المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم02 آذار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march02.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

انتم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/جماعات الإرهاب والإجرام تحارب بعضها البعض في ادلب والضحية هو شعب سوريا

الياس بجاني/ا حلول قبل حل حزب الله وتنفيذ القرارات الدولية

الياس بجاني/حزب الله عصابة مسلحة خارجة عن القانون وتسبب بمقتل مواطنين لبنانيين داخل وخارج لبنان

الياس بجاني/جوني منير ونفخة الصدر وأوهام ينابيع المعلومات

الياس بجاني/قطعان أصحاب شركات الأحزاب هم رزم من الكوارث القاتلة

الياس بجاني/حبذا لو يصمت الثلاثي جنبلاط والحريري وجعجع ويتوقف عن نتاق وهرار التصريحات والتغريدات

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع الامين العام للمجلس الأسلامي العربي السيد محمد علي الحسيني يكشف من خلالها بجرأة وشفافية ومصداقية مسؤولية السامري حسن نصرالله عن مقتل شباب الطائفة الشيعية في معارك سوريا بأوامر من إيران

10 إصابات بـ"كورونا" في مستشفى الحريري... و13 حالة في الحجر الصحي

مقتل قياديين من «حزب الله» في إدلب بقصف تركي واستمرار المعارك بين قوات النظام بغطاء روسي وفصائل معارضة تدعمها أنقرة

حزب الله يُشيّع 5 قتلى في الغبيري

الزعماء الكورونيون ل١٤ آذار-بازار

هلوسات/الناشط السوري نجيب جورج عواد/فايسبوك

جورج سولاج: الثقة مفقودة بلبنان

سامي نادر: الاصلاحات تبدأ بملف الكهرباء والعهد لم يسجل الانجازات

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 1/3/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

اعلان حركة المبادرة الوطنية 2020

حزب الله «يحصد» الشباب في لبنان.. والخيبة في سوريا!

وساطة إبراهيم تُسابق إخراج «حزب الله» وإيران..وتركيا من سوريا!

أم قتيل لحزب الله:"خيك الشهيد اشتاق لك ورحت لعندو"

إصابة أيمن دقدوق برصاصة مطاطية في عينه لا تحول دون احتجاجه ضد السلطة/خلع رداءه الحزبي والطائفي فعادته بيئته وعائلته

صراع «القوات اللبنانية» و«الوطني الحر» يتجدد باتهامات الفساد

النائب إبراهيم كنعان: لا توجد حالة طلاق كاملة بينهما

أجواء غضب ترافق تشييع “حزب الله” قتلاه

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

فيروس «كورونا» ينتشر أوروبياً والإصابات في إيطاليا تتجاوز الألف

تركيا تسقط مقاتلتين حربيتين للجيش السوري في إدلب وتدمر 3 منظومات للدفاع الجوي

بوتين وإردوغان يتبادلان «الرسائل»... و10 عقبات أمام اتفاق إدلب

إردوغان: طلبت من بوتين «تنحية» قواته لمواجهة النظام السوري

موسكو تحذر من حملة غربية ضد «محور أستانة»

الأسد وأردوغان يُصعِّدان المواجهة ويتبادلان إسقاط الطائرات فوق إدلب

أنقرة أطلقت "درع الربيع" وطالبت أميركا بصواريخ "باتريوت"... وطهران حذَّرتها ودعتها للتعقل

تركيا تواصل ابتزاز أوروبا وتمطرها بموجة جديدة من المهاجرين وأثينا اتهمت أنقرة بنشر معلومات مضللة

«عودة سوريا» و«كورونا» يدفعان القمة العربية إلى يونيو

بعد فشله بجمع النصاب.. علاوي يعتذر عن تشكيل حكومة العراق!

إيران تقرّ بمصرع 21 «فاطميون» و«زينبيون» في إدلب

فصائل إيران والأجهزة الأمنية وراء خطف الناشطين وتعذيبهم

ميليشيات إيران في العراق تعيش الفوضى بعد مقتل المهندس

واشنطن و«طالبان» تتفقان على إنهاء 18 عاماً من الحرب الأفغانية والإفراج عن آلاف السجناء من الطرفين وانسحاب أميركي تدريجي فوراً

علاوي يخوض مفاوضات الفرصة الأخيرة لتمرير حكومته اليوم وحديث عن «تقدم» مع الكرد وسط تباين حاد في مواقف القوى السياسية

سد النهضة»: القاهرة تلوّح بالدفاع عن مصالحها المائية بـ«الوسائل كافة» ومصر توقّع بالأحرف الأولى... والسودان يبدي ملاحظات... وإثيوبيا تبدأ الملء

إسرائيل تقرُّ بمحاولة اغتيال قيادي بارز في “الجهاد” بدمشق

نتانياهو يتعهد ضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية… إذا فاز

الإسرائيليون يتوجهون لصناديق الاقتراع ويغلقون الضفة وغزة

بريطانيا: جونسون وشريكته يعلنان خطبتهما وينتظران مولوداً ومصير وزيرة الداخلية في الميزان بعد استقالة وكيلها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ألا ترى «القوات» فساداً إلّا عند «التيار»/راكيل عتيِّق/الجمهورية

لبنان في نزعه الأخير... من ينهي مهزلة هيمنة الدويلة على الدولة/فاروق يوسف/العرب

بيئة حزب الله تتكلم: يائسون ورواتبنا ملطخة بالدم/قاسم مرواني/المدن

حكومة «حزب الله» تطل برأسها من سوريا.. وتنأى «غب الطلب»/علي الأمين/نداء الوطن

ماذا يفعل حزب الله في الشمال السوري/يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا

بورتريه للكورونا في مستشفى رفيق الحريري/نهلا ناصر الدين/موقع أساس ميديا

حزب الله..وضريبة الدم/ساطع نور الدين/المدن

مسؤولية انهيار لبنان تقع على الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب/راغده درغام /ايلاف

خطورة النظام الإيراني على البشرية/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

الجمع في إهاب واحد بين فكريتين متعارضتين/علي العميم/الشرق الأوسط

الوعي والمسؤولية في وجه «كورونا»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

إردوغان وحيد في المصيدة/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

لماذا تختار تركيا الحروب؟/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

من الشاهنشاهية إلى الخمينية … الفيروس واحد/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

دياب: تكريم معلوف حافز إضافي لإعادة الصورة المشرقة للبنان

بلدة الرامة شيعت ابنها الشهيد أيمن المحمد

فهمي في مؤتمر وزراء الداخلية العرب: لبنان لن يتخلى عن حضنه الطبيعي وستعود العلاقات الى ما كانت عليه

حسن فضل الله: نرفض أن يكون لبنان تحت وصاية البنك الدولي

رعد: استحقاق اليوروبوند سيترك تبعات على بلدنا

الراعي في أحد الأبرص: المطلوب قرار سياسي جريء لتنفيذ الإصلاحلات

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس

إنجيل القدّيس متّى 5/13-17/أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس. أَنْتُم نُورُ العَالَم. لا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى جَبَل. ولا يُوْقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلى المَنَارَة، فَيُضِيءُ لِكُلِّ مَنْ في البَيْت. هكَذَا فَلْيُضِئْ نُورُكُم أَمَامَ النَّاس، لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ ٱلصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات. لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ التَّوْرَاةَ أَوِ الأَنْبِياء. مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

جماعات الإرهاب والإجرام تحارب بعضها البعض في ادلب والضحية هو شعب سوريا

الياس بجاني/01 آذار/2020

جماعات الإرهاب تحارب بعضها البعض في ادلب.اردوغان الإخونجي والأسد الكيماوي وحزب الله وكل اذرع إيران المذهبية. السوري هو الضحية.

 

لا حلول قبل حل حزب الله وتنفيذ القرارات الدولية

الياس بجاني/01 آذار/2020

المواجهة بين حزب الله المحتل وبين كل اللبنانيين وفي مقدمهم الطائفة الشيعية المخطوفة والرهينة. وكفى نفاق ودجل شعارات تحرير ومقاومة

 

حزب الله عصابة مسلحة خارجة عن القانون وتسبب بمقتل مواطنين لبنانيين داخل وخارج لبنان

الياس بجاني/29 شباط/2020

آتٍ اليوم الذي سيحاكم فيه نصرالله وقادة عصابته للتسبب في مقتل لبنانيين خدمة لدول واجندات ومخططات اجنبية خلافاً للقانون اللبناني

 

جوني منير ونفخة الصدر وأوهام ينابيع المعلومات

الياس بجاني/28 شباط/2020

عندما استمع لجوني منير يتخيل لي بأنه إما موهوم ويهلوس أو هو خارق يتعشى مع ترمب ويتعصرن مع بوتين ويتناول الترويقة مع قادة أوروبا.

 

قطعان أصحاب شركات الأحزاب هم رزم من الكوارث القاتلة

الياس بجاني/29 شباط/2020

قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة هم كوارث وطنية وفكرية. اغبياء وجهلة وعبدة اصنام وهوبرة "بروح وبالدم منفديك" تلخص ثقافتهم الغنمية.

 

حبذا لو يصمت الثلاثي جنبلاط والحريري وجعجع ويتوقف عن نتاق وهرار التصريحات والتغريدات

الياس بجاني/28 شباط/2020

تصريحات وتغريدات جنبلاط والحريري وجعجع المنتقدة للحكم هي سخيفة وغبية ولا مصداقية لها لأنهم 100% هم شركاء في كل الإرتكابات. تضبضبوا

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

http://eliasbejjaninews.com/archives/55354/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب/28 شباط/2020/اضغط هنا

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب/28 شباط/2020اضغط هنا

 تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب
الياس بجاني
/28 شباط/2020
"ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك” (إشعياء33/01)
من منا لا يعرف شخصياً العشرات من الذين أعماهم الطمع وافقدهم البصر والبصيرة وحولهم إلى مخلوقات بشعة مجردة من كل ما هو أحاسيس ومشاعر إنسانية، وأبعدهم عن الله، وانتزع من قلوبهم الإيمان، وغربهم شر غربة عن كل مقومات ومرتكزات القيم والأخلاق والمبادئ.
للأسف، فإن كثر من هؤلاء المرّضى بخطيئة غريزة الطمع قد يكونون في الغالب من أهلنا ومن اٌقرب، أقرب، الناس إلينا… أصدقاء وأقارب ومعارف، وحتى أبناء وأخوات وإخوان، وربما أباء
ً وأمهات أحياناً..
هؤلاء المرّضى بقلة الإيمان والجحود، وعندما يُنعم عليهم الله بعطايا المال أو السلطة والنفوذ، أو العلم والمعرفة، فجأة يفقدون ذواتهم الإنسانية ويختل توازنهم الأخلاقي والقيمي وذلك لقلة إيمانهم ولشح رجائهم.
بجحود وجهل وتسرع ودون كوابح وضوابط إيمانية يعبدون النّعم والعطايا متناسين أن الله هو الذي رزقهم بها وأعطاهم إياها، ومتعامين عن جهل وغباء أنها ترابية وزائلة.
خير مثال نقتدي به في هذا السياق ونأخذ منه العبر يتجسد في مصير ونهاية المئات من الملوك والحكام المعاصرين والغابرين الذين سكنهم الجشع وجرهم هم وعائلاتهم إلى نهايات مأساوية ودموية.
إن الجشع أي الطمع هو غريزة إنسانية حيوانية تُولد مع الإنسان كما غيرها من الغرائز الأخرى من مثل الحب والكراهية والجنس والخوف..
الجشع عزيزة مدمرة وصعب جداً التحكم بها والسيطرة عليها دون إيمان ورجاء وأحاسيس إنسانية وخوف من الله، ومن عواقب حساب يوم الحساب الأخير..
هذه الغريزة تتفلت من عقالها بشكل فاضح وإبليسي عند 99% من البشر الذين يصلون إلى السلطة والنفوذ والثروة والمعرفة والعلم.
والمحزن والمخيف في آن، أنها غريزة  توقع صاحبها في التجارب وتودي إلى الهاوية بمن تتحكم به، وتبعده وتضلله عن الطريق القويم، وتجره إلى نهاية مأساوية وتعيسة وغالباً مهينة.
كما أن من تسيطر عليه هذه الغريزة وتتحكم به يفقد البصر والبصيرة، ويبني لنفسه قصوراً من الأوهام وأحلام اليقظة، ويغلق أبوابها والنوافذ، وينسلخ عن الواقع، مما يُعجل بعزلته وبسقوطه وبالتالي حتمية نهايته..
في الخلاصة إن الثروات والنفوذ والسلطة هم من تراب كما هو جسد الإنسان.
"فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم".(إنجيل القديس لوقا12/34)
وكل ما هو من التراب إلى التراب يعود.
هذا، وعندما يسترد الله الخالق وديعته من مخلوقه الذي هو الإنسان لا يمكنه أن يحمل معه من تراب الأرض أي شيء يوم يقف أمام خالقه يوم الحساب الأخير ليؤدي جردة الحساب.
يقول المثل الشعبي الشائع: “لو دامت النعم لغيرك لما وصلت إليك”..
في خضم كل ما نعيشه من فجور وغرائزية وتحديداً على مستوى القادة والحكام لا يسعنا إلا ان نصلي ونطلب من الرب أن يحمينا من شرور وفخاخ وتجارب الطمع والغرور والجحود، ولا تقسي قلوبنا ولا تخدر ضمائرنا.
ربي قوي إيماننا، ولا تفقدنا نعمتي البصر ولا البصيرة حتى لا يغيب عن فكرنا وأقوالنا وأفعالنا يوم الحساب الأخير، حيث لا ينفعنا لا مال ولا نفوذ ولا سلطة ولا علم ولا معرفة، وحيث يكون البكاء وصريف الأسنان.
نختم بتذكير كل صاحب نعمة أكانت مال أو سلطة أو نفوذ أو معرفة بما جاء في إنجيل القديس متى 10/08/: ”مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا”.
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
*عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع الامين العام للمجلس الأسلامي العربي السيد محمد علي الحسيني يكشف من خلالها بجرأة وشفافية ومصداقية مسؤولية السامري حسن نصرالله عن مقتل شباب الطائفة الشيعية في معارك سوريا بأوامر من إيران دون هدف أو سبب لبناني موضحاً ان هناك غضب كبير داخل الطائفة.. ويشرح تفاصيل كثيرة عن طرق التجييش الإيراني في لبنان التي يقوم بها حزب الله

http://eliasbejjaninews.com/archives/83709/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84/

https://www.youtube.com/watch?v=0B8wHNjapYU&t=306s

 

10 إصابات بـ"كورونا" في مستشفى الحريري... و13 حالة في الحجر الصحي

مواقع الكترونية/01 آذار/2020

أعلن مستشفى رفيق الحريري الجامعي، في تقريره اليومي عن آخر المستجدات حول فيروس الكورونا المستجد، أنه استقبل خلال الـ 24 ساعة الماضية "23 حالة في قسم الطوارىء المخصص لاستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، خضعوا جميعهم للكشوفات الطبية اللازمة، وقد احتاج 9 منهم إلى دخول الحجر الصحي استنادا إلى تقييم الطبيب المراقب، فيما يلتزم الباقون الحجر المنزلي". وأشار إلى أنه "أجريت فحوصات مخبرية لـ 55 حالة، جاءت نتيجة 52 منها سلبية و3 حالات إيجابية"، و"غادر اليوم 26 شخصا كانوا موجودين في منطقة الحجر الصحي في المستشفى بعد أن جاءت نتيجة الفحص المخبري سلبية، وذلك بعد توصيتهم بالإقامة تحت منطقة الحجر الصحي المنزلي، حيث تم تزويدهم بكل الإرشادات وسبل الوقاية اللازمة وفقا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية". وذكر أنه "يوجد 13 حالة في منطقة الحجر الصحي حتى اللحظة. أما الحالات الايجابية فقد بلغ عددها 10، بعد ان تم تسجيل 3 حالات جديدة اليوم أدخلت إلى وحدة العزل لتلقي العلاج"، شارحا "ما زالت حالة المريض المصاب بالفيروس المستجد من التابعية الايرانية حرجة، في حين أن وضع باقي المصابين مستقر وهم يتلقون العلاج اللازم".

 

مقتل قياديين من «حزب الله» في إدلب بقصف تركي واستمرار المعارك بين قوات النظام بغطاء روسي وفصائل معارضة تدعمها أنقرة

بيروت – لندن/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

قال قائد عسكري في التحالف الإقليمي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد إن ضربات نفذتها تركيا على شمال غربي سوريا في وقت متأخر الجمعة أدت إلى مقتل 9 من أعضاء «حزب الله»، وإصابة 30 آخرين، في وقت استمرت فيه المعارك والقصف في سراقب وفي جبل الزاوية.

وأضاف القائد العسكري، السبت، أن الضربات التركية استهدفت مقراً لـ«حزب الله» قرب مدينة سراقب في إدلب، بؤرة القتال في الأيام القليلة الماضية، باستخدام قذائف ذكية وطائرات مسيرة. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام السوري وحلفائه جراء القصف الجوي والبري من قبل القوات التركية، خلال الـ24 ساعة الفائتة، إلى 48، بينهم 11 ضابطاً. كما قُتل 14 عنصراً وقيادياً في «حزب الله» اللبناني؛ قُتلوا جميعاً باستهدافات جوية وبرية تركية على مواقع متفرقة ضمن ريفي حلب وإدلب. وحسب «المرصد السوري»، فإن عدد الذين قُتلوا مرشح للارتفاع، لوجود عشرات الجرحى «بعضهم في حالات خطرة»، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين. وتسببت الاستهدافات التركية كذلك بتدمير ما لا يقل عن 13 آلية عسكرية لقوات النظام. وتواصل القصف التركي المكثف على مواقع تابعة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف مدينة سراقب، ومناطق أخرى بالريف الإدلبي، رداً على هجمات نُسِبَت إلى دمشق الخميس الماضي، وقُتِل فيها -بحسب أنقرة- 34 جندياً تركياً. وتتواصل المعارك في محيط سراقب، وسط قصف مدفعي تركي، وقصف من طائرات الروس؛ حيث استهدفت سرمين وقميناس في محيط سراقب. وبذلك، يرتفع عدد الغارات إلى 114 استهدفت مدينة سراقب ومحيطها، والترنبة، ومناطق في جبل الزاوية وغرب إدلب. كما ارتفع عدد الغارات من طائرات النظام الحربية إلى 12، استهدفت سراقب وسرمين بريف إدلب. وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، أول من أمس، مقتل أحد جنودها، وإصابة اثنين آخرين، في قصف مدفعي لقوات النظام في إدلب، وأكدت أن الجيش التركي يواصل قصف الأهداف العسكرية للنظام السوري بالمنطقة، وأنه تم تحييد 56 عنصراً من قوات النظام السوري، في إطار الرد على الهجوم الذي وقع ليل الخميس على الجنود الأتراك. وأضافت أنه تم أيضاً تدمير 8 دبابات، و4 عربات مدرعة، و5 مدافع، وراجمتي صواريخ.

 

حزب الله يُشيّع 5 قتلى في الغبيري

مواقع الكترونية/01 آذار/2020

شيّع حزب الله اليوم الاحد، خمسة من عناصره قضوا أثناء المعارك بقصف تركي لمقر كانوا يتواجدون فيه في بلدة طلحية بريف حلب بسوريا. انطلقت مراسم التشيّيع من مقابل حسينية الخنسا في محلة الغبيري بالضاحية الجنوبية. وتجمع المشيّعون لإلقاء النظرة الأخيرة على القتلى قبل مواراتهم الثرى إلى مثواهم الأخير في "روضة الحوراء زينب . وصلّى على جثامين القتلى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، كما قدّمت فرقة من رفاق القتلى قسم الولاء والبيعة للمقاومة. القتلى الذين تمّ تشييعهم هم: السيد علي ابراهيم الزنجاني، محمود عدنان حامد، عيسى علي برجي، طلال عادل حمزة شمص واحمد فياض مصطفى.

 

الزعماء الكورونيون ل١٤ آذار-بازار

The Unsaid Lebanon/01 آذار/2020

الزعماء الكورونيون ل١٤ آذار بازار الذين يعانون من إسهال بالإستسلام والذمية السياسية  وضعوا لبنان بأكمله تحت وصاية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر وكيلها حزب الله، مما أدى إلى الكارثة الإقتصادية والصحية والكيانية للبنان.عوضا" عن تصويب البوصلة والإعتذار عن رعونتهم السياسية التي تحتاج لمضاد حيوي فعال للحمرنة ، يهربون إلى الأمام بمعاركهم الشخصية التي لا ناقة ولا جمل لللبنانيين بها.

 

هلوسات

الناشط السوري نجيب جورج عواد/فايسبوك/01 آذار/2020

لا نزاع ولا خلاف بين روسيا وتركيا، فتركيا تنفذ ما تريده كل من روسيا وأمريكا في المشهد السوري: التخلص من الحضور والدور الإيراني في الساحة السورية تمهيداً لعقد تصالح تركي مع النظام وإنهاء الملف السوري بتقاسم سلطة. من هم معظم الجنود المقاتلين مع النظام في منطقتي حلب وأدلب؟؟؟ معظمهم من مقاتلي حزب الله وباقي الميليشيات الإيرانية التي تقاتل تحت مسمى جيش النظام. من يعرف مواقعهم وإحداثياتها على الأرض ويمكنه أن يمنحها للجانب التركي ليحقق إصابات عالية الدقة وأضرار كبيرة بين هؤلاء المقاتلين؟ الروسي والأمريكي في المنطقة المذكورة. من يستفيد من تكبد إيران لخسائر فادحة بين أولئك المقاتلين حزباللاهيين وأشباههم؟ روسيا وأمريكا... في ضوء تلك المعطيات، نستطيع أن نفهم ما تم الاتفاق عليه بين غرف عمليات الروس والأتراك في لقاءاتهم المتكررة مؤخراً وسبب دخول الأمريكي والأوروبي على خط التنسيق العملياتي. نعم، أردوغان انتهازي وفاسد ونرجسي ولا يكترث أبدأً بالسوريين بل يستخدمهم كألعوبة في يده وخدمة لسلطته المتغولة والجامحة... ولكن، في سياق المعطيات المذكورة في الأعلى، وإذا كان تنفيذه لاتفاق عمليات روسي أمريكي يخدم تدمير المشروع الإيراني في سوريا، فأهلاً بغاراته وعملياته العسكرية وشكراً لها لأنها قد تخدم سوريا المستقبل بالتخلص من تأثير الإيراني....

 

جورج سولاج: الثقة مفقودة بلبنان

صوت لبنان/01 آذار/2020

لفت رئيس تحرير صحيفة الجمهورية جورج سولاج الى ان الدولار الذي يخرج من لبنان لن يعوض. واضاف: اصبحت المخاطرة بالامن المالي والاجتماعي للمواطن. سولاج وفي حديث لكواليس الاحد عبر صوت لبنان، قال: هناك قيادة تعيق عمل الحكومة، مضيفا: من شكّل الحكومة هو الذي يحاصرها.

وشدد سولاج على انهم يطلبون الاستشارة من صندوق النقد الدولي، سائلا: هل من وقت للاستشارة؟واشار الى ان اللبناني خسر اكثر من ٤٥% من قدرته الشرائية، مضيفا: النظام السياسي لم يعد صالحا. وراى ان المجتمع الدولي ودول الخليج تخلوا عن لبنان لان لبنان تخلى عن نفسه. وشدد على ان لبنان يحتاج الى افعال تبدأ بوقف النزيف بملف الكهرباء. واضاف: الثقة مفقودة بلبنان. وعن موقف رئيس الحكومة حسان دياب حول السياسات المالية المتبعة على مدى ٣٠ سنة، اعتبر سولاج ان هذه المواقف هي كاطلاق النار على النفس ودياب أكد انه رئيس حكومة اللون الواحد.

 

سامي نادر: الاصلاحات تبدأ بملف الكهرباء والعهد لم يسجل الانجازات

صوت لبنان/01 آذار/2020

أشار الدكتور سامي نادر الى ان لبنان يفتقد الى القرار في جميع الملفات، كملف الكورونا وسندات اليوروبوند، مضيفا: وجود حزب الله يطغى على القرار الحكومي. وراى ان هذه الحكومة لم تبرهن حتى الان انها تأخذ القرار الذي يصب في مصلحة لبنان والشعب اللبناني.

نادر وفي حديث الى “كواليس الاحد” عبر صوت لبنان، قال: صندوق النقد هو الحل لان لبنان بحاجة الى ضخ السيولة لتلافي التدهور الاقتصادي. واضاف: من الصعوبة ان يسدد لبنان كل الاستحقاقات. وراى ان اعادة الجدولة لا مفر منها، مضيفا: الاصلاحات ضرورية وهي تبدأ بملف الكهرباء. واشار الى ان الحكومة لم تضع حتى الان خطة انقاذية. وشدد على ان الخيار الاسوأ هو عدم دفع السندات وعدم اللجوء الى صندوق النقد. واعتبر ان ١٤ آذار بنفسها الشعبي مستمرة عبر الانتفاضة ولكن تحالف ١٤ آذار السياسي ولى الى غير رجعة. ورأى ان العهد لم يسجل الانجازات، مضيفا: استخراج النفط لا يعول عليه ولا يعد انجازا. واشار الى ان استخراج النفط والاستقرار يرتبطان بحياد لبنان. واعتبر ان الانتفاضة تتجه لتصبح ثورة، والمظاهر ستتحول الى عنفية، مضيفا: المواطن لم يعد يحتمل ممارسات السلطة. اشار الوزير السابق جورج قرم الى ان لبنان يجب ان يدفع السندات من اجل اعادة جدولة الديون، مضيفا: هناك عشرات الدول التي اعادت جدولة ديونها الخارجية ولبنان لن يكون الاول.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 1/3/2020

وطنية/الأحد 01 آذار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الكورونا يهز مضاجع اللبنانيين والعالم. وفيما التوعية حول الوقاية تتواصل، يرتقب عودة لبنانيين من إيران جوا، على أن يخضعوا لاجراءات حازمة في الحجر، منعا لانتشار الفايروس.

ويطل الأسبوع على خطوات إضافية لتلافي الاحتكاك الجماعي، عبر اقفال المدارس والجامعات، على رغم عدم التزام بعض الجامعات الخاصة، وإلغاء أسواق ومناسبات عامة ثابتة أو مقررة، تمشيا مع الوقاية من احتمالات تفشي الكورونا بين اللبنانيين.

ماليا، وبانتظار المهلة المتاحة لحسم الخيار الحكومي في موضوع اليوروبوند، يمثل الأسبوع المقبل، وتباعا، عدد من القيمين على المصارف أمام المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، ليستمع إليهم تباعا حول الأموال التي جرى تهريبها إلى الخارج. والتحويلات التي يجري البحث عنها، تتضمن تلك التي جرت خلال فترة الـ15 يوما، التي أغلقت فيها المصارف، وتلك التي تم تحويلها إلى مصارف خارجية قبل شهرين من 17 تشرين، وذلك بعدما وصلت فضيحة الأموال اللبنانية المهربة إلى عناوين أهم الصحف السويسرية، وفيها مجريات لبعض الآليات التي اعتمدت في إخراج تلك الأموال إلى البنوك السويسرية.

في الجوار، وفيما يشهد كيان العدو الاسرائيلي تحديا انتخابيا جديدا غدا، يتوجه ستة ملايين ناخب إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الكنيست، وسط توقعات بتعادل النتيجة 33 صوتا لحزب نتانياهو و33 لبني غانتز، من أصل 120، الأمر الذي يجعل من الأحزاب الأخرى المتوسطة والصغيرة فاعلة ومؤثرة في مسار تأليف الحكومة الاسرائيلية الجديدة، وفي مقدمة تلك: حزب أفيغدور ليبرمان وتجمع القائمة العربية في الكنيست، وهنا يكمن التجاذب وشد الحبال التي يحاول نتانياهو جاهدا الإستحواذ عليها.

في الغضون، صفحة أخرى للتطورات الميدانية المفصلية والحساسة إقليميا ودوليا تكتب في سوريا، التي دخلت فيها تركيا كفريق عسكري رئيسي، ناهيك بالنازحين الذين تضغط أنقرة لترحيلهم إلى أوروبا، وهم وقودها الأساسي، بعدما رفضت اليونان مدعومة بقرار أوروبي، انتقالهم إليها.

ولقد أفاد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي، بأن روسيا وتركيا ستبحثان في الصراع في سوريا من كل جوانبه في محادثات ستجري في موسكو.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

كورونا هو العنوان الثقيل الذي ما برح يجثم على صدر العالم، كما لبنان. والسباق المحموم لاجتراح لقاحات مضادة لم يؤت ثماره، وظلت العلاجات تحت الاختبار الذي يمكن أن يحتمل النجاح كما الفشل.

ولكن بانتظار أي من الاحتمالين، العداد لا يستريح، فحصيلة الوفيات بسبب الفيروس القاتل تقترب من ثلاثة آلاف، أما المصابون فأصبح عددهم سبعة وثمانين ألفا، بحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية... والحبل على الجرار.

هذا التوجه يعززه توسع لائحة الدول التي ظهر فيها كورونا، بحيث أعلنت أول وفاة في عدد من البلدان مثل الولايات المتحدة، وأول إصابة في أخرى مثل إيرلندا.

أما على مستوى التأثيرات الاقتصادية والمالية للفيروس المستجد، فقد سجلت انهيارات جماعية للبورصات الخليجية في بداية التعاملات صباح اليوم.

في لبنان حيث رسا عداد المصابين على عشرة أشخاص، لم يتبدل المشهد: استنفار حكومي، وقلق شعبي بعضه مشروع، وبعضه الآخر ناجم عن شائعات لها أول وليس لها آخر. وفيما أعلنت وزارة الصحة أن الوضع لا يزال قيد الاحتواء، بدا ان ثمة اتجاها نحو إجراءات أكثر تشددا بعد إقفال المؤسسات التعليمية. ذلك أن الواقع السائد يتطلب أعلى درجات الإستنفار والمسؤولية رغم قلة الإمكانات، ولا يتطلب الكثير من التنظير والتجريح والاستثمار في قلق الناس.

فيروس كورونا الذي يستنفر العالم لمواجهته، لم يحجب الأضواء عن الوقائع الميدانية والسياسية المتسارعة على مساحة الحدود السورية- التركية. في الوقائع الجديدة، إغلاق سوريا مجالها الجوي فوق شمال غرب البلاد، واستعادة قواتها نصف مساحة ريف إدلب، مع التركيز حاليا على تحرير مدينة سراقب الاستراتيجية.

وعلى الضفة التركية، أعلنت أنقرة إطلاق عملية عسكرية ضد دمشق، مؤكدة ألا نية لديها للتصادم مع روسيا في سوريا. وفيما تحدثت موسكو عن لقاء وشيك بين الرئيسين الروسي والتركي، اقترح الرئيس حسن روحاني عقد اجتماع إيراني- تركي- سوري حول إدلب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ليست المعركة مع فيروس كورونا منظورة الجغرافيا، برغم السباق الحثيث بينه وبين مختبرات العالم التي تبحث عما يفرمله ويحد من انتشاره وخسائره.

إلى حين العثور على العلاج المنشود، تكثر الدعوات للتقيد بالوقاية والارشادات والاجراءات التي أفلحت في عدد من البلدان باحتواء الفيروس، بينما يحاول لبنان تطبيق ما أمكنه منها مع اعلان ارتفاع عدد المصابين إلى عشرة.

غدا، ينطلق البلد في دورة نشاط مربكة فوق إرباكها جراء الأزمات، بنشاط محكوم لمعركة فرضت إلى الآن إقفالا تاما للصروح التعليمية، ولأسواق شعبية أسبوعية في بيروت والجنوب والبقاع، وتلحق الادارات الرسمية بالتدابير المفروضة، وربما الإقفال أيضا بحسب ما يطلب موظفوها.

ما يرصده اللبنانيون ارتفاعا في مستوى التوعية، ينقصه الالتزام الكامل لدى المواطنين على اختلاف أوضاعهم الصحية، وتحديدا لدى المصابين المشخصين، والذين خالطوهم منذ اصابتهم، وايضا لدى كل من طلب منه عزل نفسه في منزله فيما هو يجول في الشارع ويمارس حياته بشكل طبيعي، ليكون ناقلا محتملا لفيروس صامت يتسلل بخطره إلى كل المنازل ويفاقم الوضع سوءا.

في الوضع السوري، أنقرة تغامر بخياراتها في إدلب مع اطلاقها عملية عسكرية جديدة، هناك… تعددت أسماء العمليات التركية، ولكن غايتها واحدة في اعتبارات دمشق: احتلال أرض لن يدوم، ودعم مجموعات ارهابية زائلة، ووهم بتحسين شروط تفاوضية عبر الضغط الميداني والذهاب بالخيار العسكري إلى النهائيات الخاسرة. وفق الميدان، يمارس الجانب التركي الآن استعراضا في الأجواء، واستقواء على الأرض أمام وخلف الارهابيين، في محاولة لفرض منطقة أمنية يريدها بشروطه، متجاهلا دعوات وجهت إليه للتصرف بعقلانية، وحقن دماء جنوده، وحماية مصالح الشعبين التركي والسوري. وفي التأكيدات السورية، فإن ما تمارسه أنقرة لن يغطي انجازات كبرى يحققها الجيش وحلفاؤه على طريق تحرير الأرض من الارهاب وداعميه، واستعادة طرقات وشرايين دولية رئيسية في الشمال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الأسبوع المقبل حاسم. عبارة تتردد منذ أيام على لسان اللبنانيين نقلا عن رئيس حكومتهم. لكن، على الرغم من الاهتمام الوطني بموضوع سداد لبنان لسنداته، إلا أن الاهتمام ينصب في الأوساط اللبنانية حول آخر مستجدات فيروس كورونا.

عشر حالات هو الرقم الذي رست عليه بورصة مستشفى رفيق الحريري اليومية، ليرتفع الرقم بمعدل ثلاث اصابات جديدة عن سابقه في الأمس، علما أن النشرة اليومية الصادرة عن المستشفى تفيد بتراجع في مجموع الخاضعين للحجر الصحي من 29 الى 13، وهو ما يعول عليه بعض المعنيين للإشارة إلى نجاح الاجراءات الرسمية للحد من انتشار الفيروس.

وفي هذا السياق، ينطلق الأسبوع على وقع إقفال للمدارس والجامعات، بناء على توصية وزير التربية، في خطوة من شأنها حماية الطلاب. وقد رأى مهتمون بالشأن التربوي أن هذه الخطوة الوقائية ايجابية ولا بد منها في هذه الظروف، مشيرين إلى أن انتشار الفيروس بين الطلاب ممكن وبشكل سريع.

في الموازاة، دخل قرار محافظ بيروت زياد شبيب حيز التنفيذ، حيث خلت الأسواق الشعبية من روادها، على ان يحذو آخرون حذو شبيب في قرار الإغلاق هذا.

هكذا خيم كورونا في الربوع اللبنانية، كما فعل في مختلف دول العالم التي تعيش هلع مكافحته، في ظل التفشي السريع وغياب الاجراءات الطبية الكفيلة بوضع حد له، علما أن الجانب الأميركي سيجري اختبارات سريرية على لقاح لعلاج كورونا خلال ستة أسابيع.

وقبل العودة إلى الداخل، تتمدد نار إدلب شيئا فشيئا، ليبقى الأبرز حال الفوضى التي تعيشها الحدود اليونانية- التركية مع توافد آلاف النازحين السوريين بسماح تركي، ما استدعى دعوة الاتحاد الاوروبي إلى اجتماع عاجل لبحث التوتر في إدلب. خاف الأوروبيون من موجة نزوح قوامها 73 ألف سوري، فرفعوا سقف المواجهة. وفي وقت يعيش لبنان تحت أعباء اكثر من مليون ونصف المليون نازح، عدا اللاجئين، لم يحرك العالم ساكنا لإعادتهم إلى بلادهم، وصولا إلى تخوين كل المطالبين بالعودة الآمنة والطوعية لأولئك.

نار إدلب هذه، لم يعد انعكاسها خفيا على لبنان، وسط انخراط البعض في الداخل بعملية الشجب والاستنكار وإبداء الرأي بالمعارك المستمرة في إدلب، وصولا إلى إطلاق دعوات بنصرة الأتراك في وجه الدولة السورية.

