المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may25.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/التاريخ لن يرحم لا عون ولا من تخلى عن القضية وولاه وانتقل معه من القاطع السيادي إلى قاطع الملالي

الياس بجاني/الثنائي الشيعي الإيراني والغارق في المذهبية والإيرنية والدكتاتورية يريد تغيير نظام لبنان..تصوروا ليصبح لا طائفي!!

الياس بجاني/ما يسمى “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني: التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمية والميليشياوية

فيما كان الإستاذ نبيه رئيس المجلس يهاجم السياديين والشرفاء الذين يطالبون بالفيدرالية ويبشر بالعفة الوطنية، كان الإستاذ الميليشياوي عن طريق شبيحته يعتدي بالضرب المبرح على الصحافي بشير أبو زيد.

الياس بجاني/محور الممانعة وحزب الله الإرهلبي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وانسانية وحقوق.

 

عناوين الأخبار اللبنانية

موقف العماد ميشال من ما يسمى زوراً “تحرير الجنوب” يوم كان لا يزال في القاطع السيادي واللبنانوي والإستقلالي. عنوان المقالة التي كتبها  في فرنسا في 27 أيار 2000 هو: “متى التحرير” مع ترجمة لها للإنكليزية

متى التحرير/بقلم العماد ميشال عون/النشرة اللبنانية/الجمعة 27/5/2000- العدد 150

لنتصور أن النبي موسى في لبنان/د. وليد فارس/24 أيار/2020

ليش السودان و مش لبنان/د. وليد فارس

في ذلك اليوم سوف تحتفل شعوب ودول الشرق الأوسط بيوم القدس/د. وليد فارس

إلى الشيخ أحمد قبلان: لو دامت لغيرك لما آلت اليك/عبدالله الخوري

كلّما زاد بطشهم وحاولوا إرجاعنا، زدنا عزيمة ورجعنا أقوى/بشير أبو زيد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/5/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الشرق الأوسط: لبنان يطبق استراتيجية إقفال بلدات تضم مصابين بالفيروس

"اذاعة الشرق" تطرد كبار مذيعيها... لهذا السبب!

الجيش اللبناني يفكك شبكة لتحويل الأموال إلى الخارج

ستيني لبناني تغلب على الفيروس: كأنني عدت من موت محتّم

المدن: الجيش لم يقفل المعابر غير الشرعية إلى سوريا

أزمة “حزب الله” و”العوني” تكبُر والمعارضة تُشكِّك في إجراءات مصرف لبنان والخطة الاقتصادية“ا

الكتائب”: مشروع “حزب الله” سقط وباسيل واجهة له

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الصين: بكين وواشنطن على حافة حرب باردة جديدة

واشنطن تضيف 33 شركة وكياناً صينياً إلى لائحة العقوبات بسبب انتهاك حقوق الإنسان والإضرار بالأمن القومي

ترمب قلق إزاء «تفاقم التدخل الأجنبي» في ليبيا وشدد في اتصال هاتفي مع إردوغان على ضرورة «التهدئة السريعة»

هل يُمثّل السقوط المحتمل لترهونة آخر فصول معركة طرابلس؟

رامي مخلوف يطالب أجهزة الأمن بالتوقف عن ملاحقة «الموالين الوطنيين»

العربي الجديد: واشنطن ترسخ وجودها في الرقة لقطع الطريق على موسكو

خامنئي يصف إسرائيل بـ”الورم” وتل أبيب: جاهزون لأي تهديد

ناقلات الوقود لفنزويلا تقترب من الكاريبي... وأدلة جديدة حول إسقاط الطائرة الأوكرانية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بعد خطبة الشيخ قبلان لا بد من القول/سيمون ابوفاضل

الفيدرالية “شيطان رجيم”.. أنتم أهلُ ذمّة/طوني بولس/صوت بيروت

عون ونصرالله.... ثالثهما الفساد/ميشال نصر /"ليبانون ديبايت

من الأرشيف/الذكرى العاشرة للانسحاب من الجنوب/الكولونيل شربل بركات

لا نريد أن نصلّي في القدس... نريد كهرباء لبشير/محمد بركات/أساس ميديا

سرّ جبران باسيل/نديم قطيش/اساس ميديا

التكنوقراطية إن حكت: مشروعية إنجاز لا شيء/وسام سعادة /اساس ميديا

عن الـ "update" بين حزب الله وباسيل/صفاء درويش/ليبانون ديبايت

حزب الله والعونيون: إفلات الغرائز الطائفية بشيوخها ومطارنتها/منير الربيع/المدن

دياب.. هل بدأت تركتُك الآن/عصام الجردي/المدن

بشهادة موسى الصدر، في عيد الفطر... خامنئي يلعب دفاع يمين متطرّف بين السّنّة والشيعة بإيعاز من نصر الله/ربيع خضر طليس/لبنان الجديد

لماذا يزدهر اليوم هذا الكذب على الفلسطينيّين وباسم فلسطين؟/حازم صاغية/الشرق الأوسط

الغزو التركي لليبيا/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان: أن أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضا مرحلة وانتهت

الراعي ترأس قداس الأحد وهنأ بالفطر: كيف نطرق أبواب العالم لإنقاذ لبنان وهو عديم الاستقرار أمنيا وسياسيا؟

شيخ العقل في خطبة الفطر: لإصلاح جذري واستقلالية القضاء ومنع الغلاء وتنظيم سعر الصرف

المفتي دريان في صلاة العيد بحضور دياب: نرفض الإخلال بالدستور وتهميش رئاسة الحكومة والفساد لا يكافح إلا في القضاء فأين التشكيلات؟

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من20حتى28/كَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين. فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع». فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع. فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة. مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

التاريخ لن يرحم لا عون ولا من تخلى عن القضية وولاه وانتقل معه من القاطع السيادي إلى قاطع الملالي

الياس بجاني/24 أيار/2020

نرى ومعنا كثر أن زواج المتعة بين تيار عون وحزب الله قد حقق للحزب أهدافه في حين طلع تيار عون ع فافشوش وع كرسي مخلع وفقد ذاته وتعرى

 

الثنائي الشيعي الإيراني والغارق في املذهبية والإيرنية والطتاورية يريد تغيير نظام لبنان..تصوروا ليصبح لا طائفي!!

الياس بجاني/24 أيار/2020

صدق أو لا تصدق: ملوك الطائفية والمذهبية واعداء لبنان السيادة والكيان والإنسان يطالبون بإسقاط الصيغة لصالح دولة لا طائفية

 

ما يسمى “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/25 أيار/2020

بداية فإن حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء.

في حين أن كل الحقائق المأساوية التي يعيشها اللبناني في وطنه المحتل تؤكد بأن حزب الله هو جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره.

فحزب الله ليس مقاوماً، ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة خدمة لمشروع إيران التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الواهم.

عملياً، حزب الله هو تنّين إيراني ملالوي يقضم ويفترس ويهمش “ويفرسن” مؤسسات الدولة اللبنانية، والنظام اللبناني، والثقافة اللبنانية، ونمط حياة اللبنانيين، ويضطهد وينكل ويغتال الأحرار والسياديين المعارضين لاحتلاله ومشروعه، بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام بمفهوم ووجدان السياديين والاستقلاليين في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

من هنا فإن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي احتفالات مسرحية مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية.

فإن حزب الله الذي زوراً يدعي الانتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو تنظيم إرهابي وملالوي 100% وشريك لنظام الأسد الكيماوي في جريمة تشريد وقتل واهنة الشعب السوري.

حزب الله الملالوي والإرهابي يعمل ضد لبنان واللبنانيين، وضد العرب وكل الدول العربية. وهو جيش تستعمله إيران لتقويض العديد من الأنظمة العربية ونشر الفوضى والإجرام والمذهبية والفقر فيها، كما هو حال وضعيته الراهنة المفضوحة في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة وليبيا..

كما أن حزب الله شوه سمعة لبنان واللبنانيين دولياً وإقليمياً كونه يقوم بعمليات إرهابية وإجرامية في العديد من دول العالم خدمة للنظام الملالوي الإيراني، إضافة إلى انخراطه وخدمة لنظام الملالي أيضاً بعمليات تبيض أموال وتهريب مخدرات وأسلحة في العشرات من الدول.

هذا العيد “الكذبة والإهانة”.. “عيد تحرير الجنوب” كان فرضه على لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وهو مستمر بقتل أبناء شعبه وتهجيره وتدمير مدنه وبلداته وضبه بالأسلحة الكيماوية.

الآن، وبعد انكشاف فارسية ومذهبية وإجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو إنسانية، فإنه من الحق والعدل والواجب إنهاء فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” وشطبه من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية…

ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، “حرب لو كنت أعلم”، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله..

وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008…

وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات “وحدة المسار والمصير”…

وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية…

من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو لبناني أو عربي أو حزب تحرير ومقاومة..

إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل لبنان وتقيم فيه مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.

نحن بصدق نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية.

مطلوب من حكام لبنان وأحزابه والرسميين ومن كل أفراد الشعب اللبناني السيادي والكياني الشهادة للحق والإعلان بصوت عال بأن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته واحتلاله وحروبه ومشروعه الملالوي ، كما أن الاستقلال اللبناني لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والافتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق.

باختصار أكثر من مفيد فإن ما يسمى “عيد التحرير” هو كذبة كبيرة وبالتالي مطلوب شطبه من السجلات الرسمية ومن ذاكرة لبنان واللبنانيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني: التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمية والميليشياوية/فيما كان الإستاذ نبيه رئيس المجلس يهاجم السياديين والشرفاء الذين يطالبون بالفيدرالية ويبشر بالعفة الوطنية، كان الإستاذ الميليشياوي عن طريق شبيحته يعتدي بالضرب المبرح على الصحافي بشير أبو زيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/86482/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b2%d9%8a/

التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمعية والميليشياوية

الياس بجاني/24 أيار/2020

في حين كان بغضب  واستعلاء ونفخة صدر الإستاذ نبيه بري رئيس المجلس النيابي يبشر بالعفة الوطنية ويلقي المواعظ الأخلاقية والوحدوية ويهاجم ويهين ويخون الشرفاء والسياديين والاستقلاليين الذي يطالبون بالكونفدرالية المعمول بها بنجاح كبير في معظم دول العالم، (تصريحه وكلامه ومواعظه في العفة في أسفل)، كان الإستاذ نبيه بري الميليشياوي والدكتاتور والقامع للحريات والرافض لأي انتقاد لشخصه أو لحركة أمل التي يملكها، كان عن طريق شبيحته المعسكرين والمسلحين يعتدي بالضرب والإهانات والتهديد على الصحافي بشير أبو زيد وذلك على خلفية بوست كتبه على الفايسبوك يتعلق بانقطاع الكهرباء، إذ قال: “اطفوا قدّام بيت نبيه برّي وضوّوا بيوت الناس”. بري الميليشياوي وعن طريق فرقة من شبيحته وزعرانه قام بتأديب بشير ضرباً ورفساً وتهديداً وكاد يخطفه. هذه الممارسات مستنكرة ولا تليق بلبنان ولا بشعبه المتحضر والعاشق للحريات ولقبول الرأي الآخر المختلف. يشار هنا أن ميليشيا حركة أمل التي يملكها الأستاذ هي متخصصة بالتشبيح  وبقمع الحريات، ولنا بما قامت به في محيط مجلس النواب ضد الثوار السلميين خير مثال. بالطبع سيمر الحادث كما مر ما سبقه لأن الشبيحة مدعومين وينفذون أوامر الإستاذ.. فبؤس هكذا مسؤولين وألف بؤس بهكذا أحزاب هي عبارة عن مافيات وقطاع طرق وزعران.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

محور الممانعة وحزب الله الإرهابي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وإنسانية وحقوق.

الياس بجاني/23 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86437/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b9%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84/

دون ذمية أو مواربة فإن محور نفاق ودجل ما يسمى مقاومة وممانعة الذي اخترعه الملالي خدمة لمشروعهم التوسعي والمذهبي والدكتاتوري والإرهابي يستعمل رايات تحرير القديس ويومها ورمي اليهود في البحر للنفاق والدجل.

فلسطين في ثقافتهم المرّيضة والواهمة هي سلعة تجارية لا أكثر ولا أقل.

واقعاً وعملياً وفي جرة للحقائق الملموسة فإن النظام الملالوي يعود بمفاهيمه الشاذة والمعاقة والموروبة والبالية واللاانسانية إلى ما قبل أزمنة القرون الحجرية.

هذا نظلم يرفع رايات تحرير القدس ويحتفل في يومها سنوياً، فيما هو عملياً وفي العديد من الدول العربية مباشرة ومواربة عن طريق أذرعته الطروادية من مثل حزب الله يفكك ويحارب معظم الدول العربية وينتهك سيادتها واستقلالها ويقتل ويفقر ويهجر ويذل ويضطهد شعوبها…وأخر هم على قلب الملالي هي فلسطين وقدسها وشعبها.

ولنا خير مثال في هرطقات ونفاق هذا النظام المتفلت من  كل المعايير البشرية والقانونية والأخلاقية ما يرتكبه من إجرام غير مسبوق في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

يفاخر نصرالله ومعه الخامنئي وكل جوقة الملالي وأبواقهم وصنوجهم في لبنان وباقي دول المنطقة بأنهم منتصرون وأميركا وإسرائيل ودول الخليج والعربية التي تقف في وجه مشروعهم هي كلها مهزومة وخائفة وفي حالة ضياع.

هذه الإدعاءات “المسخرة” هي رزم من الجهل والغباء والأوهام والهلوسات التي لا يمكن أن تصدر عن قادة يحتكمون للعقل والمنطق والقدرات.

أنه فعلاً نظام ملالوي بالي ولا يقدم غير الموت والدماء والعداء وكل مركبات الحقد والضغينة والفتن والحروب العبثية.

 بالتأكيد العملي والمعاش على أرض الواقع هو نظام ضد الشعب اللبناني ويحتل لبنان وقد أعاده إلى القرون الحجرية.

وهو عدو الشعب السوري ويساند الجزار الأسد البراميلي والكيماوي.

وضد الشعب العراقي وهو تقريباً يحتل كل العراق ويسرق ثرواته وينشر ميليشاته الإرهابية في كل أرجائه.

إضافة إلى إجرامه وهمجيته المستمرين ببربرية في اليمن…

يبقى أن محور النفاق “المسمى محور الممانعة” زوراً هو محور شر ودمار وبربرية وإرهاب ومذهبية  وجنون عظمة ولا يريد أي شيء من إسرائيل إلا أن يستعملها كحجة فقط كفزعاة ومبرر لمشروعة المدمر.

وفي المحصلة فإن محور الممانعة وحزب الله الإرهابي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وإنسانية وحقوق.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

موقف العماد ميشال من ما يسمى زوراً “تحرير الجنوب” يوم كان لا يزال في القاطع السيادي واللبنانوي والإستقلالي. عنوان المقالة التي كتبها  في فرنسا في 27 أيار 2000 هو: “متى التحرير” مع ترجمة لها للإنكليزية

متى التحرير/بقلم العماد ميشال عون/النشرة اللبنانية/الجمعة 27/5/2000- العدد 150

When Is The Liberation?/By: General Michel Aoun/Translated by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/86458/%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%af-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%85%d9%89-%d8%b2%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%8b-%d8%aa%d8%ad%d8%b1/

 

من الأرشيف/متى التحرير

بقلم العماد ميشال عون/النشرة اللبنانية/الجمعة 27/5/2000- العدد 150

 اغتبطنا كثيراً عندما أكدت إسرائيل موعد انسحابها، لأن هذا الحدث يُخرج أحد اللاعبين من حلبة الصراع على لبنان، ودعونا الشعب اللبناني أن يشاركنا الفرحة بالحدث الآتي، ولكن الحكومة المزعومة، اعتبرت هذا الانسحاب فخاً أثار قلقها، وذهبت إلى حدّ اتهام المرحبين به بالعمالة لإسرائيل. أما اليوم فقد تجاوزت السلطات اللبنانية حدود الحدث بجعله تحريراً لجنوب لبنان، وتخطّت بذلك كل مفاهيم التحرير الحقيقية، وزوّرت جميع معانيه.

هذه الدولة التي جعلت من التناقض أسلوب حكم، وأصبحت تبرّر الشيء وعكسه في آن، تذهب بعيداً في التهريج لنفسها والترويج لعمالتها. فهل عاد الجنوب إلى لبنان، وتحت أي سيادة، كي تقام الأعياد وتقرع الطبول؟

 بماذا تفتخر الدولة ومجتمعها المنافق بعد الانسحاب، وقد لجأ آلاف اللبنانيين الأبرياء إلى إسرائيل؟ لماذا خافت النساء وهربت الأمهات مع أطفالهن إلى المخيمات الإسرائيلية؟ أليس الذي حدث هو نتيجة خطابات "بقر البطون في الأسرة" على مرأى ومسمع من دولةٍ، تركض لاهثة وراء هذا الخطاب، لأنها عاجزة عن القيام بواجبها، فتتبناه بصمتها، متخلية عن جميع مسؤولياتها الأمنية والقضائية. وبأي صفة يُطمئن "رئيس الجمهورية" شعبه كي يعود إلى أرضه، وهو فاقد السيادة عليها، ويتميّز بغيابه الدائم عن ممارسة مسؤولياتها؟

 أين القضاء، أين قوى الأمن؟ أين الجيش، فإن لم تكن هذه المؤسسات قد أُعَِّدت لمثل هذه الظروف فلأي سبب قد وجدت إذاً؟ هل أصبحت كل هذه المؤسسات وسيلة لفرض سيادة الدولة والفكر الواحد على الجامعات لتحجيم الفكر الحر فقط؟

ماذا يعني العيد على أرض هُجِّر أهاليها؟ لقد قاتلوا ربع قرن من الزمن في عزلة موحشة فرضت عليهم كي يبقوا في أرضهم، عاشوا أمراً مفروضاً، وها هم يدفعون اليوم ثمن انسحاب لا رأي لهم فيه بعد أن دفعوا ثمن احتلال لا رأي لهم فيه أيضاً؟

على هذه الدولة "الكرتونية"، قبل أن تتّهم أياً كان من الجنوبيين، أن تعلن عن المبادرات التي أطلقتها خلال خمسة وعشرين عاماً لإنقاذهم ورفضوها، وبعد ذلك تستطيع أن تبدأ بمحاكمتهم، ولكن أن تأتي اليوم لتحاسب بروح ثأرية من استطاع البقاء في أرضه بعد هذا الزمن الطويل، فهذا ما يجب التوقف عنده قبل الإقدام عليه. أن نفرح بخروج الإسرائيلي، أو بطرده من الجنوب، فهذا شيء قد استحق، ولكن أن نعيّد لتحريره فهذا شيء مبكر، لأنه انضم إلى وطن ما زال فاقد السيادة. وعيد التحرير سيكون يوم جلاء جميع قوى الاحتلال عن أرضه، فيعود الاستقلال ومعه السيادة والحرية إلى ربوع الوطن. وفي ظل قضاء مستقل، سيد وحر، تجري التحقيقات، ويحاكم المجرمون وفقاً للقوانين ومبادئ العدالة، لأن ما نشهده اليوم في القضاء لا يتخطى الأعمال الثأرية، فهو انتقائي يفتقد إلى الشمولية والإنصاف.

وإلى أن يحين العيد الحقيقي، نرفض الاشتراك بأعياد التخدير، ونترك نشوتها للمدمنين على المخدرات.

 

لنتصور أن النبي موسى في لبنان!!

د. وليد فارس/24 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86509/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%84%d9%86%d8%aa%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d8%a3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86/

صعد النبي موسى الى الجبل في سيناء ليسأل الرب عن الوصايا وامضى اربعين يوما ليحصل على عشرة منهم.

وعندما نزل الى الوادي وجد العبرانيين قد بنوا معبد للالهة الوثنية ونبذوا اله ابراهيم ونسوا هويتهم وغيروا تاريخهم.

فغضب موسى وهزّ عصاه واعادهم الى صوابهم ومن ثم قادهم الى ارض الميعاد…

تصوروا لو كان النبي موسى يقود اللبنانيين وغاب ليس لاربعين يوما بل لثلاثين سنة وعاد ليشرح لهم طريق العودة الى ارض ميعادهم وهم قابعون عليها.

ماذا كان وجْد وماذا كان ليفعلوا؟

والله لكان وجد العديد من بينهم يحتفلون بيوم القدس صباحاً مع حزب الله، ويرقصون في السكايبار مساء،

واتهموا النبي موسى بانه صهيوني، وانه متعامل مع امريكا التي اتهمونها بانها باعتهم،

وان العالم متآمرضدهم،

وان زعمائهم دائما على حق،

وان الاسد وحزب الله يحمونهم من الدواعش

وانهم يعرفون كيف “يزبطون” الامور مع الحزب، فلا حاجة لامريكا ولاحد.

ويأتون سرا خلال الليل ويطالبونه بوضع سياسييهم على لائحة العقوبات والحصول على مساعدات مالية لانهم سرا مع امريكا وليس علناً،

واذا ممكن توظيف ولاد خيو بالسفارة،

وكمان اذا ممكن فيزا لافراد عائلتهم للشوبنغ..

وماذا كان فعل النبي موسى؟

اتصل بالله وقال له: “ربي خلّصني من هذه المهمة المستحيلة.

اللبنانيون اصعب من العبرانيين. طفّشوا جبران خليل جبران، وانا غير قادر على ارشادهم.

ارجوك عيّني نبي عند الاكراد، اسهل…”

**(رواية خيالية sarcastic)

 

ليش السودان و مش لبنان؟

د. وليد فارس/24 أيار/2020

قال لي بعض الاصدقاء من لبنان ان امريكا والمجتمع الدولي بدأوا باسترجاع بعض الاموال المسروقة  المهربة من حسابات النظام السوداني السابق وخاصة عمر البشير الموقوف.

وسألني الاصدقاء لماذا لا تقوم الولايات المتحدة بنفس الشيء بالنسبة للبنان وتعيد الموال المسروقة الى البلاد؟

قلت لهم هنالك على الاقل عشرة اسباب فوارق بين الوضع في السودان وفي لبنان. وسأشرحها مع الوقت. ولكن الم تنتبهوا للفرق الاول الواضح؟

قالوا ماذا؟

قلت لهم، الم تروا ان الجيش السوداني والحراك الشعبي انتفضوا على النظام وشكلوا سلطة مشتركة وتفاوضوا مع واشنطن لاستعادة الاموال؟

قالوا: اي والله صحيح.

قلت، هذا السبب الاول والكبير للتفسير، والباقي سيأتي.

 

في ذلك اليوم سوف تحتفل شعوب ودول الشرق الأوسط بيوم القدس

د. وليد فارس/24 أيار/2020

ستحتفل المنطقة بيوم القدس عندما يتحرر شعب إيران من الخمينية.

ويوم تتحرر الشعوب في سوريا والعراق واليمن ولبنان من الميليشيات.

ويوم يُطلق السلام الفلسطيني الإسرائيلي.

ويوم تكتمل إصلاحات المملكة العربية السعودية.

ويوم تنتصر مصر والإمارات وليبيا وعدن على الإرهاب.

ويوم  تتحرر تركيا وتونس من التطرف وتُحمى أقليات الشرق.

 

إلى الشيخ أحمد قبلان: لو دامت لغيرك لما آلت اليك

عبدالله الخوري/24 أيار/2020

ما اعلنه سماحة الشيخ احمد قبلان يحتّم نزع القفازات والتوضيح العلني لما يضمره سماحته من بواطن الامور،واهداف غير معلنة،بحيث غفل عنه تقديرا زمنيا بعيدا لسقوط صيغة 1943 واستبدالها باتفاق الطائف ، الدستور البدعة والمثلث الروؤس الذي اوقع "المارونية السياسية" بالضربة القاضية ونزل على مسلمي لبنان وشقيقتهم سوريا الاسد سلاما وبردا. اما اليوم لم يعد يتسع اتفاق الطائف لفائض قوة"الشيعية السياسية" ومعها الحرس الثوري الايراني وكل مقومات الامعان في تضئيل حضور الدولة المركزية واخفاء معالمها وتجفيف ضرعها ؛حتى وصلنا الى ما نحن عليه من افلاس وضمور اقتصادي واقصاء عن الحضور الاقليمي والدولي وادخال لبنان في ديجور المجهول وتحويله الى واحة للبداوة والتسول. تفضل انزع بندقيتك من زهنك وقارب المواضيع الكيانية بعيدا عن الفرض والاستعلاء لانها لو دامت لغيرك لما آلت اليك؛وبخاصة انكم مددتم ذراع الترهيب والترغيب على كافة الطوائف ونصبتم منهم شكلا اللاهثين الى السلطة من اقزام وفجار وقرمين الى المال والنفوذ؛ خلافا لزمن "المارونية السياسية" التي تجلت بتعاونها مع كبار الكبار من المسلمين آنذاك والزمن خير شاهد.

مهما عظمت التضحيات تبقى وليدة الرحم بمعادلة" اذا خيّرنا بين العيش المشترك والحرية لكانت الحرية حتما خيارنا"

 

كلّما زاد بطشهم وحاولوا إرجاعنا، زدنا عزيمة ورجعنا أقوى.

بشير أبو زيد/24 أيار/2020

أنا بخير، صحّتي جيّدة. شكرًا من القلب لكلّ من تضامن معي ودعمني إثر محاولة الخطف وعمليّة الاعتداء اللّتين تعرّضت لهما من قبل أنصار حركة أمل في كفررمان. لست الأوّل ولن أكون الأخير، ولكنّنا منذ ١٧ تشرين، نتشارك إرهاب الدّولة وعنف شبّيحتها، كلن يعني كلن. منذ ١٧ تشرين، بتضامننا، نحطّم صنم الخوف كلّما كسرنا حجرًا من أصنام مقدّساتهم الوهميّة، كلن يعني كلن. شكرًا، لأنّكم كنتم في وحشة الاعتداء مأمني. دعمكم كان عابرًا لعنفهم؛ به قاسمتموني الرّفسات، وخفّفتم عليّ وطأة الاعتداء. طريقنا طويل، وللحرّيّة ضريبة ندفعها للنّفَس الأخير. ونحن، نستمر معًا ونكمل نضالاتنا غير خائفين. نقاوم حتّى الحياة، حتّى نمارس حقّنا القانونيّ في حرّيّة التّعبير، حتّى نستردّ أمننا وننجح في بناء دولة مدنية تحمي كامل حقوق الإنسان والعيش الكريم. مستمرون وباقون، لنا نور الفكر، تاركين لهم ولأنذالهم من الحياة عتمتها، حيث يليق بهم أن يكونوا أبدًا.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/5/2020

وطنية/الأحد 24 أيار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

"اشتدي أزمة تنفرجي"، لا تطابق واقع اللبنانيين، فالأزمات تشتد بالجملة لكن الانفراجات غير منظورة. وبهذه الحال يعيد اللبنانيون عيد الفطر المبارك من دون بهجة، نتيجة انعدام الأحوال بسبب الضائقة الاقتصادية من جهة، وخوفا من جائحة كورونا من جهة أخرى، فخلا الكثير من المساجد من المصلين، ووصفت خطب العيد معاناة المواطنين غير القادرين على تأمين لقمة عيشهم. مفتي الجمهورية الذي أدى صلاة العيد في جامع محمد الأمين، بحضور رئيس الحكومة، رفض الإخلال بالدستور وتهميش رئاسة الحكومة، مشددا على أن الفساد لا يكافح إلا في القضاء، سائلا: أين التشكيلات القضائية.

وبعد عطلة الأعياد، تنتطلق جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي الأربعاء المقبل، وتستمر يومي الخميس والجمعة، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة ل"تلفزيون لبنان"، وأشارت إلى أن الأسبوع الذي سيليه سيشهد أيضا جولات تفاوض تتركز حول ورقة الحكومة، وسيتم التطرق إلى موضوع ال"كابيتال كونترول".

وبشأن فارق الأرقام بتقدير الخسائر، لفتت المصارد إلى أن هذه المسالة داخلية، ويجري العمل على توحيد الأرقام، ولكن أجواء التفاوض حتما إيجابية.

وفي السابع والعشرين من أيار، تاريخ تدخل مصرف لبنان لاتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية الليرة اللبنانية، توقعات بأن يساهم هذا الإجراء بلجم تفلت سعر الصرف بالتزامن مع إطلاق المنصة الالكترونية من قبل المصرف.

إلى ذلك، لبنان أمام محطة تشريعية الخميس، وفي سلمها قانون العفو وال"كابيتال كونترول". وقد علم "تلفزيون لبنان" أن كتلة "اللقاء الديمقراطي" ستلتئم غدا لتحديد موقفها بشأن المشاريع واقتراحات القوانين المدرجة، لاسيما ال"كابيتال كونترول"، بحيث توقع أحد أعضاء الكتلة أن يأخذ هذا البند نقاشا، لاسيما بوجود استثناءات، على أن تجتمع كتلة "التنمية والتحرير" الثلاثاء.

وفي قانون العفو، أوضح عضو هيئة مكتب المجلس النائب مروان حمادة، أن الخلاف يتمحور حول المبعدين أو الفارين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهل سيخضع من تعامل منهم للمحاكمة أو سيشمله العفو؟. وبحسب المعلومات، هذه النقطة شكلت ولا تزال عنوان خلاف جوهري قد ينسف القانون برمته. كما علم "تلفزيون لبنان أن الرئيس بري يضع ثقله لانجاز هذا القانون وإقراره. فيما توقع النائب نقولا نحاس، عضو كتلة "الوسط المستقل" أن يأخذ موضوع العفو نقاشا طويلا في الهيئة العامة. واستطرد ان تعقيدات العفو العام أبعد من أن تقتصر على فريق واحد، فكل فريق يملك مقاربة مختلفة لاسيما للفقرة السادسة من المادة الأولى من الاقتراح، والمطلوب اعتماد معيار موحد لمقاربة العفو العام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

كل عام وأنتم بخير.

