المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june29.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/أمين الجميل ربما يتوهم بأنه سينتخب رئيساً مرة أخرى ولهذا يتملق ويداهن ويفاخر بما هو خطيئة

الياس بجاني/وزير الخارجية ناصيف حتي والمواقف الذمية المرتي

الياس بجاني/عهد العهر والبؤس والفجور والإحتلال والإسخريوتيين

الياس بجاني/ضرورة استئصال سرطان حزب الله وكل الطفيليات الحزبية التي تحميه وهو يحمي فسادها

الياس بجاني/قرار منع السفيرة الأميركية من التصاريح الإعلامية هو مستنكر وغبي وتافه ومخالف للقوانين المحلية والدولية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الياس بجاني/تعرض الحريري لصاروخ كذبي كبيرة من تأليف وتلحين وغناء حزب الله تا يلمعلوا صورته ويرجعوا ع الوزارة. الحريري متخاذل ومنتهي الصلاحية

هل تعرّض سعد الحريري لمحاولة اغتيال بطائرة مسيّرة في البقاع؟ – (تغريدات)

البابا فرنسيس: هناك أطفال في لبنان ليس لديهم ما يأكلونه

تطورات "كورونا" في تقرير "مستشفى الحريري".. ماذا تضمن؟

مسيرة صداقة مع اميركا/د.وليد فارس

واشنطن: اللبنانيون يصطفون للخبز وحزب الله مشغول بأجندة إيران

المتحدث باسم السفارة الأميركية: تشويش فيما التحديات تعصف بلبنان

الخارجية الأميركية تتهم حزب الله بمحاولة إسكات الإعلام: "أمر مثير للشفقة"

جريصاتي اتصل بالسفيرة الأميركية معتذرًا

توتّر ومواجهات بين القوى الأمنية ومحتجين في جل الديب

هذه هي الحادثة التي قتل خلالها فهمي شابين..

سلاح “حزب الله” سبب بلاء لبنان… أزمات بالجملة “ستتوج” بمجاعة!

محاولة تعويم “صاروخية” من “حزب الله” لـ سعد الحريري!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 28/6/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

واشنطن تحمل بعنف على “حزب الله”: وضع لبنان مثيرٌ للشفقة

السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا: لم أتصور أن ينتج عن حديثي كل هذا الجنون

شيا: الحكومة اللبنانية قدمت اعتذاراً لي… وستكون للحادثة تداعيات على اللبنانيين

“الخارجية” تستدعي السفيرة اليوم لإبلاغها رفض لبنان التدخل في شؤونه الداخلية

رفض واسع لاعتداء “حزب الله” على حرية الإعلام باستخدام القضاء

الانهيار يدق أبواب سويسرا الشرق… والجوع عنوان المرحلة المقبلة

"النهار": "حزب الله" يورّط القضاء بقرار يتّسم بالخفّة!‏

الأزمات تلاحق اللبنانيين من الخبز إلى المحروقات/خبير اقتصادي: الوضع الصعب في لبنان بات يهدد بأعمال عنف

تعرض منزل المحامي مجد حرب للخلع

بيان لـ"مصرف لبنان".. ماذا فيه؟

"الحكومة عمدت إلى إعلان إفلاس لبنان"

توضيح لما يتم تداوله حول تعرض موكب دولة الرئيس سعد الحريري لحادث أمني اثناء تواجده في منطقة البقاع

بيان من مكتب الحريري حوا رواية تعرضه لصاروخ

علوش للـ"النشرة": بحال صح خبر استهداف الحريري فنحن نستبعد تورط حزب الله لان الحزب يغتال بدقة ولا يوجه رسائل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

كوفيد ـ 19»... 10 ملايين إصابة ونصف مليون وفاة حول العالم

سورية: إسرائيل تقتل 6 من ميليشيات إيران و”الحرس” يفتتح معسكراً

طهران أعادت نشر مقاتليها في ديرالزور واعتقلت 4 متعاونين... و"قسد" سيطرت على مبانٍ حكومية في الحسكة

المرصد»: مقتل 6 من عناصر ميليشيات موالية لإيران بغارة جوية شرق سوريا

ترقب وحذر في بغداد بعد اعتقال عناصر من «كتائب حزب الله»

مسؤول «العصائب» يحذّر الكاظمي من فوضى ويطالبه بـ«التغاضي» عن قصف الأميركيين

العراق: معتقلو “حزب الله” إلى القضاء والتحالف: لم نشارك بتوقيفهم ,التوغل التركي تسبب بأزمة إنسانية في قرى دهوك بإقليم كردستان... واعتقال 9 "دواعش"

بريطانيا لحل الميليشيات في العراق

الكاظمي يترأس اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الوطني

السراج وكونتي: حل الأزمة الليبية «لن يكون عسكرياً»/مسؤول في «الجيش الوطني» يكشف عن جهود إقليمية ودولية لمنع نشوب معركة سرت

مراكز إيواء المهاجرين في ليبيا تتحوّل إلى مقرات للتعذيب والابتزاز وناجون تحدثوا عن تعرضهم للصعق الكهربائي والتجويع واضطرارهم لشرب مياه المراحيض

إثيوبيا تؤكد بدء ملء «سد النهضة» خلال أسبوعين وتعهدت محاولة التوصل إلى «اتفاق نهائي» مع مصر والسودان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله وديكتاتورية الغباء والظلامية وحتمية الفصل السابع/شارل الياس شرتوني

إدارة انهيار الجمهورية/أحمد جابر/المدن

لبنان في أخطر حرب أميركية: "الحكومة ترعى منظمة إرهابية"/منير الربيع/المدن

علي الأمين رجل الحقيقة أمام دولة الزيف/فاروق يوسف/العرب

الصندوق ودوروثي و"القاضي الجسور"/عصام الجردي/المدن

لبنان الثورة وسؤال ما العمل/د. منى فياض/الحرة

أشهر ساخنة في العراق ولبنان بانتظار نوفمبر الأميركي/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

في خيمة القذافي... كانت لهم أسرار/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

الهياج الجماهيري واغتيال التاريخ/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

لا بديل عن صفقة مصرية ـ إثيوبية/عادل درويش/الشرق الأوسط

لكنْ ماذا نفعل بالماضي/حازم صاغية/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي استنكر قرار القاضي مازح: اللقاء الوطني زاد في الانقسام السياسي الداخلي بسبب عدم الاعداد له كما يلزم

الراعي استكمل إطلاق الدورات التدريبية الزراعية للشبيبة: العودة الى الأرض هي عودة الى أخلاقنا وتاريخنا

عبد الصمد: الرئيس دياب نفى تقديم أي اعتذار رسمي للسفيرة الأميركية ويعود لها كشف اسم المعتذر

سامي الجميل: لاستقالة الحكومة وانتخابات نيابية ورئاسية لإعادة انبثاق كامل السلطة وعودة الأمور إلى إطارها الصحيح

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها

إنجيل القدّيس متّى16/من13حتى20/:”جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟». فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء». قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات». حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

أمين الجميل ربما يتوهم بأنه سينتخب رئيساً مرة أخرى ولهذا يتملق ويداهن ويفاخر بما هو خطيئة

الياس بجاني/28 حزيران/2020

امين الجميل يفاخر أنه ألغى اتفاق 17 أيار فيا ليته فاخر بما يفتخر به وليس بغباء وقصر نظر وذمية. بؤس قادة يفاخرون بزلاتهم والنواقص

**الرئيس أمين الجميّل: حبذا لو نستخلص العبر لاخراج لبنان من المستنقع

وطنية/الجمعة 26 حزيران 2020    

وأخيراً قلنا كلا لاتفاقية 17 ايار وقد اسقطت هذا الاتفاق يوم 17 ايار من خلال الرسائل التي وجهتها للمعنيين والتي تؤكد ان لبنان لن يلتزم او يطبق واننا نعتبر لاغياً بسبب التعنت والموقف الاسرائيلي".

وقال الرئيس الجميّل "خوفاً من الارتداد السياسي والأمني على لبنان اصريت عل الرئيس الاميركي ريغان ان يكون بجانب لبنان ويؤكد تضامنه معنا لدرء مخاطر الغاء قرار 17 ايار وقد ارسل لي كتاباً رسميا في اليوم نفسه يؤكد وقوفه بجانبنا لمواجهة رفض لبنان لاتفاقية 17 ايار".

 

وزير الخارجية ناصيف حتي والمواقف الذمية المرتي

الياس بجاني/28 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87737/87737/

توهم البعض بأن السياسي المخضرم ناصيف حتي سيكون وزير خارجية لبناني يعيد للوزارة هويتها وتاريخها اللبناناوي والسيادي العريق والمُشِّرف، إلا أن الرجل هذا تفوق في ذميته وتفرسنه والغباء السيادي على جبران باسيل وعلى كل وزراء الثانية الشيعية اللاهيين اللذين تولوا وزارة الخارجية خلال حقبتي الإحتلالين السوري والإيراني.

وفي سياق تسلسل الأحداث وسقوط أوراق التوت والتعري السيادي واللبناناوي نشير إلى أنه قبل أيام صدر عن وزارة الخارجية بيان لافت في محتواه حيث استنكر إطلاق الحوثيين ععد من الصواريخ على مواقع حساسة في المملكة العربية السعودية ومعتبرا بأن ما حدث هو عمل إرهابي ومن عمل مجموعات إرهابية.

لم يصدر أي تعليق على البيان هذا لا سلبي ولا إيجابي من المحتل الإيراني والمجرم المسمى حزب الله، مما فُهّم من قبل عارفي أسلوب الحزب الخبيث والباطني بأن الحزب سيرد على حتى وعلى عون وباسيل بواسطة حتي نفسه، أي بإجباره وبإذلاله على تبني موقفاً لاهياً يلغي محتوى بيانه المؤيد للسعودية ويعريه ويظهره ومعه من جاء به وزيراً على حقيقته التبعية والطروادية.

وهكذا كان بالتمام والكمال..

فبعد أن اتصل حتي بالسفيرة الأميركية أمس (الخبر لم يتأكد رسميا) واستنكر قرار القاضي المازح، وسُرب أمر الاتصال لوسائل الإعلام، والسفيرة نفسها أكدت بأن بعض الوزراء في الحكومة اللبنانية اتصلوا بها واعتذروا..

اليوم، وقبل أن يصيح الديك ها هو الحتي يلحس مبادرة اتصاله بالسفيرة وينفيها ويناقض بيانه المؤيد للسعودية ومجبراً (ومعه من يؤيده في القصر) يأخذ موقفاً معادياً للسفيرة ويستدعيها غداً كما ذُكر للاستفسار منها عن ما أدلت به من مواقف تتناول حزب الله.

الحتي هذا لو كان فعلاً سيادي ولبناناوي ويحترم تاريخه وعلمه وخبرته وهويته اللبنانية والمارونية ما كان وتحت أي ظرف ارتضى أن يشارك في حكومة حزب الله وهو يعرف مسبقاً الدور القذر المطلوب منه.

قد يقول البعض بأن عون وباسيل هما من اختار الحتي وقد أعطي ضمانات تسمح له التلفت من هيمنة حزب الله في مواقفه وذلك لإرضاء الدول العربية والخليجية والأوروبية وأميركا لحمية باسيل تحديداً وإبعاد سيف العقوبات المتوقفة ضده… إلا أن من توهم بهكذا سيناريو غاب عن باله بأن عون وصهره هما من أكثر الفاقدين لقرارهما ومن أكثر المنبطحين على أبواب الدويلة والمنفذين دون سؤال لفرمانات سيدها.

في الخلاصة فإن من يبيع نفسه للشيطان الإيراني ولوكلائه اللاهيين في لبنان فهو ساقط وطنياً وسيادياً ولبناناوياً وإيماناً ورجاءً دنيا وآخرة ولا أمل ولا رجاء منه لا اليوم ولا في أي يوم .. وهنا تندرج مواقف الحتي المرتي..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

عهد العهر والبؤس والفجور والإحتلال والإسخريوتيين

الياس بجاني/28 حزيران/2020

في ظل الإحتلال اللاهي وتبعية عون وتخاذل أصحاب شركات الأحزاب كافة تفككت الدولة وعمت الفوضى وأُفقر الناس وسُرّقت البنوك وعُهر كل شيء

 

ضرورة استئصال سرطان حزب الله وكل الطفيليات الحزبية التي تحميه وهو يحمي فسادها

الياس بجاني/27 حزيران/2020

سرطان حزب الله إن لم يُستأصل مع الأصنام العونية والمعرابية والحريرية والجنبلاطية واليسارية والبعثية فسيدمر لبنان ويغتال ويهجر شعبه

 

قرار منع السفيرة الأميركية من التصاريح الإعلامية هو مستنكر وغبي وتافه ومخالف للقوانين المحلية والدولية

الياس بجاني/27 حزيران/2020

"أصدر قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح قراراً يمنع بموجبه السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا من التصاريح الإعلامية، كما يمنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها في هذا الإطار".

قراءة هذا الخبر الإستفراغي والساذج والمتهور يبين أن المسمى زوراً وكفراً وتجديفاً حزب الله هو واقعياً مجموعة من العملاء الفرس الأغبياء الذين يتوهمون فعلاً أن بإمكانهم إسكات سفيرة أكبر وأقوى دولة في العالم ومنعها من تعرية وسخهم وإرهابهم وإجرامهم...وهم مجرد صراصير صغيرة وعاجزة في حين سيدهم جبان ويعيش في جحر تحت الأرض.

لا وألف لا لهذه الهرطقة الغبية اللاهية، ونعم لأميركا الحريات والديمقراطية والصديقة ونعم لكل مساعيها الخيرة لمساعدة لبنان وشعبه ليتحرر من الاحتلال الملالوي المذهبي الذي يريد قتل لبنان وكل ما هو لبناني وجر البلد إلى غياهب الجهل والفوضى وإلى عصور ما قبل الحجرية.

القرار لن ينفذ ولن يلتزم به أحد، بل سيزيد من تعرية إجرام حزب الله ومن غربة قياداته الأغبياء عن اللبنانيين.

يبقى أن لبنان بلد محتل ويتحكم بحكمه وحكامه المحتل الإيراني الإجرامي والإرهابي الموضوع في 57 دولة من دول العالم على قوائم الإرهاب.

هذا المحتل اللاهي لا يشبه لبنان ولا لبنان يشبهه وهو جسم غريب وسرطاني مدمر ولبنان لن يعرف لا السلام  والاستقرار قبل أن يتحرر من هيمنته وتفكيك دويلته ومصادرة سلاحه ومحاكمة قادته بتهم العمالة والخيانة والإجرام.

وننهي بالسؤال: أين هو الرئيس القوي؟ وهل هو فعلاً رئيس وقوي وحر القرار والضمير أم أنه مجرد خيال صحراء وأداة وتابع لحزب الله الذي فرضه رئيساً بالقوة والإرهاب؟؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الياس بجاني/تعرض الحريري لصاروخ كذبي كبيرة من تأليف وتلحين وغناء حزب الله تا يلمعلوا صورته ويرجعوا ع الوزارة. الحريري متخاذل ومنتهي الصلاحية

هل تعرّض سعد الحريري لمحاولة اغتيال بطائرة مسيّرة في البقاع؟ – (تغريدات)

https://www.alquds.co.uk/%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%91%d8%b6-%d8%b3%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%b7/

 

البابا فرنسيس: هناك أطفال في لبنان ليس لديهم ما يأكلونه

مواقع الأكترونية/28 حزيران/2020

ناشد البابا فرنسيس المسؤولين اللّبنانيين “للعمل على حلّ الأزمة المعيشية في لبنان”.

وقال، بعد صلاة التبشير الملائكيّ عند المعاناة في لبنان قائلًا: “تصوّروا أنّ هناك أطفالًا جائعين، وليس لديهم ما يأكلون!”. وطلب من المسؤولين في لبنان أن “يقوموا بما يجب من أجل السلام”.

 

تطورات "كورونا" في تقرير "مستشفى الحريري".. ماذا تضمن؟

مواقع الأكترونية/28 حزيران/2020

اصدر مستشفى رفيق الحريري الجامعي تقريره اليومي عن آخر المستجدات حول فيروس كورو نا / Covid-19 وجاء فيه:

- عدد الفحوصات التي أجريت داخل مختبرات المستشفى خلال ال24 ساعة المنصرمة: 412

- عدد المرضى المصابين بفيروس كورونا الموجودين داخل المستشفى للمتابعة: 12

- عدد الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا التي تم نقلها من مستشفيات أخرى خلال ال24 ساعة المنصرمة: 13

- عدد حالات شفاء المرضى المتواجدين داخل المستشفى خلال ال24 ساعة المنصرمة: 0

- مجموع حالات شفاء مرضى من داخل المستشفى منذ البداية حتى تاريخه: 241 حالة شفاء

- عدد الحالات الإيجابية التي تم إخراجها إلى الحجر المنزلي بعد تأكيد الطبيب على شفائها سريريا خلال ال24 ساعة المنصرمة:3

 

مسيرة صداقة مع اميركا

د.وليد فارس/28 زيران/2020

اقترح على اللبنانيين الاحرار ان يقوموا بمسيرة حضارية لتأييد العلاقات التاريخية اللبنانية-الاميريكية الى السفارة الاميركية في عوكر وتسليم السفيرة رسالة شكر من الشعب اللبناني الى الحكومة الاميركية للمواقف المؤيدة للبنان بما فيها القرار١٥٥٩، ومساعدة وتدريب الجيش اللبناني.

هذا هو الرد التاريخي على الارهاب والتعبير اللا لبس فيه عن الصداقة التاريخية بين البلدين. احملوا الاعلام اللبنانية والاميركية، وعبروا عن انفسكم مباشرة

 

واشنطن: اللبنانيون يصطفون للخبز وحزب الله مشغول بأجندة إيران

الحدث.نت/28 حزيران/2020

قالت الخارجية الأميركية، السبت، أن اللبنانيون يصطفون للخبز وحزب الله مشغول بتنفيذ أجندة إيران. يأتي ذلك في وقت تشهد المخابز في لبنان، تهافتاً واسعاً من قبل المواطنيين بسبب عدم تسليمها الخبز إلى المحال والاستهلاكيات. واصطف المواطنون في طوابير طويلة أمام الأفران والمخابز للحصول على أرغفة الخبز. وقد عزا نقيب أصحاب الأفران، علي إبراهيم، قرار عدم تسليم الخبز إلى الخسائر التي تتكبدها الأفران بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار. هذا ويُعاني لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، حيث تدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار متخطّياً عتبة الستة آلاف ليرة في السوق السوداء، فضلاً عن عجز اللبنانيين عن الوصول إلى مدخّراتهم لدى المصارف وهو ما أدى إلى تفاقم معدلات الفقر والبطالة. كما تشهد البلاد منذ 17 أكتوبر الفائت حراكاً شعبياً ضد الطبقة السياسية التي يُحمّلها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمالية ويرفع شعار "كلن يعني كلن". في حين تتنامى الضغوط على حزب الله ومن ورائه إيران بسبب تورّطه في أعمال إرهابية وعمليات تبييض أموال.

 

المتحدث باسم السفارة الأميركية: تشويش فيما التحديات تعصف بلبنان

الحدث.نت/28 حزيران/2020

انتقد المتحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت كيسي بونفيلد القرار القضائي والقاضي بمنع جميع وسائل الإعلام اللبنانية والأجنبية العاملة في لبنان من إجراء أي مقابلة أو حديث مع السفيرة الأميركية دوروتي شيا.

واعتبر بونفيلد في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” أنه “من المحبط ميل البعض إلى التشويش رغم التحديات الاقتصادية المهولة التي تعصف بلبنان”، مشددا على إيمان “الأميركيين بشدة بحرية التعبير”. وعبّر بونفيلد عن وقوفه إلى جانب الشعب اللبناني الذي يولي بدوره أهمية كبيرة لحرية التعبير والإعلام.

وأصدر قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح قراراً بمنع جميع وسائل الإعلام اللبنانية والأجنبية العاملة في لبنان من إجراء أي مقابلة أو حديث مع شيا تحت طائلة وقف الوسيلة الإعلامية المعنية عن العمل مدة سنة في حال عدم التقيد بهذا الأمر وتحت طائلة إلزام الوسيلة الإعلامية دفع 200 ألف دولار غرامة في حال عدم الالتزام بهذا القرار. وجاء قرار القاضي مازح بناء على استدعاء على خلفية مقابلة لشيا مع تلفزيون “الحدث”.

 

الخارجية الأميركية تتهم حزب الله بمحاولة إسكات الإعلام: "أمر مثير للشفقة"

الحدث.نت/28 حزيران/2020

حملت وزارة الخارجية الأميركية بعنف على حزب الله اللبناني بعدما أصدر قاض قرارا بمنع وسائل الإعلام من نشر تصريحات للسفيرة الأميركية في بيروت وإجراء أي مقابلة معها على خلفية تصريحات أدلت بها بشأن الحزب، بحسب وكالة فرانس برس. واتهمت الخارجية الأميركية حزب الله بـ"بمحاولة إسكات الإعلام اللبناني"، معتبرة أنه "أمر مثير للشفقة". وقالت، وفقا لـAFP، "حتى التفكير في استخدام القضاء لإسكات حرية التعبير وحرية الصحافة أمر سخيف"، مضيفة "نحن نقف مع الشعب اللبناني وضد رقابة حزب الله".

وجاء القرار بعدما صرحت السفيرة دوروثي شيا في مقابلة أجرتها معها قناة "الحدث" الجمعة أن "الولايات المتحدة تشعر بقلق كبير حيال دور حزب الله المصنف منظمة إرهابية".

 

جريصاتي اتصل بالسفيرة الأميركية معتذرًا

مواقع الأكترونية/28 حزيران/2020

بعد نفي نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر الأخبار عن اتصالها بالسفيرة الأميركية، قالت مصادر مطلعة أنّ المتصل بالسفيرة دوروثي شيا، هو المستشار الرئاسي الوزير السابق سليم جريصاتي، الذي أوضح أنّ القرار القضائي هو قرار إفرادي ولا يتعلّق بأي قرار سياسي أو ايعاز رسمي وانه لم يلقَ الصدى الجيد في الاوساط الرسمية، من دون التعهد بأي إجراء بحق القاضي أو ما شابه، وفقًا لما ذكرت “النهار”. في السياق، علمت الـ”LBCI” أيضًا أنّ “جريصاتي اتصل عن رئاسة الجمهورية بالسفيرة الاميركية دوروثي شيا”.

 

توتّر ومواجهات بين القوى الأمنية ومحتجين في جل الديب

موقع "الكلمة أونلاين/28 حزيران/2020

شهد أوتوستراد جلّ الديب توتراً كبيراً بين الجيش والمحتجين، حيث وقعت صدامات بين الطرفين بعد محاولات لقطع الطريق. وذكرت المعلومات عن تسجيل عدد من الإصابات في صفوف المتظاهرين عرف منهم جورج شعيا وسبع حداد. قناة ال"أم تي في" أفادت أنه تم الإعتداء على مصوّر الـmtv داني طانيوس في جل الديب وتم تحطيم الكاميرا. تزامنا أشارت "النهار" عن الاعتداء أيضا على مصور "النهار" خلال تغطية احتجاجات جل الديب من قبل قوى أمنية علماً أنه "كان يرتدي البزة الصحافية"

 

هذه هي الحادثة التي قتل خلالها فهمي شابين..

موقع "الكلمة أونلاين""/الأحد 28 حزيران 2020

بعد مقابلة وزير الداخلية محمد فهمي على قناة "المنار" التي تحدث فيها عن حادثة حصلت معه مع أحد الأحزاب البارزة أيام الحرب وأدى الإشكال إلى مقتل شخصين أتت التعليقات والمنشورات المتعلقة في الموضوع على مواقع التواصل الإجتماعي على الشكل التالي، فيما يلي منشور مفصل شاركه أحد الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي:

حقيقة عملية قتل شباب الكتائب "سمير عبده مطر" و "سمير بشارة البستاني" يللي ارتكبها وزير الداخلية الحالي، خلال الحرب.

#ما_من_خفي_إلا_وسيظهر

قال وزير الداخلية محمد فهمي خلال مقابلة مع الصحافي عماد مرمل على شاشة المنار أنه هناك علاقة وجدانية تربطه مع فخامة الرئيس العماد عون وهو كان قائدا للواء الثامن الذي كان ينتمي إليه. وسرد فهمي تفاصيل حادثة حصلت معه في الـ ٨١ وقال "في الـ ١٩٨١ حصل معي اشكال مع حزب فاعل وقوي واضطررت إلى قتل حزبيين وبعد الحادثة استدعاني العماد عون الى مكتبه وقال لي "ليك يا محمد طالما لدي نفس لن تمسك شوكة". وأنا إنسان وما قام به الرئيس عون معي وحمايته لي من القتل لا أنا ولا عائلتي يمكن أن ننساه. وسأبقى وفيا لشخصه طالما حييت" وهو الامر الذي ترك ردة فعل نظرًا للطريقة التي روى فيها الحادثة وكأنه هو من عمد الى قتلهما وهي ليست نتيجة أحداث شهدتها الحرب اللبنانية يومها.

الأكيد أن محمد فهمي كان ضابط ملازم بفوج الدفاع تحت امرة الرائد ميشال عون نائب قائد فوج الدفاع الاول بمنطقة بعبدا، وليس في اللواء الثامن الذي لم يكن موجود حينها كونه تأسس بتاريخ كانون الثاني ١٩٨٣ ... مما يطرح علامة استفهام حول كامل رواية محمد فهمي ...

يبدو أن محمد فهمي لم يكن دقيقاً بتاريخ الحادثة، فإنها لم تحصل سنة ١٩٨١ ففي هذه السنة حصل إشكال واحد مع الجيش في عين الرمانة وسقط شهيد واحد هو بشارة نكد وليس أثنان ...

والأرجح ان الحادثة التي قصدها فهمي قد وقعت في ٢٤ تشرين الثاني سنة ١٩٧٨ بعد عيد الاستقلال ...

* الاشتباك الأول حصل بسبب إقامة الجيش حاجز لفوج الدفاع الأول أمام مدخل مركز كتائب حارة حريك شارع الدكاش الحدث، قبل يوم واحد من الحادثة الاساسية التي ذكرها فهمي، وكان الحاجز الاستفزازي المفاجىء يومها يهدف إلى التضييق على المقاتلين وشل حركتهم في ساحل بعبدا وافتعال اشتباك معهم لغايات مجهولة ومستغربة حينها لأن التنسيق والتعاون كان قائماً بين قيادة الجيش والمجلس الحربي للدفاع عن المناطق المسيحية المحيطة بالقصر الجمهوري ووزارة الدفاع الوطني في مواجهة هجمات الفصائل الفلسطينية المسلحة والميليشيات اليسارية التي كانت تحاول قضم ساحل بعبدا (والذي بات يعرف بالضاحية الجنوبية اليوم)، نتيجة الاشتباك الذي حصل وقع عدد من الإصابات بين الطرفين حيث للأسف قتل ضابط وجرح عدد من العناصر من الطرفين وذلك امام مركز كتائب الحارة ... وقد جرت اتصالات رفيعة المستوى حيث بدأ تحقيق لمعرفة خلفية الاشتباك وسببه وتطويقه ..

في اليوم التالي أي في ٢٥ تشرين الثاني ١٩٧٨ قام فوج الدفاع الأول في الجيش فجراً وبصورة مباغتة بمهاجمة مركز كتائب المريجة بالقذائف الصاروخية وقذائف الدبابات والأسلحة الرشاشة وبكثافة نارية كبيرة وقد استشهد كل من سمير بشارة البستاني وسعيد مطر وجرح ه شباب من الرفاق بجروح خطرة، واللافت أن الهجوم قد وقع الساعة الخامسة والنصف فجراً دون أي مقدمات أو اشتباك أو سبب، وكان الشهيد مطر على الشرفة بثياب النوم فسقط على الفور فيما سقط الشهيد البستاني خلال محاولته سحب جثة رفيقه إلى الداخل ...

#الأسئلة_المطروحة:

* هل كل ما حصل في حينه من باب الصدفة، لا سيما أنه قد تم سحب المقاتلين بعدها من حارة حريك والمريجة والكفاءات، وانتشار الجيش اللبناني على أساس خطة امنية بحجة عدم تكرار ما حصل، ولكن الجيش ما لبث أن انسحب بعدها تباعاً تاركاً الساحة للميليشيات اليسارية ومسلحي منظمة التحرير الفلسطينية، مما سبب سقوط المنطقة عسكرياً وتغيير خطوط التماس والجبهة التي باتت أقرب من منطقتي الحدث والحازمية والشياح وطريق صيدا القديمة ؟!؟!...

* وهل اعتبار الوزير محمد فهمي الحادثة أمر شخصي حصل معه وأنه قد قتل عنصرين من حزب الكتائب وكأنهم أعداء شخصيين له من باب الصدفة أيضاً ؟!؟!...

* وهل قيام الرائد ميشال عون حينها بتغطية وحماية محمد فهمي بدل معاقبته والتحقيق معه، هو من باب الصدفة أيضاً لا سيما أن سلوك محمد فهمي اللاحق وعلاقته الوثيقة بالمخابرات السورية في زمن الاحتلال وبجميل السيد وصولاً إلى تسميته من قبل رئيس الجمهورية لتولي وزارة الداخلية حالياً في توقيت انقلابي مشبوه لصالح المشروع الإيراني وحزب السلاح ...

* وكيف يحمل محمد فهمي المسؤول الاستخباراتي الأمني في زمن الاحتلال السوري وبطل واقعة ٧ آب ٢٠٠١ كل هذا الولاء والوفاء والتبعية و"تحية سيدنا" لفخامته؟!؟!...

* سلسلة من الأحداث والوقائع تترابط حلقاتها شيئاً فشيئاً حيث يتبين أن الخلفية الحاقدة الهادفة العميلة إياها ما زالت مستمرة منذ ذلك الوقت ... حيث نشهد اليوم خدمات مجانية تقدم للمشروع الإيراني وتبعية عمياء مستنكرة وتقديس وتقوية ودعم وتغطية للسلاح غير الشرعي الذي يهدد قيام الدولة ويهدد وحدة الجيش اللبناني والوطن بدل العمل على حصر السلاح به ...