على كل الأحوال تبقى الأنظار مشدودة إلى ما ستؤول إليه الأمور في ملف اليوروبوندز، مع الإشارة إلى أن الحسم اللبناني لن يكون سريعا، إذ سيخوض المعنيون المفاوضات الدقيقة وحتى اللحظات الأخيرة، قبل اتخاذ الخيار المناسب الذي قد يتمثل بدفع نصف المستحقات وإعادة جدولة النصف الآخر، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وفق أفكار تطرحها أوساط اقتصادية ومالية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كورونا يواصل تمدده في لبنان ببطء، لكن بوتيرة يومية. فقبل انتهاء النهار أعلنت وزارة الصحة عن اكتشاف ثلاث حالات جديدة لأشخاص جاءوا على متن طائرات آتية من إيران، ليصبح العدد الاجمالي للمصابين عشرة.

لكن الخبر الأبرز، على صعيد كورونا، تمثل في الكشف عن دخول 55 طالبا من إيران إلى لبنان من طريق المصنع. اللافت أن الدخول تم وسط تكتم شديد من السلطات اللبنانية. كما ذكرت معلومات أخرى أن العدد الاجمالي للطلاب اللبنانيين الذين سيدخلون لبنان عن طريق المصنع يبلغ 400. فهل ما ورد في موقع "جنوبية" صحيح ودقيق؟، وإذا كان كذلك ماذا فعلت الحكومة لمواجهة الأخطار المحتملة؟، وبالتالي ألم تدرك الحكومة بعد الحاجة إلى أن تعلن فورا حالة طوارى وطنية شاملة لمواجهة كورونا؟.

المصيبة أن حكومة مواجهة التحديات، رغم اجتماعاتها ولجانها الكثيرة، لا تواجه الأوضاع الصعبة والاستثنائية بالسرعة المطلوبة، والدليل ما يحصل بالنسبة إلى سندات اليوروبوندز. علما أن الوضع مختلف هنا. فصحة المواطنين لا تنتظر، وهي لا تحتمل التأجيل وأهم من كل سندات العالم. وخطة الطوارىء الضرورية، تمر حكما بإشراك معظم وزارات الدولة واداراتها في الحرب ضد كورونا. فالمسؤولية ليست مسؤولية وزارة الصحة فقط، ومواجهة الوباء تتطلب استغلال كل مقدرات الدولة.

وفي هذا الاطار، إن عودة الطلاب اللبنانيين من إيران إلى لبنان، أمر طبيعي وضروري وانساني. ولو أن الدولة وضعت خطة طوارىء شاملة، لكانت أمنت للطلاب العائدين أماكن للحجر الصحي. إن الدولة تملك الكثير من المباني التي لا تستعملها أو لم تفتتحها بعد. فلماذا لا تحول هذه المباني أماكن للحجر، بدلا من أن تترك من يأتون من إيران ومن بلدان أخرى، يتحولون قنابل موقوتة داخل بيئاتهم؟.

إن النظام الصحي في لبنان معطوب ويعاني مشكلات كثيرة. والأوضاع الاقتصادية الصعبة ألقت بثقلها على أداء كل الادارات والمؤسسات، وهما عاملان جعلا مجلة "فورين بوليسي" تؤكد في تقرير نشرته عدم جهوزية لبنان لمواجهة الوباء الجديد. فهل تتخذ الحكومة الطرية العود، قرارات كبيرة وحاسمة لتثبت خطأ تقديرات "فورين بوليسي"، أم تستمر في معالجة وباء ينتشر كالسرطان بالمسكنات والمهدئات؟.

إن الوقاية من كورونا، كما يشير الأطباء، تبدأ بغسل اليدين. لكن هذا الأمر مطلوب من المواطنين لا من الحكومة. فيا حكومة مواجهة التحديات، لا تغسلي يديك من مواجهة كورونا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ينزلق لبنان رويدا رويدا إلى هاويتين، وفي أحسن الأحوال، يقترب من هاويتين: الأولى، هاوية ازدياد الإصابات بفيروس كورونا. والثانية هاوية التردد في التعاطي مع استحقاق اليوروبوندز.

الجامع المشترك بين الهاويتين هو الإرتباك، وترك اتخاذ القرار إلى ما بعد خراب البصرة، أو بداية الخراب، أو إلى حين أن يسبق السيف العزل. نحن اليوم في الأول من آذار، والقرار المتأخر بالنسبة إلى إصابات كورونا، أن ما اتخذ أمس كان يجب أن يتخذ في العشرين من شباط، أي قبيل هبوط الطائرة الأولى من إيران، لكن التأخير تسعة أيام كان واحدا من الأسباب التي أدت إلى ما أدت إليه من تفشي الإصابات، أما من يتحمل المسؤولية، ففي هذا البلد لا أحد يتحمل المسؤولية، لا احد يعاقب. ثقافة "الثواب والعقاب" لا يبقى منها سوى الثواب فيختفي العقاب.

ولكن مع ذلك، ولو بمفعول رجعي، هناك من يجب أن يتحمل المسؤولية في التهاون والتردد، والتسبب في تفشي الوباء، وفي ازدياد عدد الإصابات الذي بلغ اليوم عشر إصابات، عدا الذين لم تظهر نتائج فحوصهم بعد في مستشفى رفيق الحريري، وعدا الذين يطبقون حجرا صحيا طوعيا في منازلهم.

الإصابات الثلاث اليوم أتت على متن طائرات آتية من إيران، وكانت في العزل المنزلي. لكن اللافت أن البيان الرسمي لم يحدد في أي طائرة، فهل هناك تعتيم مقصود؟.

الهاوية الثانية هي استحقاق اليوروبوندز. غدا يبدأ العد العكسي وصولا إلى التاسع من آذار، موعد الإستحقاق. سبعة أيام تفصل عن الإثنين من الأسبوع المقبل، فما هو القرار الذي ستتخذه الحكومة اللبنانية؟.

يبدأ العد العكسي، في وقت تشهد العدلية غدا حدثا غير مسبوق: خمسة عشر رئيس مجلس إدارة مصرف لبناني، سيستمع إليهم النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم، يعاونه سبعة قضاة ماليين. الاستماع الذي يشمل أيضا سليم صفير بصفته رئيس مجلس إدارة أحد المصارف، سيستمر في الأيام الآتية ليغطي كل المصارف، وستتركز الأسئلة على ثلاثة ملفات: تحويل الأموال بعد 17 تشرين الأول وقبله، القيود التي طالت المودعين، وبيع بعض المصارف سندات خزينة دولية، بعدما وردتها تأكيدات أن لبنان سيدفع الاستحقاقات الخارجية، ما يجعلها تستفيد من دولارات داخلية في حساباتها الخارجية.

إلى أين ستصل هذه التحقيقات؟، هل ستبقى سرية؟، على أي مسافة يقف وزير المال وحاكم مصرف لبنان من هذه التحقيقات؟.

في سياق آخر، وفي أول لقاء مباشر بين وزير الداخلية في حكومة دياب وبين نظرائه العرب والخليجيين، علمت الـLBCI من مصادر مقربة من الوزير فهمي أن الإجتماعات بحد ذاتها كانت إيجابية، وأن هذه اللقاءات تناولت أوضاع لبنان المالية والاقتصادية، وحاجته إلى دعم البلدان الصديقة للخروج من أزمته، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع الأمنية والتنسيق ما بين الدول العربية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لا فايروس يضاهي خطر الكورونا، إلا حروب رجب طيب إردوغان على أرض ليست له، ناشرا سلطانه من بر إدلب إلى بحر اليونان، مستنفرا أوروبا إلى عقد قمة طارئة.

ففي الوباء الصحي، سجل لبنان اليوم ثلاث حالات إضافية، ليرتفع العدد المثبت إلى عشر إصابات مؤكدة، تخضع للعلاج في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، فيما ترتفع حالات العزل والاختلاط، مع إقفال الأسواق الشعبية في بيروت وعدد من المناطق.

والعالم لم يكن أقل هلعا، مع توسع دائرة الكورونا إلى ما وراء البحار، وتأثير انتشاره على إغلاق معظم الأماكن الدينية والرياضية والأكاديمية. وبعد ظهور المرض في أكثر من ثماني دول عربية، أعلن عن تأجيل قمة آذار إلى توقيت يمكن أن يتعدى منتصف حزيران المقبل. وإذا كانت الأمراض دافعا للتأجيل، فإن شفاء سوريا وعودتها إلى الجامعة العربية، هو سبب آخر يسعى له بعض العرب، وعلى رأسهم دولة الجزائر.

وفيما العالم يحيا على عداد كورونا، أخذ الرئيس التركي شهيقا وزفيرا في إدلب، وأطلق عملية "درع الربيع" العسكرية، التي يقارع فيها الروس، ويحارب من خلالها سوريا، ويغازل أميركا عن بعد، ويهدد أوروبا عن قرب ويدفعها إلى القلق من تدفق النازحين نحوها.

ويخوض اردوغان حربه هذه، على وقع انشغال أميركا بترتيب معاهدة الصلح مع أكبر التنظيمات الإرهابية: "طالبان"، شريكة "القاعدة" في أفغانستان. اعترفت الولايات المتحدة بهزيمتها في بلاد جبالها من "التورا بورا"، ووقعت اتفاقية سلام وأمان، بعد ثمانية عشر عاما من الحروب التي لم تحصد منها سوى خسارة مالية وبشرية، ما يربو على ألفين وخمسمئة جندي أميركي سقطوا على المسرح الأفغاني، ومعهم أنفقت أميركا ما يفوق ألف مليار دولار على الحروب هناك، وانتهى بها الأمر إلى سحب جنودها في مقابل توقف "طالبان" عن دعم "القاعدة".

وكما زرعت الولايات المتحدة قبل عشرين عاما رجلها الأول في أفغانستان حامد قرضاي ونصبته رئيسا من ورق، فإنها اليوم أبرمت معاهدة مع "طالبان"، بمعزل عن الدولة الأفغانية وبغياب رئيسها أشرف غني أحمدزي، الرجل الذي لا يقرر. لا تعرف أفغانستان نص الاتفاق وبنوده، وليس لها أن تعرف بحسب التقويم الأميركي. لكن المهم أن تضمن أميركا انسحابا لجنودها، وأن تصبح من الغد شريكة الإرهاب.

ولأن "طالبان" أولا، فقد أهملت أميركا صراخ اردوغان الذي أنزل سيوفه إلى ساحات إدلب، ونشر ربيعا من نار، وحارب أوروبا بالنازحين. وضربات الرئيس التركي طالت "حزب الله" الذي خسر تسعة من مقاتليه من دون معركة وبغارات تسع متواصلة، كان فيها الجانب الروسي شاهدا غير متدخل، في منطقة يفترض أنه يحمي أجواءها وأرضها. والحزب ودع اليوم شبابه في مسيرات تشييع حاشدة، غمرها الورد، وأطلقت خلالها النسوة الرصاص المسيل للدموع، على فراق رجال صدقوا، فانكشف ظهرهم عسكريا ولم يصدقهم حليف الحليف.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اعلان حركة المبادرة الوطنية 2020

وكالات/01 آذار/2020

نعتقد بقوة أنّ الأزمة الحاليّة المتفجّرة، لا سيما بأبعادها الاقتصادية- المالية والاجتماعية الحالية، والتي تضع الدولة على شفير الانهيار، والمجتمعَ على حافّة الفوضى والتّشظّي، والتي تفاقمت مع دخول فيروس كورونا، إنما تُرَدُّ بأسبابها المتمادية إلى عاملٍ سياسيّ رئيس هو استمرار الوصاية على لبنان منذ العام 1990 حتى الآن، أكانت وصايةً سورية أو ايرانية.  هذا الأمر المتمادي سحابةَ عقودٍ ثلاثة عطّل قيام الدولة بعد الحرب بناءً على وثيقة الوفاق الوطني في الطائف والدستور المنبثق منها، كما أفضى إلى واقعٍ لبناني معزولٍ عن مَدَياته الحيوية، العربية والدولية، والتي تشكّل شرطاً موضوعياً لتعافيه وازدهاره وتألّقه.

تفاقمت كلُّ وقائع الفساد والإفساد، بمختلف أنواعه السيادية والسياسية والاقتصادية والمالية والادارية، وصولاً حتى إلى القضائية، على قاعدة الحماية المتَبادلة بين الفساد والوصاية: الوصاية تحمي الفساد والانحراف، وهذان الأخيران يحميان الوصاية، إلى حدّ مبادَلة المناصب والامتيازات بالسيادة، وقد شاركت كل أطياف السلطة من دون استثناء في هذه المقايضة المغامرة تحت مسمّى التسوية مما سرّع في انهيار الهيكل على رأس الجميع ووضع الجميع في موقع المتّهم.

نعتقد مجدداً أنّ المدخل إلى الخلاص الوطني، بما في ذلك الخلاص من الفساد والانحلال بشتّى تجلّياتهما، يتمثّل بالعودة غيرِ الموارِبة إلى اتفاق الطائف والدستور، بوصفهما المرجعية التي لا غنى عنها لانتظام أي حراك إصلاحي إنقاذي.

من دون تلك العودة تبقى انتفاضة 17 تشرين الحميدة وسائر المبادرات الاعتراضية مجرّد تشنّجاتٍ بمواجهة فريق الوصاية ذي المرجعية الخارجية.

من المفارقات اللافتة في مشهد الحراك الشعبي العربي ضدّ الفساد والديكتاتورية والهيمنات الخارجية أن يكون في صُلب شواغله البحثُ عن وثيقةٍ دستورية تعاقدية توجّه مساره نحو غاية وطنية جامعة، بينما نمتلك نحن اللبنانيين مثل هذه الوثيقة بعد تعارك الخيارات والآراء والبنادق على مدى عقدٍ ونصف من الزمن، ولكننا نتصرّف اليوم وكأننا من جملة الباحثين!

قد يكون فريقٌ منّا منطقياً مع نفسه، لأنه كان على الدوام يريد إلغاء الوثيقتين أو إعادة تفصيلهما على قياسه.. ولكن ما بالُ الذين ارتضوا اتفاق الطائف والدستور - وهم الكثرة الكاثرة أو الراجحة - يخجلون من إشهارهما مرجعيّةً ودليلَ عمل؟

أيها السادة،

إن المجموعة الدولية لإنقاذ لبنان التي اجتمعت في باريس في 12 كانون الاول من العام الفائت، أصدرت بياناً بعد نيل حكومة الرئيس دياب الثقة، أن لا مساعدة للبنان إلا من خلال العودة للدستور والطائف وإعلان بعبدا وقرارات الشرعية الدولية 1559، 1701، 1680 1757،

فما بالنا نبحث عن مخارج لأحزاب ومجموعات تواجه الشرعية اللبنانية والعربية والدولية؟

بناءً على ما تقدّم تلتزم حركة المبادرة الوطنية 2020 بالعمل على تنفيذ المبادئ التالية:

استعادة السيادة والاستقلال، ولا سيما احتكار الدولة للقرار السيادي والتخلُّص من أية وصاية خارجية، حمايةً للسلم الأهلي والعيش المشترك، ذلك أن استدعاء أي خارج شكّل على الدوام سبباً لانفجار الوحدة الداخلية.

التأكيد على أن لبنان وطنٌ نهائي لجميع ابنائه وعلى رفض التوطين، وعلى كون لبنان عربي الهوية والانتماء ومتضامن مع قضايا العالم العربي وفي المقدمة القضية الفلسطينية وفقاً لما يرتضيه الشعب الفلسطيني والممثل الشرعي الوحيد له.

التأكيد على احترام الشرعيات الثلاث: الدستورية، والعربية، والدولية، ولا سيما الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والقرارات : 1559، 1680، 1701 و1757.

التمسّك بلبنان جمهوريةً برلمانيةً ديموقراطيةً، تعتمد على فصل السلطات واستقلاليتها وتعاونها فيما بينها وفقاً للأسس الدستورية.

العمل على اسقاط نظام المحاصصة في السلطة الذي ضخّمته الوصاية السورية ومن ثمّ الوصاية الإيرانية وسلاحها (معادلة السلاح مقابل الفساد باعتباره حامياً وشريكاً له)، وهذا جوهر برنامج مكافحة الفساد .

تلتزم حركة المبادرة الوطنية بوضع خارطة طريق للعبور بلبنان نحو الدولة المدنية وفقاً للآليات المنصوص عنها في اتفاق الطائف والدستور من خلال اعتماد نظام المجلسين.

تتعهد الحركة بالعمل على اقرار كافة الحقوق المدنية التي طالما نادى بها اللبنانيون طلباً للحداثة والديموقراطية وحَمَلَها مجدداً ثوار 17 تشرين، وكذلك الغاء جميع انواع التمييز.

ان العجز المتمادي للطاقم السياسي والمليشوي الحالي عن معالجة ما حل بلبنان واللبنانيين يدعو الى المطالبة بتغيير جذري في السلطة، بدءاً بإجراء انتخابات نيابية مبكرة وفقاً لقانون انتخابي استناداً للدستور واتفاق الطائف، وصولاً إلى سلطة بديلة بكل تراتبيتها الدستورية.

وقد شارك الاعلان كلٌ من السيدات والسادة مع حفظ الألقاب وبحسب الترتيب الأبجدي:

احمد عياش، احمد فتفت، ادمون رباط، اسعد بشارة، امين بشير، انطوان قربان، انطوان قسيس، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، ايمن جزيني، بدر عبيد، توفيق كسبار، جورج الكلاس، جوزف كرم، حامد الدقدوقي، حسان قطب، خالد حمادة، خليل طوبيا، رلى موفق، ريمون معلوف، زياد الغوش، سعد كيوان، سرار معلوف، سناء الجاك، سوزي زيادة، سولاف حاج، سيرج بوغاريوس، طلال الخوجه، طوني حبيب، عبدالله الحنش، عثمان الزين، علي حمادة، علي الأمين، غالب ياغي، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، لقمان سليم، ماجد كرم، محمد عبد الحميد بيضون، محمود الحريري، منى فياض، مياد حيدر، نعمة محفوض، نوفل ضو، هشام قطب، هنري باخوس، وسام ابو حرفوش، يوسف دياب.

وقد تقرّر أن تتكلّف هذه المجموعة بتنسيق شؤون الأمانة العامة لحركة المبادرة الوطنية 2020 لمدة ستة أشهر من أجل إتمام الهيكلية الإدارية والتنظيمية.

 

حزب الله «يحصد» الشباب في لبنان.. والخيبة في سوريا!

جنوبية/02 آذار/2020

ضربات مؤلمة يتلقاها “حزب الله” الواحدة تلوَ الأخرى، فبعد التسديدة الأميركية في مرمى محور الممانعة مع بداية عام 2020 بمقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، تُجدد تركيا اليوم الشوط الثاني الذي جاء في صميم الحزب المتواجد في سوريا والذي سقط على إثره عشرات المقاتلين التابعين لحزب الله، لتكتمل ضربات الجزاء الموجّهة الى مرمى البيئة الشيعية مع وصول فايروس “كورونا” الى لبنان عبر طائرة إيرانية موبؤة حملت الفايروس من مدينة “قم” الى المناطق الجنوبية والبقاعية الخاضعة لسيطرة الحزب، إذ بات عالقاً بين فكّي “إيران الحليفة” الذي لا يريد إغضابها وبين صحة اللبنانيين الذين باتوا عرضة للفايروس مع تمنّع القادمين من إيران على إلتزام الحجر المنزلي.

الى أن بات “حزب الله” مُحرجاً حتى في تشييع قتلاه القادمين من سوريا الى لبنان الذين قُتلوا على أرضٍ ليست أرضهم ومن أجل قضية ليست لهم بسبب “ترغيب” الحزب لهم إمّا برواتب تُصرف بالدولار، أو باللعب على الوتر الديني والطائفي، ففي مقابل المصفقين للحزب، هناك آلاف الشابات والشبّان الثائرين على الثنائية الشيعية، نتيجة الوضع الإقتصادي المزري الذي وصل اليه لبنان، بالإضافة استنزاف الحزب لمئات الشبّان في معراك تابعة لمحاور ولا تخدم لبنان بشيء. ليأتي فايروس “كورونا” ويزيد الطين بلّة، وسط تكتم بيئة “حزب الله” على الحالات المريضة، كي لا يُقال أن إيران هي السبب، وبالتالي تعريض صحة أبنائه وأبناء الوطن لخطر الإصابة بالفايروس خاصةً مع رفض القادمين عبر الطائرة الموبؤة الإلتزام بالحجر المنزلي. وبالتالي، الى متى سيبقى اللبنانيون صامتون عن ما يقوم به “حزب الله” الذي يستمتع “بحصد” أرواح اللبنانيين، والى متى ستبقى بيئته الداخلية خاضعة لهيمنته ولحساباته الضيقة، ولمصالحه مع إيران التي لا تأتي للبنان سوى بالأمراض والدم والبؤس الإقتصادي؟ومتى ستتم محاسبة البلديات باعضائها ورؤسائها التي لم تتابع الزوَّار العائدين من إيران؟ وتحديداً أولئك الذين صمتوا عن الحالات المشتبه بأن تكون حاملة للفايروس؟

 

وساطة إبراهيم تُسابق إخراج «حزب الله» وإيران..وتركيا من سوريا!

جنوبية/02 آذار/2020

ما يجري اليوم على ارض إدلب هو مقدمة لتسوية كبرى طرفاها الروس والاتراك برضى اميركي لاعادة رسم المشهد السوري الميداني بلا "حزب الله" وإيران، و تركيا الباحثة عن مكسب سياسي بالمقايضة على إدلب. على وقع تشييع “حزب الله” لمواكب قتلاه الآتين من ارض إدلب بالنيران التركية، وعلى وقع ترقب نتائج وساطة اللواء عباس ابراهيم بين الحزب والاتراك لسحب القتلى من الطرفين والتوصل الى تهدئة بين الجانبين وخروج “حزب الله” من الحرب في ادلب وحصرها بين سوريا وتركيا. تزيد السخونة في الميدان السوري. فالتطورات الجارية على الميدان السوري بكل ثقلها الميداني يوحي بما لا يدع للشك مكاناً وفق اوساط ميدانية لـ”جنوبية”، ان هناك سيناريو سياسي كبير يرسم بالنار والدم.

بوتين “سحب يده”

مصادر ميدانية لـ”جنوبية”: سيناريو ادلب مقدمة لتسوية سياسية في سوريا قد يتحقق نهاية العام ويقضي بخروج إيران و”حزب الله” من المعادلة السورية بالكامل واردوغان اعلن امس بكل صراحة انه طلب من بوتين رفع “الغطاء” عن الاسد ولا سيما الغطاء الجوي الذي كان يوفره لجيش النظام مع مليشيات ايران المتحالفة معه ولا سيما “حزب الله”، فظهر في اليومين الماضيين حجم الانكشاف الجوي لقوات النظام وحلفائه الامر الذي اوقع فيهم خسائر جسيمة بالاضافة الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف القوات التركية البرية. إقرأ أيضاً: معلومات «جنوبية»: وساطة إبراهيم تتجاوز إجلاء قتلى «حزب الله» من إدلب! واليوم اعلنت تركيا شن عمليتها  العسكرية الواسعة “درع الربيع” والتي تهدف وفق الاوساط الى اعادة ترسيم “المنطقة العازلة” بالحديد والنار وبغطاء اميركي- روسي واضح وسيدفع ثمنه الاسد وجيشه.

قوات تركية ضخمة

ووفق التطورات الميدانية يظهر وفق الاوساط ان تركيا حشدت قوات ضخمة وتعتمد على الكثافة النارية الجوية ولعزل الطيران الحربي السوري عن دعم القوى لابرية في إدلب بالاضافة الى استهداف المقاتلات من نوع “سوخوي” وإستهداف الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي ومخازن السلاح، فيما يركز الجيش السوري بدوره على قصف الارتال البرية للجيش التركي.

إنسحاب تدريجي

وبين الحرب التركية المعلنة على الاسد وفي ظل الخسائر الجسيمة التي مني بها  “حزب الله” مما اضطره مع الجانب التركي الى تشغيل وساطة اللواء عباس ابراهيم ليسحب كل منهما قتلاه، يبدو وفق الاوساط الميدانية نفسها، ان سيناريو ادلب هو مقدمة لتسوية سياسية او حل سياسي في سوريا قد يتحقق نهاية العام ويقضي بخروج إيران و”حزب الله” من المعادلة السورية بالكامل وتكون البداية من إدلب. والايام المقبلة كفيلة بتوضيح المعلومات المستقاة من مصادر سورية ولبنانية ان هناك تمهيداً لانسحاب “حزب الله” من ادلب وحلب وعلى طول الـ30 كلم التي يطلبها اردوغان، الامر الذي يعني عملياً انتفاء اي دور للحزب في الشمال السوري. 

 

أم قتيل لحزب الله:"خيك الشهيد اشتاق لك ورحت لعندو"

المدن /01 آذار/2020

انتشر فيديو لسيدة من مجاهدات حزب الله، تهنئ فيه ابنها القتيل في سوريا. وهنا نقل حرفي لما قالته السيدة في مخاطبتها ابنها القتيل المدد أمامها في المنزل، على الأرجح:

شهيدان/تبدأ الأم بمناداة ابنها: شو يا ماما، علي رح يستقبلك؟ وكل الشهدا. هنيئا إلك يا أمي. أنا استخرت الإمام الرضا تـ الله يبعتلكم الشهادة. وقلت ليش عم يضايقكن هيك؟! لا شعوريا طلعتْ معي. انت طلبتا (الشهادة). هنيئنا إلك يا أمي. الله يتقبل منا يا رب. اللهم تقبل منا هذا القربان. هنيئا إلك يا أمي، يا نور عيوني أنت. أنا ما شفت علي (أخوه الشهيد السابق). بس شفتك إلك. فشيت خلقي يا أمي. منك ومن خيك. حيتنفذ الطلب. بتمنى منك يا أمي تسامحني إذا غلطت بحقك يا أمي. وراحت تناديه باسمه: محمود يا محمود، لمن قلك بدك تتجوز، تقلي طلعي من راسي. قلك بدك شلك مصرياتك بالبنك؟ تقلي طلعي من راسي. كنت عارف هيأتك. وأنا عارفة. بس ليش ما بتقولولي. بتذكر شو كنت عم تحكي قبل ما يستشهد خيك؟ مفكرني مش رح كون قوية. أنا الله بعتني أنا وبيك لنكون من المجهادين. وانتوا حتكونوا. وبتمنى كلكن تكونوا من المجاهدين مش بس انت ولا خيك وهنيئا. وارتحتوا من هل الدينا الفاسقة. وهنيئا الك يا أمي يا نور عيوني. وربي تغفرلي يا رب، وتغفر كل ذنوبكن يا أمي.

هنيئاً لكما/وأضافت: خيك علي إجا ليي بالمنام يقلي مشتقلك يا أمي، ومبسوط منك (...) تاريه انت اللي بدك تروح لعندو، قبل ما روح ع إيران. بس نيالك يا أمي اخترتا. وهنيئا إلك بكل شي وألو كمان. والله يسامحك وبيرّأ ذمتك. شو بدي قلك يا أمي؟ أني مسامحيتك ع كل شي. مع أنو يمكن ما بتغلط وبتضطر تراضيني يا أمي. وهنيئا إلك يا نور عيوني.

 

إصابة أيمن دقدوق برصاصة مطاطية في عينه لا تحول دون احتجاجه ضد السلطة/خلع رداءه الحزبي والطائفي فعادته بيئته وعائلته

بيروت: حنان حمدان/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

لا يزال أيمن دقدوق يحتفظ بصورته بعد الإصابة برصاصة مطاطية في عينه، بل يضعها «بروفايل» له على حسابه في تطبيق «واتساب». وكان أيمن أحد الشبان الأربعة الذين أصيبت عيونهم خلال مواجهات مع القوات الأمنية وسط بيروت الشهر الماضي، بسبب استخدام الرصاص المطاطي في قمع المتظاهرين.

ويقول أيمن إن الغرض من وضع صورته على «واتساب» هو ألا ينسى من أطلق النار عليه، رغم أنّه سلك طريقه نحو استعادة بعض من نظره، بعد أنّ أجرى عمليته الجراحية الأولى. وأيمن (28 عاماً) ابن النبطية الذي فضل ترك دراسته في المرحلة المتوسطة، وأن يتعلم مهنة الدهان كي يجني لقمة عيشه، خوفاً من أنّ يكمل دراسته ولا يجد وظيفة بعد تخرجه، كحال كثيرين من أبناء جيله اليوم. وبعد إصابة عينه، يقول أيمن إنّه راضٍ بما هو عليه اليوم، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «تأقلمت مع فكرة انطفاء عيني. الآن، أتقبل حالتي مثلما أنا. آثار الرصاصة المطاطية التي أصابتني موجودة حتى بعد أن أجريت العملية الجراحية الأولى قبل أيام، ولكن الأمر لا يزعجني». وبحسب أطباء أيمن، فإن مشوار العلاج سيحتاج أكثر من عام، وربما يكون شاقاً بعض الشيء. ولأجل ذلك، يفضل أيمن عدم رفع سقف توقعاته أو يتأمل كثيراً كي لا يصدم في النهاية ويتأثر نفسياً، في حال خابت توقعات الأطباء في النتيجة المرجوة، وهي استعادة بصره بنسبة 40 في المائة. وعن تجربته في الثورة، يقول أيمن: «في الآونة الماضية، غيرت رأيي في أشياء كثيرة تتعلق بأسلوب حياتي وأفكاري، وهذا دليل عافية. خلعت ثوبي الحزبي والطائفي والمناطقي، ونزلت إلى الشارع لمواجهة السياسيين الفاسدين في كل الطوائف دون استثناء»، مؤمناً بأنه ما بقي الناس في الشارع فإن التغيير سيكون حتمياً في الفترة المقبلة، وسيصبح مستقبل الشبان أفضل في لبنان. وأكثر ما يلفت في قصة أيمن أنه بات منبوذاً من بيئته الضيقة، ما عدا جدته لجهة أبيه التي ترعرع لديها، فيما انقطع التواصل مع كامل أفراد عائلته، بمن فيهم أبيه، بسبب تأييده للانتفاضة الشعبية.

وكان أيمن قد خضع فور إصابة عينه لعملية تجميلية، ليعود ويجري قبل أيام قليلة عملية لشبكة العين، استطاع من خلالها إزالة الغطاء الأبيض عنها، مما سمح له برؤية الأشياء أمامه بغباشة، لكنه سيحتاج إلى عمليتين إضافيتين لزراعة عدسة وقرنية للعين من أجل استرجاع 40 إلى 60 في المائة من بصره، وقد يمتد العلاج لمدة عام بعد ذلك، يجري خلاله العلاج بالليزر مرة واحدة كل شهر. وأجرى أيمن العملية السابقة على حساب وزارة الصحة، لكنه لا يعلم ماذا ستكون كلفة العمليات المتبقية، لا سيما أنه سيحتاج إلى دفع تكاليف شراء مستلزمات العلاج.

ويعد أيمن واحداً من بين 4 أشخاص أصيبوا برصاص مطاطي خلال المواجهات مع القوى الأمنية، ولكن لسوء الحظ فقد كل واحد من الثلاثة الآخرين إحدى عينيه، من دون أمل في استعادة نظرهم، ولو بنسبة صغيرة. ويشرح أيمن الفرق بينه وبين الشبان الذين طالهم الرصاص المطاطي الذي أطلقته القوى الأمنية، وأطفأ عيون ثلاثة منهم، إذ إن الرصاصة أصابت طرف عينه، أما شبكة العين فلم تتضرر، على عكس ما حصل مع الشبان الآخرين الذين أتت إصابتهم مباشرة على كامل العين. ورغم كل ما جرى معه، لا يزال أيمن يقصد ساحات الاعتصام، متمسكاً بمطالبه، ثابتاً على موقفه. ويقول إنه، كغالبية أبناء جيله، انتفض على واقعه، ونزل إلى ساحات المظاهرات، مطالباً بحقوق بديهية يحصل عليها أي مواطن في أي دولة أخرى، مثل الطبابة وضمان الشيخوخة، وغيرها من الأمور. أما المحتجون في الساحات، فقد «باتوا يستمدون مني الطاقة الإيجابية والنفس الطويل للاستمرار في احتجاجاتهم، والدليل على ذلك أنه حين عقد البرلمان جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة (الحالية)، نزلت إلى ساحة الاعتصام في وسط بيروت»، مشدداً على تمسكه بـ«المطالب التي نزلنا على أساسها إلى الشارع في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».

 

صراع «القوات اللبنانية» و«الوطني الحر» يتجدد باتهامات الفساد

النائب إبراهيم كنعان: لا توجد حالة طلاق كاملة بينهما

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

تجدد الصراع السياسي بين المكونين المسيحيين الأقوى في لبنان، «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، انطلاقاً من الاتهامات المتبادلة والتصويب سلباً على أداء وزراء الطرفين في الحكومات السابقة، بينما تراجع التراشق على خلفية ملفات وخيارات سياسية. وتقدّم عضو «تكتّل لبنان القوي» النائب زياد أسود، بإخبار لدى النيابة العامة التمييزية ضد وزير العمل السابق كميل أبو سليمان (القوات اللبنانية)، اعتبر فيه أن الأخير «اتخذ قرارات خالفت القوانين وتسببت بإهدار المال العام، من خلال إعفاء العمال المصريين من الرسوم والضرائب، وهو ما حرم خزينة الدولة من مبالغ مالية ضخمة، وتسبب في منافسة غير مشروعة للعمال اللبنانيين». وردّ الوزير السابق كميل أبو سليمان، في بيان مفصل على الإخبار المقدم من النائب أسود، مؤكداً أن القرارات التي اتخذها في وزارة العمل «جاءت منسجمة مع القانون، وأيدتها هيئة التشريع والاستشارات القضائية»، لافتاً إلى أن «التسهيلات التي قدمت للعمال المصريين، جاءت منسجمة مع اتفاقية التعاون بالمثل الموقعة بين وزارتي العمل اللبنانية والمصرية، وانعكست إيجاباً على اللبنانيين العاملين في مصر». وفيما تتسّع مساحة الخلافات بين الطرفين، بلغت ذروتها مع استقالة وزراء «القوات» من الحكومة السابقة، قبل أيام من استقالة سعد الحريري غداة انطلاق الانتفاضة الشعبية، اعتبرت «القوات اللبنانية» أن الاستهداف المتجدد الذي يطال وزراءها، يأتي في «سياق حروب الإلغاء التي يشنها هذا الفريق عليها منذ ثلاثة عقود». واعتبر عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب وهبة قاطيشة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حروب التيار على «القوات» لم تتوقف منذ ثلاثين عاماً، لكن ما تغيّر فيها نوع الأسلحة الذي يستخدم في هذه الحروب». وقال «في عام 1990 حاربونا بالسلاح والقوة العسكرية، واليوم يحاربوننا بسلاح إفلاسهم وتركيب ملفات باطلة في حق وزرائنا، معتقدين أن حروبهم ضدّنا تعطيهم مصداقية، لكننا لا نقيم لهم وزناً ولا نحسب لهم أي حساب».

ورغم «تفاهم معراب» الذي وقعه العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في يناير (كانون الثاني) 2016. وطوى صفحة الصراعات بين الطرفين التي دامت 26 عاماً ومهّد لانتخاب عون رئيساً للجمهورية، سرعان ما عاد الانقسام إلى ما كان عليه، في الأسابيع الأولى لحكومة العهد الأولى، بعد إصرار رئيس «التيار الحر» النائب جبران باسيل، على الاستئثار بحصة المسيحيين في المراكز الأمنية والعسكرية والقضائية والدبلوماسية وفي إدارات الدولة، وفق ما يقول خصومه، وانسحب هذا الوضع على علاقتهما في حكومة العهد الثانية.