البلاد في حال التقاط أنفاس تؤسس لهدوء على الجبهة السياسية، ببركة عيد الفطر المبارك الذي يتلاقى مع عيد المقاومة والتحرير العشرين. لكن العيد المبارك يحل هذه السنة وقت ينغرز خنجر الأزمة المعيشية والغلاء الفاحش، في خاصرة ونفوس المواطنين المغلوب على أمرهم، والذين جاء كورونا ليزيد طينهم بلة.

إنكفاء السياسة في عطلة العيد، لم يغيبها عن الخطب التي ألقاها رجال الدين، فكان تشديد على عدم الإخلال بالدستور، وتفعيل القضاء، والمضي بقانون العفو العام، ومعالجة أزمات الناس وقضاياهم، ومكافحة الفساد والمحاصصة والأزمات الاقتصادية والمالية والمصرفية.

في موازاة هدوء الجبهة السياسية، تظل الجبهة الصحية متحركة بقوة تفشي فيروس كورونا الذي سجلت آخر حصيلة يومية لضحاياه سبع عشرة إصابة. ومع استمرار فرض سياسة العزل على بعض القرى والبلدات والأحياء التي شكلت بؤرا للإصابات بالفيروس، أعلن اليوم عن ارتفاع عدد المصابين في احدى هذه البؤر، مجدل عنجر، إلى أربعين. فيما نقل الصليب الأحمر حوالى ثمانين حالة مشتبها بها من بؤرة أخرى، هي مبنى سكني في رأس النبع ببيروت.

ومن الواضح أن هذه الإصابات والحالات، مرتبطة بالتفلت من إجراءات الحماية المطلوبة، وهو تفلت سجلت نماذج منه في بعض المساجد صبيحة اليوم، فيما شهد بعضها الآخر التزاما جديا بالتدابير الوقائية من جانب المصلين.

وبين تفلت هنا والتزام هناك، كلام لوزير الصحة: قد نذهب إلى اقفال البلد بشكل كامل عندما يصبح عدد أسرة المصابين غير كاف. فهل يقرأ اللبنانيون مثل هذه التحذيرات قبل فوات الأوان؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كل عام وأنتم بخير، ليس بالأمر المشهود سابقا أن يمر عيد على اللبنانيين والعالم مثلما مر اليوم عيد الفطر. كورونا فرض ذلك بقوة، وبكل تسليم بأن الوقاية في هذه المناسبة يجب عدم الاستهتار بها ولا استغناء عنها.

عطلة العيد بدأت اليوم ولا خيار للأهالي إلا الالتزام بالاجراءات المتبعة غدا وبعده، والتجربة ستطول منعا للانزلاق إلى ما لا تحمد عقباه كورونيا، وسط استمرار عداد الإصابات بالازدياد يوميا، وانكشاف حالات مخالطة كثيرة، ناهيك عن الخوف والرعب الذي يضرب مناطق مختلفة ويربك أبناءها وبلدياتها بشكل كبير.

أصبح الصبر مطلوبا استراتيجيا، في مرحلة يحتاج فيها اللبناني للمس ما يعيد ثقته بدولته وأجهزتها، ويحفظ حقوقه من النهب والسرقة والتنمر أحيانا. في العيد اليوم، ضجت الخطب بالدعوات لصون حياة الناس، والبحث عمن أفقرهم وأخفى أموالهم وأتلف أعصابهم وخرب حياتهم وضرب مؤسسات وطنهم. وعن مسببي الانهيار الاقتصادي، سأل مفتي الجمهورية على مسمع رئيس الحكومة، واضعا القوى السياسية والبنك المركزي والمصارف في صدارة المسؤولين عن ذلك.

المسؤوليات الوطنية كثيرة، تتقدمها حماية البلد وصون كرامته وسيادته عند كل مفترق خطر، وأيضا حفظ انجازاته الكبرى التي كتب لبنان أقدسها بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة في الخامس والعشرين من أيار عام 2000.

عشية هذه الذكرى المجيدة التي بلغت العشرين من العمر، يتحلى لبنان بعنفوان مقاومة قل نظيرها، وجهوزية رادعة تحمي وتدافع وتساند، وتذكر العدو بأقسى الدروس والعبر وليس آخرها درس "أفيفيم".

درس صعب على الأميركيين، كتبه الإيرانيون والفنزويليون في مياه الكاريبي. ناقلات محملة بالنفط، وكثير من الرسائل في المعادلات والاستراتيجيا تحرج واشنطن، وتضيف إلى سجل دونالد ترامب صفعة كبيرة جدا في مسار عقوبات ادارته ضد الحليفتين طهران وكراكاس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يوما بعد يوم، يتأكد أن البلاد دخلت فترة سماح جديدة، تزامنا مع تواصل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ونظرا إلى فداحة الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية، إضافة إلى المسألة الصحية، وهو ما يفترض منطقيا أن ينعكس وعيا أكبر لدى القوى الداخلية، التي ستكون أول من يدفع الثمن في حال تأخر العلاج أكثر.

وفترة السماح هذه يستدل عليها من الآتي:

أولا، الغياب شبه الكامل للتحركات على الأرض، تزامنا مع تهدئة واضحة في التصعيد السياسي، ما خلا بعض التغريدات التي بات اللبنانيون لا يقرأون معظمها، و"العنتريات" التي لم يعد أحد "يقبضها جد"، فضلا عن الشائعات التي صارت "بايخة"، بفعل المضمون وكثرة التكرار.

ثانيا، الإحاطة الخارجية لعمل الحكومة، وهو ما يستشف من حركة السفراء من وإلى السرايا الحكومية، ولعل آخر ما سجل في هذا الإطار، اللقاء الذي جمع سفراء الدول المعنية بمؤتمر "سيدر"، والكلمات التي ألقيت في هذا السياق.

ثالثا، التفاتة الثقة من الداخل اللبناني إزاء الحكومة ورئيسها، اللذين يدرك الجميع أنهما لا يتحملان المسؤولية عن الوضع الذي نحن فيه، على رغم أن الجميع يحملهما مسؤولية الخروج منه. وفي هذا السياق، نال الرئيس حسان دياب اليوم جرعة دعم واضحة من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي لفت في خطبة عيد الفطر إلى أن الحكومة تعمل على مكافحة الفساد، واستعادة المال المنهوب، معتبرا أن هذا عمل يسجل لها وتشكر عليه، وعلى ما تقوم به من مجهود لصالح الوطن والشعب، متمنيا لها ولرئيسها التوفيق والنجاح، للنهوض بلبنان، والخروج به من أزماته المحدقة. وتوجه دريان إلى دياب بالمباشر قائلا: دولة الرئيس، أنت مؤتمن على مصالح الناس، وأنت مسؤول عن قضاياهم وحل أزماتهم، إنهم يعلقون أملهم عليك، فلا تخيب الأمل، والأمر لا يحتمل التأخير.

رابعا، المجهود السياسي والأمني الذي يصب في إطار إزالة الألغام التي اعترضت أخيرا وضع قطار الخروج من الأزمة على السكة التي تم إصلاحها، وفق تعبير رئيس الحكومة في الكلمة التي ألقاها في مناسبة مرور مئة يوم على نيل الحكومة الثقة. وفي هذا الإطار، برزت الجهود لتوحيد الأرقام التي التبست بين الحكومة والجهات المحلية الأخرى المعنية بالشأن المالي، وفي هذا السياق أيضا، لفتت مساعي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لإيجاد حل لمسألة المعابر والتهريب، مع بوادر إيجابية سجلت في هذا المجال.

خامسا، الاحتضان الكامل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمسار الإنقاذي، والتكريس الدائم لموقع رئاسة الجمهورية الجامع، بكون رئيس الجمهورية بمقتضى الدستور، رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، الذي يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه.

فمن هنا كانت المواكبة اليومية لمشروع الإنقاذ الاقتصادي والمالي، ومن هنا التشديد الدائم أمام المرجعيات الدولية على دور النزوح السوري في بلوغ الوضع الاقتصادي إلى ما وصل إليه، ومن هنا أيضا، وقبل كل شيء، الحرص على الميثاق والدستور.

ورئيس الجمهورية الذي أجرى اليوم سلسلة اتصالات معايدة، من مفتي الجمهورية ورئيس الحكومة، إلى جانب رؤساء الحكومة السابقين، مصمم وفق معلومات الـ OTV، على إعطاء إشارة جديدة إلى وجوب التمسك بعمل المؤسسات، وتطبيق البيان الوزاري. وفي هذا الإطار، تشير المعلومات إلى اتجاه رئاسي لاستخدام الصلاحية المنصوص عنها في المادة 56 من الدستور، لناحية حق رئيس الجمهورية بالطلب إلى مجلس الوزراء إعادة النظر في أي قرار من القرارات التي يتخذها المجلس خلال خمسة عشر يوما من تاريخ إيداعه رئاسة الجمهورية، وذلك لوضع حد نهائي لما يثار حول ملف الكهرباء وقضية معمل سلعاتا، التي يصر البعض على إدخالها في البازار السياسي، على رغم أن خلفيتها علمية، وهدفها تأمين الكهرباء 24 على 24.

وبناء عليه، الانظار في الساعات المقبلة مجددا إلى بعبدا، لرصد حركة المشاورات، وفي الايام المقبلة نحو مجلس الوزراء، ثم الجلسة التشريعية الخميس، وما أدرج على جدول أعمالها من قوانين ملحة، كمثل قانون ال"كابيتال كونترول" الذي حصل تفاهم حوله بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، أو تلك التي تتعلق بمكافحة الفساد، أو القوانين الإشكالية، كمثل قانون العفو العام، الذي يطرح حوله ألف سؤال وسؤال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كل عيد وأنتم بخير. وكاد العيد يمر بخير لولا القنبلة السياسية التي فجرها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان. قبلان تطرق إلى أمور خطيرة، وهو لم يكتف بالحاضر والماضي القريب، بل عاد مئة عام إلى الوراء. تحدث عن لبنان الكبير من دون أن يسميه، فاعتبر أنه انتهى وخصوصا بعد التسعينات من القرن الفائت.

ما قاله قبلان في هذا الصدد يفتقر إلى الدقة. فلبنان الكبير لم ينته، وإن كان تعرض ويتعرض لاهتزاز كبير منذ التسعينات نتيجة عاملين أساسيين: الاحتلال السوري الذي استمر من العام 1990 حتى ال 2005، ثم بروز وتنامي دويلة "حزب الله" ضمن الدولة اللبنانية من العام 2005 إلى اليوم. وبالتالي كان على قبلان ألا يكتفي بالتوصيف والتعميم، بل أن يحدد المسؤولية ويسمي المسؤولين. إن لبنان الكبير بحدوده الراهنة لم يسقط، ولن يسقط. لكن المطلوب أن يصبح دولة متكاملة، بسيادة غير منقوصة، والوسيلة لبلوغ ذلك: وجود قرار واحد في دولته هو قرار الشرعية اللبنانية، ووجود سلاح وحيد على أرضه هو سلاح الجيش اللبناني.

لكن الأخطر في خطبة قبلان هو قوله بصريح العبارة وبالفم الملآن: لا للطائف. ألا يعرف قبلان أن الطائف أصبح جزءا لا يتجزأ من الدستور اللبناني، وبالتالي فإن من يقول لا للطائف كأنه يقول لا للدستور؟. ومن يمكنه أن يلغي دستورا قبل أن يوضع دستور جديد؟. ثم لنفرض أن بعض اللبنانيين لا يريدون دستور الطائف، فهل من بديل اليوم؟. وهل يمكن في ظل الاهتزازات العميقة والصراعات الكبيرة في المنطقة، أن نتوصل إلى نظام سياسي جديد؟.

طبعا، مفهوم ما يريده الشيخ قبلان. إنه يريد نسف الطائف والصيغة اللبنانية لأخذ لبنان إلى مكان آخر، يرتكز، كما أفصح هو، على فتح خط رسمي مباشر مع دمشق، وعلى الانفتاح على كل الدول وخصوصا على أسواق الشرق. إنها النغمة ذاتها تتردد وتتكرر وإن بصيغ مختلفة، والمقصود بها تطبيع العلاقات مع سوريا وايران ومن يدور في فلكهما. لكن هل هذا حقا ما يريده اللبنانيون؟، وهل الانقاذ الاقتصادي والسياسي للبنان يكون بربط اقتصاده باقتصادات متعثرة ومفلسة، وبربط سياسته الخارجية بأنظمة شمولية مارقة ومرذولة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فطر سعيد... في أول أيام عيد الفطر، سجلت سلسلة من المفارقات، سواء على مستوى صلوات العيد أو على مستوى بعض المظاهر في العيد، أو على مستوى الرسائل والخطب التي يتوقع لها أن تثير ردود فعل متعددة.

في صلوات العيد، الرئيس حسان دياب صلى في جامع محمد الأمين، فيما الرئيس سعد الحريري صلى في مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة. في جامع محمد الأمين، المفتي عبد اللطيف دريان قال على مسمع الرئيس دياب: "نحن لا نقبل الإخلال بالدستور، ولا تهميش رئاسة الحكومة أو المس بصلاحيات رئيس الحكومة".

وفي مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة، الشيخ حسن مرعب المفتش العام المساعد للأوقاف الإسلامية، وعلى مسمع الرئيس الحريري قال: "ستبقى بيروت وفية لرفيق الحريري ولمن هو على نهج رفيق الحريري. لا يمكننا أن نتخلى عن رفيق الحريري ولا عن ابن رفيق الحريري".

الجامع المشترك بين الإحتفالين، غياب أو ندرة الحضور السياسي والنيابي والوزاري عن الصلاتين.

مفارقات صلاة العيد وازتها مفارقات في بعض الخطب، لعل أبرزها رسالة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي قال: "ما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضا مرحلة وانتهت".

المفتي قبلان، وإن كان على رأس أعلى مرجعية دينية رسمية للطائفة الشيعية في لبنان، فإنه لا يخرج عن عباءة الثنائي الشيعي أي الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله. فهل في إعلان أن ما قام به "أبوا الميثاق" إذا صح التعبير، مرحلة وانتهت، يعني إعطاء صفارة الإنطلاق لميثاق جديد؟، وكيف يمكن تفسير توقيت هذا الكلام، خصوصا أنه يأتي بعد ثمان واربعين ساعة على كلام للرئيس نبيه بري، تحدث فيه عما سماه "أصوات النشاز التي بدأت تعلو في لبنان منادية بالفديرالية حلا للأزمات التي يئن تحت وطأتها لبنان"؟.

أبعد من كل ذلك، هل هو التوقيت المناسب لفتح ملف النظام السياسي الأفضل في زمن كورونا والجوع؟، وهذا اللبناني الذي يئن من عوز، ويفتش عن ربطة خبز ودواء وعمل، هل هذا هو الوقت المناسب للقول له إن الميثاق سقط، وإن الفديرالية صوت نشاز؟، هل يحتمل لبنان كل هذه الطاولات المفتوحة، أو التي هي في طور أن تفتح؟.

طاولة النظام السياسي، طاولة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، طاولة مواجهة جائحة كورونا، طاولة مواجهة الأزمات الناجمة من الأوضاع الإقتصادية المتهاوية. كل الطاولات مفتوحة في آن واحد، ومفتوحة على بعضها، ولا حلول نهائية لأي منها. فهل تعمد الحكومة إلى جدولة الأولويات لئلا تقع المعالجات في الفوضى؟.

لعل معالجة تفشي وباء كورونا تحوز الأولوية في الإهتمام، خصوصا أن الإصابات ما زالت تسجل وتيرة عالية، مع التراخي في تطبيق الإجراءات، وقد ثبت ذلك اليوم، سواء في بعض التجمعات أو في بعض مراكز أماكن لهو الأطفال، حيث لم تراع شروط الوقاية والسلامة. فهل من إجراءت جديدة أم أن التفلت بات هو القاعدة فيما الإلتزام هو الاستثناء؟، إذا كان الامر كذلك فإننا مقبلون، لا سمح الله، على أعداد إصابات أكبر، فهل يجري الإكتفاء بالتعداد، أم يعلن تشديد الإجراءات؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حسان دياب صلى المفتي معه وسلم، فمنحه العصمة الشرعية صبيحة عيد الفطر السعيد. من سيارة واحدة في الحي الواحد بعائشة بكار، إلى مسجد محمد الأمين وسط بيروت، ترافق الرئيس ومفتي الجمهورية في مراسم تقليدية، أفضت إلى مراسم إضفاء العباءة الشرعية على حكومة أصعب الظروف. وخطبة العيد أمسكت بيد الرئيس عندما قال له المفتي عبد اللطيف دريان: أنت مؤتمن على مصالح الناس، ومسؤول عن قضاياهم وحل أزماتهم، إنهم يعلقون آمالهم عليك، فلا تخيبها، والأمر لا يحتمل التأخير.

وسجل دريان للحكومة أنها تعمل لمكافحة الفساد واستعادة المال المنهوب. وشكر لها ما تقوم به من مجهود لصالح الوطن والشعب، متمنيا لها ولرئيسها التوفيق والنجاح للنهوض بلبنان والخروج به من أزماته المحدقة. وإذ حدد المفتي المسؤوليات في هدم ثروات المواطنين، متهما القوى السياسية والمصرف المركزي والمصارف بأنهم المثلث الحاكم، سأل: لماذا تراكم دين عام بلغ تسعين مليار دولار؟.

وبذكره الرقم الحكيم، ومطالبته محاربة الفساد، كاد المفتي يقول: كلهم مسؤول، وضمنا حكومة سعد الحريري نفسها، وما قبلها من حكومات متعاقبة أوصلتنا إلى رقم التسعين مليارا. فرجل الدين قرأ في آيات الدين، ولم يستثن عهودا ورجالات وضعت تحتها خطوط حمر.

لكن رئيسا من هؤلاء، كان قد اختار بيتا آخر لصلاة العيد، فنزح إلى مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة، إلى المنطقة التي كانت رفعت قبل أسبوعين أولى صور تثبت الزعامة في وجه الأخ الشقيق بهاء الحريري. اخترق سعد الجموع التي جاءته مؤيدة في أوسع تحد لوباء كورونا، قبل أن يتوجه الحريري إلى ضريح والده في وسط بيروت، تزامنا ووصول المفتي دريان وعدد من المشايخ.

وفي صبيحة الفطر، مفت آخر "غير دريان" أن خطبته سوف تنجم عنها أضرار سياسية، حيث وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة إلى اللبنانيين، رجم فيها اتفاق الطائف، وطالت رشقاته كلا من الصيغة اللبنانية والرئيسين رياض الصلح وبشارة الخوري. وثارت ثائرته على البلد، الحصص في السياسة والإدارة والوزارات والرئاسات والمجالس والتنفعيات. ولم يعرف إلى تاريخه، ما إذا كان الرئيس نبيه بري قد تسنت له متابعة هذه الخطبة، التي سوف تجرح شعوره أولا دون سواه.

ومن كلام الفطر والمرجعيات الدينية، من المقرر أن تفتتح أسواق ما بعد الأعياد على الأحرف الأولى من الانضباط في التعامل المالي، ووفقا لخطة سير عمل المصرف المركزي، فإن سعر صرف الدولار سوف يشهد على مرحلة من التهدئة، وأن العلاجات التي يقوم بها المصرف لن تكون من حسابات ودائع المواطنين. وتؤكد المعلومات أن ضخ الدولار في السوق سوف يتأتى من جهات موزعة بين تنظيم العلاقة بموجب المنصة الإلكترونية التي تنطلق بعد الأعياد، وبين دولارات مصدرها تحويلات اللبنانيين والمغتربين في الخارج إلى شركات التحويل المحلية، والتي يستبدلها "المركزي" بالعملة الوطنية على سعر السوق المثبت.

وإلى هذين المصدرين، فإن "المركزي" سيؤمن فتح اعتمادات للتجار الذين يقدمون بدورهم كل الشهادات التي توثق تجارتهم، فيحصلون على الاعتماد بالدولار بدلا من لجوئهم إلى الصيارفة.

ويستند مصرف لبنان في الفترة المقبلة، إلى حركة قضائية لجمت سطوة قطاع الصيرفة، وقلصت دورهم في السوق، بما يعيد تعزيز الثقة بالمصارف لا بتجار المضاربة. لكن المصارف بدورها عليها أن تلتزم تعاميم صادرة عن "المركزي" ولم يتم تنفيذها إلى اليوم، وبينها تلك التي تعطي المؤسسات قروضا بصفر فائدة على خمس سنوات، لتسيير شؤون موظفيها وعدم صرفهم.

وإذا كان المصرف المركزي سوف يبدأ بضبط السوق، وفقا لمهام منوطة به، فإن الدولة أيضا عليها مراقبة عمليات الضبط من خلال الأجهزة الأمنية والقضائية وتوقيف المخالفين. أما ما هو أبعد من "توقيف صراف"، فإن السلطة مطالبة بتوقيف العجز في ميزانيتها، أو على الأقل عدم خداع الناس بصفر عجز، كما كانت الحال في الموازنة الأخيرة التي قدمها الوزير السابق علي حسن خليل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الشرق الأوسط: لبنان يطبق استراتيجية إقفال بلدات تضم مصابين بالفيروس

الشرق الأوسط/ الأحد 24 أيار 2020

تراجع العداد اليومي لإصابات "كورونا" في لبنان من 62 إصابة يومياً خلال اليومين الأخيرين إلى 11 إصابة جديدة فقط، بالتزامن مع إجراءات اتخذتها السلطات لاحتواء الفيروس، تمثلت في عزل القرى والبلدات التي يتم فيها تسجيل الإصابات، كي لا تضطر لإغلاق البلد بأكمله.

وسجَّلت وزارة الصحة العامة 11 حالة "كورونا" جديدة، رفعت العدد التراكمي إلى 1097 إصابة. وانقسمت الأعداد الجديدة إلى 6 حالات في صفوف الوافدين، و5 حالات محلية تم تسجيلها جميعها من مخالطي حالات سابقة. واتبعت السلطات استراتيجية إقفال البلدات والأحياء التي يجري فيها تسجيل أعداد من المصابين، وهو ما طبقته في منطقة رأس النبع في بيروت؛ حيث تم تسجيل عدد كبير من الإصابات في صفوف عمال أجانب. كما اتبعت الاستراتيجية نفسها في بلدات مجدل عنجر في البقاع وجديدة القيطع في عكار في الشمال؛ حيث خضعت 160 عينة لفحوصات الـ"بي سي آر" (PCR)، ومزبود في جبل لبنان؛ حيث خضع العشرات للفحوصات. وأجرى المركز الطبي في الجامعة الأميركية - اللبنانية (LAU)، في ساحة بلدية مزبود، بالتعاون مع مستشفى "رزق"، وخلية الأزمة في بلدية مزبود، فحص الـ"PCR" لـ214 حالة، بعد ارتفاع عدد الإصابات في البلدة إلى 17. وشملت الفحوص جميع الحالات التي خالطت الإصابات، في حضور النائبين محمد الحجار وبلال عبد الله. ودعا نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان الحكومة إلى "تحمل مسؤولياتها تجاه منطقة إقليم الخروب، والالتفات إليها، بجدية، وإعطائها حقوقها، والعمل على تعزيز إدارات الدولة ومؤسساتها، لتتمكن من توفير الحماية والاطمئنان لأبناء الإقليم، في ضوء انتشار فيروس (كورونا) في عدد من قراه، وخصوصاً في مزبود وشحيم والوردانية وبرجا، العزيزات على قلوبنا، وحرمان المنطقة من التيار الكهربائي، رغم وجود 3 معامل إنتاج للكهرباء فيها".

وإثر تأكيد وزير الصحة حمد حسن أنه سيتبع استراتيجية "مناعة القطيع"، قال مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي فراس أبيض، رداً على سؤال عبر "تويتر"، إنه "مع انتشار فيروس (كورونا) بنسبة تقل عن 0.02 في المائة بين السكان، ومن دون أي لقاح في الأفق، تبقى المناعة هدفاً بعيداً". وأضاف: "الهدف الأساسي هو احتواء الفيروس حتى نعيد فتح الأعمال التجارية ونعود إلى حياتنا الطبيعية. سيبقى خطر الانتشار الأوسع موجوداً دائماً".

في غضون ذلك، سيَّرت شركة "طيران الشرق الأوسط" (ميدل إيست) 7 رحلات وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في ظل استمرار مرحلة التعبئة العامة التي أعلنت الحكومة تمديدها حتى السابع من يونيو (حزيران) المقبل، وقبل يوم واحد من انتهاء المرحلة الثالثة لخطة إجلاء اللبنانيين الراغبين في العودة. وخضع ركاب الرحلات لفحوص (PCR) فور وصولهم إلى المطار، وقبيل انتقالهم إلى الفنادق المخصصة لهم، في انتظار صدور نتائج هذه الفحوص. ووصلت الطائرات من لارنكا والدوحة وباريس وموسكو وأبيدجان ولندن، إضافة إلى مابوتو (موزمبيق)، علماً بأن رحلتي باريس ولندن متاحتان أيضاً للأشخاص العائدين من الولايات المتحدة وكندا وأميركا الجنوبية. وعلى ضوء تسجيل عدد من الإصابات في صفوف عمال أجانب، اجتمعت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس "كورونا"، في السرايا الكبيرة مع ممثلين عن عدد من المنظمات الدولية: منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، وأطباء بلا حدود (MSF)، ومنظمة الهجرة الدولية (IOM). وتم عرض مستجدات الانتشار الوبائي في لبنان، ووضع آلية فورية لمعالجة موضوع القاطنين في المبنى الموجود في منطقة رأس النبع - بيروت؛ حيث تبين من خلال الفحوصات وجود انتشار كبير للفيروس بين أفراد الجالية البنغالية، وكذلك إجراء فحوصات شاملة للنازحين واللاجئين والعمال الأجانب في لبنان.

 

"اذاعة الشرق" تطرد كبار مذيعيها... لهذا السبب!

مرصد ليبانون فايلز/24 أيار/2020

قررت ادارة اذاعة الشرق في بيروت منع المذيع محمد السباعي عن الهواء وكذلك دخول مبنى الاذاعة وذلك على خلفية مقدمة النشرة الاخبارية اليوم التي انتقدت الأوضاع الاقتصادية والمالية، مركزة في مضمونها على وجع المواطنين تزامنا مع حلول عيد الفطر السعيد. وجاء في المقدمة: أوجع ما في العيد ان يعايدك من افقرك والاشد ايلاما ان يعيّدك من اذلّك والاكثر وقاحة ان يعايدك من يقتلك على عدد ثواني اليوم الواحد، الى مفقرنا ومذلنا وقاتلنا، دمنا لسكينك خرافا ونعاجا حتى يقضي الله أمره والى المقتولين عبر اذاعة الشرق نقول العيد المقبل اذا قدّر الله كون نحن الغالبون وهم هم المغلوبون. ادارة المحطة، رأت أنه قد يكون يغمز من قناة عدم تسديد الرئيس سعد الحريري لمستحقات ورواتب الموظفين والمصروفين غداة تركيب المقدمة الاخبارية بصوت السباعي على صور التحركات الأخيرة لموظفي المستقبل امام مبنى ادارة المستقبل في سبيرز وأمام بيت الوسط وارسالها الى أوساط بيت الوسط.

