المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 27 تموز/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july27.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/مش كتير فرق بين شربل نحاس ونجاح واكيم ومحمد رعد..العداء للهوية اللبنانية يجمع بينهم

الياس بجاني/بطل دونكيشوتي وزلم أغبياء وصنوج وصنميون وهوبرجيي

الياس بجاني/محور الممانعة وحزب الله الإرهابي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وإنسانية وحقوق.

الياس بجاني/لا آلية للحياد ولا معنى قبل تنفيذ ال 1559

الياس بجاني/حزب الله “القبوط”الصغير يتحدى العملاق الأميركي والنتيجة معروفة مسبقاً

الياس بجاني/ تحية اكبار وتقدير واعتزاز من الإغتراب لأحرار لبنان الشجعان

الياس بجاني/المعرابي بغير عالم وما شايف غير الكرسي وهدفه يشيل عون ويُبعِّد الصهر الثعلب عنها وأخر همه احتلال حزب الله ومآسي الناس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو لمواطن شجاع وصادق يحكي حال وجع ومعاناة كل اللبنانيين/الياس بجاني

الاغتراب لا يلجم/د. وليد فارس

كيف هاي؟!!!/المخرج يوسف ي.الخوري

تحرّك أميركي قانوني ضد رؤساء بلديات في قضاء جبيل حليفة لحزب الله ؟

جنرال إسرائيلي: نخشى أن يأتي اللبنانيون للبحث عن رزقهم عندنا

نتنياهو "يحذر" لبنان وسوريا: سنرد على أيّ تهديد!...و التأهب العسكري الإسرائيلي على الحدود قد يبقى لفترة طويلة

حزب الله” تلقى رسالة تحذير إسرائيلية من مغبة أي عمل عسكري انتقامي… والترقب يسود الحدود

ناصيف حتي: لا تعديل في مهام "اليونيفيل" وفرنسا تتمسك بإجراءات "1701"

الجيش الإسرائيلي: التأهب قد يستمر طويلاً

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/7/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الجنوب: توتر مع "اليونيفيل"

يد جنبلاط ملطّخة بتفتيت الساحة السنّية وحماية سلاح “حزب الله”

نعيم قاسم: لا تغيير في قواعد الاشتباك مع إسرائيل… واتخذنا قراراً بعدم التعليق على كلام البطريرك بشأن الحياد

لجنة متابعة مستقبل مرج بسري ردا على الجسر: يتحمل المسؤولية الجزائية لأي تصرف يلحق برافضي السد

دعوة الراعي إلى الحياد تجمّد علاقته بـ«حزب الله» ..البطريركية تنفي استهداف الحزب... وآخر اجتماع بين الطرفين قبل 4 أشهر

تفاهم مار مخايل في ميزان الربح والخسارة

وزير الخارجية ناصيف حتي: لا تعديل بمهام اليونيفيل.. ولا جواب اميركي حول "قيصر"

اجدها حكاية محزنة/طارق ضاهر

النهار: كورونا يقتحم المجلس والمحاكم.. عودة إلى الإقفال

تأهب إسرائيلي على الحدود مع سوريا ولبنان

خشية رد محتمل من حزب الله.. إسرائيل تستنفر جيشها وتتوعد سوريا ولبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خشية رد محتمل من حزب الله.. إسرائيل تستنفر جيشها وتتوعد سوريا ولبنان

إسرائيل تشتري ناقلات وقود جوية لضرب إيران

إيران وإسرائيل تتبادلان الرسائل العسكرية عبر التصعيد في سورية

8 قتلى في انفجار برأس العين... و"داعش" هاجم ريف حماة... وحريق هائل وسط سوق في دمشق القديمة

مروحيات إسرائيلية تقصف «أهدافاً عسكرية» في القنيطرة بعد زيارة رئيس الأركان الأميركي لتل أبيب

واشنطن: نضمن تمديد حظر الأسلحة على إيران في أكتوبر

طهران: الانتقام القاسي لقاسم سليماني لم ينته وقادم لا محالة

طيران مجهول يقصف ميليشيا “الحشد” العراقي والانفجارات تهز “الصقر”

عودة الاحتجاجات وقطع الطرق والكاظمي يتابع ملف المختطفين... وإطلاق المرحلة الرابعة لملاحقة"داعش"

العبادي: سحب السلاح قبل الانتخابات

محللون: تركيا تواجه قدراً ضئيلاً من المقاومة من أوروبا و«الناتو»/تعتمد عقيدة «الوطن الأزرق»... وتعتقد أن سلوكها أصبح مقبولاً

برايان هوك الموفد الأميركي لإيران وكبير مستشاري وزير الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: طهران تدعم الإرهابيين في اليمن والخليج ولبنان وتمثل خطراً ليس على دول المنطقة فحسب بل وعلى شعبها

وزير الداخلية التونسي هشام المشيشي رئيساً للوزراء

“إخوان” الأردن تعيد انتخاب الذنيبات مراقباً عاماً لها رغم حلها من القضاء

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزبالا وقدرة البيئة الحاضنة على التحمل/الكولونيل شربل بركات

العرب على خطى فرنسا: “ساعدوا انفسكم لكي نساعدكم”/طوني بولس/صوت بيروت إنترناشونال

هل يصلح لبنان الحالي للاستثمار؟/د. منى_فياض/الحرة

"حزب الله" والراعي والذئب والحمل/نجم الهاشم/نداء الوطن

تحذير لو دريان من خروج الأزمة عن السيطرة: المسؤولون يدورون حول أنفسهم/هيام القصيفي/الأخبار

قبل السحسوح... وبعده/نديم قطيش/أساس ميديا

المطران مظلوم: مبادرة بكركي ستُتابَع بكلّ الوسائل… شروط بناء الدولة احتكار السلاح والقرار/مجد بو مجاهد/ النهار

حزب الله ولبنان.. هدفاً حربياً إسرائيلياً وأميركياً؟/منير الربيع/المدن

الحزب والردّ المؤجل/حسن فحص /أساس ميديا

15 عاماً بعد السجن: خطيئة جعجع وأخطاؤه/نادر فوز/المدن

عن غياب التعاطف في حادثة "ماهان": سيرة الحزب بالتشفي/نادر فوز/المدن

إيران وسوريا ولبنان.. المعركة الوشيكة/يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا المعارض

لبنان: “هيركات” للمودعين لمصلحة المصارف!/حازم الأمين/موقع درج

الصراع على تاريخ بيروت/حازم صاغية/الشرق الأوسط

البنتاغون ومرتزقة إردوغان في ليبيا/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

العرب... أمام صورة 20 سنة من الإخفاقات/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

فكر «الإخوان»/مشعل السديري/الشرق الأوسط

نحن وإيران والصين/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

سوريا... ما بعد تهميش المعارضة/فايز سارة/الشرق الأوسط

رسالة تهنئة للسيد نصرالله/الكاتب والاديب احمد علي الزين

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البطريرك الراعي: تأييد واسع لطرح الحياد واسترداد السيادة وللعمل معا على إنهاض لبنان عبر مكافحة الفساد وإجراء الاصلاحات بدءا بالكهرباء

المطران عوده  محزن ما سمعناه من أحد المسؤولين الذي نصحنا بمساعدة أنفسنا كي يساعدنا الآخرون اللغة العدائية مرفوضة ومطلوب من حكامنا التقليل من الكلام والنظريات، وعوض البكاء على ما وصلنا إليه، الإنصراف إلى العمل الدؤوب، والبدء بسلسلة إصلاحات تطمئن الشعب وتعيد ثقة الداخل والخارج بلبنان.

حزب «القوات» يصعّد ضد عون ويقترح قانوناً للتعيينات في الوظائف العليا بعد موافقة «المجلس الدستوري» على طعن رئيس الجمهورية بالقانون السابق

في لبنان الغباء والإحتلال والفجور والملالوية: شكوى من بلديتي راس أسطا ولاسا ضد التّحريض الطائفي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا

إنجيل القدّيس لوقا1من33حتى36/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيَضَعُهُ في مَكانٍ مَخْفِيّ، وَلا تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلَى المنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور. سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا. وَإِنْ كَانَتْ سَقِيمَة، فَجَسَدُكَ أَيْضًا يَكُونُ مُظْلِمًا. تَنَبَّهْ إِذًا لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذي فِيكَ ظَلامًا. إِذاً، إِنْ كانَ جَسَدُكَ كَلُّهُ نَيِّرًا، وَلَيْسَ فِيهِ جِزْءٌ مُظْلِم، يِكُونُ كُلُّهُ نَيِّرًا، كَمَا لَوْ أَنَّ السِّراجَ بِضَوئِهِ يُنيرُ لَكَ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

مش كتير فرق بين شربل نحاس ونجاح واكيم ومحمد رعد..العداء للهوية اللبنانية يجمع بينهم

الياس بجاني/26 تموز/2020

ب الDNA تبع اليسار في حقد وكره للهوية اللبنانية ول الثقافة اللبناناوية وهو ساند الفلسطيني والسوري وهلق مع الفارسي. شربل نحاس نموذج

 

بطل دونكيشوتي وزلم أغبياء وصنوج وصنميون وهوبرجيي

الياس بجاني/26 تموز/2020

في لبنان الصنمية والتزام البعض اليوم يهنئ الغبي ع غباءه وع هبل استسلامه. نعتوه بالبطولة وهو قمة في الجبن والأنانية..بؤس هكذا زمن

 

محور الممانعة وحزب الله الإرهابي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وإنسانية وحقوق.

الياس بجاني/26 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86437/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b9%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84/

دون ذمية أو مواربة فإن محور نفاق ودجل ما يسمى مقاومة وممانعة الذي اخترعه الملالي خدمة لمشروعهم التوسعي والمذهبي والدكتاتوري والإرهابي يستعمل ببغائية مملة رايات تحرير القديس ورمي اليهود في البحر للنفاق والدجل.

فلسطين في ثقافتهم المرّيضة والواهمة هي سلعة تجارية لا أكثر ولا أقل.

واقعاً وعملياً وفي جرة للحقائق الملموسة فإن النظام الملالوي يعود بمفاهيمه الشاذة والمعاقة والموروبة والبالية واللاانسانية إلى ما قبل أزمنة القرون الحجرية.

هذا نظام يرفع رايات تحرير القدس ويحتفل في يومها سنوياً، فيما هو عملياً وفي العديد من الدول العربية مباشرة ومواربة عن طريق أذرعته الطروادية من مثل حزب الله يفكك ويحارب معظم الدول العربية وينتهك سيادتها واستقلالها ويقتل ويفقر ويهجر ويذل ويضطهد شعوبها…وأخر هم على قلب الملالي هي فلسطين وقدسها وشعبها.

ولنا خير مثال في هرطقات ونفاق هذا النظام المتفلت من  كل المعايير البشرية والقانونية والأخلاقية ما يرتكبه من إجرام غير مسبوق في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

يفاخر نصرالله ومعه الخامنئي وكل جوقة الملالي وأبواقهم وصنوجهم في لبنان وباقي دول المنطقة بأنهم منتصرون وأميركا وإسرائيل ودول الخليج والعربية التي تقف في وجه مشروعهم هي كلها مهزومة وخائفة وفي حالة ضياع.

هذه الإدعاءات “المسخرة” هي رزم من الجهل والغباء والأوهام والهلوسات التي لا يمكن أن تصدر عن قادة يحتكمون للعقل والمنطق والقدرات.

أنه فعلاً نظام ملالوي بالي ولا يقدم غير الموت والدماء والعداء وكل مركبات الحقد والضغينة والفتن والحروب العبثية.

 بالتأكيد العملي والمعاش على أرض الواقع هو نظام ضد الشعب اللبناني ويحتل لبنان وقد أعاده إلى القرون الحجرية.

وهو عدو الشعب السوري ويساند الجزار الأسد البراميلي والكيماوي.

وهو ضد الشعب العراقي وتقريباً يحتل كل العراق ويسرق ثرواته وينشر ميليشاته الإرهابية في كل أرجائه.

إضافة إلى إجرامه وهمجيته المستمرين ببربرية في اليمن…

يبقى أن محور النفاق “المسمى محور الممانعة” زوراً هو محور شر ودمار وبربرية وإرهاب ومذهبية  وجنون عظمة ولا يريد أي شيء من إسرائيل إلا أن يستعملها كحجة فقط كفزاعاة ومبرر لمشروعة المدمر.

وفي المحصلة فإن محور الممانعة وحزب الله الإرهابي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وإنسانية وحقوق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

لا آلية للحياد ولا معنى قبل تنفيذ ال 1559

الياس بجاني/25 تموز/2020

كل من يروج للحياد دون ذكر ال 1559 هو منافق ودجال وأخطر من حزب الله. لا معنى ولا آلية للحياد قبل تنفيذ ال 1559 وتحرير لبنان

 

حزب الله “القبوط”الصغير يتحدى العملاق الأميركي والنتيجة معروفة مسبقاً

الياس بجاني/25 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88814/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8%d9%88%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d9%8a%d8%aa/

ما يتجاهله حزب الله الإرهابي والمافياوي اللاهي أنه في ميزان القوة العسكرية والمالية والعلمية والإقتصادية هو واسيادة في إيران ومعهم نظام البراميلي الأسدي هم مجرد “قبوط” صغير في مقارنة مع أميركا العملاق والتي هي اقوى واغني قوة في العالم.

فرخ وصوص قبوط الملالوي في لبنان حزب الله وسيده المختبئ في جحر منذ عام 2006  وأسيادهم في طهران يتوهمون أنهم قادرين على المواجهة مع أميركا.. في حين أنهم فعلا يواجهون ولكن فقط كلامياً من خلال تهديدات غبية وصبيانية فارغة لا معنى ولا فاعلية لها.

قبل يومين على يبدو بدأت أميركا بالتركيز المخابراتي على مطار بيروت وعلى كل الطائرات الإيرانية التي كانت تستعمله منذ سنين دون أية رقابة من حكومة لبنان التابعة كلياً لحزب الله.

الرسالة الأميركية الأولى التحذيرية اتت يوم أول أمس حيث قام الطيران الحربي الأميركي باعتراض طائرة إيرانية فوق الأراضي السورية دون أن يلحق بها أي أذى ليقول لحزب الله ولأسياده في إيران بأن زمن استعمال مطار بيروت لأغراض اجرامية وإرهابية ومافياوية ودون رقابة قد انتهى.

يشار هنا إلى المطالبة بتنفيذ القرار الدولي 1559 أمر سيادي واستقلالي بإمتياز لأنه يفرض ضبط الحدود والمعابر اللبنانية كافة وفي مقدمها مطار وبور بيروت والشواطئ والحدود مع سوريا، وكذلك تجريد كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ومنها حزب الله من سلاحها وبسط سلطة الدولة اللبنانية بواسطة قواها الذاتية على كل الأراضي اللبنانية.

في الخلاصة فإن زمن احتلال حزب الله للبنان هو إلى أفول حتمي ورحلة السقوط والأفول هذه بدأت بميلها الأول .

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تحية اكبار وتقدير واعتزاز من الإغتراب لأحرار لبنان الشجعان

الياس بجاني/24 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88751/%d9%88%d9%82%d9%81%d8%a9-%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%b3/

علينا أن نتذكر دائماً بأن السيد المسيح وتلاميذه بشروا العالم بالكتاب المقدس وحملوا البشارة بتضحياتهم إلى كل أرجاء العالم.

كما أن ديغول وعدد قليل من احرار فرنسا تمكنوا من تحرير بلادهم من النازية. ومن هنا فإن المؤمن والحر والشجاع والوطني هو كالخميرة التي تخمر العجين كله.. وفي لبنان خمائر كثيرة وهي بإذن الله ستعيد له ولأهله الأمل والرجاء والإستقلال. والأمثلة في التاريخ كثيرة حيث قلة مؤمنة وشجاعة تمكنت  في بلدان عديدة وعلى خلفية عمق وصلابة إيمانها من حمل قضايا شعوبها وتوجتها بالإنتصارات.

اليوم في لبنان المحتل قلة تؤمن بحق بلدها وأهلها بالحرية والسيادة والإستقلال وهي ورغم كل حالات التخلي والجحود والإضطهاد والإعتقالات والإرهاب تحمل قضية لبنان الإنسان والكرامة والحقوق والحرية وتدافع عنها بعناد وإصرار محلياً وإقليمياً ودولياً.

هذه المجموعات الخمائر نفذت اليوم تجمعاً أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت وطالبت بصوت عال ودون خوف بتنفيذ القرار الدولي 1559 وباقي القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

هذه المجموعات النخبة السيادية واللبناناوية المتسلحة بالإيمان والرجاء والشجاعة طالبت المنظمة الدولية ودول العالم الحر والرأي العام العالمي مساعدة لبنان وتنفيذ ال 1559 واعتاق لبنان من نير الإحتلال الإيراني ومن حكم وسلبطة وفساد دماه المحليين من الإسخريوتيين والطرواديين.

يبقى أنه بوجود هذه النخبة من السياديين واللبناناويين الخمائر سوف يتحرر  لبنان بإذن الله وسوف يستعيد سيادته واستقلاله طال الزمن أو قصر لأن الحق لا يموت طالما هناك من يدافع عنه ويضحي من اجل نصرته.

 

المعرابي بغير عالم وما شايف غير الكرسي وهدفه يشيل عون ويُبعِّد الصهر الثعلب عنها وأخر همه احتلال حزب الله ومآسي الناس

الياس بجاني/24 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88696/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d8%a8%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%88%d9%85%d8%a7-%d8%b4%d8%a7%d9%8a/

في مجموعة من السياسيين التجار والنرسيسيين ومنهم المعرابي بالأكيد المؤكد ما عندون مشكلي مع حزب الله أو مع احتلاله أو مع حروبه ومشروعه الفارسي الإستعماري والمذهبي، وهؤلاء يتعاطون المناكفات السياسية اليومية وكأن البلد سيد وحر ومستقل 24 قراط.

هيدي طبقة فاجرة ومنسلخة عن أوجاع وهموم وفقر ومآسي الناس، تركيزها فقط يتمحور على كيفية المحافظة ع مكاسبها وع تنفيذ أجنداتها السلطوية والأوليكارشية والمالية والنرسيسية. من أسوأ أفراد هذه الطبقة يأتي المعرابي تحديداً ودون منازع.

هذا المخلوق الموهوم الحالم بكرسي بعبدا المخلع بنى لنفسه قصوراً خيالية من الأوهام ودخلها ومن ثم أغلق أبوابها والنوافذ حتى لا يسمع غير هلوساته ولا يفكر بغير أوهام عظمته ولا يرى غير نفسه.

فمن يتابع خطاب هذا المخلوق المتعجرف والباطني والذمي والمتشاطر المكشوف 100% وبنفس الوقت يرصد أنشطة عصيه ال 15 المسمِّين زوراً نواب يرى أن همه وهمهم جبران باسيل وميشال عون وبس هالقد.

مفهوم وثقافة ونظرة تونالية مرّضية مفضوحة (Tunnel Vision).

كل يوم يأتون بما يسمونه فضيحة ويفجُرون ويتحدون وينشرون الملفات وكلها تركز فقط على جبران باسيل وتياره اللاهي الأداة وفقط الأداة لحزب الله وسيد الضاحية.

اليوم علق المعرابي في تغريدة له على حسابه عبر “تويتر” على إبطال قانون آلية التعيينات من قبل المجلس الدستوري “لمخالفته الدستور”، وذلك بإجماع الأعضاء الحاضرين وأكد أنه “مهما حاولوا وحاولوا وحاولوا سنستمر حتى إقرار قانون آلية التعيينات”.

ترى ألا يتذكر المعرابي المتشاطر وعصيه ال 15 النواب الأبواق والصنوج بأن عون وباسيل وكل أهل الحكم الحاليين يدينون بوصولهم إلى مواقعهم السلطوية لصفقته الخطيئة ولفرطه 14 آذار ولاستسلامه لحزب الله ولإحتلاله ولفجوره؟

ألا يتذكر المعرابي صفقته الخطيئة المميتة (الرئاسية والنيابية والوزارية وورقة النوايا مع عون وتقاسمه معه المسيحيين مغانم وسبايا حصص؟

ألا يتذكر المعرابي هرطقات شعاراته التعموية والإستسلامية التي في مقدمها،  كذبة”الواقعية” وخدعة أولويات الملفات المعيشية” ونفاق إقليمية ودولية سلاح ودويلة وحروب حزب الله”؟

مشكلة المعرابي أنه دخل صفقة الخطيئة بخبث متوهماً بأنه “سوف “يقش” الكل ويرث عون ويتربع هو وحده على الكرسي.

إلا أن أوهامه المرّضية خابت وأُخرج من جنة الصفقات ومن نعيم السلطة وتم تقريباً عزله.

نسأل، ألا يعلم المعرابي الذمي وع الآخر بأن عون والصهرين “والإستاذ نبيه” وكل الباقين من أفراد السلطة هم مجرد “وجوه بربارة”، أي أقنعة يتخفى خلفها حزب الله وهو من يحركها ويتحكم بها 100%؟.

من هنا فإن أراد هذا المتشاطر الموهوم والمهلوس فعلاً أن ينتقد ويتمرجل فلينتقد ويقد مراجل على المحتل الذي هو حزب الله ويركز جهوده ومجهوده وباطنيته وتشاطره ونعيق أبواقه وصنوجه على الحزب ويطالب بتنفيذ القرار الدولي 1559 …

وإلا فليخرس ويُعير اللبنانيين المشحرين والمقهورين والمعترين سكوته ويضبضب ويتوقف عن محاولاته الزقاقية والصبيانية استغنائهم والاستهزاء بذكائهم .

يبقى أن المعربي وعصيه النواب ال 15 هم من أول كلن يعني كلن.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو لمواطن شجاع وصادق يحكي حال وجع ومعاناة كل اللبنانيين

الياس بجاني/26 تموز/2020

تحية لهذا المواطن اللبناني الشريف والصادق الذي يعبر بوجدان وضمير وعن وجع عما يعاني منه شعب بأكمله جراء ممارسات وكفر وطروادية قادة تجار ومرتهنين للخارج يتاجرون بمصير ولقمة وعيش وأمن وسلام اللبنانيين... هذا المواطن الشجاع هو نموذج لكل أحرار وشرفاء لبنان. يبقى أنه بوجود هكذا شرفاء  أحرار وصادقين لبنان سوف يتحرر ونهاية الظلم والظالمين وتجار المقاومة إلى نهاية حتمية.

https://www.facebook.com/100008432948054/videos/2495075570783517/

 

الاغتراب لا يلجم

د. وليد فارس/25 تموز/2020

الاغتراب اللبناني، على الاقل اكثريته الساحقة، وكما بدا لنا منذ سنة ٢٠٠٠، لم يعد جسم فولكلوري يتحرك بطلب بيروقراطيين في بيروت ليدعم مصلحة المنظومة الحاكمة داخل الحدود اللبنانية، بل اصبح يعبر عن ذاته بحرية وبقوة حجمه الهائل، وتنوعه الواسع، وقدراته المنتشرة في عشرات الدول. الجاليات المنتشرة في القارات الخمس لا يمكن اختصارها "بحفلة كبة وتبولي" او مذكرة ادارية تصدر عن حكومة او اخرى في لبنان، ايا كان انتماؤها السياسي.

الاغتراب اللبناني على الاقل ثلاثة اضعاف حجم الشعب المقيم وفيه نواب وسياسيين واعلاميين واقتصاديين وفنانين وعسكريين وعلماء وطاقات لا حدود لها.

الجاليات المنحدرة من لبنان هي المخزون الاسترايجي العالمي لوطنها الام وصاحبة الدفع الاساسي للقرارات الدولية لصالح شعبها في قرى ومدن البلد الاصلي.

الخلاصة هنا ان الاغتراب لن يكون مطية لحزب الله وحلفاء حزب الله، للجم التحرك الدولي عبر البيروقراطيات في بيروت.

هذا ما اسمعه واراه وهذا ما بات معروفاً في العواصم العالمية.

 

كيف هاي؟!!!

المخرج يوسف ي.الخوري/26 تموز/2020

بأوِّل موجِة "الكورونا"، هَلَكنا الإعلام بإنّو حْكومِة الفرّيسيّين مِن عَن تشتغل منيح بموضوع الصحّا...

وصْحَابْنا العونيّي، إذا بتتذكّروا، وصلت معُن يْشَبّْهوا فرّيسي الصحا بيسوع بعيد الشبه.

اليوم رجعت "الكورونا"، وعالرايح والجايي نازلينلّك بهدلي بهالناس إنّو مش مِن عَن يِتْوَقّوا، وآخر شي، هلّئ مْن شوي، مِن عَن يهددّنا فرّيسي الداخليّي، قال شو "رح ينجْبِر يرجع يسكّر البلد"!

 ولك أيَا بلد مِنُن بِدّك تسكرو يا قَوِي؟!! (بالإذن منِل عَونيي والقوّات، استعملنا صِفِة قوي بغير مْحَلّا)

بِدّك تسكّر بَلَد مْفَلَّس ما تركتوا فيه شِي مفتوح؟!!

ولأّ هيك بيصير فيكُن تغشُّوا هاو المِن عَن تَشحدوا مِنّن إنّو البلد بألف خير، بس الظرف هَلّئ كورونا؟

بقلّك شو، سكّر تا قَلّك سكّر، هَيك بتحمي حالك من الشعب البدو ياكلكن وسنانو محشّايي "كورونا"!

(هَون تخايلوني قفّل دماغي ومِنفْعِل)

وقت اللي كان في سيطرة عالوضع الصحّي، كانت بقوّة الفريسيّين النكنوئراط، ووقت خُرْبِت وفِلِت الوَباء مْنِ جديد، صار الحق عالشعب لِبْلا مُخ؟!!!

وليه عَمّي الشعب بعدو مَطِرْحَك يا واقف، شو خَصّو بفتح المطار واستلشائكُن بالمتابعا مع الوافدين؟!

شو خَصّو بفتح النايت كلوبات، وترجيع النقل العام؟!...

ولك معقولي بتمنعوا الناس يسبحوا بالبحر وبتحصروا السباحا بالبيسينات؟!!

وبترجع تقلّلي "كورونا" يا أبو الفهم إنتا!!!؟

ألله يرحمك يا ستّي "يقرجيني"، بْلا شهادات دكتوراه كِنتي قاريتيهن حِلِّي ونسب، كِل عُمرك تقوليلي: "يا سِتّي، مش السِر بِلْ بيبَدّي، السِر بِلْ بيهدّي!"

والله العظيم يا سِتّي، لو عا إيّامك كان البلد بِدّو حكومِة تكنوئراط، ما كنتي جيتي إلّا وزيرة ثقافي بين مجموعة هالدكاترا الفرّيسيّين...

(ملاحظة: كنت مِفتكِر ستي مِش مِتعلمي، بعد اللي عَن شوفو مِن جَوقِة الدكاترا النكنوئراط، لازم إرجع إتأكّد مِن عَمّي غِسّان (غِسّان غير حَسَّان) إذا ستّي رايحا عالمَدرسي...)

وتا تتذكّروا إنّي مع الثورا، نايمي كانت، ولّا والعا مِن عَن تَحرُق دواليب: اليوم هُوّي: "الثالث والثمانون بعد المائتين لانبعاث الفينيق".

 

تحرّك أميركي قانوني ضد رؤساء بلديات في قضاء جبيل حليفة لحزب الله ؟

موقع جبيل اليوم/26 تموز/2020

بعد أن تم تسجيل دعاوى من قبل ثلاث رؤساء بلديات في منطقة جبيل علي محمد توفيق حيدر احمد (راس أسطا) ورمزي محمد المقداد (لاسا) ومحمد علي كامل عواد (علمات) عبر محاميتهم السيدة مي الخنساء، مصادر من المجلس العالمي لثورة الارز رأت عبر موقع “جبيل اليوم ” في هذه الدعاوى الموجهة ضد رئيس الاتحاد الماروني العالمي الشيخ سامي الخوري وامين عام المجلس العالمي لثورة الارز المهندس عاطف حرب ومحطة ال “ام تي في” بأنها هجوم مباشر ضد قيادات اغترابية تاريخية كانت وراء انتاج القرار 1559 الذي طالب بخروج قوات الاحتلال السوري في 2004 ، وهم نفس القيادات التي تقوم بالتحرك دوليا من أجل تطبيق القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله وتعتبر هذه المصادر ان هذه الدعاوى هي ايضا هجوم على مواطنين اميركين وبالتالي هي أي هذه الدعاوى مهندسة لتكون بمثابة رد ايراني عبر حزب الله ضد ادارة الرئيس ترامب بسبب العقوبات على ايران وعلى حزب الله.

والجدير بالذكر ان ايران وحزب الله يستهدفون ادارة ترامب عامة والمواطنين الاميركيين الذين يعملون مع حكومتهم من اجل وضع عقوبات من ناحية وحل الميليشيات من ناحية ثانية. وتعتبر هذه المصادر ان موجة التهديدات القانونية لايران وحزب الله قد بدأت منذ حين وطالت مواطنين اميركيين منهم ممثلين لبعض الجمعيات الغير حكومية كمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات بشخص مديرها التنفيذي مارك ديبويتز وشخصيات اميركية واوروبية أخرى.

وتعتبر هذه المصادر ان تحريك حزب الله لانصاره في هذه البلديات ولفريقه القانوني المعروف ضد اميركيين لبنانيين انما يعتبر محاولة لتخفيف الضغط الاميركي على حزب الله ، وتعتبر هذه المصادر في المجلس العالمي لثورة الارز ان هذه الدعاوى اتت بأمر مباشر من حسن نصرالله امين عام حزب الله الذي حرّك رؤوساء بلديات في منطقة دقيقة امنيا بسبب وجود سلاح حربي لحزب الله وبسبب معارضة أكثرية الاهالي في منطقتي جبيل وكسروان لهذا الوجود. أضافت المصادر ان رؤوساء البلديات الثلاث الذي طلب منهم ان يقوموا بهذه الدعاوى قد تم التعرف عليهم من عدة مصادر بمثابة مؤويدين لحزب الله.

وهذا سوف يفتح ملفا أكبر وربما دعاوى مضادة والاحتمال الاهم ان ذلك قد يجلب رد فعل قانوني حازم من أطراف في لبنان من ناحية وتحركا قانونياً دولياً عبر الولايات المتحدة الاميركية لاجراء تحقيق بهؤلاء المدعين وبارتباطهم بحزب الله وبهذا التحرك الذي يهدف الى تخويف وترهيب مواطنين اميركيين وأخرين لبنانيين في ضوء الرد على حملة الضغوطات الاميركية القصوى.

 

جنرال إسرائيلي: نخشى أن يأتي اللبنانيون للبحث عن رزقهم عندنا

القناة 23  عربي و دولي26 تموز/2020

في الوقت الذي يعزز فيه الجيش الإسرائيلي قواته بوحدة مشاة إضافية على الحدود الشمالية مع لبنان، صرح قائد المنطقة، الجنرال أمير برعام، بأن أحد دواعي قلق جيشه وحكومته هو أن تؤدي الأزمة الداخلية في لبنان إلى تدفق مواطنين من هناك للبحث عن مصدر رزقهم في إسرائيل، كما يفعل اللاجئون الأفارقة. وقال برعام، لصحيفة “هآرتس”، “في الأشهر الأخيرة شهدنا ظاهرة جديدة للاجئين من السودان يتسللون إلينا من الحدود مع لبنان، ويتم إلقاء القبض عليهم قرب الجدار الحدودي”. وعن حسابات “حزب الله” في الرد على الغارات التي نفذتها إسرائيل في سورية، وقتل خلالها أحد قادة الحزب، وخمسة من أفراد المجموعات الإيرانية العاملة في دمشق، ألمح برعام، إلى أن ‘التقديرات لديه بأن الحزب سيكتفي برد محدود، لأنه غير معني بانفجار حرب على نمط ما حصل في سنة 2006.

 

نتنياهو "يحذر" لبنان وسوريا: سنرد على أيّ تهديد!...و التأهب العسكري الإسرائيلي على الحدود قد يبقى لفترة طويلة

روسيا اليوم/26 تموز/2020

اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ تل أبيب "لن تسمح" لإيران بالتموضع عسكرياً عند حدودها الشمالية، محذّراً سوريا ولبنان من عواقب أي هجمات على إسرائيل من أراضيهما، على حدّ تعبيره. وقال نتنياهو في مستهل الجلسة الحكومية الأسبوعية، اليوم الأحد، إنّ إسرائيل في الجبهة الشمالية "تعمل وفقاً لسياسة متسقة مفادها أنها لن تسمح لإيران بالتموضع عسكرياً عند حدودنا الشمالية". وتابع: "سوريا ولبنان يتحملان المسؤولية عن أي اعتداء على إسرائيل ينطلق من أراضيهما. لن نسمح بزعزعة أمننا وبتهديد مواطنينا، ولن نتسامح مع أي مساس بقواتنا". وأشار نتنياهو إلى أنه يعقد جلسات مستمرة لتقيم الموقف مع وزير الدفاع، بيني غانتس، ورئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، مضيفا أن القوات الإسرائيلية "مستعدة للرد على أي تهدید كان". وشن الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضي غارات على مواقع للجيش السوري في جنوب البلاد، بدعوى الرد على إطلاق نار باتجاه الجولان المحتل.

كما عزز الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الأسبوع الجاري تواجده عند حدود لبنان، تحسّباً لتصعيد محتمل مع "حزب الله".

قدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن مستوى التأهب العسكري العالي على الحدود مع سوريا ولبنان قد يبقى لفترة طويلة. وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، أن حزب الله يستمر بالبحث عن نقاط ضعف في محاولة لتنفيذ عملية موجهة ضد قوات الجيش الإسرائيلي.

وأفادت الصحيفة بأنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، جرت مناقشات تقييم للوضع في هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي بسبب التوتر المتزايد في المنطقة، التي تم من خلالها إدراج تعديلات إضافية على طول الحدود الشمالية، بما في ذلك اعادة نشر القوات وتركيز جهود المخابرات، ويأتي ذلك بعد جولة تفقدية في المنطقة الشمالية، مساء أمس السبت، قام بها رئيس هيئة أركان الجيش، الجنرال أفيف كوخافي. وتأتي التقديرات الإسرائيلية بعد أن كان الجيش قد أعلن عن حالة تأهب منذ الثلاثاء الماضي، ودفع بقوات إضافية للمنطقة الحدودية من جهة، وإلغاء تدريب عسكري كان مقررا، بهدف تخفيف الاحتكاك بين الجيش الإسرائيلي وبين عناصر حزب الله. وأضافت الصحيفة أن فرضية الجيش الإسرائيلي التي تشير إلى أن حزب الله سيسعى جاهدا لتنفيذ عملية موجهة ضد قوات الجيش الإسرائيلي، بصواريخ مضادة للدبابات أو هجوم قنص على قوات الجيش على طول الحدود تظهر حاليا السيناريوهات الأكثر احتمالا.

وتأتي هذه التقديرات في ظل التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بعد مقتل عنصر من حزب الله، الأسبوع الماضي، حيث سبق أن نعى الحزب اللبناني أحد مقاتليه، ويدعى علي كامل محسن، والذي قتل في الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت موقعا عسكريا قرب مطار دمشق الدولي.

 

حزب الله” تلقى رسالة تحذير إسرائيلية من مغبة أي عمل عسكري انتقامي… والترقب يسود الحدود

ناصيف حتي: لا تعديل في مهام "اليونيفيل" وفرنسا تتمسك بإجراءات "1701"

بيروت ـ”السياسة” /الأحد 26 تموز 2020

فيما بقيت أجواء الحذر والترقب مستمرة في المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل التي واصل طيرانها الحربي التحليق وبكثافة فوق مناطق الجنوب اللبناني، أشارت المعلومات إلى أن إسرائيل بعثت برسالة إلى “حزب الله” عبر قوات الطوارئ الدولية، تحذره فيها من مغبة عمل عسكري انتقامي، رداً على مقتل أحد عناصره، علي كامل محسن، بقصف إسرائيلي على دمشق، لافتة إلى أن الحزب اكتفى بتبلغ الرسالة، لكنه أكد رفضه أي تحذيرات أو تهديدات إسرائيلية. وقالت المعلومات، إن الجيش الإسرائيلي اتخذ إجراءات على الحدود الشمالية بعد علمه بأن “حزب الله” حسم قراره، لافتة إلى أنه لدى الجيش الإسرائيلي رصد لحركة واسعة لعناصر “حزب الله”. وفي الوقت الذي كشفت معلومات لـ”السياسة”، أن “حزب الله” يضع في خياراته كل الاحتمالات التي قد تنتج عن قراره المتخذ بالرد على مقتل أحد عناصره، جراء الغارة الإسرائيلية على العاصمة السورية، فإن طبيعة هذا الرد المنتظر ستكون محدودة، ولن تسهم في خروج الأمور عن السيطرة، لأن الطرفين المعنيين ليسا بوارد خوض حرب واسعة لا يمكن التكهن بنتائجها. وقالت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله”، إن “الجيش الإسرائيلي ألقى قذائف دخانية قرب الساتر الغربي لموقع رويسات العلم العسكري في مرتفعات كفرشوبا المحتلة”. وأشارت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، في بيان، إلى أن 20 طائرة استطلاع إسرائيلية، خرقت الأجواء اللبنانية ونفذت طيراناً دائرياً فوق مناطق الجنوب. وفي السياق، أطلقت القوات الإسرائيلية طائرة مسيرة للرصد والتعقب “درون”، وشُوهدت تُحلّق على علو منخفض فوق “السياج التقني عند موقع العباد العسكري خارج بلدة حولا قضاء مرجعيون”.

وفي هذا الخصوص، أكد وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، أنه “لا تعديل في مهام اليونيفيل، والموقف الفرنسي واضح بالتمسك بالمهام المحددة في القرار 1701. ولفت إلى أنه مع الحياد الإيجابي الذي يسمح للبنان باتخاذ مواقف تستند إلى قرارات الشرعية الدولية دون الدخول في أحلاف وفي اصطفافات معينة. وعن قانون “قيصر”، أشار حتي، إلى “أننا طرحنا مجالات التعاون مع سورية ولا سيما الترانزيت والكهرباء والتبادل التجاري ووجوب أن تبقى خارج العقوبات ولم نتلق جوابا اميركيا”. وتوقعت مصادر ديبلوماسية في هذا الإطار “ألا تبدي الولايات المتحدة أي تساهل إزاء الطلب اللبناني”، مشيرةً لـ”السياسة”، إلى أن “الموقف الأميركي من “قيصر” صارم ولا تساهل حياله، بعدما سبق لواشنطن أن حذرت الحكومة والشركات اللبنانية من مغبة تجاوز هذا القانون أو الالتفاف عليه، لأن ذلك سيترك تداعيات بالغة الخطورة على لبنان، وسيزيد من عزلته العربية والدولية”.

 

الجيش الإسرائيلي: التأهب قد يستمر طويلاً

تل أبيب، عواصم – وكالات/الأحد 26 تموز 2020

 قدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس، أن مستوى التأهب العسكري العالي على الحدود مع سورية ولبنان قد يبقى لفترة طويلة. وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية، أن “حزب الله” اللبناني يستمر بالبحث عن نقاط ضعف، في محاولة لتنفيذ عملية موجهة ضد قوات الجيش الإسرائيلي، كاشفة أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، جرت مناقشات تقييم للوضع في هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي بسبب التوتر المتزايد في المنطقة، التي تم من خلالها إدراج تعديلات إضافية على طول الحدود الشمالية، بما في ذلك إعادة نشر القوات وتركيز جهود المخابرات، ويأتي ذلك بعد جولة تفقدية في المنطقة الشمالية ليل أول من أمس، قام بها رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي. وأضافت أن فرضية الجيش الإسرائيلي، التي تشير إلى أن “حزب الله” سيسعى جاهدا لتنفيذ عملية موجهة ضد قوات الجيش الإسرائيلي، بصواريخ مضادة للدبابات أو هجوم قنص على قوات الجيش على طول الحدود، تظهر حاليا السيناريوهات الأكثر احتمالا.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/7/2020

وطنية/الأحد 26 تموز 2020

·        مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بين الإقتصاد المنهك الذي يضيق سبل الحياة على المواطن، والوباء المتفشي بفعل قلة المسؤولية وتراجع الإمكانية مع ازدياد عدد المصابين، خطط جديدة للمواجهة تتراوح الاتجاهات فيها بين دعوات للإقفال التام يماثل الخطوات التي اتخذت في الأشهر الأولى لكورونا، وبين تشديد الإلتزام بإجراءات التعبئة المتخذة، ولا سيما وضع الكمامة وقيود مشددة على الوافدين والذين يخضعون للحجر تحت طائلة رفع الغرامات والمحاسبة.