وشدد النائب قاطيشة على أن «السبب الرئيسي لهذه الخلافات، هو إصرار وزراء القوات اللبنانية على كشف فساد التيار الحر في الدولة، حيث كانوا يريدون منّا أن نغضّ النظر عن هذا الفساد». وسأل «هل يوجد فريق سياسي في لبنان على علاقة جيدة مع التيار الحرّ، باستثناء فريق واحد يغطي فسادهم مقابل السكوت عن سلاحه (حزب الله) وهيمنته على القرار السيادي في البلد؟». واعترف قاطيشة بأن «كل خطوط التواصل مقطوعة مع فريق لا يمتلك الأخلاقية الوطنية، ولا يقيم وزناً لأي عهد أو ميثاق أو اتفاق». ويأتي تجدد الاتهامات بين الطرفين نتيجة تراكمات، ورفض كل منهما لمقاربة الآخر في معالجة الكثير من الملفات، وعبّر مصدر في التيار الوطني الحر، عن استغرابه لأن «القوات اللبنانية لا تفتح النار إلا على التيار وأدائه، وتتناسى أطرافاً أخرى غارقة في الفساد». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن التيار «ليس مسؤولاً عن السياسات المالية المعتمدة منذ ثلاثين عاماً، بينما تصر القوات على تحميل التيار وزر كل هذه الأزمات». وقال «يتهموننا بالفساد في ملف الكهرباء، ونحن نطالبهم بأن يذهبوا إلى القضاء لتقديم مستنداتهم، وسنكون تحت سقف القانون ونخضع للمحاسبة». وأضاف المصدر «لماذا يصوبون على ملفات يتسلمها التيار، ويتناسون فساد حلفائهم في الملفات الأخرى، حيث مغارة علي بابا؟». في غضون ذلك، أعلن رئيس لجنة المال والموازنة، النائب إبراهيم كنعان، أنه «لا توجد حالة طلاق كاملة مع القوات، بل التقاء في ملفات وخلاف في أخرى»، مشيراً في حديث في حديث إذاعي إلى أن «الأمور وصلت في ملف الكهرباء، مثلاً، إلى اتهامات نعتبرها غير مقبولة وتضر بالعلاقة والأجواء». وأضاف كنعان «من الجرأة بمكان اتخاذ المبادرة إلى إعادة تقييم المسار لردم الهوة لأن الوقت للإنقاذ لا للاتهامات».

 

أجواء غضب ترافق تشييع “حزب الله” قتلاه

بيروت ـ”السياسة” /01 آذار/2020

 وسط أجواء من الغضب على سقوط المزيد من قتلى “حزب الله” دفاعاً عن نظام بشار الاسد، شيع الحزب، أمس، عدداً من عناصره الذين سقطوا في ريف إدلب السورية في الساعات الماضية، بحضور قياديين في الحزب وأهالي القتلى. وغرد النائب السابق فارس سعيد، بالقول : “يقاتل حزب الله من أجل تثبيت نفوذ إيران من صنعاء وصولاً الى إدلب والبحر الابيض، هذا شأنه لو كان يعيش لوحده في لبنان إنما قتاله اليوم يخنقنا”. وسأل : “لماذا يحملنا نتائجه؟ لماذا ينهار قطاعنا المصرفي ومعه ودائع اللبنانيين بسببه؟ لماذا

يسكت اللبنانيون؟”، قائلاً، “لسببٍ واحد يخافونه وهو يخيفهم”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

فيروس «كورونا» ينتشر أوروبياً والإصابات في إيطاليا تتجاوز الألف

روما: شوقي الريّس - باريس/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

سُجّلت، أمس، إصابات جديدة في دول أوروبية عدة بفيروس كورونا المستجد، لكن مركز تفشي هذا الفيروس ظل إيطاليا، حيث بلغت الوفّيات 29، وزاد عدد الإصابات على 1000. وسُجّلت في إيطاليا أول حالة لامرأة حامل مصابة بالفيروس وضعت مولودها بصحة جيدة من غير إصابة، فيما تواصل الحكومة جهودها المكثّفة لاحتواء الفيروس، ومنع ظهور بؤرة ثالثة خارج إقليمي لومابارديا وفينيتو، حيث توجد 96 في المائة من الإصابات. وأصيبت المساعي الحثيثة التي تبذلها السلطات المركزية والإقليمية الإيطالية، لإبعاد شبح الخوف واستعادة الثقة بين المواطنين، بانتكاسة موجعة، أمس، مع صدور التعميم الذي وزّعته الإدارة الأميركية على مواطنيها تطلب إليهم الامتناع عن السفر إلى إيطاليا، إلّا في الحالات الضرورية. يأتي هذا التعميم بعد ساعات قليلة من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث قال إن إدارته تراقب تطور الوضع في إيطاليا، ولا تستبعد إلغاء الرحلات الجوية إليها إذا اقتضى الأمر. تجدر الإشارة إلى أن إيطاليا تربطها علاقات واسعة مع الولايات المتحدة في كل المجالات.

وبعد ثمانية أيام على بداية انتشار الفيروس في إيطاليا، أصبح الهاجس الاقتصادي ملازماً للخوف الذي يتمدد في أوساط المجتمع ومؤسسات الدولة، خصوصاً وأن الاقتصاد الإيطالي الذي يعتمد بنسبة كبيرة على الصادرات والسياحة يعاني من ركود مستمر منذ أكثر من 10 سنوات.

وتقول مصادر المفوضية الأوروبية، إن الامتحان الاقتصادي الحقيقي سيكون عندما يتفشى الفيروس في ألمانيا والولايات المتحدة، حسب ما تتوقّع أوساط علمية، حيث ينتظر أن تتجاوز تداعياته تلك التي نجمت عن أزمة عام 2008 المالية، إذا تعذّر احتواء الفيروس قبل بداية الصيف. ويستند خبراء المفوضية في تقديراتهم إلى أن أزمة عام 2008 اقتصرت على القطاع المالي، ولم تؤثر على حركة الإنتاج، فيما الأزمة الراهنة بدأت تشلّ العجلة الإنتاجية في الصين، التي تعتبر اليوم المصنع الرئيسي للعالم، ويُرجّح أن تؤثر قريباً على دول صناعية رئيسية أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية. وتخشى إيطاليا أن تكون من أكبر المتضررين اقتصادياً، خصوصاً وأن الإجراءات الصحّية الصارمة لاحتواء الفيروس قد اتخذت في المناطق الرئيسية للإنتاج الصناعي الذي بدأ يتراجع، وينتظر أن يواجه صعوبات كبيرة في تصريف صادراته خارج الحدود في المرحلة المقبلة.

وفيما تحاول السلطات الإيطالية بثّ معلومات وتوجيهات تستدعي الهدوء وطمأنة المواطنين، تتعاقب في الداخل، كما في الخارج، التطورات التي تزيد من قلقهم؛ إصابات جديدة من الولايات المتحدة إلى البرازيل، ومن نيجيريا إلى فنلندا وأذربيجان، مصدرها إيطاليا التي بات من شبه المؤكد أن الفيروس بدأ انتشاره فيها منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن من غير عوارض ظاهرة على المصابين.

وكانت مقاطعات في شمال إيطاليا قد عزمت على إعادة فتح المدارس اعتباراً من غد الاثنين، لكن الحكومة المركزية قرّرت أمس تمديد إغلاق المدارس والجامعات لأسبوع آخر. وفي المستشفى الجامعي لمدينة بافيا تدور معركة طبيّة حاسمة لإنقاذ «ماتّيا» المريض الأول الذي ظهرت عليه عوارض الإصابة بالمرض في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، الذي لم يُكشَف عن اسمه الحقيقي ولا كنيته. ويبلغ «ماتّيا» الثامنة والثلاثين من العمر وهو رجل أعمال من الشمال الإيطالي ورياضي كان يتمتع بصحّة ممتازة، يشرف على علاجه فريق من 30 طبيباً وممرّضاً وأخصائياً، وهو في حال من الغيبوبة السريرية منذ دخوله المستشفى.

ومن روما التي ما زالت الإصابات محدودة جداً فيها حتى الآن، تأتي الأخبار الوحيدة السارة في إيطاليا، حيث تمكّن الأطباء في مستشفى «سبالّاتزاني» المتخصص بالأمراض السارية من شفاء أربعة مرضى كانوا مصابين بالفيروس، منهما سائحان صينيّان كان يعالجان منذ أواخر يناير. ويقول أخصائيون في هذا المستشفى إنهم يستخدمون في علاج المصابين بالفيروس الذي لا يعرف شيء بعد عن تطوره «كوكتيل عقاقير» تستخدم لعلاج «الإيدز» و«التهاب الكبد» ووباء «إيبولا». كان المستشفى الجامعي في مدينة أشبيلية الإسبانية قد أفاد أمس بشفاء الحالة الأولى التي عُولجت فيه بمستحضر من الأدوية، قوامه الأساسي دواء لمعالجة مرض الإيدز. وأعلن فريق بيانيزي المنافس في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي لكرة القدم، اكتشاف رابع حالة إصابة بفيروس كورونا بين لاعبي الفريق.

وفي لندن، قالت وزارة الصحة البريطانية، إن عدد المصابين بفيروس كورونا في المملكة المتحدة ارتفع إلى 23 أمس السبت، بعد أن أثبتت الاختبارات إصابة ثلاثة آخرين بالفيروس. وذكرت الوزارة، في بيان، أنه «حتى التاسعة من صباح يوم 29 فبراير (شباط)، أجريت اختبارات لإجمالي 10483 شخصاً في المملكة المتحدة... جاءت نتائج 23 منهم إيجابية». وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون، يوم الجمعة، إن الحد من انتشار فيروس كورونا صار يتصدر أولويات حكومته في الوقت الراهن، وذلك بعد وقت وجيز من إعلان وفاة أول بريطاني جراء الفيروس الذي أصيب به في سفينة سياحية احتُجزت في وقت سابق باليابان.

وفي باريس، أفادت وكالة «رويترز»، بأن الحكومة الفرنسية فرضت حظراً موقتاً على التجمعات الحاشدة التي يشارك فيها أكثر من 5 آلاف شخص بسبب تفشي فيروس كورونا، مع إعلان فرنسا عن 16 حالة إصابة جديدة. وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران، بعد اجتماع عقدته الحكومة لبحث الأمر، إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس ارتفع إلى 73، توفي منهم اثنان، في حين نُقل 59 للعلاج بالمستشفيات، وشفي 12 شخصاً. وقال فيران إن الماراثون الذي كان من المقرر إقامته في باريس يوم الأحد بمشاركة نحو 40 ألف شخص سيلغى، كما سيتم إغلاق المعرض الزراعي السنوي في العاصمة. كما أعلنت السلطات الفرنسية تأجيل السوق الدولية السنوية للعقارات إلى يونيو (حزيران) بعد أن كان من المقرر إقامتها في فبراير في كان بجنوب فرنسا. وجاءت هذه الخطوة بعد إعلان سويسرا يوم الجمعة حظر فعاليات كان من المتوقع أن تجذب أكثر من ألف شخص، في محاولة للسيطرة على تفشي الفيروس.

وفي أمستردام، أعلنت السلطات الهولندية تسجيل حالتي إصابة جديدتين بفيروس كورونا المتحور الجديد، ليرتفع إجمالي حالات الإصابة في البلاد إلى 6 حالات. وفي ألمانيا، أعلن رسمياً ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المتحور في بلدة هاينزبرغ بولاية شمال الراين - ويستفاليا الألمانية إلى 38 حالة.

في غضون ذلك، أعلنت السلطات الصحية في السويد عن تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا المتحور الجديد أمس، ليرتفع إجمالي حالات الإصابة في البلاد إلى 12 حالة، حسب السلطات الصحية. وذكرت السلطات في منطقة فاسترا غوتالاند أن الحالة الأخيرة تم تشخيصها في مدينة غوتنبرغ على الساحل الغربي، وهي لشخص أصيب خلال زيارة لإيران.

 

تركيا تسقط مقاتلتين حربيتين للجيش السوري في إدلب وتدمر 3 منظومات للدفاع الجوي

وكالات/01 آذار/2020

أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، الأحد، باستهداف القوات التركية طائرتين سوريتين في منطقة إدلب، شمال غربي البلاد. وأشارت الوكالة في خبر مقتضب إلى أن الطيارين هبطوا بالمظلات، عقب استهداف "قوات النظام التركي لطائرتين سوريتين في إدلب".

من جانبها أكدت وزارة الدفاع التركية في بيان، إسقاط مقاتلتين للجيش السوري من طراز "سوخوي 24" إثر مهاجمة مقاتلات تركية، وأضافت: "دمرنا 3 منظومات دفاع جوي للجيش السوري بعد إسقاط طائرة مسيرة تركية في إدلب". وكان مصدر عسكري سوري قد أعلن في وقت سابق الأحد، أنه تم إغلاق المجال الجوي فوق المنطقة الشمالية الغربية من سوريا وخاصة فوق محافظة إدلب، مشيرا إلى أنه "سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معاد يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية". وذكر المصدر العسكري لـ"سانا" أن "قوات النظام التركي تستمر بتنفيذ أعمال عدوانية ضد قواتنا المسلحة العاملة في محافظة إدلب وما حولها سواء باستهداف مواقع جنودنا الذين يواجهون الإرهابيين بشكل مباشر أو عبر تقديم جميع أنواع الدعم للتنظيمات المسلحة المصنفة على لائحة الإرهاب وفق القانون الدولي". ولفت المصدر إلى أن "هذه الأعمال العدوانية التركية المتكررة لن تنجح في إنقاذ الإرهابيين من ضربات الجيش العربي السوري وهي تثبت تنصل النظام التركي من جميع الاتفاقات السابقة بما في ذلك مذكرة سوتشي".وجاء إغلاق المجال الجوي بعد أن ورود أنباء عن إسقاط طائرة عسكرية تابعة للجيش السوري من طراز "سوخوي" في منطقة سراقب. وبحسب مصادر "سكاي نيوز عربية"، فإن طائرة "سوخوي 24" التابعة للجيش السوري جرى إسقاطها في محور سراقب بريف إدلب، من خلال صاروخ موجه. وبدأت القوات السورية هجوما كبيرا بغطاء جوي روسي لاستعادة محافظة إدلب، التي تقع بشمال غرب البلاد وتعد آخر منطقة متبقية في أيدي مقاتلي الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة. ومع إخفاق الدبلوماسية التي ترعاها موسكو وأنقرة في سبيل خفض التوتر، اقتربت تركيا من مواجهة مع روسيا في ساحة المعركة أكثر من أي وقت مضى. وفي ضوء التوتر المتصاعد، أجرت روسيا وتركيا 3 جولات من المحادثات لم تتوصل أول جولتين منها إلى وقف لإطلاق النار. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الجانبين اتفقا خلال محادثات الأيام الماضية على خفض التوتر على الأرض في إدلب مع استمرار الأعمال العسكرية هناك، لكن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال إن الأزمة في إدلب لا يمكن تسويتها إلا بعقد اجتماع بين أردوغان وبوتن، مضيفا أن مثل هذا الاجتماع قد يعقد في الخامس أو السادس من مارس.

 

بوتين وإردوغان يتبادلان «الرسائل»... و10 عقبات أمام اتفاق إدلب

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

تقف 10 عقبات أمام وصول موسكو وأنقرة إلى اتفاق جديد في إدلب، في وقت يتبادل الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان «رسائل الضغط» لتحسين شروط أي تفاهم جديد بينهما في شمال غربي سوريا مع استمرار المفاوضات وانتهاء المهلة التي حددها إردوغان لشن عملية وإعادة قوات الحكومة السورية إلى وراء خطوط اتفاق سوتشي لعام 2018. وكان بوتين قرر خلال اتصاله بإردوغان بعد مقتل 33 جندياً تركياً بقصف سوري في ريف إدلب، إرسال وفده إلى أنقرة لإجراء جلسة عاجلة من المفاوضات. وإذ أبدى الوفد العسكري والاستخباراتي والدبلوماسي الروسي «مرونة في طروحاته»، فإنها لم تصل بعد إلى سقف المطالب التركية.

هناك دفع روسي إلى اتفاق جديد وحذر تركي من ذلك كي لا تتكرر «سياسة القضم الروسية»، مع حرص من بوتين وإردوغان على «حفظ ماء الوجه» بعد تعرض كل منهما لـ«ضربة موجعة» في إدلب. وأظهرت مائدة المفاوضات وجود 10 «عقد» بين الطرفين، هي:

1- المساحة: يصر الجانب التركي على قيام روسيا بإبعاد قوات الحكومة إلى وراء نقاط المراقبة التركية المنتشرة في شمال حماة وجنوب إدلب بموجب اتفاق سوتشي الموقع في سبتمبر (أيلول) 2018، عدل الجانب الروسي موقفه في الجلسة الأخيرة، إذ إنه لم يقدم خريطة تنص فقط على انتشار الجيش التركي والفصائل في شريط حدودي بعمق بين 5 و10 كيلومترات، كما حصل سابقاً. لكنه لايزال يرفض الطلب التركي، ما يفتح المجال إلى احتمال الحل الوسط الذي قد تقدمه موسكو مع انتهاء المهلة، بموجب قرار بوتين.

2- المدة: تريد موسكو أن يكون الاتفاق «مؤقتا لفترة معينة» والتزام بند رئيسي في اتفاق سوتشي والقرار 2254 بـ«احترام سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية»، فيما تطالب أنقرة بأن يكون الاتفاق «دائما وألا يتم خرقه لاحقا». هنا، قد يفتح الجانب الروسي موضوع تضمين أي تفاهم جديد باتفاق أضنة بين دمشق وأنقرة لعام 1998 الذي سمح «شرعيا للجيش التركي بملاحقة الإرهابيين بعمق 5 كلم شمال سوريا». في حال تم هذا، يعني «شرعنة الوجود التركي» بضمانة روسية.

3- الإرهابيون: أبلغ الجانب الروسي بحق قوات الحكومة السورية «ملاحقة الإرهابيين المصنفين بقرار مجلس الأمن الدولي». يوافق الجانب التركي على «تحييد الإرهابيين وفصلهم عن المعتدلين»، لكنه يلفت إلى أن إدلب تضم أكثر من 3.5 مليون مدني و«ليسوا كلهم إرهابيين، ما يتطلب ضرورة معالجة ملف الإرهاب بطريقة دقيقة».

4- آلية الرقابة: لاتزال موسكو متمسكة بأن تتم مراقبة أي اتفاق بين الطرفين من قبل روسيا وتركيا من دون ممانعة انضمام إيران الشريكة في رعاية عمليتي أستانة وسوتشي (هناك اعتراض غربي على دور طهران). لكن الجانب التركي يطالب برقابة دولية أوسع. هناك طموح تركي لأن يتم ذلك عبر قرار أممي، لكن الإمكانية السياسية غير متوفرة بسبب وجود روسيا والصين في مجلس الأمن صاحبتي حق النقض (فيتو). بين الأفكار انضمام ألمانيا أو فرنسا، لذلك كان اقتراح عقد قمة روسية - تركية - ألمانية - فرنسية، غير أن الرئيس بوتين غير متحمس لهذا الاقتراح ويفضل «الاستفراد» بإردوغان.

5- الطريقان الرئيسيان: تريد موسكو إعادة فتح وتشغيل طريقي حلب - دمشق وحلب - اللاذقية. وكانت قوات الحكومة السورية فتحت الطريق الثاني، لكن فصائل تدعمها أنقرة عادت وقطعته نارياً في نقطتين أو ثلاث، ولا تزال الفصائل تسيطر على الطريق الأول بين سراقب وجسر الشغور.

6- الدوريات المشتركة: كان الطرفان اتفقا على تسيير دوريات متزامنة في «المنطقة العازلة» في مناطق اتفاق خفض التصعيد. لكن الحديث يجري حالياً عن تسيير دوريات على جانبي الطريقين الرئيسيين، بحيث تضمن الروسية جانب قوات الحكومة وإيران، والتركية مناطق فصائل المعارضة. يمكن تكرار تجربة الدوريات الروسية - التركية على الطريق الدولي شرق الفرات - سوريا التي لا تزال مستمرة رغم التوتر غرب سوريا.

7- سراقب: تدعم موسكو محاولات دمشق استعادة مدينة سراقب الاستراتيجية من فصائل معارضة والجيش التركي. قد يكون أحد الحلول تحويل هذه المدينة إلى مقر روسي - تركي لمراقبة أي اتفاق جديد وتشغيل الطريقين الرئيسيين لحركة المدنيين والتجارة.

8- جبل الزاوية: تضغط موسكو لقضم قوات الحكومة جبل الزاوية للوصول إلى طريق حلب - جسر الشغور - اللاذقية، فيما تهاجم فصائل معارضة وتركيا لإعادة قوات الحكومة في جبل الزاوية وجنوب إدلب، واستعادت أمس (السبت) بلدة كفرعويد المهمة، وتخطط للتوغل باتجاه مناطق أبعد نحو معرة النعمان وخان شيخون.

9 - الجيش التركي: تتمسك أنقرة ببقاء جيشها وعتاده وعناصره في شمال غربي سوريا وفي النقاط (قد تصل إلى 50 نقطة) في أرياف حلب وحماة وإدلب، فيما لا تمانع موسكو الإبقاء على نقاط المراقبة لفترة أطول من دون الوجود العسكري الدائم.

10- الحظر الجوي: يطالب الجانب التركي بأن يكون أي اتفاق جديد يتضمن حظراً جوياً للطائرات السورية والروسية وأن تتم مراقبته بطائرات استطلاع أو «درون» بتفاهم بين أنقرة وموسكو وضغط غربي (كما هو الحال في مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون» و«نبع السلام») الأمر الذي لم يوافق عليه إلى الآن الوفد الروسي.

أوراق إردوغان وبوتين

أبلغ الجانب التركي محاوريه أكثر من مرة أن ملف إدلب يختلف عن مناطق سورية أخرى للأسباب الآتية: أولا، يخص الأمن القومي التركي. ثانياً، بات موضوعاً داخلياً بسبب وجود 3.5 مليون لاجئ واحتمال تدفق آخرين. ثالثاً، تهديدات الإرهاب في حال حصول فوضى أو تدفق لاجئين. وقال إردوغان أمس إنه «في حال لم نقاتل في إدلب، فإننا سنقاتل جنوب تركيا لاحقاً». و«هو يضغط للوصول إلى اتفاق دائم في إدلب ويلزم بوتين بعدم خرقه وقضمه بعد أشهر»، حسب قول خبير تركي.

بعد اتصاله بالرئيس دونالد ترمب وبوتين ومسؤولين أوروبيين، استعمل إردوغان أوراق ضغط وجذب: حاول جذب الاهتمام الأميركي بإعلان أنقرة أن «درون» تركية قصفت غرفة عمليات تضم عناصر من «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» المصنفين إرهابيين بالنسبة لإدارة ترمب. كما أعلن الرئيس التركي استهداف «منشأة كيماوية» جنوب حلب (نفت دمشق ذلك) ضمن حملة قصف واسعة ردا على مقتل جنوده. كما حاول الضغط على أوروبا بفتح حدود تركيا أمام تدفق اللاجئين، علما بأن هذا كان سببا في تحولات داخلية أوروبية وكان موضوع ترحيب من بوتين.

لم يتحدث بوتين كثيرا منذ بدء التصعيد الأخير في إدلب، لكن مسؤوليه تولوا ذلك. إذ إنه ضغط على إردوغان بدفع مليون نازح سوري إلى حدود تركيا. كما أن الجيش الروسي لم يعرقل قيام قوات الحكومة السورية باستهداف الجيش التركي وقتل عشرات خلال أسابيع.

دعائياً، قادت موسكو «الحملة الإعلامية» لمعركة إدلب، إذ اتهم مسؤولون روس أنقرة بعدم إبلاغهم بتحركات الجيش التركي في إدلب أو «التستر على الإرهابيين وتسليمهم مضادات جوية لإسقاط مروحيات سورية». ميدانياً، قاد الروس الهجوم الرباعي، من دمشق وطهران وموسكو و«حزب الله»، على إدلب لقضمها وفتح الطريقين الرئيسيين. دبلوماسيا، تبنى الروس مواقف دمشق في مجلس الأمن والاجتماعات الأخيرة.

 

إردوغان: طلبت من بوتين «تنحية» قواته لمواجهة النظام السوري

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين تنحية القوات الروسية جانباً وإفساح المجال أمام تركيا لمواجهة النظام السوري في الوقت الذي اتفق فيه الجانبان التركي والروسي على خفض التوتر في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا... ورغم ذلك استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها والقوات السورية. وجدد إردوغان، في كلمة خلال اجتماع مع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في إسطنبول أمس (السبت)، تأكيده أن تركيا لم تتدخل في سوريا بناء على دعوة من نظام الأسد وإنما استجابة لطلب الشعب السوري، وأنها ليست لديها نية للخروج ما دام شعبها يطالبها بالبقاء. وأضاف أن تركيا لا تسعى إطلاقاً لمغامرة في سوريا أو توسعة حدودها، ولا توجد لها أي مطامع في نفط أو أراضي سوريا، إنما هدفها ضمان أمنها القومي عبر إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا.

وقال إردوغان إن الأزمة في إدلب جرى «حبكها» بهدف التضييق على تركيا، وإن الهدف الرئيسي من هذا السيناريو هو تركيا وليس سوريا، مشيراً إلى أن تركيا ذهبت إلى سوريا لمحاربة الإرهاب هناك وإن لم تفعل ذلك لاضطرت لأن تواجهه على أراضيها.

وأضاف أن تركيا تواصل جهودها لإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً، على طول حدودها المشتركة مع سوريا، مشيراً إلى أن كلا من واشنطن وموسكو لم تفيا بتعداتهما في هذا الشأن ولم تلتزما بالاتفاقات الموقعة بشأن شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتابع إردوغان أن بلاده تقوم بإجراءات في سبيل إنشاء منطقة آمنة وإسكان اللاجئين فيها، مشيراً إلى أن مخيم «أطمة» في سوريا يشهد ازدحاماً شديداً، وأن تركيا تعمل على بناء منازل مساحة كل منها 25 إلى 30 متراً مربعاً لتوفير إقامة مريحة للنازحين.

وقال إنه دعا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى دعم المشروع لاستكماله في أقرب وقت، بناءً على وعود قدمتها سابقاً في هذا الإطار، حيث وعدت بتقديم 25 مليون يورو بواسطة الصليب الأحمر، وقالت إن المساعدات هذه سيتم تحويلها إلى الهلال الأحمر التركي. وأضاف أن الجانب الألماني ارتأى ضرورة أن يمرّ المبلغ المذكور عبر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنها إلى الصليب الأحمر، ومن ثم إلى الهلال الأحمر التركي، لكن ذلك لم يتحقق، فاتصلت مرة أخرى بالمستشارة الألمانية، وقالت إن الأموال جاهزة، فقلت لها إن أموالكم الجاهزة لم تصل، فإن كنتم لا تريدون تقديمها فلنرسل اللاجئين إليكم إذن ولنقدم نحن لكم 100 مليون يورو بدلاً عن 25 مليوناً». وتابع أنه سأل ميركل عمّا إذا كانت تشاهد وضع النازحين الذين بينهم أطفال أعمارهم بين 3 و5 أعوام، يعيشون في الوحل في ظروف قاسية، فقالت إنها «تتابع ذلك»، معقباً: «هؤلاء لا يمكن الوثوق بهم، وأنا أقولها دائماً: نحن مضطرون لاتخاذ خطواتنا بأنفسنا». وعن رد تركيا على مقتل جنودها في إدلب، قال إردوغان إن القوات المسلحة التركية، دمرت مستودعاً كيماوياً للنظام السوري، مضيفاً: «لم نرغب في الوصول لهذه النقطة، لكن النظام أجبرنا على معاملته بهذه الطريقة». كانت وزارة الدفاع التركية نشرت مشاهد جديدة لعمليات قصف شنتها، أول من أمس، ضد أهداف عسكرية للنظام السوري رداً على الهجوم الذي شنه على نقطة مراقبة تركية في إدلب، الخميس، مما أدى إلى مقتل 33 جندياً وإصابة 32 آخرين. وقالت الوزارة إن المشاهد تتعلق بقصف جوي أدى إلى تدمير منشأة كيميائية عسكرية، وقاذفة صواريخ، وعدد من المواقع التي يوجد بها جنود النظام جنوب إدلب.

وأشار إردوغان إلى ارتفاع عدد القتلى من الجنود الأتراك إلى 36 قتيلا، قائلا: «النظام السوري سيدفع ثمن هجماته على قواتنا». أضاف إردوغان أن القوات التركية قتلت 2100 عنصر من قوات النظام السوري ودمرت نحو 300 آلية تابعة له.

وعن اتصاله الهاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس، عقب مقتل الجنود الأتراك بغارة للنظام السوري في إدلب، ذكر إردوغان: «قلت لبوتين: ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فلكم ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا واتركونا وحدنا مع النظام».

في السياق ذاته، توصل الجانبان التركي والروسي لاتفاق لتخفيض التوتر في إدلب السورية، في ختام مباحثات عقدت في العاصمة التركية أنقرة، على مدار 3 أيام، بخصوص الأوضاع في إدلب، اختتمت مساء أول من أمس.

وأكد البيان أن الجانبين اتفقا على خفض التوتر ميدانياً، وحماية المدنيين داخل وخارج منطقة خفض التصعيد في إدلب، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للجميع في هذه المنطقة. وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن الجانب التركي طالب خلال المباحثات بضرورة إعلان وقف إطلاق نار فوري ومستدام في إدلب شمالي، وانسحاب النظام إلى حدود اتفاق سوتشي. بالتوازي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها أجرت تقييماً لأسرع طريقة يمكن من خلالها تقديم المساعدة لتركيا بخصوص التطورات الأخيرة في إدلب. وقال مسؤول رفيع بالوزارة لوكالة «الأناضول» التركية، رفض الكشف عن هويته، إن هناك قنوات مفتوحة لتبادل المعلومات الاستخبارية والمعدات العسكرية بين الولايات المتحدة وتركيا. ولفت المصدر ذاته إلى أن هناك تعاوناً تم بين النظام السوري وروسيا في الهجوم الأخير بإدلب ضد القوات التركية، مشيراً إلى أن نظام بشار الأسد لا يمكن أن يقدم على هذه الخطوة دون مشورة وموافقة موسكو.

كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال، أول من أمس، إن الولايات المتحدة تدرس خيارات لمساعدة تركيا بعد مقتل جنودها في هجوم في إدلب. مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة منخرطة مع الحلفاء الأتراك وتدرس خيارات لمساعدة تركيا في صد هذا العدوان مع سعينا لوقف وحشية نظام الأسد وروسيا وتخفيف المعاناة الإنسانية في إدلب». وأوضح أن تركيا لم تتقدم بأي طلب بخصوص المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي تنص على أن الهجوم على أي دولة عضو بالحلف يعتبر هجوماً على جميع الدول الأعضاء.

كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحث، في اتصال هاتفي مساء أول من أمس، مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، التطورات في إدلب. إلى ذلك، بحث رئيس هيئة الأركان العامة التركية، يشار جولار، مع نظيره الأميركي مارك ميلي، مستجدات الأوضاع إدلب. كما أجرى إردوغان اتصالاً هاتفياً مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أدانت فيه هجوم النظام السوري ووصفته بـ«الوحشي» ضد القوات التركية في إدلب، وطالبت النظام وداعميه إلى وقف اعتداءاتهم، بحسب بيان لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية. ومن جانبه، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو سلسلة اتصالات مع كل من نظيريه الفرنسي جان إيف لودريان، والإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، والممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، حول التطورات في إدلب.

 

موسكو تحذر من حملة غربية ضد «محور أستانة»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

تزامن تأكيد الخارجية الروسية عزمها على مواصلة المشاورات مع الجانب التركي لتهدئة الوضع في منطقة إدلب، تحضيرا للقمة الروسية – التركية المرتقبة الخميس المقبل، مع بروز مؤشرات إلى فتح جبهة دبلوماسية جديدة ضد موسكو، على خلفية التطورات الجارية في إدلب، تمثلت في حملة مشتركة تقودها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لتقويض «مسار أستانة» وإعلان فشله في المحافظة على نظام التهدئة في سوريا، ومطالبة الأمم المتحدة باستعادة زمام المبادرة في هذا المجال. ولم تصدر الخارجية الروسية تعليقا رسميا أمس، على الرسائل التي حملتها خطابات المندوبين الدائمين للبلدان الغربية الثلاثة في مجلس الأمن، خصوصا في إطار تركيز الأطراف على «انتهاء» التحرك في إطار مسار أستانة، وضرورة العودة إلى الآليات الدولية التي ترعاها المنظمة الأممية، كما لفت الانتباه أن المندوبين الثلاثة تحدثوا بشكل متطابق تقريبا حول أن روسيا عمدت إلى استغلال قرارات أستانة للانقضاض على مناطق خفض التصعيد في غوطة دمشق وفي منطقة الجنوب ولاحقا في إدلب. لكن تعليقات دبلوماسيين ومحللين في روسيا عكست استعداد روسيا لمواجهة الحملة الجديدة، خصوصا في إطار «سعي الغرب إلى استغلال الوضع الحالي في إدلب لتوسيع الهوة مع أنقرة» وفقا لمعلق سياسي. ونقلت وسائل إعلام عن مصادر دبلوماسية أن «الغرب يتجاهل بشكل متعمد أن مسار أستانة نجح في ترسيخ وقف النار على غالبية الأراضي السورية، وجرى تخفيف حدة العنف في سوريا خلال العام الماضي بإقرار الأمم المتحدة».

وأعادت وكالة «نوفوستي» الحكومية التذكير بكلمات الوزير سيرغي لافروف، حول أنه «بينما كان الغرب يعمل لتأجيج الصراع من خلال التدخل واستخدام الإرهاب في محاولات إطاحة النظام الشرعي، فإن مسار أستانة نجح في إطلاق التطبيق العملي الوحيد لقرارات مجلس الأمن حول ضرورة فتح حوار بين السوريين ووضع آليات للتهدئة وتثبيت نظام وقف النار». إلى ذلك، تركت الخارجية الروسية الباب مفتوحا أمام عقد جولات جديدة من الحوار مع تركيا بهدف محاولة التوصل إلى آليات مشتركة لتهدئة الوضع في إدلب، لعرضها على اللقاء الرئاسي المنتظر الخميس المقبل وفقا لتأكيد الكرملين.

وأكدت الوزارة في بيان عقب انتهاء جولة المحادثات الأخيرة أول من أمس، أن البحث تطرق لـ«خطوات محددة» للتهدئة، تقوم على أساس مذكرتي 2017 و2018 (الاتفاقان بين موسكو وأنقرة بشأن إدلب والوضع في شمال غربي سوريا). ووفقا للخارجية فقد «أكد الجانبان مجددا تركيزهما على ضرورة الحد من التوتر على الأرض مع الاستمرار في محاربة الفصائل الإرهابية المدرجة دوليا على لوائح مجلس الأمن، فضلا عن وضع آليات مشتركة لتقديم المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين إليها». وأعادت الخارجية التأكيد على أن أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الوضع في إدلب يكمن في عدم الامتثال للاتفاق الروسي التركي الذي نظم حضور الجيش التركي في منطقة خفض التصعيد في إدلب، شريطة أن يتم سحب جميع الجماعات الإرهابية المتطرفة من هذه المنطقة. في الأثناء، أشار برلمانيون روس إلى أن موسكو رفضت طلبا تركيا بعدم تدخل القوات الروسية في المواجهة المتصاعدة مع الجيش النظامي في منطقة إدلب. وكانت مصادر تركية قالت بأن الرئيس رجب طيب إردوغان طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية جرت مساء أول من أمس، التزام الحياد وترك الجانب التركي ليواجه الجيش السوري «وجها لوجه» لكن رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما دميتري نوفيكوف قال بأن موسكو «لا يمكن أن تقبل بهذا العرض، لأن تركيا لا تملك أي حق أو صلاحية تسمح لها بتحديد مصير سوريا». وزاد أن السلطات السورية لم تخول الجانب التركي بذلك، و«لم تمنح أي قرارات من الأمم المتحدة، تركيا مثل هذه الصلاحيات». ووفقا للبرلماني الروسي، «تحاول القيادة التركية في الوقت الحالي الحصول على احتكار حق التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لسوريا، والبدء بشكل عشوائي في إملاء إرادتها على الدول الأخرى. مثل هذه الأعمال غير مقبول على الإطلاق». في غضون ذلك، برز تشكيك روسي باحتمال أن تذهب واشنطن نحو «تدخل أنشط» في الوضع المتدهور في إدلب، وقال خبراء روس بأن موسكو تبدو مطمئنة إلى أن واشنطن لم تقدم على مسعى لتدخل مباشر في الوضع على الأرض، وأن البيانات التي تصدر عن واشنطن وعواصم غربية تحمل «دعما سياسيا ورمزيا من الصعب أن تتم ترجمته إلى تصرفات عملية». وقال قسطنطين سيفكوف، رئيس أكاديمية المشكلات الجيوسياسية إن الولايات المتحدة تقدم إعلانات صاخبة فقط لدعم أنقرة، و«لا ينبغي توقع إجراءات حقيقية في سوريا من جانبها». وقال سيفكوف بأن «هذه التصريحات من جانب الأميركيين تهدف إلى دفع أنقرة إلى اتخاذ إجراءات أكثر حسماً ما يمكن أن يتسبب في إطلاق العنان للحرب الروسية التركية في سوريا». وأعرب الخبير عن قناعة بأنه «إذا بدأت الأعمال العدائية، لن يدعموا تركيا في أي مواجهة مع روسيا».