 

الجيش اللبناني يفكك شبكة لتحويل الأموال إلى الخارج

بيروت: «الشرق الأوسط»/24 أيار/2020

أوقفت استخبارات الجيش اللبناني 16 شخصاً لبنانياً وسورياً قاموا بتحويل مبالغ مالية كبيرة، وسط حملة لبنانية واسعة لملاحقة الصيارفة والمتلاعبين بأسعار العملة الوطنية والتهريب عبر الحدود. وأعلنت قيادة الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه أنه «من خلال متابعتها لأحد ملفات تمويل 

الإرهاب، أوقفت مديرية المخابرات أحد السوريين الذي يقيم منذ فترة طويلة في لبنان ويعمل في تحويل الأموال بصورة غير قانونية، والذي قام بإرسال حوالات مالية إلى خارج لبنان لصالح أحد الإرهابيين». وأضافت أنه «من خلال ما أدلى به من اعترافات حول طرق تحويله الأموال من لبنان 

توصلت مديرية المخابرات إلى تحديد مجموعة من الأشخاص (لبنانيين وسوريين) يعملون في مجال تحويل الأموال والصرافة غير الشرعية، بعضهم تحت ستار مكاتب وشركات قانونية باستخدام منصة إلكترونية غير مرخصة عائدة لشركة للتحويلات المالية». وبعد تحديد هويات هؤلاء الأشخاص وأماكن وجودهم، وبعملية نوعية دقيقة، «قامت قوة من مديرية المخابرات بتنفيذ مداهمات متزامنة في 12 منطقة لبنانية مختلفة، تمكنت خلالها من توقيف 16 شخصاً (13 سورياً و3 لبنانيين)، وضبطت الحواسيب والأجهزة الخليوية المستخدمة من قبلهم في عمليات التحويل، بالإضافة إلى مبالغ مالية كبيرة». وأشارت قيادة الجيش إلى أنه «لا يزال التحقيق مستمراً مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، ويجري العمل على توقيف بقية المتورطين».وفي دول مثل فرنسا وإيطاليا التي تنتشر فيهما المخابز الصغيرة على نواصي الشوارع، يبدو تصنيع الخبز في المنازل أكثر غرابة. وتعتقد الباحثة مادلينا باراسو، في جامعة تورينو الإيطالية، أن صناعة الخبز منزلياً نوع من المشاركة الوجدانية مع آخرين بإعلان ذلك على منصات التواصل الاجتماعي وجمع العائلات حول مشروع منزلي يشارك فيه ويتناوله الجميع. ويعزز ذلك الاعتقاد أن أحد أهم الاهتمامات حالياً على محرك «غوغل» للبحث، هو عن الخبز وطرق صنعه. وبلغ حجم هاشتاغ واحد «صناعة الخبز» (#Breadmaking) نصف مليون مشارك. كما أكدت شركات «سوبرماركت» أن معدل الإقبال على الطحين ولوازم صناعة الخبز ازداد في الأسابيع الماضية بمعدل 7 أضعاف. من الأسباب الأخرى التي سيقت لتبرير هذا الإقبال غير المسبوق على صناعة الخبز المنزلي أن هذا  النشاط يمنح بعض الطمأنينة والسكينة في أوقات الأزمة. وهو توجه معروف تاريخياً. كذلك، فإن هذا النشاط غير مكلف مالياً؛ حيث كل المكونات من طحين وخميرة وملح رخيصة. ويمنح نشاط صناعة الخبز في المنزل بعض السيطرة على مخاطر العدوى في زمن يعاني فيه الناس من الخوف والتوتر. وهو نوع من العلاج النفسي الذي لا يكتفي فيه صانعو الخبز بتناوله في المنزل، وإنما يشاركون فيه آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ سواء في طريقة الصنع أو في تصوير الخبز في صورته النهائية بعد خروجه من الفرن. وتشمل عملية الخبز انشغال اليدين والجهد البدني الذي يمنح العقل فرصة للاسترخاء ويخفف من المخاوف. وفي بعض الأحيان تثير عملية صناعة الخبز ذكريات طيبة من مرحلة الطفولة التي كان فيها الخبز المنزلي ورائحته من مظاهر الحياة اليومية. ويعالج الخبز المنزلي كثيراً من مظاهر الإحباط السائدة في حقبة «كورونا» التي تبدو مظاهرها في تراجع الدخل والعزلة. ويوفر الخبز المنزلي نتائج مضمونة في وقت لا توجد فيه ضمانات لأي شيء آخر. وفي بريطانيا، ساهم التسوق العشوائي في بداية أزمة «كورونا» في نفاد أسواق السوبرماركت من بعض السلع الضرورية التي كان من بينها الخبز. ورغم أن النقص تم تعويضه في خلال أيام، فإن الأرفف الخالية من الخبز تركت انطباعاً عميقاً لدى المستهلك بانعدام الثقة في وجود الخبز حينما يحتاج إليه. وساهم من ذك انعدام القدرة على التحكم في الموقف. وكان الحل هو التحول إلى تصنيع الخبز منزلياً في تحرك مشروع للدفاع عن البقاء. ويمتد هذا النشاط أيضاً إلى المجتمعات العربية التي تنتشر بينها الآن تعليقات على مواقع التواصل عن كيفية صناعة الخبز المحلي أحياناً بلا حاجة إلى فرن. ويجد المغتربون في صناعة الخبز المحلي رابطة قوية بالوطن الأم وتجربة تعيد إليهم ذكريات الماضي. كما أن تناول الخبز المحلي يتفوق في طعمه في معظم الأحوال على الخبز المتاح في محلات السوبرماركت. كيفية صنع الخبز المنزلي بطريقة جيمي أوليفر تنتشر آلاف الوصفات لصناعة الخبز بأنواعه المختلفة، ربما كانت أغربها صناعة الخبز المصري البلدي على موقد وفوق مصفاة معدنية ومن دون الحاجة إلى الفرن. ولكن أبسط وسائل صناعة الخبز  يقدمها الشيف الشهير جيمي أوليفر. مكونات طريقة أوليفر: تتكون من كيلو من الطحين (الدقيق)، وعبوة من 7 غرامات من الخميرة تخلط مع 650 غراماً من الماء الدافئ، وتترك لمدة 5 دقائق مع إضافة ملعقة من السكر. وبعد ظهور الفقاعات في الخميرة بعد نحو 15 دقيقة تتم إضافتها إلى الطحين، ويتم عجن الخليط جيداً لمدة 10 دقائق وترك العجين في صحن مناسب بعد إضافة الزيت للقاع لمنع التصاق العجين بالصحن. يترك العجين لمدة ساعتين مع تغطيته حتى يتضاعف في الحجم، ويمكن وضعه في البراد لفترة أطول للوصول إلى النتيجة نفسها لاكتساب طعم أفضل. ثم يتم تقسيم العجين إلى جزأين ويوضع في أواني  الفرن ويغطى بمنشفة مبللة لمدة ساعة حتى يتضاعف مرة أخرى في الحجم، قبل إدخاله إلى الفرن. ويتم إنضاج الخبز في الفرن لمدة 35 دقيقة في درجة حرارة 400 مئوية. وتطبق هذه الطريقة على 

الخبز التوست، ولكنها تصلح لمعظم أنواع الخبز الأخرى أيضاً.

 

ستيني لبناني تغلب على الفيروس: كأنني عدت من موت محتّم

يروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/24 أيار/2020

«لم أكن أعرف حينها إن كنت ميتاً أم على قيد الحياة، لكنني أعرف اليوم جيداً أنني عدّت إلى الحياة من جديد أكثر تمسكاً بها وبأحبتي، جسدي لم يستعد كامل عافيته حتى اللحظة، فأنا مريض سابق بـ(كورونا)، أنا العائد من الموت المحتّم»، هكذا يلخّص إلياس قازريان (60 عاماً) تجربته مع الوباء الذي اجتاح العالم واختاره ليكون بين المصابين. كان إلياس، وهو يعمل في مجال تصليح المكيفات، من أوّل الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس المستجد في لبنان، كان ذلك في مارس (آذار) الماضي إثر مخالطته ومن دون علمه طبعاً أشخاصاً التقطوا فيروس كورونا أثناء تواجدهم خارج لبنان.

شعر إلياس في أحد أيام مارس الماضي والذي لا يذكر تاريخه بالتحديد، بتعب وضيق تنفس ترافقا مع ارتفاع كبير بدرجة حرارة جسمه، لم يكن فيروس كورونا منتشراً في لبنان كما اليوم؛ لذلك ظنّ بداية أن ما أصابه نزلة برد عادية، لكنّ التعب أخذ يزداد وكذلك ضيق التنفس وارتفاع الحرارة، فشعر أنّ الأمر ليس مرضاً عادياً، حجر نفسه في غرفته، لكن ليس حجراً كاملاً كما يقول؛ إذ إن تدابير الوقاية من هذا الفيروس لم تكن قد وصلت إلى كل بيت. بعد مضي ثلاثة أيام على ظهور العوارض قرّر إلياس الذهاب إلى المستشفى، حيث أجري له فحص الـ«بي سي آر» وكانت النتيجة إيجابية. «اتصلوا بي من المستشفى مساء، وطلبوا مني أن أحضر بسيارة الإسعاف فوراً لأنّ نتيجتي إيجابية» يقول إلياس في حديث مع «الشرق الأوسط»، مضيفاً «انتابني الخوف والارتباك، فكّرت طبعاً بالموت وبالألم، المعلومات عن الفيروس لم تكن كما اليوم، خفت على من خالطتهم على ولدي وعلى العاملين معي، لا أريد أنّ أكون السبب في مرضهم، أعرف أنّني لست مذنباً، لكنّ الشعور بأن تسبب المرض للآخرين موجع جداً، ربما أكثر من المرض نفسه، هذا الشعور مخيف أكثر من الموت». وعندما وصل إلياس إلى المستشفى قال الأطباء له، إن نسبة الأوكسجين منخفضة جداً في جسمه، وبعدها دخل إلى غرفة العناية المشددة ولم يعد يعي ما يدور حوله.

ستة عشر يوماً قضاها إلياس في غرفة العناية المركزة، يتنفس بواسطة الأجهزة، لا يذكر من هذه المرحلة إلا شعوراً مزعجاً كأنه مقيد بحبال. يتحدث إلياس عن أمور كان يراها حينها، لا يعرف إن كانت أحلاماً أو تخيلات، يقول إنه كان يظنّ في بعض الأحيان أنه في مستشفى للمجانين، وفي أحيان أخرى لم يكن يعرف إذا كان على قيد الحياة أو ميتاً. بعد 16 يوماً فتّح إلياس عينيه ليرى أناساً يرتدون لباساً أزرق وغطاءً للوجه، وسمع أحد الأطباء يخبره بأنه عاد إلى الحياة بعدما كانت حالته صعبة جداً، إذ إنه كاد يفارق الحياة في اليوم التاسع حين توقفت الآلات فجأة عن العمل منذرة بموته كما أخبره الطبيب منذ أيام.

وبعد العناية المركزة، نُقل إلياس إلى غرفة انعاش، حيث بقي أكثر من أسبوعين يتابع علاجه، خلال هذه المرحلة لم يعانِ من أوجاع يذكرها سوى ضيق التنفس، لكنّه كان يشتاق إلى ولديه اللذين كان يتحدث إليهما عبر الهاتف «يقوونه ويقويهم» على حد تعبيره، وكان يخاف من الموت؛ لأنه لا يريد لوالده أن يفقد ابناً آخر وهو الذي فارق الكثير من الأحبة. كان إلياس خلال هذه الفترة يشعر أيضاً براحة وفرح كبيرين ينتابانه كلّما تذكر أنه عاد إلى الحياة وأنه لم يتسبب لأي شخص بالأذى عن طريق نقل العدوى. كانت عودة إلياس الكاملة إلى الحياة قبل أيام قليلة، إذ استأنف عمله بعد فترة من الحجر ومتابعة العلاج المنزلي، ولكنّه لم يستعد عافيته كاملة كما يقول، إذ إنه بات ملزما بأخذ دواء للسكري والضغط مع العلم بأنه لم يكن يعاني من أي مرض مزمن قبل إصابته بـ«كورونا».

لا يملك إلياس وكذلك الأطباء كما يقول أي إجابة واضحة عن إصابته المستجدة بالسكري والضغط، وما إذا كان الأمر سيستمر معه أم أنه من تبعات الفيروس المؤقتة، ولا سيما أنه كان قد أجرى فحوصات قبل إصابته بـ«كورونا» بثلاثة أشهر ولم يظهر لديه أي مرض.

ويتحدث عن أوجاع ظهرت بعد إصابته بـ«كورونا» واستمرت بعد شفائه أبرزها وجع العظام وتنميل اليدين، كما يخبرنا عن جسده الذي لم يعد كما كان بعد فقدانه 20 كيلوغراماً من وزنه، ويقول «جسدي في حاجة إلى وقت ليعود كما كان سابقاً، لست كما قبل إصابتي، ولكنني على قيد الحياة، وبحال جيدة». في يوم عمله الأول عرف إلياس أن بعض الناس ستستمر بمعاملته كمريض «كوفيد - 19» فتتجنبه وتخاف منه؛ إذ لا يملك الجميع الوعي لمعرفة أنّه شُفي وأنه لم يعد يحمل الفيروس لينقله.

وفي هذا الإطار يقول إلياس «عندما يتصل بي أحد الزبائن أخبره بأنني أصبت بـ(كورونا) وشفيت، لكن للأسف البعض يعتذر مني بحجّة الوقاية، لا أعتب على أحد ولا أجادل، أنا لا أخجل من تجربتي، المرض ليس عيباً، ولا أريد لأحد أن يلموني ويحملني ذنباُ ليس ذنبي، لذلك لا أذهب إلى أحد قبل أن أخبره بأنني مريض سابق بـ(كورونا)». يقبل إلياس على الحياة بحماسة كبيرة، فهو يعرف اليوم قيمة الحياة أكثر من أي وقت مضى، يشعر بأن لديه مناعة أكبر، لكنّه في الوقت نفسه يلتزم التدابير الوقائية بشكل كبير، يفرح حين يتذكر أنه عاد إلى الحياة مجدداً، لكنه لا ينفي أنّ الأمر لم يكن سهلاً، لذلك يصر على إيصال رسالتين أولهما أنّ «(كورونا) ليست مزحة» والأخرى أنّ «المرض ليس عيباً والمريض ليس مذنباً».

 

المدن: الجيش لم يقفل المعابر غير الشرعية إلى سوريا

المدن/24 أيار/2020

تناقلت المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن "الجيش اللبناني أقفل معظم معابر التهريب غير الشرعية إلى سوريا، ولم يبق إلا واحداً تمرّ عبره السيارات، ومسارب صغيرة تربط الأراضي المتداخلة بين لبنان وسوريا". وفي متابعة لهذه القضية نفت مصادر عسكرية لـ"المدن" هذا الخبر جملة وتفصيلاً. وأشارت إلى أن الجيش يعمل على مكافحة التهريب وإقفال المعابر وفق إمكاناته. وهوعمد في الفترة السابقة إلى توقيف مهربين... لكن إقفال المعابر الحدودية  كلها في تلك المناطق أمر مستحيل. فطول الحدود يصل هناك إلى نحو 35 كيلومتراً ويحتاج إلى عديد كبير من العسكريين، غير متوفر حالياً، بسبب وقف التطوع في صفوف الجيش.

 

أزمة “حزب الله” و”العوني” تكبُر والمعارضة تُشكِّك في إجراءات مصرف لبنان والخطة الاقتصادية

السياسة/24 أيار/2020

تدور أزمة صامتة يتوقع لها أن تكبر وتثير المزيد من التفاعلات في المرحلة المقبلة، بين الحليفين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، على خلفية المواقف التي انتقد فيها عضو تكتل “لبنان القوي” النائب زياد الأسود “حزب الله”، غامزاً من قناة تورط الأخير بالفساد، بقوله أن “المقاومة والفساد لا يمكن أن يستمرا”، الأمر الذي ترك استياء وامتعاضًا كبيرين لدى قيادة “حزب الله” ،التي بعثت برسائل عاجلة إلى “العوني” تطالبه بتوضيح لمواقف الأسود التي شكلت صدمة لدى جمهور المقاومة.

وأبلغت أوساط نيابية “السياسة”، أن ما صدر عن نائب جزين في “الوطني الحر”، “لا يمكن فصله عن الأجواء العامة داخل تياره السياسي، في ظل وجود حالات اعتراض بدأت بالاتساع في أوساط العوني، رفضاً لممارسات حزب الله التي يريد من خلالها العمل على إحكام سيطرته على جميع مرافق الدولة، في ظل استياء شعبي من بعض تصرفات عناصره الحزبية في عدد من المناطق المختلطة، على غرار ما حصل ويحصل في مناطق المتن، الأمر الذي فاقم حالة الاعتراض المسيحية على هذه التصرفات، والمطالبة بضبطها خشية أن تقود الأمور إلى ما لا تحمد عقباه”.

إلى ذلك، وفي الوقت الذي ينتظر أن تستكمل المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي الأربعاء المقبل، وفيما يباشر مصرف لبنان اعتباراً من السابع والعشرين من الجاري، بضخ كميات كبيرة من الدولار الأميركي في الأسواق، لإنعاش الليرة اللبنانية وتحسين مستوى صرفها، مقابل العملة الأميركية، لا زالت قوى المعارضة على موقفها المشكك بجدوى هذه الإجراءات الحكومية، انطلاقاً من رفضها للخطة الاقتصادية التي أعدتها الحكومة.

وأشارت عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب رلى الطبش، إلى انه “منذ بداية تأليف الحكومة كنا نعلم اننا سنصل الى ما وصلنا اليه اليوم”، مضيفة أن “الحكومة ظهرت بخطة للتفاوض مع الخارج قبل الاتفاق مع الجهات الداخلية”.

واعتبرت أن “ما يجري بين حاكم مصرف لبنان ورئيس الحكومة هو عملية تسوية أكثر من وضع الامور في نصابها”، مشيرة ألى أن “الشعب اللبناني يرفض كل التسويات”، ومشددة على أن “لا تسوية على حساب الشعب”.

من جانبه، أكد الوزير السابق ريشار قيومجيان أن “شراء الوقت لن ينقذ الوضع المالي، وإنما الإجراءات الاصلاحية الفورية”، مضيفا أنه “حتى ولو تدخل مصرف لبنان وضخّ 300 مليون دولار كما يحكى، سيبتلعها السوق ولن يستقر سعر الصرف طويلا وسيخسرها المركزي من احتياطه، بدل حفظها لاستيراد الغذاء والدواء والمحروقات واجهوا الواقع كما هو”.

وفي ظل اعتراض وزاري ونيابي على خطة الكهرباء الحالية، أشار وزير الطاقة ريمون غجر الى ان “التفاوض مع شركات الكهرباء العالمية يجب ان يتم من خلال اطار قانوني، واليوم نتفاوض مع شركة عليها ان تبني معملاً يعمل على الغاز”.

وقال إن “لبنان يستورد فيول عبر عقود من الكويت والجزائر، وشحنة الفيول غير المطابقة للمواصفات يتم فحصها عند وصولها الى لبنان، وعندما تكون غير مطابقة يتم إرجاعها”.

وفي الذكرى العشرين للتحرير، أكد قائد الجيش العماد جوزاف عون في أمر اليوم للعسكريين، “حقنا في استكمال الإنجاز وإعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر وجميع الأراضي المتحفظ عليها إلى كنف الدولة، والتصدي لمخططات العدو الإسرائيلي وخروقاته المتمادية للسيادة الوطنية، نواجه بالعزيمة نفسها الظروف الاستثنائية خلال هذه المرحلة الحساسة، ولا سيّما تداعيات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، والصعوبات التي فرضها فيروس كورونا المستجد”.

وعمل الفوج البري الثاني في الجيش اللبناني أمس، على إقفال احد المعابر غير الشرعية مع سورية في منطقة المشرفة بالسواتر الترابية، وتمّ استحداث نقاط مراقبة جديدة على المعابر.

وأكد الجيش أنّ 90 في المئة من المعابر غير الشرعية تمّ إقفالها، وعمليات الكرّ والفرّ مع المهربين مستمرة.

 

“الكتائب”: مشروع “حزب الله” سقط وباسيل واجهة له

السياسة/24 أيار/2020

أكد نائب رئيس حزب “الكتائب” سليم الصايغ أن “مشروع حزب الله في لبنان سقط، وهو من أوصل لبنان إلى ما هو عليه اليوم، والمطلوب من الحزب التخلي عن المنظومة لصالح النظام”.

واعتبر الصايغ أن “جبران باسيل هو قناع لحزب الله”، وسأل “من يحمي الفساد ويمنع الإصلاحات في لبنان؟، من وضع الخطوط الحمر؟ من وضع التسوية الرئاسية وقال لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري أنه طالما أن رئيس الجمهورية ميشال عون في سدة الرئاسة لمدة ست سنوات أنت ستبقى رئيساً للحكومة؟”وتابع : “عندما نسمع كلام باسيل نشعر أنه رأس المعارضة!، عندما نسمع نواب المستقبل نشعر أن تيارهم رأس المعارضة!، نسمع الكل يقول أنه يحارب الفساد، طيب من يغطيه إذاً؟”. ورأى أن “رئيس الحكومة حسان دياب قبل أن يكون مطية عن هذه الطبقة وهذه هي خطيئته الكبرى”، مؤكدا أن “دياب لا يمكن أن يكون ثائراً وحكومته ناتجة عن محاصصة، والمئة يوم التي مرّت فيها انجازات انشائية”.ورأى أنه “لا قيام للبنان بوجود السلاح والفساد، ويجب الاجتماع للتحدث عن الأشياء التي يجب القيام بها من أجل الاصلاحات، بدلاً من المناكفات السياسية وطعن السكاكين أسفل الزنار”. وعلّق الصايغ على كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتوجه إليه متسائلاً: “هل نريد استمرار هيمنة السلاح على الوضع القائم في لبنان، أو نريد لبنان سيد دولة وحيدة تأخذ الأجهزة أوامرها من شخص واحد”، مضيفاً “الرئيس بري يرفض الفدرالية لكن هو أمها وأبوها للفدرالية، كلامه أمس ليس كلاماً انشائياً وهو المؤتمن والملتزم بلبنان ودوره في هذا الوضع هو تأمين الهبوط الناعم”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الصين: بكين وواشنطن على حافة حرب باردة جديدة

بكين/الشرق الأوسط/24 أيار/2020

حذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم الأحد، من أن الصين والولايات المتحدة على حافة «حرب باردة جديدة»، رافضاً «الأكاذيب» الأميركية حول فيروس «كورونا» المستجد، فيما أشار إلى انفتاح بلاده على جهد دولي لمعرفه مصدره. وقال وانغ يي، في استمرار للحرب الكلامية المتصاعدة مع واشنطن بشأن الوباء، وتحرك بكين لتشديد السيطرة على هونغ كونغ، إن الولايات المتحدة أصيبت بـ«فيروس سياسي» يُجبر المسؤولين هناك على مهاجمة الصين باستمرار. وأعلن وانغ يي أمام الصحافة: «لفت نظرنا أن بعض القوى السياسية في الولايات المتحدة تأخذ العلاقات الأميركية الصينية رهينة، وتدفع البلدين باتجاه حرب باردة جديدة»، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. واتخذت الخلافات الطويلة الأمد بين البلدين بشأن التجارة، وحقوق الإنسان، ومجموعة من القضايا الأخرى، بُعداً جديداً منذ تفشي الوباء. ولم يحدد وانغ ماهية «القوى» التي يشير إليها، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قاد انتقادات عالمية لكيفية تعامل الصين مع الوباء، الذي أسفر عن وفاة أكثر من 340 ألف شخص. وقال ترمب وأعضاء في إدارته، إن الصين تسترت على ظهور الفيروس أواخر العام الماضي، وأساءت التعامل معه. يُنظر إلى انتقادات واشنطن على نطاق واسع في الولايات المتحدة على أنها محاولة لترمب لتحويل الانتباه عن إخفاق البيت الأبيض في التعامل مع «كوفيد - 19». ووجه وانغ انتقادات واضحة لطريقة تعامل الولايات المتحدة مع الفيروس، الذي أصاب عدداً قياسياً من الأفراد في الولايات المتحدة. وقال: «أدعو الولايات المتحدة إلى التوقف عن إضاعة الوقت، والكف عن إهدار الأرواح الثمينة». وقال إنّ الصين «منفتحة» على تعاون دولي لتحديد مصدر فيروس «كورونا» المستجدّ، لكنه شدد على أن أي تحقيق يجب أن يكون «بدون تدخل سياسي». وأضاف: «تسرع بعض الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة إلى وصف الفيروس، وتسييس أصوله، ووصم الصين». ويعتقد معظم العلماء أن الفيروس انتقل من الحيوانات إلى البشر بعد ظهوره في الصين، ربما من سوق في وسط مدينة ووهان، حيث يتم بيع لحوم حيوانات غريبة. ودعت حكومات، ضمنها الولايات المتحدة وأستراليا، في الأسابيع الأخيرة، إلى التحقيق في مصدر الفيروس بدقة. كما حضت منظمة الصحة العالمية، بكين، على دعوة خبرائها إلى التحقيق في مصدر الفيروس، لكن اقترحت الصين تقييم «الاستجابة العالمية» لـ«كوفيد - 19» فقط عندما ينتهي الوباء. وتبنى أعضاء منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء الماضي، قراراً قدمه الاتحاد الأوروبي في أول اجتماع افتراضي للمنظمة يقضي بتقييم التعامل الدولي مع الوباء، من دون أن يعزل الصين. وقال وزير الخارجية الصيني أمام صحافيين، «إلى جانب الدمار الناجم عن فيروس كورونا المستجد، ينتشر فيروس سياسي في الولايات المتحدة». وأضاف: «يستغل هذا الفيروس السياسي كافة الفرص لمهاجمة الصين والإساءة لسمعتها... بعض السياسيين يتجاهلون تماماً الحقائق الأساسية ويختلقون كثيراً من الأكاذيب التي تستهدف الصين، ويحيكون كثيراً من المؤامرات». كانت العلاقة الصينية الأميركية متوترة أصلاً منذ عامين على خلفية الحرب التجارية التي أطلقتها إدارة ترمب، وفرضها رسوماً جمركية على بكين. وزاد تفشي الوباء من حدة الخلاف بين البلدين.

كذلك، نددت الولايات المتحدة ودول غربية باقتراح بكين فرض قانون أمني في هونغ كونغ لقمع الحركة المؤيدة للديمقراطية في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. لكن وانغ دافع عن هذا القانون، قائلاً إنه يجب تنفيذه «بدون أدنى تأخير»، مضيفاً أن أشهراً من الاحتجاجات التي كثيراً ما تحولت عنيفة في هونغ كونغ، العام الماضي، ضد نفوذ الصين المتزايد في المركز المالي العالمي، «عرضت الأمن القومي للصين لخطر شديد».

 

واشنطن تضيف 33 شركة وكياناً صينياً إلى لائحة العقوبات بسبب انتهاك حقوق الإنسان والإضرار بالأمن القومي

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/24 أيار/2020

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شركات وكيانات صينية. وقالت وزارة التجارة الأميركية إنها أضافت 33 كياناً صينياً إلى قائمة العقوبات الاقتصادية، بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان، ومخاوف من إضرارها بالأمن القومي الأميركي، تتعلق بأسلحة دمار شامل وأنشطة عسكرية أخرى. وأضافت الوزارة في بيان أنها ستعاقب 9 شركات ومؤسسات تورطت في تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان. وقالت الوزارة الجمعة إن «هذه الكيانات التسعة متواطئة في انتهاكات للحقوق الإنسانية وتجاوزات ارتكبت خلال حملة القمع والاعتقال التعسفي الجماعي والأشغال الشاقة والمراقبة بواسطة تكنولوجيا متطورة بحق الاويغور والكازاخيين وأفراد آخرين في أقليات مسلمة في منطقة شينجيانغ ذات الحكم الذاتي». وتتهم واشنطن على غرار العديد من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، الصين باحتجاز أكثر من مليون من هذه الأقلية المسلمة في «معسكرات إعادة تأهيل» في المنطقة المذكورة الواقعة شمال غربي البلاد. لكن بكين تنفي هذا العدد وتتحدث عن مراكز تدريب مهني لمساعدة السكان في إيجاد وظائف والنأي بهم من التطرف الإسلامي والإرهاب. ويأتي فرض هذه العقوبات مع تجدد التوتر الدبلوماسي بين بكين وواشنطن على خلفية وباء كوفيد - 19. وذكرت بأن الولايات المتحدة سبق أن أدرجت في أكتوبر (تشرين الأول) الفائت 28 منظمة حكومية وتجارية صينية على هذه اللائحة بسبب ضلوعها في حملة قمع مارستها السلطات واستهدفت خصوصاً أقلية الاويغور المسلمة. واستشهدت الوزارة في بيانها بـ7 كيانات تجارية صينية، مكنت الحكومة الصينية من الحصول على أجهزة رقابة عالية التقنية. وأوضحت وزارة التجارة أنه تمت إضافة 24 مؤسسة حكومية وتجارية إلى قائمة العقوبات الاقتصادية، بسبب الدعم المقدم من أجل شراء معدات في سبيل استخدامها من قبل الجيش الصيني. وقالت الوزارة في بيانها، إنه تم إدراج معهد علمي تابع لوزارة الأمن الصينية و8 شركات على قائمة سوداء لواشنطن، ما يعني أن إدارة دونالد ترمب فرضت عليها «قيوداً تحرمها الحصول على التكنولوجيا الأميركية».

 

ترمب قلق إزاء «تفاقم التدخل الأجنبي» في ليبيا وشدد في اتصال هاتفي مع إردوغان على ضرورة «التهدئة السريعة»

واشنطن - لندن/الشرق الأوسط/24 أيار/2020

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في اتصال هاتفي، مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، أمس، عن «قلقه إزاء تفاقم التدخل الأجنبي في ليبيا»، وشدد على «ضرورة التهدئة السريعة»، حسب المتحدث باسم البيت الأبيض. وتناول ترمب وإردوغان، كذلك، الوضع في سوريا، ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم البيت الأبيض، جود دير، قوله في بيان، إن الرئيسين «اتفقا على الحاجة الملحة للتوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا، وكذلك وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق في جميع أنحاء البلاد». كما ناقشا «التقدم في إعادة فتح الاقتصادات العالمية، وتعزيزها في أعقاب جائحة فيروس كورونا». ويأتي الاتصال في وقت تواصل قوات حكومة «الوفاق» في طرابلس، بزعامة فائز السراج، بإسناد تركي، مهاجمة مواقع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وفي هذا السياق، أعلنت قوات «الوفاق»، أمس، إحرازها تقدماً جنوب العاصمة طرابلس، باستعادتها السيطرة على معسكرات ومواقع كانت تحت سيطرة الجيش الليبي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم قوات السراج، قوله، في بيان، إن «قواتنا تُبسط سيطرتها على معسكرات الصواريخ واليرموك وحمزة وتواصل تقدمها».

 

هل يُمثّل السقوط المحتمل لترهونة آخر فصول معركة طرابلس؟

القاهرة/الشرق الأوسط/24 أيار/2020

يطرح احتدام المعارك بالعاصمة الليبية طرابلس، وتغير مجرياتها، عدة تساؤلات حول مستقبلها في قادم الأيام، وفي مقدمتها: هل ستكون موقعة مدينة ترهونة المستعرة الآن هي آخر فصول هذه المعركة، إذا ما تمكنت قوات «الوفاق» من انتزاعها من قبضة «الجيش الوطني»؟

ما بين تفاؤل قيادات عملية «بركان الغضب»، التابعة لـ«الوفاق» بقرب انتهاء معركة ترهونة، وتوعُّد «الجيش الوطني»، طوت الحرب في الشهر الجاري أضعاف ما حققته من مكاسب وخسائر بعد جمود عسكري، حتى ظن البعض أن العمليات العسكرية اقتربت من نهايتها؛ لكن العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بـ«الجيش الوطني» استبعد سقوط ترهونة، رغم إقراره بالهجوم المتكرر والمكثف لـ«الميليشيات» الموالية لحكومة «الوفاق»، على المدينة، وما يتبعهم من «مرتزقة سوريين وأتراك».