#وما_من_مكتوم_إلا_وسيعلن :

الشهيد سمير بشارة البستاني هو عم زوجتي، شقيق والدها (حماي) الرفيق حبيب البستاني رئيس مركز المريجة في القوات اللبنانية اليوم ... صورة الشهيد سمير البستاني بمحياه الجميلة ونظرته الشامخة وعيونه البراقة، كانت دائماً تستوقفني فأتأملها لا سيما حين كانت جدة زوجتي والدة الشهيد المرحومة أليس، تضيء الشمع أمام الصورة وتكلمها يومياً مع دمعة محبوسة، وعمي الرفيق المعروف برباطة جأشه كان يخفي غصة عميقة في صدره، في كل مرة أسأله عن ظروف الاستشهاد، فكان يقول لي: الغدر يا صهري بشع والخيانة بتهد الرجال، خيي سمير كسرلي ضهري ومن يومها بحس حالي روح بلا جسم، ويلي بيحرقلي قلبي أكتر شي، بيي بشارة يلي أصيب بالفالج لدى معرفته بخبر الاستشهاد، ومات بعده بأشهر قليلة ...

#الخلاصة :

كل شهيد سقط لنا، إنما سقط في المواجهة الكبرى للمقاومة اللبنانية مع مشاريع الاحتلالات والمؤامرات والخيانات ... حتى ما اعتبرناه عبثياً ربما في وقت من الأوقات وحروب أخوة، يتبين لنا تباعاً أنها مواجهات لخيانات ومخططات غدر طروادية داخل البيت، ألم يقل المرحوم إيلي حبيقة يوما" أن شريكه الخفي في الاتفاق الثلاثي ومشجعه هو قائد الجيش حينها العماد م. ع. ... وما زلة لسان محمد فهمي أو وقاحته واعترافه العلني بارتكابه جريمة قتل عمداً وبمجاهرته بعبادته لسيده فخامة العماد ميشال عون على حد تعبيره سوى حلقة من هذه الحلقات الخفية المعلنة ...

#والحق_يحرركم

#الرب_يمهل_ولا_يهمل

#ما_بيصح_إلا_الصحيح

#حصرية_السلاح_حتماً

 

سلاح “حزب الله” سبب بلاء لبنان… أزمات بالجملة “ستتوج” بمجاعة!

 "صوت بيروت إنترناشونال"/الأحد 28 حزيران 2020

اعاد مشهد طوابير اللبنانيين امام الافران ومحطات الوقود، بعد الطوابير امام المصارف، وصور البرادات الخاوية التي انتشرت على السوشيل ميديا، مشهد الحرب الاهلية، ما يؤكد ان لبنان اصبح في قعر هاوية الازمات الاقتصادية والمالية، وبأن المجاعة اصبحت بحكم الواقع، وستزور كل البيوت اللبنانية.

أزمة سيولة حادة وشح في الدولار الذي وصل سعر صرفه في السوق السوداء الى عتبة الـ 8 آلاف ليرة، والاتي اعظم بحسب الخبراء الاقتصاديين الذين توقعوا ان يتجاوز سعر صرفه العشرة الاف ليرة، قيود مصرفية على الودائع وعمليات السحب، ارتفاع الاسعار بشكل خيالي، وبطالة طالت السواد الاعظم من اللبنانيين، لا استثمارات خارجية، ولا ثقة عربية ودولية بالبلد، الشعب اللبناني جاع، والسبب وراء كل ذلك، “حزب الله” وسلاحه غير الشرعي، الذي هرّب الدولارات والمواد الغذائية والمازوت الى سوريا، استجر العقوبات الاميركية والدولية. المساعدات الدولية باتت في مهب الريح بسبب سلاح “حزب الله” والمساعدة التي طلبتها الحكومة من “صندوق النقد الدولي” ستكون بعيدة المنال اذا استمر “حزب الله” بحكمه للبنان، فالمفاوضات مع الصندوق لن تفضي إلى شيء طالما كان هناك اقتناع لدى المجتمع الدولي ان الحزب الامر الناهي في النظام السياسي اللبناني وما دام محتفظاً بسلاحه.

وفوق كل هذا يتحدى “حزب الله” تداعيات قانون قيصر والمجتمع الدولي في هذا الوقت الحسّاس من تاريخ البلاد، حيث يرزخ لبنان تحت وطأة أحد أثقل أعباء الدين العام في العالم، اقتصاده ينزف الى حد الانهيار، الحكومة لم تضع اي خطة للخروج من الوضع المتأزم،

وحسن نصر الله يتبجح بالقول “لمن يضعنا بين خيار تسليم سلاحنا وقتلنا بالجوع، نقول: سيبقى سلاحنا في أيدينا، ولن نجوع، وسنقتلك” مضيفاً “اتفهّم عدم قدرة الحكومة على مواجهة الولايات المتحدة، لكن ما أطالب به هو عدم الخضوع لقانون قيصر الذي يستهدف الشعب السوري وإعادة الفوضى وعودة الحرب الأهلية”. لكن صورة طوابير ابناء الضاحية امام محلات الصيرفة للحصول على مئتي دولار لمعاودة بيعها في السوق السوداء، وصورتهم امام الافران لشراء ربطة خبز، تكفيان لفضح نفاق نصر الله، الذي لم يقل في خطابه ان ” الفقراء غير الحزبيين لا مكان لهم على قائمة مساعدات الحزب”.

سبق ان نشر “حزب الله” صورا لشاحنات محملة بالطحين يقوم بتخزينها في احد مستودعاته في الضاحية الجنوبية، حيث كانت رسالته منها الى بيئته أنه جاهز للاسوء القادم وبأنه متأهب ويتحمل مسؤوليته في مساعدة جمهوره وما تخزينه للمواد الاولية الا من اجل محاربة شبح الجوع، لكن في الحقيقة المواد الاولية ليست لابناء الطائفة الشيعية بل لمقاتليه، وقد تم سحبها من السوق الذي بات يفقد للمواد الاساسية مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع الاسعار بسببه. لاشك ان سلاح “حزب الله” هو حبل المشنقة الملتف حول اعناق معيشة اللبنانين واقتصاد بلدهم، وتمسك الحزب به يعني دمار لبنان، وبعد ان اعلن مرارا ان الهدف منه حماية لبنان من اي اعتداء اسرائيلي اثبتت الايام انه يستخدمه للسيطرة على لبنان والانخراط بحروب ايران في المنطقة، وما حصل في السابع من ايار سنة 2008 خير دليل على ذلك. لبنان اليوم وشعبه و إقتصاده و أمنه و مستقبله مرهون بسلاح “حزب الله” و هو يدفع باهظاً ثمن بقاء هذا السلاح، الذي يسيطر على الاقتصاد اللبناني كما يسيطر على السياسة والامن، لهذا استدرك الثوار ضرورة نزع السلاح غير الشرعي لتجنيب وطنهم مواجهة لا يقوى عليها، وهم يعلمون كيف ان المجتمع الدولي بات صارماً بشأن تطبيق القرارات الدولية… فـسلاح “حزب الله” هو الشيطان الاكبر الذي بسببه وصل البلد الى الانهيار، والاتي اعظم اذا لم يتم تسليمه الى الدولة.

 

محاولة تعويم “صاروخية” من “حزب الله” لـ سعد الحريري!

 "صوت بيروت إنترناشونال"/الأحد 28 حزيران 2020

فيلم مشترك من اخراج “حزب الله” وبطولة سعد الحريري، هدفه تعويم الاخير، وذلك في محاولة لشد العصب السنّي كخطوة اولى في طريق حلم سعد بالعودة الى السرايا الحكومية بدعم من الحزب، الا ان الفيلم سرعان ما “احترق”.  فبعد دراسة معمّقة لم يجد سعد و”حزب الله” الا سيناريو محاولة اغتياله خلال زيارته الى البقاع، ونجاته باعجوبة، وبأنه اراد التكتّم عن ذلك، والصدفة جعلت قناة “العربية الحدث” تكتشف الامر وتنشر الخبر بأن “صاروخ انفجر على بُعد 500 متر من موكب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري خلال زيارته الأخيرة للبقاع وذلك أثناء عودة موكب الحريري المؤلّف من سيّارات مجهّزة بأحدث تقنيّات التشويش العالميّة” شارحة “الفيلم” بأنه “دوّى انفجار في منطقة جبليّة على بعد 500 متر من مسار موكب الحريري الذي أكمل طريقه إلى بيروت، في حين استنفرت الأجهزة الأمنية اللبنانية وعثرت على بقايا صاروخ ولكنها أبقت المعلومات طيّ الكتمان”. في حين اشارت وسائل اعلام محلية الى أن “المعلومات الأولية كانت تشير إلى أن الأمر ناجم عن انفجار خزان وقود لطائرة مسيّرة كانت تحلّق على مسافة من الموكب”، مضيفةً أن “النتائج الحاسمة للتحقيقات قد تُعلن الاثنين 29 حزيران، لتحديد إذا ما كان الموكب مستهدفاً”.

انتقادات رواد مواقع التواصل الاجتماعي للفيلم “الازرق المحروق” كما وصفوه، و”الحبكة” غير المحكمة، دفعت المكتب الإعلامي للحريري الى اصدار البيان الآتي:

“تعليقاً على ما أوردته قناة الحدث بشأن زيارة الرئيس الحريري إلى البقاع قبل 11 يوماً، إنّ المعلومات التي وردت في التقرير صحيحة إجمالاً، إلا أنه ومنعاً للتأويل الجاري خصوصاً على منصات التواصل الاجتماعي، يهم المكتب الإعلامي أن يوضح ما يلي: لقد تبلغ الرئيس الحريري من الأجهزة الأمنية المعنية بحصول انفجار في المنطقة في اليوم نفسه، إلا أنه بما أن الموكب لم يتعرض لأي اعتداء، ومنعاً لأي استغلال في ظل التشنج السائد، كان قراره التكتم على الأمر وانتظار نتائج تحقيقات الأجهزة الأمنية المختصة”.

ما هو مؤكد ان الحريري لم يستهدف خلال زيارته الى البقاع، وذلك بحسب ما قالته مصادر غربية لموقع “صوت بيروت انترناشونال” حيث اشارت الى انه” لم يكن يوجد اية طائرة مسيرة في الاجواء اللبنانية في ذلك اليوم، ولا اية تحركات عسكرية ولم يطلق اي صاروخ في المجال الذي مرّ فيه موكب الحريري، ليس فقط في يومها بل منذ ثلاثين يوماً”. كما ان “شعبة المعلومات لم تتسلم أي معطيات حول حادث أمني في البقاع تعرض له موكب الحريري”.

من المعيب اللجوء الى سيناريو الاغتيال من اجل جذب الشارع “الازرق” الذي ابتعد عن سعد، بعدما كان له اليد الطولى بخراب البلد.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 28/6/2020

وطنية/الأحد 28 حزيران 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هل هي مصادفة أن تعلن إسرائيل التنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان، غداة القرار القضائي اللبناني الذي يمنع السفيرة الأميركية من الإدلاء بتصاريح حول الشأن الداخلي.

أنباء واردة من أقصى الجنوب اللبناني، تشير إلى مناورات عسكرية لقوات الإحتلال لم يسبق لها مثيل، وسط كلام لافت للإعلام العبري عن حرب وشيكة مع "حزب الله" قبل الإنتخابات الأميركية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني.

وعلى وقع قرع طبول الحرب، يستمر الوضع الداخلي المالي والإقتصادي والمعيشي في التردي، الأمر الذي دفع إلى تحديد بعد غد الثلاثاء موعدا لجلسة لمجلس الوزراء دون جدول أعمال.

وفي الأزمات اليومية، تخطى سعر الدولار في السوق السوداء 8000 ليرة، فيما غاب تسعير المنصة الإلكترونية لدى الصيارفة في عطلة الأسبوع. وفي شأن أخر، بلبلة الرغيف مستمرة والطحين متوافر، لكن المازوت مفقود، ونقابة أصحاب الأفران تنتظر مفاوضات الغد مع وزير الإقتصاد واللواء عباس ابراهيم الذي دخل على خط الأزمة، حول مصير سعر ربطة الخبز.

وفي الغضون، تتواصل التحركات الشعبية استياء من الانهيار من المعيشي الحاصل والذي ارتفعت فيه أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل هستيري، حتم على العديد من المحال إقفال الأبواب، بعد نفاد المنتوجات لديها وصعوبة الشراء على سعر الدولار.

على صعيد آخر، من سرب ومن تكلم ومن هول بنجاة الرئيس سعد الحريري من سقوط صاروخ على بعد 500 متر في البقاع؟. "تلفزيون لبنان" سأل أوساط الرئيس الحريري عن الموضوع، فقالت إن الرئيس الحريري كان في البقاع قبل عشرة أيام وليس اليوم. وامتنعت عن الرد عن حقيقة الموضوع قائلة سنتبين الحقيقة، مع الاشارة إلى أن قناتي "العربية" و"الحدث" أول من تناولا الموضوع.

بالعودة إلى ما يتعلق بقضية السفيرة الأميركية، وزير الخارجية ناصيف حتي استدعى دوروثي شيا، وفق معاهدة فيينا، وسوف يلتقيها الاثنين الساعة الثالثة بعد الظهر، من أجل استطلاع مضمون ومجريات ما ورد في حديثها الإعلامي الأخير.

حتي نفى ل"تلفزيون لبنان" ما حكي أنه أقرن طلبه السفيرة، بأنه لا يجوز أن يتضمن كلامها تحريضا للبنانيين على جزء آخر من اللبنانيين مشارك في السلطة. الوزير حتي حرص على نفي هذه الجملة نفيا قاطعا.

الوزير السابق سليم جريصاتي أكد ل"تلفزيون لبنان" أنه اتصل بالسفيرة شيا، موضحا لها أن القرار الصادر عن القاضي مازح قضائي وليس بإيعاز سياسي رسمي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إلى صدارة مسرح الأحداث اللبناني المتخم بالهموم، اندفعت قضية السفيرة الأميركية، بعد القرار القضائي الذي قرأ في ثنايا تصريحاتها الأخيرة ما يثير الفتنة. أما القاضي محمد مازح فأوضح أن قراره قضائي بامتياز ولا خلفيات سياسية له. وهو لم يتم استدعاؤه للمثول أمام هيئة التفتيش القضائي، بحسب ما أعلن النائب العام التمييزي غسان عويدات، بعد تسريبات في هذا الشأن.

في المقابل، استدعيت السفيرة الأميركية إلى وزارة الخارجية، حيث يجتمع معها الوزير ناصيف حتي غدا، فماذا سيتمخض عن اللقاء؟.

في الانتظار، كان لافتا للانتباه إعلان السفيرة شيا أنها تلقت اعتذارا من الحكومة اللبنانية، إلا أن وزيرة الإعلام منال عبد الصمد نفت هذا الأمر.

على أن قرار قاضي الأمور المستعجلة في صور، تحلق حوله الكثير من المؤيدين، ونبذه آخرون متسلحين بعناوين حرية الرأي والإعلام. من أبرز المؤيدين للقرار، "حزب الله" الذي أشاد بالقاضي الحر الذي انتفض لكرامة بلده، ووصف تصريحات شيا بأنها اعتداء سافر على سيادة لبنان، منتقدا الأصوات اللبنانية التي تبرعت بالوقوف على خاطرها.

وعلى الضفة الأميركية، سلسلة مواقف للسفيرة شيا نفسها ولوزارة الخارجية، محورها أن القرار القضائي اللبناني مثير للشفقة، وأن الأولى للبنانيين إيجاد حل للطوابير المصطفة أمام الأفران.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد غاب اليوم مشهد الطوابير المزدحمة أمام الأفران، من دون أن يعني ذلك أن الأزمة قد انتهت. لكن ثمة مساعي حكومية في هذا الشأن يؤمل أن تؤتي ثمارها.

على خط النفط والغاز، قرار لحكومة العدو بالمصادقة على التنقيب على الغاز في ما كان يعرف بالبلوك 72 القريب من البلوك رقم 9، أي في المنطقة التي اعتبرها العدو متنازع عليها رغم رفض لبنان لهذه المزاعم، ولهذه القرصنة الإسرائيلية لثروات لبنان.

في الشؤون السياسية الداخلية، برز موقف لرأس الكنيسة المارونية مفاده أن "اللقاء الوطني" الذي عقد في قصر بعبدا زاد في الانقسام الداخلي، وأن ثمة حاجة لإعداد رئيس الجمهورية لمؤتمر وطني شامل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بوضوح تام بات تشخيص المرض في لبنان، وسريعا ظهرت كل عوارضه وأوجاعه السياسية والمالية والاقتصادية والأمنية وحتى الإعلامية. فالجائحة التي تفتك بجسم الوطن ولا تزال، لم يعد بالإمكان اخفاؤها، حتى ظهرت بكل وضوح على الشاشات وفي البيانات، إنها الولايات المتحدة الأميركية المتمثلة بمندوبتها السامية في لبنان دوروثي شيا.

السفيرة التي انكشفت وبلادها، خرجت مذهولة برمي الاتهامات، فأصابت نفسها وإدارتها وسيادييها اللبنانيين الواقفين عند أمر الطاعة والولاء. واللافت لم يكن وقاحة شيا فحسب، بل وقاحة كل أدواتها.

السفيرة المثيرة لكل أنواع التحريض والفتن والتهجم على اللبنانيين وتأليب بعضهم على بعض، والمتنقلة بين الصالونات والشاشات بتصريحات وأوامر عمليات، لم تجد من يضع لها حدا، فانبرى قاض جاد بضمير حر، متخذا حكما قضائيا معلل الدوافع والأسباب، حفاظا على السلم الأهلي والاستقرار، مالئا فراغ القرار الوطني المفترض لوضع حد لبوق الفتنة وراعية الفساد، فسبب للبعض حرجا ولآخرين حنقا، فاستشاطوا ببيانات ومواقف واستضافات، يتباكون على استقلالية القضاء باستنكارهم حكما قضائيا.

فلو قرأوا القانون اللبناني والقوانين والاتفاقات الدولية، لا سيما اتفاقية فيينا التي تخرقها شيا كل يوم بالتدخل السافر بكل الشؤون اللبنانية، فضلا عن أنها لم تخف هي ولا أسيادها في الخارجية الأميركية أنهم هم من يحاصر لبنان، ويتهجمون على مؤسساته الدستورية، ويتحكمون بإداراته المالية، كما كانوا منذ عقود من الزمن. ومع ضعف موقفهم كان بيان للخارجية الأميركية يمعن بانتهاك السيادة اللبنانية، يهين القضاء اللبناني، ويتهجم على القاضي محمد مازح الذي أصدر الحكم.

فهل هذه هي السيادة يا سادة؟، وهل الاستقلال والحرية التي تدعون كصنم من تمر متى شئتم عبدتموه ومتى جعتم أكلتموه؟.

ولشيا ومواقفها صدى مدو اليوم في المياه الاقليمية اللبنانية، كشفت بعضا من أهداف الحرب التي تخوضها إدارتها ضد اللبنانيين، فأعلنت تل أبيب قرارا بالتنقيب عن الغاز قرب المياه اللبنانية، ظنا أنها تستطيع الاستثمار أكثر بالضغط على لبنان في الوقت الذي يضيعه أهله في ذروة الانقسام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أمام تسارع الأحداث، وتضارب المعطيات، لا يسع اللبنانيين إلا العودة إلى الثوابت، ذلك أن مجموعها يشكل خارطة طريق مناسبة، لمقاربة الأزمات الكثيرة التي تعصف بالبلاد، ومقارعة التحديات غير المسبوقة التي تواجه الوطن الصغير.

الثابتة الأولى، الحرية والسيادة والاستقلال: الحرية المنصوص عليها في الدستور، والتي ترعاها المواثيق الدولية، والسيادة غير المنقوصة برا وبحرا وجوا، والاستقلال التام والناجز، الذي سقط في سبيله على مدى عقود شهداء، التفريط بدمائهم يفترض أن يكون الخط الأحمر الوحيد.

الثابتة الثانية، الاستقرار: الاستقرار الأمني واستقرار العلاقة بين مكونات المجتمع. الاستقرار الأمني، واجب الجيش والقوى والأجهزة الأمنية المعنية أولا، ودور الأفرقاء السياسيين ثانيا، الذين فوت بعضهم فرصة "اللقاء الوطني" في بعبدا، للمشاركة في بعث رسالة طمأنة أمنية إلى اللبنانيين، رفضا للفتنة، وتحذيرا من أي تفكير بالعودة إلى زمن الحرب. أما استقرار العلاقة بين المكونات، فعاموده الفقري، الميثاق الوطني والمناصفة التامة، وإلا فالدولة المدنية المكتملة، التي تبدأ بإقرار قانون موحد للأحوال الشخصية.

الثابتة الثالثة: الاقتصاد الحر والمنتج، وهو عنوان عريض لجملة متطلبات وطروحات، يفترض أن تسلك طريقها نحو التطبيق، لأنها تشكل المدخل الوحيد على المدى البعيد، لوقف التسول على أبواب الدول والسفارات، ومنع الانتكاسات المالية كلما "أخد على خاطر" دولة أو مسؤول خارجي ما، فيصبح الاتكال على الذات علامة لبلوغ سن الرشد الوطني.

الثابتة الرابعة: محاربة الفساد كهدف وطني جامع لكل المواطنات والمواطنين اللبنانيين، لا تقف أمامه عثرة سياسية، ولا عرقلة طائفية، ولا عصا مذهبية في دولاب الاصلاح. أما من يحاول منع تحقيق الهدف، فمصيره يفترض أن يكون حسابا سياسيا منصفا، ومثولا أمام قضاء فاعل، يتمنى اللبنانيون أن يقوم بدوره كاملا، سلطة ثالثة نشيطة على خط فرض العدالة.

الثابتة الخامسة: كسر المحرمات تحت سقف الوفاق لتطوير النظام بما يوقف الدوران في حلقات مفرعة من اللاقرار، ومن هنا كان تشديد البيان الختامي للقاء بعبدا الأخير على التطوير الواجب اعتماده في النظام السياسي ليكون أكثر قابلية للحياة والإنتاج، وذلك في إطار تطبيق الدستور وتطويره لناحية سد الثغرات فيه وتنفيذ ما لم يتحقق من وثيقة الوفاق الوطني.

إنطلاقا مما سبق، يستشف الجواب على أي استفزاز اسرائيلي جديد.

وبناء عليه، يعرف الموقف من أي استهداف أمني لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري أو غيره، إن حصل.

ومن أرضيته الصلبة، يحدد اللبنانيون الزاوية التي يتعاطون عبرها مع القرار القضائي الذي صدر أمس حول السفيرة الأميركية، التي استدعيت الثالثة من بعد ظهر الغد إلى وزارة الخارجية، علما أن الموضوع أخذ طريقه نحو الحل كما ذكرت الـ OTV أمس، حيث اتصل مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي بالسفيرة الأميركية، وأبلغها أن القرار الصادر قضائي وليس بإيعاز سياسي رسمي. وخلال الاتصال، أبلغ جريصاتي السفيرة الأميركية أن لبنان ملتزم معاهدة فيينا لسنة 1961.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

وحده الذي لا يعمل لا يخطىء، الأمر يمثل قمة السلبية طبعا، أي أن نتلافى الخطأ بالتوقف عن العمل. لكن إذا اسقطنا هذا المنطق على الحكومة فإننا نرجوها التوقف عن العمل لعجزنا عن إقالتها أو إقناعها بالإستقالة، لأنها كلما عملت أخطأت.

وضعت يدها في المال، فأخرجتنا من المنظومة المالية العالمية، وكسرت مصارفنا وصار الدولار بثمانية آلاف ليرة والحبل على الجرار، وهي في صدد تهشيل صندوق النقد. وضعت يدها في القضاء فخربته، وإذ بقاض مازح يقرر منع سفيرة الدولة الأكبر من الكلام ومنع الإعلام من استصراحها.

تعاطت في السياسة الخارجية، فسلمت ذقنها ل"حزب الله" الذي جرنا شرقا فلم نربح الشرق، وخسرنا الغرب ولم يعد للبنان صديق يشفق عليه. تعاطت في النفط والغاز كالتعاطي بالألغاز فصرنا بلا غاز ولا نفط، أما تخبيصها المتمادي في قطاع الطاقة والكهرباء الذي يخسرنا المليارات، فدفع اللبنانيين إلى التهافت على شراء الشمع تحسبا للظلام الزاحف.

تعاطت في الرغيف، فصار اللبنانيون يشحدون ربطة الخبز. تعاطت في الأمن فسيسته وصار كل لبناني مجرما متآمرا إلى أن يثبت طاعته للسلطة، لا لشيء إلا لأنه يطالب بلقمة عيشه وبحقه في التعلم والإستشفاء. وتعاطت في التربية فصرنا بلا تربية ولا تعليم.

تعاطت في الإعلام فإذا بلبنان يتحول إلى نهج متخلف توتاليتاري، إما أن تؤله الصحافة القائد والزعيم في الدولة والدويلة أو تتهم بالعمالة للخارج.

نورد هذه المضبطة غير المشرفة، بعد سلسلة العثرات التي تتخبط فيها الحكومة، في كل ما أتخذته من تدابير مالية وأمنية وتربوية وصحية، أدت إلى ما نحن فيه اليوم من مصائب. أما آخر "الخبصات" المخجلة والتي ارتكبت في حق السفيرة الأميركية هذه المرة، فلم تكن في ما قام به القاضي المازح في "ماتش" الذهاب فقط، ف"الخبيصة" الأكبر سجلت في التنصل المتعثر من المسألة: من اتصل من الدولة بالسفيرة معتذرا على طريقة من سيربح المليون: رئيس الحكومة؟، وزيرة الإعلام؟، وزير الخارجية؟، أم مستشار القصر سليم جريصاتي؟. أما الجواب فكل هؤلاء ولا أحد، ومسلسل الفشل مستمر، لأن غدا هو يوم عمل عادي للحكومة فأبشروا.

من خارج السياق، أوردت قناة "الحدث-العربية" خبرا مفاده أن القوى الأمنية اللبنانية تحقق في ظروف انفجار صاروخ أرضي أو جوي أثناء مرور موكب الرئيس سعد الحريري خلال توجهه إلى البقاع الأسبوع الفائت، والتحقيقات تركز على معرفة ما إذا كان هناك من استهداف للحريري أم أن الحادث عرضي، خصوصا أن الانفجار وقع على مسافة خمسمئة متر من الموكب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنه التحدي بين الحرية واللاحرية، وبين الدولة واللادولة. عندما اتخذ القاضي محمد مازح قراره أمس، كان دقيقا، فهو لم يمنع السفيرة الأميركية من الإدلاء بتصاريح، إنما استصوب الإعلام ومنعه من نقل تصريحات دوروثي شيا.

وقع مازح في المحظور، فطريق تحصين السيادة والانتفاض لكرامة لبنان لا يمر بالإعلام، إنما بالطرق الديبلوماسية.

ليس تحت شعار خط الحرية الأحمر الفضفاض، تتحدث الـ lbci عن الحريات، باسمها وربما باسم كل الإعلام، إنما تحت شعار الخيط الرفيع الذي يفصل الحرية عن اللاحرية. فالقاضي مازح عندما أصدر قراره، تلاعب بهذا الخيط الرفيع، وهو بطلبه منع نقل تصريحات شيا، مس بحرية الرأي التي كفلها الدستور، وفرض على الإعلام الرقابة المسبقة، وجاء قراره شاملا يشبه التعميم، ما جعله بالمنطق القضائي ساقطا.

خطير التلاعب بحرية الإعلام، تماما كما خطورة التلاعب باستقلالية القضاء، وبين الاثنين لا بد من العودة إلى البدء، إلى كل مرة وقفت فيها الـ lbci، مع حرية الإعلام، ولعل أبرز الوقفات كانت عندما حاولت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، منع تلفزيون "الجديد" من تغطية تحقيقات مرتبطة بقضية الشهود الزور، فاختارت "المؤسسة اللبنانية" يومها في العام 2013، مثلما تفعل اليوم، رفع تحدي الحرية أمام اللاحرية.

أما تحدي استقلالية القضاء، فباحترام نسلمه للجسم القضائي، الذي يعرف أكثر منا جميعا، كيف يرد ما لقيصر لقيصر وما لله لله.

التحدي الأول صوب، أما التحدي الثاني فهو الأصعب، فهل نحن في دولة أو لا دولة؟، السؤال يطرح انطلاقا من حال الإرباك التي غرق فيه السياسيون منذ الأمس. فالسفيرة الأميركية وبعد القرار، أكدت تلقيها اتصالا رسميا تطمينيا بأن ردا مناسبا سيتخذ على هذا الحكم غير اللائق، وهنا ضاعت البوصلة، وضاعت الدولة.

من اتصل بشيا، رئيس الحكومة، وزير الخارجية، وزراء آخرون، أم من؟. مرت الساعات ثقيلة، بين نفي وزاري من هنا وآخر من هناك، حتى جاء التبني. سليم جريصاتي، مستشار رئيس الجمهورية، وعن رئاسة الجمهورية، اتصل بشيا وقال: إن القرار قضائي ولم يأت بإيعاز سياسي، وأي قرار رسمي، ستتبلغه السفيرة عبر وزير الخارجية ناصيف حتي الذي استدعاها غدا إلى قصر بسترس.

ماذا سيقول حتي لشيا؟، وماذا سيطلب منها بموجب الأعراف الديبلوماسية؟. هل سيخبرها عن إرباك الحكومة اللبنانية، الواقعة بين واشنطن من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى؟. هل سيخبرها بأن جزءا من اللبنانيين يساندها مع بلادها، وجزءا آخر يعاديها مع بلادها، بعد إطلالاتها الأخيرة، وأن الانقسام بين الفئتين عاد إلى الواجهة؟.

هل سيذكرها، بحسب ما قال النائب حسن فضل الله للـ lbci، أن كلامها مس بمشاعر اللبنانيين الذين صوتوا لصالح "حزب الله"، وهم 220343 شخصا، جعلوا الحزب جزءا لا يتجزأ من مجلس النواب والحكومة؟.

وماذا ستقول شيا لحتي؟، هل ستخبره أن ما استدعى كلامها على قناة "الحدث" هو ما تعتبره الكلام التهديدي الذي ساقه الأمين العام ل"حزب الله" عبر خطابه الناري منذ أسبوعين، والذي تناول فيه مواضيع كقتل الناس وأمور مماثلة، حسب ما قالت اليوم للـ lbci، مع الإشارة إلى أن السيد نصرالله كان أعلن في خطابه ذاك: إذا جوعتونا سنقتلكم.

