المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june08.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

“قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/المعرابي والغلام "ابن بيو: ضد القرار 1559 وبذمية وخنوع يتسابقان على كسب ود ورضى حزب الله

الياس بجاني/المخصيون سيادياً والغلمان والجهلة من أصحاب شركات الأحزاب يتعامون عن الإحتلال وببغائية وغباء يطالبون بانتخابات نيابية مبكرة

الياس بجاني/جعجع وسامي الجميل وضياع بوصلة التحرير والسيادة والإستقلال

الياس بجاني/يا ربع محور الزقاقية والمجرمين والإرهبيين..طريق القدس ما بتمر من عين الرمانة

الياس بجاني/تنفيذ القرارات الدولية اولوية سيادية واستقلالية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع د.مصطفى علوش من قناة الحدث

فيديو مقابلة مع اللواء اشرف ريفي من قناة الحدث

من يفعل دون كلمة يدور في حلقة مفرغة/د.وليد فارس

١١ إصابة جديدة بكورونا في لبنان: هكذا توزعت...و هذه مرتبة لبنان بين الدول الـ 100 الأكثر أماناً من "كورونا"

قبرص تقرر تسليم عضو في «حزب الله» للولايات المتحدة يواجه تهم غسل أموال مصدرها تهريب مخدرات

قيادة الجيش تعلن إصابة 25 عنصرا بجروح في أحداث أمس وتنبه الى أنها لن تتهاون مع المخلين بالامن او العابثين بالاستقرار

الأب بو عبود زار قيادة حزب الله في البقاع: نستغرب مطالبة البعض اليوم بنزع سلاح المقاومة

الفتنة مقابل السلاح" معادلة تهديد الاستقرار والانتفاضة!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

القوى السياسية تتنصّل من شعار "نزع السلاح".. الأولوية للملف المعيشي!

المفاوضات مع صندوق النقد "مراوحة نشطة في المأزق"

تحرك في بيروت يطالب بنزع سلاح «حزب الله» دعا إلى تطبيق القرار الأممي 1559

الرئيس اللبناني يدعو للوحدة... والجيش يحذّر من «الانجرار وراء الفتنة» غداة اندلاع أعمال عنف في أنحاء بيروت

ريفي للسيد: “زمنك ومشغليك قارب على الانتهاء”

الجيش اللبناني: لا تهاون مع أي مُخلٍّ بالأمن أو عابث بالاستقرار

الثنائي الشيعي” يشعل الفتنة لإجهاض المطالبة بإسقاط السلاح وسخط سُنّي عارم لسبِّ السيدة عائشة... واحتقانٌ مسيحيٌّ لشتم الصليب والمسيح

تعليمات أعطيت للجيش بالانتشار والتصدي الحاسم والحازم لكل من يحاول إثارة النعرات الطائفية والعبث بالسلم الأهلي

دار الفتوى حذرت المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية وسعد الحريري يدعو إلى التزام الوعي والحكمة

احتجاجات بيروت تصطدم بعقدة سلاح «حزب الله»

لا استرداد للأموال المنهوبة قبل أي تغيير سياسي.. سويسرا ترفض "تتبّع أموال لبنانيين"

لبنان : اختفت “الثورة” واستيقظت الفتنة…

ابراهيم الأمين… عميل ولاية الفقيه/خاص صوت بيروت إنترناشونال

سلاح الحزب وأزمات الحكومة يعصفان بالحراك اللبناني.. من الذي أشعل فتيل الطائفية في مظاهرات بيروت؟

بغياب مسلحي حزب الله، إعلاميوه يتولون قمع الصحافيين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 12 مقاتلاً موالياً لإيران بغارات على شرق سوريا

نتانياهو: “كورونا” لن يُخفِّف من عزيمتنا على التحرك ضد إيران

12 قتيلاً في قصف إسرائيلي لموقع إيراني في دير الزور... وتظاهرات بدرعا ضد الأسد وتدخلات طهران وموسكو

شبكة لغسل الأموال وتمويل الإرهاب تنشط في إيران وتركيا ولبنان دعمت "فيلق القدس" و"حزب الله" واستخدمت الذهب والهواتف

الإيراني مقداد أميني واللبناني علي قصير أدارا عمليات لتبييض ملايين الدولارات

سياسيون أردنيون ومصريون يُندِّدون بقانون “قيصر”

بثينة شعبان تُغضب السوريين بدعوتهم للصبر على الفقر

إيران تتهم أميركا وإسرائيل ودولاً إقليمية بالتخطيط للهجوم علی البرلمان في 2017

تمديد حظر التجوال وإغلاق المحافظات المجاورة لإيران

طهران: تحقيقات الطائرة الأوكرانية انتهت

أحمدي نجاد يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة

الكاظمي يُواجه التحديات والاستقالات تضرب البرلمان وكتيبة "داعشية" عراقية تنفذ أجندة تركيا في سورية

مستشار أردوغان مُعلقاً على مبادرة السيسي: “إكرام الميت دفنه”

مصر تجري مشاورات أوروبية لمنع تركيا من نقل مرتزقة وأسلحة إلى ليبيا

السيسي يعلن مبادرة لوقف الحرب في ليبيا... وحفتر يدعو إلى «حوار داخلي»

السعودية تدعو الأطراف الليبية إلى تغليب المصلحة الوطنية... البحرين والإمارات والأردن يرحبان... وصالح يشدد على «طي صفحة الماضي»

الجيش الليبي: هناك دول “خذلتنا”

السودان يدعو مصر إلى “موقف قوي” بشأن ملء “سد النهضة”

نتانياهو الابن: عرفات أنقذ إسرائيل والضم الآن أو “لا ضم للأبد” والاحتلال منع رفع الأذان 54 وقتاً في الحرم الإبراهيمي خلال مايو

المغرب يسحب قنصله من الجزائر على خلفية أزمة ديبلوماسية

الأردن يحبط عملاً إرهابياً استهدف مركزاً أمنياً في اربد

الحكومة اليمنية: غريفيث عجز عن تشخيص مشكلة بلادنا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سقوط جمهورية الطائف، الحكومة الصورية واستحالات سياسات النفوذ الشيعية/شارل الياس شرتوني

ردّاحو التبرؤِ من فتيان أمراء الممالك المذهبية والطائفية/محمد أبي سمرا/المدن

نجحت المنظومة ففشلت الثورة.. فشلت الثورة فنجحت المنظومة/نادر فوز|/المدن

علي الأمين يُعلّق حول توقيت التظاهرات المطالبة بنزع السلاح.. ما علاقة صندوق النقد؟/علي الأمين/جنوبية

هذا ما يقوله أيضاً أبناء الضاحية عن حزبهم وحلفائهم/سامي خليفة/المدن

مقاربة السياسة الأميركية حيال لبنان المنكوب/د. خطار أبودياب/العرب

من "قانون محاسبة سوريا" إلى "قانون قيصر"/يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا المعارض

لبنان: «الثورة 2» بين سراب المثالية وإدمان الإنكار/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

إيران التي تحتقر “وكلاءها”/د. منى فياض/الحرة

نتنياهو يرى لحظة تاريخية في عملية الضّم، ولكنه قد لا يرى المخاطر/دينس روس/"واشنطن بوست

مغامرة اسمها "الخطة ب" الإيرانية/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اجتماع أمني في السرايا برئاسة دياب بحث في أحداث أمس: لحماية الاستقرار وصون السلم الأهلي لمنع العابثين من زرع الفتنة

بري: أي صوت يروج للفتنة هو صوت عبري ولو نطق بلغة الضاد وملعون من يوقظ الفتنة

وقفة في ساحة رياض الصلح ضد الحرب الأهلية

جنبلاط من عين التينة: لن نستسلم ولن نتردد وسنتابع بالرغم من فداحة الظروف وقساوتها

الحريري وجنبلاط بحثا في كليمنصو آخر المستجدات والأوضاع العامة

الراعي: نأسف لإدخال الدين في الانقسام السياسي وجعله وسيلة للنزاع بالأسلحة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

“قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر.

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من01حتى08/”قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا. أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق. إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم. بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

المعرابي والغلام "ابن بيو: ضد القرار 1559 وبذمية وخنوع يتسابقان على كسب ود ورضى حزب الله

الياس بجاني/06 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86995/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%88/

في ثقافة وممارسات ومواقف وخطاب وأجندات وتشاطر وذمية وباطنية قادتنا النرسيسيين والإسخريوتيين، الذين هم فعلاً من أولاد الكتبة والفريسيين..

لم يعد هؤلاء الشاردين من مخفي ومستور،

ولم يعد في قاموسهم وجود لا لخجل ولا لوجل،

ولم يعد في أدبياتهم لا احترام للذات أو للغير...

والأخطر فهؤلاء بعهر فقدوا كل ما هو إيمان ورجاء وخوف من يوم الحساب الأخير.

أدخلوا أنفسهم في سباق ستربتيزي "تزليطي" لنيل رضى المحتل (حزب الله)..

ولم يعد هناك أوراق توت تكفي لتستر عورات أصحاب وغلمان شركات أحزابنا المارونية تحديداً.

خانوا ثورة الأرز وفرطوا تجمع 14 آذار.

قفزوا فوق دماء الشهداء.

باعوا القضية والهوية وعهروا الثوابت الوطنية.

داكشوا الكراسي بالسيادة وتورطوا في عهر وخطايا اتفاقات مذلة ومميتة.

رفعوا شعارات نفاق الواقعية وجاهروا بجبنهم وبعجزهم عن مواجهة احتلال حزب الله فساكنوه وأمسوا عبيداً لأصحابه وحماة لدويلته وسلاحه وحروبه.

عادوا القرارات الدولية وأهملوها (1559 و1701 و1680).

حولوا أنفسهم إلى أصنام وجاءوا بقطعان تقدسهم وتسير خلفهم بعمى وجهل وغباء.

امتهنوا الشعبوية وانسلخوا كلياً عن واقع وعيش ومعاناة المواطنين.

سرقوا أحزاب المقاومة وحولوها إلى شركات متخصصة بعروض الأزياء والحفلات الغنائية وتجارة العقارات.

في هذا السياق .. اليوم وقف المعرابي والغلام ضد رفع شعارات القرار الدولي 1559 بكل وضوح ودون لبس.

لا شيء يمكن تبرير موقفهما الذمي الجبان والمستسلم بغير أنهما بغباء ونرسيسية وأوهام كراسي يتسابقان على رضى حزب الله والتملق له وتقديم أوراق اعتمادهما الذمية  .. فلعل وعسى!!

لن نزيد...وموقفي المعرابي المتشاطر والغلام ما غير "إبن بيو"  من القرار 1559 في أسفل..

 

جعجع: لعدم تشتيت الجهود في اتجاهات مختلفة ممكن أن تؤدي إلى إفشال الحراك

غرّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر": "إن الأهداف التي تحرّك الشعب اللبناني برمته من أجلها، من شمال لبنان إلى جنوبه، ومن بحره إلى سهله، هي أهداف معيشية إصلاحية. لذلك، من المهم جداً الالتزام بهذه الأهداف بغية الوصول إلى تحقيقها وعدم تشتيت الجهود في اتجاهات مختلفة ممكن أن تؤدي إلى إفشال الحراك".

 

رئيس الكتائب: حملة مبرمجة من السلطة كي لا يستعيد الشعب انتفاضته

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/482991/

وطنية - السبت 06 حزيران 2020

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

جعجع وسامي الجميل وضياع بوصلة التحرير والسيادة والإستقلال

الياس بجاني/06 حزيران/2020

من قال بأن جعجع وسامي الجميل مختلفين..هني موحدين وعلناً ضد رفع شعارات تنفيذ القرار 1559. الجوز ما ألون عازي ومن أول كلن يعني كلن

 

يا ربع محور الزقاقية والمجرمين والإرهبيين..طريق القدس ما بتمر من عين الرمانة

الياس بجاني/06 حزيران/2020

اوباش ما يسمى محور المقاومة اللاهيين مضيعين من جديد طريق القدس وشايفنها بتمر من عين الرمانة.. المحور مكون من اوباش وزعران وزقاقية

 

تنفيذ القرارات الدولية اولوية سيادية واستقلالية

الياس بجاني/06 حزيران/2020

الثورة إذا ما كانت ضد احتلال حزب الله الإيراني ومع القرارات الدولية ما إلها عازي وبتضر ما بتفيد. فمن ليس مع لبنان المستقل هو ضده

 

المخصيون سيادياً والغلمان والجهلة من أصحاب شركات الأحزاب يتعامون عن الإحتلال وببغائية وغباء يطالبون بانتخابات نيابية مبكرة

الياس بجاني/06 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86982/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b5%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%84%d9%85%d8%a7/

اليوم سوف يتحدد مسار الثورة في لبنان فإما أن تسير في المنحى السيادي والاستقلالي وتطالب بوضع حد لاحتلال حزب الله وبتطبيق القرارات الدولية الثلاثة 1559 و1701 و1680، أو أن تتابع التلهي العبثي والصبياني والفوضوي بمطالب معيشية لن يتحقق منها شيء ما دام البلد محتلاً والمحتل الذي هو حزب الله يتحكم بالحكم والحكام.

هذا وقد وصل الحال الطروادي لبعض الغلمان والمخصيين سيادياً من أصحاب شركات الأحزاب إلى قعور الدركية الذمية الفاقعة وهم دون خجل أو وجل وبدلاً من التركيز على الاحتلال الإيراني والقرارات الدولية الخاصة بلبنان يشطرون ببغائية مقرفة ومقززة المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة، وذلك طمعاً بكراسي وبمواقع هامشية في دولة مفككة وذلك على خلفية ثقافة نرسيسية وتجارية.

هؤلاء هم فعلاً أبالسة ونرسيسيون وفي غربة عن واقع البلد المحتل.

قد يسأل البعض عن الأسباب التي تُعمي بصر وبصيرة هؤلاء الغلمان والنرسيسيون من أصحاب شركات الأحزاب التعتير، وتحجر قلوبهم وتقتل ضمائرهم.

والجواب ببساطة هو قلة الإيمان، وخور الرجاء، والغرائزية البشعة، والفحش والفجور الأخلاقي، وتبدل دركي في مكونات معاييرهم المجتمعية والإنسانية والإيمانية.

هم في انسلاخ كلي عن مهابة وخوف الله ويوم حسابه الأخير.

هم في هذه الحال الإبليسية والترابية لابتعادهم عن الله ولاعتناقهم ثقافة ومفاهيم بالية أعادتهم وبرضاهم إلى أزمنة ما قبل القرون الحجرية، وجرتهم إلى أزمنة شريعة الغاب والعبيد والعبودية.

إنها ثقافة بالية لا إيمانية ولا أخلاقية ولا إنسانية… ثقافة أعادتهم إلى حقبة الإنسان العتيق، إنسان الخطيئة والأبواب الواسعة. وذلك بعد أن كان السيد المسيح بتأنسه وعذابه وصلبه وقيامته، رفعنا إلى إنسان القداسة، وإنسان العماد بالماء والروح القدس.

نحن اليوم في زمن القطعان الراضية بفرح بأغلال سرطانية الغلمان والإسخريوتيين من أصحاب شركات الأحزاب الفجار والتجار. سرطانية زاحفة بقوة وبربرية لاقتلاع وسرقة وتهميش وزنات وعطايا البصر والبصيرة والحرية من عقول وضمائر قطعانها.

نحن في زمن عمى وطني حيث أن القطعان بغباء وجهل تسير وراء رعاة هم أيضاً عميان. قطعان ورعاة عميان يضلون طرق الحق والحقيقة والقيم ويسقطون معاً في تجارب وأوحال وغياهب وحفر لاسيفورس رئيس مملكة الشياطين. نحن في زمن عهر أصحاب شركات الأحزاب “الطاعون”.

طاعونهم مميت لأن هؤلاء النرجسيون وعن سابق تصور وتصميم، وعلى خلفيات ابليسية ونرسيسية يصحرون ويعهرون عقول شبابنا ويحولونهم إلى قطان يسوقونها إلى المسالخ دون حتى أن “تمعي”.

أما عبدة الأصنام من أهلنا، أصنام أصحاب شركات الأحزاب، فهم عملياً مجرد أدوات وكفرة ومرتدين عن تعاليم الله.

إنه عملياً زمن الإسخريوتيين والطرواديين على مستوى الحكام والقيادات والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب.

وفي نفس الوقت هو زمن القطعان من بعض شرائح من شعبنا الراضية بوضعية العبيد وعابدة الأصنام.

يبقى أن لا خلاص من الحالة الدركية اللاإيمانية واللا وطنية واللا إنسانية هذه، ولا انعتاق من أغلال الصنمية والعبودية والإسخريوتية بغير العودة الطوعية إلى ينابيع الإيمان والتقوى لأن الإنسان من التراب جبل وإليه سيعود.

وهذا الإنسان الصنمي والغنمي وأيضاً المسؤول والرعي الظالم والساكت عن الحق وإن تفلت من عدل قضاة الأرض فهو لن يكون بمقدوره أن يتفلت من يوم حساب الرب العادل، يوم الحساب الأخير.

نعم وعلى الأكيد الأكيد، نحن في زمن المّحل وفي هكذا زمن العنزي بتنط ع الفحل، والعبد يتغنى بالعبودية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع د.مصطفى علوش من قناة الحدث

يشرح من خلالها أخطار الإحتلال الإيراني للبنان ومذهبيته وإجرامه وإرهابه ولا لبنانيته وعدم قبوله إلى الآخر. وأكد بأن ما شهدته الساحات أمس من مظاهر مذهبية خطيرة هو عملياً من صلب الثقافة التي يربي حزب الله اتباعه عليها..وهو تصرف مستنكر يمارسه الحزب بإستمرار.. واشار إلى أن كل الأحرار في لبنان يعون خطورة سلاح حزب الله  اللاشرعي والذي هو بخدمة إيران ولا علاقة له لا بالتحرير والمقاومة ولا بلبنان

https://www.youtube.com/watch?v=qHDRZ92Reaw

 

فيديو مقابلة مع اللواء اشرف ريفي من قناة الحدث

يعري من خلالها ارهابية واجرام واحتلال ومذهبية حزب الله وثقافته الدكتاتورية ويؤكد بأن الهمينة الإيرانية على لبنان إلى نهاية طال الزمن أو قصر..واشار إلى أن الوجود الإيراني في المنطقة هو فس تراجع وهزيمة الكلية قريبة وبنفس الوقت طالب بالحوار مع حزب الله ليعود إلى الدولة بشروطها وطبقاً لدستورها.

https://www.youtube.com/watch?v=cPMTWI63fn4

 

من يفعل دون كلمة يدور في حلقة مفرغة

د.وليد فارس/07 حزيران/2020

في البدأ كانت الكلمة. و الكلمة تتحول الى شعار، بيان، مقال، كتاب، ناس مقتنعة، تعمل سوية، بذكاء، بتنظيم، تنجز، تحقق، تتوصل الى هدف.

اي شيء يبداء بكلمة، و كلام، محكي و مكتوب. لانه يعبر عن الدماغ، سيد التحرك.

الكلمة هي التي تفصل الانسان عن الحيوان.

فاللذين يصيحون انهم لا يريدون كلاماً بل فعل، و كأنهم يطالبون بعمل دون فكر. تماماً كأصدقاؤنا الكائنات الحية التي تتحرك من دون كلمة و دون فكر، بل بالغريزة فقط.

ربما قد يكون هذا سبب الفشل لعقود: فعل دون فكر، دون كلام يعبر عن الفكر.

او ربما فكر يتخشّب غير قادر على التطور، خائف من التطور، مرهوب، مرعوب.

اذكر خلال سنواتي الفتية في الوطن الام، كم من تلك الصيحات سمعنا، رافضة الفكر و العبارات و المقالات و الكتب. و عازمة ان تبقى متخشّبة في فكر قديم جامد متحجر. و سقط الوطن الام، مراراً و تكراراً على مدى اربعين سنة حتى انه لم تعد هنالك مساحة للسقوط اكثر.

فالذين وعوا هذه المأساة في هذا العقد، لا خيارلهم الا ان يسيروا خلال فكر و ان لا يفعلوا الا من خلال كلمة. اما اللذين يفضلون العمل من دون فكر و يتذمرون من كثرة الكلام، فهذا خيارهم و سيصلون الى حيث وصل من عمل من دون فكر لسنوات عديدة، اي عبر حركة تدور على نفسها ولا تصل الى اي مكان...

"ما بدنا حكي، بدنا فعل.." هو شعار من يلغّم نفسه بنفسه و يبني جدارا ضد التاريخ. الشعار الصحيح يجب ان يكون:

فالنحقق هذه الفكرة، و لنبحث كيف..

 

١١ إصابة جديدة بكورونا في لبنان: هكذا توزعت...و هذه مرتبة لبنان بين الدول الـ 100 الأكثر أماناً من "كورونا"

مواقع ألكترونية/07 حزيران/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس "كورونا" في لبنان عن تسجيل 11 إصابة جديدة ليصل إجمالي الإصابات الى 1331 إصابة. وبلغ عدد الوفيات 30 حالة.

 

قبرص تقرر تسليم عضو في «حزب الله» للولايات المتحدة يواجه تهم غسل أموال مصدرها تهريب مخدرات

نيقوسيا: «الشرق الأوسط»/07 حزيران/2020

صادقت المحكمة العليا في قبرص على أمر بتسليم عضو في «حزب الله» إلى الولايات المتحدة، حيث سيمثُل أمام المحكمة في قضيّة غسل أموال. وتعتبر السلطات الأميركية أن «حزب الله» منظمة إرهابية. وقالت وكالة الأنباء القبرصية إنّ المحكمة العليا رفضت طلب استئناف قرارٍ قضائيّ سابق صدَرَ في سبتمبر (أيلول) 2019 يقضي بتسليم المشتبه به المعروف باسم «دياب». و«دياب» مطلوب من سلطات ولاية فلوريدا، بتهم تتعلق بعمليّات غسل أموال تصل قيمتها إلى أكثر من 100 ألف دولار، وتعود التهم إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2016. وقالت المحكمة العليا في قبرص إنّ المشتبه به تآمر مع أشخاص آخرين في العام 2014 لغسل أموال مصدرها تهريب مخدّرات. واعتُقل في مارس (آذار) 2019 في مطار لارنكا، لدى وصوله من لبنان. وألقت الشرطة القبض عليه بعد اكتشافها أنّ هناك مذكرة اعتقال أميركيّة بحقّه. وأمرت المحكمة العليا بأن يبقى المشتبه به رهن الاحتجاز إلى أن تقوم وزارة العدل القبرصية بتسليمه.

 

قيادة الجيش تعلن إصابة 25 عنصرا بجروح في أحداث أمس وتنبه الى أنها لن تتهاون مع المخلين بالامن او العابثين بالاستقرار

وطنية - الأحد 07 حزيران 2020

صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "بتاريخ الأمس، وأثناء تنفيذ وحدات الجيش المنتشرة مهامها في حفظ الأمن، وفتح الطرق التي قطعها محتجون، ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة، تعرض العناصر إلى عمليات رشق بالحجارة والمفرقعات الكبيرة، مما أدى إلى إصابة 25 عنصرا بجروح، إصابة أحدهم بليغة في العين. كما أوقفت وحدات الجيش 4 أشخاص (سوري، فلسطيني وسودانيين)، لقيامهم بأعمال شغب وتكسير خلال تحركات الأمس. إن قيادة الجيش ترى أن البلاد قد اجتازت أمس قطوعا كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير، إذ أن ما حصل كاد يطيح بالوحدة الوطنية ويمزق السلم الأهلي ويغذي الإنقسام. وتحذر القيادة من مغبة الانجرار وراء الفتنة، وتؤكد وجوب التعامل بمسؤولية ووعي وحكمة للحفاظ على السلم الأهلي وصونا للوحدة الوطنية ودرءا للوقوع في أفخاخ الفتنة. كما تدعو المواطنين الى ضرورة الوعي لدقة المرحلة وخطورتها، وتشدد على ضرورة التزام إلاجراءات الأمنية، منبهة إلى أنها لن تتهاون مع أي مخل بالأمن أو عابث بالاستقرار، لأن أمن الناس والوطن فوق أي اعتبار".

 

الأب بو عبود زار قيادة حزب الله في البقاع: نستغرب مطالبة البعض اليوم بنزع سلاح المقاومة

الكلمة أونلاين/07 حزيران/2020

زار رئيس ومدير المعهد الفني الانطوني، التابع للرهبانية المارونية في لبنان، الأب شربل بو عبود، قيادة منطقة البقاع في “حزب الله في بعلبك، والتقى مسؤول المنطقة الدكتور حسين النمر ومعاونه هاني فخرالدين ومسؤول اللجنة الامنية في المنطقة مصطفى شمص.

ورحب النمر بزيارة الأب بوعبود، “التي جاءت في ظل الظروف الدقيقة الراهنة التي تمر بها البلاد”، ونوه ب “أهمية دور المعهد الفني الانطوني والمؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم في لبنان الذي يعزز الوحدة الوطنية التي تضع حدا للتدخلات الخارجية”.

بدوره، استغرب الاب بو عبود “مطالبة البعض اليوم بنزع سلاح المقاومة، وإضاعة بوصلة الحراك، عندما تخلوا عن مواجهة الفاسدين الذين نهبوا خيرات البلاد ولقمة عيش الناس لمصلحة السير في المشروع الذي يستهدف وحدة اللبنانين وعيشهم المشترك”.

 

الفتنة مقابل السلاح" معادلة تهديد الاستقرار والانتفاضة!

 "النهار"  7 حزيران 2020 

لم يعد مهماً رسم صورة تفصيلية لمجريات ما حصل في يوم السادس من حزيران 2020 وهو اليوم الذي كانت قوى انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 تعد لتحويله الى التاريخ الثاني الأبرز لتجدد زخمها وتطويره بعدما افضت هذه المجريات الى تهديد الاستقرار الأمني في لبنان برمته باوخم العواقب وسددت الى الانتفاضة ضربة موجعة وكشفت أوجهاً مشتبهاً فيها لبعض السلطة.

والواقع أنّه بدا كافياً النظر الى حجم القوى العسكرية ونوعيتها التي دفع بها الجيش مساء أمس الى خطوط التقاطع بين عين الرمانة والشياح وما قام به بسرعة خاطفة لاستدراك الأسوأ لمعرفة طبيعة القطوع الذي مرره لبنان امس والذي كاد يعيد عقارب الساعة الى حقبات الفتنة الاهلية وخطوط التماس الانقسامية . واذا كانت "النهار" قد حذرت امس استباقيا من المؤشرات التي تنذر باستخدام شارع في مواجهة شارع والتهويل بتحرك شارع الدفاع عن "المقاومة" في مواجهة رفع جماعات من الناشطين في الانتفاضة مطلب تنفيذ القرار 1559 ونزع سلاح "حزب الله " فان الوقائع التي واكبت يوم 6 حزيران جاءت لتؤكد هذه المعطيات والمخاوف بل تجاوزتها الى الأسوأ بما اثبت ان التحرك الاحتجاجي الواسع الذي حصل في ساحة الشهداء في وسط بيروت كان قد فعل فعله لجهة اسقاط ممنوعات كبيرة مفروضة بقوة الامر الواقع المسلح والمتسلط على الدولة. ذلك أنّ الانتفاضة وان تكن شهدت ارباكات في تراجع بعض أجنحتها وجماعاتها عن المشاركة في الاعتصام الحاشد أمس في ساحة الشهداء الا انها تمكنت من حشد اعداد كافية لتظهير التحفز الشعبي لاعادة الانطلاق بزخم نحو مرحلة جديدة من فرض برنامج تصحيحي يبدأ ببرمجة المطالب بحكومة مستقلة حقيقية واجراء انتخابات نيابية مبكرة وهما المطلبان اللذان واكبتهما هذه المرة المطالبة بتنفيذ القرار 1559 والذي شكل فتيل اشعال ردود فعل الشارع المضاد الموالي للثنائي الشيعي "حزب الله" و"أمل". وبدا واضحا منذ اللحظات الأولى لبدء اتساع الحضور الشعبي في ساحة الشهداء ان ألاعداد المتقن لإجهاض الانتفاضة المتجددة قد اتخذ مداه فبدأ الامر باستدراجات مشبوهة لافتعال ردود فعل جمهور الانتفاضة مثل اطلاق شائعة عن خطف احد النشطاء وتوجه عدد من المتظاهرين نحو شارع بشارع الخوري فيما كانت مجموعات من انصار الثنائي مستنفرة وجاهزة للزحف بالاتجاه المعاكس أي في اتجاه المعتصمين في ساحة الشهداء.

ومع مسارعة الجيش وقوى الامن الداخلي والأجهزة الأمنية الى توزّع مهمات الفصل السريع بين الجمهورين لم تجد مجموعات انصار الثنائي أي حرج في تنظيم همروجة اطلاق شعارات مذهبية سافرة بما يعني التصميم على اطلاق رسالة واضحة مفادها الاستعداد للذهاب الى مستويات تتجاوز الخطوط الحمر ما دام أي طرف او فئة او جهة في لبنان سيتجرأ على طرح ملف سلاح #حزب_الله. عمليات الكر والفر في وسط بيروت استكانت بعض الوقت ليعود الاحتدام تحت وجه أخر تمثل في توجه اعداد من المتظاهرين نحو مجلس النواب واصطدامهم بشرطة المجلس بعدما تكثفت عمليات رمي الحجارة في فوق الساتر الكبير الذي يعزل المجلس ولكن مجموعات من المتظاهرين عادت الى لعبة التخريب بتحطيم واجهات محلات ومتاجر ومصارف الامر الذي جعل وحدات الجيش وقوى الامن الداخلي تتدخل وتطارد المشاغبين الى ما بعد منطقة الكرنتينا علما ان اعداد القوى العسكرية والأمنية الكبيرة بدت لافتة جداً.

هذه التطورات على دلالاتها البارزة بدت اقل وطأة مما جرى على تقاطع عين الرمانة الشياح حيث تصاعدت لوهلة اخطار اشعال فتنة طائفية وأهلية على نحو جدي وبالغ الخطورة. وكشفت المعلومات المستقاة من شهود عيان ان ما حصل كان مفتعلا بشكل سافر من خلال حضور مجموعات من خارج المنطقة على دراجات نارية الى عين الرمانة وإطلاقها شعارات استفزازية في موضوع السلاح والمقاومة وتجمع على الأثر عدد كبير من الأهالي وانصار "القوات اللبنانية" في مواجهة هؤلاء وحصل اشتباك بالعصي والزجاجات الفارغة وما لبث الامر ان أدى الى اطلاق رصاص في الهواء لم يعرف مطلقه. وانتشرت بسرعة وحدات التدخل العسكرية بإعداد كثيفة كما وحدات من قوى الامن الداخلي وفصلت بجدران بشرية عسكرية بين الفريقين فيما تسارعت المساعي لتطويق التداعيات ومنع تجدد الخلاف والاحتكاكات .

