المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم10 آذار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march10.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/المواقف الإيمانية الصادقة لا تحابي ولا تعمم بل تحدد وتشخص وتصف العلاج ومعها الكفارات

الياس بجاني/كفى صنمية ومزقوا بطاقات عضويتكم في أي شركة حزب لأن كلهم همسبب المصائب والكوارث

الياس بجاني/بالصوت والنص/أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عندما نموت لا نأخذ أي سلع مادية معنا؛ نأخذ فقط الأعمال الصالحة/نقلاً عن صفحة الأب سيمون عساف

حسابات حزب الله تضع لبنان تحت رحمة كورونا/حزب الله يحول مستشفى الرسول الأعظم إلى مرفق لعلاج المصابين في إيران بالفايروس.

تقرير مستشفى الحريري: 9 حالات جديدة بكورونا ليرتفع العدد الاجمالي إلى 41

تخصيص مستشفى لمعالجة "كورونا" في الضاحية الجنوبية

الميدل ايست علقت رحلاتها من السعودية والكويت وقطر وإليها حتى إشعار آخر

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 09/03/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 9 آذار 2020

ريمي قهوجي وشيماء الأوبري بعد عبورهما "الأطلسي": "العلم اللبناني يرفرف والفينيقيون اكتشفوا أميركا"

الفينيقيون اكتشفوا أميركا: على متن سفينة فينيقيّة أُعيدَ تصنيعها، عَبَرَ اللبنانيان ريمي قهوجي  وشيماء الأوبري  ، المحيط الأطلسي. دامت الرحلة 39 يوماً.

ريمي قهوجي وشيماء الأوبري بعد عبورهما "الأطلسي": "العلم اللبناني يرفرف والفينيقيون اكتشفوا أميركا"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: لا حل للبنان إلا بالتعاون مع صندوق النقد

علي الأمين يُعلق على «الهجوم الأميركي على الصين وإيران»: إخفاء «الكورونا» ساهم بإنتشاره!

«الثنائي الشيعي» يضيق ذرعاً بتصدي الشيخ عودي.. ويطالبه بإنتقاد «الموارنة» مثلاً ؟!

الحكومة اللبنانية تستنجد بـ”الصندوق الدولي” وارتفاع عدد الإصابات لالكورونا إلى 41 شخصاً

رفض لبناني عارم للخضوع لتوجهات “حزب الله” الاقتصادية والمالية والأوضاع تزداد قتامة بعد السقوط في المحظور وحكومة دياب تتخبط

"الجمهورية الثالثة" زلّة "رئاسية" تكشف المسـتور!

حقيقة العلاقة بين الرياض وبيروت... والحريري

لقاءٌ بينَ نصر الله والحريري؟!

حكومة "التفليسة"… أربطوا الأحزمة حان وقت ‏‏الوجع

إدلب: الهدنة هشّة..وحزب الله ينافس النظام على السيطرة

انقسام سياسي حول قرار الحكومة بالتخلف عن دفع سندات الديون الدولية/بيروت تبدأ التفاوض مع الدائنين خلال أسبوعين

وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي: نحن «الأكثر تأثراً والأقل تأثيراً» بمحيطنا والسعودية لعبت دوراً أساسياً في تاريخ بلادنا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بوتين يحرج أردوغان... أجبره على الانتظار دقيقتين قبل لقائه!

“الوكالة الدولية” تطالب طهران بفتح المواقع النووية المُشتبه بها “فوراً”

إيران تتدخل مجدداً في العراق وتوجه بالإبقاء على عبدالمهدي

مقتل جنديين أميركيين في عملية ضد "داعش"... وانسحاب قوة من التحالف من قاعدة عسكرية

الاتحاد الأوروبي يطالب أردوغان بإبعاد المهاجرين عن حدوده وتحالف تطوعي يستقبل 1500 لاجئ وصلوا اليونان

تركيا تخرق الهدنة وتُعزِّز قواتها بإدلب وفصائل أنقرة باعت منازل الأكراد بعفرين

السعودية تعلّق السفر والرحلات «مؤقتاً» مع 9 دول... وتوقف الدراسة في الجامعات والمدارس

تدابير احترازية في القطيف... وتسجيل 4 حالات جديدة... وحصر 400 من المخالطين... وفحص أكثر من 414 ألف مسافر عند المنافذ

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان.. "كنْ مع المقاومة وانهب ما شئت"/علي الأمين/العرب

كورونا يتوّج كارثة الاقتصاد وفساد السياسة مرضاً لبنانياً مستفحلاً/منير الربيع/المدن

رئيس الحكومة تلا بيان رعاته/أحمد جابر/المدن

سيؤلّف لجنة للإصلاح: حسان دياب.. بماذا ورَّطتَ نفسك؟/خضر حسان/المدن

لأوروبا مسؤولية عن لبنان/مهند الحاج علي/المدن

"كورونا" وكرامة الطوائف/يوسف بزي/المدن

الأبوكاليبس: نهاية العوالم اللبنانية التي نعرفها/محمد بركات/اساس ميديا

4 أجهزة أمنية تحمي تسعيرة الحاكم/عماد الشدياق/اساس ميديا

ردّا على موقع "القوات": ناقل الكفر ليس بكافر/محمد بركات/اساس ميديا

خوجة في "التجربة" يكشف أسرارا خفيت على الزعماء اللبنانيين/ما القرار الذي اتخذه سعد الحريري ولم يُرِحْ الملك الراحل عبد الله؟/دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية

لبنان يواجه مخاطر التخلف العشوائي عن سداد ديونه/المستشار القانوني الدولي استبعد قرار إعادة الجدولة بطلب من الدولة/جاكلين مبارك/انديبندت عربية

مخاوف في البقاع من "فوضى" عبور الإيرانيين برا إلى لبنان/وزارة الصحة "الفيروس لا يُعتبر حتى الساعة مرضاً محلياً"/طوني بولس/انديبندت عربية

تأثير "كورونا" في دول الشرق الأوسط... بين الأجندات والأولويات/وليد فارس/انديبندت عربية

إردوغان بين مطرقة أعدائه وسندان حلفائه/سام منسى/الشرق الأوسط

«كورونا» في زمن المغردين/غسان شربل/الشرق الأوسط

مراكز حقوق إردوغان/خالد البري/الشرق الأوسط

مصر والنيل... قضية حياة أو موت/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

تركيا... حليف أطلسي مشاكس/جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض للتطورات مع وهاب

بري عرض للاوضاع مع يمين ونجار

حتي التقى مارتن وعرض والزيود التعاون مع المنظمة الدولية للهجرة

افرام: زمن الكذب انتهى وأرفض مبدأ التفريط والتفاوض حول النفط والغاز لحل مشكلتنا

الراعي للسياسيين: توبوا على ما فعلتموه بحق لبنان

تيار المستقبل: نخشى أن تشكل التوجهات الحكومية رسالة سلبية الى المجتمع الدولي والجهات المعنية بمساعدة لبنان

الغريب ردا على كلام موفق طريف: جدك وحد البلاد فلا تهدم ما بناه

المفكرة القانونية: مشروع التشكيلات القضائية اعتمد المعيار الطائفي خلافا للدستور

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا

إنجيل القدّيس متّى23/من01حتى12/:”كَلَّمَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وتَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا. فَهُم يَقُولُونَ ولا يَعْمَلُون. إِنَّهُم يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَة، ويَضَعُونَها عَلى أَكْتَافِ النَّاس، وهُم لا يُرِيْدُون أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبَعِهِم. وجَمِيْعُ أَعْمَالِهِم يَعْمَلُونَها لِيَرَاهُمُ النَّاس: يُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُم، ويُطَوِّلُونَ أَطْرَافَ ثِيَابِهِم، ويُحِبُّونَ مَقَاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، وصُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، والتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات، وأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ : رَابِّي! أَمَّا أَنْتُم فلا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ: رَابِّي! لأَنَّ مُعَلِّمَكُم وَاحِد، وَأَنْتُم جَمِيعُكُم إِخْوَة. ولا تَدْعُوا لَكُم على الأَرْضِ أَبًا، لأَنَّ أَبَاكُم وَاحِد، وهُوَ الآبُ السَّمَاوِيّ. ولا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ مُدَبِّرين، لأَنَّ مُدَبِّرَكُم وَاحِد، وهُوَ المَسِيح. وَلْيَكُنِ الأَعْظَمُ بَينَكُم خَادِمًا لَكُم. فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يُوَاضَع، ومَنْ يُوَاضِعْ نَفْسَهُ يُرْفَع.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

المواقف الإيمانية الصادقة لا تحابي ولا تعمم بل تحدد وتشخص وتصف العلاج ومعها الكفارات

الياس بجاني/09 آذار/2020

مواقف سيدنا الراعي تعموية ولا تسمي الأشياء بأسمائها وهي فاترة وينطبق عليها قول الإنجيل "لأنك فاتراً سوف ابصقك من فمي". تعتير

 

كفى صنمية ومزقوا بطاقات عضويتكم في أي شركة حزب لأن كلهم همسبب المصائب والكوارث

الياس بجاني/09 آذار/2020

كل لبناني بيحترم نفسه وعندو بطاقة عضوية بشركة أي صاحب حزب تعتير مفروض يخزقها ويستغفر ربه على ذنب دعمه لصاحب الحزب التاجر والفاجر

 

بالصوت والنص/أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/من الأرشيف/08 آذار/20

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

“فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة”. (متى9/22)

من منا لا ينزف بقيمه وعلاقاته وممارساته وإيمانه وأسس ومفاهيم الرجاء في هذا الزمن “المحل” الذي ابتعدنا فيه عن تعاليم الإنجيل المقدس.

نعم ابتعدنا وانحرفنا وتخلينا عن القيم والمبادئ وانغمسنا في مجتمع استهلاكي أغرقنا دون رحمة وحدود وقيود في أفخاخ الأنانية الشيطانية وأصابنا بعاهة “الأنا” القاتلة التي أمست قبلتنا ومرادنا.

مؤسف أننا على مقاس نزوات هذه “الأنا” الخادعة والمضللة نفصل حياتنا، وعلى هداها ننسق تصرفاتنا، وطبقاً لرغباتها نجير أقوالنا وأنشطتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

الأنانية القاتلة فككت أواصل العائلة التي هي حجر أساس الأوطان والمجتمعات، وغيبت عن قلوبنا وضمائرنا المحبة فحل الظلام في داخلنا ووقعنا في التجارب وانحرفنا عن طريق الخلاص القويم الذي رسمه لنا السيد المسيح بدمه من على الصليب.

خسرنا كل شيء لأننا خسرنا أنفسنا وتعامينا عن قول المعلم: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”.

نعم وقعنا في فخاخ إبليس وفي تجاربه بسبب قلة إيماننا وبنتيجة انجرارنا الأعمى وراء مقتنيات الدنيا من مال ونفوذ وسلطة. لهذا نحن ننزف دون انقطاع في كل مرة نرتكب فيها الخطيئة التي هي الموت.

ننزف عندما لا نقاوم الشر ونغرق أكثر وأكثر في أطماعنا والشهوات.

ننزف عندما لا نحب ونغفر ونسامح ونعمل الخير ونصلي ونبشر بكلمة الرب وتعاليمه.

ننزف في عقولنا ووجداننا وقلوبنا عندما نبتعد عن الإيمان ونقع في التجارب.

ننزف عندما نرضى أن تستهوينا وتغرينا ملذات هذا العالم الترابي الفاني.

ننزف عندما لا نخاف الله في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أولادنا وعائلاتنا.

ننزف عندما نبتعد هن جوهر المحبة التي هي الله والتي بأبهى صورها تتجسد ببذل الذات في سبيل الآخرين.

ننزف عندما نسمح لنزوات الطمع والحسد والجشع أن تتحكم في حياتنا.

ننزف عندما نعبد ممتلكات هذه الدنيا الفانية ونبتعد عن عبادة الله ونكفر بتعاليمه.

ننزف عندما لا نحافظ على دم الشهداء ولا نحترم تضحيات الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا وشهدوا للحق ولم يتجابنوا.

ننزف لأننا نوالي قادة وسياسيين وأحزاب يتاجرون بمصيرنا ولقمة عيشنا ووطننا.

نزف لأننا قبلنا وضعية العبيد والأغنام ورضينا العيش في الزرائب.

وهل نسأل بعد لماذا تحول وطننا الغالي لبنان إلى ساحة حروب للآخرين وفقدنا استقلالنا وسيادتنا؟

لا خلاص لنا ولا وقف لنزفنا إلا بالتوبة والصلاة والصوم وعمل الكفارات. إن الرب غفور ومسامح ومحب يريد مساعدتنا ووقف نزفنا إن قصدناه وطلبنا منه الشفاء بتقوى وإيمان ورجاء كما فعلت المرأة النازفة.

الرب افتدانا بابنه الوحيد واعتقنا من نير عبودية الخطيئة الأصلية ودلنا على طريق الخلاص، لكنه ترك لنا إما خيار السير عليه لإدراك البيت التي شيده لنا في ملكوته حيث لا وجع ولا عذاب ولا بغض، أو الضياع والإبتعاد عن هذا الطريق وسلوك مسالك الشر حيث يكون المنتهي في الجحيم حيث البكاء وصريف الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ.

في هذا الأحد دعونا نأخذ العِّبر من إيمان المرأة النازفة فنقوي إيماننا وثقتنا بالله وبقدرته وبمحبته وبنعمة المغفرة التي يعطيها لمن يسعى منا إليها صادقاً وتائباً “هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك” (مزمور 103: 3)

لنصلي من أجل خلاص وطننا الغالي لبنان، ومن أجل وقف النزف الذي أصاب مؤسساته، ومن اجل قادته إلى طرق الإيمان والعدل والشهادة للحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط الموقع الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عندما نموت لا نأخذ أي سلع مادية معنا؛ نأخذ فقط الأعمال الصالحة

نقلاً عن صفحة الأب سيمون عساف/09 آذار/2020

على وشك الموت ، استدعى ألكسندر جنرالاته وأبلغهم برغباته الأخيرة ، مطالبه الثلاثة النهائية:

1 – ليكن نعشه محمولا على ذراع بشرية من قبل أفضل الأطباء في ذلك العصر.

2 - لتكن الكنوز التي اكتسبها (الفضة والذهب والأحجار الكريمة ...) ، منتثرة على طول الطريق وصولا الى قبره ، و ...

3 – ولتبقَ يداه حرة ه في الهواء الطلق يتمايل خارج التابوت على مرأى من عيون الجميع.

أحد جنرالاته ، الذين المندهش من هذه الطلبات غير العادية ، سأل ألكسندر ما هي الأسباب؟

حينئذ شرح له ألكساندر ما يلي:

1 - أريد من أبرز الأطباء بنفسهم نقل نعشي لاظهار أنه في مواجهة الموت ، ليس لديهم القدرة على الشفاء ...

2 - أريد أن تغطى الأرض بكنوزي ليتمكن الجميع من رؤية أن السلع المادية المكتسبة هنا تبقى هنا أدناه ...

3 - أريد أن تتأرجح يدي في الريح ، حتى يتمكن الناس من رؤية اننا ندخل العالم بيدين فارغتين، ونغادره بيدين فاترغتين، عندما ينفد أعز كنز لنا: الوقت...

عندما نموت ، نحن لا نأخذ أي سلع مادية معنا؛ الا الأعمال الصالحة، على ما أعتقد، هي نوع من رصيدنا السياحي.

 

حسابات حزب الله تضع لبنان تحت رحمة كورونا/حزب الله يحول مستشفى الرسول الأعظم إلى مرفق لعلاج المصابين في إيران بالفايروس.

العرب/10 آذار/2020

مصير يتأرجح بين شبح الإفلاس وكورونا

عدد المصابين بفايروس كورونا في لبنان قفز إلى 41 شخصا الاثنين، الأمر الذي يعزز المخاوف من انتشار الفايروس، في ظل اتهامات للسلطة الحالية بالتراخي في التعاطي مع هذا التهديد، والخضوع لحزب الله الذي يرفض وقف الرحلات الجوية من وإلى إيران التي أضحت بؤرة رئيسية للفايروس. بيروت - يثير استمرار الرحلات الجوية بين لبنان ودول انتشر فيها فايروس كورونا القاتل مثل إيران، حالة من الهلع في صفوف المواطنين وسط اتهامات لحزب الله بالضغط على السلطات لعدم إيقاف تلك الرحلات، لاعتبارات سياسية. ومنذ اكتشاف أول إصابة بفايروس كورونا المستجد (كوفيد 19) لسيدة قادمة من إيران، في 22 فبراير الماضي، يسجل ارتفاع يومي لعدد المصابين في لبنان. وأعلن مستشفى الحريري الجامعي الاثنين عن اكتشاف 9 حالات جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة ليبلغ العدد الإجمالي 41 حالة، يأتي ذلك بعد يومين من تحذير وزارة الصحة من أن الفايروس خرج في لبنان من “مرحلة الاحتواء إلى مرحلة الانتشار”.

ومع الخشية المتزايدة من انتشار كورونا أعلن مجلس النواب الاثنين تأجيل اجتماعات اللجان الخاصة به لمدة أسبوع. فيما ألغت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها الأسبوعي. وكانت وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية، أعربت الأسبوع الماضي عن نيتها وقف النقل جوا وبرا وبحرا للقادمين من دول تشهد تفشيا للفايروس، بيد أن الرحلات ظلت مستمرة مع إيطاليا وإيران. وتعد إيران وإيطاليا الدولتين الأكثر تضررا بانتشار كورونا بعد كل من الصين وكوريا الجنوبية وبلغت أعداد الوفيات في كليهما المئات، وقد اتخذت العديد من دول العالم قرارات بوقف الرحلات الجوية من وإلى الدولتين. ورأت الناشطة الحقوقية أنديرا زهيري أن “انتشار مرض كورونا في العالم يولي على الدولة اللبنانية، وخصوصا وزارة الصحّة، أن تتّخذ إجراءات وقائيّة احترازيّة صارمة، لما يسبّبه من خطر جسيم على الصحّة القوميّة”. وأصاب الفايروس، حتى الاثنين، قرابة 111 ألف شخص في 100 دولة وإقليم، توفي منهم أكثر من 3800، وأدى إلى تعليق العمرة ورحلات جوية وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية، وسط جهود متسارعة لاحتوائه.

وانتقدت الناشطة زهيري ما قالت إنه “غياب التوعية بشكل جدّي وغياب التسهيلات لجهة تأمين العلاج اللازم.. والإجراءات على الحدود والمطار لا ترقى إلى مستوى الطوارئ”. وتابعت “بعض الدول منعت استقبال الرحلات القادمة من دول بدأ المرض في الانتشار فيها، وهو ما لم يفعله لبنان لاعتبارات سياسية، فهل السياسة أهم من صحة المواطن وسلامته؟”. واعتبر مارك ضو، ناشط سياسي، أنه كان يجدر بالحكومة اللبنانيّة أن تتخذ إجراءات صارمة منذ تفشي الفايروس، ولاسيّما بعد أن تبيّن وصول أكثر من مواطن من الصين إلى لبنان. وشدد ضو على أن “الدول التي لديها طيران مباشر مع إيران كانت جديّة وسريعة في منع السفر، مقابل تردّد لبناني واضح لأسباب سياسيّة”. وتابع “لسوء الحظ الشعب اللبناني سيدفع ثمن عدم الشفافيّة في التعاطي معه”. ومع اكتشاف إصابات قادمة من إيران تعالت الأصوات في الداخل اللبناني تطالب بوقف الرحلات الجوية من وإلى هناك، بيد أن هذه الدعوات قابلها حزب الله بتعنت ومكابرة رافضا الاستجابة لها. وأثار استقبال لبنان الأربعاء الماضي طائرة إيرانية قادمة من مدينة مشهد على متنها 134 راكبا، حالة من الهلع بين اللبنانيين. واعتبر كثيرون أن لهذا الأمر دلالات سياسية عميقة، في ظل الارتباط الوثيق بين طهران وحزب الله الذي بات يتحكم اليوم في القرار اللبناني.

وأعلنت السلطات الصحية الإيرانية الاثنين تسجيل 595 إصابة و43 وفاة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد الإصابات بفايروس كورونا في البلاد إلى 7161 وعدد الوفيات الناجمة عنه إلى 237 حالة.

وأبدى لقمان سليم، كاتب ومحلل سياسي، عدم استغرابه “تعريض حزب الله أمن لبنان واللبنانيين لشتى المخاطر بأن يفرض على السلطات اللبنانية المعنية التهاون في إدارة وباء كورونا، من خلال عدم تعليق الرحلات الجوية بين لبنان وإيران”. وأضاف سليم “ليت الأمر وقف عند هذا الحدّ، فقسم كبير من الحدود اللبنانية – السورية مباح أيضا لحزب الله، والله وحده يعلم من يدخل ويخرج من هذه الحدود، وما هي جنسيات الداخلين، وما هي أوضاعهم الصحية؟”. وتابع “تسييس كورونا دفاعا عن صورة إيران هو ذنب إضافي يسجله حزب الله على نفسه لا مباليا لا بناسه ولا باللبنانيين عامة”.

وراجت معلومات عن إصابة وزير سابق تابع لحزب الله وهو محمود قماطي بالفايروس بيد أن الحزب نفى ذلك.

واتخذ حزب الله إجراءات استثنائية لمتابعة الحالات المشتبه بإصابتها بكورونا في مناطق نفوذه، وسط حديث متداول عن أنه عمد إلى وضع مقاتلين له كانوا في إيران في “معسكرات حجر”. ويقول محللون إن إصرار حزب الله على استمرار الرحلات من وإلى إيران لا يرتبط بالخشية من تضرر صورة إيران، فذلك أمر حاصل بالفعل، ولكن قد يكون لغايات أخرى كاستقبال مسؤولين إيرانيين مصابين.

وكشف موقع “ديبيكا فايل” الإسرائيلي أن حزب الله حوّل أحد المستشفيات في مناطق سيطرته بلبنان إلى “مرفق سري” لعلاج المسؤولين الإيرانيين المصابين بكورونا. ونقل الموقع عمن أسماها مصادر لبنانية مختلفة قولها “تحول مستشفى جامعة الرسول الأعظم جنوب بيروت إلى مرفق سري لعلاج كبار المسؤولين الإيرانيين المصابين بفايروس كورونا”. وأوضح أحد المصادر للموقع الإسرائيلي “يبدو أن نقل الضحايا البارزين خارج البلاد إلى مكان سري جزء من تستر النظام الإيراني على الأرقام الحقيقية وعدد القتلى جراء فايروس كورونا في بلد يبلغ تعداد سكانه 80 مليون نسمة والذي يعتبر، إلى جانب إيطاليا، مصدرا رئيسيا للعدوى العالمية”. وكانت وسائل إعلام إيرانية رسمية أعلنت عن وفاة النائب السابق في الدائرة السياسية في الحرس الثوري الإيراني فرزاد تذري صباح الاثنين في مستشفى “بقية الله” في طهران بعد أيام من إصابته بكورونا.

 

تقرير مستشفى الحريري: 9 حالات جديدة بكورونا ليرتفع العدد الاجمالي إلى 41

وكالات/09 آذار/2020

أصدر مستشفى الحريري الجامعي التقرير اليومي عن آخر المستجدات حول فيروس الكورونا وجاء فيه: "العدد الإجمالي للحالات التي تم استقبالها في الطوارىء المخصص للكورونا خلال ال 24 ساعة الماضية: 132 حالة، إحتاجت 23 حالة منها إلى دخول الحجر الصحي ، فيما يلتزم الباقون الحجر المنزلي.

العدد الإجمالي للفحوصات المخبرية: 122.

النتائج السلبية: 113.

النتائج الإيجابية: 9.

غادر المستشفى 16 شخصا كانوا متواجدين في منطقة الحجر الصحي بعد أن جاءت نتيجة الفحص المخبري سلبية.

يوجد حتى اللحظة 26 حالة في منطقة الحجر الصحي.

العدد الإجمالي للحالات التي شخصت بمختبرات المستشفى بإصابتها بفيروس الكورونا المستجد بلغ 41 إصابة. العدد الإجمالي للحالات الإيجابية داخل المستشفى 30 حالة. ويقوم فريق من وزارة الصحة العامة بتأمين نقل باقي الحالات الى المستشفى. وضع المصابين بالكورونا مستقر ما عدا 4 حالات وضعها حرج، وجميعهم يتلقون العناية اللازمة في وحدة العزل".

 

تخصيص مستشفى لمعالجة "كورونا" في الضاحية الجنوبية

المدن/10 آذار/2020

تقوم وزارة الصحة العامة بجهود حثيثة لتأمين مستشفى مخصّص لاستقبال المرضى المصابين بفيروس كورونا، في ظل تزايد الحالات التي وصلت يوم الإثنين إلى 42 حالة، وفق تقرير مستشفى رفيق الحريري الحكومي. وعلمت "المدن" أن الوزارة ارتأت تخصيص مستشفى السان جورج الكائن في منطقة الحدث – السان تيريز، لاستقبال المرضى المصابين بفيروس كورونا، إلى جانب مستشفى رفيق الحريري الحكومي. إذ بات من الواضح أن القسم المخصص فيه لاستقبال حالات الكورونا لا يتّسع لاستقبال جميع الحالات إن استمرت بالتزايد. ووفق مصادر "المدن"، فإن المرضى المتواجدين اليوم في مستشفى السان جورج سيتم نقلهم إلى مستشفى الرسول الأعظم الكائن على طريق المطار، وهو المالك الوحيد لمستشفى السان جورج، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة. يّذكر أن مستشفى السان جورج يحتوي على 10 غرف للطوارىء و3 غرف مخصصة للعمليات ونحو 82 سريراً.

 

الميدل ايست علقت رحلاتها من السعودية والكويت وقطر وإليها حتى إشعار آخر

وطنية - الإثنين 09 آذار 2020

أعلنت شركة "طيران الشرق الأوسط" - الخطوط الجوية اللبنانية في بيان، تعليق رحلاتها "موقتا من المملكة العربية السعودية ودولتي الكويت وقطر وإليها، حتى إشعار آخر، وذلك في ضوء القرارات التي اتخذها عدد من الدول بشأن إجراءات إيقاف حركة السفر بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19)". وأشارت الشركة الى أنها "بهدف توفير أقصى قدر من الدعم والراحة للركاب، فقد قررت إعفاء جميع التذاكر من القيود والغرامات المتعلقة بتذاكر ME (طيران الشرق الأوسط) والتي تشمل: استرداد / إعادة الحجز / عدم الحضور"، لافتة الى أن "هذا الإعفاء يسري على تذاكر ME (طيران الشرق الأوسط) إلى جميع الوجهات حتى 31 آذار 2020 ضمنا". ودعت الركاب الراغبين في "الاستفسار والمساعدة الى الاتصال على مدار 24 ساعة بمركز الاتصالات: 629999 01 أو الخط الساخن رقم: 1330. كما يمكنهم الإتصال بمكاتب مبيعات الشركة أو وكلاء السفر للحصول على مزيد من التفاصيل".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 09/03/2020

وطنية/الإثنين 09 آذار 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

كورونا مالئة الدنيا وشاغلة الناس وأعداد المصابين بها الى ارتفاع في العديد من دول العالم فيما هي بتراجع في الصين بلد المنشأ، ومنظمة الصحة العالمية حذرت من أن "خطر الوباء" جراء كورونا بات حقيقيا جدا.

وفي لبنان ارتفعت أعداد المصابين الى واحد وأربعين فيما طلب الرئيس بري إقفال المجلس وتعقيمه لمدة أسبوع.

وبينما تبقى المدارس والملاهي وصالات السينما مقفلة، زاد وزير السياحة بتوجيه إعتماد النظافة في المطاعم.

وفي الوقت الذي يتأثر به الإقتصاد اللبناني اسوة بإقتصادات العالم ينعقد مجلس الوزراء بعد ظهر غد للبحث في الوضعين المالي والنقدي.

ووسط ذلك يستمر سوق الصيرفة في فلتان سعر الدولار الذي قفز فوق الألفين وخمسمائة ليرة رغم تعميم مصرف لبنان الذي يسمح بالألفين كحد أقصى.

ماذا أولا في مشهد الكورونا في لبنان؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

كل دول العالم تتكلم كورونا وسط تحذيرات منظمة الصحة من ان خطر الوباء بات حقيقيا جدا.

هذا الفيروس الذي يحكم إنتشاره في عشرات الدول إنحسر بنسبة شفاء بلغت 77 بالمئة في دولة المنشأ الصين فيما سجلت إيطاليا الحصيلة الأكبر في الوفيات.

في لبنان دعوات لمزيد من الوقاية والتدابير تصاعدت بعدما سجل عداد المصابين 41 حالة.

الأمانة العامة لمجلس النواب أصدرت تعميما بتأجيل لقاء الأربعاء النيابي في عين التينة كما تعليق جلسات اللجان النيابية وإقفال مكاتب النواب لمدة أسبوع.وتأتي هذه التدابير بموازاة إعداد وزارة الصحة لخطط وآليات عمل لرفع القدرة الإستيعابية للمستشفيات الحكومية والخاصة كخطوة إستباقية في حال ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في لبنان ووسط تأكيد الوزارة للـNBN أن المستشفيات وضعت في أعلى جهوزية لناحية توفر الأسرة وغرف العناية الفائقة.

إجراءات وقائية أخرى مطلوبة من الفئة الإقتصادية المالية بعدما دخل لبنان مرحلة جديدة مع إعلان تعليق دفع سندات اليوروبوند التي تستحق إعتبارا من اليوم وهو ينتظر حاليا قرار حاملي السندات بشأن إما التعاون في هيكلة الدين أو اللجوء إلى السبل القانونية علما أن الخيار الثاني في حال إعتماده لا يشمل أصول الحكومة والمصرف المركزي لكونهما يتمتعان بحصانة.

على اي حال فإن الوضعين المالي والنقدي سيحضران على طاولة مجلس الوزراء في جلسة تعقد بعد ظهر غد في القصر الجمهوري.

رئيس مجلس النواب نبيه بري عكس تقييما إيجابيا ووصفه بالجيد مع أنه كان في الإمكان أن يتوسع أكثر من موضوع الكهرباء والسرعة في معالجته وأكد رئيس المجلس أنه لو تم إتخاذ خطوات وإجراءات وقائية قبل الآن لما كنا قد وصلنا إلى ما وصلنا إليه علما أننا لطالما نادينا بذلك في مناسبات عديدة على طاولة الحوار تحديدا.

وفي الوقت نفسه يرى الرئيس بري أن ما هو ملح اليوم هو أن يترجم ما أعلنه رئيس الحكومة بخطوات سريعة وضمن مهلة لا تتعدى شهرا أو شهرا ونصف شهر وإن لم يحصل ذلك فستكون له إنعكاسات سلبية على الحكومة وعلى البلد بشكل عام وهي إصلاحات يجب أن تتلمسها الناس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

اليوم التاسع من آذار، دخل قرار الحكومة بالامتناع عن سداد اليوروبوندز حيز التنفيذ، هذا الواقع صار معروفا وإن رفضته فئات لبنانية مهنية وسياسية وشعبية ، ليس من باب محاسبي رقمي بل من ناحية عاطفية، فهي المرة الأولى التي يتخلف فيها لبنان عن الإيفاء بديونه.

كما رفضته هذه الفئات لأن قرار الحكومة يؤشر الى تخلي لبنان عن نهجه الاقتصادي الليبرالي واقتياده على أيدي البعض، وتحديدا حزب الله، الى تبني نهج تأميمي سيخرجه من المنظومة الدولية. وإذ يدافع المدافعون عن الموقف الحكومي، و منهم معارضون وموالون، معتبرين أن الدولة لم تترك لنفسها هامشا يتيح لها أي تصرف آخر أو مناورة، يعللون تأييدهم القرار بأمرين: إن الدولة كانت تخفي عن شعبها وعن دائنيها وداعميها حقيقة وضعها المالي لعقود، الى أن حلت الكارثة، وقد دقت ساعة الحقيقة.

والثاني أنه حان الوقت لمواجهة الواقع المشخص، باللجوء الى حلول مؤلمة موجعة كيميائية للخروج من الأزمة. لكن ما هو غير معروف حتى الساعة هو ردة فعل الدائنين وهؤلاء لا ينحصرون بالمستفيدين من اليوروبوندز بل يتعدونهم الى كل الدائنين الذي سيتأثرون بإعادة هيكلة لبنان دينه العام: هل سيقبلون بالتفاوض الهادىء مع الدولة وينظمون إعادة جدولة استرجاع ديونهم، أم أنهم سيلجأون الى المحاكم الدولية ؟

ولا تتوقف المصاعب التي تتخبط فيها الحكومة، التي تجتمع الثلثاء، عند هذا الحد، إذ يتعين عليها إعداد برنامج النهوض المالي والاقتصادي.

مرة لتقنع الدول الداعمة التي نفضت أيديها من لبنان بأنها جدية فتعود عن حردها لمساعدته . ومرة لإقناع اللبنانيين بأن خطواتها التصحيحية لن تمر في جيوب الفقراء، وهم يشكلون الغالبية العظمى من اللبنانيين بعد اغتيال الطبقة الوسطى.

وهنا، الصعوبة مضاعفة لأن كل المؤشرات تدل على أن كل الحلول ستمر حكما في جيوب الناس، وذلك لغياب الممولين الأجانب ولغياب أي مجهود لضبط الإهدار في المؤسسات العامة، بما يغنينا عن المزيد من الضرائب والاستدانة. في الأثناء، الكورونا تعطل الحياة العامة في شكل شبه تام ، وقد بلغ التعطيل مجلس النواب وعين التينة وألغى عدد من الكتل النيابية اجتماعاته تحسبا.

بورصة الكورونا اليوم ارتفعت الى احدى واربعين إصابة رسمية واثنتين غير رسميتين بعد، ومفردات جديدة لوزير الصحة، اعتبر فيها أننا الآن في مرحلة الانتشار المحدود للفيروس، وأن الرقم مقبول مقارنة بغير دول. لكن يا معالي الوزير يبدو أن الطعنات و تحول الفيروس الى انتشار وبائي هما من صنع أيديكم، إذ كيف تكسرون قرار منع الطيران مع إيطاليا، و تسمحون بدخول طائرة الميدل إيست من ميلانو اليوم وهي منطقة موضوعة بسكانها، وبقرار من الحكومة الإيطالية في حجر صحي محكم ، بعد موت المئات من ابنائها بفعل الفيروس . سامحكم الله، ولا تقولوا لنا إن الركاب لبنانيون ويحق لهم العودة الى وطنهم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أو تي في"

شعارات براقة... لأهداف باهتة

على ضفة الحكومة، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد كورونا، والمفاوضات في موضوع اليوروبوندز، والانطلاق جديا في تطبيق الإصلاحات التي لا مفر منها.

أما على سائر الضفاف، وما أكثرها، فمعارك القوى القديمة أو المستجدة كثيرة، وأصواتها تتداخل، حتى كاد ضجيج التخبط يغطي على صوت الصرخة الموحدة المطلوبة في برية الأزمة الموروثة منذ ثلاثين سنة وأكثر.

ففيما رئيس الحكومة يقدم مطالعة شاملة علمية دقيقة لمعالجة موضوع الدين العام مثلا، يلتزم أحد المسؤولين السابقين، الذين يتحملون مع فريقهم السياسي مسؤولية تاريخية عما آلت إليه الأمور، الصمت المريب.

وفيما وزير الصحة منهمك مع الحكومة، بتوفير الامكانات وتنسيق الجهود للحد من خطر وباء يجتاح العالم على لبنان، يصر أحد رؤساء الأحزاب على المكوث منتظرا الفرج، في سجن الانقسام السابق بين 8 و14 آذار، بينما يهوى بعض أعتق أولياء السلطة في لبنان التسلية بين حين وآخر بتويتر، سائلين عن إصلاح تجاهلوه منذ عام 1984 على الأقل، وقلقين على قطاع كهرباء لم ترحمه كارتيلاتهم النفطية الشهيرة، ومترحمين على صناعة لم يدعموها، وعلى حدود أهملوها عقودا، ومبدين حرصا على تشكيلات قضائية لم يرضوا يوما إلا بالمحاصصة طابعا غالبا فيها... والأبرز، كلامهم عن انتقام من طبقة سياسية، لم يعرف أكثرها يوما إلا الانتقام من الوطن والمواطنين، سبيلا لتأمين ديمومته في الحكم، متخذا من الشعارات البراقة غطاء لأهداف صارت باهتة مع الايام.

لكن، مهما يكن من أمر، لا مناص من العمل للإنقاذ، ومن التفاف وطني عارم حول القائمين به، طالما تحقيق الهدف لا يزال ممكنا، بناء على المعطيات العلمية الواقعية، وبعيدا من سياسات المصالح الشخصية والفئوية، التي سئمها اللبنانيون.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

العالم بين مؤشرين متعاكسين، لكن بنتيجة واحدة.

مؤشر كورونا الذي يواصل ارتفاعه وانتشاره بشكل مخيف، ومؤشر النفط الذي يهبط بشكل متهاو ومعه اقتصادات وبورصات خليجية وعالمية اقفل بعضها تفاديا للمزيد من الانهيار..

كورونا اتم تمدده في الاتحاد الاوروبي وعزل الملايين في ايطاليا، وفعل حضوره في البلدان العربية والشرق اوسطية والولايات المتحدة الاميركية، اما منظمة الصحة العالمية فتتحدث عن معطيات غير ايجابية، فخطر تحوله الى وباء بات حقيقيا، اما الحقيقة التي كشفتها المنظمة العالمية وتحيي بعض الآمال أن الصين بصدد السيطرة على المرض بعد تمكنها من شفاء سبعين بالمئة من المصابين..

