تهيمن عليها حاجات النظامين الإيراني والسوري، خصوصاً بعد اغتيال الحريري وتوجيه الاتهامات إلى الجهتين، ثم ما أعلنته المحكمة الدولية عن مسؤولية عناصر في حزب الله عن الجريمة.

وفي هذا العقد امتحن حزب الله قدراته السياسية والشعبية والعسكرية في مواجهة اللبنانيين، وتوّجها في غزوة مايو 2008، مؤكداً قدرته على شل معارضيه بالقوة وهو ما سيمارسه لاحقاً .

وفي العقد الثاني بعد 2010، حاول الحزب أن يحسم الوضع السياسي الداخلي لمصلحة سلطة موالية في وقت مبكر، فأطاح حكومة سعد الحريري وهو يدخل البيت الأبيض للقاء الرئيس أوباما. إلا أن التطورات السورية لم تساعد الحزب وإيران في استكمال مقوّمات الانقلاب الداخلي.

 لقد قررت إيران مبكراً الدخول الى جانب الرئيس بشار الأسد في حربه ضد معارضيه، واستنفرت حزب الله لهذه الغاية، وسيكون عليه اليوم أن يبرر تدخله في سوريا بحماية المراقد الشيعية، مثلما برر، وله الحق باستمرار الميليشيات والسلاح بحجة تحرير مزارع شبعا .

مثلما وقع في مايو قبل 20 سنةً تقف الأطراف جميعاً في الموقع السياسي ذاته :

إسرائيل لا تزال تدرس وتخطط لكيفية مواجهة انفجار على الجبهة الشمالية وقد ترابطت بقوة في ما بين جهاتها لتصبح جبهة سورية لبنانية متصلة .

النظام السوري يتمسك بضمانات 1974 التي قدمها لإسرائيل، وبضمان استمرار الهدوء في الجولان بدعم روسي حازم .

إيران تسعى إلى الاستفادة من حضورها على مقربة من الدولة العبرية (عبر حزب الله) لتحسين شروطها في أي تسوية أو صِدام محتمل، وليس من مصلحتها أن تقوم في لبنان سلطة جدية تمسك بالقرار السيادي، أو أن تقوم في سوريا دولة تمسك بالأرض، خصوصاً في المناطق الجنوبية.

لهذه الأسباب ولغيرها لم يسفر التحرير عن انتعاش النظام الديمقراطي المفترض في لبنان، وهذا هدف سيستمر السعي إليه، وتحقيقه مرتبط من دون شك بحصيلة صراعات المنطقة، وموقع إيران فيها تحديداً.

 

شارع الأضاليل

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/ 26 أيار/2020

تُلزم كل مطبوعة في لبنان، يومية أو أسبوعية أو خلافه، بأن يكون لها مدير مسؤول، يحاسَب أمام القانون. يتشابه ذلك في الغرب مع منصب محامي الجريدة، الذي يكون مكتبه محاذياً لمكتب رئيس التحرير. لأن «السلطة الرابعة» خاضعة للمساءلة، مثلها مثل جميع السلطات في مؤسسة الحكم.

حملت «الإنترنت» إلينا نوعاً جديداً من النشر، لا مسؤول فيه ولا قانون ولا مسؤولية. كل ما فيه إباحة. وكل مقياس أخلاقي لا وجود له. ويثير بعض المنشورات الفتن أو الخوف أو الحزن. وما من حساب. ويطلق على هذا النوع من السقط «الأنباء المزيفة»، أو «جادة الضلال»، أو «شارع التضليل».

ومن هذا الشارع تكرر قبل يومين بث خبر يُعلن غياب فيروز. لعله الخبر الأعم والأعمق حزناً في لبنان، لو كان صحيحاً. والتافه الذي أطلقه، لا يعرف بالتأكيد أن فيروز هي الإنسان الوحيد في هذا البلد فوق الأحزاب والطوائف والمناطق والزعامات. صحيح أن الخبر نُفي بسرعة، وبدأت نشرات المساء جميعها بصورة السيدة ترفع صوتها إلى السماء، ولكن ما بين الإشاعة والنفي، كان حزن عظيم قد فاض في بلد هي أنشودته الوطنية. وفي اليوم التالي صدر عن شارع الضلال خبر سيئ آخر، منسوب إلى وكالة الأنباء الوطنية الرسمية، هو وفاة الرئيس ميشال عون. هنا المصدر ليس تافهاً وبلا قلب، بل متآمر وبلا ضمير. لقد دبر إعلان الوفاة عشية العيد والبلد مليء بشتى أنواع الأحزان والخوف والقلق والانقسام. وفي وجوده حكومة ضعيفة ليس فيها منتخب واحد، معظم وزرائها مستجدون في زمن تتفجر فيه كل الأزمات القديمة والكوارث المتلاحقة.

سنوات الرئيس حسني مبارك، امتنع، بعكس سلفيه، عن إرسال الصحافيين إلى السجون. لكن عندما صدرت إحدى الصحف تعلن وفاته، أرسل صاحبها إلى الحبس. ليس لأن النبأ متعلق به، بل بالدولة، وما تعرضت له من خسائر وهزات وتأهب.

أنا مع الحرية الصحافية إلى أقصى ما يسمح به القانون والأعراف الأخلاقية. لكن لا يمكن أن أقبل بالحرية لكل من أراد قتل سياسي لا يحبه، أو سيدة مثل أرزة لبنان. في هذا المعنى مثل هذه الأخبار ليست مزيفة بل قاتلة وإجرامية. ولا بد من عقاب يطال المرتكبين لكي لا يتكرر هذا النوع من العبث في مشاعر الناس. لا بد من قوانين تنظم هذا النشر الجديد، كما نظمت النشر القديم طوال 400 عام. أي منذ أن اخترع الألمان –كالعادة– شيئاً سوف يسمى الصحافة.

 

المقاومة والتحرير: نظرة مختلفة

أحمد جابر/المدن/26 أيار/2020

25 أيار عام ألفين، تاريخ لبناني رسمي وشعبي. الاحتفاء بهذا التاريخ احتفالياً، له كل مبرراته الوطنية، فخروج القوات الاسرائيلية المحتلة من أرض لبنان المحتلة، هو يوم "استقلال" آخر للبنانيين، وله موقعه الخاص ضمن مسيرة الاستقلالية الكيانية العامة. هذه النظرة إلى موضوع مقاومة الاحتلال ودحره، تظل قائمة بذاتها كمعطى وطني عام، لا تنال من قيمته المادية والمعنوية والرمزية، أحوال قوى التحرير التي تنتقل في سياساتها إلى ما يصيب من المهمة الوطنية العظيمة مقتلاً سياسياً، ويجعل من الصراع على قرار البلد المحرر، مقتلة بين أطراف المعركة المشتركة، وبين أبناء الطرف السياسي الواحد. هذا النمط من الصراع البيني، عاشت فصوله بلدان عربية، وعاش ويعيش فصوله لبنان. المشترك العربي اللبناني في الصراع، هو افتراق "الما بعد"، والخاص بكل طرف، هو عدم تطابق نسخ السيطرة، وهذا أمر معلوم ومفهوم، تبعاً لاختلاف البنى والظروف، بين دولة عربية وأخرى.

المقاومة أم سلاحها

في النسخة اللبنانية الفريدة من المقاومة، جرى الدمج بين وجود المقاومة وسلاحها، وتم الربط بينهما مصيرياً. لذلك لم يكن كافياً إعلان شطر من اللبنانيين أن الأرض قد تحررت، وأن المهمة قد أنجزت. وعليه، فقد بات ضرورياً القول إن أمر وسائل المهمة صار بنداً مطروحاً على بساط البحث.. لقد كان لشطر آخر من اللبنانيين رأي مغاير أدلى به حزب الله بوضوح عار، وتقدمت به حركة أمل بوضوح مزركش، وبصوت لا يحتمل الالتباس، قال الطرفان: الموضوع ليس موضوع سلاح وتقنيات عسكرية، بل هو موضوع كل مصالح الشيعية السياسية في نسختها الجديدة، وموضوع ضمانات هذه المصالح، شعبياً ومؤسساتياً. فمن أراد نقاش أدوات المقاومة عليه مناقشة نظرتها الجديدة إلى أحوال حاضنتها الأهلية. بناءً عليه، وحتى أمد لبناني، معلوم أو غير معلوم، يظل السلاح مركوناً إلى جانب طاولات الحوار، وفي متناول أيدي المحاور "الشيعي" الذي ينظر إلى سلاحه كضمانة يوليها الثقة التي لا يمنحها للآخرين.

نظرة الشيعية هذه، تفرض على من يريد الفصل بين المقاومة، كحالة أهلية، وبين وسائل ضماناتها، أي سلاحها، أن يذهب إلى حديث مزدوج، شقه الأول يقوم على عنوان: نظرة ثالثة إلى الكتلة الشيعية ومصالحها وضماناتها، نظرة لا تردد بيانات الثنائية وتفسيراتها، أما الشق الثاني فيقوم على نظرة أشمل إلى مسألة الصراع المستمر مع اسرائيل، وإلى الكيفية التي يدار بها هذا الصراع وطنياً، بهدف حماية المصالح اللبنانية كلها، وعلى حساب كل الفئويات الأهلية، الطائفية والمذهبية. ناوين النقاش المختلف موجودة، ولا تدخل في باب الأحجيات، وجملة من هذه العناوين عرفتها السياسة اللبنانية منذ عقود، وما هو جديد منها بات معلوماً بالصوت والصورة، وذائع الصيت داخل الغرف المغلقة، وخارج الجدران. ي سياق هكذا نقاش حواري، يمكن انتقاء عناوين لمسائل عديدة، تتجاوز مطلبية نزع سلاح حزب الله، ولا تقر بشعارية خطاب الحزب عن مقاومته، ولا تتفق مع إعلانية حركة أمل، التي تغلف جوهر رغبتها المادية، بقماشة من المغالاة البيانية.

من النقاش

يكتسب موضوع الحوار جدواه، عندما يدور النقاش فوق أرض المواضيع وليس خارجها. من ذلك:

1-  طرح عنوان المقاومة من مدخل الصراع العربي الإسرائيلي، وحصة لبنان من هذا الصراع، ودوره فيه. إذن، المدخل لا علاقة له بفئة لبنانية بعينها، بل هو شأن كل اللبنانيين.

2-  سؤال هل مازال الخطر الاسرائيلي على لبنان مسألة واقعية حقيقية أم لا؟ الجواب اللبناني العام هو: نعم. هذا ما يعلنه يومياً الساسة من مواقعهم المختلفة. إذن، هذه نقطة جامعة تسقط تخوين المخالف في السياسة، وتسقط التنابذ بالألقاب، تنابذ صار "جوهر" السياسة الحالية.

من سؤال الخطر العمومي، تتفرع أسئلة الخطر التفصيلية. على سبيل المثال وبالجملة: هل هناك خطر اسرائيلي في مجالات الاقتصاد، والمالية، والمصارف، والزراعة، والصناعة، واللحمة المجتمعية؟ في العادة، يأتي الجواب مقراً بهذه المخاطر. هذا الإقرار يؤسس للسؤال الحساس ذي الطبيعة الأمنية. أي هل هناك خطر عسكري أمني على لبنان؟ لن يجيب لبناني سلباً، بل سيجيب إيجاباً، ليتابع صوب السؤال المتمم: لكن كيف نحمي لبنان؟ هذا سؤال مشروع، والجواب ليس من اختصاص المقاومة فقط، بل هو شأن أساسي من شؤون اللبنانيين.

إذا أراد المعنيون البدء من توافق سابق، يمكنهم العودة إلى المطالبة بتنفيذ الاتفاق حول الخطة الدفاعية، والعودة إلى بنود اتفاق بعبدا، والرجوع إلى بند النأي بالنفس في كل البيانات الوزارية. وهذا له معنى واحد: مرجعية الدولة في القيام بمسؤولياتها الوطنية، دفاعاً عن الجمهورية اللبنانية وعن مصالح أبنائها. قد يقول قائل، لكن أي دولة. الجواب وحتى إشعار آخر، هذه الدولة التي يتمثل في مؤسسات حكمها الجميع، والتي يجب أن يتحمل المسؤولية فيها الجميع، من صيانة سلمها الداخلي، وأمنها الاجتماعي، وسلامتها السيادية، بمشاركة الجميع، ومن فوق رؤوس الجميع.

من واقع الحال

إذا كان المشار إليه يخاطب عقلنة النقاش، ويدعو إلى أخذ الحديث إلى مواضيعه، وهذا أمر صحيح. فالصحيح أيضاً، هو أن واقع التوليفة السياسية الحاكمة والمتحكمة، يشكل عائقاً أساسياً أمام الانفتاح على كل حكمة سياسية أو مقاربة عقلانية.

لذلك، تصبح المقاربة المختلفة إلى المقاومة والتحرير وسائر المواضيع، مهمة من مهمات الشارع الاعتراضي، هذا الذي يجب أن لا ينضم إلى احتفالية الشعار، ولا إلى بلاغة اللغة، ولا إلى الأداء الشتائمي. نظرة أخرى، أي معارضة جديدة، تفرض على نظام الهدر والجوع والارتهان.. ما أمكن من استجابات تصب في صالح سائر الفئات الشعبية. أي في المصهر الذي يعاد فيه بناء الحصانة المجتمعية والوطنية.