واتخذت محاولات اثارة الفتنة مزيداً من الدلالات الخطرة ليلا لدى اندلاع موجة تبادل بالشتائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية مذهبية طاولت السيدة عائشة في وقت كانت بعض شوارع العاصمة تشهد توترات واشتباكات بين جماعات متنقلة من المتظاهرين ذات طابع مذهبي من بينها كورنيش المزرعة ومحيط ساقية الجنزير وبرج ابي حيدر وسواها. وأصدرت دار الفتوى ليلا بيانا حذرت فيه جمهور المسلمين من الوقوع في الفتنة المذهبية والطائفية وقالت ان شتم السيدة عائشة ام المؤمنين لا يصدر الا عن جاهل. وبدوره حذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تغريدة قائلاً: "الأهم في هذه الظروف ألا نقع في لعبة الأمم على حساب الوحدة الوطنية". كما اصدر "حزب الله" بيانا استنكر فيه ما صدر من إساءات وهتافات مسيئة، مذكرا بحرمة التعرض لزوجات الرسول وأمهات المؤمنين وعامة مقدسات المسلمين وحذر من مسببي الفتنة. كما دان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان "المحاولات المشبوهة لاثارة الفتن بين اللبنانيين وضرب وحدتهم الوطنية والإسلامية ودان أي إساءة لاي رمز ديني. ووجّه الرئيس سعد الحريري "نداء الى جميع الأهل والآحبة ان يأخذوا بدعوة دار الفتوى وتحذير جمهور المسلمين من الوقوع في الفتنة" وقال "لعن الله الفتنة ومن يوقظها".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

القوى السياسية تتنصّل من شعار "نزع السلاح".. الأولوية للملف المعيشي!

ليبانون فايلز/07 حزيران/2020

تحت عنوان: "قيادات الحراك تعدّ الأولوية للملف المعيشي"، كتبت صحيفة "الشرق الأوسط": تنصّل معظم القوى السياسية المؤيدة للمظاهرات التي خرجت أمس، إلى وسط بيروت، من شعار نزع سلاح "حزب الله"، معتبرة أن الأولوية لمطالب مشتركة مرتبطة بالهموم المعيشية، منعاً لإفشال الحراك، وهو موقف أجمع عليه حزب "القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" الذي طالب أيضاً بإجراء انتخابات نيابية مبكرة. وجاءت المظاهرات في ظل توقعات بمليون عاطل عن العمل في لبنان في أيلول المقبل، في وقت أكدت فيه وزيرة المهجرين غادة شريم، أن "هذه الحكومة لم تسرق، ولم تتسبب بالفساد والهدر، بل إنها تعيش نتائج ما حصل سابقاً"، مشددةً على "أهمية أن يساند الشعب حكومته وعدم نسيان ما حصل سابقاً، والا فإنه لن يميز بين الأبيض والأسود".

 

المفاوضات مع صندوق النقد "مراوحة نشطة في المأزق"

ليبانون فايلز/07 حزيران/2020

أشارت "القبس" إلى أنه في مقابل تزخيم الشارع، تبدو الحكومة أعجز من الاتيان بأي حل يرضي المنتفضين. وهي تسابق الوقت بين مفاوضات شاقة مع صندوق النقد الدولي بهدف الحصول على عشرة مليارات تحتاجها خلال الأسابيع المقبلة وإعادة تموضع تجنّبها تداعيات قانون قيصر الأميركي، الذي سيُحكم الخناق على حلفاء النظام السوري المكونين للسلطة الحالية. ولفتت إلى أن مصدر إعلاميا وصف المفاوضات مع الصندوق بأنها "مراوحة نشطة في المأزق"؛ وبينما يقرن المجتمع الدولي مساعدة لبنان بتنفيذ الاصلاحات، توغل الحكومة اللبنانية في ضرب مبادئ الاصلاح، وتستمر في ممارسة السياسة بالذهنية التقليدية التي اعتادتها في السنوات السابقة. وآخر تجلياتها في هذا الاطار فضيحة انشاء معمل سلعاتا، الذي سيكبّد خزينة الدولة الفارغة ملايين الدولارات، إضافة الى فضيحة أخرى، تتعلّق باسترداد الدولة للقطاع الخلوي، الذي تقاسمه مناصفة التيار الوطني الحر وحركة أمل.

 

تحرك في بيروت يطالب بنزع سلاح «حزب الله» دعا إلى تطبيق القرار الأممي 1559

الشرق الأوسط/07 حزيران/2020

انقسم الشارع في محيط قصر العدل في بيروت، بين معتصمين طالبوا بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1559 رقم الداعي لنزع سلاح «حزب الله» وحصر السلاح في لبنان بيد الجيش، وآخرين اعتصموا رفضاً للاعتصام الأول، دفاعاً عن سلاح الحزب. ونفّذت مجموعة من الناشطين وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت تحت عنوان «لا لدويلة داخل الدولة ولا للسلاح غير الشرعي»، مطالبة بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية. وينص القرار 1559 على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وبسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية، وصدر في عام 2004، بينما ينص القرار 1701 على وقف لإطلاق النار إثر حرب يوليو (تموز) 2006 بين لبنان وإسرائيل، ويشدد على منع وجود السلاح في منطقة جنوب الليطاني على حدود لبنان الجنوبية. ورفعت لافتات داعية إلى تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة، ولافتات أخرى حملت شعار «لا للسلاح الأسود»، و«لا للسلاح غير الشرعي»، وأعلن بعضهم رفضه لوجود «دويلة داخل الدولة». وحملت إحدى اللافتات عبارة: «الثلاثية الوطنية الذهبية هي أرض وشعب وقانون» رداً على «الثلاثية» التي يدعو إليها «حزب الله» وأنصاره «جيش، شعب، مقاومة». كما حملت لافتة أخرى شعار «الدستور اللبناني وسلاح الشرعية والقرارات الدولية»، بينما أفادت إحدى اللافتات بأن «قرار الحرب فقط بقرار من جيشنا اللبناني». وقال أحد المعتصمين إن الفساد محمي في لبنان بموجب معادلة «سلاحنا مقابل فسادكم»، داعياً إلى نزع سلاح «حزب الله»، ووقف توظيف السلاح لحماية الفاسدين، بينما دعا آخر لتوحيد وجود السلاح في لبنان بيد الجيش اللبناني، وتطبيق القرارات الدولية.

بالتزامن، أقيم اعتصام آخر أمام قصر العدل رفضاً للوقفة الاحتجاجية المطالبة بنزع السلاح، وعمدت القوى الأمنية إلى إغلاق منطقة قصر العدل، وفصلها عن محيطها، منعاً للتصادم مع المعتصمين ضد السلاح. وقال أحد المعتصمين إن السلاح هو «سلاح المقاومة ضد إسرائيل، وليس محصوراً بـ(حزب الله) فقط»، مضيفاً أن «الدولة عندما تخلت عن حماية الأرض من الاعتداءات الإسرائيلية والإرهابية، كان هذا السلاح موجوداً للدفاع عن اللبنانيين». وشكك هؤلاء المعتصمون بنوايا المعتصمين في التحرك الأول، معتبرين أنه «سياسي». وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها اعتصام يطالب بتطبيق القرار 1559 منذ عام 2005 بعد انسحاب القوات السورية من لبنان، علماً بأن الشارع اللبناني انقسم في عام 2004 بين مطالب بتنفيذ القرار الدولي ومعارض له، وخرجت مظاهرات ضخمة آنذاك مؤيدة ومعارضة للقرار الدولي في خريف 2004 بعد صدور القرار في سبتمبر (أيلول) من ذلك العام.

 

الرئيس اللبناني يدعو للوحدة... والجيش يحذّر من «الانجرار وراء الفتنة» غداة اندلاع أعمال عنف في أنحاء بيروت

بيروت/الشرق الأوسط/07 حزيران/2020»

دعا الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الأحد)، إلى الوحدة الوطنية بعد اندلاع أعمال عنف في أنحاء من بيروت بين أنصار الأحزاب السياسية المتنافسة. ويحافظ لبنان على توازن طائفي هش منذ أن خاضت طوائفه الدينية العديدة حرباً أهلية في الفترة بين عامي 1975 و1990، بينما تحصل الفصائل في الأغلب على دعم قوى متنافسة في المنطقة. ويُنظر إلى الأزمة المالية، التي بدأت أواخر العام الماضي وترجع جذورها إلى إهدار موارد الدولة والفساد على مدى عقود، على أنها أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ تلك الحرب. وقال عون على «تويتر»: «قوتنا كانت وتبقى وستظل في وحدتنا الوطنية... ليكن ما جرى ليل أمس جرس إنذار للجميع». وأضاف: «نحن في أمسّ الحاجة إلى أن نضع اختلافاتنا السياسية جانباً ونسارع إلى العمل معاً من أجل استنهاض وطننا من عمق الأزمات المتتالية عليه». وأفادت وسائل إعلام محلية بسماع دويّ إطلاق نار في بعض أحياء وضواحي بيروت مساء أمس (السبت)، في أثناء اشتباكات بين أنصار الأطراف المتنافسة. وانتشرت قوات الأمن بأعداد كبيرة. وأضافت أن الهدوء عاد بعد مواجهة متوترة في منطقة يسكنها مسيحيون وشيعة، وهي مرتبطة ببدء الحرب الأهلية وتقع على امتداد خط مواجهة سابق. وفي وقت سابق أمس، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على متظاهرين رشقوها بالحجارة تعبيراً عن غضبهم من النخبة الحاكمة وأسلوب معالجتها للأزمة. إلى ذلك أعلن الجيش اللبناني، اليوم (الأحد)، إصابة 25 من عناصر بجروح في أحداث أمس، محذّراً في الوقت ذاته من الانجرار وراء الفتنة. وقال في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام: «بتاريخ أمس، وفي أثناء تنفيذ وحدات الجيش المنتشرة مهامها في حفظ الأمن، وفتح الطرق التي قطعها محتجون، ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة، تعرض العناصر إلى عمليات رشق بالحجارة والمفرقعات الكبيرة، مما أدى إلى إصابة 25 عنصراً بجروح، إصابة أحدهم بليغة في العين». وأضاف: «كما أوقفت وحدات الجيش 4 أشخاص (سوري، وفلسطيني، وسودانيين)، لقيامهم بأعمال شغب وتكسير خلال تحركات أمس». وتابع البيان: «إن قيادة الجيش ترى أن البلاد قد اجتازت أمس قطوعاً كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير، إذ إن ما حصل كاد يطيح بالوحدة الوطنية ويمزق السلم الأهلي ويغذي الانقسام». وحذرت قيادة الجيش «من مغبة الانجرار وراء الفتنة»، وتؤكد «وجوب التعامل بمسؤولية ووعي وحكمة للحفاظ على السلم الأهلي وصوناً للوحدة الوطنية ودرءاً للوقوع في أفخاخ الفتنة». كما دعت المواطنين إلى ضرورة الوعي لدقة المرحلة وخطورتها، وتشدد على ضرورة التزام الإجراءات الأمنية، منبهةً إلى أنها لن تتهاون مع أي مخلٍّ بالأمن أو عابث بالاستقرار، لأن أمن الناس والوطن فوق أي اعتبار.

 

ريفي للسيد: “زمنك ومشغليك قارب على الانتهاء”

بيروت ـ”السياسة” /07 حزيران/2020

رد الوزير السابق أشرف ريفي، على تغريدة النائب جميل السيد، معتبراً أنه “علّمتنا الخبرة الأمنية أن السارق يسعى لاتهام غيره، كي لا يبقى وحيداً، فيا تابعَ الوصاية والنظام الأمني وكونك ابتليتَ بعبوات سماحة وبتفجير الكنيسة وتهديد الشهيد سمير قصير، وتوعُّد الثوار بالقتل، كان الأحرى بك أن تستتر”. وتابع في تغريدة ثانية: “الحرامي مثلك وحسب محاضر لجنة التحقيق الدولية يسعى لتلويث سمعة الناس، لكن إطمئن، أمثالك من هذه المنظومة كُثر، لكنك الأبرع بينهم بالنصب والابتزاز، أبناء خطك السياسي فتحوا ملفاتك ومنها كيف اشتريتَ منزلك”. وختم ريفي تغريدته “زمنك ومشغّليك قارَب على الانتهاء، والمحاسبة حتمية وآتية”. وكان النائب السيد علق، على المظاهرات التي حصلت في وسط بيروت سائلاً :”مين ثوّار اليوم؟! أشرف ريفي سارق شاطئ الميرامار، وأحزاب الحرب الأهلية وفلول 14 آذار وآخرون”.

 

الجيش اللبناني: لا تهاون مع أي مُخلٍّ بالأمن أو عابث بالاستقرار

بيروت ـ”السياسة” /07 حزيران/2020»

شددت قيادة الجيش اللبناني– مديرية التوجيه، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الأمنية في البلاد، منبّهة إلى أنها لن تتهاون مع أي مخلٍ بالأمن أو عابث بالاستقرار، لأن أمن الناس والوطن فوق أي اعتبار”. وقالت في بيان، أمس، أنه “أثناء قيام وحدات الجيش المنتشرة بتنفيذ مهامها في حفظ الأمن، وفتح الطرق التي قطعها محتجون، ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة، تعرض العناصر إلى عمليات رشق بالحجارة والمفرقعات الكبيرة ما أدى إلى إصابة 25 عنصراً بجروح، إصابة أحدهم بليغة في العين”. وأضافت:”كما أوقفت وحدات الجيش أربعة أشخاص (سوري وفلسطيني وسودانيين) لقيامهم بأعمال شغب وتكسير خلال تحركات أول من أمس”. ورأت، أن “البلاد قد اجتازت أمس قطوعاً كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير، إذ أن ما حصل كاد يطيح بالوحدة الوطنية ويمزّق السلم الأهلي ويغذي الانقسام”. وحذرت القيادة، من “مغبة الانجرار وراء الفتنة، مؤكدة على وجوب التعامل بمسؤولية ووعي وحكمة للحفاظ على السلم الأهلي”.

 

الثنائي الشيعي” يشعل الفتنة لإجهاض المطالبة بإسقاط السلاح وسخط سُنّي عارم لسبِّ السيدة عائشة... واحتقانٌ مسيحيٌّ لشتم الصليب والمسيح

تعليمات أعطيت للجيش بالانتشار والتصدي الحاسم والحازم لكل من يحاول إثارة النعرات الطائفية والعبث بالسلم الأهلي

دار الفتوى حذرت المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية وسعد الحريري يدعو إلى التزام الوعي والحكمة

بيروت ـ “السياسة”/07 حزيران/2020»

أطلت الفتنة المذهبية والطائفية بأمها وأبيها في لبنان في الساعات الماضية، في أعقاب إشكالات أمنية متنقلة تسبب بها مناصرون لـ “حركة أمل” و”حزب الله” خلال التظاهرات التي جرت في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، وما تخللها من احتكاكات بين المتظاهرين وعدد من شبان “الثنائي الشيعي” الذين قدموا من مناطق الخندق الغميق والبسطة، في الوقت الذي عمل الجيش والقوى الامنية على الفصل بين الطرفين، تجنباً لحدوث مواجهات مباشرة بينهما. وبلغت هذه الإشكالات ذروتها من خلال حالة الاحتقان التي كادت تصل حد الانفجار في المدن والمناطق السنية، رفضاً للشتائم التي صدرت من جانب بعض العناصر الشيعية للسيدة عائشة رضي الله عنها، ما دفع مجموعات من أهل السنة الغاضبين إلى النزول إلى الشوارع في بيروت وعدد من المناطق اللبنانية الأخرى، وقاموا بقطع الطرقات وسط حالة من الغضب العارم، ما أدى إلى حصول مواجهات مذهبية في محلة كورنيش المزرعة بين السنة والشيعة، حيث بدا المشهد على درجة عالية من التوتر والتشنج المفتوح على كل الاحتمالات. وكان حصل توتر كبير في شارع كورنيش المزرعة ليل أول من أمس، بين شبان من طريق الجديدة وشباب من منطقة بربرور.

وشهدت منطقتي كورنيش المزرعة ووطى المصيطبة إطلاقًا كثيفًا للرصاص، في حين ذكرت معلومات بحصول اشتباكات حصلت على كورنيش المزرعة بين منطقتي طريق الجديدة وبربور، على خلفية شتم السيدة عائشة، وعمد عدد من الشبان السنة إلى قطع الأوتوستراد بين بيروت والجنوب في محلة الناعمة، كذلك الأمر قطع الطريق الدولية بين بيروت وطرابلس في محلة القلمون، وكذلك شهدت بعض مناطق صيدا والبقاع توترات طائفية متنقلة. وعلمت “السياسة” من أوساط سياسية رفيعة أن الاتصالات لم تهدأ طوال ليل أول أمس بين القوى السياسية التي هالها وصول الوضع إلى ما وصل إليه، من احتقان مذهبي وطائفي ينذر بالأسوأ، خصوصا بعد دخول مجموعات شبابية من منطقة الشياح الشيعية بطريقة استفزازية إلى منطقة عين الرمانة المسيحية، وتوجيه الشتائم للصليب وللمسيح، وما تخلل ذلك من مواجهات بين الطرفين، فتكثفت المشاورات بين القيادات اللبنانية الاسلامية والمسيحية والسنية والشيعي، للحد من تفاقم الأمور على الأرض، والتصدي لمحاولات إشعال الفتنة بين اللبنانيين، في محاولة لإخراج الناس من الشوارع والساحات، وإعادة الوضع إلى طبيعته. وفي السياق كشفت المعلومات لـ “السياسة”، أن تعليمات أعطيت للجيش بالانتشار والتصدي الحاسم والحازم لكل من يحاول إثارة النعرات الطائفية والعبث بالسلم الأهلي، في ظل ترجيحات باجتماع المجلس الاعلى للدفاع في الساعات المقبلة، بالنظر إلى خطورة ما جرى، لاتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة الفتنة.

وأصدرت دار الفتوى بياناً حذرت فيه جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية.

وشدد رئيس الجمهورية ميشال عون على أن “التعرض لأي رمز ديني لأي طائفة لبنانية هو تعرض للعائلة اللبنانية وقوّتنا ستظل في وحدتنا الوطنية”. وتوجه الرئيس سعد الحريري “إلى كل المواطنين الذين هالهم التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها”، منبهاً الى “التزام حدود الوعي والحكمة وعدم الانجرار لأي ردات فعل يمكن ان تهدد السلم الاهلي وتفسح في المجال امام الجهلة لاشعال الفتنة بين ابناء الوطن الواحد”. من جهته، شدد أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، على أن “المس بالمقدسات الإسلامية مستنكر ومرفوض وسنعمل دائماً على إطفاء نار الفتنة”. واعتبر أن “حسابات البعض الرئاسية تحاول منذ مدة النيل من قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان خوفاً منهما”. واعتبر منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو، عبر “تويتر”، أن “ربط اعتداء حزب الله على المتظاهرين وعلى بعض المناطق في بيروت وضواحيها برفع بعض الشعارات المطالبة بنزع سلاحه، غير صحيح!”.

وأضاف: “فعندما هاجم حزب الله المتظاهرين واحرقوا خيم الاعتصام وقبضة الثورة مرات ومرات قبل وباء كورونا، فهل كان ذلك بسبب المطالبة بنزع السلاح؟”.

في المقابل، استنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في بيان، “المحاولات المشبوهة لاثارة الفتن المذهبية بين اللبنانيين، وضرب وحدتهم الوطنية والإسلامية، خدمة لأعداء الدين وتحقيقا لاهداف سياسية تخدم العدو الصهيوني الذي يتربص بأمننا واستقرارنا ووحدتنا”.

وعلى اثر الهتافات المسيئة وما تم تداوله على بعض منصات التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، أصدر “حزب الله” بيانًا أكد فيه “أن ما صدر من إساءات وهتافات من قبل بعض الأشخاص مرفوض ومستنكر ولا يعبر إطلاقاً عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين”.

وحذر “بشدة من مسببي الفتن والمستفيدين منها وكل أولئك الذين يروجون للفتنة ويدعون لها، ونرفض بشكل تام كل ما يمكن أن يؤدي إلى الفرقة والاختلاف والتوتر المذهبي والطائفي والديني”. كما اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “أمل” الشيخ حسن المصري أن ما يتم تناقله عبر بعض وسائل التواصل المشبوهة هو محاولة مكشوفة لبثّ الفتنة بين المؤمنين، وهو خارج نطاق القيم النبيلة والأخلاق الإسلامية الحميدة.

 

احتجاجات بيروت تصطدم بعقدة سلاح «حزب الله»

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/07 حزيران/2020

شكّلت المطالبة بنزع سلاح «حزب الله» لغماً حاضراً للانفجار بين صفوف المتظاهرين الذين لبّوا الدعوة إلى التجمع في ساحة الشهداء، وسط بيروت، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية في محاولة لإحياء تحرك 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

واندلعت مواجهات بين محتجين والقوى الأمنية في وسط بيروت، في أثناء محاولة متظاهرين الوصول إلى مجلس النواب. وحطم البعض واجهات محال تجارية، كما اشتعلت النيران في مدخل فندق «لو غراي»، قبل أن تنتشر قوة من مكافحة الشغب في محيط مجلس النواب وتطلق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وطلبت قوى الأمن «من المواطنين السلميين الانسحاب من الأمكنة التي تجري فيها أعمال شغب حفاظاً على سلامتهم». وفي ساعات بعد الظهر بدأت أعداد المتظاهرين ترتفع. وبدأت المشادات الجانبية ورمي الحجارة والعصي. عبارة «إشكال فردي» طغت على تعليقات مؤيدي «حزب الله» وحركة «أمل» بعد كل مشادة، الذين نفوا أنهم يتحضرون لمواجهة المتظاهرين. ومع نزول الجيش اللبناني بكثافة عادوا أدراجهم.وعندما حاولت مجموعة من المتظاهرين الاقتراب من «الرينغ» مع هتافات ضد سلاح الحزب، منعهم الجيش، فعمدوا إلى رشقه بالحجارة. ورغم المعلومات عن أن الحزب والحركة أُعطيا التعليمات بعدم التسبب بأي اضطراب أمني، فإن شبابهم خرجوا وشرعوا برمي الحجارة، ليصبح الجيش بين فكي كماشة من الاستفزازات، ويعمل بحزم على ضبط الوضع. الغلبة كانت لأصوات الذين يرفعون المطالب المعيشية. كذلك برزت الدعوات لإسقاط الحكومة، «لأنها حكومة محاصصة ولم تتمكن من تنفيذ أي خطة تحول دون الانهيار المالي الذي استفحل منذ تشكيلها». ويقول المحامي والناشط السياسي في مجموعة «المرصد الشعبي لمحاربة الفساد»، علي عباس لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كمرصد لم نشارك في المظاهرة، لأننا ضد شعار الانتخابات المبكرة، فالقانون الحالي لا ينتج طبقة سياسية جديدة قادرة على التغيير». وأضاف: «هذه مطالب الثورة. ورفع شعار الانتخابات المبكرة لا يفيد في ظل الظروف الحالية. وكذلك رفع شعار نزع سلاح (حزب الله)، الكفيل بتفجير الشارع، الذي نسعى إلى توحيده، عوضاً عن شرذمته وعودة المتحزبين إلى أحزابهم الطائفية».

أما العسكريون المتقاعدون فالتزموا بوضع كمامات تحمل صورة العلم اللبناني. وقال أحدهم إنه يرفض «القمع الفكري والتهويل والتخوين، لأنه لا تحفُّظ على أي موضوع يُطرح». أحد المتظاهرين رفع شعار المطالبة بتطبيق القرارات الدولية، وقال إن «هذه القرارات توفر السيادة التي تمكّن من تحقيق مطالب الناس المعيشية. كما أن المجتمع الدولي لن يساعد لبنان إذا لم يطبق هذه القرارات الداعية إلى نزع سلاح (حزب الله)»، ليسارع متظاهر آخر ويتهمه بإثارة الفتنة بين اللبنانيين، وتوقيت الطرح غير مناسب.الناشط بهجت سلامة، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «التحرك هو اختبار للثورة رغم كل التخويف والأخبار الكاذبة التي تم ترويجها عن المجموعات التي لن تشارك به، وعن التزام المتظاهرين بشعارات بعينها. فكل مجموعة شاركت لها مطالبها التي تتعلق بالأزمات التي يعيشها اللبنانيون. لكن يجب أن نتذكر أن هذه المطالب المعيشية والمالية لن تتحقق إذا لم توفر السيادة المصادرة حالياً بسبب هيمنة (حزب الله) وسلاحه على الدولة». أحد المتظاهرين اعتبر أن «الهدف يجب أن يقتصر على المطالب التي توحّد ولا تفرّق. وسلاح الحزب يجب أن يناقَش في مجلس النواب». أما القادمون من مناطق عكار وطرابلس فشددوا على أن «تحركهم سببه الجوع وتخاذل الدولة عن تأمين لقمة الخبز للمواطنين».

 

لا استرداد للأموال المنهوبة قبل أي تغيير سياسي.. سويسرا ترفض "تتبّع أموال لبنانيين"

المركزية/07 حزيران/2020

فضت وزارة الخارجيّة السويسرية يوم الجمعة طلباً كان قد تقدّم به لبنان رسميّاً في شهر كانون الثاني 2020، للحصول على معلومات تتعلّق بتحاويل ماليّة من لبنان إلى المصارف السويسريّة. وبيان وزارة الخارجيّة السويسريّة علّل بوضوح أسباب الرفض، ووضعها في إطار عدم رغبة رغبة سويسرا باستعمال مسألة تتبّع أو تجميد الأصول الماليّة كوسيلة للضغط السياسي وفرض التغيير في البلدان الأخرى، خصوصاً كون "الشعب في لبنان ما زال يتظاهر مطالباً بالتغيير الحقيقي" على حدّ قول البيان. بمعنى آخر، لا يمكن البحث في مسألة تتبّع الأموال المنهوبة في المصارف السويسريّة قبل إسقاط السلطة محلّياً، بإعتبار أنّ الخوض في ملاحقة الأموال المنهوبة قبل ذلك سيمثّل تدخّلاً في شؤون الدول الأخرى عبر المساعدة في إسقاط السلطة.

عمليّاً، تفرض سويسرا في العادة أربع شروط ينبغي أن تتوفّر جميعها قبل البحث في إمكانيّة تتبّع وتجميد أصول ناتجة عن الكسب غير المشروع. من بين الشروط الأربعة، ثمّة ثلاث شروط لا يبدو أنّها تتنافى مع الطلب اللبناني، وهي أن يكون هناك مستوى مرتفع من الفساد في البلد الذي جرت التحويلات منه، وأن يكون هناك شبهة في أنّ الأموال التي جرى تحويلها نتجت عن كسب غير مشروع، وأن تكون عمليّة تجميد الأصول متناسبة مع مصالح سويسرا. أمّا الشرط الأساسي الذي لا يتوافق مع الطلب اللبناني، والذي أشار له البيان بوضوح، فهو أن تكون السلطة المعنيّة بهذه الأنشطة غير المشروعة قد خسرت الحكم، ويُعدّ هذا الشرط ضروريّاً في العادة بالنسبة إلى سويسرا للحفاظ على مبدأ حياد سياستها الخارجيّة، وعدم ربط قراراتها المتصلة بقطاعها المصرفي بالنزاعات السياسيّة الخارجيّة.

من الواضح بحسب جميع المعطيات المتوفّرة أن الطلب اللبناني الرسمي لم يكن أساساً طلباً جدّياً، كونه ببساطة يتناقض مع أحد الشروط البديهيّة التي تضعها سويسرا لهذا النوع من المسارات. كما أنّ المعلومات التي يطلبها لبنان، والتي تتعلّق بهويّة الأشخاص الذي قاموا بتحويلات ماليّة ضخمة إلى المصارف السويسريّة، هي معلومات متوفّرة محليّاً، ويمكن الحصول عليها بمجرّد تتبّع الإجراءات المطلوبة من خلال هيئة التحقيق الخاصّة في مصرف لبنان.

 فهل كان الطلب اللبناني في بداية السنة الحاليّة مجرّد فقاعة إعلاميّة لتهدئة الشارع في ذلك الوقت؟

تعود قصّة الطلب اللبناني إلى شهر كانون الثاني الماضي، عندما أحال وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال السابقة ألبرت سرحان كتاباً موجّهاً إلى المصارف السويسريّة، بواسطة وزارة الخارجيّة اللبنانيّة. وطلب الكتاب معلومات حول التحويلات إلى سويسرا بالاستناد إلى مبدأ "المعاملة بالمثل" و"تبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب"، كون التحويلات المشكوك بأمرها تمثّل جرائم جزائيّة منصوصاً عليها في قانون مكافحة تبيض الأموال وتمويل الإرهاب. وفي ذلك الوقت، تضمّن الكتاب طلب معلومات حول حجم المال الذي جرى تحويله إلى المصارف السويسريّة مع ذكر مصدره، وتحديد ما إذا كان مشبوهاً أو لا.

إذاً، كان من الطبيعي أن يُرفض الطلب اللبناني غير الجدّي أساساً، خصوصاً أن جميع العارفين بطريقة تعامل سويسرا مع هذا النوع من الطلبات يذكرون أن تتبّع واسترداد الأصول التونسيّة والمصريّة والأوكرانيّة والنيجيريّة – ولو بجزء يسير منها - وغيرها في المصارف السويسريّة لم يتمّ إلا بعد حصول التغيير السياسي في تلك البلدان، وإسقاط الأنظمة المعنيّة بعمليّات الكسب غير المشروع التي كان يتمّ تتبّعها.

ولعلّ أكثر ما يعزّز الاعتقاد بعدم جديّة الطلب اللبناني منذ البداية، هو طريقة التعامل محليّاً مع مسألة التحويلات التي يحاول الكتاب الموجّه إلى سويسرا تتبّعها. فمحليّاً، ورغم أن المعلومات المطلوبة موجودة في سجلات النظام المصرفي اللبناني كما ذكرنا، لم تحصل أيّ محاولة جديّة للكشف عن هويّة الأفراد الذي قاموا بالتحويلات، لا بل اقتصرت المراسلات مع مصرف لبنان على طلب المبالغ الإجماليّة للتحويلات التي اتجهت نحو المصارف السويسريّة حصراً، دون أن تشمل الأرقام التحويلات التي جرت إلى بلدان وملاذات ضريبيّة أخرى، ودون أن تشمل أيّ تفاصيل تتعلّق بهويّة المستفيدين منها، وخصوصاً في ما يتعلّق بالتحويلات التي جرت خلال فترة إقفال المصارف في أولى أسابيع الثورة.  في كلّ الحالات، وبمعزل عن هذه الإشكاليّة، يبقى من الأكيد أن الدرس الأهم الذي يمكن استخلاصه من قصة الطلب اللبناني والردّ السويسري، يتعلّق تحديداً بعدم جديّة رفع شعار استرداد الأموال المنهوبة قبل حدوث أيّ تغيير سياسي على مستوى السلطة في لبنان. فحلم استرداد الأموال المنهوبة ظهر في خطة الإصلاح الحكومي الأخيرة، كمصدر أساسي لسداد الخسائر، كما برز في البيان الوزاري للحكومة وفي الكثير من وعود رئيسها. وثمّة مشروع قانون مخصّص لتحديد آليّات استرداد هذه الأموال. لكن كما يبدو من التطوّرات الأخيرة، سواء من جهة الردّ السويسري أو من جهة عدم الجديّة اللبنانيّة، سيبقى هذا الشعار مجرّد حبر على ورق بانتظار حصول تغيير سياسي حقيقي على مستوى السلطة في لبنان.

 

لبنان : اختفت “الثورة” واستيقظت الفتنة…

موقع درج/07 حزيران/2020

ثمة رسالة من وراء ما جرى بالأمس. التظاهر ممنوع. التظاهر سيشعل خطوط التوتر الطائفي والمذهبي. الشارع يجب تعطيله. فما ينتظرنا في لبنان لا يحتمل دوراً للشارع لتحديد وجهته. ثمة دولة وسلطة تقودان بلداً نحو الهاوية.