في لبنان ارتفعت نسبة الاصابات، ووجب المزيد من الاحتياطات، حتى طرق الفايروس ابواب مجلس النواب، فاعلن الرئيس نبيه بري احتياطا تعليق انعقاد جميع اللجان النيابية واقفال مكاتب النواب وفق ما ذكرت الامانة العامة للمجلس في بيان.. الدولة اللبنانية عبر وزارة الصحة والاجهزة المعنية تكافح من اجل محاصرة كورونا، والواقع انه لا يزال في اطار مضبوط كما قال الوزير حمد حسن، الا ان استخفاف المواطنين لا يشي بالخير. اما الوباء الذي لم يجد من يكافحه فهي الاشاعات التي تسابق كورونا في لبنان، وبات على الدولة والاجهزة المعنية العمل الجدي لمكافحتها ومعاقبة مطلقيها لاثارتهم الرعب وتضليلهم او تشويشهم على عمل الاجهزة الطبية والمعنية..

اما المشيعون للرعب الاقتصادي بعد اجراءات الحكومة بتعليق سداد اليوروبوندز، فقد رد عليهم وزير الاقتصاد راوول نعمة مؤكدا أن أصول الدولة اللبنانية ومصرف لبنان المركزي تتمتع بحصانة حيال اي اجراء قانوني قد يتخذه حاملو السندات الخارجية..

وبالعودة الى مؤشر الاقتصاد العالمي، فان كارثة اصابت اقتصاد السعودية ودول خليجية، وطرقت ابواب الاقتصاد الاميركي، واعاد الخبراء السبب الى سوء التفاوض الذي قامت به السعودية حول سقف الانتاج في منظمة اوبك، ما جعلها تغامر اليوم بهبوط الاسقف الاقتصادية على الجميع..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

لم يعط فيروس كورونا نفسا لأخبار أخرى، فالعالم في خدمته.. الأسواق تنهار من سهامه، اقتصادات الدول ترتطم أرضا من جراء ارتفاع حرارته الملاحة الجوية تقلصت حركتها بين دول تشهد انشتار المرض .. وآخر تحذيرات الكورونا جاء من منظمة الصحة العالمية التي أعلنت أن خطر الوباء بات حقيقيا جدا وأن على الدول التي تشهد انشتار الفيروس وقف المدارس وتعليق النشاطات والفعاليات، عدد الإصابات فاق مئة وعشرة آلاف حالة حول العالم لكن اللافت أن الصين بلد المنشأ بدأت مسار التعافي تدريجا، وقد لحظت منظمة الصحة شفاء سبعين في المئة من مصابيها وبينما كانت الصين تدخل في مرحلة الاحتواء.

اتبع الرئيس الاميركي دونالد ترامب أسلوب النكران والتقليل من أهمية خطر كورونا معتبرا أن الأنلفونزا الموسيمة وحدها قادرة على حصد أرواح أكثر عددا من فيروس كورونا، فلا شيء مغلق بحسب ترامب والحياة والاقتصاد مستمران وهو بذلك يحمي حملته الانتخابية ويبقيها في منأى عن أي تأثير.

وباتباع الدول سياسة الأجواء المغلقة فإن لبنان لا يزال مفتوحا على كل الرحلات باستثناء ما أعلنته شركة الميدل ايست من توقف لحركة السفر بين لبنان وكل من السعودية والكويت وقطر حتى إشعار آخر، علما أن هذه الدول هي من اتخذت إجراءات منع السفر بهدف الحد من انتشار الفيروس وبينما ألغيت رحلتان من إيران وصلت اليوم طائرة من ميلانو الإيطالية .. الدولة المنكوبة بكورونا التي أغلقت عددا من مدنها وأقاليمها وأخضعتها للحجر الكلي.

وسياسية الأجواء المفتوحة معممة في لبنان .. وهو الوطن الذي ينظر في الوعي ولا يتبع إرشادته .. البلاد التي تتنازعها الخلافات السياسية والطائفية لكنها مصرة على توزيع القبلات .. وطن التباعد والاحتضان تحت سقف واحد فللمرة الأولى تصبح التفرقة أمرا مطلوبا .. لكن أبناء الوطن الواحد اعتادوا العيش المشترك مع اتباع كل التقاليد والمنظومات التي تقرب بين المواطنيين سواء في المجتمعات أو النزهات أو الحفلات وخلافها.

اليوم اعتمد مجلس النواب أسلوب درهم الوقاية حيث علق نشاطاته أسبوعا كاملا إضافة إلى إغلاق مبنى مكاتب النواب بغية إجراء عملية التعقيم اللازمة والتعقيم بحد ذاته يشكل ضرورة "وعلى صحة السلامة" لأن الفيروس "منو وفيه" وأحيانا يأخذ طابعا تشريعا أو يأتي على شكل مطرقة.

وبإغلاق المجلس النيابي وتقييد حركة السفر حول العالم فإن الاجراءات الحكومية والمالية منها تحديدا تبقى حبيسة البلاد في انتظار قرار حملة السندات في الخارج وتفاوض المصارف اللبنانية معها .

والى حين التنفيذ فإن حكومة حسان دياب التي قررت تعليق دفع الديون لم تحدد وجهتها بعد من مستحقات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان .. والتي وجب تعليقها أسوة باليوربوند ومن دون خجل .. ويكفي ما حصل عليه قضاة لاهاي حتى اليوم من المليار دولار التي سحبت من " لقمة عيش اللبنانين".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

لبنان عالق بين شاقوفين: شاقوف كورونا وشاقوف يوروبوندز... الجامع المشترك بينهما أن تدهورهما له اسباب داخلية بمقدار ما له اسباب خارجية، اما المفارقة بينهما فإن أزمة كورونا في ارتفاع عدد الإصابات، وأزمة يوروبوندز في انخفاض قيمتها.

إصابات كورونا بلغت اليوم إحدى وأربعين إصابة بازدياد تسع إصابات عن أمس، وهي أكبر نسبة زيادة منذ بدء تسجيل الإصابات في عشرين شباط الفائت حين كانت الإصابات في مرحلة الإحتواء لتنتقل لاحقا إلى مرحلة الإنتشار مع تسارع ارتفاع الأعداد.

بالتأكيد ليس الوقت وقت انتقاد المقصرين أو المتأخرين في اتخاذ الإجراءات الوقائية ولاسيما خطوط السفر، لكن المسؤولية الآن اصبحت مشتركة: على المسؤولين وعلى المواطنين، فإذا كان واجب المسؤولين اتخاذ كل الإجراءات الضرورية واللازمة، فإن مسؤولية المواطنين أساسية لجهة عدم الإستهتار بالإجراءات الواجب اعتمادها، وعدم التعتيم على حالات مشتبه بها تحت عنوان انها مجرد رشح.

بهذا التعاون بين المسؤول والمواطن، يمكن التقليل من عدم تسجيل الإصابات.

أما اليووبوندز، فإن احتواءه وإمكان خروجه على السيطرة متساويان... لبنان، بلسان وزير الإقتصاد الذي تحدث إلى وكالة رويترز، أعلن أن الحكومة اللبنانية تجري محادثات مع حائزين أجانب لإقناعهم بالتعاون والقدوم إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف: "نقترح عليهم العمل سويا لإيجاد حل، وهو أفضل دائما من التقاضي... لكن الخيار لهم لاتخاذ قرار بالتعاون أو التقاضي. وكشف وزير الإقتصاد أن البنوك اللبنانية ستفضل التعاون وعدم اللجوء للتقاضي، وندرك أنها تجري محادثات مع حائزين أجانب لإقناعهم بالتعاون والقدوم إلى طاولة المفاوضات.

السؤال هنا: من خلال هذه التطمينات، هل بإمكان لبنان ان يصمد عند نقطة الإحتواء؟ السلطة التنفيذية في سباق مع الوقت، وهي من أجل ذلك ستكثف جلساتها: غدا جلسة، والخميس على أبعد تقدير جلسة.

ما كان لافتا اليوم، أن كتلة المستقبل ردت في بيان مسهب على خطال الرئيس حسان دياب، فغالطت مقارباته للأمور، ومن أبرز ما قالته: "الإعلان عن قرار استثنائي يتعلق بمواجهة مأزق مالي مصيري، كان مناسبة للانقلاب على النموذج الاقتصادي اللبناني، والتحريض على السياسات الاقتصادية، كما لو انها كيان قائم بذاته، معزول عن السياسات العامة للدولة وعن المسار الطويل لتعطيل المؤسسات ومسلسل الحروب والأزمات التي اندلعت في الداخل والمحيط.

هذا الموقف يعني أن الرئيس الحريري قرر عدم المهادنة أو إعطاء فرصة لحكومة الرئيس حسان دياب.

في الإقتصاد العالمي، انخفاض هائل في أسعار النفط، فيما اعتبر اختصاصيون أن ذلك يعود إلى حرب شعواء بين المنتجين، وسنكون في سياق النشرة مع تقرير مفصل عن هذا الموضوع.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 9 آذار 2020

وطنية/الإثنين 09 آذار 2020

صحيفة البناء

ـ خفايا

قالت مصادر مصرفية إن متمولين عرباً أفراد من العراق وقطر والكويت أبدوا استعدادهم لضخ مئات ملايين ‏الدولارات كودائع بفائدة رمزية لدى المصرف المركزي تعبيراً عن إيمانهم بالوقوف إلى جانب لبنان. وقالت ‏المصارف إن هذه الظاهرة إذا توسعت وشملت المصارف اللبنانية وكبار المتمولين اللبنانيين في الداخل ‏والمغتربات قد تفتح الطريق لنشوء صندوق سياديّ يشكل السند في المعالجات المالية.

ـ كواليس

توقعت مصادر سياسية عراقية أن ينهي رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شامخاني زيارته للعراق بشبكة ‏أمان سياسية تشمل الأطراف الأساسيّة والمواقع الرئاسيّة تتيح التفاهم على المسار الحكومي المتعثر وتفتح الطريق ‏لتعاون المكونات المختلفة في صيغة حكم انتقالية تسبق انتخابات مبكرة نهاية العام لإعادة تكوين السلطة على أسس ‏جديدة.

صحيفة الجمهورية

ـ يُخفي وزير سيادي سابق كثيرا من مواقفه المتغيرة ويحرص على إبقائها ضمن جدران مغلقة وخصوصا عندما ‏يتصل الأمر بمواقف حلفائه.

ـ يحرص وزير على الإستمرار في عمله الخاص ويبرّر ذلك بأن راتبه الرسمي لا يكفي للمصاريف الجانبية.

ـ تجري قيادة تيار بارز لقاءات بعيدة من الأضواء مع مكونات سنيّة في طرابلس لرأب الصدع نتيجة حال التوتر ‏السائدة بينه وتلك المكونات التي تفاقمت مع بدء ثورة 17 ت1‏.

صحيفة اللواء

تردَّد أن الرئيسين ميشال عون وحسان دياب كانا من المؤيدين لدفع قسم من استحقاق اليوروبوند، على الأقل، ‏للتعبير عن حسن نيّة الدولة اللبنانية تجاه الدائنين الدوليين، ولكن وجهة نظر "حزب الله" كانت هي الغالبة بعدم ‏الدفع!

رفضت جمعية المصارف المساهمة بسداد جزء من استحقاق 9 آذار، بحجة أن تدني السيولة الدولارية المتوفرة ‏حالياً لدى البنوك لا تسمح بذلك!

توقعت مصادر مطلعة أن يؤدي التحقيق في ملف فساد مع مدير عام لمرفق حيوي إلى كشف علاقات أطراف ‏سياسية بارزة بعمليات الاستفادة من عائدات المرفق المذكور!

صحيفة نداء الوطن

ـ أفيد أنّ "حزب الله" اتخذ اجراءات استثنائية لمتابعة الحالات المشتبه بإصابتها بـ"كورونا" في مناطق نفوذه، ‏بينما تردد أنه عمد إلى وضع مقاتلين له كانوا في إيران في "معسكرات حجر"

ـ اعتبر قيادي مسيحي أن مساعي إحدى المؤسسات المارونية لم تنجح في الوصول إلى نتيجة لرأب الصدع بين ‏القادة المسيحيين بسبب صبغة رئيسها السياسية.

ـ تساءلت مصادر متابعة عن مصير التحقيقات التي انطلقت في ملف الاختلاسات في بلدية بيروت منذ سنة ولم ‏تنته إلى نتيجة بعد.

صحيفة الأنباء

-تصريح معاكس

كان لافتاً أن أمين سر كتلة نيابية داعمة لقرار الحكومة بعدم دفع سندات الدين، أدلى ‏بتصريح معاكس لموقف كتلته حذّر فيه من خطوة عدم التسديد.

عتب ضمني

يعتب مرجع قضائي بشكل ضمني على عدد من القوى السياسية التي لم تعلن دعمها ‏لقرار مثير للجدل اتخذه منذ أيام.

‎ ‎صحيفة النهار

ابلغت بلديات وزير الصحة العامة رفضها تحويل المستشفيات الحكومية في نطاقها للحجر الصحي على المصابين ‏بفيروس كورونا خوفا من تفشيه في المحيط القروي الضيق.‏

تبين أن المسؤول الايراني حسين شيخ الاسلام الذي توفي من جراء اصابته بكورونا هو أحد الذين اقتحموا السفارة ‏الاميركية في طهران عام 1979 بعيد الثورة وشارك في احتجاز 52 دبلوماسيا اميركيا كما شارك في تأسيس "حزب ‏الله" في لبنان.‏

غادر مرجع حكومي الى الخارج دون أن تعرف وجهته بعد أيام معدودة على عودته في ظل معلومات عن خطوات ‏سيقوم بها قريبا على كل المستويات السياسية والتنظيمية.‏

 

ريمي قهوجي وشيماء الأوبري بعد عبورهما "الأطلسي": "العلم اللبناني يرفرف والفينيقيون اكتشفوا أميركا"

الفينيقيون اكتشفوا أميركا: على متن سفينة فينيقيّة أُعيدَ تصنيعها، عَبَرَ اللبنانيان ريمي قهوجي  وشيماء الأوبري  ، المحيط الأطلسي. دامت الرحلة 39 يوماً.

ريمي قهوجي وشيماء الأوبري بعد عبورهما "الأطلسي": "العلم اللبناني يرفرف والفينيقيون اكتشفوا أميركا"

 كني-جو شمعون/النهار/09 آذار/2020 

على متن سفينة فينيقيّة أُعيدَ تصنيعها، عَبَرَ اللبنانيان ريمي قهوجي (28 عاماً) وشيماء الأوبري (33 عاماً)، المحيط الأطلسي. دامت الرحلة 39 يوماً. خاض خلالها الشاب والصبيّية مغامرة استثنائيّة بقيادة القبطان البريطاني فيليب بيل ليساهما معه بجزء من مهمّة انطلقت من قرطاجة في تونس إلى فلوريدا في الولايات المتحدة؛ وهدفها إثبات إمكانية اكتشاف الفينيقيّين القارة الأميركية قبل كريستوفر كولومبوس.

ضمّت هذه الرحلة التي تعيد بناء التاريخ والزمن لبنانيَّين اثنين وأفراداً من بريطانيا، كندا، تونس، الولايات المتحدة، يوتا، نورويج، هولندا، البرازيل، ايطاليا وإندونيسيا. السفينة التي بُنِيَت في جزيرة أرواد، خشبيّة، يسيّرها شراع كبير، وزنها 50 طناً، طولها 20 متراً، أمّا شعاعها فيبلغ 5.8 أمتار وعدد مجاذيفها التوجيهية 2.

حسب قهوجي، الطاقم منظّم وفيه 3 إلى 4 بحّارين مخضرمين، مزوّد بهاتف واحد لحالات الطوارئ. السفينة، التي تحاكي من حيث التصميم السفن الفينيقيّة التجاريّة، شامخة "فلا يشعر بالموج ولا يبتلّ من على متنها". يضيف: "في الأطلسي، لم يشهد الهواء تبدّلات كبيرة. بيد أنّ الحبال المتينة مكّنت البحّارة من مواجهة الرياح حينما كانت تشتدّ". وفي هذا السياق، يتّفق قهوجي والأوبري على أنّ العبور في المحيط الأطلسي أسهل من الإبحار في المتوسّط، ما يعزّز الفرضيّة المطروحة. فمن يدري؟ ربّما تمكّن الفينيقيّون فعلاً من الوصول إلى القارة الأميركية قبل كريستوفر كولومبوس.

تخبر الأوبري أنّ المجموعة كانت مزوّدة برادار وكهرباء وضوء لتجنّب الاصطدام بالسفن الكبرى في الليل وبِـTracker لترصد عائلات المغامرين موقعهم في المحيط. "غير أنّنا اعتمدنا لتحديد مسارنا على نجمة القطب الشمالي التي اكتشفها الفينيقيون. وكم كانت فرحتنا كبيرة حين تمكنّا من رؤية الأرض من بعيد واشتمام رائحتها. إنّها لحظة مؤثّرة".

لماذا شارك اللبنانيّان في البعثة؟

ريمي قهوجي، رئيس مركز الأبحاث الفينيقي الدولي.

عن دوافع مشاركته في البعثة، يروي لنا الباحث قهوجي أنّه مولع منذ صغره بالتاريخ والفينيقيين. ممتعض وغاضب من منهج التاريخ المعتمد في لبنان، يُصرّح أنّ كتب الشهادة المتوسّطة "مُسَيَّسة وناقِصة. علينا أن نحتضن تاريخنا كأمّةٍ. لا يمكننا محوه بسبب أشخاص أرادوا صياغته حسب غاياتهم". في السابعة عشرة من عمره، وجّه رسالة إلى القبطان بيل عبّر له فيها عن استيائه لعدم وجود لبنانيّين على متن السفينة. في عام 2011، بعد أن خضع لدراسة جينية من إعداد البروفيسور بيار زلّوعة في الجامعة اللبنانية الأميركيّة اكتشف أنّه يحمل جينات فينيقيّة، فزادت عزيمته واهتمامه بموضوع الرحلة. عاود الاتّصال عام 2014 بالقبطان ليطلعه على رغبته بالمشاركة في الحملة فأقنعه. يكمل أنّه تعرّف في تلك الفترة إلى الدكتور حبيب شمعون والقنصل نيك قهوجي وسليم جورج خلف وهم مؤسّسو PIRC - Phoenician International Research Center (مركز الأبحاث الفينيقي الدولي)، الذين آمنوا بقدراته وقرّروا تعيينه رئيساً للمركز. يقول "ساهم PIRC في التمويل وتنظيم الإستقبال عند وصول السفينة إلى محطّات مختلفة".

شيماء الأوبري.

من ناحيتها، تسرد شيماء الأوبري أنّها وُلِدت في فرنسا وأمضت 12 سنة في لبنان حازت خلالها على شهادة الأدب الفرنسي من الجامعة اللبنانية. عَمِلَت ضمن جمعيّة Save Tyr Foundation. تواصلت مع القبطان عام 2016 عبر الانترنت حين اكتشفت أنه أعدّ سفينة وأبحر حول أفريقيا بين 2008 و2010 متّبعاً مسار الفينيقيّين. وحين استضافت جامعة LAU القبطان ضمن حملة ترويج للمشروع، أطلعته الشابة عن رغبتها في المشاركة. في أيلول 2019، التحقت بالطاقم وقامت بجزء من العبور من جبل طارق إلى تونس. عادت إلى لبنان ثمّ أبحرت مع المجموعة من جديد انطلاقاً من جزر الكاناري. تخبر "أحضرتُ علماً لبنانيّاً كبيراً وكلّما وطأنا أرضاً رفعته مع ريمي بفخر، وأنا لبنانيّة أمثّل بلدي وإرثي".

تستطرد "في مدينة سانتو دومينغو في الجمهورية الدومينيكية حيث الجالية اللبنانية كبيرة، كتابات فينيقيّة. بعض الدراسات تشير إلى امتلاك الأميركيين جينات فينيقيّة، وهناك أسطورة عن أشخاص أتوا من المشرق عبر المحيط إلى القارّة". تتأسف الشابة "غالباً ما يستذكر العالم حضارات الإغريق والرومان والمصريّين فيما يَغفَل تاريخ الفينيقيّين الذين ابتكروا الأبجدية وتاجروا عبر 3 قارات وربما 4 فأعطوا دروساً في التجارة".

مسيرة السفينة هي قرطاج تونس، جبل طارق، قاديز إسبانيا، الصويرة المغرب، جزر الكناري، الجمهورية الدومينيكية وصولاً إلى فورت لودردايل ثمّ ميامي في فلوريدا.

حسب قهوجي والأوبري، في شتّى محطّاتها، استُقبِلَت السفينة بحرارة من لبنانيّين تجمهروا للمناسبة. وفي استقبال في فورت لودردايل في فلوريدا، تحدّث البروفيسور اللبناني-المكسيكي حبيب شمعون وهو مؤلّف لكتب عديدة ومحاضر حول فنّ المفاوضات لدى الشعب الفينيقي شاكراً Coral Ridge Yacht Club لتنظيم الاحتفال وChâteau Saadé لتقديمه النبيذ. واللافت ذكره حضور: حاكم المنطقة دين ترانتاليس، الدكتور وليد فارس، قنصل لبنان الفخري في جاكسونفيل دومط شموني، قنصل لبنان الفخري في فانكوفر د. نيك قهوجي، بالإضافة إلى طوم حرب، سامي حنّا الخوري وجورج سعاده.

الدكتور حبيب شمعون، الدكتور وليد فارس وطوم حرب.

في حديث ل"النهار" عن هذه الحملة العلميّة؛ يقول البروفيسور شمعون "غايتها إثبات أنّ التقنيّات القديمة التي استخدمها الفينيقيّون مكّنتهم من الوصول إلى القارة الأميركية منذ آلاف السنين؛ ومركزنا PIRC يهتمّ لتعزيز التراث والثقافة الفينيقية في جميع أنحاء العالم لذا دعمنا هذا المشروع وما زلنا نعمل عليه منذ 12 سنة". حسب رؤيته: "الدياسبورا قد تكون بدأت انتشارها منذ أيّام الفينيقيّين لذا يجد اللبنانيون في كلّ أنحاء العالم منازل مضيافة. يستاء من اللذين عملوا على طمس معالم الحضارة الفينيقية وجهّلوا اكتشافاتها ومساهمتها في تطوير البشريّة. "هذه الحملة وسيلة لتسليط الضوء على الحضارة الفينيقيّة".

الفينيقيّون هم شعب لبنان القديم في بلاد كنعان؛ اشتهروا بصناعة نسيج الأرجوان (فينيكس) عند الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط. عَرِفَت مدنهم-الدول ازدهاراً وتوسّعاً تجاريّاً في أوروبا وأفريقيا وآسيا، ما خوّلهم تأسيس مدن جديدة. صنعوا السفن وبنوا عدداً منها من خشب الأرز؛ ابتكروا الأبجديّة وصدّروا الحرف إلى العالم. اكتشفوا نجمة القطب الشمالي، رسموا خرائط جديدة لتحديد المواقع ووضعوا خطوط الطول. بحسب الأسطورة، إنّ أميرة فينيقية أعطت اسمها لقارّة "أوروبا" والأميرة إليسار أسّست قرطاجة في تونس. وقد أبحر الفينيقيّون حول القارّة الأفريقيّة وربّما وصلوا إلى أميركا.

السفينية الفينيقيّة.

في الختام، يوجّه ريمي قهوجي دعوة إلى اللبنانيين المقيمين والدياسبورا عبر "النهار" لشراء السفينة الفينيقية وعرضها في المتحف. يوضح "هناك منافسة كبيرة بين بلدان عديدة ويجب أن نعمل لاقتنائها. إنّها رمز من رموز جذورنا" فيدعو المهتمّين للتواصل مع مركز PIRC.

قمة الدهشة: رسمت قصة حياتها بفمها

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: لا حل للبنان إلا بالتعاون مع صندوق النقد

وطنية - الإثنين 09 آذار 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي، في حضور الاعضاء ادمون رباط، امين بشير، انطوان قسيس، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حسان قطب، ربى كبارة، طوني حبيب، سامي شمعون، سعد كيوان، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، غسان مغبغب، فارس سعيد، ومياد حيدر. وأصدر المجتمعون بيانا اشاروا فيه الى ان اللقاء "يتابع الاجراءات المالية والاقتصادية التي أعلنت حكومة الرئيس حسان دياب عن اتخاذها، بمباركة رئيس الجمهورية، وبناء على إملاءات "الثنائي الشيعي". واعتبر "ان الرئيس دياب كان حريصا على تقديم الاسباب الموجبة التقنية، موضحا أن "حكومة لبنان تفضل استخدام المال لتأمين حاجات اللبنانيين، بدلا من تسديد الديون إلى الخارج" واشار اللقاء الى ان "أزمة لبنان، هي أزمة سياسية وطنية بامتياز، بحيث أن "حزب الله" يفرض توجهاته على السلطة السياسية، وتعمل المؤسسات الدستورية بوصفها دوائر تسجيل شرعية لقرارات غير شرعية".

واكد "ان لا حل للبنان، إلا من خلال التعاون مع صندوق النقد الدولي، من أجل جدولة الديون الخارجية، بما يضمن الشراكة بين الشرعية اللبنانية، المتمثلة بالدستور، والشرعية الدولية، والخروج من الازمة المالية - الاقتصادية التي يعانيها لبنان، خصوصا "في غياب أية خطة رسمية داخلية منذ أكثر من خمسة أشهر".

وحض جميع الاحزاب واللقاءات والأطر السياسية الوطنية للمطالبة "برفع وصاية ايران عن لبنان، كمدخل إجباري ملزم للخروج من هذه الأزمة، مطالبا "الرأي العام الوطني العريض في كل المناطق، "بالسعي إلى تحقيق هذا الهدف الوطني النبيل".

وفي الختام، اعلن "التضامن مع حزب الكتائب اللبنانية، حيال ما تعرض له البيت المركزي من اعتداء موصوف، ويرى أنها رسالة أمنية بامتياز، لكنها لن تخيف من قرر الدفاع عن لبنان مهما كانت التضحيات".

 

علي الأمين يُعلق على «الهجوم الأميركي على الصين وإيران»: إخفاء «الكورونا» ساهم بإنتشاره!

جنوبية/09 آذار/2020

وسط الحديث عن حرب بيولوجية أميركية تستهدف الصين وإيران وروسيا، عبر فايروس “كورونا” المستجد الذي قتل الآلاف حول العالم لحد الآن، علّق رئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين قائلاً: “هناك كلام شبه مُعلن أو أُعلن عنه يعني هناك تكهن أنه في احتمال أن يكون ما جرى هو عبارة عن هجوم أميركي على الصين وطهران. وهذا يتواصل ويرتبط أيضاً بمسلسل من الأداء الإيراني فيما يتصل بمكافحة هذا الفيروس اتسمت من جهة الإرباك والغموض والإخفاء، وهذا الذي ربما دفع الكثيرين إلى أن ينشأ أيضاً حالة هلع على مستوى ليس فقط الداخل الإيراني إنما على مستوى الدول المحيطة ولبنان منها”.

وقال الأمين خلال مداخلة تلفزيونية: “نعلم جميعاً وبناء على التقارير التي صدرت أن هذا الفيروس ربما اكتشف في إيران في بداية شهر شباط أو قبل في نهاية كانون الثاني وبالتالي تم التعامل معه بنوع من إخفاء لهذا الموضوع إلى درجة أنه قيل هناك استعدادات إلى إحياء احتفالات بالثورة الإيرانية في الذكرى الواحد والأربعين، وإلى جانب ذلك كان هناك تشييع لسليماني والاحتفالات التي واكبت هذا التشيع، كل هذه العناصر وهي أسباب سياسية ساهمت بطريقة أو بأخرى بانتشار هذا المرض”. وختم: “وعندما نتحدث عن الإرباك وعدم الجدية في التعامل مع هذا الموضوع، نتحدث أيضاً عن تدفق الطائرات التي قدمت من إيران إلى لبنان وإلى أكثر من دولة”.

 

«الثنائي الشيعي» يضيق ذرعاً بتصدي الشيخ عودي.. ويطالبه بإنتقاد «الموارنة» مثلاً ؟!

جنوبية/09 آذار/2020

يبدو ان الثنائي الشيعي الذي لا يحتمل مسؤولوه النقد خصوصا اذا جاء من اهل البيت، وكان نقدا صريحا وبناء، يشير الى اخطائهم الكثيرة السياسية والاجتماعية والدينية، حيث وجه القيادي السابق في حركة امل نسيب حطيط رسالة عبر صفحته الفايسبوك الى الشيخ ياسر عودي منتقداً الذي دأب عبر صفحته الفايسبوك، على نشر محاضراته التي تحض على محاربة الخرافات والبدع من خلال خطاب إسلامي واع ومميّز، وعلى نقد الواقع السياسي والاجتماعي في لبنان وفي البيئة الشيعية تحديدا التي تعاني من التخلف والتعصب والتبعية، لينتقد حطيط الشيخ عودي بسبب مُخاطبته الطائفة الشيعية حصراً وكأن على عودة التوجه لإنتقاد الموارنة مثلاً!يقول حطيط عضو المكتب السياسي السابق في حركة امل في رسالته الى الشيخ ياسر عودة ما نصه: “إنطلاقا من الحديث النبوي الشريف (المؤمن مرآة أخيه) أحببت ان أوجه لجنابكم الكريم هذه الرسالة(مع ان الوقت متخم بالمشاكل والصعوبات ولا يحتمل فتح نوافذ خلافات واضافية)ولكن من قبيل العتاب والنصح اود لفت الإنتباه لبعض الأمور التي يمكن انها سقطت سهوا عن بالكم او نتيجة الإنفعال او الإحتجاج الداخلي على ما يعانيه مجتمعنا الإسلامي والشيعي خصوصا” وانطلاقا من قول الإمام علي (ع) ليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه) وانا احسن الظن بكم بأنكم ممن تريدون الحق ..لكن [اسلوبكم ومصطلحاتكم واحكامكم التي تتصف بالقطعية والجزم وهذا خلاف الواقع والمنطق فربما رأيك يكون صحيح او خاطئا” وليس على قاعدة (رأيي صواب لا يحتمل الخطأ..ورأيك خطأ لا يحتمل الصواب ) فالقطعية والجزم هي صفة القرآن والسنة النبوية والأئمة (ع) . أضاف: “فضيلة الشيخ العزيز، ان لكل مقام مقال ولكل نصيحة او موقف وقته ومكانه …وهناك اختلاف وفوارق بين النقد للإصلاح وبين النقد للتوهين والارجاف (حتى لو لم يكن مقصودا”) .فرب نقد يستفيد منه خصوم المذهب بدون حق او الأعداء بدون قصد منك ..ولأنك تقف على منبر الامام السجاد (ع) الذي اتبع منظومة مقاومة الانحراف الأموي بالدعاء والتبليغ والتثقيف والصبر والإحتواء …

اود لفت انتباهكم الكريم الى مايلي: اذا كان اعتراضكم يشمل اكثر مرتكزات المذهب الشيعي حيث تتهمون المذهب او بعضعه بالفكر الداعشي او تتهمون بعض الأدعية بالشرك الخفي او الغامض وتنتقدون تذهيب المقامات وتغطية الجدران بالسواد في عاشوراء وتنكرون عالم البرزخ وتتطاولون على رسول الله (ص) وامور أخرى ..وهذا حقك ولك حرية الرأي ..لكن ليس من حقك ان تتهم الآخرين وتصفهم بابشع الصفات من الجهل او الكذب او(نحنا مش مسلمين ..نحنا كذابين!! …..ويمكنك ان تلتزم المذهب وفق ما تراه يتفق مع القرآن والسنة النبوية الشريفة او ترسم مذهبا جديداً ترتاح اليه وانت على اعتاب (المرجعية التي تنشد) حيث تستعمل اكثر من مرة (لي رأيي الشرعي ..وانا أفتي..). -لم اسمع منك نقدا لكل مايشوب الاسلام على المذاهب الاخرى وخصوصا الوهابية والتكفيريين ..(الا اذا لم اسمعها)واصبحت مشفقا على المعارضة السورية والنازحين الى اوروبا وتركيا ولم تتحدث عن نب والزهراء والذبح والسيدة زينب واحياء حلب الشيعية … ترفع شعار لبنان أولاً وتسخّف تضحيات الشهداء وتنتقد التدخل في سوريا (وهذا رأيك وحقك)وتدعو لمن لا ينتمي الى لبنان ان يهاجر الى ما ينتمي اليه (جعلت نفسك مأموراللنفوس توزع اخراجات قيد الإنتماء) ..بدون حق .

تنتقد ترك القضية الفلسطينية بشكل عام وضبابي (المسلمين العرب..) ولا تجرؤ على التسمية فيظن البعض اننا نحن الشيعة تركنا فلسطين مع انك تعلم والكل يعلم انه لم يبق مع فلسطين وأهلها الا الشيعة وبعض الأحرار من السنة ومن باعها بعض أهلها واغلب العرب . تنتقد بيئتك واهلك في أوقات الحصار وكثرة الأعداد والخصوم ..من منبر لا اعرف اذا كان يحضره احد فان الصورة مركزة على شخصك الكريم فقط …في الوقت الخطأ والأسلوب الخطأ…ولو كانت نيتك حسنة وقصدك الخير والإصلاح ..لكن ليس على منابر التواصل التي تهتك المذهب وتجعله هدفا يفترسه كل الأعداء .. ادعو الله ان تلتفت الى ما نقوله بقصد الإصلاح..وليس من قبيل الخصومة او العداء .. ختاما: “قال الامام علي(ع) ( والله لو فعلها بنو الاصفر لوضعت يدي بيد معاوية )…والآن يفعلها بنو الاصفر واتباعهم …مع فارق كبير ان من #تنتقدهم ليسوا من انصار #معاوية”.

والغريب ان الكوارث الاقتصادية والصحية والمالية التي يمرّ بها لبنان حمية الدكتور حطيط، بل حركت فيه مع الأسف عصبيات طائفية جاهلية، فهو يريد ان يوجه الشيخ عودي باتجاه فتنة شيعية-سنية، بدل من انتقاد البيت الداخلي الشيعي ومحاولة تنظيفه من الخرافات الدينية والتبعية السياسية، وكأن الاصلاح الداخلي هو في التهجم على الغير وليس في الالتفات الى النفس والاهل والعشيرة والطائفة قبل اي شيء.

 

الحكومة اللبنانية تستنجد بـ”الصندوق الدولي” وارتفاع عدد الإصابات لالكورونا إلى 41 شخصاً

بيروت- “السياسة” ”/الاثنين 09 آذار 2020  

مع تفشي فيروس “كورونا” بشكل لافت في أكثر من منطقة لبنانية، حيث بلغ عدد المصابين 41 حالة من بينهم وفق ما قالته وسائل إعلامية، وزير”حزب الله” السابق محمود قماطي الذي نفى مكتبه الاعلامي إصابته بالفيروس، تمدد الشلل إلى مرافق الدولة العامة والعديد من المؤسسات الخاصة، توازياً مع إقفال الجامعات والمدارس والمجمعات التجارية والمقاهي ودور اللهو والأماكن العامة، ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تأجيل اجتماع الاربعاء النيابي، واجتماعات اللجان على اختلافها واغلاق مبنى مكاتب النواب بغية اجراء عملية التعقيم اللازمة لمدة اسبوع من تاريخه، كذلك عمدت كتلة “المستقبل” النيابية إلى تأجيل اجتماعها المقرر اليوم بسبب تداعيات “كورونا”. وقد تسلمت السلطات اللبنانية، أمس، مساعداتٍ طبية من فرنسا لمواجهة فيروس “كورونا”، وفي هذا الشأن أكد وزير الخارجية ناصيف حتّي، أثناء تسلم المساعدات في المطار” أنّنا بأمس الحاجة لتعاون الجميع في لبنان وكذلك التعاون مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية والاقليمية من أجل محاربة الفيروس”. وشدّد على أنّ “المطلوب نشر حالة من الوعي الشعبي كي نتمكّن من أن نقاوم الفيروس بشكل أفضل ونتغلّب عليه”، مُشيدًا بـ”علاقات الصداقة التاريخيّة وعلاقات التعاون القائمة والمستمرة، الّتي نتطلّع إلى تعزيزها في المجالات كافّة ذات الإهتمام المشترك”. وفي السياق، أكد وزير الصحة حمد حسن، أنّ”فيروس “كورونا” هو “في مرحلة الانتشار المحدود لا العام”، وقال:”لبنان، ورغم كل الضغط والكلام عن الفيروس، لا يزال من بين البلدان المتوسطة من حيث عدد الإصابات، وهو أمر جيد ويعود ذلك الى ارتفاع منسوب الوعي بين اللبنانيين ما يساعد كثيرًا للحد من انتشار هذا الفيروس”. وتحدث حسن عن “حالتين حرجتين واحدة للرجل المسن الذي يعاني من أمراض مزمنة ومستعصية والثانية للحالة التي نقلت من مستشفى المعونات في جبيل وهو قد تأخر في دخول المستشفى كما أنه كان يتلقى علاجاً منزلياً بالمضادات الحيوية”، وقال: “عندما نقول إن هناك حالة واحدة مجهولة المصدر مصابة بكورونا فهذا يظهر الشفافية التي وعدنا بها”. وعقد وزير الصحة، اجتماعاً في مكتبه في وزارة الصحة، مع وفدٍ من البنك الدولي برئاسة مدير دائرة المشرق في البنك ساروج كومار. وتناول البحث سبل مواجهة أزمة وباء “كورونا” ومساعدة البنك الدولي للبنان في هذا المجال من خلال تسييل جزء من القرض الممنوح لوزارة الصحة العامة بهدف دعم مستشفى رفيق الحريري الجامعي وتجهيز الأقسام في المستشفيات الحكومية التي خصصت لهذه الغاية في المحافظات اللبنانية كافة، وسيتم استكمال الإجراءات الخاصة مع وزارة المالية والمباشرة بتطبيق الإتفاق خلال بضعة أيام.