القرارات قيد التشاور، وستظهر بتعميم مرتقب لوزير الداخلية خلال ساعات، بعد اجتماع غدا في السرايا الحكومية لخلية الأزمة، وفق ما أوضحت في حديث ل"تلفزيون لبنان" مستشارة الرئيس دياب للشؤون الطبية بترا الخوري، التي نبهت من خطورة المرحلة الحالية.

وبانتظار التعميم الجديد، ماذا عن المسؤولية الجماعية؟، وماذا عن الوعي الفردي؟. والسؤال الذي يطرح نفسه: إن لم يتوحد اللبنانيون أمام خطر الموت الوبائي، فأي تحد سوف يوحدهم؟.

أما حالات الوفيات التي طالت صغارا وكبارا، فقد خلفت حالة هلع لدى المواطنين، وهي تؤشر إلى مرحلة أكثر خطرا للوباء، فيما المستشفيات تسعى لتلبية الحاجات، وسط التخبط بأزماتها وضيق ذات اليد، كما يقول نقيبها في حديث ل"تلفزيون لبنان"، الذي أكد أن بعض المستشفيات غير مهيأ بالأصل لاستقبال حالات كورونا.

وبعد أيام على انتهاء زيارة وزير الخارجية الفرنسية، كشف ل"تلفزيون لبنان" رئيس "مؤسسة عامل الدولية" الدكتور كامل مهنا الذي التقاه، عن مبادرة للرئيس الفرنسي تتعلق بمجمل الوضع اللبناني الصحي والاقتصادي والأمني.

وسط هذه الأجواء، التوترات الاقليمية متصاعدة، والعراضات الإسرائيلية المعادية مستمرة في الأجواء اللبنانية منذ الليلة الماضية، وقد رصدها اللبنانيون بالعين المجردة على مدار الساعة، وفي عدد كبير من المناطق جنوبا وبقاعا، وفي بعض النقاط المحاذية لفلسطين المحتلة ألقيت قنابل دخانية، بالتزامن مع جلسة لحكومة العدو ادعى فيها نتانياهو أن لبنان وسوريا سيتحملان مسؤولية أي عمل يستهدف جيشه انطلاقا من أراضيهما.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لبنان في مهب كورونا، والزحف السريع للفيروس المتوحش، ينذر بالكثير من المحاذير التي لا سبيل لمواجهتها إلا بالتزام الإجراءات الوقائية أولا وثانيا وأحد عشر كوكبا.

وليس أدل على خطورة الغزوة الكورونية، من قول أحدهم إننا قد نصل إلى وقت يزاحم فيه الأب ابنه على سرير المستشفى. وتخوف آخر من أن سيناريو إيطاليا المروع قد يطرق أبواب الوطن الصغير.

هذه التحذيرات والمخاوف أطلقت النفير العام، فاندفع الكثير من الشخصيات السياسية إلى إجراء فحوص بعد إعلان النائب جورج عقيص عن إصابته بالفيروس.

وعلى خط المواجهة الرسمية، يلتئم مجلس الدفاع الأعلى يوم الثلاثاء في قصر بعبدا، قبل جلسة الحكومة. وبحسب المعلومات فإن المجلس يتجه نحو إعادة اقفال البلد مجددا، مع الإبقاء على فتح مطار بيروت، ولكن في ظل التزام شروط احترازية مشددة، إضافة إلى إعادة تفعيل العمل بنظام "مفرد/ مجوز" بالنسبة للوحات السيارات.

أما غدا فثمة اجتماع في السرايا الحكومية للجنة المعنية، التي تتجه لاتخاذ إجراءات صارمة وإلزامية وزاجرة، من ضمنها تسطير محاضر ضبط وفرض غرامات على المواطنين غير الملتزمين بالتدابير المطلوبة، مثل استخدام الكمامات ومراعاة التباعد الاجتماعي وتحاشي الاختلاط. فالمطلوب من المواطنين أولا وأخيرا، مساعدة أنفسهم حفاظا على سلامتهم ورأفة بأحبائهم، وإلا فلا شيء سيمنع ظهور مشاهد مروعة في مستشفيات لبنان على غرار الكثير من دول العالم.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

حتى لا يقال لنا، كما في بعض الولايات الأميركية: "روح موت ببيتك"، وحتى لا تتحول البيوت إلى مشاف تفتقد إلى أي عناية صحية، لا بد من استنفار مجتمعي على قاعدة: كل مواطن وكمامته خفير.

فلبنان دخل مرحلة مفصلية بعد أن تسلل الوباء إلى كل المناطق، وبغض النظر عن مسبب هذا الانفلات والتدهور الخطير، فإنها الأزمة الوحيدة ربما التي حلها بأيدينا نحن الشعب. فقد أدخل الفقر إلى كل بيت تقريبا، ولم يكن للمواطنين حول ولا قوة، وأدخلوا البلد في متاهات وأزمات من الدولار وغلاء الأسعار إلى المازوت والبنزين والكهرباء، ولم يكن للمواطن حول ولا قوة. أما مع كورونا، فيبقى للشعب الكلمة الأولى، عبر الالتزام بإجراءات الوقاية الصحية، إلا أن ذلك لا يعفي الدولة من التزاماتها، خاصة أن هناك من المسؤولين من لا يلتزم بالقرارات التي يصدرها.

ويبدو أن اللبنانيين قد وقعوا في خطيئة الاحتفال المبكر بالنصر على كورونا، فوقع البلد في براثن موجة ثانية من الوباء أشد فتكا، ليدخل الفيروس مجلس النواب، وقصور العدل، ويصيب الجسم الطبي ويصل إلى الصليب الأحمر، والحبل على الجرار، كما يقال، في حال الاستمرار بسياسة الاستهتار.

على أن الأيام الأخيرة سجلت نشاطا زائدا لفيروسات جوية إسرائيلية على الحدود الجنوبية، طائرات التجسس الصهيونية لم تتوقف عن محاولة تلويث آذان الجنوبيين، أما على الأرض فقد سجل توار لجنود الاحتلال خلف جدر محصنة، وقذائف دخانية في مزارع شبعا حول موقع الاحتلال في رويسات العلم لم تتمكن من إخفاء حال القلق الشديد لقيادة الجيش الصهيوني، فيما أمر نتانياهو وزراءه بالصمت حيال ما يجري على الحدود الشمالية، في وقت كانت أصوات الاحتجاجات المطالبة برحيله تخرق جدران مقر إقامته في القدس المحتلة، فقد تظاهر الآلاف للمطالبة برحيله جراء فشله بسياسته في احتواء جائحة كوفيد- 19.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

وكأنما حلت بلبنان هذه الأيام لعنة أرقام: أرقام الكورونا، وأرقام الخسائر، وأرقام مشروع بسري.

فأرقام الكورونا قفزت فجأة إلى مستويات قياسية، فبات الوضع برمته مرعبا، ينذر بالأسوأ في أسرة المستشفيات وأروقتها وعلى أبوابها، على المنوال الإيطالي الشهير، لا سمح الله، إلا إذا عاد اللبنانيون المستخفون بالخطر إلى إدراك مسؤوليتهم الشخصية والمجتمعية في التزام تدابير الوقاية، حتى نتمكن من السيطرة على الوضع من جديد،…لأن أي تحذير قد تطلقه وزارة، وأي محضر ضبط قد يسطره عنصر أمني، وأي غرامة قد تفرضها دولة، لن تستطيع القيام بدور الناس إذا كفوا عن الاستهتار.

أما أرقام الخسائر، فيبدو أنها تدور في حلقة مفرغة: كما قبل زيارة لودريان، كذلك بعدها،…وكما قبل رفع تقرير لجنة التقصي، كذلك بعده، مع الإشارة إلى أن هذا الملف سيحضر الليلة مباشرة بعد نشرة الأخبار خلال حلقة "رح نبقى سوا" مع رئيس لجنة المال والموازنة ولجنة التقصي النائب ابراهيم كنعان.

تبقى أرقام جديدة أضيفت على لائحة اللعنات: إنها أرقام ما يمكن أن يتكبده لبنان من خسائر في حال الإطاحة بمشروع سد بسري، الذي حظي بشبه إجماع سياسي عند إقراره،…ولما بدأ التنفيذ استيقظ الحس البيئي المفتعل، واستنبطت شعارات غير واقعية، ووصل الأمر إلى حد اتهام البنك الدولي بالتآمر مع السلطات اللبنانية ضد الناس، على ما عنون بعض وسائل الإعلام اليوم.

وكأن البعض لم يتعلم من تجربة النكد السياسي الذي عطل الكهرباء، فدفع كل لبنان الثمن، وليس تيارا أو حزبا سياسيا معينا. وها هي التجربة تتكرر في ملف السدود، التي إذا نجح تعطيلها في السياسة، لن يتضرر تيار أو حزب، لأن الضرر سيقع على الناس الذين سيحرمون من مياه الشرب في مناطق واسعة من لبنان خلال وقت غير بعيد.

لبنان واقع تحت لعنة أرقام إذا،…ولكن اللعنات، مثلها مثل سائر مظاهر الشعوذة، قد تقنع بعض الناس في فترة، لكنهم سرعان ما سيكتشفون الحقيقة، ويفضحون سياسة ذر الرماد في العيون والتضليل. فالأرقام في النهاية، قبل أن تكون لعنة، هي أساس العلم،…والعلم كفيل وحده بدحض كل أشكال الدجل.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إذا كان الحياد هو باب الخلاص للبنان من كل أزماته السياسية والإقتصادية والمالية والأمنية، فإن محاربة الكورونا تتطلب انحيازا وطنيا شاملا، وحربا ضد الفيروس القاتل. لكن وللأسف فمثلما يرى بعض اللبنانيين في الحياد تراجعا أمام الإمبريالية، كذلك يرى عدد منهم، أن اتقاء الكورونا ليس عملا وقائيا ضروريا بل ضعفا، من هنا يغرق لبنان في بحر الأزمات المالية والإقتصادية، ويكاد يغرق تحت التوسع السرطاني للفيروس القاتل.

والمؤسف بل المبكي، أن الدولة التي ترددت وتقاعست وامتنعت عن اتخاذ القرارات الحاسمة لاستعادة سيادتها وقراراتها الإستراتيجية، تتردد وتتقاعس عن اتخاذ الإجراءات الضرورية القاسية لمنع تآمر بعض اللبنانيين مع الفيروس، مرة لأنها تتكل على وعي شعبي مفقود، ومرة لارتباط الفلتان بخصوصيات الحرب الدائرة في المنطقة، ومرة للنقص الحاد في قدراتها على التحكم والسيطرة المادية والطبية والأمنية بفعل تراخيها.

في المحصلة، ها نحن اليوم بفعل كل هذه العوامل، ندخل بسرعة مذهلة في المرحلة الرابعة من تفشي الفيروس، وبحسب المؤسسات الطبية المعنية، لقد قطعنا هذه المرحلة في أيام قليلة، وها نحن نستعد للدخول على غير هدى في مرحلة انهيار النظام الصحي الذي سيصبح في حال عجز عن استيعاب أعداد المصابين الذي لن يكف عن التصاعد، ما لم يتم قمع المخالفين الذين ينشرون الفيروس والموت على مساحة الوطن.

عزيزتنا الحكومة القابعة في المريخ، نتفهم أنك بين انقاذ الاقتصاد المتداعي وإنقاذ أرواح الناس، لم تجدي الحل الوسط بعد، علما بأنه موجود. فبدلا من تخصيص الآلاف من رجال الأمن وعشرات القضاة لمطاردة المتظاهرين والمغردين وقادة الرأي، شغلي رجالك وقضاءك في مراقبة محترفي الجنون وقلة الضمير، من الأشاوس الذين يستبيحون صحة الناس وحياتهم، من خلال احترافهم رقصة الموت مع الفيروس القاتل، وأجبريهم على ارتداء الكمامات تحت طائلة الغرامات الباهظة والسجن.

توازيا، الانتشار العشوائي للفيروس، لم يحجب الأنظار والاهتمامات عن الملفات الاقتصادية والمالية المتفاقمة، ولا عن التعثر المبكي للحكومة في مفاوضاتها مع صندوق النقد، خصوصا بعدما أوصلتها بعنادها إلى الحائط المسدود، الأمر الذي استهجنه وزير الخارجية الفرنسية وكل أصدقاء لبنان.

كذلك لم يحجب الوباء القلق المتنامي على الوضع الأمني المتفاقم على الحدود الجنوبية، بعدما بلغت التحديات بين "حزب الله" وإسرائيل مراحل مثيرة للقلق من انفجار عسكري مدمر. الأمر هذا أيضا كان مدعاة استهجان وزير الخارجية الفرنسية وأصدقاء لبنان، الذين دعوا جميعا إلى اعتناق الحياد الذي ينادي به البطريرك الراعي ومعظم اللبنانيين كطوق نجاة للبنان. لكن أكثر ما يتسبب بالحزن في قلوب الغيارى على لبنان، أنهم يرون جهتين فقط لا تؤيدان الحياد: "حزب الله" وإسرائيل، ولا يجدون لذلك تفسيرا.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

مخيف ارتفاع رقم المصابين بفيروس الكورونا، كما هو مخيف التفاعل المجتمعي مع هذا الارتفاع.

رحمتنا كورونا في موجتها الأولى، وبالأحرى، كنا أسرع منها، فأغلقنا البلد، ومنعنا انتشار الفيروس، واعتبرنا أننا اشترينا الوقت لتحضير المستشفيات ومراكز الحجر والطواقم الطبية، وأعلنا الانتصار في المعركة، فيما الحرب طويلة.

في هذه الحرب، تعب جزء من اللبنانيين، فهم يدورون في حلقة الانهيار المالي، يبحثون عن الليرة لسد الجوع. قالوا إن الجوع أشرس من المرض، وبين الاثنين، اختاروا لقمة العيش.

في هذه الحرب أيضا، وتحت شعار "حب الحياة"، اختار الجزء الآخر تخطي كل الخطوط الحمر، فعاد المغتربون، وما "خلوا لا عرس ولا عشا ولا جنازة"، مع pcr أو من دون pcr، ما بهم. أما بعض المقيمين، فإلى الحياة الطبيعية در، لم ينسوا شيئا، لا المطاعم ولا السهرات، وأكيد ما نسيوا الأركيلة.

ما نسيوا شي، إلا أهم شي، نسيوا الماسك أو الكمامة، ونسيوا إنو كورونا مرض، في الكثير من العلم والأرقام، والأهم في الكثير من الغدر.

من باب النكران هذا، تسللت كورونا مجددا، فضربت كل المحافظات والأقضية، وبظرف أيام، ارتفع عدد المصابين في المستشفيات والعناية الفائقة، ومعهم ارتفعت الوفيات. كل ذلك لم يؤثر فينا بعد، شو ناطرين؟.

ناطرين تشوفوا الناس عم توقع عالطرقات مثل الصين وإيطاليا واسبانيا والبرازيل، ناطرين تشوفوا المستشفيات مسكرا بوابها والأطباء والممرضين عم يبكوا ويقولوا: ما بقا فينا نشوف الموت بيناتنا. أو ناطرين أبشع بعد، ناطرين جثث الموتى بالكاميونات، والتوابيت البيض عم تنزل بالتراب، بس هالمرة بصمت، لأنو حتى أهل الضحايا خايفين.

بين الكورونا وبين الحياة سبق، وبطل السبق هوي شقفة قماش أو كمامة بتخللي الحياة تنتصر عالمرض والموت. اختاروا.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

فحوص للنواب بالإجماع، وبقانون معجل مكرر فرضته كورونا على السلطة التشريعية، وهو القانون الوحيد غير الخاضع للتعديل وإفراغه من مضمونه، كحال التشريعات الصادرة عن مجلس النواب.

مطرقة الرئاسة استعجلت الحضور والغياب، لإجراء تشريع الضرورة الذي حتمته إصابة النائب جورج عقيص بعدوى ديبلوماسية. حجر نائب "القوات" نفسه وأطل على الإعلام عن بعد، مؤكدا أنه لا يشعر بأي من عوارض الكورونا، وأنه خالط معظم النواب ضمن أعمال اللجان.

وإذ تلقى عقيص الإصابة بنفس واسع وصدر جاهز لتحمل التبعات، فإن الوباء كان أخف وطأة لديه من خطاب الكراهية، عندما يتمنى البعض الموت لنائب أصيب بفيروس كورونا، قائلا: إذا الله أعطاني عمر فإن معركتي الوحيدة في مجلس النواب هي صياغة ميثاق لمكافحة خطاب الكراهية التي لا تبني وطنا.

وعلى موجة كورونا مرتفعة، بدا لبنان منزلقا نحو الأخطر، فمديرمستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض، يحذر من أننا سنفقد السيطرة على الوباء. والصليب الأحمر يعلن عن إصابات ضمن فرق إسعافاته. "أوجيرو" أقفلت بعد إصابة أحد أجرائها. وسط دعوات عدة إلى إعادة الإغلاق والتشدد والالتزام بالإجراءات. وهذا ما سيكشف عن تفاصيله الليلة وزير الداخلية محمد فهمي، في حواره على "الجديد".

وفيما البلاد تستعد للأخطر في وباء ضرب أكثر من ستة عشر مليونا حول العالم، فإن بضع ملايين من الإسرائيليين يتحسسون يوميا رد "حزب الله" على استشهاد عنصر له في سوريا. طيران العدو الإسرائيلي لازم الأجواء اللبنانية بعلو منخفض. لكن الخط الفاصل عند الحدود، أفرغ من مضامين جنوده ومستوطنيه.

عربدة في الجو، اختباء في البر وقرع طبول حرب للتهويل وادعاء القوة من الجانب الإسرائيلي. فالعدو ليس مستعدا ولا يريد الحرب، وهذا من نتاج اجتماعات أجراها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارك ميلي في تل أبيب، مع كل من وزير الحرب بيني غانتس ونظيره الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي. وفي لغة المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين المشتركة: إننا مستعدون للتصدي، وإن إسرائيل غير معنية بالتصعيد، نشدد على أهمية الضغط على إيران، نحافظ على علاقات التعاون مع قوى معتدلة في المنطقة، الجيش الإسرائيلي سيعمل ما يجب لإزالة أي تهديد.

هذه لغة دفاع وليست لهجة حرب أو هجوم وتصعيد. وأعلى ما في خيل إسرائيل هو طائرات تجسس تحوم وتصدر أصواتا فراغية، ثم تقفل عائدة إلى حيث أتت.

الحرب الإسرائيلية مستبعدة، لكن الحروب في الداخل أكثر تشعبا، بحيث نحارب أنفسنا بأنفسنا، وتقف في الوسط حكومة حسان دياب محاصرة أميركيا وعربيا، ولا تتقدم خطوة باتجاه الإصلاح. التنظير ورمي المسؤوليات على الغير، أصبح شعار الحكومة التي تخوض حرب أرقام مع صندوق النقد وجمعية المصارف، وتدير سلة مثقوبة، من الكهرباء إلى الاتصالات وأموال منهوبة وآلية تعيينات ومحروقات تتحكم فيها المافيات. كل هذا هو موضع تقاتل بين الماضي والمستقبل لحكومة تقف لتدير الانهيار، لا العمل لوقفه.

وإذا كانت الحكومة قد عجزت عن تطبيق أي إصلاح مما هو مطلوب منها دوليا ومحليا، فما الذي يجعلها عاجزة عن فتح طريق الشام، وليس بخطها العسكري هذه المرة، إنما لإعطائنا "من الطيب نصيب"، وتسيير بضائع لبنان من خلال معبر يشكل شريان حياة لمنتوجاتنا، وهو معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن. فلماذا لم يطرق حسان دياب بوابة دمشق رسميا حتى اليوم؟، وممن يستحي؟.

وبموجب "حق الشفعة"، فإن سوريا هي المتنفس الطبيعي الوحيد الشرعي غير الموقت للبنان. واللبنانيون لا يقولون لكم اليوم إذهبوا لإجراء علاقات مميزة تخص مصالحكم، على غرار زمن الوصاية السورية- اللبنانية المشتركة، انما ابحثوا عن حل لأزمة تصريف المنتوجات، للنازحين السوريين على أرضنا، للتهريب الحدودي الذي تضررت منه سوريا ولبنان على حد سواء. وتلك مقررات على مجلس الوزراء أن يتخذها مجتمعا، لا أن تترك العلاقة مع سوريا إلى زيارات خاصة لبعض الوزراء.

قرار رسمي من الحكومة اللبنانية بتكليف وزير الاقتصاد أو ما يعادله، أو ربما حسان دياب شخصيا، بزيارة الدولة السورية نظرا إلى الحاجة الملحة. وإذا تعذر الأمر فإن اللجوء إلى "جهاز التنفس" اللواء عباس ابراهيم سيكون أوسط الحلول، والمدير العام للأمن العام جهاز على جاهزية دائمة لإتمام المهمات الصعبة، قبل أن تتلى على لبنان قراءة سورة الفاتحة والثالوث المقدس.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الجنوب: توتر مع "اليونيفيل"

المدن/27 تموز/2020

اختبرت قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب (اليونيفيل) الاحد، حملة شعبية في جنوب لبنان، إثر اطلاق نار من قبل القوات الدولية باتجاه راعٍ كان يرعى قطيعه على الحدود اللبنانية الجنوبية. ونشطت حملة الكترونية واسعة تدين استخدام القوات الدولية للسلاح في مواجهة الراعي، وتلقت انتقادات واسعة من رواد مواقع التواصل الذين نشروا على نطاق واسع صورة الجندي من القوات الاسبانية الذي أطلق النار. الجنوب:توتر مع "اليونيفيل"وتداول مغردون لبنانيون من المؤيدين لـ"حزب الله" مقطع فيديو يظهر قوات "اليونيفيل" في حالة استنفار، ويقول متحدث يصور الفيديو ان هذا الجندي من أطلق النار.

وانتشرت صورة الجندي التي اقتُطعت من الفيديو، على نطاق واسع. ووجّه المغردون الاتهامات للقوات الدولية بأنها تعمل لصالح اسرائيل. وكانت بلدية الوزاني، اعلنت في بيان أن رعاة ماشية من أبناء البلدة تعرضوا لـ"اعتداء وقطع طريق واطلاق نار من قبل قوات اليونيفيل العاملة في جنوب الليطاني- الكتيبة الاسبانية". وإذ استنكرت البلدية والأهالي "أشد الاستنكار ما تعرض له مواطنيون من أبنائها"، طالبوا "الجهات المختصة بمتابعة الموضوع وتحميل المسؤوليات، وعدم تكرار هذا الأمر مجددا".

ويأتي التوتر في أعقاب نقاش حاد حول تغيير مهام "اليونيفيل" في الجنوب الذي تدفع اليه الولايات المتحدة. وقال نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلة تلفزيونية عُرضت مساء الاحد ان تغيير ولاية القوات الدولية بحيث تتحول الى كتيبة استخباراتية اسرائيلية في الجنوب، غير مقبول.

 

يد جنبلاط ملطّخة بتفتيت الساحة السنّية وحماية سلاح “حزب الله”

صوت بيروت إنترناشونال/26 تموز/2020

قال النائب السابق وليد جنبلاط خلال لقاء حواري في إقليم الخروب مع جهاز وكالة داخلية الحزب في المنطقة، انه منفتح على كل الأحزاب الموجودة، مشيراً الى أنه “نؤكد على التنسيق مع تيار المستقبل، والوقوف إلى جانب الرئيس سعد الحريري، وكل شيء تتم معالجته، فالتلاقي والتعاون مطلوب تحديداً في هذه المرحلة التي تتعرض فيها الساحة السنّية لمحاولات تفتيت وتخريب”.  يتحدث جنبلاط عن تفتيت الساحة السنية وكأن اللبنانيون لا يعلمون ان سبب تفتيت الطائفة و كل التحالفات ضد “حزب الله” هو وليد جنبلاط، فما وصل اليه اهل السنّة اليوم سببه “نصائح” جنبلاط لسعد ودفعه لمحاربة كل شخصية سنّية تغرّد خارج سرّبه، بدلاً من توحيد الصف والكلمة. كما ان جنبلاط كان خلف تحالف سعد مع “حزب الله” من تحت الطاولة، فكان سبباً بالعزلة العربية على لبنان، اضافة الى ان اي محاولة لاقامة تحالف ضد “حزب الله” وسلاحه تواجه من خلف الستار من قبله، فهو الداعم الخفي للسلاح غير الشرعي على الرغم من كل محاولاته اظهار عكس ذلك.

كما يعلم الجميع ان جنبلاط هو المتاجر الاول بالطائفية وبتسعيرها خدمة لمصالحه، وبأنه يقف خلف عقد صفقة “حزب الله” التي اوصلت العماد عون الى رئاسة الجمهورية ودمرت البلد، وتسببت بكل الازمات التي يدفع ثمنها اللبنانيون اليوم، اضافة الى مساهمته بتفصيل قانون انتخابي منح “حزب الله” 74 نائباً في مجلس النواب، وجعله يمسك بمفاصل الحكم. يتبجح جنبلاط بوقوفه الى جانب سعد الحريري، وكأنه لم يطعنه عدة مرات، اليس جنبلاط من وصف سعد بقلة الوفاء والكذب؟! وشن عليه هجوماً عنيفاً، بعد خلافات على التعيينات في قوى الامن، وقبل ان يطعن بسعد طعن بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، محاولا ابعاد التهم عن “حزب الله” بتورطه بعملية الاغتيال، وفي الامس بعد سؤاله عن المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال الرئيس رفيق الحريري التي ستصدر حكمها في 7 آب، أشار جنبلاط إلى أنه “بالنسبة للحكم الذي سيصدر عن المحكمة الدولية أخيراً سيصدر، وسيكون لنا تعليق. ولكن سننتظر تعليق الشيخ سعد، وأتمنى أن لا يخرج احد ويزايد عليه وعلى الجميع”… من بعد ابدائه رأيه ومحاولة ابعاد الشبهات عن “حزب الله” في اهم مرحلة يمر بها تحقيق المحكمة الدولية، يريد اليوم اظهار تريثه بالتعليق، وهذا ليس مستبعداً عن سياسي معروف انه لا موقف ثابت له، سياسي ينقل البارودة من كتف الى آخر بحسب ما تميل رياح مصالحه.

اليوم يقف جنبلاط كما قال الى جانب سعد، لكن الايام القادمة سينقلب عليه، اذ لم يعتد الرجل الاقطاعي ان يبقى على تحالف ثابت مع احد.

 

نعيم قاسم: لا تغيير في قواعد الاشتباك مع إسرائيل… واتخذنا قراراً بعدم التعليق على كلام البطريرك بشأن الحياد

مواقع الأكترونية/26 تموز/2020

أشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الى انه “لا يوجد جواب على السؤال بشأن الرد على استشهاد علي كامل محسن من جراء العدوان الاسرائيلي، ومعادلة الردع قائمة مع “إسرائيل” ونحن ولسنا بوارد تعديل هذه المعادلة”، مؤكداً في حديث لقناة الميادين أنه “لا تغيير في قواعد الاشتباك مع اسرائيل”، موضحاً ان “التهديدات الاسرائيلية اعتدنا عليها وهي لا تقدم لنا رؤية سياسية جديدة وهي تأتي في إطار العنتريات، والتهديدات الاسرائيلية لن تستدرجنا الى موقف لا نريده، فلا جواب عما سنفعل بعد العدوان الاسرائيلي على استشهاد علي محسن ولن نغطي اجابات محددة، وان حزب الله وصلته رسالة عبر ممثل الأمم المتحدة”. قاسم قال إن “الأجواء لا تشي بحصول حرب في ظل الإرباك الداخلي الإسرائيلي وتراجع ترامب في الداخل الأميركي ومحور المقاومة كان ولا يزال في موقع الدفاع وبالتالي أستبعد أجواء الحرب في الأشهر المقبلة”. وأضاف أنه “إذا قرر الإسرائيلي شن حرب فإننا سنواجه ونرد وحرب تموز 2006 ستكون نموذجاً أولياً عن الرد.

 

لجنة متابعة مستقبل مرج بسري ردا على الجسر: يتحمل المسؤولية الجزائية لأي تصرف يلحق برافضي السد

وطنية - الأحد 26 تموز 2020

أصدرت لجنة "متابعة مستقبل مرج بسري" المنبثقة من "لقاء البلديات" الرافضة لإقامة سد بسري، ومخاتير البلدات، ولجان الأهالي، والهيئات التراثية والأثرية والبيئية، و"الحركة البيئية اللبنانية"، ومنظمات المجتمع المدني، والوافدين إلى مرج بسري، والمعتصمين ضد مشروع السد، والمختصون والخبراء والناشطون على مستوى كل الوطن، بيانا، ردت فيه على كتاب رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، الذي طلب من وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي "المؤازرة الأمنية، لمعاودة العمل بمشروع سد بسري". واستنكر البيان "هذا المنحى اللامسؤول من رئيس مجلس الإنماء والإعمار، الذي يطلب فيه استعمال القوة المفرطة، لاستئناف العمل في مشروع مرفوض من قبلنا جميعا، وهو كطرف في النزاع، في دعوى الإبطال أمام مجلس شورى الدولة، بموجب القرار الإعدادي الأخير، ولا يحق له مباشرة أي عمل قبل الفصل القانوني في دعوى الإبطال تلك، ونقول له: إن هذا الطلب، باستعمال القوة والمؤازرة الأمنية يؤكد معرفته المسبقة، بأن مشروعه هذا، لا يلقى أي ترحيب من أهالي وبلديات المنطقة، وأي تصرف أهوج، أو أي ضرر جسدي، أو معنوي، يلحق بأي من الرافضين معنويا، كان أم بدنيا، فهو يتحمل مسؤوليته الجزائية وتبعاته كاملة، ونربأ بأي سلطة إجرائية أن توافقه على طلبه هذا، الذي يستخف بحياة الناس وأمنهم، من دون تقدير للعواقب، ويدعو علانية إلى القمع". وحمل "مسؤولية هذا الأمر، لرئاسة الحكومة، كونها المشرفة المباشرة على مجلس الإنماء والإعمار، لتتخذ التدابير المسلكية والتأديبية بحقه، بسبب دعوته تلك، التي لا تنم عن عقلانية، أو حرص على السلم في منطقتنا الآمنة". وختم "حق الاعتراض كفله الدستور وشرعة حقوق الإنسان، التي ترفض هذا السلوك القمعي، الذي يدعو إليه".

 

دعوة الراعي إلى الحياد تجمّد علاقته بـ«حزب الله» ..البطريركية تنفي استهداف الحزب... وآخر اجتماع بين الطرفين قبل 4 أشهر

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

رغم إصراره على عدم التعليق على دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى حياد لبنان، وترك قيادة النقاش حول هذا الموضوع لحلفائه المسيحيين، وأبرزهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل، لا يبدو «حزب الله» متجاوباً مع هذه الدعوة.

وتتولى لجنة مشتركة تضم ممثلين عن البطريركية المارونية والحزب، الخوض في نقاشات شتى لتقريب وجهات النظر بين الطرفين منذ تسعينات القرن الماضي. وقد فعَّلت نشاطها بعد تولي البطريرك الراعي هذا المنصب، باعتبار أن علاقة البطريركية المارونية و«حزب الله» ساءت جداً في عهد البطريرك الراحل نصر الله صفير، نظراً لمواقفه الصريحة من الحزب وسلاحه والنظام السوري. ولا يبدو أن هذه اللجنة بصدد الاجتماع قريباً رغم تأكيد الطرفين أن لا شيء يمنع ذلك، باعتبار أن امتعاض «حزب الله» الذي عبَّر عنه جمهوره بوضوح على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يؤخر لقاء الفريقين حتى تتضح الصورة.

ويؤكد النائب البطريركي المطران سمير مظلوم، أن اللجنة المشتركة مع «حزب الله» قد تجتمع في أي ساعة، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن لا سبب لوقف اجتماعاتها أو وقف الحوار، لافتاً إلى أن التواصل مع «حزب الله» أو غيره يتم من منطلق أن بكركي (مقر البطريركية المارونية) منفتحة على الجميع. وينفي مظلوم أن تكون دعوة الراعي للحياد تستهدف «حزب الله»، موضحاً أنه «اقتراح يستفيد منه كل اللبنانيين دون استثناء، يسعى من خلاله الراعي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، والأهم إيجاد مخرج للأزمة التي تتخبط فيها البلاد»، لافتاً رداً على سؤال إلى أنه لم يكن هناك مجال بعد لعرض الاقتراح على «حزب الله» واستمزاج رأيه. وبحسب معلومات «الشرق الأوسط»، فإن اللجنة المشتركة بين «حزب الله» وبكركي عقدت آخر اجتماع لها قبل نحو 4 أشهر، علماً بأن لا مواعيد محددة لعقد اجتماعاتها. وتوضح مصادر قريبة من الحزب أنها كانت تجتمع كل 15 يوماً أو كل شهر أو 3 أشهر، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه حتى الساعة لا يبدو أن هناك اجتماعاً قريباً لهذه اللجنة. وتضيف المصادر: «العلاقة إجمالاً جيدة مع بكركي، وهناك زيارات وتواصل واتصالات ونقاش معمق حول كثير من القضايا، بحيث يتم تبادل وجهات النظر وطرح الطرفين أسئلة وحصولهما على أجوبة من القيادات حول كثير من الاستفسارات؛ لكننا اليوم نفصل بين العلاقة الإيجابية مع بكركي وبين طرح الحياد الذي نفضل عدم التعليق عليه».

ويشير الكاتب والمحلل السياسي، المتخصص في شؤون «حزب الله»، قاسم قصير، إلى أن الحزب اتخذ قراراً بعدم التعليق حالياً بشكل رسمي على دعوة الراعي: «وذلك من أجل الاطلاع أكثر على المشروع، ولأنه لا يزال طرحاً عاماً، من هنا ترك لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وحلفائه، كالوزير جبران باسيل، والوزير الأسبق سليمان فرنجية، وغيرهم من القوى السياسية والحزبية، التعليق على الطرح ومتابعة الحوار مع بكركي». ويعتبر قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب يستكمل المعطيات، ويريد معرفة أبعاد ما يطرح وعلاقته بالضغوط الخارجية، أضف أنه يعطي الأولوية اليوم لمتابعة الهم المعيشي والاقتصادي»، مرجحاً أن يكون لأمين عام الحزب حسن نصر الله إطلالة في ذكرى نهاية (حرب تموز) في الثالث عشر من أغسطس (آب) المقبل، قد يكون له خلالها مواقف من التطورات بعد أن تكون المعطيات قد اكتملت». وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها علاقة الطرفين نوعاً من الاهتزاز، إذ ساءت هذه العلاقة في عام 2014 مع قرار الراعي زيارة القدس لملاقاة البابا فرنسيس. ونبه «حزب الله» في ذلك الوقت الراعي شخصياً إلى مخاطر وتداعيات زيارته، والتي كانت الأولى من نوعها لبطريرك ماروني إلى القدس، منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948.

 

تفاهم مار مخايل في ميزان الربح والخسارة

المركزية/26 تموز/2020

  قد يكون مرور ذكرى توقيع تفاهم مار مخايل هذا العام من دون احتفال خطابي، على عكس ما كان الوضع عليه في الـ 2019 يجد تفسيره في تفشي وباء كورونا. لكن هذا السبب المنطقي والواقعي لا ينفي وجود أسباب ذات طابع سياسي بامتياز تفسر هذا التردي غير المسبوق في العلاقة بين الحليفين الاستراتيجيين التاريخيين. أمام هذه الصورة، تعتبر أوساط سياسية مراقبة عبر "المركزية" أن الوقت حان لوضع تفاهم مار مخايل الذي يربط الجانبين منذ العام 2006 في ميزان الربح والخسارة تمهيدا لمراجعة نقدية أثبتت الأحداث أنها باتت أكثر من ضرورة.

وفي السياق، تشدد المصادر على أن ما يعتبرها التيار الوطني الحر "معركته" في مجال مكافحة الفساد كشفت إلى العلن ما حاولت كل من الضاحية وميرنا الشالوحي إخفاءه طويلا. فبين تصريح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الشهير في مجلس النواب الذي أعلن فيه  أنه "يملك مستندات تدخل رؤوسا كبيرة إلى السجن" وغياب الحزب طويلا عن حلبة هذه المنازلة، خرج رئيس التيار الوزير السابق جبران باسيل عن صمته معلنا امتعاضه من أن الحزب لم يواكب التيار في مجال مكافحة الفساد، وذلك في إشارة إلى التحرك القضائي الذي بادر إليه العونيون في ما يخص ملف الفيول المغشوش. وما بين الموقفين تراكمت نقاط الاشتباك من محاولة تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة ما بعد الثورة، إلى معمل سلعاتا الكهربائي، إلى عدم التدخل لفض الكباش بين العهد ورئيس المردة سليمان فرنجية الذي ذهب إلى مقاطعة الحوارين اللذين أقيما في بعبدا، في معرض معركة رئاسية مبكرة أطلقها المرشحان الرئاسيان فرنجية وباسيل ولم ترحم بشظاياها عهد الرئيس عون. كل هذا يدفع المصادر إلى القول إن حزب الله يبدو الرابح الأكبر من اتفاق مار مخايل. بدليل أنه كسب الغطاء المسيحي الذي كان يحتاجه لسلاحه ونجح في فرض مرشحه الرئاسي على الجميع، وتعطيل المسارات السياسية التي لا تتناسب ومصلحته السياسية، وإن أتى ذلك على حساب الحليف، كما حصل عند تشكيل حكومتي الرئيسين حسان دياب وسعد الحريري. أما التيار الوطني الحر، فتقتضي الموضوعية الاعتراف له بأنه ربح رئيسا للجمهورية من تفاهم معراب، مع العلم أن دخول الحريري ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع هو الذي أتاح انتخاب عون... في ضوء ما تقدم، تنصح المصادر  مسؤولي التيار والحزب الممتعضين مما آل إليه حال العلاقات بين الحزبين إلى طرح التساؤلات الجدية لوضع النقاط على الحروف استعدادا للمرحلة المقبلة.      

 

وزير الخارجية ناصيف حتي: لا تعديل بمهام اليونيفيل.. ولا جواب اميركي حول "قيصر"

المركزية/26 تموز/2020

اكد وزير الخارجية ناصيف حتي انه لا تعديل في مهام اليونيفيل، والموقف الفرنسي واضح بالتمسك بالمهام المحددة في القرار 1701. ولفت في حديث اذاعي، الى انه مع الحياد الايجابي الذي يسمح للبنان باتخاذ مواقف تستند الى قرارات الشرعية الدولية دون الدخول في احلاف وفي اصطفافات معينة.

وعن قانون "قيصر"، اشار حتي الى اننا طرحنا مجالات التعاون مع سوريا ولا سيما الترانزيت والكهرباء والتبادل التجاري ووجوب ان تبقى خارج العقوبات ولم نتلق جوابا اميركيا.

 

اجدها حكاية محزنة

طارق ضاهر/26 تموز/2020

حكاية طريفه من لبنان.

تم سرقة سيارة المرحوم تقي الدين الصلح رئيس وزراء لبنان في الثمانينات.

طلب الصلح من زهير محسن القائد الفلسطيني والذي كان مسؤولا عن أمن بيروت أن يبحث له عن سيارته المسروقه الخاصه من نوع مرسيدس.

أخبره زهير محسن انه بحث عنها ولم يجدها.

في تلك الفترة، قام تقي الدين الصلح بزيارة لدمشق لبحث أمور تخص لبنان مع عبد الحليم خدام، مسؤول ملف لبنان، لدى الحكومه السورية.

ركب تقي الدين الصلح بسيارة مرسيدس تخص عبد الحليم خدام ويسوقها خدام بنفسه.

فوراَ تعرف الصلح على سيارته المسروقه منه في بيروت من علامات سرية كان وضعها في داخل السياره.

سأل تقي الدين الصلح عبد الحليم خدام من أي جهة حصل على هذه السيارة فقال له إنها هدية قدمها له المناضل زهير محسن.