خطير التلاعب بين الدولة واللادولة، فنحن اليوم أقرب إلى اللادولة، التي لم يكن ينقصها، فوق أزماتها، سوى إعلان خبر عبر شاشة "العربية الحدث"، عن حادث أمني وقع لدى مرور موكب الرئيس سعد الحريري في البقاع الغربي منذ أسبوع، تحسم نتائج تحقيقاته لاحقا ليتبين ما إذا كان الانفجار الذي حصل منذ أكثر من عشرة أيام ناجم عن انفجار خزان طائرة مسيرة، أو هو استهداف للموكب؟.

البلد في عين العاصفة، وعلى أبواب الفتنة، وبين الدولة واللادولة، قد نسير إلى ما هو أخطر من الجوع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

صاروخ قبل عشرة أيام، سمع دويه اليوم. فمن شاشة "العربية الحدث" مرة أخرى يكون الحدث، فيتم إطلاق صاروخ يحلق وينفجر على بعد خمسمئة متر من موكب الرئيس سعد الحريري في أثناء عودته من زيارة إلى البقاع. وبحسب الرواية فإن الحريري أكمل مساره إلى بيروت وبقي الأمر طي الكتمان.

هو حادث وقع قبل أيام عشرة، لكنه انفجر اليوم إعلاميا، فيما أكدت مصادر "الجديد" أن شعبة المعلومات لم تتسلم أي تحقيق في هذا الشأن، منذ تاريخ وقوعه إلى اليوم. أما "بيت الوسط" فيدرس خيارات الرد الإعلامي، لتوليف "تخريجة" عن الحادث والذي بدا أنه "صاروخ جو- أرض" سياسي- أمني.

وقد التهب هذا الخبر، على توقيت كانت فيه البلاد تعطل مفاعيل صاروخ ديبلوماسي آخر انفجر بين لبنان وأميركا بقرار قضاء عاجل. وأبعد من الأزمة الديبلوماسية، راح الناشطون سياسيا وإعلاميا، ينقبون عن "فاعل خير" قدم من تلقاء نفسه اعتذارا إلى السفيرة الأميركية دوروثي شيا، قبل أن يختفي بين الوزراء، ودارت الدائرة على كل اسم محتمل، قبل أن يكتشف أن الفاعل هو الوزير السابق سليم جريصاتي، والذي بررت مصادره بأنه "قد أتاها يعتذر"، لكن لم يسألها ما الخبر، حاصرا الاعتذار فقط بلغط حصل معها وأدى إلى منعها من الظهور إعلاميا.

والسفيرة العزيزة مدعوة غدا إلى الخارجية لتوضيح الملابسات وسؤالها عن مدى خرقها اتفاقية فيينا، مع احتمال تقديم المحتوى الديبلوماسي المتضمن اعتذارا عن قرار قضائي محلي لا يمثل وجهة نظر الحكومة والدولة.

وفيما يستدعي التفتيش القضائي القاضي المعني، أعلن محمد مازح استعداده للتنحي وإنهاء خدماته قبل أن يسأل عما فعل. أما "حزب الله"، فقد توجه عبر النائب حسن فضل الله بكلام يمنح القرار القضائي الحصانة. وقال فضل الله إن السلطات اللبنانية وفي مقدمها وزارة الخارجية، مدعوة إلى تحرك فوري لإلزام هذه السفيرة احترام القانون الدولي الذي يحدد واجبات الديبلوماسيين، والتزام القوانين اللبنانية النافذة، وهو أمر سنتابعه وفق الأطر القانونية، لأن السلوك العدواني لهذه السفيرة هو تجرؤ وقح على الدولة، وتحد لقوانينها وأحكام سلطتها القضائية.

وإذا كانت السفيرة الأميركية قد مثلت بلادها في التدخل السافر وخرق الأعراف الديبلوماسية، وهي كما بومبيو وشينكر وما يعادلهما من كبار الديبلوماسين، لم يقصروا في استخدام النفوذ وتسطير الأحكام، فإن "حزب الله" أيضا سجل بدوره تدخلا خاطئا في عمل القضاء، فهو استعمل نفوذه وإن معنويا لضرب القضاء والإعلام معا. تبنى في ما بعد قرارا عاجلا يؤزم الأزمات المتفجرة.

صحيح أن المسؤولين الأميركيين لديهم من الصلافة ما يؤهلهم لكف ديبلوماسي، لكن لبنان أيضا عود السفراء على دلال لا يمكن لهم أن ينالوه في أي دولة ذات سيادة، فنحن نستقبل السفراء على أنهم زعماء دول ومقررون، ونتعامل معهم على أسس تخرق فيينا وكل المعاهدات. لكن لبنان أيضا لديه اليوم ما يكفيه من ضغوط وأزمات وحروب لم تعد صغيرة، وقد تنعكس على مفاوضات صندوق النقد الدولي.

والتباعد "الكوروني" كان أهون من التباعد بين رئيس الحكومة حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكون خلافات الطرفين تزيد الأوضاع النقدية والاقتصادية سوءا. وفي توصيف لعضو لجنة المال والموازنة النائب ياسين جابر ل"الجديد"، فإن صندوق النقد بعد هذه الخلافات أصبح يلعب دور الحكم الذي يحمل "صفارة " للفصل بين المتنازعين. وقال جابر إن الوفد الحكومي إلى مفاوضات الصندوق، كان يتزود بتعليمات من الحكومة بعدم التحدث مع مصرف لبنان وجمعية المصارف. ورأى جابر أن المشكلة لم تعد بالأرقام بل بتطبيق الإصلاحات الجادة، ناقلا عن صندوق النقد أنه: إذا أقرت الحكومة الإصلاحات عندها سوف نساعد لبنان، وإذا لم تفعل ذلك فلن نعطي أي مبلغ مالي للدولة اللبنانية.

وبحسب تقدير الخسائر الإصلاحية، فإن الرئيس حسان دياب لم يتقدم لغاية الآن بأي بند يقنع الصندوق، وكل المؤشرات على هذا التقدم الإصلاحي تبدو سلبية، ويساهم في انهيارها خصام بين دياب والحاكمية، غير أن الاجتماع الأخير والذي رعاه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، قد حد من نسبة الخسائر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

واشنطن تحمل بعنف على “حزب الله”: وضع لبنان مثيرٌ للشفقة

السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا: لم أتصور أن ينتج عن حديثي كل هذا الجنون

شيا: الحكومة اللبنانية قدمت اعتذاراً لي… وستكون للحادثة تداعيات على اللبنانيين

“الخارجية” تستدعي السفيرة اليوم لإبلاغها رفض لبنان التدخل في شؤونه الداخلية

رفض واسع لاعتداء “حزب الله” على حرية الإعلام باستخدام القضاء

بيروت ـ “السياسة” /28 حزيران/2020

تحول قرار قاضي الأمور المستعجلة في صور، محمد مازح، إلى ما يشبه كرة الثلج الضخمة التي تتدحرج على منحدر، كاسحة أمامها كل ما يعترض طريقها، ولا يعلم أحد كيف سيكون مصيرها. ولا يختلف إثنان على وقوف “حزب الله” خلف هذا القرار القضائي، على ما أكدته لـ “السياسة” أوساط نيابية معارضة بارزة، لـ “التعمية على تسببه بالارتفاع غير المسبوق للدولار الأميركي في السوق السوداء، وما يواجهه لبنان من أزمات معيشية خانقة، والانهيار الاقتصادي والمالي، فضلا عن مخالفة معاهدة فيينا الخاصة بالبعثات الديبلوماسية، وبما يشكله من اعتداء فاضح على حرية الرأي والتعبير.

وحملت الخارجية الأميركية بعنف على حزب الله اللبناني بعدما أصدر القاضي مازح قراره، متهمة حزب الله بـ “بمحاولة إسكات الإعلام اللبناني”، معتبرة أنه “أمر مثير للشفقة”. وقالت: “حتى التفكير في استخدام القضاء لإسكات حرية التعبير وحرية الصحافة أمر سخيف”، مضيفة: “نحن نقف مع الشعب اللبناني وضد رقابة حزب الله”. وردت السفيرة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا، على نفي وزيرة الإعلام منال عبدالصمد، أن تكون الحكومة اللبنانية قد تقدمت باعتذار لها على خلفية قرار القاضي محمد مازح، وقالت شيا: “للأسف أعتقد أن وزيرة الاعلام لا تملك المعلومات وسأدع الحكومة تتحدث عن نفسها”.

وأكدت شيا أنه تم التواصل معها بعد ظهر أول من أمس، من مسؤول رفيع المستوى في الحكومة وقد اعتذر عن الحكم غير الملائم، وأكد لها أن الحكومة ستأخذ الخطوات المناسبة لحذفه. وأشارت شيا، إلى أن ما ذكرته منذ أيام، مع قناة “الحدث” العربية، بأن كلام الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله التهديدي، غير لائق، وهجومها ربما أشعر حزب الله، أنه مهدد، وأنها سلطت الضوء على أفعاله التي أثرت على الأزمة الاقتصادية. واعتبرت أن قرار القاضي مازح يؤثر على حرية الرأي والاعلام، مضيفة: “يحاولون إسكات الاعلام في بلد معروف بحيوية الاعلام فيه”، ورأت أن “الأمر مثير للشفقة ولا يتنمي إلى لبنان بل إلى دولة كإيران”. ورداً على سؤال عن إمكانية تأثير الحادثة على العلاقات اللبنانية – الأميركية، أجابت شيا: “إنها مؤسفة لأنه ستكون لها تداعيات على الشعب اللبناني الذي يريد أن يسمع القصة الكاملة ليخرج باستنتاجاته الخاصة. وأردفت أنه كان لديها نقاش حضاري بعيد عن العنف واللغة التهديدية.

وتابعت: “للأسف بعد هذه الحادثة ستكون للبنان نقطة سوداء على سمعته لأن الاعلام العالمي تطرق إلى هذا الموضوع”. ودعت القيادات إلى التركيز على الإصلاحات الاقتصادية الضرورية للمساعدة على الخروج من الأزمة الاقتصادية.

واستدعى وزير الخارجية ناصيف حتّي، السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، حيث سيلتقيها اليوم، لإبلاغها أنه وفق اتفاقية فيينا فانه لا يجوز لسفير أن يتدخل في الشؤون الداخلية لبلد آخر، ولا يجوز أن يتضمن كلامها تحريضاً للبنانيين على جزء آخر من اللبنانيين مشارك في السلطة.

وفيما اعتصم فريق “الثامن من آذار”، بالصمت، باستثناء “حزب الله” الذي رحب بقرار القاضي مازح، رفضت مصادر سيادية عبر “السياسة”، بشدة ما صدر عن قاضي الأمور المستعجلة، محملة “حزب الله المسؤولية كاملة عنه”، ومؤكدة أن “هذا القرار لا يساوي حتى الحبر الذي كتب به، ولن تكون له أي مفاعيل أخرى”.  وأشار القاضي محمد مازح إلى أنه لا يحق له منع السفيرة من الكلام، وقال: “أنا طلبت من وسائل الإعلام اللبنانية عدم استصراح السفيرة لمنع مشاكل قد تحصل جراء مواقفها”. وأوضح، “من باب منع أي فتنة قد تحصل أصدرت قرار منع استصراح السفيرة من قبل وسائل الإعلام اللبنانية، وأي سفير قد يسيء للسلم الأهلي سأمنع استصراحه من قبل وسائل الإعلام”. ولفت مازح إلى أن قراره قضائي وقانوني بامتياز”، وأضاف: “أي شخص لا يعجبه أي قرار قضائي فليعترض عليه قانونياً”.

وفي ردود الأفعال… اعتبر المستشار الديبلوماسي للرئيس سعد الحريري النائب السابق باسم الشاب، أن “ما صدر عن قاضي صور مثير للعجب والريبة”. وشدد الشاب، على “أنها مخالفة للدستور وخروج عن الأعراف وسابقة خطيرة على لبنان وعلاقاته الدولية وهذه الخفة لا تشبه بلدنا المعروف بقضائه الرصين وحرياته الإعلامية!”. وأكدت النائبة رولا الطبش، عضو كتلة “المستقبل” النيابية، أن “قرار القاضي مازح مفاجئ ويدحض كل البيانات التي تطالب بصون حرية الرأي والتعبير، وفيه الكثير من الشوائب على الصعيدين القانوني والديبلوماسي”، معتبرة أن “القضاء المسيس في لبنان يهدد الجميع من دون استثناء حتى أصحاب الحصانات والوسائل الإعلامية”.

ولفتت مفوضية الإعلام في “الحزب التقدمي الاشتراكي”، في بيان أن “إبداعات الغرف المظلمة لا تنفك تطلّ برأسها في بعض القضاء وبعض مؤسسات الدولة، وتسعى إلى تغيير وجه لبنان المتعدد المتنوع، وإلى قمع الحريات فيه بأشكال وأساليب مختلفة، آخرها حكم من زمن قرارات محاكم التفتيش يهدف إلى تقييد حرية الإعلام أسوة بمحاولات حرية التعبير عن الرأي وملاحقة الصحافيين والناشطين وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فهل ينطبق هذا القرار على تصريحات آخرين من سفراء ومسؤولين من هذا المحور أو ذلك؟”.ودعا الى “التصدي مع جميع الشرائح الحية لمحاولات التعدي على الحريات الإعلامية والعامة، لكي تبقى ميزة ديمقراطية الاختلاف تحت سقف القانون والمؤسسات مصانة فوق كل اعتبار”.

بدوره، أكد الوزير السابق أشرف ريفي، أنه “لم يسبق أن وصل لبنان لهذا الدرك من فقدان المكانة والهيبة، فقد اهتزت صورة الدولة، وحولتها المنظومة إلى رديف باهت للدويلة، لدرجة تكليف بعض القضاء بدور نيابة عن حزب السلاح وتجاوزاً لما تبقى من حكومة”.

وقال ريفي: “إنه الإفلاس، اعتذرت الدولة فتدخلت الدويلة فتراجعت الدولة عن الاعتذار، بئس هذه الدولة”.

من جهته، قال النائب السابق فارس سعيد: “لا غاز ولا بترول، لا مفاوضات منتجة مع صندوق النقد، لا حصّة في إعادة إعمار سورية، لا علاقة مع العالم العربي واشتباك مع أميركا”. وأضاف سعيد: “نعم لاستقالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ونعم لحكومة بدون حزب الله”.

وكذلك، قال رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، أنه “عندما تعتذر الحكومة اللبنانية من سفيرة الولايات المتحدة في بيروت، فهذا يعني أن حكومة حسان دياب وجدت بقرار قاضٍ خطأ جسيماً، وهذا يتطلب تدابير وإجراءات بحجم هذا الخطأ وبالتالي يبقى الاعتذار شكلياً وعليها تقصّي هوية الموجّه والمحرّض لمثل هكذا قرار”.وكشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة لـ “السياسة”، أن “قرار حزب الله من خلال ما صدر عن القاضي محمد مازح، وبما يشكله من مجموعة مخالفات لا تعد ولا تحصى، يشكل تهديدًا للبعثات الديبلوماسية في لبنان، بهدف دفعها إلى عدم توجيه الانتقادات لحزب الله والقوى الحليفة معه، والتي تتحمل قسطاً كبيراً من مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان”، مشددة على أن “ما صدر عن هذا القاضي يشكل سابقة في تاريخ لبنان، ومن شأنه الإساءة إلى صورة لبنان، ويفقد الثقة بمؤسساته القضائية والسياسية، عدا عن كونه اعتداء فاضحاً ومرفوضاً على حرية الرأي والكلمة الحرة”.

وأشارت إلى أن “هناك محاولات لأخذ لبنان إلى مزيد من الفوضى والارتباك، من خلال إغراقه في أزماته الاقتصادية والمعيشية، وفي ظل تساؤلات مشروعة عن أسباب غياب الحكومة عن اتخاذ الإجراءات الفاعلة، للحد من انزلاقه إلى الهاوية أكثر فأكثر”.

 

الانهيار يدق أبواب سويسرا الشرق… والجوع عنوان المرحلة المقبلة

واشنطن، عواصم – وكالات/28 حزيران/2020

 لبنان أو سويسرا الشرق كما هو مشهور عنه، مقبل على الانهيار والبؤس والجوع عنوان هذه المرحلة.. هذا ما كشفه تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، نقل عن مصادر مقربة استبعاد موافقة صندوق النقد الدولي على إقراضه، نظرا لفشل الحكومة في تقديم خطة إصلاح حقيقية وتزايد الانقسام السياسي. وذكر التقرير إن العملة اللبنانية بلغت مستويات منخفضة جديدة، مع تسارع الانهيار المالي والاقتصادي في البلاد، مما ينذر بمزيد من البؤس لملايين اللبنانيين الذين تبخرت قيمة مدخراتهم ورواتبهم، مضيفا أن الاحتجاجات الواسعة في الشوارع ضد الفساد والمحسوبية التي كانت السبب الرئيسي لمشاكل البلاد، ضاعفت من حدة الانحدار وشلّت الاقتصاد لأسابيع. ثم جاء الإغلاق الذي دام سبعة أسابيع لاحتواء الفيروس التاجي في وقت سابق من هذا العام، الأمر الذي زاد من الألم، ولم تفعل إعادة فتح البلاد، التي هي الآن على قدم وساق، سوى القليل لوقف ما يتحول بسرعة إلى انهيار اقتصادي كبير يهدد بزعزعة استقرار المنطقة المضطربة بالفعل. وتسعى الحكومة إلى اقتراض 10 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، لكن المحادثات التي بدأت في فبراير لم تتقدم بعد إلى ما بعد المراحل الأولية، وفقا لمسؤولين مطلعين قالوا “إن الإصلاحات التي وعدت بها الحكومة، غير عملية ولم تتحقق بسبب عدم وجود اتفاق سياسي”. وفي غياب مسار سياسي واضح في المستقبل، لا يوجد أدنى من قيمة الليرة اللبنانية، كما قال وزير المالية اللبناني السابق الذي يعمل الآن مستشارا ماليا مقيما في دبي ناصر السعيدي، حيث فقد المواطنون الثقة في النظام المصرفي وتحول البلاد إلى اقتصاد نقدي فقط، وبدأت بعض منافذ البيع بالتجزئة تقبل الدولار فقط والتي يصعب العثور عليه. وحرمت العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على سورية المجاورة ذلك البلد من الدولارات أيضاً، مما جعل لبنان الوجهة الرئيسية للسوريين الذين يسعون إلى تمويل الواردات هناك، مما زاد من الطلب على الدولار.

 

‏"النهار": "حزب الله" يورّط القضاء بقرار يتّسم بالخفّة!‏

النهار/28 حزيران/2020

الحكم الذي أصدره قاضي الأمور المستعجلة في صور يشكّل اول محاولة خطيرة ‏من جهة "حزب الله" لتوريط القضاء في صراع خارجي مع اميركا من جهة ومحاولة خطيرة ‏جدا ايضا لتكميم الاعلام والصحافة، وهو ايضا رسالة تهديد ضمنية للخارجية لحملها على ‏مواجهة السفارة الاميركية ، الامر انكشف من خلال تأييد تجمع المحامين في الحزب قرار ‏القاضي محمد مازح، وتصريح للنائب ابرهيم الموسوي بضرورة اتخاذ تدابير بحق السفيرة ‏الاميركية دوروتي شيا التي تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان وتهدد فريقا لبنانيا (حزب الله) . ‏لكن الجانب الإيجابي من هذه القضية تمثل في الرفض الفوري للحكومة عبر وزارة الاعلام ‏لخطوة القاضي كما الرفض السياسي والإعلامي الواسع لأي مس بحرية الإعلام تحت اي شعار. ‏يشار الى أن الحكم يخالف الاتفاقات والبروتوكولات الدولية الناظمة للعلاقات الديبلوماسية ‏وتجاوزا لعمل الخارجية اللبنانية التي سيتحرك وزيرها ناصيف حتي الاثنين للقيام بما يلزم وفق ‏القانون.

واذا كان القاضي مازح حاول ان يزيل الصبغة السياسية عن قراره المعجل في يوم عطلة، فان ‏مقدمتي اخبار قناتي "المنار" (حزب الله) و"او تي في" (التيار الوطني الحر)، اكدتا بما لا يقبل ‏الشك ان القرار سياسي بامتياز. وقد ادى القرار القضائي الى انقسام سياسي حاد في البلاد بعد ‏ايام عاى كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن لبنان دون التجرؤ على الرد عليه من ‏الذين يطالبون بملاحقة السفيرة الاميركية. واذا كانت واشنطن قادرة على الدفاع عن سفيرتها في ‏لبنان عبر ديبلوماسيتها الخارجية، فان السفيرة شيا لم تصمت بل ردت رافضة التعرض لحرية ‏التعبير وللحريات العامة. والاكثر خطورة في القرار هو تعرضه لحرية الاعلام في لبنان في ‏تجاوز فاضح لصلاحية قاضي الامور المستعجلة وللقضاء عموما.

وقد علقت السفيرة معتبرة في حديث لـ"النهار" أن مواقفها أو مواقف وزير الخارجية الأميركية ‏ربما تكون قد أزعجت بعض الأطراف، داعية الى "نقاش حضاري وحرّ والى الامتناع عن ‏التهديدات".

ورداً على سؤال "النهار" حول إمكانية وجود خلفية سياسية وراء القرار سيّما مع امتعاض بعض ‏الأطراف في الداخل، أجابت شيا "أحيلكم إلى الأطراف التي تقدّمت بالشكوى أو إلى القاضي الذي ‏أصدر القرار لسؤالهم ما إذا كانت هناك دوافع سياسية. في رأيي، إنه أمر مؤسف ويوجّه رسالة ‏مخيفة عن حرية التعبير. لكن لحسن الحظ، علمت من الحكومة اللبنانية أنه يُتوقّع القيام بخطوة ما ‏في هذا الصدد، وأعتقد أنه ستتم العودة عن القرار".

ورأت أن "الأهم هو أن تركّز السلطات على الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد اللبناني حالياً، ‏والأهم أيضاً هو أن يتمكن الشعب اللبناني من ممارسة حرية التعبير".

واعتبرت أنه "ربما أزعجت بعض المواقف التي صدرت عني أو عن وزير الخارجية الأميركي ‏أو مساعده، بعض الأشخاص، لكنني أدعو إلى نقاش حضاري وإلى الامتناع عن إطلاق ‏التهديدات والتحذيرات".

واثار القرار استنكارا في صفوف الديبلوماسية اللبنانية التي شدد عدد من اعضائها على ضرورة ‏التزام لبنان باتفاقية فيينا الديبلوماسية التي تمثل قاعدة التعامل مع ديبلوماسيي البلدان المعتمدة. ‏كما عبرّ عدد من رجال القانون عن بالغ استيائهم من القرار كونه يناقض احكام القانون الدولي ‏واصول المحاكمات.

وزيرة الإعلام عبد الصمد التي كانت اول المستنكرين قالت انه لا يحقّ للقاضي قانوناً أن يصدر ‏قراراً يمنع الإعلام من نقل تصريحات وهذا الأمر مكرّس في قانون المرئي والمسموع وحرية ‏الإعلام مصانة في القوانين وأي خرق مفترض بوزارة الإعلام هي التي تتحرك وتتخذ ‏القرارات. واعتبرت ان قرار القاضي مازح بحق الإعلام استباقي وهو غير مقبول.

وصرح الرئيس نجيب ميقاتي بالاتي: مستغرب جدا قرار قاضي الأمور المستعجلة في صور ‏بمنع السفيرة الأميركية من التصاريح الإعلامية ومنع وسائل الإعلام من استصراحها ويشكل ‏تجاوزا للدستور وتعديا على دور وزارة الخارجية وانتهاكا للمعاهدات الدولية واساءة للبنان ‏وللحرية الاعلامية والاخطر انه يقدم نموذجا واضحا لوضع القضاء.

وصرح المستشار الديبلوماسي للرئيس سعد الحريري باسم الشاب: "مثير للعجب والريبة ما صدر ‏عن قاضي الأمور المستعجلة في قضاء صور بشأن منع السفيرة الأميركية دوروثي شيا من ‏التصريح ومنع وسائل الإعلام من مقابلتها ونشر تصريحاتها. إنها مخالفة للدستور وخروج عن ‏الأعراف وسابقة خطيرة على لبنان وعلاقاته الدولية. هذه الخفة لا تشبه بلدنا المعروف بقضائه ‏الرصين وحرياته الإعلامية!".

وغرد الوزير السابق كميل أبو سليمان، عبر حسابه على "تويتر": "كان لبنان بغنى عن هذه ‏السقطة القضائية المتمثلة بقرار قاضي الأمور المستعجلة في صور. اتفاقية فيينا للعلاقات ‏الديبلوماسية تنص على أن الديبلوماسيين يتمتعون بحصانة جزائية ومدنية وإدارية إلا في حالات ‏محددة لا تنطبق هنا. إن كان القاضي لا يعلم بمضمون الاتفاقية مصيبة وإن كان يعلم فالمصيبة ‏أكبر".

واكد نقيب الصحافة عوني الكعكي "أن النقابة ترفض رفضاً قاطعاً اي قرار يقمع الحريات"، ‏لافتاً إلى "أن لبنان بلد الحريات، ويتميز عن كل العالم العربي ويتباهى بالحرية التي يملكها والتي ‏دفعنا ثمنها غالياً"، موضحاً "ان شهداء كبار ذهبوا في سبيل هذه الكلمة، ولسنا مستعدين، من ‏اجل قاض خطر على باله ان يمنع هذه الحرية، والتي ليست في الاصل من اختصاصه، للتنازل ‏عن حرية التعبير وهي بمثابة الاوكسيجين الذي نتنفسه وبدونه لا حياة للصحافة".

وشدد الكعكي على "ان هذا القرار هو اولاً من اختصاص محكمة المطبوعات، وثانيا إذا كان ‏هناك من شكوى فيجب أن تذهب الى وزارة الخارجية، ووزير الخارجية، يتصرّف، في حال ‏وجد أن هناك من ضرورة للتدخل ويعالج المواضيع" وختم: "لا دخل للقضاء في امور لا تعنيه، ‏نرفض اي تدخل من اي قضاء كان غير محكمة المطبوعات، اما ان يأتي قاض ويقرر فلا هو ‏ولا غيره يحق له ذلك ولا نقبل، هذا امر خطير".

وكان قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح اصدر القرار بـ "منع أي وسيلة إعلامية ‏لبنانية أو أجنبية تعمل على الأراضي اللبنانية، سواء كانت مرئية أم مسموعة أم مكتوبة أم ‏ألكترونية، من إجراء أي مقابلة مع السفيرة الأميركية (دوروثي شيا) أو إجراء أي حديث معها ‏لمدة سنة، تحت طائلة وقف الوسيلة الإعلامية المعنية، عن العمل لمدة مماثلة، في حال عدم ‏التقيد بهذا الأمر، وتحت طائلة إلزام الوسيلة الإعلامية المعنية بدفع مبلغ مائتي ألف دولار ‏أميركي كغرامة إكراهية في عدم الالتزام بمندرجات هذا الأمر.

 

الأزمات تلاحق اللبنانيين من الخبز إلى المحروقات/خبير اقتصادي: الوضع الصعب في لبنان بات يهدد بأعمال عنف

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

على وقع ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء والذي لامس أمس، عتبة الـ8000 ليرة للدولار مع عدم وجود أي بوادر توحي بإمكانيّة ضبطه، بات المواطن اللبناني ينتقل من أزمة إلى أخرى. فمع استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة واضطرار المواطنين في بعض المناطق للعودة إلى الشمع بسبب تقنين اشتراك المولدات إثر شحّ مادة المازوت، وبعد انقطاع الاتصالات الخلوية التابعة لشركة «تاتش» في الهرمل وقرى القضاء بسبب عدم توافر مادة المازوت لتشغيل محطات الإرسال، ظهرت أمس أزمة الخبز. وبين أزمة المحروقات وأزمة الخبز أزمات كثيرة تثقل كاهل المواطن، منها الارتفاع الجنوني للأسعار وفقدان أدوية الأمراض المزمنة من الأسواق واتجاه التجار إلى إغلاق محالهم والتوقف عن البيع. «يبدو أنّ قدرنا أن نقف بالصف ونذلّ لشراء حاجياتنا الأساسية» تقول إحدى السيدات وهي تنتظر شراء ربطة الخبز من أحد أفران بيروت، مضيفة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «منذ يومين وقفنا بالصف لتأمين البنزين واليوم نقف من أجل الخبز وغيرنا يقف من أجل الحصول على الدولار، تماما كما كنّا نفعل أيام الحرب». رحلة الحصول على ربطة الخبز لم تكن سهلة بالنسبة للعديد من المواطنين ولهذه السيدة كما تقول، فهي سألت في أكثر من خمسة محال وفرنين حتى وجدت ضالتها أخيراً، وفي هذا الإطار تقول: «تطلّب الحصول على ربطة الخبز ساعة كاملة، بين الانتقال من منطقة إلى أخرى وانتظار دوري هنا، غيري انتظر أكثر». المشكلة ليست بتأمين الخبز فقط بل بتأمين كلّ شيء، يقول أحد المواطنين وهو يشتري حاجياته من دكان صغير، مضيفاً أنّ «الأسعار باتت كالبورصة تتغيّر كلّ ساعة، وطبعاً في ارتفاع مستمر، فكيلو الأرز المصري الذي كان أجوده بـ1500 ليرة بات اليوم النوع السيئ منه بـ3500، أما علبة الجبنة المبسترة التي كانت بـ2500 باتت بحدود الـ12 ألفاً». شكاوى المواطنين متشابهة. فهم يتحدثون عن غلاء فاحش في أسعار السلع، ذلك أن كلّ شيء يسعّر على أساس سعر الدولار، ما دفع المواطنين لتقنين استهلاك اللحم الأحمر والتعويض عنه بالدجاج، واعتماد آلية جديدة للتسوق وهي الذهاب إلى أكثر من محل للاطلاع على الأسعار ومن ثمّ شراء الأرخص من كلّ محل. إزاء هذا الواقع تعمد الدولة إلى اتخاذ إجراءات محدودة منها على سبيل المثال إيجاد سلة غذائية مدعومة وتحديد سعر الصرف لاستيراد اللحم وخلق منصة تنظّم عمل الصرافين، إلّا أنّ هذه الإجراءات لا ترتقي إلى مصاف الحلول، حسب الخبير الاقتصادي إيلي يشوعي، الذي شبّه الإجراءات المجتزأة بإعطاء مريض بحال حرجة نصف حبة بانادول. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» استغرب يشوعي طريقة تعامل الحكومة مع الأزمات، ولا سيما الحديث عن رفع الدعم عن المحروقات بحجة التهريب، معتبراً أن رفع الدعم ليس حلاً وأنّ اعتماد قسائم للفقراء سيخلق سوقاً سوداء عدا المحسوبيات والأحزاب التي ستتحكم بتوزيع هذه القسائم تماماً كما تُدار كل الأمور في لبنان. وطالب يشوعي بضبط الحدود البحرية والبرية والجوية، بدلاً من التفكير برفع الدعم قائلاً: «فلينتشر الجيش على الحدود، ويمنع التهريب عبر الحدود البرية، وليمسك بالمرافئ وتحديداً مرفأ بيروت ويمنع التهرب من دفع الضرائب الجمركية، وكذلك المطار، ويعيد الأموال المهدرة المغيبة للخزينة». وأضاف أنّ «الحكومة الجديدة لم تبدأ بطريقة صحيحة»، فبدلاً من التفكير بطرق «تضخ رساميل بالعملة الأجنبية لا تكون على شكل ديون وتخفيض الإنفاق الإداري وإقرار موازنات من دون عجز ووضع سياسات للدين العام، عمدت إلى إعلان إفلاس لبنان». واعتبر يشوعي أنّ لبنان بات «مفتوحاً على كل الاحتمالات ذات الطابع العنفي»، لأنه «لا يمكن قمع الجوع والعوز لمدة طويلة».

