المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june11.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ليس لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تحركات الحريري وبري وجنبلاط هي ذمية هدفها حماية حزب الله ومشاركته مجدداً في حكومة يرأسها الحريري

الياس بجاني/شو عندو شامل روكز من مقومات القيادة تا يعمل حزب..يخبرنا

الياس بجاني/انبطاع ماروني ذمي معيب على مستوى القيادة والأحزاب التعتير يراه حزب الله استسلاماً وخنوعاً

الياس بجاني/المعرابي والغلام "ابن بيو: ضد القرار 1559 وبذمية وخنوع يتسابقان على كسب ود ورضى حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الشيخ عباس الجوهري من محطة المر: من تجرأ على اغتيال قاسم سليمان قادر على افعال أكبر وأخطر/مطلوب من حزب الله طرح موضوع سلاحه ووضعه في خدمة لبنان/شعار شيعة شيعة غوغائي ويعطي فكرة خاطئة عن الشيعة وعن تاريخهم ورسالتهم وقيم واخلاقيات مذهبهم

10 حزيران/2020

الشيخ عباس الجوهري يشرح الطريق السليم لحماية لبنان ووقف الانهيار من دون اعباء./موقع لبنان الجديد/10 حزيران/2020

الشيخ عباس الجوهري يُعطي الحل الأنجع لمعضلة سلاح حزب الله وبناء الدولة في لبنان/لبنان الجديد/10 حزيران/2020

حكومة الظل و مساعدة الجيش/د. وليد فارس

انقسامات الثمانينات/د. وليد فارس

عقوبات + ١٥٥٩/د. وليد فارس

مؤسسة المطران الجميل نعت بشارة: مطران الحريات والاستقلال

تشريع أميركي مرتقب ضد بري وباسيل والسيد وجبق

الكونغرس يحضر مفاجأة لحلفاء «حزب الله» في لبنان: عقوبات تشمل بري وباسيل والسيد!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 10/6/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

طرح الـ1559 لا ينفصل عن ملف المعابر ولا عن كلام قبلان!

النهار : الحكومة تنفّذ مخططاً لتسريع إفلاس المصارف

نداء الوطن : جلسة "محمد أبو حيدر" في بعبدا اليوم: سنة حلوة يا "مدير"! إستنكار قضائي لـ"ردّ" عون: لم يفعلها إلا لحود

الثوار يعودون الى الساحات بنبض اقوى و ارتفاع سعر صرف الدولار سيؤجج الثورة

رضوان السيد… الماكر والفاشل!

الحريري يرّد على جعجع ... "بونجور حكيم"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

منظمة الصحة: تأثير فصول السنة على «كورونا» غير واضح

«جونسون آند جونسون» تبدأ تجربة لقاح لـ«كورونا» الشهر المقبل

الجائحة تحصد 400 ألف ضحية... ومدن العالم تعود رغم التحذيرات

«الصحة العالمية»: السكان لا يزالون عرضة للفيروس

اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة سيعقد افتراضياً للمرة الأولى

تعيين أول أميركي من أصل أفريقي رئيساً لأركان القوات الجوية

الأقمار الصناعية تكشف بناء إيران نموذجاً لحاملة طائرات أميركية و«القاعدة المزيفة» تم إعدادها لأغراض التدريب والهجوم

واشنطن ستفرض عقوبات على 50 ناقلة نفط لقطع الحركة بين إيران وفنزويلا

الاتحاد الأوروبي يدعو أطراف الصراع الليبي للموافقة على وقف إطلاق النار

ترمب يرحب بالجهود المصرية لتحقيق التسوية السياسية في ليبيا في اتصال هاتفي مع السيسي

تركيا تعلن رفضها المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في ليبيا

حفتر يدعو «الناتو» إلى الضغط على تركيا لوقف تدخلها في ليبيا/السفارة الأميركية تتحدث عن تزايد «احتمالات التوصل إلى وقف للنار وحوار سياسي حقيقي»

بعد عقدين على غياب الأسد... سوريا من لاعب إلى ملعب

قلق ألماني إزاء خطط إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المطران بشارة الزغرتاوي الذي يعرف أن يقول "لا"/حبيب شلوق/المرصد

حزب الله والمخاطر التي تواجهه/الكولونيل شربل بركات

لبنان أمام نموذج انهيار غير مسبوق في العالم/طوني بولس/راديو صوت بيروت

لبنان بلا مساعدات .. والكونغرس بالمرصاد لمليشيا حزب الله/عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت

قيصر» يسطع بغضبه على الحكومة «المغضوب عليها»/كرم سكافي/جنوبية

لبنان لا ينظر خارج «الصندوق».. و«قيصر» يدخل «متاهة» الحكومة/جمال مرعشلي/جنوبية

حوار غير شكل على خطّ التماسّ: هل تسمح لكوبر بنزهةٍ على طريق صيدا القديمة/عقل العويط/النهار

توتر "حزب الله"... ابحث عن سوريا/خيرالله خيرالله/اساس ميديا

هل حانت استقالة الحكومة/توفيق شومان

لهذه الأسباب قرّرت الحكومة التضحية بالمودعين/أنطوان فرح/الجمهورية

لبنان أمام نموذج انهيار غير مسبوق في العالم/طوني بولس/راديو بيروت

الرحلة ليس سهلة/مايكل يونغ/معهد كارنيغي للشرق الأوسط

النهار: الظروف لم تكن مناسبة لتوليه رئاسة الحكومة"... حديث جعجع لـ"الأهرام" فجّر الخلاف مع الحريري

«حزب الله» و«17 تشرين»... وجهاً لوجه/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

العثمانيون يعودون على مرأى العالم/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

غزو عثماني في وضح النهار/مها محمد الشريف/الشرق الأوسط

منظمة الصحة العالمية... هل هي نقية؟!/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء أقر سلة تعيينات مالية وإدارية عون: لن نتوقف عند الحملات والشائعات التي تستهدف الحكم والحكومة

بري عرض والسفير المصري التطورات وتابع مع زوار شؤونا تربوية علوي: موقفه ضمانة لا غنى عنها للاستقرار في لبنان والمشرق العربي

دياب عرض مع فوشيه احداث السبت الماضي ومع كوبيتش التطورات

حتي شارك في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية في منظمة التعاون الإسلامي: لتحرك فاعل وعاجل لمنع اسرائيل من ضم 30% من أراضي الضفة

الراعي استقبل وزيري الصحة والاشغال وترأس اجتماع أسرة التعليم الخاص وندد بالتعرض للأطباء داعيا الى احترامهم مع الجسم التمريضي

عدوان: القانون لن يسمح لكم بالاقتراب من ودائع الناس واذا ذهبتم الى تعيينات المحاصصة أسقطتم ورقة التين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً

إنجيل القدّيس لوقا06/من12حتى19/:”في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله. ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم: سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس، ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور، ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا. وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا، جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون. وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

تحركات الحريري وبري وجنبلاط هي ذمية هدفها حماية حزب الله ومشاركته مجدداً في حكومة يرأسها الحريري

الياس بجاني/10 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87160/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84/

ليست غريبة ولا عجيبة عجقة الاتصالات واللقاءات والزيارات والاجتماعات لكل من بري وجنبلاط والحريري وباسيل ومن ورائهم المعرابي والغلام إبن بيو وغيرهم كثر من أفراد الطاقمين السياسي والحزبي الذميين والخائفين من فقدان أدوارهم مواقعهم وتفكك شركات أحزابهم التجارية والعائلية وتنشيف مزاريب سرقاتهم وكل منابع السمسرات والخوات.

فهؤلاء وكلن يعني كلن هم  طرواديون من ألفهم حي يائهم وباستمرار يجترون مواقف استسلامية وطروادية كلما كانت وضعيتهم السياسية والسلطوية والميليشياوية والحزبية والمالية في خطر.

وكانوا في محطات مفصلية متعددة ركعوا وخنعوا وغطوا حزب الله وحموه وحالوا دون تنفيذ القرار الدولي 1559 ودون وضع القرار 1701 تحت البند السابع وتحالفوا معه رباعياً وخماسياً من فوق الطاولة ومن تحتها.

ساكنوا وتعايشوا مع سلاح الحزب اللاهي والإرهابي وبلعوا ألسنتهم عن كل ما يتعلق بالقرارات الدولية وبحروبه وإجرامه وهيمنته على الحدود وعلى المطار والبور…وتطول قائمة بلع الألسنة ولا تنتهي.

وهنا لا بد من التضوية على مواقف السنيورة الباكي والشاكي والعروبي الناصري وعلى مواقف نهاد المشنوق وكثر غيرهما الذين يتلونون غب أجنداتهم السلطوية ومستعدين لتغيير طرابيشهم بما يؤمن أطماعهم ومصالحهم.

علمنا من مطلعين على أهداف تحركات بري وجنبلاط وبري بأنهم يريدون استرضاء حزب الله وتقديم الخدمات له والعودة لمشاركته في حكومة يرأسها الحريري تسكت عن سلاحه وعن القرارات الدولية وتحميه من قانون قيصر ومن العقوبات الأميركية قدر الإمكان، مقابل السكوت عن ارتكاباتهم وعن انكشافهم شعبياً واضمحلال شعبيتهم وتهديد مصالحهم المالية والسلطوية والحزبية.

وتقول مصادر مطلعة بأن حزب الله أوكل مهمة جمع الطاقمين السياسي والحزبي العفنين للإستاذ نبيه وهو قد أنجز معظم المهمة التي تتطلب استقالة حكومة دياب، وقد مهد لهذه الاستقالة زلمة بري ايلي الفرزلي بمطالبته برحيلها..والفرزلي هذا هو لسان حال بري والنظام الأسدي.

يشار هنا إلى أن حزب الله متورط ومحشور في الزاوية على كافة الصعد محلياً واقليمياً ودولياًً، وهو حسب مطلعين قد يواجه ثورة عليه من بيئته حيث أنه لم يعد مالياً قادراً على الاستمرار في التزاماته نحوها، ولهذا جيشها وأرسل غوغائيين من عسكره لغزو عين الرمانة ورفع شعارات دينية مشينة ومستفزة للسنة وللمسيحيين.. والغاية من كل هذه الممارسات الإجرامية والميليشياوية والزقاقية هي تخويف هذه البيئة وتصوير وضعها في أطر واقع مغلوط وهو أن الجميع في لبنان ضدها وهي ستكون بخطر كبير في حال غاب دور حزب الله حاميها.

عملياً فإنه ورغم التبجح الكاذب والواهم بانتصارات لا وجود لها، إلا أن حزب الله يمر في حالة ضيق كبيرة محلياً واقليمياً ودولياً وفي أضعف حالاته على كافة الأصعدة وفي كل المجالات.

إضافة إلى انكشاف دوره الإجرامي والإرهابي والملالوي في سوريا، وكل الدول العربية، وفي دول الإتحاد الأوروبي، وملاحقته على خلفية تورطه الدولي في عمليات تهريب وتبيض أموال وتجارة أسلحة ومخدرات وكل ما هو محرم وممنوع، وعمليات عسكرية إسرائيلية تستهدفه في سوريا، وعدم قدرته على الاحتيال على قانون قيصر ولا على العقوبات الأميركية التي تطاوله وتطال أسياده في إيران.  وربما سياسيين لبنانيين بارزين يعملون خدم عنده.

ولأن حكومة دياب فشلت ومقاطعة من الدول العربية ومن معظم دول الغرب ولم تعد قادرة على حمايته، فهو قرر العودة إلى الاستعانة بالأطقم السياسية والحزبية والوصولية من الطامعين بمواقع سلطوية ولهذا كلف بري القيام بالمهمة..والإستاذ ملك الطرابش والأرانب.

يبقى أن الكل متورط في تغطية الحزب، وفي هذا السياق يمكن قراءة تخاذل سمير جعجع وسامي الجميل ووقوفهما الوقح والمستنكر ضد القرار الدولي 1559 وأيضاً تكرارهما ببغائية المطالبة بانتخاب نيابة مبكرة والتي في حال جرت فهي ستكون في خدمة مشروع الحزب اللاهي.

المطلوب فضح وتعرية هؤلاء الطرواديين بأكبر قدر ممكن.. هؤلاء الطرواديون من أصحاب شركات الأحزاب كافة هم عوسج والعوسج لا يمكن أن يثمر لا عنباً وتيناً.

ربي أحمي لبنان وشعبه من شرور حزب الله ومن طروادية واسخريوتية أصحاب شركات الأحزاب التجارية والعائلية والوكيلة .. وهون كلون يعني كلن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

شو عندو شامل روكز من مقومات القيادة تا يعمل حزب..يخبرنا

الياس بجاني/08 حزيران/2020

وكأن كوارث المعرابي والغلام ابن بيو والباسيل وسيدنا لا تكفي حتى يأتينا الشامل بحزب جديد. شامل هو نتاج احتلال حزب الله. وبس هيك

 

انبطاع ماروني ذمي معيب على مستوى القيادة والأحزاب التعتير يراه حزب الله استسلاماً وخنوعاً

الياس بجاني/08 حزيران/2020

تخاذل المعرابي والغلام ابن بيو ورمادية الراعي وذوبان عون بحزب الله.. كل هذه الذمية لم تردع الحزب من غزوة عين الرمانة..شو فهمنا

 

المعرابي والغلام "ابن بيو: ضد القرار 1559 وبذمية وخنوع يتسابقان على كسب ود ورضى حزب الله

الياس بجاني/06 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86995/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%88/

في ثقافة وممارسات ومواقف وخطاب وأجندات وتشاطر وذمية وباطنية قادتنا النرسيسيين والإسخريوتيين، الذين هم فعلاً من أولاد الكتبة والفريسيين..

لم يعد هؤلاء الشاردين من مخفي ومستور،

ولم يعد في قاموسهم وجود لا لخجل ولا لوجل،

ولم يعد في أدبياتهم لا احترام للذات أو للغير...

والأخطر فهؤلاء بعهر فقدوا كل ما هو إيمان ورجاء وخوف من يوم الحساب الأخير.

أدخلوا أنفسهم في سباق ستربتيزي "تزليطي" لنيل رضى المحتل (حزب الله)..

ولم يعد هناك أوراق توت تكفي لتستر عورات أصحاب وغلمان شركات أحزابنا المارونية تحديداً.

خانوا ثورة الأرز وفرطوا تجمع 14 آذار.

قفزوا فوق دماء الشهداء.

باعوا القضية والهوية وعهروا الثوابت الوطنية.

داكشوا الكراسي بالسيادة وتورطوا في عهر وخطايا اتفاقات مذلة ومميتة.

رفعوا شعارات نفاق الواقعية وجاهروا بجبنهم وبعجزهم عن مواجهة احتلال حزب الله فساكنوه وأمسوا عبيداً لأصحابه وحماة لدويلته وسلاحه وحروبه.

عادوا القرارات الدولية وأهملوها (1559 و1701 و1680).

حولوا أنفسهم إلى أصنام وجاءوا بقطعان تقدسهم وتسير خلفهم بعمى وجهل وغباء.

امتهنوا الشعبوية وانسلخوا كلياً عن واقع وعيش ومعاناة المواطنين.

سرقوا أحزاب المقاومة وحولوها إلى شركات متخصصة بعروض الأزياء والحفلات الغنائية وتجارة العقارات.

في هذا السياق .. اليوم وقف المعرابي والغلام ضد رفع شعارات القرار الدولي 1559 بكل وضوح ودون لبس.

لا شيء يمكن تبرير موقفهما الذمي الجبان والمستسلم بغير أنهما بغباء ونرسيسية وأوهام كراسي يتسابقان على رضى حزب الله والتملق له وتقديم أوراق اعتمادهما الذمية  .. فلعل وعسى!!

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الشيخ عباس الجوهري من محطة المر: من تجرأ على اغتيال قاسم سليمان قادر على افعال أكبر وأخطر/مطلوب من حزب الله طرح موضوع سلاحه ووضعه في خدمة لبنان/شعار شيعة شيعة غوغائي ويعطي فكرة خاطئة عن الشيعة وعن تاريخهم ورسالتهم وقيم واخلاقيات مذهبهم

10 حزيران/2020

الشيخ عباس الجوهري يشرح الطريق السليم لحماية لبنان ووقف الانهيار من دون اعباء./موقع لبنان الجديد/10 حزيران/2020

الشيخ عباس الجوهري يُعطي الحل الأنجع لمعضلة سلاح حزب الله وبناء الدولة في لبنان/لبنان الجديد/10 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87187/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%85/

https://www.youtube.com/watch?v=8gtchDelATI

الشيخ عباس الجوهري يشرح الطريق السليم لحماية لبنان ووقف الانهيار من دون اعباء.

 موقع لبنان الجديد/10 حزيران/2020

بالفيديو : الشيخ عباس الجوهري يشرح الطريق السليم لحماية لبنان ووقف الانهيار من دون اعباء

 أطل رئيس المركز العربي للدراسات والحوار، ناشر موقع لبنان الجديد، الشيخ عباس الجوهري عبر شاشة الـ MTV المحليّة وتطرّق خلال حلقة "بيروت اليوم" إلى أبرز المستجدات على الساحة الداخليّة وحول قانون قيصر وتداعياته.

وقال الجوهري:" أنا لا أبسّط التضحيات التي قمنا بها في محاربة العدو الإسرائيلي وأنا واحد من بين هؤلاء إذ دافعتُ عن أرضي وضحيّتُ بدماء شقيقي الذي استشهد في وادي الحجير".

ورأى الجوهري أنّ "مشروع الدولة التي يجب النظر إليها يجب أن يكون من مقاربة جديّة ومن خلال محاربة الفساد من دون تخوين الآخر وإذا اعتُمد أسلوب التخوين نحن حقيقةً أمام مخاطر تفوق المخاطر التي حلّت علينا عام 1982".

واعتبر الجوهري أنّ الحلّ هو التوجّه نحو دولة مدنيّة عابرة للطوائف.

واستطرد الجوهري خلال الحلقة:" نحن حرصنا على البلاد والطائفة الشيعيّة ليست فقط في مهبّ الريح إنّما البلد كلّه".

وحول موضوع سلاح حزب الله، اعتبر الجوهري أنّ "هذا الموضوع الحساس يجب أن يُقارب بوضوح ورويّة وليس بغوغائيّة".

وشدّد الجوهري على أنّ " موضوع السلاح دخل إلى يوميات الشعب اللبناني، خلال ثورة 17 تشرين تنقلتُ في مختلف الساحات واجتمعتُ مع مختلف القيادات وطلبتُ منهم إزاحة موضوع سلاح حزب الله ولا سيّما وأنّ هذا الملف تحديدًا لا يُعالج في الشارع".

ومضى الجوهري شارحًا:" كيف تعالج مسألة الفساد علينا معالجة جميع  المعوّقات".

وتوجّه الجوهري في سياق حديثه:"إلى أهل السلاح حلّوا هذه المسائل من خلال حوار مباشر وليس من خلال حوارات فولكلوريّة"، مؤكّدًا أنّه " في الوقت الراهن الحديث عن السلاح يأتي لمصلحتكم".

وانتقد الجوهري أسلوب النائب جميل السيّد عندما طالب باطلاق النار على المحتجيّن، وقال:"يجبُ محاسبة جميل السيّد على الذي قاله بحق المتظاهرين خصوصًا وأنّه رجل في الدولة".

وجدّد الجوهري تأكيده على أنّه " لم يطالب يومًا بنزح سلاح المقاومة خصوصًا في الفترات السابقة أي خلال إستطفافات 14 آذار وعام 2005".

وأوضح:" اليوم أفضل أن نذهب لانقاذ الدولة بسلاح المقاومة، لذلك كما ضحينا بخيرة أولادنا، هذا السلاح يجبُ وضعه بعهدة الدولة للوصول الى استنقاذ الدولة".

واستطرد:"هذا الطريق والسبيل للخروج من انهيار الدولة والمؤسّسات وبالرغم من أنّ السلاح غلّط في أماكن معيّنة لكنّ لنّ نتحدث الآن بهذا الأمر".

ولفت الجوهري إلى أنّه "مهما تمّ المماطلة في حلّ مسألة السلاح سوف يأتي دوره والحديث عن هذا الأمر في الشارع  يؤدي إلى حرب أهليّة".

وحول التطرّق إلى ملف السلاح في الشارع، ردّ الجوهري:" الشارع فيه أكوام من المشكلات بسبب التراكمات على مدى 30 عامًا".

وعن رأيه بقانون قيصر، تحدّث الجوهري:" قانون قيصر قانون لدولة كبرى، حتى الروس يحاولون الهروب منه وهو يُمثّل العقوبات الذكيّة".

وسأل الجوهري:" أين أموال الناس؟"، موضحًا:" نحن دخلنا في جزء الحرب الاقتصادية وإذا سنواجهه بالاستراتيجية التي اعتمدت منذ أعوام مُشكلة".

وتمنّى الجوهري خلال المقابلة على الأمين الهام لحزب الله، السيّد حسن نصرالله أن "ينفتح على الآخر كما فعل عام 2005".

وقال للأمين العام لحزب الله:"كلّ همّي الحديث من القلب إلى القلب يجب أن تكون كما كنت عام 2005 منفتحًا، إذ لا يجبُ اللجوء إلى الزند والعضلات لا يُحسّس الناس انّ بالسلاح تترفّعون عليهم واذا ما سمعتم الناس سنشعر أنكم تتكبّرون".

واعترف الجوهري في ختام حديثه أنّ" لبنان يواجه أزمة اقتصاديّة قاسية جدًّا وكشف أنّ هناك عائلات عديدة حُرِمَت من الطعام خلال شهر رمضان".

 

 الشيخ عباس الجوهري يُعطي الحل الأنجع لمعضلة سلاح حزب الله وبناء الدولة في لبنان !!!

 لبنان الجديد/10 حزيران/2020

 شغل موضوع سلاح "حزب الله" الحيّز الأكبر من تفكير جميع اللّبنانيّين منذ عام ٢٠٠٥ حتّى اليوم وتصاعدت حدّية الجدال في مسألة تسليمه في الآونة الأخيرة لمكان كاد أن يُغرق لبنان في بحر من الدّم

الشيخ "عباس الجوهري" وهو معترض شيعي ويُعدّ من خصوم حزب الله في السياسة، أطلّ على شاشة قناة الأم تي في كضيف لبرنامج "بيروت اليوم" في مقابلة تلفزيونيّة تتمحور حول الشأن اللبناني وكان أبرز أطروحاتها هو سلاح حزب الله؛

إنقسم اللبنانيّون بين موالٍ للسّلاح ومعارضٍ له فباتت الساحة اللبنانيّة محطّ كثير من التجاذبات السياسية التي تربأ عن الغوص في المشاعر أو محاكاة الأيديولوجيات بزوايا مدوّرة وبالأخصّ أنّ القادم على لبنان هو صعب ويفتقد للرّحمة في ظل العقوبات الإقتصادية وقانون سيزر وربّما الضربة القاضية التي لن تسأل على طائفة ولا مذهب وهنا كان دور العقلاء في إيجاد الحل الأسلم في الحفاظ على البلد ...

المعاناة التي يعيشها اللّبنانيّون والضغط الذي يستحكم على البلد كفيلٌ بأن يقتل الجنين في بطن أمّه، ولا بدّ من ترياق لعلاج الورم الإقتصادي والمجون السياسي الممارس على الناس بطريقة تصون ماء الوجوه وتنشل الشعب من الحضيض وتسير بهم على خطى بناء دولة القانون والمؤسسات دولة الحرية والعدالة الإجتماعية، دولة العلوم والمثقفين الّتي تجعل للبنان هيبة كما سائر الدول المتقدّمة، فكان طرح رئيس المركز العربي للحوار والدراسات هو العلاج الأنجع في حفظ الطوائف ولبنان وبناء الدولة فيه وتحقيق إنتصار حقيقي يتصدى للفقر المدقع والدين العام الذي يغرق فيه البلد !!!

على غير العادة ولأوّل مرة يسمع الناس حلّاً يحفظ مصالحهم ويصون كراماتهم ويقضي بإجلاء الخطر الآتي إلى لبنان ويمحق الدين العام عنهم إن أُحسن التصرف من جانب القيادات الشيعيّة وأبرموا صفقة خلاص البلد وحقّقوا نصراً لن ينساه التاريخ بل سيُحفر في طيّات الأمجاد؛

إقرأ أيضا :  بين المقاومة والمقاولة سيُعفى عن العملاء برفع رايات السّلام وأكثر !!!

فإقترح الشيخ عباس الجوهري (الّذي إعتبر أنّ السلاح قد حقّق عملاً نبيلاً في دحر الإحتلال من الوطن) أن يقوم حزب الله بالتواصل والتفاوض مع دول الخارج كما جرت العادة ويُقايض دمج السلاح بالدولة اللبنانية وإحتكار العنف الشرعي بيدها مرفودة بتجميل العلاقات مع سائر الدول العربية كما أي سلك دبلوماسي في أي دولة ناجحة مقابل إنتفاء الدين العام القائم على البلد وبذلك نكون قد وضعنا حجر الأساس في قيام الدولة وأرحنا الشعب من الأخطار المحدقة والدمار الشامل المحتمل قدومه بل وقدّمنا لهم الحياة الكريمة وعوضاً عن الإنتصار تتحقق إنتصارات تُرضي جميع الأطراف بلا غُبن أو تسجيل نقاط لأنّنا في مرحلة دقيقة حرجة وحسّاسة ستطيح بمكوّنات البلد بأكمله ...

كان هذا الطرح بخصوص جدليّة السلاح هو بمثابة الترياق والرّأي الألمعي لمرض العقوبات وربّما المصاب الأدهى المتوقع قدومه الّذي ستلحق تبعاته كلّ حجرٍ ومدرٍ في الوطن والكرة هي لدى أمين عام حزب الله الّذي بيده خلاص النّاس من الآني والعاجل والآجل فإمّا أن يضع يده بيد الجميع ويكون عرّاباً لنصرٍ حقيقي يبني الدّولة المدنيّة ويدفع جسامة ما نعيشه وسنعيشه ويُبعد المواطنين غير القادرين على تحمل أعباء إضافية من صراعات بتنا على مشارف نهايتها وإمّا سيضع نفسه والشيعة المتطرفين بخانة حرجة ستجعل الصغير قبل الكبير يردّد بحقّهم بيت الشعر القائل "أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل، ما هكذا تورد يا سعد الإبل" ... إنّ الستاتيكو الّذي يمرّ به البلد هو المصداق للهدوء الذي يسبق العاصفة، فلا وقت لتصفية الحسابات أو تسجيل النقاط لأنّ وطننا على المحك، إمّا أن نكون عقلاء ونرمي الأنانيّة جانباً على حساب بناء الدولة وإمّا أن نُمسي لا دولة ولا دويلة ...

 

حكومة الظل و مساعدة الجيش

د. وليد فارس/10 حزيران/2020

نعم، هنالك مشروع قرار في الكونغرس لقطع المساعدات كلياً عن الجيش اللبناني بسبب سيطرة حزب الله على الحكومة اللبنانية. لو كانت هنالك حكومة ظل في لبنان، معارضة لحزب الله، لكانت فاوضت الادارة والجيش على خطة تؤدي الى مساعدة الجيش وتجهيزه بصورة افضل لحماية المواطنين.

حزب الله يرفض حكومة ظل لانها ستساعد الجيش دولياً، "البلاشفة" لا يريدون حكومة ظل لانهم يريدون حكومة بولشفية في عالم الغيب، والمقاطعجية المترددين يريدون مزيدا من الكراسي في حكومة حزب الله.

لا ادري اذا المساعدات قد تُقطع فعلا، الان او في المستقبل. ولكن الشعب الاميركي لم يعد مقتنعاً بمعادلة "خلّيها مثل ما هيي هلّق."

عاجلا او آجلا، الامر سيحصل. ومن مصلحة اللبنانيين ان ينظموا حكومة ظل لمساعدة جيشهم.

 

انقسامات الثمانينات

د. وليد فارس/10 حزيران/2020

على الذين انقسموا على انفسهم في الثمانينات في لبنان اياً كان السبب وقتها ان يوحدوا جهودهم الان تحت القرار ١٥٥٩ و يضغطوا لتنفيذه، بأية وسيلة، لان لا حرية من دونه. ومن دون حرية، وتحت سلاح حزب الله والمحور، لن تكون هنالك اية عدالة، لا الان، لا في المستقبل ولا تجاه مآسي الماضي. عّضوا على الجروح، وتوحدوا لصالح الهدف الاعلى. العدالة لا تموت، و لكنها تحتاج للحرية لتنهض.

 

عقوبات + ١٥٥٩

د. وليد فارس/10 حزيران/2020

العقوبات اداة جيدة، واضافة عقوبات جديدة لا بأس من اجل تكثيف الضغط. ولكن علي ان اكون صريحا مع من يسألني. العقوبات من دون معارضة واضحة، مستمرة، مركزة لسلاح ميليشيات المحور، لن تأتي بالنتيجة المرجوة. ان الضغط على مشروعية السلاح مضافة الى العقوبات قد تفتح ثغرة في قرار حزب الله لتغيير الستاتيسكو. ماذا والا، لا ارى كيف يتراجع الحزب بسبب العقوبات فقط.

 

مؤسسة المطران الجميل نعت بشارة: مطران الحريات والاستقلال

وطنية - الأربعاء 10 حزيران 2020

نعت "مؤسسة المطران ميخائيل الجميل للحوار والثقافة" المثلث الرحمات المطران يوسف بشارة الذي "كان له الحضور الانساني والوطني وتواضعه وثقافته الراسخة، ولقب بمطران الحريات والاستقلال"، وعزت عائلته والكنيسة واللبنانيين، متمنية "البركة والسلام للبنان والمنطقة المشرقية والعالم والازدهار لوطن الأرز، وأن تمر الأزمات بسلام وينعم الشعب بالاستقرار على الصعد كافة".

 

تشريع أميركي مرتقب ضد بري وباسيل والسيد وجبق

سكاي نيوز عربية/10 حزيران/2020

اوصت لجنة الدراسات بالحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي بفرض عقوبات على وكلاء إيران ومساعديهم ووقف المساعدات الخارجية للجيش اللبناني. كما طالبت بصدور تشريع يلاحق داعمي حزب الله ممن هم خارج الحزب كرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وفرض عقوبات على من يقدمون أنفسهم على أنهم مستقلون وهم داعمون لحزب الله كجميل السيد وجميل جبق وفوزي صلوخ.

 

الكونغرس يحضر مفاجأة لحلفاء «حزب الله» في لبنان: عقوبات تشمل بري وباسيل والسيد!

جنوبية/10 حزيران/2020

فيما يترقب المحور الايراني – السوري قانون قيصر الذي يدخل حيّز التنفيذ في السابع عشر من حزيران الجاري، تواصل الادارة الاميركية تصعيدها تجاه هذا المحور، ملوحة بالمزيد من العقوبات والضغوطات والعزلة في محاولة لارضاخ النظام السوري وداعميه.

ويبدو أن الادارة الاميركية لا نية لها بالعودة الى الوراء او المساومة، اذا تمضي قدما في سبيل تشديد هذه العقوبات، وبعدما افيد أمس عن مشروع قانون للحزب الجمهوري يطلب في الحد من المساعدات المقدمة إلى لبنان “كون هذه الأموال تذهب لحزب الله، دّمت لجنة الدراسات في الحزب الجمهوريّ بالكونغرس الأميركي، استراتيجية للأمن القومي تحت عنوان “تقوية أميركا ومواجهة التهديدات العالميّة”، وأوصت فيها اضافة الى وقف اقلمساعدات الخارجيّة للجيش اللبناني، وإصدار تشريع يلاحق داعمي “حزب الله” ممن هم خارج الحزب كرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

ودعت اللجنة إلى فرض عقوبات على حزب الله تشمل كل وزرائه في الحكومة اللبنانية ومن يقدّمون أنفسهم على أنهم مستقلون وهم داعمون لـ”حزب الله” مثل النائب جميل السيد والوزير السابق جميل جبق والوزير السابق فوزي صلوخ.

وطالبت اللجنة فرض أقسى العقوبات على إيران، واستهداف قطاعات أخرى من الاقتصاد الإيراني، كما أوصت بفرض عقوبات على وكلاء إيران ومساعديهم ووقف المساعدات الخارجية لوزارة الداخلية العراقية. ومع هذا، فقد جرى الطلب من الكونغرس الأميركي تصنيف كل من يقدم الدعم لوكلاء إيران في العراق على لوائح الإرهاب، مثل: هادي العامري، كتائب بدر، كتائب الإمام علي، سرايا الخراساني ، كتائب سيد الشهداء،  لواء أبو الفضل العباس، حركة الأوفياء ، حركة جند الإمام وسرايا عاشوراء. وأوصت اللجنة باعتماد تفويض جديد للرئيس الأميركي لاستخدام القوة العسكرية يتيح له ملاحقة كل من تصنفه وزارة الخارجية على لوائح الإرهاب، كما طالبت بالانسحاب الأميركي من كل المنظمات غير القابلة للإصلاح في الأمم المتحدة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 10/6/2020

وطنية/الأربعاء 10 حزيران 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

مصرف لبنان يعلن منصة الكترونية جديدة لتسعير الدولار اعتبارا من 23 حزيران وسعر العملة الخضراء يستمر في تحليقه في السوق السوداء متخطيا عتبة الخمسة الآف ليرة رغم التسعير الصباحي بأقل من أربعة آلاف.

الارتفاع الجنوني لسعرالدولار اعاد الناس الى الشارع منددين بالسياسة المالية وقد رأى رئيس الحكومة في التلاعب بسعر العملة الوطنية معضلة اساسية داعيا الاجهزة الامنية للتشدد في ضبط الفلتان.

توازيااقر مجلس الوزراء الذي انعقد بغياب وزيري المردة سلة التعيينات المالية للاسماء المتفق عليها ومن ضمنها نواب حاكم مصرف لبنان الاربعة.

في الوقت الذي تلاحق فيه الأجهزة الأمنية بقرار قضائي مفتعلي محاولة فتنة السبت الماضي نبه رئيس الجمهورية الى ضرورة عدم السماح للفتنة بالتسلل الى مجتمعنا فيما اهابت لجنة الإعلام النيابية في إجتماع مع مسؤولي محطات التلفزة المساهمة في حماية اسلم الأهلي.

وفي المجال الصحي عشرون إصابة جديدة في كورونا وارتفاع العدد الإجمالي محليا الى ألف وثلاثماية وثمان وثمانين إصابة في وقت توقع وزير الاشغال فتح المطار اوائل تموز.

وفي الخارج برزت إدانة الحكومة السعودية للإتجاه الإسرائيلي في ضم الضفة الغربية المحتلة وكذلك فعلت منظمة التعاون الإسلامي.

نبدأ من الدولار وتفلته ما دفع عددا من المحتجين الى التحرك باتجاه مصرف لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان "

كتصرف شقيقة كبرى تخاف على أوضاع أشقائها أعلنت مصر اليوم على لسان سفيرها ياسر العلوي من عين التينة الحرص على إستقرار لبنان وإعتبرته خطا أحمر داعية إلى قطع اليد التي تحاول إثارة الفتنة مع تأكيدها على موقف الرئيس نبيه بري الذي كان دائما وما زال يمثل ضمانة أساسية لا غنى عنها وضامنا أساسيا للإستقرار في لبنان والمشرق العربي من خلال أبوابه المفتوحة مع الجميع.

وبالحديث عن الفتنة خلصت لجنة الإعلام والإتصالات النيابية بعد إجتماعها اليوم بحضور عدد من القنوات التلفزيونية إلى أن مدونين غير لبنانيين يرتبطون بأجهزة إستخبارات معادية ينشطون على مواقع التواصل بهدف زرع هذه الفتنة بين أبناء الوطن وإذكاء نارها.

ومن الواقع الإفتراضي إلى الواقع الملموس إنتقل الإشتباك وإنفجرت (القلوب المليانة) بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية بعد توترات عكستها أجواء الساعات الماضية على مواقع التواصل الإجتماعي.

ومن حديث سمير جعجع للأهرام إنتقل السجال إلى رأس الهرم في كل من المستقبل والقوات.

جعجع وفي الحديث الصحفي كشف أن القوات رأت في إمكانية تولي الحريري رئاسة الحكومة نهاية له وفق حساباتها أما الحريري في الحديث التويتري وبعد (البونجور للحكيم) تهكم من الحسابات الدقيقة لجعجع وسأله: (انت شايف مصيري السياسي كان مرهون بقرار منك)؟؟.

وأردف الحريري قائلا (هزلت ... يا صاير البخار مغطى معراب أو إنك بعدك ما بتعرف مين سعد الحريري).

على وقع ما رافق رد رئاسة الجمهورية لمرسوم التشكيلات القضائية بت مجلس الوزراء في التعيينات الإدارية والمالية بعد إرجائها لأكثر من مرة فيما سجلت تحركات خلال الساعات الماضية في الشارع إحتجاجا على إرتفاع سعر صرف الدولار رغم الإجراءات التي تم الإتفاق عليها مع الصرافيين والتي كان آخرها ليل أمس الطلب من المرخصين منهم من الفئة (ألف) التقدم من مصرف لبنان بطلبات لشراء الدولار.

وفي هذا الإطار أشار رئيس الحكومة حسان دياب إلى العمل على معالجة معضلة التلاعب بسعر العملة الوطنية معلنا عن تعليمات حاسمة تم إعطاؤها للأجهزة الأمنية للتشدد في ضبط فلتان التسعير لدى الصرافين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

الى اعلى مستويات الحكمة والتعقل يدعى اللبنانيون اليوم في تعاملهم مع يومياتهم… اما في اولوياتهم، فتتقدم المطالبة بمعرفة الكثير من الاجابات عن كثير من الاسئلة ايذانا بتجاوز الازمات..

ولكن، من يعمق الازمة الاقتصادية، ويلوي ذراع الليرة اكثر امام الدولار؟ هو سؤال تتعدد اجوبته بتراكم تعاميم مصرف لبنان، وكثرة اسعار الصرف بين رسمي، وصيرفي شرعي، وسوق سوداء يطلق لها العنان مدبرون هم ليسوا مستجدين بل مرآة لواقع مأزوم ..