 

لبنانيو إسرائيل.. متراس الخلاف بين العونيين وحزب الله

منير الربيع/المدن/26 أيار/2020

عَبَر الخلاف الذي كاد أن يتطور إلى تضارب بين نائبين، في جلسات اللجان النيابية المشتركة، الأسبوع الماضي، في مجلس النواب.. وكأنه مشكل عرضي ككل الإشكالات التي تحصل بين "المشرّعين" اللبنانيين. الصراخ الذي علا بين ميشال معوض وجهاد الصمد، كان ممهداً للصراخ الذي خرج به نواب من التيار الوطني الحرّ ضد حزب الله. في المجلس النيابي كان الإشكال بمتاريس. ارتضى معوض أن يكون متراساً للتيار الوطني الحرّ، فيما انتدب جهاد الصمد نفسه متراساً لحزب الله. موضوع الخلاف هو قانون العفو العام. والمقصود في "العفو العام" هنا، هو ما يفترض أن يشمل اللبنانيين الموجودين في إسرائيل.

من "ورقة التفاهم" إلى الفاخوري

في آخر جلسة تشريعية عقدها مجلس النواب، سقط قانون العفو العام، لأنه لم يشمل اللبنانيين "المبعدين إلى إسرائيل"، وفق ما يصفهم التيار الوطني الحرّ، ويعتبر أنه من حقهم العفو والعودة. وهذا أحد مشاريع التيار الكبرى على الساحة المسيحية، ويتصل أيضاً بطريقة نسج رئيس التيار لعلاقاته الخارجية. البند المتعلق بهؤلاء "المبعدين" مذكور بوضوح في وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار في العام 2006. لم يترك باسيل مناسبة داخلية وخارجية إلا وذكّر بضرورة العمل على إنجاز هذا الملف، وإعادة اللبنانيين إلى وطنهم. نظم جولات جنوبية كثيرة. وفيها - وبحضور نواب حزب الله وقياداته - ركّز على ضرورة إعادة المبعدين. في الجولة الجنوبية الأخيرة، شدد باسيل على هذا العنوان، إلى جانب عنوان آخر هو "من حق إسرائيل أن تعيش بسلام، ولكن ليس لها الحق أن تعتدي على أحد". طار إعادة المبعدين كان قد انطلق بدخول عامر الفاخوري إلى لبنان. ولا داعي للتذكير بتداعيات ما حصل مع الفاخوري. نجح التيار الوطني الحرّ في إطلاق سراح الفاخوري، بعد ضغوط أميركية كثيرة وتهديدات أكبر. لكن نواب التيار ومسؤوليه، اعتبروا أن حزب الله أوقعهم في الفخ، أو "ضحك عليهم". فهو يؤيد طروحاتهم وشعاراتهم، وعندما يحين الاستحقاق يتنصل، أو يشن حملة مضادة بشكل غير مباشر. خصوصاً، وأن الحزب لا يخرج عن ما تعبَّأ به جمهوره. ولا يمكن أن يؤسس لقطع بين توجهاته وهذه التعبئة، لما ستتركه من اختلال كبير.

نشوة "التيار" وخيبته

ملف اللبنانيين في إسرائيل يكتسب أهمية استثنائية لدى التيار الوطني الحر، لما له من ارتدادات إيجابية بالنسبة إليه، في الساحة المسيحية. كما أنه مدخل لارتباطات التيار بعلاقات سياسية دولية، يسعى دوماً إلى تحسينها. بينما نظرية "حزب الله يضحك علينا" تتملك أكثر في نفوس العونيين ومناصريهم. وهذا ما ينسحب على مواقف قيادات عونية حول ملفات أخرى، كقول باسيل إن حلفاءه تركوه وحيداً في مكافحة الفساد.. وصولاً إلى سبحة المواقف التي كرّت فيما بعد، ووصلت إلى حدّ "المسّ بالسلاح". الأمر الذي لا يمكن غفرانه بالنسبة إلى حزب الله. لكن طبعاً، يحق لباسيل وجمعه ما لا يحق لغيرهم. والأخير يعرف مكانته فيتدلل. ي اللجنة النيابية المصغرة، والتي كانت تبحث قانون العفو العام، وافق ممثل حزب الله على إعادة "المبعدين إلى إسرائيل". انتشى التيار الوطني الحر. وفيما كان يعارض سابقاً أن يشمل قانون العفو الموقوفين الإسلاميين وموقوفين من الطائفة الشيعية، وجد التيار لنفسه صيغة مرضية، قوامها أن لا يصوّت النواب المسيحيون على هذا البند ويتأمن تمريره. ويكون هذا مقابل أن يحصل على العفو عن اللبنانيين في إسرائيل، والذي يشمل أيضاً اللبنانيين الذين حصلوا على الجنسية الإسرائيلية. فيحق لهم العودة بشرط التخلي عن جنسيتهم. في المعايير الديبلوماسية، فإن اشتراط دولة ما تخلّي شخص عن جنسية يعني الاعتراف بهذه الجنسية ودولتها، وهذا يمثل اعترافاً بدولة إسرائيل. نتقل النقاش في هذا المشروع إلى اللجان المشتركة، فتراجع حزب الله عن موقفه. هذا التراجع انعكس اشتباكاً بين الصمد ومعوض في المجلس النيابي. وتطورت على إيقاعه خلافات التيار الوطني الحرّ مع حزب الله، التي شهدها اللبنانيون في الأيام الأخيرة، بينما انطلقت عجلة الترتيب العلاقة وضبط الخلاف ولملمته.

 

يا مسيحيي الشرق، شكراً لكم

بقلم عبد الغني سلامة/كاتب وباحث فلسطيني/المرصد/26 أيار/2020

جورج حبش، نايف حواتمة، كمال ناصر، وديع حداد، حنان عشراوي، ميشيل صباح، إميل الغوري، يعقوب زيادين، البابا شنودة، عطاالله حنا، المطران كبوتشي، الأب مانويل، الأب عيّاد، جول جمال، سلام هيلانة، حنا ميخائيل، نبيل أبو ردينة، عفيف صافية، زهدي الترزي، مها نصار، حنان إمسيح، وليم نصار، جورج عسل، نعيم خضر، كريم خلف، حنا مقبل، ناجي علوش، حنا ناصر، محجوب عمر، سمير غطاس.. إدوارد سعيد، ميخائيل نعيمة، ميشيل عفلق، قسطنطين زريق، بطرس البستاني، أنطون سعادة، جورج أنطونيوس.. جبران خليل جبران، خليل السكاكيني، إيليا أبو ماضي، إميل حبيبي، إميل توما، توفيق طوبي، أمين الريحاني، إميل معلوف، جورجي زيدان، أنيس الصايغ، صبري جريس، إلياس خوري، سمير قصير، مي زيادة، حنا مينة، نجيب عازوري، إلياس شوفاني، ناصيف اليازجي، عزمي بشارة، غالب هلسا، نزيه أبو نضال، فخري قعوار.. فارس الخوري، جورج حاوي، يوسف بيدس، منيب يونان، متري الراهب.

فيروز، وديع الصافي، زياد الرحباني، مارسيل خليفة، ماجدة الرومي، صباح، سميرة توفيق، عاصي الرحباني، جوليا بطرس، أمل مرقص، ريم تلحمي، ريم البنا، الثلاثي جبران.. يوسف شاهين، نجيب الريحاني، هاني رمزي، هالة صدقي.. جورج قرداحي، طوني خليفة، فيلمون وهبي، إيلي صعب.. إليسا، نجوى كرم، وائل كفوري، جورج وسوف، نانسي عجرم، نوال الزغبي، ملحم بركات، ديانا حداد، إلياس كرم.. سلوم حداد، عابد فهد، باسم ياخور، قصي الخولي، عبير عيسى، جميل عواد، جولييت عواد، نبيل المشيني، أسامة المشيني، رائد أنضوني.. جورج بهجوري، سليمان منصور، إيليا سليمان.. غادة شعاع، عمو بابا..وآخرون آخرون كثر.... كل هؤلاء ولدوا لعائلات مسيحية.. قادة، ومناضلين، ومفكرين، وشعراء، وإعلاميين، وأدباء وفنانين، واقتصاديين.. برزوا وأبدعوا في شتى المجالات، منهم من كان من رواد النهضة العربية، أو من مؤسسي القومية العربية، ومن قادة الفصائل الوطنية الفلسطينية، ومن قادة الأحزاب السياسية في الأردن ومصر ولبنان وسورية.. ومن شاركوا في الكفاح ضد الاستعمار وضد الاحتلال الصهيوني، ومن أثروا الثقافة العربية بالفكر التنويري والتقدمي والعروبي، وأغنوها بالأدب، والشعر، والرواية، والمسرح، والسينما، والغناء، والتمثيل، والرسم.. وحتى الرياضة والأزياء ..

لم يبدع هؤلاء بصفتهم مسيحيين؛ بل بصفتهم الإنسانية أولاً، والتي تسمو على الطائفية، بل أكاد أجزم أنهم يمقتون التصنيف الطائفي، وأغلبهم بالعموم قوميون ووطنيون ويساريون بالانتماء والفكر.. وبطبيعة الحال، أتوا من خلفيات عديدة، ومن ميادين ومجالات متباينة، وشديدة الاختلاف.. منهم الشهيد، والعالم، والريادي، والشاعر.. وحتى المطرب غير المثقف.. وقد تجنبتُ ذكر أسماء لشخصيات مسيحية تورطت في مشاريع معادية للأمة، أو تشبعت بالطائفية، أو تلطخت أيديها بالدماء..

إذن، لماذا حشرهم بقائمة واحدة؟ قبل الإجابة، يجدر التأكيد على وجود مئات الأسماء لشخصيات قيادية وريادية تميزت في شتى الحقول والفضاءات من المسلمين، ومن بقية الطوائف والإثنيات.. ولا حاجة لذكرهم، فهم كثيرون.. ولسنا هنا في وارد تصنيف الناس بمعايير طائفية.. فهذا نهج مرفوض جملة وتفصيلا..

في حقيقة الأمر، ما دفعني لذكر هذه الكوكبة الكريمة هو تصاعد مشاريع تهجير المسيحيين من البلدان العربية، خاصة في العقدين الأخيرين.. حتى صار واضحا أن جهات متعددة تعمل بشكل ممنهج ومنظم على تفريغ المشرق العربي من التواجد المسيحي.. في فلسطين انخفضت نسبتهم من 20% إلى 2%، والسبب الرئيس هو الاحتلال الإسرائيلي.

في العراق انخفض العدد من مليون وأربعمائة ألف، إلى أقل من أربعمائة ألف، بسبب الاحتلال الأميركي والحرب الطائفية وداعش.. في لبنان انخفضت نسبتهم من نحو 55% إلى أقل من 40% بسبب الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990).

في سورية انخفضت نسبتهم من نحو 20% في القرن التاسع عشر، إلى 10% اليوم، بسبب الحرب الأهلية، وممارسات داعش والنصرة.

في عموم المنطقة هاجر من المسيحيين العرب خلال الفترة الماضية حوالى الأربعة ملايين، أي ما يقرب من ربع المسيحيين في الوطن العربي، وإذا استمرت نفس الظروف، خاصة الخطاب التحريضي ضد المسيحيين، فإن أعدادهم ستتقلص بعد عشر سنوات إلى نصف العدد الحالي.

وهذه الأرقام المفزعة تسترعي التذكير بالنقاط الآتية:

المسألة الأولى: التذكير بأن التعددية الطائفية والإثنية والثقافية، وبالتالي الفكرية والسياسية وكل ما ينشأ عنها من تنويعات.. هي أهم مقومات بناء حضارة إنسانية مزدهرة ومتطورة، وأن التعايش السلمي بين هذا الطيف الواسع هو ضمان استقرار المجتمع، وضمان قوة ومنعة الدولة.. وخلاف ذلك يعني تفرد طائفة أو إثنية بالسلطة، وبالتالي هيمنتها على المجتمع بروح الإقصاء والعداء.. وهذا ما لمسنا آثاره التدميرية في كل المجتمعات التي ابتليت بالطائفية..

المسألة الثانية، أن هذا التعايش بين أفراد المجتمع لا ينبغي أن يُبنى عل مفهوم «التسامح»، بل على مفهوم «المواطَنة».. لأن التسامح يعني تنازل الفئة القوية وتكرمها بالسماح لغيرها بالعيش.. أي علاقة من هو أعلى بمن هو أدنى منه.. بينما المواطَنة تعطي الجميع حقوقا متساوية دون منّة أو تفضّل من أحد. بقوة القانون والدستور.. دون أن نقلل من أهمية التسامح كقيمة أخلاقية راقية.

والمسألة الثالثة أن الوجود المسيحي في البلدان العربية وجود أصيل؛ فالمسيحية وُلدت ونشأت هنا، والمسيحيون ليسوا ضيوفا ولا طارئين على هذه البلاد.. هم من تربة هذه الأرض حتى قبل المسيحية نفسها.. وقبل الديانات.. وهم ليسوا مجرد أرقام، بل هم مواطنون أولا، لهم كافة الحقوق الإنسانية والاجتماعية والثقافية، وكذلك كل أفراد ومكونات المجتمع..