 

الأسد وأردوغان يُصعِّدان المواجهة ويتبادلان إسقاط الطائرات فوق إدلب

أنقرة أطلقت "درع الربيع" وطالبت أميركا بصواريخ "باتريوت"... وطهران حذَّرتها ودعتها للتعقل

دمشق – وكالات/01 آذار/2020

 أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أمس، إغلاق مجالها الجوي في المنطقة الشمالية الغربية، لرحلات الطائرات أو لأية طائرات مسيرة، معلنة عن إسقاط ست طائرات مسيرة تركية، فيما أعلنت أنقرة اسقاط طائرتين تابعتين لنظام الأسد. وذكر جيش الأسد في بيان، أنه “تم إغلاق المجال الجوي فوق شمال غرب البلاد، خصوصاً فوق محافظة إدلب، لرحلات الطائرات، ولأي طائرات مسيرة”، مؤكداً أنه سيتم التعامل معها على أنه “طيران معاد يجب إسقاطه ومنع تحديد أهدافه العدوانية”. وأضاف إن “الأعمال العدوانية التركية المتكررة لن تنجح في إنقاذ الإرهابيين من عمليات الجيش السوري في إدلب وأن هذه الاعتداءات تثبت تنصل النظام التركي من جميع الاتفاقات السابقة بما في ذلك مذكرة سوتشي”. وأشار إلى أن “الجيش التركي يستمر بتنفيذ أعمال عدوانية ضد الجيش السوري العامل في إدلب سواء باستهداف الجنود بشكل مباشر أو من خلال تقديم جميع أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية المصنفة على لائحة الإرهاب وفق القانون الدولي”. وأقر بأن القوات التركية أسقطت طائرتين تابعتين له في منطقة إدلب، مضيفاً إن طياري الطائرتين تمكنوا من الهبوط بالمظلات. في المقابل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، إن تركيا تخوض “نضالاً مصيرياً وتاريخياً من أجل حاضرها ومستقبلها”. وأضاف أن “عناصر النظام السوري دفعت ثمناً باهظاً لهجومها الدنيء على القوات التركية في إدلب”.

من جانبه، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس، انطلاق العملية ضد النظام السوري في إدلب، مؤكداً أنه لا نية للتصادم مع روسيا، وموضحاً أن هدف أنقرة هو إنهاء “مجازر” النظام ووضع حد للتطرف والهجرة. وقال إن عملية “درع الربيع” التي بدأت عقب الاعتداء على القوات التركية في إدلب في 27 فبراير الماضي، مستمرة بنجاح، مشيراً إلى أن بلاده تنتظر من روسيا استخدام نفوذها لوقف هجمات النظام وإجباره على الانسحاب إلى حدود اتفاقية سوتشي. وأضاف إنه “تم تحييد ألفين و212 عنصراً تابعاً للنظام السوري، وتدمير طائرة مسيرة وثمان مروحيات و103 دبابات، و72 مدفعية وراجمة صواريخ وثلاثة أنظمة دفاع جوي حتى الآن”. وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، قال في وقت سابق، إن أنقرة تريد من أميركا إرسال بطاريات صواريخ “باتريوت” الدفاعية لحماية قواتها في إدلب، مؤكداً أن “النظام السوري لا يزال يخرق القوانين الدولية ويقصف المدنيين الأبرياء بالأسلحة المحظورة”. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 26 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها أول من أمس، جراء هجمات طائرات مسيرة تركية على مواقع للنظام في ريفي إدلب وحلب ليرتفع عدد قتلى قوات النظام خلال يومين إلى 74.

وذكر أنه مع انتهاء المهلة التي حددها سابقاً أردوغان للنظام السوري، بضرورة الانسحاب آخر فبراير من محيط نقط المراقبة التركية في إدلب، دخلت تعزيزات تركية إضافية ليل أول من أمس، عبر كفرلوسين، ضمت دبابات ومدافع وناقلات جند. من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بأن الجيش السوري سيطر على مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، فيما لقي ثلاثة مدنيين سوريين حتفهم في اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين تابعين للمعارضة في المدينة. على صعيد آخر، وجه المركز الاستشاري الإيراني في سورية، تحذيراً للقوات التركية، مذكراً إياها “أنها موجودة منذ شهر في مرمى قواتنا وكنا نستطيع الانتقام، ولكننا لم نفعل ذلك تلبية لأوامر قيادتنا”. وذكر أنه “رغم الموقف الدفاعي لقواتنا، أقدم الجيش التركي من الجو وبدعم ناري وصواريخ دقيقة على استهداف عناصرنا وقواتنا، ما دفعنا لإرسال وسطاء لوقف هذا الاعتداء والنهج”. وأضاف إن الوسطاء المكلفين أبلغوا الجيش التركي أن “الإرهابيين هاجموا بدعم منكم مواقعنا، كذلك أبلغ المركز الجيش التركي أنهم متواجدون مع الجيش السوري لهذه المهمة”. وأوضح “أبلغنا قواتنا بعدم استهداف القوات التركية داخل ادلب حفاظا على حياة الجنود، وقواتنا لم تطلق النيران، لكن الجيش التركي ما زال مستمرا بالقصف المدفعي على نقاط الجيش السوري ومواقعنا”. ودعا القوات التركية للتصرف بعقلانية لما فيه مصلحة الشعبين السوري والتركي. في غضون ذلك، أقر الإعلام الإيراني بمقتل 21 عنصراً من لواءي “فاطميون” و”زينبيون”، الذين تدعمهم إيران، في عمليات نفذها الجيش التركي والمعارضة السورية المسلحة في إدلب. إلى ذلك، وصف رئيس لجنة السياسة الخارجية في “البوندستاغ” الألماني نوربرت روتغن، الإجراءات الأخيرة لأردوغان، بأنها “صراخ طلباً لنجدة أوروبا”.

 

تركيا تواصل ابتزاز أوروبا وتمطرها بموجة جديدة من المهاجرين وأثينا اتهمت أنقرة بنشر معلومات مضللة

أنقرة – وكالات/01 آذار/2020

 في ابتزاز إضافي لأوروبا، بغية الحصول على دعمها في سورية، واصلت تركيا أمس، لليوم الثالث على التوالي، فتح حدودها أمام اللاجئين على أرضها باتجاه الحدود الأوروبية. ووصل آلاف المهاجرين الإضافيين إلى الحدود اليونانية- التركية، بهدف محاولة العبور إلى أوروبا في أعقاب إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فتح حدود بلاده أمامهم. وعبر المهاجرون الآتون من إسطنبول، وبينهم سوريون وعراقيون وأفغان، حقولاً سيراً على الأقدام خلف بعضهم البعض باتجاه معبر بازاركولي الحدودي، وبينهم نساء وأطفال، فيما تواصل تدفق مجموعات صغيرة من المهاجرين نحو الحدود صباحاً، حاملين حقائبهم على ظهورهم أو رؤوسهم. وقدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد المحتشدين عند الحدود اليونانية – التركية بنحو 13 ألفاً ليل أول من أمس، لكنها أشارت إلى أن حافلات من مدن تركية ما زالت تقل أشخاصاً متجهين صوب منطقة الحدود. من جانبه، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، أن “نحو 76 ألف لاجيء عبروا الحدود التركية باتجاه أوروبا، حتى صباح اليوم (أمس)”. بدورها، ذكرت وسائل الإعلام اليونانية، أن “القوات اليونانية، ألقت على المهاجرين غازات مسيلة للدموع، بهدف منعهم من الدخول إلى بلادهم”، مشيرة إلى أنه رغم التشديد اليوناني، إلا أن بعض المهاجرين تمكنوا من العبور عبر قطع نهر يفصل بين الحدود التركية اليونانية. في غضون ذلك، اتهمت اليونان أمس، تركيا، بحض المهاجرين على السفر إلى اليونان، والوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، من خلال نشر معلومات مضللة. وذكرت وزارة الخارجية اليونانية على حسابها بموقع “تويتر”، أن “حملة المعلومات المضللة التي تقودها السلطات التركية مستمرة، الحقيقة، جرى منع عشرة آلاف شخص من دخول الأراضي اليونانية”، مضيفة إنه تم اعتقال 73 مهاجرا عقب دخولهم بصورة غير قانونية إلى اليونان، ويجرى محاكمتهم. وأفادت تقارير إعلامية بأن اليونان ترسل رسائل نصية عبر الهواتف المحمولة للمهاجرين الذين احتشدوا على الجانب التركي من نهر إيفروس، مفادها “لا تحاول عبور الحدود اليونانية بصورة غير قانونية”.

 

«عودة سوريا» و«كورونا» يدفعان القمة العربية إلى يونيو

القاهرة: سوسن أبو حسين ومحمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

في مقاربة صحية وسياسية لافتة، أظهرت تصريحات رسمية، وإفادات لمصادر عربية أن القمة العربية الحادية والثلاثين، والتي كان مقرراً لها أن تستضيفها الجزائر نهاية الشهر الحالي، في طريقها للإرجاء حتى شهر يونيو (حزيران المقبل) على خلفية التطورات المتعلقة بانتشار «فيروس كورونا»، وبسبب «تباين الرؤى بشأن عودة سوريا» إلى مقعدها في الجامعة. وعضوية سوريا في الجامعة العربية مُعلقة منذ عام 2011، وأثيرت، مسألة عودتها لمرات عدة العام الماضي، لكن مسؤولين بالجامعة أكدوا أنه «لم يتقدم أي من أعضائها بطلب في هذا الصدد». وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، أمس، في الجزائر، إن «القمة العربية قد تعقد قبل نهاية شهر يونيو المقبل»، مرجعاً الأمر إلى أن «الظروف العالمية الحالية، خاصة الصحية تثير القلق من الاجتماعات والتجمعات». وفي حين لم يفصح أبو الغيط عن بقية «الظروف العالمية»، تحدث مصدر عربي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «هناك رغبة جزائرية في أن تكون القمة التي تستضيفها مدخلاً لعودة دمشق لمقعدها العربي في الجامعة، وذلك كمدخل لدور إقليمي تتطلع الجزائر لتعزيزه عربياً». ورأى المصدر، أن «الوضع عربياً يبدو ناضجاً لتحقيق تلك الخطوة المتعلقة بدمشق، وأن الإرجاء للقمة سيكون بغرض حشد مزيد من الدعم لتمرير القرار الذي يواجه بعض التباينات في الرؤى، وتحقيق الاتصالات اللازمة مع سوريا بشأنه». ورهن أبو الغيط خلال مؤتمره الصحافي في الجزائر، مساء أمس، إصدار قرار التأجيل بإجراء «التنسيق مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون باعتبارها الدولة المضيفة، وقال الأمين العام للجماعة: «نأمل بأن تنتهي تلك الظروف العالمية، خاصة الصحية قبل الموعد المقترح». وكان وزير الخارجية الجزائري، دعا في 14 فبراير (شباط) الماضي إلى إنهاء تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، معتبراً خلال لقاء مع نظيره الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن موقف بلاده في هذا الشأن «حاسم وواضح ومبدئي، وأن عدم تفعيل عضوية سوريا في الجامعة خسارة لأعضائها». وبدأ أبو الغيط، أمس، زيارة إلى الجزائر تستمر لمدة يومين، وذلك في إطار الإعداد للقمة العربية «الحادية والثلاثين» المقبلة. وتأتى الزيارة قبل أيام من انعقاد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورته العادية الـ153 يوم (الأربعاء) المقبل بمقر الأمانة العامة للجامعة، برئاسة سلطنة عمان، ويسبقه اجتماع تحضيري للمجلس على مستوى المندوبين الدائمين يومي 2 و3 مارس (آذار) المقبل. ومن المعروف أن الاجتماع الوزاري كان من المقرر أن يحدد الموعد النهائي للقمة، التي جرت العادة أن تنعقد بنهاية مارس من كل عام. وكانت الجزائر قد وجهت دعوة إلى أبو الغيط لزيارتها، مؤكدة أنها سوف تستضيف القمة العربية في موعدها.

 

بعد فشله بجمع النصاب.. علاوي يعتذر عن تشكيل حكومة العراق!

جنوبية/02 آذار/2020

لا يزال العراق بدون حكومة منذ استقالة، عادل عبد المهدي، تحت ضغط من الشارع قبل شهرين، الى أن إستلم محمد توفيق علاوي رئاسة الحكومة، ولكنه غادر اليوم الأحد البرلمان صباحا بعد فشله بجمع النصاب القانوني للتصويت على حكومته وذلك على وقع تظاهرات مليونية دعت إليها تنسيقيات الحراك في العراق. إذ أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف، محمد توفيق علاوي، الأحد، انسحابه من تشكيل الحكومة العراقية، وذلك بعد فشل مجلس النواب، للمرة الثانية بعقد جلسة استثنائية للتصويت. وقال علاوي متوجهاً لرئيس الجمهورية: “عندما تم تكليفي كنت قد وعدت الشعب بأني سأترك التكليف في حال مورست ضغوط سياسية لغرض تمرير اجندة معينة على الحكومة التي اعتزم تشكيلها وعليه كان قراري تشكيل حكومة مستقلة من اجل العمل دون التزامات حزبية او ضغوطات من اجل الإسراع بتنفيذ مطالب الشعب واني على علم تام بأن الإصرار على هذا الشرط سيكلفني تمرير حكومتي لان الجهات التي غرقت بالفساد و تاجرت بالطائفية و العرقية ستكون اول متضرر”.

أضاف: “اني لو قدمت التنازلات لكنت الان مباشر بعملي كرئيس لوزراء العراق و لكني مع كل هذا حاولت بكل الطرق الممكنة من اجل انقاذ بلدنا من الانزلاق للمجهول و من اجل حل الازمة الراهنة و لكن اثناء المفاوضات اصطدمت بأمور كثيرة لا تمت الى قضية الوطن و مصلحته بشيء ويشهد الله علي اني لم اتنازل و لم اقدم المصالح الخاصة على مصلحة البلد و لكن للأسف الشديدة كانت بعض الجهات تتفاوض فقط من اجل الحصول على مصالح ضيقة دون إحساس بالقضية الوطنية ، و دون أي اعتبار لدماء الشهداء التي سقطت في سوح التظاهر من اجل تغيير الأوضاع و تحقيق رفعة الوطن وازدهاره”. وقال: “لهذا كنت امام معادلة منصب رئيس الوزراء مقابل عدم الصدق مع شعبي و الاستمرار بالمنصب على حساب معاناته فكان الخيار بسيط وواضح هو ان أكون مع شعبي الصابر و خاصة عندما رأيت ان بعض الجهات السياسية ليست جادة بالإصلاح و الإيفاء يوعودها للشعب و ان وضع العراقيل امام ولادة حكومة مستقلة تعمل من اجل الوطن كان واضحا فمن عدم تحقيق النصاب لمرتين متتالية الى حملات الافتراء و الكذب و التزييف للحقائق وصولا الى يومنا هذا ولا نعلم بعدها الى اين ممكن ان يصل المتاجرين بهمومهم شعبنا .. وعليه اسمح لي ان أرفع لمقام فخامتكم اعتذاري عن التكليف راجياً تفضلكم بقبولها”. ليرد رئيس الجمهورية ببيان قائلاً: “بالإشارة الى بیان رئيس مجلس الوزراء المكلف السيد محمد توفيق علاوي حول عدم تمكنه من تشكيل حكومته خلال الفترة الدستورية المحددة، واستناداً الى احكام المادة 76 من الدستور، يبدأ السيد رئيس الجمهورية مشاورات لاختيار مرشح بديل خلال مدة 15 يوماً في نطاق مسؤولياته الدستورية والوطنية”. أضاف: “فيما يوجه السيد رئيس الجمهورية الشكر للسيد محمد توفيق علاوي على جهوده وموقفه بالاعتذار عن التكليف، فانه يدعو القوى النيابية، الى العمل الجاد للتوصل إلى إتفاق وطني حول رئيس الوزراء البديل، و المقبول وطنيًا وشعبيا، خلال الفترة الدستورية المحددة، من أجل تشكيل حكومة قادرة على التصدي لمهامها في ضوء التحديات الجسيمة التي تواجه العراق”. ويؤكد البيان على ، ان “الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد تستدعي وقفة وطنية مسؤولة من الجميع، وأن تحظى الشخصية البديلة التي سيتم تكليفها بالمقبولية المطلوبة، سواء على المستوى الشعبي او النيابي، لتشكيل حكومة موقتة تلتزم بواجباتها تجاه المواطنين، و مؤتمنة على إجراء إنتخابات نيابية مبكرة. ويشدد السيد رئيس الجمهورية في هذا الصدد، على ان التداعيات الامنية والسياسية والاقتصادية والتحديات الصحية التي تواجه العراق والمنطقة والعالم، تحتم الاسراع في حسم ملف الحكومة المؤقتة، من اجل حماية أمن وسلامة المواطنين والانطلاق نحو تحقيق مشروع الإصلاح كإستحقاق وطني عراقي”.

 

إيران تقرّ بمصرع 21 «فاطميون» و«زينبيون» في إدلب

القبس/01 آذار/2020

أقرت إيران بمقتل 21 عنصراً من المقاتلين الذين تدعمهم، في عمليات نفذها الجيش التركي في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب شمال غربي سوريا، الجمعة.  وذكرت وكالة أنباء التلفزيون الايراني أن «21 من مقاتلي لواءي فاطميون وزينبيون قتلوا خلال المعارك الأخيرة في محافظة إدلب السورية». كما أفاد موقع «حوزة نيوز» المقرب من المدارس الدينية الشيعية في مدينة قم بأن «18 عنصراً من كتائب زينبيون و3 من كتائب فاطميون قتلوا في إدلب، الجمعة». ولفتت وكالة أنباء التلفزيون الإيراني إلى تشييع 12 من مقاتلي «فاطميون» و«زينبيون» في مدينة قم، أمس.

 

فصائل إيران والأجهزة الأمنية وراء خطف الناشطين وتعذيبهم

بغداد – وكالات/01 آذار/2020

 بينما مازالت حملات الخطف والتصفيات الممنهجة للناشطين في التظاهرات بالعراق مستمرة منذ الرابع من نوفمبر الماضي، اتهم ناشطون عراقيون فصائل إيران المسلحة والأجهزة الأمنية، بالوقوف وراء ممارسات الترهيب والتهويل والضغط، متهمين جهاز الأمن الوطني، وأمن “الحشد الشعبي”، بالإضافة إلى “سرايا السلام” التابعة لـ”التيار الصدري”. وقال أحد الناشطين: “لا شك أن الخطف صعب جداً، لأنك إلى جانب الضرب والتعذيب، تهان ويتم تصويرك وأنت عار تماماً، ولاحقاً يعمد الخاطفون إلى استخدام تلك المقاطع المهينة، من أجل ابتزازك وثنيك عن المشاركة في التظاهرات”. من جانبها، قالت الناشطة المدنية الاعلامية آيات المرسومي، إنها تعرضت للكثير من المضايقات والتهديدات ورأت وسمعت عن عمليات الخطف والقتل، مضيفة أن “الناشطين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب ببنادق الصيد المخصصة لصيد الحيوانات والطيور”، وتحدثت عن تعرضها للمحاربة بلقمة عيشها، بينما أشار مثنى علي إلى خطة خطف ممنهجة تنفذها “الأجهزة الأمنية والفصائل المسلحة الموالية لإيران التي تتبع الحشد الشعبي”.

 

ميليشيات إيران في العراق تعيش الفوضى بعد مقتل المهندس

بغداد – وكالات/01 آذار/2020

 أفادت أنباء صحافية أمس، بأن شبكة وكلاء إيران في العراق تعيش حالة من الفوضى منذ مقتل نائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس، على يد القوات الأميركية. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في تقرير، أن رحيل المهندس ربما يفتح جبهات جديدة بين الشيعة “ستُعقد محاولات إيران لإصلاح التصدعات السياسية والعملياتية في شبكتها” العاملة في العراق. وأضافت ان “إيران ستجد صعوبة في السيطرة على شبكة حلفائها في هذا المشهد السياسي المعقد في العراق والذي تتنافس عليه أيضا قوى خارجية”، مشيرة إلى أن “شبكة إيران في العراق تحتاج إلى قائد صاحب خبرة سياسة وعملية، وقد يستغرق الأمر سنوات للعثور على بديل جيد للمهندس يمكن أن يتولى مسؤولية هذه الشبكة”. وتوقعت حدوث مواجهة عنيفة محتملة بين الميليشيات الشيعية المتنافسة التي تسعى إلى تشكيل واستغلال المشهد بعد المهندس، “كما يتوقع أيضاً تشكل بيئة سياسية متقلبة تتصارع فيها إيران والولايات المتحدة بشكل مباشر”. وأشارت إلى أن “الميليشيات الشيعية في العراق تتنافس مع بعضها البعض على السلطة والموارد لعقود من الزمن وكانت تتجه نحو الدخول في مواجهات كبيرة أحياناً”، متوقعة تصارع القوتين الأبرز وهما “التيار الصدري” و”الحشد الشعبي”.

 

واشنطن و«طالبان» تتفقان على إنهاء 18 عاماً من الحرب الأفغانية والإفراج عن آلاف السجناء من الطرفين وانسحاب أميركي تدريجي فوراً

الدوحة: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

ستعمل أميركا فوراً على خطة مع كل الأطراف المعنية في النزاع الأفغاني، للإفراج عن السجناء السياسيين والمقاتلين، والتوصل إلى هدنة دائمة تم الاتفاق عليها بين واشنطن و«طالبان»، في خطوة اعتبرت «تاريخية» لوضع حد للوجود الأميركي، وللعنف، في هذا البلد الذي تمزقه الحروب منذ أربعة عقود. وستفرج الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية عن 5 آلاف أسير مقابل إفراج «طالبان» عن ألف أسير لديها. إلا أن مستشار الأمن القومي الأفغاني صرح، كما نقلت عنه «رويترز»، بأن الحكومة لم تقطع التزاماً بالإفراج عن 5 آلاف من أسرى «طالبان» بحلول 10 مارس (آذار).

الاتفاق بين أميركا و«طالبان»، التي حكمت أفغانستان حتى 2001، إلى أن تم إخراجها من الحكم بعد الغزو الأميركي، الذي جاء على خلفية هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، يقضي بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، خلال 14 شهراً، ويمثل خطوة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاماً. وعلى الرغم من أن الاتفاق يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة للانسحاب تدريجياً من أطول حروبها، فإن كثيرين يتوقعون أن تكون المحادثات بين الأطراف الأفغانية المتعددة أكثر تعقيداً بكثير. ومن المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين «طالبان» وسلطات كابل بحلول 10 مارس، استكمالاً للاتفاق الموقع في الدوحة بين الولايات المتحدة والجماعة المتطرفة، وفقاً لمسؤولين أميركيين. وقال مسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الاتفاق ينص على تاريخ 10 مارس، لكن علينا أن نكون واقعيين»، بينما رجّح مسؤول آخر أن تبدأ المفاوضات في النصف الأول من مارس، وأن تعقد في أوسلو. وحسب المسؤولين، فإنّ التحدي الرئيسي يكمن في صعوبة تشكيل وفد موحد يجمع الحكومة الأفغانية والمعارضة والمجتمع المدني، في ظل الخلافات القائمة حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وستبدأ القوات الأميركية، فوراً، عملية الانسحاب التدريجي من أفغانستان، بعد توقيع الاتفاق مع الحركة المسلحة، على أن ينخفض عدد الجنود من 13 ألفاً إلى 8600 «خلال أشهر معدودة». وتستند عملية الانسحاب إلى برنامج زمني مبدئي ومشروط، يرتبط بشكل رئيسي بمدى احترام الحركة لضمانات أمنية التزمت بها، وبالتقدم في المفاوضات بين الأطراف الأفغانية. وقال المسؤول الأميركي لوكالة الصحافة الفرنسية، «إذا فشل الحل السياسي، وفشلت المفاوضات، فلا شيء يجبر الولايات المتحدة على سحب جنودها».

مراسم توقيع اتفاق إحلال السلام في أفغانستان، تم بحضور شخصيات من عدة دول، وذلك عقب تهدئة لمدة سبعة أيام أعلنتها واشنطن و«طالبان»، وانتهت أول من أمس الجمعة، أي قبل يوم من التوقيع الرسمي على الهدنة الدائمة أمس السبت.

ووقع الاتفاق في الدوحة المبعوث الأميركي الخاص بأفغانستان زلماي خليل زاد، والمسؤول السياسي لـ«طالبان» الملا عبد الغني بارادار. وحضر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مراسم التوقيع. وفي تلك الأثناء، وصل وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، إلى كابل، في زيارة قال مسؤولون وخبراء إنها تهدف إلى طمأنة الحكومة الأفغانية على التزام الولايات المتحدة تجاه أفغانستان. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الاتفاق يضمن عدم استخدام الأراضي الأفغانية، مرة جديدة، لتهديد حياة الأميركيين، مضيفاً أن الجنود الأميركيين قاموا بعمل مهم في اقتلاع الإرهاب وجلب السلام، لكن الوقت قد حان لإعادتهم إلى البلاد وإنهاء أطول حروب الولايات المتحدة. وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ستخفض عدد قواتها في أفغانستان، وستبقي على قوات مكافحة الإرهاب لتفكيك المجموعات الإرهابية، وأن مسار سحب القوات مرهون باحترام «طالبان» تعهداتها. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن حركة «طالبان» تعهدت بقطع علاقاتها مع تنظيم «القاعدة»، والعمل على مكافحة الإرهاب، مضيفاً أن الاتفاق مع «طالبان» لا معنى له إذا لم يتم تطبيق بنوده. وكان لافتاً عدم توقيع بومبيو بنفسه على الاتفاق، رغم حرصه على وصوله السبت إلى الدوحة، لحضور التوقيع، ما دفع الصحافيين لسؤاله عن ذلك. وقال بومبيو إن سبب عدم توقيعه شخصياً على الاتفاق مع «طالبان» يعود إلى رغبته في أن يقوم المفاوض الأميركي والدبلوماسي زلماي خليل زاد، الذي أشرف على الوصول إلى هذا الاتفاق، بالتوقيع عليه بنفسه، تقديراً لجهوده. وقال بومبيو للصحافيين «أردت الوجود هنا من أجل أن أحضر هذه اللحظة التاريخية، خدمت في الجيش، وأعرف مدى التضحية التي يقوم بها الجنود في أفغانستان». كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد حض الشعب الأفغاني على اغتنام الفرصة لمستقبل جديد. وقال «في النهاية سيتوقف الأمر على شعب أفغانستان كي يحدد مستقبله. لذا، نحض الشعب الأفغاني على اغتنام هذه الفرصة من أجل السلام ومستقبل جديد». وأضاف: «في حال كانت (طالبان) والحكومة الأفغانية على مستوى الالتزامات، سنمضي قدماً لوضع حد للحرب في أفغانستان وإعادة جنودنا إلى الوطن».

وأثناء توقيع الاتفاق، التقى إسبر بالرئيس الأفغاني أشرف غني، في كابل، وأصدر الاثنان إعلاناً مشتركاً. وفي تصريحات بالقصر الرئاسي، في وجود غني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قال إسبر «هذه لحظة مفعمة بالأمل، لكن هذه هي البداية فحسب. الطريق لن يكون سهلاً. سيتطلب تحقيق السلام الدائم في أفغانستان الصبر والتنازل من جميع الأطراف». وتابع قائلاً: «إذا التزمت (طالبان) بالاتفاق، فإن الولايات المتحدة ستبدأ تقليصاً مشروطاً، وأكرر مشروطاً، للقوات». لكنه أضاف أنه إذا لم تف الحركة بالتزاماتها، فإن واشنطن لن تترد في إلغاء الاتفاق. وأشار إلى أن الولايات المتحدة والشركاء الدوليين سيواصلون تزويد قوات الأمن الأفغانية بالدعم اللازم. كما شارك في حفل توقيع الاتفاق مسؤولون عن 18 دولة، أبرزهم وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي، إضافة إلى مشاركة 4 منظمات دولية. ودعا بومبيو «طالبان» للوفاء بتعهداتها بقطع العلاقات مع «القاعدة»، ومواصلة القتال ضد تنظيم «داعش». الملا بارادار، زعيم «طالبان»، قال إنه يرغب في إقامة نظام إسلامي بأفغانستان، ودعا الفصائل الأفغانية إلى العمل من أجل تحقيق ذلك. ويمثل الاتفاق بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، فرصة للوفاء بتعهده بإعادة القوات الأميركية إلى الوطن. لكن خبراء أمنيين وصفوا الاتفاق بأنه مقامرة سياسية تضفي الشرعية على حركة «طالبان» على الساحة الدولية. وقالت السفارة الأميركية في كابل، على «تويتر»، «إنه يوم فارق بالنسبة لأفغانستان». وأضافت: «يتعلق الأمر بصنع السلام وصياغة مستقبل مشترك أكثر إشراقاً. نقف إلى جانب أفغانستان».

وقبل ساعات من توقيع الاتفاق، أمرت «طالبان»، جميع مقاتليها، «بالامتناع عن شن أي هجوم... من أجل سعادة الأمة». وقال ذبيح الله مجاهد، وهو متحدث باسم الحركة، «نأمل أن تظل الولايات المتحدة ملتزمة بوعودها خلال التفاوض واتفاق السلام، وهذا هو المهم». وأضاف أن استمرار تحليق الطائرات العسكرية الأجنبية فوق الأراضي الخاضعة لسيطرة «طالبان»، «أمر مثير للقلق واستفزازي». وبالنسبة لملايين الأفغان، يمثل الاتفاق بارقة أمل على إنهاء سفك الدماء المستمر منذ سنوات. وقال جاويد حسن، وهو معلم يبلغ من العمر 38 عاماً، لـ«رويترز»، ويعيش على مشارف العاصمة الأفغانية كابل، «السلام بسيط للغاية وبلادي تستحقه. وهذا يوم ربما نشهد خلاله تغييراً إيجابياً». وفقد حسن أطفاله في تفجير نفذته «طالبان» عام 2018، ويبعث برسائل إلى زعماء العالم منذ ذلك الحين لحثهم على إنهاء الحرب الأفغانية.

 

علاوي يخوض مفاوضات الفرصة الأخيرة لتمرير حكومته اليوم وحديث عن «تقدم» مع الكرد وسط تباين حاد في مواقف القوى السياسية

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

كشف رئيس كتلة «بيارق الخير» في البرلمان العراقي محمد الخالدي أن سبب طلب رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي تأجيل جلسة التصويت على كابينته من يوم أمس إلى اليوم يعود إلى خوضه مفاوضات مع الكرد «الذين وحدوا مواقفهم حيال تمرير الحكومة». وقال الخالدي لـ«الشرق الأوسط» إن «المفاوضات بين علاوي والكرد حققت تقدماً واضحاً، وبالتالي فإنه بات من المؤكد التصويت على الكابينة الحكومية»، خلال جلسة البرلمان اليوم. ورداً على سؤال بشأن مواقف الكتل الأخرى السنية والكردية، أوضح الخالدي أنه «بشكل عام حصل تقدم في المفاوضات بين الجميع بمن في ذلك الشيعة والسنة»، موضحاً أن «الشيعة قرروا المضي بالتصويت للحكومة لأنه لم يعد لديهم بديل آخر لكنهم رهنوا موقفهم بتحقيق تقدم في المفاوضات مع الكرد وهو ما جعل علاوي يطلب التأجيل ويخوض مفاوضات جيدة مع الكرد حتى الآن». وبشأن إصرار الكتل الشيعية على ربط التصويت بموقف الكرد دون السنة، أكد الخالدي أن «الكرد وحدوا مواقفهم جميعاً بحيث إما أن يأتوا جميعاً أو لا يأتوا، بينما السنة ومع وجود مفاوضات الآن بين الكل لكنهم في الأقل موزعين بين نصفين، نصف قرر أن يمضي (أسامة النجيفي وخميس الخنجر) ونصف آخر قد لا يأتي برغم وجود مفاوضات معه (رئيس البرلمان محمد الحلبوسي) وبالتالي فإنه في الوقت الذي تستطيع أن تقسم السنة إلى نصفين فإن الكرد لا يمكن تقسيمهم إلى نصفين». إلى ذلك، أكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وعضو البرلمان العراقي السابق محسن السعدون لـ«الشرق الأوسط» إن «المفاوضات جارية مع علاوي وربما تتضح الصورة خلال الساعات المقبلة»، مبيناً أن «الكرد لا يريدون عرقلة تمرير الكابينة ولا يصرون أن يكون ترشيح الوزراء من قبلهم كلياً، بل هم يريدون مراعاة خصوصية الكرد كونهم إقليماً له خصوصيته ضمن الدستور العراقي».

بدوره، أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية يحيى المحمدي أن «الخلافات السياسية ما زالت قائمة وما زالت الكثير من القوى السياسية، من المكون السني والكردي، وحتى بعض القوى السياسية الشيعية معارضة لتمرير حكومة علاوي». وأضاف المحمدي، أن «تمرير حكومة علاوي في البرلمان صعب، بسبب وجود معارضة لها من قوى رئيسية». في السياق نفسه، أكدت كتلة «سائرون» المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والداعمة لعلاوي أن الجهات التي تعرقل تمرير حكومة علاوي تقوم بعملية مماطلة وتسويف وخداع للشعب العراقي. وقال النائب عن الكتلة رياض المسعودي في تصريح إن جلسة البرلمان اليوم «إن اكتمل نصابها فهي بالتأكيد رسالة إيجابية»، مبيناً أن «هناك قوى سنية وكردية مؤيدة لهذه الحكومة ولم يكن الاختلاف أبداً منذ البدء على شخصية محمد توفيق علاوي وإنما رفض الحكومة وبرنامجه الحكومي والمنهاج جاء بعد فترة متأخرة وبعد أن شعرت هذه القوى بعدم إشراكها في اختيار الوزراء وبالتالي هم يرغبون بأن يكون لديهم تمثيل على الأساس السياسي ويرغبون بضرورة أن يتم تقديم الوزراء عن طريقهم». وأوضح المسعودي: «نحن في تحالف سائرون نعتقد أن هناك جبهة أو فريق يحاول عرقلة تشكيل الحكومة وفريق آخر يسعى إلى تمريرها ومقدار الفريقين يتوقف على قدرة علاوي في الاستمرار في حواراته مع الكتل السياسية». وأشار إلى أنه «في حال تدخلت الكتل السياسية فستولد الحكومة ميتة ونحن مع حكومة قوية»، مبيناً أن «المطالبين بإجراء انتخابات مبكرة وإصلاح وخدمات ومكافحة الفساد عليهم أن يمرروا هذه الحكومة وفي المقابل أن من لا يرغب في تمرير هذه الحكومة هم الذين يقومون بعملية مماطلة وتسويف وخداع للشعب العراقي». وفي ظل تعدد الروايات بشأن ماذا يمكن أن يحصل في حال رفض البرلمان التصويت على حكومة علاوي، أكد خبير قانوني عراقي أن رئيس الجمهورية برهم صالح سيتولى منصب رئاسة الحكومة. وقال علي التميمي في بيان إن «علاوي بين نار الكتلة الأكبر وجمر المحاصصة»، مبيناً أن «موضوع الكتلة الأكبر ذهب مع حكومة عادل عبد المهدي الذي يعتبر هو مرشحها وحسب ما فسرته المحكمة الاتحادية عامي2010 و2014 حيث سكتت عن ترشيح عبد المهدي». وأضاف: «لا يمكن وفق الفقرات ثالثاً وخامساً من المادة 76 من الدستور تقييد الاختيار لرئيس الجمهورية فإن رئيس الجمهورية حر وغير مقيد في الاختيار للمرشحين الآخرين بعد إخفاق مرشح الكتلة الأكبر عند تكليفه والاستقالة»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن أن يعود لذات الكتلة الأكبر حتى ترشح مرشحاً آخر».

 

سد النهضة»: القاهرة تلوّح بالدفاع عن مصالحها المائية بـ«الوسائل كافة» ومصر توقّع بالأحرف الأولى... والسودان يبدي ملاحظات... وإثيوبيا تبدأ الملء

القاهرة: محمد نبيل حلمي - الخرطوم: محمد أمين ياسين - أديس أبابا/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

في تلويح لافت، نبّهت مصر، أمس، إلى أن «أجهزتها كافة» تواصل «الاهتمام البالغ» بشأن قضية «سد النهضة» الذي تدشنه إثيوبيا، وذلك ضمن «مسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن مصالح المصريين بكل الوسائل المتاحة».