إلى ذلك، علم أن” أحد المصابين بكورونا، هرب من الحجر الصحي وغادر الى المطار، لكن تم القبض عليه وإعادته من جديد الى المستشفى”. وفي ظلّ ارتفاع وتيرة الإصابات، وحصر فحوصات التشخيص المخبرية بمستشفى رفيق الحريري الحكومي، اتّخذت أولى الخطوات في سياق تحمّل المُستشفيات الأخرى جزءاً من المسؤولية، استباقاً لتخطّي القدرة الاستيعابية لمُختبر المستشفى المذكور.وكشف نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون عن “أننا سنعقد اجتماعا غداً (اليوم) في وزارة الصحة للتأكّد من أن أربعة مستشفيات جامعية أصبحت مؤهلة لإجراء الفحوصات المخبرية لتشخيص “كورونا”، ومن المفترض أن تكون جاهزة مبدئياً”. على صعيد آخر تابع وزير الاشغال العامة والنقل ميشال نجار الاجراءات المتخذة والاحتياطات اللازمة لمنع تفشي فيروس “كورونا” في مطار بيروت الدولي. وجدد “تأكيده تنفيذ والتزام كل شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري الدولي بمضمون التعاميم الصادرة عن المديرية العامة الطيران والتوصيات المتعلقة بانتشار فيروس كورونا عالميا بهدف الحد من انتشاره في لبنان”. وبناءً على مقرّرات لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس “كورونا”، أصدر وزير السياحة رمزي المشرفية تعميماً ثانياً، استكمالاً للتعميم الذي صدر يوم السبت الفائت، قضى بإقفال الحانات الليلية إلى جانب الملاهي والنوادي الليلية والمراقص العامّة التي سبق وأصدر تعميماً باقفالها لغاية 15 مارس الجاري”. وقرّر منع المؤسسات السياحية الاخرى إقامة أي حفلات أو برامج فنيّة بفئاتها كافة وعلى مختلف أنواعها. وغرد رئيس “الحوار الوطني” النائب فؤاد مخزومي، على “تويتر” قائلا:”دول كبرى تقوم بعزل مدن بأكملها لتفادي إنتشار كورونا، وفي لبنان تم اغلاق المدارس والجامعات بينما بقيت بؤرة الإنتشار المتمثلة ببوابة المطار مفتوحة امام الرحلات من البلدان الموبوءة(…)القرار الفوري يجب ان يصدر بوقف كل الرحلات وإلا فسنواجه أعداداً إضافية من المصابين لا سمح الله”.

 

رفض لبناني عارم للخضوع لتوجهات “حزب الله” الاقتصادية والمالية والأوضاع تزداد قتامة بعد السقوط في المحظور وحكومة دياب تتخبط

بيروت ـ”السياسة”/الاثنين 09 آذار 2020      

مع سقوط لبنان في المحظور المالي، بعد تخلفه عن تسديد سندات “يوروبوندز”، ازدادت صورة الأوضاع الاقتصادية والمالية قتامة، أكثر من أي وقت مضى، في حين لا تزال حكومة حسان دياب تعيش حالة تخبط غير مسبوق، لناحية عدم تحديدها للخطة التي يجب اعتمادها للخروج من هذا النفق، وسط حديث عن أن معالم هذه الخطة لن تظهر قبل ثلاثة أشهر من الان. وفيما تعقد الحكومة جلسة، اليوم، للبحث في تطورات الأوضاع المالية المصرفية، بعد قرارها تعليق تسديد السندات، أعلن وزير الإقتصاد والتجارة راوول نعمة، أن “البنوك اللبنانية تعقد محادثات مع حائزين أجانب لإقناعهم بالتعاون والتفاوض”. وشدد على أن “لبنان بانتظار قرار حاملي السندات بشأن إما التعاون في هيكلة الدين أو اللجوء إلى السبل القانونية”.واكد نعمة انه “إذا تم اتخاذ إجراء قانوني فإن أصول الحكومة ومصرف لبنان المركزي تتمتع بحصانة، ولبنان يرغب في التأكد من أن إعادة الهيكلة كاملة ونهائية”.

إلى ذلك، تراجعت سندات لبنان الدولارية 8.4 سنت إلى مستوى قياسي منخفض، بعد أن قالت الحكومة إنها لن تسدد ديونا يقترب أجل استحقاقها”. من جانبه، أكد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أنه “بمعزل عن قرار عدم سداد سندات اليوروبوند، فإن خطاب رئيس الحكومة حسان دياب يخلو من أي محتوى”، مشيرا إلى أن دياب “اتهم الأحزاب التي كانت في السلطة خلال الفترة الماضية بأنها مسؤولة عن الأزمة، فيما بعضها جزء من حكومته”. وقال جنبلاط : “كان بإمكان دياب الإعلان عن بعض إجراءات الإصلاح، خصوصا في قطاع الكهرباء، لكنه تجاهلها”، لافتاً إلى أن “رئيس الوزراء محاط ببعض الضباط السابقين الذائعي الصيت في الفترة السابقة، بالاضافة إلى التيار الوطني الحر”. وشدد على “أننا في المعارضة، وهذا النظام أصبح أكثر شمولية”، معربا عن مخاوفه من الذهاب نحو اقتصاد موجّه كما في الأنظمة الشمولية”. وقال: “هذه مجرد بداية من خلال البنوك”.

وإذ أكد أنه ليس بموقع من يدافع عن هذا النظام المالي القائم، أوضح جنبلاط في معرض ذكره لأسباب الأزمة الحالية أن “مصرف لبنان كان مضطرًا إلى إقراض الأموال إلى دولة مفلسة”، وختم بالقول: “الفئة الحاكمة ستصبح أكثر قساوة لتقود لبنان إلى الشرق المجهول بدلاً من المحافظة على التوازن بين الشرق والغرب”. واعتبر النائب السابق فارس سعيد، أنّ “الحفاظ على نظام الإقتصاد الحرّ، هو الحفاظ على احدى ركائز معنى لبنان. وقال، إن بناء نظام اقتصادي يخدم توجهات حزب الله في لبنان والمنطقة ضرب من الجنون”، مُشيراً إلى أنّ “البقاء في بعبدا والسراي يمرّ عبر الولاء لحزب الله، حمى الله لبنان”.

وأضاف: “فقدان لبنان نظامه الاقتصادي الحرّ واستبداله بنظام مرتكز على سياسة ايران، ينسف دوره في محيطه العربي”، مشدداً على أن “اجتماع الرؤساء الثلاث في بعبدا، أكد ان لبنان اليوم في صلب “الشيعيّة السياسيّة”، حيث القرار للثنائي الشيعي، وهو ما وضع لبنان في مواجهة مع العرب ومع العالم”.

من جهته، غرد منسق “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو، عبر “تويتر”, كاتباً “عندما تمتنع الحكومة عن دفع سندات الخزينة المستحقة عليها، فهذا يعني أنها لن تعيد للبنانيين أموالهم لأن القاصي والداني يعرف أن 80 بالمئة من دين الدولة داخلي!”.

وأضاف، “في ظل هذا الواقع فإن من سيكون معرضاً للافلاس بعد الدولة هو القطاع المصرفي والشعب اللبناني!، أما الحديث عن خطط إنقاذية فخداع!”.

 

"الجمهورية الثالثة" زلّة "رئاسية" تكشف المسـتور!

المركزية/الاثنين 09 آذار 2020       

ما قيل قد قيل وما كتب قد كتب، ولو ان دوائر رئاسة الجمهورية المختصة سحبت "المكتوب" بعد حين. الرئيس ميشال عون قال في بداية جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس الفائت "ان المرحلة صعبة والعمل مستمر بتصميم لتأسيس الجمهورية الثالثة"، وفق ما اكد اكثر من وزير في اعقاب الجلسة. ماذا يعني الحديث في هذه المرحلة بالذات عن جمهورية ثالثة، من رئيس الجمهورية تحديدا ومن شخص الرئيس عون بالذات الذي جاء بناء الجمهورية الثانية مطلع التسعينيات في اعقاب سلسلة تطورات دراماتيكية كان الحاضر الابرز فيها؟ تقول مصادر سياسية معارضة لـ" المركزية" حينما كان الرئيس عون، رئيس حكومة انتقالية في قصر بعبدا بعيد انتهاء ولاية الرئيس امين الجميل من دون انتخاب رئيس، اسهمت مواقفه في التأسيس لاتفاق الطائف وانتقال لبنان من الجمهورية الاولى التي ارتكزت الى معادلة 6/5 (54 نائبا مسيحيا و45 نائبا مسلما) الى الجمهورية الثانية ومعادلة المناصفة من دون عد (64نائبا مسيحيا و64مسلما). وتضيف ان اتفاق الطائف نتج من رفض العماد عون آنذاك ايا من اقتراحات الحلول التي طرحت وتمسك بخيار انتخابه رئيسا، فكانت حربا "التحرير" ثم "الالغاء" قبل ان يغادر الى فرنسا في 13 تشرين، ويسلك طائف الجمهورية الثانية طريقه الى التطبيق ويُنتخب العماد عون على اساس نصوصه التي رفضها سابقا رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الثاني 2016 بعد عامين ونصف العام من الفراغ فرضه حزب الله لايصال مرشحه الى الرئاسة الاولى ونجح.

لا تستبعد المصادر المعارضة ان يكون شخص الرئيس عون مرة جديدة الحاضر الابرز في التأسيس للجمهورية الثالثة التي يسعى اليها بقوة الفريق الحليف الذي عبّد له طريق بعبدا للانتقال من المناصفة الى المثالثة التي لم يتوان كثر من بين مسؤوليه وقادته عن المطالبة بها وتاليا اعادة توزيع المراكز الاولى في الدولة استنادا الى مقتضيات المثالثة، وفي شكل خاص في موقعي حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش. فبعدما وضع "الثنائي الشيعي" يده على القرار السياسي بتحكمه بمواقع الرئاسات الاولى والثانية والثالثة فارضا من يريد لشغلها، انتقل الى وضع اليد على القرار المالي الاقتصادي وفق ما ثبت من خلال مجريات الايام الاخيرة ورضوخ حكومة الرئيس حسان دياب لما يريد، على امل الا يتمكن من بسط سيطرته على المؤسسة العسكرية التي ما زالت حتى اليوم عصية على الفرض، على رغم محاولات تطويعها واستخدامها وقودا لمواجهة الثورة الشعبية ضد السلطة الحاكمة من خلال وضع الجيش في مواجهة الثوار.

واذ تؤكد المصادر المعارضة ان حزب الله بما يستشعر من فائض قوة على مواطنيه بفعل امتلاكه السلاح والسطوة السياسية على الدولة، لا يبدو يضع في حساباته ان دولة ما قبل الثورة ليست ابدا نفسها ما بعدها لجهة فرض السلطة ما تريد واملاء ما ترتئي من قرارات من دون الركون الى المزاج الشعبي، تذكّر بأن زمن تغيير الانظمة استنادا الى قوة السلاح ولّى الى غير رجعة والسلطة الحاكمة باتت اسيرة رأي الشعب وعاجزة عن اتخاذ قرارات يعترض عليها بدليل انها لم تعلن حتى الساعة خطتها المالية المفترضة لانها تتضمن حتما اجراءات موجعة سيرفضها اللبنانيون، فكيف الحال بالنسبة الى تغيير النظام لمصلحة المثالثة وسحب المزيد من الصلاحيات من المسيحيين؟ وبعيدا من المنطق الطائفي، تشير المصادر الى ان لا بد من الاقرار بأن الوجود المسيحي في لبنان هو حجر الرحى وركن اساسي في ميزة لبنان الفريدة وتنوعه. وقد اصر المسيحيون، حينما كانوا يمثلون اكثر 65% من عدد السكان، على اعتماد المناصفة في الحكم مع المسلمين، مذكرة بأن العمود الفقري للبنان يرتكز الى مواقع رئاسة الجمهورية، الجيش، الكنيسة، القطاع المصرفي، وان الطعن والاتهام والتشكيك والتصويب من جانب فريق سياسي معين على هذه الركائز اوصل البلاد الى حال الوهن التي تتخبط فيها تمهيدا لفرض الجمهورية الثالثة، فهل من يعي هذا الخطر الوجودي على الكيان لمواجهته ام ان المصالح الخاصة ستبقى لها الكلمة الفصل؟

 

حقيقة العلاقة بين الرياض وبيروت... والحريري

أخبار اليوم/الاثنين 09 آذار 2020    

تبقى العلاقة بين لبنان والسعودية... اساسية من اجل تحديد مستقبل علاقة لبنان مع الدول الخليجية، لا سيما بالنسبة الى رئاسة الحكومة وامتدادها السنّي. وفي هذا الاطار، اشار مصدر ديبلوماسي عربي الى ان الرئيس سعد الحريري لم يستطع ان يكرّس انتماء لبنان العربي، وبالتالي توفير الاحتضان العربي له، بل ذهب باتجاه اكثر تطرفا نحو دول الممانعة. وقال عبر وكالة "أخبار اليوم" حين فشل الحريري في تحقيق هذا التوازن المطلوب الذي كان يطمح اليه، ترك السلطة. ولكن في المقابل، خيار المملكة ما زال باتجاه الحرص على لبنان حتى اللحظة، اذ انها وعلى الرغم من عدم المبادرة الى استقبال الرئيس حسان دياب، على الرغم من معلومات تفيد انه طلب القيام بجولة الى عدد من الدول الخليجية، لم يرفض الطالب لكنه لم يحدّد بعد اي موعد له. وعلمت "أخبار اليوم" ان وفدا سنيا زار في الايام السابقة المملكة العربية السعودية والتقى مسؤولين رفيعي المستوى، وسمع هذا الوفد كلاما مفاده، ان الحريري ما زال الشخصية السنية الاولى بالنسبة الى المملكة ويحظى بثقتها، والسعودية ليس لديها النية بدعم اي شخص آخر في مواجهة الحريري لتغيير موازين الزعامة السنية في لبنان. وفي هذا الاطار، ينقل الزوار اشادة بدور رئيس حزب "القوات" الدكتور سمير جعجع، ويشيرون ايضا الى انه لا مناص للخروج من هذه الازمة الا من خلال تكاتف القوى مع بعضها البعض ومن ضمنها تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية". وانطلاقا مما تقدّم، يُفهم ان لا شيء يمنع حصول لقاء قريب بين جعجع والحريري، وحصول مثل هذا اللقاء يكون مؤشرا الى ان العلاقة بينهما عادت الى مسارها الطبيعي...

 

لقاءٌ بينَ نصر الله والحريري؟!

موقع ليبانون ديبايت/الاثنين 09 آذار 2020   

نفى المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري نفيًا قاطعًا أن يكون الرئيس سعد الحريري قد التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤخرًا، كما ذكر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على شاشة قناة "الاو تي. في". ولفت المكتب الإعلامي الى أنَّ فبركة مثل هذه الأخبار، هي أسلوبٌ مخابراتيٌ لم تعد تنطلي على اللبنانيين منذُ زمنٍ بعيد، وأكَّدَ على أنَّ جميع لقاءات الرئيس الحريري وإجتماعاته معلنةٌ ويَصدُرُ بشأنها بياناتٌ عن مكتبهِ.

 

حكومة "التفليسة"… أربطوا الأحزمة حان وقت ‏‏الوجع

نداء الوطن/09 آذار/2020

صحيح أن حكومة حسان دياب ليست مسؤولة عن الدّين العام ولا هي من أوصلت البلاد ‏إلى درْك الإفلاس الأسفل، لكن أيضاً فليأخذ رئيسها اللبنانيين "بحلمه" سيّما وأنهم الأدرى ‏بأنه وحكومته صنيعة منظومة سياسية حاكمة ترعرع الفساد في أحضانها وجاءت به، غصباً ‏عن إرادة الثورة، لتواري سوءات أعمالها من نهب وهدر وفساد، وهذه المنظومة نفسها ‏التي رعت تجفيف منابع الخزينة العامة، هي التي اجتمعت وأجمعت صبيحة السبت في ‏قصر بعبدا على رعاية تخريجة "تعليق" سداد ديون الدولة وأوكلت لدياب مهمة إذاعة بيان ‏‏"التفليسة" عبر الأثير.

أما بعد، ما هي خطة الحكومة بعد إعلانها إفلاس الدولة؟ وكيف ستُخرج اللبنانيين من بين ‏فكّي كماشة الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة؟ ومن أين ستأتي بمليارات الدولارات ‏لإعادة تعويم النقد والاقتصاد؟… أسئلة جوهرية تبقى حتى الساعة بلا إجابات ويبقى الثابت ‏الوحيد الأكيد في خطة أهل السلطة هو ما ظهر منها وما بطن من توعّد الناس بـ"إجراءات ‏موجعة" قادمة، فاربطوا الأحزمة أيها اللبنانيون… ولّى زمن "الهلع" وحان وقت "الوجع".. ‎ ‎

إذ وبحسب المعلومات المتوافرة لـ"نداء الوطن" فإن الحكومة تستعد لإطلاق خطتها ‏الاقتصادية والمالية خلال الأسبوعين المقبلين على أن تبدأ معالمها بالاتضاح هذا الأسبوع ‏من خلال جملة قرارات تمهيدية تتماشى مع برامج إعادة هيكلة الدين والقطاع المصرفي، ‏بينما سيكون دعم سعر الصرف هو التحدي الأبرز أمام الحكومة وسط مخاوف من الإقدام ‏على خطوة خفض سعر الليرة إلى مستوى الألفين للدولار الواحد خصوصاً وأن كلفة تثبيت ‏سعره الحالية التي تبلغ ملياري دولار سنوياً لم تعد الخزينة قادرة على تحمّلها، هذا عدا عن ‏أنّ هذه الخطوة ستشكل ضغطاً هائلاً على دخل الموظفين بشكل ستتآكل معه قدراتهم ‏الاستهلاكية في الوقت الذي ستخضع خطة الحكومة اللبنانيين لسلة ضرائبية تزيد من ‏أعبائهم المادية بما يشمل رفع نسبة الـ"TVA" وفرض زيادة 5000 ليرة على صفيحة ‏البنزين.

وبينما تبرر مصادر مواكبة للخطة الحكومية الحاجة إلى "ربط الأحزمة" تحسباً للمرحلة ‏الموجعة الموعودة بأنها "إجراءات إصلاحية لا مفرّ منها وعلى أساسها سيتقدم لبنان من ‏المجتمع الدولي طلباً للمساعدة"، توضح المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ "بعض بنود هذه ‏الخطة سيستفيد من بنود كانت قد وضعتها الحكومة السابقة لناحية تمويل الاقتصاد ‏والاستثمار في أعمال تخلق فرص عمل، كما ستتضمن إصلاحات في هيكلية الدولة من ‏ناحية الكهرباء والقطاع العام وكل مرافق الدولة، بمعنى أنها إصلاحات بنيوية سيتم العمل ‏من خلالها على إعادة هيكلة بعض الإدارات فضلاً عن وقف الايجارات لبعض المباني التي ‏تستخدمها الدولة"..‎ ‎

وعلى الضفة المقابلة، تختصر أوساط اقتصادية الوضع القائم بالتشديد على أنّ ‏‏"المطلوبfianancial reserve package   أي مساعدة نقدية فورية لتلافي الانهيار الزاحف ‏ونقطة على السطر"، وتقول لـ"نداء الوطن": "من دون لف ولا دوران المطلوب قرار واضح ‏وصريح بالذهاب إلى صندوق النقد لأننا شئنا أم أبينا هناك فجوة تمويلية بأكثر من 10 ‏مليارات دولار لا بد من سدّها لإنقاذ الودائع والوظائف ولإنقاذ ما تبقى من قدرة شرائية ‏للمواطن. ناهيك عن أنه لا بد من ضخ السيولة ليس فقط لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار إنما ‏لتمويل برامج اجتماعية إنسانية تستطيع مواجهة تفاقم حالة الفقر والجوع القادمة لا محالة".. ‎ ‎

ورداً على سؤال، تلفت الأوساط الانتباه إلى أنّ "الالتزام بخيار صندوق النقد يُعزّز موقع ‏لبنان التفاوضي مع حاملي السندات الخارجيين الذين لا شك في أنهم سيرتاحون أكثر ‏لاعتماد الدولة اللبنانية هكذا خيار كونه سيرفع من قيمة الأصول السيادية المتعثرة التي ‏هي في حوذتهم"، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ "كل المشاركين في مؤتمر "سيدر" الذي ‏استشهد به رئيس الحكومة به في خطابه وأكد العزم على مواصلة تنفيذ إصلاحاته، كانوا قد ‏أجمعوا على أنّ صندوق النقد هو الجهة المخولة والموثوق بها من قبل المانحين لمواكبة ‏لبنان في خروجه من الأزمة إن هو أراد حقاً ذلك".. ‎ ‎

أما في مستجدات "كورونا"، فقد سُجّل خلال الساعات الأخيرة ارتفاع ملحوظ في نسبة ‏المصابين بشكل يؤكد أنّ البلد دخل في مرحلة "الانتشار" لا سيما وأنّ دائرة المصابين ‏اتسعت مروحتها لتشمل مناطق وشرائح جديدة في البلاد. وفي هذا الإطار، تتجه الأنظار ‏إلى القطاع الاستشفائي وقدرته على مواكبة موجة العدوى المتصاعدة في صفوف ‏المواطنين في ظل الحجم المتواضع للطواقم والتجهيزات المتخصصة والشح المالي في ‏صرف الاعتمادات اللازمة للمستشفيات التي باتت مضطرة على التعامل مع تشخيص ‏الحالات وعزل المصابين لديها الأمر الذي سيؤثر عاجلاً أم آجلاً على أدائها الاستشفائي ‏والجراحي مع المرضى النزلاء لديها. وتحت وطأة هذا الواقع المأساوي الذي لطالما كانت التحذيرات منه والمناشدات تتوالى ‏منذ لحظة ظهور الفيروس في إيران بوجوب وقف الرحلات الجوية منها وإليها لكن من دون ‏أن تجد هذه التحذيرات آذاناً صاغية لدى الحكومة القائمة حتى تسلّل الكورونا إلى عمق ‏الأراضي اللبنانية وتخطى الآن في مروحة انتشاره زوار إيران ليبلغ بالأمس الأديرة ومدارس ‏الرهبنة، دخل إسم لبنان بقوة خلال نهاية الأسبوع على قائمة الدولة المعزولة بعدما كرّت ‏سبحة الدول العربية التي باتت تفرض حظراً على السفر إلى لبنان والقدوم منه خصوصاً ‏في دول الخليج العربي، مع ما يعينه ذلك من تداعيات اقتصادية دراماتيكية ستزيد من ‏إحكام طوق العزلة اللبنانية… حتى إشعار آخر.

 

إدلب: الهدنة هشّة..وحزب الله ينافس النظام على السيطرة

المدن/10 آذار/2020

لا يبدو أن وقف إطلاق النار في إدلب سيستمر طويلاً في ظل الحشد المتبادل بين قوات النظام والمعارضة السورية في جبهات القتال. فالاتفاق التركي-الروسي الذي دخل حيز التنفيذ في 6 آذار/مارس الجاري، ولد هشاً وغير قابل للتطبيق وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين حول الخروق المتكررة للاتفاق.

اتهامات متبادلة

وتوجه المعارضة الاتهامات لقوات النظام والمليشيات الموالية بمواصلة قصفها البري المستمر لمواقع المعارضة والبلدات المدنية القريبة من خطوط التماس، ومحاولتها التقدم في أكثر من محور في جبهات جنوبي إدلب. ورصدت المعارضة تحركات مكثفة وتعزيزات كبيرة لقوات النظام في جبهات القتال، غالبيتها من المليشيات الإيرانية والتي انتشرت في مواقع جديدة وأصبح ثقلها العسكري ضعف ما كان عليه قبل وقف إطلاق النار. وقال الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" النقيب ناجي مصطفى ل"المدن"، إن قوات النظام والمليشيات بدأت بخرق وقف إطلاق النار بعد دخوله حيز التنفيذ مباشرة، وقصفت عشرات القرى والبلدات المدنية في ريفي حلب وادلب. وأوضح مصطفى أن الخروق المتكررة وتحركات المليشيات تعكس بالضرورة نواياها العدائية واستئناف العمليات العسكرية وتهربها من تطبيق أي اتفاق يوقف النار. ويوجه مقربون من النظام وروسيا الاتهامات للمعارضة السورية ولتركيا بأنهم يحضرون لجولة جديدة من العملية العسكرية "درع الربيع"، بسبب الدخول المتواصل للأرتال العسكرية التركية إلى ادلب والتي بدت أكثر كثافة خلال اليومين الماضيين. وضمت التعزيزات التركية أكثر من 500 آلية عسكرية متنوعة، بينها مدرعات وراجمات صواريخ ودبابات.

وألمح عضو هيئة المصالحة المقرب من روسيا، عمر رحمون، إلى إصرار نظام الأسد على مواصلة المعارك في ادلب، وأكد أن اتفاق وقف إطلاق النار هش والمواجهات قادمة لا محالة.

المليشيات الإيرانية

استقدمت "قوات الرضوان" التابعة لحزب الله اللبناني مؤخراً المزيد من التعزيزات العسكرية إلى جبهات إدلب وحلب، وتركز انتشارها في قطاعات عديدة، أهمها جبهات غرب حلب، وجبهات جنوب وشرقي إدلب، وفي كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي، وعدد من المحاور في سهل الغاب شمال غربي حماة. ومن المفترض أن تتولى "قوات الرضوان" إلى جانب مجموعات من قوات النخبة التابعة ل"الحرس الثوري الإيراني" إدارة العمليات الهجومية في المحاور التي تنتشر فيها المليشيات الإيرانية عموماً، والتي زجت بأعداد كبيرة من عناصرها في جبهات القتال. وتداول أنصار المليشيات الإيرانية وإعلاميون مقربون منها مقاطع فيديو توضح انتشار مجموعات الرضوان وعدد من التشكيلات المسلحة المدعومة من إيران في محيط عدد من النقاط العسكرية التركية المحاصرة داخل مناطق سيطرة قوات النظام في منطقة خفض التصعيد. وأكد عضو المكتب السياسي في لواء السلام التابع ل"الجيش الوطني" هشام سكيف ل"المدن"، أن المليشيات الإيرانية غير راضية عن اتفاق وقف إطلاق النار بسبب غياب إيران عن التنسيق في الاتفاقات التركية-الروسية مع أنها طرحت مبادرات عديدة، وجميعها لم تلقَ إجابة. وأضاف أن الخسائر الكبيرة التي منيت بها المليشيات الإيرانية أواخر شباط/فبراير ولد لديها رغبة في الانتقام والدفع في اتجاه التصعيد الميداني، وزيارة خليفة قاسم سليماني في قيادة "فيلق القدس" اسماعيل قاآني، إلى جبهات القتال وعدد من مواقع وثكنات المليشيات في حلب تندرج في هذا الإطار التصعيدي. وقال الناشط الإعلامي محمد رشيد ل"المدن"، إن المليشيات الإيرانية التي تتبع لأكثر من 20 تشكيلاً مسلحاً يدعمه "الحرس الثوري" في سوريا بدت جاهزة لجولة جديدة من العمليات العسكرية، وتوحي تحركاتها وعمليات إعادة الانتشار التي تنفذها في مختلف جبهات إدلب وحلب أنها غير معنية باتفاق وقف إطلاق النار وتنتظر الفرصة المناسبة لتعطيل العمل بالاتفاق. وبحسب رشيد، هناك منافسة بين المليشيات للسيطرة على المواقع المتقدمة في جبهات القتال، وبشكل خاص في سراقب والطلحية وعموم جبهات شرقي إدلب الواقعة على الأطراف الغربية للطريق الدولي "إم5" وقال إن تعزيزات كبيرة من "الحرس الجمهوري" و "الفرقة 25 مهام خاصة" وصلت إلى الجبهات لتحقق توازناً في كثافة الانتشار والذي بدا مؤخراً في صالح المليشيات الإيرانية.

وتحاول المليشيات الإيرانية تحقيق أهداف عديدة من خلال إعادة انتشارها، أهمها، منع تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة قضم المزيد من المناطق والوصول إلى أهداف لها رمزية خاصة كبلدتي كفريا والفوعة شمال شرق مدينة إدلب، والحفاظ على مكاسبها في ريف حلب، ومحاولة التقدم في محور كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي والذي كلفها المئات من القتلى خلال العمليات الفاشلة التي استمرت منذ منتصف 2019، ودعم العمليات الهجومية لقوات النظام للسيطرة على منطقة جبل الزاوية جنوبي ادلب والوصول الى الطريق السريع "إم4".

 

انقسام سياسي حول قرار الحكومة بالتخلف عن دفع سندات الديون الدولية/بيروت تبدأ التفاوض مع الدائنين خلال أسبوعين

بيروت/الشرق الأوسط/09 آذار/2020

يبدأ لبنان مفاوضات إعادة هيكلة الديون بشكل رسمي مع حملة السندات خلال أسبوعين، في عملية يتوقع ألا تطول أكثر من 9 أشهر، وذلك غداة إعلان رئيس الحكومة حسان دياب عن أن لبنان لا يستطيع تلبية المدفوعات. وقد أدى هذا الموقف إلى انقسام جديد بين الأطراف السياسية المختلفة، فضلاً عن دخل كل قوى فيما بينها، مختلفين بين مؤيد للقرار باعتباره «أقل سلبية من الدفع» ومعارض يعتبره «إعلاناً رسمياً لإفلاس لبنان». ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن مصدر مطلع أنه من المتوقع بدء المفاوضات حول الدين الذي يشمل سندات دولية حجمها 1.2 مليار دولار مستحقة السداد اليوم (الاثنين)، ليتجه البلد صوب حالة تخلف سيادي عن السداد بسبب الأزمة المالية الحادة التي يواجهها. ويتوقع أن تمتد المفاوضات لأشهر، فيما قال وزير الاقتصاد راؤول نعمة مساء السبت إن المفاوضات الرامية لإعادة هيكلة ديون بالعملات الأجنبية «لن تستغرق أكثر من تسعة أشهر إذا خلصت النوايا»، مؤكداً في تصريح متلفز أن «عملية التفاوض ستستمر لعدة أشهر».

وتفاوتت تقديرات الأطراف المختلفة حول تداعيات هذه العملية والخطة البديلة للحكومة لمواجهة تأثيرات هذا القرار. ورأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أنور الخليل أن «قرار مجلس الوزراء كان بمثابة الإعلان الرسمي عن إفلاس لبنان، لأنه يشمل مجمل الدين الخارجي البالغ نحو 31 مليار دولار». وأشار الخليل إلى أن الخطر الواضح بأن هذا القرار قد يعطي فرصة استثنائية لزيادة الضغط السياسي على لبنان من خلال طلب الدائنين حجز ممتلكات الدولة اللبنانية في الخارج، مثل الذهب وطائرات «الميدل إيست» وغيرها. وأضاف «كنا نتمنى أن يأتي قرار مجلس الوزراء بدفع الدين المستحق في التاسع من الشهر الحالي (اليوم) والبالغ 1.2 مليار دولار، كدليل على حسن النية، والطلب إلى الدائنين إعادة الجدولة أو إعادة الهيكلة وفق خطة نهوض اقتصادي مالي إصلاحي صادق ومنطقي ومقنع». وذكّر بأن «هذه هي المرة الأولى، للأسف، في تاريخ لبنان التي تتخلف فيها الدولة عن دفع مستحقاتها المالية لديونها الخارجية، مما سيصنف لبنان في مصاف الدول المفلسة وغير القادرة على تنفيذ تعهداتها».

في المقابل، رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم أن «قرار الحكومة تعليق دفع مستحقات اليوروبوندز خطوة متقدمة ومسؤولة لحفظ الأمن الغذائي والاجتماعي» في لبنان. ورأى أن الانتقادات تأتي «من زاوية الكيدية والمناكفة السياسية للتصويب على القرار الصائب الذي كان مطلبا وطنيا، لتسجيل نقطة على الحكومة». من جانبه، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش أن «قرار الحكومة عدم دفع المستحقات وإعادة هيكلة الدين، يعتبر أقل سلبية من الدفع، لأن الدفع مع عدم إيجاد حلول لتوفير السيولة قد يؤدي إلى الإفلاس والتوجه نحو صندوق النقد الدولي والخضوع لشروطه التي قد يفرضها على اللبنانيين مقابل مساعدتهم»، متسائلا: «هل يتحمل لبنان واللبنانيون شروط صندوق النقد الدولي إذا أصر عليها؟». وأضاف «عندما أعلنا أننا لسنا مع التوجه نحو صندوق النقد الدولي فتح البعض أبواق الإعلام علينا، مع أننا لسنا ضد صندوق النقد الدولي كمؤسسة مالية، ولكن نحن ضد وضع لبنان تحت وصاية الصندوق وإملاءاته وشروطه». وأشار إلى أنه «توجد حلول تمنع الانهيار ولا تؤدي إلى رهن البلد لأي جهة، ولا تحمل الشعب أعباء إضافية أو ضرائب جديدة، وهي تحتاج إلى إرادة وتفاهمات وطنية وقرارات جريئة». وأكد أن حزبه «يدعم الحكومة في قرارها المتعلق بسندات اليوروبوندز»، داعياً «كل القوى السياسية والشعب إلى التضامن معها، ودعم موقفها، والتعاون معها لتأخذ قراراتها بشجاعة بعيدا من التهويل والابتزاز».

 

وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي: نحن «الأكثر تأثراً والأقل تأثيراً» بمحيطنا والسعودية لعبت دوراً أساسياً في تاريخ بلادنا

بيروت: حنان مرهج/الشرق الأوسط/09 آذار/2020

أكد وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي استمرار لبنان في الالتزام بسياسة النأي بالنفس، مشدداً في حديث مع «الشرق الأوسط» على حساسية الموقف اللبناني، قائلاً: «نحن نسير على حبل مشدود بسبب وضع الجغرافيا السياسية للبنان»، وأكد «التركيز على التوجه نحو الأشقاء العرب لتعزيز العلاقات المشتركة وتعميقها وتطويرها، على قاعدة احترام سيادة كل دولة عربية، وسيادة لبنان».

حتّي الذي قال: «نحن نمد اليد للجميع، وسنستمر بهذا الأمر»، أشار إلى أن «لبنان يريد أن تكون له أفضل العلاقات مع الدول الشقيقة أولاً، وكذلك جميع القوى الفاعلة المؤثرة على الصعيد الدولي التي لها علاقات مع لبنان»، وأضاف: «نحن نريد أن تكون هذه العلاقات قائمة على احترام سيادة كل بلد، والبناء على المصالح المشتركة»، لافتاً إلى أن الاختلاف أو الالتقاء بين الدول في بعض القضايا ظاهرة طبيعية جداً، وبالتالي «سنعمل على محاصرة هذه الاختلافات والتباينات مع بعض الدول بغية احتوائها والعمل على تسويتها لأننا لن نسمح -ولا نريد- بأن يؤدي أي اختلاف إلى التشويش على علاقات تقوم على إرث كبير من الصداقة والمصالح المشتركة».

وأكد وزير الخارجية اعتزازه واحترامه للتنوع السياسي الذي يعد غنى للبنان، إلا أنه تمنى على الأطراف السياسية كافة، على اختلافها، عدم مهاجمة أي دولة صديقة أو شقيقة للبنان في تصريحاتها، وأضاف: «إن حصل هذا الأمر، فمن مهامي ومسؤولياتي التأكيد أن هذا الموقف لا يمثل الموقف اللبناني، إنما هو موقف طرف، لأن موقف لبنان يرتكز على تعزيز العلاقات مع الدول العربية وتطويرها على قاعدة الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة».

وفي هذا السياق، أوضح أن «الأولوية اليوم التوجه نحو البيت العربي، ودعم العلاقات مع أي بلد عربي شقيق وتعزيزها»، مقدّراً الخطوات التي حصلت سابقاً تجاه لبنان من عدد من الدول العربية، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية التي لعبت دوراً أساسياً مهماً في لبنان، وكان لها أيادٍ بيضاء في لحظات مفصلية في تاريخه، ولفت إلى أنه «لدى لبنان تاريخ من الصداقات التي سنعمل على تعزيزها وتنشيطها من خلال الحوار والتواصل».

ونفى حتّي الإشاعات عن رفض أي دولة عربية استقبال مسؤولين لبنانيين، قائلاً: «لم يعلن أي بلد عن عدم استعداده لاستقبال مسؤولين لبنانيين، ونحن نتطلع للقيام بهذه الزيارات»، مضيفاً: «نحن كحكومة نتحمل مسؤولية بلورة برنامج اقتصادي متكامل، يقوم على إصلاحات هيكلية للخروج من هذا المأزق الخطير. وقد بدأنا العمل على ذلك، ونطلب الدعم من الأشقاء والأصدقاء، لأن استقرار لبنان مسؤولية لبنانية أولى، لكنه أيضاً مصلحة حيوية استراتيجية عربية ودولية».

وفي الإطار نفسه، أكد وزير الخارجية أن «هذه الحكومة ستشكل انطلاقة جديدة شاملة لأن الاقتصاد يتفاعل مع السياسة، والعكس بالعكس». وعن قيام لبنان سابقاً بإدانة هجمات أميركية في العراق، ورفضه إدانة الهجوم على منشآت «أرامكو»، أكد حتّي أن لبنان سيدين جميع الأعمال التي تشكل خروجاً عن قواعد القانون وأعرافه، وخارجة عن المبادئ التي تنظم العلاقات بين الدول، من دون أي تفرقة بين عمل وآخر، أو دولة وأخرى»، وأضاف: «لطالما كان لبنان الأكثر تأثراً، والأقل تأثيراً في محيطه، لذلك من مصلحتنا أن تقوم العلاقات على أساس احترام قواعد وأعراف الشرعية الدولية والقانون الدولي».

وعن موضوع عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، من خلال عزم بعض الدول على طرح هذا الأمر في القمة العربية المقبلة في الجزائر، تمنى وزير الخارجية أن يحصل «توافق عربي حول هذا الأمر»، قائلاً: «مع وجود اختلاف، لا يجب ممارسة سياسة الهروب إلى الأمام»، داعياً إلى مناقشة كل النقاط. وأكد أن لبنان «يدعم كل الخطوات التي تؤدي إلى توافق عربي من دون شك».