وهذه الكوكبة من الأسماء اللامعة دليل دامغ على أن الوجود المسيحي لم يكن ضروريا وحسب؛ بل هو الذي أعطى النكهة المميزة لسحر الشرق، وأنه كان وما زال أحد ركائز الحضارة العربية الإسلامية، ومن بين أهم مكونات الثقافة العربية بكل تجلياتها وأشكالها.. بعبارة أُخرى: هم فاكهة الش رق، إذا جاز التعبير..

لذلك، ولأسباب كثيرة.. نقول لكم: يا مسيحيي الشرق.. لا تغادرونا..حفاظاعلى التنوع

الديني والفكري والسياسي والثقافي..

 

قائد «الانقلاب الكبير»

غسان شربل/الشرق الأوسط/ 26 أيار/2020

نَسِيتْ جارتُنا في الحي أنَّنا نعيش في عالم ما بعد إطلالة الجنرال «كورونا» على أيامنا. للمرة الأولى منذ الجائحة سيزورها نجلها. كم خشيت في الأيام الأولى أن يصل القدر قبل موعد اللقاء. اتخذت ما يلزم من الاستعدادات ولم تتردد في تحضير بعض المآكل التي درج الابن على الإشادة بها. لبست فستاناً فرحاً لطرد غيوم الكآبة وانتظرت. وفي الوقت المحدد أطل الشاب الذي طال انتظاره. وقف في الحديقة ونادى المرأة التي كانت تحصي الدقائق. هزَّها الصوت وكادت تندفع في اتجاهه. فجأة تلقت تحذيراً قاطعاً. رفع الابن إصبعه محذراً ومذكراً بالكمامة والقفازات. وكانت الرسالة كافية لردع الحنان المنذر بالتدفق. لا عناق في حضرة «كورونا». وتبادل القبل أخطر من تبادل الطعنات. الأولوية للسلامة وكل تعبير عن اللهفة مؤجل. هكذا يصبح اللقاء القريب شبيهاً بلقاء عن بعد. لا بد من الاستعاضة عن متع اللمس بمتع أقل مجازفة ولا تثير حفيظة الوباء.

قالت الأم المحمولة على مشاعر ما قبل الوباء إنها أعدَّت للزائر وجبة من مآكل كان أدمنها يوم كان في البيت. وبمقياس عطف الأم فإنَّ إهداء وجبة مجبولة بحنانها أفضل ألف مرة من باقة ورد يمكن أن يهديها أي كان لأي كان. وتسللت الخيبة إلى وجه الأم حين اعتذر الابن معتبراً أن الحل الوحيد لمقاومة «كوفيد -19» هو الالتزام الصارم بشروط السلامة وإلى حدود تشبه قطع العلاقات بين الكائنات.

شاءت الصدفة أن أواكب هذا المشهد. وقائع الحديقة العامة لا تقل تعبيراً هي الأخرى. الرجل الذي كان يمشي في اتجاهك يستدير فجأة ويبتعد كأن الاقتراب منك فخ. لا حل غير التباعد. ويقولون إن المرء قد يعتاد ويستعذب. ويألف العزلة. وسلامة الجزر. والأنانية المفرطة. والأمثلة كثيرة. إننا نتجه بلا شك إلى العيش في عالم لا يشبه ذلك الذي كنا ننعم بتسامحه قبل ثلاثة أشهر. سيكون المطعم مختلفاً. وسيكون السفر متعباً ومضجراً ومحفوفاً بالقلق. ولن نشعر بالارتياح إلا حين يعلن طرف موثوق به أن المختبرات أنجبت لقاحاً يرد الجائحة عن العالم.

بالغنا في التذمر من الأيام التي تتوارى. ها نحن ندرك حجم المتع التي كان يوفرها العالم الذي يفر من بين أصابعنا. اتصل صديقي وراح يتحدث بقدر من الأسف عن ساحات جميلة كانت تعج برفوف السياح والحمام. وراودني شيء من القلق لأنها المرة الأولى التي أشعر فيها أن صديقي بات مشغولاً بمشاهد الماضي أكثر منه بعلامات المستقبل. أخاف قليلاً حين لا يبقى لدى صديق غير عكاز الذكريات. أخاف لأنني أخشى أن يكون مفتاح الليل مختبئاً بين مفاتيح الذكريات. وأنا أفضل عدم الإفراط في الحزن. وعدم الإفراط في اليأس. وعدم الإفراط في التصفيق. وعدم الإفراط في الاستسلام لفكرة أو نشيد أو وباء. يراودني شعور أن إنسانية الإنسان تكمن في بقاء النافذة مفتوحة. في موعد مع شرارة مهما تأخرت. في التنقيب عن جمرة مهما تراكمت حقول الرماد ومناجم الخيبة.

وبعد استعراضه أوجاعه السياحية قال صديقي شيئاً استوقفني. قال إنه دخل إلى مكتبته وأمضى ساعات ينقب عن كتب مثيرة يمكن أن تقطع عنق الوقت الذي ارتدى ملامح قاتمة منذ انطلاق الجائحة. وأضاف أنه خلال عملية البحث شعر بلا معنى الأشياء. طالبته أن يشرح. قال: تقيم في المكتبة أعمالٌ دبجها قادة ومسؤولون ومفكرون وباحثون وأساتذة. الموضوع المشترك هو وضع العالم والحلم بتغييره. وفي الجناح الآخر من المكتبة أعمال لروائيين وشعراء ونقاد حاولوا بدورهم فض أسرار العالم أو جعله أقل وحشية. والمشترك في هذا الجناح إعادة الاعتبار للمخيلة والمشاعر على أمل أنسنة العالم المندفع في مسيرة الربح والابتكار والوحل والدم. قال صديقي إنه كاد يشعر بأنه أضاع سنوات من عمره أنفقها في قراءة من لم ينجحوا في تغيير العالم. وفجأة تجد نفسك أمام عالم ولد من ضربة وجهها إليه فيروس لا يريد أحد الاعتراف بظروف ولادته وانتشاره. أبرز الأسماء التي هزت القرن الماضي حاضرة على رفوف المكتبة. لينين وستالين والورثة. السادة الذين تعاقبوا على البيت الأبيض. وأولئك الذين شغلوا مكتب تشرشل أو شارل ديغول. هذا من دون أن ننسى ورثة ماو وما فعلوه ببلادهم والآن بالعالم. أضف إلى هؤلاء حفنة الذين اعتبروا أنهم غيروا العالم إلى غير رجعة ثم تبين حجم أوهامهم. غيفارا وكاسترو وهوشي منه وغيرهم. ويمكنك أن تضيف إلى من تقدمت أسماؤهم أسماء مفكرين وكتاب اعتبروا أنهم هزوا القرن وتركوا على جسده علامات فارقة. كلهم هزمهم فيروس واحد غيّر خلال بضعة أسابيع العالم الذي عجزوا عن تغييره.

تغير العالم فعلاً. لا يستطيع المرء إحصاء عدد المرات التي سمع فيها العبارات الآتية: الانهيار الاقتصادي. ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات قياسية. نكبة سياحية لا مفر منها. مشهد كارثي في قطاع الطيران. دول كثيرة تستعجل الوقوف على مدخل صندوق النقد الدولي. على الدول والشركات أن تنسى أسلوب العيش السابق. لا بد من إعادة النظر في الأولويات على المستويين العام والشخصي. طبعاً من دون أن ننسى إجراءات العزل وبؤر التفشي والسباق إلى اللقاح والرهان على بيع الكمامات والمعدل اليومي للوفيات.

إنها هزيمة لا يمكن إنكارها. اكتشفنا هشاشة الأرض التي نقف عليها. هزيمة بحجم القرية الكونية. لا المختبرات توقعت. ولا الجيوش صمدت. ولا الأساطيل نجت. يد سوداء هائلة انقضت على أيامنا. وحش غامض يصطاد الشارد والمارد. التهمت الأرض نعوشاً كثيرة ولم تنحسر شراهتها. نحن إلى العالم الذي قتله الزائر الغامض. لم يغير أحد العالم على غرار ما فعل. الجنرال «كوفيد - 19» قائد الانقلاب الكبير. سننحني لإرادته السوداء بانتظار مختبر يطعنه بلقاح.

 

اشتعال الحرب الباردة في بحر الصين الجنوبي

جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط/ 26 أيار/2020

قضيت أغلب حياتي المهنية العسكرية مبحراً في مياه المحيط الهادي، ولقد أبحرت مرات عدة عبر مياه بحر الصين الجنوبي المفعمة بالرطوبة الخانقة. وإنّه يحتل مساحة لا بأس بها من المياه، تماثل على نحو تقريبي منطقة بحر الكاريبي ومنطقة خليج المكسيك مجتمعتين. وهناك موارد طبيعية كثيرة من النفط والغاز الطبيعي راقدة في قاع ذلك البحر الكبير. فضلاً عن أنه تمر من خلاله نسبة 40 في المائة من مسارات الشحن الدولي العالمية. تدفع الصين بمزاعم خاطئة حول أحقيتها في السيادة الوطنية الكاملة على أغلب البحار الإقليمية التي تطل عليها. وفي حين أن العلاقات ما بين الولايات المتحدة والصين تشهد قدراً معتبراً من التوتر والتدهور راهناً بسبب الاتهامات المتبادلة بشأن وباء «كورونا» القاتل وتفشيه والمواقف المختلفة المتخذة في عام الانتخابات، فإنَّ الفرص المحتملة لنشوب صراع في تلك المياه آخذة في ازدياد. وخلال الأسابيع الأخيرة، تواجهت العديد من السفن الحربية الأميركية، بما في ذلك المدمرة «باري» التي كنت آمراً عليها ذات مرة في أوائل التسعينات، مع السفن الحربية الصينية أثناء تسيير الدوريات البحرية في بحر الصين الجنوبي. وهنا يبرز تساؤل مهم: لماذا تحول هذا المجسم المائي، بحر الصين الجنوبي، إلى نقطة اشتعال محتملة بين البلدين الكبيرين، وما الذي يمكن فعله تحديداً لتفادي وقوع حادثة ما من شأنها أن تفضي إلى تداعيات لا يمكن السيطرة عليها؟ ترجع الأسس التاريخية للمزاعم ومطالبات السيادة المائية الصينية إلى رحلات الأدميرال البحري الصيني تشينغ هي منذ القرن الخامس عشر الميلادي. ولقد كتبت عنه في كتابي الأخير، وهو بعنوان «الإبحار عبر الشمال الحقيقي». وفي كل مرة تسمح فيها الظروف بالالتقاء مع نظرائي من القادة البحريين الصينيين في زيارات الموانئ الاعتيادية أو خلال التمارين البحرية المشتركة، فإنهم دائماً ما يرجعون إلى ذكرى الأدميرال تشينغ هي ويفتخرون به أيما افتخار. وذلك بالطبع لسبب وجيه مفاده أن اكتشافات الأدميرال القديم لمناطق بحر الصين الجنوبي، والمحيط الهندي، والمياه الأفريقية، ثم المياه العربية، كانت أسطورية بحق. بيد أنه، ورغم ذلك، ليس هناك مرتكز قانوني لدى الصين يسوّغ لها المطالبة بفرض السيادة الوطنية الكاملة على بحر الصين الجنوبي، واعتباره بحيرة صينية خالصة. ولقد رُفضت الحجج الصينية المقدمة في ذلك الشأن من قبل جميع البلدان الأخرى المعنية، والتي تطل سواحلها على مياه ذلك البحر، ومن قبل المحاكم الدولية أيضاً.

وللرد على المزاعم والمطالبات الصينية الواهمة، تُجري الولايات المتحدة ما يُسمى تسيير دوريات حرية الملاحة البحرية في مياه بحر الصين الجنوبي، في محاولة مستمرة من جانبها لإثبات أن مياه هذا البحر هي مياه دولية بالأساس، وتندرج تحت فئة «أعالي البحار» ضمن بنود القانون الدولي.

ومن شأن هذه الدوريات البحرية أن تبعث على المزيد من التوتر. وقبل قرابة عقدين من الزمان، عندما كنت أشغل منصب عميد بحري في قيادة مجموعة من المدمرات الأميركية هناك، كانت العديد من سفن المجموعة الحربية تحت إمرتي وتقوم بتنفيذ العديد من هذه المهام. وكانت الأوامر تتمثل في الإبحار المباشر عبر المياه نفسها، التي تطالب الصين بأحقية السيادة الوطنية عليها، والتي تضم اليوم عدداً من الجزر الصناعية التي شيدتها الحكومة الصينية لأغراض عسكرية واضحة تمثلت في نشر بطاريات الصواريخ، وإقامة مهابط الطائرات، ونشر قطع المدفعية البعيدة المدى، فضلاً عن عدد لا بأس به من القوات المعاونة.

