المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june21.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بؤس زمن أغبر ومحّل فرّض علينا قيادة قزمية وإسخريوتية باسيل

الياس بجاني/زمن مّحل وذمية وبؤس قادتنا الموارنة الروحيين والزمنيين

الياس بجاني/عون وجعجع والخيارات الفاشلة والمشخصنة والكارثية

الياس بجاني/الطاقم الحزبي والسياسي في لبنان ادمن الفساد والإحتلال والذل والذمية والعبودية

الياس بجاني/ميشال عون الذي احبه الناس فيما مضى وتحدوا الإحتلال لن تجبرهم اليوم كل وسائل القمع عن المجاهرة بكرهه

الياس بجاني/نشكر أميركا على قانون قيصر ونتمنى أن يعاقب كل لبناني وحزب باع نفسه ووطنه لما يسمى زوراً محور المقاومة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير من قناة الحدث يتناول القمع والإضطهاد والإرهاب الذي يمارسه الحكم  اللبناني بواسطة قواه الأمنية

أن هؤلاء جٓبنوا وتساهلوا وإستنكفوا وغابوا/موقع المقاومة_اللبنانية/الأستاذ أنطوان نجم

المجاعة التي قتلت ثلث اللبنانيين في الحرب العالمية الأولى

ستيفاني ترويار/اقتباس حسين عمارة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 20/6/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 20 حزيران 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار/لقاء بعبدا عالق والحكومة "تتكيّف" مع تعديل خطّتها

الفرد رياشي لجنبلاط: انت يلي "بلا طعمة"

نداء الوطن:  عون "قلق"... وانطباع 8 آذار "الحريري مش طالع" على بعبدا.."الأرقام"... الحكومة رضخت و"لا أموال بلا إصلاح"!

هل يضمن ضم ملف “الفتنة” الى “الهم” الاقتصادي نجاح حوار بعبدا؟

“القوات” عن لقاء بعبدا: كأنه اجتماع دردشة على فنجان قهوة

بين حوار بعبدا وانقسام الشارع والرسائل السياسية إلى دياب…

“المستقبل”: “حزب الله” غير قادر على إدارة الاقتصاد

لبنان: حوار بعبدا في مهب رياح المُكوِّن السُّني… وإلغاؤه مُرجَّحٌ

رؤساء الحكومات السابقون: لماذا نحضر؟... القرار ليس بيد عون وإنما بيد "حزب الله"

واشنطن تفرج عن مُموِّل لـ”حزب الله” وفرنسا قلقة إزاء التطورات في لبنان

الصدر بحث مع نصر الله التقريب بين القيادات العراقية الشيعية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو يعتبر تصويت الأمم المتحدة على قرار يدين العنصرية «نفاقاً» واعتبر مجلس حقوق الإنسان «ملاذاً للديكتاتوريين»

قاض أميركي يرفض طلب إدارة ترمب منع كتاب بولتون

الإدارة الأميركية تقاضي بولتون... وترمب يصفه بـ{المغفل}/مستشار الأمن القومي السابق عدّ الرئيس {غير مؤهل} لحكم البلاد

وكالة الطاقة الذرية تعتمد قراراً يطالب إيران بالتعاون «دون تأخير»/الصين وروسيا صوّتتا ضده... وطهران رفضته

الريال الإيراني في أدنى مستوياته على الإطلاق أمام الدولار

تركيا وإيطاليا تتفقان على تحقيق {سلام عادل} في ليبيا

أنقرة تخطط لتحويل إدلب إلى «منطقة آمنة»/فتح بوابة جمركية جديدة بين رأس العين وشانلي أورفا خلال أيام

جهود روسية لـ«الالتفاف» على عقوبات «قانون قيصر» الأميركي/موسكو تشير إلى مخاوف على الوضع المعيشي في سوريا

أنقرة تخطط لتحويل إدلب إلى «منطقة آمنة»

مصادر كردية تؤكد وجود عقبات أمام تنفيذ اتفاق القوى السياسية

عمرو موسى: تركيا أكبر خطر على العالم العربي

السيسي يأمر الجيش المصري بالاستعداد للتحرك داخلياً أو خارجياً

السيسي: أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات شرعيًا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إلى "الحقير" البطريرك مار بشارة بطرس الراعي/بقلم المخرج يوسف ي. الخوري

نحنا حنقتلك.. نحنا حنقتلك.. نحنا حنقتلك/نديم قطيش/اساس ميديا

سلاح حزب الله قضيّة لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

اللعبة أكبر من "حزب الله" ولبنان/رفيق خوري/نداء الوطن

برنامج الثورة ينتخب قيادتها/محمد علي مقلد/نداء الوطن

حين تُمطر الدعاوى على أصحاب المصارف...ولادة رابطة الدفاع عن المودعين قريباً/نوال نصر/نداء الوطن

حرياتٌ... ومقامات/بشارة شربل/نداء الطن

الحراك المستجدّ يقتفي الإجابات: ماذا بعد عهد ميشال عون/كلير شكر/نداء الطن

سياسات النفوذ الشيعية وتدمير الجامعة اللبنانية/شارل الياس شرتوني

أحلام اليقظة وسبعة دقائق ونصف/د.حارث سليمان/جنوبية

وُجُوهٌ بائدة في مدينةٍ خالدة/هنري زغيب/المرصد

لبنان... الجوع أم صندوق «قيصر»/راجح الخوري/الشرق الأوسط

جدها في «برافدا»/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

مصر بين معارك السدين/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

دول النيل وأزمة سد النهضة/دول النيل وأزمة سد النهضة/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

أزمة سوريا مستمرة ما دام الأسد في القصر/شارلز ليستر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اجتماع في بعبدا بين الرئيسين عون ودياب لمتابعة مسار المفاوضات مع صندوق النقد

الراعي يستقبل قزي وعبود في الديمان

باسيل: دعوة رئيس الجمهورية الى الاجتماع في بعبدا درء للفتنة وغير مستعدين لسحب الثقة من الحكومة ما دامت تنجز والبديل غير متوافر

جنبلاط: العقوبات تضعف الدولة لا “الحزب”

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا

إنجيل القدّيس لوقا10/من21حتى24/“(بَعدَ عَودَة الاثنَين وَالسَّبعينَ تِلميذًا بِفَرَحٍ) ٱبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال:«أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ٱرْتَضَيْت. لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلٱبْنُ إِلاَّ ٱلآب، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلاَّ ٱلٱبْن، وَمَنْ يُريدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ». ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى ٱنْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بؤس زمن أغبر ومحّل فرّض علينا قيادة قزمية وإسخريوتية باسيل

الياس بجاني/20 حزيران/2020

خلاصة المؤتمر الصحفي الولادي للصهر: اسهال واستفراغ كلامي ولازمة هني ونحن..بؤس زمن فرض علينا نحن الموارنة هذا القزم الإسخريوتي

 

زمن مّحل وذمية وبؤس قادتنا الموارنة الروحيين والزمنيين

الياس بجاني/20 حزيران/2020

الكارثة المارونية تكمن في سيدنا وبغربته عن المارونية وبرئيس جمهورية يخدم المحتل وبأصحاب شركات أحزاب ذميين أين منهم والإسخريوتي

 

عون وجعجع والخيارات الفاشلة والمشخصنة والكارثية

الياس بجاني/20 حزيران/2020

خيارات عون وجعجع وراء 99% من مصائب مجتمعنا المسيحي.نرسيسية واسخريوتية وقلة إيمان وخور رجاء والمصيبة تكمن في صنمية وضياع زلمهما

 

الطاقم الحزبي والسياسي في لبنان ادمن الفساد والإحتلال والذل والذمية والعبودية

الياس بجاني/19 حزيران/2020

الطاقم السياسي والحزبي في لبنان طروادي وأسخريوتي بنسبة99%..وهو يغطي المحتل الإيراني لأن هذا الأخير يغطي فساده وبالتالي الطاقم عملياً هو أخطر من المحتل..والمأساة تكمن في صنمية وغباء قطعان واغنام الطاقم المحصيين وطنياً وفكرياً وعقلياً وكرامة...وحلها إذا فيك تحلها..جماعة ادمنت الفساد والإحتلال والذل والذمية والعبودية

 

ميشال عون الذي احبه الناس فيما مضى وتحدوا الإحتلال لن تجبرهم اليوم كل وسائل القمع عن المجاهرة بكرهه

الياس بجاني/19 حزيران/2020

يوم احب الناس عون لم يجبرهم أحد واليوم والبعض يجاهرون بكرهه لن تجبرهم كل وسائل الإضطهاد على تغيير احاسيسهم. الحب لا يشترى ولا يفرض بالقوة

 

نشكر أميركا على قانون قيصر ونتمنى أن يعاقب كل لبناني وحزب باع نفسه ووطنه لما يسمى زوراً محور المقاومة

الياس بجاني/18 حزيران/2020

على مدار 7000 سنة من التاريخ الغابر والمعاصر مر على لبنان آلاف المحتلين والغزاة والفاتحين والبرابرة من كل حدب وصوب، إلا أنه ورغم كل بطش وظلم وجور معظمهم فإنه لم يكن أحداً منهم بوحشية وبربرية ودموية وإجرام وجحود وسادية ونرجسية النظام السوري الذي عمل جاهداً وبمنهجية شيطانية وتدميرية منظمة منذ العام 1975 على تعهيروتصحير وتسطيح وتسخيف وتقزيم الحياة السياسة والاجتماعية والأخلاقية والوطنية والثقافية في وطن الأرز.

هذا النظام الذي هو خارج التاريخ والمٌغرب عن كل ما هو إنساني وقيمي وحقوقي وأخلاقي قلب المعايير كافة وفقست حاضنته الستالينية والشمولية جيلاً كاملاً من السياسيين والمسؤولين اللبنانيين المسخ الفاقدين لكل مكونات ومقومات الوطنية والأديان والكرامة والأخلاق واحترام الذات.

 خلع على هؤلاء مسمى حلفاء سورية، في حين ابتكر لطرواديتهم عقل مخابراته المريض مفردات وشعارات وهمية مفرغة من كل معانيها من أكثرها اجتراراً، المقاومة، والتحرير” والممانعة، ووحدة المسار والمصير، والخط الوطني، وسورية العروبة، وتطول القائمة.

خلال حقبة احتلاله البغيضة للبنان وعلى خلفية روحية التدمير والتخريب المتعمدة، وبنتيجة مركبات النقص والحسد والحقد التي تهيمن على فكره وممارساته قتل وخطف وأخفى في سجونه الآلاف من أهلنا وأوجد عشرات المربعات الأمنية والدويلات والميليشيات الفلسطينية والإيرانية والدينية والأصولية والمافياوية وفكك بخبث ودهاء منقطعين النظير كل مؤسسات الدولة اللبنانية من دون استثناء بدءاً من رئاسة الجمهورية ومروراً بمجلسي النواب والوزراء والجيش والقوى الأمنية وانتهاءً بوزارة الخارجية التي حولها إلى مجرد مكتب ملحق وتابع لمرجعيته.

كما ضرب سمعة لبنان واللبنانيين حتى أمسى اللبناني يعامل معاملة الإرهابيين والمهربين في كل مطارات العالم.

وفي ظل وتحت رعاية النظامين السوري والإيراني وُجد حزب الله الإجرامي والإرهابي سنة 1982 الذي هو جيش إيراني 100% ولا علاقة له لا بلبنان ولا بالقضايا العربية التي يتاجر نفاقاً ودجلاً واحتيالاً بشعاراتها ومنها وأهمها تحرير القدس ورمي اليهود في البحر وتحرير فلسطين.

اليوم ومع قانون قيصر الأميركي يتمنى كل الأحرار السوريين واللبنانيين والعرب أن تكون نهاية نظام الأسد الكيماوي والبراميلي قد اقتربت وأصبحت في مراحلها الأخيرة لأنه نظام لا يعرف غير القتل والإجرام.

كما من المفروض أن يطاول قانون قيصر حزب الله الإيراني وكل من يسمون أنفسهم في لبنان حلفاء محور المقاومة وهم الحزب القومي السوري، وحزب البعث، وحزب شركة عون وصهره، والحزب الشيوعي، والعديد من الجماعات المسلحة والأصولية التي تربت على معالف عنجر والبوريفاج والضاحية، وما أكثرها، إضافة إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة التابعة مباشرة لإيران والأسد المتواجدة في المخيمات الفلسطينية، وفي معسكرات الناعمة وقوسايا وحلوة والسلطان يعقوب.

كل هؤلاء الذين يدعون زوراً وباطلاً أنهم مقاومون ومناضلون ومحررون وتقدميون وقوميون وعروبيون، جميعهم بلعوا ألسنتهم منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية في سورية وأصيبوا بعمى البصر والبصيرة معتبرين أن الشعب السوري الثائر على نظامه الفاشيستي هو مجرد جماعات مخربة وأصولية يستعملها الإسرائيلي والأميركي لضرب نظام الأسد الممانع والمقاوم الذي يقف عائقاً في مواجهة مخططاتهم الاستعمارية.

أما شبيحة وعصابات حزب الله فلهم في قمع وإفشال الانتفاضة السورية أيادي جهادية حمراء حيث يشاركون ومنذ سنين عصابات الشبيحة والحرس الثوري الإيراني وأذرعته العراقية والأفغانية بقتل الشعب السوري الذي أصبح منه 12 مليون مهجراً و80% يعيشون تحت مستويات الفقر المدقع… فأنعم وأكرم بهكذا مقاومة.

من يقرأ ويسمع تصريحات هؤلاء المرتزقة والصنوج والأبواق الكاذبة والمبتذلة وفي مقدمها معلقات حسن نصرالله البالية والببغائية والواهمة وهي تهاجم قانون قيصر وأميركا يلعن هذا الزمن الرديء الذي انحدرت فيه الأخلاق والقيم إلى درك سفلي ما بعده درك.

في الخلاصة وبصوت عال نحن نتمنى صادقين أن يطاول قانون قيصر بعقوباته كل لبناني كائن من كان وكل حزب وتنظيم ومجموعة باعوا أنفسهم ووطنهم لما يسمى دجلاً محور المقاومة..

عملياً فإنه لا حلفاء ولا أصدقاء لهذا المحور الشيطاني في لبنان بل جماعات مارقة وطروادية ونفعية من المرتزقة والمأجورين والصنوج والأبواق، ونهاية هؤلاء من الحياة السياسية أمست قريبة جداً كما هي حال النظام السوري الغارق في دماء شعبه والمغرب عن التاريخ والحضارة والإنسانية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير من قناة الحدث يتناول القمع والإضطهاد والإرهاب الذي يمارسه الحكم  اللبناني بواسطة قواه الأمنية ..

الحكم التابع والمحكوم من المحتل الإيراني حزب الله الإرهابي والإجرامي المتاجر بنفاق شعارات التحرير والمقاومة. ومداخلات تحكي القمع للأحرار والسياديين للناشطين لؤي غندور ومكرم رباح وفداء عيتاني

https://www.youtube.com/watch?v=wEruoogrfNg

 

لأن هؤلاء جٓبنوا وتساهلوا وإستنكفوا وغابوا

موقع المقاومة_اللبنانية/الأستاذ أنطوان نجم/مجلة المسيرة ١٩٨٥-٢٠١٣ العدد ٦٩٦ ص ٦

"لقد تأكّد لي بعد تجربة نصف قرن في هذا الميدان أن قادة الهرم في المؤسسات، من أي نوع كانت وأيّ مستوى، ما إستبدّوا، وما تفرّدوا بقراراتهم، وما أهملوا معاونيهم ومرؤوسيهم ومن إلتٓفّ حولهم، وما إستهزأوا و"تمقطعوا" بهم، إلا لأن هؤلاء جبنوا أمامهم، وتساهلوا معهم، وإستنكفوا عن أخذ المواقف الواجب إتخاذها تجاههم، وغابوا غياباً شبه تام عن ممارسة حقّهم في المساءلة والمحاسبة، بالإضافة إلى أنهم ما كانوا، أحياناً، أهل ثقة يُركن إليهم ويُطمأنّ. كل إنسان، في أي مركز مسؤولية كان، ينسى أن هناك حدّاً ينبغي أن يقف عنده إذا رأى طريق التسلّط سهلاً أمامه، وليس من يرفع الصوت ليحذّره أو ينبّهه أو يمنعه من هذا التصرّف أو ذاك. لنتثقّف بما يجعل إلتزامنا واعياً ولنعطه حقوقه فتحيٓ فينا قضيّتنا وتنمو وترتقي".

 

المجاعة التي قتلت ثلث اللبنانيين في الحرب العالمية الأولى

ستيفاني ترويار/اقتباس حسين عمارة/فرانس24/20 حزيران/2020

واجهت بلاد الشام، وخاصة متصرفية جبل لبنان، أثناء الحرب العالمية الأولى مجاعة عامة ضربت أجزاء كبيرة من أقاليم المنطقة. بمناسبة الاحتفال بمئوية هذه الحرب نعود مرة أخرى لموضوع هذه المجاعة، والتي وصفها البعض بحرب إبادة، لما تثيره من جدل ونقاش كبيرين اليوم.

احتفالا بمرور مئة عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى، أو ما يسمى في فرنسا بالحرب العظمى، نظمت جمعية "أصدقاء المكتبة الشرقية ببيروت" وجمعية "لا ميسيون سنتنير" دورة من اللقاءات والمؤتمرات حول موضوع "الحرب العظمى ولبنان" وذلك بوصف لبنان جزءا من منطقة الشرق الأوسط التي كانت مسرحا للتوتر بين دول الحلفاء ودول الوفاق لأنها كانت آنذاك تحت حكم الإمبراطورية العثمانية.

هذا الحدث كان فرصة جيدة للعودة إلى موضوع المجاعة الكبرى التي ضربت جبل لبنان بين العامين 1915 و1918. ووفقا لما تذكره الأرقام فإن ما بين 120 ألف و200 ألف لبناني، أي ثلث عدد السكان آنذاك، قد قضوا في هذه المجاعة. هذه الحلقة من تاريخ هذه الحرب والتي ضرب عليها ستار من النسيان وصفها البعض بأنها كانت حرب إبادة جماعية وهو ما أثار الكثير من الجدل.

المؤرخ اللبناني يوسف معوض، الأستاذ بالجامعة الأمريكية ببيروت، يشرح لفرانس24 الأسباب الحقيقية وراء تجاهل هذا التاريخ.

هل كانت هذه المجاعة الكبرى (1915- 1918) أكبر كارثة تضرب لبنان في التاريخ؟

يوسف معوض: كان هناك 200 ألف ضحية في أربع سنوات فقط وهو رقم لا شك كبير. كان الناس يتضورون جوعا ولم يكن بمقدورهم فعل شيء كما لم يقووا على المقاومة. وخرجوا يهذون في الشوارع ببطونهم المنتفخة. في كتابه "الخبز"* ذكر لنا توفيق يوسف عواد وصفا لبعض المشاهد التي رآها: "امرأة شعثاء مستلقية على ظهرها رأسها مائل، غزا القمل جسدها، تعلق بها رضيع ذو عيون كبيرة. ومن صدرها برز ثدي ملأته الخدوش يعصره الرضيع بأصابعه الصغيرة وبشفتيه المتلهفتين ليهجره باكيا يائسا من ظهور الحليب". وكان القمح يباع بأسعار خيالية في السوق السوداء. لم تكن هذه حال اللبنانيين وحدهم فسوريا بأكملها كانت تضربها المجاعة فالوقت وقت حرب. ولكن ما يجب معرفته والبحث فيه هل كان اللبنانيون يموتون جراء المجاعة أم لأنهم كانوا يعانون من سوء التغذية؟

وما هي أسباب هذه المجاعة إذن؟

في البداية كان هناك غزو الجراد في العام 1915 والذي دمرت على إثره معظم المحاصيل الزراعية. وبعده كان هناك الحصار البحري الذي ضربه الحلفاء على لبنان ما منع دخول السلع القادمة من مصر. وكان الحلفاء يخشون من وقوعها في أيدي القوات العثمانية أو الألمانية التي كانت متواجدة هناك. لكن السبب الرئيس وراء هذه المجاعة كان الحصار البري الذي فرضه الحاكم العثماني جمال باشا. ومنع دخول القمح تحديدا إلى جبل لبنان ما أدى إلى تجويع كامل سكان المنطقة. وخاصة أن هذه المنطقة الجبلية لم يكن إنتاجها من المحاصيل الزراعية كافيا لإطعام سكانها إلا أربعة أو خمسة أشهر بالعام.

التقطت هذه الصورة أثناء المجاعة الكبرى، التقطها إبراهيم كنعان نعوم المدير المسؤول عن المساعدات الحكومية في جبل لبنان. والذي قالت عنه عائلته: "لقد خاطر بحياته على الرغم من تهديد السلطات العثمانية للحفاظ على لقطات من هذه المأساة.

التقطت هذه الصورة أثناء المجاعة الكبرى، التقطها إبراهيم كنعان نعوم المدير المسؤول عن المساعدات الحكومية في جبل لبنان. والذي قالت عنه عائلته: "لقد خاطر بحياته على الرغم من تهديد السلطات العثمانية للحفاظ على لقطات من هذه المأساة. © الأرشيف الخاص/إبراهيم كنعان نعوم

يرى البعض أن سياسة جمال باشا أدت إلى الإبادة الجماعية. رأي يستند إلى تصريح أدلى به وزير الحربية التركي آنذاك، أنور باشا، في العام 1916 والذي صرح قائلا: "إن الحكومة لا يمكنها استعادة حريتها وشرفها إلا عندما يتم تنظيف الإمبراطورية التركية من الأرمن واللبنانيين. الأوائل دمرناهم بالسيف، أما الآخرون فسنميتهم جوعا." هل توافق على هذا الاتهام؟

أنا أرى أنه لم تكن هذه هي الحالة، ليكون هناك اتهام بحرب إبادة جماعية، لابد من توافر النية المبيتة والمتعمدة للقضاء على سكان شعب ما. وفي هذه الحالة تحديدا يتعذر إثبات هذه النية بالدليل القاطع. وهذه اتهامات مزورة ومنتحلة. من المؤكد أن العثمانيين كانوا سيكونون سعداء باختفاء المسيحيين، لكن لم يفعلوا ذلك بشكل منهجي. جمال باشا لم يقل سوى "أنا لا أريد إدخال السلع الغذائية لجبل لبنان لأن اللبنانيين موالون للفرنسيين، وهو ما سيؤدي إلى سقوطها في أيدي الفرنسيين".

أنا نفسي متحدر من عائلة مسيحية عانت هي الأخرى من المجاعة، ولكنني لا أقول إن ما حدث هو إبادة جماعية، كما حدث للتوتسي أو الأرمن. مات اللبنانيون بسبب الإهمال الشديد والقاسي. والحصار البري هو ما زاد الطين بلة، فعلى الإثر ارتفعت أسعار كل شيء، وكان الناس يهربون بجلدهم عابرين الحدود للمدن القريبة ليلاقوا حتفهم على الطريق أو من التسول في هذه المدن سواء أكانت دمشق أم طرابلس أو غيرهما.

ورغم كل هذه الفظائع إلا أن هذا الفصل من تاريخ لبنان أسدل عليه ستار من النسيان. فهذا البلد يحتفل كل عام بالسادس من مايو/أيار مخلدا ذكرى القوميين اللبنانيين الذين أعدموا على يد جمال باشا في العام 1916. فلماذا يتم إغفال ذكرى المجاعة الكبرى؟

على المستوى الشخصي، أعتقد أن الناس كانوا يشعرون بالخجل من رواية أو معرفة ما حدث. لم يكونوا يريدون الاعتراف بأن نساءهم أجبروا على تقديم خدمات جنسية للضباط الأتراك لسد رمق أطفالهم. الأب سليم دكاش، رئيس جامعة القديس يوسف، على سبيل المثال كان يحكي قصة جدته التي اضطرت لمغادرة قريتها، وفي الطريق فقدت طفلها الذي تركته على قارعة الطريق لتذهب للبحث عن خبز على مسيرة ثلاثة أيام سيرا على الأقدام لتطعم طفلها. بالطبع ليست هذه ذكريات تروى للأجيال التالية فهي ليست بحال من الأحول ذكريات بطولية. وفي الجبل، سمعة العائلة فوق كل شيء ويحذر الناس الحديث عن أشياء تحط من قدر وسمعة عائلاتهم. كان الحديث عن هذه المجاعة في العشرينيات [من القرن الماضي] أمرا عاديا أما بعد ذلك فقد دفن هذا التاريخ ولم تعد الأحداث الفظيعة تنقل من جيل إلى جيل.

حقا لقد اختارت الدولة تسليط الضوء على تاريخ 6 مايو/أيار لأنه في حد ذاته رمز على وحدة لبنان لأنه اليوم الذي أعدم فيه وطنيون لبنانيون مسلمون ومسيحيون. ولا تزال الدولة تحتفل به رغم أن الأحداث والحرب الأهلية أثبتت أن هذه الوحدة كانت وهما. هناك أيضا يوم الشهداء الذي يحتفي بموت أربعين شخصا تحت التعذيب. أما ذكرى وفاة 200 ألف شخص فلا تلقى تكريما يذكر. الدولة اللبنانية كانت تبحث عن ذكرى تعيد بناء نسيجها مع عنصرها الإسلامي وتكشف عن وحدة مكونات الدولة. أما هذه المجاعة الكبرى فهي تاريخ يزيد من انقسام البلاد لأن ضحاياها كانوا المسيحيين بالدرجة الأولى فمعظم المناطق التي ضربتها المجاعة، مثل جبل لبنان، مثل المسيحيون أكثر من 80 بالمئة من سكانها.

هل تعتقد أن هذا التاريخ المنسي سيخرج أخيرا إلى الأضواء مع الاحتفال بمرور مئة عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى؟

لا، سوف يكون مصيره دائما البقاء على الهامش فهو حدث مقســِّم أكثر من كونه موحدا. سيظل دائما هناك من يقول إن الأتراك المسلمين هم من جوعونا. وهي أقوال تحي وتنفث في نيران الانقسامات والتوترات في بلد مثل لبنان، حيث لا يزال الناس يحاولون محو الذكريات السيئة التي عاشتها الطوائف فيما بينها. ليس إذن الوقت مناسبا للحديث عن المجاعة الكبرى. ورغم أنني لا أمل من التذكير بهذه الأحداث منذ ما يقرب من عقد من الزمن أدركت أن الناس بدأوا يتذكرون رويدا رويدا بعضا منها.

حكت عائلة إبراهيم كنعان نعوم أيضا أنه أنقذ العديد من العائلات من الموت دون علم السلطات العثمانية في ذلك الوقت، "ونقل لعدة أسابيع متتالية أثناء الليل على ظهره أكياسا من الدقيق".

حكت عائلة إبراهيم كنعان نعوم أيضا أنه أنقذ العديد من العائلات من الموت دون علم السلطات العثمانية في ذلك الوقت، "ونقل لعدة أسابيع متتالية أثناء الليل على ظهره أكياسا من الدقيق". © الأرشيف الخاص/إبراهيم كنعان نعوم

- لم يكن لهذه الصور غير المسبوقة أن تنشر إلا بفضل الموافقة الكريمة للسيد إميل عيسى الخوري، حفيد إبراهيم كنعان نعوم. هذه العائلة اللبنانية تعتبر هذه الصور "شهادة فريدة عن الحرب العالمية الأولى وآثارها الوخيمة على سكان جبل لبنان في ذلك الوقت."

* "الخبز" كتاب من تأليف توفيق يوسف عواد، صدر عن دار نشر سندباد - أكت سود في فبراير عام 2015. نشرت النسخة الأصلية من الكتاب العام 1939 تحت عنوان "الرغيف".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 20/6/2020

وطنية/السبت 20 حزيران 2020

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إذا كان اللقاء الذي وجهت حياله دوائر القصر الجمهوري دعوات إلى عشرين شخصية لحضوره يوم الخميس المقبل في بعبدا، أطلق عليه عنوان "اللقاء الوطني" وليس صفة سياسية، فإن مشاركة جميع الأفرقاء فيه، بحسب أوساط مطلعة وقريبة من بعبدا، يندرج في "إعادة تأكيد ثوابت حماية الوحدة الوطنية وتحصين العيش المشترك وخنق الفتنة في مهدها"، بحسب هذه الأوساط التي نفت كل ما يقال عن أن الهدف من اللقاء هو تعويم فلان أو فلان.

وانطلاقا من هذا التوضيح، وفي موازاة الاتصالات القائمة والتحركات من أجل تأمين مشاركة كل المكونات، وفي مقدمة المساعي جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإن التعويل على نتائج اتصالات الساعات الثماني والأربعين المقبلة، محك قوي لتوضيح الصورة، بوجهة انعقاد اللقاء الخميس أو سوى ذلك.

وعلى رغم أن مسألة المشاركة المطلوبة في اللقاء، للمكونات المسيحية غير "التيار الوطني الحر"، ضبابية حتى الآن، إلا أن الأنظار تتجه الى اجتماع رؤساء الحكومة السابقين الحريري- السنيورة- ميقاتي- سلام الاثنين المقبل، على ان نتائج الاجتماع نقطة محورية في تقرير مآل عقد لقاء بعبدا.

بالتوازي، الوزير جبران باسيل أجرى مطالعة سياسية ومالية واستراتيجية، في كلمة استمرت نارية إلى ما قبل ربعها الأخير الذي أكد فيه أن لا انتصار من "حدن على حدن"، وأن مواجهة ما يحاك للمنطقة تفترض تضافر جميع اللبنانيين من جهة، ومؤكدا من جهة ثانية على حاجتنا الملحة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي. أما في النصف الأول من الكلمة، فقد وجه انتقادات شديدة إلى أفرقاء من دون أن يسميهم، الأمر الذي حمل رئيس تيار "المردة" على معاجلته بالرد.

على الصعيد المالي، وبعدما أعلنت نقابة الصيارفة عن توقف خدمة بيع المئتي دولار على بطاقة الهوية فقط، والمصنفة من دون أي مستندات ثبوتية، مع الإبقاء على الخدمات الأخرى، وذلك بدءا من اليوم السبت، وبعدما عقد حاكم مصرف لبنان اجتماعا مساء الجمعة مع وزيرة العدل والمدعي العالم المالي وبعض الصرافين المتهمين بمخالفات، وفي موازاة استمرار غرفة عمليات الأمن العام في عملها لضبط الصيارفة المخالفين، ينتظر الأسبوع المقبل أن يتزخم مسار العمل لتضييق الفجوة بين سعر الدولار في السوق السوداء والسعر الرسمي وعمل الصرافين. وبالنسبة إلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فهناك جولة تحمل الرقم عشرين الأسبوع المقبل.

في هذا الوقت، التحضيرات قائمة في مطار رفيق الحريري الدولي لاستقبال الطائرات الخاصة بعد يومين، وطائرات الركاب العادية أول الشهر.

مجمل التطورات، حضرت اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، في جولة أفق صباح اليوم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب. بعد اللقاء الذي استمر تسعين دقيقة، اكتفى الرئيس دياب بالقول: إن الاجتماع حصل في اطارالتنسيق بمسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفق خطة التعافي المالي التي أقرها مجلس الوزراء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

من الآن وحتى الخميس المقبل، ترقب لمواقف القوى السياسية والنيابية والحزبية، مشاركة في اللقاء الوطني المزمع في قصر بعبدا أو مقاطعة له.

على أن ما استرعى الانتباه قبل أيام من موعد اللقاء، هو إطلالة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، مطلقا سيلا من المواقف لم تستثن الحليف الأقرب والخصم الأبعد، متحدثا عن زعل برتقالي من أقرب الحلفاء، في إشارة فسرت على أنها موجهة إلى "حزب الله"، قائلا إننا لم نعد نستطيع أن نطلب من الناس أن تتفهم أكثر.

وما كاد باسيل ينهي مؤتمره الصحفي، حتى انهالت عليه الردود من كل حدب وصوب، لكن أبلغها كان شعرا لرئيس "المردة" سليمان فرنجية: "لا يلام الذئب في عدوانه، إن يك الراعي عدو الغنم".

في الشأن الاقتصادي والمالي، يفترض أن يقلع مجددا قطار التفاوض بين لبنان وصندوق النقد الدولي، بعد استراحة قسرية، لتستأنف المفاوضات هذه المرة بحلة جديدة تستند إلى أرقام مالية عمل مجلس النواب، ممثلا بلجنة تقصي الحقائق، على توحيدها وفق صيغة حصدت إجماعا لبنانيا واسعا، ومن شأنها أن تحسن الوضع التفاوضي.

وقد كان هذا الموضوع محور بحث في الاجتماع الذي عقده رئيسا الجمهورية والحكومة اليوم في قصر بعبدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في عنق الزجاجة يحاول الأميركي خنق لبنان، بالأسلحة المحرمة اقتصاديا، نقديا، ماليا، سياسيا وأيضا اعلاميا.

أداؤه المتسلط يفرض على اللبنانيين مسارات جديدة لتبديد المخاطر التي تحيط ببلدهم، ولشد عضدهم أكثر نحو حلول تستبدل قلقهم على لقمة العيش بالاطمئنان، في حال اتفاقهم على ادارة الدفة من الغرب إلى الشرق.

مواجهة سطوة الدولار على المالية اللبنانية، طرح لم يعد مجرد فكرة بل حقيقة هزت كثيرين من المطبلين للمصالح الأميركية تشويشا وتضليلا لعزل لبنان عن محيطه وعمقه. وفي السياق دعا اليوم رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل إلى كسر الحصار، طارحا السؤال عن النيات من سن "قانون قيصر" ضد سوريا، والترويج له لبنانيا في محاولة لسد رئتنا مع العالم العربي، وقطع لبنان عن عروبته.

ولأن المخاوف تمد يدها أحيانا من غرف سوداء وصناديق جوفاء، فإن اللبنانيين معنيون أكثر بتوحيد رؤيتهم المالية وأرقامهم الحسابية. وفي الاطار لقاء بين رئيس الجمهورية والحكومة، لبحث مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفق خطة التعافي المالي المقررة.

في تعافي البلد من كورونا، تراجع في الاطمئنان أمام ازدياد منسوب الحذر بعد إعلان وزارة الصحة اليوم عن ست وعشرين اصابة جديدة، بينها أربع عشرة من المقيمين المخالطين تم تسجيلهم في أربعة أقضية. مؤشر يعيد عامل القلق إلى الواجهة من موجة غير حميدة، في ظل إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتشار سريع جدا للفيروس في أميركا وبلدان عدة من منطقتنا، وعلى أبواب عودة مطار بيروت الدولي للعمل مطلع تموز المقبل.

صحيح أن الحذر من كورونا وجهود الحكومة ووزارة الصحة، أكسبتنا مستوى من الاطمئنان، ولكن من الجائر التفريط بذلك بين ليلة وضحاها بعدم الاكتراث وعدم الوقاية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ليس مطلوبا اليوم، ولم يكن مطلوبا في أي يوم، أن يتوقف اللبنانيون عن أن يكونوا مختلفين. فاللون الواحد، والفكر الموحد، والنظرة الآحادية، مفاهيم تتناقض وطبيعة التركيبة اللبنانية، شعبا ونظام حكم. فلبنان كان، وهو اليوم، وسيبقى دائما، وطن التنوع ضمن الوحدة، تحت سقف القانون وبناء على مرجعية الدستور وسائر المواثيق ذات الصلة.

لكن الفرق اليوم، أننا أكثر من أي يوم مضى، نحتاج إلى بلورة موقف وطني جامع، لا على التفاصيل، بل حول الأساسيات، لأن في الأمر واجبا وطنيا قبل كل شيء، وضرورة عملية كذلك في سياق الإطلالة اللبنانية على العالم طلبا للمساعدة، وهي في كل الأحوال، لا يمكن أن تكتمل، إلا بتحقيق هذا الشرط.

والمطلوب طبعا اليوم، ليس مجرد اجتماع وصورة ولا أيا من سائر المظاهر الشكلية، والمطلوب كذلك ليس مجرد الاجتماع للاجتماع، بل الاجتماع للتفاهم، لأن المرحلة التي يمر بها لبنان غير مسبوقة في تاريخه، والبديل عن توحيد الموقف للخروج بحلول، أو لتطبيق الحلول، هو دخول تلقائي في المجهول.

واليوم، أكثر من أي يوم مضى، يتطلع اللبنانيون إلى ممثليهم، على اختلاف درجات التمثيل ومستوياته، وحتى إلى المعترضين الصادقين في الشارع، بأن يمدوا اليد إلى بعضهم البعض. فإذا غرق المركب، سيغرق بنا جميعا. وإذا وصلت السفينة إلى بر الأمان، وهي في المحصلة ستصل، سينجو الجميع.

ما سبق ليس شعرا ولا نثرا، بل رسالة واقعية تحاكي الوضع الراهن، الذي يتحمل مسؤولية الوصول إليه معظم الأطراف بنسب متفاوتة، بينما مسؤولية الخروج منه، ينبغي أن يتحملها الجميع بنسب متساوية.

ما وصلنا إليه كان بسبب النكد السياسي، باعتراف الجميع ضمنا أو علنا. لكن الخروج مما وصلنا إليه طريقه الوحيد وقف النكد السياسي، أو على الأقل تخفيف منسوبه في هذه المرحلة، تسهيلا للإنقاذ.

رئيس الجمهورية دعا الجميع إلى الحوار. ورئيس مجلس النواب يبذل المساعي لتقريب وجهات النظر. أما رئيس الحكومة الذي يواظب على العمل فيبدي كل انفتاح على أي تعاون، وأي تصحيح أو شرح إذا لزم الأمر.

أما الحقد الطائفي والتسعير المذهبي والمزايدات السياسية، والرهان على الخارج، فضلا عن الكذب الوقح، وسائر العادات السياسية اللبنانية السيئة، فليس أوانها اليوم، ولا في أي يوم، فالوقت الآن هو للعمل، والحوار وحده يبقى طريق الخلاص.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

هل هي لعنة أم سحر أسود يضرب المفاوضات مع صندوق النقد؟، كلا ليست الماورائيات هي السبب، بل هو التقصير الرسمي الفاضح والفادح، بل الامتناع عن سلوك الطرق العلمية المعروفة لإنقاذ لبنان مما هو فيه. فبعد الاختلاف على الأرقام بين الحكومة والحكم من جهة، وبينهما وجمعية المصارف والبنك المركزي، توسم اللبنانيون خيرا بدخول لجنة تقصي الحقائق على الخط، خصوصا وأنها تضم كل الميول السياسية، ورئيسها أمين سر تكتل "لبنان القوي"، إذ بالانقسام يتفرع ويتوسع ليشمل أهل الصف الواحد في الجانبين، وها هو أحد مستشاري رئيس الجمهورية شربل قرداحي يصوب على عمل اللجنة، معتبرا أن أرقام الحكومة هي الصحيحة.

حفلة الهرج التي تجري على مرأى ومسمع فريق صندوق النقد، سترفع لديه منسوب القرف من التعاطي مع لبنان.

هذا الواقع، فرض جملة أسئلة نطرحها باسم الناس على أهل السلطة: من منكم سيفرض أرقامه على الآخر، بعدما تعذر توحيد الرؤى؟، واستطرادا، هل تمكن الرئيس دياب من إقناع الرئيس عون بتوحيد محوريهما، والانتصار على الرئيس بري والمصارف و"المركزي" ولجنة تقصي الحقائق، فتعتمد أرقام الحكومة للتفاوض مع صندوق النقد؟، وماذا إذا تمكنت لجنة التقصي من إقناع صندوق النقد بأرقامها؟.

بالمختصر إنه الجنون الذي يفاقم العاصفة. في هذه الأجواء المتوترة، يصبح نعي حوار الخامس والعشرين من حزيران في بعبدا، حتى قبل ثبوت وفاته، أمرا مبررا، فإلى جانب غياب جدول الأعمال والتحجج بإبعاد شبح الاقتتال بعد اكتشاف خيوط انقلابية تخريبية، إلى جانب هذين السببين النافيين لانعقاده، جاء هجوم رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على الحلفاء والخصوم، على خلفيات أكثر من ملف إشكالي، جاء ليضعف بل لينسف احتمالات مشاركة المترددين.