يقول المحجوب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هم شددوا الحصار على ترهونة في البداية؛ لكنهم هربوا بعد أن قمنا باستهدافهم. وقد كانت آخر محاولتهم أمس؛ لكن قمنا بدحرهم وتكبيدهم خسائر، وأسقطنا طائرات تركية مسيرة»، مشدداً: «لم ننسحب من محاور القتال في طرابلس كما يرددون؛ بل أعدنا تمركز قواتنا بما يتلاءم مع مستجدات الموقف العسكري، دون ترك المدن المسيطر عليها أو التراجع عنها».

وبخصوص تأثير سقوط ترهونة على قطع خطوط الإمداد عن قوات «الجيش الوطني»، إذا ما حدث، أوضح المحجوب أن ترهونة «هي معقل قوات الجيش بالغرب الليبي، وبالطبع ستؤثر خسارتها علينا؛ لكن حتى إن حدث ذلك، وهو مستحيل بإذن الله، فإن خسارة جولة لا تعني نهاية المعركة، أو خسارة الحرب».وفي مقابل تصريحات المحجوب الذي يرى أن الحرب ماضية حتى وإن سقطت ترهونة، يقول مصطفى المجعي، الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية «بركان الغضب»، التابعة لحكومة «الوفاق»، بنبرة المنتصر: «تفصلنا ساعات، أو أيام معدودة، عن نهاية معركة العاصمة؛ لكنها محسومة لصالحنا على كل حال».

وأضاف المجعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن الآن نتحدث عن انتقال العمليات العسكرية إلى ما بعد المنطقة الغربية، ولم يعد يفصلنا سوى ساعات عن استكمال تحريرها من (العدو). لم يعد أمامنا سوى ترهونة، وهذه ستسقط في الساعات القادمة بإذن الله (...) وبسقوطها تصبح حرب العاصمة منتهية»، مشيراً إلى أن كل عناصر «القوات المعادية» التي كانت توجد بمحاور العاصمة، وخصوصاً منطقة بوسليم وقصر بن غشير: «انسحبت إلى ترهونة، في محاولة أخيرة لمنع سقوطها في قبضتنا. والآن بعد سيطرتنا على الأصابعة ومزدة اكتمل طوق الحصار على ترهونة بالكامل، وهي ستسقط لا محالة».

واستبعد المجعي أي احتمال لقيام «الجيش الوطني» بشن هجوم مضاد، يُمكنه من الاستمرار في الحرب والبقاء داخل العاصمة، بقوله: «فات أوان ذلك، ولا مجال لتحقيقه على أرض الواقع... وأهالي طرابلس سيحتفلون بالعيد دون تهديد أو تخوف من أن يتم استهدافهم بالصواريخ التي كانت القوات (المعادية) تطلقها من ترهونة». ةفي السياق ذاته، قال خالد الترجمان، المحلل السياسي ورئيس مجموعة «العمل الوطني» في ليبيا، إن «الانتصارات التي حققها المستعمر التركي في الفترة الأخيرة لا يجب أن تثني العزم على تحرير العاصمة من قبضة الميليشيات الإرهابية، وجماعة (الإخوان المسلمين) الذين نهبوا ثروات البلاد، ثم أتوا بالنهاية بمستعمر بغيض، يشاركهم في عملية النهب». مستبعداً سقوط ترهونة، أو أن يؤدي سقوطها لقطع كامل لخطوط الإمداد عن قوات الجيش الموجود في طرابلس، وتابع موضحاً: «هناك خطط عسكرية، ولا يمكن أن نتصور أن (الجيش الوطني) يقطع مسافة تزيد عن 1200 كيلومتر، ثم يترك الفرصة للأتراك لقطع خطوط الإمداد عن مراكزه بالعاصمة. وإن كانت ظروف المعارك قد تجبر قيادة الجيش بالفعل على بعض الخيارات، كترك بعض المناطق». ورأى الترجمان أن حديث «الجيش الوطني» عن ترك مناطق وإعادة التمركز لقواته «قد تم تصويرها من قبل البعض على أنها انسحاب من الحرب»، متسائلاً: «كيف يمكن للبعض الحديث عن نهاية معركة العاصمة، وقوات الجيش الوطني تواصل التصدي للميليشيات والأتراك في ترهونة والأصابعة، وتشن غارات على غريان؟». بدوره، انتقد جمال شلوف، رئيس منظمة «سلفيوم» للدراسات والأبحاث في ليبيا، محاولة البعض تركيز الأنظار على الوضع العسكري لترهونة فقط، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المعركة الرئيسية «هي معركة طرابلس، والجيش لم يخسر شبراً واحداً من مواقعه هناك، وقد يكون محتفظاً باحتياطي كبير من الدعم، والإمدادات التي تمكنه من الصمود لفترة طويلة في حال نجحت قوات (الوفاق) في إسقاط ترهونة، أو السيطرة على الطرق وخطوط الدعم والإمداد المحيطة بالعاصمة»؛ مشيراً إلى أن قوات «الوفاق» تمكنت بفضل الدعم التركي من «تحقيق انتصارات نوعية بالمنطقة الغربية؛ لكن الجميع يتناسى أن الجيش الوطني خسر في يونيو (حزيران) مدينة غريان وكانت مركزاً لعملياته، ولكن معركة العاصمة استمرت؛ بل إنه استطاع إحراز تقدمات واسعة بمحاورها، رغم كل ما ردد حينها عن أن سقوط غريان هو نهاية المعركة».

 

رامي مخلوف يطالب أجهزة الأمن بالتوقف عن ملاحقة «الموالين الوطنيين»

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/24 أيار/2020

تصاعد التنافس بين أسماء زوجة الرئيس السوري بشار الأسد من جهة ورامي مخلوف ابن خاله من جهة أخرى على كسب الفقراء والمحتاجين من الموالين للنظام السوري في دمشق والساحل غرب البلاد.

وكتب رامي مخلوف على صفحته في «فيسبوك» أمس معايدة بمناسبة عيد الفطر، قائلا: «نتمنى من الجهات الأمنية التوقف عن ملاحقة الموالين الوطنيين والانتباه إلى المجرمين المرتكبين. كما نتمنى أن يُطلق سراح الموظفين المحتجزين لديهم في هذا الفطر المبارك».

وتصاعدت الخلافات بين مخلوف والسلطات السورية منذ مطالبة «الهيئة الناظمة للاتصالات» الحكومية من شركة «سيريتل» التي يرأس مجلس إدارتها ويملك معظم أسهمها بسداد 185 مليون دولار أميركي قبل 5 مايو (أيار). وأعلنت وزارة المال الحجز على أمواله. كما حجزت «سوق دمشق للأوراق المالية» على 15.2 مليون سهم في 12 مصرفا في البلاد، إضافة إلى قرار محكمة في دمشق بمنعه من السفر. وقال مخلوف أمس: «رغم الظروف الصعبة التي نمُرُّ بها لم ننس واجبنا تجاه أهلنا فقد تمّ تحويل مبلغ ما يقارب مليار ونصف المليار ليرة سورية (الدولار الأميركي يساوي نحو 1800 ليرة) لجمعية البستان وجهات أخرى كي تستمر بتقديم الخدمات الإنسانية لمستحقيها بصدق وأمانة فكانت الجمعية ترعى ما يقارب 7500 عائلة قتيل و2500 جريح إضافة إلى آلاف العمليات الجراحية ومساعدات مختلفة أخرى». وزاد: «نتمنى من مديري وموظفي الجمعية الاستمرار بهذه البرامج وتنفيذها على أكمل وجه لخدمة أهلنا بشتّى المناطق السورية وخاصة في الأرياف». وكان إيهاب شقيق رامي، استقال من منصبه نائبا لمجلس إدارة «سيريتل» وأصدر بيانا يعلن خلافه مع رامي، معلنا «الولاء» للرئيس الأسد. وكتب رامي أمس: «طريق الحق صعب وقليلٌ سالكوه لكثرة الخوف فيه لدرجة أن الأخ يترك أخاه خوفاً من أن يقع الظلم فيه».

في المقابل، أطلقت «الأمانة السورية للتنمية» التي تترأس مجلس الأمناء فيها أسماء الأسد حملة لدفع منحة مالية للعائلات السورية «الفقيرة». وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» في دمشق، أن «الأمانة السورية للتنمية، أطلقت حملة لدفع منحة مالية للعائلات السورية في مختلفة المناطق والمحافظات»، وأوضحت أن «تعليمات وصلت من مكتب أسماء الأسد نصت على توزيع مبلغ نقدي يتراوح ما بين 20 و100 ألف ليرة سورية، لكل أسرة». وأكدت أن «المبالغ العالية وهي أكثر من 75 ألف ليرة سورية تم تخصيصها للأسر العلوية محافظات حمص، واللاذقية، وطرطوس، وحماة، ودمشق، بينما المنحة النقدية المنخفضة تم تخصيصها إلى الأسر السنية في مختلف المحافظات». وعلمت «الشرق الأوسط»، أن موظفين من «الأمانة» قاموا باتصالات على مدار الأيام الماضية بأسر سورية من أجل إبلاغهم بالتقدم إلى «منارات» الأمانة البالغ عددها نحو أربعين منارة موزعة في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، من أجل الحصول على مبالغ مالية ما بين 20 و100 ألف ليرة سورية بحسب عدد أفراد الأسرة. ومع تفجر الخلاف مع رامي في بداية مايو الحالي، بث موقع رئاسة الجمهورية السورية، الأحد الماضي وقائع ورشة عمل، عقدتها أسماء الأسد، وبدا واضحاً في خلال حديثها عن «جرحى الوطن»، أنها تسحب ورقة فقراء وجرحى النظام من يد مخلوف، التي سبق له التلويح بها في رسائله المصورة، إذ تحدثت عن إعادة تفعيل برنامج اقتصادي خاص بالجرحى و«تصحيح» الأخطاء التي شابته، وأن ملف الجرحى بات تحت الإشراف المباشر من قبل القصر الرئاسي «حرصاً على إبقاء البوصلة الحقيقية لأي جهود تُبذل في هذا الإطار في اتجاهها الصحيح».

ورأت مصادر مطلعة، أن «الدافع وراء منحة (الأمانة السورية للتنمية) هو الرد على تصريحات مخلوف. واعتبرت أن «أسماء الأسد تسعى عبر المبالغ الموزعة إلى تأكيد أنها راعية الأسر السورية وبالأخص منها الفقيرة والعلوية».

 

العربي الجديد: واشنطن ترسخ وجودها في الرقة لقطع الطريق على موسكو

العربي الجديدالأحد 24 أيار 2020

: ترسخ الولايات المتحدة الأميركية وجودها العسكري في منطقة شرقي نهر الفرات السورية، بالتوازي مع خطوات سياسية هدفها تحقيق مصالحة كردية-كردية ما بين أحزاب "الإدارة الذاتية" المدعومة من واشنطن، وأحزاب "المجلس الوطني الكردي" المنضوي في صفوف المعارضة السورية، ما يؤكد نيّة الأميركيين ترتيب أوضاع المنطقة الغنية بالثروات لقطع الطريق أمام محاولات روسية معاكسة في هذا الاتجاه. وأكدت مصادر إخبارية كردية أول من أمس الجمعة أنّ القوات الأميركية العاملة ضمن إطار "التحالف الدولي" بصدد إنشاء نقاط تمركز جديدة في محافظة الرقة ضمن منطقة شرقي نهر الفرات التي تخضع أغلبها لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والتي تتلقى دعماً كبيراً من التحالف الدولي. وأكدت مصادر مطلعة مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، أنّ خبراء من القوات الأميركية قدموا من ريف الحسكة في أقصى الشمال الشرقي من سورية، لاستطلاع أماكن عدة بأرياف الرقة للمباشرة بإنشاء النقاط الجديدة، مشيرةً إلى أنه من المرجح أن تقيم واشنطن 4 نقاط تمركز، اثنتان منها بريف الرقة الغربي، في قرية الجزرة على المدخل الغربي لمدينة الرقة وفي قرية عايد جنوب غربي مدينة الطبقة (50 كيلومتراً غربي الرقة)، والثالثة في قرية حزيمة شمالي الرقة، والرابعة في قرية الكرامة بريف الرقة الشرقي. كما ذكر موقع "كردستان برس" الإخباري المحلي، أنَّ عملية إنشاء النقاط الأميركية ستبدأ مطلع الشهر المقبل، بعد وصول المعدات اللوجستية والعسكرية من القواعد الأميركية في الحسكة، إلى النقاط المزمع إنشاؤها في ريف الرقة. وأشار إلى أنّ كل نقطة من النقاط الجديدة ستضم عدداً من عناصر القوات الأميركية، ومترجمين وسيارات دفع رباعي مصفّحة للتنقل، بالإضافة إلى عربات مدرعة وأسلحة خفيفة ومتوسطة.

وتأتي الخطوة الأميركية لتؤكد أن واشنطن تخطط لبقاء طويل الأمد في مجمل منطقة شرقي نهر الفرات التي تعتبر "سورية المفيدة" بنظر كثيرين، كونها المنطقة الأغنى بالثروات في سورية، لا سيما النفطية والمائية والزراعية. كما تندرج الخطوة الأميركية في سياق المناكفة للجانب الروسي الساعي إلى تغلغل كبير في شرقي نهر الفرات، لا سيما في محافظة الحسكة من خلال محاولته استمالة المكون العربي في المنطقة. كذلك، تغلق الخطوة الأميركية باب حوار ما بين "قسد" والنظام السوري برعاية روسية لم يصادف نجاحاً بسبب إصرار النظام على استعادة المنطقة من دون شروط ما خلا بعض حقوق ثقافية للأكراد.

وتسيطر "قسد"، التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي، على الجانب الأكبر من محافظة الرقة التي تعدّ من المحافظات السورية الكبيرة لجهة المساحة. وتضع "قسد" يدها على كامل مساحة المحافظة في شرق وشمال نهر الفرات، ما خلا نقطة تمركز للروس وللنظام في منطقة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي أقيمت أواخر العام الماضي بناء على تفاهم عسكري بين الروس و"قسد"، في محاولة من الأخيرة لمواجهة الجانب التركي والحيلولة دون اجتياحه منطقة "شرقي الفرات" كلها. كما تسيطر "قسد" على شريط بعمق أكثر من 10 كيلومترات جنوب نهر الفرات، بدءاً من قرية شعيب الذكر، مروراً بمدينة الطبقة الاستراتيجية التي تضم نهر الفرات حيث أكبر السدود في سورية، فضلاً عن كونها عقدة مواصلات مهمة تربط شرق البلاد بشمالها ووسطها.

ووضعت "قسد" بمساعدة أميركية، شبه حدود بين مناطقها ومناطق النظام، حيث أقامت أكثر من معبر مع الأخير أهمها معبر جنوبي مدينة الطبقة بنحو 15 كيلو متراً. وتسيطر "قسد" جنوب النهر على شريط قرى مهمة في ريف الرقة الغربي، منها الصفصافة، هنيدة، المنصورة، الهورة، والحمام التي يقع قربها سد "الحرية" (البعث سابقاً)، وصولاً إلى قرية "كسرة شيخ الجمعة" جنوب مدينة الرقة. وليس هناك وجود سكاني كردي ذو أهمية في المحافظة، ما عدا بضع قرى في ريف الرقة الشمالي باتت تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية عقب عملية "نبع السلام" أواخر العام الماضي، حيث سيطرت هذه الفصائل على مدينة تل أبيض وريفها. من جهتها، تسيطر قوات النظام على بضع قرى في ريف الرقة الجنوبي الغربي والجنوبي الشرقي، أبرزها قريتا السبخة ومعدان، إضافة إلى بادية المحافظة مترامية الأطراف.

ومن الواضح أنّ الجانب الأميركي بصدد ترتيب أوضاع منطقة "شرقي الفرات"، إذ يدفع باتجاه مصالحة كردية-كردية من خلال مفاوضات بين أحزاب "الإدارة الذاتية" الكردية التي تعد سلطة أمر واقع، وبين أحزاب "المجلس الوطني الكردي" المنضوي في صفوف المعارضة السورية، والذي يتلقى دعماً من إقليم كردستان، ولديه اتصالات مع الجانب التركي. وأكدت مصادر مطلعة أنّ الجانب الفرنسي منخرط أيضاً في جهود توحيد الصف الكردي استعداداً لمرحلة مقبلة من المرجح أن تتسارع فيها خطوات التوصل لحلّ سياسي في سورية، يريد الأكراد أن يضمن حقوقهم في دولة لا مركزية تعترف بحقوق الأكراد السوريين في مناطقهم. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن أواخر عام 2018، سحب قوات بلاده من سورية بعد الانتصار على تنظيم "داعش". وانسحبت قوات أميركية بالفعل من بعض القواعد ونقاط التمركز في منطقة شرقي نهر الفرات، وهو ما تسبب بقلق واسع النطاق لدى سكان المنطقة عموماً ولدى الأكراد خصوصاً الذين عارضوا الانسحاب الأميركي بسبب خشية من استغلال النظام ذلك للفتك بهم. ولكن سرعان ما تراجعت واشنطن عن هذا القرار، إذ أبقت في البداية جنوداً لحماية "الكنز" وفق تعبير الرئيس الأميركي، في إشارة إلى حقول وآبار النفط في شرقي وشمالي شرقي سورية. غير أنّ واشنطن أعطت الجانب التركي في أكتوبر/تشرين الأول الفائت الضوء لشنّ عمل عسكري محدود في شرقي نهر الفرات على طول 100 كيلومتر وبعمق 30 كيلومتراً. وأعادت القوات الأميركية تمركزها في نقاط عدة في محافظة الحسكة للحيلولة دون وصول الروس والنظام إلى الثروة النفطية في منطقة شرقي نهر الفرات، إضافة إلى وجود عسكري كبير في ريف دير الزور الذي يضم حقولاً كبرى للنفط.

 

خامنئي يصف إسرائيل بـ”الورم” وتل أبيب: جاهزون لأي تهديد

ناقلات الوقود لفنزويلا تقترب من الكاريبي... وأدلة جديدة حول إسقاط الطائرة الأوكرانية

تل أبيب، طهران، عواصم – وكالات/السياسة/24 أيار/2020

ردت إسرائيل سريعا على تنديد المرشد الإيراني علي خامنئي بها، باعتبارها “ورما سرطانيا” في الشرق الأوسط يجب استئصاله وإزالته بحرب مقدسة يشنها الفلسطينيون. وجاء رد زعماء إسرائيل سريعا، حيث حذر كل من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع بيني جانتس من أي تحريض.

وفي خطاب ألقاه أول من أمس عبر التلفزيون الرسمي، وصف خامنئي احتلال فلسطين وطرد الملايين من أراضيهم بأنه “جريمة فريدة” في تاريخ العالم. في المقابل، كتب وزير الدفاع الإسرائيلى بينى غانتس على صفحته على “فيسبوك”، يقول إن إسرائيل جاهزة لأي تهديد، مضيفا “لا أشير إلى أي أحد بأن يختبرنا”.

في غضون ذلك، أفادت بيانات تتبع السفن بأن خمس ناقلات تحمل وقودا إيرانيا لفنزويلا اقتربت من البحر الكاريبي، متوقعة وصول أول هذه السفن إلى مياه فنزويلا اليوم. من جانبه، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن بلاده أجرت يوم الخميس الماضي تجربة صواريخ في جزيرة، بانتظار وصول ناقلات النفط الإيرانية، قائلا: “شهدنا تدريبات عسكرية (…) على جزيرة لا أورشيلا، مع تجربة صواريخ بدقة قصوى للدفاع عن مياهنا وسواحلنا”. وجرت التجارب في إطار “الدرع البوليفارية”، عملية الانتشار الدائم التي أمر بها في فبراير الماضي.

بدوره، دان المعارض خوان غوايدو الذي يعترف به نحو 50 بلدا رئيسا موقتا للبلاد العملية، معتبرا أنها “تدريب دعائي”. وقال إن السفن الإيرانية “لن تفيد سوى في إثراء المافيا الدكتاتورية”، مشيرا إلى سوق سوداء تزدهر مع نقص الوقود.

على صعيد آخر، برزت أدلة جديدة توصل إليها فريق التحقيق الأوكراني، بشأن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في يناير الماضي بصاروخين على يد “الحرس الثوري” الإيراني، تشير إلى احتمال حدوث شيء غريب داخل الطائرة قبل التفجير، وذلك وفقاً لرئيس لجنة التحقيق الأوكرانية.

واعتبرت الأدلة أن ما حدث داخل الطائرة في اللحظات التي سبقت التفجير وفي أثنائه، لا يمكن أن يحدث وفقاً لأنظمة السلامة في الطيران المدني الدولي في الظروف العادية. وأكد مدير معهد أبحاث كييف للطب الشرعي ألكسندر روفين لموقع “غلافكوم”، أن الأدلة تشير إلى أن الركاب كانوا خارج مقاعدهم قبل أن يصيب الصاروخان الطائرة بعد لحظات من إقلاعها. وقال: إن الطائرة لم تبلغ ارتفاع ثمانية آلاف قدم وقت التفجير، ما يعني عدم السماح بفك أحزمة الأمان، معتبراً أن العثور على جثث الركاب في موقع الاصطدام خارج مقاعدهم، يعني وجود حالة من الذعر قبل التفجير.

كما أشار إلى أنه يعتقد أن شيئاً كان يحترق داخل الطائرة، وأنه قد يكون أحد الركاب كتب رسالة نصية عبر هاتفه عن ما كان يحدث، وأن مصادرة إيران للهواتف والأجهزة عملية غير احترافية. إلى ذلك، اتهم مكتب المدعي العام الأميركي رسميا، الصراف الإيراني سجاد شهيديان البالغ من العمر 33 عاماً والمعروف باسمه المستعار سهيل شهيدي، بالالتفاف على العقوبات بالإضافة إلى غسل الأموال والاحتيال المصرفي والتزوير. من جانبها، نشرت منظمة العفو الدولية وثيقة تحتوي على تفاصيل مقتل 304 من الرجال والنساء والأطفال المتظاهرين، الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن الإيرانية أثناء قمع الاحتجاجات، التي عمت إيران في نوفمبر الماضي، وكررت دعوتها للدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بتكليفها بإجراء تحقيق في أعمال القتل المذكورة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بعد خطبة الشيخ قبلان لا بد من القول

سيمون ابوفاضل/24 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86502/%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%a8%d9%88%d9%81%d8%a7%d8%b6%d9%84-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%ae%d8%b7%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%82%d8%a8%d9%84%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a7-%d8%a8/

بأنه إذا كان لا بد من إعادة النظر في النظام اللبناني، مفترض أن ينطلق من نقاش بعيد عن الترهيب اليومي بالسلاح تحت عناوين كاذبة، حيث هاجر المسيحيون نتيجة هذا الواقع وأيضا اثر تراجع الدولة الحامية منذ الهيمنة الأمنية زمن الاحتلال السوري والمنظومة التي فجرت الكنيسة واعتقلت وقتلت ناشطين وصولا إلى سياسيين لاحقاً.

لا بد من دولة قائمة بكامل مقوماتها …عندها يطرح الموضوع … وقد تكون الفدرالية هي الحل المناسب للتباين الثقافي والسياسي وحلا لمعضلة الانتماء إلى لبنان.

على رؤساء الأحزاب المسيحية كافة العودة إلى الخطاب السيادي والتعالي عن الحسابات الرئاسية، لأنكم تنازلون منذ اليوم للوصول إلى هذا المنصب، وتساومون وتنحنون أمام الرئيس نبيه بري وتطبعون مع حزب الله وتهادنونه.

فلا انتم سليمان فرنجية الذي كانت له مواقف مميزة في لوزان وكذلك في نصيحته المكلفة عليه من جانب حافظ الأسد للرئيس أمين الجميل في لقاء ثمار جبيل … ولا انتم من طينة بشير الجميل الذي لم يساوم حتى بعد انتخابه .. فيما انتم تمدون الجسور ويغطي سكوتكم السلاح غير الشرعي.

تيقظوا …..وللرئيس عون أيضا … لستم من خامة فؤاد شهاب ولا الياس سركيس ولا كميل شمعون.

يكفي تدميرا للمسيحيين منذ العام ١٩٨٨.

يكفي المسيحيين غيابكم عن أي اهتمام اجتماعي تجاههم.

يكفي المسيحيين تفرجكم على تفريغ الدولة من المسيحيين ووزارة المالية شاهد على ذلك، وتحول كل منكم إلى شاهد زور لاعتبارات رئاسية

على حساب شرفاء صوتوا لكم عن براءة فصدقوكم، فيما انتم تستعملونهم وقودا لطموحات خاسرة …

 

الفيدرالية “شيطان رجيم”.. أنتم أهلُ ذمّة!

طوني بولس/صوت بيروت/24 أيار/2020

في زمن عبد النّاصر أخضعَت الأنظمةُ العربيّةُ شعوبَها تحت شعار “لا صوتَ يعلو فوق صوت المعركة”، حيث كان الصّراع العربّي الإسرائيليّ شماعة لقمع الشّعوب وسلب حقوقهم، وفي زمن ولاية الفقيه بات شعار “تحرير القدس” أداةً لتدمير المدن وقتل الشّعوب العربيّة،

وفي الزّمنَين بقيَت الشّعاراتُ شعاراتٍ، فلا الأوّل هزم إسرائيل ولا الثّاني قاومها حقّاً وحقيقةً، بل بات حرسًا على حدودها في الجولان ولبنان. وفي لبنان، كلُّ طرح لا يناسب “الثّنائيّة الشّيعيّة” يواجه بوابل من العمالة والتّخوين والاتّهامات الخشبيّة البالية الّتي تُعيدنا إلى زمن ستالين ولينين والصّراعات الرّأسماليّة الاشتراكيّة الّتي باتت لا تصلح في هذا الزّمان وهذا المكان، وكأنّ هذا الثّنائيّ الإيرانيّ الصّنع ينضح وطنيّةً وشرفاً، وهو من يمتلك معايير التّصنيف بين مَن هو وطنيّ ومتآمر وعميل، والسّؤال من أنتم؟ وبأيّ حقّ تصنّفون النّاس؟ هل يحقّ لعميل صنعته الأيادي الفارسيّة ليكونَ شوكةً في خاصرة العروبة أن يحاضر ويصنّف أجناس النّاس؟ في الأسبوع الماضي تطرّق رئيس مجلس النّوّاب نبيه برّي إلى ما أسماه “الأصوات النّشاز الّتي بدأت تعلو في لبنان مناديةً بالفيدراليّة كحلّ للأزمات”، مُحذّراً منها، لأنّ “لا الجوع ولا أيّ عنوان آخَر يمكن أن يجعلَنا نستسلم لمشيئة المشاريع الصّهيونيّة”، مُشدّداً على وحدة “دول الطوق” لمواجهة صفقة القرن، وطبعاً الجميع يعلم تبادل الأدوار بين برّي ونصر الله، والجميع يعلم لماذا تتوجّس “الثّنائيّة” المسيطرة على الحكم، والجميع يعلم أنّه مِنْ إحدى وسائل الاستهداف، أي مشروع مقلق ربطه بالصّهيونيّة والاستكبار العالميّ. وأضيف الآن مصطلح “صفقة القرن” لتكون شماعة جديدة تستخدم “غب الطّلب”، تماماً كما شعارات “الموت لأمريكا” و”تحرير القدس”.

ومن المُلفت أيضاً عندما نسمع “بالثّنائّي” الطّائفيّ يتحدّث عن الدّولة المدنيّة وإلغاء الطّائفيّة السّياسيّة، في حين هم عبارة عن أحزاب أيديولوجيّتها مذهبيّة متطرّفة وقادتهم “عمائمُ بيضاء أو سوداء”، فعلاً كم هو جميل وملفت نموذج الدّولة المدنيّة الإيرانيّة الّتي تبشرون بها!

في الواقع قد يكون الثّنائيّ الشّيعيّ الحاكم متفاجئًا من تنامي قبول الطّرح الفيدراليّ في لبنان كإحدى الحلول المطروحة للخروج من الأزمات اللّامتناهية الّتي مرّت على اللّبنانيّين منذ الاستقلال الأوّل، وهي مستمرّة مع رحلة البحث عن الاستقلال النّهائيّ. وقد يكون الثّنائيّ نفسُه يسأل “لماذا رغم سطوتنا على الحكم بالمال والسّلاح وكلّ وسائل الإغراء لم يقتنع اللّبنانيّون بحكمنا وفكرنا وتموضعنا الإقليميّ”، في حين يظهر النّموذج الفيدراليّ أكثر قبولاً ولا ينحصر في مكوّن طائفيّ أو مذهبيّ معيَّن.

فهل تعلمون لماذا “الفيدراليّة” هي الحلّ؟

بصراحة ووضوح، لأنّ اللّبنانيّين لم يعودوا يستطيعون تحمّلَ مغامراتكم واستفرادكم بالقرار واستجلاب المصائب والكوارث على وطننا من كلّ حدب وصَوب. اللّبنانيّون يطالبون بالفيدراليّة لأنّكم سيطرتُم على الدّولة والمؤسّسات، وعزلتُم لبنانَ عن العالم وباتت جميع المكوّنات أهلَ ذمّةٍ تعيش الخوف والمَذلّة.