في التفاصيل تكمن التاثيرات والتعليمات كما الشياطين ، ولعل الازمة ان اشتدت تفرج ، وتفرج عن كثير من الاخبار وتضع الامور في سياقاتها .. هذه آمال وليست احلاما ، كما هو الايمان بلبنان القابض على جراحه في مواجهة الفتنة واشعال الشارع ممن يتلطى وراء صرخة الجوع للغنيمة بفتات ، او تحقيقا لمشروع يسعى له العدو للتغطية على خطته لضم الضفة الغربية المحتلة الشهر المقبل ، كما اشار رئيس الحكومة في جلسة مجلس الوزراء.

لا شك ان الدولة اللبنانية في امتحان دقيق ، لكنها تجاوزت احد مشاهده الصعبة يوم السبت حين تحلق الحكماء والعقلاء على قرار اطفاء جذوة الفتنة في بلد ينادي شعبه بخطوات صارمة لنظم شبكات امان سياسي واجتماعي واقتصادي لزوم الصمود والثبات..

في الثوابت ، العمل الحكومي هو ضرورة مهما تعرض للاستهداف بالشائعات الغزيرة ، وجلسة الحكومة اليوم التي بتت تعيينات مالية وادارية هي بدافع حاجة البلد لما يدفعه خطوة الى الامام على طريق الجمر الذي يعبره. وبعبارة اوضح فان اي لقاء رسمي والتقاء سياسي وعمل حكومي يفيد بلا ادنى شك في درء الاسوأ ، وحتى لحسن النوايا في ذلك اثر جميل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

"لا احد يدري ماذا سيحدث في الانتخابات النيابية القادمة"... كان يكفي أن يجيب سمير جعجع بهذه العبارة على سؤال من صحيفة الأهرام المصرية عن احتمال عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، حتى يشن الأخير أعنف هجوم منذ بدء حياته السياسية على رئيس حزب القوات اللبنانية، قال فيه: "بونجور حكيم، ما كنت عارف انو حساباتك هالقد دقيقة. كان لازم اشكرك لأنو لولاك كان من الممكن انو تكون نهايتي. معقول حكيم؟ انت شايف مصيري السياسي كان مرهون بقرار منك؟ يعني الحقيقة هزلت. يا صاير البخار مغطى معراب، او انك بعدك ما بتعرف مين سعد الحريري".

تغريدة غير مسبوقة من رئيس تيار المستقبل في حق رئيس القوات، احتار في تفسيرها الحريريون قبل القواتيون، فانبرى النائب سامي فتفت مثلا إلى استكمال الهجوم، قبل أن يحذف تغريدة كتبها، وانتشرت كالنار في الهشيم، قال فيها: القوات اللبنانية فرضت ميشال عون رئيسا للجمهورية... القوات فرضت قانونا انتخابيا سمح لحزب الله بالسيطرة على مجلس النواب... سمير جعجع يساند الرئاسة الأولى على العمياني ولو تراجعت عشر خطوات إلى الوراء. ما ترمي أخطاءك يللي وصلتنا لهون علينا يا حكيم، فالعلاقة الاستراتيجية اهم من تكتيكات المصلحة.

هذا على مقلب من المشهد السياسي،أما على المقلب الآخر، أي الحكومة، فجلسة لمجلس الوزراء استهلها الرئيس عون جازما ألا تغيير حكوميا ولا إسقاط للحكومة إلا في الشائعات، حيث قال: "لن نتوقف عند الحملات والشائعات التي تستهدف الحكم والحكومة، وخصوصا تلك التي تتحدث عن تغيير حكومي او إسقاط الحكومة. فلنتابع عملنا ولا نضيع الوقت بالرد عليها".

وفي الجلسة التي أقرت التعيينات المنتظرة، اكد رئيس الجمهورية أن الاجتماعين الماليين اللذين عقدا في بعبدان خلصا إلى التوافق على ان تكون الارقام الواردة في خطة الحكومة الإصلاحية المالية منطلقا لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، آملا في ان تنتهي بأسرع وقت ممكن.

وشدد الرئيس عون على حق التظاهر، مؤكدا في الوقت عينه ألا يمكن القبول بالشغب والعنف وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، ومحذرا من أن البعض استغل التظاهرات المطلبية للقيام بأعمال تخريبية، مكررا وجوب الحذر الشديد مستقبلا، في ضوء معلومات توفرت لدى الأجهزة المعنية عن ارتباطات خارجية لمجموعات من المشاركين.

وفي سياق متصل أضاف: إن التعرض للأديان والمذاهب والرموز الدينية مرفوض ومدان، ولم يسبق ان حصل حتى في أسوأ ايام الحرب، وأدعو الجميع الى التنبه وعدم السماح للفتنة بالتسلل الى مجتمعنا.

أما رئيس الحكومة، فاعتبر ان لبنان بقطوع خطير آخر الأسبوع الماضي، وقال: أنا كنت حذرت من مخطط لإراقة الدماء واستثمارها في السياسة، وما حصل في الشارع كان ينبىء بخطة لإشعال فتنة في البلد، والحمد لله أننا تجاوزناها".

وتابع الرئيس دياب: هناك غرف سوداء تختلق أكاذيب وتروجها للتحريض على الحكومة لتحميلها أوزار السنوات الماضية التي تسببت بوصول البلد إلى الوضع الذي نعيشه اليوم، لكن الحكومة تبذل جهودها، ليس بالاجتماعات فقط، وإنما بإجراءات متدرجة، بعضها عاجل وبعضها متوسط المدى وبعضها طويل المدى.

وفي وقت بلغ سعر صرف الدولار أرقاما قياسية اليوم، ختم رئيس الحكومة بالإشارة إلى أن هناك معضلة أساسية نعمل على معالجتها، وهي التلاعب بسعر العملة الوطنية، وهذا الأمر نتابعه على مدار الساعة، ونحن أعطينا تعليمات واضحة وحاسمة إلى الأجهزة الأمنية للتشدد في ضبط فلتان التسعير لدى الصرافين الشرعيين وغير الشرعيين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

إرتفعت أبراج التعيينات من جلسة مجلس الوزراء يتقدمها " برج ابو حيدر" بشمعته الأربعين الذي عدل الزمن الحكومي وفرض جلسة "اربعا بنص الجمعة"، رضخت حكومة دياب وأخرت ساعتها بالتراضي، واستجابت كذلك لتعيينات خارج الآلية التي أقرها مجلس النواب وفي طليعتها نواب الحاكم الأربعة، ولجنة الرقابة على المصارف، ومفوض الحكومة في مصرف لبنان، وهيئة التحقيق الخاصة في المركزي ومجلس الخدمة المدنية.

والأسماء التي قدر لها أن تنجو من الآلية الرسيمة المفترض أن تعتمد عبرواالى مؤسسات الدولة من خلال الآلية السياسية التي لا تزال هي الأقوى، وقد أنتجت اليوم توزيعا للثروة الإدارية بين كل من الرئيسين نبيه بري وحسان دياب والتيار الوطني الحر مع عطوفة للوزير السابق طلال أرسلان، لم يعاند الرئيس دياب الأمر الواقع، ولم يسرح المتطاولين على الدولة، بل شاركهم في الحصة وكان له أن يرفض ويعلن الاحتكام إلى الشارع ويهدد بالناس، أو يتمرد كما فعلت المردة لكنه مضى في الاستجابة للرغبات السياسية وقفزها على قوانين سنتها ثم سنت سكينها ضدها.

ولا يسع اللبنانين الرافضين لمنطق التسويات هنا سوى أن يقدروا ويثمنوا موقف سليمان فرنجية الذي أخرج وزراءه اليوم من هذه الآلية العابرة من فوق الكفاءات والملاك ومجلس الخدمة والتراتبية وكل عوامل النزاهة.

قال فرنجية لا .. لكنه لم يعطل مجلس الوزراء ولم يستجب لإغرائه بحصة و إنما سجل موقفا لمصلحة آلية منسية تغلبت عليها طوائف ومذاهب وزعامات وقطعت أوصالها قبل أن تبصر النور وبقيت حبرا على ورق جريدة رسمية.

وكان لدى رئيس الحكومة أن يحتكم إلى اعتراض فرنجية أو الى ورقة الثبات التي سبق أن أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما أعلن أن هذه الحكومة لن تسقط واضعا نقطة على سطرها. فممن تخوف دياب؟ ولماذا عليه في كل مرة أن يرضخ للشروط السياسية .. مرة في سلعاتا ومرات في التعيينات وفي تحديد مواعيد الجلسات على قانون "تعا تنتخبى من درب الاعمار".

ولو وقف وقال لا لوجد الشارع معه وليس عليه لكنه مسك "واجب قانصو" مع بري والقومي ومنح رئيس المجلس وسيم منصوري نائبا أول للحاكمية واخترق بمحمد أبو حيدر كل الأعراف عندما عينه مديرا عاما للاقتصاد من خارج الملاك ومن خارج الزمن

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

الوضع معقد في العالم اجمع، والمعارك الكبرى مستمرة على اكثر من جبهة حتى لو تخللتها تسويات صغرى .

هذه المعارك تمتد من الصراع الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة، الى الصراع على تقاسم النفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا، الى الاشتباك الاميركي الايراني : ولكل هذه المعارك امتدادات على طول الشرق الاوسط .

بين هذه المعارك، تمر تسويات صغرى، ابرزها اخيرا، تسوية العراق التي جاءت بحكومة يرأسها مصطفى الكاظمي، فأرضت واشنطن وطهران، وحملت على هامشها قضية تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وايران .

لكن هذه التسوية لم تطل الملف النووي الايراني، ولا سوريا ووجود ايران وحزب الله فيها، ولا حتى لبنان حيث قوة حزب الله المقلقة لواشنطن وتل ابيب، وهذه الملفات الثلاثة، مؤجل البحث فيها على الاقل حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في 3 تشرين الثاني المقبل، او حصول تسوية كبرى قبل هذا التاريخ، بفعل سحر ساحر .

لبنان المنهار ماليا واقتصاديا، ليس اذا على طاولة التسويات حاليا، وهو في محاولة النهوض، يحتاج لدعم مالي قد يأتيه على شكل دين من صندوق النقد الدولي وجهات اخرى مدعومة من الولايات المتحدة اولا، والدول الغربية ثانيا .

لهذه الدول شروطها، وابرزها الاصلاحات، ومصير سلاح حزب الله على الاقل اميركيا، وللبنان قوانينه واعرافه البالية والبعيدة كل البعد عن هذه الشروط، وخلال محاولات الصعود من الهاوية المطلوب من الحكومة التقدم ولو بخطوة، فطريق الاصلاح الحقيقي طويلة ،وما لم يعد مقبولا دوليا ولا بأي شكل من الاشكال هو الجمود، والفيتوات المتبادلة التي تنتهي على شكل اجتماعات من دون قرارات.

على هذا الاساس، مررت الحكومة التعيينات المالية والادارية، وهي نفسها تلك التي كادت ان تمر في نيسان الفائت، فما الذي تغير بين نيسان وحزيران حتى قبل الرئيس دياب بما رفضه حينها، متحصنا بمقولة رفض تقدم المعيار السياسي على معيار الكفاءة؟

هل تغلبت السياسة مجددا على الاصلاح، ففازت المحاصصة، ام ان الاخطر بالنسبة للحكومة كان عدم اتخاذ قرار بالتعيينات، بعد عدم توقيع رئيس الجمهورية مرسوم التشكيلات القضائية، فقررت الحكومة اللعب داخل مربع السياسة اللبنانية .

بين فرضية تغلب القوى السياسية بكل محاصصاتها على الكفاءة، وبين تحقيق رغبة الدول التي تريد مساعدة لبنان ببدء تنفيذ الوعود اللبنانية، يقف اللبناني غير آبه بالاثنين، لان همه في مكان آخر .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

هل نحن أمام تعيينات إدارية، أم أمام قنبلة موقوتة تهدد مصير الحكومة، أم أمام ممارسة تنسف ما تبقى من أسس الدولة ؟ الأمور الثلاثة حقيقية وواقعية. فالتعيينات حصلت واجريت وفق منطقي "خذ وطالب" و"مرقلي ت مرقلك".

تيار المردة المشارك في الحكومة هو الوحيد الذي خرج من لعبة التحاصص معلنا رفضه إجراء التعيينات خارج إطار الآلية.

لكن عن أي آلية نتحدث في الجمهورية الفاشلة ؟ ومن يبالي بآلية طالما أن شهية كبار المسؤولين عندنا مفتوحة لنهش ما تبقى من موارد الدولة وتوزيعها حصصا ومغانم على المؤيدين والأزلام؟

البلد في أزمة وجود، والمجاعة تدق الأبواب، والمسؤولون عندنا لا يبالون إلا بتناتش المكاسب والمنافع. والمشكلة الأكبر أن تعيينات اليوم عرت حكومة المستقلين من آخر ورقة تين.

إذا لماذا تراجع رئيسها عن معركته لإجراء تعيينات وفق منطق الدولة لا المزرعة؟ والأهم: أي حكومة مستقلة هذه ورئيس تيار المردة يلوح بتعليق مشاركة وزرائه فيها اذا أقرت التعيينات الادراية ، فيما رئيس التيار الوطني الحر يهدد بسحب وزرائه منها إذا لم تقر؟ فإذا كانت هذه حكومة مستقلين، فكيف تكون حكومة السياسيين أو.. التابعين لسياسيين؟

اقتصاديا، الوضع ليس أفضل حالا. فالدولار تخطى المتوقع ولامس عتبة الخمسة الاف ليرة في ساعات معينة من النهار، محطما بذلك آمال الحكومة في الحد من ارتفاعه الجنوني.

السبب الاساسي لما يحصل: المواجهة المباشرة والقوية بين الحكومة والقطاع المصرفي، بعد فشل الاجتماع في قصر بعبدا الاثنين للتوصل الى توحيد الارقام.

وطالما ان المواجهة مستمرة بين الطرفين فان التدهور المالي سيستمر، وخصوصا في ظل انعدام الثقة الدولية بلبنان. فالصندوق الدولي والجهات المانحة تأكدت من عدم جدية الدولة في التعاطي مع ازمتها المالية ، ولا سيما ان عدم توحيد الارقام واكبه عدم توافق على خطة الكهرباء وما أثير حول معمل سلعاتا.

كما ان تخبط الحكم والحكومة واضح وفاضح في ما خص التعيينات الادارية والتشكيلات القضائية. اضافة الى العوامل الداخلية ثمة عامل خارجي مؤثر جدا يتعلق بقرب دخول قانون قيصر حيز التنفيذ في سوريا بدءا من السابع عشر من الجاري والارتفاع الجنوي في سعر صرف الليرة السورية.

فماذا يفعل الحكم والحكومة لمواجهة الواقع الاسود؟ وهل بالتخبط والخلافات والتحاصصات تدار امور بلد على شفير الافلاس النهائي؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

طرح الـ1559 لا ينفصل عن ملف المعابر ولا عن كلام قبلان!

"أخبار اليوم"/10 حزيران/2020

على الرغم من ان عددا من الاحزاب اعلن مشاركته في مظاهرة السبت الماضي في محاولة لركوب الموجة الشعبية، لكن المجريات التي حصلت في 6 حزيران ودفعت الى تسمية ذاك اليوم بـ"السبت الاسود"، وبالتالي أُفشل هذا التحرك، نظرا الى التحرك المضاد في عدد من الشوارع او الساحات...

تغيير النهج الطائفي

ورأى مصدر سياسي متابع ان على هذه الاحزاب ان تقتنع ان الشارع اللبناني او الوطني الذي يعاني الامرّين ويعيش في الفقر يرفض كل الاطراف التي شاركت في السلطة ينظر اليها على انها شريكة في ما وصل اليه البلد اقله منذ العام 2005 الى اليوم.

ولفت المصدر عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان تغيير نهج هذه الاحزاب وهيكليتها وطريقة تعاملها، وانتماءتها بات امرا ضروريا خصوصا وانها ما زالت حتى اليوم احزابا طائفية، ومن يحاول ان يلمّع صورته بانه ليس حزبا طائفيا، فانه لم ينجح، لانها ما زالت تفكر طائفيا، وتعمل طائفيا، وتتحرك طائفيا ولو كانت "تتكلم وطنيا".

السقوط في الفخ!

ورأى المصدر ردا على سؤال ان هذه الاحزاب سقطت في الفخ، وسقطت معها ايضا مجموعات اخرى غير حزبية حاولت بدورها ان تستفيد من التحرك من خلال رفع شعار تطبيق القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله، على الرغم من ان اساس التحركات مطلبي وحياتي فلا يمكن ان يتحول الى تحرك سياسي، دون تنسيق وتنظيم مسبق، خصوصا وان هناك فريقا سياسيا وان كان يرفع نفس المطالب المعيشية والسياسية الا انه يرفض التصويب على السلاح. وبالتالي، بحسب المصدر عينه، كان يمكن تنظيم مظاهرة مستقلة للمطالبة بتنفيذ الـ 1559، ومظاهرة اخرى منفصلة للمطالب الحياتية المعيشية، مشددا على ان مطلب السلاح لا يمكن ان يطرح الا على طاولة مفاوضات وضمن البحث في الاستراتيجية الدفاعية، وهذا امر اقتنع به اللبنانيون ومن بينهم من كان وراء تحركات السبت.

فتح النقاش

وفي هذا الاطار، لم يستبعد المصدر ان يكون ما حصل محاولة للضغط من اجل وضع القرار 1559 مجددا على طاولة النقاش، على غرار الاجتماعات التي كانت تعقد في القصر الجمهوري في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان بهدف اعداد وثيقة معينة تنهي وجود الدويلة وتحافظ على اطر الدولة.

وهل يصل النقاش الى تسليم السلاح؟ اجاب المصدر: يبقى هذا الملف مرتبطا بالمتغيرات الاقليمية من ايران الى العراق الى سوريا، اضاف الى ذلك الضغط الروسي على دمشق في محاولة لاخذ اكبر مساحات ممكنة تعتبر داخل الاراضي السورية، اضافة الى انهيار الليرة السورية.

كما لم يفصل المصدر ايضا ما بين رفع شعار الـ 1559 ومطالبة باقفال المعابر غير الشرعية، حيث حزب الله يأخذ كل ذلك بالحسبان. وفي هذا الاطار ايضا يأتي كلام المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الامير قبلان في خطبة عيد الاضحى الذي نادى بما هو مضاد للاتفاق الطائف، ما يمكن ان يؤدي الى طرح تعديل هذا الاتفاق ايضا على بساط البحث.

اطر وشروط

ومن هنا يمكن القول: بالتالي البحث في ملف حزب  الله سيكون  ضمن شروط معينة وضمنات اولا للحزب وثانيا للطائفة الشيعية، حيث اوضح المصدر انه في الدستور اللبناني، باستثناء رئاسة مجلس النواب،  لا يوجد شيء مكتوب عن حصص للطائفة الشيعية، ولا نصوص بمكاسب لها، بل ما تحقق من مكاسب كان بالقوة وبما يمارسه الثنائي الشيعي من ضغط، بمعنى آخر لا حضور ثابت ومقونن ومدوّن للشيعة في الدستور. وخلص المصدر: بالتالي الهدف هو اخذ هذه التنازلات بالقانون وبالدستور وبنصوص مكتوبة، وعندها يمكن في المقابل السير بالاستراتيجية الدفاعية، ولكن ختم المصدر مشددا على ان هذه الاستراتيجية لا تعني تسليم سلاح حزب الله كونه موضوع دولي اكثر مما هو موضوع داخلي.

 

النهار : الحكومة تنفّذ مخططاً لتسريع إفلاس المصارف

النهار/الأربعاء 10 حزيران 2020

الأخطر من الخلافات السياسية بين أهل الحكم والمقار الرئاسية، ثم التوافق ضمناً على تقاسم التعيينات، هو ما ‏يجري على الصعيد المالي، وما يحيط به لامرار مشاريع مشبوهة، تكشف أحد وجوهها السيئة في اجتماع بعبدا ‏المالي أول من أمس، بعد سلسلة من المواقف والتحركات والاجراءات، تهدف الى ضرب سمعة لبنان المالية ‏وافلاس المصارف، بغطاء حكومي، وهو ما كشفه نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي لـ"النهار"، محذراً من ‏ان "انترا جديدة تهيأ للبنان" بتواطؤ ما بين الخارج والداخل (في اشارة الى عملية افلاس "بنك انترا" عام ‏‏1966). الخارج الذي يزيد وتيرة ضغوطه على القطاع المصرفي لاضعافه، ويعتقد خبراء ان ضرب القطاع ‏يهدف الى دخول مصارف جديدة دولية على الخط، تسيطر على السوق، وتمسك بحركة انتقال الاموال وتراقبها ‏بدقة، وهو ما تمضي فيه الحكومة برئاسة الرئيس حسان دياب، من خلال اعداد مشروع لمنح رخص لخمسة ‏مصارف جديدة أولاً، ومن خلال تبني أرقام غير صحيحة للديون، تضعف موقع لبنان في مفاوضاته مع صندوق ‏النقد الدولي والمؤسسات الدولية، بما يدفع الى اجراء اقتطاعات واسعة من الودائع وسندات الخزينة "هيركات" ‏ويؤدي الى افلاس عدد من المصارف. ‎ ‎واذ يجهد حاكم مصرف لبنان رياض سلامه للحد من تداعيات القرارات الحكومية، ومنع افلاس أي مصرف، ‏تتسارع الاجراءات الحكومية التي تعاكس ما تشتهيه سفن مصالح المصارف والمودعين، ذلك ان تمنع لبنان عن ‏سداد سندات "اليوروبوند" المستحقة، أدى الى جعل سندات السنة 2037 مستحقة كاملة، وهو ما يعوق عملية ‏التفاوض مع الصناديق الدولية. ‎ ‎ولم تفلح حركة لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابرهيم كنعان من توحيد الارقام بطريقة علمية، اذ بدت كأن ‏أهل البيت يحاصرونها على رغم الجهود العلمية التي تبذلها. ‎ ‎وقال الفرزلي لـ"النهار" إنه "يطالب بإسقاط نهج هذه الحكومة التي تريد إفلاس المصارف التي غزت المنطقة ‏بنجاحاتها. وأضاف: "نحن نعيش ليلة أنترا جديدة في لبنان، وهذه مسؤولية المجلس النيابي أن "يفكّ رقبة" هذا ‏المخطط، وأن يسقط هذا النهج، وسنسقطه، وهناك حرص من لجنة المال والموازنة في مجلس النواب برئاسة ‏كنعان على توحيد الأرقام قبل التفاوض مع صندوق النقد، لأن هناك فرقاً كبيراً بين أرقام المستشارين والأرقام ‏الفعلية". ‎ ‎في غضون ذلك، اعلنت جمعية مصارف لبنان انها "حرصت على أن تقدّم للحكومة مساهمة بنّاءة معدّة بمعاونة ‏استشاريّين محليّين ودوليّين، تهدف في نهاية المطاف الى عدم المساس إطلاقاً بودائع الناس والى الحفاظ على ‏مقوّمات الإستقرار المالي، واستنهاض الوضع الاقتصادي وتحفيز النمو وخلق فرص عمل للّبنانيّين". واستغربت ‏الجمعية إصرار الحكومة على استبعاد القطاع المصرفي من محادثات مالية يُفترض أن تؤدّي الى قرارات ذات ‏تبعات أكيدة وعميقة على مستقبل لبنان الإقتصادي، على الرغم الدور الحيوي الذي تلعبه المصارف في رسم هذا ‏المستقبل. ‎ ‎واعتبرت إن الأرقام التي قـدّمتها الحكومة الى صندوق النقد الدولي، والتي ما زالت منذ أسابيع موضع نقاش منفتح ‏وتصحيح موضوعي في مجلس النواب، لا تشكّل قاعدة صالحة للإنقاذ المالي. ‎ ‎وفي الاطار المالي، اذا كانت الحكومة تعلن عن محاولات لضبط الانفاق، فان البند الثاني من جدول اعمال جلسة ‏مجلس الوزراء لما بعد ظهر اليوم والذي يتضمن "مشروع قانون يرمي الى فتح اعتماد اضافي في الموازنة العامة ‏لعام 2020 قدره 562 مليار ليرة لبنانية لتسديد سلفات الخزينة"، يؤكد عدم القدرة على حصر الانفاق بالارقام ‏المعلنة. أضف اليها الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار الاميركي الذي تجاوز امس سقف الـ4500 ليرة، ما ‏يشير الى فشل الآلية التي أوجدها مصرف لبنان لضبط عمل الصرافين وتحديد الاسعار منعاً للتداول في السوق ‏السوداء.

‎ ‎التعيينات

‎ ‎من جهة أخرى، تكثر التساؤلات عن التعيينات، وأبرزها ما اذا كانت السلطة ستنجح في تجاوز خلافاتها لامرار ‏التعيينات - الصفقة، أم تطفو الخلافات على السطح لتعيد تطيير سلة التعيينات. وقد استبق رئيس "تيار المردة" ‏سليمان فرنجيه هذه التعيينات بتغريدة كتب فيها: "لأن هذه التعيينات صورة وقحة لمحاصصة المصالح الطائفية ‏والمذهبية والشخصية لن نشارك في جلسة الغد علما انه عُرض علينا أن نكون جزءاً منها فرفضنا انسجاماً مع ‏موقفنا الرافض لتعيينات دون معيار او آلية." ‎ ‎وفي المعلومات ان هذه التعيينات المالية لم يكن مقرراً صدورها في جلسة اليوم ولوحظ انه طرأت عليها تعديلات ‏عما كان مطروحاً سابقاً وتبين ان الأسماء المسيحية تدين بالولاء للنائب جبران باسيل باستثناء عادل دريق الذي ‏عرض اسمه ليكون من حصة الوزير السابق سليمان فرنجية، لكن الأخير رفض الامر. وبدا لافتا ان المحاصصة ‏التي تقررت لتوزيع التعيينات الإدارية والمالية اليوم ضربت عرض الحائط آلية التعيينات التي صدر قانونها ‏الأسبوع الماضي عن مجلس النواب، بل بدا الامر بمثابة تجاهل نافر تماما لاقرار المجلس الآلية وكأنها لم تكن. ‎ ‎وعلمت "النهار" انه وزعت على الوزراء امس أسماء المرشحين للمواقع كالاتي:

‎ ‎نواب حاكم مصرف لبنان: النائب الاول وسيم منصوري، النائب الثاني بشير يقظان، النائب الثالث سليم شاهين ‏‏(حصة الرئيس حسان دياب بدل محمد بعاصيري الذي كان من حصة الرئيس الحريري)، ألكسندر موراديان نائباً ‏رابعاً (حزب الطاشناق). لجنة الرقابة على المصارف: رئيسة مايا دباغ، والأعضاء:‎‎ ‎

كامل وزني (أمل)، جوزف حداد (رئيس الجمهورية والتيار)، مروان مخايل (رئيس الجمهورية)، عادل دريق ‏‏(أعطي للمردة). مفوّض الحكومة لدى مصرف لبنان: كريستال واكيم (حصة رئيس الجمهورية والتيار).‎‎ ‎في هيئة الأسواق المالية يعين واجب علي قانصو (الثنائي الشيعي)، في المقعد الدرزي فؤاد شقير، ووليد قادري ‏‏(رئيس الجمهورية والتيار).‎‎ ‎كما ستشمل التعيينات الادارية محافظ بيروت (القاضي مروان عبود)، ومحافظاً لكسروان وجبيل (للمرة الاولى) ‏والمدير العام لوزارة الاقتصاد (المرشح محمد أبوحيدر) الذي تم تقريب موعد الجلسة الى اليوم قبل بلوغه غدا ‏التاسعة والثلاثين، بعدما عدّل القانون وبات يفرض بقاء الموظف 25 سنة قبل تقاعده في سن الـ64، غسان نور ‏الدين مديراً عاماً للاستثمار والصيانة في وزارة الاتصالات. اما رئيس مجلس الخدمة المدنية، فالمرشحة لهذا ‏الموقع نسرين مشموشي وهي مراقب اول فئة ثانية في مجلس الخدمة وثمة اشكالية في تعيينها لأنها ستصبح ‏رئيسة على من كانوا رؤساء لها، وهذه تشكل سابقة بعدما جرت العادة ان يحتل هذا المركز إما قاض وإما أحد ‏موظفي الفئة الاولى في الادارة العامة.

‎ ‎تحركات

‎ ‎وأمس انطلقت سلسلة من التحركات الاعتراضية على الوضع المعيشي في عدد من المناطق انطلاقاً من محيط ‏ساحة النجمة في بيروت، وصولاً الى طرابلس وعكار والبقاع

 

نداء الوطن : جلسة "محمد أبو حيدر" في بعبدا اليوم: سنة حلوة يا "مدير"! إستنكار قضائي لـ"ردّ" عون: لم يفعلها إلا لحود

نداء الوطن/الأربعاء 10 حزيران 2020

وكأنّ هذه الحكومة باتت تستسيغ مرمغة كرامتها وتستلذّ بالتشهير بها والتنمير عليها. الكل مُجمع على فشلها ‏وهشاشتها وسذاجتها. "كلن يعني كلن"، في الداخل والخارج، أضحوا يتعاطون معها باعتبارها لزوم ما لا يلزم ‏ضمن إطار مكملات المشهد الفولكلوري على مسرح هيكلية الدولة، ولم يعد يشفع لبقائها سوى كونها "آخر ‏العنقود" في سلالة حكومات العهد العوني، فإن هو سقط أو أُسقط قد يتعذر على هذا العهد أن يجد بديلاً حكومياً ‏مطواعاً يتعكّز عليه في آخر أيامه، سيّما وأنه لم يترك "له صاحب" لا في الشارع الثوري ولا في التركيبة ‏الوطنية… ولا في القضاء، فما هي إلا ساعات معدودات من تعهد رئيس الجمهورية ميشال عون أمس الأول بأن ‏يكون "مظلة واقية" للقضاة، حتى جاء ردّه مرسوم التشكيلات القضائية ليشكل "خرقاً دستورياً" لهذه المظلة، ‏وفق ما وصفته مرجعية قضائية رفيعة أكدت لـ"نداء الوطن" أنّ خطوة عون هي بمثابة "سقطة دستورية لأنه لا ‏يحق لرئيس الجمهورية رد مرسوم عادي ولا يملك إزاءه، وفق منطوق الدستور، سوى خيار من اثنين إما التوقيع ‏أو عدم التوقيع"، مستغربةً هذه الجرأة في الإمعان بضرب استقلالية القضاء، ومعتبرةً أنّ "هذه الخطوة ستكون ‏‏"علامة سوداء" في تاريخ عهد الرئيس عون، خصوصاً وأنّ أي رئيس جمهورية غيره لم يفعلها سوى الرئيس ‏إميل لحود الذي أبقى على تشكيلات قضائية في الدرج الرئاسي".

‎ ‎وتبدي المرجعية القضائية الرفيعة أسفها للخيار الذي اتخذه عون في مواجهة التشكيلات القضائية، مشيرةً إلى أنه ‏‏"من خلال ما قام به لم يعمد إلى تحدي سلطة القضاء وتقويض استقلاليتها فحسب، إنما ضرب أيضاً صلاحيات ‏وزيرة العدل التي لها وحدها حق رد مرسوم التشكيلات القضائية ولمرة واحدة فقط، وهذا ما قامت به بالفعل، أما ‏رئيس الجمهورية فيملك صلاحية التوقيع أو عدمه من دون التقيد بمهلة زمنية محددة، ربطاً بأنّ المشرّع لم يلحظ ‏ربما فرضية إقدام الرئيس على عرقلة تشكيلات الجسم القضائي".

‎ ‎ورداً على سؤال، كشفت المرجعية القضائية أنّ "مجلس القضاء الأعلى بصدد إعداد ردّ دستوري على خطوة ‏رئيس الجمهورية، وتحديداً على الملاحظات التي أوردها في بيانه، على أن يفنّد ردّه عليها ملاحظة ملاحظة"، ‏نافيةً رداً على سؤال "ما يروّج له أو يشتهيه البعض"، من أنّ رئيس المجلس القاضي سهيل عبود ينوي الاستقالة، ‏وأكدت أنه "باقٍ وهناك الكثير ليقوم به".

‎ ‎وبالعودة إلى مسلسل فضائح الحكومة، فالمشاركون فيها كما المعارضون لها، جعلوا منها "مضرب مثل" في ‏الفشل والهزالة وتقاسم الحصص. فإلى كرة الغضب الشعبي المتدحرجة والمتنقلة بين المناطق تنديداً بها وآخرها ‏قرابة منتصف الليل عند ساحة رياض الصلح، لم يكن ينقص حكومة حسان دياب سوى تشبيهها بتقمص أداء ‏‏"القذافي" حسبما عبّر رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط متهكماً على أدائها، أما من داخلها فمسمار ‏جديد دقّه رئيس "تيار المردة" في نعش مصداقيتها معلناً مقاطعة وزيريه جلستها اليوم في قصر بعبدا، لأنّ ‏التعيينات المنوي إقرارها هي "صورة وقحة لمحاصصة المصالح الطائفية والمذهبية والشخصية". إذ إنّ جلسة ‏بعبدا التي ستقرّ سلة تعيينات إدارية، سوف يُؤرَّخ لها بكل ما للكلمة من معنى، وقد يُطلق عليها مسمّى "جلسة محمد ‏أبو حيدر" المعالج الفيزيائي المحسوب على الرئيس نبيه بري، الذي فرضت العجلة في تعيينه مديراً عاماً لوزارة ‏الاقتصاد، تقديم ساعة انعقاد مجلس الوزراء 24 ساعة، لينعقد اليوم بدل الغد تاريخ ميلاد أبو حيدر، لأنه سيتخطى ‏بحلوله السن القانونية التي تتيح تعيينه… نعم إلى هذا الدرك وصل استغباء عقول اللبنانيين في حكومة دياب، ولعلّ ‏الأجدى بها أن تدرج على جدول أعمال جلسة اليوم بند "إطفاء شمعة" عيد أبو حيدر التاسع والثلاثين فور إقرار ‏تعيينه، مع إبداء التمنيات بأن تكون "سنة حلوة على المدير".

‎ ‎وإلى التعيينات الأخرى المقسّمة مغانمها على المكونات الحكومية، طرأت معضلة جديدة كانت "نداء الوطن" قد ‏تفردت بكشف النقاب عنها الأسبوع الفائت، وهي تلك التي تتمحور حول مسألة إصرار رئيس "التيار الوطني ‏الحر" جبران باسيل على تعيين محافظ لمحافظة جبيل - كسروان في جلسة اليوم، "رغم أنها لم تدخل الملاك ‏بعد"، حسبما نقلت مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ "باسيل استطاع أن يفرض على الحكومة تعيين ‏سيدة من عكار من آل ديب قريبة من "التيار الوطني الحر" لهذا الموقع، في حين أنّ رئيس الحكومة حسان دياب، ‏الذي بدا بالأمس منبوذاً من طائفته عبر مشهدية انعقاد المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في دار الفتوى، بغيابه ‏وبحضور الرئيس سعد الحريري شخصياً الاجتماع، فشل في مجرد طرح مرشح للمحافظة المستحدثة باعتبار أنّ ‏جبيل كانت (وفق المعادلة التي أرست تعيين محافظ أرثوذكسي لبيروت) تابعة إدارياً لمحافظ جبل لبنان السنّي، ‏وهذا ما سيشكل نقطة ضعف جديدة في سجله "السنيّ" لصالح استكمال مسار الرضوخ لرغبات باسيل في ‏التعيينات، بعدما كان قد فشل سابقاً في تعيين مرشحته بترا خوري لمنصب محافظة بيروت. في حين أنّ ‏المعلومات المتوافرة تفيد بأنه حاول خلال الأيام الأخيرة تعيين القاضي مروان عبود في محافظة جبيل - كسروان ‏بدل محافظة بيروت، لكنه فشل في هذا الطرح أيضاً.

‎ ‎أما في جديد المعطيات عن كواليس اجتماع بعبدا المالي، فقد اختصرت مصادر مطلعة على مجريات هذا الاجتماع ‏ما خلص إليه بأن الذي حصل، كان "بلفة مستشارين سيدفع ثمنها المودع اللبناني من جنى عمره"، إذ تؤكد أنه "لم ‏يحصل أي اتفاق أو تفاهم حول الأرقام بين الحكومة والمصرف المركزي والمصارف"، ونقلت عن حاكم ‏المصرف المركزي قوله خلال اجتماع بعبدا: "نحنا مش متفقين"، فكان الجواب: "روح فاوض هلق وقول نحنا ‏رح ننطلق من هون"، مشددةً على أنّ "عقلية الاستخفاف بالمؤسسات الدولية لا تزال مستمرة وخصوصاً من ‏خلال المقاربة الرسمية للمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي"، كاشفةً في المقابل أنّ "معنيين في ‏المؤسسات الدولية يدرسون حالياً ماهية الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور اللبناني للفريق اللبناني الذي ‏يفاوض صندوق النقد، لا سيما منه مجموعة المستشارين للحكومة".

 

الثوار يعودون الى الساحات بنبض اقوى و ارتفاع سعر صرف الدولار سيؤجج الثورة

"صوت بيروت إنترناشونال/10 حزيران/2020

الثوار يعودون الى الساحات بنبض اقوى

نزل الثوار على الارض بعد تخطي سعر صرف الدولار عتبة الـ 4500 ليرة لبنانية، قطعوا الطرق في عدد من المناطق اللبنانية، وتجمع بعضهم في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت داعين الى كبح انهيار الليرة ومحاسبة المتسببين بانهيارها، كما رفعوا شعارات مطلبية ومعيشية.

الفضيحة الكبرى التي تقف وراء انهيار سعر صرف الليرة عملية تهريب “حزب الله” للدولارات إلى سوريا لدعم الليرة السورية، وذلك بداية من خلال إيداع أموال بالليرة اللبنانية في المصارف، ومن ثم سحبها بالدولار ليتم تسليمها الى بعض الصرافين ومن بعدها تحويلها إلى سوريا، او من خلال إرسال الأموال عبر سائقين وأفراد الى سوريا، و بعد اقفال الحدود منذ اذار لمواجهة فيروس كورونا المستجد، اعتمد الحزب على الطرق غير الشرعية او على تحويل الأموال عبر المنصات الغير المرخص لها. يضاف الى ذلك السياسات المالية التي وضعها مصرف لبنان منذ سنوات.