وفي احتساب بسيط لعدد هؤلاء ولأوزانهم السياسية والطائفية والمذهبية، يمكن التنبؤ بأن اللقاء سيأتي مبتورا وضعيفا، ومجردا من الميثاقية على الصعيدين الاسلامي والمسيحي. من هنا فإن رئيس الجمهورية في موقف لا يحسد عليه، فإن استمر في دعوته واجه المخاطر التي عددناها أعلاه، وإن ألغاها فإن وقع الأمر على الأوضاع السياسية والاقتصادية، والأمنية لا سمح الله، سيكون كبيرا إذ ستفقد البلاد شبكة أمانها السياسية، ولن يبقى في الميدان إلا القوى الأمنية، علما بأن الاستقرار الأمني لا تحققه البنادق ولا الاستدعاءات البوليسية والترهيب فقط، بل الوفاق بين المكونات.

اللهم نور العقول واحيي الضمائر قبل أن يزول لبنان، وقد خطا خطوات متقدمة في هذا الاتجاه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

للمرة الخامسة قال صندوق النقد الدولي كلمته ومشى. "تقديراتنا أقرب في شكل واضح إلى الأرقام الواردة في خطة الحكومة"، هذا ما أعلنه الناطق باسم الـIMF، ليترك خلفه المعنيين اللبنانيين بالملف وسط مزيد من التخبط.

تقول أرقام خطة الحكومة إن الخسائر مقدرة بـ241 ألف مليار ليرة، وتقول تقديرات أرقام مجلس النواب، التي يفترض إعلانها رسميا مطلع الأسبوع المقبل إن الأرقام أقل من ذلك بكثير، وتتحدث بعض الأوساط أنها تقارب الـ 100 ألف مليار ليرة.

الفجوة بين الرقمين اللبنانيين كبيرة، لكنها في الحقيقة لم تعد مهمة لأن صندوق النقد قدر خسائر لبنان بأرقام تفوق، ليس فقط أرقام مجلس النواب، إنما كذلك رقم الحكومة. فالصندوق يعرف أرقامنا، ربما أفضل منا، وعنده وحده حسم قرار منح لبنان البرنامج أو رفضه.

أما سلوكنا المعتمد على إخفاء الحقائق منذ ثلاثة عقود، وربما أكثر، فبات مكشوفا، ليس فقط أمام صندوق النقد الدولي إنما أيضا من خلف هذا الصندوق.

على هذا الأساس، مفترض أن يتحرك مجلس النواب والحكومة في اتجاه واحد بدءا من الاثنين، فمع كل يوم يمر خسارتنا ترتفع، وتنخفض في المقابل فرص نجاح المفاوضات مع الـIMF، وهو ما أعلنه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل قائلا: "الخلاف على موضوع الأرقام يجعل لبنان منقسما أمام صندوق النقد، لكن خسارتنا منذ اليوم لخيار الـIMF هي خسارة لأحد أهم الخيارات التي يملكها لبنان، فلماذا الخسارة الآن؟، ومن يتحمل مسؤولية فرط مسار التفاوض قبل الوصول إلى خواتيمه؟".

في الخلاصة، تضييع الوقت وتسجيل نقاط الربح بين الأفرقاء اللبنانيين، مهزلة يجب أن تتوقف، فهؤلاء يعرفون أن لا أموال، لا من الصندوق ولا من غيره من دون إصلاحات، وهنا بيت القصيد: من يعرقل الإصلاحات؟.

هذه هي المعركة الحقيقية ويخوضها طرفان: طرف يرفض الإصلاحات لأنها تسد آخر منافذه للتحكم بالسلطة والاستفادة من أموالها، وهذا الطرف ينادي بالإصلاحات من جهة ويعرقل تنفيذها من تحت الطاولة من جهة أخرى. وطرف يريد الإصلاحات ويواجه، كما قالت وزيرة العدل ماري كلود نجم: نظام محاصصة طائفي، زبائني، ميليشياوي، احتكاري بكل ما للكلمة من معنى.

المعركة شرسة ومسار الإنقاذ طويل، وأكثر من تعب المواطنون الذين يمضون أيامهم يحاربون مشكلة التمويل اليوم وهم خائفون من الانتقال إلى مشكلة التموين غدا، تماما كما يفعل ريان المصري، أب يشبه كل آبائنا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

عصر جبران باسيل محصول اثني عشر عاما في الحكم، وقطرها نقطة من دون سطر، حيث ظل الفاعل مجهولا وضميرا مستترا محل تقديره "هني". ورفع رئيس "التيار الوطني الحر" سلة قضايا ارتطمت بحواجز سياسية والسدود الحزبية. وسالت من مؤتمر الساعة رواسب فيول ومعامل كهرباء و"كمشة" تعيينات ممسوكة في السياسة قبل القضاء.

وهو إذ ترافع عن كل الملفات دفعة واحدة، أعلن في المقابل أننا نتعرض للاغتيال السياسي الجماعي بسبب الكذابين، وأنا اتحسس مشاعر "التياريين" وأفهم غضبهم، وأعتذر إليهم على إلحاحي بتهدئة أعصابهم وتطويل بالهم، ولكن أعدهم بفضح الكذابين، تماما مثلما عملت ندى بستاني مع أحد النواب.

وبشكوى باسيل من أن رئيس الجمهورية، بصلاحياته المحدودة، لم يستطع أن يغير السياسة النقدية ولا رأسها، فإن الجواب المباشر عن هذا العجز يكمن في "التيار" نفسه الذي وافق على التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة على مدى سنواته في الحكم، ولم يقدم على خوض المعركة داخل مجلس الوزراء ولا في خارجه. أما آلية التعيين التي أقرت في مجلس النواب والتي عدها رئيس "التيار" مخالفة للقانون لكونها تلغي دور الوزير، فإن هذه الآلية إنما أعطت صلاحيات للوزير أكثر مما يستحق، وفوضت إليه رفع أسماء يتقرر من بينها الأكفأ.

ومن مؤتمر الساعة، مطالعة دستورية- فقهيه- قانونية مطعمة بالميثاقية، قدمها باسيل لتبرير رفض رئيس الجمهورية التشكيلات. وقال إن موجبات الرفض جاءت لكون هذه التشكيلات لا تحترم المعايير التي تحدث عنها مجلس القضاء نفسه، بل جرى فيها التقاسم بين مرجعيات لطوائف محددة ومجلس القضاء الأعلى.

في المبدأ: أي علاقة لرئيس "التيار الوطني الحر" بقضية ليست من اختصاصه، ولم ترق حتى إلى مستوى باخرة كهرباء أو فرقاطة فيول مغشوش، ولا هي معمل شك في سلعاتا، وليست بالطبع محطات تغويز قضائية، هي تشكيلات لها مرجعياتها، وإذا كانت لا تحترم المعايير فإن معاييرها غير معاييرك. أما مجلس القضاء الأعلى الذي يعينه السياسيون، فإن رئيس الجمهورية هو أحد هذه الأركان السياسية التي عينت وشكلت و"غمست" بالصحن القضائي، كما بقية المرجعيات.

الكل أخطأ في جردة "التيار" الشهرية والمحسوبة على مدار سنوات الحكم، فيما لم يقدم أي وزير في "التيار" على إعلان التعبئة وكشف المستور بالاسم الثلاثي من دون همز وغمز ولغة الإشارات السياسية. وحتى في مؤتمر اليوم، وحيال الفيول المغشوش، فقد جاءت إضبارة الاتهام في محل رفع اسم الفاعل، على الرغم من كمية الغش الواردة ضمنا، التي قال باسيل إنها عبارة عن غش وتلاعب بدرجات الحرارة وبزيادة المياه إلى الفيول لضخه في الخزانات واحتسابها بالكميات، وغش بنوعية الفيول لأنهم يشترون الوسخ ويضيفون إليه أوساخا كيمائية، هذا فضلا عن الغش في تقارير الفحوص. وأضاف: إذا تعمق التحقيق لاحقا فقد يتبين أن هناك عمليات مالية سأتحفظ عن ذكرها حاليا.

فلماذا التحفظ؟، وأي وقت أوسخ من هذا لنقول الحقائق للناس؟، لاسيما أن باسيل يؤكد في المؤتمر عينه أن كل هذه العمليات جاءت لزيادة الأرباح وتمويل فرقاء سياسيين.

أول الردود على مؤتمر رئيس "التيار"، جاءت من المصدر، وعلق رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بجملة واحدة: "لا يلام الذئب في عدوانه، إن يك الراعي عدو الغنم". أما "القوات اللبنانية" التي نالتها الحصة الأوفر، فقد اكتفت بتعليقات رمزية على ال"تويتر"، أبرزها للنائب عماد واكيم قائلا: "الكل فاسدون إلا نحن".

وإذا كان باسيل قد أعلن أنه لا يريد أن يكون رئيسا للجمهورية، فمن اليوم إلى ذاك الزمن، لن تكون هناك جمهورية يرأسها أحد.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 20 حزيران 2020

وطنية/السبت 20 حزيران 2020

أسرار النهار

يستبعد أحد النواب البارزين أن يقوم مرجع نيابي بمصالحة مرجع حكومي سابق مع العهد، نظراً إلى الخلاف الكبير والحسابات السياسية والشعبية للمرجع الحكومي المذكور، وحيث يقدّر وضعيته في هذا الإطار.

يؤكد أحد السياسيين أنّ مسألة النازحين السوريين موضوعة في الأدراج لأسباب سياسية ومالية وحسابات دولية وتحديداً أوروبية، وقد تبقى كذلك إلى حين الحل الشامل أو الاتفاق بين الروس والأميركيين .

بدأت قضية التوجه نحو الشرق التي طرحها السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة تثير ملامح تباينات عميقة بين مكونات الحكومة علما ان السجال المباشر الذي حصل بين وزيري الصناعة والاقتصاد اظهر التباين الفوري بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر".

أسرار الجمهورية

أبلغ مرجع أمني مسؤولاً كبيراً بأن الحماية الأمنية للقرارات الحكومية موقتة وموضعية وليست مضمونة في كل القطاعات.

تذمّر أحد الوزراء من التراجع الكبير للقيمة الشرائية لراتبه بسبب إرتفاع سعر الدولار.

نقل أحد النواب عن مسؤول دولي قوله: مشكلتكم في لبنان أنكم لا تعرفون ما ينتظركم.

أسرار اللواء

يهتم سفراء دول كبرى بمعرفة مدى استعداد دعم الحكومة لإقتراحات حزبية "شرقية"، تُخرج لبنان من جلده الليبرالي الغربي..

طلب مرجع الإستماع إلى وزير في قضية تعليمية طارئة، وفي التباحث بما رفعته إليه مؤسسات التعليم الخاص!

أخطر ما يجري على أرصفة الصيارفة من فئة "أ"، أن دولاراتهم، بصرف النظر عن كمياتها، لا تذهب إلى المواطن المحتاج، إلى الشركات وأصحابها والتجار؟!

خفايا نداء الوطن

رغم التقدم الحاصل في أعمال لجنة تقصي الحقائق المالية لا تزال مصادر حكومية تصرّ على نفي حصول أي اتفاق مسبق حول أرقام الخسائر وخطة التعافي الاقتصادي.

لوحظ أنّ وزيراً يشغل حقيبة سيادية حساسة كان يرفع شعار "لا شرق ولا غرب" سرعان ما بدّل موقفه خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة مبدياً حماسة لفكرة "الاتجاه شرقاً".

نقل مسؤولون لبنانيون عن جهة دولية بارزة أنّ الموقف لم يتغيّر إزاء دعم مهمة "اليونيفيل" على الرغم من الضغوط الأميركية الممارسة في هذا الملف.

البناء

خفايا

قال مصدر دبلوماسي غربي لمسؤول بارز إن الرقم الذي تمّت مفاتحة بعض العواصم به لدفعة المساعدة الأولى للبنان من صندوق النقد الدولي بعد التفاهم على خطة النهوض والإصلاح هو مليار وثلاثة أرباع مليار دولار يمكن تسديدها نهاية العام ضمن برنامج مساعدة لهيكلة القطاع العام للدولة يتضمن تخفيض حجمه.

كواليس

قال مرجع أوروبي لسفراء عرب في عاصمة اوروبية إنه يتوقع تصعيداً في الملف النووي الإيراني بخطوات ستعتمدها طهران الشهر المقبل رداً على تقرير مجلس حكام وكالة الطاقة الدولية وطلب إرسال مفتشين إلى مواقع إيرانية، وربما يكون من بينها الكشف عن درجة تخصيب تتخطى الـ 20% بكميّات مفاجئة تعادل ما يلزم لتصنيع قنبلة نووية.

الانباء

*غير مفهوم

تشكو جهة سياسية من دور تصفه بـ"غير المفهوم" لإحدى الدول في الساحة الإسلامية.

*الرؤية مختلفة

يقول رئيس حزب مُعارض إنه يملك رؤية مغايرة لباقي القوى السياسية الموجودة خارج الحكومة، حول كيفية مقاربة المرحلة الراهنة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار/لقاء بعبدا عالق والحكومة "تتكيّف" مع تعديل خطّتها

النهار/السبت 20 حزيران 2020

وسط ترقب مواقف القوى السياسية والحزبية ورؤساء الجمهورية ورؤساء الوزراء السابقين من الدعوات التي وجهتها رئاسة الجمهورية الى "لقاء وطني" في 25 حزيران الجاري في قصر بعبدا، بدا واضحاً ان توفير شروط انعقاد هذا اللقاء لن يكون سهلاً ما لم يتبلغ المتحفظون عن المشاركة فيه ضمانات الحد الأدنى للجدية التي ستطبع نتائجه بما يكفل انعقاد حوار حقيقي تصدر عنه قرارات أو توجهات مفصلية لا فولكلورية أو شكلية. ذلك ان الساعات الاخيرة لم تشهد أي تطورات من شأنها الاضاءة على الاتجاهات التي ستتبلور بدءاً من الاثنين المقبل بما يحسم احتمالات انعقاد اللقاء أو عدم انعقاده. وسيكون الاجتماع الذي سيعقده رؤساء الوزراء السابقون سعد الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمّام سلام في "بيت الوسط" النقطة المحورية في تقرير مصير لقاء بعبدا، ذلك ان قرار الرؤساء الأربعة المشاركة أو المقاطعة سيحكم قرار رئاسة الجمهورية المضي في عقد اللقاء أو إلغاؤه، لأنه إذا قاطعه الرؤساء الأربعة، ينشأ عندها خلل ميثاقي في تمثيل المكوِّن السنّي. ومع ان مجمل الأجواء المستقاة من الرؤساء الأربعة تشير الى رجحان كفة التحفّظ عن تلبية الدعوة الى اللقاء، فإن ذلك لم يسقط بعد فرصة الساعات الثماني والأربعين المقبلة لاستمرار المساعي والاتصالات لبلورة ما اذا كان ممكناً تبلغ ضمانات جدية من قصر بعبدا لجدوى اللقاء في اصدار موقف نوعي من شأنه ان يتسع لمواقف المعارضين للعهد والحكومة.

وردت أمس المصادر القريبة من القصر الجمهوري على "الكلام الذي قيل عن ان هدف الدعوة تعويم فلان أو فلان"، موضحة "ان الغاية من اللقاء ليست سياسية بقدر ما هي غاية وطنية انقاذية، خصوصاً أن ما جرى في بيروت وطرابلس الاسبوع الماضي تجاوز الاطار الاعتراضي أو الاحتجاجي للثورة أو الانتفاضة الى لعبة وسخة لتحريك مشاكل ذات طابع مذهبي أو إعادة خطوط التماس بين اللبنانيين ولا سيما بعد التطورات التي سجلت على خط عين الرمانة - الشياح وغيرها من المظاهر المقلقة". وقالت المصادر "إن الحديث عن غياب أو مقاطعة لا يقع في مكانه الوطني السليم لأن كل القيادات تجمع على ضرورة حماية الوحدة الوطنية وتحصين العيش المشترك وخنق الفتنة في مهدها. وهذا اللقاء ليس إلا مناسبة لإعادة تأكيد هذه الثوابت ولا أحد من القيادات يقبل بعدم المشاركة في لقاء كهذا. أما الحديث عن مقاطعة للقاء إو إعطائه تفسيرات بعيدة عن ثوابت الوحدة وحماية العيش المشترك، فإنما يدخل في اطار الاجتهاد السياسي في وقت يجب ان تكون مقاربة اللقاء وطنية لا سياسية". وأضافت: "إن اللقاء سمي لقاء وطنيّاً وليس لقاء سياسيّاً لأن هدفه وطني والثوابت التي سيؤكدها وطنية وقد وجّهت الدعوات الى كل الأطراف، وهم يأخذون وقتهم في الإجابة عنها. بعضهم يستمهل للرد، وبعضهم يجتمع الاثنين، وبعضهم أكد أنه سيحضر. لذلك، فإن محاولة وضع هذا اللقاء في مكان آخر أو حصره بإطار شخصي خطأ جسيم، لأن طابعه كما اسمه "لقاء وطني". ومن الطبيعي أن تحضر فيه كل المواضيع المطروحة على الساحة، لكن الأساس فيه هو رفض ما جرى في بيروت وطرابلس ومنع تكراره أو استثماره أو استغلاله. ويفترض في هذا اللقاء الجامع ان يشكل السد المنيع في مواجهة كل ذلك من خلال حضور كل القيادات وعدم تسييس اللقاء واسقاط الصفة الوطنية عنه". وأكدت "أن لا تعويم لأحد ولا أحد في حاجة الى تعويم ولكل طرف حيثيته ومكانته وحضوره، وخصوصاً رئيس الجمهورية ليس في حاجة إلى إعادة تعويم لأنه أساساً موجود ولم يغرقه أحد كي يقال انه يحتاج الى تعويم. لذلك يجب الأخذ بالهدف السامي لهذا اللقاء وان يكون هو الحافز لاستجابة الدعوة الرئاسية".

الملف المالي

في أي حال، أفسحت حال الترقب والانتظار لبت مصير "اللقاء الوطني" في تقدم الملف المالي في الساعات الاخيرة، سجلت تحركات واجتماعات واكبت انتهاء لجنة المال والموازنة من مهمة "تقصي الحقائق" ووضع تقريرها عن الأرقام المالية المعدلة لتلك التي وردت في خطة الحكومة والتي توصلت اليها أخيراً بتوافق واسع بين القوى السياسية والكتل النيابية. واتّخذ هذا الملف دلالات جديّة في ظل الاجتماع المطول الذي عقده أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء حسان دياب في عين التينة والذي تمحور على تقرير لجنة المال والموازنة والأرقام المعدلة والمخفضة التي توصلت إليها. ووضع رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبرهيم كنعان اللمسات الأخيرة على التقرير النهائي وأطلع رئيس الوزراء عليه في اجتماع استمر أكثر من ساعة ونصف ساعة. وأوضح كنعان ان "المقاربات الموحدة تؤدي الى أرقام واحدة، وهذا ما عملت عليه اللجنة"، وأفاد ان "ليست هناك محاور بل محور واحد هو الدولة اللبنانية، فالعمل في المجلس كان لتوحيد المواقف لتكون حجة الوفد اللبناني المفاوض مع صندوق النقد الدولي أفعل، ولن تكون هناك أرقام متناقضة في المفاوضات بل رقم واحد للدولة نتيجة مقاربة مشتركة".

وقالت مصادر معنية بالتقرير لـ"النهار" انه تخلّل الاجتماع توافق على ان يعكس التقرير كل وجهات النظر ضمن المقاربات الموحدة التي اعتمدت، "إذ ان هدف اللجنة لم يكن تسجيل النقاط لفريق على آخر، ولا تسجيل مواقف بين الحكومة ومجلس النواب ومصرف لبنان. والتقرير لن يكون تقليدياً ولن يقسم الى محاور، بل سينطلق من الأرقام الموحدة التي جرت مقاربتها بطريقة موحدة مع شرح مفصل، ما يساهم في تعزيز موقف لبنان في مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي. فلا أرقام خاطئة بل مقاربة مختلفة، والأرقام هي نتيجة مقاربات وافتراضات، ومقاربة الحكومة لم تطابق خلاصة ما توصلت اليه اللجنة، مع التأكيد ان كل مقاربة تؤدي الى رقم مختلف".

وبدا ان المقاربات الجديدة للملفات وما خلصت اليه لجنة تقصي الحقائق أعادت ترميم العلاقة المتوترة بين القطاع المصرفي والحكومة، فرئيس الوزراء كان استقبل وفداً من جمعية المصارف برئاسة رئيسها سليم صفير الذي أكد لـ"النهار" ان "الأيام الماضية والتطورات الأخيرة أعادت العلاقة الى مستوياتها الممتازة مع الحكومة ورئيسها، ما يُساهم في بناء مستقبل إيجابي للقطاع المصرفي وحمايته، وكل المساعي والاجتماعات الاخيرة تصب في هذا الاتجاه". ونوه بما توصلت اليه لجنة تقصي الحقائق من حيث تقريب وجهات النظر بالنسبة الى الأرقام والمقاربات المعتمدة. وفي هذا السياق، علمت "النهار" من مصادر تابعت عمل اللجنة ان اوساط مصرف لبنان وجمعية المصارف تشير الى تأييد المقاربات التي سيتضمنها تقرير اللجنة، يما يعني توحيد المقاربات التي ستؤدي الى أرقام مقبولة.

ورأس الرئيس دياب مساء إجتماعًا تنسيقيًا للخطة المالية أكد خلاله "أن الجميع في مركب واحد" ودعا إلى "التعاون البناء والإيجابي لإنجاح خيارات الحلول، وأن النقاش في لجنة المال والموازنة أمرٌ جيد لفهم المقاربات وتبني المعالجات في جو تعاون بين الجميع".

قلق فرنسي

وسط هذه الاجواء، برز موقف فرنسي (باريس - "النهار") أبدت باريس من خلاله قلقها من التدهور الشديد للوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، ودعت الى "تجنب الاستفزازات" و"المحافظة على حق المواطنين في التظاهر"."

وأصدرت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية انياس فان دير مولرداً بياناً اعربت فيه عن "قلق فرنسا من التدهور الشديد للوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. وعقب أعمال العنف التي وقعت في الأيام الأخيرة، يتعين على الجميع تجنب الاستفزازات والمحافظة على حق المواطنين اللبنانيين في التظاهر السلمي". وقالت: "زيادة الحوادث تضع السلطات اللبنانية أمام مسؤولياتها التي تكمن في المقام الاول في الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب اللبناني، وتنفيذ الإصلاحات الضرورية لانتعاش البلد من دون انتظار، وفقاً للالتزامات المتعهَّد بها في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس في 11 كانون الاول الماضي". وأضافت: "يتعين على الحكومة وجميع الجهات السياسية اللبنانية الفاعلة تحمّل مسؤولياتها، من خلال اعطاء الأولوية لانطلاق عام للمصلحة العامة للشعب اللبناني قبل أي عمل آخر. فقط الإجراءات الملموسة التي طال انتظارها من السلطات اللبنانية، كفيلة وحدها بتمكين فرنسا والمجتمع الدولي من مواكبة انتعاش لبنان". وشددت على "تمسك فرنسا بسيادة لبنان واستقراره وأمنه، وضرورة فصله مجددا عن الأزمات الإقليمية. ومن هذا المنطق، تدعم فرنسا عمل (القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان) اليونيفيل، وتدعو إلى الامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن ولا سيما منها القرارين 1559 و1701

 

الفرد رياشي لجنبلاط: انت يلي "بلا طعمة"

مواقع ألكترونية/20 حزيران/2020

ردّ الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي بعنف على كلام النائب السابق وليد جنبلاط خلال حديث أجرته معه الإعلامية ديما صادق، حيث ذكر أن الطرح الفدرالي "بلا طعمة" وهكذا مشروع سيدمر البلد!

وقد علق رياشي: " وليد جنبلاط انت يلي بلا طعمة"!! فأين أنت من من زعامات الموحدين الدروز التاريخية، من بشير جنبلاط إلى الكمال والمجيد، فمن بعد أن كانت هذه الطائفة العريقة تساهم بصنع الزعماء والتاريخ، أصبحت على أيامك ملحقة تابعة لنبيه بري. فيا ليت تعطينا مثلاً واحداً عن انجازاتك؟ فعدا عن ملفات الفساد التي تحدثت عن تورطك فيها، إلى غياب الرؤية والأهداف الاستراتيجية الا العمل على كيفية تجنب التقهقر... يا وليد جنبلاط، أعلم بأن سياساتك العقيمة التي تنتهجها ستسرع في نهاية مسيرتك السياسية، ذلك اننا على ثقة تامة كون في هذه الطائفة التاريخية، طائفة الكرامة والشجاعة ستنتج قيادة جديدة لمسيرتها ممن يتحلون بالحكمة والشجاعة كما الرؤية السياسية الجديّة، لتعود وتأخذ دورها كطائفة رائدة في لبنان وسائر هذا المشرق...

 

نداء الوطن:  عون "قلق"... وانطباع 8 آذار "الحريري مش طالع" على بعبدا.."الأرقام"... الحكومة رضخت و"لا أموال بلا إصلاح"!

نداء الوطن/20 حزيران/2020

كأنّ القيمين على صندوق النقد بدأوا يسأمون من التعاطي مع حكومة حسان دياب ويستخسرون الوقت الضائع في النقاش العقيم معها... فهي إذ أثبتت جدارتها في شيء، ففي قدرتها الاستثنائية على المراوغة والمناورة وامتهان حرفة "اللف والدوران" والتردد وعدم الجرأة على اتخاذ القرار، وبأدائها هذا أقنعت الداخل والخارج على حدّ سواء بكونها مجرد "أذن طرشاء" تديرها السلطة لمطالب ثورة 17 تشرين ولنصائح المجتمع الدولي بضرورة الإصلاح والإسراع في تصويب مسار مالية الدولة، وما حقل التجارب الفضائحي الذي خاضته أمام الرأي العام في معامل الكهرباء والتعيينات الإدارية والمالية وغيرها من الملفات سوى مؤشر يعمّق اليقين بعدم جدوى الرهان عليها في مهمة إنقاذ اللبنانيين.

ولأن حكومة دياب بيّنت للقاصي والداني تبعيتها للقوى السياسية وعجزها عن مجاراة دفتر الشروط الإصلاحي الذي وضعه صندوق النقد أمامها، بات المتحدثون باسم الصندوق يبادرون إلى إصدار مواقف شبه يومية تجدد التشديد على ضرورة إجراء "إصلاحات شاملة في مجالات عديدة وفق نظرة توافقية ومشاركة مجتمعية وتشخيص مشترك لمصدر الخسائر المالية"، لترضخ في نهاية المطاف إلى حتمية وقف سياسة التعنت والعناد في كباشها مع المصرف المركزي والمصارف حول أرقام خسائر الدولة، فسلّمت أمس بما توصلت إليه لجنة تقصي الحقائق النيابية في هذا المجال، بينما تبقى مراوحتها في الإصلاح هي العائق الأساس أمام فتح باب المساعدات الدولية للبنان وسط تأكيدات جازمة نقلتها مصادر على تواصل مع فريق صندوق النقد المفاوض بأنّ "مفتاح الحل الوحيد في الأزمة النقدية اللبنانية هو الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح ولا أموال بلا إصلاح".

وفي حين أكدت المصادر على أهمية ما حققته اللجنة النيابية المعنية لناحية "توحيد الرؤى ووجهات النظر وتقريب الأرقام إلى الواقع تمهيداً لوضع خطة تشاركية موحدة بين مختلف الأطراف على طاولة المفاوضات مع الصندوق الدولي"، كشفت لـ"نداء الوطن" عن "مؤشرات سلبية تحيط بتعاطي الحكومة الذي لا يزال حتى الساعة دون مستوى الأزمة، فصندوق النقد يشترط التزام لبنان بالسير بالإصلاح لمساعدته غير أنّ السلطات اللبنانية لا تبدي أي نية جدية في تحقيق ذلك"، موضحةً في ضوء ذلك أنّ "المعطيات الدولية المواكبة لأجواء مفاوضات الصندوق مع الحكومة باتت تميل أكثر فأكثر نحو الاعتقاد بأنّ هناك من يتعمّد تفخيخ هذه المفاوضات توصلاً إلى نسفها".

وفي سياق متصل بالحركة النيابية المالية لإعادة التوازن إلى ميزان الأرقام في خطة الحكومة، برز أمس لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس الحكومة "للتنسيق في القضايا المرتبطة في الملف المالي"، حسبما أوضحت مصادر عين التينة لـ"نداء الوطن"، مشيرةً إلى أنّ اجتماع بري مع دياب كما اجتماعه مع رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابراهيم كنعان كان الهدف المشترك بينهما هو "مساعدة الحكومة وتحصين موقفها في المفاوضات مع صندوق النقد". المصادر التي آثرت عدم الخوض مبكراً في الحديث عن "معالجات قد تبصر النور" جرى بحثها خلال لقاء بري مع دياب، اكتفت بالإشارة إلى أنّ "الحكومة تفهمت الحاجة إلى إنهاء التشتت في الأرقام وبدأت الأمور تسلك مجراها الصحيح"... وهذا عملياً ما بدا من كلام دياب مساءً خلال ترؤسه اجتماعاً تنسيقياً للخطة المالية بحضور حاكم المصرف المركزي رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير، مشدداً في مستهل الاجتماع على أهمية "التعاون بين الجميع لإنجاح الحلول" ومؤكداً "الإعلان عن الخطة الاقتصادية قريباً".

أما في مستجدات حوار بعبدا المرتقب في 25 الجاري، فقد لفت الانتباه أمس تعميم دوائر القصر الجمهوري أجواء تعبر عن "قلق" الرئيس ميشال عون إزاء الأحداث الأخيرة التي بلغتها البلاد، فنقلت مصادر رئاسة الجمهورية تحت سقف هذا القلق الرئاسي تساؤلات تنظر بعين الريبة إلى "المواقف من المشاركة وعدم المشاركة أو التريث أو الدراسة" إزاء الدعوة الحوارية، رافضةً الحديث عن نوايا لتعويم الحكومة من وراء هذه الدعوة، بل هي ترتكز، بحسب مصادر رئاسة الجمهورية، على "مخاوف تنطلق خصوصاً من تقارير وردت من الأجهزة الأمنية ومعطيات توافرت كلها تتحدث عن وجود مخططات وممارسات من الممكن أن تساهم في زرع الفوضى وعودة الفتنة من جديد".

وعلى ضفة الاتصالات الجارية بين مختلف الأفرقاء على نية "حوار بعبدا"، وبينما تؤكد مصادر المعارضة أنّ الأمور "لم تُحسم بعد بانتظار اكتمال دائرة المشاورات البينية والمتقاطعة حيال جدوى الحوار وجدول أعماله"، أعربت مصادر قيادية في قوى 8 آذار لـ"نداء الوطن" عن قلقها إزاء إمكانية فشل الجهود المبذولة لتأمين "نصاب ميثاقي كامل الدسم" في الحوار، معربةً عن انطباعها بأنّ "الجوّ العام غير مشجّع" وأنّ الرئيس سعد الحريري يبدو "مش طالع" إلى بعبدا.

 

هل يضمن ضم ملف “الفتنة” الى “الهم” الاقتصادي نجاح حوار بعبدا؟

وكالة الانباء المركزية/20 حزيران/2020

قبل خمسة ايام على لقاء الخميس المقبل الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ميشال عون تحت عنوان “اللقاء الوطني” تستعجل اوساط سياسية وحزبية نعي اللقاء  لمجرد إعتباره  مستنسخا عن لقاء 6 ايار الماضي متجاهلة المتغيرات والتبدلات الكبيرة التي شهدتها الأيام الفاصلة بين الموعدين لا سيما تلك المتصلة بالتهديدات الأمنية والسعي الى احياء الفتنة المذهبية. واذا كان لقاء 6 ايار الذي كان مخصصصا للاوضاع الإقتصادية والنقدية عقد في حضور رئيسي مجلس النواب والحكومة ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية الـ 13 فقد اضيف اليهم في لقاء 25 حزيران المقبل رؤساء الجمهورية والحكومات وشخصيات أخرى بهدف تجاوز ما عد من اخطاء ارتكبت في اللقاء الأخير في الشكل والمضمون. وزد على ذلك التطورات الأمنية الأخيرة في بيروت والضاحية الجنوبية وطرابلس التي هددت باحتمال تجدد الفتنة المذهبية واحياء ذاكرة اللبنانيين تجاه خطوط التماس السابقة وما تركته من اصداء سلبية اذ دفعت باتجاه الدعوة الى اللقاء املا بنصاب كامل لا يمكن التقليل من أهميته ان حصل ذلك. فالمرحلة تقتضي برإي الداعين اليه استنفارا وطنيا جامعا لرفض ما يخطط للبلاد امنيا في ظل أسوأ وضع اقتصادي ونقدي لم يعشه لبنان منذ ولادته الى اليوم وترافق مع أسوا أزمة بيئية وصحية دولية واقليمية نتيجة جائحة الكورونا.

وأضف الى ذلك فان من يخشى فشل اللقاء، حسب معلومات “المركزية” يربط نظريته بعدم وجود اي تبدل سني خصوصا والفريق المعارض عموما من رئيس الجمهورية والتركيبة الحكومية. ورغم احتسابه انتهاء المقاطعة الدرزية هذه المرة، ربما سجل خرق جديد على مستوى رؤساء الجمهوريات السابقين. فلقاء 6 ايار  لقي مقاطعة سنية من خارج سنة الحكومة واللقاء التشاوري وانفرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالحضور الى اللقاء على خلفية اصراره على اعلان موقفه المعارض من منبر بعبدا على عكس المعارضين الآخرين الذين اختاروا منابرهم السياسية والحزبية للاعلان عنها ولكن ذلك لم يعط اللقاء الغاية التي قصدها الداعون اليه ولا سيما على المستوى الاقتصادي. فالخلاف في النظرة الى الإجراءآت النقدية والمالية لم يكن بين موالاة ومعارضة بقدر ما كان بين اهل البيت الحكومي والسلطة بكامل مقوماتها.

وفي مفارقة تعزز التبدل في طريقة التعاطي مع اللقاء  كشفت المصادر التي تشارك في التحضيرات للقاء لـ “المركزية”  ان  رئيس الجمهورية أصر هذه المرة على ضم الملف الامني الى الملف الاقتصادي ليعبر عن مخاوفه من احتمال تجدد الفتنة المذهبية واحياء خطوط التماس القديمة ليضمن مشاركة وطنية اوسع. فالمنطقة تغلي والوضع الداخلي يزداد تأزما وتختلط فيه مختلف العناصر التي تقود الى الانفجار باسبابه الاقتصادية والمعيشية الداخلية كما الإقليمية والدولية والحصار الجديد الذي جاء به “قانون قيصر” يرفع من خطورة المواجهة ويعزز المخاوف  إن إتخذت ابعادا امنية جديدة على ساحة المنطقة  لم تكن متوقعة من قبل ، فكيف إن غامرت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بإصدار قراراتها الجاهزة لضم أجزاء جديدة من اراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن وما ستكون عليه ردات الفعل على الساحتين اللبنانية والفلسطينية.

عند هذه الإنعطافة التي بررت دعوة رئيس الجمهورية الى اللقاء الجديد مضيفا الهم الإقتصادي الى الأمني يتوقف المعارضون امام مضمونها ليسجلوا موقفا يعزز القطيعة مرة أخرى. ويكشف أحدهم ان دعوة رئيس الجمهورية لتسجيل موقف من الهم الأمني ومخططات الفتنة والتبريرات التي تلتها على المستوى الأمني توجه اتهاما مسبقا الى كل من يرفض دعوته بانه قد يكون من المرحبين بالفتنة المذهبية وهو أمر خطير للغاية يتجاوز الاجماع المحقق من دون هذا اللقاء او ما يشبهه لأي خطوة او حادث يمكن ان يثير الفتنة المذهبية. وباعتقادهم ان الفتنة باتت من ورائنا وان من يحييها ربما ما زال مرتبطا بأمر واحد واول حرف من اسمه “السلاح غير الشرعي” دون غيره وهو امر لا تعالجه المعارضة بقدر ما هو من مهام السلطة الحالية والحكومة التي عليها النظر بمصير هذا السلاح.

وعلى خلفية النقاش حول الهمين الأمني من جهة  والاقتصادي – النقدي والمعيشي من جهة أخرى لا ترى مصادر المعارضة اي دافع للمشاركة في هذا اللقاء فقد شبع اللبنانيون “فحوص الدم” من اي احتمال يؤدي الى الفتنة المذهبية اما الهم الإقتصادي فهو من مسؤولية السلطة من اعلى مواقعها الى ادناها وان لم تعدل في إجراءاتها وتضمن تنفيذ ما هو مطلوب من اصلاحات لن نجد اي بصيص نور يؤدي الى الخروج من النفق المظلم  والمسؤولية تقع اولا وأخيرا على من احتكر السلطة ومعها التعيينات المالية والادارية وربما توصل مع حلفائه الى مكان احتكر فيه الوطنية ايضا.

 

“القوات” عن لقاء بعبدا: كأنه اجتماع دردشة على فنجان قهوة

وكالة الأنباء المركزية/20 حزيران/2020

قالت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”المركزية” ان رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ما زال يدرس مع القياديين في الحزب ومع اعضاء تكتل “الجمهورية القوية” مسألة المشاركة في لقاء بعبدا الحواري، ولكنها لفتت في الوقت نفسه الى جملة مسائل وأمور، لعلّ أبرزها يكمن في الآتي:

ما هو جدول أعمال الاجتماع الحواري في 25 الجاري؟ فاجتماع بعبدا السابق في 6 أيار الماضي كان جدول أعماله واضحا ومحددا وهو خطة الحكومة الاقتصادية، وأما الاجتماع المقبل فكأنه اجتماع دردشة على فنجان قهوة.

فإذا كان موضوع الاجتماع، العنوان الأمني فلا أحد يختلف مع أحد على ان يجب حفظ الامن في البلد، ويبقى على الحكم والحكومة ان يتخذا التدابير اللازمة لحفظ الامن، فليس مقبولا ولا معقولا ان تجلس السلطة بنصاب كامل وهي تتفرّج على بيروت تحترق الاسبوع الماضي من دون اتخاذ اي قرار لوقف المعتدين، وعلى رغم كل ما صدر من مواقف من رئيسي الجمهورية والحكومة عن محاسبة المعتدين لم نلمس شيئا من هذا القبيل، فلا محاسبة ولا من يحزنون. أما اذا كان الموضوع يتعلق بالوضع العام في البلد فخريطة الطريق اصبحت واضحة وجلية، والقاصي والداني يعرف ان المطلوب هو الاصلاحات ومن ثم الاصلاحات ومن ثم الاصلاحات، فيما لم تنفِّذ الحكومة خطوة إصلاحية واحدة، بل على العكس سجِّلت خطوات عدة الى الوراء على غرار عرقلة التشكيلات القضائية والمحاصصة في التعيينات على رغم اقرار مجلس النواب آلية التعيينات. وقالت المصادر ان فريق ٨ آذار يمسك بالسلطة كاملة بدءا من رئيس الجمهورية، مرورا بالحكومة رئيسا واعضاء، وصولا إلى الأكثرية النيابية ورئاسة مجلس النواب، فلماذا لا يقدم هذا الفريق في المجال الامني وفي المجال الاقتصادي، في حين ان هناك الكثير من الاجراءات التي يمكن اتخاذها؟ ورأت المصادر بان يتبين وكأن هذه الدعوة هي لإظهار ان العهد ينشط ويتحرك، فيما الشيء الذي يجب فعله وبامكانه فعله، لا يفعله. وختمت المصادر: في مطلق الأحوال فإن رئيس الحزب يكمل حلقة التشاور الداخلية من أجل اتخاذ القرار النهائي من المشاركة في لقاء بعبدا أم عدمها.