وهو الذي طلب منه الصلح البحث عنها كما ذكرت أعلاه وأنكر إيجادها أو معرفة شيء عنها.

أبلغه الصلح انها سيارته تم سرقتها من مرآب منزله في بيروت عن طريق زهير محسن ونفسه الذي أنكر للصلح معرفته عن السيارة عندما طلب من زهير محسن مساعدته بالعثور عليها.

أمور فيها منتهى الغرابه بالسلوك الإنساني.

قام تقي الدين الصلح باسترجاع سيارته من عبد الحليم خدام.

هدايا من السرقات بين مسؤولين كبار عن أمن لبنان.

للعلم زهير محسن كان يعتبر من كبار المناضلين للقضية الفلسطينية، قوات الصاعقة الشهيرة، ولكنه كان يصطاف سنويا في الرفيرا الفرنسيه.

هذه القصة رواها المرحوم في حينها إلى كثيرا من المعارف.

منقول..

 

النهار: كورونا يقتحم المجلس والمحاكم.. عودة إلى الإقفال؟

وطنية/الأحد 26 تموز 2020

وجد قصر بعبدا متسعا من الوقت لمهاجمة منتقدي موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الطاعن في قانون التعيينات الذي اخذ به المجلس الدستوري ولكن لا الرئاسة ولا رئاسة الحكومة ولا الحكومة مجتمعة أعلمت اللبنانيين بما يجب ان تقوم به الدولة بكل مؤسساتها وقواها لاستدراك الكارثة التي ينزلق اليها لبنان مع تفلت الانتشار الوبائي لكورونا بشكل يصعب السيطرة عليه . الساعات الأربع والعشرون الأخيرة بدت اشبه بعداد مشؤوم للإصابات التي توزعت في كل الاتجاهات فيما بدا سلاح الدولة والحكومة الوحيد إلقاء المسؤولية بالكامل على المواطنين وتوبخيهم وتقريعهم لإهمالهم الإجراءات الوقائية الحتمية لحماية انفسهم من الإصابات من دون ان تتخذ أي إجراءات حاسمة وصارمة فورية لمنع الأسوأ . وما زاد الطين بلة ان تصريحات وزراء ومعنيين راحت تتخذ طابع المزايدة والتسابق على إرعاب الناس من دون ان يفهم احد أي منحى ستتخذه الحكومة لإلزام المواطنين الالتزام الصارم للإجراءات المعروفة في مواجهة زحف الوباء علما ان يوم امس سجل العدد القياسي الأعلى اطلاقا حتى البارحة منذ تمدد وباء كورونا الى لبنان اذ بلغ 175 إصابة . وتمددت الإصابات الى مجلس النواب من خلال اعلان النائب جورج عقيص إصابته بالفيروس من دون عوارض الامر الذي يبدو انه كان وراء اعلان الأمانة العامة لمجلس النواب ارجاء كل جلسات اللجان النيابية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين من دون ان توضح سبب الإرجاء علما ان عقيص اعلن انه خالط الكثيرين في المجلس وخارجه وانه كان على تواصل مع الدكتور سمير جعجع كما التقى الرئيس نبيه بري متمنياً الا يكون احد التقاه قد أصيب . كما أعلنت وزيرة الدفاع زينة عكر ان ابنتها أصيبت بالفيروس . وعلم مساء ان الكثير من النواب وموظفي مجلس النواب بدأوا من الساعات الماضية الخضوع لفحوص الكورونا تباعا . هذه الحمى المخيفة في تمدد كورونا رسمت علامات الغموض الضخمة حول الخطوات التي يفترض ان تسارع الحكومة الى فرضها ولو اقتضت فرض إقفال موقت شامل او اقفال للكثير من القطاعات التي تشكل مسببات اكثر من سواها لتمدد الوباء . ذلك ان وضعا مخيفا كالذي تطور في الساعات الأخيرة كان يفترض ان يستدعي جلسة طارئة وفورية لمجلس الوزراء لاتخاذ الإجراءات الحاسمة بأسرع وقت . لكن شيئا من هذا لم يحصل وملأت فراغ السلطة في الساعات الحرجة الانباء المتعاقبة بسرعة عن إصابات من هنا وهناك كما فجع اللبنانيون بغياب وجه فني عريق هو الفنان المطرب مروان محفوظ الذي توفي في دمشق متأثرا بإصابته بكورونا وهو في الثمانين من العمر . كما اعلن مساء عن تعليق عمل المحاكم وجلسات المحاكمات بعدما اتخذت نقابة المحامين إجراءات استثنائية اثر إصابة محامية بالفيروس . ولعل ما اثار الاستغراب الواسع ان مواجهة التطورات المخيفة اقتصرت على مواقف منذرة ومحذرة ومنبهة لوزيري الصحة والداخلية من دون ان تقترن برسم خارطة المواجهة العملية المقبلة فيما اتسمت تغريدة لمستشارة رئيس الحكومة حسان دياب للشؤون الصحية بترا خوري بإشاعة الرعب الشديد اذ توقعت ان تمتلأ مستشفيات لبنان بالمصابين في منتصف آب وذهبت الى الإعلان عبر النهار لاحقا ان اعداد الإصابات زادت بنسبة 80 في المئة بعد رفع الاقفال عن البلاد وحذرت من ان اللبنانيين سيتسابقون على سرير في المستشفيات . في أي حال بلغت الأمور مدى من التأزم المخيف ما لن يكون بعدها كما قبلها وبدا من المعطيات القاتمة والمتشائمة التي سادت مساء امس عقب الارتفاع المخيف في اعداد المصابين ان ضغوطا كبيرة بدأت تحشر الحكومة في دوائر الخيارات الصعبة والتي لا بد من الحسم في شانها بأقصى سرعة وفي مقدمها المحاولة الصعبة لموازنة الإبقاء على فتح الاقتصاد ومحاصرة التمدد الوبائي في ان واحد وهو خيار بدأ يواجه واقعا بالغ الخطورة وربما لا يمكن الحفاظ عليه في حال ازدادت اخطار الانتشار الوبائي اكثر وفرضت خيار العودة الى المربع الأول للمواجهة من خلال الاقفال الشامل . وهذا ما سيتبلور في الساعات المقبلة في ظل واقع متحرك بشكل غير مسبوق مع انزلاق البلاد الى مرحلة الانتشار المجتمعي المتفلت.

 

تأهب إسرائيلي على الحدود مع سوريا ولبنان

دبي - قناة العربية/26 تموز/2020

أفادت الأنباء القادمة من القدس أن الجيش الإسرائيلي فرض حالة تأهب على الحدود مع لبنان وسوريا، تحسباً لانتقام حزب الله لمقتل أحد قيادييه في غارات إسرائيلية على سوريا. كما تخشى إسرائيل من إطلاق إيران صواريخ دقيقة من سوريا أو خارجها، تجاه أهداف إسرائيلية، حيث إن الجيش الإسرائيلي منع تحرك مركبات وآليات عسكرية وأغلق المحاور القربية من الحدود مع لبنان، كما أغلق المجال الجوي في المنطقة الشمالية. وتأتي هذه التحركات وسط تكهنات بتحويل الجنوب السوري إلى ساحة تصفية حسابات إيرانية إسرائيلة أميركية. في الأثناء، سجل الجيش اللبناني 29 خرقا إسرائيليا للأجواء خلال اليومين الماضيين. وقال الجيش إن جميع الخروقات نفذتها طائرات استطلاع فوق مناطق الجنوب بشكل خاص، مؤكداً أنه يتابع ذلك مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. وبالتزامن، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن الجيش الإسرائيلي أطلق طائرة مسيرة للرصد والتعقب كانت تحلق على علو منخفض فوق السياج التقني قرب بلدة حولا. في سياق متصل، وتزامناً مع توترات إيران وحزب الله اللبناني داخل الأراضي السورية، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جولة في القيادة الشمالية العسكرية، كما شارك في الجولة كل من قائد المنطقة الشمالية ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية وقائد فرقة الجليل في الجيش الإسرائيلي.

 

خشية رد محتمل من حزب الله.. إسرائيل تستنفر جيشها وتتوعد سوريا ولبنان

 الجزيرة + وكالات/26 تموز/2020

توعدت إسرائيل لبنان وسوريا بالرد على أي هجوم من أراضيهما، وأبقت على قواتها في حالة استنفار على الحدود مع البلدين خشية رد محتمل من حزب الله اللبناني على مقتل أحد عناصره في قصف إسرائيلي بسوريا. فقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في ختام اجتماعه أمس السبت مع كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية إن لبنان وسوريا سيتحملان المسؤولية عن أي عمل ضد إسرائيل ينطلق من أراضيهما. وأصدر غانتس تعليمات لقواته بالبقاء في حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع لبنان وجبهة الجولان. من جهته، اطلع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي برفقة شعبة الاستخبارات العسكرية وقائد المنطقة الشمالية على استعدادات الجيش لرد محتمل من حزب الله على مقتل أحد أفراده في غارة إسرائيلية استهدفت الاثنين الماضي مواقع قرب مطار دمشق الدولي. وطلب كوخافي من القيادة الشمالية للجيش تقليص تحرك القوات على الحدود كي لا تتحول إلى أهداف لحزب الله. وكان حزب الله نعى علي كامل محسن، وهو قيادي بارز في الحزب وينحدر من جنوب لبنان، وقتل محسن في غارة إسرائيلية قرب مطار دمشق، والتي قالت مصادر في مخابرات غربية إنها أصابت مخزن ذخيرة رئيسيا مدعوما من إيران. وهذا أول عضو من الحزب يعلن عن مقتله في غارة إسرائيلية منذ أن حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله العام الماضي من أن سقوط أي قتيل آخر من الحزب في سوريا سيلقى ردا. ووفق مصادر إعلامية لبنانية، فإن الأمم المتحدة نقلت رسالة إلى حزب الله عن طريق الأمم المتحدة تقول فيها إنها لم تكن تقصد قتل علي كامل محسن حين استهدفت مخزن الذخيرة المفترض قرب مطار دمشق.

استنفار إسرائيلي

وعلى الأرض، أبقى الجيش الاسرائيلي قواته في حالة استنفار وتأهب قصوى على طول الحدود مع لبنان وعلى خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل. وفي الإطار، نشرت الشرطة العسكرية الإسرائيلية حواجز على الطرقات في منطقة الجليل (شمالي فلسطين) المؤدية إلى الحدود مع لبنان، وفتحت الملاجئ عند محطات الحافلات تحسبا لأي طارئ. وكان مراسل الجزيرة أفاد أمس بأن الجيش الإسرائيلي أغلق مقاطع من شارع الشمال القديم المحاذي للحدود مع لبنان، ونشر حواجز عسكرية في مواقع بالجليل. كما قلل الجيش تحركات مركباته العسكرية، وحظر على المزارعين الإسرائيليين الدخول إلى مزارعهم القريبة من السياج الأمني. وكان الجيش الإسرائيلي قال أول أمس الجمعة إن طائرات مروحية تابعة له قصفت مواقع لجيش النظام السوري ردا على قذائف هاون أطلقت باتجاه الجولان المحتل، وتسببت في أضرار مادية بالجانب الإسرائيلي. في السياق، أعلن الجيش اللبناني أن الطائرات الحربية الإسرائيلية خرقت الأجواء اللبنانية 29 مرة خلال اليومين الماضيين. وقال الجيش في بيان إن الطائرات الإسرائيلية نفذت طيرانا دائريا فوق مناطق جنوبي البلاد. وأضاف أنه يجري العمل على متابعة هذه الخروقات الإسرائيلية بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان (اليونيفيل).

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

"الانتقام المؤلم لمقتل سليماني ورفاقه لم ينته بعد"

روسيا اليوم/26 تموز/2020

قال المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبد اللهيان، إن "الانتقام المؤلم لمقتل سليماني ورفاقه لم ينته بعد".وأوضح عبد اللهيان أن استهداف طهران لقاعدة "عين الأسد" في العراق مطلع العام (التي يتموضع فيها جنود أميركان)، كان ردا على استهداف واشنطن للسيارة التي كان يقلها قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. وأشار عبد اللهيان إلى تصريحات المرشد الأعلى، علي خامنئي، خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الذي زار طهران الثلاثاء الماضي، وقال: "أن يتحدث المرشد وبعد عدة شهور من الاغتيال الجبان لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ومرافقيهما، فهذا يعني أن الانتقام القاسي لا يزال على الطريق، ولن يمر الاغتيال من دون رد".وأضاف عبد اللهيان أن المرشد يدرك أن الكاظمي سيتوجه إلى واشنطن لذلك حرص على توجيه رسالة قوية إلى الشعب العراقي وشعوب المنطقة والولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن "قادة المنطقة يدركون أن المرشد لا يبالغ في حديثه، أو يتحدث بأمر يمكن أن يتراجع عنه".وكان المرشد الإيراني علي خامئني أشار خلال استقباله الكاظمي إلى مقتل سليماني في غارة أميركية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد في بداية العام، وقال موجها كلامه للكاظمي: "لقد قتلوا (الأميركان) ضيفكم في عقر داركم واعترفوا بذلك بوقاحة".وأضاف أن إيران "لن تنسى أبدا هذا وستوجه بالتأكيد ضربة انتقامية للأميركيين".

 

إسرائيل تشتري ناقلات وقود جوية لضرب إيران

عواصم – وكالات/26 تموز/2020

 خطت إسرائيل أولى خطوات اقتناء ناقلات وقود عملاقة من الولايات المتحدة، في تحرك يبدو أنه سيزيد من قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على ضرب أهداف بعيدة في ظل التوتر مع إيران، لا سيما في ظل تهالك الناقلات التي يملكها حاليا.وذكر موقع “ناشونال إنترست” الأميركي في تقرير بعنوان “نحن نعلم كيف ستستخدم إسرائيل مقاتلات إف 35 لتحطيم إيران”، أن ناقلات الوقود العملاقة ستساعد في تحقيق هذا الهدف “إن أراد الإسرائيليون ذلك”، مضيفا أن المقاتلات الأحدث في العالم التي تعرف بـ “الشبح”، مضافا إليها ناقلات الوقود، ستعزز قدرة سلاح الجو الإسرائيلي في قصف أهداف بعيدة. وتابع: “إذا أرادات إسرائيل قصف إيران، فإن الحكومة الأميركية جعلت الأمر أكثر سهولة”. وكانت وزارة الخارجية الأميركية وافقت على طلب إسرائيل شراء 8 طائرات تزود بالوقود من طراز “كي سي 45 إي بيغاسوس”، التي تعد بمثابة محطة تزود بالوقود في الجو. وتشمل الصفقة الحصول على معدات وقطع غيار وتدريبات وتبلغ قيمتها 2.4 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل أولى تلك الطائرات إلى إسرائيل وفق ما هو معلن عام 2023. ولم يبق أمام تمرير الصفقة سوى موافقة الكونغرس الأميركي، ومن غير المرجح أن يعترض عليها، بحسب “ناشونال إنترست”.

 

إيران وإسرائيل تتبادلان الرسائل العسكرية عبر التصعيد في سورية

8 قتلى في انفجار برأس العين... و"داعش" هاجم ريف حماة... وحريق هائل وسط سوق في دمشق القديمة

دمشق – وكالات/26 تموز/2020

 أفادت أنباء صحافية، أمس، بأن التصعيد العسكري الأخير في ريف القنطيرة، هو تبادل للرسائل بين إيران وإسرائيل عبر جنوب سورية. وقالت مصادر سورية، إن “الأشهر المقبلة، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل، ستشهد مزيداً من التوتر، بسبب سعي تل أبيب إلى تكثيف الغارات في سورية، لإبعاد تنظيمات تابعة لطهران عن الجنوب، وتوجيه ضربات داخل إيران لتأخير البرنامج النووي، مقابل جهود إيران لاستدراج مواجهة في سورية بدلاً من أن تكون على أراضيها”. وربطت المصادر، بين التصعيد الأخير في ريف القنيطرة وحادثة عبور طائرة مدنية إيرانية فوق قاعدة التنف الأميركية شرق سورية، واقتراب مقاتلة أميركية من طراز “أف 15” منها، والغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في ريفي دير الزور ودمشق. على صعيد آخر، أفاد مصدر طبي في مدينة رأس العين بريف الحسكة، بأن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 20 آخرون بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة وسط سوق للخضار في المدينة، أمس. وقال، “لقد قتل ثمانية أشخاص، بينهم امرأتان وطفل، وأصيب 20 آخرون، بينهم ثلاثة في حالة حرجة، وتم نقل ثلاثة آخرين إلى المستشفيات التركية”. من جهته، قال قائد عسكري في “الجيش السوري الحر”، الذي يسيطر على رأس العين، بالتعاون مع قوات تركية، إن “عبوة ناسفة زرعت في عربة لبيع الخضار داخل سوق الخضار وسط المدينة قرب دوار الجوزة وسط المدينة وانفجرت في وقت ازدحام السوق”، محملاً “عناصر وحدات حماية الشعب الكردي المسؤولية عن التفجير”. في غضون ذلك، شنت مجموعات مسلحة مجهولة، يرجح أنها تنتمي لتنظيم “داعش”، هجوماً على قرية الخفية بناحية السعن في ريف سلمية الشمال الشرقي. وقالت مصادر محلية، إن المسلحين قتلوا شخصاً وأحرقوا قرية الخفية الواقعة بريف حماة الشمالي، وسرقوا سيارات قاطنيها. من جهة أخرى، نشب حريق هائل في سوق البزورية الشهير في الحميدية بدمشق القديمة وسط العاصمة السورية، مخلفاً دماراً كبيراً في الماديات. وكشف رئيس قسم العمليات في فرع مرور دمشق العقيد محمود الصالح، إن السيطرة على حريق البزورية من قبل عناصر الاطفاء في مراحله النهائية، وتم إيقاف امتداد الحريق. وقال، إن نحو عشر سيارات إطفاء سارعت إلى مكان الحريق الذي اندلع في عدد من المحلات التجارية، مشيراً إلى أن الأضرار كانت مادية ولا توجد أي أضرار بشرية، ويجري التحقيق في أسباب نشوب الحريق.

 

مروحيات إسرائيلية تقصف «أهدافاً عسكرية» في القنيطرة بعد زيارة رئيس الأركان الأميركي لتل أبيب

تل أبيب - بيروت - لندن/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

أعلنت إسرائيل أن مروحيات جيشها قصفت أهدافا عسكرية في جنوب سوريا ردا على إطلاق نار من سوريا على أراضيها في وقت سابق من اليوم نفسه، ما أدى إلى تصاعد التوتر بين العدوين.

وجاء القصف الإسرائيلي بعد ساعات على زيارة لم يعلن عنها مسبقا لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي لإجراء محادثات حول «التحديات الأمنية الإقليمية» بما فيها إيران حليفة النظام السوري، وفق ما ذكر الجيش الإسرائيلي.

وفي وقت سابق من الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن «ذخائر» أطلقت من الجانب السوري للسياج الأمني باتجاه مواقع إسرائيلية على مرتفعات الجولان التي احتلتها الدولة العبرية في يونيو (حزيران) 1967. وأشار بيان الجيش إلى أن سيارات ومبنى مدنيا تضررت في الجانب الإسرائيلي. وفي بيان مساء الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي «مروحيات حربية أغارت قبل قليل على أهداف تابعة للجيش السوري في جنوب سوريا، رداً على إطلاق النار باتجاه هضبة الجولان في وقت سابق اليوم». وأضاف «خلال الغارات تم استهداف عدة أهداف تتضمن مواقع رصد ووسائل تجميع استخبارات تقع في المواقع السورية».

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن «الحوامات الإسرائيلية المعادية استهدفت بصواريخ م - د (مضادة للدروع) ثلاث نقاط على الحد الأمامي على اتجاه القنيطرة». وأوضحت أن القصف الذي وقع عند الساعة 23.00 (20.00 ت غ) «أدى إلى إصابة عنصرين بجروح طفيفة وبعض الحرائق في الأحراج».

ولم تتهم إسرائيل القوات السورية مباشرة بالهجوم على حدودها، لكنها قالت إنها تعتبر دمشق مسؤولة عن الحادث. وأعلنت إسرائيل في اليومين الماضيين تعزيز وجودها العسكري على الحدود. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه الإجراءات جاءت ردا على تهديد متزايد من «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران والذي يتمتع بوجود قوي في سوريا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن خمسة مقاتلين موالين لإيران قتلوا الاثنين في ضربة إسرائيلية في جنوب العاصمة السورية دمشق، بينما تحدث «حزب الله» عن مقتل أحد عناصره في هذا القصف.

من جهته، أفاد «المرصد» أمس بأن القصف الإسرائيلي خلال الساعات الفائتة على ريف القنيطرة عند الحدود السورية مع الجولان المحتل «أسفر عن إصابة 4 أشخاص، هم اثنان من قوات النظام والآخران لم يعرف حتى اللحظة فيما إذا كانوا من المسلحين الموالين لـ(حزب الله) أم لقوات النظام من جنسيات غير سورية»، لافتا إلى مروحيات إسرائيلية استهدفت مواقع لقوات النظام والميليشيات الموالية لها في منطقة حضر شمال القنيطرة.

على صعيد متصل، رصد «المرصد» مزيداً من الخسائر البشرية، جراء القصف الإسرائيلي على ضواحي وريف دمشق في الـ21 من الشهر الحالي «حيث ارتفع تعداد القتلى إلى 8 جميعهم من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، ممن قتلوا بالاستهداف الإسرائيلي قبل 4 أيام على مواقع ومستودعات ذخيرة وأسلحة جنوب العاصمة». وقال: «عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة»، لافتا إلى أن القصف أسفر حينها عن إصابة 7 عناصر من «قوات الدفاع الجوي» التابعة للنظام السوري، بينهم اثنان بحالة خطرة.

وشنّت إسرائيل مئات الغارات على سوريا منذ بدء النزاع في هذا البلد في 2011 مستهدفة مواقع للجيش السوري وقوات تقول إنها تابعة لإيران ولـ«حزب الله» اللبناني حليفي الرئيس بشار الأسد. لكنها نادرا ما تعلق على هذه العمليات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس عن تعزيز أولي لقواته عند الحدود الشمالية، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الخطوة جاءت ردا على تهديدات لـ«حزب الله» بالانتقام.

وأعلن الجمعة عن تعزيز إضافي لهذه القوات عند الحدود. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «رفع حالة تأهبه ضد أعمال مختلفة محتملة للعدو». وأوضح البيان دون أن يشير إلى «حزب الله»، أن «جيش الدفاع الإسرائيلي يحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن جميع الأعمال التي تنطلق من لبنان». ويأتي ذلك بينما قام جنرالات أميركيون كبار بزيارة لم يعلن عنها مسبقا إلى إسرائيل.

وأجرى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع في حكومته بيني غانتس ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي. وقال غانتس في بيان إن زيارة ميلي شددت على الروابط الأمنية الوثيقة بين واشنطن والدولة اليهودية، محذرا من أن إسرائيل «مستعدة لأي سيناريو وأي تهديد».

وأضاف غانتس في البيان «لا أنصح أعداءنا بأن يجربونا».

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن «الاستعدادات في المناطق العسكرية والمدنية على الحدود مع سوريا ولبنان ستتغير»، محملا بيروت مسؤولية ما يحصل في الأراضي اللبنانية. وقال أدرعي في تغريدات عبر «تويتر»، إنه «في أعقاب تقييم الوضع بجيش الدفاع، ووفقا لخطة الدفاع في قيادة المنطقة الشمالية، ستتغير استعدادات جيش الدفاع في المناطق العسكرية والمدنية على الحدود مع سوريا ولبنان بهدف تعزيز حالة الدفاع على الحدود الشمالية».

وتابع: «بالإضافة إلى تعزيز القوات وأعمال التجميع في المنطقة، جرت عدة تغييرات في انتشار القوات بالقرب من الحدود مع لبنان، كما جرت أعمال أخرى تخدم الجهود العملياتية. ووفقا لتقييم الوضع، وللحاجة العملياتية، فسيتم إغلاق بعض المحاور والطرقات في منطقة الحدود أمام حركة المركبات العسكرية». ولفت إلى أنه «في بعض البلدات يتوقع إغلاق طرق الوصول وافتتاح محاور بديلة لحركة السكان. في هذه المرحلة لا توجد قيود إضافية في المناطق المدنية فيما يتعلق بالتنقل على الطرقات، وفي الأماكن السياحية في الشمال، عدا تقييدات العمل في عدد محدود من الأماكن الزراعية المحاذية للجدار». وشدد أدرعي على أن الجيش الإسرائيلي «يبذل الجهود في مهمة الدفاع عن سكان الشمال ويبقى بحالة جاهزية عالية في مواجهة جميع السيناريوهات أمام عمليات العدو، ويعتبر لبنان مسؤولا عما يحدث داخل أراضيه».

 

واشنطن: نضمن تمديد حظر الأسلحة على إيران في أكتوبر

طهران: الانتقام القاسي لقاسم سليماني لم ينته وقادم لا محالة

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/26 تموز/2020

 أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس، استياء إدارة الرئيس دونالد ترامب من سلوك إيران، مشددا على أنها ستضمن تمديد حظر الأسلحة على طهران في أكتوبر المقبل. في غضون ذلك، كشفت وثيقة أعدها “الحزب الديمقراطي” الأميركي حول سياسته في الشرق الأوسط حال فوزه بمنصب الرئيس الأميركي مكونة من 80 صفحة، تفاصيل ومفاجآت حول سياسة الحزب في الملف الإيراني واختصرت تلك السياسة في صفحة واحدة فقط، وهي الصفحة الأخيرة، قائلة إنه “سوف يلغي الديمقراطيون سياسة إدارة ترامب للحرب مع إيران، ويعطون الأولوية للديبلوماسية النووية، وخفض التصعيد، والحوار الإقليمي. كما نعتقد نحن الديمقراطيين أن الولايات المتحدة يجب ألا تفرض تغيير النظام على دول أخرى، وأن ترفض ذلك كهدف لسياسة الولايات المتحدة تجاه إيران”. ووفق تقرير أعدته صحيفة “الشرق الأوسط”، رسم الحزب الديمقراطي الأميركي سياسته الخارجية تجاه الشرق الأوسط لانتخابات عام 2020 على مبدأين اثنين، الانسحاب العسكري الأميركي، وإعادة النقاش والحوار إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه إدارة الرئيس ترمب. هذه المبادئ الديمقراطية تعني أن يتخلى الحزب بالكامل عن الإرث والسياسة التي عمل بها الرئيس ترمب، والعودة إلى ما سمّوه “الدبلوماسية النووية”. في المقابل، جددت إيران أمس، التهديد بأن “الانتقام المؤلم لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني ورفاقه لم ينته بعد”. وقال المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، إنه “يجب على الأميركيين أن يدركوا، أن الانتقام القاسي لاغتيال سليماني لم يأت بعد، لذا فان هذه الأعمال الاستفزازية لا تساعدهم فحسب، بل ستجعل الظروف اللازمة لدفع الثمن الباهظ للجريمة أكثر صعوبة، وستنتج عواقب وخيمة بسبب الحماقة التي تهدد سلامة الركاب والمدنيين”، زاعما أن “استهداف طهران لقاعدة عين الأسد في العراق مطلع العام الجاري، كان ردا على استهداف واشنطن للسيارة التي كان يقلها قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”. وأشار إلى تصريحات المرشد علي خامنئي، خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مضيفا أن “المرشد يدرك أن الكاظمي سيتوجه إلى واشنطن لذلك حرص على توجيه رسالة قوية إلى الشعب العراقي وشعوب المنطقة والولايات المتحدة”، مشيرا إلى أن “قادة المنطقة يدركون أن المرشد لا يبالغ في حديثه، أو يتحدث بأمر يمكن أن يتراجع عنه”. على صعيد آخر، قال عبداللهيان، إن “طهران كشفت عن نحو 90 في المئة من تفاصيل حادث اعتراض طائرة “ماهان إر” المدنية الإيرانية في المجال الجوي السوري مساء الخميس الماضي، بما في ذلك القاعدة التي انطلقت منها المقاتلات الأميركية. وزعم أن الكيان الصهيوني أنكر على الفور تهديد الطائرة المدنية الإيرانية من موقع الخوف، لذا فإنه ليس بالمستوى الذي يشكل تهديدا، موضحا أن السفير الإيراني بالأمم المتحدة في نيويورك قدم احتجاجا رسميا، واستدعت طهران سفير سويسرا بصفتها راعية المصالح الأميركية، وتم اتخاذ الإجراءات الأولية، ومن الممكن أيضا بالنسبة لإيران الرجوع إلى الآليات القانونية على الصعيد الدولي. وأشار إلى أن “الحادث لم يكن عاديا”، قائلا إن “هناك تحليلات مختلفة، أحدها خداع الدفاعات الجوية السورية وإسقاط الطائرة المدنية الايرانية”. من جانبها، قالت قناة “العالم” الإيرانية، إنها “حصلت على معلومات خاصة تفيد بأن المقاتلات الحربية الأميركية انطلقت من قاعدة الأزرق في الأردن”، مضيفة أن المعلومات ذكرت أن الطائرات التي اغتالت قاسم سليماني، انطلقت من القاعدة نفسها”.

 

طيران مجهول يقصف ميليشيا “الحشد” العراقي والانفجارات تهز “الصقر”

عودة الاحتجاجات وقطع الطرق والكاظمي يتابع ملف المختطفين... وإطلاق المرحلة الرابعة لملاحقة"داعش"

بغداد، عواصم – وكالات/26 تموز/2020

 هزت انفجارات قوية معسكر “الصقر” أحد مقرات ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي التابعة لإيران، بمنطقة الدورة جنوب العاصمة بغداد ليل أمس، فيما قال مصدر في “الحشد الشعبي” إن المعسكر تعرض إلى القصف من طيران مجهول، مرجحاً أن يكون أميركيا. وبينما أكد موقع “أخبار العراق” تصاعد أعمدة الدخان من المعسكر، إثر ثلاث انفجارات وقعت مساء أمس، أفاد مراسل قناة “روسيا اليوم” الروسية في العراق، بسماع دوي انفجارات في العاصمة بغداد لم يُعرف مصدرها، قائلا إن “المعلومات الأولية المتوفرة تشير إلى أن أصوات الانفجارات داخل معسكر في منطقة الدورة جنوب بغداد”، مضيفا أنه ناتج عن انفجار كدس عتاد حسب المعلومات الأولية، موثقا بعدسته دخانا في سماء بغداد إثر الانفجارات. وأشار إلى أن قطعات من “الفرقة 17” في الجيش العراقي وصلت إلى “معسكر الصقر”. من جانبه، نقل موقع “أخبار العراق” الإخباري، عن بيان لخلية الإعلام الأمني العراقي القول إنه “في الساعة السادسة وأربعون دقيقة، وقع انفجارين متتالين في منطقة السيدية قرب سريع حلة ببغداد، وتحديدا في قاعدة (الصقر)”. بدوره، أفاد مصدر أمني بانفجار كدس للعتاد داخل معسكر “الصقر” الذي تتواجد فيه قوات الشرطة الاتحادية وقوات من الحشد الشعبي، قائلا إن “معلومات اولية تفيد بانفجار كدس للعتاد”، مبينا أن “المعسكر تعرض في أوقات سابقة إلى قصف مجهول”. في غضون ذلك، واصل المتظاهرون أمس، قطع الطرق الرئيسية والمنشآت الحيوية جنوب العراق، حيث قطع عشرات المحتجين الطرق الرئيسية في مدينة الناصرية وقضائي سوق الشيوخ وسيد دخيل بذي قار.

وفي بابل، توجه المئات إلى المحكمة لرفع دعوى على مسؤولي المحافظة، بينهم المحافظ حسن منديل، فيما قطع متظاهرون طريقاً رئيسياً، وتجمع متظاهرون أمام مبنى الحكومة المحلية، وفي النجف، قطع محتجون، الشارع العام المؤدي لمطار المحافظة من الجهة الجنوبية، وحرقوا إطارات، احتجاجاً على تدني مستوى التجهيز بالطاقة الكهربائية. على صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خلال استقباله عائلة الصحافي توفيق التميمي، الذي اختطف من قبل مسلحين في مارس الماضي، أن الحكومة جادة في متابعة ملف المختطفين، قائلا إن “الحكومة تبذل قصارى جهدها لمتابعة قضية اختطاف التميمي، وإنهاء معاناته، وهي جادة أيضاً في متابعة ملف جميع المختطفين وحسم هذا الملف” في غضون ذلك، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، انطلاق المرحلة الرابعة من عملية “أبطال العراق” العسكرية في محافظة ديالى، لملاحقة خلايا تنظيم “داعش”، بينما أعلن “الحشد الشعبي” عن صد هجوم عنيف لـ “داعش” في قضاء العظيم شمال غرب ديالى. وقال آمر اللواء 23 في “الحشد الشعبي” بشير العنبكي، أن الهجوم الذي نفذه “داعش” على ناحية العظيم بديالى، انتهى بصد الهجوم ومقتل عدد من عناصر التنظيم. وفي السياق، أعلنت قيادة عمليات محافظة ديالى واستخباراتها، العثور على مخبأ للمواد المتفجرة والأحزمة الناسفة في قضاء خانقين، فيما عثرت القوات الأمنية على 20 صاروخ “كاتيوشا” مدفونة تحت الأرض، في محافظة صلاح الدين.

 

العبادي: سحب السلاح قبل الانتخابات

بغداد، عواصم – وكالات/26 تموز/2020

 أكد رئيس الوزراء العراقي السابق رئيس “ائتلاف النصر” حيدر العبادي، أن زيارات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الخارجية فرصة لتوضيح مصالح العراق واستقلالية قراره، فيما أشار إلى أن إجراء انتخابات مبكرة يحتاج إلى ثلاثة شروط. وقال العبادي إن “هناك شروطا لإجراء الانتخابات المبكرة، الأول وجود قانون عادل يضمن العدالة للجميع، والثاني تهيئة الأجواء والبيئة الأمنية المناسبة وسحب السلاح من الجماعات المسلحة”، مبينا أن “الشرط الثالث يتعلق بوجود مفوضية مستقلة قادرة على إجراءات الانتخابات، لضمان تحقيق الحيادية والعدالة”. وأضاف أن “على العراق تحقيق التوازن في العلاقات الدولية والابتعاد عن النزاعات والصراعات، لأن التوتر ليس من مصلحة العراق ولا من مصلحة المنطقة”، مبينا أن “زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى إيران أو قيامه بزيارات لدول الجوار الأخرى أو الدول الإقليمية، فرصة لتوضيح استقلالية القرار العراقي ولتحقيق مصالح العراق وكذلك المصالح المشتركة عن طريق السلم والأمن وبعيدا عن الصراعات والنزاعات”.

 

محللون: تركيا تواجه قدراً ضئيلاً من المقاومة من أوروبا و«الناتو»/تعتمد عقيدة «الوطن الأزرق»... وتعتقد أن سلوكها أصبح مقبولاً

واشنطن/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

يعتقد محللون أن مجمل سياسات وتصرفات تركيا بلغ الآن نقطة تصعيد خطيرة، من الممكن أن تمثل بدرجة كبيرة تحدياً لتماسك وضع الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في البحر المتوسط، وأن تضعف تلاحمه السياسي. ويقول هؤلاء إنه من الواضح أنه نظراً لأن تركيا تواجه قدراً ضئيلاً من المقاومة، فإنها تعتقد أن ما تتخذه من إجراءات مقبول إلى حد كبير. وتقول هيثر كونلي، الباحثة ومديرة برنامج أوروبا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي، وراشيل إليهوس، الباحثة ونائبة مديرة برنامج أوروبا بالمركز، في تقرير لهما نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن هذا المأزق الاستراتيجي راسخ في سياسة تركيا الخارجية والأمنية الإقليمية الجديدة، وهي سياسة ترتكز في جانب منها على أساس عقيدة «الوطن الأزرق» التي تتبناها.

وتقول الباحثتان الأميركيتان، كما جاء في تقرير وكالة الأنباء الألمانية، إن أصل عقيدة «الوطن الأزرق» التركية يرجع إلى خطة وضعها الأدميرال التركي جيم جوردنيز، في عام 2006، وهي تحدد هدفاً طموحاً للقيام من خلال الدبلوماسية والوسائل العسكرية القوية، بتحديد وتوسيع نطاق نفوذ تركيا في البحر المتوسط، وبحر إيجه، والبحر الأسود، مع تمكين الوصول إلى مصادر الطاقة والموارد الاقتصادية الأخرى. وتبنى الرئيس رجب طيب إردوغان هذه العقيدة في عام 2015 كجزء لا يتجزأ من استراتيجية وطنية «للدفاع المتقدم» في سياق محاولته المستمرة التي يقوم بها لتأكيد الاستقلال التركي في جميع أوجه السياسة الخارجية، لتشمل النفوذ في المناطق المحيطة ببلاده. وقد تم استعراض مظاهر هذه العقيدة بصورة كاملة أثناء «مناورة الوطن الأزرق» في فبراير (شباط) عام 2019، التي كانت أكبر مناورة قتالية منذ تأسيس البحرية التركية، وتم القيام بها في وقت واحد في بحر إيجه، والبحر الأسود، وشرق البحر المتوسط. ووصفت وسائل الإعلام الحكومية المناورة بأنها «بروفة حرب». وهناك مثال آخر لممارسة هذه العقيدة تظهرها مطالب تركيا المتشددة بالنسبة للطاقة حول المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص. وقد أسفر تنفيذ هذه العقيدة عن سلسلة من الحوادث الخطيرة التي يلاحظها حلفاء تركيا، ولكن بصورة عابرة، ولا يتخذون موقفاً تجاهها إلا نادراً.

وشهد مطلع شهر يونيو (حزيران) الماضي مواجهة بحرية غير عادية بين سفن حربية فرنسية وتركية في شرق البحر المتوسط أسفرت عن توتر العلاقات بين البلدين، وتبادل التصريحات الحادة بينهما فيما يتعلق بتصرفات كل منهما في تنفيذ حظر الأسلحة المفروض على ليبيا. ومن المحتمل أن تتصاعد التوترات، وأن تؤدي إلى تداعيات كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو). وتقول كونلي وإليهوس، إنه بينما قد يبدو ما حدث مجرد لحظة احتكاك بين حلفاء في الناتو، لا سيما مع تركيا، فإنها ليست كذلك في حقيقة الأمر. فهذا الحادث يمثل مأزقاً استراتيجياً أكثر عمقاً بالنسبة للحلف، كما يمثل انقساماً واضحاً بصورة متزايدة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وأن تصرفات الأخيرة تهدد بعرقلة التعاون الحيوي بين الناتو والاتحاد الأوروبي في المنطقة.

ومن أجل تجنب ذلك، يتعين على الحلفاء التعامل مع عدم الاستقرار المتزايد في البحر المتوسط من خلال سياسة تكاملية تسعى لوقف تصعيد التوتر، وتحديد المصالح المشتركة مع تركيا، من خلال بعض المبادئ المتفق عليها لتكون دليلاً للتصرفات في المنطقة. وإذا كانت تركيا غير مستعدة للانضمام إلى مثل هذه المبادرة، فإن المستقبل سوف يشهد توتراً أكبر عبر الأطلسي.

في شهر فبراير 2018، أرسلت تركيا سفناً من البحرية لوقف سفينة حفر إيطالية كانت في طريقها للتنقيب عن الغاز قبالة ساحل قبرص. وفي ربيع 2019، أرسلت أنقرة سفناً إلى المياه القبرصية، في حراسة البحرية التركية للقيام بأنشطة تنقيب خاصة بها. وأدانت الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي بالإجماع تلك «الأعمال غير القانونية»، وأعربت عن دعمها لقبرص، وذلك بتقييد مساعدات ما قبل الانضمام التي يقدمها الاتحاد لتركيا، وتعليق المفاوضات الخاصة باتفاقية للنقل الجوي. وبلغت التوترات الإقليمية مستوى مرتفعاً جديداً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 عندما وقعت تركيا اتفاقية مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، ترسم حدوداً بحرية بين البلدين في البحر المتوسط، وتسمح لتركيا بالدفاع عن المصالح البحرية لليبيا، وكذلك باستخراج موارد الطاقة في البحر المتوسط. وحتى الآن، لم تواجه تركيا سوى مقاومة ضئيلة من الاتحاد الأوروبي، أو الناتو، أو الولايات المتحدة، رداً على تصرفاتها، باستثناء بعض التصريحات الغاضبة والعقوبات المحدودة. وقد استنكر بعض البرلمانيين في الاتحاد الأوروبي «دبلوماسية الزوارق المسلحة» التي تتبعها أنقرة، وأصدر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بياناً قال فيه إن دول الاتحاد الأوروبي «تشعر بقلق متزايد إزاء عمليات التصعيد الأخيرة من جانب تركيا».