وفيما قال السودان إنه أبدى ملاحظات على مسودة الاتفاق النهائي الذي ترعاه واشنطن لتضمينها في نصوصه، مضت أديس أبابا في مسار البدء في الملء، على الرغم من دعوة واشنطن إلى تجنب الخطوة قبل الاتفاق. وجاءت إشارة مصر إلى «الوسائل كافة»، بعد تخلّف إثيوبيا عن المشاركة في الاجتماعات التي تستضيفها واشنطن بشأن السد، وهو ما عدّته القاهرة غياباً «غير مبرر». وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن «الالتزام بحماية الحقوق المائية، ضمن إجراءات على الصعيد السياسي، وفي إطار محددات القانون الدولي».

وتخشى القاهرة من أن تؤدي طريقة ملء وتخزين المياه خلفه إلى الإضرار بحصتها من مياه النيل، والتي تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب، وتعتمد عليها بنسبة أكثر من 90% في الشرب والزراعة والصناعة. وترعى الولايات المتحدة الأميركية بحضور ممثلين عن البنك الدولي، منذ 4 أشهر تقريباً مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، أثمرت توافقاً مبدئياً بشأن بعض النقاط المتعلقة بـ«سد النهضة». وكان مقرراً أن يتم التوقيع النهائي على بنود اتفاق شامل نهاية فبراير (شباط) الماضي. وفي حين قالت مصر، أمس، إنها وقّعت بـ«الأحرف الأولى على الاتفاق المطروح تأكيداً لجديتها في تحقيق أهدافه ومقاصده»، أعربت عن تطلعها إلى أن «تحذو كل من السودان وإثيوبيا حذوها في الإعلان عن قبولهما بهذا الاتفاق والإقدام على التوقيع عليه في أقرب وقت باعتباره اتفاقاً عادلاً ومتوازناً ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث». وفيما بدا دعماً ضمنياً من واشنطن لموقف مصر من نصوص الاتفاق، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية بياناً، أمس، قالت إن «الاتفاقية بشكلها الحالي تضع حلولاً لكل القضايا العالقة حول ملء وتشغيل سد النهضة وتتأسس على المبادئ المتفق عليها بين الدول الثلاث في إعلان المبادئ الموقّع في 2015 وبالأخص مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول، ومبدأ الالتزام بعدم إحداث ضرر جسيم ومبدأ التعاون».

وشددت واشنطن، أمس، على «أهمية عدم البدء في ملء سد النهضة من دون إبرام اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان». معربةً عن «التقدير لاستعداد مصر للتوقيع النهائي على الاتفاقية، وكذلك توقيع القاهرة عليها بالأحرف الأولى».

لكنّ إثيوبيا ردّت على «البيان الأميركي»، وقالت إنها ستواصل «عمليات بناء السد إلى جانب بدء عملية ملء البحيرة»، كما رفضت توقيع مصر بالأحرف الأولى على المبادئ التوجيهية وقواعد التشغيل السنوي للسد. وقالت إثيوبيا، في بيان لوزارتي الخارجية والري، إنها عازمة على المُضي قدماً بصفتها المالك لسد النهضة، في «البدء بالتخزين المبدئي دون الإضرار الجسيم بدولتي المصب اتساقاً مع ما جاء في إعلان المبادئ». وشددت إثيوبيا، في بيانها، على أنّها «لا توافق على ما جاء في الاتفاقية فيما يخص قواعد ملء وتشغيل السد؛ لأنها تعكس رأي مصر وليس الدول الثلاث»، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أنّه لا يزال يتعيّن على البلدان الثلاثة «معالجة القضايا المتعلقة بقواعد الملء والتشغيل». وأوضحت إثيوبيا أنها نفّذت كل إجراءات السلامة الإنشائية للسد، كما جاء في تقرير اللجنة الدولية وباعتراف مصر والسودان في البند الثامن من إعلان المبادئ، مؤكدةً أنها ستستمر في هذه الإجراءات لضمان السلامة الإنشائية للسد. كما أشارت إلى أنها «لا تزال ملتزمة بالتواصل والتفاوض مع كل من السودان ومصر حتى يتم التوصل إلى توافق حول قواعد ملء وتشغيل السد». بدوره، قرر مجلس الوزراء الإثيوبي، مساء أمس، أن أديس أبابا لن تشارك في أي مفاوضات حول سد النهضة، من شأنها أن تضر بمصالح البلاد الوطنية، جاء ذلك في ختام الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء برئاسة آبي أحمد. بدوره أكد السودان «ضرورة التوصل لاتفاق شامل يتضمن تشغيلاً آمناً لسد النهضة قبل بدء عملية الملء الأول والتشغيل»، فيما «أدرجت (الخزانة الأميركية) ملاحظات تقدم بها الوفد السوداني في مسودة اتفاق الملء الأول وتشغيل سد النهضة».

وجدد السودان التزامه بعملية التفاوض للوصول إلى اتفاق شامل لملء وتشغيل السد الإثيوبي بما يحفظ مصالح الدول الثلاث.

كان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد قال منتصف الشهر الماضي، إن «المفاوضات (التي ترعاها واشنطن) انتهت، حسبما أفاد الجانب الأميركي، وواشنطن ستطرح على الدول الثلاث نصاً نهائياً، ليُعرض على الحكومات ورؤساء الدول لاستخلاص مدى استعدادها لتوقيعه».

ورأت الخارجية المصرية، أمس، أن موقف مصر «اتسم خلال كل مراحل التفاوض المُضني على مدار السنوات الخمس الماضية، والتي لم تؤتِ ثمارها، بحُسن النية وتوفُّر الإرادة السياسية الصادقة في التوصل إلى اتفاق يلبي مصالح الدول الثلاث». كما رأت القاهرة، أمس، أن المفاوضات المكثفة التي رعتها واشنطن والبنك الدولي تمكنت من «بلورة الصيغة النهائية للاتفاق، والتي تشمل قواعد محددة لملء وتشغيل سد النهضة، وإجراءات لمجابهة حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة، وآلية للتنسيق، وآلية ملزمة لفض النزاعات، وتناول أمان سد النهضة والانتهاء من الدراسات البيئية». وأضافت أنه «على ضوء ما يحققه هذا الاتفاق من الحفاظ على مصالح مصر المائية وضمان عدم الإضرار الجسيم بها، فقد قامت مصر بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق المطروح، تأكيداً لجديتها في تحقيق أهدافه ومقاصده». وخاضت أطراف مفاوضات سد النهضة مباحثات بدأت منذ 8 سنوات دون التوصل إلى نتيجة. ونوهت «الخزانة الأميركية» إلى أنها «سهّلت إعداد اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بناءً على الأحكام التي اقترحتها الفرق القانونية والتقنية في مصر وإثيوبيا والسودان وبمساهمة فنية من البنك الدولي». وأضافت أننا «ندرك أن إثيوبيا تواصل مشاوراتها الوطنية، ونتطلع إلى اختتام عمليتها في أقرب وقت ممكن لتوفير توقيع الاتفاق في أقرب وقت ممكن»، موضحةً أنه «تماشياً مع المبادئ المنصوص عليها في اتفاقية إعلان المبادئ، ولا سيما مبادئ عدم التسبب في ضرر كبير لبلدي المصب، لا ينبغي إجراء الاختبار النهائي وملء دون اتفاق». كما أشارت الوزارة الأميركية إلى أنها تلاحظ «قلق سكان المصب في السودان ومصر بسبب العمل غير المكتمل على التشغيل الآمن للسد، والحاجة إلى تنفيذ جميع تدابير السلامة اللازمة للسدود وفقاً للمعايير الدولية قبل بدء الملء».

 

إسرائيل تقرُّ بمحاولة اغتيال قيادي بارز في “الجهاد” بدمشق

تل أبيب – وكالات/01 آذار/2020

 اعترفت إسرائيل، أمس، رسمياً، بمحاولة اغتيال قيادي بارز بحركة “الجهاد” في سورية. وأفادت صحيفة “هآرتس” العبرية، بأن وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بينيت أكد أن بلاده مسؤولة عن محاولة اغتيال نائب الأمني العام المسؤول العسكري لـ “الجهاد” في دمشق أكرم العجوري، خلال نوفمبر العام 2019. وأوضحت أن تصريح بينيت يعد أول اعتراف علني من إسرائيل عن العملية التي فشلت في اغتيال العجوري، في دمشق، التي وقعت عشية اغتيال القيادي البارز في “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لـ “الجهاد” في قطاع غزة. يشار إلى أن منزل العجوري في دمشق، قد تعرض لغارة جوية إسرائيلية، أشارت “الجهاد” خلالها إلى أنها إسرائيلية تسبب بإصابة أكرم، واستشهاد نجله وفلسطيني آخر. ونقلت عن بينيت أنه حينما تولى حقيبة وزارة الدفاع، في نوفمبر العام 2019، قام باغتيال بهاء أبو العطا، وأيضا قام بعملية عسكرية أخرى في دمشق، من دون الإشارة إلى أكرم العجوري، في حين أن الصحيفة أكدت أنه العجوري، بالفعل. وتابعت على لسان بينيت قوله، إنه مع وقوع ضربات منطلقة من قطاع غزة على مستوطنات غلاف غزة، فإنه الجيش الإسرائيلي رد في قلب دمشقن موضحاً أن بلاده أمام “تكتيك” أو “ستراتيجية” جديدة، وهي ضرب قيادات ومسؤولين فلسطينيين.

 

نتانياهو يتعهد ضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية… إذا فاز

الإسرائيليون يتوجهون لصناديق الاقتراع ويغلقون الضفة وغزة

رام الله، عواصم- وكالات/01 آذار/2020

 أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي أمس، فرض إغلاق كامل على الضفة الغربية وقطاع غزة ، بالتزامن مع الانتخابات النيابية، “الكنيست” التي تشهدها إسرائيل اليوم، حيث يتوجه الناخبون لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ثالث انتخابات نيابية تشهدها إسرائيل خلال عام واحد. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن هذه الانتخابات لن تفلح في الأغلب في حل المشكلة السياسية التي تشهدها البلاد، في ظل استمرار احتدام المنافسة بين معسكرَي اليمين، بزعامة حزب “ليكود” برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ومعسكر الوسط واليسار والعرب، بزعامة رئيس حزب “أزرق أبيض” بيني جانتس. وفي المناسبة، تعهد رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو أمس، ضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية المحتلة “في غضون أسابيع” إذا ما أعيد انتخابه، في خطوة تهدف إلى تعزيز قاعدته اليمينية. وقال نتانياهو، في مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن ضم غور الأردن وأجزاء أخرى من الضفة الغربية، في رأس أولوياته، من بين “أربع مهمات كبرى فورية” يعتزم القيام بها. ونقلت فرانس برس عن رئيس الوزراء، قوله في المقابلة التي أذيعت قبل 24 ساعة على فتح صناديق الاقتراع، “سيحدث ذلك في غضون أسابيع أو شهرين كأقصى حد”. وتطرق إلى أولوياته الأخرى، ومن بينها توقيع معاهدة دفاعية “تاريخية” مع الولايات المتحدة، و”القضاء على التهديد الإيراني”. ورفض فكرة تسليم منطقة المثلث إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية، خلافا لما تنص عليه خطة البيت الأبيض للسلام، قائلا إن الفكرة “أمر باطل لا أساس له”، مشددا على “عدم اقتلاع أحد من مكان سكنه”. في غضون ذلك، وصل وفد رفيع من قيادة حركة “حماس” أمس، إلى روسيا، ووفد أخر إلى مصر بحسب متحدث باسم الحركة. وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم لوكالة “صفا” المحلية في غزة، إن وفد الحركة إلى روسيا يترأسه رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية ويضم عددا من القادة السياسيين بغرض بحث دور روسيا بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وشرح مخاطر “صفقة القرن” الأميركية. وينتظر أن يشمل جدول أعمال الزيارة محادثات مع وزير الخارجية سيرجي لافروف اليوم، تليها جولة مباحثات تفصيلية مع نائب الوزير ومبعوث الرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف. كما تشمل تحركات الوفد في العاصمة الروسية لقاءات في مجلسي الدوما (النواب) والفيدرالية (الشيوخ) الروسيين، وعدداً من اللقاءات مع مسؤولين حكوميين روس، فضلا عن لقاء في مجلس الإفتاء الروسي وآخر في بطريركية الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في موسكو.

وذكر قاسم أن وفداً من قيادة حماس غادر أمس، إلى القاهرة “في سياق التواصل المستمر بين الجانبين”، مشيرًا إلى زيارة الوفد الأمني المصري قبل أيام لغزة، إضافة للاتصالات اليومية بين الطرفين. وأضاف أن الزيارة “ستبحث قضايا مركزية متعلقة بسبل وقف العدوان المستمر على قطاع غزة، ودور مصر في التخفيف من الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحصار الإسرائيلي”. إلى ذلك، قررت محكمة تل أبيب الجزئية إلزام النجل الأكبر لنتانياهو، بدفع مبلغ مالي ملموس إلى صحفية اتهمته بالتشهير. وألزمت المحكمة، يائير نتانياهو بدفع 286 ألف شيكل (71 ألف دولار) إلى المحررة السابقة في موقع “والا” الإخباري، أفي ألكالاي التي قدمت دعوى ضد نجل رئيس الوزراء.

 

بريطانيا: جونسون وشريكته يعلنان خطبتهما وينتظران مولوداً ومصير وزيرة الداخلية في الميزان بعد استقالة وكيلها

لندن – وكالات/01 آذار/2020

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وشريكته كاري سيموندز، أنهما صارا مخطوبان وينتظران مولوداً في بداية الصيف. وقالت سيموندز عبر حسابها بموقع “إنستغرام”، إن الخطوبة تمت نهاية العام 2019، معربة عن شعورها بأنها “مباركة للغاية”. وأضافت “بعضكم يعلم لكن لأصدقائي الذين مازالوا لا يعلمون، لقد تمت خطوبتنا في نهاية العام الماضي .. ولدينا مولود سيخرج في بداية الصيف، أشعر أني مباركة للغاية”. وبات جونسون (55 عاماً) وسيموندز (31 عاماً) أول شخصين في علاقة لكن غير متزوّجين يسكنان في “داونينغ ستريت”، حيث مقر رئيس وزراء بريطانيا، حين انتقلا إلى هناك العام الماضي، فيما تعتبر سيموندس أصغر شريكة لرئيس وزراء منذ 174 عاماً. وسيكون هذا الزواج الثالث لجونسون الذي تطلق من زوجته الأولى، وهو منفصل حالياً عن زوجته الثانية مارينا ويلر. من ناحية ثانية، وجدت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل نفسها في موقف لا تحسد عليه بعد استقالة وكيل الوزارة الدائم السير فيليب روتنام في قرار مفاجئ كان له وقع القنبلة في الأوساط الرسمية البريطانية، الأمر الذي طرح تساؤلات عن مستقبل الوزيرة. واتهم رتنام، باتيل، بالانخراط في “حملة إعلامية شريرة ومنسقة” ضده، في حين لم تعلق الوزيرة على استقالة كبير موظفيها.

وقال “إنها تكذب وتمارس التنمر والقسوة في مخاطبتها وعلاقاتها مع الموظفين، ويعتزم مقاضاة الحكومة”، معتبراً أنه استقال استباقاً لقرار فصل محتمل. دعت شخصيات بارزة في حزب العمال البريطانية المعارض وزير الداخلية إلى أن تشرح نفسها لمجلس العموم بعد استقالة كبير موظفيها بعد خدمة امتدت 33 عاماً في الجهاز المدني.ورداً على رحيل فيليب، قال المرشح لقيادة حزب “العمال” المعارض كير ستارمر، إن باتل عليها “واجب” التقدم بتبريرات وشرح سلوكها لمجلس العموم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ألا ترى «القوات» فساداً إلّا عند «التيار»؟

راكيل عتيِّق/الجمهورية/02 آذار/2020

شكر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الله على «النفط والغاز». وغمز من قناة فريق العهد و»التيار الوطني الحر»، متمنياً «عدم نسب البعض إنجاز النفط لنفسه، وأن لا يكون موجوداً عند استخراجه، فعندها سيكون مصيره مشابهاً للملفات الأخرى، منها ملف الكهرباء». وإذ تصوّب «القوات» مدافعها على ملف الكهرباء الذي يتولّاه «العونيون» منذ 10 سنوات، أدّى هذا الاستهداف الى نقل الأخذ والردّ بين الفريقين الى خط التوتر العالي. ويسأل البعض: ألا ترى «القوات» فساداً إلّا عند منافسها في الساحة المسيحية؟

تستمر «حرب المؤتمرات» بين «التيار» و»القوات» في ملف الكهرباء، بعد افتتاح نواب تكتل «الجمهورية القوية» هذه المواجهة، وعرْض النائب أنطوان حبشي مستندات ومعطيات تكشف المسؤوليات ومكامن الهدر في وزارة الطاقة والمياه، وفي قطاع الكهرباء تحديداً.

وفي الإطار، شدّد جعجع أمس بعد اجتماع تكتل «الجمهورية القوية»، على أنّ «ملف الكهرباء هو أكبر ثغرة في ماليتنا»، مشيراً الى أنّ هناك شركات دولية مستعدة لبناء معامل كهربائية، وتأمين بدائل بسعر يقارب ما تقدّمه الدولة الآن، ولكن البعض يصرّ على السياسة المتبعة في ملف الكهرباء وعلى الحلول الموقتة، وتحديداً على البواخر التركية».

هذه البواخر كان تطرّق إليها أمس أيضاً الوزيران السابقان للطاقة ندى البستاني وسيزار أبي خليل، في مؤتمر صحافي خصّصاه للردّ على كلّ الاتهامات في هذا الملف. وبعد انتهاء العرض التقني، ردّ ابي خليل سبب «اختلاق المشكلات في ملف الكهرباء» الى أنّ «مشروع منظومة السلطة «بعد الطائف» كان ولا يزال التموُّل إمّا من مازوت المولدات - الذي تستورده شركاتهم ومحطاتهم وليس الدولة - أو التموُّل من لامركزية إنتاج الطاقة أي «إمتياز إلنا وإمتياز إلكن»، فنتموّل من الكهرباء بدلاً من مدّ أيدينا إلى الخارج، وهذا العرض الذي رفضناه وعرّضنا لحملات الإفتراء وتشويه الصورة».

وعلى رغم من أنّ «القوات» تصوّب على كلّ مكامن الهدر والفساد، ومنها: المعابر غير الشرعية، المرفأ، الجمارك، الإتصالات وغيرها، إلّا أنّها تركّز استهدافها على ملف الكهرباء. ويعتبر مناصرو «التيار»، أنّ «لا شغلة ولا عملة» لـ»القوات» الّا مواجهة «التيار» واستهداف رئيسه النائب جبران باسيل. ويسألون: لماذا لا تبدأ «القوات» بفتح ملفات الهدر والفساد منذ التسعينات، والتي تولاها أفرقاء عدة ومنهم حلفاؤها، قبل أن يُشارك «التيار» في السلطة بعد عام 2005؟ هذا الأمر تردّه «القوات» الى «أنّها ذهبت مباشرةً الى الملف الذي يكلّف الدولة المليارات ويُشكّل النسبة الأكبر من العجز في الموازنة». وتوضح مصادر «القوات»، «أنّها لا تتعامل مع ملفات الفساد على قاعدة رمي الاتهامات المتبادلة وتسجيل النقاط والدوران في الحلقة المفرغة نفسها، بل إنّها تعتمد في مقاربتها لكلّ الملفات معيار تطبيق القوانين».

وإذ وجدت «القوات» أنّ «الوصول الى محاسبة قوى سياسية صعب في ظلّ الظروف الراهنة، استناداً الى مجموعة اعتبارات وحسابات ومعطيات، قرّرت الانطلاق الى الأمام، عبر ثلاث خطوات:

- استراتيجية تطبيق القوانين والدستور.

- اعتماد الشفافية ووضع آليات للتعيينات من أجل وصول الأكفأ بدلاً من تعيين المحاسيب والأزلام.

- فتح الملفات الأساسية التي تشكّل معالجتها حلاً للأزمة الراهنة.

وتوضح مصادر «القوات»، أنّ «مقاربتها لملف الكهرباء تستند الى هذه الأسس، ولا تنطلق من خلفية أي جهة أو وزير يستلمه، بل لأنّه من أكثر الملفات فساداً، والتي ترهق خزينة الدولة واللبنانيين، ويستدعي معالجة ضرورية، ولأنّ حلّه يخفّض جزءاً كبيراً من المديونية العامة والعجز في الموازنة، ويشكّل مدخلاً لإنعاش الوضع على المستوى المالي ولإراحة اللبنانيين».

وتعالج «القوات» هذا الملف انطلاقاً من سؤالين:

- لماذا لا توجد علاجات لملف الكهرباء حتى الآن، على رغم من كلّ الإقتراحات والمشاريع والأفكار، وما زال لبنان منذ عام 1990 يدور في الحلقة المفرغة نفسها وهي عدم الوصول الى كهرباء 24/24؟

- لماذا ينتمي معظم الوزراء المتعاقبين على وزارة الطاقة والمياه الى فريق سياسي واحد؟ ولماذا تصرّ جهة سياسية على الإحتفاظ بهذه الوزارة منذ 10 سنوات حتى الآن، على رغم فشل كلّ سياساتها في إدارة هذا الملف؟

وتقول مصادر «القوات»: «ذهبنا في هذا الملف في مواجهة «التيار» لأنّه ممسكٌ بهذه الوزارة. ولو كان يتولاها أيّ فريق آخر لما اختلفت مقاربتنا». أمّا توقيت فتح هذا الملف نيابياً، فيأتي انطلاقاً من معطيات كان يعمل عليها حبشي ونجح في إستجماعها، فطرحها. وفي المؤتمر نفسه الذي عرض حبشي خلاله للمعطيات «الكهربائية»، تطرّق أيضاً بالأرقام والأدلة الى وزارة الاتصالات التي تولّاها تيار «المستقبل» في الحكومتين السابقتين، ما يؤكّد حسب المصادر «القواتية» أنّ «القوات» تستهدف ملفات وقطاعات وليس فريقاً معيّناً.

ومن هذا المنطلق، لن تنحصر معركة «القوات» في محاربة الفساد بإدارات أو ملفات معينة، أو تتوقف عند حد أو توقيت. وينكّب تكتل «الجمهورية القوية» على درس ملفات عدّة متصلة بالشأن العام.

ويقول حبشي لـ»الجمهورية»: «لا يمكننا الإستمرار في إدارة القطاعات، ولا سيما منها قطاع الكهرباء بهذه الطريقة السيئة. وإذا لم نحدّد مكامن الخطأ والهدر والفساد في قطاع الكهرباء، فستتكرّر الممارسة نفسها في قطاع النفط».

وإذ يشير حبشي الى أنّه يستكمل جمع الملفات وتحضيرها لكي يقدّمها الى القضاء قريباً، يوضح أنّ «هناك فارقاً بين أن يقول أحدهم إنّ هناك هدراً وبين أن يجري تحديد مخالفة القوانين والهدر في وضوح وعلمياً، ويضع المعطيات على سكة المعالجة والمحاسبة قضائياً». ويلفت إلى أنّ «المعلومات كانت مخفية»، كاشفاً أنّه يتلقى «معلومات ومعطيات ووثائق تثبت الهدر والفساد في قطاع الكهرباء، من موظفين وأفراد كانوا مغبونين ومتضررين ويعرفون الممارسات الحاصلة في هذا القطاع».

وإذ يأتي إصرار «القوات» على معالجة ملف الكهرباء انطلاقاً من أولوية إخراج لبنان من الأزمة، تشير مصادرها الى «أنّ هناك استنفاراً «قواتياً»، في ظلّ الإنزلاق الكبير نحو الهاوية وفي ظلّ غياب الإرادة السياسية اللازمة لمواجهة المرحلة». وينطلق أيّ عمل لـ»القوات» الآن من سؤالٍ واحد: كيف يُمكن تجنيب لبنان الانهيار الشامل؟

 

لبنان في نزعه الأخير... من ينهي مهزلة هيمنة الدويلة على الدولة

فاروق يوسف/العرب/02 شباط/2020

ما لا يفهمه حزب الله أن حرب العصابات لا تنفع في إخراج لبنان من أزمة مديونيته التي تهدده بالانهيار الشامل.

ولأن ذلك الحزب قد سطا بطرق مختلفة على أموال المودعين في المصارف اللبنانية في أوقات سابقة، فإنه لا يرغب في أن تفتح الملفات التي تدينه.

شبكة الحزب المالية متشعبة ومعقدة تمتد من جنوب شرق آسيا لتصل إلى أميركا اللاتينية مرورا بأفريقيا.

عملاء وسماسرة ومهربون ووسطاء غامضون يديرون أنشطة الحزب التي لا تخضع لقانون، بالرغم من أن هناك شكا في أن تكون مصارف لبنانية متورطة في التغطية على تلك الأنشطة.

وإذا ما كان الحزب لا يملك في مواجهة الأزمة ما يقدمه ليكون حلا ولو جزئيا للأزمة، فإنه يعارض وبشكل مطلق اللجوء إلى خبراء المؤسسات المالية العالمية، رافعا شعارات ثورية زائفة تخاطب عاطفة بائدة سحقها الواقع الاقتصادي المزري الذي يعيشه لبنان منذ أن أعلن البنك المركزي عن نقص خطير في احتياطاته بما يسبب عجزه عن تسديد الديون المستحقة إضافة إلى فوائدها.

حتى هذه اللحظة فإن لبنان إذا مدّ يده فإنها ستذهب إلى الفراغ.

ليست هناك جهة في العالم يمكنها أن تمد له يد العون ما لم يضع خطة واضحة للخروج من الأزمة.

وهو ما يبدو مستعصيا في ظل هيمنة حزب الله على القرار السياسي.

وهنا ينبغي أن نميّز بين الموقف من حزب الله، والموقف من الأزمة المالية.

فالأزمة المالية لم تنتج بسبب مقاطعة لبنان، بل بسبب هيمنة حزب الله عليه سياسيا.

ما كان لتلك الأزمة أن تنشأ لولا أن حزب الله وجد له موطئ قدم في النظام المصرفي اللبناني الذي تم اختراقه ليكون غطاء لأنشطة غير قانونية.

حدث ذلك أيضا لمطار رفيق الحريري في بيروت.

ذلك المطار كان، ولا يزال، بوابة رسمية لتهريب مواد ممنوعة ولاستقبال مطلوبين من قبل العدالة الدولية وإرهابيين ومرتزقة.

كان قاسم سليماني يمر بذلك المطار مثل شبح من غير أن يكون للحكومة اللبنانية علم بذلك.

لذلك يمكن القول إن أموال اللبنانيين في المصارف قد تم تسريبها إلى الخارج لتكون في خدمة المقاومين من أتباع حسن نصرالله المنتشرين بين أصقاع الأرض. وهو ما لم يكن اللبنانيون في حاجة إلى مأساة للتعرف عليه. فسيد المقاومة إذ يرفع مطلب الدفاع عن القضية شعارا، فإنه يجبر اللبنانيين على السقوط في الهاوية فدى لتلك القضية التي تبين الآن أنها مجرد عملية سطو قام بها من أجل أن تقوى أذرع حزبه في الخارج، بحيث تكون الطائفة مستعدة لإنقاذه في اللحظة الحاسمة.

خرّب حزب الله الاقتصاد اللبناني وجلس على التلة مصوبا بندقيته إلى كل مَن يسعى إلى أن يفتح الملفات التي تقود إلى الحقيقة.

الفساد الذي مارسه حزب الله ما كان يمكن أن يمر لولا وجود خيمة فساد الطبقة السياسية اللبنانية. لم يكن هناك أبرياء. كل أفراد الطبقة السياسية الحاكمة كانوا قد ساهموا في الفساد الذي توّجه حزب الله بانتشاره العالمي.

أصدقاء لبنان ينظرون إليه اليوم بأسى.

ذلك لأن إنقاذه يعني المساهمة في طمس الجريمة التي تشير تداعياتها بأصابع الاتهام إلى إيران.

وما لم يفك لبنان ارتباطه بالسياسة الإيرانية فإن مصيره الغرق.

فليس متوقعا أن تقدم دول مساعدات للبنان من أجل تقوية النفوذ الإيراني فيه. تقول كل الأطراف وآخرها الأوروبيون “لتنقذ إيران لبنان فهي الأولى بالقيام بتلك المهمة”.

 ذلك اقتراح فيه الكثير من الفكاهة السوداء. إيران تأخذ ولا تعطي. لا لشيء إلا لأنها لا تملك ما تعطيه سوى الموت.

تلك مسألة مصيرية اصطدم اللبنانيون بحاجزها وصار عليهم الخروج منها بحل عبقري يعيد إليهم أموالهم المنهوبة وينهي مهزلة هيمنة الدويلة على الدولة.

 

بيئة حزب الله تتكلم: يائسون ورواتبنا ملطخة بالدم

قاسم مرواني/المدن/02 آذار/2020

لطالما تمتع جنوب لبنان بوضع خاص طوال السنوات الماضية. فتأثير الأزمة الاقتصادية عليه لم يكن مشابهاً لباقي المناطق، كالبقاع والشمال. وجوده على خط التماس المباشر مع إسرائيل، وحاجته إلى صمود أهاليه في أرضهم، فرضا على الجهات السياسية مدّه بمشاريع إنمائية. وهناك عدد كبير من المغتربين من أبنائه، في إفريقيا خصوصاً. وهذا إضافة إلى الأموال التي يضخها حزب الله شهرياً رواتب لعناصره، فتساهم في تحريك دورة الإقتصاد الجنوبية.  واتهم حزب الله ثورة 17 تشرين بزعزعة الوضع الاقتصادي والذهاب بالبلاد إلى المجهول، متفاخراً بقدرته على دفع رواتب عناصره مقابل عجز الدولة اللبنانية عن دفع رواتب موظفيها. لكن عناصر حزب الله لا يشكّلون سوى جزء صغير من البيئة الشيعية الحاضنة والمؤيدة بشدة للحزب. فليس كل مؤيد مسجل على جدول الرواتب القادمة من إيران. وتأثير الانهيار على المؤيدين شديد. ومؤخراً بدأوا يتهامسون بأن حزب الله لا يبالي بهم، وعناصره يتقاضون رواتبهم بالدولار ويستفيدون من الفرق في سعر الصرف.

وهنا تنقل "المدن" شهادات حية متنوعة من بيئة حزب الله.

عامل محطة وقود

قبل الأزمة كان وضعنا جيداً. منذ 17 تشرين بدأنا نشحذ. كنا قد استدنا من القرض الحسن التابع لحزب الله على سعر 1500 ليرة للدولار، والآن نسدّد القروض على سعر 2400 ليرة. جهات أخرى في الجنوب تستوفي قروضها على سعر الصرف القديم. الأسعار ترتفع والحزب لا يساعد في حل الأزمة.

موظف في القرض الحسن

عناصر حزب الله ليسوا جميعاً مقاتلين. شطر كبير منهم موظفون في مؤسساته: مدرسون، ممرضون، محاسبون.. رواتبهم متدنية. والحزب لا يؤمن لهم أساسيات التعليم والطبابة. بعد الانتصارات في حرب تموز وسوريا كانوا مفعمين بفائض القوة، بقدرتهم المطلقة على المواجهة والنصر. وجاءت الأزمة لتعيدهم إلى واقعهم الهش. أنا وكل الشباب، لم نكن قبل الأزمة نستأجر شاليه على البحر، ولم نستمتع بهواية التزلج، ولم نسافر إلى أوروبا للسياحة، مثل كثرة من اللبنانيين. كنا نعيش لنأكل ونشرب وأقصى ما نستطيع التفكير به هو تغيير سيارة أو تحسين غرفة الأطفال.

كم يتقاضى المقاتل في حزب الله؟ 500 دولار؟ على ماذا سيحسدوننا؟! طوال 30 سنة كان الآخرون يتقاضون ألوف الدولارات ويسخرون منا لأننا نضحي بحياتنا لقاء 500 دولار لا نتقاضاها  من الدولة، لا نسرقها. هل يحسدوننا على القليل، نحن الذين نتقاضى رواتبنا ثمناً زهيداً لدمائنا؟!

أنا خائف. أفكر بإنجاب طفل آخر، ولا أستطيع.

شريك في الفساد

وتابع موظف آخر في القرض الحسن: حتى  العام 2005 نأى حزب الله عن المشاركة في الحكم. بعد اغتيال الحريري والانسحاب السوري صار حضوره في الحكومة ضرورياً لحماية سلاحه. طوال مشاركته في الحكومة، لم يقدم خطة اقتصادية تجنب لبنان خطر الانهيار. تحالف مع جهات يعتبرها جمهوره  فاسدة. الحلفاء استغلوا حاجته إليهم، وفرضوا توجهاتهم على الأخرين مستظلين بسلاحه. بنى حزب الله مستشفيات ومدارس لمنفعته الخاصة. مستشفى الرسول الأعظم هدفها الأول معالجة جرحى الحرب. شركاؤه يقفون عقبة أمام أي تغيير محتمل. تحالفه مع حركة أمل والتيار العوني خاطئ. سكت عن فسادهما  ليحمي سلاحه وصار شريكهما في الفساد.

أميركا و7 أيار

موظف ثالث يقول: قمنا بـ 7 أيار للحفاظ على سلاحنا، كان يجب أن نقوم بمليون 7 أيار من أجل أم الشهيد وأخ الشهيد وكل التضحيات التي قدمناها. هؤلاء يستحقون كهرباء ومياه وحياة كريمة.

أميركا تتحمل المسؤولية، ماذا قدمت لنا؟ ايران عرضت علينا مساعدات وأميركا دائماً تمنعها، يريدوننا عبيداً لهم. لماذا هذه العبودية لأميركا؟ منذ عامين وهي تضيق الخناق علينا. مستعدون للموت جوعاً وعطشاً وبرداً، نحن وعائلاتنا، لكن لن ننحني لأميركا"، ختم ذات الموظف.

معلم في مدارس المهدي

عندما بدأت ثورة 17 تشرين، تجمع بعض الجنوبيين في صيدا وصور والنبطية وبنت جبيل وصور. حتى عناصر حزب الله ومؤيديه كانوا من المطالبين بالتغيير. أقله في الأيام الأولى من الثورة. من لم يخرجوا إلى الشارع كانت قلوبهم هناك، وبدأوا يعلقون الآمال على الثورة. في اليوم الأول من الثورة لم أكن مؤمناً باستمرارها. لكن مع الوقت شعرت أن شيئاً جدياً يحدث. تحمست للمشاركة. حزب الله لم يدعمها مع أن العديد من مؤيديه كانوا على الأرض. بعد أيام قليلة طلب حزب الله من مناصريه الإنسحاب من الشارع. كان هدفه توكيد طاعته. ومع الوقت استطاع ترسيخ الانقسام في الشارع. أراد الحزب ألا يركب أحد موجة الثورة. لكن ما حدث لاحقاً هو العكس. استقالت القوات اللبنانية وانضمت للثورة، ثم انضم سعد الحريري. كل من أجل مصالحه ولإحراج العهد. في طرابلس سيطرت جماعة أشرف ريفي. في صيدا سيطرت الجماعة الاسلامية بعدما طردت أنصار أسامة سعد. في جل الديب سيطرت القوات اللبنانية على الشارع. ونحن لا نستطيع أن نكون معهم.

نحن يائسون

وتابع محدثنا: حال اليأس تسيطر علينا اليوم. نحن الذين أدى خروجنا من الشارع إلى انقسامه وتراجع زخمه، يأسنا من التغيير. الحكام الآن أمراء حرب. جنبلاط وبري وسواهم استولوا على مناصبهم بالقوة، ولن يسلموها إلا بالقوة. أقنع حزب الله عناصره بأن لبنان ولد هكذا وسيبقى هكذا إلى الأبد. بلد الانقسامات والمشاكل. هدفهم الآن يتركز على النجاة في بيئة معادية. يعيشون ليأكلوا ويشربوا. يريدون البقاء على قيد الحياة. ليسوا أقوياء كما تصوروا سابقاً. إنهم على قيد الحياة وهذا يكفي. الحكام أتوا بالدم ولن يرحلوا إلا بالدم. الثورة مطلوبة. لكن المشكلة أن هذه الأحلام كبيرة، والثورة غير قادرة على تحقيقها. كانت بحاجة إلى التنظيم ومطالب واضحة.  أهل طريق الجديدة يقولون "كلن يعني كلن لكن"، لكن آخر من يجب أن يستقيل بالنسبة لهم هو سعد الحريري. وهذا ينطبق على كل طوائف لبنان. الدروز والمسيحيون. نحن الشيعة أول من نزل إلى الشارع. تظاهرنا أمام منازل نوابنا في الجنوب وحطمنا مكاتبهم. ماذا فعل الآخرون؟ لا شيء. لذلك لا أؤمن بالتغيير. أنا يائس. كيف أدفع بري إلى الاستقالة؟ كيف أدفع غيره إلى السقوط؟ هل نستطيع اللجوء إلى الحل العسكري؟ لا أعتقد أننا نستطيع محاربة الفساد بمن هو أفسد منه.