كما ان ما يشهده لبنان سواء على الصعيد المالي او الإقتصادي هو نتيجة الفساد والتآكل الذي ضرب خزينة الدولة، المترافق مع غياب الإستثمارات المنتجة ضمن اقتصاد “ريعي”، مع فقدان ثقة المجتمع الدولي بلبنان، والعزلة العربية، وما حَجْب أموال مؤتمر “سيدر” الا دليل على ذلك، فالأزمة الاقتصادية التي وصل اليها لبنان لم يشهد لها مثيلا حتى خلال الحرب الاهلية. امعنت الازمة الاقتصادية في نهش ما تبقى من طبقة وسطى في لبنان وازداد بسببها الفقراء فقراً، ليأتي ارتفاع سعر صرف الدولار كضربة قاضية للمواطنين حيث ارتفعت بسببه اسعار السلع بشكل جنوني في ظل غياب الوزارات المعنية والهيئات المختصة، وبدلا من ان تسارع الحكومة الى وضع استراتيجية للخروج من الظروف الكارثية لم تحرك ساكنا وتعاملت مع ما يدور كما الحكومة التي سبقتها والتي فشلت في إدارة البلد سياسياً ومالياً وإقتصادياً. الدولار يرتفع سعره يومياً بسبب امعان “حزب الله” بتهريبه الى سوريا، وتغاضي السياسيين عن ذلك، الا ان الشعب اللبناني لن يسكت بعد اليوم عن الازمات الخطيرة التي فرضت عليه، وسيشهد لبنان في الايام القادمة تحركات اقوى بكثير مما شهدها عند انطلاق الثورة.

 

رضوان السيد… الماكر والفاشل!

صوت بيروت إنترناشونال/10 حزيران/2020

عمل في الخفاء والعلن على اظهار نفسه انه الرجل الاول للمملكة العربية السعودية في لبنان، وذلك لجذب السياسيين اليه واخذ مشورته ورضاه،  الا انه في الحقيقة هو من يسعى للحصول على مركز، وان يلمع اسمه في السياسة بعدما فشل في ذلك في الدين، حيث لم يُسمح له بدخول دار الفتوى والحصول على لقب مفتي الجمهورية الاسلامية، وذلك على الرغم من ادعاءاته بانه المفكر الحذق والعالم الديني الكبير الذي لديه المام بكل تفاصيل الدين… هو رضوان السيّد الذي زاد اصراره في الاشهر الاخيرة على الوصول الى هدفه فاعلن عن قرار “تأسيس تجمع وطني مع مجموعات من أهل السنة”.

من بوابة ادعاء كرهه لايران و”حزب الله” حاول ويحاول السيّد دخول عالم السياسة في لبنان، الا انه يتخبط في كيفية الوصول وحتى الان لم يتمكن من ابراز اسمه في الشارع السني على الرغم من اصراره على الظهور في المقابلات الصحفية والمؤتمرات، كما ان دعمه لوزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، “صبي” حزب الله الذي لا يعصي له امراً، يجعل من حلم السيد مستحيلاً، فكراهية اهل السنة للمشنوق لا يضاهيها كراهية، بعد كل الذي ارتكبته يداه بحقهم وبحق ابنائهم في السجون، لذلك سيصعق السيّد عما قريب بان الطرق التي يختارها للوصول خاطئة وغير معبدة ونهايتها حائط مسدود.

في العودة الى الوراء يظهر شريط مسيرة رضوان كم انه انتهازي ووصولي، وكيف تقرّب من الاخوان المسلمين علّه يتمكن من حجز مقعد قيادي له، الا انهم نبذوه فاذ به ينقلب عليهم ويبدأ بمحاربتهم، ليزيد الامر من تعصبه الديني الى درجة انه اصبح احد ابرز المتطرفين اللبنانين،

من هذا المنطلق سخر من تعبير “المواطنة” خلال ندوة ضمن نشاطات “معرض الكتاب العربي”، حيث قال حينها إن “الأقليات المسيحية” تتملّكها عقدة الإسلام السياسي، لذلك تدعو إلى المواطنة التي يرفضها الفكر الإسلامي القائم على مفهوم “الأمة”…

هذه العبارة كافية لاظهار ما يكّنه السيد لكل مختلف عنه في العقيدة والفكر، فهو من غلاة المتطرفين، الذي لا يقل خطورة عن اي متطرف من اية جهة كانت. فكّر السيد طويلاً من اجل ان يكون له دوراً في لبنان، فبالنسبة له مرّت السنوات وحقق الثروات، وانجز عدداً كبيراً من الكتب والمقالات، الا ان كل ذلك لم يشبع عطشه لكرسي طالما حلم بها، وان كان يظهر انه يحاول ايصال غيره الى الحكم، سواء بدعمه المشنوق الذي لولا تزويره الانتخابات النيابية الاخيرة لكان في عداد الراسبين او بدعمه فارس سعيد الذي خسر المعركة الانتخابية، لهذا بدأ السيد يصور نفسه على انه الممثل لوجدان الجمهور السني في لبنان، وضع استراتيجيته الجديدة في الايام الاخيرة، وها هو يعمل عليها، اطلق التجمع السني، وفي الايام القادمة سيخطو مزيداً من الخطوات الا انه بالتأكيد لن يصل الى هدفه، فالنوايا الخبيثة ستنقلب على صاحبها، ولو لم يكن ماكراً وخبيثاً ربما لكان استطاع خلال مسيرته ان ينجح ولو في مجال، الا انه فشل حتى في ابراز اسمه امام من يدّعي انه يخشى عليهم وعلى مصيرهم، فكما يقول الحديث اذا احب الله عبداً حبب الناس فيه، من هنا يُفهم لماذا السيد لم ينل محبة الناس.

 

الحريري يرّد على جعجع ... "بونجور حكيم"

تويتر/10 حزيران/2020

ردّ الرئيس سعد الحريري في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" على كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في جريدة "الأهرام المصرية"، بالقول: "بونجور حكيم، ما كنت عارف انو حساباتك هالقد دقيقة".

وأضاف:" كان لازم اشكرك لانو لولاك كان من الممكن انو تكون نهايتي وقال:"معقول حكيم؟ انت شايف مصيري السياسي كان مرهون بقرار منك؟ يعني الحقيقة هزلت".

وتابع:" يا صاير البخار مغطى معراب أو انك بعدك ما بتعرف مين سعد الحريري".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

منظمة الصحة: تأثير فصول السنة على «كورونا» غير واضح

جنيف/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

قال مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الأربعاء)، إنه من غير الواضح كيف سيؤثر حلول فصل الشتاء في نصف الكرة الأرضية الجنوبي على فيروس «كورونا» المستجد. وذكر ريان، أثناء مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: «لا نعرف ما سيكون عليه فيروس (كورونا)، في الوقت الراهن ليست لدينا بيانات تشير إلى أن الفيروس سيكون أشد خطورة أو سينتقل بصورة أكبر أم لا»، مشيراً إلى أن أثر حلول فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي غير واضح أيضاً. وأضاف: «لا يمكننا أن نعتمد على توقع أن الفصل المناخي أو درجة الحرارة يحملان جواباً بخصوص تفشي المرض». وتسبب الوباء بوفاة 411 ألفاً و588 شخصاً في العالم منذ ظهوره في ديسمبر (كانون الأول) في الصين، وسجل أكثر من 7.25 مليون إصابة رسمياً في 196 دولة ومنطقة. ولا تزال الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضرراً مع 112 ألفاً و6 وفيات، تليها بريطانيا مع 40 ألفاً و883 وفاة، والبرازيل (38 ألفاً و406) وإيطاليا (34 ألفاً و43) وفرنسا (29 ألفاً و296).

 

«جونسون آند جونسون» تبدأ تجربة لقاح لـ«كورونا» الشهر المقبل

واشنطن/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

قالت شركة جونسون آند جونسون، اليوم (الأربعاء)، إنها ستبدأ تجارب على متطوعين للقاحها المحتمل لمرض «كوفيد - 19» اللقاح المسمى «آد.26 كوفيد - 2 إس» في النصف الثاني من يوليو (تموز)، قبل شهرين من الموعد الذي كان مقررا حيث تسابق الشركة الزمن لتطوير لقاح للمرض.

ووقعت الشركة بالفعل صفقات مع الحكومة الأميركية لزيادة طاقتها الإنتاجية بما يكفي لإنتاج أكثر من مليار جرعة من لقاحها خلال 2021، حتى قبل وجود دليل لديها على فاعليته. ولا توجد حاليا علاجات أو لقاحات معتمدة لمرض «كوفيد - 19»، الذي يسببه فيروس «كورونا» المستجد والذي أودى بحياة أكثر من 400 ألف شخص في أنحاء العالم حتى الآن. وستختبر دراسة شركة جونسون آند جونسون اللقاح في مقابل عقار وهمي وتقيم سلامته والاستجابة المناعية لدى 1045 شخصا أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما، وكذلك من تبلغ أعمارهم 65 عاما وأكثر، وستجري التجارب في الولايات المتحدة وبلجيكا. وقال بول ستوفيلز، المدير العلمي لشركة جونسون آند جونسون: «بناء على قوة البيانات التي سبقت التجارب السريرية والتي رأيناها حتى الآن والتواصل مع الهيئات التنظيمية تمكّنا من تسريع التطور السريري بشكل أكبر». وتجري الشركة محادثات مع المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية لبدء تجارب أكبر في مرحلة متأخرة قبل الموعد المحدد، اعتمادا على نتائج الدراسات المبكرة وموافقة الهيئات التنظيمية. وتأتي شركة «مودرنا» الأميركية للتكنولوجيا الحيوية في مقدمة الشركات التي تسعى لتطوير لقاح لـ«كوفيد - 19»، وبدأت في تجربة لقاحها المرشح على 600 مريض، وتتوقع الشركة أن تبدأ تجارب المرحلة الأخيرة في يوليو. وشركات أسترازينيكا وسانوفي وفايزر وجلاكسو سميثكلاين كلها في مراحل مختلفة من تطوير لقاحاتها المرشحة للمرض. وتجري حاليا تجربة نحو عشرة لقاحات لـ«كوفيد - 19» على البشر، ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و18 شهرا من بداية التطوير.

 

الجائحة تحصد 400 ألف ضحية... ومدن العالم تعود رغم التحذيرات

«الصحة العالمية»: السكان لا يزالون عرضة للفيروس

عواصم/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

أودى فيروس «كورونا المستجدّ» بحياة ما لا يقل عن 406.466 شخصاً حول العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر (كانون الأوّل)، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى مصادر رسميّة صباح أمس (الثلاثاء)، وسُجّل رسميّاً أكثر من 7.130.550 إصابة في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء، تعافى منها 3.124.800 شخص على الأقل. ولا تعكس الأرقام إلّا جزءاً من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إنّ دولاً عدّة لا تجري فحوصا إلاّ للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى أولوية في إجراء الفحوص لتتبع الذين يحتكون بالمصابين، ويملك عدد من الدول الفقيرة إمكانات فحص محدودة. وفي وقت يتم تخفيف القيود في العالم بهدف تحريك الاقتصادات التي تأثرت بشكل كبير، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أول من أمس (الاثنين) خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت في جنيف: «رغم أن الوضع في طور التحسن في أوروبا، إلاّ أنه يزداد سوءا عالميا». وأوضح أن 75 في المائة من الحالات الجديدة الأحد، سجلت في 10 بلدان أساسا في القارة الأميركية وجنوب آسيا. وأكد أن «التراخي هو الخطر الأكبر حاليا» في الدول التي تشهد الأوضاع فيها تحسنا، مضيفا أن «سكان دول العالم بغالبيتهم لا يزالون عرضة للإصابة بـ(كوفيد - 19)». وينص الجدول الزمني الذي وضعته بلدية موسكو لرفع العزل على إعادة فتح المتاجر والمطاعم والخدمات وأماكن الترفيه على مراحل في 9 و16 و23 يونيو (حزيران).

- عودة موسكو ونيويورك

ورغم التحذير الذي وجهته منظمة الصحة العالمية من «تفاقم الوضع العالمي» جراء فيروس «كورونا» المستجد، بدأت موسكو أمس (الثلاثاء) رفع تدابير العزل على غرار نيويورك ودول عديدة حول العالم، وعاد ازدحام السير لأول مرة إلى شوارع موسكو منذ نهاية مارس (آذار).

وقالت أولغا إيفانوفا (33 عاما) المسؤولة عن التسويق: «هناك أعداد كبيرة من الناس في الشارع، إنه يوم جميل». وأضافت «أمضيت كل شهر مايو (أيار) في منزلي الريفي لكن الأوان قد حان للعودة إلى موسكو». ولا يزال وضع الكمامات في الشارع والقفازات في الأماكن المغلقة إلزاميا في المدينة التي تضم 12 مليون نسمة. وتبقى موسكو بؤرة تفشي الوباء مع نصف عدد الوفيات حتى لو تراجع فيها العدد اليومي للحالات من ستة آلاف مطلع مايو إلى 1572 الثلاثاء. ومستندا إلى هذه الأرقام المشجعة، أعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين الاثنين رفع «الحجر المنزلي» المطبق منذ نهاية مارس ونظام الأذون الإلزامية لسكان العاصمة. وفي حي باترياركي برودي الفخم استقبلت صالونات التجميل أول الزبائن. ووفقا للأرقام الرسمية بلغ العدد الإجمالي لحالات «كوفيد - 19» في روسيا 485.253 بينها 6142 وفاة. وتبقى روسيا ثالث بلد في العالم من حيث عدد الإصابات (بناء على الأرقام المطلقة). وتسير موسكو على خطى نيويورك بعد أن خرجت المدينة الاثنين من العزل الذي بدأ في 22 مارس. وبدأت العاصمة الاقتصادية الأميركية عملية إعادة فتح تدريجية اقتصرت خلال مرحلة أولى على قطاعي البناء والصناعة. وخلال 15 يوما تأمل السلطات في الانتقال إلى المرحلة الثانية التي ستتيح تناول الطعام في شرفات المطاعم الخارجية أو العودة إلى مصففي الشعر. وقال مايكل أوسترغرين المشرف على مكتبة شكسبير في مانهاتن التي دخلها أول الزبائن لدى فتح أبوابها «العودة أمر جيد». وأضاف «يرغب الجميع الخروج من منازلهم». وبعد نمو دام 11 عاما دخلت الولايات المتحدة مرحلة ركود. ويمر العالم بأسره بأسوأ ركود منذ 150 سنة بحسب البنك الدولي. وفي هذه الظروف سمحت الهند حيث يواصل الفيروس تفشيه بقوة الاثنين بإعادة فتح مراكزها التجارية وأماكن العبادة.

- القلق اللاتيني

وبدأت أميركا اللاتينية، حيث تثير وتيرة تفشي الفيروس القلق، رفع تدابير العزل أيضا. وفي البرازيل، التي سجلت أعلى عدد وفيات في العالم بعد الولايات المتحدة وبريطانيا مع أكثر من 36 ألف وفاة، أعلن حاكم ولاية ريو دي جانيرو تخفيف القيود. وتنشر حكومة الرئيس جاير بولسونارو أرقام الوفيات والإصابات جراء «كوفيد - 19» منذ أيام وسط حالة من الإرباك، في ظل اتهامات لها بالسعي إلى «التستر على البيانات». وكشفت بيانات وزارة الصحة المكسيكية أن البلاد سجلت 2999 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد يوم الاثنين ليصل إجمالي الإصابات إلى 120102. وبلغ إجمالي الوفيات 14053، صعودا من 13699 يوم الأحد. وسجّلت تشيلي الواقعة في أميركا الجنوبية أعداداً قياسية خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مع 96 وفاة و6405 إصابات، ما يرفع عدد الوفيات الإجمالي إلى 2290. وفي البيرو، ثاني دولة أكثر تضرراً في أميركا الجنوبية بعد البرازيل، بات النظام الصحي على وشك الانهيار، خصوصاً بسبب نقص الأكسجين.

- إسبانيا وبريطانيا

وفي إسبانيا التي سجلت أكثر من 27 ألف وفاة لكنها نجحت في احتواء الفيروس في الأسابيع الماضية، تستأنف الدولة بطولة دوري كرة القدم الأربعاء بعد توقف لثلاثة أشهر.

وفي بريطانيا التي سجلت أكثر من 40597 وفاة ترفع تدابير العزل ببطء تام. وسيكون على أي شخص يصل إلى بريطانيا من الخارج أن يحجر نفسه لفترة 14 يوما، وهي خطوة تدور شكوك حيال مدى فاعليتها وتثير قلق قطاعي الطيران والسياحة.

 

اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة سيعقد افتراضياً للمرة الأولى

نيويورك/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

أعلن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، أن اجتماعها السنوي هذا العام سيعقد افتراضياً للمرة الأولى، بسبب جائحة «كوفيد - 19». وقال رئيس «الجمعية العامة للأمم المتحدة» النيجيري، تيجاني محمد باندي، في رسالة موجهة إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إن الاجتماع ما زال مقرراً بين 22 و29 سبتمبر (أيلول)، ولكن سيتم عبر خطابات مسجّلة من قادة العالم. وكتب باندي: «أعتقد أن القيود المفروضة على السفر الدولي ومنع عقد اجتماعات كبيرة نتيجة وباء (كوفيد - 19)، ربما بدرجات متفاوتة ستظل سارية في سبتمبر(أيلول) 2020». وقال إن «الدول الأعضاء عليها أن ترسل إلى الأمم المتحدة خطاباً تصل مدته إلى 15 دقيقة، من رئيسها أو رئيس وزرائها أو أحد وزراء حكومتها أو سفيرها لدى الأمم المتحدة قبل انعقاد الجمعية بخمسة أيام على الأقل». ويمكن لدبلوماسي واحد من كل بعثة أن يحضر جلسة فعلية يتم خلالها بث الخطاب أو قراءته بصوت عالٍ من منصة قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة. ورجّح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الشهر الماضي، ألا يجتمع قادة العالم في سبتمبر(أيلول) في نيويورك، كما جرت العادة، بسبب الأزمة الصحية العالمية. ويُعدّ اجتماع الجمعية العامة السنوي أكبر تجمُّع دبلوماسي في العالم، ويتضمن مئات اللقاءات الجانبية والاجتماعات الثنائية أو المتعددة الطرف لقادة العالم. ولم يتم إلغاء الاجتماع السنوي للجمعية قطّ منذ تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945، لكن تم تأجيله مرتين؛ عام 1964 بسبب أزمة مالية، وعام 2001 بسبب هجمات 11 سبتمبر(أيلول)، في الولايات المتحدة.

 

تعيين أول أميركي من أصل أفريقي رئيساً لأركان القوات الجوية

واشنطن/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

وافق مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم (الثلاثاء)، على تعيين الجنرال تشارلز براون، كأول أميركي من أصل أفريقي في منصب رئيس أركان في الجيش الأميركي، بعد أن صوت بالإجماع على تعيينه رئيساً لأركان القوات الجوية، وذلك في الوقت الذي تحتدم فيه التساؤلات في القوات المسلحة والبلاد عن المظالم العنصرية. ووافق على التعيين 98 عضواً ولم يعترض أي عضو، ورأس مايك بنس نائب الرئيس الأميركي جلسة المجلس الذي يتمتع فيه الحزب الجمهوري بالأغلبية، وذلك في ظهور غير معتاد. وفي الوقت الحالي يشغل براون (58 عاماً) منصب قائد القوات الجوية في المحيط الهادي. وشهد الأسبوعان الماضيان موجة احتجاجات في الولايات المتحدة ودول أخرى بعد وفاة جورج فلويد الأسود الأعزل يوم 25 مايو (أيار) وهو في قبضة الشرطة في مدينة منيابوليس، بعد مزاعم عن استخدامه ورقة مزورة فئة 20 دولاراً في شراء سجائر. وعبر براون عن أمله في أن يكون لتعيينه اثر إيجابي بعد عقود من العنصرية في الولايات المتحدة.

 

الأقمار الصناعية تكشف بناء إيران نموذجاً لحاملة طائرات أميركية و«القاعدة المزيفة» تم إعدادها لأغراض التدريب والهجوم

واشنطن/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

كشفت صور التقطتها الأقمار الصناعية بناء إيران نموذجاً لحاملات الطائرات الأميركية من طراز «نيميتز» قبالة ساحلها الجنوبي، لإجراء تدريبات محتملة بالذخيرة الحية. وأظهرت الصور أن «القاعدة المزيفة» تشبه حاملات الطائرات التي تبحر بها البحرية الأميركية بشكل روتيني إلى الخليج من مضيق هرمز؛ حيث يمر 20 في المائة من نفط العالم، بحسب ما نقلته وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، اليوم (الثلاثاء). ولم تعترف السلطات الإيرانية ببناء حاملة الطائرات المذكورة، غير أن ظهور نسخة طبق الأصل في مدينة بندر عباس الساحلية يشير إلى أن «الحرس الثوري» الإيراني يستعد لعملية غرق وهمية مماثلة لعملية إغراق وهمية قام بها في عام 2015. ويحمل نموذج حاملة الطائرة نماذج محاكاة لـ16 طائرة مقاتلة على سطحها، وفقاً لصور الأقمار الاصطناعية التي التقطتها مؤسسة «ماكسار تكنولوجيز». ويبدو أن طول السفينة يبلغ نحو 200 متر، وعرضها 50 متراً. ويبلغ طول سفن «نيميتز» الحقيقية أكثر من 300 متر، وعرضها 75 متراً. وتوقع خبراء أن يتم استخدام حاملة الطائرات الوهمية في مناورات جديدة تستعد إيران للقيام بها في الربيع المقبل؛ حيث يتوقع أن تستخدم صواريخ كروز، وتنفذ هجمات من قوارب صغيرة وطائرات من دون طيار في تلك المناورات. ونقلت «سي إن إن»، في وقت سابق، عن الأدميرال علي فدوي، الذي كان يشغل منصب قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري»، قبل سنوات، قوله إن إيران لم توقف يوماً مراقبتها للأسلحة والمعدات الأميركية، واعتبارها هدفاً لتدريباتها العسكرية. وقال حينذاك: «لقد صنعنا غواصات وسفناً ومدمرات مماثلة للمدمرات والسفن الحربية الأميركية لسنوات طويلة، وإن قواته تمارس التدريبات نفسها على حاملات الطائرات»، مشيراً إلى أن الهدف «إغراق وتدمير السفن الحربية الأميركية». وفي فبراير (شباط) من العام الماضي، أعلنت إيران أنها دمرت مجسماً لحاملة طائرات وهمية خلال مناورات حربية في الخليج العربي. وقالت وسائل إعلام إيرانية وقتها إن السفينة دمرت بصواريخ أطلقت من «عشرات الزوارق التابعة لـ(الحرس الثوري) الإيراني».

 

واشنطن ستفرض عقوبات على 50 ناقلة نفط لقطع الحركة بين إيران وفنزويلا

واشنطن/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

قال مصدر مطلع إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعتزم فرض عقوبات على ما يصل إلى 50 ناقلة نفط ووقود كجزء من جهودها لوقف حركة التجارة بين إيران وفنزويلا. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته القول إنه سيتم تطبيق هذه العقوبات من خلال وزارة الخزانة الأميركية لتجنب حدوث مواجهة عسكرية مع إيران أو فنزويلا، في حال تدخل البحرية الأميركية لمنع وصول الناقلات القادمة من إيران إلى فنزويلا. وأشارت «بلومبرغ» إلى أن إدارة ترمب تحاول وقف الدعم الإيراني للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي دافع الشهر الماضي عن حق بلاده في «التجارة الحرة» مع إيران، في حين تخضع الدولتان لعقوبات أميركية. ويمثل فرض عقوبات على ناقلات النفط تصعيداً لجهود الولايات المتحدة لوقف حركة التجارة والأموال بين طهران وكاراكاس، مع تنامي العلاقات بينهما. وقال المصدر إن الولايات المتحدة تدرس أيضاً فرض عقوبات على شركة تابعة لرجل الأعمال الكولومبي أليكس ساب موران، الذي يرتبط بنظام حكم الرئيس مادورو، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. يذكر أن فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم تعاني من نقص شديد في البنزين، بعد سنوات من سوء الإدارة والعقوبات الأميركية على قطاع النفط الفنزويلي. وخلال الشهور القليلة الماضية، فرضت قيوداً على مبيعات الوقود في محطات التموين، مع نقل السيطرة عليها إلى العسكريين. وذكرت شبكة «تيليسور» الإخبارية، يوم الاثنين الماضي، أن ناقلة الوقود الإيرانية «ظريف» دخلت إلى المياه الفنزويلية، وهي الناقلة الإيرانية الخامسة التي تحمل بنزيناً وتصل إلى فنزويلا خلال شهر. وكان مسؤولون إيرانيون قد أعلنوا في 24 مايو (أيار) الماضي وصول أول ناقلة وقود من بين 5 ناقلات نفط إيرانية كانت متجهة إلى فنزويلا. ويعمل فريق من الفنيين الإيرانيين بالفعل في شركة النفط الفنزويلية الحكومية، وشركة تكرير النفط، كجزء من خطة تعاون أوسع بين الجانبين، تشمل توفير العمال والفنيين وقطع الغيار من إيران لقطاع النفط في فنزويلا، مقابل نحو 9 أطنان من الذهب، قيمتها نحو 500 مليون دولار.

 

الاتحاد الأوروبي يدعو أطراف الصراع الليبي للموافقة على وقف إطلاق النار

بروكسل/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

حث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم (الثلاثاء)، جميع أطراف الصراع في ليبيا على وقف العمليات العسكرية «على الفور» والانخراط بفاعلية في مفاوضات سلام. وتمكنت قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خلفية حفتر، من إبطاء تقدّم قوات حكومة الوفاق باتجاه مدينة سرت الاستراتيجية، وفق ما أعلنته اليوم مصادر أمنية. وتعرّضت قوات حكومة الوفاق الليبية لهجوم بالطائرات والمدفعية الثقيلة، بحسب المصادر، وذلك بعدما استعادت منذ نهاية الأسبوع السيطرة على كامل أراضي شمال غربي ليبيا. ودعا بوريل في بيان مشترك مع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، أطراف الصراع الليبي إلى الموافقة سريعاً على وقف إطلاق النار وسحب القوات الأجنبية والمرتزقة والعتاد العسكري. وجاء البيان المشترك في أعقاب جهود دبلوماسية متزايدة بذلتها ألمانيا من أجل تبني حل سياسي للأزمة الليبية. وكانت المستشارة أنجيلا ميركل عبرت في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمبر بوتين في وقت سابق اليوم عن قلقها من تصاعد القتال في ليبيا في الآونة الأخيرة. وبحثت ميركل الاثنين الوضع في ليبيا التي يمزقها الصراع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأعلن الرئيس المصري، السبت، عن مبادرة جديدة بشأن ليبيا تحت اسم «إعلان القاهرة» تتضمن تشكيل مجلس رئاسي منتخب ووقف إطلاق النار اعتباراً من الثامن من يونيو (حزيران). ويتضمن «إعلان القاهرة» احترام كافة الجهود الأممية لحل الأزمة الليبية في إطارها السياسي، واستكمال أعمال مبادرة 5+5 برعاية الأمم المتحدة، وضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة لإدارة الحكم في ليبيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد وإجراء انتخابات نزيهة، وتوزيع عادل وشفاف على كافة المواطنين، دون استحواذ أي ميليشيات على أي من مقدرات الليبيين، وإطلاق إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد. وأكد الاتحاد الأوروبي ثبات موقفه من الأزمة، وترحيبه بـ«إعلان القاهرة» لوقف الحرب، قائلاً إن المبادرة المصرية «تتوافق مع مقررات مؤتمر برلين».

 

ترمب يرحب بالجهود المصرية لتحقيق التسوية السياسية في ليبيا في اتصال هاتفي مع السيسي

القاهرة/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

قالت الرئاسة المصرية، في بيان، اليوم (الأربعاء)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب رحّب في اتصال هاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالجهود المصرية لوقف إطلاق النار في ليبيا. وصرّح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن «الرئيس ترمب عبّر عن ترحيبه بالجهود المصرية لتحقيق التسوية السياسية للأزمة، ولإنهاء أعمال العنف، بدعم وقف إطلاق النار في ليبيا، وتفعيل إرادة الشعب الليبي في تحقيق الأمن والاستقرار لبلاده». ورحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت سابق اليوم، باستئناف المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة في ليبيا، وحثّ على إجراء مفاوضات سريعة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي: «موافقة حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي على العودة إلى محادثات الأمم المتحدة الخاصة بالأمن خطوة أولى جيدة وإيجابية جداً». وأضاف: «مطلوب الآن بدء مفاوضات سريعة تجري بحسن نية لتطبيق وقف إطلاق النار واستئناف المحادثات السياسية الليبية التي تقودها الأمم المتحدة». وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في 2 يونيو (حزيران)، إن الطرفين المتحاربين في ليبيا وافقا على استئناف محادثات وقف إطلاق النار. وقال بومبيو: «حان الوقت... لجميع الليبيين وجميع الأطراف للعمل كي لا تتمكن روسيا أو أي دولة أخرى من التدخل في سيادة ليبيا من أجل أهدافها الخاصة». ودعت مصر أيضاً إلى وقف لإطلاق النار، يبدأ يوم الاثنين في إطار مبادرة سياسية أوسع، تتضمن مفاوضات في جنيف وتشكيل مجلس رئاسي منتخب وحلّ الفصائل المسلحة وإخراج جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا.

 

تركيا تعلن رفضها المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في ليبيا

أنقرة/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أغلو، اليوم (الأربعاء)، رفض بلاده المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في ليبيا. ودعت مصر إلى وقف إطلاق النار اعتبارًا من يوم الاثنين في إطار مبادرة تقترح أيضاً مجلس قيادة منتخباً لليبيا. ولاقت المبادرة المصرية ترحيباً عربياً ودولياً. في حين اعتبرت ألمانيا أن المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة أساسية لعملية السلام. لكن جاويش أوغلو الذي تدعم دبلاده حكومة «الوفاق الوطني» برئاسة فائز السراج، رفض الاقتراح قائلاً «إذا كان سيجري التوقيع على وقف لإطلاق النار، فإنه ينبغي أن يكون عبر منصة تجمع كل الأطراف معاً». وأضاف «لا نرى أن دعوة وقف إطلاق النار لإنقاذ حفتر خالصة أو يمكننا تصديقها». وتابع قائلاً، إن تركيا ستواصل إجراء محادثات مع كل الأطراف للتوصل إلى حل في ليبيا، لكن هذا الحل يتطلب موافقة الطرفين. وبحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترمب الوضع في ليبيا خلال مكالمة هاتفية يوم الاثنين. وقال إردوغان، إنهما اتفقا حول «بعض القضايا» المتعلقة بليبيا، وإن حكومة الوفاق الوطني ستواصل القتال لانتزاع السيطرة على مدينة سرت الساحلية وقاعدة الجفرة الجوية التي تقع على مسافة أبعد إلى الجنوب. وقال جاويش أوغلو، إن إردوغان وترمب عهدا إلى وزراء الخارجية والدفاع وقادة المخابرات والمستشارين الأمنيين في البلدين بحث الخطوات التي يمكن اتخاذها في ليبيا. وقالت الرئاسة التركية، إن إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بحثا الوضع في ليبيا، بالإضافة إلى الوضع في إدلب السورية، في اتصال هاتفي اليوم.

 

حفتر يدعو «الناتو» إلى الضغط على تركيا لوقف تدخلها في ليبيا/السفارة الأميركية تتحدث عن تزايد «احتمالات التوصل إلى وقف للنار وحوار سياسي حقيقي»

القاهرة: خالد محمود - وسوسن أبو حسين - موسكو - برلين/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

دعا المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، حلف شمال الأطلسي (ناتو) للضغط على تركيا لـ«كبح جماح» تدخلها العسكري في ليبيا، في وقت استمرت فيه المواجهات بين قواته ضد قوات حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، في مدينة سرت الاستراتيجية، تزامنا مع إعلان السفارة الأميركية عن تزايد ما وصفته بـ«احتمالات التوصل إلى وقف إطلاق نار وحوار سياسي حقيقي خلال الأيام المقبلة». وقالت قيادة «الجيش الوطني» في بيان لها، مساء أول من أمس، إن تركيا تستغل عضويتها في حلف (الناتو) للسيطرة على ليبيا واحتلالها دون أن يكون لباقي دول الحلف أي مصلحة في ذلك، وخاطبت دول «الناتو» متسائلة: «هل أنتم مستعدون للتورط لدعم تركيا في مؤامراتها وحربها، التي تخدم مصلحتها فقط، وبما يهدد أمن واستقرار ليبيا ودول الجوار ودول حوض البحر المتوسط؟». وبعدما اعتبرت أن «سلامة ووحدة وسيادة ليبيا أمر لا تفريط فيه»، شددت على «أن الجيش الوطني بكل قوته سيقف بمساعدة الأصدقاء ضد مساعي احتلال أرضـنا، وسندافع عن وطننا في مواجهة العدو التركي المحتل، الذي يسعى لضرب استقرار ليبيا والمنطقة من خلال جلب الأسلحة ونقل الإرهابيين والمرتزقة». ولفت البيان إلى أن الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات «الوفاق»، و«مرتزقة وإرهابيي» إردوغان بعد دخول بعض المدن في الغرب الليبي، كانت نتيجة مباشرة للغزو التركي السافر والداعم لهذه الميليشيات، والجماعات الإرهابية في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني. واعتبر اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم حفتر، في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس أن إردوغان «مسؤول عن جرائم الحرب التي ارتكبتها الميليشيات، التي تدعمها بلاده ضد الإنسانية بحق المدنيين»، مشيرا إلى قيام التنظيمات المتطرفة بنهب الممتلكات في المدينة، وقصف المدنيين غرب سرت. في المقابل، قال العميد إبراهيم بيت المال، آمر غرفة عمليات تحرير سرت - الجفرة، التابع لحكومة «الوفاق»، إن قواتها «باتت على بعد كيلومترات من مدينة سرت، وتحريرها مسألة وقت»، متمنيا تجنيب أهلها ويلات الحروب. في غضون ذلك، استؤنفت أمس عمليات الإنتاج في حقل الشرارة النفطي، بعد إغلاقه لساعات، وذلك إثر إعلان مؤسسة النفط، الموالية لحكومة «الوفاق»، فجر أمس، دخول قوة مسلحة بإمرة العميد محمد خليفة، آمر حرس المنشآت النفطية بالجنوب التابع لـ«الجيش الوطني»، للحقل، وطلبها من مديره إيقاف العمل فورا بعد ساعات من بدء إعادة تشغيله مجددا. وقال مسؤول بحكومة «الوفاق»، أمس، إنه تم استئناف العمل بالحقل، لكن دون ذكر المزيد من التفاصيل. من جانبها، تعهدت الولايات المتحدة على لسان سفارتها في ليبيا بمواصلة «شراكتها مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات قصد تمكين جميع الليبيين من التسجيل للتصويت، والمشاركة الكاملة في انتخاب قادة ليبيا المستقبليين». وقال بيان للسفارة الأميركية، أمس، إن عماد السايح، رئيس المفوضية، أطلع السفير ريتشارد نورلاند على دور المفوضية كمؤسسة مستقلة مسؤولة عن التحضير لإجراء انتخابات سلمية، وذات مصداقية في ليبيا. مشيراً إلى أنه مع تزايد احتمالات التوصل إلى وقف إطلاق نار، وحوار سياسي حقيقي في الأيام المقبلة، فقد اتفق الطرفان على أنه من الضروري أن تكون المفوضية مستعدّة، وأن يتمّ دعمها بشكل ملائم للاضطلاع بمثل هذا الجهد.

ولاحظ البيان أنه «بعد عقود من الاضطراب السياسي المأساوي، تستعد ليبيا لدخول عصر جديد من الديمقراطية في تاريخها». لافتاً إلى تقديم نورلاند التهنئة للسايح على ما وصفه بالتزامه وشجاعته في العمل على ضمان ترسيخ الديمقراطية الانتخابية في البلاد.

في السياق ذاته، أعربت جامعة الدول العربية عن أملها في أن تعلن حكومة «الوفاق» عن موقف إيجابي من «إعلان القاهرة» لوقف إطلاق النار، والانخراط في مسار سياسي شامل يخرج ليبيا من أزمتها الحالية. وقال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، في تصريحات له أمس: «ليس من الضروري القبول الكامل، أو التسليم الكامل بأن هذه المبادرة هي الأساس الوحيد للحل، ولكن المطلوب هو نية طيبة ومخلصة للمضي قدما في الحل السياسي، الذي تطالب به الجامعة حقيقة منذ اندلاع الأعمال العسكرية». وشدد زكي على أن الجامعة لم تكن تؤمن للحظة واحدة بأن «الأعمال العسكرية يمكنها حسم الموقف في ليبيا، وهذا الموقف أكدته الجامعة العربية مرات عديدة». وحول ماذا كان هناك دور للجامعة لمنع تكرار سيناريو سوريا في ليبيا، وهو غياب الحل العربي، قال زكى إن «شبح ابتعاد الوضع السوري عن الحل العربي يخيم على الجميع، ولا يرغب أحد في تكرار الأمر في ليبيا». في سياق متصل، تبادل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اتصال هاتفي، أمس، وجهات النظر حول المبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في ليبيا. وفي أعقاب الاتصال الهاتفي، أعرب الكرملين عن الشعور بالقلق حيال التصعيد الجديد للمعارك في ليبيا، وقال إن الوقف العاجل لإطلاق النار «لا بديل عنه»، مشيرا إلى أن روسيا ترحب لهذا السبب بالجهود المصرية. وأوضح الكرملين الذي طالب ببدء المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، أن المحادثة الهاتفية جاءت بناء على مبادرة من المستشارة الألمانية.

 

بعد عقدين على غياب الأسد... سوريا من لاعب إلى ملعب

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

لم يشارك الرئيس فلاديمير بوتين، في جنازة الرئيس الراحل حافظ الأسد قبل عقدين. لكن القوات الروسية باتت، في الذكرى العشرين لرحيله، موجودة في سوريا ومعززة بقواعد عسكرية، يطمح بوتين إلى توسيعها وتعزيزها بـ«إقامة ناعمة» في الاقتصاد والثقافة والسياسة.