وفى 13 يوليو (تموز) الحالي، عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً، وطلبوا من أنقرة تقديم «إيضاحات» بشأن تصرفاتها في شرق البحر المتوسط، وليبيا، وسوريا، وطلبوا من بوريل تقديم خيارات لتعزيز العقوبات المفروضة على تركيا بسبب أنشطتها الخاصة بالتنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص. ووصف وزير الخارجية الأميركية بومبيو، تنقيب تركيا غير المشروع في مياه قبرص بأنه «غير مقبول»، ومع ذلك ليس من المحتمل أن يتبع ذلك إجراء ملموس في ضوء عدم فرض إدارة ترمب لبعض العقوبات التي صدر تكليف قانوني بشأنها على تركيا لشرائها نظام الدفاع الصاروخي «إس - 400» من روسيا. وأدى عدم حدوث رد فعل شامل وموحد عبر الأطلسي بالنسبة لتصرفات تركيا البحرية إلى أن تتجرأ وتتخذ المزيد من الإجراءات، لا سيما في وقت يسعى فيه إردوغان إلى إظهار قوة مستقلة في الخارج وزيادة المشاعر القومية في الداخل لصرف أنظار الشعب التركي عن الصعوبات الاقتصادية الكبيرة.

وتعد إعادة تحويل «آيا صوفيا» إلى مسجد تم إقامة صلاة الجمعة فيه أول من أمس، بحضور إردوغان، مثالاً بارزاً على هذه السياسة، التي تتزامن مع تدخلات عسكرية تركية في ليبيا وسوريا.

وتقول الباحثتان الأميركيتان إن تركيا، وهي تقوم بتأمين مصالحها الإقليمية في شرق البحر المتوسط، تضع نفسها في مسار تصادم مع عمليات رسمية للاتحاد الأوروبي والناتو لتطبيق حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، مما يقوض الاستقرار الإقليمي، والدولي الأوسع نطاقاً.

وترى الباحثتان أنه في ظل تصاعد كبير للغاية في الصراع، وكذلك في ظل تحديات الهجرة، يجب على الناتو والاتحاد الأوروبي أن يكون لهما وجود فعال وموحد في البحر المتوسط رغم الخلافات مع تركيا.

 

برايان هوك الموفد الأميركي لإيران وكبير مستشاري وزير الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: طهران تدعم الإرهابيين في اليمن والخليج ولبنان وتمثل خطراً ليس على دول المنطقة فحسب بل وعلى شعبها

تونس: كمال بن يونس/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

اعتبر برايان هوك الموفد الأميركي لإيران وكبير مستشاري وزير الخارجية الأميركية، أن سلطات طهران تمثل خطراً ليس على دول المنطقة فحسب، بل على شعبها أيضاً. وقال في لقاء مع «الشرق الأوسط» إن طهران تدعم الإرهابيين والمتمردين في اليمن والخليج ولبنان وإسرائيل، موضحاً أنه أجرى محادثات في تونس - العضو غير الدائم في مجلس الأمن منذ مطلع العام - وذلك ضمن جولة ستشمل دولاً خليجية وأوروبية في شأن تمديد مجلس الأمن حظر الأسلحة المفروض على إيران منذ 13 عاماً والذي ينتهي في 18 أكتوبر المقبل (تشرين الأول).

وكشف هوك تفاصيل عن فحوى محادثاته الهادفة إلى تصعيد العقوبات الأميركية ضد طهران ومبرراته «في ظل تمادي النظام الإيراني في تصدير الأسلحة الثقيلة لدول الجوار، فضلاً عم دعمه الإرهاب والميليشيات المسلحة في اليمن والخليج وعدد من دول المنطقة والعالم».

وفي ما يلي نص الحوار:

> السيد برايان هوك، ما هي الخطوة المقررة في مستوى مجلس الأمن الدولي بالنسبة لحظر الأسلحة على إيران؟

- عملياً، لدينا مشروع نسعى لأن تصادق عليه كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، سواء كانت دائمة العضوية أم لا. ومن المهم تمديد تلك العقوبات التي بدأت قبل 13 عاماً لأن القرار الحالي ينتهي مفعوله في 18 أكتوبر (تشرين الأول) القادم. وعدم تمديد هذا القرار سيعني مزيداً من الأخطار على كل شعوب المنطقة ودولها وعلى أصدقائنا في الخليج وفي العالم. إن عدم تمديد هذا القرار سيعني مزيداً من تصدير الأسلحة من إيران إلى اليمن وسوريا والعراق ولبنان، ومزيداً من الأسلحة الإيرانية لحزب الله اللبناني وحركة حماس وغيرها. نحن نرفض ذلك جملة وتفصيلاً، ونعتبر أن من مصلحة شعوب المنطقة ودولها دعم جهود التنمية وتحسين أوضاع الشعوب والقضاء على الأسباب العميقة للتطرف والإرهاب، ومن بينها الفقر والاستبداد وغياب الحكومة الرشيدة.

> وما هي الخطوات القادمة في تحرك الإدارة الأميركية دعماً لهذا التوجه السياسي؟

- سوف أقوم بزيارات إلى عدد من الدول الأوروبية والدول العربية، خاصة في الخليج العربي، لتفسير مستجدات التهديدات الإيرانية لدول المنطقة وضرورة تمديد حظر الأسلحة عليها. لن أقدم مزيدا من التفاصيل لأسباب أمنية وسياسية، ولكن أتابع مع سفراء الولايات المتحدة في العالم تحركاتهم لتفسير المساعي الأميركية حتى يمدد مجلس الأمن الدولي قرار حظر الأسلحة على إيران، إلى جانب عقوبات أخرى ستبقى مفروضة على عليها، من بينها العقوبات الاقتصادية.

> ما هو رأيكم في وجهة النظر التي قد تنتقد بعض السياسات الأميركية خاصة في عهد إدارة ترمب، ومن بينها اتهامها بفرض عقوبات على الشعوب وليس على الأنظمة، لأن الشعوب هي التي تتضرر من العقوبات وليس السلطات؟

- هذا ما تروجه السلطات الإيرانية، ولكن الواقع مغاير بذلك فقد لاحظنا منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مظاهرات ضد السلطات الإيرانية بسبب سياساتها الداخلية وإهدارها مئات المليارات منذ 41 عاما في التسلح والحروب عوض إنفاقها في برامج التنمية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتربوي وتحسين الظروف المعيشية للشعب. لقد كشفت التقارير المصورة من داخل المدن الإيرانية والعاصمة طهران أن آلاف المتظاهرين كانوا يتجنبون المشي فوق صورة علم الولايات المتحدة الأميركية الذي رسمته السلطات وكانوا يسيرون بجانبه ثم يعلنون أنهم سئموا افتعال الحروب والمعارك مع الولايات المتحدة ومع العالم وإنفاق أموال الشعب في الحروب والتسلح بدلاً عن تحسين الخدمات الطبية والاجتماعية وظروف ملايين الفقراء والشباب العاطل عن العمل. نحن لا نطلب التدخل في شؤون إيران الداخلية ولكننا نرفض السماح بتصدير مزيد من الأسلحة إليها لأنها سوف تنشرها في المنطقة لمزيد نشر الحروب والتوتر في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفي بقية البلدان المجاورة لها.

> تزور تونس لأول مرة، ما هو سياق هذه الزيارة وماهي نتائجها؟

- فعلا هذه هي الزيارة الأولى التي أقوم بها إلى تونس ودول شمال أفريقيا منذ تكليفي بمسؤولية ملف إيران. وقد سعدت خلال هذه الزيارة بمقابلة مسؤولين كبار من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية وتحادثنا حول التعاون بين الولايات المتحدة وتونس العضو حالياً في مجلس الأمن الدولي، وهو تعاون برز منذ مدة معها ومع الدول العربية والأفريقية بما في ذلك ما يتعلق بمشروع تونس حول تفعيل دور الأمم المتحدة في مكافحة كورونا. كما دعمت تونس المشروع الأميركي الدولي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

لقد تعلمت منذ كنت طالباً الكثير عن إمبراطورية قرطاج وعن ترجمة الإنجيل في كنائس عاصمة شمال أفريقيا في العهدين البونيقي والروماني ودورها الثقافي والاقتصادي والسياسي وقتها، وسعدت بزيارة قرطاج وتونس تستعد لتشكيل حكومة جديدة، سندعم التعاون معها اقتصاديا وعسكريا وأمنياً بما في ذلك في مجالات مكافحة التطرف والإرهاب ودعم الحلول السياسية والسلمية للحرب في ليبيا ولأزمات الشرق الأوسط، بما فيها النزاع العربي الإسرائيلي والتهديدات الإيرانية لدول المنطقة وتصديرها للأسلحة ودعمها للميليشيات المورطة في العنف والإرهاب...

> زيارتكم إلى تونس وهي تحيي عيد الجمهورية وتستعد لتشكيل حكومة جديدة، هل كان الهدف منها مجرد إقناع سلطاتها بتمديد الحظر العسكري الأممي ضد إيران باعتبار أن تونس عضو في مجلس الأمن الدولي؟

- طبعا نحن نقدر دور تونس في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والسياسة الخارجية التونسية كانت دوما معتدلة ومعارضة للإرهاب والعنف ولسياسات التدخل العسكري الأجنبي في الدول. نحن قمنا منذ 13 عاما مع مجلس الأمن الدولي بأعضائه الدائمين الخمسة وبقية الأعضاء غير الدائمين بحظر الأسلحة على إيران لكي لا تزيد من تصدير الأسلحة لدول الجوار وللميليشيات المسلحة التي تدعمها في كثير من المناطق من اليمن إلى لبنان مروراً بالعراق وسوريا. صحيح أن تونس ليست مستهدفة حاليا بخطر الأسلحة الإيرانية والميليشيات المسلحة لكنها دولة تساند مثل الولايات المتحدة وبقية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن سياسات منع العدوان الخارجي والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومن بينها الدول الصديقة في الخليج والمشرق العربي ولبنان وسوريا.

تونس شريك قوي للولايات المتحدة الأميركية، وقد أصبحت منذ أعوام دولة تتمتع بوضعية «عضو مميز» في الحلف الأطلسي يستفيد من حقوق كل الأعضاء في الحلف دون أن يكون عضوا فيه. هذه الوضعية منحتها حقوقا جديدة من بينها ترفيع الشراكة الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، وقد تجاوز الدعم العسكري والأمني لتونس بعد تغيير الحكم في عام 2011 المليار دولار وناهز الدعم الاقتصادي ضعف هذا المبلغ وهو مرشح لأن يتضاعف بفضل مجموعة من الآليات والتحركات المشتركة التي تجري منذ مدة في واشنطن وتونس من بينها زيارات وفود من وزارات التجارة والمؤسسات الحكومية والشركات الأميركية العملاقة. ونحن لدينا برامج شراكة وتنسيق مع تونس لمكافحة الإرهاب في ليبيا ودول شمال أفريقيا ودول الساحل والصحراء، ونلتقي مع تونس في دعم خيار التسوية السياسية السلمية في ليبيا واستبعاد خيار العودة إلى التصعيد العسكري والنزاع المسلح فيها.

> وهل بحثتم في تونس ملفات التدخل العسكري والأجنبي في ليبيا بعد المواقف التي صدرت في مؤخراً في واشنطن عن الحرب الليبية؟

- واشنطن تدعم التسوية السياسية والسلمية للحرب الليبية، ونحن نعارض بوضوح تدخل بعض الدول بأسلحة وقوات أجنبية في ليبيا تابعة لها سواء كانت جيوشاً نظامية أو ميليشيات من المرتزقة أو العصابات المسلحة التي تجلب من مناطق النزاعات الأخرى. ونحن نعتقد أن تونس ودول جوار ليبيا سوف تكون أول مستفيد من نجاح جهود التسوية السياسية للأزمة الليبية ولوقف الحرب وخروج القوات الأجنبية ومنع تركيز قواعد وأنظمة صواريخ تابعة لها على الأراضي الليبية. من حق الدول أن تكون لديها مصالح اقتصادية في ليبيا وخارجها لكن لا بد من منع التدخل الأجنبي فيها.

> هل لن تتغير أولويات السياسة الخارجية الأميركية في العالم العربي الإسلامي وفي الخليج، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية القادمة التي قد تؤدي إلى انتخاب رئيس ديمقراطي خلفاً للرئيس ترمب؟

- نحن نثق في أننا أنصار دونالد ترمب والجمهوريين، سنكسب الانتخابات وأننا نستعد لعهدة ثانية بعدها. وأعتقد أن ثوابت السياسة الخارجية هي نفسها ومن بينها رفض التدخل الإيراني في دول الجوار وتمديد فرض حظر الأسلحة عليه.

 

وزير الداخلية التونسي هشام المشيشي رئيساً للوزراء

تونس: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 تموز/2020

كلف الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم (السبت)، وزير الداخلية هشام المشيشي بتشكيل حكومة جديدة، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية التونسية. وأمام المشيشي، وهو مستقل، شهر لتشكيل حكومة يمكنها ضمان تحقيق أغلبية في البرلمان، وإلا فإن الرئيس سيحل البرلمان ويدعو لانتخابات جديدة.

وكانت الأحزاب السياسية قدمت مرشحيها إلى رئيس الجمهورية لخلافة رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، بحسب رئاسة الجمهورية، أمس (الجمعة). وقدم الفخفاخ استقالته في 15 يوليو (تموز) إثر شبهات طالته في ملف تضارب مصالح وانطلقت إثر ذلك مشاورات بين الأحزاب السياسية لاختيار المرشحين.

 

“إخوان” الأردن تعيد انتخاب الذنيبات مراقباً عاماً لها رغم حلها من القضاء

عمان – وكالات/27 تموز/2020

 جدد مجلس شورى جماعة “الإخوان” في الأردن، التي أكدت السلطات القضائية سابقاً حلها، انتخاب عبدالحميد الذنيبات مراقباً عاماً لها بالتزكية. وفاز الذنيبات، نتيجة انتخابات جرت أول من أمس، بحضور كامل أعضاء المجلس، ليتولى منصب المراقب العام للجماعة لولاية ثانية تستمر أربع سنوات. كما انتخب مجلس شورى الجماعة أيضاً جميل أبوبكر رئيساً له، بالتزكية، ليتولى هذا المنصب خلفاً لحمزة منصور. ويعتبر مجلس الشورى أعلى سلطة تشريعية ورقابية للجماعة في الأردن، ويتكون من 56 عضواً، بينهم الرئيس. وكانت الجماعة شهدت انشقاق بعض منتسبيها بداية فترة الربيع العربي، تمخض عنها تشكيل “جمعية الإخوان”، التي أسسها المراقب العام الأسبق عبدالمجيد ذنيبات. واعتبرت الجماعة، التي تشكل مع ذراعها السياسية حزب “جبهة العمل الإسلامي” المعارضة الرئيسية في البلاد، أن هذا الأمر انقلاب على شرعيتها، خصوصاً بعد أن منحت الحكومة الأردنية، ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية، الجمعية الجديدة ترخيصا في مارس العام 2015. وقررت السلطات القضائية الأردنية، في 15 يوليو الجاري، حل جماعة “الإخوان” في المملكة، بسبب “عدم تصويب أوضاعها القانونية”. من ناحية ثانية، أعلن الجيش الأردني، في بيان، أمس، إحباط عملية تسلل لعدد من الأشخاص حاولوا اجتياز الساتر الحدودي من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية. وذكر، أن قوات حرس الحدود الأردنية في المنطقة العسكرية الشرقية، طبقت قواعد الاشتباك مع هؤلاء المتسللين، مضيفاً إن أحد المتسللين أصيب بجراح، فيما تراجع البقية إلى داخل العمق السوري، وبعد تفتيش المنطقة ضُبط 252 كف حشيش وحُولت المضبوطات إلى الجهات المختصة. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الأوقاف، في بيان، أمس، إقامة صلاة عيد الأضحى المبارك في جميع مساجد المملكة التي تقام فيها صلاة الجمعة، وفي المصليات التي ستقيمها الوزارة بالساحات العامة. وذكرت، أن صلاة عيد الاضحى ستكون في الساعة السابعة من الجمعة المقبل، داعية المصلين إلى الالتزام بإرشادات الصحة والسلامة العامة من حيث التباعد وأخذ جميع الاحتياطات اللازمة بارتداء الكمامة وإحضار سجادة الصلاة والابتعاد عن التقبيل والمصافحة، حرصاً على السلامة العامة في ظل انتشار وباء “كورونا”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزبالا وقدرة البيئة الحاضنة على التحمل

الكولونيل شربل بركات/27 تموز/2020

استطاع حزبالا خلال تاريخه "النضالي" أن يفرض سيطرته على جزء كبير من الطائفة الشيعية. وقد فعل ذلك بمساندة دمشق وجيشها المحتل للبنان من جهة، واسرائيل وسيطرتها على المنطقة الحدودية من جهة أخرى، بينما كانت إيران تدفع بسموم الحقد و"التفقيه" لتجعل لفقراء الشيعة قضية يموتون من أجلها متكلين على "مفاتيح الجنة" وأموال النفط الإيراني، الذي يستعمل من أجل تحضير أرض الشرق الأوسط لبسط نفوذ الأمبراطورية الفارسية عليه.

كانت سوريا، وخاصة نظام الأسد فيها، ولا تزال، تريد جماعة لبنانية تستعملها من أجل فرض سيطرتها على لبنان ومن ثم دول "الحلم البعثي" أي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن والعراق. وكان توأمها في العراق، نظام صدام حسين، يحاول نفس الشيء. ولكن الفرق أن صدام كان مرتاحا ماديا، بينما لم يكن الأسد كذلك. فالعراق بلد غني بنفطه وأراضيه الزراعية ومياهه، وهو قادر على اطعام الشرق الأوسط كله وتمويله، إذا ما اضطر، من هنا طمع كل البعثيين فيه. ولكنه بنفس الوقت كان يخاف من عدم التوازن الداخلي، لأن الشعب العراقي كان منقسما في جهتين طائفية وأثنية. فمن جهة كان الشيعة يشكلون أكثر من نصف السكان ويشعرون بأنهم مهمشين حتى من البعث العلماني، مبدئيا. بينما كان الأكراد يشعرون بأن الأكثرية العربية لم تعترف لهم بأبسط حقوقهم الطبيعية، وهي اللغة والقومية. ولم يكن المسيحيون من آشوريين وكلدان وغيرهم بأحسن حال من الأكراد أو الشيعة، ولا بالطبع بقية الأقليات. ولكن هؤلاء لم يستفذهم سيطرة السنة العرب على الدولة طالما تمتعت هذه الدولة بثروة كافية لتقوم بخدمات يتمنى مثلها كثيرون، خاصة في البلاد المجاورة.

الأسد كان يريد أن يخلق في لبنان قوة مساندة لنظامه العلوي تختلف في تطلعاتها عن الأكثرية السنية التي تخيفه في سوريا. وهو بنفس الوقت كان يخاف من نظام توأمه في العراق لأنه نظام يقوم على السنة العرب ويعتمد نفس شعاراته الرنانة بالنسبة للمنطقة كلها. من هنا كان تطلع نظام الأسد صوب طهران. ويوم انتصرت ثورة الخميني في ايران وقررت تصدير الثورة إلى الأقليم، كان جزءً كبيرا من حلم الأسد يتحقق، بأن تقوم دولة غنية وجارة بتصدير ثورة ضد السنة في المحيط، ما يؤمن له غطاءً كبيرا يقدر بواسطته أن يناور ردحا من الزمن يستمر فيه بالسيطرة داخل سوريا، وبنفس الوقت بابتزاز أغنياء العرب ما أمكن.

من هنا الجو الملائم لقيام حزب الله الذي كان شيئا غير طبيعي في البيئة اللبنانية يومها. ولكن أموال إيران من جهة، وتطلعات النظام السوري من جهة ثانية، إضافة إلى رؤية اسرائيلية تقوم على شرذمة جبهة العدو الشمالية والتي تشمل سوريا ولبنان والعراق، طالما تأمنت الجبهتان الشرقية والجنوبية بواسطة أتفاقيات سلام بينها وبين مصر والأردن. وقد كان الأسرائيلي تحرر من التزاماته تجاه لبنان يوم قرر الرئيس الجميل عدم ابرام اتفاق السابع عشر من ايار، فأصبح بذلك ترك لبنان يسقط بيد سوريا وإيران قضية زمن ليس إلا. ولذا فقد كان شعار حزب الله "تحرير الجنوب" هو ما يعطي عملاء أيران وسوريا هؤلاء مصداقية لدى الطائفة الشيعية أولا، وهي كانت تعتبر أكثر الطوائف استعدادا للعلمنة والانفتاح بوجود عدد كبير من المثقفين اليساريين بين أبنائها وقياداتها. وقد قام حزبالا منذ نشأته بالاستفراد بموضوع تحرير الجنوب ولم يسمح لأحد بمشاركته هذا "الشرف". وكانت اسرائيل تركته يتدرب على القتال بهجماته ضد مواقع جيش لبنان الجنوبي (فهو لم يهاجم اي موقع اسرائيلي داخل لبنان طيلة 18 سنة من ادعائه قتال اسرائيل).

ومن أهم مراحل تضخيم قدرة حزبالا من قبل اسرائيل عمليتا "عناقيد الغضب" و"الحساب" اللتان جرتا في التسعينات وكان الاسرائيليون فيهما يطلقون القذائف ولا يريدون اصابات، فإذاعة "صوت الجنوب" كانت تنبه المواطنين في الطرف الآخر عن موعد القصف لكي يرحلوا أو يختبئوا. وما جرى في قانا كان قمة

تواطؤ الحزب لاحداث مجذرة يتم له من خلالها قطف مكسب اعلامي كبير. فيومها التجأ المواطنون من أهالي قانا إلى مركز الطوارئ الدولية في البلدة، ولما لم يكن لهؤلاء ملاجئ تكفي لكل البلدة فقد وضع الأهالي في المطعم التابع للقوة الدولية، وهو من الخشب وسقفه من "الواح الزنكو"، أي أنه لا يحمي من اي قذيفة قد تقع بالقرب منه. وقام الحزب بنصب صواريخه بالقرب من مركز الطوارئ وقصف بقصد رد الاسرائيليين ووقوع كارثة. ولكن الاسرائيليين اعلموا الأمم المتحدة بضرورة وقف هذا القصف من قرب المركز الدولي وإلا سيستهدف. وحاول الفيجيون إقناع جماعة الحزب بتغيير موقعهم لئلا يعرضوا المواطنين للخطر، ولكن الحزب طرد الفجيين ما اضطر هؤلاء للدفاع عن أنفسهم حيث سقط منهم جريحا. فما كان من قائد الكتيبة الفيجية إلا أن أمر عناصره، عندما يقصف الحزب، أن يدخلوا إلى الملاجئ ولا يهتموا بمصير السكان. وهكذا، فعندما وقع القصف وسقطت قذيفة اسرائيلية بالقرب من المطبخ، انفجرت معها اسطوانات الغاز، ما أدى إلى مقتل كل من كان في المطعم ولم ينجو من الحادث إلا عناصر القوات الدولية الذين كانوا قد دخلوا الملجأ فور اطلاق الحزب لقذائفه. بالطبع كانت هذه فرصة الحزب لكي يظهر بأن اسرائيل تعتدي على السكان. ولم تدافع اسرائيل عن نفسها، ولا قام مكتب الأمم المتحدة الاعلامي بشرح الوقائع، لأن الكل كان يريد وقف القتال والخروج بمخرج ما يقبل به الحزب المعتدي والفاجر، والذي يغطيه الاحتلال السوري، ويصمت رئيس الوزراء اللبناني بدوره وقد قبل، ليس فقط بمقتل المدنيين اللبنانيين بدون ثمن، بل ايضا بتنازل الدولة للحزب وسوريا للتفاوض مع الاسرائيليين حول انهاء المشكل. فكان ذلك الاتفاق الذي قال عنه العماد عون يومها بأنه "اتفاق يسمح للحزب بقتل ابناء الجنوب دون أن يمس بالاسرائيليين". وهنا كانت بعض الهبات من العرب ومن إيران لترفع من شأن حزبالا وتسكت اللبنانيين، بمن فيهم أهل الضحايا أي أبناء الجنوب، وعلى راسهم الرئيس بري.

ثم خرجت اسرائيل سنة 2000 وكان من البديهي أن يوقف الحزب نشاطاته العسكرية ويتوجه إلى المجال السياسي والمدني مع كل تلك المكاسب. فهو لم ينفذ ما قاله اتفاق الطائف بالنسبة لكل المليشيات وتسليم اسلحتهم إلى الدولة وحل الجانب العسكري من الاحزاب. وقد جاء الوقت لكي يتم استيعاب هذا الحزب ضمن الدولة. لكنه والسوريين، الذين كان لهم مشاريع مختلفة ظهرت على الساحة سنة 2012 بدخوله المعركة إلى جانب النظام، لم يقبلا ذلك. فاخترع قصة مزارع شبعا لتكون كقميص عثمان يختبئ خلفها ليبقى على تميزه بامتلاك السلاح وفرض رايه لاحقا بكل قرارات الدولة ومصير سكانها.

كان على دول العالم الحر، التي تعتبر لبنان دولة مهمة من دول المنطقة، لانفتاحها ونظامها الديمقراطي، وتوزع أبنائها في دول العالم، وتخالطهم مع كل الاجناس والشعوب، وكأنهم بذلك يشكلون مختبرا مهما للعلاقات بين الشعوب في العالم أجمع، من هنا اهتمام العالم بخلاص لبنان، كان عليها إذا اتخاذ قرار لمساعدة لبنان. ولذا فقد استجيب طلب المنظمات الاغترابية اللبنانية يومها بفرض قرار دولي يطلب انسحاب السوريين وتحرير لبنان من هيمنة السلاح الغير شرعي، وعلى راسه سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني (الذي قال الرئيس عباس بعدها بأنه يضعه بتصرف الدولة)، وكافة المعسكرات السورية في الناعمة وقوسايا وغيرها والتي تحوي مسلحين مستقلين عن ارادة السلطة اللبنانية يمكنهم ساعة يشاؤوا خلق مشكلة أمنية تحت أية ظروف. وهكذا فقد صدر القرار 1559 والذي نفذ منه الجزء المتعلق بانسحاب الجيش السوري. وقد قام بعض قصيري النظر من الزعماء اللبنانيين بالتعهد بتنفيذه داخليا.

وجاءت حملة الاغتيالات ومن ثم حرب "لوكنت أعلم"، التي أظهرت حقيقة هذا الحزب الذي لا يهمه مصير اللبنانيين، ولا يأتمر إلا بأوامر سيده الإيراني، والتي كلفت لبنان وأبنائه، خاصة الشيعة، أكثر من الفي قتيل، ودمار شامل للكثير من القرى والبنى التحتية. ولكن العرب والعالم قرروا دعم لبنان للقيام من محنته. إلا أن الحكم الجبان لم يقبل بوضع القرار 1701 تحت البند السابع، كونه كان يصبو إلى الاستفادة من الأموال التي

ستتبرع بها الدول لاعادة بناء لبنان، ولا يريد أن تكون هذه تحت اشراف الأمم المتحدة. ما أدى إلى ضياع هذه الفرصة وسقوط الحكم في "اليوم المجيد" الذي أعاد الحزب فيه سيطرته على البلد والحكم.

ما يهمنا هنا هو البيئة الحاضنة التي تكبدت الخسائر البشرية ولكنها تجاوزتها بسبب المال "الحلال" الذي أغدق عليها لتنسى المآسي وتفرح "بالنصر الالاهي" ومكاسبه. ولكن لم يقبل كل الشيعة بالوضع المذري الذي أوصلهم إليه الحزب، وحاول الكثيرون الكلام والاعتراض، لكن السلطة الفاسدة لم تقبل بوجوه جديدة على الساحة. وفضلت التعامل مع من يعرفها وتعرفه ليتم التستر وتكملة اللعبة بشكلها المستمر. وبما أن بيئته الحاضنة، كما يسميها، مهمة لديه، خاصة بعد أن ذهب للقتال في سوريا وصارت جثث القتلى تعود محملة إلى الأهل بدون سبب، صارت كل كلمة من الداخل تؤذي. ولذا فقد اضطر أن يهاجم مفتي صور في مركز عمله ويطرده، وهو العلامة المعروف. والأنكى أن الحكم الذي يدّعي العداوة مع الحزب، قطع معاش "السيد علي الأمين"، بطلب من الحزب، وقبل بالدفع لمن عين مكانه.

ولما انتقل الفرس إلى مرحلة الهجوم في بلاد العرب، كان على الحزب أن يجاريهم. فهو جزء من الحرس الثوري، "ورواتبه وأسلحته وتموينه وأوامره من الولي الفقيه" كما قالها زعيمه بالفم الملآن. ولذا فقد غضب العرب الذين طالما ضحكت عليهم مجموعة الفساد التي تفسر مواقف الحزب عندهم بأنها من الضرورات، طالما يغدق هو واسياده المال على الكل بالطريقة اللبنانية. فقام العرب بطرد بعض اللبنانيين من البيئة الحاضنة لكي يفهموا بأن لكل موقف تداعيات. ولكن القضية، وكي لا تأخذ حجمها المطلوب، لفلفت لا بل أخفيت ولم يتم تداولها. وكما جرى في قضية "طائرة البنين" التي راح ضحيتها الكثير من أبناء هذه "البيئة الحاضنة" ومن ثم هرب المسؤول عن الحادث بدون اي ملاحقة أو عقاب، فإن كثير من الأمور جرت لتزيد التضييق على أبناء الطائفة الشيعية لكي يقبلوا فقط بما يسمح به الحزب. وكلما زادت قبضته على أبناء طائفته، نعرف بأنه محشور ولم يعد بقادر على المناورة وشراء الذمم.

ما نخافه على شركائنا بالوطن وأحبائنا من أبناء "البيئة الحاضنة" أن يستعملهم الحزب كوقود جديد في حربه المطلوبة من الأسياد. فالكل بات يعرف بأن تهديدات اسرائيل تزيد، وعقوبات الولايات المتحدة تكبر، والمواجهة بين إيران وهؤلاء قد تحدث في اي وقت. فهل يكون أبناء الطائفة الشيعية وقودا لها هذه المرة أيضا؟ ومن سيدفع لهؤلاء، الذين اصبحوا كبقية اللبنانيين فقراء بالفعل، إذا ما أصبحوا بدون بيوت؟ والعرب لن يسهموا باي إعمار. وإيران تكاد أن تختنق بالعقوبات. والأسد أختنق منذ زمن. فعلى من الاتكال؟ وإذا كانت صواريخ الحزب هي لتوازن الرعب، كما يقول "السيد البطل"، فهل يمكن أن تصبح هي قاتلة الأهل يوم تنفجر في مخازنها بين البيوت والأحياء السكنية؟ وأين سيهرب الشيعة الذين لم يتركوا لهم صديقا في الجوار إن في الداخل أو في الخارج؟

أبعد الله الأفكار السيئة وألهم الكل الاتزان والتبصر فالآتي أصعب، وعلينا أن نعرف أن الشعارات والبطولات الفارغة لم تطعم رغيفا في فنزيلا أغنى بلدان النفط، ولا في إيران، فكيف لنا نحن اللبنانيين، والوضع معروف، أن نتبجح وندخل في نفق أقل ما يقال فيه بأن الكل ينتظرنا ليشمت بنا يوم ندخله...

 

العرب على خطى فرنسا: “ساعدوا انفسكم لكي نساعدكم”

طوني بولس/صوت بيروت إنترناشونال/الإثنين 27 تموز 2020

أصبح مؤكداً أن طلب لبنان المساعدة المالية من بعض الدول العربية لم يلقَ الترحيب الإيجابي الذي كانت تنتظره السلطة اللبنانية كمنقذٍ لحل الأزمة المالية التي تستعر يوماً بعد يوم على كافة الصعد والقطاعات.

 وتقاطعت المعلومات الديبلوماسية، التي تسربت في بيروت، عن غياب امكانية حصول لبنان على مساعدات كالتي يطمح لها لا من عرب ولا من اوروبا ولا من الصين وروسيا. فالكويت، التي اكدت عبر وسائل اعلامها المكتوبة، واوضحها ما جاء في “القبس” عن عدم صحة ما يشاع عن قيام حكومة الكويت بإيداع مبلغ ملياري دولار وديعة في مصرف لبنان، إذ لفتت مصادر إلى أن “الجهات المعنية لم تتلق أي تعليمات بهذا الشأن حتى الآن ولم تناقش إمكانية القيام بإيداع كهذا”.

وفي المعلوماتٍ أن الموفد اللبناني الى الكويت، أبلغ رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة على حدٍ سواء بأن الكويت لم تبدِ أي رغبة أو حماسة في مساعدة لبنان مالياً ولديها أسباب عدة عللت من خلالها عدم المساعدة أبرزها خلية “العبدلي” الإرهابية التي انشأها “حزب الله” بهدف ضرب استقرار الكويت، إضافة الى اسباب عربية خليجية.

وعما ذكر ان قطر سيكون لها دور بمساعدة لبنان، تحدثت اوساط سياسية لبنانية عن زيارة يعتزم وزير خارجيتها القيام بها لبيروت، فهي تدرس تقديم بعض المعونات الغذائية للأكثر فقرًا وربما بعض المساعدات العينية المادية للجيش اللبناني حتى يتمكن من الاستمرار بأداء مهامه.

في حين ان العراق الذي يمتلك ربما الرغبة في مساعدة لبنان نفطيًا، يفتقد القدرة على القيام بذلك كونه لا يكرر نفطًا بل يستورد البنزين والمواد النفطية المكررة وبالتالي، فإن ارسال نفط خام للبنان لا يفي بالغرض المطلوب، اضافة الى ان خط انابيب كركوك – بانياس – طرابلس معطل وغير آمن.

 تقول الأوساط الديبلوماسية إن الولايات المتحدة الأميركية، والبنتاغون تحديدًا، تريد دعم المؤسسة العسكرية التي أنهكت بسبب التظاهرات واعمال الشغب المتنقلة من جهة، وبسبب ضعف الموارد المالية وقلة مدخول العسكر بسبب انخفاض قيمة العملة الوطنية ما استدعى مطالبة لبنانية بتأمين دعم لهذا الجيش، وقد تلقي الجنرال كينيث ماكينزي قائد المنطقة الوسطى هذه المطالب التي وعد على تأمين ما يستطيع من الدول الصديقة.

ومصر التي زار سفيرها رئيس الجمهورية ميشال عون حاملًا رسالة جوابية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي تلعب دورًا محوريًا في الوساطات ولها تأثير مقبول على دول الخليج، تتمسك باستقرار لبنان ووحدته ولكن في الوقت عينه تدعو لبنان الى التزام الخطة الإصلاحية، والتي على اساسها قد يحصل لبنان على دعم صندوق النقد، وتاليًا تفتح ابواب باقي الصناديق الدولية والعربية. وتشدد مصر ايضًا على ضرورة ابتعاد لبنان عن الاصطفاف في محاور او الانتماء لها، وتشدد على ضرورة عودة سياسة النأي بالنفس التي انطلقت مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، والتي تشكل مفتاحًا رئيسًا للولوج الى الباب العربي.

يبقى أن روسيا لا تمتلك القدرات المالية كما همس أكثر من مرة السفير ألكسندر زاسبكين، والصين تدرس بجدية الاستثمار المربح في لبنان إذا توفر شرط تأمين اجماع وطني لبناني من جهة واجراء اتفاقات من دولة الى دولة.

ومن المعروف ان وزير خارجية فرنسا، جان ايف لو دريان، بدا واضحاً في رسالته الى المسؤولين اللبنانيين بان الإصلاحات هي الممر الإلزامي لإقرار دعم للبنان وأن صندوق النقد الدولي هو الطريق الأوحد للحصول عليه، ما يجعل العرب والأوروبيين والولايات المتحدة على نفس الموجة وعلى خطى متناسقة.

 

هل يصلح لبنان الحالي للاستثمار؟

د. منى_فياض/الحرة/26 تموز/2020

نتج عن تحول لبنان إلى بلد معتدٍ يحارب الأصدقاء قبل الأعداء، عزلة خانقة منعت عنه تدفق الأموال التي كان يحولها المسؤول المالي هندسات لتلبية حاجات الفساد الذي قبل بهيمنة السلاح وغطّاه.

فكان الإفلاس، ولم يتبق أمام الحكومة سوى صندوق النقد الدولي، حيث تتخبط في أرقامها وخطتها الاقتصادية وجولات مباحثاتها الماراتونية معه للحصول على ما يحفظ السلطة من السقوط المدوي في الفوضى التامة والتدمير الذاتي المكتملين. وهي كانت ستستطيع توفير مثل هذا المبلغ لو أنها أوقفت مسارب النهب وطبقت القرارات الدولية فأقفلت الحدود المشرعة واحترمت القوانين والدستور. كل ذلك أوقع اللبنانيين في روتين ذل يومي يخضعون له. فقدوا ودائعهم ووظائفهم وأمنهم الصحي والغذائي والاجتماعي. أعيدوا إلى جو الحرب وذكرياتها فوقفوا مجددا في طوابير بانتظار الرغيف وصفيحة المازوت والشمع ومختلف السلع في المخازن قبل أن تختفي أو تطير أسعارها. ربما هذا ما يتماشى مع مقولة العهد القوي والرئيس القوي والمقاومة السوبر؛ من البديهي إذن أن يكون الانهيار والدمار قويين أيضاً.

طبعا، يرفض محور الممانعة فكرة الحياد التي طرحها البطريرك. فيشترطون الإجماع!! وكأنهم استشاروا اللبنانيين وحصلوا على إجماعهم عندما مارسوا سياسة الانحياز التام للمحور الإيراني، وعندما تحول وزير خارجية لبنان إلى ناطق باسم سوريا وإيران ضد المصلحة العربية. واستشارهم نصرالله عندما أودع خلاياه النائمة في الدول الشقيقة كي تخرب أمنها عند الإشارة، أوعندما وجه إليهم أقذع الشتائم متجاهلاً كالعادة، أنهم طالما دعموا لبنان اقتصاديا؛ فأعادوا إعمار الجنوب إثر الاعتداءات الإسرائيلية تكراراً وأودعوا الأموال في مجلسه وفي المصرف المركزي، على شكل هبات وليس قروض، وملأوا فنادقه ومطاعمه كسواح واستقبلوا أبناءه كموظفين وكادرات.

هذا اللبنان يحاول الآن الخروج من الحفرة التي أوجد نفسه فيها. لنفترض جدلاً أن مندوب الجمهورية الدائم، اللواء ابراهيم، نجح في مسعاه وأعاد الأخوة العرب إلى حضن بلاد الأرز وأقنع الغربيين بأن لبنان استعاد رشده وقدرته على استيعاب المشاريع والتوظيفات المالية والاقتصادية، فهل لو عادوا سيكون لبنان مؤهلاً لاستقبالهم ويملك الأرضية المناسبة لاستقبال الاستثمارات هذه؟ ألا يحتاج الاستثمار في أي مجال كان إلى كهرباء مؤمنة وإلى شبكة اتصالات فعالة ورخيصة وبنى تحتية سليمة؟ ألا يتطلب الاستثمار التوقف عن التدخل بالقضاء وتعطيل الدستور والقوانين؟؟.

ربما الأجدى الإجابة على بعض التساؤلات قبل ذلك:

هل يوفر النظام الإداري والمصرفي والنظام القضائي والتشريعي وحتى الأمني والسياسي الجو الملائم لجذب الاستثمار؟ وهل توفر الأوضاع اللبنانية الحالية بعض شروط الثقة المطلوبة بالمناخ العام؟

يجمع المهتمون بالموضوع على أن لبنان يفتقر إلى الأسس والأنظمة والهيكليات الحديثة السريعة والآمنة. فبعض القوانين المتعلقة بشروط الحصول على الرخص الصناعية والتجارية والسياحية تعود إلى السبعينيات، ويشكو أصحاب المصالح أن بعضها تعجيزي ولا يتلاءم مع العصر التكنولوجي على غرار ما طورته بعض البلدان المحيطة أو الخليجية. بما في ذلك إنشاء الشركات وتصفيتها، والضرائب، وقوانين العمل، والمنافسة والإدارة الرشيدة والبيئة.