وفي أغلب الأحوال، تطير المقاتلات الصينية، في طلعات استفزازية، فوق المدمرات الأميركية المبحرة في بحر الصين الجنوبي، وتقترب المقاتلات في بعض الأحيان من مقدمة السفن الحربية بمسافة خطيرة تقدر بعشرات الأقدام، أو ترسل البحرية الصينية الفرقاطات أو المدمرات في تحد واضح للقطع البحرية الأميركية. ومن شأن ذلك أن يتضمن قدراً من التهديد على أجهزة الاتصال اللاسلكية في مقصورة قيادة السفن، ووضع سفننا الحربية في مدى رادارات التحكم النيراني الصينية، وتوجيه الصواريخ والمدفعية البحرية صوب الاتجاه العام للقوات الأميركية التي تبحر بعيداً للغاية عن الأمان. ولقد كنت أتشاور مع القباطنة في مجموعة المدمرات التي كانت تحت قيادتي، وكنا نتفق على التزام الثبات، وتفادي المواجهات غير الضرورية، ومواصلة إبلاغي بكل المستجدات، في حين أنني كنت أواصل إبلاغ القيادة العليا بمجريات الموقف ساعة بساعة. كانت تلك المهام البحرية في تلك المنطقة من التجارب المثيرة للفزع بصفة خاصة، ولقد كنت دوماً أتنفس الصعداء أنا وفريق العمل المرافق لي بمجرد انتهاء المهام في كل مرة وخروجنا وسفننا سالمين من هذه المنطقة المخيفة.

لكن خلال تسيير الدوريات البحرية الأخيرة، تواجهت المدمرتان الأميركيتان «باري» و«بانكر هيل» مع السفن الحربية الصينية مجدداً، مع تجنب التصعيد العسكري بكل طاقتهما. ومن شأن تلك المهام أن تواصل تأجيج العلاقات الأميركية الصينية، ومن المرجح لها أن تتزايد وتتكرر خلال العام الحالي. وعلى قدر التوازن الذي بلغته السفن الحربية الأميركية ما بين المواجهة والتحرش من جانب القوارب الحربية الإيرانية في مياه الخليج، فمن شأن المدمرات الأميركية في بحر الصين الجنوبي أن تبلغ القدر نفسه من التوازن وردود الفعل الحصيفة، ولا سيما أن المخاطر هناك هي أكبر وأبلغ من سواها.

ومفتاح التحركات الأميركية على هذا المسار يتمثل في تليين العزيمة الصينية على نحو تدريجي، من دون إحداث شرخ كبير في العلاقات الدولية بطريقة تسفر عن اندلاع حرب باردة جديدة، أو نشوب نزاع مسلح هناك. ومن أفضل السبل الممكنة للقيام بذلك هو جلب المزيد من حلفاء الولايات المتحدة إلى تسيير الدوريات البحرية في تلك المنطقة (بما في ذلك البلدان الشريكة في منظمة حلف شمال الأطلسي، فضلاً عن أستراليا، واليابان)، مع زيادة المشاركة الثنائية بين الولايات المتحدة وتايوان، لا سيما في مجال التعاون العسكري المشترك، مع الإصرار الأميركي على إجراء التحقيقات الدولية الشاملة في أزمة تفشي فيروس «كورونا» الفتاك أول الأمر في مدينة ووهان الصينية، فضلاً عن بناء العلاقات القوية والراسخة مع البلدان الأخرى المعنية والمطلة سواحلها على مياه بحر الصين الجنوبي.

ومن شأن تدابير المواجهة السالفة الذكر أن تصاحبها مجموعة من العروض المتسقة الرامية إلى كسب التعاون الصيني في مختلف المجالات. ومن شأن ذلك أن يشتمل على تعزيز الاتفاقيات التجارية واتفاقات الرسوم الجمركية التي تمهد الطريق للوصول إلى الأسواق الأميركية لما وراء إجراءات «المرحلة الأولى» التي جرى بشأنها التفاوض قبل فترة وجيزة من انتشار وباء «كورونا»؛ والتعاون الأميركي الصيني المشترك في مجال التجارة عبر القطب الشمالي والمعايير البيئية المرعية في تلك المنطقة، وهو من الأمور التي ترغب فيها الحكومة الصينية بشدة؛ والعمل على إجراء عمليات الإغاثة الإنسانية المشتركة، والعمل كذلك على إنشاء «قواعد السلوك» المعتبرة بين البلدين الكبيرين (على غرار ما حدث بين الولايات المتحدة وروسيا)، واستكشاف آفاق إبرام الاتفاقيات الاستراتيجية والتكتيكية المعنية بالحد من انتشار الأسلحة.

وفي جوهر الأمر، تتعيَّن علينا المواجهة كلما لزم الأمر، كما ينبغي علينا التعاون كلما سنحت الأجواء. وكان خبير السياسة الأميركية هنري كيسنجر قد حذر قبل عدة شهور من أنه يرى الولايات المتحدة والصين تقدمان على مشارف الحرب الباردة الجديدة. وفي حين أنه تعجبني مجازاته السياسية البديعة، فإنه ينبغي علينا أيضاً النظر إلى المنطقة البحرية محل النزاع للوقوف على قدر ما سوف تثيره هذه العلاقات من خلافات في المستقبل؛ إذ إن توقعات الأحوال السياسية في منطقة بحر الصين الجنوبي مفعمة بالتقلبات وعدم الاستقرار المشهود بالفعل.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

اللامعقول القطري ـ الغربي!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/ 26 أيار/2020

بثَّت القنوات العراقية وبعدها قناة «العربية» اعترافات موثقة لقيادات من «داعش» و«جبهة النصرة» عن معونات قطرية لهذه الشبكات الإرهابية، بالأسماء. ليست هذه هي المرةَ الأولى التي يُرصَدُ فيها النظام القطري متلبساً بالجرم المشهود، نتذكر قبلها شواهد مثل:

فدية الصيادين القطريين بملايين الدولارات والتي ذهب أغلبُ المال فيها لصالح ميليشيات إيرانية عراقية. فدية راهبات (معلولا) في سوريا لصالح فرع «القاعدة» في سوريا، «جبهة النصرة». غير ذلك لدينا شخصيات مصنفة إرهابية، ليس فقط على اللوائح العربية، بل على اللوائح الدولية، ومنها الأميركية، أمثال، خليفة السبيعي والفجي ووزير الأوقاف والداخلية السابق، عبد الله بن خالد آل ثاني الذي أخفى في مزرعته الشهيرة، مُخطط هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، خالد شيخ محمد. هذه الشخصيات مصنفة إرهابية أيضاً على اللوائح القطرية «الرسمية» ومع ذلك، وبعد التصنيف العلني الرسمي... تكرم رسمياً... فأي عبث هذا؟

رغم كل هذه البراهين الساطعة على تورط النظام القطري، للعظم، في إيواء الجماعات الإرهابية، السنية والشيعية وتمويلها ودعمها، لكن العرب، خصوصاً الدول الأوروبية ومنظمة الأمم المتحدة، وما تفرَّع عنها من مؤسسات آثرت «التطنيش»، كما نقول في لهجتنا العامية... فلماذا؟!

هذا ليس كلام السعودية أو مصر أو الإمارات، بل هو خلاصة أبحاث غربية أوروبية... ولكن لا يوجد أي ردة فعل جدية!

خذ لديك، مثلاً هذا البحث والتحقيق:

يمثل كتاب «أوراق قطرية» تحقيقاً قام به الصحافيان الفرنسيان كريستيان شينو وجورج مالبرونو حول التمويلات التي قامت بها مؤسسات قطرية، وبخاصة «قطر الخيرية»، لفائدة جمعيات وأطراف إسلامية موجودة في أوروبا، بالاعتماد على كمية ضخمة من الرسائل الإلكترونية والوثائق المتبادلة بين «قطر الخيرية»، والجمعيات التي استفادت من تبرعاتها والتي أظهر التحقيق أنها غالباً ما ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين. تشمل الوثائق التي يقدمها ويعلق عليها الصحافيان تحويلات بنكية، وأوامر بالتحويل.

قام الصحافيان بترجمة أغلب تلك الوثائق من الأصل العربي لجعلها مقروءة بالفرنسية. وإلى جانب ذلك، فهما يعتمدان أيضاً على وثائق من الاستخبارات العامة في فرنسا (RG) ومقابلات مع عدد من الاختصاصيين الفرنسيين.

يشمل التحقيق بلداناً عدة في أوروبا. مع هذا كله، وغيره كثير وكثير، تقرر الأمم المتحدة التعاون مع سلطات قطر في مكافحة الإرهاب الدولي، ويشيد بذلك الأمين العام الأممي... هل نعيش في فصول مسرحية من مسرح العبث واللامعقول!؟

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عبد الامير قبلان في رسالة الفطر: لمحاكمة الفاسدين ورسم سياسة اقتصادية تدعم القطاعات الإنتاجية وتشجع المشاريع

وطنية - الإثنين 25 أيار 2020

وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، رسالة عيد الفطر السعيد، قال فيها: "نبارك للمؤمنين صيام شهر فضيل حللنا فيه ضيوفا في رحاب الله سبحانه، فبورك صيام الصائمين وقيام القائمين وعمل العاملين، ونسأل الباري عز وجل ان يحفظ عباده المؤمنين ويتقبل أعمالهم ويحفظ بلادهم ويدفع عنهم البلاء والوباء والسوء ويجنبهم الظالمين والفاسدين ويمن على وطننا بالاستقرار والازدهار وعلى اللبنانيين بالعيش الكريم وراحة البال وسعة الحال".

أضاف: "إن عيد الفطر نتاج صيام شهر رمضان وانبثاق من روحية الصوم ومعانيه، ونداء يوم العيد هو الدعوة إلى تجسيد التربية الرمضانية ودروسها في حياتنا العامة والخاصة واستمرار العمل بهذه الروحية والأخلاق الإيمانية بعد انقضاء الصوم. وعيد الفطر يكتسب روحيته ويحقق معانيه يوم إخراج زكاة الفطرة، ولا سيما ان رسول الله يقول: صوم رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بصدقة الفطر. من هنا فإننا نطالب أهل الخير بالقيام بواجباتهم الدينية والأخلاقية تجاه إخوانهم في الوطن والإنسانية في ظل الضائقة المعيشية الصعبة التي تسبب بها الفاسدون وناهبو المال العام من لصوص ومرتشين وسماسرة، ولم يكف اللبنانيون ما تعرضوا له على مدى عقود من نهب وفساد حتى يستكمل المتلاعبون بالدولار والتجار الجشعون والمحتكرون الانتهازيون مسلسل قهر اللبنانيين وتجويعهم".

وتابع: "أما، وقد حالت جائحة كورونا بين المصلين ومساجدهم، فإن عيد الفطر المبارك يحل حزينا على المؤمنين المحرومين من نعمة اللقاء والصلاة في المساجد وعليهم ان يعوضوا هذا الحرمان بالابتهال الى الله والتقرب اليه في خدمة عباده، ونحن اذ نحذر من التفلت الحاصل في إجراءات الوقاية، فاننا ندعو الى التزام توجيهات الحكومة والامتثال الى إجراءاتها في مكافحة كورونا، فحفظ النفس وسلامة المجتمع من الأمور الواجبة عقلا وشرعا ولا يجوز تعريضهما للخطر تحت أي ظرف. ونحن إذ ننوه بجهود الحكومة ولا سيما وزارة الصحة في تنفيذ خطة التعبئة العامة ونحيي كل العاملين من أطباء وممرضين وجيش وقوى أمنية وفرق صحية واجتماعية على تضحياتهم وتفانيهم، فإننا نستنكر بشدة التعرض للأطباء والممرضين الذين يبذلون جهودا جبارة في مكافحة جائحة كورونا يستحقون عليها كل تقدير وثناء، ونطالب بمعاقبة كل من تسول له نفسه الإساءة الى هؤلاء الابطال الذين يقفون في خط الدفاع الأول عن الوطن والمواطن".

وشدد على أن "نداء عيد الفطر يدعونا إلى التعاون على البر التقوى والمسارعة الى فعل الخير والتزام العمل الصالح وبذل المال في سبيل الله، ولا سيما اننا نعيش في ظروف صعبة نتيجة الوباء والبلاء المتأتي من الفساد الذي أفقر الناس وجعلهم في أغلبيتهم متسكعين على أبواب المصارف لاستجداء مدخراتهم ومحتاجين باتوا تحت خط الفقر، وحري بنا في هذه الأوضاع الخطيرة ان نتضامن ونتكافل، فنواسي الفقراء ونمد يد العون الى كل محتاج، وفي الوقت عينه لا يجوز السكوت عن كل سارق وناهب للمال العام، وعلى المواطنين ان يضغطوا على الحكومة لاتخاذ اجراءات سريعة وحازمة تلجم الانهيار في النقد الوطني وما يرافقه من احتكار واستغلال وغلاء في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، وان كنا لا نحمل هذه الحكومة تداعيات المرحلة السابقة وما وصلت اليه البلاد من ترد على كل المستويات، ولكنها مطالبة بأن تضع أجهزة الدولة الرقابية والقضائية في حال طوارىء للحد من الفوضى في تثبيت سعر الليرة وضبط الفلتان الحاصل في أسعار السلع والمنتجات الزراعية، وهنا يحق لنا ان نسأل عن ارتفاع أسعار المنتجات الوطنية ولا سيما الزراعية منها والتي لا ترتبط بالاستيراد الخارجي في الانتاج، وأين مصلحة حماية المستهلك وأجهزة الدولة الرقابية من حماية الأمن الغذائي للمواطن الذي يتعرض اليوم لسرقة قوت عياله بعد ان سرقته السلطة السياسية على مدى عقود في تسويات مصرفية على حساب الخزينة العامة وصفقات مشبوهة وهدر ورشى وتلزيمات بالتراضي وسوء استغلال للسلطة، أوصلت بلدنا الى هذا المنزلق الخطير؟"

وقال: "نحن ننتظر من الحكومة ان تسمي الأمور بأسمائها وتكشف عن كل فاسد وسارق تمهيدا لمحاسبته ومحاكمته، وننصح حكومتنا بأن تسرع خطواتها في استعادة المال العام المنهوب الذي يغني لبنان عن استجداء مساعدات صندوق النقد الدولي وشروطه، فلبنان بلد غني بثرواته وإمكاناته ولكنه منهوب المال خاضع لسلطة دولية وإملاءات خارجية وضغوط اقتصادية أسهمت مع فساد الفاسدين في تجويع بنيه، واليوم الفرصة متاحة أمام الحكومة للتحرر من هذه الضغوط والإملاءات بإعادة رسم سياسة اقتصادية تقوم على دعم القطاعات الإنتاجية وتشجيع المبادرات والمشاريع الوطنية، وعليها أن تتحرر من العقوبات الأميركية التي ألحقت ضررا باقتصاد لبنان وأسهمت في تكبيله وضرب علاقاته مع أشقائه وحلفائه. من هنا فإننا نطالب الحكومة اللبنانية بالتعاون الوثيق مع الحكومة السورية وتفعيل الاتفاقيات المشتركة التي تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين".