حضر الرئيس التركي السابق نجدت سيزر، تشييع الأسد. وها هي قواته تنتشر حالياً في جيوب واسعة في شمال غربي سوريا، وشمالها، وشمالها الشرقي. كما هو الحال مع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، حيث إن «الحرس» الإيراني يقيم «دولة ظل» ويدرب وينشئ ميليشيات سورية وغير سورية. أيضاً، الجيش الأميركي موجود بعدته وقواعده في شرق الفرات، بعد عشرين سنة على مشاركة وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت في الجنازة. وعندما حضر الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، أو وزير الخارجية البريطاني روبن كوك، إلى دمشق، لوداع الأسد، لم يتوقعا أن قوات بلديهما ستكون أيضاً في عداد التحالف الدولي الذي يملك سماء شمال شرقي سوريا، ويمنع الطيران السوري منها. التحالف يدعم في الأرض، حلفاءه من «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية. هذه «الوحدات» التي تدرب بعض عناصر على أيدي «حزب العمال الكردستاني» وزعيمه عبد الله أوجلان، الذي يقيم في سجن تركيا بعد قرار الأسد فتح الباب له للخروج من سوريا، لتجنب حرب مع تركيا في منتصف 1998. أيضاً، لم يكن الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود، الذي كان آخر من تحدث مع الأسد قبل وفاته، وأول الواصلين للإقامة في دمشق والمشاركة في العزاء، يتخيل أن يتدخل حليفه «حزب الله» في سوريا في 2012 للمساهمة في «إنقاذ النظام»، وتنتشر قواته في مناطق مختلفة من سوريا، ويكون صاحب الكلمة والهامش لـ«الدور السوري في لبنان»، في شكل تصاعدي، بدءاً من مشاركة زعيمه حسن نصر الله في مراسم التشييع في القرداحة في يونيو (حزيران) قبل عقدين. استعراض قائمة المشاركين في تشييع الرئيس الأسد بعد وفاته في 10 يونيو 2000، تدل على حجم التغيير الذي طرأ في سوريا ودورها. كانت لاعباً إقليمياً، وتتمتع بعلاقات دولية واسعة، تحولت إلى ملعب تتصارع فيه دول إقليمية ودولية. كان «وكلاؤها» وعناصر جيشها وضباطه واستخباراته يقيمون في دول مجاورة وأخرى بعيدة. أما، الآن، فإن «وكلاء» الآخرين وجيوشهم يقيمون في أرضها وجوها.

«التصحيح»

بعدما لعب دوراً في اللجنة العسكرية في حزب «البعث» الحاكم، نفذ بصفته وزيراً للدفاع في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) انقلاباً عسكرياً عُرف بـ«الحركة التصحيحية»، وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي، ووضعه في السجن، ثم أصبح رئيساً في مارس (آذار) في العام اللاحق. وفي 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973، خاض مع الرئيس المصري أنور السادات «حرب تشرين» ضد إسرائيل، وقع بعدها بسنة «اتفاق فك الاشتباك» مع إسرائيل في الجولان برعاية أميركية. وفي يونيو، زار الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، دمشق، لاستعادة العلاقات الدبلوماسية المجمدة بعد «نكسة حزيران» 1967. وأول تدخل خارجي مباشر لسوريا، كان في 1976 لدى دخول الجيش السوري في الحرب الأهلية اللبنانية بضوء أخضر أميركي ومباركة سوفياتية. وبعد ذلك بعام، انتشر في معظم الأراضي اللبنانية. بقيت القوات والاستخبارات السورية في لبنان إلى أبريل (نيسان) 2005، لدى خروجها تنفيذاً للقرار 1559 وضغوط دولية هائلة بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري. وإذا كانت العلاقات مع الجار الجنوبي، الأردن، اتخذت منحى آخر، بعد تسلم الأسد السلطة من «اليسار» في «البعث»، فإن العلاقات مع الجار على الحدود الشرقية كانت أكثر تعقيداً. في عام 1979، اتهم الرئيس العراقي صدام حسين، الذي برز دوره في بغداد، الأسد بـ«التآمر». دخل البلدان، اللذان يحكمها فرعان متنافسان لـ«البعث»، في صراع وتنافس وتآمر. لكن السنوات الأخيرة، من حكم الأسد شهدت عودة العلاقات التجارية بين البلدين بفعل حاجة الطرفين، ثم استئناف العلاقات الدبلوماسية التي قطعت في 1980، بعد دعم دمشق لطهران في الحرب العراقية - الإيرانية.

«التوازن»

مجرد وصول علي الخميني إلى الحكم بعد «الثورة» في طهران في 1979، فتحت صفحة استراتيجية في العلاقات السورية - الإيرانية ستترك أثارها في الشرق الأوسط لعقود. لكن الأسد، كان يوازنها في التسعينات بعلاقات مع «الحضن العربي» والدولتين العربيتين الكبيرتين، السعودية ومصر، وما عرف لاحقاً بـ«الحلف الثلاثي» السوري - السعودي - المصري، الذي شكل ركيزة أساسية للعمل العربي، ووفر خيمة لقرارات وتنسيق في منعطفات أساسية. وفي فبراير (شباط) 1982، تصدى الأسد لانتفاضة قادها «الإخوان المسلمون» في مدينة حماة، وذهب ضحيتها بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وفي نهاية 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على أثرها إلى مستشفى في دمشق. وقتذاك، حاول شقيقه رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب، قبل أن يستعيد الشقيق الأكبر عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا بتسوية إقليمية دولية. ولا يزال مقيماً في أوروبا، رغم محاولته الانغماس بعد وفاة شقيقه في 2000.

دون غطاء

وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، الذي وقعت سوريا معه اتفاقية صداقة وتعاون عام 1980، اتجه الأسد إلى الغرب، وحسن علاقته مع أميركا. هو كان امتنع عن توقيع اتفاق استراتيجي مع «السوفيات» أو إعطائهم قواعد عسكرية دائمة باستثناء ميناء صغير في طرطوس، كي يترك خياراته مفتوحة مع الغرب.

واستفاد من هذا القرار بعد زيارته إلى موسكو في أيامه الأخيرة ولقائه الرئيس السوفياتي الأخير، ميخائيل غورباتشوف، حيث أيقن بانهيار حليفة الأكبر، وضرورة الاتجاه غرباً بحثاً عن غطاء جديد. وفي بداية التسعينات، انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد صدام بعد غزو العراق للكويت. وفي نهاية 1991، شاركت سوريا في افتتاح مؤتمر مدريد لإطلاق المفاوضات العربية - الإسرائيلية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 1994، التقى الرئيس الأميركي بيل كلينتون، الأسد في دمشق التي كان زارها عشرات المرات وزراء خارجية أميركا لتطوير العلاقات الثنائية، وتحريك مفاوضات السلام مع إسرائيل، علماً بأن الأسد كان يلتقي الرؤساء الأميركيين في جنيف. وبعد أربع سنوات، زار الأسد باريس في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من شيراك، الذي لعب دوراً رئيسياً في فتح الباب أمام الأسد أوروبياً.

5 جيوش

قبل وفاة الأسد، كانت القوات السورية في لبنان، ودمشق صاحبة «كلمة السر» فيه. كانت سوريا جزءاً من المحور الثلاثي مع تركيا وإيران للتنسيق ضد إقامة كيان كردي شمال العراق. في الوقت نفسه، كانت ضمن مجموعة «إعلان دمشق» التي تضم السعودية ومصر والدول العربية، و«الحلف الثلاثي» مع السعودية ومصر. كانت فتحت الباب مع صدام، وتركت معارضيه لديها. كانت سوريا تستضيف المنظمات المعارضة لإسرائيل، وكانت تفاوض إسرائيل برعاية أميركية. وفي نهاية مارس (آذار) عقدت قمة بين الأسد وكلينتون في جنيف في آخر محاولة لإنجاز السلام. وفي ربيع 1996، كان في دمشق في آن واحد، وزراء الخارجية لخمس دول متناقضة المصالح، الأميركي والروسي والفرنسي والإيراني والاتحاد الأوروبي، لإنجاز «تفاهم نيسان» بعد عملية «عناقيد الغضب» الإسرائيلية في جنوب لبنان. الآن، سوريا خارج الجامعة العربية. هناك عزلة وعقوبات أميركية وأوروبية. فيها خمسة جيوش، الأميركي والروسي والإيراني والتركي والإسرائيلي (جواً). بعد احتجاجات 2011، نصف الشعب السوري خارج منازله، و690 ألف ضحية، وخسائر اقتصادية بقيمة 530 مليار دولار أميركي، حسب مركز أبحاث. فيها تظاهرات وأزمة غذاء ودواء وماء. سوريا التي كانت تصارع في خارج حدودها، باتت مسرحاً لصراعات الآخرين. من لاعب إلى ملعب. ربما الشيء الوحيد الذي ارتفع سعره، هو الدولار الأميركي. كان يساوي 44 ليرة قبل عشرين سنة، أصبح الآن 3200 ليرة.

 

قلق ألماني إزاء خطط إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية

القدس: «الشرق الأوسط أونلاين»/10 حزيران/2020

أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الأربعاء، عن «قلقه الشديد» إزاء المخطط الإسرائيلي لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. وقال ماس للصحافيين في أعقاب لقاء جمعه مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي في القدس «أخبرت وزير الخارجية الإسرائيلي بالموقف الألماني وبقلقنا الشديد (...) حيال العواقب المحتملة لمثل هكذا خطوة». وأضاف «نتشارك هذه المخاوف (...) مع شركائنا الأوروبيين، نعتقد أن الضم لن يتوافق مع القانون الدولي» وزيارة ماس هي الأولى لمسؤول أجنبي رفيع المستوى بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة الشهر الماضي والتي يفترض أن تقدّم استراتيجيتها حول تنفيذ الخطة بدءاً من الأول من يوليو (تموز). وتأتي الزيارة قبل نحو ثلاثة أسابيع من ترؤس ألمانيا للاتحاد الأوروبي. والتقى ماس بعد ظهر الأربعاء خلال رحلته الخارجية الأولى منذ انتشار فيروس كورونا، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس.

وأكد نتنياهو خلال لقائه ماس «أن المصالح الإسرائيلية الحيوية إزاء أي تسوية مستقبلية تشمل ضرورة الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية الكاملة على جميع الأراضي التي تقع غرب نهر الأردن». وقال رئيس الوزراء «يجب على كل خطة واقعية مهما كانت أن تعترف بواقع الاستيطان الإسرائيلي على الأرض وعدم رعاية الأوهام كأنه سيتم اقتلاع مواطنين من منازلهم». كما بحث نتنياهو مع وزير الخارجية الألماني وقف التمويل الألماني للمنظمات الأهلية التي تعمل ضد إسرائيل. وقال مكتب نتنياهو في بيان بالعربية «إن وزير الخارجية الألماني طلب الاطلاع على مخططات الحكومة الإسرائيلية بما يخص خطة ترمب، ولا سيما على خلفية الولاية الألمانية المرتقبة في رئاسة الاتحاد الأوروبي، وفي إطار عضويتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». من جهته، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي، على تنفيذ إسرائيل للضم. وقال «نحن عازمون على القيام بذلك والحوار مع جيراننا، إسرائيل تريد الأمن والسلام».

وأضاف «ستتم متابعة الخطة بشكل مسؤول وبالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة». ويتوقع أشكينازي «من المجتمع الدولي أن يوضح للفلسطينيين أن رفضهم الانخراط لن يخدم مصالحهم». ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي الخطة الأميركية للسلام بأنها «فرصة كبيرة».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن في 28 يناير (كانون الثاني) من واشنطن خطة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين تنص على أن تضمّ إسرائيل مستوطناتها في الضفة الغربية التي احتلتها بعد حرب عام 1967. وتشمل الخطة الإسرائيلية ضمّ منطقة غور الأردن الاستراتيجية التي تشكل ثلث مساحة الضفة الغربية. ويعيش في الضفة الغربية نحو 450 ألف إسرائيلي في مستوطنات وسط 2.7 مليون فلسطيني. ورحب الإسرائيليون بخطة ترمب التي رفضها الفلسطينيون رفضاً قاطعاً. وطالب الاتحاد الأوروبي أيضاً الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن مخطط الضم، مذكراً إياها بأن الاستيطان مخالف للقانون الدولي، ومحذراً إياها من أن الاتحاد سيضطر إلى اتخاذ موقف «صعب» في حال مضت إسرائيل في مشروعها. وتريد إسرائيل تجنب رد فعل أوروبي قوي، خصوصاً أنها ترتبط مع الاتحاد الأوروبي بمصالح اقتصادية؛ إذ بلغت القيمة الإجمالية لتجارتهما العام الماضي 30 مليار يورو (34 مليار دولار). في الجانب الفلسطيني، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الثلاثاء «نريد أن تشعر إسرائيل بضغوط دولية (...). للمرة الأولى يناقش السياسيون الأوروبيون عقوبات ضد إسرائيل لأننا طلبناها». ولم يعلن الاتحاد الأوروبي عن كيفية الرد على مشروع الضم إذا ما أصبح واقعاً، لكن أي عقوبة محتملة تحتاج إلى موافقة الأعضاء السبعة والعشرين.

وأعلن أشتية، الثلاثاء، تقديم الفلسطينيين للجنة الرباعية «اقتراحاً مضاداً» لخطة الرئيس الأميركي. وقال «الاعتراف (بدولة فلسطينية) هو إجراء وقائي ضد مخطط الضم، والعقوبات هي خطوة إضافية». ولن يلتقي ماس المسؤولين الفلسطينيين في مقر السلطة الفلسطينية في رام الله، لكنه سيجري محادثات عبر الفيديو مع أشتية خلال تواجده في العاصمة الأردنية عمان التي سيزورها بعد مغادرته إسرائيل. وقال أشتية، إن إسرائيل منعت الوزير الألماني من زيارة رام الله، وهو ما نفته إسرائيل. لاوألغت المحكمة العليا في إسرائيل، الثلاثاء، قانوناً يتيح للحكومة الاستيلاء على مئات الهكتارات من أراضي الضفة الغربية المحتلة. وكان القانون الذي أقر في عام 2017 يسمح لإسرائيل باستملاك أراضٍ خاصة في الضفة الغربية وتشريع المستوطنات العشوائية ومنع هدمها. وأوقفت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية تنفيذ القانون بعد الطعن به أمام المحكمة العليا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المطران بشارة الزغرتاوي الذي يعرف أن يقول "لا"

حبيب شلوق/المرصد/10 حزيران/2020

معظم الذين كتبوا عن المطران يوسف بشارة ركـّـزوا في كتاباتهم على الدور الذي اضطلع به في تأسيس "لقاء قرنة شهوان"، وإدارة هذا اللقاء أي أن التركيز انحصر تقريباً بالدور السياسي لهذا الأسقف الآتي من زغرتا والذي يعرف أن يقول "لا" ومتى يقولها، من دون غوص معظم الكتـّاب في روحانيته "بما ترتكز على الخدمة بكل أشكالها، وعلى المحبة الراعوية وليس على العبادات وإن كان لها مكانها"( كتاب "المطران يوسف بشارة مراحل ومحطات" ص 78 ).

والمطران بشارة عرف كيف يوفـّق بين التزامه الروحاني والكنسي، وبين الالتزام الوطني القائم على التمسك الشديد بالثوابت الوطنية، وعدم المساومة في موضوع العيش الواحد وتقبّل الآخر. من هنا شارك عام 1966 في تأسيس "كنيسة من أجل عالمنا"، ثم قرّر التعاون مع علمانيين عام 1976 وأنشأ "لقاء آذار" الذي ضم مسيحيين ومسلمين، قبل أن يمضي عام 1977 إلى الإنفتاح على غير الموارنة من المسيحيين ، منطلقاً من اجتماع سيدة البير.

وقد تكون الخطوة الأبرز التي خطاها كانت بتعيينه رئيساً للمدرسة الإكليريكية المارونية خلفاً للخوري خليل أبي نادر، وهو قرار اتخذه البطريرك الراحل مار أنطونيوس بطرس خريش، الذي كان ـــ بالتشاور حُكماً مع نائبه العام المطران نصرالله صفير ـــ أول مكتشفي تلك الخامة الكهنوتية، وهو تعيين أثبت لاحقاً أنه كان ممهداً لتعيينه مطراناً على أبرشية أنطلياس بقرار فاتيكاني مع رفيقه وسلفه في الإكليريكية الكاهن خليل أبي نادر ، على أبرشية بيروت عام 1986 ، وهما كانا المطرانين الأولين في ولاية البطريرك صفير الذي تلا القرار البابوي بتسميتهما بعيد فترة قصيرة من انتخابه بطريركاً. وكان قرار تعيينهما مطرانين فاتحة خير ومؤشراً إلى كل الذين تبوأوا بعدهما رئاسة الإكليريكية، وهو قرار ثبتت صوابيته مع رؤساء الإكليريكية الذين خلفوهما المطارنة أنطوان نبيل العنداري وميشال عون ومارون العمار.

والمطران بشارة الذي تنقّل في مناصب عدة منذ خدمته الأولى في رعية القديسة أوديل في فرنسا، ومواكبته المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965 ، ثم تتلمذه على يد مرشده وعراّبه في السيامة المطران اليسوعي عبده خليفة، كل ذلك قرّبه من الحياة الرهبانية اليسوعية وقد أسس مع رفاقه المطارنة هيكتور الدويهي وبولس إميل سعادة ويوسف ضرغام وفرنسيس البيسري وأنطوان حميد موراني مجلة "نور وحياة" التي انتشرت لاحقاً في كل الأبرشيات، ثم عضويته في فريق ثلاثي ضم الآباء ــ المطارنة لاحقاً ـــ عبده خليفة وفرنسيس البيسري ويوسف بشارة لترجمة نصوص المجمع الفاتيكاني الثاني في ذلك العام. كما أصبح مسؤول الإعلام في المجمع البطريركي الماروني بين 2003 و2006 وفيه تعمّقت أكثر فأكثر في معرفته وترسّخت صداقتي به.

والمطران بشارة الذي تتلمذ على الآباء السولبسيان ( Saint Sulpice ) في فرنسا كان مقتنعاً بالمبدأ الذي يعتمدونه "لا تطلب شيئاً ولا ترفض شيئاً"، فهو لم يرفض طلب البطريرك صفير منه عام 2001 ترؤس "لقاء قرنة شهوان" الذي كان "صوت البطريركية ولا صوتها" في الوقت نفسه. وفيما اعتبر البعض أن اسناد صفير له رئاسة "لقاء قرنة شهوان" هو لـ"حرقه" وابعاده عن سدة البطريركية بعد توقيعه و3 مطارنة آخرين عريضة رفعت إلى الفاتيكان تطلب تحديد سن التقاعد للبطريرك "لأن هذا البطريرك في صحة جيدة وهو من عائلة معمّرين والمطارنة الشباب شارفوا على انقضاء آمالهم"، إلا أن مَن يعرف الرجلين جيداً يدرك أن المطران بشارة هو من بين 5 مطارنة قريبين جداً من البطريرك صفير، ولذلك هو اختاره خصوصاً لأنه تمرّس في النشاطات الوطنية والإنفتاح على كل الطوائف منذ تأسيسه "لقاء آذار" عام 1976، إلى اللقاءات التي ترأسها في منزل الوزير السابق فؤاد بطرس مع مجموعة سياسيين عام 1997 للبحث في حلول للوضع. كذلك فإن البيان الأول لـ"لقاء قرنة شهوان"أذيع من بكركي، الذي أتى منطلقاً من "نداء أيلول" عام 2000 الداعي إلى الانسحاب السوري من لبنان، و"لأن صفير كان الداعي الأول إلى التحرير" كما برّر بشارة مكان إذاعته.

وفي مواقف المطران بشارة ابن بلدة عربة قزحيا ــ قضاء زغرتا ، أذكر أن اجتماعاً حصل في دير مار انطونيوس بالسلاسل (San pietro in vincoli ) في روما عام 1995 برئاسة البطريرك صفير ، وضم الإجتماع المطارنة المشاركين في السينودس والذي استمر 27 يوماً متواصلاً، وكان الوضع في لبنان في ذروة التأزم، ولابد من بيان يتسم بنوع من الشدة وخصوصاً أن تغطية إعلامية من روما صدرت في بيروت تشير إلى أن اجتماع المطارنة المقرر سيدعو إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان (جريدة "النهار"). وطـُبع البيان على الآلة الكاتبة، وبعد تلاوته رأى البطريرك صفير القارئ الجيـّـد وعدد من المطارنة ضرورة الإشارة إلى وجوب الإنسحاب السوري من لبنان نظراً إلى أن أجواء السينودس كانت مؤيدة لهذا الموقف، وبعد التنقيح، وإدخال المطران بشارة التعديلات التي فيها بعض الصرامة بخط يده، صار بحث في مَن سيتلو البيان، من غير البطريرك، باسم المطارنة. وبعد أخذ ورد، اقترح أحد المطلعين على البيان من غير الأساقفة ، أن يتلوه المطران شكرالله حرب إبن اليمونة الصلب وراعي أبرشية جونية قلب الجبل، وهي فكرة استساغها البطريرك والمطارنة وفي مقدمهم بشارة... وهكذا كان.

المطران بشارة أسقف من طراز مميّز ، هو خادم كنيسة، ولاهوتي متتلمذ على أيدي الآباء السولبسيان، عرابه الأسقف اليسوعي المطران عبده خليفة وقدوته المطران مخايل ضوميط العلامة في اللاهوت والذي زار يوماً الإكليريكية محاضراً ، ولما غادرها قال عنه الخوري يوسف بشارة باختصار: "عبـّالنا راسنا وبيفهم لاهوت". الكتابة عن المطران يوسف بشارة تتطلب عشرات الكتب. المطران بشارة استصعب أن يبتعد عن صديقه البطريرك صفير، فوافاه بعد سنة وشهر إلى ملكوت السماء.

 

حزب الله والمخاطر التي تواجهه

الكولونيل شربل بركات/11 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87183/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%a7%d8%b7/

يجد حزب الله نفسه اليوم، وبالرغم من كل التضحيات التي قدمها من دماء اللبنانيين في سبيل نجاح المشروع الإيراني، محشورا بين مطرقة العقوبات وسندان العوز. فهو اعتاد على شراء كل الناس من صغار المقاتلين الذين أفقدهم أحلام المستقبل وزج بهم في نفق الحقد الأعمى، إلى كبار المهربين وتجار المخدرات الذين فتح لهم شهوة الانفلاش العالمي واللعب بالمال "الحلال"، طالما ساهموا بتشكيل وحدات مخابراتية تنتشر في كل أصقاع الأرض وترتبط بمنظومة الحرس الثوري.

وحزب الله نجح في السيطرة أيضا على لبنان وخاصة الطاقم السياسي فيه الذي كان قاده يوما الرئيس الحريري معتقدا بأنه يشتري بالمال سكوت السوريين ومن ثم ترويضهم ليصبحوا أكثر قبولا لترك لبنان بقرة حلوب تؤمن لهم المكاسب من خلال الاستقرار وما يتبعه من الازدهار أكثر مما يؤمن لهم استعمال القوة والبطش. ولكنهم ازدادوا جشعا وطمعا ونمى من حولهم جهاز من الفاسدين والمستفيدين أرهق البلد وأصبح هو، بعد مقتل الحريري وغياب مشروعه، عالة على أي نجاح. ومن هنا وبعد خروج السوريين "الشكلي" أمسك حزب الله بمنظومة الفساد هذه ليكمل مشروعه في السيطرة على البلد وزجه في ما يسميه "محور الممانعة". 

وحزب الله نفّذ ما طلب منه في دعم كل جبهات المشروع الإيراني. وفتح النار على العرب ودول النفط التي كانت تغذيه. ومن ثم نقل المعركة إلى عقر دار هؤلاء بانشاء خلايا بين المواطنين الشيعة في دول الخليج وبتدريب جماعات اليمن ودفع بعض مقاتليه إلى ساحات القتال فيه كخبراء ومترجمين ومساعدين لوحدات الحرس الثوري الذين يقودون المعركة هناك.

وحزب الله زجّ بأبناء لبنان في حرب الأسد ضد شعبه. ومنع الجيش اللبناني من السيطرة على الحدود وتنفيذ تعليمات الحكومة بالحياد. لا بل استعمل هذا الجيش كغطاء له ولعملياته حين ضعف وقل عديد من يقدر على تجنيدهم بسبب الخسائر التي مني بها في تلك الحرب. ولكنه بدأ يفقد شيئا فشيئا الدعم والهالة يوم شح نبع المال الآتي من إيران بسبب العقوبات ومن ثم بداية التضييق عليه دوليا من الناحية المالية. فقد اعتاد جماعته على المرتبات الشهرية التي، كما قالها أمينه العام في إحد خطاباته، تأتي بالأكياس من أيران بالدولار الأميركي، وهذا صحيح، ومن هنا فلم يكن يهتم كثيرا لاقتصاد البلد وفرص العمل المتاحة لشعبه. ولكنه، ومنذ تقلصت القدرة الإيرانية على البذخ، بدأ يشعر بدقة الموضوع المالي. وتحول إلى دفع شبكاته التمويلية الخارجية للعمل أكثر لتأمين الموارد. ولكنه شعر بأن بعض رموزه تنهار فتتضرر شبكات كبرى ولذا فقد خطط للسيطرة على المنظومة المالية اللبنانية الرسمية والمصارف التابعة لها بواسطة الارهاب والهيمنة من جهة، وسيطرته على الحكم لتطويع هذا القطاع من جهة أخرى.

وكانت العقوبات المفروضة عليه من قبل وزارة الخزانة الأميركية بدأت تفعل فعلها ما دفعه إلى التصرف المفضوح. فقام بمهاجمة البنك المركزي، رمز الاقتصاد اللبناني، لفرض سيطرته عليه. فكان الشعب له بالمرصاد. ولم يستطع ضبط الشارع. فجرب استعمال القوة لسببين: الأول أرهاب الشارع وتطويعه ليماشي مشاريعه، والثاني المزيد من السيطرة على جماعته بوضعهم بمواجهة كل اللبنانيين. ما يعيد بنظره تنظيم "البيئة الحاضنة"، وهي التي أرهقت من حروبه وعملياته الفاشلة. فشيعة لبنان ليسوا كالايرانيين ولو حاول الحزب توجيههم وفرض التمييز والتفرد عليهم ومحاولة ابعادهم عن بقية الفئات. لأن لبنان مزيج من المجتمعات المتعددة الوجوه ولا يمكن أن يسيطر أحد على كل هذا المزيج مهما بدا ضعيفا، فمقولة "قوة لبنان في ضعفه" تصلح هنا أكثر من اي مكان آخر. لأن ما يبدو ضعفا هو بالحقيقة ما يعطي الكل حافزا للتماسك لأن كل واحد منهم يشعر بالاستهداف وبأهمية هامش الحرية التي يعيشها.

وأكثر ما أزعج حزب الله هذا اعادة طرح القرارات الدولية وخاصة القرار 1559 فهو اعتقد أنه بأكمال سيطرته على السياسيين أصبح الكلام عن هذا القرار من المحرمات. ولكنه لا يعرف لبنان ولا اللبنانيين فهم صحيح يقبلون بالضيم لفترة ولكنهم لا ينامون عليه إلى الأبد. وهم يعرفون أكثر من غيرهم مكامن الضعف والقوة ويعرفون متى ينقلبون على الظالم لأن تاريخهم وجيناتهم مليئة بالتجارب القاسية.

لقد جرّب حزب الله كل شيء فسيطر على الطائفة الشيعية وهي تشكل جزءً مهما من اللبنانيين ولها تاريخ من النضال في سبيل الحرية. ولو حاول الكثيرون أن يلعبوا على عواطف ابنائها بأن يجيرونهم إلى المحيط القريب أو البعيد. ولكن هؤلاء يحملون في جيناتهم مثل الموارنة والدروز وبقية مركبات الشعب اللبناني بذرة الحرية وإرث الفينيقيين المنفتح على العالم شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، وحب المغامرة والاقدام وهو ما يسهم في الحفاظ على قداسة تلك الحرية وأهميتها.

وحاول حزب الله الظهور بمظهر المدافع عن الأرض ومحررها. وكاد أن ينجح لأنه عرف كيف يستغل رغبة "العدو" بالانسحاب. وعرف أن يؤمن عدم ترك الجنوب ساحة مفتوحة كما كانت منذ اتفاق القاهرة. ولكنه لارتباطه بالمشروع الأمبراطوري الفارسي لم يستطع أن يصبح حزبا لبنانيا له الفضل على كل اللبنانيين بأن يسلم سلاحه للدولة، كما فعلت كل المليشيات بعد الطائف، وينتظم في مشاريع الاعمار الداخلية وبناء المجتمع المنتج والفاعل والمتعاون مع كل المحيط حيث تكون علاقته المميزة بإيران، وهي دولة نفطية غنية في المنطقة، علاقة انفتاح وتعاون كما سائر الدول القريبة والبعيدة وحتى المصنفة "بالعدو" فهو من كان يمكنه أن يظهر بمظهر القادر على صنع السلام كما كان يصور نفسه بأنه من خاض الحرب. 

وحزب الله خاض غمار السياسة وحتى بعد صدور القرار 1559 الذي ينهي سلاحه. فقد استغل سذاجة الفاسدين من الطاقم السياسي، الذين لا يريدون أن يتنظم البلد ليبقوا على منابع الغلة فيه، فانقلبوا على القرار الدولي وجرّبوا التعايش مع الحزب. ولكنه عرف كيف يعيد تطويعهم من خلال ترددهم (فهم لم يكملوا الثورة ولا استطاعوا أن ينتخبوا رئيسا بالأكثرية) وتخويفهم (في سلسلة الاغتيالات التي سجنتهم في الفنادق خوفا من القتل) وبعد عدد من العمليات العسكرية فرض نفسه الحاكم المطلق عليهم وسيطر على المجلس النيابي وعين الرئيس الذي يريد والحكومة الطيعة له.

اليوم وبعد كل ما تقدم يبدو أن حزب الله  بدأ وفي أعلى نقاط قوته يرى الخسارة أتية لا محالة. وهو يعرف بأن اللبنانيين قد ملوا فوقيته المتعجرفة وتذاكيه في سرقة الدولة وشرزمة المجتمع واطلاق يد من يريد لاسقاط  هذه الدولة، معتقدا بأنه سيحل محلها، وبأنه منظم كفاية لكي يسيطر على البلد بأكمله. ولكن شتان ما بين من يهدم ومن يبني. فالهدم سهل وسرقة الدولة ونهب أموال الشعب عملية بسيطة عند من لا يردعه ولاء للوطن أو ضمير. ولكنه وإذ يعتقد بأنه الوحيد المنظم خارج الدولة، فمن أين سيطعم جماعته ويدفع لموظفيه ويكمل عمل المؤسسات؟ وهل بفرطه مؤسسات الدولة سوف يستوعب كل الموظفين من جماعته الذين يعيش عدد كبير منهم عاهة على الأقلية التي تعمل فعليا؟ أم أنه يعتقد بأن نفسية الغزو ستساعده على الاستمرار؟ ومن سيغزو يوم لن يعود هناك من انتاج وعمل؟ وهل يعتقد بأن سلاحه قادر أن يطعمه؟

إن موضوع سلاح حزب الله ليس أمرا يخيف اللبنانيين لأنه لا يقدر أن يستعمل صواريخه في الداخل ولو أراد ذلك، فالسوريون استعملوا قبله آلتهم المدمرة ولم يربحوا شبرا من الأرض بقوة التدمير. أما مع السلاح الفردي فكل اللبنانيين مسلحين وقد جرّب في السابع من ايار "المجيد" ولم يقدر أن يدخل قرية درزية بالقوة يوم قرر الأهالي الصمود. ولن يقدر أن يدخل إلى أي مكان عندما يقرر اللبنانيون مواجهته. وستصبح صواريخه عبئا عليه. والأفضل له أن يسلمها للجيش حيث يمكن على الأقل صيانتها وإلا فلن تباع حتى في سوق الخردة.         

حزب الله اليوم في أدنى مستويات القوة والأيام القادمة ستظهره على حقيقته. وإذا كان لزعمائه القليل من الادراك وبعد النظر عليهم أن يطلبوا هم من اللبنانيين أن يجاهروا بتنفيذ القرارات الدولية فيوفروا عليهم بذلك بعض المذلة التي سيواجهون. وإذا ما قبل الحزب "تحت ضغط الشارع" اللبناني أن يفاوض في موضوع تنظيم تسليمه لسلاحه فهو قادر الآن على كسب بعض النقاط التي تعطيه غطاء لمستقبل سياسي ولكن إذا ما قرر المضي بالوقاحة والتشبث بمنع أية معارضة فسوف يسقط وسيكون سقوطه عظيما ومدويا.  

 

لبنان أمام نموذج انهيار غير مسبوق في العالم

طوني بولس/راديو صوت بيروت/10 حزيران/2020

لبنان أمام نموذج انهيار غير مسبوق في العالم

مؤشرات كثيرة توحي بتصعيد غربي كبير تجاه لبنان في المرحلة المقبلة، ففي حين يعتقد البعض ان قانون قيصر هو اقصى درجات التصعيد، الا انه في الواقع ليس سوى البداية، فالمعلومات الغربية تشير الى تصميم جدي لضرب أذرع إيران في الشرق الأوسط، وان لبنان من أكثر الدول تأثراً كون أحد أبرز الاذرع الإيرانية يسيطر على السلطة الرسمية.  بات هناك قناعة لدى الدول الغربية ان لبنان الرسمي هو نفسه “حزب الله” المصنف تنظيماً ارهابياً في معظم دول العالم، وان الخيط الفاصل بين السلطة في لبنان وحزب الله لم يعد موجوداً منذ ما عرف بالتسوية الرئاسية ووصول ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي باتت العقوبات التي يفترض ان هدفها حزب الله تستهدف السلطة اللبنانية نفسها.

قانون جديد

ووفق مصادر ديبلوماسية أميركية فإن نقاشات جدية تدور في الكونغرس الأميركي حول حزمة كبيرة من العقوبات على لبنان ومنع أي مساعدات عنه، ورجّحت المصادر الى انه قد يتم دمج قانونين معروضين أمام الكونغرس حول فرض عقوبات على لبنان وحكومته، كون غايتهما واحدة، مرجّحين امكانية تمرير الاجراء في إطار قانون عام يطال مواجهة إيران ووكلائها في المنطقة. الخطوات التصعيدية لا تنحصر بالولايات المتحدة الأميركية، فهناك مؤشرات أوروبية ايضاً بدأت بعد اتخاذ مصارف أجنبية قرارات بوقف التعامل مع لبنان، لجهة تحويل الأموال منه وإليه، أبرز هذه المصارف هو مصرف Handels Banken السويدي، الذي يعمل في خمس أسواق أيضاً خارج السويد، وهي: الدانمارك، فنلندا، هولندا، النرويج، بريطانيا. وتشير المعلومات الى ان هذه الخطوة تندرج في سياق السياسة الجديدة التي يعتمدها عددٌ من المصارف في كل من الدانمارك والنرويج والسويد وفنلندا وأيسلندا، مرجحة أن “تمتد هذه الإجراءات لتشمل دولاً أوروبية عدّة، نتيجة الأزمات المتلاحقة التي يُعاني منها القطاع المصرفي اللبناني”.

خيار وحيد

ويتكهن خبراء غربيون الى ان نوعاً غير مسبوق من نماذج الإفلاس تواجه لبنان، حيث لا يرون النموذج اليوناني مطابقاً ولا نموذج فنزويلا ولا أي نموذج سابق في العالم، حيث يعتقد هؤلاء ان لبنان كما سوريا سيكونان نموذجاً بحد ذاته، وانه من نتائج هذا النموذج انهيار كامل للمنظومات السياسية القائمة في هاتين الدولتين، متوقعة ان تجتاح المجاعة شعوب هذه الدول وانحلالاً كاملاً بالمؤسسات الرسمية وحتى تلك الموازية لها، موضحة على سبيل المثال ان منظومة حزب الله الموازية للدولة لديها مصالح اقتصادية وسياسية مع المنظومة الرسمية وبالتالي مصير مشترك.

وبحسب الخبراء فإن لبنان بات اما خيارين فقط، وهما بشكل واضح وصريح: الدولة او حزب الله، ومصير لبنان مرتبط بأحد هاذين الخيارين فقط، مع تشديد تام على غياب أي حل رمادي، حيث يقول الغرب للبنان سلاح حزب الله ودوره الإقليمي او انتفاضة رسمية لاستعادة دورها وسيادتها، والخيار المناسب قد ينقذ لبنان من الكأس المرة والنفق القاتم المقبل.