صحيح أن بعض الوزارات تستخدم الإنترنت؛ لكن معظم الإدارات تحتاج إلى التنقل بين عدة مبانٍ وطوابق وأقسام وأدراج لتخليص المعاملات، ناهيك عن المدة الزمنية التي تتطلبها والتي قد تطول لأيام وأسابيع إذا لم يكن أكثر.

يشكو المستثمرون من القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي المباشر، ناهيك عن الفساد. سبق أن لاحظ كبير الاقتصاديين في مجموعة بنك بيبلوس، نسيب غبريل، في مقابلة له في العام 2018 “تراجع المناخ الاستثماري وبيئة الأعمال في لبنان عموماً وفي الأعوام العشرة الماضية خصوصا”، إضافة إلى انعدام رؤية طويلة الأمد واستراتيجية عملية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى لبنان، ما أدى إلى تراجع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 14% من الناتج المحلّي في الـ2008 إلى أقل من خمسة بالمئة من الناتج في الـ2017. فكيف الحال الآن؟

يلفت الوزير السابق، فادي عبود، في كتاب “أسباب الانتفاضة” الذي نسقه مروان اسكندر، إلى أن المشكلة الإضافية في لبنان، إلى جانب جميع المشاكل الأخرى، تكمن في عرقلة الإجراءات اليومية. الرشاوى الفلكية تعيق الاستثمار وتبعد المستثمرين، تهدر الوقت والطاقات وتزيد التكاليف الاقتصادية وترفع الأسعار وتضرب القدرات التنافسية. فلا يمكن الاستيراد والتصدير دون ما يسميه تلطيفاً “حلوينة” مع التخمين الاستنسابي وعلى عينك يا تاجر. يتعرض طالب أي رخصة في لبنان للابتزاز، بدءاً من رخصة “فان” إلى رخصة بناء وغيرها…

العلة في الآليات المعقدة والطويلة التي يستحيل معها الاستغناء عن معقب المعاملات. مثلا على من يرغب في توزيع البضائع أن يخضع لعملية تسجيل “الفان”، وبعدها يستحصل على رخصة نقل (حسب المحافظات) ثم على رخصة لوضع اسم الشركة على “الفان”، وهذه تتطلب رخصة من الأمن الداخلي، وتعهدا من عند كاتب العدل، وكتابا من وزارة الاقتصاد… إن تحقيق ذلك يتطلب عدة أيام من الوقت المهدور، علما أن رخص النقل غير ضرورية لأنه بمجرد أن تسجل آلية نقل تصبح رخصة النقل تحصيل حاصل.

اخترعت عملية تسجيل العقارات لجان التخمين لمساعدة الموظف على “الاستنساب”. وهذا سيجعل ضريبة الأرباح على العقارات، إذا أقرت، غير دقيقة، لأنها سترتبط بعمليات التخمين. وتقدر خسارة الخزينة من عمليات التخمين بمئات الملايين من الدولارات.

كل ذلك يجعل لبنان بلدا غير صديق للمستثمر، باعتراف البنك الدولي. إذ صدرت أخيرا تقارير “ممارسة أنشطة الأعمال” للعام 2019 التي تقيس الأنظمة التي تؤثر على 11 مجالا من مجالات حياة الأعمال التجارية، وشملت 10 من هذه المجالات في ترتيب سهولة ممارسة الأعمال التجارية لهذا العام: بدء النشاط التجاري، استخراج تراخيص البناء، الحصول على الكهرباء، تسجيل الملكية، الحصول على الائتمان، حماية المستثمرين الأقلية، دفع الضرائب، التجارة عبر الحدود، إنفاذ العقود، وتسوية حالات الإعسار. فسجل لبنان المرتبة 146 في مؤشر “سهولة الأعمال” مقارنة بالمرتبة 139 مطلع العام 2017. أما عدد الأيام التي تتطلبها عملية تأسيس عمل جديد، فتصل إلى 15 يوما، بكلفة تصل إلى 30% من متوسط الدخل الفردي السنوي.

فيما يتعلق بالحصول على تراخيص البناء، سجل لبنان المرتبة 170 بعدد أيام تصل إلى 27 يوما، متراجعا بذلك من المرتبة 142 بداية العام الماضي. الاستحصال على رخصة بناء يعتبر من الأكثر استنزافا للوقت والجهد والأغلى رسوما. مقارنة مع دبي التي حققت المرتبة رقم 11 عالميا.

في مقابلة مع القاضي عبود، الذي ترأس الهيئة العليا للتأديب التي تعنى بمراقبة عمل الموظفين والبلديات ومكافحة الفساد، في “النهار” في 12 سبتمبر الماضي أعلن أن نظام المساءلة في لبنان معطل ومقاومة الفساد تفوق قدرة الأجهزة… والقاضي عبود كان قد صرح لتلفزيون MTV، في 25 حزيران في العام 2018، أن ثلث الموظفين في الدولة يقومون بواجبهم وثلثهم يسرقون وثلث عاطل عن العمل. ونقلت عنه ليبانون فايلز: “يجب طرد نصف الموظفين في الدولة… ولو عندي دكانة فلافل ما بقعد دقيقة بالقضاء”.

فأي استثمار وفي أي دولة؟ بغياب قضاء حر مستقيم؟

يصف ابن خلدون الانهيار كأنه بيننا: عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدعون والكتبة والقوالون، والمتصعلكون وضاربوا المندل وقارعوا الطبول والمتفيقهون والمتسيسون والمداحون والهجاؤون، وعابروا السبيل والانتهازيون، تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط ويضيع التقدير ويسوء التدبير وتختلط المعاني والكلام ويخلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل. وتعم الإشاعة ويعلو صوت الباطل ويخفت صوت الحق. ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطابات والمزايدات على الانتماء ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة.

 

"حزب الله" والراعي والذئب والحمل

نجم الهاشم/نداء الوطن/26 تموز/2020

لا يستطيع "حزب الله" أن يخفي نفسه بثياب الحمل. هو نفسه يرفض أن يكون على صورة الحمل ويعطي انطباعاً بأنّه ذئب على قاعدة أنّه "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب". ولذلك يتعاطى مع من لا يؤيّدون طروحاته ويعارضون استراتيجياته ونهجه وتبعيته لنظام ولاية الفقيه في إيران، على أساس أنّهم حملان يعكّرون عليه صفوة مياه النهر، وإن لم يكونوا هم من يفعلون ذلك فقد يكون آباؤهم أو أجدادهم. هي الحجّة الدائمة للإنقضاض عليهم. والأمثلة كثيرة. لا يقبل "حزب الله" أن يتحدّاه أيّ كان في خياراته وطرق العمل التي يتبعها. يقبل أن يتمّ إعلان عدم الموافقة من دون أن يرتقي الموقف إلى الإعتراض العملي على الأرض. هكذا مثلًا لا يكترث للأصوات التي تقول إن سلاحه غير شرعي وإنه يخدم مشروع إيران في المنطقة ويُعرّض لبنان للخطر، ويعتبر أنّها ستبقى أصواتاً تذهب في الهواء من دون أن يكون لها أيّ تأثير على واقع الأمور ومسار خططه. أمّا أن يصدر موقف على مستوى الموقف الذي أعلنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فتلك مسألة أخرى لا يمكن إلّا أن يتوقّف عندها "الحزب" ليدرس طريقة التعامل معها.

فوق طاقة لبنان

في 15 آب 2005 في أربعين الأمين العام السابق لـ"الحزب الشيوعي اللبناني" جورج حاوي الذي اغتيل في 21 حزيران من ذلك العام، وقف رفيق دربه محسن ابراهيم أمين عام "منظمة العمل الشيوعي" ليعلن أن "الحركة الوطنية ارتكبت خطأين، أوّلهما أنّها استسهلت الحرب الأهلية معبراً لتغيير بنية النظام الطائفي. وثانيهما أنّها أباحت لبنان للمقاومة الفلسطينية، ممّا حمّله فوق طاقته وأدّى إلى انشطاره شطرين متقاتلين، في ظلّ تخلّي الدول العربية قاطبة عن التزام نصرة الشعب الفلسطيني ودعم ثورته". اللافت في هذا الإعلان أمران:

الأمر الأول أنّ عناصر من "حزب الله" متهمون باغتيال حاوي وقد بدأت محاكمتهم قبل يومين، في 22 تموز الحالي، أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في هذه القضية وفي قضيتي محاولتي اغتيال الوزيرين السابقين مروان حماده والياس المرّ. مع الإشارة إلى أن الحكم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيصدر أيضاً عن هذه المحكمة في 7 آب المقبل. وهذه من الأمثلة على طريقة تعاطي "الحزب" مع من يعتبر أنّه بات يشكّل تهديداً لمشروعه ولسلاحه، وهي أمثلة مرتبطة بمرحلة صدور القرار 1559 عن مجلس الأمن الدولي الذي طلب نزع سلاح "الحزب" وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بدل التمديد للرئيس أميل لحود وأدّى لاحقاً إلى انسحاب جيش النظام السوري من لبنان. الأمر الثاني أن ما قاله محسن ابراهيم عن خطأي "الحركة الوطنية" خصوصاً لجهة تحميل لبنان أكثر من قدرته على الإحتمال خدمة للقضية الفلسطينية مما أدى إلى انفجاره وانشطاره، هو ربّما الخطأ نفسه الذي يرتكبه "حزب الله" اليوم من خلال تحميل لبنان أيضاً بكلّ مكوّناته ما لا طاقة له على احتماله، الأمر الذي سيؤدّي حتماً إلى انفجاره وانشطاره. لهذا السبب فاض الصبر عند البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ولم يعد يستطيع أن يحتمل أكثر التهديد الذي يتعرّض له لبنان بسبب سياسة "حزب الله" وانخراطه في صراعات المنطقة، من دون أن يأخذ في الإعتبار حالات الإعتراض عليه وتعاطيه معها بالإنكار والتصدي وإمكانية تكرار ما حصل في العام 2005.

بين الراعي و"الحزب"

لم يسمّ البطريرك الراعي "حزب الله" في نداء البنود الثلاثة في 5 تموز ولكنّه كان يشير إليه بوضوح ويجاهر بذلك في حديث إلى "الفاتيكان نيوز". وإذا كان "حزب الله" تجنّب الردّ المباشر على الراعي فإن صمته يبقى ردّاً بليغاً. وما لم يقله "الحزب" مباشرة تولّى غيره قوله نيابة عنه وصولاً إلى شنّ حرب تكفير ضد الموارنة والبطريرك، مع اتهامهم بالإجمال بالعمالة والتهديد بأن المرحلة السابقة التي لعبوا فيها دوراً لتأسيس الكيان اللبناني قد انتهت. هذا الكلام ليس ردّاً على ما قاله الراعي فقط، بل يكشف النوايا الأصلية التي يتبنّاها "الحزب" طريقاً ونهجاً وممارسة.

ففي "رسالته المفتوحة" إلى المستضعفين في العالم في 16 شباط 1985 التي شكلت الانطلاقة العلنية الاولى له، بعد مرور ثلاث سنوات على تأسيسه في العام 1982، كان خطابه الأساسي متمحوراً حول مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والنظام اللبناني والمارونية السياسية إضافة إلى قوى الاستكبار العالمي ومؤسسات الأمم المتحدة، كما تبنى الدعوة إلى إقامة "الحكم الإسلامي" من دون أن يفرضه على احد بالقوة: "إنّنا أبناء أمّة "حزب الله"، نعتبر أنفسنا جزءاً من أمّة الإسلام في العالم. إنّنا أبناء أمّة "حزب الله" التي نصرالله طليعتها في إيران، وأسّست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم، نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمثّل بالوليّ الفقيه الجامع للشرائط. كل واحد منّا يتولّى مهمته في المعركة وفقاً لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد".

وهذا الأمر أكّد عليه الأمين العام لـ"حزب الله" لاحقاً السيّد حسن نصرالله بقوله: "الفقيه هو وليُّ الأمر زمن الغيبة، وحدود مسؤوليته أكبر وأخطر من كل الناس، ويفترض فيه، إضافة إلى الفقاهة والعدالة والكفاءة، الحضور في الساحة والتصدّي لكل أمورها، حتى يعطي توجيهاته للأمّة التي تلتزم بتوجيهاته. نحن ملزمون باتباع الولي الفقيه، ولا تجوز مخالفته. فولاية الفقيه كولاية النبي والإمام المعصوم، وولاية النبي والإمام المعصوم واجبة، ولذلك فإن ولاية الفقيه واجبة. والذي يردّ على الولي الفقيه حكمه فإنّه يردّ على الله وعلى أهل البيت. فمن أمر الولي الفقيه بلزوم طاعتهم فطاعتهم واجبة".

حدود الصبر

على رغم مرور 35 عاماً على تلك الرسالة لا يزال "حزب الله" فصيلاً في جيش ولاية الفقيه. ولا يزال السيّد نصرالله يجاهر أنه جنديّ في هذا الجيش وأنّ كلّ الدعم يأتيه من إيران، وأنّ كلّ ما يقوم به في سوريا والعراق واليمن والعالم كله تلبية للتكليف الشرعي الذي يحرّكه. ولذلك لا يمكنه أن يُحمّل لبنان أكثر من طاقته وأن يضع لبنان في خدمة هذا التكليف الذي لا يعنيه إلا وحده. ثمّة استكبار يمارسه "الحزب" على غيره من هذه الناحية. لا حرمة لأحد أمام ما يريده "الحزب". من الإستيلاء على أراضي الكنيسة المارونية في لاسا مثلًا إلى الكلام الذي طاول البطريرك الراعي والموارنة عموماً. لذلك بعُدت المسافة بين لبنان الكيان ولبنان الذي يريد "حزب الله" أن يكون حاملاً لمشروعه ومطيّة له. ولذلك كانت صرخة الراعي وفحواها أنّه لا يمكن أن يعتبر "الحزب" أنّه يستطيع أن يفعل ما يريده من دون أن يعترضه أحد ومن دون أن يرفع الصوت في وجهه أحد وأن كلّ الناس يجب أن تكون مثل الغنم.

لقد حاول الفلسطينيون مع الحركة الوطنية تحميل لبنان أكثر من طاقته حتى انفجر وخرجت منظمة التحرير من لبنان. وحاول النظام السوري أن يُحمّل لبنان أيضاً أكثر من طاقته حتى انفجر بوجهه وتمّ إجبار قواته على الخروج من لبنان. اليوم "حزب الله" من خلال سياسته التي لا يضع فيها أي اعتبار للتراجع والمراجعة والتلاقي ولاحتمال انفجار الوضع في وجهه قد يلاقي المصير نفسه. لأن لبنان هو الذي سيبقى في النهاية. وسيجد "الحزب" نفسه وحيداً ولن يكون باستطاعة سلاحه أن يحميه. مراجعة النقد الذاتي التي جهر بها محسن ابراهيم جاءت بعد 15 عاماً على انتهاء الحرب و23 عاماً على خروج منظمة التحرير من لبنان، و38 عاماً على اغتيال كمال جنبلاط ولن تكون مراجعة "حزب الله" مفيدة بعد 15 عاماً من اليوم. وإذا كان "الحزب" لا يستطيع أن يتحرّر من المشروع الذي يحمله فإنّه لا يستطيع أيضاً أن يسجن لبنان كلّه فيه.

 

تحذير لو دريان من خروج الأزمة عن السيطرة: المسؤولون يدورون حول أنفسهم

هيام القصيفي/الأخبار/26 تموز/2020

لم يحمل وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان أيّ مبادرة إلى لبنان. لكن ما خرج به يوازي بالأهمية التحذيرات التي حملها. خلاصة الزيارة أن هناك خوفاً من خروج الأزمة عن السيطرة، وأن المسؤولين في لبنان يدورون حول أنفسهم

غرقت بعض الأوساط اللبنانية قبل مجيء وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، في متاهة معلومات مغلوطة عن الحركة الفرنسية تجاه لبنان والكلام عن مبادرات ومساهمات كبيرة لإنقاذ الوضع. حتى إن الحركة المالية تأثرت به كما المصارف التي اعتقدت أن هناك فرصة لإعادة ترتيب أوضاعها. رغم أن لو دريان كان واضحاً في حدّته وكلامه المباشر قبل مجيئه الى لبنان وبعده، في أن تحرك فرنسا محصور بحثّ اللبنانيين على مساعدة أنفسهم مع جملة ملاحظات سلبية عن أداء المسؤولين اللبنانيين. إلا أن ثمة من أراد أن يحيّد زيارته وما جرى فيها عن مسار فرنسي بدأ مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أسابيع، وانتهى بهذه الزيارة، التي أشاعت في ختامها تشاؤماً ونظرة سلبية الى الآمال التي كانت معقودة خطأً عليها. فعاد لبنان الرسمي ليواجه، بمفرده، استحقاقات يتحمل هو بنفسه مسؤولية ما وصلت إليه. لم يأت وزير الخارجية الفرنسي حاملاً خطة إنقاذ، بل قام بزيارة استطلاعية ولإبلاغ المسؤولين في لبنان تحذير فرنسا من استمرار المراوغة والفساد والهدر والتخبط العشوائي في إدارة الأزمة. ما خلا ذلك، لا مساعدة فرنسية عملانية سوى إنسانية - اجتماعية تتعلق بالقطاع التربوي، وزيارة مؤسسة عامل تتعلق بروابط قديمة في إطار الصداقة الفرنسية مع المؤسسة والدكتور كامل مهنا.

لكن في مقابل «صدمة» المسؤولين اللبنانيين وفشلهم في استثمار الزيارة الفرنسية لمصلحتهم، وسط مطالبتهم بتحمل «الدول الصديقة» مسؤولية إنقاذ لبنان، خرج لو دريان والوفد بانطباعات عن اللقاءات التي عقدها. فما هي، وما هي المخاوف التي عبّر عنها؟ في معلومات كشفتها مصادر فرنسية مطّلعة لـ«الأخبار» أن «الانطباع هو أن من غير المعروف أين هي صناعة القرار في لبنان. فصناعة القرار لا تبدو واضحة، لا موقع ولا مقاربة حقيقية لواقع الأزمة». وتضيف «لا رؤية موحّدة لدى المسؤولين اللبنانيين في ما يريدونه أو في ما يعرضونه. صحيح أن لا خلافات كبيرة بين المسؤولين في ما سمعه الفرنسيون، لكن المقاربات مختلفة تماماً، والأولويات لدى هؤلاء المسؤولين ليست هي نفسها». وتشير المعلومات الى أن الانطباع الحقيقي «هو أن هناك ضياعاً لبنانياً، وأن المسؤولين في لبنان يدورون حول أنفسهم، فيما الأزمة في مكان آخر». الكلام عن الأزمة التي حدد لو دريان معالمها بوضوح في كلامه العلني، يخلص الى نتيجة أخرى: «التحذير الفرنسي ناجم عن خوف باريس من أن تخرج الأزمة الحالية عن السيطرة، فلا يعود في إمكان اللبنانيين أو الدول الصديقة مساعدتهم للجمها. وخروج الأزمة يعني أن التفلت سيصيب كل القطاعات. والأكيد تكراراً أن الخوف من خروج الأمور عن السيطرة غالب لدى الفرنسيين، وهناك خوف من التفلت الأمني ليس لجهة اندلاع حرب، بقدر ما هو تفلت أمني داخلي نتيجة الوضع الاجتماعي والمالي الذي يتفاقم انهياره، ما يؤدي تلقائياً الى توترات أمنية داخلية».

أما النقطة الثانية فهي أن الوزير الفرنسي لم يتعامل مع موضوع الحياد إلا بطريقة دبلوماسية. وخلاصة تلميحاته حول هذا الموضوع أن «لبنان لم يتمكن من تطبيق سياسة النأي بالنفس، رغم أن هذه الصيغة كانت ترضي الدول الإقليمية والدولية، وتحافظ على أوضاع لبنان ولم يكن صعباً الحصول عليها واعتمادها، في مرحلة مختلفة تماماً عن المرحلة الحالية بما تحمل من مخاطر وتحديات. فكيف بالحري في موضوع الحياد الأصعب داخلياً وإقليمياً ودولياً، فيما لبنان يعيش أسوأ أزماته؟ فهناك أمور صغيرة وخلافات أصغر بذلك بكثير ولم تحلّ، فكيف يمكن التعامل مع قضايا كالحياد في هذه المرحلة الحساسة؟».

النقطة الثالثة التي أشار إليها لو دريان هي أن موقف باريس من تغيير مهمة القوات الدولية في الجنوب هو أقرب الى الموقف اللبناني، في الحفاظ على مهمة اليونيفيل ودورها والحفاظ على القرار 1701 كما هو. لكنه نبّه من أن لدى الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا مقاربة مختلفة للتجديد، لكنهما لم تقولا رأيهما النهائي بعد منها.

 

قبل السحسوح... وبعده

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 27 تموز 2020

احترف جمهور حزب الله على مواقع التواصل الاجتماعي إهانة خصومه بشعار "بعد السحسوح" و"قبل السحسوح".

قبل السحسوح، شبّان يعبّرون عن رأيهم بحرية مطلقة. بغضب كثير في بعض الأحيان. بحرقة أكيدة كلّ مرة. رأيناهم في انتفاضة حيّ السلم الشهيرة التي وصلت بأحد المنتفضين أن يشتم حسن نصرالله مباشرة وعلى الهواء. رأيناه هو وآخرين، يعتذرون من "صبّاط السيد" في اليوم التالي عما بدر منهم من صراخ احتجاجي "آثم"! قيل يومها إنّ أصواتهم تغيّرت بعد السحسوح. انكسارهم كان واضحاً. الوضوح الذي يريده من تكفّل بإعادتهم إلى بيت الطاعة والولاء والتبعية.. علكوا جملاً تافهة عن المقاومة والصمود والكرامة وتاج الرأس.. علكوها بكرامات مُمتَهَنَة وأعناقٍ مائلة وأصواتٍ ترتجف كأنّها تتوسّل خروج الكلمات من حنجرة ليست لصاحبها. ثم كرّت السبحة. في ثورة تشرين، وفي حلقاتها الجنوبية والبقاعية تحديداً، كثرت الفيديوهات التي تؤرخ للـ"ما قبل والـ"ما بعد"، برنين السحسوح على رقاب أُعيد إخضاعها للخطاب الواحد والهذر الواحد، بعد لحظات تفلّت وُثّقت بالصوت والصورة، وأحياناً بالكلمة.

انهمرت الإعتذارات من الصبابيط والأقدام، كأمارةٍ وحيدة على نفوذ قوى الأمر الواقع وسطوة حرّاس بوابات الخطاب الشيعي..

تحولّت الفيديوهات، التي تولّى من تولّى نشرها، إلى عرض علني للمهانة يبغي تكريس علاقات القوّة بين طرفين، بحيث أن السحاسيح الفعلية التي نزلت بالمُهان تقاس بعدد المرات التي شوهد فيها الاعتذار والتبرير لا بعدد الضربات الفعلية التي تعرّض لها. 

شيء مشابه قد يحصل هذه المرّة، أي أن يحاول حزب الله الردّ على قتل عنصره في سوريا ضمن حسابات شديدة الدقّة والحساسية، خشية الانزلاق نحو حرب لا يريدها.

وبين ما يتوسّله هذا العرض، تجريدُ المُهان من أيّ شعور خاصّ بالقوّة، وتعرية الأحاسيس والأفكار التي انتابته لحظة انتفاضه.

تبدو الآية مختلفة الآن. فإيران وحزب الله هما موضوع عرض المهانة العلنية. فالتفجيرات تتوالى في إيران وفي مواقع شديد الحساسية كان أخطرها موقع "ناتانز". أما حزب الله الذي سبق وهدد أنه "إذا قتلت إسرائيل أيً من إخواننا في سوريا، فسنرد على هذا القتل في لبنان وليس في مزارع شبعا"، فيبدو بعد قتل أحد عناصره اللأسبوع الفائت في سوريا، ملزماً بما ألزم نفسه به!

عنفوان ما قبل السحسوح لا يبدو بمثل ما بعده، أقلّه حتى الآن.

لا يُخفى أنه في المرة الماضية، حين قتلت إسرائيل عنصرين لبنانيين من وحدة "الدرونز" في الحزب، ردّت إحدى مجموعاته بعملية لم تؤدِ الى سقوط أي إصابات. يومها تولّت إسرائيل تنفيذ عملية إجلاء وهمية لدمى على هيئات بشرية من موقع العملية قبل أن تكشف عن "المسرحية" لاحقاً.

شيء مشابه قد يحصل هذه المرّة، أي أن يحاول حزب الله الردّ على قتل عنصره في سوريا ضمن حسابات شديدة الدقّة والحساسية، خشية الانزلاق نحو حرب لا يريدها. فلا موجة التوسع المرعبة في انتشار فايروس كورونا في لبنان خلال الأيام الماضية، ولا وقوف لبنان على حافة هاوية الانهيار الاقتصادي كما قال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، تسمحان لحزب الله بمغامرة تجرّ إلى حرب.

عنتريات حزب الله المفيدة في السياق المحلي، تعرّي إيران في السياق الأوسع

يحتاج حزب الله لما يحفظ له ماء الوجه، ولو فرقعة إعلامية كما المرّة الأخيرة، بغية حماية منطقه وصورته ومعنوياته "قبل السحسوح".

بيد أنّ المفارقة أنّ موقف حزب الله يحرج إيران ويعرّيها. فلماذا يصرّ حزب الله على الردّ على أي عنصر له يُقتل في سوريا، ومن لبنان، في حين لا تردّ إيران على مقتل جنرالاتها في سوريا، ومن إيران.

فهل كرامة حزب الله أعلى من كرامة الإيرانيين، أم أنّ قدرته واستعداداته أرفع مكانةً؟

عنتريات حزب الله المفيدة في السياق المحلي، تعرّي إيران في السياق الأوسع.

وهنا تصير المعادلة في غاية البساطة.

إما أن ترتقي إيران الى مستوى حزب الله وتردّ كما يردّ، وإما أن يتراجع حزب الله إلى خانة الواقعية الإيرانية، ويبلع السحسوح كما تبلعه إيران!

في الحالتين باتت إيران وحزب الله في موقع من تعمّدت إهانتهم وإذلالهم على الملأ. وحان دورهما في عرض المهانة: "ما قبل السحسوح وما بعده".

 

المطران مظلوم: مبادرة بكركي ستُتابَع بكلّ الوسائل… شروط بناء الدولة احتكار السلاح والقرار

مجد بو مجاهد/ النهار/26 تموز/2020

إنّ مبادرة بكركي وُلدت لتعيش. لن يُصيب الرّهان على تجاهلها أو خفوتها. ستشهد الأسابيع والأشهر المُقبلة نموّ الطرح الذي سيكبر على أساس بناءٍ متين، تُشارك الحشود الغفيرة والمتقاطرة إلى الصرح البطريركيّ في تشييده. هذا ما تؤكّده المعطيات. وبذلك، يُنتظر أن يغدو طرح الحياد حصاداً وطنيّاً يعكس رخاءً وازدهاراً، وكتابة لتاريخ الدفاع عن هويّة البلاد المعتَّقة بأسس الانفتاح على دول العالم، فيحين موعد الاحتفال بانتصار لبنان الكبير على الصّعاب التي تهدّد كيانه في عيد مئويّته.

إذاً مبادرة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي انطلقت، وشقّت طريقها المُعبّد بتأييد لبنانيّ من مختلف الأطياف والمناطق التي وجدت في الصرح البطريركي الصوت والمنبر. وعندما تسأل “النهار” النائب البطريركيّ العام للكنيسة المارونية سيادة المطران سمير مظلوم عن المكان الذي يمكن أن يصل إليه صوت مبادرة الحياد وأبعاد الطرح وأسبابه، يقول “إنّها ليست المرة الأولى التي نتحدّث فيها عن الحياد الذي يشكّل جزءاً أساسيّاً من النظام اللبناني المبنيّ على الحياد والاستقلالية عن الأزمات من أيّ جهة أتت، ذلك أنّه ليس المطلوب الانحياز إلى الشرق أو الغرب أو الدخول في الخلافات والتيارات، وهذه هي فلسفة الميثاق الوطني من أجل تأمين العيش المشترك وحرية اللبنانيين ليأخذوا قراراتهم”، مذكِّراً بأن “سمة الحياد وعدم الانحياز قائمة منذ أن اكتسب جبل لبنان طابعاً خاصّاً. وقد عُرِفت هذه السمة على أيّام المعنيين والشهابيين، وهي كلّها حلقات لم يكن جبل لبنان ينحاز فيها إلى فريق ضدّ آخر. أمّا لماذا طرح الحياد اليوم؟، فذلك لأنّنا وصلنا في لبنان إلى وضع ابتعد فيه عن هذا المبدأ، وقد خرجنا على الميثاق الوطني والدستور المبنيّ على الحياد في ظلّ شرخٍ عميق بين فريقين. ولم يعد هناك إمكان للتّفاهم على القضايا الوطنية والعيش المشترك. هذا ما يجعل الدولة معرّضة لأن يسيطر عليها فريق من الأفرقاء فتبتعد عن الميثاق الوطني”.

يرى مظلوم أن “المخرج من الكارثة لا يزال موجوداً عبر العودة إلى جوهر بناء الدولة من خلال التفاهم مجدّداً”، متسائلاً: “كيف يمكن العيش سويّاً إذا كان فريقٌ يدّعي الغلبة على الفرقاء الآخرين؟”؛ ويشدّد على أنه “عندما صار هناك ابتعاد عن جوهر الميثاق، تثبّت الانشقاق ضمن المجتمع اللبناني. ولا بدّ من الارتفاع عن الغرق في اليوميات والجلوس سويّاً من أجل معالجة هذه الأمراض القاتلة في النظام اللبناني”.

يأسف المطران مظلوم على الانشقاق القويّ بين اللبنانيين في قوله إن “هناك فريق يعتبر نفسه غالباً وعنده فائض قوة ويعتبر أنه يستطيع أن يأخذ معه لبنان كلّه إلى تيار معين”. وردّاً على سؤال عن الحياد ومدى ارتباطه بحصريّة السلاح، يجيب: “هذا سؤالٌ جوهريّ. في كلّ بلد وخصوصاً في لبنان، إذا أردنا العيش في وطن متنوّع لا بدّ من التفاهم على أيّ دولة نريد بناءها. ومن شروط بناء الدولة الأساسية أن تحتكر السلاح والسياسة الخارجية والقرارات الوطنية، وليس أن يأخذ فريق أو حزب القرارات عن الدولة”، مضيفاً: “هل نريد العيش معاً بحقوق وواجبات متساوية؟ هذا لا يمكن حلّه بكبسة زرّ بل من خلال التفكير بالحوار”.

في الحديث عن المئوية، يقول: “نخاف على هذا اللّبنان الذي بني خلال مئة سنة بحسناته وسيئاته وبعد كلّ الاختبارات التي عشناها ونعيشها. فهل سنُكمل سويا؟ أم نتقسّم ونفترق؟”، مؤكّداً أن “ردود الفعل من أكثرية الناس تؤيد مبادرة بكركي وترى في الحياد مخرجاً من الأزمة”. وعن الخطوات المرتقبة في تفعيل الطرح، يشدّد على أن “المبادرة طُرحت وستتابع بجميع الوسائل القانونية والسياسية والديبلوماسية المتاحة لإقناع كلّ اللبنانيين بأحقية الحلّ، وربما نصل إلى دعم من الدول الخارجية والأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن “لا قرار حتى الآن بجولة خارجية ولا مواعيد محدّدة مع أي دولة”. وعن إمكان عقد طاولة حوار وطني، يرى المطران مظلوم أن “غبطة البطريرك الراعي ينادي بالحوار. المفروض أن هذا الاقتراح وضع بعهدة فخامة رئيس الجمهورية، والطرف المخوّل أن يدعو إلى حوار هو الدولة اللبنانية. فإذا رأى فخامة الرئيس بأن الحوار ضروريّ وممكن وإذا دعيت الكنيسة ستحضر”.

وفي ما يخصّ رأي الرئاسة الأولى بالمبادرة، يؤكّد أن “من الأجوبة التي وردتنا أن فخامة الرئيس مع مبدأ الحياد ومؤيد له ويعتبر أنه يحتاج إلى تفاهم وهذا ما ندعو إليه نحن أيضا. الوضع الذي وصلنا إليه لا يحتمل والشعب يجوع ويحتاج إلى معالجة في العمق. فلماذا لا نتساوى بالبناء والازدهار بدلاً من أن نتساوى بالفقر والعوز؟”. وعن أجواء زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى الصرح البطريركي، يكشف مظلوم: “لم يحصل نقاش معمّق مع الوزير الفرنسي حول موضوع الحياد، لكن لدى الوزير رأيه وفرنسا عندها رأيها، وفي تفكير الوزير لودريان، والتلميحات التي أشار اليها، هي الربط بين السيادة والحياد، على أساس أن تكون الدولة سيدة على كل ترابها وأن تكون محايدة”. وفي الخلاصة: “إذا لم تكن الدولة محايدة لا تستطيع أن تستمر. الحياد شرط كي تستطيع الدولة استرجاع سيادتها”.

 

حزب الله ولبنان.. هدفاً حربياً إسرائيلياً وأميركياً؟

منير الربيع/المدن/27 تموز/2020

لطالما كان لبنان الجبهة الإيرانية الأقدر والأقوى في المشروع الإقليمي الإيراني. وها هو اليوم الجبهة القابلة للاشتعال في خيارات طهران المطروحة على جدول خطواتها وتصعيدها أو ردودها على استهدافها.

تحييد لبنان وتوريطه

لكن لبنان كان قد حُيِّد عن الصراعات الإقليمية بقرار دولي كبير، منحه مظلة العيش باستقرار نسبي وسط اشتعال محيطه. وكان أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، قد طرح معادلة القتال والنزال في سوريا قائلاً: "من يريد أن يقاتلنا فليقاتلنا في سوريا". استجاب نصر الله نظرياً لمعادلة تحييد لبنان، لكنه أدخله في حلقة الصراع المفتوح. قبل هذا التفاهم الإقليمي - الدولي، كان لبنان ساحة لتبادل الرسائل في الصراع الدائر في العراق، فيما سوريا محيدة. اليوم تحول مسار الصراع: بعد أن كانت إيران سابقاً هي التي تقحمه في معادلة التوازنات وألاعيبها، لأن مصلحتها تقتضي بقاءه مستقراً لتتمكّن من قضمه والسيطرة عليه، ها هي الولايات المتحدة الأميركية تجعله ساحة تجاذب ونزال مع طهران. وعلى هذا النحو، شمل الاشتعال السوري والعراقي لبنانَ، فاعتمدت الولايات المتحدة سلسلة قرارات غير معلنة للضغط والعقوبات والحصار. وتزامن ذلك وتقاطع مع انهيار لبنان مالياً واقتصادياً، وانفجاره اجتماعياً في ثورة 17 تشرين. وعبّر اللبنانيون عن رفضهم لكارتيل السيطرة السياسية والتوزيع والنهب. وفي موازاة ذلك جاءت العقوبات والضغوط الأميركية الاقتصادية والمالية لتفعل فعلها. وتُوِّج المسار بقانون قيصر وما يترتب عليه من تصعيد أميركي. وقد يصل إلى حدود التصعيد العسكري، إذا لم تحقق هذه الضغوط نتائجها أو لم تحصل تسوية أو اتفاق لصالحها.

حزب الله في الواجهة

تُرجمت حركة الاحتجاج الداخلي على الانهيار بالمطالبة بحكومة تكنوقراط ومستقلين. أما الضغوط الخارجية، فترجمت بالمطالبة بحكومة تكنوقراط ومستقلين خالية من حزب الله. رفض الحزب وشكّل حكومته، ولا يزال متمسكاً بها. السياق المنطقي يفيد بأن المعركة ستتصاعد. المطلب الأميركي واضح في هذا المجال: لا بد من تشكيل حكومة خالية من حزب الله، مع مطلب آخر على علاقة بعمل قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في الجنوب، وتوسيع صلاحياتها، ومنع حزب الله من حرية الحركة العسكرية هناك، ومن استمراره في تعزيز ترسانته العسكرية. إضافة إلى التمسك باغلاق معابر حزب الله بين لبنان وسوريا في النقاشات والمباحثات التي تتعلق بالملف اللبناني.

إغلاق خطوط الإمداد

معنى ذلك أن واشنطن ماضية في إغلاق خطوط إمداد حزب الله وإيران في لبنان. الضربات الإسرائيلية لقوافل الأسلحة كانت واضحة الهدف: منع الحزب من استمراره في إدخال الأسلحة التي تطيح التوازن. ومسار العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا واضح أيضاً: كانت تتركز في الجنوب السوري وبعمق 40 كيلومتراً، لكنها ما لبثت أن توسعت حتى شملت الجغرافيا السورية كلها. إحدى الضربات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت موقعاً قريباً من الحدود اللبنانية في المصنع، ولكنه داخل الأراضي السورية. وهذا مؤشر ورسالة: قد تشمل الضربات الأراضي اللبنانية. واعتبر اللبنانيون أن ذلك لن يحصل، لأن لبنان تحميه مظلة دولية. لكن السياق لا يفيد الركون إلى هذه المعادلة. فكل الساحات قد تتحول ساحة واحدة.

لبنان مسرح الحرب

ثمة من يعتبر أن لا شيء يمنع إسرائيل أو طائرات أخرى من تنفيذ عمليات "مجهولة" داخل الأراضي اللبنانية واستهداف مواقع أساسية لحزب الله أو مخازن صواريخه. وقد يختلق الأميركيون والإسرائيليون تبريرات كثيرة لهذه الضربات، ليصير لبنان غير مستبعد من المعارك الدائرة في المنطقة. وقد تستدرج إسرائيل حزب الله إلى معركة، متخذة ذلك ذريعة لتنفيذ ضربتها. وقد لا تستهدف الضربة، كالعادة، الحزب وحده بل لبنان كله. وقد يفرض الأميركيون والإسرائيليون المعركة حيث يشاؤون. وهم اختاروا لبنان بعدما اختار نصر الله سوريا مسرحاً لحروبه منذ سنوات.

 

الحزب والردّ المؤجل

حسن فحص /أساس ميديا/الإثنين 27 تموز 2020

لا شك أنّ الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله كان يراقب بدقة وبكلّ التفاصيل التحضيرات التي سبقت، والمحطات التي رافقت زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى العاصمة الإيرانية طهران واللقاءات الموسّعة والمتعدّدة التي أجراها مع المسؤولين الإيرانيين، خصوصاً ذلك اللقاء الذي جمعه مع مرشد النظام آية الله السيد علي خامنئي الذي كسر الكثير من البروتوكولات المتبعة في اللقاءات التي يعقدها مع ضيوف طهران، إن لجهة الامتناع عن لقاء أيّ من المسؤولين الإيرانيين أو الأجانب خلال الأشهر الخمسة الماضية مع انتشار جائحة كورونا، وإن لجهة برمجة اللقاء قبل انتهاء الزيارة. إذ من المفترض والمتعارف عليه أنّ مصير أيّ لقاء لضيف مع المرشد الإيراني يتحدّد بناء على نتيجة المحادثات التي يجريها إذا ما كانت متطابقة أو متقاربة مع الأهداف الإيرانية، على أن يكون التقييم في ختام هذه الزيارة. ولم يحصل خرق لهذا البروتوكول سوى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نتيجة للشراكة التي قامت بين الطرفين في الحرب السورية.

ولا شك أيضاً أنّ الأمين العام يراقب بدقة المشهد الذي فرضته الغارة الإسرائيلية على سوريا عشية زيارة الكاظمي إلى طهران، وما أسفرت عنه من سقوط أحد عناصر الحزب إلى جانب عدد من العناصر الإيرانية، والتحدّي الذي تفرضه هذه الغارة على نصرالله الذي التزم بالردّ على أيّ اعتداء يطال عناصر الحزب في سوريا من الأراضي اللبنانية.