أضاف: "ونحن لا نزال في أجواء اليوم العالمي للقدس ونحتفل بعيد المقاومة والتحرير، فاننا نؤكد تمسكنا بهويتنا الإسلامية والعربية والوطنية التي تألقت وتوهجت عزة وكرامة بفعل تضحيات المقاومين ودماء الشهداء وصمود شعوبنا العربية والإسلامية وشعبنا اللبناني الصامد بوجه التحديات، ونتوجه بتحية الاكبار الى روح الشهداء ونشد على ايدي المقاومين، وندعو شعوبنا الصامدة الى الصبر والتمسك بعناصر القوة التي حفظت أمتنا وشعوبنا وفي مقدمها المقاومة، ونتذكر بالرحمة روح الإمام الخميني الذي اطلق اليوم العالمي للقدس لتكون قضية فلسطين حاضرة في وجدان الأمة المطالبة بان تنتصر لكرامتها وعزتها في إنقاذ القدس من براثن التهويد وكل فلسطين من غطرسة الاحتلال الصهيوني الذي كان ولا يزال شرا مطلقا يجب محاربته ويحرم التعامل معه، كما أوصانا إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر، لذلك نجدد شجبنا ورفضنا بشدة لما يسمى بصفقة القرن التي نعتبرها صفقة عار تهدف بالدرجة الاولى الى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس التوطين كأمر واقع يلغي حق عودة اللاجئين الى ديارهم وارضهم في فلسطين، ونؤكد أن القدس كانت ولا تزال عاصمة أبدية لدولة فلسطين العربية، وهي عصية على غطرسة وإجراءات الاحتلال التهويدية، وتأبى كما كل أرض فلسطين ان يظل هذا الاحتلال جاثما فوق ترابها، لأن شعبها مؤمن بان السبيل الوحيد لاستعادتها وإنقاذ مقدساتها هو النضال والمقاومة والصمود".

وختم قبلان: "نتوجه بتحية الاكبار الى الشعب الفلسطيني المضحي والصامد بوجه الاحتلال وغطرسته، ونشد على ايدي أهلنا المقدسيين المرابطين دفاعا عن الأقصى، ونطالب إخواننا الفلسطينيين بتعزيز تضامنهم من خلال المصالحة الشاملة بين قوى وفصائل المقاومة بما يحصن وحدة الصف الفلسطيني ويخدم القضية الفلسطينية التي نعتبرها قضية الامة الاولى التي تستدعي ان تتجند لنصرتها الشعوب العربية والإسلامية المطالبة بالضغط والتحرك الجاد ضد الصفقة المشؤومة".

 

نائب رئيس المجلس الشيعي: لمحاسبة المسؤولين عن الانهيار الاقتصادي والفساد

وطنية - الإثنين 25 أيار 2020

وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب رسالة عيد الفطر قال فيها: "نتوجه من المسلمين واللبنانيين بالتبريك والتهنئة لمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، ونسأل الله تعالى ان يعيده علينا وعلى أمتنا وبلادنا بالأمن والسلام وتحقيق ما نصبو اليه في الخروج من الأزمات والمشاكل التي تعاني منها البلاد وان يغير سوء حالنا الى أحسن حال، كما نسأله تعالى ان يتقبل من الصائمين صيامهم وان نكون جميعا قد بلغنا بهذا الشهر المبارك شهر رمضان ما اراده الله تعالى منا من القربى لديه، وحققنا الغاية المقصودة من الصيام الذي هو احد اهم الاركان التشريعية في الإسلام، وهي التقوى التي تعني بلوغ الدرجة التي نستطيع معها القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقنا في هذه الحياة من قبل الله سبحانه وتعالى، وهذه الدرجة والمرتبة هي المؤهلات النفسية والمعنوية والفكرية التي تعبّر عن القدرة الحقيقية والقوة اللازمة للنجاح في مسيرة الحياة والثبات على طريق الاستقامة للوصول الى الاهداف التي وجدنا من اجلها".

أضاف: "التقوى هي الزاد الذي نحتاجه في هذه المسيرة الى الله سبحانه وتعالى: وتزودوا فان خير الزاد التقوى. والصيام هو احدى الوسائل التي تزودنا بهذه التقوى قال تعالى: يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ونحن بالصيام نمارس عمليا حالة من المقاومة للنفس التي تريد ان تتفلت من كل القيود، وان نكون عبيدا لها تسيرنا كما تشاء وتسلب منا ارادتنا وحريتنا، والله سبحانه وتعالى يريد لنا ان نكون احرارا في دنيانا وحياتنا لنعيش بكرامة، فلا كرامة بلا حرية كما انه لا حرية بلا كرامة، فأول هدف يحققه الصوم اذا هو التقوى والتقوى تعني الاستقامة في الحياة والاستقامة تعني المسؤولية فلا مسؤولية بلا ارادة، فالاستقامة تعني السير على خط مستقيم والخط المستقيم الذي يعني وجود خط آخر مقابل وهو خط غير مستقيم والذي يعني الالتواء والانحراف المؤدي في النهاية الى السقوط، ففي التعبير القرآني بانه طريق الضلال وهو طريق المغضوب عليهم، اما الطريق الصحيح الذي يوصل حتما للهدف والنتيجة التي يسعى اليها الانسان المتقي النظيف، فهو المطلوب وهو المراد الذي يتحقق بالصوم، وبالتعبير القرآني بالصراط المستقيم الذي جاء في اول سورة من سور القرآن الكريم في سورة الفاتحة: اهدنا الصراط المستقيم. هذا الصراط المستقيم الذي يعبر عنه تعالى ايضا بأنه النعمة وانه طريق الذين انعم الله عليهم، اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فمن اراد الوصول الى السعادة وكل انسان طبيعي وعاقل يريد السعادة والوصول اليها، فعليه سلوك هذا السبيل الذي يعني الكرامة والسعادة والحرية. واما الذين يبحثون عن هذه المعاني من الكرامة والسعادة والحرية عن طريق اتباع هوى النفس فقد ضلوا الطريق الذي ارشد الله الى اتباعه، وبذلك استحقوا غضبه. فطوبى للذين صاموا وحققوا تقوى الله تعالى، فأصلحوا انفسهم وملكوا ارادتهم وحريتهم وكرامتهم، فاستحقوا ان يفرحوا بما انعم الله تعالى عليهم".

وسأل: "أيها الاخوة المؤمنون، تعالوا لنحاسب اليوم أنفسنا ونرى ماذا حققنا؟ هل نحن من المتقين السائرين على الصراط المستقيم؟ هل ادينا معنى التقوى في سلوكنا وأعمالنا وأنفسنا وأخلاقنا مع الله ومع الناس؟ كما ان المقصود من تحقيق التقوى، الأمة المستقيمة القائمة بمسؤولياتها تجاه قضاياها، والدول القائمة بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، والمواطنون القائمون بمسؤولياتهم تجاه دولهم، وهنا نكرر ما دعونا اليه دائما من مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها من الحفاظ على السلم الاهلي وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية للمواطنين والعمل الدؤوب من اجل رفع الخلل الذي يؤدي الى شلل المؤسسات والعمل على الاصلاح ومواجهة الفساد فيها وتفعيل دور القضاء والمؤسسات الرقابية، وخصوصا ان لبنان اليوم يمر بمرحلة اقتصادية ونقدية ومالية صعبة، سببها الفساد وعدم قيام المؤسسات بالإصلاحات اللازمة وتعطيل المؤسسات الرقابية واعتماد المحسوبيات وسوء الادارة والاستيلاء على المال العام، حتى فقد اللبنانيون ثقتهم بدولتهم فسقطت قيمة العملة الوطنية وسادت الفوضى امام المتلاعبين بالدولار وارتفعت اسعار المواد الغذائية بصورة جنونية حتى بات اللبنانيون مهددين بالجوع".

وتابع: "أعطى اللبنانيون الحكومة الجديدة التي تحملت عبء مسؤولية اخراج البلاد من هذه الكارثة، فرصة من اجل ايجاد الحلول الإنقاذية، واخذت هذه الحكومة بعض القرارات التي تتصل بلقمة عيش المواطن نأمل ان تأخذ طريقها للتنفيذ سريعا، على ان تستكمل سعيها من أجل إيجاد الحلول الاستراتيجية للوضع الاقتصادي والمالي، فالاعتماد على الإجراءات الإصلاحية الداخلية وعدم توريط البلد بمزيد من الديون الخارجية وتحميل المواطنين مزيدا من الاعباء والضرائب، وهذا ما يؤكد إمكانيته اقتصاديون محترفون ومحترمون وخصوصا ان الديون الخارجية ستكون بشروط قاسية. ندعو الى محاسبة المسؤولين عن الانهيار الاقتصادي والفساد والسرقات، واعادة المال المنهوب واعادة المال المهرب الى الخارج من البنوك، ان المرتكبين لكل هذه القبائح لن يسهلوا للحكومة ان تتقدم بهذه الاصلاحات من دون مساندة من المواطنين والوقوف بجانبها في القرارات الإصلاحية، لذلك كما يتحمل مواطنونا المسؤولية اليوم بجدارة في القيام بالأعباء عن الدولة في إعانة المحتاجين، فإننا نتوقع منهم ان يقفوا بجانب الحكومة ودعمها في عملية الاصلاح وإنقاذ البلد اقتصاديا وماليا ونقديا، لكن الواجب يقع اولا على الحكومة في ان تكون منسجمة في قراراتها وألا تكون قائمة على أساس المحاصصة، بل على أساس المصلحة الوطنية وان تكون هذه القرارات سيادية غير مفروضة من جهات وسفارات اجنبية مستغلة ما يعاني منه البلد من ازمات".

وقال: "ونحن اذ نؤكد ضرورة تحصين الوحدة الوطنية وترسيخ العيش المشترك وحفظ السيادة الوطنية من خلال التمسك بالمعادلة الماسية التي حمت لبنان وحررت ارضه وحفظت شعبه، فإننا نشجب ونرفض كل مشاريع التجزئة والتقسيم ومشاريع الفدرلة التي أطلت برأسها من جديد عبر بعض الدعوات المشبوهة، وندعو اللبنانيين الى التصدي لها بتعزيز تضامنهم الوطني من خلال تلاحم الجيش والشعب والمقاومة في الدفاع عن وحدة لبنان واستقراره وسيادته. ونأمل ان تنجح الحكومة في خطة التعبئة العامة لمكافحة جائحة كورونا التي تحتاج الى تجاوب اللبنانيين معها والامتثال الى توجيهات وإرشادات وزارة الصحة التي تبذل بشخص وزيرها وأجهزتها جهودا مشكورة في محاصرة الوباء، ونحن اذ نحذر من التفلت الحاصل في بعض المناطق الذي أدى الى ارتفاع اعداد المصابين، فإننا نطالب الحكومة بالتشدد في تنفيذ الخطة والمواطنين بالالتزام الدقيق لإجراءات العزل الصحي والتباعد الاجتماعي حتى لا نصل الى نتائج لا تحمد عقباها".