 

لبنان بلا مساعدات .. والكونغرس بالمرصاد لمليشيا حزب الله

عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت/10 حزيران/2020

مشروع قرار الكونغرس سيتضمن وقف المساعدات الأمريكية إلى دول في الشرق الأوسط لاسيما لبنان

كشفُ بعض وسائل الإعلام الأمريكية عن مشروع قرار جديد يعده الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي بغية فرض عقوبات ضد روسيا والصين وإيران جعل لبنان في عين العاصفة مجدداً ، حيث أكد المشرع الأمريكي غريغ ستيوب بأن مشروع القرار المزمع التصويت عليه سيتضمن وقف المساعدات الأمريكية إلى دول في الشرق الأوسط لاسيما لبنان الذي وضع ملفه على طاولة إدارة ترمب خلال الفترة المتبقية له من دورته الرئاسية الحالية. وأمريكا بشكل عام تنظر اليوم إلى بيروت على أنها معقلٌ رئيسي لحزب الله ، وأن العهد العوني الفاشل لايحظى بأي مصداقية ، ولايوجد سبب وجيه لمواصلة منح لبنان مساعدة دافعي الضرائب في مختلف دول العالم لأن ميلشيا حزب الله الإيرانية تسيطر بشكل منهجي على البلاد وتحكم بعبدا والسراي الحكومي بسلاح غير شرعي. وقضية المساعدات التي تتدفق إلى لبنان ينظر إليها الآن داخل واشنطن بأنها دعمٌ إضافي لخزينة حسن نصر الله ، وماكان سابقاً يأتي في إطار معادلة إستخدام الدولارات الخاصة بدافعي الضرائب الأمريكيين لمواجهة حزب الله أمرٌ لم يعد يصدق أو ينطلي على صانع القرار في البيت الأبيض ، والأموال التي تنفق بطرق تؤدي إلى نتائج عكسية هي مساعدات في نهاية المطاف ينهبها عناصر حزب الله. والخطة الأمريكية كما الخطوات الترامبية التي تحتوي على أشد العقوبات ضد إيران تاريخياً تقتضي محاصرة حزب الله وخنق إقتصادياته المتنوعة وإجباره على الإستسلام وتسليم السلاح ، وستُمنع الإدارة الأمريكية الحالية وغيرها من رفع العقوبات دون الحصول أولاً على موافقة مجلس النواب ومجلس الشيوخ مجتمعين ، أي أن أمد الحرب الأمريكية المعلنة على إيران وأذرعها الإرهابية وفي مقدمتها حزب الله مستمرة. كما أن تلك الحرب ستتخذ خطوة غير مسبوقة لمعاقبة الميليشيا الإيرانية في لبنان من خلال لبننة قانون قيصر الخاص بمعاقبة النظام السوري ، فأي فصيل مسلح تابع إيران كحزب الله شارك ويشارك في الحرب السورية سيدفع وحلفائه الثمن الباهض على مشاركته وسفكه لدماء الأبرياء ، وبالتالي المسؤولية الحكومية والسياسية الملقاة على عاتق الرئيس ميشال عون وحسان دياب ليست من الآن فصاعد عبارة عن نصائح أمريكية لطيفة بل ضربات دبلوماسية و إقتصادية عنيفة ستجعل من حزب الله وأعوانه العونيين ذكرى سيئة يهرب الكثير من ذكرها.

 

قيصر» يسطع بغضبه على الحكومة «المغضوب عليها»!

كرم سكافي/جنوبية/10 حزيران/2020

هل هو فلكلور سياسي لبناني طلب التغيير الحكومي عند كل منعطف تتعرض له البلاد للتخفيف من وطأة الاحداث، أم هو غضب قيصر الساطع القادم من يملي على بعض القوى السياسة اللجوء إليه بعدما تبين لها أن لبنان لن يكون بمنأى عن مفاعيل هذا القرار السلبية؟، واستتباعا هل القوى السياسية المعارضة التي باتت مؤخراً خارج الحكم والمتهمة أصلاً بتبعيتها لقوى "استكبارية" عالمية كم يصفونها، على إستعداد للدخول في هكذا تسوية داخلية "خنفشارية"؟ سيفاقم قانون قيصر عزلة النظام اللبناني القائم حالياً كما في سوريا، فثمة جهات عدة من بينهم رجال أعمال وساسة وشخصيات ستطالهم العقوبات نظراً لعلاقتهم الوطيدة مع النظام السوري ومع الدول والمجموعات والأحزاب التي تدعمه، وطأة الضغوط الإقتصادية ستشتد على لبنان الغارق أصلاً ببحر منها، حالة من الضياع والإرباك ستبقى مستمرة والبحث عن مخرج للخروج منها مازال في بداياته خصوصاً وإن الإيديولجيا المسيطرة على البلد تحمل افكاراً تعتبر المواجهة سبيلاً وحيداً لمقاومة هكذا قرار و تضرب لذلك أمثلة وتتغاضى عن حقيقة ما وصلت إليه أحوال من إعتمد هذه السياسة إقتصادياً وإجتماعياً ومالياً. ضغط شعبي مطلبي في الشارع وآخر معترض في البيت وفي المؤسسات والشركات والمصانع وفي الوظيفة، يحسبه هذا البعض غير موجوع لكنه من شدة الألم هو صامت أو خائف من القمع و مما يشاع عن وقوع فتنة أو حرب أهلية.

شهوة السلطة

شبكة الإتصال والأمان التي يصبو حزب الله إليها، من دون مساعدة حليفه التيار البرتقالي الساعي مؤخراً لتمييز نفسه عنه والغارق أصلاً بكله في شهوة السلطة والمتنعم بخيراتها ولم تتوقف عنده هذه الجائحة حتى في زمن القحط المهيب، يسعى من خلالها أي حزب الله إلى تأمين مخارج له  تنجيه أو تخفف عليه مصائب ومصاعب ما بعد قرار قيصر الخطير، طبعاً من دون المس وكما في كل مرة بقضاياه الرئيسية وسلاحه بالتحديد، الذي يعتبره مقدسا ويتصل عنده مباشرة بتحديد المصير. تسوية قد تفرض عليه بعض التنازلات ولو مؤقتا لإرضاء بعضاً من خصومه المحليين وإقناعهم تحت عنوان الإنقاذ إلى التعاون معه، فهل من مُجيب يُسمعه ما يرضيه وما يريد، أم سيواجه مزيداً من الضغوط لأنه بنظر الكثير علة ما وصلنا إليه بعدما إنتقل من مهمة مقاومة العدو على الحدود إلى ما وراءها، إلى دول جارة وشقيقة عربية متدخلاً فيها بسلاحه مع أفرقاء إقليميين؟

المناعة الوطنية والسلم الأهلي لا يتحققان بالوقوف ضد الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية

كلفة الإصلاح

لن يكون لأي دولة تابع لها أو حليفة له القدرة على مساعدته أو إنعاشه نظراً للظروف الممائلة التي تعيشها وتستعد هي الأخرى إلى مواجهتها، أمراء نقاط التهريب سيكونون تحت المراقبة الدولية عما قريب، التجار الممانعيين سيبحثون عن مصالحهم وعن دور لا يخسرهم ما يجنونه من أرباح أعتادوا عليها لأمد طويل، وعليه فإن ثقافة حزب الله السائدة هي من بحاجة إلى تغيير، الثقافة الأمنية العسكرية التي يلجأ إليها على إعتبار أن كلفة الإصلاح أعلى من كلفتها وكذلك سياسة الرعاية المتدفقة الخارجية المعتمد عليها لأجل إنجاح السياسات التوسعية للداعمين  أدت إلى تفشي الفساد والمحسوبية وإلى قتل النمو، والحل الوحيد المتبقي له وللبنانيين يكمن بالعودة إلى مطالب الشارع والإعتماد على الذات الوطنية وعلى تحسين العلاقة الخارجية مع الآخرين بأستثناء المجمع على أعتبارهم أعداء وشر مستطير، لا بد من توسعة مصادر الدخل وإعلاء قيم الكفاءة والإنتاجية، الأولوية اليوم هي لترشيق القطاع العام وتنقيته من الفساد وتهيئته لتقديم خدمات نوعية للمواطنين توفر للدولة موارد مالية وتزيد المداخيل. المطلوب تسوية تضمن للناس تحقيق أهدافها عبر تعظيم الثقافة التشاركية فمن دونها ستتفاقم الأزمات وتزداد المطالب ويكثر عدد المُحتجين، ردم الهوة بين الحزب وبين سائر اللبنانيين والعودة إلى رشده ووطنه هو السبيل الوحيد للنجاة من الهزات التي تصيب البلد وأدت وستؤدي مع الوقت إلى مزيد من الإنهيارات إن لم يتدارك ذلك في وقت ليس ببعيد.  المناعة الوطنية والسلم الأهلي لا يتحققان بالوقوف ضد الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ستستنفذ القوى الحالية  المحلية عما قريب أدواتها الأمنية والمالية القديمة، تغيير دور الدولة في المجتمع وتطوير الأنظمة ومنع الاحتكار والاستغلال هو الخير الأبقى وإلا فالأخرة التي وُعد بها تنتظره وتنتظرنا و يقيناً وبالغصب ستأخذنا وتأخذه إلى ما هو بالنسبة لكلينا مكروه لأنه مجهول.

 

لبنان لا ينظر خارج «الصندوق».. و«قيصر» يدخل «متاهة» الحكومة!

جمال مرعشلي/جنوبية/10 حزيران/2020

في وقت يتموضع لبنان تحت مجهر صندوق النقد الدولي الذي يراقب من خلاله تنفيذ لبنان الخطط الإصلاحية المالية الموعودة، ويتصرف الحكم في لبنان وكأن لا أزمة مع المجتمع الدولي ولا من يتأزّمون، ولا مفاوضات مع البنك الدولي ولا من يفاوضون، ولا ثورة على الأرض ضد “نتنه السياسي” ولا من يثورون، ويسير في سياسة المحاصصة الفجة الفاقعة والبغيضة بين رجالات الفساد والسرقات ونهب المال العام التي قد تؤدي إلى نسف أي إنجاز مع الـ(IMF).

الأزمات

وفي ظل مؤشرات إلى أزمة رغيف إثر أزمة المازوت التي أسفرت عن زيادة 5000 ليرة على الصفيحة، مع تحذير بيان “اتحاد نقابات أصحاب المخابز والأفران” من المخاطر على استمرارية عمل القطاع، بسبب “الصعوبات التي يعاني منها اصحاب المخابز مع بداية مؤشرات إلى فقدان مادة المازوت وغلاء المواد الاولية والحاجة الملحة الى الدولار لتسديد ثمنها والتعبئة العامة ونظام المفرد والمزدوج المعوِّق سير العمل، وبخاصة المعلومات المتداولة عن ضرائب جديدة”. ومع الترقب والحذر على الساحة اللبنانية في ظل التهاوي السريع  لليرة السورية إلى مستوى قياسي جديد (3000 ليرة مقابل الدولار مقابل 47 ليرة مقابل الدولار في بداية الحرب الأهلية السورية في 2011) قبيل فرض المشروع الأميركي للعقوبات المعروف بـ”قانون قيصر”، الذي من المتوقع أن يكون الأشد في مشوار الحصار المالي على الكيانات والأفراد المرتبطين بنظام الأسد، وهستيريا جمع الدولارات في سوريا لحماية المدخرات، وإيقاف تجار كثر التعاملات التجارية، وبخاصة مع  الشركات السورية المرتبطة بالحكومة، ترقبًا لوقع القانون على السوق السورية.

عودة التظاهرات المنددة بالنظام السوري

وفي ظل عودة التظاهرات المنددة بالنظام السوري والمطالِبة برحيله، وإن بخجل حتى الآن، وفي ظل رفض مصدر في وزارة الخارجية السورية العرض الأميركي الذي قدمه المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري في لقاء مع عدد من سوريي الخارج عبر الفيديو قبل يومين “بقيادة عملية سياسية تؤدي إلى الخروج من الأزمة ومن الممكن ألا تقود إلى تغيير النظام”، إثر قوله إن “العقوبات الأميركية ضد دمشق نزعت من النظام القدرة على إدارة سياسة اقتصادية فاعلة، كما منعته الأزمة الاقتصادية في لبنان من تبييض الأموال في المصارف اللبنانية”، وإن قانون قيصر الجديد المعلَّل بممارسات لاإنسانية للحكومة السورية بحق شعبها والذي يدخل حيز التنفيذ هذا الشهر، سيطاول جميع الأفراد والشركات الداعمة للنظام، وعددًا من الصناعات السورية المتعلقة بالبنية التحتية والصيانة العسكرية وإنتاج الطاقة، كما سيطاول “أي نشاط اقتصادي أو تعامل مع النظام الإيراني”، بما يعنيه من امتداد إلى الحزب الإيراني على الأراضي اللبنانية، وفي ظل تفلّت الدولار اللبناني من الخضوع لكل الإجراءات الحكومية للتحكم بسعره وضبط سوقه السوداء التي دفعته علوًّا الثلثاء إلى 4150 ليرة صباحًا، و4600 مساءً، على رغم الاتفاق بين مصرف لبنان ونقابة الصرافين لإبقاء الدولار تحت سقف محدد برعاية الحكومة، التي أوعزت إلى المديرية العامة لأمن الدولة تسيير دوريات في المناطق وأمام محلات الصيرفة لضبط أي تلاعب بسعر الدولار منها أو أي أعمال صيرفة غير شرعية من البائعين الجوّالين، وعلى رغم حملة القاضي علي ابراهيم بحق الصرافين الذين لم يلتزموا بتسعيرة النقابة اليومية، وادعائه على خمسة منهم، وكذلك على رغم محاولات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عبر تعميماته المتكررة لمنع تسرّب الدولار، والتي سرعان ما تتحول إلى سراب بِقِيعةٍ يحسبه الظمآن ماء، وكان آخرها تعميم أمس الثلثاء، الذي طلب “من الصرافين المرخصين فئة “أ” بأن “يقدموا إلى مصرف لبنان طلبات لشراء الدولار تبعاً للأسعار اليومية لنقابة الصرافين التي يُفترض ان تنخفض تدريجياً، مع تعليلها بذكر اسم المستفيد، ليقوم المصرف خلال 48 ساعة بتحويل الموافَق عليها الى المصارف التي يذكرونها، لتقوم بدورها بتسديد هذه الطلبات وتسليم الاموال نقداً”…

المحاصصة الفاقعة

على رغم كل ذلك، مجلس الوزراء اللبناني “العتيد” بقضه وقضيضه يقرّب موعد انعقاده يومًا، من الخميس إلى الأربعاء، لإقرار تعيينات في ثمانية مواقع رسمية، كرمى لعيون رجل نبيه بري المقترح لمنصب المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر، لأنه يبلغ الخميس التاسعة والثلاثين وهو يجب أن يعين قبل بلوغها كي يستطيع العمل في الإدارة الرسمية 25 عامًا قبل بلوغه سن التقاعد في الرابعة والستين، كما ينص قانون التعيين من خارج الملاك. والمصيبة أنه سيتم التلاعب بتاريخ تعيينه فيسجَّلَ في اليوم الذي صدر فيه ، في حين ينص الدستور على وجوب أن يمرر قرار التعيين إلى مجلس الخدمة المدنية الذي يوافق عليه خلال خمسة عشر يومًا، وهو ما لن يحدث. فما الذي سيقدمه بري مقابل “التمريقة” التي قدمها إليه “التيار الوطني الحر”؟ طبعًا، ووفق مبدأ “مرّقلي لمرّقلك”، سيمرر بري “تمريقة” للتيار تتمثل في حصة صادمة من التعيينات، وبمنطق المحاصصة الفاقعة ذاته، ردّ زعيم “العهد القوي” ميشال عون توقيع مشروع مرسوم التشكيلات والمناقلات القضائية التي اعدّها مجلس القضاء الاعلى على رغم توقيع حسان دياب والوزراء المعنيين، إلى الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء (بخلاف ما ينص عليه القانون، الذي يمنح رئيس الجمهورية في هذه الحال خيارين فقط: إما التوقيع أو حفظ الملف في الجارور)، أبلغ فيه دياب فذلكته في الردّ التي سمّاها ملاحظات (انظرها في آخر المقال)، ليوصلها دياب إلى الوزراء المعنيين “من دون أن تؤسَّس على هذا الكتاب أيّ سابقة دستوريّة” تتعلق بـ”امتناع الرئيس عن توقيع مرسوم عادي يخضع” –برأيه- “لتقديره المطلق عملاً بأحكام الدستور ومستلزمات قَسَمه”. ومن اليوم حتى بداية تطبيق قانون قيصر على سوريا، وفي ضوء معلومات من الولايات المتحدة تفيد بأن الإدارة الأميركية قد تدمج القانون مع الآخر المعروض أمام الكونغرس حول عقوبات على لبنان وحكومته، يتبادر إلى الذهن سؤال: هل كان توزيع “قانون قيصر” في جلسة 4 حزيران الماضي على الوزراء اختيارًا محضًا من الرئيس دياب؟ تعيينات محاصصية مستفزة بامتياز سوف تشهدها جلسة الأربعاء بدلًا من الخميس، فكل اسم مطروح فيها محسوب على فريق معين، ما يعني عدم الفرق بين هذه الحكومة وأي حكومة سبقتها، ما يفرّع شعارات حسان دياب عن الحيادية والبعد عن السياسة والسياسيين من كل مضمون.

آلية التعيينات

بالمضمون، تجاهلت الحكومة قانون آلية التعيينات (قانون عدوان الذي أقرّه البرلمان في 28 أيار الفائت) وألقت به في سلة المهملات، بحجة أنه لم يُنشر بعد في الجريدة الرسمية، بعد أن عارضه عون وقال رئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل إنه سيطعن به، أما دياب الذي رفض الأسماء الواردة في التعيينات المقترحة في آذار فإنه يسير بها اليوم على رغم أن الاسماء هذه لم تتغير، “رافعًا العشرة” كما يقولون، ومقحمًا نفسه في نادي المحاصصة بقوة. أما التعيينات المنتظرة التي من المتوقع أن يكون للتيار الوطني الحر فيها حصة الأسد، فهي: محافظ بيروت – نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة – مفوض الحكومة لدى مصرف لبنان – رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف – رئيس وأعضاء هيئة الأسواق المالية – المدير العام لوزارة الاقتصاد – المدير العام للاستثمار في وزارة الطاقة – رئيس مجلس الخدمة المدنية. وقد عُلم أنه سيتم في الجلسة تعيين سيدة من الطائفة الارثوذوكسية محافظًا لكسروان وجبيل (وهو تعيين دفع النائب رولا الطبش –مستقبل- إلى القول إن “أحدهم أمر دياب به”، وإنه تعيين “يخل بتوازن المحافظين، لان محافظ جبل لبنان يترأس مجلس الامن الفرعي للمحافظة فيأتي دياب لقضم دوره وتحجيمه ومنحه جائزة ترضية لأحدهم وكسر التوازنات على حساب الطائفة السنية فيما دورك هو ضمان الحقوق الوطنية والتوازنات الداخلية”)، والقاضي مروان عبود محافظاً لبيروت، لتحصل بذلك الطائفة الارثوذوكسية على حصة الاسد في التعيينات الحاصلة، وكذلك مدير عام الحبوب والشمندر السكري. ولم يُتأكد بعد إذا كان التوافق تمّ على مجمل هذه المراكز وخصوصاً على رئيس مجلس الخدمة المدنية حيث يتمسّك رئيس الحكومة حسان دياب بتعيين القاضية رندة يقظان.

ومن اليوم حتى بداية تطبيق قانون قيصر على سوريا، وفي ضوء معلومات من الولايات المتحدة تفيد بأن الإدارة الأميركية قد تدمج القانون مع الآخر المعروض أمام الكونغرس حول عقوبات على لبنان وحكومته، كون غايتهما واحدة، وهي مواجهة ايران ووكلائها في المنطقة، يتبادر إلى الذهن سؤال:هل كان توزيع “قانون قيصر” في جلسة 4 حزيران الماضي على الوزراء اختيارًا محضًا من الرئيس دياب؟ الأغلب أنْ لا، فـ”قيصر” الحكومة المدجج قد ضغط على الأغلب لإدراج مناقشة “قيصر” الأميركيين على طاولة مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال، لما يتوقعه من تأثيرات ستطاولُ الوضع اللبناني برمّته نتيجة ربط المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري قبل يومين في لقاء مع عدد من سوريي الخارج عبر الفيديو، هذا القانون بالعقوبات السابقة على سوريا، والتي أثرت برأيه على الساحة اللبنانية، عندما قال إن “الأزمة الاقتصادية في لبنان منعت النظام السوري من تبييض الأموال في المصارف اللبنانية”.

 

حوار غير شكل على خطّ التماسّ: هل تسمح لكوبر بنزهةٍ على طريق صيدا القديمة؟!

عقل العويط/النهار/10 حزيران 2020 

(مسوّدةٌ أولى لمشهدٍ مسرحيٍّ بين مواطنَين (أشدّد على كلمة "مواطنَين") لبنانيَّين إثنَين من جهتَي خط التماس، ليس في الضرورة أنْ يكونا مختلفَين سياسيًّا ووطنيًّا إلى حدّ قلب الطاولة الوطنيّة وإشهار الاقتتال. المشهد يتمّ تجسيده على الأرض، على طريق صيدا القديمة، وليس على خشبة، وهو في تصرفّ المهتمّين من أهل الإخراج والتمثيل المسرحيّ)

* صباح النور. كيف أمضيتَ ليل أمس، وكيف أصبحتَ اليوم؟ هل من جديدٍ أمنيّ بعد حادثة ليل السبت بين شباب الشيّاح وشباب عين الرمّانة؟ الوضع، ألا يزال مكهربًا ومتوتّرًا عندكم. بالحقيقة، كان قطوعًا فظيعًا. الله ستر.

- رواق يا زلمة. كلُّهُ ضحكٌ أَسوَد على الذقون. كبِّرْ عقلك. كما كلّ ليل، هذا الليل كان مضجرًا وطويلًا للغاية على خطّ التماسّ. الكلام بسرّك: ما جرى على المستوى الميليشيويّ، مفتعلٌ إلى حدٍّ كبير. ليس من حربٍ أهليّةٍ جديدة. كلّ ما في الأمر أنّ شدّ الحبال الطائفيّ – المذهبيّ - السياسيّ – الاقتصاديّ بلغ مرحلة الخنق. صدِّقني، كانت رسالةً سياسيّةً للحليف قبل الخصم بأدواتٍ أمنيّة، ولن يفلت الزمام على خطوط التماس. الناس على الأرض جائعة بدها تاكل الخبز. بدها تنام. فقط تريد أنْ تنام. أمّا ملوك البيع والشراء فيريدون إعادة ترتيب المحاصصات. جميعهم تقسيميّون وفيديراليّون. صدِّقني، قال لي أحدهم ولم أبلعها: كلُّهُم "إسرائيليّون"...

* إليك هذه النكتة القديمة الجديدة التي يُعاد تداولها على مواقع التواصل منذ يومين: لا حسين سيتخلّى عن الانتقال إلى عين الرمّانة لشراء الفودكا، ولا إيلي سيتخلّى عن الذهاب إلى الشيّاح للحصول على التحشيشة.

- هل عرفتَ ببيان الشخصيّات المارونيّة التي دعت إلى رحيل رئيس الجمهوريّة؟

* عرفتُ. عرفتُ. مضمونُهُ مشغولٌ بحنكة، وهو ممتازٌ ومتماسك. لكنّ كثيرين مثلي لا يستسيغون البتّة التخاطب انطلاقًا من اعتبار اللبنانيّين منتمين إلى مذاهب وطوائف. أرفض رفضًا مطلقًا الرضوخ لهذا الأمر الواقع. هذا من شأنه أنْ يعمّق الحفرة الطائفيّة، ويبعّد مسألة المواطنة. لا يجوز – حتّى في الافتراض – أنْ نسلّم بهذا المنطق. على كلّ حال، ليت هذا الرئيس لم يكن يومًا رئيسًا للجمهوريّة. يا حرام على الموارنة، الذين كانت نخبُهُم المدنيّة والمواطنيّة منارات، ليس في لبنان فحسب بل في هذا الشرق الحزين، وأيضاً على مدى العالم. هل كان في خيالكَ الافتراضيّ الجامح تصوُّرٌ، كمثل أنْ تنتهي أحوال نخبتهم السياسيّة إلى هؤلاء المتزاحمين منهم على استحقاق رئاسة الجمهوريّة المقبلة؟ يا حرام. يا حرام!

- يا حرام على الجميع. ما حدا أحسن من حدا. شوف مصير أهل السنّة وزبدة زعمائهم وقياداتهم التي لا تشرّف أحدًا. وشوف حال الشيعة الذين كان جبلُ عامِلِهم لا ينجب إلّا الأقمار والمفكّرين والعقلاء والشعراء. وشوف الدروز. وشوف الأرثوذكس، وغيرهم وغيراتن... شو ها الآخرة المفتخرة. الدولار صار بـ4450 ليرة، وبعدهم أهل الحكم عم يتقاتلوا على الجبنة، وعلى التعيينات. يا حرام يا لبنان!

* دخلك شو صار بالتشكيلات القضائيّة، وبنوّاب الحاكم (هل تساعدني على فهم لماذا أربعة نوّاب للحاكم وليس نائبًا واحدًا؟!)، وبمنصب المدير العام لوزارة الاقتصاد، الذي قيل إنّ المرشح الشيعيّ الرسميّ له يكمل الخميس (11/6/20200) عمر الأربعين، لذا تمّ تقديم اجتماع مجلس الوزراء إلى الأربعاء (10/6/2020) لبتّ تعيينه قبل فوات الأوان؟ معقول، يا زلمة؟!

- ردّ الرئيس مشروع مرسوم التشكيلات القضائيّة إلى مجلس الوزراء في كتابٍ معلّل.

* يعني، المطلوب كسر كلمة مجلس القضاء الأعلى، واستقلاليّته، ومشروعه للتعيينات الذي قد لا يكون مثاليًّا. مش هيك؟ بعدنا مطرحنا. على فوقا، كيف تدبّرتَ أموركَ المعيشيّة في الأشهر الأخيرة، علمًا أنّكَ تعمل ولا تقبض؟

- أموري المعيشيّة، وأمور كثيرين غيري، ليست وقفًا على ما آل إليه الوضع في الأشهر الأخيرة. مشكلتنا قديمة، وعويصة. بل تقريبًا مستحيلة. وقد مضى عليها أكثر من خمسة أعوام. وضعي، ووضع هؤلاء، لا علاقة له لا بالوباء، ولا بانهيار الليرة. ديوننا تتراكم. حتّى اللحظة، لم أعثر شخصيًّا على حلّ لسداد أقساط السنة الجامعيّة المقبلة، التي تدقّ الباب.

* أراك لا تزال، رغم كلّ شيء، مواظبًا على الأمل. تكتب للثوّار بعنادٍ تفاؤليٍّ مثيرٍ للعجب. تقوّي عزائمهم. تحفّزهم. تلفتهم إلى ما يعتري تحرّكاتهم وتوجّهاتهم من ثغر. ولا تتوانى عن انتقادهم...

- الكحل أحسن من العماء. هودي الثوّار خميرة، يا زلمة. هل تعرف ما هي الخميرة؟! أمّا السلطة، فلا رجاء في السلطة. لا في هذه السلطة، ولا في ما سبقها من سلطات. الطبقة السياسيّة، هذه الطبقة السياسيّة سرطانٌ يفتك بلبنان. وهو سرطانٌ قد استشرى استشراءً لا سابق له، فوصل إلى النخاع الشوكيّ للبلاد، مع الحكم الحاليّ، ومع الحكومة الحاليّة، وفي إشراف مجلس النوّاب الحاليّ، ورئيسه الأبديّ. مش ممكن السماح ببقاء هذه السلطة.

* دخلك، الثوّار شو ناطرين، لا يحزمون أمورهم بوعيٍ تاريخيّ لمسؤوليّاتهم؟ لا ترمي الحقّ برمّته على أهل الحكم. مفهومٌ أن تيأس من الطبقة السياسيّة. لكن، أيجب أنْ يظلّ الاعتراض الشعبيّ والوطنيّ يدور في حلقة مفرغة؟ ألم يحن الوقت لكي ينضج الاعتراض؟ ويعي الاعتراضيّون الأحرار أنّهم لا يستطيعون الاستمرار في هذه الطريقة؟ حرِّضْهم أكثر. وأوضَح. وأعمق. قلْ لهم ألّا يخسروا هذه الفرصة التاريخيّة: تنظيم كياناتهم على الفور، بلورة هيئاتهم القياديّة، توحيد مطالبهم، وبرمجتها، ووضع خطّة عمل تتناسب والظروف الموضوعيّة القائمة...

- لا تحشرني أكثر من اللزوم. فأنا في الزاوية. في الزاوية الضيّقة. صحيحٌ أنّ الشارع مأزوم. لكن، هناك ناسٌ أحرارٌ كُثُرٌ من المناطق كلّها، وهؤلاء هم النبع الذي لا ينضب. وهم، سيُنضِجون الاعتراض من تلقائهم، وسيأخذونه إلى أماكن لن تخطر ببال حاكمٍ جائرٍ، ولا بوصيّ. دخلك، أين صارت مشاريع الدويلة ضمن الدولة، والسلاح الذي يأبى أنْ يكون في أمرة الدستور؟

* عم تحلم.

- بدّي إحلم.

* يا صديقي العزيز، في اللحظة هذه، رغباتي متواضعة للغاية. بدّي خدمة صغيرة. أريد أنْ أتمشّى قليلًا. هل تضمن لي مع أصحابكَ سلامة الانتقال إلى الضفّة الثانية من خطّ التماس؟ مخروم على فنجان قهوة عقلانيّ وطنيّ مشترك، على منقل فحم.

- يا حبيب قلبي. أهلًا وسهلًا. رح حضِّر منقل الفحم. لكنْ، بشرط: أنْ تأتي بصحبة كوبر هذه المرّة...!

Akl.awit@annahar.com.lb

 

توتر "حزب الله"... ابحث عن سوريا

خيرالله خيرالله/اساس ميديا/الخميس 11 حزيران 2020

لم يكن تصرّف "حزب الله" في بيروت يوم السادس من حزيران الجاري تصرّفاً طبيعياً. لم يكن هناك شيء طبيعي في ذلك اليوم الذي أراد فيه لبنانيون من مشارب مختلفة إعادة الحياة إلى ثورة السابع عشر من تشرين الأوّل 2019، لكنّهم أخفقوا في ذلك. أخفقوا لأسباب عدّة من بينها الاعتقاد، لدى بعضهم، أن في الإمكان الفصل بين المطالب الشعبية وسلاح "حزب الله" الذي ليس سوى سلاح مذهبي، لا شرعية له، يعمل في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني في لبنان بالذات ومحيطه. بغض النظر عن التقصير الذي بدر عن الذين شاركوا في محاولة إعادة الحياة الى ثورة 17  تشرين... وبغض النظر عن وجود سياسيين هواة لا يستوعبون أن إسقاط حكومة حسّان دياب لا يمكن فصله عن سلاح "حزب الله" نظراً الى أنّ هذه الحكومة هي من إنتاج الحزب وأنّه لولا السلاح غير الشرعي لما كانت مثل هذه الحكومة... وبغضّ النظر عن اختراقات لجسد ثورة 17 تشرين، وهي اختراقات ظهرت بوضوح من خلال اقتلاع بلاط الأرصفة والطرقات وتلك التي تغطّي الجدران في محيط مجلس النواب، إلّا أن ما يفترض التوقّف عنده هو نقطة بالغة الأهمّية. تتمثّل هذه النقطة في التوتر الذي ظهر على عناصر "حزب الله" إن في ساحة الشهداء أو في أحياء بيروتية أخرى، من بربور إلى طريق الجديدة، مروراً بكورنيش المزرعة وصولاً الى عين الرمانة، وهو حيّ مسيحي.

لعلّ افضل دليل على هذا التوتر لجوء عناصر "حزب الله" إلى العنف والشعارات ذات الطابع المذهبي المستفزّ من نوع تلك الموجهة إلى عائشة زوجة الرسول.

من المفيد التوقف عند هذه الظاهرة لسبب غير مرتبط بكون تصرّفات عناصر "حزب الله" غريبة عن سلوكهم العادي بمقدار ما أنّها تعكس توتراً على أعلى المستويات. يكشف هذا التوتر نوعاً من القلق جعل الحزب يكشف عن وجهه الحقيقي، وهو الوجه الذي طالما سعى إلى إخفائه في هذه المرحلة بالذات من أجل الظهور في مظهر الحزب السياسي المشارك في الحكومة اللبنانية مثله مثل أيّ حزب مدني آخر. ما أجبر "حزب الله" على الكشف مجدداً عن وجهه الحقيقي، وهو الوجه الذي حاول في السنوات القليلة الماضية إخفاءه، فهو الوضع الإقليمي عموماً وما يدور في سوريا تحديداً. لدى الكلام عن توتر "حزب الله"، يفترض البحث عن سوريا والوضع فيها حيث تجاوز سعر الدولار 3000، بل 3500 ليرة سورية... هذا إذا وجد من يبيع دولاراً واحداً.

لا يتعلّق الأمر بالتراجع الإيراني على كلّ صعيد في المنطقة بسبب تأثير العقوبات الأميركية اوّلاً، بل إن سوريا تشهد في هذه المرحلة تطوّرات في غاية الخطورة تشير إلى دخول النظام الأقلّوي فيها مرحلة بداية النهاية. ثمّة محطات من المفيد التوقّف عندها للتحقّق من خطورة المرحلة الراهنة ومدى تأثر "حزب الله" بها. في آذار من العام 2011 اندلعت الثورة السورية. تبيّن أنّها أعمق بكثير مما يعتقده النظام الأقلّوي – العائلي الذي سرعان ما استعان بإيران كي يحول دون إفلات دمشق من بين يديه. أنقذت إيران وميليشياتُها النظام. ذهب "حزب الله" إلى سوريا متذرّعاً بحجج عدّة من بينها الدفاع عن المقامات الشيعية. ما ساعد في بقاء النظام الذي على رأسه بشّار الأسد حيّاً يرزق إدارة باراك أوباما التي كانت مستعدة لاسترضاء "الجمهورية الإسلامية" إلى أبعد حدود من أجل الوصول إلى اتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني. هذا ما جعل أوباما يتغاضى عن استخدام بشّار الأسد السلاح الكيميائي في حربه على الشعب السوري صيف العام 2013.

انتهى النظام السوري قبل أن ينتهي رسمياً وقبل أن يبدأ سريان "قانون قيصر" بعد أقلّ من أسبوع. لم يعد هناك دولار لا في سوريا ولا في لبنان الذي دخل بدوره مرحلة أقلّ ما يمكن أن توصف به إنّها مصيرية

في أيلول 2015، ظهرت حدود القدرة الإيرانية على إنقاذ النظام. ذهب قاسم سليماني إلى موسكو مستنجداً بالآلة العسكرية الروسية التي مكّنت بشّار الأسد من البقاء في دمشق. اكتشف الرئيس فلاديمير بوتين في 2020  أنّ لا شيء يمكن أن يبقي بشّار الأسد في دمشق. اكتشف حدود ما تستطيع دولة مثل روسيا عمله، فكانت الاتفاقات مع تركيا، وهي اتفاقات ستكرّس الوجود التركي في الشمال السوري ويمكن لهذا الوجود التمدّد وصولاً إلى محيط حماة في ظلّ تفاهمات روسية – إسرائيلية في العمق بمباركة أميركية. تتناول هذه التفاهمات دمشق ومحيطها وكلّ ما له علاقة بدرعا وريفها أيضاً.

انتهى النظام السوري قبل أن ينتهي رسمياً وقبل أن يبدأ سريان "قانون قيصر" بعد أقلّ من أسبوع. لم يعد هناك دولار لا في سوريا ولا في لبنان الذي دخل بدوره مرحلة أقلّ ما يمكن أن توصف به إنّها مصيرية في ظلّ عهد لا علاقة له من قريب أو بعيد بما يدور في المنطقة والعالم، وحكومة لا تليق بها سوى عبارة مهزلة المهازل. سدّت كلّ الأبواب العربية والأوروبية والاميركية في وجه "عهد حزب الله" و"حكومة حزب الله". ستبقى هذه الأبواب موصدة إلى إشعار آخر ما دام "حزب الله" يسيطر على لبنان. طبيعي أن يتوتّر "حزب الله" بعد كلّ استثماراته المكلفة في مشروع فاشل اسمه المحافظة على النظام السوري. ما ليس طبيعياً أنّ تكون نتيجة فشله المدوّي في سوريا، وهو فشل إيراني أوّلاً، تفجير كلّ توتراته على لبنان واللبنانيين داخل البلد نفسه مجازفاً بإثارة فتنة مذهبية وطائفية بحجة الدفاع عن سلاحه. يستطيع هذا السلاح القتل والتدمير، يستطيع المشاركة في الحرب على الشعب السوري. يستطيع أن يكون في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني في العراق واليمن، وفي هذه الدولة الخليجية العربية أو تلك أيضاً. ما لا يستطيعه هذا السلاح هو أن يكون في خدمة لبنان وتوفير أيّ أمل في إخراجه من أزمته الاقتصادية التي هي أزمة ذات طابع سياسي قبل أيّ "رقمٍ" آخر... أزمة مرتبطة بسلاح "حزب الله" الذي صار يقرّر من هو رئيس الجمهورية المسيحي، ومن هو رئيس الحكومة السنّي، ومع من يتعاطى لبنان، ومع من لا يتعاطى!

 

هل حانت استقالة الحكومة ؟

توفيق شومان/10 حزيران/2020

ليست أصواتا بلا أجراس ، تلك " الأنباء " المتحدثة عن احتمال استقالة الرئيس حسان دياب من رئاسة مجلس الوزراء ، وليس عاديا ما يقوله نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ، بين حين وآخر ، فمرة يقول إن : " دعوتي لتغيير الحكومة تنطلق من طبيعة التحديات "، ومرة أخرى يقول :" سنُسقط خطة حكومة دياب لإفلاس المصارف " ، وعلى الأرجح أن الفرزلي " لا ينطق عن هوى " . أكثر من مرة ترنحت الحكومة وكادت تهوي ، فالإشكال الذي أعقب الجدال الوزاري في ذروة تفشي وباء كورونا حول إعادة المغتربين إلى لبنان ، كاد أن يدفع الوزراء المحسوبين على الرئيس نبيه بري إلى الإستقالة ، وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية ، ذهب أكثر من مرة إلى التلويح بإنسحاب ممثليه من حكومة حسان دياب ، في حال تقليص حضوره في تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف .

حكومة مترنحة بالأصل كما يحلو لأصحاب القرار القول في غرفهم المغلقة ، وسرعان ما ينفون في العلن ما قالوه في السر ، عندما تتسرب إلى الخارج أقوالهم في الحكومة وأحكامهم عليها .

لم يعد سرا ، أن التعديل الحكومي تم طرحه أكثر من مرة ، وقيل إن التعديل يمكن أن يدفع الحكومة إلى تفعيل نشاطها وفعاليتها ، ليوازي نشاط وفعالية وزير الصحة ، وهو مطلب للرئيس حسان دياب كما قيل ، ومع إعادة وتكرار الطرح نفسه ، جوبه الرئيس دياب بالتغيير الحكومي بدل التعديل .

مرة أخرى إذا ، وبعد كلام نائب رئيس المجلس النيابي ، يصار إلى الحديث عن التغيير الحكومي ، مما يعني أن فكرة سحب "الثقة السياسية " عن حكومة حسان دياب ، ليست من صناعة " بنات الخيال " ، فمجرد تخييره بين التغيير والتعديل ، يعني أن ثمة أضلاعا مكسورة داخل " الصدر الحكومي ".