وهل تعلمون لماذا أنتم لا تريدون الفيدراليّة؟ فَبصراحَةٍ أيضا ووُضوح، لا تريدون الفيدراليّةَ لأنّكم تريدون لبنانَ مَجالاً حيويّاً وليس وطنًا، تريدون من اللّبنانيّين دفعَ “الجزية” لتبنوا اقتصادَكم “المقاوم”، تريدون من أهل جبل لبنان دفع رسوم المياه والكهرباء لتنعمَ مناطقُكم بها، وتريدون من أهل بيروتَ دفع رُسوم الضّرائب لتستوردوا بضائعَكم الإيرانيّة، وتريدون من جميع اللّبنانيّين أن يكونوا جماهيرَ خاويةً تنتظر فتاتكم. في النّهاية، ما مِن بطل خفيّ ولَو بعد حين، فالحقيقة كالشّمس ساطعة! أنتم مشاريعُ إيرانيّة، لا تؤمنون لا بلبنان ولا بوحدته، لا تريدون لبنانَ وطنًا مزدهرًا ينعم أبناؤه ببحبوحة ورفاهية وتقدّم واستقرار، إنّما تريدونه خطاً أوّلاً للدّفاع عن المفاعلات النّوويّة الإيرانيّة وصواريخها البالية ومشاريعها التّوسّعيّة، ومعظم اللّبنانيّين لا يريدون ذلك.

وتسألون كيف تكون الفيدراليّة هي الحلّ؟

الجوابُ واضحٌ! اجعلوا مِن مناطقِكم ترساناتٍ عسكريّةً إيرانيّةً واستقدموا الصّواريخَ من الهندِ والسّند، وافعلوا ما تشاؤون وابنوا منظوماتِكم الّتي تناسبُكم وافرحوا وهلّلوا لسيّدكم الخامنئيّ، وقوموا بتنمية مناطقكم بمواردكم وضرائبكم، واتركوا اللّبنانيّين وشأنَهم، فأنتم عيشوا بعزلتكم الإيرانيّة، واتركوا الآخرينَ بحياتِهم وحرّيّتهم، وإن كانوا على ضلال اشمتوا بهم وعايروهم حتّى آخر الزّمان.

 

 عون ونصرالله.... ثالثهما الفساد

ميشال نصر /"ليبانون ديبايت/الاحد 24 أيار 2020   

بين كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري، وما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، نقطة تقاطع كبيرة عنوانها "فتشوا عن غير صندوق النقد الدولي"، وإن عبّر كل واحد منهما على طريقته. فالأول دعا "الوزراء للإنطلاق بعيداً عن الخطط والبرامج الورقية" ، أمّا الثاني فقد أكد أننا "لسنا أمام 

خيارَين، فالاستسلام لن ينقذنا من الجوع"، في ردٍّ صريح على ما يدور همساً من كلام في الأروقة البرتقالية، وانتقاد مضمر لخيار رئيس الجمهورية المُدرك أن لا خلاص من دون المساعدة الدولية، 

والأميركية خصوصاً. صحيحٌ أن للسيد حسابات، ترتبط بما هو أكبر وأبعد من الحدود اللبنانية، حيث يخوض مع حزبه حرباً استباقية عشية دخول "قانون قيصر " الاميركي حيّز التنفيذ، والذي بعرف الجميع لن يترك مجالاً أمام بيروت لترك حدودها مفتوحة على أيّ نوع من الحركة مع سوريا، دون أن يكون لذلك تبعات 

وعواقب أكبر من طاقتنا على احتمالها. نتيجة تعني عملياً قطع طريق طهران - بغداد-دمشق-بيروت، الذي ظنّ كثيرون ان فاتورة فتحه قد دفعت مسبقاً، دماً شيعياً فوق الارض السورية. في الخيارات الاستراتيجية، لطالما وقف الجنرال الى جانب الحزب قلباً وقالباً، إنطلاقاً من قناعاته، 

التي ذهب في سبيلها أبعد مما تخيّل كثيرون، فوقف على منبر الأمم المتحدة ليَنطق بما لم يتجرأ أحد على قوله، بمن فيهم الرئيس الأسبق اميل لحود،حتّى أن وزير الخارجية جبران باسيل تحدّى  الأميركيين في عقر دارهم. يومها عاد الرئيس الى بيروت وفي قلبه خوف على لبنان وعلى جبران.

صحّت رؤية "بيّ الكل"، فجاءت الكبائر على قدر أهل الكبر، وانفجر الوضع دفعة واحدة، فيما كان منظّرو محور الممانعة، وما زالوا، غير مصدقين أن واشنطن اتّخذت قرارها ولا رجوع عنه، وأن الصفقات إن كانت واردة إنما ليس وفق المقاييس السابقة. فالحزب لن يكون الى الطاولة بل على 

الطاولة من اليوم وصاعداً، بعدما اعتبرت ادارة الرئيس ترامب ان لا فرق بين لبنان وحزب الله، بعدما سقط البلد تحت هيمنة الحزب، دفع لأول مرة بطرح مشروع في الكونغرس يقضي بفرض عقوبات ووقف المساعدات عن الحكومات المدعومة من حزب الله. أمر مهّد له بوضوح النائب جبران باسيل الذي تحدّث بوضوح عن تنسيق أمني مع قوى الأمر الواقع لإبقاء الحدود "فالتة"، وخارج إطار الضبط رغم توفر الامكانات لذلك، في رسالة واضحة للاميركيين ،الذين تلقفوها جيداً وبادروا الى ترويج معلومات عن إنذار وصل بيروت يتحدث عن 

ضبط الحدود في غضون أيام وإمّا عقوبات ستطال الاجهزة المقصّرة، تزامناً مع أمر يوم صادر عن قائد الجيش يتحدث عن إقفال الحدود غير الشرعية ضمن الامكانات المتاحة. قد يكون الرئيس عون، أدرك مسبقاً ان اليوم الذي ستصبح فيه الحرب ضد لبنان مفتوحة على كل 

الحدود، ليس ببعيد. فالخطر الاكبر على الدولة، وبالتالي على حزب الله، هو منظومة الفساد التي حكمها وأدارها حزب الله وحلفاؤه الداخليون والاقليميون، والتي استفاد منها الجميع طوال 30 سنة. وهنا يجدر التوقف عند نقطة أساسية. مع دخول حارة حريك جنة الحكم تقاسمت مع الباقين قالب الجبنة، الذي كانت تأخذ حصته منه تحت عباءة رئيس مجلس النواب، الذي يحمل وزر ذلك. فجمهور الحزب وظف في الدولة، ومؤيدوه حصلوا على تعويضات من مجلس الجنوب، وغيرها عشرات الأمور.... الى ذلك، فقد فرض الحزب بـ "المونة" أجنداته الوزارية وتركيباتها على الرئيس عون منذ حكومة 

اليوم الاول، فكسر كلمة الرئيس وأسقط فيتوات كان وضعها على توزير فاسدين معروفين بحجج واهية، "حفاظاً على وحدة الطائفة"، فدقَّ المسمار الأول في نعش المشروع الاصلاحي للوطني الحر. ليكمل مسيرته بالدخول بمحاصصة مع تيار المستقبل تحت عنوان "لا للفتنة"، فاستشرى الفساد وبدأت التصدعات دون أن تشفع للرئيس عون مواقفه الاستراتيجية بتغيير موقف الحارة قيد أنملة. هكذا تحوّل الحزب عن سابق إصرار وصميم، الى عبء على التيار الوطني الحر والعهد العوني، مع تصاعد الحملة الدولية التي عنوانها "إمّا البارودة وإمّا إطعام الناس"، فواشنطن غير مستعجلة وغير 

محشورة، تتحكم "بحنفية" ما قد يصلنا من مساعدات، ظاهرها اقتصادي مالي، باطنها سياسي بإمتياز، باتت أمراً مفروضاً، مكره العهد لا بطل، على السير بها. فضغط المقاومة المتواصل لثلاث سنوات، وتطنيشها تارةً وورفضها طوراً للسير بمشروع الرئيس عون ورؤيته ضد الفساد، جعل من الهوّة بين الطرفَين تكبر، ما انعكس في كل مرة اشتباكاً الكترونياً بين جمهور الطرفَين، مادتها حليف الحليف، لتنتهي على "زغل" وبحفلة "تبويس لحى"، فيما الجمر راقد تحت الرماد منتظراً ثورة ما تزيح عن كاهل بعبدا شيطان الفساد الأخرس. قد يقول البعض، ماذا بعد؟ هل ما سبق معناه ان الطّلاق وقع بين الطرفين؟ اكيد أن شيئاً ما تغير، ومار مخايل بات بحاجة الى فاصلة، فكلام النائب زياد أسود وما استتبعه خلال الساعات الـ 48 الماضية يطرح العديد من علامات الاستفهامات. ظنَّ العونيون يوماً أن السيد نصرالله تحت عنوان المؤتمر التأسيسي سيعيد للمسيحيين جزءاً ممّا فقدوه، ليكتشفوا بعد سنوات، أنهم عاشوا وهماً. فهل يكون ذلك بداية لانهيار توافق مارمخايل الذي فَرغ من مضمونه مع الوقت.

 

من الأرشيف/الذكرى العاشرة للانسحاب من الجنوب

الكولونيل شربل بركات/19 أيار/2010

إن انسحاب أي جيش غريب عن أرض الوطن يجب أن يكون سببا للفرح والابتهاج حتى ولو كان هذا الجيش صديق أو حليف لأن انسحابه هو دليل على انتفاء سبب وجوده وبالتالي مزيدا من الاستقرار. ولكن لم يكن الانسحاب الإسرائيلي بالنسبة لأهلنا في جنوب لبنان كذلك لا بل كان بداية لمأساة جديدة أضيفت إلى مآسي الوطن فلماذا هذه الشعور؟ وهل بقي بعد كل هذه المدة؟ ولماذا قرر قسم كبير من أهلنا عندها مغادرة الأرض التي أحبوا؟ وهل هم فعلا لحقوا بالجيش المنسحب؟

لن ندخل في كثير من التحليل ولكننا سوف نلخص الأسباب الحقيقية التي دعت الجنوبيين إلى الانتقال عبر الحدود:

السبب الأول هو أن لبنان كان لا يزال يرزح تحت احتلال فعلي من قبل الجيش السوري وكان القرار السياسي بيد هذا الجيش.

السبب الثاني هو أن قسم كبير من الشعب اللبناني كان يعيش تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني بكل ثقله من النواحي الثقافية والاقتصادية والأمنية.

السبب الثالث هو أن قوات الأمم المتحدة لم تقم بواجبها في طمأنة المواطنين ولا هي أظهرت عن اهتمام بنتائج الانسحاب ولم تفاوض السكان بغياب الدولة أو تسأل رأيهم.

من هنا وبعد أن توجه الأمين العام لحزب الله إلى الجنوبيين بالتهديد بدخول مخادعهم وحاول تنفيذ ذلك في ليل الأربعاء- الخميس 18-19 أيار 2000 باحتلال أحد مواقع الجنوبي في جسر الحمرا حيث كان الجنوبيون له بالمرصاد وكبدوه خسائر فادحة، وجد هؤلاء أنفسهم أمام أحد خيارين:

اتخاذ قرار المواجهة ما يعني العودة إلى ما قبل 1978.

الرضوخ لحزب الله وتسليم أسلحتهم والقبول بسلطته.

ففضلوا ترك المنطقة والأرض التي أحبوا والانسحاب بدون قتال.

نتيجة ذلك كان تعاظم الإرهاب عالميا وليس في الشرق الأوسط فقط وتراجع الخط السلمي ليحل محله خط العنف. ما أدى إلى هجمات 11 أيلول 2001 وما تبعها من تعديات في كل أوروبا والعالم.

كانت ردة الفعل العالمية المباشرة حملة على الإرهاب وصلت إلى العراق وأفغانستان. ولكن المجتمع الدولي حاول بعدها تصحيح الخطأ الذي ارتكب في لبنان فكان القرار الدولي 1559 الذي عالج ثلاثة نقاط وهي:

الاحتلال السوري ففرض على سوريا الانسحاب من لبنان.

السلاح الإرهابي وعلى رأسه سلاح حزب الله.

حماية النظام الديمقراطي وذلك بضرورة إجراء انتخابات حرة بدون تدخل سوري.

هذا القرار أعطى اللبنانيين الحافز للتحرك فقامت ثورة الأرز ونزل المواطنون إلى الشارع وفرضوا خروج الجيش السوري ولكنهم لم يكملوا المشوار فقام حزب الله بالهروب إلى الأمام وأفتعل حربا ضد إسرائيل في 2006 ولما لم يتحل الحكم يومها ببعد النظر الكافي لإنهاء حالة حزب الله الشاذة قام هذا بمحاصرة الحكومة ومن ثم بادعاء النصر ثم بالهجوم على بيروت والجبل في 7 أيار وفرض معادلة جديدة لإجهاض مفاعيل ثورة الأرز والالتفاف على القرار الدولي 1559

اليوم ظهر جليا لماذا لم تقبل أيران بتسليم سلاح حزب الله؛ لأن النظام الإيراني يسعى لتوسيع هيمنته على الشرق الأوسط برمته وهو قد أنشأ قواعد له حول باب المندب في أيريتريا واليمن وحرك خطر الحوثيين على حدود السعودية وهو يدعم عدم الاستقرار في العراق وينشئ الخلايا بين الشيعة في دول الخليج ويحاول إلهاء مصر بموضوع مياه النيل وتقاسمها مع دول أفريقية بينما

يسعى من جهة أخرى للدخول بالنادي النووي ليفرض سيطرته على ثروات الشرق الأوسط ويستفرد بالحل والربط. ويعد حزب الله مصدره الأساسي بالرجال خاصة الناطقين بالعربية والمعبئين أيديولوجيا والمستعدين للتوجه إلى أي مكان في العالم لتنفيذ خططه وهو يدغدغ مشاعر وعواطف الإسلاميين بمحاربة إسرائيل بواسطة حماس من جهة وحزب الله من جهة أخرى.

إذا الوضع اليوم وبعد عشر سنوات على خروج الإسرائيليين من لبنان أسوأ منه يومها فالخطر الإيراني على إسرائيل تزايد ولبنان لم يستقر بعد بالرغم من القرارات الدولية والتجارب المرة والتضحيات الكبرى وبالرغم من اللاعبين الجدد على ساحته. لا بل إننا في مرحلة مماثلة لعشية حرب 1982 من جهة التوتر وعدم الاستقرار وغياب الرأي اللبناني بشأن ما يحدث على ساحته، فقرار الحرب والسلم عاد بيد سوريا وإيران والسلاح يسرح في كافة أرجاء البلاد بدون حسيب أو رقيب.

من هنا نهيب بالمسؤولين اللبنانيين التروي وعدم الانزلاق إلى ما يخطط له في محور الشر وعدم الانجرار وراء نزوات التخريب فلبنان يجب أن يكون عنصر استقرار في المنطقة لا عنصر استفزاز وقد تحمل شعبه أعباء كثيرة حتى الآن وأن من لا يتعلم من عبر الماضي لا يمكنه أن يصنع المستقبل.

وإلى جماهير ثورة الأرز نتوجه بالتشديد على إيمانهم بلبنان السيد الحر المستقل والذي لا يقبل بأن يكون المعتدي مهما كانت الظروف وهو يؤمن بحق الجميع بالعيش بأمن واستقرار على أن يلتزم كل منهم حدوده ويحترم الآخرين ويسعى إلى إحلال السلام في هذه المنطقة العزيزة فلبنان وجد ليحمي الضعفاء لا المستكبرين. أما أهلنا الجنوبيين في إسرائيل فإننا نحييهم تحية الأبطال ونطلب منهم الصمود على محبة الوطن وأن لبنان لن يستقر قبل عودتهم إليه رافعي الرؤوس لأنهم تحملوا ثمن محبتهم له وهم لم يهاجموا أحدا ولم يعتدوا على أحد ولكنهم حافظوا على منطقتهم وسكانها وعلى القيم التي تربوا عليها والجيرة الحسنة وحاولوا تحقيق حلم السلام يوم تخلى المسؤولون عن واجباتهم وتخفوا خلف شعارات الجبن والتبعية.

 

لا نريد أن نصلّي في القدس... نريد كهرباء لبشير

محمد بركات/أساس ميديا/الإثنين 25 أيار 2020

بصراحة، لو تسمح يعني، لا نريد أن نصلي في القدس. وربما لا نريد أن نصلّي في أيّ مكان خارج الكيلومترات الـ10452. كيف لرجل واحد، يمثّل ما يمثّل في بيئته أو طائفته أو في البلد، كيف له أن ينطق باسمنا، نحن اللبنانيين، كلّنا، ويعلن أنّ "المقاومة تمهّد الأرضية لليوم الذي سيأتي ونصلّي جميعاً في القدس"؟

اللبنانيون لا يريدون أن يصلّوا في القدس. معظمهم لا يملك ما يكفي من المال ثمن البنزين ليصلّوا في مسجد بعيد عن بيوتهم.  من قال إنّنا نريد أن نذهب إلى القدس؟ من قال إنّ شعباً جائعاً، مفلساً، متروكاً، معزولاً، مًحاصراً، مفتّتاً ومفكّكاً، من واجبه أن يحرّر القدس؟ من أعطانا هذا التكليف؟ هذا الشرف؟ هذه المأساة؟ لا يحقّ لأحد أن ينطق باسمنا؟ هذه البلاد التي تريدون من أهلها أن يحرّروا القدس ليست ملكاً لأحد. قرارها ليس بيد رجل أو حزب أو طائفة. لا داعي "لموسيقى" قرار الحرب والسلم. ما عاد هذا نقاشاَ وترفاً.

اليوم يقول لنا العالم: إما تحترموا حدود الدول وحدودكم، وإما ستجوعون أنتم وصواريخكم. ونحن رهائن الصواريخ والسلاح. نحن وأولادنا وأموالنا وأرزاقنا. المال والبنون رهائنكم.

بأيّ حقّ تأخذوننا كلّنا إلى الجوع، وإلى مواجهات لا طاقة لنا بها. حتّى حلفاؤكم رفعوا الصوت، وقالوا إنّ الجوع الذي يلفّ بطون أولادنا سببه سلاحكم. هذا السلاح الذي قتل وقاتل في سوريا والعراق واليمن، وتمدّد إلى السعودية والكويت ومصر وغيرها...

من قال إنّنا نريد أن نصلّي في القدس؟

لا يحقّ لهم ن أن يأخذونا معهم. هذه تسمّى عملية انتحارية، ونحن الأبرياء المرتهنين في مدار الحزام الناسف. نحن لنا الحقّ بالكلام. قبل أن تسحب الفتيل، وتفجّرنا، اسمع أصواتنا على الأقلّ.

لم يعد هناك أحد مع السلاح في كلّ لبنان، غير الموظّفين الذين يتقاضون رواتبهم من بيت المال الخارجي. إذا حذفت نواب جبران باسيل، فإنّ النواب الـ74 الذين تفاخر بهم قاسم سليماني ذات انتخابات نيابية، سيقلّون عن 45. هؤلاء ليسوا أكثر من الثلث.

اللبنانيون جاعوا. مناصروك جاعوا. سلاحك يتمدّد في الدول العربية، مدمّراً مصالح لبنان واللبنانيين أوّلاً، ومتعباً العرب ومعتدياً عليهم.

هذا ليس من أجل مصلحة لبنان، ولا من أجل أمان اللبنانيين.

لا نريد أن نصلّي في القدس. يا أخي لا نريد.

نريد أن نشبع في كفركلا وحولا وشقرا. أن ندرس في مرجعيون، حيث لا جامعة. أن نعمل في بنت جبيل، حيث لا معامل. أن نزرع في ربثلاثين، حيث نشتري الماء، بأضعاف أضعاف ثمنه. أن نلعب في بيروت.

نريد لأولادنا أن يكبروا بهدوء. أن ننام آمنين من فواتير الكهرباء الكثيرة. أن نفتح فيسبوك ونجد إنترنت. أن يكبر أولادنا ولا يخشون من صواريخ الذين تريد أن تحاربهم.

لا نريد أن نصلّي في القدس. أحدهم قال لكَ: دعنا نصلّي في الغبيري أوّلاً. نريد كهرباء في بيوتنا، كما قال بشير أبو زيد. ونريد لبشير وأمثاله أن يكتبوا آراءهم، من دون أن يتعرّضوا للقتل والخطف.

بعضنا لا يريد أن يصلّي أصلاً. ربما ليس متديّناً، أو ليس مؤمناً، ويعلم عن حسابه في الآخرة. وبعضنا يصلّي، ولا يريد أن يصلّي في القدس.

يحيى جابر كتب يوماً: "أترك يدي.. انتحر وحدَك". ونحن نقول: أترك أيدينا... لا نريد أن نصلّي في القدس.

 

سرّ جبران باسيل

نديم قطيش/اساس ميديا/الإثنين 25 أيار 2020

يعلم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ما يعلمه بقية اللبنانيين. ويعلم أكثر منهم بحكم موقعه واتصالاته مع المجتمع الدولي. والمعلوم هو أن حزب الله بات يمثّل المشكلة الأكبر على إمكانية استمرار لبنان الكبير كما تأسّس منذ العام 1920.

سمع هذا الكلام من الأميركيين والفرنسيين وكلّ من التقوه والتقاهم، وناقشوا معه الأسباب العميقة للانهيار المتدرّج للبنان وصولاً إلى انهيار النقد الوطني وإفلاس الدولة والمصارف، والآتي أعظم.

ما قاله النائب زياد أسود عن وصول اللبنانيين إلى عتبة الخيار بين البندقية والجوع، هو التلخيص الموضوعي للموقف الدولي والعربي من لبنان. لم يعد في جعبة  أحد، أيٌّ من مفردات التسامح أو التمايز المزيّف بين حزب الله كمقاومة وحزب الله كتنظيم إرهابي يعمل ضمن مشروع تخريبي شامل في المنطقة، من الخليج إلى المشرق وصولاً الى أميركا اللاتينية، بل أميركا وكندا نفسيهما! وما الموقف الألماني الأخير، بعد الموقف البريطاني، بتصنيف حزب الله بكلّيته كمنظّمة إرهابية، إلا إشارة حاسمة لاتجاه الأمور لا سيما إذا علمنا أن ألمانيا تتمتع بين الأوروبيين بالعلاقات الأوثق والأقرب إلى إيران، ولطالما كانت قناة خلفية لإيران وحزب الله للتواصل مع واشنطن وإسرائيل.

يتجاوز موقف التيار، النكايات المسيحية الضيقة، والعتب على حزب الله لعدم دفاعه الجادّ عن جبران باسيل في مواجهة الهجوم الصاعق من حليف الحزب الآخر، زعيم تيار المردة سليمان فرنجية. يتجاوز الموقف أيضاً لعبة ابتزاز حزب الله لجرّه إلى الموافقة على معمل محطة تغويز في سلعاتا، بعد أن صوّت الحزب إلى جانب خصوم التيار في هذا الملف على طاولة مجلس الوزراء.

سلعاتا مهمّة في سياق آخر…

يتحرّك جبران باسيل بين حدّين: حدّ التحالف مع حزب الله في الدولة المركزية باعتبار أنّ استقرار هذه الدولة النسبي لا يستقيم إلا بالتفاهم مع حزب الله. وحدّ آخر، هو بناء مقوّمات الدولة الباسيلية المسيحية، تحت عناوين اللامركزيات الكثيرة، وأبرزها ما يكرّره باسيل مؤخراً حول اللامركزية المالية.

وأما سلعاتا فهي ...

منصّة لضرب عصفورين بحجر واحد، عبر الاستحواذ على مرفئها الذي يملك آل ضومط رخصته منذ مطلع السبعينات، وإخضاع هذه الأسرة الصناعية العريقة لنفوذ باسيل عبر تهديدهم باستملاك أراضيهم التي سيقوم عليها المصنع، لا سيما أنّهم أقرب في العلاقة الشخصية إلى الوزير فرنجية، منافس جبران في الجمهورية الباسيلية المتخيّلة.

يخاطب جبران باسيل الغرب بلغة استقرار لبنان الذي بوابته التفاهم مع حزب الله. ويعبّر لهم عن رفضه لسياسات حزب الله بإبدائه كلّ الاستعداد للطلاق إذا ما تيسّر له فضاء لامركزي.

يستحصل من حزب الله على قوّة تفوّق على خصومه، أكانوا ضمن التحالف الواحد كفرنجية أو خارجه كالقوات اللبنانية. ويستحصل من المجتمع الدولي، أو هكذا يظنّ، على صك براءة من تبعات سياسات حزب الله المالية والأمنية والعسكرية. من هذا الموقع المتعدّد الطبقات يلعب جبران لعبته المفضّلة: التذاكي. "المعجزة" الذي بوسعه أن يقول للمسيحيين إن تدخل حزب الله في سوريا حماهم من بطش داعش، وأن يقول للإسرائيليين إن من حقهم العيش بسلام وأمان في دولتهم.

جبران الجديد، الذي يستعمل مفردات قوى الأمر الواقع، والذي يقول نوابه كلاماً مستلّاً من أكثر المقاربات الاميركية تشدّداً حيال حزب الله، يعرف أنّ لعبة التذاكي وصلت الى حدودها القصوى.

فالزمن ليس زمن العام 2016، حيث يمكن للتذاكي والتكاذب أن ينتجا تفاهمات وأوراقاً على شاكلة التفاهم مع الرئيس سعد الحريري أو اتفاق معراب مع الدكتور سمير جعجع. ويعرف أنّ حجم الدور الداخلي في قرار الانتخابات الرئاسية المقبلة ضئيل جداً، حتّى دور حزب الله.

ليس مستبعداً أن تتوسّع العقوبات لتطال حلفاء حزب الله في لبنان، مع وصول سفيرة جديدة هي دورثي شيا تنتمي إلى وجهة النظر المتشدّدة في الخارجية

ثمة ناخب واحد هو واشنطن، التي أتت بمصطفى الكاظمي رئيساً للحكومة العراقية رغم اتهامه بالتواطؤ في عملية اغتيال سليماني من موقعه كرئيس للمخابرات.

ولكن لماذا يستعجل جبران باسيل البدء ببثّ إشارات التمايز عن حزب الله بهذه الكثافة، قبل الانتخابات الأميركية التي قد تغيّر المعادلة في واشنطن؟

أمران:

1- هو أكثر العالمين بمدى دقة، أو عدم الاحتمال، بأن يسبق الاستحقاق الرئاسي اللبناني نظيره الأميركي، لأنه الأكثر اطلاعاً على وضع الرئيس ميشال عون الصحي. دعك عن أن ثبات موعد الانتخابات الأميركية يبقى موضع تساؤل في ضوء تطوّرات كورونا في الاشهر القليلة المقبلة.

2- يقرأ باسيل جيداً معنى دخول قانون قيصر خلال أيام حيّز التنفيذ على النظام السوري وفي الأشهر القليلة التي تسبق موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.  ستفاقم واشنطن الضغوط العقابية على إيران ، وآخر قرارتها في هذا السياق فرض عقوبات مالية وقيود على تأشيرات سفر ضدّ 12 فرداً وكياناً إيرانياً، بينهم وزير الداخلية الإيراني الحالي عبد الرضا رحماني فضلي.

وليس مستبعداً أن تتوسّع العقوبات لتطال حلفاء حزب الله في لبنان، مع وصول سفيرة جديدة هي دورثي شيا تنتمي إلى وجهة النظر المتشدّدة في الخارجية (ديفيد شانكر وجول رايبورن) على حساب وجهة النظر التي تبنّتها السفيرة السابقة اليزابيث ريتشارد والتي كان  يقودها مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هايل.

تغيّر الزمن. جبران باسيل يعرف ذلك. وعلى هذا الأساس يتموضع أو "يحاول" جاهداً إنقاذ نفسه من الطوفان.

 

التكنوقراطية إن حكت: مشروعية إنجاز لا شيء

وسام سعادة /اساس ميديا/الأحد 24 أيار 2020

أظهرت انتفاضة الخريف الماضي أزمة شرعية حادة تتعدّى أزمة نظام الحكم لتطاول نموذج دولة "الحصّالة المثقوبة"، الدولة المركزية الطائفية الاستبعادية للطبقات الشعبية عن التمثيل والمشاركة السياسيين المباشرين بشكل مزمن، وهو ما جعلها تتسم بصفة الدولة الأوليغارشية.

وهذا التعبير، "الأوليغارشية"، أشكل على كثيرين في الشهور الماضية، أو جرى استعماله بأشكال مشوّشة وضعيفة في كثير من الأحيان. فالتوصيف غير محصور بشريحة تتركّز فيها الثروة والقوة. الدولة نفسها ذات سمة أوليغارشية بشكل حثيث: ذلك أن اندماج أكثرية السكان بهذه الدولة ومؤسساتها لم يتأمّن إلا على قاعدة تنحية هذه الأكثرية عن أيّ تمثيل سياسي مباشر ومستقلّ لها، وعن أيّ مشاركة إيجابية في صوغ وتطوير النظام السياسي وتحديد وتحسين معايير السلام الاجتماعي.

هي دولة قائمة على معادلة "التضحية بالسلم الاجتماعي" بدعوى "الحفاظ على السلم الأهلي". دولة غير قادرة على تأمين مقوّمات اقتصاد السوق الحرة ولا على انتهاج الحدّ الأدنى من العدالة الاجتماعية، وكلا الأمرين منصوص عليه في مقدّمة الدستور. ودولة لا تلغي سمتها "الأوليغارشية" أنّها دولة ممليشة (من ميليشيا) حتّى النخاع. فالسلم الأهلي الذي يسوّغ التضحية بالسلم الاجتماعي، يعود في هذا النموذج فيضحّي بحاكمية القانون، وبالمساواة القانونية بين المواطنين، وبواقع محكوم بتراتبية من العنف.