وأضاف: «نحن لنا علاقات دبلوماسية عادية مع سوريا، ولكن كمن يمشي على حبل مشدود، فنحن نود أن نراعي موقفاً عربياً من جهة، وعلاقات قائمة من جهة أخرى». وعن احتمال زيارته لسوريا، أكد أنه لا يوجد لديه حالياً أي مخططات لزيارة سوريا.

وحول القول إن هذه الحكومة هي حكومة «حزب الله»، أو أي حزب آخر، أكد حتّي أن الحكومة تعد نفسها حكومة كل اللبنانيين لأن التحدي الاقتصادي يطال الجميع، أياً كان انتماؤهم السياسي، مشيراً إلى أن هذه الحكومة تعبر عن نفسها بالأقوال والأفعال. وتابع: «إن هذه الحكومة تهدف إلى القيام بسياسة ناشطة عربياً ودولياً، من دون الاصطدام مع أحد، وبعيداً من أي توترات في لبنان، وضمن الالتزامات الدولية».

ويرفض حتّي بشدة توصيف الحكومة الجديدة بأنها حكومة إدارة أزمة لأن «هذه الأزمة لا يمكن أن تُدار، بل المطلوب معالجتها، في مسبباتها وتداعياتها الكارثية، بشكل شامل». وجدد التأكيد على عدم مسؤولية هذه الحكومة عما آلت إليه الأوضاع، اقتصادياً ومالياً، لافتاً إلى أن عمل الحكومة الأساسي يتمحور حول بلورة برنامج من منطلقات جديدة مختلفة لمعالجة هذا الانهيار عبر برنامج اقتصادي متكامل. ودعا وزير الخارجية الأخوة العرب والأطراف الدولية الصديقة ومجموعة الدعم الدولية للبنان والدول غير الأعضاء إلى «مواكبة الحكومة في تنفيذ هذا البرنامج الذي سيشكل نقلة نوعية».

وأشار إلى أن «المركب اللبناني قد يغرق اليوم -لا سمح الله- إذا لم نعمل جميعاً لإنقاذه. وعلى الأطراف وضع المشاحنات السياسية جانباً لأن غرق المركب لن يفيد أحداً، فالجميع خاسر». وأضاف: «أنا في قلق دائم على لبنان، لكنني أثق به، وبقدرته على النهوض مجدداً، وهذا ما نعمل له، ونمد يدنا للجميع، من إخوتنا في الوطن وأصدقائنا في الخارج، لمساعدتنا على ذلك».

وفيما يتعلق بصفقة القرن، جدد وزير الخارجية موقف لبنان الرافض لأي شكل من أشكال التوطين في لبنان، قائلاً: «نحن ملتزمون بمبادرة السلام العربية التي صدرت عن القمة العربية في بيروت، والتي تعكس رؤية شاملة لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة»، وأضاف: «إن صفقة القرن تضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن كافة. وهذه الخطوة لن تفيد إلا من يريد الفوضى، مع الإشارة إلى أن قضايا الهوية الوطنية لا تعالج بمنطق تاجر عقارات؛ وهو منطق خطير جداً».

ورأى أنه «من منظور واقعي، صفقة القرن ستزيد من تأزيم الأوضاع إلى حد التوتر، وكل تأخير في تسوية تقوم على القرارات الدولية ذات الصلة سيفيد كل من يريد التطرف في المنطقة، أو كل من يريد الفوضى في المنطقة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بوتين يحرج أردوغان... أجبره على الانتظار دقيقتين قبل لقائه!

وكالات/09 آذار/2020

اضطرّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى انتظار نظيره الروسي فلاديمير بوتين دقيقتين قبل لقائهما في موسكو في الخامس من الشهر الجاري. وأظهر فيديو بثته محطة "روسيا 1" التابعة للدولة الأحد الرئيس التركي وهو ينتظر مضيفه قبيل اجتماع لهما في موسكو.

 

“الوكالة الدولية” تطالب طهران بفتح المواقع النووية المُشتبه بها “فوراً”

فيينا، طهران عواصم – وكالات/09 آذار/2020

 دعا رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي أمس، إلى ضرورة توقف إيران عن عرقلة تفتيش ثلاثة مواقع نووية محتملة. وأبلغ غروسي اجتماع مجلس محافظي الوكالة أمس، بأن الوكالة حددت عددا من الأسئلة المتعلقة بالأنشطة النووية الايرانية غير المعلنة في ثلاثة مواقع، وسعت للوصول إلى اثنين منها، لكن السلطات الايرانية لم تسمح لها بالوصول إلى هذه المواقع، ولم تشارك في مناقشات موضوعية لتوضيح الأسئلة العالقة، موضحا أن الموقف الإيراني يؤثر سلبا على قدرة الوكالة على توضيح وحل المسائل العالقة، وعلى تقديم ضمانات موثوقة لعدم وجود مواد وأنشطة نووية غير معلنة في إيران. من جانبه، حذر معهد “واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، الدول المعنية بمتابعة برنامج إيران النووي، من التراخي تجاه القنبلة النووية الإيرانية، ورأى المعهد أن هناك طريقتين لإيقاف البرنامج النووي الإيراني، وهما إما الإطاحة بالنظام، أو حرب شاملة في المنطقة.

 

إيران تتدخل مجدداً في العراق وتوجه بالإبقاء على عبدالمهدي

مقتل جنديين أميركيين في عملية ضد "داعش"... وانسحاب قوة من التحالف من قاعدة عسكرية

بغداد – وكالات: كشف مصدر سياسي عراقي أمس، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وجه بإبقاء رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي في منصبه. وقال المصدر، إن “شمخاني التقى بالقيادات السياسية الشيعية، وأبلغهم من خلال مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض بشأن ذلك”، مشيراً إلى أن “عدداً من القيادات رفضت المقترح، بينهم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس الجمهورية برهم صالح”. وأعرب شمخاني، خلال لقائه عبدالمهدي، ليل أول من أمس، عن دعم إيران لتشكيل سريع لحكومة عراقية نابعة من الشعب. وقال إنه “بالنظر إلى الظروف الحساسة التي يمر بها العراق والدور الحاسم الذي يلعبه هذا البلد في تثبيت السلام والاستقرار في المنطقة، فإننا نؤيد تشكيل سريع لحكومة نابعة من الشعب في العراق”. من جهته، قال عبدالمهدي “لا يريد الشعب العراقي والحكومة العراقية أن يكون بلدهم ساحة لتصفية الدول الأخرى خلافاتها وحساباتها على أراضيه”. في غضون ذلك، قال الباحث في الشؤون العراقية علي الحداد، إن “العلاقة الإيرانية حالياً، مع العراق، هي ليست نفس العلاقة التي بنيت منذ العام 2003، ذلك أنها اختلفت بعد مقتل سليماني.” وأضاف إن “زيارة شمخاني لبغداد فيها رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، مفادها أن الإيرانيين قادرون على ملء الفراغ الذي خلفه سليماني، وكذلك جاءت لجمع الأحزاب الشيعية في موقف موحد”. من ناحية ثانية، أكد الرئيس العراقي برهم صالح لوزير الخارجية المصري سامح شكري، دعم بلاده لمصر في ملف أزمة سد النهضة “على أساس القانون الدولي”، وذلك ردا على رسالة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وفي وقت لاحق، بحث صالح مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، في تطورات الأوضاع والحراك السلمي، مؤكدين دعم المنظمة الأممية لجهود تشكيل حكومة جديدة تعبر عن إرادة العراقيين. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، عن مقتل جنديين أميركيين اثنين، خلال تنفيذ مهمة مشتركة مع قوات الأمن العراقية ضد تنظيم “داعش”، ليل أول من أمس، شمال العراق. من جانبه، أعلن مصدر أمني، أن قوة من التحالف الدولي، مكونة من قوات نرويجية ودانماركية وأميركية، انسحبت مع معداتها وآلياتها من قاعدة “جنوب القائم”، قرب الحدود العراقية – السورية، إلى قاعدة “عين الأسد” بناحية البغدادي.

 

الاتحاد الأوروبي يطالب أردوغان بإبعاد المهاجرين عن حدوده وتحالف تطوعي يستقبل 1500 لاجئ وصلوا اليونان

بروكسل – وكالات/09 آذار/2020

: طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمس، قبل محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تركيا بنقل المهاجرين واللاجئين بعيداً عن الحدود اليونانية. وقال دير لاين، في مؤتمر صحافي، إن “التوصل إلى حل لهذا الموقف يتطلب تخفيف الضغط الموجود على الحدود”، مضيفة “إننا وسط أزمة عميقة”. وأشارت إلى أن هناك حاجة فورية أيضاً لضمان حق اللجوء ودعم تركيا واليونان ونقل الأشخاص، خصوصاً القصر، العالقين على الجزر اليونانية لأوروبا، مضيفة ان الأحداث تشير بوضوح إلى ضغوط لدوافع سياسية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وقللت من فرص التوصل إلى حل سريع للأزمة، وقالت: إن “هذه هي مجرد بداية للمحادثات”، مضيفة انها لا تعرف المطالب التي سيأتي بها أردوغان لطاولة المفاوضات. من جانبها، أعلنت الحكومة الألمانية، في بيان، أمس، أن تحالفاً “تطوعياً” من دول الاتحاد الأوروبي يعتزم استقبال نحو 1500 مهاجراً قاصراً تقطعت بهم السبل حالياً في الجزر اليونانية. وذكرت أن هناك “على المستوى الأوروبي مفاوضات تجري حالياً، بشأن حل إنساني بهدف تنظيم رعاية هؤلاء القصر في إطار تحالف من المتطوعين”، من دون أن تحدد البلدان التي ستشارك في التحالف. وأضافت: “نريد دعم اليونان في مواجهة الوضع الإنساني الصعب لِما بين ألف و1500 قاصر يتواجدون في جزر اليونان”، مشيرة إلى أن “الأمر يتعلق بأطفال هم بحاجة ماسة، بسبب مرض ما، إلى عناية، أو بأطفال غير مصحوبين ويبلغون من العمر أقل من 14 عاماً، وغالبيتهم إناث”. وأشارت إلى أن ألمانيا مستعدة لأخذ العدد “المناسب” من مجموع هؤلاء القاصرين، وذلك في إطار “التحالف التطوعي” الذي يتم التفاوض بشأنه. من جانبه، ربط وزير الخارجية الألماني هايكو ماس حصول تركيا على مساعدات مالية إضافية محتملة لدعم اللاجئين بالتزامها بالاتفاقات. وقال: “لن نرفض الحوار مطلقاً عندما يكون هناك نقص تمويلي للإمدادات الإنسانية الضرورية للحياة للاجئين”.

 

تركيا تخرق الهدنة وتُعزِّز قواتها بإدلب وفصائل أنقرة باعت منازل الأكراد بعفرين

عواصم – وكالات/09 آذار/2020

 أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بدخول رتل عسكري جديد تابع للقوات التركية نحو الأراضي السورية. وذكر “المرصد” في بيان، أن تركيا أدخلت عشرات الآليات إلى سورية، من معبر كفرلوسين الحدودي، مضيفاً إن القوات التركية عمدت وعمدت القوات التركية إلى إنشاء نقطة جديدة لها في قرية زردنة بريف إدلب الشمالي. وأشار إلى أنه مع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 350 آلية، بالإضافة لمئات الجنود. وكان المرصد أوضح في وقت سابق، أنه رغم غياب الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام السوري عن الأجواء في إدلب، إلا أن القوات السورية والمسلحين الموالين لها، تقدمت في المحافظة وأنشأت نقاط مراقبة في كل من معارة موخص والبريج بمحيط كفرنبل. على صعيد آخر، تشهد أنقرة اليوم الثلاثاء، اجتماعاً بين وفدين عسكريين تركي وروسي، لمتابعة وقف إطلاق النار في إدلب.

وأوضحت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أمس، أن الاجتماع يأتي في إطار اتفاق الهدنة، الذي توصل له البلدان قبل أيام بالعاصمة الروسية موسكو بشأن إدلب خلال لقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، حيث اتفق الجانبان على إطلاق دوريات تركية وروسية في المنطقة بداية من منتصف مارس الجاري. إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بأن الفصائل الموالية لتركيا ضمن ما يعرف باسم “الجيش الوطني” تواصل انتهاكاتها بحق المواطنين من أبناء منطقة عفرين بريف حلب الشمال الغربي، بعد تهجيرهم من منازلهم.

وذكر أن التطورات الأخيرة دفعت الحكومة التركية إلى منح الضوء الأخضر لتلك الفصائل لبيع أملاك الأكراد بأسعار رمزية. ونقل عن مصادر محلية قولها، إن “هذه الفصائل تعمل على بيع منازل المهجرين الأكراد ممن أجبرتهم العملية العسكرية التركية على الخروج من مناطقهم، وتتم عملية البيع مقابل أسعار تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة آلاف دولار للمنازل المكونة من طابقين”. وأضافت المصادر، إن “الفصائل الموالية لتركيا ضمن الجيش الوطني السوري في مدينة عفرين تعيث فساداً في المنطقة، وبدأت أخيراً، بيع المنازل والمحلات التجارية أو تأجيرها واعتبارها ملكاً خاصاً لها”.

 

السعودية تعلّق السفر والرحلات «مؤقتاً» مع 9 دول... وتوقف الدراسة في الجامعات والمدارس

تدابير احترازية في القطيف... وتسجيل 4 حالات جديدة... وحصر 400 من المخالطين... وفحص أكثر من 414 ألف مسافر عند المنافذ

الرياض: صالح الزيد - القطيف: عبيد السهيمي - الدمام: إيمان الخطاف/الشرق الأوسط/09 آذار/2020

أعلنت السعودية، أمس، تعليق السفر «مؤقتاً» إلى تسع دول، بينها مصر والإمارات والكويت والعراق ولبنان وإيطاليا، كما قررت تعليق الدراسة، في إطار جهودها للسيطرة على فيروس «كورونا».

ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن مسؤول في وزارة الداخلية السعودية قوله ان حكومة المملكة «قررت تعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتاً» إلى الإمارات والكويت والبحرين ولبنان وسوريا وكوريا الجنوبية ومصر وإيطاليا والعراق، «وتعليق دخول القادمين من تلك الدول، أو دخول من كان موجوداً بها خلال الـ14 يوماً السابقة لقدومه، كما قررت المملكة إيقاف الرحلات الجوية والبحرية بين المملكة والدول المذكورة». وأشار إلى أن القرار ضمن «الإجراءات الوقائية والاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة في السعودية، في إطار جهودها الحثيثة للسيطرة على فيروس كورونا الجديد ومنع دخوله وانتشاره»، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس). واستثنى المسؤول رحلات الإجلاء والشحن والتجارة، «مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة والضرورية... ولوزارتي الداخلية والصحة التنسيق للتعامل مع الحالات الإنسانية والاستثنائية». وأعلنت السعودية، أمس، تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية، من تعليم عام وخاص، وتعليم عالٍ، وكذلك المؤسسات الفنية، ابتداءً من اليوم حتى «إشعار آخر». كما أعلنت الداخلية السعودية اتخاذ تدابير احترازية بـ«تعليق» الدخول والخروج إلى محافظة القطيف، ضمن إجراءات احترازية لمنع تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19)، وصده على المستوى الجغرافي. يأتي ذلك في وقت سجلت فيه وزارة الصحة 4 حالات جديدة مصابة بفيروس كورونا الجديد لأشخاص لم يفصحوا عن مكان وجودهم، عند دخولهم السعودية، وآخرين انتقلت لهم عبر مخالطتهم للمصابين. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد العبد العالي، في الإيجاز اليومي لوسائل الإعلام حول حالات «كورونا» في السعودية، إنه بعد الإعلان عن الأربع حالات الإضافية، يصل إجمالي الحالات المؤكدة المصابة بفيروس كورونا الجديد 11 حالة، مشيراً إلى أن 7 حالات منها لمواطنين قادمين من إيران، ولم يفصحوا عند المنافذ السعودية عن مكان وجودهم، وحالة قدمت من العراق، و3 حالات لزوجات اكتسبن العدوى من أزواجهن.

- تعليق الدراسة

أعلنت وزارة التعليم في السعودية، تعليق الدراسة مؤقتاً في جميع مناطق ومحافظات المملكة، اعتباراً من اليوم الاثنين، حتى إشعار آخر، ويشمل القرار مدارس ومؤسسات التعليم العام والأهلي والجامعي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الحكومية والأهلية. وذكرت الوزارة أن تعليق الدراسة إجراء احترازي لا يدعو للقلق، ويتطلب من الجميع الالتزام بأسباب الوقاية واتباع التعليمات والإرشادات الصحية، لمنع انتشار فيروس كورونا، مشيرة إلى أن العودة للدراسة تخضع لتقييم اللجنة المعنية بمواجهة فيروس كورونا. ووفق الوزارة، فالقرار يأتي وفقاً للإجراءات الوقائية والاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة، وفي إطار جهودها الحثيثة للسيطرة على فيروس كورونا الجديد (COVID19) ، ومنع دخوله وانتشاره. فيما وجه وزير التعليم السعودي، بتفعيل المدارس الافتراضية والتعليم عن بُعد، خلال فترة تعليق الدراسة، «بما يضمن استمرار العملية التعليمية بفاعلية وجودة، حيث قررت اللجنة المختصة في الوزارة متابعة مستجدات فيروس كورونا». وقالت الوزارة، إنه وفقاً لذلك فقد قررت أن تباشر مكاتب الإشراف عملها خلال مدة التعليق، لمتابعة العملية التعليمية، والتنسيق في إجراءات التعليم عن بُعد، والرد على استفسارات أولياء الأمور، مع التأكد من سير العمل بالمدرسة الافتراضية خلال فترة تعليق الدراسة عبر وسائل التعلّم عن بُعد، التي وفرتها وزارة التعليم، من خلال منصة المدرسة الافتراضية، (Vschool.sa)، واستخدام المواد الإثرائية الرقمية بواسطة الموقع والتطبيق الموجود في متجر التطبيقات لـ«آبل»  و«آندرويد» تحت مسمى «منظومة التعليم الموحدة». وأشارت إلى توفير الدروس للمراحل الدراسية كافة بشكل غير متزامن، من خلال قناة «عين» التابعة لوزارة التعليم، بينما تستكمل الجامعات والمؤسسة العامة للتدريب التقني والفني والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني متطلبات التعليم عن بُعد لكل الطلاب والطالبات. إلى ذلك، أوضح الدكتور حمد آل الشيخ وزير التعليم السعودي، أن قرار تعليق الدراسة يأتي استجابة للإجراءات الوقائية والاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة في المملكة، ويعكس الجهود الحكومية الحثيثة للسيطرة على فيروس كورونا ومنع انتشاره، وحرصاً على حماية وسلامة الطلاب والطالبات والهيئة التعليمية والإدارية في التعليم العام والأهلي والجامعي.

وأضاف خلال اتصال هاتفي مع قناة «العربية»، أن تعليق الدراسة في التعليم العام يشمل المعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات الذين يعملون في المدارس، ولا يتم استدعاؤهم لأداء أي مهام يحتاجها قطاع التعليم، مشيراً إلى أنه سيتم التنسيق معهم من قبل مكاتب التعليم التي يتبعون إليها إذا كان هناك أي استدعاء لهم. وبالنسبة للجامعات، أفاد آل الشيخ بأن الأمر متروك للمديرين ليقرروا، لأنه لا بد أن يستمر التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وهذا يعتمد أيضاً على الجداول وإلقاء محاضرات، وهم من سيقومون بترتيب ذلك مع أعضاء هيئة التدريس. وأشار وزير التعليم السعودي، إلى أن الدراسة ستستأنف مرة أخرى، وقال: «هذا الأمر متروك وفق تقييم يومي وأسبوعي، وسيتم اطلاع العموم على أي مستجدات»، مبيناً أن منصات التعليم الإلكتروني موجودة ومتاحة للطلاب والمعلمين لكي يستمروا في العملية التعليمية، ومتى ما أشارت الجهات المعنية بأن الأمور الاحترازية لحماية الطلاب والطالبات وأعضاء الهيئة التعليمية والإدارية من كثافة الطلاب والتجمعات ستتاح الدراسة من جديد. فيما غرد الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة السعودي على حسابه بتويتر، مؤكدا أن الوضع في البلاد مطمئن، «ولم تظهر أي حالة في أي منشأة تعليمية. ولكن تزايد الحالات في الدول جعلنا نحرص على تعزيز سلامة أبنائنا وبناتنا. لذا تم التنسيق مع وزارة التعليم على تعليق الدراسة مؤقتاً. ويأتي هذا ضمن عدد من الإجراءات التي اتخذتها حكومتنا للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد».

كما نقلت وزارة الشؤون الإسلامية على موقعها في «تويتر» قراراً للوزير الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، يقضي بتعليق الدروس العلمية، والبرامج الدعوية، والمحاضرات، والدراسة في الدور النسائية، وحلقات تحفيظ القرآن، في جميع جوامع ومساجد المملكة، اعتباراً من اليوم (الاثنين)، وحتى إشعار آخر، وذلك حرصاً على سلامة الطلاب والطالبات ومَن يرتاد بيوت الله. من جانبها، علَّقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي برامج الزيارة في المرافق الخارجية التابعة لها، المتمثلة في كل من مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، ومعرض عمارة الحرمين الشريفين، ومكتبة الحرم المكي الشريف، ضمن الإجراءات الاحترازية الموصى بها لمنع انتشار فيروس «كورونا»، حرصاً منها على سلامة الزوار. واتخذت الرئاسة سلسلة من الإجراءات الاحترازية الوقائية لمنع انتشار الفيروس، من خلال تكثيف أعمال التعقيم، التي تتم على مدار الساعة، كما حرصت على التنسيق والتعاون المشترك مع جميع القطاعات الحكومية ذات العلاقة.

وكانت وزارة التعليم السعودية، اتخذت إجراءات احترازية في مدارس المنطقة الشرقية، التي شهدت ظهور عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد، وذلك بعد أن علّقت الدراسة في مدارس ومؤسسات التعليم الجامعي والمهني في القطيف لمدة أسبوعين.

وقال سعيد الباحص المتحدث باسم تعليم المنطقة الشرقية، «اتخذت الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية عدداً من الخطوات العملية في عملية رفع الوعي الصحي لأفراد المجتمع التعليمي عامة، ومن ذلك تفعيل الحملة الإعلامية، والعمل على رفع مستوى التثقيف الصحي والتوعوي، والتعريف بالإجراءات الواجب اتباعها، وتوسيع نطاق المحاضرات الصحية التخصصية لمواجهة هذا الوباء».

- 4 حالات جديدة

وأعلنت وزارة الصحة، أمس، ظهور نتائج مخبرية تؤكد إصابة ثلاث مواطنات ومواطن بـ«كوفيد - 19». وقالت الوزارة إن ثلاث حالات من الحالات الأربع نتجت عن مخالطة لحالات معلنة سابقاً كانت قادمة من إيران. أما الحالة الرابعة، فهي لمواطن قادم من إيران عبر الإمارات ولم يفصح عند المنفذ السعودي عن وجوده في إيران، وبذلك يصبح مجموع الحالات المؤكدة داخل المملكة 11 حالة. وطمأنت الوزارة بأن الحالات معزولة حالياً، ويجري التعامل معها وتقديم الخدمة الصحية وفق الإجراءات الصحية المعتمدة، علما بأن جميع الحالات هم من سكان محافظة القطيف.

بدوره، صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أنه وفقاً للإجراءات الصحية الاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة، ونظراً لأن جميع الحالات الإيجابية المسجلة الإحدى عشرة الحاملة لفيروس كورونا الجديد هي من سكان محافظة القطيف، ونظراً إلى الممارسات المعمول بها دولياً لمنع انتشار الفيروس والتي تتطلب التعامل على المستوى الجغرافي الذي توجد فيه حالات الإصابة، ولضرورة الأخذ بكافة الإجراءات الصحية الوقائية الموصى بها لمنع انتشار الفيروس، فقد تقرر تعليق الدخول والخروج من محافظة القطيف مؤقتاً (من سيهات جنوبا إلى صفوى شمالا).

كما تقرّر تمكين العائدين من سكان المحافظة من الوصول إلى منازلهم، إضافة إلى وقف العمل في جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة، زيادة في الإجراءات الاحترازية لمنع احتمالات انتقال العدوى، مع استثناء المرافق الأساسية لتقديم الخدمات الأمنية والتموينية والضرورية؛ مثل الصيدليات والمحلات التموينية ومحطات الوقود والمرافق الصحية والبيئية والبلدية والأمنية، مع أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة، وتمكين النقل التجاري والتمويني من التحرك من وإلى المحافظة، مع أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة. وأكّد المصدر أنه سيتم منح كل من أثّر عليه هذا الإجراء إجازة صحية مصدرة إلكترونياً ومعتمدة من وزارة الصحة، مؤكداً على أن استمرار تعاون جميع المواطنين في تنفيذ الإجراءات الاحترازية سيكون له أبلغ الأثر في إنجاح الإجراءات المتخذة، وتمكين الجهات الصحية المختصة من تقديم الرعاية الطبية الأفضل، لمنع انتشار الفيروس والقضاء عليه، ضماناً لسلامة الجميع. ومن القطيف، يتحدث، أمين العقيلي من لجنة التواصل الأهلي بالمدينة، أن هناك تفهما من الأهالي في القطيف، وأنه لا بد من اتخاذ إجراءات صارمة. ويضيف: «في الواقع، هذا الإجراء هو نظام صحي عالمي وهذا في صالح الجميع، نحن الآن نتحدث مع المشايخ ورجال الدين لوقف صلاة الجماعة ووقف كافة الأنشطة الجماعية لمساعدة السلطات الصحية في وقف انتشار الفيروس».

بدوره، أكّد جعفر الصفواني رئيس جمعية الصيادين في صفوى أن الوضع طبيعي، مشيداً بتفهم الجميع للقرار واعتباره خطوة صحية مهمة لحماية المجتمع من تفشي فيروس كورونا. وتابع الصفواني: «الآن، يجب على الجميع دون استثناء التركيز على العادات الصحية والاحتياطات».

وأشار المتحدّث الرسمي لوزارة الصحة إلى الخطوات التي تتخذها السعودية للوقاية من الفيروس، قائلاً: «بلغ عدد من تم فحصهم وإجراء الفرز لهم في المنافذ حتى الآن أكثر من 414 ألف مسافر قادم للسعودية، فيما تجاوزت إجمالي الفحوصات للحالات 1400 فحص، وعدد من تم حصرهم ضمن دائرة المخالطين تجاوز 400 شخص، حيث تم إجراء الفحوصات لهم جميعاً». وأكّد الدكتور العبد العالي أن إجراءات العزل والحجر الصحي مستمرة لمن يلزم الأمر له، مضيفاً أن الحالات المؤكدة المصابة بالفيروس هي من سكان محافظة القطيف، ولمنع انتشار الفيروس وضمن الاستقصاء الوبائي والإجراءات الاحترازية فقد تقرر تعليق الدخول والخروج للمحافظة مؤقتاً حفاظاً على الصحة العامة. وأضاف المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن إجمالي الموجودين في الحجر الصحي، سواء كان عزلا صحيا منزليا أو المحاجر الصحية هو نحو 600 شخص، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين استفادوا من مهلة الإفصاح بلغ عددهم 420 حالة ويتم التعامل معهم وفق الإجراءات الاحترازية الصحية. وأكد الدكتور العبد العالي، أن كل من يفصح سيتم الرعاية الصحية لهم، وأن المواطنين الموجودين في إيران قيد الإجراء للتنسيق وإعادتهم إلى السعودية، لمن يرغبون بالعودة، مع السلطات الأمنية.

- إجراءات احترازية في السجون

اتخذت السعودية إجراءات احترازية في السجون ودور التوقيف والإصلاحيات للتعامل مع فيروس كورونا الجديد. وأشارت النيابة العامة في بيان إلى أن النائب العام الشيخ سعود المعجب وجّه دوائر الرقابة على السجون ودور التوقيف، بالتأكيد على الجهات المعنية لرفع معايير الإجراءات الاحترازية والوقائية، وتطبيق أنجع الأساليب داخل السجون ودور التوقيف والإصلاحيات، ومراعاة توافر تلك المعايير الصحية أوقات زيارة ذويهم لهم أو حال نقلهم خارج السجون ودور التوقيف، والعمل مع المختصين على تنمية سبل زيادة الوعي بطرق التعامل مع هذا الفيروس وتوقّيه وسبل التحصّن منه والتعقيمات اللازمة بشأنه، تعزيزاً للإجراءات المتعلقة بصحة وسلامة السجين والموقوف، وزيادة الطمأنينة تجاههم. وأوضحت أن النائب العام وجّه برفع تقرير مفصّل عن تلك الإجراءات، والحرص على الكشف الدوري على المسجونين والموقوفين تأكيداً على سلامة صحتهم وتوعيتهم بطرق تجنيبهم الإصابة بالفيروس. ولفتت إلى أن هذه الجهود تأتي تماشيا مع ما أكد عليه مجلس الوزراء في جلسته الماضية بشأن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها السعودية بشكل مؤقت في مواجهة فيروس كورونا الجديد، استكمالاً للجهود الرامية إلى توفير أقصى درجات الحماية والسلامة لأفراد المجتمع.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان.. "كنْ مع المقاومة وانهب ما شئت"

علي الأمين/العرب/10 آذار/2020

انتفاضة 17 أكتوبر كشفت زيف معادلة السلطة التي سيطر عليها حزب الله وبات يديرها منذ سنوات، فعبر الولاء له تتم شرعنة عملية النهب على قاعدة "كن مع المقاومة وافعل ما شئت" من نهب للمال العام.

لا مفر من اتخاذ القرارات الكبرى

ليس في لبنان دولة ولا مؤسسات دستورية تحكم بقواعد الدستور والقانون، وبالتالي لا مسؤولية على أحد من رموز هذه المؤسسات أو المتولّين المسؤولية التنفيذية أو التشريعية ولا حتى الأمنية والعسكرية. بهذه المقولة التي جرى ترسيخها في الوعي العام اللبناني وحتى العربي والدولي، جرت أكبر عملية تقويض للسيادة اللبنانية من قبل السلطة لصالح الحكم المافياوي والميليشيوي، أفضت إلى تحويل مؤسسات الدولة إلى هياكل يتم من خلالها تجيير السلطة إلى النظام المافياوي، وتحويل الخزينة العامة إلى مصدر لتمويل غير مشروع، لشبكة النفوذ والسيطرة لهذا “النظام” على مقدرات الدولة.

حققت المافيا المسيطرة مكاسب كبرى من خلال ما يشبه نظام الامتياز الذي جعل تجارة النفط والغاز والفيول، على سبيل المثال، المقدر قيمتها بنحو ستة مليارات دولار في يد مجموعة تمثل أركان السلطة الفعلية، وقد أُتيح لها تحقيق أرباح غير مشروعة على حساب الخزينة العامة ومنها مادة الفيول التي شكلت عنوان العجز في مؤسسة كهرباء لبنان، والذي يبلغ اليوم ملياري دولار.

هذا ما جرى أيضا في قطاعات عدة، ومنها سندات الخزينة وما سمي الهندسة المالية التي كانت عبارة عن عملية ربا فاحش أدت إلى أن قام البنك المركزي بدفع نسب فوائد بلغت نحو 40 في المئة استفاد منها رجال أعمال قريبون من السلطة، ومنهم بنوك معروفة بعلاقاتها الوثيقة بأركان السلطة، في قطاعي الكهرباء والاتصالات وفي المرافئ الشرعية وغير الشرعية، وصولا إلى مافيا التهريب عبر الحدود البرية مع سوريا.

هذه نماذج من عمليات غير مشروعة وغير قانونية، أدت إلى زيادة نفوذ المافيا وتراجع دور الدولة وسيادتها، لصالح منظومة تمت إدارتها من قبل مشروع جعل لبنان خارج أي معادلة سلطة ترتبط بمفهوم الدستور والدولة.

من هنا كانت النتيجة إبقاء مقولة أن “ليس في لبنان دولة” هي الهدف الذي يتم من خلاله تغييب المسؤوليات وتغطية مصادرة السلطة وتزييف الوعي، وتفكيكه لصالح مشاريع تنمو وتتمدد بقوة المافيا، باسم الطائفة حينا وباسم المقاومة أحيانا أخرى، وعلى حساب الدولة والهوية الوطنية معظم الأحيان.

باختصار قامت انتفاضة 17 أكتوبر ولا تزال، ضدّ هذا الواقع القاتل للدولة، وفي وجه محاولة القضاء على الهوية الوطنية اللبنانية، وفي سبيل استنقاذ ما تبقى من الدولة ومؤسساتها، وضرب المافيا التي بات وجودها يعني نهاية لبنان. لذا ما فرضته الانتفاضة هو كشف زيف معادلة السلطة التي سيطر عليها حزب الله وبات يديرها منذ سنوات، فعبر الولاء له تتم شرعنة عملية النهب، على قاعدة “كن مع المقاومة وافعل ما شئت” من نهب للمال العام، من دون أن يعني ذلك أن الحزب كان خارج هذه العملية، بل في صلبها والأقدر على استثمارها في البعد المتصل بهدف “لا دولة في لبنان”.

وصل لبنان إلى مفترق طرق بات الاختيار بينها يقرر مسار لبنان الدولة والكيان. ففي الذكرى المئوية الأولى على تأسيس الكيان عام 1920، لم يسبق أن كان لبنان على هذا القدر من الخطر الذي بات يهدد هويته، بل وجوده كما عرفه اللبنانيون طيلة المئة عام الماضية، حتى أثناء الحرب الأهلية والحروب الإسرائيلية، لم تصل بلبنان رغم عنفها وتدميرها إلى هذا الحد الذي وصلت إليه دولة لبنان اليوم.

لبنان اليوم تحكمه مافيا يقوم وجودها على استمرار نفوذها على قطاعات الدولة، وعلى منع سيطرة سلطة الدولة فعليا عليها، ومنها القطاع العسكري أيضا الذي جعل من حزب الله ووجوده العسكري والأمني مرتبطا ارتباطا وثيقا بتغييب الدولة وغيابها، أي أن نظام مصالحه بات مرتبطا بعدم وجود الدولة أو بدوام ضعفها، وعلى هذا قِسْ في ما هو دون المستوى العسكري من قطاعات حيوية اقتصادية ومالية، قطاعات منفصلة ومافياوية ترى في الدولة مجرد هيكل تحتمي بشرعيته، لتنفيذ أكبر عملية نهب للمالية العامة والشعب اللبناني على وجه العموم.

ولأن لبنان في موازناته العامة، لم يكن يخضع لأي عملية ضبط للإنفاق بما يتناسب مع الواردات منذ عقد ونصف على الأقل، فإن عمليات الإنفاق بطرق غير شرعية ولا قانونية، أوصلت الدولة إلى عجز متنام وحجم من الديون لا يُحتمل، هي في مجملها عبارة عن قيمة الفوائد التي تراكمت منذ نحو ثلاثين عاما والتي تبلغ نحو تسعين مليارا. لبنان أمام مفترق طرق، فهو بات عاجزا عن استقطاب أيّ من الدائنين سواء كانوا لبنانيين أو من خارج لبنان، وهو يرفض حتى الآن الاستعانة بصندوق النقد الدولي كما أعلن بالنيابة عنه حزب الله، وهو في الأساس افتقد ثقة المحيط العربي والدولي الذي بات يرفض تقديم أي مساعدة مالية للبنان، وبعضهم يشترط القيام بإصلاحات بنيوية في الدولة على الصعيد المالي والاقتصادي.

حقيقة إن كل ما يمكن أن يقدم للدولة اللبنانية من مساعدات مالية لم يعد يجدي، سببه المعروف هو حجم الهدر والفساد الذي يتيح ابتلاع أي مساعدات أو قروض مالية من دون أن يغيّر في واقع الدولة شيئا، لذا فإن الربط بين المساعدة والإصلاح يكتسب حجته القوية، من أن لا مفرّ من ضبط الإنفاق ومراقبته وتحديد وجهته، وهو ما لا يتناسب مع منطق المافيا الحاكمة في لبنان. ذلك أن الإصلاح في لبنان اليوم بات يرتبط ارتباطا وثيقا بتحجيم دور المافيا الحاكمة اليوم، إن لم يكن إنهاؤها بالكامل، وهذا ما يدركه رئيس الحكومة حسان دياب، الذي أعلن السبت الماضي تمنّع لبنان عن دفع جزء من مستحقّات الدّين هذا العام التي تبلغ أكثر من مليار دولار في 9 مارس الجاري، فيما المتوجب على لبنان دفعه حتى نهاية العام الجاري هو 4.6 مليار دولار.

عدم دفع مستحقات الدين في موعدها، برّره الرئيس دياب بعدم قدرة لبنان على الإيفاء بالتزاماته وقال إن الدولة ستفاوض أصحاب سندات الدين لجدولته. وهو موقف لا يوحي بالثقة لا للدائنين وقبلهم للشعب اللبناني، ذلك لأن اللبنانيين إنْ كانوا ينتظرون شيئا من حكومتهم الجديدة، فهو أن تباشر خطوات تتيح للشعب أن يمنح الثقة لها، وهي خطوات تتصل بإظهار القدرة والجديّة على تقويض مصادر الفساد والهدر واختلال السيادة، أي أن تظهر الحكومة أنها صاحبة قرار وليست مجرد بوق لسياسات التدمير المستمرة للاقتصاد والدولة، لا بل الكيان نفسه.