ما هي هذه الأضلاع ؟

الضلع الأول المكسور ، بحسب ما يُنقل عن أقطاب سياسيين ، يتمثل في انعدام التوازن الطائفي ـ الوطني بين الرئاسات الثلاث ، من حيث ثقل التمثيل الشعبي ، وأظهرت أحداث " السبت الأسود " في السادس من حزيران الجاري ، ضيق الحيثية الشعبية للرئيس دياب في بيئته الطائفية ، فظهرت هذه البيئة موزعة بين اتجاهين ، أحدهما يغلب عليه طابع " الإتزان والإعتدال " ويمثله الرئيس سعد الحريري ، والثاني متطرف بطروحاته وشعاراته ولا يأبه أو يخشى الصدام والمواجهة في الساحات والميادين، مهما كانت أثمانها وأشكالها ومضاعفاتها وتداعياتها.

الضلع الثاني المكسور في " الصدر الحكومي " ، يرتبط ب " خطة التعافي " ، المفترض أن تشكل منطلق وآلية عمل الحكومة ، وتلك الخطة ليست خطة كاملة متكاملة ، بل هي جدول رهانات يقوم على افتراضات وتوقعات ، إذا سقط رهان واحد منها ، تحطم هيكل الخطة بكامله ، وفي ظل الرهان الأساسي ل " خطة التعافي " على التدفقات المالية من خلال الإقتراض من صندوق النقد الدولي والإستفادة من مقررات مؤتمر "سيدر " و التعويل على المساعدات الخارجية من " الأشقاء والأصدقاء " ، بدا لاحقا أن باب " الفرج " محصور بصندوق النقد ، ذلك أن مقررات " سيدر " ومساعدات الخارج ، غدت مشروطة بجواز موافقة صندوق النقد ، وعلى هذا الأساس يبرز السؤال الكبير : ماذا يبقى من " خطة التعافي " الحكومية ؟

يبقى من " خطة التعافي " موافقة صندوق النقد ؟

من يضمن الموافقة ؟ لا أحد .

إذا ما تم صرف النظر ، عن المفارقة المدهشة لأرقام الخسائر المالية التي أدت إلى انهيار مالية الدولة والقطاع المصرفي ، وانقسامهاعلى ثلاثة تقديرات ، واحدة للحكومة وثانية للمصرف المركزي وثالثة للمصارف ، فإن السؤال المرافق لهذه المفارقة يكمن في كيفية بناء الحكومة لتقديراتها بمعزل عن التنسيق مع المصرف المركزي وقطاع المصارف ، مع علم الحكومة المسبق أن صندوق النقد الدولي ، ووفقا لقواعد عمله ، لن يتغافل عن الإطلاع على رأي حاكم المصرف المركزي ، وهذا ما ألصق بالحكومة صفة " الإرتجال " في التعاطي مع هيئة دولية هي صندوق النقد ، لها قواعد عملها المعروفة وآليات تفاوضها أكثر من معروفة ، وذاك هو الضلع الثالث المكسور .

من أوقع الرئيس دياب في هذا الفخ ؟

لا معلومات حول هذا الفخ .

بالإنتقال إلى الضلع الرابع المكسور ، فإن حملة الرئيس دياب المشهورة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، ظهرت مثل " قفزة خاسرة في الهواء " خصوصا أنها تزامنت مع جدال حول إقالة سلامة ، ومن دون التوافق على بديل عنه ، وفي ذروة الخلاف المستمر حول التعيينات المرتبطة بنواب حاكم مصرف لبنان ، فكانت النتيجة تراجع الرئيس دياب عن حملته وعن احتمال إقالة رياض سلامة ، إلا أن المثير في هذا المشهد ، أن الرئيس دياب وعلى الرغم من تراجعه خطوات عدة إلى الوراء في المعركة مع رياض سلامة ، إلا أنه بان " رأس حربة " ل " قيادة خلفية " هيأت أسباب المعركة وتراجعت عنها في حمأة احتدامها ، فظهر الرئيس دياب مقاتلا وحيدا في ميدان المواجهة مع حاكم المصرف .

هل كان لهذا المعركة دراسة جدوى قبل خوضها ؟

يأتي الجواب سلبيا وسالبا .

الضلع الخامس المكسور ، عنوانه معمل سلعاتا الكهربائي ، فبعدما أبعدته الحكومة إلى المرحلة الثانية عبر عملية تصويت داخل مجلس الوزراء ، عادت الحكومة وتبنته في جلسة لاحقة ، ليحتل المعمل أولوية كغيره ، والسؤال هنا : ما قيمة التصويت في مجلس الوزراء ؟ وما معنى القرارات التي تخرج عنه ؟ حيث " تناط السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء " ، وهو المسؤول ( مجلس الوزراء ) عن " وضع السياسة العامة للدولة في جميع المجالات " ، كما نصت مقدمة المادة 65 من الدستور والفقرة الأولى منها ؟.

هل كان الرئيس حسان دياب مضطرا لخوض هذه المواجهة في الجلسة الوزارية الأولى ؟

وهل كان مضطرا للتراجع عن المواجهة في الجلسة الثانية ؟

هذه أسئلة تائهة وإجاباتها مثلها تائهة وضائعة ، ولكن لدى أصحاب القرار خبرها اليقين .

الضلع السادس المكسور ، عنوانه التعيينات المالية والقضائية والإدارية ، وفي صلبه " عاصفة " محافظ بيروت وما رافقها من " ثورة الأرثوذكس " ، وبعدها " زوبعة " محافظ كسرون ـ جبيل غير المسبوق وما يصاحبها من " ثورة السنة " ، وما بين العاصفة والزوبعة ، " ريح صرصر" حول مجلس الخدمة المدنية وغيره من المجالس والإدارات العامة .

من يزيل المتاريس المنتصبة داخل الحكومة ؟

وهل بالإمكان إزالتها ؟.

الضلع السابع متعدد الكسور، ويتأتى من غياب الرؤية الواضحة لإصلاح قطاع الكهرباء وعدم الإتفاق على الخطة المأمولة ، الأمر الذي يعني احتمال غرق لبنان بالعتمة ، فضلا عن استمرار النزف المالي في مالية الدولة ، والمقدر بمليار ونصف مليار دولار بحسب الرقم الوارد في " خطة التعافي " ، كما أن إنقاذ الإقتصاد الوطني ، لم يخرج عن إطار الآمال العريضة ومن دون أدنى تصور لعناوين وتفاصيل برنامج أو برامج الإنقاذ سوى الرغبة الحكومية العامة بإحداث النقلة الموعودة من الإقتصاد الريعي إلى الإقتصاد الإنتاجي ، وأما كيف يكون ذلك ، فلا تقول الحكومة شيئا .

هل يمكن أن تقول الحكومة شيئا عن الكهرباء والإقتصاد ؟

يسأل سياسيون كثيرون ومراقبون أكثر من الكثيرين .

الضلع الثامن المكسور ، يعكس انكسار الناس من استمرار الإنهيار المالي ، وإذ بات سؤال الناس الأوحد عن حد جامد وثابت لسعر صرف الدولار ، فإن الحكومة لا إجابات لديها ، وكأنها تردد ما قاله المتنبي في ذات قصيدة : لا خيل عندك تهديها ولا مال .

إذا لم يكن لدى الحكومة ما تهديه للناس ، وبالتحديد ثبات وتثبيت سعر الدولار ، فلماذا تستمر هذه الحكومة ؟

هذا تساؤل أكثر من كونه سؤالا ، يطرحه سياسيون كثر في مجالسهم الخاصة ، ثم يحولون التساؤل بعد لحظة صمت إلى سؤال : ما البديل ؟.

لا إجابة على سؤال : ما البديل ، مما يوحي بأن استمرار الحكومة مرتبط ب " نضوج " ظروف البديل ، وهذا يأخذ الحديث إلى مكان آخر ، يفضي إلى القول بتحول الحكومة الحالية إلى " حكومة تصريف أعمال " بإنتظار نضوج ظروف البديل أو بديل البديل !!!.

في المجالس السياسية الخاصة ، ثمة حديث عن عودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة ، غير أن هذه العودة أسيرة الشروط الحريرية والشروط المضادة ، مما يصعب الطريق امام الحريري للعودة إلى السرايا الحكومية ، إلا إذا كان العمل جاريا على إنتاج تسوية محلية تحظى برعاية إقليمية ودولية .

من البديل ؟ أو بديل البديل عن الرئيس حسان دياب ليرأس حكومة جديدة يدعو إليها نائب رئيس مجلس النواب الذي " لا ينطق عن هوى " ؟

هل في جعبة الفرزلي إجابة شافية ـ كافية ؟

 

لهذه الأسباب قرّرت الحكومة التضحية بالمودعين

أنطوان فرح/الجمهورية/10 ةحزيران/2020

هناك أسباب غير مُعلنة دفعت حكومة حسّان دياب الى خيارات غريبة في خطة الاصلاحات المطروحة للانقاذ. ومن يُراجع الدراسات المتعلقة بالشروط والظروف التي أحاطت ببرامج المساعدات التي وافق عليها صندوق النقد الدولي، خصوصاً منذ العام 1980، يُدرك لماذا اختارت السلطة عندنا إفلاس المودعين، تحت تسمية الانقاذ. منذ ان انفجرت أزمة الأرقام المتضاربة بين الخطة الحكومية من جهة، ورؤية مصرف لبنان من جهة ثانية، ومن ثم خطة المصارف من جهة ثالثة، تراجعت الحظوظ في إنجاح المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. ورغم انّ الدولة حاولت استدراك هذه الأزمة من خلال السعي الى توحيد الأرقام الرسمية، إلّا أنّ المشكلة على حقيقتها لا تكمن في الأرقام مهما كانت متباعدة أو متضاربة، بل بفلسفة الحل، وهنا بيت القصيد.

من الواضح أنّ الفارق الاساسي بين الخطة الحكومية وخطة المصارف ورؤية مصرف لبنان يتعلّق بخريطة الخروج من النفق. وبينما تسلك الحكومة طريق الاقتطاع والشطب للديون، وهي تدرك انّ هذا الطريق يودي حتماً الى اقتطاعات كبيرة من الودائع (Haircut)، تسلك المصارف ومصرف لبنان طريق التعافي من خلال مساهمة الدولة في قسطها من الاضرار، ومن خلال الاصلاحات البنيوية التي تشمل كامل المرفق العام.

في قراءة هذا الخلاف في استراتيجية الخروج من الأزمة، يُطرح سؤال محوري: لماذا اختارت الحكومة الحالية أن تقدّم لصندوق النقد، وقبل أن يطلب، عنق المودعين والقطاع المالي، كأضاحٍ لِحثّه على الموافقة على التعاون مع لبنان في برنامج مساعدات؟

من خلال مراجعة الظروف والشروط التي أُنجزت بها القروض التي قدّمها صندوق النقد الدولي منذ العام 1980، تتكشّف الحقائق التالية:

أولاً - قسم من هذه القروض كانت مُرفقة بشروط تتعلق بخفض الانفاق على القطاع العام.

ثانياً - قسم آخر من القروض تمّت من دون هذا الشرط، لكنها تضمّنت شروطاً تتعلق بإصلاحات تُحسّن الايرادات وتُخفّض الانفاق.

ثالثاً - قسم ثالث من القروض تضمّنت زيادات ضرائب ورسوماً مختلفة.

هذه الشرائح من القروض، وبرامج المساعدات ترتكز على عاملين للاختيار فيما بينها:

أولاً - رغبة وإرادة حكومة الدولة التي تقدّم طلب المساعدة الى الصندوق.

ثانياً - تركيبة الاقتصاد والقدرات ونقاط الضعف في الدولة المعنية.

تُبيّن دراسة نُشرت في العام 2018، أنّ القاسم المشترك بين كل انواع القروض التي قدّمها صندوق النقد منذ بداية نشاطه قبل حوالى 72 سنة، يتعلّق بالسعي الى تحقيق توازن في المالية العامة، وفي ميزان المدفوعات. ويسلك الصندوق طرقاً مختلفة للوصول الى هذا الهدف.

لكنّ الأهم أنّ الدراسة تُظهر أنّ غالبية الحكومات في الدول الراغبة في الاقتراض تميل الى تحاشي خفض حجم القطاع العام. ويتبيّن أيضاً انّ حجم هذا القطاع في معظم الدول المتعثرة أكبر من المعايير الاقتصادية السليمة لضمان التوازن في المالية العامة. والسبب، كما تورده الدراسة، يعود الى أنّ التوظيف في القطاع العام في هذه الدول له اسبابه السياسية، إذ تعتمده السلطة كأسلوب زبائني لإرضاء الناخبين. كما انّ الحكومات تتحاشى المَس في القطاع العام، خوفاً من الاضطرابات الشعبية. وهكذا تتجه الحكومات الى الخيارات الاخرى، عندما يكون المجال مُتاحاً.

بين العام 1983 و1990، هناك حوالى 91 % من قروض صندوق النقد تضمّنت شروطاً لتحسين المالية العامة. ومنذ العام 1990 حتى اليوم، هناك 100 % من قروض الصندوق تضمنت هذه الشروط. وهذا يعني ان لا قروض من دون تحسين الايرادات وخفض النفقات في مالية أي دولة ترغب في الحصول على مساعدة. وعلى سبيل المثال، المساعدة لدولة بنين (افريقيا) تضمّنت شرطاً لخفض حجم القطاع العام الى ما دون الـ4,6 % من الناتج المحلي (GDP).

كذلك وافقت تانزانيا على خفض حجم قطاعها العام بنسبة 8 % خلال 3 سنوات بالتزامن مع حصولها على برنامج المساعدة بين 1996 و1999. أمّا مصر، فقد تحاشت المَس بالقطاع العام واختارت بدلاً من ذلك، عندما حصلت على المساعدة في العام 1991، زيادة الايرادات من خلال رفع تعرفة الكهرباء والرسوم الجمركية وزيادة بعض الضرائب. في المقابل، اختارت ايرلندا في العام 2010 الموافقة على تقليص حجم قطاعها العام بين 5 و8 % للحصول على مساعدة صندوق النقد. ووافقت أوغندا على خفض عدد موظفي القطاع العام بحوالى 65 ألف موظف...

في النتائج التي تخلُص اليها الدراسة، انّ الشروط تختلف بين دولة وأخرى بحسب وضعية كل سلطة، ومفهومها للدولة وطريقة إدارتها لشؤون الناس. الحكومات الضعيفة والدول الأقل تطوراً، تختار دائماً ان تتجنّب المعالجات التي قد تؤدّي الى أثمان سياسية، مثل تقليص الانفاق في القطاع العام. في حين انّ الدول التي تتمتّع بأنظمة قادرة، تختار شروط تقليص حجم قطاعها العام ليتماهى مع المعايير الاقتصادية.

في عودة الى لبنان، يمكن الاستنتاج بوضوح لماذا اختارت الحكومة مسبقاً طريق «سرقة» مال المودعين، وإفلاس القطاع المالي، إذ أنها تدرك انّ كل الطرق الأخرى التي سيعرضها صندوق النقد لها أثمانٌ سياسية لا تريد دفعها، أو عاجزة عن ذلك. لا هي تريد ان تُخصخص مؤسسات عامة لأنها مَرتع للتوظيف والنفوذ والسرقة، ولا هي تريد تقليص حجم القطاع العام لأنه وسيلة للزبائنية والمحاصصة، بالاضافة الى تحاشي مخاطر الاضطرابات الشعبية، ولا هي تريد إغلاق المعابر غير الشرعية لأنها على صلة بالسياسة الاستراتيجية الكبرى، وبخطوط حمر يضعها من يضع يده على القرار في البلد، ولا هي قادرة حتى على منع التهريب عبر المعابر الشرعية للأسباب نفسها، ولا هي قادرة على زيادة الرسوم والضرائب لأنّ الايرادات قد تتراجع اكثر، والنقمة الشعبية قد تزيد.

هكذا، ولأنّ الحكومة عاجزة عن سلوك كل هذه الطرق التي تؤدّي الى تحسين المالية العامة، للحصول على مساعدة صندوق النقد، اختارت التضحية بالمودعين.

قبل توحيد الأرقام، لا بد من توحيد النهج ورفع مستوى الاخلاق في التعاطي مع ملف الانقاذ. ومن دون ذلك، لا قيمة لكل الأرقام، لأنها ستبقى مجرد أرقام على دفاتر، لا أكثر ولا أقل.

 

لبنان أمام نموذج انهيار غير مسبوق في العالم

طوني بولس/راديو بيروت/10 حزيران/2020

مؤشرات كثيرة توحي بتصعيد غربي كبير تجاه لبنان في المرحلة المقبلة، ففي حين يعتقد البعض ان قانون قيصر هو اقصى درجات التصعيد، الا انه في الواقع ليس سوى البداية، فالمعلومات الغربية تشير الى تصميم جدي لضرب أذرع إيران في الشرق الأوسط، وان لبنان من أكثر الدول تأثراً كون أحد أبرز الاذرع الإيرانية يسيطر على السلطة الرسمية. بات هناك قناعة لدى الدول الغربية ان لبنان الرسمي هو نفسه “حزب الله” المصنف تنظيماً ارهابياً في معظم دول العالم، وان الخيط الفاصل بين السلطة في لبنان وحزب الله لم يعد موجوداً منذ ما عرف بالتسوية الرئاسية ووصول ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي باتت العقوبات التي يفترض ان هدفها حزب الله تستهدف السلطة اللبنانية نفسها.

قانون جديد

ووفق مصادر ديبلوماسية أميركية فإن نقاشات جدية تدور في الكونغرس الأميركي حول حزمة كبيرة من العقوبات على لبنان ومنع أي مساعدات عنه، ورجّحت المصادر الى انه قد يتم دمج قانونين معروضين أمام الكونغرس حول فرض عقوبات على لبنان وحكومته، كون غايتهما واحدة، مرجّحين امكانية تمرير الاجراء في إطار قانون عام يطال مواجهة إيران ووكلائها في المنطقة. الخطوات التصعيدية لا تنحصر بالولايات المتحدة الأميركية، فهناك مؤشرات أوروبية ايضاً بدأت بعد اتخاذ مصارف أجنبية قرارات بوقف التعامل مع لبنان، لجهة تحويل الأموال منه وإليه، أبرز هذه المصارف هو مصرف Handels Banken السويدي، الذي يعمل في خمس أسواق أيضاً خارج السويد، وهي: الدانمارك، فنلندا، هولندا، النرويج، بريطانيا. وتشير المعلومات الى ان هذه الخطوة تندرج في سياق السياسة الجديدة التي يعتمدها عددٌ من المصارف في كل من الدانمارك والنرويج والسويد وفنلندا وأيسلندا، مرجحة أن “تمتد هذه الإجراءات لتشمل دولاً أوروبية عدّة، نتيجة الأزمات المتلاحقة التي يُعاني منها القطاع المصرفي اللبناني”.

خيار وحيد

ويتكهن خبراء غربيون الى ان نوعاً غير مسبوق من نماذج الإفلاس تواجه لبنان، حيث لا يرون النموذج اليوناني مطابقاً ولا نموذج فنزويلا ولا أي نموذج سابق في العالم، حيث يعتقد هؤلاء ان لبنان كما سوريا سيكونان نموذجاً بحد ذاته، وانه من نتائج هذا النموذج انهيار كامل للمنظومات السياسية القائمة في هاتين الدولتين، متوقعة ان تجتاح المجاعة شعوب هذه الدول وانحلالاً كاملاً بالمؤسسات الرسمية وحتى تلك الموازية لها، موضحة على سبيل المثال ان منظومة حزب الله الموازية للدولة لديها مصالح اقتصادية وسياسية مع المنظومة الرسمية وبالتالي مصير مشترك.

وبحسب الخبراء فإن لبنان بات اما خيارين فقط، وهما بشكل واضح وصريح: الدولة او حزب الله، ومصير لبنان مرتبط بأحد هاذين الخيارين فقط، مع تشديد تام على غياب أي حل رمادي، حيث يقول الغرب للبنان سلاح حزب الله ودوره الإقليمي او انتفاضة رسمية لاستعادة دورها وسيادتها، والخيار المناسب قد ينقذ لبنان من الكأس المرة والنفق القاتم المقبل.

 

الرحلة ليس سهلة

مايكل يونغ/معهد كارنيغي للشرق الأوسط/10 حزيران/2020

يعتقد عامر البساط، في هذه المقابلة، أنه بدأ يتبلور الآن إجماع بأن الطريقة الوحيدة لتأمين التمويل الخارجي، هي خطة يطرحها صندوق النقد الدولي.

عامر البساط هو مدير أول محفظة استثمارية في مؤسسة "بلاك روك" التي يرأس فيها فريق الاستثمار للأسواق السيادية والناشئة (ألفا). قبل عمله في "بلاك روك" تسنّم مسؤوليات محفظة استثمارية في كلٍ من مؤسستي UBS و مورغان ستانلي، وكان في الفترة بين 1991 و1998 إقتصادي أول في صندوق النقد الدولي، حيث ساعد على التفاوض حول برامج رفيعة المستوى مع روسيا وأوكرانيا ومصر. درّس البساط اقتصاديات مستوى التخرّج في جامعة كولومبيا، التي حصل فيها على درجة دكتوراه. مؤخراً، نشرت كارنيغي مقالاً شارك البساط في وضعه مع إسحق ديوان ومارسيل كاسار، ناقشوا فيه المسار المحتمل لمفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي.

"ديوان" أجرى مقابلة مع البساط في أوائل حزيران/يونيو لاستطلاع رؤيته للخطوط العامة لخطة إصلاح محتملة في لبنان.

مايكل يونغ: الحكومة اللبنانية الآن في خضم مفاوضات حول برنامج لصندوق النقد الدولي. إلى أي مدى يجب أن نتفاءل باحتمالات النجاح؟

عامر بساط: لنتفاءل بحذر. إذ يبدو أن الطبقة السياسية "أدركت" مدى شدّة الأزمة، وبدأ يبرز إجماع، وإن ضعيفا، بأن برنامجاً يضعه صندوق النقد الدولي هو شرط مُسبق لازب لإشراع الأبواب أمام تمويل خارجي تشتد الحاجة إليه. بموازاة ذلك، وفي عالم مابعد وباء كوفيد-19، يتوق صندوق النقد الدولي إلى مساعدة البلدان الفقيرة، وهو عمد مؤخراً إلى تسهيل حصول هذه البلدان على التمويل منه. ولذا، الحوافز بين كلا الطرفين متّسقة.

لكن، وعلى رغم الأهمية الفائقة للاتفاق، إلا أن الرحلة لن تكون سهلة بل ستشوبها الصعوبات:

أولاً، يُحتمل أن يكون حجم الدعم المالي الذي سيقدّمه صندوق النقد الدولي أصغر مما المرغوب به. ثم أن تمويل الصندوق يرتبط بمدى طموح البرنامج الاقتصادي المعني. بالطبع، تستطيع الحكومة اللبنانية طلب دعم مالي مضخّم، وهي ستفعل ذلك. لكن، لكي تحصل على هذا الدعم، يجب على لبنان أن يتعهّد باتخاذ اجراءات كان من المستحيل حتى الآن تنفيذها.

ثانيا، لن يقبل صندوق النقد الدولي مجرد تلقّي الوعود، بل يريد خطوات مُحددة. فهو لن يقبل، على سبيل المثال، مراسيم حكومية، بل سيطلب قوانين. وانخراط البرلمان في ذلك، بكل ما يتضمنه هذا من تبعات سياسية، سيصبح ضروريا.

أخيرا، تمويل الصندوق لن يأتِ دفعة واحدة بل سيكون تدرجياً. الدفعة الأولى ستأتي غداة اتخاذ "خطوات مسبقة"، لكن بعد ذلك سيتوقّع الصندوق مروحة أخرى من الاجراءات التي يجب تنفيذها على مدى السنتين التاليتين. الأموال ستقدّم كل ثلاثة شهور بعد أن يراجع مسؤولو الصندوق مدى التقدّم الذي تم إحرازه. وكما هو معروف، برامج الصندوق التي تتعثّر، ناجمة عن فشل هذه المراجعات.

يونغ: الركود في لبنان كان مؤلماً، والمضاعفات الاجتماعية موهنة للعزيمة. متى يمكن أن ينتهي كل ذلك؟

البساط: تُواجه البلاد بشكل مأساوي عاصفة كاملة وعاتية من المشاكل. أولا، البلاد التي واجهت أزمات مشابهة لتلك التي عاينها لبنان احتاجت، كمعدل وسطي، إلى سنة للخروج من الركود. وهذا شمل بلداناً عانت من أزمات أقل حدة من لبنان ونجحت، وهنا الأهم، في إدارة أزماتها بشكل أفصل بما لايقاس مما تفعله السلطات اللبنانية هذه الأيام.

ثانيا، صدمة كوفيد- 19 لها سمة ملحمية. إذ حتى لو تم اكتشاف لقاح، ستكون عملية إعادة تشغيل العاملين المُسرّحين وإحياء قطاعات الأعمال المتوقفة عملية بطيئة.

أخيرا، برزت الأزمة الاقتصادية وصدمة كوفيد-19 في وقت تشهد فيه أسعار النفط انهياراً، وهذا سيؤدي إلى هبوط حاد في التحويلات، والسياحة، والتدفقات المالية من بلدان مجلس التعاون الخليجي.

ماذا يعني هذا للبنان؟ السلطات فيه تفترض حدوث انكماش بنسبة 12 في المئة، لكني أخشى أن هذا المعدل قد يُثبت أنه متفائل للغاية. إضافة، يُحتمل كثيراً أن يتمدّد الركود إلى العام 2021، حيث أنا أفترض مبدئياً انكماشاً إضافياً بنحو 5 في المئة. ما سيحدث بعد ذلك في علم الغيب، إذ أن الكثير يعتمد على الخطوات التي سيجري تنفيذها اليوم: فإذا ما نجح برنامج الإصلاح/الاستقرار الذي تتم مناقشته مع صندوق النقد، نستطيع أن نتطلّع قدماً إلى حالة تعافي لطيفة من طراز “v” (الذي يتضمن ارتفاعاً إلى ذروة سابقة بعد هبوط حاد في المقاييس الاقتصادية). وإذا لم يحدث ذلك، فمن الواقعية أكثر التفكير باقتصاد في شكل L، حيث يحدث الانهيار في خاتمة المطاف، لكن التعافي يخمد أو حتى يتبخّر لسنوات عدة تالية.

يونغ: إذن، إذا ما كان أمد الركود قد يطول، هل من المبكر للغاية بدء التفكير بمستقبل الاقتصاد اللبناني؟

البساط: ليس من المبكر قط. فالاجراءات التي ستتخذ اليوم ستؤثر على كيفية تشكّل "الاقتصاد اللبناني الجديد". ثم: أنا شخصياً تحدّرت من اقتصاديين يعتقدون أنه يتعيّن على صنّاع السياسة تجنّبالدخول في تفاصيل الإدارة الاقتصادية. إذ أن اتخاذ القرارات مركزياً حول أي قطاعات يجب دعمها، وأي قطاعات يجب حجب الدعم عنها، ليس مسألة عصيّة على التنفيذ وحسب، بل هي تُشرع الأبواب والنوافذ أمام الفساد والأنشطة الريعية.

من الأفضل، بدلاً من ذلك، ان نرى صناع السياسة اللبنانيين يضعون أسس اقتصاد صحي وسليم. وهذا يشمل إزالة الآثار البغيضة للديون، وإصلاح المالية العامة، وتنفيذ سياسة نقدية تُسفر عن تضخّم منخفض، ومعدلات فائدةمطواعة، وأيضا (وهنا الأمر الحاسم) أسعار قطع أجنبي تنافسية. كما تشمل كذلك إعادة بناء القطاع المصرفي، وإصلاح الإطار التنظيمي للسماح بتنافسية قطاع خاص فعّال، ولكن عادل، وضمان ملاءة أمان اجتماعية، يمكن تحمّلها. إذا ما نجح صناع القرار في إقرار هذا النوع من الإطار الكلي والتنظيمي، فإن القطاع الخاص اللبناني الكفؤ والماهر في تنظيم المشروعات سيكتشف بشكل طبيعي أين سيبرع ويزدهر.

يونغ: جمعية المصارف اللبنانية طرحت خطة هدفت منها أن تكون بديلة عن خطة الحكومة. ما رأيك في ذلك؟

البساط: دعني أبدأ هنا بطرح فكرة عامة. المصارف هي، وستبقى، صاحبة مصالح مهمة، وبالتالي شيطنتها، كما بدأ يصبح شائعاً، سيأتي بنتائج عكسية. لا شك أن المصارف تتحمّل شطراً من اللائمة لما وصل إليه لبنان، لكنها ليست المذنب الوحيد. يجب أن تكون الحلول الوسط في جوهر أي حل له ديمومة للأزمة اللبنانية. وفي هذا الإطار، خطة جمعية المصارف هي وثيقة مدروسة وتنطوي على عناصر مهمة جديرة بالنقاش والتحليل.

بعد توصيف الخطة على هذا النحو، أقول أن قضيتي معها هي أنها تقترح عملياً أن تستخدم أصول الدولة أساساً لتجنيب أصحاب المصلحة في المصارف تلقي ضربة مالية. هذا بوضوح أمر غير ملائم. فاستخدام أصول الدولة له دور في المساعدة على تسهيل الهبوط الناعم في الاقتصادات. رأس مال البنك يجب أن يكون "الخسارة الأولى"، وفقط بعدها يجب استخدام أصول الدولة لتقليص العبء عن المودعين.

يونغ: سؤالي يتمحور حول هذا الأمر: مسألة استخدام أصول الدولة تثير نقاشات ملتهبة. ما موقفك منها؟

البساط: لانستطيع التركيز على ديون الحكومة وحدها ونتجاهل جانب الأصول في الميزانية العمومية. فمشكلة حجم القطاع المالي كبيرة للغاية، إلى درجة أن المرء لايستطيع أن يرفض استخدام أصول الدولة. لكن، إذا ما استُخدمت هذه الأصول، فسنتعرّض إلى ركود أعمق، وخفض أكبر لقيمة العملة، وتكلفة أضخم لانقاذ الودائع. وأي خطة جدّية تتضمن أصول الدولة يجب أن تدرس بعناية اعتبارات الانصاف (من يستفيد ومن لا يستفيد) ومسائل على غرار البيع الكامل مقابل التسنيد، والفاعلية الأفضل، والأكثر أهمية: قضايا الحوكمة.

يونغ: إذا ما استمرت الأزمة لسنوات، ماذا سيكون مصير المودعين خلال هذه الفترة؟

البساط: يجب أن يكون ثمة قدر من الواقعية هنا. فالثقب في القطاع الأمني ضخم. وخطط الحكومة تقدّر هذه الفجوة بنحو 53 مليار دولار، لكن هذا، واقعياً، يمكن أن يُثبت أنه تبيسط للأمور. يجب ملء الفجوة وإلا ستتحمّل البلاد مرحلة مديدة من القيود على الرساميل، وتجميد الودائع، وما يُسمّى النظام المصرفي "الزومبي" (الحي- الميت).

كيف يجب ملىء هذه الفجوة؟ التشبيه المجازي الذي أريد أن استخدم هنا هو السلّم: المرء يبدأ بتسلّقه من تحت إلى فوق. الأمر الأول هنا هو التأجيل "المسؤول" بقدر الأمكان (التعبير التقني لهذا هو "التريث التنظيمي" (regulatory forbearance). وإذا لم يكن هذا كافيا، سيكون على أصحاب المصارف تناسي رأس مالهم وجلب رساميل طازجة من الخارج. الخطوة الثانية على السلّم هي أن تطرح الدولة بعض أصولها في التداول. وإذا كان هذا أيضاً ليس كافياً، سيحتاج المرء، من أسف، لأن يتسلّق إلى أعلى السلّم، أي بكلمات أخرى: إلى المودعين. ومن سوء الحظ، هذه الخطوة الأخيرة تبدو مُحتّمة بفعل حجم الفجوة. وبالتالي، الرأي الذي يقول أن المودعين لن يتأثّروا، ليس واقعيا.

إن توقيت، ووسيلة، وحجم الكيفية التي "سيُنقَذ" فيها المودعون، لن تُعرف إلا بعد الأعلان عن خطة أعم لإعادة هيكلة القطاع المالي. وهنا، ثمة فكرة يحبّذها البعض، وأنا منهم، يتم فيها تقسيم القطاع المالي إلى مصارف "جيدة" ومصارف "سيئة". حينها، يُنقل صغار المودعين إلى المصارف الجيّدة ويحصلون، في فترة قصيرة نسبياً من الزمن، على مداخل إلى مدخراتهم. الحاسم هنا هو أن تبدأ المصارف "الجيدة" فوراً بخدمة الاقتصاد.

في المقابل، يُلحق كبار المودعين بالمصارف "السيئة" ويشهدون تجميد مدخراتهم إلى أن تعاد هيكلة الأصول المُتضررة (الدين السيادي ومطالب المصارف من مصرف لبنان). ويمكن استخدام أصول الدولة لتعزيز المصارف "السيئة"، وبذا تُقلّص نظرياً أعباء كبار المودعين.

يونغ: في مقالة نشرْتها مؤخراً، طرحت الفكرة بأن الحل التدريجي للأزمة اللبنانية قد يكون أكثر فعالية ويحقق نتائج أفضل من الحل الجذري الذي يأمله الكثيرون. هلاّ لك أن توضح لنا هذا الأمر؟

بساط: نقطة الانطلاق في مقترحي هي أن حجم المشكلة ضخم بشكل مذهل، وبالتالي ليس ثمة البتة حلولاً سهلة وإجراءات غير مؤلمة قريبة. السياسات التي يمكن أن تُحدث فرقاً هي إما ألم مُحتمل أو حل مستحيل التطبيق اجتماعياً- سياسياً في لبنان اليوم. أساساً، نوع تدمير الثروة التي يحتاجها الأمر لأعادة التوازن فوراً إلى الاقتصاد، سيخلق في الحال إفقاراً لحظويا. ومن دون الخوض كثيراً في لجج المجال السياسي- الاجتماعي، يتعيّن علينا أن نقلق من مضاعفات مثل هذا الانهيار الاقتصادي على البلاد، بكل ما ينطوي عليه من شروخات طائفية عميقة وأنماط عنيفة من الصراع الأهلي.

لكل هذا أحبّذ المقاربة التدرجية. وإذا ما كانت توجهات أذرع السياسة العامة مؤلمة وتبدو مستحيلة التطبيق اجتماعياً- سياسيا، إلا يجب حينها على صنّاع السياسة أن يتدارسوا وضع خطة بديلة؟ إليس ثمة مجال لمقاربة أقل شدة لإدارة الأزمة: مقاربة لا تُحاول تحقيق الكمال بل تحشد فقط ما يكفي من الدعم السياسي والاجتماعي لتجنّب الانهيار التام؟

دعوني أوضح هنا أمرا، كي لا يُعتقد أني أتغافل عن سلبيات هذه المقاربة. السلبيات كبيرة بالفعل، إذ هي ستُطيل أمد عملية التكيّف، وتستبقي القيود على الرساميل أطول مما هو مرغوب به، وربما تتطلّب خفضاَ كبيراً لقيمة العملة. لكن، للمقاربة التدرجية ميزة كبرى وهي أنها مُستساغة أكثر اجتماعيا- سياسيا. كما أنها ستمنح الوطن فسحة وقت فيما هو ينتظر تدفق عائدات النفط والغاز، أو ربما مشهداً إقليمياً مغايرا، أو كليهما. وإذا ما أردنا أن نكون أكثر تفاؤلاً، نقول أن هذه المقاربة تُعطي المجتمع المدني حفنة أخرى من السنوات للقيام بالتنظيم والإعداد للانتخابات البرلمانية التالية، بأمل أن ينطلق حينها تحوّل عميق.

 

النهار: الظروف لم تكن مناسبة لتوليه رئاسة الحكومة"... حديث جعجع لـ"الأهرام" فجّر الخلاف مع الحريري

النهار/10 حزيران/2020

شنّ الرئيس سعد الحريري هجوماً من النوع الثقيل على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رافضاً أن يكون مصيره السياسي مرهوناً بقراره، متسائلاً: "كان لازم اشكرك لأنو لولاك كان من الممكن انو تكون نهايتي. معقول حكيم؟"، فما سبب هجوم الحريري على الحكيم؟

ويأتي ردّ الحريري اثر تصريح رئيس حزب "القوات" لجريدة "الأهرام"، متحدثاً عن علاقته بالرئيس الحريري، قائلاً: "أنا لم أتخلَّ عن دعم سعد الحريري، ولكن الظروف كانت غير مناسبة على الإطلاق لتوليه رئاسة الحكومة. وكان من الممكن أن تكون نهاية له. هذا اعتقادنا وهذه حساباتنا. كنا ولا نزال بحاجة إلى تغيير كبير في لبنان، إذ لا يمكننا أن نستكمل المسيرة بالطريقة نفسها والأشخاص أنفسهم في السنوات العشر الأخيرة".

وإذ لفت الى أنّ "هناك تنسيقا دائما مع الوزير وليد جنبلاط"، قال: "إن "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" يفضلان أن تبقى الأمور في منزلة بين منزلتين. ولا يريدان استكمال المعارضة للنهاية. نحن نريد أن نكون فريقا معارضا واضحا. أما الرئيس نبيه بري فيفضّل لعب دور المصلح ممسكاً العصا في المنتصف و"يأخذ ويعطي". ولا يرتبط بأيديولوجية جامدة وهذا يدفعنا للتواصل معه".

الأمر الذي دفع الحريري إلى الردّ قائلاً: "بونجور حكيم، ما كنت عارف إنو حساباتك هالقد دقيقة. كان لازم اشكرك لأنو لولاك كان من الممكن انو تكون نهايتي. معقول حكيم؟ انت شايف مصيري السياسي كان مرهون بقرار منك؟ يعني الحقيقة هزلت. يا صاير البخار مغطى معراب أو أنك بعدك ما بتعرف مين سعد الحريري".

اعتبر جعجع، في الحديث نفسه، أن "لبنان يذهب نحو المجهول"، لافتا في حديث الى صحيفة "الأهرام" المصرية الى أن "الأزمة تستفحل أكثر فأكثر والأمور الاقتصادية والمعيشية تتجه إلى مزيد من التدهور ومن دون بصيص أمل حتى اللحظة".