أضاف: "نحيي اليوم العالمي للقدس ونحتفل بعيد المقاومة والتحرير، ونشدد على أن القضية الفلسطينية وقضية القدس ستبقى هي الأساس ويبقى العدو الصهيوني المعتدي والارهابي هو الغدة السرطانية والشر المطلق، سببا لكل المشاكل التي تعاني منها بلداننا العربية والإسلامية، والاداة الخبيثة لقوى الاستكبار العالمي التي تعيث فسادا في الأرض، ووسيلة لقهر الشعوب ونهب ثرواتها وبالأخص العدوان الدائم والآثم والاحتلال الجاثم على قلب أمتنا فلسطين وقلبها القدس الشريف الذي لن يكون لأمتنا وسيلة للتخلص منها سوى المقاومة الشريفة التي أصبحت المخرز في عيون هؤلاء المحتلين والغاصبين والمعتدين ومن وراءهم. من هنا نحيي الذكرى العطرة للامام الخميني المقدس الذي دعا الى جعل آخر جمعة من شهر رمضان يوما للقدس كإعلان عن رمزية هذه القضية حتى تبقى شعلة متوهجة في قلوب أبناء أمتنا ورمزا لوحدتها وكرامتها وعنفوانها في مواجهة المستكبرين وبداية لولادة مرحلة جديدة من تاريخنا المجيد يتصدرها أبناؤها المقاومون على كل ساحات وطننا العربي والاسلامي، وعلى امل النصر القريب وتحرير كل شبر من ارضنا المحتلة وعلى رأسها القدس الشريف عاصمة فلسطين الحبيبة، فتحية الى شعب فلسطين وقواه المقاومة الصامدة امام كل المؤامرات وعلى راسها مؤامرة التطبيع من رؤوس الجبن والخيانة، وتحية الى رجال المقاومة والشعب اللبناني الصامد وخصوصاً عوائل الشهداء الذين استشهدوا على طريق مواجهة العدو الاسرائيلي والتكفيري، وتحية خاصة الى مؤسس المقاومة في لبنان وباعثها وباعث نهضتنا الامام المغيب السيد موسى الصدر". وتابع: "نتوجه بالشكر لكل من وقف بجانب لبنان وكان شريكا في صنع التحرير، ونخص بالشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، قيادة وشعبا وجيشا، على دعمهما لبنان في أزماته، وندعو الشعوب والدول المحاصرة بفعل العقوبات الاقتصادية الأميركية للاستفادة من تجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة الحصار والاعتماد على الخبرات الذاتية، وندعو الحكومة الى الانفتاح على الشرق والتعاون مع الدول الشقيقة وفي مقدمها سوريا والعراق وايران وتفعيل اتفاقات التعاون وتسهيل التجارة البينية وإقامة مشاريع مشتركة تعزز التضامن العربي والإسلامي". وختم: "لك الشكر يا ربي على ان وفقتنا لصيام هذا الشهر الكريم، ونسألك ان تتقبله منا بأفضل القبول، وان تستجيب لنا جميع ما سألناك، وان لا تردنا خائبين، اللهم فكما ابقيتنا له فأبقنا لأمثاله وأمنن علينا بالأمن والأمان والسلام، وبارك لنا في كل ما مننت به وزدنا من فضلك، يا كريم المن يا عظيم الصفح يا حسن التجاوز".

 

بلدية بليدا: تعليق كل الأنشطة واللقاءات مع اليونيفيل إلى حين محاسبة المعتدين

وطنية - الإثنين 25 أيار 2020

أصدرت بلدية بليدا، بيانا حول ما حصل في البلدة اليوم، استهلته بالقول: "بعد الحادثة الأولى في 1/5/2020، أعادت اليوم دورية اليونيفيل- القوة الفنلندية التابعة للقائد العام، اعتداءها على الأهالي وسيارات المواطنين، أثناء قيامها بدورية آلية وراجلة في منطقة الجميلة/غاصونة، من دون تنسيق ومواكبة من الجيش اللبناني، حيث قامت بصدم سيارتي رابيد ودهس دراجة نارية". ودانت "تجاهل هذه القوة لدور والجيش اللبناني ومهامه"، مستغربة "قيام عناصر راجلة منها، بالدخول الى كروم وملكيات خاصة للأهالي والتفتيش فيها"، معلنة رفضها "بشكل قاطع وكلي، لهذا العمل"، مقابل وقوفها "الكامل إلى جانب الجيش الوطني، وما يتخذه من قرارات". وإذ استنكرت "هذا الاعتداء المتكرر"، لفتت إلى أنها "كانت تنتظر حل تداعيات الاعتداء الأول والتعويض على المتضررين"، مؤكدة أن "ذلك يأتي ليثير الكثير من علامات الاستفهام حول عدوانية هذه القوة بالذات، اتجاه أبناء البلدة، وطبيعة المهام الموكلة إليها".

وطالبت ب"فتح تحقيق عاجل وفوري من قبل قيادة اليونيفيل، ومحاسبة المتسببين بهذا الاعتداء"، مؤكدة أنها "لن تتهاون في متابعة وتحصيل حقوق الأهالي المتضررين"، معلنة أنه "لحينه ستعلق كل الأنشطة واللقاءات مع قوات اليونيفيل".

 

إشكال بين دورية للكتيبة الفنلندية وأهالي بليدا واليونيفيل تفتح تحقيقا بالتنسيق مع الجيش

وطنية - الإثنين 25 أيار 2020

 أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في مرجعيون، أن إشكالا وقع بين عناصر دورية من الكتيبة الفنلندية التابعة لقوات اليونيفيل الدولية وأهالي بلدة بليدا، بعد أن صدمت آلية عسكرية تابعة للكتيبةالمذكورة، خلال مرورها في محلة الجميلة في البلدة، سيارتين من نوع "رابيد" ودراجة نارية.

واحتجاجا على ما حصل قطع شبان من بلدة بليدا الطريق عند مدخل بلدة محيبيب المجاورة. فيما لجأت دورية الكتيبة الفنلندية إلى مركز الكتيبة النيبالية في بلدة ميس الجبل، قبل أن تخرج منه هذا المساء بمؤازرة أمنية مشددة من الجيش اللبناني، والتحقت بمركزها في بلدة عيترون.

وعلق الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل اندريا تيننتي على الإشكال، بالقول: "نحن ننظر في الحادثة، وقد باشر القائد العام لليونيفيل تحقيقا بالتنسيق مع الجيش اللبناني".

 

قاسم: التحرير يوم من أيام الله الخالدة ومنعطف تاريخي لمنطقتنا

وطنية - الإثنين 25 أيار 2020

وصف نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، يوم التحرير بأنه "يوم من أيام الله الخالدة، وهو عيد مجيد لأمتنا والمستضعفين في العالم، وهو منعطف تاريخي لمنطقتنا نحو الإستقلال العزيز. لقد غير هذا اليوم مسار المنطقة سياسيا وثقافيا وجهاديا، ونقلنا من الإحباط إلى الأمل، ومن الخنوع إلى المقاومة، ومن الذل إلى العز، ومن الهزيمة إلى النصر". ‏وقال في تصريح بالمناسبة: "عيد المقاومة والتحرير إعلان صريح بسقوط مقولة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، فقد قهره تماسك وثبات ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وقد أثبتت الأحداث، أن الدول الكبرى، منحازة لإسرائيل، لا يمكن الاعتماد على الحلول والتسويات، التي ترعاها أميركا والغرب، لأنهم سبب وجود إسرائيل واحتلالها، ويحمون عدوانها واغتصابها لفلسطين". ‏أضاف: "فتحت المقاومة والتحرير، أبواب الانتصارات في لبنان وفلسطين والمنطقة، على إسرائيل ومشاريع أميركا وصنيعتها داعش، وأسست لأجيال شابة لا تتخاذل ولا تستسلم، ووضعت مداميك المستقبل الواعد وتحرير فلسطين والأراضي المحتلة". وتابع: "المقاومة والإعمار صنوان متلازمان، فالمقاومة حريصة على بناء الدولة، ومعالجة شؤون الناس وتعميم العدالة بين المواطنين، ونقل البلد من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج ومكافحة الفساد وسيادة دولة القانون".

ورأى أن "الحاجة إلى المقاومة لم تنتف، فما زلنا في قلب المعركة، والخطر الحقيقي يشكل تهديدا حقيقيا لفلسطين ولبنان والمنطقة، لذا لا بد من بقاء المقاومة على جهوزيتها العالية والمزيد من الاستعداد للقادم من الزمان، فتوازن الردع هو الضمانة للمحافظة على أرضنا وخيراتنا السياسية، وهو محطة من محطات الانتصار الكبير، مع التحرير انتقلت المقاومة من كونها مشروعا قابلا لتحقيق التحرير والنصر، إلى دعامة ثابتة للبنان والمستقبل". وختم "إن الفضل كله لله أولا، وللشهداء والجرحى والمجاهدين وعوائلهم في التحرير والانتصار، وما بعد التحرير لم يعد ما قلبه، وهناك أرتال من الشبان والشابات والكبار والصغار ممن عاهدوا الله على حمل أمانة الدماء والتضحيات، لانتصارات لا حدود لها، مهما كانت المؤامرات كبيرة".

 

لقاء سيدة الجبل رفض مواقف قبلان وأمل زوال الإحتلال الإيراني

وطنية - الإثنين 25 أيار 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي عبر وسائل التواصل، بمشاركة السيدات والسادة: أمين بشير، أسعد بشارة، أنطوان قسيس، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامه، توفيق كسبار، جوزف كرم، حسان قطب، ربى كبارة، حُسن عبود، منى فيّاض، سامي شمعون، سناء الجاك، فارس سعيد، مياد حيدر، طوني الخواجه، طوني حبيب، سيرج بوغاريوس، كمال الزوقي، جورج الكلاسي، سعيد فرنسيس وغابي مالك. وأصدر بيانا رفض فيه مواقف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبته الأخيرة، ورأى أنه عبر عن "ذروة غرور مجموعة قوى الأمر الواقع وجنون استقوائها بالسلاح والدعم الذي تتلقاه من الدولة الإيرانية، في مقابل الولاء والطاعة اللذين تقدمهما هذه المجموعة للحاكمين في إيران". وذكر اللقاء بأن "أبوي الاستقلال عن الانتداب الفرنسي بشارة الخوري ورياض الصلح مثلا في خيارهما نخبة في كل الطوائف عارضت توجهات كبيرة في كل طائفة، حين كانت غالبية من المسيحيين تؤيد بقاء الانتداب، وغالبية من المسلمين تؤيد الانضمام إلى سوريا. وكانا في خيارهما على حق، وإن كان صعبا واستلزم الاقتناع به وقتا وإيمانا في الدفاع عنه حتى الاستشهاد". كذلك ذكر بأن "الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح كانا في مرحلة صعودهما عندما عقدا الاتفاق التاريخي لخير جميع اللبنانيين، فيما الفريق الذي يعبر عنه المفتي أحمد قبلان هو في مرحلة انحدار وخسارة، ويحاول في الوقت الضائع قلب الطاولة للإستيلاء على هذه البلاد العصية على الانقياد لفريق مسلح يقوده الخارج" وحذر "القيمين على الدولة من التمادي في التهرب من تبعات سياسة تدمير القطاعات المنتجة للاقتصاد اللبناني واحدا تلو الآخر، ودعاهم إلى الاستقالة بما يتيح ظهور بصيص أمل في النفق المظلم الذي أوصلوا لبنان إليه بسبب سياساتهم وجشعهم وحساباتهم الصغيرة، والأهم بفعل تملقهم واستسلامهم لقوى الأمر الواقع التي لا يهمها لبنان ولا مصلحة شعبه. ولعل آخر تجليات موقفها المتنكر للوطن وقيمه هو ما صدر عن المفتي قبلان، على أمل أن يكون الأخير" . ورأى أن "التصدي لمنطق السلاح المدعوم من الخارج لا يكون بالدعوات إلى تصغير لبنان أو تقسيمه، فقد جرب اللبنانيون مثل هذه المشاريع ورأوا النتيجة، خصوصا أن الخلاف الرئيسي بين قوى الأمر الواقع وسائر اللبنانيين يتمحور على السياسة الخارجية والاستراتيجية الدفاعية، وسيبقون مختلفين عليهما مهما كان شكل الدولة". واكد "تمسكه بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات المجتمع الدولي والقمم العربية سبيلا وحيدا للانقاذ وحماية لبنان وشعبه من الاحتلالات والانقسامات وأخطار الحروب"، متمنيا "عودة رافضي هذه الثوابت إلى رشدهم قبل فوات الأوان وانهيار الوضع على الجميع" .

وحيا "اللقاء" في ذكرى 25 أيار "نضالات اللبنانيين على تنوع انتماءاتهم من أجل الحرية والاستقلال والحياة الكريمة، وتشبثهم بوطنهم الذي دفعوا في سبيله أغلى التضحيات من جيل إلى جيل". مؤكدا أن "قدر جميع الذين احتلوا هذه البلاد على مر التاريخ هو الاندحار"، آملا "زوال الإحتلال الإيراني، فلا يبقى منه سوى لوحة على نهر الكلب".

 

جعجع: نرفض المؤتمر التأسيسي ولا يلعبن أحد باتفاق الطائف طالما معادلة جيش وشعب ومقاومة مستمرة طالما الفساد متواصل في لبنان

وطنية - الإثنين 25 أيار 2020

هنأ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع المسلمين في لبنان والعالم العربي، بمناسبة عيد الفطر المبارك، طالبا "من الرب أن يكون العيد المقبل أفضل، ونكون قد انتهينا من فيروس كورونا الطبي، ولربما من كورونا السياسية المتحكمة بنا".