 

بين حوار بعبدا وانقسام الشارع والرسائل السياسية إلى دياب…

وكالة الانباء المركزية/20 حزيران/2020

أكثر من أسبوع مر على أعمال الشغب العنيفة التي طاولت وسط العاصمة التجاري، المفترض أن يكون قلبها نابضا بالحياة. غير أن الرسائل الكبيرة والخطيرة التي حملها هذا التصعيد لا تزال موضع تمحيص ودرس لدى مختلف الجهات. ذلك أن ما سجله شريط الاحداث في الأسبوع المنصرم يؤكد ما تحاول أكثر من جهة التهرب من المجاهرة به، تحت ستار تهدئة النفوس وتنفيس الاحتقان: ما شهده الشارع من تحركات يتجاوز، في معانيه وانعكاساته رغبة المعارضين للثورة في نخرها باسم الطائفية والمذهبية، لإطاحة جولتها الجديدة التي لم تنتظر أفول فيروس كورونا نهائيا لتعود إلى الشارع بنبض أقوى. وهو يتخطى بالتأكيد الرغبة في الاجهاز التام على حكومة الرئيس حسان دياب، لا لشيء إلا لأن الجميع على يقين بأن الغرق في مستنقع التأليف الحكومي، وبالنظر إلى التجارب السابقة الطويلة وغير المشجعة في هذا المجال، لا يصب في مصلحة أحد، خصوصا أن المنطقة على أبواب مرحلة جديدة يفترض أن تشكل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل علامة واضحة لها. هكذا تختصر مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” الصورة السياسية العامة في البلاد. غير أنها تدعو في المقابل إلى ربط كل هذه الأحداث بالمواقف التي سجلت في الأيام الأخيرة.

وفي محاولة لشرح وجهة النظر هذه، تلفت المصادر إلى ما يمكن تسميته “أمرا غريبا”، حيث أن التصعيد الميداني أتى من جانب القيمين على حكومة الرئيس حسان دياب ورعاتها الأساسيين، كحزب الله وحركة أمل، في خطوة لا يمكن فهمها إلا على أنها رسالة مباشرة إلى المجتمع الدولي يحاول فيها حزب الله تأكيد امتلاكه الورقة اللبنانية، في كل مفاصلها، في زمن العقوبات المشددة ضد أركان محور الممانعة والمقاومة. لكن المصادر تلفت إلى ما قد لا يكون الحزب حسب له حسابا، يكمن في أن هذا التطور المباغت انعكس انقساما في أوساط الشارع المؤيد للحكومة، معطوفا على المواجهة المفتوحة أصلا مع الأطراف المعارضة التي آثرت البقاء خارج النادي الوزاري والثورة. وهو ما قد يعني أن الحكومة تلقت ضربة جديدة من رعاتها، فيما هي في عين عاصفة من المواقف المحلية والدولية المنتقدة لخياراتها، خصوصا في ما يتعلق بقطاع الكهرباء والبطء غير المبرر في انجاز الاصلاحات المطلوبة دوليا.

من هذه الزاوية، تفسر المصادر مسارعة الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى نفي أي توجه إلى إسقاط الحكومة أو إجراء أي تبديل في صفوفها، في وقت بادر نائبه الشيخ نعيم قاسم إلى تأكيد أن الحزب ليس في وارد الاجهاز على الطائف والمطالبة بإقامة مؤتمر تأسيسي، في ما يمكن اعتباره إشارة ايجابية في اتجاه الطائفة السنية، التي تشعر الغالبية الساحقة منها بالغبن، بفعل ابتعاد تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري عن دوائر القرار الرسمي. وبينما رد دياب في خطاب متلفز، السبت الفائت، مستفيدا من يقينه بأن أحدا لن يخاطر بقذف حكومته إلى المجهول، ترجح المصادر أن يكون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد تلقف هو أيضا ما وراء رسائل التصعيد الميداني، وعودة الحياة إلى شرايين الثورة، ليؤكد مرجعيته وحضوره الفاعل غير القابل للتجاوز، فبادر إلى الدعوة إلى حوار بعبدا في 25 الجاري.

 

“المستقبل”: “حزب الله” غير قادر على إدارة الاقتصاد

بيروت -السياسة/20 حزيران/2020

رأى مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، نديم المنلا، أن “حزب الله غير قادر على ادارة الملف الاقتصادي”، مشيرا إلى أن “اللبناني في حالة خوف ومحبط، وفي حالة ضياع لأنه يرى أن إدارة الملف المالي فيها حالة من التخبط، وان إدارة البلد تعاني من مشكلة أساسية، ونتمنى أن نتواصل مع المواطن لنعيد الثقة بين الجانبين”، مشيرا الى أن “المجتمع الدولي فقد الثقة باللبنانيين، ونحن حاولنا بكل المؤتمرات بدءا من باريس 1، قبل أن يفرض الخارج شروطه، وقلنا أننا سنلتزم بالإصلاحات وكل مرة كان يعطونا فرصة ولكنهم وصلوا الى وقت رأوا أن اللبنانيين غير جديين بإتخاذ القرارت، لذلك المجتمع الدولي محبط إتجاه الإدارة اللبنانية”. وشدد المنلا، على أن “ثقة المواطن بدولته أساس أي حل إقتصادي فليس بالنوايا وحدها تحل المشكلة”، لافتا الى أن “هذه الإدارة وإن كانت نواياها سليمة فهي غير قادرة على ادارة اي ملف بطريقة صحيحة”. إلى ذلك، إلتقى رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، واجرى معه جولة أفق تناولت التطورات الراهنة. وبعد اللقاء، الذي استمر ساعة ونصف الساعة، اكتفى الرئيس دياب بالقول ان الاجتماع يأتي في اطار التنسيق في ما يتعلق بمسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفق خطة التعافي المالي التي اقرّها مجلس الوزراء، في أعقاب الانتقادات التي وجهت لوفد الحكومة المفاوض.

 

لبنان: حوار بعبدا في مهب رياح المُكوِّن السُّني… وإلغاؤه مُرجَّحٌ

رؤساء الحكومات السابقون: لماذا نحضر؟... القرار ليس بيد عون وإنما بيد "حزب الله"

بيروت ـ”السياسة»/20 حزيران/2020

يسود اعتقاد لدى الأوساط السياسية، أن رئيس الجمهورية ميشال عون، يتجه في حال أعلن المكون السني عدم المشاركة، إلى إلغاء لقاء بعبدا الحواري المقرر الخميس المقبل، بعدما كشفت المعلومات المتوافرة ل”السياسة” في هذا الخصوص، أن نصائح أسديت إلى عون، بصرف النظر عن هذا الحوار، إذا ما أعلن رؤساء الحكومات السابقون عدم رغبتهم بالمشاركة، وهو قرار مرجح الإعلان عنه مساء غد، في الاجتماع الذي سيعقده الرئيس سعد الحريري مع رؤساء الحكومات السابقين، فؤاد السنيورة، نجيب الميقاتي وتمام سلام . وأبلغت أوساط الرؤساء “السياسة”، أن خيار عدم المشاركة في حوار الخميس هو المرجح، في ظل عدم قدرة الحكم على الالتزام بما قد يتم الاتفاق عليه، لأن القرار ليس بيده، وإنما بيد حزب الله”، وبالتالي فإن أي مشاركة في هذا الحوار، ستكون بمثابة تغطية لممارسات “حزب الله” في تعزيز ركائز الدويلة على حساب مصلحة الدولة، ولهذا فإنه يرجح أيضاً غياب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، بالنظر إلى افتقاد هذا الحوار للميثاقية، بغياب العنصر السني، وهو أساس في المعادلة الوطنية. وأفادت معلومات “السياسة”، بأن رئيس مجلس النواب، مستمر في مساعيه التوفيقية لدى الرئيس الحريري، من أجل الحصول على موافقته بالحضور، لتأمين أوسع مشاركة في حوار بعبدا، من أجل العمل لتخفيف الاحتقان الطائفي والمذهبي في البلد، وتحصين الوحدة الداخلية في مواجهة الضغوطات التي يتعرض إليها.

وفي المواقف، رأى رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أن “المواجهة التي تحصل بين الولايات المتحدة الأميركية و”حزب الله” بالعقوبات على ايران وبالتالي على “حزب الله” والطائفة الشيعية ستدمر أسس الكيان اللبناني، وفكرة التعددية ستنتهي وهذا الخطر”، مشيرًا إلى أن “حزب الله كان موجودا سابقاً في لبنان، لكن هذا الكيان العراقي الموحد عبر سايكس بيكو والذي لم يكن موحداً أيام العثمانيين فتح المجال الواسع للجمهورية الإسلامية للوصول الى لبنان”. ولفت جنبلاط، الذي أعلن مشاركته في حوار بعبدا، إلى ان الأمين العام ل”حزب الله”، حسن نصرالله، “لم يكن موفقاً في طرحه الذهاب اقتصادياً نحو ايران”، مؤكداً ان “النموذج الايراني غير مقنع… والعقوبات الأميركية ستضعف لبنان، وليس حزب الله”. وإعتبر أن الفيدرالية في لبنان كلام بلا طعمة والحديث عن الفيدرالية كما الحديث عن التقسيم وعن التعددية الحضارية سابقاً وهذه مشاريع تدمّر البلد”، مؤكدا أنه “عندما يفتح المطار سترحل وتهاجر نخبة اللبنانيين والخطر هو من المجاعة”. وأكَّد جنبلاط على أنه “لم اندم على تأمين النصاب وإنتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية إذ كان هناك اتفاق مع سعد الحريري على انتخابه وعون يمثّل حيثية مسيحية أساسية في جبل لبنان”. وعن تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، إعتبر جنبلاط أنه “كم من منظمة إرهابية بالتاريخ تم الإعتراف بها لاحقا؟”، لافتاً في الشأن السوري، إلى أن “العقوبات على النظام السوري تأخرت، وكم كلف التردد الغربي الشعب السوري ضحايا بالآلاف وتهجير بالملايين، بالأمس كانت العقوبات فردية أما اليوم فالعقوبات جماعية بالإقتصاد”.

وقال جنبلاط: “لو بقي الإتفاق النووي الإيراني قائما ولو نجحنا بالحوار الوطني حول السلاح والستراتيجية الدفاعية ولو خرجت الحكومة الحالية بالحد الأدنى من خطة إقتصادية إصلاحية لما وصلنا الى ما نحن عليه”. وأشار رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض، الى إنها أزمة هيبة الدولة التي باتت منعدمة حيث كنا في أزمنة وليس ببعيدة من اليوم عندما كان يُستدعى أحدهم الى القصر الجمهوري كان يلبي بحماسة… أما اليوم فقد باتت الأجوبة على الدعوة بين المتردد، والرافض، والمتريث. وأضاف: “وللغيارى على موقع رئاسة الجمهورية أحيلكم أنتم بالتحديد على سيل تطاولكم وتهجّمكم على الرئيس ميشال سليمان، والعبارات غير اللائقة التي كنتم تطلقونها بحقه… أفلا تذكرون؟… وهل تعتذرون منه؟”. إلى ذلك، وبعد إنجاز لجنة المال والموازنة واللجنة المصغرة المنبثقة عنها درس مقاربات الخطة المالية والتوصل الى مقاربة واضحة للارقام بعد بروز خلاف في الحسابات والارقام بين الحكومة ومصرف لبنان، في ضوء ما ظهر من تخبط داخل الفريق الحكومي المفاوض مع صندوق النقد الدولي، أشار المتحدث بإسم صندوق النقد الدولي، رئيس دائرة التواصل جيري رايس، الى ان “هناك بعض التقارير في وسائل الإعلام في لبنان عن تقديرات خبراء صندوق النقد الدولي لخسائر القطاع المالي التي تعرضها خطة الحكومة”. وأوضح أنه “كما ذكرنا من قبل، إن تقديراتنا تنسق إلى حد كبير مع تلك الواردة في الخطة ولم تتغير على نحو يُذكر، ويتعين أن تتسم الحلول للتعامل مع هذه الخسائر بالكفاءة والعدالة وطول الأمد”. وأضاف المسؤول في “صندوق النقد” أنه، “نظرا للتحديات العميقة التي تواجه الاقتصاد، يكتسب كل من السرعة والحسم أهمية بالغة في تنفيذ الإصلاحات”. وقد أعاد نشر المستشار السابق لوزير المال غازي وزني هنري شاوول فيديو، على “تويتر” لتجمع المواطنين أمام محل صيرفة، وعلّق عليه بالقول: “فنزويلا أنا قادم”.

وكان وزني أعلن في بيان أن شاوول استقال من منصبه كمستشار لوزير المال ضمن الوفد المفاوض اللبناني مع صندوق النقد الدولي.

 

واشنطن تفرج عن مُموِّل لـ”حزب الله” وفرنسا قلقة إزاء التطورات في لبنان

بيروت- وكالات»/20 حزيران/2020

 تستعد الولايات المتحدة للإفراج عن رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، الذي يعتبر ممولا ماليا مهما لحزب الله، قبل عامين من انقضاء محكوميته بالسجن ومدتها 5 سنوات، وذلك بسبب مشاكله الصحية وخطر إصابته بفيروس كورونا المستجد. وطبقا لوثائق قضائية نقلتها “فرانس برس”، ففي 28 مايو وافق قاض فيدرالي في واشنطن على طلب استرحام طارئ تقدم به تاج الدين (64 عاما)، قال فيه إنه يعاني “مشاكل صحية خطرة” تجعله عرضة للإصابة بـ”كوفيد 19 المتفشي في الولايات المتحدة. وبالتالي سيكون بإمكان قاسم تاج الدين العودة إلى لبنان في الأسابيع المقبلة. من جانبها، أعربت فرنسا عن قلقها ازاء التدهور الشديد للوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. وقالت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية انياس فان دير مول، “يتعين على الجميع تجنب الاستفزازات والمحافظة على حق المواطنين اللبنانيين في التظاهر السلمي”. واضافت، “تضع زيادة الحوادث السلطات اللبنانية أمام مسؤولياتها، التي تكمن في المقام الاول في الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب اللبناني، وتنفيذ الإصلاحات الضرورية لانتعاش البلد”. وليس بعيدا، بدت لافتة حركة السفير البريطاني كريس رامبلينغ، في إتّجاه قوى سياسية عدة في المعارضة، من بيت الوسط الى المختارة، ومعراب التي حطّ فيها أمس.

وقالت اوساط سياسية مطّلعة على محادثات رامبلينغ “ان السفير البريطاني يستوضح ما اذا كان الحوار المُرتقب مقدّمة لصوغ تفاهمات سياسية جديدة قد تؤدي الى تغيير حكومي يُنتج صيغة جامعة تضمّ مختلف المكوّنات السياسية على عكس الوضع القائم حالياً، حيث شريحة كبيرة من اللبنانيين موجودة خارج السلطة”.

 

الصدر بحث مع نصر الله التقريب بين القيادات العراقية الشيعية

بيروت ـ”السياسة” »/20 حزيران/2020

كشفت مصادر لبنانية، عن أسباب زيارة زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر للبنان، التي بدأها مساء أول من أمس. وقالت أوساط شيعية، “إن الصدر وفي كل زيارة يقوم بها إلى لبنان، تكون له لقاءات مع قيادة “حزب الله” وعلى رأسها أمينه العام حسن نصرالله، حيث يتركز البحث على تطورات الأوضاع العراقية، بعد الدور الذي أخذه نصرالله على عاتقه في ما يخَص تقريب المسافات بين القيادات العراقية الشيعية، من خلال المهام الموكلة إلى ممثله في العراق الشيخ محمد كوثراني”. على صعيد آخر، اجتمع محتجون في عكار، وأسرة الناشطة كيندا الخطيب، أمام سراي حلبا، إحتجاجا “على توقيف قوة من الأمن العام الناشطة الخطيب، معتبرين انها “قضية ظلم… في حقها”، ومطالبين بالإفراج عنها، وسط إجراءات أمنية مشددة أمام سراي حلبا وعلى الشوارع المؤدية إليها. وفي وقتٍ سلبق “نفذت عائلة الناشطة الخطيب، ومحتجو عكار، وقفة تضامنية امام نصب شهداء الجيش عند مستديرة العبدة، احتجاجا على توقيفها ورفضًا للاتهامات التي سيقت ضدها”. يُذكر أن القوى الامنية اعتقلت، الخطيب وشقيقها بندر في حلبا عكار، نهاية الأسبوع الماضي، على خلفية “بوست”، على أحد مواقع التواصل الأجتماعي، بعدما داهمت قوة أمنية منزلهم في منطقة حلبا. وزعمت مصادر، أنه تم توقيفها لاتصالات قامت بها مع مسؤولين إسرائيليين، بعد دخولها إسرائيل عن طريق الأردن.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو يعتبر تصويت الأمم المتحدة على قرار يدين العنصرية «نفاقاً» واعتبر مجلس حقوق الإنسان «ملاذاً للديكتاتوريين»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 حزيران/2020

انتقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشدة، اليوم (السبت)، ما سمَّاه «نفاق» مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، غداة تصويته على قرار يدين العنصرية الممنهجة ووحشية الشرطة. وقال بومبيو إن «مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الذي يضم فنزويلا، وضم مؤخراً كوبا والصين، كان ولا يزال ملاذاً للديكتاتوريين، وللديمقراطيات التي تتسامح معهم». وأضاف: «قرار المجلس التصويت أمس على قرار يركز على الشرطة والعنصرية في الولايات المتحدة، يعني أنه بلغ مستوى جديداً من الانحطاط»؛ حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وندد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس (الجمعة)، بالأسلوب العنصري والعنيف للشرطة الذي أدى إلى مقتل جورج فلويد في مدينة مينيابوليس الأميركية الشهر الماضي، وأمر بإعداد تقرير حول «العنصرية المنظمة» ضد المواطنين من أصل أفريقي. وبالإجماع وافق المجلس الذي يضم في عضويته 47 دولة، والذي يتخذ من جنيف مقراً له، على قرار قدمته الدول الأفريقية يفوض مكتب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، بأن ينظر في استجابة الحكومة للاحتجاجات السلمية، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة، ويقدم نتائج التقرير في غضون عام. وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد انسحبت من المجلس قبل عامين، بعد أن اتهمته بالانحياز ضد إسرائيل؛ إلا أن وفود دول غربية بما فيها أستراليا وألمانيا وإيطالي وبولندا والاتحاد الأوروبي، قالت إنه لا ينبغي أن تُختص الولايات المتحدة بالتحقيق.

 

قاض أميركي يرفض طلب إدارة ترمب منع كتاب بولتون

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 حزيران/2020

رفض قاض أميركي، اليوم (السبت)، منع نشر كتاب جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، رافضا بذلك التماسا قدمته الإدارة الأميركية. وجاء في قرار القاضي جويس لامبرت أن بولتون لم يحصل على ما يبدو على موافقة من البيت الأبيض بأن مذكراته لا تحوي معلومات مصنفة سرية. وتابع القرار: «في حين يثير السلوك الأحادي لبولتون مخاوف كبرى على صعيد الأمن القومي، لم تتمكن الحكومة من إثبات أن المنع القضائي هو الحل المناسب». وبات كتاب بولتون الذي يحمل عنوان «المكان الذي حدث فيه ذلك: مذكرات البيت الأبيض» متوافرا في المكتبات وسيبدأ بيعه في 23 الجاري. ورفعت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الثلاثاء، دعوى قضائية لمنع بولتون من نشر كتابه الذي يتوقع أن يرسم فيه صورة قاتمة جداً عن الرئيس الجمهوري وطريقة حكمه. والدعوى التي رفعت أمام محكمة فيدرالية في واشنطن طلبت منع نشر الكتاب بدعوى أن بولتون لم يحز على موافقة على النص بأكمله مما يجعل مؤلفه «في انتهاك واضح للاتفاقات التي وقع عليها كشرط لتوظيفه ولاطلاعه على معلومات سرية للغاية».

 

الإدارة الأميركية تقاضي بولتون... وترمب يصفه بـ{المغفل}/مستشار الأمن القومي السابق عدّ الرئيس {غير مؤهل} لحكم البلاد

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

كتاب هز واشنطن قبل صدوره، وأشعل نيران غضب الرئيس الأميركي ووزارة عدله. ففي ظل لجوء الإدارة الأميركية إلى المحاكم لصد نشر كتاب مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون المرتقب، سرب الصقر الجمهوري مقتطفات نشرتها الوسائل الإعلامية الأميركية كافة. فبولتون سياسي متمرس في فنون المواجهة، ويعلم خبايا واشنطن وسياسات البيت الأبيض، لذلك فقد اختار بعناية المقتطفات المنشورة قبل صدور الكتاب في الثالث والعشرين من الجاري. وشن بولتون هجوماً مركزاً على الرئيس الأميركي، فقال في المقابلة الحصرية التي أجرتها معه شبكة (إي بي سي) إن ترمب غير مؤهل للحكم وغير كفء لممارسة عمله. واعتبر مستشار الأمن القومي السابق أن قرارات الرئيس الأميركي تمحورت حول هدفين رئيسيين: الفوز بالانتخابات الرئاسية وحماية مصالح عائلته، مشيراً إلى أن عرقلة العدالة هي أسلوب الحياة في البيت الأبيض. فقال: «لم أتمكن من رؤية أي مبدأ يعتمده لاتخاذ قراراته، فكلها تمحورت حول فوزه بالانتخابات مجدداً».

ويتهم بولتون ترمب في كتابه بعنوان «الغرفة حيث حدث كل شيء» بارتكاب تجاوزات كثيرة على صعيد السياسة الخارجية. أبرزها طلبه من الرئيس الصيني مساعدته على الفوز في الانتخابات المقبلة. فبحسب الكتاب، يقول بولتون إن طلب ترمب هذا ورد خلال اجتماع عقده في يونيو (حزيران) من العام الماضي مع نظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة العشرين، حيث دعاه إلى شراء محاصيل زراعية من المزارعين الأميركيين بهدف كسب أصواتهم في الانتخابات المقبلة. كما زعم بولتون أن ترمب بارك استمرار الصين في بناء معسكرات لاعتقال المسلمين الإيغور قائلاً إن عملية البناء يجب أن تمضي قدماً. وبمجرد توارد وسائل الإعلام لهذا الخبر، تدارك البيت الأبيض الموقف، فأعلن أن ترمب وقع على قانون يفرض عقوبات على الصين بسبب معاملتها للإيغور. كما هاجم الرئيس الأميركي بولتون بشكل مكثف على تويتر فوصفه بالكاذب والحقير قائلاً: «إن كتاب بولتون المضجر مشبع بالكذب والقصص الوهمية. كان يشيد بي في السابق إلى أن طردته. هو أبله ممل ناكر للجميل وكل ما يريده هو شن حرب. يا له من مغفل!» ويتحدث الصقر الجمهوري عن زملائه السابقين في البيت الأبيض، ويقول إنهم كانوا يسخرون من ترمب، ويذكر تحديداً وزير خارجيته مايك بومبيو، المعروف بولائه له، فيقول إن بومبيو كان ممتعضاً جداً من سياسة ترمب تجاه كوريا الشمالية وإنه فكر في الاستقالة أكثر من مرة. ويذكر بولتون حادثة جرت لدى خلال الاجتماع الثنائي بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أونغ في العام 2018، قائلاً إن بومبيو مرر له ورقة كتب عليها: «إنه (ترمب) مليء بالهراء!» وبطبيعة الحال فقد نفى مكتب بومبيو هذا الأمر ودعا بولتون إلى إظهار الورقة التي يتحدث عنها.

ويواصل بولتون انتقاداته فيصف ترمب، في الكتاب المؤلف من نحو 600 صفحة، بالمتهور والجاهل. ويعطي أمثلة على ذلك، فيقول إن الرئيس الأميركي تفاجأ عندما علم أن بريطانيا تملك سلاحاً نووياً، وذلك خلال اجتماع عقده مع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي في العام 2018، وأنه ظن أن فنلندا جزء من روسيا وأن فنزويلا جزء من الولايات المتحدة. ويتحدث بولتون عن التأثير الكبير الذي يتمتع به الرئيس الروسي على ترمب، فيقول إن بوتين يعتقد أنه يستطيع التلاعب به ببراعة: «أعتقد أن بوتين ذكي وقوي وهو لا ينظر إلى ترمب على أنه منافس جدي».

وفي ظل محاولات وزارة العدل صد نشر الكتاب بسبب احتوائه على معلومات سرية، يتخوف البيت الأبيض من تأثير معلومات من هذا النوع على السباق الانتخابي المحموم. وجاء تصريح المرشح الديمقراطي جو بايدن ليترجم المخاوف الجمهورية، عندما قال: «إذا ما صحت مزاعم بولتون، فهي ستعد خرقاً لواجب دونالد ترمب وتعهده للأميركيين بحماية مصالح الولايات المتحدة والدفاع عن قيمنا». لكن كتاب بولتون ليس الكتاب الوحيد الذي يؤرق مضجع ترمب، إذ تستعد ابنة شقيقه ماري ترمب لإصدار كتاب جديد بعنوان: «الكثير ليس كافياً: كيف خلقت عائلتي الرجل الأخطر في العالم» وذلك بعد أيام من موعد نشر كتاب بولتون. ماري، وهي ابنة شقيقه الأكبر الذي توفي في العام 1981 بسبب إدمانه على الكحول، تتناول في كتابها تهرب ترمب من الضرائب وتلوم عمها على وفاة والدها بسبب إهماله له. ومما لا شك فيه أن الكتاب الذي سينشر في الثامن والعشرين من الشهر الجاري سيزيد من حدة غضب ترمب الذي يخشى من توقيت نشر كتابي بولتون وماري في موسم انتخابي محموم، وتأثيرهما على السباق للبيت الأبيض. وقد سبق للرئيس الأميركي أن أعرب عن امتعاضه الشديد من الانتقادات المستمرة التي يتعرض لها وغرد قائلاً: «لو لم تتم مضايقتي على مدى ثلاثة أعوام بسبب تحقيقات كاذبة وغير قانونية متعلقة بروسيا وإجراءات العزل، لكنت متقدماً بأكثر من 25 نقطة على جو النعسان والديمقراطيين الكسولين. هذا غير عادل لكن هذا هو الواقع!!».

 

وكالة الطاقة الذرية تعتمد قراراً يطالب إيران بالتعاون «دون تأخير»/الصين وروسيا صوّتتا ضده... وطهران رفضته

لندن - طهران/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

اعتمد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأول مرة منذ ثماني سنوات، قراراً يطالب إيران رسمياً بالتعاون الكامل دون تأخير، في تنفيذ معاهدة حظر الانتشار النووي والبروتوكول الإضافي والكفّ عن منع مفتشي الوكالة من دخول موقعين يُشتبه بقيامها بأنشطة نووية.

وأفاد موقع الوكالة الدولية أمس، بأن قرار بريطانيا وفرنسا وألمانيا نال موافقة أغلبية 25 عضواً من مجلس الحكام، فيما امتنعت سبع دول عن التصويت، وسط معارضة الصين وروسيا وغياب دولة من الأعضاء الـ35 عن جلسة التصويت. ويأتي القرار بعد التقريرين الأخيرين للوكالة الدولية للطاقة الذرية اللذين انتقدت فيهما إيران على عدم إتاحة موقعين حددتهما لعمليات تفتيش فرق الوكالة الدولية، بموجب البروتوكول الإضافي واتفاقية معاهدة حظر الانتشار النووي، ومواصلة إيران عدم الرد على أسئلة الوكالة المتعلقة بالمواد النووية غير المعلنة والأنشطة المحتملة.

وهذا أول قرار تصوِّت عليه الوكالة التابعة للأمم المتحدة منذ 2012 ينتقد إيران بشأن برنامجها النووي. وأثار رفض إيران المتواصل السماح بعمليات تفتيش لموقعين، توتراً في علاقاتها مع الوكالة الدولية. وأغلق الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى في عام 2015 ملف ما تعتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأطراف دولية أنه برنامج سرّي للأسلحة الذرية توقف في عام 2003، لكن حصول إسرائيل على ما يوصف بأنه جزء من «أرشيف» عمل إيران السابق قدم على ما يبدو أدلة جديدة ومفاتيح لأسرار حول الأنشطة القديمة. وتشتبه الوكالة في أن هناك أنشطة يُحتمل أن تكون لها صلة بتطوير أسلحة نووية نُفذت في أوائل العقد الأول من القرن في هذين الموقعين. وأشارت إيران إلى أن الوكالة تسعى إلى دخول الموقعين بناءً على المعلومات الإسرائيلية، وهو ما تصفه بأنه أمر غير مقبول. وتقول أيضاً إن ملف الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول أنشطتها القديمة قد أُغلق. ونقلت «رويترز» عن مدير الوكالة رافاييل غروسي، قوله للصحافيين: «أعتقد أن الإعلان واضح. أعتزم الجلوس مع إيران قريباً جداً لمحاولة حل ذلك بأسرع وقت ممكن. سأبدأ مع السفير هنا... ثم سنرى». من جانبه، أعلن سفير إيران الدائم لدى المنظمات الدولية كاظم غريب آبادي، أن بلاده «ترفض القرار رفضاً تاماً وستتخذ الإجراءات المناسبة والمطلوبة» وحمّل مسؤولية تبعات القرار للدول التي دفعت به إلى التصويت. وقال إن «القرار لن يؤدي إلى تشجيع إيران لإتاحة الموقعين بناءً على مزاعم بلا أساس ولا يمارس ضغطاً عليها».

وذهب غريب آبادي أبعد من ذلك، عندما وجه «نصائح عدة إلى الأمانة العامة في الوكالة الدولية» وهي أن «تلتزم حدود صلاحياتها» و«تثمّن تعاون إيران والوكالة» وأن «تقوم بمهمتها باحترافية وبشكل مستقل وحيادي». وزاد: «ألا تقدم بيانات ومواقف متسرعة، لمن يريدون استغلالها وأصحاب الأجندة السياسية». وأضاف: «تصرفوا بطريقة لكي لا تواجهوا تهماً بتدمير آخر خندق للتعددية في فيينا وتدمير الاتفاق النووي». وفي وقت لاحق، قال غريب آبادي للتلفزيون الإيراني إن طهران ستبلغ أن قرار الوكالة الدولية «غير ملزم بالضرورة للدول الأعضاء». وعن إمكانية تجاوب إيران مع طلبات التفتيش، قال إن طهران لديها «مخاوف» و«ما لم ترتفع المخاوف لن يكون أي تعاون مع الوكالة الدولية في هذا الشأن». وروسيا والصين هما البلدان الوحيدان اللذان صوّتا ضد النص. وأكد السفير الروسي لدى الوكالة ميخائيل أوليانوف، أنه يخشى من أن يأتي بـ«نتائج عكسية» على العلاقات مع طهران، رغم أنه قال: «بينما نشدد على ضرورة قيام طهران والوكالة الدولية بتسوية هذه المشكلة دون تأخير». وأسفت الصين أيضاً في إعلان أمام المجلس لمبادرة «متسرعة» وحمّلت واشنطن مسؤولية انتهاج سياسة ممارسة «ضغوط قصوى» على إيران. وأبلغ سفيرها لدى المنظمات الدولية، وانغ كوان، أعضاء المجلس بأنه «قلق للغاية» بشأن القرار. ونقلت عنه «أسوشييتد برس» قوله إنه «يمكن أن يحدد عملية، في ظل الظروف الحالية، قد تعيد القضية النووية الإيرانية إلى مفترق طرق مليء بالشكوك مرة أخرى».

وصوتت واشنطن لصالح القرار رغم أنها كانت ترغب في أن يكون أكثر صرامة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستوفر برغر، إن «القرار مرّ بأغلبية قوية»، مضيفاً أنه يهدف إلى تشجيعٍ على التعاون مع الوكالة الدولية. والأحد الماضي، أبلغ غروسي، مجلس حكام الوكالة بأن طهران على مدار أكثر من أربعة أشهر، رفضت طلبات التفتيش للموقعين، لافتاً في الوقت عينه إلى أنها لم تشارك في مناقشات بنّاءة لتوضيح تساؤلات طرحتها الوكالة بخصوص وجود مواد ونشاطات نووية لم تبلغ طهران الوكالة الدولية عنها. وردّت طهران، الاثنين، بتحذير أعضاء المجلس من «نتائج عكسية» للقرار وبأن «أي مقاربة سياسية أو قرار للمجلس سيضر بالتأكيد بالمستوى الحالي للتعاون بين إيران والوكالة».

وترى طهران أنها «غير ملزمة بتطبيق كل الطلبات التي تقوم على ادّعاءات خبيثة يحيكها خصومها»، وتتهم إسرائيل بتسليم الوكالة الوثائق التي تطرح تساؤلات حول المواقع المشبوهة. وفي محاولة أخيرة لمنع القرار كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قد كتب في تغريدة على «تويتر»، أول من أمس: «من الممكن التوصل إلى حل مناسب» بخصوص طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال: «ينبغي لمجلس المحافظين ألا يسمح لأعداء الاتفاق النووي بتعريض مصالح إيران العليا للخطر. يتعين على الدول الأوروبية الثلاث ألا تكون تابعة بعد التقاعس عن أداء واجباتها الواردة في الاتفاق النووي». وأضاف: «ليس لدينا ما نخفيه. ما جرى من تفتيش داخل إيران خلال السنوات الخمس الماضية أكثر مما حدث في تاريخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من الممكن التوصل إلى حل مناسب لكن إصدار قرار سيدمر ذلك».

 

الريال الإيراني في أدنى مستوياته على الإطلاق أمام الدولار

لندن/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

سجل الريال الإيراني اليوم السبت أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار في السوق غير الرسمية بعد يوم من تعرض طهران للتوبيخ من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، مما زاد من الضغوط الناجمة عن العقوبات الأميركية وتفشي فيروس كورونا. وبلغ السعر المعروض للدولار 193 ألفا و300 ريال مقابل 188 ألفا و200 ريال يوم الجمعة، وفقا لموقع بونباست.كوم الذي يتابع السوق غير الرسمية. وذكرت صحيفة دنيا الاقتصاد اليومية أن سعر الدولار بلغ 190 ألفا و800 ريال. كان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يضم 35 دولة، قد طالب إيران يوم الجمعة بالكف عن منع مفتشي الوكالة من دخول موقعين نوويين قديمين، مما زاد من الضغوط الدبلوماسية على طهران. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب من اتفاق دولي يهدف إلى كبح برنامج إيران النووي في مايو (أيار) 2018 وأعاد فرض العقوبات التي تعصف باقتصادها. وتعمقت الأزمة الاقتصادية في إيران بفعل انخفاض أسعار النفط وتباطؤ الاقتصاد العالمي. وقال عبد الناصر همتي محافظ البنك المركزي الإيراني إن الأثر النفسي لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الريال مبالغ فيه وإن الاقتصاد الإيراني يمكن أن يتكيف مع الضغوط الإضافية. وأضاف في منشور على انستجرام «الظروف التي تسبب فيها (فيروس) كورونا والضغط المؤقت على سوق الصرف الأجنبي... والجو النفسي الناجم عن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب ألا يعطي إشارة خاطئة». وتابع قائلا «على الرغم من عائدات النفط المحدودة فإن ميزان النقد الأجنبي للبلاد جيد وسيستمر البنك المركزي في تقديم العملة المطلوبة... على الرغم من الضغوط الأميركية المستمرة». وفقد الريال نحو 70 بالمئة من قيمته على مدى عدة أشهر حتى وصل إلى 190 ألفا مقابل الدولار في سبتمبر أيلول 2018 وسط طلب كثيف على الدولار بين الإيرانيين الذين خشوا أن تتقلص صادرات إيران النفطية وأن يتأثر اقتصادها بشدة بسبب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات.

 

تركيا وإيطاليا تتفقان على تحقيق {سلام عادل} في ليبيا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

قالت تركيا وإيطاليا إنهما ستعملان معاً من أجل إرساء سلام مستقر وعادل في ليبيا في إطار الأمم المتحدة. وذكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، عقب مباحثاتهما في أنقرة أمس، أن تركيا ستواصل العمل مع إيطاليا من أجل سلام دائم وعملية سياسية مثمرة في ليبيا. مؤكداً أن تركيا تريد أيضاً العمل مع إيطاليا لتلبية احتياجات ليبيا من الطاقة مثل الكهرباء، وأنه بوسع البلدين التعاون أيضاً في شرق البحر المتوسط، حيث تخوض أنقره نزاعاً مع اليونان، ولاعبين إقليميين آخرين حول النفط والغاز في المنطقة، كما أشاد بالدور الإيطالي قائلاً: «ندرك الدور الحاسم الذي تلعبه إيطاليا هنا (في ليبيا). نشكرهم على ذلك، حيث لعبوا دوراً متوازناً... إيطاليا بذلت جهوداً صادقة من أجل وقف إطلاق النار ودفع العملية السياسية»، لافتاً إلى أن إيطاليا تعد أكثر الدول تأثراً بما يجري في ليبيا نظراً للقرب الجغرافي بينهما.

وأوضح جاويش أوغلو أن تركيا ترغب في رؤية إيطاليا في محافل ثنائية وثلاثية حول ليبيا، وقال إنها أبلغت روسيا ودولاً أخرى أيضاً بذلك . مبرزا أن بلاده تنتقد مهمة {إيريني} الأوربية لمراقبة حظ الاسلحة على ليبيا.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، إن بلاده «تدعو إلى حل سياسي في ليبيا وتدعم جهود الأمم المتحدة من أجل إحلال السلام في البلاد، وتثبيت هدنة مستدامة في ليبيا»، مضيفاً: «لقد كنا دوماً مؤيدين للحوار، وحاولنا دائماً التفاوض مع حكومة الوفاق الوطني... موقفنا هو دائماً دعم الشعب الليبي مع جميع الجهات الفاعلة، وجميع البلدان التي لها تأثير على هذه المنطقة... ليبيا على بُعد كيلومترات قليلة وقريبة جداً من ساحلنا... ونحن نعمل من أجل الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا، وحاولنا ضمان عدم وجود خطر الإرهاب. ونريد أن نصل إلى نقطة يقبلها الشعب الليبي».

وبخصوص الخلافات بين فرنسا واليونان وتركيا حول ليبيا وشرق المتوسط، قال دي مايو إن بلاده تؤيد الحوار دوماً. وبشأن الموقف التركي في ليبيا، قال جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية ليل أول من أمس، إنه «من الممكن توسيع نطاق التعاون الأمني مع حكومة السراج في المرحلة المقبلة... وتركيا ستواصل تقديم جميع أشكال الدعم لـ(الحكومة الشرعية) في ليبيا». وذكر جاويش أوغلو أن هناك تقارباً بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترمب، بخصوص ليبيا. وأضاف الوزير التركي في كلمة خلال مشاركته في ندوة بالفيديو، نظّمتها لجنة التوجيه الوطني التركي الأميركي (غير حكومية مركزها الولايات المتحدة)، أن العلاقات التركية - الأميركية تشهد تقدماً وتراجعاً على فترات عبر الزمن، إلا أن أنها اكتسبت بعداً جديداً مؤخراً في ظل تفشي وباء «كورونا». ورأى المسؤول التركي أن الولايات المتحدة باشرت باتخاذ دور أكثر فاعلية في ليبيا، قائلاً: «الرئيس إردوغان اقترح أن تعمل أنقرة وواشنطن معاً بخصوص ليبيا، وقابل ترمب المقترح بإيجابية... وعليه تلقينا تعليمات للعمل المشترك في ليبيا على مستوى وزارتي الخارجية والدفاع، فضلاً عن الاستخبارات». كما أكد جاويش أوغلو أهمية العمل المشترك بين تركيا والولايات المتحدة في سبيل إحلال الاستقرار بالمنطقة، وتأمين مستقبل أفضل لليبيا.