انتفاضة الخريف أظهرت استفحال أزمة الشرعية الحادة هذه، أزمة شرعية كلٍّ من نظام الحكم والمؤسسات القائمة، وأزمة شرعية نموذج الدولة القائم نفسه. في المقابل، سواء تراجعت أو تأجّلت أو حجرت على نفسها أو تجدّدت المناخات الاحتجاجية والانتفاضية، ستظلّ قائمة أزمة الشرعية الحادة والمزدوجة. ولا يكفي لتخفيض حدّة هذه الأزمة انكشاف صعوبة تأمين بدائل.

كانت انتفاضة الخريف الماضي "ثورية" بمقدار ما كانت تقترب من الإقرار بأن أزمة الشرعية عميقة، وتخلص إلى أن هذا يعني وجود تآكل فظيع للعقد الاجتماعي الذي يقوم عليه النظام الدستوري التعدّدي.

وكانت الانتفاضة غير ثورية، بمقدار ما أنّ الانتباه إلى أنّ النظام ما عاد يستند إلى عقد اجتماعي ولو ضمنياً يشرّعه، أخذ يدفع بأوساط فاعلة ومؤثّرة إلى التوهّم بأنه يمكن إيجاد بديل منهجي وسريع وشامل لعقد اجتماعي متآكل. في الواقع، كلما تآكل عقد اجتماعي وتسبّب بأزمة حادة لشرعية نظام ونموذج دولة، كلما كان محفوفا بدرجة أعلى من الصعوبات تجاوزُ ذلك إلى تأمين شرعية بديلة وعقد اجتماعي جديد. فكيف إذا كان الانتفاض حاصلاً على خلفية انهيار مالي واقتصادي، وغير مسبوق بتراكم كفاحي دؤوب مُفضٍ إلى هذه اللحظة الانتفاضية.

باختصار، أزمة الشرعية صارت مفتوحة. الانتفاضة جذّرت وعينا لها. الانتفاضة لم يكن مقدّراً لها موضوعياً ولا ذاتياً، أن تشقّ السبيل بشكل تتابعي لحلّ هذه الأزمة الحادة. هذه الأزمة تزداد تفاقماً مع ضمور الانتفاضة، وليس العكس. تفاقمها يستتبع لحظات احتجاجية وتمرّدية لا يسمح بجعلها تشعل انتفاضة جديدة شاملة حتى الآن، لا موسم كورونا الممتدّ، ولا هشاشة الأطر التنسيقية والتعبوية.

بهذا المعنى، تشكّل حكومة حسان دياب العنوان الأكثر "ظرفاً" لاستفحال أزمة نضوب الشرعية، لهذا النظام ولهذا النموذج من الدولة في آن. وكذلك التكثيف الأبرز لفكرة أن عدم توفّر البدائل لحلّ أزمة نضوب شرعية، وأزمة تآكل العقد الاجتماعي، لا يجعل من في السلطة يستعيدون شرعية مفقودة.

حسان دياب اسم لماذا بالتحديد؟ إنه اسم للبحث المستحيل عن مصدر آخر للشرعية.

بأيّ معنى؟

في البلدان حيث تتخلّى المعادلات المتسيّدة عن انتهاج سبيل شرعية دستورية، كثيراً ما يبحث الحاكم عن التعويض عنها من خلال ما يعرف بشرعية الإنجازات، الـ Output legitimacy. ليست شرعية صنع القرار، بل شرعية الفعل، أي الإنجاز.

حسان دياب يشبه كلّ من توهّم بأن الحلول لأزمة شرعية حادة في نظام ونموذج دولة، وانهيار مالي، وحصار مالي أميركي لحزب الله وللبنانيين بالجملة "على ضهر البيعة"... أنّ كلّ هذا يمكن حلّه بخرافة حكومة التكنوقراط "ذات الصلاحيات التشريعية"

البروفسور دياب يبحث عن شرعية إنجازات، عوضاً عن الشرعية الشعبية، وعن الشرعية الدستورية. وهذا طموح. لكن في الوقت نفسه، شرعية الإنجاز إما تكون من خلال بناء مؤسسات اجتماعية راسخة، وإما من خلال نقلة نوعية في قطاعات الطاقة أو الصحة أو التعليم، أو تكون إنجازات عمرانية، سدوداً كانت أو جسوراً، أو متاحف، أو جزراً اصطناعية، أو حتى إنجازاتٍ علمية تكنولوجية، كمثل الدخول في السباق إلى غزو الفضاء.

كلّ هذا، لم يجد له مكانة في مسردة حسان دياب عن إنجازاته. شرعية إنجازاته ليست من هذا العالم المادي. إنها شرعية إنجازات افتراضية. الفحوى هي التالية: إنجازات حسان هو أنه أول رئيس حكومة يقرّ بفشل سياسات من سبقه، ويُحصي الضرر، ويؤشر إلى أن الحصّالة لم تعد فقط مثقوبة، بل باتت أيضاً فارغة. وإنجازاته أنّه أول رئيس حكومة يتوقّف عن تسديد سندات اليوروبند، ليمنّي النفس بعدها باقتراض من صندوق النقد الدولي ومن الجهات المانحة ضمن مخطّط مؤتمر "سيدر"، لكن هذه المرة ليس بذريعة الاستدانة لخدمة الاستدانة، وإنما البحث عن الاستدانة مباشرة بعد توقّف تسديد الديون المتراكمة، بذريعة تخفيض الاستدانة هذه المرة!

هذا ضرب جديد من مشروعية الإنجاز. أما عن الشهوة والجلد على التكلّم بلغة الإنجازات في وضع كارثي كالذي نقاسيه، فحدّث ولا حرج. الإنجاز هنا يرادف الإقرار بحالة الإنكار والانفصال عن الواقع. أزمة الشرعية الحادة تستفحل أكثر مع شرعية إنجاز من هذا النوع. ومرة جديدة، هذا لا يعني أن البديل ينتظر عند قارعة الطريق. إلا أن البديل ما عاد يمكن تخيّله كما لو أنه "حسان دياب من نوع آخر". إلى حدّ كبير، حسان دياب يشبه كلّ من توهّم بأن الحلول لأزمة شرعية حادة في نظام ونموذج دولة، وانهيار مالي، وحصار مالي أميركي لحزب الله وللبنانيين بالجملة "على ضهر البيعة"... أنّ كلّ هذا يمكن حلّه بخرافة حكومة التكنوقراط "ذات الصلاحيات التشريعية".

لم تكن تلك المرة الأولى التي انساق فيها قسم من الرأي العام وراء خرافة التكنوقراطي الدؤوب والفاعل. لكن، لأول مرة، هذا الخيال التكنوقراطي تحقّق، وجد صيغته في الحكومة الحالية، وبالأخص في إنجازاتها التي لا هي مادية ولا هي معنوية، ولا هي موجودة لا في مكان ولا في زمان.

 

عن الـ "update" بين حزب الله وباسيل

صفاء درويش/ليبانون ديبايت/الاحد 24 أيار 2020    

منذ توقيعها عام 2006 كانت ولا تزال ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر عرضةً  للهجوم والتصويب من قبل المتضرّرين من تقارب الحزبين الأكبرين على الساحتين الشيعية  والمسيحية. لم ينكفئ هؤلاء عن محاولة التفرقة بين الطرفين في مختلف الإستحقاقات ومكامن 

التبدّلات الإستراتيجية التي مرّ بها لبنان والمنطقة. حرب تموز وانتخابات الرئاسة عام 2008،  الحرب السورية، انتخابات الرئاسة عام 2016، والأزمة الإقتصادية الحالية.خبِر هؤلاء هذه المعركة، عملوا على نقاط ضعف الجمهورين واستغلّوا التباينات بين الحزب والتيار.  أصابوا أحيانًا فوجب الردّ، وذهبت جهودهم سدًى في مختلف الأحيان الأخرى. اليوم يصوّب هؤلاء  على الإتفاق من جديد، لعدة اعتبارات، ولكن فاتهم أنّ الإختلافات وليس الخلافات تحصل منذ توقيع  الإتفاق تحت سقف الرؤية الإستراتيجية التي آمن بها كل من الرئيس عون والسيّد نصرالله لحظة  دخولهما قاعة كنيسة مار مخايل.

منذ الـ2006 يتفق الطرفان على المضمون العميق لورقة التفاهم. رسّخا سويًا إبعاد شبح الفتنة الطائفية، أعطيا بعدًا وطنيًا لمسألة حماية المقاومة في الداخل والخارج، ثبّتا الوجود المسيحي في الشرق لوقت طويل، وأنجزوا في السلطتين التشريعية والتنفيذية ما استطاعوا القيام به.

اليوم، ورغم إختلافات أكبر في وجهات النظر، يبدو أن التيار الوطني والحر وحزب الله متمسّكان بورقة التفاهم التي تعتبر بحسب أجوائهم غير آيلة للسقوط. علاج الإختلاف في وجهات النظر في عدد من الملفات التي باتت ملحّة اليوم أكثر من لحظة توقيع الإتفاق يبدو أنّه يتطلب update معيّن على 

نص الإتفاق، أو عدد من ورشات العمل للوصول إلى رؤية مشتركة لما يعتبره أحد طرفي علاقة  الحب والود أنّه غير واضح ومزعج في بعض الأحيان، وهو في النهاية مسار اجباري للعبور نحو  بناء الدولة. مكافحة الفساد التي يعتبرها التيار الوطني الحر اليوم أنّها معركة حياةٍ أو موت، ورغم أنّ حزب الله  يشاطره بالنظرة العامة نحوها، إلّا أن التيار يعتقد أن الحزب لا يجاريه فيها بتاتًا، لما له من حسابات شيعية-شيعية وشيعية-سنية وحتى شيعية-درزية. جو الإمتعاض داخل قيادة التيار ليس جديدًا، ولكن سقفه هو "عتب على قدر الشراكة"، ولا يمكن أن يؤدّي إلى طلاق لا يريده أحد. يعتقد التيار أن تطوّر مرحلة تحوّل الحزب نحو رأس حربة يواجه  حلفائه وأخصامه على السواء يسير ببطءٍ شديد، فيما يسلّط أولئك السيف على رقبة التيّار ليحمّلوه كافة أزمات لبنان منذ ما قبل دخوله السلطة. ينتظر التيار من الحزب اليوم تسريعًا في ملفات عديدة أبرزها الضغط من أجل اتمام التعيينات في الهيئات المالية ومصرف لبنان، حيث أن تأخير تعيين نواب الحاكم يؤخر أي اجراء جدّي بمحاسبة رياض سلامة. ينتظر أيضًا ضغطًا من الحزب على سليمان فرنجية من أجل تسليم أحد المتهمين  بملف الفيول المغشوش، الأمر الذي قد يُجلي حقيقة عرقلة ملفات الكهرباء منذ سنوات وحتى اليوم. كل هذه الملفات تندرج تحت عنوان عريض:"حزب الله يراعي السلم الأهلي حتى أبعد الحدود" فيما الجوع  بات اليوم هو التهديد الأكبر للإستقرار الأمني والسياسي.

حزب الله، وبحسب ما تشير أجواء حلفائه، يبدو أنّه بدأ التخلّي عن حذره في هذا الموضوع، انطلاقًا من حاجة الناس لإصلاح حقيقي يقيهم خطر الجوع. مقابلة الشيخ نعيم قاسم قبل أيام، وما قد يختزنه كلام السيّد نصرالله الثلاثاء المقبل، كفيلان بوضع القطار على السكّة الصحيحة. لذلك، يدحض التيار 

أفكار المروّجين للخلاف والمصوّبين على أزمة لم تقع بعد، ولن تقع في المستقبل القريب بتاتًا. أمّا الحزب، والذي لا يعلّق على هكذا ترّهات، من وجهة نظره، يعتبره المصوّبون على ورقة التفاهم  منزعجًا من العلاقة القديمة الجديدة التي تجمع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالجانب 

الأميركي، لا سيّما بعد لقاءاته المتكررة مع السفيرة الأميركية في بيروت.الجواب على "حرتقة" هؤلاء بسيط، فمن الطبيعي على أي مكوّن سياسي اقامة علاقات سياسية مع  الدول التي تملك تمثيلًا دبلوماسيًا في بلده، فكيف في حالة التيار الوطني الحر الذي يمثل بطريقة أو  بأخرى عهد رئيس الجمهورية، اضافةً إلى كون رئيس التيار وزيرًا للخارجية في أكثر من حكومة  سابقة، مع التسليم المسبق بالفرق الشاسع بين من يلتقي السفيرة لتلقّي خارطة طريق معيّنة وبين من  يلتقيها لمناقشة ملفّات حسّاسة لدولتها تأثير كبير فيها. فالتصويب على باسيل هنا لم يشهده أي حليف 

آحر للحزب كان يجري لقاءات دورية مع المبعوثين والسفراء الأميركيين، الأمر الذي يوضح موقف  الحزب ربّما، ونوايا المصوبّين بشكل أكيد. لقاءات عديدة حصلت بين قيادة حزب الله والتيار الوطني الحر، ولقاءات ستحصل، فورقة التفاهم 

الفتيّة لن تموت بفعل عتبٍ من هنا ومحاولة تحفيز على الإنجاز من مكان آخر، بينما ستبقى آمال البعض بالإستفراد بالتنظيمين كل على حدى هي كحلم إبليس في الجنّة.

 

حزب الله والعونيون: إفلات الغرائز الطائفية بشيوخها ومطارنتها

منير الربيع/المدن/24 أيار/2020

تستمر لعبة الابتزاز بين القوى السياسية اللبنانية على اختلافاتها. هي تعلم أن لا شيء يحميها سوى شد العصب الطوائفي والمذهبي، وتكرار خطاب يدّعي التغيير ومكافحة فساد النظام الطائفي!

ابتزاز الحلفاء

يطرح حزب الله التغيير الجذري لآلية سير منظومة الحكم الطائفي. التيار العوني يتحدث عن تعديل الدستور، والدولة المدنية، ولا يتخلى عن خطاب شد العصب الطائفي والمذهبي. إنها لعبة مفضوحة تستخدم في كل محطة ومنعطف أو استحقاق، وتسعى القوى السياسية الطائفية إلى تحقيق مكتسبات فيها. وما يستخدم حالياً، سبق استخدامه مراراً. ومن أبرز الشواهد عليه: سلوك رئيس الجمهورية ميشال عون في خوضه معركته الرئاسية قبل انتخابه رئيساً. طرح عون معادلات كثيرة، منها الاستفتاء، ومنها الانتخاب المباشر للرئيس من الشعب. وطلب تغيير المجلس النيابي لأنه غير شرعي وغير دستوري، بسبب تمديد ولايته. وشن عون هجمات كثيرة على الحريرية السياسية، وطالب بتغيير الطائف. لكن بعد التوافق السياسي على انتخابه، ارتضى أن تنتخبه الحريرية التي يتهمها بالفساد، والمجلس النيابي الذي يعتبره غير قائم. اللعبة نفسها يستخدمها جبران باسيل اليوم، السلاح نفسه والخطاب إياه. وعندما تتعارض طموحاته مع الواقع، يلجأ إلى ابتزاز الآخرين: سواء بالدعوة إلى الفيدرالية، أو بتصعيد لهجته ضد الفساد. منطق الابتزاز الباسيلي مستمر. ووصل إلى الحديث عن حزب الله وسلاحه نتيجة التضارب في المصالح. وإذا ما توفر توافق سياسي على انتخاب باسيل رئيساً، تسقط هذه الاعتبارات كلها، ويعود باسيل إلى اللعبة التقليدية.

طائفي ضد الطائفية!

وفق هذه القاعدة يندرج موقف المفتي الجعفري أحمد قبلان، الذي ردّ على الطروحات الفيدرالية، فقال: "نؤكد أن أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري. هذه الصيغة انتهت. وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضا مرحلة وانتهت. وعليه، نصر بكل صرخة مدوية، أننا ولحماية البلد وكسر الوثنية السياسية، وتأكيد العيش المشترك، والسلم الأهلي فيه، مطالبون بإسقاط الصيغة الطائفية لصالح دولة مواطن، دولة لا طائفية، دولة إنسان، دولة بقانون يلحظ المواطن بما هو مواطن، فكفانا ترقيعا بهذا البلد، لأن البلد سقط، سقط لأن دستوره فاسد، وآلية الحكم فيه فاسدة، وطائفيته فاسدة، ومشروعه السياسي فاسد، وتسوياته المختلفة فاسدة". كلام من هذا النوع، يقابل الابتزاز بابتزاز مثله. والأكيد أن لا أحد يملك مشروعاً تغييرياً. فحزب الله لا يريد أن يطرح صيغة جديدة في الوقت الحاضر، لكنه يستفيد من طروحات كالتي يعلنها رجال دين من بيئته، لا يبتعدون عنه ولا يتعارضون معه سياسياً.

في انتظار إيران

المرحلة الراهنة لتضييع الوقت وتقطيعه، في انتظار الانتخابات الأميركية. فلا إيران ذاهبة إلى مفاوضات وتقديم تنازلات لصالح ترامب الذي يُحكى عن تراجع شعبيته. وتراهن طهران على فوز الديموقراطيين للعودة إلى الاتفاق النووي. لذا لن تقدم تنازلات لترامب. المرحلة للصمود والصبر والتحمل. وهذه عبارات استخدمها نصر الله في إطلالته الأخيرة، وهي تنطوي على تقطيع الوقت بأقل الخسائر. ما يعني أن الوضع اللبناني لن يدخل في معارك حاسمة، بل سيحافظ على الستاتيكو القائم حالياً، في انتظار التطورات. استراتيجياً، ليس من مصلحة حزب الله تغيير النظام. المثالثة قد تضعفه ولا تقويه. فصيغة "المواحدة" الراهنة تجعله الطرف الأقوى، والقوى السياسية كلها بحاجة إليه، وتعمل على تحسين العلاقة معه للحصول على الحظوة في السلطة واكتساب المواقع. لكن حزب الله يستخدم منطق المقربين منه، للتهويل على الآخرين الذين يبتزونه بالفيدرالية وغيرها. فيخرج قبلان ليقول: نريد تغيير النظام، ليخيف المسيحيين.

لعبة بلياردو

أعلن نصر الله أن حركة 17 تشرين هي العدو، وإسرائل تراهن عليها. و17 تشرين تدعو لتغيير النظام. ما يعني أن الحزب يريد العودة بالمعادلة إلى ما قبل 17 تشرين، وإحياء اللعبة الطائفية في أطر النظام الذي تتصارع فيه القوى الطائفية. ولا يمكن حماية هذا النظام إلا بإحياء المخاوف وإعادة الخطاب القديم، سواء لدى المسيحيين أو لدى الشيعة أو لدى السنّة الذين يبحثون عن حماية صلاحيات رئيس الحكومة. يؤدي هذا الخطاب إلى إعادة شد العصبيات المذهبية والطائفية: باسيل يتحدث عن المخاوف من السلاح وعن الفيدرالية وغيرها. السنّة يتحدثون عن الطائف وحمايته. وخطاب حزب الله يستدرج العصبية المسيحية.

في جانب منه، ينطوي خطاب قبلان على مبدأ إعادة الاعتبار للصيغة الطائفية. وهو يتلاقى مع توجهات مذهبية كثيرة. أبرزها إثارة مخاوف الأرثوذوكس، ونبش الخلافات والمخاوف الطائفية والمذهبية، وتكريس منطق حماية الحصص.

مصادرة 17 تشرين

أي مشروع يخرج من هذه الصيغ يهدد القوى السياسية كلها. لكن مركز قوة حزب الله في هذا الخطاب، يكمن في زرعه الخوف في نفوس الجماعة المؤيدة لخيار "الثورة"، ويهدف إلى مصادرة ثورة 17 تشرين، وجعلها في مكان آخر يوافق توجهات الحزب.

إنها لعبة تريد تهيئة الشيعة لاحتواء الانتفاضة وتوجيهها، وذلك بتضمين الموقف اعتراضات على الصيغة والإقطاع والمحاصصة والسياسات الماضية التي تكرست في التسعينيات. وهذا ما تجلى في جملة قبلان: "ليس مقبولاً ما يجري حالياً، لأن الجوع شامل، والإفقار والنهب يجري في العلن، واحتكار الأسواق أسوأ من حرب عالمية، واللعب بسعر الصرف أخطر من خيانة عظمى". قاعدة هذا الكلام وهدفه معروفان وثابتان: حزب الله يسيطر بتأثيره على لبنان كله. أي تغيير في المنظومة لن يخدمه. وهو يريد لبنان كاملاً، وآخرين يتحالفون معه لينالوا حصتهم، فيما يمسك هو بأوراق اللعبة كلها.

 

دياب.. هل بدأت تركتُك الآن؟

عصام الجردي/المدن/24 أيار/2020

وعد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رئيس الحكومة حسّان دياب التدخل في سوق القطع يوم الأربعاء (27-5-2020)، على ما قال دياب. هناك لائحة من السلع الغذائية ومدخلات الصناعة الغذائية، سيؤمن سلامة العملات للمصارف لاستيرادها. نظن أن اللائحة ستطول بعد وقت قصير، لتأمين استيراد سلع أخرى ضرورية، أو تبدأ بالاختفاء من السوق ما برح سعر صرف الليرة تحت ضغوط مفتوحة من الدولار الأميركي والعملات الأجنبية الأخرى. تدخل مصرف لبنان في سوق القطع "إشبين إعادة الوصل" بين رئيس الحكومة وبين حاكم مصرف لبنان، بعد اتهامات الأول للثاني ترتقي في ظروف لبنان الراهنة إلى الخيانة العظمى. سيمضي وقت طويل ربما يكون فيه دياب قد ترك السراي ليدرك أن اتهاماته سلامة هي التي أعادت توحيد النظام المالي والمصرفي وزعماء السياسة الرديئين في وجه ما يحلو لهم وصفه "الدولة اللبنانية" اليتيمة. ولم يبق منها في مواجهة جماعة الأشرار المعدودة إلّا الشعب اللبناني الذي افتقر لتربّح طبقة كنا اعتقدنا في زمن غابر إنها 5 في المئة من اللبنانيين. وقد تراجعت في الزمن المشؤوم إلى 2 في المئة، تملك ثروة لبنان وتتحكّم بالإنسان والدولة والوطن. هذه الطبقة تريد الآن العودة إلى قانون القيود المصرفية "كابيتال كونترول"، بعدما حولّت المال الأسود إلى الخارج. كتبنا قبل سنوات أن لا أحد يمكنه أن يهزّ الهيكل الأوليغارشي في لبنان. نزيد اليوم، حين سيأتي وقت اهتزاز الهيكل سيكون لبنان قد خطا الخطوة الأولى نحو الخلاص والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والازدهار.

تحريض ضد الليرة

نبدأ بسوق القطع وسعر الصرف. عودة مصرف لبنان إلى السوق كما وعد سلامة دياب، توحي بأن مصرف لبنان قادر على فعلٍ ما للحدّ من تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية. والمبدأ القطعي أن يكون لدينا من الدولار الأميركي ما يكفي لردع الطلب الطبيعي عليه، أو المضارب أو لأي غاية كان. غير ذلك بلا طائل لو أتت كل أساطيل العالم. هذه قاعدة العرض والطلب. تنطبق على البندورة والبرغل والشاورما واللحم بعجين! كان حاكم مصرف لبنان الراحل إدمون نعيم يقرّ بهذه القاعدة. لكنه كان يردّد أحيانًا أن "هناك من يُفسد قاعدة العرض والطلب". بالتأكيد. وتتعدد الدوافع والأسباب لكن يبقى العرض عرضًا والطلب طلبًا. تستجيب سوق القطع فتتوازن. والخلل في الاتجاهين اختلال السوق. كان نعيم يقصد المضاربين ضد عملتهم الوطنية خلافًا للقانون. وهؤلاء كانوا من النافذين سياسيًا وماليًا. يستدين واحد من هؤلاء الليرة "على المكشوف" بلغة المضاربين. أي بلا ضمانات ولا رادع. يشتري في المقابل الدولار الأميركي. يصبح مدينًا بالليرة ودائنًا بالدولار. يوم يومان أو أكثر، يتراجع سعر صرف الليرة. فيعمد المضارب إلى تصفية جزء من مركزه الدائن بالدولار الأميركي وسدّ حسابه المكشوف بالليرة اللبنانية. ويحقق أرباحًا وهكذا دواليك. من دون أي جهد ولا استثمار ولا وجع رأس. كان المضاربون يعملون على وقع الحرب وتطورات الميدان. وعلى المعلومات السياسية "تنفرج، سالكة وآمنة، موفد عربي آخر أميركي، وقف نار، أو تدهور وقصف عشوائي".. هؤلاء قصدهم نعيم مفسدي قاعدة العرض والطلب. وبقي العرض عرضًا والطلب طلبًا.. "المتحف – البربير" كان يقرر في السوق. وكان المحور صنيعة جماعة الأشرار. ورغم استنزاف احتياط مصرف لبنان أصرّ نعيم على بقاء مصرف لبنان في السوق.

لم يحصل أن خرج مصرف مركزي من السوق نهائيًا في ظروف انهيار العملة الوطنية. قبل الخروج أعلن مصرف لبنان شبه حرب على الليرة. سلامة يقول "لا أعرف أين سيصبح سعر الصرف". مجلس الوزراء يقرر التوقف عن سداد الدين الخارجي، ويتبرع وزراء بكشف رصيد مصرف لبنان من 22 مليار دولار أميركي من توظيفات المصارف لديه. أي من ودائع الناس. هذه "عصفورية حقيقية" لا تترك مكانًا إلّا للطلب على الدولار الأميركي وانهيار سعر الصرف كما حصل ويحصل. جورج سوروس المضارب الأشهر في الأسواق الدولية، كبّد مصرف إنجلترا مليار دولار أميركي جناها في يوم واحد من أيلول 1992 سمّي "الأربعاء الأسود"، عندما لحظ تردّد المصرف في رفع سعر الفائدة الرئيسة إلى مستوى آلية الصرف الأوروبية. واضطر المصرف حينها إلى الانسحاب من الآلية وخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني. وهذا مصرف "صاحبة الأمبراطورية العظمى". نعلم أن الأولوية لتأمين فاتورة استيراد السلع الحيوية. لكن ليس بالضرورة أن يتدخل مصرف لبنان في السوق عمليًا وكل يوم. يكفي أن يلمّح إلى أنه في السوق حتى يكون لذلك أثر في التخفيف من الضغط على الليرة. وأن يتدخل ضمن إمكاناته في سوق لا تتجاوز يوميًا 20 مليون دولار أميركي حدًا أقصى. فالتبعات المتصلة بتراجع سعر الصرف بلا ضوابط باتت مخاطرها كبيرة جدًا. إذ لم يعد يكفي توفير العملات لاستيراد السلع الحيوية فحسب، بل قدرة المواطن على شراء السلع على سعر صرف بلا قعر. هناك نحو 800 ألف معاش في القطاعين العام والخاص يقدّر أن 98 في المئة منها بالليرة اللبنانية. تعويضات المتقاعدين، ونهاية الخدمة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي كلها بالليرة اللبنانية. وترتفع مخاطر سداد الديون بالعملات الأجنبية للدخول المقوّمة بالليرة اللبنانية، ما يزيد الأعباء على المصارف.

التهريب قبل التمويل

أمّا توفير مصرف لبنان العملات لاستيراد سلع غذائية ومدخلات الصناعة الغذائية في لبنان فشأن محمود. والصناعة الغذائية أثبتت جدواها وضرورتها وترتبط بتشجيع القطاع الزراعي وتكمّله حلقة مترابطة للأمن الغذائي. لكن الأمر يحتاج أولًا إلى ضمان عدم تهريب السلع المدعومة إلى الأراضي السورية، شأنها شأن المحروقات والسلع الأخرى. كفى الرياء في هذا المجال. الجيش والقوى الأمنية قادرة على وضع حدّ نهائي لعمليات التهريب على المعابر غير الشرعية وعلى المنافذ الجمركية الشرعية أيضًا. وقادرة على متابعة المهربين وآلياتهم من لبنان وإليه. بقي القرار الحكومي الشجاع.

قانون "كابيتال كونترول" كان شيطانًا رجيمًا قبل أن يتمكن المحظيون مصارف وسياسيين من تحويل ما حولوّه إلى الخارج ومن دون قانون. وكان اعتداء على الملكية الفردية والدستور.. ما الذي تغيّر الآن والجدوى من القانون، الملكية الفردية أم الدستور؟ على وقعه يسير قانون استعادة الأموال المنهوبة الموعود. ومن سيعدّ ملفات التحويلات المشتبهة وملاحقة غير القضاء النزيه الشجاع؟ والتشكيلات القضائية وقانون استقلال القضاء لم يصدرا بعد.حسّان دياب، انتهت "الشهور الثلاثة والتركة الثقيلة". لم نر في ما عددتَ إنجازًا. هل بدأت تركة دياب من الآن فصاعدًا؟

 

بشهادة موسى الصدر، في عيد الفطر... خامنئي يلعب دفاع يمين متطرّف بين السّنّة والشيعة بإيعاز من نصر الله !!!

ربيع خضر طليس/لبنان الجديد/24 أيّار 2020

إنّ المخابرات الإيرانيّة تتحرّك بتوجيه من بعض السياسيّن اللّبنانيّين ومن غيرهم حتّى تجعل من الطائفة الشيعية طائفة مرتبطة بإيران سياسيّاً، لكنّهم لم يعوا أنّ السّياسة ليست للسّياسة والمكر السّيّئ لا يحيق إلّا بأهله وأنّ سؤدد التّسافل سيكون نهايته سيادة المدافن السّياسيّة .