وعلى الرغم من حالة الاستنفار القصوى التي أعلنها الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية مع لبنان، والحديث عن حالة مماثلة لجأت لها تشكيلات الحزب القتالية، استعداداً للردّ على غارة دمشق، إلا أنّ المشهد الإقليمي وما يرافقه من حراك دبلوماسي واسع تقوم به الإدارة الإيرانية، قد يفرض على الحزب التريّث إلى حين اتضاح الصورة التي يرسمها هذا الحراك ونتائجه التي من المفترض ان تبدأ بالتبلور والظهور في الأسابيع المقبلة.

المسار السياسي هذه المرة ستكون له الأولوية أو التقدّم على العمل العسكري، من منطلق ترجيح المصلحة

هناك منظومة سيطرة يقبض عبرها الأمين العام على مؤسسات الحزب. إذ يعتبر الشخص الوحيد في هرمية الحزب القادر على التحكّم بمسار القرارات على المستويين السياسي والعسكري لاجتماعها في قبضته. وهو يؤكّد الفصل بين المسار السياسي والمسار العسكري والأمني أو ما يطلق عليه "عمل المقاومة"، وأنّ المسار العسكري لم يخضع ولا يخضع بأيّ شكل من الأشكال لتأثيرات المسار السياسي. وبعيداً عن هذه المسلّمة لدى الحزب وقيادته، وفي ظلّ الاعتقاد شبه اليقيني بأنّ القيادة العسكرية بدأت بوضع خططها الميدانية للردّ على الغارة الإسرائيلية، إلا أنّ المسار السياسي هذه المرة ستكون له الأولوية أو التقدّم على العمل العسكري، من منطلق ترجيح المصلحة التي لا تقف عند حدود التزام الحزب بالاستراتيجيات التي حدّدها لعمله في مواجهة إسرائيل، بل تتعدّاها للأخذ بعين الاعتبار مصلحة "المحور" بأكمله ابتداء من طهران وصولاً إلى لبنان. لذلك، فإن الحزب وبموازاة رفع مستوى الجهوزية لوحداته العسكرية على الحدود الجنوبية، قد لا يذهب إلى خيار الردّ السريع، وسيسمح للمسار السياسي بأن يدفع إلى تأجيل الردّ من دون إسقاطه وبما يسمح بالحفاظ على الهامش الاستقلالي للمسار العسكري عن السياسي. على أن يكون التأجيل بانتظار اللحظة المناسبة، وبالتوقيت الذي تحدّده قيادة الحزب، والذي يتوافق مع حسابات المحور، بحيث لا يكون استدراجاً للتوقيت الذي يريده الطرف الآخر – أي الإسرائيلي والأميركي – خصوصاً بعد التطوّر اللاحق على الغارة الإسرائيلية والذي تمثّل بـ"التحرّش" بطائرة الخطوط الجوية "ماهان"، التابعة لحرس الثورة الإيراني، في طريقها من طهران إلى بيروت فوق الأراضي السورية. وبالطبع آخذاً بعين الاعتبار الحاجة الإيرانية وأيضاً الحاجة الداخلية اللبنانية لتوفير الأجواء المؤاتية لاستثمار أو ترجمة ما يمكن تسميته بوادر إنجازات سياسية واقتصادية قد تساعد على تحقيق خرق في جدار الحصار والعقوبات المفروضة على كلا الطرفين.

لا شك أيضاً أنّ الأمين العام يراقب بدقة المشهد الذي فرضته الغارة الإسرائيلية على سوريا عشية زيارة الكاظمي إلى طهران

لا شك أنّ الحالة التي يواجهها حزب الله في لبنان، ومعه النظام الإيراني، هي مرحلة شديدة التعقيد والتداخل. من هنا، فإنّ الرهان على إمكانية تحكّم البعد السياسي بالعمل العسكري. أو بتعبير أدقّ إخضاع العمل العسكري للحسابات السياسية، وتضييق هامش الاستقلالية بين البعدين، يحمل على الاعتقاد بأنّ هذا المحور قد غلّب المصلحة أو البراغماتية على البعد الأيديولوجي. وربما قرّر المحور عدم تقديم خدمات مجانية للمحور الخصم بإشعال حرب محدودة أو موسّعة تطيح بالخطوات التي بدأها في تفكيك دائرة الحصار التي تضغط عليه اقتصادياً واجتماعياً، إن كان في الرسائل التي وجّهها الأمين العام للإدارة الأميركية المتعلّقة بالحفاظ على مساحات الشراكة على الساحة اللبنانية، أو تلك التي برزت خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان إلى بيروت واجتماعه مع مقرّبين من الحزب، أو تلك الاتفاقيات الاقتصادية الضخمة التي بدأت إرهاصاتها بالاتفاق الاستراتيجي بين إيران والصين، والاستعداد لاتفاق مماثل مع روسيا، وعودة الحوار بينها وبين الهند لاستكمال المشاريع الاقتصادية والاستثمارية العالقة. فضلاً عن وجود مؤشرات تتحدّث عن عودة الحرارة على خطّ الحوار بينها وبين الترويكا الأوروبية، والعودة إلى تفعيل آلية "أنستكس" للتعامل المالي للالتفاف على العقوبات الأميركية.

يمكن القول إنه سيكون هناك ردّ على الاستفزازات الإسرائيلية ضد إيران وحزب الله في سوريا وغيرها، وقد يكون قاسياً مترافقاً مع خسائر أو محدوداً ومن دون خسائر بشرية، إلا أنه هذه المرة سيكون خاضعاً للإرادة السياسية وقرارها، والتي ترجّح أن يكون مؤجّلاً غير معجّل.

15 عاماً بعد السجن: خطيئة جعجع وأخطاؤه

نادر فوز/المدن/27 تموز/2020

"القوة بالمواجهة لا بالهروب"، كتب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على تويتر. مضى 15 عاماً على خروجه من السجن، فأحيا جعجع هذه الذكرى من باب القنص على رئيس الجمهورية ميشال عون. الأخير هرب من القوات السورية، وجعجع واجه مصيره منفرداً. في السنوات الأخيرة من الحرية والعمل السياسي وإدارة المعارك السياسية وتسوياتها ومهادناتها، المراجعة محتومة. بمراجعة ذاتية أو عامة، لا يختلف أحد على أنّ القوات اللبنانية أصابت نفسها وكل اللبنانيين معها، بمقتل حين أعلن جعجع تفاهم معراب وترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون (حينها) لرئاسة الجمهورية.

خطيئة معراب

قضى هذا الترشيح على محور 14 آذار، وأعلن انتفاء قيمته ومشروعه. سلّم البلد، برئاسته ومؤسساته، لحزب الله ومحوره. منح الرئيس المنتخب الغطاء الكامل والشامل لحزب الله، داخلياً، وسهّل على الحزب التلطّي وراء هذه المؤسسات خارجياً. كرّس التفاهم مفهوم التوافق، من باب المحاصصة وتقسيم المصالح. وقد ورد هذا الأمر حرفياً في الفقرتين "ج" و"هـ" من البند الثالث من وثيقة التفاهم التي وقّعها جعجع وعون. فجاء في النص "تتوزّع القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر مناصفة المقاعد الوزارية المخصصة للطائفة المسيحية، بما فيها السيادية ومنها الخدماتية"، و"يصار إلى توزيع مراكز الفئة الأولى من الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة ومجالس الإدارة العائدة للمسيحيين". تسليم وتحاصص، خطيئة يعجز حتى قياديون في القوات اللبنانية عن غفرانها. منهم من انسحب من المشهد العام، ومنهم يتابع عن بعد ما آلت إليه الأمور.

العمل والخطأ

بالنسبة للقواتيين، يجري الحزب مراجعات ذاتية في كل محطة سياسية أو انتخابية. وهو مبدأ تم تكريسه داخل قيادة الحزب وقطاعاته. "لا يخطئ من لا يعمل"، عبارات تحاول التعويض المعنوي عن الأخطاء. أما الخطايا فتحتاج ما هو أكثر من ذلك. بمعزل عن هذه التجارب، يمكن القول إنّ سمير جعجع حقّق خلال 15 عاماً مضت إنجازات عديدة. من أبرزها أنه تحوّل في مرحلة ما من "متهم بقتل" رئيس حكومة إلى رمز في الطائفة السنية. كان ذلك فعلاً مباغتاً، حين رفعت صور جعجع في مدينة طرابلس. وإنجاز آخر، ربما جاء بفعل الظروف وألعابها، أنّ جعجع تحوّل إلى القيادي الأول بنظر دول الخليج العربي. كان ذلك في فترة انكفاء زعيم تيار المستقبل ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن المشهد بين 2011 و2014. في حين لا تخفي دوائر القوات اللبنانية أنّ التواصل بين "الحكيم والقيادات العربية لا يزال مستمراً وراسخاً، وهو الأقوى عربياً من بين مختلف الزعماء اللبنانيين".

التفاهم والرئاسة

بينما يغرق نواب "الجمهورية القوية"، وغيرهم من نواب الكتل الأخرى في فحوص كورونا اليوم وغداً، يقول النائب فادي سعد لـ"المدن" إنّ القوات اللبنانية "صوّبت أخطاء تم ارتكابها في السياسية، ولا تزال تحاول تصويب أخرى". في ما يخص تفاهم معراب ودعم مشروع عون الرئاسي، يؤكد سعد على وجوب الفصل بين "التفاهم المسيحي، أسوةً بكل التفاهمات التي تحصل بين مكوّنات الطوائف الأخرى، وبين ترشيح عون". عام 2016، كان سعد لا يزال أميناً عاماً لحزب القوات، "كان رأيي ولا يزال أن نمضي في التفاهم وليس بموضوع الرئاسة"، "كانت أكثرية القيادة مع التفاهم، ونسبة أقل منها مع تأييد عون بالوصول إلى بعبدا". كان الهدف ردم تاريخ الصراعات بين الطرفين المسيحيين أولاً، والتأكيد على أنّ الفراغ الرئاسي لا يجب أن يكون أمراً عادياً، في ظل استمرار عمل الرئاسات والمؤسسات الأخرى. "ولم نكن نملك خيارات رئاسية أخرى أصلاً". فتم الأمر.

أخطاء ومراجعات

ويؤكد سعد أنّ من بين الأخطاء التي ارتكبتها القوات اللبنانية، "المشاركة في الحكومات بعد 2005 على قاعدة التفاهم الوطني والديموقراطية التوافقية". كانت قوى 14 آذار تنال الأكثرية النيابية "لكن حلفاؤنا لم يقبلوا بالمبدأ الطبيعي للديموقراطية بتشكيل سلطة ومعارضة". مع تفوّق قوى 8 آذار عددياً في البرلمان عام 2018، "أصرّ حلفاؤنا على البقاء في الحكومة والمشاركة فيها". بعد انتخابات 2009، صوّتت كتلة القوات اللبنانية لصالح الرئيس نبيه بري في انتخابات رئاسة مجلس النواب. خطأ آخر، يعترف به القواتيون، "إلا أننا عدنا وأصلحنا الأمر عام 2018". مع التأكيد على أنّ علاقة القوات ببرّي مستمرة ومتينة، لكونه قناة تواصل وحوار مع طائفة أساسية في البلد.

اتفاق الدوحة

بعد اجتياح حزب الله بيروت وعدد من المناطق في أيار 2008، خرج اتفاق الدوحة بصيغة التسليم لحزب الله. يومها "أصرّينا على حلفائنا على عدم السفر وتوقيع الاتفاق". كان ذلك بمثابة إعلان الاستسلام. إلا أنّ الحلفاء أصرّوا مجدداً على الذهاب، "وشاركنا معهم في ذلك. وهذا من الأخطاء التي وقعنا فيها أيضاً". ترتبط تبريرات القواتيين، على الدوام، بأداء الحلفاء. هو التحالف الذي انفرط عقده فعلياً قبل تفاهم معراب. كان الرئيس الحريري قد أعلن دعم النائب (حينها) سليمان فرنجية للرئاسة، كما أنّ الحلفاء المفترضين أنفسهم "لم يبدوا تجاوباً وحماسة كبيرة مع إعلان جعجع ترشيح نفسه للرئاسة".

تدور النقاشات والحجج وتعود إلى النقطة المحورية الأساسية في دعم عون للرئاسة. تمّت الخطيئة، وإن أردنا التساهل معها فيمكن القول إنّها وقعت، لتفضح خطاب التيار الوطني الحرّ وزيف مشروعه للبلد. أحوال لبنان واللبنانيين اليوم خير دليل على لا مشروع التيار في الإصلاح والتغيير، وفشله في إدارة الأزمات لا بل زيادة تأزميها.

 

عن غياب التعاطف في حادثة "ماهان": سيرة الحزب بالتشفي

نادر فوز/المدن/26 تموز/2020

عاش ركاب طائرة ماهان لحظات الرعب التي نقلوها لنا عبر تسجيلات فيديو. قد لا تكفي الكلمات لوصف الذعر المعاش على تلك الرحلة. أطفال مذهولون بعيون فارغة. ركاب متسمّرون، كأنهم مشلولون في مقاعدهم، عاجزون عن الحركة والفعل. يمكن تلخيص ما حصل بالعبارات التي تناقلها الركاب أنفسهم. قبل الصراخ وبعده، وخلاله، تكبيرات وصلوات على النبي وآله. "عم صوّر شو صاير بركي متنا"، تقول إحدى السيّدات بعد أن هدأت الحال وعادت الأمور إلى طبيعتها. تهديد لا يقبله عقل لحياة مدنيين في الجوّ، معرّضين بأي لحظة للسقوط الحرّ بطائرتهم. رسالة أمنية وعسكرية وسياسية بالغة الخطورة من خلال الاعتداء على مدنيين. قد لا تكفي أيضاً عبارات إدانة ما حصل على تلك الرحلة.

شعور إنساني

استنكار، اتّهام، شجب، عبارات بمغزى واحد. في حادثة ماهان، تأتي كل هذه العبارات من دون شعور فائض بالتعاطف. هذا ما بدا من ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي. كأنّ تهديد طائرة مدنية لا يعني لمجموعة من البشر شيئاً. لم تكتمل الجريمة ولم تتمّ التضحية بـ155 راكباً على متن الطائرة، ولو أنّ إبداء التعاطف لا يستوجب أساساً جرماً ناجزاً. ثمة جلاد وثمة ضحية، بغض النظر عن الجرم ونوعه ومداه وقسوته، وبغض النظر عن الزمان والمكان أيضاً. التضامن فعل واحد موّحد، من مسلّمات الشعور الإنساني الصافي. لا يخضع لحسابات ولا مصالح. ينوجد أو ينعدم، لا يخفت أو يشتعل. موجود راسخ، أو معدوم. 

اللا تعاطف

في اعتداء طائرة ماهان، مقاتلة إسرائيلية (أو أميركية) تهدّد طائرة مدنية إيرانية وجهتها بيروت، فوق الأرض السورية. مزيج من الصراعات، وتوضيح لواقع أنّ سوريا- وغيرها من الأراضي العربية أيضاً- أرض حروب الدول والإقليم. عناصر المشهد متشعّبة، سياسياً وطائفياً. بين العدو الإسرائيلي والنظام السوري-عدو شعبه، إيران وإمبراطوريتها وسلاحها الأقوى حزب الله. فيصبح لفعل اللا تعاطف مع ركاب الطائرة، أبعاداً مفهومة، ولو أنه لا يمكن تبريرها. رد فعل تلقائي على مناسبات أخرى، هلّل فيها أنصار ضحايا ماهان للجلّاد والمتلذذ بالدماء والقتل والتهجير والتجويع. محطات تكاد لا تُحصى من التجارب المرّة خلال العقدين الأخيرين في لبنان. ومن التجارب الأمرّ في العقد الأخير من الحرب السورية والثورة المقموعة فيها. مشهد اللا تعاطف واللا تضامن، مألوف، عالق في الذاكرة والوجدان. وكذلك الدعوة للقتل والتشّفي بالمقتول.

الشماتة بالحصارات

على الأرض السورية نفسها، بين حصار مخيّم اليرموك (2013-2014) وحصار مضايا (2015-2016)، انتشى أنصار الجلّادين بالمشهد. في الحصارين، ضحايا جوع ونقص المعدّات الطبية والنَفَس. إلتهم السكان قططهم المنزلية، والخضار واليباس حول منازلهم المزنّرة بالألغام. أنصار الجلّاد حينها، شعروا بنشوة لا توصف. في ضاحية بيروت الجنوبية، من بين أنصار حزب الله، من صوّروا برادات بيوتهم ملأى بالطعام والخبز والجبن. صوّروا ولائم اللحوم، بعنوان "متضامن مع حصار مضايا". خبث وتشفّي وشماتة موصوفون. 

التشفّي بالدولار

خلال الأسابيع الأخيرة، بينما سُرقت أموال مئات آلاف الموعدين في لبنان، تشّفى البعض ببؤس هؤلاء من خلال نشر شوالات الدولارات. وضعوا أوراق مكتوب عليها التواريخ لتثبيت منطق التشّفي وزمنه. وصوّروا دولاراتهم وعرضوها على الملأ. كل هذا مدعّماً بموقف الأمين العام لحزب الله الذي قال في وقت سابق "قد يأتي وقت لا تستطيع فيه الدولة اللبنانية دفع الرواتب... لكن أنا أؤكد لكم أنّ الحزب سيظلّ قادراً على دفع الرواتب". دفعها الحزب، ومستمرّ بدفعها وبالدولار، فاستعرض أنصاره وتشفّوا بسائر الشعب البائس.

الانتصار الحتمي

حلّت الأزمة الاقتصادية، وانحسر التداول بالدولار، حتى بات أيضاً مخصصاً لشريحة من حزب الله وبيئته فقط. وصل الجوع والعوز، وتوقّفت الخدمات الأخرى، وأتى حصار قيصر ليزيد الطين بلّة. فصوّر الأنصار أنفسهم برّادات بيوتهم، المطفأة بفعل انقطاع التيار الكهربائي، وفيها سلاح. حتى لو جعنا، السلاح معنا، وباقٍ معنا، ولن تنالوا. هم معدومون وجائعون، والباقون معدمون وجائعون، لكن الأنصار معهم سلاح. في ظهرهم منطق الاستئثار وفائض القوة. مهما صار، منتصرون. وهو تماماً ما سبق لنصر الله أن قاله في وقت سابق من هذا العام، "نحن لا نُهزم، عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر". ولو متنا جوعاً، السلاح معنا، وسننتصر.

بهذه الروحية، اندفع فقراء خندق الغميق للتنكيل بالمدنيين بمن كانوا يهتفون: "يللي ساكن بالخندق انت ونحن بنفس الخندق".

انخاب الاغتيالات

بيئة حزب الله فاضت في التشفي طوال العقدين الأخيرين. فإن كان التشفي بوقوف جنود العدو الإسرائيلي على "إجر ونصف" على الحدود مفهوماً، إلا أنّ التشفي بشعوب كاملة معدومة أمر بالغ في خطورته وخبثه. في فترات السيارات المفخخة والاغتيالات، بين عامي 2005 و2006، وعامي 2012 و2013، وزّع البعض البقلاوة في الطرقات. تبادلوا التبريكات والتهاني. وكرروا الأمر نفسه عند تهجير الجموع السورية من قراهم، أكثر من مرة وفي أكثر من محافظة. وفي الأشهر الأخيرة هتفوا لـ"7 أيار" وقتل الناس في الشارع. صنعوا من رائحة البارود والموت والأشلاء انتصارات. جمعوها، عصروها، خمّروها، وجعلوا منها أنخاب حلال. لم يتركوا طرفاً، شريكاً أو خصماً أو محايداً، إلا وتجبّروا عليه. كأنهم يسرقون الشعور الإنساني، يصادرونه، يمنعون البشر عنه. يحوّلون الناس إلى كائنات شرّ، علّها إن اشتدّ عودها تصبح قادرةً على منافستهم في السوء. وهذا ما لم يقووا عليه حتى الآن.

التعاطف مع المدنيين.. لن تسرقوه منا.

 

إيران وسوريا ولبنان.. المعركة الوشيكة

يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا المعارض/26 تموز/2020

يستنفد لبنان أيامه الأخيرة. مفاعيل الأمر الواقع المفروض بنتائج حرب 2006 وتداعياتها انتهت تقريباً. قواعد الاشتباك التي كانت تحكم الحدود والاحتكاكات بين حزب الله وإسرائيل ما عادت ثابتة. أما هيمنة حزب الله على لبنان، فقد وصلت ذروتها تحكماً وفشلاً في آن معاً. البلد ما عاد قادراً على الاستمرار على المنوال نفسه.

الحزب أول العارفين أن موعد الاستحقاق الكبير يقترب، والخيارات محدودة وصعبة. فبعد أكثر من 14 عاماً من "تطبيع" المجتمع الدولي والعالم العربي وقسم راجح من اللبنانيين مع واقع سيطرة حزب الله على القرار اللبناني، وضمناً حرية حركته الأمنية والعسكرية والمالية، ونفوذه على المعابر والحدود والمرافئ البرية والبحرية والمطار، وتغلله في مؤسسات الدولة وأجهزتها، واستتباع لبنان عملياً للمحور الإيراني، وتسخير البلد ومقدراته في الحرب السورية لدعم النظام الإجرامي في دمشق.. يبدو أن هذا التطبيع انتهى ولم يعد مقبولاً.

لبنان اليوم في عزلة تامة، حتى أن زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان إلى بيروت، يومي الخميس والجمعة الماضيين، كانت أشبه بإنذار أخير، وبنبرة توبيخية: لا مساعدات، ولا خطة إنقاذ، ولا دعم سياسي أو معنوي أو ما شابه. ففي الشق الاقتصادي كانت الكلمة: أصلحوا أنفسكم. أما الشق السياسي فيُختصر بعبارة: الحياد والنأي بالنفس. وهذه تفسيرها الوحيد، الابتعاد عن إيران والأسد.

في بيروت كان قول لودريان: لبنان على حافة الهاوية. تنبيه جدّي وصارم. ففرنسا التي ترى نفسها "راعية" للبنان، تجد نفسها عاجزة عن إنقاذه إن استمر في واقعه السياسي وخياراته الانتحارية التي فرضها حزب الله وحلفاؤه ومحور الممانعة ككل.

المعلوم أن لبنان لا يتنفس ولا يتغذى إلا بوصل شرايينه بالعالم العربي وبتنشق الأوكسيجين من الفضاء المتوسطي والغربي. هذا ليس مجرد خيار بل شرط تكويني ووجودي لهذا البلد الصغير. كذلك، استقراره وأمنه واقتصاده وانسجامه الأهلي لا يكون إلا بالحفاظ على التوازنات الدقيقة بين الجماعات والطوائف، بسياسة تسوية مرنة، وبحد معقول من تسامي الدولة فوق الطوائف. لكن أيضاً منذ 14 عاماً، ما فعله حزب الله أنه قطع تلك الشرايين وذاك الأوكسيجين وكسر التوازن الداخلي بغلبة غليظة وفجة وعنيفة، وجر لبنان إلى أتون صراعات المنطقة على نحو لا يمكن للبنان تحمّله واستيعاب تبعاته الكارثية.

لم ينتبها أو لم يأخذا جدياً، لا الحزب ولا الحكومة التابعة له، "الهجوم" الأميركي على لبنان، بدبلوماسية العقوبات والضغوط والحصار والعزل والمعاقبة، على نحو حثيث ومثابر ومنهجي.. وفي أدق التفاصيل، إلى حد تدخل واشنطن في مسألة إزاحة نائب حاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري من منصبه، أو في مسألة استيراد المازوت وصولاً إلى أي صفقة تجارية تعقدها الحكومة. وهذا عدا عن مسائل كبرى أعقد وأهم: ترسيم الحدود مع سوريا وإسرائيل (براً وبحراً)، المعابر غير الشرعية التي يستخدمها الحزب، الصواريخ، العلاقات مع نظام الأسد ومع إيران.. إلخ.

كان الظن أن أميركا كالعادة تعاقب إيران وحزب الله وتميز الدولة اللبنانية عنهما. هذا تقريباً انتهى. الجميع ينظر إلى لبنان بوصفه بلداً مخطوفاً وحكومته "من لون واحد" وتابعة ومنصاعة للحزب.

صحيح أن حزب الله وسياسته ليسا السبب الوحيد في الانهيار الاقتصادي والمالي، لكنه بات العائق الأكبر للخروج من الانهيار، طالما أن "إنقاذ" لبنان متصل بشروط سياسية دولية وعربية، علاوة عن الشروط التقنية الاقتصادية والإدارية (كمحاربة الفساد). بالإضافة إلى أن الانهيار هو ترجمة طبيعية أيضاً لانعطاب النظام السياسي وتعطيل الديموقراطية وآليات إنتاج السلطة على نحو طبيعي. وهذا بدوره شديد الارتباط بهيمنة حزب الله على الحياة السياسية.

الأميركيون والأوروبيون والعرب، يتكلمون تقريباً بلسان واحد: على الدولة اللبنانية تنفيذ أجندة 17 تشرين، أي جملة المطالب الشعبية التي تبلورت في ثورة خريف 2019. وبما أن حزب الله، ارتكب واحدة من أكبر أخطائه، معلناً عداءه لهذه الثورة، أصبحت أجندتها ممسكاً "شرعياً" لإضعاف سيطرة الحزب على لبنان.

ومن الواضح، أن المسار الداخلي يتماشى صداماً مع حزب الله، بالتوازي مع سلسلة "الاشتباكات" الكبرى التي يجد فيها الحزب محاصراً بها خارجياً، من سوريا إلى العراق واليمن وصولاً إيران ورجوعاً إلى الضربات التي يتلقاها هو والنظامان السوري والإيراني من القنيطرة إلى أصفهان..

كل المؤشرات التي تدلنا عليها الغارات والاغتيالات والتفجيرات والعقوبات وحشود الجيش الإسرائيلي والحركة العدوانية للطائرات الأميركية ضد الطائرات المدنية الإيرانية المتجهة إلى بيروت، تقول إن الخناق أضحى لا يطاق.. وإيران وحزب الله لا يمكنهما الاستسلام ببساطة. فيما الطرف الآخر يتعمد المزيد من الاستفزاز والخنق كما لو أنه يريد ذريعة لتفجير صاعق المواجهة الكبرى.

والأوضح، أن هكذا مواجهة لن تكون محصورة في جبهة واحدة بل عابرة للحدود، على امتداد الطريق من طهران إلى بيروت. أما "إنقاذ" لبنان فمؤجل إلى ما بعد تلك المعركة، الوشيكة في نظر الكثيرين.

 

لبنان: “هيركات” للمودعين لمصلحة المصارف!

حازم الأمين/موقع درج/26 تموز/2020

في كل المفاوضات التي تجري اليوم للبحث بمستقبل لبنان المالي، ثمة مقعد خالٍ، أصحابه هم الأكثر تضرراً جراء الكارثة المالية التي يعيشها لبنان. هذا المقعد هو للمودعين، وهؤلاء غائبون عن عملية التفاوض، وبالتالي لا دور لهم في قرارات من المفترض أن تطالهم بالدرجة الأولى.

بلغت الوقاحة بجمعية المصارف في لبنان أن يدعي رئيسها سليم صفير أن جمعيته تمثل أيضاً المودعين في المفاوضات مع الحكومة ولاحقاً مع صندوق النقد الدولي! الجمعية، التي أقدم أعضاؤها على سرقة ودائع اللبنانيين ومدخراتهم، تدعي أنها تمثل المودعين الذين تولت بنفسها السطو على مدخراتهم!

علامة تعجب واحدة لا تكفي إزاء هذه الواقعة، فالمرء حين يستعرض تجارب السحق التي نفذها طغاة العالم القديم والحديث، لن يعثر على طاغية يدعي تمثيل ضحيته. صدام حسين لم يفعلها، وبشار الأسد جاهر بأن من سحقهم من السوريين ليسوا جزءاً النسيج “المنسجم”، وهو لا يطمح لأن يكونوا جزءاً من سوريا المفيدة.

سليم صفير، وأعضاء جمعية المصارف، ليسوا طغاة طبعاً لكنهم عبثوا بالدستور والقانون اللبنانيين، وأقدموا على التصرف بأموال نحو مليوني لبناني، وهم اليوم يطمحون للمفاوضة على مصالح من ارتكبوا بحقهم هذه الجريمة.

 يجب أن يكون المودعون جزءاً من القرار، لا بل يجب أن تتقدم مصالحهم أي مصلحة أخرى على طاولة المفاوضات. هذا الهدف لن يحققه لهم من تصرف بودائعهم، كما لن تحققه لهم الحكومة التي تقاسم أهلها مع أصحاب المصارف الودائع والقروض والمساعدات.

في كل المفاوضات التي تجري اليوم للبحث بمستقبل لبنان المالي، ثمة مقعد خالٍ، أصحابه هم الأكثر تضرراً جراء الكارثة المالية التي يعيشها لبنان. هذا المقعد هو للمودعين، وهؤلاء غائبون عن عملية التفاوض، وبالتالي لا دور لهم في قرارات من المفترض أن تطالهم بالدرجة الأولى. هذا خلل كبير يجب أن نباشر بالسعي لرأبه قبل أن يأكل صفير وأهله ما تبقى لنا من حقوق لديهم. يجب أن يكون المودعون جزءاً من القرار، لا بل يجب أن تتقدم مصالحهم أي مصلحة أخرى على طاولة المفاوضات. هذا الهدف لن يحققه لهم من تصرف بودائعهم، كما لن تحققه لهم الحكومة التي تقاسم أهلها مع أصحاب المصارف الودائع والقروض والمساعدات.

يجب أن نرسل من يمثلنا إلى هذه المفاوضات. تلك السيدة التي راحت تصرخ في المصرف ربما تصلح لهذه المهمة، أو غيرها ممن أدمت وجوههم أبواب المصرف المغلقة على مدخراتهم. المودعون هم الشريحة الأوسع بين المتضررين، وأي مفاوضات تستثنيهم ستكون حفلة سرقة جديدة. فنحن نتحدث عن نحو مليوني مواطن، في وقت لا يزيد عدد أصحاب المصارف المُمَثلين في عمليات التفاوض المئة شخص.

مليونا لبناني متضرر مباشرة من الـ”كابيتل كونترول” غير القانوني لا أحد يريدهم على طاولة المفاوضات. مليونا مودعٍ، يتعرضون كل يوم لـ”هير كات” ارادي باشرته المصارف، هؤلاء يجب أن تتقدم مصلحتهم مصلحة سليم صفير وأهله. وهؤلاء يجب أن يقولوا أن هذا الرجل المُثَبّت برطبة عنقه لا يمثلنا، لا بل هو خصمنا في هذه المواجهة. ويجب أيضاً أن نكف عن بيع ودائعنا التي أرغمنا على تجميدها بثلث قيمتها. هذه الفعلة تعني قبولنا بعملية السطو التي نفذتها المصارف على حساباتنا. يجب أن نقاوم. لا خيار أمامنا.

المهمة ملحة، مهمة خلق اطارِ تمثيلي للمودعين، يتولى مهمة الدفاع عن مصالح هذه الشريحة الواسعة من المواطنين، وهي على كل حال شريحة تخترق الطوائف والمناطق، ويمكن أن تكون نواة حركة في أكثر من اتجاه، ذاك أن وجودها بصفتها هذه لن يُساعد أمراء الطوائف على استهدافها بوصفها عدوهم المذهبي. إنها إطار تمثيلي من نوع جديد، وهي منبثقة عن مصلحة مباشرة لأكثر من مليوني لبناني، وهي إلى ذلك، على خصومة مع النظام من موقع مباشر ومختلف وجديد، وهذا ما يرشحها لمهام عجزت “17 تشرين” عن بلورتها والخوض فيها.

المهمة الأولى لهذه الهيئة هي الإعلان عن أن مصالح المودعين هي في خصومة السلطة وفي خصومة المصارف. ومكان المودعين على طاولة المفاوضات يجب أن يكون رئيسياً ويفوق في تأثيره مقاعد الآخرين. حسبة صغيرة تكشف هذا الحق. تقول الحكومة أن الخسائر الناجمة عن الانهيار تبلغ نحو 250 مليار دولار، وتقول جمعية المصارف أن قيمة الخسائر هي نحو 130 مليار دولار. الفارق كبير طبعاً، لكنه خارج النقاش الآن. قيمة ودائع الناس في المصارف نحو 120 مليار دولار. اذاً يجب أن يكون للمودعين أكثر من نصف الأصوات خلال الاقتراع على أي قرار يتعلق بمستقبل ودائعهم. هذا الأمر يحتاج إلى تشكيل هيئة تمثلهم، ويجب أن يكف سليم صفير عن ادعاء تمثيلهم.      

 

الصراع على تاريخ بيروت

حازم صاغية/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

بعض اللبنانيين يلجأون اليوم إلى النوستالجيا، وهو ما يحصل عادة مع الشعور بأنّ مرحلة تنقضي وطريقة حياة تأفل. النوستالجيا الراهنة موضوعها مدينة بيروت، عاصمة اللبنانيين، وزمن النوستالجيا، أي زمنهم الجميل، هو تحديداً الستينات.

فذاك العقد، إلى جاذبيّته الكونيّة، ذو جاذبيّة لبنانيّة مؤكّدة. إنّه يمتدّ من توصّل الولايات المتّحدة ومصر إلى التسوية التي وضعت فؤاد شهاب في سدّة الرئاسة عام 1958، حتّى حرب 1967 وما تلاها من توتّر حدودي مع إسرائيل بعد نشأة المقاومة الفلسطينيّة، ومن ثمّ عقد اتفاقيّة القاهرة في 1969 التي أعلنت ازدواج الدولة وكانت خاتمة الأفراح.

هذا العقد شهد ازدهار الرأسماليّة اللبنانيّة وتمدّدها إلى أطراف البلد النائية، لكنّه شهد أيضاً درجة بعيدة نسبيّاً من الاستقرار وتوسّع الطبقة الوسطى والحضور، في الوقت ذاته، في قلب العالم. لقد بدت بيروت في ذاك العقد ساحرة ومسحورة في آن معاً.

لكنّ تأويل اللبنانيين لـ«زمنهم الجميل» تعبيرٌ آخر من تعابير النزاع الطائفي والثقافي بينهم. ذاك أنّ كلّاً منهم يختار أسباباً ومعاني غير تلك التي يختارها الآخر. ومن بين تأويلات عدّة، هناك اثنان يحضران اليوم بقوّة وبشيء من الصخب.

هناك الرواية السياحيّة الفولكلوريّة، حيث تبدو بيروت مدينة للزوّار الأجانب، تمدّهم بالفندق والمقهى والمصرف والترفيه. بيروت، في هذه الرواية، ليست عاصمة المناطق جميعاً، بما فيها تلك البائسة في الجنوب والشمال والبقاع، ولا هي المسوّرة بحزام بؤس من الفقراء. إنّها فحسب عاصمة لعدد من المواقع الأثريّة في بعلبك وجبيل وصيدا، ولعدد آخر من مواقع التزلّج في فقرا واللقلوق. أمّا صنّاع المدينة فليسوا سوى حفنة ممن رعوا السياحة والاصطياف، واستقبلوا المغنّين والممثّلين الأجانب، كما أشرفوا على مهرجانات فنّيّة وفولكلوريّة. يتصدّر هؤلاء عدد من المصرفيين ورجال الأعمال مصحوبين بـ«سيّدات الصالون المخمليّ» المنتميات إلى عليّة القوم. مقابل الرواية السياحيّة هناك الرواية السلاحيّة التي ترى أنّ بيروت الستينات أصبحت ما أصبحته لأنّها استقبلت مقاتلين أو كتبت عن مقاتلين أو سيّرت المظاهرات التي دعت إلى قتال ما. إنّها، وفق هذه الرواية، المدينة التي أحبّت جمال عبد الناصر، وعاش فيها الأديب الذي اغتالته إسرائيل غسّان كنفاني، فيما خرّجت جامعتها الأميركيّة جورج حبش ووديع حدّاد، مؤسّسي «حركة القوميين العرب» و«الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين»، كما درّس فيها أحد آيديولوجيي القوميّة العربيّة قسطنطين زريق.

الرواية السياحيّة هي تقليديّاً رواية مسيحيّة ورثتها السرديّة السنّيّة في حقبة رفيق الحريري، مضيفة إليها التوكيد على البناء والتعمير. الرواية السلاحيّة هي تقليديّاً رواية سنّيّة ورثتها السرديّة الشيعيّة في زمن «حزب الله» فغيّرت رموزها وأحداثها من دون أن تغيّر مركزيّة القتال والمقاومة فيها. بعض من ربّـتْهم أحزاب قوميّة عربيّة وفلسطينيّة لعبوا هنا، وفي المرحلتين، دور الرواة ذوي الألسنة الطليقة.

والحال أنّ بيروت الستينات أكبر من الروايتين. كلّ واحدة منهما لا تشكّل غير جزء صغير من أجزائها الكثيرة. فالمدينة لم يصنعها ذوات وأعيان، على رغم الجهود الحميدة لبعضهم، بقدر ما صنعها الشغل والكدح اللذان بذلهما أبناؤها والمهاجرون إليها من الأرياف ومن الخارج ممن صاروا، هم أيضاً، من أبنائها. وبالمناسبة، كان من أسباب أهميّة بيروت وخصوصيّتها أنّها مارست وظيفة المدينة في استقبال الغريب واحتضانه وإشعاره بأنّه بات بعضاً من نسيجها. وبالطبع ليست بيروت مظاهرة أو مظاهرتين أو عشرين مظاهرة، وإن أتى هذا النشاط أحياناً تعبيراً عن حيويّة المدينة واعتراضاتها الديمقراطيّة أو تطلّع بعض غير المندمجين إلى الاندماج فيها. أمّا أن تكون بيروت مسرحيّة أو مسرحيّتين طالبتا «بتسليح الجماهير» (التي، لحسن الحظّ، لم تُسلّح آنذاك)، فهذا ما يلخّص مسرحها قبل أن يلخّصها هي.

لقد كانت المدينة، وفي وقت واحد، المقهى والفندق والمطعم والمصرف والمستشفى والجريدة ودار النشر والجامعة والسينما والمسرح، كما كانت المعارضة والموالاة، والمقاومة والاستسلام، واليمين واليسار، يأتيها المثقّف العربي المنحاز للسلاح مثلما يأتيها المتموّل العربي الذي هرّب رساميله من أنظمة التأميم المتشدّقة بالسلاح، ومعهما يفد السائح العربي والغربيّ. جامعتها اللبنانيّة تمضي في إنتاج نخبة جديدة تكسر المركزيّة الطائفيّة والمناطقيّة لجبل لبنان المسيحيّ، وجامعاتها الأميركيّة واليسوعيّة والعربيّة تفتحها على مصادر التعليم المختلفة في المنطقة والعالم، وبالتالي على أسواق العالم المتعدّدة الشروط والكيفيّات والمطالب. وإذا جاز جمع هذا كلّه في كلمة واحدة، فإنّ تلك الكلمة ستكون الحرّيّة. ذاك أنّ الحرّيّة هي، في النهاية، ما حوّل بيروت موضوعاً قوّيّاً للنوستالجيا، وإنْ أوَّلَها كلّ واحد من الأطراف على هواه.

 

البنتاغون ومرتزقة إردوغان في ليبيا

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

المجاهرة الأولى للإدارة الأميركية بشأن مرتزقة إردوغان في ليبيا، جاءت، وإن كانت متأخرة، بعد تقرير وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بشأن نقل تركيا المرتزقة إلى هذا البلد، حيث كشف التقرير عن حقيقة الجرائم التي يقوم بها الأتراك في ليبيا.

تقرير البنتاغون كشف أن أنقرة نشرت عدداً من الجنود والمستشارين العسكريين الأتراك في ليبيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، وقدرت وزارة الدفاع الأميركية أعداد المرتزقة الذين أرسلتهم أنقرة إلى ليبيا في أشهر يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) ومارس (آذار)، بين 3500 و3800.

وفي آخر تحديث لإحصاء للمرصد السوري عن حجم نقل وانتشار المرتزقة السوريين في ليبيا، كشف أن تركيا نقلت أكثر من 16 ألف مرتزق حتى الآن، من جنسيات مختلفة، وبين المرتزقة 400 طفل تم تجنيدهم، في مخيمات عفرين ومخيمات اللاجئين السوريين، من خلال الإغراء بالمال ومنح الجنسية وتحسين ظروف أهاليهم. رغم محاولات النفي في تقرير البنتاغون بشأن الهوية الإرهابية الداعشية للمرتزقة الذين نقلهم إردوغان، فإنَّ الوقائع على الأرض تعارض ذلك، خاصة بعد القبض على قيادات «داعشية» في صفوف المرتزقة بينهم أبو بكر الرويضاني القيادي الداعشي، الذي ألقت قوات الجيش الليبي القبض عليه، وهو يقاتل في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق.