 

أنقرة تخطط لتحويل إدلب إلى «منطقة آمنة»/فتح بوابة جمركية جديدة بين رأس العين وشانلي أورفا خلال أيام

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

أعلنت أنقرة عن خطط لتحويل إدلب إلى «منطقة آمنة»، وأكدت أنها ترى أن العقوبات على النظام السوري بموجب «قانون قيصر» الأميركي «خاطئة إذا كان الهدف منها تقسيم سوريا وإقامة منطقة خاصة للأكراد». وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده «تسعى إلى تحويل إدلب لمنطقة آمنة وإنه قد يتم إجراء ترتيبات جديدة وإعادة تمركز القوات التركية والاستخبارات الموجودة في نقاط المراقبة بإدلب». ورداً على سؤال، في مقابلة تلفزيونية ليل الخميس – الجمعة، حول ما إذا كانت تركيا ستزيل نقاط المراقبة من محافظة إدلب، قال جاويش أوغلو: «نسعى الآن إلى تحويل منطقة إدلب إلى منطقة آمنة ونناقش هذا الموضوع حالياً. عندما نحوّل إدلب إلى منطقة آمنة سيفكّر جيشنا بطريقة استراتيجية وسيتمركز بشكل مختلف في المنطقة حسب الحاجة للمراقبة... الجيش التركي ووزارة الدفاع وأجهزة الأمن المعنية هم من سيقررون أين ستتمركز نقاط المراقبة، وكيف وأين سيعمل الجنود الأتراك والاستخبارات في المنطقة بعد بسط الأمن، ولكن حالياً يواصلون عملهم في أماكن تمركزهم». وأضاف جاويش أوغلو: «من الممكن أن تجري ترتيبات جديدة حسب الوضع الجديد في المنطقة، أي بعد إقامة المنطقة الآمنة هناك». وترسل تركيا منذ مارس (آذار) الماضي، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب مع روسيا في الخامس من الشهر ذاته بشكل شبه يومي تعزيزات عسكرية وآليات مصفحة ومدفعية وشاحنات محملة بكتلٍ إسمنتية ومعدات هندسية، إلى مواقع انتشار قواتها في أرياف إدلب وحلب. واستحدثت القوات التركية في الفترة الأخيرة العديد من نقاط التمركز الجديدة لقواتها في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وبالقرب من بلدة محمبل ومدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، بالإضافة إلى القواعد القديمة. من ناحية أخرى، قال جاويش أوغلو إن الولايات المتحدة تسعى إلى محاصرة الرئيس السوري بشار الأسد من خلال «قانون قيصر»، لكنه رأى أن هذه العقوبات ستكون خاطئة إذا كانت تهدف إلى تقسيم سوريا وإضعافها بهدف إقامة منطقة لوحدات حماية الشعب الكردية. وفي سياق متصل، اتهم الوزير التركي حركة «أنتيفا» اليسارية بأنها تقاتل ضد بلاده في سوريا، وترتكب دائماً أعمالاً تخريبية في أنحاء العالم. وقال، في كلمة خلال مشاركته بالفيديو في ندوة نظّمتها لجنة التوجيه الوطني التركي الأميركي (غير حكومية مركزها الولايات المتحدة) ليل أول من أمس، إن الحركة المتهمة بإثارة أعمال العنف في الولايات المتحدة منذ مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد شرطي أبيض، مقرّبة من حزب العمال الكردستاني بسبب تشابه الأفكار. وأضاف أن العنف الذي مورس ضد فلويد، والممارَس ضد المجتمع الأسود في الولايات المتحدة أمر محزن، كما أكد أن أعمال «الهمجية» التي شهدتها الولايات المتحدة أيضاً تعد أمراً غير مقبول. وبدأت الحركة بتنظيم كوادرها ضد النازيين الجدد في الولايات المتحدة، أواخر سبعينات وأوائل ثمانينات القرن الماضي، خصوصاً في منطقة الغرب الأوسط. وتعارض «أنتيفا» الحركات العنصرية والنازية الجديدة والفاشية الجديدة، وظهرت كحركة مقاومة ضد «اليمين البديل» في السنوات الأخيرة. على صعيد آخر، شنت القوات التركية المتمركزة ضمن قواعدها في عفرين، قصفاً مدفعياً استهدف مناطق انتشار القوات الكردية، في حربل والشيخ عيسى وعقبية شمال حلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اقتتال داخلي بين الفصائل الموالية لتركيا داخل قرية أم عشبة بريف أبو رأسين (زركان)، بعد منتصف ليل أول من أمس، نتيجة خلافات اعتيادية فيما بينهم حول تقسيم المسروقات وأرباح المحاصيل والإتاوات. في الوقت ذاته، تستعد تركيا لافتتاح بوابة جمركية بين مدينتي «رأس العين» السورية الواقعة ضمن منطقة «عملية نبع السلام» في شمال شرقي سوريا، وقضاء جيلان بينار بولاية شانلي أورفا جنوب تركيا. وقال والي شانلي أورفا، عبد الله أرين، خلال زيارة تفقدية للمنطقة أمس (الجمعة)، إن البوابة الجمركية التي يتم العمل عليها بتعليمات من الرئيس رجب طيب إردوغان ووزارة التجارة التركية، سيتم افتتاحها خلال 10 أيام. وأضاف أن البوابة الجمركية ستقدم فائدة كبيرة لكلتا المنطقتين، مشيراً إلى وجود بوابة جمركية بين مدينتي تل أبيض السورية وأكتشا قلعة التركية. إلى ذلك، قتل عدد من مسلحي فصائل المعارضة السورية في هجوم شنه مسلحون ينتمون لوحدات حماية الشعب الكردي أمس. وقال قائد عسكري في الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية، لوكالة الأنباء الألمانية، إن العناصر الثمانية من فيلق المجد التابع للجيش السوري الحر المعارض. وتشهد منطقة عفرين، التي سيطرت عليها فصائل المعارضة مدعومة من الجيش التركي في شهر مارس (آذار) عام 2018، هجمات متكررة تشنها خلايا تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي ضد مواقع فصائل المعارضة، التي تتهم الوحدات بالوقوف خلف التفجيرات في منطقة عفرين.

 

جهود روسية لـ«الالتفاف» على عقوبات «قانون قيصر» الأميركي/موسكو تشير إلى مخاوف على الوضع المعيشي في سوريا

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

تواصلت ردود الفعل الروسية على دخول «قانون قيصر» الأميركي حيز التنفيذ، إذ إنه مع تفاقم المخاوف لدى قطاع الأعمال والشركات الكبرى، سعت أوساط روسية إلى التخفيف من تأثير التداعيات المحتملة. وقال دبلوماسيون روس لـ«الشرق الأوسط» إن موسكو نبّهت الجانب الأميركي خلال مداولات جرت بين الطرفين في فبراير (شباط) الماضي، إلى أن القانون «لن يكون فعالاً حتى إذا أصرت واشنطن على إطلاقه»، في إشارة إلى استعداد روسي لمواجهته والالتفاف على العقوبات المفروضة على الشركات التي تتعامل مع الحكومة السورية. ومع تأكيد المستوى الرسمي أن روسيا «لن تتراجع عن التزاماتها في التعاون العسكري والاقتصادي مع الحكومة السورية» وفقاً لما أكده نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أبلغ «الشرق الأوسط» السفير الروسي السابق لدى عدد من البلدان العربية أندريه باكلانوف، أنه «لا يوجد ما يدفع إلى المبالغة في المخاوف بسبب القانون الأميركي الجديد». وقال باكلانوف الذي يعد من الفريق المقرب من الخارجية الروسية ويشارك في جولات وحوارات استشارية حول سوريا وملفات أخرى في الشرق الأوسط، أن موسكو «سوف تجد مجالات لمواصلة تقديم المساعدات العسكرية والفنية والاقتصادية والمالية لسوريا رغم القانون» وزاد أن الحديث لا يدور فقط عن سوريا بل «سنواصل العمل وفقاً لمواقفنا لدعم إيران وبلدان أخرى في المنطقة وخارجها تتعرض لسياسة العقوبات الأميركية». وأوضح الدبلوماسي السابق أن موسكو «لديها خبرة طويلة في التعامل مع ظروف العقوبات الاقتصادية، ولا تخشى هذا التطور». وكشف أن موسكو أبلغت الجانب الأميركي، خلال مشاورات جرت في فبراير الماضي أن «هذه العقوبات لن تكون فعالة حتى لو ضربت نشاط بعض الشركات التي ستضطر لتقليص عملها لكنها لن تؤدي النتائج المطلوبة منها، وأنها ستضر فقط بالمدنيين». وزاد أن بإمكان قطاع الأعمال الروسي تأسيس شركات أخرى بديلة عن الشركات التي قد تخرج من السوق السورية، بشكل «لا تكون مرتبطة بالقطاع المصرفي والمالي الأميركي» ما يعني أن واشنطن لن تكون قادرة على معاقبتها. في السياق ذاته، قال كبير خبراء مدرسة الاقتصاد العليا في موسكو أندريه تشوبريغين لـ«الشرق الأوسط»، أن «المهم ليس الشركات التي سوف تتضرر جزئياً، لكنها ستجد طرقاً للالتفاف على هذه العقوبات، فالأكثر أهمية أن التبعات الرئيسية سوف تكون ملقاة على كاهل المواطن السوري المتوسط الحال فضلاً عن الفئات التي تعاني حالياً أوضاعاً معيشية صعبة للغاية». وأوضح أن «الأميركيين يقولون إن العقوبات موجّهة للدفاع عن المدنيين لكنّ المشكلة هنا أن هذا القانون سوف يضر بدخول المساعدات الإنسانية والمواد الطبية والغذائية، والنتائج الأولى ستظهر على شكل مزيد من التعقيدات المعيشية التي يواجهها المواطن السوري في ظروف اقتصادية معقدة وصعبة». وأقر الخبير الاقتصادي بأن «الاتفاقات والعقود الموقعة في السابق بين دمشق وموسكو سوف تواجه مشكلات جدية»، لكنه أضاف أنه ينظر من زاوية أخرى لفشل هذه العقود لا تقتصر على حساب الخسائر الاقتصادية للشركات الروسية. موضحاً أن «فشل تنفيذ العقود سينعكس على السوق السورية ذاتها، وسوف تبدأ النتائج في الاتضاح خلال شهرين، عندما تنسحب الشركات وتشهد البلدان فقدان كثير من المواد الأساسية من الأسواق». ولفت إلى جانب آخر، مشيراً إلى أن التداعيات المحتملة لا تقتصر على العقود التجارية بل تنسحب على المساعدات الإنسانية التي سوف تتقلص كثيراً بسبب أن «القانون لغته مطاطة جداً وسوف يثير في تأويله وتطبيقاته مخاوف مؤسسات كثيرة تعمل في المجال الإنساني لكنها ستشعر بالقلق من تطبيق العقوبات عليها، لذلك سوف يلجأ جزء منها إلى تعليق عمله في سوريا».

 

أنقرة تخطط لتحويل إدلب إلى «منطقة آمنة»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

أعلنت أنقرة عن خطط لتحويل إدلب إلى «منطقة آمنة»، وأكدت أنها ترى أن العقوبات على النظام السوري بموجب «قانون قيصر» الأميركي «خاطئة إذا كان الهدف منها تقسيم سوريا وإقامة منطقة خاصة للأكراد». وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده «تسعى إلى تحويل إدلب لمنطقة آمنة وإنه قد يتم إجراء ترتيبات جديدة وإعادة تمركز القوات التركية والاستخبارات الموجودة في نقاط المراقبة بإدلب». ورداً على سؤال، في مقابلة تلفزيونية ليل الخميس – الجمعة، حول ما إذا كانت تركيا ستزيل نقاط المراقبة من محافظة إدلب، قال جاويش أوغلو: «نسعى الآن إلى تحويل منطقة إدلب إلى منطقة آمنة ونناقش هذا الموضوع حالياً. عندما نحوّل إدلب إلى منطقة آمنة سيفكّر جيشنا بطريقة استراتيجية وسيتمركز بشكل مختلف في المنطقة حسب الحاجة للمراقبة... الجيش التركي ووزارة الدفاع وأجهزة الأمن المعنية هم من سيقررون أين ستتمركز نقاط المراقبة، وكيف وأين سيعمل الجنود الأتراك والاستخبارات في المنطقة بعد بسط الأمن، ولكن حالياً يواصلون عملهم في أماكن تمركزهم». وأضاف جاويش أوغلو: «من الممكن أن تجري ترتيبات جديدة حسب الوضع الجديد في المنطقة، أي بعد إقامة المنطقة الآمنة هناك». وترسل تركيا منذ مارس (آذار) الماضي، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب مع روسيا في الخامس من الشهر ذاته بشكل شبه يومي تعزيزات عسكرية وآليات مصفحة ومدفعية وشاحنات محملة بكتلٍ إسمنتية ومعدات هندسية، إلى مواقع انتشار قواتها في أرياف إدلب وحلب. واستحدثت القوات التركية في الفترة الأخيرة العديد من نقاط التمركز الجديدة لقواتها في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وبالقرب من بلدة محمبل ومدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، بالإضافة إلى القواعد القديمة. من ناحية أخرى، قال جاويش أوغلو إن الولايات المتحدة تسعى إلى محاصرة الرئيس السوري بشار الأسد من خلال «قانون قيصر»، لكنه رأى أن هذه العقوبات ستكون خاطئة إذا كانت تهدف إلى تقسيم سوريا وإضعافها بهدف إقامة منطقة لوحدات حماية الشعب الكردية. وفي سياق متصل، اتهم الوزير التركي حركة «أنتيفا» اليسارية بأنها تقاتل ضد بلاده في سوريا، وترتكب دائماً أعمالاً تخريبية في أنحاء العالم. وقال، في كلمة خلال مشاركته بالفيديو في ندوة نظّمتها لجنة التوجيه الوطني التركي الأميركي (غير حكومية مركزها الولايات المتحدة) ليل أول من أمس، إن الحركة المتهمة بإثارة أعمال العنف في الولايات المتحدة منذ مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد شرطي أبيض، مقرّبة من حزب العمال الكردستاني بسبب تشابه الأفكار. وأضاف أن العنف الذي مورس ضد فلويد، والممارَس ضد المجتمع الأسود في الولايات المتحدة أمر محزن، كما أكد أن أعمال «الهمجية» التي شهدتها الولايات المتحدة أيضاً تعد أمراً غير مقبول. وبدأت الحركة بتنظيم كوادرها ضد النازيين الجدد في الولايات المتحدة، أواخر سبعينات وأوائل ثمانينات القرن الماضي، خصوصاً في منطقة الغرب الأوسط. وتعارض «أنتيفا» الحركات العنصرية والنازية الجديدة والفاشية الجديدة، وظهرت كحركة مقاومة ضد «اليمين البديل» في السنوات الأخيرة. على صعيد آخر، شنت القوات التركية المتمركزة ضمن قواعدها في عفرين، قصفاً مدفعياً استهدف مناطق انتشار القوات الكردية، في حربل والشيخ عيسى وعقبية شمال حلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اقتتال داخلي بين الفصائل الموالية لتركيا داخل قرية أم عشبة بريف أبو رأسين (زركان)، بعد منتصف ليل أول من أمس، نتيجة خلافات اعتيادية فيما بينهم حول تقسيم المسروقات وأرباح المحاصيل والإتاوات. في الوقت ذاته، تستعد تركيا لافتتاح بوابة جمركية بين مدينتي «رأس العين» السورية الواقعة ضمن منطقة «عملية نبع السلام» في شمال شرقي سوريا، وقضاء جيلان بينار بولاية شانلي أورفا جنوب تركيا. وقال والي شانلي أورفا، عبد الله أرين، خلال زيارة تفقدية للمنطقة أمس (الجمعة)، إن البوابة الجمركية التي يتم العمل عليها بتعليمات من الرئيس رجب طيب إردوغان ووزارة التجارة التركية، سيتم افتتاحها خلال 10 أيام. وأضاف أن البوابة الجمركية ستقدم فائدة كبيرة لكلتا المنطقتين، مشيراً إلى وجود بوابة جمركية بين مدينتي تل أبيض السورية وأكتشا قلعة التركية. إلى ذلك، قتل عدد من مسلحي فصائل المعارضة السورية في هجوم شنه مسلحون ينتمون لوحدات حماية الشعب الكردي أمس. وقال قائد عسكري في الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية، لوكالة الأنباء الألمانية، إن العناصر الثمانية من فيلق المجد التابع للجيش السوري الحر المعارض. وتشهد منطقة عفرين، التي سيطرت عليها فصائل المعارضة مدعومة من الجيش التركي في شهر مارس (آذار) عام 2018، هجمات متكررة تشنها خلايا تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي ضد مواقع فصائل المعارضة، التي تتهم الوحدات بالوقوف خلف التفجيرات في منطقة عفرين.

 

مصادر كردية تؤكد وجود عقبات أمام تنفيذ اتفاق القوى السياسية

القامشلي (سوريا): كمال شيخو/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

قالت مصادر كردية سورية، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين فصائل سياسية كردية يواجه تحديات كثيرة، رغم حصوله على دعم أميركي - فرنسي. وأثمرت الجهود الأميركية والفرنسية عن التوصل لتفاهمات أولية حول الحكم والشراكة والحماية والدفاع، وتشكيل مرجعية سياسية كردية، على أن تدخل الأخيرة في مباحثات مع بقية مكونات المنطقة، على رأسها المكون العربي والمسيحي، بغية تشكيل هياكل حكم مدنية لإدارة سبع مدن وبلدات تقع في شمال شرقي البلاد، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية؛ لكن المصادر قالت إن اتفاق الحسكة الموقع في 16 من الشهر الحالي بين أحزاب «المجلس الوطني الكردي» المعارض و«أحزاب الوحدة الوطنية الكردية» بقيادة «حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري، يواجه تحديات رئيسية. وأشارت إلى أن «الموقف من النظام الحاكم أول التحديات أمام استكمال الحوارات المزمع عقد جولتها الثانية نهاية الشهر»، إضافة إلى تحديات «العمل ضمن أطر المعارضة السورية، فـ(المجلس الوطني الكردي) يعمل في صفوف (الائتلاف السوري لقوى المعارضة)، وهما أعضاء في (هيئة التفاوض السورية) التي شاركت في اجتماعات جنيف؛ لكنها تتحفظ على إشراك «حزب الاتحاد» السوري في صفوفها». وتشكل المشاركة في العملية السياسية ومسار جنيف، ثالث عقبة في وجه الاتفاق الكردي – الكردي، حسب المصادر. وبحسب الخطة الأميركية الفرنسية التي عرضتها على الأطر الكردية بداية أبريل (نيسان) الماضي، سيتم تشكيل منصة كردية من أحزابها السياسية للمشاركة في جميع المحادثات الخاصة بحل الأزمة السورية، واعتبار القرار الأممي 2254 أرضية للعمل المشترك.

ويعتبر تشكيل مرجعية سياسية كردية تحدياً إضافياً، فالجماعات السياسية الكردية موزعة بين ثلاثة أطر رئيسية: «أحزاب الوحدة الوطنية الكردية» بقيادة «حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري، وأحزاب «المجلس الوطني الكردي» وأبرزها «الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا»، و«أحزاب التحالف الكردي» التي يقودها «حزب الوحدة الكردي»، و«الحزب الديمقراطي التقدمي» الكردي الذي يعمل خارج هذه الأطر، وسيناقش توزيع الحصص والمقاعد في الجولة القادمة على أساس تخصيص 40 في المائة لكل طرف، المجلس الكردي وأحزاب الوحدة وحزب الاتحاد، و20 في المائة لباقي الأحزاب والشخصيات المستقلة.

وأشارت المصادر أيضاً إلى قضية الموقف من سيطرة تركيا وفصائل سورية موالية على مدينتي عفرين بريف حلب ورأس العين (سري كانيه) بالحسكة، باعتبارها «قضية خلافية خامسة رحلت للجولة القادمة».

 

عمرو موسى: تركيا أكبر خطر على العالم العربي

القاهرة، أنقرة – وكالات/20 حزيران/2020

اعتبر الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى، أن تركيا تشكل أكبر خطر على العالم العربي حالياً. وقال موسى، ليل أول من أمس، إن تركيا “تحركت عسكريا خلال الأيام الأخيرة في ثلاثة مواقع في العالم العربي، في شمال العراق عبر غارات جوية، وفي شمال سورية بوجود عسكري على الأرض، وفي ليبيا عبر وجود جوي وبحري ومرتزقة وميليشيات”. وأوضح، “نحن نواجه تطوراً خطيراً جداً في المنطقة، وآخره قدرة تركيا على الوجود في أكثر من موقع في نفس اللحظة”. واعتبر، أن تركيا “أخطر على العالم العربي من إيران، نظراً لقدراتها الستراتيجية، كما أنها عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولديها علاقة ستراتيجية وضخمة مع الولايات المتحدة ومثلها مع روسيا، ولديها أيضا مصالح متشابكة مع الاتحاد الأوروبي”. وأعرب، عن اعتقاده بأنه “ما كان ممكناً أن تقوم تركيا بما تقوم به في ليبيا، وأن تعبر أجواء مياه المتوسط، وأن تتواجد هناك بقوات عسكرية وميليشيات ومرتزقة من دون موافقة القوى العظمى”. وقال، إن هناك وجودا لقوى كبرى في ليبيا مثل الولايات المتحدة وروسيا ودول أوربية، و”ليس من الضروري أن تكون مصالح هذه القوى متناسقة، لكنها مجمعة على إبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه حتى يتم تدبير الأمور”، مضيفاً إن هذه القوى “تريد ألا يأخذ السراج كل شيء، ولا يأخذ قائد الجيش الليبي خليفة حفتر كل شيء”. وأكد، أن هناك “التفافاً على العالم العربي واختراقاً له، خصوصاً من تركيا وإيران”. وبشأن إيران، أشار إلى انحسار الدور الإيراني في سورية ولبنان واليمن، مرجعاً ذلك إلى العقوبات الأميركية التي فرضت على طهران. من ناحية ثانية، دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أول من أمس، إلى الحوار والتعاون لحل “المشاكل القائمة” مع الولايات المتحدة. واعتبر، أن مسألة شراء أنقرة منظومة صواريخ “أس 400” الروسية، التي عارضتها الولايات المتحدة، من القضايا الحيوية أيضا. وأوضح، أنه “لن يكون أمراً سهلاً بالنسبة لنا ولن تتقدم العلاقات بين البلدين من دون كسب مشاعر الناس”، داعيا واشنطن إلى اتخاذ “خطوات ايجابية بشأن هذه القضايا الحساسة”. على صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام، ليل أول من أمس، أن حزب “العدالة والتنمية” الحاكم قرر مجدداً ترشيح مصطفى شنطوب رئيساً للبرلمان التركي. إلى ذلك، زعمت تركيا، أمس، أنها نجحت باختبار أول محرك صاروخي متوسط المدى محلي الصنع في ولاية أسكي شهير. وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى ورانك، إن “المحرك الذي طوره مهندسون أتراك يحمل أهمية كبيرة، من حيث الارتقاء بالصناعات الدفاعية”، موضحاً أن هذا النوع من المحركات تم تصميمه للاستخدام في الصواريخ متوسطة المدى المضادة للسفن.

 

السيسي يأمر الجيش المصري بالاستعداد للتحرك داخلياً أو خارجياً

القاهرة/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

أمر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم (السبت)، الجيش بالاستعداد لتنفيذ أي عملية داخل أو خارج البلاد لحماية أمنها القومي. وقام السيسي بجولة في قاعدة جوية قرب حدود مصر الغربية التي يبلغ طولها نحو 1200 كيلومتر مع ليبيا، وأظهر التلفزيون الرسمي لقطات للرئيس المصري وهو يشاهد مقاتلات وطائرات هليكوبتر وهي تُقلع من القاعدة. وقال السيسي لعدد من الطيارين من القوات الجوية والقوات الخاصة في القاعدة: «كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا». وأضاف: «الجيش المصري جيش قوي صحيح، ومن أقوى جيوش المنطقة صحيح، لكن هو جيش رشيد، جيش بيحمي مش بيهدد، جيش بيأمن مش بيعتدي، دي استراتيجيتنا ودي عقائدنا... اللي مبتتغيرش». وقال السيسي إن «أمن مصر القومي يرتبط باستقرار أمن دول الجوار، ولن نسمح بأي تهديد لأمن حدودنا الغربية»، وطالب بوقف النار وفق خطوط الاشتباك الحالية في ليبيا. وأكد: «أي تدخل مصري مباشر في ليبيا سيهدف لوقف إطلاق النار»، وقال: «أي تدخل مباشر مصري بات شرعياً». وتابع: «سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر»، وأن السيطرة على قرار أحد أطراف النزاع الليبي عطلت وقف النار. وذكر الرئيس المصري: «ننتظر من الشعب الليبي التحرك لإيصال رسالته»، وتابع: «أي دخول إلى ليبيا يجب أن يتم تحت راية القبائل». وعلى صعيد أزمة سد النهضة الإثيوبي، قال الرئيس المصري: «حريصون على التنمية في إثيوبيا وعلى الحياة في مصر»، وتابع: «حرصنا دوماً على أخذ المسار السياسي في قضية سد النهضة»، وذكر: «تأمين منابع المياه يبدأ من الغرب الليبي». وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعت مصر لوقف إطلاق النار في ليبيا في إطار مبادرة طرحت أيضاً انتخاب مجلس لقيادة ليبيا. ورحبت الولايات المتحدة وروسيا والإمارات بالخطة، لكن ألمانيا قالت إن المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة أساسية لعملية السلام في ليبيا، كما رفضت تركيا هذا الطرح.

 

السيسي: أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات شرعيًا

سكاي نيوز عربية/20 حزيران/2020

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن “أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات شرعيًا”، مؤكدا أن “جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرا ضروريا”. كلام السيسي جاء خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية المحاذية للحدود الليبية، بحضور القائد العام للقوات المسلحة ورئيس أركان القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة. وأضاف: “إن أي تدخل مباشر في ليبيا سيهدف لتأمين الحدود ووقف إطلاق النار. مصر لم تكن يوما من دعاة العدوان لكنها كانت تعمل على تأمين حدودها ومجالها الحيوي”. وأشار إلى أن “مصر تسعى لوضع حد للتدخلات الأجنبية في ليبيا”، موضحا أن “هذه التدخلات تغذي بؤر الإرهاب هناك”. وذكر أن “جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرا ضروريا”، مشددا على أن “مصر حريصة على التوصل إلى تسوية شاملة في ليبيا”، كما أنها حريصة “على سيادة ووحدة الأراضي الليبية”. وأردف: “هناك تدخلات غير شرعية في منطقتنا تسهم بانتشار الإرهاب”، مضيفا: “نسعى لوضع حد للتدخلات الأجنبية في ليبيا”، التي “تغذي بؤر الإرهاب هناك”. وقال السيسي إن “سرت والجفرة خط أحمر”، مؤكدا أن “ليبيا لن يدافع عنها إلا أهلها، وسنساعدهم في ذلك”. ودعا، في الختام، إلى “الحفاظ على الوضع القائم حاليا في ليبيا دون تغييره، والبدء فورا في مفاوضات سياسية لإنهاء الأزمة”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إلى "الحقير" البطريرك مار بشارة بطرس الراعي...

بقلم المخرج يوسف ي. الخوري/20 حزيران/2020

لا أعرف، ولا أريدُ أن أعرف ما إذا كان الدستور اللبناني يحرّم التعرّض للمقامات الدينية، فأنا اليوم لا أخاطبك لِكَوْنِك رأسَ طائفتي المارونيّة، بل لكَوْنِك مواطنًا لبنانيًّا ورِثتَ مجدَ لبنان عن أسلافك البطاركة العظام، ولم تُثبت بعد أهليّتك لحيازة هذا الإرث. ولأنّ رسالتي الحاضرة هي موجّهة من لبناني وطني (أنا) إلى مواطن لبناني (أنت)، سوف أُسقط فيها ألقابك الكارديناليّة والبطريركيّة، إذ يُحرّرني هذا الأمر من قيودي المارونيّة وأنا أتكلّم معك.

سيّد بشارة،

في عِظاتك وإطلالاتك الأخيرة، تكرّر علينا نفس الكلام عن الثورة: "نحن مع ثورة 17 تشرين... مطالب الناس محقّة... نحن لسنا مع أعمال الشغب وقطع الطرقات..."، وفي إشارة إلى رفضك سلوك بعض الثوّار، لا تنفك تردّد عبارة: "على الثوّار أن يُحافظوا على وجه لبنان الحضاري". كلامك هذا، سيّد بشارة، "رمادي"، نصفه يُرضي الثوار، ونصفه الآخر يُرضي السلطة! أمّا في ما يخصّ وجه لبنان الحضاري، فلي فيه رأيٌ آخر.

إذا كنتَ مع الثورة، فعليكَ بالثورة كما هي من دون تشرّط: بشبّانها وشيبها؛ بطائفيّتها وعلمانيّتها؛ بزعرانها وأوادمها؛ بسلمها وعنفها؛ بضعفها وقوّتها؛ بوجعها وغضبها... عليك أن تقبل بها بكل تناقضاتها وتقلّباتها، إنّها كمجد لبنان الذي أُعطِيَ لك، لا تتجزّأ!! إنّها كالإيمان بالله، عزّ وجلّ، لا تقبل الشكّ ولا المراوغة!!

أعذرني سيّد بشارة، بمقاربتك واقع الثورة، أنتَ أكثر قربًا إلى السلطة المتحكّمة بعِباد لبنان، من قربك إلى الثورة، وما اتّهامك هذه الثورة بتشويه وجه لبنان الحضاري، إلّا كلام باطل يُراد منه "وجهٌ حق"، خدمةً لِمَن يُذلّون شعبي الثائر، وتعميةً على أفعالهم المشينة التي انتهت بتجويع أمّة لبنان وسَرِقة جنى أعمار أبنائها! 

بأيّ شيء يتشوّه وجه لبنان الحضاري؟ أبالطرقات المقطوعة؟ أبالدخّان الأسود المتصاعد من الإطارات المشتعلة؟ أبتكسير بعض ماكينات الصرف الآلي وواجهات البنوك والمحال التجارية؟ أبمواجهة الثوّار الغاضبين لقوى القمع بالحجارة؟... لا يا سيّد بشارة! لو كان ما ذُكِر يشوّه فعلًا وجهَ لبنانَ الحضاري كما أنت تدّعي، لَمَا بقيت أمريكا الرائدة بين كل ديمقراطيّات العالم الحرّ، بعد أعمال العنف والشغب احتجاجًا على مقتل "جورج فلويد" خنقًا برِجْل شرطي أميركي. ولَمَا بقيت باريس عاصمة الجمال والإبداع بعد احتجاجات أصحاب "الصداري الصفراء" وما افتعلوه من تخريب بممتلكات الناس.

وجه لبنان الحضاري يتحقّق حين يُصبح الحكّام في لبنان خدّامًا للشعب. حين يأبوا أن تتدخل أي سلطة أجنبيّة في شؤونهم الداخلية. حين تعلّم المدارسُ الإستقلالَ وعزّة النفس قبل أيّ علوم أخرى. حين تربّي الأمهات أولادهنّ في جوّ من الإخاء والحريّة، ولا تعوّدنّهم التبعيّة والجبانة. حين لا تُكرَه فتاة لبنانيّة على الإقتران برجلٍ لا تحبّه. حين تسنّ الحكومات اللبنانيّة قوانين تحرّر العلماء، والمفكّرين، وأرباب الفنون، من قيود المصلحة وهموم الإرتزاق.

سيّد بشارة، كما ترى، فإنّ وجه لبنان الحضاري يتجسّد أوّلًا في الإنسان اللبناني. أمّا وقد أمعنت الإقطاعيّة السياسيّة، والمذهبيّة العمياء، والتحزّبات، في ضرب صورة الإنسان اللبناني على مرّ عقود طِوال، فتكون هي السبب في تشويه وجه لبنان الحضاري وليس الثائرين. فإذا تعمّقتَ في جوهر مطالب الثورة، تجدُ أنّها قامت لإستعادة كرامة الإنسان اللبناني، وعيشه الحرّ، بعدما أصبح ألعوبة في أيدي الحكّام الذين أشحذوه فـتات موائدهم، وكسروا إباءه وعزّته، وأمعنوا في تخويفه من الآخر اللبناني، كي يبقى تابعًا لهم وناشِدٍا حمايتهم.

ليس هذا وحده ما شوّه ويشوّه وجه لبنان الحضاري، سيّد بشارة. هناك أكثر!

كان لبنان "جامعة الشرق الأوسط" وملهم المعرفة والفكر على مساحة الشرق الأوسط. جامعاته اليوم واقعة في دَرْكٍ سحيق، مناهجها في تراجع، أهدافها تجارية بحتة، وبالرغم من ذلك، بعضها أعلن إفلاسه، وما تبقّى على الطريق...

لبنان الذي كان "مستشفى الشرق العربي"، ترزح مستشفياته تحت عبء عدم قبضها مستحقّاتها من الدولة (وزارة الصحّة) والضمان الإجتماعي. أضحت اليوم براء من صفة "الطب رسالة إنسانيّة"، فالمواطنون الفقراء يموتون على أبوابها لعجزهم عن تسديد فاتورة الدخول (مبلغ التأمين). الأخطاء الطبيّة حدّث ولا حرج، ولا مَن يُحاسب...

كان لبنان "خزينةً" لودائع نقدية من جميع أنحاء العالم. بنوكه أساءت الأمانة. سرقت ودائع الناس، اللبنانيين والأجانب. هرّبت الأموال الصعبة إلى خارج الحدود. أصبحت اليوم "حراميها بعدما كانت حاميها"...

العدالة في لبنان منقوصة. تطبيق القوانين القضائية معدوم. السياسيّون يتدخّلون مع القضاة. الرشاوى تنخر الجسم القضائي. الأحكام تصدر متأخرة، وأحيانًا بعد أن يكون المتّهم قد أمضى فترة في السجن أطول من فترة عقوبته الفعليّة...

عبر كلّ تاريخه، كان لبنان ملجأً لطالبي الحرية. صار لبنان اليوم سجنًا للحريّات العامة. لا حرية تعبير، ونظام بوليسي من تركة الاحتلال السوري. لا تمثيل صحيح بل قوانين إنتخابية نتائجها محسومة سلفًا. تجسّس على الإتصالات. رقابة "غبية" على الإنتاجات الثقافية والفنية، إعلام ممسوك، وإنتاج ثقافي موجّه... 

أيُعقل، سيّد بشارة، أن تغفل عن كل ما أساء به السياسيّون إلى وجه لبنان الحضاري، بالتكافل والتضامن مع البنوك وحزب السلاح الإلهي، لتحصرَ تشويه هذا الوجه بثوّار غاضبين شاغبوا بالحدّ الأدنى لإيصال صوتهم؟ أيُعقل أنّك، لغاية اليوم، لا زلتَ تتواصل مع جميع هؤلاء الذين دمّروا لبنان، ويسيرون به نحو المجهول، ولم تُعلن بعد موقفًا أدبيًا منهم ولم تقاطعهم؟ أنت فعلًا تتخلّى عن مجد لبنان.

انتهى الآن كلامي معك باعتبار أنّك مواطن لبناني، ومن هنا، سأعاود التوجّه إليك بصفتك بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.

صاحب الغبطة،

كلام بطريرك الموارنة يكون نعم نعم أو لا لا. إمّا تُعلن وقوف الكنيسة المارونية مع الثورة المحقّة، وإمّا تبقى في كنف السلطة الغاشمة.

بطريرك الموارنة لا يحمي مَن سرق الشعب اللبناني وأذلّه، لمجرّد أنّ هذا السارق هو ماروني، والمنصب الذي يشغله هو من حصّة الموارنة!

بطريرك الموارنة لا يدلي بمؤتمر صحفيّ يُبيّن خلاله للعامة بالأرقام، حجم المساعدات التي قدّمها لشعبه؛ بطريرك الموارنة لا تعرف يسراه ماذا صنعت يمناه.

بطريرك الموارنة لا يقبل تشكيل لجان للتفاوض مع شيعة لاسا الذين اغتصبوا أرضه، بل يخبط عصاه بالأرض ويفرض على المعنيّين والمسؤولين إعادة أرض الموارنة لأصحابها فورًا، ولا يتراجع!

بطريرك الموارنة لا يُهادن ولا ينام، بينما هناك لبنانيون نُفوا ظُلمًا إلى إسرائيل ولم يعد أحد يتكلّم عنهم!

سيّدنا صاحب الغبطة،

حافظ لنا على مجد لبنان، ودعِ الثوّار يستعيدون وجه لبنان الحضاري.

في اليوم السابع والأربعين بعد المائتين لانبعاث الفينيق.

(ملاحظة: المقطع عن وجه لبنان الحضاري مستوحى من "المدينة العُظمى" للفيلسوف أمين الريحاني)

 

نحنا حنقتلك.. نحنا حنقتلك.. نحنا حنقتلك

نديم قطيش/اساس ميديا/الأحد 21 حزيران 2020

للمرّة الأولى يبدو خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله بلا مُخَاطَب محدّد. جرت العادة أن يتكلم بدقة وأن يمتدح نفسه أو يُمتدح بأنّ "جمهوره" في ضفّة الأعداء والخصوم يصغي إلى كلّ كلمة يقولها ويثق به أكثر مما يثق بقادته ومسؤوليه..

فلو تحدّث مع الإسرائيليين وجّه كلامه لهم ولفظ أسماء مستوطناتهم ومدنهم بالاسم. ولو تحدّث مع داعش أو جبهة النصرة أو القاعدة لا يتردّد في التوجّه إلى قادتهم بالاسم، مهدّداً تارة وناصحاً تارةً أخرى..

الوضوح والمباشرة سمتان صنعتا قوّة حضوره وقدرته الهائلة على إسماع صوته وشدّ الانتباه إلى ما يدلي به من مواقف.

بسبب من هذه الخلفيات بدت الجملة الأقوى في خطابه الأخير، هي الجملة الأضعف.. خطاب توجّه به لمجهول "يضعنا بين خيارين، يا منقتلك بالسلاح يا منتقلك بالجوع" مؤكداً أنّ "سلاحنا سيبقى بأيدينا ولن نجوع.. ونحن حنقتلك". كرّر التهديد الأخير ثلاث مرات بعصبية بادية..

لم يحدّد الرجل على وجه الدقة، من الذي سيُقتل وكيف. هل سيقتل أميركا؟ كيف؟ هل سيقتل حلفاءها؟ كيف؟ هل سيقتل السيد دولار؟ كيف؟ هل سيقتل حلفاءه ممن قد تسوّل لهم نفوسهم التهاون في  الضغوط الأميركية؟ كيف؟

كيفما أدرت دفة السؤال ستحصل على إجابات أكثر غموضاً من السؤال نفسه. فلم يسبق أن هدّد أحد السيد دولار بالقتل أو الخطف أو تدمير بنيته التحتية أو اعتراض رزمه بالصواريخ!

إفقار منظّم للحزب يتمّ عبر مطاردة خطوط الإمداد المالي ووزراء ماليته الذين كان آخرهم "اليكس صعب"

شيء من السوريالية يحيط بالتهديد.. والكثير من الشعور بالعجز. للمرة الأولى يجد نصرالله أنّه يواجه حرباً لا يمتلك فيها أدوات مواجهة أو ردع ولا مكوّنات يستطيع أن يرسم بها معادلات توازن من أيّ نوع.

والمعركة تجري في ميدان لا يمتلك فيه كوادر ولا خبرات.

إفقار منظّم للحزب يتمّ عبر مطاردة خطوط الإمداد المالي ووزراء ماليته الذين كان آخرهم "اليكس صعب" الذي اعتقلته سلطات جمهورية الرأس الأخضر، بناء على مذكرة توقيف أميركية، وهو رجل الأعمال الكولومبي اللبناني المتهم بإجراء تعاملات فاسدة مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

قبله أوقفت السلطات المغربية ربيع العام 2017 رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين وسلّمته  إلى أميركا التي حكمت عليه إحدى محاكمها بالسجن خمس سنوات وبدفع غرامة مالية قدرها 50 مليون دولار، لإدانته بالالتفاف على عقوبات أميركية فرضت عليه باعتباره "مساهماً مالياً كبيراً" لحزب الله، بحسب تصنيف وزارة العدل الأميركية له.