من هنا فإن الخطر على الكيان اللبناني ووجوده لم يعد مجرد مقولة، بل بات واقعا يجد مبرراته في كل ما تتمسك به المافيا السلطوية التي تحكم لبنان، والتي تعتبر أن ما تحوزه من مكاسب هو أوْلى من عودة الدولة والقانون والسيادة، وهذا إن كان يبدو غير منطقي وغير مفيد حتى لأطراف المافيا، إلا أن واقع الحال يكشف أن حدة المواجهة التي جعلت لبنان أمام مفترق طرق، أصبحت تفرض اتخاذ قرارات كبرى لا مفر منها، فإما الذهاب نحو دولة متوازنة وسيدة قرارها ومنسجمة مع نظام مصالحها العربي والدولي، أو الذهاب نحو خيار الساحة المفتوحة لاستجلاب صراعات إقليمية ودولية لا تبدو أطرافها التقليدية مهتمة بالتورط. ساحة ليست لديها أي حصانة ضدّ الانزلاق والتدحرج نحو التصدع الاجتماعي والطائفي، في مرحلة من الانهيار الاقتصادي والمالي مضافة إليهما عزلة عربية غير مسبوقة في تاريخ لبنان منذ أن قامت دولته قبل مئة عام.

 

كورونا يتوّج كارثة الاقتصاد وفساد السياسة مرضاً لبنانياً مستفحلاً

منير الربيع/المدن/10 آذار/2020

قوة كورونا في لبنان ليست بحجم المصابين وأعدادهم، على الرغم قابلية الأعداد للتزايد في الأيام المقبلة. فالصورة المضخمة للفيروس، على بشاعتها، تأتي في لبنان كحبة كرز على قالب متعفن من الحلوى.

مأزق اليوروبوند

كأنما وباء كورونا تتويج للتعفن الذي أصاب النظام السياسي المكبّل والمهترئ والموبوء بصراعات قواه ومكوناته: حكومة "تكنوقراطية" عاجزة ومشلولة حيال اتخاذ أي قرار، وتستنجد بمستشارين وهيئات دولية لمساعدتها، لتبقى عالقة في المأزق - المربع الأول واسمه اليوروبوند وتداعياته. وهي سلسلة إجراءات قاسية ستطال المواطنين بضرائب جديدة، أو تخفض الرواتب أو تقتطع من الودائع والحسابات المصرفية. ناهيك عما ينجم عن ذلك من توسع للأزمة الاقتصادية وإغلاق مؤسسات صناعية وتجارية وسياحية كثيرة. وحال البطالة التي استشرت بسبب الأوضاع والظروف ستتزايد في الأيام المقبلة، بنتيجة الكورونا والتعاميم التي تصدرها وزراة السياحة حول إغلاق الحانات والملاهي، فيصاب الناس بحال من الذعر، فيحجمون عن ارتياد المطاعم والمقاهي، ناهيك عن إصابة قطاعات أخرى بحال الهلع والشلل التام، المستشري أصلاً في الواقع السياسي والمؤسساتي في الدولة.

الوباء الطائفي

يسابق خطر كورونا وما يكشفه من هزال اجتماعي، خطر الفراغ الفكري والثقافي الذي يعيشه اللبنانيون على الصعد السياسية الاجتماعية والثقافية، وحتى الطبية والعلمية. الخطر الثاني قد يفوق الأول. فقد جعل بعض اللبنانيين للفيروس هوية مذهبية ومناطقية.

ودخلت إلى القاموس اللبناني مستجدات تقول بفرض حجر مناطقي، أي طائفي ومذهبي، بعدما جاءت الإصابة الأولى من إيران. وهذا يضاعف الشروخ والتمييز بين الجماعات اللبنانية. وعندما أعلن عن أول مصاب في "المنطقة الشرقية" (المسيحية) تمددت حال الهستيريا مع خبر إصابة أحد الرهبان بالفيروس، فيما عمل راهبان آخران على حجر نفسيهما طوعاً، للتثبت من إصابتهما بالفيروس من عدمه. هنا يكمن المفعول الأقوى لكورونا. وهو أقوى بكثير من أعداد المصابين. فالفرادة اللبنانية لا تسمح لعنجهية اللبنانيين بالتعاطي مع كورونا كأزمة مرضية تحتاج إلى استراتيجية وطنية لمكافحتها. هذا غير ممكن فيما تعيش جماعاته على التنابذ والأحقاد المتبادلة. لذا تقرن السرديات اللبنانية النظر إلى الفيروس بمنظور سياسي - طائفي، وجعله فرصة لملئ فراغات سياسية هائلة في نفوس القوى المتصارعة. فمن يعارض حزب الله وإيران يلقي باللوم عليهما بسبب استيراد الفيروس إلى لبنان. بينما يتهم أنصار إيران وجماعاتها اللبنانية الآخرين ويصرون بكل مكابرة على استمرار زيارتها من دون أدنى اعتبار لحجم الكارثة التي حلت فيها. ومن عادة اللبناني اللجوء دوماً إلى الخرافات لمواجهة المصائب: تكثيف زيارة المراقد والرهان عليها، أو كتابة "الحجابات" للخلاص منها. وهناك من لجأ إلى تراب مار شربل لتكريس أعاجيب الشفاء التي تتغلب على الطب. وذلك بحملة إعلامية تضخ بالترهات باعتبارها معجزات على مستشفى بيروت الحكومي الصدوع لمنطقها والاستعانة بها لشفاء مصابي كورونا ومكافحة الوباء. والملحدون بدورهم يلجأون إلى مثل هذه الأفكار على طريقتهم: مكافحة الفيروس بزيادة منسوب كميات الكحول التي يتناولونها.

"حب الحياة" الأهوج

لم تكن تحتاج الهستيريا اللبنانية إلا فيروس كورونا لتطفح به كوب الأوبئة، التي لا يتعاطى معها اللبنانيون بمنطق الخرافات فقط، وإنما برهانات أسطورية، من قبيل "حب الحياة" ورفض الانكفاء أو العزلة، والمواجهة بالمزيد من النشاط والتخالط. وفي مقابل إقفال المدارس كثر الاحتشاد على الثلوج للتزلج، النزهات الكثيفة والجماعية في الطبيعة. وهذا على قاعدة أن اللبناني معروف بتغلّبه الأسطوري على الأوبئة والأمراض، فلا يواجهها بالهروب والحجر، بل بالظهور أمامها فارساً مقداماً عارياً إلا من شهامته وقوته الخارقة الخرقاء . تمثل كورونا في المرحلة المقبلة درّة تاج الانهيارات اللبنانية في المجالات والقطاعات المختلفة. فهي تطال المؤسسات السياسية والدستورية، بدءاً من تعليق وإغلاق البرلمان ومكاتب النواب وتأجيل جلسات اللجان، إلى حالة الاستنفار التعقيمية التي أعلنتها الزعامات وأحزاب في مناطق نفوذها. وفي هذا ما يشبه مباراة كيدية بين الزعامات والطوائف. وهو ينسحب حكماً على إجراءات تخفيف اللقاءات والاجتماعات السياسية للرئاسات والوزراء. وقد يتوسع قرار إغلاق المدارس والمعاهد والجامعات والحانات والملاهي، ليشمل المقاهي والإدارات العامة والخاصة فيعم الشلل، ويتوج الانهيار اللبناني انهيار اجتماعي يفرض المزيد من التشرذم وحالات الحجر بين المناطق.

 

رئيس الحكومة تلا بيان رعاته

أحمد جابر/المدن/10 آذار/2020

ما كان للرئيس حسان دياب أن يتوجَّه إلى اللبنانيين بخطابه الاقتصادي، لو أنه كان رئيساً مكلفاً من موقع وطني مستقل، أو لو كان مطلق اليد في اختيار نمط إصلاحه وضرورات سياساته، بعيداً من خيارات وضرورات سياسات رعاته. البداية التي تسبق كل تناول لأداء رئيس الحكومة، ولكل كلامٍ يصدر عنه، تكون من حقيقة الانحياز إلى رؤية سياسة لبنانية يقودها محور الثنائية الشيعية، ويندرج ضمنها تكتل العونية السياسية. القبول بالنزول في مقام الانحياز عملاً، والنطق بضرورات المصلحة الوطنية قولاً، شكَّل القيد الأوّل للحكومة الحالية، وسيظلّ قيداً دائماً إلى أن تأذن ضرورات وتطورات ما، برحيل تشكيلة الطوائف المسمّاة "تكنوقراط" أو بترحيلها. الربط السياسي والاقتصادي أمر عادي يعلمه كل من قرأ سطور السياسة والاقتصاد على خلفية ترابطهما وتداخلهما، واستبطان أحدهما الآخر، وتجلّي حصيلتهما في كل العملية الاجتماعية. لكن الربط المشار إليه لا ينفي أياً من المسألتين وهو يناقش ترابطهما، ذلك أن لكل صعيد نقاشه الخاص، وله مسائله المحددة، بحيث لا يمكن إلغاء نقاش الصعيد الاقتصادي أو استبعاده، عن نقاش الصعيد السياسي، ولا يمكن تنحية السياسة بحجّة أن النقاش يدور على مستويات اقتصادية "محضة". الترابط صحيح، لكن الاختزال خطأ، وكما هو معلوم فإن لكل سياسة اقتصاد، ولكل اقتصاد سياسة، وللسياسة وللاقتصاد في اجتماعهما، خلاصات وسياسات اجتماعية محددة.

رئيس الحكومة الاقتصادي

ما بات معلوماً لدى اللبنانيين هو أن رئيس حكومتهم أعلن حقيقة الوضع الحرج الذي يغرق فيه الاقتصاد، وكشف عن ضآلة احتياط المصرف المركزي، بحيث أن المبالغ الموجودة تضع حاجات اللبنانيين الأساسية على شفير الندرة، وربما العجز عن استقدامها من مصادرها العالمية، و"تجرأ" على إبلاغ الدائنين بقرار تعليق سداد ديونهم المستحقة اليوم وفي الأيام اللاحقة، لأن لا قدرة للدولة اللبنانية على النهوض بأعباء هذا السداد. جرأة رئيس الحكومة مالياً، لم تكتمل اجتماعياً بل ظلّت عائمة وغير محددة، وفي مقابل اللهجة التقريرية في شؤون المال والدَين والاقتصاد، كانت اللغة تبريرية وإرجائية في شؤون المكلفين والموارد وخطة النهوض بالأوضاع اللبنانية عامة. لقد كان حريّاً برئيس الحكومة أن يتحلّى بالشجاعة الإضافية فيخاطب الشعب بعنوان أساسي للنهوض، أو لاستعادة استقامة أحوال عيش اللبنانيين، بعد أن أنهكهم فساد التشكيلة السياسية التي نطق الرئيس حسان دياب بالنيابة عنها، وليس باسمها، هذا العنوان هو: توزيع الأعباء. هذه الجملة تخصّ كل اللبنانيين، وهي حقيقية وفعلية، في بلد يعاني ما يعانيه في كافة المجالات، وعلى الجملة تترتب مسؤوليات رسمية وشعبية، والمسؤولية غير الوعود التي قد تكون وعوداً خلّبية. نعم ماذا عن توزيع الأعباء؟ من تستهدف من الفئات؟ كيف تستهدف كل فئة؟ ما الإجراءات الكفيلة بتنفيذ سياسة توزيع الأعباء؟ ما المدّة الزمنية التي تستغرقها عملية توزيع الأعباء؟ ما الخطة؟ ومن هي المرجعية النزيهة المسؤولة الموثوقة، من خارج سرب الحاكمين المتحكمين الذين ليسوا أهلاً للثقة؟ لقد تجنّب الرئيس حسان دياب العنوان المسؤول الأهمّ، ظنّاً منه، ومن هم وراء لغته، أن الفئات الأوسع من اللبنانيين سترضى "بسمك في بحر" السلطة الملوّث بكل صنوف الفساد، أو ظنّاً منه، ومن قِبل من هم وراءه، بأن شعاراً شعبوياً ما، يكفي لكسب صمت الشارع ولو إلى حين، غير محدد وغير معلوم.

رئيس الحكومة السياسي

كان الرئيس دياب سياسياً بالصمت عن المسكوت عنه، وباجتناب ما هو محظور عليه، وبعدم الاقتراب من نقاط التماس مع المواضيع الخطرة. لذلك، كانت الرئاسة الاقتصادية مبتورة، وكانت، حسب مزاج أهل السلطة، غير ميثاقية، هذا إذا كان الشعب هو الطرف الأساسي في اكتمال الشرعية الميثاقية، وإذا كانت الميثاقية ليست فرداً من أفراد أهل الطائفيات المتنازعة. على مقياس السلطة، كانت الرئاسة الاقتصادية ميثاقية سياسياً واقتصادياً، وأمينة لرعاتها السلطويين الذين في الواجهة، وأولئك الجالسين على مقاعد "المعارضة" الخلفية، أي أنها وبعيداً من إنشاء الخطابة، غير ميثاقية اجتماعياً، مثلها مثل من أتى بها لإدارة سلطة نهبه، وإدامة عمر محاصصته الطائفية. صمت الرئيس السياسي لا يعوّض عنه الإفصاح الاقتصادي، والفصاحة في تعداد مصادر الموارد العامة التي ستعين على تجاوز الأزمة الوطنية الخانقة، تصبح تلعثماً وارتباكاً لدى السؤال عن حقيقة سماح رعاة الحكومة بالذهاب إلى نقاط الهدر لسدّها، وإلى منافذ التهريب المفتوحة لإقفالها، وإلى مواطن الزبائنية وشراء ولاء الجمهور من الصندوق الوطني العام، لاحتلال هذه المَواطِن بالترشيق الوظيفي اللازم، وبالرقابة الرسمية الصارمة، وبالتشدّد القانوني الذي يُقفل دكاكين الفاسدين. من حق السامع الشعبي أن يشكِّك بقدرة الرئيس الاقتصادي، عندما لا يتوسّم فيه رئيساً سياسياً، ومن حقّ الجمهور أن يطالب الرئيس بكلام فصيح حول الإجازة المعطاة له من قبل من أعطاه "امتياز" الكلام، وأين تبدأ الإجازة وأين تنتهي، وما هو خطّ السير المستقيم، بعيداً من زواريب الساسة، ومن دون التوقف عند إشارات مرورهم الحمراء... وما أكثر إشاراتهم!

الحركة الشعبية

تقف الحركة الشعبية على خط رفض واضح للتعمية السياسية التي اعتمدها رئيس الحكومة في بيانه الاقتصادي، وتعتمد "رئاسة" الحركة الشعبية في الشارع لغة التشكيك وعدم الثقة بقدرة "الاقتصاد" على تجاوز السياسة، وهي، أي الرئاسة، إذ تقيم منبرها في الشارع، تعلم علم الأكيد، أن فرصة السماح للحكومة لن تنتج ما هو مأمول منها في ظل التحكم السلطوي لتحالف الميليشيات الناهبة، لكنها، ومن موقع مسؤول أيضاً، تتخذ وضعية المراقبة من حالة الضغط بالصوت، ووضعية المواكبة من حالة الحركة الصاخبة، ووضعية الآمل من موقع التساؤل المشكك، ووضعية المتريث من حالة المتحفّز لكل صنوف المبادرة.

بناءً على ما تقدم، صار ملحاً درس ومراجعة ما جرى شعبياً حتى تاريخه، وبات أكثر من ضروري ابتكار أساليب عمل تتجاوز ما اعتمدته الحركة الشعبية حتى الآن، والعمل على تجديد وسائل الانتظام وصيغ التنسيق الكفيلة بتأمين الحشد في الشارع، والتحرك من ضمن خطط مدروسة، تجمع بين "الشدّة" حيث يجب، وبين "اللين" عندما تكون الجدوى كامنة فيه. هذا الجمع ينهي الفصل الذي يقيمه البعض اعتباطاً، بين الأساليب الشعبية، ويضع حدّاً للمفاضلة بين عنف أسلوبي وآخر سلمي، ويظلّ المقياس هو: أين يندرج هذا الأسلوب، وذاك ضمن برنامج الحركة الشعبية، وما الفائدة من اعتماده أو استبعاده، في أي وقت من الأوقات الكفاحية. وإذا كان لا بدّ من "رئاسة" في الشارع، فإن الأمر يتطلب طرحاً موازياً شعبياً، يناقش في السياسة وفي الاقتصاد، ويدل على أماكن الموارد الفورية، ويدل على المعوقات التي تمنع الوصول إليها، ويضغط في اتجاه تنفيذ ما يمكن تنفيذه، من موقع الاعتراض الشعبي الذي يعلم أهله، أنه لا يمكن الركون إلى حسن نوايا السلطة السياسية، ويعلم أكثر، أنه يجب الحذر من سوء نوايا العهود المتعاقبة التي أوصلت لبنان إلى مأزقه المصيري الراهن. ختاماً، العهد القديم يخاطب الناس بقديمه الذي يحسبه جديداً، والحركة الشعبية تكرر الجديد الذي واجهت به العهد، لكن التطورات المتلاحقة جعلت بعض جديدها قديماً، عليه: لا بد من تطوير جديد يتوالى تجديده، في مواجهة القديم السلطوي الذي تتبدل وجوه أطرافه، وتنجو بنيته المهترئة من أي تبديل.

 

سيؤلّف لجنة للإصلاح: حسان دياب.. بماذا ورَّطتَ نفسك؟

خضر حسان/المدن/10 آذار/2020

وافَقَ رئيس الحكومة حسان دياب على التقاط كرة النار والعمل على تبريدها، والانطلاق بعد ذلك إلى مرحلة الإصلاح واستعادة زمام الأمور. لكن عن قصد أو عن عدم دراية بحقيقة الواقع، ورَّطَ نفسه في مستنقع لا أمل له بالخروج منه حيّاً، بالمعنى السياسي والشعبي. وعلى الأرجح، قَبِلَ بخوض غمار التجربة، بعد أن أوهمته أحزاب السلطة بأنها تريد حلولاً أو تهدئة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا النظام. وسَّعَ دياب آماله الإصلاحية، والتمسَ الجمهور ذلك عبر خطاباته الحالمة بمكافحة الفساد، والتي كانت آخرها يوم السبت 7 آذار، مع إعلانه قرار حكومته عدم دفع استحقاق سندات اليوروبوندز. إذ أكّد دياب أن حكومته باشرت "باعداد استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد. وقريباً، ستبصر اللجنة المختصة النور". ومرّة أخرى، يتجاهل دياب حقيقة الأحزاب التي يتعامل معها داخل الحكومة، فيضع نفسه أمام محكمة شعبية مفتوحة، تعقد جلسات متواصلة منذ 17 تشرين الأول 2019.

من هو العدو؟

يستعمل دياب مصطلحات ذات دلالات "ثقيلة" ويقصد من خلالها تعظيم جهوده على مستوى شخصي، وجهود حكومته على مستوى عام. لكن الأثقال قد تنقلب فوق حاملها إن لم ينتبه لخطواته. ففي كلمته، قال دياب أن "الرهان اليوم على قدرة اللبنانيين على خوض معركة استقلال جديدة، ولكن بمفهوم مختلف، للتحرر من عدو يمارس السطو على حاضر اللبنانيين ومستقبلهم". قالها دياب ومشى، من دون الاكتراث إلى تحديد هوية العدو، أهو ذاته الذي حددته "صرخة 17 تشرين الاول المدوية" كما وصفها؟ سواء كان ذاته أم عدواً آخر، فقد أوقَعَ دياب نفسه في مأزِق. إنَّ صرخة 17 تشرين الأول انطلقت ضد الأحزاب التي يرأس دياب حكومتها، وبالتالي هي العدو الذي يسعى الصارخون للاستقلال عنه ومحاسبته وسجنه، وهو موقفٌ لا يقوى رئيس الحكومة على فعله، أو حتى التلويح به.

جيوب الفساد

دمج الحديث عن مكافحة الفساد والعدو، يعني حُكماً تحطيم جيوب الفساد. ولأن أمثلة الفساد كثيرة، يكفي اختيار عنوان التوظيف في القطاع العام، بالإضافة إلى قطاع الكهرباء، لاختبار جديّة ما يقوله دياب، أو في أحسن الأحوال، اختبار إمكانية الاصلاح. بات واضحاً وجود اختلاف حول عدد موظفي القطاع العام، وتتراوح الأرقام المتداولة بين 250 ألفاً و350 ألف موظف، معظمهم موظفون سياسياً. في حين أن أكثر من نصف المراكز في الوظيفة العامة، شاغرة، والقوى السياسية تتقاتل لملء الفراغ وفق التحاصص. فهل يعي دياب أن لجنته التي ستبصر النور، عليها الوقوف في وجه القوى السياسية التي تسيطر على الوظائف العامة؟ يظن رئيس السلطة التنفيذية أن رحلته سهلة، لذلك، يكفي لفت نظره إلى أن القوى السياسية التي يرأس حكومتها، هي التي وظّفت في العام 2018، وبالتوافق والتحاصص، نحو 5000 شخص، رغم قرار وقف التوظيف في القطاع العام. وهذا التوظيف، مُعتَرَفٌ به من قِبَل وزير المال السابق علي حسن خليل، الذي كان يدفع رواتب الموظفين الجدد، بالإضافة إلى رواتب الموظفين القدامى. علماً أنه ينفي معرفته بعدد موظفي الدولة، أي أنه يدفع من مال الدولة، لأشخاص مجهولين. فلماذا يدفع؟

والتذرّع بعدم القدرة على تحديد العدد الحقيقي لموظفي القطاع العام، هو أمر غير منطقي، لأن وزارة المال تملك جداول الدفع، ويمكن من خلالها تحديد عدد الموظفين. فهل سيفضح دياب عدد موظفي القطاع العام، وحُكماً يفضح التوظيفات الوهمية وازدواجية التوظيفات في أكثر من قطاع؟

بالتوازي، يشكّل قطاع الكهرباء جيباً أساسياً للفساد، فالخطة الإصلاحية لوزارة الطاقة، اخترعت شركات لتقديم الخدمات لمؤسسة كهرباء لبنان، بقصد زيادة الانتاجية ورفع معدلات الفوترة والجباية وتخفيض مستوى الهدر، بالإضافة إلى تركيب العدادات الذكية، التي من المنتظر أن تُسهِم في تطوير العمل. لكن المحصلة جاءت مخيّبة للآمال. فلا العدادات كانت ذكية، ولا رُكِّبَت كما يجب في كل لبنان، ولا الفوترة والجباية تحسّنت. أما التغذية بالتيار الكهربائي، فتراجعت في كل المناطق. ناهيك عن خلق أزمة المياومين. والفساد في الكهرباء واضح وملموس ومُعترف به، كونه يشكّل ثلث عجز الموازنة. والحكومات المتعاقبة كانت توافق على سلفات خزينة لتمويل شراء الفيول، مع علمها بعدم قدرة المؤسسة على التسديد. وهذا في الأصل مخالف للقانون. لكن السلفات استمرت وتعالَت الدعوات للإصلاح، لفظياً. وتُرجِمَت هذه اللفظية بشكل واضح في تثبيت بواخر الطاقة، رغم فضائح الهدر مالياً، وفضائح الفساد في العقود والتلزيمات. وما على دياب سوى سؤال مدير عام إدارة المناقصات جان عليّة والمدير العام السابق للاستثمار في وزارة الطاقة، غسان بيضون، لمعرفة خبايا الهدر والفساد في وزارة الوصاية على قطاع الكهرباء.

تحديد مسار المواجهة

رفع رئيس الحكومة سقف المواجهة مع "العدو" الغامض الذي لم يحدده صراحةً، لكن استعراض ملفات الفساد يفضي إلى تحديد هوية المسؤولين عنها، فهل قرر دياب الانقلاب على مَن سمّاه ونصّبه؟ وهل يملك القدرة على تجنيد وزراء الأحزاب معه؟ إن كان السعي يتجه نحو الانقلاب الجذري، فعلى دياب إجراء "نفضة" داخل التفتيش المركزي التابع مباشرة لمجلس الوزراء، فضلاً عن إيقاظ ديوان المحاسبة. وما عدا ذلك، فإن العدو سينتصر، ولن يبقى من خطاب دياب سوى الشعارات. المؤشرات والمعطيات غير مشجّعة، وزادها سلبيةً، طرح تشكيل لجنة، ما يعني أن قطار اللف والدوران في محاربة الفساد، ما زال على سكته القديمة التي أوصلت البنك الدولي للتأكّد منذ العام 2015 على الأقل، من عدم جديّة القوى السياسية للإصلاح. وزاد التأكيد في العام 2018، فحينها، أكد نائب رئيس مجموعة البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فريد بلحاج، أن التناقض التام بين ما ترفعه السلطة تحت مظلة البنك الدولي وما تنفّذه، يُقلق البنك، وهذا القلق ينسحب على تعميق أزمة الاقتصاد اللبناني الذي "يقاوم السقوط منذ وقت طويل، وسيأتي يوم يتحقق فيه السقوط".

 

لأوروبا مسؤولية عن لبنان

مهند الحاج علي/المدن/10 آذار/2020

بعد إعلان رئيس الوزراء الحالي حسان دياب التخلف عن دفع استحقاقات الدين الخارجي، من المرتقب أن يسعى لبنان الى الحصول على مساعدات خارجية عاجلة لتمويل مشاريع داخلية وتأمين الحاجات الأساسية للبلاد بالتزامن مع محاولة تنفيذ الإصلاحات الوعودة. دون ذلك، انهيار بطيء يبدأ مع تدهور سعر صرف الليرة وارتفاع التضخم وينتهي بالفوضى وبأزمةانسانية. لكن من يؤمن الدعم المطلوب لانتشال لبنان من ورطته؟ والأهم من ذلك، هل هناك فعلاً إصلاحات ستلي إعلان دياب عن التخلف عن سداد الديون؟ هنا ينبغي التمييز بين نوعين من الدعم. الأول هو توفير سلة إنقاذية للمساعدة في النهوض بالاقتصاد اللبناني، باتجاه العودة الى مربع النمو. ومثل هذا الدعم يتراوح وفق الخبراء الاقتصاديين بين 15  و25 مليار دولار أميركي على الأقل. النوع الثاني هو تلبية الحاجات الأساسية للبنانيين واللاجئين المقيمين على الأراضي اللبنانية خلال الفترة المقبلة للحؤول دون انهيار شامل في البلاد.

واقعياً، ونظراً إلى الحملة الأميركية على ايران ومعها "حزب الله" في لبنان، من الصعب توقع الحصول على سلة دعم شاملة من المجتمع الدولي، إذ أن هناك رغبة أميركية واضحة في رفع حجب الدعم من أجل الضغط على "حزب الله". عملياً، يُؤخذ اللبنانيون رهائن في المواجهة بين واشنطن وطهران.

ولو افترضنا أن هناك فعلاً دعماً قد يأتي. هل يُصدق أحد في لبنان أن هناك إصلاحات؟ الحكومات الحالية والسابقة وعدت ثم تخلفت عن إقرار الإصلاحات المطلوبة من أجل الحصول على دعم دولي. والسبب في ذلك أن الإصلاح البنيوي غير ممكن مع وجود هذه الطبقة السياسية في الحكم، إذ أنها تعتمد النظام الريعي القائم على توزيع الغنائم من الدولة على أنصار الأحزاب. كيف سيُحافظ هؤلاء الأباطرة على زعامتهم وشبكات الأنصار، إن لم يُوزعوا عليهم خدمات ووظائف من وريد الدولة؟

من الصعب توقع إصلاحات جذرية تنال طبيعة النظام. صحيح أن رئيس الوزراء حسان دياب وعد بذلك، لكن سبقه اليها أكثر من بيان وزاري لم يتقدم أصحابه خطوة واحدة في هذا الإتجاه. هل يتوقع أحد مثلاً إصلاح قطاع الطاقة أو الاتصالات أو البيئة (اقفال الكسارات ووقف الهدر)؟

على الأرجح، قد نرى بعض الخطوات الخجولة والشكلية دون الخوض في إصلاحات جذرية. قد نشهد محاولة لإلغاء المجالس الإنمائية (هيئة الإغاثة، الانماء والاعمار، مجلس الجنوب)، رغم الاعتراضات الكثيرة على ذلك. ستُفاوض الحكومة الدائنين من أجل إعادة هيكلة الديون الداخلية والخارجية.

لا فارق بين الوعود الجديدة وتلك القديمة. ما زالت التشكيلة السياسية على حالها، ولم نر واحداً من المتعهدين والفاسدين من حواشي هؤلاء الزعماء، يدخل سجناً أو غرفة تحقيق. وبالتالي، لن تكون الخطوات الحكومية كافية وحدها لتذليل العقبات دون تمويل خروج لبنان من محنته.

من المبرر أن لا يحصل لبنان على سلة مساعدات واسعة، في وقت تواصل الطبقة السياسية عينها ممارساتها الفاسدة دون توقف أو مراجعة ذاتية حقيقية. هذا مبرر. لكن في المقابل، على المجتمع الدولي وتحديداً أوروبا تحمل مسؤوليات حيال لبنان، ومن الضروري توفير مساعدة الحد الأدنى للحؤول دون أزمة إنسانية.

ليست هذه المسؤولية مبنية على التقصير الأوروبي في موضوع اللاجئين أو عدمه، بل هناك بعد اقتصادي صرف لها. عندما نتحدث عن الخلل البنيوي في الاقتصاد اللبناني، فإن أوروبا هي طرف أساسي في تكوين عجز الميزان التجاري. الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول للبنان، وهو مثال صارخ على العلاقة التجارية المختلة لهذا البلد المنكوب مع العالم. عام 2017، استورد لبنان من الاتحاد سلعاً بقيمة  7.2 مليار يورو (هذا المبلغ يوازي ربع ما قدمته الدول الأوروبية للبنان للمساعدة في أزمة اللاجئين منذ عام 2012). في المقابل، صدر لبنان بضائع بقيمة 400 مليون يورو الى الاتحاد الأوروبي، أي أن هناك عجزاً تجارياً بقيمة 6.8 مليار يورو. صحيح أن السلطة السياسية وخياراتها الاقتصادية الخاطئة مسؤولة في المقام الأول عن هذا العجز الفائض، إلا أن الاستفادة الأوروبية منه تُرتب على بروكسيل بعض المسؤولية وربما المصلحة في عدم غرق البلد بأسره في لجج الفوضى والجوع والفقر.

هذه الثلة الحاكمة ليست إصلاحية بالتأكيد، ولا تستحق برنامجاً انقاذياً شاملاً. لكن في الوقت ذاته، ليس الانهيار الشامل خياراً، ويجب تجنبه بأي ثمن.

 

"كورونا" وكرامة الطوائف

يوسف بزي/المدن/10 آذار/2020

ما عادت المشكلة قائمة فعلياً بين المتدينين والعلم. ثمة قبول ورضوخ من قبل المؤسسات الدينية وأتباعها لحقائق العلم والطب، وإن من دون التنازل عن التصورات الدينية والحاجة لأجوبتها في رفد المؤمنين معنى ورجاء وأملاً.

بات معظم المتدينين يدركون الفارق بين "الطهارة" و"النظافة". الأولى لا نفع لها في مواجهة الفيروسات والمايكروبات. لا تقدم وقاية ولا تعقيماً. والمؤسسات الدينية نفسها في يومنا هذا، بمواجهة "كورونا"، غير تلك التي كانت في أزمان الطاعون والكوليرا والتيفوس والجدري. فلا الصلوات ولا الإكثار من حرق البخور، ولا زيارة قبور الأولياء والقديسين ولا التبرك بالمراقد والمزارات المقدسة وحدها، إنما الالتزام بإرشادات السلطات الصحية والطبية أولاً. بل ومنح الشرط العلمي والطبي الغلبة على الطقوس الدينية في مواجهة الفيروس والمرض.

ويمكننا أن نرى اليوم أن المؤسسات الدينية نفسها، الإسلامية الشيعية والسنّية كما المسيحية، تدير مستشفيات كبيرة ومرموقة. فإناطة الصحة بالعلم لا بالمعتقدات الدينية، أمر مفروغ منه.

مع ذلك، هذا لم يلغِ البعد الآخر للحضور الديني، هو البعد السياسي الطائفي. وقد بدا هذا جلياً في النزعة السياسية لما يمكن تسميته "كرامة الطائفة"، في التعامل مع مخاطر "كورونا". فنكاية بأي شماتة أو تهمة تسيء لعلاقة أهل المذهب الواحد (هم أيضاً أهل عقيدة سياسية منخرطة في حروب إقليمية وأهلية)، كحال شيعة لبنان والعراق وإيران، يجنحون إلى عرقلة أي قرار "علمي" و"طبي" وقائي، كوقف الرحلات الجوية أو إغلاق الحدود. المصابة الأولى في لبنان، وكانت آتية من إيران، تحدثت عن استهداف "أهل المقاومة". وأمس، هرب من الحجر في المستشفى مشتبه بإصابته، وهو رجل يعمل في تنظيم الرحلات الدينية، معلناً أن إيران هي بلاد النظافة والحضارة، وأن الأمر كله مؤامرة وافتراء. الجماعات الأخرى وجدت في بدايات انتشار المرض عبر "زائري" المقامات الدينية الشيعية، ذريعة سياسية طائفية لوصم الشيعة كجماعة موبوءة، أو تعيين "الضاحية الجنوبية" كمعقل للوباء، أو الترويج أن إيران لا تصدر سوى الكوارث والخراب.. إلخ، في استخدام شنيع لواقعة بداية الانتشار. وكان رد الفعل الأول على اكتشاف أول حالة إصابة "كورونا" من غير سكان الضاحية الجنوبية، الذهول والصدمة.. والخيبة التي تضمر سؤالاً خبيثاً: "كيف وصل الفيروس الشيعي إلى مناطقنا؟" (حسب نبرة نشرة أخبار محطة تلفزيونية "مرموقة").

كان الجواب على هذا السؤال واضحاً في هستيريا تراب مار شربل. الطائفة مهددة، وليس لديها سوى قديسها تستنجد به. وهنا كورونا ليس فيروساً. بل هو خطر آت من طائفة دينية أخرى. والرد عليه سيكون حتماً طائفياً - دينياً. أما ذاك الـ"كورونا" الذي لا يميز البشر إثنياً أو قومياً أو دينياً، وقد اخترق القوقعات الطائفية وهدد تماسكها أو معتقدات تمايزها، فإنه فرض تحدياً سياسياً على أصحاب الوعي الطائفي، الذين دمجوا بين المرض وكرامة الطائفة أو كرامة حزب الطائفة. فتسييس الفيروس من أهل المذهب الواحد ومن "خصومهم" (أي أهل المذاهب الأخرى)، في الوقت نفسه، يوحي لنا أن سلطة العلم والطب ستتراجع أمام سلطة "المقدس" وأمام نظريات المؤامرة، على نحو لا ينفع معه تعقيم ولا حجر ولا طبابة.

 

الأبوكاليبس: نهاية العوالم اللبنانية التي نعرفها

محمد بركات/اساس ميديا/الثلاثاء 10 آذار 2020

لم نكن نعرف أنّ اللبنانيين "شعب مهضوم". كان الصيت للمصريين قبلنا، وكان صيتنا أنّنا نكتب ونطبع. لكن، وفيما نتوجّه صوب القعر، في كلّ النواحي، كشفت مواقع التواصل الاجتماعي أنّنا شعب شديد السخرية، ولا يثنيه شيء عن التمسّك بالبسمة والنكتة.

فالمشهد حالياً قريب من مشاهد نهاية العالم في الأفلام الأبوكاليبسية. كلّ شيء من حولنا ينهار في لبنان. يشبه فيلم "2012" حيث بدأت الكرة الأرضية تتحطّم وبدأت المحيطات تغزو اليابسة والظواهر المناخية تصل إلى أقصاها، وتبيد البشر.

لكن، وكما تقول النكات، يذهب اللبنانيون إلى القعر، فيما الفرقة الموسيقية تعزف حتى اللحظة الأخيرة، كما في فيلم "تايتانيك". والفرقة هنا، في لبنان، هي روحنا المرحة، وقدرتنا على المزاح وتحويل كلّ شيء إلى نكتة. أمر لم نكن مشهورين به من ولم نكن نعرف أنّه ميزة وطنية مشتركة..

والغريب أنّه على خلاف الاستنفار الذي تعيشه دول العالم بسبب فيروس كورونا، وعلى خلاف الرعب الذي ملأ فيلم "تايتانيك" وفيلم "2012"، نحن في فيلم "لبنان 2020"، كلّ شيء ينهار حرفياً من حولنا. نعرف هذا، لكن يوم الأحد مثلاً، توزّع اللبنانيون بين "المولات" ومناطق التزلّج والأنهار ومناطق التنزّه الربيعية. كانت الصور مضحكة ومبكية. نحن على حافّة كوارث مالية وصحيّة، وفي الوقت نفسه نتنزّه ونختلط، في حين أمرت السلطات المتخصّصة بما يشبه حظر التجوّل، مع إقفال المؤسسات التعليمية ودور الحضانة ومراكز الترفيه، إضافة إلى طلب تفادي الأماكن المكتظة والتزام مسافات آمنة بين المواطنين.

إنّه الأبوكاليبس اللبناني. كلّ شيء ينهار. لبنان الذي نعرفه لم يعد هو نفسه. لا نعرف الخطّ الفاصل. ربما يكون 17 تشرين، وربما الكورونا، وربما إعلان رئيس الحكومة حسّان دياب التوقف عن دفع ديون لبنان، وربّما كلّها. لكنّ الأكيد أنّنا حين نعبر، وحين ننجو، من هذه "النهايات"، سنكون أمام لبنان جديد، حتّى هذه اللحظة، لا نعرف عنه شيئاً.  والأبوكاليبس اللبناني غير مسبوق. مرّت علينا حروب عنيفة وكثيرة. لكنّنا اليوم نشهد نهاية النظام الاقتصادي الذي نعرفه، ونهاية النموذج اللبناني الريعي. كما نشهد انهيار مناعتنا الاقتصادية والمالية التي لطالما تغنّينا بها. لا مزيد من حكايات "سويسرا الشرق"، حتّى بالحدود الدنيا.

نحن مرعوبون. مبيع زجاجات السبيرتو فاق مبيع زجاجات المياه. اللبنانيون خائفون

كذلك نشهد ضياع ودائعنا في المصارف، مهما كبرت أو صغرت. أي ضياع جنى أعمار اللبنانيين، كلّهم. ونشهد نهاية النظام المصرفي الذي عرفناه منذ 70 عاماً. ونشهد انتشار وباء كورونا، في ظلّ انهيار المناعة الصحّية الوطنية، مع أزمة المستلزمات الطبية وانقطاع مواد أساسية في القطاع الصحّي.