 

حكومة «حزب الله» تطل برأسها من سوريا.. وتنأى «غب الطلب»!

علي الأمين/نداء الوطن/02 آذار/2020

لم يُخطئ اللبنانيون حين رفعوا عالياً شعار إستعادة  السيادة السليبة، إلى الحرية والإستقلال، قبل ١٥ عاماً يوم ١٤ آذار الذي خبت صورته، لأسباب وأسباب، ليعود ويتعالى الصوت للمطالبة بها منذ إنتفاضة ١٧ تشرين وحتى اليوم، ذلك انها تحمل رسائل و مضامين سيادية هي بمثابة “إكسير” حياة الشعوب، وما جرى سابقاُ ويجري لاحقاً من تكريس وصايات ودويلات، يُحيل، من أسف وخيبة، إلى أن لا حكومة في لبنان وتحديدا مع حسان دياب إلاّ حكومة “حزب الله”، التي تمارس سياسة النأي بالنفس.. و ” غب الطلب”.. “شاء من شاء وأبى من أبى”.

يلمس اللبنانيون اليوم أكثر من أيّ وقت مضى الترابط بين الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بلبنان من جهة والمسألة السيادية من جهة ثانية، بمعنى وجود سلطة لبنانية شرعية تدير مؤسسات الدولة وتنتمي الى نظام المصالح الوطني، وتحتكر العنف في الدولة. منشأ هذا الترابط هو في أن المؤسسات الدستورية على اختلافها في لبنان اليوم لا ترى من مسؤولياتها أن تواجه الشعب اللبناني أو المجتمع الدولي، من موقع أنها المسؤولة عن الدولة اللبنانية وعن الخيارات التي تعتمدها في السياسة والاقتصاد وحتى في السياسة المالية. لذا ما يسمعه اللبنانيون دوما، وبعد “ثورة 17 تشرين” تحديداً، هو القاء المسؤوليات على الآخر، سواء ما نشهده من اتهامات متبادلة بين اطراف السلطة انفسهم حيناً، وبين السلطة وادواتها أحياناً أخرى، كما هو الحال في الاتهامات التي تطال حاكمية مصرف لبنان من قبل بعض اطراف السلطة على سبيل المثال لا الحصر.

“مهزلة” الرهانات الخارجية

من هنا المسألة السيادية تطرح نفسها بقوة في ظلّ سياسة تغييب المسؤوليات والتنصل منها، وهو ما يترجم اليوم غياب ايّ رؤية رسمية وجدّية للخروج من الأزمة، وفي الحدّ الأدنى خطة للجم الانهيار، في ظل “مهزلة” الرهان على المساعدة من قبل دول عربية وغربية من دون اظهار ايّ استعداد عملي لوقف الهدر ولجم الفساد في المؤسسات العامة أو في مالية الدولة وسياساتها النقدية، ومن دون القيام بأي مبادرات تظهر أن السياسة الخارجية اللبنانية مهتمة بإعادة ترميم علاقاتها العربية والدولية، بما يوفر الأجواء الملائمة لتشجيع هذا الخارج على دعم لبنان. استعادة السيادة اللبنانية في سياق تطبيق الدستور والقانون، هو ما حاول اعلان “حركة المبادرة الوطنية 2020 ” الانطلاق منه والتركيز عليه باعتباره المدخل الموضوعي لمعالجة “الأزمة”، في مؤتمر صحفي اطلق فيه “الإعلان” في الاشرفية (بيروت) امس (الأحد) بمشاركة عدد من النخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتنوعة. اذ اعتبر أن الأزمات التي يعاني منها لبنان اليوم “إنما تُرَدُّ بأسبابها المتمادية إلى عاملٍ سياسيّ رئيس هو استمرار الوصاية على لبنان منذ العام 1990 حتى الآن، أكانت وصايةً سورية أو إيرانية”. من هنا فان اختلال السيادة كما ورد في “الإعلان” استمر وتعمّق بمعادلة “الوصاية تحمي الفساد والانحراف، وهذان الأخيران يحميان الوصاية، إلى حدّ مبادَلة المناصب والامتيازات بالسيادة”.

“حزب الله” المتمادي في توريط لبنان

وفي هذا السياق يبرز مثالا حاضراً بقوة اليوم في مشهد تورط “حزب الله” في الحرب السورية، وقد كشفت الأيام القليلة الماضية عن جانب من هذا الاختلال، ففي حين سقط تسعة قتلى للحزب بين ريف حلب ومحيط ادلب بنيران تركية في الشمال السوري، بدت الحكومة اللبنانية بمنأى عن هذا الحدث الذي ينذر بعواقب على لبنان أقله على مستوى العلاقة التركية-اللبنانية، فضلا عما يسبب ذلك من مخاطر انزلاق الوضع اللبناني الداخلي الى توترات ذات طابع مذهبي، وقبل ذلك كله موقف الحكومة اللبنانية من المعارك التي يخوضها “حزب الله” في الشمال السوري وخارج الحدود. صمت حكومة الرئيس حسان دياب غير بليغ، ولا ينتمي لمدرسة “أبو الهول”، بل يظهر الى حدّ بعيد صمت يترجم غياب أيّ رؤية استراتيجية وموضوعية لمعالجة الأزمة التي يفترض بهذه الحكومة معالجتها، ففي حين يتحضر الرئيس دياب للقيام بجولة عربية وينتظر موافقة فرنسية لاستقباله، تبرز الإشكالية التي تتصل بقدرة هذه الحكومة أن تكون حكومة الدولة اللبنانية، طالما أن الجزء الأكبر من الذين يتوجه لهم دياب لطلب المساعدة هي من الدول التي تطالب لبنان بأن يكون صاحب قرار وسلطة، قادرة على الالتزام بمقتضيات الدستور والقانون، وبالقرارات الدولية، وبالشرعية العربية. ذلك أن إصرار “حزب الله” على المزيد من التورط في الحرب السورية، وزيادة منسوب العداء له ولبنان، سوف يفاقم الأزمة اللبنانية، ويحول دون فتح المنافذ من أجل منع الانهيار، وهو ما يطرح السؤال حتى في البيئة الشيعية التي يمثلها الحزب، عن المغزى من سقوط شباب لبنانيين في معارك بات الواضح أنها لا تعود على هذه البيئة فضلا عن لبنان، بأي فائدة، بل بأضرار تكاد تجعلها في حلقة مغلقة من الأعداء يحيطون بها من كل الاتجاهات. من هنا صمت الحكومة والنأي بنفسها عن سياسات “حزب الله” العدائية للخارج، يحمل في طياته تخلّ فاضح عن مسؤولياتها تجاه المواطنين ومصالح الدولة. شارك هذا الموضوع:

 

ماذا يفعل حزب الله في الشمال السوري؟

يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا/01 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83699/83699/

التواجد الكثيف لمقاتلي حزب الله في الشمال السوري، الذي ظهر على نحو دموي مع سقوط أكثر من 14 من عناصره بضربة واحدة، يكشف عمق حضور هذا الحزب في سوريا وطموحه البعيد المدى في إعادة صوغ البلد، ديموغرافياً وسياسياً، وبالمعنى المذهبي والأيديولوجي. فسيرة الحزب منذ العام 2012 في الحرب السورية، لا تقف عند "دعم" النظام أو مؤازرته في سحق ثورة الشعب السوري. وبالتأكيد، ليست موقوفة على "محاربة داعش" أو ما يسميه "التكفيريين". هو هنا من أجل تحقيق رؤية أوسع بكثير. رؤية تشمل تغييراً عميقاً للهوية السورية ولنسيج المجتمع السوري أولاً، ثم تكريس واقع سياسي يضمن باستمرار وجود نظام حاكم يمكن وسمه بالشيعية – العلوية، ثانياً، على نحو متصل عضوياً بالنظام الإيراني.

وهذا الطموح هو امتداد لما يحدث وما يتكرس في العراق ولبنان، بما يرسم تلك الخريطة "الأسطورية" التي تسمى "الهلال الشيعي".

لقد كان قائد فيلق القدس الإيراني القتيل، قاسم سليماني، مكلفاً بهذا المشروع الامبراطوري، وهو كان يتصرف متشبهاً على نحو تهويمي بقادة الفتح الإسلامي، حالماً بملحمة تاريخية تمسح الحدود بين إيران وشاطئ المتوسط، ضاماً العراق وسوريا ولبنان إلى ولاية الإمام الفقيه.

لا شيء يفسر هذا الإصرار الوحشي على التطهير السكاني، إبادة أو تهجيراً، وتدميراً منهجياً للعمران، وجرفاً واسع النطاق للأراضي الزراعية بما يعدم أسباب البقاء والحياة.. سوى تلك الغاية في التخلص من أكبر عدد ممكن من السوريين غير الموالين للنظام، وبالتحديد "المسلمين السنّة"، أي الأغلبية السكانية. ويترسخ أكثر الدليل على هذه الغاية، هو امتناع حزب الله عن تسهيل أي عودة للاجئين السوريين في لبنان إلى ديارهم، رغم أن حلفاءه في السلطة بلبنان لا يتوقفون عن دعايتهم الديماغوجية والعنصرية الداعية إلى التخلص من اللاجئين.

يحتل حزب الله معظم المناطق السورية الممتدة من تخوم الجولان إلى أرياف درعا ودمشق والقلمون الغربي والقصير وأرياف حمص، أي ذاك الشريط العريض بمحاذاة الحدود اللبنانية. والأغلبية الساحقة من اللاجئين في لبنان هم من تلك المناطق المذكورة، حيث توقفت الحرب تماماً واستتبت الأمور للنظام. مع ذلك، يمنع الحزب أولئك اللاجئين من العودة إلى ديارهم. وهو استولى على معظم المرافق ومصادر المياه والمزارع والأراضي الزراعية، وصادر البيوت والمساجد والمؤسسات الخدماتية، بالشراكة مع عصابات النظام وجماعاته الموالية له. وبمعنى آخر، تتم عملية "تطهير" و"استيطان" بما يبدّل هوية هذه المناطق السورية، من ناحية، ويدمجها توسعاً مع المناطق الشيعية في البقاع اللبناني، مزيلاً الحدود أمام هذه الهندسة السكانية – السياسية، التي يرفدها مجتمع عسكري يتوطد على سفوح القلمون الغربي السوري و"السلسلة الشرقية" اللبنانية، حيث شبكة المغاور والأنفاق والمستودعات الضخمة في بواطن الجبال، وحيث طرق ومعابر التهريب المتصلة بشبكة الإمداد الاستراتيجي من إيران فبغداد، إلى البوكمال والبادية، إلى حلب ودمشق، إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، وصولاً إلى جنوب لبنان.

يحارب حزب الله في سوريا لأسباب لبنانية أيضاً. فبقاء "دولة حزب الله" مناط بدوام مجتمع الحرب و"اسبارطيته"، دوام التعبئة والاستنفار والقتال، واستمرار "قوافل الشهداء" التي تضمن دماؤها قوة العصبية وتماسك الجماعة واعتصامها في الولاء للحزب. فـ"الشهادة" هي المؤسسة التي تقوم عليها شرعية سلطة الحزب والتحام الجماعة به، في علاقة معمّدة بالدم.

يحارب حزب الله في سوريا لأسباب لبنانية أيضاً. فبقاء "دولة حزب الله" مناط بدوام مجتمع الحرب و"اسبارطيته"، دوام التعبئة والاستنفار والقتال

في هذه الإسبارطية الحربية، يأمن الحزب التحاق الأجيال المتتالية به، ويأمن أكثر ديمومة "اقتصاد" شبه عسكري لمجتمعه. فأي مرحلة سلم بلا دم ولا قتال، قد تكون فعّالة في تسرب أفراد مجتمعه نحو حياة "طبيعية" تفرض اهتمامات ومصالح وعلاقات تبعدهم عن عقيدة القتال والاحتراب. وهذا ما عاناه الحزب في بعض المراحل، فعمد إلى تكثيف تعبئته، وتورط في إرسال "كوادر" عسكرية إلى بلدان كثيرة، ووسع برامج التدريب داخل لبنان وفي إيران، قبل أن يتدخل في الحرب السورية، التي وجدها فرصة لتكوين جيل جديد من المقاتلين ذوي الخبرة العسكرية، بعدما بدأ الجيل الذي خاض حرب 2006 يتقدم في السن.

الضربة التي تلقاها في إدلب، ستتحول إلى مواكب تشييع في قرى البقاع والجنوب اللبناني. هناك سينظم الحزب استعراضاته "المهيبة"، حيث كل جنازة هي بمثابة نداء للسكان لتجديد الشعور بهذا الرباط الدموي الذي يلحم الجماعة المذهبية، وحيث مأساة موت الشباب والأبناء تتحول نسغاً يغذي الانتماء الأيديولوجي، ويعمق تلك الرؤية الصراعية للحياة، القائمة على "نحن" بمواجهة "العدو"، المتعدد الأسماء: الصهيوني، الأميركي، الداعشي، التكفيري.. والتركي الآن.

هي الحاجة إلى العدو لتوكيد الهوية، لاستمرار دولة الحرب وتوسعها، و"ازدهار" مجتمعها ونموها الاستيطاني القائم على "الفتح" والتطهير والإخضاع.

يحدث كل هذا ليس فقط على المستوى الحربي، قتالاً أو احتلالاً. فهناك مستوى بالغ الأهمية يترجم السيطرة العسكرية إلى "وجود" دائم، قائم على تغيير هوية المكان والعمران، ابتداء من تحويل الملكية العقارية إما استيلاء أو شراء، أو تشييداً لمساجد وحسينيات ومدارس ومستوصفات و"مراكز ثقافية" بالترافق مع هندسة سكانية جديدة، وصولاً في الكثير من المناطق إلى ابتداع مرقد أو مزار أو "زاوية" وإضفاء بعد مذهبي مقدس عليها، لتتحول إلى محجة ونقطة ثقل ديني – سياسي، تتمحور حولها وعليها دورة اقتصادية جديدة، لا بد أن تفضي إلى مجتمع مبتكر وجديد ومهيمن، بهوية أيديولوجية موالية، لا تحتاج إلى زمن طويل حتى تتحول إلى "حقيقة تاريخية" متجذرة في المكان.

وعلى هذا كله، يمكننا فهم كل هذه الوحشية والشراسة والإصرار الدموي كـ"ميزة" مروعة للصراع في سوريا.

 

بورتريه للكورونا في مستشفى رفيق الحريري

نهلا ناصر الدين/موقع أساس ميديا/الإثنين 02 آذار 2020

كل ما في المشهد هنا يوحي بأنّك دخلت المربع الصحي الأخطر في لبنان. المارّة متوجّسون، سكّان الجوار خائفون، والزوّار مغلوبٌ على أمرهم. ففي الداخل لهم أحباب وأصدقاء أصابتهم  عوارض الموت الآتي من خلف الحدود، ومن حينٍ إلى آخر يرى العابر في محيط مستشفى رفيق الحريري الحكومي، سيارات الصليب الأحمر تنقل مصابين أو مشتبه بإصابتهم، أو ربما مرضى عاديين. لكنّ فكرة "الكورونا" لا تغيب من البال. خصوصاً حين ترى متطوّعي الصليب الأحمر مجهّزين بكامل مستلزمات الوقاية من "الكورونا"، وكأنّهم مخلوقات فضائية سقطت من الكوكب الآسيوي المجاور.

لكن ماذا يجري داخل كوكب المستشفى المخيف؟ بعد إعلان وزراة الصحّة عن حالات جديدة بشكل متواتر، الأخطر أنّ المصابين الجديد "كانوا قد اختلطوا بمصابين سابقين، ممن كانوا في الحجر الصحي". الخبر في شقّه الأخير غير دقيق. مثله أخبار كثيرة غير دقيقة تخرج من داخل أسوار المستشفى، أو تدّعي خروجها منه. ان خوفي أكبر من شجاعتي. لم أستطِع الوصول إلى شجاعة راشيل كرم. بقيت في الخارج. في لبنان لا ثقة بأيّ شيء "حكوميّ"، فكيف إذا كان مستشفىً يجمع مرضى "الكورونا" من أنحاء لبنان؟

لم أدخل. وفي رأس كلّ ما نعرفه عن المستشفى، ذائع الصيت في الإهمال والفساد. خوفي كان منبعه ترهّل القطاع الصحّي في لبنان. وهنا بيت القصيد. في الدول القويّة، يهرب المواطن الخائف إلى المستشفى. في لبنان، نهرب منها. لذا فإنّ المعلومات أدناه استحصلنا عليها لكن من خلال "حجر صحيّ ذاتيّ"، من خارج أسوار المستشفى الغامض. مصدر طبي من الداخل كشف لـ"أساس" حقيقة الوضع في الداخل: "خطير جداً"، قال، وأضاف أنّ "أعداد الإصابات المؤكّدة أكبر بكثير من المعلن عنها". أما أسرّة العزل المخصّصة للإصابات "فلا تتعدّى الـ15 سريراً". ما يعني أنّ هناك مصابين موجودين في "غرف "عادية"، ومن بينهم الرجل الإيراني الثمانيني الذي يُتوقع تدهور حالته بين وقت وآخر، لأسباب متعلّقة بمشاكل صحيّة عديدة سابقة على الإصابة الكورونية. ومن هم خارج غرف العزل بينهم "حالة اكتشفت في وقت مبكّر يوم السبت".

يومياً يستقبل المستشفى ما بين 15 إلى 40 حالة لإجراء الفحوص اللازمة. وإن كانت معظم نتائج الفحوص سلبية، إلا أنّ عدداً لا بأس به يتبيّن أنّ نتائج فحوصهم إيجابية (يرفض هنا المصدر ذكر العدد) ويحتاجون للعزل في غرف مخصّصة، باتت مكتملة العدد (كومبليه). ما يحتّم إدخالهم إلى غرف عادية هي بالفعل غير مجهّزة، ويمرّ فيها الزوّار والكادر الطبي دون إجراءات وقاية. وهذه الأعداد تتكتّم الجهات الرسمية المعنية عن الإعلان عنها حتى الساعة. علماً أن عدداً كبيراً من الحالات التي تحتاج إلى حجر صحي يكتفي الكادر الطبي بإسداء إرشادات ونصائح ضرورية لها، ويطلب منها ممارسة طقوس الحجر المنزلي، على ضمانتها، ومتروكة لضميرها "وزيّ ما تيجي تيجي"، كما يقول المصريون.

يشبّه المصدر السياسة الصحية المتّبعة في لبنان تجاه وباء كورونا بـ"السياسة الايرانية التي أصرّت على إخفاء حقيقة الإصابات وصولاً إلى تفشيها بشكل ما عاد بالإمكان السيطرة عليه". ليس ذلك وحسب، فقد علم موقع "أساس" أنّ أزمة المستلزمات الطبية الوقائية (من ملاءات وأقنعة وكمامات وقفازات وأوكسجين) ضربت المستشفى الوحيد الذي يستقبل حالات كورونا في لبنان، وهي على وشك النفاذ، ما يهدّد صحة زوّار المستشفى وصحّة الكادر الطبي. ومن المتوقع تخصيص قطاعات كاملة، وربما المستشفى بكامله، لاستقبال حالات على الأرجح سترتفع أعدادها خلال الأيام المقبلة. لا سيما وأنّ الصرخة بدأت ترتفع في مستشفيات أخرى. فبعضها يرفض استقبال حتّى مرضى الأنفلونزا العادية، منها "المقاصد"، بحسب مصدر طبيّ لـ"أساس". وبعضها تفيد المعلومات أنّها استقبلت حالات مشتبه بها في قسم الطوارئ، وتم نقلها للعلاج في غرف خاصة، منها مستشفى "الرسول الأعظم" في ضاحية بيروت الجنوبية، بحسب نزلاء طلب منهم المغادرة للوقاية من "الكورونا". وهو مستشفى يشهد حالة هرج ومرج منذ يومين، ويتم تفريغه من المرضى العاديين الأكثر عرضةً للإصابة بالفيروس.

في العودة إلى مستشفى رفيق الحريري، وتحديداً إلى القسم المستحدث لاستقبال المصابين بالكورونا، تقول المعلومات إنّ هناك نقصاً في الأطباء المتطوعين، إلى جانب الكادر الطبّي في المستشفى. نقص عوّضه طلاب الطبّ العام في الجامعة اللبنانية، الذين لم يكملوا اختصاصاتهم الجامعية بعد. وتشير المعلومات إلى أنّ المهام الموكلة إلى هؤلاء هي مهمات ثانوية، حفاظاً على صحتهم وصحّة المرضى. إلا انهم يلعبون دوراً أساسياً في المساعدة، لا سيما لجهة التوعية والارشادات اللازمة. تتحدث الطالبة أماني الخطيب عن تجربتها مع وحدة مكافحة الكورونا في مستشفى رفيق الحريري. وتؤكد أنّ الوحدة المؤلفة من 15 طالباً "تساعد بكل ما يلزم من لحظة وصول المصاب أو المشتبه بإصابته، إلى المطار أو إلى المستشفى، وتتّخذ التدابير اللازمة تبعاً لكل حالة". وعن التحديات تقول الخطيب: "حتّى الساعة لا نزال قادرين على تنفيذ المهام الملقاة على عاتقنا، نسبةً إلى أعداد الحالات"، وتمنّت أن "يبقى الوضع تحت السيطرة حين نصير أمام أعداد جديدة من الحالات المشتبه بها". وعلى الصعيد الشخصي تصف الخطيب التجربة بأنّها "مبادرة فردية من كل طالب ومن دون أيّ ضغوط من الجامعة، التي تفاجأت بخبر التطوع كغيرها". وتلفت إلى أنّ "الخوف ضروري لنتّخذ التدابير اللازمة لحماية أنفسنا وحماية من حولنا. والتعاون بين الجميع مطلوب لتقطيع هذه المرحلة الحساسة لأن الوقاية هي السبيل الوحيد لمكافحة الفيروس". أما فحص الكورونا للأشخاص المشتبه بإصابتهم، والذي كثرت التحليلات حوله، فتكلفته خارج المستشفى تُقدّر بـ350 ألف ليرة لبنانية، أما داخل المستشفى فهو مجاني وعلى حساب وزراة الصحّة.

 

حزب الله..وضريبة الدم

ساطع نور الدين/المدن/02 آذار/2020

الضربة الموجعة التي تعرض لها حزب الله في شمال سوريا قبل يومين، لا تعيد النقاش الى أصله، ولا تستدعي السؤال المكرر عما يفعله الحزب في بلدة سراقب مثلا، او على بقية جبهات إدلب وحلب وحماة. ثمة استنتاج وحيد هو ان التنظيم اللبناني الاقوى، يتحول الى هامش بسيط ، الى تفصيل ثانوي، الى كبش فداء في لعبة الكبار، الى قربان يقدمه حلفاؤه على مذبح سوريا، بعدما كان يفترض أنه أصبح قوة إقليمية كبرى، تشارك في صياغة المعادلات الرئيسية للمنطقة كلها،على ما جاء في خطاب أخير لأمينه العام السيد حسن نصرالله.  

وقائع الضربة التي أدت الى سقوط أكثر 30 مقاتلا بين قتيل وجريح، لا تثبت حتى الآن أن تركيا تعمدت إستهداف الحزب بالتحديد، بل هي وزعت غاراتها الانتقامية على مختلف مواقع النظام السوري والمليشيات المقاتلة معه من دون تمييز، فقتلت أربعة من كبار الضباط  السوريين والعشرات من الجنود والمقاتلين من شتى الأجناس، عدا الروس طبعا، الذين لا يقيمون مراكز ثابتة في مناطق العمليات المباحة أصلا لغاراتهم الجوية.

لكن إنتشار الحزب على تلك الخطوط الأمامية البعيدة جدا، في اقصى الشمال السوري، لا يعزى فقط الى كونها جبهة مواجهة ملتهبة، بل ينسب فقط الى حاجة تلك الجبهة لأكبر عدد ممكن من المقاتلين، الى جانب وحدات الجيش السوري الذي تتناقص أعداد جنوده، وتقدر حاليا بما دون المئة ألف جندي، بمن فيهم وحدات الحرس الجموري التي زج بها في المعارك الاخيرة في الشمال السوري..التي كانت سهلة في البداية، قبل ان تنقلب في الايام القليلة الماضية لمصلحة المعارضة السورية، بدعم وغطاء تركي كامل.

بالطبع، ليست المرة الاولى التي يوضع فيها الحزب على الخط الأمامي، فقد كان هذا دأبه في مختلف مراحل الحرب السورية، منذ معركة حمص وحصار حي باب عمر المشين وحتى اليوم. لكنه لم يكن يصطدم بفصائل وقوى سورية معارضة مدربة ومنظمة وممولة كما هو حال التشكيلات التي تقاتل اليوم على جبهات إدلب، وابرزها الجيش الوطني الحر. لذا كانت الانتصارات ممكنة، وقد زادت وتيرتها بعدما توافر الغطاء الجوي الروسي الحاسم في خريف العام 2015.

المعركة التي راح ضحيتها مقاتلو حزب الله ال30، هي واحدة من أكبر وأخطر المعارك التي تشهدها الحرب السورية على مدى الاعوام التسعة الماضية. القول أنها جزء من صراع إيراني تركي خفي على سوريا يدفع الحزب ثمنه المرتفع، لا ينسجم مع وضع إيران المحاصر في الداخل، والمتضائل في الخارج، لا سيما في سوريا، بما لا يسمح لها بإضافة عدو جديد مثل تركيا، التي تشكل أحد أهم مجالات خرق الحصار المشدد. صحيح أن إقتراح الرئيس الايراني حسن روحاني الاخير بعقد قمة ثلاثية تركية إيرانية سورية، مهين لأنقرة، لكنه على الارجح لن يخرجها عن طورها الآن..بانتظار رد الفعل الروسي على مثل هذا الاقتراح، الذي لن تتلقاه موسكو بطيبة خاطر طبعا!

بدل ان تدعي طهران وتعمل على فرضية أنها وسيط بين شريكيها في مسار أستانة السابق روسيا وتركيا، وتقدم نفسها كراعية للتسوية في شمال سوريا، دعت الجانب التركي الى الانفتاح على نظام الاسد والجلوس معه حول طاولة مفاوضات تستبعد الروس، ولوحت لأنقرة بأنها قواتها ومليشياتها المنتشرة على جبهات إدلب وحلب كانت قادرة على إستهداف الوحدات التركية المحتشدة في المنطقة، لكنها لم تفعل، وأمرت تلك القوات والمليشيات بالتزام ضبط النفس!

هو دليل على أن طهران لم تدرك حتى الآن حجم الصراع وطبيعته بين تركيا وروسيا، ولم تدقق في سلوك الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يخوض حربا فعلية مع الدور الروسي في سوريا كانت متوقعة في خريف العام 2015، غير آبه بإحتمال ان تؤدي الى مواجهة مباشرة بين الجيشين التركي والروسي وبكلفة تلك الحرب التي لم ينتظر لشنها الحصول على دعم أميركا أو حلف شمال الاطلسي. وهي حرب باتت قضية حياة أو موت بالنسبة الى أردوغان وحكمه وحزبه ومصالح دولته التي لا تقتصر فقط على تفادي مئات آلاف النازحين السوريين الجدد الذين دفعهم الروس والنظام في إتجاه الاراضي التركية في الاسابيع الماضية. ضريبة الدم التي قدمها حزب الله، تبدو في هذا السياق، بخسة، لن ينتبه لها الروس ولا الاتراك، ولن ينؤ بها أحد لا في دمشق ولا في طهران ولا في بيروت طبعا أو أي عاصمة أخرى.

 

مسؤولية انهيار لبنان تقع على الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب

راغده درغام /ايلاف/29 شباط/2020

حال الاختلال الوظائفي والتفكك البنيوي dysfunctional للبنان أتى عليه من الطَبقة السياسية التي نهبته وتسلّطت على موارده ومستقبله، وهو الآن قد دخل خانة الخطر بسبب مباشر من إيران و"حزب الله" عنوانه سياسي واقتصادي ووبائي. نظام الرؤساء الثلاثة يضع اليوم المسؤولية على عاتق كل من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة حسان دياب، ويتطلب منهم مواجهة "حزب الله" بواقع فيروس كورونا وتداعياته المدمِّرة وكذلك بواقع الانهيار الكامل للبنان إذا استمر "حزب الله" في رفض مساعدة "صندوق النقد الدولي" IMF لإنقاذه.

هذه مسؤولية أخلاقية ووظائفية تقع على عاتق الرؤساء الثلاثة.

فإذا لم يُسرعوا الى التصرّف بجدّية وبدون مماطلة أو محاصصة، يجب إذن محاسبتهم محلياً ودولياً لأن تلكؤهم في أداء هذه المسؤولية يُعرّض الشعب اللبناني للخطر ويسلبه من حقوق الإنسان الأساسية.

الولايات المتحدة بدأت فعلياً بتحضير ملفات فرض العقوبات الجدّيدة الموسّعة لمحاسبة حلفاء "حزب الله" والمقرّبين منه والذين يؤمنون له التغطية وذلك بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي Global Magnitsky law and sanctions.

هذا القانون الذي له البُعد الأمني وبُعد حقوق الإنسان لا يُطبَّق حصراً أميركياً وإنما هو عابر للحدود حيث بوسع الإدارة الأميركية معاقبة ومحاسبة المتورّطين في انتهاكات جدّية لحقوق الإنسان أو في الفساد من خلال تجميد أموال الكيانات والأفراد ومنعهم من السفر، أو من خلال إلزام الحكومات بالتعاون – وإلا أمامها عقوبات شديدة. الرئاسات الثلاث لن تكون فوق المحاسبة الشعبية العنيفة والمصيرية إذا استمرت في استقبال الطائرات من إيران وتقاعست في إجراءات احتواء فيروس كورونا أو في اللجوء الى صندوق النقد الدولي خوفاً من "حزب الله" أو إيران بكلفة باهظة على الشعب اللبناني.

السفارات الأوروبية يجب أن تتوقف عن تضليل الرئاسات الثلاث، وبالذات حكومة دياب، من خلال ديبلوماسية إعطاء الفرصة والاختبار ولغة الإيحاء وكأنها تعتزم الانفصال عن السياسة الأميركية والتفضّل بملياراتها من العملة الأوروبية في حين انها تعرف تماماً انها لن تساعد لبنان بدون الموافقة الأميركية.

كفى تضليل في هذا الزمن العسير.

ما يتطلبه إنقاذ لبنان من الوباء هو الجرأة على الوقوف في وجه "حزب الله" ومطالبته بالكشف عن مدى الاحتكاك بين صفوفه وصفوف "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" والمستشارين الإيرانيين من قم الى ساحة القتال في سوريا الى لبنان مع الكشف عن أية إصابات قليلة أو كثيرة – وهذه مسؤولية الرؤساء الثلاثة.

أما إنقاذ لبنان من الانهيار فإنه يكمن فقط في تجرّأ حسان دياب وحكومته على تجاهل رفض "حزب الله" لـ "صندوق النقد الدولي" بخطى ثابتة.

فهكذا يمكن له أن يكسب ثقة اللبنانيين ويصبح حليفاً للثورة على الفساد، وأن يحصل على الثقة الإقليمية والدولية لينفّذ شروط الإنقاذ والإصلاح. هكذا يمكن لهذه الحكومة أن تكون تاريخية تتصرّف بمسؤولية تجاه الشعب، فتنفض عنها سمعة التبعية لـ"حزب الله" وتساهم في تفكيك النظام المخّتل واستبداله بنظام المسؤولية. هكذا يمكن تجنيب لبنان الانهيار التام وتمكينه من الحصول على المعونات المالية الضرورية لمنع الانهيار.

أما الاحتفاءات الغريبة على مستوى رئيس الجمهورية ببدء الحفر تنقيباً عن النفط المرجو للبنان، فإنها في غير محلها لأن مردود ثروة النفط – إذا ثبتت وإذا لم يتقاسمها أهل السلطة مُسبقاً – لن يدرّ على الناس قبل 5 سنوات على الأقل.

وبالتالي، انها توريقٌ على واقع فتّاك اقتصادياً وقد يكون أيضاً فتّاكاً وبائياً.

أحسنت الحكومة اللبنانية اليافعة بلجوئها الى الاستشارة القانونية والمالية لأفضل الشركات العالمية لإعادة هيكلة الدين على كل المستويات وليس فقط على مستوى سندات "اليورو بوندز".

هذا الجهد اصطدم بموقف "حزب الله" الذي عبّر عنه نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بفتوى تحريم امتثال الحكومة اللبنانية لبرامج "صندوق النقد الدولي" والاكتفاء فقط بـ "المشورة التقنية، لا أكثر ولا أقل".

قال ان "حزب الله" لن يخضع "لأدوات استكبارية في علاج" الأزمة النقدية والاقتصادية، وتحدّث بلغة تحذير حكومة دياب من التجرؤ على عدم الالتزام بفتوى "حزب الله".

وفد "صندوق النقد الدولي" أتى الى لبنان لاستكشاف الوضع المهترئ بسبب فساد النظام وأهل السلطة وحلفائهم بعدما طلبت حكومة لبنان المساعدة التقنية.

دور الصندوق هو إعادة هيكلة الديون ووضع شروط واضحة تحت مراقبة شديدة وآليات وأنظمة تمنع الفساد كي يطمئن الدائنون فيقبلون بإعادة الهيكلة وكي يتمكّن الصندوق من أن يديّن الدولة ضمن برنامج دقيق أساسه الإصلاحات وإجراءات تنظيف الدولة من الفساد.

الموقف الأميركي الواضح – والأوروبي المماثل في جوهره مع سوء الإخراج – هو الاستعداد لتوفير المال للبنان إنما ضمن وعبر "صندوق النقد الدولي" وذلك لأسباب اقتصادية ومالية وإصلاحية جدّية، وكذلك لأسباب سياسية لها علاقة بسيطرة "حزب الله" على القرار في لبنان.

الأميركيون والأوروبيون وكذلك الخليجيون الذين يملكون مفاتيح الأموال الإنقاذية، كلهم يريدون تطبيقاً عملياً "لحياد" لبنان مما يعني توقف "حزب الله" عن لعب دور المنفّذ للسياسات الإيرانية في الجغرافيا العربية.

فليس سرّاً – ولا أحد يتظاهر عكس ذلك – ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو وكامل الطاقم المعني بلبنان في وزارة الخارجية وفي وزارة المالية كلهم اتخذوا القرار بأن الحلول السياسية هي شرط للحلول الاقتصادية، وان "حزب الله" هو العرقلة الرئيسية أمام إنقاذ لبنان من الانهيار المالي.

أي ان إخراج لبنان من تحت سيطرة "حزب الله" الذي كان في الماضي هدفاً مؤجلاً بات اليوم شرطاً مُسبقاً لمساعدة لبنان.

فلقد افترض اللبنانيون من مختلف الفئات والطبقات داخل السلطة وخارجها، ان الأميركيين ليسوا جدّيين بتحذيراتهم للسنتين الماضيتين مع أن الأميركيين كانوا في منتهى الوضوح. دفنوا الرؤوس في الرمال بالرغم من تنبيههم مراراً وتكراراً أن مقولة "ما فينا" انتهى مفعولها وان الاختباء وراء الأصبع كان غباءً قاطعاً. فمنطقياً، ليس مفهوماً كيف توقّع اللبنانيون من إدارة ترامب أن تتأقلم مع "الخصوصية" اللبنانية بعدما كانت أوضحت مواقفها من إيران وأذرعتها وعلى رأسهم "حزب الله". وواقعياً، أوصل النكران لبنان الى شفير الهاوية وما زال نصف اللبنانيين تقريباً يطالب أميركا أن "تتفهّم" وتُعدّل مواقفها فيما عليهم عملياً وتجنباً للانهيار أن يطالبوا "حزب الله" أن يتفهّم ويتأقلم.