أصاب نصرالله في توصيفه لطبيعة المواجهة الحاصلة. غير أنّه لا يملك إلاّ خيار الانتحار ونحر لبنان معه

في هذا السياق يروي كتاب "هاربوون" خفايا الحروب المالية التي تخوضها إسرائيل ضد من تصفهم بالتنظيمات الإرهابية. "هاربوون" هو اسم وحدة استخبارات قادها مئير داغان قبل أن يصبح رئيساً للموساد الإسرائيلي، وتهدف لضرب البنية المالية لـ"حزب الله" و"حماس" ومنظمات أخرى، عبر عملية معقّدة من جمع المعلومات المالية، وداتا الاتصالات، وداتا السفر. ويضع الكتاب اغتيال القيادي في "حماس" محمود المبحوح في هذا السياق، واصفاً إياه بأنّه أحد كبار القادة الماليين لـ"حماس". كما يكشف الكتاب معلومات مثيرة عن كيفية خداع إسرائيل لصلاح عز الدين، الذي يصفه الكتاب بأنّه أحد القادة الماليين لـ"حزب الله"، وتوريطه في استثمارات مصمّمة سلفاً لأن تؤدي إلى إفلاسه وحرمان "حزب الله" من الأصول والأموال التي كان يديرها عز الدين. كما يروي الكتاب حكاية اختراق إسرائيل للبنك اللبناني الكندي، عبر أحد الموظفين فيه، وتكوين ملف مشابه للدعاوى المرفوعة الآن وسابقاً على مصارف لبنانية وعربية ودولية بتهمة تقديم خدمات مالية لـ"حزب الله"، ما أدى لتذويب البنك عبر عملية دمج مع مصرف سوسيتيه جنرال وتسوية مالية ضخمة.

مثل هذه الحرب لا يملك حزب الله حيالها إلاّ الدعاء بردّ القضاء أو اللطف فيه، ومثله أيضاً لا يملك اللبنانيون حيلة للمواجهة. فقد انتقلت الحرب المالية من مواجهة حزب الله كمنظمة إلى عملية حصار نوعي للبنان ككل، وسط قناعة تتنامى في العالم باتت تعتبر أنّ انهيار لبنان هو خسارة جانبية في معركة أكبر وأوسع ويمكن احتمالها.

أصاب نصرالله في توصيفه لطبيعة المواجهة الحاصلة. غير أنّه لا يملك إلاّ خيار الانتحار ونحر لبنان معه. وما أعلنه على عجل من اقتراحات "بدائية" بشأن اقتصاد المقايضة أو الركون إلى العملة المحلية في التعاملات مع الدول التي تقبل بذلك (لا أحد غير إيران بالطبع!!)، لن يفيد أبعد من إيهام بيئته أنّ ثمة حلولاً لتفادي الجحيم المقبل وأنّ أحداً غيره يمنع ذلك. 

يكفى أن يشاهد نصرالله مسلسل "ناركوز" الذي يروى سيرة، بابلو إسكوبار، أشهر تاجر مخدرات في العالم، ليعلم أيّ مصير يمشي ونمشي إليه جميعاً. الخطة المحكمة ضد إسكوبار، ارتكزت إلى تصفية كبار قادة تنظيمه ومحاصرة مصادر أمواله، وتدرّجت بالنجاحات حتى بات إسكوبار هارباً ومعزولاً في شقة مرتجلة برفقة حارسه الشخصي قبل أن يقتل.

نصرالله ليس إسكوبار. لبنان كله بات إسكوبار، وما هذا إلاّ بداية الحصار، الذي لا تنفع في مواجهته "أعتى عبارات التهديد"!!

 

سلاح حزب الله قضيّة لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/21 حزيران/2020

الحوار من أجل الحوار لا ينقذ لبنان

لا يمكن ملء الفراغ السياسي القائم في لبنان عن طريق دعوات إلى مؤتمرات أو اجتماعات تحت لافتة براقة اسمها الحوار الوطني أو اللقاء الوطني. من يحاور من في لبنان ومن أجل تحقيق أي هدف؟

لا وجود لهدف يخدم لبنان واللبنانيين غير ملء الفراغ القائم حاليا، وهو فراغ استطاع “حزب الله” الذي يمثّل إيران الاستفادة منه إلى أبعد حدود. صار “حزب الله” من يقرّر من هو رئيس الجمهورية اللبنانية المسيحي ومن هو رئيس مجلس الوزراء السنّي.

بكلام واضح، لا يمكن ملء الفراغ من دون فكّ أسر لبنان الذي تحوّل رهينة إيرانية ولا شيء آخر غير ذلك. هل يمكن لأي حوار أو لقاء وطني في قصر بعبدا أو غير قصر بعبدا أن يكون خطوة في هذا الاتجاه؟

في النهاية، وتفاديا لإضاعة الوقت، لا قيمة لأيّ حوار لبناني – لبناني من أي نوع في غياب القدرة على التعاطي مع الواقع. فقبل أي شيء، لا يوجد شيء اسمه الحوار من أجل الحوار، خصوصا في بلد يعاني من انهيار على كلّ الصعد. هناك بكلّ بساطة قيادة سياسية لا تستوعب معنى انهيار النظام المصرفي اللبناني وهي عاجزة عن فهم أبعاد ذلك وانعكاسه على مستقبل لبنان كبلد مستقل يمتلك دورا خاصا به في المنطقة.

أكثر من ذلك، لا وجود لقيادة سياسية تفهم معنى “قانون قيصر” وأبعاده وما يدور في المنطقة من تجاذبات، بما في ذلك الدور التركي المتزايد ليس في سوريا وليبيا فحسب، بل في المنطقة كلّها، بما في ذلك اليمن والصومال.

هناك شعارات مطلوب تفادي السقوط في فخّها، شعارات من نوع “الممانعة” و”المقاومة” و”التصدّي لإسرائيل” وما شابه ذلك. ليس أسهل من الهرب إلى إسرائيل لتفادي طرح الموضوع الأساسي الذي يهمّ جميع اللبنانيين. هذا الموضوع هو سلاح “حزب الله” ودوره في الحرب على السوريين وقمع اللبنانيين والسيطرة على الحياة السياسية بالبلد وتحديد موقعه الإقليمي خارج المنظومة العربية.

هل العهد جدّي في التعاطي مع موضوع شائك هو موضوع سلاح “حزب الله” أم لا؟ لا فائدة من أي لقاء وطني أو أي حوار خارج هذا الإطار. كلّ ما هو خارج هذا الإطار مضيعة للوقت، أي مزيد من الانهيار على الصعيد اللبناني ككلّ.. من النظام المصرفي، إلى التعليم، مرورا بكلّ ما له علاقة بتغيير طبيعة المجتمع اللبناني في ضوء تمكّن “حزب الله” من تغيير طبيعة المجتمع الشيعي.

ماذا يعني التعاطي مع الواقع في لبنان؟ يعني أوّل ما يعني أن لبنان يعاني من أزمة مصيرية في ظلّ فراغ سياسي. مثل هذا الفراغ السياسي المستمرّ سيؤدي إلى نهاية لبنان الذي عرفناه. المشكلة أن لا وجود، إلى إشعار آخر، لبديل من لبنان الذي عرفناه. كلّ كلام عن تقسيم للبلد أو عن فيدرالية لا يعني شيئا في ظلّ التداخل السكاني والطائفي والمذهبي. لا يستطيع المسيحيون العيش وحدهم. عندما كانوا يسيطرون على منطقة لبنانية حصلت حروب في ما بينهم. تقاتل ميشال عون وسمير جعجع طويلا في 1988 و1989 و1990. تقاسموا دبابات أرسلها إليهم صدّام حسين وراحوا يستخدمونها في حربهم الداخلية التي انتهت بانتصار سوري في 13 تشرين الأول- أكتوبر 1990.

من يتذكّر ذلك التاريخ الذي كان نقطة تحوّل في لبنان بعدما أصبح جيش النظام السوري في قصر بعبدا ووزارة الدفاع. انتهت الحرب المسيحية – المسيحية بسيطرة سوريّة على كل لبنان. لم ينه هذه السيطرة إلا اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. حصل شبه إجماع لبناني على استعادة السيادة والاستقلال. كانت تظاهرة الرابع عشر من آذار – مارس 2005. شارك كلّ لبنان في تلك التظاهرة باستثناء “حزب الله” وبعض توابعه. كانت النتيجة خروج الجيش السوري من لبنان لتحلّ مكانه، للأسف الشديد، الوصاية الإيرانية.

ليس لدى أي لقاء ينعقد في قصر بعبدا من خيار آخر غير خيار الذهاب إلى جذور الأزمة اللبنانية، أي إلى قضية اسمها سلاح “حزب الله” الذي أعلن الأمين العام للحزب أن لا مجال للتخلّي عنه.

فرض سلاح “حزب الله” أن يكون لبنان في “محور الممانعة” الذي يدار من طهران. فرض على حكومة حسّان دياب خيار “الذهاب شرقا”، أي إلى الصين وإيران، من منطلق أن في استطاعة لبنان الاستغناء عن الدولار. فرض سلاح “حزب الله” على لبنان خيارا غير موجود أصلا. لن تبيع إيران، التي هي تحت سيف العقوبات الأميركية، نفطا تقبض ثمنه بالليرة اللبنانية.. أما الصين فلن تستثمر دولارا واحدا في لبنان لاعتبارات مرتبطة بأنّه بلد غير مستقرّ من جهة وأنّ شركاتها ليست جمعيات خيرية كما يتصوّر حسن نصرالله وآخرون، من جهة أخرى.

قضيّة لبنان هي قضيّة مصير سلاح “حزب الله”. عزل سلاح “حزب الله” لبنان عربيا ودوليا. فوق ذلك كلّه، أخذ لبنان إلى سوريا أي إلى نار “قانون قيصر” الذي سيكرّس في غضون بضعة أشهر نهاية النظام السوري القائم بشكل رسمي. انتهى هذا النظام الذي على رأسه بشّار الأسد عمليا، لكنّه لا تزال لديه مهمات محدّدة. تتمثل هذه المهمّات في استكمال تفتيته لسوريا، بما يتناسب مع الخطوط العريضة لاتفاقات روسية – تركية – إسرائيلية بغطاء أميركي.

الوقت يمرّ وليس لدى لبنان وقت يضيّعه. بيان وزارة الخارجية الفرنسية الأخير أكثر من واضح. هناك خوف من انفجار في لبنان وهناك دعوة إلى إصلاحات وهناك دعوة إلى التزام لبنان بالقرارين 1559 و1701. هذا يعني أن فرنسا تعي تماما ماذا يعني بقاء سلاح “حزب الله” المرفوض عربيا ودوليا وماذا سيترتب على لبنان جراء التمسّك بهذا السلاح المشارك في الحرب على الشعب السوري.

لم يعد مطلوبا من اللقاء والحوار اللبناني – اللبناني سوى تغطية ممارسات “حكومة حزب الله” في “عهد حزب الله”. من في لبنان مستعدّ لهذا الدور في وقت لا يدري المواطن اللبناني أو العربي، الذي وثق بالمصارف اللبنانية، ما مصير ودائعه؟

الأكيد أن الحوار من أجل الحوار لا ينقذ لبنان ولا يشكّل مدخلا لمخرج من حال الانهيار. لا يمكن للحوار من أجل الحوار أن يكون بديلا عن التصالح مع الواقع ومن تصالح لبنان مع نفسه ومع محيطه العربي ومع المجتمع الدولي أوّلا وأخيرا…

 

اللعبة أكبر من "حزب الله" ولبنان

رفيق خوري/نداء الوطن/20 حزيران/2020

التحديات تتجمع أمامنا والأزمات تتراكم فوقنا، كما "ان الأحزان لا تأتي فرادى" حسب شكسبير. ولبنان المنقسم المحكوم بثنائية حكم هش وتحكّم صلب يحتاج الى كثير من الحكمة في هذه الايام. فلا قانون "قيصر" سوى نقلة كبيرة على رقعة الشطرنج في حرب سوريا التي هي جزء من الصراع الجيوسياسي في المنطقة وعليها. ولا من السهل في ظروفنا المعقدة ان نتفق على مقاربة آمنة للتعامل مع " قيصر"، حيث اللعبة مفتوحة والتوفيق بين المواقف المتناقضة مهمة مستحيلة.

ذلك ان الهرب الى أمام كالعادة لا يخفي التحدي. والمواجهة لا تضمن سوى المزيد من معاناة الأزمات التي نتخبط فيها ولا أحد يجهل الى اين تقودنا مقاربة السيد حسن نصرالله، الذي دعانا الى مواجهة شاملة مع اميركا، ونحن نبحث عن دولار لنا ولسوريا ايضاً في أصعب مفاوضات مع صندوق النقد الدولي. ففي البدء كان الخطأ من منظور المصلحة الوطنية اللبنانية: التصرف كأن اميركا هي "العدو". وفي النهاية يأخذنا قتال اميركا الى "الشرق" وشراء السلع من ايران الخاضعة للعقوبات الاميركية. والمفارقة ان من هموم ايران الملحة السعي لرفع العقوبات الاميركية، في حين ننضم نحن الى "نادي العقوبات". اما الاستثمارات الصينية، فإنها نافذة مهمة مفتوحة، وليست الباب البديل من الغرب الاميركي والاوروبي.

لكن هذا هو الخيار الوحيد لـ"حزب الله" الذي لم يعد حريصاً على الفصل، ولو في الشكل، بين دور سلاحه في المقاومة ودوره في السياسات الداخلية والخارجية، وانعكاس دوره في حرب سوريا على التوازنات في لبنان. فالسلاح في خدمة "محور الممانعة". وقتال اميركا معركة إيران، لا معركة لبنان الذي كان ولا يزال مع بعض الاستثناءات والاغلاط، حريصاً على التوازن في العلاقات مع اشقائه العرب وفي حاجة الى الغرب. والمعادلة الجديدة التي رد بها السيد حسن نصرالله على معادلة الجوع والسلاح هي "سنقتل من يريد تجويعنا بالسلاح ويبقى السلاح في أيدينا". وبدل الاستراتيجية الدفاعية، تحل استراتيجية الدفاع عن السلاح.

أما معظم اللبنانيين فان لديهم خياراً آخر. ومن الوهم ان يتصرف اي طرف كأن لبنان مساحة جغرافية وليس وطناً جذوره قوية مثل الارز، وإن تكسرت أغصانه. واللعبة اكبر ممن يحاولون ممارسة ما يسمى "مبدأ كلينتون": قوي ومخطئ يغلب ضعيفاً على حق". ولن تستمر ايام الاستقواء والاستضعاف.

 

برنامج الثورة ينتخب قيادتها

محمد علي مقلد/نداء الوطن/20 حزيران/2020

عند السؤال عمّن تسبّب بأزمة الوطن، وهدّد مصيره ووضعه على شفير الإنهيار، ووضع الدولة على حافة الإفلاس، توزّع المحلّلون بحسب الإنتماء السياسي، وتحوّلت الإجابات إلى أحكام من غير مُحاكمات. حين رفعت الثورة شعار"كِلُن يعني كِلُّن"، حسبه الجُناة منجاة لهم، لأنّ الظلم بالسويّة عدل بالرعية، وحاولوا التملّص بالتشديد على أوزار السياسات السابقة، ويقصدون الحريرية، ولم يتخلّوا عن تشغيل هذه الأسطوانة بأنفسهم، إلا بعدما اطمأنّوا إلى وجود من يقوم بتشغيلها، بالنيابة وبالأصالة.

تعيين المسؤول عن الأزمة هو جزء من التشخيص السليم لها. ومن الطبيعي أن يُفضي التشخيص المغلوط إلى علاج غير مُجدٍ، إن لم يكن مؤذياً. تبسيطاً للأمر، نزعم مع الزاعمين أن لبنان دخل في أزمةٍ يوم انزلق إلى دوّامة الحرب الأهلية، أي منذ خمسة عقود لا ثلاثة، وفي هذه الحالة، لا تنحصر المسؤولية بمن تولّى الحكم منذ الطائف، بل تتعدّاهم إلى كل من اشترك في الحرب الأهلية، يميناً ويساراً، قِتالاً وتمويلاً وتسليحاً، وإلى كل أنواع التدخّل الخارجي التضامني أو الأخوي أو الدموي، الإعلامي أو المالي أو العسكري. إلى هناك، تمتدّ جذور المسؤولية، فهل تُجدي معالجة الجذور في حلّ أزمته الراهنة؟

غير أنّ أزمة ما بعد الطائف لا تُشبه أزمة ما قبله، وإن كانت من سُلالتها، وهي قبل اغتيال الحريري ليست كما بعده. هناك إذاً الثابت والمتغيّر في أزمة الوطن المُمتدّة. الثابت منذ 13 نيسان 1975 وحتى لحظات الإنهيار الحالية، هو تراجع دور الدولة وتضخّم دور الميليشيات، أو هو صراع كرّ وفرّ بينهما انتهى في مرحلته الأولى، مرحلة الحرب الأهلية، بهزيمة الدولة والميليشيات معاً، وباتفاق الطائف الذي حاول إعادة الإعتبار لمؤسسات الدولة. غير أن العقل الميليشيوي انتقل، بعد الطائف، إلى العمل داخل الدولة، بدعم كامل من نظام الوصاية، بعدما كان في صراع معها من خارجها، وتمكّن بعد اغتيال الحريري من السيطرة على كل مفاصلها، وهذا هو المتغيّر الجذري الذي لم تشهد له الأزمة شبيهاً، منذ انفجارها في عين الرمانة.

من دون النظر إلى هذا المُتغيّر الجذري، يصعُب البحث عن حلّ للأزمة. الميليشيات تُحاول طمس هذا المتغيّر الجوهري، وتوهم نفسها والشعب اللبناني بأن المرحلة الراهنة من الأزمة، ليست سوى استمرار للصراع مع نهج الحريري المالي والنقدي والإقتصادي، مع أن نهج الحريري الأب انتهى باغتياله، لتدخل الأزمة في طورٍ جديد، سِمته الأساسية هزيمة الدولة وسيطرة الميليشيات المسلّحة وغير المسلّحة على مؤسسات الدولة، ومقدّراتها السياسية والمالية والإدارية. هذا بالضبط ما أنجزته الثورة حين وضعت إصبعها على الجرح الوطني، فحدّدت برنامجها منذ اليوم الأول، وطالبت بالعودة إلى الدستور والقانون وإنهاء السطو الميليشيوي على زمام الدولة وإعادة تشكيل السلطة. إن الالتزام بمضمون هذا البرنامج هو الأساس الذي تستند الثورة إليه، لإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية وانتخاب قيادتها واستئناف مسيرتها.

 

حين تُمطر الدعاوى على أصحاب المصارف...ولادة رابطة الدفاع عن المودعين قريباً

نوال نصر/نداء الوطن/20 حزيران/2020

كلما اجتمع إثنان حلّ الهمّ المالي ثالثهما وطافت المصارف، بكلِ أسمائها، كشيطانٍ مجبول بالمخالفات، وكمحتالٍ، خبيث، سرق تحت عين الشمس جنى العمر. فهل يستسلم الناس لشيطان محتال خبيث أم يعملون بكل قواهم على استرداد الرزق والحقّ والودائع؟ كلام، كلام... والسؤال: كيف؟ أصبح لدى المودعين رابطة تدافع عن حقوقهم سيتمّ الإعلان عن ولادتها قريبا فهل ستساهم في التعامل من الندّ الى الندّ مع جمعية المصارف؟

في موازاة كل أشكال وأنواع المشكلات الهابطة على المواطن اللبناني من كل حدب وصوب، عاد الكلام عن حقوق المودعين بعد همس سرى عن نيات بعض المصارف إستيفاء السندات بالدولار... بالعملة الأميركية. الخبر نزل على المقترضين كما الإزميل. وسرعان ما عادت المصارف ونفت ذلك. لكن، كما يعلم المودعون، لا دخان بلا نار. فهل تتربص بهم المصارف شرّاً آخر؟ وهل من يحميهم بعدما تُركوا للذئاب؟

"شو حقوقك"؟ أن تتقاضى دولاراتك التي جمعتها "بالشبر والندر" بالعملة اللبنانية وبسعر غير سعر الدولار الحقيقي؟ هل "حقوقك" أن تذعن للتعاميم التي تكرج أسرع من جريان المياه في الحنفيات؟ هل "حقوقك" ألاّ تستطيع إرسال بعض الدولارات من "جنى العمر" الى ابنك أو ابنتك في الخارج لسداد بعض المتطلبات؟ وهل وهل وهل...؟ أتتذكرون هادي جعفر، ذاك الشاب الذي ظهر "لايف" عبر الفيسبوك، مدة ناهزت الساعة الكاملة، وهو يطالب مدير أحد المصارف بإعطائه حقوقه؟ هادي تجرأ يومها وعاد وساهم مع 12 محامياً واقتصادياً وناشطاً في تأسيس حملة الدفاع عن المودعين في لبنان. وهمه الأهم أصبح، منذ 17 تشرين 2019، الحراك في كل الإتجاهات في سبيل حماية المودع اللبناني بعدما استولت المصارف على سلطة التشريع وراحت تسنّ التعاميم بدل القوانين!

قريباً تتحول الى رابطة

شو حقوقكم؟ شو حقوقنا؟ كلنا أودعنا خميرة ما جنيناه في البنوك اللبنانية وها هي تلك المصارف والدولة، بأمها وأبيها، يحدثوننا عن "الكابيتال كونترول" وعن سياسات البلع والهضم بلا "رفة جفن"! حملة الدفاع عن المودعين في لبنان تحاول أن تجد الحلول وضرورة توزيع الخسائر، إذا كان لا بُدّ من ذلك، في شكل عادل بين الجميع لا أن تُلقى على الطرف الأضعف. وهذا يتطلب أولاً إيجاد تمثيل حقيقي وسلطة للمودعين توازي سلطة المصارف. فهل تتصورون أن جمعية المصارف التي أساءت التصرف بأمانات المواطنين هي التي تتكلم بأسمائهم على الطاولات الباحثة عن حلول؟

لجنة الدفاع عن المودعين أخذت العلم والخبر وسُجلت كرابطة وستُطلق قريباً جداً على أن تضم مودعين من كل المصارف اللبنانية. وهكذا أصبح للمودعين رابطة إسوة بجمعية المصارف. فهل سنرى رابطة المودعين على طاولة واحدة مع جمعية المصارف؟ هل ستكون هكذا رابطة بقوة تلك الجمعية؟

يقول هادي جعفر أن الرابطة ستدعو قريباً جداً المودعين الى إجتماع عام وسيجري إنتخاب هيئة تنفيذية تمثل الطرف الذي يعتبرونه الأكثر ضعفاً ويقررون باسمه وعلى حسابه ويتمثل بالمودعين. يعرف هادي، كما كل من تشاركوا في تشكيل لجنة الدفاع عن المودعين، أن "عظام المودعين طرية" خصوصاً أنهم عاشوا كذبة كبيرة عن وجود أهم القطاعات المصرفية في العالم في لبنان وعن عبقرية التعامل فيها، ومنحوا كامل ثقتهم للمصارف وسلموها رقابهم للذبح. واكتشفوا لاحقاً أن القطاع المصرفي لم يكن ناجحاً بقدر ما كان "طمّاعاً" وتماشى مع أهواء الآخرين.

حملة الدفاع عن المودعين تعلمت من خلال المودعين أنفسهم، أي من خلال المآسي التي عانى منها الناس الذين أمّنوا على جنى العمر في مصارف خانت الأمانة. التفّت المصارف على الحقوق وكان يفترض أن تُمطر عليها دعاوى غير أن هناك كثيراً من الأشخاص يخشون من المواجهة مع قطاع شرس كما القطاع المصرفي، لهذا سعت حملة الدفاع عن المودعين الى دفع هؤلاء الى رفع الدعاوى عند الحاجة. ومن فعل منهم ذلك فوجئ بانحياز بعض القضاء الى الطرف الأقوى. هناك من تغاضى عن حقّ المودع باسترداد أمواله، وكلنا نعلم أن القانون يوجب إعادة الأموال وإذا لم يفعل من أمنته عليها كأنه "يُشهر افلاسه". نحن أودعنا أموالنا والوديعة تعاد عند الطلب.

هناك أحكام أتت لمصلحة المودعين غير أنها عادت وأوقفت عبر الإستئناف، تحت حجة "لا نريد أن نشارك في انهيار القطاع المصرفي في لبنان"، بمعنى أن إعطاء المودع حقه هو بمثابة ضربة للقطاع المصرفي. وهذه خطيئة يرتكبها القضاء وتتسبب في انهيار الثقة بالقضاء والقطاع المصرفي معاً.

لن يدفع المواطن الثمن

طالما دعت لجنة الدفاع عن المودعين التي تحولت الى رابطة الى عدم القبول بقوننة الهيركات ولا بالهيركات المقنّع. ممتاز، لكن المودع أصبح غير مطمئن الى شيء وفقد الثقة في كل شيء. فكيف لهذه الرابطة التي سيُعلن عنها حيازة الثقة المفقودة في كل الأمور؟ يُنقل عن لجنة الدفاع عن المودعين أنها أرسلت في شهر تشرين الثاني عام 2019 كتاباً الى حاكم مصرف لبنان يتضمن أهم الإجراءات التي يفترض أن تتخذ، وهي قدمت إخباراً الى النيابة العامة عددت فيه المخالفات، وعادت وأعلنت عن معايير الحلّ التي يقبل بها المودعون. وهي لا تترك أي بيان يصدر عن جمعية المصارف بلا ردّ مفصل منها. ولم ولن تسمح لتلك الجمعية بتمثيل المودعين على أي طاولة. فلا يحق لها ذلك، فالمودعون يمثلون أنفسهم. وبالتالي يفترض إتباع معايير ثلاثة: الشفافية والعدالة والمحاسبة. ويقول جعفر: نحن، كحملة، لن نقبل السكوت عن المخالفات التي ارتكبتها المصارف وسنلحق بها ولو بعد خمسين عاماً.

جميل هذا الكلام، لكنه قد يقع على مودع كما السوط فكيف له أن ينتظر عقوداً طويلة ليسترجع حقه؟ يبدو أننا أمام طريق طويل من يصبر فيه ينل إستناداً الى مقولة: طول البال يهدم الجبال.

الطريق ليست سهلة وأهم ما فيها أن لا يستسلم أصحاب الحقوق عن المخالفات المرتكبة في حقهم. في كل حال، ثمة ملف كامل يُعدّ، وتم تقديم إخبار وستعمل اللجنة - الرابطة على تقديم دعوى ضدّ كل مصرف على حدة قبل مرور الزمن، في سبيل أن لا يبقى لأي قانون كابيتال كونترول قد يصدر شرعية تغطية الإرتكابات القديمة. عمل لجنة حماية المودعين يتمّ وفق ثلاثة مستويات:

أولاً، مستوى السياسة العامة أي فرض المعايير المقبولة للحلّ.

ثانياً، مستوى الملف القانوني.

ثالثاً، المستوى الفردي.

ريثما تحقق اللجنة أهدافها ماذا لو أعلنت المصارف إفلاسها؟ من سيتمكن حينها من حماية الودائع؟

الأمر لن يكون طبعاً بهذه السهولة ولن تتبخر أموال الناس وكأنها لم تكن. وبالتالي لا تصابوا بالذعر ولا تنصاعوا لما يُملى عليكم بل قدموا الدعاوى في حقّ من يأكل الحقوق. أمرٌ آخر مخالف للقانون يقضي بسحب قيمة الدولار بالليرة اللبنانية وفق سعر 3000 ليرة في حين أن سعر الدولار أعلى بكثير. فماذا يفعل المودع الخائف على أمواله ويحتاج إليها؟ لجنة المودعين تدعو أصحاب الحق الى سحب المال إذا أرادوا وفق هذه التسعيرة لكن، في نفس الوقت، فليرفعوا دعاوى على المصارف التي لا تمنحهم إلا هذا الخيار غير القانوني الذي يلحق بهم خسائر واضحة. ولعلّ مشكلة كثير من المودعين أنهم يجهلون، أو يتجاهلون، أن علاقتهم مع المصارف تجارية بحت ويحق لهم أن يقاضوها. ثمة كثيرون ينصاعون الى تعاميم مصرفية تصدر علماً أن التعميم لا يخالف القانون.

كل اللعبة المصرفية تغيّرت

أمرٌ آخر يخشى منه المودعون، فماذا لو طلبت منهم المصارف بعد شهر أو شهرين، كما نقل إليهم، سداد السندات بالدولار بأعلى من قيمة صرف العملة يوم استدانوا؟ يُشدد الناشط في حملة دعم المودعين مجدداً على أن التعميم لا يجوز أن يخالف القانون ويمكن للدائن أن يسدد دينه بالعملة اللبنانية التي هي عملة إبراء ويُسجن من لا يقبلها. وبالتالي يبقى من حق المقترض السداد بالعملة اللبنانية وبالسعر المعتمد 1515، حتى لو صدر ألف تعميم مخالف. وإذا رفض المصرف القبول يفترض بالمقترض أن يذهب الى كاتب العدل ويطلب منه أن يعقد له عملية "عرض وإيداع" بالمبلغ المسدد والمصرف ملزم بالقبول تحت طائلة المحاسبة القانونية.

هناك مواد كثيرة تحمي في القانون لكن مشكلة اللبنانيين فقدانهم الثقة بالقانون والدولة والمصارف والمسؤولين. اللبناني- المودع بحاجة ماسة في هذا الوقت الى من يشير له بأمانة الى الطريق الصحيح. خصوصاً أن المصارف، والدولة ومن فيها، يمتطون صهوة خوف الناس وسكوتهم للإمعان بأخطائهم.

الدعاوى في حقّ المصارف تزيد. هناك من يقول أنها اقترفت ما اقترفته غصباً عنها؟ والجواب، هذا ذنبها لا ذنب المواطن المودع. وهو ذنب هذه الدولة. والمذنب هو من يفترض أن يدفع الثمن لا المودع الذي فقد المال والثقة، والمال قد يُعوّض أما الثقة فلا.

قريباً جداً ستُعلن ولادة رابطة حقوق المودعين، وسترون الدعاوى التي تُعدّ حاليا تُمطر ضد أصحاب المصارف، اللهمّ أن تنجح هذه الرابطة في الوقوف في وجه مافيا المصارف قبل فوات الأوان.

 

حرياتٌ... ومقامات

بشارة شربل/نداء الطن/20 حزيران/2020

نقولها للمرة الألف. لا تستعاد الهيبة بالقوة، أو باستغلال النفوذ لتطويع القوانين واستخدامها ضد المعترضين.

أمام سرايا جونيه هُدرت يوم الخميس كرامة الجميع. ذلك ان حماقة التحريض لاستدعاء أحد المغرّدين و"اختطافه" على طريقة أنظمة القمع البوليسي، جعلت من المخالفة التي ارتكبها وساماً على صدره ومساهمة في معركة الحريات، خصوصاً بعدما فَضَحَت ثورة 17 تشرين كلَّ مَنْ في السلطة وجَعَلتهم يبدون على حقيقتهم متسلطين ضمن منظومة فساد موصوفة، وفاقدي شرعية لا يستمدونها الا من أمر واقع أو قوة عارية.

تجاوزَ الشاب ميشال شمعون القانون في طريقة التعبير. لكننا نعيش زمن البطالة والجوع وسرقة أموال المودعين والمحاصصة الحقيرة داخل مجلس الوزراء وبين الطوائف الضامنة لهذه الممارسات. ثم يريدون من ميشال أنّ يتأنق في التعبير كأمين نخلة، أو أن يمتلك مهارة ابن المقفع في التورية، فيَحسب لألفاظه ألف حساب ويحفظ المقامات!

أسوأ ما نجم عن المقامرة المتكررة بصورة الرئيس هو الموقف الصعب الذي وُضعت فيه القوى الأمنية أثناء محاولتها منع قطع الطريق وفض احتجاج المواطنين على استمرار احتجاز ميشال في غرفة التحقيق. فالمحتجون سألوا الجنود عن رواتبهم المتناقصة بفعل هبوط عملتهم الوطنية، وعيّروهم بالتقصير لدى حرق وسط بيروت وتكسير الممتلكات وبعدم الجدية في اقفال معابر التهريب. وهي أسئلة محقة ستبقى مطروحة على المؤسسة العسكرية ما دامت تنفذ أوامر سلطة سياسية ليست فاسدة فحسب، بل تفتقد الى الحياد والتوازن في التعامل بين اللبنانيين، وبعض أطرافها يجاهر بالولاء الخارجي والطائفي ويعتبر المؤسسات العسكرية رديفاً للسلاح غير الشرعي. وهي أسئلة تجرّ سؤالاً أساسياً عن مشروعية استخدام القوى الأمنية القوة ضد مواطنين ثائرين يطالبون بحقوقهم الأصلية وباسترجاع المال المنهوب وقيام دولة المواطنة والقانون.

نسي الذين يرتكبون المعاصي باسم الرئاسة والرئيس ان معاركهم خاسرة حين تخاض ضد حرية التعبير. فما زُجَّت الرئاسة بقضايا من هذا القبيل إلا خرجت مكسورة الخاطر، والخطورة تكمن في جرّ النكسات و"سواد الوجه" الى الأجهزة الأمنية والنيابات العامة. فالأولى تخسر إجماع اللبنانيين حولها حين تعتقد نفسها مطلقة اليد وكأننا في نظام عسكري، والثانية تنزلق عموماً لتفْقد صفة "الخصم الشريف" الذي توصف به في دول القضاء المستقل النزيه.

إحترام مقام الرئاسة واجب بالتأكيد. وهو احترام يفرضه القانون، مثلما ان احترام الرئيس للدستور ولحق اللبنانيين بالتعبير ليس منَّة بل أضعف الإيمان. ولِعِلم الجميع، لا مادة في دستورنا اللبناني تنص على "ذات رئاسية" معصومة أو فوق النقد المباح. ميشال عون مواطنٌ رئيس، واجبُه ان يكون قدوة في احترام موجبات قسمه الدستوري. وميشال شمعون مواطن حرٌ تحت سقف الدستور والقوانين.

 

الحراك المستجدّ يقتفي الإجابات: ماذا بعد عهد ميشال عون!

كلير شكر/نداء الطن/20 حزيران/2020

لا حاجة ليعلنها رئيس مجلس النواب نبيه بالفم الملآن، لأن حراكه المكثف كفيل بالتأكيد أنّه "عراب" اللقاء الحواري الذي ستستضيفه بعبدا في 25 الجاري. أدار رئيس مجلس النواب محركاته الحوارية، محوّلاً عين التينة إلى مطبخ مشاورات عابرة للاصطفافات السياسية، لا سيما مع القوى السياسية التي يشوب الاشتباك علاقتها مع الرئاسة الأولى، سواء كانت من قماشة الحلفاء أو الخصوم. ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها الطبقة السياسية بكامل مكوناتها، أو بمعظمها، في قصر بعبدا في محاولة لإيجاد قواسم مشتركة والتقليل من التباينات لا بل الخلافات. ولكن سوداوية المشهد الداخلي تستحق المحاولة. بالأساس، حاولت حكومات ما بعد الـ 2005 جميعها، أقله هكذا أوحت، وضع الأجندة الاصلاحية على سكة التنفيذ ولكن من دون جدوى. لكن الخطر الداهم الذي يحدق بكل ركاب المركب الآخذ في الغرق، يدفع للبحث عن إبرة إنقاذ في كومة الفوضى والهريان الضاربين في الجذور.

لسخريات قدر اللبنانيين، أنّ جلّاديهم هم بأنفسهم منقذوهم. وإذا ما حاول غيرهم من خارج ناديهم التقليدي، أن يصلح ما أفسدته أيديهم، يتحالفون ضده، وبالحد الأدنى، سرعان ما تتقاطع مصالحهم ضده... من دون أن يعني ذلك أن حكومة حسان دياب تبدع في إنجازاتها أو في حراكها الحكومي.

خلال الأيام القليلة الماضية، بدا منسوب الاعتراض على الحكومة مرتفعاً على خلاف ما كان عليه يوم تأليفها. في تلك اللحظة، أي منذ حوالى أربعة أشهر، كانت الحاجة الى حكومة تلتقط كرة النار عن الطبقة السياسية، ماسة. لذا تذرع المعارضون وحتى بعض الموالين، بفرصة المئة يوم ليهادنوا حكومة يريدونها "كيس رمل" لا أكثر. وفجأة صار لا بدّ من التخلص منها.

وحده "حزب الله" لا يزال يرسم خطّاً أحمر حول الحكومة ليحميها من أنياب ذوي القربى، الذين يريدون دفنها في أسرع وقت ممكن. حتى أنّ نائب الأمين العام لـ"الحزب" الشيخ نعيم قاسم قال في اطلالته الاعلامية الأخيرة إنّ الحكومة، قد تعمّر حتى موعد الانتخابات النيابية اذا لم يحصل أي أمر استثنائي. اذاً، صار لا بدّ من التعامل معها على أنها باقية، ولكن من الضروري البحث في سيناريوات ما بعدها.

ومع ذلك، يقول المطلعون على حركة الرئيس بري إنّ تدهور الأوضاع هو الذي يدفع رئيس مجلس النواب إلى القيام بحركة معاكسة، على أمل أن تساهم في انتاج ديناميكية تحاول وقف الانهيار الذي بلغ القعر وقد يتسبب بانفجار البركان الاجتماعي في أي لحظة. مأسوية الوضع تستحق المحاولة، ولو أنّ نجاحها ليس مضموناً، لكن الاستسلام للخراب، هو أبغض الشرور. يقول هؤلاء إنّ المعالجات لا يمكن أن تتم اذا بقيت خطوط التواصل مقطوعة بين القوى السياسية، ولأن الطبيعة تكره الفراغ، كان لا بدّ من حركة ما تعوّض التقطّع الحاصل في شبكة العلاقات الداخلية. ولذا كان لا بدّ على سبيل المثال من تدخل لجنة المال والموازنة على خطّ الأرقام وخطة التعافي، لوضع قواعد مشتركة تساعد على خروج اقتراحات القوانين من مجلس النواب، سليمة، ومنعاً لازدواجية الطروحات أمام صندوق النقد الدولي.

وها هو رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ينضم إلى مربع مشاورات عين التينة أولاً ومن ثم بيت الوسط ثانياً. بين بري والقطب الزغرتاوي الكثير من التقاطعات، وها هما اليوم يتشاركان في تعاملهما مع الحكومة على قاعدة: رجل للأمام وعشر للوراء. أما بين الحريري وفرنجية فأكثر من ودّ وصداقة، لا بل تفاهم كاد يضع ملعقة الرئاسة في حلق رئيس "تيار المردة".

هذا في التفسير الرسمي لحركة رئيس مجلس النواب. أما في النسخة غير الرسمية، فكلام آخر. ثمة من يقول إنّ مجرد انعقاد اللقاء في بعبدا هو هدف بحدّ ذاته. هنا تكاد تتجاوز الصورة، المضمون. أن يجلس رئيس الحكومة حسان دياب قبالة خصومه وتحديداً السنة منهم، اذا ما نجح بري في إقناع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في المشاركة، فهو اعتراف واضح بمعادلة الشراكة من جانب الحكومة لدفعها الى الامتناع عن خطاب تحميل الطبقة السياسية مسؤولية الانهيار الحاصل، والعمل على وضع مقاربات مشتركة.