نشهد كذلك ثورة منذ أربعة أشهر، تعلن انهيار النظام السياسي وترنّحه. في وقت عاد الحديث ليتجدّد عن "الجمهورية الثالثة" (عبارة استخدمها رئيس الجمهورية قبل أيام)، و"المؤتمر التأسيسي"، الذي يروّج له حزب الله منذ سنوات. وقد عاد هذا المصطلح إلى الواجهة على ألسنة قريبين من الحزب خلال الأيام الماضية.

نحن مرعوبون. مبيع زجاجات السبيرتو فاق مبيع زجاجات المياه. اللبنانيون خائفون. نعيش أياماً غير مسبوقة في سوادها، في خطورتها، وفي الرعب الذي تمتلىء به.

إنّه الأبوكاليبس اللبناني، وبداية نهاية العوالم اللبنانية التي نعرفها.

 

4 أجهزة أمنية تحمي تسعيرة الحاكم

عماد الشدياق/اساس ميديا/الثلاثاء 10 آذار 2020

يرفع الصرّاف سمّاعة الهاتف ليجيب عن سؤال لزبون مرتاب يريد أن يعرف سعر صرف الدولار مع بداية الأسبوع، فيعاجله زبون آخر من الخارج بسؤال مماثل: "قديش الدولار اليوم؟". يمدّ يده الأخرى إلى الأعلى من خلف الزجاج ويشير له مستعملاً أصابعه الأربعة مستثنياً الإبهام، ويتمتم بصوت منخفض: "أربعمية". يعيد الزبون التأكيد على الرقم ليتأكد أنّه فهمه، لكن بصوت مرتفع: "أربعمية؟". تتغيّر ملامح الصراف وينتابه الغضب، فيخفض سماعة الهاتف ويكمّها براحة يده ويقول: "يا زلمي بدك تسمّع الحي كلو ليجي حدا يعمل لي محضر ضبط؟".

أنا الشاهد على تلك الحادثة، أسأل الصرّاف عن الجهة التي قد تسطّر محاضرَ الضبط بحقه وحقّ الصرافين المخالفين لتعميم مصرف لبنان الهزلي الأخير، فيقول: "يا رجل مسلطّين علينا 4 أجهزة أمنية... بدهم حدا حتى يلبّسوه التهمة ويعملوه كبش محرقة". أضحك في سرّي وتزامناً تحملني ذاكرتي 22 سنة إلى الخلف. إلى ربيع العام 1998 حين كنت ابن العشرين ربيعاً أقصد العاصمة السورية دمشق برفقة أترابي من الأصدقاء، نرتاد مقاهيها ومطاعمها وملاهيها الليلة مستفيدين من فرق العملة بين هنا وهناك.

كانت المئة دولار في حينه تساوي 7 آلاف ليرة سورية. كنّا نحرص على صرفها من لبنان لأنّ أهل الشام يتجنّبون التعامل بالدولار الأميركي خوفاً من أجهزة المخابرات، وذلك بخلاف لبنان الذين اعتمد منذ العام 1995، الدولار الأميركي عملة موازية بطلب من رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، حتى لا نصل إلى ما كانت عليه الشام (وغيرها من الدول) وما وصلنا إليه اليوم.

المخالفون تُسطّر بحقهم محاضر ضبط أو تسحب منهم التراخيص أو يُسجنون

مهمة الحفاظ على سعر الصرف كانت مذ ذاك - وهكذا يُفترض أن تكون بحسب المادة 70 من قانون النقد والتسليف - موكلة إلى مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة. يحصل ذلك من خلال ضخّ العملة الأجنبية في السوق (أو العكس) بغية الحفاظ على استقرار سعر الصرف على 1508 ليرات لبنانية.

ولأنّ المصرف المركزي تخلّى عن أداء وظيفته بسبب شحّ الدولارات، تسلّط جهات قضائية اليوم الأجهزة الأمنية على الصرافين، لفرض التسعيرة المطلوبة التي حدّدها بداية بـ2000 ليرة، ثم بـ30% زيادة على سعر الصرف الرسمي، تحت طائلة تسطير محضر ضبط أو سحب الترخيص أو ربما السجن ضارباً بعرض الحائط أسس الاقتصاد الليبرالي الحرّ والمبادرة الفردية لصالح الاقتصاد الموجّه، الذي نراه يلوح في الأفق مقبلاً من الشرق.

الهامش بين سعري الشراء والمبيع بلغ رقماً قياسياً اليوم

أسأل الصرّاف عن سعر شراء الدولار، فيتلفّت يمنة ويسرة ويقول: "بــ2700 ليرة"، أي بهامش 300 ليرة لبنانية بين سعري الشراء والمبيع، وهو رقم قياسي آخر (بلغ 100 ليرة فقط قبل أيام). أسأله عن السبب فيقول إنّ "السوق غير مستقر إطلاقاً ولا مصلحة لنا ببيع الدولارات الآن". أمّا الهامش بين السعرين فليس إلاّ "عتبة أمان" يرسمها الصرافون تحسباً لما قد تحمله أسعار الصرف من مفاجآت مع تعاقب ساعات النهار.

يروي لي الصرّاف أيضاً، كيف جعله تعميم مصرف لبنان يتقن دور التحرّي الذي يجيد اقتفاء أثر المخبرين وتمييزهم عن الزبائن الفعليين. وكذلك دور الممثّل في حال ارتاب من بأحد السائلين المارّة، الذي يتقن بالفطرة دور المسكين المغلوب على أمره، الذي لا يملك دولارات للبيع، لكنه يحبّ القانون ويلتزم بالـ2000 ليرة كرمى لتسعيرة رياض سلامة... دام ظلّه.

 

ردّا على موقع "القوات": ناقل الكفر ليس بكافر

محمد بركات/اساس ميديا/الخميس 05 آذار 2020

رغم أنّ التهكّم ليس من أساليب التخاطب المعتادة بين الزملاء، وبعيداً عن الخفّة الواضحة في الكثير من مقاطع المقال المعنون: "جعجع الثابت الوحيد… ثقف نفسك يا بركات"، المنشور في موقع "القوات اللبنانية"، ردّا على مقالتي بعنوان "نيو جعجع: تحييد حزب الله ومعابره العسكرية.. وعون". إلا أنّني سأردّ بكثير من الاحترام، للقوات أوّلاً، وللزملاء والأصدقاء، أنطوانيت وجورج وميشال وشارل وغيرهم. شكراً أوّلا للزميل أمين القصيفي، لأنّه أعاد تأكيد ما نشرته في مقالي. فأنا نقلت بأمانة شديدة عن لسان الدكتور جعجع. لكن ما فاجأني في مقاله هو تعبيره عن حجم الغضب القواتي من مقالي في "أساس".

هذا رغم أنّ الأصدقاء لم يطلبوا عدم نشر أيّ فكرة أو معلومة، بل كان لقاءً مفتوحاً، وحضره بين 20 و30 زميلةً وزميلاً، كانوا شهوداً على ما قاله الدكتور جعجع، وهو ما لم ينفِهِ موقع "القوات". وأنا التزمت أصول اللياقات المهنية والأخلاقية في نقلي كلام جعجع.

أما مقال الزميل القصّيفي، الذي يفترض أنّه "ردٌّ" على مقالي، فهو في الحقيقة ردٌّ على الدكتور جعجع نفسه. إذ أنّ القصيفي أعاد نشر وتأكيد ما سبق ونشرته، لكنّه أضاف معلومات وآراء لم يقلها جعجع في مؤتمره الصحافي. ربما نسي، وربما فعلاً كنّا أمام جعجع جديد، يهادن حزب الله.

كتب القصيفي التالي: "القاصي والداني يدرك أن جعجع كان ولا يزال شبه وحيد في المواجهة السياسية مع حزب الله، حيث يجب وكما يجب". واعتراضاً على نقلي عن جعجع قوله: "موضوع حزب الله غميق ومعقّد والأولوية حالياً للموضوع الاقتصادي"، يردّ عليّ القصيفي بالتالي: "تفضّل وجهّز حجافلك وخلّص اللبنانيين من سلاح حزب الله ونحن نشدّ على يدك وسنصفّق لك بحرارة شاكرين".

زميلي العزيز، في أصول المهنة، أن أنقل كلام الدكتور جعجع، لا يعني أنّني أوافق عليه أو أرفضه. ولا يوجد في المقال ما يدعو إلى الشكّ بأنّني اعترضت على "نيو جعجع". فأنتم لكم الحقّ في مهادنة حزب الله، وفي تحييده. وقولي إنّ جعجع حيّده بهذه الجملة، لا يعني أنّه عليّ أن أجهّز جحافل لأنزع سلاح حزب الله. ولا أعرف في أيّ كلية أو جامعة إعلامية درستَ، لكن الصحافي الذي ينقل خبر انسحاب قواتٍ من مكان ما، ليس مطالباً بالحلول محلّها. جعجع نفسه خاطب أحد الزملاء بهذه الطريقة، والزميل هو طوني بولس من موقع "الإندبندنت عربية"، وهو حيّ يرزق. وبالتالي يبدو أنّ هذا منطق "القوات" الجديد. فكلّما قال لهم أحدنا: "أنتم تحيّدون حزب الله". يردّون: "إذهبوا وقاتلوهم". الزميل القصيفي يعيد هذا المنطق في مقطع آخر، إذ كتب التالي: "إذهب يا زميلنا "أنت وربك وقاتِلا" وأقفل معابر حزب الله العسكرية، ودعك من جعجع الذي يريد انطلاقاً من الأولوية الداهمة وإفلاس الدولة وتوفير مئات ملايين الدولارات لخزينة الدولة، تركها إلى مرحلة لاحقة..". لا يا زميلي العزيز، ليس مطلوباً منّي قتال حزب الله، لمجرّد أنّني نقلت ما قاله زعيمكَ. رغم أنّني أحد القلائل القلائل، من الذين يعارضون حزب الله، منذ العام 2001، وكنتُ لمّا أزل مراهقاً على صفحات جريدة "النهار". وعليك بـ"غوغل" لتجد مقالاتي وتخبركَ عن مواجهتي السياسية لـ"حزب الله" منذ 20 عاماً. أضف أنّني من مؤسّسي موقع "جنوبية"، ومؤسس موقع "مختار"، وكلاهما نالا نصيبهما من حزب الله، قولاً وفعلاً.

شكراً للزميل القصيفي على مقاله الذي أكّد صحّة الكثير ممّا نقلته، خصوصاً في قوله التالي: "أما قولك إن جعجع الجديد متمسّك بميشال عون رئيساً، فيا زميلنا تفضل قدِّم بديلك عن عون في هذه اللحظة لنناقشه بمنطق ومنهج علمي، أما ذر الشعارات فوق الصفحات فلا يُسمن ولا يُغني ويذهب هباء منثوراً".

زميلي العزيز، ختاماً، فإنّ مواجهة السلاح غير الشرعي لا تكون بتحييده. ولا ترتبكوا من موقفكم الجديد، ما دامت الأولويات فعلاً تغيّرت بين الودائع والكورونا. لكنّ المشكلة ليست في من نقل الخبر. فناقل الكفر ليس بكافر.

وختاماً أقول لكَ إنّ موقفنا الثابت في موقع "أساس" من الدكتور سمير جعجع ليس أقلّ مما كتبتَ أنتَ عنه.

 

خوجة في "التجربة" يكشف أسرارا خفيت على الزعماء اللبنانيين/ما القرار الذي اتخذه سعد الحريري ولم يُرِحْ الملك الراحل عبد الله؟

دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية/09 آذار/2020

هل هي الصدفة التي دفعت السفير السعودي الأسبق لدى لبنان عبد العزيز محي الدين خوجة إلى الكشف، الآن، عن أسرار تجربته الدبلوماسية في أصعب وأدق أيام عرفتها بلاد الأرز؟ من تركيا إلى روسيا والمغرب، تنقّل في مهامه الدبلوماسية حتى وصل عام 2004 إلى بيروت، حيث كان يتوقع أن يهنأ باستراحة المحارب بعد مسيرة دبلوماسية يصفها بـ"الثقيلة"، وإذ بالرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.

"التجربة"

في كتابه الذي حمل عنوان "التجربة"، والصادر عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع، سرد خوجة بأسلوبه الأدبي الشيق، تجربته الدبلوماسية في الدول التي كُلّف بتمثيل المملكة فيها قبل أن ينتقل عام 2009 إلى تولي منصب وزارة الثقافة والإعلام في الرياض.

146 صفحة من الـ 277 خصّصها لتجربته في لبنان، حيث أمضى خمس سنوات سفيراً لبلاده، وتعرّض لثلاث محاولات اغتيال بعد رابعة كان تعرّض لها في تركيا.

أسرار

وكشف السفير خوجة عن أسرار لم يطّلع عليها حتى سياسيين في لبنان، وسلّط الضوء على الدور الذي لعبته السعودية، وقارن بين دورها ودور إيران، شارحاً طبيعة علاقة بلاده بحلفائها، إذ تغيب التبعية على عكس العلاقة بين طهران وحلفائها في لبنان، ولإثبات مقولته، روى عن محاولته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري التحضير لمؤتمر الرياض الذي هدف إلى تحقيق الإجماع على المحكمة الدولية وإقرار قانون انتخابي جديد ودائم، ومن ثم التوافق على رئيس للجمهورية، ووضع قواعد ثابتة وواضحة لتشكيل الحكومات، لكن الطعنة كما يقول، جاءته من أقرب حلفاء المملكة، وظنّ بعضهم أنه يجامل بري على حسابهم.

فظائع متبادلة

وعن الكتاب، يقول الوزير السابق والنائب الحالي مروان حمادة "منذ زمن لم نستمع إلى نظرة بعيدة وقريبة في آن، عن تلك المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان". وأكد حمادة لـ "اندبندنت عربية" أن السفير خوجة كشف عن أسرار لم نكن على اطّلاع عليها، كحقيقة العلاقة بين حركة "أمل" و"حزب الله" وحجم الهوة بين الأمين العام للحزب حسن نصر الله وبري، مضيفاً "الفظائع المتبادلة بينهما لم نكن على علم بها". وكتب السفير السعودي أن العلاقة بين "حزب الله" و"أمل" في السر مناقضة تماماً لعلاقتهما في العلن، وكشف عن حقيقة مشاعر نصر الله من بري منافسه داخل الطائفة الشيعية، ويروي أن نصر الله قال له يوماً "لا يمكن أن أستغني عن نبيه بري لكنني أيضاً لا يمكن أن أنسى أنه خلال الحرب الأهلية، أرسل لي شاحنة معبأة بجثث رجالي ". ولم تقتصر علاقات ممثل السعودية في لبنان على جهة واحدة، ولا على طائفة معينة، حتى إنّ السعودية كانت من أشدّ الداعمين للجيش اللبناني في معركة مخيم نهر البارد، كاشفاً عن أن الملك عبد الله بن عبد العزيز أمر بدعم الجيش بالمال والسلاح وبتغطيته سياسياً، بينما كان حسن نصر الله يرسم خطاً أحمر دفاعاً عن "فتح الإسلام". وفي يوليو (تموز) عام 2006 بعد حرب إسرائيل على لبنان، كشف السفير السعودي عن أن المملكة كانت حاضرة بكل تعاطفها وما يمكن أن تقوم به من تحرك دبلوماسي دولي، وبلغ حجم تبرعها للبنان ملياري دولار بين ودائع لحماية الليرة اللبنانية وهبات للدولة لمعالجة آثار الحرب.

"لم نجد استجابة" من "حزب الله"

وكان خوجة يتردد دائماً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لزيارة حسن نصر الله الذي يصفه في كتابه بصاحب "كاريزما" وله شخصية جذابة وعنده اطلاع واسع على مجريات الأمور. حتى بعد اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري، شجع السفير خوجة حلفاءه في تحالف 14 آذار على التحالف الرباعي مع "أمل" والحزب في الانتخابات النيابية في منطقة بعبدا عاليه (ضواحي جبل لبنان). وقبل انكشاف دور الحزب في الاغتيال كما يقول، رتّب زيارات إلى السعودية لمسؤولين في "حزب الله" منهم نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، وأسمعتهم المملكة كلاماً واضحاً "لا أحد يريد إحراق لبنان، لا أحد يريد إلغاء الآخر، سلّموا سلاحكم للدولة وانخرطوا في الحياة السياسية بشكل طبيعي وأنتم تقدمون الهوية اللبنانية والعربية على الانتماء الإيراني" لكننا، يتابع خوجة في كتابه، "لم نجد استجابة".

اغتيال الحريري

ويؤكد النائب مروان حمادة أن السعودية حاولت مراراً لبننة "حزب الله"، ويكشف عن أن الانفتاح على الحزب استمر حتى تثبيت تورطه باغتيال الحريري وتماديه لاحقاً بباقي الاغتيالات. وبحسب حمادة، فإن أسرار خوجة تكشف كم كان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز قاسياً متصلباً من جهة في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، وكم كان في المقابل مستعداً لإعطاء فرصة للحل في لبنان بجميع أبنائه. وقدمت المملكة كل الدعم اللازم لإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ويكشف سفيرها عن أن فكرة إنشاء المحكمة لمعت في ذهنه بفضل حسن نصر الله حين اقترح عليه تأسيس محكمة عربية للنظر في جريمة الاغتيال، لكنه وتيّقناً منه بأنّ هذه الفكرة لن تصل إلى مكان، لأنّ الخلافات العربية ستخنقها، اقترح أن تكون دولية، وهكذا كان.

"سنحرق لبنان"

ويكشف خوجة أنه عندما التقى المعاون السياسي لنصر الله حسين الخليل وأبلغه بمشروع المحكمة الدولية، رد الخليل "إذا قامت المحكمة، فسنحرق البلد"، كلام حسين خليل وموقف السفير الإيراني لاحقاً محمد رضا شيباني الذي أعلن رفض المحكمة الدولية لأنها ستبقى كالمقصلة على رقابهم، جعلاه يدرك أنه يسير في الاتجاه الصحيح. وبعد سقوط حكومة سعد الحريري الأولى وتولي الرئيس نجيب ميقاتي رئاسة مجلس الوزراء، اتصل به الملك وأبلغه بأن المحكمة الدولية خط أحمر ويجب الاستمرار في تمويلها وهكذا حصل.

الأسد... واغتيال الحريري

ويتهم خوجة في كتابه رئيس النظام السوري بشار الأسد باغتيال الحريري وبأنه أعطى الأمر لـ"حزب الله" للتنفيذ، وبأن إيران باركت الأمر والتنفيذ معاً، وفي أحد لقاءاته معه، صارحه نصر الله بالقول "رفيق الحريري وقّع وثيقة إعدامه عندما أمر بنزع سلاح المقاومة عام 1994".

وهنا يكشف حمادة لـ "اندبندنت عربية" عن أن نصر الله ردّ على أسئلة رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الاستفسارية عن محاولة اغتيال حمادة التي كانت أول عملية تفجير قبل اغتيال الحريري، بالقول "طلب مني رستم غزالة (رئس جهاز الأمن والاستطلاع السوري آنذاك) سيارة مفخخة، لكنني لم أكن أعرف أنها كانت لاستهداف الوزير حمادة".

الضباط الأربعة

في الكتاب، يكشف خوجة أن أحد القادة الأمنيين المسؤولين سياسياً عن اغتيال الحريري زاره في منزله متّهماً زملاءه الآخرين، ولاحقاً زاره ضابط آخر من الضباط الأربعة الأمنيين الذين أوقفوا بتهمة اغتيال الحريري، زاره ليبرّئ نفسه ويتّهم البقية.

لم يكشف خوجة عن الأسماء، أما حمادة، فكشف أن الضابط الأول كان علي الحاج والثاني ريمون عازار، والاثنين اتّهما مصطفى حمدان واللواء جميل السيد بالاغتيال وهما كانا مقرّبَيْن من النظام السوري.

محاصرة الرئاسة الثانية

ويروي سفير المملكة، ما يصفه بأصعب اللحظات التي مرت عليه خلال عمله سفيراً في لبنان، والتي كانت عند تبلغه معلومات عن اعتزام "حزب الله" بعد حرب يوليو، وخلال الاعتصام في الوسط التجاري ومحاصرة مقر الرئاسة الثانية (رئاسة الحكومة)، احتلال السراي الكبير "اتصلتُ ببري وأبلغتُه بصورة حاسمة بأن احتلال السراي خط أحمر وأنني مستعد للوقوف شخصياً أمام باب السراي ليكون اقتحامها على جثتي، أجابني بري... روق روق". يذكر حمادة تلك الليلة جيداً، فهو كان، ووزراء آخرون، محتجزين داخل السراي مع رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة وكانوا مقيمين فيها لعدم قدرتهم على التنقل من دون التعرض للاغتيال في تلك الفترة، وكانت وصلتهم إلى داخل السراي المعلومات بأن عناصر "حزب الله" ستدخل وتحتل السراي تلك الليلة، وتفرض على السنيورة الاستقالة.

الملك... اتصل داعماً

تكثفت الاتصالات على أعلى المستويات، وصدر موقف شديد اللهجة من قبل مفتي الجمهورية اللبنانية، وكان حمادة في مكتب السنيورة مع باقي الوزراء عندما اتصل الملك عبد الله بن عبد العزيز معلناً دعمه ووقوفه إلى جانبه، وطلب أن يتحدث مع الوزراء، كل بدوره، لإبلاغهم دعم المملكة وبأنها لن تسمح باحتلال السراي، المؤسسة الرسمية والمقر الرسمي لرئيس حكومة لبنان. ويكشف حمادة أن قائد الجيش ميشال سليمان أرسل وقتها فوج المغاوير لمساعدة القوى الأمنية في الدفاع عن السراي.

"حزب الله"... هو إيران نفسها

كنا نعتقد يقول خوجة "أنّ حزب الله ليس إيرانياً تماماً، بل له بعد لبناني وعربي يجعلنا نقف معاً وجميعاً على أرضية مشتركة أياً تكن مساحتها، لكن بعد اغتيال الحريري، وبعد حرب يوليو، وأحداث (مايو) أيار بالذات، اكتشفنا أن الحزب ليس حليفاً لإيران في لبنان، بل هو إيران نفسها، وربما كان أسوأ ما في إيران لأنه موكل بالسيطرة على لبنان والتسلط على إرادته وأهله، وموكل بخلخلة المجتمعات العربية وتدميرها". في 14 يوليو 2006، كان للسعودية موقف شهير قال السفير خوجة إنه أغضب نصر الله وصعّب مهمته كدبلوماسي، المملكة أعلنت بوضوح ضرورة التفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة، ومن ورائها، من دون الرجوع إلى السلطة الشرعية في دولتها، ومن دون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية، ودعت إلى أن تتحمل هذه العناصر وحدها المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات غير المسؤولة. وتظهر ذكريات السفير عبد العزيز خوجة في لبنان الدور الذي لعبته المملكة في قرار انسحاب الجيش السوري منه، وكان للسعودية الدور الأبرز . ويروي خوجة أن بشار الأسد زار المملكة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأن الأمير (الملك) عبد الله بن عبد العزيز سأله بصراحته المعتادة عن سبب إقدام سوريا على اغتيال الحريري، فأجاب بشار أنه يجوز أن هناك أيادٍ لاستخباراته تصرفت من دون علمه، لم يصدق ولي العهد ذلك الإنكار، وقال "يُفترض الآن بسوريا الانسحاب الكامل والفوري من لبنان"، وأضاف "إما الانسحاب الكامل من لبنان وإما قطع العلاقات."

"كذاب... كذاب... كذاب"

وعن التحول الكبير داخل سوريا من الوالد إلى الابن، وانتقال الأسد من الحضن العربي إلى الحضن الإيراني، يتحدث خوجة كثيراً، ويقول إنه منذ اغتيال الحريري إلى اندلاع الثورة السورية، كذب بشار الأسد في كل وعوده للمملكة بالابتعاد عن إيران وبعدم المس باستقرار لبنان، ويروي أنه في آخر زيارة للأسد إلى المملكة، قال له الملك "أنا أعرف عمك قبل والدك، حافظ كان صادقاً، لكن أنت كذاب كذاب كذاب." وعلى عكس كل التكهنات، لم تكن السعودية من شجّع الرئيس سعد الحريري على تولي رئاسة الحكومة، في أول حكومة ترأسها، ويكشف خوجة عن أن الملك عبد الله لم يرتح لتولي الحريري رئاسة مجلس الوزراء في تلك المرحلة الحساسة، ونصحه بصلاة الاستخارة. لكن حين صمم الحريري، نبّهه الملك "قد تجبرك الظروف على الاختيار الصعب بين الحكم وبين المحكمة الدولية، فاحذر! لا يمكن أن تكون على رأس حكومة وتطالب بإعدام أو سجن رئيس دولة أخرى، ستجبرك الظروف على التنازل".

قيادات... وأبطال

خوجة الذي يصف قيادات سياسية ودينية بـ"الأبطال" كالبطريرك الماروني الراحل نصر الله بطرس صفير وفؤاد السنيورة ووليد جنبلاط ويبدي إعجابه بصلابة رئيس حزب القوات اللبناني سمير جعجع، يتحدث عن الرئيس ميشال عون بشكل مختلف ويقول "مع أن عون كان رجل دولة، إلاّ أنّه في سبيل السلطة، انحاز إلى الميليشيا ضد الدولة، كما انحاز إلى إيران ضد العرب. وفي مقارنة بين الرئيسين ميشال سليمان وميشال عون يقول خوجة "أي مقارنة بين الميشالين تنتهي لمصلحة سليمان، يكفي أن نقارن بين العهدين لنخلص إلى هذه النتيجة." التجربة الصعبة والمثقلة بالأحداث والتطورات في لبنان، يرويها الدبلوماسي بكل أمانة وفي قسم منها انتقاد ذاتي يترك أجوبته معلّقة، هو يتحدث عن انكفاء سعودي في لبنان بسبب أولويات على درجة عالية من الخطورة والأهمية، على رأسها حالة مصر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ويكمل أن السعودية انهمكت في الملف السوري من دون لبنان، ليختم بالقول "أعتقد أنه لو تمت مقاربة الملفين معاً، لتراجعت إيران إلى حد كبير".

 

لبنان يواجه مخاطر التخلف العشوائي عن سداد ديونه/المستشار القانوني الدولي استبعد قرار إعادة الجدولة بطلب من الدولة

جاكلين مبارك/انديبندت عربية/09 آذار/2020

مع انقضاء يوم التاسع من مارس (آذار)، موعد سداد استحقاق السندات الدولارية الى حَمَلَتِها من المستثمرين الأجانب أو المحليين، تنفيذاً لقرار الحكومة اللبنانية تعليق الدفع، يكون لبنان قد خطا أولى خطواته التطبيقية نحو دخول نادي الدول المفلسة، بعدما شكل قرار الحكومة أعلاناً رسمياً للإفلاس.

المهلة المتاحة للتفاوض

وبانقضاء هذا التاريخ، يبدأ العد العكسي أمام المهلة المتاحة للتفاوض مع الدائنين من حملة السندات، وهي لا تتجاوز الأسبوع، على لبنان خلالها أن يظهر حسن نيته والتزامه تنظيم عملية إعادة جدولة الديون المستحقة في إطار خطة مبرمجة لهيكلتها. ذلك أن قرار التخلف عن دفع سند مارس، يضع كل رزمة السندات المصدرة من الحكومة اللبنانية على طاولة التفاوض، وقيمتها 30 مليار دولار، موزعة كالآتي: 11 ملياراً للصناديق والأفراد في الخارج، 13 ملياراً محمولة من المصارف اللبنانية، و5.7 مليار لدى المصرف المركزي.

وفي هذا الصدد، صرح وزير المالية اللبناني غازي وزني اليوم الاثنين، أن لبنان لم يصل إلى نقطة التخلف غير المنظم عن سداد ديونه لكنه خيار ممكن إذا كان الدائنون غير مستعدين للتفاوض. وقال وزني إن احتياطيات البنك المركزي تبلغ 29 مليار دولار وإن البنوك المحلية أُعطيت سبعة مليارات دولار لأجل الوفاء بالتزاماتها الداخلية والخارجية. وأضاف أن هناك خطوات عدة يمكن اتخاذها لمعالجة المشاكل التي تواجهها المصارف التجارية، وأن دمجها وضخ سيولة بين 20 و25 مليار دولار من الخارج هو شرط أساسي لذلك.

وكانت المفاوضات بدأت قبل إعلان الحكومة قرارها، من خلال المكتب الاستشاري المالي الدولي "Lazard" الذي تعاقدت معه لهذه الغاية، إلى جانب المستشار القانوني الدولي "Cleary Gottieb"، لكن ضيق الوقت لم يتح للازارد الوصول الى وضع برنامج مع الدائنين، علماً بأن معلومات أكيدة توافرت لنا كشفت أن "Lazard" كان يعمل على قرار التخلف بناء لطلب الحكومة، وليس إعادة الجدولة. واليوم تنطلق مفاوضات ثلاثية الأطراف في شكل رسمي بين الدولة اللبنانية والمصارف والدائنين. وقد كلفت جمعية المصارف مكتب "houlihan lokey" مستشاراً لها لإدارة التفاوض من جانبها، فيما يتولى الاستشاري "لازارد" التفاوض باسم الدولة.

ولا تعكس أصداء المفاوضات الأولية أي إيجابية حتى الآن، في ظل تشدد الدائنين الذين تم التواصل مع نحو 75 في المئة منهم، وعدم إبدائهم أي تفهم أو قبول للشروط التفاوضية التي تخوضها الدولة.

تخلف منظم أو عشوائي؟

وفي انتظار ما ستؤول إليه نتائج هذه المفاوضات، فإن لبنان سيكون أمام خيار من اثنين: إما التوافق مع الدائنين على خوض تفاوض على برنامج منظم لإعادة هيكلة الدين، وإما الإعلان عن التخلف. وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن رئيس الحكومة حسان دياب اعتمد في خطابه إلى اللبنانيين السبت الفائت صيغة "تعليق" الدفع وليس الامتناع عنه، أو التخلف، باعتبار أن إعلان التخلف سيأتي بعد صدور نتيجة المفاوضات الأولية مع الدائنين، لأن المفاوضات الجارية حالياً ترمي إلى الاتفاق مع هؤلاء على القبول بدخول في برنامج إعادة هيكلة لسنداتهم.

معركة توحيد سعر الدولار... يضع الحكومة اللبنانية أمام اختبارها الأول

يقف لبنان على مفترق خطير جداً بالنسبة إلى وضعه المالي، ذلك أن كل المؤشرات تشي بتعذر التفاوض الودي مع الدائنين. وفي حال سلك لبنان هذا الخيار الذي يشكل السيناريو الأسوأ بالنسبة إليه، فما هي التداعيات التي سيرتبها مثل هذا القرار على البلد وعلى اللبنانيين؟

لبنان دخل دائرة الخطر

يدخل لبنان إلى عملية تفاوض شاقة وطويلة من موقع تفاوضي ضعيف بسبب هشاشة وضعه المالي والنقدي والاقتصادي. وقد عبر رئيس الحكومة عن هذا الواقع بوضوح عندما أعلن عن أن الأزمة اللبنانية ذات أبعاد ثلاثية: أزمة النقد وأزمة المصارف وأزمة الدين. وهذا الوضع ينسحب أيضاً على وضعه السياسي الهش، حيث بات يدور في فلك محور إيران، بعد تشكيل حكومة تخضع لنفوذ "حزب الله" وإيران بالكامل. فإذا لم ينجح خيار التفاوض الودي لبرمجة هيكلة الدين، فإن لبنان مقبل على مرحلة شديدة الخطورة في ظل الترقب الدولي للخطوات التي تعتزم الحكومة اتخاذها. ويمكن إدراج المخاطر المحدقة بثلاث أساسية:

الأول يتمثل بلجوء وكالات التصنيف الدولية إلى خفض جديد لتصنيفه السيادي إلى مستوى "D" أي "Default"، ما يضعه في خانة التخلف والإفلاس برتبة "خردة".

الخطر الثاني نقدي ومالي يكمن أولاً في المخاطر على العملة الوطنية التي ستشهد تدهوراً، ما لم يضطر المصرف المركزي إلى تحرير سعر الصرف في ظل افتقاده إلى الأدوات النقدية للدفاع عنها مع استنفاد احتياطاتها بالعملات الأجنبية، والاحتفاظ بها من أجل تأمين الحاجات التمويلية الملحة مثل الأدوية والقمح والفيول. وحتى لو لم يعمد المركزي إلى تحرير سعر الصرف، إلا أنه سيضطر إلى رفع سعر التثبيت من 1515 ليرة للدولار الواحد إلى 2000 ليرة، وهذا قرار يجري درسه وتم التمهيد له من خلال التعميم الذي أصدره المركزي إلى الصيارفة بالتزام سقف ألفي ليرة للدولار، علماً بأن هؤلاء لم يلتزموا في أول يوم من الأسبوع، وامتنعوا عن بيع الدولار. وإلى العملة، ثمة مخاطر عالية على ميزانيات المصارف والمصرف المركزي نظراً إلى حجم السندات التي يحملها الجانبان (5.7 مليار دولار في محفظة المركزي و13 ملياراً لدى المصارف).

الخطر الثالث

أما الخطر الثالث فقضائي حيث ينتظر أن يدخل لبنان في نزاع قضائي مع الدائنين فيما لو رفض هؤلاء الشروط التفاوضية المعروضة، ولجأوا إلى التحكيم الدولي. وهذا سيرتب على لبنان تحمل تبعات الحجز على ممتلكات الدولة في الخارج، باعتبار أن الحجز لا ينفذ داخل الأراضي اللبنانية نظراً إلى الحصانة السيادية التي تتمتع بها بموجب القانون.

وعليه، تفيد المعلومات المتوافرة أن عدداً من الصناديق بدأ الإعداد للدعوى في إطار التهويل على الحكومة وتحديدها بحجز ممتلكاتها من أجل تحسين شروطها التفاوضية، فهل تنجح؟

هي أيام قليلة كفيلة بتبيان القرار النهائي للحكومة ليبنى على الشيء مقتضاه!

 

مخاوف في البقاع من "فوضى" عبور الإيرانيين برا إلى لبنان/وزارة الصحة "الفيروس لا يُعتبر حتى الساعة مرضاً محلياً"

طوني بولس/انديبندت عربية/09 آذار/2020

يعيش أهالي منطقة البقاع اللبنانية حالاً من الهلع الشديد خوفاً من انتشار فيروس "كورونا"، في ظل الضعف الإنمائي الذي تعانيه المنطقة الملاصقة للحدود السورية، وانعدام الخدمات بخاصة الصحية منها، حيث لا تتجاوز قدرة المستشفيات هناك على استيعاب أكثر من 700 مريض، ما ينذر بكارثة إنسانية حقيقية في حال تحول الفيروس إلى وباء. وكشف الناشط اللبناني المعروف بمعارضته لـ"حزب الله" في البقاع، علي مظلوم، نقلاً عن مصادر مقرّبة من وزير الصحة اللبناني حسن حمد، أن "الوزير أبدى انزعاجاً كبيراً من إصرار حزب الله على دخول الطائرات الآتية من إيران إلى مطار بيروت، وأخرى عبر مطار دمشق من دون إخضاع القادمين للفحوصات اللازمة"، مضيفاً أن "الوزير قال لمقربين منه إن اللبنانيين وبعض وسائل الإعلام يحملونه المسؤولية عما يجري فيما القرار ليس بيده بل بيد الحزب". كذلك نقل عن مسؤول في وزارة الصحة اللبنانية قوله، إن "ملف العائدين من إيران وكل ما يتعلق به من معلومات هو ملك حزب الله حصراً، ونحن كوزارة مهمتنا تأمين الإجراءات الصحية اللازمة والتأكد من خلو أي من العائدين من كورونا وليس لنا شأن آخر".

 كارثة تهدد مخيمات اللجوء

 من جانبه، أبدى رئيس بلدية عرسال المجاورة للحدود اللبنانية - السورية باسل الحجيري، عن قلقه من إمكانية تفشي الفيروس في ظل ضعف الإمكانيات الصحية المتوافرة وغياب الدعم الحكومي، مشيراً إلى أن "بلدة عرسال هي واحدة من أكبر القرى البقاعية وهي غير مجهزة سوى بمستشفى ميداني متواضع غير مؤهل لمواجهة انتشار وبائي". ولفت إلى أن "بلدية عرسال اتخذت سلسلة إجراءات وقائية لمحاولة منع وصول الوباء إلى البلدة حيث تم تعقيم عدد كبير من المباني السكنية ورش الطرقات، إضافة إلى توعية السكان على أهمية اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية أنفسهم وتجنّب التجمعات، إضافة الى وضع آلية للتنسيق حول أي حالة اشتباه بين البلدية والدفاع المدني". وحذر الحجيري من "كارثة إنسانية كبيرة يمكن أن تحصل في عرسال إذا تفشى الفيروس في البلدة، نظراً لوجود عشرات المخيمات للاجئين السوريين والذين يُقدَر عددهم بحوالى 70 ألفاً يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة". وقال إن "هناك اختلاطاً دائماً بين تلك المخيمات ومناطق لبنانية عدة، إضافة إلى زيارات لأقارب هؤلاء في مناطق سورية".