ماذا وراء العراضة المذهبية التي شهدتها شوارع بيروت بالأمس؟ فالأمر كان مدبراً، وجرى التحضير له بخطوات منسقة. حزب الله أعد المشهد. إعلامه أطلق على التظاهرة الأسماء المعهودة في اليوم الذي سبقها. إنها “تظاهرة السفارة”. على هذا النحو تُعطى الإشارات، وتُحدد ساعة الصفر. والحزب يعرف أن ساحة الشهداء في لحظة التوتر المذهبي سرعان ما تستجيب، وأن الحمقى كثيرون. يعرف أن محطة الـ”أم تي في” ستنزلق معه، وستبث شريط فيديو قديم لتزخيم الموقف المذهبي، فأهل المحطة من خصومه الذين لطالما لم يخيبوه.

السلاح في مرحلة الانهيار المالي والحصار الاقتصادي لا يحتمل صوتاً بوجهه. صوتاً ضعيفاً لا حيلة له ولا قدرة. حزب الله يعرف ذلك تماماً، ويعرف أن من دفع بشعار “سحب السلاح” إلى التظاهرة أخفى وجهه. لكنها بالنسبة للحزب فرصته لكي يؤدب الساحة. ليس مهماً أن الصوت ضعيف وخافت، وأن أصحابه اختبأوا خلف كمامات لا تحجب هوياتهم، لكنها تخنق حناجرهم.

“شيعة شيعة شيعة”، مذهل هذا الهتاف حين تصدح به حناجر جائعين في وسط بيروت. يحار المرء إلى أين يشيح بوجهه من صلافته. فالرسالة ثقيلة حين تنقلها هذه العبارة المتكررة ثلاث مرات. فالمذهبية لم تنجل يوماً بهذا القدر وهذا الوضوح. لكن علينا أيضاً أن نفكر بأن صاحبها أصابه ذعر جديد. حزب الله خائف من شيء ما. التظاهرة ليست محل ابتلائه. هي مشهد عابر وينقضي، وله فيها أصوات موازية، أصحابها ممن قالوا انهم جاءوا ليتظاهروا ضد الحكومة وليس ضد سلاح الحزب.

البيانات التي توجت ليلة المواجهة بين الـ”شيعة شيعة شيعة” وبين جمهور “عائشة أم المؤمنين” لم تأت على ذكر مطلب واحد من مطالب اللبنانيين. اختفت “الثورة” واستيقظت الفتنة. لا بأس، فهذه حال من ينبس ببنت شفة، ليس بمواجهة سلاح حزب الله، انما أيضاً بمواجهة السلطة.

حزب الله ليس خائفاً منا نحن اللبنانيون، فهو انتصر علينا منذ أكثر من عشر سنوات، ضمن سلسلة انتصاراته. حزب الله خائف من أناس آخرين، ويريد أن يلوح لهم بقدرته على قلب الطاولة. ما جرى بالأمس كان معداً، ولم يكن تلقائياً.

ثمة رسالة من وراء ما جرى بالأمس. التظاهر ممنوع. التظاهر سيشعل خطوط التوتر الطائفي والمذهبي. الشارع يجب تعطيله. فما ينتظرنا في لبنان لا يحتمل دوراً للشارع لتحديد وجهته. ثمة دولة وسلطة تقودان بلداً نحو الهاوية. لا يمكن الحد من تسارع الانهيار. السقوط يجب ان لا يترافق مع صراخ. السقوط يجب أن يرافقه قبول وتكيف. دولة حزب الله في طريقها إلى الهاوية، وهي تصطحب معها في رحلة السقوط الملايين الخمسة من اللبنانيين.

استيقظ الـ”شيعة شيعة شيعة” في الصباح على صوت الفتنة، وأرادوا دفعها عن أزقتهم، واستقبلت المحطات التلفزيونية التي يملكها ذميو الجمهورية إمام مسجد زقاق البلاط الذي أدان شتم عائشة أم المؤمنين، لكنه ذكر المتظاهرين بضرورة كف شرهم عن سلاح الحزب.

البيانات التي توجت ليلة المواجهة بين الـ”شيعة شيعة شيعة” وبين جمهور “عائشة أم المؤمنين” لم تأت على ذكر مطلب واحد من مطالب اللبنانيين. اختفت “الثورة” واستيقظت الفتنة. لا بأس، فهذه حال من ينبس ببنت شفة، ليس بمواجهة سلاح حزب الله، انما أيضاً بمواجهة السلطة. وكورونا لم يعد يكفي لرد الفضيحة ولتأجيل الصراخ، وأي صوت، مهما كان ضعيفاً، سيصيب دولة الحزب وحكومته وسلطته. والحزب اذ أدرك مؤخراً أن لا وقت لإزعاج جبران باسيل ولا بأس بإهدائه معمل سلعاتا، وأدرك أيضاً أن المعركة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ليس هذا وقتها، أدرك في المقابل أن موقعه هش ولا يحتمل تظاهرة. يجب أن تصمد الحكومة، ولا سبيل لحمايتها سوى بـ”شيعة شيعة شيعة”، ولا بأس بأن يُصدر رئيسها بياناً يدين فيه التعرض لعائشة أم المؤمنين.

نحن أيضاً سائرون نحو واقعٍ أشد تعقيداً. فقريباً جداً سيكون علينا أن نختار بين أن نكون جزءاً من قانون قيصر الذي يستهدف النظام السوري، وبين أن نقبل بمزيد من الانكفاء عن العالم. الخيار الأول يعد حزب الله لمواجهته. ما جرى بالأمس في شوارع بيروت كان بروفة أولى، سيعقبها بروفات كثيرة.

لا وقت لشيء في هذه الأيام سوى للصمت والقبول والتكيف. الألم المرافق للجوع عليه أن يتحول إلى أنين، وهو اذا يكون شيئاً آخراً فلا بأس بأن يكون “شيعة شيعة شيعة” أو ما يوازيها.

ما جرى بالأمس عينة عما ينتظرنا في القادم من الأيام. الخوف من قابلية الشارع للاشتعال سيكون وسيلة الحزب لردنا إلى بيوتنا. لا خيار أمامه سوى ذلك. فلبنان، لبنانه، سيكون على محك محنة متراكمة، توجها قانون قيصر، لكنه تسير بقدرات دفع أخرى، كاختناق النظام الإيراني بالعقوبات وبانخفاض أسعار النفط. سلاح الحزب لا وظيفة له في ظل هذا الاستعصاء سوى الشارع.

جولة الأمس لن تكون الأخيرة.  

 

ابراهيم الأمين… عميل ولاية الفقيه

خاص صوت بيروت إنترناشونال/07 حزيران/2020

مطلب الثوار بنزع سلاح “حزب الله” ارعب الاخير، دفعه الى تحريك ابواقه للدفاع عنه، ومن غير ابراهيم الامين العميل الصغير والبوق الكبير يمكنه القيام بهذه المهمة بحقد وخبث ليس له مثيل،

فاصدر الحزب اوامره له بنشر سمومه على الثوار والشيخ بهاء الدين الذي يشغل بال الحزب منذ اعلانه دخول عالم السياسة وتأييده مطالب الثوار.

لم يجرؤ “التافه” بذكر اسم بهاء الدين في مقاله، فاكتفى بوضع صورته واللواء اشرف ريفي واحد شيوخ الطائفة الشيعية، معنوناً “حقده” بـ”ثوار السفارة”، وهذا ليس مستغرباً من عملاء ايران في لبنان باتهامهم من يقف ضدهم بكل ما يقومون هم به، فمن شرّع لبنان ليكون ارضا تابعة لولاية الفقيه ومن يتلقى تعليماته من الولي الفقيه من دون ان يخجل من اعلانه انه جندي في هذه الولاية، لا يحق له اتهام الاخرين بانهم عملاء لدولة اجنبية.

المضحك ان ابراهيم الامين ضم من خلال الصورة التي اختارها الشيخ بهاء الدين واللواء اشرف ريفي الى لائحة “ثوار السفارة” التي خصصها حزب الله للذين نزلوا الى الساحات مطالبين باسقاط الطبقة الحاكمة والتغيير وبمحاسبة الفاسدين واسترداد الاموال المنهوبة،

فكيف الان مع المطالبة بنزع سلاحه، لاسيما مع اعلان بهاء الدين تأييده مطالب الثورة، وهو الذي انتقد سنة 2017 إيران و”حزب الله” مؤكدا سعيهما إلى “السيطرة على لبنان”، حيث وصف ايران بلاعب خارجي خبيث، وبأن “حزب الله” ذراعها في المنطقة.

تخبط حزب الله من العقوبات الاميركية، اضيف اليها قانون قيصر الذي سيضيق الخناق اكثر واكثر على الحزب، تمهيداً لانتزاعه وسلاحه من المنطقة، بعدما عاث فيها فساداً، متسبباً بانهار من الدماء في سوريا والعراق واليمن ولبنان،

وما زاد من منسوب خشيته فتح جبهة داخلية عليه، لاسيما وان كل اللبنانين ما عدا بيئة الحزب ضد سلاحه، ولهذا كتب ابراهيم الامين في محاولة منه لاظهار ان عدد الذين يرفعون شعار لا لسلاح الحزب قليل، متهما اياهم بالجبن والضعف حيث قال” ما كان واجباً منذ اليوم الأول لانطلاقة 17 تشرين، هو أن الفريق الذي يعتقد أن المقاومة مسؤولة عن تعبه الاقتصادي، كان عليه إظهار موقفه علناً.

لكنه فريق ضعيف وجبان ويعرف أن الانقسام القائم في البلاد حول الموقف من سلاح المقاومة، ليس انقساماً بين نصفين. في لبنان قسم من الناس يرفضون المقاومة وسلاحها.

لكنهم لا يشكلون أكثرية واضحة. بل هم أقلية غير قادرة حتى على التعطيل. لكن فكرة «الزعبرة» على طريقة الثورات الملوّنة، جعلتهم يهربون من المواجهة”…فإذا كان الامر كما يدعي “الخائن” فلماذا يحارب الحزب الثورة منذ انطلاقها؟! ولماذ يستنجد في مقاله بـ” القوى والمجموعات التي تقول إنها ترفض المسّ بسلاح المقاومة” لاعلان موقفها بوضوح.

اتى الامر الى “الخائن” وليس الامين بأن يوجه سهام حقده على كل لبناني يطالب بحقه، بدولة قوية عادلة وليس دويلة تحكمها ميليشيا بسلاح غير شرعي، توجهه للداخل متى ارادت، تقتل الشعب كلما اربكها قراراً…اتهام كل من يعارض “حزب الله” بأنه عميل للسفارة قديم متجدد كلما دعت الحاجة اليه، وقد اعتاد عليه كل حرّ وشريف، لذلك ليس مستغرباً من “الخائن” ما كتبه وما المح له، فمنذ سنوات باع قلمه من اجل حفنة من الدولارات يحصل عليها شهرياً من “حزب الله”، لهذا لن يكون الا التلميذ المطيع لاوامر معلميه.

 

سلاح الحزب وأزمات الحكومة يعصفان بالحراك اللبناني.. من الذي أشعل فتيل الطائفية في مظاهرات بيروت؟

بيروت اوزارفر/07 حزيران/2020

لم تمر تظاهرة الأمس 6 يونيو/حزيران 2020، في وسط، بيروت مرور الكرام، بل أعادت فتح باب الاشتباكات المسلحة والاستفزازات الطائفية والمذهبية التي أعادت لبنان لمرحلة ما قبل انتفاضة 17 تشرين الأول (أكتوبر)، والتي اعتقد اللبنانيون أنها دفنت مرحلة ولت من الصراعات الطائفية، كان آخرها حادثة قبرشمون الصيف الماضي، والتي كادت أن تؤدي لإعادة حرب جبل لبنان بين المسيحيين والدروز، لولا التدخل السياسي حينها لمعالجة ذيول الحادثة.

وكانت المجموعات الثورية في الانتفاضة تحضر لإعادة الزخم للساحات اللبنانية بعد عيد الفطر وانخفاض أعداد الإصابة بفيروس كورونا، كانت الاجتماعات خلال الفترة الماضية بين تلك المجموعات تناقش المرحلة الأولى لانطلاق الثورة، وتعيد تقييمها للاستفادة من ثغرات حراك 17 تشرين الأول (أكتوبر)، واستكمال ما وصلت إليه الانتفاضة كان الجامع الأوحد لتلك المجموعات، ومواقفها الثابتة التي تتفق على رفض أداء الحكومة، وتطالب باستقالتها، وخاصة بُعيد الموقف السلبي لصندوق النقد الدولي من الخطة المالية التي عملت عليها الحكومة خلال المرحلة المنصرمة، والتي بحسب مصادر خاصة لعربي بوست فإن الصندوق سيوجه رسالة تحذيرية للبنان، يقول فيها إنه بحال استمر هذا الأسلوب من المماطلة في العمل فهو مضطر لوقف المفاوضات، زاعماً أن الحكومة لم تُظهر الجدية في هذا الملف حتى الآن.

بالإضافة للمواقف السلبية للمجتمع الدولي من الأزمة اللبنانية، وتحديداً الإدارة الأمريكية التي تصر، وفق مصادر، على فرض بندين اثنين في عمل أية حكومة لبنانية قادمة، الأول إجراء إصلاحات جدية في قطاعات الكهرباء والاتصالات والإدارة العامة، والثاني الحد من سيطرة حزب الله على الحكومة ومفاصل الدولة ووقف تغوله في المؤسسات.

من جهة أخرى، وأمام هذا الواقع الدولي الرافض لأداء حكومة حسان دياب، عملت المجموعات الثورية على التحضير للعودة للميدان اللبناني، في ظل محاولات قوى سياسية استغلال الشارع لتمرير أجندتها واختطاف قرار الحراك وتوجيهه باتجاهات مختلفة.

وأمام حالة التخبط وصراع الشعارات أعلنت مجموعات مشاركة في التظاهرة الانسحاب لرفضهم الحديث في الوقت الحالي عن سلاح حزب الله، معبرين عن سخطهم المتكرر لمحاولة إحباط الثورة وأبرز التيارات المنسحبة هي الحزب الشيوعي والمجموعات اليسارية والعسكريين المتقاعدين، هذا ما أدى إلى تراجع زخم مشاركة السبت الفائت.

شعارات طائفية

وبين مطالب الانتخابات النيابية المبكرة وتطبيق القرار الدولي 1559 بشأن سلاح حزب الله، والعناوين المعيشية الأخرى، انقسمت شعارات الساحة كما كان متوقعاً، فقد سادت حالة من الانقسام والبلبلة بين المتظاهرين بساحة الشهداء وسط بيروت، إلى أن فعلت الشائعات أفاعيلها.

فقد أشيع أنه تم اختطاف أحد الشبان في طلعة بشارة الخوري القريبة من ساحة التظاهرة، فتوجّه مئات المشاركين إلى المنطقة، حيث كان قد خرج العشرات من أنصار الثنائي الشيعي “حزب الله وحركة أمل”  لترديد شعاراتهم الطائفية التي تضمنت تطاولاً على أسرة الحريري، وهتف ضد فريق سمير جعجع وأهل بيروت. هتف هؤلاء ضد الثورة و”مع الحسين”، ثم “شيعة شيعة”، وكالعادة في كل تظاهرة فقد تسلّحوا بالعصي واستخدموا خراطيم المياه كهراوات، وتنقّلوا بين مسلكي الطريق في محاولة اختراق الحاجز الأمني الذي شكلته عناصر من الجيش اللبناني، ونجحت في إبعادهم على مراحل.

يشهد لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، وقد تفاقمت مع فرض تدابير العزل لمحاولة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجدّ، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من نصف قيمتها، وسط ارتفاع كبير في الأسعار.

لكن سرعان ما كانوا يعودون مجموعات، ليجتمعوا تحت جسر الرينغ ويكررون هتافاتهم. واستمرّ الوضع على حاله لساعات، إلى أن تسربت مقاطع مصورة تظهر فيها مجموعات شيعية تتطاول على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، ما وتّر الشارع وأدى لاحتقان طائفي سني- شيعي في بيروت، تحوّل إلى اشتباكات بين مناصرين لحزب الله من جهة وتيار المستقبل من جهة أخرى، حتى ساعات الصباح الأولى، حيث عمل الجيش اللبناني على محاصرة الاشتباك والحد من تمدده لباقي المناطق الأخرى.

الحزب وبشار الأسد

ميدانياً، عاد خطاب سلاح حزب الله ودوره في فرض المعادلة اللبنانية لصلب خطاب أحزاب فريق ما سمي 14 آذار، حيث حمل حزبا الكتائب والقوات وشخصيات بقايا هذا الفريق شعار سحب سلاح حزب الله وتنفيذ القرار 1559 الصادر في العام 2004، والذي يطالب الحزب بتسليم سلاحه وسحب سلاح الفصائل الفلسطينية في مخيمات اللجوء اللبنانية، وترسيم الحدود بين سوريا ولبنان لوقف عمليات التهريب المستمرة، وتَرافق هذا الخطاب مع مشروع قانون قيصر الأمريكي الذي يجرّم التعامل مع نظام بشار الأسد، وكانت القوى الثورية تنظر بعين الريبة إلى تسويق خطاب سيؤدي إلى استفزاز شريحة لبنانية تؤمن بسلاح المقاومة وتحديداً البيئة الشيعية المتمسكة بحزب الله ومشروعه في لبنان والمنطقة، حاولت القوى الثورية مراراً نفيها المتكرر لحمل هذا الشعار، ليس في جوهره وإنما لإيمانها بأن المطالب المعيشية والاقتصادية هي أولوية اللبنانيين أكثر من ملف سلاح الحزب وجماعاته بحجة الدفاع عن لبنان.

مقاتلو حزب الله يرتادون دبابة تابعة لميليشيا لحد في جنوب لبنان في 24 مايو / أيار 2000/ رويترز

وهذا ما أكده مصدر من إحدى الفرق الثورية، لـ”عربي بوست”، فضّل عدم الكشف عن هويته، ويرى أن سلاح حزب الله يغطي ربما ممارسات الفساد لأحزاب الحكومة، خاصةً حليفه الوزير جبران باسيل المصرّ على خطاب تعبئة المسيحيين ضد أي تحرك مطلبي في الشارع، ومحاولة فرض مشروع معمل كهرباء سلعاتا الذي سيكلف الدولة العاجزة مئات الملايين وهي في حالة إفلاس ممنهج، ليتمكن باسيل من مخاطبة المسيحيين بأنه بنى لهم محطة كهرباء. لكن وبحسب المصدر، فإن شعار سحب السلاح سيكون عامل جلب لخطاب مذهبي في الوقت الحالي، وسيكون أداة فريق الحكومة للانقضاض على تحركات مطلبية شعبية تطالب بالرغيف والاستشفاء والكهرباء.

الزعامة والفوضى

وعلى الصعيد السياسي، تعيش الساحة السنية اللبنانية حالة من الصراع اللامحدود بين مكوناتها، فتيار المستقبل وبحسب متابعين يعيش تراجعاً ملحوظاً وانكفاء عن السياسة بشكل متسارع، وبدا هذا التراجع خلال اشتباكات الأمس، حيث عمل مناصرو “المستقبل” على إحداث الفوضى في طرابلس وصيدا وبيروت دون التفكير في تبعات الأمر ومآلات الأمور، فيما يسعى وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق بعد انشقاقه عن تيار المستقبل لتأسيس حالة ضمن صف “المستقبل”، وتأسيس تجمع سياسي يلعب لعبة الانضمام إلى الثورة ولبس ثوبها عبر محاولات متكررة للعمل على استقطاب مجموعات ثورية لتنضم إلى مشروعه السياسي، ويضمه إلى جانب ممتعضين من أداء سعد الحريري خلال فترة التسوية بين الأخير والوزير السابق جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر.

حيث انضم إلى ركب المشنوق المفكر السياسي اللبناني الشهير رضوان السيد، الذي كان أحد أهم مستشاري الرئيس الراحل رفيق الحريري ثم نجله سعد، لينفصل عن الحالة الحريرية عقب اتفاق باسيل-الحريري العام 2016، حيث يتمتع الرجل بعلاقات واسعة عربية اكتسبها في زمن العهد الحريري منذ العام 1944 وحتى اليوم، حيث يدور الرجل في الفلك الإماراتي السعودي. كان المشنوق قد دعا مناصريه إلى المشاركة في تظاهرة السبت تحت عناوين سحب السلاح واستقالة الحكومة، وبموازاة المشنوق ينشئ تيار المنتديات التي يدعمها شقيق سعد الحريري بهاء، الذي يسعى لخلافة الزعامة من شقيقه عبر دعم أنشطة المنتديات السياسية وسحب البساط الشعبي من شقيقه عبر خطاب المظلومية السنية.

وقالت مصادر تتابع حركة بهاء الحريري، لـ”عربي بوست”، إن الرجل يمارس لعبة دفع المال مقابل الولاء، ويعمل عبر مسيّري أعماله على استجلاب مفاتيح المناطق الشعبية التي تدور في فلك تيار المستقبل، حيث حشد فريق منتديات بهاء الحريري، للسبت 6 يونيو/حزيران، من مناطق سنية مختلفة تحت شعار سحب السلاح، وشاركوا في المواجهات مع مناصري حزب الله وسط بيروت خلال التظاهرة الحاشدة.

الكتائب” ليس ضد السلاح

من جهته يرفض رئيس حزب الكتائب، سامي الجميّل، مقارنة حزبه المشارك في الحراك منذ العام 2015، ويؤكد خلال لقاء دردشة مع الصحفيين، رفضه لمحاولة السلطة وأجهزتها التسويق لفكرة الاختلاف بالعناوين والمطالب وتحديداً سلاح حزب الله، معتبراً أن ثمة “شائعات وحملة مخابراتية مبرمجة لتخويف الناس وإيهامهم بافتعال مشاكل حتى لا ينزلوا إلى الشارع”. وأكد عدم صحة رفع أي شعار يخص حزب الله وسلاحه، لافتاً إلى استمرار حزب الكتائب في رفع شعارات 17 تشرين الأول (أكتوبر)، “والاستمرار بالعناوين نفسها التي أُطلقت منذ 8 أشهر، والانتخابات النيابية المبكرة أحدها”. وشدّد الجميّل على أنه “لم نخرج ولن نخرج عن المطالب الأساسية”، معتبراً أن الطريقة الوحيدة لإعادة إنتاج سلطة جديدة هي إما بالانتخابات المبكرة وإما بالثورة العنفية، حيث يجدد الجميّل رفضه للعنف أو الانقلابات العسكرية.

سلاح الحزب خط أحمر

فيما يرفض حزب الله مجرد النقاش في ملف سلاحه، ويجدد مصدر مسؤول بالحزب لـ”عربي بوست”، تشديده على أن مناقشة ملف السلاح غير واردة عند الحزب، ويؤكد أن حزبه يقف مع مطالب الناس ويؤيدها، ويدرك أن الواقع يزداد سوءاً، لكنه وبحسب المصدر يؤكد أن الحزب يسعى عبر الحكومة الحالية إلى تجاوز الأزمة الاقتصادية عبر خطط إصلاحية تعمل الحكومة عليها.

ورفض المصدر الذي رجح عدم ذكر اسمه، اتهام الحكومة بأنها حكومة حزب الله، قائلاً هي حكومة مستقلين واختصاصيين تتلقى دعماً من حزب الله كما بقية الأطراف السياسية، وأن الحديث عن السلاح ليس جديداً، وأن قوى سياسية تسعى لتنفيذ أجندات أمريكية للضغط على المقاومة التي تصر على حماية البلد واستقراره.

 

بغياب مسلحي حزب الله، إعلاميوه يتولون قمع الصحافيين

العرب/08 حزيران/2020

أثار اعتداء مراسل قناة الميادين على مراسل آخر وصحافية النهار، لمنعهم من تغطية تجمع مناصري حزب الله وحركة أمل وهم يهتفون “شيعة شيعة”، حاملين العصي والسكاكين على مقربة من الاحتجاجات التي شهدتها بيروت، موجة استنكار واسعة في لبنان، وأظهر أن إعلاميي حزب الله لا يختلفون عن مسلحيه في ثقافة القمع. بيروت - تولى مراسل قناة “الميادين” الموالية لحزب الله، مهمة منع فريق تلفزيوني من تغطية المظاهرات في بيروت، وقام بالاعتداء على مراسل “صوت بيروت” وصحافية بجريدة “النهار” توثق الحدث، في حادثة أثارت غضبا واسعا في لبنان لتحول إعلاميي حزب الله إلى أدوات للقمع ينضافون إلى أدواته الأخرى لإسكات أصوات منتقديه. وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق اعتداء مراسل قناة الميادين عباس صباغ، على مراسل صوت بيروت إبراهيم فتفت، محاولا منعه من استكمال التغطية للمواجهات التي حصلت وسط بيروت، بحجة أن ما يقوله غير دقيق.

والسبب الذي دفع صباغ إلى محاولة منع زميله من التغطية، هو أن تجمع مناصري حزب الله وحركة أمل وهم يهتفون “شيعة شيعة”، يضمّ حاملين للعصي والسكاكين على مقربة من الاحتجاجات التي شهدتها بيروت. وأثناء الاعتداء حاولت مراسلة جريدة النهار أسرار شبارو، تصوير ما يقوم به صباغ ولكن الأمر أزعجه فأقدم على شتمها وتهديدها بالضرب ومحاولة منعها من التصوير، والمفارقة أن صباغ هو زميل شبارو كذلك في جريدة النهار منذ فترة طويلة.

وأفاد متابعون أن هذه الحادثة لم تكن الوحيدة في هذا المكان، فكانت هناك محاولات ترهيب أخرى تجري خلف عدسات الكاميرا، ضحاياها مراسلون أرادوا نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض من ترهيب وشتائم بحق المحتجين. وعلقت الإعلامية ديما صادق في تغريدة على حسابها في تويتر، “الدولار بـ 4000 ليرة، الناس على أبواب مجاعة، الدولة سرقت أموالنا، والحل؟ سب معتقدات الآخرين. ثقافة حزب الله وأمل فعلت ما هو أخطر بكثير من قمع حرّيتنا. لقد شوّهت عقول ناسهم. يا لخجلنا مما أوصلتمونا إليه”. راديو صوت بيروت: الاعتداء يُظهر كيف يقوم الجهاز الإعلامي لحزب الله بالاعتداء على الصحافيين لمجرد اختلاف الرأي

راديو صوت بيروت: الاعتداء يُظهر كيف يقوم الجهاز الإعلامي لحزب الله بالاعتداء على الصحافيين لمجرد اختلاف الرأي

وحاول مراسل الميادين إنكار حادثة الاعتداء على زملائه، لكن مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز”، أكد رواية الاعتداء التي وثقتها عدسات المصورين. وقال المنسق الإعلامي في المركز جاد شحرور إن “الاعتداء حصل وهو موثق بمقاطع مصورة، وشهادات الصحافيين الذين كانوا في موقع الحادث”. وأضاف شحرور أن المؤسسة تُعنى برصد انتهاكات حرية الصحافة والثقافة من ناحية، والدفاع عن حقوق وحرية التعبير للصحافيين والمثقفين من ناحية أخرى، وهي “لا تنشر أي نوع من الأخبار أو التغريدات إذا لم يتم التأكد من صحتها 100 في المئة ومقاطعة المعلومة عبر أكثر من مصدر”.

وأوضح راديو صوت بيروت على موقعه الإلكتروني، أن هذا الاعتداء الذي قام به مراسل قناة الميادين يُظهر مستوى المهنية الذي يمتلكونه والكراهية التي يعملون على أساسها، ويُظهر مستوى بيئة حزب الله وكيف يقوم الجهاز الإعلامي المتمثل بمراسليه بالاعتداء على الصحافيين لمجرد اختلاف الرأي ووجهات النظر”.وأشار الراديو إلى أن هذا الأمر “يضعنا أمام سؤال ألا وهو أين يُمكن أن نجد العيش المشترك مع أمثال هذه البيئة التي تقوم على الإلغاء والقمع والاعتداء على الآخرين بسبب آراء وأفكار”. وأكدت إدارة الراديو أنها ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمقاضاة مراسل قناة الميادين والمصور المرافق له. كما أفادت مصادر من صحيفة النهار اللبنانية، أنها ستتخذ قرارا حاسما خلال الساعات المقبلة بشأن هذا التصرف الذي صدر عن صباغ. وتعتبر قناة الميادين الممولة من طهران إحدى الأذرع الإعلامية في المنطقة، وتنتهج خطا مواليا لحزب الله وما يعرف بمحور المقاومة، وبعد طريقتها في تغطية الاحتجاجات اللبنانية التي بدأت في أكتوبر الماضي، قدم  الإعلاميان سامي كليب ولينا زهرالدين استقالتهما من القناة. ورجحت مصادر أن الاستقالة جاءت اعتراضا على طريقة تعاطي الميادين مع أخبار ثورة 17 أكتوبر في لبنان، وثورات العراق وإيران.

وربطها البعض باستقالات مجموعة من الصحافيين من جريدة الأخبار الموالية أيضا لحزب الله، واتخذت موقفا مناهضا للحراك الشعبي أيضا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 12 مقاتلاً موالياً لإيران بغارات على شرق سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط/07 حزيران/2020

قُتل 12 مقاتلاً موالياً لإيران على الأقل جراء غارات شنّتها طائرات مجهولة الهويّة على أحد مواقعهم في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم (الأحد). وذكر المرصد أنّ «ثماني غارات استهدفت قبل منتصف ليل السبت - الأحد مقراً لقوات موالية لإيران في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مصرع 12 مقاتلاً عراقياً وأفغانياً، وتدمير آليات وذخائر». ولم يتمكن المرصد من تحديد هوية الطائرات التي شنّت الغارات، إلا أن مديره رامي عبد الرحمن رجّح لوكالة الصحافة الفرنسية أن تكون إسرائيل مسؤولة عن تنفيذ الغارات. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذها غارات في سوريا، إلا أنها تكرر أنها تواصل تصدّيها لما تصفه محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى «حزب الله» اللبناني. وترى أن الوجود الإيراني، دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد، يشكل تهديداً لها، متعهدةً بمواصلة عملياتها حتى «رحيل» إيران منها. وتَكرّر في الآونة الأخيرة استهداف مواقع عسكرية تابعة للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها خصوصاً في منطقة دير الزور. وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية ومجموعات موالية داعمة لدمشق في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي خصوصاً بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين. وحسب المرصد، جاءت الغارات ليلاً بعد استقدام مقاتلين أفغان تعزيزات عسكرية من قرية قرب الحدود العراقية إلى مركز تجمّع ضخم للقوات الإيرانية قرب الميادين. وتسببت ضربات مماثلة في 31 مايو (أيار) بمقتل خمسة مقاتلين غير سوريين موالين لإيران في بادية البوكمال، حسب المرصد. وفي 17 مايو، أسفرت ضربات جوية عن مقتل سبعة مقاتلين موالين لإيران، وفق المرصد، بعد أيام من استقدامهم تعزيزات عسكرية. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبب في مقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

 

نتانياهو: “كورونا” لن يُخفِّف من عزيمتنا على التحرك ضد إيران

12 قتيلاً في قصف إسرائيلي لموقع إيراني في دير الزور... وتظاهرات بدرعا ضد الأسد وتدخلات طهران وموسكو

القدس، دمشق، طهران، عواصم – وكالات/07 حزيران/2020

 شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، على أن وباء “كورونا” لن يخفف من عزيمة بلاده على التحرك ضد العدوان الإيراني. وقال نتانياهو على “تويتر إن “إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وستواصل العمل بشكل ممنهج ضد المحاولات الإيرانية للتموضع عسكرياً على حدودها”. وأوضح خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية، أن “إيران تنتهك التزاماتها بشكل ممنهج أيضا، بما يخص إخفاء المواقع النووية وتخصيب المواد القابلة للانشطار وهناك انتهاكات”، مطالبا “بانضمام المجتمع الدولي إلى الولايات المتحدة بشأن إعادة فرض عقوبات معوِقة على إيران”. في غضون ذلك، قُتل 12 مقاتلاً موالياً لإيران على الأقل جراء غارات شنتها طائرات مجهولة الهوية، يعتقد أنها إسرائيلية، على أحد مواقعهم في شرق سورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “ثماني غارات استهدفت ليل أول من أمس، مقراً لقوات موالية لإيران في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مصرع 12 مقاتلاً عراقياً وأفغانياً، وتدمير آليات وذخيرة”، مرجحاً أن تكون الطائرات إسرائيلية. وأشار إلى أن قوات إيرانية وأخرى عراقية ومجموعات موالية داعمة لدمشق، تنتشر في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي، خصوصاً بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين.