 

تعرض منزل المحامي مجد حرب للخلع

مواقع الأكترونية/28 حزيران/2020

اشارت مصادر أمنية الى ان مجهولين اقدموا مساء أمس على خلع منزل المحامي مجد بطرس حرب في الحازمية. وفور اكتشاف الامر تقدم المحامي حرب بشكوى أمام النيابة العامة في بعبدا ضد مجهول لمعرفة ملابسات الحادث خصوصا انه لم يتم سرقة اي من محتويات المنزل.

ولفتت المصادر الى ان حرب لم يكن داخل منزله. وعلم ان النيابة العامة وضعت يدها على الملف وباشرت تحقيقاتها وكلفت الادلة الجنائية والمعلومات باجراء التحقيقات ورفع البصمات لاكتشاف الفاعل. يذكر ان المحامي حرب كان قد تقدم بإخبار الى النيابة العامة المالية منذ أقل من أسبوع عن التهرب الضريبي والجمركي وتبييض الاموال الذي يمارسه حزب الله.

 

بيان لـ"مصرف لبنان".. ماذا فيه؟

مواقع الأكترونية/28 حزيران/2020

أصدر مصرف لبنان بياناً، أوضح فيه أن "بعض وسائل الأعلام تناولت خبر ومفاده انه يمنع ادخال عبر مطار بيروت الدولي مبالغ تفوق ال2000$". وأكَّد مصرف لبنان أن " هذا الخبر عار عن الصحة تماماً وهو جزء من الحملة التي تشنها بعض الجهات لزعزعة الأستقرار النقدي".

 

"الحكومة عمدت إلى إعلان إفلاس لبنان"

مواقع الأكترونية/28 حزيران/2020

اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور إيلي يشوعي، أن "الإجراءات المحدودة التي تتخذها الدولة للحد من الأزمة الخانقة التي يعيشها اللبنانيون كإيجاد سلة غذائية مدعومة وتحديد سعر الصرف لاستيراد اللحم وخلق منصة تنظّم عمل الصرافين لا ترتقي إلى مصاف الحلول"، مشبهًا "الإجراءات المجتزأة بإعطاء مريض بحالٍ حرجة نصف حبة panadol". وفي حديثٍ إلى الكاتبة إيناس شري لـ"الشرق الأوسط"، استغرب يشوعي طريقة تعامل الحكومة مع الأزمات، ولا سيما الحديث عن رفع الدعم عن المحروقات بحجة التهريب، معتبراً أن "رفع الدعم ليس حلاً وأنّ اعتماد قسائم للفقراء سيخلق سوقاً سوداء عدا المحسوبيات والأحزاب التي ستتحكم بتوزيع هذه القسائم تماماً كما تُدار كل الأمور في لبنان". وطالب يشوعي بـ"ضبط الحدود البحرية والبرية والجوية، بدلاً من التفكير برفع الدعم"، قائلاً: "فلينتشر الجيش على الحدود، ويمنع التهريب عبر الحدود البرية، وليمسك بالمرافئ وتحديداً مرفأ بيروت ويمنع التهرب من دفع الضرائب الجمركية، وكذلك المطار، ويعيد الأموال المهدرة المغيبة للخزينة". وأشار إلى أنّ "الحكومة الجديدة لم تبدأ بطريقة صحيحة"، فبدلاً من التفكير بطرق تضخ رساميل بالعملة الأجنبية لا تكون على شكل ديون وتخفيض الإنفاق الإداري وإقرار موازنات من دون عجز ووضع سياسات للدين العام، عمدت إلى إعلان إفلاس لبنان".

وختم معتبرًا أنّ "لبنان بات مفتوحاً على كل الاحتمالات ذات الطابع العنفي، لأنه لا يمكن قمع الجوع والعوز لمدة طويلة".

 

توضيح لما يتم تداوله حول تعرض موكب دولة الرئيس سعد الحريري لحادث أمني اثناء تواجده في منطقة البقاع

مواقع الأكترونية/28 حزيران/2020

صدر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة

البلاغ التالي: تعليقاً على ما يتم تداوله عن تعرض موكب دولة الرئيس سعد الحريري لحادث أمني اثناء تواجده في منطقة البقاع بتاريخ ١٧-6-2020 ومنعاً للتأويل والتحليلات المختلفة، يهم المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ان توضح ما يلي:

اولاً: بتاريخ 17 الجاري، وتزامنا مع تواجد دولة الرئيس سعد الحريري في منطقة البقاع الأوسط، شاهد أحد المواطنين انفجار جسم غريب في الجو وسقوطه على الارض فعمد الى الابلاغ عن ذلك.

ثانياً: بناء عليه، تم اتخاذ الاجراءات العملانية المباشرة بحيث بدأت شعبة المعلومات التحقيقات بإشراف القضاء المختص وبسرية تامة حرصاً على عدم استغلال الحادث بسبب الاوضاع السائدة في البلاد، كونه قد تبين ان موكب دولة الرئيس سعد الحريري لم يتعرض لأي حادث مباشر اثناء تواجده في المنطقة التي كان يقوم بزيارتها.

ثالثاً: منذ تاريخ حصول الحادث ما زالت التحقيقات مستمرة وبسرية تامة توصلاً لبيان جميع المعطيات المحيطة بما جرى في المنطقة في ذلك الحين.

رابعاً: تطلب هذه المديرية من وسائل الاعلام توخي الدقة والحذر وعدم تبني اي روايات قبل التوصل الى نتائج نهائية في التحقيقات.

 

بيان من مكتب الحريري حوا رواية تعرضه لصاروخ

مواقع الأكترونية/28 حزيران/2020

صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري مايلي: تعليقا على ما اوردته قناة الحدث بشأن زيارة الرئيس الحريري الى البقاع قبل ١١ يوما: ان المعلومات التي وردت في التقرير صحيحة اجمالا، الا انه ومنعا للتأويل الجاري خصوصا على منصات التواصل الاجتماعي، يهم المكتب الاعلامي ان يوضح ما يلي:

لقد تبلغ الرئيس الحريري من الاجهزة الامنية المعنية بحصول انفجار في المنطقة في اليوم نفسه، الا انه بما ان الموكب لم يتعرض لاي اعتداء، ومنعا لاي استغلال في ظل التشنج السائد، كان قراره التكتم على الامر وانتظار نتائج تحقيقات الاجهزة الامنية المختصة.

 

علوش للـ"النشرة": بحال صح خبر استهداف الحريري فنحن نستبعد تورط حزب الله لان الحزب يغتال بدقة ولا يوجه رسائل

مواقع الأكترونية/28 حزيران/2020

أكد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، في حديث للـ"النشرة" انه "لا يوجد حتى الساعة اي معلومات اضافية عن ما نقلته قناة "الحدث"عن محاولة اغتيال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر انفجار صاروخ بالقرب من موكبه خلال زيارته الاخيرة للبقاع"، موضحاً انه "اذا كانت معلومات عملية الاغتيال صحيحة فنحن نستبعد ان يكون "حزب الله "هو من يقف خلفها لأن الحزب ينفذ العمليات بدقة كما اغتال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ولا يوجه هكذا رسائل"، داعيا لترك التحقيقات تأخذ مجراها

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كوفيد ـ 19»... 10 ملايين إصابة ونصف مليون وفاة حول العالم

الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

تجاوز عدد إصابات «كوفيد - 19» عبر العالم عتبة 10 ملايين خلال ستة أشهر، وتسبب في وفاة قرابة نصف مليون شخص. ترسم هذه الأرقام صورة قاتمة، تتعارض مع مشاهد العودة للحياة الطبيعية في دول أوروبية، بمقاهيها الممتلئة وشواطئها المكتظة ومطاراتها التي تستعيد حيويتها شيئا فشيئا، رغم التحذيرات الصحية المتواترة من خطر ظهور بؤر جديدة. وفيما تخرج أوروبا من سبات استمر ثلاثة أشهر، يخشى ملايين الأميركيين في جنوب وغرب البلاد من العودة إلى سيناريو الإغلاق بعدما كانوا سبّاقين إلى استئناف أنشطتهم التجارية والاقتصادية المعتادة. وتزامنا مع تسارع وتيرة الإصابات العالمية، التي قفزت من 9 ملايين إلى 10 في أقل من أسبوع وفق موقع «وورلد ميتر» الإحصائي، ضاعفت المختبرات وشركات الأدوية، مدعومة من المجتمع الدولي، جهودها للتوصل إلى لقاح أو علاج فعال ضد الوباء. واعتمدت دول العالم بروتوكولات علاجية توصلت إليها الأبحاث في فترات قياسية، نجحت في تخفيض مستوى الوفيات جراء الإصابة وتحسين فرص التعافي.

 

سورية: إسرائيل تقتل 6 من ميليشيات إيران و”الحرس” يفتتح معسكراً

طهران أعادت نشر مقاتليها في ديرالزور واعتقلت 4 متعاونين... و"قسد" سيطرت على مبانٍ حكومية في الحسكة

دمشق – وكالات: قتل ستة من عناصر ميليشيات موالية لإيران، بينهم أربعة سوريين، لقوا حتفهم جراء غارات إسرائيلية استهدفت قرية العباس بريف مدينة البوكمال شرق دير الزور، فيما أعلن “الحرس الثوري” الإيراني عن افتتاح معسكر جديد له في المدينة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ليل أول من أمس، بأن طائرات يعتقد أنها اسرائيلية استهدفت “مواقع لقوات النظام والميليشيات الإيرانية”. وأكد، “استنفاراً كبيراً” للفصائل الموالية لإيران في محافظة ديرالزور، خصوصاً في البوكمال، عقب تلك الغارات، مشيراً إلى أن تلك الفصائل شنت حملة أمنية واعتقلت أربعة على الأقل من عناصرها ومتعاونين معها بتهمة التخابر لصالح إسرائيل.وذكر، أن الفصائل المدعومة من إيران تعمل على إعادة الانتشار في ريف دير الزور الشرقي وتحصين مواقعها في المنطقة. من جهته، ذكر موقع “جيروساليم بوست” الإسرائيلي، نقلا عن مصادر مطلعة قولها، إن “غارة جوية إسرائيلية” استهدفت مواقع عسكرية في البوكمال السورية بعد ساعات فقط من وصول قائد “فيلق القدس”، التابع لـ “الحرس الثوري” إسماعيل قآني، إلى الموقع. وكانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت في وقت سابق، أن قآني زار أخيراً، منطقة البوكمال في شرق سورية. ونقلت عن قآني قوله، إنه “انطلاقاً من أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يقفان خلف تنظيم داعش، فيمكن الجزم بأن مؤامراتهما لم تنته بعد”. وأكد، أنه “سيكمل مسيرة الشهداء والشهيد سليماني”، في إشارة إلى قائد “فيلق القدس” السابق، الجنرال قاسم سليماني. في سياق متصل، أفاد نشطاء سوريون بافتتاح “الحرس الثوري” معسكراً جديداً في البوكمال. وذكر موقع “فرات بوست” السوري المعارض، أن المعسكر الجديد مخصص للمنتسبين الجدد في الفصائل المدعومة إيرانياً في المنطقة، وهم من السكان المحليين الذين أتيحت لهم العودة بعد سنوات من نزوحهم من المنطقة بسبب الحرب. من ناحية ثانية، سيطرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بقوة السلاح، أول من أمس، على عدد من المباني والمؤسسات والمقار الحكومية في مدينة الحسكة، وطردت العاملين منها وأقفلت أبوابها، ووضعت حراساً عليها. من جانبها، اتهمت وكالة أنباء النظام “سانا”، “قسد”، بـ “تنفيذ أوامر وتعليمات مشغليها من الجيش الأميركي بهدف تحويل المنطقة إلى عسكرية، حيث رفعت العلم الأميركي على مقر فرع المرور سابقاً بعد أن تم إحداث مهبط للحوامات سابقاً ووضعه بالاستخدام”.

إلى ذلك، يستمر التوتر في القطاع الشرقي من ريف درعا، عقب الأحداث التي تشهدها المنطقة أخيراً، من مناوشات بين قوات النظام السوري، و”الفيلق الخامس” الذي أنشأته روسيا، سيما أحداث أول من أمس، التي أدت إلى مقتل خمسة عناصر من قوات النظام واثنين من “الفيلق الخامس”، بالإضافة لطرد عناصر النظام من الريف الشرقي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن وفداً روسياً رفيعاً وصل أمس، إلى مدينة بصرى الشام شرق درعا برفقة وفد من النظام السوري، وذلك بغية البحث بتطورات المنطقة وتهدئة الأوضاع وإيجاد حل لها.

وتشهد قرى وبلدات في ريف درعا استنفاراً أمنياً في كل من صيدا وكحيل بعد طرد حواجز قوات النظام منها، كما استنفرت قوات “الفيلق الخامس” في قرى وبلدات الجيزة والسهوة والكرك وأم ولد وبصرى الشام ونصيب وأم المياذن والطيبة في ريف درعا.

وأشار “المرصد”، إلى أن القوات الروسية عمدت أمس، إلى إنزال العلم الروسي من أعلى قاعدة عين عيسى العسكرية بريف الرقة الشمالي، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن الأسباب فيما إذا كان لدى الروس نية بالانسحاب من المنطقة هناك أو هناك أسباب أخرى.

على صعيد متصل، أبلغت مصادر المرصد السوري، أن عدداً من أهالي عين عيسى نزحوا منها أمس، بعد تواتر أنباء عن نية الفصائل الموالية للحكومة التركية بشن هجوم على البلدة مطلع يوليو المقبل.

 

المرصد»: مقتل 6 من عناصر ميليشيات موالية لإيران بغارة جوية شرق سوريا

بيروت/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم (الأحد)، مقتل ستة من عناصر ميليشيات موالية لإيران قتلوا في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق في غارات جوية استهدفت عصر السبت مواقعهم ومواقع لقوات النظام التي يدعمونها. وقال المرصد، إنّ «ستّة عناصر من الميليشيات الموالية لإيران، بينهم 4 من الجنسية السورية، قتلوا جرّاء الغارات التي يُعتقد أنها اسرائيلية، استهدفت مواقع قوات النظام والميليشيات الإيرانية في قرية العباس بريف مدينة البوكمال شرق دير الزور». وتأتي هذه الغارات بعيد أيام من مقتل جنديين سوريين وخمسة مقاتلين موالين للنظام السوري في ضربات إسرائيلية استهدفت جنوب سوريا وشرقها مساء الثلاثاء، وفق المرصد. وفي 4 يونيو (حزيران) قُتل ما لا يقلّ عن تسعة عناصر موالين للنظام السوري، بينهم أربعة سوريّين، في غارات للجيش الإسرائيلي على وسط سوريا، في منطقة يُسيطر عليها الجيش السوري وقوّات إيرانيّة، بحسب المرصد. وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذها غارات في سوريا، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011، تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

 

ترقب وحذر في بغداد بعد اعتقال عناصر من «كتائب حزب الله»

مسؤول «العصائب» يحذّر الكاظمي من فوضى ويطالبه بـ«التغاضي» عن قصف الأميركيين

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

تشهد العاصمة العراقية بغداد أجواء ترقب وحذر شديدين بعد إقدام الحكومة العراقية، فجر أول من أمس، على مداهمة مقر لـ«كتائب حزب الله» الموالية لإيران واعتقال 14 عنصرا، ضمنهم خبير إيراني في تصنيع الصواريخ كما ترجح كثير من المصادر.

وتميل اتجاهات المراقبين في بغداد إلى إمكانية تفجر الصراع في الأيام المقبلة بين الحكومة والقوى المؤيدة لها، وبين الفصائل المسلحة و«خلايا الكاتيوشا»، خاصة بعد التصعيد الكلامي الذي ينتهجه هذه الأيام ما يسمى «محور المقاومة» ضد حكومة مصطفى الكاظمي، حتى أن أمين عام «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي طالب رئيس الوزراء علنا بـ«التغليس» عن قصف المصالح الأميركية والمصالح الغربية. وانعكس التوتر الحاد بين الحكومة والفصائل المسلحة، عقب مداهمة فجر الجمعة لمقر «كتائب حزب الله» على شكل جدالات واتهامات متبادلة كانت ساحتها مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وفيما أطلق مؤيدو الحكومة هاشتاك «حزب الله طلع بوخه (ليس كما يدعي من القوة)» رد عليهم الموالون لجماعات الفصائل بهاشتاك مماثل استهدف رئيس الوزراء الكاظمي. وباستثناء البيان الذي صدر، أمس، عن قيادة العمليات المشتركة وكشف عن تشكيل لجنة تحقيق تديرها مديرية الاستخبارات للتحقيق مع العناصر التي ألقي القبض عليها، لم يصدر عن الحكومة العراقية أو «كتائب حزب الله» أي بيانات إضافية بشأن ما حدث فجر الجمعة. غير أن زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي وجه (مساء الجمعة) رسالة متلفزة إلى رئيس الوزراء طالبه فيه بـ«التغليس» (التغاضى) عن قصف السفارة الأميركية والمواقع العسكرية بصواريخ الكاتيوشا لأن ذلك «لم يحصل في تأريخ الحكومات السابقة، وإن كانوا يريدون ذلك، لكنهم لم يستطيعوا، وكان الجميع (رؤساء الوزراء) لا يعتبرون في قرارات أنفسهم أن ذلك (عمليات القصف) خطأ، وكان الجميع (يغلس)». وقال الخزعلي موجها كلامه إلى رئيس الوزراء «لا تنخرط في هكذا مواضيع، لأنها ليست بحجم حكومتك». وأضاف أن «القصف الصاروخي الذي يستهدف مطار بغداد والمنطقة الخضراء ليس موجهاً ضد العراق أو العراقيين، بل أهداف أميركية في تلك المنشآت، وأن من حق وواجب فصائل المقاومة أن تقاوم المحتلين وفقاً للشرائع السماوية والقوانين». وأشار الخزعلي إلى أن «اعتقال عناصر من الحشد من قبل مكافحة الإرهاب يعد فوضى عارمة»، واصفا مداهمة مقر «كتائب حزب الله» بأنه «حدث خطير». وتابع: «لا رئيس الوزراء ولا غيره يستطيع الوقوف بوجه أبناء الحشد الشعبي المطالبين بالسيادة، وأن جهاز مكافحة الإرهاب جهاز وطني قاتل إلى جنب الحشد الشعبي ضد الإرهاب، وكان يفترض معالجة هذا الأمر من قبل رئيس هيئة الحشد».

كلمة الخزعلي الذي يملك فصيله 15 نائباً في البرلمان رسمت، بحسب بعض المراقبين، شكل العلاقة المتوترة والمحتملة اللاحقة بين رئيس الحكومة والاتجاه الولائي وما يسمى «محور المقاومة» في الأيام المقبلة واستمرار تواصل الصدامات بين الجانبين. وذلك ما يتوقعه الخبير في الجماعات المسلحة هشام الهاشمي الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» «من الواضح أن خلايا الكاتيوشا مرتبطة بمحور (المقاومة الإسلامية) وقد شهدت هذه الجماعات سلسلة من التحولات في الأشهر الأخيرة، بدأت بالتمرد على الدولة ثم تحديها وانتهت بمواجهتها». ويضيف أن «مرحلة التمرد بدأت مطلع السنة الحالية وعقب مقتل قائد فيلق «القدس» الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس، ثم تطورت الأمور عبر هجمات مباشرة في الأشهر اللاحقة واليوم نشهد مواجهة حقيقية بين الحكومة والفصائل المسلحة غذتها قصة الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن». ويؤكد الهاشمي أن «العملية الأخيرة للحكومة جاءت لتحبط عملية واسعة بنحو 23 صاروخا كانت تستهدف المنطقة الخضراء وبعض المعسكرات كانت خلايا الكاتيوشا تعد لتنفيذها هذه الأيام لكنها أحبطت فجر الجمعة». ويعتقد أن «ما تقوم به الحكومة اليوم يمثل ردعا مؤقتا لخلايا الكاتيوشا، وقد أشار إلى ذلك قيس الخزعلي وذكر أنه لن يسمح لأحد بإيقاف تلك الخلايا وطالب الحكومة علنا بـ(التغليس)». أما رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري، فيرى أن «المواجهة الحالية التي تخوضها الحكومة مرتبطة بالتهديدات التي مثلتها صواريخ الكاتيوشا على الأمن الوطني والمصالح الغريبة في العراق، وهي تهديدات لها آثارها السلبية على صورة العراق الخارجية وعدم قدرته على ضبط أمنه، إلى جانب أنها تقوض صورة رئيس الوزراء في إطار مساعيه لحصر السلاح المنفلت بيد الدولة». ويقول الشمري لـ«الشرق الأوسط»: «أتصور أن الهجمات لن تتوقف، خاصة أن الفصائل المسلحة باتت تصعد من خطابها بشكل كبير وقد نشهد استهدافات للمصالح الأميركية. في الأيام المقبلة}.

كجزء من سياق إظهار القوة لهذه الفصائل وحتى تثبت أنها فاعلة وغير متأثرة بإجراءات حكومة الكاظمي». ويضيف: «حتى مع استمرار الفصائل بأعمالها، لكن الأمر بتقديري يرتبط بإدارة الكاظمي وإصراره على حصر السلاح بيد الدولة، وهذا بكل تأكيد ستترتب عليه تحديات صعبة وكبيرة، خاصة أن الفصائل المسلحة لديها أجنحتها السياسية داخل البرلمان ويمكن أن تعيق عمل الحكومة».

 

العراق: معتقلو “حزب الله” إلى القضاء والتحالف: لم نشارك بتوقيفهم ,التوغل التركي تسبب بأزمة إنسانية في قرى دهوك بإقليم كردستان... واعتقال 9 "دواعش"

بغداد – وكالات/28 حزيران/2020

لا تزال أنظار الشارع العراقي مشدودة لتطورات قضية اعتقال عناصر من “كتائب حزب الله”، على خلفية إطلاق صواريخ باتجاه قواعد أميركية ومرافئ حكومية، فيما نفى التحالف الدولي أي مشاركة له في مداهمة مقر هذه الكتائب. ووسط التهديد والوعيد من قبل فصائل عراقية موالية لإيران، سيما “حركة النجباء”، وورود معلومات عن ضغوطات ومساع من أجل إطلاق سراح المعتقلين الـ14، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى رسول، ليل أول من أمس، أن المعتقلين ما زالوا قيد التوقيف، وتم تحويلهم إلى الجهات القضائية المختصة. وشدد على أن القوى الأمنية تعمل على فرض هيبة الدولة وفقاً للدستور، مؤكداً أن رؤية القائد العام مصطفى الكاظمي هي حصر السلاح بيد الدولة. وأوضح، أن القوى الأمنية تعاملت وفق الأصول مع سيارات المسلحين التي ظهرت في بغداد، وهي تجوب حول مقرات في المنطقة الخضراء، واصفاً عملية “الدورة” بأنها استباقية هدفها حفظ هيبة الدولة، ومؤكداً أنها عراقية التخطيط والتنفيذ وغير ذلك ليس صحيحاً. في غضون ذلك، أعلن مصدر أمني، إطلاق سراح ستة عناصر من “كتائب حزب الله”، لعدم لعدم ثبوت تورطهم بعمليات القصف”، مضيفاً “بقي سبعة عناصر من الكتائب قيد التحقيق”.

وفي سياق متصل، نفى التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، صحة مزاعم مشاركته في عملية مداهمة مقر ميليشيات “حزب الله” العراقي جنوب بغداد. وقال المتحدث بقاسم التحالف العقيد مايلز كاغينز، إن “قوات التحالف في العراق هي تحت الحماية العراقية”، مشدداً على أن الحكومة العراقية هي فقط التي تصدر القرارات، ولا دخل للقوات الأميركية أو قوات التحالف بذلك. على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية فؤاد حسين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأرميني زوهراب مناتساكانيان، أول من أمس، أن الجماعات الإرهابية تسعى لإثارة المشاكل، وزعزعة النظام في منطقة الشرق الأوسط، ما يقتضي التصدي لهذا التهديد الذي يؤثر في المنطقة برمتها. وقال، إن العراق متنوع القوميات، وأن المجتمع الأرميني جزء فعال من المجتمع العراقي، مشدداً على ضرورة التواصل فيما يخص تفعيل التجارة، وتطلع العراق لرفع حجمها في إطار تحقيق المصالح المشتركة، مبدِياً استعداد الحكومة للتباحث مع الجانب الأرميني في المجال الأمني.

ودعا، الجانب الأرميني وجميع الدول الصديقة إلى التعاون في مجال تعزيز مبدأ الحوار في معالجة المشاكل، واحترام قرارات مجلس الأمن والاتفاقات الدولية. من ناحية ثانية، تسبب القصف التركي على القرى الحدودية شمال محافظة دهوك بإقليم كردستان بخسائر مادية كبيرة، بالإضافة إلى تهجير عدد من القرى الكردية. وقال سكان المناطقِ الحدودية إن القصفَ أجبرهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم. واحتلت القوات التركية جبل خامتير الحدودي الستراتيجي شرق مدينة زاخو، وذلك بعد قصف وقتال لأيام عدة، مع “حزب العمال الكردستاني”.

إلى ذلك، كشفت وزارة الداخلية أول من أمس، أنها ألقت القبض على تسعة من عناصر تنظيم “داعش” بمناطق متفرقة من محافظة نينوى، فيما تم اعتقال قيادياً في التنظيم شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالي.

وفي الموصل، أعلنت القوات العراقية، أمس، تطهير مناطق شاسعة من مخلفات “داعش” في منطقة الموصل القديمة. وذكرت، أن “عملية التطهير شملت رفع 58 حزاماً ناسفاً و52 رمانة يدوية مختلفة الأنواع 12 صاعق تالف، و36 مخزن عتاد، وستة صواريخ قاذفة وغيرها.

 

بريطانيا لحل الميليشيات في العراق

بغداد – وكالات/28 حزيران/2020

 دعت بريطانيا، إلى معالجة المشاكل الأمنية في العراق، معتبرة أنه لا يمكن أن يشهد العراق ازدهاراً اقتصادياً وتنموياً في ظل بقاء الجماعات المسلحة خارج سيطرة الدولة. وقال السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي، على حسابه بموقع “تويتر” إنه “لا يمكن التغلب على التحديات الاقتصادية التي تواجه أي دولة من دون معالجة المشاكل الأمنية أيضاً”، مضيفا أنه “طالما هناك انعدام للأمن وتواجد للجماعات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة، لن يتوافر الاستثمار ولا فرص العمل والنمو الذي يستحقه العراقيون.” وكانت قيادة العمليات المشتركة أوضحت أن الأجهزة الأمنية رصدت مخططاً لاستهداف مقرات حكومية، مشيرة إلى اعتقال 14 شخصاً من مقر “كتائب حزب الله” وضبط قواعد لإطلاق صواريخ.

 

الكاظمي يترأس اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الوطني

بغداد – وكالات/28 حزيران/2020

 ترأس رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الوطني، بهدف مناقشة أزمة فيروس “كورونا”، وكيفية مواجهتها. وذكرت وكالة الأنباء العراقية “واع”، ليل أول من أمس، أن “مجلس الوزراء ثمن دور الجيش الأبيض، لتفانيهم في تقديم الخدمة الطبية للمرضى المصابين، وبشجاعتهم في القيام بدورهم الإنساني النبيل من أجل حماية الأمن الصحي للمجتمع العراقي”. وأضافت، إن مجلس الوزراء ناقش جملة من القضايا والإجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة “كورونا”، بما يضمن سلامة المواطنين وتقديم أفضل الخدمات للمصابين. وأشارت، إلى أن الكاظمي طالب وزارة الصحة بإصدار تعليمات تتضمن بروتوكولات لدخول المرضى المصابين بـ “كورونا” إلى المستشفيات، وكذلك تعليمات تتعلق بمراجعة المواطنين إلى المؤسسات الصحية، بما يكفل حمايتهم من التعرض للإصابة بالفيروس. وكلف وزارة الصحة، وبالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، بتوجيه الدعوة لطلبة كليات الطب في جامعات العراق كافة، للمرحلتين الخامسة والسادسة، الراغبين بالتطوع للعمل في المستشفيات، بهدف دعم الجيش الأبيض في المستشفيات وتعزيز المشاركة المجتمعية في مواجهة جائحة “كورونا”. وناشد، المواطنين كافة بضرورة الالتزام بالإرشادات الوقائية، من أجل الحفاظ على سلامتهم، وحماية المجتمع من خطر “كورونا”، مشدداً على توفير الحماية الكاملة للجيش الأبيض من أي اعتداءات.