 بضائع التهريب "ملوثة"

 أما رئيس بلدية القاع الحدودية بشير مطر، فطالب الجهات الأمنية والصحية بالتشدد بإجراءاتها لناحية الوافدين عبر المنافذ الحدودية البرية، بخاصة مع المعلومات التي وردته أن عشرات القادمين من إيران عبر مطار دمشق الدولي لم يخضعوا للإجراءات الصحية الضرورية، كما تتردد معلومات عن عدم قيام السلطات أيضاً بإجراءات الوقاية الصحية وفق المعايير الدولية، ما يزيد من إمكانية دخول أشخاص مصابين بفيروس "كورونا". ولفت مطر إلى أنه "في المنطقة الحدودية عشرات المعابر غير الشرعية وغير الخاضعة لأي رقابة رسمية، وهذا أمر مقلق بالنسبة إلى أهالي البقاع، حيث التواصل مع الجانب السوري عبرها ناشط، إضافة إلى أن دخول وخروج البضائع المهربة لا يتوقف، وهو أيضاً عامل مثير للقلق، حيث أن عدم إعلان سوريا عن إصابات بفيروس "كورونا" قد يكون بسبب غياب الإجراءات الصحية، أو بهدف التعتيم الإعلامي عن مدى انتشار الوباء.

 إيرانيون يعبرون الحدود

 من جهة أخرى، قال مختار بلدة مجدل عنجر المتاخمة لنقطة المصنع ناصر أبو زيد، إن "الوباء دخل إلى لبنان وبات في وضع الانتشار"، محملاً الحكومة اللبنانية المسؤولية "نتيجة تأخرها 10 أيام عن اتخاذ الإجراءات تجاه الوافدين من إيران، لا سيما مدينة قم، حيث كان آلاف اللبنانيين يقومون بزيارات دينية"، معتبراً أنه "كان على الحكومة منذ تفشي الوباء في إيران وقف الرحلات فوراً وإخضاع اللبنانيين العائدين للحجر الصحي الإلزامي، وذلك عبر رحلات إجلاء خاصة وليس عبر رحلات عادية"، مستنكراً "تسييس الموضوع وإخضاعه لمصالح حزب الله مع إيران". وقال أبو زيد "شاهدنا بأم العين إيرانيين وباكستانيين وحاملي جنسيات مختلفة يدخلون من الجانب السوري إلى لبنان عبر معبر المصنع"، متسائلاً حول السبب الذي منع الدولة اللبنانية من إعادتهم من حيث أتوا، مضيفاً أن لديه معلومات عن دخول عشرات الباصات تحت جنح الظلام من دون مراعاة الإجراءات الوقائية المناسبة.

 الصحة تواجه "التحدي"

 في المقابل، قال مستشار وزير الصحة خضر رسلان، إن "الفيروس في لبنان بات في مرحلة الانتشار النشط"، متخوفاً من تحوله إلى وباء مع تزايد رصد حالات عدوى سُجلت نتيجة اختلاط مع مصابين، مشيراً إلى أن "معظم الحالات المصابة كانت لوافدين من إيران، من بينهم جنسيات غير لبنانية، إلا أنه سجل أيضاً حالة آتية من بريطانيا وأخرى من مصر، وهذا ما أربك إجراءات الاحتواء، حيث كانت وزارة الصحة تتابع بشكل دقيق كل الوافدين من إيران قبل أن تظهر الحالات الأخرى ومن ضمنها حالة وحيدة مجهولة المصدر". وتابع أن "وزارة الصحة لا تعترف سوى بالتقارير الصادرة عن مستشفى رفيق الحريري الحكومي، الذي يعمل وفق المعايير الدولية وبالتنسيق مع منظمة الصحية العالمية"، نافياً أن تكون هناك حالات لشخصيات غير معلن عنها لأسباب سياسية.

الإجراءات مطبقة والمطار مراقب

في سياق متصل، قالت رئيس مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة اللبنانية، عاتكة بري، إن "لبنان لا يزال حتى الساعة يسجل حالات إما وافدة من بلدان موبوءة أو حالات نُقِلت إليها العدوى من أشخاص كانوا في بلدان موبوءة، والفيروس حتى الساعة لا يُعتبر مرضاً محلياً". وحول التدابير الوقائية المعتمدة في المطار، بظل شكاوى لبنانيين من هشاشتها، أجابت أن "جميع المواطنين الذين يصلون من بلدان موبوءة يتم فحصهم بشكل فردي، ويقومون بتعبئة استمارة، وفي حال وجود أي عارض صحي يتم نقلهم فوراً إلى المستشفى الحكومي"، مضيفةً أن "مطار رفيق الحريري مجهز بكاميرات حرارية لقياس حرارة الوافدين، ونراقب عبر شاشات الكمبيوتر، وفي حال تبيّن ارتفاع حرارة وافد نتواصل معه لأخذ الإجراءات اللازمة".

 إجراءات بدائية؟

وأشار مصدر أمني يعمل على أحد المنافذ الحدودية البرية بين لبنان وسوريا، إلى أن "الإجراءات التي اتُخذت في الأيام الأولى لم تكن ترتقي إلى مستوى مواجهة هذا الفيروس، حيث أن العناصر الأمنية لم تكن مجهزة بالكمامات والقفازات، إضافة إلى التدابير الوقائية، ما أثار موجة من الهلع والخوف في صفوفها.

وشدد على أن حال الإرباك كانت في الأيام الأولى قبل أن تنتظم الأمور. وقال "بشكل عام باتت الأمور أكثر حرفية وتحت السيطرة، إلا أنه بطبيعة الحال الوسائل المستخدَمة قد تكون غير قادرة على كشف الأشخاص الذين يحملون الفيروس في حال لم تكن العوارض واضحة على المريض". ولفت إلى أن "أي لبناني يريد أن يعود عبر مطار دمشق قادماً من إيران، ثم عبر نقطة المصنع عند الحدود اللبنانية - السورية لا نستطيع منعه"، مشيراً إلى أنه "كان على السلطات التوجيه باعتماد المعايير المتبعة في الدول المتقدمة، بخاصة أن هناك إيرانيين وسوريين وجنسيات أخرى دخلت إلى لبنان".

 إشاعات ضد "الحزب"

 في المقابل، قال الصحافي فيصل عبد الساتر المقرب من "حزب الله"، إن "الحزب لم يضغط على الحكومة لعدم توقيف حركة الملاحة مع إيران أو عدم إقفال الحدود البرية مع سوريا"، مضيفاً "لا منطق لما يُشاع في هذا الصدد، ويمكن وضعه ضمن خانة خلق الإثارات ليس إلا، لا سيما أن هناك حكومة تتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة". وانتقد الأخبار المتداولة حول إصابة مسؤولين من "حزب الله" بالفيروس، إضافة الى ما يتعلق بمستشفى الرسول الأعظم التابع للحزب، الذي قيل إنه تحول إلى مركز سري للحجر على المصابين في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

 

تأثير "كورونا" في دول الشرق الأوسط... بين الأجندات والأولويات

المشكلة في إيران التلكؤ عن إعلام الرأي العام بحقائق انتشار الوباء

وليد فارس/انديبندت عربية/09 آذار/2020

يُطرح سؤال كبير حول كيفية تعاطي دول الشرق الأوسط وحكوماتها مع تحدي "كورونا" وتهديده لصحة الشعوب في المنطقة، ولفهم الجواب لا بد من أن ننظر إلى المحاور التالية:

1-هل صارحت الحكومات شعوبها؟

2-هل اتخذت الحكومات قرارات صعبة وسريعة لمواجهة هذا التحدي الصحي أم تلكأت؟

3-هل فصلت الحكومات بين مشاريعها العقائدية وضرورة حماية مجتمعاتها من هذا الوباء العضال؟

4-هل جمّدت الحكومات الأجندات السياسية حتى يتم وضع حدٍّ للخطر الصحي وتمكين الشعوب من اجتياز المرحلة الصعبة؟

5-هل تخطّت معالجات الحكومات هذا الوباء ما كانت تعتبره صراعات وتحديات تاريخية لا يمكن تخطّيها؟

إيران التي ضُربت بقوة من جراء انتشار وباء "كورونا" الخطير، أُصيبت جميع محافظاتها ومعظم مدنها، وعانت أكثر ممّا عانته جميع الدول المحيطة بها. لقد أصاب هذا الوباء أعداداً كبيرة، وأصبحت ثاني أكبر دولة من حيث تأثير هذا الوباء بعد الصين، ولم يرحم الفيروس حتى مسؤوليها الرسميين، والمشكلة الأساس في إيران ظهرت في تلكؤ القيادة عن إعلام الرأي العام عن حقائق انتشار الوباء. وفي حين صارحت دول المنطقة الأخرى والدول العالمية، بما فيها أميركا شعوبها، لجأت إيران إلى إخفاء الوقائع وإطلاق تنظيرات مؤامراتية تصف ما جرى بأنه "عملية استكبارية" تستهدفها، وبسبب ذلك، تأخرت الأجهزة الحكومية عن القيام بواجباتها في التصدي لهذا الانتشار واتخاذ القرارات المصيرية. والخطأ الثاني الذي اقترفته السلطات الإيرانية كان في رفض المساعدة الدولية، بما فيها المساعدة الأميركية التي عرضتها إدارة الرئيس دونالد ترمب على الرغم من العقوبات المفروضة على طهران.

ويبدو أن الخوف الحقيقي لدى النظام لم يكن من التضامن الدولي، بل من شعبه، إذ إنّ الحرس الثوري لا يزال مصدوماً من عمق الانتفاضة الشعبية وبالتالي أصبحوا يخشون من ربط المجتمع المدني بالمجتمع الدولي عبر المساعدات والتدخل الطبي، وهذا من أبسط الأولويات، غير أن الخمينيين فضّلوا التخلي عن المساعدة الدولية كي لا يمثّل ذلك عذراً للمجتمع الإيراني للتواصل مع الخارج. بالتالي، تشكيل تهديد لهم بعد هذه الحقبة.

إخفاق النظام بمصارحة شعبه وتلكؤه عن المساعدة الدولية كلّفا إيران شعباً ومؤسسات ثمناً كبيراً، وهذا سيؤثر في علاقتها بالدول الخارجية. ولا يختلف مراقبان أنه بعد انحسار موجة الفيروس، فإنّ القاعدة الشعبية في البلاد ستعيد إطلاق انتفاضتها لانعدام ثقتها النهائية، ليس فقط بأجندة النظام، بل بقدرته على حماية شعبه. في العراق حيث تفشى "كورونا" بسبب العلاقة العضوية مع جارته وانتشار الوجود الإيراني في البلاد، وكثافة الزيارات العراقية لطهران، حاولت الحكومة اللجوء إلى نصف الحل. فمن ناحية، عملت على اتّخاذ جميع الخطوات الطبية والاجتماعية، ولكن من ناحية ثانية، تأخرت في فصل الدولة الإيرانية وإقفال الحدود، ولم تتّعظ بالإجراءات الأوروبية حيال إيطاليا وإجراءات إيطاليا نفسها، والدول، وبغض النظر عن علاقاتها الودية، تتخذ الإجراءات الطبية العلمية ثم تعود إلى العلاقات السابقة. أما العراق، فأخفق في مساعدة شعبه خوفاً من ردة الفعل الإيرانية وإضعاف العلاقة بين النظامين، ما سيؤدي إلى انعدام أكبر في الثقة بين الرأي العام العراقي والمؤسسات. بالتالي، عودة الانتفاضة.

وفي لبنان، مثلٌ ثالث، ولكن بحجم أصغر عن تأثير فوضى النظام الإيراني وأولوياته العقائدية في صحة وأمن المواطنين، إذ إنّ السلطة اللبنانية المترابطة مع "حزب الله" والمرتبطة بطهران، تأخرت جداً في منع وصول الطائرات الإيرانية إلى مطار بيروت، ومعالجة التفشي الوبائي إلى الداخل اللبناني ومصدره إيران، فاتّخذت حكومة لبنان الحالية إجراءات مختلفة من دون قطع التواصل العضوي مع طهران حتى حصر انتشار "كورونا"، ثم العودة إلى العلاقات معها، وهذا ما أحدث صدمة للبنانيين الذين لم يخرجوا بعد من حراك شعبي لمواجهة التأثير الإيراني، وكما في طهران وبغداد، فإن المجتمع اللبناني مرشح للمطالبة باستقلال قرار بلدهم عن إيران، على الأقل على الصعيد الصحي.

أما في سوريا، فالنظام وبغض النظر عن خطورة "كورونا"، استمر في عملياته في إدلب للسيطرة على المحافظة، دافعاً بمئات الآلاف من اللاجئين إلى الهروب في جميع الاتجاهات، مع ما يعني ذلك من احتمال انتشار الفيروس بسبب العمليات الحربية وكثافة اللاجئين. أما في شرق البلاد، حيث قوات سوريا الديمقراطية والوجود الأميركي، فحاولت السلطات المحلية المحافظة على الحد الأدنى من الأمن الصحي.

وفي الخليج، تحديات كبرى بما فيها حرب اليمن من ناحية والمقاطعة الخليجية لقطر، ما يعقّد عملية التنسيق لمجابهة انتشار "كورونا" في شبه الجزيرة العربية، غير أنّ أعضاء التحالف العربي كانت لهم قرارات سريعة على النمط الدولي لمواجهة الانتشار بغض النظر عن المواجهات السياسية في المنطقة، وكانت الإمارات من أوائل الدول التي اتّخذت إجراءات تقنية في مطاراتها وأوقفت الرحلات من وإلى إيران بشكل مبكر لتجنب نتائج اختلاط مدنها، لا سيما دبي بالمجموعات المختلفة، وهذا أمر يساعد الإمارات في تخطي الأزمة، وكذلك فعلت البحرين التي اتّخذت القرار ذاته وبالسرعة المطلوبة. أما السعودية، فكان لها الجزء الأكبر من القرارات السريعة، نظراً إلى حجمها ومكانتها الدينية، إذ أقفلت الرحلات الجوية واستنفرت طاقاتها كي تكون على اطّلاع كامل حول ما يجري، وعملت على التأكد من المسافرين إليها عن إمكان مرورهم بمناطق تفشي الوباء، واتّخذت إجراءات حاسمة لتنظيم آلية الحج إلى مكة والمدينة المنورة، وهذا يؤكد صوابية تحرّك الدول الخليجية بما فيها عمان، واتخذت مصر أيضاً قرارات سريعة لمواجهة التفشي على الرغم من حجمها الديموغرافي الكبير الذي يشكّل تحدياً لهذه الأمور، فسارعت السلطات إلى اتّخاذ خطوات مهمة على الرغم من تأثير ذلك في السياحة.

أما تركيا، وعلى الرغم من إجراءات أجهزتها الصحية لتوفير حاجات مشافيها، فإن القرارات السياسية لحكومتها لم تكن على مستوى التحدي الإقليمي، واستمرت بعملياتها في مواجهة تقدم النظام السوري ودعم الميلشيات مع ما لذلك من تأثير في المدنيين، وهي تشارك نظام الأسد في تحمّل المسؤولية، وأرسلت اللاجئين السوريين إلى الحدود اليونانية مع مخاطر تفشي "كورونا"، وهذا أمر خطير يشير إلى استمرار الأجندة السياسية على الرغم من الأولويات الصحية والإنسانية التي من أجلها توقف الدول، المواجهات العسكرية في ما بينها.

اللافت للانتباه تأثير "كورونا" على خصمين منذ عقود، أعني الفلسطينيين وإسرائيل، إذ إنّ المراقبين انتبهوا لكيفية تلاقي الطرفين على الرغم من عمق الخلافات لتنسيق مواجهة الفيروس في الضفة الغربية ومناطق أخرى، ما بعث بموجة من التفاؤل أنه من الممكن أن يتوسع التعاون الصحي إلى صعد أخرى، فمصيبة هذا الوباء أكبر من الصراعات القومية والعقائدية. لذا، على جميع أطراف الشرق الأوسط حماية مواطنيها وإنقاذهم وتجميد الأجندات السياسية والعودة إليها بعد انجلاء الغيوم السوداء.

 

إردوغان بين مطرقة أعدائه وسندان حلفائه

سام منسى/الشرق الأوسط/09 آذار/2020

لعلَّ المشهد الأكثر تعبيراً عن حال الانقسام والارتباك التي تضرب تركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان، هو العراك بالأيدي في مجلس النواب بين مؤيدي حزب العدالة والتنمية، وممثلي المعارضة التركية، جراء السجالات حول الخسائر البشرية التي مُني بها الجيش التركي في إدلب، واتهام الرئيس التركي بالتهاون، وبالتسبب فيها، لأنه أرسل قواته للقتال من دون تأمين تغطية جويّة لها. في الحقيقة، يعيش إردوغان مرحلة من الحرج والتخبط وسط إدراكه مسؤولية روسيا عن الخسائر التي لحقت بجيشه، وتجنبه في الوقت عينه تحميلها هذه المسؤولية، فألقى اللوم على النظام السوري منفرداً، ووصل به الأمر حد قبوله مضطراً عقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس 5 مارس (آذار) الماضي في موسكو لبحث مآل معركة إدلب، ومحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وضعُ إردوغان في هذه الآونة لا يُحسد عليه، وهو الذي يعاني من مشكلات في الداخل ومع الخارج على حد سواء هي في نهاية المطاف حصاد لسياسته. فأفعال الرجل المتهورة تراكمت بدءاً من إطاحته بسياسة «صفر مشكلات» التي قام عليها حكم حزب العدالة والتنمية في بداياته وحوّلها إلى سياسة «صفر حلول». واندفع بحلم إحياء العثمانية بشقيها القومي والإسلامي وجانبها التوسعي، ليعيد تركيا إلى الشرق ويكون لها دور وتأثير في قضاياه. فتدخّل في أكثر من دولة عربية عبر دعمه «الإخوان المسلمين»، وساهم في الانقسام الفلسطيني عبر دعمه «حماس» موتّراً علاقاته بإسرائيل، وسعى في مناورات شعبوية إلى الانفكاك النسبي عن الكتلة الأطلسية التي انتمى إليها منذ عام 1952 الكيانُ التركي الجديد الذي أسسه كمال أتاتورك، وفي خطوة غير محسوبة عمد إلى مغازلة روسيا وهي العدو اللدود التاريخي لتركيا، ليتموضع في الخندق الإيراني الروسي الداعم لنظام الأسد. هذه اللعبة لم تُكسبه ثقة الرئيس الروسي الذي شاءه مُلحقاً وعززت في الوقت عينه توّجس الغرب منه، فتوترت علاقته مع الاتحاد الأوروبي وأميركا، وبات يُنظر إليه كحليف غير موثوق به يعتمد سياسة استنفار العصبيات والاستفزاز والابتزاز وصلت إلى حد التلاعب اللاأخلاقي بملف اللاجئين السوريين.

وفي الداخل التركي، وإضافةً إلى المشكلات الاقتصادية التي تعصف به، أدّت سياسة إردوغان إلى انشقاق العديد من رفاقه في التيار الإسلامي عنه بسبب رفضهم مجاراته في سياساته الهوجاء، سواء منها التنكيل بالشخصيات المعارضة من قيادات ذات وزن مثل صلاح الدين دميرطاش زعيم الحزب الشعبوي الكردي، وآخرين، أو اعتماد التعسف والاعتباطية في سجن الآلاف من العسكريين والقضاة والأكاديميين والإعلاميين، مقوِّضاً أسس الدولة المدنية الحديثة التي كانت تركيا تمثلها في المنطقة. يبقى أن أبرز وأخطر مآثر إردوغان هي قصقصة أجنحة الجيش التركي وإضعافه، وهو الذي كان يُصنّف كأقوى جيوش المنطقة وأكثرها تنظيماً وقدرة، وقد ظهر ذلك جلياً في إدلب.

ما تأثير الوضع التركي هذا على الحرب السورية بعامة، ومسار معركة إدلب بخاصة؟

يبدو مما يجري في إدلب أن فصول المأساة السورية لم تنتهِ بعد، ولن تنتهي في المدى القريب، لأن مرامي القوى المنخرطة فيها متضاربة ومتناحرة. فالروسي يمعن في سياسة الأرض المحروقة وتطبيق عقيدة غروزني من دون أن يكترث بمبادرات وتنديدات منظمات حقوق الإنسان، وكما كان متوقعاً، لم تخرج القمة الروسية - التركية إلا بوقف لإطلاق النار نعرف سلفاً أنه على غرار الاتفاقات السابقة لن يدوم. فروسيا لم ترمِ بثقلها في سوريا لتتراجع اليوم، وستواصل العمل على الدفع بقوات الأسد للسيطرة على أكبر قدر من الأراضي السورية. أما إيران، فلم يكن ينقصها سوى تفشي فيروس «كورونا» على أراضيها، ليزداد إرباك النظام وهو يرى ثمرة عمله الدؤوب تنهار، إن كان في العراق أو سوريا وحتى لبنان. ومع ذلك، ثمة مصلحة روسية إيرانية لمواصلة التحالف بينهما، أقله الميداني. أما تركيا فإرباكها أكبر، لأنها غير مستعدة للتصعيد مع موسكو لاختلال ميزان القوة بين الطرفين، جراء الحال التي أوصل إليها إردوغان الجيش التركي، وتوتيره علاقات بلاده مع حلفائها التقليديين الأعضاء في «ناتو».

من جهة أخرى، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وقفت إلى جانب إردوغان في خسارته الأخيرة، لكنها اكتفت بدعمه بما يكفي للحد من خسارته لا للانتصار. وهي لن تغفر له ضربه لمرجعية جنيف والتحاقه بمرجعية آستانة التي أعطت إيران شرعية التوّغل في العمق السوري بما لهذا الموضوع من أهمية بالنسبة إلى الأميركيين، كما صفقة الصواريخ مع روسيا. وإذا بقيت الأطراف الغربية لا سيّما الأميركية والأوروبية غائبة عن الساحة واقتصرت سياسة واشنطن على إمداد حلفائها في سوريا بأسلحة صغيرة وخفيفة واختصرت أوروبا اهتمامها بأزمة إدلب في الشق الإنساني وحصرته بموضوع اللاجئين السوريين، سينجح الأسد اليوم أو في الغد القريب أو البعيد ببسط كامل سيطرته على إدلب، ولن يتمكن الرئيس التركي من إقامة المنطقة العازلة التي أرادها أن تضم القسم الأكبر من اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا. هذا الأمر سيُحدث إرباكاً كبيراً للحزب الحاكم في الداخل التركي يصعب تكهن نتائجه على مستقبله ومستقبل رئيسه السياسي.

هذه الظروف المستجدة لا تسمح لإردوغان إلا بحفظ ماء الوجه عبر ما يقال إنه اتفاق على وقف إطلاق النار توصلت إليه قمة موسكو، فيما هو بالواقع إذعان وقبول على مضض بالهيمنة الروسية في المسألة السورية. سبق للقيادي في الحزب الحاكم التركي رسول طوسون أن كشف أن ما تريده تركيا من القمة هو تأمين انسحاب قوات النظام السوري إلى حدود اتفاقية سوتشي، ووقف إطلاق النار، وكبح روسيا لجماح قوات النظام. لم يتحقق أي من هذه المطالب، وبدا إردوغان كمن نصبَ كميناً لنفسه وصوَّب المسدس إلى رأسه، وأقصى ما قد يصل إليه اليوم هو تسوية مع موسكو على نظام الأسد، أو ترضية من الروسي على شاكلة إشراكه بتسيير دوريات على الطرق الدولية، وتوفير حماية أوسع لنقاط المراقبة التركية على الأراضي السورية، بما يظهر أنه إعادة لشيء من التوازن بين الطرفين، لكنه في الواقع هزيمة كبرى لتركيا، وانتصار كبير للرئيس الروسي الذي نجح بفرض نفسه كمرجعية أقله في سوريا.

السؤال الملحّ هو بشأن مصير اللاجئين السوريين في الخارج والنازحين في الداخل وغالبيتهم من المسلمين السُّنة، الذين لا يريد نظام الأسد عودتهم بعد سياسة التطهير التي مارسها لتغيير وجه سوريا. للأسف، الضحية الكبرى لما يجري هم السوريون أنفسهم مع وجود أكثر من سبعة ملايين نازح ولاجئ داخل سوريا وخارجها، إضافة إلى معاناة بقية الشعب السوري الذي لن يتمكن من زحزحة النظام بسبب مغامرات إردوغان وخزعبلات بوتين وزئبقية ترمب، ولامبالاة ماكرون وميركل ولا اهتمام عربي، وكل ذلك على خلفية التباينات بين داعمي المعارضة السورية. يبدو أن العالم بات دون قادة، والطبيعة تكره الفراغ.

 

«كورونا» في زمن المغردين

غسان شربل/الشرق الأوسط/09 آذار/2020

قالَ السّياسيُّ إنَّه لا يتذكَّرُ أنَّ موضوعاً واحداً نجحَ في احتلال الصدارة، وعلى مدى وقت طويل على غرار ما يحققه «كورونا» هذه الأيام. إنَّه الهم الأول للحكومات والشركات والأفراد. إنَّه العنوان الأول على الشاشات والمواقع والصفحات. والشغل الشاغل للعلماء والمختبرات. إنَّها محطة لم يحنْ بعدُ وضعُ رقمٍ نهائيّ لعدد ضحاياها أو حجم خسائرها وآثارها على الاقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة. تذكر أنَّ العالم حبس أنفاسه في مطلع الستينات حين كادت أزمة الصواريخ الكوبية تضعه على شفير مواجهة نووية بين أميركا والاتحاد السوفياتي. لكن دولاً كثيرة اعتبرت أنَّها غير معنية بأي تبادل للضربات في حال حصوله. التفت العالم بأسره إلى سقوط جدار برلين، لكنَّ دولاً كثيرة اعتبرت نفسها بمنأى عن أي تداعيات لهذا الانهيار الذي أعقبه انهيار الاتحاد السوفياتي. أصيب العالم بساعات أو أيام من القلق حين نقلت «القاعدة» الحرب إلى الأرض الأميركية في 11 سبتمبر (أيلول) 2001. لكنَّ القلقَ سرعان ما انحسر حين خرج العالم من وقع الصدمة. نواجه الآن مشكلة مختلفة في عالم مختلف. إنها المرة الأولى التي نتأكد فيها أن وسائل التواصل الاجتماعي حولت العالم فعلاً إلى «قرية كونية» تترابط مصالح ومصائر أحيائها على رغم الاختلافات بين هذه الأحياء.

لاحظ السياسي أنَّ المشكلة خطرة وشاملة، إذ إنَّها تعني مباشرة نحو 90 دولة سجلت فيها وفيات أو إصابات. ثم إنَّ الفيروس يلحق أفدح الأضرار بأسعار الأسهم والنفط وحركة الاستيراد والتصدير والطيران والصناعة والسياحة. وهذا ما دفع صندوق النقد الدولي إلى الإعلان عن دعم بـ50 مليار دولار للدول المتأثرة، خصوصاً بعدما توقع تراجع النمو العالمي بمعدل 1 في المائة. وصل الأمر إلى الحديث عن أسوأ السيناريوات، وفيها أنَّ خسائر الإنتاج العالمي قد تصل إلى 2.7 تريليون دولار بحلول الربع الأخير من السنة، أي ما يقارب الإنتاج المحلي الإجمالي لبريطانيا.

لم يستبعد أن يكون العالم في طريقه نحو أزمة اقتصادية عالمية جديدة ستترك آثارها بالتأكيد على خطط التنمية، وربما فاقمت مشكلات البطالة، وصحبتها حالات عدم استقرار، خصوصاً في البلدان التي تفتقر إلى مؤسسات حية قادرة على امتصاص الصدمات. لكنَّه شدد على أننا لسنا في الطريق إلى نهاية العالم الذي شهد سابقاً أوبئة حصدت أعداداً هائلة من الضحايا، وتسببت في خسائر اقتصادية كبيرة. وأشاد بالطريقة الحازمة التي تعاملت بها الصين مثلاً مع الفيروس، حين قامت بعزل نحو 56 مليون شخص للحيلولة دون تفشي الفيروس على نحو واسع وإفلاته من أي سيطرة.

لاحظ أنَّ جزءاً من الهلع الذي استولى على كثيرين يعود أساساً إلى استغرابهم أن تنشأ في هذه المرحلة المتقدمة من التقدم العلمي والتكنولوجي مشكلة يعجز العالم عن توفير حل سريع حاسم لها. ورأى أنَّ الجزء الآخر من المشكلة هو طريقة تعاطي الإعلام معها. ففي زمن التسابق الإعلامي المحموم تبحث وسائل الإعلام عن السبق والتفرد واحتلال الموقع الأول، ما يدفعها أحياناً كثيرة إلى الوقوع في الإثارة بحثاً عن قراء ومتصفحين. وهنا على الإعلام أن يتذكَّرَ الشعور بالمسؤولية، ذلك أنَّ المبالغة في إثارة الهلع ترتب نتائج مكلفة على استقرار الناس واقتصادات الدول. وثمة فارق هنا بين نقل الصورة على حقيقتها، وهو ما لا يمكن لأحد أن يجادلَ به، وبين الذهاب بعيداً في الإثارة والتخويف عبر العناوين والتغريدات.

تطوع أحد الحاضرين للمشاركة من منظار آخر. قال إنَّ كل وفاة أو إصابة تشكل خسارة ومدعاة للأسف. لكن علينا أن نتذكَّرَ أن خسائر «كورونا» أقل بكثير حتى الآن من خسائر يتكبدها العالم بفعل النزاعات أو حوادث السير أو إدمان المخدرات. لاحظ أنَّ عدد ضحايا «كورونا» يقل بكثير عن عدد ضحايا تنظيم «داعش» وعن عدد ضحايا مجزرة حلبجة، بفعل استخدام نظام صدام حسين الغازات السامة في الضربة التي وجهت إلى المدينة. قال إنَّ خسائر إيران الحالية تقل عما تكبدته خلال قمع الاحتجاجات الأخيرة، وإن الخسائر العالمية من الفيروس تقل عن حصيلة يوم حار في الحروب السورية. يعرف العالم هذه الحقائق، لكن خوفه الكبير ناتج من الطبيعة الغامضة لهذا القاتل الذي تسلَّلَ إلى كل هذه الخرائط، ومن دون التأكد أنَّ العثور على مصل يحمي من أخطاره وشيك أو قريب. المشكلة أنَّ «كورونا» جاء في زمن المغردين والتسابق على إذاعة نبأ الوفيات والإصابات والخسائر المحتملة. تحميل الإعلام مسؤولية إثارة الهلع يتضمن قدراً غير قليل من المبالغة. لا شك أنَّ بعض الإعلام يفتقر إلى الضوابط التي لا بدَّ منها في عصر أفلت فيه الإعلام من يد الجهات التي كانت تديره أو تلجمه أو توظفه وتملي عليه رواية وحيدة. لكن الحقيقة تفرض الإقرار أن الإعلام لعب دوراً بارزاً في التنبيه إلى خطورة القاتل الجديد. ولعبت وسائل الإعلام الجادة أيضاً دوراً في حملات التوعية والإرشاد إلى وسائل خفض معدل أخطار الإصابة بالفيروس. وأهم من ذلك كله أنَّ الاهتمام الإعلامي الجارف بـ«كورونا» دفعَ الحكومات إلى تعبئة طاقاتها لتنظيم مواجهة جدية وشاملة للخطر الذي يقضُّ مضاجع المواطنين. واضح أنَّ وسائل الإعلام تريد أنْ تكون حاضرة بقوة في حدث من هذا النوع. والحقيقة أنَّ حجم المشكلة فرض نفسه على الشاشات وإطلالات المواقع والصحف. نعيش في زمن «كورونا» ولا شيء ينافسه في إثارة القلق والاهتمام والعناوين والتغريدات. المشاهد غير مسبوقة. وسرعة الانتشار كذلك. والخوف من الغموض. والافتقار إلى المصل الحاسم. الحق على «كورونا» وليس على المغردين.

 

مراكز حقوق إردوغان

خالد البري/الشرق الأوسط/09 آذار/2020

بعض الصحف الأوروبية تصف أوروبا بأنها فقدت أخلاقها في التعامل مع اللاجئين. هذه صحف مشغولة بالنقد الذاتي، منطلقة من الإحساس الأوروبي بأن تلك القارة هي منبع النور الأخلاقي في العالم، ومرسية قواعده. دوافع هؤلاء ومنطلقاتهم في نقد السلوك الأوروبي مفهومة بغضّ النظر عن الجدل السياسي.

لكنّ هذا يتناقض تماماً مع ترديد آلة «إخوان العثمانيين» الدعائية، من قنوات ومراكز حقوقية، نفس الكلام. ما يجعلها شبيهة بنكتة قديمة مفادها أن أميركياً قال لسوفياتي إن بلاده بلاد الحريات، وإنه يستطيع أن يقف فوق أعلى مكان في أميركا وينتقد (الرئيس الأميركي السابق) ريغان. فردَّ السوفياتي بأنَّ بلاده أيضاً بلاد الحريات، ويستطيع أن يقف فوق أعلى مكان في موسكو وينتقد ريغان. بترديدها نفس الكلام تقر الآلة الدعائية للإسلامجية أن أوروبا من الأخلاقية بحيث يجب أن يهتز ضميرها لمنظر اللاجئين السوريين وهم يُمنعون من الدخول من اليونان. أما تركيا الإسلامية فليس عليها حرج.

القلم الأخلاقي مرفوع عنها. ما فعلته متوقع بالنسبة إلى مستواها الأخلاقي. ماذا يخبرك هذا عن نظرة الإسلامجية إلى أنفسهم؟ لو دققت لوجدت أنها لا تختلف كثيراً عن النظرة الأخلاقية للإرهابي، الذي يروّج أن قتل الآخرين من أخلاقه، فإنْ رد عليه العالم بالقوة، طالب العالم بأن يتعامل معه بـ«قيم العالم الإنسانية»، أو فوّض من الحقوقيين والإعلاميين الإسلامجية مَن يطالب له بهذا. تركيا استخدمت هؤلاء البشر الذين لجأوا إليها ورقة ضغط. استدرجتهم إلى الحدود بينها وبين أوروبا وهي تعلم أن الطريق ستنقطع بهم. ثم عززت الإجراءات على حدودها لكي تمنعهم من العودة. أي أنها ارتكبت ثلاث جرائم وليس واحدة: الخداع، الاستغلال، ثم رفض الاستضافة. بينما لم تفعل أوروبا سوى «الجريمة» الأخيرة.

تركيا تقول إنها استضافت بالفعل عدداً من اللاجئين أكبر من طاقتها. وهي محقة في قولها. لكنها نصف الحقيقة. قضية اللاجئين من الأساس منبعها مغامرة تركية في خوض حرب توسعية عبر الحدود، من خلال عناصرها المحلية الداعمة. لو دانت السيطرة لإردوغان في سوريا كما يريد لانفرد بالمغنم، لقال أنا بابكم الأعلى، خليفة سليم الأول وحفيد عثمان. أما وقد فشلت المغامرة، فإنه يطالب الآخرين بأن يشاركوه الخسارة. حتى شركات توظيف الأموال المحتالة لم تصل إلى هذا التبجح. إردوغان صرّح أكثر من مرة بأنه ينطلق مما سماه الإرث التاريخي للدولة العثمانية. يقصد به الإرث الاستعماري، أن أجداده غزوا بلداننا فصار لهم فيها حق. وهي نفس الفكرة التي يروجها له عناصره المحلية الداعمة في كل بلد في المنطقة تقريباً تحت دعوى الخلافة الإسلامية. لكنه لا يتذكر هذا الإرث التاريخي إلا وقت توزيع الثروة. في وقت تسديد الديون يريد من اليونان -خصمه التاريخي- أن تشاركه السداد. هل كانت اليونان ستشاركه في النفوذ داخل سوريا لو نجح؟! في النهاية، إردوغان سياسي يستخدم أوراقه كلها، يريد أن يشتت غضب ناخبيه عن عواقب سياساته، ويوجهه إلى الأوروبيين. لكن ماذا عن «الحقوقيين»؟ اللص النذل هو الذي يسرق أهله. أكثر نذالة منه الحقوقي الذي يتاجر بـ«الإنسان» من أهله خدمةً لإردوغان. في وقت يعلم فيه الجميع تحفز الأوروبيين ضد قضية الهجرة، وهو التحفز الذي ازداد اشتعالاً مع قضية الذعر من تفشي فيروس «كورونا». الموضوع تجاوز التجاذبات السياسية، والحواجز الحدودية، إلى غضب شعبي لا نعلم كيف سيعبّر عن نفسه. المراكز الحقوقية التي افتتحها الحلف العثماني في أوروبا لخدمة أغراضه تعلم ذلك جيداً، لكن اللاجئين البسطاء لا يعلمون. يا أصحاب المراكز الحقوقية. لا ترفعوا اللوم عن الأوروبيين إن شئتم، لكن لماذا تُعفون إردوغان منه؟! ولو من باب ذرّ الرماد في العيون. اللاجئون السوريون الذين أوهمهم إردوغان بأنه القلب المفتوح، وكبير الأمة، والآن يتاجر بهم، هم أضعف حلقة في هذه السلسلة، وهم الأحوج إلى المساعدة، والأدعى لحرصكم على سلامتهم، لا إردوغان. هل أنتم مراكز حقوق إنسان أم مراكز حقوق إردوغان؟!

 

مصر والنيل... قضية حياة أو موت

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/09 آذار/2020

نهر النيل بالنسبة لمصر قضية حياة أو موت، النيل هو مصر، ومصر هي النيل، لذلك شكَّل هذا «النهر الخالد» مكانة مركزية في الوجدان المصري عبر التاريخ، في كل العصور والديانات التي كانت عليها مصر من آلاف السنين. وردت نصوص في احترام النيل في البردية الفرعونية الشهيرة، بردية الفلاح الفصيح، من عهد حكم الأسرة التاسعة. وصف بالنهر المؤمن، وأنه من أنهار الجنة، وقال عنه صاحب «مروج الذهب» المؤرخ المسعودي: «نهر النيل من سادات الأنهار وأشراف البحار». لذلك حين كتب الشاعر المصري محمود حسن إسماعيل، بديعته «النهر الخالد»، وشدا بها الموسيقار محمد عبد الوهاب، كانت الأغنية تغرف من نبع المشاعر المصرية المتدفقة منذ فجر التاريخ مع جريان هذا النيل الأزرق. حين بدأت الأزمة، منذ عدة سنوات، بين مصر وإثيوبيا، دولة المنبع للنيل الأزرق، كانت القضية بالنسبة للمصريين قضية أمنٍ قومي، وشرف وطني لا يُمسّ، فضلاً عن أنَّها فعلاً قضية حياة وموت بالمعنى الحرفي للكلمة.