 منذ سنين والشّرخ الطائفي يأخذ أمجاده بين السّنّة والشّيعة في المنطقة على العموم ولبنان بالأخصّ لا لخلاف فقهي إنّما لسمّ ديني سياسي أصله بلاد فارس مانعة التّطوّر لمآرب تخدم أيديولوجيّتها السياسيّة الدمويّة المتقادمة ...

أطلّت علينا قنوات حزب الله تزفّ خبراً كان بمثابة الصّدمة على وقع آذان العقلاء، فبشكل مفاجئ تمّ توحيد عيد الفطر الفطر بين السّنة والشيعة بأمر من خامنئي على خلاف ما جرت العادة، وطبعاً هذا له أغراضه السياسيّة الّتي لا تخفى على ناعمي الأظفار في هذا المجال؛

جو الإقليم يجري عليه طابع الشّحن والضّغينة بسبب سياسة الفريق الإيراني الذي يوجّه المحور الشيعي في لبنان وسوريا واليمن والعراق والبحرين وبعض الأقليات في الخليج العربي بغية زرع الفتنة الطائفية وتفريق صفوف النّاس من اجل السيادة والإستيلاء على أراضيهم وثرواتهم ...

وكما المعادلة الثّابتة السّارية في الحياة حاملة مبدأ "كما تُدين تُدان"، وبعد كمّيّة الطغيان التي مورست على البلدان الّذي يجتاحها المدّ الإيراني وأبرزها لبنان لوجود حزب الله فيه، إرتأى نصر الله توحيد يوم "عيد الفطر" بين السنة والشيعة بصورة سريعة تمثّلت بتوقيت قلّ إنفاذه كان بُعيد الإفطار بمدّة لم تصل إلى الساعة طلباً لبرود الأرض التي تغلي تحت أقدامه في لبنان وخاصّةً بعد مهاجمته لثورة "١٧ تشرين" وقطع أسباب إستمراريّة الشعب اللبناني للعيش بكرامته على أرضه إرضاءً لحلفائه الّذين تخلّوا عنه وأسياده أصحاب شهادة الإمتياز في الغدر؛

طلب نصر الله من خامنئي توحيد العيد من أجل إستدرار عاطفة الطائفة السّنية التي نصبوا لها العداء وشهروا سيف التكفير في وجهها، فكانت هذه الخطوة بمثابة أوّل سهم في الأحداث التي تحفر في ذاكرة أبنائها متجانفاً لحيّز تدوير الزوايا مع المملكة العربية السعودية لأنّه لم يبقَ بنظره ما يمحق سجلّ الدماء التي تمّ إهراقها والبغض المصنوع من شياطين الإنس البعيد عن اللاهوتيّة والإنسانيّة بعد المشرق عن المغرب الّذي تمّ تشريبه في نفوس البشر سوى هذا الأسلوب لا لغاية التوبة والرّجوع إلى الحضن العربي إنّما مصداقاً للقصيدة التي كتبها الشيطان وكان عنوانها لم أجد اوفى من الغدر، فبعدما سمعنا بعض التصاريح الإيرانية بإستعداد إيران للتّقارب مع السعودية تبيّن أنّ جلّ ذلك بهدف تخفيف الحصار الإقتصادي عليها وهذا ما يؤكّد أنّ الدين لديها هو مصلحتها وأنّها تدور معه كيفما دارت تلك المصلحة؛

وبتعقيبٍ منمّق، ربّما أنّهم بدؤوا بالإستيعاب أنّ أقصر الطرق إلى القدس هو بتوحيد المسلمين لكنّ الجليّ أن مصلحة إيران فوق كل وحدة وبيت مقدس ...

في المقابل، عمل نصر الله على ثبوت عيد الفطر بين الطّائفتين غير آبهٍ لمخالفة حليفه لميثاق وحدة الصف الممهور بختم الثنائية المتماهية والمتمثّل ب "نبيه بري" زعيم حركة أمل الشيعية ورئيس مجلس النواب في لبنان ذات المرجعيّة السيستانيّة في العراق والّذي نفى نصر الله منذ فترة وجيزة حدوث أي خلاف بين "الثنائية الشيعية" ووصّف ما يُشاع بأنّه محض إفتراء، وهذا إن دلّ لا يدلّ سوى على الكمّ القاتل من النّفاق المتجذّر في الأصول الإيرانيّة !!!

وفي الختام، ختم الخبث والمجون الديني السياسي على قلوبهم وأبصارهم غشاوة فنشأت الفتنة بينهم وتغيّرت المعالم، فهم كما قال السيد موسى الصدر قُبيل أن يتمّ إخفاؤه بتواطؤ ملحوظ بغية تبوّؤ المناصب: "إنّ المخابرات الإيرانيّة تتحرّك بتوجيه من بعض السياسيّن اللّبنانيّين ومن غيرهم حتّى تجعل من الطائفة الشيعية طائفة مرتبطة بإيران سياسيّاً"، لكنّهم لم يعوا أنّ السّياسة ليست للسّياسة والمكر السّيّئ لا يحيق إلّا بأهله وأنّ سؤدد التّسافل سيكون نهايته سيادة المدافن السّياسيّة .

 

لماذا يزدهر اليوم هذا الكذب على الفلسطينيّين وباسم فلسطين؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط/24 أيار/2020

قبل أيّام قليلة ظهر على إحدى شاشات التلفزيون المحلّيّة وزير الداخليّة اللبناني محمد فهمي. ما أراد الوزير قوله كان الدعوة إلى «الإقفال التامّ» بهدف مكافحة وباء كورونا. هذا كلام مفهومٌ صدوره عن وزراء الداخليّة. لكنّ ما قاله فهمي، في المقابل، أنّ عدم الإقفال يفكّك المجتمع من الداخل، و«هذا هدف واضح للعدوّ الصهيونيّ». العبارة أثارت سخرية الكثيرين، لا سيّما الذين تذكّروا منع أفراد فلسطينيين، هم الضحايا المفترضون للعدوّ الصهيونيّ، من العودة إلى لبنان. لكنّ الأمر يبقى أبعد من إثارة السخرية. إنّه إهانة لألم الفلسطينيين وحقوقهم وقضيّتهم. إنّه استسهال لا ينمّ إلاّ عن استرخاص.

مع هذا، فإن يكون تناولٌ كهذا دارجاً إلى هذا الحدّ، فهذا يشير إلى قابليّة القضيّة الفلسطينيّة للاستسهال والاسترخاص. لقد جُعلت، للأسف، مشاعاً كلاميّاً سهلاً.

محمد فهمي تصرّف بسذاجة مَن يقلّد الموضة الدارجة. الرجل نطق بافلوفيّاً بعبارة صارت أوتوماتيكيّة. لكنْ هناك آخرون يتحدّثون بهذه اللغة جامعين بين العيش على كوكب آخر وممارسة الغشّ على هذا الكوكب.

الأمين العامّ لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله قال، خلال كلمة ألقاها لمناسبة «يوم القدس العالميّ»، «إنّنا اليوم أقرب ما نكون إلى القدس وإلى تحريرها، رغم كلّ التحوّلات الدوليّة والإقليميّة وكلّ الفِتَن».

جريدة «الأخبار» اللبنانيّة الممانعة كانت سبقت نصر الله بأيّام، فوجدت، بمناسبة مرور 72 عاماً على نكبة 1948، أنّ فلسطين «عصيّة على الاقتلاع». أحد كتّابها المتخم بالتفاؤل اعتبر أنّ ما يحدث الآن إنّما يحدث «في موازين قوى ليست في مصلحة الكيان الصهيونيّ، وذلك على غير ما كانت الحال في مرحلة النكبة أو بعدها من مراحل». من بعيد، وعلى جاري العادة، أدلى بدلوه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. «العلاج»، كما اقترحه المرشد، هو «الحلّ النهائيّ» لإسرائيل (وإن استدرك مستثنياً منه «إزالة الشعب اليهوديّ»).

«الحلّ النهائيّ»، كما نعلم، هو التعبير الذي وصف به المشروع النازي لإبادة اليهود في أوروبا. هذه اللغة ليست جديدة بطبيعة الحال، فقد ردّدها الساسة والمثقّفون العرب منذ 1936 على الأقلّ، وإنْ بوتائر كانت تعلو وتهبط. اليوم تعلو وتيرة استخدامها كما تزداد حضوراً وتألّقاً بيننا. والحال أنّ تزايدها يرتبط على نحو وثيق بازدياد العجز وازدياد الحاجة إلى التنفيس اللفظيّ. مثلاً: كلّما حلّقت طائرات إسرائيليّة بطيّار أو بدونه في سماء دمشق وارتفع عدد المواقع التي تضربها، حلّقت كلماتنا في التهديد والوعيد. وحين تشكّل الدولة العبريّة حكومة ائتلافيّة لا تتكتّم على برنامجها العدواني (ضمّ مستوطنات الضفّة الغربيّة)، على ما هي الحال اليوم، يتعاظم توكيدنا على أنّنا صرنا أقرب إلى القدس والصلاة فيها.

لكنّ وتيرة التحليق اللفظي ترتبط بسبب آخر: فبعد خروج مصر من ساحة الصراع العربي – الإسرائيلي بنتيجة معاهدات كامب ديفيد في 1978/9، تضخّم الكلام النضالي وأمطر وعوداً ملحميّة عن التحرير والصلاة في القدس. هذه اللغة كانت قد ازدهرت بعيد هزيمة 67 مباشرة كـ«ردّ» على الهزيمة، ثمّ عاودت انكفاءها إلى حين. بعثُها إلى الحياة في أواخر السبعينات جاء تعبيراً مداوراً عن الخوف من تراجع الشروط القتاليّة بسبب الحدث المصري – الإسرائيليّ. الآن، نشهد بأمّ العين خروج سوريّا والعراق من هذا الصراع: الأولى لأنّها مدمّرة ومجزّأة ومتعدّدة الاحتلالات، والثاني لأنّه مفتّت وفقير وموزّع بين أصحاب النفوذ الخارجيين. يكمّل هذا الظرفَ الراهن تعويلُ المعوّلين على تحرير يأتي من إيران! درجة دنيا كهذه من المعقوليّة الفعليّة تستدعي تلك الدرجة العليا من اللامعقوليّة اللفظيّة. في المقابل: الكاتب الفلسطيني محمد شحادة، الذي يعرف عمّا يتحدّث، يكتب في «هآرتس» الإسرائيليّة أنّ «المخاطر الجدّيّة لما يلوح من ضمّ إسرائيلي لا تعوزنا إلى توكيدها. ففي مجرّد تنفيذ الضمّ رسميّاً، سيكون من شبه المستحيل على أي حكومة إسرائيليّة في المستقبل أن تتراجع عنه أو أن تلغي ما ينشأ عنه من ضرر». لكنّه يلاحظ أيضاً أنّ القادة الفلسطينيين، من محمود عبّاس إلى «حماس»، لا يملكون أي استراتيجيّة في مواجهة الضمّ والإلحاق، وأنّ أي استجابة فلسطينيّة متعثّرة أو فصائليّة أو عديمة التماسك ستحقّق أحلام التوسّعيين الإسرائيليين. كاتب فلسطيني هو ماجد كيّالي يُصدر مؤخّراً كتابه الذي عنونه «نقاش السلاح» ويختمه بالاستخلاص التالي: «حتّى لو كان وضع الفلسطينيين أحسن حالاً من مختلف النواحي، فإنّ قدرتهم على استثمار كفاحهم وتضحياتهم تتطلّب واقعاً عربيّاً مسانداً، ووضعاً دوليّاً ملائماً. لذا ففي الغضون يُفترض الموازنة بين التضحيات والإنجازات، والكلفة والمردود، في صراع صلب ومعقّد وطويل ومرير. وهنا مكمن التحدّي في التجربة الوطنيّة الفلسطينيّة المعاصرة». هذا من صنف الكلام الذي يقوله من يعيش على هذا الكوكب ولا يريد أن يكذب على نفسه، أو على الفلسطينيين، وأن يحوّل الكذب إلى استراتيجيّة وحيدة للمستقبل.

 

الغزو التركي لليبيا

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/24 أيار/2020

العدوان التركي الغاشم على قاعدة عقبة بن نافع الجوية (الوطية) الليبية، بحراً عن طريق البارجة التركية التي دخلت المياه الإقليمية الليبية منذ فترة، وبالطائرات التركية المسيرة جواً، وضرب مدن غرب ليبيا مثل ترهونة والأصابعة ومن قبلها صبراتة وصرمان، بالطيران المسير التركي يشغله ضباط أتراك، لتمكين ميليشيات «الإخوان» من التقدم والسيطرة على هذه المدن، يعدُّ انتهاكاً للقانون الدولي ولسيادة دولة عضو في الأسرة الدولية، وخطراً على دول الجوار من التمكين لهذه الجماعات الإرهابية، ضاربة بذلك تركيا إردوغان بكل العهود والأعراف والقوانين الدولية عرض الحائط، في ظل صمت دول العالم والأمم المتحدة عن هذا الغزو التركي الصارخ لليبيا، واحتلال أراضيها، ونهب ثرواتها بعد خديعة تبرير ذلك في ضمن اتفاقية وقعتها حكومة الوفاق غير الدستورية الموالية لجماعة «الإخوان» في ليبيا مع الأتراك، تشرعن نهب الثروات الليبية واستباحة أراضيها.

إردوغان مهووس بالعثمانية الثانية، وقد سبق له أن أرسل أكثر من خمسة ملايين رصاصة، إلى الليبيين، أي بمعدل رصاصة لكل ليبي، حملتها السفينة BF ESPERANZA، والتي أبحرت من ميناء مرسين في جنوب تركيا، وسبقتها شحنة السفينة «آندروميدا» التي احتجزتها السلطات اليونانية وهي في طريقها من تركيا إلى ليبيا بحمولة 500 طن من المتفجرات، و200 ألف طن من نترات الألومنيوم التي يطلق عليها مسمى «فاكهة القاعدة». الغزو التركي لليبيا ليس مخفياً ولا مختبئاً خلف طاقية الإخفاء، بل هو علني جواً وبحراً، على مرأى العالم ومسمعه، ومن خلال وجوده على الأرض في هيئة ضباط وجنود ومرتزقة، عددهم زاد على عشرة آلاف مقاتل أغلبهم من الإرهابيين المعتنقين فكر «القاعدة» و«داعش». الغزو التركي لليبيا بالمرتزقة السوريين، وصفته الصحافية الأميركية ليندسي سينيل بالقول «إن ميليشيا المرتزقة السوريين التي تدعى (فيلق المجد) في طرابلس تقوم بنهب منازل المواطنين الليبيين والبحث عن المخدرات لتعاطيها؛ فإردوغان يظن من خلال نقل الآلاف المرتزقة من إدلب السورية إلى ليبيا، إنه يسترد «إرث أجداده» المستعمرين الطورانيين البغيض في ليبيا. الغزو التركي لليبيا يقابله صمت دولي مريب، رغم أنه عملياً لا يهدد فقط ليبيا واستقرارها، بل إنه يهدد دول الجوار الليبي، مما يتطلب تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، ففضائح السفن التركية تضع مجلس الأمن والبعثة الدولية للأمم المتحدة وأميركا والدول الراعية لاتفاق الصخيرات في ليبيا على المحك والاختبار الحقيقي، حول جدية المسعى نحو تحقيق السلام ونزع فتيل القتال وملاحقة صناع الفوضى والخراب والإرهاب في ليبيا.

ليبيا حتى زمن الاستعمار التركي، والمتلبس بعباءة «الخلافة» لم تخضع خلاله القبائل الليبية لسلطة الباب العالي، وكانت دائمة التمرد على هذه السلطة، ولا يوجد في ليبيا أي أثر تركي حضري كالمستشفيات والجامعات والمدارس والمصانع، فلا يوجد سوى مقابر بعض القادة الأتراك المهزومين والتي بنت عليها الدولة العثمانية جوامع لتعظم من شأنهم، وتجبر أهل البلاد بجمعهم بالصلاة فيها.

فوجود مقابر تعود لقادة عثمانيين في مناطق ليبية، كذريعة لتبرير إرث عثماني، هي محاولة سخيفة وغير مقنعة؛ فالحقيقة أن وجود مقابر قادة أتراك في بلاد العرب، فهذا يعود لفترة الاستعمار العثماني تحت عباءة «الخلافة العثمانية» التي يحلم إردوغان بإصدار النسخة الثانية منها بمساعدة تنظيم «الإخوان» المفلسين. الماضي الاستعماري التركي في ليبيا بغيض، ولا يوجد في ليبيا من يحن لهذه الفترة البالية سوى ثلة من أتباع الجماعة الضالة جماعة «الإخوان» والتي تتقاطع مصالحها الحزبية والفئوية مع مشروع إردوغان، الذي يستخدمها كحصان طروادة لاستعادة ماضي أجداده الطورانيين في العالم العربي.

السلطان العثماني الجديد مهما دفع من سلاح وعتاد وطيران مسير ومرتزقة، لن يستطيع تحقيق ما يريد، بل إن اقتصاده المهلهل سينهار حتماً، وذلك أمر غير بعيد.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان: أن أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضا مرحلة وانتهت

وكالات/24 أيار/2020

وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، لمناسبة عيد الفطر السعيد، رسالة إلى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا هنأهم فيها بهذا اليوم المبارك.

وقال: "الشكر لله تعالى على ضيافته ورحمته وغفرانه، ألا وإنه قد من الله علينا بأعظم الشهور، وأكبر التكريم، أن دعانا إليه، وزادنا تشريفا بصيام شهره وقيامه، ثم ختم لنا بيوم عيده، إعلانا منه لخلقه بجزيل محبته وكريم عطائه ووعده. ألا وإن عيد الله كلمة، وموقف، وفريضة، ومبادىء، وطريقة حياة، وانتماء، وخوض معركة الإنسان على قاعدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. لأن أكبر ما لله بإنسانه، هدايته، وكرامته، وضمان وجوده في حياته وبيئته ومشروعه الاجتماعي السياسي، لأن الله سبحانه وتعالى أراد للصلاة والصوم والحج والزكاة والعيد والعبادة، أن تجسد إنسان الله بكل ما يريده الله من المحبة والعدل والتعاون على الخير والإحسان، والبذل، والانتصار للمظلوم، ومخاصمة الظالم، ومنع الفاسد من مقدرات وثروات وسلطات الإنسان ودولة المواطن والشعب، لأن الفاسد لا يؤتمن؛ والظالم الجائر، والتاجر المحتكر، عدو للبلد والإنسان".

أضاف: "في عيد الله، نؤكد أننا ومن صلب انتمائنا لله تعالى، لن نقبل بظلم، أو فساد أو اضطهاد، أو استئثار، ونرفض رفضا قاطعا القبول بصيغة حكم فاسدة، أو تسويات ظالمة، أو مشاريع حكم تصر على الطائفية والانتهازية السياسية وأشباهها. ونؤكد أن أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضا مرحلة وانتهت. وعليه، نصر وبكل صرخة مدوية، أننا ولحماية البلد وكسر الوثنية السياسية، ولإنقاذ لبنان، وتأكيد العيش المشترك، والسلم الأهلي فيه، مطالبون بإسقاط الصيغة الطائفية لصالح دولة مواطن، دولة لا طائفية، دولة إنسان، دولة بقانون يلحظ المواطن بما هو مواطن، إلا ما خص شؤونه الشخصية، فكفانا ترقيعا بهذا البلد، لأن البلد سقط، سقط لأن دستوره فاسد، وآلية الحكم فيه فاسدة، وطائفيته فاسدة، ومشروعه السياسي فاسد، وتسوياته المختلفة فاسدة".

وتابع: "عليه، نريد شعب لبنان أولا، نريد المسيحي والمسلم، نريد سلطة فوق المذهبية، لا نريد البلد "حصص"، والسياسة "حصص"، والإدارة "حصص"، والوزارات "حصص"، والنيابة "حصص"، والرئاسات "حصص"، والتوظيف "حصص"، والصفقات "حصص"، والموازنة "حصص"، والمجالس "حصص"، والمؤسسات العامة "حصص"، والتنفيعات "حصص"، والهيئات الناظمة "حصص"، كل شيء في هذا البلد أصبح "حصص"، وبطريقة انتهت بالبلد ممزقا، مفلسا، منهوبا، معروضا للبيع بأبخس الأثمان. كفانا قتلا للناس، كفانا تذويبا للشعب، كفانا احتكارا للدولة ومؤسساتها، كفانا استهتارا بناسنا وأهلنا وبلدنا، كفانا تمزيقا للطوائف، كفانا ضخا للحقد بخلفية مذهبية وطائفية، كفانا تمسكا بنظام سياسي بائد، كفانا نظاما سياسيا أفلس البلد، وذبح آمالنا، وحولنا "عبيد" نباع ونشرى في سوق الأمم. لذلك، وبالفم الملآن أقول: لا للطائف، لا لمزرعة الطوائف، لا لدولة الحصص، لا لنظام المحاصصة، لا لدولة تجويع المواطن والاستئثار بثرواته، لا لفدراليات الطوائف والمتاريس، نعم لدولة القانون بما هو قانون، والمواطن بما هو مواطن، نعم للدولة كمؤسسة عادلة وقوية، بعيدا من عقلية ونزعة من يحكم، نعم لصيغة حكم، بعيدا من الطائفية السياسية والمزارع الاحتكارية".

وقال: "لم نعد في حاجة إلى فترة انتقالية، كفانا فترات انتقالية وهمية، اسألوا الشعب عن رأيه، حرروا الناس من قيودكم، الجميع يريد دولة شعب، لا شعب دولة، الجميع يريد نظاما سياسيا لا ظلم فيه ولا فساد ولا حصص ولا إقطاعيات، البلد الآن في القعر، البلد الآن بعد تجربة مائة سنة، وبالأخص تجربة التسعينيات وصاعدا انتهى، وتحول إلى شركة مفلسة، ودولة منهوبة، وشعب محتكر من قوى المال والأعمال والسياسة، أسواقه محتكرة، ثرواته محتكرة، بضائعه محتكرة، استيراده محتكر، دولاره محتكر، سياساته المالية والنقدية محتكرة، إعلامه محتكر، شعبه محتكر، دواؤه محتكر، هيئاته الناظمة ومجالسه محتكرة، تلزيماته محتكرة، كل شيء في هذا البلد محتكر وبشكل شامل، فشركات ومؤسسات وأقنعة وامتيازات جماعة المال والسلطة تحتكر كل شيء، ورغم الكارثة المدوية، هناك من يصر على حماية امتيازاته الطائفية وزعامته الإقطاعية".

أضاف: "يا شعب لبنان، يا ناس هذا البلد، يا أهلنا الكرام، نريد العيش معا، في بلد لا طائفي، بمشروع سياسي يحمي الجميع، نريد عدالة سياسية اجتماعية لا تفرق بيننا، فزمن الوصاية السياسية وقوانين الانتخابات المفصلة بالإقطاع يجب أن ينتهي، يجب أن ينتهي زمن التوظيف على الانتماءات الطائفية والسياسية، يجب أن ينتهي زمن إقطاعية السلطة ومزارع الحكومات، يجب أن نتكاتف معا، فلا يجوز أن نخاف من بعضنا البعض، لأن تجربة العقود السابقة أكدت أن الشعب ممزق، ويعيش ظاهرة حقد تحريضية، فيما نادي القوى السياسية الذي يتحكم بالبلد يتقاسمه".

وتابع قبلان: "لذلك، في يوم الله، نؤكد وبثقافتنا الدينية والإنسانية والوطنية أننا خلق الله ورعيته، ونريد العيش معا، معا كإخوة بعيدا عن الملة والطائفة والانتماء الفكري، معا لأننا أبناء أب واحد، معا لأن هذا البلد ليس ملكا لأحد، بل لناسه وأجياله وشعبه، وليس مسموحا لأحد أن يختصر ناسنا وشعبنا وآمالنا وعذاباتنا ومشروعنا بشخصه أو بصيغته الطائفية والسياسية الخاصة. وعليه، يجب أن ننتفض بالسياسة، وأن نتلاقى معا لإنقاذ بلدنا وتطوير مؤسساته السياسية والأخلاقية والوطنية، وإلا فإننا أمام كارثة هائلة، وقصة غالب ومغلوب، وفقير وغني، ومالك ومملوك، ومحتكر ومحتكر، ستحول البلد إلى نفق لا مخرج منه أبدا. ومعه سينتهي لبنان كمشروع دولة ووطن وضمانة إنسان".

وقال: "حاليا، ليس مقبولا ما يجري، لأن الجوع شامل، والإفقار والنهب يجري في العلن، واحتكار الأسواق أسوأ من حرب عالمية، واللعب بسعر الصرف أخطر من خيانة عظمى، أما إصرار جماعة المصارف وكبار التجار ورجال الأعمال والمال على المواجهة بخلفية تهديد البلد وكشفه واستنزافه لهو أمر خطير جدا جدا، ويجب أن لا يمر دون محاسبة، وأما جماعة الثأر السياسي والمسؤولين عن ملفات البلد السابقة يتعاملون مع الحكومة الحالية من باب إسقاطها، بكل الوسائل حتى لو كانت مشبوهة. ولذلك، نريد سياسة إنقاذية، لكن ليس على حساب الناس، أو على طريقة قرارات غير شعبية للضرورة، لأن المسؤول عن إدارة ملفات الناس وشركاءه وسماسرته وحلفاءه هم من نهب البلد وأفلس الدولة وحول السلطة إلى خشبة أكلتها الأرضة. ولأن الناس نهبت، نهبت أموالها، وثرواتها، ومرافقها، وبلادها، ومؤسساتها ومشروعها السياسي، فالمطلوب محاسبة من نهب وصادر واستغل السلطة، لاستعادة المال العام بكافة أشكاله وأقنعته وسواتره".

أضاف: "تداركا للأزمة غير المسبوقة، المفروض بالحكومة الاندفاع نحو خطوط الاستيراد، وتدشين ورش إنقاذية وحماية الأسواق، واليد العاملة اللبنانية، وفتح خط رسمي مباشر مع دمشق بخصوص النازحين، وعدم الإصغاء للمجتمع الدولي الكاذب، لأن هذا المجتمع الدولي قد ابتزنا سابقا والآن وغدا، وما زال يتفرج علينا، ويزيد من أعبائنا، ويمارس سياسات عقابية صريحة مقنعة، ويصر على تحويل النزوح إلى كارثة خدمية ومالية واقتصادية وديمغرافية وسياسية، وهذا يجب أن ينتهي، وكذلك قصة الضرورات انتهت، لأن البلد أصلا هو في القعر. لذلك، المطلوب من الحكومة الانفتاح الكامل على كل الدول، وخاصة على أسواق الشرق، كطريق إنقاذ رئيسي، بشرط الإصلاح السياسي والجمركي والرقابي والاجتماعي بعيدا عن لوبي هنا أو هناك".

وتابع: "بخصوص النقد الدولي، أكرر أن صندوق النقد الدولي ليس جمعية خيرية، ولا مشروع عواطف، كما ليس مفصولا عن السياسة، ولبنان بلد له وظيفته السياسية ومشروعه الوطني والأخلاقي، وأي لعب بالأولويات يعني كارثة، ولا نريد 17 أيار جديد، مما يعني أن الإصلاح يبدأ من أولويات الداخل، وخيارات الدولة الداخلية الإنقاذية، ولا سيما باتجاه أسواق الشرق. أما على المستوى الإقليمي الدولي، كما الداخلي، فنحن مع الحق، مع المظلوم ضد الظالم، مع تحرير القدس المحتلة، ولن نقبل لفلسطين والقدس بمزيد من الاحتلال والصفقات، وخاصة بعد النجاحات التي حققها محور المقاومة. وعليه، المطلوب من الدول الإسلامية والعربية، العودة إلى الله، والخروج من وثن التبعيات الفاسدة، والانتصار لحاجات منطقتنا وشعوبنا وناسنا وأخلاقياتنا، بعيدا عن مصالح القوى الكبرى وهيمنتها. هذا لمن أراد الله، وأراد أن يتعظ من تجارب الأمس واليوم، ولمن يعتقد أن له موقفا فاصلا أمام الله سبحانه وتعالى".

وختم قبلان: "أخيرا، في يوم الله وعيده، نؤكد أن أكبر العظمة أن نعود إلى الله، مبارك شهر الله، مبارك عيده الكريم، أعاده عليكم وعلينا وعلى سائر خلقه باليمن والخير والبركة، والرحمة والمغفرة، وكل عام ولبنان واللبنانيون بألف خير".

 

الراعي ترأس قداس الأحد وهنأ بالفطر: كيف نطرق أبواب العالم لإنقاذ لبنان وهو عديم الاستقرار أمنيا وسياسيا؟

الأحد 24 أيار 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة لفيف من المطارنة والكهنة، في حضور وزيرة العدل ماري كلود نجم.

بعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان "الآن تمجد ابن الإنسان، وتمجد الله فيه" (يو13: 31-32)، وقال فيها: "هذا الكلام قاله الرب يسوع في عشائه الفصحي الأخير مع تلاميذه الإثني عشر، بعد أن خرج يهوذا الاسخريوطي ليسلمه. ففي تلك الليلة من ذاك الخميس المملوء أسرارا، وفيما كان يسوع يصلي في بستان الزيتون ويعرق دما، ويستعد ليشرب كأس آلامه الخلاصية، أقبل يهوذا مع جنود وقبضوا عليه كمجرم، وأسلموه ليحكم عليه بالتعذيب والموت صلبا. فقال يسوع، عند خروج يهوذا: "الآن تمجد ابن الانسان، وتمجد الله فيه، وسيمجده في ذاته" (يو13: 31-32). من هذا المجد الالهي ولدت وصية المسيح الرب لنا: "أترك لكم وصية جديدة: أن تحبوا بعضكم بعضا، كما أنا أحببتكم" (يو 34:13).