 

السراج وكونتي: حل الأزمة الليبية «لن يكون عسكرياً»/مسؤول في «الجيش الوطني» يكشف عن جهود إقليمية ودولية لمنع نشوب معركة سرت

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

دعا فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» الليبية، ورئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، خلال لقائهما أمس في روما، «الجميع للعمل من خلال مسار سياسي يحقق الاستقرار، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي ومخرجات مؤتمر برلين»، وأكدا أن حل الأزمة الليبية «لن يكون عسكرياً».

يأتي ذلك، فيما كشف مسؤول عسكري بارز في «الجيش الوطني» النقاب لـ«الشرق الأوسط» عما وصفه بجهود دولية وإقليمية لمنع نشوب معركة حول مدينة سرت الساحلية بين قوات الجيش والميليشيات الموالية لحكومة السراج، معتبرا أن الطريق بات مفتوحا إلى المفاوضات. وفي غضون ذلك هيمن ملف النفط على الوضع السياسي والعسكري في ليبيا، أمس، حيث تصاعدت المطالب الدولية والغربية بإعادة فتح حقول النفط المغلقة. ونفى المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، ما يشاع عن «انسحاب قوات الجيش» من سرت، مؤكدا أنه «حتى الآن لا انسحاب... وتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وضعت النقاط فوق الحروف». في إشارة إلى إعلان السيسي أن مدينتي سرت والجفرة خط أحمر للأمن القومي المصري. وأضاف المسؤول ذاته موضحا: «يتعرض المشير حفتر لضغوط للجلوس إلى طاولة مفاوضات بضمانات أميركية وروسية وغربية»، دون أن يفصح عن المزيد من التفاصيل. لكنه أوضح أن التهديدات العلنية المتبادلة بالحرب، «تعبير مؤقت عن إخفاق محدد في مسار المفاوضات التي تجري حاليا، وفي نهاية المطاف ثمة تسوية سياسية ستطرح للنقاش».

وجدد السراج، الذي بدأ زيارة مفاجئة إلى إيطاليا أمس، مع رئيس حكومتها جوزيبي كونتي، التأكيد على أن «حل الأزمة الليبية لا يمكن أن يكون عسكرياً»، وأن على الجميع «العمل من خلال مسار سياسي يحقق الاستقرار، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي ومخرجات مؤتمر برلين».

وبحسب بيان أصدره مكتب السراج، فقد اتفق الطرفان على تشكيل لجنة لمتابعة عودة الشركات الإيطالية لاستئناف نشاطها في ليبيا، واستمرار مساهمة إيطاليا في عمليات نزع الألغام التي بدأت منذ أيام.

وناقش السراج خلال اجتماع لاحق، عقده في روما مع رئيسة البعثة الأممية بالإنابة ستيفاني ويليامز، ضرورة رفع الإغلاق عن المواقع النفطية، واستئناف إنتاج النفط تحت إشراف مؤسسة النفط، الموالية لحكومة «الوفاق». وقال بيان للسراج أمس، إنهما بحثا جهود الأمم المتحدة لاستئناف المسار السياسي، بناء على مخرجات مؤتمر برلين، وقرار مجلس الأمن رقم «2510»، للوصول إلى تسوية شاملة، وبما يحافظ على سيادة واستقلال ليبيا، وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية. ورحب الطرفان بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بإنشاء بعثة دولية لتقصي الحقائق في ليبيا، بهدف ضمان محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان، على خلفية اكتشاف مقابر جماعية في مدينة ترهونة، وزرع ألغام وأجهزة متفجرة في مناطق سكنية بضواحي العاصمة طرابلس. في سياق ذلك، طالب فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة «الوفاق» الاتحاد الأوروبي بإدراج شركة (فاغنر) الروسية في لوائح العقوبات والجهات الراعية للإرهاب، «لما اقترفته من فظائع وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا»، لافتا في بيان أول من أمس، إلى سيطرة «مرتزقة» هذه الشركة على حقل الشرارة النفطي، مع مجموعة من «الجنجاويد»، فيما اعتبره «سابقة خطيرة نحو سيطرة مرتزقة أجانب للنفط الليبي، والتحكم في ثروات الليبيين».

وعدّ باشاغا «سيطرة عناصر روسية على حقول النفط الليبي تهديداً خطيراً للأمن القومي الليبي، وينال من مصالح جميع الشركات الأميركية والأوروبية ذات العلاقة بالقطاع النفطي في ليبيا، التي ستكون رهينة لتغول روسي غير مسبوق».

في السياق ذاته، قالت السفارة الأميركية لدى ليبيا إن السماح لمؤسسة النفط باستئناف عملياتها على الفور، «يعدّ خطوة حاسمة لإعادة إرساء السيادة الليبية، وضمانة حاسمة لمنع المزيد من التلاعب الخارجي والعمل العسكري، مشيرة إلى عودة الجهات الفاعلة المسؤولة إلى محادثات وقف إطلاق النار التي تسيرها الأمم المتحدة». وجددت السفارة في بيان لها مساء أول من أمس، تأكيدها على دعم الولايات المتحدة الكامل للمؤسسة، وسط ما وصفته بأنه «حملة غير مسبوقة مدعومة من الخارج لتقويض قطاع الطاقة في ليبيا، ومنع استئناف إنتاج النفط». وبعدما شاطرت مؤسسة النفط قلقها العميق بشأن «التدخل المخجل من مجموعة فاغنر والمرتزقة الأجانب ضدّ مرافق المؤسسة، وموظفيها في حقل الشرارة النفطي، والذي يشكل اعتداءً مباشرا على سيادة ليبيا وازدهارها»، أعربت السفارة عن أسفها على عدم تمكن الأطراف الليبية من التوصل إلى حل يفضي لرفع الحصار المفروض على النفط والغاز، والسماح للمؤسسة باستئناف عملها الحيوي في جميع أنحاء البلاد، نيابة عن جميع الليبيين.

واعتبرت السفارة الأميركية «تمكين مؤسسة النفط من استئناف عملياتها، شرطاً أساسياً للتوافق الليبي الذي بات حاجة ملحّة حول التوزيع العادل لثروة البلاد»، محذرة من أنه «كلّما طالت فترة إبقاء النفط الليبي رهينة للمصالح الأجنبية، استغرق الأمر وقتاً أطول لكي تتمكّن ليبيا من استعادة عافيتها اقتصاديا، ودفع رواتب القطاع العام، وتحسين البنية التحتية، وتغطية تكاليف استيراد المواد الغذائية والأدوية الحيوية». في المقابل، نفى جهاز حرس المنشآت النفطية، التابع لـ«الجيش الوطني»، وجود مسلحين ومرتزقة في حقل الشرارة النفطي، وقال قادة الحرس في بيان مصور، عقب اجتماع عقدوه مع مسؤولي الحقل مساء أول من أمس، إن «هذه الادعاءات ليس لها أساس من الصحة»، وأكدوا عدم وجود أي مسلحين.

 

مراكز إيواء المهاجرين في ليبيا تتحوّل إلى مقرات للتعذيب والابتزاز وناجون تحدثوا عن تعرضهم للصعق الكهربائي والتجويع واضطرارهم لشرب مياه المراحيض

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

ضاعفت ويلات الحرب على العاصمة طرابلس من معاناة المهاجرين غير النظاميين، في ظل استمرار تدفق أفواج جديدة من الأفارقة الراغبين في عبور البلاد إلى أوروبا، وهو ما يعرضهم لخطر الموت بشكل مستمر. ورصدت تقارير حقوقية ليبية، ومنظمات دولية استمرار تعرض غالبية المهاجرين للتعذيب في بعض مراكز الإيواء بالعاصمة، موضحة أن الانفلات الأمني، الذي واكب شهور الحرب الطويلة، ضاعف معاناة المهاجرين، سواء داخل مراكز الإيواء الرسمية أو في أماكن سرية تقوم عصابات التهريب بتجميعهم فيها، قبيل ترحليهم خلسةً إلى الشواطئ الليبية، خصوصا مع إعادة عشرات الفارين من عرض البحر إلى مركز الإيواء ثانية. وتحدث أحمد عبد الحكيم حمزة، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، عن تعرض المهاجرين غير النظاميين المحتجزين في البلاد لـ«التعذيب والاعتداء»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك عشرات من حالات التعذيب الجسدي والنفسي التي يتعرض لها المهاجرون في مراكز الاحتجاز الرسمية». مؤكداً أن مراكز إيواء عديدة بغرب البلاد، ومنها مركز النصر بمدينة الزاوية ومركز قصر بن غشير غريان ومركز إيواء الزنتان، تمارَس بداخلها أعمال تعذيب ضد المهاجرين». وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 49 ألف لاجئ يعيشون في ليبيا، ويواجه الكثير منهم العنف وسوء المعاملة خلال رحلاتهم إلى أوروبا، وكذلك في أثناء الاحتجاز عندما يصلون إلى البلاد. فيما لا يزال معظمهم يواجه تحديات جمّة كل يوم، وهم يكافحون من أجل تدبير قوتهم اليومي.

ويرى مهاجرون فروا من ليبيا أنهم كانوا يعاملون في مركز الإيواء بليبيا كأنهم «ليسوا بشراً»، وفي هذا السياق قال المهاجر الآسيوي عمران (30 عاماً)، الذي أمضى سنة هناك، لوكالة الصحافة الفرنسية أمس: «بالنسبة للسود وضعهم مثل وضعنا. لكن البنغاليين والباكستانيين هم الذين يتعرضون لأسوأ معاناة»، موضحاً أن «كل الباكستانيين الذين كانوا في الزورق تعرضوا للسجن خلال فترة بقائهم في ليبيا، وقد تعرضنا جميعاً للخطف»، وتابع متحسراً: «جئنا بحثاً عن فرص عمل فواجهنا الحرب والتعذيب والابتزاز». يروي عمران الذي جاء للعمل في مجال البناء قرب طرابلس، كيف تعرض جميع المهاجرين لعمليات «الخطف والتعذيب»، موضحاً أن هؤلاء جميعاً كانوا في زورق خشبي رصدته سفينة الإسعاف التابعة لـ«إس أو إس المتوسط» نهاية الأسبوع الماضي، قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية. وقال: «لقد تم بيعي لشخص قام باحتجازي. كنا 35 إلى 40 شخصاً مكدسين في غرفة واحدة، ولا يحق لنا الخروج منها. ثم باعني لشخص آخر، قام أيضاً باحتجازي، وطيلة فترة إقامتي كنت عبداً». بدوره، قال شخص آخر يدعى نعيم: «يطعمونك ما يكفي لتبقى على قيد الحياة». لكنه نجح في الفرار فذهب إلى الشرطة. لكنها أعادته إلى الخاطفين، وأصبح وضعه أسوأ من ذي قبل.

من جهته، تحدث الشاب محمد أرشاد، الذي ظل عامين في مدينة الخمس، عن آلية طلب الفدية، بقوله: «إنهم يأتون ضمن مجموعة، ويمكنهم العثور عليك في أي مكان... ثم يعصبون عينيك ويضربونك، ويتصلون بذويك ويقولون لهم إذا لم تدفعوا فدية سنقتله»، موضحاً أن والده اضطر لاقتراض عشرة آلاف دولار من بعض الأقارب، وهو مبلغ كبير جداً في باكستان. أما الشاب أرسلان أحمد (24 عاماً) فيروي معاناة المهاجرين في حال عدم تمكنهم من دفع فدية: «في حال لم نتمكن من جمع المبلغ المطلوب نتعرض للضرب بأعقاب البنادق. وأيضاً للصعق الكهربائي أو للتجويع لعدة أيام، وإذا أردنا أن نشرب فمن مياه المراحيض»، مضيفاً: «أعمال التعذيب والمعاناة التي تعرضت لها هي أمور أعجز عن وصفها».

وأيدّ رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في حديث لـ«الشرق الأوسط» عمليات التعذيب، التي تُجرى في مركز تجميع المهاجرين، وقال إن هذه النوعية من المهربين تنشط في مراكز مهربي البشر في الجنوب الغربي، وأقصي الجنوب الليبي. في السياق ذاته، لقي 6 مهاجرين حتفهم وتم إنقاذ 93 آخرين، أمس، قبالة السواحل الليبية حيث كانوا يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا. وقال مكتب المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا في تغريدة على «تويتر» إن الناجين أُعيدوا إلى ميناء الخمس، الذي يبعد 120 كيلومتراً من غرب العاصمة طرابلس، «من بينهم امرأة أنجبت طفلها على متن قارب مطاطي».

وقال نيكولاس رومانيوك، الذي ينسّق عمليات الإنقاذ على متن سفينة المساعدات «أوشن فايكينغ»، التي تتولى عمليات الإنقاذ: «لقد كنا على بُعد ساعة ونصف» من القارب المنكوب عندما تدخل خفر السواحل الليبي. وأضاف رومانيوك الموجود على متن السفينة: «لا يوجد تنسيق، ولا تبادل للمعلومات المتعلقة بعمليات الإنقاذ. نحن نتحدث عن أشخاص يواجهون الموت، وعن طفل حديث الولادة على متن القارب... إنه عار مطلق».

 

إثيوبيا تؤكد بدء ملء «سد النهضة» خلال أسبوعين وتعهدت محاولة التوصل إلى «اتفاق نهائي» مع مصر والسودان

أديس أبابا: «الشرق الأوسط» - القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

أعلنت إثيوبيا أمس أنها تنوي بدء ملء «سد النهضة» خلال «الأسبوعين المقبلين»، متعهدة في الوقت نفسه بمحاولة التوصل إلى اتفاق نهائي مع مصر والسودان خلال هذه الفترة، برعاية الاتحاد الأفريقي. ويناقض البيان الذي صدر صباح أمس عن مكتب رئيس الوزراء أبيي أحمد - جزئياً - تصريحات أدلى بها مسؤولون مصريون وسودانيون مساء أول من أمس، أكدوا فيها التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث خلال قمة افتراضية، جمعتها مع ثلاث دول أفريقية أخرى، على وقف ملء السد، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حول الموضوع. وتعتبر مصر هذا المشروع تهديداً «وجودياً»، ودعت الأسبوع الماضي مجلس الأمن الدولي إلى التدخل. ويفترض أن يعقد المجلس اجتماعاً حول القضية غداً الاثنين. وأعلنت القاهرة والخرطوم في بيانين رسميين، أول من أمس، عن اتفاق خلال قمة أفريقية مصغرة عقدت عبر الفيديو، برئاسة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، على تأجيل البدء في ملء خزان «سد النهضة» الكهرومائي «لحين إبرام اتفاق بين الدول الثلاث».

وجاء في بيان الرئاسة المصرية أن الاتفاق ينص على «الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك ملء السد، قبل التوصل إلى هذا الاتفاق، وإرسال خطاب بهذا المضمون إلى مجلس الأمن».

وقالت الحكومة السودانية في بيان، إنه «تم الاتفاق على أن يتم تأجيل ملء الخزان إلى ما بعد التوقيع على اتفاق»، مشيرة في تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية أمس، إلى أنه تم أيضاً الاتفاق على أن «تبدأ مفاوضات على مستوى اللجان الفنية فوراً، بغية الوصول إلى اتفاق في غضون أسبوعين». لكن أديس أبابا لم تأتِ على ذكر الإرجاء في بيانها أمس؛ بل بدت متمسكة بالجدول الزمني الذي أعلنته من قبل، والذي ينص على بدء تعبئة خزان السد في يوليو (تموز) المقبل. وجاء في البيان: «خططت إثيوبيا لبدء ملء السد في غضون أسبوعين، ستتواصل خلالهما أعمال البناء. واتفقت الدول الثلاث على أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي على النقاط القليلة التي لا تزال عالقة خلال هذه الفترة». وعقدت القمة الأفريقية المصغرة بدعوة من رئيس جنوب أفريقيا، وشارك فيها كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد، ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، والرئيس الكيني أوهورو كينياتا، ورئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، ورئيس مالي إبراهيم بوبكر كيتا، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي. لكن تبايناً بشأن صياغة مستخلصات القمة ظهر في إعلان أطرافها لنتائجها. فبينما قالت القاهرة والخرطوم، في إفادتين منفصلتين، إنه «تم التوافق على عدم ملء السد بشكل أحادي قبل الاتفاق»، رأت أديس أبابا أنها ستقدم على «الملء خلال أسبوعين مع محاولة التوصل لاتفاق».

وقالت الرئاسة المصرية، أول من أمس، إن «الرئيس عبد الفتاح السيسي شارك في قمة مصغرة لرؤساء الدول الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي، عبر (الفيديو كونفرنس) لمناقشة قضية (سد النهضة)». وشدد الرئيس المصري على أن بلاده «منفتحة برغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن بشأن (سد النهضة)، على نحو يمكن إثيوبيا من تحقيق التنمية الاقتصادية التي تصبو إليها، وزيادة قدراتها على توليد الكهرباء التي تحتاجها، أخذاً في الاعتبار مصالح دولتي المصب مصر والسودان، وعدم إحداث ضرر لحقوقهما المائية». وبحسب متحدث الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، فإنه «تم التوافق في ختام القمة على تشكيل لجنة حكومية من الخبراء القانونيين والفنيين من الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، إلى جانب الدول الأفريقية الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي، وممثلي الجهات الدولية المراقبة للعملية التفاوضية، بهدف الانتهاء من بلورة اتفاق قانوني نهائي ملزم لجميع الأطراف بخصوص قواعد ملء وتشغيل (سد النهضة)، مع الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك ملء السد قبل التوصل إلى هذا الاتفاق، وإرسال خطاب بهذا المضمون إلى مجلس الأمن، باعتباره جهة الاختصاص، لأخذه في الاعتبار عند انعقاد جلسته لمناقشة قضية (سد النهضة)».

من جانبها، قالت الحكومة السودانية في بيان إنه «تم الاتفاق على أن يتم تأجيل ملء الخزان إلى ما بعد التوقيع على اتفاق»، مشيرة إلى أنه تم أيضاً الاتفاق على أن «تبدأ مفاوضات على مستوى اللجان الفنية فوراً، بغية الوصول إلى اتفاق في غضون أسبوعين».

لكن بيان مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي جاء أمس بصيغة مختلفة؛ حيث تحدث عن «بدء ملء السد في الأسبوعين المقبلين»، وتعهد بـ«محاولة التوصل إلى اتفاق نهائي مع مصر والسودان خلال هذه الفترة، برعاية الاتحاد الأفريقي». ومثلت مشكلة الملء قبل الاتفاق خلافاً كبيراً بين أطراف التفاوض في الأسبوع الماضي؛ حيث شددت الخارجية الإثيوبية على أنها ستمضي في الملء «باتفاق أو من دونه». ورأى الخبير في شؤون حوض النيل بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر، هاني رسلان، أن القمة الأفريقية «حققت نصراً دبلوماسياً واضحاً لمصر»، معتبراً أن أديس أبابا «عدلت عن الملء الأحادي الذي ظلت تؤكد إصرارها على المضي فيه باتفاق أو من دون اتفاق». وأشار رسلان إلى أن «تحديد مهلة زمنية لمدة أسبوعين، يعني أنه لا مجال للمراوغات». وبشأن أثر تلك النتائج على مسار جلسة مجلس الأمن المرتقبة، أشار رسلان إلى أن «إحاطة المؤسسة الأممية علماً بشأن ما حدث من توافق مرحلي، يعني الطلب من مجلس الأمن دعم الجهد الإقليمي في هذه المرحلة، وأن جميع الخيارات ستظل مفتوحة عقب انتهاء مهلة الأسبوعين».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله وديكتاتورية الغباء والظلامية وحتمية الفصل السابع

شارل الياس شرتوني/28 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87730/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%af%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%aa%d9%88%d8%b1%d9%8a/

تتحفنا الديكتاتورية المستحدثة بوافر من الاراء والقرارات والاحكام التي تنبئنا عما تكتنزه من ثقافة مالية واقتصادية تعبر عنها تصريحات حسن نصرالله، ومعرفة بموجبات دولة القانون كما تتجلى في الدعاوى المرفوعة والاحكام الصادرة من قبل مستخدمين قضائيين في اشكاليتي السفيرة الاميركية دوروثي شي ومفتي صور السابق علي الامين، وتمرس في الحقل الدپلوماسي لجهة معرفة اصول العمل التي نصت عليها معاهدة ڤيينا ( ١٩٦١ ). ان منسوب التفاهة التي تعبر عنها ديكتاتورية حديثي النعمة قد بلغت حدا من الاسفاف لا يمكن قبوله تحت وطأة الارهاب، وتواطؤ الحكومة التي لاقدر لها، كما تظهرها تصريحات وزيرة الانباء منال عبد الصمد، حول احترام الحكومة للقضاء وعدم ضرورة الاعتذار من السفيرة الاميركية. ان السكوت عن هذا الاداء المتمادي والتآلف مع احكامه هو امر خطير لانه يعني تسليما بالامر الواقع، وتطبيع قواعد اللعبة الناشئة وخسارة البلاد تدريجا لحرياتها الديموقراطية وخياراتها الثقافية والسياسية المنشئة.

لا بد من حسم الاشكالية الناشئة على مستوى الرفض المبرح لهذا الاداء ودعوة حزب الله للعودة عن توجهاته الانقلابية التي تستدعي استقالة الحكومة التي لا تعدو كونها غطاءا هزيلا لسياسة وضع اليد على البلاد، ودعوة رئيس الجمهورية لاخذ بعده عن هذا التوجه الانقلابي الذي بات يشكل احد ادواته، ومساءلة شرعية المجلس النيابي الذي اضحى صندوق ايقاع لسياسات النفوذ الشيعية التي يديرها حزب الله. هذا يعني اننا في مرحلة انهيارات معممة تنعقد على خط التواصل بين التهافت المالي والاقتصادي والاجتماعي، وتداعي المؤسسات الديموقراطية وتحولها الى بنيات فارغة ومطوعة في خدمة سياسات النفوذ الشيعية. نحن لسنا فقط امام مفارقات تطال حيثيات العمل العدلي والدپلوماسي في البلاد، نحن امام عملية نسف منهجية للمرتكزات الميثاقية والديموقراطية التي كانت باساس دولة القانون في لبنان، والتي تستهدفها السياسات الشيعية من خلال تغيير هوية البلاد وتدمير توازناتها البنيوية، والدفع بمعادلات جيو-استراتيجية وديموغرافية وعقارية، ومناخات ثقافية وسياسية تتماثل مع الظلامية الايديولوجية للثورة الاسلامية المرفوضة في ايران، والمطلوب احياؤها من خلال وضع اليد على لبنان.

نحن امام مفترق طرق وامام خيارات حاسمة، ولا امكانية للقبول بعد اليوم بالالتباسات التي تسود الحياة السياسية، والتأقلم مع الفاشية الشيعية التي لم تعد بصدد التعايش مع موجبات العيش المشترك اللبناني، بل بصدد تفكيكه ونسف مرتكزاته البنيوية، وتعميق سياق الازمات المعيشية المتضافرة، كمدخل لديناميكية سيطرة توتاليتارية غير مواربة. الخيار واضح ولا لبس فيه، فاما العودة الى القواعد الديموقراطية التوافقية، واما طلب تطبيق الفصل السابع من اجل حماية اللبنانيين الرافضين لهذه الديكتاتورية والارهاب الملازم لها، والحؤول دون استهدافهم في امنهم وحقوقهم وحرياتهم، وحقهم في التفتيش عن حلول فعلية لمشاكلهم البنيوية خارجا عن الاقفالات المديدة التي فرضتها سياسات النفوذ الشيعية.

 

إدارة انهيار الجمهورية

أحمد جابر/المدن/28 حزيران/2020

الدعوات إلى الحوار بين مديري تفليسة الجمهورية صارت موضع تشكيك من قبل اللبنانيين، وموضوع مناكفات وتبادل تسجيل مواقف، بين الداعي والمدعوين. لقاء بعبدا الذي سبقته لقاءات، لا يخرج عن مألوف التشكيك، ولا يقدم جديداً ذا أمل إنقاذي يخالف سيرة التدهور الشامل الذي يلازم النظام اللبناني، ولا يحجب حقيقة تسارع هذا التدهور مع النسخة النظامية الحالية التي يفترض أنها تدير شؤون البلاد والعباد.

في المبدأ

مبدئياً، كل دعوة إلى لقاء عام يجب أن تكون مدعاة ترحيب، ويجب أن يكون الترحيب مدعوماً بالشعور بالمسؤولية حيال الوضع الداخلي، الذي أملى إطلاق نداء الدعوة. هذا في المبدأ، لكن المبدأ الجدي المسؤول هذا، يلزمه حكم جدي مسؤول في المبدأ، وهذا مما لا يقع عليه اللبنانيون. بل إن هؤلاء يجدون أنفسهم دائماً في إزاء متفرقين، لا علامة لاجتماعهم إلا شكل جمعهم تحت سقف مؤسسة واحدة. أما علامات افتراقهم، فبوسع أي لبناني أو لبنانية، أن يدلي بجردة وقائع دالة ومعبرة تدحض كل ادعاء مسؤول، وترد كل زعم من زعم المتفرقين الذين يتحدثون مراوغة، عن ضرورة إعادة الاعتبار إلى مضمون الوطنية اللبنانية.

هل من تمييز؟

ليس جدياً الحديث عن نسخ أهلية سياسية داخلية متطابقة، بل المطلوب استعراض التشابه بين هذه النسخ، والإشارة إلى نقاط التقاطع بينها. التمييز الذي يشكل ضرورة موضوعية، يعطي من جهة، سمة "الإنصاف الوصفي" لمجمل سلوك هذه السياسة الأهلية أو تلك، لكن من جهة أخرى، يعيَّن بموضوعية، مفاصل المسؤولية الخاصة لكل أهلية سياسية ضمن المسؤولية المشتركة لكل الصنوف الأهلية الممسكة بمصير الكيان. في سياق التمييز، تبرز تراتبية المسؤوليات عن اللحظة اللبنانية الراهنة، مثلما تطلّ حقيقة الأهداف الكامنة خلف اعتماد هذا السلوك السياسي أو ذاك. من دون تكرار ما هو معروف على وجه إجمالي، تقتضي الرؤية السياسية وصف المشهد اللبناني الحالي بما هو عليه، وفي مندرجات الوصف وقائع بات من الصعب حجبها، وصار من المتعذر التخفيف من أعبائها بممارسة سياسة الهروب إلى الأمام.

العهد مسؤول أول

تشمل كلمة العهد موقع رئاسة الجمهورية، وموقع رئاسة المجلس النيابي، وموقع رئاسة الحكومة. وإذا كان رئيس الحكومة الحالي، لا يستند إلى تيار شعبي في الشارع، فإن رئيسي الجمهورية ورئيس المجلس النيابي، يشرفان على إدارة جمهور أهلي في شارعين متشابهين، مختلفين حيناً، ومتفقين أحياناً، لكنهما متضامنان مع منطق العهد، وعاملان في سبيل تثبيته وثباته. العهد بما هو موقع رئاسي يؤازره تيار أهلي، مسؤول أول عن كل خطوة سياسية يقدم عليها، والفشل في السياسة يعود إليه، والنجاح له الحساب نفسه. رئيس الحكومة الذي يفترض أنه مستقل وتكنوقراط، يشارك الرئاسة كل تفاصيل المسؤولية عن التوجهات وعن القرارات وعن كل إخفاقٍ أو نجاح. يشارك رئيس المجلس النيابي الطرف الرئاسي المسؤولية ذاتها، في حالتي التقدم والتقهقر، وما يحصل حتى تاريخه هو التدهور العام على صعيدي الأمن السياسي والاجتماعي وعلى صعيدي الاقتصاد والنقد والمالية العامة، لذلك فإن ما يظهر من سياسات هذين الطرفين الرئاسيين، بالاندماج بالجمهور الخاص وبتولي قيادته، ما زال بعيداً جداً عن أحكام المسؤولية الوطنية العامة القادرة على اجتراح الحلول اللازمة الداخلية، والعاملة على تذليل العقبات من أجل تنفيذها. لقد كان شكل الدعوة إلى الحوار في بعبدا، مخالفاً لضرورات تسهيل انعقاد هذا اللقاء، إذ أن النداء إلى التلاقي، اتخذ صيغة "ورقة الإحضار"، ولم يلبس سطور هدف إطلاق صفارة الانتباه إلى الأخطار. إن اختيار المدخل الأمني من قبل رئاسة الجمهورية، يسقط أبسط تعريفات كل أمن وطني، فما يعاني منه اللبنانيون اليوم، ليس الخوف من اندلاع حرب أهلية لا يرغب بها أحد، ولا انفلات نزاع مذهبي لا يسعى إليه أحد، لكن ما يقلق اللبنانيين هو هذه الإدارة السياسية التي زادتهم فقراً، وأوصدت في وجوههم إمكانيات الإصلاح في بنية النظام، وفي سياساته. الخطير اليوم، هو هذا الحكم المغلق على الاستماع، والعاجز عن الإقدام، والمكتفي بمونولوج توجهاته، والمستقوي على من لا يقول قوله، مما يحفر عميقاً بين اللبنانيين، ويزيد كل يوم، من المخاطر التي قد تمس لاحقاً بمقومات اجتماعهم. الخطر سياسي اجتماعي، لذلك فكل حوار يغلّف حقيقة الوضع بأغلفة مزيفة، من شأنه أن يضيف إلى حوار الطرشان الذي لا يوصل إلا إلى تعميق الأزمة اللبنانية.

تمييز ضمن التمييز

خلف العهد الذي يبدو واقفاً على قائمتين، واحدة خاصة من عنده، وثانية مضافة من عند داعميه، هناك القائمة الثالثة الثابتة المتمثلة بحزب الله تحديداً. من دون تورية توضيحية، وبعيداً من كل شرح اتهامي، يشكل حزب الله راهناً، سيف العهد ودرعه، وهو يقوده في سيره، ويشير عليه في تفكيره، وما ظهر حتى الآن هو أن طابع الشراكة ما بين العهد، ذي التمثيل النصف مسيحي، وحزب الله ذي التمثيل النصف شيعي، هذا الطابع ما زال أقرب إلى حقيقة "الشريك المضارب"، فالطرفان المتشاركان، يحاولان وكل على طريقته، جعل حصته من الغُنم في جعبته ما أمكن، وجعل حصة الغرم في جعبه شريكه، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. ما لا يفوت حزب الله، وما لا يفوت كل مراقب موضوعي، أن حزب الله حمَّل لبنان الآن ما لا طاقة له به، وهو بدلاً من سعيه إلى الطلب من داعميه، بتمييز "ساحة لبنان" بالهدوء عن سواها من الساحات، نراه يذهب إلى جعل لبنان ساحة تبادل رسائل ملتهبة، ولا يجد ضيراً، في جعلها ساحة بريد وحيدة، من بين كل الساحات، وفي مواجهة كل الساحات.