وأوضح أن يوم السبت "لم تجر مظاهرات لأن أجواء الترهيب التي أشاعتها جماعة "8 آذار" قبل يوم السبت 6 حزيران منعت قيامها، فاقتضى الأمر على بعض الأفراد من هنا وهناك ومن بينهم أفراد لا علاقة لهم بالحراك الأساسي لكن لديهم أجندات سياسية مختلفة". وقال: "هنا استفادت جماعة "8 آذار" من هذا الأمر ونزلوا بدورهم إلى الشارع بشعارات سياسية وللأسف طائفية وأمعنوا في بيروت خرابا وفسادا".

أضاف: "أعتقد أن الأزمة بشقها الديني قد تم تجاوزها لأن ما حصل مرفوض من الجميع. المهم على هذا الصعيد أن يضبط "حزب الله" وحلفاؤه جمهورهم ولا يتركوه يلجأ تارة إلى العنف اللفظي وطورا إلى العنف المادي حينا في بيروت وحينا آخر على مشارف منطقة عين الرمانة".

وردا على سؤال عن موقفه من سلاح "حزب الله" قال: "موقفنا من سلاح "حزب الله" معروف. وهذا السلاح منذ عام 2000 كان لا بد وأن يكون في يد الجيش اللبناني فقط لا غير، ولكنه استمر ويعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الوضع الإقتصادي المعيشي الرديء الذي نعيشه في الوقت الحاضر. ولكن خروج هذه المظاهرات في الوقت الحالي يضر بالمصلحة الوطنية إذ خرجت عن عنوانها الرئيسي وهو الحديث عن تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي فهذا هو الهم الحقيقي الذي يضغط على الناس".

وعن الدعوة لإسقاط رئيس الجمهورية، قال: "أنا لا أدعو لهذا الحراك. ولكني لو كنت أنا في المكان الحالي أتقدم باستقالتي".

أضاف: "لا شك ان الظروف صعبة في المنطقة وفي العالم ككل، ولكن هذا لا يبرر تدهور الوضع في لبنان. المشكلة أن القوى السياسية وتحديدا "حزب الله" من جهة، ومجموعة الوزير باسيل من جهة أخرى متحكمة بالقرار. هذه القوى السياسية ليست مؤهلة بأي شكل من الأشكال".

وأشار جعجع الى أن "الوضع الأمني في لبنان مفتوح على كل أنواع الإضطرابات الإجتماعية انطلاقا من الوضع المعيشي المذري الذي نحن فيه". وقال: "لكن من الناحية الاستراتيجية، لا أرى أن هناك أحدا يريد قتال أحد في لبنان".

وتابع: "أعتقد أن كل الأفرقاء الرئيسين في لبنان ضمنا لديهم قرار سياسي واضح بعدم الخوض خارج السياسة والأطر الديمقراطية. ولكن من جهة أخرى سوء الوضع الإقتصادي والمعيشي طبعا يتسبب في اضطرابات إجتماعية".

واعتبر جعجع أن لبنان "للأسف، غاص أكثر فأكثر في عزلته، وتتحمل مسؤولية ذلك الأحزاب الممسكة في السلطة بالفعل، "حزب الله" من جهة وجماعة الوزير جبران باسيل من جهة أخرى، لأن نظرة العالم إليهم معروفة".

وعن دور رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، قال: "في الواقع إن "حزب الله" بحد ذاته أقلية في لبنان من حيث التمثيل النيابي ومن حيث الحجم السياسي. في مجلس النواب الحالي لـ"حزب الله" 13 نائبا من أصل 128. وبالتالي فإن "حزب الله" بحاجة دائمة لقائمة عريضة من الحلفاء ليستطيع البقاء كما هو وتنفيذ مشروعه في منطقة الشرق الأوسط، وأبرزهم الوزير جبران باسيل، وهو مستعد لمساندتهم في السراء والضراء".

أضاف: "تأتي قوة باسيل من جهة من "حزب الله"، ومن جهة أخرى كون العماد عون رئيسا للجمهورية مع كل صلاحيات رئيس الجمهورية المتفق عليها في "اتفاق الطائف".

وردا عن توقعاته لمستقبل الحكومة الحالية، قال: "للأسف لا أراه زاهرا مع أننا عقدنا آمالا بأن تنجح هذه الحكومة انطلاقا من حاجة لبنان العميقة لنجاح ما. ولكن، بعد ممارسة الأشهر الثلاثة الأخيرة تبين أن من يمسك فعلا بقرار الحكومة هم أحزاب السلطة، وبالتالي بقيت الأمور على حالها بل ذهبت من سيء إلى أسوأ. بالرغم من أن هذه الحكومة تضم بعض الشخصيات المحترمة. ولكن طالما أن القرار عند أحزاب السلطة، فالنتيجة ستبقى ذاتها الموجودة من ستة أشهر أو سنة أو اثنتين".

وعن الملفات التي نجحت فيها الحكومة، قال: "بصراحة ملف "كورونا" تجربة ناجحة ووزارة الصحة اللبنانية بذلت جهودا كبيرة في التصدي للجائحة. ولكن لا أدري الى أي نسبة يعود الفضل في النجاح أيضا لطبيعة الشعب اللبناني".

أضاف: "بالنسبة لملف الفساد هناك كلام كثير، ولكن لا عمل جديا على الأرض. على سبيل المثال: نحن كحزب "القوات اللبنانية" تقدمنا بلائحة من سبعة خطوات للبدء فعليا بمكافحة الفساد والتخلص منه، ولم تنفذ الحكومة أي خطوة منها. على سبيل المثال ملفات: التوظيف غير القانوني، التعيينات، المعابر غير الشرعية، الاتصالات، الكهرباء، وغيرها من الملفات، مثل التعيينات القضائية الإدارية للأسف، لم تقدم الحكومة على أي خطوة عملية لمكافحة الفساد حتى الآن".

أما عن الحديث عن خروج أموال بالمليارات من الدولارات من مصارف لبنان، قال: "الحديث كان عن خسائر المصرف المركزي والدولة اللبنانية ككل. ليس فقط عن الأموال التي خرجت منذ بدء الأزمة".

وإذ اعتبر أن اتهام رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة وغيره بالضلوع في الفساد، "مجرد اتهامات"، قال: "ما يجب فعله هو أن يذهب الملف إلى التحقيقات ومن خلالها ومن خلال الأرقام ستظهر الحقيقة".

أضاف: "كل الآليات المطلوبة لإجراء التحقيقات بشفافية وعدالة ومساواة بين الأطراف موجودة في لبنان. ولكن إذا كان المشرفون على هذه الآليات والمتحكمين بها فاسدين، فكيف سنصل إلى نتيجة؟ ولهذا لا أمل في هذا الملف، وفي تأثير السياسيين على بعض القضاة. المشكلة ليست في القوانين ولكن المشكلة في الفريق الحاكم، وفي الأشخاص. أعطني أشخاصا جيدين من دون قوانين لن يكون هناك فساد. أو أعطني أشخاصا فاسدين بكل قوانين العالم، فسيعيثون في الأرض فسادا".

وردا على سؤال عن مصير أموال المودعين والمستثمرين الأجانب والعرب، قال: "حتى اللحظة ليست هناك قرارات نهائية بهذا الخصوص. هناك تدابير أمر واقع تم تطبيقها. وأقصى تمنياتنا أن يخرج القطاع المصرفي سليما معافى من هذه الأزمة لأنه أحد أعمدة لبنان الإقتصادية المهمة".

أضاف: "كل هذا الوضع غير طبيعي ولم نقبل حتى اللحظة بأي تدابير فكر فيها البعض خوفا من أن تكون نتيجتها تدمير القطاع المصرفي، خصوصا وان البعض في لبنان ما تزال لديه ميول كما لو كان الاتحاد السوفياتي لا يزال قائما وهي ميول يسارية وشعوبية من القرن الماضي".

وقال: "هناك لجنة تحقيق خاصة في مصرف لبنان اسمها لجنة التحقيق الخاصة تستطيع من خلال تقديم طلب قضائي إلى أي مصرف رفع سرية الحسابات المصرفية لمن تحدده. ولكن المشكلة في ان سالب أموال الدولة لا يضع الأموال المنهوبة في حساب باسمه؟ جميع هؤلاء يتحايلون بأسماء أخرى".

ولفت الى أنه لا يملك "حسابات في البنوك".

وحول ما يمنع وصوله إلى قصر بعبدا، قال: "بالمنطق لا شيء. على أرض الواقع هناك مانعان أساسيان، الأول: هو "حزب الله" لأنه على طرفي نقيض معنا في النظرة إلى الدولة، وفي وجودها وفاعلياتها، والثاني: هو أن كثير من الطبقة السياسية لا نشبههم ولا يشبهوننا من ناحية طريقة إدارة الدولة. حيث تحتاج إدارة الدولة إلى رجال دولة، إلى تصرف دولة، إلى قماشة دولة. وبالتالي حتى اللحظة هذه أحد الأسباب التي أدت إلى الوصول بالوضع في لبنان إلى ما هو عليه الآن".

وفي الملف السوري، رأى جعجع أن سوريا "تضعف داخليا وخارجيا وفي لبنان لا يوجد أي تأثير لسوريا في الوقت الحاضر بل كل التأثير الآن لـ"حزب الله".

أضاف: "يستمد "حزب الله" قوته ونفوذه أولا من القوة السياسية التي لديه وهي ليست كبيرة ولكن لا بأس بها، ثم تتضاعف قوته اضعافا بسبب قوته العسكرية والأمنية الموجودة في لبنان. أنا لا أرى أي تأثير لسوريا في الوقت الحاضر. إذا سوريا لها طلبات في لبنان تتحدث مع "حزب الله"، وقد يتحفظ أو يرفض "حزب الله" على قرارات تطلبها سوريا داخل لبنان. المعادلة المعروفة قد انقلبت قبل عام 2005 عندما كان هناك وجود لجيش النظام السوري في لبنان كان "حزب الله" يتكئ على النظام السوري. بعد عام 2011 لـ"حزب الله" الفضل في استمرار النظام السوري وعدم سقوطه. لذلك، الكلمة الفصل الآن في لبنان وبشكل كلي تعود لـ"حزب الله". حتى في سوريا كثير من الأمور لـ"حزب الله" وإيران الكلمة الفصل فيها وليس النظام السوري. إن النظام السوري كما هو الآن عبارة عن واجهة فيما القرار الفعلي بين إيران وروسيا".

ورأى أن الفائدة الوحيدة للبنان من علاقته مع إيران هي "تصدير السلاح غير الشرعي إلى لبنان". وقال: "معروف عن إيران أنها ليست قوة اقتصادية. تاريخيا كانت هناك علاقات جيدة وطبيعية بين الشعبين الإيراني واللبناني ومؤخرا بعد قيام الجمهورية الإسلامية وللأسف بدل من أن تدخل إيران من باب الشرعية إلى لبنان فضلت أن تدخل من الشباك بطريقة غير شرعية عن طريق وضع كل إمكانياتها في حزب لبناني وتكبيره بشكل غير شرعي وتزويده بالسلاح".

وردا على سؤال عن توقعاته للتمثيل المسيحي في الانتخابات المقبلة، قال: "من المؤكد أن "التيار الوطني الحر" ضعف وبالنسبة لـ"القوات" نحن أقوى وربما نحصل على مقاعد أكثر لكن المؤكد أن شعبية "التيار الوطني الحر" تراجعت وتتسم بالضعف".

أضاف: "الواقع على الأرض يقول ان "الكتائب" يضمر ولا أعرف الأسباب ولا أتمنى أن تواجه "القوات" مستقبلا ذلك".

وعن السبب وراء توسع الخلاف بين القوى المسيحية، قال جعجع: "على أثر تأييد "القوات اللبنانية" لـ"العماد عون" لرئاسة الجمهورية كان من المفترض أن تتحسن العلاقة إلى حد كبير. ولكن ما حدث من ممارسات للسلطة كان عكس كل التوقعات. والممارسات التي تحدث في السلطة تختلف 180 درجة عن توقعات أي لبناني وحتى مؤيدو العماد عون، وهذا ما أدى إلى تباعد من جديد بيننا وبين جماعة الوزير جبران باسيل".

وتابع: "نتوقع أن يشهد لبنان انتخابات نيابية في المدى المنظور وفي أسوأ الأحوال يجب أن تجري الانتخابات في موعدها بعد سنتين".

لافتاً منذ الأمس الهجوم الذي يشنه موقع "مستقبل ويب" الناطق الرسمي باسم "تيار المستقبل" على "القوات اللبنانية" ورئيسها الدكتور سمير جعجع.

وكان الموقع الرسمي لـ"التيار المستقبل" (مستقبل.ويب) ردّ أمس على إحدى الصفحات "الضعيفة" التابعة لـ"القوات" على "تويتر" والتي اتهمها بشنّ حملات ضد تيار "المستقبل" أو رئيسه سعد الحريري وتدار من قبل الجيش الإلكتروني التابع لحزب القوات اللبنانية، بردٍّ سياسيّ قاسٍ وصل إلى حد تذكيره بفضل كتلة المستقبل في إطلاق سراح جعجع.

وتساءلت ماذا لو فتح أحدهم دفتر "المساومات"؟ وذكّر المواقع المناصرة لـ"القوات" بـ"تفاهم معراب" الذي لولاه لما كان العماد ميشال عون في قصر بعبدا اليوم، بعد أن كان رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، مرشّح الحريري، على بعد أمتار من القصر. وماذا لو قلّب أحدهم أرشيف " المقايضات" واستحضر للمواقع المناصرة لـ"القوات" محاصصات "تفاهم معراب" في الحكومة والتعيينات الإدارية التي لم يجفّ حبرها بعد.

وأضاف: "وماذا لو استعاد أحدهم مسلسل "التنازلات" المنشور في المواقع المناصرة نفسها، وآخرها تحييد "الحكيم" منذ أيام حراك الشارع عن ملف سلاح "حزب الله" منعاً لـ"تشتيت جهوده"، وقبلها رسائل الإطراء من نواب "القوات" للحزب وأدائه، بعد أن زايدوا مراراً وتكراراً على الحريري متهمينه بغضّ النظر عن هذا السلاح سعياً وراء رئاسة الحكومة".

في المقابل، استغرب رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبور في حديث لـ"النهار"، هذه الردود على صفحة مزوّرة لا تمتّ لـ"القوات" بصلة، مشيراً إلى أنه كان حريّاً بموقع ينطق باسم "تيار المستقبل"، ألا يلتفت إلى صفحة هزيلة غير معروفة ومتبناة.

وقال: "إذا كان بالفعل هناك حملة من "القوات" عليهم فهي تكون عبر أكثر من موقع وصفحة وناشط"، مشدداً على أن رأي "القوات" وموقفها يكون عبر مؤسساتها الرسمية كـ"لبنان الحر" وموقع القوات اللبنانية ومجلة المسيرة وبيانات الدائرة الإعلامية".

 

«حزب الله» و«17 تشرين»... وجهاً لوجه

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

في السادس من يونيو (حزيران)، لم تستعد انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) زخمها السابق، لكنها لم تسقط بالضربة القاضية، إلا أنها باتت مهددة بانحسارها أو حصارها بوباء طائفي بعد انحسار وباء كورونا، ففي ليل السبت، سددت المنظومة الحاكمة ضربتها الانتقامية الأولى، وأعادت رفع المتاريس بين أحياء العاصمة، مستعيدة لغة المحاور «شيعي - مسيحي» بين منطقتي الشياح وعين الرمانة، و«شيعي - سني» بين بربور وطريق الجديدة، لكن يبقى خط التماس ما بين الثنائية الشيعية (حركة أمل وحزب الله) والانتفاضة على محور الخندق الغميق - ساحة الشهداء الأكثر توتراً منذ 17 أكتوبر الماضي.

لن يسمح حزب الله بسقوط حكومته في الشارع، لذلك أدار حرباً «كونية» ضد مظاهرة يوم السبت الماضي، وخطط لإفشالها عبر تغذية الانقسامات بين مجموعاتها وشرذمتها، مستغلاً تعدد الأفكار والمواقف والطروحات بين مكوناتها، لضرب مصداقيتها أمام اللبنانيين وإظهارها بأنها عاجزة عن امتلاك مشروع مقنع للتغيير، وعلى الرغم من التعبئة التي جرت قبل أسبوع ضد تحرك 6 يونيو (حزيران)، والتصويب عليه من بوابة القرار الأممي 1559 الذي كان شعاراً ثانوياً بالنسبة لأغلب المشاركين في المظاهرة، فإن المنظومة الحاكمة صدمت باستجابة شريحة كبيرة من اللبنانيين بنزولهم إلى الشارع، غير آبهين بكل أنواع التهويل التي استخدمت، ما رفع حدة التوتر مبكراً على محور الخندق الغميق - ساحة الشهداء الذي كاد يتسبب في فتنة مذهبية نتيجة شعارات نابية استخدمت ضد مقدسات دينية من قبل أنصار الثنائية.

لم تخلُ المنظومة الحاكمة بشقيها (موالاة ومعارضة) من عقلاء يدركون مخاطر لعبة المحاور وثمنها الباهظ، لذلك سارعوا إلى التهدئة، لكنها تهدئة مرحلية مؤقتة، مرتبطة بحاجة هذه المنظومة إلى سلاح الطائفية للدفاع عن امتيازاتها المهددة من قبل الانتفاضة، وهي لعبة يتقنها من جاء إلى السلطة بعد انتهاء الحرب الأهلية، ونقل متاريسها من محاور القتال إلى داخل مؤسسات الدولة.

لا تملك المنظومة بدائل عن حكومة حسان دياب، وهي أصلاً غير متوفرة، ولا تبدو الأطراف التي استبعدت مستعدة للقيام بتسوية حكومية تساعد هذه المنظومة في استيعاب الشارع، وإعادة ضبطه وفقاً لآليات الانتماء الحزبي والطائفي التي تؤمن لكل الأطراف استدامة في السلطة، وشراكة محدودة بين الفرقاء مفصلة وفقاً لمصادر القوة والنفوذ، وهو ما يؤمن لحزب الله الحفاظ على هيمنته على الدولة واستخدام الأطراف الأخرى من أجل تغطيته داخلياً وتخفيف الضغط عليه خارجياً، لذلك لم يتردد الحزب في القيام بمناورة مدروسة على محاور الاشتباك الثلاثة، من أجل إخضاع معارضيه سياسياً من جهة، ومن جهة أخرى تصفية حساباته مع انتفاضة «17 تشرين». ليس من الضرورة أن من يتفوق في القتال سيتفوق في السياسة، خصوصاً في بلد مثل لبنان تحكمه توازنات معقدة، فنشوة فرضه حكومة على اللبنانيين وصلت إلى نهايتها نتيجة لأخطاء ارتكبها تكشف محدودية إدراكه للتركيبة اللبنانية وحساسيتها، فمما لا شك فيه أن الاحتكاك المفتعل بين منطقة الشياح الشيعية وعين الرمانة المسيحية، ستذهب نتائجه لصالح خصوم حليفه ميشال عون، كما أن الاحتكاك المفتعل الذي جرى بين منطقة طريق الجديدة السنية وبربور الشيعية، يكشف مدى الامتعاض لدى الشارع السني، الذي يحمله مسؤولية استبعاده من مراكز القرار، وفرض وصايته على موقع السنة في الدولة، كما أن سياسة الإقصاء التي مارسها ضد ممثليه، دفعت هذا الشارع إلى التمرد على الجميع، وانتقاله ليكون رافعة وطنية أساسية في مكونات الانتفاضة. فيما تستمر معضلة حزب الله الأساسية التي تترسخ يوماً بعد يوم لتصبح أزمته الكبرى هي عداؤه المبكر لـ17 أكتوبر (تشرين الأول)، التي شكلت صدمة في الوعي اللبناني الحديث، ونقلت اللبنانيين إلى فضاء عام خارج قيود السلطة وفيدرالية الطوائف، فخسر نتيجة تصادمه معها مظلته الوطنية، ولجأ سريعاً إلى عزل بيئته خوفاً من تمددها إلى داخلها، فالحزب الذي اعتاد التفوق على كل منافسيه وخصومه، يواجه الآن خصماً لا يملك شيئاً ليخسره أو يساوم عليه.

 

العثمانيون يعودون على مرأى العالم

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

ليبيا اليوم تحت القصف بالصواريخ التركية من البوارج الحربية والطيران المسيّر، في محاولة تركية لإعادة تمكين ميليشيات «الإخوان» و«القاعدة» من استعادة حكم ليبيا. فالسلطان العثماني الجديد إردوغان المفلس سياسياً واقتصادياً يستخدم أسلحته وتقنيات حلف الناتو في التشويش والمراقبة لتحقيق نصر عسكري في ليبيا يمكن «جماعة الإخوان» من العودة لحكم ونهب ثروات ليبيا، التي تكسرت نصالها، وتعاني من فوضى الميليشيات وتآمر تنظيم الإخوان الذي دمر ديار العرب. العالم الآن يخذل الشعب الليبي بترك ليبيا فريسة للميليشيات الإرهابية المستقوية بالنار التركية العثمانية.

التدخل التركي واضح للعيان، وقد اعترف به وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قائلاً: «إن آخر التطورات في ليبيا وتغيير التوازنات في المعارك غرب البلاد، جاء بعد تقديم أنقرة الدعم العسكري لقوات حكومة الوفاق». فتركيا إردوغان تواصل أمام أعين العالم نقل المرتزقة إلى ليبيا للمشاركة في الحرب كبنادق مستأجرة مقابل الدولار، ومنها سينتهون إلى أوروبا في قوارب الهجرة، ما يعتبر تهديداً لأمن أوروبا، وللملاحة في البحر المتوسط، تمارس الابتزاز لأوروبا، بالهجرة غير الشرعية. إردوغان... هذه الظاهرة المافياوية الميليشياوية، وهو يتصرف من خلال هذا المنطق، يحاول ابتزاز أوروبا بفزاعة المهاجرين، والتدخل في ليبيا، فضلاً عن أطماعه في ثروات ليبيا ومحاولاته إيجاد موطئ قدم لجماعته الإرهابية في شمال أفريقيا. وقد أقرَّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نفسه بالتدخل في ليبيا، وفق ما نقلته شبكة «سكاي نيوز»، إذ قال إردوغان للصحافيين في إسطنبول إن «تركيا موجودة هناك عبر قوّة تجري عمليات تدريب. وهناك كذلك أشخاص من الجيش الوطني السوري» الذين ما هم إلا مرتزقة جلبهم إلى ليبيا تدفع لهم حكومة الوفاق غير الدستورية آلاف الدولارات شهرياً، مقابل قتال الجيش الليبي نيابة عنها. إردوغان أرسل المدرعات والدبابات، بل أرسل غواصات بالقرب من الساحل الليبي، واستغل تقنيات حلف الناتو، بزعم أنها في مهمة خاصة بالحلف، في حين نفى الأخير أي مسؤولية له، ما يؤكد إصرار إردوغان على التضليل ودعم الميليشيات «الإخوانية»، مستغلاً انشغال العالم بمكافحة وباء كورونا للعبث وقلب الموازين في ليبيا. الأزمة في ليبيا أزمة أمنية، وليست سياسية، وهو ما يجعل أي حلّ بعيد عن نزع سلاح الميليشيات، مجرد إطالة عمر للأزمة، وإعادة تدوير لجماعات الإسلام السياسي، التي ترفض مشروع الدولة الوطنية، وتتبنى مشروع دولة المرشد، ولا تؤمن بحدود جغرافية للوطن، ما يجعل المشاركة السياسية مع هذه الجماعات الإرهابية عملية مستحيلة. ولهذا، يبقى نزع سلاح الميليشيات هي القضية والأزمة المفصلية في ليبيا، وتحتاج لاتفاق حولها، لكونها جماعات وتنظيمات تنتمي فكرياً وتنظيمياً لتنظيمات إرهابية، مثل «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان المسلمين»، لذا فإنَّ الحل معها لا يمكن أن يكون سياسياً، بل هو حل عسكري ينهى وجود هذه التنظيمات، ويخلص سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتها من اتخاذهم رهينة لتحقيق أهداف هذه الميليشيات الإرهابية.

في ظل استمرار العبث والتدخل التركي الطوراني نقول إنَّ الدور العربي للأسف، لم يرقَ إلى المستوى الطلوب الذي يريده الشعب الليبي، إلا أنَّ بارقة أمل ظهرت مع الدور المصري الذي تبنى مبادرة حل ليبية، كان قدمها رئيس البرلمان الليبي، تنص على تقاسم السلطات والثروات بين الأقاليم التاريخية الثلاثة، والتي لاقت ترحيباً عربياً من المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن، وترحيباً دولياً، ورفضاً تركياً «إخوانياً» تم إعلانه من آستانة إردوغان، معلنة الحل العسكري بعد ما استطاعت تحقيق تقدم عسكري، بعد انسحابات الجيش الليبي من محاور القتال الغربية، بعد أن صدعت في الماضي رؤوسنا بأن الحل في ليبيا لا يكون عسكرياً بل سياسياً. فهم هكذا ليسوا دعاة سلام، بل طلبوه فقط لكسب الوقت والمناورة عند حاجتهم إليه، لكن هزيمتهم ستكون وشيكة لا محالة.

 

غزو عثماني في وضح النهار

مها محمد الشريف/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

في الوقت الذي تتباهى به الدول وتحتفل باستقلالها وتطرد الغزاة والمستعمرين يطل علينا من يخالفون هذه الفطرة البشرية الرافضة للاستعمار. إن المفارقة لمذهلة جداً، فها هي حكومة الوفاق ذات الميول الإخوانية تمنح بلادها لمستعمر غاشم، بينما يناضل الليبيون الشرفاء وجيشهم الوطني لمنع وقوع كارثة تحل بالشعب الليبي بالاستيلاء على مقدراته من قوة أجنبية، فها هو الجيش الليبي على غرار ما فعله أسلافه ضد المستعمر الإيطالي ينتفض ضد العثمانيين الجدد ليعيد لبلاده كرامتها المباحة. ومع هذا التدخل السافر من الأتراك بات من حقه أن يطلب مساندة دولية، فالبلاد تتَّجه للتقسيم الذي ظهرت ملامحه من خلال أذناب تركيا من التنظيم الإخواني المعروف بظلاميته وأفكاره الإقصائية وماديته. وها هي الأحداث تتتابع بانتظام كما خُطط لها بعد تعهد تركي جاء مؤخراً على لسان الرئيس رجب طيب إردوغان، بزيادة الدعم لحكومة فائز السراج في طرابلس، وهذا الإجراء من شأنه أن يعزز دور التعاون بينهما، لكن التعهد لم يأتِ من دون مقابل، إلا بضمان حقوق أنقرة وأطماعها في الموارد الطبيعية الليبية شرق البحر الأبيض المتوسط، وخلال هذه الرغبة الجامحة المتأججة، لن يتوقف سعي إردوغان لتوسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز في حقول جديدة، بحكم دوره كأداة فعالة في تنفيذ سياسة عالمية أكثر انتظاماً وتنسيقاً رغم الاعتراضات من بعض الدول العربية والغربية. وها هو الآن يناقش مسألة التنقيب في المناطق البحرية، حيث قال: «قررنا القيام بعملية التنقيب بموجب مذكرة التفاهم الموقّعة مع حكومة السراج في هذا المجال». في إشارة إلى مذكرة التفاهم الخاصة بتحديد مناطق النفوذ في البحر المتوسط، والتي وقّعها مع السراج في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

تتداخل الحدود وتتشابك العصابات والمرتزقة على أرض دولة لها سيادة، إلى حد يصبح فيه خليط من الإرهابيين يقودهم مستعمر غازٍ ليصبح بطلاً يخدم أجندة مختلفة مدفوعة بكراهيتهم لكل العرب، والأكثر غرابة هو صمت المجتمع الدولي الذي أعطى فرصة لتمدد الإرهاب التركي، فلم تعد معركة «ليبية ليبية، وإنما ليبية تركية»، نعيدها ونرددها بعد قول المسماري وقادة الجيش الليبي.

لقد ارتسم كل شيء من جديد وأصبحت الآلام والفظائع خيارات ومناخات مسكونة ومألوفة، وهذه المؤشرات تقول إن الاستهداف التركي لمناطق يكتظ بها مدنيون وقتلهم بالطيران المسيّر لم نسمع حوله قرار دولي مؤثر، والأمم المتحدة لم تولِ هذا التعدي اهتماماً يُذكر، ولا تدين تركيا التي لم تحترم القانون الدولي الإنساني.

وحين يعترف الجيش بأنه انسحب من ترهونة «لتجنيب المدينة الدمار»، وأن القوات وصلت إلى منطقة آمنة بعد انسحابها من ترهونة الغارقة في الفوضى، وأن «على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته» بعد وقف إطلاق النار والانسحاب، فإن مرتزقة إردوغان والسراج سيطروا عليها بقوة السلاح ولم يتقيدوا بأي التزام، ولو أدرك هؤلاء أن الفوضى لن تتغلب على الشرعية الدولية، ولن تتخذ أي قيمة في آخر المطاف لعادوا إلى رشدهم، لا أن يعيثوا في المدينة تدميراً.

وإنه لمن أسباب الغرابة والعجب العجاب، أن تجلب حكومة الوفاق المستعمر التركي إلى أرضها وهي تعي تماماً أطماعه في ليبيا، بل وتفتخر بأنها فتحت الباب لهم للعبث بتاريخ الشعب الليبي ومستقبله وثرواته، واكتمل بذلك مشهد الخيانة لليبيا والأمة العربية بتمويل قطر للمستعمر التركي ومرتزقته بضخهم المليارات في البنوك التركية، فكل منهم يتشبث بسوء طالعه قدر مستطاعه. وقد كتب التاريخ عن الخونة تلك الخطيئة التي هزمت كل الغايات، والأخطاء التي ارتكبوها بحق الشعوب فتبلغ بنا الدهشة حد التساؤل: إن لم تحاكم الآن تركيا وقطر، فكيف ستترك الأجيال القادمة سُرّاق الأوطان ومدمريها من دون عقاب؟

لكن ننتظر نتائج مبادرة جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن ليبيا تحت اسم «إعلان القاهرة»، تتضمن تشكيل مجلس رئاسي منتخب، ووقف إطلاق النار ومدى التزام كل الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها للجيش الليبي، إلى جانب استكمال مسار اللجنة العسكرية 5+5 في جنيف. فإذا كانت الأحداث تتجاوزنا فلا شيء يُقارَن بانبثاق الكرب لحظة اليقظة، بعدما سادت الفوضى في الدول العربية المنكوبة، فقبل أن نكتفي بالانتظار، طالب نشطاء ومؤسسات المجتمع المدني في طبرق الليبية «جامعة الدول العربية»، والاتحاد الأفريقي باتخاذ إجراءات صارمة تجاه التدخل التركي السافر، كي لا يرتكب الكثير جريمة الصمت فتمضي الأيام وعلى رأسها الحياة، وقد فات معها منح الأشياء ظلاً من الواقع على أقل تقدير.

 

منظمة الصحة العالمية... هل هي نقية؟!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/10 حزيران/2020

تأملوا في هذا العنوان، المانشيت، الصحافي الكبير الذي نشره موقع «سي إن إن» الأميركي الشهير قبل يومين: «منظمة الصحة العالمية تدعم احتجاجات أميركا وتوجه نصائح للمتظاهرين». وفي بعض تفاصيل هذا الخبر العجيب نجد هذه الفقرة نقلاً عن الأمين العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم:

«تدعم منظمة الصحة العالمية الحركة ضد العنصرية حول العالم، ونحث جميع المتظاهرين حول العالم على القيام بذلك بشكل آمن... عقموا أيديكم، غطوا أفواهكم عند السعال، وضعوا الكمامة إذا شاركتم في الاحتجاجات».

المشاهد لجموع المتظاهرين الصاخبين في الشوارع الأميركية والأوروبية، من المؤكد أنه لا يرى التزاماً بهذه النصائح المكررة بشكل نمطي، فالأكتاف بالأكتاف والعناق والتلاصق، بل الاعتداء الجسدي على عناصر الشرطة ومحلات الناس العادية... هو المشاهد.

هل يظن الدكتور تيدروس أن كلامه لدى هؤلاء الشبان والشابات وبعض المشردين «الهوملس» وبعض اللصوص، يؤخذ على محمل الجد؟! كيف يخفى عليه هذا الحماس الشبابي التدميري الحانق ضد العالم، وهو نفسه كان عضواً قيادياً في الحزب الشيوعي الإثيوبي سابقاً، يعني تشرب هذه الثقافة ساطعة الغضب في شبابه المبكر والمتأخر؟! التناقض يبلغ ذروته الكوميدية الميلودرامية في آن، من نوع الضحك المبكي أو البكاء الضاحك، حين تطلق منظمة الصحة العالمية، أول من أمس (الاثنين)، في اللحظة نفسها التي شجعت فيها مظاهرات اليسار العالمية، موجة تحذير وتخويف وترعيب شديد من فتح الاقتصاد وعودة الأعمال والحياة الطبيعية، بحجة قدوم موجة «كورونا» ثانية عنيفة!

هكذا بكل برودة وجه، في اللحظة نفسها! الواقع أن نقد فساد وتسييس منظمة الصحة العالمية، متقدم لوصول السياسي والأكاديمي الإثيوبي، عضو الحزب اليساري الحاكم سابقاً، فثمة تقارير كثيرة سابقة لـ«كورونا» الحالية حذرت من المنظمة وأن المساهمات المالية تذهب لمزايا الموظفين ومصاريف رفاهية، أما الجهد العلمي فتتكل فيه المنظمة على جهود الباقين من دول ومراكز أبحاث وجامعات أو مؤسسات خيرية مثل مؤسسة بيل غيتس وزوجته ميليندا. انتخب أدهانوم مديراً عاماً لمنظمة الصحة في مايو (أيار) 2017 بدعم صيني مؤثر، وحينها أطلق وعداً ساخناً، قال فيه: «أعاهدكم بالوقوف إلى جانب حق الفقراء في الصحة».

في ديسمبر (كانون الأول) 2019 وضع على الرف تحذيراً ورده من الحكومة التايوانية حول احتمال تفشي وباء خطير في إقليم ووهان الصيني، بحجة أن تايوان ليست عضواً في المنظمة ومعادية للصين! وثمة تفاصيل مثيرة عن سيرة هذا السياسي والأكاديمي الإثيوبي في المقالة الضافية للباحث البحريني المعروف د. عبد الله المدني بعنوان «تيدروس أدهانوم... أكثر من الانحياز للصين»، نشرته صحيفة «الاقتصادية». الخلاصة... هذه المنظمة ليست نقية الثوب لا من الفساد ولا من الإهمال ولا من السياسة... وليست نصائحها - نقولها لبعض وزارات الصحة في العالم - نصاً مقدساً.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء أقر سلة تعيينات مالية وإدارية عون: لن نتوقف عند الحملات والشائعات التي تستهدف الحكم والحكومة

وطنية - الأربعاء 10 حزيران 2020

أجرى مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، سلسلة من التعيينات المالية والادارية شملت تعيين نواب حاكم مصرف لبنان، ورئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف، ومفوض الحكومة في مصرف لبنان، أعضاء في هيئة الأسواق المالية، وعضو في هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، إضافة إلى رئيس مجلس الخدمة المدنية، ومحافظي بيروت وكسروان- الفتوح وجبيل، ومدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة، ومدير عام الاستثمار في وزارة الطاقة والمياه، ومدير عام الحبوب والشمندر السكري.

وكانت سبقت الجلسة خلوة بين رئيسي الجمهورية والحكومة.

البيان

وبعد انتهاء الجلسة، تلا وزير الشؤون الاجتماعية ووزير السياحة الدكتور رمزي المشرفية البيان التالي:"عقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس مجلس الوزراء والوزراء الذين غاب منهم وزير الأشغال ميشال نجار ووزيرة العمل لميا يمين.

في مستهل الجلسة تحدث رئيس الجمهورية عن الاحداث التي وقعت يوم السبت الماضي خلال التظاهرات التي انطلقت، وقال :" لقد استغل البعض هذه التظاهرات للقيام بأعمال تخريبية مدانة طالما حذرنا من وقوعها. واليوم أعود وأكرر وجوب الحذر الشديد حيال مثل هذه الممارسات، والأجهزة الامنية والعسكرية تتابع ما حصل، وعلينا التنبه من اي تصعيد يلجأ إليه الذين يقومون بأعمال شغب وتخريب لا سيما وأن المعلومات التي توافرت لدى الأجهزة المعنية تفيد بارتباطات خارجية لمجموعات من المشاركين في التظاهرات.

اضاف رئيس الجمهورية: "ان التعرض للأديان والمذاهب والرموز الدينية أمر غير مقبول إطلاقا ولم يسبق أن حصل حتى في أحلك الظروف، لذلك علينا التنبه وعدم السماح للفتنة في أن تتسلل إلى مجتمعنا. نحن مع حق المواطنين بالتظاهر والتعبير عن الرأي، لكن لا يمكننا القبول بإحداث الشغب والعنف وقطع الطرق وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية وتهديد السلم الأهلي.

وتحدث رئيس الجمهورية عن الاجتماعين الماليين اللذين عقدا في قصر بعبدا بحضور رئيس الحكومة ووزير المال وحاكم مصرف لبنان والمعنيين، حيث تم التوافق على أن تكون الأرقام الواردة في خطة الحكومة الاصلاحية المالية منطلقاً لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتي نأمل أن تنتهي في أسرع وقت ممكن.

وتابع رئيس الجمهورية: "لا بد من الاضاءة على ما تقوم به الحكومة من انجازات، والتأكيد على الاستمرار في العمل من دون التوقف عند الحملات التي تستهدف الحكم والحكومة، ومنها إشاعات عن تغيير حكومي أو إسقاط للحكومة وغيرها من الاخبار التي لا اساس لها من الصحة. استمروا في العمل ولا تشغلكم مثل هذه الاشاعات".