ومع ذلك، فإن الغاية من الحركة المكوكية الحاصلة بين عين التينة وبيت الوسط وكليمصنو وبنشعي ومعراب، بفعل الحركة التي يقودها رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، هي تعزيز التواصل بين مكونات هذا الإئتلاف، من دون أن يعني ذلك أنها تتجه الى تشكيل جبهة واحدة. لكن الأكيد أنّ هذا الإئتلاف يحاول ترتيب أوضاعه الداخلية، وتنقية شبكة علاقاته تمهيداً للمرحلة المقبلة، وتحديداً لما بعد عهد الرئيس ميشال عون. واللافت أمس، هو ما أدلى به فرنجية الذي اعتبر أنّ "ممثلي السنّة الحقيقيين ليسوا في الحكومة".

 

سياسات النفوذ الشيعية وتدمير الجامعة اللبنانية

شارل الياس شرتوني/19 حزيران/2020

قصتي مع الجامعة اللبنانية قديمة ابتدأت عند اخذي قرار ومبادرة تأسيس الفروع الثانية في العام ١٩٧٦ بالتعاون مع الرئيس كميل شمعون ( رئيس الوزراء ووزير التربية آنذاك ) وفريق العمل الذي تشكل في دار العمل*، والعمل فيها كاستاذ في كليتي العلوم الاجتماعية والآداب لما يقارب الاربعين سنة ( ١٩٨١-٢٠٢٠ )، وعملي الدؤوب خلال تسلمي الشؤون التربوية في المناطق المحررة ( كما سميت انذاك ، ١٩٨٥-١٩٨٩ ) من اجل تثبيت الفروع، وتطوير شبكة اختصاصاتها وتعاونها مع الجامعات الخاصة، وحماية استقلاليتها الاكاديمية تجاه مداخلات الاحزاب والقوى السياسية العاملة في تلك المرحلة في هذه المناطق، ومحاولات رئيسها آنذاك ( جورج طعمة، ١٩٨٠-١٩٨٨ ) فرض خياراته الشخصية ومصالحه على المسار الاداري، ونجاحي في اقصائها بشكل تام ومواجهة جورج طعمة، وفشلي في تحويلها من فروع ثانية الى جامعة مستقلة بحكم الخلاف الناشىء حول الموضوع مع رئيس الجمهورية آنذاك، امين الجميل ( هذا مع العلم انني تقدمت في عملي بهذا الشأن عندما فاتحت الرئيسين الاقليمي والعالمي لاخوة المدارس المسيحية برنار حبيقة و جون جونستون ( خلال اجتماعات جرت في بيروت وروما في مقر الجمعية سنة ١٩٨٧ )، بشأن تحويل مجمع ال مون لاسال الى قاعدة للمدينة الجامعية الجديدة وأبديا كل الاستعداد للتعاون، واستعمال الملاعب الرياضية المحاذية والتابعة لمطرانية بيروت المارونية من خلال موافقة المطرانين اغناطيوس زيادة وخليل ابي نادر، وتحويل كل التلة الى موقع الجامعة الجديدة من خلال مدرسة الحكمة الناشئة انذاك، واستعمال اراضي كلية الاداب الحالية من اجل تشييد الابنية الجديدة بالتفاهم مع الرئيس الاقليمي للاباء العازريين فريد جبر -وهو استاذ قديم في الجامعة اللبنانية واحد اركانها المؤسسين في الخمسينيات -، والتعاون مع رئيس الجامعة اليسوعية أنذاك، جان دوكروييه، في مجال استحداث كليات الطب وطب الاسنان والصيدلة ). اما مرحلة ما بعد الحرب، فقد ادخلتنا في ديناميكية جديدة، حاولت فيها سياسات النفوذ المنضوية تحت الوصاية السورية تقليص حريات الفروع الثانية، عبر التصرف بالتعيينات الادارية والجامعية، وفرض التعريب على التعليم فيها، والغائها التدريجي عبر استعمال ريادتها في مختلف المجالات قاعدة لتوحيد الكليات، كما جرى مع الكليات الطبية، واعتماد سياسات التفريع المناطقي مدخلا لتثبيت سياسات النفوذ الاوليغارشية الشيعية والسنية والدرزية، ووضع اليد على مجمع الحدث الجامعي من قبل سياسات النفوذ الشيعية. نجحت الفروع الثانية في الدفاع عن وجودها وحماية خياراتها التعليمية، وفي التعايش مع سياسات النفوذ على قاعدة تخفيف الاضرار واحتوائها.

دخلت الجامعة اللبنانية دائرة سياسات النفوذ الشيعية المباشرة مع نهاية ولاية ميشال عاصي ( ١٩٨٩-١٩٩٢ ) وبداية سلسلة الرئاسات الشيعية من اسعد دياب الى فؤاد ايوب ( ١٩٩٣-٢٠٢٠ )، التي اندرجت ضمن سياسة وضع اليد التدرجية على الجامعة من خلال تقليص دور مجلس الجامعة الاساسي في الحوكمة الاكاديمية، وتحويله الى صندوق ايقاع لسياسات النفوذ الشيعية وصولا الى الغائه الفعلي مع فؤاد ايوب، وتحويل آليات الادارة الجامعية من خلال تعيين مدراء الفروع وعمداء الكليات الى ادوات لسياسات النفوذ المعتمدة بكل مندرجاتها، مدغمة بادارة مركزية مطوعة لخدمتها. لقد امست سياسة وضع اليد على الجامعة اللبنانية نموذجا لسياسات النفوذ الشيعية في البلاد واحدى اهم محطاتها، بالاضافة الى اعطائها صورة مكتملة عن السياسات الزبائنية عبر اثقال الجامعة بسياسة تفريغ خارجة عن كل اصول العمل الجامعي لجهة رصد الحاجات، وشروط واواليات الانخراط، والدرجات والترقيات الجامعية، وتقليص حرية مبادرة الفروع من خلال مركزة القرار الاكاديمي واخضاعه لاملاءات سياسات النفوذ من خلال جهاز جامعي تابع، والتصرف على قاعدة التفاضلية الزبائنية، ومركزة القرار المالي الذي افسح المجال للفساد: مخصصات الرئاسات المتوالية ودوائر النفوذ التي اوجدتها على كل مستويات العمل الاداري والجامعي، اقرار ميزانيات الفروع ، سياسات التلزيم بالتراضي…،.

لا سبيل للاصلاح الجامعي في ظل سياسات النفوذ الشيعية، التي بلورتها صورة رنده بري وهي تقوم بعملية التسلم والتسليم بين عدنان السيد حسين وفؤاد ايوب، ولا امكانية لاستعادة العمل الجامعي المهني والمستقل عن دوائر النفوذ الشيعية الا من خلال اقرار مبدأ الجامعات المستقلة التي تعتمد الاعتبارات المهنية الصرفة اساسا في مختلف جوانب السياسة الاكاديمية، والتي تتعاون فيما بينها من خلال مجلس اكاديمي مشترك يماثل اكاديمية باريس بعد انهاء مركزية جامعة باريس لحساب ثلاث عشرة جامعة مستقلة بعد احداث ١٩٦٨ الطالبية، او جامعات نيويورك وكاليفورنيا…،. واقع الجامعة اللبنانية يوثق بشكل بين استحالة السياسات الاصلاحية برمتها، في ظل املاءات سياسات النفوذ الشيعية وزبائنياتها، كصورة عينية ومكثفة، لما تنطوي عليه السياسات الاوليغارشية في البلاد على تنوع مواقعها واقطابها منذ بدايات جمهورية الطائف حتى يومنا هذا.( راجع دراستي، الجامعة اللبنانية محاور المفكرة الاصلاحية ، مجلة المشرق اليسوعية، حزيران ٢٠١٣ ) .

* ضمت اللجنة : ممثلين عن الجامعة اللبنانية ( سعيد البستاني، عميد كلية ادارة الاعمال، ايلي طراد- عميد كلية التربية، قيصر نصر- عميد كلية العلوم الاجتماعية ، جاك نصر-عميد كلية الفنون الجميلة) ، روجيه شمالي ( مدير عام وزارة التربية والتعليم المهني )، شفيق المعلم ( المستشار القانوني في وزارة التربية )، جوزف جريصاتي (ممثلا عن دار العمل ) ، شارل شرتوني ( نائب رئيس مصلحة طلاب الكتائب وصاحب المبادرة التي انطلقت بالتعاون مع الاب فريد جبر والدكتور سعيد البستاني اثر اجتماع عقد في منزله في ١١ اذار ١٩٧٦، ليلة انقلاب عبد العزيز الاحدب المنسق مع منظمة فتح ).

الاعمال اللوجستية لجهة ايجاد الابنية فقد تمت مع الرهبانيات العازارية ممثلة

بالاب فريد جبر، والانطونية ممثلة بالاباتي مخايل ابو فاضل، والاخت كليمانس حلو.

 

أحلام اليقظة وسبعة دقائق ونصف

د.حارث سليمان/جنوبية/20 حزيران/2020

من موقعي السياسي الذي يتألم على امتنا العربية وعلى شعوبنا ودولنا، التي تم تخريبها واحدة تلو الاخرى، والذي لا يؤيّد محور الممانعة ولا يعتبر شعاراتها وممارساتها الا تسابقاً مع اخصامها الى دور تشغيلي ( انتزاع وظيفة) في خدمة الراسمال العالمي. من هذا الموقع ادعو منظّري الممانعة وصانعي سياساتها، أدعو هؤلاء ومحاوريهم واعلامييهم، فقط لسلامة المنطق وصحة التحليل، ان يعيدوا تحديد الاحجام والاوزان في ما يفترضون انه محور يتضمن روسيا والصين وايران والعراق وسوريا الاسد وحزب الله وحركة الجهاد الاسلامي.

المحور المتوهم

الموضوعية تقضي ان ندرك ان اكبر الاوزان الاقتصادية في هذا “المحور المتوهم” هي الصين، والصين قوّة اقتصادية وديبلوماسية واكبر شريك اقتصادي للولايات المتحدة الاميركية، نعم تتنافس مع الولايات المتحدة من ضمن التنافس الراسمالي لكنها شريك، وهي حريصة على علاقاتها مع اميركا، اكثر بكثير من حرصها على علاقاتها بايران وسورية، وطبعا حزب الله، وهي تقيم شراكات مع اسرائيل منذ 1970، وقدرة ايران وحزب الله على جرّها الى استراتيجيتها، تشبه رواية ان “جدْيا لعب في عقل تيّس”، هي ليست دولة عمليات عسكرية وليس لديها اية نوايا معلنة في الانخراط في اي مواجهة. إن قيام مشاريع لشركات صينية في لبنان عبر BOT، أمر جيد ومبتغى، لكن ما يمنعه غياب شرطين لا وجود لهما في لبنان الشرط الاول، سعر مستقر لليرة اللبنانية مع القدرة على تحويل جبايات الشركة من خدماتها الى عملة صعبة والشرط الثاني، هو ان تكون استثمارات الشركة ووظائفها وأرباحها و جباياتها لا تخضع لنفوذ ميليشيات الطوائف الدولة الثانية في “المحور المتوهم” هي روسيا وهي دولة كبرى على المستوى العسكري لكنها قزم اقتصادي لم يصمد امام السعودية في معركة حصص الدول والانتاج من النفط في الاشهر الماضية، والواضح ان تدخلها في سورية لدعم نظام الاسد، قد قلب موازين القوى في سورية وهزم المعارضة “عسكريا”، وستر وأخفى هزيمة الميليشيات الايرانية قبل تدخلها، لكن التدخل الروسي في سورية لم يكن دون موافقة اميركية مع وضع خطوط حمر لهذا التدخل، ودون تواطؤ اسرائيلي منع تموضع قوات ايرانية او مسلحين تابعين لها جنوب دمشق، واباح الاجواء السورية لطيران العدو، يعربد فيها ساعة يشاء، وبصمت دول عربية خليجية، كانت انظارها ترتاب وتشكك في خطر الاخوان المسلمين و في تمدد تركيا الى الساحة السورية، وفي المحصلة روسيا تبحث عن حلٍّ سياسي في سورية وعن ثمن تقبضه مقابل النفوذ الايراني و مقابل راس النظام السوري، وياتي قانون قيصر ليجعل هذه الصفقة على سكة التنفيذ. روسيا والصين ليستا في وارد تنفيذ استراتيجية يعلنها، لا السيد خامنئي ولا السيد نصرالله، ولا الرئيس الاسد طبعاً.

الاقتصاد العراقي

 نصل الى العراق، التطورات العراقية ليست في صالح اية استراتيجية ممانعة، فقد انهكه الفساد حتى الافلاس ثم سقطت هيبة الاسلام السياسي الشيعي المتحالف مع ايران واصبح في موقع الاتهام، ومحصلة القدرات العراقية اليوم هو موقف النأي بالنفس عن الصراع، واعادة التموضع الجيوسياسي على مستوى الاقليم، واعادة بناء الاقتصاد العراقي بعد ان تعرض العراق لاكبر منهبة في التاريخ الانساني وكانت لايران وأحزابها دوراً اساسياً -مع اطراف اخرى- في هذه المنهبة. وفي موقع ذكر العراق والصين ودعوة السيد نصرالله للتوجه شرقا، الذي يصوره لنا توهماً بانه تعامل مع الصين, ليخفي واقع تحميل لبنان اعباء حصار ايران ونظام الاسد.

نفوذ ميليشيات الطوائف

 في هذا الموقع نذكر بأمرين الاول ان مستوردات لبنان من الصين تزيد عن 4 مليارات دولار سنويا، وان قيام مشاريع لشركات صينية في لبنان عبر BOT، أمر جيد ومبتغى، لكن ما يمنعه غياب شرطين لا وجود لهما في لبنان الشرط الاول، سعر مستقر لليرة اللبنانية مع القدرة على تحويل جبايات الشركة من خدماتها الى عملة صعبة والشرط الثاني، هو ان تكون استثمارات الشركة ووظائفها وأرباحها و جباياتها لا تخضع لنفوذ ميليشيات الطوائف واقتطاع خوات من أرباحها لزعماء الاحزاب الطائفية، وهو امر حدث في العراق مع الشركات الصينية من قبل احزاب العراق الطائفية وادى الى انسحاب الشركات الصينية بعد بدء مشاريعها، فيما اعلنت الحكومة الصينية ان الصين لا تستثمر في بلد تتقاسم سيادته الحكومة مع الميليشيات. وبعدما حددنا “المحور المتوهم” نصل الى “المحور الحقيقي” نعم يضم هذا المحور ايران والحوثيين وسورية الاسد وحزب الله وحركة الجهاد في فلسطين. ناقشوا خياراتكم على هذا الاساس ونتمنى لكم ان تهزموا اسرائيل واميركا بهذا المحور، وعندها فقط سننحني اجلالاً لانجازاتكم ان حصلت، ومن اليوم وحتى ذلك اليوم سندعوا الله رأفة بكم وحرصا على اهلنا بان تستيقظوا من احلام اليقظة.

 

وُجُوهٌ بائدة في مدينةٍ خالدة

هنري زغيب/المرصد/20 حزيران/2020

الذين شوَّهوا -ومستعدُّون عند تلقِّيهم الأَمر أَن يُشوِّهوا- وجهَ الحبيبة بيروت، لا يشوِّهون سوى الدولة والحكْم والحكومة، ولا يَـمَسُّون -ولن- أَيَّ ملمَح من حضارتها الخالدة.

وُجوهُ الدولة والحكْم والحكومة، جميعُها عابرةٌ مثل الغيم العابر، زائلةٌ مستقبَلًا مهما طالت إِقامتُها في حاضر المدينة، فهي أَساسًا أَقنعةٌ مُوَقَّتة لزمن مُوَقَّت. وما قيمة السنوات الساقطة في عُمْر حضارةٍ ساطعة؟

معالم المدينة، أَيِّ مدينة عظيمة، مهما تغيَّرت تحت مطارق الرُعاع أَو مؤَامرات سياسيي عصرها، ستُسقطُهم هباءً وتُواصل سيرها رافعةً رأْسها شَمَمًا صوب قمَم التاريخ. ذات يوم قال المؤَرخ الفرنسي غبريال هانوتو Hanotaux: "إِن لم تَكُن في لبنان أَعلى قمَّةٍ جغرافيًّا، فإنَّ فيه واحدةً من أَعلى قمَم التاريخ العالمي" (مقدِّمته سنة 1918 لكتاب قنصل فرنسا في لبنان عامئذٍ رينه ريسْتِلْهُويبِر Ristelhueber "التقاليد الفرنسية في لبنان"). وذات يوم كتب السفير والكاتب الفرنسي ﭘول موران Morand: "قبل 2000 سنة من الميلاد، كانت صيدا وصور كلَّ تاريخ العالم" (كتابه "المتوسّط بحرُ المفاجآت"-ﭘاريس 1938). وكلا موران وهانوتو من "خالدي" الأَكاديميا الفرنسية. هي ذي إِذًا هيبة الحضارة تفرض سطوعها الخالد، فلن تغيِّر فيها خُدوشٌ على وجه مدينة عريقة التاريخ. ففي مدن أَميركية وبلجيكية وبريطانية، بينما راح أُصوليون يحطِّمون تماثيل مَن اعتبروهم "رموز الاستعباد والتمييز العنصري والاستعماري"، ارتفع صوت الرئيس الفرنسي ماكرون: "ممنوعٌ أَيُّ مَساسٍ بأَيِّ تمثالٍ في ﭘـاريس". ها رئيسُ البلاد أَبى أَن يتشوَّه أَيُّ مَلمَحٍ من وجه الحضارة في عاصمة الجمال.

إِنها هَيبة الحضارة تفرض سطوعها: صباح الأَربعاء 23 آب 1944 تلقَّى "الحاكم العسكري الأَلماني على ﭘـاريس الكبرى" الضابط ديتريش ڤون شولْتيتْزْ Von Choltitz أَمرًا بتوقيع رئيسه أَدولف هتلر جاء فيه: "إِذا اضطُرَّتْ فَصائلُك إِلى الانسحاب، لا تغادر ﭘـاريس كما هي، بل اتركها وراءَك دمارًا وخرائب". أَعطى شولْتيتْزْ أَوامره بتلغيم بيوت المدينة وجسورها وتماثيلها وكلِّ مفاصل بنيتها التحتية لنسْفها عند اضطرار المغادرة. وعشية اليوم المضروب، خرج إِلى شرفة الفندق حيث يُقيم، فانبسَطَتْ أَمامه ﭘاريس بكامل جمالها وأَناقتها وتاريخها الحضاري العريق منتشرًا بطمأْنينةٍ حول برج إِيفل. حين وصل الضابط الذي كان كلَّفه تنفيذ الأَوامر، جاء يسأَله عن ساعة الصفر ليُشعل الأَلغام، غمرَت قلبَ شولْتيتْزْ غصَّةٌ وجدانيةٌ أَن يدمَّر تراث الحضارة فقرَّر أَن يعصى أَوامر رئيسه هتلر: مدَّ نظرَه إِلى ﭘـاريس الجميلة وأَجاب مأْموره بدون أَن يلتفت إِليه: "إِبدأُوا بالانسحاب قبل الفجر، وإِياكم أَن تُشعلوا فتيلًا واحدًا". وعند تثاؤُب الفجر، كانت جحافل الجيش الأَلماني المحتلّ تنسحب من ﭘـاريس فيما تتناهى إِلى سكانها أَجراس الكاتدرائيات تُعلن صباح التحرير آتيةً من فَرَح الموج على شاطئ النورماندي. بلى: إِنها هيبة الحضارة تفرض سُطوعها الخالد. ونجمة بيروت الحبيبة ملكةٌ رائعة على عرش الحضارة، فلن يُشوِّه وجهَها خفافيشُ يُرسلهم أَقزامٌ لن يكونوا ذراتِ غبارٍ في الذاكرة حين يَسطع في الزمان تاريخُ لبنان.

 

لبنان... الجوع أم صندوق «قيصر»!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

في بداية شهر يونيو (حزيران) قامت وزيرة الدفاع زينة عكر بتوزيع نصّ «قانون قيصر» على الوزراء بهدف الاطلاع على مضمونه، وخصوصاً لجهة ما تردد من المخاوف المحقة، من انعكاس مندرجات العقوبات التي يفندها القانون بالتفصيل على لبنان ومن يتعامل مع دمشق وعلى عدد من المسؤولين اللبنانيين.

وتعرضت عكر من أوساط إعلامية، تعكس وجهات نظر «حزب الله»، لحملة قاسية، مع أن الحكومة كلها هي مِن صنع «حزب الله» وتعكس لوناً سياسياً واحداً، يقوم على التحالف بين الحزب و«حركة أمل» والرئيس ميشال عون، أضف إلى ذلك أن كثيراً من المعلومات والتحذيرات كانت قد توافرت عن مندرجات القانون، وما يمكن أن يعكسه على لبنان الرسمي، الذي ينفذ سياسة تهافت وانفتاح على النظام السوري منذ أعوام من «حزب الله».

ولأن لبنان بلد العجائب، كان من المثير فعلاً يوم الأربعاء الماضي أن يقوم وزير الخارجية ناصيف حتي باستقبال السفيرة الأميركية دوروثي شيا لاستيضاحها عن القانون وتداعياته المحتملة على لبنان والشركات اللبنانية، في وقت كانت الأخبار تتحدث منذ أسابيع عن تهريب المازوت والقمح المدعوم من لبنان إلى سوريا، وهو ما أشعل المظاهرات الأخيرة، والأغرب من كل هذا أن دعوة السفيرة شيا إلى الخارجية، جاءت رغم أن السفارة أعادت قبل ساعات تغريدة وزارة الخارجية عبر «تويتر»، حول مضمون «قانون قيصر» ومفاعيله، فهو «يوفّر للحكومة الأميركية آلية قوية لمحاسبة النظام السوري على فظائعه، وبموجبه ينبغي على أي شركة أجنبية عدم الدخول في أي عمل مع هذا النظام».

الأشدّ غرابة من كل هذا أن المسؤولين في الحكومة اللبنانية، بدوا وكأنهم لم يتنبهوا إلى تقرير صدر في 10 يونيو عن لجنة الدراسات الجمهورية في الكونغرس، تضمن توصيات حول الشرق الأوسط، تدعو إلى احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة، من خلال تشديد حملة الضغوط القصوى على طهران، والمفاجأ أن التقرير وضع لبنان وإيران في سلة واحدة، عندما ضمّه إلى هذه الجهود مركزاً على أمرين مهمين جداً...

أولاً - الدعوة الصريحة إلى إنهاء المساعدات الأمنية الأميركية إلى الجيش اللبناني، وكذلك دعوة الكونغرس، بسبب ما سمّاه سيطرة «حزب الله» على لبنان، إلى إقرار تشريع يحظر إرسال أي أموال إلى صندوق النقد الدولي لإنقاذ لبنان، معتبراً أن إرسال هذه المساعدات لن تعني «سوى مكافأة لـ(حزب الله) بينما يتظاهر اللبنانيون ضد الفساد ويدعون إلى الوقوف في وجه (حزب الله)»، وتطبيق القرارات الدولية، ومنها القراران 1559 و1701 اللذان يدعوان إلى حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية!

ثانياً - الدعوة صراحة إلى أن تقوم الولايات المتحدة بمعاقبة حلفاء «حزب الله» في لبنان، وقد ذكر بالاسم صهر الرئيس ميشال عون، جبران باسيل، ملوحاً بوجود مروحة واسعة من الأسماء التي سيتم الإعلان عنها.

هذا التقرير الذي وضعته مجموعة من النواب المحافظين ليس ملزماً حتى الآن للإدارة الأميركية، لكنه في ذهابه إلى هذه الحدود يوحي ضمناً أنه من الممكن أن تتسع أهداف «قانون قيصر» إلى هذه الحدود، ثم إنه من المؤكد والواضح أنه يذكّر بأن مفتاح صندوق النقد الدولي، الذي ينخرط في مفاوضته للحصول على دعم يساعده في مواجهة أزمته الخانقة، يبقى في يد الولايات المتحدة، ولعل ما يؤكد هذا حركة الاستنفار الدبلوماسي وتحرك السفراء الأوروبيين في بيروت، باتجاه المسؤولين، سواء لجهة التنبيه إلى مخاطر «قانون قيصر» وتداعياته المحتملة على لبنان، أو لجهة تلمّس الموقف اللبناني من القانون، وخصوصاً بعد إبلاغهم أن الدول الأوروبية ستلتزم مندرجات العقوبات!

في موازاة ذلك، كانت المفاوضات التي تخوضها الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي، بمثابة فضيحة رغم عقد 14 جلسة حتى الآن، فقد تبيّن أن «خطة الإنقاذ» التي أعلنها الرئيس حسان دياب من بعبدا، في خلال اجتماع، وصفه عون بـ«اليوم التاريخي»، تقوم على خلفيات سياسية وأرقام غير واقعية، جعلت منها فضيحة تاريخية، أولاً لأن الدولة اضطرت إلى تشكيل لجنة نيابية لتوحيد الفوارق بين أرقام الحكومة الهمايونية وبين أرقام المصرف المركزي العلمية، وثانياً لأن الفضيحة الأدهى بيّنت أن حكومة اللون الواحد تبحث عن ضحيتين لتحميلهما مسؤولية إفلاس البلاد...

أولاً في محاولتها تحميل المسؤوليةِ حاكمَ المصرف المركزي رياض سلامة، الذي كان هدفاً يومياً للتحامل منذ بداية العقوبات الأميركية على «حزب الله»، وامتثال المصارف لهذه العقوبات حرصاً على الوضع المصرفي العام في لبنان.

ثانياً محاولة التهرّب من أي عملية إصلاح حقيقي تطالب بها الدول المانحة وصندوق النقد الدولي، لأن من الواضح أن هناك مسؤولين وسياسيين نهبوا البلاد، وأوقعوها في ديون فلكية، وأي إصلاح حقيقي يفترض أن يبدأ بهم، ولكنهم عبر محاولاتهم تحميل المصارف والبنك المركزي المسؤولية، يكونون قد حمّلوا المودعين الذين سرقوهم مسؤولية السرقة... فساد واضح فاضح لا يبرر طبعاً!

مجموعة الأزمات الدولية وضعت دراسة حاسمة حول هذا، عندما نشرت تقريراً يوم 8 يونيو يقول؛ لا حلّ غير الإصلاح الحقيقي لتصحيح الوضع، وإن أي إصلاح على قواعد بنيوية سيؤدي إلى وضع نهاية للنموذج السياسي الفاسد؛ حيث تعمل الزمر السياسية الفاسدة على سرقة موارد الدولة وتقاسمها، ولكن لا قدرة أو رغبة في هذا الإصلاح عند الطبقة السياسية، لأنه سيسحب البساط من تحت أقدامها، ومن الصعب جداً أنهم سيقومون بالإصلاح، ما لم يجد اللبنانيون الذين أعلنوا الثورة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أساليب للضغط على المستوى السياسي!

يوم الأربعاء الماضي، مع بداية تطبيق «قانون قيصر»، الذي يفرض عقوبات على «حزب الله» وكل من يتعاون أو يدعم النظام السوري، ويسعى تالياً إلى سحب وتقطيع حزام النفوذ الإيراني، من لبنان إلى طهران، مروراً بسوريا والعراق، خرج حسن نصر الله، وهو مهندس الحكومة اللبنانية، ليعلن العزم على مساعدة سوريا على «قانون قيصر»، داعياً لبنان إلى رفض التقيّد به والرضوخ له، ما يعني أولاً ضرورة نسيان إمكان الحصول على فلس واحد من صندوق النقد، وثانياً الاستعداد لمروحة قاسية من العقوبات الأميركية؛ خصوصاً في ظل محاولات وضع لبنان و«حزب الله» في سلة واحدة.

أكثر من هذا، دعا نصر الله إلى التخلي عن الدولار والانفتاح على «البديل الشرقي» من إيران إلى الصين، بما يضع لبنان نهائياً في خط الممانعة، وبدا كمن يقول؛ الأمر لي صراحة، عندما حثّ اللبنانيين على التصعيد في وجه كل طرف سياسي يرفض هذا الاتجاه، مستخلصاً أن «قانون قيصر» يضغط على اللبنانيين لتخييرهم بين الجوع أو تسليم سلاح «حزب الله»، مختزلاً موقف لبنان كله، بطرح ثلاثية جديدة، أي: لن نجوع ولن نسلّم السلاح وسنقاتل الأميركيين!

بعد كل هذا ليس غريباً أن يقوم «قيصر» بإقفال أبواب صندوق النقد الدولي في وجه لبنان، رغم أن إيران تتودد لهذا الصندوق منذ 3 أشهر، والغريب أن يكون لبنان مدفوعاً إلى صفّ الممانعة الآخذ في التفكك من سوريا إلى العراق، وذلك نتيجة ما يتردد عن اتفاق ضمني أميركي روسي تركي، لن يكون في وسع الصين أن تحول دونه!

 

جدها في «برافدا»

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

في الماضي كان على الصحافي العربي أن يقرأ صحيفة فرنسية مستقلة مثل «الموند»، لكي يعرف أحوال واتجاهات العالم. وكان يقرأ الصحف البريطانية لكي يعرف تطورات الشرق الأوسط. والصحف الأميركية لكي يستطلع ماذا يدور في واشنطن وتل أبيب. ولم تكن هناك حاجة لصحف روسيا لأنه لم تكن هناك صحافة سوفياتية. كل سياسة موسكو كانت تصدر في تعليق لـ«البرافدا»، أو تصريح في وكالة «تاس»، أو تحليل في «نوفوستي». والباقي قراءة في الصور: إذا كان بودغورني خلف بريجينيف فمعناه أنه سوف يقال قريباً. وإذا كان إلى يمينه فمعناه أنه مطمئن إلى وضعه مدة عامين على الأقل. فيا سائر الرفاق تطلعوا وعوا، ولا يأملنَّ أحد منكم بأي ترقية قريبة. في روسيا الجديدة صارت هناك صحافة جديدة. الأسماء نفسها: «برافدا» و«تاس» و«نوفوستي»، ولكن بأسلوب حديث وصور ملونة لرجل واحد. وملأ المحللون والمحللات الروس تلفزيونات العالم، بكل اللغات، خصوصاً العربية. ومعظم هؤلاء من «مراكز أبحاث» أو «مراكز دراسات» كلها تابعة لرأي مركزي واحد، لكنها تتحدث بلهجة «موضوعية»، إلا إذا «نرفز» صاحبها من السؤال. لم يتغير أسلوب الصحافة وحده، بل تغير وضع روسيا برمّته. صار فلاديمير بوتين يتدخل في شؤون أميركا، ويخوض الحروب في القرم وأوكرانيا وسوريا وتركيا، و«يبارك» مرشحي الرئاسة في لبنان، وهذه مسألة كانت في الماضي حكراً على أميركا وفرنسا ومصر وسوريا ومنظمة التحرير. الآن على صحافيي العالم وعلى سياسييه، أن يقرأوا الصحف الروسية، لكي يعرفوا ماذا يدور في دمشق. وهل كلامها عن الخلاف بين الرئيس السوري ورامي مخلوف تحت عين موسكو أم لا. ولا بد أن تقرأ أكثر لكي تحاول أن تعرف أين يقف الكرملين في نزاع يشمل أقرب حلفائها الخارجيين.

لكن من يقرأ ويسمع الإعلام الروسي، يجب أن يكون قد أدرك الآن، أن الروس يتحدثون كثيراً ولا يقولون شيئاً. أو يقولون ثم ينقطعون عن الكلام تاركين لك حرية وحيرة التأويل. وعندما يكون هناك موقف روسي حقيقي ونهائي فسوف تقرأه في بيان مقتضب في «البرافدا» أو «تاس».

في غضون ذلك، يتسلى الزملاء الروس، ويسلون قراءهم ومستمعيهم. ويمتّعون صاحب الكرملين الذي يفضل منتجع «سوتشي» المفضَّل عند الرباعين.

 

مصر بين معارك السدين

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

مصر هبة النيل وميدان حياتها، وساح معاركها التي لا تغيب. دفق يحدوه أسرار تسكن في أعماق نهر النيل، وبذور تلد خرير الوجود الممتد مخترقاً الصحراء والزمن. السد العالي الذي كان حلماً تبنيه الآمال في العقل المصري منذ سنين، لم يغب عن الحاكم والمحكوم في التاريخ المصري. صار ذلك المشروع توأماً لنهر النيل في مصبّه المصري، وتداخل مع اهتزازات الإبداع والنغم والوجدان الوطني. لقد أَسطرَ النيل ذاتَه قبل أن يحوّله المبدعون منذ الفراعنة حتى الآن إلى الدفق المقدس. هو الثدي الذي يُرضع كل المصريين على مدى الدهر، ويطعمهم بلا منة، هو الأم والأب. لقد تغزل فيه الشعراء عشقاً، رفعوا له الرؤوس إجلالاً كما يخاطبون الأب، وتسابقوا على تقريض جمائله على أولاده على امتداد الوادي. لقد خلَّد النيلُ الشعراءَ الذين تغنوْا به أكثر ممَّا هم خلدوه. رائعة أحمد شوقي الطويلة، قصيدة «النيل»، هي معلقة الماء والحياة والتاريخ والتقديس لساحر الوجود على صدر الضمير المصري. ساءل أحمد شوقي النيل عن مصدره وتكوينه وقوته السحرية، تم تدفق أمير الشعراء تماهياً مع أمير الماء في قصيدة تندفع في قافية لها صلابة خاصة، وجرس يرنّ بالرهبة والعظمة، قافية - القاف. قال أمير الشعراء احمد شوقي وهو بين يدي النيل:

من أي عهدٍ في القرى تتدفقُ

وبأي كفٍ في المدائنِ تُغدقُ

ومن السماءِ نزلتَ أمْ فُجرتَ من

عليا الجنانِ جداولاً تترقرقُ

وبأي نولٍ أنتَ ناسجُ بردةٍ

للضفتينِ جديدُها لا يَخْلَقُ

تُسقي وتُطعمُ لا إناؤكَ ضائقُ

بالواردين ولا خِوانكَ يَنفَقُ

لو أنَّ مخلوقاً يُؤلَّهُ لم تكنْ

لسواك مرتبةُ الألوهةِ تُخلقُ

جعلوا الهوى لك والوقارَ عبادةً

إنَّ العبادةَ خشية وتعلقُ

وإليكَ بعد اللهِ يرجعُ تحته

ما جفَّ أو ما ماتَ أو ما يَنفَقُ

النيل، ليس كغيره من أنهار الدنيا، مياه تجرى في تراب حفرته بنعومة وقوة اندفاعها. النيل حياة تتجدد من دون توقف، وتاريخ يرتوي ويروي. ذاك ما حلَّق فيه الأمير بشعره في صوفية عشق ووله، قال:

جعلوا الهوى لك والوقار عبادة

إنَّ العبادة خشية وتعلقُ

العبادة ليست شركاً بالله، هنا خشية من هيبة هذا الكائن العظيم وتعلق به. الشعراء الكبار لا مناص لهم من العوم في ماء العظمة النيلية وكذلك المطربون.

الشاعر المبدع الكبير الذي يسبح في عبير الكلمات محمد حسن إسماعيل، هامَ بالنيل متيماً بجماله وسحره وعطره:

مسافرُ زاده الخيالُ

والسحرُ والعطرُ والظلالُ

ظمآن والكأسُ في يديهِ

والحبُ والفنُ والجمالُ

شابت على أرضه الليالي

وضيَّعت عمرها الجبالُ

ولم يزل ينشد الديارا

ويسأل الليلَ والنهارا

يا واهب الخلد للزمانِ

يا ساقي الحبِ والأغاني

هاتِ اسقني ودعني

أهيم كالطير في الجنانِ

يا ليتني موجةً فاحكي

إلى لياليك ما شجاني

المبدع محمود حسن إسماعيل ولج إلى كون نهر النيل من ركن آخر، من مسرب التدله والعشق، النيل هو من يهب الخلد للزمان وليس العكس. النيل هو المسافر دائماً عبر المكان والزمان. معه زاده الخاص، الخيال والسحر والفن والظلال. تلك هي الدنيا والحياة، ثم يقول له:

آه على سرّك الرهيبِ

وموجك التائه الغريبِ

يا نيلُ يا ساحرَ العيونِ

قصيدة شوقي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم بألحان المعجزة الموسيقية رياض السنباطي، فنبتت دنيا أخرى في مياه النيل، ونهضت الأسطورة شعراً وموسيقى بصوت فيه سحر النيل الشامل، أما إبداع الشاعر محمود حسن إسماعيل فقد هام فيه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لحناً وغناء، فصار النيل بمائه وزمانه وجوداً بديعاً، أوبرا الماء الراقصة هياماً ببهائه الطاغي.

النيل لمصر ليس مجري شريان ماء يسقي ويطعم بله روح في ثنايا أرض الكنانة، ودفق حياة في شرايينها. كان السد العالي مشروع حياة مضافاً إلى لب الوجود الخالد في مصر. كان حلماً قاد تجسيده على الأرض إلى معركة بالسلاح والدم. عندما امتنع البنك الدولي تمويل المشروع قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس كي يكون دخلها مصدر مال يمول المشروع فكان العدوان الثلاثي. صار السد العالي هرم الحلم والدم وتغنى المصريون والعرب بمعركته التي أكملت الانتصار. كتب أحمد شفيق كامل، ولحن كمال الطويل، وغنى عبد الحليم حافظ، أغنية المعركة والإنجاز، «قلنا حنبني ودا احنا بنينا السد العالي

يا استعمار بنيناه بإيدينا السد العالي.. من أموالنا بإيد عمالنا.

وغنت أم كلثوم، قصة السد من كلمات عزيز أباظة وألحان رياض السنباطي:

كان حلماً فخاطراً فاحتمالا

ثم أضحى حقيقة لا خيالا

عمل من روائع العقل جئناه

بعلم ولم نجئه ارتجالا

بإنجاز السد العالي في عمق نهر النيل، تضاعف الوجود الأسطوري للنيل في الحياة المصرية. سرى النور من مولدات السد العالي إلى أرجاء مصر، ودخل النيل ضوءاً إلى كل بيت مصري.

اليوم تعيش مصر معركة أخرى، هي معركة النيل وسد آخر. سدٌّ سينتصب في إثيوبيا يضغط على شريان الحياة والحب والأسطورة النيلية المصرية، يجثو على أحمد شوقي ومحمود حسن إسماعيل وعلى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وعزيز أباظة ورياض السنباطي. كانت معركة بناء السد العالي سلّماً لبناء النهضة المصرية، وتعبئة الروح الوطنية. يبدو أن سدود النيل مشحونة بالإنزيمات ذاتها. السد الإثيوبي الذي اُختير له اسم سد «النهضة»، حوله الإثيوبيون إلى قضية وطنية. رفعوا حوله الشعارات، وبعد الخلاف على مكوناته الفنية وزمن تعبئته، توالت التصريحات الساخنة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي هدّد وتوعد وكذلك قادة جيشه. مثلما كان السد العالي في مصر ملحمة وطنية رفعت هامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، يبدو أن رئيس الوزراء الإثيوبي الشاب، يريد أن يجعل من سد النهضة مدرجاً يرفعه إلى سدة الزعامة الوطنية، بعد أن نجح في تحقيق السلم الاجتماعي، وفتح البلاد للاستثمار الأجنبي. صحيح أن سد النهضة سيحقق نقلة مهمة في عملية التنمية الإثيوبية، لكن التصعيد مع مصر بسبب تفاصيل فنية، يمكن تجاوزها بتفاهم لا يكلف إثيوبيا الكثير، وراءه دافع سياسي محض هو التعبئة الوطنية، من أجل أن يكون المشروع حزاماً مضافاً إلى الروابط التي أنجزها آبي أحمد في زمن قياسي داخل النسيج الاجتماعي الإثيوبي. الشعارات التي ترافق التصعيد السياسي بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، هي النشيد الآخر الذي يسترجع صوت عبد الحليم حافظ، ولكن بلغة ونغم وهتاف إثيوبي. وتبقى معارك مصر مع السدود والنيل، طويلة مثل مسافة نهر النيل في المكان والزمان. مصر هبة النيل كما قال المؤرخ الإغريقي هيريدوت، ولا تكون إلا به، ومن حقها أن تقف الدنيا معها وهي التي أعطت للإنسانية دفق الفكر والإبداع والحياة.