وآخرون

التأكيد على مسؤولية العهد لا يسقط الحديث عن مسؤوليات الآخرين، لكن الوضوح في الإشارة إلى عِظَم مسؤولية كل فريق، يقتضي الفرز أولاً، وهذا غير التجاهل، فالفرز يفضي إلى علم محدد بالشيء، وهو يستعلم، عن أحوال الباقين المحددة، وهذا من شأنه، عدم التقليل من مسؤولية فريق، ويحول دون جعل كل المسؤولين عن الانهيار سواسية. كلمة المسؤولية الفصل تقع على عاتقين: موقع الرئاسة أولاً، لأن من يقيم في الموقع هو اللبناني الأول، وموقع الشيعية السياسية، حيث يقيم حزب الله، الذي هو اللبناني الثاني والأول أيضاً.

ينتظر اللبنانيون كلاماً مسؤولاً وجدياً، فهل سيصل هذا الكلام إلى الأسماع؟

 

لبنان في أخطر حرب أميركية: "الحكومة ترعى منظمة إرهابية"!

منير الربيع/المدن/28 حزيران/2020

صدّقت الحكومة الحالية، بما لا يقبل الشك، الموقف الأميركي الذي ساد منذ أشهر طويلة، بعدم الفصل بين الدولة اللبنانية وحزب الله. في كتابه يقول مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون إن دمشق وبيروت استفادتا عسكرياً وتسلحياً من إيران. هو طبعاً يقصد ببيروت حزب الله، ولا يفصل بين الدولة اللبنانية والحزب.

أسوأ من حرب

تلك النظرة الأميركية أصبحت ثابتة ومعممة، وهناك شواهد كثيرة عليها، من استدعاء وزير الخارجية ناصيف حتّي للسفيرة الأميركية، اليوم الإثنين 29 حزيران، لإبلاغها اعتراضاً على "تدخلها بالشؤون اللبنانية.. وأنه لا يجوز أن يتضمن كلامها تحريضاً للبنانيين على جزء آخر من اللبنانيين مشارك في السلطة". وقبله طبعاً، قرار القاضي محمد مازح بمنعها من التحدث إلى الإعلام اللبناني! وقبلهما جملة من الإجراءات الحكومية، "التي فرضت من قبل الحزب" (وفق النظرة الأميركية)، وكان آخرها الحديث عن التوجه شرقاً والانفتاح على سوريا. ولا يمكن فصل عدم قيام الحكومة بأي إصلاحات، وأبرزها التشكيلات القضائية التي أثارت غضباً دولياً، عن قرار القاضي مازح، حسب النظرة الأميركية. تنتقل المعركة إلى مرحلة جديدة، سترافقها أخطار كبيرة. فلم يعهد العالم هذا الإصرار الأميركي على المواجهة الإعلامية، بمرافقة المواجهة بالعقوبات والضغوط السياسية والاقتصادية.. إلا في حالات الحرب.

ولذا، يجوز القول أن لبنان أصبح في حالة حرب معلنة مع الولايات المتحدة الأميركية. ليس بالضرورة أن تكون عسكرية طبعاَ، لأن التداعيات المعاشة أخطر من كل ما له علاقة بالحروب التقليدية. إصرار السفيرة الأميركية على عدم التراجع، وعدم تجاهلها لأي قرار تتخذه الحكومة أو قاض أو حزب أو جهة، يشي بالكثير من الخطر. خطر لا يمكن لجمه وقابل لأن تسيل بنتيجته دماء كثيرة.

مصير الحكومة

ليس معروفاً بعد من الذي سيكون مبادراً. لكن أيضاً في مثل هذه الحالات، ثمة تجربة أميركية لا تزال ماثلة في الأذهان اليوم، عند اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، والذي تعتبر واشنطن أن اغتياله كان طياً لمرحلة، وابتداءً لمرحلة جديدة أوصلت العراق إلى ما وصل إليه اليوم، في ظل المواجهة المحتدمة بين الحكومة العراقية وجهاز مكافحة الإرهاب لديها ضد حلفاء إيران. الخطر هو في أن تتكرر هذه التجربة في لبنان. دخلت الحكومة مرحلة خطرة لن تكون قادرة على الصمود في مواجهتها. وحزب الله سيتمسك بها أكثر. لكن كثراً من مكوناتها ورعاتها ومن معارضيها سينفضون اليد منها أكثر فأكثر. طبعاً، لن يمنح حزب الله فرصة إقالة حكومة تلتزم بكل قراراته، وصولاً إلى استدعاء وزير الخارجية للسفيرة الأميركية، وتبليغها مذكرة احتجاج لبنانية. هذه ستضع لبنان في أزمة كبرى مستقبلاً، قد تستدرج ضغوطاً دولية لممارسة مماثلة مع السفيرين السوري والإيراني مثلاً، بينما هناك من سيطرح تساؤلات حول عدم استدعاء السفير الإيراني بعد تصريحات إيرانية كثيرة عن تحقيق انتصارات في لبنان إنتخابياً وعسكرياً وسياسياً، أو عند التباهي بإدخال السلاح والاحتفاظ بمعابر التهريب غير الشرعي.

عقوبات جديدة

تحول لبنان في هذه المعادلة إلى ورقة هشة تتطايرها نفحات متضاربة ومتناقضة. لا الكيان ولا أي حكومة ستكون قادرة على الصمود والمواجهة، إلا إذا اقتنع كثر بأن الخيار الوحيد هو القبول بتطبيق الخيار الأميركي في تشكيل حكومة جديدة، خصوصاً أن الضغوط ستتكثف على هذه الحكومة لإسقاطها، أو لدفع الكثير من الوزراء فيها إلى الاستقالة. وقد بدأ بعض الوزراء الذين لديهم تواصل مع الأميركيين بالتلميح إلى تقديم استقالاتهم. كذلك أصبح لا بد من انتظار حزمة عقوبات جديدة وقاسية في الأيام المقبلة، لتكملة المشهد الأميركي الماضي في تصعيده. وسط كل هذا التصعيد، هناك رسالة أميركية تبلغها كل الأفرقاء اللبنانيين في الأيام الماضية، مضمونها أن "حزب الله منظمة إرهابية ترعاها الحكومة اللبنانية". تلك الجملة الفادحة سيكون لها ثمن كبير.

 

علي الأمين رجل الحقيقة أمام دولة الزيف

فاروق يوسف – العرب/28 حزيران/2020

أن توجه إلى شخصية وطنية مثل السيد علي الأمين مجموعة من الاتهامات، في مقدمتها تهمة الاجتماع بمسؤولين إسرائيليين هو أمر في غاية السخف الذي ما كان على القضاء اللبناني أن ينزلق إليه. فهو نوع من السلوك الكيدي الذي يصلح أن يكون مادة للشائعات الرخيصة التي تهدف إلى إحداث تشويش في عقول الناس البسطاء. فالرجل لا يُخفي شيئا من أفكاره ولم يظهر يوما ما بمظهر متطرف في انحيازه لتلك الأفكار. وكان في كل ما يصدر عنه عنوانا للتسامح والإخاء والدعوة إلى المساواة ونبذ الطائفية. وفي ذلك يأتي رفضه لدويلة حزب الله وهيمنتها على الدولة اللبنانية وحرصه على أن يسود مبدأ المواطنة. كان الأمين حريصا على أن يكشف في كل مناسبة عن موقفه المناوئ لسلاح حزب الله وكان قد ندد عام 2008 بغزوة بيروت التي قام بها حزب الله. وهو ما دفع بذلك الحزب إلى أن يضعه في خندق الأعداء في الوقت الذي لم يكن الرجل ينطلق في مواقفه من موقع الخصومة.

ربما سبق للأمين أن تعرض للترهيب في أوقات سابقة. ذلك ما يمكن توقعه من تنظيم عقائدي متشدد مثل حزب الله الذي سبق وأن حامت حوله شبهات التورط في اغتيال شخصيات سياسية وإعلامية لم تكن على وفاق معه مثل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والنائب والإعلامي جبران تويني والكاتب سمير القصير. الأمين بما عُرف عنه من تاريخ سياسي هو معارض للبنان الطائفي الذي هو من وجهة نظره نقيض العدالة الاجتماعية لما يقوم عليه من أسباب للتمييز بين مواطن وآخر كما أنه باعتباره رجل دين شيعيّا لا يضع في اعتباره الكثير من المرويات الشيعية التي يؤدي تبنيها إلى إحداث فتنة بين مكونات المجتمع الواحد. “رجل دين متنور” ذلك تصنيف ساذج لا يليق بشخصية جدلية على قدر واسع من المعرفة مثل السيد علي الأمين. فلبنانيته التي لا يساوم عليها تكاد تكون مصدرا رئيسا لفكره السياسي الذي لا يستظل بالفقه الديني إلا من جهة النزاهة والعفة والحكم العادل.

لذلك لم يكن الأمين ليستعرض بطولته الشخصية وهو يفصح عن أفكاره في ما يتعلق بالمقاومة وحزب الله والسلاح الفالت وأهمية أن يستعيد الكيان اللبناني وحدته على أساس سياسي بعيدا عن تجاذبات الأحزاب ومصالحها ومافياتها التي جرّت لبنان إلى مستنقع الفساد.

لم يكن استعراضيا لأنه لم يكن يبحث عن جاه سلطوي.

سمعة الأمين باعتباره رجل دين شيعيّا معتدلا حالت دون اغتياله، فهو لا يهدد مصالح حزب الله على المستوى السياسي بشكل مباشر. لذلك اكتفى خصومه برسائل التهديد وهو ما لم يدفعه إلى الصمت. ذلك ما شكل دافعا إلى إشهار ورقة التخوين في وجهه من أجل تشويه سمعته على الأقل فالفكرة تقوم على أساس باطل. كان هناك يهود في مؤتمر حضره السيد علي الأمين في البحرين كان موضوعه الحوار بين الديانات. بالنسبة إلى شخصية منفتحة على الآخر مثل الأمين فإن حضور مؤتمر من ذلك النوع هو مناسبة للاستماع إلى الآخر وجره إلى الموقع الذي يكون فيه مستعدا للتخلي عن عصبيته.

تلك ممارسة لا تصلح أن تكون موضوعا لتهمة. ما تبعها من جرائم ارتكبها السيد الأمين هي ما يكشف عن الأسباب الحقيقية لتلك المكيدة؛ “مهاجمة المقاومة وشهدائها بشكل دائم والتحريض بين الطوائف وبث الدسائس والفتن والمس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري”، وبما أن حزب الله قد احتكر التمثيل الشرعي لشيعة لبنان فإن تلك الاتهامات إنما تمثل وجهة نظره. لمشكلة مع حزب الله. غير أن القضاء اللبناني قام بدور لا يليق به حين حاول التغطية على تلك المشكلة بجريمة اللقاء برجال دين يهود وهو ما عبر عنه منطق الإدعاء بالاجتماع بمسؤولين إسرائيليين في البحرين وهو تحريف لغوي سيء النية للواقعة. بالنسبة إلى السيد علي الأمين فإنه كان يتوقع الأسوأ بعد أن قرر أن يقول الحقيقة. غير أن الواقعة تكشف عن حالة فشل مزدوج للدويلة التي سخرت الدولة في خدمة صغائرها وللدولة التي صارت تستخف بمؤسساتها بحيث صغرت لتكون في خدمة الدويلة.

 

الصندوق ودوروثي و"القاضي الجسور"

عصام الجردي/المدن/28 حزيران/2020

سقطنا في القاع. أسوأ ما يمكن أن يواجه شعبًا ووطنًا في دولة فاشلة نحن فيه الآن. وجب الخروج من دائرة المفاجآت. من الدهشة. من العجب. ما عادت الكبائر كبيرة. بات المتعيشون على أجر وراتب يعملون بنظام أقرب إلى السخرة. حدّ الأجور الأدنى دون المئة دولار أميركي لمن يعمل. الرغيف عزّ هو الآخر. بقيت الحرية ترعب النظام الزبائني فيستهدفونها. القضاء محجور عليه من الحاكم. البلد مسروق ومنهوب يقول الحاكم والحكومة. ويدّعون العمل على استعادة الأموال المنهوبة. لم يعتقل ناهب ولا سارق ولو على ذمّة التحقيق. الجوعى والعاطلون من العمل والطلبة والمثقفون والنساء والشباب والأطفال والشيّب، الذين يتحركون في شوارع لبنان ومناطقه "شتّامون قليلو الحياء والتهذيب. وحدها عصابة الأشرار شريفة ومصونة"..

أرحم بالفعل..

توقعنا في مقالة سابقة أن يكون صندوق النقد الدولي أرحم من النظام الزبائني وأقل وقاحة. ها هي المديرة التنفيذية في صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا تتفجّع علينا. "يفطر قلبي – قالت - لأن البلد له ثقافة قوية في ريادة الأعمال، ويستقبل لاجئين من فلسطين وسوريا مساعدة منه في تخفيف أزمة انسانية كبيرة". وسألت في حوار إلكتروني نظمته "رويترز"، هل يمكن أن تكون هناك مجموعة إصلاحات شديدة الصعوبة لكنها ضرورية؟ هذا جوهر القضية قالت جورجيفا. وأكّدت "إننا نضع الأشخاص الأنسب لدينا للعمل مع لبنان. لكننا حتى الآن ليس لدينا أي سبب للقول أن هناك تقدمًا".

تكرارًا، لن نحصل على برنامج قروض من صندوق النقد الدولي بصرف الاعتبار عن حجم القروض ومن أي فئة، قبل قبول منظومة الحكم التنازل عن امتيازاتها من خزانة الدولة ومؤسساتها وإداراتها. لذلك، لم يعد مستبعدًا أن تتوقف المفاوضات التي لم تبلغ بعد عمقها. تزداد تعقيدًا على مستويات ثلاثة. الأول، قضية مقاربة الخسائر على خلفية توزيعها بين المصارف وبين مصرف لبنان من جهة، وبين الدولة من جهة ثانية. ويرتبط بذلك توزيع الأعباء على الأطراف الثلاثة. جديد هذا الجانب ما بدأنا تلمّسه من اعتراض المصارف على موقف الصندوق القريب من مقاربة الحكومة للخسائر، المدعوم من رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ولجنة المال والموازنة النيابية وعدد كبير من النوّاب. ويُلحظ غياب مجلس النوّاب كمؤسسة عن الصورة. إذ أن المجلس لم يناقش الخطة الحكومية التي كمنت لها لجنة المال والموازنة في منتصف الطريق قبل عرضها على هيئة المجلس العامّة. يشبه الوضع كثيرًا قضية تشريع الكابيتال كونترول الذي أحبطه برّي قبل الوصول إلى المجلس. فتراجع عنه وزير المال غازي وزني والحكومة قبل أن تعود محاولات إحيائه بعد مليارات الدولار الأميركي التي تحولّت إلى الخارج.. وفي صرف النظر عن مواطن الخلل في الخطة الحكومية وتوقعاتها المتصلة بالناتج المحلي والدين إلى الناتج، فالخطة تحتاج إلى عشرات التشريعات من مجلس النوّاب. وبحسب المعلومات استشعر مفاوضو صندوق النقد حجم الفجوة السياسية في الموقف الحكومي التي بنت عليها جورجيفا بعض ما قالته. خصوصًا إشارتها إلى أن مفاوضي الصندوق هم "الأنسب" الذين اختيروا إلى لبنان. يعني ذلك تبنّي الصندوق موقف بعثته المؤيد لمقاربة الخسائر في الخطة الحكومية.

أمّا التعقيد الثالث، الذي قد يترك أثرًا سلبيًا على المفاوضات، فهو قرار قاضي العجلة في صور منع السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيّا من التحدث إلى الإعلام، ومنع وسائل الإعلام من نقل تصريحات السفيرة وإجراء مقابلات معها. لبنان يعلم استحالة موافقة صندوق النقد الدولي على قروض ميسّرة للبنان من دون موافقة واشنطن، التي لا بدّ تلقّفت القرار ضد سفيرتها في بيروت موقفًا سياسيًا معاديًا. ويأتي القرار القضائي وقت يضغط فيه أعضاء في الكونغرس لوقف المساعدات عن لبنان على خلفية الصراع مع واشنطن والعقوبات على "حزب الله". وتنظر الإدارة الأميركية إلى إسهاماتها المالية في صندوق النقد والمصرف الدوليين بأنها من مواطنيها دافعي الضرائب. لاسيما بعد 100 مليار دولار أميركي برنامج قروض من الصندوق لجبه وباء كورونا باشر بإقراضه إلى عشرات الدول. ويطلب الصندوق زيادة تمويله بحصة وازنة من واشنطن. تصنيف ألمانيا "حزب الله" إرهابيًا كان له بعده القوي أوروبيًا بعد دول أخرى سلكت التصنيف نفسه. وسيتيح لواشنطن في مجلس مديري الصندوق التحكّم بقرار برنامج قروض لبنان على نحو أيسر. وفي هذه الحال، قد يرحّل الصندوق الموقف الأميركي المحتمل من إقراض لبنان إلى غياب التوافق اللبناني الداخلي على موقف موحدّ من المفاوضات. كم يبدو لبنان في غربة عمّا يجري في الداخل والخارج!

"القاضي الجسور"

القضاء المستقلّ شرط من شروط الصندوق للتعاون مع لبنان لأنه شأن إصلاحي في الدرجة الأولى، ومفتاح مكافحة الفساد واستعادة المودعين حقوقهم والمال المنهوب من الخارج. بينما ينتظر اللبنانيون توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوم التشكيلات القضائية، والدفع بتشريع قانون القضاء المستقلّ، جاء قرار قاضي العجلة في صور الذي أخذ في طريقه "سياقًا حرية الصحافة والإعلام".. ويعلم "القاضي الجسور" الذي تجرّأ على سفيرة "الدولة الأعظم"، أن صحافة تلك الدولة ووسائل إعلامها منتشرة في كل أصقاع العالم لتنقل تصريحات السفيرة وغيرها من السفيرات والسفراء ثوانيَ بعد اطلاقها وبالـ"دوت كوم". إلّا إذا كان القرار يشمل الصحافة الأميركية ووسائل إعلامها أيضًا في بلادها وعبر الفضاء الكوني وما وراء والمحيطات! ألم يكن من الأفضل لو قرّر قاضي العجلة وعلى عجل، إلغاء الدولرة التي تستبدّ بنا واستبدال الليرة اللبنانية بها، وهي عملة الجمهورية اللبنانية المنصوص عنها قانونًا وحدها من دون غيرها. وإذا أفلح فملاحقة عملة السفيرة في رياح الأرض الأربعة.. تبقى العقوبة على صحافة لبنان ومن بقي منها، وعلى وسائل الإعلام اللبنانية. وفي اعتقادي أن هذا الجزء هو أهم من "عقوبة واشنطن وسفيرتها". هذا شأن كل الأنظمة العربية والإسلامية التوتاليتارية. فيتساوى القمع والفقر. لا تتعبوا أنفسكم.

 

لبنان الثورة وسؤال ما العمل

د. منى فياض/الحرة/28 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87733/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%b3%d8%a4%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84/

في الحقيقة ما دعاني لكتابة هذا المقال المشهد الذي رأيته على شاشة التلفزيون يوم الأحد في 21 يونيو. عندما تجمهر بعض سكان بلدة برجا (شمالي مدينة صيدا) أمام أحد المسابح الخاصة على الشاطئ، مطالبين بتحرير الشاطئ ممن استولوا عليه. نحن نعلم أن معظم الشواطئ اللبنانية، من الشمال إلى الجنوب تحولت إلى مسابح خاصة وانعدمت تقريبا المساحات العامة الصالحة للسباحة. وهذا أحد أوجه الفساد المعروفة تحت اسم "الأملاك البحرية".

كذلك التحركات المماثلة اليومية، كالتي حصلت يوم الخميس في 25 يونيو في عدد من الساحات، منها أمام قصر العدل في بيروت، حيث تحصل تحركات شبه يومية، والمؤتمر الصحفي لمنظمة "إعلاميون بلا حدود" الذي أعلن أن الحريات العامة خط أحمر.

أو التحركات التي تحارب الفساد من أجل حماية البيئة كالتحرك من أجل سد بسري؛ أو ما حصل في طرابلس، وفي مناطق أخرى كالبقاع، عندما تم التعرض لصهاريج تهريب المازوت والنفط والمواد الغذائية، أو من أجل استقلالية القضاء وتوقيع التعيينات القضائية...

مؤخرا ومع استخدام القضاء كذراع ميليشياوية، تحول لبنان إلى دولة بوليسية بامتياز، فانشغل الثوار بالتحركات للإفراج عن معتقلي الرأي والناشطين الذين بلغوا أكثر من مئة شخص، ممن يكتبون تعليقا أو مقالا أو يلقون شتيمة، فيما لا يقبض على أي من المخلين بأمن المواطنين والأملاك العامة والخاصة وهم معروفون بالاسم.

أضيفت إلى هذه التدابير القمعية التي تهدف إلى إخافة الثوار وإسكاتهم ودفعهم إلى اليأس، الملفات الملفقة التي تبدأ بهاشتاغ، من الجيوش الإلكترونية، يتهم البعض بالعمالة على غرار تلفيق قضية زياد عيتاني الشهيرة. تتكرر المسألة الآن مع كندا الخطيب التي اعتقلت أيضا بتهمة "العمالة والاتصال بالعدو" مع تسريبات لمجريات التحقيق. وبالمناسبة هي معارضة شرسة لـ"حزب الله" وسلاحه. أضيف إلى ذلك، الادعاء على السيد علي الأمين، المعارض لسياسة الحزب أيضا. في إشارة إلى أن لا خطوط حمر في هجومهم على من يواجه الحزب.

التغيير المطلوب في لبنان هو تغيير القيادات السياسية وممارساتها ومن أجل تغيير القيم التي أرستها. الأمر الذي نلمس إرهاصاته على الأرض

وفي زمن الانهيار الاقتصادي وانشغال المواطنين بهمومهم اليومية، تصبح هذه التحركات المناهضة للسلطة، والتي يستهين بها البعض، نموذجا عن الأسلوب الممكن اتباعه في زمن جيل الميلينيوم الذي ينفر من القيادات والزعامات. مجموعات صغيرة تتحرك يوميا تعبر عن استمرارية الثورة وعن إرادة التغيير العميقة التي تحركهم، من أجل استعادة الحريات العامة وسيادة الشعب والحقوق المهدورة من أجل المواطنة الكاملة ومحاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة...

باختصار استعادة الدولة من أيدي الطبقة التي تحكم بواسطة آليات الفساد الموزع محاصصات طائفية، بحماية حسن نصرالله ولاءاته الثلاث الشهيرة، تضاف إليها تمارين الاعتداءات المبرمجة من "زعران" الثنائية الشيعية المستخدمة للترهيب والتهديد بالفتنة المذهبية، في محاولة لإرساء السيطرة البوليسية.

بلورت هذه السيرورة منطقان عند الثوار، منطق الفئة الخائفة من وضع السلاح موضع تساؤل وتريد تأجيل طرحه، إضافة إلى من يرفض ذلك من أصله، استنادا إلى احترام شعار "إرادة الأمة" في التحرير. الإرادة التي تسببت بخراب بلدان المشرق في طريقها المسدود إلى القدس. إنها أكثر العبارات التي تسمح لطغاة الارض باتخاذ القرارات من قبل فرد واحد أو مجموعة ضيقة لتسوق الجماهير خلفها.

ومنطق مغاير ممن انطلقوا تحت شعار "كلن يعني كلن" ووجدوا أن العائق الأساسي أمام الإصلاح واستعادة المواطن لوطنه واستعادة سيادة الدولة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية لحماية الحدود ومنع التهريب والهدر بحماية الجيش اللبناني، هو "حزب الله" وسلاحه. إن انخراط الحزب في الصراعات في الدول العربية ضرب علاقة لبنان بها وبسائر دول العالم، ما انعكس سلبا على الاقتصاد.

وبانتظار تبلور الاتجاهات التي تعمل المجموعات الثورية المختلفة على تحقيقها، تتكاثر الأسئلة المتناسلة: ما الذي يجري؟ ماذا سيحصل؟ أين الثورة؟ وما هي أهدافها والبرنامج والخطوات والتدابير لإنجاحها؟ ما هي الخطة؟

أسئلة تختصر بسؤال: "ما العمل؟" الشهير.

للأسف نجد أيضا تعليقات من نوع أن مجموعات الواتساب التي يستخدمها الناشطون لتنسيق تحركاتهم، باتت مجرد مجموعات لتبادل الأحاديث، وأن أحدا لا يتحرك، لأن المشاكل الحياتي طغت على كل شيء. أو أن الناس فقدت الأمل بالتغيير. وصولا إلى سؤال: "لماذا وصلت الانتفاضة إلى مرحلة راوح مكانَكْ؟".

لكن خلف هذا النَّفَس المحبَط والانكفائي تقف فكرة أن التغيير يجب أن يحدث فجأة، كما السحر، بمجرد نزول الجماهير إلى الشارع. في ذهن هؤلاء الثورة، هي الثورة ـ الانقلاب التي تسهم بالتغيير المباشر.

لكن أود هنا التذكير أن ما قد يبدو ثورة في البداية لا يكون سوى انقلاب عسكري في معظم الأحيان، لاستبدال فئة بأخرى. وهذا ما حصل في العديد من دول العالم العربي للأسف، ما أدّى إلى حقبة سادت فيها أنظمة الاستبداد التي تسيطر عليها الأجهزة الأمنية.

إن هذا التصور للثورات عجول وقصير النفس ولا يساعد على التغيير الحقيقي الذي قد لا يطال النظام بحد ذاته. ففي لبنان ليس النظام ما يجب تغييره بل الطبقة التي أدخلت تعديلات جوهرية عليه بالممارسات المخالفة للدستور بواسطة آليتا العنف والتسلط أو غض النظر عن الفساد.

التغيير المطلوب في لبنان هو تغيير القيادات السياسية وممارساتها ومن أجل تغيير القيم التي أرستها. الأمر الذي نلمس إرهاصاته على الأرض.

إنها سيرورة طويلة من التحوّل الاجتماعي الذي سيطال الميدان الثقافي والسلّم القيمي عموما. عندما يتحقق ذلك نقول حينها إن الثورة حققت هدفها.

بالنضال المستمر سوف تصل الثورة إلى غاياتها

من أجل التوصل إلى ذلك مطلوب التحلي بالنفس الطويل وباستمرارية جميع التحركات بشكل متواصل. تلك التي تعمل على المطالب المتفرقة وشديدة التنوع على الأرض، وتلك التي تجهد لتجميع الثوار في عدد محدّد من الكيانات التي تتوافق على أهداف سياسية تتبناها. وسواء رفعت شعار السيادة أولا وحصر استخدام العنف والدفاع عن الحدود بالجيش اللبناني، إضافة إلى الحياد الايجابي؛ أو تلك التي تكتفي بالمطالب المعيشية والاقتصادية.

في جميع الأحوال أجد أن ما يقوم به الثوار تمرين على الممارسة الديمقراطية المرجوة والتي يطالب بها البعض وأشار إليها الدستور تحت بند "اللامركزية" الموسعة. إنها مناسبة للانخراط في ممارسة الرقابة على نشاطات البلديات في جميع المناطق والتدريب على المساءلة والمشاركة باتخاذ القرارات.

إنه تمرين على "فن بعثرة السلطة"، على حد تعبير ألكسيس دو توكفيل في بحثه عن جوهر نجاح نظام الحكم الأميركي الديمقراطي. لأن ذلك يستقطب اهتمام العدد الأكبر من الناس بالشأن العام. الأمر الذي يساهم بتمرين النشطاء على المهام المتنوعة كي يمثلون الجماعة القوية التي ينشطون باسمها.

تنتج عن ممارسة الواجبات البلدية، كواجب وحق، تجسيد فكرة حب الوطن عبر الممارسات اليومية في أداء الواجب والمطالبة باستعادة الحقوق المستلبة، سواء كانت مستشفى أو مدرسة أو حرية. فينشط المجتمع ككل ويتغير في نفس الوقت. يصبح للوطن معالم وسمات بارزة واضحة للعيان وملموسة. بالنضال المستمر سوف تصل الثورة إلى غاياتها.

 

أشهر ساخنة في العراق ولبنان بانتظار نوفمبر الأميركي

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

*رغم تكرار شعارات «المقاومة» و«تحرير القدس» وتهم التخوين الجاهزة لكل منتقد للحزب والخط الإيراني، لم يقاتل «حزب الله» ضد إسرائيل ولو مرة واحدة منذ 2008، لكنه منذ ذلك الحين قاتل في سوريا مهجّراً مئات ألوف السوريين. وقاتل إلى جانب الميليشيات العراقية ضد انتفاضات الشعب العراقي (في المناطق الشيعية، تحديداً). ودرّب زمر الحوثيين على أعمال القصف والنسف والتدمير، بما في ذلك استهداف المدنيين داخل اليمن وفي الأراضي السعودية، ناهيك من زرعه الشبكات الإرهابية في الكويت والبحرين وغيرهما من دول الخليج!