كلام جعجع جاء في تصريح، عقب انتهاء اجتماع تكتل "الجمهورية القوية"، الذي عقد برئاسته في المقر العام لحزب "القوات اللبنانية" في معراب، وفي حضور: النائب السابق لرئيس الحكومة غسان حاصباني، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، عماد واكيم، وهبي قاطيشا، فادي سعد، أنطوان حبشي، شوقي الدكاش، جوزيف إسحق، ماجد إدي أبي اللمع، زياد حواط، أنيس نصار، وجان طالوزيان، أمين سر التكتل النائب السابق فادي كرم، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور وعضو الهيئة التنفيذية إيلي براغيد.

وفند جعجع التطورات الأخيرة، مشيرا إلى النقطة الأولى، التي حصلت في الأيام الأخيرة، معتبرا أنه "على الرغم من المأساة والمعاناة اللتين يعيشانهما الشعب اللبناني، تفاجأنا ببعض الطروحات الفكرية من أحدهم في ندوات معينة، فدخلنا في سجالات طويلة عريضة، لم نعلم كيف وأين تنتهي، ولا تزال حتى اليوم، وهي طروحات، كان لبنان يتجنبها في عز أيامه، فكيف هو الحال اليوم ونحن نعيش هذه المرحلة".

وتأسف جعجع، في النقطة الثانية، "على بعض الأشخاص وأصحاب الوقار والجلالة، الذين طرحوا هذه المسائل في الوقت، الذي نحن فيه بغير وارد الدخول بها على الإطلاق، مثلا لمن يقولون نحن ضد كل تجزئة وكل تقسيم، وجميعنا ضد كل تجزئة وكل تقسيم، لكن أول خطوة على طريق منع أي تجزئة وأي تقسيم تكمن في إعادة الاعتبار للدولة اللبنانية، ووضع كل السلاح بيد الجيش اللبناني، وإعادة القرار الاستراتيجي للدولة اللبنانية. هذا القرار الفعلي لمنع أي تجزئة وأي تقسيم".

وقال: "كما سمعنا أن الصيغة اللبنانية ماتت، لا يا أخوان، الصيغة اللبنانية يستحيل أن تموت لسبب بسيط، لأنه في اللحظة التي تموت فيها الصيغة اللبنانية يموت لبنان. كما يتم التطرق أيضا إلى موضوع شائك، خصوصا في العشرة والخمسة عشرة سنة الأخيرة، هو العلاقة مع نظام بشار الأسد، ويطرحه البعض باعتبار أن الشقيقة سوريا العروبة"، سائلا: "أين سوريا العروبة؟ أي سوريا عروبة وأي سوريا شقيقة؟ أي شقيقة هذه التي ترسل لك سيارتين مفخختين على مسجدين راح ضحيتهما عشرات القتلى ومئات الجرحى، وهذه الجريمة مثبتة لدى القضاء والأمن، وبالتالي لا وجود لسوريا عربية وشقيقة، جل ما يوجد اليوم، سوريا في وضعها الحالي، وهو مأساوي أكثر من وضع لبنان، ومن جملة هذا الوضع نظام بشار الأسد".

أضاف: "البعض يذهب ويعود ويريدنا أن نتفاهم مع نظام بشار الأسد، لكن على ماذا سنتفاهم؟ لطالما عرف هذا النظام بغشه وكذبه وغير صادق بشيء، عدا أنه يحاول تأمين مصلحته، حتى لو تحت سابع أرض على حساب الآخرين، أضف إلى الاقتصاد المنهار في سوريا، وأين السياسة في سوريا، فضلا عن أي علاقة مع نظام الأسد حاليا، لا فائدة منها، ستكلفنا، مئة أضعاف مما لا يمكن تحصيله من هذا النظام، وأساسا لا يمكن تحصيل شيء منه، وبالتالي يدعونا إلى عملية مكلفة جدا على الشعب اللبناني وستزيد مصيبة على مصائبنا من دون أي فائدة ذكر".

وانتقل إلى النقطة الرابعة، موضحا أن "البعض يذكرنا، ونحن نحاول النسيان لكي نركز على أوضاعنا المعيشية والمالية والاقتصادية، بالمعادلة الميثاقية، جيش وشعب ومقاومة. هنا، وللتاريخ، لا شيء أوصل لبنان إلى ما هو عليه اليوم إلا هذه المعادلة الميثاقية، لسبب بسيط، ألا وهو أن هناك جماعة ما كانت تمكنت من الاستمرار لولا تحالفات على الشمال واليمين مع أكثر الناس فسادا في البلد، مما أدى بنا إلى ما نحن عليه. بكل بساطة، طالما أن هذه المعادلة مستمرة طالما أن الفساد متواصل في لبنان. الكل يعلم وتحت ضوء الشمس كيف تحدث الأمور. وأي أمل للخروج من الوضع الذي نعيشه يستوجب معادلة أخرى وهي شعب وجيش ودولة، ويجب الانتقال إليها فورا لأنها الوحيدة القادرة على انتشالنا".

وقال: "لم أرغب في التطرق إلى كل هذه الأمور، لكن للأسف، هناك من يعتقد أنه لم يعد هناك أناس في لبنان، أو لا أحد يسمع أو يفهم، فيطرح الأمور على سجيته، لا يا أخوان، هناك أناس في لبنان، وسيبقى، وأناس أحرار ولديهم آراء مختلفة جدا عما هو مطروح في هذا السياق"، متمنيا على "الجميع الخروج من هذه السجالات في الوقت الحاضر، لأنه صراحة للي فينا بيكفينا".

وفي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية والاجتماعية، رأى أننا "نعيش مأساة كل يوم، ولا يظنن أحد أنه لا يمكننا الخروج منها، بل كل إمكانيات الخروج من هذا الواقع متوفرة، لكنه يتوجب عليها المرور بطريق واحدة لا عشرة، يعني أن ورش العمل لا تخرجنا من الضائقة، ولا التمنيات ولا الطروحات ولا الشعارات، والدراسات. كل الطروحات والدراسات والخطط التي نقرأها، موجودة في كل البيانات للحكومات المتعاقبة منذ العام 2005 لغاية اليوم، كما نقرأها في كل فذلكات الموازنة منذ 10 و15 عاما لغاية اليوم. هذا الكلام ليس جديدا، وسمعناه كثيرا، وبالتالي الطريق للانقاذ والخروج أوجزها بكلمة سحرية واحدة هي الإصلاحات. الإصلاحات ثم الإصلاحات ثم الإصلاحات، وعندما نقول الإصلاحات، لا يعني التمني والوعود بالإصلاحات. منذ ثلاثين عاما ونحن نسمع الطروحات ذاتها في الوقت، الذي لم يتحقق أي شيء منها، أول خطوة مطلوبة للأسف لم تقم بها الحكومة الحالية لغاية اللحظة تكمن في تطبيق هذه الإصلاحات فعليا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، سأعيد طرح بعضها والتي يمكن تطبيقها في أسبوع، وأكرر وأؤكد، إذا لم يتم تنفيذ هذه الإصلاحات لن يتغير شيء، والوضع سيتدهور من سيئ إلى أسوأ".

ونبه "إياكم الاعتقاد أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ستجلب لنا المن والسلوى، لا بل في تقديري لن يخرج عن المفاوضات أي شيء، إذا لم نبدأ بإصلاحات فعلية. مثلا، كم مرة تحدثنا عن تخفيض حجم القطاع العام في لبنان، وكأول خطوة نحن لن نطالب بتخفيض حجم القطاع، نطالب بإقالة الموظفين غير القانونيين وغير الشرعيين. اعتقدت في البداية أن الأمر يقتصر على 5300 موظف غير قانوني بعد قانون سلسلة الرتب والرواتب العام 2017، لكن بعد الغوص في الدراسة تبين أن هناك 30 ألف موظف، قبل قانون السلسلة، غير قانونيين، ولا يصلح عليهم التوصيف الوظيفي، وغير مؤهلين لشروط الملاكات التي يعملون فيها".

وأوضح أن "هناك تقريرا للجنة المال والموازنة موجود في الأمانة العامة لمجلس النواب، إذا لم ترد الحكومة الاطلاع عليه، فعلى ماذا ستطلع إذا؟ نفاوض شركات دولية للقيام بدراسات، يريدون درس ماذا؟ في هذه اللحظة، هناك 35 ألف موظف غير قانونيين يمكن البدء بهم قبل التشحيل من القطاع العام. خذوا قرارا بهم حتى نصدق واللبنانيون وبقية العالم أن هناك عملا جديا مختلفا عما كان يحصل في السابق، ماذا، وإلا لن يلتفت إلينا أحد، ونحن لن نلتفت إلى أنفسنا ولن يتمكن أحد من القيام بشيء".

وفي ما يتعلق بالمعابر غير الشرعية، قال: "كنا نعتقد أن المعابر غير الشرعية كناية عن 3 أو 4 مهربين، كما يحاول البعض تصوريهم، أو 7 و8 و10 مهربين مقابل خسارة 100 و200 مليون دولار سنويا. لكن في الحقيقة، تبين أن هناك معابر غير شرعية رسمية أكثر بكثير من المعابر الشرعية الرسمية، قد يكون هناك معبر واحد من جهة الشرق، لكن هناك 20 معبر رسمي يعني أنه تمر من خلالها شاحنات وسيارات وبضائع، ومازوت وطحين، والخسائر المباشرة بين 700 و800 مليون دولار سنويا. لماذا نتفاوض مع صندوق النقد الولي وبإمكان هذا البند وحده بهذا المبلغ والتقدير بالحد الأدنى بوصوله إلى المليار دولار خسائر مباشرة سنويا، بالإضافة إلى 4 مليارات دولار استنزاف لاحتياطي مصرف لبنان، أو ما تبقى من الاحتياطي في مصرف لبنان من العملات الأجنبية؟ وكل ذلك من أجل التهريب إلى سوريا. إذا لم تتمكن أي حكومة من وقف عمليات التهريب، فإذا ماذا بإمكانها أن تفعل؟".

أضاف: "على عينك يا تاجر، وفي ظل هذا الكم من التهريب، لا تتمكن الحكومة من اتخاذ تدابير، من سيصدق لبنان؟ من سيصدق بعد اليوم أن هناك دولة في لبنان، لن يصدق أحد. نحنا ولاد البلد، بدنا نبقى مصدقين إلى أبد الآبدين، وبدنا نضل نمشي لو حتى عالجنط، بس ما تطلبوا من دول العالم تصدق أنو في دولة في لبنان. معابير غير شرعية بهذا الحجم، وقد تصل إلى حركة التجارة غير الشرعية أكبر من حركة التجارة الشرعية، ويدفنون رؤوسهم في الرمل بعبارة لا يستطيع الجيش القيام بهذه المهمة. لا تكذبوا على الناس، الجيش بيقدر ونص، القصة بدا قرار. يحاولون جعل الناس تعتقد أن لدينا حدود بمساحة 3000 كيلومتر مثل مصر وليبيا أو مصر والسودان، الله لا يكسر حدا، كلها على بعضها 40 أو 50 كيلومتر حيث تتمركز المعابر غير الشرعية، وباستطاعة طائرة الهليكوبتر أن ترصدها مئة مرة في اليوم. بيت القصيد، لا يريدون إقفال المعابر غير الشرعية، لأن المستفيدين منها أحزاب وأفراد وجماعة بشار الأسد، أين مهمة الحكومة؟ مهمتها تقتضي بإقفالها فقط. هذه أمثلة وضعتها لأقول إن هناك عددا من الإصلاحات يمكن القيام بها فورا، وفي جلسة واحدة لمجلس الوزراء يمكن اتخاذ القرار، والمباشرة غدا".

في ملف الكهرباء، قال: "لفت الحكومة عدة لفات حتى عادت في الجلسة الأخيرة إلى تكليف وزير الطاقة للتفاوض مع الشركات لبناء المعامل، وهذا الوضع على ما هو عليه منذ عشرة سنوات، أي أن وزير الطاقة مكلف بالتفاوض مع الشركات، ولغاية اليوم، لا بناء للمعامل، ولا نزال نستأجر البواخر التركية. وأشارطكم، سنبقى عاما و2 وثلاثة نتفاوض. هناك أمر لا أفهمه، عرض بحوالي مليار دولار وأكثر، هذه المناقصة لماذا لم تطرحها الحكومة بجلسة علنية وبطريقة شفافة؟ ولماذا لم ترسل إلى إدارة المناقصات؟ خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن دفتر الشروط منذ العام 2019، وفقا لوزيرة الطاقة السابقة، جاهز. إذا، لماذا نتصرف بهذه الطريقة؟ لا أحد يعلم. كيف تريدوننا أن نصدق والعالم يصدق أن هناك دولة جدية في لبنان؟ مخالفات بهذا الحجم، وما سميناه من ملفات حجمها بين 4 و4 مليارات دولار سنويا، لماذا نتجه إلى صندوق النقد الدولي ونحن قادرون ببعض التدابير، وخلال ستة أشهر نبدأ بحصاد ثمار أيدينا وعملنا الجدي بتوفير هذا الكم من المبالغ على الدولة اللبنانية؟".