وأضاف إن الغارات الليلية جاءت بعد استقدام مقاتلين أفغان تعزيزات عسكرية من قرية قرب الحدود العراقية إلى مركز تجمّع ضخم للقوات الإيرانية قرب الميادين، مشيراً إلى أن تلك المليشيات استقدمت تعزيزات إلى مواقعها قبل ثلاثة أيام، حيث وصلت نحو 30 آلية محملة بمعدات عسكرية ولوجستية ومقاتلين قادمة من بلدة الهري الحدودية مع العراق. وأوضح أن الرتل استقر في منطقة المزارع التي حولتها القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها إلى مركز تجمع ضخم لها في دير الزور. على صعيد متصل، يجري الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية بمستوطنات عدة في منطقة الجليل الأعلى، بالقرب من الحدود السورية. وأفادت القناة “السابعة” العبرية بأن التدريبات العسكرية الإسرائيلية انطلقت أمس في مستوطنات “جورن” و”شلومي”، وقرية زرعيت، ومنطقة عرب العرامشة بالجليل الأعلى، على الحدود الشمالية لإسرائيل. وفي سياق آخر، أفاد “المرصد” بخروج تظاهرات حاشدة ليل أول من أمس، في مدينة طفس بريف درعا، احتجاجاً على الوضع المعيشي، وندد المتظاهرون بالمحتل الإيراني والروسي، مطالبين بإسقاط النظام، وإخراج المعتقلين من السجون. ورفع المتظاهرون لوحات كتب عليها “نظام لا يستطيع ضبط الأسعار فليرحل من هذه الديار”، و”في كل دول العالم يفنى شخص من أجل الشعب… وفي سورية يفنى الشعب من أجل شخص”. من ناحية ثانية، قتل ثمانية مدنيين سوريين وأصيب سبعة آخرون بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة قرب صوامع تل حلف جنوب مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمال الغربي. على صعيد آخر، قرر حزب “البعث العربي الاشتراكي”، الحاكم في سورية، انتخاب ممثليه للبرلمان عبر مؤتمرات موسعة، وذلك للمرة الأولى في تاريخه. وذكرت صفحة القيادة المركزية للحزب وأمينه العام بشار الأسد، “سيقوم البعثيون باختيار ممثليهم” إلى المجلس من خلال “مؤتمرات موسعة لفروع الحزب في سورية”. وكان “البعث” يختار ممثليه إلى المجلس بطريقة التعيين التي تتولاها قيادة الحزب.

 

شبكة لغسل الأموال وتمويل الإرهاب تنشط في إيران وتركيا ولبنان دعمت "فيلق القدس" و"حزب الله" واستخدمت الذهب والهواتف

الإيراني مقداد أميني واللبناني علي قصير أدارا عمليات لتبييض ملايين الدولارات

السياسة” – خاص: /07 حزيران/2020

كشفت مصادر مالية دولية، لـ”السياسة”، النقاب عن قضية خطيرة تتعلق بغسل الأموال وتمويل الإرهاب بمبالغ تصل الى ملايين الدولارات شهرياً، تدور رحاها من دون رادع بين كل من إيران وتركيا ولبنان، مشيرة إلى ان تفاصيل هذه القضية الواسعة جداً وغير العادية، التي كشفها التعاون النادر وغير المسبوق بين عدد من الهيئات المختصة بمكافحة تمويل الإرهاب في عدد من الدول، وبالتعاون مع جهات تحقيق محلية ودولية. وقالت المصادر، إن الكشف الواسع للقضية جاء أيضاً نتيجة تحقيق مكثف تضمن استخدام وسائل غير اعتيادية لم يتم استخدامها من قبل في عالم المصارف والأموال من جهة، وتحقيقات تم اجراؤها بشكل متزامن بين عدد من هيئات تطبيق القانون في عدد من الجهات المصرفية في دول عدة من جهة أخرى، بما في ذلك استجواب عدد من أصحاب اتخاذ القرار ومدراء كبار وإجراءات تحقيق في شركات تجارية وصرافين وسماسرة أموال. وأضافت، إن “بداية التحقيق كان بهدف فك شبكة مالية إجرامية تمت إدارتها من قبل رجل أعمال إيراني يدعى مقداد أميني، الذي عمل كمبيض للأموال لعدد من الجهات الإيرانية بما في ذلك منظمات إرهابية تنشط في الشرق الأوسط مثل “حزب الله” اللبناني. وأشارت إلى أن “التحقيق بدأ بشكل متزامن في اثنتين من الدول، ولكن وعلى وجه السرعة وبناء على المعطيات التي توفرت للمحققين، توسع التحقيق إلى دول أخرى وكشف شبكة متشعبة من العلاقات العابرة للحدود التي نجحت بتجاوز كل العقبات القانونية والإجرائية في الدول التي دارت هذه القضية على أراضيها”. وأوضحت، أن “التحقيقات كشفت تورط عدد من كوادر فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، في عمليات تبييض أموال ودعم الإرهاب بين كل من ايران وتركيا ولبنان”، مضيفة إن “أميني قاد الجانب الإيراني من العمليات، فيما قاد رجل الأعمال اللبناني علي قصير العمليات عن حزب الله”.وأضافت إن “اميني وقصير أدارا شبكة تضم عشرات المتعاونين في إيران وتركيا ولبنان، بهدف تبييض مئات ملايين الدولارات التي حصلوا عليها من ميزانية فيلق القدس وحولوها الى حزب الله”، مستخدمين في ذلك تجارة الذهب والهواتف والتجهيزات الإلكترونية. وقالت إنه في محور الذهب تم اقتناء الذهب في إيران من قبل مرتضى هاشمي، ومن ثم تهريبه إلى تركيا وبيعه، ومن ثم تهريب العملة الصعبة إلى ايران، في حين شارك رجل الأعمال حسين أسد اللهي في تجارة الهواتف.

 

سياسيون أردنيون ومصريون يُندِّدون بقانون “قيصر”

عمان، القاهرة – وكالات»/07 حزيران/2020

 أكدت شخصيات سياسية أردنية ومصرية أن كل الإجراءات الأميركية المفروضة على النظام السوري، ومن ضمنها قانون “قيصر” (سيزر) “لن تستطيع النيل من صمود سورية وشعبها”. وقال الأمين العام لحزب “البعث العربي التقدمي” في الأردن فؤاد دبور، أول من أمس، إن “قانون سيزر جائر وظالم، ويمثل خروجاً فاضحاً عن القيم والأخلاق الإنسانية”، داعياً إلى “رفض هذا القانون وزيادة التعاون وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية مع سورية”، فيما أكد الناشط الأردني ناجي الزعبي أن “قصير لن ينال من صمود سورية ومحور المقاومة”. من جهته، طالب الإعلامي الأردني جمال العلوي، الدول العربية والاسلامية “بزيادة وتيرة التعاون مع سورية لتجاوز المرحلة”، مندداً بالقانون “الذي بدأت أميركا تنفيذه ضد الدولة بهدف إعاقة انتصاراتها على الإرهاب”. بدورها استنكرت عضو الأمانة العامة لـ”جبهة نساء مصر” القيادي في “الحزب الاشتراكي” المصري كريمة الحفناوي، الممارسات الأميركية على سورية، والتي كان آخرها البدء بتنفيذ قانون “قيصر”. وقالت، إن “هذا القانون يمثل عنواناً للسياسة الأميركية الاستعلائية ويعد جريمة حرب ضد الإنسانية”.

 

بثينة شعبان تُغضب السوريين بدعوتهم للصبر على الفقر

دمشق – وكالات/07 حزيران/2020

“تمام … رح نصبر كرمال ابنك”، بهذه الكلمات وغيرها، رد سوريون على تصريحات أدلت بها مستشارة رئيس النظام السوري بثينة شعبان، تطالب فيها السوريين بالصمود والثبات في وجه التدهور المرعب الذي حل بعملة بلادهم بسبب تداعيات قانون “قيصر” الأميركي، بينما يتباهي ابنها بسياراته الفارهة في أوروبا. وطالبت شعبان، السوريين بالصبر والصمود لمواجهة العقوبات التي ستفرضها أميركا تطبيقاً للقانون، وقالت، إن “قانون قيصر يستهدف سورية وحلفاءها ولا خيار أمامنا سوى الصبر والصمود، فالصمود سيؤتي أكله قريباً”. وأثارت تصريحات شعبان غضباً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشرت صفحات كثيرة صوراً لابنها، المقيم في أوروبا، وهو يتفاخر بعدد من السيارات الفارهة التي يملكها، مذكرين إياها بحياة ابنها المرفهة في وقت يقبع فيه غالبية السوريين تحت خط الفقر. وجاء غضب السوريين في وقت انتشرت فيه على وسائل التواصل قصص عن أن سوريين باعوا كلاهم للحصول على مبالغ معقولة تساعدهم على العيش. من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي جيسيكا لاوسون، إن أي انخفاض إضافي في قيمة الليرة سينعكس ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية المستوردة. ونبهت إلى أن ارتفاع الأسعار “يهدد بدفع مزيد من السوريين إلى الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي”.

 

إيران تتهم أميركا وإسرائيل ودولاً إقليمية بالتخطيط للهجوم علی البرلمان في 2017

طهران، عواصم – وكالات»/07 حزيران/2020

 اتهم رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أمس، أجهزة الاستخبارات التابعة لأميركا وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية، بالوقوف وراء الهجوم الذي تعرض له مبنى البرلمان قبل ثلاثة أعوام. وقال قاليباف في مستهل اجتماع البرلمان، إن “حادث الهجوم الإرهابي في العام 2017 على المجلس، كان رمزا للمخططات البغيضة المحاكة من قبل الأعداء ضد الشعب الإيراني، وإن لم يكن جهاد جنود وحراس الوطن خاصة مجاهدو الثورة الإسلامية خارج الحدود، فإن العدو لا يتورع عن ارتكاب أي جريمة ضد الشعب الايراني”. وأضاف أنه “رغم أن ظاهر القضية هو مجرد هجوم إرهابي، ولكن الآن ثبتت مسألة أن أجهزة الاستخبارات التابعة لأميركا والكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة كانت وراء ذلك الحادث، وكانت مخططاتهم تتضمن تنفيذ مجازر جماعية في شوارع طهران لو توافرت إمكانية ذلك لهم”.

في غضون ذلك، أعلن “الحرس الثوري” عن تمكن منظومتي “طبس” و”مرصاد”، من تدمير الأهداف الجوية بنجاح تام، موضحا أنه في ثاني أيام مناورات “الولاية 97” المشتركة للدفاع الجوي بين وحدات “الحرس” والجيش الإيراني، أصابت صواريخ أرض جو من طراز “شلمجة” الأهداف الافتراضية للعدو وتم تدميرها بالكامل. وأكد المتحدث باسم المناورات محمود موسوي، نجاح إطلاق صواريخ شلمجة ومنظومة طبس، زاعما أن “صناعة واستخدام المعدات والتقنيات المتطورة محليا، يدل على ان إيران تستطيع توفير جميع احتياجاتها العسكرية بالاعتماد على القدرات الداخلية”.

على صعيد آخر، اندلع حريق ضخم في مساحة خضراء محاذية لسجن “إيفين”، المخصص للسجناء السياسيين بالعاصمة الإيرانية طهران، وأشارت قناة “روسيا اليوم” الإخبارية، إلى أن النار أتت على مساحة واسعة من المنطقة المحيطة بالسجن. وبينما لا تزال المقابلة الشهيرة المثيرة للجدل مع المساعد المنسق للجيش الإيراني حبيب الله سياري، التي نشرت ثم حذفت من موقع وكالة الأنباء الرسمية تتفاعل، على الرغم من مرور أسبوع عليها، حيث عين وزير الإرشاد محمد رضا نوروز بور، رئيسًا جديدًا لـ “إرنا”. من جهة أخرى، طلبت وزارة العدل الأميركية من القاضي في قضية مدير بنك بيلاتوس مالطا علي صدر هاشمي نجاد، سحب تهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية على إيران. وربط العديد من المراقبين للشأن الإيراني الخطوة، بصفقة تبادل السجناء الأخيرة بين طهران وواشنطن، واعتبروها مقدمة لمفاوضات محتملة بين الجانبين. من ناحية أخرى، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن بلاده تعتزم إكمال جدارها الحدودي مع إيران نهاية العام، لوقف تسلل الإرهابيين، مؤكدا وجود عدد من الإرهابيين بمنطقة دامبات الإيرانية، واصفا الأمر بأنه “يشكل خطرا حقيقيا”. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأفغانية، أن قوات شرطة إيرانية في محافظة يزد بوسط البلاد، أطلقت النار على مركبة تقل مهاجرين أفغان في وقت سابق من الأسبوع الجاري، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، في حادث أثار غضب الأفغان. وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأفغانية على نطاق واسع، لقطات لسيارة مشتعلة ومهاجر أفغاني نجا على ما يبدو من الحادث ويطلب الماء، قائلا: “اعطوني شيئا من الماء، إني أحترق”.

 

تمديد حظر التجوال وإغلاق المحافظات المجاورة لإيران

بغداد – وكالات»/07 حزيران/2020

 إثر تخطي العراق حاجز العشرة آلاف مصاب بفيروس “كورونا”، وتصاعد الوفيات بشكل غير مسبوق، قررت السلطات الصحية تمديد حظر التجوال الشامل أسبوعاً، بدءاً من أمس، وإغلاق محافظات وتشديد حدودها مع إيران وإلزام المواطنين بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وتعليق الرحلات الجوية الداخلية والخارجية إلى أجل غير مسمى. وقررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، في اجتماع برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أيضاً فرض حظر التجوال الشامل أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، وإلغاء جميع الاستثناءات الممنوحة أثناء أيام وساعات الحظر، وإلزام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمستشفيات الأهلية بتوفير مواد التعقيم والكمامات لمنتسبيها كافة، مع تطبيق إجراءات التباعد الجسدي ومنع التجمعات. ومددت أيضاً غلق المحافظات التي تضم المراقد الدينية المقدسة بالكامل ووضع آلية لدفن الموتى، بحيث لا يسمح بدخول العجلات التي تقل أكثر من سبعة أشخاص، لأي سبب كان، وتشديد الإجراءات في المحافظات التي لديها منافذ حدودية مع الدول المجاورة، مثل السليمانية وديالى وواسط وميسان، التي تشترك حدودها مع إيران، والتي تعتبر بؤرة فيروس “كورونا” في الشرق الأوسط.

وكانت وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق، تسجيل 33 وفاة و1252 إصابة جديدة بـ”كورونا”، وهي أعلى حصيلة يومية، لترتفع الإصابات إلى 11098 حالة، والوفيات إلى 318 حالة.

 

طهران: تحقيقات الطائرة الأوكرانية انتهت

طهران – وكالات»/07 حزيران/2020

 أعلنت إيران أن التحقيق الذي أجرته في إسقاط طائرة “بوينغ” الأوكرانية قرب طهران انتهى تقريبا، وأن بيانات الصندوقين الأسودين لن تساعد بشكل ملموس في الكشف عن ملابسات الكارثة. وشدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية والقانونية محسن بهاروند، على أن منظمة الطيران الإيرانية أطلقت تحقيقا في حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية، فور وقوع الحادث المأساوي الذي أودى بأرواح 176 شخصا، قائلا إنه “لا توجد أي شبهة في هذا الخصوص وإننا نعلم ما حدث”. وأكد أن مرحلة التحقيق الفني والخاصة بتحليل بيانات الصندوقين الأسودين لا تزال مستمرة، مبديا استعداد بلاده لتسليم الصندوقين إلى أي دولة أو شركة ثالثة لتتم قراءة بياناتهما، زاعما أن “جميع التحقيقات أنجزت تقريبا وما يوجد في الصندوق الأسود ربما لا يساعد بشكل مؤثر في عمليات التحقيق”.

 

أحمدي نجاد يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة

طهران، عواصم – وكالات»/07 حزيران/2020

 يبدو أن ثنائي الإصلاحيين – المتشددين في إيران في طريقه إلى الزوال، بعد أن سيطر الأصوليون المتشددون على البرلمان الإيراني الجديد، وفقد الإصلاحيون الأغلبية بالكامل فيه، وبهذا باتت تدور رحى الصراع بين أجنحة الأصوليين المتشددين أنفسهم، وستنتهي ولاية الرئيس المعتدل حسن روحاني السنة المقبلة، ويتردد اسم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد كأحد المرشحين. فقد أعلن إسفنديار عبداللهي، الناشط السياسي القريب من نجاد، أن الأخير يعمل على تمهيد الطريق لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2021، قائلا إن نجاد من المحتمل أن يترشح للانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن أحد الشروط التي بموجبها يمكن لأحمدي نجاد دخول الساحة الانتخابية، هو “تأييد أهليته” من قبل مجلس صيانة الدستور، مضيفاً: “لذلك يحاول المقربون من أحمدي نجاد التمهيد لتأييد أهليته”. وزعم أن أحمدي نجاد كان يتمتع بمكانة جيدة بين الأصوليين، قائلاً: “إن بعض مديري عهد نجاد موجودون في البرلمان الحالي.. لذلك من المحتمل أن يرشح نفسه للانتخابات”.

 

الكاظمي يُواجه التحديات والاستقالات تضرب البرلمان وكتيبة "داعشية" عراقية تنفذ أجندة تركيا في سورية

بغداد – وكالات»/07 حزيران/2020

 بعد اكتمال تشكيلة الحكومة العراقية، بتمرير البرلمان لترشيحات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للوزارات السبع الأخيرة، اعتبر مراقبون وسياسيون أن الحكومة الجديدة ستواجه قريباً تحديات صعبة وجدية. وأكد النائب عن تحالف “سائرون” رامي السكيني أمس، أن حكومة الكاظمي ستواجه تحديات صعبة في الجوانب الاقتصادية والصحية والعلاقات الدولية والتوازن الاقليمي والدولي بالمنطقة. وأشار إلى أن “الحكومة ورغم وجود بعض الملاحظات عليها لدى بعض الأطراف، لكن هذا الأمر لايعني عرقلة تمريرها، أو عدم دعمها لمواجهة التحديات الحالية”.

واضاف أن “إضعاف الحكومة الحالية تحت أي ذريعة، هو أمر لن يخدم العراق في مواجهة الأزمات الحالية، بالتالي فعلينا جميعاً دعمها، ما دامت القرارات الصادرة منها قانونية ولخدمة المصالح العامة”، مشدداً على أهمية استمرار الحكومة وتقويتها لتجاوز التحديات الأمنية والاقتصادية والصحية الراهنة.وكان الكاظمي قال خلال جلسة التصويت على الأسماء الجديدة، أول من أمس، إن “الحكومة الجديدة هي حكومة حل وليست حكومة أزمات”، مؤكداً رفض استخدام العراق ساحة للاعتداءات، مضيفا أن “هذا التصويت هو دافع للايفاء باستحقاقات المرحلة والالتزام بوعودنا أمام شعبنا الذي ينتظر الأفعال لا الأقوال”. في غضون ذلك، قدم رئيس “تحالف الفتح” هادي العامري استقالته من عضوية البرلمان، بينما قالت مصادر مقربة من العامري، إن استقالته جاءت تمهيداً لتسلمه رئاسة هيئة “الحشد الشعبي”، ليحل محل فلاح فياض، ويرأس العامري أيضاً “منظمة بدر”، وهو حزب سياسي له جناح عسكري، ويعتبر صديقاً لإيران.

من جانبه أعلن النائب يوسف الكلابي استقالته من البرلمان أيضاً، احتجاجاً على ما وصفه بـ”الظلم والمحاصصة”. وقال الكلابي، في بيان، إنه “منذ بداية العام 2019، وحينما تشرفت أن أكون نائباً يمثلكم في مجلس النواب عملت جاهداً على أن أشارك في رفع الظلم عنكم وعن مناطقكم، ولكني وبعد ما حدث ويحدث أيقنت أن مسيرة الاضطهاد بحقكم مستمرة منذ عقود طويلة، وقد أضاف النظام الجديد شكلاً آخر من أشكال الظلم، وهو نظام المحاصصة، الذي لا يخسر فيه سوى أبناء الوسط والجنوب”.

وأضاف أن “نفطكم ودماؤكم رخيصة في هذا النظام، واستمراري في البقاء كفرد ضمن هذه الماكنة الكبيرة من المحاصصة يجعلني شريكاً في ظلمكم واضطهادكم”. واستطرد “أعلن استقالتي من مجلس النواب، وأنعى أي فرصة للنجاح مادام نظام المحاصصة هو المتسيد للمشهد السياسي، وسأبقى على العهد مكافحاً من أجل حقوقكم بكل ما أوتيت من وسيلة”. إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بوجود معلومات وتفاصيل بشأن كتيبة عراقية تضم عشرات العناصر من تنظيم “داعش” يعملون لصالح “أحرار الشرقية” والاستخبارات التركية. وذكر المرصد، أن “الكتيبة الداعشية تتألف من نحو 40 مقاتلاً جميعهم من الجنسية العراقية، يعملون لصالح الاستخبارات التركية”. واضاف إن “مهمة الكتيبة تتجلى في تنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات وتفخيخ، بالإضافة للتعرف على عناصر التنظيم الأجانب الذين يحاولون الهرب باتجاه الأراضي التركية”. وأشار إلى أن “المجموعة الداعشية تتخذ من مدينة الباب بريف حلب الشمال الشرقي مقراً لها، كما يوجد لديها سجن سيئ الصيت في المنطقة هناك، ويتزعمها شخص يدعى أبووقاص العراقي، الذي كان يتنقل بين تركيا والريف الحلبي”. وأوضح أن “أبو الوقاص” متوار عن الأنظار منذ نحو شهرين، ولا يعلم بعد فيما إذا كان توجه إلى ليبيا، أم فر إلى مكان آخر وبحوزته مبالغ مالية طائلة.

 

مستشار أردوغان مُعلقاً على مبادرة السيسي: “إكرام الميت دفنه”

مصر تجري مشاورات أوروبية لمنع تركيا من نقل مرتزقة وأسلحة إلى ليبيا

عواصم – وكالات»/07 حزيران/2020

 علق مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ياسين أقطاي، على اللقاء الذي جمع، الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وقائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، مؤكداً أن بلاده “وفت وأنجزت ما وعدت به حكومة الوفاق”.

ونشر أقطاي، صورة تجمع السيسي وحفتر، على صفحته في “تويتر”، وقال: “من المحزن والمؤسف أن نرى مثل هذه المؤتمرات الصحافية التي يسعى منظموها بكل ما أوتوا من قوة لنفخ الروح في أبدان قد ماتت ونفوس قد بليت… إكرام الميت دفنه”، مضيفاً “ليبيا اليوم على أول طريق التحرر والاستقلال، ولكن الطريق طويلة وتحتاج إلى مزيد من الدعم، ولن تتخلى تركيا عن الشعب الليبي”. إلى ذلك، اعتبر أن “النجاح في حسم معركة طرابلس والغرب الليبي، يعطي فكرة عن مدى هشاشة قوى البغي وضعفها”، بحسب وصفه، في إشارة إلى الجيش الليبي. ويأتي هذا في وقت تستمر تركيا في نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا للقتال ضد الجيش الليبي، فضلاً عن فتح جسر جوي لنقل الأسلحة، بحسب ما أكدت تقارير سابقة. وكانت مصر قد أجرت أمس، اتصالات ومشاورات مع دول أوروبية للضغط على تركيا من أجل وقف نقل الإرهابيين إلى ليبيا، وتوضيح تأثيرات ذلك على مصر والأمن القومي المصري والداخل الليبي. وأكدت مصادر مصرية مطلعة، أن القاهرة تضغط للحصول على ضمانات خلال 48 ساعة لوقف إطلاق النار في ليبيا وتراجع الميليشيات المسلحة. هذا وأجرى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اتصالات، بسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، فضلاً عن وزراء خارجية الجزائر والمغرب وتونس والنيجر والسعودية والإمارات والأردن، حيث استعرض المبادرة السياسية الليبية التي تم إطلاقها صباح أول من أمس، من القاهرة تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبحضور رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر. وتناول شكري بالشرح عناصر المبادرة، معرباً عن حرص مصر على التنسيق مع الدول المعنية بالوضع على الساحة الليبية، مؤكداً أن مصر ستواصل البحث مع الدول الشقيقة والصديقة عن حل سياسي على ضوء المبادرة، وفي إطار الأهداف التي تم الاتفاق عليها في إطار عملية برلين، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار الكامل في ليبيا. وفي الإطار ، رحبت دول الخليج العربي بمبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الجديدة لوقف إطلاق النار في ليبيا. وقالت وزارات خارجية السعودية والإمارات والكويت والبحرين في بيانات رسمية، إنّها ترحّب بالجهود المصرية من أجل حل سياسي في ليبيا. لكن المتحدث باسم قوات “حكومة الوفاق” العقيد محمد قنونو لم يرحب بالمبادرة، وقال ردا عليها: “نحن لم نبدأ هذه الحرب، لكننا من يحدد زمان ومكان نهايتها”. في حين أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية تضمن حلاً سياسياً يرضي جميع الأطراف كونها تنص على تعديل اتفاق الصخيرات وإعلان دستوري جديد. ونوه المسماري إلى أن “التوجهات التركية تتبنى دعم التنظيمات الإرهابية وأن الحل في ليبيا يختلف عن ذاك الذي في سورية”. ويتضمن “إعلان القاهرة” مقترحات بإعلان وقف إطلاق النار في عموم ليبيا اعتبارا من الاثنين 8 يونيو، وتجديد الدعوة إلى استئناف مفاوضات السلام في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة بصيغة 5+5. ويقضي الإعلان بإلزام كل الجهات الأجنبية بـ “إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها”، حتى يتمكن “الجيش الوطني” من “الاضطلاع بمهامه الأمنية”.

 

السيسي يعلن مبادرة لوقف الحرب في ليبيا... وحفتر يدعو إلى «حوار داخلي»

السعودية تدعو الأطراف الليبية إلى تغليب المصلحة الوطنية... البحرين والإمارات والأردن يرحبان... وصالح يشدد على «طي صفحة الماضي»

القاهرة: جمال جوهر وسوسن أبو حسين .. الرياض - أبو ظبي: «الشرق الأوسط»/07 حزيران/2020

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، مبادرة سياسية لإنهاء الصراع المحتدم في ليبيا، تمحورت حول ضرورة إنهاء القتال بداية من يوم غد الاثنين، وقطع الطريق على المقاتلين الأجانب، بالإضافة إلى تفكيك الميليشيات، وتسليم أسلحتهم، وانخراط جميع الأطراف في جهود تشكيل مجلس رئاسي جديد يمثل الأقاليم الليبية الثلاثة وبشروط يتفق عليها الجميع. وقال السيسي في مؤتمر صحافي، عقده بالقصر الرئاسي أمس، بحضور المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، إن تداعيات «الوضع الراهن، ستمتد إلى المحيط الإقليمي والدولي»، وحذر من «إصرار أي طرف على البحث عن حل عسكري للأزمة الليبية». مشيراً إلى أن المبادرة التي اتفق عليها مع حفتر وصالح، «تدعو لوقف إطلاق النار في ليبيا بدايةً من الثامن من الشهر الجاري، وإخراج الميليشيات الأجنبية من ليبيا»، وأن تحركات مصر كانت تهدف دوماً إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار في أنحاء ليبيا كافة، من خلال السعي نحو تسوية سلمية للأزمة، تضمن وحدة المؤسسات الوطنية، والتوزيع العادل للثروات الليبية، ومنع التدخلات الخارجية. وأوضح السيسي أنه انطلاقاً من حرص مصر على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني للدولة الليبية، خصوصاً أن استقرارها جزء لا يتجزأ من استقرار مصر، تمت دعوة المشير حفتر، ورئيس البرلمان الليبي، للحضور إلى القاهرة، قصد التشاور حول تطورات الأوضاع الأخيرة في ليبيا، بعد ترحيبهما بالدعوة، حيث أسفر اللقاء عن توافق القادة الليبيين على إطلاق إعلان القاهرة، متضمناً مبادرة (ليبية - ليبية) كأساس لحل الأزمة، في إطار قرارات الأمم المتحدة، والجهود السابقة في باريس وروما وأبوظبي، وأخيراً في برلين. وقال السيسي: «أوجه حديثي اليوم إلى العالم أجمع لأقول بكل صدق بأن هذين القائدين الليبيين برهنا خلال اللقاءات التي جمعتهما خلال الأيام الماضية في القاهرة على رغبتهما الأكيدة في إنفاذ إرادة الشعب الليبي، المتمثلة في أن يعرف الاستقرار طريقه مجدداً إلى ليبيا، وفي أن تكون سيادة ليبيا ووحدتها واستقلالها مصونة لا يتم الافتئات عليها من كائن من كان». مبرزاً أن هذه المبادرة «تدعو لاحترام كل الجهود والمبادرات الدولية والأممية من خلال إعلان وقف إطلاق النار، وإلزام كل الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية كافة».

وشدد رئيس مجلس النواب الليبي، من جهته، على أن «الجيش الوطني» لم يتحرك لمحاربة الليبيين، ولكن ذهب إلى العاصمة طرابلس لـ«محاربة الإرهابيين والمرتزقة، وتطهير البلاد منهم». وأوضح أن تركيا دفعت بـ10 آلاف من «المرتزقة» إلى العاصمة لمحاربة الليبيين، لافتاً إلى أن الجيش الوطني قبل بهدنة إنسانية، لكن الطرف الآخر استمر في عناده، قبل أن يشير إلى أن المبادرة المطروحة «تتماشى مع أهداف الشعب والدستور الليبيين، حيث لا تهميش ولا إقصاء لأحد، وبالتالي فهي صحيحة حسب العرف الليبي والدستور الليبي، وكل المعاهدات». داعياً الليبيين أن «يطووا صفحة الماضي، ونحن الآن بصدد بناء الدولة وإعداد السلطة التنفيذية».