***

توحي تطورات الأيام الأخيرة في كل من العراق ولبنان بأننا نقف أمام مرحلة جديدة من المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

نعم، العداء الأميركي لطهران موجود ومتصاعد، على الأقل منذ ورث دونالد ترمب مفاتيح البيت الأبيض من سلفه الديمقراطي باراك أوباما. إلا أن التطورات الأخيرة تنم عن نقلة نوعية في مواجهة طويلة الأمد، يعمل الجانبان على المحافظة على زخمها ولكن من دون إفلاتها عن حدود السيطرة، بين اليوم وموعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في مطلع نوفمبر المقبل. هنا، أزعم أن طهران، رغم المصاعب الاقتصادية التي تمرّ بها، ليست في وارد طي صفحة مشروعها التوسعي الاستيطاني. ذلك أنها باشرت الاستثمار في هذا المشروع منذ تولت القيادة الخمينية الحكم عام 1979 تحت خفق بيارق «تصدير الثورة». ولئن كان المشروع قد تعرّض لصدّ من هنا وتطويق من هناك، فإن القيادة الإيرانية اعتمدت سلسلة من السياسات، تقوم على: الهروب إلى الأمام، وبناء «ذهنية حصار» لتعزيز اللحمة الوطنية ضد «الحصار الخارجي»، والتراجع الدبلوماسي خطوة من أجل التقدم عشر خطوات - ولا سيما، في موضوع السلاح والملف النووي -، وبناء منظومة «لوبيات» في أوروبا وأميركا والعالمين العربي والإسلامي تجمع بين تيارات أقصى اليسار الثوري وأقصى اليمين الإسلامي.

بعد «الحرب العراقية الإيرانية» (1980 - 1988) أدركت طهران عبثية الغزو المباشر، الذي يستفز الخصوم ويجمع الصفوف خوفاً من «العدو المشترك». وهكذا، مع المحافظة على الغاية الاستراتيجية للتوسّع والهيمنة التي هي عقد «شراكة» إقليمية مع واشنطن وتل أبيب، انطلقت طهران في العبث بالداخل العربي... بدءاً باستغلال القضية الفلسطينية وإبعاد تياراتها اليسارية واليمينية عن القيادة الفلسطينية المعترف بها عربياً ودولياً.

وعبر الاستفادة من المواقف الأميركية التقليدية المؤيدة لسياسات تل أبيب، استطاعت طهران ركوب موجة الاعتراض وتصدير سلعة «المقاومة»، في الداخل الفلسطيني عبر «الجهاد الإسلامي» وجناح كبير في حركة «حماس» والتنظيمات اليسارية والمدعية صف اليسار. ومعلومٌ، أن معظم هذه التنظيمات تحتفظ بوجود لها داخل سوريا تحت رعاية النظام السوري الذي ظل لعقود يؤدي دور «صندوق البريد» الإسرائيلي - الإيراني بجانب دور الضامن للحدود الآمنة في هضبة الجولان.

أهم من هذا، عزّزت طهران حالة «المقاومة» عربياً، ولم يكتشف العرب إلا متأخرين أن كلمة «المقاومة» تعني فعلياً مشروع التوسع والهيمنة الإيراني. وجاء هذا التعزيز عبر تأسيس ميليشيات مذهبية على نسق «الحرس الثوري الإيراني»، مرتبطة به سياسياً وتنظيمياً وأمنياً ولوجيستياً ومالياً. وكما نعرف، كان النموذج الرائد «حزب الله» اللبناني. وبعده، ولدت الميليشيات المشابهة في العراق، وبالأخص، من الجماعات التي قاتلت في صفوف القوات الإيرانية ضد الجيش العراقي إبان «الحرب العراقية الإيرانية»، واليمن ثم في سوريا أيضاً.

لقد تأخر العالم العربي كثيراً في استيعاب نمط تفكير طهران وقدرتها على المناورة الصبور، وأخفق في أمرين أساسيين، هما:

أولاً، التحسّب لمخاطر النزاعات العربية – العربية.

وثانياً، إدراك ما يعنيه انهيار الاتحاد السوفياتي على صعيد التوازنات الإقليمية والدولية.

وحقاً، مع تصاعد خطاب «الإسلام السياسي»، بدعم إيراني معلن أحياناً ومستتر أحياناً أخرى، انحسر البديلان القومي واليساري العربي، ووصل مع الغزو العراقي للكويت - الذي لم يأخذ في الحسبان ما يعنيه تلاشي الدور السوفياتي - إلى نقطة اللاعودة.

عند هذه النقطة اتّسع الشرخ العربي العربي، وبدأ العد التنازلي لإسقاط النظام العراقي.

ثم، في أجواء مجابهة المجتمع الدولي الوجه المتطرف «القاعدي» لـ«الإسلام السياسي» (السنّي، المدعوم إيرانياً) غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003... مُسقطة بذلك «المتراس» العربي والسنّي الأول في مواجهة مشروع التوسع الإيراني.

منذ ذلك الحين دخلت إيران الخمينية العراق، وتولّت قيادات ميليشياتها تحريك الشارع، ثم مفاصل الدولة، بعدما دمّر الحاكم الأميركي المؤقت بول بريمر مؤسسات الدولة العراقية تحت شعار «اجتثاث» البعث، وأنجز وفق قوله «إنهاء الهيمنة السنيّة».

في لبنان، لم تساعد إسرائيل فقط على إيجاد الأرضية الملائمة لنمو «حزب الله»، بل رأت فيه أضمن استثمار لتدمير النموذج التعدّدي والحضاري لبلد كان حتى الأمس القريب نافذة العرب إلى الغرب.

وراهناً، لدى النظر إلى ما فعله «حزب الله» منذ 1982، يتبين كم كان وجوده ضرورياً للقضاء على لبنان كما عرفه اللبنانيون والعرب، وكم هو مفيد لإسرائيل لجهة تدميره ثقافة لبنان الغربية وتسامحه الديني واقتصاده الحر.

وبالمناسبة، قرأت أخيراً مقالة لباحثة شابة من غلاة مناصري إسرائيل في بريطانيا نشرتها مجلة أميركية يمينية متطرفة، وفي هذه المقالة تحضّ الكاتبة الحكومة الأميركية على منع دعم الجامعة الأميركية في بيروت مالياً بحجة أنها معهد «خرّج أعداء لإسرائيل» والغرب. هذا الموقف ينسجم ويتكامل تماماً مع دعوات خطباء «حزب لله» الصريحة لتغيير «ثقافة لبنان» وتحويله إلى بلد تحكمه «ثقافة المقاومة» (أي إيران الخمينية).

أكثر من هذا، رغم تكرار شعارات «المقاومة» و«تحرير القدس» وتهم التخوين الجاهزة لكل منتقد للحزب والخط الإيراني، لم يقاتل «حزب الله» ضد إسرائيل ولو مرة واحدة منذ 2008، لكنه منذ ذلك الحين قاتل في سوريا مهجّراً مئات ألوف السوريين. وقاتل إلى جانب الميليشيات العراقية ضد انتفاضات الشعب العراقي (في المناطق الشيعية، تحديداً). ودرّب زمر الحوثيين على أعمال القصف والنسف والتدمير، بما في ذلك استهداف المدنيين داخل اليمن وفي الأراضي السعودية، ناهيك من زرعه الشبكات الإرهابية في الكويت والبحرين وغيرهما من دول الخليج!

في العراق اليوم موقف مختلف لحكومة مصطفى الكاظمي تجاه عربدة الميليشيات الإيرانية الولاء والإمرة.

وفي لبنان انكشاف كامل لدور «حزب الله» في تجويع الناس وضرب الدولة ونسف قطاعها المصرفي وتهديد ثقافتها وهويتها ومصالحها، في ظل سلطة جاء بها لكي تؤمّن التغطية لانخراطه في مشروع التوسع الإيراني.

وبناءً عليه، أمام العراق ولبنان بضعة أشهر من المعاناة الشديدة بينما تغرق واشنطن في هموم حملتها الانتخابية وطفرة جائحة «كوفيد - 19».

أما طهران، فإنها - كالعادة - تتجاهل معاناة شعبها، وتراهن على وهن إرادة الأميركيين في التصدّي لطموحاتها... بأمل أن يترجَم هذا الوهن بعودة «فريق التطبيع» معها إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

 

في خيمة القذافي... كانت لهم أسرار

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

القذافي، الرجل الذي مات فانتشرت أسراره وفُضحت تسجيلاته، وأصبحت تسريبات ما جرى في تلك الخيمة سيفاً مصلتاً على رؤوس الخونة والغادرين، ونوراً كاشفاً لما كانوا يكيدون، وكُشفت المؤامرات التي كانت تحاك في الظلام، ودور كل مشتركٍ كبُر أم صغُر، ولم تنتهِ القصة بعد.

قصة جماعة «الإخوان» مع ليبيا قصة مهمة، ومن الجيد استحضارها قبل البدء في التعليق على تسريبات خيمة القذافي. وكانت البدايات بأن واحدة من الحركات التي تأثرت بها الجماعة ومؤسسها حسن البنا، هي الحركة السنوسية في ليبيا، بوصفها حركة دينية عملت سياسياً لتحقيق الاستقلال الوطني. ومن أشهر القصص في بدء العلاقة لاحقاً بين الجهتين هي القصة المشهورة التي جرت في عام 1949عن لجوء ثلاثة من الجماعة المصرية إلى الأمير إدريس السنوسي في برقة، وقد أجارهم من مبدأ ديني، وربما فيه شيء من السياسة، وذلك بعد اغتيال النقراشي باشا واغتيال حسن البنا، وهم كلٌّ من: عز الدين إبراهيم، ومحمود الشرنوبي، وجلال الدين سعدة.

في 1954، وبعد حادث المنشية ذائع الصيت، ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر من قبل جماعة «الإخوان المسلمين»، هربت مجموعة أكبر من «إخوان» مصر إلى ليبيا، والتحقوا بمن سبقهم من «الإخوان» هناك. وكطبيعة هذه الجماعة، فقد شرعت منذ البداية في تأسيس تنظيم داخل ليبيا، واستقطاب المواطنين الليبيين وبخاصة الشباب، ومن هنا وفي العام نفسه قام عنصر «الإخوان المسلمين» الشاب الليبي الشريف محيي الدين السنوسي بأول عملية اغتيال لناظر الخاصة الملكية إبراهيم الشلحي، فغضب الأمير إدريس السنوسي، ومنع «الإخوان» من العمل السياسي.

في 1969، وبعد انقلاب القذافي، تصالح وعمل مع «الإخوان» لثلاث سنواتٍ، وتسلموا مناصب حكومية، ثم منعهم القذافي، ومنع كل الأنشطة السياسية والحزبية في البلاد، ولاحقاً في التسعينات خرجت في ليبيا حركات إرهابية من أبناء حركة «الإخوان»، ومنها «الجماعة الليبية المقاتلة» والتي اشتهر من قياداتها عبد الحكيم بالحاج. قبيل ما كان يعرف بالربيع العربي، تبنت قطر إرسال عدد من «الإخوان المسلمين» و«السروريين» وغيرهم من رموز الإسلام السياسي، ومنهم: يوسف القرضاوي، وسلمان العودة، ومحمد العريفي، وحاكم المطيري، ومبارك الدويلة، وعشرات ممن يسمون الدعاة، ليلتقوا بالقذافي وبابنه سيف الإسلام تحت شعارات المصالحة، ومشروع «ليبيا الغد»، وبناء شرعية جديدة يرث بها حكم والده، ومن ضمن ذلك إخراج الإرهابيين من السجون. وقد تحدث عن ذلك صراحة سيف الإسلام القذافي، وقال: «إنني كنت تلميذهم المدلل».

في 2011، تآمرت قطر وتركيا وجماعات الإسلام السياسي على ليبيا، وسقط حكم القذافي بتخطيط تركيا وأموال قطر ومقاتلي «الإخوان» والإرهابيين المسلحين والمدربين على القتال، وسلاح سودان البشير، وحكموا ليبيا. تسريبات الخيمة ومنذ بدايتها قبل سنواتٍ ضربت المشروع القطري ضد المملكة العربية السعودية، وضد الدول العربية، في الصميم، فقد اتضح حجم المكر الذي كان يحاك والكيد الذي كان يجري، وعلى لسان قائدَي المشروع التخريبي الإرهابي حمد بن خليفة وحمد بن جاسم.

نمط نشر التسريبات يوحي بأننا لم نزل في البداية، وخصوصاً أن وتيرة التسريبات قد تسارعت وأصبحت أوسع نطاقاً، فأصبح المشاركون في التسريبات مع القذافي من عناصر «الإخوان المسلمين» أو أمثالهم ينتمون لأكثر من بلدٍ خليجي، فبعضهم من قطر أو الكويت أو عمان أو غيرها، وطريقة التسريب تتسم بشيء من الذكاء، والمصادر التي تسرب له تلك التسجيلات متنوعة، ما يضمن رقعة انتشار أوسع. لم تظهر بعد تسجيلات «القطط السمان» من رموز الإسلام السياسي، ويفترض أنها ستخرج في المستقبل، وعندها ستتضح أبعاد جديدة لمساحة المؤامرة، واستعداد الغادرين للخيانة مهما كبرت أسماؤهم، وادَّعوا التسامح في خطابهم الفقهي؛ لأن خطابهم السياسي مليء بالتكفير وفتاوى القتل والتفجير. حروب الوثائق والتسريبات هي أحد تجليات الصراعات السياسية والحروب الساخنة منها والباردة، وهذه التسريبات توضح بجلاء لكل المتابعين أن المؤامرة التي كانت قائمة ليست مجرد وهمٍ؛ بل هي حقيقة ماثلة للعيان بشواهدها وشخوصها، وبأصواتهم وكلماتهم وتفاعلهم. التسريبات السياسية لها حسابات تختلف بحسب الأشخاص والحديث والسياق، أما تسريبات عناصر الإسلام السياسي فهي تأتي صريحة في سياق ما ثابت عليهم من قبل التسريبات، وما هو نهج للجماعة وعناصرها، من رفض فكرة الوطنية، وعدم الاعتراف بالدولة الوطنية الحديثة، وأن مشروعهم هو استخدام الدين لخدمة الهدف الأكبر لهم، وهو الوصول إلى السلطة، وكل التسامح الفقهي الذي يطلقونه إنما هو لتبرير التشدد السياسي الدموي والإرهابي. الغدر صفة ثابتة لدى جماعات الإسلام السياسي، ويكفي استحضار أحاديث رموز الإسلام السياسي عن اتصالاتٍ بينهم وبين سيف الإسلام القذافي بعد أحداث 2011، وثناؤهم المعلن والموثق عليه قبل الأحداث، ثم انقلابهم التام بعدها، ما يعني أن العلاقات معه كانت وطيدة، وأنهم بكل بساطة قلبوا له ظهر المجن، ما جعله يقول عنهم: «كانوا يأتون عندنا ويتملقوننا ويلعقون أحذيتنا». تسريبات خيمة القذافي كشفت – أيضاً - أن عناصر الإسلام السياسي مستعدون للَّعب على كل الخيوط، في السياسة هم سياسيون، براغماتيون وفي الدين هم متطرفون إرهابيون دمويون، ويلعبون على خيوط المجتمع والقبيلة والمال، وكل ما يمكنهم من إسقاط الدول والاستيلاء على السلطة، كما أوضحت أنهم بلا كرامة ولا مبدأ، فهم كانوا يكفِّرون القذافي، ثم وصلوا إلى بلاطه متملقين يمارسون الشحاذة، طمعاً في فتات الأموال، عبر التآمر على أوطانهم وخدمة لمشروعهم الكبير، وعادوا بعد ذلك لتكفيره والإفتاء بقتله واغتياله، كما كانت الفتوى الشهيرة ليوسف القرضاوي.

تسجيل محادثات الزعماء السياسيين أمرٌ طبعي في السياسة، وهي تحفظ في محاضر رسمية، ولكن القذافي كان يسجل كل ما يجري في خيمته، وهو ما يوضح تصرفه الغريب بنقل خيمته لكل بلدٍ يزورها حتى يسجل أحاديث ضيوفه، وربما خشية من أن يسجل أحد أحاديثه، والمفارقة أن كل حرصه على محادثاته ذهب أدراج الرياح، وأصبح غالب ما كان يدور في تلك الخيمة مبثوثاً لكل الناس. أخيراً، فمنذ سقوط نظام القذافي وليبيا لم تهدأ سياسياً بين تيارات الإسلام السياسي وميليشياته وبين الشعب الليبي، منذ مصطفى عبد الجليل والمجلس الانتقالي، وصولاً إلى فائز السراج وحكومة تركيا و«الإخوان» والميليشيات والمرتزقة في طرابلس.

 

الهياج الجماهيري واغتيال التاريخ

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

كنت أعتقد أننا العرب الأمة الوحيدة التي بالإمكان أن تساق «بالقمصان» وربما تقاد لحتفها من دون أن تدرك إلى أين تقاد، وإذ بالجماهير الغربية تفاجئك أنه حتى بعد رسوخ الديمقراطيات ونظام التمثيل النيابي بالإمكان تهييجها لمجرد «تي شيرت (حياة السود مهمة)»، لتخرج للشارع وتحطم وتهدم بيدها كل ما يعترض طريقها بهمجية تعود للإنسان البدائي، تلك حقيقة صادمة لا بد من الإقرار بها. كنت أعتقد أنه في عالمنا العربي فقط تتمكن جماعات إرهابية من أن تضم الملايين من الأفراد تحت رايتها، وعلى مدى سبعين عاماً، أغناها «المصطلح» الذي سجلته باسمها عن امتحانات التقدم للمركز الذي سعت إليه، فما احتاجت لبراهين ولا احتاجت لأن تبرهن عن أقوالها بأفعالها، ولا احتاجت لأن تثبت ما تدعيه أن لها علاقة به، يكفيها رفع القميص فجذبت ملايين العرب والمسلمين من غير العرب تحت رايتها.

كنت أظن أنه في عالمنا نحن فقط تكتفي جماعة باسمها «الإخوان المسلمون» كدليل على إسلامها من دون فعلها، ثم لا تترك موبقة إلا وارتكبتها من العمالة إلى الخيانة إلى التآمر على أمتها العربية مما حرمه الإسلام، مع الأتراك والأميركان والبريطانيين وحتى مع الإيرانيين، ومع ذلك تنجح في تضليلنا فقط من خلال «المصطلح»، وأجبرتنا لسنوات على أن نجهد في فصل الممارسة عن الخطاب حتى نراها على حقيقتها، لنحاول التبيان ومقاربة الأدلة بالشعار، كل ذلك لمجرد أن شعارهم إسلامي تم منحهم الحصانة، ولو كانت التسمية مختلفة والخطاب مختلفاً والممارسة هي ذاتها لما انضم لها وناصرها ملايين العرب... تخيلوا نحن نساق لحتفنا بقمصان!! جماعة أخرى رفعت قميصاً آخر بمصطلح «حزب الله» خطابها مقاومة يهيم عشقاً بحب آل البيت، لكنها قتلت من المسلمين ما قتلت، وتآمرت ودانت للإيرانيين واستوردت السلاح منهم وقاتلتنا به في لبنان وسوريا واليمن والعراق وتقول إنها تقاتل إسرائيل، وادعت أن هناك محوراً للمقاومة هي من تقوده تحت راية إيرانية، وتعاملت بالتهريب وبغسل الأموال وبكل شيء، ورغم ذلك أخذ منا وقتاً طويلاً كي نفصل بين تسميتها وممارساتها.

وكذلك «أنصار الله» وكذلك «الفاطميون» وكذلك «التكفير والهجرة» وكذلك «داعش» و«القاعدة»، جميعها استخدمت سيكولوجية الجماهير للفرنسي لوبون للسيطرة عليها، ودفعتها لاغتيال التاريخ وتحطيم الحاضر والاكتفاء بتقديس الماضي، سيكولوجية علمت أنه بمجرد رفعك القميص الديني المقدس قبل الآخر ستحتكر اللقب، وبأن خطابك العاطفي لا العقلاني هو ما يحرك الجماهير، وسيغنيك ذلك عن تقديم الإثبات والأدلة وسيتبعونك حتى إلى حتفهم.

كنت أظن أننا وحدنا من بقي تحركه خدعة القمصان، إلى أن فاجأتنا الجماهير الغربية أنها هي الأخرى تكتفي بقميص «حياة السود مهمة» الذي استخدم محركاً سيكولوجياً فجنى احتراماً وتقديساً يصلان إلى حد مسح الأحذية. حراك «الجماهير» الغربية الآن حراك طغيان وحراك دمار، والذي يحدث الآن في الولايات المتحدة وكما حدث في فرنسا مع جماعات القمصان الصفر، هياج غير عقلاني يدمر مسرح التاريخ، كما قال لوبون، حتى فيلم «ذهب مع الريح» لم يسلم من الهياج الجماهيري، إذ أزالت منصة «إتش بي أو ماكس» فيلم «ذهب مع الريح»، الذي يعد أحد أشهر الأفلام الكلاسيكية في السينما الأميركية استجابة لدعوات مطالبة بحذفه من خدمة البث. وقالت الشركة إن الفيلم الذي أنتج عام 1939 كان «عملاً مناسباً لعصره» وصور «المشاكل العنصرية والعرقية التي كانت خاطئة آنذاك ولا تزال خاطئة في عصرنا».

وأضافت الشركة أن الفيلم سيعود إلى المنصة في وقت لم تحدده مع «نقاش حول سياقه التاريخي». وكان الفيلم الذي تدور أحداثه خلال الحرب الأهلية الأميركية قد هوجم بسبب تصويره للعبودية.

ويصور الفيلم المأخوذ من رواية لمارغريت ميتشل شخصيات من العبيد يبدون راضين عن حياتهم، ويحافظون على ولائهم لأسيادهم بعد تحريرهم (بي بي سي). صدق لوبون بأن الجماهير تصاب بلوثة في حراكها الهائج «لأنَّ روح الجماهير مكونة من الانفعالات البدائية التي دائماً ما تكون بعيدة عن المنطق والعقلانية، وكما أن روح الفرد تخضع دائماً لإيعازات وتحريضات القائد الذي يعرف كيف يفرض إرادته عليها. وفكرة لوبون بشكل مبسط هي أن كل الهزائم التي لحقت بفرنسا كان سببها هجمة الجماهير على مسرح التاريخ. كانت طروحات وأفكار لوبون ضد الحركات الاشتراكية والعمالية التي كانت تعتقد أن الحراك الجماهيري هو حراك عقلاني ولوبون كان يعتقد غير ذلك»(سيكولوجية الجماهير» - ترجمة هاشم صالح).

 

لا بديل عن صفقة مصرية ـ إثيوبية

عادل درويش/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

في كتاب «فن الصفقة» (2016) يشرح دونالد ترمب (وتوني شوارتز وتخصصه إدارة أعمال)، التفاوض للحصول على أفضل الشروط.

الصفقات، بين رجال الأعمال، أو الدول، ليست مباراة رياضية تنتهي بمنتصر ومهزوم، بل مشروع مفيد لشريكين؛ فالطرف الآخر شريك لا عدو في معركة حربية. حاجة الطرف الآخر لما لديك يدعم موقفك، في تكتيك ترمب التفاوضي، بجانب قناعته بعدم حاجتك إتمام الصفقة إذا لم يرضِك العرض.

أعدت قراءة الكتاب، وقراءة خلفيات بحث كتابي «حروب المياه: الصراعات المستقبلية في الشرق الأوسط» الصادر في 1993 بالإنجليزية في لندن ونيويورك، لموازنة الموقفين المصري والإثيوبي ونوعية الصفقة الحتمية حول مياه النيل.

تصعيد غير مفيد، في وسائل صحافية عمومية مصرية، واتهامات على صفحات المصريين وحلفائهم على وسائل التواصل الاجتماعي بمؤامرة سياسية لإيذاء مصر والاستيلاء على حقوقها من المياه، مع تسرع إثيوبي غير حكيم في التلويح باختصار الفترة الزمنية لملء خزان سد النهضة. وكنت مشاركاً في لجان لحل أزمة مشابهة في ثمانينات القرن الماضي بين تركيا (دولة منبع) في مواجهة سوريا والعراق، حول فترة ملء خزان سد أتاتورك. ملء الخزان في ثلاثة أعوام بدلاً من ثمانية يعني فارقاً هائلاً ليس فقط في كمية تحرم منها مصر والسودان، بل تقلل سرعة التدفق المعتادة في النيل (2830 متراً مكعباً في الثانية) نتيجة فارق ارتفاع 1134 متراً بين المنبع والمصب بتأثيرات على توليد الكهرباء، والبيئة. صفقة إثيوبية مصرية أمر حتمي، لأنه أفضل من تهديدات في الصحافة وتطوع البعض بأفلام دعائية تصورية حول تدمير السد، وقد تحول الرأي العام العالمي في اتجاه معاكس إذا وصلت الأزمة إلى التحكيم الدولي. أليس هناك دراسة للتاريخ لتعلم الدرس باهظ الثمن للحصار البحري في 1967؟ ولنتخيل أن لمصر التفوق العسكري الذي توفر أيام محمد علي باشا (1769 - 1849) والخديو إسماعيل (1830 - 1895)، وسكت المجتمع الدولي، فما هو شكل «الانتصار العسكري»؟ ضم إثيوبيا بالقوة لتصبح «الإقليم الجنوبي» في «الجمهورية النيلية المتحدة»؟ فلنبق في أرض الواقع، مصر بحاجة لإبقاء قدراتها لمواجهة تهديد الإرهاب شبه المؤكد من الغرب بعد دخول تركيا ليبيا، ولتركز على المفاوضات بالطريقة الترمبية الشوارتزية.

مصر و97 في المائة من مواردها المائية من النيل أضاعت فرصة التفاوض (منذ الخمسينات حتى 2011) بتكتيك ترمب عندما كان لديها ما تقدمه لإثيوبيا.

عدم التوازن الهيدروليكي - الاقتصادي في حوض النيل، كررت الإشارة إلى معالجته في محاضرات ومقالات ما بين 1993 و2008 (كان رد فعل بعض المسؤولين المصريين «أنت عملت لنا مشكلة بالكتاب بتاعك»!). اقترحت سابقاً معاهدة مع إثيوبيا لتوفير منتجات زراعية، وغذائية ومصنوعات مصرية وكهرباء ووسائل مواصلات بأثمان أقل كثيراً مما يكلفها سد النهضة، والمشاركة في مشاريع توفر وظائف على أراضيها. معاهدة «الدولار المائي» (مع بلدان حوض النيل)، فإثيوبيا كبلد منبع ستجني فوائد إيداع دولاراتها المائية في البنك المصري الذي يستثمرها في زراعة وكهرباء وصناعات.

مصر تستهلك 80 في المائة من إجمالي مياه النيل القادمة من خارج حدودها، وهي مثل السودان، لا تنبع فيها مياه تضاف إلى النيل.

التوازن الهيدروليكي اليوم لا يقنع إثيوبيا بجدية مصر في التهديد بترك المفاوضات بطريقة ترمب، لكن هناك بدائل تقوي موقفها مستقبلاً بما تستطيع مصر عرضه، فليس لإثيوبيا منافذ على البحر، والتعاون في بناء خط السكة الحديد الأفريقي من الإسكندرية ومدن القناة إلى السودانَين وإثيوبيا، يدار بقوة كهرباء السدين العالي والنهضة، كلها مشاريع مستقبلية، لكن لا بد أن يسبق العرض خطوات أخرى. 85 في المائة من مياه النيل من هضبة الحبشة موسمياً (يونيو/ حزيران - سبتمبر/ أيلول يسقط أثناءها 70 في المائة من كل مياه الأمطار السنوية)، يتدفق 59 في المائة منها بطول 850 ميلاً في النيل الأزرق و41 في المائة وبطول 800 ميل في نهر عطبرة؛ ليصل إلى السودان 45.9 كيلومتر مكعب متوسط سنوات أقصاها 79 كلم مكعب في 1909 - وأقلها 20.6 كلم مكعب في 1913.

النيل الأبيض يساهم بـ15 في المائة من المياه عند لقاء النيلين في الخرطوم، فرحلة 2300 ميل من الهضبات الاستوائية يقطعها 57 ألف كلم مربع مستنقعات السد وتضيع المياه بالتبخر. السير ويليام غاريستين (1872 - 1947) وكيل وزارة الأشغال المصرية (كانت مصر والسودان شمالاً وجنوباً بلداً واحداً) أراد في 1907 التغلب على المشكلة بحفر قناة تزيد من تدفق النهر فتقلل من التبخر مياهاً تكفي لاستصلاح مليوني فدان. ولم تدرس الحكومة المصرية المشروع للتطبيق إلا في 1946 وبدأ المهندسون رسم خطط قناة جونغلي بطول 224 ميلاً بين 1954 - 1959. بدأ الحفر في 1978 لمسافة 149 ميلاً وتوقف في 1984 بسبب الحرب الأهلية التي انتهت بانفصال جنوب السودان. القناة عند اكتمالها ستوفر للنيل 3.5 - 4.8 بليون متر مكعب سنوياً، مساوياً ثلثي إلى 102 في المائة من مياه فيضان هضبة الحبشة، بمعدل تدفق 110 - 152 متر مكعب في الثانية، زيادة 7 في المائة في السرعة عند أسوان، مما يقلل نسبة مماثلة من المياه المستمرة لزوم لتوليد الكهرباء. قناة جونغلي - المرحلة الثانية ستوفر 3.2 بليون متر مكعب؛ أما مشروعات بحر الغزال الجديدة (عدة قنوات وتقوية الضفاف لتسريع التدفق) ستضيف 4 بلايين متر مكعب سنوياً. المشاريع توفر لمصر وبلدَي السودان، بصفة دائمة، ضعفي كميه مياه الفيضان من هضبة الحبشة. هذا يقنع إثيوبيا بقدرة مصر على رفض الصفقة إذا لم تلائمها الشروط حسب بـنصيحة ترمب.

لا يوجد أعداء أو حلفاء دائمون، وإنما مصالح دائمة كحقائق الجغرافيا مثل جيران النيل الدائمين. تحمل مصر 90 في المائة أو كل تكاليف مشاريع زيادة تدفق مياه النيل الأبيض في جنوب السودان والمشاريع المكملة في شماله، كالسكة الحديد ووسائل نقل المعدات ثمن بسيط، مقارنة بتكاليف الصراع العسكري. مشاريع البنية التحتية دائمة المنافع وتحسن الأحوال الاقتصادية فيما كانتا يوماً مديرية بحر الغزال والمديرية الاستوائية في بلد واحد، مشاريع تخلق وظائف لأحفاد جنود بواسل اختلطت دماؤهم بدماء إخوتهم المصريين تحت علم واحد دفاعاً عن مصالح أمة وادي النيل.