حصة مصر من مياه النيل، تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب، تعتمد عليها بنسبة أكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة والصناعة. من هنا نفهم الموقف المصري الصلب والغاضب، من «انفراد» إثيوبيا، حسب الموقف المصري المدعوم من الجامعة العربية، ما عدا السودان، بالتصرف بمياه النيل، وكأن إثيوبيا، من خلال تخزين المياه في سد النهضة، على عكس المتفق عليه، تقدم نفسها بوصفها سيدة النيل. بيان الجامعة العربية المؤيد تحدث عن مصر و«حقوقها التاريخية في مياه النيل». واشنطن رعت الحوار بين مصر وإثيوبيا، لكن الأخيرة اتهمت أميركا بالانحياز لمصر، وعليه وصلت الأمور إلى هذا المضيق الحرج اليوم.

هل تصمت مصر، وتلين، في أزمة النيل وسد النهضة؟ لنقترب أكثر من حساسية هذه القضية مصرياً، أتذكر في بدايات الأزمة، أنْ قد دعت «نقابة الأئمة» في مصر، خطباء الجوامع لتوحيد إحدى خطب الجمعة، لإبراز «فضائل النيل»، منبهين إلى النصوص الدينية الواردة في مدح النيل. معرفة قيمة النيل وضمان جريانه لأمن مصر، كانت قضية معروفة عبر التاريخ، حاول الأعداء العمل عليها. أعظم الحملات البرتغالية، ذات الروح الصليبية، على بحار العرب، هي حملة القائد البرتغالي الكبير ألفونسو البوكيرك 1513، ومن أعظم فصول هذه الحملة اجتياز البوكيرك بأسطوله باب المندب بمدخل البحر الأحمر، بعد ضرب عدن وغيرها، مزمعاً الوصول لجدة، ثم المدينة النبوية، ومهاجمة مسجدها الأعظم، ويحدثنا التاريخ أنَّ الجزار البرتغالي هذا كان يعتزم غزو الهضبة الحبشية، وحبس النيل عن مصر. الأزمة بين مصر وإثيوبيا خطيرة جداً، وقد تؤدي لما هو أكثر من الصدام السياسي والقانوني والإعلامي... وكما قيل بالعامة المصرية: «اللي يرشّني بالمية أرميه بالنار».

 

تركيا... حليف أطلسي مشاكس

جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط/09 آذار/2020

قُتل ما لا يقل عن 33 جندياً تركياً في مدينة إدلب السورية جراء القصف العسكري السوري بمعاونة من القوات الروسية ثم سقط 18 جندياً سورياً صرعى الغارات الانتقامية التركية. في حين توصف الظروف الراهنة لما يقارب 3 ملايين لاجئ ونازح سوري بأنها مفزعة، حيث يموت الأطفال تباعاً وتتحرك الجماعات الكبيرة للمسافات الطويلة سيراً على الأقدام، في محاولات يائسة للخروج من ميادين القتال المشتعلة في بلاد الشام. كان ينبغي للحرب الأهلية السورية أن تنتهي بحلول الآونة الراهنة. لكن الآن، سقطت ذبابة جديدة في قدر الزبد فلوثته: الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

عندما كنت القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في المراحل الأولى من الحرب الأهلية السورية، كانت الحدود التركية السورية الطويلة والضعيفة، من أبلغ مصادر القلق العميق بالنسبة لنا. وطُرحت عليَّ التساؤلات مراراً وتكراراً في اجتماعات بلدان الحلف عن مغزى الدعم الروسي الكبير للنظام السوري في دمشق.

وأوضحت لهم أن الأمر يتعلق بالمزيد من مجرد رغبة فلاديمير بوتين في إظهار ولائه وتأييده لأحد الحلفاء القدامى. فلقد اعتقد أن التدخل العسكري المباشر في الأزمة السورية، من شأنه الإقلال من نفوذ الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، مع ضمان وصول روسيا إلى موانئ المياه الدافئة على البحر الأبيض المتوسط مع تعزيز بسط نفوذه في وجه إيران (التي تساعد بشار الأسد كذلك). كما يرغب فلاديمير بوتين في إظهار نفسه للشعب الروسي بمظهر اللاعب العالمي، الذي لا غنى غنه ولا يخشى أبداً الوقوف في وجه الغرب.

ولا تزال استراتيجيته المعتمدة متماسكة إلى حد كبير، ويبدو أنه سوف يحوز النجاح في مساعدة الأسد على سحق المعارضة في بلاده. وكانت تركيا قد اتخذت موقفاً مناوئاً لبشار الأسد منذ بداية الأزمة، وانضمت إلى بعض فصائل المعارضة السورية لمدة سنوات، الأمر الذي أتاح لها نشر قواتها العسكرية في إدلب مؤخراً. وعلى غرار فلاديمير بوتين، يحاول إردوغان السعي لفرض استراتيجية كبيرة في المنطقة. فهو يريد السيطرة على الحدود السورية بغية الحد من هجمات الأكراد من الجنوب، مع ممارسة النفوذ التركي عبر حدود الإمبراطورية العثمانية البائدة. كما يرمي إردوغان إلى إعلام قاعدته السياسية في تركيا أنه على غرار فلاديمير بوتين، رجل استبدادي بقبضة حديدية لا تُقهر. وهو يرى أن الغايات تستحق تعريض العلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين للمخاطر، فضلاً عن السياحة من روسيا، والعلاقات الودية التي تجمعه بالرئيس الروسي.

ولم يكن إردوغان من الحلفاء المثاليين في الآونة الأخيرة: فلقد أرسل قواته لذبح قوات المعارضة المتحالفة مع الولايات المتحدة في سوريا، وشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة، والتهديد بإغلاق المنشآت التابعة لحلف شمال الأطلسي على الأراضي التركية، وذلك من بين استفزازات أخرى معروفة. ومع ذلك، أصبحت احتمالات المواجهة العسكرية ما بين روسيا وتركيا من أعمق مواطن القلق والتوتر لدى حلف شمال الأطلسي راهنا. فإذا ما انتهى الأمر باندلاع حرب مباشرة بين قوات البلدين، يمكن لإردوغان وقتئذ المطالبة بالدعم العسكري من بقية دول الحلف، في مواجهة قوة عسكرية كبرى هي روسيا.

لقد واجهنا مثل هذا الموقف من قبل. خلال فترة وجودي على رأس قوات الحلف، إذ شاهدنا العديد من الحوادث التي تنطوي على مواجهات بين المقاتلين، وأنظمة الدفاع التركية والروسية. وانتهى بنا الأمر إلى نشر بطاريات نظام باتريوت للدفاع الجوي في جنوب تركيا. وأجبر ذلك بشار الأسد وحلفاءه الروس إلى معاودة تركيز الجهود العسكرية على أجزاء أخرى من سوريا تفادياً للصدام العرضي مع قوات الناتو.

لكن في هذه المرة، وفي ظل وجود قوات برية كبيرة في أماكن قريبة مع المعارك المستمرة هناك، فإن فرص سوء تقدير الأمور صارت أعلى بكثير من ذي قبل، إذ أصر إردوغان على بقاء القوات التركية في مواقعها، وعدم التراجع خطوة واحدة إلى الوراء، في خضم المواجهات المتصاعدة أمام القوات الروسية. كما أعاد المطالبة مجدداً بإرسال بطاريات نظام باتريوت إلى حدود بلاده الجنوبية. ومن وجهة نظر التحالف، هناك حفنة من الإجراءات المعنية بالتخفيف من حدة التوترات الراهنة، مع تفادي الصراع المفتوح الذي من شأنه تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الحلف، التي تنص على أن الهجوم العسكري على عضو واحد من أعضاء الحلف، يعتبر هجوماً على الدول الأعضاء كافة. وينبغي على كبار قادة الحلف، فضلاً عن الأمين العام للحلف «ينس ستولتنبيرغ»، الاجتماع مع نظرائهم من الجانب التركي وتوضيح الأمر باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتجنب المواجهة مع القوات الروسية في ميدان المعركة السورية، وهذا بالطبع مما يسهل قوله عن تنفيذه. يمكن لحلف شمال الأطلسي توفير ما تطلق عليه الجيوش المعاصرة اسم «فض النزاع» بين القوات الروسية والتركية، من خلال الإمداد بالمعلومات الاستخبارية رفيعة المستوى، بشأن انتشار ونيات القوات الروسية على الأرض. كما يمكن للحلف تقديم المعاونات الفنية ضمن جهود تطوير البروتوكولات الوقائية المعنية بتجنب القتال المباشر مع روسيا. وتقوم الولايات المتحدة وروسيا بذلك فعلياً، على سبيل المثال، في البحر، حيث نملك تدابير بالغة الوضوح بشأن اقتراب القطع البحرية والجوية من قوات الجانبين، فيما يعرف باتفاقيات الحوادث الواقعة في البحر. كما يمكن لحلف الأطلسي تقديم المساعدات اللوجيستية والإنسانية إلى اللاجئين السوريين.

والأهم من ذلك، يتعيَّن على الولايات المتحدة إبلاغ موسكو في وضوح لا يشوبه اللبس بأن تداعيات العمليات العسكرية ضد القوات التركية، سوف تشتمل على المزيد من العقوبات المفروضة على روسيا فضلاً عن تقديم الدعم العسكري الأكبر إلى تركيا، وفقاً لبنود ميثاق حلف شمال الأطلسي، وتشمل، على سبيل المثال، نشر بطاريات نظام باتريوت التي طالب بها رجب طيب إردوغان من قبل. ومن الواضح، أنه لا بد من توافر الاستجابة الدولية على عمليات العنف العسكرية الجارية في محافظة إدلب السورية، ويتعين على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التعامل مع الأمر بما يفوق مجرد الدعوة إلى التصرف واتخاذ الإجراءات. وما تزال فكرة إقامة «المنطقة الآمنة»، قيد التفاوض بين تركيا وسوريا، مستحقة للمزيد من النظر والاعتبار، رغم أن المرحلة الراهنة تفرض حيازة فلاديمير بوتين وبشار الأسد للقدر الأكبر من الزخم في الوقت الحالي. لكن، من غير المحتمل أن ننجح في تجنب المأساة التي يشرف عليها ثلاثة ملايين مدني سوري الآن – وأغلبهم من الأطفال والنساء – الذين يقبلون على حالة من الانسحاق الذي لا يرحم بين مطرقة استراتيجيات بوتين وسندان خطط إردوغان. ومع ذلك، فمن المنتظر أن تتفاقم الأمور بصورة غير متصورة لدى الجميع، في حالة وقوع المواجهة العسكرية المباشرة بين قوات حلف الناتو والقوات الروسية في سوريا. وفي غياب الجهود المدروسة بعناية من جانب الولايات المتحدة الأميركية ودول حلف الناتو الأعضاء، للتدخل الحذر مع حماية مصالح الحليف التركي المشاكس، فلن تكون نتائج الأيام المقبلة واضحة لأحد على الإطلاق.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض للتطورات مع وهاب

وطنية - الإثنين 09 آذار 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة.

واوضح وهاب انه تطرق خلال حديثه مع رئيس الجمهورية الى "موقف الحكومة من مسألة "اليوروبوندز" والخطوات الاصلاحية المرتقبة وفي طليعتها ملف الكهرباء الذي يعتبر الاكثر حاجة في الوقت الراهن ولم يعد جائزا ان يتأخر بته نظرا لأهميته".

 

بري عرض للاوضاع مع يمين ونجار

وطنية - الإثنين 09 آذار 2020 

استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزيرة العمل لميا يمين التي اطلعت رئيس المجلس على برنامج عمل الوزارة .

وعرض الرئيس بري الاوضاع العامة خلال استقباله، وزير الاشغال العامة والنقل الدكتور ميشال نجار .

 

حتي التقى مارتن وعرض والزيود التعاون مع المنظمة الدولية للهجرة

وطنية - الإثنين 09 آذار 2020

 وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة فوزي الزيود، وتناول البحث في مجالات التعاون بين لبنان والمنظمة.

كما التقى حتي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيروت كريستوف مارتن.

وكان حتي استهل نشاطه صباحا بلقاء القائم باعمال السفارة البرتغالية أوزفالدو بيطار فيسيوزو.

 

افرام: زمن الكذب انتهى وأرفض مبدأ التفريط والتفاوض حول النفط والغاز لحل مشكلتنا

وطنية - الإثنين 09 آذار 2020

اعتبر النائب نعمة افرام، في بيان، "أننا في لبنان أمام فرصة لإنهاء المحميات السياسية التي كرست الفساد والمحاصصة، والشعب اللبناني مدعو لأن يمارس ضغطا عبر الشارع لتحقيق الإصلاحات مع بداية إطلاق مسارها، وللتوقيع على عريضة بمسار قانوني لاستعادة الأموال المنهوبة".

وقال: "لقد انتهى زمن الكذب على المواطن وطمأنته أمام الوضع الصعب، ويجب أن نكون شجعانا في تحمل الوجع لنبني مستقبلا أفضل، وأساس الشجاعة وتحمل الوجع يتمثل بوقف النزف وبلورة سلم أولويات اجتماعية - اقتصادية". أضاف: "في مقابل النموذج اليوناني الذي نجح بالخلاص، هناك نموذج فنزويلا الذي يستمر بالغرق، لذلك فإن السير على خطاه هو انتحار. في اليونان كما عندنا، تحولت الإدارات إلى محميات سياسية، لكن الجميع هناك توافق على انجاز عملية جراحية إصلاحية ترافقت مع تراجع الحد الادنى للأجور بنسبة 30 في المئة. فنجح هذا البلد بعد سنوات على إحداث نهضة، في مقابل تجربة فاشلة لفنزويلا لا نريد الاحتذاء بها". وأشار إلى أنه كان أول من تكلم عن المجاعة قبل 8 أشهر، "وها نحن اليوم على مشارفها، وأمس رأيت بداية ضوء لأنه حصل اعتراف بالحقيقة من قبل الحكومة". وقال: "إن مواجهة الوضع بالحقيقة هو الباب لبدء حل المشكلة مع ضرورة عدم انهيار الهيكل. فنحن دخلنا مرحلة التعثر أمام المجتمع الدولي، وهذا يفتح لنا قبل اعلان الإفلاس أفق انجاز اتفاق يصحح المسار وإطلاق مفاوضات أساسها استعادة الثقة مع الدائنين بناء على الجدية في الإصلاحات. وفي هذا الإطار أنا أرفض مبدأ التفريط بالنفط والغاز في لبنان لحل مشكلتنا وادراجه ضمن المفاوضات، ففي الزمن الأسود وسوء إدارة أموال الناس نهب لبنان ورهن مستقبل أبنائنا وثرواتنا، واليوم علينا أن ننظف أخطاء ثلاثين عاما لنسلم الأجيال المقبلة وطنا غير مديون ليبقوا فيه، والنفط والغاز هو وديعة لأبنائنا في عائداته المستقبلية". واكد أن "القطاع العام في لبنان شكل بالوعة استنزفت كل أموال المودعين. هذا النموذج انتهى ويجب أن نطلق مسارا تصحيحيا بنموذج إنتاجي. ومن أولويات الساعة هو تأمين العملة الصعبة التي نحتاجها للأساسيات الحياتية لاستيراد مستلزمات طبية وغذائية وصناعية ضرورية، وهذا يقتضي تخفيفا من استيراد النفط الذي نصرفه بخسارة على الطاقة الكهربائية. وسياسة اختيار المحروقات هي أساس سياسة الطاقة، ونحن معنيون بالتحول إلى الغاز الطبيعي أو المضغوط ما يوفر علينا مئات ملايين الدولارات". ورأى ان "ما تضمنته خطة الكهرباء يوفر 500 مليون دولار، لكن يمكننا توفير حوالى مليار ونصف المليار دولار إذا أتينا بالغاز الطبيعي مباشرة إلى لبنان، إما عبر أنبوب أو بالغاز المضغوط. وقد كان من المفترض أن تعمل محطتا البداوي والزهراني على الغاز إلا أنه تم تشغليهما بواسطة المازوت الذي أساسا يعتبر الأغلى ثمنا لإنتاج الطاقة".

 

الراعي للسياسيين: توبوا على ما فعلتموه بحق لبنان

وكالات/09 آذار/2020

واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تلاوة صلاة المسبحة الوردية على نية لبنان في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي. وفي مستهل الصلاة، ألقى تأملا روحيا، قال فيه: "نصلي اليوم من أجل شفاء كل المرضى وبشكل خاص المصابين بفيروس كورونا، ونلتمس من الرب بكل ايمان، بشفاعة أمنا مريم العذراء، كي يتم الحد من إنتشار هذا الفيروس والقضاء عليه، لأنه ما من أمر صعب عند الله". أضاف: "نصلي أيضا على نية لبنان والمسؤولين السياسيين فيه كي يتمكنوا من اتخاذ القرارات اللازمة والضرورية وإيجاد السبل لإخراج وطننا من الأزمة التي يعاني منها، كما نصلي من أجل وحدة اللبنانيين من جميع الطوائف والأحزاب والانتماءات، فنحن جميعا في مركب واحد، فإما الغرق للجميع أو النجاة للجميع، وهنا أدعو السياسيين كي يتوبوا ويعترفوا ولو لمرة واحدة بما إقترفوه بحق هذا البلد الجميل وان يتصرفوا معه ومع شعبه من منطلق الندامة على ما فعلوه".

وتابع: "نلتمس من الله ايضا، فضيلة اساسية هي فضيلة الطاعة للكنيسة التي بسلطتها تعلم وتأخذ التدابير والقرارات بعد الصلاة والتشاور، وابناء الكنيسة المؤمنين والمخلصين يتلقفون قراراتها بحب وبتواضع وبطاعة. وكما يحصل اليوم، بعد اتخاذ التدبير الموقت حول المناولة باليد، فإنه لا يمكن لاحد القول ان القرار لا يعجبني وانا لا التزم به، هذا يعني خلق شكوك في الكنيسة والويل لمن تقع الشكوك على يده. ومع الاسف هناك شكوك بالايمان وشكوك بتعليم الكنيسة، اضافة الى اهانات للكنيسة بشخص قداسة البابا ورعاة الكنيسة. نحن نصلي على نية هؤلاء المشككين، وعلى نية كل واحد منا كي نتحلى بفضيلة الطاعة وبفضيلة التواضع الحقيقي وليس التواضع المغلف بالكبرياء". وختم: "انا لا ادين احدا، انما اشدد على اننا بحاجة ماسة الى فضيلة التواضع المترجم بالطاعة للكنيسة، ونحن نقول اننا ابناء الكنيسة."

 

تيار المستقبل: نخشى أن تشكل التوجهات الحكومية رسالة سلبية الى المجتمع الدولي والجهات المعنية بمساعدة لبنان

وطنية - الإثنين 09 آذار 2020

أكد "تيار المستقبل" في بيان، أن "الأولوية في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان يجب أن تتوجه نحو إخراج البلاد من محنتها الاقتصادية والمالية، وان تستعيد الدولة ثقة اللبنانيين بدورها ومؤسساتها الدستورية والإدارية"، وقال: "يقع في سلم الأولويات في هذا المجال انصراف القوى السياسية كافة إلى اجتراح الحلول والتوقف عن هدر الوقت وإضاعة الفرص في حلبات السجال السياسي والإعلامي وإلقاء تبعات الأمور على السياسات الاقتصادية وعلى النموذج الاقتصادي الذي اعتمده لبنان، وذلك بمنأى عن المسار الطويل للأزمات الأمنية والسياسية التي شهدها لبنان، وهو الأمر الذي يفترض أن يكون محل التزام الجهات المسؤولة في السلطة من أعلى الهرم الدستوري في البلاد إلى سائر المؤسسات المعنية بترجمة قرارات الدول". أضاف: "لقد حاولنا طوال السنوات الأخيرة أن نعمل على خط التلازم بين الاستقرار السياسي والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وكانت لدينا الجرأة الوطنية للقيام بمبادرات تخالف المزاج العام لكثير من اللبنانيين ولجمهور عريض من تيار المستقبل، وانطلقنا من أن مصلحة لبنان يجب أن تتقدم على المصالح الفئوية والطائفية، وأن لا سبيل للنهوض من جديد تحت وطأة الانقسام العمودي الوطني والمذهبي. ويبدو أن هذه الروحية في مقاربة المسائل الوطنية، لا تتوافق مع روحيات الاستئثار والاستقواء والنهم للسلطة والشراهة في اقتناص المواقع والأدوار، فانقلبت الأحوال على الصورة التي يعرفها اللبنانيون وصار الشعب في واد وكل الدولة برموزها وقواها وأحزابها في واد آخر".

وتابع: "خرجنا من السلطة على أمل أن تتاح أمام البلاد فرصة الخروج من سياسات التعطيل والتضليل، وأن تفتح بين اللبنانيين صفحة جديدة يكون فيها للمنتفضين والمنتفضات في الساحات دور في رسم المستقبل السياسي للبنان، لكن حال الاعوجاج والهروب إلى الماضي ما زالت تتحكم مع الأسف بسلوك الكثرة من القابضين على زمام السلطة، أو حديثي النعمة في ممارستها، الذين تستهويهم لعبة تلطيخ الصفحات البيضاء من السياسات السابقة لتبرير كل الصفحات التي كتبت بحبر الخروج على الدستور والقانون والعيش المشترك بين اللبنانيين".

وأردف: "نحن وبكل بساطة، نستطيع أن نفهم العقد السياسية والنفسية والشخصية لدى بعض رجال السياسة والسلطة، التي نشأت عن الدور المميز للرئيس الشهيد رفيق الحريري في تاريخ لبنان، ولكن لا يمكن لأي عاقل أن يفهم جدوى استخدام هذه العقد في حملات متواصلة لتحريف التاريخ وممارسة أعلى درجات الكيدية السياسية تجاه الخط الذي يمثله رفيق الحريري".

وقال: "وقد ساءنا أن تنضم أصوات مستجدة من خارج المنظومة الكيدية التقليدية إلى تلك الحملات، وأن تتخذ من الإعلان عن قرار استثنائي يتعلق بمواجهة مأزق مالي مصيري، مناسبة للانقلاب على النموذج الاقتصادي اللبناني، والتحريض على السياسات الاقتصادية، كما لو أنها كيان قائم في ذاته، معزول عن السياسات العامة للدولة وعن المسار الطويل لتعطيل المؤسسات ومسلسل الحروب والأزمات التي اندلعت في الداخل والمحيط". أضاف: "إن المحاولات الجارية لتبرير الأخطاء المتراكمة في إدارة الشأن العام أو لتمرير بعض القرارات والإجراءات التي تهربوا من اتخاذها لشهور وسنوات، من خلال العودة إلى تحميل السياسات الاقتصادية والمصرفية تبعات الانهيار الذي آلت اليه الأمور، تشكل قمة التهرب من المسؤولية التي تقع على كاهل الطاقم السياسي بكل فصائله وامتداداته الداخلية والخارجية. وإن التغافل عن هذا الجانب الأساسي من الصورة لا يعني ان اللبنانيين سيتوافدون الى الساحات ليقدموا شهادات براءة ذمة لأهل الحكم والسياسة عن كل السنين الماضية". وتابع: "إن نعي النموذج الاقتصادي اللبناني على الصورة التي جرت أمس الأول، يشكل طعنة رعناء في صدر الهوية الاقتصادية للبنان ودوره الطليعي على هذا المستوى في كل المنطقة. والمشكلة تصبح في هذا النطاق أبعد بكثير من سداد الدين العام أو تعليق سداده لضرورات وطنية". واعتبر أن "تعليق السداد أو عدمه سيان، خارج رزمة متكاملة من الإجراءات المالية والنقدية والاقتصادية"، وقال: "إن الدائنين الذين تنوي الحكومة مفاوضتهم على اعادة الجدولة سيكون سؤالهم الاول، وربما الوحيد: أين خطة الطوارئ؟ وأين رزمة الإجراءات؟ وهو نفسه سؤال جميع اللبنانيين، باستثناء من تكافل على تشكيل الحكومة ومنحها الثقة". أضاف: "اللبنانيون ينتظرون خطة متكاملة لا تتوقف عند سداد الدين المستحق أو تعليق السداد لأن الأزمة تجاوزت هذه الاستحقاقات وما يبنى عليها من قرارات شعبوية لا تأخذ في الاعتبار الارتدادات المالية والاقتصادية. وما سمعناه هو تأكيد للمراوحة المستمرة حول جنس الحلول والاعلان عن السعي إلى هيكلة الدين ورمي الكرة في ملاعب السياسات الاقتصادية للسنوات السابقة ومحاولة بدائية لاستنساخ تلك السياسات وتبني العديد من مندرجاتها الاقتصادية والمالية والاصلاحية".

وسأل: "اليس تأكيد إعادة التوازن إلى المالية العامة، وخفض الانفاق، واصلاح قطاع الكهرباء، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، ومكافحة التهرب الضريبي، ووقف النزيف المالي وسواها من العناوين هي افكار مستنسخة عن البيان الوزاري للحكومة السابقة؟ أو ليس الاعلان عن التزام الحكومة رؤية الاستقرار والنمو المقترحة من مؤتمر سيدر، والقول إن الاصلاحات التي تم التوافق عليها في سيدر ستطبق لانها ضرورية لإطلاق عجلة الاقتصاد وتحقيق الازدهار للشعب اللبناني ومهمة لإعادة الثقة الخارجية، أليس هذا الاعلان هو من بنات أفكار وجهود السياسات الاقتصادية للسنوات الماضية التي أنجزت مؤتمر سيدر وكانت تجد دائما من يقوم بتعطيلها وقطع الطريق على تنفيذها؟". وختم: "في كل مرة ينتظر اللبنانيون أن تقول لهم الحكومة ما ستفعله عمليا، ترد عليهم بموال ما فعله غيرها، نظريا. من عين الحكومة وركبها وأعطاها الثقة قد يتذكر أنها التزمت بخطة طوارىء قبل نهاية الشهر الماضي. واللبنانيون ظنوا أنهم سيسمعونه منذ يومين، فسمعوا الموال الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. وأكثر ما نخشاه في هذا الشأن ان تشكل التوجهات الحكومية التي انبثقت عن اجتماعات بعبدا السياسية والاقتصادية، رسالة سلبية الى المجتمع الدولي والجهات المعنية بمساعدة لبنان، في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة الى تعاون الاصدقاء والاشقاء ودعمهم في تنفيذ أي خطة مستقبلية ونجاحها".

 

الغريب ردا على كلام موفق طريف: جدك وحد البلاد فلا تهدم ما بناه

وطنية - الإثنين 09 آذار 2020

صدر عن المكتب الإعلامي للشيخ نصر الدين الغريب بيان قال فيه: "سمعنا الكثير والتزمنا الصمت في سبيل وحدة طائفتنا الكريمة في كل مكان، لكن لا يمكننا السكوت إلى ما لا نهاية إذ انه لزاما علينا أن نجيب على الكلام الأخير للشيخ موفق طريف الملقب بالرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة الذي ما زال على ثقة عمياء بأولئك الذين قتلوا الأبرياء من حوالى الأربعين عاما".

أضاف: "نستذكر ونترحم دائما على سلفك سيد الجزيرة الشيخ الجليل الفاضل أبو يوسف أمين طريف، الذي شرف لبنان، فكانت زيارته المباركة الأولى إلى الدار المعروفية دار الزعيم الأمير مجيد أرسلان في عاليه، وكان في استقباله المشايخ الأجلاء، لأن الأمير المجيد هو من خاض معركة المالكية والناصرة، وحث أهلنا في فلسطين المحتلة على الصمود والبقاء في أرضهم، رحم الله شيخنا الغالي فهذا تصرف العقلاء الأتقياء وهذا سلوك العالم الذي يتميز ببعد النظر والتقوى والوفاء".

وتابع: "من أهم المواضيع التي لا تمحى ويجب أن تعرفها الأجيال المقبلة، ونحن معاينوها، نوضح لك قصة الشحار، لأنك ربما تسمع من أشخاص مستفيدة من أموالك، هؤلاء الأشخاص الذين أحدهم قلت عنه إنه شيخ جليل وسرق منزله وفي حوزته أمانات وطلبت من أهلنا الأعزاء الشرفاء في فلسطين تأمين تبرعات مبلغ 300 ألف دولار خلال مهلة أسبوع. وبعد البحث والتدقيق، تبين أن هذا المبلغ الذي كان من المفروض أن يصل إلى سوريا، تم استعماله لعمل خاص، وكادت أن تكون هناك فضيحة مكشوفة".

وأردف: "بالعودة إلى تفاصيل قصة الشحار، لقد زار آنذاك وفد رفيع المستوى الأمير مجيد أرسلان في منزله في عاليه وكان يضم شيخ الشهداء المرحوم الشيخ أبو عفيف محمد فرج والمرحوم القاضي الشهيد الشيخ مسعود الغريب والمرحوم الشيخ أبو صالح فرحان العريضي والمرحوم الشيخ أبو حسن كامل حسن بوجود المرحوم الشيخ أبو سلمان محمود شميط الصديق الصدوق للزعيم الشهيد كمال جنبلاط. وطلب حينها الوفد من الأمير مجيد دخول الجيش اللبناني إلى المنطقة وفرض الأمن توقيا من طيش الشباب، فتم الاتفاق آنذاك على زيارة رئيس الجمهورية أمين الجميل. وكان ما كان، ودخل الجيش إلى الشحار متسترا خلفه القوات والكتائب اللبنانية الذين أصبحوا حلفاء في ما بعد للزعيم وليد بيك جنبلاط في الإنتخابات النيابية. وكانت الخيانة العظمى من أحد الأحزاب الأساسية فلم تمد مقاتلينا لا بالطعام ولا بالذخيرة ولا بالتغطية المدفعية وبعكس ما يأولوه الكذبة فبعد كشف المخطط كان القاضي الشهيد الشيخ مسعود الغريب وإخوته الأبرار المدافعين والمقاتلين بشراسة. وعندما ثقلت الأحوال، أتى إلى داره المرحوم الشيخ أبو هاني ملحم خداج، وسأله ماذا ستفعل، فكان جوابه سنبقى صامدين هنا حتى الشهادة. وهذا ما كان فقتلوا العشرات من جيش العدو قبل استشهادهم فوحدت دماؤهم الزكية الطائفة المعروفية بأسرها".

وقال: "ولم يكن يا شيخ موفق ليحصل هذا الهجوم الغادر لولا دعم حلفائك اليهود الذي لم تأتي على ذكر دعمهم لمشروع المارونية السياسية وخسئوا هم وكل دول العالم على تهجير الموحدين من أرضهم وتغيير هويتهم العربية. فحينها حلفائك في المؤسسة الإسرائيلية الحاقدة الرافعة شعارها الدائم فرق تسد سلموا مطير عبيه النقطه الإستراتيجية لقوات الخصم، وقصفت دبابات العدو الإسرائيلي مواقع الدروز. كما تكررت فعلتهم قبل سنوات قليلة في جبل الشيخ في سوريا حيث فتحوا الشريط الشائك للارهابيين لمهاجمة حضر".

وسأل: أين استنكارك؟ ولماذا لا تطالب وتحمل المؤسسة الإسرائيلية المسؤولية؟ أهي بريئة من دم المسيح؟ هل تستطيع أن تفعل كما فعل المرحوم جدك الشيخ الجليل عندما دعا أميركا الدولة العظمى إلى تنكيس علمها وتم ما أراد، وعندما قال لمسؤول صهيوني بعد قصف جيش العدو لخلوات البياضة الشريفة، سنمهلكم للاعتذار وإلا سنعلنها حربا مفتوحة على كيانكم".

وقال: "الحمدلله كان انتصارنا المبين بعونه تعالى وبفضل دماء الشهداء الابرياء الميامين من كل الاماكن. وبعد اتخاذ القرار بإعادة الإعمار، أغدقت الأموال بهمة الخيرين من بلادكم ومن بقية البلاد فتم إعمار المقام المقدس والبلاد والمؤكد أنها لم تصل هذه المساعدات إلى كل المتضررين. واعلم أيها الشيخ الفاضل أن المال ليس كل شيء في الحياة ولا كل الناس تشترى وتباع وسمي مال لأنه مال بأهله عن الحق".

أضاف: "نعم يا شيخ موفق، لقد اشتهر الموحدون بطيبة قلوبهم وصفاء نواياهم وكرمهم وضيافتهم من حين وجودهم، فالأمير فخر الدين عمل بأصله ووطنيته. كما اشتهر اليهود ببغضهم وحقدهم، وها أنت تسير معهم وتنفذ مخططاتهم، ونراهم كل يوم يضايقون أهلنا في فلسطين المحتلة، فإلى متى السكوت عن الحق؟ أخوفا على الكرسي أم على المنصب أم على الجاه والمال؟".

وختم: "كما تذهب أخيرا إلى روسيا للتفاوض بشؤون الطائفة بتفويض من مشايخ العقل في سوريا، وربما ذلك صحيح لأنك صرحت بذلك على العلن ولم نسمع أي اعتراض من أصحاب السماحة في سوريا العروبة الواحدة الموحدة بقيادة سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد. لم نكن نرغب في الرد على العلن، ولكن حضرتك من أجبرتنا على ذلك نأمل منك التوخي والدقة والحذر، ولا تعتمد على أولئك المغرضين في تصريحاتك، فالمرحوم جدك الجليل وحد البلاد فلا تهدم ما بناه".

 

المفكرة القانونية: مشروع التشكيلات القضائية اعتمد المعيار الطائفي خلافا للدستور

وطنية - الإثنين 09 آذار 2020

اعلنت "المفكرة القانونية" في بيان اليوم، انها سجلت ملاحظات على "ما تسرب من مشروع التشكيلات القضائية"، وقالت: "إن تقييم التشكيلات يتم على ضوء الهدف المنتظر منها، أي تمكين القضاء من حماية المجتمع ومكافحة الفساد. ومن البين أن هذه التشكيلات المنتظرة يفترض أن تؤدي إلى إبعاد القضاة الذين وصمهم الارتياب المشروع بفعل قربهم من قوى سياسية معينة عن المراكز الهامة والمؤثرة، ولكن أيضا إلى ملء هذه المراكز بأشخاص كفوئين يتمتعون بالتجرد والكفاءة والشجاعة".

واشارت الى ان "تقييم التشكيلات يتم بالنظر إلى عدم توفر شروط الاستقلالية في تكوين مجلس القضاء الأعلى حيث أن مجلس القضاء يتكون وفق القانون الحالي من 8 أعضاء تعينهم السلطة التنفيذية بشكل عام وفق قواعد المحاصصة. وهذا ما يجعله في غالب الأحيان بمثابة يد تتدخل بفعلها القوى السياسية في القضاء أكثر مما هو درع للقضاة في مواجهة هذه القوى". ورفضت المفكرة "مشروع التشكيلات القضائية الحالي لانه لا يراعي مبدأ الشفافية: فخلافا لما طالبت به "المفكرة القانونية"، وضع مجلس القضاء الأعلى مشروع التشكيلات في الكواليس وبمنأى عن أي شفافية سواء لجهة الإلتزام بمعايير محددة ملزمة أو لجهة فتح باب الترشيح العلني أمام القضاة للمراكز الأساسية. وقد أتاح ذلك المجال واسعا للمحاباة والتسويات فضلا عن أنه أضعف مشروعية التشكيلات والثقة بنزاهتها وتجردها". واعتبرت ان "مشروع التشكيلات لا يحصن النيابات العامة من التدخل السياسي: رغم التحسينات الحاصلة في قضاء الحكم، فإن التعيينات الحاصلة في النيابات العامة وقضاء التحقيق حادت بشكل جزئي أو تام عن الهدف المعلن للتشكيلات القضائية، بل أتت معاكسة تماما له". ورأت ان "مشروع التشكيلات اعتمد المعيار الطائفي في تخصيص المراكز القضائية لطوائف معينة خلافا للدستور، حيث أنه راعى وفق أسبابه الموجبة، الاعتبارات الطائفية المتمثلة في تخصيص المراكز الأساسية الأكثر حساسية لطوائف معينة، وهي أحد المداخل الأساسية لتحويل هذه المراكز إلى مراكز نفوذ يتحكم بها زعماء الطوائف". واعلنت المفكرة رفضها "مشروع التشكيلات في صيغته الحالية"، مطالبة "مجلس القضاء الأعلى إلى تصويب التعيينات فيها، بما يتفق مع مبادئ الشفافية والدستور وأهدافه المعلن عنها".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 10-11 آذار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

المواقف الإيمانية الصادقة لا تحابي ولا تعمم بل تحدد وتشخص وتصف العلاج ومعها الكفارات

الياس بجاني/09 آذار/2020

مواقف سيدنا الراعي تعموية ولا تسمي الأشياء بأسمائها وهي فاترة وينطبق عليها قول الإنجيل "لأنك فاتراً سوف ابصقك من فمي". تعتير

 

 

 

الفينيقيون اكتشفوا أميركا: على متن سفينة فينيقيّة أُعيدَ تصنيعها، عَبَرَ اللبنانيان ريمي قهوجي وشيماء الأوبري ، المحيط الأطلسي. دامت الرحلة 39 يوماً.

ريمي قهوجي وشيماء الأوبري بعد عبورهما “الأطلسي”: “العلم اللبناني يرفرف والفينيقيون اكتشفوا أميركا”

كني-جو شمعون/النهار/09 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83995/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%82%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%83%d8%aa%d8%b4%d9%81%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%aa%d9%86-%d8%b3%d9%81%d9%8a/

 

 

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الكاتب والباحث السياسي السيادي بإمتياز، الياس الزغبي يحكي من خلالها فصول ومحتويات كتابه التاريخي الجديد: امس الذي لم يعبر. اسم الكتاب مستوحى من سفر المزامير “المزمور التاسع” في الكتاب المقدس..”ألف عام في عينك يا رب كأمس الذي عبر”

09 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83987/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-6/