وحتى لو فرضنا جدلاً أن هوية هؤلاء المرتزقة ليست سياسية أو آيديولوجية، كما حاول تقرير البنتاغون تمرير هذا الوصف عنهم، فإنهم يبقون قتلة مأجورين، ليست لديهم أي انتماءات سياسية أو آيديولوجية، يجمعهم ويحركهم المال، وبالتالي هم مقاتلون بلا قضية، فتدهور الأوضاع المعيشية في سوريا تسبب في تحول كثيرين منهم لمرتزقة للقتال من أجل المال، فالمرتزقة يحصلون على رواتبهم بالدولار تصل إلى 2000 دولار للأفراد، و3 آلاف دولار للقادة. فمشروع الفوضى في الشرق الأوسط بدلاً من أن يجلب الخير والنماء، لبلدان «الربيع» العربي، جلب لهم الفقر والنزوح والملاجئ والقتل، وحولهم إلى مرتزقة مأجورين استخدمهم إردوغان ومن أطلق يده في حروب وقتال لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

وفي سابقة أخرى كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أجهزة الاستخبارات التركية نقلت مئات المسلحين من تنظيمات إرهابية، يحمل معظمهم الجنسية التونسية ومن الحاملين للفكر الداعشي، من الأراضي السورية إلى ليبيا، ووضعتهم قرب الحدود التونسية خلال الأشهر الأخيرة، الأمر الذي لا يمكن تفسيره بعيداً عن الإضرار بالأمن التونسي، في ظل ملامح تهاوي حركة النهضة الإخوانية في تونس.

إردوغان يستخدم المرتزقة في مشروع الغزو التركي لليبيا، وهذا باعتراف البنتاغون بتقرير رسمي، مما يجعله دليل إدانة في أي ملاحقة قضائية لإردوغان، بسبب صناعة الفوضى وتمويل الإرهابيين ونقلهم واستخدامهم في مناطق الصراع، تحقيقاً لمكاسب سياسية واقتصادية.

مجاهرة الإدارة الأميركية بتقرير نقل إردوغان المرتزقة من سوريا إلى ليبيا في هذا التوقيت، لا يمكن فك شفرته وطلاسمه إلا من خلال أنَّ الدور التركي في المنطقة خرج عن المخطط له والمطلوب منه، وبالتالي أصبح من الضروري لجمه، والحد من شروره.

الأزمة الليبية كثر فيها المتفرجون والمتدخلون والمستخدمون لها كورقة ابتزاز في صراعات أخرى، في ظل تراجع وضعف دور عربي فاعل، الأمر الذي حفَّز إردوغان على الحركة والمناورة، وتغاضي أميركي عن أفعاله.

تقرير البنتاغون يعتبر رسالة إدانة واضحة للعبث التركي بإعادة تدوير الإرهابيين، وإشاعة الفوضى في ليبيا.

 

العرب... أمام صورة 20 سنة من الإخفاقات

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

أفترض أننا لو عدنا بذاكراتنا إلى الوراء 20 سنة، هل كنا سنتخيّل أن نجد عالمنا العربي على الحال الذي هو عليه اليوم؟ هل كان سيمرّ في بالنا عام 2000 أن يُقسّم السودان، وتوافق أقوى دول العالم على ضم إسرائيل للجولان، وتنسف عملياً «حل الدولتين» باعترافها بالقدس كاملة عاصمة «أبدية» لإسرائيل؟

هل تصوّرنا تباهي قائد إيراني بأن بلاده تسيطر على أربع عواصم عربية؟ وهل كان وارداً في ذهن أكثرنا تشاؤماً أن تغدو دول عربية تتمتع بثروات نفطية وبشرية هائلة كالعراق وسوريا وليبيا إلى دول فاشلة أو «شبه فاشلة»... يشرّد من أبنائها الملايين، وتتناهشها الميليشيات الأجنبية، فتتحوّل إلى كرة أمام أقدام القوى الإقليمية والدولية الطامعة؟ هل خطر ببال خبراء الشؤون الاستراتيجية أن يصمت العالم على تحوّل جزء من أرض اليمن إلى قاعدة إيرانية تهدّد الملاحة في باب المندب، مثلما يهدد «الحرس الثوري» الإيراني الملاحة في مضيق هرمز؟ بل هل كان ممكناً توقّع صمت دولي مريب على مصادرة طهران القرار السياسي والأمني في لبنان، وهو الذي كان بوابة التفاعل الثقافي والديني بين الشرق والغرب، فيتهدد وجود معاهده الأجنبية العريقة، وتترنح مؤسساته المالية، ويحاصر غول المجاعة سكانه؟

للأسف، هذا الكابوس ما عاد افتراضياً. إنه واقع الحال، ولا نور ظاهراً في أفق المُعالجات والمناورات الدولية.

زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بالأمس، إلى طهران مهمة جداً، وبالأخص، في ظل النفوذ الإيراني الأمني المتنامي في العراق منذ غزو 2003، وقبل أيام من زيارة الكاظمي المرتقبة للولايات المتحدة. ولعل ما يزيد الأمر برمّته أهمية دخول إيران «حالة تجاذب» مع إدارة أميركية جمهورية دشنت عهدها بسحب تأييدها للاتفاق النووي الإيراني. وثمة مَن يتوقع أنها تحرص، خلال الأشهر الأخيرة من فترة حكمها الأولى، على تجنّب نكسات خارجية تفاقم أزماتها الداخلية مع تداعيات جائحة «كوفيد - 19».

الكاظمي هو أول رئيس وزراء عراقي يتمتع بقدر معقول من الاستقلالية وحرية الحركة منذ أطبقت طهران على الحكم العراقي منذ 2005 في فترات حكم إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي وعادل عبد المهدي. والمعروف أنه ما كان الخيار الأول للكتل الشيعية المرتبطة آيديولوجياً وأمنياً ولوجستياً بطهران، بل منهم فئات اتهمته علناً بأنه محسوب على واشنطن. غير أن المشكلة المزدوجة مع الكاظمي هي أنه: أولاً يؤدي دوره مؤقتاً حتى الانتخابات العامة المقرّرة في العام المقبل. وثانياً، أن الجماعات التابعة لإيران تواصل الضغط الأمني بالتوازي مع ترتيبات واشنطن السحب التدريجي لقواتها وتسليم مواقعها للقوات الحكومية العراقية. طبعاً هذا «سيناريو» خطير للغاية طالما أن المعركة السياسية لم تُحسم بعد في بغداد، والمسألة أساساً في العراق - كما هي في لبنان، بل في سوريا وليبيا واليمن أيضاً - ليست أمنية، بل هي سياسية في المقام الأول. ومن دون وضع حد لهيمنة طهران ستكون واشنطن، ومعها الدول الغربية، على وشك إسداء خدمة جديدة لأطماعها الإقليمية. في سوريا تبدو الأمور أيضاً سائرة في اتجاه ما قد يرسم ملامح خريطة نفوذ «تقاسمية» إقليمية، أطرافها روسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة وإسرائيل. ولئن كانت هذه الملامح باتت أوضح في الشمال (حيث ثمة شكل من التنسيق الروسي - التركي والتفاهم الأميركي - الكردي)، فإن علامة الاستفهام الكبيرة تبقى في الجنوب، حيث تتقاطع الحسابات الإيرانية والإسرائيلية... بإشراف أميركي وروسي.

واستطراداً، هناك الحالة اللبنانية.

«حزب الله» اللبناني يتصرّف حالياً وكأنه مسكون بهاجس تعرّضه لـ«حصار» غربي - إسرائيلي يهدّد واقع هيمنته «الاحتلالية» المطلقة على لبنان. ولقد بوغت، حسب رأي البعض، ليس فقط بدعوة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي إلى «حياد» البلد، بل أيضاً باتساع رقعة مؤيدي هذه الدعوة، لا سيما، من غير المسيحيين. والحقيقة، أنه بصرف النظر عن الظاهر، فإن مسألة «حياد» لبنان قديمة العهد، لكنها ما حظيَت بتأييد واسع لكونها كانت على الدوام مطروحة مسيحياً. وعليه، نظرت إليها الطوائف الإسلامية - وحتى نسبة لا بأس بها من المسيحيين أيضاً - على أنها تعني رفض هوية لبنان العربية التي حافظ عليها المسيحيون بثبات إبان الحكم العثماني.

الفارق هذه المرة، هو أن «الحياد» - أو «التحييد» - مطروح اليوم ليس كبديل للعروبة... بل كعملية «إنقاذية» لدعاة «اللبننة» و«العروبة» معاً ضد الهيمنة الإيرانية ثقافة وتنوّعاً وتعدّدية. إنه يأتي ليجمع المؤمنين بـ«لبنانية» البلد وبـ«عروبته» في وجه الذين يريدون له وجهاً آخر ودوراً آخر. وبالتالي، لئن حظيت دعوة البطريرك بتأييد إسلامي واسع، فقد جاء التحفّظ الأقوى عنها من الحليفين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» (التيار العوني). وهذا أمرٌ بديهي مفهوم، لكون مصالح لبنان العربية - ناهيك من هويّته العربية وسيادته الوطنية - لا تحتلّ مكانة عالية في أولويات الحليفين.

ولننتقل إلى ليبيا. وإذا كان اليمن يستحق بحثاً متصلاً لكونه مسرحاً لأطماع إيران، كحال العراق وسوريا ولبنان، فإن الوضع الليبي الأكثر تعقيداً يبدو اليوم مفتوحاً على شتى الاحتمالات. وهذه الاحتمالات كلها تنبع من تقاطع جملة من المصالح وتشابكها، بل وتنافرها، بين قوى إقليمية تعتبر حليفة في هذا الحلف أو ذاك. ويحصل هذا التقاطع في بلد شاسع المساحة وقليل السكان نسبياً، ويتمتع بإمكانيات اقتصادية ضخمة وموقع استراتيجي حساس. على أرض ليبيا تتناقض مصالح قوى إقليمية كانت تعد قريبة من واشنطن، ودول أوروبية شريكة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ولا تبدو واضحة أين تبدأ مصالح موسكو وأين تنتهي مصالح واشنطن. وكل هذا، بينما يتسّع الخرق الداخلي في ليبيا وتظهر التشقّقات بين المكوّنات الجغرافية الثلاث (برقة وطرابلس وفزّان) والاعتبارات بين القبائل الكبرى، والانعكاسات في العمق غير العربي في الغرب (الأمازيغ) والجنوب (التبو والطوارق).

إزاء هذا المشهد المؤلم، لا بد من الإقرار بإخفاقات متمادية أخذت تنعكس نتائجها على أرض عربية صار فيها العرب ضيوفاً... يقرّر مصيرها ويرسم خرائطها ويختار قادتها الآخرون!

 

فكر «الإخوان»

مشعل السديري/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

فاجأ الرئيس التركي إردوغان العالم بتحويل متحف آيا صوفيا بإسطنبول إلى مسجد، بطريقة استعراضية فجّة. وقد اعتبرت المعارضة أن قرار الرئيس هذا ما هو إلاّ توظيف للقضية لتحويل الأنظار عن الإخفاقات الاقتصادية والسياسية لحكومته، وآخرها تدخله الأهوج في ليبيا.

واعترضت على قراره هذا دول عديدة، منها الولايات المتحدة وفرنسا واليونان وبريطانيا وألمانيا وروسيا والفاتيكان، والكنائس الأرثوذكسية حول العالم، واليونيسكو التي ذكرت أن ذلك سوف يثير انقسامات كبيرة، خصوصاً أن السعودية منذُ عهد الملك عبد الله دعت إلى حوار الأديان، والبعد عن أي استفزازات أو صراعات طائفية. وهذه الخطوة الرعناء تأتي خارج سياق مسار التعايش المشترك المسيحي - الإسلامي، والتي كانت أبرز تجلياته بصدور وثيقة الأخوة الإنسانية، التي انتهت باللقاء التاريخي بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر.

فأين إردوغان هذا من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، عندما تسلم مفاتيح بيت المقدس من البطريرك سفرونيوس، قال: يا أهل إيلياء لكم ما لنا وعليكم ما علينا، ثم دعاه البطريرك لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته وأدركته الصلاة وهو فيها فالتفت إلى البطريرك وقال له: أين أصلي، فقال: مكانك صل، فقال: ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجداً، وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى. إن تحويل آيا صوفيا التي بنيت قبل 900 سنة إلى مسجد في هذا الوقت الخطأ، يعتبر ضرباً من الغباء، أو في أهون الأمور هو ضرب من الاستفزاز الذي في غير وقته ولا مكانه، وكأنه تأليب على المسلمين. والتغريدة غير المضحكة هي التي أطلقها الرئيس باللغة العربية لدغدغة مشاعر العرب، وهي نقيضة لتغريدته باللغة الإنجليزية لدعوة السياح لدخولها كمتحف، لتعرفوا أنه يلعب على الحبلين وكأنه في سيرك.

ويا ليت إردوغان مع بعض كبار «الإخوان» يبررون تصريحاتهم التي لا تعارض الشذوذ - وكلها مسجلة - وإليكم ما قاله بالفم المليان:

من الضروري أن نعترف بحقوق المثلية وينبغي أن تكون محمية من قبل القانون في ضوء حقوقهم وحرياتهم الشخصية. ومع شديد الأسف أن القيادي الإخواني راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في تونس، قد أكد أيضاً في حوار أجراه معه الصحافي الفرنسي أوليفيه رافتيلو، أنه يرفض تجريم المثلية الجنسية، معتبراً أن كل شخص حر في ميوله!! فهل ما قاله الاثنان مجرد توارد خواطر، أم أن هذا هو فكر «الإخوان» الشاذ ونحن لا نعلم؟!... يا للمصيبة.

 

نحن وإيران والصين

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

لا أحد يستطيع أن يجادل في أن النموذج الصيني أو «التجربة» الصينية قوة عظمى تتقدم لتشكل قطباً ثنائياً ينافس أو على الأقل يهدد انفراد النموذج الغربي الأحادي الذي قاد العالم لأكثر من أربعة عقود.

و«شوي تشينغ قوه بسام» دبلوماسي صيني سابق وبروفسور في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين كتب مقالاً في جريدة «الشرق الأوسط» يوم الأربعاء الماضي عنوانه «النموذج الصيني يأتي في المستقبل» يقول: «إننا في الصين لسنا سوى (تجربة) ولسنا (نموذجاً) وربما سنصبح نموذجاً في المستقبل»!

طبعاً هذا (التواضع) في الخطاب هو ذكاء دبلوماسي صيني في مخاطبة القارئ العربي الذي ضاق ذرعاً بأسلوب الغرب، خصوصاً «اليسار» المتسلط على العالم، لفرض نموذجه بالقوة وبالإجبار، فيقدم تشوي تشينغ قوه بسام الصين كبلد قوي، لكنه متواضع، يجرب ويحاول ولا يؤمن بتكرار النماذج أو استنساخها حتى على نفسه فما بالك على الآخرين ، مما يطرب الأذن العربية كثيراً.

بالنسبة لنا في العالم العربي، والخليجي منه تحديداً، نرى أن تلك الثنائية القطبية الغربية الشرقية، تأتي لصالحنا، فلا تنفرد أيٌّ من القوتين وتتسلط علينا، بل دائماً ما يكون لدينا الخيار في الانتقاء، ووجود البدائل عامل يجير لصالحنا، أو هذا هو المفروض!

ولن ندخل في جدلية المفاضلة بين القطبين؛ هل الصين نمر من ورق أم قوة عظمى حقيقية؟ والغرب هل هو خالٍ من التعقيدات والمشكلات والصراعات ومستقر أكثر من الصين؟ وأيّ التجربتين أو النموذجين أفضل لقيادة العالم؟ ما يهمنا هو كيف لنا أن نستفيد من هذه الثنائية بما يخدمنا، مع كل الأريحية في الخيارات بلا التزامات عاطفية أو جبرية. وما يهمنا أكثر أن هذا التنافس بين القطبين لا يكون على حساب أمننا والأمن الدولي بشكل عام.

في ظل هذه التساؤلات تسعى الصين لاستغلال الثغرات الأميركية والاستفادة من أخطائها ومن أي انكفاء في أي منطقة تتركها تلك القوة الأحادية القطبية، وهذا ما فعلته مع إيران مؤخراً، ضاربةً بعرض الحائط الدعوة الأميركية لحظر بيع السلاح والعقوبات الاقتصادية عليها.

فتقوم الصين (التجربة) بإلقاء طوق النجاة ومد أنبوب الأكسجين لنظام إرهابي خطير في لحظة حرجة وتتفاوض مع طهران في اتفاق سيستمر لمدة 25 عاماً، إن تحقق، لتعميق التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين.

ففي تقرير بعنوان «التحالف الصيني الإيراني» نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» بتاريخ 17 يوليو (تموز) جاء التالي: «في مقابل ما قد يُستبعد من النفط الإيراني، يمكن للصين أن تستثمر نحو 400 مليار دولار في عشرات المشاريع الصناعية على مدى ربع قرن. وبالإضافة إلى بناء المطارات والسكك الحديدية، يمكن لبكين أن تحصل على معاملة تفضيلية في الموانئ الإيرانية وتطوير مناطق التجارة الحرة في جميع أنحاء البلاد. وقد يعمل النظامان معاً على تطوير الأسلحة مع تعميق العلاقات العسكرية الأوسع نطاقاً».

تلك الاتفاقية ليست انتصاراً صينياً على الولايات المتحدة كما تظن بكين، بل هي هزيمة للأمن الدولي ولمكافحة الإرهاب ترتكبها الصين (التجربة) في حق العالم وفي حقنا كدول خليجية بمنح هذا النظام فرصة كي يلتقط أنفاسه ويستمر في جرائمه وطموحاته التوسعية ضدنا وضد الأمن في المياه الإقليمية الدولية.

إن كانت الصين تدّعي كما جاء في مقال تشوي قوه بسام أنها دولة لا تريد أن تكرر فشل النموذج الغربي في تسلطه كما ذكر «فشل النموذج الغربي المفروض بالقوة أو بإغراءات مادية على دول عديدة في العالم، منها بعض الدول العربية، ومثال على ذلك الوضعُ المأساوي للعراق (النموذج الديمقراطي للشرق الأوسط الكبير) على حد تعبير الإدارة الأميركية في أيام بوش الابن. كما أنَّ الأنظمة العربية الديمقراطية التي أوصلها الربيع العربي إلى سدة الحكم لم تحقق النجاح المرجوّ من الشعوب العربية. وهي حقيقة قد يوافق عليها الجميع في العالم العربي وخارجه». انتهى.

فإن كانت الصين تخاطبنا بهذا المقال فإن تلك الاتفاقية ما هي سوى دعم ومساندة ستسهم في غرق العراق وتدميره ذلك الذي يتباكى عليه تشوي قوه بسام، وتدمير كذلك للبنان وسوريا واليمن وتهديد لدول الخليج ببقاء هذا النظام الإيراني المصرّ على سياسته الإجرامية التوسعية، فتلك الاتفاقية لن تهدد دول الجوار الإيراني فحسب بل ستهددنا ما دامت تُمد المساندة والعون لهذا النظام. أعتقد أننا كعرب بحاجة إلى إقناع العالم، والصين تحديداً، بأن العقوبات الاقتصادية على إيران وحظر بيع الأسلحة لها ليست مصلحة أميركية ولا قراراً أميركياً حتى يكون الانعتاق من التسلط الأميركي هو العنصر أو العامل الوحيد الذي يحرّك القرارات المنافسة، فتختار الصين أن تنفتح على النظام الإيراني مجازفةً بتهديد الأمن الدولي لا الأمن في دولنا الخليجية فحسب.

 

سوريا... ما بعد تهميش المعارضة

فايز سارة/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

كان بين آخر الخطوات المشهودة لتشكيلي المعارضة السورية الرئيسيين، القيام بتبادل الرئيسين فيما بينهما، حيث صار رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة رئيساً للهيئة العليا للمفاوضات، وانتقل رئيس الأخيرة ليتولى رئاسة الائتلاف الوطني، ولم يشرح أحد منهما الأسباب التي تقف في خلفية هذه الخطوة، والتي لم تقابل باستغراب واستهجان الوسط السياسي السوري فقط، بل قوبلت باستنكار شعبي، وصل إلى درجة الشتيمة قولاً وعملاً في مظاهرات نظمها جمهور واسع في إدلب، غنوا فيها: «يلا ارحل يا ائتلاف»، في تقليد واضح لأغنية منشد الثورة الراحل إبراهيم القاشوش: «يلا ارحل يا بشار».

واقع الحال يؤشر إلى بعض ما وصل إليه الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات وعموم قوى المعارضة من تدهور وانحطاط سياسي وتنظيمي، وهو ناتج طبيعي لعاملين أساسيين؛ أحدهما يتعلق بوضع المعارضة على نحو عام، والثاني يتصل بالبيئة المحيطة بالقضية السورية في مستوياتها المحلية والإقليمية والدولية، والتي كانت الحيثيات المتصلة سلبية، بل إنها كانت كارثية خلال السنوات الماضية في أغلب الجوانب، إن لم نقل كلها، ما جعل المعارضة تصل إلى هذا المستوى من التدهور والانهيار والهوان أيضاً.

عندما قامت الثورة عام 2011، كانت جماعات المعارضة شديدة الضعف، ليس فقط نتيجة عيشها الطويل تحت سيف القمع والإرهاب والملاحقات، التي طبّقها نظام البعث بعد استيلائه على السلطة عام 1963، وتشدد حافظ الأسد وابنه من بعده في ممارستها في العقود الخمسة الأخيرة، وإنما أيضاً بسبب بُناها الآيديولوجية والسياسية والتنظيمية التقليدية من جهة وشيخوخة تنظيماتها وقادتها من جهة ثانية، خاصة بعد فشلها في التجاوب مع الحراك الثقافي والسياسي في سنوات ربيع دمشق 2000 - 2005 وسعيه لإحداث نقلات في واقع المعارضة ودورها، وتقصيرها في التجاوب الإيجابي مع مبادرات ومشروعات الإصلاح، التي اصطدمت بتشدد النظام ورفضه العملي للفكرة من أساسها.

وكان من الطبيعي وسط ضعف المعارضة السورية عند انطلاق الثورة، أن تبرز قوتان للمشاركة في قيادة الثورة. وهكذا ظهرت تنظيمات وشخصيات مستقلة من شتات السوريين العالمي الواسع، وظهرت شخصيات وتشكيلات من الحراك الثوري، وكان من الطبيعي، أن تتشارك القوتان مع المعارضة لإطلاق قوة مشتركة، تقود ثورة السوريين لتغيير النظام وتحقيق أهداف الثورة، لكن الظواهر المرضية، التي تنخر الجميع، منعت قيام شراكة عملية ومتوازنة على طريق النجاح، وهذا ما أثبتته تجربة المجلس الوطني السوري في 2011 - 2012، وأكدته لاحقاً تجربة الائتلاف الوطني، وقد سيطرت عليهما تشكيلات استئثارية، كان «الإخوان المسلمون» وتفرعاتهم رأس حربتها وسط دعم إقليمي ظاهر، الأمر الذي لم يؤدِ إلى عزوف بعض قوى المعارضة عن الانخراط في التجربتين فقط، بل إلى خروجات متتالية لشخصيات مستقلة وجماعات معارضة وتنظيمات ثورية من تجربة الائتلاف، ليصير في النهاية حكراً على لون واحد مرتبط بسياسات إقليمية معينة أكثر من ارتباطه بالقضية السورية، على نحو ما يبدو اليوم، وهي حالة تركت أثرها في تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات ومسارها، وجعلت من اليسير أن يتبادل رئيس الائتلاف ورئيس الهيئة العليا موقعيهما في الجهتين كما حصل مؤخراً.

إن المعارضة، سواء لجهة الائتلاف، أو لجهة تعبيرها العام، ممثلاً بالهيئة العليا للمفاوضات، التي تضم الائتلاف وهيئة التنسيق ومنصات القاهرة وموسكو ومستقلين، ما كان لها أن تصبح على ما هي عليه لولا تدهور البيئة المحيطة بعملها، التي يمكن القول إنها كانت سلبية من حيث مقدماتها ونتائجها في مستوياتها الداخلية والخارجية على السواء.

ففي الداخل لم يكن على المعارضة، أن تواجه نظام الأسد وحلفاءه المسلحين حتى أسنانهم فقط، إنماً أيضاً التشكيلات المسلحة، التي بدأت بظاهرة الدفاع عن المتظاهرين السلميين من جماعات الجيش الحر، ثم تطورت إلى تشكيلات عملت على أسلمة الثورة وتطييفها، ومن خاصرتها وبيئتها ولدت جماعات التطرف والإرهاب مثل «داعش» و«النصرة» وغيرهما، والتي لعبت دوراً في إضعاف وتهميش قوى المعارضة والحراك الشعبي والمدني في الداخل، وتصفية الجيش الحر، ما هيّأ الفرصة الفضلى لتكريس حالة الانفصال بين أكثرية السوريين والمعارضة.

وكانت التدخلات الخارجية بين العوامل المهمة في وصول المعارضة إلى ما هي عليه من نتائج، رغم كل ما يقال من دعم سياسي أو مالي أو عسكري قدّمه الخارج لقوى المعارضة، لأن أغلب الدعم لم يكن هدفه مساعدة المعارضة بتقوية نفسها وتحسين أدائها من أجل تحقيق أهدافها، بقدر ما كان هدفه السيطرة عليها، وتوظيفها في إطار حجز مكانة للمانحين في مستقبل سوريا، واستخدام قوى المعارضة ورقة في الصراعات الجارية داخل سوريا وفي محيطها الإقليمي، ولعل واقع حال شمال وشمال شرقي سوريا، بما فيه من قوى تخدم أجندات خارجية، تعبير واضح.

لقد ضيّعت المعارضة، وخاصة «جماعة الإخوان» وشقيقاتها، نفسها وقدراتها، عبر توافقها الآيديولوجي والسياسي مع دول وتنظيمات تجتمع معها في خانة واحدة، أو نتيجة ضغوط بعض الدول، أو بفعل ما اعتبرته «تقاطع مصالح» مع قوى إقليمية ودولية، وبذا فقدت مكانتها المستقلة في قضية تخصّها، وألحقت موقفها بأطراف لا تشكل القضية السورية محور اهتمامها وأساس مواقفها، بل كانت مجرد واحدة من قضايا، يمكن أن يتغير ويتبدل الموقف منها وفق عوامل متعددة.

وسط هذا الوضع المعقد للمعارضة، فقدت الأخيرة بجماعاتها وشخصياتها المستقلة مكانتها وأهميتها ودورها القيادي المفترض في القضية، وصارت في موقع ومكانة شكلية وهامشية، وللحقّ فإن ذلك من بين عوامل إطالة المعاناة السورية، لأن ضعف المعارضة أو هامشية تأثيرها أسقط ثقة الأطراف الإقليمية والدولية فيها وفي احتمال نجاحها في قيادة مرحلة ما بعد الأسد ونظامه.

إن ما آل إليه وضع المعارضة، بات يتطلب سلوكاً سياسياً جديداً من كل الأطراف المتصلة بالقضية السورية، المؤثرة فيها، والراغبة في الذهاب إلى حلّ للقضية، سلوكاً يتجاوز ما يحصل حالياً من شتم وتنديد وتشهير بالمعارضة على نحو ما يفعله أغلب السوريين، وفعالياتهم، وخاصة معارضي النظام، وأيضاً يتجاوز واقع التهميش والإضعاف الذي تمارسه أطراف مصنفة على قوى دعم المعارضة، ووقف حالة تجاهل المعارضة، التي تمارسها غالبية الدول الموصوفة بـ«أصدقاء الشعب السوري». فهذه السلوكيات جميعاً، تساهم في النتيجة ببقاء نظام الأسد، وتطيل زمن معاناة السوريين، وتكلف المجتمع الدولي مزيداً من الفواتير الأمنية والسياسية والاقتصادية، وتناقض مصلحة الأطراف الراغبة في حلّ للقضية السورية، وتعيق إمكانية الحل وتجعل احتمالاته أبعد، ما يتطلب الحاجة إلى سياسات أخرى في التعامل مع المعارضة وجماعاتها، سياسات من شأنها تقوية المعارضة وإعدادها لدور مقبل في القضية السورية، وهو أمر من الصعب أن تقوم به الأطراف المنخرطة بالقضية السورية والمتدخلة فيها، حسب ما أكدته تطورات الأعوام الماضية، ما يؤكد الحاجة إلى طرف في خارجها للقيام بهذا الدور، ولعل الأمم المتحدة هي الطرف الأكثر حيادية والأكثر قدرة، والطرف الذي يملك إرثاً وتجارب وخبرات، وعنده مقاييس موضوعية، يمكن من خلالها إعادة تنظيم وهيكلة وتأهيل المعارضة السورية بشكل يتجاوز سلبيات تجربة جامعة الدول العربية عام 2012، ويفتح أمامها الباب للمساهمة في حلّ القضية السورية، التي لا شك أن حلّها يتطلب وجود المعارضة، وليس بالضرورة وجود النظام!

 

رسالة تهنئة للسيد نصرالله

الكاتب والاديب احمد علي الزين /26 تموز/2020

رسالة تهنئة .  "مبروك عليك  البلاد"، فزت بها كاملة ، من اولها الى اخرها ، بالحرب والسلم، بالعسف والخطف والنسف والنهب والسطو، والاغتيال، وكله مدرج في باب الاجتهاد ومشتقاته.، مبروك عليك البلاد بدل ان تكبر في زمانك ، صغرت بين يديك ! صارت كرة ، تتقاذفها،  تارة بين لبنان و دمشق  ،وتارة بين اليمن وبغداد ، وكثيرا ما اصابت البيوت في بيروت ، فتشظى قلبي ، ولبس اهلي السواد ، يبدو ايها الرجل ، انت مغرم بالحداد فمبروك عليك البلاد. صارت  في زمانك دكانا للخردة، وسوقا للندرة  كسوق الاحد، لبيع مقتنيات البيت، من انية وثياب وكتب واغنيات، وليس من شار، وليس من احد، جعلتها اشبه بما  بقي من ذكرى: صورة لنا على الجدار نبدو فيها كأننا غرباء!!  ابقيتها لي، لانها لاتنفعك،  ليس لحرصك على ما بقي من زمان اهلي، وماذا تفعل بصورة لا نفع بها ولا تباع في سوق المقايضة؟

مبروك عليك البلاد. صارت في زمانك ملاذا للمشعوذات، قارئي الكف والطالع والغيب. لمنتظري المعجزات، للص يختبىء في ثوب زعيم او رئيس، او فقيه او عامل خير، وما شاكل من احتمالات انتحال في الشخصية ، والهوية،

وكله ياتي في باب  الجهاد والاجتهاد. مبروك عليك البلاد. في زمانك صارت بيروت بدون مدينة ورصيف صارت مقهى بدون كرسي، وفرنا بدون رغيف متجرا بدون تجارة، بنايات شاهقات بدون عمارة،

بحرا وشراعا بدون  منارة وصبية بدون حارة وجهات بدون جهة واشارة وصارت مدرسة بدون اولاد مبروك عليك البلاد .

صارت في زمانك صبحا بدون فيروز وليلا بدون قمر وحانة بدون خمر. وكأسا بدون نديم وطريقا بدون وصول

وحزبا  بدون رفاق: ماركسيا بدون ماركس عروبيا بدون عرب، يمينيا بدون يمين يساريا بدون يسار وكنّا نسير الى الامام،

فجئت فامرت الكتيبة: در الى الوراء فكل الوطن الى الوراء دار،  وصرت كالمستجير من الرمضاء بالنار. وصارت القدس التي قتلت اهلي  لاجلها  رهينة  خاطفين، او اكثر: اشكنازي، وفارسي واحيانا تركي، اوافغاني منتحل صفة فلسطيني،

وصرت بلا اهل  بلا جيرة ر،  بلا صحبة ،بلا بيت ، بلا ديار . وصرت حنجرة بدون صوت، وميتا بدون موت اعفني بالله عليك ، من سخطك وحقدك وشرهك ومرضك وغيبك، وصورك وصوتك، وهذياناتك، وصدقك وكذبك،

ارحمني  تعبت منك، تعبت من الهتك وتاويلاتك، حتى الله تعب منك، ارجوك ارحم بلادي واولادي واحفادي...

ماذا اقول لك؟ مبروك عليك البلاد؟ من بقي فيها  صار متسولا او منتحرا او متهما،

وهذا الذ ي لا ملامح له "صاحب السراي الكبير"، الذي احتله مؤخرا، نتيجة عطب بليغ في التاريخ، والذي لا يعرف ان احدا ليس اكبر من بلده،  ولم ينتبه انه صَغُر َاكثر في ايامه، الذي سُميَّ قبل مائة من  السنين، لبنان الكبير.

وذلك المُشفق عليه الجالس في القصر العالي، يبدو لا يبالي، او  يبدو، لم يرسلو اليه التقريرالاخير: أن علينا وعليه  وعلى الوطن السلام...

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البطريرك الراعي: تأييد واسع لطرح الحياد واسترداد السيادة وللعمل معا على إنهاض لبنان عبر مكافحة الفساد وإجراء الاصلاحات بدءا بالكهرباء

وطنية - الأحد 26 تموز 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وعاونه المطرانان حنا علوان ويوسف سويف بمشاركة المطرانين بيتر كرم ومطانيوس الخوري والقيم البطريركي العام الاب جان مارون قويق والقيم البطريركي في الديمان الاب طوني الآغا والاب فادي تابت وأمين سر البطريرك الاب شربل عبيد، في حضور عدد من المؤمنين من مختلف المناطق الذين حرصوا على اتخاذ التدابير الوقائية ووضع الكمامات والتزام التباعد الآمن.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "روح الرب علي، مسحني وأرسلني" (لو 18:4) قال فيها: "الروح القدس، الذي ملأ بشرية يسوع، إبن الله المتجسد، جعله مسيحا نبيا وكاهنا وملكا للعهد الجديد. وأرسله كنبي ليعلن بشارة الخلاص لمنتظري تجليات الله، المعروفين "بالمساكين"، وككاهن ليحرر بنعمة الفداء أسرى الخطيئة، والمظلومين بنير العبودية وقوى الشر، ولينير بنور الحقيقة العميان الذين زاغت عقولهم عنها، وكملك ليدشن زمنا جديدا، قائما على قيم الملكوت، ومقبولا من الله (راجع لو4: 18-19)".

أضاف: "نلتمس بصلاتنا اليوم حلول الروح القدس الذي قبلناه بالمعمودية وبمسحة الميرون التي جعلتنا مسيحيين، مشاركين في رسالة المسيح المثلثة: النبوية بقبول كلام الله والشهادة له بأعمالنا ومواقفنا والكهنوتية بالمشاركة في ذبيحة الفداء ووليمتها، وبضم ذبائح أعمالنا الصالحة وآلامنا وأفراحنا إلى ذبيحة المسيح الشخصية، والملوكية ببنيان ملكوت الله على أرضنا، وهو ملكوت السلام القائم على ركائزه الأربعة: الحقيقة والمحبة والعدالة والحرية.

وتابع: "يسعدنا أن نحتفل بهذه الليتورجيا الالهية معكم، أيها الحاضرون في كاتدرائية الكرسي البطريركي في الديمان، ومعكم، أيها المشاركون عبر وسائل الاتصال ولاسيما محطة تلي لوميار - نورسات. فأنتم في بيوتكم إما لأسباب مرضية وإما تجنبا للتجمعات بسبب وباء كورونا. الذي على ما يبدو راح يتوسع انتشاره من جديد. ولذلك نرى انه من الواجب علينا إعادة التذكير بضرورة اتخاذ التدابير الاحتياطية حماية للجميع، خصوصا في أماكن التجمعات ودور العبادة والصالات الراعوية وخلال المناسبات والاعراس والجنازات. وإنا نواصل صلاتنا الآن، كما في كل مساء، بصلاة مسبحة الوردية، التي يشاركنا فيها عشرات الألوف من المؤمنين والمؤمنات عبر الوسائل الاعلامية. نصلي على نيتين أساسيتين: الأولى، التماس نعمة الشفاء للمصابين بوباء كورونا، وإبادة هذا الفيروس المتزايد الانتشار، وعودة الحياة الطبيعية إلى الكرة الأرضية التي باتت مشلولة ومصابة بأزمة إقتصادية عالمية قاتلة. والنية الثانية التماس خلاص لبنان من الانقسامات الداخلية والفساد المستشري في الإدارات العامة، المتسببة بالأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة للشعب المحروم من خبزه اليومي".

وأردف الراعي: "روح الرب علي، مسحني وأرسلني" (لو 18:4)، نبوءة آشعيا هذه، التي ترقى إلى 700 سنة قبل المسيح (راجع أش 61: 1-2)، تحققت في شخص يسوع كما أعلن في ذاك السبت، بعد أن قرأ النبوءة جهارا في هيكل الناصرة. فلما أغلق الكتاب وأعاده إلى الخادم، وجلس، وعيون الجميع شاخصة إليه، قال: "اليوم تمت هذه الكتابة التي تليت على مسامعكم" (راجع لو4: 20-21). تنطبق هذه النبوءة على كل مؤمن ومؤمنة. لقد نلنا الروح القدس بسري المعمودية ومسحة الميرون، وصرنا شركاء المسيح في رسالته المثلثة: الكرازة بكلام الله (النبوءة)، وتقديس النفوس (الكهنوت)، وتدبير الجماعة المؤمنة ورعايتها (الملوكية).

وتتجدد فينا عطية الروح القدس بالصلاة وقبول الأسرار، ولاسيما سري التوبة والقربان. كما أن الروح القدس يعطى في الأسرار الثلاثة الباقية: مسحة المرضى والزواج والكهنوت. ويعطي الروح في كل سر من الأسرار الخلاصية السبعة نعمة خاصة به، تتعلق بحالة الشخص قابلها، لكي يعيشها بالشكل المرضي لله. أما نعمة سر الكهنوت فتعطي الكاهن والأسقف سلطانا إلهيا لممارسة الكرازة والتقديس والتدبير بشخص المسيح وباسمه.

ولا بد من القول أن الروح القدس يعطى بطرق الله الخفية لكل إنسان، لكي يعيش في مرضاة الله الخالق، بكل ما هو حق وخير وجمال، ولكي يصغي إلى صوت ضميره، الذي هو صوت الله في أعماق كل إنسان؛ ولكي يسعى إلى خلاصه الأبدي باحثا عن إرادة الخالق. إن أول كلمة إلهية في الكتب المقدسة نجدها في سفر التكوين حيث نقرأ في الفصل الأول: "في البدء خلق الله السماوات والأرض. وكانت الأرض خاوية خالية، وعلى وجه الغمر ظلام، وروح الله يرف على وجه المياه" (الآيتان 1 و 2). روح الله هو الروح القدس إياه، مصدر الحياة ومجددها في الأرض، وفي البشرية، وفي كل إنسان. إنها الحياة الطبيعية من الخالق، والحياة الإلهية الجديدة المعطاة من مخلص العالم وفادي الإنسان، يسوع المسيح".

ولفت الراعي الى أن "الأسبوع المنصرم تميز بالمزيد من مؤيدي مشروع نظام الحياد الناشط والفاعل أكان بالكتابات العديدة والغنية في الصحف، أم بتصريحات الرسميين من الصرح البطريركي، أم بتأييدات من خارج لبنان. وبات واضحا أن الهدف الأول والأساس من نظام الحياد الناشط والفاعل بالنسبة إلى الداخل، هو شد أواصر وحدة لبنان الداخلية، وتثبيت كيانه وسيادته واستقلاله، وتعزيز الشراكة الوطنية والاستقرار والحوكمة الرشيدة، في دولة قادرة بقوة الدستور والميثاق والقانون والمؤسسات على الدفاع عن نفسها بوجه أي اعتداء. وبالنسبة إلى الخارج، الحياد هو الابتعاد عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليمية ودولية، وبخاصة تلك التي لها تأثيرات سلبية مباشرة على الاستقرار داخل الدولة.