في السياق ذاته، أكد المشير حفتر دعمه لمبادرة لحل الأزمة، وقال: «إننا نؤكد دعمنا وقبولنا لها (المبادرة)، آملين الحصول على الدعم والتأييد الدولي للعبور بليبيا لبر الأمان». وفيما شدد حفتر على ضرورة إنهاء الانقسام بين المؤسسات المختلفة في ليبيا، «بما يضمن التوزيع العادل للثروات على الليبيين»، أشار إلى أهمية دعوة جميع الليبيين للمشاركة في حوار داخلي «ينطلق فوراً»، ويضم مشايخ القبائل والأعيان والشباب، ويتم فيه تمثيل النساء، لكنه شدد على ضرورة استثناء الميليشيات المسلحة من أي حل سياسي للأزمة. ولفت إلى أن «تدخل تركيا في الشأن الليبي يؤدي إلى تعزيز الانقسام في ليبيا، ذلك أن تقديم تركيا مزيداً من الأسلحة والمرتزقة يزيد من الاستقطاب الإقليمي والدولي حول ليبيا، وهو ما يطيل أمد الصراع، ويبعد أي حل من شأنه إعادة بناء الدولة الليبية». وانتهى حفتر قائلاً: «تركيا تريد حصار ليبيا ومصر من خلال الاتفاق، الذي تم توقيعه أخيراً مع حكومة الوفاق، وقد حاصرت البلاد براً وبحراً وجواً، وهو ما أثّر سلباً على ليبيا». كان الرئيس المصري قد استقبل صباح أمس، بقصر الاتحادية عقيلة صالح وخليفة حفتر، بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع المصري، وعباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة، والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، وسامح شكري وزير الخارجية.

وفي أول رد على طرح المبادرة، أبدى خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، أمس، رفض «أي مبادرة لا تقوم على الاتفاق السياسي الليبي»، وقال لقناة «ليبيا بانوراما»، التابعة لحكومة «الوفاق»، إنه «لا مكان لحفتر في أي مفاوضات قادمة»، كما تمسك برفض التدخل المصري في كل ما يهم الليبيين، لأن «ليبيا دولة ذات سيادة». كما دخل المتحدث باسم قوات «الوفاق»، العقيد محمد قنونو، على خط رفض المبادرة، وقال في بيان مقتضب إن قواته هي من يحدد زمان ومكان نهاية الحرب في ليبيا. وفي ردود الفعل، حثت السعودية جميع الأطراف الليبية وفي مقدمها حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي، على تغليب المصلحة الوطنية الليبية والوقف الفوري لإطلاق النار والبدء في مفاوضات سياسية عاجلة وشاملة برعاية الأمم المتحدة وبما يكفل عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا والمحافظة على وحدة وسلامة أراضيها وحمايتها من التدخلات الخارجية.

وأكدت المملكة ترحيبها بكل الجهود الدولية التي تدعو إلى وقف القتال في ليبيا والعودة للمسار السياسي على قاعدة المبادرات والقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك ما تم التوافق عليه في مؤتمري برلين وجنيف. كذلك أعلنت البحرين دعمها للجهود المصرية، مؤكدةً في بيان وقوفها مع كل الجهود الرامية إلى وقف فوري للاقتتال والعودة للمسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بما يضمن سيادة ليبيا بعيداً عن التدخلات الخارجية كافة. كما رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن بمبادرة السيسي، حيث أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية عن تأييدها لـ«الجهود المصرية الخيّرة»، الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا الشقيقة، والعودة إلى المسار السياسي، وثمّنت في هذا الإطار المساعي المخلصة التي تقودها الدبلوماسية المصرية «بحسٍّ عربي مسؤول وجهود مثابرة ومقدرة»، حسبما أفادت وكالة أنباء الإمارات (وامِ). وأكدت وقوف دولة الإمارات مع كل الجهود التي تسعى إلى الوقف الفوري للاقتتال في ليبيا، والعودة إلى المسار السياسي، الذي تقوده الأمم المتحدة بما يضمن سيادة ليبيا بعيداً عن التدخلات الخارجية كافة. داعيةً الجهات الليبية، وعلى رأسها حكومة الوفاق والجيش الوطني إلى التجاوب الفوري مع هذه المبادرة، وتغليب المصلحة الوطنية المشتركة، والتجاوب مع مبادرة القاهرة حقناً للدماء. من جهته، ثمّن الأردن جهود مصر. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن المملكة «تثمن الجهود المصرية التي أثمرت عن «إعلان القاهرة»، الذي يشكل إنجازاً مهماً». مؤكداً أن الإعلان «يمثل مبادرة منسجمة مع المبادرات الدولية، يجب دعمها للتوصل لحل سياسي للأزمة الليبية، يحمي ليبيا ووحدتها واستقرارها عبر حوار ليبي».

- أبرز بنود «إعلان القاهرة»

> وقف إطلاق النار في ليبيا بداية من غد (الاثنين)، وإلزام كل الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها.

> استكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية (5 +5) بـ«جنيف» برعاية الأمم المتحدة، وبما يترتب عليه من إنجاح باقي المسارات سياسية والأمنية والاقتصادية.

> قيام كل إقليم من الأقاليم الثلاثة (برقة وفزان وطرابلس) بتشكيل مجمع انتخابي، يتم اختيار أعضائه من مجلسي النواب والدولة الممثلين لكل إقليم، إلى جانب شيوخ القبائل والأعيان.

> دعوة الأمم المتحدة للإشراف على المجمعات الانتخابية بشكل عام لضمان نزاهة سير العملية الخاصة باختيار المرشحين للمجلس الرئاسي.

> حصول كل إقليم على عدد متناسب من الحقائب الوزارية، طبقا لعدد السكان بعد التوافق على أعضاء المجلس الرئاسي الجديد وتسمية رئيس الحكومة.

> إعادة سيطرة الدولة على جميع المؤسسات الأمنية، ودعم المؤسسة العسكرية الجيش، مع تحمل «الجيش الوطني» مسؤولياته في مكافحة الإرهاب.

> تحديد المدة الزمنية للفترة الانتقالية بـ18 شهرا قابلة للزيادة بحد أقصى هو ستة أشهر، يتم خلالها إعادة تنظيم جميع مؤسسات الدولة الليبية، خاصة المؤسسات الاقتصادية.

 

الجيش الليبي: هناك دول “خذلتنا”

طرابلس- وكالات»/07 حزيران/2020

 كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، أن هناك دولا “خذلت” القوات المسلحة. وعن انسحاب قوات القيادة العامة من ترهونة، قال المسماري، إن قوات حكومة الوفاق لم تأخذ ترهونة “بقوة السلاح أو بالتفوق العسكري ولكن هناك دول خذلت القوات المسلحة”، مشيرا إلى أن هذه الدول كانت تعتبر نفسها ضامنا لوقوف الأمور عند الكيلو 60 لتبدأ مفاوضات (5+5). وأوضح المسماري أن قيادة الجيش قررت تغيير ستراتيجتها بعد التدخل التركي، الذي باتت تستخدم فيه مختلف أنواع الأسلحة، مشيرا إلى أن الهجوم الذي تعرضت له سرت، أول من أمس، شاركت فيه قوات تركية خاصة، إلى قوات حكومة الوفاق. وفي وقت سابق، أعلنت ميليشيات “الوفاق”، تقدمها من 3 محاور إلى وسط سرت، معلنة عن عثورهم على مخزن يضم كميات كبيرة من الألغام في مدينة ترهونة. وشملت انتصارات الوفاق، الاستيلاء على كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي، فيما اطلقت عملية “دروب النصر” لتحرير مدن وبلدات شرق ووسط البلاد، في مقدمتها سرت والجفرة.

 

السودان يدعو مصر إلى “موقف قوي” بشأن ملء “سد النهضة”

الخرطوم، القاهرة، عواصم – وكالات»/07 حزيران/2020

 أكدت وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبدالله، على ضرورة تبني مصر والسودان موقفا قويا من الملء الأولي لسد النهضة، موضحة أن مفاوضات سد النهضة أنجزت أكثر من 90 في المئة من ملفاتها، ويجب أن تُستأنف المفاوضات من حيث توقفت. وقالت عبدالله إن “السودان متمسك برفض مباشرة إثيوبيا بالملء الأولي لسد النهضة، ما لم يتم الاتفاق الكامل على مبادئ وقواعد الملء، طبقا لمبادئ القانون الدولي”، مشددة على ضرورة جلوس الأطراف الثلاثة على طاولة الحوار، مبينة أن السودان ظل على الدوام يدعو إلى التفاوض. وأشادت الوزيرة السودانية بدور الوسيط الأميركي ممثلا في البنك الدولي ووزارة الخزانة الأميركية، في تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث وتسهيل الوصول إلى نقاط التقاء، مشيرة إلى أن الوسيط الأميركي كان يتابع الملف بصورة لصيقة، ويظهر اهتماما كبيرا لإحداث التوافق. ودعت الوسيط الأميركي إلى الاستمرار في جهوده الرامية للوصول بالأزمة إلى نهايات مرضية للأطراف الثلاثة. وقالت إن رسالة السودان إلى مجلس الأمن سببها أن مصر كانت أرسلت رسالة لتوضيح موقفها، ودعت فيها مجلس الأمن للتدخل من أجل تليين موقف إثيوبيا، التي أرسلت هي الأخرى رسالة لتوضيح موقفها، وتقول فيها إنها منفتحة على المفاوضات، والسودان أرسل الرسالة لتوضيح موقفه من سد النهضة، وهو أن السودان شريك أصيل في مسألة السد والمفاوضات، وليس وسيطا بين مصر واثيوبيا. من جانبه، أكد وزير الموارد المائية والري السوداني ياسر عباس، أن بلاده طرف أصيل في ملف مفاوضات سد النهضة، لأنه يتأثر بالسد أكثر من إثيوبيا وأكثر من مصر، بسبب قربه من سد الرصيرص في جنوب السودان، لذلك الوصول إلى اتفاق قبل الملء أمر ضروري، فمن حق إثيوبيا التنمية لكن من دون إحداث ضرر بالآخرين، مشيرا إلى أن الاتفاق على مبادئ الملء الأول ومبادئ التشغيل ضروري وأساسي. كما أكد أن السودان ينحاز لمصالحه، التي تتطابق في بعض الأحيان مع إثيوبيا أو مصر، فالسودان حريص تمامًا على مصالحه الوطنية أولًا، ومن هذا المنطلق فهو مُصر على توقيع اتفاق قبل الملء، لأن هذه مسألة ضرورية وشرط أساسي من أجل تشغيل سد الرصيرص، والتجارب العالمية تُعطي السودان الحق في ضرورة الوصول لاتفاق قبل الملء.

 

نتانياهو الابن: عرفات أنقذ إسرائيل والضم الآن أو “لا ضم للأبد” والاحتلال منع رفع الأذان 54 وقتاً في الحرم الإبراهيمي خلال مايو

القدس، عواصم – وكالات/07 حزيران/2020

 أكد يائير نتانياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، أن لدى بلاده فرصة واحدة لفرض السيادة الآن وضم المستوطنات في الضفة الغربية، أو عدم تنفيذ ذلك إلى الأبد. ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن يائير نتانياهو، أنه "لم تكن هناك إدارة أميركية متعاطفة مع السياسة الإسرائيلية مثل إدارة الرئيس دونالد ترامب اليوم، وبأنه من الواجب على اليمين الإسرائيلي أن يتعلم من أخطاء عامي 1992 و1995". وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، وافق على العودة لحدود العام 1967 حتى السنتيمتر الأخير،…

 

المغرب يسحب قنصله من الجزائر على خلفية أزمة ديبلوماسية

الرباط – وكالات/07 حزيران/2020

 عاد القنصل المغربي في مدينة وهران الجزائرية أحرضان بوطاهر، إلى بلاده، على خلفية أزمة ديبلوماسية نتجت عن تصريحات وصف فيها الجزائر بـ "البلاد العدوة". وذكرت صحيفة "هسبريس" المغربية، ليل أول من أمس، أن وزارة الشؤون الخارجية، طوت الأزمة التي أحدثتها تصريحات بوطاهر، مع الجزائر، التي وصف فيها الأخيرة بـ "البلد العدو"، خلال نقاش له مع مغاربة عالقين بالمدينة بسبب جائحة "كورونا". وأفادت بأن القنصل المغربي غادر إلى مدينة وجدة على متن رحلة جوية نهاية الأسبوع الماضي، نقل على إثرها نحو 300 مغربي من العالقين بالجزائر،…

 

الأردن يحبط عملاً إرهابياً استهدف مركزاً أمنياً في اربد

عمان – وكالات/07 حزيران/2020

 أحبطت دائرة المخابرات العامة في الأردن عملا إرهابيا، لمتهمَين خططا لاستهداف كوادر مركز أمني في محافظة إربد باستخدام أسلحة نارية، وألقت القبض عليهما مطلع فبراير الماضي، كما ألقت القبض على ثالث يعلم بمخططهما ولم يبلغ عنه. وأفادت أنباء صحافية، أمس، بأن المتهمين الثلاثة حاولوا الالتحاق بعناصر تنظيم "داعش" في سيناء بمصر، إلا أن محاولتهم لم تتم، وذلك بعد أن أخبرهم أحد عناصر التنظيم في سيناء أن الطريق غير آمن. وأضافت أنه "على إثر متابعة أحدهم، وهو المتهم الثاني لإصدارات داعش التي تحض على عمليات عسكرية كل في بلده،…

 

الحكومة اليمنية: غريفيث عجز عن تشخيص مشكلة بلادنا

عدن – وكالات/07 حزيران/2020

 أكد وزير الإدارة المحلية اليمني عبدالرقيب فتح، إن المبعوث الأممي مارتن غريفيث، "عجز عن تشخيص الأزمة اليمنية". وقال فتح، إن "إحاطات مارتن غريفيث، التي يقدمها لمجلس الأمن متماثلة ولا جديد فيها سوى مستويات التفاؤل المبني على عدم الموضوعية أو التشخيص الدقيق لما يحدث في الواقع"، مضيفاً إن "تشخيص المشكلة يمثل ثلثي حلها، لكن غريفيث عجز أو لا يريد ذلك". وسبق أن أكد غريفيث حرصه الدائم على التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة اليمنية، مؤكدا أنه يعمل على مسافة واحدة من جميع الأطراف في سبيل التوصل إلى حل عاجل ينهي الوضع…

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سقوط جمهورية الطائف، الحكومة الصورية واستحالات سياسات النفوذ الشيعية

شارل الياس شرتوني/07 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87066/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81/

لقد انقضى وقت السماح الذي اعطي لحكومة حسان دياب، بعد انقضاء ٤ اشهر على تأليفها لأسباب متعددة، نعددها كالتالي: تهاوي استقلاليتها وتظهر تبعيتها لمراكز القوى التي اتت بها في اخر محاولة لانقاذ الاوليغارشيات السياسية والمالية، وسياسة وضع اليد المنهجية التي يقودها حزب الله من خلال تقسيم العمل مع نبيه بري؛ فقدان حسان دياب للصدقية الاخلاقية والمهنية والسياسية بحدودها الدنيا، الرجل لا يعدو كونه غطاء رثا لسياسة نفوذ حزب الله وارادة التسلط التي تحكم اداءه، الامر الذي ينفي عنه اي قوام معنوي ورشد سياسي؛ الفريق الوزاري هو دون الوزن السياسي والمهني المطلوب، ودون وعي الاشكاليات الوجودية والسياسية والعامة الكبرى التي تعبر عنها الازمات المتوالية التي نعيشها؛ البلد يعيش على تقاطع طرق سياسات النفوذ الاقليمية ونزاعاتها المفتوحة على الصراع السني-الشيعي، ومحاور النفوذ الاقليمية ( ايران، السعودية، تركيا ، الاسلام السني الجهادي …)، ويبني ديناميكياته السياسية على حركتها الجاذبة والسالبة؛ الازمات المالية والاقتصادية غير قابلة للحل في ظل التشابكات النزاعية المفتوحة، وتحول الدولة الى تجمع لمراكز قوى متنافرة تتحين الفرص الانقلابية للانقضاض على بعضها البعض، دون الاحساس بالحد الادنى بالرباطات الوطنية والمدنية غير الموجودة اساسا.

الامر الذي يفضي بنا الى حركة سياسية تنقصها معايير ضابطة وهادفة في ظل هذا التداعي المؤسساتي، وغياب اية اعتبارات سيادية فعلية تودي الى استنتاج اساسي، لا اصلاح ماليا واقتصاديا بغياب الاستقرار السياسي، وتماسك البنية الدولاتية وتواصلها البنيوي مع المجتمع المدني بروافعه المتعددة وطروحاته الاصلاحية. ان التدهور الامني الخطير الذي شهدناه اليوم يؤكد ضرورة حماية السلم الاهلي والحياة الديموقرطية، ولاسبيل لذلك في المرحلة الحاضرة خارجا عن تطبيق الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة.

لا خروج عن هذا الواقع الا من خلال اعادة الاعتبار للمعايير السيادية، والمشاركة الديموقراطية، والاصلاح المالي والاقتصادي البنيوي:

-١ لا بد من التأكيد المبرح على مبدأ السيادة الدولاتية كتعبير عن التزام فعلي بالكيان الوطني اللبناني، والاعتبارات السيادية الناظمة للحياة العامة، والاجماعات الديموقراطية على القيم السياسية المظللة للحياة الوطنية. لا امكانية لحيثية دولتية فعلية دون قيم سياسية جامعة تظلل الحياة العامة وتحكم الاداءات السياسية، وتنهي واقع المفارقات السيادية والديموقراطية والاخلاقية العامة التي دمرت واقع الدولة الوطنية على خط تواصل سياسات النفوذ الاقليمية النافية لاستقلال البلاد ( سياسات التيارات العروبية ومحاورها الاقليمية الضابطة، واليسارية العالم ثالثية، مراكز القوى الشيعية والسنية ودولة حزب الله )، والاوليغارشيات المالية-السياسية والمالية الانتهازية التي حولت الكيان الدولتي الى رافد للسياسات الريعية والزبائنية التي قوضت سياسات اعادة الاعمار التي تلت مرحلة الحرب، وقضت على امكانية ارسائها على اسس انمائية تداخلية في رؤيتها الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والبيئية. هذا يعني عمليا في مرحلتنا الحاضرة، انه لا يمكن التعايش مع سياسات حزب الله على استنسابيتها، ولامجال للتسليم بحيثياتها التي تفتح البلاد على مداخل نزاعية لا حصر لها، تضرب امكانية النهوض المالي والاقتصادي والاجتماعي، وما يفترضه من تماسك على المستوى السيادي، والاجماع على مستوى الخيارات السياسية العامة، والتواصل الحر مع المؤسسات الدولية والمحور الغربي الديموقراطي. ان اي تفريط او تجاهل في هذه المجالات سوف يحيلنا الى استحالات في المجالات الاصلاحية، والى سياسة ” تناسل الازمات ” التي يعتاش منها هذا الحزب .هذا يعني ان المواجهة الديموقراطية مع حزب الله امر لا مفر منه، اذا ما اردنا الخروج من هذه الحلقة المفرغة التي هي وراء انسداد الافق الحالي وتمدده.

ب- ان سياسة كسر الاقفالات المفروضة على الحياة السياسية والاقتصادية، وفتح باب المشاركة الديموقراطية في مجالات التداول وصياغة وتخريج الحلول المالية والاقتصادية والاجتماعية، بعد الانهيارات العميمة التي اودت اليها السياسات الاوليغارشية لجمهورية الطائف، قد اصيبت بالصميم عندما انطوى الاداء السياسي لهذه الحكومة على دوائر تشاورية وتقريرية مقفلة وانتقائية املتها اولويات المفكرة السياسية لمراكز النفوذ الشيعية. لقد تم تجاهل الطروحات التي تقدمت بها فاعليات المجتمع المدني، بما فيها الجامعات، ونقابة المحامين، وتجمع المهن الحرة، والفدراليات التربوية والاستشفائية، والحراكات في المجالات البيئية وحقوق الانسان،…،. لقد انبنت الاداءات الحكومية داخل سواتر سياسية وايديولوجية واستراتيجية تمظهرت من خلال ابنية السراي المتعالية على النسيج المدني والاجتماعي الذي ينبغي ان يلفها، للتأكيد ان القرارات السياسية العامة خارجة عن اي تخريج ديموقراطي، وتعبيرا عن الجموح السلطوي لسياسات النفوذ الشيعية التي يديرها حزب الله، وعقد التسلط التي تحكمها ترسبات دونية تحتفل بسطوتها (ذهنية حديثي النعمة كما تعبر عنها الترهات الايديولوجية المكابرة التي تصدر عن نعيم قاسم، ومغالاة حسن نصرالله وظلالها غير الوارفة ).

ان مقاربة الازمة المالية والاقتصادية تبقى دون الافق المهني والسياسي المطلوب، نهجا ومضمونًا، والتوليفة الحكومية الحاضرة ليست الا تعبيرا عن ارتهاناتها وضعف القدر المهني لجزء كبير منها، وانتفاء القدر السياسي لمعظمها، وهذا الواقع ليست بصدفة. سياسات النفوذ الشيعية والاوليغارشية تخاف على سيطرتها من خلال فتح ابواب التداول الديموقراطي الذي عبرت عنه الحراكات المدنية، وتثير التساؤل حول صمت الليبراليين الشيعة ( باسثناء منى فياض وعلي الامين … ) تجاه استهداف التوازنات البنيوية للاجتماع السياسي اللبناني، بمندرجاته القيمية والسياسية التي اسست للتداخل السياسي والوطني، من قبل مواقع سياسية ودينية شيعية؛ ومدى ارتباط الاوليغارشيات المالية بأي اعتبار خارج عن مصالحها المالية.

ج- تعاني مقاربة الاصلاح المالي من قبل الحكومة الحاضرة من ثغرات تعكس

١-اخطاء منهجية وعملية وضع اليد الفعلية على القرار السياسي والعام على مختلف تدرجاته من قبل سياسات النفوذ الشيعية. كيف تسمح لنفسها هذه الحكومة مباشرة عملها دون التشاور مع الفاعليات العلمية والجامعية، والمهنية ذات الخبرة الدولية، والمؤسسات المالية، والهندسية، والتربوية، والاستشفائية، والبيئية التي تراكم خبرات محلية ودولية على مدى مائة وخمسين سنة، ومع الهيئات المدنية العاملة في مجالات، حقوق الانسان، والايكولوجيا (الطبيعية والثقافية)، والاعاقات الوظيفية، والتمكين المدني، والجندري…،خاصة بعد تبلور واقع الطلاق المطلق بين الحيز السلطوي والمجتمع المدني على اختلاف تعبيراته.

٢- ان مقاربة المسألة المالية بمعزل عن اشكالية اصلاح الحوكمة لجهة ربطها بالخيارات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والبيئية الناظمة، وعلى قاعدة تصفية السياسات الريعية والزبائنية، وتفكيك مرتكزاتها داخل الادارات العامة، ومقاضاة اقطابها وازلامهم على المستويين اللبناني والدولي، ووضع مشروع متكامل لاستعادة الاموال العامة المهربة والمنهوبة، بناء على تشريح مفصل للمديونية العامة يظهر آليات النهب واهدار الاموال العامة ومواقعها، وشبكاتها المنتشرة على مختلف مستويات الحياة العامة من ادارية، وقضائية، وامنية، وادارية، واعلامية.

٣- أ/ اعادة هيكلة النظام المصرفي على مرتكزات صرف مهنية حددتها اتفاقيات بازل الثلاث لجهة متطلبات رأس المال، وادارة المخاطر، وتوحيد المعايير الناظمة، وخارجا عن الاملاءات السياسية كما اوحى بها مشروع اعادة تركيب النظام المصرفي على ركام النظام السابق، من خلال تبييض اموال سياسات النفوذ الشيعية، الامر الذي سوف يصطدم بقواعد العمل المصرفي الدولي، وبالممانعات السياسية الداخلية.

ب/ اعتماد خطة توافقية لجهة اعادة رسملة السوق المالية على اساس التملك والدمج بين المصارف المعتمدة واكتتابات المودعين، بعد اجراء عمليات تدقيق مالية في الاصول والموجودات العائدة لها.

ج/ تحميل مسؤولية الخسائر لكل الاشخاص المعنويين والافراد المصارف، المصرف المركزي، المساهمين والاداريين الكبار وكل من تثبت مسؤوليته الجنائية، الطبقة السياسية التي تمتلك ١٨ / ٢٠ من الالفا بنك )الذين صاغوا ونفذوا وأفادوا من سياسات التمويل الريعي، على اساس شطب الديون العامة بالليرة اللبنانية ( توازي ٨٠ مليار د.ا )، واعادة جدولة ديون اليوروبوند( ٣٠ مليار د.ا ) على مدى عشرين سنة وبفائدة ١/١٠٠. د/اعادة هيكلة مصرف لبنان على اساس وظائفه المحددة قانونيا لجهة حماية الاستقرار النقدي، ومراقبة اداء المصارف لجهة التزامها بقانون النقد والتسليف والتشريعات المالية الدولية، والحماية من الاخطار الناشئة عن سياسات التسليف المشبوهة والمضاربات المالية والعقارية، وتبييض الاموال، وحماية الموازين الاقتصادية الكلية، واستئصال ادواره في مجال تمويل السياسات الريعية، وتطبيع دوره كبديل عن تقسيم العمل الاقتصادي.

ه/ اعادة الثقة بالنظام المصرفي اللبناني من خلال عودة الاستقرار والاصلاح السياسي، وايجاد المناخات الاستثمارية المحفزة لعودة اموال اللبنانيين والمستثمرين الاقليميين والدوليين. لا بد ايضا من اعتماد الدولار كعملة تداول رسمية تخرجنا من دوامة الاصدارات بالليرة ومفاعيلها التضخمية، وتسمح باعادة اطلاق الحياة الاقتصادية خارجا عن قيود التداول الحالية وتردداتها الاجتماعية المدمرة.

و/ الغاء كل اشكال النشاط المالي والاقتصادي الموازي القائم على الاقتصاد المنحرف وتبييض الاموال الملازم لاداءات الاوليغارشيات القائمة؛

ز/ لا نجاح للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي خارجا عن التلازم بين مفكرتي الاصلاح السياسية والمالية وتوحيد ملفاتها التفاوضية، لجهة الاحصاءات المالية والاهداف الاستراتيجية، لان صندوق النقد غير راغب بعقد اتفاقيات مع دولة متداعية وقرارها مشتت بين مراكز قوى متموضعة على خطوط نزاعية اقليمية مفتوحة.ان اوهام اللجوء الى نظام دولي مضاد كما يلوح به حسن نصرالله هو جزء من الاوهام الانتصارية، وسياسات التضليل، وما تقود اليه من ايحاءات ترمي تحويل لبنان الى مكب نزاعي، على غرار فنزويلا واليمن وليبيا وغزة، تستخدمه ايران قاعدة لسياسة نفوذها الانقلابية في المنطقة.

لقد انتهت جمهورية الطائف مع هذه الحكومة التي تعكس بحكم هشاشتها البنيوية، وركاكة تمثيلها، ومفارقات سياسات القوى التي دفعت بها، وتبعيتها لسياسات النفوذ الشيعية التي اتت بها، وتطرح اسئلة حول البدائل الممكنة ومستقبل البلاد.

سياسات النفوذ الشيعية طرحت بدائلها من خلال نسف المبنى الميثاقي للصيغة الوطنية اللبنانية، ودولة حزب الله، وتحويل الدولة اللبنانية الى رافد لسياساتها الريعية والزبائنية، ومنطلقا لسياسة انقلابية شيعية بقيادة النظام الاسلامي في ايران. هذا الاداء سوف يستحث ممانعات داخلية متنوعة تفتح باب الخيارات المفتوحة على خطوط الداخل والخارج عند كل الفرقاء، فالمكابرة لدى سياسات النفوذ الشيعية لن تقنع احدا خارج دواخلها، ولن تثني أحدًا.

اما السيناريو الامثل فهو العودة الى القاعدة الذهبية التي تقوم على الحوار والتوافق من اجل اجراء مراجعات بنيوية تطال الآليات الحكومية والتدبيرية على قاعدة مثلثة: شرعية الكيان الوطني وموجباته السيادية، تكريس الحقوق الاساسية قاعدة في مجال تصريف السياسات العامة على تنوع مواقعها وموضوعاتها، تحرير الحوكمة من سياسات النفوذ باتجاه العمل المهني على اساس بنية فدرالية تعتمد قاعدة في تقسيم العمل الحكومي بين حكم اتحادي ومحلي، وميثاق وطني وعقود اجتماعية جديدة ينتظم على اساسها الكيان الوطني.

 

ردّاحو التبرؤِ من فتيان أمراء الممالك المذهبية والطائفية

محمد أبي سمرا/المدن/08 حزيران/2020

فجأة تحول ردّاحو بيانات شجب "الفتن الطائفية والمذهبية" ونبذها والتبرؤ منها - بعد ما حدث أمس السبت 6 حزيران في بيروت وصيدا وطرابلس - ملائكة ومتصوفة ومبشرين في محراب الحكمة، كأنهم يعيشون في سويسرا أو موناكو، وليسوا من هذه البلاد المنكوبة. فجأة نسوا أنهم قضوا زهرات شبابهم في معمعة الحروب الأهلية الطائفية وصناعتها يوماً بيوم، على مقاس أولياء أمرهم وتوقهم إلى التصدر والسلطان على طوائفهم وجماعاتهم، من شمال لبنان إلى جنوبه. وبعضهم سبقهم في ذلك آباؤهم وأعمامهم ومن ورّثوهم المناصب والزعامة السلطان. ونسو أنهم قبل أيام قليلة سبقت هذا السبت، كانو يسطّرون الملاحم اليومية، يصولون ويجولون في مجلس والوزراء وفي مجلس النواب، ومن على منابر المؤسسات الطائفية والإعلامية، وفي قصور العدل، وإبان حرائق الغابات، وفي الوقاية من وباء كورونا، وفي سَنِّ قوانين العفو عن نزلاء السجون، وفي بناء السدود ومعامل الطاقة الكهربائية، وفي إعادة المغتربين من الخارج، وفي تعيين الموظفين.. نسوا أنهم في هذا كله وسواه الكثير الكثير، وفي كل ما يقولون ويفعلون، كانوا لا يتوقفون عن التذابح ذوداً عن حقوق طوائفهم وجماعاتهم المنزّلة والمقدسة في ألواح، مثل قانون حمورابي. نسي كل منهم أنه لا يرضى للبنان ودولته تاريخاً، إلا إذا كان على مقاس أهله وطائفته ومنطقته ودسكرته وحروبه وبطولاته، في الشوارع والأودية وعلى الجبال، لرسم حدودها بالدم والدموع والجثث والمقابر. نسي كل منهم أنه يقيم في إمارة لها مؤسساتها وأتباعها وجندها وأجهزتها ومواليها وحواجزها الغرانيتية التي تسوِّر مقره ومنزله وقصره. وسلاح بعض إماراتهم ظاهر وعلني وإلهي مقدس. وبعضها الآخر سلاحها خفي مخبوء. وبعض ثالث يحسد سواه على قوته المسلحة، ويحلم بمثلها ويتوق إلى امتلاكه. وهناك من يتوق إلى أن تكون مملكته ومواليها الأوفياء، مثل موالي مملكة سواه. وهناك من هو خائف على انهيار مملكته من غدرات الزمان، فيتزلّف إلى سلاطين السلاح لحمايته من أهل ملته وإخوته المنافسين. وهنالك من لا يجد وريثاً ذكراً لمملكته، فيتبنى وريثاً ويربيه على الأحقاد بأشفار عينيه. ومن ليس لديه منصب في إمارة، يشتريه بالمال أو بالدسائس والاستزلام لأمير طائفة مسلحة ليستقوي على أمير طائفته المهيضة الجناح. ومن يعمّر والده في منصب، قد يخاصم أباه ويتمنى له الموت، أو يرثه حيّاً. وهناك من لا طاقة له ولا مزاج ولا شكيمتة ليرث زعامة والده وإمارته، لكنه يرغم على ذلك غصباً عن إرادته... هذا كله من الأمور العادية والطبيعية في عرف إمراء الممالك اللبنانية. ولكنه يصير ثالثة الأتافي إذا تقيأت زمر من الفتيان، بعضَ ما تربّت ونشأت وشبت عليه في هذه الممالك، وخصوصاً في مملكتي الثنائي الشيعي الميمون. فيروح أمراؤها وأصحابها وخطباؤها ومشايخها يتبرأون من أولئك الفتيان الضالين الأشرار. كأنهم ليسوا الأبناء الأبرار والأوفياء لتلك الإمارات والممالك.