وفي ما يتعلق بملف الجمارك، أوضح "عندما نتحدث إليهم في ملف الجمارك يجيبون أنهم يحضرون اقتراح قانون، لا شيء يحتاج إلى اقتراح في هذا الملف، وكل القوانين موجودة، لكن هناك سوء تنفيذ، وكل ما تتطلبه إدارة الجمارك كناية عن 3 موظفين فوق و1 تحت، بادروا إلى استبدالهم بموظفين نظيفي الكف، وبهذه الطريقة يتم إصلاح ملف الجمارك. وينسحب الأمر ذاته على التحصيل الضريبي، قوموا بتغيير من يحصلون الضرائب منذ عشر سنوات لغاية اليوم، في الوزارات التي تعهدت بمنع الفساد، ومن هنا يبدأ التحصيل الضريبي بالتحسن".

وقال: "صراحة، لم نر شيئا من كل ذلك، وطالما أننا لن نرى شيئا منه، طالما لا أمل بأي انقاذ، لأن الأخير لا يحصل من خلال ورش العمل، والخطط الورقية، وهذا ليس بيت القصيد، إنما بيت القصيد يكمن في أنه يجب إثبات أنه أصبح هناك دولة في لبنان، وهذه الدولة تفرض سلطتها أقله في المرحلة الأولى في الشؤون الاقتصادية والمالية وكل ما ذكرناه".

أضاف: "لا يقتصر الأمر على عدم الجدية، إنما أيضا يقومون ببعض الخطوات لإضاعة الناس، مثلا ملف الفيول المغشوش، وما حصل لغاية اليوم جيد، لكن تبين من خلال التطورات أن هناك منظومة فساد طويلة عريضة تبدأ بالعقد مع شركة سوناطراك، الذي تحيطه السرية، وكأنه عقد قنبلة ذرية، أو أسلحة غير معروفة في العالم والحكومتان اللبنانية والجزائرية متفقتان عليها! أبدا، ولنعلم أن العقد مع شركة سوناطراك الفرعية لا الأساسية، ولم أفهم لغاية اليوم لماذا عقد الفيول لا يتم من قبل الدولة اللبنانية أو وزارة الطاقة وهي الجهة المخولة وشركة سوناطراك الأساسية؟ لماذا مع شركة فرعية؟ لأنه منذ إبرام العقد والقبضايات حاسبين حسابهم".

وتابع: "طبيعة العقد ككل، بداية الفساد، إضافة إلى أن العقد ليس لمصلحة الدولة اللبنانية. لماذا نبرم عقدا ليس لمصلحة الدولة اللبنانية؟ فضلا عن منظومة فساد في إطار وزارة الطاقة، علمنا أين تبدأ ولم نعلم أين تنتهي. هل سيقنعني أحد أن كل منظومة هذا الفساد في وزارة الطاقة، وكل العقد وطبيعته، لم يتمكن أحد من وزراء الطاقة المتعاقبين أن يتابع الملف ولا يعلم بمضمونه؟ هذه بحد ذاتها جريمة. إذا كان هذا الأمر صحيحا، لكنه غير صحيح. وبالتالي، إذا أردنا أن نكمل بالملف يجب إكماله حتى النهاية أي إلى بيت القصيد. اتهمنا بعض الموظفين والشركات، عظيم عظيم عظيم، لكن إذا كان الوزراء ذاتهم لا يزالون في المنصب، ويعمدون إلى الاتفاق مع شركات جديدة وموظفين جدد، سيعملون بالطريقة ذاتها. إذا، يجب التوجه إلى أصل المشكلة. وبالتالي المطلوب الذهاب بالملف حتى النهاية لا "الحركشة" فقط بالملف لنقول للناس إننا نكافح الفساد، إلا أننا في نهاية المطاف تركنا أصل المشكلة كما هو".

وأردف: "لا نقوم باستعراض هذه الملفات بغاية الإحباط وسواد القلب، إنما نستعرض من واقعنا ويجب معرفته كما هو، لا الاختباء خلف أصابعنا، لكن في الوقت عينه كل الواقع الذي نعيشه، لا يجب أن يجعلنا نيأس أو نحبط. نحن مقاومتنا كلبنانيين لغاية اللحظة، لا تزال قد الدني، كل ما هو مطلوب تغيير في إدارة الدولة، وقد تحدثنا في بعض الثوابت والأساسيات، لكن طالما أن الدولة غير موجودة فلا أمل. إذا لم يكن هناك دولة فعلية في لبنان بمعادلة فعلية كما هي دول العالم، أي شعب وجيش ودولة، عبثا المحاولة لأن لبنان يكمن بسياسته الداخلية والخارجية، والسياسة الداخلية يجب ألا تكون صورية، نصف قرارها عندها، والنصف الآخر لدى غيرها".

وأكد "نقول كل هذه الأمور، كي يكون لدينا تصميم أكبر وأكبر وإرادة أكبر وأكبر، ونعلي الصوت أكثر وأكثر، لنصل إلى التغيير المنشود. مصيرنا بأيدينا، وإذا لم يكن بأيدينا لغاية اللحظة، لأننا تركناه خارج أيدينا، وسلمناه إلى هذه المجموعات المتحكمة بنا اليوم. نريد استرجاع قرارنا ووضعه بأيدينا ونخطط لواقعنا ومستقبلنا". وردا على أسئلة الصحافيين، أجاب: "طالما هذه المجموعة حاكمة ولا تزال لا وجود للاصلاحات، وهي سبب البلاء، وهي تتحدث أكثر من غيرها بالإصلاحات. ما الذي يمنع حزب الله وجبران باسيل وجماعتهم من اتخاذ قرار بإقفال المعابر غير الشرعية، إذا فعلا يريدون الإصلاحات؟ يعطون ألف سبب وسبب لعدم إقفالها إلا أنها حجج لا أسباب". وقال: "وضعنا كل هذه الأمور التي تتحدث عن الفدرالية وغيرها من الطروحات جانبا، انطلاقا من أولوية المرحلة، التي تكمن بالملف الاقتصادي المعيشي، ولا يفتح أحد علينا الباب، فلدينا الكثير في هذا المجال. كل ما أدعو إليه أن نترك كل هذه الأمور جانبا، لأننا إذا أردنا أن نبدأ في هذا المجال، يجب أن نبدأ بإعادة الاعتبار للدولة، هذه الخطوة الأولى، ويريدوننا أن نبدأ من هنا سنبدأ".

أضاف: "سنصل إلى الانتخابات النيابية أو مبكرة (وهذا ما نتمناه) أو في موعدها، وسنصل إلى المكان الذي سنأخذ به أنفسنا إليه، الإصلاح بيد الشعب اللبناني ولا نتأمل بالنخب الموجودة، أي الأحزاب السياسية المتحكمة في الوقت الحاضر. ويجب أن نحدد في الانتخابات ماذا نريد، وما قبل الانتخابات يجب أن نقول ماذا نريد". وأكد رفضه كليا "للمؤتمر التأسيسي، ولا يلعبن أحد باتفاق الطائف، لأن أي لعب باتفاق الطائف لن يحمد عقباه، لأن لا أحد يعلم كيف يتجه الوضع، ما أعلمه أنه لا ينبغي فتح هذه الملفات في الوقت الحاضر، لأن لدينا أولويات أهم بكثير، خلي يضل لبنانيين قبل ما نفكر أي نظام نريد اعتماده".

ولفت إلى أنه "كلما طرح موضوع المعابر غير الشرعية، تحصل بعض التحركات والحركات بإقفال بعضها، الأمر لا يحتاج إلى كل ذلك، كأن نضع حبة أسبرين على مدى يومين وبيمشي الحال، المطلوب غير ذلك كليا".

وفي ما خص شعار "كلن يعني كلن"، قال: "كل واحد حر برأيه، فلينتخبوا من يريدون، المهم ينتخبوا".

وختم "نحاول قدر المستطاع العمل من أجل لبنان وسنبقى، واللبنانيون لا يتحركون إلا إذا أحسوا بالسخن، وأملي أن يتحركوا بالاتجاه المطلوب في الوقت المطلوب".

 

العسكريون المتقاعدون في التيار الوطني: مهما قصرت الدولة تبقى الضمانة الوحيدة للسلم الأهلي

وطنية - الإثنين 25 أيار 2020

استنكرت اللجنة المركزية للعسكريين المتقاعدين في "التيار الوطني الحر" برئاسة العميد المتقاعد نزيه الحداري، خلال لقائها الدوري "استمرار البعض في التصويب على موقع رئاسة الجمهورية وعلى الحكومة، على الرغم من الجهود المبذولة لمعالجة جائحة كورونا، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، والتي جاءت كنتيجة حتمية لاستباحة مؤسسات الدولة وتفشي الهدر والفساد خلال عقود من الزمن"، متمنية على الحكومة "المضي سريعا في الخطة الانقاذية، آخذة بالاعتبار الملاحظات المهمة التي قدمها رئيس التيار جبران باسيل في لقاء بعبدا".

وأكدت "وقوفها الثابت الى جانب الدولة برموزها ومؤسساتها الدستورية كافة، انطلاقا من أن الدولة مهما قصرت أو أخطأت أو كانت بحاجة الى مزيد من التنقية والإصلاح، تبقى الضمانة الوحيدة للحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وأي تفكير خارج هذا النطاق، يشكل مقامرة بالذات والوطن، لأنه سيعود بنا حتما الى حقبة الفوضى والفتن الداخلية، التي لا نزال ندفع أثمانها الباهظة حتى اليوم".

وذكرت "بعض أصوات النشاز من هنا وهناك، أنها لم تطلب إذنا من أحد لممارسة حقها المشروع والديموقراطي في العمل الوطني الشريف الذي كفله الدستور والقوانين المرعية الإجراء، وهي تفخر بأن يكون هذا العمل في إطار التيار الوطني الحر، الذي ولد من رحم مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء، ولم يشارك يوما في لعبة الاقتتال العبثي، بل كان ولا يزال في خط الدفاع الأول عن وحدة لبنان وسيادته واستقلاله، وهو اليوم يخوض أعتى معارك الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري في مواجهة القابضين على أعناق المواطنين وناهبي ثرواتهم وسالبي حقوقهم".

وناشدت اللجنة "الأخوة العسكريين المتقاعدين في مختلف المناطق، ضم الجهود معا في مسيرة الاصلاح والإنقاذ، والالتفاف حول الدولة ومؤسساتها الدستورية حفاظا على مصلحة الجميع"، مؤكدة أنها "ستبقى الصوت الصارخ في الدفاع عن حقوق العسكريين في الخدمة الفعلية والتقاعد، وعائلات شهدائهم وجرحاهم، ولن تقبل المس بهذة الحقوق تحت أي ظرف من الظروف، كما تؤكد أنها ستبقى الى جانب المؤسسة العسكرية الأم، سياج الوطن وضمانة أمنه واستقراره".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 25-26 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

ما يسمى “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين/الياس بجاني/25 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/75160/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%85%d9%89-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d9%83/

 

Hezbollah’s bogus Liberation & Resistance Day/Elias Bejjani/May 25/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/75168/elias-bejjani-hezbollahs-bogus-liberation-resistance-day-3/

 

اتيان صقر – أبو أرز: في الذكرى ال 20 على انسحاب جيش لبنان الجنوبي من وطنه فإن العبد لا يعفو عن الحرّ

26 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86536/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84-20-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%86/

بيان صادر عن حزب حرّاس الأرز – حركة القوميّة الّلبنانيّة

 

أدهم خنجر أحد رجال العصابات التي هاجمت عين إبل في الخامس من أيار 1920 والذي يحاول البعض أن يجعل منه أحد أبطال الاستقلال

الكولونيل شربل بركات/26 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86559/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%af%d9%87%d9%85-%d8%ae%d9%86%d8%ac%d8%b1-%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d8%b1%d8%ac%d8%a7/

 

حقيقة تحرير جنوب لبنان ليست رواية حزب الله… الأسد وعد بالسلام ونكث، العرب ضغطوا على أميركا وإسرائيل انسحبت وحزب الله انتقم

د. وليد فارس/انديبندت عربية/26 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86585/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%aa/

 

خرافات لبنانية حول أقوال كيسنجر على طريق الذوبان

د. وليد فارس/24 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86519/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3/

 

Letter to Mufti Qabalan/Elie Aoun: May 27/2020
 
أيلي عون: رسالة إلى المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/86580/elie-aounletter-to-mufti-qabalan-%d8%a3%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b9%d9%81/

 

لبنان في نادي الانقلابات العربية

سام منسى/الشرق الأوسط/ 26 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86553/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1/

 

سياسات النفوذ الشيعية من الحروب الاقليمية الى الحرب الاهلية

شارل الياس شرتوني/26 أيار/2020

*هذا الخطاب المتنامي في الاوساط الشيعية هو المرادف الايديولوجي “لدولة حزب الله” ومؤشر لسياسة انقلابية واضحة المعالم ولا داعي للتبصر في مدلولاتها.

نحن امام مرحلة نزاعية جديدة تقتضي المواجهة مع هذه السياسة الانقلابية في ظل انهيارات بنيوية عميمة انتجتها سياسات النفوذ الشيعية والسنية المتوالية على عقود ثلاثة

ان سياسة الابتزاز والارهاب المعنوي وما يرافقها من خرق مبرح لمفهوم السيادة الدولاتية، واستباحة امن وحقوق وحريات اللبنانيين هي امور مرفوضة ولن تمر، وهي برسم نبيه بري واحمد قبلان وحزب الله…،No pasarán .

http://eliasbejjaninews.com/archives/86556/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d9%88%d8%b0-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9-3/