وصفة الحياد الناشط والفاعل هي التزام لبنان بالقضايا العامة: من سلام وعدالة وحقوق إنسان، وحوار أديان وحضارات، ودور وساطة في النزاعات الاقليمية والدولية، ولاسيما ما يختص بوحدة الدول العربية، والقضية الفلسطينية، وصد الممارسة العدائية من إسرائيل تجاه أهل فلسطين وأرضهم وحقوقهم وتجاه لبنان وأي بلد آخر.

وصفة الحياد الناشط والفاعل هي عودة لبنان إلى دوره التاريخي كجسر بين الشرق والغرب على المستوى الثقافي والاقتصادي والتجاري الذي يمليه عليه موقعه الجغرافي على ضفة المتوسط، ونظامه السياسي بمكوناته الدينية والثقافية، واقتصاده الليبرالي، وانفتاحه الديمقراطي".

أضاف: "في إطار موضوع الحياد الناشط والفاعل، وأوضاع المدارس الخاصة التي تهدد مستوى التعليم والتربية، والحالة الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة، والحاجة إلى الإسراع في إصلاحات الهيكليات والقطاعات المطلوبة من الأسرة الدولية منذ سنتين وثلاثة أشهر في مؤتمر باريس CEDRE لدعم الاقتصاد اللبناني وتعزيزه، أسعدنا بزيارة معالي وزير خارجية فرنسا السيد Jean-Yves Le Drian، يوم الخميس الفائت. وقد أعرب عن دعم فرنسا لمشروع الحياد الناشط والفاعل، وعن مساعدتها المالية للمدارس الكاثوليكية الفرنكوفونية، وعن استعدادها الدائم لمساعدة لبنان بالمبلغ الذي رصده مؤتمر سيدر شرط المباشرة بالاصلاحات. فأعربنا له عن مشاعر الشكر والامتنان. وفي المناسبة نهيب مجددا بالحكومة والمسؤولين السياسيين التعالي على الانقسامات الشخصية، والعمل معا على إنهاض لبنان بإجراء الاصلاحات بدءا بالكهرباء والمكافحة القضائية للفساد المتفشي الذي يتزايد اليوم من دون أي وخز ضمير أو خوف كجريمة فساد المواد الغذائية القاتلة للمواطنين".

وختم الراعي: "نصلي كي يمس الله بقوة روحه القدوس الضمائر والقلوب، ليتوبوا إليه ويعملوا بروح المسؤولية للخير العام، ملتمسين من رحمة الله أن يفتقدنا بمسؤولين يعملون وفق قلبه. له المجد والتسبيح إلى الابد، آمين".

 

المطران الياس عوده  محزن ما سمعناه من أحد المسؤولين الذي نصحنا بمساعدة أنفسنا كي يساعدنا الآخرون اللغة العدائية مرفوضة ومطلوب من حكامنا التقليل من الكلام والنظريات، وعوض البكاء على ما وصلنا إليه، الإنصراف إلى العمل الدؤوب، والبدء بسلسلة إصلاحات تطمئن الشعب وتعيد ثقة الداخل والخارج بلبنان.

وطنية - الأحد 26 تموز 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس. وبعد الإنجيل المقدس ألقى عظة قال فيها: "بداية أود أن أعبر عن أسفي لأن فيروس كورونا عاد للانتشار بيننا، وأصبح يشكل خطرا داهما على مجتمعنا. هذا لأن بعض اللبنانيين لم يدركوا خطورته واستهانوا به ولم يتبعوا إرشادات الأطباء وتحذيراتهم. لذا أتمنى من جميع أبنائنا ومن جميع اللبنانيين اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل الحفاظ على صحتهم وصحة الآخرين، لأن حياتنا أمانة غالية، علينا احترامها والمحافظة عليها. ومن أسمى علامات المحبة الحفاظ على صحة الآخرين وعلى حياتهم. بالإضافة إلى أننا جميعا نرزح تحت أعباء ثقيلة ولسنا بحاجة إلى المزيد. فلنوفر على أنفسنا وعلى وطننا وعلى مستشفياتنا أعباء كلنا بغنى عنها، ولنحافظ على نظافتنا وعلى المسافة الآمنة، ولنتجنب كل ما يمكنه التسبب بالعدوى لنا وللآخرين. صلاتنا أن يترأف الله بنا ويبعد عنا جميعا هذا الداء وكل داء وشر وأذى".

أضاف: "نسمع في إنجيل اليوم عن حادثتي شفاء، الأولى لأعميين، والثانية لأخرس. بداية، إذا تذكرنا حادثة شفاء المجنونين الخارجين من القبور، التي تحدثنا عنها منذ أسبوعين، نجد تشابها مع حادثة اليوم الأولى. هناك، اعترف المجنونان بأن المسيح هو ابن الله، وهنا الأعميان يسميان الرب يسوع "إبن داود". كان المجنونان يعيشان في ظلمة القبور، وهنا الأعميان يعيشان ظلمة عدم الإبصار.

ندرك من الحادثتين المذكورتين أن الظلمة ناتجة من عدم الإيمان. لقد أبصر الأعميان لأنهما آمنا. كانا من اليهود الذين لديهم شريعة يحفظونها منذ الصغر، مع هذا لم يوصلهم الحفظ الحرفي إلى الاستنارة الكاملة. طبعا، ككل سكان تلك المنطقة التي عبر فيها الرب يسوع، كان الأعميان قد سمعا عن المسيح، وأنه ربما يكون هو نفسه يسوع الناصري. إلا أن معلمي الشريعة لم يؤمنوا بهذا الأمر، فنقلوا عماهم وعدم إيمانهم إلى الشعب الذي كانوا مسؤولين عنه. هؤلاء قال عليهم الرب يسوع: "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس، فلا تدخلون أنتم، ولا تدعون الداخلين يدخلون" (مت 23: 13). إذا، الأعميان يمثلان كل الذين يتحررون من رباط الحرفية القاتلة، ويبحثون عن المسيح، فيتعرفون عليه، ويؤمنون به، وينالون الشفاء".

وتابع: "الإيمان ليس نتيجة الشفاء، بل الشفاء يأتي نتيجة للايمان. لهذا لم يبصر الأعميان إلا بعد أن آمنا، وليس العكس. هذا الأمر نجده ملتبسا لدى بعض المؤمنين الذين يطلبون الحصول على أعجوبة لكي يؤمنوا، أو لدى بعض الذين يبنون إيمانهم فقط على ما يسمعون به من العجائب. يقول الرسول بولس: "لأن اليهود يسألون آية، واليونانيين يطلبون حكمة، ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا، عثرة لليهود وجهالة لليونانيين" (1كو 1: 22-23). لقد تجسد ابن الله، وقدم ذاته ذبيحة على الصليب من أجلنا، ومات وقام، ومنحنا أعجوبة دائمة هي جسده ودمه الكريمان اللذان نتناولهما في كل قداس إلهي، ومع ذلك يطلب البعض الحصول على عجائب من بعض القديسين لكي يؤمنوا. عندما التقى تلميذا عمواس بالمسيح لم يعرفاه، لأنهما كانا بعد عالقين في الشريعة والعهد القديم، ففسر لهما كل ما يختص به مبتدئا من موسى (أي التوراة) والأنبياء، أي فسر لهما كل الكتب الشرعية التي يحفظها اليهود، لكن تلميذي عمواس لم يعرفا الرب يسوع إلا عندما بارك الخبز وكسره وناولهما "فانفتحت أعينهما وعرفاه" (لو 24: 13-32)".

وأردف عوده: "العجائب في كنيستنا هي لتشديد الإيمان الذي يكون موجودا أصلا، وربما يضعف بفعل بشريتنا، وليست العجائب ركيزة لإيمان غير موجود يبنى عليها. صخرة إيماننا هي الرب يسوع المسيح، الذي آمن به الأعميان فشفيا نفسا وجسدا. بالنسبة إلى اليهود، الخطأة هم الذين يمرضون، تاليا فإنهم يشفون إذا غفرت خطاياهم. أيضا، بالنسبة إلى اليهود، لا أحد يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده (مر 2: 7). إذا، عندما اعترف الأعميان بقدرة الرب يسوع على شفائهما جسديا، فإن اعترافهما هذا كان يحمل اعترافا آخر ضمنيا بقدرته على غفران خطاياهما، أي بألوهته.

لم يشف المسيح الأعميين أمام الناس، بل داخل البيت على انفراد، كذلك طلب منهما ألا يخبرا أحدا عنه. يعلمنا مسيحنا الرب أن نهرب من المجد الآتي من الجموع. هذا الأمر نفسه يتم خلال سر الاعتراف، عندما يدخل الكاهن بالمعترف إلى البيت (الكنيسة) حيث يمنحه الشفاء بالسلطان المعطى له من الرب: "من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 23).

خرج الأعميان من البيت ونشرا خبر شفائهما، صارا مبشرين بالمسيح. لقد علمنا السيد ألا نمدح أنفسنا، كما علمنا أن نهرب من مديح الناس لنا، وأن نعيد المجد لله. لم يقل الأعميان للناس إنهما أصبحا بارين فشفيا، بل شهرا الرب يسوع، بشرا بما صنعه معهما من عظائم. كثيرون منا ينسبون المجد لأنفسهم، وينسون الله الذي منحهم كل شيء. كثيرون يقودون الناس إليهم بدلا من توجيههم نحو الرب، حتى إن بعض الكهنة يقومون بهذا الأمر غير المبارك. مجدنا لا نحصل عليه من البشر، بل من الرب الذي يكللنا بإكليل المجد إذا رآنا مستحقين له. أما الشعبية التي يعمل البعض على بنائها، فلا توصلهم إلا إلى الهلاك، إلى موت الخطيئة، بسبب الكبرياء التي يعلمنا المسيح، في إنجيل اليوم، أن نتجنبها.

أما شفاء الأخرس الذي يخبرنا عنه المقطع الإنجيلي اليوم أيضا، فيشبه شفاء المخلع الذي أحدروه من السقف. لم يأت الأخرس إلى المسيح من تلقاء نفسه، لأنه ربما اعتقد أنه لن يستطيع أن يفسر للرب ما يريده، بسبب عدم قدرته على الكلام. إلا أن آخرين قدموا الأخرس إلى المسيح، فشفاه بسبب إيمانهم وثقتهم بأنه سيشفى. لقد ظن الشيطان أنه سيمنع الخلاص عن الإنسان إذا أصابه بالخرس، وتاليا يصبح غير قادر على إعلان إيمانه بالله. لكن الشيطان نسي أن البشر مخلوقون على صورة الله، أي ممتلئون من المحبة التي تهزم قوة الشياطين، وتوصل الإخوة إلى الخلاص. هذه المحبة جعلت رفاق الأخرس يقدمونه لينال الخلاص والشفاء فيصبح قادرا بدوره على إعلان إيمانه بالله والتبشير به بلسان طليق".

وقال: "كل الآيات والعجائب التي عاينها الفريسيون والكتبة لم تساعدهم على الإيمان. هذا برهان على أن العجائب ليست معيارا للايمان. عندما شفى الرب المجنونين طرده اليهود من بينهم، واليوم، بدلا من أن يعطوا مجدا لله لأن المرضى قد شفوا ونالوا الخلاص، نسمعهم يقولون على الرب يسوع: "إنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين". يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "يستحيل على الشياطين، كما يقول السيد، أن تطرد الشياطين: فمن عادتها أنها تصفق للشيطان، لا أن تقضي عليه. لكن السيد لم يطرد الشياطين فقط، بل أيضا طهر البرص وأقام الأموات ولجم البحر وغفر الخطايا وبشر بالملكوت وجاء بالناس إلى الآب، وهي أمور لا يبتغيها إبليس، ويعجز عن القيام بها".

وتابع: "في إنجيل متى، يعود المسيح فيشفي إنسانا يجمع بين الجنون والخرس والعمى معا، فيقول عليه الفريسيون الكلام ذاته، عندئذ يجيبهم الرب: "كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت" (12: 25). أليست هذه حالنا في لبنان؟ ألا نشعر بأننا في بيت منقسم على ذاته، في ساحة يتصارع فيها أطراف، كل يسعى إلى مصلحته وما يناسب عشيرته أو قومه أو حزبه؟ ويظنون أن الغلبة ستكون للأقوى، غير عابئين بمصير الوطن والمواطن ولقمة عيشه. لم لا نتعلم من التاريخ؟ لم لا نتعظ من الصراعات والحروب التي عاشها هذا الوطن؟ فلم لا نحمي وطننا بالنظر إلى الداخل لا إلى الخارج، وننصرف معا إلى بناء دولة موحدة قوية بأبنائها، غنية بطاقاتهم، فخورة بمحبتهم لها وانتمائهم إليها وحدها؟ لم لا نبعد أنفسنا عن كل ما يضر بنا وبوطننا؟

حرام تقديم المصالح الخاصة على مصلحة الوطن والشعب. اللغة العدائية مرفوضة في وقت علينا فيه الاتفاق والإلتفاف حول فكرة الوطن الواحد الحر المستقل، الحاضن لأبنائه كلهم. مطلوب من حكامنا التقليل من الكلام والنظريات، وعوض البكاء على ما وصلنا إليه، الإنصراف إلى العمل الدؤوب، والبدء بسلسلة إصلاحات تطمئن الشعب وتعيد ثقة الداخل والخارج بلبنان.

ِمحزن ما سمعناه من أحد المسؤولين الذي نصحنا بمساعدة أنفسنا كي يساعدنا الآخرون، وكأنه يقول لنا إعملوا شيئا لمصلحة وطنكم قبل استعطاء عطف الآخرين".

وختم عوده: "دعوتنا اليوم أن نؤمن بالمسيح، وألا نجرب الرب إلهنا بطلب العجائب. هو كلي الحكمة، ويعرف متى ومع من يصنع العجائب. جهادنا أن نحافظ على إيماننا ثابتا، رغم كل ما نمر به، والله قادر أن يمنحنا كل خير، لأنه كنز الصالحات ورازق الحياة. آمنوا بالله، إعترفوا به، أحسنوا إلى الآخرين، هكذا تكونون أنتم أنفسكم أعجوبة في هذا الدهر، إذا رآكم من ضعف إيمانه يتشدد بكم ومن خلالكم، فنصل جميعنا معا إلى الملكوت المنشود، آمين".

 

حزب «القوات» يصعّد ضد عون ويقترح قانوناً للتعيينات في الوظائف العليا بعد موافقة «المجلس الدستوري» على طعن رئيس الجمهورية بالقانون السابق

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/26 تموز/2020

بدأ نواب حزب «القوات اللبنانية» بتحضير اقتراح قانون معجل مكرر سيتم تقديمه في أول جلسة تشريعية في مجلس النواب، يتضمن آلية جديدة للتعيينات الإدارية في وظائف الفئة الأولى، بعد طعن الرئيس اللبناني ميشال عون، بالقانون الذي أُقر في البرلمان قبل شهرين، ومصادقة المجلس الدستوري على هذا الطعن. وأبطل المجلس الدستوري يوم الأربعاء الماضي، آلية التعيينات التي أقرها البرلمان اللبناني في الجلسة التشريعية الأخيرة التي عُقدت في قصر الأونيسكو في 27 مايو (أيار) الماضي، بناءً على مراجعة الرئيس عون، لأسباب متعلقة «بمخالفته الدستور». ولم يتوقف السجال السياسي منذ ذلك الوقت، وسط اتهامات لـ«التيار الوطني الحر» الذي خالف تصويت الأغلبية النيابية مع القانون، بالسعي للإبقاء على آلية التعيينات قائمة «بما يكرس المحاصصة والزبائنية في الإدارة»، حسبما يقول حزب «القوات اللبنانية».

وردّ المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أمس، على الانتقادات، قائلاً إن رئيس الجمهورية، «عندما امتنع عن توقيع القانون وقرر مراجعة المجلس الدستوري طالباً إبطاله، إنما كان على ثقة بأن في بعض مواده ما يخالف الدستور»، وهو ما دفعه للاحتكام إلى المجلس الدستوري. وقال إن «قرار المجلس الدستوري إبطال القانون أتى ليحسم أي نقاش في الموضوع، دستورياً كان أو سياسياً».

واتهمت رئاسة الجمهورية المعترضين على قرار المجلس الدستوري بأنهم «يُظهرون قصوراً في فهم الدستور اللبناني أو يتجاهلون عمداً ما ينص عليه من مواد لا سيما تلك التي تتعلق بمسؤوليات المجلس الدستوري، بهدف تسييس القرار الذي صدر، مما يستوجب تنبيه هؤلاء إلى أنهم من خلال مواقفهم إنما يطعنون بدور المؤسسة الدستورية». وقالت إن الحملات السياسية والإعلامية التي يشنها المعترضون على إبطال القانون «هي حملات تثير علامات استفهام كثيرة حول أسبابها والغاية من استمرارها، خصوصاً أن قرارات المجلس الدستوري نهائية وغير قابلة لأي نوع من أنواع المراجعة القانونية وملزمة لجميع السلطات». ورأت الرئاسة أن «عدم إقرار آلية التعيينات لا يعني مطلقاً أن الذين سيتم تعيينهم في المراكز الإدارية الشاغرة، لن يكونوا من أصحاب الكفاية والخبرة والمعرفة، بل على العكس فإن هذه المواصفات هي من الثوابت في اختيار الموظفين في الفئة الأولى في الإدارة».

غير أن حزب «القوات»، في المقابل، ذكّر بأن القانون أنجز في لجنة الإدارة والعدل البرلمانية، وصوّت عليه أكثرية النواب، ويرى أن الهدف الأساسي من الطعن «يتمثل في التلطي بالدستور من أجل الاستمرار بسياسة وضع اليد على الإدارة من دون الفصل بين الإدارة والسياسة»، حسبما تقول مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»، وتضيف أن «حشو الإدارة بالأزلام والمحاسيب يعطيهم منفعة سياسية وانتخابية». وقالت إن «العهد ضرب الدولة بالمفهوم الدستوري منذ شهرين حتى الآن بضربتين قاصمتين، أولاهما رفض الرئيس عون توقيع التشكيلات القضائية، وثانيتهما إبطال قانون آلية التعيينات». وقالت المصادر إن «الحرص على الدستور وعدم المخالفات يبدأ بالسهر على تطبيقه ووضع حد للمخالفة الأولى والأساسية التي تتمثل في ازدواجية السلاح على الأراضي اللبنانية» في إشارةٍ إلى سلاح «حزب الله».

ويرى «التيار الوطني الحر» أن هناك مخالفة في القانون تتمثل في سحب حق الوزير المختص بترشيح أسماء للمواقع الشاغرة في الفئة الأولى، ووضعها في عهدة مجلس الخدمة المدنية الذي قد يعتمد نَفَساً سياسياً في الترشيحات، ولا ضمانة لئلا يكون مسيساً بترشيحاته.

لكن اقتراح قانون آلية التعيينات، يكلف 3 جهات بوضع أسماء واختبارها هي: «مجلس الخدمة المدنية» ووزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية والوزير المختص، بحيث تكون هناك آلية واضحة لكيفية استيفاء الترشيحات للشروط ويخضع المرشحون لاختبارات خطية وشفهية، ولا تنحصر الآلية بوضع الوزير المختص سيراً ذاتية للمرشحين ويقدمها لمجلس الوزراء لاختيار شخصيات من ضمنها. وتقول مصادر «القوات» إن استحالة أن تكون الأطراف الثلاثة متفقة على اسم واحد أو اثنين، يلغي ضيق الخيارات أو الاتفاق عليها وراء الكواليس قبل إحضار الأسماء وسيرهم الذاتية إلى مجلس الوزراء.

ولم يتوقف «القوات» عن السعي لإقرار قانون آلية التعيينات عند إبطاله، إذ أخذت كتلة «الجمهورية القوية» بملاحظات المجلس الدستوري «من أجل سد الثغرات التي يتحجج بها البعض»، وأجرت تعديلات على القانون المطعون به لإعداد اقتراح قانون معجل مكرر، سيتم تقديمه إلى المجلس النيابي في أول جلسة تشريعية يُتوقع أن تكون في الخريف المقبل. ولهذا السبب، يجول ممثلون عن «القوات» على الكتل النيابية المؤيدة لآلية التعيينات بغرض عرض المشروع الجديد عليها، وبدأت يوم الخميس الماضي بعرضه على رئيس البرلمان نبيه بري، وستستكمل جولاتها هذا الأسبوع على باقي الكتل السياسية. وتقول مصادر «القوات»: «إننا لن نسكت وسنذهب إلى النهاية لإقرار قانون لآلية التعيينات». وفي المقابل، استغرب عضو تكتل «لبنان القوي» (الذي يضم نواب «التيار الوطني الحر») النائب آدي معلوف «الحديث المستمر عن المحاصصة في كل التعيينات التي تحصل»، وقال: «لا يمكن منع دخول أصحاب الكفايات إلى الدولة بسبب انتماءاتهم السياسية».

 

في لبنان الغباء والإحتلال والفجور والملالوية: شكوى من بلديتي راس أسطا ولاسا ضد التّحريض الطائفي

موقع جبيل اليوم/26 تموز/2020

تقدم رئيس بلدية راس اسطا السيد علي محمد توفيق حيدر احمد ورئيس بلدية لاسا السيد رمزي محمد المقداد ورئيس بلدية علمات الشمالية والجنوبية والصوانه السيد محمد علي كامل عواد بواسطة وكيلتهم المحامية مي الخنساء بتاريخ اليوم الثلاثاء الواقع في 21/07/2020 بشكوى ضد كل من رئيس الاتحاد الماروني العالمي السيد سامي الخوري وقناة ام تي في اللبنانية (M.T.V) ممثلة برئيس مجلس ادارتها السيد غبريال المر والأمين العام للمجلس الأعلى لثورة الأرز السيد عاطف حرب وكل من يظهره التحقيق فاعلا او متدخلا او شريكا او محرضا بموضوع ارتكاب جرائم التهديد، والتحريض، وارتكاب جرائم القدح والذم، وارتكاب جرائم العنصرية والكراهية بحق طائفة بعينها بهدف التهجير، واثارة النعرات الطائفية والتحريض على القتل وارتكاب مجازر بحق ابناء الطائفة الشيعية والاعتداء على امن الدولة وقد سجلت الشكوى اصولاً لدى قلم النيابة العامة التمييزية واحيلت الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان لاجراء

- شكوى مع اتخاذ صفة الادعاء الشخصي  مقدمة من المدعـــــــيين :

1- السيد علي محمد توفيق حيدر احمد بصفته رئيس بلدية راس اسطا

2- السيد رمزي محمد المقداد بصفته رئيس بلدية لاسا

3- السيد محمد علي كامل عواد بصفته رئيس بلدية علمات الشمالية والجنوبية والصوانه

وكيلتهم المحامية مي الخنساء

صورة عن الوكالة ربطاً  

 (مستند رقم -1-)      

المدعى عليهم:

1- رئيس الاتحاد الماروني العالمي السيد سامي الخوري .

2-  قناة ام تي في  اللبنانية (M.T.V) ممثلة برئيس مجلس ادارتها السيد غبريال المر.

3- الأمين العام للمجلس الأعلى لثورة الأرز السيد عاطف حرب .

4- كل من يظهره التحقيق فاعلا او متدخلا او شريكا او محرضا .

الموضوع: ارتكاب جرائم التهديد، والتحريض، وارتكاب جرائم القدح والذم، وارتكاب جرائم العنصرية والكراهية بحق طائفة بعينها بهدف التهجير، واثارة النعرات الطائفية والتحريض على القتل وارتكاب مجازر بحق ابناء الطائفة الشيعية والاعتداء على امن الدولة .

في الوقائع:

عاش سكان مناطق راس اسطا ولاسا وعلمات الشمالية والجنوبية والصوانه على مدى عشرات السنوات عيشة محبة وود وكانت خير مثال للوحدة بين ابنائها من كافة الطوائف ، تميزت خلال الحرب اللبنانية بالسلم الأهلي والتعايش الاسلامي- المسيحي، وحضنت أبناءها الذين عاشوا بسلام، على الرغم من الخلافات الطائفية والسياسية وحرصت البلديات على وضع خطة استراتيجية كفيلة بتامين الإستمرارية بالعيش المشترك لتنتقل هذه الظاهرة من جيل الى جيل  مع التأكيد على حرية ممارسة الشعائر الدينية فالوطن والمنطقة هي لجميع اللبنانين دون استثناء ،  حتى ان هذه المناطق لطالما حسدت على المحبة والترابط بين اهلها لانها كانت ولا تزال مدرسة للحوار والتعايش والمحبة بين ابنائها وسكانها، وبقي الرأي الحر سائداً ، فكل شخص حر بمن يؤيد من السياسين وبالتالي لم تفرق السياسة ابناء المناطق .

  منذ فترة دأب بعض الاشخاص على اثارة النعرات الطائفية في المنطقة وتاليب الراي العام المحلي والدولي ضد سكان المنطقة من الطائفة الشيعية في البلديات التابعة للجهة المدعية ، حيث بات واضحا ان هنالك مخطط كبير لتفريغ المنطقة من سكانها الاصليين ،والتحريض على قتلهم وهذه الهجمة البربرية ذكرتنا بتهجير سكان اميركا الاصليين اي ( الهنود الحمر ) حيث قام الوافدون الى الاراضي الاميركية بقتل السكان الاصليين والايحاء بانهم يشكلون خطرا على العالم  كون الهنود الحمر وحسب زعمهم يحملون اسلحة ويهددون بها ...؟؟؟؟!!!

نفس الاسلوب يعتمد اليوم مع سكان البلديات المدعية اي ضد ابناء الطائفة الشيعية ، حيث بات الشيعة في المنطقة يعيشون حالة رعب حقيقي من المخطط الذي يفبرك لهم ولعوائلهم ...!!

وكما ذكرنا سابقا فان الهجمة اللاخلاقية بدأت منذ فترة واشتددت في الايام الاخيرة بايعاز غربي وتخطيط اقل ما يقال به انه لا يتوافق مع طبيعة شعبنا .

وان الشكوى مبنية على اسس ودلائل مؤكدة حيث بدات القصة من واشنطن حيث صرح المدعى عليه الاول رئيس اﻻتحاد الماروني العالمي المدعى عليه السيد سامي الخوري من واشنطن بأن اجتماعات ومباحثات تجري مع شخصيات مارونية عالمية، خاصة في دول القرار، لتنفيذ القرارات الدولية، وعلى راسها قرار مجلس اﻷمن الدولي  1559 ، بصورة تدريجية على اﻷرض، وذلك قبل حصول اي تحركات كبرى قد تشهدها المنطقة ربما تؤدي إلى توتر بين السكان المحليين.

وصدر بيان عن التصريح يشير الى ان البحث يدور حاليا حول تسلم  الجيش اللبناني السيطرة الكاملة على موضوع اﻷمن في منطقة دير عنايا مار مارون وذلك بسحب كل المسلحين وخاصة التابعين لجهاز مخابرات حزب ﷲ وكافة اﻷسلحة الثقيلة، من قرى راس اسطا وعلمات وجعل هذه المنطقة خالية من اي سبب للتوتر قد يحصل وذلك لكثرة الزوار الذين يترددون اليها، ومن منطقة كفرسالة على الساحل على أطراف عمشيت،  كما طرحت الخطة شمل منطقة ﻻسا ايضا حيث جرت بعض المناوشات مؤخرا، خاصة عندما تعرض مواطنون موارنة للضرب ومنعهم من زراعة أراض تملكها المطرانية المارونية هناك، وما زاد اﻷجواء سوء، قيام جهاز حزب ﷲ اﻷمني يومها بنشر مسلحين في المنطقة واعتماد ممثله لهجة عدائية.

وقال البيان: “يعتمد حزب ﷲ، الذي صرح أمينه العام عدة مرات بأن مناطق جبيل وكسروان هي مناطق شيعية يجب أن تعود تحت سيطرة الشيعة، على خطة قوامها تجنيد عناصر من القرى الشيعية في هذه المناطق وتدريبها لفرض السيطرة الكاملة حين يطلب إليهم ذلك. ومن الجدير ذكره أن هذه المنطقة لم تشهد إي توتر طيلة الحرب اللبنانية وسيطرت القوى المسيحية فيها حيث كان سكان القرى الشيعية يعتبرون مواطنين موالين.”

وأضاف البيان: “تعتبر القيادات المارونية بأن أمن السكان الشيعة في مناطق جبيل وكسروان هي مسؤولية محلية مشتركة ﻻ يجب أن تكون موضع مساومة وﻻ سبب يمس باستمرارية وجودهم وتعاونهم مع بقية أبناء المنطقة.”

وان هذا البيان قد صدر بتاريخ 30/06/2020 ( صورة عنه ربطا )- مستند رقم (2)

ولا ندري ما هو الرابط بين سلاح المقاومة وبين القرار 1559 وبين سكان المنطقة من الطائفة الشيعية   لا نفهم من الموضوع الا ان هنالك من يعد بشكل متقن ومدروس وتخطيط دولي لعملية تهجير لابناء الطائفة الشيعة منطقة تلوى المنطقة ...على سياسة كسر ربطة العصي التي لم تكسر دفعة واحدة القيام بكسر كل عصا على حدة ، وهكذا وباعتقادهم كما استطاع الوافدون في الولايات المتحدة الاميركية القضاء على السكان الاصليين من الهنود الحمر ..فانهم سينجحون بفعلتهم ... مع محاولة الايحاء بان المنطقة مدججة بالسلاح الثقيل ...!!؟؟ الى اخر الرواية رغم ان العكس هو الصحيح حيث ان كافة المؤشرات والمعلومات تشير الى ان هنالك عملية تسلح للهجوم على ابناء الطائفة الشيعية وقتلهم وتهجير من ينجو بعمية غدر وتحت ستار تطبيق القرار 1559 ......!!؟؟

ونذكر المدعى عليهم ومن يخطط معهم ان سكان تلك البلديات هم من اصول لبنانية اباً عن جد... وليسوا دخلاء .

ولان الامر يحتاج الى الاعلام فان المدعى عليها الثانية قناة ال MTVتبنت الموضوع وبدات تروج وتهيأ الراي العام المحلي والدولي لتغطية المجزرة التي يعد لها لقتل وتهجير ابناء الطائفة الشيعية في المنطقة من خلال  الايحاء انهم برابرة يحملون اسلحة ..ثقيلة .. الى اخر الرواية.

وهكذا كانت المدعى عليها الثانية الوسيلة الاعلامية التي قامت وبعد ايام قليلة باعداد برنامج تحريضي من الدرجة الاولى ضد المقاومة اللبنانية وضد سكان المنطقة من الطائفة الشيعية مكررة كافة اقوال المدعى عليه الاول واستضافت لهذه الغاية المدعى عليه الثالث الامين العام للمجلس الاعلى لثورة الارز السيد عاطف حرب وهو المقرب من الرئيس الاميركي دونالد ترامب حيث قاد لواء حملته الانتخابية وبالتالي هو احد الاشخاص الذين يقومون بالتحريض على المقاومة وعلى الطائفة الشيعية في لبنان لا لشيء الا لانها هزمت العدو الصهيوني في وقت كانت بعض الدول الغربية المناصرة لاسرائيل تكاد تحتفل بالنصر الصهيوني لولا همة وقوة المقاومة اللبنانية .

 ربطاً قرص مدمج للمقابلة التلفزيونية يبين دور المدعى عليهم مستند رقم (3)

في القانون:

ان الجرائم المرتكبة من قبل المدعى عليهم  ينص عليها قانون العقوبات اللبناني بموجب المواد 271و 274 و288 و295 و308 و 317 .

وتنص هذه المواد على ما حرفيته: -

المادة 271- معدلة وفقا للمرسوم الاشتراعي 112 تاريخ 16/9/1983

يتم الاعتداء على أمن الدولة سواء كان الفعل المؤلف للجريمة تاماً أو ناقصاً أو في طور المحاولة.

المادة 274- كل لبناني دس الدسائس  لدى دولة أجنبية أو اتصل بها ليدفعها إلى مباشرة العدوان على لبنان أو ليوفر لها الوسائل إلى ذلك عوقب بالأشغال الشاقة المؤبدة.

وإذا أفضى فعله إلى نتيجة عوقب بالإعدام.

المادة 288- يعاقب بالاعتقال المؤقت:

من خرق التدابير التي اتخذتها الدولة للمحافظة على حيادها في الحرب.

من أقدم على أعمال أو كتابات أو خطب لم تجزها الحكومة فعرض لبنان لخطر أعمال عدائية أو عكر صلاته بدولة أجنبية أو عرض اللبنانيين لأعمال ثأرية تقع عليهم أو على أموالهم.

المادة 295- من قام في لبنان في زمن الحرب أو عند توقع نشوبها بدعاية ترمي إلى أضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية عوقب بالاعتقال المؤقت.

المادة 308- يعاقب بالأشغال الشاقة مؤبداً على الاعتداء الذي يستهدف إما إثارة الحرب الأهلية أو الاقتتال الطائفي بتسليح اللبنانيين أو بحملهم على التسلح بعضهم ضد البعض الآخر وأما بالحض على التقتيل والنهب في محلة أو محلات، ويقضي بالإعدام إذا تم الاعتداء.

المادة 317- معدلة وفقا للقانون تاريخ 1/12/1954 والقانون 239 تاريخ 27/5/1993

كل عمل وكل كتابة وكل خطاب يقصد منها أو ينتج عنها إثارة النعرات المذهبية أو العنصرية أو الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الأمة يعاقب عليه بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات وبالغرامة من مئة إلى ثمانمائة ألف ليرة وكذلك بالمنع من ممارسة الحقوق المذكورة في الفقرتين الثانية والرابعة من المادة 65 ويمكن للمحكمة أن تقضي بنشر الحكم.

لذلــك، فإنني جئت بوكالتي اتقدم من نيابتكم الموقرة بهذه الشكوى متخذة صفة الادعاء الشخصي طالبةً التحقيق بها واتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة  لتوقيف المدعى عليهم وكل من يظهره التحقيق فاعلاً او متدخلاً او شريكاً او محرضاً بالجرائم المدعى بها نظراً لخطورة الموضوع ولان الامر يتعلق بجريمة ابادة من الدرجة الاولى يعد لها بتخطيط خارجي وداخلي وهذا الامر قد يكون سبباً في نشوء حرب اهلية جديدة عمل ويعمل الشعب اللبناني على تحاشيها، وبالتالي تحميل المدعى عليهم ومن يظهره التحقيق كامل الرسوم والمصاريف والنفقات واتعاب المحاماة.

بيروت في: 21/07/2020    

مع التحفظ والاحترام

  بالوكالة

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 26-72 تموز/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

محور الممانعة وحزب الله الإرهابي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وإنسانية وحقوق.

الياس بجاني/26 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86437/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b9%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84/

دون ذمية أو مواربة فإن محور نفاق ودجل ما يسمى مقاومة وممانعة الذي اخترعه الملالي خدمة لمشروعهم التوسعي والمذهبي والدكتاتوري والإرهابي يستعمل ببغائية مملة رايات تحرير القديس ورمي اليهود في البحر للنفاق والدجل.

فلسطين في ثقافتهم المرّيضة والواهمة هي سلعة تجارية لا أكثر ولا أقل.

 

 كيف هاي؟!!!’بِدّك تسكّر بَلَد مْفَلَّس ما تركتوا فيه شِي مفتوح؟!!

المخرج يوسف ي.الخوري/26 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88860/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%87%d8%a7%d9%8a%d8%9f%d8%a8%d9%90%d8%af%d9%91%d9%83-%d8%aa/

 

 

في لبنان الغباء والإحتلال والفجور والملالوية: شكوى من بلديتي راس أسطا ولاسا ضد التّحريض الطائفي/موقع جبيل اليوم/26 تموز/2020

تحرّك أميركي قانوني ضد رؤساء بلديات في قضاء جبيل حليفة لحزب الله/موقع جبيل اليوم/26 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88864/%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%a8%d8%a7%d8%a1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%ac%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84/

 

 

*IDF ups alert in Northern Command over concerns of Hezbollah terror attack

جيرازولم بوست: الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب عالية على الحدود مع لبنان تحسباً لهجمات قد يقوم بها حزب الله

*Israeli Army Masses Forces in Golan Heights, Near Borders with Lebanon

*جنرال إسرائيلي: نخشى أن يأتي اللبنانيون للبحث عن رزقهم عندنا

*نتنياهو “يحذر” لبنان وسوريا: سنرد على أيّ تهديد!…و التأهب العسكري الإسرائيلي على الحدود قد يبقى لفترة طويلة/روسيا اليوم/26 تموز/2020

*تأهب إسرائيلي على الحدود مع سوريا ولبنان

*خشية رد محتمل من حزب الله.. إسرائيل تستنفر جيشها وتتوعد سوريا ولبنان/الجزيرة + وكالات/26 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88866/%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%aa%d8%a3%d9%87%d8%a8-%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84/

 

 

 

المطران عوده: محزن ما سمعناه من أحد المسؤولين الذي نصحنا بمساعدة أنفسنا كي يساعدنا الآخرون اللغة العدائية مرفوضة ومطلوب من حكامنا التقليل من الكلام والنظريات، وعوض البكاء على ما وصلنا إليه، الإنصراف إلى العمل الدؤوب، والبدء بسلسلة إصلاحات تطمئن الشعب وتعيد ثقة الداخل والخارج بلبنان/وطنية – الأحد 26 تموز 2020

البطريرك الراعي: تأييد واسع لطرح الحياد واسترداد السيادة وللعمل معا على إنهاض لبنان عبر مكافحة الفساد وإجراء الاصلاحات بدءا بالكهرباء/وطنية – الأحد 26 تموز 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88875/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%8a%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%b9-%d9%84%d8%b7%d8%b1%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7/

 

 

حزبالا وقدرة البيئة الحاضنة على التحمل

الكولونيل شربل/27 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88878/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a7-%d9%88%d9%82%d8%af%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

*ما نخافه على شركائنا بالوطن وأحبائنا من أبناء “البيئة الحاضنة” أن يستعملهم الحزب كوقود جديد في حربه المطلوبة من الأسياد.

*فالكل بات يعرف بأن تهديدات اسرائيل تزيد، وعقوبات الولايات المتحدة تكبر، والمواجهة بين إيران وهؤلاء قد تحدث في اي وقت.

*فهل يكون أبناء الطائفة الشيعية وقودا لها هذه المرة أيضا؟ ومن سيدفع لهؤلاء، الذين اصبحوا كبقية اللبنانيين فقراء بالفعل، إذا ما أصبحوا بدون بيوت؟ والعرب لن يسهموا باي إعمار. وإيران تكاد أن تختنق بالعقوبات. والأسد أختنق منذ زمن.

*فعلى من الاتكال؟ وإذا كانت صواريخ الحزب هي لتوازن الرعب، كما يقول “السيد البطل”، فهل يمكن أن تصبح هي قاتلة الأهل يوم تنفجر في مخازنها بين البيوت والأحياء السكنية؟ وأين سيهرب الشيعة الذين لم يتركوا لهم صديقا في الجوار إن في الداخل أو في الخارج؟

أبعد الله الأفكار السيئة وألهم الكل الاتزان والتبصر فالآتي أصعب، وعلينا أن نعرف أن الشعارات والبطولات الفارغة لم تطعم رغيفا في فنزيلا أغنى بلدان النفط، ولا في إيران، فكيف لنا نحن اللبنانيين، والوضع معروف، أن نتبجح وندخل في نفق أقل ما يقال فيه بأن الكل ينتظرنا ليشمت بنا يوم ندخله…

 

 

 

 

مواطن شجاع وصادق يحكي حال وجع ومعاناة كل اللبنانيين

الياس بجاني/26 تموز/2020

تحية لهذا المواطن اللبناني الشريف والصادق الذي يعبر بوجدان وضمير وعن وجع عما يعاني منه شعب بأكمله جراء ممارسات وكفر وطروادية قادة تجار ومرتهنين للخارج يتاجرون بمصير ولقمة وعيش وأمن وسلام اللبنانيين... هذا المواطن الشجاع هو نموذج لكل أحرار وشرفاء لبنان. يبقى أنه بوجود هكذا شرفاء  أحرار وصادقين لبنان سوف يتحرر ونهاية الظلم والظالمين وتجار المقاومة إلى نهاية حتمية.

https://www.facebook.com/100008432948054/videos/2495075570783517/