 

نجحت المنظومة ففشلت الثورة.. فشلت الثورة فنجحت المنظومة

نادر فوز|/المدن/08 حزيران/2020

ليس في ما حصل خلال الساعات الأخيرة إلا دعوة إلى الإحباط. مجموعة من عشرات الـ"الشيعة شيعة" تضع فتنتها على أبواب ساحة الشهداء. تنتقل بعدها إلى عين الرمانة لإنعاش خط تماس تاريخي، إسلامي- مسيحي، رائحته الموت إلى الآن. ثم تعود لإيقاظ خط فتنة آخر على كورنيش المزرعة، سني-شيعي هذه المرة. السبت، لم يترك هؤلاء المتعصّبون المنتصرون من أنصار السلاح والتشبيح وفائض القوّة فتنة إلا وأشعلوها. شتموا رموزاً دينية، وهتفوا لأخرى. عبّروا، بمزيد من الإصرار، بلغة "الدعس" والأحذية. لم يتركوا قاعاً إلا ووطأوه. يريدون جرّنا مجدداً إلى قاعهم. حضروا ليؤكدوا لنا مرة أخرى، أننا باقون في هذا القاع ولا مهرب منه. أنه مهما تسلّقنا من درجات وحبال، سيفعلون اللازم لإسقاطنا وإعادتنا إلى وحولهم. قياداتهم، وغيرها، تدير هذا القاع ولا تريد لنا النجاة منه. تريدنا كلنا، يعني كلنا، في الوحل والقاع نفسه. لأنه إن خرجنا من هذه الحظيرة، فلن تستقوي على أحد، ولن تنكّل بأحد، ولن تستلذّ في تعذيب أحد.

صحيّ وسريع

هم بلا شكّ مدفوعون. قيادتهم تتغنّى أصلاً بالانضباط والتنظيم الحديدي. و"كلمة السيّد ما بتصير اثنين"، أساساً. فيبدو أنّ هذه القيادة ملّت من الآلاف يهتفون ضدها، وضد كل من تحميهم في السلطة. أمور أكبر بكثير تشغلها، ولا تريد التلهّي بجموع تطالب بلقمة العيش ولا حشود تسأل عن محاسبة الفاسدين. ثمة حروب إقليمية وكونية أهمّ بكثير. ونحن الناس، الجائعون، المهزومون في يومياتنا، العاطلون عن العمل، المسروقة حساباتنا المصرفية وأموال ضرائبنا، عاجزون عن رؤية كل ذلك. يعمينا جوعنا. وعوزنا ذلّنا. ولإيقاظنا من عتمتنا عرض لنا أنصار الـ"شيعة شيعة" شريطاً سريعاً للأحداث. بغضون ساعات أيقظوا الفتن، بمختلف أشكالها وأنواعها وأنماطها ومناطقها. عمل فائق السهولة، لطرف يمتهن الأمر في مجتمع عائم على الفتنة وخطابها. سهل، صحيّ وسريع، كما يقول أحد النصوص الإعلانية.

فشل الثورة.. نجاح المنظومة

بين ساحة متخبّطة بالشعارات والعناوين، دخلتها مجموعات حزبية مستجدّة تبحث بدورها عن دور مذهبي لدخول المعادلة السياسية من الباب الطائفي الحصري، ومشاهد فتنة الـ"شيعة شيعة"، اكتمل مشهد الإحباط العام. باتت ثورة 17 تشرين على باب الفشل، إن لم تكن قد وطأته أساساً. ليس فشلاً ذاتياً فقط، نتيجة غياب وحدة المشروع السياسي ومحطاته ومطالبه ولا نتيجة حركة متسلّقين ومتسلّقات دائمة، ولا "إيغويات" شخصية وجماعية منتشرة. ثمة إفشال تمّ وحصل. منظومة، عمرها 100 عام، أفشلت الثورة والمطالب والشعارات. تجدّد نفسها كل عقد أو اثنين بحروب أهلية أو تفجيرات وتوتّرات، وليس عصياً عليها الانقضاض على تجربة مماثلة. جندّت كل ما لديها من أدوات ونجحت. قوى أمنية رسمية، قوى أمنية حزبية، شبيحة، أجهزة المخابرات وشائعاتها ومجموعاتها. قمع، غاز ومطاطي، سحل، اعتقالات، اتهامات العمالة، نسج المؤامرات، استدعاءات، بلطجة، فبكرة دعوات، وفي النهاية فتنة. فأفشلت المنظومة 17 تشرين، مدعومةً بكل ما لديها من أسلحة فعلية شرعية وغير شرعية، ومعنوية وإعلامية. نجحت المنظومة ففشلت الثورة. أو العكس، فشلت الثورة فنجحت المنظومة، لا فرق طالما أنّ النتيجة واضحة.

مرحلة جديدة

فتحت لنا مناسبة 6/6 صفحة جديدة، بساحتها وتعدد عناوينها وفتن شبيحة الجمهور المضاد من الطرفين. عنوان هذه المرحلة التخبّط. نهايتها غير محسومة إلا أنها بدأت بشعور الإحباط. كأنّ ثقل أيام ما قبل 17 تشرين، عاد ليعترينا. كأننا ننازع. لم نمت ونعرف أننا لن نموت، لكن حالنا حرجة. تماماً كما في تجارب سابقة، نشعر بخطر ضياع حركة وتحرّك ومكتسبات ونفس. كأننا نخسر شارعاً خطّطناه بضلوعنا. رسمناه بعيون فُقأت برصاص مطاطي. نخاف على شهداء سقطوا، ونخشى أن نخسرهم مرّتين. نحرص على كل شتيمة وكلمة قيلت طوال 8 أشهر. على امرأة تبكي في ساحة الشهداء على ضياع ابنها المحروم من جنسيته، والشاب الطرابلسي الذي يقدّم خطاباً ثورياً على بعد أقدام من هجوم مكافحة الشغب. وعلى عجوز حمل يافطة "تروك السياسة جانباً وتعى نحكي جوع". نتمسّك بكل شعار رمي في وجه السلطة والمصارف والطوائف. بكل "هيلا هو" أنشدت بوجه زعيم أو نائب. وبكل قنبلة مولوتوف رميت في مكانها الصحيح.

الفشل الوراثي

17 تشرين أكبر التجارب السياسية والاجتماعية غير الحزبية في تاريخ لبنان. ثورة افتقدت لاقتلاع نائب أو وزير من بيته أو جعله سيّداً على نفسه في مستوعب للنفايات. لم تنطلق بشرارة خارجية ولم تتكّل على أهواء الخارج ولا دعمه. والإحباط الذي نعيشه اليوم مضاعفاً عن الإحباط الذي عاشه جيل ما بعد الحرب في تجاربه السابقة. في اعتصامات التسعينيات ومطالبنا الكونية، واعتصام الجامعة اللبنانية (2003) أضخم اعتصامات الطلابية، وشباب خائف على وطن، و"إسقاط النظام الطائفي"، ثم "طلعت ريحتكم"، وصولاً إلى اليوم. وما بين هذه الموجات والحملات، انتخابات نيابية وبلدية وتحركات ومحطّات أخرى، راكمت التجارب والفشل. وهو الجيل المثقل أساساً بالتجارب السابقة. تشرّبها وورث فشلها، في البحث عن العدالة والمساواة في دولة مدنية لا فساد فيها ولا حكم طوائف وإقطاع. ورث فشل جيل سابق، ورث بدوره فشل تجارب العروبة وضياع فلسطين والحروب الأهلية وسقوط "وطن حر وشعب سعيد".

فشلت 17 تشرين أو لم تفشل، نقاش يمكن أن يستفيض. تستمرّ 17 تشرين أو تتوقف، نقاش يمكن أن يستفيض أيضاً. لكن الأكيد أنّ هذه التجربة كرّست شعارات باقية. "كلن يعني كلن"، يبقى شعاراً مستمراً إلى حين تحقيقه. أما الـ"هيلا هو" فأنشودة أساسية لا مفرّ منها. كسرت أصنام وحرقت صور رموز وأسقطت الهالات إلى غير رجعة. أتاحت لنا شارعاً خاصاً بنا بعيداً عن العفن. مساحة للناس ومطالبها، على تنوّعاتها واختلافاتها، وبكل ألوانها. أمل بمشروع سياسي قائم وبديل مستمرّ. "ليس الإحباط قدراً"، كتب الشهيد. بل إنّ الإحباط مرحلة من مراحل استكمال ما سبق وانطلق. "عودوا إلى الشارع، أيها الرفاق، تعودون إلى الوضوح". والأصح اليوم أبقوا في الشارع، تبقون في الوضوح. فالخروج منه يعني تركه لقطعان الطوائف ومشاريعها الهدامة وما فيها من بؤس وإذلال.

 

علي الأمين يُعلّق حول توقيت التظاهرات المطالبة بنزع السلاح.. ما علاقة صندوق النقد؟

علي الأمين/جنوبية/07 حزيران/2020

بعد التظاهرات المتتالية التي شهدها الشارع اللبناني الرافعة لشعار “نزع سلاح حزب الله”، بالإضافة الى المطالبة بضرورة ضبط الحدود ومنع المعابر غير القانونية التي تستخدم في التهريب، علق رئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين قائلاً: “لا شك أن مطالبة اليوم بسلاح حزب الله هو مطلب قديم ومتجدد لكن التظاهرة ربما منذ فترة مديدة لم يخرج تظاهرات تطالب بنزع سلاح حزب الله وهذا الأمر بتقديري مرتبط بأمرين أساسيين أولاً بداية التحركات في الشارع اليوم بدأنا نشهد أكثر فأكثر في ظل الكورونا ونعلم أنه انكفأ الشارع بعد هذه الجائحة وبالتالي هذا أحد مظاهر التحركات والاحتجاجات”.

أضاف الأمين خلال مداخلة تلفزيونية: “الأمر الثاني هو يتصل بالكلام الأخير الذي صدر عن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وبعض قيادات الحزب وبعض الناطقين بإسمه والتي تحدثت بكل وضوح على الحدود اللبنانية السورية وأشارت بشكل واضح إلى أن هذه الحدود يجب أن تبقى بوضعية خارج إذا صح التعبير المراقبة، قال السيد حسن – هنا تقصد المعابر غير الشرعية – الشرعية وغير الشرعية بمعنى أن تضبط هذه الحدود بشكل واضح وأن أحد المسؤولين في حزب الله قال أن ضبط هذه المعابر هو خنق للمقاومة وخنق لسوريا”.

ولفت الأمين الى أن “هذه التظاهرة تأتي في ظل هذا المناخ خاصة الأزمة الاقتصادية المالية الذي يعيشها لبنان والتي بدأ يجري الحديث عن أحد الأسباب وهي المعابر غير الشرعية بالدرجة الأولى وأيضاً التهرّب الجمركي وإلى ما ذلك وأيضاً أشياء أخرى ولكن فيما يعنينا في هذا الموضوع، موضوع السلاح أن يتم الحديث عنه في وقت التفاوض الذي سيجري بين لبنان وصندوق النقد أو دول غربية من أجل مساعدة لبنان لتطرح مسألة ضبط الحدود عملية ضبط المعابر إلى جانب أن يكون هناك مرجعية الدولة هي مرجعية أساسية قادرة على أن تضبط كل شي على مستوى الشأن العام جانب الأمني والعسكري والسياسي والمالي وما إلى ذلك”.

سلاح المقاومة عنصر يحمي منظومة الفساد كلها في لبنان وتعليقاً على العجز الحكومي وما إن كان باستطاعة المواطن اللبناني أن يحقق شيئاً قال الأمين: “التركيز على سلاح حزب الله يدلل أن التركيز على سلاح حزب الله لم تكن مطروحة في سياق الانتفاضة ولم يكن هناك تركيز لا بل كان هناك انتقاد من البعض أنه لماذا لم يطرح موضوع السلاح باعتباره عنصر أساسي لحماية الفساد وليس فقط سلاح المقاومة وهو عنصر يحمي منظومة الفساد كلها في لبنان، يعني اليوم حزب الله يدير السلطة، يحافظ على الانقسامات التي فيها ويرسخها ويدير هذه الصراعات داخل السلطة هو القوة الأساسية التي تحمي هذه التركيبة السياسية وبالتالي لا يمكن عزل هذا السلاح عن موضوع الانتفاضة ليس باعتباره سلاحاً ضد إسرائيل أنا برأيي السلاح ضد إسرائيل أصبح هامشياً بهذا الجانب الأساسي هو اللعبة السياسية وفي قتال داخل سوريا وفي مناطق أخرى”. حزب الله يدير السلطة، يحافظ على الانقسامات التي فيها ويرسخها ويدير هذه الصراعات داخل السلطة هو القوة الأساسية التي تحمي هذه التركيبة السياسية أضاف:

 لم تعد هذه الوظيفة التي كان عليها منذ عشرين عاماً نفس الوظيفة التي هو عليها الآن، لقد تغيرت، والوظيفة الأخطر برأيي هو حماية منظومة الفساد”

ولفت الى أن: “الوظيفة الأساسية الأمنية العسكرية التي يقوم بها هذا السلاح هو حماية هذه المنظومة ويجب أن ندرك أن الحديث شارع في مقابل شارع كما كانت التجمعات في ساحة الشهداء كيف نزل عناصر من حزب الله وحركة أمل كما توجهوا اليوم أمام المعترضين أيضاً نزلوا مئات الشباب وأحرقوا الخيم وفعلوا ما فعلوا، ثم الانتفاضة في ذلك الحين لم تطرح أي كلمة عن السلاح، لا يمكن أن يقال هذا شارع ضد شارع المشهد هو ذاته أنا أقول أن السلاح لم يعد له أي وظيفة تقتصر بموضوع المقاومة كما كان في السابق”. وختم: “اليوم وظيفة هذا السلاح هي حماية منظومة السلطة القائمة اليوم والتي تتيح لحزب الله أن يكون مسيطراً بالكامل على معادلة السلطة وعلى البلد بشكل كامل وبالتالي أي صيغة أخرى وأي انقلاب على هذه الصيغة حكماً ستهدد نفوذ حزب الله ليس باعتباره يحمل سلاحاً فقط بل باعتباره يريد أن يتحكم ويسيطر على هذا البلد بما يتناسب مع مصالحه ومع رؤيته الخاصة سواء وافقت هذه الرؤية أو اختلفت معها، لكن هو يريد أن يختزل بنظام مصالحه الخاص ويجيره بمعاركه وفي مواجهته المفتوحة في الإقليم على مستويات مختلفة عربياً وغربياً وما إلى ذلك وحتى في مواجهة إسرائيل”.

 

هذا ما يقوله أيضاً أبناء الضاحية عن حزبهم وحلفائهم

سامي خليفة/المدن/08 حزيران/2020

قيل قديماً أنه عندما تجوع الشعوب تأكل حكامها، وعندما تبدأ بالانتقاد بعد سكونٍ وصمت، فذلكم إيذان بيقظة ضميرها الجمعي، وانطلاق عودة وعيها. وجد الكثير من الشيعة، مطلع ثمانينات القرن الماضي، في حزب الله عند تأسيسه، جواباً شافياً عما تعانيه الطائفة من حرمان، بدءاً من التحرر من الاحتلال انتهاءً بإقامة الدولة العادلة. واليوم، بعد نفض الغبار عن حقيقة مأساة لبنان، وإزالة مختلف الحواجز السيكولوجية بين الطوائف، يرى الناس ضرورة وضع نهاية لسياسة قديمة خضعوا لها لعقود طوال خلت. ليس الهدف من هذا التقرير تسجيل النقاط السياسية، بل الإضاءة على شكاوى الناس في شوارع الضاحية والجنوب والبقاع. شكاوى وليست انقلاباً على حزب الله، بل رسماً لعلامات استفهام يطرحها كثيرون عن أمجادٍ تلطخ صورتها السياسات الحالية المتبعة. فبعد أن ضرب الجوع أبواب آلاف العائلات التي تُركت لمصيرها، وفقد معظم الناس، باستثناء قلة، ثقتهم بالزعماء السياسيين الذين عاثوا فساداً وأكلوا الأخضر واليابس. بات كثير من مؤيدي حزب الله، الحزب الأقوى قدرة على التجييش في لبنان، يشتكون من الواقع الحالي، وينتقدون ما يرونه تجاهلاً لمطالبهم واستخدام شعارات لا تُسمن ولا تغني عن جوع.

مقومات الصمود

إلى جانب الزيادات الحادة في الأسعار وتلاشي الوظائف وتهاوي قيمة الليرة وتداعيات كورونا، يعيش لبنان صراعاً بارداً بين الولايات المتحدة وحزب الله، تحول إلى حصار غير معلن، منع أي مساعدات مالية تخفف من حدة الأزمة. ومع انسداد الأفق، يتسائل كثيرون من سكان الضاحية عن مقومات الصمود التي يمتلكونها في هذه المعركة التي لا سقف زمنياً لها. يشرح أبو أحمد، وهو مناصرٌ قديم لحزب الله يعمل في مجال المقاولات، ما يجول في خاطر الكثير من أبناء الضاحية، قائلاً "كنا ولا زلنا نؤيد حزب الله في معركته ضد إسرائيل، ونحن مستعدون لدعمه بدمائنا، ولكن علينا أن نعترف بأن الاستراتيجية التي وضعوها في مواجهة أميركا كانت خاطئة. ولم تأخذ بالاعتبار مصالح الناس. كيف يمكننا أن ندخل في مواجهة مفتوحة مع أقوى دولةٍ في العالم، ونحن لا نمتلك صناعة أو زراعة. قولوا لي بالله عليكم لماذا طوال هذه السنوات التي مضت، وكنتم فيها تمتلكون المال، لم تقدموا على خطوات تحصّن جمهوركم في مواجهة أزمة كهذه". وأضاف " الشعب اليوم أكثر وعياً، وخبرته واطلاعه على الملفات السياسية أصبحت واسعة وشاملة، نحن لا نعيش حصاراً أميركياً وحسب، بل حصاراً من طبقة سياسية دمرت مقومات صمودنا، وجعلتنا عاجزين في مواجهة العواصف بعد أن جردتنا من كل شيء. نحن نسأل ما الفرق بين هؤلاء والإسرائيليين؟ لا شيء، كلاهما سيان، هل يُعقل أن يتحول مجتمع المقاومة إلى مجتمع ينتظر الحصص الغذائية والصدقات بعد كل هذه التضحيات، ألا يعلمون أن الجوع والذل سيجعل الناس تترك وطنها وتتخلى عن كل القضايا مهما كانت أهميتها". وكما أبو أحمد، يعلق هادي، وهو خبير محاسبة يخطط لترك البلاد، بالقول " نستيقظ كل يوم وأول ما نسأل عنه هو سعر صرف الدولار. شعبنا يتعامل بالعملة الأميركية منذ عشرات السنوات، فكيف نتوقع أن يتخلى فجأة عن حاجته لهذه العملة، التحول من اقتصاد ريعي إلى منتج يحتاج سنوات طوال. هذا إذا توفرت الإرادة عند السياسيين. وحتى ذلك الحين، كيف يجب أن نصمد؟ بصراحة، لقد استفحل اليأس وما نراه لا يبشر بالخير".

حرب الشعارات

كما هي حال الكثير من اللبنانيين، فقد علي، وهو مواطن يعيل عائلة مكونة من خمسة أفراد، ويقطن في الضاحية الجنوبية لبيروت، عمله بسبب الأزمة. ويتحدث هذا الأخير مع "المدن" عن الشعارات الجوفاء التي يسمعها يومياً، والتي يعتبرها زوبعة في فنجان لتضييع المشكلة الحقيقية، إذ يقول "نسمع بشكل مستمر بضرورة التوجه إلى الشرق، عن أي شرقٍ يتحدثون، هل تستطيع روسيا مساعدتنا مالياً؟ وهل الشركات الصينية أصلاً مستعدة لدخول السوق اللبناني إذا شعرت بأنها ستتعرض للعقوبات؟ لا يحتاج المرء ليكون خبيراً اقتصادياً ليجيب بالنفي، إنهم يستخدمون هذه الشعارات لكي لا يصارحونا بحقيقة عجزهم عن فعل أي شيء". ويستطرد "عندما ننتقد، يخرج البعض ليعطينا دروساً في الوطنية. حسناً، لقد أعطيت صوتي لحزب الله في الانتخابات الأخيرة، وكل عائلتي تدعم الحزب، لكن الخطاب الذي نسمعه منذ عدة أشهر كسر حدود المنطق. هل أقول لأطفالي أنني لا أستطيع شراء ثيابٍ لهم لأننا في وارد تحرير القدس؟ نحن دخلنا في حربٍ أبدية مع الولايات المتحدة ونريد كسر نفوذها في الشرق الأوسط، بينما نحن عاجزون عن كبح الفوضى في أحيائنا، والسيطرة على بعض العصابات التي تفرض الخوّات وتستغل المواطنين، والتي تسيطر على الحدود وتهرب ما يحلو لها". من جهته، عبّر مازن، وهو مهندس لبناني مغترب، عن إحباطه من الوضع القائم، في حديثٍ مع "المدن"، إذ قال "لا شك أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقيتة، وتتبع أساليب الابتزاز البشع مع الدول. لكن هذا لا يعني أن نقبل بفكرة أن يعيش أولادنا في بلدٍ يتحول رويداً رويداً ليصبح مثل فنزويلا. نحن شعب ما زلنا نبتهج عندما لا تنقطع الكهرباء، ونصفق إذا رأينا الشوارع نظيفة بعض الشيء، وتغمرنا السعادة إذا توفر البنزين، فكيف إذاً نهزم أميركا أو غيرها؟". وتابع "سأكون واضحاً وصريحاً، إذا أعلنت الدول الغربية بعد انحسار فيروس كورونا عن فتح باب الهجرة للبنانيين، فإني أؤكد بأن طوابير من الجنوبيين والبقاعيين ستصطف أمام السفارات، محاولين مغادرة الجحيم الذي يعيشونه. لقد تربينا على فكرة أن الفقر في الوطن غربة. وها نحن نعيش هذه الغربة. وأود أن ألفت في نهاية حديثي إلى ضرورة وضع حدٍ لهؤلاء الشبان الذين ينزلون عند كل تحرك ويهتفون شيعة.. شيعة، هذا فعلاً أمر مسيء ومحرج".

فساد الحلفاء

يُشكِّل التركيز المتعاظم لاهتمام الحزب على الولايات المتحدة دلالة ذات مغزى على تحوله الملحوظ عن الاهتمامات المحلية إلى الاهتمامات الجيوستراتيجية الإقليمية. من هنا، يفضل بعض مناصري الحزب التركيز على الواقع الداخلي مع اشتداد الأزمة، حين يقول سعيد، وهو أحد أصحاب المحلات التجارية في الضاحية: "القضايا الإقليمية التي يدافع عنها الحزب محقة، لا جدال في هذا الأمر، إلا أننا نعتقد أنه آن الأوان للتركيز على الداخل اللبناني. الفساد الذي نريد أن نحاربه ينخر نخراً في حلفائنا، إنهم ينهبون ويتحاصصون ويهددون، في وقتٍ أصبح اللبنانيون يشتهون رغيف الخبز". انسحاب تيار المستقبل والإشتراكي والقوات اللبنانية، فضح، حسب سعيد، القوى السياسية الحليفة للحزب "ماذا نقول لجمهور الأحزاب التي نختلف معها أو للمستقلين؟ يا جرصتنا، لقد عطل بعض حلفاء الحزب البلاد وشلّوها، فلا تعيينات، ولا حلول مالية، ونسمع خطابات خنفشارية لا نفهم منها شيئاً، ونشهد صفقات مشبوهة وتمييع لفضائح وقضايا تطال أرزاق الناس. لقد دفعنا الغالي والنفيس لأجل قضية المقاومة، لا لكي نرى هذا المشهد المحبط في النهاية. إنهم يفعلون ما عجزت إسرائيل عن فعله، فلننسحب من السياسة إذا كنا عاجزين عن تغيير مجرى الأمور". وعند سؤاله عن رأيه بطلب لبنان مساعدة صندوق النقد الدولي، أجاب "طبعاً، صندوق النقد ليس الخيار الأفضل، وقرأنا عن تجارب سيئة لدول طلبت مساعدته، لكن من الذي أوصلنا إلى أن نستجدي المساعدة ونتسول بين الأمم؟ جميعهم بما فيهم حلفاؤنا، كانوا يعرفون الأرقام منذ سنوات، ومدركون لارتكابات المصارف ومصرف لبنان والخراب المقبل، ومع ذلك لم يحركوا ساكناً. فليتبرع أصحاب المليارات من الحلفاء بجزء من أموالهم إذا كانوا يحبون البلد. كفى استخفافاً بعقولنا فنحن نعرف الحقائق". بدوره، يؤكد حسين، وهو طالب طب، على كلام سعيد بقوله "علينا أن نركز حالياً على إقناع الحلفاء بضرورة الكف عن منطق المحاصصة والسرقات. الوضع لم يعد يحتمل هدراً للمال العام تارةً، وطوراً تهديد بالفدرلة والفتنة وكسر وحدة الصف. كلما سمعنا عن عقوبات أميركية جديدة تظهر فضائح عن تسويات مقززة. علينا أن نركز حالياً على الاقتصاد، ولا شيء سواه، حتى يبقى الوطن. فمصلحة المقاومة تقتضي أن لا يكون الوطن مفتتاً والشعب محبطاً. وإذا كان فريقنا غير قادر على العبور بالبلاد إلى بر الأمان، كما هو واضح، فلا بأس أن يأتي خبراء مستقلون أو حكومة عسكرية لفترة انتقالية تضع الأسس لحل الأزمة".

 

مقاربة السياسة الأميركية حيال لبنان المنكوب

د. خطار أبودياب/العرب/08 حزيران/2020

يجد لبنان نفسه في الذكرى المئوية الأولى لولادة كيان “لبنان الكبير” أمام تحديات جمّة تصل إلى حد التهديد الوجودي. وتتجه الأنظار إلى واشنطن نظراً لدورها وموقفها إزاء العديد من الملفات المطروحة حالياً: تطبيق قانون قيصر الأميركي المستهدف للنظام السوري وحلفائه والمتعاملين معه، التمديد لقوة حفظ السلام الدولية “اليونيفيل” في جنوب لبنان والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي. ويهدف الضغط الأميركي لمنع ربط لبنان النهائي بعجلة المحور الإيراني – السوري ويضاف للعقوبات المفروضة على حزب الله ولأولويات واشنطن في التركيز على الجيش اللبناني والمصرف المركزي، كي تضمن حفظ مصالحها في سياق سياستها الإقليمية ونظرتها لأهمية الحفاظ على مؤسسات تحمي ما تبقى من دولة لبنانية على شفير التحول إلى دولة فاشلة. بيد أن نجاعة المقاربة الأميركية للوضع اللبناني غير مضمونة تبعاً لتعقيداته وارتباطه بصراعات الإقليم ومجمل مصالح متضاربة. لكن من دون شك تبقى الولايات المتحدة من كبار اللاعبين المؤثرين في مستقبل بلاد الأرز.

تعود العلاقات الأميركية – اللبنانية إلى القرن التاسع عشر إذ أنشأت الولايات المتحدة أول حضور دبلوماسي لها في بيروت في العام 1833 مع تعيين وكيل قنصلي. وعلى مدى ذاك القرن، تركز النشاط الأميركي في لبنان على النشاطات الدينية (التبشير البروتستانتي والإنجيلي) والتعليمية والأدبية، مع تأسيس ما أصبح يعرف اليوم بالجامعة اللبنانية الأميركية في العام 1835، والجامعة الأميركية في بيروت في العام 1866 التي قامت بتخريج النخب العربية وكانت ملتقاها الذي أسهم بنشأة حركات فكرية متعددة المشارب. وبدأ الاهتمام السياسي الفعلي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، إذ أرسل الرئيس الأميركي وودرو ويلسون في 1919، لجنة هنري كينغ – تشارلز كرين، إلى الشرق الأوسط في إطار محاولات رسم مستقبل لها إبان سقوط الخلافة العثمانية، وكانت مهمتهما هي مسح المنطقة في إطار سياسات ويلسون وإيمانه بحق الشعوب في تقرير مصيرها ورسم حدود واضحة لدولها. في ما يخص المسألة السورية – اللبنانية، أسفر الاستطلاع عن رغبة الأكثرية تأسيس سوريا موحّدة، مع مطالبة بإقامة “لبنان مستقل كبير” – يماثل تقريبًا لبنان اليوم – ليكون وطنًا آمناً للمسيحيين.

 وكان الاقتراح الأميركي حينها منح لبنان، في إطار سوريا، قدرًا كبيرًا من الحكم دون منحه استقلالًا كاملًا، ولكن الغلبة الفرنسية – البريطانية في تلك الحقبة حسمت الأمر لصالح إقامة “لبنان الكبير المستقل”. وربما كان لهذا التجاذب في مرحلة غابرة أثره على هنري كيسينجر الذي قال يوماً “لبنان خطأ تاريخي”.

وعلى مر السنين انغمست واشنطن في الشأن اللبناني بعد منتصف الخمسينات من القرن الماضي إثر التراجع الأوروبي في الشرق الأوسط بعد حرب السويس ( 1956) وتجلى ذلك مع تدخل القوات الأميركية في لبنان صيف العام 1958 بعد الانقلاب الذي أطاح بالملكية في العراق، وكان الهدف ضمان عدم ضم لبنان إلى الجمهورية العربية المتحدة (سوريا – مصر) برئاسة جمال عبدالناصر.

وهكذا في حلول أواخر الستينات، كانت السفارة في بيروت واحدة من أكبر السفارات في الشرق الأوسط، حيث كانت تعمل كمقر إقليمي لمجموعة من الوكالات الأميركية، وحينما كانت بيروت من أبرز المسارح الخفية لحروب المخابرات خلال الحرب الباردة. وبعدها أتت حروب لبنان المتعددة والنقالة (1975-1990) لتطال المصالح الأميركية مع اغتيالات وتفجيرات في 1976 و1983 و1984 (خلال حقبة السيطرة الفلسطينية على غرب بيروت لم يتم التعرض للسفارة الأميركية، ومع بدء الصعود الإيراني وتأسيس حزب الله بدأ استهداف الوجود الأميركي في لبنان). وبعد إغلاق السفارة الأميركية في بيروت عام 1989، لم يتم استئناف النشاط إلا في 1997 وحاليا من اللافت للنظر أنه على ضوء توسيع التعاون العسكري الثنائي، زاد على مدى السنوات الأخيرة (منذ انسحاب القوات السورية من لبنان في 26 أبريل 2005) حجم ونطاق مكتب الملحق العسكري الأميركي ومكتب التعاون الدفاعي.