الرئيس دياب

بعد ذلك تحدث رئيس الحكومة فقال:" مر لبنان بقطوع خطير آخر الأسبوع الماضي، وتجاوزنا مشاريع فتنة طائفية ومذهبية.أنا كنت حذرت من مخطط لإراقة الدماء واستثمارها في السياسة، وما حصل في الشارع كان ينبئ بخطة خبيثة لإشعال فتنة في البلد، والحمد لله أننا تجاوزناها. وأنا هنا أسجّل ارتياحي لوعي معظم القوى السياسية الذي نجح في تفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر. لكن هذا الوعي كان يجب أن يتنبّه إلى التحريض السياسي المستمر منذ فترة، والذي يخلق بيئة مناسبة لتسلّل مشاريع الفتنة إلى البلد.

صحيح أننا اليوم أحبطنا هذه الخطة، لكن مشروع الفتنة قائم ومستمر، وأنا أؤكّد أن العدو الإسرائيلي يريد افتعال الفتنة في لبنان من أجل التغطية على خطته لضم الضفة الغربية. لذلك، أدعو إلى أعلى درجات اليقظة والوعي لمواجهة هذا المخطط الإسرائيلي وإحباطه. كل فتنة، مذهبية أو طائفية أو سياسية أو مناطقية، تصب اليوم في خدمة مشروع العدو الإسرائيلي لحدف الأنظار عن مشروع ضم الضفة الغربية.

إن المسؤولية الوطنية تتطلب من جميع القوى السياسية والمسؤولين، في مختلف المواقع، أعلى درجات التنبّه لعدم السماح بتسلّل مشروع الفتنة الإسرائيلي إلى لبنان. ولقد أثبت المسؤولون آخر الأسبوع الماضي أنهم قادرون على إحباط هذا المشروع، والمطلوب اليوم هو قطع الطريق على الفتنة لحماية البلد.

نحن بأمس الحاجة اليوم إلى وحدة وطنية، خارج سياق السجالات والاصطفافات السياسية والحزبية. نحن جميعاً معنيون بهذا الوطن، وأنا على ثقة أن لا أحد يريد أخذ البلد إلى المهالك، اللهم إلا أولئك الذين يعيشون على الفتن والدم، والذين لا يقيمون وزناً إلا لمصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن والناس.

البلد يمرّ بأزمات كثيرة، ومناعته ضعيفة، وكل انقسام في هذه المرحلة، يفتح الأبواب مشرعة لدخول المخططات التي تريد الإضرار بمصلحة لبنان.

لقد تعرضت الحكومة خلال الأيام الماضية، وتعرضت أنا شخصيا، لحملات ممنهجة، تختلق الأخبار، وتحرّض، وتتحامل، وتتهم، وتخوّن، وتحمّل هذه الحكومة مسؤوليات متراكمة جاءت هذه الحكومة لمعالجتها وليست هي من أوصلت البلد إليها.

أنا أؤمن بالمعارضة لأنها عنصر رقابة وضغط لتصويب مسار الحكم، ونحن بحاجة إلى وجود معارضة بنّاءة. لكن بعض ما يحصل لا علاقة له لا بمعارضة ولا بأي شكل من أشكال الرقابة. هناك غرف سوداء تختلق أكاذيب وتروجها للتحريض على الحكومة لتحميلها أوزار السنوات الماضية التي تسببت بوصول البلد إلى الوضع الذي نعيشه اليوم.

الحكومة تبذل جهودها، ليس بالاجتماعات فقط، وإنما بإجراءات متدرجة، بعضها عاجل وبعضها متوسط المدى وبعضها طويل المدى. حجم المشكلات المتراكمة عميق جدا بمدى السنوات الطويلة التي تسببت بهذه المشكلات، ولا يمكن بالتالي حلها بأيام وأشهر.

الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي يضغط على الناس، ونحن نحاول جهدنا التخفيف اليوم قدر الإمكان من هذه الضغوط، ونضع مشاريع حلول متوسطة وطويلة المدى. فلا يحاول أحد التذاكي برمي مسؤولية دهر على شهر.

في كل الأحوال، نحن نتبع سياسة عدم الرد على الأكاذيب، لأننا نريد العمل لخدمة الناس، وبصمت، ومن دون استعراضات انتخابية لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد.

هناك معضلة أساسية نعمل على معالجتها، وهي التلاعب بسعر العملة الوطنية، وهذا الأمر نتابعه على مدار الساعة، ونحن أعطينا تعليمات واضحة وحاسمة إلى الأجهزة الأمنية للتشدّد في ضبط فلتان التسعير لدى الصرافين الشرعيين وغير الشرعيين.

كنّا التقينا نقابة الصرافين قبل نحو أسبوع، وسنعود لنلتقي بهم يوم الإثنين المقبل مع حاكم المصرف المركزي وجمعية المصارف، وسيكون لنا كلام حاسم بهذا الموضوع.

أما بالنسبة إلى أسعار المواد الغذائية، فقد أبلغني معالي وزير الاقتصاد أن الإجراءات التي تم اتخاذها بدأت تعطي نتائج مثمرة، حيث أن هناك بعض السلع الغذائية انخفض سعرها إلى النصف تقريباً، وسنتابع هذه الإجراءات حتى نصل إلى تخفيض أسعار السلّة الغذائية بكاملها.

طبعاً، أنا أتفهم وجع الناس المعيشي، وأتفهم صرختهم، وأتفهم اعتراضهم واعتصاماتهم. هذا حقهم، فهم يعانون من ضغوط كبيرة على المستوى المعيشي".

القرارات

بعد ذلك درس مجلس الوزراء المواضيع الواردة على جدول الاعمال، واتخذ في شأنها قرارات مناسبة، وابرزها التعيينات الآتية:

اولاً: التعيينات المالية، وشملت:

1- نواب حاكم مصرف، وهم: وسيم منصوري، نائب أول سليم شاهين، نائب ثان، بشير يقظان، نائب ثالث والكسندر موراديان نائب رابع.

2 -لجنة الرقابة على المصارف:

مايا دباغ رئيسة اللجنة.

كامل وزني وجوزف فؤاد حداد مروان مخايل عادل دريق، أعضاء.

3- الأسواق المالية:

واجب علي قانصو، وفؤاد شقير، ووليد خليل قادري .

4- مفوّض الحكومة في مصرف لبنان: كريستال وليد واكيم .

5- هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان: شادي حنا، عضو.

ثانيا: التعيينات الادارية، التي ارتكزت على آلية اعتمدت الكفاءة والجدارة والخبرة، اضافة الى مقابلات شخصية مع المرشحين، وهي:

1- رئيس مجلس الخدمة المدنية : نيسرين مشموشي.

2 - محافظ مدينة بيروت: القاضي مروان عبود.

3- محافظ كسروان - الفتوح وجبيل: بولين ديب، لحين اصدار المراسيم التطبيقية.

4- مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة: محمد ابو حيدر

5- مدير عام الاستثمار في وزارة الطاقة والمياه: غسان نور الدين.

6- مدير عام الحبوب والشمندر السكري: جريس طانيوس برباري.

حوار

ثم دار حوار بين الوزير المشرفية والصحافيين، فسئل عما اذا كان هناك اعتراضات على الاسماء المطروحة، فأشار الى ان مداولات مجلس الوزراء سرية في العادة، لافتا الى حصول بعض النقاشات مثلما يحصل في مجالس اخرى، وكل القرارات اتخذت تقريبا بالإجماع.

اما بالنسبة الى المحافظة الجديدة، هناك قانون صادر في هذا المجال ، وكان رأي وزير الداخلية هو ان يتزامن التعيين مع اصدار المراسيم، وهذا ما حصل.

وردا على سؤال حول الشعور بالمحاصصة التي جرت على اساسها التعيينات، اكد ان اختيار المعينين تم حسب الكفاءة والخبرة والمقابلات الشخصية، واحيانا كان هناك اكثر من 12 مقابلة مع المرشحين. اما بالنسبة الى التجاذبات السياسية، فهذا امر طبيعي في البلد، لأن كل طرف يحب ان يأتي بأشخاص قريبين منه او يدورون في فلكه. ولكن في النتيجة كل الاشخاص الذين اختيروا هم اصحاب كفاءة، واختيروا بناء على مقاييس وسير ذاتية ومقابلات شخصية.

وسئل عن التغيير الذي يمكن ان تحدثه التعيينات المالية، فقال:" اريد ان اوضح اولاً ان القرار اليوم في مجلس الوزراء كان بتلازم تعيين نواب حاكم مصرف لبنان مع تخفيض رواتبهم، وهناك تمن من قبلنا على الحاكم بتخفيض رواتب نوابه. اما ما الذي يمكن ان تحدثه هذه التعيينات بالنسبة الى الوضع المالي، فانتم تعرفون ان الوضع المالي والاقتصادي ليس وليد اليوم، وهو معقد جداً وهناك الكثير من العوامل التي تؤثر عليه، منها عوامل اقليمية والاوضاع الاقتصادية التي نشأت نتيجة الوضع المصرفي المتدهور خلال السنوات الماضية والذي برز بعد 17 تشرين الثاني الماضي. وجود نواب الحاكم يسهل عملية اخذ القرارات بطريقة جماعية، بدون تفرد في القرار، ويجب ان يساعد في تقييد حركة صرف الدولار في البلاد، وطبعا من الصعوبة ان يحل كل المشكلة، ولكن دائما يكون لدينا توجه الى السيطرة على الصرف من خلال وجود اشخاص معينين بنوع من المشورة حول الحاكم.

وردا على سؤال حول الاصلاحات التي رافقت هذه التعيينات، لا سيما وان رئيس الحكومة كان قد اعترض في السابق على المحاصصة وطالب بتخفيض عدد نواب الحاكم، فإذا بالاسماء اليوم تصدر كما كانت في السابق، باستثناء المقعد الدرزي الذي آل الى حصة النائب المير طلال ارسلان، فقال: "ليس على علمي ان الامر جرى هكذا. وتساؤلاتنا مع الرئيس دياب في المرة السابقة لم تكن على المحاصصة أنما كانت بكل صراحة في المضي بالسير الذاتية التي يجب ان تكون قد قدّمت. والرئيس دياب لم يكن مقتنعا بالسير الذاتية التي قدمت لجهة المستوى المطلوب. فصار التمني في المرة السابقة بتأجيل القرار بالسير في التعيينات الى حين استيفاء الشروط. وكانت بعض الاسماء قد تسربت في المرة الماضية. انما التساؤلات لم تكن حينها على اساس المحاصصة، انما على اساس السير الذاتية والتقييم الشخصي والكفاءة، مراعين التقسيم الطائفي.

وسئل ان البلد كان يوم السبت على ابواب حرب اهلية، وعقدت في السراي الحكومي اجتماعات امنية، وكأن السلطة السياسية تتلطى وراء الجيش والقوى الامنية لمعالجة ازمة بنيوية في المجتمع اللبناني، فهل تكفي المعالجة الامنية لما حصل يوم السبت، والا يجب ان تترافق مع معالجة سياسية؟ وهل سيتم جلب الممول والمحرّض الى القضاء؟ فأجاب: حتى الآن اعلمتنا القوى الامنية بوجود كثير من الموقوفين، والتحقيقات جارية بالنسبة الى المحرضين. وهناك تحقيق ايضا بالنسبة الى من مول. والحل الذي اتخذته الحكومة ليس حلا آنيا، هناك حلول سياسية وهنك حلول تتعلق بالخطاب السياسي لكافة القوى السياسية في البلد، وهناك تمن. وكما رأيتم في بيان كل من فخامة الرئيس ودولة الرئيس فإن اتصالات جرت مع جميع الفرقاء وكان هناك تمنٍ عليهم جميعا بالا يتكرر هذا الامر. بالنتيجة،فإن كل من هو في موقع مسؤولية في البلد كان على تجاوب، والجميع مقدر للوضع ولدقته في آن. والطريقة التي تمت فيها المعالجة اضافة الى سرعة هذه المعالجة تنم عن القدرة واجتماع كافة القوى للوصول الى هذه الغاية، لأنه لكي تتمكن من السيطرة على هكذا فتنة فإن ذلك يكون بالاتفاق مع كافة القوى الموجودة على الساحة اللبنانية.

وسئل لماذا لم يتم تعيين قائد الشرطة القضائية، فاجاب: في المرة المقبلة. وهذا يتم بمرسوم ولا يحتاج الى مجلس الوزراء.

وردا على سؤال آخر عما اذا كان تم الاتفاق على تعيينه فاجاب: ليس هناك من اشكال بشأنه.

وعن غياب وزراء المردة وما اذا كان يقتصر على هذه الجلسة فحسب، وهل سيحضران الجلسة المقبلة، اجاب: اكيد. ان شاء الله، مشيرا الى ان معالجة الامر تتم مع دولة الرئيس.

 

بري عرض والسفير المصري التطورات وتابع مع زوار شؤونا تربوية علوي: موقفه ضمانة لا غنى عنها للاستقرار في لبنان والمشرق العربي

وطنية - الأربعاء 10 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري سفير جمهورية مصر العربية الدكتور ياسر علوي، وبحث معه في الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

بعد اللقاء، قال السفير المصري::" تشرفت بلقاء دولة الرئيس نبيه بري وهو لقاء من لقاءات متكررة لمتابعة التطورات وللاستفادة من آرائه ومن التجربة العميقة لدولته، كما كانت مناسبة للتاكيد على كل التقدير للموقف الوطني الهام الذي اتخذه الرئيس بري منذ ايام وهو موقف يليق برجل دولة من مقام الرئيس بري وكان موقفه في رأيي شرطا اساسيا لتجاوز الفتنة التي اريد للبنان الوقوع بها". اضاف :"كما قلت سابقا ان الخلاف السياسي هو من طبيعة الاشياء وهو خلاف على مغانم قابلة للقسمة وان كل من يحاول ان ينقل الخلاف الى صراع بغيض والى منطقة غير قابلة للقسمة هو إما جاهل او متآمر وفي الحالتين يجب التصدي له ، والحقيقة ان الرئيس بري كان في طليعة من تصدى لطي هذه الصفحة وموقفه كما كان دائما يمثل ضمانة اساسية لا غنى عنها للاستقرار في هذا البلد وفي منطقة المشرق العربي". وعن الموقف المصري من الوضع في لبنان، قال السفير علوي :"الموقف المصري هو قطع اليد التي تحاول اثارة الفتنة. فالاستقرار هو خط أحمر وهو استقرار لمنطقة المشرق العربي وللامن القومي العربي". وختم :"التعويل الاساسي، ان تبقى الجسور مفتوحة بين القيادات السياسية اللبنانية وهذا الدور الاساسي يلعبه الرئيس بري وهو الميدان الذي تتقاطع عنده كل الطرق والرئيس بري هو ضامن رئيسي للاستقرار بعلاقاته وابوابه المفتوحة مع الجميع".

اتحاد المدارس

واستقبل رئيس المجلس وفدا من اتحاد المدارس الخاصة والمدارس الكاثوليكية ضم: الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم ، رئيس الرهبانية الباسيلية المخلصية الارشمندريت انطوان ديب ، رئيس اقليم الآباء اللعازاريين الأب زياد الحداد، ورئيس مؤسسات امل التربوية الدكتور رضا سعادة. وفي دردشة مع ااعلاميين أكد الاباتي الهاشم "ان الزيارة كانت مناسبة للتداول في الشؤون الوطنية وبحث مشاريع قوانين متعلقة بالتعليم الخاص.

كما استقبل الرئيس بري بعد الظهر رئيس مدرسة سيدة الجمهور الأب شربل باتور اليسوعي.

 

دياب عرض مع فوشيه احداث السبت الماضي ومع كوبيتش التطورات

وطنية - الأربعاء 10 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب صباحا في حضور مستشاره للشؤون الدبلوماسية السفير جبران صوفان، السفير الفرنسي برونو فوشيه على رأس وفد، ضم، المستشارة الأولى سالينا غرونيه كاتالانو، المستشارة السياسية ستيفاني صالحه، المستشار الاقتصادي الإقليمي فرنسوا دو ريكولفيس، وتم البحث في الأحداث التي شهدتها بعض المناطق اللبنانية السبت الماضي، وفي موضوع إعادة فتح مطار رفيق الحريري الدولي واستئناف الرحلات.

فوشيه

واشاد السفير فوشيه بعمل الحكومة "في تعاملها مع وباء كورونا واحتوائه"، معتبرا ان "التصريح الذي أدلى به الناطق باسم صندوق النقد الدولي مريح وإيجابي جدا ويتجاوب مع توقعاتنا".

واستقبل الرئيس دياب المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيتش وتم البحث في التطورات.

 

حتي شارك في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية في منظمة التعاون الإسلامي: لتحرك فاعل وعاجل لمنع اسرائيل من ضم 30% من أراضي الضفة

وطنية - الأربعاء 10 حزيران 2020

شارك وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي في الاجتماع الاستثنائي على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بشأن تهديد الاحتلال الاسرائيلي بضم أجزاء من أرض دولة فلسطين المحتلة عام 1967.

واكد حتي "ضرورة التحرك الفاعل والعاجل بالتنسيق بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية في مجلس الأمن ومع الأطراف الدولية الفاعلة والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية، بغية منع اسرائيل من القيام بضم 30% من أراضي الضفة الغربية، الأمر الذي ينسف إمكانية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة". وشدد على أن "المطلوب الخروج من حالة اللاحرب واللاسلم التي يستفيد منها الإحتلال الاسرائيلي، وتفعيل دور الرباعية الدولية من أجل إعادة إطلاق عملية السلام، حسب المرجعيات الدولية المعروفة ومنها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، وذلك على أساس خريطة طريق واضحة وجدول زمني محدد".

 

الراعي استقبل وزيري الصحة والاشغال وترأس اجتماع أسرة التعليم الخاص وندد بالتعرض للأطباء داعيا الى احترامهم مع الجسم التمريضي

وطنية - الأربعاء 10 حزيران 2020

إستقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن على رأس وفد ضم نقيب الأطباء في لبنان البروفسور شرف أبو شرف وعددا من مستشاريه، وكان عرض لنشاط الوزارة وآلية عملها لمواجهة جائحة كورونا.وندد البطريرك الراعي بـ"الإعتداءات التي تعرض لها الاطباء في عدد من البلدات اللبنانية"، مشددا على "وجوب احترام الأطباء والجسم التمريضي ولا سيما انهم يتممون رسالتهم في ظل ظروف صعبة للغاية، واذا كان هناك من مشكلة فيجب اللجوء الى القضاء والإحتكام الى القانون".

وأثنى على "ديناميكية وزير الصحة وجهوده المبذولة لتلبية حاجات اللبنانيين في اطار توفير الخدمات الاستشفائية وتطبيق الآليات التي تحد من انتشار فيروس كورونا في مرحلة صعبة يمر بها لبنان على المستويات كافة".

حسن

بدوره، قال الوزير حسن بعد اللقاء: "لقد تشرفت اليوم بزيارة غبطة البطريرك في الصرح البطريركي هذا الصرح الوطني الذي يشكل دائما ملجأ للبنانيين، وخصوصا في زمن المحن عندما يكون لبنان مبتليا والانسان فيه معذبا، نجد دائما هذه الخيمة والحماية الروحية من المراجع الروحية وعلى رأسهم اليوم غبطة البطريرك الذي نقف ونشد على كل القرارات الحكيمة التي تصدر عن هذا الصرح الوطني في وقت الصعاب. في محاربة الوباء كانت المراجع الروحية هي الشريك الدائم من خلال ارشاداتها وتعاليمها وحكمتها وبصيرتها".

وأضاف: "من المؤكد انه في كل المطبات التي مررنا بها لمحاربة وباء كورونا، كان هناك جهد يبذل على الأرض ووجود لطواقم طبية وممرضين ومخبريين يعملون لحماية الإنسان، ولكن من دون هذا الايمان المطلق يوحدة لبنان لكي نتجاوز كل المطبات كان من الصعب علينا اجتياز هذا الامتحان الصعب بأقل ضرر. نحن اليوم نؤكد أن لبنان غير عاجز عن محاربة كل التحديات عندما نكون قلبا واحدا ويدا واحدة، وأقول أمام نقيب أطباء لبنان إننا جميعا يد واحدة لحماية الناس، بكرامة وعزة ولا نسمح لأحد بان يتخطى الحدود وتمتد اليد على الجسم الطبي هذا الجسم الأبيض لمعافاة الوطن والإنسان، ولا سيما في ظل هذه الظروف القاهرة التي نعيشها. رسالتنا اليوم هي رسالة محبة تتكامل مع المرجعيات الروحية التي تشرفنا بزيارتها اليوم".

واوضح ردا على سؤال عن ثقة المواطن بالحكومة "أن ما حققته الحكومة اليوم مجتمعة، وفي اكثر من ملف ولا سيما الملف الطبي الريادي الذي عبر عن قدرة اللبنانيين على تذليل الصعاب اذا ما اجتمعوا. هناك موروثات كثيرة وملفات ضاغطة، ونحن كحكومة سنواجه هذه التحديات ولكن هذه الموروثات تعذب وتتحدى كل فرد منا ونحن نتمنى أن نصل الى اليوم الذي نتمكن فيه عندما ننتقي لأي موقع من مواقع الدولة ان يكون هذا الإنتقاء وفق الكفاءة والوطنية".

وتابع: "الوضع الاقتصادي ضاغط، وتراكم الفوضى البالغ 30 عاما في أكثر من ملف وعلى أكثر من مستوى، جعلا من هذه الحكومة، حكومة مواجهة التحديات وعرضة لإعادة تقييم جائر نوعا ما من قبل المجتمع ، ولكن نتمنى أن نعالج كل الملفات سوية وببركة مرجعياتنا الروحية وحكمة السياسيين في هذا الوقت بالذات وان نتكامل لمواجهة التحديات."

وعن رأيه في مدى ابتعاد الفتنة عن الساحة اللبنانية اليوم اكد ان " المشهد الذي رأيناه منذ 48 ساعة حمل تحديا كبيرا جدا ولكن لحظة وصول اللبناني الى نقطة خسارة كل شيء اعتقد ان الحكمة والعقل كانا الراجحين وابعدانا عن الفتنة وعن تضييع كل المكتسبات. نعمتان مجهولتان هما الصحة والأمان فلنتغن بهما".

نجار

بعدها، التقى البطريرك الراعي وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار وعرض معه الأوضاع الراهنة في لبنان.

وبعد اللقاء، قال نجار: "زيارتنا اليوم لهذا الصرح المبارك ولصاحب الغبطة هي للحصول على بركته الأبوية ولنستنير بحكمته ولنطلب صلواته من أجل هذا البلد المعذب. لقد وجب علينا أن نزور صاحب الغبطة في وقت سابق ولكن الظروف الصحية التي يمر بها البلد حالت دون ذلك. وأنا لا أبالغ اذا قلت أنني أشعر بهيبة كبيرة لوجودي في هذا المكان العريق، فالكنيسة المارونية ترتبط جذورها بتاريخ لبنان. وفي الأول من أيلول تصادف الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. وللأسف، قرأت أمس مقالا بعنوان "مئوية لبنان الكبير ومئوية لبنان الفقير"، ونأسف كثيرا لوصولنا الى هذه المرحلة ونتأمل أن نتعلم من الماضي وأن نعود الى القيم والمبادئ التي بنيت عليها بكركي والتي يمثلها صاحب الغبطة بمواقفه الوطنية التي نتطلع اليها بإعجاب كبير، وأنا أتمنى أن نقتدي بهذه القيم والمواقف ليعود لبنان الكبير".

وعن تقويمه لعمل الحكومة وعدم مشاركته في جلسة اليوم، قال: "الحديث عن تفكل الحكومة مبالغ فيه نوعا ما، وإن عمل الحكومة هو مسيرة بدأت في أصعب مرحلة، ومحملة بعقود من الممارسات التي أوصلتنا الى ما نحن عليه، وما نقوم به هو إدارة لأزمات مستشرية منذ زمن بعيد، وليس لأزمات تسببنا نحن بها، وهذا ما ينساه الاعلام عندما يحكم على عمل الحكومة، في حين أننا نعبر عن عدم رضانا عن أي قرار أو خطوة من خلال المقاطعة كما حصل اليوم مع غيابنا عن جلسة مجلس الوزراء تعبيرا عن رفضنا لتعيينات لا تراعي مبدأ الكفاية وتخضع للمحاصصة ولآليات غير شفافة".

وأضاف: "نأسف لموضوع التعيينات، ولإعادة أخطاء الماضي، ولكن أتمنى ألا نقسو في حكمنا على الأمور عموما، فهذه مطبة تواجه عمل الحكومة ويمكن أن تكون عبرة ودرس، لأنني لا أرى بدائل في الوقت الحالي كي ننعى الحكومة لأن العالم أجمع يعاني أزمات معيشية واقتصادية، والحكومة اليوم أمام مهمات شاقة وأبسطها توفير الرغيف للشعب اللبناني".

وختم مؤكدا أن "لا عودة عن قراره "بإزالة التعديات على الأملاك البحرية، لأنني بهذا العمل ارضي ضميري واتصرف تحت غطاء القانون".

اجتماع أسرة التعليم الخاص

من جهة اخرى، ترأس البطريرك الماروني اجتماع اسرة التعليم الخاص في لبنان، في حضور اعضاء اللجنة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية، مكتبي الرئيسات العامات والرؤساء العامين للرهبانيات في لبنان، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية، ممثلين لاتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان ونقابة المعلمين وممثلين للجان الاهل.

وتم البحث في موضوع الأزمة المالية التي تمر بها المدارس الخاصة في لبنان والتدابير الذي يجب اتخاذها لمواجهة هذه الأزمة".

نداء أسرة التعليم

في ختام اللقاء، اصدر المجتمعون نداء تلاه الشيخ الدكتور سامي ابي المنى جاء فيه:

"نداء لقاء أسرة التعليم الخاص في لبنان برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وحضور اللجنة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان واللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية ومكتبي الرئيسات العامات والرؤساء العامين للرهبانيات في لبنان والأمين العام للمدارس الكاثوليكية وممثلين لاتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان ونقابة المعلمين ولجان الأهل،

في تاريخ 10 حزيران 2020، التقى في الصرح البطريركي في بكركي ممثلون لأسرة التعليم الخاص وأطلقوا النداء الآتي:

أولا: يشكر المجتمعون صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى على الدعوة الى هذا اللقاء وترؤسه له، ويقدرون قيام غبطته بالوقوف في وجه كل ما يتعرض له لبنان وقيمه، وفي وجه كل ما يهدد اللبنانيين في عيشهم وحريتهم، وبخاصة لأنه كان السباق في الدعوة إلى حماية التعليم الخاص وإلى حماية حقوق "الأسرة التربوية" بجميع مكوناتها.

ثانيا: يعتبر المجتمعون أن لقاءهم اليوم هو لتأكيد وحدة العائلة التربوية في المدارس الخاصة، بجميع مكوناتها: المؤسسات التربوية، والهيئات الإدارية والتعليمية، والمستخدمين والأهالي، وجميعهم في خدمة المتعلمين، ولمطالبة الدولة القيام بمسؤولياتها تجاه القطاع التربوي الخاص ودوره الحيوي، وبالأخص في هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية والصحية الاستثنائية التي يمر بها وطننا لبنان والتي تشكل خطرا جديا على استمرار هذا القطاع.

ثالثا: إن الدولة اللبنانية ملزمة دستوريا، وبموجب اتفاقات دولية أيضا، السهر على ضمان حرية التعليم وإلزاميته ومجانيته وجودته، لجميع مواطنيها من دون استثناء، وليس كما هو حاصل اليوم حيث لا يقترن هذا الحق بالدعم الفعلي لثلثي تلامذة لبنان المسجلين في المدارس الخاصة.

رابعا: يستنكر المجتمعون إهمال الدولة المزمن للقطاع التربوي بشقيه العام والخاص، ويعتبرون أن القرارات التي لا تراعي خصوصية القطاع التربوي الخاص ولا تحترم وحدة مكوناته هي التي أوصلتنا هذه السنة إلى مأزق إداري وتربوي ولوجستي ومادي، وحكمت على السنة الدراسية المقبلة 2020-2021 بالدخول في المجهول. ولذلك، فالدولة، وهي المسؤولة الأولى عن تداعيات قراراتها، لا يجوز أن تقف اليوم موقف "الحكم المتفرج" على تخبط إدارات المدارس الخاصة، في ما هي تحاول جاهدة، وبكثير من الصدق والشفافية، تأمين نهاية سنة دراسية مرضية لجميع متعلميها، بالإضافة إلى الحفاظ على عمل جميع أفراد عائلتها التربوية وحقوقهم المشروعة.

خامسا: يعرب المجتمعون، ومع امتنانهم لجميع المبادرات الداعمة لقضية التعليم الخاص، والتي أعلنها أخيرا أكثر من مصدر حكومي ونيابي ووطني، عن تبنيهم مضمون الكتاب المفتوح الذي وجهه، في تاريخ 19 أيار 2020 إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الرئيسات العامات والرؤساء العامون للرهبانيات في لبنان، ويدعون أركان الدولة إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية والإسراع في درس وإقرار لاقتراحات القوانين التي توافق عليها جميع مكونات الأسرة التربوية والتي تبنتها وزارة التربية ولجنة التر بية النيابية وبعض النواب، مشكورين، وأهمها:

- تقديم مساهمة مالية عن كل متعلم في المدارس الخاصة غير المجانية خلال هذه السنة الاستثنائية أسوة بما حدث عام 1987.

- سداد المنح التعليمية السنوية إلى المدارس الخاصة مباشرة من قبل الصناديق والمؤسسات العامة والخاصة.

- إعفاء المؤسسات التربوية من رسوم واشتراكات وغرامات متوجبة أو قد تتوجب عليها للمساهمة في تخفيف عبء القسط المدرسي.

- تعديل المادة 87 من القانون رقم 144 تاريخ 31/7/2019 (قانون الموازنة العامة) المتعلقة بتحديد قيمة مساهمة الحكومة عن كل تلميذ مسجل في المدارس الخاصة المجانية، والإصرار على اعتماد ما ورد في المرسوم 2359/71، لجهة تواريخ سداد المساهمة، على أن تربط قيمة هذه المساهمة بسلسلة الرتب والرواتب وليس بالحد الأدنى للأجور.

سادسا: يطالب المجتمعون بتشكيل هيئة خاصة لدرس مشروع قانون البطاقة التربوية لكل المتعلمين في لبنان.

سابعا: يطلب المجتمعون من الدولة الإسراع في دفع مستحقات المدارس المجانية عن كامل السنوات الخمس الماضية، أي منذ 2015 وحتى 2020.

أخيرا، يحذر المجتمعون الدولة من مغبة عدم التجاوب السريع مع ما تقدم من مطالب في مهلة شهر من تاريخه، والتلكؤ عن إيجاد الحلول العادلة التي تساهم في الحفاظ على الأسرة التربوية مجتمعة، محملة إياها مسؤولية التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تقع، والتي تنذر بتعثر العديد من مدارسنا واقفالها مع بداية السنة الدراسية المقبلة 2020-2021، وبالتالي توقع انهيار منظومة التعليم وضياع مستقبل الأجيال وزيادة البطالة والهجرة، وهو ما نحن حريصون على تفاديه ضنا بلبنان ورسالته.

وعليه، تبقى اجتماعاتنا مفتوحة لمتابعة المستجدات. عاشت التربية، أساس حياة لبنان وهويته ورسالته".

 

عدوان: القانون لن يسمح لكم بالاقتراب من ودائع الناس واذا ذهبتم الى تعيينات المحاصصة أسقطتم ورقة التين

وطنية - الأربعاء 10 حزيران 2020

أعلن رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان، في تصريح في مجلس النواب، ان "اهتمام الرأي العام كان يصب في اليومين الماضيين باتجاه الوضع المالي وأي أرقام تعتمد، هل تعتمد أرقام الحكومة ام أرقام المصارف ومصرف لبنان".

وقال: "في النتيجة لنتفق ان هناك اولوية مطلقة تحدثنا عنها، واليوم سأكون واضحا حتى نستبق الامور ولا نضيع الوقت في أمور تتكرر منذ اشهر. فبغض النظر عن مقاربة الارقام التي تجري في اي مكان، أريد ان اؤكد ثلاثة امور، وحتى اشعار اخر، نحن في دولة قانون ودولة حق والقرارات التي تتخذ على الورق نقبل ان تنفذ بأي شكل كان". اضاف: " المبدأ الاول، وهنا اتوجه الى الحكومة، ان ودائع الناس خط احمر ولا نقبل ان تمس ولا بأي شكل. الناس امضت عمرها وهي تجمع أموالها من عرق جبينها، فلا سلطة يمكنها ان تحذف حقوق الناس وتعبهم وعرقهم لانها قررت ذلك. يمكن ان تجتمعوا حيثما شئتم وتقرروا كما تريدون، انما عندما ستصلون الى المجلس النيابي فان القانون لن يسمح لكم ولن يدعكم تقتربون من ودائع الناس التي هي مقدسة. وهذا الكلام لكل من يعنيهم الامر وبشكل واضح ونهائي".

وتابع: الموضوع الثاني، ماذا حصل بالودائع عمليا. هذه الودائع ذهبت الى المصارف، والمصارف أدانتها الى مصرف لبنان الذي أدانها بدوره للدولة. وبالتالي على الدولة مسؤولية ولا يمكن لها ان تنهي هذه المسؤولية بـ "شطبة قلم". الدولة لا يمكن ايضا ان تمارس عملين في الوقت ذاته، ولا يمكنها ان تكون قد استدانت وهي السلطة. يعني ان لديها صفتين في الوقت نفسه. لا يمكن للذي استدان، عندما يحتاج يتحول من المستدين الى سلطة ولا يعد فيها مستدينا، ويأخذ قرارا انه سلطة، وقد استدان. لا اود ان ألغي واشطب من حساب اموال المودعين، وهذا مبدأ غير موجود، لا في الانظمة الحرة ولا في الدستور ولا في القانون".

وقال: "اذا كانت الدولة قد استدانت بطريقة رسمية، ودينها ثابت، تفضلي يا حكومة وابلغينا كيف ستحلين مشكلة الدين حتى نحفظ أموال المودعين". ورأى ان "هذا التخبط الطويل العريض بالارقام من جهة، وبالخطة من جهة ثانية، يتم على حساب عذاب الناس وحياتهم اليومية وقلقهم وأمورهم المعيشية. هذا التخبط الذي يأخذ اشهرا، ومعه الخلافات مع هذا او ذاك، والناس غير مسؤولة عن هذه الخلافات ولا عن سياسات "مع من او ضد من الناس"، في حالة جوع ولديها حقوق. يهمها لقمة العيش وودائعها وتأمين المدرسة وحياتها ومدخراتها. يجب الخروج بشكل نهائي بقرارات حاسمة تعطي أولويتها للناس".

وقال: "وفقا لما قلته، هناك قانون ودستور وانظمة لا احد يمكن ان يتجاوزها، وعمل مجلس النواب هو منع تجاوزها، هذا في الشأن الحياتي، اما في المواضيع الاصلاحية، فالموضوع واحد فقط لا غير. لماذا وضعنا آلية تعيين وصوت عليها المجلس النيابي، أليس لوقف المحاصصة. اذا لم نحترم القوانين سنبقى نقول في لبنان هناك مشكلة قوانين. نقول بالاصلاح ومكافحة الفساد، يقال لنا ضعوا قوانين هذا غير صحيح. القوانين موجودة والمشكلة هي في عدم تنفيذها". أضاف: "يا حضرة الحكومة، صوتنا في حضوركم وانتم كنتم ممتنين ومبسوطين. صوتنا على آلية للتعيين في الفئة الاولى عليكم ان تختاروا، انتم حكومة اصلاح ام حكومة محاصصة، حكومة مستقلة ام تابعة للذين تعطونهم الحصص. حكومة جاءت لمعالجة اوجاع الناس ام للقضاء على الناس. عليكم ان تقرروا. اليوم، اذا ذهبتم الى تعيينات المحاصصة أسقطتم ورقة التين". وختم: "اللبنانيون يحاولون مساعدتكم، احزموا امركم ولا تعينوا الا وفقا للالية والكفاءة، يكفي الناس عذابا، اتركوا مكانا للناس الكفوئيين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 10-11 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

حزب الله والمخاطر التي تواجهه

الكولونيل شربل بركات/11 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87183/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%a7%d8%b7/

يجد حزب الله نفسه اليوم، وبالرغم من كل التضحيات التي قدمها من دماء اللبنانيين في سبيل نجاح المشروع الإيراني، محشورا بين مطرقة العقوبات وسندان العوز. فهو اعتاد على شراء كل الناس من صغار المقاتلين الذين أفقدهم أحلام المستقبل وزج بهم في نفق الحقد الأعمى، إلى كبار المهربين وتجار المخدرات الذين فتح لهم شهوة الانفلاش العالمي واللعب بالمال “الحلال”، طالما ساهموا بتشكيل وحدات مخابراتية تنتشر في كل أصقاع الأرض وترتبط بمنظومة الحرس الثوري.

 

المطران يوسف بشارة الزغرتاوي الذي يعرف أن يقول “لا”/حبيب شلوق/المرصد/10 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87176/%d8%ad%d8%a8%d9%8a%d8%a8-%d8%b4%d9%84%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%ba%d8%b1%d8%aa%d8%a7%d9%88/

 

لبنان بلا مساعدات .. والكونغرس بالمرصاد لمليشيا حزب الله/عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت/10 حزيران/2020

لبنان أمام نموذج انهيار غير مسبوق في العالم/طوني بولس/راديو صوت بيروت/10 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87179/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%b3-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%85-%d9%86%d9%85%d9%88%d8%b0%d8%ac-%d8%a7%d9%86%d9%87%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d9%85/

 

فيديو مقابلة مع الشيخ عباس الجوهري من محطة المر: من تجرأ على اغتيال قاسم سليمان قادر على افعال أكبر وأخطر/مطلوب من حزب الله طرح موضوع سلاحه ووضعه في خدمة لبنان/شعار شيعة شيعة غوغائي ويعطي فكرة خاطئة عن الشيعة وعن تاريخهم ورسالتهم وقيم واخلاقيات مذهبهم

10 حزيران/2020

الشيخ عباس الجوهري يشرح الطريق السليم لحماية لبنان ووقف الانهيار من دون اعباء./موقع لبنان الجديد/10 حزيران/2020

الشيخ عباس الجوهري يُعطي الحل الأنجع لمعضلة سلاح حزب الله وبناء الدولة في لبنان/لبنان الجديد/10 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87187/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%85/