 

دول النيل وأزمة سد النهضة

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

«إذا انخفض منسوب النهر فليهرع كل جنود الفرعون ولا يعودوا إلا بعد تحرير النيل مما يقيّد جريانه» عبارة منقوشة على جدران معبد حورس، بينما وزارة الخارجية المصرية تقول: «لن يتم التهاون في حق الشعب المصري في هذه القضية، وسنقوم بحمايتها بكل الوسائل المتاحة».

فمن حق دول حوض النيل حماية حقها في النيل، الذي ارتبط في العالم بمصر، ولا أحد يذكر إثيوبيا رغم أنها بلد المنبع، وهذا لأن «مصر هبة النيل» كما وصفها هيردوت، فلا يمكن ذكر النيل من دون ذكر مصر.

سد النهضة أو سد الألفية الكبير (Grand Ethiopian Renaissance Dam) هو سد إثيوبي يقع على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول - قماز، والاتفاقيات لتقاسم مياه النيل عام 1902، نصَّت على عدم إقامة أي مشروعات سواءٌ على النيل الأزرق أو بحيرة تانا ونهر السوباط، وهذه الاتفاقية تتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه النيل، وأنَّ لمصر الحق في الاعتراض في حالة إنشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النهر وروافده، فسد النهضة الإثيوبي كلّف نحو أربعة مليارات دولار منها 1.8 مليار دولار أميركي يقال إن التمويل فيها من البنوك الصينية، رغم وجود شبهات بتمويل إسرائيلي، ورغم نفي الأخيرة بشدة، فإن الربط بين زيارة بنيامين نتنياهو لإثيوبيا في عام 2016 بالتزامن مع افتتاح المرحلة الأولى لسد النهضة زاد من حجم التكهنات. إضافة إلى أن تصريحات إثيوبية بشأن الشراكة بين إسرائيل وإثيوبيا في إدارة الكهرباء الإثيوبية، خصوصاً أن سد النهضة هو أكبر مشروع مائي لإنتاج الكهرباء، وهذا أسال لعاب نتنياهو إذ قال: «إسرائيل ستدعم أديس أبابا، لتتمكن إثيوبيا من الاستفادة من مواردها المائية». إعلان إثيوبيا استعدادها لملء السد بشكل أحادي يفاقم الأزمة ويدفعها في طريق مسدود، خصوصاً في ظل التعنت بشأن الاستمرار في بناء السد وملئه من دون التشاور مع دول حوض النيل كما تنص الاتفاقيات، والمماطلة وترحيل الأزمة من اجتماع لآخر ومن مكان لغيره، الهدف منها كسب الوقت لاستكمال البناء وملء الخزان ووضع مصر والسودان في حكم الأمر الواقع وفرضه، وهذا السلوك مهدد للأمن الإقليمي، فبيان وزارة خارجية إثيوبيا الذي وصف قرار الجامعة العربية عن سد النهضة الإثيوبي بـ«القرار الأعمى» يعد هو الآخر خروجاً عن اللياقة الدبلوماسية في التعاطي مع الأزمة، بينما الخارجية المصرية ترى أن «النهج الإثيوبي يدل على نية في ممارسة الهيمنة على نهر النيل، وتنصيب نفسها كمستفيد أوحد». تأثير السد على دول المصب يتمثل في انخفاض توافر المياه، نظراً لفترة ملء الخزان وانخفاض دائم بسبب التبخر من خزان المياه، وبالتالي سيؤدي إلى خفض دائم في منسوب المياه في بحيرة ناصر. ما تقوم به السلطات الإثيوبية يعد استفزازاً غير محسوب العواقب والمخاطر، فهناك لعب بالماء والأمن المائي.

المفاوضات الأخيرة وصلت إلى طريق مسدود، بسبب التعنت الإثيوبي بشأن تعبئة خزان التجميع، بينما كانت الدول الثلاث قد توصلت الشهر الماضي إلى اتفاق مبدئي على أن عملية ملء السد ينبغي أن تتم على مراحل في أثناء موسم الأمطار، ولكن إثيوبيا نكثت الاتفاق، خصوصاً أن السعة التخزينية تصل إلى 74 مليار متر مكعب، وهي مساوية تقريباً لحصتي مصر والسودان السنوية من مياه النيل. الموقف الإثيوبي يحاول وضع مصر والسودان أمام خيارين؛ إما التوقيع على وثيقة تجعل من إثيوبيا صاحبة الإرادة العليا، وإما أن تكونا في مواجهة ملء سد النهضة كأمر واقع.

حل أزمة سد النهضة لا بد أن يكون تفاوضياً، وأي تلميحات لاستخدام الخيار العسكري من أي طرف سوف تعقِّد الأزمة ولا تقدم حلاً، كما أن التعنت الإثيوبي والإعلان عن عزمها البدء في ملء السد في يوليو (تموز) يضع العصا بين دواليب العربة، ويعرقل فرص الحل السلمي.

 

أزمة سوريا مستمرة ما دام الأسد في القصر

شارلز ليستر/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

تقف الأزمة السورية اليوم أبعد من أن تكون قد انتهت، وإنما بدلاً عن ذلك توحي التطورات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة بأننا نعاين فصلاً جديداً يبدأ في الأزمة، تبدو فيه الديناميكيات المرتبطة حصرياً بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام العامل المحوري، وراء حالة انعدام الاستقرار التي ستتمخض عنها. وتتمثل أخطر هذه الديناميكيات في التداعي والانهيار البطيء للاقتصاد السوري ـ أزمة مالية لا تعتبر العقوبات السبب الرئيسي خلفها، وإنما الانهيار الاقتصادي في لبنان المجاور، والفساد المستشري، وتداعيات وباء «كوفيد - 19» وافتقار الحكومة إلى الكفاءة على نحو يصيب البلاد بالشلل وسوء إدارة للموارد. ورغم هيمنة «قانون قيصر» الأميركي على عناوين الأخبار، وإلقاء الكثيرين اللوم عليه في الكثير من المشكلات الاقتصادية التي تواجهها سوريا، فإنه في واقع الأمر، بعيد كل البعد عن كونه السبب وراء الوضع الراهن.

الملاحظ، أنه على امتداد فترة كبيرة من سنوات الصراع التسع الماضية في سوريا، سعى المجتمع الدولي بدأب نحو معالجة أعراض الأزمة، بينما ظلت الأسباب الجذرية محلها، بل وازدادت سوءاً. ويمكن القول إن السبب الجذري الأهم والمحرك الأول وراء سنوات الصراع التسع التي عانتها البلاد، يكمن في بشار الأسد ونظامه والذي كان من شأن ممارساته الوحشية والانتهازية طرح البلاد أرضاً. ومع استمرار وجود الأسد في القصر الرئاسي بدمشق، يشهد الاقتصاد السوري حالة من الانفجار، وللمرة الأولى بدأت مظاهرات ومشاعر مناهضة للنظام تشتعل داخل مجتمعات ومناطق لطالما تمسكت بالحياد والولاء للنظام.

قبل اشتعال انتفاضة ربيع 2011، كان دولار أميركي واحد يكافئ 45 ليرة سورية، لكن خلال الأسابيع الأخيرة تراوح المعدل ما بين 2.300 و3 آلاف للدولار الأميركي الواحد. اليوم، ربما يتمكن متوسط الراتب الشهري السوري من شراء بطيخة واحدة أو كيلوغرام من الليمون. اليوم، تراجعت الإعانات بدرجة كبيرة، في الوقت الذي تغلق فيه الشركات الصغيرة أبوابها، وحظر البنك المركزي تقديم أي قروض للشركات الخاصة، وربما تشكل أزمة نقص وشيكة في القمح بداية مجاعة أواخر العام الجاري. في شمال سوريا، تسبب قرار تركيا بالتعجيل من نقل أجزاء من حلب وإدلب نحو التعامل بالليرة التركية، فعلياً في إخراج قرابة 30% من سكان البلاد من دائرة التعامل بالليرة السورية وتوجيه ضربة موجعة للاقتصاد.

بدأت الحكومة الأميركية في 17 يونيو (حزيران)، تفعيل «قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين»، ويشكل أقوى مجموعة من العقوبات الثانوية تفرض ضد نظام الأسد. وقد استغرق التشريع سنوات حتى تمريره، ويفوض الحكومة الأميركية لفرض عقوبات ضد أي شخص أو حكومة - حليف أو خصم - يعاود التعاون اقتصادياً مع النظام السوري. وبالنظر إلى التوجه البطيء السائد اليوم المتمثل في تحرك العديد من حكومات المنطقة نحو استعادة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، واهتمام بعضها بدعم عملية إعادة إعمار سوريا، يهدف «قانون قيصر» لإحباط أي تحركات نحو استئناف التعاون الاقتصادي مع سوريا. ومن المؤكد أن العقوبات الجديدة تفاقم الأزمة الاقتصادية القائمة بالفعل في سوريا، لكنها ليست السبب فيها. وبالمثل، فإن رفع العقوبات لن يحل مشكلة الانهيار المالي في سوريا، وإنما بدلاً عن ذلك قد يسهم في إطالة أمد هذا الانهيار وتعميق أسبابه الجذرية.

ومع تداعي الاقتصاد، أفاق السوريون الذين لطالما وقفوا إلى جانب النظام أو رفضوا الانقلاب عليه، على واقع مظلم يكشف أن الحياة في يونيو 2020 أسوأ بكثير عنها خلال ذروة الصراع المسلح 2014 - 2015. ولا يبدو ثمة أمل نهاية النفق المظلم. وتبعاً لما كشفته العديد من المصادر داخل دمشق من الموالين للنظام، فإنَّ البلاد لم تشهد من قبل مثل هذا القدر الهائل من مشاعر القلق بخصوص المستقبل والآراء المعارضة لبشار والمشككة في قدرته على دفع البلاد خارج الأزمة. علاوة على ذلك، فإنَّ قرار الأسد باتخاذ إجراءات قاسية لتقويض أغنى رجل أعمال سوري، رامي مخلوف، خلال الأسابيع الأخيرة خلق شعوراً عميقاً بعدم الارتياح في أوساط النخبة من أصحاب الأعمال الموالين للنظام. جدير بالذكر أنه من المعتقد أن ثروة مخلوف ساعدت في بقاء النظام على قيد الحياة منذ عام 2011، وأسهمت بصورة مباشرة في تمويل المؤسسة العسكرية السورية، وبالتالي فإن أي شخص يمكن أن يصبح الهدف التالي للنظام.

وفي هذا الإطار، خرجت على مدار أسبوع حتى اليوم مظاهرات كبيرة على نحو متزايد إلى شوارع السويداء، التي تقطنها أغلبية من الدروز في جنوب غربي سوريا. ورغم أن سكان المدينة تاريخياً ظلوا بمنأى عن حكم دمشق، فإنهم ظلوا في الجزء الأكبر منهم ينتقدون أو يشعرون بالريبة إزاء المعارضة السورية. ومع هذا، نجد أنهم خلال المظاهرات التي خرجوا فيها في الفترة الأخيرة اعتراضاً على الظروف الاقتصادية المتردية، رفعوا العلم الثوري المرتبط بجيش سوريا الحر وأعربوا عن تضامنهم مع من هم في إدلب. من ناحيتها، عمدت أجهزة الأمن التابعة للنظام إلى تكثيف الضغوط على هذه المظاهرات، وألقت القبض على قادتها، لكن هذا تسبب بدوره في تفاقم الغضب الشعبي في الشوارع. ويهدد بعض أقارب المحتجزين الآن بإشعال النيران في أنفسهم خارج المباني الحكومية ـ ربما في إشارة إلى الفعل الذي أقدم عليه محمد بوعزيزي في تونس وبدل وجه المنطقة بأسرها.

في تلك الأثناء، يبدو أن ثمة حركة تمرد معقدة وفتاكة على نحو متزايد آخذة في التطور في محافظة درعا بجنوب سوريا، في الوقت الذي يطل «تنظيم داعش» برأسه من جديد في وسط البادية. من ناحيتها، كثفت إسرائيل من ضرباتها المستهدفة ضد أهداف استراتيجية إيرانية داخل سوريا خلال الشهور الأخيرة، في الوقت الذي اتخذت تركيا خطوات واضحة للتأكيد على أن وجودها في شمال البلاد دائم. ورغم استمرار الغموض الذي يكتنف أسلوب تفكير الدائرة المقربة من دونالد ترمب، تعمل القوات الأميركية حالياً على توسيع قواعدها العسكرية في شرق سوريا، وتنفيذ عمليات مستدامة بقيادة الاستخبارات ضد «داعش» وقيادة التنظيم داخل سوريا. وهناك العديد من النتائج التي يمكن أن نستخلصها من كل ذلك، أولها: أن الأزمة السورية بعيدة للغاية عن خط النهاية، وإن كانت تتطور لتتخذ صورة أشد تعقيداً تلعب فيها الديناميكيات الداخلية للنظام دوراً أهم من أي وقت مضى. ثانياً: لا يشكل الأسد على الإطلاق المنتصر المستقر بعد السنوات التسع العصيبة الماضية، واليوم خلفت الأساليب الوحشية التي اتبعها كي يتمكن من البقاء خلال تلك السنوات التسع، ظروفاً قد تهدد استمرار حكمه أكثر من أي تحد عسكري. ثالثاً: لا يزال أمامنا دور للاضطلاع به في توفير للسوريين ما يطالبون به منذ أمد بعيد والذي أصبح حاجة ملحة اليوم، وهو تغيير سياسي حقيقي في دمشق يضمن العدالة والمحاسبة وتمثيل واسع للسكان وتشارك في السلطة وتفكيك للمركزية والأهم عن ذلك، مستقبل من الاستقرار.

وليس باستطاعة الولايات المتحدة ترك مثل هذا التأثير الإيجابي بمفردها - وإنما يجب أن يشكل هذا من خلال جهود متعددة الأطراف بقيادة حكومات المنطقة، التي تقف مصالحها على المحك. المؤكد أن سوريا لن تصبح مستقرة أبداً في ظل وجود بشار على رأس السلطة، ومثلما اتضح خلال السنوات التسع الماضية، فإن ما يحدث في سوريا لا يبقى داخل حدودها، فمنذ عام 2011 تأثرت دول الجوار المباشر والمنطقة بشكل أوسع والعالم بشكل عام بتداعيات غياب الاستقرار في سوريا. وما دام الأمر كذلك، فإن ثمة حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لتحركات دبلوماسية قوية.

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اجتماع في بعبدا بين الرئيسين عون ودياب لمتابعة مسار المفاوضات مع صندوق النقد

السبت 20 حزيران 2020

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند العاشرة قبل ظهر اليوم، رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات الراهنة. بعد اللقاء، الذي استمر ساعة ونصف الساعة، اكتفى الرئيس دياب بالقول: "إن الاجتماع يأتي في اطار التنسيق في ما يتعلق بمسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفق خطة التعافي المالي التي أقرها مجلس الوزراء".

 

الراعي يستقبل قزي وعبود في الديمان

السبت 20 حزيران 2020

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم، في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، الوزير السابق للعمل سجعان قزي والمحافظ الجديد لبيروت القاضي مروان عبود.

 

باسيل: دعوة رئيس الجمهورية الى الاجتماع في بعبدا درء للفتنة وغير مستعدين لسحب الثقة من الحكومة ما دامت تنجز والبديل غير متوافر

وطنية - السبت 20 حزيران 2020

اعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، في مؤتمر صحافي، أن "البلد يمر من قطوع الى قطوع، وآخر قطوع محاولة إسقاط الحكومة، في سياق المؤامرة الاقتصادية التي يتعرض لها لبنان وكنا توقعنا حصولها وسميناها 13 تشرين اقتصادية".

وقال: "في 13 تشرين 1990، كانت المعركة وجودية لأنها تتعلق بلبنان الحر السيد المستقل، واليوم المعركة أيضا وجودية لأنها تتعلق بمصير الدولة. الذين شاركوا بضربنا بال90 لتخلو الساحة لهم، فرغت الساحة منهم أيضا، انها يرتكبون الخطأ نفسه اعتقادا منهم أنو بإسقاط العهد، يرتاحون منا. لم يفهموا أنه بسقوط مشروعنا تسقط الدولة وبسقوط الدولة يسقط الوجود، إلا اذا كان مشروعهم ان تحل الميليشيا من جديد مكان الدولة والجيش، والدولة الصغيرة تحل مكان لبنان الكبير. وهنا الكارثة!".

الوضع الاقتصادي

وتناول الوضع الاقتصادي، فقال: "شو صار؟ مع بدء المؤامرة، كان هناك حكومة وحدة وطنية قرر رئيسها أن يهرب من المسؤولية ويرجع على رأس حكومة الثورة، أضعنا الوقت لغاية وصول من ارتضى تحمل مسؤولية وتغيير النهج. من الطبيعي أن المنظومة السياسية والمالية المتحكمة بالبلد منذ التسعين تتصدى للتغيير. هذه المنظومة كانت قطعت السيولة المالية لتطلق شرارة الحراك الشعبي ب17 تشرين، ومع تراجع الحراك الصادق قررت أن تتلاعب بسعر صرف الليرة، وتسكر حنفية الدولار، لتعيد السيناريو نفسه الذي أسقط حكومة الرئيس كرامي في العام 1992. وكلما الحكومة دقت بهذه المنظومة، سيتكرر السيناريو نفسه ، مثلما جن جنونهم في التعيينات المالية الأخيرة. لذلك يجب أن تبقى الحكومة جاهزة لتمنع سقوط التغيير. كيف؟

- أولا، بصمودها وبأعمالها لتحافظ على ثقة اللبنانيين وثقة الجهات الداعمة لها؛ ورغم كل ملاحظاتنا وحثنا للحكومة على زيادة انتاجيتها، نحن غير مستعدين لسحب الثقة منها طالما هي تنجز والبديل غير متوفر، وغير مستعدين لوضع البلد في الفراغ والمجهول من جديد، مثل ما حصل مع الحكومة السابقة.

- ثانيا، بتأمين الاستقرار الأمني والنقدي.

1- الأمني، من خلال ضرب كل من يحاول أن يخرب السلم الأهلي ويسبب الفتنة. ما حصل في بيروت وطرابلس يجب أن يكون درسا كبيرا للجميع بأن الفتنة ممنوع حصولها. الفتنة السنية الشيعية لا يجوز التحريض عليها بحديث ال1400 سنة على لسان الطفيليين، وهي ستفشل طالما يرفضها الكبار. والفتنة المسيحية الاسلامية ممنوعة، وخطوط التماس في الشياح لن ترجع، وليست مظاهر الحماية الذاتية المزيفة التي تمنعها انما التفاهمات العميقة التي تشهد عليها كنيسة مار مخايل؛ لذلك لن تقوى على إسقاط هذا التفاهم أي قوة بهدف إسقاط الوحدة الوطنية. هذا من جهة، أما من جهة ثانية، فمن يحرض علينا للتعويض عن ضعفه لن نرد عليه، لأننا حريصون على أهله أكثر منه. ومن جهة ثالثة، العيش الواحد في الجبل هو مقدس بالنسبة الينا، ولن تقوى عليه حادثة قبرشمون؛ ومع صدور القرار الظني ظهرت الحقيقة المعروفة، لكن هذا الأمر يدفعنا لمزيد من التسامح. من هنا تأتي أهمية دعوة الرئيس الى الاجتماع في بعبدا درءا للفتنة بكل أبعادها حتى ولو اختلفنا سياسيا، أفلا نلتقي على منع الفتنة عن بلدنا؟

2- النقدي، من خلال إجراءات فعلية مسؤول عن اتخاذها مصرف لبنان ولا يمكن اختصارها بضخ محدود للدولارات بتروح ضيعان من دون وقف التلاعب بالدولار وإلغاء الدولرة تدريجيا والاتكال على العملة الوطنية، والحد من الحاجة للدولار بتخفيف الإستيراد وترشيده وزيادة الانتاج والتصدير وجذب الاستثمارات؛ الاجراءات كثيرة وتتضمن حصر عملية الصرف بالمصرف المركزي للمواد الأساسية كالمحروقات والقمح والأدوية، وحصرها بالمصارف التجارية للسلع الغذائية والمواد الضرورية للإنتاج، وإلزام المصدرين بتحويل ثمن صادراتهم الى المصارف اللبنانية، وإيقاف الدعم المعمم على المحروقات والقمح لئلا تذهب أموال الدعم لغير اللبنانيين واستبدالها بقسائم دعم للمحتاجين انتاجا أو فقرا.

- ثالثا، الإصلاحات البنيوية المطلوبة:

1- الفساد: لا يكفي أن تكون الحكومة غير فاسدة، ولكن مطلوب منها محاربة الفاسدين وهو ما لم يظهر بعد.

2- الكهرباء: جيد أن الحكومة أقرت الخطة التي، إذا نفذت، تؤدي الى 24/24 وتصفير العجز؛ ولكن على الحكومة أن تلزم المعامل الكهربائية ومعامل التغويز وتعين مجلس ادارة كهرباء لبنان وتعدل قانون الكهرباء، لتستطيع أن تعين الهيئة الناظمة.

3- أصول الدولة: يجب أن يبدأ تأسيس الصندوق السيادي الائتماني لاستثمار أصول الدولة، وتلزيم تنفيذ هذه العملية لاستشاريين عالميين، لأن لا حل لتعويض الخسائر الكبيرة إلا من خلال هذا الصندوق.

4- الإصلاحات المالية في الموازنة المقبلة لتصغير العجز، خاصة عن طريق ضبط التهريب والجمارك وتسكير بعض المؤسسات ووقف الهدر.

5- الإصلاحات النقدية: يجب أن يبدأ تنفيذ خطة الحكومة مع إجراء التصحيحات اللازمة عليها، وتحديد نهائي للخسائر بالتزامن مع تنفيذ قرار مجلس الوزراء بإجراء التدقيق التشريحي على حسابات مصرف لبنان، وهنا نستغرب التأخير غير المبرر وكأنه إخفاء لما سيظهر. إن عدم اطلاق هذه العملية هو أكبر فضيحة بحق هذه الحكومة".

التيار الوطني الحر

وتحدث عن "تعرض التيار الوطني الحر للإغتيال السياسي الجماعي"، فقال: "نحن دخلنا الى هذا النظام سنة 2005 بعد رحيل الوصاية وعودة القرار الحر للبنانيين لنقدر ان نغير من الداخل ديموقراطيا. ولكننا لسنا الأكثرية، ولا نستطيع ان نأخذ وحدنا القرارات لصالحنا، لذلك نحن بحاجة دائما الى أكثر من فريق ليكون معنا لنحصل على أكثرية. وأنتم تعرفون أنه حتى أقرب أصدقائنا لم يكونوا معنا في الكثير من الملفات او القرارات، وذلك لاعتباراتهم أو أولوياتهم، وهذا ما يسبب القلق او البلبلة في صفوف التيار، ويعبر عنه أحيانا في وسائل التواصل الاجتماعي؛ ويسألوننا، بقلق او بزعل، لماذا يتركوننا وحدنا ولا يقفون معنا في الملفات الأساسية كالكهرباء والنفط والفيول وسوكلين ومرفأ بيروت والاتصالات والموازنة والجمارك والحدود وغيرها. ونحن كنا نجاوب بضرورة تفهم أسباب حلفائنا، ولكن اليوم مع اشتداد الظروف وأثرها النفسي والمادي عند الكثيرين، لم يعد بإمكاننا الطلب من الناس ان تتفهم أكثر! كنا نقول في السابق أن أولويتنا هي بناء الدولة وبالتالي محاربة الفساد، وهم يقولون أن أولويتهم المقاومة لحماية الدولة، وبالتالي للتمكن من بنائها لاحقا. أما الآن فالخطر الوجودي يطال الدولة وبناءها، والمقاومة وحماية لبنان، فماذا يبقى من أولوية على ذلك؟ وماذا يجب ان يحدث أكثر لكي نتخذ القرار بتغيير السياسات القديمة؟ ولكي لا أفهم خطأ، أنا اتكلم حصرا عن السياسة المالية والاقتصادية، وربطا عن الفساد، الذي أوصلنا الى الانهيار، ولا أتكلم عن اسرائيل والارهاب أو عن السياسة الداخلية".

أضاف: "الأموال تتسرب للخارج ولا نقوم باللازم لنستعيدها، ولا حتى نقوم باللازم لوقف تسرب المزيد منها واستنزاف احتياطنا النقدي المتبقي! من ال2005 الى ال2008 بقينا خارج الحكومة وعارضنا من مجلس النواب، من ال2009 الى ال2016 دخلنا الحكومة بأعداد متزايدة، من ال2016 صار على رأسنا رئيس جمهورية بصلاحيات محدودة ولم نستطع ان نغير السياسة النقدية ولا رأسها. والخيار الآن هو بين هذه المنظومة والبلد، إما هي وإما هو. فماذا نختار؟ طبعا نختار ان ننقذ البلد ونعمره! ولا يمكن تعمير بلد بالنكد السياسي والشائعة والتنمر، وهي آخر موضة. نعمر البلد بالعمل والجهد ومش بالكذب والكلام وعرقلة المشاريع. المشكلة بالعقلية السياسية التي تعتبر ان إنجاز أي مشروع من قبل غيرها هو خسارة سياسية لها فتعرقله".

وتابع: "استنجدنا بالناس ليساعدونا على السياسيين الذين عرقلوا مشاريع البلد على مدى سنين وشو بدنا نعد! من المحكمة الخاصة بالجرائم المالية، الى الكهرباء، الى النفظ والغاز، الى خط الغاز الساحلي، الى محطات التغويز FSRU، الى السيارات على الغاز وغيره. ورجونا المجتمع المدني ان ينتفض معنا ضد الذين أوقفوا المشاريع؛ لكن عندما انتفض، انتفض علينا، وبدل أن يساعدنا على وقف العرقلة، صار جزءا إضافيا منها وصاروا ينمرون علينا بكلمة "ما خلونا"، ويقولون لنا سموا، ونحن أساسا اختلفنا مع الكل من كثرة ما سمينا. لا أحد يستطيع أن يرهب التيار من قول الحقيقة، ولا من حرية الحركة بين الناس؛ وأنا أنبه أنه من اليوم، لن نسمح بالتعدي المادي والمعنوي علينا. ما زلت أحاول أن أهدئ شبابنا ليتحملوا الشتيمة والتعدي من أي أزعر بحجة أنه ينتمي الى الحراك، لكن الى متى؟ خلص! الحراك هو للأوادم وليس للزعران، ردوا الحراك للأوادم، لنحارب سويا الفساد ونعمر البلد. نحن نتعرض للإغتيال السياسي الجماعي بسبب الكذابين وأنا اتحسس مشاعر التياريين وأفهم غضبهم وأعتذر منهم على إلحاحي على تهدئة أعصابهم وتطويل بالهم، ولكن أعدهم اننا سنفضح الكذابين تماما مثلما عملت ندى بستاني مع أحد النواب، وسأعطيكم بعض الأمثلة:

1- التعيينات والمحاصصة: إتهام التيار بالمحاصصة هو لاستهدافنا بالادارة! من هم ضد الحكومة يريدون أن يعينوا محاسيب لهم وإلا يهددون بالاستقالة من مجلس النواب، ومن هم بالحكومة يختارون أناسا بأسوأ سيرة ذاتية، ومجبورة الحكومة تقبلهم لحتى مرجعيتهم ما تحرد. ورغم ذلك قاطعوا جلسة التعيينات، والطرفان يحاضران أنهم ضد المحاصصة. ما هي المحاصصة؟ أولا، نظامنا الطائفي موزع حكما حصصا على الطوائف والمذاهب. ثانيا، دستورنا ينص على الحصول على ثلثي الوزراء للتعيين، وبالتالي انت تحتاج لتوافق في مجلس الوزراء لتقوم بالتعيين. ثالثا، الاختيار يجب أن يكون من بين الأكثر كفاءة ونزاهة بالطوائف، وهنا التحدي الأساسي، وهنا تصلح الآلية لمساعدة الوزير على اختيار المناسب ولمجلس الوزراء بالقبول او بالرفض؛ ولكن لا يكون الحل بمخالفة الدستور وتخطي الوزير ومجلس الوزراء واستبدالهم بأشخاص اصلا مرجعية تعيينهم سياسية، لو مين ما كانوا، وحتى لو من المجتمع المدني. ما في حدا بالعالم بنظام برلماني بيتعين بالسلطة التنفيذية أو بالإدارة الا بقرار سياسي. نحن ساهمنا بوضع الآلية وطبقناها 14 مرة في وزارة الطاقة، وهي ساعدتنا أحيانا وغشتنا أحيانا، ولكن من غير المقبول أن يحولوها لقانون مخالف للدستور، فقط للنكد السياسي، لأنهم خارج الحكومة! وشوفوا مين!.

2- في التشكيلات القضائية: "الشيء نفسه ينطبق على التشكيلات القضائية. مجلس القضاء الأعلى تم اختيار اعضائه بمراسيم من سياسيين، لأن نظامنا يقوم على المرسوم الذي يوقعه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء المختصين المختارون من كتل نيابية بانتخابات من الشعب. لو صحيح أن الرئيس يريد وضع يده على القضاء، لكنا عينا مجلس القضاء الأعلى من قضاة تابعين لنا، خاصة انه كان لنا 3 وزراء عدل، وهذا ينطبق تحديدا على رئيس المجلس الذي اختاره رئيس الجمهورية لسمعته الجيدة ولاستقلاليته المفترضة. والبرهان أنه من اصل 10 قضاة في المجلس، لم يصوت ولا واحد منهم مع رغبة الرئيس المعروفة بعدم السير بالتشكيلات القضائية كما هي. الحقيقة أن الرئيس رفض التشكيلات لأنها لا تحترم المعايير التي تحدث عنها مجلس القضاء نفسه، بل تم فيها التقاسم بين مرجعيات لطوائف محددة ومجلس القضاء الأعلى. أين معيار الأقدمية؟ أين معيار الدرجات؟ أين معيار الكفاءة؟ أين معيار الكسر بالملفات؟ أين معيار الآدمية والنزاهة؟ أين هي المعايير القانونية؟ ومعايير الشفافية وعدم الاستنسابية والمحسوبية؟ الوقائع والأسماء معروفة من أصحاب الشأن، واذا لزم الأمر نتحدث عنها".

3- الفيول المغشوش: نحن قدمنا الملف من قبل 3 وزراء الى الحكومة لإجراء مناقصة جديدة ورفض مجلس الوزراء. نحن خفضنا الأسعار ووفرنا على الدولة 65 مليون دولار كل سنة. نحن كشفنا قضية الغش في الفيول وقدمنا شكوى الى القضاء. نحن رفعنا أي غطاء سياسي عن أي موظف وسكتنا، بوقت غيرنا حمى وهرب وتباهى، ورغم ذلك يحاولون رمي التهمة علينا، وبعض الحراك يشارك معهم باتهامنا تحت عنوان: كلهم يعني كلهم. هذا ملف فتح التحقيق فيه وتبين أنه فوق الدعم السياسي للمتورطين، هناك غش. غش بكميات الفيول المسلمة من خلال التلاعب بدرجات الحرارة بالمازوت وبزيادة المياه الى الفيول لضخه في الخزانات واحتسابها بالكميات، وغش بنوعية الفيول لأنهم يشترون وسخ الفيول ويضيفون له أوساخا كيمائية، وغش بتقارير الفحوصات. وهناك أضرار بمالية الدولة من خلال الغش بالأسعار، وبطريقة الدفع حيث تدفع الدولة خلال شهر بدل الاستفادة من فترة ال6 أشهر المسموحة وتوفر الفائدة، واذا تعمق التحقيق لاحقا قد يتبين أن هناك عمليات مالية سأتحفظ عن ذكرها حاليا.

كل ذلك لزيادة الأرباح وتمويل أفرقاء سياسيين، واحد منهم يعقد المؤتمرات الصحافية لمهاجمتنا والآخر يتنطح بكل وقاحة ويدافع في الإعلام. هذا كله لا يهمنا، ما يهمنا هو ختم جزء من التحقيق وإصدار القرار الظني وإصدار الأحكام بعدها لمطالبة الشركة بدفع الأضرار للدولة، وهذا اسمه "استعادة الأموال المنهوبة"، ليصدق اللبنانيون أنه يمكن للدولة ولو لمرة أن تحصل حقوقها. أعرف ان الناس يهمها أن ترى المرتكبين الكبار في السجن وليس فقط الموظف الذي يقبض 2500 دولار على كل تزوير، بل الكبير الذي يحمي ويأخذ ملايين الدولارات. هؤلاء، واحد اختبأ وآخر هرب، واحد يتلطى بالمظلة السياسية وآخر بمظلة مالية، وهذه الشمسيات كلها لن تنفعهم لأن ربنا سيدينهم في آخرتهم. يبقى ان يدينهم القضاء؛ هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان تتهرب من إجابة مدعي عام التمييز على أسئلته! ولكن هناك قضاة يواجهون الخطر ويقومون بعملهم بكل جرأة، ويبقى على قاضي الحكم ان يحكم باستعادة الأموال المنهوبة الى الدولة؛ ويبقى على الحكومة ان تجري سريعا مناقصة جديدة وتأتي شركات عالمية لا تلزم عملها الى شركات لبنانية فاسدة تلجأ الى السياسيين تمولهم على حساب الدولة، ليعملوا هم سياسة بالبلد على حساب الناس! وتعالوا بعد ذلك اقتلوني سياسيا واغتالوني معنويا، وما بدي أعمل رئيس جمهورية.

4- الكهرباء وسلعاتا والغاز: مشكلتنا بالكهرباء أننا نريدها 24/24 لنوقف العجز بالموازنة بسبب تسعيرة مدعومة هم وضعوها تؤدي الى خسارة من مليار الى مليارين دولار بالسنة حسب سعر النفط؛ هم وضعوا التسعيرة والدعم الذي يذهب للمواطنين وهم يتهموننا أننا مسؤولون عن هدر المال في الكهرباء وكأن المال يذهب الى جيوبنا وليس الى المواطنين. نريدها 24/24 لنوقف الموتورات التي تأخذ من المواطنين مليارين دولار بالسنة وهم يريدون إبقاءها لأنهم يستفيدون منها. نريدها 24/24 على الغاز لنوقف استيراد الفيول الغالي والمغشوش، وهم يريدون إبقاءها على الفيول لأنهم يستفيدون منه. الفيول هذا يمول نفس المنظومة. سلعاتا نريدها لأن من دونها لا كهرباء 24/24 كوننا بحاجة ل3 مواقع لنؤمن ال24/24، وبحاجة الى معملين وليس معمل واحد في سلعاتا، لنزيل المعامل القديمة المكلفة ولننتهي من معمل الزوق ومن تلويثه لكسروان ولنحرر أرضه الغالية الثمن لنجعلها مورد استثمار ودخل للدولة بدل أن تكون مكانا للهدر والتلوث.

واذا تكلمنا عن نقل أرض المعمل من حنوش الى سلعاتا، فلنخفف الكلفة على الدولة لأن كلفة الأرض الصناعية أرخص من الأرض السياحية، ولأن معمل كهرباء يجب وضعه في أرض صناعية وليس في أرض سياحية فيها جمال طبيعي وتراثي؛ وهم يريدون إبقاءها بحنوش لأن لهم مصالح مع الشركات التي تلوث. شركاؤهم وشركاتهم أهم من مواطنيهم.

أما الغاز، فنحن أجرينا مناقصة عالمية سنة 2012 وأخذنا باخرة تغويز واحدة في البداوي- طرابلس لأنه كان السعر الأنسب، اضافة الى قسطل غاز واحد على طول الساحل اللبناني من طرابلس الى صور. أوقفوا قانون القسطل منذ ال2012 في مجلس النواب، ورفضوا المعمل الواحد في حكومة الوحدة الوطنية وطالبوا بأكثر ووافقوا على 3 معامل تغويز، واحد على كل معمل كهرباء في دير عمار وسلعاتا والزهراني، والآن بعد ان خرجوا من الحكومة يتكلمون عن تطييف الغاز! أين كنتم من هذا الكلام عندما رفضتم في مجلس الوزراء المعمل الواحد؟! تفضلوا اعملوا محطة تغويز واحدة كبيرة مع قسطل واحد يغزي المعامل كلها، أو اعملوا محطة تغويز صغيرة لكل معمل على الشاطئ. لكن تقررون بالنكد إلغاء واحد من الثلاثة! أنا اخترت سابقا ان يكون المعمل في طرابلس لأنه الأرخص وأقبل الآن لأنه معمل وطني لكل لبنان؛ لكن أن تمذهبوا الموضوع أنتم وتضعوا واحدا في كل منطقة من مناطقكم ويفوز بها متعهدوكم المحليين، وتقولوا لنا لا لمنطقتكم وإلا تتهمونا بأننا نطيف الموضوع، فلا! استعينوا بمن شئتم من السفراء والدول، وهولوا علينا قدر ما شئتم بمستقبلنا السياسي، فلن تفرق معنا! لا شركة عندنا، ولا أرض عندنا ولا مصلحة عندنا سوى مصلحة شعبنا!

إما المنطق العلمي وإما المنطق السياسي! بالمنطق العلمي نغلب. هناك مناقصة عالمية شفافة جرت فاز بها تحالف شركتين عالميتين، ووافق عليها مجلس الوزراء. فرجونا الحوكمة الشفافة good governance والغوا نتائج المناقصة وتحملوا انتم المسؤولية! واعملوا توزيعة سياسية خارجية تراعي مصلحة لبنان".

5- المشاريع وعرقلتها: مثل عن المشاريع التي عرقلوها هي السدود. ما في سد عملناه إلا واخترعوا لنا قصة عليه. طبعا إن إنشاء السدود مسألة معقدة في العالم كله، وهي أصعب في لبنان بسبب طبيعته الجبلية والجيولوجية؛ لكن لا حل عندنا للمحافظة على مياهنا السطحية إلا بتخزينها في البحيرات والسدود، بعد أن لوثنا وهدرنا مياهنا الجوفية برخص الآبار العشوائية التي أعطاها المدراء العامون في قوى الأمن الداخلي خلافا للقوانين بموجب أذونات مخالفة تراوحت من البلاش الى ال50 ألف ليرة الى ألوف الدولارات.

آخر هذه السدود سد بسري، بعد أن اخترعوا السبب النووي لسد بلعا، والسبب التشجيري لسد جنة والسبب التدميري لسد القيسماني، وهيك! سد بسري وجر الأولي هما مشروعان متلازمان أقريناهما وأمنا تمويلهما في 2011 و2015، ودفعنا عليهما حتى الآن حوالي 500 مليون دولار منها استملاكات لبسري 155 مليون دولار، وبقي حوالي 200 مليون دولار لبناء السد، موضوع منهم 10% ومؤمن التمويل وملزم السد ليحتوي 125 مليون متر مكعب، أي اقل من دولارين لكل متر مكعب وهو أرخص سد في لبنان. المشروعان يؤمنان مياها من جزين لبيروت لحوالي 40% من سكان لبنان. بعد أن وافق عليه بالاجماع مجلس الوزراء، ووافق عليه بالاجماع مجلس النواب، ودفعنا كل الأموال، الآن يريدون إلغاءه بعد أن خرجوا من الحكومة بالنكد السياسي. قبضوا الاستملاكات ويطالبون بإلغائه ابتزازا لأنهم يريدون متعهدا معينا لهم. أقول لأهل بسري، اسألوا أهل عين دارة كيف روحوا عليهم سدهم وندموا! لا تروحوا عليكم هذا المشروع الحيوي البيئي المائي الإنمائي وتندموا عليه لاحقا لأنه لن ينفع الندم.