بالرغم من الهبوط والصعود في الانخراط الأميركي في لبنان، لا يمكن الحديث عن “سياسة لبنانية” لواشنطن، لأن الأولوية للإستراتيجية الإقليمية وتندرج بيروت غالباً ضمن تفاصيلها أو إحدى رافعاتها. ولذا يمكن اعتبار الاهتمام الحالي لتصفية الحساب مع الذين تعرضوا للوجود الأميركي في لبنان. لكن التركيز يبقى على النظرة الأميركية لحماية أمن إسرائيل وأيضا لمحاربة إيران في اشتباك يمتد من موقعه الأمامي في العراق إلى الحلقة اللبنانية الأساسية بالنسبة لمستقبل الوضع السوري. ومن هنا لا تهتم واشنطن حصرا بمصير لبنان في حد ذاته، بل تتعامل معه كجزء من ملفات أكثر شمولية وتمسك بالكثير من الأوراق لإخراجه من مأزقه الاقتصادي والوجودي.

يخشى الفريق المسيطر على الحكم في لبنان (التيار العوني وحزب الله) من تراكم تطبيقات قانون قيصر (الذي سيدخل حيز التنفيذ في 17 يونيو الحالي) والعقوبات الأميركية على حزب الله في تفاقم الضائقة الاقتصادية ومنع تطبيق خيار “السوق المشرقية” كبديل عن انتظار التفاوض مع صندوق النقد الدولي الخاضع عملياً للنفوذ الأميركي. ويزداد حذر المترددين اللبنانيين في الرقص على الحبال بين المحور الإيراني وباريس وواشنطن لأن الفريق الأميركي المولج بالشأن اللبناني والمؤلف من ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية ومارشال بيلنغسلي مساعد وزير الخزانة ودوروثي شيا السفيرة في بيروت، يصنف في خانة التشدد على عكس الفريق السابق مع السفراء ديفيد ساترفيلد وديفيد هيل الذي كان يحاول مراعاة الحكم اللبناني وعدم إحراجه. وفي هذا الإطار تلوح واشنطن بعقوبات إضافية يمكن أن تطال بعض الرموز والشخصيات اللبنانية المتحالفة مع حزب الله أو المتعاملة اقتصادياً مع النظام السوري (يمثل ذلك قطعاً للطريق على أي تطلع للمشاركة في إعادة الاعمار في سوريا قبل التوصل إلى حل سياسي). ويمثل اقتراح تعديل صلاحيات اليونيفيل عامل ضغط إضافيا لأنه حسب قراءة واشنطن جرى تخصيص 12 مليار دولار لقوات لم تطبق مهامها بسبب رفض حزب الله وبالرغم من تعويل الحكومة اللبنانية على الفيتو الروسي والتفهم الفرنسي لمنع مرور الاقتراح على مجلس الأمن الدولي. لكن مجرد إيقاف واشنطن لمساهمتها المالية في اليونيفيل يعني نكسة جديدة وتحذيراً للبنان.

وعلى نفس المنوال تمسك واشنطن بورقة الوساطة لترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان خاصة بعد عدم وجود غاز تجاري في البلوك رقم 4 قبالة البترون شمال لبنان والتعويل اللبناني على البلوك 9 الذي يتنازع عليه مع إسرائيل. ومن الواضح أن لحزب الله كلمته في هذه الملفات وأن واشنطن تريد من السلطات اللبنانية فك ارتباطها معه وهذا غير وارد عمليا مما يعمق المأزق اللبناني. وتصل بعض الأوساط للافتراض أن الكثير من الملفات يرتبط بتفكيك حزب الله لشبكة صواريخه الدقيقة التي تعتبرها إسرائيل تهديداً مباشراً. لكن يستبعد أن تثمر هذه الضغوط إلا في حال حصول انقلاب في ميزان القوى الإقليمي.

يبقى لبنان ضحية بامتياز لمحيطه الجيوسياسي، ونظراً لربطه عملياً بالمحور الإيراني يجد نفسه اليوم معزولاً عن إطاره العربي وتحت الضغط الأميركي من دون قدرة فرنسا، عرّابته التاريخية، على نجدته برغم استمرار علاقتها مع إيران.

 

من "قانون محاسبة سوريا" إلى "قانون قيصر"

يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا المعارض/07 حزيران/2020

في الرابع من كانون الثاني من العام 2000، كان اللقاء الأخير الذي عقده كلينتون مع كل من فاروق الشرع وإيهود باراك. كانت المحادثات تتناول تفاصيل الانسحاب من الجولان والتطبيع والأمن. وكشف كلينتون أن "الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا وآسيا يريدون الإسهام في تطوير الاقتصاد الإقليمي في الشرق الأوسط". بمعنى أن السلام المنتظر كان يجب تدعيمه بخطة اقتصادية تضمن استقرار دول المنطقة، وبالأخص تهيئة الاقتصاد السوري للانتقال إلى اقتصاد السوق المفتوح.

لكن وبعد تسع سنوات تقريباً من المفاوضات الشاقة المبتدئة من مؤتمر مدريد 1991، تعثرت وانتهت على نحو مفاجئ. أصر الجانب الإسرائيلي على أن تكون الحدود بعيدة بين 400 – 500 متر عن شواطئ بحيرة طبريا، بينما حافظ الأسد كان يريد مشاطأة البحيرة. وهو بالأصل خلاف بين "الانسحاب إلى الحدود الدولية" أو "الانسحاب إلى خطوط الرابع من حزيران 1967". هذا عدا عن تفاصيل أخرى (محطات الإنذار المبكر، مستوى التطبيع، المياه..).

على هذا الفشل، تغير مصير سوريا. مات الأسد الأب بعد أشهر قليلة. وبدأ عهد الإبن، الذي سريعاً ما ارتمى بالكامل في الحضن الإيراني. وسيتحول بشار الأسد إلى شخصية عدوانية. في الداخل سيسحق "ربيع دمشق" الأول. في لبنان، سيفرض الضابطَ إميل لحود رئيساً، ويستشرس في لجم تداعيات الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، وأهمها استحقاق انسحاب جيشه من هذا البلد. العداوة الفورية سيظهرها للرئيس رفيق الحريري، بوصفه صاحب مشروع سياسي اقتصادي يتلاءم مع خطط السلام في المنطقة. كما خابت آخر الرهانات التي عبّر عنها الرئيس الفرنسي حينها جاك شيراك لإقناع النظام بسياسة الانفتاح.

هذا المسار أبعد سوريا كلياً عن الغرب والمجتمع الدولي. والحصاد الأول لذلك سيظهر عام 2003، بعد أشهر من غزو العراق واشتداد التوتر بين النظام والولايات المتحدة، حين يُصدر الكونغرس الأميركي "قانون محاسبة سوريا" بتهمة دعم الإرهاب ورفض الانسحاب من لبنان. منذ ذلك الحين، بدأ عهد العقوبات والحصار وشبه القطيعة بين سوريا والعالم. وسيثأر المحور الوليد، "الممانعة"، باغتيال رفيق الحريري بشباط 2005 رداً على كل ما سبق وعلى القرار الدولي 1559 الصادر في أيلول 2004، الذي طمح إلى إخراج الجيش السوري من لبنان وتفكيك ميليشيات حزب الله.

مع هذا الاغتيال، ستتزايد العقوبات الدولية على سوريا ونظامها، الذي سيدخل أيضاً في عزلة وقطيعة مع المنظومة العربية التي لطالما أمدّت سوريا بالمعونات المالية والاقتصادية. وستكون حرب تموز 2006 تتويجاً لخيار الأسد مع حزب الله وإيران، بالذهاب في طريق النكبات والمآسي التي ستنزل بالمشرق العربي.

بين العام 2006 و2011، خسر النظام بالتدريج كل علاقاته مع العالم ودول المنطقة باستثناء إيران وروسيا. وتحول إلى نظام مارق بكل ما للكلمة من معنى. وفي الأثناء، كان التغير الاقتصادي الملموس هو إنهاء اقتصاد الدولة لصالح اقتصاد العصابة. وترافق هذا، مع تدهور ثابت في مستوى المعيشة والدخل وتحلل القطاعات المنتجة، وانهيار في الزراعة وهجرات واسعة من الأرياف بضغط تفاقم الفقر. كانت سوريا تعاني في آن معاً من وطأة العقوبات الخارجية ومن لصوصية حاكمة تنهب ثروات البلد وخيراته.

أما ما فعله الأسد منذ انطلاقة الثورة حتى اليوم، فهو تقريباً غير قابل للوصف. عدوانية إجرامية دمرت سوريا كبلد وكشعب.

كل المآسي التي أصابت سوريا منذ مطلع العام 2000 وحتى اليوم، كانت بسبب إصرار النظام على إبقاء سوريا مصادرة له أرضاً وشعباً، وفي حالة حرب مع العالم.

كان الدولار يساوي خمسين ليرة سورية، وهو اليوم يتجاوز 2200 ليرة. وهذا ليس مجرد رقم. إنه حياة السوريين وشقاؤهم وتعبهم وأرزاقهم وقُوْتهم. إنه ثرواتهم التي تبخرت، أمنهم الغذائي (كرامتهم دون الجوع) وقد تلاشى. إنه ليس رقماً بل ملايين الأطفال الذين سيحرمون من فرصة العيش اللائق، المرضى الذين لن يجدوا دواء، الرجال الذين لن يُطعموا عائلاتهم.

ليست الليرة التي انهارت بل تعب أجيال تبدد.

بهذا المعنى، لم يدفع فقط مئات الآلاف حياتهم رغماً عنهم "كي لا يسقط الأسد"، بل إن الأحياء كلهم وغصباً عنهم سيظلون إلى أمد طويل يدفعون ثمن بقاء هذا النظام من شحّ مالهم وغذائهم وطبابتهم وسكنهم وأبسط شروط عيشهم.

يأتي اليوم "قانون قيصر" للاقتصاص من المجرمين. لكن هؤلاء الأخيرين سيُدفِّعون السوريين الثمن. والقانون الذي يرمي إلى حرمان النظام من موارده، سيحوله هذا النظام إلى علّة لامتصاص ما تبقى بين أيدي السوريين من مصادر قوت. سيخطف منهم آخر أنفاس عيشهم. بل هو تحضير لما سيأتي به قانون قيصر، سطا ويسطو اليوم على أموال شركائه في العصابة، التي هي أصلاً أموال السوريين المسروقة.

المسار الجهنمي الذي ابتدأ عام 2000 بحرمان السوريين من تحول بلدهم إلى دولة طبيعية، (بل بإهدار فرصة استعادة الجولان كي لا يتزعزع النظام)، ثم بمعاقبتهم إلى حد الإبادة، أوصلهم اليوم بشار الأسد ومع "قانون قيصر" إلى البؤس المطلق.

فإذا كان هذا كله بلغة "الممانعة" انتصاراً على المؤامرات الصهيونية الأمبريالية، فما كانت نتيجة المؤامرة لو نجحت؟!

 

لبنان: «الثورة 2» بين سراب المثالية وإدمان الإنكار

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/07 حزيران/2020

لا يختلف اثنان على تناقص القواسم المشتركة بين «الشعوب» اللبنانية بالتوازي مع تزايد المحن التي تجمعها... وتهدد بقاءها. حتى أمام «غول» الجوع الزاحف وجائحة «كوفيد - 19» المتفشية، ما زالت الخلافات والشكوك تتحكّم في آليات الاعتراض وأولوياته.

يوم أمس، يوم الدعوة إلى تجديد «ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول)»، كان لافتاً التفاوت الكبير في القراءات والشعارات، على الرغم من النتيجة الكارثية التي أفضت إليها تلك «الثورة» على مختلف الأصعدة.

في أكتوبر، رُفع شعار ساذج هو «كلّن يعني كلّن» (كلهم يعني كلهم)، وأدت العفوية في تطبيقه إلى إعطاء «قوى الأمر الواقع» المتحكّمة بمفاصل القرارين السياسي والأمني الفرصة الكافية لاستغلال الأخطاء، وحرف الاعتراضات، والتهديف على خصومها السياسيين.

كذلك، وفّرت تلك العفوية –إلى جانب سذاجة مضمون الشعار– للقوى المندسّة التابعة لـ«قوى الأمر الواقع» عينها المبرّرات لتحريك زمر بلطجية طائفية من أجل التصدي بالقوة لجماعات المجتمع المدني... التي وجدت نفسها محاصَرة بين المزايدين المشبوهين من «طابورها الخامس» ومحرّكي البلطجية الطائفيين.

في أي حال، جاءت الحصيلة الوحيدة لـ«كلّن يعني كلّن» – كما نعلم – استقالة حكومة سعد الحريري الائتلافية، التي كانت الطرف الأضعف في واجهة السُّلطة، ومن ثم، تسليم لبنان على طبق من ذهب إلى «حلف» «حزب الله» والتيار الوطني الحرّ (التيار العوني).

وحقاً، منذ شكّل هذا «الحلف» التشكيلة الوزارية الحالية لم يشهد اللبنانيون سوى كيدية وأوهام ومزايدات وإمعان في الإقصاء و«الشيطنة».

صارت «تراكمات 30 سنة» من الفساد معزوفة تكرّرها أبواق هذا «الحلف»، وتتهم بالفساد -حصراً- القوى التي أنهت تحكّم الجهاز الأمني السوري - اللبناني عام 2005. وبذا، يتناسى هؤلاء عمداً حقيقتين يعرفهما جيداً كل مراقب ذي ذاكرة جيدة:

الأولى هي أن كل التجاوزات المالية والأمنية والأخلاقية بين عامي 1977 و2005 حصلت بأوامر الجهاز الأمني السوري - اللبناني أو بتواطؤ منه.

والأخرى أن كل ما حصل منذ 2005 مسؤولة عنه هذه القوى نفسها، التي أمسكت فعلياً بمفاصل السلطة نتيجة احتكارها السلاح غير الشرعي، ومن ثم، استغلالها –وأتباعها– هذه الهيمنة لوضع اليد على معظم الحقائب الوزارية والمناصب الحكومية.

يوم أمس، تحت ضغط الضائقة المعيشية والاقتصادية، ورغم المخاوف من تفشي فيروس «كوفيد - 19»، دعا بعض القوى إلى مظاهرات شعبية تهدف لتجديد «الثورة». وكان واضحاً من تحضيرات هذه القوى حرصها على «تدوير الزوايا» وتحاشي الاستفزاز على صعيد تحديد سقف المطالب والاكتفاء بالشق المعيشي. وإلى جانبها دعت قوى أخرى أكثر جرأة، إلى إجراء انتخابات نيابية مبكّرة، وتشكيل حكومة جديدة محايدة ذات صلاحيات واسعة. ولقد بلغ التحفظ بهذين الفريقين، ومن معهما، ليس فقط الامتناع عن المطالبة بنزع سلاح «حزب الله»، بل اتهام كل مَن يطرح هذا المطلب بالعمل على تقسيم الصف والتآمر على التحرّك الشعبي. في ظل الاحتلال الفعلي للبنان، وما يستتبعه من اختلال في ميزان القوى، يمكن فهم هذا الحرص. غير أن ما لا يمكن فهمه ولا يجوز فهمه، أن تتوهّم الجماعات «الثورية» أنها بملامستها الخجولة لسطح الأزمة ستتمكن من تحقيق اختراق سياسي يخفّف من تأثير الاختلال... ويثير شيئاً من الخجل عند الاحتلال. ثم إن ما يستعصي على الفهم هو كيف يتوقع ساسة وحركيّون أن ينتج عن مطالب مثالية، كإجراء انتخابات جديدة، تغيير استراتيجية تتجاوز حدود لبنان؟ كيف يراهنون على أن تدبّ فجأة في ذهنية «ميليشياوية» مشاعر تعاطف مع بيئتها التي تعاني من الحرمان والمرض كباقي اللبنانيين؟

صحيح، كشفت «ثورة أكتوبر» عن تململ واسع في بيئتي «حزب الله» وتيار عون. وصحيح أن التضييق الدولي على الحزب، كشف النيات الحقيقية تجاهه عند عدد من الساسة العونيين الخائفين من سيف العقوبات الأميركية. لكن الصحيح أيضاً هو أن ما عمل عليه الفريقان – كلٌّ من منطلق مصلحته الفئوية – لا يمكن أن يضحّي به أمام تحرّك شعبي فضفاض وهشّ ومخترَق، لا تجمعه رؤية ولا تنزله إلى الشارع سوى أهداف قصيرة الأمد.

«حزب الله» وتيار عون، حتى اللحظة، يستقويان بضعف الاصطفاف المقابل. بل ربما يريان أن حلفهما المؤقت يمكن أن يستعيد تماسكه في وجه اصطفاف القوى المتجمّعة ضده، ولا سيما أن هذه القوى فقدت الكثير من صدقيتها وانسجامها خلال الأشهر الفائتة.

ثم إن السعي المستميت من المستقلين للنأي بتحرّكهم عن «كل» الأحزاب... قد يزيد في شرذمة القوى المناهضة لـ«حزب الله» – عون، ويضعف قدرتها على التلاقي والتنسيق والتحشيد في ظل الجائحة التي تكتم أي تحرك نشط في لبنان وغير لبنان.

إن قادة «حزب الله» يدركون جيداً أن فائض القوة لديه كفيلٌ بإبقاء اعتراضات «الثوريين» ظاهرة صوتية عاجزة عن فتح أي ثغرة في جدار هيمنته الكاملة. بل، ربما، يرون أن أي اعتراض لا يمسّ ركيزة هذه الهيمنة -أي السلاح- يشكل فرصة أخرى له للإجهاز على ما تبقى للبلاد من مؤسسات سياسية ومالية وخدماتية وقضائية. والواقع أنه لا مشكلة عند «حزب الله»، و«حليفه» المسيحي، مع إجراء انتخابات جديدة وفق القانون المفصّل أصلاً وفق رغبته وعلى قياس طموحه.

ولا مشكلة عند الحزب أيضاً باستقالة تشكيلة وزارية لا تحكم... يستطيع تشكيل مثلها كل يوم. ولا تعنيه «صلاحيات» وهمية لأي حكومة وأي برلمان، في ظل «حالة سياسية» مستنسخة عن الحالة الإيرانية، حيث يتبوأ «المرشد» رأس الهرم، ويتحكم بالبلاد عبر سلطة حزبية وعسكرية وسياسية ومالية... أقوى من الدولة المعترف بها دولياً. إن ما شهده لبنان أمس، يؤكد حقيقة يحاول كثيرون تسخيفها أو ترحيلها أو تغييبها، وهي استحالة التعايش مع قوة معيّنة تعدّ نفسها أكبر من الدولة.

يستحيل بقاء لبنان دولة «مركزية» ينتظر القوي فيها الفرصة السانحة لاحتكارها، في حين يترقب الضعيف الوقت المناسب لطلب العون الخارجي.

لقد قيل الكثير في ذمّ «الفيدرالية». لا بأس في ذلك، ولكن ماذا عن «اللامركزية الإدارية» التي نص عليها الدستور؟

إلى متى سيستطيع اللبنانيون التعايش مع منطق المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، إذا كان حتى «حلفاء حلفائه» في الجانب المسيحي يبرّرون إنشاء معمل سلعاتا للكهرباء بأنه... ضرورة مسيحية؟

 

إيران التي تحتقر “وكلاءها”

د. منى فياض/الحرة/07 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87062/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d8%aa%d9%82%d8%b1-%d9%88%d9%83%d9%84%d8%a7%d8%a1%d9%87%d8%a7/

مع الخارج تتصرف إيران الإسلامية كخلافة أو سلطنة على الطريقة العثمانية أي تعود لنموذج الدول ما قبل الوطنية

أثارت تصريحات رئيس مجلس الشورى الإسلامي الجديد محمد باقر قاليباف الكثير من ردود الفعل. فهو تعهد بمواصلة نهج قاسم سليماني، معتبرا أن “تنامي قدرات محور المقاومة والفصائل المدعومة”، من إيران في لبنان وفلسطين والعراق واليمن، سيكون ضمن أجندة البرلمان الحالي.

كذلك توعد بالانتقام لمقتل حليفه السابق قاسم سليماني، وباستكمال طرد الجيش الأميركي (…) من المنطقة تماما. وأين ستكون هذه الحرب التي بعد بها ضد الأميركيين؟ طبعا في البلدان المذكورة.

ومثل هذه التصريحات ليست جديدة، فلقد دأب المسؤولون الإيرانيون على إطلاقها في مناسبات عدة، متجاهلين تماما أن هذه التصريحات محرجة “لوكلاء” إيران المعتمدين.

ينطلق هؤلاء المسؤولون من نقطة الارتكاز الأساسية التي تتبعها إيران منذ نشأتها وهي “تصدير الثورة”. فإيران الإسلامية تعطي لنفسها الحق في أن تحمي حدودها ضد كل ما تعتبره “تدخلا خارجيا في بلادها”، ويعتبر كل معارض للنظام الإسلامي خائنا وعميلا. فيما لا تعتبر و”كلاءها” عملاء لها في بلادهم! فهي تنشط باسم “الجامعة الشيعية” التي تهدف لا إلى التنسيق بين الطوائف الشيعية، بل الاستحواذ عليها من أجل إرساء إسلام شيعي شامل هدفه أسلمة العالم.

ديبلوماسية الدولة تجهل أو تتجاهل وسائل التخريب والإرهاب التي تمارسها أجهزة الاستخبارات الإيرانية في العالم

من الملاحظ هنا أن لإيران وجهان، أحدهما سلوكها “كدولة قومية” بالمعنى الحقوقي والقانوني المتعارف فتحمي حدودها بشراسة وتتهم الآخرين بالاعتداء على سيادتها عند أقل معارضة؛ بينما تكسر هذه القاعدة مع الخارج لتتصرف كخلافة أو سلطنة على الطريقة العثمانية أي تعود لنموذج الدول ما قبل الوطنية. فلا تكتفي بتخطي حدود الدول بل وتجند أتباعا وترسل مستشارين ومقاتلين وأسلحة وعتادا.

وهي منذ قيام الثورة الإسلامية درجت على دعم قضية الشعب الفلسطيني لاسترجاع “حقوقه كاملة” بما في ذلك تحرير القدس التي أضاعت طريقها في شوارع العواصم العربية. إن رفع راية “المقاومة” كان حصان طروادة الذي سمح لها بالتغلغل في العالم العربي. وتحت نفس العنوان، جهزت “حزب الله” في لبنان ودربته ومدته بالأسلحة والمعدات وجعلته ينفذ كل ما يلزم لخدمة مصالحها.

استغلت إيران نفوذها وعلاقتها مع الشيعة في لبنان من أجل الضغط على الغربيين، فنفذت عدة عمليات مختلفة خدمة لمصالحها، مثل تفجير مقر المارينز قرب مطار بيروت، ومقر السفارة الأميركية وخطف الرهائن الأجانب.

لكن ظلت هذه السياسات كتومة وحذرة إلى أن انفجرت الثورة السورية، فانكشف تدخلها السافر في الدفاع عن نظام آل الأسد بشراسة. لكن الملفت أيضا أنها أوكلت المهمة إلى “حزب الله” وغيره من الفصائل، غير الإيرانية، التابعة لها.

وهذه ثابتة أخرى من ثوابت السياسة الإيرانية، والتي عززت من أجلها “الخريطة الشيعية”، لأنها تفضل الاعتماد على الطوائف الشيعية غير الإيرانية ـ بالمعنى الحرفي ـ الهزارة في أفغانستان والشيعة في جنوب لبنان… أكثر من اعتمادها على جماعات إيرانية عرقيا.

تدخلها السافر في لبنان بدأ منذ حرب 2006، حين أبدى وزير خارجيتها منوشهر متقي عدم رضاه على القرار الدولي 1701، الذي جهدت حكومة فؤاد السنيورة على إقراره حينها بعد الاستغاثة الملحّة من “حزب الله”، كي ينقلب عليه بعد أيام قليلة ويصف الحكومة بالعميلة للخارج.

ومنذ ذلك الحين تصدر تصريحات مباشرة، تتناول الوضع اللبناني الداخلي، فلا تحترم أيا من المعايير الدبلوماسية المعتمدة دوليا. “فالكرامة” منتج حصري إيراني!

ومن الأمثلة ما صرّح به حيدر مصلحي في 2 أبريل 2015، وزير الاستخبارات السابق، أن “إيران تسيطر فعلا على أربع عواصم عربية كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو”..

أيضا اضطر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري إلى التصريح، في 24 أكتوبر2017، أن لبنان لا يقبل الوصاية وأنه يرفض تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تساءل بثقة: “هل من الممكن اتخاذ قرار حاسم في العراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا والخليج، من دون أخذ الموقف الإيراني في الاعتبار؟”..

كذلك ما إن أعلنت نتائج الانتخابات في لبنان في العام 2018 حتى أعلن قاسم سليماني فوز “حزب الله” بها، مصرحا أن “حزب الله حقق نصرا كبيرا، وحصد 74 مقعدا في البرلمان اللبناني من أصل 128”. الأمر الذي تنصل “حزب الله”.

وتصريحات المسؤولين في هذا الاتجاه لا تتوقف، ففي أواخر العام 2019 نقلت وكالة “ميزان” الإيرانية، تصريحا لمستشار قائد الحرس الثوري الإيراني مرتضى قرباني، قال فيه إنه “في حال ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، فإن إيران ستسوي تل أبيب بالتراب انطلاقا من لبنان”!

الأمر الذي اضطر نصرالله إلى القول إنها تصريحات مزعومة وإن بعض الجهات الخارجية تعمل على تحريف أقوال المسؤولين الإيرانيين وإن هناك خطأ في الترجمة، بهدف تحريض بعض اللبنانيين على طهران وإحراج حكومة بيروت و”حزب الله”. مؤكدا أن “إيران سترد بنفسها على كل من يعتدي عليها، ولا توافق على أن يدافع عنها حلفاؤها”.

لكن الترجمة الخاطئة تبدو شغالة باتجاهين، فلقد كشف موقع “فردا نيوز” الناطق باللغة الفارسية عن تصريحات مثيرة أدلى بها الأمين العام لـ “حزب الله” خلال لقائه مع مسؤولين إيرانيين مقيمين في لبنان تتعلق بأسباب قتال الحزب في سوريا. قال “نصر الله” خلال اللقاء: “نحن لا نقاتل من أجل بشار الأسد، نحن نقاتل من أجل التشيع، ولولا “حزب الله” وإيران لسقطت سوريا، الشيعة اليوم في ذروة قوتهم بالمنطقة”.

وأكد “نصر الله” في حديثه أن “ولاية الفقيه” مكانتها فوق الدستور اللبناني، وتنفيذ أوامرها واجب إجباري، مُعتبرا أن اعتقاد “حزب الله” بولاية الفقيه يفوق اعتقاد بعض الإيرانيين وأنهم يعتبرونها “طاعة المعصوم”.

غالبا ما يفشل نصرالله في لملمة الإحراجات التي تتسبب بها إيران لحلفائها، كما حصل عندما زار رئيس مجلس النواب الإيراني السابق علي لاريجاني لبنان فجأة في فبراير الماضي ومن دون إعلان مسبق، منتقلا من دمشق إلى بيروت؛ ذلك أن خبر الزيارة أتى من السفارة الإيرانية في لبنان. وجاءت هذه الزيارة في وقت كان “حزب الله” يجهد للتأكيد على أن الحكومة الجديدة ليست حكومته.

أما آخر المآثر في هذا المجال فكان رفع نصب تمثال ضخم لقاسم سليماني في منطقة مارون الراس الجنوبية، يظهره مشيرا بإصبعه نحو الحدود الإسرائيلية. وعدا عن أنه “Acte manqué” بحسب التحليل الفرويدي، أو حصرم في حلب بحسب التحليل الشعبي. يبقى أنه يشكل بدوره خرقا لكافة المفاهيم والأعراف والقوانين اللبنانية والدولية. وأثار جدلا وانتقادات واسعة في الأوساط السياسية والشعبية. ما جعل الوزيرة السابقة مي شدياق تتساءل: أنحن في لبنان أم في إيران؟

استغلت إيران نفوذها وعلاقتها مع الشيعة في لبنان من أجل الضغط على الغربيين، فنفذت عدة عمليات مختلفة خدمة لمصالحها، مثل تفجير مقر المارينز في بيروت، ومقر السفارة الأميركية وخطف الرهائن الأجانب

للنظام الإيراني وجهان، واحد سياسي سلطوي والآخر أيديولوجي. على غرار النظام السوفياتي، سلفه التوتاليتاري. إذ لا فرق بين دولة دينية ودولة ذات أيديولوجية. من هنا سياسة المزج والفصل في وسائل العمل، في آن واحد.

فديبلوماسية الدولة تجهل أو تتجاهل وسائل التخريب والإرهاب التي تمارسها أجهزة الاستخبارات الإيرانية في العالم. وفي الوقت نفسه يندمج الجهازان على مستوى القرار الخاضع للأجهزة الأمنية.

السمة البارزة الأخرى، اهتمامها بالداخل على حساب الخارج عبر من تسميهم “وكلاء”. فنجد أن تصريحاتها لا تأخذ بعين الاعتبار لا مصلحة هؤلاء ولا ماء وجههم. ضاربة عرض الحائط الإحراج الذي قد يقعون به تجاه شعوبهم. لأن همّها استقرار الداخل الإيراني لكسبه ودغدغة شعوره القومي ولطمأنته إلى أنها لا تزال دولة قوية قادرة على الهيمنة والتوسع.

وفيما تعد معارضي نظامها، خونة وعملاء، لأنهم ضد سياساتها، نجدها تعتبر معارضة وكلائها لدولهم وشعوبهم بطولة ومقاومة لإسرائيل، التي لم تسفر سوى عن السماح لها باستغلال الوهن العربي لترسيخ احتلالها لبقايا فلسطين.

وآخر أمثلة هذا التقليل من شأن المتعاملين معها الصورة التخيلية التي تظهر وكلاء طهران في الشرق الأوسط وتراتبيتهم عندها. صحيح أنها وضعت نصرالله في المقدمة لكنها جعلت الأسد في الصف الرابع مطأطأ الرأس كالذليل. وفيما حشرت عماد مغنية بين الأحياء، احتفظت بالسماء لرسم قاسم سليماني كغيمة سماوية تظللهم جميعا. ما حدا بصحيفة لو موند إلى أن تعنون “البروباغندا الإيرانية، كراهية إسرائيل واحتقار الأسد”. مع أن تشديد لو موند على فكرة كراهية إيران لإسرائيل دون مبرر.

 

نتنياهو يرى لحظة تاريخية في عملية الضّم، ولكنه قد لا يرى المخاطر

دينس روس/"واشنطن بوست"/07 حزيران/2020

بينما كنتُ جالساً في ساعة متأخرة من إحدى الليالي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على طاولة المفاوضات المتعلقة بما سيُعرف لاحقاً بـ "بروتوكول الخليل"، قال لي: "سأقوم بما فعله بن غوريون". وكنتُ أعلم أنه تلميذ الحركة "التصحيحية" - العدوّة اللدودة لدافيد بن غوريون، لذلك قلتُ: "أنتَ تقصد مناحم بيغن". فردّ قائلاً: "كلا، لا أقصد بيغن، بل بن غوريون - هو مَن قام بالإنجازات المهمّة".