أضاف: "يسعدني أن أحتفل مع إخواني السادة المطارنة والأسرة البطريركية في بكركي بهذه الليتورجيا الإلهية، وأنتم ايها المشاهدون تشاركون فيها عبر محطة تيلي لوميار - نورسات ووسائل اتصال اجتماعي. نصلي معا لكي نمجد الله دائما بإتمام إرادته، ونلتزم بعيش وصية المحبة ونشر ثقافتها في كل مكان. وفي مناسبة بداية عيد الفطر السعيد، يطيب لي أن أقدم، بإسم كنيستنا المارونية، خالص التهاني والتمنيات لإخواننا المسلمين في لبنان والعالم العربي وبلدان الانتشار، سائلين الله عز وجل أن يكون العيد موسم خير وبركات وسلام عليهم وعلينا جميعا".

وأردف الراعي: "تمجد الله في يسوع ابنه، المولود منه كشعاع، وغير المخلوق، لأن تصميمه الالهي بفداء الإنسان وخلاص الجنس البشري، قد تحقق بآلامه وموته، وهو بريء من كل خطيئة، مفتديا خطايا البشرية جمعاء، وغاسلا إياها بدمه. ويسوع ابن الانسان تمجد، لأنه تمم مشيئة الآب بطاعته حتى الموت على الصليب. والله مجده إذ أحيا الروح القدس بشريته، وأقامه من الموت. هذا المجد الإلهي يعطى لكل إنسان مؤمن بالله، والذي تترمم فيه صورة الله بنعمة الفداء، على ما قال القديس ايريناوس: "مجد الله الإنسان الحي". ولهذا بات من الواجب علينا جميعا الاهتمام بترقي كل إنسان في جميع أبعاده المادية والروحية والثقافية والأخلاقية، لكي يتجلى فيه مجد الله. من محبة الله الذي جاد بابنه الوحيد، "لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 16:3)، ولدت وصية المحبة الجديدة. هي جديدة، بالنسبة إلى القديمة، لأنها تنبع من موت المسيح وقيامته، ولأن هذه المحبة الموصى بها مسكوبة فينا بالروح القدس. فتكون الوصية أن نتقبل المحبة في قلوبنا، ونجسدها بأعمالنا، وننشرها من حولنا ثقافة".

وتابع: "عندما تصبح المحبة ثقافة شعب، تضحي بالنتيجة حضارة وطن وروحه التي تنعش العلاقات بين أبنائه، وبخاصة بين المسؤولين والشعب. وباتت شريعة الحوار والتوافق طريقا إلى حل المشاكل الطارئة. فلو اعتمدت مثلا هذه الشريعة بين السلطة والمدرسة الخاصة من جهة، قبل إصدار القانون 46/17، وبين هذه وهيئة الأساتذة ولجان الأهل من جهة ثانية، لما وصلت المدارس الخاصة، ولا سيما تلك الكاثوليكية، إلى هاوية الإقفال، مع ما يرتب ذلك من تهديد للمنظومة التربوية في لبنان، وللخسارة المتوقعة في نشر التربية والتعليم حتى في المناطق اللبنانية النائية. إن حضارة المحبة كانت في أساس الكيان اللبناني الذي أرساه المؤسسون على ميثاق العيش معا بالتنوع الديني والثقافي، ضمن وحدة وطنية يشارك في بنائها كل مكونات مجتمعنا. فكان نظامنا السياسي ديموقراطيا منفتحا على جميع الحريات العامة، ملتزما قضايا العدالة والسلام وحقوق الشعوب، كما فعل على الاخص، ولا يزال، لصالح القضية الفلسطينية ومدينة القدس والأماكن المقدسة. فكانت من ركائزه الأساسية صداقات مع الشرق والغرب، من دون أن يسمح لا للشرق ولا للغرب بالهيمنة والسيطرة عليه، وتغيير وجهه وجوهره وخصوصيته التعددية، الحضارية والثقافية والانسانية. هذا ما يجب أن نتمسك به حفاظا على هويتنا، وطيب علاقاتنا مع الدول".

وقال: "لقد اعتدي على لبنان، وعلى شعبه وسلامة أراضيه أكثر من مرة. فكان تحريره من الاحتلال والاعتداءات، بتضامن وقوة أبنائه. فبات علينا واجب الالتزام بتحصين وحدتنا الداخلية، وتحرير لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، وبتحرير شعبنا من حالة الفقر والعوز والحرمان، وتحرير صيغة وطننا وميثاقه من الولاءات الخارجية، والالتزام بالعودة إلى كنف الشرعية وسلطة الدولة، وتحرير تعدديته من الولاء للطائفة أو المذهب أو الحزب، على حساب الولاء له وحده. إن الأوضاع الدقيقة في بيئتنا المشرقية لا تسمح لأحد أن يورط لبنان في صراعات خارجية تقضي على سيادته واستقلاله، أو أن يحوله إلى ساحة حرب. وإلا كيف نطرق أبواب العالم، دولا ومؤسسات، طالبين إنقاذ لبنان إقتصاديا وماليا، فيما هو عديم الاستقرار أمنيا وسياسيا وحوكمة وعدالة حرة من أي تدخل سياسي أو لون، ونزيهة، تقضي على الفساد، وتشكل الأساس للحكم بعدل؟. لا يمكن أن نغفل عما يحاك لدول الشرق الاوسط، ومنها لبنان، بالديبلوماسية السرية بين الدول الكبرى، بعد الحروب التي أنهكت دول هذا الشرق فلا يستطيع السياسيون اللبنانيون البقاء أسرى مصالحهم الخاصة ورؤيتهم العتيقة وعداواتهم القديمة والمتجددة. فليدركوا أن الدولة هي وحدها المرتجى، لكونها كيانا تأسيسيا وجامعا. فخارجا عنها ضياع وانهيار. إن ذكرى المئوية الأولى لقيام دولة لبنان تقتضي من الجميع الأمانة لها والالتزام بالمحافظة على هويتها الحضارية ورسالتها النبيلة". وختم الراعي: "إن حقيقة لبنان بأنه "أكثر من بلد، بل رسالة حرية، ونموذج تعددية للشرق كما للغرب"، كما قال عنه القديس البابا يوحنا بولس الثاني، تكون مجده الذي أنشده أشعيا عند انتصار أورشليم، إذ قال: "مجد لبنان أعطي لك" (أش 2:35). وعند استعادة بهائها وإعادة بناء هيكلها بخشب أرز لبنان، أنشد: "مجد لبنان يأتي إليك" (أش 13:60). نحن نرث هذا المجد، علينا ان نحافظ عليه، فلتكن سيرتنا وأعمالنا الشخصية والجماعية، والتزامنا وصية المحبة الجديدة، أعمال تمجيد للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

شيخ العقل في خطبة الفطر: لإصلاح جذري واستقلالية القضاء ومنع الغلاء وتنظيم سعر الصرف

وطنية - الأحد 24 أيار 2020

ألقى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن خطبة عيد الفطر قال فيها: "تطيب غرة شوال إذ يبلغها المؤمن محققا غاية الصوم. وكان بالصدق في سلوكه واعتقاده وطاعاته وتقواه قد تيقن أن الصبر على الجوع والظمأ إلى حين ما هو إلا ذريعة لتهذيب النفس وتزكيتها تحقيقا لرياضتها في رحاب الحق. وهو صبر في محل الحمد والرضى بما أنعم الله به على عباده في الشهر المبارك من فضل هو بدوره في محل استدراك الخير لأغلى ما وهب للانسان أي الروح. والهدى في الروح نور ينبه النفس عما يرديها في غياهب الجهل والشر والنفاق وكل ما هو مذموم ومخالف لحدود الشرع".

أضاف: "الفطر، في مقام حفظ النعمة بأداء واجب شكرها بالعمل المخلص، وهذه كلها مقومات الوجود في مجتمع إسلامي سليم، ولا يتصور قيام أمة مع الدخول في التباسات التناقض بين قواعد الإيمان القلبي وبين الممارسة الإجتماعية فوق أرض الوقائع والأحداث. إن الدرس العظيم من كل ما يعلمه الكتاب المكرم الشريف هو امتثال الغاية السامية من الإيمان المحقق بالأفعال وصدق المعاملات وارتباط الحركات والسكنات بما هي القيم المؤسسة لكل خير والمرتبطة ارتباطا تأسيسيا ببنيات المجتمعات الساعية إلى عيش كريم تكون ضماناته، فضلا عما سبق، التزاما إنسانيا دستوريا بروح القوانين أي بالعدل والمساواة وحفظ الحقوق واحترام الواجبات وصونا للحريات التي تميز تمييزا حازما بين ما هو كرامة الحياة وما هو الانزلاق في فوضى الابتذال".

وتابع: "ونحن، في لبنان علينا تفعيل الجهود واحياء كل المقومات للنهوض من بؤر الاهتراء والترهل وإلغاء استثمار الوظيفة السياسية ومحو تعزيزات الفضاءات الخاصة للمصالح ومحاسبة الثراء غير المشروع واستخدام السلطة لامتلاك أدوات النفوذ. وعلى هذا، ومهما كان الرأي في الجهود المبذولة للعثور على منافذ الخروج من المأزق المتعدد الوجوه، ومهما تعددت وتضاربت التقييمات في النظر إليها، فإن لبنان الموضوع في حالة طوارئ في مستوى مقلق من الخطورة بحاجة إلى ارتقاء كل مسؤول فيه، من الكبير إلى الصغير، من حالات الجمود والانتهاز والتنفع والاستنقاع بل والغفلة العميقة في الأذهان إلى حالات الاستنفار الإيجابي والمبادرات الفورية المثمرة والاتجاه الحقيقي نحو إحياء إرادة التعاضد الوطني الجامع بما يتجاوز التمترس خلف حواجز التشرذم الفئوي. إن أمة تشهد في ديارهم القهقرى كما هو في لبنان ولديها من الإرادة والقوى ما تستطيع دفعه فلا تفعل بل تحول دون ذلك أنانيات رجال منها فهي أمة تترنح في طريق الانهيار. ولا بد من القول أن المبادرات المتحركة من الدولة والمؤسسات والأفراد في دائرة الدعم العيني والمادي لكل من خذلتهم التطورات خصوصا في أرزاقهم ولقمة عيشهم ووظائفهم وخسائرهم في خضم التلاعب المشبوه بقيمة العملة الوطنية أمر واجب ومشكور. كما نخص بالذكر الجيش الوطني لدوره الجبار في كل المهام المناط به على جميع الأصعدة".

وأردف حسن: "إزاء ما تشهده بلادنا في هذه المرحلة الخطيرة من تحديات معيشية حياتية اقتصادية اجتماعية، أملنا من المسؤولين القيام بما يلي:

- الإقلاع عن استخدام الدولة ومؤسساتها للمصالح الخاصة والفئوية أو لتصفية حسابات أو كيدية أو غيرها.

- التوقف عن التنابذ وتراشق الاتهامات ورمي المسؤوليات، والانكباب فورا عبر الحكومة والمجلس النيابي بالتعاون، الى ورشة إصلاح جذري تطال كل القطاعات التي يملأها الهدر والفساد، وتقديم رؤية اقتصادية مبنية على تفاهم وتشاور مع كل القطاعات الإنتاجية والهيئات الاقتصادية واتحادات العمال وروابط الموظفين والنقابات، لكي تكون خطة مدروسة عادلة اجتماعيا وقابلة للتطبيق، وتلقى قبولا من صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان.

- تنفيذ اجراءات فعلية في منع الغلاء وضبط الأسعار وتنظيم سعر صرف العملة الوطنية، وتغيير أساليب العمل في قطاع الكهرباء وضبط ملفات التهريب والتهرب الجمركي والضريبي.

- إعطاء القضاء الاستقلالية التامة، لأنه ضمير الأمة ولأن لا محاسبة ولا مكافحة فساد حقيقية إلا عبر قضاء نزيه مستقل عن أي تدخل سياسي. ثم إعادة تفعيل الادارات العامة على قاعدة الكفاءة في التعيينات والترشيد في الإنفاق.

- تطبيق سياسات اجتماعية تربوية وصحية متبصرة، مع استمرارية رعاية ودعم الأسر المحتاجة، والتي ستزداد أعدادها تباعا بفعل ارتفاع البطالة وانسداد الأفق الاقتصادي، ودعم قطاعي الزراعة والصناعة لتوفير بعض فرص العمل تعويضا عن الخسارة في قطاعات أخرى.

وقال: "ما تقدم هو برأينا المسار السليم لخلاص لبنان، وبغير ذلك لا نرى خلاصا حقيقيا، واللوم كله سيكون على عاتق من هم في مواقع القرار والمسؤولية. وكلنا يرى أن المبادرة في أي خطوة إيجابية تجمع ولا تفرق، من شأنها أن تشير إلى ما يتوجب عمله من دون إبطاء في الدفع نحو استعادة الثقة في مفاعيلها الداخلية بين كافة القوى والقطاعات، والخارجية مع الدول والمؤسسات المعنية بمساعدة لبنان. من ناحية ثانية لا بد من التعبير عن ارتياحنا الأكيد، ودعمنا لكل ما يعزز بين اللبنانيين منحى إيلاء الأولوية لدرء أخطار التنافر المؤذي بين المواطنين، مؤكدين على أولوية مفهوم المواطنة الجامع على سوء الاستخدام الأعشى للفئويات والعصبيات واختلاف مشارب الانتماءات السياسية وغيرها".

وتابع: "إن تراثنا التاريخي بما فيه السياسي يعلمنا أن ما جعل بالإمكان تحقيق وطن فوق هذه الأرض هو روح المشاركة والتلاقي بقوة إرادة جامعة في العيش معا التي تقاطعت مضامينها لتشكل ما سمي بالميثاق الوطني. وإن تعثرت الميثاقية في الليالي الظلماء فإن ما ولدها هو قوة باقية لا يفرط فيها إلا من يهوى التفريط بالوطن. إن اختلاف الرأي لا يمكن أن يكون عاملا من عوامل الهدم والتعطيل. ما دام العقل عقال العواطف نقول فاعقلوا جواد عواطفكم سواء اكنتم افرادا ام رؤساء في مجتمعاتكم تختلفون فيما لأجله تعملون".

واستطرد: "اذ نستذكر معاني عيد الفطر، فإنه يصادف على مقربة من عيد التحرير والمقاومة الذي شكل ولا يزال رمزا لقدرة اللبنانيين على الصمود والمواجهة ضد الاحتلال والتصدي لعدوانيته والانتصار الوطني عليها. وفيما البشرية تواجه تحدي الوباء الذي يدفع باتجاه إجراءات ضرورية لا مناص منها لدرء المخاطر، لا تزال فلسطين تحت نير الخطر المباشر من الاحتلال الذي لا يترك فرصة إلا ويكرر فيها تعدياته بحق الأرض وأهلها، ويمعن في انتهاك المقدسات وحقوق الانسان، وهو ما يستدعي في المقابل إجراءات حاسمة حازمة من الأمتين العربية والإسلامية، وضرورة وحدة الشعب الفلسطيني وتخطي كل الخلافات والانصراف لمقاومة بمختلف الأشكال لهذا التمادي في الاعتداءات لكي تبقى القدس عاصمة لدولة فلسطين العربية المستقلة".

وختم حسن: "نسأل الله تعالى أن يمن على شعبنا بكرمه ورحمته وجزيل نعمه، وأن يبارك صيامه وفطره بالقبول والمغفرة، وأن يعين بأسرار لطفه كل ذي ضيق وقلة في الأيام الصعاب، وأن يسدد المؤتمنين والمنتدبين لخدمة الشعب في مساعيهم لكل خير، وأن يعيده على أمته وشعوبها بنسائم الفرج والسلام، إن ربي قريب مجيب، والسلام عليكم ورحمة المولى وبركاته".

 

المفتي دريان في صلاة العيد بحضور دياب: نرفض الإخلال بالدستور وتهميش رئاسة الحكومة والفساد لا يكافح إلا في القضاء فأين التشكيلات؟

وطنية - الأحد 24 أيار 2020

ألقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان خطبة عيد الفطر السعيد في جامع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين، في وسط بيروت، وأم المصلين في حضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب والنائبين فؤاد مخزومي وعدنان طرابلسي وأمين الفتوى في الجمهورية الشيخ أمين الكردي وقائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي وعلماء وأعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والنقابية والعسكرية.

وقال دريان في خطبة عيد الفطر، "الحمد لله الذي وفق العاملين لطاعته، فوجدوا أعمالهم وسعيهم مشكورا، وحقق آمال الآملين برحمته، فمنحهم عطاء موفورا، سبحانه، هو الواحد الذي من قصد غيره بالعبادة ضل، هو العزيز الذي من اعتز بغيره ذل، سبحانه، إنه كان حليما غفورا. أحمده تعالى على نعمه الجسام، وأشكره أن من علينا بإدراك الصيام والقيام. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، المتفرد بالكمال والتمام. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين، وحجة على الخلائق أجمعين، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا".

أضاف: "أما بعد، أيها المسلمون، نقف اليوم في هذه الصبيحة المباركة، مع نهاية شهر رمضان المبارك، وبداية أيام الفطر، ونحن شديدو الفرحة والسعادة والاعتزاز بفريضة الصوم التي أدينا، امتثالا للأمر الإلهي في قوله تعالى، يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، وقوله تعالى، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ونحن نعرف الأجر الكبير لمن صام رمضان، وقام لياليه، كما أننا نعرف بالتجربة، أن شهر رمضان وعباداته وأخلاقه، تصبح ميزانا ومقياسا للإنسان الصالح على مدى العام كله، في الانضباط والأخلاقيات، وفي حفظ اليد واللسان، وفي التفكير والتدبير للجميع، وفي الإحساس بمسؤوليات الإيمان، وأعباء التكليف بالعبادة والعمل الصالح، مهما كانت الصعوبات والمشقات".

وتابع: "لقد جمع الله ورسوله فضائل شهر رمضان، في عدة آيات وأحاديث، فقال عز وجل، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. وقال تعالى، إنا أنزلناه في ليلة القدر، وبحسب سنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، فإن بدء إنزال القرآن الكريم، كان في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وفي العشر الأواخر ليلة القدر التي يحرص المسلمون بالتهجد والقيام على شهودها. وإلى نزول القرآن في العشر الأواخر من رمضان، وهذه الواقعة هي رأس فضائل الشهر الكريم. ولقد جاء الحديث القدسي مؤكدا على أن أجر الصائم في شهر رمضان، لا حدود له، فهو لله الذي يجزي به، (كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به). وفي ذلك ما فيه من فضيلة تقديم العبادة بالصوم والصلاة في رمضان، على غيرها من الشهور والأوقات".

وقال: "أيها المسلمون، استقبلنا رمضان بأداء العبادة في شهر الصوم، وشهر القرآن. وها نحن نودع الشهر الكريم المبارك، بالشكر لله سبحانه على ما أولانا من نعمة أداء الفريضة، والصبر على البلاء، ورجاء الرحمة والمغفرة. وقد ذكرت لكم أيها الإخوة المؤمنون في مطلع رمضان، أنه سبحانه وتعالى نبهنا في آخر آيات الصوم في سورة البقرة، إلى ثلاثة أمور لا ينبغي أن يغفل عنها مؤمن، حيث قال تعالى، وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. الأمر الأول، أنه سبحانه وتعالى قريب قريب يجيب دعوة من يدعوه. والأمر الثاني، أنه مجيب الدعاء في المنشط والمكره لعباده المؤمنين. والأمر الثالث، أن سبيل الاستجابة بالإيمان والعبادة، هو سبيل الرشد، أي سبيل العقل والتدبر، والعزيمة والرجاء للمؤمنين الصادقين . فالعقل والإيمان، والرشد والإيمان، ورجاء رحمة الله تعالى، هي السبل التي لا نغادرها، مهما تكاثرت الصعاب، وضاقت الأرض بما رحبت".

أضاف: "أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، لقد كان شهر رمضان هذا العام، شديد الوطأة على كل الناس. هو شديد الوطأة بسبب الوباء، وشديد الوطأة بالانهيار الاقتصادي والمالي، وشديد الوطأة بالظروف الاجتماعية والمعيشية والحياتية الصعبة. فالوباء بلاء عالمي، ما نجت منه دولة من الدول، ولا شعب من الشعوب. وقد تعرض لبنان لما تعرض له الآخرون، وما نزال نحن وغيرنا تحت وطأة الجائحة، والأخذ والشد والجذب، والمراوحة بين الأمل واليأس. والمسالة هنا ليست مسألة إدانة أو امتداح، بل الدرس الأبرز في الوطنية والكفاءة هو أن مؤسساتنا الصحية، كان لديها المبادرة الضرورية، وصمدت المستشفيات الحكومية والخاصة، وفي طليعتها مستشفى رفيق الحريري، فتحية تقدير وامتنان للأجهزة الطبية على ما قاموا ويقومون به لمواجهة تداعيات كورونا".

وتابع دريان: "أيها اللبنانيون، إن المؤسسات العامة التي أعمل بها الجميع هدما وتخريبا، هي الباقية للوطن والمواطن، والتي ينبغي إعادة بنائها، لصون حياة الناس بدون أوهام، نعم، لا يبقى للبنانيين غير دولتهم، وغير مؤسساتهم العامة. فلا ينبغي أن يسمح لأحد بهدمها، أو التسبب في تصديعها. فلنلتفت إلى الانهيار المالي والمصرفي والاقتصادي، الذي حصل قبل الوباء، والذي سيستمر بعده. في هذا الصدد، فإن المسؤوليات واضحة. المسؤولية الأولى تقع على عاتق القوى السياسية، ثم المصرف المركزي، ثم الجهاز المصرفي. إنه المثلث الحاكم، الذي أعمل معاول الهدم في ثروات المواطنين وحياتهم ومعيشتهم. من المسؤول عن إفلاس الدولة، وعن دمار عيش المواطنين، أين ذهبت كل هذه المليارات التي كان ينبغي إنفاقها على صون مصالح المواطنين، وعلى إمدادهم بالكهرباء والمياه، ومعالجة أزمة النفايات، وتحسين الاتصالات، والنهوض بالزراعة والصناعة والخدمات، ولماذا تراكم دين عام بلغ التسعين مليار دولار، منها خمسون مليارا أهدرت على الكهرباء الدائمة الانقطاع، ثم من المسؤول عن احتجاز أموال المودعين، التي يبشرنا الذين استنزفوها كل يوم، أنها ضاعت إلى غير رجعة؟"

وقال: "أيها اللبنانيون، تعمل الحكومة على مكافحة الفساد، واستعادة المال المنهوب، فهذا عمل يسجل لها وتشكر عليه، وعلى ما تقوم به من مجهود لصالح الوطن والشعب، ونتمنى لها ولرئيسها التوفيق والنجاح، للنهوض بلبنان، والخروج به من أزماته المحدقة، ونطالب الحكومة بالإسراع في اتخاذ الإجراءات الحازمة، ووقف نزيف انهيار العملة الوطنية، وهذا أمر خطير، لأن الناس ضاقوا ذرعا، فلا هم قادرون على تأمين لقمة عيشهم بكرامة، ولا هم قادرون على الحصول على مدخراتهم متى يشاؤون، ولا هم مطمئنون إلى أنها مصانة، وأنها ستعود إليهم ولو بعد حين".

أضاف: "دولة الرئيس، أنت مؤتمن على مصالح الناس، وأنت مسؤول عن قضاياهم وحل أزماتهم، إنهم يعلقون أملهم عليك، فلا تخيب أملهم، والأمر لا يحتمل التأخير، لأن التأخير ليس في صالح الناس والوطن، الذي يعاني ترهلات عديدة. والمواطنون يعرفون الناهبين والمتجاوزين واحدا واحدا. ولا يكافح الفساد إلا بالقضاء، ونخشى إذا فسد القضاء أن تفسد الدولة، القضاء هو مضغة الجسد، التي إذا فسدت فسد الجسد كله، وهنا نسأل، كيف سيظهر حكم القضاء المستقل، وكيف يسود، ولماذا لم تصدر التشكيلات القضائية التي اقترحها مجلس القضاء الأعلى، وهو صاحب الصلاحية الأول والأخير؟ ثم أين قانون العفو العام الشامل، الذي كان ينبغي أن يصدر قبل سنوات عدة، ولم يصدر حتى الآن، وهذا أمر مستهجن، وتأخير إصدار هذا القانون، يتحمل مسؤوليته جميع السياسيين الذين وعدوا بالإفراج عنه، ولم يتحقق ذلك حتى الآن؟ ماذا نقول للموقوفين ظلما، وماذا نقول لأهلهم الذين يعيشون مرارة سجن أبنائهم دون محاكمتهم، سنتحلى بالصبر، فكل آت قريب؟"

وتابع: "أيها اللبنانيون، نعيش مرحلة صعبة ومقلقة من تاريخ لبنان، الذي عانى حروبا عبثية، ويعاني اليوم أزمة سياسية واقتصادية ومعيشية، أقسى من الحروب التي مررنا بها، هذه الحروب المستجدة، نشعر بدقتها وخطورتها، وكلنا مسؤولون ومؤتمنون، ولا يمكن لأحد أن يعفي نفسه من المسؤولية أو الأمانة، ولكن لن نفقد الأمل، بتلاقي الإرادات الطيبة والنوايا الحسنة، والكل يدرك أن بناء الدولة، وحماية الوطن، لا يكون إلا باجتماع إرادة اللبنانيين. فلنمد أيدينا إلى بعضنا، وإلى إخواننا العرب، الحريصين على وطننا بأمنه واستقراره وازدهاره، فنحن منهم وهم منا، ولن نتخلى عن عروبتنا التي نعتز بها ونفتخر.

وقال: "أيها اللبنانيون، أيها السياسيون، إن وطننا لبنان، هو أحوج ما يكون إلى الكلمة الطيبة التي تبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق، وتؤلف ولا تشتتت، وتوحد ولا تقسم. علينا أن نتعلم من أخطائنا، وأن نعتبر مما حصل معنا كي لا يتكرر المشهد، وتطول المأساة".

أضاف: "أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، نحن لا نقبل الإخلال بالدستور، ولا تهميش رئاسة الحكومة أو المس بصلاحيات رئيس الحكومة، ليس لأن في ذلك تجاهلا لتراتبية المؤسسات الدستورية، وحقوق طائفة من مكونات لبنان الرئيسية فقط، بل لأن الإخلال بالدستور، يصنع أزمة سياسية، تقع في أصل الانهيار الكبير الذي يعانيه لبنان. كان لبنان دائما رائدا في مجال العيش الإسلامي - المسيحي، ومجال الحوار والتعاون من أجل السلام والأمن والعيش الواحد بين أبنائه".

وتابع: "أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، إن أزمتنا الاقتصادية، وأزمتنا الوطنية، لا ينبغي أن تصرفنا عن أداء رسالة الخير والأمل والمبادرة. صمنا رمضان بالإيمان والأمل، والثقة بوعد الله ورحمته على الطاعات . ونحن نسأله سبحانه بفضله ورحمته، أن يؤمننا في بلادنا وأوطاننا، وأن يحمي أسرنا، وأن يجعلنا سبحانه وتعالى، من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم إهدنا في من هديت، وعافنا في من عافيت، وتولنا في من توليت، وبارك لنا في ما أعطيت، والطف بنا في ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك.، والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".

وختم دريان: "أيها المسلمون، بارك الله لكم صومكم وفطركم، وصلاتكم وزكاتكم وعملكم، من أجل الخير والبر والتقوى، أسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم، صياما متقبلا، وعملا صالحا، وإفطارا مأجورا. أقول قولي هذا وأستغفر ‏الله العظيم لي ولكم، فيا فوز المستغفرين استغفروا الله".

وبعد إلقاء دريان خطبة عيد الفطر، توجه والعديد من الشخصيات إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث كان في استقباله الرئيس سعد الحريري، قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار.

وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب اصطحب مفتي الجمهورية من منزله صباحا إلى مسجد محمد الأمين في موكب رسمي، وقدمت لهما ثلة من قوى الأمن الداخلي التشريفات في باحة المسجد.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 24-25 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

ما يسمى “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين/الياس بجاني/25 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/75160/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%85%d9%89-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d9%83/

 

Hezbollah’s bogus Liberation & Resistance Day/Elias Bejjani/May 25/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/75168/elias-bejjani-hezbollahs-bogus-liberation-resistance-day-3/

 

لنتصور أن النبي موسى في لبنان!!

د. وليد فارس/24 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86509/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%84%d9%86%d8%aa%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d8%a3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86/

 

في ذلك اليوم سوف تحتفل شعوب ودول الشرق الأوسط بيوم القدس/د. وليد فارس/24 أيار/2020

This Is when The Region Will celebrate The Jerusalem Day/Dr. Walid Phares/May 24/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86498/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%84%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%b3%d9%88%d9%81-%d8%aa%d8%ad%d8%aa%d9%81%d9%84-%d8%b4%d8%b9%d9%88%d8%a8/

 

انكشاف «المقاومة» في زمن الحاجة إلى المقاومة

إياد أبو شقرا/الشّرق الأوسط/24 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86505/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%86%d9%83%d8%b4%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b2%d9%85%d9%86/

 

من الأرشيف/الذكرى العاشرة للانسحاب من الجنوب

الكولونيل شربل بركات/19 أيار/2010

http://eliasbejjaninews.com/archives/86507/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1/

 

بعد خطبة الشيخ قبلان لا بد من القول

سيمون ابوفاضل/24 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86502/%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%a8%d9%88%d9%81%d8%a7%d8%b6%d9%84-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%ae%d8%b7%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%82%d8%a8%d9%84%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a7-%d8%a8/