هذا السد هو لكم وليس للتيار الوطني الحر، هذه المياه هي لكل بيروت وليست للتيار الوطني الحر، هي للضاحية وللطريق الجديدة وللحازمية وليس للتيار الوطني الحر وبيروت وضاحيتها ستعطش من دونه! يستفيد منه 1,6 مليون اليوم و1,9 مليون لبناني في 2035، هذا المشروع ليس للتيار ليدافع عنه وحده، واذا دافع بيطلع مستفيد وفاسد! ستنتفعون من انمائه ومياهه في بسري، وستتمشون حوله وتفرحون به، كما يتنزه اليوم كل اللبنانيين على درب المسيلحة ويمرون جنب سدها، وكما يفرح الآن أهل اليمونة والبقاع بسدها، وأهل الكواشرة وعكار بسدها، وأهل القيسماني وبعبدا بسدها، وقريبا أهل بلعا وجرد البترون بسدها، وأهل جنة وجبيل بسدها وأهل بقعاتا والمتن بسدها؛ سيدشن هذه السدود أحد غيرنا وسيشرب الناس من مياهها وسينسون الكذب والخداع وسينسب بعض السياسيين الإنجاز لهم كما فعلوا سابقا، لا مشكلة، ولكن دعوا المشاريع تمشي والمناطق تزدهر والناس تتطور وأوقفوا نكدكم وخداعكم واتركوا البلد يتقدم".

الاستراتيجيات

من جهة أخرى، رأى باسيل أن "لبنان مطوق بالأزمات من الداخل والخارج؛ انتظار الحل من الخارج هو الموت البطيء ونحن مدعوون لكسر جدار الحصار. العهد والحكومة في أزمة ومعارضو الحكومة في أزمة ومؤيدو الحكومة مثلنا في أزمة والشارع في أزمة، اذا لا انتصار لأحد على أحد، بل الخسارة هي للجميع والكل يخسر من شعبيته عندما يفتقر كل الشعب اللبناني وينهار البلد. الكل من موقعه، دون مصالحات ولا تسويات، يمكن أن يساهم في الانقاذ؛ إلا اذا اعتقد البعض أنه بانهيار الهيكل هو ينجو، فهذا رهان خاطئ، والرهان على الخارج والاستقواء به وانتظار تطوراته لتحقيق انتصارات على الشريك هو رهان خاطئ، فالانتصار لن يأتي وصورة المنطقة بدأت ترتسم".

وقال: "تجزئة المواجهة تضعف لبنان وتجعلنا نواجه بعضنا بدل مواجهة المؤامرة، وتجعلنا، خوفا من بعضنا البعض، نلجأ الى منطق الحماية الذاتية. الاستفزاز الطائفي يضعفنا ويفتح الباب للمؤامرة للدخول علينا. الصراع على موضوع سوريا يضعف لبنان في مواجهة مخطط توطين النازحين. الخلاف على موضوع السلاح الآن واقحامه في اجندة الحراك يفقد لبنان عنصر قوة ويضعفه في مواجهة مخطط توطين اللاجئين. فتح الصراع الداخلي على 1559 وعلى صفقة القرن يسهل لإسرائيل اعتداءاتها على لبنان ويشجعها في خطواتها الأحادية المخربة للسلام كضم الضفة الغربية، وهذا عمليا نهاية لعملية السلام الذي نريده".

أضاف: "الخلاف على موضوع الأرقام والخسائر يجعل لبنان منقسما في مفاوضاته مع صندوق النقد، فيما عملية تحديد الخسائر هي عمل حكومي، وعلى شركات التدقيق المكلفة من قبلها القيام بها، وعلى صندوق النقد القبول بها لنجاح التفاوض، ويعود لمجلس النواب القبول بها أو لا عندما تطلب الحكومة مصادقته على الخطة أو عندما تطلب إقراره لقوانين من ضمنها، ولكن خسارتنا من اليوم لخيار صندوق النقد هو خسارة لورقة أو لإحدى أهم الخيارات التي يملكها لبنان. فلماذا الخسارة منذ الآن؟ على علمنا اننا مدركين لأهميتها ورحنا نشتغل لنقنع الأصدقاء بها وعندما قبلوا بها أصبحنا نعارضها؟ ولمصلحة من نريد إسقاطها؟ لمصلحة أصحاب المصالح الذين استفادوا على حساب مصلحة الدولة وانتفخوا استفادة وانهار البلد بسبب استفاداتهم والآن لا يقبلون أن هناك خسائر كبيرة لأنها ستأخذ من استفاداتهم وأرباحهم؟! من يتحمل مسؤولية فرط مسار التفاوض مع صندوق النقد قبل الوصول الى خواتيمه؟ اتركوا هذا الأمر لمن يريد فرط العهد والحكومة والبلد! أنا أفهم أن لا نقبل بشروط الصندوق ونراها قاسية، ولكن أن نفرطها منذ الآن قبل معرفة الشروط بسبب عدم رغبة البعض بتسجيل رقم كبير للخسائر وتحمله، فيما رئيس الجمهورية والمعنيون من الحكومة والمصرف المركزي وصندوق النقد اتفقوا على كيفية مقاربته! وصندوق النقد أعلن مرارا في الإعلام موقفه الواضح.

طيب، هل تعلمون ما يعني أن ينتهي خيار صندوق النقد؟ يعني اننا سنخسر مرجعية تجبرنا على إبرام الاصلاحات والإسراع بها. يعني اننا سنخسر أي إمكانية تمويل من الغرب وأي إمكانية لقيام استثمارات ومشاريع كالكهرباء والبنى التحتية وأي امكانية لاستنهاض القطاع المصرفي والاقتصادي. ويعني أننا سنذهب بالأرجح الى تدهور كبير في سعر الصرف وانهيار الليرة والى تضخم سريع بالأسعار والى وجوب زيادة المعاشات وسلسلة الرتب والرواتب وطبع العملة الوطنية بكميات كبيرة، وبالتالي انهيار اضافي لليرة وتضخم إضافي وصولا لا سمح الله الى النموذج الفنزويلي! ويعني اننا سنضطر للتوجه الى الشرق، ومن قال أن هذا هو خيارنا؟ هذا لا يكون إلا اذا فرض علينا ولم يبق لنا خيار غيره. هذا لا يعني اننا لا نريد أن نتعامل مع الشرق مطلقا ونبقي على تعامل أوحد مع الغرب! أبدا! ولكن أيضا لا نريد بخيارنا إدارة ظهرنا للغرب. لبنان بلد التلاقي والانفتاح والتوازن، ونحن نريده أن يبقى كذلك بتوازناته الداخلية والخارجية؛ نريده مزروعا في شرقه ومتفاعلا مع محيطه القريب والبعيد بالكامل، ولكن وجهه باتجاه الغرب! هكذا هو لبنان، هكذا رسمه الأوائل، هكذا ورثناه وهكذا نريده أن يبقى!".

وتابع: "انظروا كيف تم عمل كونسورتيوم للغاز في البحر في Total وENNI وNovatec. فلماذا يعمل بعض الغرب وبعض حلفاء الغرب في الداخل على إجبارنا ادارة وجهنا حصرا باتجاه الشرق؟! هل يعرفون نتائج ذلك ويتحملون المسؤولية؟ انا لا أتكلم عن حياد، بل عن انفتاح! أنا لا أتكلم عن حياد، بل عن ابتعاد عن مشاكل الخارج، فلماذا تأتون بها إلينا؟ قلتم لنا ابتعدوا عن أزمة سوريا، وأدخلتم عنصر النازحين الى داخلنا كعنصر دائم مزروع في داخلنا ومهدد للبناننا. والآن تأتون لنا بعنصر جديد اسمه قيصر، انتظرناه قيصرا من الشرق ليسكر علينا الغرب، فإذا به يأتينا من الغرب ليسكر علينا الشرق ويقطع عنا الهواء! فماذا لو أتانا بنتائج عكسية؟ نحن لا نريد أبدا المواجهة مع أميركا، لا بل نريد أن نحافظ على الصداقة معها. وقيصر ليس قانونا دوليا ولكن لدى أميركا القوة لفرض تطبيقه؛ وهو إن طبق فيعني قطع حدود، وزيادة عبء النازحين وتثبيت بقائهم، لا بل استقدام المزيد منهم بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا؛ وبالتالي فرضه يعني خنقنا من الداخل والخارج. نحن لدينا حدود مشتركة مع سوريا، وأناس وشركات ومصارف ومصالح تعيش بين البلدين، وسوريا هي رئتنا مع العالم العربي، فهل يريدون قطعنا عنه؟ قطعنا عن عروبتنا؟ ولسنا غربيين، بل سنبقى عربا ومشرقيين بثقافة متنوعة غربية وشرقية".

وقال: "لبنان له وضع خاص، وعلى أميركا من باب صداقتها معه وعدم خسارته كنموذج، ان تسمح له باستثناءات (waivers) لهذا القانون، بما لا يؤدي الى خنق لبنان، وبما لا يؤذي الغاية التي من أجلها وضعت أميركا هذا القانون، ولو كنا لا نوافق على هذه الغاية اذا كانت لخنق الشعب السوري. من هنا على الحكومة اللبنانية، ووزارة الخارجية البدء بمباحثات صادقة وصريحة للإقرار بهذه المصالح واعتماد هذه الاستثناءات للبنان. كما على لبنان، ولمصلحته، أن يأخذ جديا الاجراءات الآيلة الى ضبط الحدود ووقف التهريب على المعابر الشرعية وغير الشرعية. كذلك على لبنان ولمصلحته، وقف تسرب الأموال الى سوريا لأنه هو بحاجة ماسة اليها. ووقف دعم المحروقات والقمح وبعض المواد لأنها بذلك تتسرب خارجه وهو بحاجة اليها. العالم اليوم ما بعد كورونا سيمر بأزمة اقتصادية خانقة، وسيشكل حجم الدين العالمي نسبة غير مسبوقة للدخل العالمي، وهو وحده كاف لاندلاع الحروب المتنقلة، وقد نصل الى حرب عالمية اذا ما شعرت الدول الكبرى ان تنافسها الاقتصادي قد حسم لمصلحة أحد بسبب ما تسببت به الكورونا. أميركا لديها انتخابات رئاسية هذه السنة، وترامب يقول لإيران علنا تعالي الى اتفاق معي قبل الانتخابات، أنا سأربح والاتفاق معي الآن هو أفضل منه لاحقا، وإيران تجيبه بأن الحل هو بالعودة الى الاتفاق النووي الموجود وهو ما لا يمكن لترامب أن يقبل به قبل الانتخابات. اتفاق اميركا وإيران سيحصل، ولو بعد حرب، وسيغير أمورا كثيرة عندنا ويريحنا، ولكن التوقيت ضاغط بالنسبة لنا. لذا لا أقول أنه علينا الانتظار، بل علينا الصمود؛ والصمود يكون بالعمل على الإصلاحات وتنفيذها ويكون بالإقتصاد المنتج".

أضاف: "صدقوني إن ما يحصل هو فرصة كبيرة للبنان لتغيير اتجاه اقتصاده، وهو ما لم يكن ليحصل لو بقينا في نفس ظروف الدعم من الدولة بالاستدانة، اللبناني يعيش فوق قدرته. سنة 2018 استوردنا ب580 مليون دولار لحوم، وب100 مليون دولار سمك ونحن على المتوسط! لا، الوضع غير مقبول هكذا، ونحن لا نزرع ولا ننسج ولا نصنع! يقولون إن الحاجة أم الاختراع، ونحن شعب معروف بأنه يتحمل ويتأقلم والحاجة ستكون بالنسة لنا أم الابتكار. إبتكار الزراعات الجديدة، ولو على البلكون وسطح البناية، إبتكار الصناعات الجديدة ولو باختراع الماكينات وتركيبها محليا كما رأينا بمواجهة كورونا، وابتكار للسياحات المتنوعة ولو بفتح بيوت الضيافة ودروب المشي، وابتكار الخدمات الالكترونية التي تسمح لنا بتكييف التكنولوجيا لحاجاتنا. نشرب نبيذا لبنانيا بدل الاجنبي، ونشرب عرقا بدل الويسكي، ونصنع Vodka gin ونوقف استيراد 136 مليون $ من الكحول! هل تصدقون أن لبنان يستورد ب360 مليون $ من الألبان والأجبان والحليب، بالوقت الذي بإمكاننا أن نصنع حتى حليب البودرة في لبنان! بعض المؤسسات بدأت بتصنيع أكثر من 50 صنفا من الأغذية التي يستوردها لبنان. نحن سنتحول الى شعب صامد اقتصاديا، دون أن نخسر انفتاحنا وثقافتنا".

وتابع: "يجب أن نغير عاداتنا البشعة في الإنفاق ما فوق قدرتنا، ولكن نحافظ على تقاليدنا الحلوة بالضيافة والكرم، والأهم أننا شعب متضامن مع بعضنا وخاصة مع المحتاج، وأنا أكيد أن اللبناني لن يقبل أن يترك لبنانيا جائعا. وتجربة كورونا أظهرت لنا أول موجة من التضامن المجتمعي؛ في لحظات الضيق ستظهر محبتنا لبعضنا، والتيار مثلا يعمل على إيجاد الأراضي لزرعها بالحبوب ومساعدة الناس المحتاجة في كل المناطق؛ وإذا نجحنا، لن نترك محتاجا من دون ان نؤمن له العونة. نحن أهل العونة اللبنانية ولن يجوع انسان. كذلك يجب أن نجد الوسائل لعدم ترك أولادنا من دون مدارس وأن لا نترك مدارسنا تقفل. نحن تقدمنا باقتراح قانون لتقديم 300 مليار ليرة كمساعدة أولية الى المدارس الخاصة، وعلى الحكومة أن تزيد بموازنتها الأموال للمدارس الرسمية لأنها ستستوعب المزيد من الطلاب السنة المقبلة. المدرسة والجامعة هي عنوان تميز لبنان لأن العلم هو ما يحصن تنوعنا ويحمي شعبنا من الجهل والتعصب؛ ونحن هنا ننادي الدولة والدول والمنظمات والجمعيات العالمية والمنتشرين اللبنانيين، والفاتيكان والكنيسة الروسية والانجيلية أن يهبوا لنجدة طلابنا ومدارسنا وجامعاتنا والعلم في لبنان. مدارس الإرساليات هي من أسس للنهضة العربية، وإقفالها في لبنان يعني بداية العتمة الفكرية في بلدنا. صدقوني أن سلمنا الأهلي مهدد إن أقفلت مدارسنا. كما أن الاستقرار الأمني هو أهم ما عندنا، والحفاظ عليه هو واجب على الأجهزة وعليها عدم إظهار التراخي وتغييب هيبة الدولة في ظل قلة الأخلاق التي نراها من البعض. إن هذا المسار سيؤدي الى ان تأخذ الناس حقها بيدها ان لم تقم بذلك الأجهزة المولجة بأمان الناس وكرامتهم. وهنا أتمنى أن يعاد التفكير باعتماد برنامج الخدمة العسكرية لإنصهار اللبنانيين وتعزيز الانتماء الوطني ولتربية الشبان على محبة الوطن بدل ما يلعنوه، وكذلك على اعتماد برنامج الخدمة المدنية بالزراعة والقطاف وتجليل الأراضي وتجهيزالمشاعات، وبالبيئة والأنهر والشواطئ، والكثير من الأنشطة التي تربط الشاب اللبناني بأرضه وبيئته وطبيعته عوض ربطه بمشاريع وأفكار مشبوهة".

وقال: "أساس مشروعنا للدولة المدنية هو بالتربية المدنية لتنشئة طلابنا وشبابنا على الفكر المدني والمواطني وهو شرط أساسي لكي تكون المواطنة بالنفوس وليس بالنصوص. نحن نشرنا هذا الأسبوع ورقتنا السياسية التي نقرها سنويا في 14 آذار ولم ننشرها وقتها بسبب موجة كورونا، وقد شددنا فيها على مشروعنا للدولة المدنية وما يجب أن يرافقه من خطة تنفيذية وبرنامج زمني لإنشاء مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب وقانون الأحوال الشخصية الموحدة وقانون اللامركزية الإدراية والمالية الموسعة وإدارة أصول الدولة والتنمية المناطقية والتطوير الواجب في دستورنا وسد الثغرات فيه للوصول بالتوافق ومن خلال الدستور الى نظام علماني متطور، بدل البقاء في نظام طائفي يولد لنا الأزمات تباعا".

أضاف: "كذلك نحن كنا تشاركنا قبل 17 تشرين بإعداد وثيقة سياسية مع مجموعة من الشخصيات الوطنية لنعلنها في تشرين الثاني 2019 في مؤتمر كبير يضم شخصيات تؤيد الدولة المدنية؛ إلا أن احداث 17 تشرين أخرتها. الآن تمت مراجعة الوثيقة وتم تحريك بعض الإتصالات لنرى اذا كانت الجهوزية لا تزال قائمة، فوجدنا التجاوب الكافي والإيجابية الكافية لإطلاق هذه الوثيقة، ونأمل أن نعقد هذا اللقاء التأسيسي الأول خلال شهر تموز المقبل، ليكون انطلاقة وطنية لكل التنوع اللبناني في مشروع يوحد اللبنانيين تحت راية انتمائهم اللبناني، أي "اللبنانية"، في وقت نشهد فيه مشاريع ومؤامرات التقسيم تفتك بكل دول المنطقة، وخاصة القريبة منا، في مشرقنا العربي".

وختم باسيل: "هذه وسيلتنا السياسية الآن للتأكيد على وحدة لبنان وتمسكنا بالعيش الواحد فيه، وللبحث الجدي عن كيفية تطوير نظامنا السياسي الذي يمنعنا من الإنتاجية بإسم الطائفية، ومن الإصلاح بإسم الطائفية، ومن البناء والتطور والتقدم بإسم الطائفية. الله خلقنا شعوبا وقبائل وأوصانا بأن "أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم"، فلنعمل بوصية الله ونحافظ على عطيته لنا، لبنان".

 

جنبلاط: العقوبات تضعف الدولة لا “الحزب”

الوكالة الوطنية للإعلام/20 حزيران/2020

اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن “المواجهة الحالية بالعقوبات على ايران، وبالتالي على حزب الله وعلى الطائفة الشيعية، سوف تنهي الكيان اللبناني وأسس الكيان اللبناني القديم، وأيضا المصارف والجامعات والمدارس، لأن هذا الأمر سوف يؤدي إلى انهيار اقتصادي، وسوف تنتهي فكرة التعددية في لبنان. الآن يكابرون نتيجة كورونا، لكن عندما يفتح المطار، فإن نخبة اللبنانيين سوف تهاجر، مثل ما حصل بعد مجاعة الحرب العالمية الأولى”.

وعن الحل، قال جنبلاط عبر منصة “Restart” مع الإعلامية ديما صادق: “ليس هناك من حل، هناك فرضيات، فمثلا لو بقي الاتفاق النووي الإيراني قائما لما وصلنا الى ما نحن فيه، ولو نجحنا بنتيجة إيجابية في الحوار الوطني عن السلاح الذي طالب به الرئيس ميشال سليمان عبر الاستراتيجية الدفاعية لما وصلنا الى ما نحن فيه، ولو خرجت الحكومة الحالية، على الرغم من كل تعثراتها بالحد الأدنى من خطة اقتصادية إصلاحية لما وصلنا الى ما وصلنا اليه”.

وأضاف: “اتصلت بجيفري فيلتمان صديقي وقلتها سابقا، إن العقوبات لن تضعف حزب الله، من الممكن أن تضعفه بأطرافه، ولكن لن تضعفه بل سوف تضعف الدولة اللبنانية”.

وردا على سؤال، قال: “التصنيف اليوم أن حزب الله منظمة إرهابية، لكن كم من منظمة إرهابية في التاريخ تم الاعتراف بها لاحقا، كالحركة الوطنية الجزائرية بالنسبة الى فرنسا كانت منظمة إرهابية ثم كان الاعتراف بها، وكذلك نلسون مانديلا ومنظمة التحرير الفلسطينية وحماس وIRI، ولا زلنا نسبيا في لبنان أغنى من قطاع غزة لكن سوف نصبح مثل قطاع غزة، وهذه حماس موجودة وهذه التنظيمات تسمى منظمات غير حكومية تتحول بعدها الى دول”.

وتابع جنبلاط: “في أواخر العام 2004، آنذاك دفع مروان حماده ثمن 1559 الذي اتهم زورا من السوري أنه صاغه، لكن الرسالة كانت الى رفيق الحريري الذي لاحقا اغتاله النظام السوري بحجة أنه هو من صنع 1559، واستمر بقتل خيرة اللبنانيين المثقفين والنواب بسبب حقد النظام. سابقا كانت هناك عقوبات فردية بالاغتيال، الآن هناك عقوبات جماعية بالاقتصاد”.

وعن قانون قيصر الذي يعاقب النظام السوري، رد جنبلاط: “كم من فرصة ذهبت، حتى في أيام أوباما عندما رفض ضرب النظام السوري، كان الرئيس الفرنسي هولاند كان مستعدا، أوباما كان يفاوض على النووي، كم كلف التردد الغربي من ضحايا بمئات الآلاف وتهجير للملايين من الشعب السوري”.

وتعليقا على الخطاب الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله ومن يقصد بقوله “سنقتلكم”، قال: “ليس هناك أي وقع لكلمة سنقتلكم علي، إذا كان يريد أن يقتل الأميركيين فليفعل، لكن الذي يموت موتا سريريا هو البلد. فكرة البلد، فكرة الإرساليات، الجامعة الأميركية، اليسوعية، فكرة الجامعات والمدارس، فكرة المثقفين، والصحافة والتنوع والتعددية، نتيجة العقوبات وأخطاء الحكم، كلها تتشابك. حزب الله في موقع دفاعي لكنه يملك القدرة على الكلام والتهديد”.

وتابع ردا على سؤال عن دعوة نصرالله الدولة إلى التوجه الى دول الشرق للمساعدة: “إذا أراد التوجه الى الصين فلنتوجه للصينيين إذا سمح لهم الأميركيون بإنشاء محطة كهرباء. أما نموذج إيران الاقتصادي فليس نافعا، لم يكن هذا التشبيه أي التوجه الشرقي ناجحا وواقعيا. فلنعد الى الميثاق الوطني بين بشارة الخوري ورياض الصلح، لبنان ذو وجه عربي، وأذكر عندما خاطب كمال جنبلاط في حضور عبدالناصر العام 1959 وكان على رأس وفد كبير من الجبل، قال: حافظوا على الكيان اللبناني. كان كمال جنبلاط لبنانيا وعربيا، لكنه كان مع العروبة الإنسانية، وعندما طلب منه حافظ الأسد الانضمام إلى الوحدة قال له: لن أدخل في السجن العربي الكبير، عندما تصان الحريات أدخل”.

وعن لقائه بالرئيس سعد الحريري، قال: “نحن نبني علاقة جديدة. كلنا يخطىء، ويجب رؤية المشهد العام العريض. قابلت ايضا الرئيس ميشال عون وقابلت الشيخ سعد وعلى اتصال دائم مع الرئيس نبيه بري الذي هو نقطة ارتكاز في الحوار وضمانة، وكان هناك خلاف في الجبل، والأمير طلال أرسلان طلب اللقاء وحسنا فعلنا، في حضور الرئيس بري ورعايته لحل الخلاف في الجبل”.

وبالنسبة إلى التعيينات، قال: “أنا لا أطلب شيئا من التعيينات، وقلتها بالأساس بشكل علني”.

وعن انتخاب الرئيس ميشال عون، علق: “كان هناك اتفاق مع سعد الحريري على انتخابه، فعون يمثل حيثية مسيحية سياسية أساسية في جبل لبنان”.

وعما إذا كان سيشارك في لقاء بعبدا، أجاب: “نعم سوف أذهب، فأنا أنادي كل يوم بالحوار، لماذا لا أذهب؟”.

وردا على سؤال عن الخطة الاقتصادية للحكومة، أجاب: “اكتشفوا أخيرا أن هناك فرق 120 ألف مليار في تحديد العجز، ربما بسبب كثرة المستشارين عند حسان دياب. اكتشفوا أن هناك كذبة كبيرة، وهذا أخذ وقتا. نحن لم نصل الى رقم محدد أمام صندوق النقد الدولي. المطلوب فريق عمل يعطينا الأرقام الحقيقية للخسائر الفادحة في الاقتصاد، وأن نحاول أن نطرق بشكل جدي مجددا أبواب البنك الدولي وصندوق النقد وهناك فرق بينهما، فصندوق النقد له شروط قاسية جدا. المطلوب أن نتفادى البعض من هذه الشروط، وبحسب ما قيل لي إنه للبنك الدولي مبلغ 500 مليون دولار قد يكون موجودا من أجل العائلات الأكثر فقرا. في الأمس كانت العائلات الأكثر فقرا محدودة، اليوم زاد حجمها. فإذا استطعنا أن نستفيد من هذا المبلغ لمساعدة هذه الفئة الكاملة من الذين فقدوا أعمالهم في لبنان والخليج”.

ورأى جنبلاط أن “أملاك الدولة وحدها تساوي تقريبا 100 مليار دولار، فاذا أحسنت إدارتها وهذا لا يعني أن نبيعها، ففي الاقتصاد ليس هناك أي شيء يقول إننا يجب أن نصفر كل ديوننا. يجب أن نخفض هذه الديون لكي تصبح مقبولة ومعقولة، وبالقليل من حسن الإدارة، إنقاذ ما يمكن إنقاذه”.

وعن تغيير الحكومة، قال: “لا نملك وقتا، نحن في سباق مع الزمن بين قيصر وغير قيصر، والليرة وبين النقص في الدولار. كان القرار بتدخل البنك المركزي مجرما، فالمسؤولية ليست على رياض سلامة وحده. يجب أن نحافظ على ما تبقى، إذا بعد في، من الدولارات من أجل الغذاء والمستشفيات والطلاب في الخارج، وبالأمس هددت المستشفيات بأنها لن تقوم بالعمليات، ومن أجل المازوت، وهنا تأتي فضيحة التهريب الكبيرة لتموين سوريا بالمازوت والطحين. أين الثورة التي كانت منظمة؟ ثورة 17 تشرين كانت جدا منظمة وأغلقت الطرقات بشكل جدا حضاري، ليضعوا حواجز على الحدود أمام هذه الشاحنات”.

وأضاف: “في الجبل هناك العلاقة الدرزية – المسيحية، الإسلامية – المسيحية، ولا يمكن أن يكون الجبل جزيرة. يجب رؤية كل البلد والمشهد العام مثل المشهد المخيف الذي حدث في طرابلس وبيروت من تكسير وخراب. نحن في الجبل لا نعيش بغير كوكب، نحن نعيش في لبنان، نواجه كارثة اقتصادية وكلنا جزء لا يتجزء”.

وردا على سؤال عن اللقاء مع أرسلان، أجاب: “أخذت الخلافات وقتا مع الأمير طلال، هذه المرة بسبب الخلاف السياسي مع ما يمثله الأمير في ما يتعلق بالنظام السوري، قلنا كل واحد منا له خياراته، لكن على الأقل حل مشكلة البساتين والشويفات بشكل حضاري ثم نحتكم للقانون والأعراف”.

وعن موضوع تأمين النصاب في جلسة الثقة في حكومة حسان دياب، أجاب: “لا أندم على تأمين النصاب، ذلك لأنني لست مع الفراغ، لكنني لا أفهم تصرف حسان دياب في التردد والتبعثر بالجهود بوجود جيش من المستشارين، منهم السيء ومنهم لا شيء. هناك أشباح من الماضي، منهم ضباط سابقون يفرجون عن أحقادهم الماضية على البعض منا ويدمرون ما تبقى لحسان دياب من خطة، ولكن هذا لا يعني أننا نريد الدخول بمتاهة تغيير حكومة”.

وعن مطالب المواطنين الذين نزلوا الى الشارع، لفت إلى أنه شعر بأنه معني بهذه المطالب. وقال: “في كل المناطق، كانت هناك حركات اعتراضية على كل الزعماء، وحصل ذلك في الجبل، حيث لا صور مرفوعة لي، لكن كانت هناك صورة واحدة قرب المختارة”.

وأضاف: “لا أحد يبقى طويلا في السلطة، أي في مكان معين ونافذ، إلا وحتما، يرتكب أخطاء”. ولفت الى أنه ليس موافقا على توصيف ما حصل بكلمة “ثورة”، واعتبر أن “الزعيم اسم تقليدي، لكنه موجود سواء زاد الحجم أو نقص”.

ورأى أن “الظروف ستجعل من لبنان، لبنان الجديد”. وقال: “لدينا تراث هو محاربة إسرائيل، ورفض هذا الكيان أو الاستعمار. أما المعركة مع سوريا فكانت صعبة، لكن الجغرافيا تحكم. هناك البحر وإسرائيل. وهناك سوريا والعرب”.

ولفت جنبلاط الى أن “المعركة ضد الرئيس الأسبق إميل لحود، لست أنا من أخطأ في عدم الزحف إلى بعبدا. غيري أخطأ. لكن لن أسمي. أما ميشال عون فتحكمنا تموجات في العلاقة. لكنه موجود، والتقينا”.

وشدد على أنه سار مع الرئيس نبيه بري “وأسقطنا مشروع الهيمنة على لبنان من إسرائيل. هذا إنجاز كبير، ونفتخر بهذا العمل. أنا والرئيس بري وغيره. علينا ألا ننسى الشهيد الرفيق الحريري الذي كان معنا بشكل غير مباشر، لم يكن في السلطة حينها. هذه علاقة تاريخية”.

وقال جنبلاط: “ليس هناك شيء اسمه RESTART للبلد. ليس هناك شيء يبدأ من جديد. تحدثنا معا عن سبل وجود حلول لتفادي الانهيار، وهناك حلول”.

وشدد  على أن “لبنان الكبير لم ينته، بل سايكس – بيكو انتهى”. وقال: “مؤشرات انتهاء سايكس – بيكو كانت في الاحتلال الأميركي للعراق والفوضى فيه، ولاحقا فتح المجال للجمهورية الإيرانية بالتمدد إلى البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا ومن ثم إلى لبنان”.

وقال: “صحيح أن حزب الله كان موجودا سابقا في لبنان، لكن هذا الكيان العراقي الموحد عبر سايكس – بيكو، الذي لم يكن موحدا أيام العثمانيين، فتح المجال واسعا للجمهورية الإسلامية للوصول بقوة إلى لبنان. لبنان الكبير عاش في توازنات معينة وصمد ككيان بين الشرق والغرب، بين عبدالناصر والأميركيين. وحتى حافظ الأسد احترم على مضض لبنان الكبير، مع أنه كان يقول: شعب واحد في بلدين، واليوم لبنان مهدد بأن يصبح في ما يسمونها سوريا المفيدة، وقد يكون جزءا من محافظة طرطوس أو اللاذقية، وهذا الكلام ليس هاجسا بل تحليل في الوقت الحاضر”.

وردا على سؤال أجاب: “الطائف لم ينته. رسميا هو موجود، لكنه لم يطبق. ومن البنود التي لم تطبق بند بسيط، وهو لجنة إلغاء الطائفية السياسية، ومجلس الشيوخ. كانت هناك أعراف، ومنذ أيام رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود إلى حد ما وفي أيام التفاهم بين الشيخ سعد الحريري والرئيس ميشال عون، نشأت أعراف قلصت من دور رئاسة الحكومة”.

وذكر بأن “سايكس – بيكو جاء عندما وعد الغرب الأمير فيصل بتعيينه ملكا على كل المنطقة العربية التي كانت تحت سيطرة العثمانيين، لكن الغرب أخل بوعده. فخرجت آنذاك، وعلى الرغم من كل شيء، كيانات وطنية، من العراق وسوريا والأردن، هذه الكيانات حتى أيام الانتداب، لم تكن هناك هذه النعرات التي نشهدها اليوم بين الأعراق والقبائل والمذاهب والطوائف. كانت هناك كيانات جميلة، وكان هناك نضال وطني من أجل التحرر، كما كان هناك نظام ديموقراطي جميل، لكن بعد فترة من الاستقلال كانت هناك مصيبة انقلاب حسني الزعيم، وكان أول انقلاب عسكري برعاية أميركية، ثم أتى عبدالناصر الذي كان بالنسبة إلينا المشروع العربي الكبير، لكنه عسكري، وفي الخمسينيات كانت العسكرة لمصر والتأميم كان مقبولا، لأنه حقق إنجازات في ما يتعلق بالإصلاح الزراعي والسد العالي، لكن عندما وقع في الفخ وأتت ولاية شكري القوتلي في سوريا وطلبوا من عبدالناصر الوحدة، طلب منهم حل كل الأحزاب، وطبق في سوريا الإصلاح الزراعي. وأعتقد أن التأميم لم يكن مطلوبا، وصار هناك انفصال، أي النكسة الكبرى”.

وأضاف: “الكيان السوري لم يقسم، ولن تتقسم سوريا. وإذا ما خرج بشار الأسد من الحكم، أراهن على وطنية السوريين أن يوحدوا سوريا، أو بناء وحدة سوريا، كما فعل الوطنيون السوريون في ثورة 1925، ولاحقا في الثلاثينيات، وليس لدينا يأس إلى هذه الدرجة. أما الفيديرالية في لبنان فكلام بلا طعمة. وهذا مثل الكلام الذي صدر آنذاك العام 1975، عن التعددية الحضارية والتقسيم. كل هذه مشاريع صغيرة تدمر البلد”.

وعما إذا كان هناك خوف من وقوع لبنان بالفيديرالية، قال: “هناك منظرون، ودورات فكرية عقيمة، لكن لا خوف. فيديرالية بين من ومن؟”

وردا على سؤال، أجاب: “ليست هناك جماعات غير قابلة للتعايش في الدول العربية، وأرفض هذا القول. هذه النظرية يريدها الكيان اليهودي، أي أن يقسم الشرق إربا وطوائف ومذاهب وقبائل. هذا مشروعه الأساسي، أن يعيش هو، أي الإسرائيلي اليهودي في محيط صراعات. لكن لن نستسلم أمام هذه الأمور. أنا أؤمن بالوطنية الجامعة، وأؤمن بالشعور العربي الجامع وهو غير أنظمة البعث الاستبدادية، أو النظام الناصري الذي كان في مصر، وتغير بعد الهزيمة العام 1967، إذ كان أمام أفق مسدود، لكن كان لعبدالناصر نكهة مختلفة”.

وعن المواجهة المباشرة بين “حزب الله” والولايات المتحدة الأميركية في لبنان، قال: “هذه ليست المواجهة الأولى، فحرب 2006 كانت بضوء أخضر أميركي، وكانت النظرية السخيفة ضرب لبنان وتحطيم البنية التحتية وتهجير الشيعة، لكي تكون هناك انتفاضة شيعية ضد حزب الله”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 20-21 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

بؤس زمن أغبر ومحّل فرّض علينا قيادة قزمية وإسخريوتية باسيل

الياس بجاني/20 حزيران/2020

خلاصة المؤتمر الصحفي الولادي للصهر: اسهال واستفراغ كلامي ولازمة هني ونحن..بؤس زمن فرض علينا نحن الموارنة هذا القزم الإسخريوتي

 

زمن مّحل وذمية وبؤس قادتنا الموارنة الروحيين والزمنيين

الياس بجاني/20 حزيران/2020

الكارثة المارونية تكمن في سيدنا وبغربته عن المارونية وبرئيس جمهورية يخدم المحتل وبأصحاب شركات أحزاب ذميين أين منهم والإسخريوتي

 

عون وجعجع والخيارات الفاشلة والمشخصنة والكارثية

الياس بجاني/20 حزيران/2020

خيارات عون وجعجع وراء 99% من مصائب مجتمعنا المسيحي.نرسيسية واسخريوتية وقلة إيمان وخور رجاء والمصيبة تكمن في صنمية وضياع زلمهما

 

الطاقم الحزبي والسياسي في لبنان ادمن الفساد والإحتلال والذل والذمية والعبودية

الياس بجاني/19 حزيران/2020

الطاقم السياسي والحزبي في لبنان طروادي وأسخريوتي بنسبة99%..وهو يغطي المحتل الإيراني لأن هذا الأخير يغطي فساده وبالتالي الطاقم عملياً هو أخطر من المحتل..والمأساة تكمن في صنمية وغباء قطعان واغنام الطاقم المحصيين وطنياً وفكرياً وعقلياً وكرامة...وحلها إذا فيك تحلها..جماعة ادمنت الفساد والإحتلال والذل والذمية والعبودية

 

ميشال عون الذي احبه الناس فيما مضى وتحدوا الإحتلال لن تجبرهم اليوم كل وسائل القمع عن المجاهرة بكرهه

الياس بجاني/19 حزيران/2020

يوم احب الناس عون لم يجبرهم أحد واليوم والبعض يجاهرون بكرهه لن تجبرهم كل وسائل الإضطهاد على تغيير احاسيسهم. الحب لا يشترى ولا يفرض بالقوة

 

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 21 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87498/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-742/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for june 21/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87501/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-june-21-2020/

 

إلى “الحقير” البطريرك مار بشارة بطرس الراعي…

بقلم المخرج يوسف ي. الخوري/20 حزيران/2020

لا أعرف، ولا أريدُ أن أعرف ما إذا كان الدستور اللبناني يحرّم التعرّض للمقامات الدينية، فأنا اليوم لا أخاطبك لِكَوْنِك رأسَ طائفتي المارونيّة، بل لكَوْنِك مواطنًا لبنانيًّا ورِثتَ مجدَ لبنان عن أسلافك البطاركة العظام، ولم تُثبت بعد أهليّتك لحيازة هذا الإرث. ولأنّ رسالتي الحاضرة هي موجّهة من لبناني وطني (أنا) إلى مواطن لبناني (أنت)، سوف أُسقط فيها ألقابك الكارديناليّة والبطريركيّة، إذ يُحرّرني هذا الأمر من قيودي المارونيّة وأنا أتكلّم مع

http://eliasbejjaninews.com/archives/87482/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1/

 

لبنان… الجوع أم صندوق «قيصر»!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/20 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87489/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d8%b9-%d8%a3%d9%85-%d8%b5%d9%86%d8%af%d9%88%d9%82-%d9%82%d9%8a%d8%b5%d8%b1/

 

حين تُمطر الدعاوى على أصحاب المصارف… ولادة رابطة الدفاع عن المودعين قريباً

نوال نصر/نداء الوطن/20 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87485/%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%ad%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d9%8f%d9%85%d8%b7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b9%d8%a7%d9%88%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

 

Turkey: Erdoğan Wishes “Many More Happy Conquests”

Burak Bekdil/Gatestone Institute/June 20/2020

بوراك باكديل: الرئيس التركي أردوغان يتمنى العديد من الفتوحات السعيدة

http://eliasbejjaninews.com/archives/87493/burak-bekdil-gatestone-institute-turkey-erdogan-wishes-many-more-happy-conquests-%d8%a8%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d8%a8%d8%a7%d9%83%d8%af%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7/

 

نحنا حنقتلك.. نحنا حنقتلك.. نحنا حنقتلك

نديم قطيش/اساس ميديا/الأحد 21 حزيران 2020

للمرّة الأولى يبدو خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله بلا مُخَاطَب محدّد. جرت العادة أن يتكلم بدقة وأن يمتدح نفسه أو يُمتدح بأنّ "جمهوره" في ضفّة الأعداء والخصوم يصغي إلى كلّ كلمة يقولها ويثق به أكثر مما يثق بقادته ومسؤوليه..

http://eliasbejjaninews.com/archives/87496/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d9%86%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%ad%d9%86%d9%82%d8%aa%d9%84%d9%83-%d9%86%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%ad%d9%86%d9%82%d8%aa%d9%84%d9%83-%d9%86%d8%ad%d9%86/

 

فيديو تقرير من قناة الحدث يتناول القمع والإضطهاد والإرهاب الذي يمارسه الحكم  اللبناني بواسطة قواه الأمنية ..

الحكم التابع والمحكوم من المحتل الإيراني حزب الله الإرهابي والإجرامي المتاجر بنفاق شعارات التحرير والمقاومة. ومداخلات تحكي القمع للأحرار والسياديين للناشطين لؤي غندور ومكرم رباح وفداء عيتاني

https://www.youtube.com/watch?v=wEruoogrfNg