وبينما كنتُ أسعى جاهداً لأفهم لماذا يبدو نتنياهو مصمماً للغاية على المضي قدماً في ضمّ أراضي الضفة الغربية المخصصة لإسرائيل في خطة ترامب، بدأتُ أفكّر مجدداً في تلك المحادثة. فنتنياهو هو رجل سياسي إسرائيلي لا يقيّده شيء، غير أنه كان يتجنّب المخاطر طوال فترة تولّيه منصب رئاسة الحكومة عندما تعلّق الأمر بالأمن القومي.

لكن بينما يصرّح العاهل الأردني الملك عبدالله أنّ عملية الضم ستثير "صراع شامل"، ويقول الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس إنّ جميع الاتفاقات مع إسرائيل ستنتهي، ويهدد وزير خارجية "الاتحاد الأوروربي" جوزيب بوريل بالعواقب إذا مضت إسرائيل قدماً في خططها، ويُعبّر جو بايدن الذي قد يصبح رئيس الولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير المقبل عن معارضته، يبدو أنّ نتنياهو مصمّمٌ على تنفيذ هذه الخطوة اعتباراً من 1 تموز/ يوليو.

وكان بن غوريون قد أعلن عن قيام دولة إسرائيل - بالرغم من المعارضة الأمريكية المتوقعة واليقين بالتعرّض للغزو من قبل الدول العربية. وعَلِمَ أنّ الثمن سيكون غالياً، لكنه اعتقد أنه إذا لم يعلن عن قيام الدولة مع انتهاء الوجود والانتداب البريطانييْن، فقد لا تكون هناك مجدداً ذريعة وتبريراً للقيام بذلك. نعم، لقد دفعت إسرائيل ثمناً باهظاً إذ فقد 6,000 إسرائيلي حياتهم، أي ما يقارب 1 في المائة من سكّانها، في حرب استقلالها. لكن بالنسبة لبن غوريون، الذي كان مصمماً على إنهاء ألْفّي عام من التشرد اليهودي، كان الثمن أكبر لو لم يحرّك ساكناً.

ويرى نتنياهو الآن أنّ لحظة بن غوريون الخاصة به قد حلّت. فهو يعتقد أنّ إدارة ترامب تسمح له بتحديد حدود إسرائيل إلى الشرق، والحفاظ على المناطق التي يعتبرها مهمة جدّاً للأمن الإسرائيلي، وإنشاء خط أساس جديد لأي مفاوضات قد تجري في المستقبل مع الفلسطينيين. فلن يبقى خط الأساس مرتكزاً على خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967، بل على خطة ترامب: أي ما يصل إلى 70 في المائة من الضفة الغربية بدلاً من 100 في المائة.

وعلى نحوٍ مشابهٍ جدّاً لبن غوريون في عام 1948، يرى نتنياهو فرصةً تاريخية. ولكن بخلاف بن غوريون، الذي كان يدرك أنّ الثمن سيكون باهظاً، لا يرى نتنياهو مخاطرة تُذكر. وكانت هناك تحذيرات لم تؤخَذ على محمل الجدّ بشأن اندلاع العنف إذا نقلَ ترامب السفارة الأمريكية واعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل؛ وكانت هناك تحذيرات من اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية في الجولان؛ وكانت هناك تحذيرات بشأن خطة ترامب للسلام - ولكن لم يتحقق أي شيء في أيٍّ من هذه الحالات.

وفي نظر نتنياهو، إن تهديدات عبّاس بإنهاء جميع أوجه التعاون وإدارة "السلطة الفلسطينية" ظهرها لإسرائيل هي تهديدات فارغة وليست جديدة - فرغم كل شيء، يوفّر التعاون الأمني مع إسرائيل الحماية لعبّاس ولقيادة "السلطة الفلسطينية" من حركة «حماس» وغيرها، ولن يدعَ عبّاس والآخرون انهيار "السلطة الفلسطينية" لأنّ ذلك يعني خسارة كل ما يملكونه.

من جهة أخرى، يعتمد الأردن على المساعدة الماليّة الأمريكية أكثر من أي وقتٍ مضى، ولا يمكنه أن يتحمّل تعريضها للخطر؛ ويهتم بعض القادة العرب الآخرين بالحفاظ على المساعدة الهادئة من إسرائيل ضدّ إيران وجماعة «الإخوان المسلمين» أكثر من اهتمامهم بالفلسطينيين؛ ويتصرّف "الاتحاد الأوروبي" على أساس الإجماع، مع ضمان قيام المجر على نحوٍ شبه مؤكّد بمنع أي عقوبات.

لكنني أظن أن نتنياهو مخطئ بشأن كلٍّ من المكاسب والمخاطر.

أوّلاً، إذا فاز بايدن وعكس الاعتراف بعملية الضم، وتنصّل من خطة ترامب، فلن ينشأ خط أساس جديد، لا سيّما في ظل عدم قبول أي أحد دوليّاً بالتصرف الإسرائيلي. ثانياً، يتجاهل نتنياهو أنّ الاستجابات المحدودة لقرارات ترامب بشأن القدس ومرتفعات الجولان وخطة السلام الخاصة به كانت جميعها تتعلق بالخطوات الأمريكية، وليس الإسرائيلية. أمّا الآن، فإسرائيل هي مَن تتصرّف وتفرض النتيجة. وسيشعر الفلسطينيون أنهم مضطرون لإظهار عدم الرضوخ؛ ويبرّر الجهاز الأمني الفلسطيني دوره على أنه ضروري لتحقيق التطلعات الوطنية الفلسطينية، وليس ضمان قيام إسرائيل بضمّ ما يعتبره الفلسطينيون أراضيهم. ولا يمكن اعتبار سلوكهم، وحتى بقاء "السلطة الفلسطينية"، التي بدأت تتزعزع اقتصاديّاً، أمراً مفروغاً منه. فقد يؤدّي ذلك إلى الفوضى والعنف.

ثالثاً، قد تكون خيارات الملك عبدالله محدودة، إلا أنّ ضمّ غور الأردن سيجبره على الرد وربما يقوم بتعليق معاهدة السلام الأردنية مع إسرائيل.

رابعاً، قد لا يكون الإجماع في "الاتحاد الأوروبي" موجوداً لفرض عقوبات، لكنه ضروري من أجل توسيع نطاق البرامج القائمة في إسرائيل. فهل سيستمر "برنامج «الاتحاد الأوروبي» للبحث والابتكار"، الذي يستثمر بشكل كبير في قطاع البحث والتطوير الإسرائيلي؟ لا تراهنوا على ذلك.

هناك مخاطر أخرى تشمل احتمال قيام إدارة أمريكية جديدة لا تدافع عن عملية الضم الإسرائيلية في "مجلس الأمن الدولي"، وقيام "المحكمة الجنائية الدولية" باستغلال عملية الضم كذريعة أكثر شرعية للعمل ضدّ إسرائيل.

وبالطبع، قد يقرّر نتنياهو أن يقتصر نطاق عملية الضم على مناطق الكتل الاستيطانية التي يُرجَّح أن تشكّل جزءاً من إسرائيل في أي عملية تسوية سلمية واقعية، وقد يعلن أنه يقوم بذلك لإعطاء الفلسطينيين فرصةً من أجل التفاوض قبل اتّخاذ خطوات إضافية. ويمكن أن يخفف ذلك من حدّة ردة الفعل الصادرة عن الجميع باستثناء الفلسطينيين. فبالنسبة إليهم، سيتم تجاوز عتبة جديدة في هذه الحالة.

وفي النهاية، قد يكون نتنياهو على حق، وقد أكون مخطئاً بشأن حساباته. ولكن هناك فرق مهم. فإذا كنتُ مخطئاً، ستستمرّ إسرائيل في السيطرة على الأرض ولن تخسر شيئاً. أمّا إذا كان نتنياهو على خطأ، فقد تتكبّد إسرائيل خسارة هائلة.

دينيس روس، المساعد الخاص السابق للرئيس باراك أوباما، هو مستشار وزميل "ويليام ديفيدسون" المتميز في معهد واشنطن.

 

مغامرة اسمها "الخطة ب" الإيرانية

خيرالله خيرالله/العرب/08 حزيران/2020

يشير استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم إلى استعداد للانتقال إلى مشروع مواز لمشروعها التوسّعي الذي لم يعد في استطاعتها دفع كلّ تكاليفه. يقضي هذا المشروع الموازي، الذي يمكن تسميته “الخطة ب”، بالعمل الجدّي على امتلاك سلاح نووي والاختباء خلفه حفاظا على نظام “الجمهورية الإسلامية” القائم على نظرية “الوليّ الفقيه”. إنها استعادة إيرانية للتجربة الكورية الشمالية التي نجحت في المحافظة على نظام يعاني قسم لا بأس به من شعبه من الجوع والحرمان والقهر والذلّ…

بكلام أوضح، تسعى إيران، بتركيبة نظامها، إلى تأكيد أن لديها أولوية واحدة هي المحافظة على “الجمهورية الإسلامية” التي قامت بعد سقوط الشاه في العام 1979. هذا لا يعني أن المشروع التوسّعي الإيراني سيتوقف. لكنّه سيأخذ، على الأرجح، في المرحلة المقبلة شكلا مختلفا في غياب القدرة الإيرانية على مواجهة سلاح جبّار اسمه الدولار. من هذا المنطلق، يمكن الكلام عن مشروع مواز وليس عن مشروع بديل بكلّ ما في الكلمة من معنى، ذلك أنّ مثل هذا المشروع البديل سيؤدي إلى اهتمام إيران بشعبها أوّلا بدل الاستمرار في إعطاء الأولوية للنظام. مثل هذا الاهتمام بالشعب الإيراني أوّلا غير وارد في المدى المنظور في ظلّ وجود طبقة يمثّلها “الحرس الثوري” تعتبر وجودها مرتبطا باستمرار النظام. ستدافع هذه المجموعة عن النظام بكلّ الوسائل المتاحة. هذا ما يفسّر إلى أبعد حدود وجود “الخطة ب” التي تستهدف تأكيد أنّ إيران تمتلك القدرة على الصمود وخلق المتاعب لمحيطها ولقوى أخرى مثل الولايات المتحدة.

إلى ذلك، سيعمل النظام في إيران على الاستفادة قدر الإمكان من الظروف الدولية والإقليمية من أجل متابعة مشروعه التوسّعي، لكنّ الواضح أن هذا النظام بات مقتنعا في الوقت ذاته بأنّ ليس هناك ما يضمن في المدى الطويل التخلّص من العقوبات الأميركية التي أثّرت عليه تأثيرا كبيرا. السؤال كيف سيوفق النظام الإيراني بين مشروعه التوسّعي بكلفته العالية والمحافظة في الوقت ذاته على نفسه، أي الحؤول دون السقوط؟ يبدو أنّ “الخطة ب” ستعتمد في ظلّ غياب أي جرأة لدى المسؤولين الكبار في طهران على مواجهة الحقيقة والواقع والحجم الفعلي لإيران في المنطقة.

يعود التوجه نحو “الخطة ب” إلى أن النظام الإيراني بات يدرك أن المشكلة التي تواجه مشروعه التوسّعي غير قابلة للحلّ، حتّى لو انتخب الديمقراطي جو بايدن رئيسا في تشرين الثاني – نوفمبر المقبل وحتّى لو جاء مع بايدن فريقه المهتمّ بالسياسة الخارجية، وهو فريق لعب بعض أعضائه دورا في التوصل إلى الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني في عهد باراك أوباما. هذا الاتفاق الذي وقّع صيف العام 2015 والذي مزّقه دونالد ترامب بعد شهور قليلة من دخوله البيت الأبيض.

هل تنقذ “الخطة ب” النظام الإيراني مثلما أنقذت نظام آل كيم في كوريا الشمالية حيث أكل المواطنون جذور الأشجار… لكنّ النظام لم يسقط؟

تكمن مشكلة إيران في أنّ امتلاكها للسلاح النووي لن يحميها في شيء. ليست “الخطة ب” سوى مغامرة غير محسوبة النتائج يمكن أن تؤدي إلى حرب في المنطقة في وقت تفقد فيه “الجمهورية الإسلامية” أوراقها الواحدة تلو الأخرى. يدل على ذلك تراجع الدور الإيراني في العراق نسبيا. هناك حكومة جديدة مختلفة برئاسة مصطفى الكاظمي. حكومة مختلفة، وإن في حدود معيّنة، عن الحكومات العراقية السابقة.

لم تعد هذه الحكومة تسمح لإسماعيل قاآني، خليفة قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري”، بالتصرف في العراق وكأنّه ضاحية من ضواحي طهران. لا يمكن القول إن النفوذ الإيراني بات معدوما في العراق. لكنّ في الإمكان القول إنّه تراجع، خصوصا أن أكثرية شيعية عراقية باتت تعي الطبيعة الاستعمارية للوجود الإيراني في البلد.

أكثر من ذلك، لم يعد بعيدا اليوم الذي ستدخل فيه بغداد مفاوضات مع الإدارة الأميركية لتحديد طبيعة العلاقات الإستراتيجية المستقبلية بين البلدين، بما في ذلك الوجود العسكري الأميركي في العراق حيث بنت الولايات المتحدة أكبر سفارة لها في المنطقة كلّها.

ما تشهده سوريا يوفّر مثلا آخر على تراجع للدور الإيراني. لم تعد إيران اللاعب الأساسي في سوريا كما كانت عليه في الماضي القريب. تغيّرت أمور كثيرة في لعبة التوازن بينها وبين روسيا التي توصلت إلى اتفاقات معيّنة مع تركيا في شأن الشمال السوري. إضافة إلى ذلك، يبدو أن التفاهمات الروسية – الإسرائيلية في شأن مستقبل سوريا أكبر بكثير مما يعتقد، خصوصا مع بقاء بنيامين نتانياهو في موقع رئيس الوزراء في حكومة ذات قاعدة واسعة سمّيت “حكومة طوارئ”. ليس سرّا أن علاقة قويّة تربط بين “بيبي” من جهة والرئيس فلاديمير بوتين من جهة أخرى. كذلك، لم يعد سرّا أن تحسنا طرأ في الفترة الماضية على علاقات رجب طيّب أردوغان بإسرائيل! في لبنان، يبدو واضحا أن “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، ليس في أحسن أيّامه. يسيطر الحزب على البلد. هناك “حكومة حزب الله” في “عهد حزب الله”. لكنّ ذلك لا يخفي ضعف الحزب وعدم قدرته على تلبية أي مطلب من مطالب اللبنانيين عبر حكومته. وهذا يشمل الشيعة في لبنان حيث غضب كامن بسبب الحال التي وصل إليها بلد ارتفع فيه سعر الدولار ثلاث مرات في مقابل العملة الوطنية وحيث أموال الناس محتجزة في المصارف. جزء كبير من مصائب اللبنانيين تعود إلى “حزب الله” الذي عزل لبنان عربيا ودوليا وتركه لمصيره.

هل يفيد الهروب إلى “الخطة ب” إيران في شيء؟ إذا استثينا العذابات التي ستواجه المواطن الإيراني، يبدو الإقدام على خطوة في اتجاه الحصول على السلاح النووي أقرب إلى مغامرة. يبدو السلاح النووي بمثابة ورقة خلاص للنظام الإيراني، أقلّه ظاهرا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا عن ردّ فعل الحلف الأميركي – الإسرائيلي، وهو حلف أقوى من أي وقت مضى؟ هل يمكن أن يكون هناك رضوخ أميركي لـ”الخطة ب” الإيرانية؟ ثمّة شكوك كبيرة في ذلك، خصوصا في ظلّ التأثير الإسرائيلي الكبير على القرار الأميركي في هذه الأيّام بالذات.

إعلامي لبناني

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اجتماع أمني في السرايا برئاسة دياب بحث في أحداث أمس: لحماية الاستقرار وصون السلم الأهلي لمنع العابثين من زرع الفتنة

وطنية - الأحد 07 حزيران 2020

رأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، بعد ظهر اليوم، اجتماعا أمنيا، في السرايا الحكومية، ضم نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر، وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، وزيرة العدل ماري كلود نجم، قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، مدير المخابرات العميد طوني منصور، نائب المدير العام لأمن الدولة العميد سمير سنان، رئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب.

وبحث المجتمعون في آخر المستجدات الأمنية، لا سيما بعد الأحداث، التي شهدتها العاصمة بيروت ليل أمس، وأكدوا "أهمية حفظ الأمن، وحماية الاستقرار وصون السلم الأهلي، لمنع العابثين من زرع الفتنة".

 

بري: أي صوت يروج للفتنة هو صوت عبري ولو نطق بلغة الضاد وملعون من يوقظ الفتنة

وطنية - الأحد 07 حزيران 2020

علق رئيس مجلس النواب نبيه بري على الاحداث التي شهدتها العاصمة بيروت وبعض المناطق، و"التي ارتدى بعضها طابعا طائفيا ومذهبيا"، وقال: "هي الفتنة مجددا تطل برأسها لاغتيال الوطن ووحدته الوطنية واستهداف سلمه الاهلي ...هي أشد من القتل، ملعون من يوقظها، فحذار الوقوع في أتونها فهي لن تبقي ولن تذر ولن ينجو منها حتى مدبريها ومموليها!". وأضاف: "بالمطلق واليقين إن التطاول أو الاساءة للمقدسات والرموز والحرمات الاسلامية والمسيحية مدان ومستنكر، فكيف اذا ما طالت زوجة نبي الرحمة ومتمم مكارم الاخلاق الرسول الاكرم محمد السيدة عائشة. إن كل فعل من أي جهة أتى يستهدف وحدة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم وعيشهم الواحد هو فعل إسرائيلي وإن أي صوت يروج للفتنة بين أبناء الوطن الواحد وأبناء الدين الواحد هو صوت عبري ولو نطق بلغة الضاد". وختم: "نقدر عاليا كل الجهود المخلصة التي بذلت من القيادات السياسية والروحية والامنية والعسكرية على مختلف مستوياتها لقطع دابر الفتنة ووأدها في مهدها، في المقابل نربأ بجميع اللبنانيين، سياسيين وقادة رأي واعلاميين، في هذه اللحظة الدقيقة الى وجوب التسلح بالوعي والحكمة وعدم الانسياق وراء الغرائز وردات الفعل التي قد تؤدي الى ما لا يحمد عقباه، وحسب الجميع في هذه المرحلة قوله تعالى :

‏بسم الله الرحمن الحيم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} } [الحجرات 6]

 

وقفة في ساحة رياض الصلح ضد الحرب الأهلية

وطنية - الأحد 07 حزيران 2020

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام"، أن مواطنين توافدوا بالعشرات مساء اليوم إلى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، حيث نفذوا "وقفة ضد الحرب الأهلية"، ودرءا للفتنة الطائفية التي أطلت برأسها أمس في عدد من المناطق، وذلك بمواكبة أمنية من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات تدين الفتنة والطائفية والمذهبية "التي تدمر ولا تعمر"، و"مطالبنا ما زالت هي هي، ضد الفاسدين والفساد واستعادة الأموال المنهوبة"، وشعارات مطلبية أخرى.

 

جنبلاط من عين التينة: لن نستسلم ولن نتردد وسنتابع بالرغم من فداحة الظروف وقساوتها

وطنية - الأحد 07 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، مساء اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط يرافقة نجله النائب تيمور والوزير السابق غازي العريضي، في حضور المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل.

وبعد اللقاء الذي استمر زهاء ساعة قال جنبلاط: "أمام ما يجري إما على المرء أن يستسلم أو يتردد أو يتابع، إننا لن نستسلم ولن نتردد وسنتابع وبالحوار بالرغم من فداحة وقساوة الظروف خاصة الاقتصادية والمالية، ونأمل ونتأمل بأن نواجه المؤسسات الدولية بكل صلابة من أجل أن نخرج بشيء من النتائج، آخذين بعين الاعتبار ثغرات كثيرة، لكن لا بد من الاتصال بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما لا بد من تحسين الظروف الداخلية فهي معقدة جدا". وختم: "بين ما جرى بالأمس في وسط بيروت وما حصل في الانتفاضة الأولى، فرق كبير. ما حصل بالأمس في وسط المدينة، ليس هو المشهد الذي رأيناه في السابع عشر من تشرين من العام 2019، لكن علينا أن نستمر، ومع الرئيس بري دائما نكتسب منه القوة في الاستمرار في الحوار، في الصلابة لمواجهة المستقبل".

 

الحريري وجنبلاط بحثا في كليمنصو آخر المستجدات والأوضاع العامة

وطنية - الأحد 07 حزيران 2020

زار الرئيس سعد الحريري، مساء اليوم، رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، في منزله في كليمنصو، يرافقه ألوزير السابق غطاس الخوري، وفي حضور رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي، وتناول اللقاء "استعراض اخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في البلاد"، بحسب المكتب الإعلامي للحريري.

 

الراعي: نأسف لإدخال الدين في الانقسام السياسي وجعله وسيلة للنزاع بالأسلحة

وطنية - الأحد 07 حزيران 2020

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس عيد الثالوث الأقدس في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، حنا علوان، بيتر كرم، انطوان عوكر، ولفيف من الكهنة، في حضور الوزير السابق يوسف سلامه ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس وعائلة الراحل برنار عادل نادر. بعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان: "أعطيت كل سلطان في السماء وعلى الأرض. إذهبوا: تلمذوا وعمدوا وعلموا". وقال: "ربنا يسوع، يوم صعوده إلى السماء، سلم كنيسته النائشة، بشخص الرسل، رعاتها، سلطانه الالهي المثلث الوظائف: الوظيفة النبوية بالتلمذة للإنجيل، والوظيفة الكهنوتية بخدمة المعمودية، باب سائر أسرار الكنيسة، والوظيفة الملوكية برعاية الجماعة على أساس من الحقيقة والمحبة. يمارس رعاة الكنيسة سلطانهم الإلهي هذا بإسم الثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، الذي تحيي الكنيسة عيده في هذا الأحد. فهو السر الأساسي والمحوري للايمان المسيحي وممارسته. فمن الإله الواحد والثالوث كان الخلق بعمل الآب، والفداء بتجسد الابن، وبث الحياة الإلهية بحلول الروح القدس. لولا الثالوث القدوس، لما كان خلق وفداء وشركة اتحاد بالله".

أضاف: "يسعدني وإخواني السادة المطارنة والآباء وسائر أعضاء الأسرة البطريركية، والأعزاء الحضور، أن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية، وبعيد الثالوث الأقدس، ويشاركنا روحيا فيها كل الذين ينضمون إلينا عبر تيلي لوميار - نورسات والفايسبوك وسواها من الوسائل الاجتماعية. وأود أن أوجه تحية خاصة إلى عائلة المرحوم برنار عادل نادر الحاضرة معنا، وقد ودعناه معها منذ ستة عشر يوما. ففي عيد الصعود كان انتقاله إلى بيت الآب، واليوم في عيد الثالوث الأقدس نحيي ذكرى أسبوعين كاملين على وفاته. نذكره في هذه الذبيحة الإلهية مصلين من أجل راحة نفسه. ونعزي زوجته وابنه وابنته وشقيقه وشقيقاته وعائلاتهم. ونذكر أيضا المرحومة لطيفة بحلق والدة كنته جويل طالبين لأجلها الرحمة ولزوجها وابنتيها العزاء، وقد ودعوها منذ ثلاثة أشهر".

وتابع: "ربنا يسوع، إبن الله منذ الأزل، والمتجسد من مريم العذراء بقوة الروح القدس في الزمن، قبل مسحة الروح القدس ببشريته. فكان في العهد الجديد النبي بامتياز، لأنه علم كلمة الله وهو الكلمة؛ والكاهن بامتياز، لأنه الكاهن والذبيحة؛ والملك بامتياز، لأنه الملك والمملكة، المتمثلة بالكنيسة، جسده السري. لقد أشرك الرسل، وخلفاءهم الأساقفة، ومعاونيهم الكهنة بسلطانه المثلث المقبول بمسحة الروح القدس في الرسامة. فعندما قال لهم: إذهبوا وتلمذوا كل الأمم، أشركهم في وظيفته النبوية؛ وعندما قال: عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، أشركهم في وظيفته الكهنوتية؛ وعندما قال: علموهم كل ما أوصيتكم به، أشركهم في وظيفته الملوكية. ضمانة نجاح هذه الوظيفة المثلثة هي شخص المسيح، لأنها باسمه وبشخصه تمارس، مظللة دائما بمحبة الآب، وفاعلة بنعمة الابن، ومحيية بحلول الروح القدس. هذا ما أكده بقوله الختامي: وها أنا معكم طول الأيام إلى انقضاء الدهر. يبقى على الأساقفة ومعاونيهم الكهنة أن يظلوا أمناء للرسالة المثلثة التي هي ملك المسيح، وهم مؤتمنون عليها. فلا تخضع ممارستها لمزاجهم، أو لإرادتهم المستقلة، أو لضعفهم، أو لأسباب شخصية غير قاهرة. وأشرك الرب يسوع بمسحته، وهو الرأس، كل أعضاء جسده بواسطة سري المعمودية والميرون. فإنا ندعى مسيحيين لأننا مسحنا بمسحة الروح القدس، الذي صورنا على صورة المسيح. ولذا، نحن مدعوون للمحافظة على بهاء هذه الصورة المسيحانية، والنمو فيها، وتجسيدها بالأقوال والأفعال والمسلك، في الكنيسة والعائلة والمحتمع والدولة (راجع العلمانيون المؤمنون بالمسيح، 4)".

وقال: "ما أحوج مجتمعنا اللبناني ودولتنا إلى ثقافة تعكس وجه الله في العمل السياسي بكل أبعاده، التشريعية والإجرائية والإدارية والقضائية، وبكل مآله الاقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية. لا يمكن القبول بعد الآن بدولة مجزأة بين أطراف سياسيين وطائفيين يحتمون وراء مجموعة من الأنظمة الخاصة بكل واحد منهم، بهدف حماية مصالحهم المشروعة وغير المشروعة، التي تفرغ الخزينة، وتملأ جيوب أربابهم والنافذين. فكيف يمكن أن تعيش الدولة وتلبي حاجات مواطنيها الذين أصبحوا بنصفهم في حال الفقر والجوع والبطالة والهجرة، فيما المال العام يهدر في عمليات التهريب عبر المطار والمرافئ والمعابر العديدة غير الشرعية بين لبنان وسوريا؟ وكيف نطالب دولة جعلوها أفقر من شعبها بنهبهم أموالها، من دون حسيب أو رقيب، واليوم من دون أي محاسبة من أجل استرجاع المال المنهوب؟"

أضاف: "أنتم على حق، أيها الشباب والشابات، في ثورتكم، التي نريدها صوتا واحدا، مستقلا وغير مسيس، محصنة بوجه المندسين، حضارية ورفيعة في أهدافها ومطالبها الواعية والمحقة. نطلقها معكم صرخة ضد الفساد والهدر المتناميين، وضد الغلاء الفاحش، وانهيار النقد الوطني، وحجز رؤوس الأموال في المصارف. ونطلقها معكم صرخة بوجه كسل أجهزة الرقابة وتلكؤ القضاء، تحت تأثير التدخل السياسي، عن محاسبة الرؤوس الكبيرة والمسؤولة مباشرة عن عمليات الفساد. معكم نطالب بالإسراع في إجراء التعيينات الإدارية والقضائية والمصرفية، واتباع معايير الكفاءة والنزاهة، رافضين المماطلة مهما كانت أسبابها. ومعكم نطالب الحكم والحكومة بوضع خطة إصلاحية تنهض عمليا بالاقتصاد وتحسين معيشة المواطنين".

وسأل: "أليست هذه المطالب مشتركة بين الشباب اللبناني، من دون أي ارتباط بدينه أو طائفته أو حزبه أو منطقته؟ لقد أسفنا لما جرى بالأمس بوضع هذه المطالب المشتركة جانبا، وتحويل التعبير عن الرأي بالشكل الديموقراطي إلى مواجهة بالحجارة وتحطيم المؤسسات والمحلات واستباحة ممتلكات الناس وجنى عمرهم، وتشويه وجه العاصمة، والاعتداء على الجيش والقوى الأمنية التي من واجبها حماية التظاهرات السلمية. هذا كله يعني، وبكل أسف، أن ما زالت تعشعش في القلوب مشاعر الضغينة والحقد والبغض. وهذا لا يتآلف وميثاق العيش المشترك. وأسفنا بالأكثر لإدخال المعتقد الديني في الانقسام السياسي وجعل هذا المعتقد وسيلة للنزاع بالأسلحة. لماذا نعطي الأسرة العربية والدولية هذه الصورة المشوهة عن لبنان؟ وهل بهذه الممارسات النزاعية نساند الحكم والحكومة في توطيد الاستقرار الضروري للنهوض من حضيضنا؟ أما من جهة المسؤولين السياسيين عندنا، فلا يحق لهم أن يحكموا بذات الذهنية والأسلوب، بعيدا من الخط الذي يرسمه الدستور والميثاق الوطني ووثيقة اتفاق الطائف نصا وروحا. فكيف يمكن أن تأتينا المساعدات العربية والدولية من دون تأمين الاستقرار السياسي، وتصحيح الحوكمة، واعتماد سياسة الحياد، وشبك الأيادي وتوحيد الجهود؟"

وختم الراعي: "الكنيسة، من جهتها ماضية في تنفيذ خطتها الإنقاذية، الغذائية والزراعية والصحية، وقد نسقت نشاطها بين الأبرشيات والرهبانيات والرعايا والأديار، ومع كاريتاس لبنان، والبعثة البابوية، والصليب الأحمر، وجمعية مار منصور دي بول، والمؤسسة المارونية للانتشار، والمؤسسة البطريركية للانماء الشامل، وسواها من المؤسسات والجمعيات الإنسانية. والكل بهدف خلق شبكة تشمل كل المناطق. أود هنا أن أوجه تحية شكر وتقدير لكل ذوي القلوب المحبة والأيادي السخية، الذين يمدون يد المساعدة للاخوة والعائلات في حال الفقر والعوز، سواء بطريقة مباشرة أو بواسطة المؤسسات الاجتماعية والإنسانية. وإنا بإيمان وثقة نواصل خدمتنا شاكرين وممجدين ومسبحين الثالوث القدوس في عيده".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 07-08 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

سقوط جمهورية الطائف، الحكومة الصورية واستحالات سياسات النفوذ الشيعية

شارل الياس شرتوني/07 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87066/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81/

 

إيران التي تحتقر “وكلاءها”

د. منى فياض/الحرة/07 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87062/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d8%aa%d9%82%d8%b1-%d9%88%d9%83%d9%84%d8%a7%d8%a1%d9%87%d8%a7/

 

لبنان: «الثورة 2» بين سراب المثالية وإدمان الإنكار

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/07 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87064/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-2-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a8/

 

د.ماجد رافيزادا: رغم المشاكل الإيرانية الداخلية حكام طهران يشمتون بالإحتجاجات الأميركية الشعبية

Iran gloats over US protests despite domestic woes/Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/June 07/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87070/dr-majid-rafizadeh-iran-gloats-over-us-protests-despite-domestic-woes-%d8%af-%d9%85%d8%a7%d8%ac%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d8%b1%d8%ba%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4/