مصلحة القاعدة الشعبية لـ"حزب الله" محاربة الفساد ومنع انهيار لبنان، وليس فقط مصلحة الطائفة الشيعية الأوسع التي هي ليست ضمن القاعدة الشعبية لـ "حزب الله". وكما لفت أحد الذين يَدعون الى جرعةٍ واقعية، أن المسيحي والسنّي والدرزي اللبناني ما زال قادراً على السفر و"له ظهر" في مكان ما، أمّا الشيعي فإنه بات مُلاحقاً ومرفوضاً وممنوعاً بسبب "حزب الله".

خوف قيادات "حزب الله" هو أن إدخال "صندوق النقد الدولي" الى لبنان سيسلب السلطة من يده، وان الإصلاح الحقيقي القاسي سيؤدي الى انهيارٍ مالي لـ"حزب الله". لذلك تنظر قيادات "حزب الله" الى المسألة من مُنطلق الخطر الوجودي على "حزب الله".

أمام "حزب الله" خيار إصلاح سياساته ليصبح حزباً داخلياً وطرفاً لبنانياً محضاً، وهذا يقتضي التوقّف عن عنصر التوسّع الخارجي بناءً على تحالف "حزب الله" مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فإذا لم يفعل، أمامه احتمال الانهيار.

الأمر الواقع للبنان اليوم هو: اما انهيار "حزب الله" برفضه إصلاح الذات. أو انهيار لبنان بكل من فيه بما في ذلك شيعة لبنان وكذلك "حزب الله".

فالخطر الوجودي واضح المعالم في حال التعنّت ودفن الرؤوس في الرمال ورفض المعونة الدولية بشروطه الإصلاحية.

ثم هناك ناحية تفشي فيروس "كورونا" بسبب العلاقة الوطيدة مع إيران وأجهزتها الأمنية والعسكرية.

عسى أن تتمكن إيران من السيطرة على هذا الفيروس رأفةً بِشعبها وعسى أن يتعافى المصابون أينما كان.

إنما أداء وزير الصحة اللبنانية، حمد حسن، التابع لـ"حزب الله" غير مقبول وخطير ويجب أن يُحاسب عليه لأنه لا يحق له أن يعرّض الشعب اللبناني للخطر برفضه الإقرار بضرورة وقف الطيران مع إيران واتخاذ إجراءات الوقاية الكافية.

فإذا كانت إيران قد وضعت نفسها – بإنكارها الأرقام الحقيقية – على مسار تدمير الذات التلقائي، لا يجوز لوزير التبعية أن يضع لبنان على نفس المسار.

وليس وزير الصحة وحده من يتحمّل المسؤولية وإنما أيضاً كامل القيادة لـ"حزب الله" عندما يتعلق الأمر بإمكانية وجود إصابات غير مُعلنة في صفوف المقاتلين من "حزب الله" الذين هم في الصفوف ذاتها مع عسكريي "فيلق القدس" في العراق وسوريا ولبنان على السواء. فإذا تواجد هؤلاء المقاتلون في لبنان، تكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد صدّرت اليه الكورونا وليس فقط الثورة الإيرانية.

إيران أوقفت صلاة الجمعة إنما في لبنان لم تُتَخذ إجراءات مماثلة وكأن النفي والأنكار أهم من حياة الناس.

في نهاية المطاف، ان المسؤولية تقع على أكتاف رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة.

فإذا اكتسبت الرئاسات الثلاث الثقة، وبالذات رئاسة الحكومة، باستدعائها مساعدة "صندوق النقد الدولي" – واتخاذ إجراءات منع تفشي الكورونا – تكون حصلت على الثقة اللبنانية والإقليمية والدولية وحققت الإنقاذ من الانهيار وأخذت البلد الى الإصلاح الحقيقي.

أما إذا استمر الرضوخ لـ"حزب الله" فإن الآتي أعظم ومصيريٌ حتماً.

 

خطورة النظام الإيراني على البشرية

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83696/%d8%b3%d9%88%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89/

انتشار وباء خطير كفيروس كورونا في دولة كإيران يحكمها نظام يعتقد فعلياً أن له حصانة ربانية، لا يتعامل مع القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية باحترام، يزيد ويفاقم من حجم المشكلة.. الأمر لا يتعلق فقط بالفيروسات والأوبئة ولا حتى بالنووي، الأمر له علاقة بعقلية هذا النظام.

فالعديد من الدول تقلل من حجم الخسائر خوفاً من تأثيرها على الاقتصاد والسياحة، إنما المشكلة أن هذا النظام يمنح نفسه حصانة ربانية بمشروعية الكذب لنفسه وبأنه مجاز من الله سبحانه وتعالى، وله الحق في أن يخفي الحقائق وينكرها، كما أن عقدة المظلومية التي يعتاش عليها بررت له كل ما يرتكبه من محرمات، تلك فلسفة ومنطق معوج لا تحكمه ولا تردعه المواثيق الدولية. ومن هذا المنطلق كيف لأي دولة أن تأمن على نفسها من خطورته، حين يتعلق الأمر بوجود ما يهدد الأمن والسلامة الدولية سواء كان ذلك المهدد مفاعلاً نووياً أو فيروساً خطيراً ككورونا؟!

لا نستغرب أن تخفي إيران عدد الإصابات وعدد الوفيات، ولا نستغرب أن تترك هذه الدولة المصابين يتحركون بحرية تامة بين الناس وفي المطارات وتنقل الإصابات داخل إيران وخارجها، فكل محرم متاح ومباح وله مبرراته الفقهية عند هذا النظام، ولهذا انتقل الوباء إلى دول الخليج بسبب إنكار النظام الإيراني للحقائق حتى لو أدى ذلك الإنكار إلى موت المئات أو الآلاف، إذ إن المصابين به من مواطني دول مجلس التعاون الذين كانوا في مدينتي مشهد وقم، اللتين يتوافد إليهما الزوار بالآلاف، يتنقلون ويخالطون الناس والنظام على علم بالحقائق لكنه أخفاها عنهم، أليست هذه جريمة بحد ذاتها يعاقب عليها القانون؟

هذا ما قاله وزير شؤون مجلسي الشورى والنواب البحريني السيد غانم البوعينين: «إن ما تقوم به إيران من إخفاء العدد الحقيقي لمصابي (كورونا) يعد مخالفاً لجميع المواثيق الدولية ويأتي خلافاً لتوجهات منظمة الصحة العالمية في الحفاظ على الوباء من الانتشار»، وقال إن إخفاء المعلومات في حينها والتستر عليها جريمة في حق الشعب الإيراني وشعوب العالم، وذلك رداً على أسئلة مجلس النواب البحريني الموجهة للحكومة عندما سمحت للمصابين من البحرينيين الذين كانوا في إيران للعودة إلى البحرين.

نحن فعلاً نتعامل مع نظام غير طبيعي بالمقاييس الدولية، يستبيح الكذب ولا يعترف بالمنظمات الدولية والمواثيق الدولية مما يفتح باب الأسئلة حول جميع التزاماته الدولية بما فيها الملف النووي!!

وهذا ما قالته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، أمس في سلسلة من التغريدات حول اندلاع «كورونا» في إيران: نظام الملالي يكرر فيما يخص فيروس كورونا تلك التجربة المرة لتحطم الطائرة الأوكرانية.

الكارثة مستمرة وفي أبعاد كبيرة وعلى مستوى البلاد، في إشارة إلى إنكار النظام مسؤوليته إلى أن اضطر إلى أن يقر بها لوجود الأدلة المصورة.

أكد ذلك أيضاً وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء، بالقول إن طهران أخفت تفاصيل بشأن تفشي فيروس كورونا، معرباً عن قلقه «من احتمال إخفاء إيران تفاصيل حيوية» بشأن انتشار الوباء.

ودعا بومبيو إيران إلى «قول الحقيقة» عن تفشي الفيروس، معتبراً أنه «يجب على جميع الدول، بما فيها إيران، أن تقول الحقيقة حول فيروس كورونا وأن تتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية». النظام الإيراني يعتاش على لعب دور الضحية واستغلال عقدة المظلومية لدى أتباعه في العالم العربي، ومثلما ادعى أن الاتهامات التي ألقيت عليه مسؤولية قتل أكثر من 275 راكباً هي عبارة عن اتهامات باطلة ضمن المؤامرة التي يحيكها العالم الغربي ضد إيران، واضطر بعد ذلك لقول الحقيقة حين علم أن الأدلة موجودة ومصورة، وها هو الآن يكابر وينكر وجود الفيروس ولا يقول الحقيقة كاملة، هذه هي سياسة هذا النظام؛ كذب ومكابرة وخداع حتى على شعبه، إلى أن أصيب أعضاء من النظام بهذا الفيروس، وهنا ظهرت سوءته بشكل أكبر، فهو لا يخفي الحقيقة فحسب، بل يتعامل بشكل غير إنساني وحضاري مع المرضى الإيرانيين أنفسهم بالتمييز بينهم؛ إذ وفقاً للأخبار الواردة من مصادر «مجاهدين خلق» في إيران، تم نقل ثلاثة وخمسين من الملالي وعائلاتهم من مدينة قم إلى مجمع مامكو للفنادق الثلاثية الواقعة في معشور (ماهشهر) جنوب إيران.

وتشير الأخبار الواردة من داخل إيران إلى أن هؤلاء الملالي قد فروا من مدينة قم خوفاً من «كورونا».

لهذا السبب، احتشد مجموعة من المواطنين من أهالي معشور أمام قائممقامة النظام في هذه المدينة للاحتجاج على حضور الملالي. لكن عملاء النظام رفضوا تقديم أي جواب.

هذا النظام هو فيروس العصر، وعزله حتى سقوطه هو الحل الوحيد.

 

الجمع في إهاب واحد بين فكريتين متعارضتين

علي العميم/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

تحدث محمد حسن عواد في اللقاء النادر الذي أجراه معه محمد رضا نصر الله، في التلفزيون السعودي، عام 1979، عن مقاله، «مداعبة مع العلماء»، الذي هو أول مقالات كتابه «خواطر مصرَّحة»، وعن علماء الحجاز، الذين قال عنهم: «كنت أقرأ وأسمع منهم أشياء تخالف الدين وأشياء لا تتسق مع المنطق ولا يستسيغها العقل... وأشياء مخالفة للواقع. كانوا يحتقرون المرأة، مع أن المرأة أخت الرجل. وكانوا يحتقرون حرية الفكر. وكانوا لا يؤمنون بالتآخي والتساوي في المصالح والأعمال، فكانوا يركزون على وجود طبقة ممتازة امتيازاً غير طبيعي تكون قابضة على كل شيء، حتى على الفكر نفسه. وهذا شيء لا يُهضَم. كانوا يحتقرون المرأة إلى درجة أنهم لا يعلِّمون البنت، فكانت البنت مهمَلة. وكانوا لا يحبون أن تتقدم صناعة البلد أو حتى توجد صناعة. لم تكن توجد صناعة في البلد. كانت أهم الصناعات خدمة الحجّاج والطوافة، وصناعات خفيفة كالتجارة والحدادة. هذه الصناعات ما عدا خدمة الحجاج صناعات محترمة. فخدمة الحجاج خدمة إنسانية، وليست صناعة يجب أن يقوم المواطن بها من تلقاء نفسه. وألا يعتبرها مهنة يأخذ عليها أجراً، وإلا فأين شعوره بعمق التعاليم التي أتى بها الدين الإسلامي؟! الدين الإسلامي أمرنا بالحب، أمرنا بالتضحية، أمرنا بالتساوي مع الناس، أمرنا بحسن التعامل معهم. وهؤلاء ضيوف الله قبل أن يكونوا ضيوف البلد. فما معنى معاملتهم كعملاء ومنافسين ومضايقين لنا في البلد؟! فكانوا يُعاملون بكل حقارة ودناءة...».

قاطعه محمد رضا نصر الله قائلاً: «في ذلك الزمن».

فأجاب مسترسلاً في حديثه: «نعم، في ذلك الزمن قبل كتاب (خواطر مصرَّحة)...».

إن حديثه عن مقاله، «مداعبة مع العلماء»، وعن علماء الحجاز فيه حديث غير دقيق، فمآخذه عليهم التي ذكرها في حديثه، لا يوجد منها في المقال سوى ما قال عنه: أشياء مخالفة لصحيح الدين وأشياء لا تتسق مع المنطق ولا يستسيغها العقل. ودعوته إلى النهوض بالمرأة الحجازية وإلى حرية الفكر في الحجاز في مقالات أخرى من كتابه طرحها بمعزل عن موقف علماء الدين الرافض والمناهض لهاتين القضيتين الجديدتين على الحجاز وعلى غير الحجاز في العالم العربي في عشرينات القرن الماضي. كما أن نقده لعلماء الدين ولرجال الطرق الصوفية في غير ذلك المقال، الذي كتبه بأسلوب الشذرة، كان بمعزل عن قضية النهوض بالمرأة، وبمعزل عن أي قضية أخرى مباشرة من قضايا التقدم أو التحديث. فجل ما نستخلصه من شذراته الناقدة لهم أنه ينعى عليهم جمودهم وتحجرهم.

وهذا ما يوضح لنا قصده في قوله عنهم إنهم كانوا يحتقرون حرية الفكر. أي أن فكرهم فكر مقيد ومغلول ومحجور عليه، وليسوا أحراراً فيه.

سأعرض لكم ما قاله في شذراته الناقدة لعلماء الدين، لتطمئنوا إلى صحّة ما ذهبت إليه.

قال في مقاله، «من مشعل النار»: «العلماء - نفسي تشمئز حينما تقع عيني على واحد منهم لأني كلما رأيتهم تذكرت كلمة ذلك الصوفي الخرف: ما في الجبة إلا الله».

وقال في مقاله، «فكرة تسائلني»: «لماذا لا يسمح الفقهاء بإرشاد العامة إلا إذا أرشدهم (الأصفر الرنان)؟!».

هذه الشذرة تختلف في مضمونها النقدي عن مضمون الشذرة الأولى ومضمون بقية الشذرات الأخرى.

وقال في مقاله، «من سلسلة أفكاري أو المراسلات»، الشذرات التالية:

- لا تفلح أمة يكثر فيها أرباب الطرق الذِّكْرِيَّة.

- مما أنتجته تجاربي الصغيرة أن لا فرق بين الدرويش والشيطان، فكم كنتُ أغترّ بهؤلاء الدراويش، وبالأحرى هؤلاء اللصوص، وأعتقد أنهم من خيرة الله في خلقه، حتى هدتني التجارب إلى عكس ما أظن.

- كم جلبت لنا من المصائب تلك العمائم المشيدة فوق الرؤوس.

- خُلِق الدين ليسدد خطوات الإنسان ويقوده إلى طريق الحقيقة، والنور... خُلِق ليقضي على الجمود، وليضع حدّاً للتعصب العنصري، والغشاوة الفكرية، ويُنهِض الروح من مَبَارِكَ كان معتقلاً فيها، فلا يجب أن نشوه سمعته، فنفهم أن وظيفته هي أن يعلمنا الصوم والصلاة، والاعتكاف فحسب.

- بحث المسيحيون في ديانتهم، فوجدوا قوانينها لا تلائم حاجات العصر الحاضر، فدرسوا قوانين الإسلام، فوجدوا ضالّتهم المنشودة، فاقتبسوا من تعاليمه، فساروا إلى الأمام. فهل من الموافق المقبول أننا لا نعرف - نحن المسلمين - كيف ننتفع بتلك التعاليم الحقيقية التي هي روح الدين؟ مصيبتنا في ذلك علماء الدين؛ يفهّموننا قشور الدين حفاظاً على مراكزهم!

- أفكار متحجرة، فوق عمائم مكبرة، وتحتها ذقون مبعثرة، تلك هي كابوس الأمم، وسموم الحياة.

- من بلادة علماء الدين ألا يعتبروا الإمام محمد عبده المصري من أكثر الرجال الذين خدموا الإسلام خدمة لم يعرف التاريخ مثلها في مصر.

كذلك كان محمد حسن عواد في الشطر الأخير من حديثه التلفزيوني غير دقيق، فمقترحه بإنشاء تجارة متعددة وصناعة جديدة في الحجاز، وإنشاء زراعة في جدة، وأماكن أخرى قليلة الماء في الحجاز، الذي طرحه في مقاله، «أمة مهملة»، طرحه بعيداً عن علماء الدين وعن محافظتهم على نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية العتيق. واعتراضه على أن تكون خدمة الحجاج مهنة يُقتضى عليها أجر هو رأي لم يقل به في ذلك المقال. وهو بهذا الرأي يعود إلى رأي فقهي مختلَف فيه. وقد استقر العمل على خلافه بين جمع من العلماء حتى يومنا هذا. ولا ننسى أن مهنة الطوافة هي مهنة مستحدَثة أصلاً. فهذه المهنة كما يقول أحمد السباعي في كتابة، «تاريخ مكة»: «ابتُدِعت في عهد الشراكسة، واتسع نطاقها قليلاً في أوائل العهد العثماني، لأن أمراء الأتراك ورؤساءهم كان لا بد لهم من أشخاص يطوّفونهم».

لكن من الواضح أن محمد حسن عواد في ذلك المقال مع إلغاء هذه المهنة، وأنَّه كان ضدها، وهو ما يعبر عنه قوله فيه ساخطاً عليها، وهازئاً بها: «كأننا أخذنا وثيقة رسمية عليها شهادة الروح الأمين، وميكائيل وإسرافيل، وضمانة الرسل والأنبياء، أننا (مطوِّفون)، إلى يوم الساعة! عاطلون بالوراثة إلى يوم الساعة!».

قد لا يكون قصد محمد حسن عواد في ذلك الحديث التلفزيوني أن يروي بالضبط فحوى هجومِه على علماء الدين في الحجاز والسياق الذي أتى فيه، فقد يكون قصدُه أنَّه أراد في سن متأخرة أن يفسر سبب هجومه عليهم في مقتبل شبابه.

يقول يوسف ياسين، برويَّةٍ وهدوءٍ، في رده على مقاله، «مداعبة العلماء»: «اعتادوا نقد علماء الدين في سائر الأمصار لما يجدونه في بعضهم من مخالفة السِّير لأحكام الدين، وهم يأمرون باتباعه ولتزيي بعضهم أيضاً بزي العملاء وهم جهلاء، ولكن الدلائل التي أقامها والأمثال التي ضربها يرى القارئ فيها آثار الضعف بادية، وهي قليلة الفائدة... فلو ذكر الكاتب مؤلّفاً لعلماء الحجاز الذين ينتقدهم بهذا الوصف ونَقَده، لقال الناس: صدق حسن عواد وأخطأ العلماء، ولكن الناس لا يعرفون مثل هذا الكتاب، فهل يتخيل حسن عواد شكلاً من الأشكال كما يريد لينتقده ثم ينتقده ويجعل الذنب في ذلك على العلماء؟! وأنا لا أنكر على حسن عواد نقده لبعض العلماء وتقصيرهم في أمور العلم وعدم اتباع بعضهم لما يعلم، وذلك شأن البعض منهم في كثير من الأمصار لا في الحجاز وحده. وأعتقد أن النقد على غير هذا الأسلوب وبصورة أقرب للصواب أفيد من هذا الشكل الذي يدعو إلى النفور والعناد».

كنت قد قلت في مقال سابق أن الفكرة في مقال محمد حسن عواد، «مداعبة مع العلماء»، وفي تحديدها وطريقة عرضها كانت مضطربة. هذا الاضطراب يتعدى - حقيقة - هذا المقال إلى نوع توجهه الفكري وطريقة النظر عنده نحو المسألة الإسلامية والمسألة الغربية. ومردُّ هذا الاضطراب إلى أنه جمع في إهاب واحد تأثراً شديداً بفكريتين متعارضتين على نحو غير متَّسقٍ ومتناقض، وهما: العلمانية الراديكالية والإصلاحية الإسلامية في عصر النهضة العربي.

فقوله مثلاً: بحث المسيحيون في ديانتهم... إلخ، هو قول تقول به الإصلاحية الإسلامية، بينما لا تقول به الراديكالية العلمانية العربية في ذلك الزمن، لأنَّه فضلاً عن أنَّه قول غير صحيح هو قول جداً ساذج.

وهجومه على علماء الدين وأشياخه، الذي في بعض شذراته الناقدة يكاد يكون هجوماً بالمطلق، هو محاكاة تأثرية سطحية لأحد مثقفي تلك العلمانية الراديكالية العربية. وللحديث بقية.

 

الوعي والمسؤولية في وجه «كورونا»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

لافتٌ جداً تردّد منظمة الصحة العالمية في إعلان «فيروس كورونا» – أو بالأصح «الفيروس التاجي المستجدّ» الذي اختير له اسم «كوفيد 19» – وباءً عالمياً.

الأسباب مفهومة، وقد تبدو بالنسبة إلى كثيرين مبرّرة، إزاء حالة الذعر التي تجتاح عالماً لديه من التساؤلات أضعاف ما عند الأطباء وعلماء الصحة العامة من إجابات.

وبين تقرير من هنا ومؤتمر صحافي هناك، وقرار تتخذه هذه الحكومة أو تلك على عجل... تنهار الأسهم وترتبك الأسواق، وتتعطّل الملتقيات وتُلغى فعاليات وتعلّق الرحلات الجوية، وتُعزل مُدن وأحياء في طول الأرض وعرضها.

«الإنسان عدوّ ما يجهل»، لا شك في ذلك. والإمكانيات العلمية والبحثية، التي نحتفل بتقدّمها كل يوم، تبقى في سباق دائم مع مستجدّات، منها ما هو متوقع، ومنها ما يأتي على حين غِرّة. وفي نهاية المطاف، لا بد من الإقرار بأننا أحياناً نكون ضحية لمنجزاتنا، والدليل الأبسط على ذلك أنه مع كل حبّة دواء يتناولها الفرد منّا، تنبهنا الشركة الصانعة إلى الأعراض الجانبية.

ثم إن أي عقار يُطوَّر في دول العالم الراقية يجب أن يُخضَع لفترة تجارب – تطول أو تقصر – قبل اعتماده، ومن ثم طرحه في الأسواق. كذلك، كل اكتشاف علمي في دول العالم المسؤولة، وذات الأنظمة القضائية الناجعة والمستقلة، ينتظر مساراً معقّداً من النواحي العلمية والأخلاقية والقانونية، قبل دخوله حيّز التطبيق، ومن ثم، التصنيع فالتسويق.

هذا ما يحصل في الغرب، تحديداً، في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية، ولو على حساب التنافسية وتعجّل الاختراق التسويقي. ذلك أن مقاضاة الأطباء والمستشفيات وشركات صناعة الأدوية مسألة مألوفة، ولذا يشكل غطاء التأمين، تحسّباً لتبعات المقاضاة والمطالبة بالعطل والضرر، حقيقة واقعة تضبط العلاقة بين المريض والجهة المُعالِجة.

هذه الخلفية لا بد من فهمها وسط حمّى الفيروس الذي يجتاح العالم اليوم. وبالنسبة إلى غالبية الناس، كما أعتقد، الهاجس الأول هو السلامة والشفاء. ومع أن ما يُنشر عن أن نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة بـ«كوفيد 19» تتراوح بين 1% و5% - وهي بالتالي أدنى من النسب الموازية في أوبئة فيروسية مشابهة مثل «سارس» و«إيبولا» وغيرهما - فإن الانتشار سريع جداً، وسلوكيات الفيروس مجهولة... بما فيها فترتا الحضانة والعدوى. أكثر من هذا، من الواضح أن ثمّة فئات من المجتمع، مثل كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض القلب والسكّري وارتفاع ضغط الدم، هي الأضعف مقاومة للفيروس. وحتى في الدول المتقدمة طبياً وصحياً، مثل بريطانيا، هناك قلق كبير، إذ يشير أحدث التقديرات إلى أن في بريطانياً واحداً من أصل 10 سيدخل المستشفى، على الرغم من كل الاحتياطات والتدابير الوقائية.

الإحصاءات جارٍ تحديثها ساعةً بساعة على مستوى العالم بأسره، ولا سيما عبر منظمة الصحة العالمية التي تُجري عملية موازنة دقيقة، لا تُحسد عليها، بين واجبات التوعية والتحذير والرصد من جهة... وتحاشي التسبب في ذعر مضارّه أكبر من منافعه من جهة أخرى.

ومن ثم، إلى جانب التدابير الصحية، وقايةً وعلاجاً، فإن البعدين الاقتصادي والسياسي يدخلان جدياً في الحسابات.

في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل أن يتوسّع انتشار الفيروس خارج الصين ويأخذ الأبعاد التي يأخذها اليوم، صدر عن وزير التجارة الأميركي ويلبر روس، تصريح صحافي يخلو من الحصافة، ورأى البعض أنه يعبّر عن التوجّهات التي تخالج بعض التيارات السياسية في العالم. روس قال، في رده على سؤال وُجه إليه في قناة تلفزيونية محافظة عن قراءته لوضع الفيروس في الصين: «لا أودّ الكلام عن انتصار إزاء مرض مؤسف وخبيث جداً، لكن الحقيقة أنه يعطي قطاع الأعمال ما يمكن أن يفكّر فيه لدى مراجعة سلسلة مصادر التوريد...»، قبل أن يضيف: «... بناءً عليه، أعتقد أنه سيساعد على تسريع عودة الوظائف إلى أميركا الشمالية!». بطبيعة الحال، جوبه هذا الكلام بانتقادات من مناهضين ديمقراطيين لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. إلا أنه وُوجه أيضاً بالتحفظ والاستغراب من جهات اقتصادية لا علاقة لها بالسياسة الأميركية ومناكفاتها. وجاء في تعليق لخبير اقتصادي، مقره سنغافورة، قوله إن الشركات العالمية لن تتخذ قرارات استثمارية جدّية وطويلة المدى على أساس انتشار مرض قد يستغرق ثلاثة أو ستة أشهر. وتابع القول إن تأثير الفيروس على الولايات المتحدة قد يكون سلبياً أكثر منه إيجابياً، موضحاً: «في الحقيقة، ستنتهي الولايات المتحدة في المحصلة خاسرة، لأنه على الرغم من كل شيء، الصين تبقى سوقاً ضخمة للولايات المتحدة، وإذا ما تباطأت سرعة نمو الاقتصاد الصيني جدياً سيتباطأ الاقتصاد الأميركي أيضاً».

من ناحية أخرى، فإن الصين ليست فقط سوقاً استهلاكية ضخمة، بل صانع أساسي عالمي للمكوّنات التي تحتاج إليها وتستوردها الشركات الصانعة الأميركية والأوروبية وغيرها. وبالتالي، فإن تعطّلها سيخلّف تبعات سلبية على العالم بأسره، وبالذات في الغرب.

ثم إن وتيرة الانتشار تسارعت عالمياً بدرجة كبيرة، وتجاوز انتشار الفيروس عالمياً حجم البؤرة الصينية الأصلية للفيروس، كما أن الصين «امتصت الصدمة» وعملياً تأقلمت معها، وهي الآن تنشط في تطويقها واحتوائها وتطوير علاجات للفيروس. في المقابل، بدأ العالم، خارج الصين معركته معه، في كثير من الحالات من نقطة الصفر. وكان مهماً خلال الأيام الأخيرة التعامل مع حالات يقول خبراء إنه لا صلة مباشرة لها بالبؤرة الصينية الأصلية. عربياً، بمعزل عن التحامل السياسي، ووفق الإحصاءات، تلعب إيران، لا الصين، دوراً محوَرياً في انتشار الفيروس في المشرق العربي. أما بالنسبة إلى دول شمال أفريقيا فتشكّل البؤرة الأوروبية الأكبر، أي إيطاليا، وبدرجة أقل دول أوروبية غربية تقيم فيها جاليات مغاربية (تونسية وجزائرية وتونسية، بالذات)، مصدر الخطر الأبرز. حتى الآن كانت ردّات الفعل في معظم الدول العربية جيدة ومسؤولة، فتعاملت بحكمة مع الاعتبارات الدينية والاجتماعية والاقتصادية، وجعلت سلامة المواطن في رأس أولوياتها، وهذا أمر ضروري. ستكون هناك خسائر، وهذا أمر مفهوم. ستُلغى فعاليات وتُعلّق الدراسة ويُقيد التنقل والتبادل. وسيكون لكل هذه الأمور تداعيات وتكلفة مادية عالية. لكن، سلامة المواطن والصالح العام يقضيان بوعي ما هو حاصل، وما يمكن أن يحصل... حتى انقشاع الغمامة.

 

إردوغان وحيد في المصيدة

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

لطالما قدم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نفسه بأنه الماهر في اللعب على الحبال دون أن يهتز. بلاده عضو في «الناتو» مع علاقة عسكرية أقوى مع روسيا. دولة علمانية بروح إخوانية. يدافع عن السوريين من جهة ويحتل بلادهم ويقصف مواطنيهم من جهة أخرى. يستضيف اللاجئين تارة ويتاجر بهم تارة أخرى. إلا أن الحبال التركية التي ظن إردوغان أنه بارع في اللعب عليها جميعاً، بدأت ملامح سقوطه منها واحدا تلو الآخر، حتى كانت السقطة الكبرى في إدلب السورية، عندما قُتل 33 جندياً تركياً في غارة شنتها طائرات تابعة للنظام السوري، بغطاء روسي، وهو ما فاجأ إردوغان نفسه، الذي وجد بلاده في مواجهة عسكرية وحرب مرتقبة قادمة مع الدب الروسي، وزاد من مخاوفه مواجهة صراع شامل وحده دون حلفائه الذين تساقطوا حتى لم يبق منهم أحد، وهو ما ساهم في تضييق الخناق على خياراته المتاحة المحدودة أصلاً، فالضربة الموجعة التي تلقتها أنقرة جعلت أي خطأ في الرد له انعكاسات كبيرة عليها قد تدفع بها بمواجهة شاملة مع روسيا. عندما قرر إردوغان القيام بحملة عسكرية كبرى في الشمال السوري في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اعتبر المراقبون أن هذه الخطوة الكارثية لن تكون سوى مستنقع عميق للنظام التركي، فيما اعتقد إردوغان كعادته أنه قادر على اللعب على الحبال، عبر احتلال المناطق الحدودية السورية، وهو حلم تركي قديم، مع ترسيخ هذا الاحتلال بضبط التوازن مع الولايات المتحدة وروسيا، ليجد نفسه اليوم في مواجهة سياسية عسكرية قاسية؛ فموسكو تبرر الهجوم العسكري على قواته بأن الجنود الأتراك كانوا يرافقون «جماعات إرهابية»، وفوق هذا تحذره من مغبة أي رد بأنه سيجد رداً أقسى منه، بينما واشنطن لم تتقدم خطوة واحدة نحو مساعدته فعلياً على أرض الواقع، أما «الناتو» الذي انتظر إردوغان منه مساعدة ولو على استحياء فرد عليه، عبر وزير خارجية لوكسمبورغ، الذي رفض تفعيل المادة الخامسة من معاهدة شمال الأطلسي ودعم تركيا في عمليتها العسكرية في إدلب السورية الخاصة بالدفاع الجماعي، موضحاً أن أنقرة لم تطلب موافقة الحلف على عمليتها أساساً في إدلب.

ولأن خيارات إردوغان محدودة جداً، ولأنه لا يستطيع الرد على الضربة العسكرية المذلة التي تعرض لها في إدلب، ولم يتمكن كذلك من جر الولايات المتحدة لمواجهة روسيا في سوريا وتدويل الأزمة السورية، لم يجد سوى الملف الجديد القديم، اللاجئين السوريين ليتاجر بهم، فالقضية بالطبع ليست إنسانية كما كان يروّج لها النظام التركي، بل استغلال كلما دعت الحاجة، وطالما ليست لديه القدرة لا العسكرية ولا السياسية على مواجهة الروس، فالحل الوحيد، الورقة نفسها، تهديد أوروبا بتدفق عشرات الألوف من اللاجئين، بينما الحقيقة أن هناك نحو ثلاثة ملايين مدني في إدلب يرزحون تحت ضغط المواجهة السياسية والعسكرية بين تركيا والنظام السوري منذ سنوات، ويعانون من أزمة إنسانية كبيرة في ظل القصف المستمر، والتضور جوعاً والتجمد برداً، مما جعلهم يفقدون الأمل من النجاة كما نقلت على لسانهم صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية، وإذا كان النظام السوري طرفاً في معاناتهم، فقد زاد الاحتلال التركي لمناطقهم الطين بلة وزاد من مأساتهم.

كلما زادت تعقيدات النظام التركي السياسية والعسكرية، أصبح التخلص من شركها أصعب وإيجاد مخارج لها شبه مستحيل، واليوم يجد إردوغان نفسه عارياً سياسياً، تحت وطأة المذلة عسكرياً، وحيداً بلا حلفاء، وفوق هذا كله يواجه غضباً متصاعداً داخلياً، فأي مصيدة أوقع إردوغان نفسه فيها؟!

 

لماذا تختار تركيا الحروب؟

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

الخبر السياسي الأهم الذي يأتي بعد أخبار فيروس «كورونا» في المنطقة والعالم هو خبر الصدام المسلح بين الجيش التركي والميليشيات الموالية له من جهة، والنظام السوري والجيش الروسي من جهة أخرى، لأنه ينذر بتصعيد الصراع في المنطقة ليصبح صراعاً دولياً ساخناً.

هذا التطوّر الخطير الذي دخل فيه حلف «الناتو» على خط الأزمة السورية، يهدد بمواجهة جديدة بين الشرق والغرب؛ بين روسيا والصين من جهة، وأميركا والدول الغربية في الجهة المقابلة، وكل المبررات لكل الأطراف منطقية ويمكن الاعتماد عليها لتطوير المواجهة، وهذا مخيفٌ حقاً.

حين كتب عدد من الباحثين والكتّاب محذرين من رؤى الإدارة الأميركية السابقة، إدارة أوباما، لم يكن ذلك لمجرد هوى في النفوس أو رغباتٍ شخصية، بل كان عن علمٍ وفهمٍ للمعطيات الواقعية حينها، والمآلات المستقبلية لتلك السياسات، وما هذا التطور الخطير على الحدود السورية - التركية إلا مجرد مثالٍ لما أوصلت إليه تلك القرارات التاريخية الخاطئة والخطيرة على المنطقة والعالم بأسره.

كل مَن كان عاجزاً عن رؤية خطورة وخطل سياسات أوباما، يبصر اليوم واحدة من تلك الخطايا السياسية، بل والإنسانية، في ملايين المهجّرين وملايين القتلى، وكل من لم يكن مؤدلجاً يسارياً أو إسلاموياً يستطيع أن يرى بوضوح أن المنطقة أصبحت على كفّ عفريتٍ بسبب تلك السياسات الانسحابية والانعزالية.

لا تخطئ العين توجهات السياسة التركية في السنوات الأخيرة، حيث بدأت تتجه بقوة للاعتماد على قوة السلاح الخشن عبر قواتها المسلحة، بعدما مُنيت بهزائم اقتصادية كبرى وفشل تلو آخر في الملف الاقتصادي الأهم في وصول حزب «العدالة والتنمية» لسدة الحكم هناك، ومعلومٌ أن الحروب من أهم وسائل الدول التي تفشل داخلياً وتسعى لتصدير مشكلاتها للخارج. لقد اهتمَّت تركيا ببناء قواعد عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وتستهدف اختراق العالم العربي والدول العربية، فقاعدة في الصومال وأخرى في قطر وثالثة في السودان قبل أن تطردهم الدولة السودانية والشعب السوداني، وهي تتجه بالقوة، ودون وجه حقٍ، للاعتداء على اكتشافات الطاقة في البحر الأبيض المتوسط، وفي دولة قبرص، ضد توجهات أميركا والاتحاد الأوروبي. مع هذا كله، فهي لا تجد حرجاً من الاستعانة بحلف «الناتو» في مواجهة روسيا، خوفاً من القوة العسكرية الروسية الضاربة، وقد خافها إردوغان من قبل عندما أسقطت طائرة تركية طائرة روسية في بدء التدخل الروسي في سوريا، وهرع عندها إردوغان إلى روسيا، وقدم آيات الاعتذار والأسف لإرضاء الرئيس بوتين. هذا بالإضافة إلى أن إردوغان عاند أميركا ودول «حلف الأطلسي»، عندما أصر بعنجهية على شراء صواريخ «إس - 400» الروسية، ما اضطر أميركا إلى إيقاف صفقات سلاحٍ مهمة مع تركيا، وها هو اليوم يلجأ إليها مجدداً، ويطلب من الحلف أن يقف معه. التناقضات السياسية تحدث عن غبش الرؤية السياسية، واختلاط واشتباك الغايات والأهداف المتضادة، وهي في كل الأحوال تعبير عن تخبطٍ سياسي في منطقة لا تحتمل كثيراً من الأخطاء في الحسابات السياسية التي تُقاس بميزان الشعرة، وأي اختلال فيها قد يؤدي لما لا تُحمد عقباه على المستوى الدولي، وما سخونة الأحداث في إدلب السورية إلا نموذج لما يمكن أن يحدث في هذا الوقت العصيب.