 

لكنْ ماذا نفعل بالماضي؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

هناك من يعبد الماضي، وقد يتفرع عن ذلك عبادة الأسلاف والموتى. النزعة هذه قد تبرّر نفسها بالأصالة والجذور، وقد تترجم نفسها ببناء التماثيل وتقديس الأضرحة. لكنْ هناك، في المقابل، مَن ينكر الماضي داعياً إلى إلغائه، أو يحاسبه بمعايير الحاضر مستنتجاً أنه رجعي لا يستحقّ التذكّر، بل لا يستحقّ الوجود. النزعة هذه قد تسمّي نفسها تقدمية ومستقبلية. النزعتان هاتان ليستا متضادتين تضاداً مطلقاً. فكثيرة هي الحركات الثورية التي ما إن تأسست في أنظمة حتى باتت محافظة تُدين بالولاء لما كانت تُدينه. وعلاقة الشيوعيين بضريح لينين مَثَل معروف.

مناسبة هذه الاستعادة تحطيم التماثيل الذي شهدته مؤخراً مدن أميركية وأوروبية، رداً على جريمة قتل جورج فلويد، وعلى العنصرية بالتالي. هذا الحدث استجرّ نقاشاً لم نُعِره كبير اهتمام، علماً بأنّ الثورات العربية بالأمس القريب أسقطت بضعة تماثيل، وفي 2003 أسقط عراقيّون تماثيل لصدّام حسين. الماضي المرفوض لم يتجسّد فحسب في التماثيل: فبعد ثورة 1952 في مصر طالب بعض «الضبّاط الأحرار» بمنع أم كلثوم من الغناء، لأنها غنّت للملك فاروق.

وبالطبع فالميل الإلغائي، الذي يظهر في لحظات انفعال وتوتّر شعبيّين، يملك تاريخاً عريقاً يرجع إلى ما قبل الزمن الحديث، لدى شعوب كثيرة بعضها أراد التكفير بتقديم الأضاحي وبعضها رغب في الولادة من صفر. الكنيسة في العهد البيزنطي لم تبرأ من هذا الميل: في القرنين الثامن والتاسع، انتعشت «حركة تحطيم الأيقونات» (iconoclasm) التي رعاها أباطرة ورجال دين. وهي لئن انبثقت من مواقف لاهوتية، مفادها محاربة ما تبقى من عبادة الأصنام، فقد ارتبطت بمواقع اجتماعية وطبقية متباينة. وبعد ألف عام، كان للثورة الفرنسية مساهمتها. في 1792، صدر قانون يعلن أن «المبادئ المقدّسة للحرية والمساواة لن تسمح باستمرار تماثيل رُفعت للأبّهة والتمييز والطغيان في اعتدائها على أعين الشعب الفرنسي». وبعد اغتيال القيادي الراديكالي جان بول مارا، في العام التالي، انفجرت حركة تخريب وتحريق تعدّت التماثيل إلى الثقافة عموماً. فالفن، وفقاً لهم، خرّب الأخلاق، وهو يتعارض مع البساطة والفضيلة الجمهوريتين.

وفي بدايات ثورة 1917 في روسيا، هُدمت تماثيل القياصرة واستُبدلت بها تماثيل الثوريّين، كما نشأت جماعة «الثقافة البروليتارية» التي طمحت إلى استبدال «جماليات عمالية ثورية» بالأشكال الفنية القائمة. أما «الثورة الثقافية» الصينية فأعملت سكينها في الماضي الثقافي وغير الثقافي، بذريعة «احتدام التناقضات إبّان الانتقال إلى الاشتراكية». ومن هذا القبيل، مزّق كمبوديو «الخمير الحمر» الصور والإشارات وحطّموا المعابد. ذاك أنّ المطلوب ليس التخلّص من البشر الرجعيّين فحسب، بل أيضاً من الذاكرة الرجعية.

لكنّ بولنديّي ما بعد سقوط الشيوعية ذكّرونا بحقيقة مُقلقة: إنّ هدم التماثيل ليس عاصماً عن إنشاء تماثيل أخرى. فمقابل الأنصاب التي هُدمت للينين والقادة الشيوعيّين، أقيمت أنصاب أكثر عدداً للبابا البولندي يوحنّا بولس الثاني. وهذا قبل أن يذكّرنا «داعش» بما هو أمرّ، من أنّ نظاماً بالغ التصنيم قد يحلّ محل «الصنم» المهدوم.

وبالعودة إلى أحداث الماضي القريب، من غير المقبول طبعاً أن يحتل رموز العنصرية وتجار العبيد الفضاء العام، وأن يشغلوا موقعاً متصدّراً في ساحاته المركزية. والشيء نفسه يصحّ في الغضب الذي يفجّر تماثيل طغاة كصدام حسين وحافظ الأسد عند سقوطهم. وفي هذا، فضلاً عن نموّ الحساسية الطالبة للعدالة، اعتراضٌ لا على احتلال المكان فحسب، بل أيضاً على احتلال التاريخ وعلى كتابته بيد المنتصر. لكنّ هذا السلوك، المفهوم في لحظاته الأولى، ليس مبدأ معصوماً، ولا ينبغي أن يكون كذلك. فهل تُهدَم مثلاً مبانٍ بُنيت بأموال تجارة العبيد في أميركا، أو تُحذَف من كتب التاريخ والأدب مسرحيّة «عُطيل» لشكسبير أو قصيدة المتنبّي في هجاء كافور؟ ذاك أنّ هذا الميل قد يتمادى، كما شهدنا مع فيلم «ذهب مع الريح»، ليشمل الفنّ والموسيقى والأدب والسينما والعمارة والأبنية، وصولاً إلى الأهرامات، بحجّة عنصريتها أو انطوائها على عنصريّة ما.

إنّ استئصال الماضي، كأي استئصال، عمل خطير يُحلّ التنفيس الجمعي عن الغضب محلّ الاشتغال على القوانين وتعليم التاريخ على نحو يجعلنا أكثر انتباهاً إلى العنصرية أو الطغيان، وأشدّ تنبّهاً إلى مسؤوليّتنا.

فابتداءً بـ1790 وفي معمعة الثورة الفرنسيّة، ظهر من يحطّمون التماثيل بحجة أنها تعبّر عن «النظام القديم»، كما ظهر من يقدّم إجابة عميقة وعمليّة عن المشكلة. أكبر المتصدّين لهم كان الأب هنري غريغوار، أحد أبرز الناشطين لإقرار قانون إلغاء العبودية والمتحمّس للاقتراع الشامل والمساواة العرقية والدينية ولإلغاء امتيازات الكنيسة والنبلاء. الأب غريغوار، رداً على التكسير، دعا إلى إنشاء «معهد الفنون والصنائع» الذي بات أوّل متحف في أوروبا، وفيه جُمعت كنوز القصور والكنائس وتماثيلها. فهذه الأخيرة تراث مشترك للأمة كلّها، وفرصة للتذكير بالقهر والاضطهاد، أمّا مَن يحطّمونها، بحسب غريغوار، فيجمعون إلى الهمجية مناهضتهم للثورة عبر تشويه سمعتها. مع غريغوار، ولد المتحف، وصار في وسعنا أن نقول للتماثيل التي نكره: إلى المتحف.

هنا، لا بأس بالتذكير بأنّ المتحف إنّما وُلد أصلاً لهذا الغرض.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي استنكر قرار القاضي مازح: اللقاء الوطني زاد في الانقسام السياسي الداخلي بسبب عدم الاعداد له كما يلزم

وطنية - الأحد 28 حزيران 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد الخامس من زمن العنصرة، في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، يعاونه المطرانان حنا علوان وبيتر كرم، المونسينيور توفيق بو هدير، الاب فادي تابت، القيم البطريركي في الديمان الاب طوني الآغا، الاب ادغار طنسي، في حضور عدد من شبيبة العمل الرسولي في نيابة الجبة البطريركية الذين يتدربون على زراعة الأرض، بمبادرة من جمعية نادي لبنان الأخضر، تحت شعار "أرضك كنزك"، عضو الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أنطوان منسى، مختار قنوبين طوني خطار وحشد من المؤمنين.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان : "إختار يسوع الاثني عشر، وأرسلوا ليعلنوا: لقد اقترب ملكوت السماوات، (متى 10: 1 و 7)، قال فيها: "1. إختار الرب يسوع إثني عشر رسولا، وأرسلهم لمتابعة رسالته الخلاصية باسمه وبشخصه. وقال لهم في موضع آخر: كما أرسلني أبي أرسلكم أنا أيضا (يو 21:20). وقال: من يقبلكم يقبلني (متى 40:10)، مثلما هو قبل رسالته من الآب، لا من تلقاء نفسه (يو 5: 19 و 30). كذلك المرسل لا يستطيع شيئا من دون المسيح مرسله الذي منه يأخذ مهمة رسالته والسلطان الالهي لإتمامها. نصلي اليوم من أجل الأساقفة خلفاء الرسل، ومن أجل معاونيهم الكهنة، كي يكونوا أوفياء لرسالتهم، وأمناء لإرادة المسيح الذي اختارهم وارسلهم. ونصلي كي يرسل الله رعاة وفق قلبه كما وعد على لسان إرميا (إر 15:3).

2. يسعدنا أن نحتفل اليوم بهذه الليتورجيا الإلهية معكم، أيها الحاضرون، ومع الإخوة والأخوات الذين يشاركوننا روحيا عبر محطة تيلي لوميار - نورسات والفيسبوك، وسواها من وسائل الاتصال الاجتماعي. ويشارك معنا بحضورهم عددٌ من شبيبة العمل الرسولي في نيابة الجبه البطريركية الذين يتدربون على زراعة الأرض، بمبادرة من جمعية نادي لبنان الأخضر تحت شعار أرضك كنزك. يشارك في هذه المبادرة المركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين، في دير مار سركيس في ريفون، برئاسة عزيزنا المونسنيور توفيق بو هدير، الذي يتولى أيضا مهمة "منسق مكتب راعوية الشبيبة" في الدائرة البطريركية. وتشارك أيضا في المبادرة عينها جامعة القديس يوسف بيروت.

3. إختارهم الرب يسوع بأسمائهم واحدا واحدا، بفعل محبة خاصة من أجل إعلان إنجيله والشهادة لمحبته في المجتمع البشري. فشهدوا لمحبته، وعاشوها أولا فيما بينهم، حتى اجتذبوا إليهم الوثنيين الذين كانوا يقولون عنهم: أنظروا كم يحبون بعضهم بعضا! ثم تجاه جميع الناس. هذه هي رسالة الكنيسة بأساقفتها وكهنتها ورهبانها وراهباتها وبمؤسساتها، وهي أيضا رسالة جميع المسيحيين، في أي مكانٍ وجدوا، وبخاصة في لبنان وهذا المشرق، حيث زرعنا الله لنشهد للمحبة الإلهية.

4. تقتضي منا المحبة اليوم، ومن جميع المسيحيين، أكانوا في المجتمع أم في الدولة، أن نتحاب حقا، نابذين من قلوبنا الحقد والبغض والضغينة؛ وأن نتكاتف مع جميع مكونات مجتمعنا ودولتنا. فنوحد جهودنا من أجل إنقاذ مجتمعنا من الجوع والعوز والحرمان الشديد بمبادرات إنسانية فردية وجماعية وعبر المؤسسات الاجتماعية الإنسانية، ومن أجل إنقاذ دولتنا من الإنهيار، محافظين على سلامة سياستها الضامنة نظامها الديمقراطي ونمو اقتصادها الحر ووفرة ماليتها العامة، وإنماء المواطن والمجتمع.

5. هذا ما كنا نأمله من اللقاء الوطني الذي عقد في القصر الجمهوري في الخامس والعشرين من الحالي. لكنه، بسبب عدم الإعداد له كما يلزم، زاد بكل أسف في الإنقسام السياسي الداخلي المتسبب أصلا بفقدان الثقة بجميع السياسيين والقيمين على شؤون الدولة. فتسبب من جديد بالتراجع الاقتصادي، وفلتان الدولار، ورفع عدد الفقراء والعائلات المعدمة. هذا فضلا عن الصدمة التي أصابت شباننا وشاباتنا الذين يتظاهرون في ثورة إيجابية منذ حوالي تسعة أشهر، منتشرين على الطرق وفي الساحات العامة، متحملين الجوع والعطش والبرد والحر. وكم تألموا من المندسين والمخربين ومن وراءهم، وقد اعتدوا على الأملاك العامة والخاصة، وشوهوا وجه القضية التي من أجلها نشأت الانتفاضة - الثورة في 17 تشرين الاول الماضي.

6. ومع هذا كله ندعو شبابنا إلى الصمود بالوحدة والتضامن، فالكنيسة بجميع مؤسساتها تقف إلى جانبهم بمبادرات اجتماعية وتربوية وغذائية. ونذكرهم أننا بإيماننا الثابت نستطيع أن ننتصر وننقذ ذواتنا ووطننا ومستقبلنا على أرضه. كما ندعو أحباءنا في الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع لأن يبثوا بدورهم روح الصمود والثقة بالنفس، ويعززوا ثقافة البقاء الفاعل على أرض الوطن، والانتصار على تجربة اليأس والهجرة.

7. وإنا، إذ نقدر محاولات فخامة رئيس الجمهورية لمعالجة الأوضاع، نناشده التعويض عن غياب الشراكة الوطنية والتنوع السياسي في لقاء بعبدا، بالإعداد لمؤتمر وطنيٍ شامل، بالتنسيق مع دول صديقة، تمكن لبنان من مواجهة التحديات، ومصالحة ذاته مع الأسرتين العربية والدولية، قبل فوات الأوان.

كما نناشد الحكومة، رئيسا ووزراء، العمل على إستعادة الثقة الداخلية والخارجية الآخذة بالتراجع بكل أسف، والقيام سريعا بإجراء الاصلاحات في الهيكليات والقطاعات التي باتت مطلوبة من الجميع. كما نناشدهم رسم سياسة الدولة العامة عملا بالدستور والروح الميثاقية والثوابت اللبنانية والمبادئ الوطنية. فكفانا انحيازا وعزلة! كفانا هروبا من القرارات العادلة والجريئة ومعالجة ما يسمى بالنقاط الخلافية، لئلا تتم فينا المقولة المميتة: من أخفى علته مات فيها! كفانا تعطيلا للمسيرة نحو الأفضل! كفانا إفقارا للدولة والشعب وقهرا للأجيال الطالعة!

8. أرسل الرب يسوع كنيسته المتمثلة بالرسل الإثني عشر ليعلنوا ويبنوا ملكوت الله (راجع متى 10: 1و7). إنه ملكوت المحبة والرحمة، ملكوت العدالة والسلام، ملكوت الحرية كعطية سامية منحها الله للإنسان، وبخاصة حرية التعبير التي يتميز بها لبنان في محيطه، وكرسها الدستور، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي وضع مقدمته اللبناني الدكتور شارل مالك، أثناء رئاسته لجمعية الأمم المتحدة سنة 1948. لقد أسفنا جدا لأن يصدر في الأمس حكم قضائي مستغرب يمنع شخصية دبلوماسية تمثل دولة عظمى من حق التعبير عن الرأي، ويمنع جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية من إجراء أي مقابلة معها أو أي حديث لمدة سنة، كما أسفنا واستغربنا أن يصدر في يوم عطلة وخلافا للأصول القانونية، مشوها هكذا صورة القضاء اللبناني، ومخالفا للدستور، وناقضا المعاهدات الدولية والاتفاقيات الدبلوماسية. فاقتضى الاستنكار وتوجب التصويب.

إن بناء ملكوت الله واجب على كل مؤمن بالله، إلى أي دين انتمى، بحكم إيمانه بالله. هذا ما من أجله نصلي في صلاة الأبانا: ليأت ملكوتك، مما يعني أننا نلتزم ببناء ملكوتك يا الله على أرضنا. فعندما نقوم بهذا الالتزام بإخلاص، نستحق أن نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الراعي استكمل إطلاق الدورات التدريبية الزراعية للشبيبة: العودة الى الأرض هي عودة الى أخلاقنا وتاريخنا

وطنية - الأحد 28 حزيران 2020

استكمل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، إطلاق الدورات التدريبية الزراعية للشبيبة، مع شبيبة العمل الرسولي في الأبرشية البطريركية المارونية- نيابة الجبة، ضمن إطار مبادرة "أرضك كنزك" التي تنظمها جمعية "نادي لبنان الأخضر" بالشراكة مع مكتب الشبيبة البطريركي وجمعية شباب الرجاء والمركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين وجامعة القديس يوسف، من خلال كلية الزراعة Esiam وعملية اليوم السابع وكرسي Fondation Diane للتربية على التنمية المستدامة والمواطنة البيئية، وبدعم من وزارة الزراعة. استهل حفل الإطلاق بالنشيد الوطني، وحضره ممثلون عن الجهات ذات الصلة. وكانت كلمة لمدير المركز البطريركي للتنمية البشرية المونسنيور توفيق بو هدير، شدد فيها على "دور الشبيبة الرائد في المبادرات المجتمعية والعودة إلى الأرض"، وعرض استراتيجية الكنيسة لعمل تنموي زراعي مبني على عامل الإستدامة. كما كانت كلمة لرئيس جمعية "نادي لبنان الأخضر" المهندس إيلي خوري ألقى فيها الضوء على أهمية مبادرة "أرضك كنزك" وأهدافها ومساهمتها الفاعلة في "تنمية الثقافة الزراعية في المجتمع اللبناني الذي يرزح تحت وطأة ظروف الأزمة الاقتصادية الراهنة".

أما الدكتور فادي الحاج من جامعة القديس يوسف، فأعلن "إعطاء الجامعة اليسوعية إفادة مشاركة للمتدربين وإطلاقها لبرنامج تدريب للمدربين على الزراعة المستدامة".

الراعي

ثم ألقى الراعي كلمة قال فيها: "أريد ان أشكر كل المؤسسات التي تعاونت مع المونسينيور بو هدير وكل الشبيبة وبخاصة أبناء هذه المنطقة الذين يعيشون هنا، لأن هذا العمل أساسي، لأن الأرض هي تاريخنا وهويتنا وثقافتنا، والأرض مصيرنا ومستقبلنا، لأن أجدادنا الذين عاشوا في هذا الوادي المقدس صمدوا بقوة الأرض كما ذكر المونسينيور توفيق، وانتشرنا في كل مكان بقوة الأرض أيضا، لذا لا يجب ان نعود الى الأرض لأننا في ضائقة بل لأنها كنزنا، وعندما تركنا أرضنا أضعنا هويتنا وتاريخنا وبات وجهنا نحو البحر وتركنا تاريخنا الذي كتبه أجدادنا هنا على أرض هذا الوطن، وإذا هجرنا هذه الأرض ولم نستثمرها بكل الوسائل نتنكر لهويتنا وكنزنا ونضيع تاريخنا". وأضاف: "الأرض دائما معطاء، الأرض أم، إذا تعاملت معها بإخلاص ترد لك الإخلاص، يمكننا التلاعب في التجارة والصناعة وفي السياسة خاصة، ولكن مع الأرض لا يمكن التلاعب، فهي تعلمنا الأخلاق والاستقامة وتعلمنا كيفية التعاطي مع بعضنا البعض، ولذلك كان أجدادنا يتمتعون بالقيم والأخلاق التي تعلموها من الأرض، واليوم للأسف أصبحنا في عالم مختلف في التعاطي، لذلك من المؤسف فقد لبنان أخلاقياته. العودة الى الأرض هي عودة الى أخلاقنا وتاريخنا لنواصله، والأرض تغني من كل النواحي، ماديا ومعنويا وثقافيا".

وفي الختام، بارك الراعي الأرض الزراعية، ثم وزع على الشبيبة المشاركة حصصا زراعية تضم 18 صنفا من البذور والشتول ومعدات للزراعة البيتية، مستهلا الورشة بزرع عدد من البذور وريها. وبعد ذلك، انطلقت الدورة التدريبية الزراعية الثانية مع المهندس ريمون الخوري.

 

عبد الصمد: الرئيس دياب نفى تقديم أي اعتذار رسمي للسفيرة الأميركية ويعود لها كشف اسم المعتذر

وطنية - الأحد 28 حزيران 2020

أوضحت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد، في اتصال مع "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أنها تواصلت مع رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب الذي نفى تقديم "أي اعتذار رسمي صادر عن الحكومة إلى السفيرة الاميركية" دوروثي شيا، وقالت إنه يعود للسفيرة شيا "الكشف عن اسم المتصل الذي قدم لها الاعتذار". وعما سيبلغه وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي للسفيرة الاميركية غدا، رأت أن هذا الموضوع تنظمه "الاتفاقيات الدولية لاسيما اتفاقية فيينا التي تنظم العلاقات الديبلوماسية، ووزير الخارجية هو المرجع الصالح لتقييم هذا الموقف ولايضاح موقفه وموقف الحكومة والدولة اللبنانية". وأكدت مبدأ "فصل السلطات الذي هو دستوري وأساسي بين السلطتين القضائية والتنفيذية"، مشددة على انه من غير الممكن "منع أي اعلامي من التعبير عن رأيه، والقيام بأي اجراء طالما أنه يراعي القوانين، أما في حال الاخلال بتلك القوانين وبأحكامها فهناك وزارة الاعلام التي تتخذ الاجراءات اللازمة بدءا من التنبيه وصولا إلى محكمة المطبوعات". وأعلنت أنه "حتى الآن لم نتبلغ قرار القاضي (قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد) مازح، وعند تبلغه سيكون لنا موقفنا من هذا الأمر".

 

سامي الجميل: لاستقالة الحكومة وانتخابات نيابية ورئاسية لإعادة انبثاق كامل السلطة وعودة الأمور إلى إطارها الصحيح

وطنية - الأحد 28 حزيران 2020

جدد رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، في حديث عبر قناة "العربية- الحدث"، اعتباره "أن السلطة أو المنظومة الحاكمة تأخذ لبنان الى مكان آخر، وتأخذ الشعب اللبناني رهينة للدفاع عن قضايا لا علاقة للبنان بها". ورأى ان "الشعب بأسره يدفع الثمن، بحيث أصبح لبنان يتحول ليكون جزءا لا يتجزأ من محور الممانعة، وهذا كله نتيجة آداء السلطة من رئيس الجمهورية وصولا للحكومة التي بسياستها تغطي وضع يد حزب الله على لبنان". وقال إن "القرارات التي نراها مؤخرا، ليست إلا لإبعاد لبنان عن صداقاته وعلاقاته الطبيعية مع الدول العربية ودول العالم التي تدعم لبنان منذ عشرات السنين على كل المستويات وخصوصا على الصعيد الاقتصادي، فيما نحن في أمس الحاجة للدعم في ظل الأزمة التي يعيشها لبنان اليوم". وعما حدث بعد تصريح السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا و"ما إذا كان لبنان يسير نحو تقييد الإعلام وارتهان كل المؤسسات الرسمية لحزب الله بما يؤدي إلى ابعاد لبنان عن سياقة العربي والدولي"، قال الجميل: "حزب الكتائب أصدر بيانات عدة منذ أشهر يحذر فيها من الجنوح نحو الدولة البوليسية في لبنان، والتي بدأت تأخذ كل معانيها وأشكالها بدءا بتوقيف الناشطين والمعارضين على مواقع التواصل الاجتماعي، والاعلاميين الذين يتخطون الحدود الممسوح بها من قبل هذه المنظومة، ومن ضمن ذلك أتت ردة الفعل على كلام السفيرة الأميركية دوروثي شيا. نحن نعتبر ان هذا السياق مستمر منذ زمن، ومن ضمن إطار محاولة أخذ لبنان الى مكان آخر". أضاف: "نعم حرية الفرد، الحرية الاعلامية، الحرية الشخصية، وحرية التعبير مهددة في لبنان، وربما يريدون العودة إلى زمن الاحتلال السوري، وسبق وشاهدنا هكذا قمع منذ ما قبل 2005، ونحن قلقون على المستقبل وعلى ما يريد هؤلاء فعله بنا وبالشعب وبالاعلام وبالحرية وبالاقتصاد وكل ما له علاقة بلبنان الحضارة الذي نفتخر به". وردا على سؤال "عن مصلحة حزب الله ليستخدم مؤسسات الدولة واستهداف جهة ديبلوماسية في الداخل، ولو عن طريق قرار قضائي"، قال: "ليس فقط حزب الله هناك منظومة عرابها والذي يدير شأنها هو حزب الله الذي يسعى منذ 2005 إلى أن يضع لبنان الرسمي تحت مظلته، وينقل لبنان إلى محوره ويستعمل الدولة الشرعية والمؤسسات اللبنانية والشعب كدرع له في معركته في المنطقة وكل دول العالم والمجتمع الدولي، يريد أن ياخذ لبنان والشعب رهينة في معركته الكبرى، وهذا ما نعيشه اليوم، وهو بالنسبة لنا واضح جدا، ونحذر منه منذ زمن طويل، ولكن للأسف وصلنا الى نقاط اللاعودة". وعما اذا كان لبنان يسير نحو الانفلات الأمني، قال: "هناك عوامل عدة توتر الأجواء في لبنان، ولكن الجزء الأكبر منها مرتبط بحزب الله: العامل الاقتصادي، المعيشي، السياسي وقمع الحريات ومنع الناس من التعبير عن الرأي، كل هذه العوامل تأخذ لبنان إلى أماكن خطيرة جدا"، مردفا: "حزب الله يتحمل جزءا من هذه المسؤولية أو المسوؤلية الأكبر، لأنه يقطع أوصال لبنان بالدول التي يمكنها أن تساعده وبالمجتمع الدولي بأسره".وعن الانفلات الأمني قال: "الفلتان الأمني موجود، فنحن نرى استعمال السلاح واثارة النعرات الطائفية التي يمتهنها النظام السوري منذ عقود، وحزب الله جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة التي تمتهن هذا الأسلوب لتوتير الساحات". وأضاف: "نحن نعتبر انه إذا كنا نريد العودة الى الرشد والمنطق والاستقرار، فيجب اللجوء إلى الشعب اللبناني ليقول كلمته من خلال المؤسسات أي من خلال انتخابات نيابية مبكرة، ليتمكن من حسم النقاش وقول كلمته بطريقة واضحة صريحة، وهذا ما تهرب منه السلطة التي لا تريد أن تسمع أصوات الناس ومعاناتهم". وعن تأثير ما يحصل على نوايا مساعدة لبنان من قبل المجتمع الدولي، قال: "نحن نقولها منذ أشهر عديدة، لا يمكن لدولة شركاؤها يشتمون المجتمع الدولي وكل الجهات المانحة أن يذهبوا لطلب المساعدة، فمن غير المنطقي ان تكون السلطة برعاية حزب الله الذي يهدد ويشتم ويريد قتل كل من هو في المجتمع الدولي، ومن ثم تذهب الحكومة إلى المجتمع الدولي لتطلب المساعدة". وأكد "نريد السلام والاستقرار والعودة إلى دولة القانون والتطور والحضارة والمنطق والانفتاح"، مشددا على "اننا نريد لبنان منصة للحوار وليس للحروب، وأن يكون جزءا لا يتجزأ من المجتمع الدولي وليس معزولا كما هو اليوم، وخصوصا المجتمع العربي الذي له فضل كبير على لبنان في كل الأيام الصعبة، فلا يجوز ان يكون لبنان الرسمي بحالة صراع". وختم: "إذا أردنا حقيقة إصلاح الأمر فعلى هذه السلطة أن تستقيل، بدءا بالحكومة وكل من هو في السلطة، وكذلك المجلس النيابي وإجراء انتخابات نيابية. هذه الحكومة أثبتت فشلها في إدارة شؤون البلاد، ويجب حتما ان تستقيل وكل ذلك سيرتب حتما انتخابات رئاسية جديدة بأسرع وقت ممكن لإعادة انبثاق كامل السلطة في لبنان لعودة الأمور إلى الهدوء وإطارها الصحيح".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 28-29 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

وزير الخارجية ناصيف حتي والمواقف الذمية المرتي

الياس بجاني/28 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87737/87737/

توهم البعض بأن السياسي المخضرم ناصيف حتي سيكون وزير خارجية لبناني يعيد للوزارة هويتها وتاريخها اللبناناوي والسيادي العريق والمُشِّرف، إلا أن الرجل هذا تفوق في ذميته وتفرسنه والغباء السيادي على جبران باسيل وعلى كل وزراء الثانية الشيعية اللاهيين اللذين تولوا وزارة الخارجية خلال حقبتي الإحتلالين السوري والإيراني.

 

The World Council for the Cedars Revolution (WCCR) Joins US State Department in Condemning Lebanese Judge’s Attempt to Silence US Ambassador

June 28, 2020

بيان صادر عن المجلس الوطني العالمي لثورة الأرز يستنكر القرار القضائي اللبناني المهرطق الهادف لإسكات السفيرة الأميركية في لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/87747/%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%84%d8%ab%d9%88/

 

حزب الله وديكتاتورية الغباء والظلامية وحتمية الفصل السابع

شارل الياس شرتوني/28 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87730/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%af%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%aa%d9%88%d8%b1%d9%8a/

 

ريموند إبراهيم: تقرير بجردة اضطهاد المسيحيين خلال شهر أيار/2020/ذبح 32 ألف مسيحي حتى الموت

“32,000 Christians Butchered to Death”: The Persecution of Christians, May 2020

Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/June 28/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87726/raymond-ibrahim-gatestone-institute-32000-christians-butchered-to-death-the-persecution-of-christians-may-2020/

 

لبنان الثورة وسؤال ما العمل/د. منى فياض/الحرة 28 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87733/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%b3%d8%a4%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84/

 

أشهر ساخنة في العراق ولبنان بانتظار نوفمبر الأميركي/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/28 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87735/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a3%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%b3%d8%a7%d8%ae%d9%86%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d9%88%d9%84%d8%a8%d9%86/

*رغم تكرار شعارات «المقاومة» و«تحرير القدس» وتهم التخوين الجاهزة لكل منتقد للحزب والخط الإيراني، لم يقاتل «حزب الله» ضد إسرائيل ولو مرة واحدة منذ 2008، لكنه منذ ذلك الحين قاتل في سوريا مهجّراً مئات ألوف السوريين. وقاتل إلى جانب الميليشيات العراقية ضد انتفاضات الشعب العراقي (في المناطق الشيعية، تحديداً). ودرّب زمر الحوثيين على أعمال القصف والنسف والتدمير، بما في ذلك استهداف المدنيين داخل اليمن وفي الأراضي السعودية، ناهيك من زرعه الشبكات الإرهابية في الكويت والبحرين وغيرهما من دول الخليج!