اختارت تركيا، دون اضطرارٍ، أن تدخل الحرب، وتحتل أجزاء من دولتين عربيتين، هما سوريا وليبيا، وأرسلت جنودها وضباطها وقواتها وميليشياتها إلى هاتين الدولتين العربيتين، وقد أصبح جنودها يعودون في صناديق الموتى من الدولتين، تقتلهم روسيا في سوريا، ويقتلهم الشعب الليبي وجيشه وقبائله في ليبيا، تعددت الأسباب والقتل للجنود الأتراك واحدٌ. لا يخلو تراث الأمم ومقولات الحكماء من التحذير من الحروب بكل ما تحمله من مخاطر وأضرار للدول والأمم والشعوب، ولطالما تجنّبها العقلاء ودفعوها بكل ما يستطيعون، ولكن الذي يجري في تركيا اليوم هو الرغبة الملحّة لدى صانع القرار التركي في خوض الحروب والانغماس في أتونها. منذ عقودٍ ودم الجندي التركي كان مصوناً، بعدما سقطت الخلافة العثمانية الديكتاتورية الدموية وقامت الدولة التركية العلمانية الحديثة، ولكنه اليوم أصبح رخيصاً جداً؛ فهو يُقتل، بالعشرات والمئات، في سوريا، ويُقتل مرتزقاً رخيصاً تُباع حياته وتاريخه وشرفه في حربٍ أهلية تدفع ثمنها قطر، والجندي الذي يصبح سلعة وبندقية للإيجار لا قيمة له.

الإهانة التي تحدث للجيش التركي لا مثيل لها من قبل، وتحدث بلا مبررٍ، فلا هي لأجل الدفاع عن تركيا، ولا مصالحها، بل لخدمة فكرة مجنونة لدى فردٍ واحدٍ ممتلئ بآيديولوجيا أصولية إرهابية متخلفة، وبحلمٍ شخصي لهذا الفرد بأن يصبح خليفة للمسلمين، دون أي منطقٍ من دين أو عقل أو تاريخ.

هذه السياسات التركية هي أقرب ما تكون مغامراتٍ غير محسوبة العواقب، بحيث تشكل خطراً كبيراً على الدولة التركية التي قد تجد نفسها في خطر وجودي يعيدها عقوداً إلى الوراء، ويهز بقوة مكانتها في المنطقة، ما قد يخلق فراغاً كبيراً فيما لو حدث وتحولت تركيا لدولة فاشلة، وأي مهمة لتجنب السيناريوهات الأسوأ يجب أن تأتي من الشعب التركي نفسه ومؤسساته وقواه السياسية. كما اعتذر إردوغان من قبل لبوتين، فها هو اليوم يعيد الكرّة، فيصعّد ضد روسيا، ويتحداها، وهو يعلم أنه سيخضع في النهاية، ولن يستفيد شيئاً سوى الإمعان في إذلال الجيش التركي، وإهانة الدولة التركية. ادعاء القوة دون امتلاكها، والتوسُّع في ذلك الادعاء، يعرّض الدول لانكساراتٍ تاريخية كبرى، وهو ادعاء مهلكٌ للدول حين تصرّ عليه حتى النهاية، وأقرب الأمثلة ما صنعه صدّام حسين بنفسه وبالدولة العراقية؛ فلم يستفق إلا وقد سقطت الدولة وانهار الجيش وانقلب كل شيء، رأساً على عقبٍ، ولات ساعة مندمٍ، وها هو مصير الشعب العراقي تذروه الرياح، وتنهكه التدخلات الخارجية، وتحكم الدولة التي حاربها لثماني سنواتٍ في دولته وحكومته وقياداته السياسية. التاريخ لا يعيد نفسه، ولكن من لا يعرفه يقع في الأخطاء ذاتها التي وقع فيها من سبقوه، ولا شيء يقضي على الدول مثل الغرور غير المبرّر والاقتناع بقوة غير موجودة أصلاً.

أخيراً، فاختيار تركيا للحروب خطرٌ عليها وعلى جيرانها وعلى المنطقة والعالم؛ فالحروب ليست لعبة ولا تسلية.

 

من الشاهنشاهية إلى الخمينية … الفيروس واحد

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/الأحد 01 آذار 2020

هل ارتكبت النُّخبة السياسية والاقتصادية الإيرانية خطأ تاريخياً في العام 1979 بالخروج على الشاه وإسقاطه، وزعزعة الدولة المستقرة، فيما يحصد الشعب اليوم ثمار ذلك؟ هذا السؤال يتبادر إلى ذهن كل من يتابع الاحداث في إيران منذ أربعين سنة حتى اليوم، في ظل تسلسل الازمات التي لا ينفك نظام الملالي يدخل شعبه بها، وليست أزمة الفشل في مواجهة انتشار “كورونا” آخرها، بل يذهب كثير من المسؤولين الى القول ان ذلك مؤامرة على الحكم الثوري. ما يجري في ايران صورة مأساوية واقعية توقعها كل المراقبين للسياسات الداخلية والخارجية للنظام الذي ليس لديه الا الشعارات والحكم الامني الاستخباراتي الذي يحصي على الناس أنفاسها. لا شك أن الحركات السياسية أو تلك المسماة ثورية تدرك كيف تتلاعب بالمشاعر الشعبية وتسوق الجماهير الى حيث تريد، هكذا جرى في مصر عندما استطاع الضباط الاحرار بقيادة عبدالناصر تصوير الملك فاروق على انه فاسد، والأمر نفسه حصل بالعراق أواخر العهد الملكي حين انقلب العسكر على الملك فيصل، وكذلك انقلاب القذافي على الملك ادريس السنوسي. لكن كل هذه الدول سقطت في قبضة حكم بوليسي ارتكب من الفظائع والفضائح ما يؤدي بتلك الطغم الحاكمة الى حبال المشانق، وليس السجون فقط، وهو ما يتكرر حاليا في ايران، التي لا شك تعيش غلياناً شعبياً لا يمكن اخماده إلا برحيل النظام، خصوصا بعد أن انكشف فشله الكبير حتى في الشأن الوقائي الصحي. في سبعينات القرن الماضي تلاقت مصالح بعض الدول الكبرى مع المعارضة السياسية التي يقودها رجال الدين، إذ اتخذت كل من باريس وواشنطن موقفاً حاداً من الشاه لأنه طالب الدول المنتجة للنفط بأن ترفع أسعارها من 34 الى 80 دولارا للبرميل، وان تكون الشركات الاجنبية مجرد مشتر وليس شريكا في الانتاج والبيع، وهو ما اعتبره الغرب تحديا له، وإضرارا بمصالحه الستراتيجية في الشرق الاوسط، فيما كان رجال الدين يعانون من جفاف مواردهم المالية التي كان يقدمها لهم الايرانيون بسبب التوجهات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة للشاه.

هذا التلاقي أدى الى الدعم المالي والسياسي، الاميركي- الفرنسي، لحركة الخميني، وتأمين المنابر له للتحريض على الشاه، إضافة الى بعض أخطاء سياسية ارتكبتها الحكومات المتعاقبة أدت إلى ايجاد سوق لبضاعة التحريض هذه، لتنتهي بسقوط الحكم الشاهنشاهي والإتيان بالملالي.

لم يعمل هؤلاء وفقا للمخطط الاميركي– الفرنسي، بل توهموا قدرتهم على السيطرة، بالشعارات الدينية، على العالم الاسلامي، فعمدوا الى تأسيس جماعات تابعة وعميلة في الدول المحيطة تحت شعار “تصدير الثورة”، ومارسوا الارهاب في كل العالم. لا شك ان تصحيح أخطاء النخب يكون عبر صحوة الشعوب بعد معايشتها سلسلة من التجارب المريرة، وعلى هذا الأساس بات اليوم الرهان على الشعب الايراني الذي لا يزال منذ نحو عامين ينتفض على نظام الملالي. إذ كيف لنظام يرفع قفاز التحدي بوجه المجتمع الدولي، ويتبجح بالحاق الهزائم بالقوى الكبرى اذا أقدمت على أي خطوة ضده، فيما هو لا يملك خطة للوقاية من انتشار فيروس، أليس في هذا ما يبعث على السخرية، وإلى متى ستبقى أمة عظيمة كإيران رهينة بضع عشرات يعيشون في كهوف الظلامية؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

دياب: تكريم معلوف حافز إضافي لإعادة الصورة المشرقة للبنان

وطنية - الأحد 01 آذار 2020

هنأ رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، في بيان اليوم، الأديب أمين معلوف بوسام الاستحقاق الوطني الفرنسي. وقال: "على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان على الصعيد المالي والاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، يأتي تقليد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأديب اللبناني أمين معلوف وسام الاستحقاق الوطني باسم الجمهورية الفرنسية، ليعكس صورة لبنان الصحيحة والحضارية، لبنان الثقافة والإبداع والامتياز. وإذ نعرب عن فخرنا بالأديب معلوف ونوجه له تهانينا، يضيف هذا التكريم من عزيمتنا للعمل الدؤوب في سبيل مواجهة التحديات وإعادة صورة لبنان المشرقة التي يفتخر بها جميع اللبنانيين".

 

بلدة الرامة شيعت ابنها الشهيد أيمن المحمد

وطنية - الأحد 01 آذار 2020

شيعت بلدة الرامة في منطقة وادي خالد الحدودية، إبنها شهيد الجيش العريف أيمن المحمد الذي استشهد بالأمس بكمين مسلح في بلدة الشواغير - الهرمل. وكان نعش الشهيد المسجى بالعلم اللبناني قد وصل صباحا إلى محافظة عكار عن طريق الهرمل وأقيمت له استقبالات في العديد من البلدات التي عبرها موكب التشييع وصولا الى مسقط رأسه في بلدته الرامة، حيث استقبلته عائلته بحزن كبير وحمل على أكف زملائه العسكريين وأديت له التحية العسكرية. وشارك في التشييع ممثل عن وزيرة الدفاع وقائد الجيش العميد وليد السيد، النائب محمد سليمان، النائب السابق جمال اسماعيل، عدد من ممثلي الأجهزة الأمنية، رؤساء بلديات وادي خالد ومخاتير، شيوخ العشائر، وجهاء وفاعليات. بعد الصلاة عن روح الشهيد، ألقى السيد كلمة نقل في مستهلها تعازي وزيرة الدفاع وقائد الجيش لعائلة الشهيد، وأكد ان "الجيش لن يفرط بدماء شهدائه والمؤسسة العسكرية حريصة على كشف المجرمين". ثم قرأ نبذة عن حياة الشهيد العسكرية. كلمة أهل الفقيد ألقاها النائب سليمان عزى في مستهلها الاهل والمؤسسة العسكرية قيادة وضباطا وأفرادا وقال: "الشهيد أيمن المحمد ليس شهيد عائلة فقط وليس شهيد العشائر فقط وليس شهيد عكار ووادي خالد بل شهيد وطن وشهيد مؤسسة شعارها الشرف والتضحية والوفاء". وطالب المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية ب"الكشف عن المجرمين وسوقهم للعدالة وان يكون القضاء هو الحكم بمحاسبة القتلة". وأكد أن "هذه الجريمة المستنكرة والمدانة لن تزيد أبناء وادي خالد ألا تمسكا بالمؤسسات الشرعية من جيش وقوى أمن"، مناشدا أبناء العشائر في وادي خالد وعكار "التروي وعدم الإنجرار وراء ردات الفعل والتحلي بالحكمة والصبر لكشف المجرمين ومحاكمتهم وسوقهم للعدالة". وشكر أهل الشهيد المؤسسة العسكرية على وقوفها الى جانبهم، وطالبوها ب"تبيان الحقيقة ومحاسبة المجرمين". وكانت كلمة لاسماعيل طالب فيها عشائر الهرمل بموقف حازم من هذه الجريمة واستنكارها وتسليم المجرمين. ثم ووري جثمان الشهيد في مدافن العائلة.

 

فهمي في مؤتمر وزراء الداخلية العرب: لبنان لن يتخلى عن حضنه الطبيعي وستعود العلاقات الى ما كانت عليه

وطنية - الأحد 01 آذار 2020

أكد وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، أن لبنان "جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وسنبقى معا بإذن الله متكاتفين ومتحدين من أجل بناء مستقبل أفضل لشعوبنا". وخلال إلقائه كلمة لبنان في مؤتمر وزراء الداخلية العرب ال37 في مقر الأمانة العامة للمجلس في تونس، شدد على "أن لبنان لن يتخلى عن حضنه الطبيعي، حضن أمته وأشقائه، وستعود العلاقات إلى ما كانت عليه"، مشيرا إلى أن "هناك منظومة تحد متكاملة تواجه دولنا وشعوبنا لتهديم ما بناه الأجداد، لا يمكن مواجهتها إلا بتعاوننا وتماسكنا ووحدتنا"، ولافتا أيضا إلى "أن التفاعل الأمني والتنسيق المتواصل له الأثر الايجابي في إنجاز ما وصلنا إليه من نتائج على صعيد العمل الأمني والأمن الاستباقي". وأكد "أن الحكومة اللبنانية تواجه حملا ثقيلا من التحديات المعيشية والاقتصادية والمالية بالاضافة إلى السياسية والأمنية"، واصفا إياها ب"حكومة مواجهة التحديات التي تمخضت من رحم الآلام وجوع الناس وهي فعلا لا قولا حكومة لكل اللبنانيين".

وكشف "أن ضآلة التقديمات الأممية للنازحين الذين تجاوز عددهم المليون ونصف المليون نازح، أدت إلى تفاقم الأزمة التي يرزح تحت وطأتها".

 

حسن فضل الله: نرفض أن يكون لبنان تحت وصاية البنك الدولي

وطنية - الأحد 01 آذار 2020

أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "شهداء المقاومة الإسلامية الذين ارتقوا بالأمس كانوا يمنعون بدمهم محاولة الجماعات التكفيرية والدول الداعمة لها من التمدد من جديد في سوريا، فهذه المعركة التي تخوضها المقاومة، هي لمواجهة مشروع تكفيري وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة. ونحن سنبقى في صلب مواجهته بعدما مني بهزيمة كبرى بفضل صمود سوريا وجيشها مع مقاومتنا وحلفاء سوريا، وسنواصل هذه المواجهة لنمنع هؤلاء من السيطرة مجددا على سوريا، ونحن سنستمر في هذه المعركة ما دامت تحتاج أن نكون فيها، وفي أي موقع أو بقعة كي لا تعود السيارات المفخخة إلى لبنان، ولا يعود هؤلاء إلى حدودنا، ولأننا في هذا الموقع المدافع عن بلدنا وقضايانا المحقة ونهزم العدو الاسرائيلي والتكفيري، تلجأ الإدارة الأميركية إلى العقوبات المالية والاقتصادية التي مهما بلغت لن تغير في خياراتنا، فهم يريدون لنا التخلي عن المقاومة، وقدموا مغريات كثيرة ولكن المقاومة لم تقبل بها، ولا يمكن أن تغير خيار الدفاع عن شعبها أيا تكن الضغوط والعقوبات".

كلام فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لاحد عناصره في حسينية بلدة كفردونين الجنوبية، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى عبد الله ناصر، رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين وفاعليات.

وتطرق إلى الوضع الصحي، فقال: "نحن معنيون جميعا أن نقاوم فيروس كورونا، عبر أمور أولها قيام مؤسسات الدولة بمسؤولياتها من خلال الإجراءات التي تتخذها ونحن نواكبها وندعمها، وعلينا أن نترك الأمر للاختصاصيين ليقدروا الموقف، وليتخذوا أي إجراء يحمي الشعب، بما فيه الاجراءات على المعابر، أي في المطار والمعابر البرية كتعليق الرحلات ومنع السفر أو إجراء الفحوص، وعلينا جميعا أن نتجاوب معها، ونحن من موقعنا ندعم ونؤيد ونطالب بأن تتخذ كل الإجراءات لحماية الناس في لبنان، وهذا أمر أساسي على الدولة القيام به، كما عليها أن توفر كل الإمكانات للحد من انتشار هذا الفيروس".

وأضاف: "أما الأمر الثاني فيكمن في التعاون والتضامن الوطني، لأنه أمام هذا الابتلاء لا يجوز على الإطلاق أن تكون هناك أي انقسامات أو سجالات أو مزايدات من أحد، ولكن للأسف قد نجد في لبنان أن هناك ألسنا بحاجة لأن نحجر عليها، ومهما حجرنا عليها، فإنها لن تشف من داء الحقد الأعمى، حيث أنها تشمت وتتهكم وتتهم وتسيس، ولا تلتفت إلى الجانب الإنساني والمعيار الأخلاقي ووضعية البلد وما يعاني منه المصابون أو الناس من قلق، وهناك من لا يعرف سوى إثارة الغبار والشكوك، فبدلا من أن يتعاون ويقدم الاقتراحات، يعمد إلى تقديم جانب أسود، فهؤلاء لا يريدون أن يروا أن البلد أمام وضع جديد، يتطلب أن يكون هناك تكاتف وتضامن بين الجميع، ففي كل العالم لا يوجد معارضة وموالاة أمام هكذا ابتلاءات إلا في لبنان، حيث أننا نسمع دائما أصوات نشاز، تصدر دائما في أي موضوع أو قضية حتى لو كانت على هذا المستوى الصحي الوطني".

وتابع: "أما الأمر الثالث فيكمن في تعاون واستجابة والتزام الوافدين إلى لبنان الإجراءات التي تطلبها وزارة الصحة، وبالتالي فإن أي تهاون أو استهتار من أي شخص وافد إلى لبنان من دولة مصابة بهذا الفيروس، يحمله مسؤولية أخلاقية وشرعية ووطنية، لأنه يصيب من حوله، ويضر بالمجتمع، فهذا الفيروس صامت، وحتى المصابين فيه لا يعرفون أنهم مصابون به، ولكن واجبهم أن يقوموا بالحجر على أنفسهم، وأن يلتزموا التوجيهات التي صدرت عن الجهات المختصة. صحيح أننا لا نريد أن يثار الهلع والخوف، ولكن في الوقت نفسه لا نقبل بأي تهاون أو استهتار أو عدم مبالاة، لأن هذا يتعلق بصحة المجتمع، علما أن البلديات قامت ببعض الخطوات الاحترازية، ولكن هذا من مسؤولية المواطن نفسه الآتي من الخارج". وقال: "أما الأمر الرابع فيكمن بالتخفيف من بعض العادات السائدة في مجتمعاتنا، منها عدم تبادل القبلات، وعدم المصافحة وكذلك آداب السعال".

وأكد "أننا بدأنا على مستوانا وكذلك البلديات بسلسلة إجراءات بما فيها وقف التجمعات والأنشطة غير الضرورية، وندعو جميع اللبنانيين إلى التعاون لنتجاوز هذه المحنة، وحتى في ما يتعلق بإقفال المدارس والجامعات، فهذا إجراء مطلوب كي لا تتفشى العدوى".

وفي ما يتعلق بالشأن المالي والاقتصادي، أشار النائب فضل الله إلى أن "هناك استحقاقا على الدولة اللبنانية مرتبط بالدين، ونحن لدينا موقف أبلغناه حيث يجب أن نبلغه، وقلنا إن الأولوية لأموال المودعين من الشعب اللبناني، وعلينا أن نحافظ عليها، وألا يتم التصرف بها بأي طريقة خاطئة، وهناك إجراءات ستبدأها الجهات المختصة في الحكومة خلال الأسبوعين القادمين، وستعلن عنها لحظة الانتهاء منها".

ورأى أن "الوضع في لبنان ليس ميؤوسا منه، ولكن الذين يريدون أن يسلموا البلد إلى جهات دولية، يعدمون كل الخيارات ليبقى أمام لبنان خيار واحد، وهو أن يخضع لبرنامج صندوق النقد الدولي، ونحن في الوقت الذي قبلنا بالاستشارة الفنية لإدارة هذا الصندوق، نرفض أن يكون لبنان تحت وصايته، لأنه لا يستطيع تطبيق هذا البرنامج، فمن شروطه تخفيض القطاع العام إلى النصف، أي طرد نصف الموظفين، وأيضا من شروطه زيادة الضريبة TVA من 11% حتى 20%، وهذه تطاول الفئات الشعبية الفقيرة، وكذلك زيادة الضريبة على البنزين، فضلا عن الخصخصة، أي بيع أملاك الدولة، ورأينا للأسف في مواجهة كورونا أن القطاع الخاص لم يتصد، وتنحى جانبا، وكانت المستشفيات الحكومية هي من يستقبل المصابين، وبلدنا لبنان لا يتحمل هذه الإجراءات، وغير قادر على القبول بهذا البرنامج، سواء جاء من صندوق النقد أو من أي جهة أخرى، فالشعب اللبناني لا يتحمل اليوم أي ضريبة، وبالمقابل هناك حلول وطنية واقتراحات عملية قدمت ومن بينها تحمل المصارف جزءا من الأعباء، ولكن جمعية المصارف ترفضها، لأنها تريد أن تحافظ على الأرباح التي جنتها، ولا تقبل أن يمس بها".

وأمل أن "تضع الحكومة اللبنانية الخطة الإنقاذية الإصلاحية لتبدأ الحلول وتوضع الأمور على المسار الصحيح، ومنها أن يتحرك القضاء بفاعلية في بند أساسي له علاقة بأموال المودعين، ويقال إن القضاء وضع يده عليه، وقد طرحنا موضوع التحويلات التي تم تهريبها إلى الخارج، فلو أعيدت هذه الأموال إلى لبنان لحلت نصف المشكلة الآن، ولا يضطر هذا المودع أن يقف على أبواب المصارف بهذه الطريقة، وعليه، فإن المعني بأخذ هذا القرار هي الهيئات الرسمية المعنية من القضاء وهيئة التحقيق الخاصة ولجنة الرقابة على المصارف". ودعا فضل الله الحكومة الى "اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة في التعيينات التي ستجري قريبا، علما أنه في السابق كانت تجري عبر المحاصصة، وكان يقال إن القوى السياسية تضع يدها على الحكومة، وصحيح أن هناك قوى سياسية تدعم هذه الحكومة، ولكن نحن من موقعنا ندعو الحكومة الحالية إلى أن تلتزم بما التزمته في البيان الوزاري، وأن تقدم أداء جديدا، ولديها في الموضوع المالي تعيينات، بما فيه في حاكمية مصرف لبنان، ولجنة الرقابة على المصارف، وبالتالي عليها أن تعتمد معيار النزاهة والكفاءة ونظافة الكف، لأنه عندما نأتي بمثل هؤلاء، يمكننا أن نؤسس من خلالهم لإصلاحات جديدة".

وطالب فضل الله الحكومة بأن "لا تستنسخ تجارب الحكومات الماضية، وأن تبتعد عن ذهنية المحاصصة والمحسوبيات، وأن تذهب إلى معايير واضحة، ونحن ندعمها في هذا الموضوع، ولكن إذا لم يجتمع الوزراء ويقرروا هذه المعايير، فعليهم أن يتحملوا المسؤولية، لا سيما وأن الحكومة اليوم على محك الصدقية في موضوع التعيينات المرتقبة، وهذا يؤسس لمسار إصلاحي في لبنان".

 

رعد: استحقاق اليوروبوند سيترك تبعات على بلدنا

وطنية - الأحد 01 آذار 2020

أمل رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "نخطو خطوات، ولو كانت بسيطة ومتواضعة، لمواجهة الاستحقاق الداهم في 15 آذار، حيث يتوجب أخذ موقف من مسألة التسديد لليوروبوند"، معتبرا أنه "استحقاق سيترك تبعات على بلدنا".

كلام رعد، جاء خلال حفل تأبيني في بلدة بنهران في الكورة، في حضور جمع من الفاعليات السياسية الاجتماعية والبلدية في الكورة والشمال. وقال: "الخيار الذي ستلتزمه القوى السياسية، التي تريد الاحتفاظ بقرارنا الوطني، هو الخيار الذي سيكلفنا أقل تبعات ممكنة، ويعطينا فرصا أكبر من الخيارات الأخرى، لتعزيز صمودنا وقدرتنا، على أن ننهض بالحد الأدنى من وضعنا الاقتصادي، الذي يتدهور نتيجة سياسات من سبق في تولي شأن الحكومات طوال الفترة الماضية". أضاف: "لا يكفي أن يقف الإنسان على التل، ويلوم من تصدى للشأن الحكومي، بل عليه أن يراجع حساباته، وأن يستذكر دوره في إيصال البلاد إلى ما وصلت إليه، وأن يمد يده لكي يشارك في نهوض اقتصادي وطني، تعود عائدته على كل الوطن، وليس على فريق واحد"، مردفا: "ما زلنا نأمل أن تحصل مثل هذه المراجعات، لأننا نبقى حريصين على تقوية وحدتنا الوطنية الداخلية، التي هي جزء من مقومات صمود الوطن، في مواجهة أعدائه".

وتابع: "إننا لا نفهم في ظل الوضع الاقتصادي والغزو الجرثومي، أن يطلع البعض علينا ويقول، ليريحنا البعض من خيار المقاومة، وتنتهي المشاكل، وكأنه يدرك أن خلفية ما يجري في لبنان، من ضغوط اقتصادية ومن إقفال لكل الثغرات، التي يمكن أن تعالج بعضا من أوضاعنا الاقتصادية الصعبة، مرتبطة بتخلينا عن خيار المقاومة، وكشف سيادتنا أمام من يعتبرونهم أصدقاء للبنان، وليصالحونا مع العدو الإسرائيلي، وليأخذوا مياهنا الإقليمية، وليس في البلوك 9 فحسب، بل ربما يصلون إلى البلوك 4 وما بعده". واعتبر أنه "طالما أننا ندرك هذه المسائل بوضوح، ليس علينا إلا أن نتمسك بهذا الخيار، وإن كنا ندافع عن هذا الخيار في لبنان، وفي غير لبنان، فإنما لنحمي سيادتنا، ومن يدعونا للتخلي عن هذا الخيار، فإنما يتخلى عن السيادة، ويتبرع ببقية أرضنا المحتلة للعدو الإسرائيلي، ويفتح ثغرة لكي يحقق للعدو أطماعه في مياهنا المتنازع عليها". وأكد أنه "لا أصدقاء دوليين يشكلون رعاة لبلدنا، بل هناك أصحاب مغانم وصيادو فرص، ومع الأسف ما زلنا نسمع من يراهن على هؤلاء، ليس لإنعاش وضعنا الاقتصادي الصعب فحسب، بل لجعلهم يتحكمون بقرارنا الوطني والسيادي، فهم يريدون تنفيذ برنامجهم وخططهم ومشاريعهم في لبنان والمنطقة، حتى يشعروا بالطمأنينية". وختم "نحن تعلمنا من تجاربنا وتجارب الشعوب، أنه ما حك جلدك مثل ظفرك، فعندما تتكل على غيرك في حماية وجودك، فأنت تهدد وجودك، وكل من لا يزال تراوده فكرة التخلي عن خيار المقاومة، يشكل تهديدا للسيادة اللبنانية، وإن رفع شعار السيادة والاستقلال، لأن المقاومة هي الحامية لهذه السيادة، والتخلي عنها يهدد حماية سيادتنا الوطنية".

 

الراعي في أحد الأبرص: المطلوب قرار سياسي جريء لتنفيذ الإصلاحلات

وطنية - الأحد 01 آذار 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران حنا علوان والنائب البطريركي أنطوان عوكر، في حضور السفير السابق لدى الفاتيكان العميد جورج خوري، رئيس بلدية حملايا ديلور أبي شبل، مختار البلدة ووفد من أهلها.

وألقى الراعي عظة بعنوان "تحنن عليه يسوع ولمسه، وقال: قد شئت فأطهر، قال فيها: "زمن الصوم الكبير هو زمن لقاء إيمان الإنسان ورحمة الله. هذا ظاهر لنا في آية شفاء الأبرص الذي حمله إيمانه على تخطي شريعة عزله عن الجماعة، ماثلا أمام يسوع وملتمسا بكل تواضع وثقة: إن شئت، فأنت قادر أن تطهرني. فتحنن يسوع عليه، وحملته رحمته على تخطي شريعة المنع عن لمس المصاب ببرص، فمد يده ولمسه وقال له: قد شئت، فأطهر. وفي الحال زال عنه البرص (راجع مر1: 40-42)". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونحن نقف أمام المسيح الفادي مصابين ببرص خطايانا ضد الله، وضد الإنسان وضد ذواتنا المسيحية. وبإيمان الأبرص نجثو أمامه حاضرا في ذبيحته الخلاصية، ملتمسين الشفاء من برصنا الروحي والأخلاقي، الظاهر في أفعالنا وأقوالنا وتصرفاتنا، في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة. ويطيب لي أن أرحب بكم جميعا، مع تحية خاصة إلى الأهل الآتين من حملايا العزيزة برفقة رئيس بلديتها ومختارها، وابنائنا الاكليريكيين في غزير الذين يحيون هذه الليتورجيا ومعهم مرشدهم الخوري بول مطر، كما احيي سفيرنا السابق لدى الفاتيكان العميد جورج خوري".

وتابع: "البرص مرض يشوه جسد المصاب فتتآكله القروح. وهو مرض معد، ومعتبر في الشريعة القديمة قصاصا على خطيئة الأبرص الشخصية. فكانت تفرض أن يعلن الكاهن مرضه ويأمر بعزله عن الجماعة والعيش في البرية، ويمنع لمسه تجنبا للعدوى (راجع أحبار 13). لكن ذاك الأبرص شجعه إيمانه بيسوع على الدخول وسط الجماعة متحديا حظر الشريعة، وملتمسا الشفاء. فما كان من يسوع إلا أن أخذ بشدة رحمته، وخلافا لما تأمر الشريعة، مد يده ولمسه وشفاه. فلم تنتقل عدوى البرص إلى يسوع، بل انتقلت قوة النعمة الإلهية إلى الأبرص فطهرته من برصه. لم يخالف الأبرص الشريعة عندما حضر وسط الجماعة، بل أتى إلى رب الشريعة، طالبا أنسنتها، وتلطيفها بالرحمة. ويسوع، لم يخالف الشريعة، عندما لمس قروح البرص، بل رفعها إلى كمالها، وهو الذي قال: لقد وجد السبت للانسان، لا الإنسان للسبت (مر27:2). وفي مكان آخر: لا تظنوا أني جئت لأبطل التوراة أو الأنبياء. ما جئت لأبطل، بل لأكمل (متى17:5). في الواقع، من بعد أن شفى يسوع الأبرص، أمره العمل بموجب شريعة موسى: أن يري نفسه للكاهن، لكن يعلن طهره ويعيده إلى الحياة في الجماعة، وأن يقدم القربان عن طهره (راجع مر44:1؛ أحبار14)".

وقال: "يرمز البرص إلى الخطيئة التي تشوه صورة الله في الإنسان: عقله وإرادته وقلبه. وهي كالبرص تنقل عدوى الشر بالمثل السيىء. لكن المسيح يشفي منها بكلمة رحمته، عندما يطلبها التائب بإيمان، وقلب تائب. فأسس من أجل هذه الغاية سر التوبة، ومنح الكاهن سلطان الحل والشفاء منها بإسم محبة الله الآب، ونعمة الإبن الفادي، وحلول الروح القدس ناقل الحياة الجديدة. مشكلة عالم اليوم أنه أضاع معنى الخطيئة والحس بها، بسبب فقدان محبة الله والإنسان. فمن يحب حقا، لا يسيء إلى محبوبه. ومن يحب الله لا يسيء إليه، بل يتعمق في تعليمه ووصاياه، لكي يسلك في طريق محبته. وكذلك من يحب الإنسان لا يسيء إليه بل يحترم شخصه ومشاعره. لذا قال المكرم البابا بيوس الثاني عشر إن خطيئة هذا العصر هي فقدان معنى الخطيئة. أسباب فقدان حس الله ومعنى الخطيئة تعود إلى الجهل الديني، والروح الاستهلاكية، والمادية، وإلى العلمانية التي تتجاهل الله، ومجانبة خلق الشعور بالذنب، وإلى النسبية التي تنفي وجود أفعال غير جائزة بحد ذاتها، فإلى البرامج الهدامة التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي، وما سواها". أضاف: "أما الخطيئة على الصعيد الاجتماعي والسياسي فهي النزاعات والعداوات والفساد المالي، وسوء الأداء السياسي البعيد من تأمين الخير العام، وإهمال واجب السلطة واستغلالها رشوة وسرقة وهدرا، والغنى غير المشروع. فكما أن الخطيئة التي لا يتوب عنها مرتكبها تبلغ به إلى الموت الروحي والهلاك، هكذا الخطيئة السياسية تفضي إلى هلاك صاحبها، وإلى إسقاط البلاد في أزمات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية كالتي يتخبط فيها اليوم لبنان وشعبه". وتابع: "الأنظار تتجه إلى الحكومة لإنهاض البلاد من قعر هذه الأزمات. فالكل ينتظر أن تبادر إلى الإصلاحات المطلوبة في الهيكليات والقطاعات، ولا سيما أن العديد من الدراسات موجودة وحلولها جاهزة: فالمطلوب قرار سياسي جريء لتنفيذها. وينتظر منها الشعب إجراء تعيينات إدارية على أساس الكفاءة، بعيدا من آفة المحاصصة، لكي تكسب ثقة الشعب وشبيبة الوطن. وفيما نهنئها على قرار البدء باستكشاف وجود غاز ونفط، ينتظر منها الجميع المسارعة إلى البدء بإنشاء محطات ثابتة لتوليد الطاقة الكهربائية، والحد من اللجوء إلى حلول موقتة، كانت لها غاياتها المعروفة. وينبغي أن تنظر الحكومة إلى حال الشعب ومشكلته مع المصارف وقد أضحوا متسولين على أبوابها، ومع الصيارفة، ومع محال المواد الغذائية التي ترفع أسعارها من دون رقيب أو حسيب أو رحمة أو صوت ضمير". وختم الراعي: "فيما نشعر مع الحكومة والمسؤولين بثقل كل هذه الأوضاع، فضلا عن الهم الأكبر بانتشار وباء كورونا الذي يهدد سلامة المواطنين صغارا وكبارا، ويوجب معالجة دقيقة وتعاطيا أكثر جدية، نصلي إلى الله لكي يعضد المسؤولين ويلهمهم أفضل السبل للخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، ونلتمس منه أن يحمي شعبنا من الجوع والعوز والمرض، ولا سيما من وباء كورونا. فهو قدير وسميع ومجيب".

بعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في القداس.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 01-02 آذار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

راغدة درغام: حزب الله يضيف الكورونا لقائمة ما يستورده من إيران ويفرضه على اللبنانيين

Hezbollah adds coronavirus to list of things imported from Iran, imposed on Lebanese/Raghida Dergham/The National/March 01/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83689/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b6%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%84%d9%82%d8%a7/

 

خطورة النظام الإيراني على البشرية

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/01 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83696/%d8%b3%d9%88%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89/

 

ماذا يفعل حزب الله في الشمال السوري؟

يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا/01 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83699/83699/

 

د.مجيد رافيزادا: خداع النظام الإيراني يهدد المنطقة والعالم
Iranian regime’s deception threatens the region and the world/ Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/March 01/2020
  
http://eliasbejjaninews.com/archives/83707/%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d8%ae%d8%af%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a/

Iran’s lies about the coronavirus outbreak are not only threatening the Iranian population, but also people in the wider Middle East and around the world.

 

حنين غدار: الكورونا هو قبلة الموت الإيرانية للبنانيين

Coronavirus: Iran’s Kiss of Death to the Lebanese

Hanin Ghaddar/Al Arabiya/March 01/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83704/%d8%ad%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%ba%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d9%82%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1/

Iran is starting to look bad. Not only has it stopped sending money to Lebanon, but it is now sending a deadly virus instead. Hezbollah has barely recovered from the nationwide protests that shook it to its core. It is going to be much more difficult to come back from this crisis once the virus takes hold locally.

 

حكومة حزب الله تطل برأسها من سوريا وتنأى «غب الطلب/علي الأمين/نداء الوطن/02 آذار/2020

حزب الله يحصد الشباب في لبنان.. والخيبة في سوريا/جنوبية/02 آذار/2020

أم قتيل لحزب الله: خيك الشهيد اشتاق لك ورحت لعندو/المدن /01 آذار/2020

حزب الله يُشيّع 5 قتلى في الغبيري/مواقع الكترونية/01 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83718/83718/